You are on page 1of 12

‫تاريخ اإلستقبال‪ 12 :‬أفريل‪ 2017‬تاريخ التحكيم ‪ 08‬ماي ‪ ،2017‬تاريخ القبول‪ 22‬ماي‪ ،2017‬تاريخ النشرعلى املوقع ‪/‬‬

‫العمل للنفع العام كعقوبة بديلة عن الحبس في التشريع الجزائري‬

‫سعودي سعيد‬
‫أستاذ محاضرب‬
‫جامعة عمارثليجي األغواط‬
‫ملخ ـ ــص‬
‫أقر املشرع الجزائري العمل للنفع العام كبديل عن العقوبة السالبة للحرية قصيرة بموجب القانون رقم‪ 09/01‬املعدل‬
‫واملتمم لقانون العقوبات؛ تماشيا مع السياسة العقابية املعاصرة التي ترتكز على احترام حقوق اإلنسان والعمل على إعادة‬
‫اإلدماج االجتماعي للمحكوم عليه واستثمار العقوبة بتوجيهها للنفع العام‪ ،‬ونص قانونا على شروط العمل به‪ ،‬ويسهر قا�ضي‬
‫تطبيق العقوبات والنائب العام املساعد على التطبيق السليم له حتى يحقق أهدافه‪.‬‬
‫‪Résumé‬‬
‫‪     Le législateur algérien a approuvé le travail d’intérêt général comme une alternative à la peine négative à‬‬
‫‪court de liberté conformément à la loi n°01/09 modifié et complété le code pénal, conformément à la politique‬‬
‫‪pénale contemporaine, qui repose sur le respect des droits de l›homme et le travail sur la réinsertion sociale‬‬
‫‪des détenus et de l›investissement réalisé pour le bien public, le texte d›une loi sur les conditions de travail et‬‬
‫‪l’affecté, le juge de l’application de peines et le procureur général adjoint assurent à l’application correcte d’entre‬‬
‫‪eux afin d’atteindre ses objectifs.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬العمل للنفع العام‪ ،‬عقوبة بديلة‪ ،‬الحبس‬
‫مقدم ـ ـ ــة‬
‫يجب أن يكون العقاب متناسبا مع خطورة الجريمة املرتكبة‪ ،‬ومع طبيعة الشخص املرتكب للجرم ليحقق أغراضه‪ ،‬ويرتبط‬
‫التعامل مع ارتكاب الجرائم بتطبيق عقوبات سالبة للحرية في مؤسسات تقيد حرية املحتجزين فيها‪ ،‬وتحد من تمتعهم بحقوقهم‪،‬‬
‫لذا ال تحقق غايتها بفعالية‪ ،1‬وال مناص من توفير بدائل تتيح للجاني فرصا حقيقية إلعادة تأهيله ودمجه في املجتمع‪ ،‬بحيث‬
‫يصبح بعد اإلفراج عنه فردا صالحا ملتزما بالقانون‪ ،2‬وأعتمد املؤتمر السابع لألمم املتحدة في ميالنو سنة‪ 1985‬في توصيته‬
‫ال ـ ــ‪« :16‬وجوب اتخاذ التدابيرالالزمة لعالج ظاهرة تكدس السجناء‪ ،‬واالستعاضة ما أمكن عن عقوبة السجن بالتدابيرالبديلة‬
‫واملؤهلة إلعادة دمج املحكوم عليهم في الحياة االجتماعية كأعضاء فاعلين»‪.3‬‬
‫ويتجه التشريع الجنائي املعاصربشأن عقوبة الحبس قصيرة املدة إلى استبدالها ببدائل كوقف التنفيذ‪ ،‬الوضع تحت املراقبة‬
‫االلكترونية والعمل للنفع العام ‪ ،général intérêt’d travail Le‬الذي يعد أهم البدائل‪ ،‬حيث أكد املؤتمر الثاني لألمم املتحد‬
‫في لندن سنة‪ 1960‬على أن الحل السليم يكمن باإلقالل من توقيع عقوبة الحبس والسعي الستبدالها بالعمل خارج األسوار‪،‬‬
‫‪134‬‬
‫وما يعزز ذلك تبني العديد من الدول لهذا البديل منذ عقود وعدم تخليها عنه؛ كالواليات املتحدة األمريكية سنة‪ ،1970‬وفرنسا‬
‫سنة‪ ،41983‬وهو ما انتهجته الجزائر إثر تعديلها لقانون العقوبات سنة‪ .2009‬ويثير هذا املوضوع اإلشكالية التالية‪ :‬ما مدى‬
‫فعالية العمل للنفع العام كبديل عن العقوبة قصيرة املدة في التشريع الجزائري بغية إعادة تأهيل وإدماج الجناة ؟ درسنا هذه‬
‫اإلشكالية في محورين األول فكرة العمل للنفع العام والثاني تطبيقه‪.‬‬
‫املحور األول‪ :‬فكرة العمل للنفع العام‬
‫لتكوين فكرة شاملة عن العمل للنفع العام كأحد البدائل املطروحة عن عقوبة الحبس قصيرة املدة؛ فذلك يقت�ضي التطرق‬
‫للمقصود به (أوال)‪ ،‬واألهداف املبتغاة من ورائه (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املقصود بالعمل للنفع العام‪ :‬ال يراد به أنه من املوضوعات املستجدة أو لندرة ما كتب عنه‪ ،‬بل الهدف بيانه بالشكل‬
‫الصحيح كونه بديال عن عقوبة الحبس قصيرة املدة‪ ،‬وهذا ما يقت�ضي صبه في إطارتعريف جامع‪ ،‬وبيان طبيعته‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ تعريف العمل للنفع العام‪ :‬العمل كل جهد بدني أو فكري يقوم به اإلنسان‪ ،‬والنفع نقيض الضرر‪ ،‬والعام ضد الخاص‪ ،‬لذا‬
‫املقصود بالعمل للنفع العام كبديل عن الحبس واضح على مستوى التشريع والفقه‪.‬‬
‫أ ـ التعريف التشريعي‪ :‬يورد التشريع اإلماراتي‪»:‬اإللزام بالعمل هو تكليف املحكوم عليه أداء العمل املناسب في إحدى املؤسسات‬
‫أواملنشآت الحكومية‪ ...‬على أن يمنح ربع األجراملقرر»‪ ،5‬ويعرفه القانون الفرن�سي بأنه العمل بال مقابل سواء لدى شخص معنوي‬
‫عام‪ ،‬أوشخص معنوي خاص يقوم بخدمات عامة أوجمعية مؤهلة للقيام بأعمال للمنفعة العامة‪ ،6‬ويقرر القانون الجزائري في‬
‫املادة ‪ 5‬مكرر‪ 1‬من قانون العقوبات‪« :‬يمكن الجهة القضائية أن تستبدل عقوبة الحبس املنطوق بها بقيام املحكوم عليه بعمل‬
‫للنفع العام بدون أجر‪ ،...‬لدى شخص معنوي من القانون العام››‪ ،‬ويظهر في هذه التعاريف بعض االختالف‪ ،‬ففي حين ينص‬
‫القانون الجزائري والفرن�سي أن العمل بدون مقابل يقرر القانون اإلماراتي ربع األجر‪ ،‬ويحصرالقانون الجزائري واإلماراتي العمل‬
‫لدى الشخص املعنوي العام‪ ،‬ويوسعه القانون الفرن�سي إلى األشخاص املعنوية الخاصة والجمعيات املؤهلة للتقديم الخدمات‬
