You are on page 1of 19

‫مجلة كلية العلوم االسالمية ‪ ...

‬العدد ‪ 12 /74‬ذي الحجة ‪1444‬هـ ـ ‪ 30‬حزيران ‪2023‬م‬


‫‪DOI: https://doi.org/10.51930/jcois.21.74.0137‬‬

‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬


‫م‪.‬د‪ .‬انتصار خليل حسن الحرباوي‬
‫قسم الفلسفة‪ /‬كلية اآلداب‪ /‬جامعة الموصل‬
‫االيميل‪intesar.hasan@uomosul:‬‬

‫الهاتف‪07721165921:‬‬
‫‪This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.‬‬

‫ملخص البحث‪:‬‬
‫تطور التصوف حتى صار ينقسم على مدارس كان أهم هذه المدارس واألساس الذي ينبني‬
‫عليه التصوف في كل مراحله هي البصرة التي يتزعمها الحسن البصري وأتباعه من متصوفة‬
‫البصرة‪ ،‬لذلك فهذه المدرسة كما تتفق في المنهج تتفق في نظرتها إلى السعادة‪ .‬فاقتصرنا على ثالثة‬
‫أعالم من هذه المدرسة‪ ،‬وهم الحسن البصري‪ ،‬وأيوب السختياني‪ ،‬ورابعة العدوية ‪.‬‬
‫ولكي ال يطول بنا المقام انتخبنا هذه الشخصيات التي اشتركت في أسس واتفقت على منهج فاقتربت‬
‫أن اقتراب اآلراء ال يعني َّ‬
‫أن الطريق تساوت‪ ،‬فقد تتفق اآلراء في جانب وتختلف في‬ ‫اآلراء‪ .‬على َّ‬
‫جانب آخر‪ .‬فقد نقل ابن خلدون في مقدمته وهو من أقوال اإلمام الصادق ‪َّ :‬‬
‫"إن الطرائق بعدد‬
‫أنفس الخالئق"‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬نظرية‪ ،‬سعادة‪ ،‬جنيد‬

‫تاريخ النشر‬ ‫تاريخ قبول النشر‬ ‫تاريخ استالم البحث‬


‫‪2023/6/30‬‬ ‫‪2023/03/30‬‬ ‫‪2022/11/29‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫واحتاااااااث البحااااااث الااااااى الماااااانه‬ ‫الـمقدمة‪:‬‬


‫التااااريخي وكاااذلك الاااى المااانه الوصااافي‬
‫التحليلي الثبات فرضيته‪.‬‬ ‫تعد الدراسات العرفانية من اهم المباحث‬
‫وكانااات خطتاااي فاااي هاااذا البحاااث‬ ‫التي تميزت بها الفلسفة االسالمية‪ .‬فقد‬
‫انناااي قسااامته علاااى مبحثاااين كاااان المبحاااث‬ ‫برزت الى الوجود نظريات عرفانية عديده‬
‫االول فااااااااي بيااااااااان مفهااااااااوم السااااااااعادة‬ ‫منها ما هو معرفي‪ ،‬متعلق بمصار‬
‫والتعريااااف بشخصااااية الجنيااااد البغاااادادي‪.‬‬ ‫المعرفة وطبيعتها وامكانها‪ .‬ومنها ما هو‬
‫اماااااا المبحاااااث الثااااااني فكاااااان فاااااي بياااااان‬ ‫متعلق بالوجود ووحدة شهود الصوفي‬
‫مالماااااح نظرياااااة الساااااعادة عناااااد الجنياااااد‬ ‫للوجود الحق‪ .‬ومنها ما هو قيمي متعلق‬
‫البغااااااادادي واالساااااااباب المؤدياااااااة الااااااااى‬ ‫بمعيار الحق والخير والجمال‪ .‬وهذه‬
‫السااااعادة فااااي نظااااره‪ .‬ثاااام ختماااات بحثااااي‬ ‫النظريات تتخللها نظريات نفسية ترتبط‬
‫بخاتمااااااة تضاااااامنت اهاااااام النتااااااائ التااااااي‬ ‫بغاية العارف وهي السعادة الدائمة‬
‫توصل اليها البحث‪.‬‬ ‫وتتضمن الدنيوية واالخروية‪ ،‬فهي تختص‬
‫وآخر دعوانا ان الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬ ‫بالروح وليست بالبدن وان اتخذت من‬
‫البدن سبيالً لبلوغ تلك السعادة وهي القرب‬
‫من المحبوب ورؤيته في االخرة‪ .‬إذ تمثلت‬
‫نظرية الجنيد البغدادي في السعادة بهذه‬
‫الصيغة التوحيدية‪ ،‬إذ يرى ان التوحيد‬
‫الخاص هو فناء الصوفي عن نفسه وبقاؤه‬
‫باهلل حيث مقام القرب ومراتب العارفين‬
‫ومنازلهم‪ .‬والهمية هذا الموضوع اتخذته‬
‫عنوانا ً لبحثي الموسوم (نظرية السعادة‬
‫عند الجنيد البغدادي)‪.‬‬
‫وكانت مشكلة البحث هي مشكلة‬
‫السعادة‪ ،‬وما االسباب المؤدية اليها‪.‬‬
‫اما االسئلة الرئيسة التي حاول‬
‫البحث االجابة عنها فهي هل كان للجنيد‬
‫البغدادي نظرية خاصة في السعادة؟ وما‬
‫مالمح تلك النظرية؟ وكذلك االجابة عن‬
‫االسئلة الفرعية‪ ،‬ومنها هل كان لتلك‬
‫النظرية اسباب تؤدي اليها؟ وما تلك‬
‫االسباب؟‬

‫‪138‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫واللذة فهي أن السعادة حالة خاصة‬


