You are on page 1of 26

‫جامعة السلطان موالي سليمان‬

‫ⵏⴰⵎⵉⵍⵙ ⵢⴰⵍⵓⵎ ⵏⴰⵍⵟⵓⵚⵚ ⵜⵉⵡⴰⴷⵙⴰⵜ‬


‫‪Université sultane moulay Slimane‬‬

‫المدرسة العليا لألساتذة‬

‫تخصص االبتدائي‬

‫عرض حول أخالقيات مهنة‬


‫التدريس والتربية على القيم‬

‫‪:‬تحت إشراف‬ ‫‪:‬من إنجاز‬


‫ذ‪ .‬الفراوزي‬ ‫‪‬‬ ‫أسامة منصوري‬ ‫‪‬‬
‫حمزة مزوكي‬ ‫‪‬‬
‫مروان أوزلماط‬ ‫‪‬‬
‫إسماعيل أوعمي أويوسف‬ ‫‪‬‬
‫يوسف السعدي‬ ‫‪‬‬
‫تقديم ‪:‬‬

‫تعتبر مهنة التدريس من أعظم المهن التي تهتم ببناء اإلنسان لتشكيل‬

‫المجتمعات وبناء المستقبل‪ .‬فالمعلم والمربي ليسوا مجرد ناقلين للمعرفة‬

‫والمهارات‪ ،‬بل هم أيضًا قادة أخالقيين ينبغي لهم أن يمثلوا النموذج الحي‬

‫للقيم اإلنسانية واألخالقية‪ .‬في هذا العرض‪ ،‬سوف نتحدث عن أخالقيات‬

‫مهنة التدريس والتربية على القيم‪ ،‬مسلطين الضوء على كتاب فلسفي‬

‫إلمانويل كانت "تأسيس ميتافيزيقا األخالق" ‪ ،‬الذي يعالج موضوع األخالق من‬

‫منظور فلسفي ‪،‬وكذلك قانون اإلطار ‪ 51.17‬باعتباره مرجعا وطنيا يحتوي‬

‫على مجموعة من المبادئ والقيم األخالقية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪:‬الفهرس‬
‫تقديم‪........................................................................................... :‬‬

‫‪ .I‬ملخص كتاب تأسيس ميتافيزيقا األخالق إلمانويل كانت‪.................................:‬‬

‫نبذة عن الكتاب ومؤلفه‪....................................................................................‬‬ ‫‪.1‬‬

‫مقدمة المترجم وتمهيد المؤلف‪..........................................................................‬‬ ‫‪.2‬‬

‫القسم االول‪ :‬االنتقال من المعرفة العقلية المشتركة باألخالق إلى المعرفة الفلسفية‪...........‬‬ ‫‪.3‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬االنتقال من الفلسفة االخالقية الشعبية إلى ميتافيزيقا‬ ‫‪.4‬‬

‫االخالق‪.....................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬االنتقال من ميتافيزيقا االخالق إلى نقد ملكة العقل العملي الخالص‪..............‬‬ ‫‪.5‬‬

‫خالصات‪.......................................................................................................‬‬ ‫‪.6‬‬

‫‪ .II‬ملخص قانون – إطار رقم ‪ 51.17‬الذي يتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث‬

‫العلمي‪.................................................................................... :‬‬

‫كرونولوجيا قانون اإلطار ‪....................................................................51.17‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أبواب القانون اإلطار ‪...........................................................................51.17‬‬ ‫‪.2‬‬

‫المواد التي تتعلق بأخالقيات المهنة‪..................................................................‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ .III‬شريط فيديو يوضح قيم التسامح والتضامن والتكافل االجتماعي في شهر رمضان ‪:‬‬

‫‪ .IV‬خاتمة‪.................................................................. :‬‬

‫‪.‬‬

‫‪3‬‬
4
‫ملخص كتاب تأسيس ميتافيزيقا األخالق إلمانويل كانت ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬نبذة عن الكتاب و مؤلفه‬
‫تأليف ‪ :‬إيمانويل كانت‬
‫ترجمة و تقديم ‪ :‬ا ‪ .‬د عبد الغفار مكاوي‬
‫نبذة عن الكتاب‪.‬‬
‫كتاب " تأسيس ميتافيزيقا االخالق " من تأليف ايمانويل كانت ‪ ،‬الطبعة االولى ‪،‬‬
‫كولونيا – المانيا ‪ ، 2002‬من منشورات الجمل ‪ .‬ظهر الكتاب بنسخته االصلية‬
‫وباللغة المانية في عام ‪ 1785‬في ريجا لدى الناشر يوهان فريدريش هارتكنوخ ‪،‬‬
‫اي بعد ظهور الطبعة االولى من كتابة الرئيسي " نقد العقل الخالص " بأربع‬
‫سنوات ‪ ،‬ويقع الكتاب في ‪ 190‬صفحة مع الفهرست ‪ ،‬ويتكون الكتاب من ثالثة‬
‫اقسام وهي عدا مقدمة المترجم و تمهيد المؤلف ‪:‬‬
‫القسم االول ‪ :‬االنتقال من المعرفة العقلية المشتركة باألخالق إلى المعرفة الفلسفية‬
‫القسم الثاني ‪:‬االنتقال من الفلسفة االخالقية الشعبية إلى ميتافيزيقا االخالق ‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬االنتقال من ميتافيزيقا االخالق إلى نقد ملكة العقل العملي الخالص‪.‬‬
‫تناول ( كانت ) في القسمين االولين الموضوع بطريقة المنهج التحليلي و يتناول‬
‫في القسم الثالث بالمنهج التركيبي ‪.‬‬
‫المنهج التحليلي هو المنهج الذي يبدا من الوقائع المعطاة ليستخلص منها الشروط‬
‫و المبادئ األساسية ‪ .‬اما المنهج التركيبي فيبدأ من الشروط و المبادئ الموجودة‬
‫في العقل ليستخلص منها الوقائع المعطاة ‪.‬‬
‫نبذة عن حياة المؤلف ‪:‬‬
‫إيمانويل كانت أو باللغة األلمانية‪ )Immanuel Kant( :‬هو فيلسوف ألماني من‬

