You are on page 1of 21

‫رسالة‬

‫إعالم األنام مبا يف شهر شوال من أحكام‬

‫مجعها ‪ :‬أبو نافع سامل الكاليل‬

‫‪ -‬بدار احلديث بالشحر ‪ -‬حرسها اهلل ‪-‬‬

‫راجعها شيخنا الفاضل ‪:‬‬

‫أبو عبد الرمحن عبداهلل بن عمر بن مرعي بن بريك‬


‫حفظه اهلل ورعاه‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫إعالم األنام بما في شهر شوال من أحكام‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه ومن اتبع‬
‫هداه‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬فهذه رسالة مختصرة فيما يتعلق بشهر شوال من فضائل‬
‫وأحكام أردت بيانها والتنبيه عليها أسال هللا أن ينفعنا بها والمسلمين‪.‬‬

‫لماذا سمي شوال بهذا االسم‬


‫🔸 قال الحافظ أبوالفداء إسماعيل بن كثير (المتوفى ‪747 :‬هـ)ـ رحمه‬
‫هللا تعالى ـ في تفسيره [‪( :]1655/4‬ذكر الشيخ علم الدين السخاوي في‬
‫جزء جمعه سماه "المشهور في أسماء األيام والشهور"‪ .. :‬شوال‪ :‬من‬
‫شالة اإلبل بأذنابها للطّراق قال‪ :‬يجمع على شواول وشواويل‬
‫وشو االت)‪.‬‬
‫ّ‬
‫شوال من أشهر الحج‬
‫🔸قال هللا تعالى‪( :‬ا ْل َح ج أ َ ْ‬
‫ش ُه ر َّم ْع لُو َم ات ) [ البقرة‪]197:‬‬

‫🔸قال ابن عمر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪( : -‬أشهر الحج شوال وذي القعدة‬
‫وعشر من ذي الحجة) ذكره البخاري تعليقا في كتاب الحج باب‪.33‬‬

‫🔸وقال ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪( : -‬وأشهر الحج الذي ذكر هللا‬
‫تعالى‪ :‬شوال وذو القعدة وذو الحجة) ذكره البخاري تعليقا في كتاب الحج باب‪.37‬‬

‫‪2‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫األسباب التي يتم بها الفطر في شوال‬


‫🔹يجب الفطر من رمضان بإحدى أمرين اثنين‪:‬‬
‫‪ )1‬برؤية محققة لهالل شوال يوم التاسع والعشرين من رمضان من‬
‫شاهدين عدلين‪.‬‬
‫‪ )2‬إكمال عدة رمضان ثالثين يوما ً‪.‬‬
‫▪فعن عبدهللا بن عمر رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪( :‬ال‬
‫تصوموا حتى تروا الهالل وال تفطروا حتى تروه‪ ,‬فإن غم عليكم فاقدروا له)‬
‫أخرجه البخاري [‪ ]1906‬ومسلم [‪.]1080‬‬

‫▪وعن ابن عباس رضي هللا عنه قال‪:‬عجبت ممن يتقدم الشهر وقد قال‬
‫رسول هللا ﷺ‪( :‬إذا رأيتم الهالل فصوموا‪ ,‬وإذا رأيتموه فأفطروا‪ ,‬فإن غم‬
‫عليكم فأكملوا العدة ثالثين) أخرجه النسائي [‪ ]2124‬وصححه الشيخان‪ :‬األلباني‬
‫والوادعي ‪.‬‬

‫▪وعن عدي بن حاتم قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪(:‬إذا جاء رمضان فصوموا‬
‫ثالثين إال أن تروا الهالل قبل ذلك) أخرجه الطحاوي في مشكل اآلثار [‪ ]501‬وأحمد‬
‫[‪ ]377/4‬والطبراني في الكبير [‪ ]171/17‬وصححه الشيح األلباني رحمه هللا‪.‬‬

‫▪وعن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب عن أصحاب النبي ﷺ أن رسول‬


‫هللا ﷺ قال‪( :‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وأنسكوا لها فإن غم عليكم‬
‫فأكملوا ثالثين فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا) رواه النسائي [‪ ]2115‬وأحمد‬
‫[‪ ]321/4‬والدارقطني [‪ ]167/2‬وصححه األلباني في األرواء [‪.]16/4‬‬

‫‪3‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫الفطر مع جماعة المسلمين في شوال‬


‫🔸عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا ﷺ قال‪(:‬الصوم يوم‬
‫تصومون‪ ,‬والفطر يوم تفطرون‪ ,‬واألضحى يوم تضحون) رواه الترمذي‬
‫[‪ ]697‬وصححه الشيخان‪ :‬األلباني والوادعي‪.‬‬
‫قال أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي (المتوفي‪ 279 :‬هـ)‪ -‬رحمه هللا‪( :-‬فسر‬
‫بعض أهل العلم هذا الحديث فقال الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس)‬
‫انتهى‬
‫قال محمد بن إسماعيل األميرالصنعاني (المتوفى ‪1182 :‬هـ) – رحمه هللا ‪ -‬في‬
‫"سبل السالم" (‪( : )131/1‬فيه دليل على أنه يعتبر في ثبوت العيد الموافقة‬
‫للناس وأن المنفرد بمعرفة يوم العيد بالرؤية يجب عليه موافقة غيره ويلزمه‬
‫حكمهم في الصالة واإلفطار واألضحية)‪.‬‬