‫باإلنسان‪ ،‬وأن رضا النفس بها تام‪ ،‬في‬
‫حين أن اللذة حالة مشتركة بين االنسان‬
‫والحيوان‪ ،‬وأن رضا النفس بها مؤقت‪،‬‬
‫ومن شرط السعادة أن تكون ميول النفس‬ ‫المبحث االول‪ :‬مفهوم السعادة وحياة‬
‫كلها راضية مرضية‪ ،‬وأن يكون رضاها‬ ‫الجنيد البغدادي‬
‫بما حصلت عليه من الخير تاما ً ودائماً‪،‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬مفهوم السعادة‬
‫ومتى سمت السعادة الى مستوى الرضا‬ ‫السعادة لغة (سعد) السين والعين‬
‫الروحي ونعيم التأمل والنظر أصبحت‬ ‫والدال أصل يدل على خير وسرور ‪ ،‬وهو‬
‫غبطة‪ )5(.‬ولكل حرف في اللغة العربية‬ ‫بخالف النحس‪ ،‬فالسعد اليمين في االمر‪،‬‬
‫معنى وداللة‪ ،‬وحروف لفظة (سعد) اولها‬ ‫ومن السعد لفظ (السعدان) وهو نبات من‬
‫السين وهو (للحركة والطلب)‪ ،‬والعين‬ ‫أفضل المرعى‪ ،‬ويقول القوم في امثالهم‬
‫وهي (للصفاء والوضوح والفعالية)‪،‬‬ ‫مرعى وال كالسعدان‪ ،‬أما سعود النجم فهي‬
‫والدال وهي (الشدة والقوة)‪ ،‬إذن يمكن‬ ‫عشرة‪ ،‬ولها أسماء وسميت سعوداً‬
‫القول إن مفهوم السعادة يتردد بين نيل‬ ‫ليمنها(‪.)1‬‬
‫الخير والراحة النفسية‪ ،‬والمساعدة‬ ‫وفالن يسعد سعداً وسعادة فهو‬
‫واالستقامة بوعي وفعالية‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫سعيد‪ ،‬ويجمع سعداء‪ ،‬نقيض اشقياء‪ ،‬هذا‬
‫يمكن أن تتحقق السعادة كراحة نفسية إما‬ ‫إذا كان اسما ً أما إذا كان نعتا ً فجمعه‬
‫في (مساعدة اآلخرين بعزيمة واعية)‪،‬‬ ‫سعيدون ال سعداء‪ ،‬وسعيد األرض النهر‬
‫وإما في (السعي باستقامة ووعي وفعالية)‪،‬‬ ‫الذي يسقيها‪ ،‬والمساعدة هي المعاونة على‬
‫ومنه يمكن أن يكون مفهوم السعادة هو‬ ‫كل أمر يعمله عامل(‪ ،)2‬والسعودة خالف‬
‫معاونة اإلنسان لخآخرين على نيل الخير)‪،‬‬ ‫النحوسة‪ ،‬واستسعد الرجل برؤية فالن أي‬
‫وتكون أيضا ً بمعنى (السعي الجاد والمجهد‬ ‫عده سعداً والسعادة خالف الشقاوة‪ ،‬تقول‬
‫باستقامة ووعي)(‪ .)6‬ومما ال شك فيه أن‬ ‫منه سعد الرجل بالكسر‪ ،‬فهو سعيد‪ ،‬مثل‬
‫هناك فارقا ً كبيراً بين الشعور بالرضا أو‬ ‫سلم فهو سليم‪ .‬وسعد بالضم فهو مسعود‬
‫باللذة أو حتى بالسعادة في مدة معينة وبين‬ ‫وأسعده هللا فهو مسعود‪ ،‬ويقال مسعد‪،‬‬
‫الحياة السعيدة في مجموعها‪ ،‬وأيضا ً هناك‬ ‫كأنهم استغنوا عنه بمسعود واالسعاد‬
‫فرق كبير بين قضاء وقت هانئ وبين‬ ‫اإلعانة وقولهم لبيك وسعديك‪ ،‬أي إسعاداً‬
‫العيش عيشة هانئة‪ ،‬قد يطلق االثنان لفظة‬ ‫لك بعد إسعاد‪)3(.‬‬
‫السعادة في التعبير عن حالهما‪ ،‬غير أنه‬ ‫السااااااااااعادة اصااااااااااطالحا ً هااااااااااي‬
‫شتان بين من يستمتع لمدة محدودة بلذة‬ ‫معاونااااة األمااااور اإللهيااااة ل نسااااان علااااى‬
‫مؤقتة فيعقبها فتور وخمود‪ ،‬وسعي إلى لذة‬ ‫نيااال الخيااار‪ ،‬ويقاااال رجااال ساااعيد وقاااوم‬
‫أخرى مرتجاة‪ ،‬وبين من يجد الراحة‬ ‫سااااااعداء‪ ،‬وسااااااعد وأسااااااعده هللا وأعظاااااام‬
‫الدائمة في وضع مع َين ال يريد معه شيئا ً‬ ‫السعادات هي الجنة(‪،)4‬‬
‫آخر‪ ،‬ويحس بأن لديه كل ما يحتاث إليه‪.‬‬ ‫والسعادة هي الرضا التام بما تناله‬
‫ويعرف من السالم الداخلي ومن انسجام‬ ‫النفس من الخير‪ ،‬أما الفرق بين السعادة‬
‫‪139‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫الناس صفوفا ً كالملوك ‪-‬أي كما تقف‬ ‫الروح والتناسق الكامل بين كل مكوناتها‬
‫للملوك‪ -‬ولم ير في عصره من اجتمع له‬ ‫ما يغدو من الصعب معه على اي حدث‬
‫علم وحال غيره‪ ،‬وكنت إذا رأيت علمه‬ ‫خارجي أن يؤثر فيه أو يضره‪)7(.‬‬
‫رجعته على حاله‪ ،‬وعكسه‪ ،‬وناهيك‬
‫بجعلهم من العقائد الدينية‪ ،‬واألصول‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حياة الجنيد البغدادي‬
‫اإلسالمية أن نعتقد أن طريقه وصحبه‬ ‫الجنيد هو أبو القاسم الجنيد بن محمد‬
‫ٌ‬
‫طريق مقوم)‪.(11‬‬ ‫الخراز القواريري‪ ،‬أصله من نهاوند مولده‬
‫وهو من الفقهاء المعتمدين‪ ،‬تفقه‬ ‫ومنشأه بغداد‪ ،‬كان فقيها ً على مذهب أبي‬
‫على أبي ثور‪ ،‬وكان يفتي بحضرته وهو‬ ‫ثور‪ ،‬صحب السري السقطي‪ ،‬والحارث‬
‫ابن عشرين سنة‪ .‬وكان أصحاب الطبقات‬ ‫المحاسبي‪ ،‬ومحمداً بن علي القصاب‬
‫يضعونه على رأس الطبقة الثانية من‬ ‫البغدادي وغيرهم‪ ،‬وهو من أئمة القوم‬
‫طبقات الصوفية)‪ .(12‬بحسب رأي عفيفي‪.‬‬ ‫وساداتهم‪ ...‬ولد نحو سنة ‪210‬هـ‪ ،‬وقد‬
‫وهو المؤسس لفكرة وحدة الوجود‬ ‫رباه عمه السري السقطي بعد وفاة‬
‫التي تبناها الكثير من الصوفية من بعده‬ ‫والده(‪ ،)8‬توفي سنة سبع وتسعين‬
‫‪)(9‬‬
‫والتي اصبحت السمة الواضحة في مذهب‬ ‫ومائتين‪.‬‬
‫ابن عربي‪ .‬اما مؤرخو الصوفية ومنهم‬ ‫وهو سيد الطائفة الصوفية‪ ،‬و ّفق‬
‫القشيري الذي يعرض في الفصل االول‬ ‫بين أحوال الصوفية والتعاليم الشرعية‪،‬‬
‫من رسالته عقيدة الصوفية في التوحيد‬ ‫وقيل توفي سنة ‪ ،298‬وترك رسائل‬
‫الذي يعتبره رأس العقائد االيمانية جميعها‬ ‫وترك رجاالً يحملون تعاليمه الصوفية‬
‫واالصل الذي بنى عليه الصوفية قواعد‬ ‫حتى أن أكثر الطرق الصوفية التي ما‬
‫طريقهم وصانوا به عقائدهم عن البدع‬ ‫تزال حتى اليوم تعود سلسلة شيوخها إلى‬
‫مقتبسا ً في كل ذلك ما هو ادنى إلى مذهب‬ ‫الجنيد الذي أخذ عن عمه الذي أخذ عن‬
‫السلف واهل السنة‪ ،‬ثم يورد تعريفات‬ ‫معروف الكرخي إلى آخر السلسلة التي‬
‫التوحيد السني لعدد كبير من الصوفية‬ ‫تنتهي بالحسن البصري فعلي بن أبي‬
‫وينبه على مخالفتهم في ذلك لمذاهب‬ ‫طالب (عليه السالم) عن رسول هللا (ص)‪.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫المبتدعة‪ ،‬بخاصة المجسمة والمشبهة‪.‬‬ ‫وهو المزين بفنون العلم‪ ،‬المتوشح‬
‫بجالليب التقوى والحلم‪ ،‬المنور بخالص‬
‫اإليقان‪ ،‬المؤيد بثبات اإليمان‪ ،‬العالم‬
‫بموضوع الكتب‪ ،‬العالم بمحكم الخطاب‪،‬‬
‫الموفق فيه للبيان والصواب)‪.(10‬‬
‫والجنيد سيد الطائفة‪ ،‬ومقدم‬
‫الجماعة‪ ،‬وإمام أهل الفرقة‪ ،‬وشيخ طريق‬
‫التصوف‪ ،‬بهلوان العارفين‪ ،‬مرجع أهل‬
‫السلوك في زمنه فمن بعده‪ ،‬رزق من‬
‫القبول وصواب القول ما لم يقع لغيره‪،‬‬
‫بحيث كان إذا مر بشوارع بغداد وقف له‬
‫‪140‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫ولم يتروح نسيم لذة المعاملة)(‪ .)15‬ويرى‬