‫‪5‬‬
‫القرن الثامن عشر (‪ .)1804 - 1724‬عاش كل حياته في مدينة كونيغسبرغفي‬
‫مملكة بروسيا‪ .‬كان آخر الفالسفة المؤثرين في الثقافة األوروبية الحديثة‪ .‬وأحد أهم‬
‫الفالسفة الذين كتبوا في نظرية المعرفة الكالسيكية‪ .‬كان (إيمانويل كانت) آخر‬
‫فالسفة عصر التنوير الذي بدأ بالمفكرين البريطانيين (جون لوك وجورج بيركلي‬
‫وديفيد هيوم)‪.‬‬
‫طرح إيمانويل كانت منظورا جديدا في الفلسفة أثر وال زال يؤثر في الفلسفة‬
‫األوربية حتى اآلن أي أن تأثيره امتد منذ القرن الثامن عشر حتى القرن الواحد‬
‫والعشرين‪ .‬نشر أعماال هامة وأساسية عن نظرية المعرفة وأعماال أخرى متعلقة‬
‫بالدين وأخرى عن القانون والتاريخ‪.‬‬
‫أما أكثر أعماله شهرة فهو كتابه نقد العقل المجرد الذي نشره سنة ‪ 1781‬وهو‬
‫على مشارف الستين من عمره‪ .‬يبحث كانت في هذا الكتاب ويستقصي محدوديات‬
‫وبنية العقل البشري ذاته‪ .‬قام في كتابه هذا بالهجوم على الميتافيزياء التقليدية‬
‫ونظرية المعرفة الكالسيكية‪ .‬وأجمل وأبدع مساهماته كانت في هذا المجال بالتحديد‪.‬‬
‫ثم نشر أعماال رئيسية أخرى في شيخوخته‪ ,‬منها كتابه نقد العقل العملي الذي بحث‬
‫فيه جانب األخالق والضمير اإلنساني‪ ,‬وكتابه نقد الحكم الذي استقصى فيه فلسفة‬
‫الجمال والغائية‪.‬‬
‫‪ .2‬مقدمة المترجم و تمهيد المؤلف‬
‫يبدا الكتاب بتاريخ الفلسفة اليونانية وتقسيم الفلسفة إلى ثالثة علوم ( مباحث )‬
‫رئيسية وهي ( الطبيعة ‪ ،‬االخالق ‪ ،‬المنطق ) ‪ .‬و من جهة اخرى تقسيم المعرفة‬
‫إلى معرفة مادية و تتناول بالبحث موضوعا ماديا ما ‪ ،‬وإلى معرفة صورية و‬
‫تتناول صور الفهم و العقل نفسه و القواعد العامة للفكر على وجه االطالق ‪.‬‬
‫قسم (كانت) الفلسفة إلى‪ ،‬اوًال فلسفة مادية و تقوم على اساس التجربة و هي ايضَا‬
‫تنقسم بالتالي إلى الفيزيقا ( الجانب العملي ) و يعالج قوانين الطبيعة و تتكون من‬
‫جانب تجريبي كاالنثروبوجيا و باقي علوم الطبيعية و جانب عقلي ‪ ،‬وإلى االخالق (‬
‫نظرية االخالق ) ويعالج قوانين الحرية و لها جانب تجريبي و جانب عقلي ‪ .‬ثانيا‬

‫‪6‬‬
‫الفلسفة الخالصة ( الجانب النظري) تأخذ نظرياتها عن مبادئ قبلية‪ ،‬اي المعرفة‬
‫الخالصة التي هي موجودة في عقل كل انسان و يتعرف عليها عن طريق ملكة‬
‫العقل ‪ ،‬و هي ايضًا تنقسم إلى اوًال الفلسفة الصورية ( المنطق ) و الذي ال يمكن‬
‫ان يحتوي على جزء تجريبي إال لما كان يسمى منطقًا ‪.‬ثانًي ا الميتافيزيقا و‬
‫موضوعاتها الفهم ( وهو العلم الذي يتألف على نحو قبلي من التصورات الخالصة‬
‫و الموجودة في العقل الخالص و يتعرف عليها االنسان عن طريق ملكة العقل)‪.‬‬
‫فرق (كانت) بين الفيزيقا و الميتافيزيقا ‪ ،‬حيث تستمد االولى المعرفة من التجربة ‪،‬‬
‫و تستمد الثانية من حاجة كامنة في العقل البشري إلى المعرفة ‪ .‬وقسم (كانت )‬
‫الميتافيزيقا ايضًا إلى ‪ ،‬ميتافيزيقا الطبيعة و هي تتناول الطبيعة الجسمية عند‬
‫االنسان ‪ ،‬و ميتافيزيقا االخالق و تتناول إرادة الكائنات العاقلة بما هي عاقلة و‬
‫تمتلك ملكة العقل ‪.‬‬
‫و قصد ( كانت ) بالميتافيزيقا كل نظام قبلي في البحث يعين شروط المعرفة العقلية‬
‫الخالصة و حدودها اي (كل نقد ) ‪ .‬و النقد عنده نقد ملكة العقل لدى االنسان بالنظر‬
‫إلى المعارف التي قد يسعى إليها العقل مستقال عن كل تجربة ‪ .‬و قصد‬
‫باالنثروبولوجيا المعرفة العملية فهي تدرس الطبيعة االنسانية في عالقتها بغاياتها‬
‫الرئيسية و هي السعادة و المهارة و الحكمة و تختلط هنا بينها و بين علم النفس‬
‫التجريبي‪.‬‬
‫السؤال الرئيسي الذي طرحه (كانت ) في هذا الكتاب هو " أليس من صواب الراي‬
‫ان يكون من اشد االمور ضرورة إعداد فلسفة اخالقية خالصة ‪ ،‬نقية نقاء تامًا من‬
‫كل ما يمكن ان يكون تجريبيًا ومن كل ما يتصل بعلك االنسان (االنثروبولوجيا )‬
‫بسبب ذلك ان ضرورة مثل هذه الفلسفة امر يتضح بذاته من الفكرة المعتادة التي‬
‫لدينا عن الواجب و عن القوانين االخالقية ؟"‬
‫ان كل انسان البد ان يسلم بان قانونًا يراد له ان يكون قانونًا اخالقيًا ‪ ،‬اعني قاعدة‬
‫االلتزام ‪ ،‬والبد ان يحمل طابع الضرورة المطلقة ‪ .‬مثال مسالة الكذب و غيرها من‬
‫المسائل التي تسيء الى االنسان من خالل ممارسته ألخالقيات معينة ‪ ،‬وهنا رأى‬

‫‪7‬‬
‫( كانت ) من ميتافيزيقا االخالق ضرورة ال غنى عنها في مسالة القانون و‬
‫الواجب ‪.‬‬

‫واعتبر أن التعاليم االخالقية واجبة الطاعة و االلتزام بها ‪ ،‬و يجب التمييز بين‬
‫التعاليم و القوانين ‪ ،‬حيث االولى غير ملزمة بالطاعة اما الثانية فهي ملزمة ‪ ،‬تقوم‬
‫على مبادئ تجربة بحتة و نستطيع ان نسميه قاعدة السلوك العملي ‪ ،‬لكننا ال‬
‫نستطيع بحال من االحوال ان نطلق عليه اسم القانون االخالقي ‪ .‬رأى بان البحث‬
‫عن القوانين االخالقية ال تتم اال بطريقة قبلية في تصورات العقل الخالص وحدها و‬
‫ليس في التماس في الطبيعة البشرية و ال في ظروف العالم الموضوعي الذي وضع‬
‫فيه االنسان ‪ .‬واهمية هذه المسالة في رايه بان االنسان كائن ذو ارادة لذا يجب ان‬
‫يكون القوانين مؤثرة في ارادة االنسان وليس في شيء اخر ‪ .‬ثم تسأل " هل‬
‫تتعرض االخالق إلى الفساد ؟ و كيف يمكن لقانون ان يكون اخالقيا ؟ " فاجب على‬
‫هذا التساؤل بان اي قانون لكي يكون اخالقيا البد لها ان تكون اوال خّي رًا من‬
‫الناحية االخالقية ‪ ،‬و ثانيا وان يحدث من االخالق ‪.‬‬
‫اعتقد (كانت ) بان الفلسفة هي وحدها التي تبحث عن اصالة االشياء و تبعد عن‬
‫التجربة و لذا ال يمكن لغير فلسفة خاصة و نقية ان تقوم بهذا العمل ‪ ،‬أي تأسيس‬
‫فلسفة اخالقية خالصة ‪ ،‬الن أي فلسفة تختلط مبادئ الخالصة بمبادئ تجريبية ال‬
‫تستحق ان تسمى فلسفة ‪ .‬فاكد ( كانت ) بان مهمة ميتافيزيقا االخالق هي تناول‬
‫بالبحث فكرة و مبادئ اإلرادة خالصة ممكنة ‪ ،‬ال ان تتناول افعال و شروط فعل‬
‫اإلرادة االنسانية بوجه عام و التي هي من مهام علم النفس كما يرى ذلك ‪ ،‬ألنه‬
‫البد من تمييز بينها و بين المنطق الذي يتناول االفعال و القواعد الخاصة بالفكر‬
‫الخالص وحده بينما ميتافيزيقا تختص بأفعال و قواعد الفكر على االطالق ‪.‬‬
‫‪ .3‬القسم االول ‪ :‬االنتقال من المعرفة العقلية المشتركة باألخالق إلى المعرفة‬
‫الفلسفية‬

