You are on page 1of 18

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫المركز الجامعي ‪ :‬عبد الحفيظ بوالصوف ميلة‬


‫المعهد ‪ :‬العلوم االقتصادية و علوم التسيير‬
‫قسم ‪ :‬علوم التسيير‬
‫تخصص‪ :‬إدارة مالية‬
‫الفوج‪03 :‬‬

‫عنوان البحث‪:‬‬
‫هيئات دعم وتمويل المقاوالتية ودورها في نجاح‬
‫المشاريع االستثمارية للطلبة‬

‫أعضاء البحث‪:‬‬
‫ـ ريان فنور‬
‫ـ بوالعيش رميساء‬
‫ـ بالخير أسامة‬
‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬
‫د‪ .‬بوالريحان‬

‫السنة الدراسية ‪2022/2021 :‬‬


‫خطة البحث‪:‬‬
‫مقدمة ‪.......................................................................‬ص‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬هيئات الدعم المقاوالتي ودوره في نجاح االستثمار‬
‫المطلب األول‪ :‬التمويل عن طريق البنك ودوره‪........................‬ص‪4‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬التمويل عن طريق بورصة األوراق المالية ودوره‪...‬ص‪6‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التمويل عن طريق االستئجار ودوره‪.................‬ص‪6‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬االئتمان االيجاري واالئتمان التجاري‪.................‬ص‪8‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التمويل عن طريق وسائل الدعم المالي الحكومي‬
‫المطلب األول‪ :‬التمويل عن طريق ‪ ANADE‬ودوره‪..................‬ص‪10‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل عن طريق ‪ CNAC‬ودوره‪...................‬ص‪12‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التمويل عن طريق ‪ ANGEM‬ودوره‪................‬ص‪12‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التمويل عن طريق شركات رأس مال المخاطر‪......‬ص‪13‬‬

‫الخاتمة‪.....................................................................‬ص‪16‬‬
‫قائمة المراجع‪.............................................................‬ص‪17‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن التمويل بمثابة الضالة التي تنشأ منها جميع المشروعات‪ ،‬سواء كانت مملوكة من أشخاص طبيعيين أو اعتباريين‪،‬‬
‫فالمشروع يحتاج إلى التمويل من بدايته وطول فترة حياته حتى يستطيع مواجهة التغييرات االقتصادية واالجتماعية التي‬
‫تحيط بالمشروع‪ ،‬ويرى علماء االقتصاد واإلدارة المالية أن تمويل المشاريع عملية مستمرة وتعتبر من أعقد المشكالت‬
‫التي تواجه القائمين على هذه المشاريع‪.‬‬

‫وألن البحث عن مصادر التمويل المناسبة للمؤسسات يعد من المواضيع التي تواجه مالكيها ومسيرتها خاصة في ظل‬
‫محدودية البدائل المتاحة لعدة اعتبارات‪ ،‬وبما أن التمويل يعتبر من ضمن البدائل التي تتوجه لها المؤسسات‪ .‬فهو يعتبر‬
‫من أهم الخدمات البنكية التي تقدمها البنوك التجارية‪ ،‬حيث يساهم في توجيه النشاط االقتصادي نحو المشاريع‬
‫االستثمارية ب شكل عام والمشاريع االستثمارية اإلستراتيجية بشكل خاص التي يفتقر إليها البلد‪.‬‬

‫ولغرض معالجة هيئات الدعم والتمويل المقاوالتي وعرض أهم النقاط واألساسيات التي يتم بها ارتأينا تقسيم هذا‬
‫الفصل كالتالي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬هيئات الدعم المقاوالتي ودوره في نجاح االستثمار‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التمويل عن طريق وسائل الدعم المالي الحكومي‬

‫ومن خالل بحثنا نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما هي هيئات دعم وتمويل المقاوالتية ودورها في نجاح االستثمار‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬هيئات الدعم المقاوالتي ودوره في نجاح االستثمار‬
‫سنتطرق في المبحث األول إلى أربع مطالب حيث نذكر فيها ما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التمويل عن طريق البنك ودوره‬


‫يمثل التمويل البنكي الشكل التقليدي والمعروف لتمويل المؤسسات‪ ،‬حيث يبقى الجهاز البنكي الملجأ األول للحصول‬
‫على الموارد المالية‪ ،‬لذا تعتبر البنوك مصدرا أساسيا لألموال بالنسبة ألغلب المؤسسات الخاصة في الدول النامية لعدم‬
‫توفر مصادر أخرى للتمويل‪ ،‬ويعتبر أيضا المصدر األساسي في تمويل التنمية االقتصادية الوطنية‪.‬‬

‫قبل التطرق لمفهوم التمويل البنكي وأهميته‪ ،‬سوف نتعرف على التمويل بصفة عامة‪ ،‬حيث يعرف التمويل بأنه اإلمداد‬
‫باأل موال في أوقات الحاجة إليها‪ ،‬وهذا التعريف يتكون من عناصر مختلفة كتحديد دقيق لوقت الحاجة له‪ ،‬والبحث عن‬
‫مصادر األموال‪ ،‬باإلضافة إلى المخاطر التي تعترض أي نشاط يزاوله اإلنسان‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التمويل البنكي‪ :‬يعتبر التمويل البنكي أحد أهم مصادر التمويل الخارجي للقطاعات االقتصادية العامة‬
‫في إطار االقتصاد الوطني ولذلك يعرف التمويل البنكي على أنه ‪:‬‬

‫هو ذلك التمويل الذي يتم عن طريق الجهاز المصرفي المحلي‪ ،‬الذي يعتبر المصدر األساسي في تمويل التنمية‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية الوطنية‪.‬‬
‫عملية التمويل البنكي هي قيام البنوك بتوفير احتياجات األفراد والمؤسسات والحكومات من الموارد المالية التي‬ ‫‪‬‬
‫من شأنها أم تعمل على توفير المقومات األساسية‪ ،‬لبناء المشروعات االقتصادية االستثمارية‪ ،‬ودعمها‬
‫وتنميتها‪ ،‬وذلك بما يتالءم وأهداف النظام االقتصادي والخطة االقتصادية للدولة في توفير متطلبات النهوض‬
‫‪2‬‬
‫بواقع االقتصاد‪ ،‬بجميع قطاعاته في كل البلدان النامية والمتقدمة‪ ،‬عن طريق القروض أو ما يسمى باالئتمان‪.‬‬
‫تزويد األفراد والمؤسسات والمنشآت في المجتمع باألموال الالزمة‪ ،‬على أن يتعهد المدين بسداد تلك األموال‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫وفوائدها والعمالت المستحقة عليها والمصاريف دفعة واحدة‪ ،‬أو على أقساط في تواريخ مستحقة‪.‬‬
‫هو الدور التي تلعبه البنوك في االقتصاد الوطني بصفتها وسيطا أوليا بين المدخر والمستثمر‪ ،‬فمدخرات‬ ‫‪‬‬
‫األ فراد تجتمع لدى هذه البنوك في صورة ودائع‪ ،‬وبالتالي تتوفر البنوك على رصيد قابل لإلقراض مرة أخرى‬
‫‪4‬‬
‫إلى المستثمر لتمويل عملياته االستثمارية ‪.‬‬

‫ومنه يمكن تعريف التمويل البنكي بأنه مختلف القروض التي يقدمها الجهاز المصرفي الذي يعتبر المصدر األساسي‬
‫في تمويل التنمية االقتصادية الوطنية إلى المؤسسات التي تكون في حاجة إليه إما لخلق مؤسسات جديدة أو لتوسيع‬
‫استثماراتها أو كل أزمة سيولة أنية تمر به‪.‬‬

