Professional Documents
Culture Documents
العمل للنفع العام كعقوبة بديلة عن الحبس في التشريع الجزائري
العمل للنفع العام كعقوبة بديلة عن الحبس في التشريع الجزائري
سعودي سعيد
أستاذ محاضرب
جامعة عمارثليجي األغواط
ملخ ـ ــص
أقر املشرع الجزائري العمل للنفع العام كبديل عن العقوبة السالبة للحرية قصيرة بموجب القانون رقم 09/01املعدل
واملتمم لقانون العقوبات؛ تماشيا مع السياسة العقابية املعاصرة التي ترتكز على احترام حقوق اإلنسان والعمل على إعادة
اإلدماج االجتماعي للمحكوم عليه واستثمار العقوبة بتوجيهها للنفع العام ،ونص قانونا على شروط العمل به ،ويسهر قا�ضي
تطبيق العقوبات والنائب العام املساعد على التطبيق السليم له حتى يحقق أهدافه.
Résumé
Le législateur algérien a approuvé le travail d’intérêt général comme une alternative à la peine négative à
court de liberté conformément à la loi n°01/09 modifié et complété le code pénal, conformément à la politique
pénale contemporaine, qui repose sur le respect des droits de l›homme et le travail sur la réinsertion sociale
des détenus et de l›investissement réalisé pour le bien public, le texte d›une loi sur les conditions de travail et
l’affecté, le juge de l’application de peines et le procureur général adjoint assurent à l’application correcte d’entre
eux afin d’atteindre ses objectifs.
الكلمات املفتاحية :العمل للنفع العام ،عقوبة بديلة ،الحبس
مقدم ـ ـ ــة
يجب أن يكون العقاب متناسبا مع خطورة الجريمة املرتكبة ،ومع طبيعة الشخص املرتكب للجرم ليحقق أغراضه ،ويرتبط
التعامل مع ارتكاب الجرائم بتطبيق عقوبات سالبة للحرية في مؤسسات تقيد حرية املحتجزين فيها ،وتحد من تمتعهم بحقوقهم،
لذا ال تحقق غايتها بفعالية ،1وال مناص من توفير بدائل تتيح للجاني فرصا حقيقية إلعادة تأهيله ودمجه في املجتمع ،بحيث
يصبح بعد اإلفراج عنه فردا صالحا ملتزما بالقانون ،2وأعتمد املؤتمر السابع لألمم املتحدة في ميالنو سنة 1985في توصيته
ال ـ ــ« :16وجوب اتخاذ التدابيرالالزمة لعالج ظاهرة تكدس السجناء ،واالستعاضة ما أمكن عن عقوبة السجن بالتدابيرالبديلة
واملؤهلة إلعادة دمج املحكوم عليهم في الحياة االجتماعية كأعضاء فاعلين».3
ويتجه التشريع الجنائي املعاصربشأن عقوبة الحبس قصيرة املدة إلى استبدالها ببدائل كوقف التنفيذ ،الوضع تحت املراقبة
االلكترونية والعمل للنفع العام ،général intérêt’d travail Leالذي يعد أهم البدائل ،حيث أكد املؤتمر الثاني لألمم املتحد
في لندن سنة 1960على أن الحل السليم يكمن باإلقالل من توقيع عقوبة الحبس والسعي الستبدالها بالعمل خارج األسوار،
134
وما يعزز ذلك تبني العديد من الدول لهذا البديل منذ عقود وعدم تخليها عنه؛ كالواليات املتحدة األمريكية سنة ،1970وفرنسا
سنة ،41983وهو ما انتهجته الجزائر إثر تعديلها لقانون العقوبات سنة .2009ويثير هذا املوضوع اإلشكالية التالية :ما مدى
فعالية العمل للنفع العام كبديل عن العقوبة قصيرة املدة في التشريع الجزائري بغية إعادة تأهيل وإدماج الجناة ؟ درسنا هذه
اإلشكالية في محورين األول فكرة العمل للنفع العام والثاني تطبيقه.
املحور األول :فكرة العمل للنفع العام
لتكوين فكرة شاملة عن العمل للنفع العام كأحد البدائل املطروحة عن عقوبة الحبس قصيرة املدة؛ فذلك يقت�ضي التطرق
للمقصود به (أوال) ،واألهداف املبتغاة من ورائه (ثانيا).
أوال :املقصود بالعمل للنفع العام :ال يراد به أنه من املوضوعات املستجدة أو لندرة ما كتب عنه ،بل الهدف بيانه بالشكل
الصحيح كونه بديال عن عقوبة الحبس قصيرة املدة ،وهذا ما يقت�ضي صبه في إطارتعريف جامع ،وبيان طبيعته.
1ـ تعريف العمل للنفع العام :العمل كل جهد بدني أو فكري يقوم به اإلنسان ،والنفع نقيض الضرر ،والعام ضد الخاص ،لذا
املقصود بالعمل للنفع العام كبديل عن الحبس واضح على مستوى التشريع والفقه.
أ ـ التعريف التشريعي :يورد التشريع اإلماراتي»:اإللزام بالعمل هو تكليف املحكوم عليه أداء العمل املناسب في إحدى املؤسسات
أواملنشآت الحكومية ...على أن يمنح ربع األجراملقرر» ،5ويعرفه القانون الفرن�سي بأنه العمل بال مقابل سواء لدى شخص معنوي
عام ،أوشخص معنوي خاص يقوم بخدمات عامة أوجمعية مؤهلة للقيام بأعمال للمنفعة العامة ،6ويقرر القانون الجزائري في
املادة 5مكرر 1من قانون العقوبات« :يمكن الجهة القضائية أن تستبدل عقوبة الحبس املنطوق بها بقيام املحكوم عليه بعمل
للنفع العام بدون أجر ،...لدى شخص معنوي من القانون العام›› ،ويظهر في هذه التعاريف بعض االختالف ،ففي حين ينص
القانون الجزائري والفرن�سي أن العمل بدون مقابل يقرر القانون اإلماراتي ربع األجر ،ويحصرالقانون الجزائري واإلماراتي العمل
لدى الشخص املعنوي العام ،ويوسعه القانون الفرن�سي إلى األشخاص املعنوية الخاصة والجمعيات املؤهلة للتقديم الخدمات
للمنفعة العامة.