‫‪8‬‬
‫انطلق (كانت ) في هذا القسم من المقولة الفلسفية ( ال يمكن عد شيء خيرًا على‬
‫االطالق دون قيد ‪ ،‬اللهم إال شيء واحد وهو ‪ :‬اإلرادة الخّي رة ) لتحليل‬
‫الموضوعات فلسفية مختلفة من ( الفهم و الذكاء و ملكة الحكم و الشجاعة ‪...‬‬
‫الخ ) بوصفها خصائص المزاج و هي خصائص خّي رة يطمع االنسان إليها ‪ ،‬ولكن‬
‫هذه الهبات الطبيعية قد تكون سيئة بالغة السوء و الضرر اذا لم هناك إرادة عليها‬

‫و استخدمها و التي يطلق على اخص خواصها من اجل هذا السبب اسم الطبائع ‪.‬‬
‫حلل ( كانت ) االنسان إلى صفات ( كالفهم ‪ ،‬الذكاء ‪ ،‬الشجاعة ‪ ...‬الخ ) و كذلك‬
‫إلى هبات ( كالحظ ‪ ،‬والقوة ‪ ،‬و الغنى ‪ ...‬الخ ) و كذلك إلى الصحة ( كالهناء و‬
‫الرضا ‪ ...‬الخ ) و إلى السعادة ‪ ،‬فاذا لم يكن هناك إرادة خّي رة تدير هذه الصفات و‬
‫الهبات في االنسان قد تخرج عن السيطرة و يتجبر االنسان او يصاب بالغرور او‬
‫أي شيء اخر قد يلحق الضرر بنفسه و بغيره ‪ .‬من هنا بّي ن ( كانت ) بان اإلرادة‬
‫الخّي رة هي التي توجه االنسان نحو غايات و اهداف عامة و تصحح مبدا السلوك‬
‫كله ‪ .‬وصف(كانت ) اإلرادة الخّي رة بانها ‪:‬‬

‫تفترض في أي انسان وجود اإلرادة الخّي رة مسبقًا او وجود إرادة طيبة في‬ ‫‪‬‬
‫نفسه‪.‬‬
‫اإلرادة الخّي رة ال تكون خّي رًا بما تحدثه من اثر او بما تحرزه من النجاح ‪ ،‬ال‬ ‫‪‬‬
‫و ال بصالحيتها للوصول إلى هذا الهدف او ذاك ‪ ،‬بل تكون كذلك عن طريق‬
‫فعل اإلرادة وحده أي أنها خّي رة في ذاتها ‪.‬‬
‫ال يمكن اضافة شيء إلى اإلرادة الخّي رة في االنسان فهي خّي رة و تحتفظ‬ ‫‪‬‬
‫قيمتها في نفسها ‪.‬‬
‫هناك فرق بين اإلرادة الخّي رة و الحس المشترك ولو ان هناك شبه بينهما ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حاول (كانت ) فهم الطبيعة االنسانية عبر تحليل الغرائز التي غرزتها الطبيعة‬
‫في انفسنا ‪ ،‬ومهام هذه الغرائز تسييرنا في الحياة مثل غريزة الرغبة في‬
‫الحصول على السعادة ‪ ،‬وسيطرة هذه الغرائز على العقل ‪ ،‬وقال كانت ( لو ان‬

‫‪9‬‬
‫الطبيعة اسند هذه المهمة إلى العقل لكان اسهل على االنسان في رسم خط‬
‫السعادة لنفسه و لكن هذه الغرائز قد تمنع العقل في كثير من االحيان في‬
‫القيادة ) ‪ .‬ولكن حلل (كانت ) قيادة العقل مرة اخرى ‪ ،‬رأى بأن العقل‬
‫المستنير كلما انصرف إلى تحصيل المتعة في الحياة و السعادة يبعد االنسان‬
‫عن الرضا الحقيقي ‪ ،‬ألنه اذا اعتمد االنسان على العقل الذي يعتمد على‬
‫التجربة في كسب المعرفة فإنه ال يحقق السعادة لإلنسان إنما يحصل له‬
‫(الميزولوجيا ) يعني كراهية البرهان الذي تنشا عنه كراهية االنسان او‬
‫يصبح تابعًا للذين يحكمونا و يغلوا في مدحهم و بالتالي يحصلون على‬
‫السعادة و الرضا في الحياة التي يتمنوها ‪.‬‬
‫تساءل (كانت ) ما العمل اذا كان ال الغرائز و ال العقل يصلحان لقيادة االنسان‬
‫نحو السعادة الحقيقية ؟وضح (كانت) لما كان العقل و الغرائز ال يصلحان‬
‫للقيادة ‪ ،‬فانه يجب ترك القيادة للغريزة الطبيعية المفطورة في االنسان و التي‬
‫تكون اقدر في تحقيق هذا الغرض ‪ ،‬أي الفطرة االنسانية السليمة التي لم تتأثر‬
‫ال بالغرائز و ال بالعقل بعد ‪ ،‬ويعني بها اإلرادة الخّي رة ‪ .‬بحيث يكون الخير‬
‫االسمى هو الهدف ‪ ،‬وهذه اإلرادة و التي ترى الخير االوحد و ال خير كله ‪.‬‬
‫توقع (كانت ) بان الثقافة قد تكون شرطًا اساسيًا في تحقيق الخّي ر و تحد في‬
‫تحقيق السعادة ‪ ،‬من هنا نجد ان ( كانت ) فّر ق بين السعادة كمنتج للغرائز و‬
‫الخير كمنتج لإلرادة الخّي رة ‪ .‬وعند قيام االنسان بفعل خير يشعر بالرضا و‬
‫التي بنظر (كانت ) اعلى مرتبة من السعادة ‪.‬‬
‫ثم تساءل (كانت ) كيف نعرف ان هذا الفعل خّي ر و ليس صادر عن ميل او‬
‫غريزة انما صادر عن اإلرادة الخّي رة ؟ حدد ( كانت ) الفعل الخّي ر بشرط واحد‬
‫وهو مطابق للواجب ويجب ان نقوم به ‪ ،‬فمثال محافظة االنسان على حياته ‪،‬‬
‫او أي فعل اخر يجب القيام به دون ان يكون هناك دافع عقلي ام ميل حسي‬
‫معين يقودنا للقيام به ‪.‬‬
‫فرق (كانت ) هنا بين حب االحسان و حب الميل ‪ ،‬فوصف االحسان بانه‬

