Professional Documents
Culture Documents
12-2 التربية الإسلامية
12-2 التربية الإسلامية
إعداد
إدارة المناهج
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
حقوق ّ
الطبع والنّشر حمفوظة
التبوية
ملركز املناهج التّعليمية والبحوث ّ
2
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
مـقـــــــــــدمـــــــة
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم على سيدنا حممد سيد األولني واآلخرين ،وعلى آله
وصحبه ومن اتبع هديه إىل يوم الدين أما بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ،،،
فال شك أن مادة الرتبية اإلسالمية هلا دور أساس يف تنمية الوعي الديين لدى أجيالنا اجلديدة،
ويف تكوين رصيد علمي هلم ال بأس به ُي ِكنُهم تنميتُه واإلضاف ُة إليه من خالل االطالع الشخصي
والدراسة املستقبلية.
وحنن إذ نضع بني أيدي زمالئنا املعلمني وأبنائنا الطالب مفردات املنهج اجلديد ملقرر الرتبية
اإلسالمية ملرحلة الثانوية العامة ،فإننا اتبعنا فيه ما عليه عقيدة أهل البالد ،وهي عقيدة أهل السنة
واجلماعة ،واملدرسة الفقهية املتبعة وهي مدرسة أهل املدينة املنورة ،املدرسة املالكية ،كما حرصنا على
وموجه ًة،
ومقومة ِّ تضمينه مجلة من األحاديث النبوية الشريفة اليت تفيد أبناءنا يف حياهتم اليومية ِّ
مهذبة ِّ
بعد أن ضبطناها بالشكل حىت يتمكنوا من قراءهتا قراء ًة صحيحة.
وقد قسمناه إىل ستة فروع :القرآن الكرمي -السنة النبوية -العقيدة اإلسالمية -العبادات-
السرية -هتذيب السلوك ،وجعلنا ُج َّل املواضيع املدروسة من خالل هذه الفروع يف السنة األوىل تتناول
اجلوانب األخالقية للفرد واجملتمع ،ويف السنة الثالثة رَّكزت املواضيع على جانيب الرتغيب والتهذيب و
التعريف بالفرق الدينية املنتشرة يف عاملنا اليوم.
واهلل وحده نسأل أن يوفق اجلميع ملا فيه اخلري والسداد وأن حيفظ العباد والبالد من كل سوء ،إنه
نعم اجمليب.
جلنة اإلعداد
3
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
4
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
:ًأوال
القرآن الكريم
5
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
النص األول
عاقبة الظلم ()1
متهيد:
الظلم – أَيّاً كان نوعه – عاقبته َو ِخ َيم ٌة يف الدنيا واآلخرة ،وقد يبدو للناس أن بعض الظاملني ُّ
َيـتَ َمتَّعون يف هذه احلياة :ميلكون ماليني الدينارات ،ويسكنون البيوت الفخمة ،ويركبون السيارات
اب من أنواع املأكوالت واملشروبات ،ويسافرون ملختلف البلدان، ال َفا ِرَهة ،ويأكلون ويشربون ما لَ َّذ و َط َ
لكنهم يف حقيقة األمر يعيشون حياة َكئِيبَ ًة ،تَُل ِح ُقهم َم َظالِ ُـمهم يف نومهم وَيـ َق َظتِهم ،وتراهم دائمي
ص فيه الناس الذين ظلموهم منهم ،ىف حياهتم -وإن بدا للناس أهنا ممتعة التفكري يف اليوم الذي َسَيـ ْقتَ ُّ
وادعة -حياة َفـ َزٍع ،وال يَ ُد ُّل ظاهرُهم املريح ُعلى حسن حاهلم ،فإن اهلل يُْهِل الظامل؛ فإما أن يتوب و
إما أن يزداد إمثاًً ،مث يأخذه أخـ ـ ـ ــذاً شديداً.
والنص التايل من سورة إبراهيم ،يصور لنا احلالة اليت سيكون عليها الظاملون يف يوم احلساب ،من
اهللع واخلوف والفزع.
6
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
من سورة إبراهيم النص:
ﭑ ﭒﭓﭔ
﴿ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ
ﰁﰂﰃﰄ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ
ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢ ﭣ
ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ
ﭰﭱ ﭲﭳﭴ ﭵﭶﭷﭸﭹﭺ
ﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ
ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ
ﮏﮐﮑﮒﮓ﴾
معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ترتفع وتتوقف عن احلركة. تَ ْش َخص
مسرعني يف إجابة الداعي. ُم ْه ِطعني
رافعي رؤوسهم. ُم ْقنِعي رؤوسهم
نظرهم. َطرفهم
قلوهبم. أفئدهتم
خاوية. هواء
7
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المعنى العام:
اآلية ﴿ :42ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ ﰁ ﰂ
ﰃ ﴾.
هذا هتديد ووعيد شديد للظاملني ،وتسلية للمظلومني الذين مل يتمكنوا يف الدنيا من القصاص
ألنفسهم ممن ظلمهم .يقول اهلل تعاىل خماطبا نبيه :ال تظنن يا أيها النيب إذا رأيت الظاملني قد أمهلهم
اهلل ،وتركهم يتنقلون يف األرض آمنني ،يتمتعون فيها باملأكل واملشرب واملسكن وامللبس ،ال تظنن أن
اهلل غافل عن أعماهلم ،أو أنه لن يعاقبهم على صنيعهم ،كال! بل إنه يؤخر عذاهبم ليوم شديد مفزع؛
تنفتح فيه أبصارهم فال تتحرك ،وال يطرف هلم جفن؛ وذلك لشدة ما ترى من األهوال يف ذلك اليوم.
والظلم هو وضع الشيء يف غري حمله ،وترك احلق واتباع الباطل ،والتعدي على اآلخرين يف دمائهم
وأمواهلم وأعراضهم .وهو ثالثة أنواع :ظلم فيما بني اإلنسان وربه ،وظلم اإلنسان لغريه من البشر ،وظلم
اإلنسان لنفسه .
فمن النوع األول الشرك باهلل ،قال تعاىل ﷻ ﴿ :ﭱﭲ ﭳﭴ ﴾ ،1ومسي الشرك
ظلما ألنه وضع للعبادة يف غري حملها اليت جيب أن تكون فيه ،ومنه ارتكاب املعاصي وكل ما هنى اهلل
عنه.
وأما النوع الثاين -وهو ظلم اإلنسان لغريه من البشر -فهو أن يعتدي على حقوقهم أو أعراضهم
أو أمواهلم أو دمائهم ،ويدخل فيه كذلك السب والشتم والغيبة والنميمة .فاحذر -يا ولدي -أن
تكون ممن يظلم نفسه بارتكاب احملرمات ،أو يظلم غريه باالعتداء عليهم ،حىت ال تكون مشموالً
بالتهديد الوارد يف هذه اآليات؛ فإن الظلم عاقبته وخيمة .قال ﷺ« :اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات
يوم القيامة».2
و النوع الثالث -ظلم اإلنسان لنفسه ،ومثاله :الذنوب واملعاصي والتقصري يف حق اهلل -تبارك
وتعايل -والتقصري يف جنبه ،وهذه جتب منها التوبة ،وهي موكلة إىل اهلل -تبارك وتعاىل -إن شاء
غفر اهلل له و إن شاء عذبه ،خالفاً لظلم اإلنسان لغريه ،فيلزمه التحلل واالستسماح .
1سورة لقمان ،من االية .12
2رواه مسلم يف صحيحة ،كتاب الرب ،باب حترمي الظلم .
8
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
اآلية ﴿ :43ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ ﭘﭙﭚ ﴾.
يف هذه اآلية يذكر اهلل -تعاىل -كيفية قيام الظاملني من قبورهم وجميئهم إىل مكان احلشر،
فإهنم سيأتون مهطعني ،أي :مسرعني يف ذل وانكسار إىل الداعي الذي يدعوهم للوقوف بني يدي
اهلل ﷻ للحساب ،رافعني َ
رؤوس ُهم إىل السماء ،ينظرون نظرة فزع وخوف ،وأبصارهم شـ ـ ـ ــاخصة
مفتوحة ،وتتوقف أجفاهنم عن احلركة؛ بسبب ما ينتظرهم من العذاب واألهوال ،وقلوهبم خالية من العقل
والفهم من شدة الفزع ،فهي كاهلواء واخلالء الذي ال شيء فيه.
اآلية ﴿ :44ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ
ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﴾.
ويقال هلم كذلك :ولقد سكنتم يف مساكن الذين ظلموا أنفسهم بالكفر واملعاصي ،وعلمتم
كيف عذبناهم وأهلكناهم بسبب ذنوهبم ،وقد ضربنا لكم األمثال وال ِع َب ،فلم تتعظوا بذلك ،وفعلتم ما
فعلوا من الظلم والتعدي ،فكنتم مثلهم يف الظلم والكفر والعذاب.
وهذا املثل يتجدد كثرياً يف احلياة ،ويقع يف كل حني :فيحدث أن يسكن بعض الناس يف مساكن
9
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الطغاة والظاملني الذين أهلكهم اهلل من قبلهم ،أو ميروا هبا ،مث ال يلبث هؤالء حىت يقوموا مبا قام به من
قبلهم من الطغيان والتجرب وظلم الناس ،فال يتعظون مبصريهم ،وال تؤثر فيهم تلك اآلثار الباقية اليت
يسكنوهنا ،أو اليت ميرون هبا ،حىت يأتيهم العذاب من رب العاملني ،فيلحقون بالظاملني من قبلهم .فاحذر
-يا أيها الطالب -أن تكون من هؤالء.
اآلية ﴿:46ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ﴾.
10
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
1.1عرف الظلم ،واذكر أنواعه ،مث اذكر ملاذا ُس ِّـمـي الشرك ظلماً؟
2.2هل يدل ظاهر حياة الظاملني الذين يتنعمون يف هذه الدنيا على حسن حاهلم؟ وضح ذلك.
3.3ما الوصف الذي يكون عليه الظاملون عند قيامهم من قبورهم؟ وملاذا يكون هذا حاهلم؟
4.4ماذا سيطلب الظاملون عندما يرون العذاب؟ وماذا سيكون الرد عليهم؟
5.5هناك مثل يرد كثرياً يف احلياة اشتملت عليه اآليات ،فما هو؟ وماذا تستفيد منه؟
11
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
النص الثاني
عاقبة الظلم ()2
تمهيد:
رأينا يف الدرس السابق بدايات املصري الذي سيالقيه الظاملون يوم القيامة :القيام من قبورهم
،واإلسراع إىل الداعي الذي يدعوهم للمثول بني يدي اهلل عز وجل للحساب ،وهم يف حال شديدة من
الفزع واخلوف ،حىت إن أعينهم لتبقى مفتوحة ،ال يتحرك هلا جفن مما يرونه من األهوال ،وقلوهبم خاوية،
ال حتمل غري التفكري يف املصري الفظيع الذي سيصريون إليه.
ويف هذا الدرس عرض الستمرارية املشهد :انتقام اهلل عز وجل من الظاملني وغريهم من اجملرمني،
وتعذيبهم جزاء ظلمهم وجزاء مكرهم؛ حتقيقاً لعدل اهلل يف اجلزاء ،وسيكون ذلك يف يوم ستتبدل فيه
األرض والسماوات إىل طبيعة جديدة ،ال يعلم إال اهلل كيفيتها .سيقفون أمام اهلل عز وجل مكشوفني
ال يسرتهم ساتر ،ليسوا يف بيوهتم وال يف قصورهم اليت كانوا يظلمون الناس فيها ،إمنا هم يف العراء أمام
الواحد القهار .وبعد احلساب العسري تبدأ مراحل العذاب الدائم الذي ال ينتهي :يقرن الظاملون واجملرمون
اثنني اثنني يف األغالل والسالسل ،ميرون صفاً وراء صف ،يف منظر إذالل ،يقابل ما كانوا عليه من الظلم
والرتفع على الناس ،وتكون مالبسهم من قطران ،وهي مادة شديدة القابلية لاللتهاب ،قذرة سوداء؛
زيادة يف إذالهلم وحتقريهم ،مث ينتهي املشهد بقذفهم يف النار.
ويف النص األيت -وهي اآليات التاليات آليات الدرس السابق من سورة إبراهيم -عرض هلذا املشهد.
12
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
من سورة إبراهيم
النص:
ﭑ ﭒﭓﭔ
﴿ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ
ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ
ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ
ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤﯥ
ﯦﯧﯨﯩﯪ ﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱ
ﯲﯳﯴﯵ﴾
معاني الكلمات:
معناها الكلمة
وبرزوا خرجوا من قبورهم وظهروا أمام اهلل عز وجل.
ُم َق َّرنني مشدودين ومقيدين بعضهم إىل بعض .
األصفاد السالسل والقيود واألغالل.
سرابيلهم مالبسهم وقمصاهنم.
تغشى تعلو وحترق.
األلباب العقول السليمة.
13
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المعنى العام:
اآلية ﴿ :47ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟ﴾.
هذا خطاب من اهلل تعاىل لرسوله ﷺ يتضمن التأكيد أنه عز وجل سوف لن خيلف وعده لرسله
تظنن -يا أيها النيب -أن اهلل سيخلف الوعد الذي وعده لرسله، عليهم الصالة والسالم .يقول له :ال َّ
بتأييدهم وجناهتم وجناة أتباعهم ،وإهالك أعدائهم وخذالهنم يف الدنيا ،وتعذيبهم يف اآلخرة ،كال!
فاهلل عزيز :ال ميتنع عليه شيء إذا أراده ،منتقم ممن كفر به وكذب برسله .ويف هذا هتديد ووعيد شديد
للظامل -أيَّا كان نوع الظلم -أن يكف ويتوب إىل اهلل؛ حىت ال يناله انتقام اهلل وعذابه .وفيه تسلية للنيب
ﷺ وتذكري له أن اهلل حييطه برعايته ونصره ،وتسلية كذلك ملن ُظلِ َم ومل يتمكن من القصاص يف الدنيا،
أن اهلل سينتقم ممن ظلمه.
اآلية ﴿ :48ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫِ﴾.
يعين أن انتقام اهلل من الظاملني واجملرمني يكون يوم تتبدل صفات األرض وصفات السماوات،
فال تعود كما اعتاد عليها الناس ،وال يعلم كيف تكون طبيعتها يومها إال اهلل سبحانه وتعاىل .يف ذلك
اليوم سيخرج اخللق مجيعا من قبورهم ،ويربزون ويَُْثـلُو َن للحساب واملساءلة بني يدي اهلل عز وجل الواحد
الذي قهر كل شيء وغلبه.
اآلية ﴿ :49ﮭﮮﮯﮰﮱﯓ﴾.
هذا وصف ملشهد من مشاهد العذاب الشديد والقاسي ،الذي سيالقيه اجملرمون والظاملون يوم
القيامة ،يناسب ما كانوا عليه من جترب وتكرب على الناس ،وكفر باهلل وبِنِ َع ِم ِه .سيقادون يف ذلك اليوم إىل
العذاب بطريقة فيها إذالل وإهانة :سريبطون ويقيدون اثنني اثنني بسالسل وأغالل وقيود ،يربط اجملرم
والظامل بشبيهه ومثيله يف الظلم واإلجرام ،أو بالشيطان الذي أضله وأغواه ،مث يقذفون يف جهنم ،والعياذ
باهلل .قال اهلل تعاىل ﷻ﴿ :ﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ﴾.1
14
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
اآلية ﴿ :50ﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚُ﴾.
وهذا وصف للثياب اليت سريتدوهنا يف ذلك اليوم الشديد؛ إهنا من قطران :وهي مادة سوداء رائحتها
نتنة جدا ،ملزيد من اإلذالل والتحقري هلم ،كما أن القطران فيه قابلية شديدة لالشتعال ،ويف هذا إشارة إىل
شدة العذاب؛ فعند اقرتاهبم من النار ستشتعل مالبسهم ،ومن َثَّ تعلو النار وجوههم ،فتحرقها ،وحترق
كامل أجسادهم وشعورهم .قال تعاىل يف آية أخرى﴿ :ﰃﰄﰅﰆﰇﰈ﴾،1
أي :حترق النار وجوههم ،وهم فيها عابسون مشوهو الوجوه.
15
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
األمر األول :البد أن تعلموا أن الركون إىل الظاملني حمرم حترمياً شديداً؛ قال اهلل تعاىل﴿ :ﮗﮘﮙﮚ
ﮛ ﮜﮝ﴾ .1والركون إىل الظاملني معناه :حمبتهم وجماملتهم وجمالستهم ،واالستعانة هبم يف
قضاء احلوائج ،وتزيني الظلم هلم ،والتشبه هبم يف امللبس والزي وطريقة الكالم واحلركة؛ فكل هذه األشياء
حمرمة أيضا ،فال يكفي أن تقول :أنا لست ظاملاً ،ما دمت جتالس الظامل وتؤانسه وجتامله ،وتستعني به يف
قضاء حاجاتك؛ ألن كل هذه األمور تعين الرضا بظلمه ،وإقراره عليه .فاحذر كل ذلك؛ حىت ال متسك
النار ،كما جاء يف اآلية .مث إن الظاملني ال يقومون بالظلم وحدهم ،بل يستعينون بأناس آخرين ،هم يف
األصل َمن كان جياملهم وجيالسهم ويستعني هبم ،فإذا كنت اليوم جتالس الظامل وتستعني به فقط ،فإنه
سيطلب منك يوما أن تعينه على ظلمه ،وقد ال تستطيع أن ترد له طلبه؛ ألنك ختاف منه ،أو ألنه قد
قدم لك خدمة يف السابق ،فأنت يف كل األحوال مشارك يف الظلم؛ فانتبه ،واستمع ملا جاء يف أثر عن
ابن مسعود -رضي اهلل عنه« :-من أعان ظاملاً سلّطه اهلل عليه».2
واألمر الثاين :اعلم -يا ولدي -أن دعاء املظلوم على من ظلمه مستجاب ،حىت ولو كان املظلوم
كافراً ،قال ﷺ« :اتقوا دعوة املظلوم وإن كان كافراً ،فإنه ليس بينها وبني اهلل حجاب» ،3وجاء يف
احلديث القدسي« :وعزيت وجاليل ألنصرنك ولو بعد حني» ،4واعلم أن عقاب الظاملني ليس يف اآلخرة
فقط ،بل قد يعجل اهلل العذاب للظامل يف الدنيا ،ويدخر له عذاباً آخر يف اآلخرة ،وانظر ما فعل اهلل
مر العصور كيف عاقبهم اهللُ تعاىل .
بالظاملني والطغاة على ِّ
ما ترشد إليه اآليات:
1.1سيقف الظاملون بني يدي اهلل – عز وجل – ؛ليحاسبهم حساباً عسرياً على ظلمهم.
2.2الظاملون مصريهم إىل النار ،وبئس املصري.
3.3املصري الذي سيلقاه الظاملون واجملرمون هو جزاء عادل لظلمهم وتكربهم وكفرهم بنعم اهلل.
4.4القرآن فيه عرب و ِع َظ ٌ
ات ،وفيه ترهيب من الشر ،وأدلة وحجج على ألوهية اهلل ووحدانيته.
16
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
املناقشة
3.3صف الطريقة اليت سريبط هبا اجملرمون والظاملون عند تقييدهم باألغالل والقيود؟ وكيف ستكون
17
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
النص الثالث
طغيان املال
تمهيد:
علينا يف القرآن قصص األمم املاضية؛ لنأخذ منها الدروس والعرب ،ومن تلك قص اهلل ﷻ
َّ
القصص القرآنية قصة حتكي ما يفعله الكرب واالستعالء يف األرض ،الذي يسببه كثرة املال .إهنا قصة
اب الرزق ،وطرق الكسب ،فأصبح رجل من قوم سيدنا موسى عليه السالم امسه قارون ،فتح اهللُ عليه أبو َ
ميلك األموال العظيمة ،والكنوز الكثرية ،حىت صار من كثرة ماله مضرب املثل على مر القرون واألجيال
إىل يومنا هذا ،فإذا أراد الناس أن يصفوا أحداً بال ِغ َن وكثرة املال قالوا :لقد أويت مال قارون!
قارون بدل أن يشكر اهلل على هذه النعمة العظيمة ،ويعرتف أن ما عنده من مال إمنا هو من اهلل،
ال للفقراء واملساكني ،بدالً من ذلك طغى ّ
وجتب ،ومنع ماله وبتوفيق منه ،فيعطي من ماله الكثري شيئاً قلي ً
عن مستحقيه من احملتاجني ،وليت األمر وقف عند هذا احلد؛ بل ادعى أنه مجع املال بعبقريته وحسن
تدبريه ،وليس بتوفيق اهلل وعونه ،وتطاول ومتادى ،حىت ظن أن لن يقدر عليه أحد.
وقد اغرت به كثري من الناس ،ومتنوا ما عنده ،وقالوا :هو ذو حظ عظيم ،وباملقابل نصحه ناس
آخرون أن يشكر اهلل على نعمه ،ويبذل من ماله ملن حيتاج إليه ،لكنه أصر على كفره وطغيانه.
ويف هذا النص من سورة القصص تصوير للحال اليت كان عليها قارون ،واغرتار بعض الناس به ،ونصح
آخرين له ،وكيف كان رده.
18
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
من سورة القصص
النص:
ﭑ ﭒﭓﭔ
ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ
ﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠ ﯡﯢﯣﯤﯥﯦ
ﯧﯨﯩﯪﯫﯬ ﯭ ﯮﯯﯰ ﯱﯲ
ﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ
ﰃﰄﰅﰆﭑﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ
ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ
ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷ
ﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ
ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮖ
:
معاني الكلمات:
معناها الكلمة
تكرب وطغى. فبغى
يثقل محلها. وء
لَتـنُ ُ
اجلماعة. بال ُع ْصبَة
واطلب وابتغ
ُيـ َوفَّ ُق إليها. ُيـل ََّقاها
19
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المعنى العام:
اآلية ﴿ :76ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘ
ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﴾
خيربنا اهلل ـ ـ عز وجل ـ ـ يف هذه اآلية عن رجل من قوم سيدنا موسى امسه قارون ،كان رجال
غنيا جدا ،لكنه بغى على قومه وطغى ،وحرم الفقراء واحملتاجني من حقهم يف املال الذي أعطاه اهلل له،
وهو مال كثري جدا ،ومن كثرته حىت إن مفاتيح اخلزائن املوضوع فيها ال يستطيع محلها مجاعة من الناس
األقوياء ،فما بالك باألموال نفسها!
وقد نصحه مجاعة من قومه من أهل الصالح بأن يرتك ما عليه من بغي وطغيان ،وأن يلتزم املنهج
الرباين يف املال .قالوا له :ال تفرح مبا أنت فيه من بطر املال وطغيانه ،فإن اهلل ال حيب الفرحني مبا عندهم
من أموال ،املتكربين هبا على الناس ،الذين ال يشكرون اهلل على ما أعطاهم.
اآلية ﴿ :77ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ ﯱﯲ ﯳﯴﯵﯶ
ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ﴾.
وقالوا له :واستعمل ما عندك من أموال كثرية لطلب ثواب اآلخرة؛ لتنال الدرجات العليا فيها،
ال للتجرب والتكرب على عباد اهلل ،وهذا ال يعين أن تعيش حمروماً من أموالك يف الدنيا ،كال! فاهلل خلق
الطيبات؛ ليستمتع هبا الناس ،فأن ِف ْق مما أحل اهلل لك ،وأحسن إىل الناس بالصدقة والعطاء ،كما أحسن
ِل ِ
صاحبُُه هذا اإلحسان اهلل إليك باملال واجلاه ،فاملال هبة من اهلل وإحسان منه ،فالواجب أن يُقاب َ
باإلحسان لعباد اهلل ،خاصة احملتاجني منهم.
وقالوا له :ال جتعل مالك وسيلة للفساد يف األرض ،وسبباً للمعاصي ،ولإلساءة خللق اهلل؛ فإن
اهلل ـ ـ عز وجل ـ ـ ال حيب املفسدين ،بل يعاقبهم أشد العقوبة.
اآلية ﴿ :78ﭑﭒﭓﭔﭕ ﭖ ﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ
ﭥ ﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭﭮ ﴾.
لكن قارون مل يستمع لنصيحة هؤالء الصاحلني ،بل رد عليهم َّرد املغرور الكافر بالنعمة ،اجلاحد
للفضل .قال هلم :إمنا اكتسبت هذا املال مبعرفيت وذكائي ومهاريت يف التجارة والكسب ،وأن اهلل أعطاين
هذا املال ألين أستحقه ،فلوال رضا اهلل عىن ،ومعرفته بفضلي ما أعطاين هذا املال .
20
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
فكان رد اهلل تعاىل على هذا الكالم الدال على غرور صاحبه :إن منح اهلل املال الكثري ألحد
ال على صالح ذلك اإلنسان ،وال على حسن حاله! أال يدري هذا املغرور أن اهلل ـ ـ من الناس ليس دلي ً
تعاىل ـ ـ ـ قد أهلك أناساً كثريين قبله ،كانوا أكثر منه مجعا للمال ،وأشد قوة ،ومل يعطهم اهلل هذا املال
وهذه القوة عن حمبة منه هلم ،ولكن ليختربهم ،فلما كفروا وجحدوا نعمة اهلل ،وبغوا وتكربوا على الناس
أهلكهم اهلل .وهذا دليل على أن القوة واملال ليسا دلي ً
ال على الفضل.
