Professional Documents
Culture Documents
170982548
170982548
تتميز األسواق يف هذا القرن باملنافسة واحتدامها يف خمتلف القطاعات االقتصادية وبداخلها من حيث تعدد فروع صناعاهتا،
وهذا إلبراز حقيقة الدور احملوري بالرتكيز والتوجه بالعميل كشرط أساسي لضمان البقاء والدميومة يف هذه األسواق ،وذلك بإتباع
حاجاهتم ومتطلباهتم وهذا من خالل متتع املؤسسات التنافسية باملزايا التنافسية اليت تتيح هلم اجملال باالحتفاظ مبركزهم التنافسي
يف السوق ،وامليادين واألنشطة اإلسرتاتيجية ذات جاذبية رحبية وسوقية تؤكد هلم النجاح املستمر ،وهذا يعود الفضل إىل قدرة
هذه املؤسسات يف االمتثال ألركان ومداخل إدارة اجلودة الشاملة( ،)1كفلسفة إدارية حديثة حتقق قيمة متميزة للمستهلك
املستهدف.
حيث يعترب مدخل إدارة اجلودة الشاملة من االجتاهات املعاصرة يف اإلدارة بشكل عام والتسويق بشكل خاص واليت القت رواجا
كامال لتطوير إدارة املؤسسات عن طريق بناء ثقافة عميقة للجودة مبعناها الشامل)1(.وهذا ما جعل االهتمام باجلودة ظاهرة عاملية
وفلسفة إدارية يف املؤسسات يف العامل توليها اهتماما متميزا ،كما أصبحت اجلودة هي الوظيفية األوىل ألي مؤسسة أو أسلوب إداري
متكامل لتحقيق امليزة التنافسية ،أما نظام اجلودة الشاملة فهو نظام متكامل ومتداخل يف كل النشاطات واألنظمة داخل املؤسسة،
كفلسفة حتقق النمو ،البقاء واالستمرار وحتقيق رضا العميل ،كما أهنا متثل سالحا اسرتاتيجيا للحصول على امليزة التنافسية ،وهذا
بعد إدماج نظام إدارة اجلودة الشاملة ،كنظام لدمج األنشطة ،ودوافع التحسني املستمر ،والبعد التكنولوجي والبشري لتحقيق األداء
املتميز ،وحتقيق شعار " فعل الشيء الصحيح وبطريقة صحيحة" ،مما أدى إىل انتشار هذه الفلسفة على إحدى الوظائف اجلوهرية
يف املؤسسة وهي وظيفة التسويق اليت بدأت تعطي أمهية بالغة لنظام اجلودة الشاملة ألنشطتها ودرجة تكاملها مع األنشطة األخر ى
للمؤسسة (املالية ،احملاسبة ،املوارد البشرية ،التسويق).
( )1قاسم نايف علوان" ،إدارة الجودة الشاملة ومتطلبات اآليزو "0000 : 1001دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،عمان ،5002 ،ص: 1
.97
يعرف ( )3771 ،Hutchinsإدارة اجلودة الشاملة أهنا":مدخل اإلدارة املنظمة والذي يعتمد على اجلودة من خالل مشاركة مجيع العاملني
فيها لتحقيق النجاح من خالل رضا الزبون".
كما يعرفه ( )3775 Bankبأهنا ":فلسفة اإلدارة في إجراء التحسينات المستمرة في أداء العمليات ( )Processusوالمنتجات التي
تقدمها الشركة" ،نقال من كتاب قاسم نايف علوان مرجع سبق ذكره أعاله ص.00 :
يعترب دمينغ " " Demingمن األدراك يف ميدان اجلودة ،وأسباب جناح وتفوق اليابان يف اجلودة ،وهم أول من يعرتف بإسهامات
دمينغ يف جناحهم ولذلك مت تقليده يف عام 3790وسام اإلمرباطور هريو هيتو تكرميا له على جمهوداته وإسهاماته يف النهضة اليابانية
( )2
يف حقل اجلودة.
ويعد دمينغ من احملرتفني البارزين يف عمليات حتسني اإلنتاجية واجلودة وهو أمريكي اجلنسية وأستاذ جبامعة نيويورك وأصبح يلقب
بأنه أبو ثورة إدارة اجلودة الشاملة ،وقد قدم دمينغ منوذج متميز للجودة الشاملة لقب بدائرة املعروفة ،PDCAخطط ،Planنفذ
،Doأفحص ،Checkومن مث حسن ،Actionكما هي مشخصة يف الشكل املوايل:
C D
المصدر :قاسم نايف علوان"،إدارة الجودة الشاملة ومتطلبات اآليزو ،"0000 :1001دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،عمان،0002 ،
ص.08 :
وتيار دمينغ من وراء هذه الدائرة للجودة الشاملة وحسب تفكريه بأن اإلدارة هي املسؤولة عن بناء األنظمة اجليدة يف ذلك املتعلقة
باجلودة ،ويصرح بأن %00من ال فشل يف حتقيق أو الوصول إىل اجلودة املطلوبة يف الواليات املتحدة األمريكية يعود إىل النظام
والذي ميكن تغيريه من قبل اإلدارة ،و %00إىل العاملني ومن هذا التصريح لدمينغ نرى أن اإلدارة هلا ثقلها يف عمليات التغيري داخل
املنظمة ،والقدرة على حتسني وتطوير اجلودة بعد إحداث تغيريات أساسية وجذرية يف النظام اخلاص هبا ،والعاملني هم إال فاعلني
هلذه العملية.