‫للمنفعة العامة‪.‬‬
‫ب ـ التعريف الفقهي‪ :‬يرى الفقيه ‪ Chambon Du Mastre‬أن‪« :‬العمل للمنفعة العامة عقوبة قوامها إلزام املحكوم عليه بعمل‬
‫مفيد لصالح هيئة أومؤسسة عامة‪ ،‬بصورة مجانية وملدة محددة قانونا تقررها املحكمة»‪ ،7‬ويعرفه الفقيه محمد سيف النصر‬
‫أنه‪« :‬إلزام املحكوم عليه بأن يؤدي أعماال معينة للصالح العام في أوقات محددة‪ ،‬وذلك لتجنب الحكم عليه بعقوبة الحبس»‪.8‬‬
‫وتعريف األستاذ باسم شهاب األنسب حيث يرى أن العمل للنفع العام‪« :‬الجهد املشروط والبديل لعقوبة الحبس‪ ،‬واملقدم من‬
‫املحكوم عليه شخصيا لدى مؤسسة عامة لخدمة املصلحة العامة‪ ،‬غايته إصالح املكلف وإعادة تأهيله وإدماجه في املجتمع»‪.9‬‬
‫وبدورنا نقدم تعريفا انطالقا من املادة ‪ 5‬مكرر‪« :1‬يقصد بالعمل للنفع العام استبدال عقوبة الحبس قصيرة املدة املحكوم بها‪،‬‬
‫بأداء املعني لعمل محدد ومتناسب مع قدراته لدى إحدى املؤسسات التابعة للدولة‪ ،‬بدون مقابل وبرضاه‪ ،‬بهدف تأهيله وإعادة‬
‫إدماجه في املجتمع»‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ طبيعة العمل للنفع العام‪ :‬إن كان عقوبة أو أحد تدابيراألمن‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫أ ـ اعتبار العمل للنفع العام عقوبة‪ :‬يشترك العمل للنفع العام مع العقوبة من عدة جوانب‪ ،‬إذ هو يخضع ملبدأ الشرعية‪ ،‬وال‬
‫يجوز فرضه إال بحكم قضائي‪ ،‬ويخضع ملبدأ الشخصية‪ ،‬ويحظر التمييز بين املعنيين به‪ ،‬كما تتوافر فيه وظيفة الردع العام‪،‬‬
‫فهو إلزام املحكوم عليه بالقيام بعمل خدمة للمجتمع بصفة مجانية‪ ،‬تكفيرا عما اقترفت يداه‪ .10‬ويتميز العمل للنفع العام عن‬
‫الحبس كونه ينفذ خارج املؤسسات العقابية‪ ،‬وبذلك يختلفان في الغرض‪ ،‬فجوهرالعقوبة اإليالم ّ‬
‫البين؛ باملساس بحق املحكوم‬
‫ِ‬
‫عليه في الحرية‪ ،‬في حين أن األلم ال يظهر بوضوح في العمل وإن وجد فبصفة أقل‪ ،‬إذ العمل يسعى إلى إصالح ضرر الجريمة‪،‬‬
‫وإعادة تأهيل املحكوم عليه اجتماعيا وبذلك يقترب من تدبيراألمن‪.‬‬
‫ب ـ ـ اعتبار العمل للنفع العام تدبير أمن‪ :‬تدابير األمن تطبق على من ثبتت خطورته اإلجرامية ملنع عودته إلى ارتكاب الجريمة أو‬
‫إبعاد حالة الخطورة عن املجتمع‪ ،11‬ويتشابهان في الغرض؛ فكالهما يحمالن الطابع التأهيلي والوقائي لحماية الفرد واملجتمع‪،‬‬
‫إذ يسعيان إلى تجنيب الفرد مخاطر السجون‪ ،‬ويرميان إلى الحد من ظاهرة العود عن طريق تأهيل الفرد؛ باإلبعاد عن املجتمع‬
‫أو بالعمل الذي يحمل في طياته التعويض لصالح املجتمع‪.‬‬
‫ويختلفان؛ كون التدبيريق�ضى به ملواجهة الخطورة اإلجرامية الكامنة في الشخص بغرض تخليصه منها‪ ،‬وال يقصد به اإليالم‪،‬‬
‫فقد يحكم به على من تثبت براءته لتوقي إجرامه مستقبال‪ ،‬كما ال يرتبط بالركن املعنوي للجريمة‪ ،‬إذ يمكن تطبيقه حتى مع من‬
‫توافرت فيه أحد عوارض األهلية الجنائية؛ كالجنون الذي يعدم االختيارونقص األهلية أو انعدامها الذين ال يتوافرفيهم عنصرا‬
‫اإلدراك والتمييز‪.12‬‬
‫ج ـ موقف املشرع الجزائري‪ :‬تطرق املشرع الجزائري للعمل للنفع العام في قانون العقوبات ضمن الكتاب األول املعنون‬
‫بالعقوبات وتدابير األمن‪ ،‬في الباب األول املعنون بالعقوبات على األشخاص الطبيعية‪ ،‬وأفرد له الفصل األول مكرر‪ ،‬الذي‬
‫استحدثه بالقانون رقم ‪ 09/01‬املؤرخ في‪ 25‬فبراير ‪ ،2009‬وبذلك أضفى على طبيعته القانونية وصف العقوبة‪ ،‬وأكد ذلك في‬
‫املادة ‪ 5‬مكرر‪« :1‬يتم النطق بعقوبة العمل للنفع العام في حضور املحكوم عليه»‪ ،‬وفي منشور وزيرالعدل‪ ...« :‬استبدال العقوبة‬
‫السالبة للحرية قصيرة املدة بعقوبة العمل للنفع العام «‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف العمل للنفع العام‪ :‬كشف تطبيق عقوبة الحبس قصيرة املدة عن قصورها في معاقبة الجاني والحد من الجريمة‪،‬‬
‫بل فاقت أضرارها منافعها وطغت مساوئها على محاسنها‪ ،13‬لذا استحدثت التدابير حيث تنص املادة ‪ 1/5‬من قواعد طوكيو‪:‬‬
‫«تستحدث الدول ‪ ....‬تدابيرغيراحتجازية تهدف إلى توفيرخيارات أخرى تخفف من استخدام السجن‪ ،‬وترشيد سياسات العدالة‬
‫الجنائية‪ ،‬واضعة في اعتبارها مراعاة حقوق اإلنسان ومقتضيات العدالة الجنائية واحتياجات إعادة تأهيل الجاني»‪ ،‬وعلى ذلك‬
‫فالعمل للنفع العام يحقق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تعزيزحقوق اإلنسان‪ :‬ساهم القانون الدولي لحقوق اإلنسان كثيرا في إيجاد التدابيرالبديلة وتعزيزالعمل بها‪ ،‬فالعهد الدولي‬
‫للحقوق املدنية والسياسية أكد أنه‪« :‬ال يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا‪ .‬وال يجوز حرمان أحد من حريته إال ألسباب‬
‫ينص عليها القانون وطبقا لإلجراء املقرر فيه»‪ ،‬ويضيف‪« :‬يعامل جميع املحرومين من حريتهم معاملة إنسانية‪ ،‬تحترم الكرامة‬
‫املتأصلة في الشخص اإلنساني»‪ ،14‬وتبنت األمم املتحدة املبادئ التي تؤكد أن التدابير السالبة للحرية املالذ األخير‪ ،‬ويجب أن‬

‫‪136‬‬
‫تستجيب للمعاملة اإلنسانية؛ كاملبادئ األساسية ملعاملة السجناء والقواعد الخاصة بالتدابيرغيراالحتجازية (قواعد طوكيو)؛‬
‫التي تضمنت مادتها ‪« :3/1‬ينص بقانون‪ ،‬على استحداث التدابيرغيراالحتجازية وتعريفها وتطبيقها»‪ ،‬فمبدأ الشرعية يجب أن‬