مث أخربنا اهلل ـ ـ ـ تعاىل ـ ـ بأن اجملرمني والطغاة لن يُسأَلوا يوم القيامة عن ذنوهبم سؤال استعالم
واستيضاح؛ ألن اهلل يعلمها ،بل يُسأَلون سؤال حماسبة وتوبيخ.
اآلية ﴿ :79ﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ
ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﴾.
مل يستمع قارون لنصيحة الناصحني ،بل زاد غروراً وإعجاباً بنفسه ،فخرج يوماً على قومه يف موكب
مهيب ،وحوله اخلدم واحلاشية ،وهو يف زينة عظيمة ،وأُبَّـه ٍة وافتخار ،فلما رآه الناس املتجمعون انقسموا
فريقني :فريق متعلق باحلياة الدنيا ،وال يتطلعون ملا عند اهلل يف الدنيا واآلخرة ،وهؤالء أعجبوا مبا عليه
قارون من ترف ومال وزينة ،ومتنوا لو أن عندهم ما عنده من الثروة واجلاه واملال ،وهو يف اعتقادهم ذو
حظ عظيم وافر يف الدنيا.
اآلية ﴿ :80ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ
ﮕ ﴾.
َ ﮒﮓﮔ
هذا هو الفريق الثاين ،وهم أهل العلم النافع ،العاملون حبقائق األمور ،ومبا أعد اهلل للصابرين والشاكرين
من ثواب ،وللمغرورين واملتكربين من عقاب .هؤالء عندما مسعوا قول الفريق األول من الناس ،الذين
عجبوا مبا عليه قارون من رفاهية ومال ،قالوا هلم مشفقني عليهم ،ومنكرين ملا قالوه :ويلكم! ثواب اهلل أُ ِ
وجزاؤه لعباده املؤمنني الذين يعملون األعمال الصاحلة خري من هذا الذي ترونه وتتمنونه؛ ففي الدنيا هلم
حمبة اهلل وتوفيقه ،ويف الدار اآلخرة هلم اجلنة وما فيها من نعيم مقيم .قال ﷺ« :يقول اهلل تعاىل :أعددت
لعبادي الصاحلني ما ال عني رأت ،وال أذن مسعت ،وال خطر على قلب بشر ،1»...وال ُيـ َوفَّق لذلك
إال الصابرون .والصرب يكون على طاعة اهلل وعن معصيته ،وعلى األقدار املؤملة واملصائب.
21
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ما ترشد إليه اآليات:
1.1ال حيب اهلل من يتكربون مبا عندهم من أموال على الناس ،وال يشكرون اهلل على ما أعطاهم.
ينسى نصيبه من الدنيا؛ فينفقه يف الطيبات
2.2اإلنسان مطالب بإنفاق ماله ابتغاء الثواب يف اآلخرة ،وال َ
اليت أحلها اهلل له.
3.3كل خري يناله اإلنسان هو من فضل اهلل ونعمته عليه.
4.4القوة واملال ليسا وحدمها دلي ً
ال على الفضل.
5.5ثواب اهلل العاجل يف الدنيا واآلجل يف اآلخرة لعباده املؤمنني خري من متاع الدنيا الزائل.
22
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
املناقشة
1.1ملاذا يقص القرآن الكرمي علينا قصص األمم املاضية؟ وما الغرض – برأيك – من قصة قارون؟
2.2مب نصح الصاحلون قارون؟ وماذا كان رده عليهم؟ وعالم يدل هذا الرد؟
4.4ماذا كانت مواقف الناس عندما خرج قارون عليهم يف زينته؟ وماذا يدل عليه موقف كل فريق؟
23
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
النص الرابع
عاقبة طغيان املال
تمهيد:
من سنن اهلل ـ ـ ـ ﷻ ـ ـ ـ يف خلقه أنه ميهل الظامل والطاغية واجملرم ،ففي الغالب ال يأتيهم عذابه وال
انتقامه سريعا ،بل يرتك هلم فرصة للتوبة والرجوع عن ظلمهم وعدواهنم ،فإن أبوا إال االستمرار فإنه قد
يرتكهم أمدا آخر ليزيدوا يف الظلم والعدوان؛ حىت يكون عذاهبم عظيما ،مث يأخذهم أخذ عزيز مقتدر،
ويُنزُِل هبم العذاب الذي ال يستطيع دفعه أحد.
وقارون الذي رأينا يف الدرس السابق كيف بلغ به طغيان املال ،أنه تكرب على قومه وجترب،
ونسب الفضل لنفسه يف مجع املال العظيم الذي عنده ،وأنكر حق احملتاجني يف هذا املال الذي أعطاه
اهلل ـ ـ ـ تعاىل ـ ـ ـ له ،ومل يستمع لنصيحة من نصحه أن يراعي حق اهلل فيه.قارون هذا كانت عاقبة طغيانه
وخيمة :حيث خسف اهلل به وبكنوزه وبداره األرض ،وجعل عاليها سافلها ،ومل جيد من مينع أو يدفع
عنه العذاب ،وانطبقت عليه سنة اهلل ـ ـ ـ عز وجل ـ ـ ـ ـ يف اإلمهال للظاملني ،مث أخذهم أخذاً شديداً.
واخلالصة أن الطغيان بسبب املال عاقبته سيئة ،وأن اجلنة ونعيمها ال تكون يف اآلخرة إال ملن
تواضع هلل واتقاه يف الدنيا ،وأدى حق اهلل فيما آتاه من فضل ومال ،أما من يتكرب على خلق اهلل،
ويرتكب املعاصي فسيجد مقابله يوم القيامة :العذاب واملهانة.
24
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
من سورة القصص
النص:
ﭑ ﭒﭓﭔ
﴿ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ
ﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯ
ﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ
ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ
ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ
ﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ﴾
معاني الكلمات:
معناها الكلمة
مجاعة. فِئَة
25
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المعنى العام:
اآلية ﴿ :81ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥ ﮦ
ﮧ ﴾.
لَ َّـما وصلت حالة البغي من قارون ُمنَْتـ َهاها ،وتَ َكبَّ على قومه وَبـ َغى عليهم ،وازدانت الدنيا يف
عينيه ،و َع ُظ َم إعجابُه بنفسه ،ومل يستمع لنُ ْص ِح الناصحني ،لَ َّـما صار حاله إىل هذه ا َحل ِّد تَ َد َّخلت ال ُق ْدرة
وبكنُوزِه األرض ،وجعل َعالِيَها العذاب َبـ ْغتَةَ :خ َس َف اهلل به وبِداره ُ
ُ اإلهلية؛ لِتَ َضع ح ّداً هلذا ال ُغ ُرور ،فجاءه
عملِه :ف َ
َك َما سافِلَها ،وَه َوى يف باطن األرض اليت َطالَ َما تكرب و ْاستَطال فوقها ،فكانت عاقبتُه من جنس َ
ني ،هو وماله الذي ا ْغَتـ َّر به .ويف هذا عربة ـ ـ ـ أيها الطالب! أسفل سافِل َ
نفسه على عباد اهلل أْنـ َزله اهلل َ رفع َ
حاشيَتُه ،وما استطاعوا منع عندما نزل به العذاب مل ُيـ ْغ ِن عنه ماله وال َجا ُه ُه وال َخ َد ُمه وال ِ
ويرَّد العذاب وميَنـ َعه. الوقوع ،وال هو استطاع أن َيـنْتَ ِصر لِ ِ
نفسهُ ، العذاب قبل وقوعه ،وال َدْفـ َعه بعد ُ
اآلية ﴿ :82ﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ ﯖ
ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﴾.
الناس ،فعندما رأى
بعض ِ األرض وَه َوى في َها َه َو ْت معه ال ِفتن ُة ِ
الت َج َرفَت َ لَ َّما خسف اهلل بقارون َ
الذين متنوا باألمس أن يكون هلم مثل ما لقارون من املال واجلاه عندما رأوا املصري البائس الذي صار
إليه بني ليلة وضحاها ،قالوا وهم معتربون مبا حصل له ،وخائفون من وقوع العذاب هبم :علمنا أن املال
ال على رضا اهلل على صاحبه كما ادعى قارون ،فإن اهلل يوسع الرزق على من يشاء من عباده ليس دلي ً
ويضيقه حلكمة يعلمها .جاء يف احلديث عن عبد اهلل بن مسعود ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ أن النيب ﷺ قال:
«إن اهلل قسم بينكم أخالقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ،وإن اهلل يعطي الدنيا من حيب ومن ال حيب،
وال يعطي اإلميان إال من حيب».1
لقد محدوا اهلل أنه مل يعاقبهم مبا قالوا ،وبتمنيهم أن يكونوا مثل قارون .قالوا :لوال رمحة اهلل وفضله
وَمنُُّه ألصابنا مثل ما أصابه من العذاب واخلسف .واعتربوا ما فعله قارون كفراً؛ وقالوا :علمنا أن الكافرين
والطغاة ال يفلحون وال يفوزون ال يف الدنيا وال يف اآلخرة.
26
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
اآلية ﴿ :83ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ ﯴ ﯵ ﴾.
ملا ذكر اهلل ـ ـ ـ ﷻ ـ ـ ـ قارون وما أوتيه من متاع الدنيا ،وكيف كان مصريه ،خيربنا ـ ـ ـ ﷻ ـ ـ يف هذه
اآلية أن الدار اآلخرة ونعيمها الدائم الذي ال يزول قد جعلها لعباده املؤمنني املتواضعني ،الذين ليس
فقط ال يرتفعون على عباد اهلل وال يتجربون وال يتطاولون عليهم ،وال يعيثون يف األرض فساداً بالفعل،
بل ال خيطر على باهلم ذلك ،بل قلوهبم مملوءة بالشعور باهلل وتقواه واخلوف منه .أولئك هم الذين هلم
العاقبة الصاحلة ،واملصري السعيد ،والفالح والنجاح.
ومن هذه اآلية الكرمية نستنتج أن الذين يريدون العلو يف األرض أو الفساد ليس هلم يف الدار
اآلخرة نصيب .ولك اآلن ـ ـ ـ يا ولدي ـ ـ ـ أن تقرر :هل تريد االستعالء يف األرض والفساد فيها ،مث ال
يكون لك يف اجلنة ونعيمها نصيب وال حظ؟ أم تريد أن تتواضع خللق اهلل يف هذه الدنيا ،وختشى اهلل
وتتقيه ،ولك اجلنة ،اليت فيها ما ال عني رأت ،وال أذن مسعت ،وال خطر على قلب بشر ،كما جاء عنه
1
ﷺ؟
اآلية ﴿ :84ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈ
ﰉ﴾.
خيرب اهلل ـ ـ ﷻ ـ ـ بأنه يف تلك الدار اآلخرة يقع اجلزاء كما كتب ـ ـ ـ ﷻ ـ ـ ـ على نفسه :من يعمل
ال منه وإحساناً ،ومن يعمل السيئة جيز حسنة يعطه اهلل أضعافها مما هو خري منها أجراً ومثوبة ،تفض ً
مبثلها؛ رمحة بالناس ،لعلمه بضعفهم.
ما ترشد إليه اآليات:
1.1اهلل ـ ـ ـ ﷻ ـ ـ ـ ميهل الظامل ،مث يأخذه أخذاً شديداً.
ال على رضا اهلل على صاحبه ،فإنه ـ ـ ـ ﷻ ـ ـ ـ يوسع الرزق على من يشاء من عباده،2.2املال ليس دلي ً
ويضيقه على من أراد؛ حلكمة يعلمها.
3.3الدار اآلخرة ونعيمها خالصة للمتواضعني واملتقني.
1متفق عليه.
27
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
1.1ملاذا ميهل اهلل للظاملني فال يعذهبم غالباً إال بعد حني؟
2.2كيف كان مصري قارون؟ وكيف كان هذا املصري من جنس عمله؟
4.4ملن الدار اآلخرة؟ وما الذي تدل عليه هذه اخلالصة؟ وكيف تشعر أيها ـ ـ الطالب ـ ـ حياهلا؟
5.5كيف يكون اجلزاء يوم القيامة على احلسنات والسيئات؟ وعالم يدل ذلك؟
6.6اذكر أمثلة من الواقع للظاملني الذين أذهلم اهلل يف الدنيا قبل اآلخرة.
28
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
النص اخلامس
عاقبة القتل العمد و ِال َرابَة
متهيد:
ـ ـ االعتداء عليها النفس البشرية هلا حرمة عظيمة يف الشريعة اإلسالمية؛ فقد حرم اهلل ـ ـ ﷻ
ِّ
بأي شكل من أشكال االعتداء ،واشتد غضب اهلل ـ ـ تعاىل ـ ـ على كل من جترأ عليها دون وجه حق،
وتوعده بالعذاب العظيم ،وجعل قتل النفس بغري حق عم ًدا ،مساويًا لقتل الناس مجي ًعا يف استجالب
غضب اهلل ـ ـ ﷻ ـ ـ ـ والعذاب العظيم .ويف خصوص النفس املسلمة َّ
حرم اهلل عز وجل دم املسلم ،وأكد
حرمته ،فقال ـ ـ ﷻ ــ﴿ :ﮓﮔﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚﮛ
ﮜﮝﮞﮟﮠ ﮡﮢ﴾1؛ فجمع يف عقوبة قاتل املسلم بني اخللود يف جهنم،
وغضب اهلل عليه ولعنه ،وهي عقوبات مل جتتمع يف كبرية من الكبائر غري قتل املسلم بغري حق عم ًدا.
أعظم من ُحرم ِة الكعبة قبلة املسلمني؛ فعن ابن عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنهما ـ ـ قال :رأيت
وجعل اهلل ُحرمتها َ
النيب ﷺ يطوف بالكعبة وهو يقول« :ما أطيبك وأطيب رحيك ،وما أعظمك وأعظم حرمتك والذي
نفس حممد بيده حلرمة املؤمن أعظم عند اهلل تعاىل حرمة منك ،ماله ودمه وأن نظن به إال خريًا».2
ويف هذا السياق شرع اهلل عقوبة القصاص يف الدنيا؛ صيانة هلذه الدماء،كما شرع حد احلرابة؛
صيانة للمجتمع بأسره ممن خيرجون عن النظام ،ويعيثون يف األرض فساداً .واملقصود من هذا تعظيم قتل
النفس وإحياؤها يف القلوب ،ترهيباً عن التعرض هلا ،وترغيباً يف الدفاع عنها.
29
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
من سورة املائدة
النص:
ﭑ ﭒﭓﭔ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞ
ﭟ ﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨ
ﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ ﭴ
ﭵﭶﭷ ﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ
ﮀ ﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ
ﮋ ﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕ
ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡﮢ
ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭ ﮮ
معاني الكلمات:
معناها الكلمة
حكمنا وفرضنا. كتبنا
متجاوزون احلد يف ارتكاب املعاصي. ملسرفون
يقتلوا ويعلقوا على أخشاب. يصلبوا
يبعدوا من بالدهم. ينفوا
30
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المعنى العام:
اآلية ﴿ :32ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ
ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭ
ﭮﭯﭰﭱﭲﭳ ﭴﭵﭶﭷ ﭸ ﭹ﴾.
ن آدم ـ ـ عليه السالم ــ ،حيث َص اهلل ـ ـ ﷻ ـ ـ ـ علينا يف القرآن الكرمي قصة قَابِيل وَهابِيل اْبـ َْ ق َّ
قابيل غَيْظاً وتََ َّرأ
اط ُ َقـ َّر َب كالمها قربانا هلل ـ ـ ـ ﷻ ـ ــ ،ف ُقبِل ُقـ ْربَان َهابِيل ،ومل ُيـ ْقبَل ُقـ ْربَان قابيلْ ،
فاستَ َش َ
فقتل أخاه هابيل بدون وجه حق؛ بل حسداً له وبغياً عليه؛ ألنه قتله بسبب أمر مل يكن له يد فيه؛ َ
ألن قبول القربان من عدمه ليس له فيه دخل ،بل هو بأمر اهلل .وقد كانت هذه أول جرمية قتل على
وجه األرض ،وكل جرمية وقعت بعدها سيقع على قابيل جزء من إمثها؛ ألنه أول من قتل من بين
آدم .قال « :ال تُقتَ ُل نفس ظلماً إال كان على ابن آدم األول كفل من دمها؛ ألنه كان أول من
َس َّن القتل».1
بسبب جرمية القتل هذه اليت وقعت ظلماً وعدواناً حكم اهلل على بين إسرائيل وعلى كافة
الناس من بعدهم أن قتل النفس الواحدة بدون وجه حق جرمية كبرية جداً ،تعدل جرمية قتل الناس
مجيعاً ،أما إن كان القتل بوجه حق ،مثل كونه قصاصاً من قاتل ،أو كان القصد منه دفع الفساد يف
األرض (كالردة وقطع الطريق) ،فهو جائز لويل األمر والقاضي أن يقوم به .كما حكم اهلل -ﷻ-
على بين إسرائيل وعلى كافة الناس من بعدهم أن العمل على دفع القتل واستحياء نفس واحدة عمل
عظيم يعدل إنقاذ الناس مجيعاً.
إن قتل نفس واحدة -يف غري قصاص لقتل ،ويف غري دفع فساد يف األرض -يعدل قتل الناس
مجيعا؛ ألن حق احلياة واحد ثابت لكل نفس؛ فقتل نفس واحدة من هذه النفوس هو اعتداء على حق
احلياة ذاته ،الذي تشرتك فيه كل النفوس ،كذلك دفع القتل عن نفس ،واستحياؤها هبذا الدفع -سواء
كان بالدفاع عنها يف حالة حياهتا ،أم بالقصاص هلا يف حالة االعتداء عليها ملنع وقوع القتل على نفس
أخرى -هو استحياء للنفوس مجيعاً؛ ألنه صيانة حلق احلياة الذي تشرتك فيه النفوس مجيعاً.
1رواه أمحد.
31
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
مث خيرب ـ ـ تعاىل ـ ـ ـ بأن رسله ـ ـ ـ عليهم السالم ـ ـ ـ قد جاؤوا لبين إسرائيل بالشرائع الواضحات
واألحكام ،لكن كثرياً منهم أسرفوا على أنفسهم بارتكاب املعاصي واآلثام ،وخمالفة أمر اهلل ،وقتل
األنبياء.
اآلية ﴿ :33ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇﮈﮉﮊﮋ ﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ
ﮔْ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞٌ﴾.
يبني اهلل ـ ـ ﷻ ـ ـ ـ يف هذه اآلية العقوبة اليت شرعها يف الدنيا ملن يرتكب جرمية ا ِحل َرابَة ،والعاقبة
واملصري اليت سيكون عليه يف الدنيا واآلخرة.
وال فرق يف قطع الطريق بني أن يكون داخل املدن أو خارجها ،وال بني أن يكون ال ُـمعتَ َدى
عليهم من املسلمني أو من غري املسلمني املقيمني يف بالد اإلسالم ،الذين أعطتهم الدولة اإلسالمية
األمان يف حدودها.
وكلمة احلرابة مأخوذة من احلرب؛ ألن هذه الطائفة اخلارجة على النظام تعترب حماربة للجماعة
من ناحية ،وحماربة للتعاليم اإلسالمية اليت جاءت لتحقق أمن اجلماعة وسالمتها باحلفاظ على
حقوقها ،من ناحية أخرى.
32
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
واحلرابة -أو قطع الطريق -تعترب من كربيات اجلرائم ،ومن َثَّ أطلق القرآن الكرمي على املتورطني
يف ارتكاهبا أقسى عبارة؛ فجعلهم حماربني هلل ورسوله ،وساعني يف األرض بالفساد ،وغَلَّظ عقوبتهم
تغليظاً مل جيعله جلرمية أخرى ،وتنوعت هذه العقوبة حبسب اجلرمية :فهو إما أن يُقتَل ،أو يُصلَب على
قطع يده ورجله من خالف :فتقطع يده اليمىن ورجله اليسرى ،أو يده خشبة أو غريها مث يُقتَل ،أو أن تُ َ
اليسرى ورجله اليمىن ،أو يُن َفى من املدينة اليت هو فيها إىل مدينة أخرى ،ويسجن حىت يتوب .واألمر
مرتوك للقاضي يف حتديد العقوبة املناسبة ،حبسب اجلرمية وحبسب اجملرم ،فمثال :ميكن للقاضي أن حيكم
بقتل قاطع الطريق إذا قتل فقط ،وبصلبه مث قتله إذا قتل وأخذ مال املقتول ،وبقطع يده ورجله من خالف
إن هو أخذ املال ومل يقتل ،وبالنفي إن أخاف الناس فقط ومل يقتل ومل يسرق .كذلك ختتلف العقوبة
حبسب قاطع الطريق؛ فمن ارتكب اجلرمية ألول مرة تكون عقوبته أقل ممن ارتكبها مرات عديدة ،وهكذا.
مث خيرب اهلل ﷻـ بأن هذه العقوبة لقطاع الطرق هي خزي هلم وفضيحة وعار يف الدنيا ،مث ينتظرهم
عذاب عظيم شديد يوم القيامة؛ فاجلزاء الذي يلقونه يف الدنيا ال يُسقط عنهم العذاب يف اآلخرة ،وال
يطهرهم من دنس اجلرمية ،كبعض احلدود األخرى؛ وهذا التغليظ للعقوبة فيه تبشيع جلرمية احلرابة.
فلنتق اهلل ـ ـ أيها الطالب ـ ـ ـ ولنبتعد عن هذه اجملموعات اليت تقطع الطريق ،وختيف الناس ،وتسرق
سياراهتم وممتلكاهتم ،وتقتلهم أحياناً ،وتنتهك حرمات البيوت واملزارع ،وتسرق وتأخذ ما ال حق هلا فيه.
واعلموا ـ ـ ـ يا أوالدي ـ ـ بأهنم حىت لو جنوا من العقوبة لبعض الوقت ،فإن اهلل سينتقم منهم يف الدنيا،
وسيسلط عليهم بعضاً من جنوده .قال -ﷻــ﴿ :ﯞﯟﯠﯡﯢﯣ﴾ ،1مث سيكون مصريهم يوم
القيامة مفزعاً؛ حيث العذاب الشديد الدائم.
اآلية ﴿ :34ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭ ﴾.
هذا استثناء من عقوبة جرمية احلرابة ،فإنه إذا ارتدع هؤالء اخلارجون املفسدون عن فسادهم,
نتيجة إلدراكهم لبشاعة ونكارة جرميتهم مثال ،وتابوا إىل اهلل ورجعوا إىل طريقه املستقيم ،وهم ما
يزالون يف قوهتم ،مل تنلهم يد الدولة والسلطان ،ومل يكونوا قد سفكوا دم أحد ،فإن جرمية قطع الطريق
تسقط عقوبتها عنهم ،وليس للدولة عليهم من سبيل ،وكان اهلل غفورا هلم ،رحيماً هبم يف احلساب
األخري.
1سورة المدثر ،من اآلية .31
33
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ما ترشد إليه اآليات:
حرم اهلل ﷻـ االعتداء عليها بأي
1.1النفس البشرية هلا حرمة عظيمة يف الشريعة اإلسالمية؛ حيث ّ
شكل من أشكال االعتداء.
2.2شرع اهلل عقوبة القصاص يف الدنيا وعقوبة احلرابة؛ صيانة للدماء ،وصيانة للمجتمع بأسره ممن
خيرجون عن النظام ،ويعيثون يف األرض فساداً.
3.3قتل النفس الواحدة بدون وجه حق جرمية كبرية جداً ,تعدل جرمية قتل الناس مجيعاً ،كما أن
العمل على دفع القتل واستحياء نفس واحدة هو عمل عظيم يعدل إنقاذ الناس مجيعاً.
4.جرمية قطع الطريق من كربيات اجلرائم ،مساها اهلل حرباً على اهلل ورسوله ،وسعياً يف األرض
بالفساد ،وغَلَّظ عقوبتها تغليظاً مل جيعله جلرمية أخرى.
34
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
2.2ما قصة قابيل وهابيل ابين آدم؟ هل حتفظ اآليات القرآنية اليت ذكرت هذه القصة؟
4.4مىت ُّ
حيل قتل اإلنسان؟ ومن يتوىل هذا القتل؟ وملاذا؟
6.6هل تدخل اجلماعات املسلحة اليت تقطع الطريق على الناس وتعتدي عليهم يف مفهوم جرمية احلرابة؟
وملاذا؟
7.7ما عقوبة قطاع الطرق؟ وملن يرجع أمر اختيار العقوبة املناسبة؟
35
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
:ثاني ًا
السنة النبوية
36
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
احلديث األول
يف ِظ ِّل الرمحن
37
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
-4اللذان حتابا يف اهلل :ومها الشخصان ـ ـ رجالن أو امرأتان ـ ـ ـ اللذان ارتبطا برباط اإلميان الكامل،
وكانت عالقتهما مبنية على األُلْ َفة املتينة اخلالصة من شوائب ِّ
الرياء والنفاق ،وجهدمها مبذول يف
طاعة اهلل تعاىل ،وسعيهما يف مرضاته ،ال يبتغيان مصلحة وال منفعة من عالقتهما ،فإذا اجتمعا كان
اجتماعهما على طاعة اهلل ،وإذا افرتقا كان افرتاقهما على حب خالص هلل تعاىل .وهذا هو أمسى
أنواع الصداقة.