‫الجنيد ان باعث خواطر النفس هو الشهوة‪،‬‬
‫إذ يقول (اما الخاطر النفساني فباعثه‬
‫الشهوة‪ ،‬وطلب الراحة‪ ،‬والشهوة تنقسم إلى‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬السعادة عند الجنيد‬
‫نفسانية كمحبة العلو والجاه والتشفي عند‬ ‫البغدادي واسبابها‬
‫الغيظ واصغار المعاند وامثال ذلك‪ ،‬وإلى‬ ‫المطلب االول‪ :‬السعادة عند الجنيد‬
‫جمسانية– كشهوة الطعام والشراب‬ ‫البغدادي‬
‫والنكاح واللباس والنزه‪ ،‬وامثال ذلك‪،‬‬ ‫ان السعادة التي ينظر لها الجنيد‬
‫وللنفس احتياث إلى هذه المالذ بحسب‬ ‫هي سعادة روحية صرفة وان استعانت‬
‫بعدها عن كل واحد منها‪ ،‬وشدة توقانها‬ ‫بالجوارح للوصول اليها‪ ،‬وكما يرى‬
‫إلى كل جنس منها)(‪.)16‬‬ ‫الدكتور عفيفي ان (عبارة الجنيد صريحة‬
‫وترى الصوفية ان الفناء للنفس‬ ‫في ان ارواح البشر قديمة ازلية قبل‬
‫هو الحياة الحقيقية لقوله (عليه الصالة‬ ‫هبوطها إلى عالم االجساد‪ ،‬حادثة زمنية‬
‫والسالم) "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا"‪،‬‬ ‫بعد هبوطها‪ ،‬وان وجودها االزلي كان‬
‫فالفناء ليس سوى زوال تعينها‪ ،‬فهي‬ ‫بوجود هللا‪ ،‬وان فناءها االزلي معناه انعدام‬
‫حاضرة في حال الفناء في حضرة القدس‬ ‫تعينها وتشخصها‪ ،‬اما وجودها الزمني‬
‫عند مليك مقتدر‪ .‬يقول الجنيد (ثم‬ ‫فبإيجاد هللا اياها على نحو آخر‪ .‬والفرق‬
‫احضرهم الفناء في فنائهم‪ ،‬واشهدهم‬ ‫بين الوجوديين هو الفرق بين مقامي الجمع‬
‫الوجود في وجودهم‪ ،‬فكان ما احضرهم‬ ‫والتفرقة في العرف الصوفي‪ .‬ووجود‬
‫منهم واشهدهم من انفسهم ستراً خفيا ً‬ ‫االنسان في العالم على الصورة التي هو‬
‫وحجابا ً لطيفاً‪ ...‬وان اهل البالء لما‬ ‫عليها مرده إلى ارادة هللا‪ ،‬ولكن هللا القاهر‬
‫اتصلوا بحادث الحق فيهم وجاري حكمه‬ ‫الغالب يريد ايضا ً ان يقهر ذلك الوجود‬
‫عليهم‪ ،‬تغربت اسرارهم‪ ،‬وتاهت ارواحهم‬ ‫االنساني بفيض الوجود االلهي عليه‪،‬‬
‫عمر االبد‪ ،‬ال تأويها المواطن‪ ،‬وال تجنها‬ ‫بحيث يفنى االنسان عند وجوده الخاص‬
‫االماكن‪ ،‬تحن إلى مبتليها حنيناً‪ ،‬وتئن‬ ‫ويمحى رسمه)(‪ .)14‬ويسوق الجنيد قول‬
‫بفناء النائي عنها انيناً‪ ،‬قد شجاها فقدانها‬ ‫حارثة في حقيقة االيمان‪ ،‬اذ يقول (عزفت‬
‫وذلها وجدانها اسوفة عليه‪ ،‬موجعة لديه‪...‬‬ ‫نفسي الدنيا‪ ،‬ثم يقول وكأني انظر إلى‬
‫سمحت له بهالكها فيما ابدى عليها من‬ ‫عرش ربي بارزاً‪ ،‬وكأني بأهل الجنة‬
‫ابتالئها‪ ،‬ولم تعزم على االهتمام بانفسها‬ ‫يتزاورون وكأني‪ ...‬وكأني‪ ...‬وهذه بعض‬
‫استغنا ًء بحبه وتعلقا ً في محل قربه)(‪.)17‬‬ ‫احوال القوم‪ ،‬فاحرص يا اخي على العمل‬
‫وهنا اشارة من الجنيد الى خلود‬ ‫في نجاة نفسك وخالصها وعتقها من مذلة‬
‫النفس بالفناء في الحق تعالى‪ ،‬فترى البالء‬ ‫الهوى‪ ،‬واالنقياد إلى مسامرة اهل الدنيا‪،‬‬
‫متعة ونعيما ً في حال الفناء سواء في هذه‬ ‫فقل نفس ذاقت من سهو الغفلة قطرة اال‬
‫الحياة ام بعد مفارقة الروح الجسد‪ .‬يقول‬ ‫اورثها ذلك قسوة اسكرت العقل‪ ،‬واذهلت‬
‫الجنيد (حتى امتعها بالؤها وآنسها به‬ ‫المعرفة‪ ،‬وجعلت للفتنة مدخالً خفياً‪ .‬فمن‬
‫بقاؤها‪ ،‬لما رأته قريبا ً لمنعها وآتيا ً‬ ‫رفع ستر االفات انكشف له ستر االنطواء‪،‬‬
‫‪141‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫أما التوحيد الخاص فإنه يرى أن‬ ‫بلسعتها‪ ،‬فلم تلو بجن حمله كال ال وال‬
‫العبد يكون فيه (شبحا ً بين يدي هللا عز‬ ‫برمت به مالالً‪ .‬هم االبطال فيما جرى‬
‫وجل‪ ،‬وتجري عليه تصاريف تدبيره في‬ ‫عليهم لما اسر اليهم‪ ،‬اقاموا في قهره‬
‫مجاري أحكام قدرته في لج بحار توحيده‬ ‫انتظار امره ليقضي هللا امراً كان‬
‫بالفناء عن نفسه وعن دعوة الحق له‪،‬‬ ‫مفعوالً)(‪ .)18‬والنعيم االبدي عند الصوفية‬
‫وعن استجابته لحقائق وجود وحدانيته في‬ ‫هو التمتع بقرب الحق تعالى‪ ،‬وهو للروح‬
‫حقيقة قربه بذهاب حسه وحركته لقيام‬ ‫اولى‪ ،‬اذ ال يبالي بعدها بما يصيب الجسد‪،‬‬
‫الحق له فيما أراد منه وهو أن يرجع آخر‬ ‫يقول قائلهم‬
‫العبد إلى أوله كما كان قبل أن يكون))‪.(24‬‬ ‫اذا صح منك الود فالكل هين‬
‫إذن فجوهر التوحيد عند الجنيد هو (الفناء‬ ‫وكل الذي فوق التراب تراب‬
‫عن الذات والبقاء باهلل‪ .‬أو هو الوصول‬ ‫لذا فان الجنيد يرى في تفسير قوله‬
‫إلى حالة يكون فيها الحق سمع العبد‬ ‫تعلى على لسان إبراهيم {ربي ارني كيف‬
‫ويصره على ما جاء في الحديث القدسي‪.‬‬ ‫تحيي الموتى}(‪ .)19‬إن (الحي من كان‬
‫وفي هذه الحالة يصبح الوجود الذاتي‬ ‫حياته بحياة خالقه ال من تكون حياته ببقاء‬
‫المتعين وجوداً أتم وأكمل عن طريق البقاء‬ ‫هيكله‪ .‬ومن كان بقاؤه ببقاء نفسه فأنه ميت‬
‫باهلل‪ ،‬وفي هللا‪ .‬ولكنها ما ال تدوم‪ ،‬فإن العبد‬ ‫في وقت حياته‪ ،‬ومن كانت حياته به "أي‬
‫حال من الصحو يشعر‬ ‫ٍ‬ ‫يعود بعدها إلى‬ ‫بخالقه" كان حقيقة حياته عند وفاته النه‬
‫فيها بإثنينية المحب والمحبوب‪ ،‬فيستأنف‬ ‫يصل بذلك إلى رتبة الحياة االصلية)(‪.)20‬‬
‫الحنين إلى محبوبه من جديد‪ ،‬ويشتاق إلى‬ ‫لذلك قال الجنيد حينما سئل عن التصوف‬
‫االتصال به))‪ .(25‬وهذه السعادة التي‬ ‫(هو ان يميتك الحق عنك ويحييك به)(‪.)21‬‬
‫يعيشها العارف في اتصاله بمحبوبه الذي‬ ‫ولرؤية النبي محمد (ص) دالالت كبيرة‬
‫أجرى عليه مراده من حيث يشاء بصفته‬ ‫في حياة الصوفي (وقد يكون لها اثر بالغ‬
‫المتعالية التي ال يشاركه فيها‪ .‬وكان ذلك‬ ‫في تشكيل هذه الحياة في ظاهرها‬
‫بوجود أتم الوجود وأمضاه ال محالة‪ .‬أولى‬ ‫وباطنها)(‪.)22‬‬
‫وأغلب وأحق بالغلبة والقهر وصحة‬ ‫يربط الجنيد (رحمه هللا تعالى)‬
‫االستيالء على ما يبدو عليه "أي العارف"‬ ‫بين آرائه بالسعادة بنظريته في التوحيد‪.‬‬
‫حتى يمحى رسمه ويذهب وجوده إذ ال‬ ‫(لقد ميز الجنيد بين التوحيد العام والتوحيد‬
‫صفة بشرية)‪ .(26‬فمن ذاق هذه السعادة‬ ‫الخاص عندما سأل عن التوحيد فعرف‬
‫وتحقق فيها وبحث عن أسبابها‪.‬‬ ‫التوحيد العام بأنه إفراد الموحد بتحقيق‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اسباب السعادة عند الجنيد‬ ‫وحدانيته بكمال احديته‪ ،‬أنه الواحد الذي لم‬
‫البغدادي‬ ‫يلد ولم يولد بنفي األضداد واألنداد‬
‫إن من أهم أسباب السعادة عند الجنيد‬ ‫واألشباه‪ ،‬وما عبد من دونه‪ ،‬بال تشبيه وال‬
‫(رحمه هللا تعالى) هي‬ ‫تكييف وال تصوير وال تمثيل إلها ً واحداً‬
‫‪ -1‬المعرفة ‪ -2‬المحبة‪ -3 .‬العناية‬ ‫صمداً فرداً {ليس كمثله شيء وهو السميع‬
‫اإللهية‬ ‫البصير})‪.(23‬‬

