You are on page 1of 12

‫تلخيص األخالق ‪ :‬الخير و السعادة‬

‫األخالق ‪ :‬جملة الضوابط و القواعد و المعايير التي تحدّد سلوك اإلنسان و توجهه نحو الخير باعتب اره م ا‬
‫هو منشود ‪ ،‬و المقصود باألخالق معرفة الفضائل و كيفية اكتس ابها لتس مو به ا النفس ‪ ،‬و معرف ة الرذائ ل‬
‫لتتن ّزه عنها ‪.‬‬
‫الإيتيقا ‪ : Ethique‬كلمة فرنسية من أصل يون اني‪ ،‬و تع ني البحث عن نس ق مب ادئ ته دف إلى وج و ٍد خيّ ر‬
‫وسعيد‪ ،‬في حين أن كلمة أخالق ‪ Morale‬الفرنسية من أصل التيني‪ ،‬و تتحدد كنظرية في الج بر‪ ،‬نظري ة في‬
‫القانون والواجب األخالقي باعتباره ال مشروط و كوني‪ .‬و يجب أن نالحظ أن اإليتيقا تشهد اليوم أك ثر حظ وة‬
‫في مقابل احتشام االهتمام باألخالق‪ .‬و اإليتيقا اليوم تفيد عموما النظرية العقالنية حول الفع ل والحي اة الخ يرة‬
‫وبالتالي تتمثل في دراسة مش اكل القيم ال تي تطرحه ا مس ائل المحي ط (إيتيق ا المحي ط) و الممارس ات الطبي ة‬
‫(البيو‪ -‬ايتيقا)‪...‬‬
‫الخير ‪ :‬لغة هو حصول الشيء على كماالته ‪ ،‬أما فلس فيا ه و تص وّ ر معي اري للفع ل اإليج ابي و التأس يس‬
‫ي مستوى من مستويات الغايات مكتمل في‬ ‫لألفضل ‪ ،‬فالخير كل ما يكون موضوع إرضاء أو استحسان في أ ّ‬
‫ي غاية‪ ،‬و الخير هو ما يتعيّن و ما يجب فعله وهو نقيض الشرّ ‪.‬‬ ‫نوعه ‪ ،‬ناجح و ناجع ‪ ،‬مفيد أل ّ‬
‫السعادة ‪ :‬لغة هي نقيض الحزن و الشقاء و النحس ‪ ،‬كما تفيد معنى البهجة و الف رح و الح ظ ‪ .‬أم ا فلس فيا‬
‫فهي حالة من الغبطة و الرضاء و الطمأنينة التي تعيشها النفس‪ ،‬فالسعادة هي شعور بالرضا التام و غياب ما‬
‫يع ّكر صفو النفس و اعتدالها ‪.‬‬
‫الفرق بين السعادة و اللذة ‪ ،‬أن السعادة حالة خاص ة باإلنس ان و أن رض اء النفس به ا ت ام‪ ،‬في حين أن الل ذة‬
‫حالة مشتركة بين اإلنسان و الحيوان و أن رضاء النفس بها مؤقت ‪.‬‬
‫في التالزم بين الخير و السعادة‬ ‫‪.I‬‬
‫في اعتبار التأمل هو السعادة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تهتم الفلسفة األخالقية بتحديد الس عادة حق ا‪ .‬ل ذا ينطل ق أرس طو من الش وق أو الرغب ة في الس عادة باعتب اره‬
‫معطى طبيعي لدى كل الناس‪ .‬لكن تحقيق السعادة يتطلب دربة شاقة بمعنى أنّ بلوغ الخ ير األس مى و بالت الي‬
‫السعادة ال يحصل بشكل آني و مباشر‪ .‬لكن إذا كانت الرغبة في السعادة شيئا مشتركا بين جميع الن اس‪ ،‬ف إن‬
‫االختالف يكون من جهة موضوع الرغبة الذي يتغير لدى الشخص نفس ه‪ .‬ل ذلك يم يز ارس طو بين م ا يك ون‬
‫الخير في ذاته و بين الخيرات الوسائل‪.‬‬
‫= الخيرات الوسائل تؤدي إلى الخير األسمى و السعادة بم ا هي خ ير أس مى هي غاي ة قص وى أيض ا تُطلب‬
‫لذاتها و ليس من أجل شيء سواها‪.‬‬
‫لكن ما هي هذه الخيرات الوسائل و فيم يكمن الخير األسمى الذي هو السعادة ؟‬
‫ينطلق أرسطو مما هو أكثر شيوعا بين الناس مثل المتعة و الثروة و المج د‪ ...‬لكنه ا ليس ت غاي ات قص وى و‬
‫بالتالي ال تعبر عن السعادة حقيقة‪ ،‬إنها مجرد وسائل تؤدي إلى غاية تعلو عليها جميعا‪.‬‬
‫ينتهي أرسطو إلى اختزال أهم الرؤى حول السعادة في ثالثة مواقف ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتبار السعادة متعة‬
‫‪ ‬اعتبار السعادة مجدا‬
‫‪ ‬اعتبار السعادة تأمال‬
‫يضع أرسطو االعتبارين األولين موضع نظر من جهة ما هما بحث عن االستحقاق و الجدارة‪.‬‬
‫أما االعتبار الثالث ‪ /‬التأمل ‪ :‬هو الذي يمكن أن نع دّه التعب ير األساس ي عن الوج ود الس عيد‪ .‬يق ول أرس طو‬
‫‪":‬إذا لم تكن السعادة حقا إال الفعل المطابق للفض يلة‪ ،‬فمن الط بيعي أن يك ون الفع ل المط ابق‬
‫‪13‬‬

