You are on page 1of 10

‫ميزة إنسانية ترتقي باالنسان إلى درجة ماهو إنساني( مرتبة‪ -‬منزلة)‬

‫تحررنا من عالقات الصراع ‪ ,‬العنف‪,‬الفوض‪ ,‬التعصب‪ ,‬و تضمن لنا حسن البقاء‪.‬‬

‫تظهر األخالق في شكل مجموعة من األوامر و التواهي فهي مجموع القيم و المبادىء و األسس التي‬
‫تضبط و تقيم سلوك البشر من خالل قيمتي الخير و الشر فالخير ضرورة اخالقي و الشر ال أخالقي ‪.‬‬
‫األخالق تنظم عالقات البشر فيما بينهم‪ .‬تحقق التعايش السلمي‪ .‬وحدة الكثرة‪ ,‬إنسانية اإلنسان ‪ .‬تجاوز‬
‫لعالقات العنف و الصراع و الفوضى ‪...‬‬

‫األخالق تؤسس لوجود أفضل و لحسن البقاء و هي مجموع القيم التى تعكس ما هو مسموح و ما هو غير‬
‫مسموح و تهتم بعالقة األنا باألخر فهي بمثابة الضوابط التي تنظم سلوك البشر في كل مجاالت الحياة‪.‬‬

‫إن تناول المسألة الخلقية في الفلسفة ينقلنا من اإلمتثال للقيم إلى وضع القيم موضع تسأل و محاولة البحث‬
‫في أسس القيم‪.‬‬

‫تطرح األخالق مسائل علمية على مستوى الواقعي مثال المسألة السياسية و ما تطرحه من استبداد و‬
‫طغيان و فساد يجعل فكرة المواطنة مجرد فكرة صورية و حتى المسألة العلمية و التي تمثلها النمذجة و ما‬
‫ترتب عنها من تهميش لمطلب الحقيقة و التعامل االخالقي مع اإلنسان ‪ .‬الطبيعة في سبل تحقيق الشجاعة‬
‫و المردودية لذلك تحولت المسألة الخلقية الى مسألة مطروحة و ملحة اكثر من أي وقت مضى باعتبار أن‬
‫األنسان مطلب بالمحافظة على إنسانيتة و تحقيق كينونة أصلية يتصالح فيها اإلنسان مع ذاته‪ .‬إن األخالق‬
‫فن ليأسس وجود أفضل و لحسن البقاء و هي مجموعة القيم التي تعكس ماهو مسموح و ما هو غير‬
‫مسموح‪ .‬تحيلنا المسألة األخالقية إلى مسألة الواجب األخالقي و البحث في أسس األخالق‪.‬‬

‫السعادة هي نقيض الحزن و الشقاء و التعاسة و تعني البهجة و الفرح و هي حالة من الغيضة و الرضى و‬
‫الطمأنينة و اإلنشراح التي تعيشها الذات و تكون عادة مرتبطة بما تعيشه الذات من تجربة مخصوصة و‬
‫ظروف ذاتية و قد ‪ ........‬السعادة الى الوجود الحسي فترتبط باللذة والنفع و الشجاعة أو إلى وجود‬
‫نظري ال مادي مرتبط بالنجاح ‪ ,‬مساعدة األخرين ‪ ,‬المجد‪ .‬كما يمكن للسعادة تحقيق حلم و توق إلى واقع‬
‫أفضل أو تعويض نقص لذلك يمكن إعتبار السعادة هاجس أو مطلب يشد رحال الجميع غير أن هذا‬
‫المفهوم و إذا كان مطلب كوني فإنه يتأثر على اختالف تصور السعادة‪.‬‬

‫السعادة تأسس على نظرة ذاتية ورؤية للعالم موسومة دائما بمنطق النية‪.‬‬

‫هو نقيض الشرو هو حصول الشىء على كماله و هو تصور معياري للعقل اإليجابي لذلك يعرفه ال‬
‫الوندة "الخير هو كل ما يكون موضوع إرضاء أو إستفسار مستوى من مستوى الغايات‪.‬‬

‫فهو المفيد و النافع والناجع و المكتمل و هو مفردة مدحية تعبر عن أحكام تقويمية فهو الحسن و االفضل ‪.‬‬

‫مفهوم الخير يبقى مفهوم نسبي و ذاتي و متغير بتغير األفراد و التاريخ‪.‬‬

‫يعتقد البعض أن السعادة الحقيقية التي ينشدها اإلنسان هي سعادة الملذات التي يجب عليه تحقيقها أو طلبها‬
‫دون خجل ألنه أمر طبيعي وما يدخل األديان و األنساق لألخالقية إال للحد من هذه اللذات ‪.‬‬

‫ال يجب على األفراد أن تكتم صوت ما هو طبيعي و غريزي بأعتباره بعد مؤسس للذات اإلنسانية هذا‬
‫الموقف هو موقف قديم في الفلسفة حيث نجده خاصة مع الفيلسوف اإلغريقي أرسب الذي وجد في المنفعة‬
‫و اللذة السعادة و إعتبر أن الغاية الوحيدة للفضيلة هي اللذة بهذا المعنى اللذة هي الغاية القصوى لحياة‬
‫اإلنسان و معايير القيم و مقياس الفعل األخالقي فال يجب أن تستحي من طلبها‪.‬‬

