‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .

‬منى الباشا‬ ‫مقدمة في التصميم الحضري )‪ – AR425(1‬محاضرة (‪)10‬‬

‫الصورة الذهنية للمدينة (‪)2‬‬

‫(‪ )3‬العالمات المكانية المميزة ‪: Landmarks‬‬

‫قد يأخذ مبنى غير مميز صفة األهمية وجذب اإلنتباه لمجرد تميز موقعه ؛ وذلك حينما يقع في نقطة إتخاذ قرارات‬
‫الحركة (تقاطعات) ‪ .‬في حين ال يأخذ التكوين المعماري ذو الشكل المميز أي صفة إدراكية إذا ما وضع متشابها ً مع‬
‫النسيج المحيط به على المسار‪ .‬فالعالمة المكانية المميزة هي ذلك العنصر الفيزيائي الذي يتفق على تمييزه أكبر عدد‬
‫ممكن من السكان (كخط السماء لبرج مرتفع بين مجموعة من المباني المنخفضة ‪ ،‬أو واجهة زجاجية المعة وسط‬
‫واجهات حجرية داكنة ‪ ،‬أو واجهة بارزة بين مجموعة واجهات مستمرة خطياً‪ .)...‬وهناك عدة معالجات يجب عملها‬
‫لتأكيد إدراك العالمات المكانية المميزة من أهمها ‪:‬‬

‫▪ التميز باإلنفراد والوحدة ‪.‬‬

‫▪ التباين مع النسيج المحيط ‪.‬‬

‫▪ وضوح الشكل العام ‪.‬‬

‫▪ أن تتميز بتفاصيلها وتصميمها‬

‫العام‪.‬‬

‫▪ سهولة رؤيتها وإدراكها ‪ ،‬بحيث‬

‫يتسع المدى الزمني لرؤيتها وأن يسهل رؤيتها من مسافات بعيدة وقريبة ؛ مع سهولة إدراكها مهما إختلفت‬
‫سرعة المشاهدة أو زمن المشاهدة (ليالً أو نهاراً) ‪.‬‬

‫▪ تأكيد إنتماءها للنسيج المحيط رغم تباينها عنه‪.‬‬

‫▪ تكاملها مع مجموعة من العالمات المميزة األخرى ‪ ،‬كأن توضع في تتابع بصري خالل مسار مستمر مما‬
‫يكسب المشاهد تجارب وإنطباعات ذهنية مميزة‪.‬‬

‫(‪ )4‬نقاط اإلنتقال أو اإللتقاء (العقد) ‪: Nodes‬‬

‫وهي تعتبر نقاط اإلرتكاز الذهني في المدينة ؛ والتي‬

‫تكسبها شخصيتها ومميزاتها من وحدة وتكامل‬
‫وإستمرارية عدة عناصر (كالحوائط ‪ ،‬األرضيات ‪،‬‬
‫التفاصيل ‪ ،‬اإلضاءة ‪ ،‬النباتات ‪ ،‬الطبوغرافيا ‪ ،‬خط‬
‫السماء‪ ،)..‬وذلك باإلضافة إلى تركيز الحركة واألنشطة‬
‫وغيرها‪ .‬لذلك فشخصية نقاط اإلنتقال (العقد) تتأتى من‬
‫كونها أماكن مميزة ال تنسى وال تتداخل في اإلدراك مع‬

‫‪Page 1 of 3‬‬
 ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬منى الباشا‬ ‫مقدمة في التصميم الحضري )‪ – AR425(1‬محاضرة (‪)10‬‬

‫العناصر األخرى ‪ .‬وذلك فضالً عن تميزها بخاصية التوجيه إتخاذ قرارات الحركة‪ .‬وهناك العديد من المعالجات‬
‫التي يجب إجراءها لتأكيد وتنمية هذه النقاط ‪ ،‬ومن أهمها ‪:‬‬

‫▪ تأكيد وضوح الحوائط وإستمراريتها‪.‬‬

‫▪ مراعاة وجود عنصر أو أكثر من العناصر التي تجذب اإلنتباه‪.‬‬

‫▪ مراعاة بساطة شكلها العام‪.‬‬

‫▪ مراعاة قوة تأثير وسهولة إدراك اإلتصال بين العقد والمسارات‪.‬‬

‫▪ تكامل نظام الحركة والتوجيه داخل العقد مع خارجها ‪ ،‬مع إنشاء منظومة متكاملة تربط جميع العقد بطريقة‬
‫قوية وواضحة‪.‬‬