‫للفضيلة التامة‪ ،‬أعني فضيلة الجزء األعلى من اإلنسان"‬


‫فاألخالق معرفة متعلقة بالفعل‪ ،‬و ترتبط بالخير األسمى الذي يمثل غاية كل فعل إنساني‪ ،‬والخير األس مى ه و‬
‫السعادة‪ ،‬وهكذا فإن السعادة عند أرسطو تتمثل في فعل عقلي يتح دد في التأم ل كنش اط عقلي‪،‬‬
‫الذي يتماهى و الفضيلة‪ ..‬وهو ما يعني أن الس عادة هي نتيج ة الحي اة الفاض لة‪ .‬و بم ا أن الفض يلة ترتب ط‬
‫بالتأمل العقلي الذي يمثل ما ه و أعلى في اإلنس ان‪ ،‬فإن السعادة تتج اوز الل ذة الحس ية البس يطة من‬
‫جهة كون اللذة مؤقتة في حين أن السعادة ال زمني ة ودائم ة‪ ،‬والتأم ل العقلي ه و ال ذي يحق ق‬
‫ثباتها و دوامها‪ .‬لذا فإنّ الس عادة ل دى أرس طو هي التأمل بم ا ه و النش اط األرقى ألنّ العق ل ه و الج زء‬
‫األكمل فينا و ألن موضوعاته هي األكمل‪ .‬و التأمل يمكن أن يستمر طويال دون تعب و بذلك نس تطيع أن نحي ا‬
‫جزءا من الحياة اإللهية‪.‬‬
‫تتأسس السعادة على فضائل العقل و الروح بعيدا عن الجسد ‪ .‬إنها متعة أو لذة التأمل و هي غاية كل فع ل أي‬
‫هي الغاية القصوى و مثال أعلى للفعل األخالقي و هو ما يعني ‪:‬‬
‫‪ ‬تأكيد هذا االقتران الوثيق بين الخير و السعادة‬
‫إنّ اعتبار السعادة غاية الفعل األخالقي هو تأكيد لم ا تحي ل علي ه الس عادة من ثب ات و‬ ‫‪‬‬
‫نهائية و كلّية فهي مثل أعلى‪.‬‬
‫و هو ذات األمر الذي كان أفالطون قد أكده حين اعتبر أن السعادة تكمن في إدراك مثال الخير بما هو الحق ‪،‬‬
‫الجمال و الخير المطلق‪ .‬و هذا األمر ال يتحقق عند أفالطون إال إذا انفصلت النفس عن الجسد فالفلسفة ليست‬
‫سوى تدرب على الموت‪.‬‬
‫يربط أفالطون السعادة الحقيقية ب الخير األس مى أي إدراك الحقيق ة بواس طة التأم ل العقلي و في ذل ك ل ذة ال‬
‫يشعر بها و ال يطالها إال أهل الفلسفة أو من كانت طبيعتهم تؤهلهم لنيل الفضائل الروحية‪.‬‬
‫فأن تكون سعيدا ليس معناه ‪:‬‬
‫‪ -‬امتالك الثروة و الجاه‬
‫تبجيل من اآللهة‬ ‫‪-‬‬
‫مجرد حظ موات‬ ‫‪-‬‬
‫بل إنّ السعادة ال تكون إال إذا كانت النفس خيّرة‪ .‬لذا يط ابق أفالط ون بين الس عادة و الس لوك الخيّ ر أي بين‬
‫الخيرات المالئمة للنفس فتكون السعادة بتحصيل المعرفة و التحرر من الهواء و رغبات الجسد‪.‬‬
‫تكون السعادة عبر األخالق بما أن األخالق هي فن االستعداد للسعادة التي تقطع مع‬
‫المباشر و الجزئي و العيني و تتعالى عليه‪ .‬هذا ما كان رسمه سقراط الذي أ ّكد أن الس عادة ال‬
‫تولّد الفضيلة بل عن الفضيلة تولد السعادة‪ .‬السعادة هي ما نتش وقه م ا نطلب ه و الس عادة ال تتحق ق إال‬
‫متى سعت القوة الناطقة نحوها‪.‬‬
‫تخلص ‪:‬‬
‫هذا الربط بين الفضيلة و السعادة و التالزم بين فع ل الخ ير و الس عادة يجع ل من الس عادة مثال أعلى ل ذلك ال‬
‫يحصل عليه إال الحكيم‪ .‬و هو ما يجعل السعادة عصية على األفراد‪.‬‬

‫إثارة احراج ‪:‬‬


‫أليست هذه التصورات اغراقا في التجريد ؟ أليس البحث عن الخير المطلق و الس عادة كخ ير اس مى‪ ،‬مج رد‬
‫تصورات ميتافيزيقية و تعريفات عامة تجعل من السعادة غاية ال تدرك او هي غاي ة يص عب تحقيقه ا ؟ كم ا‬
‫تجعل من الخير قيمة مطلقة ثابتة تتجاوز الوقائع و الحداث ؟ و إذا ما اعتبر ارسطو أن في فعل التأمل ل ذة و‬
‫متعة‪ ،‬أال يمكن أن نتناول اللذة من جهة ارتباطها بمتع بسيطة و حسّية أيضا ؟‬
‫‪13‬‬
‫في أنّ الخير هو اللذة ‪ :‬أبيقور‬ ‫‪-2‬‬
‫فيم تتمثل السعادة ؟ هل تتمثل في االعراض عن كل لذة و متعة ؟ أم تتحدد الس عادة في طلب‬
‫المتع و اللذة بما هي الخير األعظم ؟ و إذا سلّمنا بأن الخير األعظم يكمن في اللذة‪ ،‬فيم تتمث ل‬
‫هذه اللذة و ما هي شروط تحصيلها ؟‬
‫‪ ‬في تحديد داللة السعادة ‪:‬‬
‫السكينة ‪ Ataraxia‬أو طمأنينة النفس و غياب االضطراب‪ ،‬هما الغاية التي تنشدها األبيقورية‪ .‬غاي ة الحي اة‬
‫السعيدة هي اللذة التي يصاحبها انعدام األلم في الجسم و غياب االضطراب في النفس‪.‬‬
‫اللــذة هي بداية الحيـاة السعيدة و غـايتها‬

‫شرط السعادة [طبيعة في اإلنسان]‬ ‫الخير األول‪/‬معيار الخير ‪ :‬اللذة شرط الخير‬

‫السعادة = اللذة و غياب األلم ≠ التعاسة = األلم و الحرمان من اللذة‬


‫لكن ماذا يعني هذا ؟ هل نفهم من ذل ك ان الس عادة تكمن في اإلقب ال على المل ّذات و إش باع‬
‫الرغبات دون حد ؟ هل هي اإلفراط في االستمتاع بمتع حس ية ؟ ه ل هي اس تجابة لمط الب‬
‫الجسد دون ح ّد ؟‬
‫‪ ‬التمييز بين المتع و اللذات ‪:‬‬
‫رغم كونه يعتبر اللذة هي الخير األول‪ ،‬فإنّ أبيقور ال يقدم نظري ة هيدونية‪ (،‬االحتف ال بالرغب ة و ال دعوة إلى‬
‫التمتع باللذات‪ ،‬مذهب اللذة (الهيدونية ‪ Hedonism /‬في اليونانية "هيدون" تعني اللذة‪ .‬نظرية في األخالق‬
‫تع ّرف الخير بأنه ما يؤدي إلى لذة أو إلى خالص من األلم‪ ،‬والشر بأنه ما يس بب األلم‪ ) .‬بل يق دم اقتص ادا‬
‫في اللذة = ال نبحث عن اللذة إال لندفع األلم ‪ .‬لذلك ال ترتبط السعادة عند أبيق ور بالل ذة الحس ية فق ط و إنم ا‬
‫تقتضي الحكمة التي توجهنا في إشباع اللذات‪ .‬لذلك ال يتردد الحكيم األبيقوري في التضحية بلذة ع ابرة مؤقت ة‬
‫و هي تضحية سينتج عنها لذة أعظم‪.‬‬
‫بهذا المعنى يكون العقل هو مبدا الحياة السعيدة من جهة أنه ملكة الحكم الصائب و ملك ة التمي يز و االختي ار‪.‬‬
‫فالعقل هو الذي يدفعنا إلى االعتدال في االختيار بين األشياء النافعة و األشياء الضارة‪.‬‬
‫لكن هل يدعونا أبيقور إلى الزهد و التقشف ؟‬
‫إن ما يؤكد عليه أبيقور هو االعتدال ‪ /‬الحذر ‪ /‬الوسط العادل و تلك هي الفضيلة‪ .‬و يمر ذلك عبر التمي يز بين‬
‫الرغبات و المتع‪[.‬هذا التمييز ليس خاصا بـ أبيقور بل هو شأن الثقافة اليونانية عامة]‬
‫‪ ‬رغبات طبيعية و ضرورية‬
‫‪ ‬رغبات طبيعية و غير ضرورية‬
‫‪ ‬رغبات غير طبيعية و غير ضرورية‪.‬‬
‫إنّ الفوز بالسعادة ال يقتضي الزهد و تجنب الملذات‪ ،‬بل يكفي المرء أن يختار االعتدال في األكل و الشرب و‬
‫أن يتحكم في أهوائه و رغباته دون كبحها أو قمعها‪ .‬نّ أبيقور يهتم بتحصيل السعادة بواسطة حسابها و هدف ه‬
‫هو تجنب األلم و تحقيق السكينة‪ .‬لذا يؤسس أبيق ور حكمة عملية ≠ التأم ل النظ ري‪ .‬إنه ا فع ل تتالزم في ه‬
‫الفضيلة مع الممارسة إنها سلوك متعقل يؤسس لـ إيتيقا حياتنا و يجعل منها فنا للوجود‪ .‬لذا يح ّذرنا أبيق ور من‬
‫األقوال الكلية و التعريفات العامة و تأمالت الخ ير األس مى ‪ /‬الخ ير في ذات ه‪ ،‬إن ه يخ رج عن نهج الفلس فات‬
‫الكبرى ليؤسس لسعادة تخصنا و في متناولنا‪.‬‬