‫ربط اريستيب الخير باللذة الحسية العاجلة و أسس مدرسة تسمى المدرسة القورينائية نسبة إلى قورينا‬
‫في ليبيا في القرن ‪ 4‬ق‪.‬م فحسب أريستيب اللذة هي الخير األسمى و األوحد لذلك انصب تفكيره على تأكيد‬
‫اللذة الحسية لتحصيل السعادة مؤكدا على حسن إستثمار رهينة اللحظة و عدم التفكير في الماضي المولى‬
‫أو في المستقبل الذي لم يحن بعد كذلك هو الحال مع أبيقور مؤكدا على ضرورة اللذات و الحياة السعيدة و‬
‫توفير المتع للحصول على ما يسمى األتراكسيا ( الطمأنينة و السكينة) التي تبلغها النفس لتتمكن من‬
‫التفكير السليم و االرتقاء إلى عالم الحقيقة "اللذة هي بداية الحياة السعيدة و غايتها هي الخير االول الموافق‬
‫لطبيعتنا ألنها مبدأ الحياة نفسها"‪ .‬أبيقور بدوره أسس مدرسة و تعرف بالحدائق األبيقورية و التي تعرف‬
‫بالمزح بين حياة اللذة و المعرفة فكانت الخمور ة األطعمة و العالقات الجنسية مباحة غير أن اإلضافة‬
‫األبيقورية بالنسبة لموقف أريستيب هو ضرورة التعديل في اللذات نظرا ألن اإلفراط في اللذة يؤدي‬
‫األلم حيث يجب الرجوع الى فضيلة الفطنة و الحذر و تفضيل اللذة التي تدوم مثل الصداقة و الحكمة على‬
‫اللذات التي ال تدوم لذلك يعرف أبيقور بين انواع عدة من اللذة و يفاضل بينها و بين األالم فيجعل بعض‬
‫الالالم أفضل من بعض اللذات ألن في إحتمال هذه الالالم ما يؤدي الى لذة أكبر و في تجنب هذه اللذات‬
‫تجنب ألالم أكبر فاألصل في كل فعل أخالقي أن يتجه إلى تحصيل اللذة و تجنب األلم‪.‬‬

‫_لذة ضرورية و خيرة‪ :‬و هي ناتجة عن إشباع الحاجات األولية و تتمثل في إشباع الرغبة و الخلو من‬
‫الحاجة إليها هذه اللذة هي اللذة الحقيقية التي يدعونا إليها أبيقور و كل ما عداها من لذة فقيمته أقل بكثير‬
‫من هذة اللذة ألنها ليست ضرورية‪.‬‬

‫_اللذة الغير ضرورية وإن كان فيها خيرا‪:‬حسب أبيقور من المستحسن أن ال يتبعها اإلنسان‬
‫مادامت الطبيعة لم تهيئه لذلك التأنق في المأكل و الملبس كل هذا ليس بلذة ضرورية و إن كان خيرا ألنه‬
‫يحدث لذة و لهذا كان هذا النوع من اللذة أقل درجة من اللذة الضرورية‪.‬‬
‫_اللذة غير ضرورية و الخيرة‪ :‬فهي أدنى درجات اللذة إن لم نقل هي و األلم على نفس الدرجة و‬
‫يقصد بها الغرائز الحيوانية ألنها تحقق لذة مؤقتتة و ألم دائم و إن تحققت من هذة اللذة رغبة معينة‬
‫فسرعان ما تنشأ رغبة أخرى تصبو نحو التحقق ‪.‬‬

‫حسب ألبيقور بوسع المرأ أن يحيا حياة سعيدة جدا شرط أن يكون حكيما أي أن يتعلق بالنوع األول من‬
‫اللذات و يحرص حرصا ضئيال على تحقيق النوع الثانيو تجنب نهائيا النوع الثالث ذلك يعني أن الحكيم‬
‫وحده من يصل إلى السعادة و فضيلة الحكمة هي الوسيلة المؤدية الى طمأنينة النفس و خلوها من كل‬
‫شعور بالخوف و االضطراب كما انه يشيد بفضيلة العفة و ضبط النفس النه عن طريق الفضيلة يستطيع‬
‫الحكيم أن ينظم شهوته لينعم بأقصى لذة ممكنة و أن يكون خاليا من كل ألم مطمأن النفس و أن ال ينتظر‬
‫المرأ من الغد شيئا نموذجه في ذلك الخنزير (خنزير أبيقور كان يلتهم العشب غير مبالي بما يحدث و‬
‫غير ابه بصراخ الركاب و ال منتبه للخطر الداهم و كأن العاصفة ال تعنيه لذلك قال أبيقور لغرابة المشهد‬
‫‪":‬لكي يعش االنسان مرتاحا ال بد أن يكون مثل هذا و أشار الى الخنزير‪.)".‬‬

‫المكاسب‪ :‬تحقيق الطمأنينة و السكينة و الراحة و السعادة وضمان حسن البقاء خال من االلم و‬
‫االضطراب‪.‬‬

‫‪-‬القدرة على التفكير السليم و االرتقاء الى عالم الحقيقة‬

‫‪-‬التوفيق و الموازنة بين ماهو ذهني و ما هو جسدي ‪.‬‬

‫التحصيل المعرفي و راحة و طمأنينة النفس مع تلبية رغبات الجسد و فك التعارض بين النفس و الجسد‬
‫لتحقيق اإلنسجام و اإلعتدال و السعادة‪.‬‬

‫الحدود‪ :‬إرتباط الخير باللذة يمكن أن يغلب البعد المادي الجسدي على حساب البعد المعنوي و هو ما‬
‫يناقض مفهوم السعادة كمفهوم أخالقي و إنحدار االنسان من ما هو إنساني الى ما هو حيواني شهواتي‪.‬‬