-5التَّ ِق ُّي ال َع ِفيف :وهو رجل دعته امرأة ذات مال ومجال إىل فعل ُمنْ َكرَ ،
فص َّدها عن َغيِّها ،وَزَج َرها،
وذ ََّك َرها بانتقام اهلل وعقابه للعصاة واملنحرفني ،وترفَّ َع عن الفاحشة ،فالشك أن هذا هو العفاف
واخلشية من اهلل ،وهو بذلك يستحق رمحة اهلل ورعايته.
-6املُتَ َص ِّدق املخلص :وهو الذي ينفق لوجه اهلل ،ال يبتغي الشكر من أحد ،وال يُرائي يف صدقاته،
بل يُعطيها خمفي ًة ،ال يعلم به أحد ،وال يراه إال اهلل سبحانه ،وهذا جدير برمحة ربه يوم القيامة ،كما
بني ﷺ.
-7من بكى من خشية اهلل :عندما خيلو املسلم بنفسه ،ويتذكر عظمة اهلل وقوة سلطانه ورمحته بعباده،
ياء أمام
بالدموع؛ رهب ًة وخوفاً من عذاب اهلل ،ال ر ً
ِ واجلنة والناس والعقاب والثواب ،تفيض عيناه
املتنسك ،هذا الرجل يستحق أن يظله اهلل بظله يوم ال ظل
الناس؛ ليخدعهم ويظهر مبظهر العابد ِّ
إال ظله.
ما يرشد إليه الحديث:
.1جيب أن ُيـ َق ِّدر كل من يتوىل َمنْ ِصبا ال َـم ْسؤولية ال ُـملْقاة على عاتقه ،والثواب الذي ينتظره إن عدل،
والعقاب الذي سيناله إن احنرف.
.2يدعو احلديث إىل احملافظة على صالة اجلماعة يف املساجد.
َّش ِء.
.3الرتبية الصاحلة هلا دور عظيم يف الن ْ
.4احملبة احلقيقية تكون يف اهلل سبحانه.
.5رأس احلكمة خمافة اهلل.
.6إخفاء الصدقات من صفات املتقني.
38
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
39
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
احلديث الثاين
ِح ْرَمةُ َه ْج ِر املؤمن
َالَ « :ل َيِ ُّل لِ َرُج ٍل أَ ْن َيـ ْه ُج َر ول اللَّ ِه ﷺ ق َ ِي ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ أَ َّن َر ُس َ وب الَْنْ َصار ِّ َع ْن أَِب أَيُّ َ
ِالس َل ِم» متفق عليه. ِض َه َذاَ ،و َخْيـ ُرَُها الَّ ِذي َيـبْ َدأُ ب َّ أَ َخا ُه َفـ ْو َق ثََل ِث لَيَ ٍ
الَ ،يـ ْلتَ ِقيَا ِن َفـُيـ ْعر ُ
ِض َه َذاَ ،وُيـ ْعر ُ
شرح الحديث:
املسلم جتمعه باملسلم رابطة األُ ُخ َّوِة يف اإلسالم ،وهي أقوى من رابطة النسب ،وجيب أن يرتبط
املسلمون بعالقات الود واحملبة ،وأن يكون بعضهم سنداّ لبعض ،وإذا ما حدث ما ُيـ َع ِّكر َص ْفو هذه
العالقات ،وابتعد أحد املسلمني عن اآلخر حتت تأثري االنفعال أو الغضب ،وامتنع عن كالم أخيه
املسلم ،وهرب من التواصل معه ،فال جيوز أن متتد مدة اهلَ ْجر إىل أكثر من ثالثة أيام ،وال حيل أن تستمر
املقاطعة بينهما .وإمنا أجاز الشارع أن يهجر األخ املسلم أخاه ثالثة أيام رفقاً هبما ،ومراعاة للضعف
البشري ،حىت هتدأ نفسامها ،ويراجعا موقفهما.
وإذا التقى املتهاجران بعد ثالثة أيام يف أي مكان وصرف كل منهما وجهه عن اآلخر ،كان
ذلك من فعل وسوسة الشيطان ،الذي يَُ ِّر ُضهما على الُّنـ ُفور وال ُفرقة؛ لتستمر العداوة ،ويض ُعف اجملتمع
اإلسالمي ،والذي يَُ ِّكم عقله من األخوين املتهاجرين يكون قد تغلب على وساوس نفسه األَ َّم َارة
بالسوء ،فيسمو بروحه ،ويرجو رمحة ربه ،فيتقدم إىل أخيه يف شجاعة ،ويبدؤه بالسالم عليه ،وميد يده
الص ْفح والتسامح ،وبذلك ينال األجر والثواب ،وإذا ما استمر أخوه يف عناده ،ومل يقابلْه،
طالباً العفو و َّ
وهرب من لقائه ،باء باإلمث ،وحتمل ِوْزر موقفه.
40
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ما يرشد إليه الحديث:
1.1ال جيوز للمسلم أن يهجر أخاه املسلم فوق ثالثة أيام.
2.2الذي يبدأ بالسالم بعد اهلجران أفضل من غريه.
3.3الشارع يراعي ضعف النفس البشرية.
4.4من واجبات املسلم قهر وسواس الشيطان.
41
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
1.1اخرت اإلجابة الصحيحة فيما يأيت :ال جيوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق:
د .يوم واحد.
ج .ثالث سنوات ب .ثالثة أشهر.
أ .ثالثة أيام.
.2صل ما يناسب العمود األول بالعمود الثاين:
باء باإلمث وحتمل وزر موقفه. أ .الذي يَُ ِّك ـ ـ ــم عقل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه من األخوي ـ ــن املتهاجرين
رفقا هبما ومراعاة للضعف البشري.
ب .من ال يرد على أخيه املسلم السالم وُيـ ْعرِض عنه
هو الذي يتقدم إىل أخيه ويبدؤه بالسالم.
ج .أجاز الشارع للمسلم أن يهج ـ ـ ـ ــر أخاه ثالثة أيام
42
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
احلديث الثالث
عقوبة الرشوة
اش َي َوالْ ُم ْرتَ ِش َي» رواه أمحد.ول اهللِ ﷺ« :لَ َع َن اهللُ َّ
الر ِ َال َر ُس ُ رض َي اهللُ َعن ُه ـ ـ أَنَُّه ق َ
َال :ق َ َع ْن أَِب ُه َرْيـ َرَة ـ ـ ِ
شرح الحديث:
َبـيَّ الرسول أن لعنَ َة اهلل (وهي َّ
الط ْرُد واإلخراج من رمحته ورعايته) تَُ ُّل على صنفني من الناس: ﷺ
قدم إىل غريه ماالً أو هدية ألجل حتقيق مصلحة .واآلخر :املرتشي ،وهو األول :الراشي ،وهو الذي يُ ِّ
الذي يقبل الرشوة مقابل خدمة يقدمها إىل غريه ،يف الوقت الذي يكون من واجب هذا املرتشي أن
يقدم هذه اخلدمة بال مقابل.
ومل تَ ِرِد اللعنة يف القرآن الكرمي وال يف السنة النبوية إال يف أكرب الكبائر ،وعلى ُعتَا ِة اجملرمني:
كالكافرين واليهود وال ُـم ْؤِذين لرسول اهلل ﷺ ،قال تعاىل﴿ :ﭧﭨﭩﭪﭫ﴾.1
إن ضرر الرشوة على الفرد واجملتمع كبري جداً ،وسنكتفي بذكر بعض منها:
43
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
وقد استحق كل من الراشي واملرتشي يف هذا احلديث لعنة اهلل؛ ألهنما شريكان يف جرمية الرشوة.
وجند بعض ضعاف النفوس من يتحايل على الرشوة وُيـ َغلِّفها بغالف اهلدية ،وهذا التحايل ال ُيـغَيِّ من
حقيقتها شيئاً ،فمقدمها ملعون وآخذها ملعون كذلك.
44
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
س . 1ضع عالمة ( )أمام العبارات الصحيحة ،وعالمة ( × ) أمام العبارات اخلاطئة:
( )
أ -تقدمي املال للموظف مقابل خدمة ال بأس به.
( )
ب -ضرر الرشوة يكون على فاعلها فقط.
( ) ج -الرشوة ُتـ ْف ِسد الذمم.
( )
د -الراشي واملرتشي ملعونان من اهلل تعاىل.
س . 2اذكر بعض صور الرشوة يف اجملتمع ،وكيفية عالجها.
45
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
احلديث الرابع
اغتنام ما ال ميكن تعويضه
ول اهللُ ﷺ لِ َرُج ٍل َوْه َو يَ ِع ُظ ُه« :ا ْغتَنِ ْم َخْساً َال َر ُس ُ اس ـ ـ ـ َر ِض َي اهللُ َعْنـ ُه َما ـ ـ ـ ق َ
َال :ق َ ابن َعبَّ ٍ
َع ِن ِ
َبل ُش ْغلِ َك،
َك ق ََبل َفـ ْقر َِكَ ،وَفـ َراغ َ َبل َس َق ِم َكَ ،و ِغنَ َ
اك ق َ ْسَ :شبَابَ َك َقـبْ َل َه َرِم َكَ ،و ِص َّحتَ َك ق َ َقـبْ َل َخ ٍ
َبل َموتِكَ» رواه احلاكم. َو َحيَاتَ َك ق َ
معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ينصحه. يعظه
انتهز. اغتنم
كرب السن. اهلرم
املرض والعلة. السقم
شرح الحديث:
ىف ،فنراه دائماً ناصحاً ومعلماً ومربياً،
حيرص النيب ﷺ على أن يكون اجملتمع اإلسالمي قوياً متحاباً معا ً
يرينا أمور ديننا وما تستقيم به حياتنا.
ويف هذا احلديث الشريف نصيحة وجهها ﷺ لرجل؛ لتعمل به األمة كلها ،وقد ظهر فيه حرصه الشديد
على مخسة أشياء ،جيب أن يغتنمها املسلم قبل أن يفوت وقتها ،حىت ال يندم يف الوقت الذي ال ينفع
فيه الندم ،وهذه األشياء هي:
46
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
َّ
يستغل شبابه يف الطاعات ،وميتنع عن فعل احملرمات؛ ألن ِس َّن 1.1الشباب قبل اهلرم :فعلى املسلم أن
الشباب سن ال ُفُتـ َّوة واهلوى ،ومن مل يتحكم يف غرائزه يكن عبداً للشيطان ،بعيداً عن اهلل .وال شك
أن الشباب هم عماد األمة ،إذا صلحوا صلحت األمة ،وإذا اتبعوا هواهم وضيَّعوا وقتهم فيما ال يعود
بالنفع عليهم وعلى أمتهم ،خسروا ،وضلوا الطريق ،الذي يوصلهم إىل رضا رهبم ،وضاعت نتيج ًة
فشمروا ـ ـ ـ أيها الشباب ـ ـ ـ عن سواعدكمُّ ،
وحتدوا ما متر به لذلك أمتهم ،وخسرت مستقبل أيامهاّ .
أمتكم من ضعف لرتقى بكم ،وتسعدوا يف دنياكم وأخراكم.
2.2الصحة قبل املرض :عليك أيها املسلم أن تُ َس ِّخ َر صحتك وقوة بدنك يف اخلري والصالح ،فما دمت
متمتعاً بصحتك عليك أن تساعد اآلخرين ،وتقف معهم يف أفراحهم وأحزاهنم ويف أوقات الشدة،
وعليك أن تستغل صحتك فيما يعود عليك وعلى أمتك بالنفع والتقدم ،مثل :تعلم ما ينفعك،
واإلسهام يف النشاطات العامة املفيدة؛ حىت ال تندم يف يوم تكون فيه غري قادر على ذلك.
َد َر اهلل لك أن تكون 3.3ال ِغىن قبل الفقر :ال ِغ َن وال َف ْقر متضادان ،ومها بيد اهلل سبحانه وتعاىل ،وإذا ق َّ
غنياً ،فلْتساعد احملتاجني ،ولْتهتم بأمور جريانك ،فال َتـ ُرَّد َم ِديناً ،وال َتـْنـ َه ْر سائالً؛ ألنه قد يأيت يوٌم
يذهب فيه مالك ،وتبقى ُم ْع َوزاً ،ال تقدر على خدمة أحد.
4.4الفراغ قبل الشغل :عندما تنتهي من العمل املطلوب منك ولديك وقت فراغ ،فعليك أال تُ َضيِّع الوقت
فيما ال جيلب لك وألسرتك نفعاً ،كاجللوس يف املقاهي ،ولعب الورق ،والسهر يف الليايل ،فكل
ذلك ال يفيدك ،وال يفيد أفراد جمتمعك .فاحرص كل احلرص على االستفادة من وقت الفراغ؛ كأداء
الصلوات يف وقتها والتقرب إىل اهلل بالنوافل ،ورعاية شؤون بيتك ،واالهتمام بأسرتك.
5.5احلياة قبل املوت :من األمور اليت حرص ﷺ على أن نغتنمها :فرتة حياتنا ،قبل أن ننتقل إىل الرفيق
األعلى ،ونغادر هذه احلياة ،بأن نعمل األعمال اليت تُرضي اهلل ،فنؤدي ما أوجبه اهلل علينا من
ونقدر الصغري ،ونعني الضعفاء ،ونأمر باملعروف وننهىطاعات ،ونساعد احملتاجني ،وحنرتم الكبريِّ ،
عن املنكر.
47
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ما يرشد إليه الحديث:
1.1حيرص النيب ﷺ على سعادة أمته يف الدنيا واآلخرة.
2.2الدين النصيحة.
3.3على املرء أن يستغل الفرص املواتية فيما يرضي اهلل ،ويعود عليه بالنفع يف الدنيا واآلخرة.
4.4الذكي من ال يضيِّع حياته يف امللذات وقتل األوقات ،كيال يندم بعد أن يفوته قطار العمر.
48
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
ب .االستفادة من وقت الفراغ يكون بـأداء .........يف .....والتقرب إىل اهلل بـ . .......
49
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
احلديث اخلامس
عالمات النفاق
َال« :أَ ْربَ ٌع َم ْن ُك َّن فِي ِه َكا َن ُمنَافِ ًقا َّب ﷺ ق َ َع ْن َعبْ ِد اللَّ ِه بْ ِن َع ْمرٍو ـ ـ َر ِض َي اهللُ َعْنـ ُهما ـ ـ ـ أَ َّن الن ِ َّ
اق َح َّت يَ َد َع َها إِذَا ا ْؤُتِ َن َخا َن َخالِ ًصا َوَم ْن َكانَ ْت فِي ِه َخ ْصلٌَة ِمْنـ ُه َّن َكانَ ْت فِي ِه َخ ْصلٌَة ِم ْن الِّنـ َف ِ
َج َر» متفق عليه. اص َم ف َ َوإِذَا َح َّد َث َك َذ َب َوإِذَا َعا َه َد َغ َد َر َوإِذَا َخ َ
شرح الحديث:
يرشد الرسول ﷺ إىل ما ينبغي أن يكون عليه املسلم ،من سالمة الصدر ،وحسن النية ،واالبتعاد
عن كل الصفات ،اليت هي من شأن املنافقني واملنحرفني.
إن املنافق هو الذي يتظاهر بالصالح ،ولكنه يف حقيقة أمره من املفسدين ،يلبس لباس التقوى
وهو من الفاسقني ،ويظهر مبظهر األحباب الصادقني ،وهو من األعداء الكاذبني.
املتلو َن هو أشد خطراً على اجملتمع من العدو الظاهر؛ ألنه يستطيع أن يغش مبظاهرهاملنافق ِّ
بطن ضده؛ لذلك يصعب عليهم معرفة حقيقته إال َّ
اخلداعة ،ومتويهاته الزائفة ،فهو يُظهِر للناس اخلري ،ويُ ِ
بعد متحيص وتدقيق.
عر َف ،فإذا وجدت إنساناً يكذب يف حديثه، وهذا احلديث الشريف يبني صفات املنافق حىت يُ َ
وال يفي بوعده ،ويغدر يف معاملته ،ويفجر يف خصومته ،فاعلم أنه هو املنافق الكامل النفاق؛ ألن
الصفات األربع اليت بيَّنها احلديث موجودة فيه .
وإذا وجدت فيه بعض هذه الصفات ففيه جزء من املنافق ،وال يزال هذا اجلزء مالصقاً له حىت
يرتكه.
50
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
فعلى اإلنسان العاقل أن يستفيد من هذا التوجيه النبوي ،فيبتعد عن أية صفة من صفات
املنافقني املذكورة يف احلديث ،وعليه أن يتحلى بأضداد هذه الصفات ،فيكون مؤدياً لألمانة ،صادقاً يف
قوله ،وفيّاً بعهده ،متمسكاً باحلق ،عفيف اللسان عند املخاصمة.
ما يرشد إليه الحديث:
.1النفاق يتكون من خصال ،فإذا وجدهتا يف إنسان كان منافقاً خالصاً.
.2أخطر أنواع النفاق نفاق العقيدة ،وهو الذي يبطن الكفر ،ويظهر اإلميان ،ويليه نفاق العمل.
.3على اإلنسان أن يكون سليم النية ،يُ ْظهِر ما يبطن.
.4جيب أن يتحلى املرء خبالف صفات املنافقني.
51
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
52
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
احلديث السادس
سباب املؤمن ألخيه
شرح الحديث:
مدح اهلل النيبﷺ يف القرآن الكرمي حيث قال ﴿ :ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﴾ ،1وقال أيضاً﴿ :ﭠ ﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﴾ ،2هذه الصفات الفاضلة واألخالق الكرمية اليت متيز هبا الرسول
ﷺ ،وحرص كل احلرص على أن يغرسها يف اجملتمع اإلسالمي ،حىت يكونوا متحابني وينعموا بالسعادة
يف ظل اإلسالم الذي مجعهم على (ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل).
غري أننا جند بعض املسلمني قد قلّدوا غريهم على غري هداية ورشاد ،وختلقوا بسيء األخالق،
وابتعدوا عن جادة الصواب ،فضاعوا وضاعت أخالقهم ،ويف هذا احلديث الشريف يبني لنا ﷺ أ ّن َم ْن
قال ألخيه املسلم :يا كافر ،فإن كان من قيل فيه هذا الوصف مستحقاً له فذلك ،واإلرجح الوصف
على صاحبه الذي قاله ،أي إن هذا اللفظ ال بد أن يعود على أحدمها.
فاحرص أيها املسلم ،على أن تتخلق بأخالق اإلسالم احلميدة وتبتعد عن السب والشتم ،ورمي
إخوانك املسلمني بالكفر أو الفسق.
53
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ما يرشد إليه الحديث:
1.1على املسلم أن يتخلق بأخالق اإلسالم احلميدة.
2.2قولك ألخيك املسلم «يا كافر» يرجع عليك إن مل يتحقق فيه.
وحسن تعامله إسوة حسنة.
3.3ليكن لنا يف أخالق رسول اهلل ﷺ ُ
54
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
55
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
احلديث السابع
أجر الغرس والزرع
شرح الحديث:
حيث الرسول ﷺ على االهتمام بالزراعة ،وذلك بغرس األشجار املتنوعة ،أو زرع احلبوب
والنباتات؛ ملا ينتج عن ذلك من خري وفري يعود على اإلنسان واحليوان وعلى البيئة كلها فإذا استظل
إنسان أو حيوان أو طري بظل شجرة كان األجر والثواب ملن غرس هذه الشجرة ،وقام َبريِّها حىت كربت،
وإذا أُكل من مثرها كان صدقة يصل ثواهبا إىل صاحب الغرس أو الزرع أو النبات ،سواء قَصد ذلك أم مل
َيـ ْق ِصدهَ ،ر ِض َي به أم مل يرض ،وكذلك الثمار املرتوكة على األشجار والنباتات ،اليت مل ُْت َن ،أو سقطت
مثارها على األرض ،فأكل منها الطري أو احليوان ،كل ذلك مأجور عليه صاحب الغرس أو الشجر
املسلم ،ذكرا كان أو أنثى .عن جابر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ قال :قال رسول اهلل ﷺ« :ما ِم ْن مسل ٍم يغرس
غرساً إال كان ما أُ ِك َل منه له صدقة ،وما ُسر َِق منه له صدقة ،وما أكل السبع منه فهو له صدقة ،وما
أكلت الطري فهو له صدقة ،وال َيـ ْرَزُؤه 1أحد إال كان له صدقة».2
1يرزؤه :ينقص منه.
2رواه مسلم في كتاب البيوع باب فضل الغرس والزرع .
56
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
أما الكافر فال نَ ِصيب له من أجر هذه الصدقة؛ ألن الطاعات وال ُقربات ال تصح وال تقبل إال
من مسلم.
ما يرشد إليه الحديث:
1.1الغرس والزرع والغطاء النبايت أمور ذات أمهية يف حياة اإلنسان واحليوان والطري ومفيد للبيئة.
2.2ثواب الغارس والزارع عظيم عند اهلل ـ ـ ـ تعاىل ـ ـ ـ وإن مل يقصد حصول الثواب.
57
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
58
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الحديث الثامن
المحبة في اإلسالم
َالَ « :ل ُيـ ْؤِم ُن أَ َح ُدُك ْم َح َّت ُيِ َّب ِلَ ِخي ِه َما َع ْن أَنَ ِس بن مالك ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ َع ْن الن ِ ِّ
َّب ﷺ ق َ
ب لَِنـ ْف ِس ِه» متفق عليه.
ُيِ ُّ
شرح الحديث:
أخوة الدم؛
أخوة اإلميان ،وهي أقوى من رابطة ّ
مكونة من أفراد ،تربطهم رابطة َّ
األمة اإلسالمية َّ
فهي حتمل يف داللتها معىن التضامن واحملبة والتعاون ،وال يكون املسلم كامل اإلميان إال إذا عاش هذه
األخوة اإلسالمية ،واستشعر التزاماهتا يف كل حركاته وسكناته ،وقام مبا جيب عليه حنوها ،فيعمل على ما
ينفعه وينفع إخوانه ،ويسعى إىل ما يسعده ويرحيه ،مثلما يسعى إىل ما يسعدهم ويرحيهم ،وجيتنب كل ما
يضره ويضرهم ،ويتمىن لنفسه الراحة واألمن ،والصحة واهلناء ،واملسكن املريح والزوجة الصاحلة واألوالد
الطيبني وغري ذلك مما حيبه املرء من اخلري ،ويرغب فيه من الصاحلات.
فعليه لكي يكون مؤمناً كامل اإلميان أن حيب ألخيه املسلم مثل األشياء اليت حيبها لنفسه.
وإذا كان واجباً على املسلم أن حيب ألخيه املسلم ما حيب لنفسه ،فواجب عليه أيضاً أن يكره
ألخيه ما يكرهه لنفسه ،ولكن احلديث مل يذكر هذه الكراهية؛ ألن أمرها نتيجة طبيعية لتبادل الشعور
باحملبة ،ومفهومها واضح من السياق نفسه ،فإذا أحب املسلم ألخيه املسلم ما حيبه لنفسه ،كره له
بطبيعة احلال ما يكرهه لنفسه؛ ألن حمبة الشيء تستوجب بغض نقيضه غالباً.
59
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
وهبذا املفهوم جيب على املسلم أن يتخلى عن التعامل بالصفات الذميمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة مع أخيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه
املسلم ،كاحلسد ،واحلقد ،والغل ،والغش ،والكيد ،والتآمر ،واخليانة ،وأشباه ذلك؛ ألن هذه الصفات
السيئة تُ ْظلِم القلب ،واحملبة نور ،وال جتتمع الظلمات والنور يف قلب املؤمن.
وبالنظر إىل ظاهر احلديث فهو يفيد أن املسلم الذي حيب ألخيه ما حيب لنفسه يكون كامل
مفرطاً يف واجبات دينية أخرى؟ اإلميان ،وهنا يربز سؤال مفاده :كيف يكون كامل اإلميان وقد يكون ّ
واجلواب :أن إفادة كمال اإلميان باحملبة املذكورة يف احلديث هو من قبيل املبالغة والتنويه مبقام احملبة
اإلسالمية الرفيع؛ ألن هذه احملبة تستدعي عناصر إميانية غريها ،وهذا مثل قوله ﷺ« :ال صالة بال
ُطهور» 1للمبالغة يف أمهية الطهور بالنسبة للصالة ،وإال فإ ّن الصالة تبطل أيضاً بنواقض أخرى غري عدم
الطهور ،ومثله كذلك قوله ﷺ« :احلج عرفة» 2مبالغة يف أمهية ركن الوقوف باحلج ،مع أن للحج ثالثة
أركان رئيسة أخرى.
60
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
( )
ب .اإلسالم يريب أتباعه على روح اجلماعة.
( ) ج .رضا املسلمني على فرد منهم يدل على تعاونه معهم
( )
د .ليس من العدل أن حتب لغريك ما حتب لنفسك.