ب ـ التعريف الفقهي :يرى الفقيه Chambon Du Mastreأن« :العمل للمنفعة العامة عقوبة قوامها إلزام املحكوم عليه بعمل
مفيد لصالح هيئة أومؤسسة عامة ،بصورة مجانية وملدة محددة قانونا تقررها املحكمة» ،7ويعرفه الفقيه محمد سيف النصر
أنه« :إلزام املحكوم عليه بأن يؤدي أعماال معينة للصالح العام في أوقات محددة ،وذلك لتجنب الحكم عليه بعقوبة الحبس».8
وتعريف األستاذ باسم شهاب األنسب حيث يرى أن العمل للنفع العام« :الجهد املشروط والبديل لعقوبة الحبس ،واملقدم من
املحكوم عليه شخصيا لدى مؤسسة عامة لخدمة املصلحة العامة ،غايته إصالح املكلف وإعادة تأهيله وإدماجه في املجتمع».9
وبدورنا نقدم تعريفا انطالقا من املادة 5مكرر« :1يقصد بالعمل للنفع العام استبدال عقوبة الحبس قصيرة املدة املحكوم بها،
بأداء املعني لعمل محدد ومتناسب مع قدراته لدى إحدى املؤسسات التابعة للدولة ،بدون مقابل وبرضاه ،بهدف تأهيله وإعادة
إدماجه في املجتمع».
2ـ طبيعة العمل للنفع العام :إن كان عقوبة أو أحد تدابيراألمن.
135
أ ـ اعتبار العمل للنفع العام عقوبة :يشترك العمل للنفع العام مع العقوبة من عدة جوانب ،إذ هو يخضع ملبدأ الشرعية ،وال
يجوز فرضه إال بحكم قضائي ،ويخضع ملبدأ الشخصية ،ويحظر التمييز بين املعنيين به ،كما تتوافر فيه وظيفة الردع العام،
فهو إلزام املحكوم عليه بالقيام بعمل خدمة للمجتمع بصفة مجانية ،تكفيرا عما اقترفت يداه .10ويتميز العمل للنفع العام عن
الحبس كونه ينفذ خارج املؤسسات العقابية ،وبذلك يختلفان في الغرض ،فجوهرالعقوبة اإليالم ّ
البين؛ باملساس بحق املحكوم
ِ
عليه في الحرية ،في حين أن األلم ال يظهر بوضوح في العمل وإن وجد فبصفة أقل ،إذ العمل يسعى إلى إصالح ضرر الجريمة،
وإعادة تأهيل املحكوم عليه اجتماعيا وبذلك يقترب من تدبيراألمن.
ب ـ ـ اعتبار العمل للنفع العام تدبير أمن :تدابير األمن تطبق على من ثبتت خطورته اإلجرامية ملنع عودته إلى ارتكاب الجريمة أو
إبعاد حالة الخطورة عن املجتمع ،11ويتشابهان في الغرض؛ فكالهما يحمالن الطابع التأهيلي والوقائي لحماية الفرد واملجتمع،
إذ يسعيان إلى تجنيب الفرد مخاطر السجون ،ويرميان إلى الحد من ظاهرة العود عن طريق تأهيل الفرد؛ باإلبعاد عن املجتمع
أو بالعمل الذي يحمل في طياته التعويض لصالح املجتمع.
ويختلفان؛ كون التدبيريق�ضى به ملواجهة الخطورة اإلجرامية الكامنة في الشخص بغرض تخليصه منها ،وال يقصد به اإليالم،
فقد يحكم به على من تثبت براءته لتوقي إجرامه مستقبال ،كما ال يرتبط بالركن املعنوي للجريمة ،إذ يمكن تطبيقه حتى مع من
توافرت فيه أحد عوارض األهلية الجنائية؛ كالجنون الذي يعدم االختيارونقص األهلية أو انعدامها الذين ال يتوافرفيهم عنصرا
اإلدراك والتمييز.12
ج ـ موقف املشرع الجزائري :تطرق املشرع الجزائري للعمل للنفع العام في قانون العقوبات ضمن الكتاب األول املعنون
بالعقوبات وتدابير األمن ،في الباب األول املعنون بالعقوبات على األشخاص الطبيعية ،وأفرد له الفصل األول مكرر ،الذي
استحدثه بالقانون رقم 09/01املؤرخ في 25فبراير ،2009وبذلك أضفى على طبيعته القانونية وصف العقوبة ،وأكد ذلك في
املادة 5مكرر« :1يتم النطق بعقوبة العمل للنفع العام في حضور املحكوم عليه» ،وفي منشور وزيرالعدل ...« :استبدال العقوبة
السالبة للحرية قصيرة املدة بعقوبة العمل للنفع العام «.
ثانيا :أهداف العمل للنفع العام :كشف تطبيق عقوبة الحبس قصيرة املدة عن قصورها في معاقبة الجاني والحد من الجريمة،
بل فاقت أضرارها منافعها وطغت مساوئها على محاسنها ،13لذا استحدثت التدابير حيث تنص املادة 1/5من قواعد طوكيو:
«تستحدث الدول ....تدابيرغيراحتجازية تهدف إلى توفيرخيارات أخرى تخفف من استخدام السجن ،وترشيد سياسات العدالة
الجنائية ،واضعة في اعتبارها مراعاة حقوق اإلنسان ومقتضيات العدالة الجنائية واحتياجات إعادة تأهيل الجاني» ،وعلى ذلك
فالعمل للنفع العام يحقق األهداف التالية:
1ـ تعزيزحقوق اإلنسان :ساهم القانون الدولي لحقوق اإلنسان كثيرا في إيجاد التدابيرالبديلة وتعزيزالعمل بها ،فالعهد الدولي
للحقوق املدنية والسياسية أكد أنه« :ال يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا .وال يجوز حرمان أحد من حريته إال ألسباب
ينص عليها القانون وطبقا لإلجراء املقرر فيه» ،ويضيف« :يعامل جميع املحرومين من حريتهم معاملة إنسانية ،تحترم الكرامة
املتأصلة في الشخص اإلنساني» ،14وتبنت األمم املتحدة املبادئ التي تؤكد أن التدابير السالبة للحرية املالذ األخير ،ويجب أن
136
تستجيب للمعاملة اإلنسانية؛ كاملبادئ األساسية ملعاملة السجناء والقواعد الخاصة بالتدابيرغيراالحتجازية (قواعد طوكيو)؛
التي تضمنت مادتها « :3/1ينص بقانون ،على استحداث التدابيرغيراالحتجازية وتعريفها وتطبيقها» ،فمبدأ الشرعية يجب أن
يحترم متى اتخذت الدولة تدابيربديلة عن الحبس تنطوي على املساس بحقوق الفرد وحرياته.