‫‪-‬الخير مشروط بغاية تحصيل السعادة أي أن الخير ال يستمد قيمته من ذاته بل من الغاية و هو ما يعني أن‬
‫الخير ليس قيمة مطلقة يطلب لذاته بل نسبي و متغير يتغير بتغير الذات و الظروف و التاريخ و التجربة و‬
‫الواقع لتتحول السعادة الى سعادات و الخير الى أخيار و هو ما يناقض مع القيم األخالقية التي من شأنها‬
‫تنظيم شؤون و عالقات الفراد‪.‬‬

‫‪-‬ارتباط الخير بغاية يجعل منه فعل الإخالقي ألن الخير يجب ان يكون مبدأ ال ينتظر غاية أو نتيجة‪.‬‬

‫ب – الفضيلة و السعادة ‪ :‬السند "الخير و النظام "‬

‫األطروحة‪ :‬الخير األخالقي ال يكون إال عبر التعالي و التأمل الفلسفي و تحرر النفس من الجسد حتى‬
‫تعانق الفضيلة و تحقيق السعادة‪.‬‬

‫األطروحة المستبعدة‪ :‬هي التصور السفسطائي لألخالق الذي أسس الخير االخالقي على الوجداني و‬
‫اللذة‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫على عكس أي نحو يتحدد الخير االخالقي ؟ هل يتحدد من خالل تحقيق أوفر حظ من اللذة أو من خالل‬
‫حقن شهوات الجسد و التطهير من المادة؟‬

‫التحليل‪:‬‬
‫على عكس األبيقورية قامت المدرسة الرواقية على ضرورة الزهد في المتع و على مقولة سياسة‬
‫الذات في الملذات فالسعادة عند الرواقية تهدم بضبط النفس الحكمة و العفاف و الفضيلة فالسعادة في‬
‫تصورهم خالية من لرغبة و اللذة مقابل العناية بحياة التأمل و الحكمة فالفضيلة هي الخير الوحيد فهي‬
‫"تحمل و عفة" الخير ارتباط بالكبت و القمع و ضبط النفس المدرسة الكلية بدورها ترى ان السعادة‬
‫الحقيقية تكمن في الضيلة و ليس المتعة‪.‬‬

‫فالرجل الفاضل و الحكيم هو ما ينظر بإحتكار لكل الرغبات المألوفة ويعيش غير عابىء بالثروة و الجاه‬
‫كذلك الحال مع أفالطون الذي يعتبر السعادة مشروطة و متطابقة مع النفس الخيرة و ماهية االنسان و‬
‫تكون السعادة بالقدرة على تحصيل المعرفة و التمييز العقلي بما ه خيرات دائمة في النفس و هو ما‬
‫يستوجب العمل على تحرر النفس من االهواء و إضطربا ت البدن الن الفضيلة تولد السعادة و ليست‬
‫السعادة من تولد القضيلة لذلك كانت عالقة ا لسعادة تشارط و تالزم فاالنسان الفاضل هو االنسان السعيد‪.‬‬

‫إن طلب اللذة بالنسبة ألفالطون يحيل الى إخالل في النفس و بالنظام المتعلق بمنزليتها االنطولوجية فالنفس‬
‫أسمى و أفضل من الجسد فهي الوجود الحقيقي و ما الجسد اال مصدر الشرور وااللم و الفتن لذلك تسعى‬
‫النفس في هذا األرضي الى التحور من مجسدها لتصعد الى العالم المعقول و المثالي‪ .‬الشهوة و اللذة و‬
‫المتع هي االم للنفس و لطبيعتها لذلك عرف أفالطون الشهوة "باألجرب" الذي كلما حك جلده كلما تزيد‬
‫رغبته و حاجه الى الحكة ليبقى في عذاب متواصل الى درجة االلم لذلك حسب أفالطون لبلوغ الخير‬
‫األسمى يجب احتقار الجسد و التطهرمن المدة لبلوغ الفضيلة‪.‬‬

‫‪-‬يحيل مثل الخير بالنسبة ألفالطون مرتبة السيادة في عالم المثل فالخير األخالقي ال يكون اال عبر موت‬
‫الجسد و كل ما هو حسي زائف فكلما تعالى اإلنسان عن شهوته و تحرر من بدنه كلما حقق الكمال و‬
‫الخير االخالقي الفضائل بالنسبة ألفالطون ثالث ‪ :‬الحكمة وهي فضيلة العقل العفة وهي فضيلة االهواء‬
‫و الشجاعة هي فضيلة الغضب و النفس مشدودة لثالث قوى‪ :‬القوة العقلية ‪ ,‬القوة الغضبية و القوة‬
‫البطن‬ ‫الصدر‬ ‫الرأس‬ ‫الشهوائية‬