‫زكاة الفطر‬
‫🔹‪ -‬تعريفها‪ :‬هي الزكاة التي سبب وجوبها الفطر من صيام شهر‬
‫رمضان ونسبت إلى الفطر من باب إضافة الشيء إلى سببه‪" -.‬توضيح‬
‫األحكام" [‪.-]371/3‬‬

‫🔹 متى فرضت زكاة الفطر‪ :‬فرضت في السنة التي فرض فيها صيام‬
‫رمضان وهي السنة الثانية للهجرة قاله الشيخ البسام رحمه هللا في‬
‫"نيل المآرب" [‪]389/2‬‬

‫🔹 حكمها‪ :‬واجبة على كل مسلم ‪ -‬حر أو عبد ذكر أو أنثى صغير أو‬
‫كبير‪ -‬صام أو لم يصم‬

‫🔸قال هللا تعالى‪( :‬قَ ْد أ َ ْف لَ َح َم ن ت َ َز كَّى َو َذك ََر ا ْ‬


‫س َم َر ب ِّ ِّه فَ َ‬
‫ص لَّى)‬
‫[األعلى‪ . ]15_14:‬وفسرت التزكية هنا بزكاة الفطر ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقالني (المتوفي ‪852 -‬هـ)‬


‫‪-‬رحمه هللا‪ -‬في "الفتح"‪(:‬قَ ْد أَفْلَ َح َمن ت َ َز كَّى ) [األعلى‪ ]14:‬وثبت أنها نزلت‬
‫في زكاة الفطر)‪.‬‬

‫🔸وعن ابن عمر رضي هللا عنه قال‪( :‬فرض رسول هللا ﷺ زكاة الفطر‬
‫صاعا ً من تمر أو صاعا ً من شعير على العبد والحر والذكر واألنثى والصغير‬
‫والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصالة) أخرجه‬
‫البخاري [‪ ]1511‬ومسلم [‪]984‬‬

‫🔹 حكمتها‪ :‬الحكمة من فرض هذه الزكاة ما جاء في حديث ابن عباس‬


‫رضي هللا عنه قال‪(:‬فرض رسول هللا ﷺ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو‬
‫والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصالة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد‬
‫الصالة فهي صدقة من الصدقات) أخرجه أبو داود [‪ ]1609‬وابن ماجه [‪ ]827‬وحسنه‬
‫األلباني ـ رحمه هللا تعالى ـ في اإلرواء [‪.]332/3‬‬

‫فالحكمة من وجوب زكاة الفطر من رمضان ‪:‬‬


‫‪ )1‬طهرة للصائم من اللغو والرفث‬
‫‪ )2‬وشكر هلل ـ ّ‬
‫عز وجل ـ على إتمام الشهر‬
‫‪ )3‬وطعمة للمساكين في هذا اليوم الذي هو يوم عيد وفرح‬
‫وسرور فكان من الحكمة أن يعطوا هذه الزكاة؛ من أجل أن‬
‫يشاركوا األغنياء في الفرح والسرور‪.‬‬
‫وقوله ﷺ‪« :‬وطهرة للصائم‪ »...‬هذا بناء على األغلب‪ ,‬وإال‬
‫فالصغير ونحوه ال يصوم‪ .‬ذكره العالمة العثيمين رحمه هللا في‬
‫"الشرح الممتع" [‪.]150-149/6‬‬

‫‪5‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫🔹 شروطها‪ :‬تجب زكاة الفطر بشرطين اثنين‪:‬‬


‫▪ ‪ )1‬اإلسالم‪.‬‬
‫▪‪ )2‬الغنى‪ -‬من عنده فضل قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته‪ -‬وعلى‬
‫هذا جمهور العلماء ‪.‬‬

‫🔹 على من تجب‪ :‬تجب على كل مسلم عن نفسه وعمن تلزمه نفقته ‪-‬‬
‫إن لم يستطيعوا أن يخرجوها عن أنفسهم –‬

‫🔸فعن ابن عمر رضي هللا عنه قال‪( :‬أمر رسول هللا ﷺ بصدقة الفطر عن‬
‫الصغير والكبير والحر والعبد ممن تمونون) – أي ممن تنفقون عليهم ‪-‬‬
‫أخرجه الدارقطني [‪ ]141/2‬والبيهقي [‪ ]161/4‬وحسنه األلباني ـ رحمه هللا تعالى ـ في‬
‫اإلرواء [‪.]320/3‬‬

‫قال العالمة محمد بن صالح العثيمين (المتوفى ‪1421 :‬هـ) ‪ -‬رحمه‬


‫هللا ‪ -‬في "مجالس رمضان"‪(:‬ويجب إخراجها عن نفسه وكذلك عمن‬
‫تلزمه مؤونته من زوجة أو قريب إذا لم يستطيعوا إخراجها عن‬
‫أنفسهم‪ .‬فإن استطاعوا فاألولى أن يخرجوها عن أنفسهم ألنهم‬
‫المخاطبون بها أصال)‬