‫‪10‬‬
‫االحساس بالواجب المحض‪ .‬اما حب الميل فوصفه بانه قيام بفعل معين في‬
‫سبيل وصول إلى هدف معين و محدد ‪ .‬لذا رأى أن الفعل الذي يتم عن‬
‫االحساس بالواجب ال يستمد قيمته االخالقية من الهدف الذي يرجى بلوغه من‬
‫وراءه بل من مسلمة التي تقرر القيام به وفقًا لها ‪ .‬قال (كانت)إن االهداف‬
‫تدفعنا للقيام بأفعال معينة بوصفها غايات و دوافع محركة لإلرادة و لكن ال‬
‫تعطي هذه االفعال أي قيمة اخالقية ‪.‬‬
‫طرح ( كانت ) السؤال التالي (اين تكمن القيمة الحقيقية ألي فعل ؟)‪ ،‬فوضح‬
‫بان قيمة أي فعل موجودة في مبدا اإلرادة بغض النظر عن كل الغايات التي‬
‫تتحقق عن طريق هذا الفعل و االستنتاج االخير الذي اراد الوصول إلية وهو (‬
‫الواجب هو ضرورة القيام بفعل عن احترام القانون )‬
‫أي صدور فعل ما عني او عن غيري خال من كل ميل او اثر إنما مجرد إنه‬
‫مرتبط بإرادتي كمبدأ لها و هذا يصبح قانونًا اخالقيًا ‪ ،‬فالقانون المجرد في‬
‫ذاته هو وحده الذي يمكن ان يكون موضوعًا لالحترام ألنه امر اخالقي ‪ .‬هذا‬
‫القانون هو الذي يحدد تمثيل له إرادتي دون التفات إلى االثر الناجم عنه كفيما‬
‫يمكن تسمية اإلرادة بانها خّي رة ‪ .‬وهنا االحترام ال يصدر عن ميل او احساس‬
‫إنما يوجه باعتبارها تمثيل للوفاء بالواجب ‪ { .‬نماذج ‪ ،‬الكذب ‪ ،‬وعد كاذب ‪،‬‬
‫تحايل ‪.... ،‬الخ}‬
‫}إن المعرفة بما ينبغي على االنسان ان يفعل و بما عليه ‪ ،‬بالتالي ان يعرف‬
‫يجب ان تكون امرَا يخص كل انسان ‪ ،‬ولو كان اعم عامتهم {‬
‫‪ .4‬القسم الثاني‪ :‬االنتقال من الفلسفة االخالقية الشعبية إلى ميتافيزيقا االخالق‬
‫في القسم الثاني من كتابه "أسس ميتافيزيقا األخالق"‪ُ ،‬ي عنى كانط بمسألة االنتقال‬
‫من الفلسفة األخالقية الشعبية إلى ميتافيزيقا األخالق أن الفلسفة األخالقية الشعبية‬
‫هي ذلك الفهم العام لألخالق الذي ينشأ من خالل العادات والتقاليد والموروثات‬
‫الثقافية‪ .‬بينما ُت شير ميتافيزيقا األخالق إلى دراسة أسس األخالق من منظور‬
‫فلسفي ُم نّظ م‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تحدث كانت في هذا القسم حول المعرفة المكتسبة عن طريق التجربة وما لها من‬
‫تأثير على األخالق وحياة االنسان‪ .‬أكد كانت من خالل تحليله لهذا الموضوع بانه ال‬
‫يمكن بالتجربة امكانية التحقق من االخالق او اكتسابها‪ ،‬ألنها اوًال ال تتفق مع‬
‫الواجب وثانيًا الن التجربة دائما تترك آثر معين‪ .‬ثم ردف إلى الفضيلة ويقول بانها‬
‫قضية عقلية ال يمكن ان تخضع للتجربة او إنها موجودة في العقل متضمنة‬
‫واجبات معينة ُح دد اإلرادة الخّي رة مبادئ اولية لها مثل (الوفاء لصديق معين ما)‪.‬‬
‫لهذا ال يمكن اخضاع القوانين لعميلة التجربة‪.‬‬

‫واستنتج (كانت) بان جميع التصورات االخالقية ومصدرها قائمان بطريقة قبلية‬
‫خالصة في العقل‪ ،‬سواء كان ذلك في العقل االنساني المشترك او في العقل التأملي‬
‫المجرد الذي بلغ اقصى درجات التأمل والتجريد في االنسان الواحد‪ .‬لهذا تصور‬
‫(كانت) بان القوانين االخالقية ينبغي ان تكون صالحة لكل كائن عاقل على االطالق‪.‬‬
‫قال (كانت) بان القوانين التي تسير الطبيعة ‪ ،‬يستطيع فقط االنسان تصورها‬
‫باعتباره كائنًا عاقًال و يقدر استنباطها عن العقل ‪ ،‬لما كان العقل مطلوبًا لذلك فإن‬
‫لدية اإلرادة لذلك ‪ ،‬اذن اإلرادة عند (كانت ) هو العقل العملي ‪ ،‬واالفعال التي تصدر‬
‫عنه تعرف من الناحية الموضوعية بانها ضرورية ‪ ،‬ومن الناحية الذاتية هي افعال‬
‫ضرورية ‪ ،‬وإن اإلرادة هي التي تختار فعًال معينًا من بين عدة افعال مستقًال عن‬
‫ميول و نوازع ‪ ،‬اي انه ضروري من الناحية العملية‬

‫رأى (كانت) بان االوامر االخالقية المطلقة يعبر عنها فعل (يجب) وتدل بذلك على‬
‫عالقة قانون موضوعي للعقل بإرادة ما‪ .‬حدد (كانت) نوعين من التأثير على‬
‫االفعال الصادر عن االنسان وهما‪:‬‬
‫‪ .1‬ملكة االشتهاء لإلحساسات وتسمى ميل ويدل على حاجة معينة‪.‬‬
‫‪ .2‬تبعية اإلرادة للغرائز وتسمى منفعة او مصلحة‪.‬‬
‫وإن كل فعل تم تصوير عن طريق تصورات العقل الخالص تعتبر صادرة عن إرادة‬
‫خّي رة وتكون مبدأ صالح من مبادئ يصلح لكل انسان‪.‬‬
‫تصور (كانت) من هنا أن فعل اإلرادة يتفق من تلقاء ذاته اتفاقًا ضروريًا مع‬
‫القانون‪ ،‬وإن اإلرادة خاضعة دومًا لقوانين الموضوعية‪ ،‬وهذا هو السبب ان ال‬
‫يتفق مع اإلرادة االلهية ألنها ال تخضع لفعل الضرورة ويتفق فعل اإلرادة مع‬
‫االوامر االخالقية من جهة اخرى‪.‬‬

‫يتميز االوامر األخالقية عند (كانت) بالشرطية والمطلقة‪ .‬والشرطية في نظره يعبر‬
‫عن ان الفعل يكون خّي رًا بالقياس على مقصد ممكن او واقعي‪ ،‬اما كونها مطلقة‬