‫فالقوة العقلية فضيلته الحكمة و القوة الغضبي ة فضيلتها الشجاعة و القوة الشهوانية فضيلتها العفة ويشبه‬
‫أفالطون قوى النفس بالعربة ذات الجوادين هذا بمثابة القوتين (الغضبية و الشهوانية ) أما الذي يشد و‬
‫يعقل هاذين القوتين فهي القوة العاقلة و منها عبارة العقل لتحقيق التوازن االعتدال و االنسجام حيث ال‬
‫قوة تطغى على األخرى و اذا ما تحقق التوازن بين القوى النفس و فضائلها يحقق االنسان سعادتهو الخير‬
‫االسمى األخالقي فإذا أدغنت الشهوانية للغضبية و خضعت الغضبية للعاقلة ساد النظام و االنسجام في‬
‫النفس و العدالة و بذلك بلوغ الكمال االخالقي و السعادة الدائمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرفاه و السعادة‪:‬‬
‫إزدهار التيار النفعي في انقلترا منذ بدايات الثورة الصناعية التي ساهمت في ظهور العديد من النظريات‬
‫االقتصادية المدعمة للتوجه الرأسمالي و إلمكانية تنمية الثروة و الربح و الدفاع على مصالح الرأسمالية‬
‫الصاعدة لذلك كانت كل النظريات مرتبطة بالمنفعة و المصلحة و الربح و الدفاع عن مجتمع الرفاه‬
‫والبراغماتية وهو شعار من شعارات االزدهار االقتصادي الرأسمالي و التي تعتبر االستهالك نتيجة‬
‫لسعادة المجتمعات لذلك يعنى هذا التيار الى ربط جميع ما يتعلق بوجود االنسان بمنطق اقتصادي مادي و‬
‫في إعتبارهم االستهالك و الرفاه هي القيمة ألكثر جدارة النه العنصر المحدد لمدى تطور هذه الشعوب‬
‫لذلك الغرابه ان تتحدث في هذا السياق عن أخالق نفعية مرتبطة بالمصلحة و لتحقيق اكثر ما يمكن من‬
‫الربح المادي‪.‬‬

‫إرتباط الخير االخالقي بالمنفعة‪ ,‬بالمصلحة‪ ,‬باالستهالك‪ ,‬لمردودية‪ ,‬الربح‪,‬الشجاعة‪ ,‬المال ‪ ,‬المادة‪,‬‬
‫المتعة‪ ,‬القوة ( نيتشه)‪.‬‬

‫ينقسم التيار ‪ .....‬الى قسمين القسم االول يضم المنعة الفردية في صدارة إهتمامه و القسم الثاني يضم‬
‫المنفعة الجماعية هي المصلحة العليا و غاية الخير االخالقي‪.‬‬

‫القسم األول ‪ :‬يعتبر هذا التوجه من النظريات النفعية المتطرفة التي تجعل من المصلحة الذاتية هدف وقاية‬
‫الفعل االنساني و مقر هذا التوجه يقر بمركزية األنا و أولويتها على حساب األخرين و من مؤسس هذا‬
‫التوجه ويليام جايمس حيث يعتبر أن األنانية شعور طبيعي ال يمكن أن ننكره أو نزيفه بأي قناع أخالقي‬
‫أو ديني حيث يقول ‪":‬ليس ثمة شخص يستطيع االهتمام بأنا جاره على غير اهتمامه باالنا الخاصة فأنا‬
‫جاري تكون مع بقية العالم كتلة غريبة تقف قبالتها األنا الخاصة بي على نحو بارز للعيان فحتى الدودة‬
‫المحشورة في االرض تقابل بين أناها و بقية الكون رغم انه ال يوجد لديها تصور واضح عن نفسها"‪.‬‬

‫النجاعة‪ ,‬المردودية‪ ,‬الربح‪ ,‬الثروة‪ ,‬المصلحة‪ ,‬االسهالك و المادة بشكل عام كل هذه المبادىء وجدت‬
‫صدى كبير على مستو الوجود االنساني‪.‬‬

‫أما القسم الثاني و الذي ربط الخير والرفاه بالمصلحة الجماعية للمجتمع و الدولة فال يمكن الحديث عن‬
‫فضيلة او خير دون ان نضع في اإلعتبار المصلحة المشتركة أو الغاية الجماعية على أعلى هرم القيم التي‬
‫نطلبها و نطوق إليها أي أن نطلب السعادة الجماعية على السعادة الفردية هي أسس الفعل األخالقي منها‬
‫"جون ستيورات ميل" الذي يعتبر أن مطلب السعادة و هو مطلب كوني رغم أن هناك من يستطيع ان‬
‫يحيا دون سعادة أي هناك من يتنازل عن سعادته ألجل االخرين و يكون ذلك دافعا قويا هذا التنازل مثال‬
‫ان يكرس الفرد حياته الجل البحث العلمي حتى يصل الى سعادة الجميع ووضع سعادة الكل فوق سعادته‬
‫الخاصة لذلك يحدد جون ستيورات ميل السعادة من زاوية فردية و جماعية في ان يسير في نفس االتجاه‬
‫"بنثمان" عندما أقر‪ ":‬نعني بالمنفعة إمتالك أي شىء ننجو بفضله الى تحقيق مصلحة ‪ ,‬مكسب‪ ,‬لذة‪ ,‬خير‪,‬‬
‫أو سعادة"‪ .‬وهو موقف غير بعيد عن التصور األبيقوري الذي يحدد السعادة بإعتبارها اللذة و غياب االلم‬
‫تماما مثل التعاسة بإعتبارها " األلم و الحرمان من اللذة" ‪.‬‬
‫إن النفعية تتحدث عن سعادة جماعية و سعادة كل الناس رغم أنها تختزل الخير في النافع فالنافع هو ما‬
‫يمكن من تحقيق الخير لذلك تدعو هذه المدرسة الى توزيع المنافع و الثروة بطريقة عادلة بين الناس حتى‬
‫تعم المنفعة و الخير و بالتالي السعادة الجماعية ‪.‬‬