‫‪ 1‬مريم العمري‪ ،‬مفاضلة المؤسسات بين التمويل المصرفي عن طريق قرض إيجار‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر لعلوم التسيير‪ ،‬تخصص مالية تامين تسيير المخاطر‪،‬‬
‫جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،2013-2012 ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪ 2‬طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2003 ،‬بدون صفحة‪.‬‬

‫‪ 3‬مصطفى رشيد شيخة‪ ،‬النقود والمصارف و االئتمان‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1990،‬ص‪.125‬‬

‫‪ 4‬زبير عياش‪ ،‬تأثير تطبيق اتفاقية بازل‪ 2‬على تامين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬حالة والية أم البواقي‪ ،‬أطروحة نيل شهادة الدكتورة لعلوم التسيير تخصص‬
‫مالية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،2012-2011 ،‬ص‪.40‬‬

‫‪ 5‬سوقي بورقبة‪ ،‬التمويل في البنوك التقليدية والبنوك اإلسالمية دراسة مقارنة من حيث المفاهيم واإلجراءات والتكلفة‪ ،‬علم الكتب الحديث للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2010‬بدون صفحة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية التمويل البنكي‬
‫تعتبر البنوك من أهم المصادر التي تلجأ إليه القطاعات االقتصادية لمباشرة العمليات اإلنتاجية االستهالكية تمامها‪،‬‬
‫والتي تتم على مستوى االقتصاد ككل‪ ،‬فاالقتصاد الحقيقي يحتاج إلى التمويل ككل تتم دورة اإلنتاج والتسويق‪ ،‬وتبدو‬
‫أهمية التمويل البنكي واضحة في االقتصاديات الحديثة‪ ،‬فاإلنتاج الحديث يحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة إلقامة‬
‫المشاريع اإلنتاجية الكبيرة‪ ،‬حيث أنه من النادر أن يملك المنتج ولوحده هذا القدر الضخم من األموال‪ ،‬وهكذا فاإلنتاج‬
‫الكبير والحديث لم يكن ليوجد لوال االئتمان الذي توفر البنوك قدرا كبيرا منه ألصحاب الفعاليات االقتصادية من أفراد‬
‫ومؤسسات وحكومات‪ ،‬والذي ال يفيد المنتج فقط بل المدخر أيضا الذي غالبا ما يقو م باستثمار أمواله عن طريق البنوك‬
‫‪1‬‬
‫التي من المفترض أن توجهها إلى أفضل أوجه االستثمار‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ولذلك تكمن أهمية التمويل البنكي في ما يلي‪:‬‬

‫من وجهة نظر البنك فان االئتمان يشكل النشاط الذي يرتبط باالستثمار األكثر جاذبية له ومن خالله يستطيع‬ ‫‪‬‬
‫البنك التجاري أن يضمن االستمرارية والنمو ويضمن القدرة على تحقيق مجموعة األهداف التي يسعى لتحقيقها‪.‬‬
‫يعد التمويل البنكي نشاطا اقتصاديا في غاية األهمية لما له من تأثير متشابك ومتعدد األبعاد على االقتصاد‬ ‫‪‬‬
‫القومي كونه يعتبر من أهم مصادر إشباع الحاجات التمويلية لقطاعات النشاط االقتصادي المختلفة ‪.‬‬
‫توفير رؤوس األموال الالزمة إلقامة المشاريع اإلنتاجية واستمرارها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق نسبة عالية من النمو االقتصادي بالنسبة لمختلف القطاعات االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التخفيف الكبير من حدوث البطالة والفقر‪ ،‬وذلك من خالل توفير منافذ لجميع الموارد االقتصادية بما فيها من‬ ‫‪‬‬
‫العنصر البشري المنتج والمبدع ‪.‬‬
‫تحقيق درجة عالية من العدالة االجتماعية واالقتصادية في التنويع‪ ،‬وإشباع الحاجات األساسية للمواطنين بأسعار‬ ‫‪‬‬
‫يمكن لألغلبية دفعها‪ ،‬وذلك بما يتناسب مع الظروف والمتغيرات العالمية وبما يضمن االنخراط في واقع‬
‫المجتمع العالمي ‪.‬‬
‫تعزيز األمن القومي السيما في ظل المتغيرات االقتصادية الدولية الحالية والمتمثلة بتعدد األقطاب االقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫والتكتالت الكبيرة ‪.‬‬
‫تمويل عجز الموازنة العامة وتعتبر مصادرها من المصادر الداخلية والذي تلجأ إليه الدولة عند دعم كفاية‬ ‫‪‬‬
‫إيرادات المصادر التقليدية من الضرائب ورسوم وقروض لتغطية النفقات العامة لهذه الدولة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دور التمويل البنكي‪:‬‬


‫‪ /1‬وظيفة اإلنتاج‪ :‬أي توفير قدر كبير من رؤوس األموال ألجل تمويل عملية اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ /2‬وظيفة التمويل االستهالكي‪ :‬المقصود بها حول المستهلكين على السلع االستهالكية الحاضرة بواسطة القروض‬
‫المقدمة من البنك‪.‬‬

‫‪ /3‬وظيفة تسوية المبادالت‪ :‬حيث أن معظم التعا مل في تسوية المبادالت الخدماتية يتم بواسطة الشبكات كوسيلة للدفع‬
‫ووسيط للتبادل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زبير عياش‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 42‬ـ ‪.43‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل عن طريق بورصة األوراق المالية ودوره‬
‫أوال‪ :‬التعريف‬
‫هي مركز تجميع رؤوس األموال ثم تحويلها إلى استثمارات طويلة األجل في شكل أسهم وسندات كما أن إمكانية‬
‫تطبيق هذه األسهم والسندات جعلت البورصة تلعب دور المصر الهام لرؤوس األموال قصيرة األجل‬

‫ثانيا‪ :‬أهميته‬
‫التوجيه السليم للموارد االقتصادية بالبلد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير السيولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تخفيض تكاليف انتقال األموال بين المتعاملين في السوق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع قيام االستثمارات الكبيرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير أدوات مالية متعددة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرآة النشاط االقتصادي ومؤشر التجاهات التنبؤ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثالثا‪ :‬دوره‬
‫تجميع واستقطاب المدخرات الوطنية إذ لطالما وضعت البلدان النامية والفقيرة خاصة وهي تعاني من ضعف‬ ‫‪‬‬
‫ادخاراتها‪.‬‬
‫حماية المدخرات الوطنية من تنامي الفرص المحلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استقطاب رؤوس األموال المجاورة األجنبية إضافة إلى محلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير إمكانية االستثمار في المشاريع كبيرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسهيل عملية اتخاذ وتفعيل القرار االقتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استخدام مؤشرات حالة السوق وأداة التنبؤ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التمويل عن طريق االستئجار ودوره‬


‫يعتبر هذا النوع من التمويل فكرة حديثة من طرف التمويل ويعرف بعدة تسميات مثل‪ :‬التمويل باالستئجار‪ ،‬التمويل‬
‫اإلستئجاري‪ ،‬التمويل بالتأجير‪ ،‬تأجير األصول والتمويل االيجاري وقرض االستئجار ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التمويل التأجيري‪:‬‬


‫يعرف على أنه عبارة عن "عملية يقوم بموجبها بنك أو مؤسسة مالية أو شركة تأجير مؤهلة قانونا بذلك‪ ،‬بوضع آالت‬
‫أو معدات أو أصول مادية أخرى بحوزة مؤسسة مستعملة على سبيل اإليجار‪ ،‬مع إمكانية التنازل عنها في نهاية الفترة‬
‫‪1‬‬
‫المتعاقدة عليها ويتم التسديد على أقساط يتفق بشأنها تسمى ثمن اإليجار"‪.‬‬

