You are on page 1of 4

‫المملكة العربية السعودية‬

‫جامعة نايف العربية للعلوم‬


‫االمنية‬

‫حفظ النفس‬
‫مادة التشريع الجنائي اإلسالمي‬

‫إشراف‬

‫د‪ .‬محمدين عبدالقادر محمد عبدالقادر‬

‫إعداد‬

‫محمد خالد محمد المحمد‬

‫الرقم الجامعي‪202300139 :‬‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمدهلل على ما وهب من اهلدي اىل شرعه ومنهاجه‪ ،‬واهلمنا من استخراج مقاصده وتنسيق حجاجه‪ ،‬والصالة والسالم‬

‫علي سيدنا حممد الذي أقام به صرح اإلصالح بعد ارتياحه‪ ،‬وعلى اصحابه واله جنوم مساء االسالم وجواهر تاجه‪ ،‬وائمة‬

‫الدين الذين هبم أضحى افق العلم اثر بزوغ فجره (‪.)1‬‬

‫ان النفس البش‪L L‬رية من اعظم النعم ال ‪LL‬يت امرن ‪LL‬ا اهلل تع ‪LL‬اىل باحلف ‪LL‬اظ عليه ‪LL‬ا وال ‪LL‬يت جعلته ‪LL‬ا الش‪L L‬ريعة اإلس ‪LL‬المية ض ‪LL‬رورة من‬

‫الضروريات اخلمس ‪ ،‬قال تعاىل {من اجل ذلك كتبنا على بين اسرائيل انه من قتل نفسا بغ‪L‬ري نفس او فس‪L‬اد يف االرض‬

‫فكامنا قتل الناس مجيعا ومن أحياها فكامنا احيا الناس مجيعا}(‪.)2‬‬

‫وعن عبداهلل بن مس‪LL‬عود رض‪LL‬ي اهلل عن‪LL‬ه‪ ،‬ق‪LL‬ال ق‪LL‬ال ص‪LL‬لى اهلل علي‪LL‬ه وس‪LL‬لم‪ ( :‬ال حيل دم ام‪LL‬رى مس‪LL‬لم يش‪LL‬هد ان ال ال‪LL‬ه اال‬

‫اهلل‪ ،‬واين رسول اهلل اال باحدى ثالث‪ :‬الثيب الزاين‪ ،‬والنفس بالنفس‪ ،‬والتارك لدينه املفارق للجماعة)(‪.)3‬‬

‫وانطالق‪LL‬ا من ه‪LL‬ذه النص‪LL‬وص الش‪LL‬رعية‪ :‬فق‪LL‬د ح‪LL‬رم اهلل تع‪LL‬اىل االعت‪LL‬دا على النفس بالقت‪LL‬ل‪ ،‬واعتربه‪LL‬ا من اعظم ال‪LL‬ذنوب ال‪LL‬يت‬

‫توعد اهلل سبحانه فاعلها باشد العذاب يف االخرة والقتل يف الدنيا‪.‬‬

‫حفظ النفس كأحد الضروريات الخمس‪:‬‬

‫لقد عرف اهل اللغة النفس بانها‪ :‬الروح‪ ،‬يقال‪ :‬خرجته‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪ { :‬اهلل يتوىف االنفس حني موهتا}(‪.)4‬‬

‫وعرفها اهل الفقه اصطالحا‪ :‬اجلوهر البخاري اللطيف‪ ،‬احلامل لقوة احلياة‪ ،‬واحلس واحلركة االرادية‪.)5(.‬‬

‫وهناك العديد من الطرق اليت بينها اهلل تعاىل للحفاظ على النفس وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪ 1‬مقاصد الشريعة اإلسالمية للشيخ الطاهر عاشور ‪.)٥\٣‬‬


‫‪ 2‬املائدة‪.٣٢/‬‬
‫‪ 3‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ 4‬الزمر‪.٤٢/‬‬
‫‪ 5‬التعريفات للجرجاين (ص‪. )٢٤٢‬‬
‫الزواج والتناسل‪ :‬وحتدد الش‪L‬ريعة مس‪L‬وولية االب‪L‬اء عن أبن‪L‬ائهم مبا يتواف‪L‬ق م‪L‬ع مش‪L‬روعية عق‪L‬د ال‪L‬زواج وحترمي الزن‪L‬ا‪.‬‬ ‫•‬