‫تتماشى السعادة مع الرفاه في المجتمعات االستهالكية إستطاع بنثمان أن يوسع مفهوم اللذة عند االبيقورية‬
‫مهتما بالوسائل المؤدية اليها فى عصر الرأسمالية و الليبرالية لذلك يدعو البشر الى استعمال ذكائهمو‬
‫مهاراتهم لينالوا اكبر عدد من المنافع و يحقق سعادة أعظم‪ .‬لذلك يرى بنثمان ام فالسفة االخالق مخطئون‬
‫إذ أرجعوا االخالق الى اللزام بالواجب ففي تصوره الطبيعة البشرية هي التي توجه السلوك االخالقي‪.‬‬

‫أخالق الوجب ‪ :‬كانط‬


‫مثلت الفلسفة الكانطية مراجعة نقدية للتصورات القليدية لالخالق إذ يرفض كانط اعتبار السعادة مبدأ أعلى‬
‫لالخالق باعتبار ان مفهوم السعادة ينقسم باالتحدد و اال تعين وهو مفهوم مستخلص من التجربة ال من‬
‫العمل فحين نريد تحديد هذا المفهوم غالبا ما نتجه الى االمثلة التجريبية و هو ما يؤكد الطابع الحسي‬
‫لفكرة السعادة كما ان مفهوم السعادة يختلف من شخص الى اخر بل إنه يتغير عند الشخص الواحد إستجابة‬
‫لميوالته الفردية الذاتية و هو ما يعكس انصاف هذا المفهوم باالحتمال و الخصوصية ‪ .‬إن أساس النقد‬
‫الكانطي ألخالق السعادة ينبني على القول بخطاء الربط بين األخالق و السعادة الننا نضع القواعد‬
‫األخالقية الموجهة للسلوك البشري صياغة مخالفة و مناقضة لسمات القانون األخالقي الذي يجب أن‬
‫يكون شموليا و كليا و ثابت و تتجلى المارقة إذن في أن تأسيس االخالق على السعادة تحطيما و ضربا‬
‫لالخالق لذلك يسعى كانط الى التأكد على ان العقل هو أساس كل القيم و هومصدر كل القوانين االخالقية‬
‫و تكمن مهمة العقل في إيجاد إرادة خيرة ال تسعى الى إشباع نوازعها و اهدافها النفعية و إنما تكون‬
‫خيرة في ذاتها بإعتبارها الخير األسمى ‪ ":‬ان مصير العقل الحق يجب ان يتجه الى بعث إرادة خيرة فينا‬
‫ال تكون وسيلة لتحقيق غاية من الغايات بل تكون ارادة خيرة في ذاتها و من اجل هذا كان وجود العقل‬
‫امر تقتضيه الضرورة المطلقة " بذلك تتحول االرادة الخيرة الى ارادة عاقلة النها ترجع الى ملكة العقل‬
‫الالى ملكة الرغبة يدعونا كانط الى المييز بين االفعال المطابقة للواجب و االفعال التابعة من الواجب‬
‫فاالولى تبد ظاهريا وكأنما افعال أخالقية تراعي الواجب األخالقي كمظهر خارجي لكنها أفعال تنبع عن‬
‫إرادة غير خيرة و تحركها نوازع ورغبات ال أخالقية أما االفعال التي تنبع من الواجب فهي أفعال خيرة‬
‫تحركها إرادة عاقلة حيث يستمد الفعل قيمته من ذاته لذلك يميز كانط بين االمر الشرطي ( هو االمر الذي‬
‫يكون مشروطا بغاية او هدف و وسيلة ترتبط بطلب المنفعة و الجزاء) و األمر القطعي االشرطي ( هو‬
‫نقيض االمر الشرطي اى األمر الذي ينتج عنه افعال أخالقية ال تحددها شروط فهو امر نابع من العقل‬
‫إستجابة لمبدأ الفعل و إلتزام ‪ #‬االلتزام به احتراما للواجب مثال تاجران ال عن إرادة إجبار و فرض ن‬
‫الخارج‬

‫يعيشان االول يقوم بذلك حتي يضمن الحفاظ على حرفائه و تحقيق مزيد من الربح و الثاني يقوم بذلك‬
‫إحتراما للواجب الخالقي‬

‫فعلى التاجرين متطابقان مع الواجب اال ان التاجر االول فعله أخالقي النه مشروط بغاية اما فعل‬
‫التاجر الثاني فهو اخالقي النه نابع من ارادة خيرة و إلتزام ارادي لذلك يقول كانط ‪":‬إن الفعل الذي أنجزه‬
‫عن واجب هو الي ال يستمد قيمته من الهدف الذي يجب عليه تحقيقه بل من المبدأ الذي حددة"‪.‬‬
‫إن االرادة الخيرة ال تكون اال بخضوعها للواجب و هو ضرورة آداء الفعل احتراما للقانون االخالقي بما‬
‫هو قانون ذاتي ل قانون كوني مطلق يستمد قيمته من كونية العقل و يرد كانط هذه القوانين الى قاعدتين ‪:‬‬

‫*قاعدة التعميم و الكلية ‪":‬إفعل طبقا للمبدأ االخالقي الذي يجعلك تقدر على ان تريد له في الوقت‬
‫نفسه أن يصير قانونا كليًا "‪ .‬أي القانون االخالقي الذاتي قادر ان يرتقي المستوى القانون الكلي و أنيعمم و‬
‫في تعميمه ال يؤدي الى تناقض او عدم او ال معقولية مثال اإلنتحار رغبة في التخلص من الحياة يعد فعال‬
‫ال إخالقيا النه ال يرقى الى مستوى التعميم لينجد على كامل االنسانية ففى تعميمه إنقراض و فناء ‪...‬‬
‫البشر يقول كانط ‪ ":‬يجب ان احول مبدأ الذاتي الى قانون كوني "‪.‬‬

