You are on page 1of 11

‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫مالحظة‪ :‬أسئلة االمتحان من ا﵀اضرات اليت مت تقدميها حضوراي فقط ‪.‬‬


‫حمارضة ‪ :‬نظرايت التعلــم ‪:‬‬

‫لقد قدمت نظرايت التعلم كثَتا من األفكار والتجارب ادلالئمة للعملية التعلمية ‪ ،‬وىذه األفكار‬
‫والتجارب ىي عبارة عن مسامهات فعالة لعلماء النفس الًتبوي يف عملية التعلم الناجح‪ ،‬وهبا ربدد‬
‫اإلدارات التعليمية من جامعات وغَتىا فلسفة التعليم عندىا‪ ،‬ألف‪" :‬النظرية ىي رلموعة من األبنية أو‬
‫ادلفاىيم ادلتفاعلة والتعارؼ واالفًتاضات والقضااي اليت سبثل وجهة منتظمة لتفسَت ظاىرة ما‪ ،‬وذلك إبجياد‬
‫‪1‬‬
‫عالقات بينها هبدؼ تفسَت الظاىرة والتنبؤ هبا"‬

‫نظرايت التعلم‬

‫نظرايت التعلم املعرفية‬ ‫نظرايت التعلم السلوكية‬

‫• نظرية النمو ادلعريف لبياجيو ‪.‬‬


‫• التعلم القصدي أو الغرض إليدوارد تودلاف‪.‬‬ ‫• النظرايت الوظيفية‪:‬‬ ‫• النظرايت االرتباطية ‪:‬‬

‫• منوذج معاجلة ادلعلومات ألنكنسوف وشيقرف‪.‬‬ ‫٭ التعلم ابحملاولة واخلطأ لثورندايك‬ ‫٭ االشراط الكالسيكي لبافلوؼ‬

‫• اجلاشطالت فريتهيمر‪.‬‬ ‫٭ نظرية احلافز لكالرؾ ىل‬ ‫٭ االرتباط جلوف واطسوف‬

‫٭ التعلم اإلجرائي لربوس أؼ سكنر‬ ‫٭ التعلم االقًتاين ألودف جثري‬

‫٭ التعلم اإلحصائي إليسنت‬

‫‪ 1‬كفاح العسكري وآخروف‪ :‬نظرايت التعلم وتطبيقاهتا الًتبوية‪ ،‬سبوز للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوراي‪ ،‬ط ‪ ،2012 ،1‬ص ‪.7‬‬

‫‪2‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫أنواع صعوابت التعلم‬

‫صعوابت تعلم أكادميية‬ ‫صعوابت تعلم منائية‬

‫وىي نتيجة زلصلة لصعوابت التعلم‬ ‫تتعلق بنمو القدرات العقلية والعمليات ادلسؤولة‬

‫النمائية‪ ،‬وتشمل‪:‬‬ ‫عن التوافق الدراسي للطالب وتوافقو الشخصي‬

‫• صعوابت القراءة‪.‬‬ ‫واالجتماعي وادلهن‪ ،‬وتشمل‪:‬‬

‫• صعوابت الكتابة‪.‬‬ ‫• صعوابت االنتباه‪.‬‬

‫• صعوابت احلساب‪.‬‬ ‫• صعوابت اإلدراك‪.‬‬

‫• صعوابت التفكري‪.‬‬

‫• صعوابت الذاكرة‪.‬‬

‫• حل املشكلة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نظرايت التعمل السلوكية‪ ( :‬قدمت ىذه ا﵀اضرة للطلبة )‬


‫اثنيا‪ :‬نظرايت التعمل املعرفية ‪: congnitive theory :‬‬

‫يرى كثَت من علماء النفس الًتبوي أف التعلم "يعترب تغَتا دائما بشكل نسيب" ‪ 1‬يف ادلعرفة أو ادلهارة أو‬
‫السلوؾ نتيجة للممارسة أو اخلربة أو التدريب‪ ،‬ويرى بياجيو‪ 2‬أف منو اللغة شلاثل للنمو ادلعريف يف طريقة‬