‫‪142‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫إلى المعرفة‪ .‬وال يراد بالعلم علما ً آخر‬ ‫وإلى تفصيل هذه األسباب فأما‬
‫غير العلم الشرعي الذي به تعرف‬ ‫المعرفة فإن السبيل إليها العلم والعمل‪،‬‬
‫األوامر والنواهي‪ ،‬فعن الجنيد قال‬ ‫وأما العلم فهو أن تعلم أوامر هللا تعالى‬
‫(كنت إذا قمت من عند سري السقطي‬ ‫ونواهيه والتي بلغنا بها رسول هللا‬
‫قال لي إذ فارقتني من تجالس؟ فقلت‬ ‫(صلى هللا عليه وآله وسلم) وفي ذلك‬
‫الحارث المحاسبي‪ .‬فقال نعم خذ من‬ ‫قال الجنيد (رحمه هللا) ((من لم يحفظ‬
‫علمه وأدبه‪ ...‬فلما وليت سمعته يقول‬ ‫القرآن‪ ،‬ولم يكتب الحديث ال يقتدى به‬
‫جعلك هللا صاحب حديث صوفيا ً وال‬ ‫في هذا األمر‪ ،‬ألن علمنا هذا مقيد‬
‫جعلك صوفيا ً صاحب حديث‪ .‬يعني‬ ‫بالكتاب والسنة)))‪ ،(27‬وقال أيضا ً‬
‫إنك إذا ابتدأت بعلم الحديث واألثر‬ ‫((علمنا هذا مشيد بحديث رسول هللا‬
‫ومعرفة األصول والسنن ثم تزهدت‬ ‫صلى هللا عليه وسلم)))‪ .(28‬وقال‬
‫وتعبدت تقدمت في علم الصوفية‪،‬‬ ‫(رحمه هللا) ((مذهبنا هذا مقيد‬
‫وكنت صوفيا ً عارفاً‪ ،‬وإذا ابتدأت‬ ‫بأصول الكتاب والسنة)))‪ .(29‬أما‬
‫بالتعبد والتقوى والحال شغلت به عن‬ ‫العمل فقد قيل للجنيد (رحمه هللا‬
‫العلم والسنن فأحسن أحوالك أن ترجع‬ ‫تعالى) ((من أين استفدت هذا العلم؟‬
‫إلى العلم الظاهر وكتب الحديث؛ ألنه‬ ‫فقال من جلوسي بين يدي هللا ثالثين‬
‫هو األصل الذي تفرع عليه العبادة‬ ‫سنة تحت تلك الدرجة وأومأ إلى‬
‫والعلم وأنت قد بدأت بالفرع قبل‬ ‫درجة في داره)))‪ .(30‬وقال أبو بكر‬
‫األصل‪.‬‬ ‫العطوي ((كنت عند الجنيد حين مات‬
‫وأما السبب الثاني وهو المحبة فعند‬ ‫فرأيته ختم القرآن‪ ...‬ثم ابتدأ من‬
‫الجنيد وصل التصوف إلى ذروته‪ ،‬وقد‬ ‫البقرة‪ ،‬وقرأ سبعين آية ثم مات))‪،‬‬
‫امتزجت آراؤه بموضوعات التوحيد‬ ‫وكان (رحمه هللا تعالى) يقول‬
‫والفناء والمشاهد واألنس بالمحبوب‪.‬‬ ‫((الطرق كلها مسدودة على الخلق إال‬
‫وأنشد (رحمه هللا تعالى) في المحبة فقال‬ ‫على من اقتفى أثر الرسول (صلى هللا‬
‫(قد كان لي مشرب يصفو برؤيتكم‬ ‫عليه وسلم)‪ .‬واتبع سنته‪ ،‬ولزم‬
‫فكدرته يد األيام حين صفا‬ ‫طريقته‪ ،‬فإن طرق الخير كلها مفتوحة‬
‫وقد عرف الجنيد برهافة حسه‪ ،‬وألفته‬ ‫عليه)))‪ .(31‬وقال (رحمه هللا) ((ما‬
‫وحنينه إلى منازل الهوى‪ ،‬فكان مدد حبه‬ ‫أخذنا التصوف عن القيل والقال‪،‬‬
‫يصيح بنفسه صيحة الحنين الدامي‪ ،‬فيلتاع‬ ‫ولكن عن الجوع‪ ،‬وترك الدنيا‪ ،‬وقطع‬
‫ويبكي رغم وقاره))‪ .(33‬وروى الخطيب‬ ‫ألن‬ ‫والمستحسنات‪،‬‬ ‫المألوفات‬
‫البغدادي في تاريخه قائالً قال أبو العباس‬ ‫التصوف هو صفة المعاملة مع هللا‬
‫بن مسروق (مررت مع الجنيد في بعض‬ ‫تعالى‪ ،‬وأصله التعزف عن الدنيا‪...‬‬
‫مغن يغني‬
‫ٍ‬ ‫دروب بغداد وإذا‬ ‫كما قال حارث عزفت نفسي عن‬
‫منازل كنت تهواها وتألفها‬ ‫الدنيا‪ ،‬فأسهرت ليلي‪ ،‬وأظمأت‬
‫أيام كنت على األيام منصورا‬ ‫نهاري)))‪ .(32‬وفي هذا إشارة إلى‬
‫العمل فالعلم مع العمل طريق الوصول‬
‫‪143‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫هللا) (المحبة نفسها قرب القلب من هللا‬ ‫فبكى الجنيد بكا ًء شديداً‪ ،‬ثم قال يا أبا‬
‫(‪)42‬‬
‫باالستنارة والفرح)‪.‬‬ ‫العباس ما أطيب منازل األلفة واألنس‪،‬‬
‫أما كمال الحب في القلب فذكره‬ ‫وأوحش مقامات المخالفة)))‪.(34‬‬
‫الجنيد اذ قال (عالمة كمال الحب دوام‬ ‫وسئل الجنيد (رحمه هللا تعالى)‬
‫ذكره في القلب بالفرح والسرور والشوق‬ ‫عن المحبة فقال (دخول صفات المحبوب‬
‫إليه واألنس به‪ ،‬وأثرة محبة نفسه‪،‬‬ ‫على البدل من صفات المحب))‪ .(35‬فهذا‬
‫والرضا بكل ما صنع‪ ،‬وعالمة أنسه باهلل‬ ‫معنى قوله (حتى أحبه فإذا أحببته كنت‬
‫)‪(43‬‬
‫استلذاذ الخلوة‪ ،‬وحالوة المناجاة)‪.‬‬ ‫عينه التي يبصر بها وسمعه الذي يسمع‬
‫وسئل (رحمه هللا تعالى) عن المحبة‪،‬‬ ‫به‪ ،‬ويده التي يبطش بها))‪ .(36‬وقال أيضا ً‬
‫فقال (الناس في محبة هللا خاص وعام‪.‬‬ ‫(المحبة إفراط الميل بال نيل))‪ ،(37‬وقال‬
‫فالعوام نالوا ذلك بمعرفتهم في دوام‬ ‫(كل محبة كانت لغرض‪ .‬فإذا زال الغرض‬
‫إحسانه وكثرة نعمه‪ ،‬فلم يتمالكوا أن‬ ‫زالت تلك المحبة)‪ (38).‬وسئل (رحمه هللا‬
‫أرضوه إال أنهم تقل محبتهم وتكثر على‬ ‫تعالى) عن بكاء المحب فقيل (من أي‬
‫قدر النعم واإلحسان‪ ،‬فأما الخاصة فنالوا‬ ‫شيء يكون بكاء المحب إذا لقي المحبوب؟‬
‫المحبة بعظم القدر والقدرة والعلم والحكمة‬ ‫فقال إنما يكون ذلك سروراً به ووجداً من‬
‫والتفرد بالملك‪ ،‬فلما عرفوا صفاته الكاملة‬ ‫شدة الشوق إليه)‪ (39).‬وذكر القشيري عن‬
‫وأسماءه الحسنى‪ ،‬لم يمتنعوا أن أحبوه إذ‬ ‫أبي بكر الكتاني قال (جرت مسألة في‬
‫استحق عندهم المحبة بذلك ألنه أهل لها‪،‬‬ ‫المحبة بمكة المكرمة أيام الموسم فتكلم‬
‫ولو زال عنهم جميع النعم)‪ (44).‬أما السبب‬ ‫الشيوخ فيها‪ ،‬وكان الجنيد أصغرهم سناً‪،‬‬
‫الثالث من أسباب السعادة عند الجنيد وغير‬ ‫فقالوا له هات ما عندك يا عراقي‪،‬‬
‫من الصوفية في هذه المدرسة فهو‬ ‫فأطرق رأسه ودمعت عيناه‪ ،‬ثم قال عبد‬
‫((العناية والتوفيق من هللا))‪ ،‬وهو أن‬ ‫ذاهب عن نفسه‪ ،‬متصل بذكر ربه‪ ،‬قائم‬
‫يختص هللا تعالى العبد بمحبته وذلك لقوله‬ ‫بأداء حقوقه‪ ،‬ناظر إليه بقلبه‪ ،‬أحرق قلبه‬
‫تعالى }يختص برحمته من يشاء{)‪.(45‬‬ ‫أنوار هويته وصفا شربه من كأس وده‪،‬‬
‫وسئل (رحمه هللا تعالى) (العناية قبل ام‬ ‫وانكشف له الجبار من أستار غيب‪ ،‬فإن‬
‫)‪(46‬‬
‫البداية فقال العناية‪ ،‬قبل الماء الطين)‪.‬‬ ‫تكلم فباهلل‪ ،‬وإن نطق فمن هللا‪ ،‬وإن تحرك‬
‫وقال أيضا ً (إن هللا يعطي القلوب من بره‬ ‫فبأمر هللا‪ ،‬وإن سكت فمع هللا‪ ،‬فهو باهلل‬
‫بحسب ما أخلصت له في ذكره))‪ .(47‬وقال‬ ‫وهلل ومع هللا‪ ،‬فبكى الشيوخ وقالوا ما على‬
‫(رحمه هللا) (حاجة العارفين إلى‬ ‫كالمك مزيد‪ ،‬جبرك هللا يا تاث‬
‫كالءته))‪ (48‬وغيرها من األقوال الكثير‪.‬‬ ‫العارفين)‪ (40).‬ومن أقواله في المحبة‬
‫ومنها قوله (إن بدت ذرة من عين الكرم‬ ‫(رحمه هللا تعالى) (إن عالمة المحبة دوام‬
‫ألحقت المسيء بالمحسن))‪ .(49‬أما أسباب‬ ‫النشاط الدؤوب بشهوة‪ ،‬يفتر بدنه‪ ،‬وال‬
‫الشقاء عند الجنيد البغدادي فهي ‪ -1‬الغفلة‬ ‫يفتر قلبه)‪ (41).‬والكالم في المحبة كثير‬
‫‪ -2‬حب الهوى والشيطان ‪ -3‬البعد عن‬ ‫لذلك أكثر الصوفية من الكالم فيها وع ّدها‬
‫العناية والتوفيق‪ .‬أما الغفلة فهي غفلة عن‬ ‫سببا ً لكل سعاداتهم‪ ،‬يقول الجنيد (رحمه‬
‫العلم بأوامر هللا ونواهيه‪ ،‬وغفلة عن العمل‬
‫‪144‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫بما أمر به‪ .‬قال (رحمه هللا تعالى) (الغفلة‬