يعد جوزيف جوران من املفكرين األوائل للجودة يف العامل حيث ساهم يف تعليم اليابانيني كيفية حتسني اجلودة ،وهو يعتقد بقوة
التزام اإلدارة العليا من حيث دعم اجلهد اخلاص باجلودة ،حيث يندد بتبين فكرة فريق العمل واليت تعمل بشكل مستمر على حتسني
2
( )2نفس املرجع السابق ،ص.01 :
مستويات اجلودة وخيتلف مع دميينغ من حيث أنه ركز على املستهلك وعرف اجلودة بأهنا املالئمة لالستعمال وليس بالضرورة املالئمة
للمواصفات املطلوبة،كما أن اهتمام وانشغال جوران حول إدارة اجلودة الشاملة وكيف ميكن طرح أفكاره إىل اإلدارة العليا (القمة
اإلسرتاتيجية) بشكل بسيط ويساعد يف حتقيق أفكاره حول إدارة اجلودة بكل قناعة بعرفه منوذج متميز لعمليات إدارة اجلودة الشاملة
يف شكل ثالثية عمليات اإلدارة جلوران وتتمحور يف ختطيط اجلودة ← ضبط اجلودة ← حتسني اجلودة كأبعاد أساسية كمحددات
رئيسية يف تنمية وتطوير مداخل حتسني اجلودة املتعلقة بعمليات الوفاء باحتياجات املستهلكني باعتبارها جوهر فلسفة إدارة اجلودة
الشاملة والشكل اآليت يوضح اخلطوات األساسية ألبعاد عمليات اإلدارة.
من الشكل السابق يتضح لنا ببداهة أن مقاربة جوران إلدارة اجلودة الشاملة هي أكثر مقاربة دقة وتالؤما مع النظرة التسويقية
للجودة الشاملة ،وهذا ما تؤكده األبعاد األساسية لإلدارة جلوران أهنا أكثر اهتمام باملستهلك الداخلي (وبالرتكيز على التسويق
الداخلي) واملستهلك اخلارجي (التسويق املتكامل والفردي) ،وحمل العمليات املرتبطة بإنتاج املنتجات ومواصفتها ،واحتياجات
3
املستهلكني املطلوبة ،ونظرة جوران إلدارة اجلودة الشاملة تتوافق بدرجة أكرب ما تتطلبه األنشطة التسويقية احلديثة لتنمية األموال
العاملية للجودة الشاملة للتسويق.
تقوم الفلسفة األساسية لكروسيب ( -3797 – )Crosbyفيما يتعلق بإدارة اجلودة الشاملة على ما أطلق عليه مبسلمات إدارة اجلودة
()3
( )Absolutes of Quality Managementواليت تتلخص فيما يلي:
-جيب تعريف اجلودة على أهنا املطابقة للمواصفات ،وتعترب تلك املواصفات هي وسيلة االتصال بني أطراف النظام اإلنتاجي،
وااللتزام باحرتامها بشكل صارم.
-إن منع حدوث األخطاء هو الطريق الوحيد لتحقيق اجلودة.
-إميان واقتناع اإلدارة العليا بأمهية اجلودة يف مجيع ميادين نشاط املؤسسة.
-تعمد اإلدارة بتطبيق سبل الكمال والذي يتبىن فكرة التلف الصفري (.)Zéro défaut
-االقتناع الراسخ باستمرارية تلك الطريقة بالتفكري على أسس دائمة ويف هذا السياق يبدو أن اجلودة الشاملة عند كرويب
جيب أن تكون مستويات األداء املثالية وأن تبق قواعد وأسس اجلودة الشاملة على أساس التحسني املستمر اليت متثل إحدى األركان
األساسية إلدارة اجلودة الشاملة ،وهذا يدل على مدى قناعة تيار كروسيب برتسيخ القواعد األساسية للجودة يف مجيع املستويات
التنظيمية للمؤسسة سواء على املستوى األفقي أو العمودي ،ومن خالل ما سبق ميكن أن نشخص سلبيا ثوابت اجلودة اليت عرضها
كروسيب كثوابت أصلية إلدارة اجلودة الشاملة.
الشكل رقم ( : ) 08ثوابت الجودة لكروسبي
ثوابت الجودة
المالئمة
التكلفة الوقاية
التلف الصفري
( )3حممد توفيق ماضي" ،تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية في مجالي الصحة والتعليم" املنظمة العربية للتنمية اإلدارية، 4
الشاملة" :أسلوب للتحدي التنافسي والسوقي" الفوائد المشجعة لتطبيق وانتهاج أسلوب إدارة الجودة
لقد حققت فلسفة إدارة اجلودة الشاملة يف تطبيقاهتا العديد من الفوائد املشجعة واحملفزة اليت حصلت عليها العديد من
،"CADILAK املؤسسات الصناعية العاملية على احللبة التنافسية كشركة إكزيروكس " ،"XEROXإبييم "،"IBMكديالك "
رويال مايل "،"Royal Mailوغريها من املؤسسات املتقدمة صناعيا وتنافسيا،حيث ميكن ابراز هذه الفوائد و من أمهها حسب
املفكرين آدام وإبريت ( )1110 ADAM& EBBERTبرتكيزمها على أربعة فوائد أساسية لنظام إدارة اجلودة الشاملة
( )4
ومركزة:
-1خدمة المستهلك :وقد تأكد ذلك من خالل اخنفاض شكاوي املستهلكني حول حصوهلم ملنتج أو خدمة مطابقة
للمواصفات العاملية وبتكلفة أقل مع خدمات ما بعد البيع متميزة وراقية األداء( ،إدارة اجلودة الشاملة للتسويق).