‫ويعرف كذلك على أنه " تقنية تمويل االستثمارات تتم عن طريق عقد بين المؤجر والمستأجر لتأجير أصل منقول أو‬
‫‪2‬‬
‫عقار خالل مدة معينة مقابل التزام المستأجر بدفع أقساط" ‪.‬‬
‫‪ 1‬السعيد بريبش‪ ،‬التمويل التأجيري كبديل لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات‬
‫والمؤسسات "دراسة حالة الجزائر والدول النامية"‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 22-21‬نوفمبر ‪، 2006‬ص ‪.09‬‬

‫‪ 2‬الشريف ريحان‪ ،‬إيمان بومود‪ ،‬بورصة تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة أحدث مصدر لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مداخلة ضمن المؤتمر‬
‫الوطني حول استراتيجيات تنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬يومي ‪ 19-18‬أفريل ‪ ،2012‬ص‪.05‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع التمويل التأجيري‬
‫‪ /1‬التأجير التشغيلي‪ :‬يتسم هذا النوع من العقود بانتفاع المؤسسة المستأجرة من األصل المؤجر‪ ،‬وعالوة على ذلك فهي‬
‫تنتفع بخدمات الصيانة التي تؤخذ تكلفتها في الحساب عند تقدير اإليجار‪ ،‬بينما تتحمل المؤسسة المستأجرة أقساط اإليجار‬
‫وتكلفة تشغيله‪ ،‬ومن بين مميزات هذا النوع من التأجير أن دفعات اإليجار ال تكفي لتغطية التكلفة الكلية لألصل‪ ،‬وسبب‬
‫ذلك أن عقد اإليجار ال يمتد لنهاية العمر االفتراضي لألصل‪ ،‬ولذلك تتم تغطية التكلفة الكمية لألصل عن طريق بيعه أو‬
‫‪1‬‬
‫إعادة تأجيره‪ ،‬وإذا ما تقادم األصل بسبب التطور التكنولوجي أو االلتزام بشراء أصل لم تعد بحاجة إليه إطالقا‪.‬‬

‫‪ /2‬التأجير التمويلي‪ :‬يطلق عليه كذلك باالئتمان اإليجاري المالي وهذا النوع من التمويل اإليجاري يمثل مصدرا تمويليا‬
‫‪2‬‬
‫للمؤسسة المستأجرة حيث يمنح للمستأجر إمكانية شراء اآلالت في نهاية فترة العقد‪.‬‬

‫ويتميز هذا النوع بأن مدة العقد ال تنتهي إال بنهاية العمر اإلقتراضي لألصل ولذلك فإن أقساط اإليجار تكون كافية‬
‫لتغطية التكلفة الكمية لألصل المؤجر‪ ،‬كما أنه ال يحتوي على بنود لإللغاء‪ ،‬كما أن المؤجر ال يقدم خدمات للصيانة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ويختص هذا النوع من العقود عادة باألصول الجديدة‪.‬‬

‫‪ /3‬البيع ثم االستئجار‪ :‬في هذه الحالة تقوم المؤسسة ببيع إحدى أصولها إلى مؤسسة مالية بنك مثال‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫توقع معها اتفاق الستئجار هذا األصل خالل فترة زمنية معينة حسب شروط العقد‪ ،‬يحق للمؤسسة المؤجرة بأن تسترد‬
‫‪4‬‬
‫األصل خالل فترة زمنية معينة حسب شروط العقد‪ ،‬يحق للمؤسسة المؤجرة بأن تسترد األصل عند انتهاء عقد اإليجار‪.‬‬

‫‪ /4‬التأجير الرفعي‪ :‬يختص هذا النوع من التأجير للتمويل باألصول الثابتة المرتفعة القيمة‪ ،‬وفي هذا النوع من العقود‬
‫هناك ثالثة أطراف وهم المستأجر‪ ،‬المؤجر والمقرض فوضعية المستأجر ال تختلف عن الحاالت المذكورة سابقا‪ ،‬فهو‬
‫ملزم بدفع أقساط اإليجار خالل مدة العقد‪ ،‬أما بالنسبة للمؤجر الذي يقوم بشراء األصل وفق االتفاق مع المستأجر‬
‫فوضعيته تختلف عن الحاالت السابقة‪ ،‬فهو يقوم بتمويل هذا األصل باألموال المملوكة والباقي يتم تمويله بأموال‬
‫‪5‬‬
‫مقترضة‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن األصل يعتبر كرهن لقيمة القرض‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مزايا وعيوب التمويل التأجيري‬


‫‪6‬‬
‫‪ /1‬المزايا‪ :‬وتتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مليكة زغيب‪ ،‬دور وأهمية قرض اإليجار في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،05‬ص‪. 176‬‬

‫‪ 2‬عاشور مزريق ومحمد غربي‪ ،‬االئتمان التجاري كأداة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى الدولي حول‪ :‬متطلبات تأهيل‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬يومي ‪ 18-17‬أفريل ‪، 2006‬ص ‪.460‬‬

‫‪ 3‬مليكة زغيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪ 4‬شهرزاد برجي‪ ،‬إشكالية استغالل مصادر تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص مالية دولية‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد "تلمسان"‪ ،2012 ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪ 5‬بعلوج بوالعيد‪ ،‬التمويل التأجيري كإحدى صيغ التمويل اإلسالمي‪ ،‬مداخلة ضمن الدورة التدريبية الدولية حول تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها‬
‫االقتصاديات المغاربية‪ ،‬جامعة سطيف‪ 28-25 ،‬ماي ‪، 2003‬ص‪.06‬‬

‫‪ 6‬شريفة العابد برينيس ومنى منزر‪ ،‬إنشاء المؤسسة المصغرة ومدى فعالية طرق تمويلها في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص اإلدارة االقتصادية لألقاليم والمقاولة‪،‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‪ ،2011 ،‬ص‪.49‬‬

‫‪7‬‬
‫التأجير كمصدر تمويلي مقدم من المؤجر إلى المستأجر‪ ،‬فالمستأجر يستفيد من استخدام األصول الثابتة لفترة‬ ‫‪‬‬
‫زمنية محددة وهذا مقابل دفع أقساط اإليجار المتفق عليها‪ ،‬وهذا االلتزام المالي هو الذي يجعله مصدر تمويلي‪.‬‬
‫ميزانية غير مثقلة بالديون ذلك أن قرض اإليجار ال يتبعه أي تسجيل في جانب األصول لالستثمارات المنجزة‬ ‫‪‬‬
‫عنه وال أية ديون في جانب الخصوم‪ ،‬فالتسجيل المحاسبي لهذه العملية خارج الميزانية سيعطي صورة حسنة‬
‫لميزانية المشروع‪.‬‬
‫المرونة‪ ،‬فاستئجار األصل بدال من شرائه يتضمن مرونة‪ ،‬وذلك أن عقد اإليجار يعفي المشروع من تكاليف‬ ‫‪‬‬
‫األصل في حالة عدم الحاجة إليه‪,‬‬
‫ضمانات مبسطة حيث أن عقد ملكية األصل يعتبر الضمان األساسي إلى غاية نهاية مدة العقد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ /2‬العيوب‪ :‬تكمن سلبيات قرض اإليجار في ‪:‬‬

‫‪ ‬يعاب عليه أنه يقيد من حرية اختيار المستفيد لآلالت واألجهزة في حالة ارتباط الممول بمجموعة صناعية‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع تكلفته وهو أحد أهم عيب يؤخذ على هذه الطريقة التمويلية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دور التمويل التأجيري‬


