محرر قضائي من الدرجة الرابعة بمديرية تكوين كتاب الضبط بالمعهد العالي للقضاء بالرباط. متى يتم اللجوء الى مسطرة القيم؟ -1ان مؤسسة القيم ال يتم اللجوء اليها اال عندما يتعذر الوصول الى أحد طرفي الدعوى ،وبعد أن تستنفذ كافة الوسائل القانونية المتمثلة في : أ -توجيه االستدعاء المرفق بشهادة التسليم الى الطرف المعني باألمر ،ويسهر على تبليغ هذا االستدعاء عون كتابة الضبط، أو العون القضائي طبقا لمقتضيات الظهير الشريف رقم 1.80.440المؤرخ في 17صفر 1401الموافق ل 25ديسمبر ،1980أو السلطات االدارية (الفقرتان األولى والثانية من الفصل 39من ق.م.م).
ب -توجيه االستدعاء بالبريد المضمون مع االشعار بالتوصل
( الفقرة الثالثة من الفصل 39من ق.م.م). - 2يتم اللجوء الى مؤسسة القيم اذا كان محل أو موطن أحد طرفي الدعوى مجهوال كماهو في الفقرة 7من الفصل 39من ق.م.م ،وأيدها قرار المجلس األعلى رقم 1854بتاريخ ": ،90-09-19حيث يتبين من الحكم االبتدائي المؤيد بالقرار االستئنافي المطعون فيه أن االستدعاء الموجه للمدعى عليه لجلسة 1980/01/13رجع بمالحظة المدعى عليه توفي ،وبعد تصحيح المسطرة استدعي الورثة لجلسة 1981/05/25فرجع االستدعاء بمالحظة بيان الرقم حسب ما هو ثابت من محضر الجلسة ،اال أن المحكمة أمرت بتعيين قيم لجلسة 1981/06/22بدل اعادة االستدعاء بالعنوان الكامل،ثم أصدرت حكمها مما تكون معه قد خرقت مقتضيات الفصل 39من ق.م.م الذي ينص في فقرته السابعة على أن القيم يعين في األحوال التي يكون فيها موطن أو محل اقامة الطرف غير معروف ،والقرار المطعون فيه الذي أثير أمامه الخرق المذكور وأثبته كذلك في وقائعه دون الجواب عنه رغم ماله من أثر على القضية لما فيه من خرق لحقوق الدفاع يكون ناقص التعليل الموازي النعدامه مما يوجب نقضه". - 3ان القاضي المقرر أو المستشار المقرر هما الوحيدان المخول لهما صالحية تعيين القيم أثناء مسطرة التقاضي، وهذا بصريح الفقرة السابعة من الفصل 39من ق.م.م، والفقرة األخيرة من الفصل 334منها ،بيد أن الفصلين معا لم يشيرا الى طبيعة هذا التعيين هل هو تلقائي ،أم يتم بناء على طلب من أحد أطراف الدعوى؟ ،علما أن الذي جرى عليه العمل القضائي هو التعيين التلقائي. - 4ان مؤسسة القيم تلتصق بعون كتابة الضبط ،كما تنص على ذلك صراحة الفقرة السابعة من الفصل 39المشار اليها أعاله ،وغالبا ما يكون هذا العون كاتب الجلسة ،في حين تبقى الجهات األخرى كالنيابة العامة والسلطات االدارية بمثابة آليات تمكن القيم من انجاز مأموريته في البحث والتقصي ( الفقرة الثامنة من الفصل 39من ق.م.م). - 5ان مؤسسة القيم ال تقتصر مهمتها على البحث عن األطراف المتغيبين أو عن عناوين اقامتهم ،بل تمتد الى البحث عن الوثائق والمستندات المفيدة في الدفاع عنهم،وهو ما يعني أن القيم في مرحلة التقاضي يجسد الممثل القانوني للطرف المتغيب ،وهذا يخوله صالحيات التمسك والتحلي بأصول النيابة ،من حيث تحضير المستندات والمعلومات التي يمكنه استجماعها من هنا وهناك ،وتهيىء المذكرات بشأنها ،مما يستدعي من القيم القيــــــــام بعمليتين متالزمتين ؛ البحث عن المتغيب ووسائل الدفاع عنه من جهة ،ومن جهة أخرى استثمار ما تم العثور عليه وتقديمه للعدالة خالل كل جلسة. متى يتم العدول عن عمل القيم؟ تتوقف مؤسسة القيم عن عملها بمجرد العثور على الطرف المتغيب كما تصرح بذلك الفقرة األخيرة من الفصل 39من ق .م .م فاذا لم تعثر عليه استمرت في مباشرة كافة االجراءات خالل سريان مسطرة التقاضي الى أن يصدر الحكم الذي يكون غيابيا بقيم. أوال :تدخل مؤسسة القيم أثناء مسطرة التقاضي الجانــب النظــري: جاء في الفقرات السابعة والثامنة والتاسعة من الفصل 39من قانون المسطرة المدنية ما يلي " :يعين القاضي في األحوال التي يكون فيها موطن أو محل اقامة الطرف غير معروف عونا من كتابة الضبط بصفته قيما يبلغ اليه االستدعاء. يبحث هذا القيم عن الطرف بمساعدة النيابة العامة والسلطات االدارية ،ويقدم كل المستندات والمعلومات المفيدة للدفاع عنه دون أن يكون الحكم الصادر نتيجة القيام بهذه االجراءات حضوريا . اذا عرف فيما بعد موطن أو محل اقامة الطرف الذي كان يجهل موطنه ،فان القيم يخبر بذلك القاضي الذي عينه ،ويخطر الطرف برسالة مضمونة عن حالة المسطرة وتنتهي نيابته عنه بمجرد القيام بذلك " . الجانب العملي : عندما يتعذر الوصول الى أحد أطراف الدعوى ،وتستنفذ كافة الوسائل • القانونية المقررة لتحقيق ذلك ،يعمد القاضي المقرر أو المستشار المقرر الى تنصيب قيم ،ويشار الى ذلك بمحضر الجلسة. يحرر القاضي المقرر أو المستشار المقر ر المطبوع ذي النموذج 83/30023 • أو النموذج 32018اللذين خصصتهما وزارة العدل لألمر بتعيين قيم على ضوء الفصلين 39و 334من قانون المسطرة المدنية ،ويشعر القيم بهذا التعيين الذي يضم الى وثائق الملف . يحرر القيم كتابا لطلب المساعدة في البحث عن المتغيب ،وفق المطبوع ذي • النموذج 30024الذي خصصته الوزارة لهذا الغرض على ضوء الفصلين 39و .334 يوجه هذا الكتاب الى النيابة العامة والسلطات االدارية التي يقع ضمن دائرة • نفوذها آخر موطن أو محل اقامة المتغيب ،ويشار في متن الكتاب الى الفصلين 39و 334من ق .م .م اذا تعلق األمر بقضية استئنافية ،والى الفصل 39وحده اذا كانت القضية رائجة أمام المحكمة االبتدائية . الجانب العملي ( :تــابع) ينتظر القيم الجواب على كتابه ،اذا توصل به وكان ايجابيا بحيث تضمن العثور على الطرف المتغيب أو على عنوانه الصحيح ،أخبر بذلك القاضي المقرر أو المستشار المقرر ،وأخطر المعني باألمر برسالة مضمونة عن الحالة التي آلت اليها المسطرة ،وعند ذلك تنتهي نيابته .واذا كان الجواب سلبيا ،بحيث تضمن ما يفيد عدم العثور على المعني باألمر أو على عنوانه ،أو أنه انتقل الى وجهة مجهولة ، فان القيم يضطر الى االستمرار في البحث متى استشعر امكانية الوصول الى نتائج مفيدة ،أو يسند النظر الى المحكمة متى رأى عكس ذلك. اذا لم يتوصل القيم بأي جواب وحل موعد الجلسة ،فانه يمثل الطرف المتغيب ،ويدلي بمذكرة كتابية يطلب من خاللها التأخير بحيثية عدم التوصل بالجواب. ثانيا :تدخل مؤسسة القيم أثناء مسطرة تبليغ األحكام الجانب النظري : ورد في الفصل " 441 :ال تسري آجال االستئناف أو النقض في تبليغ األحكام أو القرارات المبلغة الى القيم اال بعد تعليقها في لوحة معدة لهذا الغرض بالمحكمة التي أصدرت الحكم أو القرار مدة ثالثين يوما واشهارها مقابل المصاريف المسبقة من المستفيد من الحكم أو القرار بكل وسائل االشهار حسب أهمية القضية . يضفي قيام كاتب الضبط بهذه االجراءات وشهادته بها على الحكم الصبغة النهائية التي تسمح بتنفيذه ". مثال : نص المجلس األعلى في قراره رقم 258الصادر بتاريخ 1985/02/26على مايلي":ليس بالملف ما يفيد قيام كتابة الضبط بتعليق الحكم االبتدائي في اللوحة المعدة لذلك ،وال اشهاره بأية وسيلة من وسائل االشهار وال اشهاد بانجاز تلك االجراءات.