‫ومبوجب هذا العهد الصارم‪ ،‬يلتزم الوالدان برعاي‪L‬ة ش‪L‬ؤون أبن‪L‬ائهم من نفق‪L‬ة ورعاي‪L‬ة وحف‪L‬ظ وتربي‪L‬ة‪ ،‬ح‪L‬ىت بل‪L‬وغهم‬

‫سن الرشد ورعاية شؤوهنم‪ .‬وحثت الشريعة على االجناب حفاظا على امة االسالم وضمان بقاها‪.‬‬

‫حفظ الولد عند الطالق‪ :‬ومن امثلة حف‪L‬ظ الول‪L‬د ي‪L‬ربز لن‪L‬ا ال‪L‬تزام ال‪L‬زوج بنفق‪L‬ة الزوج‪L‬ة احلام‪L‬ل واملرض‪L‬ع‪ ،‬فيوص‪L‬ي‬ ‫•‬

‫بالرض‪LL‬اعة وذل‪LL‬ك خوف‪LL‬ا من الض‪LL‬رر على االبن‪ .‬كم‪LL‬ا رتب الش‪LL‬ارع حض‪LL‬انة الطف‪LL‬ل ترتيب‪LL‬ا حكيم‪LL‬ا ي ‪L‬راعي الرف‪LL‬ق‬

‫واحلنان‪ ،‬كما جعل الوالية على النفس واملال حبكمة بالغة‪.‬‬

‫ض‪KK‬مان الحماي‪KK‬ة‪ :‬وذل‪LL‬ك بأك‪LL‬ل املأكوالت ال‪LL‬يت حتاف‪LL‬ظ على ق‪LL‬وة اجلس‪LL‬م وتعي‪LL‬د ل‪LL‬ه قوت‪LL‬ه وذل‪LL‬ك بأك‪LL‬ل الطع‪LL‬ام‬ ‫•‬

‫الشهي الذي تشتهيه النفس من مأكوالت والباسها بالبس احلسن وكذلك العالج واملسكن‪.‬‬

‫والغ‪LL‬رض من ه‪LL‬ذه التش‪L‬ريعات ه‪LL‬و حتقي‪LL‬ق حف‪LL‬ظ النفس من خالل وض‪LL‬ع األس‪LL‬س والض‪LL‬مانات للحف‪LL‬اظ عليه‪LL‬ا من‪LL‬ذ بداي‪LL‬ة‬

‫خلقها نطفة ويف مجيع مراحل الضعف واحلاجة ح‪L‬ىت يص‪LL‬ل اإلنس‪L‬ان إىل ذروت‪L‬ه ويك‪L‬ون ق‪L‬ادرًا على االعتم‪L‬اد‪ .‬على نفس‪L‬ه‬

‫أن يتحمل مسؤوليات احلياة‪.‬‬

‫لق ‪LL‬د خص ‪LL‬ص اإلس ‪LL‬الم ق ‪LL‬دًرا كب‪ًL L‬ريا من النص ‪LL‬وص والتع ‪LL‬اليم لتأس ‪LL‬يس احلف ‪LL‬اظ على النفس باعتب ‪LL‬اره املب ‪LL‬دأ األساس ‪LL‬ي على‬

‫اإلطالق‪ .‬فمن خالل احلياة يستطيع اإلنسان أن حياف‪L‬ظ أو حياف‪L‬ظ على مجي‪L‬ع أحك‪L‬ام اهلل ومبادئ‪L‬ه‪ .‬ول‪L‬ذلك ف‪L‬إن اإلس‪L‬الم‬

‫مل يكت‪LL‬ف حبماي‪LL‬ة النفس من القت‪LL‬ل واهلدر‪ ،‬ب‪LL‬ل وض‪LL‬ع جمموع‪LL‬ة من القواع‪LL‬د لض‪LL‬مان ص‪LL‬الحها روحي‪ًL‬ا وإنس‪LL‬انيًا‪ ،‬أي ت‪LL‬أمني‬

‫احتياجاهتا املعيش ‪LL‬ية مث ‪LL‬ل املأك ‪LL‬ل وال ‪LL‬زواج واملأوى واملش ‪LL‬رب وامللبس‪ ،‬فض‪ًL L‬ال عن وض ‪LL‬ع قواع ‪LL‬د حترم وحترم مجي ‪LL‬ع وس ‪LL‬ائل‬

‫إهلاءات النفس‪.‬‬

‫يق‪LL‬ول اهلل تع‪LL‬اىل‪« :‬وم‪LL‬ا ك‪LL‬ان ملومن ان يقت‪LL‬ل مومن‪LL‬ا اال خط‪LL‬ا» ‪ .‬ومن قت‪LL‬ل مؤمن‪LL‬ا خط‪LL‬أ فتحري‪LL‬ر رقب‪LL‬ة مؤمن‪LL‬ة ودف‪LL‬ع الدي‪LL‬ة إىل‬