وضح.
.2هل النفي يف «ال يؤمن» نفي ألصل اإلميان ؟ ّ
61
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الحديث التاسع
من مكفرات الخطايا
شرح الحديث:
من فضل اهلل ونعمه علينا حنن املسلمني ،أنه ّبي لنا أسباب احلصول على الثواب ،وفتح لنا أبواباً
كثرية للخري واإلحسان ،فجعل ُك َّل ما يصيبنا من مهوم وآالم أو فقر أو اعتالل أو أمراض عضوية أو
نفسية ،أو ما يصيبنا من تعب وإرهاق ،وما يعرتينا ِم ْن َه َّم يُ َك ِّدر بالَنا ،أو حزن على مكروه يؤمل أنفسنا،
بل حىت الشوكة إذا أصابت أجسامنا فتؤملنا بوخزهتا ،جعل اهلل ذلك كلَّه كفارًة متحو من سيئاتنا ،وتغطي
ال من اهلل ورمحة ،وال سيما إذا قال املؤمن املصاب عند وقوع املصيبة« :إنا خطايانا ،وتغفر ذنوبنا ،فض ً
هلل وإنا إليه راجعون».
62
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
فاملسلم يؤجر على التعب واهلم والغم واحلزن وغري ذلك ،وينال فضل اهلل بتكفري خطاياه ،بشرط
أال خيرجه األمل اجلسدي أو األمل النفسي عن طوره ،ويُفقده السيطرة على أعصابه ،فيَتَ َس َّخط ويتذمر
وينتحب ،بل البد له من الصرب واهلدوء والتحمل؛ ليحظى بأجر الصابرين وأجر ما يصيبه من نصب
ووصب وغريمها.
63
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
أ -الصرب على البلوى (ال يكفر الذنوب ـ ـ ـ يزيد األمل ـ ـ ـ يكفر الذنوب).
د .ينال املسلم فضل اهلل إذا كان (صابراً ـ ـ ـ ساخطاً ـ ـ ـ متالعباً).
64
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الحديث العاشر
ثواب المصالحة بين المسلمين
شرح الحديث:
الصالة فضلها عظيم ،ومكانتها عالية ،ومن صلحت صالته صلح باقي عمله ،وهي الفريضة
الوحيدة اليت فُرضت يف السماء السابعة ليلة اإلسراء واملعراج ،والصيام رك ٌن مكانته عالية يف اإلسالم،
وهلذين الفرضني درجة رفيعة ،ملن أ ّدامها كما أمر اهلل تعاىل.
ويف هذا احلديث الشريف يبّني ﷺ أ ّن من يقوم باملصاحلة وتأليف القلوب والتقريب بني
املتخاصمني تكون درجته عند اهلل ـ ـ تعاىل ـ ـ أفضل من درجة الصائم املصلي؛ ألنه قام بعمل كبري ،هو
إصالح ذات البني ،أي لَ ُّـم مشل املتنافرين ،والقضاء على املشاكل العالقة بني أفراد اجملتمع ؛حىت يعيشوا
متآخني متعاونني.
65
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
واإلفساد عكس اإلصالح ،ومن يقوم به يكون فتّاناً ُمفسداً بني الناس ،يعمل على نشر الفوضى
وبالا القاصي والداينَ ،فـتُ َح ُّل روابط الوئام واملصاحلة ،ويعيش
عمت يف البلد طال ُ
والبغضاء ،اليت إن َّ
الناس متنافرين متخاصمني ،وينعدم األمن واالستقرار بينهم ،كما بني ﷺ يف آخر هذا احلديث بقوله:
«وفساد ذات البني هي احلالقة» ،أي :من يفسد بني الناس يدمر العالقات االجتماعية الطيبة اليت أمر
هبا اإلسالم ،ويعيش الناس متناحرين متخاصمني ،فيؤثر ذلك سلباً على تطور أمتهم واستقرارها.
66
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
( )
أ .من يصلح بني الناس يكون مذموماً بينهم.
( )
ب .جيب أن نقوي العالقات االجتماعية بني الناس.
( )
جـ .من يوفق بني املتخاصمني حيبه الناس.
( )
د .الذي يصلح بني الناس يثيبه اهلل بأحسن اجلزاء.
67
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
:ًثالثا
العقيدة
68
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ِ
الف َر ِق والطوائف الدينية المعاصرة
تمهيد:
بعد ثورة املعلومات صار العامل قرية واحدة صغرية ،ال مكان للعزلة فيها والتقوقع وإخفاء
شوش الفكر ،وخاص ًة فيما يتعلق بالتيارات الفكرية احلقائق واملعلومات ،اليت تكون أحياناً متناقضة تُ ِّ
وال ِف َرق الدينية ،فبات لزاماً على املؤسسات ال َـم ْعنِيَّة مبثل هذه األمور أن تبني لألجيال الصاعدة احلقائق
املتعلقة بال ِف َرق احليَّة ،اليت يسمع هبا الطالب يف حياته اليومية؛ ليَتََبـيَّ َما ِهيَتَها وأهدافها وحقيقة أفكارها؛
هاجم املعتدل منها. حىت َيـتَ َح َّص َن ضد الفاسد منها ،وال يقع يف ضالالهتا ،وال يُ ِ
وقبل أن نذكر أهم هذه الفرق سنذكر نبذة خمتصرة عن أهل السنة واجلماعة ،الذين ينتمي
إليهم غالبية املسلمني.
السنَّة والجماعة:
أهل ُ
الطوائِف اإلسالمية عدداً؛ إذ ينتمي إليها الغالبية من املسلمني.وهم ـ ـ بفضل اهلل ـ ـ أكرب َّ
ومن أوائل من أُثِر عنه هذا املصطلح سي ُدنا عبد اهلل بن عباس ـ ـ ـ رضي اهلل عنهما؛ للتفريق بني
من يتمسك باألصول الصحيحة الثابتة بالقرآن والسنة النبوية ،وبني أهل البدع والضالالت ،من ِشي َع ٍة
وفسر القرآن الكرمي والسن َة هبواه.
حرف العقيدةََّ ، وخوارَج وغريمها ،ممن َّ
من أهم َمبَا ِدئِهِم:
1.1ال َـح َس ُن َما َح َّسنَ ُه الشرع ،والقبيح ما َقـبَّ َحه الشرع .
2.2اإلميان هو التصديق بالقلب ،بكل ما جاء به النيب ﷺ مما ُعلم من الدين بالضرورة .
مفوض هلل ،إن شاء عفا عنه ،وإن شاء عذبه. 3.3مرتكب الكبرية أمره َّ
4.4ال جيب على اهلل شيء ،فيجوز يف حقه إرسال الرسل ،وتأييدهم باملعجزات ،والثواب والعقاب،
واهلداية والضالل ،فهو سبحانه الفاعل املختار.
5.5اهلل خالق كل شيء ،مبا يف ذلك أفعال العباد ،وللعبد الكسب.
6.6وجود اجلنة والنار وخلودمها ،وخلود الكفار يف النار ،وخلود أهل اجلنة فيها.
69
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
أشهر الفرق الدينية المعاصرة
أوالً :الخوارج
هم أشد الفرق دفاعاً عن عقائدهم ،ومحاساً لرأيهم وَتـ َه ُّوراً ،ومن أشدها تديناً ،وقد دفعهم
التعصب ألفكارهم إىل قسوِة قلوهبم على خمالفيهم ومهامجتهم .وهي متثل حركة ثورية يف تاريخ اإلسالم،
كثر االنقسام بينهم واالقتتال والتكفري ألتفه األسباب ،متسكوا بألفاظ أخذوا بظواهرها ،وظنوا هذه
الظواهر ديناً مقدساً ،ال َيِي ُد عنه مؤمن ،وقد سيطرت عليهم كلمة «ال ُح ْك َم إال هلل»َّ ،
وفسروها تفسرياً
خاصاً خمالِفاً ملا عليه املسلمون.
نشأت هذه الفرقة بسبب التحكيم يف اخلالف بني سيدنا علي بن أيب طالب وسيدنا معاوية
بن أيب سفيان رضي اهلل عنهما ،رافض ًة هذا التحكيم ،وقالت خبطئه؛ ألن معناه الشك فيما حاربنا من
أجله ،وقالوا :ال ُح ْك َم إال هلل ،وطالبوا اإلمام َعلِياً ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ اإلقرار على نفسه بالكفر لقبوله
التحكيم ،فلم يستجب هلم ،فخرجوا عن طاعتهُ ،وسوا باخلوارج ،حىت قتلوه على يد عبد الرمحن بن
ُملجم جزاه اهلل مبا يستحق .
من أهم مب ِ
ادئِ ِهم:ََ
1.1الصالح واحلق هلم وحدهم ،واملخالف هلم كافر.
غي طريقة أيب بكر 2.2صحة خالفة أيب بكر وعمر ،وعثمان يف أول واليته ،مث وجب عزله عندما َّ
َّ
وقد َم أقاربه.
3.3صحة خالفة سيدنا علي إىل وقت التحكيم ،وملا أخطأ َك َّف ُروُه مع ا َحل َك َم ْيِ ،وطعنوا يف أصحاب
معركة اجلمل.
4.4اخلالفة جيب أن تكون باختيار حر بني املسلمني ،وال يُشَتـ َر ُط يف اخلليفة أن يكون ُقـ َر ِشياً ،بل
ميكن أن يكون حىت عبدا ًحبشياً ،وليس من حق اإلمام أن يتنازل أو يَُ ِّكم ،وجيب عليه أن يلتزم
بأوامر الدين ،وإال َو َجب عزله.
70
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.5كل من عصى اهلل يكون كافراً ،والذنوب مجيعها كبائر.
.6وجوب اخلروج على اإلمام اجلائر ،وال يقولون بالتَّ ِقيَِّة ،كالشيعة.
وقد حارهبم املسلمون يف كل زمان ومكان؛ لتشددهم وتطرفهم ،مع ما عرف عنهم من عبادة وزهد،
حيث كانوا يصومون النهار ويقومون الليل ويقرأون القرآن.
ومن ُم َغ َالهتم أهنم محلوا النصوص الواردة يف الكافرين على املؤمننيَّ ،
فكفروا املؤمنني .وهم الذين تنبَّأ هبم
النيب ﷺ يف أحاديث كثرية ،منها قوله عندما اعرتض رجل امسه ذو اخلويصرة على قسمته ﷺ للغنائم:
وق
ين ُم ُر َ اج َرُه ْم ،يَْ ُرقُو َن ِم ْن ِّ
الد ِ «إ َِّن ِم ْن ِضئْ ِض ِئ َه َذا أَ ْو ِف َع ِق ِب َه َذا َقـ ْوًما َيـ ْق َرُءو َن الْ ُق ْرآ َن َل يَُا ِوُز َحنَ ِ
الرِميَِّةَ ،يـ ْقُتـلُو َن أَ ْه َل ْالِ ْس َل ِم َويَ َد ُعو َن أَ ْه َل الَْ ْوثَا ِن ،لَئِ ْن أَنَا أَ ْد َرْكُتـ ُه ْم لََْقـُتـلََّنـ ُه ْم َقـتْ َل َعا ٍد».1
الس ْه ِم ِم ْن َّ
َّ
مواضع انتشارهم:
أصحاب
َ اعتنق مبادئ اخلوارج اليوم كثري من الشباب املتهور ـ ـ ـ وإن مل يعرتفوا بذلك ـ ــ ،فصاروا
فِ ْك ٍر متشدد .وكشأن اخلوارج يف املاضي صاروا أحزابا ومجاعات كثرية ،كل مجاعة تعتقد أن احلق معها،
ويرمون بالبدعة من خيالفهم ،ورمبا ُيُ َك ِّف ُروهنم ،وبعض هذه اجلماعات اختذ من القتل للمخالف مسلكا،
بل رمبا قتلوا اجلماعة من الناس دفعة واحدة يف تفجري وحنوه.
ِي يف التدين وااللتزام ،نظرا لغياب القدوة ،وانتشار اجلهل يف بالد السو َّ
ولعدم انتهاجهم املسلك َّ
املسلمني ،ونظرا لطلبهم للعلم من غري طريقه الطبيعي ،القائم على التََّتـل ُْم ِذ على املشايخ املعتربين يف كل
بلد ،وعلى التدرج يف التعلم ،ولعدم اهتمام كثري من احلكومات اإلسالمية بالتنمية املكانية والبشرية لكثري
أعداء اإلسالم ـ ـ ـ يف اخلفاء من املناطق ،انتشر هذا الفكر يف كثري جداً من البالد اإلسالمية ،و َّ
استغل ُ
ليشوهوا هبم صورة اإلسالم السمح، ومن حيث ال يدرون ـ ـ كثرياً من الشباب الذين اعتنقوا هذا الفكر؛ ِّ
القائم على العدل حىت مع غري ُم ْعتَنِ ِقيه.
فيجب احلذر ـ ـ ـ أيها الطالب ـ ـ ـ من أصحاب الفكر القائم على التبديع والتفسيق والتكفري ،فإن
كثرياً من مبادئهم هي مبادئ اخلوارج الذين حذر منهم النيب ﷺ ،وعلينا بالتدين وااللتزام الوسطي ،على
طريقة أهل السنة واجلماعة ،وإذا أردنا فتوى أو معرفة حكم شرعي ،أو أردنا طلب العلم الشرعي فعلينا
االجتاه للقنوات الرمسية ،واملشايخ املعتربين ،وهم كثريون ـ ـ ـ حبمد اهلل ـ ـ ـ يف بالدنا.
1رواه البخاري يف كتاب األدب باب ماجاء يف قول الرجل ويلك .
71
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
كيف نواجه خطر الفكر الديني المتطرف :
1.1بنشر الفكر الديين الوسطي الذي يقوم على التفسري الصحيح لنصوص القرأن والسنة كما
فهمهاسلفنا الصاحل وعلماؤنا اآلوا ئل وعلى رأسهم األئمة األربعة :أبو حنيفة ،مالك ،
والشافعي ،وابن حنبل .
2.2قيام الدولة بأجهزهتا ومؤسساهتا املتعددة بإحتواء الشباب الذين وقعوا يف شراك هذه األفكار
اهلدامة الوافدة إلينا من اخلارج ،وذلك بإعداد برامج توعية ،ومناهج تعليمية مدروسة ،وبربامج
حوار معهم ونقاش ،لبيان اخللل يف فكرهم .
3.3على الدولة أن ترصد وتتابع من خالل مؤسساهتا كل ما يرد علينا من اخلارج وكل تغيري يقع يف
سلوك الشباب حىت يعاجل األمر من بدايته .
72
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
3.3كثري من الشباب اليوم اعتنق فكر اخلوارج ،فما هي األسباب؟ وما الواجب عليك حياهلم؟
73
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ثانياً :الزيدية
هم أتباع زيد بن علي زين العابدين بن احلسني بن أيب طالب ـ ـ رضي اهلل عنهم ،وهي من أشهر
فرق الشيعة ،وأقرهبم إىل أهل السنة واجلماعة .وقد ظهرت يف بداية القرن الثاين اهلجري ،حني ُعرِف عن
زيد النفور من األموينب وتطلعه إىل اخلالفة.
ومذهبهم أقرب مذاهب الشيعة إىل املذاهب اإلسالمية؛ ألهنم مل َيـ ْغلوا يف عقائدهم ،ومل يُ َك ِّفر
األكثرون منهم أحداً من الصحابة ،ومل يرفعوا األئمة إىل درجة النبوة أو األلوهية ،كما عند بعض الفرق
األخرى.
من أهم مب ِ
ادئِ ِهم:ََ
1.1اإلمام منصوص عليه بالوصف ال باالسم.
2.2يُشرتط يف اإلمام أن يكون فاطمياً (أي من ساللة السيدة فاطمة) ،ويشرتط فيه أن يكون ورعاً،
تقياً ،شجاعاً ،وال يُشرتط فيه أن يكون من نسل احلسني بن علي ،كما يقول اآلخرون .وال يقولون
بالتقية.
3.3اإلمامة من املصاحل العامة اليت تُفرض على املسلمني؛ الختيار من يرونه صاحلاً هلا.
4.4مرتكب الكبرية ليس مؤمناً وليس كافراً ،بل يف منزلة بني املنزلتني كما يقول املعتزلة ،ولكنهم يرون أنه
ال ُيلَّد يف النار ،بل خيرج بعد أن يتطهر من ذنبه.
5.5جيوز إمامة املفضول مع وجود األفضل.
مواضع انتشارهم:
هم اآلن ميثلون جزءاً ال بأس به من سكان اليمن ،وبعض سكان منطقة جنران جنوب اململكة السعودية.
74
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
2.2ما أهم مبادئ الزيدية؟ ومل ُعدت الزيدية أقرب الفرق الشيعية إىل أهل السنة واجلماعة؟
75
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ثالثاً :الشيعة اإلمامية االثنا عشرية
الشيعة بوجه عام ،يقولون بأفضلية سيدنا علي ،فشايعوه ونصروه على غريه من الصحابة ،وكانوا
يقولون بأنه أوالهم مجيعاً باخلالفة بعد رسول اهلل ﷺ ،لذلك ُ ُّ
سوا بالشيعة.
وقد تفرقت الشيعة إىل فرق كثرية ،منهم من غاىل يف سيدنا علي حىت رفعه فوق مقام النيب ﷺ،
بل منهم رفعه إىل مقام األلوهية ،ومنهم من َّ
كفر الصحابة ،وعلى رأسهم الشيخان أبو بكر وعمر رضوان
اهلل عليهما ،وقليل منهم املعتدل القريب من أهل السنة.
ومن هذه الفرق فرقة «اإلمامية االثنا عشرية»،الذين متسكوا حبق سيدنا علي ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ يف
اخلالفة دون َمن قبله من اخللفاء الراشدين ،وقالوا باثين عشر إماماً معصوماً ،أوهلم علي بن أيب طالب،
وآخرهم املهدي املنتظر الذي دخل السرداب سنة 260هـ مبدينة سامراء ،ومل خيرج حىت اآلن ،وهم
ينتظرون خروجه!! ويلقبونه بـ ــ«احلجة القائم املنتَ َظر».
من أشهر شخصياهتم التارخيية «عبد اهلل بن سبأ» ،وهو يهودي األصل من اليمن ،دخل اإلسالم
ليحاربه من الداخل ،فنقل كثريا من الفكر اليهودي إىل التشيع ،مثل عدم املوت لبعض الشخصيات،
والقدرة على أشياء ال يقدر عليها أحد من اخللق ،والقول بأن اهلل ينسى ـ ـ ـ والعياذ باهلل ـ ـ ـ وغري ذلك من
الفكر املنحرف.
ض ُمل ُ
ْك ُهم على يد تأثر الفكر الشيعي كذلك بفكر الفرس ،حيث دخلوا اإلسالم بعد أن َتـ َق َّو َ
الصحابة؛ ليحاربوه من الداخل بإدخال أفكارهم املنحرفة إليه.
76
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
من أهم مب ِ
ادئِ ِهم:ََ
1.1اإلمامة من مسائل العقيدة ،وتكون بالنص ال باالختيار ،فيجب على اإلمام احلايل أن ينص على
من خيلفه ،من لدن النيب ﷺ الذي أوصى باخلالفة لعلي بن أيب طالب ـ ـ حسب زعمهم.
2.2كل األئمة معصومون عن اخلطأ والنسيان ،وعن اقرتاف الذنوب صغريها وكبريها.
3.3الرجعة :أي رجوع أحد أئمتهم وهو احلسن العسكري من املوت؛ ليمأل األرض عدالً بعدما ملئت
ظلماً ،وسينتقم من أعداء الشيعة مجيعاً ،وكثري منهم يقفون كل ليلة بعد املغرب أمام السرداب
الذي اختفى فيه آخر أئمتهم ،ويقدمون مركباً لريكبه ،وينادونه ويتنظرون ،حىت يشتد ظالم الليل،
فريجعوا ،ليعودوا الليلة املقبلة.
4.4التَّ ِقيَّة :وهي أن حيافظ املرء على نفسه وعرضه وماله خمافة عدوه ،فيُظهر خالف ما يبطن ،فهي
كتمان ومداراة .وهي عندهم أصل من أصول عقيدهتم.
5.5االعتقاد بأن املصحف فيه نقص وتبديل ،ولذلك فلديهم مصحف يسمونه مصحف فاطمة هو
الذي يعرتفون به.
6.6الرباءة من اخللفاء الراشدين الثالثة الذين اغتصبوا اخلالفة من علي بن أيب طالب ـ ـ ـ حسب زعمهم
كفرون أغلب الصحابة وأمهات املؤمنني. ويكفروهنم ،ويُ ِّ
ـ ـ ـ فيصفوهنم بأقبح األوصافِّ ،
7.7يتقربون إىل اهلل حبفالت العزاء والنياحة وضرب الصدور والظهور وكثري من األفعال احملرمة يف
العشرة األوىل من شهر احملرم.
مواطن انتشارهم:
ترتكز هذه الفرقة حالياً يف إيران ،ويف العراق ،وميتد وجودهم إىل جزء من باكستان والبحرين وجزء
من مشال وشرق السعودية ،ولبنان ،و سوريا ،والكويت وهم ميارسون نشاطاً دعوياً مكثفاً؛ لنشر فكرهم
ومعتقدهم بني أهل السنة واجلماعة.
والواجب احلذر من فكر التشيع؛ فإهنم ـ ـ ـ حتت ذريعة حب آل بيت النيب ﷺ ـ ـ ـ ينشرون أفكارهم
ومذهبهم ،القائم على تكفري الصحابة وتبديعهم ،خاصة سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان،
ويتهموهنم بأهنم اغتصبوا اخلالفة من سيدنا علي ،وهو اهتام كاذب ،فخالفة هؤالء األئمة متت بالبيعة
من الصحابة كافة ،ومن ضمنهم علي ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ مث لو كان هذا صحيحاً فلماذا بقي سيدنا علي
ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ مالزماً هلؤالء الصحابة الكرام ومستشاراً
77
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
هلم يف زمن خالفتهم؟ وملاذا َزَّوَج ابنته أم كلثوم لسيدنا عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه؟ ولو كان هذا صحيحاً
فلماذا مسى سيدنا علي ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ ثالثة من أوالده :أبا بكر وعمر وعثمان؟ وملاذا تزوج سيدنا
احلسني بن علي ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ بالسيدة حفصة بنت عبد الرمحن بن أيب بكر الصديق ـ ـ رضي اهلل
عنهم؟
كما أن الشيعة يرمون السيدة عائشة ـ ـ ـ رضي اهلل عنها ـ ـ زوجة النيب ﷺ بالفاحشة والزنا ـ ـ والعياذ
باهلل -وبذلك يُ َك ِّذبون القرآن الكرمي ،الذي َّبرأها من كل فاحشة ،كما يف سورة النور.
وهبذا يتبني أن لديهم كثرياً من الكفريات ،كتكذيب القرآن وتكفري الشيخني .
78
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
1.1ملاذا مسي الشيعة هبذا االسم؟ وما عالقة اإلمامية هبم؟ ومبن يبدأ األئمة االثنا عشر ومبن ينتهون؟
6.6أين يكثر اإلمامية؟ وهل تظن أن لفكرهم دوراً يف اضطراب األوضاع عند املسلمني؟
7.وضح اخلطر الذي ميثله هذا الفكر على الدين واجملتمع .
8.8كيف ترد على اهتام الشيعة للخلفاء الراشدين الثالثة بأهنم اغتصبوا اخلالفة من علي ـ ـ رضي اهلل
عنه؟
79
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
:رابع ًا
العبادات
80
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الزكاة
تعريفها:
في اللغة :التطهري والنماء.
وفي الشرع :متليك مال خمصوص ملستحقه بشروط خمصوصة.
حكمها:
ركن من أركان اإلسالم اخلمسة ،وفرض عني على كل من توفرت فيه شروطها.
دليل فرضيتها:
فرضت الزكاة يف السنة الثانية من هجرة الرسول ﷺ إىل املدينة .وقد ثبتت فرضيتها بالكتاب
والسنة واإلمجاع.
أما الكتاب فقوله تعاىل﴿ :ﮝ ﮞ﴾ ،1وقوله تعاىل﴿ :ﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘ
ﮙﮚ﴾ .2وأما السنة فقوله ﷺ« :بىن اإلسالم على مخس ...وإيتاء الزكاة».3
وأما اإلمجاع فقد أمجعت األمة على فرضيتها ،وصارت معلومة من الدين بالضرورة؛ فمن أنكر
وجوهبا فهو كافر ،ومن امتنع عن أدائها ُتـ ْؤ َخ ُذ منه كرهاً ويُقاتل عليها.
حكمة مشروعيتها:
شرعت الزكاة تطهرياً لنفس املسلم من ُّ
الشح ،وتنمية للمال بالربكة فيه ،وحتقيقاً للتكافل بني
املسلمني ،وغرساً للمحبة يف قلوهبم ،وإقراراً لألمن والطمأنينة يف نفوسهم أمجعني.
-1سورة البقرة ،اآلية .43
- 2سورة المعارج ،اآليتان .24-25
-3رواه أحمد في مسنده .