‫‪1‬‬
‫علم – نظرايت وتطبيقات‪ ،‬مكتبة األصللو ادلصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط ‪ ،2012‬ص‪.11 :‬‬
‫أنور دمحم شرقاوي‪ :‬التَ ٌ‬
‫‪ 2‬جاف بياجيو ‪ :‬عامل نفس وفيلسوؼ سويسري ( ‪ ،)1980 -1896‬صاحب النظرية البنائية يف التطور ادلعريف‪ ،‬ويعترب رائد ادلدرسة‬
‫البنائية يف علم النفس‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫بنائو‪ ،‬أي أف الطفل يتعلم الكلمات لكي يعرب عما تعلمو من التنقيب الفعاؿ يف البيئة‪ ،‬وىذا ما يطلق‬
‫عليو ابدلواءمة‪ ،1‬ويهتم ىذا اجملاؿ ابلعمليات ادلعرفية الداخلية مثل االنتباه والًتكيز واالستنباط وادلقارنة‬
‫والربط بُت ادلعلومات للخروج ابستنتاجات‪ ،‬معاجلا بذلك ادلعلومات ادلًتاكمة عند اإلنساف وادلعارؼ‬
‫السابقة ابدلعلومات انآنية‪ ،‬مع التنظيم والتمييز بُت كل ىذه ادلدخالت ‪.‬‬
‫املبادئ األساسية هلذا االجتاه‪ :‬قامت ىذه النظرايت على نتائج الدراسات واألحباث يف ميداين علم‬
‫النفس وعلم النفس اللغوي‪ ،‬وأىم ادلبادئ األساسية ذلذا االذباه النظري واليت تعترب دبثابة ادلرتكز لو‪ ،‬ىي‪:‬‬
‫‪ ‬يعترب التعلم مهارة معرفية معقدة تتضمن استعماؿ أساليب متنوعة للتعامل مع ادلعلومات للتغلب‬
‫على زلدودية القدرة اللغوية‪.‬‬
‫‪ ‬إف تعلم لغة اثنية يعٍت تعلم ادلهارة الالزمة لذلك‪ ،‬وىذا يتطلب شلارسة مجيع جوانب ىذه ادلهارة‬
‫حىت تصبح متكاملة كأداء لغوي طلق وسليم إىل أف يصبح األداء آليا‪ ،‬فالتعلم عملية معرفية عقلية‬
‫ألنو يتضمن سبثال داخليا للمعلومات اليت توجو األداء اللغوي وتكملو‪ ،‬ويف حالة اكتساب اللغة‬
‫فإف ىذا التمثل يعتمد على نظاـ لغوي يشمل اجراءات الختيار ادلفردات والًتاكيب وادلعاين‬
‫ادلناسبة اليت ربكم االستعماؿ اللغوي‪.‬‬
‫‪ ‬ىناؾ إعادة ترتيب وتقومي مستمراف للتمثالت الداخلية تتناسب مع تزايد قدرة ادلتعلم اللغوية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫حيث ترتب التمثالت اللغوية حسب سهولتها أو صعوبتها‬

‫ظهور ىذا االجتاه‪ :‬ظهر ىذا التجاه من نظرايت التعلم ألنو يعترب أف تفسَت ظاىرة التعلم يف ضوء‬
‫العالقة بُت ادلثَت واالستجابة ينطوي على تبسيط سلل هبذه العملية ادلهمة وادلعقدة وينطوي على تناقض‬
‫حاد دلا ربوزه النفس اإلنسانية من قدرات وطاقات عقلية معرفية وانفعالية وجدانية‪ ،‬ألف العقل أحد‬
‫انآايت اليت سبيز هبا اإلنساف‪ ،‬وأف ىذا التبسيط ال يستطيع أف يقدـ تفسَتات منطقية ومقنعة لعديد قضااي‬
‫التعلم اليت تتعلق ابإلنساف‪ ،‬وىو رد على االذباه السلوكي الذي سبقو ومن أجل الوصوؿ إىل األحسن يف‬

‫‪ 1‬ينظر إىل موضوع التمثيل وادلواءمة‪ :‬كفاح العسكري وآخروف‪ :‬نظرايت التعلم وتطبيقاهتا الًتبوية‪ ،‬ص‪.133 :‬‬
‫‪ 2‬عقلة الصامدي‪ ،‬فواز العبد احلق‪ :‬نظرايت تعلم اللغة واكتساهبا – تضمينات لتعلم العربية وتعليمها‪ ،‬رللة رلمع اللغة األردين‪ ،‬ع‪:‬‬
‫‪ ،54‬مجادى األوؿ –شواؿ ‪1418-‬كانوف الثاين – خزيراف ‪ ، 1998‬األردف‪ ،‬ص‪.167 :‬‬