‫(‪ )5‬األحياء البصرية ‪: Visual Districts‬‬

‫الحي البصري في أبسط اشكاله هو‬

‫منطقة ذات طابع متجانس يمكن تمييزها‬
‫من خالل إستمرارية الشواهد واألنشطة‬
‫ذات الصفات المشتركة التي تنتهي‬
‫بالخروج من الحي‪.‬‬

‫ويمكن تحقيق التجانس واإلستمرارية في‬

‫الحي البصري من خالل ‪ :‬النسيج‬
‫الحضري ‪ ،‬الطابع المعماري ‪ ،‬التشكيل‬
‫الفراغي ‪ ،‬الطبوغرافية ‪ ،‬األلوان ‪ ،‬مواد‬
‫البناء واألرضيات ‪ ،‬حجم وتفاصيل الواجهات ‪ ،‬اإلضاءة ‪ ،‬النباتات ‪ ،‬خط السماء‪ ...‬وكلما زاد عدد العناصر‬
‫المنسجمة وتداخلت وتوحدت ؛ كلما إزدادت الصورة الذهنية وضوحا ً وتأكد اإلدراك الذهني لها‪.‬‬

‫وفي بعض األحيان يحدث خلط بين الحي البصري والعقد البصرية ؛ إال أنه يمكن التمييز بينهما من الناحية الفراغية‬
‫حيث يحتاج الحي البصري إلى زمن أطول إلستيعابه ‪ ،‬كما أنه يتطلب توافر مجموعة متتابعة من التجارب الذهنية‬
‫إلدراكه بصورة شاملة‪.‬‬

‫إدراك الصورة الذهنية للمدينة ‪:‬‬

‫المدينة الواضحة المعالم ‪ A legible city‬هي تلك المدينة التي يمكن تمييز احياءها البصرية وعالماتها المميزة‬
‫ومساراتها وحدودها ونقاط إنتقالها بوضوح وسهولة ‪ ،‬والتي تترابط فيها كل هذه العناصر وتتكامل في تشكيل واحد‬
‫واضح ‪ .‬وهي تلك المدينة التي تمتلك قدرة عالية على التجلي والظهور ‪ Imageability‬وهو المصطلح الذي إشتقه‬
‫كيفين لينش للتعبير عن نظريته‪.‬‬
‫‪Page 2 of 3‬‬
 ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬منى الباشا‬ ‫مقدمة في التصميم الحضري )‪ – AR425(1‬محاضرة (‪)10‬‬

‫وجدير بالذكر أن إدراك هذه العناصر يختلف ليس فقط بإختالف الشخص الذي يشاهدها ؛ ولكن أيضا ً بإختالف‬
‫ظروف المشاهدة واإلدراك ‪ .‬فالطريق السريع يدركه سائق السيارة كمسار للحركة ينقله بين وظائف مختلفة ‪ .‬بينما‬
‫يمكن أن يدرك المشاة نفس الطريق كحد بصري قوي‪ .‬كذلك فمركز المدينة قد يعتبره السكان المقيمين كحي بصري‪،‬‬
‫بينما قد يعتبره سكان الضواحي نقطة تجمع ‪ .‬بل أن المدينة نفسها قد تعتبر حي بصري في اإلقليم ؛ ونقطة تجمع‬
‫على المستوى القومي‪.‬‬

‫تكامل العناصر البصرية في المدينة‬

‫عند معالجة العناصر البصرية المؤثرة في اإلدراك الذهني‬

‫للمدينة ؛ فمن الضروري إعتبار كل عنصر منها متداخالً وذو‬
‫صلة كبيرة ومتكاملة مع العناصر األخرى ‪ .‬فالمسارات تلعب‬
‫دور التمهيد واإلعداد الذهني لألحياء ‪ ،‬بينما تؤكد العقد أو‬
‫نقاط اإلنتقال بين المسارات اإلرتباط بين شبكة المسارات‬
‫وإتجاهات الحركة بها‪ .‬والعالمات المميزة تتخذ موضع القلب‬
‫بالنسبة للمجموعة المتكاملة ‪ ...‬وهكذا بحيث تبدة جميعها في‬
‫النهاية كاألدوار األوركسترالية الموزعة في تناسق وإنسجام‬
‫وتوافق ينتج عنه عمل سيمفوني متكامل ؛ أو صورة ذهنية‬
‫ثرية وواضحة وجميلة ‪.‬‬

‫دراسة لتكامل الصورة الذهنية لمدينة بوسطن‬

‫‪Page 3 of 3‬‬