وبهذا الشأن أكد وزير العدل املغربي محمد شرفي في ندوة العقوبات السالبة للحرية التي نظمتها وزارة العدل الجزائرية
بالتعاون مع جامعة نايف للعلوم األمنية من 10-12ديسمبر 2012بالجزائر بأن« :بدائل العقوبات السالبة للحرية مرتبطة
بحقوق اإلنسان ،والدولة الجزائرية أدرجت العمل للنفع العام في تشريعها حرصا على ترقية حقوق اإلنسان بصفته أهم
الدعائم لبناء دولة الحق والقانون ،وبذلك دخلت مربع حقوق اإلنسان ،واستجابت للمطالب الشرعية للشعب عموما وللشباب
خصوصا» .51وعليه فالتدابيرغيرالسالبة للحرية أصبحت جزء من القانون الدولي لحقوق اإلنسان ،والدول ملزمة بالعمل بها
ضمانا للغايات الكبرى لهذا القانون ،وفي مقدمتها احترام الكرامة اإلنسانية وصيانة الحرية الشخصية.16
2ـ عقاب وإعادة إدماج الجاني :ورد في ديباجة منشور وزير العدل« :استبدال العقوبة السالبة للحرية قصيرة املدة بعقوبة
العمل للنفع العام لتعزيز املبادئ األساسية للسياسة الجنائية والعقابية التي ترتكز باألساس على احترام حقوق اإلنسان
وتحقيق إعادة اإلدماج االجتماعي للمحكوم عليهم ،...،فضال على أن العقوبة البديلة تحقق هذه الغاية ،كما تسمح بإشراك
الهيئات واملؤسسات العمومية في عملية إعادة اإلدماج» ،ويمكن بيان األهداف العقابية والتأهيلية للعمل وفق:
أ ـ األهداف العقابية :يقول األستاذ باسم شهاب أن« :العمل للنفع العام وجد لتجنب سلبيات الحبس قصيراملدة ،وأنه أفضل
بديل ،السيما بالنسبة للمحبوسين غيرخطرين على سالمة وأمن املجتمع ،فحيث ترى الجهة التي تنطق بالحكم أن من املناسب
تجنيبهم االختالط باملجرمين الخطرين ،وبأن من األفضل بالنسبة لهم وللمجتمع أن تقيد حريتهم بالعمل للصالح العام ،تقدم
على فرض العمل املذكور» .17كما يتميز العمل للنفع العام بأنه يعزز مساهمة املجتمع في مجال العدالة الجنائية ،إذ أن العمل
يتم في مؤسسات الدولة ،كما أن تنفيذه يعتمد أساسا على مساهمة األفراد في تحقيق أهدافه ،وهذا ما يسمى بالعقوبة البديلة
التشاركية املختلفة ،إذ تحمل في طياتها فكرتي الجزاء والتعويض.18
ب ـ إعادة تأهيل وإدماج الجاني :يقول الفقيه برنارد شو« :من أجل إصالح الفرد يجب جعله أفضل وال نجعله أفضل باإلساءة
إليه» ،19ويعد سلب حرية الفرد من الحاالت األشد إساءة لشخصيته واألكثرأملا في نفسيته ،وفي املقابل يعتبرالعمل للنفع العام
الطريقة اإلنسانية املثلى لتجنب اإلساءة للفرد وإصالحه وإعادة دمجه في املجتمع الذي سيعود إليه ال محالة ،فمن باب أولى أن
نجعله ال يغادر هذا املجتمع ،بل يبقى ضمنه ويلقى جزاء جرمه داخله ولفائدته .إذ يسعى العمل للنفع العام إلى دعوة املحكوم
عليه للتصالح مع مجتمعه الذي أجرم بحقه وخرق قوانينه ،بدفعه إلى تأدية أعمال نافعة ومفيدة لصالحه ،وقيامه بالعمل
املقرر دليل على اندماجه في الحياة العامة من خالل تدريبه على حب العمل وااللتزام ،ليكون عضوا صالحا وفعاال في مجتمعه.20
فالعمل للنفع العام يبقي املحكوم عليه ضمن محيطه العائلي واالجتماعي واملنهي ويجنبه االختالط باملجرمين ،وفي ذلك صالح
املعني بتفانيه في العمل وااللتزام به ،وهو ما يشكل فرصة لتدريبه على مهنة ما؛ كلما أجادها وأحسنها كانت له آفاق أوسع للعمل
املشروع بعد انتهاء عقوبته .21كما ال تحمل عقوبة العمل وصمة العار ونظرة االزدراء التي تظل مصاحبة للشخص الذي دخل
137
السجن حتى بعد اإلفراج عنه ،إذ العمل يجلب االستقرار والسكينة في نفسية الشخص ،ويساعده على االندماج في مكانته
االجتماعية واملهنية السابقة بسهولة ويسر ،إذ تسلم للمعني قسيمة السوابق القضائية رقم 3خالية من اإلشارة إلى العقوبة
األصلية وكذا من عقوبة العمل للنفع العام.
3ـ األهداف االقتصادية :يرى الفقيه عبد الرحمان الطريمان أن العمل للنفع العام يقوم على فكرة التعويض والتي تعني
استثمار العقوبة بما ينفع ،وهذا ما يمثل املقاصد االقتصادية ،22إذ يشكل املحكوم عليهم بعقوبة الحبس قصيرة املدة النسبة
الكبيرة ممن تكتظ بهم املؤسسات العقابية ،التي غدت عاجزة عن استيعاب أعدادهم واالستجابة ملطالبهم وااللتزام بقواعد
معاملتهم .23وال يخف أن عقوبة السجن تكلف الدولة أمواال طائلة تنفق على السجون ونازلتها ،لذا يشكل اللجوء للعمل للنفع
العام مساهمة فعالة في التخفيف من هذه األعباء ،فعدم دخول املحكوم عليه السجن وتوجيهه للعمل سيوفر للمؤسسة
التكاليف التي يتطلبها لو تم حبسه ،24كما تستفيد املرافق العامة من خدمات مجانية ما كانت لتتم دون مقابل لوال اللجوء إلى
هذا البديل ،وفي ذلك توفيرلكثيرمن النفقات العامة .ولن تتأتى هذه األهداف إال بالتطبيق السليم للعمل للنفع العام.