‫)‪(50‬‬
‫عن هللا تعالى اشد من دخول النار)‪.‬‬
‫ومن الغفلة هدر الوقت فقد سئل (رحمه‬
‫هللا) (على ماذا يتأسف المحب من أوقاته؟‬
‫قال على زمان بسط أورث قبضاً‪ ،‬او‬
‫زمان أنس أورث وحشة)‪ (51).‬وقال‬
‫(الحسرة على الغفلة من فوتها واقعة))‪.(52‬‬
‫وأما في محبة الهوى أو عدو هللا تعالى‬
‫إبليس‪ .‬فإن الجنيد (رحمه هللا) يقول (ومن‬
‫الناس من يكون محبا ً لهواه أو لعدو هللا‬
‫إبليس‪ ،‬وهو يدعي لعظيم جهله وطول‬
‫غرته المحبة هلل تعالى))‪ .(53‬قال أبو طالب‬
‫المكي (ومن محبة الهوى إيثار عاجل‬
‫حظ النفس على آجل ما وعدت به‪ ،‬ويقدم‬
‫محبتها على محبة هللا (عز وجل)‪ ،‬وهي‬
‫مطبوعة على محبة الهوى‪ ،‬وكراهة‬
‫الحق‪ ،‬أمارة بالسوء فيما تسر كذابة فيما‬
‫تظهر من الخير))‪ .(54‬وسأله سائل (متى‬
‫يصير داء النفس دواءها؟ قلت إذا خالفت‬
‫هواها‪ ،‬قال اسمعي اسمعي يا نفس‪ ،‬قد‬
‫اجبتك بهذا سبعا ً فأبيت أن تسمعيه إال من‬
‫الجنيد‪ ،‬ثم انصرف ولم أعرفه))‪ .(55‬وقال‬
‫(من شارك الشيطان في عز الدنيا شاركه‬
‫في ذل اآلخرة))‪ ،(56‬وقال‪( :‬االستئناس‬
‫بالناس حجاب عن هللا والطمع فيهم فقر‬
‫الدارين))‪.(57‬‬