‫‪12‬‬
‫وهي تصوير القاعدة العملية المتعلقة بإرادة ال تبادر باإلقدام على فعل ألنه خّي ر‪،‬‬
‫بل ان اإلرادة التي صدر منها الفعل تكون ذاتها مطابقة للعقل كمبدأ لتلك اإلرادة‪ .‬ان‬
‫الفعل الصادر من اإلرادة الخّي رة التي تكون مطلقة وشرطية كأمر اخالقي غير‬
‫مرتبط بقصد معين ويعد ضروريًا للوصول عن طريقه إلى هدف من اهداف يمكن‬
‫تحقيقه عن هذا السبيل‪( ،‬مثال معالجة الطبيب للمريض ‪)....‬‬
‫حسب راي (كانت) يتم تنفيذ هذه القوانين بثالثة طرق وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬قواعد البراعة وهي اجبار شخص ما للقيام بفعل معين (كإجبار المريض في‬
‫اخذ الدواء)‬
‫‪ .2‬نصائح للفطنة‪ :‬براعة شخص ما في تأثير على اشخاص اخرين لتحقيق مقاصد‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ .3‬االوامر (قوانين) االخالق‪.‬‬
‫وهناك حسب راي (كانت) ثالثة انواع من االوامر وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬اوامر فنية المتعلقة بالفن‪.‬‬
‫‪ .2‬اوامر عملية متعلقة بالرخاء والصالح العام‪.‬‬
‫‪ .3‬اوامر أخالقية متعلقة بالسلوك الحر بوجه عام (األخالق)‪.‬‬
‫وفرق (كانت) بين النصيحة والقانون‪ ،‬و(النصيحة) قد تنطوي على الضرورة‬
‫ولكنها مقيدة بشرط ذاتي عارض اي غير ملزم‪ ،‬اما(القانون) ال يحده اي شرط‬
‫وهو ضروري ضرورة مطلقة‪.‬‬
‫طرح (كانت) التساؤل التالي (لماذا علينا ايجاد القوانين؟)‪ ،‬حاول الوصول إلى أّن‬
‫الهدف من القوانين هو توفير السعادة‪ ،‬والسعادة حسب راي (كانت) مفهوم فلسفي‬
‫يحمل عدة دالالت واعتبر ان جميع عناصر التي تتكون منها فكرة السعادة‬
‫تجريبية‪ ،‬اي يستمد من التجربة‪ ،‬وان فكرة السعادة يالزمها بالضرورة فكرة كل‬
‫مطلق وقدر أعظم من االحساس بالهناء في حالتي الراهنة والمستقبلية على‬
‫سواء‪ .‬اذن ماهي السعادة في نظر (كانت) وكيف يتم تحقيق السعادة للفرد او‬
‫لإلنسان؟ يتم تحقيق السعادة عن طريق تطبيق القوانين‪ ،‬لكي يكون القانون قانونًا‬
‫ضروريًا ينطبق على جميع الكائنات العاقلة‪ ،‬ذلك الذي يجعلهم يحكمون دائمًا على‬
‫افعالهم بمقتضى مسلمات من شانها ان يكون في استطاعتهم ان يريدوا لها ان‬
‫تقوم مقام القوانين العامة‪ .‬ان القانون كذلك فالبد له ان يكون مرتبطا بتصور إرادة‬
‫كائن عاقل على وجه االجمال‪.‬‬

‫فرق (كانت) بين الفلسفة التأملية و (الفلسفة العملية) وميتافيزيقا االخالق‪:‬‬


‫الفلسفة التأملية‪ :‬لها عالقة بما يحدث وقوانينها‪.‬‬
‫الفلسفة العملية‪ :‬لها عالقة باللذة‪ ،‬والذوق والشعور العام بالرضا والشعور باللذة‬

‫‪13‬‬
‫وااللم‪.‬‬
‫الفلسفة الطبيعية‪ :‬لها عالقة بالقوانين التجريبية‪.‬‬
‫الفلسفة االخالقية (فلسفة االخالق)‪ :‬لها عالقة باإلرادة الخّي رة وعالقتها بالذات‬
‫العاملة والفعل الصادر عنه‪ .‬وعالقة ملكة العقل في تحديد اإلرادة مبدا موضوعًا‬
‫لتحديد نفسها بنفسها‪.‬‬

‫‪ .5‬القسم الثالث‪ :‬االنتقال من ميتافيزيقا االخالق إلى نقد ملكة العقل العملي‬
‫الخالص‬
‫سرد (كانت ) التعريف الكالسيكي لإلرادة بانها نوع من العلية تتصف به الكائنات‬
‫الحية ‪ ،‬من حيث هي كائنات عاقلة ‪ .‬وتعرف الحرية بانها ستكون هي الخاصية‬
‫التي تتميز بها هذه العلية ‪ ،‬فتجعلها قادرة على الفعل ‪ ،‬وهي مستقلة عن العلل‬
‫االجنبية التي تحددها الضرورة الطبيعية ‪ ،‬وهي الخاصية التي تتميز بها العلية لدى‬
‫جميع الكائنات غير العاقلة و التي تجعل فاعليتها تتحدد بتأثير العلل االجنبية ‪.‬‬
‫لم يتفق (كانت) مع هذا التعريف للحرية وقال " بان هذا تعريف سلبي ‪ ،‬اما‬
‫التعريف االيجابي في نظره وهي ان " الحرية ليست في الحقيقة خاصية التي‬
‫تتصف بها اإلرادة وفقًا لقوانين الطبيعة و ال يمكن وصفا بانها مجردة عن كل‬
‫القوانين ‪ ،‬بل االْو لى ان يقال إنها يجب ان تكون عليه تسير في افعالها وفقًا‬
‫لقوانين ال تتحول ‪ ،‬وان كان هذه القوانين من نوع خاص ‪ ،‬وإال لكانت اإلرادة‬
‫الحرة محاًال "‪.‬‬
‫قال(كانت ) بان اإلرادة و الحرية شيئين و ال يمكن الفصل بينهما إال لما كانت‬
‫اإلرادة ‪ ،‬اي انها ال تخضع لضرورات الطبيعة التي تستند على السبب و النتيجة‬
‫في تسير امورها‪ ،‬و التي بالتالي لقوانين خارجة عن إرادتها ‪ ،‬فاإلرادة يجب ان‬
‫تكون حرة في استقالل ذاتي عنها ‪ .‬إن جميع افعال اإلرادة هي القانون الذي‬
‫تصنعه لنفسها ليست إال صفة اخرى من المبدأ الذي ال يقبل المسلمات‪ ،‬ولكن هي‬
‫تحقيق صيفة االمر االخالقي المطلق كما هي مبدأ االخالقية‪ .‬من هنا نستنتج بان‬
‫(كانت) اعتبر أن اإلرادة الخاضعة للقوانين االخالقية و اإلرادة الحرة شيء واحد‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫حاول ( كانت ) في هذا الفصل التركيب بين اإلرادة و الحرية و المبدأ االخالقي ‪ ،‬ان‬
‫ارتباط معرفتان ببعضهما البعض بفعل ارتباطهما بمعرفة ثالثة يمكن كًال منها من‬
‫ناحيتها ان تتالقي مع االخرى فيها ‪ .‬اما في الحرية ال يمكن لهذا التركيب ان تكون‬
‫ناجعة الن الحرية مرتبطة بفكرة قبلية و كذلك باألمر االخالقي و كليهما ال يمكن ان‬
‫تتمثال في العالم المحسوس‪.‬‬
‫فعالقة السبب و النتيجة يربط بينهما الزمان و هذا ال يتطابق مع الحرية‪ .‬و (كانت)‬
‫في هذا الفصل اراد اثبات بان الحرية و اإلرادة شيء واحد و أن العقل ال يمكن ان‬
‫يخضع للظروف الخارجية إال لما كان حرًا‪ ،‬اي متى خضع العقل للظروف الخارجية‬
‫يصبح تحت تأثير الميول و الرغبات و النوازع‪ ،‬لهذا السبب ان اي كائن يفعل فعًال‬
‫وهو تحت تأثير فكرة الحرية يمكن اعتباره كائن حر‪ ،‬وان قوانين الحرية تنطبق‬
‫عليه‪ .‬اي ان عقل وقع تحت تأثير عوامل خارجية ابتعد عن ملكة الحكمة و ال يعد‬
‫ذلك العقل مصدر مبادئ و ال يمكن وصفه عقال عمليًا و إرادة كائن عاقل‪.‬‬
‫ربط (كانت) بين القانون و المنفعة الناتجة عن تطبيقها‪ ،‬لهذا يقسم المنفعة إلى‬
‫منفعة اخالقية خالصة مرتبطة بالقيمة الشخصية و منفعة مرتبطة بالرغبات و‬
‫الميول‪.‬‬
‫اراد (كانت) في هذا الكتاب إيجاد حل لمعضلة بين عالم محسوس وعالم معقول‪،‬‬
‫حيث االول يمكن ان يتفاوت وفقًا لتفاوت الحساسية لدى مختلف المشاهدين للعالم‪،‬‬
‫بينما عالم معقول الذي يقوم العالم على اساسه يبقى دائمًا ال يتغير‪ .‬هذا يميز بين‬
‫طرق كسب المعرفة في عالمين الحسي الذي يأتي من التجربة والعالم المعقول‬
‫الذي فيه المعرفة قبلية من الحس الباطن‪ ،‬فاإلنسان يعرف نفسه أكثر في عالم‬
‫معقول أكثر منه في عالم محسوس‪ ،‬لذا طلب (كانت) من االنسان ان يعد نفسه‬
‫عضوا في عالم معقول‪.‬‬
‫نأتي الى سؤال المركزي في الكتاب وهو (كيف يصبح االمر االخالقي ممكنًا؟) رأى‬
‫(كانت) ان العالم المعقول يحتوي على االساس الذي ينبني عليه العالم المحسوس‬
‫كما تنبني عليه تبعًا لذلك قوانينه‪ ،‬و تستخلص إلى ان االنسان اذا كان عضوًا في‬

