You are on page 1of 3

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .

‬منى الباشا‬ ‫مقدمة في التصميم الحضري )‪ – AR425(1‬محاضرة (‪)9‬‬

‫الصورة الذهنية للمدينة (‪)1‬‬


‫طبقت دراسة الصورة الذهنية للمدينة بشكل متكامل ألول مرة على ثالث مدن أمريكية هي مدن ‪ :‬بوسطن ‪ ،‬لوس‬
‫أنجلوس ‪ ،‬وجيرسي سيتي ‪ ،‬من أجل وضع تصور بصري متكامل لتنمية الصورة الذهنية الشائعة عن هذه المدن‪..‬‬
‫وقد قام بهذه الدراسة مجموعة من المعماريي ن والمخططين تحت إشراف المخطط "كيفين لينش" والذي عرضها في‬
‫كتابه الرائد ( الصورة الذهنية للمدينة ‪ )The Image of the City‬عام ‪.1960‬‬

‫العوامل المؤثرة في بناء شخصية المدينة ‪:‬‬

‫حدد كيفين لينش العوامل المؤثرة في بناء الشخصية الذاتية للمدينة في ستة عوامل هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬التكوين الفيزيائي ‪.Physical structure‬‬

‫‪ -2‬المعنى اإلجتماعي ‪.Social meaning‬‬

‫‪ -3‬الوظيفة الحضرية ‪. Urban functions‬‬

‫‪ -4‬الوظيفة التاريخية ‪. Historical functions‬‬

‫‪ -5‬القيمة ‪. Value‬‬

‫‪ -6‬اإلسم ‪. Naming‬‬

‫عناصر الصورة الذهنية للمدينة ‪: The elements of city image‬‬

‫تعتبر العناصر البصرية ا لتي تتكون منها الصورة الذهنية الشائعة للمدينة هي المادة الخام األساسية التي تشكل البيئة‬
‫العمرانية الكلية للمدينة ‪ ،‬والتي يجب أن تتآلف وتنسجم لكي تحقق تشكيل واضح ومريح للمدينة ‪ .‬وبوجه عام‬
‫فالصورة الذهنية للمدينة تتركب من تآلف وإنسجام ووضوح كل من ‪ :‬قنوات الحركة الرئيسية أو المسارات ‪،Paths‬‬
‫حدود األجزاء والوحدات ‪ ، Edges‬العالمات المكانية المميزة ‪ ، Landmarks‬نقاط اإلنتقال واإللتقاء ‪، Nodes‬‬
‫المناطق أو األحياء البصرية المميزة ‪. Districts‬‬

‫‪Page 1 of 3‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬منى الباشا‬ ‫مقدمة في التصميم الحضري )‪ – AR425(1‬محاضرة (‪)9‬‬

‫(‪ )1‬المسارات ‪: Paths‬‬

‫وهي قنوات الحركة الرئيسية التي تدرك من خاللها‬


‫المدينة ‪ .‬وهي تختلف من مكان آلخر وفقا للوظيفة‬
‫التي تؤديها‪ ،‬فقد تكون طرق للسيارات أو ممرات‬
‫للمشاه أو خطوط للنقل العام أو مجاري مائية كالترع‬
‫واألنهار أو خطوط سكك حديدية ‪ ...‬لذلك فالمسارات‬
‫تعتبر العنصر الرئيسي المهيمن على اإلدراك الذهني‬
‫للسكان خالل مدينتهم ؛ حيث أنهم يشاهدون المدينة‬
‫من خالل تحركاتهم عبر هذه المسارات التي تنتظم‬
‫حولها جميع عناصر التشكيل العمراني للبيئة الحضرية التي يعيشون بها‪.‬‬

‫وهناك عدة معالجات بصرية يجب إتباعها عند تصميم مسار جديد أو إعادة تصميم مسار قائم ؛ وكذلك عند تصميم‬
‫الهيكل العام للمسارات بغرض تأكيد وتنمية إنعكاسها على اإلدراك الذهني ‪ ،‬وهذه المعالجات هي ‪:‬‬

‫▪ تأكيد ووضوح البدايات والنهايات مع المعالجة البنائية والتشكيلية الجيدة‪.‬‬

‫▪ اإلقالل من تفريع المسار الرئيسي إلى مسارات بديلة مساوية للمسار األصلي في األهمية ‪ ،‬حيث يؤدي‬
‫تفريع المسار إلى أكثر من مسارين بديلين إلى صعوبة اإلدراك والتشتيت وعدم اإلحساس باإلستمرارية‪.‬‬