‫‪145‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫الخاتمة‬
‫توصلت البحث الى نتائ عدة‪ ،‬اهمها‬
‫أوالً السعادة بمعناها االصطالحي ال تنفك عن مراد الصوفية جميعا ً مدلولها الفوز بالجنة‪.‬‬
‫ثانيا ً يمثل الصوفية العلى مراتب السعادة وهي رؤية هللا تعالى‪ ،‬اذ اقصى ما يتمناه المحب‬
‫رؤية محبوبه‪.‬‬
‫ثالثا ً هنالك اسباب عند االخذ بها تحصل السعادة ومن هذه االسباب المعرفة‪ ،‬فال توجد عبادة‬
‫من دون معرفة‪.‬‬
‫رابعا ً تعد المحبة سببا ً مهما ً من اسباب السعادة في نظرية الجنيد البغدادي لحصول السعادة‪،‬‬
‫فشيمة المحب طاعة محبوبه‪ ،‬فكيف تحصل الطاعة من دون محبة‪.‬‬
‫خامسا ً تعد العناية االلهية المحصلة النهائية للمعرفة والمحبة‪ ،‬إذ يدخل العارف بكنف هللا‬
‫وتحت حمايته وظله يوم ال ظل اال ظله‪.‬‬
‫سادسا ً بانت مالمح نظرية الجنيد البغدادي في السعادة بعودة الروح الى بارئها ومصدرها‬
‫االول‪.‬‬
‫واخيراً نسال هللا العلي القدير ان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه‪ ،‬انه نعم المولى ونعم‬
‫النصير‪ .‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪ .‬والصالة والسالم على حبيبنا وسيدنا محمد‬
‫وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المنتجبين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫هوامش البحث‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر أحمد بن فارس بن زكريا (ت‪395‬هـ)‪ ،‬معجم مقاييس اللغة تحقيق عبد السالم محمد هارون (نشر مكتبة اإلعالم‬
‫اإلسالمي‪1404 ،‬هـ)‪.3/75 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينظر الخليل الفراهيدي‪ ،‬العين‪124-1/321 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ينظر الجوهري‪ ،‬الصحاح‪.2/488 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬ينظر الراعب األصفهاني (ت ‪425‬هـ)‪ ،‬مفردات الفاظ القرآن تحقيق صفوان عدنان داوودي‪ ،‬ط‪( 2‬نشر طليعة النور‪،‬‬
‫‪1427‬هـ)‪ ،‬ص‪.410‬‬
‫‪5‬‬
‫( )‪ -‬ينظر جميل صليبا (ت ‪1976‬م) المعجم الفلسفي‪ ،‬نشر دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1982 ،‬م‪ .‬ث‪ ،1‬ص‪.656‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬بنظر حسن عباس‪ ،‬خصائص الحروف العربية ومعانيها‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،1998 ،‬ص‪.268-267‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬ينظر حسين احمد امين‪ ،‬كيمياء السعادة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر(د‪،‬ت)‪ ،‬ص‪.19-18‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬ينظر السلمي‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬تحقيق نور الدين شريبة‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1406 ،‬هـ– ‪1986‬م‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪ -9‬ينظر المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ .49‬والقشيري‪ ،‬الرسالة القشيرية ث‪ ،1‬ص‪ 116‬المناوي‪ ،‬الكواكب الدرية‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪ ،570‬السمعاني‪،‬‬
‫األنساب‪ ،‬ث‪ ،10‬ص‪ ،254‬ابن الجوزي‪ ،‬صفة الصفوة‪ ،‬ث‪ ،2‬ص‪ .416‬والمنتظم‪ ،‬ث‪ ،6‬ص‪ ،105‬الذهبي‪ ،‬العبر‪ ،‬ث‪ ،2‬ص‪،110‬‬
‫اليافعي‪ ،‬مرآة الجنان‪ ،‬ث‪ ،2‬ص‪ .231‬ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪ .373‬السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية‪ ،‬ث‪ ،2‬ص‪ .260‬ابن‬
‫ملقن‪ ،‬طبقات األولياء‪ ،‬ص‪ .126‬الشعراني‪ ،‬الطبقات الكبرى‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪ .84‬وابن العماد‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ث‪ ،2‬ص‪.228‬‬
‫‪10‬‬
‫( ) ينظر المناوي‪ ،‬الكواكب الدرية‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.570‬‬
‫‪11‬‬
‫( ) المناوي‪ ،‬الكواكب الدرية‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.570‬‬
‫‪12‬‬
‫( ) ينظر السلمي‪ ،‬ص‪ .49‬والمناوي‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.570‬‬
‫(‪ )13‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.152‬‬
‫(‪)14‬‬
‫ابو العال عفيفي‪ ،‬التصوف الثورة الروحية في االسالم‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫(‪ )15‬الجنيد‪ ،‬كتاب دواء التفريط‪ ،‬تحقيق د‪ .‬سعاد الحكيم‪ ،‬ضمن كتاب تاث العارفين‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪.239‬‬
‫(‪)16‬‬
‫الجنيد‪ ،‬كتاب ادب المفتقر إلى هللا‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫(‪ )17‬الجنيد‪ ،‬كتاب الفناء‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.252-251‬‬
‫(‪ )18‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.252‬‬
‫(‪)19‬‬
‫سورة البقرة االية ‪.260‬‬
‫(‪ )20‬التهانوي‪ ،‬كشاف اصطالحات الفنون‪ ،‬كلكته‪ ،1862 ،‬ص‪.399‬‬
‫(‪ )21‬القشيري‪ ،‬الرسالة القشيرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1972 ،‬ص‪.217‬‬
‫(‪ )22‬نيكولسون‪ ،‬في التصوف االسالمي‪ ،‬ص‪.163‬‬
‫‪23‬‬
‫( ) أحمد توفيق عباد‪ ،‬التصوف اإلسالمي‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪24‬‬
‫( ) السراث‪ ،‬أبو نصر الطوسي‪( ،‬ت‪ 378‬هـ)‪ ،‬اللمع في تاريخ التصوف اإلسالمي‪ ،‬تحقيق عبد الحليم محمود‪ ،‬وطه عبد الباقي‬
‫سرور‪ ،‬دار الكتب الحديثة‪ ،‬مصر‪ ،‬ومكتبة المثنى‪ ،‬ببغداد‪1960 ،‬م‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪25‬‬
‫( ) أبو العال عفيفي‪ ،‬التصوف الثورة الروحية في اإلسالم‪ ،‬ص‪.208‬‬
‫‪26‬‬
‫( ) ينظر الجنيد البغدادي‪ ،‬رسالة‪ .‬أو كتاب الفناء‪ ،‬تحقيق د‪ .‬سعاد الحكيم‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص‪.248‬‬
‫‪27‬‬
‫( ) القشيري‪ ،‬الرسالة القشيرية‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫‪147‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫‪28‬‬
‫( ) المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪29‬‬
‫( ) القشيري‪ ،‬الرسالة القشيرية‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪30‬‬
‫( ) المصدر السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪31‬‬
‫( ) السلمي‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪32‬‬
‫( ) المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪33‬‬
‫( ) ينظر ابن خلكان وفيات األعيان‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪ .323‬وأبو نعيم‪ ،‬حلية األولياء‪ ،‬ث‪ ،10‬ص‪.46‬‬
‫‪34‬‬
‫( ) الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ث‪ ،7‬ص‪.89‬‬
‫‪35‬‬
‫( ) السراث‪ ،‬اللمع‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪36‬‬
‫( ) رواه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الرقائق برقم (‪.)6502‬‬
‫‪37‬‬
‫( ) القشيري‪ ،‬الرسالة القشيرية‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫‪38‬‬
‫( ) المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.215‬‬
‫‪39‬‬
‫( ) المصدر السابق‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪40‬‬
‫( ) المصدر السابق‪ ،‬ص‪.217‬‬
‫‪41‬‬
‫( ) أبو طالب المكي‪ ،‬قوت القلوب‪ ،‬ص‪.500‬‬
‫‪42‬‬
‫( ) أبو طالب المكي‪ ،‬قوت القلوب‪ ،‬ص‪.507‬‬
‫‪43‬‬
‫( ) أبو طالب المكي‪ ،‬قوت القلوب‪ ،‬ص‪.513‬‬
‫‪44‬‬
‫( ) المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.540‬‬
‫‪45‬‬
‫( ) سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.74‬‬
‫‪46‬‬
‫( ) المناوي‪ ،‬الكواكب الدرية‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.579‬‬
‫‪47‬‬
‫( ) المصدر نفسه‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.579‬‬
‫‪48‬‬
‫( ) السلمي‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪49‬‬
‫( ) المناوي‪ ،‬الكواكب الدرية‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.576‬‬
‫‪50‬‬
‫( ) السلمي‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪51‬‬
‫( ) المناوي‪ ،‬الكواكب الدرية‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.580‬‬
‫‪52‬‬
‫( ) المصدر نفسه‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.577‬‬
‫‪53‬‬
‫( ) أبو طالب المكي‪ ،‬قوت القلوب‪ ،‬ص‪.540‬‬
‫‪54‬‬
‫( ) المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.540‬‬
‫‪55‬‬
‫( ) المناوي‪ ،‬الكواكب الدرية‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.583‬‬
‫‪56‬‬
‫( ) المصدر نفسه‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.578‬‬
‫‪57‬‬
‫( ) المصدر نفسه‪ ،‬ث‪ ،1‬ص‪.573‬‬

‫‪148‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫المصادر والمراجع‬
‫‪ 1-‬أحمد توفيق عباد‪ ،‬التصوف اإلسالمي‪ ،‬مدارسه وطبيعته وأثره‪ ،‬مكتبة األنجلو‪،‬‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة‪1970 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 2-‬التهانوي‪ ،‬كشاف اصطالحات الفنون‪ ،‬كلكته‪. 1862 ،‬‬
‫‪ 3-‬الجنيد‪ ،‬كتاب ادب المفتقر إلى هللا‪ ،‬تحقيق سعاد الحكيم ضمن األعمال الكاملة للجنيد‬
‫البغدادي (د‪ ،‬ط‪ ،‬ت‪).‬‬
‫‪ 4-‬الجنيد البغدادي‪ ،‬رسالة التوحيد‪ ،‬تحقيق سعاد الحكيم ضمن األعمال الكاملة للجنيد‬
‫البغدادي (د‪ ،‬ط‪ ،‬ت ‪).‬‬
‫‪ 5-‬الجنيد‪ ،‬كتاب دواء التفريط‪ ،‬تحقيق د‪ .‬سعاد الحكيم‪ ،‬ضمن كتاب تاث العارفين‪ ،‬دار‬
‫الشروق‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ 6-‬الجنيد البغدادي‪ ،‬رسالة‪ .‬أو كتاب الفناء‪ ،‬تحقيق د‪ .‬سعاد الحكيم‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ 7-‬جميل صليبا (ت ‪1976‬م) المعجم الفلسفي‪ ،‬نشر دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ 8-‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت الطبعة األولى‪ 1412 ،‬هـ ‪1992 -‬م ‪.‬‬