‫🔹 نوعها وجنسها‪ :‬من غالب قوت البلد وعلى هذا أكثر أهل العلم‬
‫والدليل حديث ابن عمر المتقدم في حكمها‪.‬‬

‫🔸وعن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال‪( :‬كنا نخرج في عهد رسول‬
‫هللا ﷺ يوم الفطر صاعا ً من طعام) قال أبو سعيد‪ :‬وكان طعامنا الشعير‬
‫والزبيب واإلقط والتمر‪ .‬أخرجه البخاري [‪.]1510‬‬

‫👈وذكرت هذه األصناف من باب التمثيل ال من باب التعيين والتحديد‬

‫‪6‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫✋ فالعبرة والمدار على الطعام ال القيمة فإنها التجزئ وال تجوز على‬
‫هذا جمهور العلماء ‪.‬‬

‫🔹مقدارها‪ :‬صاع عن كل مسلم لحديثي أبي سعيد وابن عمر المتقدمين‪.‬‬

‫➖ والصاع يساوي أربعة أمداد والمد ملء كفي األنسان المعتدل ‪.‬‬
‫ضبط بالوزن كيلوين وأربعين جرام‪.‬‬
‫قال العالمة العثيمين رحمه هللا في "مجالس رمضان"‪(:‬وقد حررته فبلغ‬
‫كيلوين وأربعين جراما ً من البر الرزين )‪.‬‬
‫وأن احتاط وزاد فأخرج ثالثة كيلو فحسن قالت اللجنة الدائمة في‬
‫السؤال الثالث من الفتوى رقم ( ‪:) 12572‬‬
‫(القدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاع واحد بصاع النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬ومقداره بالكيلو ثالثة كيلو تقريبا)‪.‬‬
‫والذي ذكره العثيمين رحمه هللا أدق فلفظه‪(:‬وقد حررته فبلغ كيلوين‬
‫وأربعين جراما من البر الرزين ) يدل أنه قاله بعد تحرير وتدقيق وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬

‫🔻 فائدة ‪:‬‬
‫يقدر المد بعلبة الشوفان (كويكر) فالصاع بها أربع علب وعلى هذا‬
‫تقرير الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي والشيخ عبدالرحمن بن‬
‫مرعي العدني رحمهما هللا تعالى وهو تجربة شيخنا عبدهللا بن مرعي‬
‫العدني حفظه هللا ورعاه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫🔻تنبيه‪:‬‬
‫تجب صدقة الفطر على من قدر عليها ولو لم يكن نصابا ‪.‬‬

‫🔹 وقتها‪ :‬وقت وجوبها غروب شمس ليلة العيد ألنه الوقت الذي‬
‫يكون به الفطر من رمضان لحديث ابن عمر المتقدم في حكم زكاة‬
‫الفطر‪.‬‬
‫ويجوز تقديمها بيوم أو بيومين فعن نافع قال‪( :‬كان ابن عمر يعطيها الذين‬
‫يقبلونها وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين)‪ .‬أخرجه البخاري [‪.]1511‬‬

‫وأفضل األوقات لزكاة الفطر يوم العيد قبل الصالة العيد لحديث ابن‬
‫عمر رضي هللا عنه قال فيه‪..( :‬وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس‬
‫إلى الصالة) أخرجه البخاري [‪ ]1511‬ومسلم [‪]984‬‬

‫ينتهي وقت زكاة الفطر بانقضاء صالة العيد‪.‬‬

‫🔹 مصرفها وأهلها‪ :‬الفقراء والمساكين لحديث ابن عباس المتقدم وفيه‬


‫(وطعمة للمساكين)‪.‬‬

‫🔹 مكانها‪ :‬هو المكان الذي يدركك العيد وأنت فيه سواء كان بلدك أو‬
‫بلد آخر‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز نقلها إلى بلد آخر إذا لم يجد المستحقين أو وجد من هو أشد‬
‫حاجة‪.‬‬

‫إحياء ليلة العيد‬


‫لم يصح عن النبي ﷺ شيء في إحياء ليلة عيد الفطر بشيء‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫🔸 قال العالمة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (المتوفى ‪:‬‬
‫‪751‬هـ)ـ رحمه هللا تعالى ـ في هديه ﷺ ليلة النحر من المناسك‬
‫[‪( :]212/1‬ثم نام حتى أصبح ولم يُحي تلك الليلة وال صح عنه في إحياء ليلتي‬
‫العيدين شيء) – نقله عنه الشيخ األلباني ـ رحمه هللا تعالى ـ في "الضعيفة" [‪.-]11/2‬‬

‫🔸 قال الشيخ محمد ناصر الدين األلباني (المتوفى ‪1420 :‬هـ) ـ رحمه‬
‫هللا تعالى ـ في "الثمر المستطاب" [‪( :]577/1‬تخصيص ليلة العيدين‬
‫بالقيام والعبادة ‪...‬فكل هذا وأمثاله بدع ومنكرات يجب نبذها والنهي‬
‫عنها)‬