‫‪4‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫عملية التعلم‪ ،‬وكما ىو موضح يف ادلخطط السابق فإف ىناؾ العديد من نظرايت التعلم ادلعرفية وسيكوف‬
‫حديثننا عن أىم نظرايت التعلم ادلعرفية ؛ وىي النظرية البنائية جلاف بياجيو ‪:‬‬
‫النظرية البنائية جلان بياجيو‪:‬‬
‫يطلق عليها نظرية النمو ادلعريف وتعترب النظرية البنائية جلاف بياجيو ىي أحد أشهر نظرايت التعلم‪ ،‬واليت‬
‫تتبٌت ادلفهوـ القائل أبف الفرد يعتمد يف بناء ىيكلو الداخلي على البيئة احمليطة بو ورلتمعو وضرورة تطوير‬
‫األداء العقلي وبناء أمناط فكرية خاصة‪ 1،‬وتعود جذور ىذه النظرية إىل قروف ماضية يف عهد أفالطوف‬
‫وأرسطو إال أف جاف بياجيو ىو من صاغ ىذه النظرية يف الفًتة ما بُت ‪ ،1986 –1980‬وابلتايل‬
‫تنسب النظرية البنائية لو‪ ،‬فمن ىو جاف بياجيو‪:‬‬
‫‪ -1‬التعريف جبان بياجيو‪ :‬ولد جاف بياجيو يف نيوشاتل بسويسرا يف التاسع من أوت ‪،1896‬‬
‫كاف نبيها منذ الصغر‪ ،‬وأظهر اىتماما كبَتا بعلم األحياء‪ ،‬وقد عُت وىو يف السادسة عشر من عمره مديرا‬
‫دلتحف التاريخ الطبيعي يف جنيف‪ ،‬مث درس التاريخ الطبيعي يف جامعة نيوشاتل‪ ،‬ونشر عاـ ‪1916‬حبثو‬
‫األوؿ‪ ،‬مث انؿ درجة الدكتوراه يف التاريخ الطبيعي وىو يف احلادي والعشرين من عمره‪ ،‬مث حوؿ اىتمامو‬
‫وطاقتو إىل دراسة تطور الفكر عند األطفاؿ ومنوه‪ ،‬وقرأ يف فلسفة ادلعرفة بتوسع وبدأ يفكر ابىتماـ شديد‬
‫يف عامل ادلعرفة‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بكيفية اكتساب ادلعرفة والتعلم عند البشر‪ ،‬واعتقد أف النمو ادلعريف‬
‫يرتكز على اجلوانب البيولوجية والسلوكية وذلذا ربوؿ إىل رلاؿ علم النفس‪ ،‬عمل بعد زبرجو يف معمل‬
‫"بينيو" ‪ BINET‬الختبارات الذكاء يف ابريس لعدة سنوات‪ ،‬ويف ىذه الفًتة بدأت أفكار بياجيو ألطرىا‬
‫النظرية احلالية‪ ،‬مث انتقل إىل معمل "جان جاك روسو" يف جنيف حيث سبك من متابعة أحباثو العيادية مع‬
‫األطفاؿ يف رلاؿ الذكاء والقدرات اإلدراكية ومن تطوير نظريتو يف علم النفس ادلعريف إىل حدودىا النهائية‬
‫ادلتعارؼ عليها انآف‪ ،‬حيث ألَّف كتابَػ ُْت؛ كتاب "اللغة والفكر عند الطفل" وكتاب "احلكم والتفكري ما‬
‫بني الطفل واإلنسان البالغ"‪ 2.‬ومن أىم كتبو أيضا‪ :‬كتاب "علم األحياء وادلعرفة" الذي نشره سنة‬
‫‪ ،1967‬وربدث فيو عن العالقة بُت التطور البيولوجي والنمو الفردي‪ ،‬وأكثر كتاب يعاجل موضوع التعلم‬
‫والذي درس فيو انتقاؿ اإلنساف من طور معريف إىل طور معريف آخر ىو كتاب‪" :‬تطور التفكَت وادلوازنة يف‬

‫اتريخ االطالع‪08 :‬أفريل ‪2020‬‬ ‫‪www.maktabtk.com/blog/post/115.html 1‬‬


‫‪ 2‬ينظر‪ - :‬دمحم زايد محداف‪ :‬نظرايت التعلم –تطبيقات علم نفس التعلم يف الًتبية‪ ،‬دار الًتبية احلديثة ‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.108 –107 :‬‬
‫‪ -‬كفاح العسكري وآخروف‪ :‬نظرايت التعلم وتطبيقاهتا الًتبوية‪ ،‬ص‪.130-129 :‬‬

‫‪5‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫البٌت ادلعرفية"‪ 1.‬وىناؾ كتاابف من كتبو بُنِيَا على مالحظاتو ألطفالو الثالثة‪ :‬أوذلما كتابو "أصل الذكاء‬
‫عند الطفل" واثنيهما "بناء احلقيقة عند الطفل" وقد أرسى ىذاف الكتاابف دعائم عبقرية بياجيو القائمة‬
‫‪2‬‬
‫على ادلثابرة وبذؿ اجلهد يف مالحظة تطور الطفل مع فهم ادلضامُت العميقة دلا يالحظو‪.‬‬
‫تويف بياجيو يف أواخر شهر سبتمرب من عاـ ‪ ،1980‬بعد أف ترؾ لنا رلموعة من األحباث‬
‫‪3‬‬
‫والدراسات والكتب عن النمو ادلعريف عند األطفاؿ‪.‬‬
‫‪ -2‬التعلم يف النظرية البنائية‪:‬‬
‫ينبٍت التعلم من خالؿ تكيف الذات مع موضوع التعلم وذلك عرب االستيعاب والتالؤـ ادلؤديُت إىل‬
‫التوازف احلاصل يف الدماغ بُت ادلعطيات السابقة وادلعطيات اجلديدة‪ ،4‬فػاإلنساف لديو قدرات معينة تعطي‬
‫معٌت ونظاما دلا يستقبلو من مثَتات ‪ ،‬فالعقل البشري ال يقبل رلرد تسجيل معلومات بعيدة عن الًتابط‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫فعقل اإلنساف ال ديكن أف يكوف صفحة بيضاء‪ ،‬وإمنا قدرة نشطة خيضع ما تستقبلو إىل التنظيم‪.‬‬
‫‪ -3‬املصطلحات األساسية لنظرية النمو املعريف لبياجيو‪:‬‬
‫أىم ادلصطلحات اليت ربمل مفاىيم أساسية يف نظرية النمو ادلعريف جلاف بياجيو ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الذكاء‪ :‬يرى أف الذكاء نوع من التوازف تسعى إليو كافة العمليات اإلدراكية‪ ،6‬ويرى أبف الذكاء‬
‫يسمع لإلنساف االتصاؿ إجيابيا ببيئتو حيث أف البيئة الكائن احلي كالمها يف تغَت مستمر والتفاعل‬
‫بُت االثنُت‪7،‬وادلعرفة ىي استيعاب للواقع يف بنيات التحويالت‪ ،‬وىذه البنيات ىي اليت ينشئها‬
‫‪8‬‬
‫الذكاء‪ ،‬من حيث ىو امتداد مباشر للفعل‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬كفاح العسكري وآخروف‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.130 :‬‬