‫توفير تمويل كامل بنسبة ‪ 100%‬لتشغيل أصول رأس مالية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحسين ميزان المدفوعات للدولة في حالة تأجير التمويلي في خارج الحدود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقلل من آثار التضخم على تكلفة عملية التوسعة‪ ،‬أو إنشاء مشروعات جديدة حيث يقضي على فترات اإلنتار‬ ‫‪‬‬
‫التي تجتازها المشاريع لتدبير احتياجات مالية‪.‬‬
‫يساعد على حل مشاكل الشركات المتعثرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إشباع بعض الرغبات والميول ذات طابع اجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬االئتمان االيجاري واالئتمان التجاري‬


‫أوال‪ :‬تعريف االئتمان اإليجاري‪:‬‬
‫هو عبارة عن عملية يقوم بموجبها بنكا‪ ،‬أو مؤسسة مالية أو شركة تأجير مؤهلة قانونا لذلك بوضع آالت أو معدات أو‬
‫أية أصول مادية أخرى‪ ،‬بحوزة مؤسسة مستعملة على سبيل اإليجار مع إمكانية التنازل عنها في نهاية الفترة المتعاقد‬
‫‪2‬‬
‫عليها‪ ،‬ويتم التسديد على أقساط يتفق بشأنها تسمى ثمن اإليجار‪.‬‬

‫وقد عرفه " ‪ " Luc Bernet Rolland‬االئتمان اإليجاري هو تقنية تمويلية التي بها يقوم البنك أو مؤسسة مالية‬
‫بشراء أصل منقول أو غير منقول من أجل تأجيره إلى مؤسسة ما‪ ،‬ويمكن لهذه األخيرة شراء األصل المؤجر لها بثمن‬
‫‪3‬‬
‫يكون عموما منخفضا بعد انتهاء العقد‪.‬‬

‫‪ 1‬ليلى قطاف وسعيدة بوسعدة‪ ،‬االئتمان التجاري كطريقة حديثة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مع دراسة تطبيقية لمؤسسة ‪ BCR‬بسطيف‪ ،‬مداخلة ضمن‬
‫الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‪ ،‬جامعة سطيف أيام ‪ 28 -25‬ماي ‪، 2003‬ص ‪.08‬‬

‫‪ 2‬طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪ ،2001،‬ص‪.76‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Luc Bernet Rolland , Principes de technique Bancaire , dumod ,Pris ,2002,p261.‬‬

‫‪8‬‬
‫إن االئتمان اإليجاري يسمح للمؤسسات باقتناء معدات وتجهيزات اإلنتاج دون اللجوء إلى القروض البنكية‪ ،‬االئتمان‬
‫اإليجاري هو عملية تمويلية كاملة هدفها الحصول على األصول من أجل االستعمال المهني‪ ،‬في هذه العملية المؤجر‬
‫يحتفظ بملكية األصل الذي يعتبر كضمان في حالة إخالل المستأجر بشرط العقد‪.‬‬

‫على ضوء هذه التعاريف نستنتج أن عقد االئتمان اإليجاري أو الليزينغ ‪ Leasing‬هو من إحدى وسائل التمويل‬
‫المتوسط والطويل األجل‪ ،‬وهو عملية تمويلية لالستثمارات‪ ،‬تقوم المؤسسة المالية (المؤجر) بمقتضى العقد بتأجير‬
‫األصول إلى المستأجر خالل مدة زمنية محددة لقاء أقساط إيجار دورية مع فرصة تملكها عند تسديد ثمن األصول‪.‬‬

‫االئتمان اإليجاري يمثل وسيلة لتمويل استعمال األصل دون الحاجة إلى تملكه بالشراء وذلك خالل فترة محدودة‪ ،‬قد‬
‫تمثل العمر االقتصادي لألصل‪ ،‬ويستعمل مقابل قيمة إيجارية يدفعها المستأجر األصل إلى المؤجر خالل فترة عقد‬
‫‪1‬‬
‫اإليجار‪ ،‬مع التزام المستأجر بصيانة األصل والتأمين عليه خالل مدة العقد‪.‬‬

‫أو عقد االئتمان اإليجاري هو عبارة عن عقد إيجار مع خيار الشراء‪ ،‬فهو تقنية تمويل باعتبار أن المؤسسة يعد اختيار‬
‫االستثمار تتوجه تتوجه نحو مؤسسة مالية لقرض اإليجار وتطلب منها شراء األصل وتأجيره لها‪ ،‬إذ هناك تحويل لجزء‬
‫من دور المؤسسة للغير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص االئتمان اإليجاري‬


‫‪2‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة يمكن استنتاج خصائص االئتمان اإليجاري األساسية‪:‬‬

‫إن المؤسسة المستفيدة من هذا النوع من التمويل‪ ،‬والتي تسمى المؤسسة المستأجرة‪ ،‬غير مطالبة بإنفاق المبلغ‬ ‫‪‬‬
‫الكلي لالستثمار مرة واحدة‪ ،‬وإنما تقوم بالدفع على أقساط تسمى ثمن اإليجار‪ ،‬وتتضمن هذه األقساط جزء من‬
‫ثمن شراء األصل مضافا إليه الفوائد التي تعود للمؤسسة المؤجرة‪ ،‬ومصاريف االستغالل المرتبطة باألصل‬
‫المتعاقد حوله‪.‬‬
‫إن ملكية األصل أو االستثمار أثناء فترة العقد تعود إلى المؤسسة المؤجرة وليس إلى المؤسسة المستأجرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتستفيد هذه األخيرة من حق االستعمال فقط‪ ،‬وتبعا لذلك تكون مساهمة المؤسسة المؤجرة قانونية ومالية‪ ،‬بينما‬
‫تكون مساهمة المؤسسة المستأجرة إدارية واقتصادية‪.‬‬
‫في نهاية فت رة العقد تتاح للمؤسسة المستأجرة ثالث خيارات‪ ،‬إما أن تطلب تجديد عقد اإليجار وفق شروط يتفق‬ ‫‪‬‬
‫بشأنها مجددا‪ ،‬وتستفيد بالتالي لفترة أخرى من حق استعمال هذا األصل دون أن تكسب ملكيته‪ ،‬وإنما أنها تشتري‬
‫نهائيا هذا األصل بالقيمة المتبقية المنصوص عليها في العقد‪ ،‬وفي هذه الحالة تنتقل الملكية القانونية لألصل إلى‬
‫المؤسسة المستأجرة إضافة إلى حق االستعمال‪ ،‬وإما هذا هو الخيار األخير‪ ،‬أن تمتنع عن تجديد العقد وتمتنع‬
‫أيضا عن شراء األصل‪ ،‬وتنتهي بذلك العالقة القائمة بينهما‪ ،‬وتقوم بإرجاع األصل إلى المؤسسة المؤجرة‪.‬‬
‫تقييم عملية االئتم ان اإليجاري عالقة بين ثالث أطراف هي المؤسسة المؤجرة والمؤسسة المستأجرة والمؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫الموردة لهذا األصل‪ ،‬في هذه العالقة تقوم المؤسسة المستأجرة باختيار األصل الذي ترغب فيه لدى المؤسسة‬
‫الموردة‪ ،‬وتقوم المؤسسة المؤجرة بإجراءات شراء هذا األصل من المؤسسة الموردة ودفع ثمنه بكامل‪ ،‬ثم تقوم‬
‫بتقديمه إلى المؤسسة المستأجرة على سبيل اإليجار طبعا‪.‬‬

‫‪ 1‬عادل طه قايد‪،‬التأجير التمويلي ‪،‬البنك المركزي‪،‬مصر‪ ،2002،‬ص‪.04‬‬

‫‪ 2‬طاهر لطرش‪ ،‬موجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ 77‬ص‪.78‬‬