‫🔸 وقد سئل العالمة مقبل بن هادي الوادعي (المتوفى ‪1422 :‬هـ) ـ‬


‫رحمه هللا تعالى ـ ‪:‬‬
‫▪هل هناك أحاديث صحيحة في إحياء ليلتي العيدين وما هي السنة ليلة‬
‫العيدين؟‬

‫➖ فأجاب‪( :‬ليس هناك أحاديث صحيحة في إحيائها وتخصيصها‬


‫والسنة أنها كغيرها من الليالي) "قمع المعاند" [‪.]350‬‬
‫سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ‪ -‬رحمه هللا تعالى ‪:-‬‬
‫▪هل هناك سنة معينة تفعل في ليلة العيد؟‬
‫فأجاب‪ :‬ال أعلم سنة معينة في ليلة العيد سوى ما هو معروف‪ ,‬من‬
‫الذكر‪ ,‬والتكبير الثابت بقوله تعالى‪:‬‬
‫ع لَى َم ا َه َد اكُ ْم َو لَعَلَّكُ ْم ت َ ْ‬
‫ش كُ ُر ونَ }‪.‬‬ ‫{و ِلت ُ ْك ِم لُواْ ْال ِع َّد ة َ َو ِل تُكَ بِ ُّر واْ َّ‬
‫ّللا َ َ‬ ‫َ‬

‫‪9‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫وقد ورد حديث في فضل إحياء ليلتي العيد‪ ,‬لكنه حديث تكلم فيه‬
‫العلماء‪ ,‬وال أجسر على أن تثبت هذه السنة بمثل هذا الحديث‪" .‬مجموع‬
‫فتاوى ورسائل" العثيمين [‪.]209/16‬‬

‫التكبير ليلة عيد الفطر‬


‫ع لَى َم ا هَ َد اكُ ْم َو لَعَلَّكُ ْم‬ ‫{و ِلت ُ ْك ِم لُواْ ْال ِع َّد ة َ َو ِل تُكَ بِ ُّر واْ َّ‬
‫ّللا َ َ‬ ‫🔸 قال هللا تعالى‪َ :‬‬
‫شكُ ُر ونَ }[البقرة‪.]185 :‬‬ ‫تَ ْ‬

‫🔸قال ابن كثير ـ رحمه هللا تعالى ـ في "تفسيره" [‪( :]468/1‬ولهذا أخذ‬
‫كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه اآلية ‪.)..‬‬

‫متى يبتدئ التكبير في عيد الفطر‬


‫التكبير لعيد الفطر يبتدئ من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى‬
‫أن يحضر اإلمام لصالة العيد لآلية المتقدمة ألن إكمال العدة يكون‬
‫بغروب الشمس آخر يوم من رمضان‪.‬‬

‫➖ صفة التكبير‪:‬‬

‫🔸قال العالمة الوادعي ـ رحمه هللا تعالى ـ في "قمع المعاند" [‪:]365‬‬


‫(التكبير في العيدين لم تتثبت له كيفية عن النبي ﷺ‪ ,‬وعن الصحابة‬
‫اجتهادات ‪ ..‬فالمشروع هو مطلق التكبير)‪.‬‬

‫📣 تنبيه‪:‬‬
‫التكبير الجماعي بصوت واحد بدعة لم يثبت عن النبي ﷺ وال عن‬
‫أصحابه والصواب أن يكبر كل واحد بصوت منفرد‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫آداب عيد يوم الفطر‬


‫آداب العيد التي دل عليها صحيح الحديث واألثر تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫أ) آداب واجبة‪.‬‬
‫ب) آداب مستحبة‪.‬‬
‫‪ -‬يوم الفطر هو أول يوم في شهر شوال وهو يوم واحد وليس ثالثة أيام‬
‫كما يظن كثير من الناس‪.‬‬
‫أ‪ -‬اآلداب الواجبة‪:‬‬
‫‪ )1‬صالة العيد‪ :‬فعن أم عطية رضي هللا عنها قالت‪( :‬أمرنا [يعني‬
‫النبي ﷺ] أن نخرج العواتق وذوات الخدور وأمر الحي ض أن يعتزلن مصلى‬
‫المسلمين) أخرجه البخاري [‪ ]980/974‬ومسلم [‪.]890‬‬

‫وفي رواية لمسلم عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية رضي هللا عنها‬
‫قالت‪( :‬كنا نؤمر بالخروج في العيدين والمخبَّأة والبكر) قالت‪( :‬الحي ض‬
‫يخرجن فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس)‪.‬‬
‫‪ )2‬وقوع الخطبة بعد صالة العيد‪ :‬فعن ابن عباس قال‪( :‬شهدت العيد مع‬
‫رسول هللا ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة) أخرجه‬
‫البخاري [‪ ]962‬ومسلم [‪.]884‬‬

‫‪ )3‬اتخاذ السترة لصالة العيد‪ :‬فعن ابن عمر قال‪( :‬كان النبي ﷺ يغدو‬
‫إلى المصلى والعنـزة بين يديه تحمل وتنصب بالمصلى بين يديه فيصلي إليها)‬
‫أخرجه البخاري [‪ ]494‬ومسلم [‪.]501‬‬