-0رضا العاملين :ويتمثل ذلك من القدرة على توطيد وحتسني العالقات بني العاملني (فريق العمل) يف املؤسسة وتعزيز
مبدأ الفريق الواحد ،وزرع ال روح املعنوية واملادية هلم وشعورهم بالتماسك واالنتماء للفريق والوالء املنتظم وتعزيز روح املبادرة لديهم
الفردية واجلماعية وتوظيفها يف األنشطة املوكلة لديهم تؤدي على أحسن ما يرام ،وهذا يتوقف على قدرة املؤسسة يف تنمية وتطوير
سلوك تنظيمي فعال بكفاءة ختدم هذه القيم وإسقاطها على األنشطة اليت تؤدى وعلى حد السواء األنشطة التسويقية حىت تتحقق
اجلودة يف أدائها ومتيزها لبناء ميزة أو مزايا تنافسية تتميز هبا واالنفراد مبركز تنافسي متميز.
-8تحقيق فاعلية المؤسسة :وهذا يتمثل يف زيادة اإلنتاجية وتقليل مستويات املخزون وتقليل األخطاء والتسليم يف املواعيد
املناسبة واملقررة وزيادة العائد على االستثمار ومث حتسني املركز التنافسي للمؤسسة من خالل زيادة حصتها السوقية ،وهذا بطرح
منتجات وخدمات ذات جودة عالية وبأسعار زهيدة حتقق رضا املستهلك باستمرار مبا يتجاوز توقعاهتم.
-4التعاضد والتآزر الكامل للعمليات واألنشطة :إحداث عملية تفاعل وتنسيق كاملة بني العمليات واألنشطة األمامية
(التوزيع ،التسويق،)...واخللفية (التموين ،املخزونات ،)...أي حتقيق التآزر والتفاعل بني سلسلة التوريد وسلسلة القيمة لألنشطة
اليت تؤديها بكفاءة وفعالية واإلضفاء عليها طابع اجلودة.
)(4 5
Adam, E, Ebert, « Production and operations Management », 5th ed, Engle Wood Cliffs, London,
1992, P: 45.
والشكل املوايل يبني الفوائد اليت ميكن حتقيقها يف املؤسسات املنتهجة لنظام إدارة اجلودة الشاملة يف حتسني اإلنتاجية واجلودة،
وتدعيم املوقف التنافسي للمؤسسة طيلة دميومتها يف احلياة االقتصادية.
تخفيض في التكاليف
التمييز في السوق
تطوير جودة المنتج
المصدر :علي السلمي" ،إدارة الجودة الشاملة ومتطلبات التأهيل لآليزو ،"1000دار غريب للطباعة والنشر ،القاهرة ،1112 ،ص.08 :
ب عد عرض املفاهيم والفوائد اليت حتققها إدارة اجلودة الشاملة مع مراحل تطورها وجب عرض السمات واخلصائص
اإلجيابية والصحيحة لتطبيق إدارة اجل ودة الشاملة يف املؤسسات التنافسية بكفاءة وفعالية وذلك للوصول إىل أداء
( )5
متميز لألنشطة هبا وهي على ما يلي:
6
( )5خضري كاظم محود" ،إدارة الجودة الشاملة" ،دار املسرية للنشر والطبع ،الطبعة الرابعة ،عمان – األردن – ،0001ص.10 :
مرتكزات وأسس تطبيق إدارة الجودة الشاملة الطريق إلى التنافسية:
يعد التحسني املستمر للجودة الشاملة ميثل اسرتاتيجية تنافسية كاملة للمؤسسات التنافسية الصناعية منها وحىت اخلدمية على
املديني اال سرتاتيجي واملرحلي يف الوقت ذاته وإن تكامل العمليات التخطيطية االسرتاتيجية والتسويقية على حد السواء للجودة مع
َ
اال سرتاتيجية العامة للمؤسسات يعد حالة هادفة يف تفعيل وتنشيط األداء الفعال واملتميز وبناء املزايا التنافسية.
إذ أن إدارة اجلودة الشاملة تتضمن العديد من األنشطة اليت جيب أن توجه حنو حتقيق األهداف الرئيسية واليت تعترب املركز الرئيسي
هلا لتحقيق رضا العمالء من املستهلكني احلاليني أو املرتقبني واالحتفاظ باحلصص السوقية للمؤسسة بشكل مستمر لفتح آفاق
دخوهلا مليادين أعمال ا سرتاتيجية تنافسية جديدة تتناسب مع قدراهتا التنافسية املستمرة والتحسني والتطوير املستمرين ،وهذا ما يدل
على الدور الفعلي واحلقيقي لنظام إدارة اجلودة الشاملة للتسويق كنظام وفلسفة إدارية حديثة تلتزم بأسس اجلودة الشاملة يف العمليات
واألنشطة التسويقية (جودة أداء حبوث التسويق ،جودة املزيج التسويقي ،جودة خدمات ما بعد البيع ،جودة اخلدمة والعالقة مع
الزبون ...اخل) ،كلها تصب يف إطار الرتكيز على حتقيق التفوق التنافسي والسوقي ،وحتقيق قيمة ذات جودة عالية للزبون وذلك
لضمان دميومة عالقتها معه باستمرار كنتاج لتحسني والتطوير املستمرين لألداء التسويقي للمؤسسة (اجلودة الشاملة لألداء التسويقي).
