الذاكرة العاملة

You might also like

You are on page 1of 11

‫الذاكرة العاملة‬

‫المفهوم – الوظائف‪-‬المكونات‬

‫الطالب‪ :‬علي عبد الرحيم صالح‬

‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬


‫الذاكرة العاملة أم قصيرة المدى‬

‫ترجع البدايات األولى في ظهور الذاكرة العاملة إلى نموذج أتكنسون‬

‫وشيفرن حول معالجة المعلومات‪ ،‬الذي قسم الذاكرة على ثالثة أنواع‪،‬‬

‫وتمثلت بالذاكرة الحسية والذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى‪ ،‬ووصفا الذاكرة‬

‫قصيرة المدى بأنها ذلك الجزء الذي يعمل على استقبال المعلومات من الذاكرة الحسية‬

‫والعمل على حفظها لمدة قصيرة بهدف ترميزها وارسالها إلى الذاكرة طويلة المدى‪ ،‬من‬

‫أجل حفظها بصورة دائمية‪ .‬لذلك ركز نموذج اتكنسون وشيفرن على أن الذاكرة قصيرة‬

‫مخزن مؤقت ال يستطيع االحتفاظ بالمعلومات أكثر من ‪ 30‬ثانية فقط‪.‬‬


‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬
‫الذاكرة العاملة أم قصيرة المدى‬

‫انتقد عالم النفس بادلي نموذج اتكنسون وشيفرن حول الذاكرة قصيرة المدى‪،‬‬

‫ألنها تفترض أ‪X‬ن األفراد يحتفظون بالمعلومات بصورة سلسلة ومرنة في هذه‬

‫الذاكرة‪ ،‬في حين أن هذا يتعارض مع الواقع‪ ،‬لكونها نادرا ما تكون بهذه‬

‫البساطة‪ ،‬فعلى سبيل ال‪X‬مثال عندما تحاول االحتفاظ برقم هاتف في الذاكرة‬

‫قصيرة المدى‪ ،‬فأنك قد تواجه مهام أخرى مثل مشاهدة خبر في التل‪X‬فزيون‪،‬‬

‫أو سماع صوت طفلك‪ ،‬أو أنك تقوم بذلك أثناء قيادة سيارتك‪ ،‬أو تصليح‬

‫جهاز معين‪ ،‬ل‪X‬ذلك قال بادلي وهيتش ‪ BADDELEY & HITCH,1974‬أن هناك حاجة إلى نموذج أكثر‬

‫تعقي ًدا للذاكرة‪ ،‬أي نموذج يشرح بشكل أفضل كيفية ارتباط الذا‪X‬كرة بتجاربنا الواعية التي نواجهها في اللحظة‬

‫الحالية‪.‬‬
‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬
‫مفهوم الذاكرة العاملة‬
‫ه‪X‬ي وحدة تخزین مؤقت‪X‬ة تعم‪X‬ل عل‪X‬ى معالج‪X‬ة المعلومات واس‪X‬ترجاعها بشک‪X‬ل‬
‫س‪X‬ریع‪ ،‬إ‪X‬ذ تعم‪X‬ل عل‪X‬ى تنس‪X‬یق المعلومات اللفظیة والبص‪X‬ریة واألحداث ‪،‬ولذل‪X‬ك‬
‫فه‪XX‬ى تعم‪XX‬ل عل‪XX‬ى تنظیم المعلومات القادم‪XX‬ة م‪XX‬ن خالل الحواس والمعلومات‬
‫المس‪XX‬ترجعة م‪XX‬ن الذاكرة طویل‪XX‬ة األم‪XX‬د‪ ،‬وذل‪XX‬ك یفید ف‪XX‬ى ح‪XX‬ل المشكالت واتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬والقيام باألنشط‪XX‬ة المعرفي‪XX‬ة المعقدة مث‪XX‬ل القراء‪XX‬ة والفه‪XX‬م والحس‪XX‬اب‪،‬‬
‫وتتضم‪X‬ن الذاكرة العامل‪X‬ة القدرة عل‪X‬ى إبقاء المعلومات نشط‪X‬ة ف‪X‬ي ذهن‪X‬ك لفترة‬
‫ثوان‪ XXX‬ليتمك‪XXX‬ن الفرد م‪XXX‬ن اس‪XXX‬تخدام المزي‪XXX‬د م‪XXX‬ن عمليات‬
‫ٍ)‬ ‫قص‪XXX‬يرة (‪30-15‬‬
‫المعالج‪X‬ة‪ ،‬لذا ه‪X‬ي نظام تخزي‪X‬ن مؤق‪X‬ت‪ ،‬وضروري‪X‬ة للعدي‪X‬د م‪X‬ن المهام اليومي‪X‬ة‬
‫(عل‪XXXXX‬ى س‪XXXXX‬بيل المثال ‪ ،‬اتباع التعليمات ‪ ،‬واالس‪XXXXX‬تجابة ف‪XXXXX‬ي المحادثات ‪،‬‬
‫واالس‪XXXXXXXXX‬تماع ‪ ،‬وفه‪XXXXXXXXX‬م القراء‪XXXXXXXXX‬ة ‪ ،‬والتنظي‪XXXXXXXXX‬م)‪.‬‬

‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬


‫خصائص الذاكرة العاملة‬
‫‪ .1‬ذات نظام معرفي محدود السعة‪ ،‬وهذا يعني أن هذه الذاكرة ال تستطيع االحتفاظ بكمية‬
‫كبيرة من المعلومات‪.‬‬
‫‪ .2‬تحتفظ بالمعلومات بصورة مؤقته ال تتجاوز ‪ 30‬ثانية‪ ،‬إال أن هذه المعلومات يمكن أن‬
‫تبقى مدة أطول من خالل مجموعة من االستراتيجيات المعرفية كالتسميع والتنظيم‬
‫والتصنيف للمعلومات‪.‬‬
‫‪ .3‬تمنح النظام المعرفي المرونة والقدرة في معالجة المعلومات‪ ،‬كما تساهم في عملية‬
‫التركيز وزيادة االنتباه على المعلومات المهمة‪.‬‬
‫‪ .4‬غالبا ما نكون واعين بالعمليات التي نقوم بها في هذه الذاكرة‪ ،‬وهي مهمة في عمليات‬
‫التفكير وفهم القراءة وحل المشكالت والذكاء‪.‬‬
‫‪ .5‬أنها تتطور بتقدم العمر‪ ،‬إذ يمكن تتبعها بدءا من عمر ‪ 3‬سنوات‪ ،‬وكلما تقدم األفراد في‬
‫العمر كانوا قادرين على حفظ كمية أكبر من المعلومات‪ ،‬ومعالجة المعلومات المعقدة‪.‬‬
‫‪ .6‬تعتمد هذه الذاكرة على كفاءة الجهاز العصبي للدماغ‪ ،‬إذ أن األفراد الذين يعانون من‬
‫ضعف أو تلف في أحدى مناطق الدماغ يمكن أن يسبب قصور في وظيفة الذاكرة العاملة‪،‬‬
‫السيما في مناطق القشرة الصدغية والهيبوكامبوس‪.‬‬

‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬


‫نموذج بادلي في الذاكرة‬
‫ظهر نموذج بادلي في الذاكرة العاملة في عام ‪ ،1974‬نتيجة الدراسات التجريبية التي قام‬
‫بها على الذاكرة القصيرة المدى‪ ،‬إذ في ضوء تقديم مهام مزدوجة إلى المشاركين‪ ،‬التي‬
‫تتطلب أداء مهمتين متزامنتين وتتطلبان استخدام مجالين إدراكيين منفصلين (مثل مهمة‬
‫بصرية ولفظية)‪ ،‬وجد أن الفرد يستطيع أن يؤديهما بنفس كفاءة أداء المهام الفردية(أداء‬
‫مهمة واحدة فقط)‪ ،‬بالمقابل ‪ ،‬عندما يحاول الشخص تنفيذ مهمتين في وقت واحد تستخدمان‬
‫نفس المجال اإلدراكي (مثل مهمتين بصريتين) ‪ ،‬يكون األداء أقل كفاءة من أداء المهام‬
‫بشكل فردي‪.‬‬
‫لذا أفترض بادلي أن الذاكرة العاملة تتكون من عدة مكونات بدال من اعتبارها بنية واحدة‪،‬‬
‫إذ تتكون الذاكرة العاملة من ثالثة مكونات أساسية‪ ،‬تكون مسؤولة عن‪:‬‬
‫‪-‬معالجة المحتوى اللفظي‪.‬‬
‫‪-‬معالجة البيانات البصرية المكانية‪.‬‬
‫‪ -‬اشراف وتحكم في تدفق المعلومات بين أنظمة الذاكرة‪ ،‬ويشير بادلي أن الحلقة الصوتية‬
‫والمكون البصري المكاني يعمالن كمخازن في تخزين المعلومات بشكل مؤقت‪ ،‬في حين‬
‫أن الوظيفة التنفيذية تعمل على التنسيق بينهما من أجل أداء المهام المطلوبة‪.‬‬

‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬


‫مكونات نموذج بادلي في الذاكرة‬

‫أوال‪ .‬الحلقة الصوتية‪:‬‬


‫مكون يتعامل مع المعلومات اللفظية والسمعية مثل محاولة حفظ‬
‫رقم هاتف أو اسم شخص أو فهم ما يتحدث به األخرون‪،‬‬
‫وتتكون الحلقة الصوتية من مكونين‪:‬‬

‫أ‪.‬المخزن الصوتي ‪ : PHONOLOGICAL STORE‬الذي يتمتع بسعة محدودة‪،‬‬


‫ثوان فقط‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ويحفظ المعلومات الصوتية لبضع‬