81
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
أنواعها:
من أنواعها:
أ .األموال :ويقصد هبا الذهب والفضة ،سواء أكانا سبيكة أم ُم َصَّنـ َع ْيِ ،وما يقوم مقامها من النقود.
ب .احليوان :ويقصد به اإلبل ،والغنم ( الضأن واملعز ) والبقر ( ويشمل اجلاموس).
ج .ا ْحلرث :ويقصد به الزروع والثمار.
شروط وجوب الزكاة:
1.1البلوغ.
2.2العقل.
فال جتب على الصىب وال على اجملنون؛ ولكن جتب يف مال كل منهما ،وجيب على وليهما
إخراجها عنهما ،لعموم اخلطاب يف قوله تعاىل﴿ :ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ﴾.1
3.3امللك التام :وهو أن يكون الشخص صاحب التصرف فيما َملَك ،فال زكاة على من يف حوزته شيء
غري مملوك له؛ كالرهن والشيء املغصوب.
4.4بلوغ املال اململوك نصاباً :فال جتب الزكاة إال على مالك النصاب ،والنصاب هو ما نَ َصبه الشارُع
عالمة على وجوب الزكاة ،وسيأيت مقداره.
5.5احلرية :فال جتب الزكاة على العبد.
وهذه شروط عامة في كل أنواع الزكاة ،وهناك شروط وجوب خاصة لبعض أنواعها ،هي:
ري على ِملْك النِّصاب (وهذا خاص بزكاة األموال واحليوان) . 1.1متام َْ
ال ْول ال َق ْم ّ
2.2فراغ املال من الّديْن الذي يستغرقه أو ينقص نصابه ،إذا مل يكن عند امل َزّكي ما يفي به دينه من غري
هذا املال (وهذا خاص بزكاة األموال).
شروط صحة الزكاة:
1.1اإلسالم :فال تصح الزكاة من الكافر ،مع أهنا جتب عليه ،فإذا أسلم سقط أداء ما وجب عليه وقت
كفره ،لقوله ـ ـ ـ تعاىل ـ ـ ــ﴿ :ﮣﮤ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ﴾.2
1سورة التوبة ،اآلية .103
2سورة األنفال ،االية .38
82
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.2النية :وتكون عند تفريقها على مصارفها ،أو عند عزهلا من ماله ،بأن ينوى ُْمرُِجها أن هذا القدر
كره إعالم الفقري بذلك؛ ملا فيه من جرح ملشاعره، املعطى زكاة ،أو هذا القدر الذي عزله زكاة .ويُ َ
وَه ْدر لكرامته ،وَك ْس ٍر لقلبه.
.3إخراجها بعد الوجوب ،فال تصح قبله ،إال يف زكاة األموال ،فيصح إخراجها قبل وجوهبا بشهر.
َصرٍ ،إال أن يكون أهل ذلك املوضع .4تفريقها مبوضع وجوهبا ،أو قربه ،حبيث ال يزيد على مسافة ق ْ
أشد حاجة هلا ،فيجب نقل أكثرها إليهم ،وتفريق أقلها على أهل موضع وجوهبا( .وموضع الوجوب
يف األموال واحليوان هو ّ
حمل املالك ،أما الزروع والثمار فهو مكاهنا ولو مل تكن يف بلد املالك).
مصارف الزكاة:
حدد القرآن الكرمي أصنافاً مثانية تُصرف هلم الزكاة ،وذلك يف قوله تعاىل﴿ :ﮠﮡﮢ
ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ
ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖﯗ ﯘﯙ﴾.1
وإليك بيان هذه األصناف:
1.1الفقير :وهو من ميلك من املال أقل من كفايته عاماً كامالً ،فُيعطى منها ،ولو كان ما ميلكه نصابا،
وعليه زكاة هذا النصاب .ويُشرتط فيه أن يكون حراً مسلماً وأال تكون نفقته واجبة على املزّكي.
2.2املسكني :هو من ال ميلك شيئاً أصالً ،وهو أحوج من الفقري .ويشرتط فيه ما اشرتط يف الفقري من
احلرية واإلسالم وعدم وجوب نفقته على املزّكى.
3.3العاملون عليها :وهو الذين يقومون بتحصيلها ،وهؤالء يُعطون منها ولو كانوا أغنياء؛ ألهنم استحقوها
بوصف العمل ال بوصف الفقر .ويشرتط فيهم :احلرية واإلسالم واملعرفة بأحكامها.
4.4املؤلفة قلوهبم :وهم كفار يُعطون منها ترغيباً يف اإلسالم ،أو حديثو عهد باإلسالم يُعطون منها
؛ليتمكن اإلسالم يف قلوهبم.
5.5يف الرقاب :وهو األرقاء املسلمون يُ ْشرتون من مال الزكاة ،ويُعتقون ختليصاً هلم من ذل العبودية.
1سورة التوبة ،االية .60
83
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.6الغارم :وهو املدين الذي ال ميلك ما ُيـ َوىف به دينهَ ،فـُيـ ُو َّ
ىف دين ُه من الزكاة ولو بعد موته ،بشرط أن
يكون حراً مسلماً ،وأن يكون تداينه لغري فساد كشرب اخلمر مثالً ،وأن يكون َّ
الديْن آلدمي ،فإن
الديْن هلل كدين الكفارات فال ُيـ ْعطى من الزكاة لسداده. كان َّ
.7يف سبيل اهلل :وهو اجملاهد إلعالء كلمة اإلسالم ،يُعطى من الزكاة إن كان حراً مسلماً ،ولو كان
سالح للجهاد.
غنياً ،ويُلحق به اجلاسوس ولو كان كافراً .ويصح أن يُشرتى من الزكاة ٌ
يوصله إىل وطنه ،فُيعطى من الزكاة إن كان حراً مسلماً غري عاص
.8ابن السبيل :وهو الغريب احملتاج ملا ِّ
بسفره كقاطع الطريق ،ومل جيد من يُقرضه.
وال جيب تعميم هذه األصناف الثمانية يف اإلعطاء ،بل جيوز دفعها ولو لواحد من صنف واحد،
إال العامل فال جيوز دفعها كلها إليه إن كانت زائدة عن أجرة عمله.
زكاة األموال:
ويقصد هبا الذهب والفضة ،سواء أكانا سبيكة أم ُم َصَّنـ َع ْيِ ،وما يقوم مقامها من النقود .وجتب
الزكاة يف هذه األموال مىت بلغت نصابا ،وحال عليه احلول.
قدر اآلن خبمسة ومثانني جراماً.
ونصاب الذهب :عشرون مثقاالً ،وتُ ّ
ونصاب الفضة :مائتا درهم ،وتُقدر اآلن خبمسمائة ومخسة وتسعني جراماً.
وعلى املزّكى أن يقوم حبساب مثن الذهب والفضة حسب سعر السوق السائد وقت وجوب الزكاة عليه.
وجيب إخراج ربع العشر يف زكاة الذهب والفضة.
ويُ َض ُّم الذهب إىل الفضة لفعله ﷺ ذلك ،وخيرج املزّكى من كل منهما ما ُّ
خيصه مىت بلغ اجملموع
نِصاباً ،وجيوز إخراج أحدمها عن اآلخر .ويكون اجلمع بينهما بالتجزئة واملقابلة ال بالقيمة ،فكل جرام
من الذهب يقابل سبعة جرامات من الفضة :فمن كان عنده ـ ـ مث ً
ال ـ ـ ـ أربعمائة جرام من الفضة ،وعشرون
جراماً من الذهب ال جتب عليه الزكاة؛ ألنه بضمهما ال يبلغ النصاب ألي منهما ،أما من كان عنده
أربعمائة ومخسة ومخسون جراما من الفضة وعشرون جراماً من الذهب فتجب عليه الزكاة؛ ألنه بضمهما
يبلغ النصاب.
84
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
أما األوراق النقدية ،والعملة اليت تكون من غري الذهب والفضة ،كالعملة املتخذة من النيكل أو
الربونز وغريمها ،فتجب فيها الزكاة مىت بلغت قيمتها قيمة نِصاب الذهب ،حسب سعر السوق السائد
وقت الوجوب.
كالسوار للمرأة ،ومعداً الستعماهلا ،فال زكاة فيه .أما إن كان مدخراً وأما ال ُـحلِ ُّى ،فإن كان مباحاً ِّ
حمرماً ،كاألواين ،فتجب فيه الزكاة .واملعترب يف زكاة ال ُـحلِ ِّى واآلنية وما شاكلهما
حلوادث الدهر ،أو كان ّ
الوزُن ال القيمة.
زكاة الحيوان:
جتب الزكاة يف احليوانات مىت بلغت نصاباً ،وحال عليه احلول ،سواء كانت سائمة أم معلوفة،
وسواء كانت عاملة أم غري عاملة.
وخيتلف النصاب باختالف احليوانات ،وإليك التفصيل:
أوال -:اإلبل
السن
َّ الزكاة الواجبة العدد
أوفت سنة تامة شاة ( من الضأن أو املعز ) 5
أوفت سنة تامة شاتان 10
أوفت سنة تامة ثالث شياه 15
أوفت سنة تامة أربع شياه 20
أوفت سنة ودخلت يف الثانية بنت خماض (من اإلبل) 25
أمتت سنتني ودخلت يف الثالثة بنت لبون 36
أمتت ثالث سنني ودخلت يف الرابعة حقة 46
أمتت أربع سنني ودخلت يف اخلامسة جذعة 61
بنتا لبون 76
حقتان 91
ثالث بنات لبون أو حقتان 121
85
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
فإذا بلغت اإلبل (مائة وثالثني) تغري الواجب فيكون يف كل أربعني بنت لبون ،ويف كل مخسني
ِحقة وهكذا .وما بني كل فريضتني (نصابني) من الفرائض املتقدمة ٌ
معفو عنه ،ال زكاة فيه.
ثانيا -البقر (ويشمل الجاموس):
السن
َّ الزكاة الواجبة العدد
أوىف سنتني ودخل يف الثالثة تبيع أو تبيعة 30
أوفت ثالث سنني ودخلت يف الرابعة ُم ِسنَّة 40
فإذا ازدات عن ذلك ففي كل ثالثني تبيع أو تبيعة ،ويف كل أربعني مسنة ،مثال ذلك:
تبيعان أو تبيعتان 60
تبيع أو تبيعة ومسنة 70
مسنتان 80
ثالثة أتبعة 90
مسنة وتبيعتان 100
مالحظة :ما بني الفريضتني َّ
معفو عنه ،ال زكاة فيه؛ ألنه وقص *.1
ثالثاًالغنم ( الضأن والمعز ) :
السن
َّ الزكاة الواجبة العدد
شاة من الضأن إن كانت الغنم ضأنا ،ومن املعز إن
كانت معزاً ،ومن الغالب منهما إن كانت الغنم 40
خمتلطة.
أوفت سنة تامة شاتان 121
ثالث شياه 201
أربع شياه 401
88
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
كل ٍ
شرط من الشروط اآلتية: ِّ .1بي نوع ِّ
.2اذكر األصناف اليت تُصرف هلا الزكاة ،وهل جيب تعميم األصناف الثمانية بالزكاة؟ وما املراد
.4كيف تُزَّكى العملة النقدية؟ وما احللي الذي يُزَّكى واحللي الذي ال يُزَّكى؟
.6كم نصاب احلرث؟ وما األصناف اليت تدخلها الزكاة من احلبوب؟ وما األنواع اليت تُضم إىل
بعضها؟
89
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
صدقة الفطر
حكمها :واجبة.
أمر هبا الرسول ﷺ يف السنة اليت فُرض فيها رمضان قبل الزكاة .وقد كان خيطب قبل يوم الفطر،
ويأمر بإخراجها ،فعن عبد بن ثعلبة قال :خطب رسول اهلل ﷺ قبل يوم الفطر بيوم أو يومني ،فقال:
ُّ
«أدوا صاعاً من ُبـ ّر أو قمح ،أو صاعاً من متر أو شعري عن كل حر أو عبد ،صغري أو كبري».1
على من تجب؟
جتب على كل مسلم حر قادر عليها يف وقت وجوهبا ،سواء كانت موجودة عنده ،أم ميكنه
اقرتاضها ويرجو الوفاء بسدادها.
ومقياس القدرة :أن تكون زائدة عن قوته وقوت مجيع من تلزمه نفقتهم يف يوم العيد ،فاذا احتاج
إليها يف النفقة فال جتب عليه.
وجيب أن خيرجها الشخص عن نفسه ،وعن كل من تلزمه نفقتهم من األوالد واألقارب (الزوجة
والوالدين الفقريين).
وقتها:
يُندب إخراجها بعد فجر يوم العيد وقبل الذهاب لصالة العيد؛ لقوله ﷺ« :أغنوهم عن السؤال
يف هذا اليوم» .وجيوز إخراجها قبل يوم العيد بيوم أو يومني.
وحيرم تأخريها عن يوم العيد إن كان قادراً على إخراجها ،وال تسقط مبضي ذلك اليوم ،ويأمث
إن كان قادراًعلى إخراجها ،وتبقى يف ذمته ،ويُطالب بإخراجها عن نفسه وعن كل من تلزمه نفقتهم
قضاء – إن كان ميسوراً _
ً
1رواه عبدالرازق في مصنفه
90
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
أما من كان عاجزاً عنها وقت وجوهبا ،مث قدر عليها يف يوم العيد فال جيب عليه إخراجها ،ولكن يُندب
له فقط.
لمن تدفع؟
تُدفَ ُع صدقة الفطر ملصارف الزكاة املفروضة ،واليت تقدم بياهنا ما عدا العاملني عليها ،غري أنه
يشرتط يف صرفها ألي واحد من األصناف السابق ذكرها أن يكون فقرياً أو مسكيناً ،حراً ،مسلماً ،ال
جتب نفقته على املزّكي .فمثال إذا ُو ِجد ابن سبيل ليس فقرياً وال مسكيناً ال تصرف له زكاة الفطر وهكذا.
مقدارها:
صاع عن كل شخص ،وهو أربعة أمداد ِبُ ِّد الرسول ﷺ ،ومقداره :ملء اليدين قَ ْد ُر زكاة الفطر ٌ
املتوسطتني ال مقبوضتني وال مبسوطتني من الرجل املتوسط .وعلى ذلك فالكيلة الواحدة جتزئ عن
ستة أشخاص .ويقدر الصاع ب ـ ـ ( ) 2كيلو جرام من القمح ومشتقاته ،وجيب إخراجها من غالب
الصاع حسب السعر السائد يف السوق وقت قوت أهل البلد ،وجيوز إخراج بدهلا نقوداً ،على أن ُيـ َق َّد َم ُ
وجوهبا.
91
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
92
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الحج
تعريفه:
في اللغة :القصد إىل ّ
معظم.
وفي الشرع :حضور جزء بعرفة ساعة من ليلة النحر ،وطواف بالبيت سبعاً ،وسعي بني الصفا واملروة
كذلك ،بإحرام.
حكمه:
احلج خامس ركن من أركان اإلسالمُ ،ش ِرع يف السنة السادسة من هجرة الرسول ﷺ إىل املدينة،
وهو فرض عني على كل مكلف ،من ذكر أو أنثى مرة يف العمر ،إذا توفرت فيه شروط وجوبه.
دليل فرضيته:
ثبتت فرضيته بالكتاب والسنّة واإلمجاع ،أما الكتاب ،فقوله ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﮫﮬﮭﮮﮯﮰ
ﮱﯓﯔﯕ﴾ ، 1وأما السنة فقوله ﷺ« :بين اإلسالم على مخس ....وحج البيت».
وأما اإلمجاع فقد انعقد إمجاع األمة على فرضيته ،فمنكره كافر؛ ألنه أنكر معلوماً من الدين
احلج
ِض عليكم ُّ بالضرورة ،ويدل على أنه مفروض يف العمر مرة واحدة قوله ﷺ« :يأيها الناس قد فُر َ
أكل عام يا رسول اهلل؟ فسكت ﷺ حىت قاهلا ثالثاً ،فقال ﷺ« :لو قلت نعم فحجوا ،فقال رجلَّ :
لوجبت ،وملا استطعتم».2
حكمة مشروعيته:
احلج مؤمتر مشهود ،يسعى إليه املسلمون من مجيع أرجاء األرض ،يتجردون فيه من زخارف
احلياة وعالئقها املادية ،وخيضعون هلل وحده ،فال يعتزون بسواه ،وتتحقق بينهم املساواة؛ فال أبيض وال
أسود ،وال غين وال فقري ،يتعارفون ويتآلفون ويتآخون ،ويتبادلون املنافع املادية واألدبية ،فتقوى الروابط
والعالقات بني الشعوب اإلسالمية ،وصدق اهلل العظيم إذ يقول﴿ :ﮖ ﮗﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ﴾.3
1سورة آل عمران ،من اآلية .97
2رواه مسلم يف كتاب احلج ،باب فرض احلج مرة يف العمر
3سورة احلج ،من اآلية .26
93
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
شروط وجوبه:
للحج شرط وجوب واحد فقط ،وهو االستطاعة ،ومعناها :إمكان الوصول إىل مكة ومواضع
النسك إمكاناً عادياً ،سواء أكان ماشياً أم راكباً ،براً ،أم حبراً ،أم جواً.
ويشترط لها شرطان:
1.1أال تلحقه مشقة عظيمة غري معتادة بالسفر.
2.2األمن على النفس واملال ،حبيث تكون السالمة غالبة.
وال يشرتط يف االستطاعة القدرة على الزاد والراحلة؛ فيقوم مقام الزاد الصنع ُة ،إذا كانت ال تزري
بصاحبها ،ويقوم مقام الراحلة القدرة على املشي.
وكل ما تقدم يف االستطاعة معترب يف حق الرجل واملرأة على السواء ،ويزاد يف حق املرأة :أن يكون
معها زوجها أو َْمرٌم أو رفقة مأمونة ،فإذا فقدت ذلك فال جيب عليها احلج ،لقوله ﷺ« :ال حيل المرأة
تؤمن باهلل ورسوله تسافر مسرية يوم وليلة إال مع ذي حمرم منها.» 1
شروط صحته:
1.1اإلسالم ،فال يصح من كافر.
2.2الوقت املخصوص بأعمال احلج ،ويبتدئ من أول شوال إىل قرب طلوع فجر يوم النحر.
شرط صحة وقوعه فرضاً:
النيّة بأن ينوى وقوعه فرضاً.
شروط وجوبه وصحة وقوعه فرضاً معاً :
يصح منه ،لكنه ال يقع فرضا ،وعليه أن يؤدى الفريضة رق ،وإن كان ّ 1.1احلرية ،فال جيب على من فيه ّ
بعد عتقه.
صح منه ،لكن ال يقع منه فرضاً ،وعليه أن
2.2البلوغ ،فال جيب على الصيب ،فإذا أداه ـ ـ ـ وكان مميزاً ـ ـ ـ ّ
حيج بعد بلوغه.
ّ
3.3العقل ،فال جيب على اجملنون وال يصح منه.
-1رواه مالك يف املوطا برواية ابن وهب .
94
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
أركانه :أربعة:
1.1اإلحرام.
2.2السعي بني الصفا واملروة.
3.3احلضور بعرفة جزءاً من ليلة النحر.
4.4طواف اإلفاضة.
والمراد بالركن في الحج والعمرة :ما ال حتصل حقيقة احلج أو العمرة إال به؛ حبيث لو تُر َِك فسد
النُّسك ،حجاً كان أم عمرة.
والمراد بالواجب :ما حيرم تركه اختياراً لغري ضرورة ،وال يفسد النُّسك برتكه ،وجيربه د ٌم.
الركن األول ( اإلحرام ) :
هو أن ينوى أحد النُّسكني (احلج أو العمرة) أو مها معا ،ويتحقق بالنّية فقط ،دون اقرتان بقول،
كالتلبية ،أو بفعل ،كالتجرد من احمليط واملخيط.
أنواع اإلحرام:
1.1اإلفراد :وهو اإلحرام باحلج فقط ،فإذا أمت أعماله اعتمر ،وهو أفضل األنواع.
2.2ال ِق َران :وله صورتان:
أ .اإلحرام باحلج والعمرة معا.
ب .اإلحرام بالعمرة أوال مث إرداف احلج عليها قبل طوافها.
3.3التمتع :وهو أن يعتمر يف أشهر احلج ،حبيث يقع بعض أعماهلا ـ ـ ـ ولو ركناً واحداً ـ ـ ـ يف أشهر احلج،
مث حيج يف نفس العام.
ومن أحرم بالقران أو التمتع فعليه َه ْد ٌى؛ أما التمتع فلقوله تعاىل﴿ :ﯹﯺﯻﯼﯽ ﯾﯿﰀ
ﰁﰂﰃ ﰄﰅﰆ ﰇﰈﰉ ﰊﰋ ﰌﰍﰎﰏﰐﰑ ﴾.1
1سورة البقرة ،من اآلية .195
95
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
وأما القران فلحديث عائشة ـ ـ رضي اهلل عنها ـ ـ ـ أن النيب ﷺ «ذبح عن نسائه البقر يوم النحر،
وُك َّن قارنات» ،1وأيضا قياساً على التمتع.
مواقيت اإلحرام:
لإلحرام ميقات زماني ،وميقات مكاني.
فالميقات الزمانى :يبتدئ من أول يوم يف شوال إىل قرب طلوع فجر يوم النحر ،حبيث يبقى على الفجر
زمن يسع اإلحرام والوقوف بعرفة .ويكره اإلحرام قبل شوال ،ولكنه ينعقد.
وأما الميقات المكاني :فيختلف باختالف اجلهات اليت يقدم منها احلاج:
•فالقادم من املدينة حيرم من (ذو احلـُلَْيـ َفة) ،وتعرف اآلن ب ـ (أَْبـيَار َعلِ ٍّى).
•والقادم من الشام ومصر وليبيا واجلزائر وتونس واملغرب والسودان ومن وراءهم ميقاهتم (ال ُـج ْح َفة)،
(رابِغ) ،وهي حماذية للجحفة.
وحيرمون اآلن من َ
(ذات ِع ْرق).•وألهل العراق وإيران ومن وراءهم ُ
•وألهل اليمن ،واهلند ،وجنوب شرق آسيا (َيـل َْملَم).
(قرن املنازل).
•وألهل جند وما يليها ْ
وهذه املواقيت ألهل اجلهات املذكورة ،ولكل من ّمر هبا أو حاذاها ،وإن مل يكن من أهل جهتها؛
فمن َم ّر مبيقات أو حاذاه قاصداً النُّسك (احلج أو العمرة) وجب عليه أن ُيرم منه ،وال جيوز أن جياوزه
بدون إحرام ،أما من كان داخل مكة ـ ـ سواء أكان من أهلها أو من غريهم ـ ـ ـ فميقاته مكة نفسها.
ومن كان مسكنه بعد هذه املواقيت وقبل مكة ،فإحرامه يكون من مسكنه؛ ألنه ال ميقات له.
وأما احلاج بالطائرة ،فيحرم إذا حاذى أحد هذه املواقيت ،ويُعلَن عليها يف الغالب من قبل قائد الطائرة.
شروط ِص َّحة اإلحرام:
1.1التمييز ،فال يصح من غري املميز كالصيب واجملنون ،وإمنا ُيرم عنهما وليهما ،ومعىن إحرامه عنهما:
نيّة إدخاهلما يف احلج أو العمرة.
2.2اجلمع يف كل إحرام بني ا ِحل ِّل واحلرم؛ لفعله ﷺ ذلك.
1رواه البخاري في كتاب الحج باب ذبح الرجل البقر عن نسائه من غير أمرهن .
96
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
واجبات اإلحرام:
1.1كشف َّ
الذَك ِر رأسهُّ ،
وجترُده قبل اإلحرام يف سائر بدنه من كل ُميط به ،خبياطة أو صياغة أو لَ ْصق،
وذلك يشمل كل أنواع املالبس ،واخلوامت والساعة اليت باليد ،فكل ذلك حميط ببدنه أو جزء منه.
أما املرأة فال يلزمها التجرد املذكور ،ولكن جيب عليها كشف وجهها ويديها وخلع أسورهتا ،إال
أن تكون مجيلة ختشى الفتنة فيجب عليها سرت وجهها ،بأن تسدل عليه شيئاً بال غرز وال ربط.
2.2التلبية ووصلها باإلحرام ،ويُندب أن يُقتصر فيها على تلبية الرسول ﷺ وهي :لبيك اللهم لبيك،
لبيك ال شريك لك لبيك ،إن احلمد والنعمة لك وامللْك ،ال شريك لك.
سننه:
1.1ال ُغسل ،حبيث يتصل باإلحرام من غري فاصل طويل .وهذا الغسل يُطالب به كل من يريد اإلحرام.
ولو كان امرأة حائضاً أو ُنـ َف َساء.
2.2لُبس الرجل مالبس اإلحرام ،وهي :إزار يف وسطه يسرته من سرته حىت ركبتيه ،ورداء يسرت ظهره
وصدره وكتفيه ،ونعالن ال يسرتان الكعبني وال ظهر القدمني.