حيث تباينت أراء ووجهات نظر املفكرين األكادمييني يف شأن حتديد أولويات وأمهية مرتكزات إدارة اجلودة الشاملة ( Deming,
... Duran, Crosbyاخل) ،من حيث املنطلق الفكري الزالت تشكل املنعطف احلاسم يف إمكانية تطبيق نظام إدارة اجلودة
الشاملة وباخلصوص يف امليدان التسويقي الذي أصبح من امليادين األكثر رواجا يف املؤسسات التنافسية الصناعية واخلدمية يف إمكانية
( )6
إسقاط عليها مرتكزات اجلودة الشاملة واملتمثلة يف ما يلي:
( )ويف هذا السياق على املؤسسة أن تتوجه بأسلوب التسويق الداخلي حىت تتمكن من السيطرة على العمليات األمامية ( )AVALواخللفية ( A
)Montلكال من الزبون واملورد (الزبون – املورد) داخليا بدرجة األوىل.
الشكل رقم ) 02( :شبكة العالقات بين المستهلك والمورد داخل وخارج المؤسسة
المؤسسة
توريد
قسم ج قسم ب قسم أ
سلع
مورد مستهلك مورد مستهلك مورد مستهلك مورد مستهلك
خارجي داخلي داخلي داخلي داخلي داخلي داخلي خارجي
ومن الشكل السابق يتضح التكامل والتآزر لألنشطة اخلاصة باألقسام يف إطار منظور إدارة اجلودة الشاملة أن يسقط التوجه
التسويقي وانتقاله من خارج داخل املؤسسة بن الزبون واملورد مبا حيقق اجلودة الكاملة ألنشطة األقسام يف إطار حتقيق جودة التآزر
ملختلف األقسام.
الشكل رقم )08 ( :يوضح عمليات ونتائج إدارة الجودة الشاملة من زاوية العمليات
8 0 1
نتائج مالية وربحية واقتصادية جيدة السلع والخدمات المطابقة الجودة في العمليات
للمواصفات السوقية
تغذية عكسية موجهة للتركيز على الجودة الشاملة وتدعيم نتائجها باستمرار
-8الوقاية من األخطاء أفضل من عالج وقوعها( :أصل فكرة مراقبة الجودة وتوقعها)
يعترب التبوء أحد االجتاهات املعاصرة يف نظام إدارة اجلودة الشاملة ،حيث حتاول اإلدارة توقع الظاهرة قبل حدوثها وهذا لتفادي
هدر املوارد ،والتعثر يف السوق ،وكذلك خماطر املنافسة الشرسة ،فالرتكيز على العمليات اإلنتاجية والتسويقية ،اجلودة ذاهتا (حلقات
8
النوعية) ،استخدام املعايري املقبولة لإلنتاج عامليا ( ) ISO 9000إيزو ،كذلك االعتماد على مراقبة النوعية للسلع ملعرفة درجة دقة
اإلنتاجية وهذا يف شكل وحدات تنظيمية (خلية ،فرع ،مصلحة ،دائرة تتكفل خصيصا مبهمة الفحص واملراقبة التقنية للسلع ،وكشف
العيوب وتقليل احلد منها) وحتسينها باستمرار مستقبال.
إن االستثمار يف العنصر البشري يعترب الشغل الشاغل للمؤسسة املوجهة بنظام اجلودة الشاملة ،فهو يعترب احملرك الرئيسي للقوى
البشرية الفاعلة لألنشطة والعمليات اإلنتاجية والتسويقية ،وذلك بتزويدها وتغذيتها باملعارف واملهارات ،والعناية الكاملة باألفراد بدءا
من عملية االختيار والتعيني و التوظيف وتقييم األداء ،وتكريس االهتمام بإعداد برامج متطورة ومكيفة اخلاصة بالتدريب والتطوير،
السعي إلثبات التعاون والتعاضد بني العمال وتشجيع روح الفريق الواحد إلظهار صورة العمل املوحد واملتضامن من خالل اندماج
العاملني يف ما بينهم لتقاسم األفكار واملعارف وكفاءاهتم اجتاه حتقيق الرحبية الشاملة للمؤسسة وتعزيز فكرة التحسني املستمر يف
األداء.
9
( )7خضري كاظم جممود ،مرجع سبق ذكره ،ص.77 :
مركزها اجتاه املوردين يف توطيد الصلة معهم وضمان قدر كايف من اجلودة أيضا يف التعامل معهم وكسب الصفقات باجلودة املقررة،
على أن حتقق اجلودة اإلنتاجية والتسويقية للمؤسسة مع أسواقها األمامية.
حيث أن ذلك يسهم يف تنشيط أدائهم وتقل ل من مراعاهتم بينهم واالبتعاد من مقاومتهم للتغيري ،وذلك يوفر السبل الكفيلة
بتوفري املوارد والتسهيالت املطلوبة لنجاح تطبيق نظام إدارة اجلودة الشاملة وزرع الثقافة اهلادفة للجودة بني العاملني يف خمتلف
مستوياهتم ،إذ أن ذلك من شأنه خلق ثقافة تنظيمية تنسجم مع ثقافة املؤسسة ككل من منطلق اجلودة الكاملة وتكامل األبعاد اليت
تنطوي عليها.
10
( )8حممد توفيق ماضي ،مرجع سبق ذكره ،ص.12 :
تعين هذه الفكرة بال ذات قدرة املؤسسة يف حتقيق حتسن تدرجيي ومرحلي ،خالق ،جوهري باستمرار يف كل من العمليات
( )9
( ،)Processusاملنتجات وكذلك يف اخلدمات اليت يتم تقدميها إىل املستهلك النهائي أو املشرتي الصناعي.