‫‪11‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫‪ )4‬عدم صوم يوم الفطر‪ :‬فعن أبي عبيد قال‪ :‬شهدت العيد مع عمر بن‬
‫الخطاب فقال‪( :‬هذان يومان نهى رسول هللا ﷺ عن صيامهما يوم فطركم من‬
‫صيامكم واليوم اآلخر يوم تأكلون فيه من نسككم) أخرجه البخاري [‪ ]1990‬ومسلم‬
‫[‪.]1137‬‬
‫(نهى رسول هللا ﷺ عن صيام يوم الفطر والنحر) أخرجه‬ ‫وعن أبي سعيد قال‪:‬‬
‫البخاري [‪ ]1991‬ومسلم [‪. ]141‬‬
‫‪ )5‬الحذر من الوقوع في المخالفات الشرعية‪ :‬كاالستماع إلى األغاني‬
‫وآالت اللهو والطرب والتصوير وخروج النساء متبرجات متزينات‬
‫متعطرات واختالط الرجال بالنساء والخلوة باألجنبيات ومصافحتهن‬
‫والنظر إليهن واللعب باأللعاب المحرمة‪.‬‬
‫ب) اآلداب المستحبة‪:‬‬
‫‪ )1‬الغسل والتنظف‪ :‬فعن نافع عن ابن عمر رضي هللا عنه‪( :‬أنه كان‬
‫يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى) صحيح‪ .‬أخرجه مالك في الموطأ‬
‫[‪ ]177/1‬وعبدالزراق في المصنف [‪ ]5753‬والشافعي في األم [‪.]265/1‬‬

‫وعن الجعد بن عبدالرحمن قال‪( :‬رأيت السائب بن يزيد يغتسل قبل أن‬
‫يخرج إلى المصلى) حسن‪ .‬أخرجه الفريابي في أحكام العيدين [‪.]16‬‬

‫وقال ابن المسيب رحمه هللا‪( :‬سنة الفطر ثالثة‪ :‬المشي إلى المصلى واألكل‬
‫قبل الخروج واالغتسال) حسن‪ .‬أخرجه الفريابي في أحكام العيدين [‪.]18‬‬

‫‪ )2‬التجمل والتزين ولبس أحسن الثياب‪ :‬قال عمر لرسول هللا ﷺ‪( :‬يا‬
‫رسول هللا ابتع هذه – لحلة سيراء – تجمل بها للعيد والوفود) أخرجه البخاري‬
‫[‪ ]886‬ومسلم [‪.]2068‬‬

‫‪ -‬الحلة‪ :‬إزار ورداء‪0‬‬


‫‪12‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫‪ -‬السيراء‪ :‬نوع من األكسية به خطوط كالسيور من الحرير‪.‬‬


‫وعن ابن عباس قال‪( :‬كان رسول هللا ﷺ يلبس يوم العيد بردة حمراء) رواه‬
‫الطبراني في األوسط وإسناده جيد قاله األلباني ـ رحمه هللا تعالى ـ في الصحيحة [‪.]1279‬‬

‫أخرجه‬ ‫وعن ابن عمر( أنه كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه) صحيح‪.‬‬
‫البيهقي في الكبرى [‪.]281/3‬‬

‫‪ )3‬األكل يوم الفطر قبل الخروج ‪ :‬فعن أبي بردة‪( :‬أن رسول هللا ﷺ كان‬
‫ال يخرج يوم الفطر حتى يطعم وال يطعم يوم النحر حتى يذبح) أخرجه الترمذي‬
‫[‪ ]542‬وابن ماجه [‪ ]1756/1754‬والدارقطني [‪ ]54/2‬وابن خزيمة [‪ ]1426‬وصححه‬
‫األلباني ـ رحمه هللا تعالى ـ‪.‬‬

‫(كان رسول ﷺ ال يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات) أخرجه‬ ‫وعن أنس قال‪:‬‬
‫البخاري [‪.]953‬‬

‫‪ )4‬التبكير إليها بعد صالة الفجر إال اإلمام فيتأخر إلى وقت الصالة‪:‬‬
‫فعن يزيد بن أبي عبيد قال‪( :‬صليت مع سلمة بن األكوع في مسجد النبي‬
‫ﷺ صالة الصبح‪ ,‬ثم خرج فخرجت معه حتى أتينا المصلى‪ ,‬فجلس وجلست حتى‬
‫جاء اإلمام) صحيح‪ .‬أخرجه الفريابي في أحكام العيدين [‪.]29‬‬

‫وعن نافع قال‪( :‬كان ابن عمر يصلي الصبح في مسجد رسول هللا ﷺ ثم يغدو‬
‫كما هو إلى المصلى) صحيح‪ .‬أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف [‪.]486/1‬‬

‫‪ )5‬المشي إلى صالة العيد‪ :‬فعن علي بن أبي طالب قال‪( :‬من السنة أن‬
‫تخرج إلى العيد ماشيا ً وأن تأكل شيئا ً قبل أن تخرج) أخرجه الترمذي [‪]530‬‬
‫وحسنه األلباني ـ رحمه هللا تعالى ـ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫‪ )6‬التكبير في الطريق إلى المصلى والجهر به‪ :‬فعن عبدهللا بن عمر‬