‫يحترم متى اتخذت الدولة تدابيربديلة عن الحبس تنطوي على املساس بحقوق الفرد وحرياته‪.‬‬
‫وبهذا الشأن أكد وزير العدل املغربي محمد شرفي في ندوة العقوبات السالبة للحرية التي نظمتها وزارة العدل الجزائرية‬
‫بالتعاون مع جامعة نايف للعلوم األمنية من ‪ 10-12‬ديسمبر ‪ 2012‬بالجزائر بأن‪« :‬بدائل العقوبات السالبة للحرية مرتبطة‬
‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬والدولة الجزائرية أدرجت العمل للنفع العام في تشريعها حرصا على ترقية حقوق اإلنسان بصفته أهم‬
‫الدعائم لبناء دولة الحق والقانون‪ ،‬وبذلك دخلت مربع حقوق اإلنسان‪ ،‬واستجابت للمطالب الشرعية للشعب عموما وللشباب‬
‫خصوصا»‪ .51‬وعليه فالتدابيرغيرالسالبة للحرية أصبحت جزء من القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬والدول ملزمة بالعمل بها‬
‫ضمانا للغايات الكبرى لهذا القانون‪ ،‬وفي مقدمتها احترام الكرامة اإلنسانية وصيانة الحرية الشخصية‪.16‬‬
‫‪ 2‬ـ عقاب وإعادة إدماج الجاني‪ :‬ورد في ديباجة منشور وزير العدل‪« :‬استبدال العقوبة السالبة للحرية قصيرة املدة بعقوبة‬
‫العمل للنفع العام لتعزيز املبادئ األساسية للسياسة الجنائية والعقابية التي ترتكز باألساس على احترام حقوق اإلنسان‬
‫وتحقيق إعادة اإلدماج االجتماعي للمحكوم عليهم‪ ،...،‬فضال على أن العقوبة البديلة تحقق هذه الغاية‪ ،‬كما تسمح بإشراك‬
‫الهيئات واملؤسسات العمومية في عملية إعادة اإلدماج»‪ ،‬ويمكن بيان األهداف العقابية والتأهيلية للعمل وفق‪:‬‬
‫أ ـ األهداف العقابية‪ :‬يقول األستاذ باسم شهاب أن‪« :‬العمل للنفع العام وجد لتجنب سلبيات الحبس قصيراملدة‪ ،‬وأنه أفضل‬
‫بديل‪ ،‬السيما بالنسبة للمحبوسين غيرخطرين على سالمة وأمن املجتمع‪ ،‬فحيث ترى الجهة التي تنطق بالحكم أن من املناسب‬
‫تجنيبهم االختالط باملجرمين الخطرين‪ ،‬وبأن من األفضل بالنسبة لهم وللمجتمع أن تقيد حريتهم بالعمل للصالح العام‪ ،‬تقدم‬
‫على فرض العمل املذكور»‪ .17‬كما يتميز العمل للنفع العام بأنه يعزز مساهمة املجتمع في مجال العدالة الجنائية‪ ،‬إذ أن العمل‬
‫يتم في مؤسسات الدولة‪ ،‬كما أن تنفيذه يعتمد أساسا على مساهمة األفراد في تحقيق أهدافه‪ ،‬وهذا ما يسمى بالعقوبة البديلة‬
‫التشاركية املختلفة‪ ،‬إذ تحمل في طياتها فكرتي الجزاء والتعويض‪.18‬‬
‫ب ـ إعادة تأهيل وإدماج الجاني‪ :‬يقول الفقيه برنارد شو‪« :‬من أجل إصالح الفرد يجب جعله أفضل وال نجعله أفضل باإلساءة‬
‫إليه»‪ ،19‬ويعد سلب حرية الفرد من الحاالت األشد إساءة لشخصيته واألكثرأملا في نفسيته‪ ،‬وفي املقابل يعتبرالعمل للنفع العام‬
‫الطريقة اإلنسانية املثلى لتجنب اإلساءة للفرد وإصالحه وإعادة دمجه في املجتمع الذي سيعود إليه ال محالة‪ ،‬فمن باب أولى أن‬
‫نجعله ال يغادر هذا املجتمع‪ ،‬بل يبقى ضمنه ويلقى جزاء جرمه داخله ولفائدته‪ .‬إذ يسعى العمل للنفع العام إلى دعوة املحكوم‬
‫عليه للتصالح مع مجتمعه الذي أجرم بحقه وخرق قوانينه‪ ،‬بدفعه إلى تأدية أعمال نافعة ومفيدة لصالحه‪ ،‬وقيامه بالعمل‬
‫املقرر دليل على اندماجه في الحياة العامة من خالل تدريبه على حب العمل وااللتزام‪ ،‬ليكون عضوا صالحا وفعاال في مجتمعه‪.20‬‬
‫فالعمل للنفع العام يبقي املحكوم عليه ضمن محيطه العائلي واالجتماعي واملنهي ويجنبه االختالط باملجرمين‪ ،‬وفي ذلك صالح‬
‫املعني بتفانيه في العمل وااللتزام به‪ ،‬وهو ما يشكل فرصة لتدريبه على مهنة ما؛ كلما أجادها وأحسنها كانت له آفاق أوسع للعمل‬
‫املشروع بعد انتهاء عقوبته‪ .21‬كما ال تحمل عقوبة العمل وصمة العار ونظرة االزدراء التي تظل مصاحبة للشخص الذي دخل‬

‫‪137‬‬
‫السجن حتى بعد اإلفراج عنه‪ ،‬إذ العمل يجلب االستقرار والسكينة في نفسية الشخص‪ ،‬ويساعده على االندماج في مكانته‬
‫االجتماعية واملهنية السابقة بسهولة ويسر‪ ،‬إذ تسلم للمعني قسيمة السوابق القضائية رقم ‪ 3‬خالية من اإلشارة إلى العقوبة‬
‫األصلية وكذا من عقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ األهداف االقتصادية‪ :‬يرى الفقيه عبد الرحمان الطريمان أن العمل للنفع العام يقوم على فكرة التعويض والتي تعني‬
‫استثمار العقوبة بما ينفع‪ ،‬وهذا ما يمثل املقاصد االقتصادية‪ ،22‬إذ يشكل املحكوم عليهم بعقوبة الحبس قصيرة املدة النسبة‬
‫الكبيرة ممن تكتظ بهم املؤسسات العقابية‪ ،‬التي غدت عاجزة عن استيعاب أعدادهم واالستجابة ملطالبهم وااللتزام بقواعد‬
‫معاملتهم‪ .23‬وال يخف أن عقوبة السجن تكلف الدولة أمواال طائلة تنفق على السجون ونازلتها‪ ،‬لذا يشكل اللجوء للعمل للنفع‬
‫العام مساهمة فعالة في التخفيف من هذه األعباء‪ ،‬فعدم دخول املحكوم عليه السجن وتوجيهه للعمل سيوفر للمؤسسة‬
‫التكاليف التي يتطلبها لو تم حبسه‪ ،24‬كما تستفيد املرافق العامة من خدمات مجانية ما كانت لتتم دون مقابل لوال اللجوء إلى‬
‫هذا البديل‪ ،‬وفي ذلك توفيرلكثيرمن النفقات العامة‪ .‬ولن تتأتى هذه األهداف إال بالتطبيق السليم للعمل للنفع العام‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬تطبيق العمل للنفع العام‬
‫لكي يحقق العمل للنفع العام األغراض الذي أستحدث من أجلها كبديل عن العقوبة القصيرة السالبة للحرية‪ ،‬فذلك يقت�ضي‬