املحور الثاني :تطبيق العمل للنفع العام
لكي يحقق العمل للنفع العام األغراض الذي أستحدث من أجلها كبديل عن العقوبة القصيرة السالبة للحرية ،فذلك يقت�ضي
حسن تنفيذه ،باحترام شروط العمل به (أوال) وإجراءات تطبيقه (ثانيا).
أوال :شروط العمل للنفع العام :تنص املادة 5مكرر 1من قانون العقوبات»:يمكن الجهة القضائية أن تستبدل عقوبة الحبس
املنطوق بها بقيام املحكوم عليه بعمل للنفع العام بدون أجر ،ملدة تتراوح بين أربعين ساعة وستمائة ساعة ،بحساب ساعتين
عن كل يوم حبس ،في أجل أقصاه ثمانية عشرشهرا ،لدى شخص معنوي من القانون العام ،وذلك بتوافرالشروط اآلتية:
1ـ إذا كان املتهم غيرمسبوق قضائيا،
2ـ إذا كان املتهم يبلغ من العمر 16سنة على األقل وقت ارتكاب الوقائع املج ـ ـ ــرمة،
3ـ إذا كانت عقوبة الجريمة املرتكبة ال تتجاوز ثالث سنوات حبسا،
4ـ إذا كانت العقوبة املنطوق بها ال تتجاوز سنة حبس ــا.
يجب أن ال تقل مدة العمل للنفع العام املنطوق بها في حق القاصر عن عشرين ساعة ،وأن ال تزيد عن ثالثمائة ساعة .يتم
النطق بعقوبة العمل للنفع العام في حضور املحكوم عليه .ويتعين على الجهة القضائية قبل النطق بهذه العقوبة إعالمه بحقه
في قبولها أو رفضها والتنويه بذلك في الحكم».
من خالل هذه املادة يتبين لنا أن الحكم بعقوبة العمل للنفع العام عقوبة اختيارية وليست إجبارية؛ تخضع للسلطة التقديرية
للقا�ضي؛ التي تتوقف على مدى توفرالشروط املقررة قانونا واملقدرة قضاء إلعمال هذه العقوبة ،25وبعض هذه الشروط يتعلق
باملحكوم عليه ،البعض بالعقوبة والبعض بالحكم املتضمن للعقوبة.
1ـ الشروط املتعلقة باملحكوم عليه :يمكن أن نحصرها فيما يأتي:
أ ـ أن ال يكون املحكوم عليه مسبوقا قضائيا :كل مسبوق قضائي محروم وغيرمعني بتطبيق العمل للنفع العام ،واملعني هو من
138
لم يسبق الحكم عليه في أي جريمة ،فاملشرع مد يده ملن أجرم ألول مرة بإيجاد بديل له عن عقوبة تقييد حريته ،ونحن ال نتفق
معه في هذا الشرط ،فعود املسبوق لإلجرام دليل على أن السجن لم ينفع معه ،وهذا يقت�ضي أن تمنح له فرصة حقيقية إلعادة
تأهيله ،بإفادته بالعمل للنفع العام كعقوبة بديلة لعلها تجد معه نفعا.
ب ـ أن ال يقل سن املحكوم عليه عن 16سنة وقت ارتكاب الفعل املجرم :وهذا السن يتوافق مع سن السماح للقصربالعمل ،إذ
يمثل الحد األدنى لسن العمل في قانون العمل الجزائري.26
ج ـ املوافقة الصريحة للمحكوم عليها بقبول تطبيق العمل للنفع العام عليه :بحضوره شخصيا جلسة النطق بالعقوبة الستطالع
رأيه باملوافقة أو الرفض والتنويه بذلك في الحكم .27إذ األمريتطلب القيام بعمل طواعية ودون مقابل ،ومن ثمة ال يمكن ضمان
حسن أدائه إال إذا كان موافقا عليه ومستعدا لتنفيذه ،فطبيعة العمل للنفع العام تفترض االستجابة التلقائية وتأبى اإلكراه
والضغط.28
2ـ الشروط املتعلقة بالعقوبة :يجب أن يتوافرفي كل من العقوبة األصلية والعقوبة البديلة جملة من الشروط:
أ ـ ـ أن ال تتجاوز العقوبة املقررة للجريمة املرتكبة ثالث سنوات حبسا :لذا تستفيد من العمل للنفع العام فئات محدودة ،كالذين
ارتكبوا خيانة األمانة وتزوير الوثائق اإلدارية والقذف والسب والشتم والسياقة في حالة سكر وحجز واستهالك املخدرات ،وال
يستفيد منها املتورطون في السرقة ولو كانت بسيطة؛ ألن عقوبتها تصل إلى 5سنوات حبسا ،29ونحن نرى بضرورة توسيع دائرة
املستفيدين لتشمل كل الجنح السيما السرقات البسيطة ،ألنها تشكل الفئة الغالبة من املحكوم عليهم.
ب ـ ـ أن ال تتجاوز العقوبة املنطوق بها مدة عام حبسا نافذا :وإذا كانت عقوبة الحبس موقوفة النفاذ جزئيا ،جاز للقا�ضي أن
يستبدل الجزء النافذ منها بعقوبة العمل للنفع العام ،وبالنسبة للمحكوم عليه الذي كان رهن الحبس املؤقت ،تخصم مدة التي
قضاها بحساب ساعتي عمل عن كل يوم حبس ثم تستبدل املدة املتبقية من عقوبة الحبس ليؤديها عمال للنفع العام.30
ج ـ ـ تحديد مدة العمل للنفع العام :بتحديد عدد ساعات العمل التي تمثل تنفيذ العقوبة ،حرصا على صيانة الحريات وتفاديا
من احتمال تعسف القضاة أو املؤسسات املستقبلة؛ بوضع حد أدنى وأق�صى لها ،31إذ تتراوح ما بين 40و 600ساعة للبالغ،
وهي بمقدارالنصف أي ما بين 20و 300للقاصر ،ويتم تنفيذها بمعدل ساعتين عمل يوميا مقابل يوم حبس واحد ،ونالحظ أن
املشرع الجزائري لم يكافئ املحكوم عليه النشيط بتقليل ساعات العمل ،ولم يعاقب املتهاون بزيادتها.