‫‪ 2‬مصطفى انصيف‪ :‬نظرايت التعلم ‪ ،‬تر‪ :‬علي حسُت حجاج‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬عامل ادلعرفة‪ ،‬اجمللس الوطٍت للثقافة والفنوف وانآداب‪،‬‬
‫الكويت‪ ،1983 ،‬ص‪. 290:‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ - :‬دمحم زيداف محداف‪ :‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.109 :‬‬
‫‪ 4‬موقع ادلدرس اتريخ االطالع‪ 11 :‬أفريل ‪www.modrsbook.com : 2020‬‬
‫‪ 5‬ينظر‪:‬كفاح العسكري وآخروف‪ :‬نظرايت التعلم وتطبيقاهتا الًتبوية‪ ،‬ص‪.131 :‬‬
‫‪ 6‬جاف بياجيو‪ :‬سيكولوجيا الذكاء‪ ،‬تر‪ :‬يوالند عمانوئيل‪ ،‬عويدات للنشر والطباعة‪ ،‬بَتوت‪( ،‬د‪.‬س)‪ ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ 7‬كفاح العسكري وآخروف‪ :‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫‪ 8‬جاف بياجيو‪ :‬علم النفس وفن الًتبية‪ ،‬تر‪ :‬دمحم بردوزي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ادلغرب‪ ،‬منشورات ملتقى الطرؽ‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫ادلغرب‪ ،2012،‬ص‪.31 :‬‬

‫‪6‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫ب‪ -‬االسرتاتيجيات‪ :‬وىي الطرقة اليت يستطيع الطفل من خالذلا أف يتعامل مع ادلتغَتات البيئية من‬
‫خالؿ مراحل منوه من أجل حدوث تفاعالت جديدة بينو وبُت البيئة‪ ،‬وتتغَت ىذه االسًتاتيجيات‬
‫‪1‬‬
‫تبعا لنضج الطفل وما يكتسبو من اخلربات‪.‬‬
‫ج‪ -‬املوازنة‪ :‬هتدؼ ادلوازنة إىل القضاء على كل أشكاؿ التناقضات‪ ،2‬وىي عملية تقدمية ذات‬
‫‪3‬‬
‫تنظيم ذايت‪ ،‬وىي عملية تعادؿ أو تساوي بُت التمثيل وادلواءمة‪.‬‬
‫د‪ -‬التمثل‪ :‬يعٍت ىذا ادلفهوـ عملية تغَت اخلربات اجلديدة إىل خربات مألوفة والتمثل دوف مواءمة من‬
‫‪4‬‬
‫شأنو أف يشوه اخلربة اجلديدة‪.‬‬
‫ه‪ -‬املواءمة‪ :‬ىي عملية خلق ادلخططات اجلديدة‪ ،‬أو ربوير ادلخططات القددية‪ ،‬وينجم عن كال‬
‫‪5‬‬
‫العمليتُت تغَت وارتقاء يف البٌت ادلعرفية ( ادلخططات)‪.‬‬
‫و‪ -‬التكيف‪ :‬ىو اذلدؼ النهائي لعملية ادلوازنة‪ ،‬ينطوي على التفاعل بُت عمليتُت فرعيتُت مها‪ :‬التمثل‬
‫‪6‬‬
‫وادلواءمة‪ ،‬وىااتف العمليتاف ليستا أكثر من شكلُت من أشكاؿ التنظيم‪.‬‬
‫ز‪ -‬التنظيم‪ :‬ىو ميل مشًتؾ يف كل أشكاؿ احلياة ألف تتكامل األبنية الفيزيقية‪ ،‬والنفسية مع بعضها‬
‫مكونة نظما أو أبنية ذات مستوى أعلى والتنظيم ال ينفصل عن التكيف فهما عمليتاف متكاملتاف؛‬
‫فالتكيف يتعلق بعالقة الكائن احلي ابلبيئة اخلارجية ويهدؼ إىل ربقيق التوازف‪ ،‬والتنظيم خيتص‬
‫‪7‬‬
‫بعالقات األعضاء واألبنية الداخلية ببعضها مكونة كال متزان كذلك‪.‬‬