‫حسن تنفيذه‪ ،‬باحترام شروط العمل به (أوال) وإجراءات تطبيقه (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط العمل للنفع العام‪ :‬تنص املادة ‪5‬مكرر‪ 1‬من قانون العقوبات‪»:‬يمكن الجهة القضائية أن تستبدل عقوبة الحبس‬
‫املنطوق بها بقيام املحكوم عليه بعمل للنفع العام بدون أجر‪ ،‬ملدة تتراوح بين أربعين ساعة وستمائة ساعة‪ ،‬بحساب ساعتين‬
‫عن كل يوم حبس‪ ،‬في أجل أقصاه ثمانية عشرشهرا‪ ،‬لدى شخص معنوي من القانون العام‪ ،‬وذلك بتوافرالشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إذا كان املتهم غيرمسبوق قضائيا‪،‬‬
‫‪ 2‬ـ إذا كان املتهم يبلغ من العمر ‪16‬سنة على األقل وقت ارتكاب الوقائع املج ـ ـ ــرمة‪،‬‬
‫‪ 3‬ـ إذا كانت عقوبة الجريمة املرتكبة ال تتجاوز ثالث سنوات حبسا‪،‬‬
‫‪ 4‬ـ إذا كانت العقوبة املنطوق بها ال تتجاوز سنة حبس ــا‪.‬‬
‫يجب أن ال تقل مدة العمل للنفع العام املنطوق بها في حق القاصر عن عشرين ساعة‪ ،‬وأن ال تزيد عن ثالثمائة ساعة‪ .‬يتم‬
‫النطق بعقوبة العمل للنفع العام في حضور املحكوم عليه‪ .‬ويتعين على الجهة القضائية قبل النطق بهذه العقوبة إعالمه بحقه‬
‫في قبولها أو رفضها والتنويه بذلك في الحكم»‪.‬‬
‫من خالل هذه املادة يتبين لنا أن الحكم بعقوبة العمل للنفع العام عقوبة اختيارية وليست إجبارية؛ تخضع للسلطة التقديرية‬
‫للقا�ضي؛ التي تتوقف على مدى توفرالشروط املقررة قانونا واملقدرة قضاء إلعمال هذه العقوبة‪ ،25‬وبعض هذه الشروط يتعلق‬
‫باملحكوم عليه‪ ،‬البعض بالعقوبة والبعض بالحكم املتضمن للعقوبة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ الشروط املتعلقة باملحكوم عليه‪ :‬يمكن أن نحصرها فيما يأتي‪:‬‬
‫أ ـ أن ال يكون املحكوم عليه مسبوقا قضائيا‪ :‬كل مسبوق قضائي محروم وغيرمعني بتطبيق العمل للنفع العام‪ ،‬واملعني هو من‬

‫‪138‬‬
‫لم يسبق الحكم عليه في أي جريمة‪ ،‬فاملشرع مد يده ملن أجرم ألول مرة بإيجاد بديل له عن عقوبة تقييد حريته‪ ،‬ونحن ال نتفق‬
‫معه في هذا الشرط‪ ،‬فعود املسبوق لإلجرام دليل على أن السجن لم ينفع معه‪ ،‬وهذا يقت�ضي أن تمنح له فرصة حقيقية إلعادة‬
‫تأهيله‪ ،‬بإفادته بالعمل للنفع العام كعقوبة بديلة لعلها تجد معه نفعا‪.‬‬
‫ب ـ أن ال يقل سن املحكوم عليه عن ‪16‬سنة وقت ارتكاب الفعل املجرم‪ :‬وهذا السن يتوافق مع سن السماح للقصربالعمل‪ ،‬إذ‬
‫يمثل الحد األدنى لسن العمل في قانون العمل الجزائري‪.26‬‬
‫ج ـ املوافقة الصريحة للمحكوم عليها بقبول تطبيق العمل للنفع العام عليه‪ :‬بحضوره شخصيا جلسة النطق بالعقوبة الستطالع‬
‫رأيه باملوافقة أو الرفض والتنويه بذلك في الحكم‪ .27‬إذ األمريتطلب القيام بعمل طواعية ودون مقابل‪ ،‬ومن ثمة ال يمكن ضمان‬
‫حسن أدائه إال إذا كان موافقا عليه ومستعدا لتنفيذه‪ ،‬فطبيعة العمل للنفع العام تفترض االستجابة التلقائية وتأبى اإلكراه‬
‫والضغط‪.28‬‬
‫‪ 2‬ـ الشروط املتعلقة بالعقوبة‪ :‬يجب أن يتوافرفي كل من العقوبة األصلية والعقوبة البديلة جملة من الشروط‪:‬‬
‫أ ـ ـ أن ال تتجاوز العقوبة املقررة للجريمة املرتكبة ثالث سنوات حبسا‪ :‬لذا تستفيد من العمل للنفع العام فئات محدودة‪ ،‬كالذين‬
‫ارتكبوا خيانة األمانة وتزوير الوثائق اإلدارية والقذف والسب والشتم والسياقة في حالة سكر وحجز واستهالك املخدرات‪ ،‬وال‬
‫يستفيد منها املتورطون في السرقة ولو كانت بسيطة؛ ألن عقوبتها تصل إلى ‪5‬سنوات حبسا‪ ،29‬ونحن نرى بضرورة توسيع دائرة‬
‫املستفيدين لتشمل كل الجنح السيما السرقات البسيطة‪ ،‬ألنها تشكل الفئة الغالبة من املحكوم عليهم‪.‬‬
‫ب ـ ـ أن ال تتجاوز العقوبة املنطوق بها مدة عام حبسا نافذا‪ :‬وإذا كانت عقوبة الحبس موقوفة النفاذ جزئيا‪ ،‬جاز للقا�ضي أن‬
‫يستبدل الجزء النافذ منها بعقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬وبالنسبة للمحكوم عليه الذي كان رهن الحبس املؤقت‪ ،‬تخصم مدة التي‬
‫قضاها بحساب ساعتي عمل عن كل يوم حبس ثم تستبدل املدة املتبقية من عقوبة الحبس ليؤديها عمال للنفع العام‪.30‬‬
‫ج ـ ـ تحديد مدة العمل للنفع العام‪ :‬بتحديد عدد ساعات العمل التي تمثل تنفيذ العقوبة‪ ،‬حرصا على صيانة الحريات وتفاديا‬
‫من احتمال تعسف القضاة أو املؤسسات املستقبلة؛ بوضع حد أدنى وأق�صى لها‪ ،31‬إذ تتراوح ما بين ‪ 40‬و‪ 600‬ساعة للبالغ‪،‬‬
‫وهي بمقدارالنصف أي ما بين ‪ 20‬و‪ 300‬للقاصر‪ ،‬ويتم تنفيذها بمعدل ساعتين عمل يوميا مقابل يوم حبس واحد‪ ،‬ونالحظ أن‬
‫املشرع الجزائري لم يكافئ املحكوم عليه النشيط بتقليل ساعات العمل‪ ،‬ولم يعاقب املتهاون بزيادتها‪.‬‬
‫د ـ ـ مدة تنفيذ عقوبة العمل للنفع العام بثمانية عشر شهرا‪ :‬لم يفرق املشرع بين البالغ والقاصر بخصوص هذه املدة رغم‬
‫اختالف الساعات املقررة لكل منهما‪ ،‬فكان األفضل أن تخفض إلى النصف (‪ )9‬أشهربالنسبة للقاصرتماشيا مع ما هو مقرر في‬
‫قانون العقوبات‪ .‬ونالحظ أن املدة املقررة لتطبيق العمل تزيد عن مدة الحبس املحكوم بها بستة أشهر‪ ،‬ويفسر األستاذ باسم‬
‫شهاب ذلك بقوله‪« :‬وهو اتجاه يجد تفسيره في رغبة املشرع في فسح املجال أمام الجهات املعنية بتطبيق العمل للنفع العام‬
‫لتتمكن من تحقيق التأهيل واإلصالح‪ ،‬أو أنه قد تحسب لتعثر تطبيق العمل للنفع العام‪ ،‬وذلك بمنح مدة إضافية تزيد على‬
‫مقدارالعقوبة‪ ،‬أو الختالف طبيعة الحبس عن العمل»‪.32‬‬