‫‪9‬‬
‫ثالثا‪ :‬االئتمان التجاري‬
‫ويقصد به االئتمان الذي يقدم بصورة قروض وتسهيالت مصرفية إلى متعاملين بعمليات التسويق والتبادل التجاري‬
‫المحلي والخارجي‪ ،‬سواء كانت هذه األطراف حكومية أو مشروعات أو أفراد‪ ،‬كما يمكن أن يقدم هذا النوع من االئتمان‬
‫إلى المشروعات الصناعية لغرض تمويل احتياجاتها الجارية مثل شراء المواد األولية والوقود ودفع أجور العمال‬
‫وغيرها من النفقات الجارية األخرى‪ .‬وتحصل المؤسسات والمشاريع على االئتمان التجاري عادة من المصارف‬
‫التجارية كما أن هذا النوع من االئتمان يكون قصير األجل‪ ،‬ألن استخدامه يمثل جزء من النفقات الجارية للمشروعات‬
‫و األفراد‪ ،‬وتكون نوعية االئتمان التجاري بصورة قروض وسلف وتسهيالت مصرفية تمنحها المصارف التجارية إلى‬
‫عمالئها أو بقيام المصارف التجارية بشراء السندات والسهم المطروحة في السوق وهي بذلك تساهم في عملية التمويل‬
‫‪1‬‬
‫المصرفي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التمويل عن طريق وسائل الدعم المالي الحكومي‬


‫إن تفعيل االقتصاد الوطني يتطلب خلق استثمارات تدفع عجلة التنمية وتعمل على نهوض المجتمع في شتى المجاالت‪،‬‬
‫حيث برزت أهمية ذلك بعد التحوالت االقتصادية التي شهدتها بسبب ضعف جهاز اإلنتاج الذي كان يعتمد على‬
‫مؤسسات ال يمكن التوسع فيها ألنها تتطلب استثمارات ضخمة‪ ،‬وزاد هذا األمر في تفاقم ظاهرة البطالة وبلوغها‬
‫مستويات خطيرة مما دفع الجزائر إلى انتهاج سياسة تفعيل االستثمارات وذلك بتوجيهها نحو المشروعات الصغيرة‪ ،‬أي‬
‫المؤسسة التي يسهل تمويلها وخاصة منها المؤسسات المصغرة‪ ،‬وتعزز هذا المسعى بإنشاء هيئات الدعم المالي‪ .‬والتي‬
‫سنتعرض لها بشيء من التفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التمويل عن طريق ‪ ANADE‬ودوره‬


‫تعتبر الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب إحدى الهياكل التي أنشأتها الدولة بهدف تنمية وتطوير المؤسسات المصغرة‬
‫وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية المرجوة منها وأهمها تخفيض معدالت البطالة‪ ،‬وسوف نتطرق في هذا المطلب‬
‫لمختلف الجوانب القانونية التي تتعلق بالوكالة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬


‫أنشئت الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 296-26‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪،1996‬‬
‫حيث نصت المادة األولى من المرسوم صراحة على إنشاء الوكالة وجاء فيها ما يلي‪ " :‬عمال بأحكام المادة األولى من‬
‫األمر ‪ 14-96‬المؤرخ في ‪ 24‬جوان ‪ 1996‬تحدث هيأة ذات طابع خاص تسري عليها أحكام هذا المرسوم تسمى‬
‫‪2‬‬
‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب وتدعى في صلب النص الوكالة"‪.‬‬

‫تعرف بأنها هيئة وطنية ذات طابع خاص تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وحدد مقر الوكالة بمدينة‬
‫الجزائر العاصمة‪ ،‬ويمكن نقله إلى أي مكان آخر من التراب الوطني بمرسوم تنفيذي يتخذ بناء على تقرير من الوزير‬
‫‪2‬‬
‫المكلف بالتشغيل‪ ،‬كما يمكن للوكالة أن تحدث أي فرع جهوي أو محلي بناء على تقرير عن مجلسها التوجيهي ‪.‬‬

‫قد تم إقرار تعديالت جديدة من خالل تنظيم الملتقى الوطني للوالة تحت رعاية رئيس الجمهورية يومي ‪ 22‬و‪ 23‬أكتوبر‬
‫‪ 2003‬حيث تمثلت في‪:‬‬

‫‪ 1‬ناظم محمد نوري الشمري‪ ،‬النقود والمصارف و(النظرية النقدية)‪ ،‬جامعة العلوم التطبيقية األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪2‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬المادة رقم ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقـم ‪ 96‬ـ ‪، 296‬العدد ‪، 52‬الصادر في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،1996‬ص‪.12‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬رفع سقف االستثمار من ‪ 4‬إلى ‪ 10‬مالين دج‪.‬‬
‫‪ ‬خفض المساهمة الشخصية للشباب إلى مستويين (من ‪% 5‬إلى ‪% 10‬من قيمة المشروع) بعد أن كانت ‪4‬‬
‫مستويات (من ‪% 5‬إلى ‪% 10‬من قيمة المشروع)‪.‬‬
‫‪ ‬توسيع االستفادة من ضمانات الوكالة بإضافة‪:‬‬
‫‪ ‬إمكانية الحصول على إعادة توسيع النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة بالنسبة للخدمات‪.‬‬

‫وتبقى التعديالت سارية وفق قوانين ومراسيم جديدة هدفها تنشيط االستثمار وتحقيق التنمية الوطنية من خالل اإلعالن‬
‫عن مجموعة من اإلجراءات الجديدة واإلعانات القيمة‪.‬‬

‫ويمكن للمؤسسة المصغرة أن تنشأ من طرف شاب واحد أو عدد من الشباب فيما عدا النشاطات التجارية تحظى‬
‫بالقبول النشاطات المنتجة للسلع والخدمات حيث الحد األقصى لالستثمار هو ‪ 10‬ماليين دينار وتنشأ المؤسسة المصغرة‬
‫وتتطور في محيط اقتصادي واجتماعي خاص حيث يجب أن يقدم صاحب أو أصحاب المؤسسة مساهمة شخصية في‬
‫تمويل استثمار اإلنشاء أو التوسيع التي تتغير حسب مستوى وموقع االستثمار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف ودور الوكالة‪:‬‬


‫يمكن إبرازها من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ /1‬األهداف‪ :‬إن هذا التنظيم أي ‪ ANSEJ‬يعبر من الحلول المخصصة لمعالجة مسألة البطالة وذلك في إطار مرحلة‬
‫االنتقال إلى اقتصاد السوق‪ ،‬إذ أنه مهيكل في شكل قطيعة مع المقاربات الحديثة التي تعالج البطالة عن طريق االقتصاد‬
‫ولهذا الجهاز هدفين أساسين يرتكز عليهما هما‪:‬‬

‫‪ ‬تشجيع خلق النشاط وذلك إلنتاج سلع وخدمات عن طريق الشباب المستثمر‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع كل أشكال النشاط التي تتناسب مع تحقيق الشغل للشباب‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ /2‬الدور‪ :‬يمكن تلخيص دور ‪ ANSEJ‬فيما يلي‪:‬‬