‫‪ 9-‬ابن الجوزي‪ ،‬صفة الصفوة‪ ،‬تحقيق محمود فاخوري ود‪ .‬محمد رواس قلعجي‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1399 ،2‬هـ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪ 10-‬الجوهري‪ ،‬تاث اللغة وصحاح العربية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1297 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 11-‬حسن عباس‪ ،‬خصائص الحروف العربية ومعانيها‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ 12-‬حسين احمد امين‪ ،‬كيمياء السعادة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪( ،‬د‪،‬ت‪).‬‬
‫‪ 13-‬ابن خلكان‪ ،‬أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان‬
‫البرمكي اإلربلي (ت‪681‬هـ)‪ ،‬وفيات األعيان وانباء ابناء الزمان‪ ،‬تحقيق د‪.‬احسان عباس‪،‬‬
‫دار صادر‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪1398 ،1‬هـ‪1978-‬م‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

‫‪ 14-‬الذهبي‪ ،‬شمس الدين أبو عبد هللا محمد بن أحمد بن عثمان بن َقايْماز الذهبي (ت‪ 748‬هـ)‪،‬‬
‫العبر في خبر من غبر‪ ،‬تحقيق أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪( ،‬د‪،‬ط‪،‬ت‪).‬‬
‫‪ 15-‬الراغب األصفهاني (ت ‪425‬هـ)‪ ،‬مفردات الفاظ القرآن تحقيق صفوان عدنان‬
‫داوودي‪ ،‬ط‪( ،2‬نشر طليعة النور‪1427 ،‬هـ‪).‬‬
‫‪ 16-‬السبكي‪ ،‬تاث الدين السبكي؛ عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي‪ ،‬أبو نصر‪،‬‬
‫طبقات الشافعية‪ ،‬تحقيق محمود محمد الطناحي‪ ،‬عبد الفتاح الحلو‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1407‬هـ‪1994-‬م‪.‬‬
‫‪ 17-‬السراث القاري‪ ،‬اللمع في تاريخ التصوف اإلسالمي‪ ،‬تحقيق عبد الحليم محمود‪ ،‬وطه‬
‫عبد الباقي سرور‪ ،‬دار الكتب الحديثة‪ ،‬مصر‪ ،‬ومكتبة المثنى‪ ،‬ببغداد‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 18-‬السلمي‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬تحقيق نور الدين شريبة‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1406‬هـ – ‪1986‬م ‪.‬‬
‫‪ 19-‬السمعاني‪ ،‬عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي‪ ،‬أبو سعد‬
‫(ت‪562‬هـ)‪ ،‬االنساب‪ ،‬تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني وغيره‪ ،‬مجلس دائرة‬
‫المعارف العثمانية‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬ط‪1382 ،1‬هـ‪1962 -‬م‪.‬‬
‫‪ 20-‬الشعراني‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬الطبقات الكبرى‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪،‬ت‪).‬‬
‫‪ 21-‬أبو طالب المكي‪ ،‬قوت القلوب‪( ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬ت) الكتاب على شبكة اإلنترنت‪ ،‬مكتبة‬
‫المصطفى ‪.‬‬
‫‪ 22-‬أبو العال عفيفي‪ ،‬التصوف الثورة الروحية في اإلسالم‪ ،‬دار الشعب‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪،‬‬
‫‪ 23-‬ابن العماد‪ ،‬عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العكري الحنبلي‪ ،‬أبو الفالح شذرات‬
‫الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬المحقق عبد القادر األرناؤوط‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬دمشق– بيروت‪،‬‬
‫ط‪1406 ،1‬هـ ‪1986 -‬م ‪.‬‬
‫‪ 24-‬الغزالي‪ ،‬المنقذ من الظالل الموصل إلى ذي العزة والجالل‪ ،‬تحقيق محمد محمد أبو ليلة‬
‫ونور شيق عبد الرحيم رفعت‪ ،‬جمعية البحر في القسم والفلسفة‪ ،‬واشنطن‪ -‬الواليات المتحدة‬
‫األميركية‪1420 ،‬هـ‪1999-‬م‪.‬‬
‫‪ 25-‬ابن فارس‪ ،‬أحمد بن فارس بن زكريا (ت‪395‬هـ)‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬نشرة اتحاد‬
‫الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪( ،‬د‪ ،‬ت‪).‬‬
‫‪ 26-‬الفيروزابادي‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬مؤسسة النوري للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪( ،1‬د‪ ،‬ت‪).‬‬
‫‪ 27-‬القشيري‪ ،‬الرسالة القشيرية‪ ،‬القاهرة‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 28-‬المناوي‪ ،‬زين الدين محمد عبد الرؤوف بن تاث الدين بن علي المناوي محمد منير‬
‫الدمشقي‪ ،‬الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية‪ ،‬تحقيق د‪.‬عبد الحميد صالح حمدان‪،‬‬
‫المكتبة االزهرية‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪،‬ط‪،‬ت‪).‬‬

‫‪150‬‬
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

.‫م‬1919 ،‫ بيروت‬،‫ عالم الكتب‬،‫ المعجم الفلسفي‬،‫ إبراهيم‬.‫ د‬،‫ مذكور‬29-


‫ طبقات‬،)‫هـ‬804‫ ابن ملقن سراث الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد المصري (ت‬30-
. ‫م‬1994 -‫هـ‬1415 ،2‫ ط‬،‫ مصر‬-‫ القاهرة‬،‫ مكتبة الخانجي‬،‫ تحقيق نور الدين شريبة‬،‫األولياء‬
. ‫م‬1956 ،‫ بيروت‬،‫ دار صادر‬،‫ لسان العرب‬،‫ أبن منظور‬31-
،‫ التصوف والعرفان دراسة في األصول والمفاهيم والنظريات‬،‫ ياسين حسين‬.‫ د‬،‫ الويسي‬32-
.2016 ،1‫ ط‬،‫ سوريا‬-‫ دمشق‬،‫دار الزمان‬
،)‫هـ‬768 ‫ أبو محمد عفيف الدين عبد هللا بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي (ت‬،‫ اليافعي‬33-
‫ وضع حواشيه خليل‬،‫مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان‬
.‫م‬1997 -‫هـ‬1417 ،‫ الطبعة األولى‬،‫ بيروت– لبنان‬،‫ دار الكتب العلمية‬،‫المنصور‬

al-Maṣādir wa-al-marājiʻ
1-Aḥmad Tawfīq ʻAbbād, al-taṣawwuf al-Islāmī, madārisuhu wa-
ṭabīʻatih wa-atharuhu, Maktabat al-Anjlū, al-Miṣrīyah, al-Qāhirah,
1970m.
2-al-Tahānawī, Kashshāf iṣṭilāḥāt al-Funūn, klkth, 1862,
3-al-Junayd, Kitāb adab al-muftaqir ilá Allāh taḥqīq : Suʻād al-Ḥakīm
ḍimna al-Aʻmāl al-kāmilah lljnyd al-Baghdādī (D, Ṭ, t).
4-al-Junayd al-Baghdādī, Risālat al-tawḥīd, taḥqīq : Suʻād al-Ḥakīm
ḍimna al-Aʻmāl al-kāmilah lljnyd al-Baghdādī (D, Ṭ, t).
5-al-Junayd, Kitāb dawāʼ altfryṭ, taḥqīq D. Suʻād al-Ḥakīm, ḍimna Kitāb
Tāj al-ʻārifīn, Dār al-Shurūq, al-Qāhirah, 2003.
6-al-Junayd al-Baghdādī, Risālat. aw Kitāb al-fanāʼ, taḥqīq : D. Suʻād al-
Ḥakīm, Dār al-Shurūq, al-Qāhirah, 2003.
7-Jamīl Ṣalībā (t : 1976m) al-Muʻjam al-falsafī, Nashr : Dār al-Kitāb al-
Lubnānī, Bayrūt, Lubnān, 1982m.
8-Ibn al-Jawzī, al-muntaẓim, Dār al-Kutub al-ʻIlmīyah, Bayrūt al-Ṭabʻah :
al-ūlá, 1412 H-1992 M
9-Ibn al-Jawzī, Ṣifat al-Ṣafwah, taḥqīq : Maḥmūd Fākhūrī wa D.
Muḥammad Rawwās Qalʻajī, Dār al-Maʻrifah, Bayrūt, ṭ2, 1399h-1979m,
10-al-Jawharī, Tāj al-lughah wa-ṣiḥāḥ al-ʻArabīyah, Dār al-Fikr, Bayrūt,
1297h.
11-Ḥasan ʻAbbās, Khaṣāʼiṣ al-ḥurūf al-ʻArabīyah wa-maʻānīhā,
Manshūrāt Ittiḥād al-Kitāb al-ʻArab, 1998.