3.3بعد لبس مالبس اإلحرام ،وبعد طهارة ووضوء تَام ْ ِ
َّي يصلى ركعتني قبل اإلحرام ،يقرأ يف األوىل بعد
الفاحتة بـ ـ ( ﭑ ﭒ ﭓ) ويف الثانية ب ــ( ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ) ،وجيزئ عنهما الفرض،
وحتصل به السنة.
الركن الثاني ( السعي بين الصفا والمروة ) :
السعي:
هو املشي بني الصفا واملروة سبعة أشواط متوالية ،يبدأ بالصفا وخيتم باملروة.
دليل فرضيته :قوله ـ ـ تعاىل ـ ـ ــ﴿ :ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ﴾.1
«خ ُذوا ِّ
عن مناسككم» ،وقد طاف وسعي. وقوله ﷺُ :
97
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
شروط صحته:
1.1أن يتقدمه طواف صحيح.
2.2أن يبدأ بالصفا وخيتم باملروة ،فالذهاب من الصفا إىل املروة شوط ،والعودة من املروة إىل الصفا شوط،
فإن بدأ باملروة ألغى الشوط؛ لقوله ﷺ« :إن الصفا واملروة من شعائر اهلل ،فابدءوا مبا بدأ اهلل به».1
3.3املواالة بينه وبني الطواف؛ بأن يكون عقب الطواف مباشرة بال تفريق طويل ،كذلك املواالة بني
أشواطه ،وُيـ ْغَتـ َفر الفصل اليسري مع الكراهية.
واجباته:
1.1كونه بعد طواف واجب ،كطواف القدوم أو طواف اإلفاضة.
2.2تقدميه على الوقوف بعرفة ملن وجب عليه طواف القدوم ،وتأخريه ملا بعد طواف اإلفاضة ملن مل جيب
عليه طواف القدوم؛ بأن كان حمرما من احلرم.
3.3املشي للقادر عليه ،فإن ركب من غري عذر أعاد سعيه أبدا ما دام مبكة أو قريبا منها ،ولو طال الزمن،
فإن تباعد عنها ال يرجع إلعادته ،بل يبعث هديا.
سننه:
1.1سرت العورة ،والطهارة من احلدث واخلبث ،كالصالة.
2.2تقبيل احلجر األسود قبل اخلروج للسعي وبعد صالة ركعيت الطواف.
الرَمل واهلرولة
3.3اإلسراع فيه للذكور فقط بني العمودين األخضرين ،ذهابا وإيابا( ،واإلسراع يكون فوق َّ
ودون اجلري).
4.4صعود الرجل على الصفا واملروة إن أمكن ذلك ،بال مزامحة وال مشقة ،أما املرأة فال تصعد إال إذا
خال املكان من الرجال.
5.5الدعاء عند الصفا واملروة ،ويف حال السري بال ح ّد.
1رواه مسلم في كتاب الحج باب بيان أن السعي بين الصفاء و المروة ركن ال يصح الحج إال به .
98
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الركن الثالث ( الحضور بعرفة ) :
هو احلضور بعرفة جزءاً من ليلة النحر.
دليل فرضيته:
قوله ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﭼﭽﭾ ﭿ﴾ ،1وعمل النيب ﷺ.
وقته:
يبدأ من زوال اليوم التاسع من ذي احلجة ،وينتهي بطلوع فجر يوم العيد.
والركن :إدراك جزء من ليلة النحر ،وما عداه فهو واجب.
شروط صحته:
الواقف بعرفة ليلة النحر يف أي جزء منه ال يشرتط فيه شيء ،ويصح منه ولو كان مغمى عليه.
املار هبا ومل يستقر ويطمئن يُ ْش َتط فيه شرطان:
و ّ
1.1علمه بأن هذا املكان عرفة.
2.2نّية الوقوف هبا.
أ ّما من استقر واطمأ ّن يف أي جزء منه فال يشرتط فيه العلم وال النيّة.
واجباته:
1.1الطمأنينة ،وهي االستقرار مبقدار اجللسة بني السجدتني على أي حال ،من قيام أو قعود أو ركوب.
2.2الوقوف جزءاً من النهار بعد الزوال.
سننه:
1.1خطبتان بعد الزوال مبسجد عرفةُ ،يـ َعلِّم اخلطيب هبما ا ُحل َّج َ
اج ما عليهم من املناسك إىل طواف
اإلفاضة.
2.2مجع الظهر والعصر مجع تقدمي قصراً ،بأذان وإقامة لكل صالة.
1سورة البقرة ،من اآلية .196
99
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الركن الرابع (طواف اإلفاضة) :
الطواف:
هو الدوران حول الكعبة سبعة أشواط متتالية بال فصل كثري .وطواف اإلفاضة ركن ال يتحقق
احلج إال به.
دليل فرضيته:
قوله تعاىل﴿ :ﮱﯓﯔ﴾.1
وقته:
صح، يبتدئ من طلوع فجر يوم النحر ،فال يصح قبله ،إىل آخر ذي احلجة ،فإن َّ
أخره عن ذلك َّ
ولزمه َه ْد ٌي.
شروط صحته:
1.1الطهارة من احلدث األصغر واألكرب ،وطهارة البدن والثوب من النجاسات ،كما يف الصالة.
2.2سرت العورة ،كما يف الصالة.
3.3جعل البيت (الكعبة) عن يساره.
100
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.5كونه سبعة أشواط ،فإن شك فكالصالة :يبىن على األقل ،فمن شك هل طاف مخسة أشواط أو
أربعة فقط اعترب نفسه قد طاف األقل ،وهو األربعة ،وأتى بثالثة أشواط أخرى .وإن نسى شوطاً،
فكالصالة ـ ـ أيضا ـ ـ يأيت به إن كان عن قرب ،ومل ينتقض وضوؤه ،وإالّ ابتدأ الطواف من جديد،
يضر الزائد؛ ألن الزائد لغو ال يُ ُّ
عتد به. وإن زاد عن السبعة فال ّ
.6أن يكون الطواف داخل املسجد ،فال يصح على سطحه وال خارجه.
.7املواالة بني األشواط بال فاصل كثري ولو حلاجة.
واجباته:
1.1ابتداء الطواف من احلجر األسود املثبَّت يف الركن جبوار باب البيت.
2.2املشي للقادر عليه ،فإن ركب فحكمه حكم الراكب يف السعي.
3.3صالة ركعتني بعده ،يقرأ يف األوىل منهما بعد الفاحتة بــ( ﭑ ﭒ ﭓ) ويف الثانية ب ــ( ﭑ
ﭒ ﭓ ﭔ) .ويُندب صالهتما خلف مقام إبراهيم ،وهو احلجر الذي كان يقف عليه عند بناء
البيت ،فإن مل ميكن فيجوز أن يصليهما يف أي مكان من املسجد.
سننه:
1.1تقبيل احلجر األسود بال صوت قبل الشروع يف الطواف ،فإن مل يستطع لزمحة ملسه بيده ،فإن مل
يستطع فبعود مث يضعه على فمه ّ
ويكرب ،فإن مل يستطع ّكرب فقط.
ويندب تقبيله يف أول كل شوط من األشواط الباقية .واألصل يف تقبيله قول عمر ـ ـ ـ رضى اهلل
تضر وال تنفع ،ولوال أىن رأيت رسول اهلل يقبلك ما قبلتك».عنه « : -إين أعلم أنك حجر ال ّ
2.2استالم الركن اليماين يف أول شوط ،بأن يضع يده اليمىن عليه ،ويضعها على فمه بال تقبيل .ويندب
استالمه يف أول كل شوط من األشواط الباقية.
الرَمل للذكر دون األنثى ،وهو اإلسراع يف املشي مع تقارب اخلطا يف األشواط الثالثة األوىل،وذلك
َّ 3.3
يف طويف القدوم والعمرة ؛ألنه البد أن جيمع فيهما بني احلل واحلرم ،وكذلك يف طوف اإلفاضة ملن
فاته طوف القدوم ،فإن كان ازدحام فبحسب االستطاعة.
101
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
خريي الدنيا واآلخرة.
.4الدعاء مبا يفتح اهلل به عليه من ْ
واجبات الحج:
تقدمت لك أركان احلج ،وما يتعلق بكل ركن منها من شروط وواجبات وسنن ،وهناك واجبات
حتص ركناً بعينه من أركانه ،وهي:
عامة يف احلج ال ُّ
1.1طواف القدوم ملن أحرم من ا ِحل ِّل ،ومل يُردف احلج على العمرة يف احلرم ،ومل َْي َش فوات الوقوف بعرفة.
ال بقدر حط الرحال ،بعد أن يدفع من عرفه وهو سائر إىل (مىن) إذا مل يكن عنده 2.2النزول مبزدلفة لي ً
عذر.
3.3رمى مجرة العقبة ،ووقته من طلوع فجر يوم النحر.
4.4تقدمي رمي مجرة العقبة يف اليوم العاشر على ا َحللْق وطواف اإلفاضة.
5.5الرجوع للمبيت مبىن بعد طواف اإلفاضة ثالث ليال (ليلة الثاين والثالث والرابع من يوم النحر) إن
تعجل.
يتعجل ،وليلتني إن ّ مل ّ
َ 6.6رْمي اجلمار يف أيام التشريق الثالثة بعد يوم النحر :يرمىي يف كل يوم ثالث مجرات ،كل منها بسبع
حصيات .ووقت الرمي يف كل يوم منها :من زوال الشمس إىل الغروب.
7.7ا َحللْق بعد رمي مجرة العقبةُ ،ويزي عن احللق التقصري مع املخالفة للسنة ،بالنسبة للرجل ،أما املرأة
فالواجب يف حقها التقصري ،وهو أن تأخذ من أطراف شعرها قدر األُمنُلَ ِة.
8.8ال ِف ْدية واهلَ ْدي للفساد (ك ٌل حبسب ما أفسد) ،واهلدي لل ِقران أو التمتُّع.
102
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.5اخلروج عند الوداع من باب حرورة.
.6اإلكثار من الطواف بالبيت لي ً
ال وهناراً.
.7كثرة الشرب من ماء زمزم بنية حسنة.
.8طواف الوداع.
103
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
104
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
العمرة
معناها:
في اللغة :الزيارة ،ويف الشرع :قربة ذات إحرام وطواف وسعى.
أركانها:
1.1اإلحرام.
2.2الطواف.
3.3السعي بني الصفا واملروة.
حكمها:
سنة غري مؤكدة يف العمر مرة واحدة ،يف حق من جيب عليه احلج؛ لقوله ﷺ« :احلج جهاد،
تطوع».1
والعمرة ّ
ميقاتها:
أ .املكاين :هو ميقات احلج لغري من مبكة ،أما من كان مبكة ولو من أهلها فيجب أن جيمع يف إحرامها
بني ا ِحل ِّل وا َحل َرِم ،مبعىن أن خيرج إىل احلل وحيرم به ،وأفضل احلل لإلحرام هبا (ا ِجل ِع َّرانَة) مث (التنعيم) وهو
مكان يعرف اآلن مبسجد عائشة.
ب .الزماين :هو السنة كلها ،إال إذا كان الشخص حمرماً حبج فبعد أن يفرغ من رمي اليوم الرابع.
صح إحرامه،
ويكره اإلحرام هبا بعد رمي اليوم الرابع حىت الغروب ،فإن أحرم بعد الرمي قبل الغروب ّ
وأخر طوافها وسعيها وجوباً إىل ما بعد الغروب.
.2ما حكمها؟ وما االختالف يف امليقات الزماين واملكاين بني العمرة واحلج.
107
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
األُضحية
تعريفها:
هي ما يذبح أو ينحر من الَّنـ َعم؛ تقرباً إىل اهلل تعاىل يف أيام النحر لغري حاج ،بنية.
دليل مشروعيتها:
شرعت يف السنة الثانية من هجرة الرسول ﷺ إىل املدينة ،وثبتت مشروعيتها بالكتاب والسنة
واإلمجاع .أما الكتاب فقوله ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﮊﮋﮌ﴾ ،وأما السنة فما رواه أنس« :ضحى
كب».1 النيب بكبشني أملحني أقرنني ،ذحبهما بيده ،و ّ
مسى و ّ
حكمها:
سنة عني مؤكدة يثاب فاعلها ،وال يعاقب تاركها ،وذلك بثالثة شروط:
1.1أن يكون قادراً ،وهو الذى ال حيتاج إىل مثنها ألمر ضروري يف عامه ،فإذا احتاج إىل مثنها فال تسن
يف حقه؛ ألنه عاجز.
2.2احلرية :فال تسن للعبد.
3.3أن يكون غري حاج ،ولو كان من أهل مكة.
ويضحى عنه وليه ،وتلزم الشخص عن نفسه أما البلوغ فليس شرطا ،وتسن للصيب القادر عليهاِّ ،
وعن كل من تلزمه نفقتهم ،كالزوجة واألوالد الصغار ،واآلباء الفقراء.
شروط صحتها:
1.1السالمة من العيوب الفاحشة ،فال تصح بالعمياء وال بالعوراء ،وال باملريضة مرضاً مينعها من
التصرف كتصرف السليمة ،أما إذا كان املرض خفيفاً فال يضر.
2.2أال يشرتك معه أحد يف مثنها ،وإن كان له أن يشرك معه يف ثواهبا من تلزمه نفقتهم قبل ذحبها.
3.3ذحبها يف الوقت املخصوص ،وأن يكون الذبح هناراً إذا حصل يف اليوم األول.
4.4أن يكون الذابح مسلماً ،فإذا ذحبها الكتايب ال جتزي ،وتؤكل حلماً.
5.5أن يكون ذحبها بعد ذبح اإلمام أضحيته ـ واملراد إمام صالة العيد.
-1متفق عليه .
108
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
وقتها:
يبتدئ وقت األضحية يف اليوم األول من أيام العيد بعد ذبح اإلمام أضحيته ،أو ميضى وقت
قدر ذبح اإلمام أضحيته ،إن مل يذبح ،وبالنسبة لإلمام يبتدئ وقتها بعد الفراغ من خطبته بعد صالة
العيد ،ويستمر وقتها آلخر اليوم الثالث من أيام العيد ،ويفوت بغروبه .ويشرتط أن يكون الذبح هناراً إذا
تصح أضحيته.
ال مل ّحصل يف اليوم األول ،فإذا ذبح لي ً
أنواعها:
تصح األضحية باجلذع من الضأن ،وهو ما بلغ سنة ،وعالمته أن يرقد صوف ظهره بعد قيامه،
ن من املعز ،وهو ما بلغ سنة ودخل يف الثانية دخوالً بيِّنا؛ بأن قطع منها حنو شهر ،وبالث ِ ِّ
َّن من وبالثَِّ ِّ
َّن من اإلبل ،وهو ما بلغ مخس سنني(.املعترب السنة القمرية ولو البقر ،وهو ما بلغ ثالث سنوات ،وبالث ِ ِّ
نقص بعض شهورها).
من مندوباتها:
يضحي منه جيداً من أعلى النعم وأكمله.
1.1أن يكون الصنف الذي ّ
2.2أن يكون من مال طيب.
تصح هبا ،كاملرض اخلفيف.
3.3أن تكون ساملة من العيوب اليت ُّ
4.4أن تكون مسينة.
5.5أن تكون ذكراً.
6.6أن يذحبها بنفسه.
ني ،بل يفعل يف ذلك كما 7.7أن جيمع ّ
املضحي بني األكل منها ،والتصدق ،واإلهداء بدون حتديد مع ّ
حيب.
109
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
.2لصحة األضحية ٌ
شروط اذكر منها أربعاً.
يضحي قبل إمام مسجده؟ ومن يضحي ليالً؟ ومىت خيرج وقتها؟
.3ما حكم من ِّ
110
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الذكاة الشرعية
تعريفها:
املوصل ِّ
حلل أكل احليوان الربِّي اختياراً. هي السبب ِّ
ومن أنواعها :الذبح ،والنَّحر ،والعقر.
فالذبح :هو قطع مجيع احللقوم والودجني من عنق احليوان من َّ
املقدم بآلة حادة بنيّة ،وال يشرتط قطع
املريء ،ويكون يف الضأن واملعز ،والبقر واجلاموس ،والوحش املقدور عليه ،والطري.
والنَّ ْحر :هو طعن احليوان يف اللَبَّة بنية ،واللَّبَّة هي الوهدة اليت بني أسفل العنق والصدر ،ويكون يف
اإلبل والزرافة والفيل ،ويكره يف البقر.
والعقر :ويكون يف الصيد ،بأن يصطاد حيواناً وحشياً غري مقدور عليه إال بعسر بآلة أو بندقية صيد،
أو يرسل عليه حيوان صيد معلّم ،ويشرتط النية والتسمية.
يشترط في الذابح :أن يكون مسلماً مميزاً أو كتابياً ،وأال يرفع يده رفعاً طوي ً
ال باختياره قبل متام الذبح.
لحل ذبيحة الكتابي (اليهودي والنصراني): يشترط ّ
1.1أن يذبح ما ّ
حيل له أكله يف شريعتنا.
2.2أالّ ي ُه ّل به لغري اهلل تعاىل ،أي ال يذكر عند ذحبه اسم معبود غري اهلل تعاىل.
3.3أن يذبح حبضرة مسلم مميز عارف بأحكام الذكاة.
من سنن الذبح:
1.1أن ُي ّد الشفرة أوال (السكني وحنوها).
2.2أن ُي ِّدها بعيداً عن الذبيحة.
3.3أالّ يذبح واحدة واألخرى تنظر.
4.4أن يضجع الذبيحة – إن كانت شاة أو بقرة – على جنبها األيسر.
5.5أن يذكر اسم اهلل تعاىل.
111
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المكروهات:
1.1كسر عنق املذبوح قبل أن تزهق روحه ويَ ْسكن.
2.2قطع عضو منه ،أو سلخه ،أو نتف ريشه ،قبل أن تزهق روحه ويَ ْس ُكن.
التوجه إىل القبلة.
3.3ترك ّ
4.4كل تعذيب للحيوان.
ما يجوز أكله وما ال يجوز:
ّ
أحل اهلل تعاىل للناس أن يأكلوا ّما يف األرض حالالً طيباًَّ ،
وحرم عليهم اخلبائَث اليت تضرهم يف
أبداهنم وعقوهلم ،فَيحرُم عليهم ُ
أكل:
هل به لغري اهلل تعاىل ،واملنخنقة (وهي اليت ماتت باخلنق)، امليتة ،والدم ،وحلم اخلنزير ،وما أُ ّ
والنطيحة :وهي اليت نطحها حيوان فأماهتا ،واملوقُوذة :وهي اليت ضربت فماتت ،واملرتّدية :وهي اليت
أكل الكالب وا ُحل ُم ِر
مفرتس بطنها فماتت ،كما حيرم ُ
سقطت من مكان مرتفع فماتت ،أو َبـ َقر حيوا ٌن ٌ
األهلية والبغال واخليل ،وحيرم أكل سباع الطري ،وهو ما له ظفر يبطش به ،كالصقر والبازي وحنومها
،وحيرم أكل حشرات األرض ،كالعقرب والثعبان والضفدع وغريها ،وحيرم أكل كل ذي ظفر ذَبََ ُه
كل ذي ظفر ،وثبت يف شريعتنا يهوْد ّي كالبط واألوز ،أو نََرَه كاإلبل والزرافة؛ ألن اليهود ُي ِّرمون أكل ِّ
حمرم عليهم.
أنه َّ
من ال تجوز ذبائحهم:
الصيب غري املميز.
ُّ .1
.2اجملوسي واملرتد والوثين.
.3اجملنون حال جنونه ،والسكران حال سكره.
.4الكتايب إذا أهل بذبيحته لغري اهلل تعاىل.
112
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
. 1ما تعريفها ؟ وما أنواعها؟ مث اذكر فيم يكون الذبح مما يأيت :البقر -اإلبل -الزرافة -اخلروف-
صيد الغزال.
113
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
:خامس ًا
السرية النبوية
114
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
خطبة حجة الوداع
عندما أعلن الرسول ﷺ نيته للحج يف السنة العاشرة للهجرة أقبلت وفود اهلل من كل صوب؛ لَتـ ْقتَ ِدي
مبعلمهم وأمري َح ِّجهِم ،وعندما نظر سيدنا حممد ﷺ إىل هذه ا ُجلموع وهي ُتـلَبِّ وُتـ ْه َرع لطاعة اهلل ،اْنـَتـ َهز
أح َّس بِ ُدُنـ ِّو أجله ،فألقى فيهم خطبة جامعة ،إليك بعض رساء َد َعائِم اجملتمع اإلسالمي ،وقد َ
ال ُفرصة إلِ َ
ما جاء فيها:
كحرم ِة يومكم هذا ،وكحرمة شهركم دماءَكم وأموالكم حرا ٌم إىل أن تلقوا ربكمُ ، (أيها الناس إن َ
الس َقايَة ... 3دماء اجلاهلية موضوعة الس َدانَ ِة و ِّ
موضوع 2غري ِّ
ٌ هذا ...1أال إن كل شيء من أمر اجلاهلية
العمد ما قتل بالعصا واحلجر ،وفيه ِمائَة بعري ،فمن زاد ...وربا اجلاهلية موضوع ...وال َع ْم ُد َقـ َوٌدِ 4
وشبْه ْ
فهو من أهل اجلاهلية ...واستوصوا بالنساء خرياً؛ فإهنن عندكم َع َوا ٌن ...5فإنكم أخذمتوهن بأمان
اهلل ...ولكم عليهن أن ال يُو ِطئْ َن ُفـ ُر َش ُكم أحداً تكرهونه ...وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن
تَ ِضلّوا أبداً :كتاب اهلل وسنّة نبيه ...أيها الناس امسعوا وأطيعوا ،وإن أُِّمر عليكم عبد َحبَ ِش ٌّي مَُ َّدع ،ما
أقام فيكم كتاب اهلل ...أَ ِرقَّ َاءكم أَ ِرقَّ َاءكم ...أطعموهم مما تأكلون ،و ْاك ُسوُهم مما تلبسون ُ ...
تعلم ّن 6
نفس
يب ٍ أن كل مسلم أخ للمسلم ،وأن املسلمني إِخوةٌ ،فال حيل المرئ من أخيه إال ما أعطاه عن ِط ِ
....اللهم اشهد).7
ّ اللهم هل بلّغت ؟منه ،فال تَ ْظلِ ُم ّن أنفسكم ّ ...
مشلت هذه اخلطبة بنوداً ُتـ َع ّد دستوراً للعالقات االجتماعية اليت حيرص اإلسالم على تثبيتها بني
املسلمني:
البند الثامن :صفاء النفوس بني املسلمني أساس تالمحهم ووحدهتم ،فاشرتط هلذه ّ
األخوة بأن ال يقبل
املسلم على نفسه شيئاً أخذه من أخيه املسلم ،إال أن يكون عن طيب نفس.
116
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
117
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
علي بن أبي طالب
أول فِ َدائِ ٍّي في اإلسالم
النبي ﷺ:
جهاده مع ّ
علي بن أيب طالب فارساً شجاعاً ال يُبارِز أحداً إال غلبه :فعندما شهد بدراً ،كان من الذين
كان ّ
استجابوا للمبارزة األوىل بني املسلمني والكفار ،فقتل ُمبَا ِرَزه ،وكان حاضرا مع ّ
النيب ﷺ يف مجيع املشاهد
ما عدا تبوك؛ فقد خلّفه النيب ﷺ على أهله ،وأعطاه رسول اهلل ﷺ اللِّواء يف مو َ
اطن كثرية ،منها أُ ُحد
وخيَْب.
َ
118
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
فضائله:
1
ب بعدي»
1.1قال له النيب ﷺ« :أنت مين مبنزلة هارون من موسى ،إال أنه ال نَِ َّ
2.2قال النيب ﷺ يف خيرب« :ألُ ْع ِطني الراية غدا لرجل حيبه اهلل ورسوله ،أو قال :حيب اهلل ورسوله يفتح
كل يرجو أن يكون هو هذا الرجل ،فقال النيب « :أين علي ابن اهلل عليه» ،فلما أصبح الناس ،و ٌّ
ِ
«فأرسلُوا إليه فأتوين به» ،فبصق يف عينيه ودعا له أيب طالب» ،فقيل :يشتكي من عينيه ،قال:
َفـَبـ َرأَ ،مث أعطاه الراية.2
كرم اهلل وجهه علي بن أيب طالب ـ ـ ّ خالفته :ملا قتل عثمان بن ع ّفان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ جاء الناس إىل ّ
ـ ـ وطلبوا أن ُيـبَايِ ُعوه ،فرفض إال إن َر ِض َي أهل بدر ،فلم يبق أحد من البَ ْد ِريِّ َ
ني إال أتى عليّا ـ ـ كـ ـ ّـرم اهلل
أهل الشام، وجهه ــ ،فبَاَيـ َع ُه ُج ّل الصحابة ،ومل يتخلّف عن ُمبَاَيـ َعتِه إال قليل ،فلم ُيـ ْل ِزْمهم بالبيعة ،وتََلَّ َف ُ
أسهِم ُم َعاوِي ُة بن أيب سفيان ،ورفضوا املبايعة قبل الثَّْأ ِر لعثمان ـ ـ رضي اهلل عنه.- وعلى ر ِ
قتال الخوارج:
علي ـ ـ كرم اهلل وجهه ـ ـ ـ لقتال اخلوارج عندما بلغه أهنم عاثوا فساداً ،وسفكوا الدماء، توجه ّ ّ
واستحلّوا احملارم ،وَك َّف ُروا عليّاً ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ألنه أَ ْذ َعن إىل حكم الرجال ـ ـ على َح ِّد تعبريهم ،ويُ ِّ
كفرو َن
التوجه جبيشه إليهم َّأوال ،وملا قارب املدائن أرسل إليهم يف علي ويقتلونه ،فرأى ّ كل مسلم يَقبل ُح ْكم ّ
علي أبا أيوب األنصاري ـ ـ الَّنـ ْه َرَوان أن ادفعوا بالقتلة منكم ُتـْتـ َركواَ ،فـَتـنَا َد ْوا بالقتال ،وقبل القتال أمر ّ
رضي اهلل عنهما ـ ـ أن يرفع راية األمان ،وأن يقول هلم :من جاء إىل هذه الراية فهو آ ِمن ،ومن رجع إىل
-كرم اهلل وجهه -عن علي ّ الكوفة واملدائن فهو آمن ،فعاد فريق منهم ،ومل يبق إال ألف تقريباً ،قتلهم ّ
آخرهم.
أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي d 1
أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي d 2
119
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
َم ْقتَ ُل ّ
علي ـ ـ رضي اهلل عنه :-
ْجم ،وكان قد تَزّوج امرأة قُتِل أبوها وأخوها يوم كان من رؤوس اخلوارج عبد الرمحن بن ُمل ِ
فك َمن له عندما كان يُوقِ ُظ الناس علي ـ ـ رضي اهلل عنهَ ، الَّنـ ْه َروان ،فطالبته بدمهماَ ،
وح َّر َضتْه على قتل ّ
وخ ِّضبت حليته بالدم ،و َعلِ َم أن ابن ُمل ِ
ْجم لصالة الفجر ،وفاجأه بضربة بالسيف على جانب رأسهُ ،
فتوف عن ثالثة فعل به ذلك ،فقال ألصحابه :إن ِم ُّت فاقتلوه ،وإن ِع ْش ُت فأنا أعلم كيف أصنع بهّ ،
وستني عاماً ،وكانت م ّدة خالفته مخس سنني إال ثالثة أشهر.
ُظ ُهور ِّ
الشي َع ِة وال ُم َغاال ُة في َع ِل ٍّي ـ ـ ّ
كرم اهلل وجهه ـ ـ :
أصحاب حممد ﷺ؛ َفـ ُهم الذين خلّد اهلل
َ إن من واجب كل مسلم حيب اهلل ورسوله أن حيب
ذكرهم يف كتابه العزيز .قال ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ
ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠَ﴾ ،وهم الذين قال عنهم ّ
النيب ﷺ« :خري الناس قرين ،مث الذين يلوهنم مث 1
121
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
122
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
فاطمة بنت محمد ﷺ
سيدة نساء العالمين
اسمها ونسبها :هي فاطمة بنت ّ
حممد بن عبد اهلل بن عبد املطلب بن هاشم ،أبوها سيّد اخللق ﷺ
قصي ـ ـ رضي اهلل عنها ـ ــ ،وهي أصغر
و أمها السيدة خدجية بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن ّ
بناته بعد زينب ورقيّة وأم كلثوم .كانت ّ
مقربة إىل أبيها ،وكانت أشبه الناس به.
فضل فاطمة ـ ـ رضي اهلل عنها ـ ـ عن نساء األمة:
قال رسول اهلل ﷺ« :فاطمة بضعة مين فمن أغضبها أغضبين» ،1وقال ﷺ« :فاطمة سيدة نساء
اجلنة».
مواقفها قبل الهجرة:
لقد هجرت السيدة فاطمة بنت حمم ٍد ﷺ الطفولة منذ صغرها؛ فقد عاشت أماً ألبيها بعد موت
أمها خدجية -رضي اهلل عنها وأرضاها -وكانت ختفف عنه األحزان ،وترد عنه أذى مشركي قريش؛
ِس َل َج ُزوٍر فوضعه على ظهر رسول اهلل ﷺ ،فلم يرفعفقد أخرج البخاري :أن عقبة بن أىب معيط جاء ب َ
رأسه حىت جاءت فاطمة -رضي اهلل عنها – فرفعته ،ودعت على من صنع ذلك ،عند ذلك رفع النبـي
ﷺ رأسه وقال« :اللهم عليك بأيب جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أيب ُمعيط
ىب بن خلف».2 وأ ّ
هجرتها:
وملا هاجر رسول اهلل ﷺ أرسل من يأيت بأهله ،فخرجت السيدة فاطمة وأختها أم كلثوم ومعهما
سودة بنت زمعة زوجة النيب ﷺ ،وىف طريق اهلجرة إىل املدينة خنس ا ُحلويرث القرشي الدابة الىت كانت
حتمل السيدة فاطمة وأختها أم كلثوم ،فرمت هبا الدابة ىف طريق الصحراء بني مكة واملدينة ،وأثَّرت على
1رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة ،باب مناقب قرابة رسول هللا ﷺ .
2رواه البخاري .
123
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ساقيها ،فلما علم رسول اهلل بذلك حزن حزناً شديداً ،فلما كان يوم فتح مكة أشار إىل أصحابه بقتل
احلويرث حىت ولو تعلق بأستار الكعبة ،فبحث عنه اإلمام علي بن أىب طالب حىت وجده فقتله.
علي ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ :
حياتها مع ّ
النيب ﷺ ،حىت قال كانت تعيش معه على ضنك العيش وصعوبة احلياة؛ النشغاله باجلهاد مع ّ
ذات يوم لفاطمة ـ ـ رضي اهلل عنهما ـ ــ :واهلل لقد سنوت 1حىت قد اشتكيت صدري ،وقد جاء اهلل أباك
بسيب 2فاذهيب فاستخدميه ،فلما طلبت فاطمة ـ ـ رضي اهلل عنها ـ ـ من أبيها ﷺ جارية ،فقال« :واهلل ال
لكن أبيعهم وأنفق عليهم أمثاهنم»، أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطوهنم ال أجد ما أنفق عليهم ،و ّ
فرجعا فأتامها النيب ﷺ وقد أخذا مضجعهما ،فقعد بينهما ،وقال« :أال أخربكما خبري مما سألتماين؟
قاال :بلى ،قال :إذا أخذمتا مضاجعكما تُ َكِّبـ َران أربعا وثالثني ،وتُ َسبِّحان ثالثا وثالثني ،وتَُ ِّمدان ثالثا
وثالثني».3
وفاتها:
َس َّارها
عن عائشة ـ ـ رضي اهلل عنها ـ ـ قالت :دعا النيب ﷺ فاطمة ابنته يف شكواه اليت قبض فيها ،ف َ
النيب ﷺ أنه ُيـ ْقبَض
سارين ّ
فسارها فضحكت ،قالت فسألتها عن ذلك فقالتّ : بشيء فبكت ،مث دعاها َّ
سارين فأخربين أين أول أهل بيته أْتـَبـ ُعه ،فضحكت ، 4وتوفّيت ـ ـ
كيت ،مث ّ توف فيه ،فبَ ُ
يف وجعه الذي ّ
ِض فيها أبوها يف رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة ،فكانت أ ّول رضي اهلل عنها ـ ـ يف نفس السنة اليت قُب َ
بشرها املصطفى ﷺ. أهل بيت رسول اهلل ﷺ حلوقاً به ،كما ّ
سنوت :استقيت ،أي كان حيضر املاء من البئر بدل الناقة . 1
السبايا :اجلواري اليت كان يغتنمها احملاربون. 2
رواه البخاري يف كتاب فضائل الصحابة ،باب مناقب علي بن أيب طالب القرشي اهلامشي . 3
رواه مسلم يف كتاب فضائل الصحابة ،باب من فضائل فاطمة بنت النيب ﷺ . 4
124
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
ﷺ ،فيقولون عنها:
-إِهنا خلقت قبل أبيها ،وأهنا وعليّا أُشهدوا خلق األنبياء!!
-مسيت بفاطمة ألن اهلل ـ ـ تعاىل ـ ـ ـ فطم من أحبها عن النار!
-مسيت بالزهراء ألهنا إذا قامت يف حمراهبا زهر نورها ألهل السماء!
-كانت حتدث أمها خدجية وهي يف بطنها ،وأن الرسول دخل على خدجية فأخربها أن جربيل ّ
بشره
بأهنا النسمة الطاهرة امليمونة.
-إِهنا نزلت من السماء هي وآسية ومرمي وسارة وأخت هارون ،وأهنا ملا سقطت يف بيتها أشرق منها
عم بيوت مكة كلها.
نور ّ
ض ق ُّ
َط. -إِهنا إنسيّة ولكنها من احلور ،فهي مل حتِ ْ
-إِن جربيل كان ينزل عليها ليُ َسلِّيها عن موت أبيها وحزهنا لفراقه ،وكان حي ّدثها مبا سيجري على ذريتها
علي يكتب ما يسمعه ،وذلك مصحف فاطمة !! من بعدها ،وكان ّ
من اهلل هبا علينا؛ لنميز
وهذا ـ ـ يا أيها الطالب ـ ـ من الضالل ،وال بد لنا من إعمال العقول اليت ّ
احلق فنتبعه ،من الباطل فنهجره ( .اللهم إنا نعوذ بك من الفنت ما ظهر منها وما بطن ). هبا ّ
125
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
126
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
127
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
:سادس ًا
التهذيب و األخالق
128
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
1.1التقليد األعمى
ن الدين اإلسالمي عناية فائقة برتبية املسلم تربية واعية مدركة ،فحثه من الناحية الفكرية على
ُع َِ
إعمال العقل ،وبذل اجلهد يف البحث اجملرد؛ الستكمال عناصر احلقيقة اليت يبحث عنها ،وَك ِرَه له
عليه التقليد األعمى باتباع غريه يف عقيدة أو خلق أو عمل ،من غري أن يدرك صحة هذه العقيدة ،أو
استقامة ذاك اخللق ،أو صواب ذلك العمل.
والتقليد يدل على ضعف الشخصية ،كما هو عند األطفال ،فهم يقلدون كل ما يشاهدونه ،غري
ناظرين إىل ما يُفضي إليه التقليد من صالح واستقامة .وشأن األمم الضعيفة املغلوبة على أمرها كحال
األطفال ،فإهنا َتـنْ َساب يف تيار تقليد األمة القوية الغالبة ،وهي تظن أن االستقامة والصالح وا ُحل ْسن يف
عاداهتا وتقاليدها ،فتضعف شخصيتها وتَ ْض َم ِحل ،وتفقد ُم َق ِّوَماهتا املعنوية :الدينية والثقافية والتارخيية.
ولكن التقليد القائم على اختيار املناسب من احلسنات ،فهو تقليد مأمون؛ ألن احلكمة َضآلّة
املؤمن ،أَنَّ وجدها فهو أحق الناس هبا .واإلسالم يريد من أفراده شخصية قوية تؤثر وال تتأثر إال باخلري ؛
وج ْر َي اخللف وراء السلف دون نظر واستدالل، ألن يف ديننا خرياً كثرياً ،وقد ذم القرآن الكرمي التقليدَ ،
معتقدين أن السبق الزمين قد منح خطة السابقني قداسة احلق ،وسلطان الربهان.قـ ـ ـ ــال ـ ـ
عز وجل ـ ـ ﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾.1
فاإلسالم ضد اجلمود عند املوروث واالكتفاء به؛ ألنه مصادم ملا تقتضيه طبيعة الكون ،وطبيعة
كل حي من النمو والتوليد ،فاملسلمون األوائل قد نشأوا يف ظل ما قرره ودعا إليه القرآن الكرمي والسنة
املطهرة .قال النيب ﷺ« :ال يكن أحدكم إ َِّم َعة ،يقول أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت ،وإن
أساءوا أسأت .ولكن و ّطنوا أنفسكم ،إن أحسن الناس أحسنوا ،وإن أساءوا أن ال تظلموا».2
1سورة البقرة ،اآلية .170
2رواه الترمذي في أبواب البر والصلة.
129
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
وإذا كان سلوك البشر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعقائدهم وبأفكارهم ،فيجب علينا تنقية العقائد
واألفكار اهلَ َّدا َمة والتقاليد العمياء؛ حىت تصبح عقول املسلمني طاهرة من كل شرك ووثنية ،خالية من
كل بدعة وضاللة ،فيستقيم بعد ذلك سلوك الناس.
ولقد ظهرت يف عصرنا تيارات ُمنْ َك َرة خمتلفة اجتاحت جمتمعنا ،سواء يف حميط العقيدة أم الثقافة
بالعرافني واملشعوذين لرؤية املستقبل ،وحتسني األوضاعأم االقتصاد أم االجتماع .من ذلك االستعانة َّ
السيئة ،وظهور الفرق العقائدية املختلفة ،اليت َش ّط ْت عن كتاب اهلل وسنة نبيه ،واستشرت يف جمتمعنا
املعاصر لبعدنا عن أصول الدين اإلسالمي ،وانشغال عقولنا بتقليد كل ما هو آت من اخلارج ،وال عالج
هلذا الداء إال بإعمال العقل ،والدعوة إىل ترك تلك املعتقدات الغريبة عن ديننا وعن أمتنا؛ ألهنا خري
أمة أخرجت للناس .قال تعاىل ﴿ْ :ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠﮡِ﴾ ،1وقال سيدنا حممد ﷺ« :من رأى منكم منكراً فليغريه بيده إن استطاع ،فإن مل يستطع
«لتأمرَّن باملعروف ولتن ُه َّن عن
ُ فبلسانه ،فإن مل يستطع فبقلبه ،وذلك أضعف اإلميان» ،2وقال أيضا:
وش َك َّن اهلل أن يبعث عليكم عقابا منه ،فتَ ْد ُعونَه فال يستجيب لكم».3
املنكر ،أو لَيُ ِ
فاألمر باملعروف والنهي عن املنكر من األمور اليت ُتـ ْفضي بنا إىل الفالح والصالح والفوز يف
بالوَرع والصرب واحلكمة، الدنيا واآلخرة ،وكلما كان اآلمرون باملعروف ممن َيـ ْق ِرنُون القول بالعمل ،والعلم َ
وابتغاء وجه اهلل من وراء كل عمل يؤّدونه ،أو قول ينطقون به ،وجدنا القدوة احلسنة ،وا ُجل ْرأَة يف نطق
احلقيقة أمام اجلائرين املنحرفني عن ا َجلا َدة ،وحتررنا من سلطان التقليد.
130
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
1.1ضع عالمة ( )أمام اإلجابة الصحيحة وعالمة ( )أمام اإلجابة غري الصحيحة:
) (
أ .هنانا اإلسالم عن اتباع غرينا دون إعمال عقولنا.
) (
ب .تكتسب األمة مقوماهتا املعنوية بتقليد األمم القوية.
) ( ج .احلكمة ضآلّة املؤمن.
) ( د .التقليد خمالف طبيعة الكون .
2.2اخرت اإلجابة من بني األقواس فيما يلي:
أ .حثنا اإلسالم على ..............................................
(تقليد كل ما هو جديد ـ ـ ـ اجلمود عند املوروث ـ ـ اختيار املناسب املوافق لديننا وهويتنا).
ب .ينتج عن التقليد ..............................................
(انتشار األفكار اهلدامة-كثرة البدع والضالالت-ظهور الفرق العقائدية البعيدة عن الكتاب والسنة
-مجيع ما سبق)
.3اذكر سبب ما يلي:
أ .فقد األمم الضعيفة مقوماهتا املعنوية.
للسلف. ب .تقليد ا َخلل ِ
َف َّ
ج .انتشار البدع والفرق العقائدية.
.4ما السبيل إىل حتررنا من سلطان تقليد الغرب؟ أيد إجابتك مبا حتفظ من نصوص من القرآن والسنة.
131
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.2العلم في اإلسالم
َدأَ َب مفكرو الغرب املغرضون على تشويه اإلسالم وحقائقه األصيلة ،فحاولوا إطفاء أنواره اليت
تشع يف مجيع أرجاء األرض .قال ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ
ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾ .1ومن مظاهر التشويه عندهم ادعاؤهم بأن اإلسالم قد حارب
وح َظ َر على ُم ْعتَنِ ِقي ِه االشتغال بالعلوم الدنيوية ،فلم يسمح
العلم والفكر ،وقد قضى على حرية الرأيَ ،
هلم إال بالعناية بالعلوم الدينية.
ض هذا االفرتاء ،وتُ ْظهِر غايته َّ
الدنِيئَة؛ ولكن شواهد التاريخ اإلسالمي واضحة وجلية ،تَ ْد َح ُ
فاإلسالم دين َج َعل للعامل درجة ال يستوي هبا مع غريه .قال ـ ـ تعاىل ـ ــِ ﴿ :ه ْل يَ ْستَوِي الَّ ِذ َ
ين َيـ ْعل َُمو َن
ين الَ َيـ ْعل َُمو َن﴾﴿ ، 2ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕٍ﴾.3 َوالَّ ِذ َ
وقال ﷺ « :من يرد اهلل به خريا يفقهه يف الدين» ،4وقال ﷺ« :فضل العامل على العابد كفضل القمر
ليلة البدر على سائر الكواكب ،إن العلماء ورثة األنبياء».5
وقد فهم املسلمون األوائل دعوة اإلسالم إىل العلم ،وق َّ
َد ُروها َح َّق قدرها ،فظهر منهم العلماء
واملفكرون والقادة ،أدهشوا عباقرة العصور احلديثة ،كاخللفاء الراشدين وأئمة الفقه :أيب حنيفة ومالك
والشافعي وأمحد بن حنبل ،والغزايل يف الفلسفة واألخالق ،وابن سينا يف الطب ،واخلوارزمي يف الرياضيات،
وجابر بن حيان والرازي وابن اهليثم يف الكيمياء والعلوم والضوء ،والبُ ْستَاين يف الفلك ...وهناك من
البحوث العلمية ،والنظريات الفلسفية ،واحملاوالت العقلية ،والعباقرة العلماء غري من ذكر كثري ،ال يتسع
اجملال ل َع ِّدهم ،جتاوبوا مع اإلسالم ودعوته إىل طلب العلم وتكرميه فربزوا يف ميادين عدة.
سورة التوبة ،اآلية .32 1
سورة الزمر ،اآلية .9 2
سورة اجملادلة ،اآلية .11 3
-البخاري كتاب العلم ،ومسلم يف كتاب الزكاة. 4
-رواه الرتمذي يف أبواب العلم وأبو داود يف كتاب العلم. 5
132
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
والعلم يف اإلسالم يشمل العلوم الدينية مبا فيها من حديث ،وتوحيد ،وفقه ،وشريعة ،وفهم
للفرائض والعمل هبا ،ودراسة السرية واالقتداء واالعتزاز هبا ،فال يستطيع املسلم تنفيذ أحكام الدين
احلنيف من صالة وزكاة وصوم وحج إال بالعلم الكفيل بتوضيح هذه الفروض ،وتلك التكاليف ،وال
ُيـ ْقبَل من املقصر تقصريه بسبب جهله؛ لوجوب علمه بأمور دينه.
كذلك يشمل العلم يف اإلسالم العلوم الدنيوية اليت تشرح مظاهر الكون ،وخواص املخلوقات
كالطبيعيات والرياضيات والعلوم االجتماعية ،وهي ليست مفروضة على املسلم كالعلوم الدينية ،بل
اكتفى الدين باحلث على طلبها ،وتوجيه النظر والفكر إليها .قال ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﮢ ﮣ ﮤﮥ
ﮦ﴾ ،1وقال﴿ :ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﴾.2
وليس ما توصل إليه العلماء من اخرتاعات وحماوالت لكشف الغموض يف الفضاء ،ومن نظر يف
األشعة اليت ختللت أعضاءنا فأبانت دخائلها ،وغري ذلك من البحث والنظر ،سوى إظهار لعظمة اهلل
وجليل قدرته ،ألن العلم يدعو إىل اإلميان .قال ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ﴾.3
133
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
1.1ضع عالمة ()أمام اإلجابة الصحيحة وعالمة ( )أمام اإلجابة غري الصحيحة:
( )
أ.حظر اإلسالم على معتنقيه االشتغال بالعلوم الدنيوية.
( ) ب -مل يربز العلماء املسلمون إال يف علوم الدين .
( )
ج-العلوم الدينية من العلوم الواجبة يف اإلسالم.
( )
د .اإلسالم يدعو إىل العلم ،والعلم يدعو إىل اإلميان.
2.2اخرت اإلجابة الصحيحة من بني األقواس فيما يلي:
أ .ادعى بعض الغربيني( :حماربة اإلسالم للعلم ـ ـ قضاءه على حرية الرأي ـ ـ حماربته للعلوم الدنيوية ـ ـ ـ
مجيع ما سبق).
ب .العلم الدنيوي يف اإلسالم حكمه( :واجب ـ ـ ـ مندوب ـ ـ ـ مكروه).
جـ .إذا قصر املسلم يف أداء فريضة جلهله فإنه ( :يُعفى منها ـ ـ ـ يعاقب جلهله ـ ـ ـ يدخل اجلنة).
3.3اذكر سبب ما يلي:
أ .تشويه بعض مفكري الغرب للدين اإلسالمي.
ب .ظهور علماء مسلمني يف العصور السابقة يف مجيع اجملاالت.
جـ .العامل خيشى اهلل أكثر من اجلاهل .
134
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.3حق الكرامة
الكرامة حق لكل إنسان من ذكر أو أنثى ،وهذا ثابت وممنوح له من اخلالق جل يف عاله ،فهو
الذي َّ
فضله على كثري من خلقه .ومقتضى هذه الكرامة ما يلي:
1.1مراعاة حرمته يف دمه وماله وعرضه ،ولقد بلغ اإلسالم مبلغ التغليظ والتأكيد على هذه احلرمة حىت
أن الرسول ﷺ انتهز فرصة االجتماع العظيم يف يوم احلج األكرب يف وصايا خطبة الوداع ليعرب عنها
أمام املأل بأسلوب فريد يف تثبيت األذهان ،وتذكري العقول وتوعية النفوس .قال هلم رسول اهلل ﷺ:
أي يوم هذا؟ قالوا اهلل ورسوله أعلم ،قال :أليس يوم النحر؟ قالوا :بلى ،قال هلم :أي شهر هذا؟
قالوا :اهلل ورسوله أعلم ،قال :أليس ذا احلجة؟ قالوا :بلى ،مث قال :أي بلد هذا؟ قالوا :اهلل ورسوله
أعلم ،قال :أليست البلدة مكة؟ قالوا :بلى ،قال« :فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
كحرمة يومكم هذا ،يف شهركم هذا ،يف بلدكم هذا ،وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم .أال ال
ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض .أال هل بلغت؟».1
واإلسالم يؤكد هذه احلرمة يف نصوص عدة حتمل معىن التحذير والتغليظ .قال ـ ـ جل وعال ـ ــ:
﴿ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ ﮢ﴾ .2وقال الرسول ﷺ« :املسلم على املسلم حرام دمه وماله وعرضه» ،3وقال« :لزوال
الدنيا أهون على اهلل من قتل رجل مسلم».4
نى.
1رواه البخاري كتاب الحج ،باب الخطبة أيام ِم ّ
2سورة النساء ،اآلية .92
- 3رواه مسلم في كتاب اإليمان ،باب البر .
- 4رواه النسائي في باب تحريم الدم.