‫تدعيم وتقديم االستثمارات للشباب في إطار تطبيقهم لمشاريعهم االستثمارية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تقوم بمتابعة االستثمارات التي ينجزها الشباب ذوي المشاريع ومساعدتهم عند الحاجة لدى المؤسسات والهيئات‬ ‫‪‬‬
‫المعنية بإنجاز االستثمارات‪.‬‬
‫تسيير تخصيصات الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب خاصة منها اإلعانات وتخفيض الفوائد في حدود‬ ‫‪‬‬
‫الغالفات التي توضع تحت تصرفها‪.‬‬
‫تبليغ الشباب المترشحين لالستفادة من قروض البنوك والمؤسسات المالية بمختلف اإلعانات التي يمنحها‬ ‫‪‬‬
‫الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب واالمتيازات األخرى التي يحصلون عليها‪.‬‬
‫تضع تحت تصرف الشباب ذوي المشاريع كل المعلومات ذات الطابع االقتصادي والتقني والتشريعي‬ ‫‪‬‬
‫والتنظيمي المتعلقة بممارسة نشاطهم‪.‬‬
‫تقديم المساعدات المالية للشباب ذوي المشاريع في مسار التركيب المالي وتعبئة القروض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكلف جهات متخصصة بإعداد دراسات الجدول وقوائم نموذجية للتجهيزات وتنظيم دورات تدريبية ألصحاب‬ ‫‪‬‬
‫المشاريع لتكوينهم وتجديد معارفهم في مجال التسيير‪.‬‬
‫تشجيع كل التدابير األخرى التي تهدف إلى ترقية تشغيل الشباب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬المادة رقم ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقـم ‪ 96‬ـ ‪ ، 296‬ص‪ 12‬ص‪.13‬‬

‫‪11‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل عن طريق ‪ CNAC‬ودوره‬
‫يعتبر الصندوق الوطني للتأمين على البطالة من الهياكل التي سخرتها الدولة من أجل السعي إلى توفير مناصب‬
‫الشغل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة الصندوق‪:‬‬


‫في إطار السياسة الوطنية لمكافحة البطالة كترقية النشاط تم إنشاء الصندوق الوطني للتأمين على البطالة بمقتضى‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 09-94‬المؤرخ في ‪ 1994/05/16‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 188-94‬المؤرخ في‬
‫‪ 1994/07/06‬وبموجب المرسوم الرئاسي ‪ 514-03‬المؤرخ في ديسمبر ‪ 2003‬اتخذت السلطات العمومية إجراءات‬
‫جديدة لتلبية طموحات هذه الفئة من المجتمع والتي تهدف أساس إلى تطوير ثقافة المقاولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور الصندوق‪:‬‬


‫يقوم الصندوق بأدوار عديدة نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬إعداد إستراتيجية وتخصيص ألصحاب المشاريع فضاء يضمن لهم التوفيق المهني االجتماعي تماشيا مع األسس‬
‫القانونية المسير لجهاز دعم أحداث توسيع النشاط من طرف البطالين ذوي المشاريع‪.‬‬
‫‪ ‬إرساء ميكانيزمات داخلية وبناء شراكة وطيدة مع وزارات ومؤسسات تعمل على تجسيد صالحيته الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم خدمات لذوي المشاريع عبر المراكز المتخصصة في المرافق الشخصية طيلة مراحل إنشاء الصندوق‬
‫والتصديق على الخبرات المهنية والمساعدة على دراسة المشاريع المعروضة على لجان االنتقاء واالعتماد‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التمويل عن طريق ‪ ANGEM‬ودوره‬


‫تسعى الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة إلى توفير التمويل الالزم ألصحاب المشاريع الصغيرة بما يساعد‬
‫على توفير مناصب الشغل والتقليل من حدة البطالة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف بالوكالة‪:‬‬


‫من أجل إعطاء دور أكبر للوكالة الوطنية للتنمية االجتماعية في مجال المساهمة في دعم إنشاء المؤسسات المصغرة‬
‫تم إنشاء الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة‪ 1،‬حيث أنه وعقب التوصيات المقدمة خالل الملتقى الدولي المنعقد في‬
‫ديسمبر ‪ 2002‬حول "تجربة القروض المصغرة في الجزائر" والذي ضم عددا معتبرا من الخبراء في مجال التمويل‬
‫المصغر‪ ،‬وطبقا ألحكام المادة ‪ 7‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 13-04‬المؤرخ في ‪ 2004/01/22‬المتعلق بجهاز القرض‬
‫‪2‬‬
‫المصغر‪ ،‬منه تم إنشائها بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 14-04‬المؤرخ في ‪. 2004/01/22‬‬

‫في ‪ 15‬مارس ‪ 2005‬تم إبرام اتفاقية بين وزارتي التكوين والتعليم المهنيين ووزارة التشغيل والتضامن الوطني تحت‬
‫رقم ‪ 24‬والمتعلقة بترقية القرض المصغر على مستوى مؤسسات التكوين والتعليم المهنيين ‪.‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 41/04‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬جانفي ‪ ،2004‬العدد ‪ ،05‬ص‪.08‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬موقع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪ www.angem.dz‬تم اإلطالع عليها بتاريخ ‪.،2021/11/10‬‬

‫‪12‬‬
‫في تاريخ ‪ 28‬جويلية ‪ 2008‬تم إبرام اتفاقية بين وزارتي التضامن الوطني واألسرة وقضايا المرأة ممثلة بالمديرية‬
‫العامة للوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة ووزارة العدل ممثلة في المدير العام إلدارة السجون وإعادة اإلدماج‬
‫والتي تهدف إلى مساعدة خريجي المؤسسات العقابية على إعادة إدماجهم اجتماعيا ومتابعتهم مرافقتهم أثناء إنجاز‬
‫مشاريعهم ‪.‬‬

‫تعرف هذه الوكالة على أنها هيئة ذات طابع خاص تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وتوضع الوكالة تحت‬
‫‪1‬‬
‫تصرف رئيس لحكومة ويتولى الوزير المكلف بالتشغيل المتابعة العملية لنشاطات الوكالة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور الوكالة‬


‫‪2‬‬
‫تتولى الوكالة أدوار عديدة نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫تسيير جهاز القرض المصغر وفقا للتشريع والتنظيم المعمول به‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تدعيم المستفيدين وتقديم االستشارة ومرافقتهم في تنفيذ مشاريعهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منح قروض بدون فائدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تبليغ أصحاب المشاريع المؤهلة بمختلف اإلعانات التي تمنح لهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المتابعة الدائمة لألنشطة التي ينجزها المستفيدون ومساعدتهم عند الحاجة لدى الهيئات والمؤسسات المعنية‬ ‫‪‬‬
‫بتنفيذ مشاريعهم‪.‬‬
‫إقامة عالقات متواصلة في إطار التركيب المالي وتنفيذ خطة التمويل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وعليه حتى يتحصل صاحب المشروع على إعانة من طرف الصندوق يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية‪:‬‬

‫بلوغ سن ‪ 18‬سنة فما فوق‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫عدم امتالك دخل أو مداخيل غير ثابتة وغير منتظمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إثبات مقر اإلقامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫امتالك شهادة تثبت الكفاءة المهنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم االستفادة من مساعدة أخرى إلنشاء النشاطات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القدرة على دفع المساهمة الشخصية حسب صيغ التمويل المتبعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االشتراك في صندوق الضمان المشترك للقروض المصغرة في حالة طلب المقاول لقرض بنكي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االلتزام بتسديد القرض ونسبة الفوائد للبنك حسب جدول زمني محدد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االلتزام بتسديد مبلغ السلفة بدون فوائد للوكالة الو طنية لتسيير القرض المصغر حسب جدول زمني محدد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التمويل عن طريق شركات رأس مال المخاطر‬