‫رضي هللا عنه‪( :‬أن رسول هللا ﷺ كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من‬
‫بيته حتى يأتي المصلى) صحيح لغيره‪ .‬أخرجه البيهقي في الكبرى [‪– ]279/3‬‬
‫انظر الصحيحة [‪.– ]330/1‬‬

‫وعن نافع أن ابن عمر رضي هللا عنه‪( :‬كان يخرج إلى العيدين من‬
‫المسجد فيكبر حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي اإلمام) صحيح‪ .‬أخرجه‬
‫الفريابي في أحكام العيدين [‪.]46‬‬

‫‪ )7‬مخالفة الطريق‪ :‬فعن جابر قال (كان النبي ﷺ إذا كان يوم العيد خالف‬
‫الطريق) أخرجه البخاري [‪.]986‬‬

‫‪ )8‬إظهار الفرح في العيد واللهو المباح‪ :‬فعن أبي هريرة رضي هللا‬
‫عنه أن النبي ﷺ قال‪( :‬للصائم فرحتان‪ :‬فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء‬
‫ربه) متفق عليه‪.‬‬
‫وعن أنس قال‪( :‬قدم النبي ﷺ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال‪ :‬ما‬
‫هذان اليومان؟ قالوا‪ :‬كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول هللا ﷺ إن هللا قد‬
‫أبدلكما خيرا ً منهما يوم الفطر ويوم األضحى) أخرجه أبو داود [‪ ]1134‬والنسائي‬
‫[‪ ]1555‬صححه األلباني ـ رحمه هللا تعالى ـ‪.‬‬

‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪( :‬دخل أبو بكر وعندي جاريتان من‬
‫جواري األنصار تغنيان بما تقاولت األنصار يوم بعاث قالت‪ :‬وليستا‬
‫بمغنيتين فقال أبو بكر‪ :‬أمزامير الشيطان في بيت رسول هللا ﷺ وذلك‬
‫في يوم عيد فقال رسول هللا ﷺ‪(:‬يا أبا بكر إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا)‬
‫أخرجه البخاري [‪ ]987/952‬ومسلم [‪.]392‬‬

‫‪ )9‬التهنئة بالعيد‪ :‬فعن جبير بن بن نفير قال‪( :‬كان أصحاب رسول هللا ﷺ‬
‫إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل هللا منا ومنكم) أخرجه المحاملي‬
‫وزاهر بن طاهر في تحفة عيد الفطر وحسنه السيوطي ـ رحمه هللا تعالى ـ في وصول‬
‫األماني بأصول التهاني [‪ ]57‬واأللباني ـ رحمه هللا تعالى ـ في تمام المنة [‪.]355‬‬
‫‪14‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫وعن محمد بن زياد األلهاني قال‪( :‬رأيت أبا أمامة الباهلي يقول في العيد‬
‫ألصحابه تقبل هللا منا ومنكم) أخرجه زاهر بن طاهر أيضا وحسنه السيوطي رحمه‬
‫هللا تعالى ـ في وصول األماني [‪.]57‬‬

‫وعن شعبة قال‪( :‬لقيني يونس بن عبيد في يوم عيد فقال تقبل هللا منا ومنك)‬
‫صحيح‪ .‬أخرجه الطبراني في الدعاء [‪.]929‬‬

‫وعن علي بن ثابت قال‪ :‬سألت مالكا عن قول الناس في العيد تقبل هللا‬
‫منا ومنك فقال‪( :‬ما زال األمر عندنا كذلك) صحيح‪ .‬أخرجه ابن حبان بالثقات‬
‫[‪-.]90/9‬أنظر وصول األماني للسيوطي [‪.]60‬‬

‫صوم ست أيام من شوال‬


‫▪ فضلها‪:‬‬

‫🔸 فعن أبي أيوب أن رسول هللا ﷺ قال‪( :‬من صام رمضان ثم أتبعه ستا ً‬
‫من شوال كان كصيام الدهر) أخرجه مسلم [‪.]1164‬‬

‫🔸وعن ثوبان مولى رسول هللا ﷺ أن رسول هللا ﷺ قال‪( :‬صيام شهر‬
‫رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة) أخرجه ابن‬
‫خزيمة والنسائي وصححه العالمة األلباني ـ رحمه هللا تعالى ـ في صحيح الترغيب‬
‫[‪.]589/1‬‬

‫🔸وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال‪( :‬من صام رمضان و أتبعه بست من‬
‫شوال فكأنما صام الدهر) أخرجه البزار كما في كشف األستار [‪]1061/1060‬‬
‫وصححه األلباني ـ رحمه هللا تعالى ـ في صحيح الترغيب [‪.]589/1‬‬

‫▪ حكم صومها‪:‬‬
‫مستحب لما ورد فيها من فضل وحث وترغيب وعلى هذا جمهور‬
‫العلماء‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫🔸 قال أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (المتوفى‪:‬‬