‫‪ 1‬كفاح العسكري وآخروف ‪ :‬نظرايت التعلم وتطبيقاهتا الًتبوية‪ ،‬ص‪.132 :‬‬


‫‪ 2‬مصطفى انصيف‪ :‬نظرايت التعلم‪ ،‬ص‪.284 :‬‬
‫‪ 3‬كفاح العسكري وآخروف‪ :‬نظرايت التعلم وتطبيقاهتا الًتبوية‪.136 ،‬‬
‫‪ 4‬مصطفى انصيف‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.284 :‬‬
‫‪ 5‬كفاح العسكري وآخروف‪ :‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134 :‬‬
‫‪ 6‬مصطفى انصيف‪ :‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.284 :‬‬
‫‪ 7‬كفاح العسكري وآخروف ‪ :‬ادلرجع السابق‪.135 ،‬‬

‫‪7‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫‪ -4‬أمهية وتطبيقات النظرية البنائية‪:‬‬


‫تتضح أمهية النظرية البنائية يف كوهنا تتبٌت اسًتاتيجية تدريب الطفل على بناء أمناط فكرية خاصة‬
‫داخل بنيانو الفكري أتثراً ابخلربات اليت يكتسبها من البيئة واجملتمع احمليط بو‪ .‬ومن تطبيقات وأسس النظرية‬
‫البنائية انآيت‪:‬‬
‫‪ -1‬بناء ادلعرفة داخلياً لدى الطالب وعدـ نقلها كاملة من مصدر معُت‪.‬‬
‫‪ -2‬تناوؿ الطالب ادلعرفة ادلكتسبة بصورة نقدية وعدـ قبوذلا بشكل سليب دوف ربليلها‪.‬‬
‫‪ -3‬استخداـ االستدالؿ واالستنتاج لتدقيق ادلعلومات‪.‬‬
‫‪ -4‬يعتمد التعلم وفقاً للنظرية على التجربة والوقوع يف األخطاء بعيداً عن التلقُت وذلك‬
‫‪1‬‬
‫الكتساب اخلربات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -5‬ركزت النظرية على ضرورة االنتباه للفروؽ الفردية بُت الطلبة يف الصف الواحد‪.‬‬
‫‪ -6‬االىتماـ بتنمية قدرات الطالب على التفكَت يف أثناء تنظيم تعلمهم للحقائق وادلفاىيم‬
‫وادلبادئ والقواعد‪ ،‬وذبنب احلفظ انآيل غَت الواعي‪.‬‬
‫‪ -7‬ركزت النظرية كذلك على أمهية التدريب على ادلهارة بعد تعلمها بطريقة تنمي التفكَت‪،‬‬
‫وذلك ابستخدامها يف معاجلة مواقف جديدة‪.‬‬
‫‪ -8‬ضرورة وضع ادلتعلم يف بيئة نشطة وفعالة لتسهيل التعلم‪ ،‬حىت حيدث التوازف بُت ادلتعلم‬
‫والعلم احمليط بو‪.‬‬
‫‪ -9‬توفَت تقومي مرحلي متنامي داخل النسق الواحد وضمن سلسلة اذلرـ‪ ،‬حىت يتأكد ادلعلم من‬
‫حدوث التدرج العلمي لدى الطالب حبيث يتعلم صغار العلم قبل كباره أي االنتقاؿ من‬
‫‪2‬‬
‫أمناط التعلم الدنيا إىل تنظيم نشاطات تعليمية للمقدرات العليا‪.‬‬