‫‪15‬‬
‫العالم المعقول فستكون كل افعاله مطابقة كل المطابقة لمبدأ االستقالل الذاتي‬
‫لإلرادة الخالصة و بالتالي ستقوم افعاله على المبدأ االعلى االخالقي ‪ ،‬اما اذا كان‬
‫االنسان عضوا في العالم المحسوس فان افعاله ستكون مطابقة للقانون الطبيعي‬
‫للشهوات و الميول ‪ ،‬وبالتالي للتبعية و للطبيعة و في هذه ستقوم افعاله على مبدأ‬
‫السعادة بدون الرضا ‪.‬‬

‫خالصات‪:‬‬ ‫‪.6‬‬

‫من خالل قراءتنا لهذا الكتاب «تأسيس ميتافيزيقا األخالق" والسياق الذي ظهر فيه‪.‬‬
‫وقد جاء تتمة لما بدأه "كانت" في مجموعة من الكتب التي صدرت قبله توصلنا إلى ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫حسب "كانت" اإلنسان يعيش في عالمين متناقضين مختلفين ‪،‬العالم الحسي‬ ‫‪‬‬
‫الذي تتحكم فيه قوانين الطبيعة‪ .‬وعالم المعقول الذي نتحكم فيه بعقولنا في‬
‫مملكة نيرة يسميها كانت لمملكة الغيات في ذاتها‪.‬‬
‫يعرف "كانت" ميتافيزيقا األخالق عن كونها ال تزيد عن محاولة للبحت عن‬ ‫‪‬‬
‫المبدأ األعلى لألخالق‪.‬‬
‫يعتبر "كانت" أن اإلرادة الخيرة هي المفتاح لتوجيه اإلنسان نحو السعادة‬ ‫‪‬‬
‫الحقيقية والتحكم في الغرائز الطبيعية والعقل‪.‬‬
‫يقول "كانت" أن اإلرادة الخيرة ال تكون خيرة بما تحدثه من أثر‪ ،‬بل ألنها تكون‬ ‫‪‬‬
‫كذلك عن طريق فعل اإلرادة وحده ‪ .‬يعني أنها خيرة في ذاتها‪.‬‬
‫يرفض "كانت" التعريف السلبي للحرية الذي يعتبر أن الحرية هي القدرة على‬ ‫‪‬‬
‫الفعل دون تأثير خارجي‪ .‬ويقترح بدال من ذلك أن اإلنسان حر بقدر ما يخضع‬
‫للقانون الذي وضعه هو نفسه لنفسه‪.‬‬
‫يؤمن "كانت" بأن األخالق مطلقة وكونية يجب أن تطبق في كل زمان ومكان‬ ‫‪‬‬
‫دون ميول أو شروط أو عوامل خارجية كالقوانين والعادات والدين‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫حسب "كانت" يجب البحت عن األخالق في ذواتنا ال في المنظومات األخالقية‬ ‫‪‬‬
‫المفروضة من المجتمع أو الدين‪.‬‬
‫ولكي نميز بين الخير والشر أعطى "كانت" قاعدة أخالقية عامة تصلح للجميع‬ ‫‪‬‬
‫وهي األمر الحاسم والمطلق‪ .‬يجب علي أن أتصرف بطريقة يمكنني أن أرغب‬
‫في أن تصبح قانونا أخالقيا ؛ بمعنى الطريقة التي نرغب أن يتصرف اآلخرون‬
‫عليها لو كانوا في نفس الموقف‪.‬‬
‫صيغة األمر المطلق لدى "كانت" هي وجوب التصرف بالطريقة التي لن يكون‬ ‫‪‬‬
‫لديك أي اعتراض لو تبناها الجميع‪.‬‬
‫يرى "كانت" أنه ال يمكن أن نتنبأ بعواقب أفعالنا وعليه فيجب أن نلتزم بقول‬ ‫‪‬‬
‫الحقيقية مهما كانت الظروف‪ .‬ونعتمد على القانون األخالقي المطلق الذي‬
‫صاغه هو‪.‬‬
‫يرى "كانت" أنه ال يجب عليك أن تكذب ولو كان دافعك إنسانيا ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪17‬‬
‫ملخص قانون – إطار رقم ‪ 51.17‬الذي يتعلق بمنظومة التربية‬ ‫‪.II‬‬
‫والتكوين والبحث العلمي‬

‫‪18‬‬
‫كرونولوجيا قانون اإلطار ‪51.17‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪19‬‬
‫أعد المجلس األعلى للتعليم الرؤية االستراتيجية ‪ 2030-2015‬إلصالح‬
‫منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬قدمت هذه الوثيقة للملك بتاريخ ‪20‬‬
‫ماي ‪ ،2015‬بعد ذلك أعطى الملك هذه الوثيقة لرئيس الحكومة ووجهه إلى‬
‫صياغة إصالح في إطار تعاقد وطني ملزم من خالل اعتماد قانون إطار يحدد‬
‫رؤية اإلصالح على المدى البعيد‪ ،‬وفي ‪ 4‬يناير ‪ 2018‬صادق المجلس‬
‫الحكومي على المشروع ليعرض على المجلس الوزاري الذي صادق عليه‬
‫بتاريخ ‪ 20‬غشت ‪ ،2018‬ثم أحيل على مجلس النواب يوم ‪ 5‬شتنبر ‪،2018‬‬
‫وتمت المصادقة عليه بتاريخ ‪ 22‬يوليوز ‪ ،2019‬وصدر في ظهير بتاريخ ‪9‬‬
‫غشت ‪ ،2019‬ونشر بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 9‬غشت ‪.2019‬‬