‫في أن الفضيلة تحصل بإسعاد اآلخرين ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫‪13‬‬

‫صياغة المشكل ‪:‬‬


‫إذا كانت السعادة تتمثل في تحقيق المنفعة بما هي الخير و اللذة و انع دام األلم‪ ،‬فعن أي منفع ة نتح دث ؟ ه ل‬
‫هي منفعة الفرد أم منفعة المجموعة ؟‬
‫األطروحة ‪:‬‬
‫المنفعة هي أساس كل فعل‬
‫يماهي النفعيون بين الخير ‪،‬اللذة ‪ ،‬الرفاه ‪ ،‬السعادة و النافع أو المنفعة‪.‬‬
‫تصنيف المنافع حسب وليام جيمس أي االختيار بينها يكون بحسب ما توفره ‪ /‬تحققه من ل ذة‪ .‬ل ذا ف إنّ مقي اس‬
‫الفعل النافع هي الشدة ‪/‬الدوام ‪/‬اليقين ‪ /‬القوة ‪ /‬الخص وبة ‪ /‬الص فاء‪ .‬إنّ إش باع الل ذات ال يق ود إلى‬
‫السعادة إال في إطار المصلحة العامة‪ .‬ل ذا يؤك د ج ون " ستيوارت ميل " على اهمي ة التض حية من أج ل‬
‫اآلخ رين " فمن المؤك د ‪ .....‬تس عة أعش ار البش رية "‪ .‬فمق والت التض حية و اإليث ار و الزه د و‬
‫االستشهاد‪ ..‬ترسم للخلقية غاية تقيم وراء سعادة ال ذات‪ .‬ه ذا م ا أك ده أيض ا جيرمي بنث ام حين أق ر ب أن‬
‫المنفعة هي أساس األخالق‪ ،‬فالخير هو ما كان نافعا‪ .‬لكن هذه المنفعة تأخذ بعين االعتبار منفعة اآلخ رين‪" ،‬‬
‫أن نفعل نحو اآلخرين ما نحب أن يفعلوه نحونا " و في ه ذا اإلط ار ت برز قيم ة الدول ة و دوره ا في‬
‫ضمان النفع ألكبر عدد ممكن من األفراد‪.‬‬
‫إن المذهب النفعي يحيلنا على الفكرة التالية ‪:‬‬
‫سعي األفراد إلى البحث عن اللذة و المنفعة و بالتالي السعادة و انعدام األلم‪ .‬غير أن ه ذا الموق ف في تحدي ده‬
‫لمفهوم الخير على أساس ما ي رغب في ه الن اس ع ادة‪ ،‬إنم ا يق ع في مغالط ة أو ه و يتجاه ل أن ه " ليس من‬
‫الضروري أن تتجه رغبات الناس الفعلية إلى الخير "‪ .‬كما يتجاه ل ه ذا الموق ف ان الدول ة ال تنجح‬
‫بالضرورة في تحقيق سعادة غالبية الشعب‪ ،‬بل تكون في خدمة فئة أو طبقة أو حزب داخل الدولة‪.‬‬
‫إن ما يجعل السعادة مثال أعلى‪ ،‬بالنسبة للنفعية‪ ،‬هو كونها مقصودة وفق اس تراتيجيا جماعي ة و كونه ا ترتك ز‬
‫على االعتقاد في التقدم التقني و االقتصادي‪ .‬ذلك أن تفاؤل فالس فة األن وار‪ ،‬جعلهم يربط ون الس عادة بتط ور‬
‫المعرفة و الذكاء اإلنساني‪ ،‬تفاؤل يرتكز على إقرار روسو بخيرية اإلنسان‪ ،‬حيث أك د في كتاب ه «إيميل»‬
‫على دور التربية في تحقيق سعادة الطفل‪ .‬إذ يدعو إلى ضرورة ترك الطفل يتطور وفق طبيعته الخيرة‪ .‬وه و‬
‫ما يؤكد أن السعادة هي أساسا مثل أعلى‪ ،‬فكرة‪ ،‬شيء علينا تحقيقه ال فقط بالنسبة لألفراد ب ل لك ل الن اس‪ ،‬و‬
‫من هنا بالذات يحصل االنزالق الذي يجعلنا نتحول من اإلنسانية إلى النفعية كم ا تجلت عن د بنث ام و ميل‪ ،‬ثم‬
‫إلى المادية الصرفة و الفردانية التي غدت فيها الس عادة الي وم مرادف ة للرف اه و تحص يل أك بر ق در ممكن من‬
‫المنتجات التقنية التي تيسّر حياة الفرد‪ .‬فأن نعتبر الخير كمجموع الخ يرات ال تي يمكن الحص ول عليه ا‪ ،‬و أن‬
‫يبحث كل فرد عن أكثر لذة و أقل عناء‪ ،‬هو أن نعتبر سعادة الفرد جزءا من الرفاه ة العامة‪ .‬ذل ك أن‬
‫النفعية تتحدث عن السعادة في المستوى االجتماعي‪ ،‬و بالتالي السعادة لك ل الن اس رغم كونه ا تخ تزل الخ ير‬
‫في النافع‪ .‬فالنافع هو ما يمكن من تحقيق الخير‪ ،‬وهو مفهوم سبق أن تحدث عنه ابيكتات و حتى اس بينوزا‪،‬‬
‫فالحكيم الرواقي يبحث عن النافع‪ .‬غير أن النافع عند ابيكتات كما عند اس بينوزا ال يرتب ط بم ا ه و م ادي‪ ،‬في‬
‫حين ننظر اليوم إلى النافع باعتباره نافعا ماديا‪ .‬ذلك أنه بالنسبة للنفعية‪ ،‬لكي تكون السعادة ش يئا يمكن توزيع ه‬
‫بطريقة عادلة بين الناس‪ ،‬يجب أن تكون مادية‪ ،‬فلكي تكون قابلة للقسمة يجب أن تكون قابلة للقياس‪ ،‬و بالت الي‬
‫تتماهى السعادة مع الرفاه في المجتمعات االستهالكية‪.‬‬