‫* قاعدة العانية‪ " :‬إفعل كا تعامل االنسانية في شخصك و شخص سواك دائما و في نفس الوقت على‬
‫انها غاية و ليس على انها مجرد و سيلة"‪ .‬مثال الشخص الذي يعطي وعودا كاذبة انما إتحد من االخرين‬
‫مجرد و سائط ال غايات في ذاتها لتحقيق رغباته و مصالحه فغاية الفعل االخالقي مع كانط هي احترام‬
‫االنسان و االنسانية جمعاء‪ .‬يمكن القول ان العقل يشرع لقانون اخالقي لكائن حر و متعالي عن الكائ‬
‫الحسي ذلك ان المبدأ الوحيد لالخالقية يقوم على االستقالل تجاه كل مضموح او واقع او تجربة في حين‬
‫ان االخالق المؤسسة على مبادىء حسية تجربية تلرجع في محملها الى مبدأ السعادة الشخصية و هو ما‬
‫يتناقض أخالقية الفعل فأخالق السعادة ال يمكن ان تزودنا بقانون كوني في حين ان القانون االخالقي الذي‬
‫ينبني على فكرة الواجب لن يكون مفروضا على االرادة بل هو قانون شرعته االرادة نفسها و في طاعتها‬
‫له حرية لذلك يقول كانط ‪ ":‬أمران يمألن النفس إعجابا و إجالال السماء المرصعة بالنجوم من فوقي و‬
‫القانون االخالقي في داخلي"‪ .‬بهذا المعنى ال وجود لتعارض بين قانون االخالقي الذاتي و القانون‬
‫االخالقي الكوني و الحرية‪ .‬الن االمر االخالقي صدر ن العقل و الذات فالذات هي المشرعة و هي في‬
‫نفس الوقت الممثلة بالتالي لن تخضع ألى إرادة خارجية بل تمثل لذاتها‪.‬‬

‫األخالق بالنسبة لكانط تستمد أسمها من مبدأ الفعل و ليست غايته من العقل ال من التجربة الن العقل‬
‫قبلي و ثابت و التجربة بعدية و متغيرة االمر االخالقي تحركه أوامر قطعية ال مشروطة "إفعل كذا" و ال‬
‫يحركه األمر الشرطي "إفعل كذا ألجل كذا" ‪ .‬الفعل االخالقي يقوم على احترام مبدأ الفعل ال عن غايته‬
‫تحركه االرادة حيث يكون فيها المبدأ الذتي قادر يتحول الى قانون كوني إنساني و تعميمه اليفضي الى‬
‫تناقض او عدم وإن كان للفعل االخالقي فغايته إحترام االنسان و االنسانية و في هذا الحال يكون االنسان‬
‫جديرا بالسعادة على إعتبار ان السعادة لم تعد مبدأ او المحرك او الدافع االساسي للفعل االخالقي بل هو‬
‫تتويج و إستحقاق و جدارة‪.‬‬

‫الحدود‪:‬‬
‫‪-‬االخالق الكانطية اخالق متعالية عن المجتمع و مثالية وغير واقعية منزلة(ترنسند نتالية)‪.‬‬

‫‪-‬االخالق الكانطية طوباوية (إستحالة تحققها على أرض الواقع)‬

‫‪-‬االخالق الكانطية بقيت صورية خالية من كل مضمون واقعي تجريبي وهو ما يتعارض مع الواقع‬
‫البشري و مع االخالق بإعتبارها الضوبط التي توجه الفعل في الواقع‪.‬‬
‫خلل في‬ ‫‪ -‬يرجح كانط كفة العقل و اللوفوس على جانب العاطفي الوجداني الجسدي(اإليروس)‬
‫توازنات البشر على إعتبار ان االنسان ذو بعدين (عقلي و عاطفي)‪.‬‬

‫‪-‬االختبار يعني تخير االفضل وهو مايعني ان الفعل االخالقي يرتبط ضرورة بالصالح بالنافع أي بغاية‬
‫علمية مادية‪.‬‬

‫نقد أخالق الواجب الكانطية‪:‬‬

‫أ – نقد سوسيولوجي ‪ :‬النص السند‪ :‬دور كايم‬


‫يرفض التصور االجتماعي البعد التأملي لألخالقو للواجب ذلك ان الواقع االجتماعي بمختلف أشكاله يلعب‬
‫دورا في تشكيل القيم فحسب دوركايم االخالق ظاهرة إجتماعية تتغير بغير المجتمع ذلك يعني ان الواجب‬
‫االخالقي اليصدر عن االرادة الخيرة كما يدعي ذلك كانط بل صادرة من المجتمع وهو مايعني أنها‬
‫تمارس ‪....‬و إلزام وقيد فما ‪......‬المجتمع يعتبر أخالقي وما يرفضه ال إخالقي ‪ .‬الدراسات السوسيولوجية‬
‫كبيرا بمسألة التربية االخالقية فهي تبنى الوعي وهو ما يجعلنا نعتبر ان الواجب االخالقي‬
‫تولي إهتماما ً‬
‫مكسب يكون نتاج لتلف و إهالء مد المحيط اإلجتماعي و ضرورة التكيف معه ‪ .‬يمارس المجتمع نوع من‬
‫الإللزام من خالل رسم معاليم اإلمتثال للواجب فهو من يتحكم بصورة مباكرة في سلوك االفراد و الجماعا‬
‫ت و التنشئة االجتماعية حيث يمثل المجتمع قوة إلزامية ويفرض نموذج السلوك السلوك وفق الوظائف و‬
‫المهام التي يقو م بها االفراد داخل المجتمع هكذا تتعالى سلطة المجتمع على سلطة االفراد فهو من يرسم‬
‫منهاج حياة الفرد‪.‬‬