‫ه ـ ـ تأدية العمل للنفع العام مجانا لدى شخص معنوي عام‪ :‬ألن تنفيذ العمل في القطاع العام ينسجم مع العمل للنفع العام‪،‬‬

‫‪139‬‬
‫ونحن ال نرى مانعا في أن يتم أداء العمل لدى األشخاص املعنوية الخاصة التي تقدم خدمات عامة للجمهور‪ .‬كما أقر املشرع‬
‫خضوع العمل للنفع العام لألحكام التشريعية والتنظيمية املتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل والضمان االجتماعي‪،33‬‬
‫وفيما يتعلق باألجرجعله يتم باملجان‪ ،‬ليكون لهذا العمل جزء من اإليالم الذي تمتازبه العقوبات‪ ،‬ونفضل أن يخصص للمحكوم‬
‫عليه ربع األجراملضمون كمصروف شخ�صي يغنيه عن الحاجة لغيره‪ ،‬ودافعا لتفانيه في العمل‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الشروط املتعلقة بالحكم املتضمن عقوبة العمل‪ :‬أن يكون نهائيا ويجب أن يـحتوي على بيانات إضافية‪.‬‬
‫أ ـ مضمون الحكم القا�ضي بعقوبة العمل للنفع العام‪ :‬يتضمن بيانات إضافية تتمثل في‪:‬‬
‫ـ يجب أن يصدر الحكم حضوريا‪ ،‬والعبرة هنا بحضور املحكوم عليه بجلسة النطق بالحكم القا�ضي باستبدال عقوبة الحبس‬
‫بعقوبة العمل للنفع العام وليست العبرة بجلسة املحاكمة‪.‬‬
‫ـ ذكرالعقوبة األصلية في الحكم‪ ،‬وذكراستبدالها بعقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬
‫ـ اإلشارة إلى حضور املتهم في الجلسة والتنويه إلى أنه أعلم بحقه في قبول أو رفض العمل للنفع العام‪.‬‬
‫ـ تنبيه املحكوم عليه إلى أنه في حال اإلخالل بااللتزامات املترتبة على عقوبة العمل فسوف تطبق عليه عقوبة الحبس األصلية‪.34‬‬
‫ب ـ أن يكون الحكم نهائيا‪ :‬ال تنفذ عقوبة العمل للنفع العام إال بعد صيرورة الحكم نهائيا‪.35‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات تطبيق العمل للنفع العام‪ :‬تسهرالنيابة العامة وقا�ضي تطبيق العقوبات على التطبيق السليم لهذا البديل‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ دور النيابة العامة‪ :‬يعهد في كل مجلس قضائي إلى نائب عام مساعد‪ ،‬بالقيام بإجراءات تنفيذ األحكام التي تق�ضي بعقوبة‬
‫العمل للنفع العام‪ ،‬وللنيابة دور في التسجيل في صحيفة السوابق القضائية وآخرفي تطبيق العقوبة‪.‬‬
‫أ ـ التسجيل في صحيفة السوابق القضائية‪ :‬يتم تسجيل عقوبة العمل للنفع العام في صحيفة السوابق القضائية ‪Casier‬‬
‫‪ judiciaire‬للمحكوم عليه على النحو اآلتي‪:36‬‬
‫ـ ـ قسيمة السوابق رقم ‪ :1‬تتضمن العقوبة األصلية واإلشارة إلى أنها استبدلت بعقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬وعند إخالل املحكوم‬
‫عليه بااللتزامات املفروضة عليه‪ ،‬ترسل بطاقة لتعديل القسيمة رقم‪ ،1‬لتنفذ بصورة عادية كعقوبة حبس نافذة‪ ،‬مع تقييد‬
‫ذلك على هامش الحكم‪.‬‬
‫ـ ـ قسيمة السوابق رقم ‪ :2‬يجب أن تتضمن العقوبة األصلية وعقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬
‫ـ قسيمة السوابق رقم ‪ :3‬تسلم خالية من اإلشارة إلى العقوبة األصلية وعقوبة العمل للنفع العام املستبدلة‪.‬‬
‫ب ـ فيما يتعلق بإجراءات تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪ :‬تقوم النيابة العامة بإرسال نسخة من الحكم أو القرار النهائي‬
‫باإلضافة إلى مستخرج منهما إلى قا�ضي تطبيق العقوبات ليتولى تطبيق العقوبة‪ ،‬ويمكنها تقديم املساعدة التي يطلبها خاصة فيما‬
‫يتعلق بالتأكد من صحة املعلومات التي يدلي بها املحكوم عليه‪.37‬‬
‫‪ 2‬ـ دور قا�ضي تطبيق العقوبات‪ :‬يعين بقرار من وزير العدل‪ ،‬ويسهر فضال عن الصالحيات املخولة له على مراقبة مشروعية‬
‫تطبيق العقوبات السالبة للحرية والعقوبات البديلة عند االقتضاء‪ ،38‬تنص املادة ‪5‬مكرر‪ 3‬من قانون العقوبات‪« :‬يسهرقا�ضي‬
‫تطبيق العقوبات على تطبيق عقوبة العمل للنفع العام والفصل في اإلشكاالت الناتجة عن ذلك‪ .‬ويمكنه وقف تطبيق عقوبة‬

‫‪140‬‬
‫العمل للنفع العام ألسباب صحية أو عائلية أو اجتماعية»‪ ،‬وباستقرار منشور وزير العدل يمكن تقسيم دور قا�ضي تطبيق‬
‫العقوبات إلى صالحيات تتعلق بإجراءات تنفيذ عقوبة العمل‪ ،‬وأخرى بإشكاالت التنفيذ وأخرى بانتهاء التنفيذ‪.‬‬
‫أ ـ صالحيات القا�ضي املتعلقة بإجراءات تنفيذ العقوبة‪ :‬يشرع قا�ضي تطبيق العقوبات بتنفيذ الحكم املقرر للعمل للنفع العام‬
‫بدء باستدعاء املحكوم عليه عن طريق محضر قضائي‪ ،‬وينوه في االستدعاء أنه في حال عدم الحضور‪ ،‬فإنه تطبق على املعني‬
‫عقوبة الحبس املقررة‪ ،‬ويكون القا�ضي أما فرضين استجابة املعني أو عدم استجابته‪:‬‬
‫ـ ـ في حال استجابة املعني‪ :‬يستقبله القا�ضي ليتأكد من هويته ويتعرف على وضعيه االجتماعية واملهنية والعائلية‪ ،‬ويعرضه على‬
‫طبيب لفحصه والتأكد من عدم إصابته بأي مرض قد يؤثرعلى زمالئه في العمل وكذا التأكد من لياقته البدنية‪ ،39‬ويختارله من‬
‫بين األعمال املعروضة ما يتالئم مع قدراته ويساهم في اندماجه دون التأثيرعلى السيرالعادي لحياته املهنية والعائلية‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للنساء والقصريراعي األحكام التشريعية والتنظيمية املتعلقة بتشغيلهم‪ ،‬كعدم العمل الليلي‪ ،‬وعدم إبعاد القصرعن محيطهم‬
‫األسري واالستمرارفي مزاولة دراستهم‪ ،40‬ويحرر بطاقة معلومات شخصية عن املحكوم عليه تضاف إلى ملفه‪.‬‬
‫ثم يصدر القا�ضي مقرر تنفيذ عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬يتضمن املؤسسة املستقبلة ويشتمل على هوية املعني‪ ،‬طبيعة‬