د ـ ـ مدة تنفيذ عقوبة العمل للنفع العام بثمانية عشر شهرا :لم يفرق املشرع بين البالغ والقاصر بخصوص هذه املدة رغم
اختالف الساعات املقررة لكل منهما ،فكان األفضل أن تخفض إلى النصف ( )9أشهربالنسبة للقاصرتماشيا مع ما هو مقرر في
قانون العقوبات .ونالحظ أن املدة املقررة لتطبيق العمل تزيد عن مدة الحبس املحكوم بها بستة أشهر ،ويفسر األستاذ باسم
شهاب ذلك بقوله« :وهو اتجاه يجد تفسيره في رغبة املشرع في فسح املجال أمام الجهات املعنية بتطبيق العمل للنفع العام
لتتمكن من تحقيق التأهيل واإلصالح ،أو أنه قد تحسب لتعثر تطبيق العمل للنفع العام ،وذلك بمنح مدة إضافية تزيد على
مقدارالعقوبة ،أو الختالف طبيعة الحبس عن العمل».32
ه ـ ـ تأدية العمل للنفع العام مجانا لدى شخص معنوي عام :ألن تنفيذ العمل في القطاع العام ينسجم مع العمل للنفع العام،
139
ونحن ال نرى مانعا في أن يتم أداء العمل لدى األشخاص املعنوية الخاصة التي تقدم خدمات عامة للجمهور .كما أقر املشرع
خضوع العمل للنفع العام لألحكام التشريعية والتنظيمية املتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل والضمان االجتماعي،33
وفيما يتعلق باألجرجعله يتم باملجان ،ليكون لهذا العمل جزء من اإليالم الذي تمتازبه العقوبات ،ونفضل أن يخصص للمحكوم
عليه ربع األجراملضمون كمصروف شخ�صي يغنيه عن الحاجة لغيره ،ودافعا لتفانيه في العمل.
3ـ الشروط املتعلقة بالحكم املتضمن عقوبة العمل :أن يكون نهائيا ويجب أن يـحتوي على بيانات إضافية.
أ ـ مضمون الحكم القا�ضي بعقوبة العمل للنفع العام :يتضمن بيانات إضافية تتمثل في:
ـ يجب أن يصدر الحكم حضوريا ،والعبرة هنا بحضور املحكوم عليه بجلسة النطق بالحكم القا�ضي باستبدال عقوبة الحبس
بعقوبة العمل للنفع العام وليست العبرة بجلسة املحاكمة.
ـ ذكرالعقوبة األصلية في الحكم ،وذكراستبدالها بعقوبة العمل للنفع العام.
ـ اإلشارة إلى حضور املتهم في الجلسة والتنويه إلى أنه أعلم بحقه في قبول أو رفض العمل للنفع العام.
ـ تنبيه املحكوم عليه إلى أنه في حال اإلخالل بااللتزامات املترتبة على عقوبة العمل فسوف تطبق عليه عقوبة الحبس األصلية.34
ب ـ أن يكون الحكم نهائيا :ال تنفذ عقوبة العمل للنفع العام إال بعد صيرورة الحكم نهائيا.35
ثانيا :إجراءات تطبيق العمل للنفع العام :تسهرالنيابة العامة وقا�ضي تطبيق العقوبات على التطبيق السليم لهذا البديل.
1ـ ـ دور النيابة العامة :يعهد في كل مجلس قضائي إلى نائب عام مساعد ،بالقيام بإجراءات تنفيذ األحكام التي تق�ضي بعقوبة
العمل للنفع العام ،وللنيابة دور في التسجيل في صحيفة السوابق القضائية وآخرفي تطبيق العقوبة.
أ ـ التسجيل في صحيفة السوابق القضائية :يتم تسجيل عقوبة العمل للنفع العام في صحيفة السوابق القضائية Casier
judiciaireللمحكوم عليه على النحو اآلتي:36
ـ ـ قسيمة السوابق رقم :1تتضمن العقوبة األصلية واإلشارة إلى أنها استبدلت بعقوبة العمل للنفع العام ،وعند إخالل املحكوم
عليه بااللتزامات املفروضة عليه ،ترسل بطاقة لتعديل القسيمة رقم ،1لتنفذ بصورة عادية كعقوبة حبس نافذة ،مع تقييد
ذلك على هامش الحكم.
ـ ـ قسيمة السوابق رقم :2يجب أن تتضمن العقوبة األصلية وعقوبة العمل للنفع العام.
ـ قسيمة السوابق رقم :3تسلم خالية من اإلشارة إلى العقوبة األصلية وعقوبة العمل للنفع العام املستبدلة.
ب ـ فيما يتعلق بإجراءات تطبيق عقوبة العمل للنفع العام :تقوم النيابة العامة بإرسال نسخة من الحكم أو القرار النهائي
باإلضافة إلى مستخرج منهما إلى قا�ضي تطبيق العقوبات ليتولى تطبيق العقوبة ،ويمكنها تقديم املساعدة التي يطلبها خاصة فيما
يتعلق بالتأكد من صحة املعلومات التي يدلي بها املحكوم عليه.37
2ـ دور قا�ضي تطبيق العقوبات :يعين بقرار من وزير العدل ،ويسهر فضال عن الصالحيات املخولة له على مراقبة مشروعية
تطبيق العقوبات السالبة للحرية والعقوبات البديلة عند االقتضاء ،38تنص املادة 5مكرر 3من قانون العقوبات« :يسهرقا�ضي
تطبيق العقوبات على تطبيق عقوبة العمل للنفع العام والفصل في اإلشكاالت الناتجة عن ذلك .ويمكنه وقف تطبيق عقوبة
140
العمل للنفع العام ألسباب صحية أو عائلية أو اجتماعية» ،وباستقرار منشور وزير العدل يمكن تقسيم دور قا�ضي تطبيق
العقوبات إلى صالحيات تتعلق بإجراءات تنفيذ عقوبة العمل ،وأخرى بإشكاالت التنفيذ وأخرى بانتهاء التنفيذ.