‫▪ تأكيد خاصية التوجيه للمسار ‪ Directional quality‬والتي تؤدي لسهولة إدراكه‪.‬‬

‫▪ التشكيل الديناميكي للمسار ‪ Dynamic shaping‬والذي‬


‫يعطي المسار شخصية مميزة ويولد أحاسيس مستمرة‬
‫وخبرات متجددة خالل الحركة والمشاهدة‪.‬‬

‫▪ تأكيد اإلستمرارية ‪ Continuity‬حيث يجب أن تمثل شبكة‬


‫المسارات قناة واحدة متصلة ومستمرة بالنسبة للمشاهد‪.‬‬
‫ويتعلق ذلك بإستخدام خواص التوجيه والتتابع والتدرج‬
‫وغيرها ‪ ،‬كما يمكن تحقيقه من خالل استمرارية األلوان‬
‫والتفاصيل المعمارية وأنواع النباتات وفرش الطريق‪ ...‬أو‬
‫من خالل تتابع الوظيفة أو اسماء الشوارع أو األرقام أو‬
‫التدرج الفراغي والطبوغرافية‪...‬‬

‫▪ التنغيم عن طريق تنظيم وترتيب العناصر البصرية‬


‫والعالمات المميزة والتباين بين التشكيالت المختلفة‬
‫والفراغات‪ ...‬مما يعطي في النهاية صورة ذهنية تناغمية‬
‫موحدة ؛ بدالً من أن تكون مشتتة متعددة األحداث والنقاط الهامة غير المتصلة‪.‬‬

‫‪Page 2 of 3‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬منى الباشا‬ ‫مقدمة في التصميم الحضري )‪ – AR425(1‬محاضرة (‪)9‬‬

‫(‪ )2‬الحدود ‪: Edges‬‬

‫وهي تتطلب الوضوح واإلستمرارية (مثل‬


‫المسارات) حتى تؤكد وظيفتها ‪ .‬كما تكتسب‬
‫الحدود وضوحا ً وقوة حين يسهل تمييزها أو‬
‫رؤيتها عن بعد‪ ،‬حيث تكتسب المنطقة التي‬
‫خلفها طابعا ً مميزاً ؛ فتفصل بوضوح بين‬
‫المنطقة وما حولها ‪ .‬ولذلك فكل من األسوار‬
‫الدفاعية للمدن القديمة وخطوط اإلتصال بين‬
‫اليابسة والمياه وخطوط الحركة السريعة ؛‬
‫تعتبر حدود بصرية ذات تأثير قوي على اإلدراك‪ .‬كذلك قد يكون الحد البصري هو الخط الفاصل بين منطقتين‬
‫بينهما تباين واضح ؛ أو نتيجة إلختالف واضح في التضاريس بين منطقتين‪ .‬وفي كثير من األحيان تكون الحدود‬
‫الفاصلة بين جزئين في المدينة غير واضحة مما يتطلب تأكيد اإلختالف بينهما ؛ وذلك لتوجيه المشاهد بعملية‬
‫الدخول أو من المنطقة‪ .‬وبوجه عام يمكن تأكيد ذلك اإلختالف من خالل الوسائل التالية‪:‬‬

‫▪ استخدام موا د إنشائية مختلفة أو معالجات معمارية وعناصر تنسيق مواقع ونباتات متباينة على جانبي الخط‬
‫الفاصل بين المناطق‪.‬‬

‫▪ تصميم الحد بحيث يعطي خاصية التوجيه خالل جميع اجزاءه ‪ ،‬عن طريق الميول او النقاط المميزة عند‬
‫منطقة اإلتصال ‪ ،‬أو بتأكيد العالقة بين بداية الحد ونهايته‪.‬‬

‫▪ كذلك فتأكيد رؤية الحد البصري وتمييزه وإدراكه ذهنيا ً ؛ يتطلب تأكيد فرص الوصول إليه ‪ ،‬أو تنمية‬
‫األهمية الوظيفية له (إستعمال خاص)‪.‬‬

‫‪Page 3 of 3‬‬

You might also like