إن اعتماد األسلوب العملي والدقيق واملبدع يف استمرارية التحسني والتطوير املستمرين يف األداء التشغيلي للعمليات اإلنتاجية،
التسويقية ،االمدادية ،املالية ،يف ترصني األنشطة واملنتجات ،اخلدمات ،ذلك لتحقيق املالئمة للتطورات والتغريات املستمرة يف
حاجات ورغبات املستهلكني ،وإن التحسني املستمر باألداء يتطلب سرعة االستجابة للتغريات من ناحية (املرونة) وتبسيط اإلجراءات
والعمليات والفعاليات التشغيلية (املرونة التنظيمية) من ناحية أخرى ،وقد أوضحت دراسات ( )3771 Hodgettsعلى جمموعة
الشركات األمريكية اليت حتصلت على جائزة" " Buldrigeللجودة أهنا تركز بشكل أساسي على التحسني والتطوير املستمرين
اعتمادا على أساليب عديدة أمهها وأكثرها استخداما هو املقارنة املرجعية (املعايرة التنافسية ،)Benckmarkingمع أفضل
املمارسات يف اجملاالت املختلفة واالستفادة منها،مع الطرح الوجيز ألهم املسلمات لنظام إدارة اجلودة الشاملة ،سوف نتطرق ألهم
اإلسقاطات هلذه املبادئ واملسلمات على نظام اجلودة للتسويق كمنظور تسويقي حديث موجه بفلسفة اجلودة الشاملة جلميع
األنشطة التسويقية داخل املؤسسة.
-11-إسقاطات لمبادئ وأسس ومسلمات إدارة الجودة الشاملة على النشاط التسويقي (فن إدارة الجودة الشاملة إلى
إدارة الجودة الشاملة للتسويق عناصر تفكير وتطوير)
()
تتجلى أمهية ودور التسويق يف امتالكه مسؤوليتني يف املؤسسة ذات الرتكيز على النوعية أو اجلودة.
األوىل (النوعية) أن إدارة التسويق جيب أن تأخذ قسطا يف تصميم اإلسرتاتيجيات واخلطط اليت تساعد املؤسسة على حتقيق
التفوق املرغوب واحلصول على مركز تنافسي متميز من خالل امتياز اجلودة الكلية (اجلودة الشاملة) ،أما الثانية أن التسويق جيب أن
حيرر أو يطرح جودة أو نوعية تسويق وكذلك جودة اإلنتاج ،أنَه جيب أن ينجز كل الفعاليات التسويقية (حبوث التسويق القوى
( )10
البيعية ،اإلعالن ،التوزيع املادي...اخل) وغريها من األنشطة امللحقة للنظام التسويقي يف املؤسسة مبعايري عالية اجلودة.
( )نشري هنا يف هذه املسألة إىل التمييز بين النوعية والجودة ،فاألوىل :إجناز نشاط معني واستظهار مستوى الذي ينجز عنده وتباينه ،أما الثانية:فهي
املطابقة،يعين مطابقة سلعة ،خدمة ،نشاط للمعايري واملواصفات املعدة مسبقا ومدى إخالله من العيوب مبستوى إجناز عايل الدقة.
( )10حممود جاسم الصميدعي"،مداخل التسويق المتقدم" ،مرجع سبق ذكره ،0000،ص.80:
وهذا يدل على قدرة إدارة التسويق يف االمتثال لألركان األساسية للجودة الشاملة اليت تزيد من فعالية النشاط التسويقي ،ليكون
حمل حتقيق قدرات تنافسية تسويقية تساهم إىل حد كبري يف إشباع حاجات ورغبات املستهلك املستهدف من السلع واخلدمات
وغريها باجلودة املطلوبة ويف الوقت املناسب ما يضفي على النشاط التسويقي اليت متارسه املؤسسة قائم على أنظمة اجلودة الشاملة
اليت من أعمدة أركاهنا األساسية الرتكيز على املستهلك كمنطلق إسرتاتيجي تبدأ وتنتهي به.
والدور الرئيسي هلذا النشاط هو البحث في توقعات المستهلكين المستهدفين من السلع واخلدمات اليت حتقق طموحاهتم
ورغباهتم ومطالبهم من حيث الكمية واجلودة على وجه األساس.
اهنمك العديد من املفكرين يف ميدان اجلودة يف وضع أطروحات فكرية إلدارة التسويق ،وكذلك ضمن األطروحات الفكرية إلدارة اإلنتاج والعمليات
وذلك بقدر تعلق األمر برغبة كل من املستهلك واملنتج يف تقدمي سلع وخدمات ذات مواصفات تتسم باجلودة والشكل التايل يوضح موضع اجلودة يف كل
من اهتمامات إدارة التسويق وإدارة اإلنتاج والعمليات.
الشكل رقم ) 00 (:موضع الجودة بين إدارة التسويق وإدارة اإلنتاج والعمليات
المصدر :مؤيد عبد احلسني الفضل ،يوسف حجيم الطائي" ،إدارة الجودة الشاملة من المستهلك إلى المستهلك منهج كمي" ،دار الوراق للنشر
والتوزيع ،الطبعة األوىل ،عمان ،األردن ،0004،ص.02 :
من خالل الشكل يتضح لنا جليا بأن اجلودة هي ليست وليدة حلظة معينة بل هي حمصلة التطور العلمي والتفكري ألفكار وإسهامات
العديد من األدراك يف هذا السياق (سبق وأن ذكرنا أهم أدراك الفكر العلمي واألكادميي للجودة الشاملة) مما أدى بإدارة التسويق
على وجه اخلصوص لالهنماك يف موضوع اجلودة كأنشغال اسرتاتيجي ،حيقق الغرض الذي وجدت من أجله ووضع االسرتاتيجيات
التسويقية لتغطية الفرص السوقية وحتويلها إىل سلع وخدمات حتقق توقعات املستهلكني احلاليني واملستهدفني (املرتقبني) باجلودة
واملواصفات ذات األداء والصنع الراقي والدقيق الذي حيقق قيمة مضافة (القيمة الصورية واملادية) للعميل أو الزبون.