‫العمل املسند إليه‪ ،‬االلتزامات املعني بها‪ ،‬إجمالي عدد الساعات وتوزيعها وفق برنامج زمني‪ ،‬التنويه على أنه في حالة اإلخالل‬
‫بااللتزامات‪ ،‬ستنفذ عقوبة الحبس املحكوم بها على املعني‪ ،‬ويذكر على هامش املقرر تنبيه املؤسسة املستقبلة بضرورة موافاة‬
‫القا�ضي ببطاقة مراقبة أداء عقوبة العمل وتبليغه عند نهاية تنفيذها‪ ،‬وإعالمه عن كل إخالل من طرف املعني‪ ،‬ويبلغ القا�ضي‬
‫هذا املقرر إلى املعني‪ ،‬النيابة العامة‪ ،‬املؤسسة املستقبلة ومصلحة إدارة السجون‪.41‬‬
‫ـ ـ في حال عدم استجابة املعني‪ :‬بالرغم من ثبوت تبليغه شخصيا باالستدعاء ودون تقديمه لعذر جدي‪ ،‬فذلك دليل على عدم‬
‫قابليته للعمل للنفع العام‪ ،‬لذا يقوم القا�ضي بتحريرمحضر‪ ،‬يثبت عدم امتثال املعني‪ ،‬يضمنه عرضا لإلجراءات التي تم انجازها‬
‫من تبليغ للمعني شخصيا‪ ،‬وعدم تقديمه لعذر جدي‪ ،‬ثم يرسله إلى النائب العام املساعد الذي يقوم بإخطار مصلحة تنفيذ‬
‫العقوبات التي تتولى باقي إجراءات التنفيذ بصورة عادية لعقوبة الحبس األصلية‪.42‬‬
‫ب ـ الفصل في إشكاالت التنفيذ‪ :‬تبلغ املؤسسة املستخدمة قا�ضي تطبيق العقوبات عن أي إخالل من جانب املعني بتنفيذ‬
‫العمل‪ ،‬والذي يعمل على الفصل في أي إشكاالت تعيق التطبيق السليم لعقوبة العمل للنفع العام‪ ،34‬السيما فيما يتعلق‬
‫بتعديل برنامج العمل أو تغييراملؤسسة املستخدمة‪.‬‬
‫ج ـ وقف تنفيذ عقوبة العمل للنفع العام‪ :‬طبقا للمادة ‪ 5/2‬مكرر‪ 3‬من قانون العقوبات يجوز لقا�ضي تطبيق العقوبات من‬
‫تلقاء نفسه أو بطلب من املعني أو من ينوبه أن يصدرمقررا بوقف تطبيق العقوبة إلى حين زوال سبب جدي‪ ،‬متى استدعت‬
‫ذلك الظروف االجتماعية أو الصحية أو العائلية للمعني‪ ،‬على أن يتم إبالغ النيابة العامة واملعني واملؤسسة املستقبلة ومصلحة‬
‫إدارة السجون بهذا املقرر‪ ،‬وعلى القا�ضي بعد زوال املبرر أن يخطراملعني بإكمال ما تبقى عليه من ساعات العمل‪.‬‬
‫د ـ تحرير اإلشعار بانتهاء تنفيذ عقوبة العمل للنفع العام‪ :‬بقيام املحكوم عليه بتنفيذ العمل للنفع العام وفق البرنامج املتفق‬
‫عليه‪ ،‬تقوم املؤسسة املستقبلة بإخطارالقا�ضي بنهاية تنفيذ املحكوم عليه لاللتزامات‪ ،‬والذي يحرر إشعاربتنفيذ عقوبة العمل‬

‫‪141‬‬
‫للنفع العام يرسله إلى النيابة العامة لتقوم بدورها بإرسال نسخة منه إلى مصلحة السوابق القضائية للتأشير بذلك على‬
‫القسيمة رقم ‪ ،1‬وعلى هامش الحكم أو القرار‪ ،44‬وبذلك يكون قد تم تنفيذ العمل للنفع كبديل عن العقوبة قصيرة املدة‬
‫السالبة للحرية‪.‬‬
‫خـ ـ ـ ـ ــات ـ ـ ــمة‬
‫أقر املشرع الجزائري العمل للنفع العام كبديل عن عقوبة الحبس قصيرة املدة تماشيا مع السياسة العقابية املعاصرة التي‬
‫ترتكزعلى احترام حقوق اإلنسان والعمل على إعادة اإلدماج االجتماعي للمحكوم عليه واستثمارالعقوبة بتوجيهها للنفع العام‪،‬‬
‫وتوجهه هذا قد أتى ثماره‪ ،‬والدليل أن املستفيدين منه في تزايد مستمر‪ ،‬حيث استفاد من هذا البديل منذ بداية العمل به سنة‬
‫‪ 2009‬وحتى ماي ‪ 2014‬ما يزيد عن ‪ 7500‬محكوم عليه؛ منهم ‪ 7450‬رجل و‪ 50‬امرأة‪ ،54‬ومن خالل هذا البحث توصلنا إلى‬
‫النت ــائ ـ ــج التالية‪:‬‬
‫‪-‬أضفى املشرع الجزائري على العمل للنفع العام وصف العقوبة البديلة عن الحبس قصيراملدة ال وصف تدبيراألمن‪.‬‬
‫‪-‬نظم املشرع عقوبة العمل تنظيما محكما‪ ،‬وخصها بضمانات وفق قواعد طوكيو‪ ،‬إذ أخضعها ملبادئ الشرعية‪ ،‬الشخصية‬
‫واملساواة وأن تصدربحكم قضائي‪ ،‬وشدد على موافقة املحكوم عليه وخضوعه للفحص الطبي املسبق‪.‬‬
‫‪ -‬تضمن القانون الجزائري شروط العمل للنفع العام‪ ،‬سواء تعلقت باملحكوم عليه أو بالعقوبة أو بالحكم القا�ضي بها‪.‬‬
‫‪-‬يسهر قا�ضي تنفيذ العقوبات والنائب العام املساعد على التنفيذ الصحيح والتطبيق السليم لعقوبة العمل للنفع العام حتى‬
‫تحقق أغراضها‪.‬‬
‫‪-‬في حال إخالل املحكوم عليه بالتزاماته بموجب العمل للنفع العام‪ ،‬فال يبق سوى تطبيق عقوبة الحبس األصلية عليه ‪.‬‬
‫وعلى ما سبق نتقدم باالقتراحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬توسيع العمل للنفع العام ليشمل املسبوقين القضائيين كون السجن لم يفد في إصالحهم بدليل عودتهم إلى اإلجرام‪.‬‬
‫‪-‬مد مدة العقوبة املقررة إلى ‪ 5‬سنوات لتشمل كل الجنح بما فيها السرقات البسطة التي حدها األق�صى خمس سنوات‪.‬‬
‫‪-‬تقصيرمدة تنفيذ عقوبة العمل للنفع للقصرإلى مدة تسعة أشهرتماشيا مع ما هو مقرر في قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪-‬توسيع دائرة املؤسسات املستقبلة لتشمل األشخاص املعنوية الخاصة التي تقدم خدمات عامة للجمهور ألن العمل للنفع‬
‫العام عقوبة اجتماعية تشاركية‪.‬‬
‫‪-‬تخصيص ربع الحد األدنى لألجراملضمون للخاضع لعقوبة العمل كمصروف شخ�صي يغنيه عن الحاجة لغيره‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫ـ إبراهيم إسحاق منصور‪ ،‬موجزفي علم اإلجرام وعلم العقاب‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1982 ،‬‬
‫ـ ـ اليوسف عبدهللا عبد العزيز‪ ،‬التدابيراملجتمعية كبدائل للعقوبات السالبة للحرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكاديمية نايف للدراسات‬
‫والبحوث‪ ،‬الرياض‪.2003 ،‬‬