‫‪795‬هــ) في "لطائف المعارف" [‪( :]389‬وأما العمل به – (حديث‬
‫أبي أيوب) – فاستحب صيام ست أيام من شوال أكثر العلماء)‪.‬‬
‫متى يجب صيام الست من شوال؟‬
‫علم – مما سبق – حكم صيامها أنه مستحب وال يجب إال بالنذر‪.‬‬
‫هل تصام األيام الستة من شوال في أول الشهر أو وسطه أو آخره؟‬
‫يجوز أن تصام هذه األيام من أول الشهر بعد يوم العيد أو من وسطه‬
‫أومن آخره ألن الحديث ورد مطلقا من دون تقييد بأول الشهر أو‬
‫وسطه أو آخره‪.‬‬
‫هل تصام األيام الستة من شوال متتابعة أو متفرقة؟‬
‫يجوز أن تصام هذه األيام متتابعة أو متفرقة ألن الحديث ورد مطلقا‬
‫من دون تقييد بالتتابع أو التفرق ألن فضيلتها باستكمال أجر صيام‬
‫الستة تحصل مع التفريق والتتابع‪.‬‬
‫▪ أيهما أفضل التتابع أم التفريق؟‬
‫التتابع أفضل وعلى هذا جمهور العلماء ألمور‪:‬‬
‫‪ )1‬ألنه أبلغ في تحقيق اإلتباع الذي جاء في الحديث‪.‬‬
‫‪ )2‬ألن في ذلك مبادرة ومسابقة إلى الخير التي جاءت النصوص‬
‫بالترغيب فيه والثناء على فاعله‪.‬‬
‫‪ )3‬ألن ذلك من الحزم الذي هو من كمال العبد‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫‪ )4‬عدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصوم‪.‬‬


‫انظر مجموع فتاوى العثيمين ـ رحمه هللا تعالى ـ [‪18/20‬و‪.]20‬‬

‫وقت وزمان األيام الستة من شوال‪:‬‬


‫أنها محددة ومؤقتة بشهر شوال دون غيره للنصوص الواردة في ذلك‬
‫وعلى هذا أكثر أهل العلم ‪.‬‬

‫حكم صوم الست من شوال لمن عليه قضاء من رمضان‪:‬‬


‫يصح صيامها قبل القضاء وعلى هذا جمهور العلماء فعن‬
‫عائشة رضي هللا عنها قالت‪:‬‬
‫ي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إال في‬ ‫( كان يكون عل َّ‬
‫شعبان) رواه البخاري (‪ )1950‬ومسلم (‪.)1146‬‬

‫ال يظن بعائشة رضي هللا عنها أنها تترك صيام الستة من شوال ‪.‬‬

‫وألن القضاء وقته موسع والست من شوال وقتها مضيق‪.‬‬


‫واألفضل أن تكون بعد انتهاء الصيام إذا كان على اإلنسان‬
‫قضاء فإنه يقدمه على الستة من شوال ليتحصل على أجرها‬
‫وإال كان أجرها معلق حتى يتم القضاء‪.‬‬
‫▪ هل يشرع قضاء الست من شوال بعد خروج شهر شوال لمن فاته‬
‫صيامها؟‬
‫اليشرع قضائها بعد خروج شهر شوال سواء تركت لعذر أو لغير عذر‬
‫ألنها سنة فات محلها‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫بدع شهر شوال‬


‫❌ ‪ -‬التشاؤم من الزواج في شوال‪:‬‬
‫كان أهل الجاهلية يتشاؤمون من الزواج في شهر شوال ألنهم يعتقدون‬
‫أن المرأة تمتنع من زوجها كامتناع الناقة الذي شولت بذنبها بعد اللقاح‬
‫من الجمل‪.‬‬
‫فالتشاؤم من الزواج في شهر شوال أمر باطل ألن التشاؤم عموما من‬
‫الطيرة التي نهى النبي ﷺ عنها‬
‫▪بقوله ﷺ ‪( :‬ال عدوى وال طيرة)‬
‫▪ وقال ﷺ ‪( :‬الطيرة شرك)‪.‬‬
‫▪ وقالت عائشة رضي هللا عنها‪( :‬زوجني رسول هللا ﷺ في شوال وأدخلت‬
‫عليه في شوال فأي نسائه كانت أحظى عنده مني) أخرجه مسلم [‪ ]1423‬وأحمد‬
‫[‪ ]54/6‬واللفظ له‪.‬‬

‫🔸قال ابن كثير ـ رحمه هللا تعالى ـ ‪( :‬وفي دخوله ﷺ بها – بعائشة –‬
‫في شوال رد لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين‬
‫خشية المفارقة بين الزوجين وهذا ليس بشيء) "البداية والنهاية" [‪.]253/3‬‬

‫🔸وقال النووي ـ رحمه هللا تعالى ـ في شرحه لحديث عائشة رضي‬


‫هللا عنها‪( :‬فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال وقد نص‬
‫أصحابنا على استحبابه واستدلوا بهذا الحديث‪.‬‬
‫وقصدت عائشة بهذا الكالم رد ما كانت الجاهلية عليه‪ ,‬وما يتخيله‬
‫بعض العوام اليوم‪ ,‬من كراهية التزوج والتزويج والدخول في شوال‬
‫وهذا باطل ال أصل له وهو من آثار الجاهلية‪ ,‬كانوا يتطيرون بذلك لما‬
‫‪18‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫‪ )..‬شرح مسلم [‪.]209/9‬‬ ‫في اسم شوال من اإلشالة والرفع‬