ويرى بعض الكتاب ( )Stanton 1994, Amstrong 2003, Kotler 2000أن النشاط التسويقي عادة ال خياطر بانتظار
رد فعل العمالء ،وإمنا االمتثال للقواعد واألركان األساسية اليت جاءت يف دستور اجلودة الشاملة وحماولة إسقاطها على األنشطة
التسويقية للمؤسسة مما يساعد على حتسني اإلنتاجية وتنمية جودة األداء وإشباع حاجات املستهلكني وتوقعاهتم وفقا للجودة
12
واملواصفات اليت يرغبوهنا يف السلع واخلدمات .وذلك بدراسة منافع املنتجات واخلدمات اليت تقدم أو تطرح يف سوق وما مدى
( )11
إمكانياهتا يف مواجهة توقعات العمالء من خالل:
-التأكد من أن اجلهود التسويقية املرتقبة تسعى إىل إجياد جمموعة من التوقعات لدى العمالء (االسرتاتيجية التسويقية
اجلديدة).
-تقليل االحنرافات يف توقعات العمالء الشرائية إىل أدىن حد مع تراجع نسبة شكاويهم اجتاه السلع مما يدل على رخاء مرضي
لألداء التسويقي وللنشاط اإلنتاج والعمليات.
وذلك إن كان الزبون (العميل) يف املقام األول واألخري يف املؤسسة ويف كل ربوع الوحدات التنظيمية فيها (التوجه بالتسويق
الداخلي) ،وال يتحقق ذلك إال من خالل إدارة تسويقية صارمة من أجل اجلودة (إدارة تسويقية موجهة لنظام اجلودة الشاملة).
ووجود قياس متكامل للجودة والتكاليف املرتتبة عنها والربط والتآزر بني ختطيط اجلودة واخلطة اإلسرتاتيجية للنشاط (اإلسرتاتيجية
لتقييم املقارن) Benchmarking العامة للمؤسسة) ،مع وضع نظام للتطوير التنافسي القائم على نظام املعايرة التنافسية (التقييم
األداء التنافسي للمؤسسة مع املنافسني األكثر هتديد يف السوق من حيث املزايا والقدرة للتفوق للتنافسي.
-10-األبعاد اإلستراتيجية إلدارة الجودة بين اإلستراتيجية العامة وإستراتيجية التسويق مبدأ التساهمية بين
االستراتيجيتين للمؤسسة (مسألة القمة اإلستراتيجية):
يعتمد يف حتقيق أي مؤسسة ملستوى راق ومتميز من اجلودة يف منتجاهتا وخدماهتا على مدى دقة ومناسبة اإلسرتاتيجية اليت
تصفها يف هذا السياق ،حبيث توجه سياستها اإلنتاجية ،التسويقية ،املالية وسياسات املوارد البشرية باالجتاه الذي خيدم هذه
االسرتاتيجية ،وبالتايل الوصول إىل مستوى اجلودة الذي يؤهلنا ملنافسة املؤسسات األخرى يف السوق بناءا على نظام املقارنة املرجعية
اليت تبدو شكل من األشكال أو النماذج اليت تساهم يف تطوير اسرتاتيجية اجلودة بناءا على توقعات وتوجهات اسرتاتيجية متليها
الظروف التنافسية والسوقية ،واليت دونت يف امللف االسرتاتيجي العام للمؤسسة كأساس لتحقيق مشروع اجلودة على مستوى القمة
بالتعاون مع اإلدارة التسويقية.
هلذا فإن حتسني وتنمية اجلودة هي اسرتاتيجية تنافسية تركز عليها املؤسسات التنافسية لتفادي االهنزام التنافسي على املدى
البعيد ،وأن تكامل ختطيط حتسني اجلودة مع ختطيط املؤسسة االسرتاتيجي يضع اجلودة يف املؤسسة موضعا اسرتاتيجيا (التخطيط
()
اال سرتاتيجي للجودة يف املؤسسة) ،ويتم ذلك من خالل إدخال اجلودة يف ثقافة املؤسسة وأنشطتها ووظائفها األساسية والداعمة
وتشجيع ثقافة املؤسسة اليت تلتزم بتحسني اجلودة وجعلها حمورا رئيسيا يف اسرتاتيجيات وخطط املؤسسة املختلفة )12(.مع تنامي
سلوك املنافسة السوقية وتعدد األسواق وتباينها ،واالنتشار السريع واملذهل لظاهرة العوملة اليت تلزم املؤسسات التنافسية باالمتثال
( )11طلعت أسعد عبد احلميد" ،التسويق الفعال األساسيات والتطبيق" ،مرجع سبق ذكر ه ،ص( 48 :بتصرف). 13
( )نظام سلسلة القيمة لدى ميشال بورتر لتطبيق الوظائف إىل وظائف أساسية وداعمة وتآزرمها لتحقيق قيمة مدركة للعميل.
( )12مأمون سليمان الدرادكة" ،إدارة الجودة الشاملة وخدمة العمالء" ،مكتبة اجملتمع العريب للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،عمان – األردن،
،5009ص.99 :
ألنظمة اجلودة وهنا يقع اإلشكال هلذا الطرح ،مما وجب على املؤسسة املوجهة تسويقيا اللجوء إىل االستعداد ملطالب السوق
وتوقعاهتا ،وترمجة هذه التوقعات إىل سلع وخدمات ذات املواصفات واملعايري واجلودة اليت تعكس فرص النمو والبقاء يف السوق
واالرتقاء إىل مركز تنافسي متميز وهذا يعود الفضل إىل بناء تفكري اسرتاتيجي للتسويق موجه باجلودة اليت تؤكد حصول العمالء على
سلع وخدمات بضمان اجلودة العالية ،وهذا لفتح الطريق الواعد لدخول األسواق العاملية جبدارة وكسب حصص سوقية معتربة فيها،
كمؤشر لنجاح االسرتاتيجية التسويقية احمللية والعاملية املوجهة بفلسفة اجلودة.