‫ب‪ .‬التكرار التفصيلي ‪ : ARTICULATORY REHEARSAL PROCESS‬عملية‬


‫التدريب التي يمكن أن تمنع العناصر الموجودة في المخزن الصوتي من االنحالل‬
‫(االندثار)‪ .‬وتوصل العلماء أن المعلومات السمعية يتم االحتفاظ بها من ‪ 15‬إلى ‪ 30‬ثانية‪،‬‬
‫وهي تتأثر بطول الكلمة المسموعة‪ ،‬ومدى وضوحها‪ ،‬وارتفاع مستوى الموجة الصوتية ‪.‬‬

‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬


‫مكونات نموذج بادلي في الذاكرة‬
‫المكون البصري‪-‬المكاني‬
‫نظام ذاكرة محدود السعة يعالج الصور المرئية‪ ،‬ويمكن األشخاص من إنشاء‬
‫الصور ومعالجتها في أذهانهم‪ ،‬كما يحدث عندما يكون الفنان أو المهندس‬
‫المعماري في العمل‪ .‬ويقوم هذا المكون بمهمتين هما ‪:‬‬
‫‪.)1‬معالجة المعلومات البصرية ‪:‬الذاكرة الخاصة بمظاهر األشياء التي رأيتها‬
‫من حولك مؤخرًا‪.‬‬
‫‪ )2‬المعلومات المكانية ‪:‬الذاكرة المتعلقة بموقع األشياء وحركتها في البيئة‪.‬‬

‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬


‫مكونات نموذج بادلي في الذاكرة‬
‫الوظيفة التنفيذية‪:‬‬
‫نظام مرن مسؤول عن مراقبة وتنظيم العمليات المعرفية في الذاكرة العاملة‪،‬‬
‫لكونه يحدد المهام التي سيتم معالجة اوال‪ ،‬ويمكن من االنتقال من مهمة إلى‬
‫أخرى بسهولة لحين تأدية المهمة المطلوبة‪ ،‬والقدرة على تنفيذها بالتعاون مع‬
‫المكون البصري واللفظي‪.‬‬
‫لذا تعمل الوظيفة التنفيذية كنظام إشرافي يتحكم في العمليات المعرفية ‪ ،‬ويتأكد‬
‫من أن المتجر قصير المدى يعمل بنشاط‪ ،‬ويتدخل عندما يصاب الفرد‬
‫بالتشويش‪.‬‬

‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬


‫مكونات نموذج بادلي في الذاكرة‬
‫مصد االحداث‪:‬‬
‫أضاف ‪ BADDELEY‬في عام ‪ 2000‬مكونًا راب ًعا إلى النموذج‪ ،‬وهو‬
‫مخزن مؤقت وعرضي‪ ،‬محدود السعة‪ ،‬مخصص لربط المعلومات السمعية‬
‫والبصرية معا عبر مكونات الذاكرة العاملة من أجل تشكيل صورة متكاملة‬
‫حول الشيء‪.‬‬
‫على سبيل المثال نحن عندما نرى كائن (قط) يتحرك (مكون بصري)‪ ،‬ويقوم‬
‫باصدار أصوات (مواء) (مكون سمعي) فنحن نختبرها عبر قنوات منفصلة‬
‫وتؤدي إلى تكوين تمثيالت في رموز خاصة‪ ،‬ورغم ذلك فأننا ندركها كبنية‬
‫واحدة متماسكة‪ ،‬لذلك يعمل مصد االحداث‪ ،‬على ربط هذين المكونين حول‬
‫الكائن‪ ،‬وتمثيله كحدث واحد‪.‬‬
‫ويتعاون مصد االحداث مع الذاكرة طويلة المدى‪ ،‬في ضوء استدعاء‬
‫المعلومات المرتبطة بالشيء الذي نعالجه‪ ،‬مثل استدعاء لون الشيء وشكله‪.‬‬
‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬
‫الذاكرة العاملة والدماغ‬
‫قام الباحثين في علم النفس العصبي بدراسة المناطق التي تكون مسؤولة عن‬
‫نشاط الذاكرة العاملة‪ ،‬وألجل ذلك قاموا بدراسة المرضى الذين يعانون من‬
‫أورام أو خلل في الدماغ في ضوء استعمال طرائق التصوير العصبي‪:‬‬
‫‪ -‬مكون الحلقة الصوتية يكمن في نصف الكرة األيسر حيث يرتبط التخزين‬
‫بمنطقة في التقاطع الصدغي الجداري‪ ،‬إذ تكون هذه المنطقة مرتبطة بإنتاج‬
‫الكالم وفهمه‪.‬‬
‫وجد أن المكون البصري المكاني يكمن في النصف األيمن من الدماغ‪ ،‬لكونه‬
‫مسؤول عن معالجة الخصائص البصرية لالشخاص وألشياء واالحتفاظ بها‪.‬‬
‫وجد الفص الجبهي االمامي يمارس دورا مهما في الوظيفة التنفيذية التي تنسق‬
‫بين المكون البصري والصوتي‪ ،‬وأن اصابة هذه المنطقة يجعل أداء الفرد‬
‫المعرفي ضعيفا‪ ،‬ويواجه خلل في الربط بين صورة الشخص وصوته أو‬
‫التعرف عليه(‬
‫جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ -‬قسم علم النفس‬

You might also like