‫أهل‪LL‬ه إال أن يعف‪LL‬و عن‪LL‬ه‪ .‬ك‪LL‬أن ك‪LL‬ان من ق‪LL‬وم ع‪LL‬دو لكم وه‪LL‬و م‪LL‬ؤمن‪ ،‬فتحري‪LL‬ر رقب‪LL‬ة مؤمن‪LL‬ة؛ وإن ك‪LL‬ان من ق‪LL‬وم بينكم وبينهم‬

‫ميث‪LL‬اق فدي‪LL‬ة ُت دفع إىل أهل‪LL‬ه‪ ،‬وال ب‪LL‬د من حتري‪LL‬ر رقب‪LL‬ة مؤمن‪LL‬ة‪ .‬ومن مل جيد فص‪LL‬يام ش‪LL‬هرين متت‪LL‬ابعني توب‪LL‬ة من اهلل‪ .‬وك‪LL‬ان اهلل‬

‫عليما حكيما‪ »)6( .‬فيقول‪« :‬يا ايه ‪LL‬ا ال ‪LL‬ذين امن ‪LL‬و كتب عليكم القص ‪LL‬اص يف القتلى احلر ب ‪LL‬احلر والعب ‪LL‬د بالعب ‪LL‬د واالن ‪LL‬ثى‬

‫‪ 6‬النساء اآلية ‪92‬‬


‫باالنثى فمن عفا عنه شيء من اخيه فالزمه بالقسط واالحسان ذلك ختفيف من ربك ورمحة فمن يتعد ذلك فل‪LL‬ه ع‪L‬ذاب‬

‫اليم (‪ )7‬وأيضًا‪« :‬وال تقتلوا النفس اليت حرم اهلل اال باحلق" وهنا أوصاكم به أن تعقلوا‪)8( ".‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬يف القواعد واألحكام اليت سنتها لصاحل احلفاظ على الذات ‪ ،‬تظهر بوضوح رمحة اهلل تعاىل مع ه‪L‬ذا‬

‫املخل ‪LL‬وق الض ‪LL‬عيف – اإلنس ‪LL‬ان – حيث كرم ‪LL‬ه اهلل تع ‪LL‬اىل واس ‪LL‬تهزأ ب ‪LL‬الكون واهتم خبلق ‪LL‬ه من ‪LL‬ذ بدايت ‪LL‬ه ‪ ،‬وحاص ‪LL‬ر ل ‪LL‬ه بك ‪LL‬ل‬

‫الوس‪LL‬ائل ال‪LL‬يت تض‪LL‬من ل‪LL‬ه الوج‪LL‬ود الص‪LL‬حيح‪ ،‬إن املنهج اإلس‪LL‬المي يف احلث على حف‪LL‬ظ النفس ل‪LL‬ه ط‪LL‬رق وأس‪LL‬اليب وص‪LL‬ور‬

‫كث‪L‬رية ك‪L‬انت ملموس‪L‬ة يف الواق‪L‬ع‪ ،‬كم‪L‬ا مت اس‪L‬تنباطها واس‪L‬تلهامها من الش‪L‬ريعة اإلس‪L‬المية‪ ،‬وم‪L‬ا تنط‪L‬وي علي‪L‬ه من األدل‪L‬ة ال‪L‬يت‬

‫وردت يف توضيح معىن النفس‪ .‬احلفظ من املنظور اإلسالمي‪ ،‬وكانت هذه األدلة متوافقة مع املوض‪L‬وع‪ .‬وس‪L‬ياقاهتا أك‪L‬ثر‬

‫اتس‪LL‬اقا‪ .‬ويف اخلت‪LL‬ام واخلت‪LL‬ام لألدل‪LL‬ة واحلق‪LL‬ائق ال‪LL‬يت مررن‪LL‬ا هبا‪ ،‬تطرقن‪LL‬ا إليه‪LL‬ا وأك‪LL‬دت لن‪LL‬ا أن هن‪LL‬اك عالق‪LL‬ة تكاملي‪LL‬ة يف حف‪LL‬ظ‬

‫النفس يف حياة الناس مع املنهج اإلسالمي والنبوي الشريف‪.‬‬

‫‪ 7‬البقرة اآلية ‪178‬‬


‫‪ 8‬االسراء اآلية ‪33‬‬

You might also like