‫‪ 1‬اتريخ االطالع ‪ 17 :‬أفريل ‪www.maktabtk.com/blog/post/115 2020‬‬


‫‪ 2‬كفاح العسكري وآخروف ‪ :‬نظرايت التعلم وتطبيقاهتا الًتبوبة‪ ،‬ص‪.141-140 :‬‬

‫‪8‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫مناىج تعليم اللغات‬


‫يعترب التخطيط يف احلياة سبيل النجاح‪ ،‬وصلاح األمم لن يتحقق دوف زبطيط‪ ،‬وأساس بناء األمم‬
‫ورقيها ىو ادلعرفة‪ ،‬ووسيلة ادلعرفة ىي اللغة‪ ،‬وسبيل ىذا كلِّو ىو ادلنهج‪ ،‬فما ىو ادلنهج؟‬
‫‪ .1‬مفهوم املنهج التعليمي‪:‬‬
‫هنج ِّ ٌ‬
‫بُت‬ ‫أ‪ -‬املنهج لغة‪ :‬جاء يف معجم لساف العرب يف مادة (هنج)‪ :‬هنج‪ :‬طريق ٌ‬
‫حو‪ ،‬وادلنهاج‪ :‬كادلْنػ َه ِج‪ ،‬ويف التنزيل﴿لِ ُك ٍّّل َج َعلْنَا ِمن ُك ْم ِش ْر َعةً‬
‫ُ‬ ‫وض‬
‫ومنهج الطريق َ‬
‫ُ‬ ‫اضح‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫و‬
‫َ‬
‫يق‪ :‬صار ً‬
‫ِ‬
‫وهنجت‬
‫ُ‬ ‫هنجا‪،‬‬ ‫اجا ۚ﴾(انآية‪ -20 :‬يوسف)‪ ،‬وادلنهاج الطريق الواضح‪ ،‬و َ‬
‫استنهج الطر ُ‬ ‫َوم ْن َه ً‬
‫‪1‬‬
‫ادلستقيم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يق‬
‫النهج‪ :‬الطر ُ‬
‫يق‪َ :‬سلَكْتُوُ‪ ،‬و ُ‬
‫الطر َ‬
‫هاج‪ :‬الطريق الواضح‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وضح واستباف‪...‬وادلْن ُ‬
‫وجا‪َ :‬‬
‫وجاء يف ادلعجم الوسيط‪ :‬نَػ َه َج الطريق نَػ ْه ًجا‪ ،‬ونػُ ُه ً‬
‫‪2‬‬
‫ومنو منهاج الدراسة‪ ،‬ومنهاج التعليم وضلومها‪.‬‬
‫وادلالحظ أف ادلعٌت الوارد يف ادلعجمُت متقارب‪ ،‬إال أف يف ادلعجم الوسيط حىت تطور داليل للكلمة‪،‬‬
‫حيث انتقل ليدؿ على مفاىيم تتعلق ابلعملية التعليمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬املنهج اصطالحا‪ :‬ادلنهج حسب "موسوعة الالند" ىو رلهود لبلوغ غاية‪ ،‬وىو طريقة‬
‫نصل من خالذلا وهبا إىل نتيجة معينة‪ ،‬حىت وإف كانت ىذه الطريقة مل تتحد من قبل ربديدا‬
‫إراداي‪...‬كما أهنا خطة تنظم مسبقا سلسلة عمليات ينبغي إكماذلا‪ ،‬وتدؿ على بعض األخطاء الواجب‬
‫‪3‬‬
‫ذبنبها‪ ،‬بغية نتيجة معينة‪.‬‬
‫ج‪ -‬املنهج التعليمي اصطالحا‪ :‬تعددت تعريفات ادلنهج التعليمي بتعدد آراء ادلتخصصُت‬
‫وخلفياهتم الثقافية والفلسفية والفكرية‪ ،‬ومن أمهها‪:‬‬

‫‪ 1‬ابن منظور(دمحم بن مكرـ)‪ :‬لساف العرب‪ ،‬الدار ادلتوسطية للنشر والتوزيع‪ ،‬تونس‪ ،‬ط ‪،2005-1426 ،1‬ج‪ ،4‬ص‪.4031 :‬‬
‫‪ 2‬رلمع اللغة العربية دبصر‪ ،‬ادلعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروؽ الدولية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪ ، 1426-2005 ،4‬ص‪.957 :‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ - :‬أندريو الالند‪ :‬موسوعة الالند الفلسفية‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بَتوت‪-‬ابريس‪ ،‬تعريب‪ :‬خليل دمحم خليل‪ ،‬ط‪،2001 ،2‬‬
‫مج‪ ،2‬ص‪.804-803:‬‬
‫‪ -‬دفاتر الًتبية والتكوين‪ :‬اجمللس األعلى للتعليم‪ ،‬ادلملكة ادلغربية‪ ،‬عدد مزدوج‪ ،7/6 :‬ماي ‪ ،2012‬ص‪.120 :‬‬

‫‪9‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫‪.1‬ادلنهج التعليمي‪ :‬عبارة عن رلموعة ادلعلومات واحلقائق وادلفاىيم اليت تعمل ادلدرسة على‬
‫إكساهبا للتالميذ‪ ،‬هبدؼ إعدادىم للحياة وتنمية قدراهتم عن طريق اإلدلاـ خبربات‪ ،‬انآخرين‬
‫واالستفادة منها‪ ،‬وقد كانت ىذه ادلعلومات واحلقائق وادلفاىيم سبثل ادلعرفة جبوانبها ادلختلفة‪ ،‬أي‬
‫‪1‬‬
‫أهنا كانت تتضمن معلومات علمية ورايضية ولغوية وجغرافية واترخيية وفلسفية ودينية وغَت ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬يعرؼ دمحم ادلزمل ادلنهج أبنو ‪:‬كل اخلربات التعليمية والًتبوية واالجتماعية والثقافية اليت‬
‫هتيئها ادلدرسة لطالهبا – داخلها وخارجها – بقصد مساعدهتم على النمو الكامل الشامل وتعديل‬
‫‪2‬‬
‫سلوكهم وذلك من أجل ربقيق أىدافها الًتبوية‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع املناىج التعليمية‪:‬‬
‫ومنذ ظهور التعليم األكادديي يف العصر احلديث‪ ،‬وزايدة احتكاؾ الشعوب ببعضها‪ ،‬وكانت‬
‫ىناؾ حاجة لتعلم اللغات‪ ،‬برزت للوجود مناىج تعليم متعددة أمهها‪ :‬ادلنهج التقليدي‪ ،‬وادلنهج‬
‫البنيوي‪ ،‬وادلنهج التواصلي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املنهج التقليدي‪:‬‬