‫تعتبر مؤسسات رأس المال المخاطر من أهم وسائل التدعيم المالي والفني للمشروعات المصغرة‪ ،‬وذلك لما تتميز به‬
‫من قدرة على التعامل مع المخاطر بأسلوب سليم وسريع بسبب خبرتها وإمكانياتها الواسعة على اعتبار أنها مؤسسات‬
‫متخصصة في مجال التمويل‪.‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 14 -04‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪، 2004‬العدد ‪ ،06‬ص‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬محمد الناصر حميدات‪ ،‬العيد غربي‪ ،‬إسهامات هيئات المرافقة المقاوالتية في تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬إستراتيجية تنظيم‬
‫ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬يومي ‪ 19 -18‬أفريل ‪ ،2012‬ص‪.10‬‬

‫‪13‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف رأس المال المخاطر‬
‫رأس المال المخاطر هو تقنية أو أسلوب لتمويل المشاريع االستثمارية بواسطة مؤسسات تدعى بمؤسسات رأس المال‬
‫المخاطر‪ ،‬بحيث ال تقوم هذه التقنية على تقديم النقد فحسب كما هو الحال في التمويل المصرفي‪ ،‬بل تقوم على أساس‬
‫المشاركة‪ ،‬حيث يقوم المشارك بتمويل المشروع من دون ضمان العائد وال مبلغه‪ ،‬وبذلك فهو يخاطر بأمواله ولهذا نرى‬
‫بأنها تساعد أكثر المؤسسات الجديدة التي تواجه صعوبات في هذا المجال‪ ،‬حيث أن النظام المصرفي يرفض منحها‬
‫‪1‬‬
‫القروض نظرا لعدم توفر الضمانات‪.‬‬

‫يقصد برأس المال المخاطر في مفهومه الواسع هو كل رأس مال موظف في استثمارات مخاطرة سواء كانت خاصة‬
‫بعمليات اإلنشاء أو بعمليات التطوير أو بعمليات التحويل وإعادة النهوض‪ ،‬أما عن المفهوم الضيق والمحدد يقصد برأس‬
‫المال المخاطر‪ ،‬رأس المال الموجه لتمويل المشروعات الجديدة أي تمويل عمليات اإلنشاء وعمليات ما قبل اإلنشاء‬
‫‪2‬‬
‫وعمليات االنطالق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مزايا وعيوب رأس مال المخاطر‬


‫تتضح مزايا وعيوب رأس المال المخاطر كأسلوب للتمويل واالستثمار بالنسبة للمؤسسات المصغرة كالتالي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪/1‬المزايا‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫المشاركة‪ :‬حيث أن شركة رأس المال المخاطر تكون شريكة ألصحاب المؤسسة األصليين وتأخذ نسبة من‬ ‫‪‬‬
‫األرباح من ‪ 30% - 15%‬باإلضافة إلى ‪ 2,5‬مقابل المصاريف اإلدارية سنويا‪ .‬كما تتحمل جزءا من الخسارة‬
‫في حالة حصولها‪ ،‬كما أن الدعم العملي الذي يقدمه الممول مفيد للمؤسسة ويساعد على نجاحها‪ ،‬وهي تفتح‬
‫المجال للمشاركة طويلة األجل حيث ال تباع الحصة إال بعد أن تستوي الشركة وتصبح قادرة على اإلنتاج‬
‫والنمو وهذا ال يتوفر في الديون قصيرة األجل‪.‬‬
‫المرحلية‪ :‬م خصائص رأس المال المخاطر أن التمويل يتم في مراحل وليس على دفعة واحدة‪ ،‬فبعد انتهاء أي‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة يلجأ المستفيد من جديد إلى الممول وفي هذا ضمان لصدق المستثمر في عرض نتائج األعمال ويعطي‬
‫الفرصة في حال فشل المشروع قبل تضاعف الخسارة أي تعديد خطط المشروع وإصالح مساره‪.‬‬
‫التنمية والتطوير‪ :‬إن هذا النوع من التمويل قادر على تمويل مشاريع مرتفعة المخاطر والتي ال يتجرأ على‬ ‫‪‬‬
‫خوضها إال الرواد القادري‪ ،‬ويعوض هذا الخطر بالمكاسب والعائد المرتفع‪.‬‬
‫التنويع‪ :‬يمكن للممول أن يوزع تمويله على عدة مشاريع متباينة المخاطر بحيث ما تخسره شركة تعوضه‬ ‫‪‬‬
‫األخرى‪ ،‬ثم أن المشاركة في الخسائر تقلل منها‪ ،‬باإلضافة أن المراقبة والمتابعة من الشريك تجنب المشروع‬
‫الدخول في مغامرات‪.‬‬
‫االنتقاء‪ :‬حيث أمام الممول فرصة الختيار المشروع الواعد فكثير من المشاريع الجديدة تكون عالية المخاطر‬ ‫‪‬‬
‫وكذلك ذات أرباح متوقعة عالية وقادرة على رفع قيمة أصولها‪ ،‬بينما في حالة القرض تبحث البنوك عن‬
‫مؤسسات مليئة أي قادرة على السداد‪ ،‬وبالتالي فهي تمنح القروض للمؤسسات الكبيرة التي لم تعد تمتلك طاقات‬
‫ابتكار‪.‬‬
‫‪ 1‬خالد طالبي‪ ،‬دور القرض اإليجاري في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص التمويل الدولي‬
‫والمؤسسات النقدية والمالية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2011-2010 ،‬ص‪.31‬‬

‫‪ 2‬رحيم حسين‪ ،‬نحو تطوير الوساطة المالية في الجزائر نموذج مصرف مشاركة المخاطر‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى الوطني األول حول‪ :‬المنظومة المصرفية في األلفية‬
‫الثالثة "منافسة‪ -‬مخاطر‪ -‬تقنيات"‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬جوان ‪، 2005‬ص‪.04‬‬

‫‪ 3‬عبد السميع روينة‪ ،‬إسماعيل حجازي‪ ،‬تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن طريق شركات رأس المال المخاطر‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬متطلبات تأهيل‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬يومي ‪17‬ـ ‪ 18‬أفريل ‪ ،2006‬ص‪.310‬‬

‫‪14‬‬
‫إضافة إلى دورها الكبير في تمويل المؤسسات المصغرة والصغيرة‪ ،‬حيث في مرحلة اإلنشاء ال تملك هذه المؤسسات‬
‫القدر الكافي من األموال الالزمة الحتياجاتها‪ ،‬كما أن البنوك تمتنع عن تقديم قروض لها دون ضمانات لكن مؤسسات‬
‫رأس المال المخاطر تقدم ما يلزم لهذه المؤسسات رغم ارتفاع المخاطر خالل مرحلة اإلنشاء‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ /2‬العيوب‪ :‬على عكس المزايا السابقة‪ ،‬قد يمثل المخاطرين للمؤسسيين عبئا معينا يرجع إلى‪:‬‬

‫‪ ‬الحقوق المتولدة للمخاطرين عن المشاركة‪ ،‬والمشاركة في قرارات المشروع والتدخل في توجيه مساره‪.‬‬
‫‪ ‬تطلب مبالغ مرتفعة‪ ،‬في حالة نجاح المشروع السترداد حصص المخاطرين‪ ،‬كما ال يجب أال تنسى‬
‫بطبيعة الحال أن ذلك ما يقيم ميزان العدالة وهذا مقابل المجازفة التي قبلها المخاطرون وقت اإلنشاء‪،‬‬
‫والتي كان من الممكن أن تعرضهم لفقدان كافة أموالهم التي شاركوا بها في هذا المشروع ‪.‬‬
‫‪ ‬وعلى الرغم من هذه العيوب يبقى أسلوب التمويل برأس المال المخاطر من أفضل التقنيات المتاحة‬
‫لتمويل المؤسسات وعليها االستفادة منها قدر اإلمكان‪.‬‬