من الشكل يوضح العالقة التكاملية بني االسرتاتيجية العامة واسرتاتيجية اجلودة للمؤسسة حسب منوذج ()S Kinner
الشكل رقم ) 01( :العالقة بين إستراتيجية الجودة واإلستراتيجية العامة للمؤسسة
المعايير والمواصفات
المطلوبة
المصدر :مأمون سليمان الدرادكة" ،إدارة الجودة الشاملة وخدمة العمالء" ،مكتبة اجملتمع العريب للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،عمان–
األردن ،0008،ص.84 :
يتضح من الشكل أعاله وجود ارتباطات وثيقة بني اإلسرتاتيجية العامة للمؤسسة وإسرتاتيجية اجلودة يف تفعيل قدرات الوظائف
بداخلها من حيث تصميم املنتج واملع ايري واملواصفات املطلوبة من طرف الزبون وضبط العملية اإلنتاجية لذلك ،للحصول على سلع
وخدمات قابلة إلرضاء الزبون وتلبية احتياجاته املتوقعة أو أكثر مما كان متوقعا،وهذا الغرض حيقيق قيمة مادية ومعنوية مدركة من
حيث اجلودة واملستوى الراقي هلا مع تربير تكلفة احلصول عليها بأقل بكثري من املنافسني ،وهذا يدل على ق درة إدارة التسويق
الموجهة بنظام الجودة الشاملة على تأكيد املوقف اإلسرتاتيجي للجودة على مستوى القمة اإلسرتاتيجية،حىت تسهم يف حتسني
الوضع التنافسي للمؤسسة وحتقيق توقعات الزبون بالدرجة األوىل وهذا مبدى قناعتها بأحد األركان األساسية للجودة الشاملة وهو
"التوجه بالزبون كشرط أساسي وإستراتيجي لضمان الجودة".
14
وبناءا على ما تقدم ،يؤدي نظام اجلودة الشاملة للتسويق دورا إسرتاتيجيا وفعاال وذلك بتجميع األفكار وتوقعات املستهلكني
املنتظرة عن املنتج أو اخلدمة وعن التطويرات والت حسينات اليت جيب أن تتوفر فيها وذلك إليصاهلا إىل األقسام الوظيفية ،املالية،
اإلنتاج ،االستغالل ،التموين للمؤسسة ،وذلك للتأكد من أن طلبات املستهلكني احلاليني أو احملتملني قد مألت "بشكل صحيح
()
وهذا بالرتكيز على تنمية اإل نتاج وتطوير تدريبات العاملني والتصاميم اهلندسية وبطريقة صحيحة" ويف الوقت املناسب ()JIT
املوجهة للسلع واخلدمات ،وهذا للوصول إىل امل ستويات الراقية واملطلوبة عامليا للجودة ،وهنالك عنصرا أساسيا يزيد من قيمة اجلودة
املدركة للزبون،وهو تسليم السلع واخلدمات املعاودة يف الوقت املناسب *** كشرط ال مناص منه وكأسلوب معاصر داعم لنظام الجودة
الشاملة في المؤسسات التنافسية.
تعد عملية التسليم يف الوقت املناسب " " Just in timeتعترب اآلن أحد أساليب اإلنتاج ،وهي يف الواقع تضع يف يد الفريق
التسويقي أحد أقوى األدوات املتاحة له حىت اآلن ،وبالطبع فإن أي أسلوب جيمع ما بني املورد والزبون هي عالقة ثابتة ومستقرة
ومفيدة للطريفني حتقق أيضا جودة مواعيد أو رزنامة التسليم يف الوقت املالئم ،وهذا ما أدى هبذا األسلوب يستحق الدراسة
واالستغالل بشكل جيد ،ولكن استخدام هذا األسلوب كأداة تسويقية سيتطلب درجة كبرية من العناية واحلساسية ملوقف الشراء يف
املؤسسات الكبرية الصناعية (املعتمدة يف ذلك على أسلوب التسويق الشرائي) ،كما سيتطلب األمر تأييدا كبري داخل املؤسسات
املوردة ذاهتا ،ويف الواقع فإن سياسة التسليم يف الوقت املناسب جيب الرتكيز عليها يف اجتاهني معاكسني على املستوى األمامي
( )13
بعد التدقيق الواسع لألسواق ،املنافسة ،طلب املستهلكني ،أصبح الرتكيز يف كيفية إجياد واخللفي ()en Amont et en Aval
الطرق واألساليب اليت تركز بالدرجة األوىل على عامل الوقت كمتغرية أساسية وإسرتاتيجية متتثل إليها املؤسسات التنافسية للتفوق،
وحتقيق عامل املرونة يف خدمة األسواق ،وتنمية املنتجات ،وتطوير أساليب حديثة خلدمة املستهلكني احلاليني واملرتقبني ،مما أوجب
اآلن استخدام أسلوب جديد ظهر أول ما ظهر يف اإلنتاج وليس التسويق ،ولكن املتوقع أن يكون له استمرارية نظرية وتطبيقية يف
"."Just in time delivery امليدان التسويقي ذاته ولقب هذا األسلوب أسلوب "التسليم يف الوقت املناسب"
إن نظام التسليم يف الوقت املناسب (سياسة) «هو إنتاج وتسليم السلع يف الوقت املناسب للبيع ،أو تسليم أجزاء ومكونات
السلع يف الوقت املناسب لكي يتم تركيبها وإنتاج سلع بشكلها النهائي ،تسليم املواد اخلام املشرتاة يف الوقت املناسب لكي تتحول
للسلع» ()14 إىل قطع ومكونات
)(
(JIT) : Just in time. 15
( )13أوبري ويلسون ،ترمجة نيفني غراب ،مرجع سبق ذكره ،ص( 88 :بتصرف).