‫يعد ىذا ادلنهج يف رأي الدكتور صاحل بلعيد يف كتابو "دروس يف اللسانيات التطبيقية" منهجا‬
‫عتيقا‪ ،‬إذ يقع االعتماد فيو على ادلعلم‪ ،‬وادلتعلم وعاء تصب فيو ادلعلومات ال غَت‪ ،‬فهذه الطرقة‬
‫التقليدية تعترب ادلدرس ىو ادلالك الوحيد للمعرفة‪ ،‬يف حُت أف التلميذ فارغ حيتاج إىل ترشيد خشن‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ولذلك يعامل معاملة قاسية كي يستفيد من علم ادلعلم وذباربو الرادعة يف رلاؿ م ِّد ادلعلومات‪.‬‬
‫ففي ىذا النوع من التعليم صلد أف " طالب العلم منهم‪ ،‬بعد ذىاب الكثَت من أعمارىم يف مالزمة‬
‫كوات ال ينطقوف وال يفاوضوف‪ ،‬وعنايتهم ابحلفظ أكثر من احلاجة‪ ،‬فال حيصلوف‬
‫اجملالس العلمية س ً‬
‫على طائل من ملكة التصرؼ يف العلم والتعليم‪ ،‬مث بعد ربصيل من يرى منهم أنو قد حصل ذبد‬

‫حلمي أمحد الوكيل‪ ،‬دمحم أمُت ادلفيت‪ :‬أسس بناء ادلناىج وتنظيماهتا‪ ،‬دار ادلسَتة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬ص‪ ،2017 :‬ص‪.16 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫دمحم مزمل البشَت ودمحم مالك دمحم سعيد‪ :‬مدخل إىل ادلناىج وطرؽ التدريس‪ ،‬دار اللواء للنشر والتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬السعودية‪ ،1992 ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪3‬‬
‫صاحل بلعيد‪ :‬دروس يف اللسانيات التطبيقية‪ ،‬دار ىومو اجلزائر‪ ،‬ط ‪ ،2009 ،5‬ص‪.30 :‬‬

‫‪01‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫ملكتو قاصرة يف علمو إف فاوض أو انظر‪ ،‬أو علَّم"‪ 1.‬ويف تعليم اللغات يعتمد ىذا ادلنهج على‬
‫طريقة القواعد أو الًتمجة يف تدريس اللغات فهي تستخدـ أساليب أقرب ما تكوف إىل تدريس اللغة‬
‫األـ يف تدريس اللغات األجنبية‪ ،‬أو بغياب طريقة واضحة يف التدريس قائمة على أسس علمية‬
‫وأتخذ بعُت االعتبار ادلنجزات العلمية للسانيات وعلم النفس وعلم االجتماع وعلوـ الًتبية‪ ،‬يقوـ‬
‫ادلنهج التقليدي على أف تعلم اللغات األجنبية يتم عن طريق التعرؼ على قواعد اللغة مث حفظها‪ ،‬مث‬
‫تطبيقها على استخداـ اللغة يف القراءة والكتابة‪ ...‬ألف ىذا ادلنهج يهدؼ أساسا إىل اكتساب‬
‫ادلعلمُت ادلهارات اللغوية الكتابية‪ ،‬وال يسعى إىل اكتساهبم ادلهارات اللغوية الشفوية"‪ 2.‬ويطلق على‬
‫ىذا ادلنهج من التعليم "بيداغوجيا ادلعارؼ أو ادلضامُت" حيث يوظف ادلعلم يف ىذا ادلنهج الًتبوي‬
‫كما ىائال من رصيده ادلعريف يف العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬قصد تبليغو إىل ادلتعلمُت على أف‬
‫ّ‬
‫يطالبهم الحقا حبفظو واستظهاره‪ ،‬وادلتعلم يف ىذا النوع التعليمي غَت مطالب ابدلسامهة يف سَت‬
‫الدرس يف مجيع أنشطتو‪ ،‬ألف ادلعلم ىو ادلطالب ىو من يعرض ادلعارؼ ويلقيها‪ ،‬وما يعاب على‬
‫ىذه الطريقة التقليدية افتقارىا لألىداؼ الًتبوية‪ 3،‬إذ ال هتتم ابالرتقاء ابلعملية التعليمية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬املنهج البنيوي‪:‬‬

‫ظهر ىذا ادلنهج عند االنتقاؿ من الطريقة التقليدية اليت هتمل االستعماؿ الفعلي للغة‪ ،‬وظهوره يرتبط‬
‫ابدلنهج الوصفي يف الدراسات اللسانية الذي حيلل اللغة على أساس بنيات جزئية ذبتمع لتكوف لنا البنية‬
‫الكلية للغة‪ ،‬وأييت على رأس ىذا االذباه الوصفي فرديناند دي سوسَت‪ ،‬و "البنيوية مدرسة سبتلك مجلة من‬
‫اخلصائص وادلعطيات وىي يف خلفياتو األوىل مذىب علمي يستند إىل ووضعية عقالنية بغية توضيح الوقائع‬
‫ِ‬
‫كرد فعل على ادلناىج اللغوية ‪ ،‬وخباصة طريقة تعليم‬
‫االجتماعية واالنسانية بتحليلها وإعادة تركيبها وقد جاء ّ‬