أ ـ صالحيات القا�ضي املتعلقة بإجراءات تنفيذ العقوبة :يشرع قا�ضي تطبيق العقوبات بتنفيذ الحكم املقرر للعمل للنفع العام
بدء باستدعاء املحكوم عليه عن طريق محضر قضائي ،وينوه في االستدعاء أنه في حال عدم الحضور ،فإنه تطبق على املعني
عقوبة الحبس املقررة ،ويكون القا�ضي أما فرضين استجابة املعني أو عدم استجابته:
ـ ـ في حال استجابة املعني :يستقبله القا�ضي ليتأكد من هويته ويتعرف على وضعيه االجتماعية واملهنية والعائلية ،ويعرضه على
طبيب لفحصه والتأكد من عدم إصابته بأي مرض قد يؤثرعلى زمالئه في العمل وكذا التأكد من لياقته البدنية ،39ويختارله من
بين األعمال املعروضة ما يتالئم مع قدراته ويساهم في اندماجه دون التأثيرعلى السيرالعادي لحياته املهنية والعائلية ،وبالنسبة
للنساء والقصريراعي األحكام التشريعية والتنظيمية املتعلقة بتشغيلهم ،كعدم العمل الليلي ،وعدم إبعاد القصرعن محيطهم
األسري واالستمرارفي مزاولة دراستهم ،40ويحرر بطاقة معلومات شخصية عن املحكوم عليه تضاف إلى ملفه.
ثم يصدر القا�ضي مقرر تنفيذ عقوبة العمل للنفع العام ،يتضمن املؤسسة املستقبلة ويشتمل على هوية املعني ،طبيعة
العمل املسند إليه ،االلتزامات املعني بها ،إجمالي عدد الساعات وتوزيعها وفق برنامج زمني ،التنويه على أنه في حالة اإلخالل
بااللتزامات ،ستنفذ عقوبة الحبس املحكوم بها على املعني ،ويذكر على هامش املقرر تنبيه املؤسسة املستقبلة بضرورة موافاة
القا�ضي ببطاقة مراقبة أداء عقوبة العمل وتبليغه عند نهاية تنفيذها ،وإعالمه عن كل إخالل من طرف املعني ،ويبلغ القا�ضي
هذا املقرر إلى املعني ،النيابة العامة ،املؤسسة املستقبلة ومصلحة إدارة السجون.41
ـ ـ في حال عدم استجابة املعني :بالرغم من ثبوت تبليغه شخصيا باالستدعاء ودون تقديمه لعذر جدي ،فذلك دليل على عدم
قابليته للعمل للنفع العام ،لذا يقوم القا�ضي بتحريرمحضر ،يثبت عدم امتثال املعني ،يضمنه عرضا لإلجراءات التي تم انجازها
من تبليغ للمعني شخصيا ،وعدم تقديمه لعذر جدي ،ثم يرسله إلى النائب العام املساعد الذي يقوم بإخطار مصلحة تنفيذ
العقوبات التي تتولى باقي إجراءات التنفيذ بصورة عادية لعقوبة الحبس األصلية.42
ب ـ الفصل في إشكاالت التنفيذ :تبلغ املؤسسة املستخدمة قا�ضي تطبيق العقوبات عن أي إخالل من جانب املعني بتنفيذ
العمل ،والذي يعمل على الفصل في أي إشكاالت تعيق التطبيق السليم لعقوبة العمل للنفع العام ،34السيما فيما يتعلق
بتعديل برنامج العمل أو تغييراملؤسسة املستخدمة.
ج ـ وقف تنفيذ عقوبة العمل للنفع العام :طبقا للمادة 5/2مكرر 3من قانون العقوبات يجوز لقا�ضي تطبيق العقوبات من
تلقاء نفسه أو بطلب من املعني أو من ينوبه أن يصدرمقررا بوقف تطبيق العقوبة إلى حين زوال سبب جدي ،متى استدعت
ذلك الظروف االجتماعية أو الصحية أو العائلية للمعني ،على أن يتم إبالغ النيابة العامة واملعني واملؤسسة املستقبلة ومصلحة
إدارة السجون بهذا املقرر ،وعلى القا�ضي بعد زوال املبرر أن يخطراملعني بإكمال ما تبقى عليه من ساعات العمل.
د ـ تحرير اإلشعار بانتهاء تنفيذ عقوبة العمل للنفع العام :بقيام املحكوم عليه بتنفيذ العمل للنفع العام وفق البرنامج املتفق
عليه ،تقوم املؤسسة املستقبلة بإخطارالقا�ضي بنهاية تنفيذ املحكوم عليه لاللتزامات ،والذي يحرر إشعاربتنفيذ عقوبة العمل
141
للنفع العام يرسله إلى النيابة العامة لتقوم بدورها بإرسال نسخة منه إلى مصلحة السوابق القضائية للتأشير بذلك على
القسيمة رقم ،1وعلى هامش الحكم أو القرار ،44وبذلك يكون قد تم تنفيذ العمل للنفع كبديل عن العقوبة قصيرة املدة
السالبة للحرية.
خـ ـ ـ ـ ــات ـ ـ ــمة
أقر املشرع الجزائري العمل للنفع العام كبديل عن عقوبة الحبس قصيرة املدة تماشيا مع السياسة العقابية املعاصرة التي
ترتكزعلى احترام حقوق اإلنسان والعمل على إعادة اإلدماج االجتماعي للمحكوم عليه واستثمارالعقوبة بتوجيهها للنفع العام،
وتوجهه هذا قد أتى ثماره ،والدليل أن املستفيدين منه في تزايد مستمر ،حيث استفاد من هذا البديل منذ بداية العمل به سنة
2009وحتى ماي 2014ما يزيد عن 7500محكوم عليه؛ منهم 7450رجل و 50امرأة ،54ومن خالل هذا البحث توصلنا إلى
النت ــائ ـ ــج التالية:
-أضفى املشرع الجزائري على العمل للنفع العام وصف العقوبة البديلة عن الحبس قصيراملدة ال وصف تدبيراألمن.