‫أبواب القانون اإلطار ‪51.17‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الباب األول‪ :‬أحكام عامة‬

‫يشرح بعض المصطلحات الواردة في القانون اإلطار ‪ ،51.17‬لتفادي‬


‫االختالف في فهمها وتأويلها‪ ،‬وهذه المصطلحات هي‪ :‬المتعلم‪ ،‬والتناوب‬
‫اللغوي‪ ،‬والسلوك المدني‪ ،‬واإلطار الوطني المرجعي لإلشهاد‪ ،‬واألطفال‬
‫في وضعيات خاصة‪ ،‬واإلنصاف وتكافؤ الفرص‪ ،‬ومشروع المؤسسة‪،‬‬
‫والتصديق على المكتسبات المهنية والحرفية‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬مبادئ منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وأهدافها‬


‫ووظائفها‬

‫من مبادئ منظومة التربية والتكوين حسب القانون اإلطار ‪:51.17‬‬


‫‪-‬جعل المتعلم متشبثا بروح االنتماء للوطن ومعتزا برموزه ومتشبعا بقيم‬
‫المواطنة ومتحليا بروح المبادرة‪.‬‬
‫‪-‬إكساب المتعلم المهارات والكفايات الالزمة‪.‬‬
‫‪-‬تعميم التعليم وفرض إلزاميته لجميع األطفال في سن التمدرس‪.‬‬
‫‪-‬تنمية القدرات الذاتية للمتعلمين وصقل الحس لديهم وتفيل الذكاء‪.‬‬
‫‪-‬احترام حرية اإلبداع والفكر‪.‬‬
‫‪-‬تنمية قدرات المتعلم على التواصل وانفتاحه على مختلف الثقافات‪،‬‬
‫وتحقيق النجاح الدراسي المطلوب‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬مكونات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وهيكلتها‬

‫‪20‬‬
‫تتكون منظومة التربية والتكوين وفق القانون اإلطار ‪ 51.17‬من قطاعين‬
‫هما‪:‬‬
‫‪-‬قطاع التربية والتعليم والتكوين النظامي؛ يتكون من‪ :‬التعليم األصيل‪،‬‬
‫والتكوين المهني‪ ،‬والتعليم العتيق‪ ،‬والتعليم العالي‪.‬‬
‫‪-‬قطاع التربية والتعليم والتكوين غير النظامي؛ يتكون من‪ :‬برامج التربية‬
‫غير النظامية‪ ،‬ومحاربة األمية‪ ،‬والبرامج المخصصة لتربية وتعليم أبناء‬
‫الجالية المغربية المقيمة بالخارج‪.‬‬
‫والجديد هو أن هذا القانون اإلطار ‪ 51.17‬نص على‪:‬‬
‫‪-‬إرساء التعليم األولي وفتحه في وجه جميع األطفال المتراوحة أعمارهم ما‬
‫بين أريع وست سنوات‪ ،‬والشروع في دمجه تدريجيا في التعليم االبتدائي‬
‫في أجل ثالث سنوات‪ ،‬إذ سيشكالن معا سلك التعليم االبتدائي‪.‬‬
‫‪-‬ربط التعليم االبتدائي بالتعليم اإلعدادي في إطار سلك التعليم اإللزامي‪.‬‬
‫‪-‬إرساء روابط بين التعليم المدرسي والتكوين المهني ودمجهما في تنظيم‬
‫بيداغوجي منسجم‪.‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬الولوج إلى منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‬


‫وآليات االستفادة من خدماتها‬
‫ينص القانون اإلطار ‪ 51.17‬أن ولوج التعليم المدرسي من قبل جميع‬
‫األطفال يعتبر ملزما للدولة واألسرة‪ ،‬إذ‪:‬‬
‫‪-‬يلزم الدولة واألسرة أو أي شخص مسؤول عن رعاية الطفل قانونا‪.‬‬
‫‪-‬يحدد سن ولوج الطفل المدرسة إذا بلغ من العمر أربع سنوات إلى تمام‬
‫ست عشرة سنة‪.‬‬

‫الباب الخامس‪ :‬المناهج والبرامج والتكوينات‬

‫من أجل بلوغ األهداف المتوخاة من القانون اإلطار ‪ ،51.17‬تتولى‬


‫السلطات الحكومية المعنية ما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬العمل على تجديد ومالءمة المناهج والبرامج والتكوينات والمقاربات‬
‫البيداغوجية المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪-‬السهر على تنفيذ مضامين الهندسة اللغوية المعتمدة‪.‬‬
‫‪-‬تطوير موارد ووسائط العملية التعليمية‪.‬‬
‫‪-‬مراجعة نظام التوجيه المدرسي والمهني واإلرشاد الجامعي‪.‬‬
‫‪-‬إصالح نظام التقييم واالمتحانات واإلشهاد‪.‬‬

‫الباب السادس‪ :‬الموارد البشرية‬

‫ينص القانون اإلطار ‪ 51.17‬في الباب الخاص بالموارد البشرية على‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪-‬إعداد دالئل مرجعية للوظائف والكفاءات تعتمد إلسناد المسؤوليات‬
‫التربوية والعلمية واإلدارية‪ ،‬وتقييم اإلداء‪ ،‬والترقي المهني‪.‬‬
‫‪-‬تأهيل وتنمية قدرات األطر العاملة بمختلف مكونات منظومة التربية‬
‫والتكوين والبحث العلمي ومستوياتها‪ ،‬والرفع من أدائهم وكفاءتهم المهنية‪،‬‬
‫من خالل مالءمة أنظمة التكوين مع المستجدات التربوية والبيداغوجية‬
‫والعلمية والتكنولوجية‪.‬‬
‫‪-‬جعل التكوين المستمر إلزاميا وضمن عناصر تقييم األداء والترقي‬
‫المهني‪.‬‬

‫الباب السابع‪ :‬مبادئ وقواعد حكامة منظومة التربية والتكوين والبحث‬


‫العلمي‬

‫تنص مبادئ الحكامة وقواعدها في القانون اإلطار ‪ 51.17‬على تفعيل‬


‫سياسة الالمركزية والالتمركز في تدبير المنظومة على المستوى الترابي‪،‬‬
‫وإعمال مبدأ التفريع من أجل تمكين بنيات التدبير الجهوية والمحلية‬
‫للمنظومة من ممارسة المهام واالختصاصات الموكلة إليها منه خالل‪:‬‬
‫‪-‬إعادة هيكلة بنيات المنظومة على المستوى التنظيمي بما يالئم مهامها‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪-‬نقل الصالحيات الالزمة لتسيير مرافق المنظومة وتحويل الوسائل‬
‫الضرورية التي تمكنها من ممارسة هذه الصالحيات بكيفية فعالة‪.‬‬
‫‪-‬تعزيز االستقاللية الفعلية للجامعات واألكاديميات الجهوية للتربية‬
‫والتكوين‪.‬‬