‫في أن الخ ير ه و غاي ة ذات ه ‪ :‬الس عادة ك واجب ‪ [ :‬في انفص ال الخ ير عن‬ ‫‪.II‬‬
‫السعادة]‬
‫طرح المشكل ‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫ما هو أساس الفعل األخالقي ؟ ماهي الشروط التي تجعل من فع ل م ا أخالقي ا ؟ ه ل يس تم ّد‬
‫الفعل األخالقي أخالقيته من المبدأ الذي يصدر عنه أم من الهدف و الغاية التي ينش دها ؟‬
‫و كيف يمكن التمييز بين ما هو أخالقي و ما هو ال ‪ /‬غير أخالقي ؟‬
‫إن موض وع األخالق الكانطي ة ه و المث ل األعلى األخالقي ال الواق ع الموض وعي ‪ ،‬فهي ت درس م ا يجب أن‬
‫يكون و ليس ما هو كائن ‪ .‬يقطع كانط م ع األخالق الس ائدة بم اهي قيم مص لحية ‪ ،‬نفعي ة ‪ ،‬نس بية تت أثر‬
‫بميول الناس و رغباتهم المتناقض ة و طلبهم لتحقي ق الس عادة كمطلب نس بي ‪.‬إن األخالق الكانطي ة مص درها‬
‫العقل ‪ ،‬فالعقل هو المشرّ ع الوحيد للقانون األخالقي باعتبار أنه يزوّ دنا بقاعدة نموذجية توج ه الس لوك وهي‬
‫اإلرادة الخيّرة وما يجعل من اإلرادة خيّرة هي النية الطيبة ‪.‬‬
‫لذا فإن الفعل األخالقي ال يكتسب أخالقيته إال بتوفر اإلرادة الخيّرة في ذات الفاعل أي أن تكون غايته الخير‬
‫في ذاته و لذاته و ليس له غايات مصلحية و نفعية‪ .‬فالفع ل ال ذي يه دف لمص لحة و يه دف لغاي ة من أج ل‬
‫تحقيق السعادة ال يعت بر خ يرا و ال يعت بر فعال أخالقي ا‪ .‬ف اإلرادة الخيّ رة بم ا هي المب دأ المح دّد لك ل فع ل‬
‫أخالقي تع ّد خيرا على اإلطالق و تظل خيّرة ألنها تريد الخير لكل كائن عاقل ‪.‬‬
‫إن الواجب يتحدد وفق ا لإلرادة الخيّ رة و دون اعتب ار للرغب ات و مس تقل عن المي والت و متح رّ ر من ك ل‬
‫شرط خارجي و معزول عن الغائية و ال يستند إلى العاطفة و الوجدان و إنما إلى الني ة الطيب ة ‪ .‬ال واجب ه و‬
‫إلزام أخالقي مطلوب لذاته و حرّ ‪ ،‬فالفعل األخالقي هو الذي يكون الدافع إليه احترام الواجب من جهة م ا ه و‬
‫ي اهتمام بالسعادة أو المنفعة ‪ .‬فالسعادة رهينة شروط معين ة‬ ‫واجب‪ .‬لذلك فهو ال يقاس بنتائجه و مستقل عن أ ّ‬
‫لذلك ال يمكن أن تكون موضوع واجب ألنها مرتبطة بإشباع رغبة جسدية كانت أم عقلية ‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق يميّز كانط بين صنفين من األوامر ‪:‬‬
‫األمر الشرطي ‪ :‬هو األمر الذي يكون فيه الفعل مش روطا بنتيج ة و مرتب ط ب الواقع التجري بي و ال ذي‬
‫تكون في إطاره اإلرادة محدّدة بحسب مبدأ الرغبة و المنفع ة و الس عادة مث ال ‪ :‬الت اجر ال ذي يتجنب الغش‬
‫حفاظا على زبائنه ‪.‬‬
‫إن األمر الشرطي ال يمكن أن يع ّد قانونا أخالقيا ألنه خال من ص فات اإلطالقي ة و نس بي و مرتب ط ‪‬‬
‫بالمنفعة و السعادة ‪.‬‬
‫األمر القطعي ‪ :‬هو األمر ال ذي يت ّم في ه الفع ل تمثال للق انون و احترام ا لل واجب و يك ون مس تقال عن‬
‫إرادة األفراد ‪ ،‬متعاليا عن كل واقع تجريبي و الذي في إطاره تكون اإلرادة متحرّ رة من كل انفعال أو منفعة‬
‫و يك ون ملزم ا لجمي ع ال ذوات اإلنس انية ( كلي \ ك وني ) مث ال ‪ :‬الت اجر ال ذي يتجنب الغش تمثال للق انون‬
‫األخالقي و احتراما للواجب ‪.‬‬
‫من خالل هذا التمييز يعتبر كان ط أن األفع ال ال تي هي اس تجابة ألم ر قطعي هي وح دها أخالقي ة ‪ ،‬ألن‬
‫األخالق غاية في ذاتها و ليست وسيلة كما ه و الش أن في األم ر الش رطي ‪ .‬إن القيم األخالقية الكانطي ة‬
‫هي قيم مطلقة كلية و شاملة تمثل قاسما مشتركا بين جميع الناس ‪.‬‬
‫ي فعل ال يكون أخالقيا إال إذا كان ح ّرا ‪ ،‬فالفرد في امتثاله للقانون األخالقي ال يخضع إال إلى إرادة كلية‬ ‫إن أ ّ‬
‫مش ّر عة للقانون األخالقي و من ثمة فالفرد هو الذي يلزم نفسه بالطاعة أي طاعة الواجب دون ضغط خارجي‬
‫‪ ،‬فاألخالق الكانطية ليست أخالق إلزام و إنما هي أخالق التزام ‪.‬‬
‫ينفي كانط ربط الفعل األخالقي بمصلحة أو منفعة لتكون السعادة ليست غاي ة األخالق أو ال واجب ‪ ،‬وه و م ا‬
‫يفسر ضرورة عدم تناول األخالق بما هي مذهب في السعادة بل بما هي الطريقة التي توصلنا لمعرف ة س بل‬
‫الجدارة بالسعادة ‪.‬إن السعادة ليست النتيجة المترتبة عن األخالق بل هي رهان ج دارة ‪ ،‬يق ول كان ط ‪ " :‬ال‬
‫تعلمنا األخالق كيف نكون سعداء بل كيف نكون جديرين بالسعادة " ‪ .‬يراهن كانط على تطهير‬
‫األخالق من المصلحة و المنفعة و التأسيس ألخالق كونية صالحة لكل الكائنات العاقلة ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫في اخ تزال دالل ة الس عادة في الرف اه ‪ :‬بودري ار ‪ :‬الس عادة في المجتم ع‬ ‫‪.III‬‬
‫االستهالكي نقد السعادة في المجتمعات الصناعية المتقدمة‬