-نظم املشرع عقوبة العمل تنظيما محكما ،وخصها بضمانات وفق قواعد طوكيو ،إذ أخضعها ملبادئ الشرعية ،الشخصية
واملساواة وأن تصدربحكم قضائي ،وشدد على موافقة املحكوم عليه وخضوعه للفحص الطبي املسبق.
-تضمن القانون الجزائري شروط العمل للنفع العام ،سواء تعلقت باملحكوم عليه أو بالعقوبة أو بالحكم القا�ضي بها.
-يسهر قا�ضي تنفيذ العقوبات والنائب العام املساعد على التنفيذ الصحيح والتطبيق السليم لعقوبة العمل للنفع العام حتى
تحقق أغراضها.
-في حال إخالل املحكوم عليه بالتزاماته بموجب العمل للنفع العام ،فال يبق سوى تطبيق عقوبة الحبس األصلية عليه .
وعلى ما سبق نتقدم باالقتراحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات التالية:
-توسيع العمل للنفع العام ليشمل املسبوقين القضائيين كون السجن لم يفد في إصالحهم بدليل عودتهم إلى اإلجرام.
-مد مدة العقوبة املقررة إلى 5سنوات لتشمل كل الجنح بما فيها السرقات البسطة التي حدها األق�صى خمس سنوات.
-تقصيرمدة تنفيذ عقوبة العمل للنفع للقصرإلى مدة تسعة أشهرتماشيا مع ما هو مقرر في قانون العقوبات.
-توسيع دائرة املؤسسات املستقبلة لتشمل األشخاص املعنوية الخاصة التي تقدم خدمات عامة للجمهور ألن العمل للنفع
العام عقوبة اجتماعية تشاركية.
-تخصيص ربع الحد األدنى لألجراملضمون للخاضع لعقوبة العمل كمصروف شخ�صي يغنيه عن الحاجة لغيره.
قائمة املراجع:
ـ إبراهيم إسحاق منصور ،موجزفي علم اإلجرام وعلم العقاب ،بدون طبعة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر.1982 ،
ـ ـ اليوسف عبدهللا عبد العزيز ،التدابيراملجتمعية كبدائل للعقوبات السالبة للحرية ،الطبعة األولى ،أكاديمية نايف للدراسات
والبحوث ،الرياض.2003 ،
ـ ـ سعداوي محمد صغير ،عقوبة العمل للنفع العام (شرح القانون رقم 01/09املعدل لقانون العقوبات الجزائري) ،بدون طبعة،
142
دارالخلدونية ،الجزائر.2013 ،
ـ ـ محمد سيف النصر ،بدائل العقوبة السالبة للحرية في التشريعات الجنائية الحديثة ،دارالنهضة العربية ،القاهرة.2004 ،
ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي ،بدائل التدابير االحتجازية (دراسة حالة لعدد من الدول العربية :األردن ،الجزائر ،املغرب،
اليمن ،تونس ،مصر) ،مكتب الشرق األوسط وشمال إفريقيا ،عمان ،األردن ،ماي.2014
ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي ،عقوبات بديلة لعقوبة اإلعدام ،مكتب الشرق األوسط وشمال إفريقيا ،األردن.2011 ،
ـ ـ عبد الرحمان بن محمد الطريمان ،التعزير بعقوبة العمل للنفع العام دراسة تأصيلية مقارنة تطبيقية ،أطروحة دكتوراه في
العلوم األمنية ،جامعة نايف للعلوم األمنية الرياض.2013 ،
ـ أ .أسماء ،بدائل العقوبات السالبة للحرية مرتبطة بحقوق اإلنسان» ،جريدة النهار (الجزائر) ،العدد ،4496بتاريخ
.11/12/2012
ـ باسم شهاب« ،عقوبة العمل للنفع العام في التشريع الجزائري» ،مجلة الشريعة والقانون ،السنة ،27العدد ،56كلية القانون
جامعة اإلمارات العربية املتحدة ،أكتوبر.2013
ـ ـ صفاء أوتاني« ،العمل للمنفعة العامة في السياسة العقابية املعاصرة ـ دراسة مقارنة ــ» ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية
والقانونية ،املجلد ،25العدد الثاني.2009 ،
ـ عبدهللا عبد العزيز السعيد« ،العقوبات البديلة املقترحة في دول الخليج العربي» ،ورقة عمل مقدمة لندوة بدائل العقوبات
السالبة للحرية ،جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ،السعودية.2010 ،
ـ قوادري صامت جوهر« ،مساوئ العقوبة السالبة للحرية قصيرة املدة» ،األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية (قسم
العلوم االقتصادية والقانونية ) ،العدد ،14جوان.2015
ـ ـ مبروك مقدم« ،أحكام تطبيق عقوبة العمل للنفع العام على ضوء التشريع الجزائري» ،مجلة العلوم اإلنسانية ،عدد،36
جامعة منتوري قسنطينة ،ديسمبر.2011
ـ ـ األمررقم 66/156املؤرخ في 8جوان ،1966املتضمن قانون العقوبات املعدل واملتمم.
ـ ـ قانون رقم 90/11املؤرخ في 26أفريل ،1990املتعلق بعالقات العمل.
ـ القانون رقم 05/04املؤرخ في 6فبراير ،2005املتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين.
ـ منشور رقم 2مؤرخ 21أبريل ،2009الصادرعن وزيرالعدل الجزائري ،املتضمن كيفيات تطبيق عقوبة العمل للنفع العام.
ـ ـ قانون العقوبات االتحادي اإلماراتي رقم 3لسنة 1987املعدل واملتمم.