‫الباب الثامن‪ :‬مجانية التعليم وتنويع مصادر تمويل منظومة التربية‬


‫والتكوين والبحث العلمي‬

‫يضمن القانون اإلطار ‪ 51.17‬على مجانية التعليم العمومي في جميع‬


‫أسالكه وتخصصاته‪ ،‬كما أنه حذف المادة التي تلزم مساهمة األسر في‬
‫تمويل التعليم‪ ،‬هذه المادة التي كانت حاضرة في مشروع القانون اإلطار‬
‫‪ ،51.17‬والتي وردت أيضا في الميثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬وفي‬
‫الرؤية االستراتيجية ‪.2030-2015‬‬

‫الباب التاسع‪ :‬تقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‬


‫واإلجراءات المواكبة لضمان الجودة‬

‫‪22‬‬
‫نصت هذه المادة من القانون اإلطار ‪ 51.17‬على إخضاع منظومة التربية‬
‫والتكوين والبحث العلمي إلى نظام خاص للتتبع والتقييم والمراجعة‬
‫المنتظمة من أجل التأكد من مدى تحقق األهداف من خالل‪:‬‬
‫‪-‬مراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية لمهام التقييم‪.‬‬
‫‪-‬وضع إطار مرجعي للجودة يعتمد كأساس إلعداد دالئل مرجعية لمعايير‬
‫الجودة حسب كل مكون من مكونات المنظومة ومستوياتها‪.‬‬
‫ويتم ذلك من خالل تقييم داخلي وآخر خارجي؛ فالتقييم الداخلي تنجزه‬
‫السلطة الحكومية المكلفة بالتربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي بكيفية‬
‫دورية ومستمرة‪ ،‬أما التقييم الخارجي فيقوم به المجلس األعلى للتربية‬
‫والتكوين والبحث العلمي‪.‬‬

‫الباب العاشر‪ :‬أحكامة انتقالية وختامية‬

‫يشير هذا الباب من القانون اإلطار ‪ 51.17‬إلى إحداث لجنة وطنية لتتبع‬
‫ومواكبة إصالح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬تضطلع بالمهام‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬حصر اإلجراءات والتدابير الالزم اتخاذها لتطبيق القانون اإلطار‬
‫‪.51.17‬‬
‫‪-‬مواكبة وتتبع إعداد مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية المنصوص‬
‫عليها في القانون اإلطار ‪.51.17‬‬
‫‪-‬تتبع تنفيذ األهداف المنصوص عليها في القانون اإلطار ‪.51.17‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ .3‬المواد التي تتعلق بأخالقيات المهنة‬

‫الباب األول‬

‫المادة‪2‬‬

‫السلوك المدني‪ :‬التشبث بالثوابت الدستورية للبالد‪ ،‬في احترام تام‬


‫لرموزها وقيمها الحضارية المنفتحة‪ ،‬والتمسك بالهوية بشتى روافدها‪،‬‬
‫واالعتزاز باالنتماء لألمة‪ ،‬وإدراك الواجبات والحقوق‪ ،‬والتحلي‬
‫بفضيلة االجتهاد المثمر وروح المبادرة‪ ،‬والوعي بااللتزامات الوطنية‪،‬‬
‫وبالمسؤوليات تجاه الذات واألسرة والمجتمع‪ ،‬والتشبع بقيم التسامح‬
‫والتضامن والتعايش؛‬

‫اإلنصاف وتكافؤ الفرص‪ :‬ضمان الحق في الولوج المعمم إلى‬


‫مؤسسات التربية والتعليم والتكوين‪ ،‬عبر توفير مقعد بيداغوجي للجميع‬
‫بنفس مواصفات الجودة والنجاعة‪ ،‬دون أي شكل من أشكال التمييز‬
‫الـمـادة‪3‬‬
‫ترسيخ الثوابت الدستورية للبالد المنصوص عليها في الدستور وفي‬
‫المادة ‪ 4‬من هذا القانون‪-‬اإلطار‪ ،‬واعتبارها مرجعا أساسيا في النموذج‬
‫البيداغوجي المعتمد في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬من‬
‫أجل جعل المتعلم متشبثا بروح االنتماء للوطن ومعتزا برموزه‪،‬‬
‫ومتشبعا بقيم المواطنة ومتحليا بروح المبادرة؛‬
‫تعميم التعليم ذي الجودة وفرض إلزاميته بالنسبة لجميع األطفال في‬
‫سن التمدرس‪ ،‬باعتباره حقا للطفل‪ ،‬وواجبا على الدولة وملزم لألسرة‬
‫المادة‪4‬‬
‫الهوية الوطنية الموحدة المتعددة المكونات‪ ،‬والمبنية على تعزيز‬
‫االنتماء إلى األمة‪ ،‬وعلى قيم االنفتاح واالعتدال والتسامح والحوار‬
‫والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات اإلنسانية‬
‫قيم ومبادئ حقوق اإلنسان كما هو منصوص عليها في الدستور‬
‫واالتفاقيات الدولية التي صادقت عليها المملكة أو انضمت إليها‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫والسيما منها االتفاقيات ذات الصلة بالتربية والتعليم والتكوين والبحث‬
‫العلمي؛‬
‫التقيد بمبادئ المساواة واإلنصاف وتكافؤ الفرص في ولوج مختلف‬
‫مكونات المنظومة وفي تقديم خدماتها لفائدة المتعلمين بمختلف أصنافهم‬

‫الباب الرابع‬
‫المادة‪19‬‬
‫يعتبر الولوج إلى التعليم المدرسي من قبل جميع األطفال‪ ،‬إناثا‬
‫وذكورا‪ ،‬البالغين سن التمدرس إلزاميا‪ ،‬ويقع هذا اإللزام على عاتق‬
‫الدولة واألسرة أو أي شخص مسؤول عن رعاية الطفل قانونا ويعتبر‬
‫الطفل بالغا سن التمدرس إذا بلغ من العمر أربع سنوات إلى تمام ست‬
‫عشرة سنة‬
‫المادة‪26‬‬
‫تضع السلطات الحكومية المكلفة بالتربية والتعليم والتكوين ميثاقا يسمى‬
‫«ميثاق المتعلم» يحدد حقوق المتعلم وواجباته‪ ،‬يوضع رهن إشارة كل‬
‫متعلم ورهن إشارة جميع الفاعلين في منظومة التربية والتكوين‬
‫والبحث العلمي الذي يتعين عليهم التقيد بمقتضياته‪ .‬ويعتبر جزءا ال‬
‫يتجزأ من األنظمة الداخلية لكل مؤسسة من مؤسسات التربية والتعليم‬
‫والتكوين في جميع مكونات المنظومة ومستوياتها‪.‬‬

‫الباب السادس‬
‫الـمـادة‪36‬‬
‫ويجب أن يتم ذلك في إطار االلتزام المشترك لكل المتدخلين المذكورين‬
‫بتحقيق األهداف المذكورة‪ ،‬على أساس مبدا التالزم بين الحقوق‬
‫والواجبات التي يحددها ميثاق تعاقدي ألخالقيات مهن التربية والتعليم‬
‫والتكوين والبحث‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫شريط فيديو يوضح قيم التسامح والتضامن والتكافل االجتماعي في شهر‬ ‫‪.III‬‬
‫رمضان ‪:‬‬

‫خاتمة‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫‪26‬‬

You might also like