‫طرح المشكل ‪:‬‬


‫هل يمكن للفرد أن يحقق سعادته داخ ل المجتمع ات الرأس مالية ؟ و ه ل ت ؤمّن الحض ارة‬
‫ي قيمة للسعادة في المجتم ع االس تهالكي و ال تي‬ ‫المعاصرة حقّ اإلنسان في السعادة ؟ أ ّ‬
‫اقترنت بالرفاه بما هو المثل األعلى االستهالكي ؟ و إذا كانت السعادة ترتب ط الي وم بالرف اه ‪،‬‬
‫فهل يعني ذلك أنها قد انحازت بالفعل عن حقله األخالقي و عن طلب الخير ؟‬

‫إنّ طرح مسألة السعادة يقتضي تنزيلها ضمن الظروف االجتماعي ة و التاريخي ة ال تي أفرزته ا‪ .‬ل ذلك ليس ت‬
‫مطلب ا أخالقي ا محض ا و ال هي مث ل أعلى يمي ل إلي ه اإلنس ان بطبيعت ه‪ .‬فمث ل ه ذا الحكم تك ّذب ه الدراس ات‬
‫االنثروبولوجية المعاصرة التي ش ّككت في القول بوجود طبيعة بش رية ثابت ة‪ ،‬و تؤك د في مقاب ل ذل ك أنّ‬
‫مختلف سلوكات اإلنسان و أفعاله تكتسب من واقعه االجتماعي و التاريخي‪.‬‬
‫من هذا المنظور يقوم بودريار بتنزيل مسألة السعادة في سياق الظروف االجتماعية و التاريخية ال تي أفرزه ا‬
‫نمط اإلنتاج الرأسمالي و الكشف عن المضمون اإليديولوجي لفكرة السعادة داخل المجتمع االستهالكي‪.‬‬
‫يؤك د بودري ار أنّ فك رة الس عادة هي" المرجع المطلق للمجتم ع االس تهالكي و هي بال ذات نظ ير‬
‫النجاة "‪ .‬مثل هذا التصوّ ر السائد لمفهوم السعادة‪ ،‬و ال ّذي تسوّ قه وسائل اإلعالم الرأسمالية‪ ،‬يترابط مع بقي ة‬
‫القيم التي يقوم عليها المجتمع الرأسمالي مثل الفردانية النجاعة المردودية‪ ،‬كما يتقاطع مع الوعود الزائفة التي‬
‫يعلن عنها المجتمع الحديث كالوعد بالمساواة الحرية و العدالة ‪...‬‬
‫إنّ البحث عن الوظيفة اإليديولوجية لفكرة السعادة‪ ،‬يعني حسب بودري ار الكش ف عن زيفه ا و ذل ك بالكش ف‬
‫عن بعدها التضليلي و المزيف‪ ،‬خاصة و أنها فكرة تزامنت مع نشأة الرأسمالية التي تقدّم نفس ها على " أنه ا‬
‫خالص الناس من الفقر و الحاجة و االستغالل ‪ "..‬و لع ّل هذا المعنى هو م ا يش ير إليـه بودري ار في‬
‫قـولـه " إنّ أسطـورة الس عادة هـي ال تي تحتض ن في المجتمع ات أس طورة المسـاواة و‬
‫تجسّدها‪ ".‬إن ربط المس اواة بالس عادة في المجتم ع االس تهالكي‪ ،‬يفي د أنّ الس عادة ليس ت إال مج رّ د ش عار‬
‫إيديولوجي و سياسي‪ ،‬الغاية منه إخفاء واقع الال مساواة و الفوارق الطبقية‪ .‬فثمّة فرق كبير بين ما وع دت ب ه‬
‫الثورة الصناعية و نمط اإلنتاج الرأسمالي‪ ،‬و بين ما انتهت إليه هذه الثورة من تناقضات اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬
‫سياسية و أخالقية‪ .‬لذلك يمكننا الق ول إنّ مطلب الس عادة " ليس إال مج ّرد فكرة جوف اء تس مح لتقن يي‬
‫المجتمع الرأسمالي و ساس ته بتضليـل الجماهيـر و توجي ه رغب اتهم و هك ذا ف إنّ السعـادة‬
‫عم ة بالئح ة حق وق اإلنسـان و الم واطن ال تي‬ ‫الوهمية " تتأسس على مب ادئ الفرداني ة المد ّ‬
‫تعترف صراحة لكل فرد بالحق في السعادة "‬
‫هل يع ني مث ل ه ذا اإلق رار أنّ الس عادة مج ّرد وهم نس لّي ب ه أنفس نا ؟ و ه ل يع ني أيض ا أنّ الس عادة وهم‬
‫ضروري ِلتَواصل الرأسمالية كنمط إنتاج يك ّرس الال مساواة ؟‬

‫معوقات السعادة ‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬


‫السند ‪ :‬نص حدود السعادة (فرويد )‬
‫طرح المشكل ‪:‬‬
‫هل يمكن لإلنسان أن يحقق السعادة التامة أم أن قدره هو الشقاء و السعي لتحاشي األلم ؟ و‬
‫‪13‬‬

‫إذا سلمنا بأن اإلنسان ال يمكن أن يكون سعيدا ‪ ،‬فهل يحق له أن يأمل في حياة بال ألم ؟‬
‫السعادة هي مطلب مشترك بين جميع الناس ‪ ،‬إنها الغاية النهائي ة ال تي يس عى اإلنس ان إلى بلوغه ا ‪ ،‬و‬
‫الطريق الوحيدة المؤدية إلى السعادة تم ّر عبر اللذة حتما ‪ .‬فمن المعروف أن الرأي السائد يربط السعادة باللذة‬
‫‪ ،‬إذ نرى أن اإلنسان يسعى بص فة تلقائي ة إلى ني ل الل ذة و تجنب األلم ‪ .‬يعت بر فروي د أن ك ل فع ل يق وم ب ه‬
‫اإلنسان هو إشباع للحاجات الحسية الغريزية و تحصيل أكبر لذة ‪ ،‬غير أنه " لم ي دخل في خط ة الخل ق البت ة‬
‫أن يكون اإلنسان سعيدا "‪ .‬في هذا اإلطار يؤكد فرويد أنه ثمة تالزم ا حقيقي ا بين الحض ارة من جه ة و كبت‬
‫الرغبات الغريزية من جهة أخرى‪ ،‬فكلم ا تق دمت الحض ارة زاد قم ع اإلنس ان لدوافع ه الغريزي ة ‪ .‬الحض ارة‬
‫قمعية بالضرورة‪ .‬فثمة صراع جوهري بين رغبة الفرد الذي يأمل في اإلشباع الجنسي من جهة و متطلبات‬
‫المجتمع التي تتعارض مع هذه الرغبات من جهة ثانية ‪ ،‬إذ أن الرغبة في اإلشباع الجنس ي و العدواني ة أم ور‬
‫فطرية في الطبيعة البشرية‪ ،‬وهو ما يفسر بحسب فرويد استحالة تحقيق السعادة ألن المجتمع ال يستطيع‬
‫تحقيق المعادلة الصعبة ‪ :‬إسعاد الطبيعة البشرية ( الغريزة ) و تحقيق الحضارة في نفس الوقت ‪.‬‬
‫األخالق تق ّر أن الفرد هو بالضرورة عد ّو الحضارة ‪ ،‬و بالتالي لكي تنب ني الحض ارة‬
‫وجب قمع الغرائز و إخضاعها لمنطق الحضارة القائم على القسر و القمع‬