‫❌ ‪ -‬تسمية الست بالبيض‪:‬‬

‫🔸 قال الشيخ محمد عبد السالم خضر الشقيري ـ رحمه هللا تعالى ـ في‬
‫السنن والمبتدعات [‪162‬ـ‪( :]163‬وتسمية هذا األيام الستة بالبيض جهل‬
‫وبدعة إذ البيض‪ :‬الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل‬
‫شهر كما في الصحيح)‪.‬‬

‫❌ ‪ -‬عيد األبرار‪:‬‬
‫وهو اتخاذ اليوم الثامن من شوال وقفة وعيد لصوم الست بعد يوم‬
‫الفطر‪.‬‬

‫🔸قال أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس (المتوفى ‪:‬‬
‫‪728‬هـ) ـ رحمه هللا تعالى ـ ‪( :‬وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية‬
‫كبعض ليالي شهر ربيع األول التي يقال‪ :‬إنها ليلة المولد أو بعض‬
‫ليالي رجب أو ثامن ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال‬
‫الذي يسمية الجهال عيد األبرار‪ :‬فإنها من البدع التي لم يستحبها‬
‫السلف ولم يفعلوها‪ .‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم) "مجموع الفتاوى" [‪.]298/25‬‬

‫🔸 وقال ـ رحمه هللا تعالى ـ أيضا ‪( :‬وأما ثامن شوال‪ :‬فليس عيدا ال‬
‫لألبرار وال للفجار وال يجوز ألحد أن يعتقده عيدا وال يحدث فيه شيئا‬
‫من شعائر األعياد) ‪ -‬االختيارات الفقهية [‪]199‬‬

‫🔸وقال القشيري ـ رحمه هللا تعالى ـ ‪ ( :‬ومن البدع ‪ :‬أنهم جعلوا لصومهم‬
‫وقفة وعيدا وسموه عيد األبرار وإنما هو عيد الفجار يجتمعون فيه بمسجد‬
‫الحسين أو زينب ويختلطون رجال ونساء ويتصافحون ويتلفظون عند المصافحة‬
‫باأللفاظ الجاهلية الفارغة ثم يذهبون إلى طبخ الرز أو المخروطة باللبن )‬
‫‪19‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫‪ -‬السنن والمبتدعات [‪.- ]163‬‬

‫❌ ‪ -‬تخصيص بعض القبور بالزيارات‪:‬‬


‫كزيارة الواسط وزيارة الشهداء السبعة وغيرها‪.‬‬

‫❌ ‪ -‬تخصيص زيارة المقابر في يوم العيد‪:‬‬


‫وهذا مما ال أصل له ألنه لم يرد في الشرع وتخصيص هذا اليوم‬
‫بالزيارة بدعة؛ ألن التخصيص حكم شرعي يحتاج إلى دليل‪.‬‬

‫✋وأخيرا أقول ‪:‬‬


‫🌻 فهذا ما أحببنا به النصيحة والبيان‪ ,‬فما كان فيه من صواب فمن هللا‬
‫المنان‪ ,‬وما كان فيه من خطأ فمنا ومن الشيطان‪ ,‬ونستغفر هللا ونتوب‬
‫إليه‪ ,‬ونسأله التوفيق والسداد واإلخالص في القول والعمل وصلى هللا‬
‫على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين‪.‬‬

‫تم تحرير أصلها بحمد هلل ومنته‬

‫🌴 يوم الخميس🌴‬

‫‪/ 20‬رمضان ‪ 1430 /‬ه‬


‫‪ / 10‬سبتمبر ‪ 200 9 /‬م‬

‫(أما الزيادة والتنقيح والتنسيق فعلى أوقات متفرقة نسأل هللا أن ينفع بها اإلسالم‬
‫والمسلمين وأن تكون خالصة لوجه الكريم )‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬ ‫المأثور بمختصر في أحكام وفضائل الشهور‬

‫جمعها ‪ :‬أبونافع سالم عبدهللا الكاللي‪.‬‬ ‫✍‬


‫‪ -‬غفر هللا له ولوالديه ولوالديكم ولجميع المسلمين ‪.-‬‬

‫🔷 وقد راجعها شيخنا الفاضل ‪ :‬أبوعبدالرحمن عبدهللا بن عمر مرعي بن بريك‬


‫‪ -‬حفظه هللا ورعاه وسدد على الدرب خطاه وأحسن لنا الخاتمة واياه‪-‬‬

‫📲 تابعونا على قناة التصفية والتربية في التليجرام‬


‫‪https://t.me/tasfiyahtarbiyah‬‬

‫🔄جزى هللا خيرا من قرأها وساعدنا على نشرها‪.‬‬


‫▫فأنشرها فنشر العلم من أعظم القربات‪.‬‬
‫‪---------------------- •✬)✪(✬•---------------------‬‬
‫✖ال يــــُســـمح بــالتـــغـــــيــــــيـــر️✂‬
‫هدفنــــــــا الدعـوة إلــــــــى هللا َّ‬
‫عزوجـل‬
‫بالرجـوع إلـى الكتـاب و السنـة‬
‫بفهـم سلـف األمـة‬

‫‪21‬‬

You might also like