ـ ـ قانون العقوبات الفرن�سي لسنة . 1999
ـ قواعد األمم املتحدة النموذجية للتدابيرغيراالحتجازية املسماة قواعد طوكيو 14 ،ديسمبر .1990
ـ العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية املبرم في 16ديسمبر .1966
الهوامش
143
1ـ ـ الغرض من العقوبة الردع العام وإقرارالعدالة االجتماعية والردع الخاص وتأهيل الجاني (إبراهيم إسحاق منصور ،موجز
في علم اإلجرام وعلم العقاب ،بدون طبعة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1982 ،ص 133و.)134
2ـ ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي ،عقوبات بديلة لعقوبة اإلعدام ،مكتب الشرق األوسط وشمال إفريقيا ،عمان ،األردن،
،2011ص.5
3ـ عبدهللا عبد العزيزالسعيد« ،العقوبات البديلة املقترحة في دول الخليج العربي» ،ورقة عمل مقدمة لندوة بدائل العقوبات
السالبة للحرية ،جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ،السعودية ،2010 ،ص.6
4ـ باسم شهاب« ،عقوبة العمل للنفع العام في التشريع الجزائري» ،مجلة الشريعة والقانون ،السنة ،27العدد ،56كلية القانون
جامعة اإلمارات ،أكتوبر ،2013ص.96
5ـ ـ املادة 120/1من قانون العقوبات االتحادي اإلماراتي رقم 3لسنة.1987
6 - L’article 131-8 de la code pénale français 1992 : «,..un travail d’intérêt général non rémunéré au profit soit
d’une personne morale de droit public, soit d’une personne morale de droit privé chargée d’une mission de ser-
vice public ou d’une association habilitées à mettre en œuvre des travaux d’intérêt général ».
7ـ ـ نقال عن :صفاء أوتاني« ،العمل للمنفعة العامة في السياسة العقابية املعاصرة ـ دراسة مقارنة ــ» ،مجلة جامعة دمشق للعلوم
االقتصادية والقانونية ،املجلد ،25العدد الثاني ،2009 ،ص.427
- 8محمد سيف النصرعبد املنعم ،بدائل العقوبة السالبة للحرية في التشريعات الجنائية الحديثة ،بدون طبعة ،دار النهضة
العربية ،القاهرة مصر ،2004 ،ص.390
- 9باسم شهاب ،املرجع السابق ،ص.92
10ـ ـ صفاء أوتاني ،املرجع السابق ،ص.432
11ـ ـ محمد سيف النصرعبد املنعم ،املرجع السابق ،ص.317
12ـ ـ سعداوي محمد صغير ،عقوبة العمل للنفع العام (شرح القانون رقم 09/01املعدل لقانون العقوبات الجزائري) ،بدون
طبعة ،دارالخلدونية ،الجزائر ،2013 ،ص.96
- 13قوادري صامت جوهر« ،مساوئ العقوبة السالبة للحرية قصيرة املدة» ،األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية،
العدد ،14جوان ،2015ص.77
14ـ املادة 9/1و 10/1من العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية املبرم في 16ديسمبر.1966
15ـ أ .أسماء ،بدائل العقوبات السالبة للحرية مرتبطة بحقوق اإلنسان» ،جريدة النهار (الجزائرية) ،العدد ،4496بتاريخ
.11/12/2012
16ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي ،بدائل التدابير االحتجازية ،مكتب الشرق األوسط وشمال إفريقيا ،عمان ،األردن،
ماي ،2014ص.13
17ـ باسم شهاب ،املرجع السابق ،ص.93
18ـ ـ صفاء أوتاني ،املرجع السابق ،ص.435
- 19نقال عن :باسم شهاب ،املرجع السابق ،ص.88
20ـ ـ عبد الرحمان بن محمد الطريمان ،التعزير بعقوبة العمل للنفع العام دراسة تأصيلية مقارنة تطبيقية ،أطروحة دكتوراه
في العلوم األمنية جامعة نايف للعلوم األمنية ،الرياض ،2013 ،ص.109
21ـ ـ إسحاق إبراهيم منصور ،املرجع السابق ،ص.192
22ـ ـ عبد الرحمان بن محمد الطريمان ،املرجع السابق ،ص.122
23ـ ـ سعداوي محمد صغير ،املرجع السابق ،ص.99
24ـ ـ اليوسف عبدهللا عبد العزيز ،التدابيراملجتمعية كبدائل للعقوبات السالبة للحرية ،أكاديمية نايف للدراسات والبحوث،
الطبعة األولى ،الرياض ،2003 ،ص.107
25ـ ـ مبروك مقدم« ،أحكام تطبيق عقوبة العمل للنفع العام على ضوء التشريع الجزائري» ،مجلة العلوم اإلنسانية ،عدد،36
جامعة قسنطينة ،ديسمبر ،2011ص.205
144
26ـ ـ املادة 15من قانون 90/11املؤرخ في 26أفريل 1990املتعلق بعالقات العمل« :ال يمكن في أي حال من األحوال أن يقل
العمراألدنى للتوظيف عن 16سنة».
27ـ ـ املادة 5/3مكرر 1من قانون العقوبات.
28ـ ـ صفاء أوتاني ،املرجع السابق ،ص.439
29ـ ـ املادة 350/1من قانون العقوبات« :كل من اختلس شيئا غير مملوك له يعد سارقا ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمس
سنوات.»....
30ـ ـ تنص املادة 13/3من القانون رقم 05/04املؤرخ في 6فبراير 2005املتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة اإلدماج
االجتماعي للمحبوسين« :تخصم مدة الحبس
املؤقت بتمامها من مدة العقوبة املحكوم بها .وتحسب هذه املدة من يوم حبس املحكوم عليه بسبب الجريمة التي أدت إلى الحكم
عليه».
-31سعداوي محمد صغير ،املرجع السابق ،ص.106
- 32باسم شهاب ،املرجع السابق ،ص.127
- 33املادة 5مكرر 5من قانون العقوبات.
- 34املادة 5مكرر 2من نفس القانون.
- 35املادة 5مكرر 6من نفس القانون.
36ـ ـ منشور وزيرالعدل رقم ،2ص.3
37ـ ـ نفس املنشور ،ص3و.4
38ـ ـ املادة 22و 23من قانون تنظيم السجون.
39ـ ـ صفاء أوتاني ،املرجع السابق ،ص. 459
40ـ ـ منشور وزيرالعدل رقم ،2ص4و.5
41ـ ـ منشور وزيرالعدل رقم ،2ص.5
42ـ ـ نفس املنشور ،نفس الصفحة.
- 43املادة 5مكرر 3من قانون العقوبات .
44ـ ـ منشور وزيرالعدل رقم ،2ص.6
45ـ ـ املنظمة الدولية لإلصالح الجنائي ،بدائل التدابيراالحتجازية ،املرجع السابق ،ص.27
145