‫‪ ‬تُختزل مع ّوقات السعادة في مصادر األلم و تتجلى في ‪:‬‬


‫‪ 1‬ــ ق ّوة الطبيعة الساحقة‬
‫يتعلقان بحتميات علميّة يمكن الحد من آالمهما‪.‬‬ ‫‪ 2‬ــ الشيخوخة ‪.‬‬

‫‪ 3‬ــ يتمثل المصدر الثالث في عدم كفاية التدابير لتنظيم العالقات بين البشر في مختلف مستويات مجاالته ا‬
‫األسرة ‪ /‬المجتمع ‪ /‬الدولة‪.‬‬
‫إذا كان فرويد قد بيّن ع دم إمك ان التخلي عن الحض ارة رغم احتوائه ا لقل ق أو هي مص در القل ق ذات ه ف ذلك‬
‫راجع لكونها مصدر التشريعات و المحرمات المنظمة لالجتم اع اإلنس اني فالحض ارة مص در ب ؤس اإلنس ان‬
‫حتـى ال‬
‫وتعاسته بما هي تُحيل على مبدأ المثال ( األنا األعلى ) الذي يمارس سلطة على األنا (مب دأ الواق ع ) ّ‬
‫يمتثل لرغبات الهو ( مبدأ اللذة ) ‪ ،‬علما أن هذا المبدأ أصيل في اإلنسان ‪.‬‬

‫‪ ‬مآسي الحياة تستوجب مسكنات قصد تحمّلها وهي ثالثة ‪:‬‬


‫‪ 1‬ــ االهيات قويّة نواجه بها البؤس ‪.‬‬
‫ثمن تط ّور الحضارة هو نقصان السعادة‬ ‫‪ 2‬ــ تلبيات بديلة تحت وطأة البؤس ‪.‬‬
‫و البؤس‬
‫‪ 3‬ــ مخدّرات تفقد اإلنسان اإلحساس بالبؤس‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫يبدو إذن أنّ التوتر بين الخير بما هو قيمة مطلقة و الس عادة بم ا هي مطلب ذاتي يع ود في الواق ع إلى‬
‫عجز الكائن البشري‪ ،‬بحكم تناهيه‪ ،‬عن أن يحدد و بكامل الدقة الصورة المثلى لما يراه خ يرا‬
‫و السبيل القويمة لتحقيق السعادة التي يصبو إليها‪.‬‬
‫لذلك لم يلبث الخط الفاصل في الوعي السائد بين األخالق و الال أخالق أن تالشى و ب دت الفض يلة‬
‫وجها آخر للرذيلة و الخير صورة مقلوبة للشر و األخيار أشرار حالمين‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫إن األنساق األخالقية السابقة لكانط ترى في الس عادة غاي ة ك ل فع ل إنس اني‪ ،‬فهي الخ ير األس مى ‪ .‬في حين‬
‫يعتبر كانط أن الفعل األخالقي هو الفعل الذي يقوم بالواجب من أج ل ال واجب ‪.‬فهل يع ني ذل ك أن القي ام‬
‫بالفعل من أجل تحقيق السعادة هو فعل ال أخالقي؟‬
‫يالحظ كانط أن السعادة بما هي حالة كمال هي مفهوم غامض ألن ه يرتب ط بالتجرب ة فالس عادة عن ده هي مث ل‬
‫أعلى ال للعقل بل للمخيلة يقوم على مبادئ خبرية فحسب‪ .‬فالسعادة إذن‪ ،‬ليس ت مفهوم ا عقلي ا وترتب ط برغ د‬
‫العيش‪ ،‬لذلك ال يمكن تحديدها‪ ،‬فرغد العيش يختلف من شخص إلى آخر بحسب خبرته ومي وال ت ه ل ذلك ي رى‬
‫كانط أن السعادة ليس ت من مج ال األخالق‪ ,‬فمج ال األخالق ه و مج ال م ا ه و عقلي‪ ،‬ك وني وض روري أي‬
‫واجب‪ .‬ومجال السعادة حسب كانط هو الدين ألن السعادة هي موضوع أمل و من ح ق اإلنس ان كك ائن رغب ة‬
‫أن يأمل في أن يكون سعيدا دون أن يناقض ذلك الواجب‪ .‬فما هو أولي بالنسبة لكانط ه و األخالق الكوني ة وال‬
‫يهدف أي فعل في المجال العملي إال إلى تحقيق الفضيلة باعتبارها طاعة األمر القطعي‪ .‬لكن ذل ك ال يمن ع من‬
‫أن تكون مقوالت العقل العملي مقبولة في حقل األخالق وهو م ا يض في مش روعية على البحث عن الس عادة‪.‬‬
‫يقول كانط‪« :‬األخالق ليست إذن نظرية تعلمن ا كي ف يجب أن نك ون س عداء ولكن تعلمن ا كي ف‬
‫يجب أن نكون جديرين بالسعادة‪ ,‬ذلك أننا ال نأمل في تحقيق السعادة إال بتدخل ال دين»‪ .‬وهك ذا‬
‫يكون البحث عن الس عادة عن د كان ط أم را مش روعا وواجب ا في بم ا أن التعاس ة ليس ت ظرف ا مناس با للقي ام‬
‫بالواجب‪ .‬السعادة كموضوع أمل بالنسبة لكانط ال تتحقق في األرض و تبقى موضوع أمل مشروع ليس إال‪ .‬و‬
‫هكذا يربط كانط الحرية بالعقل‪ ،‬فاإلرادة الخيرة هي التي تخضع إلرادة القانون العقالني والك وني أم ا اإلرادة‬
‫التي تخضع للرغبات الحسية فهي إرادة مرضية بالمعنى الك انطي أي ال تخ رج عن ت أثير الح واس‪ ,‬فالحري ة‬
‫والعقل ال ينفصالن عند كانط الذي يقول ‪ " :‬الحرية هي خاصية إرادة ك ل ك ائن عاق ل "‪ ،‬وبالت الي ال‬
‫تكون السعادة بالنسبة لكانط شأنا سياسيا‪.‬‬

‫السؤال ‪ : 1‬هل يحق لي أن أكون سعيدا قبل االلتزام بأداء واجبي األخالقي ؟‬
‫‪13‬‬