‫حسب دوركايم المقاربة االخالقية الكانطية تقوم على تصور ميتافيزيقي العلمي مرجعيتها الدين و تقوم‬
‫على الخرافة و االسطورة وهو ما يفسر تالزم االخالقي و الدين في نظر دوركايم االخالق ظاهرة‬
‫إجتماعية باالساس حيث ان المجتمع هو الذي وضع فينا عند تربيتنا تربية أخالقية هذه المشاعر التي تملى‬
‫علينا سلوكنا فضميرنا االخالقي هو ضمير المجتمع فهو المتحدث فينا من الداخل فاالخالق ليست نتاج‬
‫إلرادة الفرد كما انها ال تجد مصدرها في قوى غيبية متعالية و إنما يستبطن الفرد بفعل التربية و التنشئة‬
‫االجتماعية جملة من القواعد االخالقية التي تصبح فيها بعد بمثابة المبادىء الملزمة للسلوك و ترتقي الى‬
‫الواجب االخالقي و يقضي هذا القول الى نفي فكرة إطالقية و شمولية القيم االخالقية فال ‪...............‬‬
‫للتغير من مجتمع الى أخر مثال القتال فعال ال أخالقيا و شر لكنه في مجتمعات أخرى يعتبر أخالقياو خيرا‬
‫في حاالت األخذ بالثأر لذلك تبق االخالق قابلة للتغير و التغير بحكم إرتباطها بتصور المجتمعات تاريخيا‬
‫‪.‬‬

‫حسب دوركايم الضمير الفردي إنعكاس للضمير الجمعي ففي تصوره الفرد يولد صفحة بيضاء و‬
‫المجتمع هو الذي يخط فيه قواعد سلوكه و يحدد لديه مفاهيم الخير و الشر‪.‬‬

‫الواجب اال خالقي الينبع من إرادة خيرة بل من المجتمع بالتالي الخير االخالقي اليمكن ان يكون مطلق‬
‫و ال ثابت بل متغير بتغير المجتمعات‪.‬‬

‫الواجب االخالقي اليمكن اعتباره إلتزام أخالقي بل إلزام وإمالء يمثل سلطة قهرية إلزامية من الخارج (‬
‫األنا األعلى مع فرويد)‪.‬‬
‫ب‪ -‬نقد تاريخي‪:‬‬
‫تنقد الفلسفة الماركسية التعامل المتافيزيقي مع االخالق النها إنبنت على مسلمات خاطئة و هي االعتقاد في‬
‫تعالى االخالق عن الواقع و عن التاريخ‪ .‬إن تجاوز ميتافيزيقا االخالق يقتضي موقفا نقديا ينبني على‬
‫أرضية تاريخية أي دراسة قيمة القيمة إنطالقا من دراسة تاريخية تبين متى ظهرت هذه القيم ؟ و كيف‬
‫ظهرت؟ و لصالح من وجدت؟‬

‫يقوم ماركس على تصنيف النشاط البشري الى صنفين ‪ :‬البنية التحتية و هي الوجود البشري في بعده‬
‫االجتماعي و االقتصادي المادي و البنية الفوقية التي تحيل الى النشاط الفكري و النظري مثل الدين و‬
‫الفن و الخالق‪ .‬يعبر ماركس ان البنية الفوقية هي إنعكاس للبنية التحتية ونتاج لها و بما ان االخالق تنتمي‬
‫للبنية الفوقية فهي ضرورة تتولد من الظروف االجتماعية و االقتصادية التي يعيشها البشر ذلك يعتبر ان‬
‫الخير اال خالقي نتاج للظروف االجتماعية و االقتصادية فهي تعكس وضع اقتصادي فهي ليست مطلقة و‬
‫ال كو نية بل لكن طبقة إجتماعية لهل قيمها الخاصة التي تغير بها عن وضعها وتدافع بها عن مصالحها ‪,‬‬
‫الطبقة المهيمنة إقتصاديا تستخدم االخالق لبرير سيطرتها و هيمنتها فالقيمة االخالقية "التسرق" لم تظهر‬
‫اال مع ظهور الملكية الخاصة ذلك يعني ان فعل ال تسرق ال أخالقي ال لتحقيق خير إنساني بل لحماية‬
‫ممتلكات و مصالح الطبقة المهيمنة إقتصاديا‪ .‬القينم االخالقية تمثل شكل من أشكال الوعي االيديولوجي و‬
‫ال يجوز تناولها في إستقاللها عن شرط تكوينها المادية و الموضوعية اي ان تطور القوى االنتاجية و‬
‫طبيعة العالقات التي تمثل االساس المادي للحياة "البنية التحتية"‪.‬‬

‫يقول إنقلس "ان الناس عن وعي او عن غير وعي تستمدون تصوراتهم االخالقية من العالقات العملية‬
‫التي يقوم عليها وضعهم الطبقي أي من العالقات االقتصادية التي ينتجون و يتبادلون فيها"‪.‬‬