( )14املرجع نفسه ص ،92 :نقال منS Comberger, R «Japanese Manufacturing Techniques», the Free :
press, New York 1982, P:16.
كما ميكن تعريف أسلوب التسليم في الوقت المناسب ( )Just in timeهي "إحدى السياسات واألساليب احلديثة
واجلديدة املستخدمة يف جمال إدارة العمليات حيث متثل أسلوبا متقدما يف جدولة اإلنتاج ،إن الفلسفة األساسية هلذا األسلوب أو
السياسة ميكن إجيازها يف النقاط الثالثة التالية:
-إلغاء كافة قوائم اجلرد :إما التخلص منها هنائيا أو من القسم األعظم منها.
-اعتماد أسلوب لإلنتاج يتضمن املنتج املناسب واملالئم يف الكمية املطلوبة واملناسبة يف الوقت املناسب.
-ربط كافة األنشطة التصنيعية بعملية اإلنتاج".
( )15
وعليه من هاتني الفكرتني لسياسة وأسلوب التسليم يف الوقت املناسب ( )JITهلا مزايا هامة وعديدة للزبون ومن أوضح هذه
املزايا:
-خفض تكلفة ختزين قطع الغيار واملكونات واملواد اخلام ومواد التشغيل وتوفري الوقت وأرضية التخزين.
-جتنب ضياع الوقت بسبب تأخر وصول اإلمدادات.
-التوفري يف النقل والتحكم العايل والدقيق يف اجلودة.
-خفض حجم النفايات وإعادة التشغيل (قابلية إلعادة التدوير) ودورات اإلنتاج واستهالك الطاقة والعمالة بشكل عقالين
واقتصادي.
واجلوهر يف أسلوب هذه الطريقة ( ) JITيرتكز على تيار أساسي بأن كل قوائم اجلرد غري مرغوب فيها وجيب لذلك التخلص
منها أو على األقل تقليص حجمها ،وبالطبع فإن هذا األسلوب يقوم على إنتاج املنتج املناسب يف الوقت املناسب وبالكميات
املناسبة،ومل يعد هنالك جمال لسياسة يف حالة لو" " Just in caseكأسلوب تقليدي لنظام اإلنتاج الواسع على أساس توفر
املنتجات ،واملثري هنا هو أن الوصف احلقيقي لسياسة التسليم يف الوقت املناسب ( )JITيقرتب كثريا من املفهوم املقدس للتسويق
وإن كان ينقصه شرطا واحدا هو "السعر يف الوقت املناسب".
إذا ما أسقطنا نظام أو أسلوب التسليم يف الوقت املناسب على األنشطة التسويقية ،فهو حيقق العديد من املزايا يف هذا
( )16
السياق:
-ختفيض تكاليف التسويق واليت تشمل :تكاليف التخزين ،مساحات التخزين ،نشاطات املناولة.
-تقليل من تكدس املنتجات النهائية يف املخازن املؤسسة ،غري أن تكديس املنتجات له إضافة إىل التكاليف الكلية وسلبيات
أخرى على املؤسسة،من خماطر احلريق ،والتلف ،التقادم ...اخل.
-التسليم السريع للزبون ويف الوقت املناسب له.
( )15حممود جاسم الصميدعي" ،مداخل التسويق المتقدم" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.88 – 80 : 16
وعند استخدام نظام " " JITبساعد يف حتقيق التوفيقة الالزمة لصنع ثالثة قرارات مرتابطة ومتفاعلة ،متكاملة فيما بينها واليت
يسعى إليها كل .من المنتج ← الزبون ← السوق ،أال و هي(:سعر أقل ،جودة أعلى ،التسليم السريع) واليت تعين بالدرجة األوىل
خفض التكاليف كما سوف نوضحها يف الشكل املوايل:
المنتج
-مواد أولية
خفض -مستلزمات
منتجات خدمات
المنتج التكاليف اإلنتاج
متنوعة
-مركبات
خفض عرض
التشغيل
التكاليف
المسوق
جودة أعلى
المسوق
سلع وخدمات
خفض التكاليف
متنوعة
المصدر :حممود جاسم الصميدعي" ،مداخل التسويق المتقدم" ،دار الزهران للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،0000،ص.82 :
17
( )17املرجع نفسه.،
ومن الشكل السابق يتضح الدور األساسي واملتكامل لنظام التسليم يف الوقت املناسب جلميع األنشطة اإلنتاجية منها والتسويقية
إلدارة جودة اخلدمات على حد السواء ومنطلق هذا األخري يرتكز أساسا على التوليفة يف تقدمي سلع ذات اجلودة العالية ،وبأقل سعر
وبأسرع وقت وبالتايل فإن استخدام ( )JITيؤدي إىل التوفيق بني رغبات كل من المنتج ← السوق ← الزبون وتصب كلها حنو
ختفيض التكاليف التسويقية و تعبئة جودة اخلدمات بدرجة األوىل والتكلفة الزمنية بالدرجة األساس (االلتزام باملواقيت وعامل الزمن)
لتوليد الكفاءة والفعالية لألنشطة التسويقية.
18