‫مرحلة بناء المشكل ‪:‬‬


‫التمهيد ‪:‬‬
‫‪ ‬يمكن االنطالق من التصور الشائع عن السعادة‪ ،‬فكل الناس يبحث ون عن الس عادة مهم ا ك انت‬
‫الوسائل التي يستعملونها خاصة مع اقتران السعادة ل دى الحس المش ترك بالمنفع ة الخاص ة و‬
‫اقتران الخير بكل ما يحقق سعادة للفرد مهما كانت الوسائل و هو ما يتنافر مع فكرة ال واجب‬
‫األخالقي‬
‫‪ ‬أو يمكن تنزيل السؤال ضمن التفكير في مقتضيات الفعل اإلنساني و احراجاته و ال تي تحي ل‬
‫على التوتر بين االلتزام بالواجب األخالقي و طلب السعادة‬
‫طرح اإلشكالية ‪:‬‬
‫‪ ‬م‪--‬ا طبيع‪--‬ة العالق‪--‬ة بين االل‪--‬تزام ب‪--‬الواجب األخالقي و طلب الس‪--‬عادة ؟ ه‪--‬ل يمكن التفك‪--‬ير في‬
‫السعادة خارج التصورات األخالقي‪--‬ة عموم‪--‬ا و فك‪--‬رة ال‪--‬واجب األخالقي خصوص‪--‬ا ؟ ه‪--‬ل من‬
‫معنى لسعادة تتعالى على الواجب األخالقي أو تتناقض معه ؟‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ماذا نعني بالواجب األخالقي و ما عالقته بالس‪--‬عادة ؟ ه‪--‬ل ه‪--‬و م‪--‬ا ب‪--‬ه تتحق‪--‬ق الس‪--‬عادة أم ان‬
‫الواجب يطلب لذاته و غاية ذاته؟‬

‫هل أن الحق في السعادة يمكن أن يتجاوز ك‪--‬ل اكراه‪--‬ات ال‪--‬واجب األخالقي ؟ أم أنّ الح‪--‬ق في‬ ‫‪‬‬
‫يتقوم إال بتماهيه‪ -‬مع الواجب األخالقي ؟‬
‫السعادة ال يستقيم ‪ّ /‬‬

‫إذا كانت السعادة متعة و ل‪--‬ذة ه‪--‬ل يح‪--‬ق لإلنس‪--‬ان أن يطلب المت‪--‬ع دون الخض‪--‬وع ألي ق‪--‬انون‬ ‫‪‬‬
‫أخالقي ؟‬

‫مرحلة بلورة الجواب ‪ :‬بلورة التفكير في المشكل باعتماد التم ّشي التالي ‪:‬‬
‫‪ .I‬في إمكان أن أكون سعيدا قبل أداء الواجب األخالقي ‪:‬‬
‫ضرورة االنطالق من المفاهيم ‪:‬‬
‫*ضرورة االشتغال على األفكار التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬االنطالق من معنى الحق في السعادة من جهة أنها مطلب إنساني ضروري‪ -‬و هو معطى مشترك‬
‫بين جميع البشر‬

‫‪ .‬تحديد داللة السعادة بما هي تجربة ذاتية مشروطة برغبات األفراد و ميوالتهم المتغيرة باستمرار‪.‬‬
‫‪ .‬بيان بعض تجليات السعادة من ذلك اختزالها في اللذة‪ ،‬المتعة و إش باع الرغب ات و ش هوات الجس د‬
‫أو تحقيق كل أشكال المنفعة و خاصة منها تلك التي تيسّر حياة األفراد‪ .‬بمعنى إمكان اختزال الس عادة‬
‫في الرفاه و هو ما يحوّ ل السعادة إلى شيء مادي قابل للقيس و الحساب‪.‬‬
‫ّ‬
‫الملذات و إشباع رغبات الجس د و اللهث وراء االس تهالك و تلبي ة الحاج ات‬ ‫‪ .‬االنتهاء إلى أن تحقيق‬
‫المتكاثرة قد يكون على حساب الواجب = يتناقض مع ما يمليه الواجب األخالقي ‪.‬‬

‫‪ .2‬تحديد داللة الواجب األخالقي بما هو التزام بقانون كلي و ضروري و ال مشروط‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫‪ .‬بيان أن الواجب األخالقي بهذا المعنى يعتبر مصدرا لأللم و عائقا أمام تحقيق سعادة الفرد من جهة‬
‫أنه في تعارض مع رغبات الذات و ميوالتها‪.‬‬

‫‪ .‬االنتهاء إلى أن الحرص على تحقيق السعادة قبل االلتزام بأداء الواجب األخالقي يجعل من اإلنسان‬
‫كائنا ال أخالقيا‪ .‬فنكون إزاء اإلمّية التالية ‪ :‬إما سعادة بال أخالق و إ ّما أخالق بال سعادة‬
‫= بيان أن االلتزام بالواجب األخالقي ال يجعل منا سعداء بل جديرين بالسعادة ( موقف كانط )‬
‫‪ .‬يرى كانط أن طريق السعادة هو االلتزام بالقانون األخالقي الق ائم على ال واجب العقلي‪ .‬ف إذا ك انت‬
‫الغريزة أو الطبيعة تدفع كل واح د م ّن ا إلى تص وّ ر المتع ة في اإلرادة الخاص ة و األناني ة‪ ،‬ف إنّ ه ذه‬
‫المتعة ال تكون إال على حساب اآلخرين و تتعارض مع جوهر الحرية كالتزام بالقواعد األخالقية‪.‬‬
‫‪ .‬و إذا كان الواجب األخالقي القطعي يقتضي أن نلتزم به دون أن تكون لنا مص لحة من وراء ذل ك‪،‬‬
‫ف إنّ االل تزام به ذا ال واجب يجعلن ا ـ في النهاي ة ـ ج ديرين بالس عادة ال تي تكمن في رض ا الض مير‬
‫والتوافق مع الروح األخالقي ة‪ ،‬ف واجب ق ول الحقيق ة مثال يولّ د في النفس س عادة روحي ة ح تى و إن‬
‫كانت هذه الحقيقة ُتخلّف ألما أو ضررا لإلنسان على المستوى العملي‪.‬‬

‫‪ .II‬في أن اإلنسان ال يكون سعيدا إال عند أدائه الواجب األخالقي ‪:‬‬
‫‪ .‬تعريف السعادة بما هي انعدام لأللم و غياب االضطراب على النفس‬
‫‪ .‬تحقيق الطمأنينة و طلب السكينة من خالل حساب اللذات و عقلنتها و هو ما يحيل على هذا التوافق‬
‫بين االلتزام بأداء الواجب األخالقي و طلب السعادة = تحقيق االعتدال ‪ /‬الوسط العادل بما هو فضيلة‬
‫تجعل اإلنسان في توافق مع الخير و بالتالي االلتزام بما يقتض يه ال واجب األخالقي و ه و م ا يجعل ه‬
‫سعيدا‪.‬‬
‫تخلّص ‪:‬‬
‫لكن إذا تعلق األمر في السؤال بكيفية ‪ /‬بالسبل التي نحقق بها السعادة فإنّ السؤال المُلح اليوم هو هل‬
‫هناك سعادة فعال ؟ أم إنّ السعادة مطلب مستحيل ؟‪.‬‬