‫ـ ـ سعداوي محمد صغير‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام (شرح القانون رقم‪ 01/09‬املعدل لقانون العقوبات الجزائري)‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬

‫‪142‬‬
‫دارالخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫ـ ـ محمد سيف النصر‪ ،‬بدائل العقوبة السالبة للحرية في التشريعات الجنائية الحديثة‪ ،‬دارالنهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي‪ ،‬بدائل التدابير االحتجازية (دراسة حالة لعدد من الدول العربية‪ :‬األردن‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املغرب‪،‬‬
‫اليمن‪ ،‬تونس‪ ،‬مصر)‪ ،‬مكتب الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ماي‪.2014‬‬
‫ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي‪ ،‬عقوبات بديلة لعقوبة اإلعدام‪ ،‬مكتب الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬
‫ـ ـ عبد الرحمان بن محمد الطريمان‪ ،‬التعزير بعقوبة العمل للنفع العام دراسة تأصيلية مقارنة تطبيقية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬
‫العلوم األمنية‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية الرياض‪.2013 ،‬‬
‫ـ أ‪ .‬أسماء‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية مرتبطة بحقوق اإلنسان»‪ ،‬جريدة النهار (الجزائر)‪ ،‬العدد ‪ ،4496‬بتاريخ‬
‫‪.11/12/2012‬‬
‫ـ باسم شهاب‪« ،‬عقوبة العمل للنفع العام في التشريع الجزائري»‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬السنة‪ ،27‬العدد‪ ،56‬كلية القانون‬
‫جامعة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬أكتوبر‪.2013‬‬
‫ـ ـ صفاء أوتاني‪« ،‬العمل للمنفعة العامة في السياسة العقابية املعاصرة ـ دراسة مقارنة ــ»‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية‬
‫والقانونية‪ ،‬املجلد‪ ،25‬العدد الثاني‪.2009 ،‬‬
‫ـ عبدهللا عبد العزيز السعيد‪« ،‬العقوبات البديلة املقترحة في دول الخليج العربي»‪ ،‬ورقة عمل مقدمة لندوة بدائل العقوبات‬
‫السالبة للحرية‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪.2010 ،‬‬
‫ـ قوادري صامت جوهر‪« ،‬مساوئ العقوبة السالبة للحرية قصيرة املدة»‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية (قسم‬
‫العلوم االقتصادية والقانونية )‪ ،‬العدد‪ ،14‬جوان‪.2015‬‬
‫ـ ـ مبروك مقدم‪« ،‬أحكام تطبيق عقوبة العمل للنفع العام على ضوء التشريع الجزائري»‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد‪،36‬‬
‫جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬ديسمبر‪.2011‬‬
‫ـ ـ األمررقم ‪ 66/156‬املؤرخ في‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬املتضمن قانون العقوبات املعدل واملتمم‪.‬‬
‫ـ ـ قانون رقم ‪ 90/11‬املؤرخ في‪ 26‬أفريل ‪ ،1990‬املتعلق بعالقات العمل‪.‬‬
‫ـ القانون رقم ‪ 05/04‬املؤرخ في‪ 6‬فبراير ‪ ،2005‬املتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪.‬‬
‫ـ منشور رقم ‪ 2‬مؤرخ ‪ 21‬أبريل ‪ ،2009‬الصادرعن وزيرالعدل الجزائري‪ ،‬املتضمن كيفيات تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬
‫ـ ـ قانون العقوبات االتحادي اإلماراتي رقم‪ 3‬لسنة‪ 1987‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫ـ ـ قانون العقوبات الفرن�سي لسنة ‪. 1999‬‬
‫ـ قواعد األمم املتحدة النموذجية للتدابيرغيراالحتجازية املسماة قواعد طوكيو‪ 14 ،‬ديسمبر ‪.1990‬‬
‫ـ العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية املبرم في‪ 16‬ديسمبر ‪.1966‬‬
‫الهوامش‬

‫‪143‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ الغرض من العقوبة الردع العام وإقرارالعدالة االجتماعية والردع الخاص وتأهيل الجاني (إبراهيم إسحاق منصور‪ ،‬موجز‬
‫في علم اإلجرام وعلم العقاب‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1982 ،‬ص‪ 133‬و‪.)134‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي‪ ،‬عقوبات بديلة لعقوبة اإلعدام‪ ،‬مكتب الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص‪.5‬‬
‫‪ 3‬ـ عبدهللا عبد العزيزالسعيد‪« ،‬العقوبات البديلة املقترحة في دول الخليج العربي»‪ ،‬ورقة عمل مقدمة لندوة بدائل العقوبات‬
‫السالبة للحرية‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪ ،2010 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ 4‬ـ باسم شهاب‪« ،‬عقوبة العمل للنفع العام في التشريع الجزائري»‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬السنة‪ ،27‬العدد‪ ،56‬كلية القانون‬
‫جامعة اإلمارات‪ ،‬أكتوبر‪ ،2013‬ص‪.96‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ املادة ‪ 120/1‬من قانون العقوبات االتحادي اإلماراتي رقم‪ 3‬لسنة‪.1987‬‬
‫‪6 - L’article 131-8 de la code pénale français 1992 : «,..un travail d’intérêt général non rémunéré au profit soit‬‬
‫‪d’une personne morale de droit public, soit d’une personne morale de droit privé chargée d’une mission de ser-‬‬
‫‪vice public ou d’une association habilitées à mettre en œuvre des travaux d’intérêt général ».‬‬
‫‪ 7‬ـ ـ نقال عن‪ :‬صفاء أوتاني‪« ،‬العمل للمنفعة العامة في السياسة العقابية املعاصرة ـ دراسة مقارنة ــ»‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم‬