151
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

12-Ḥusayn Aḥmad Amīn, Kīmiyāʼ al-Saʻādah, Dār al-Maʻārif, alqāhrt-mṣr


(D, t).
13-Ibn Khallikān, Abū al-ʻAbbās Shams al-Dīn Aḥmad ibn Muḥammad
ibn Ibrāhīm ibn Abī Bakr Ibn Khallikān al-Barmakī al-Arbalī (t 681h),
wafayāt al-aʻyān wānbāʼ abnāʼ al-Zamān, taḥqiq : D. Iḥsān ʻAbbās, Dār
Ṣādir, Bayrūt-Lubnān, Ṭ1, 1398h-1978m.
14-al-Dhahabī, Shams al-Dīn Abū ʻAbd Allāh Muḥammad ibn Aḥmad ibn
ʻUthmān ibn qāymāz al-Dhahabī (t 748 H) alʻbrfy khabar min ghabar,
taḥqīq : Abū Hājar Muḥammad al-Saʻīd ibn Basyūnī Zaghlūl, Dār al-
Kutub al-ʻIlmīyah, Bayrūt-Lubnān, (D, Ṭ, t).
al-Rāghib al-Aṣfahānī (t 425h), mufradāt alfāẓ al-Qurʼān : taḥqīq :
Ṣafwān ʻAdnān Dāwūdī, ṭ2 (nshrṭlyʻh al-Nūr, 1427h).
16-al-Subkī, aj al-Dīn al-Subkī ; ʻAbd al-Wahhāb ibn ʻAlī ibn ʻAbd al-Kāfī
al-Subkī, Abū Naṣr, Ṭabaqāt al-Shāfiʻīyah, taḥqīq : Maḥmūd Muḥammad
al-Ṭanāḥī-ʻAbd al-Fattāḥ al-Ḥulw, Manshūrāt al-Ḥalabī, al-Qāhirah,
1407h-1994m.
17_al-Sarrāj al-Qārī, al-Lumaʻ fī Tārīkh al-taṣawwuf al-Islāmī, taḥqīq :
ʻAbd al-Ḥalīm Maḥmūd, wa-Ṭāhā ʻAbd al-Bāqī Surūr, Dār al-Kutub al-
ḥadīthah, Miṣr, wa-Maktabat al-Muthanná, bi-Baghdād, 1960M
18-al-Sulamī, Ṭabaqāt al-Ṣūfīyah, taḥqīq Nūr al-Dīn shrybh, Maṭbaʻat al-
madanī, Miṣr, al-Ṭabʻah al-thālithah, 1406h – 1986m.
19-al-Samʻānī, ʻAbd al-Karīm ibn Muḥammad ibn Manṣūr al-Tamīmī al-
Samʻānī al-Marwazī, Abū Saʻd (t 562h), al-ansāb, taḥqīq : ʻAbd al-
Raḥmān ibn Yaḥyá al-Muʻallimī al-Yamānī wa-ghayrihi, Majlis Dāʼirat al-
Maʻārif al-ʻUthmānīyah, Ḥaydar Ābād, Ṭ1, 1382h-1962 M.
20-al-Shaʻrānī, ʻAbd al-Wahhāb, al-Ṭabaqāt al-Kubrá, Maktabat al-
Khānjī, Miṣr, (D, t),
21-Abū Ṭālib al-Makkī, Qūt al-qulūb, (D, Ṭ, t) al-Kitāb ʻalá Shabakah al-
intirnit, Maktabat al-Muṣṭafá.
22-Abū al-ʻUlā ʻAfīfī, al-taṣawwuf al-thawrah al-rūḥīyah fī al-Islām, Dār
al-Shaʻb, al-Qāhirah, (D, t),
23wa-Ibn al-ʻImād, ʻAbd al-Ḥayy ibn Aḥmad ibn Muḥammad Ibn al-
ʻImād al-ʻAkarī al-Ḥanbalī, Abū al-Falāḥ Shadharāt al-dhahab fī Akhbār

152
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

min dhahab, • al-muḥaqqiq : ʻAbd al-Qādir al-Arnāʼūṭ, Dār Ibn Kathīr,


Dimashq – Bayrūt, Ṭ1, 1406 H-1986 M
24-al-Ghazālī, al-munqidh min al-ẓilāl al-Mawṣil ilá Dhī al-ʻAzzah wāljlāl,
taḥqīq : Muḥammad Muḥammad Abū laylah wa-nūr shayyiq ʻAbd al-
Raḥīm Rifʻat, Jamʻīyat al-Baḥr fī al-qism wa-al-falsafah, wāshnṭn-
ālwlāyāt al-Muttaḥidah al-Amrīkīyah, 1420h-1999m.
25-Ibn Fāris, Aḥmad ibn Fāris ibn Zakarīyā (t395h), Muʻjam Maqāyīs al-
lughah, nashrah Ittiḥād al-Kitāb al-ʻArab, Dimashq _ Sūriyā, (D, t).
26-al-Fayrūz abādy Majd al-Dīn Muḥammad ibn Yaʻqūb, al-Qāmūs al-
muḥīṭ, Muʼassasat al-Nūrī lil-Ṭibāʻah wa-al-Nashr wa-al-Tawzīʻ,
Dimashq, Ṭ1, (D, t).
27-al-Qushayrī, al-Risālah al-Qushayrīyah, al-Qāhirah, 1972m.
28-al-Munāwī, Zayn al-Dīn Muḥammad ʻAbd al-Raʼūf ibn Tāj al-Dīn ibn
ʻAlī al-Munāwī Muḥammad Munīr al-Dimashqī, al-Kawākib al-durrīyah fī
tarājim al-sādah al-Ṣūfīyah, taḥqīq : D. ʻAbd al-Ḥamīd Ṣāliḥ Ḥamdān, al-
Maktabah al-Azharīyah, al-Qāhirah, (D, Ṭ, t).
29-Madhkūr, D. Ibrāhīm, al-Muʻjam al-falsafī, ʻĀlam al-Kutub, Bayrūt,
1919m.
30-Ibn mlqn : Sirāj al-Dīn Abū Ḥafṣ ʻUmar ibn ʻAlī ibn Aḥmad al-Miṣrī
(t804h), Ṭabaqāt al-awliyāʼ, taḥqīq : Nūr al-Dīn shrybh, Maktabat al-
Khānjī, alqāhrt-mṣr, ṭ2, 1415h-1994m.
Ibn manẓūr, Lisān al-ʻArab, Dār Ṣādir, Bayrūt, 1956 31.
32-al-Waysī, D. Yāsīn Ḥusayn, al-taṣawwuf wa-al-ʻirfān dirāsah fī al-uṣūl
wa-al-mafāhīm wa-al-naẓarīyāt, Dār al-Zamān, dmshq-Sūriyā, Ṭ1, 2016.
. 33.al-Yāfiʻī, Abū Muḥammad ʻAfīf al-Dīn ʻAbd Allāh ibn Asʻad ibn ʻAlī
ibn Sulaymān al-Yāfiʻī (t 768h), Mirʼāt al-Jinān wa-ʻibrah al-Yaqẓān fī
maʻrifat mā yuʻtabaru min ḥawādith al-Zamān, waḍʻ ḥawāshīhi : Khalīl
al-Manṣūr, Dār al-Kutub al-ʻIlmīyah, Bayrūt – Lubnān, al-Ṭabʻah : al-ūlá,
1417 H-1997 M,.

153
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

Al-Junaid al-Baghdadi's theory of happiness

Entisar Khalil Hussein

Department of Philosophy, College of Arts,

University of Mosul

Sufism has developed until it is divided into schools. The most


important of these schools and the basis on which Sufism is
built in all its stages is Basra, which is led by Hassan Al-Basri
and his followers from the Sufis of Basra, so this school, as it
agrees in the curriculum, agrees in its view of happiness. So we
confined ourselves to three prominent figures from this school:
Al-Hassan Al-Basri, Ayoub Al-Sakhtiani, and Rabaa Al-
Adawiya.

In order not to be long in standing, we elected these


personalities who participated in the foundations and agreed on
a method, so the opinions came close. However, the
convergence of opinions does not mean that the path is equal,
for opinions may agree in one aspect and differ in another. Ibn

154
‫نظرية السعادة عند الجنيد البغدادي‬

Khaldun quoted in his introduction, which is one of the sayings


of Imam al-Sadiq: “The modalities are as many as the souls of
creation

155

You might also like