‫نقد نيتشه ألخالق الواجب ‪ :‬نقد جينيالوجي‪:‬‬


‫ان النقد الجينيالوجي في المسألة الخلقية ال يستهدف االخالق و امنا يسائل االخالق و يسأل عن اصلها‬
‫وعن أسس القيم ‪ .‬هذه المسألة تضع اإلرث االخالقي موضوع تشكيك و ‪ .....‬و ادانة و هذا من شأن نيتشه‬
‫بامتياز النه يسخرمن العقائد المتحجرة و البداهات و االصول و بذلك يفتح منطقة او بعد كان قبله عصي‬
‫عن النقد و ممتنع عن التفكير‪ .‬ونقصد البحث في أصول االخالق في هذا االطار ينقد نيتشه القيم و‬
‫يحطمها النها أخالق وضعية تعدم الحياة و تحولها الى عدم " أخالق العبيد" لذلك يدعو الى تحرير‬
‫االنسان من ‪ .....‬االهوت حتى ينهض كائنا بديال كائن يخلق معنى وجوده و يتحمل مسؤوليته في إدارة‬

‫مصيره وصنع مستقبله بصورة التأسره هويته مسبقة او ماهية معطاة أو تعريف حاسم ونهائي و هذا‬
‫معنى من معاني االنسان المتفوق او االعلى او االنسان االرقى نموذجه في ذلك ‪..........‬الذي تطهر من‬
‫عفن القيم ‪ ....‬بالحياة و‪ .....‬القيم و إعتلى إرادته فتحول الى قوة تسخر من االلم النه لم يعد مؤلما و ينظر‬
‫من االعالى النه لم يعد يقطن المنحدرات و المنبسطات "أمرتهم بقلب منابرهم العتيقة حيث لم يكن يجلس‬
‫اال هذا الغرور‪ .‬أمرتهم ان يضحكوا سخرية من معلميهم و من قديسيهم و من كل من كانوا فزعات سوداء‬
‫‪ ......‬فوق شجرة الحياة"‪ .‬إرادة القوة عند نيتشه هي إرادة الحياة إنها اإلرادة التي تبدع و تخلق تشرع و‬
‫تنفرد تحرر ‪ .......‬و العفن إنها االلتساق بالجسد و االرتفاع إليه لذلك يقول ‪":‬ال تمشي في طريق من طرق‬
‫الحياة اال و مك صوت عزيمتك و إرادتك لتلهب به كل عقبة تعترض طريقك"‪ .‬االخالق الحقة تتجاوز‬
‫حقل الواجب الن الواجب هو تقنين السلوك الموجه ضد الحياة فاالنسان هو قبل كل شئ إرادة القوة‪.‬‬

‫إن إرادة القوة عند نيتشه منتظرة الى إرادة حي اة وإرادة عدم و هذا اإلنشطار ناتج عن دينامية الرغبة ذاتها‬
‫الن الرغبة تسعى الى االشباع و تنفتح على اللذة فتتحدد بإعتبارها إرادة حياة فاالشباع هو تمجيد للحياة و‬
‫إقرارلها‪ .‬إرادة الحياة تناشد الحياة و تمجها النها قادرة على فرض سلطاتها و قوتها لذلك أخالق كانط‬
‫تأسيس ألخالق الشفقة و العبيد و العدم النها تنتقد الرغبة و اللذة و الجسد لتنتقم من الحياة هذا يعني أن‬
‫نيتشه يرجع كل وجود الى القوة و الى أخالق االقوياء وإرادة الحياة الن أخالق الشفقة تمنع االنسان من‬
‫بلوغ أعلى درجات القوة و البهجة و بالتالي السعاة‪.‬‬

‫عالقة التعارض بين الخير و السعادة ‪ :‬فرويد‬


‫يطرح علم النفس التحليلي مسألة السعادة كموضوع من موضوعات الحياة النفسية فإذا كان االنسان قد‬
‫تحدد بما هو سجين ماضيه وتتحدد الحضارة بماهي قمع للجسد و طاقات الهو فإن ذلك يحيلنا الى اليات‬
‫القمع و الكبت و التصعيد إذن نحن أمام معوقات السعادة و أمام ألم و شقاء و تعاسة يقول فرويد أن القوة‬
‫الطبيعية الساحقة‪ ,‬الشيخوخة ‪ ,‬المكيونات كلها مصادرقلق و إضطربات ألنها إرتبطت بالمحرمات‬
‫المنظمة لإلجتماع االنساني فالحضارة مصدر ‪ .....‬اإلنسان بماهي إحالة على األنا األعلى الذي يمارس‬
‫سلطة على األنا حتى ال يمثل لرغبات الهو و إذا كانت الرغبة عند فرويد قوة نشطة عنيفة تسعى الى‬
‫اإلشباع لكل الوسائل فإن مآسي الحياة كالموت المرضي الشيخوخة الكبت معوقات للسعادة‪ .‬و المتين و‬
‫المخدرات هي مسكنات لذلك يقول فرويد ‪":‬وما الدين و المخدرات اال مسكنات و تلبيات بديلة تحت وطئة‬
‫البؤس لذلك بنيت الحضارات على حساب سعادة االنسان فتطور الحضارة يعني نقصان السعادة هذا ما‬
‫دفع فرويد القول ‪ ":‬لم توجد في خطة الخلق البتة إنسان سعيد"‪.‬‬

You might also like