135
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.2احرتام شرف املؤمن ومسعته ،فال جيوز التجين عليه ،وإشاعة الفاحشة عنه يف اجملتمع .قال ـ ـ تعاىل
ـ ــ﴿ :ﯳﯴﯵ ﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ ﰀ ﰁ ﴾ ،1ومن أجل
هذه احلرمة ،ولقطع ألسنة السوء أمر اإلسالم أال يكتفى بالبينة يف القذف بشهادة رجلني ،مع أنه
يكتفى هبما يف القتل ،فإن مل يأت القاذف بأربعة شهداء كان هو الفاسق ،وأقيم عليه احلد مثانني
ات ُثَّ َْل يَْأتُواْ بِأَ ْرَبـ َع ِة جلدة ،وسقطت عدالته من اجملتمع .قال ـ ـ تعاىل ـ ــَ ﴿ :والَّ ِذ َ
ين َيـ ْرُمو َن الْ ُم ْح َصنَ ِ
اس ُقو َن﴾.2ني َج ْل َد ًة َوالَ َتـ ْقَبـلُواْ لَُ ْم َش َها َد ًة أَبَ ًدا َوأُ ْولَئِ َك ُه ُم الْ َف ِ
َاجلُ ُدوُه ْم ثََانِ َ
ُش َه َداء ف ْ
.3احرتام شخصية املسلم؛ بأال ينال أحد من حرمة أخيه ،بأن جيرح مشاعره وأحاسيسه ،فليس ألحد
أن يسب أحداً أو يشتمه أو حيقره .قال النيب ﷺ« :حبسب امرئ من الشر أن حيقر أخاه املسلم»،3
ولقد ذهب اإلسالم إىل حد بعيد يف احملافظة على شعور اإلنسان ،واإلبقاء على حبل املودة واحملبة،
فنهى ﷺ عن عدم االكرتاث بالشخص وإمهاله إذ قال« :إذا كنتم ثالثة فال يتناج اثنان دون
صاحبهما؛ فإن ذلك حيزنه».4
.4حرمة ظهر املسلم؛ بأال يعتقل أو حيبس أو يعزر أو يعذب أو يهان أو يروع أو خيوف ،يف غري حق
شرعي ،مستند إىل قوانني اإلسالم ،فللحاكم حق االعتقال إن ارتكب الفرد ما يوجب اعتقاله شرعاً،
وإال فال حق له يف ذلك ،وليس للمرء حق يف ختويف أخيه ،بأن يشري إليه بسالح أو يرعبه بأي
شكل من األشكال ،قال ﷺ« :ال يشري أحدكم إىل أخيه بالسالح؛ فإنه ال يدري أحدكم لعل
الشيطان ينزع يف يده ،فيقع يف حفرة من النار».5
.5حرمة البيت واألسرة؛ فال حيل المرئ أن يتهجم على املسكن ،أو أن يدخل بيتاً بغري إذن صاحبه،
أو يتجسس على من فيه ،قال ـ ـ تعاىل ـ ــ ﴿ :ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ
ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﴾ ،6وقالَ ﴿ :والَ تََ َّس ُسواْ﴾ ، 7وقال ﷺ:
«أميا رجل كشف سرتاً فأدخل بصره من قبل أن يؤذن له فقد أتى حداً ال حيل له أن يأتيه ،ولو أن
رج ً
ال فقأ عينه بسبب ذلك هلدرت».8
1سورة النور ،اآلية .19
2سورة النور ،اآلية .4
- 3رواه مسلم في كتاب البر والصلة واآلداب.
. - 4رواه مسلم في كتاب السالم ،باب تحريم مناجاة األثنين دون الثالث .
- 5رواه مسلم.في كتاب البر والصلة ،باب اإلشارة بالسالح إلى مسلم .
- 6سورة النور ،االية .27
- 7سورة الحجرات ،اآلية .12
- 8رواه أحمد في مسند األنصار.
136
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
1.1ضع عالمة ( )أمام اإلجابة الصحيحة وعالمة ( )أمام اإلجابة غري الصحيحة:
( )
أ .راعى اإلسالم حرمة دم املسلم وماله وعرضه.
( ) ب .جيوز للمسلم أن يلوك أعراض الناس دون بينة.
( )
جـ .للحاكم حق اعتقال من خيالفه يف الرأي.
( ) دـ .ال حيق للمسلم أن يشهر السالح يف وجه أخيه .
2.2اخرت اإلجابة الصحيحة من بني األقواس فيما يلي:
أ .كانت خطبة الوداع يف شهر( :حمرم ـ ـ رمضان ـ ـ ذي احلجة).
ب .البد للقاذف أن يأيت ب ـ ـ (أربعة شهداء ـ ـ ـ ثالثة شهداء ـ ـ ـ شاهدين).
جـ .إذا مسعت خالفاً يف بيت جارك فإنك (تقف أمام الباب تتجسس عليه ـ ـ ال تتدخل ـ ـ تستأذن
يف الدخول واإلصالح).
د .إذا أردت أن تسر صديقك حديثاً ومعكما شخص آخر فإنك( :تؤجل ال ُـم َس َّارَة ـ ـ تستأذن من
الرجل وتسر صديقك ـ ـ ـ تسر صديقك دون االكرتاث بالشخص).
هـ .إذا رأيت مجاعة تتعدى على شخص بالضرب فإنك:
-تتعاون مع اجلماعة وتضرب الشخص دون التحري عن سبب الضرب .
-حتاول هتدئة اجلماعة ومعرفة أسباب اخلالف وحماولة اإلصالح.
137
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.4وال تكتموا الشهادة
138
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
وقد يتخلى املرء عن شهادته لضعف إميانه ،وإذا مل يعمر قلب اإلنسان باإلميان يفقد إحساسه
باآلخرين ،فهو ال يتأمل إذا ضاع حق ،أو اغتصب مال ،وال يثور إن انتهكت حمارم ،أو انتصر ظامل ،أو
خذل مظلوم.
لقد أراد اإلسالم حني أمر بأداء الشهادة أن خيلق يف املسلم الشجاعة ،وأال خياف إال من خالقه،
وأال يرهب يف الوجود سواه؛ فما اجتمع اجلنب واإلميان يف قلب مؤمن قط ،وأراد للمؤمن أن حيقر الدنيا،
وأن يرغب يف جزاء اآلخرة.
إن اإلسالم يرى أن كتمان الشهادة يؤدي إىل التباس احلق بالباطل ،فتضيع احلقوق ،ومىت
ضاعت احلقوق انتشر الفساد ،واستحق الناس غضب اهلل عليهم .قال ـ ـ تعاىل ـ ــ ﴿ :ﮒ ﮓ ﮔ
ﮕ ﮖ ﮔ ﮘ ﮙ ﴾. 1
لقد جاء النهي هبذه األساليب حرصاً على متاسك األمة ،ونشر األلفة واحملبة بني الناس ،ورعاية
لضمري املؤمن من أن ميوت أو يضعف؛ لذا حرص كل احلرص على هتذيب هذا الضمري ،وعلى إحيائه،
والثقة به بشىت الوسائل؛ ألن مدار احلياة وصالح اجملتمع موقوف على الثقة بني الناس وترابطهم ،وال
يكون ذلك إال إذا سلمت ضمائرهم وطهرت نفوسهم.
139
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
140
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.5واجتنبوا قول الزور
لقد حرص الدين اإلسالمي على إصالح الفرد واجملتمع ،إصالحاً يكفل ملن اتبعه سعادة الدنيا
وثواب اآلخرة .والناظر يف هذا العامل نظرة فحص وتدقيق يرى أن الشرور كثرية ،واملفاسد متعددة ،ولكن
أعظمها وأكثرها خطرا شهادة الزور ،فهي جرمية شنعاء ،إن مل تكن أصل الشقاء.
فشاهد الزور شريك للصوص والقتلة والسارقني ،بل أشد منهم وقاحة ،وأكثر منهم خيانة،
فالسارق ـ ـ عندما يسرق ـ ـ يسترت بالليل ،مرتقبا غفلة صاحب املتاع ،ولعل الذي دفعه للسرقة احلاجة
امللحة ،أو الفقر املدقع ،ولكن شاهد الزور ،نزع منه احلياء ،و ْاجتَ َّث من قلبه اخلجل ،فيديل بشهادته
الكاذبة يف وضح النهار أمام املأل.
آثار شهادة الزور:
1.1تقضي على أخالق الفرد ،فتجعله فاسد الضمري ،ميت القلب ،معطل الوجدان ،سقيم اخللق ،خائنا
ألمانته ودينه.
2.2تعني على أكل أموال الناس بالباطل ،وضياع حقوق املسلمني.
3.3تساعد القتلة واجملرمني على هدر الدماء الربيئة ،وإزهاق النفوس الطاهرة ،معتمدين على من يشهد
معهم زوراً وهبتاناً ليخلصهم من القصاص.
4.4يُعاقَب الربيء جبرم اجلاين ،فمىت استطاع اجملرم اإلفالت من القصاص بشهادة زور كان غريه من
األبرياء ضحية هلذه الشهادة ،فيتحمل عقابا على جرم مل يفعله ،وقد حيرم من حريته مدى احلياة
وراء قضبان السجون.
141
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.5انتشار الفوضى واالضطراب بني الناس ،ألن القانون لن يطبق إال على الضعفاء ،والفقراء الذين ال
جيدون ما يدفعونه لشاهد الزور ،أما األشرار فيعيثون فسادا بال حساب وال عقاب.
.6مىت انتشرت الفوضى قل اإلحساس باألمان ،فيظل اإلنسان خائفاً مرتقباً ألي هتمة قد يلحقها به
من ال يتقي اهلل ،ومىت أحس اإلنسان باخلوف يف مكان ما أصبح البقاء فيه مستحيالً.
وملا كان لشهادة الزور كل هذه األضرار واملفاسد عدها اإلسالم من الكبائر ،بل اقرتن النهي
الر ْج َس ِم َن األَ ْوثَا ِن
َاجتَنِبُواْ ِّ
عنها بالنهي عن أعظم أنواع املعاصي وهو الشرك باهلل .قال ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ف ْ
َو ْاجتَنِبُواْ َقـ ْو َل الزُّورِ﴾ ،1فكما أن عبادة األصنام انتصار للباطل ،كذلك شهادة الزور؛ ملا فيها من إفساد
للضمائر ،وتضليل للفرد واجملتمع .ولقد أوضح هذا املعىن الرسول ﷺ عندما قال« :أال أنبئكم بأكرب
الكبائر؟ ..اإلشراك باهلل وعقوق الوالدين ،أال وشهادة الزور» ،2وكان ﷺ متكئاً فجلس ،وما زال يكررها
حىت قال احلاضرون :ليته سكت؛ لشدة ما ظهر عليه من انفعال.
ولقد عدد القرآن الصفات اليت يتحلى هبا عباد الرمحن ،فقال﴿ :ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ﴾ ،3واليت ينبغي لكل مسلم أن يتحلى هبا حىت يعد يف زمرة عباد الرمحن .والقول
السديد مدعاة لصالح األعمال وغفران الذنوب؛ ملا يف ذلك من طاعة هلل ورسوله ،ومن يَصلح عمله
ويُغفر ذنبه فقد فاز فوزاً عظيماً .قال ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﴾.4
142
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
143
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المثـْلَى
.6اإلسالم سبيل الحضارة ُ
اإلسالم دين يبين احلياة على أساس احلضارة ال ُـمْثـلَى اليت ترمي إىل خري البشرية ،مع توفري أسباب
االندفاع يف هذه احلضارة إىل غاياهتا الكرمية ،وال ميكن أن تتحقق هذه احلضارة إال مبجتمع يرتابط أفراده،
ويتعاونون ويتحدون ويعامل بعضهم بعضاً معاملة قوامها العدل واإلخاء واملساواة واخللق الكرمي.
وقد حرص اإلسالم على وضع األسس اليت تكفل تكوين هذا اجملتمع الفاضل ،وهتيئ له أسباب
احلضارة املثلى .ومن تلك األسس:
المالءمة بين المادة والروح:
يعمل اإلسالم على رقي اإلنسان ،وإسعاده يف الدنيا واآلخرة وهو يرى أن ذلك ال يتحقق إال
بارتقائه مادياً وروحياً ،وهلذا جاء تشريعه مراعياً هذين اجلانبني ،حمققاً مطالبهما يف اعتدال ،ومن غري أن
يطغى جانب على آخر.
ويف سبيل ذلك أمر الدين برعاية اجلسد؛ ألنه إذا وهن أو اعتل عجز املرء عن حتقيق ما يراد منه
من التعبد ،وطلب العلم ،واجلهاد يف سبيل اهلل ،والسعي يف طلب الرزق ،ونفع اجملتمع.
فحث املسلم أن يبتعد عن كل ما فيه إضعاف جلسمه ،فال يزهد يف طيبات احلياة وال حيرمها
على نفسه ،وال يرهقه يف العبادة ،وال يهمل التداوي من األمراض ،إىل غري ذلك مما يوهنه ويعجزه ،كما
حثه على اختاذ األسباب اليت تكفل للجسم القوة ،من النظافة وممارسة الرياضة والفروسية وغريها .قال
ﷺ« :املؤمن القوي خري وأحب إىل اهلل من املؤمن الضعيف».1
وملا كان هذا البناء اجلسمي ال يتم له اكتمال إال بروح طاهرة ،ونفس صافية سامية النزعات،
دعا اإلسالم أبناءه إىل اإلميان باهلل وتصفية قلوهبم من أدران الشر والرذيلة ،وأمرهم مبقاومة أهواء النفس،
ودوافعها السيئة .قال ـ ـ تعاىل ـ ــ ﴿ :ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﴾.2
1أخرجه مسلم في كتاب القدر ،باب في األمر بقوة وترك العجز ..
2سورة الشمس ،اآلية10-9 .
144
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
وقد شرع اإلسالم يف املالءمة بني مطالب اجلسد خطة وسطاً؛ هي مرتبة االعتدال بال إفراط وال
تفريط .قال ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ﴾.1
كما طلب الدين من أبنائه أن يالئموا من مطالب الدنيا واآلخرة؛ ألهنم ال يستطيعون أن ميلكوا
ناصية احلياة ويسخروا ما فيها من إمكانيات إذا احتقروها وزهدوا فيها ،كما أهنم ال ميكنهم أن حيققوا
مطالب اآلخرة إذا هتافتوا على احلياة الدنيا ،وغرقوا يف زخرفها وزينتها ،وجعلوها هدفا تنتهي عنده مهمهم
ورغائبهم .قال ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﴾.2
فاإلسالم كما ترى ـ ـ ـ يا بين ـ ـ ـ دين يالئم بني الروح واملادة ،مما يكفل لإلنسان حياة معتدلة ال شطط فيها
ال قومياً حيقق له خري الدنيا وسعادة اآلخرة.وال قصور ،ويرسم له سبي ً
كفالة الوحدة بين المسلمين:
عمل اإلسالم على دعم الوحدة بني أبنائه ،وبدأ هذه الوحدة من أصغر دائرة وهي الفرد إىل أوسع
نطاق بني الدول اإلسالمية كلها ،فدعا إىل التآلف ،واالحتاد ،الرتاحم ،والتعاون ،وإىل نبذ كل ما من
شأنه متزيق األواصر وإثارة الفرقة والشقاق من اعتداء على احلقوق وانتهاك للحريات ،واستهانة بأقدار
الناس وكرامتهم .قال ـ ـ ـ تعاىل ـ ـ ــ﴿ :ﭱﭲﭳﭴﭵﭶ﴾ ،3وقال ﷺ« :من أتاكم
وأمركم مجيع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق مجاعتكم فاقتلوه».4
إقامة العالقات على أسس سليمة:
من اجلوانب اليت حرص اإلسالم عليها إقامة العالقات على أسس سليمة ،أقامها على األخوة
واحملبة والرتاحم ،وحث أبناءه للتخلّق بكل ما من شأنه أن حيفظ هذه العالقات ،كالصدق واألمانة
والوفاء بالعهد واحللم وحسن املعاملة ،وجنبهم األخالق الذميمة اليت تفسد الود بني الناس وتوهنه ،من
كذب ونفاق وغدر وحقد وجتسس وغيبة ومنيمة...قال رسول اهلل ﷺ« :املسلم من سلم املسلمون من
لسانه ويده ،واملهاجر من هجر ما هنى اهلل عنه» ، 5وقال« :املسلم أخو املسلم ال يظلمه وال يسلمه،
ومن كان يف حاجة أخيه كان اهلل يف حاجته ،ومن فرج عن مسلم كربة فرج اهلل عنه كربة من كرب يوم
القيامة ،ومن سرت مسلماً سرته اهلل يوم القيامة».6
1سورة األعراف ،اآلية .31
2سورة القصص ،اآلية .77
3سورة آل عمران ،اآلية .103
4أخرجه مسلم في كتاب اإلمارة ،باب حكم من فرق أمر المسلمين و هو مجتمع .
5رواه البخاري في كتاب األيمان ،باب من سلم المسلمون .
6أخرجه مسلم في كتاب البر ،باب تحريم الظلم .
145
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
تقدير اإلسالم للفرد:
قرر اإلسالم أمهية الفرد؛ بِ َع ِّده لبنة من لبنات اجملتمع ،يف صالحه صالح اجملتمع ،فأمر بكل ما
يكمله مادياً ومعنوياً ،واعتز حبياته ،فلم جيعلها ملكاً خالصاً له فحرم عليه قتل نفسه ،وشدد النكري على
من يقبل على هذه اجلرمية بقوله﴿ :ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ﴾ ،1وقال النيب ﷺ« :من
تردى من جبل فقتل نفسه فهو يف نار جهنم يرتدى فيها خالداً خملداً فيها أبداً.2»...
146
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
147
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
.7سياسة المال في اإلسالم
يقيم اإلسالم سياسته املالية على عدالة اجتماعية تعاونية مسحة ،فهو ال ينكر ذاتية الفرد ،وال
ينكر حقه يف التملك ،وال يغفل فطرته وغرائزه اليت حتركه يف احلياة ،ولكنه مع ذلك يرعى مصلحة
اجلماعة وخريها ،ويعد املال يف يد صاحبه ذا وظيفة اجتماعية ،فيقضي به حاجته وحاجة من يعوهلم،
ويؤدي ما فرض عليه من زكاة فيكفي الفقري ذل السؤال.
كما يربط األفراد يف اجملتمع برباط املصلحة املشرتكة ،ويقوي يف نفوسهم شعور التضامن والتعاون،
ويعطي اإلسالم للفرد احلرية يف ملكية املال واالنتفاع به ،ولكنه ينبهه دائماً إىل مصلحة اجلماعة ،فيدعوه
إىل التعاون والتآزر .قال ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﮑﮒﮓﮔﮕ﴾ ،1وقال ﷺ« :من كان
معه فضل ظهر فليعد به على من ال ظهر له ،ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من ال زاد له».2
ومن الوسائل التي شرعها الدين لدعم التوازن االقتصادي ،وتحقيق العدالة االجتماعية:
.1منع تركيز املال يف يد األغنياء واألقوياء :فكان األغنياء يف اجلاهلية يستأثرون بالغنائم يف احلروب،
ويقولون :من ع ّز ب ّز .ويف اإلسالم أمر اهلل نبيه أن خيصص للفقراء واملساكني حظاً من تلك الغنائم،
قال ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﴾ .3
.2الزكاة :فقد فرض اإلسالم الزكاة ،إذ يعطي األغنياء نسبة معلومة من أمواهلم مرة كل عام ملن يستحقها
من الفقراء واملساكني وأبناء السبيل...قال جل يف عاله﴿ :إﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ
ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ
ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﴾ ،4فالزكاة ليست تطوعاً وتفض ً
ال على الفقري ،تشعره بالذل ،إمنا هي
فريضة تشعره حبقه يف مال الغين تسد جوعه ،وتؤمن اجملتمع من خطره ،وتطهر املال وتنقيه ،كما
تطهر النفوس من احلسد والبخل .قال ـ ـ ـ تعاىل ـ ـ ــ﴿ :ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ﴾.5
1رواه مسلم .
2سورة التوبة ،اآلية .71
3سورة الحشر ،اآلية .7
4سورة التوبة ،اآلية .60
5سورة التوبة ،اآلية .103
148
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
وترغيبا يف الزكاة وعد اهلل املنفقني زيادة املال واألجر والثواب﴿ ،ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ﴾.1
.3حترمي االحتكار :االحتكار يعين االستئثار باستغالل بعض موارد الثروة ،كاملال أو العقار أو السلع،
وهو ضد مصلحة اجلماعة ،ويؤدي إىل اختالل التوازن االقتصادي للمجتمع ،فيمتلك فريق من
الناس أكثر من حقهم باللجوء إىل مضاعفة األسعار ،أو احتكار بضاعة بتخزينها فيندر وجودها يف
السوق ،مث خيرجها التاجر لريفع من سعرها ،وقد حرم اإلسالم ذلك .قال ﷺ« :من دخل يف شيء
من أسعار املسلمني يغلي عليهم كان حقا على اهلل أن يقذفه يف جهنم ».
.4الدعوة إىل اإلنفاق :حرص اإلسالم على أن يبين اجملتمع على أسس متينة ،ويوثق بني أبنائه روابط
ال إىل ذلك. األلفة واحملبة ،وينفي أسباب النزاع والفرقة .وقد اختذ من إنفاق املال يف سبيل اخلري سبي ً
قال ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﴾ .2ووعد ال ُـمن ِف ِق َ
ني الربكة يف املال يف الدنيا ،واألجر العظيم يف اآلخرة .قال ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :إِن
ِضواْ اهللَ َقـ ْر ًضا َح َسنًا يُ َضا ِع ْف ُه لَ ُك ْم َوَيـ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم﴾ ،3وقال﴿ :ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ُتـ ْقر ُ
ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ﴾.4
.5حترمي الربا :عرفت ـ ـ يا بين ـ ـ أن اإلسالم حث ونادى بكل الوسائل اليت من شأهنا زرع أواصر
األلفة والتعاون بني الناس ،ويف املقابل حرم كل ما يشتت الشمل ويفرق بني اجلماعات .ومن تلك
احملرمات :الربا؛ فاملقرِض يأخذ من املقرتِض -الذي ساقته احلاجة واضطره الفقر إىل االقرتاض -ما
بالدين إىل حد االستعباد ،لذلك غلظ اهلل يف حترمي هذا ليس له حبق ،فيمتص عرقه وجهده ،ويربو َّ
النوع من املعامالت .قال ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ﴿ :ﭦﭧﭨﭩﭪﭫ﴾ ،5وجعل الزيادة اليت يأخذها
املرايب وباالً عليه ،فهو كالذي يتخبطه الشيطان من املس ،ووعد حبرب من اهلل ورسوله ،ومأواه
النار خالداً فيها ،إال أن يتوب .قال ـ ـ عز وجل ـ ــ﴿ :ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ
ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﴾.6
149
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
المناقشة
1.1وفق اإلسالم بني حاجة الفرد للمال وحاجة اجملتمع .ما األسس اليت فرضها اإلسالم لتحقيق
التوازن االقتصادي؟
2.2ضع عالمة( )أمام اإلجابة الصحيحة وعالمة( )أمام اإلجابة غري الصحيحة:
( )
أ .املال حق للجميع فال حيق للمسلم أن ميتلك ماالً.
( )
ب .منع اإلسالم تداول املال بني األغنياء فقط.
( )
ج .ينقص املال بالربا ويزداد بالزكاة.
( ) د .ال ميكن حتقيق التوازن االقتصادي إال بالرجوع إىل منهج اإلسالم.
.3اخرت اإلجابة الصحيحة من بني األقواس:
أ .الزكاة ركن من أركان اإلسالم .فهي ( فرض ـ ـ سنة مؤكدة ـ ـ ـ مندوبة).
ب .تُ َطهِّر الزكاة (نفس ُم َؤدِّيها ـ ـ املال ـ ـ ـ نفس آخذها ـ ـ ـ مجيع ما سبق).
ج .تتحقق سعادة اجملتمع ب ـ ــ(كثرة املال ـ ـ تعاون األفراد وتآزرهم -مجيع ما سبق).
150
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
151
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
الفهرس
املقدمة 3 .........................................................................
أوالً :القرآن الكرمي 4 .................................................................
النص األول عاقبة الظلم (6 ...................................................... )1
النص الثاين عاقبة الظلم (12.......................................................)2
النص الثالث طغيان املال 18..........................................................
النص الرابع عاقبة طغيان املال 24.....................................................
النص اخلامس عاقبة القتل العمد واحلرابة29.............................................
ثانياً السنة النبوية 36.................................................................
احلديث األول يف ظل الرمحن 37......................................................
احلديث الثاين ِح ْرَم ُة َه ْج ِر املؤمن 40...................................................
احلديث الثالث عقوبة الرشوة ومضارها43...............................................
احلديث الرابع اغتنام ما ال ميكن تعويضه 46............................................
احلديث اخلامس عالمات النفاق 50 ..................................................
احلديث السادس سباب املؤمن ألخيه 53 ..............................................
152
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
احلديث السابع أجر الغرس والزرع 56...............................................
احلديث الثامن احملبة يف اإلسالم 59.................................................
احلديث التاسع من مكفرات اخلطايا 62.............................................
احلديث العاشر ثواب املصاحلة بني املسلمني 65......................................
ثالثا :العقيدة 68..................................................................
الفرق والطوائف الدينية املعاصرة 69..................................................
أوالً :اخلوارج 70...................................................................
ثانياً :الزيدية 74...................................................................
ثالثاً :الشيعة اإلمامية االثنا عشرية 76................................................
رابعاً العبادات 80..................................................................
الزكاة 81..........................................................................
صدقة الفطر 90.. .................................................................
احلج 93...........................................................................
ال ُع ْم َرُة 105.........................................................................
األضحية 108......................................................................
الذكاة الشرعية 111.................................................................
خامساً :السرية 114................................................................
خطبة حجة الوداع 115.............................................................
علي بن أيب طالب (أول فدائي يف اإلسالم) 118.......................................
153
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
فاطمة بنت حممد ( سيدة نساء العاملني ) 123.........................................
سادساً :التهذيب واألخالق 128.......................................................
التقليد األعمى 129...................................................................
العلم يف اإلسالم 132.................................................................
حق الكرامة 135......................................................................
وال تكتموا الشهادة 138...............................................................
واجتنبوا قول الزور 141................................................................
اإلسالم سبيل احلضارة املثلى 144.......................................................
سياسة املال يف اإلسالم 148............................................................
الفهرس 152..........................................................................
154
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