‫‪ 1‬خالد طالبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.36‬‬

‫‪15‬‬
‫الخاتمة‬
‫إن عملية التمويل تعتبر حجر األساس للقيام بأي مشروع استثماري‪ ،‬حيث يلعب التمويل دور أساسي في مختلف‬
‫المراحل اإلنتاجية التي تمر بها المؤسسة‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة تطرح أمامها وسائل متنوعة للتمويل‪ ،‬مما يسمح لها‬
‫بالمفاضلة بين البدائل التمويلية المتاحة وبالتالي اتخاذ القرار الذي يتناسب مع األهداف المسطرة‪.‬‬

‫ولذلك فقد تعرضنا لمختلف هذه المصادر المتاحة أمام المؤسسات المصغرة وتوصلنا إلى أن المصادر الخارجية‬
‫المباشرة تكون محدودة نظرا للشكل القانوني الذي يمكن أن تأخذه‪ ،‬إضافة إلى كل هذا تعرفنا على مختلف البدائل‬
‫التمويلية المستحدثة والتي منها التمويل التأجيري‪ ،‬والتمويل عن طريق مؤسسات رأس المال المخاطر‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫التمويل البنكي والتمويل عن طريق بورصة األوراق المالية وغيرها‪ ،‬فبالرغم من تعددها فان الدور الذي تلعبه هذه‬
‫المصادر تسهم جلها في تمويل المؤسسات المصغرة مهما كان نوعها ونشاطاتها المختلفة‪ ،‬وهذا ما تسعى جميع هيئات‬
‫الدعم الحكومية تقديمها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬

‫‪ .I‬الكتب‪:‬‬
‫سوقي بورقبة‪ ،‬التمويل في البنوك التقليدية والبنوك اإلسالمية دراسة مقارنة من حيث المفاهيم واإلجراءات‬ ‫‪.1‬‬
‫والتكلفة‪ ،‬علم الكتب الحديث للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2003 ،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪.2001،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عادل طه قايد‪،‬التأجير التمويلي ‪،‬البنك المركزي‪،‬مصر‪.2002،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مصطفى رشيد شيخة‪ ،‬النقود والمصارف و االئتمان‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1990،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ناظم محمد نوري الشمري‪ ،‬النقود والمصارف و(النظرية النقدية)‪ ،‬جامعة العلوم التطبيقية األكاديمية العربية‬ ‫‪.6‬‬
‫للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬دار زهران للنشر‪.‬‬
‫‪.7‬‬
‫المجالت والمقاالت‬ ‫‪.II‬‬

‫مليكة زغيب‪ ،‬دور وأهمية قرض اإليجار في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬العدد ‪.2005 ،05‬‬

‫‪ .III‬األطروحات والمذكرات‬
‫خالد طالبي‪ ،‬دور القرض اإل يجاري في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة في‬ ‫‪.1‬‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص التمويل الدولي والمؤسسات النقدية والمالية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2011-2010 ،‬‬
‫زبير عياش‪ ،‬تأثير تطبيق اتفاقية بازل‪ 2‬على تامين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬حالة والية أم البواقي‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أ طروحة نيل شهادة الدكتورة لعلوم التسيير تخصص مالية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪.2012-2011 ،‬‬
‫شريفة العابد برينيس ومنى منزر‪ ،‬إنشاء المؤسسة المصغرة ومدى فعالية طرق تمويلها في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪.3‬‬
‫ماستر‪ ،‬تخصص اإلدارة االقتصادية لألقاليم والمقاولة‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة‪.2011 ،‬‬
‫شهرزاد برجي‪ ،‬إشكالية استغالل مصادر تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة في‬ ‫‪.4‬‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص مالية دولية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد "تلمسان"‪.2012 ،‬‬
‫مريم العمري‪ ،‬مفاضلة المؤسسات بين التمويل المصرفي عن طريق قرض إيجار‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬ ‫‪.5‬‬
‫لعلوم التسيير‪ ،‬تخصص مالية تامين تسيير المخاطر‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪.2013-2012 ،‬‬
‫‪ .IV‬الملتقيات‬
‫بعلوج بوالعيد‪ ،‬التمويل التأجيري كإحدى صيغ التمويل اإلسالمي‪ ،‬مداخلة ضمن الدورة التدريبية الدولية حول‬ ‫‪.1‬‬
‫تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها االقتصاديات المغاربية‪ ،‬جامعة سطيف‪ 28-25 ،‬ماي‬
‫‪.2003‬‬
‫رحيم حسين‪ ،‬نحو تطوير الوساطة المالية في الجزائر نموذج مصرف مشاركة المخاطر‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى‬ ‫‪.2‬‬
‫الوطني األول حول‪ :‬المنظومة المصرفية في األلفية الثالثة "منافسة‪ -‬مخاطر‪ -‬تقنيات"‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬يومي ‪-06‬‬
‫‪ 07‬جوان ‪.2005‬‬
‫السعيد بريبش‪ ،‬التمويل التأجيري كبديل لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي‬ ‫‪.3‬‬
‫حول‪ :‬سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات "دراسة حالة الجزائر والدول النامية"‪ ،‬جامعة‬
‫بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 22-21‬نوفمبر ‪.2006‬‬

‫‪17‬‬
‫الشريف ريحان‪ ،‬إيمان بومود‪ ،‬بورصة تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة أحدث مصدر لتمويل المؤسسات‬ ‫‪.4‬‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مداخلة ضمن المؤتمر الوطني حول استراتيجيات تنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة ‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬يومي ‪ 19-18‬أفريل ‪.2012‬‬
‫عاشور مزريق ومحمد غربي‪ ،‬االئتمان التجاري كأداة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول‬ ‫‪.5‬‬
‫العربية‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى الدولي حول‪ :‬متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪،‬‬
‫جامعة الشلف‪ ،‬يومي ‪ 18-17‬أفريل ‪.2006‬‬
‫عبد السميع روينة‪ ،‬إسماعي ل حجازي‪ ،‬تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن طريق شركات رأس المال‬ ‫‪.6‬‬
‫المخاطر‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬جامعة الشلف‪،‬‬
‫يومي ‪17‬ـ ‪ 18‬أفريل ‪.2006‬‬
‫ليلى قطاف وسعيدة بوسعدة‪ ،‬اال ئتمان التجاري كطريقة حديثة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مع دراسة‬ ‫‪.7‬‬
‫تطبيقية لمؤسسة ‪ BCR‬بسطيف‪ ،‬مداخلة ضمن الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬تمويل المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‪ ،‬جامعة سطيف أيام ‪ 28 -25‬ماي ‪.2003‬‬
‫محمد الناصر حميدات‪ ،‬العيد غربي‪ ،‬إسهامات هيئات المرافقة المقاوالتية في تطوير المؤسسات الصغيرة‬ ‫‪.8‬‬
‫والمتوسطة‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬إستراتيجية تنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬يومي ‪ 19 -18‬أفريل ‪.2012‬‬
‫‪ .V‬القوانين والمراسم‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬المادة رقم ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقـم ‪ 96‬ـ ‪، 296‬العدد ‪، 52‬الصادر في ‪ 11‬ديسمبر‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.1996‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 41/04‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬جانفي ‪ ،2004‬العدد ‪.05‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 14 -04‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪، 2004‬العدد ‪.06‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع باللغة األجنبية‬

‫‪Luc Bernet Rolland , Principes de technique Bancaire , dumod ,Pris ,2002.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المواقع اإللكترونية‬

‫الموقع ‪ www.angem.dz‬تم اإلطالع عليها بتاريخ ‪.2021/11/10‬‬

‫‪18‬‬

You might also like