‫‪ .III‬في التظنن على قيمة السعادة ‪:‬‬


‫‪ .‬ينفي فرويد وجود السعادة و يؤك د التع ارض المطل ق بين الس عادة و األخالق مؤك دا أن الحض ارة‬
‫قامت على أساس قمع سعادة اإلنسان‬
‫‪ .‬يشكك نيتشه في سعادة تسكن ع الم الم ا وراء‪ ،‬س عادة ال ُت درك إال بقت ل الجس د و ه و م ا تش رعه‬
‫األخالق في نسختها المسيحية أو األفالطونية أو أخالق الواجب لذا يُطالب نيتشه بأن نض ع " أري د "‬
‫بدل " يجب " التي رسمها كانط‪.‬‬

‫مرحلة استخالص موقف ‪:‬‬


‫إلنّ الس عادة مطلب إنس اني‪ ،‬لكن ه مطلب عس ير ج دا نظ را للط ابع النس بي للس عادة في ارتباطه ا‬
‫بتعارض قوى اإلنس ان الجس دية و الحيوي ة من جه ة و الروحي ة و العقلي ة من جه ة ثاني ة‪ .‬و م ادام‬
‫اإلنسان يعيش توترا بين كونه كائنا َمالكا و كائنا شيطانا فغنّ السعادة المطلقة تظل بعيدة المنال‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الدرس ‪ :‬األخالق‬
‫يقول جون بول سارتر ‪ " :‬ال يوجد غيري فأنا وحدي الذي أقرر الخير واخترع الشر " حلل وناقش ‪.‬‬
‫* الطريقة االستقصائية‬
‫*المقدمة ‪:‬‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫يطلق لف ظ األخالق على جمي ع األفع ال الص ادرة عن النفس محم ودة ك انت أو مذموم ة منه ا يع رف‬
‫بالخير والمذمومة منها يعرف بالشر ‪ ،‬وهما المحوران اللذان يدور حولهما علم األخالق ‪،‬‬
‫طرح اإلشكالية ‪:‬‬
‫وإذا كان سارتر قد أرجع الخير والشر إلى الفرد فهل مصدر القيمة األخالقية ذاتي دائما ؟ بمعنى ه ل‬
‫الخير والشر من صنع اإلنسان أم أن هناك أطرافا أخرى يمكنها صناعة القيم األخالقية ؟‬
‫التحليل ‪:‬‬
‫القيمة األخالقية الذاتية ‪ :‬القيم األخالقية مصدرها الفرد ‪.‬‬
‫ذهب سارتر أن مصدر القيمة األخالقية هو الفرد ‪ ،‬فهو الذي يق رر الخ ير وه و ال ذي يخ ترع الش ر ‪،‬‬
‫فتصور سارتر اإلنسان‬
‫على أنه كائن لذاته ‪ ،‬وتصور سارتر للنشاط اإلنساني على أنه ك ائن لذات ه ‪ ،‬وتص ور س ارتر للنش اط‬
‫اإلنساني على أنه حر ‪،‬‬
‫وأن ماهية اإلنسان ما هو ما يوجد بنفسه ) الوجودية ( يشمل على فلسفة سارتر األخالقية التي تنطل ق‬
‫من الذات فيترتب‬
‫عليها أن اإلنسان هو الذي يضع القيم فيضع الخير والشر ‪ .‬وبذلك فهو يعدم وجود الغير في وضع القيم‬
‫وعلى هذا كانت‬
‫المسؤولية مطلقة عند سارتر ‪.‬‬
‫غير أن هذا الرأي نجده عند أنصار النزعة التجريبية والنزع ة العقلي ة على ح د س واء ‪ ،‬ف التجريبيون‬
‫يرجعون مصدر القيم‬
‫األخالقية إلى التجربة والممارسة الفردية ‪ ،‬التي تتطور إلى عادة اجتماعية ‪ ،‬كما أن العقليون يرون أن‬
‫مصدر القيم األخالقية‬
‫هو العقل اإلنساني إذا به نحكم على األشياء وبه نميز بين الخ ير والش ر وبالت الي ف الفرد مص در القيم‬
‫األخالقية هو العقل اإلنساني‬
‫إذ به نحكم على األشياء وبه نميز بين الخير والشر وبالتالي فالفرد مصدر القيم األخالقية ‪.‬‬
‫_ لكن الفرد ليس المص در الوحي د للقيم األخالقي ة ‪ ،‬فإقص اء الغ ير في ص ناعة األخالق أم ر ال يثبت ه‬
‫الواقع ‪ ،‬كما أن التجربة‬
‫الفردية مختلفة ومتناقضة والعقل قاصر ال يهدي صاحبه في جميع األحوال ‪.‬‬
‫القيمة األخالقية موضوعية ‪ :‬القيم األخالقية مصدرها المجتمع والدين ‪.‬‬
‫إن األخالق في نظر آخ رين من الفالس فة من خالف س ارتر ( ‪ )1‬تنب ع من المجتم ع ومن ال دين حيث‬
‫يرى أثار النزعة‬
‫االجتماعية والقيم األخالقية نابعة عن تأثير الجماعة في الفرد حيث يق ول " دورك ايم " ‪ " :‬إذا اس تنكر‬
‫أحدنا الفاحشة فألن المجتمع‬
‫‪13‬‬

‫يستنكرها " ‪ .‬كما يرى أنصار االتجاه الديني أن القيم األخالقية صادر عن الوحي‬
‫) فالتعاليم الدينية مصدر القيم األخالقية ( فهي جاءت لكي تساعد العقل علي إدراك الخير والشر ‪.‬‬
‫هذا الموقف الديني نجده بوضوح عند مفكري اإلسالم خاصة موق ف المفك رين األش اعرة ال ذي يعت بر‬
‫الدين مصدر الخير والشر‬
‫فالواجبات في نظرهم سمعية كلها " افعل ما تؤمر آية ‪ .‬باعتبار أن القيم مختلفة باختالف الدين ‪.‬‬
‫_ لكن الفرد قد يحدث ثورة فكرية ‪ ،‬وأخالقية ويخرج عن العرف ويغير قواعد المجتمع ‪ ،‬كما أن المثل‬
‫األعلى الوارد‬
‫عن طريق الوحي قد ينعدم عند بعض الشعوب وتبقي لديهم أخالقهم الخاصة ‪.‬‬
‫القيمة األخالقية ذاتية وموضوعية ‪ :‬القيم من صنع أطراف مختلفة‬
‫من القيم األخالقية ما هو صادر عن الفرد وتبقى هذه األخالق محل اختالف بين الن اس ‪ ،‬ومن القيم م ا‬
‫هو صادر عن‬
‫المجتم ع كالع ادات والتقالي د وهي متغ ير من جماع ة ألخ رى ‪ ،‬ومن القيم م ا ه و ص ادر عن ال وحي‬
‫كأخالق المسلمين وما يتعلق‬
‫بالحالل والحرام وهي تتمتع بالثبات ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪ :‬إن موقف سارتر من األخالق ال يمكن التسليم به ‪ ،‬إذ ليس بإمكان الفرد أن يقرر وحده الخير‬
‫والشر‪ ،‬رغم أنه قادر‬
‫على ابتكار القيم األخالقية وقادر على االلتزام بها أو تركها ‪ .‬فالقيم األخالقية تصنعها أط راف مختلف ة‬
‫الفرد ‪ ،‬المجتمع ‪،‬‬
‫‪13‬‬

You might also like