‫‪ 1‬السيد صديق خاف القنوجي البخاري‪ :‬أجبد العلوـ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتوت‪ ،2016 ،‬ج ‪ ،1‬ص‪..125 :‬‬
‫‪ 2‬ليوانرد بلومفيلد‪ :‬تدريس اللغات‪ ،‬تر‪ :‬دمحم الصاحل بكوش‪ ،‬رللة التبيُت‪ ،‬اجلزائر ص‪.54 :‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا بوقصبة‪ :‬تعليمية اللغة العربية يف اجلزائر مقاربة تداولية‪ ،‬رللة ‪ :‬األكادديية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم انآداب‬
‫والفلسفة‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‪12:‬ص‪.04 :‬‬

‫‪00‬‬
‫األستاذ‪ :‬حممود بوستو‬ ‫األفواج ‪8-7-6-5 :‬‬ ‫س ‪ 2‬ليسانس دراسات أدبية‬ ‫حماضرة‪ :‬نظرايت التعلم مقياس‪:‬اللسانيات التطبيقية‬

‫النحو والًتمجة اليت كاف مهها مقارنة اللغات اذلندية ابللغات األوربية مث بُت اللغات على اختالؼ أنواعها‪،‬‬
‫ودراسة اتريخ ىذه اللغات"‪ 1.‬ويطلق على ىذا ادلنهج التعليمي "بيداغوجيا األىداؼ" ففي ىذه الطريقة‬
‫يلجأ ادلعلم إىل تقسيم درسو إىل مراحل زلددة‪ ،‬يف كل مرحلة يقوـ إببالغ معلومات معينة إىل ادلتعلم الذي‬
‫من شأنو أف يشارؾ يف التحصيل ادلعريف‪ ،‬وبعد كل فًتة جيري ادلعلم اختبارا بسيطا‪...‬ليقف على مدى فهم‬
‫واستيعاب ادلتعلمُت وامكانية ربقيق أىدافو وىذا النوع من التعليم يطلق عليو ادلنظروف يف الًتبية‪ :‬التقومي‬
‫‪2‬‬
‫ادلرحلي‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬املنهج التواصلي‪:‬‬
‫ادلنهج التواصلي أحدث ادلناىج اخلاصة بتعليم اللغات جاء نتيجة التطور احلاصل يف طرؽ التعليم‬
‫للوصوؿ إىل النتائج ادلقصودة أبسهل الطرؽ وأيسرىا‪ ،‬وقد اعتمدتو األحباث التعليمية احلديثة ألنو يتناسب‬
‫وطبيعة اللغة ابعتبارىا وسيلة التواصل والتفاىم بُت البشر لنقل التجارب وادلعارؼ واخلربات‪ ،‬ونتيجة تطور‬
‫العلوـ اللسانية وظهور ما يعرؼ ابللسانيات النصية واللسانيات التداولية وربليل اخلطاب‪ ،‬كل ىذا كاف عامال‬
‫مساعدا لربوز ادلقاربة التواصلية‪ ،‬واليت هتدؼ إىل اكساب ادلتعلم القدرة على تسَت مراحل الدرس جنبا‬
‫إىل جنب مع ادلعلم‪ ،‬لقدراتو الداخلية العقلية على امكانية الفهم واالنتاج‪ ،‬ويعتمد ىذا ادلنهج يف‬
‫العملية التعليمية على ادلقاربة ابلكفاءات حيث "يستغل ادلعلم يف ضوء ىذه ادلقاربة كل ادلدارؾ‬
‫وادلعارؼ اليت ديتلكها ادلتمدرس‪ ،‬ليحقق ادماج ذلك ادلتعلم‪ ،‬ليس دبشاركتو يف أطوار الدرس‬
‫فحسب‪ ،‬بل دبا اكتسبو من معارؼ قبلية‪ ،‬وما يتمتع بو من كفاايت مسبقة يف العملية التعليمية‪،‬‬
‫هبذا يعكف ادلعلم يف بناء مناىجو على خربات فردية مسبقة لتالميذه‪ ،‬يف ظل ادماج العناصر‬
‫ادلتعددة ادلًتابطة وادلتآلفة كي تصَت وظيفية ويطلق على ىذه العملية يف سياقها الًتبوي بيداغوجية‬
‫اإلدماج حيث يوظف ادلتعلم سلتلف مكتسباتو بشكل متصل يف وضعيات ذات داللة‪...‬أو‬
‫‪3‬‬
‫ابألحرى ىو الربط بُت موضوعات دراسية سلتلفة ‪ ...‬مع النظر يف قدرات وحاجيات ادلتعلمُت"‪.‬‬

‫‪ 1‬صاحل بلعيد‪ :‬دروس يف اللسانيات التطبيقية‪ ،‬ص‪.32:‬‬


‫‪ 2‬عبد هللا بوقصبة‪ :‬تعليمية اللغة العربية يف اجلزائر مقاربة تداولية‪ ،‬ص‪.05:‬‬
‫‪ 3‬نفس ادلرجع‪ :‬ص‪.6:‬‬

‫‪02‬‬

You might also like