لهذا يتعرض للنقض القرار الذي صرح بعدم قبول االستئناف استنادا فقط الى اشهادال يتضمن سوى صدور الحكم وتبليغه للقيم وقابليته للتنفيذ بعد مضي 30يوما" ( .)9أخيرا يجدر التنبيه الى أن مصاريف النشر تودع مسبقا من طرف المستفيد منه بصندوق المحكمة ،بيد أن العمل الضبطي جرى في معظم األحيان بأن يسهر المستفيد بنفسه على نشر االعالن القضائي المتضمن لملخص الحكم أو القرار ،وأن يباشر ايداع المصاريف الالزمة لذلك في حساب الجريدة المكلفة بالنشر. الجانب العملي اذا صدر الحكم غيابيا بقيم تم االكتفاء بهذا القيم دونما حاجة الى استصدار أمر بتعيينه ،في حين اذا صدر الحكم حضوريا أو صدر غيابيا بعد توصل المعني باألمر أو من ينوب عنه باالستدعاء ولم يحضر ،فان امكانية اللجوء الى استصدار أمر بتنصيب قيم تبقى واردة متى عجز المستفيد من الحكم عن العثور على الطرف المتغيب.يقدم الطلب الى رئيس المحكمة مصدرة الحكم ،يودع بصندوقها بعد أن يؤدى عنه 50,00درهما مبلغ الرسوم القضائية و 30,00درهما مبلغ حقوق المرافعة ،يفتح للطلب ملف عقود مختلفة يبت فيه السيد رئيس المحكمة في غيبة األطراف ودون حضور كاتب الضبط ،ثم يصدر أمره بتعيين قيم متى اطمأن الى جدية الطلب ووجاهته. اذا صدر الحكم غيابيا بقيم ،سحبت نسخة تبليغية منه وأرفقت بطلب التبليغ الذي يودع بصندوق المحكمة ويؤدى عنه رسما قضائيا بقيمة 20,00درهما لتكوين الملف التبليغي. الجانب العملي (تابع) اذا صدر الحكم حضوريا أو غيابيا وتاله أمر بتعيين قيم سحبت نسخة من الحكم ونسخة من األمر وضمتا الى طلب التبليغ الذي يودع بصندوق المحكمة وتؤدى عنه نفس المصاريف المقررة لتكوين الملف التبليغي. يبلغ القيم بنسخة الحكم ونسخة األمر عند االقتضاء ،يتسلم النسختين ويوقع على شهادة التسليم التي تحفظ بالملف التبليغي الثبات تاريخ التوصل. يبادر القيم الى تعليق نسخة الحكم على اللوحة المخصصة لالعالنات بالمحكمة لمدة شهر ،ويمكن تسمية هذه العملية باالشهار على الصعيد المحلي. الجانب العملي (تابع) يقوم رئيس مصلحة كتابة الضبط بنشر ملخص لمنطوق الحكم اعتمادا على المصاريف المودعة مسبقا بصندوق المحكمة ،ويتم النشر في احدى الجرائد الوطنية المخول لها اشهار االعالنات القانونية والقضائية لمدة شهر يبدأ احتسابه من تاريخ النشر ،ويشير رئيس كتابة الضبط في ديباجة االعالن عالوة على مراجع ملف الموضوع وملف التبليغ واألطراف وتاريخ ورقم الحكم الى تعيين القيم وتاريخ توصله بنسخة الحكم وتاريخ تعليقها بسبورة االعالنات. وقد جرى العمل الضبطي على أن المستفيد من الحكم هو الذي يسهر على النشر دون حاجة الى ايداع مصاريفه بصندوق المحكمة ،وعند التنفيذ يدلي بما يفيد النشر.
التعسف في استغلال وضعية التبعية الاقتصادية -دراسة تحليلية في التشريع الجزائري على ضوء نظيره الفرنسي - The exploitation of the situation of economic dependence - Analytical study of t