‫االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد‪ ،25‬العدد الثاني‪ ،2009 ،‬ص‪.427‬‬
‫‪ - 8‬محمد سيف النصرعبد املنعم‪ ،‬بدائل العقوبة السالبة للحرية في التشريعات الجنائية الحديثة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،2004 ،‬ص‪.390‬‬
‫‪ - 9‬باسم شهاب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ 10‬ـ ـ صفاء أوتاني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.432‬‬
‫‪ 11‬ـ ـ محمد سيف النصرعبد املنعم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.317‬‬
‫‪ 12‬ـ ـ سعداوي محمد صغير‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام (شرح القانون رقم ‪ 09/01‬املعدل لقانون العقوبات الجزائري)‪ ،‬بدون‬
‫طبعة‪ ،‬دارالخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ - 13‬قوادري صامت جوهر‪« ،‬مساوئ العقوبة السالبة للحرية قصيرة املدة»‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪،‬‬
‫العدد‪ ،14‬جوان‪ ،2015‬ص‪.77‬‬
‫‪ 14‬ـ املادة ‪ 9/1‬و‪ 10/1‬من العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية املبرم في ‪16‬ديسمبر‪.1966‬‬
‫‪ 15‬ـ أ ‪ .‬أسماء‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية مرتبطة بحقوق اإلنسان»‪ ،‬جريدة النهار (الجزائرية)‪ ،‬العدد‪ ،4496‬بتاريخ‬
‫‪.11/12/2012‬‬
‫‪ 16‬ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي‪ ،‬بدائل التدابير االحتجازية‪ ،‬مكتب الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ماي‪ ،2014‬ص‪.13‬‬
‫‪ 17‬ـ باسم شهاب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪ 18‬ـ ـ صفاء أوتاني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.435‬‬
‫‪ - 19‬نقال عن‪ :‬باسم شهاب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪ 20‬ـ ـ عبد الرحمان بن محمد الطريمان‪ ،‬التعزير بعقوبة العمل للنفع العام دراسة تأصيلية مقارنة تطبيقية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫في العلوم األمنية جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2013 ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ 21‬ـ ـ إسحاق إبراهيم منصور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.192‬‬
‫‪ 22‬ـ ـ عبد الرحمان بن محمد الطريمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ 23‬ـ ـ سعداوي محمد صغير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ 24‬ـ ـ اليوسف عبدهللا عبد العزيز‪ ،‬التدابيراملجتمعية كبدائل للعقوبات السالبة للحرية‪ ،‬أكاديمية نايف للدراسات والبحوث‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬الرياض‪ ،2003 ،‬ص‪.107‬‬
‫‪ 25‬ـ ـ مبروك مقدم‪« ،‬أحكام تطبيق عقوبة العمل للنفع العام على ضوء التشريع الجزائري»‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد‪،36‬‬
‫جامعة قسنطينة‪ ،‬ديسمبر‪ ،2011‬ص‪.205‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ 26‬ـ ـ املادة ‪ 15‬من قانون ‪ 90/11‬املؤرخ في‪ 26‬أفريل ‪ 1990‬املتعلق بعالقات العمل‪« :‬ال يمكن في أي حال من األحوال أن يقل‬
‫العمراألدنى للتوظيف عن‪ 16‬سنة»‪.‬‬
‫‪ 27‬ـ ـ املادة ‪ 5/3‬مكرر‪ 1‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ 28‬ـ ـ صفاء أوتاني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.439‬‬
‫‪ 29‬ـ ـ املادة ‪ 350/1‬من قانون العقوبات‪« :‬كل من اختلس شيئا غير مملوك له يعد سارقا ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمس‬
‫سنوات‪.»....‬‬
‫‪ 30‬ـ ـ تنص املادة ‪ 13/3‬من القانون رقم ‪ 05/04‬املؤرخ في‪ 6‬فبراير ‪ 2005‬املتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة اإلدماج‬
‫االجتماعي للمحبوسين‪« :‬تخصم مدة الحبس‬
‫املؤقت بتمامها من مدة العقوبة املحكوم بها‪ .‬وتحسب هذه املدة من يوم حبس املحكوم عليه بسبب الجريمة التي أدت إلى الحكم‬
‫عليه»‪.‬‬
‫‪ -31‬سعداوي محمد صغير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫‪ - 32‬باسم شهاب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪ - 33‬املادة ‪ 5‬مكرر‪ 5‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ - 34‬املادة ‪ 5‬مكرر‪ 2‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ - 35‬املادة ‪ 5‬مكرر‪ 6‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 36‬ـ ـ منشور وزيرالعدل رقم‪ ،2‬ص‪.3‬‬
‫‪ 37‬ـ ـ نفس املنشور‪ ،‬ص‪3‬و‪.4‬‬
‫‪ 38‬ـ ـ املادة ‪ 22‬و‪ 23‬من قانون تنظيم السجون‪.‬‬
‫‪ 39‬ـ ـ صفاء أوتاني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 459‬‬
‫‪ 40‬ـ ـ منشور وزيرالعدل رقم‪ ،2‬ص‪4‬و‪.5‬‬
‫‪ 41‬ـ ـ منشور وزيرالعدل رقم‪ ،2‬ص‪.5‬‬
‫‪ 42‬ـ ـ نفس املنشور‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ - 43‬املادة ‪ 5‬مكرر‪ 3‬من قانون العقوبات ‪.‬‬
‫‪ 44‬ـ ـ منشور وزيرالعدل رقم‪ ،2‬ص‪.6‬‬
‫‪ 45‬ـ ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي‪ ،‬بدائل التدابيراالحتجازية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪145‬‬

You might also like