You are on page 1of 56

‫ب�سم الله الرحمن الرحيم‬

‫احلمد لله وال�صالة و ال�سالم على ر�سول الله‬

‫هالل العدد‬

‫العدد ‪149‬‬
‫�شعبان‪/‬رم�ضان ‪ 1430 -‬هـ‬ ‫عدوة‪ :‬كيف تكون مجيدة؟!‬
‫ّ‬ ‫رمضان َمجيد ‪ ...‬وثورة‬

‫منرب الداعيات‬ ‫رمضان ٌ‬


‫شهر مبارك ‪ -‬كما وصفه من ال ينطق عن الهوى  ‪ : -‬كثيرةٌ خيراتُه‪ ,‬متوافرةٌ‬
‫جدير أن ُيوصف بأنه مجيد‬ ‫ٌ‬ ‫بركاته‪ ,‬ال حُتصى فضائله‪ ,‬وال ُتس ��تقصى عوا ُئده وثمراتُه‪...‬‬
‫لكث ��رة خصال ��ه املجيدة حق� � ًا‪ ،‬ولعظيم األمجاد في تاريخنا اإلس�ل�امي الت ��ي حتققت فيه‬
‫هدى للناس‬ ‫رمضان الذي ُأنزل فيه القرآن‪ً :‬‬ ‫َ‬ ‫منذ أنزل الله ع ّز وجلّ قوله العظيم‪{ :‬ش � ُ‬
‫�هر‬
‫و�سيلة �إعالم ّية‬ ‫وبينات من الهدى والفرقان}‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أم ��ا أن توص ��ف ثورة عد ّوة مش ��ؤومة قام بها ث ّوارها العمالء الظلمة ُقس ��ا ُة القلوب قبل‬ ‫ّ‬
‫لر�سالة دعو ّية‬ ‫مخط ٍط ماكر لئيم الستالب‬ ‫ّ‬ ‫حوا َل ْي نصف قرن في بلد عزيز من وطننا اإلسالمي في سياق‬
‫هوية األمة وفسخها عن دينها وطمس شخصيتها‪ ...‬أن توصف ‪ -‬ونحن على أبواب َم ْج ٍد‬
‫متم ّيزة‬ ‫وأمجاد نتهيأ لها في رمضاننا املبارك القادم إن ش ��اء الله س ��بحانه ‪ -‬بأنها َمجيدة! فهذا‬ ‫ٍ‬
‫أقل ما يدل عليه هذا الوصف الش ��ؤم هو أن الكلمة التي امتاز املس ��لمون عن سائر األمم‬

‫منرب الداعيات‬ ‫بأنهم يعتبرونها أمانة‪ ,‬ورس ��الة‪ ,‬ومس ��ؤولية‪ ،‬باتت عند موتى الضمائر خيانة وتهريج‬

‫ُ‬ ‫حرام ‪ -‬يا مس ��لمون وخاصة من َيعتبرهم العامة َح َم َل َة الدين ‪-‬‬


‫وكالم إنشاء‪.‬‬

‫جملّة املر�أة‬
‫�وله‪,‬‬ ‫خيانة الله ورس � ِ‬ ‫ٌ‬
‫قدم ��وا أرواحهم ودماءهم في س ��بيل اإلس�ل�ام من العلم ��اء الربانيني‬ ‫وظل � ٌ�م خيان � ُ�ة َم � ْ�ن ّ‬
‫الصادق�ي�ن والدعاة األئمة ا ُملهتدين والش ��باب املؤمنني الطيبني ‪ ...‬آه ثم آه‪ ...‬ما أش � َ‬
‫�رف‬

‫والأ�سرة‬
‫وأعزَّ كلم َة أحد هؤالء الدعاة العمالقة الربانيني عندما ُأغري بأن يكتب كلمة ثناء على‬ ‫َ‬
‫ينج َو من َح ْبل املش ��نقة‪ :‬إن أص ُب َع الس� � ّبابة الذي‬ ‫ُ‬ ‫أن‬ ‫مقابل‬ ‫في‬ ‫الثورة)‬ ‫تلك‬ ‫(طاغية‬
‫ِ‬
‫يشهد لله بالوحدانية في الصالة يرفض أن يست َْر ِح َم طاغية!‬
‫يف �إطار‬ ‫مكرم ًا عزيز ًا وكأنه َي ْص ُدق فيه قولُ‬
‫ومقا َم‬
‫إن شاء الله شهيد ًا َّ‬‫قالها فكلّفتُ ه حياتَه ومضى ْ‬
‫�هيد س ��بقه من األمم الس ��ابقة س � ّ�جل القرآنُ تضحيته العظيمة َ‬ ‫الله في حق ش � ٍ‬
‫املنهج الإ�سالمي‬ ‫الظلمة‪ ,‬فأنزل الله‬ ‫قوم ��ه َ‬
‫وجرأة وانتصار‪ ,‬فقتله ُ‬ ‫قوم ��ه إلى الله بع� � ٍّز وافتخار‪ُ ,‬‬ ‫دعوت � ِ�ه َ‬‫ِ‬
‫ُيخبر عنه أنه قال‪{ :‬يا ليت قومي يعلمون  مبا غفر لي ربي وجعلني من ا ُملكْ َرمني}‪.‬‬
‫حق ًا‪ :‬رحم الله اإلمام سفيان الثوري في جوابه ملا ُسئل‪ :‬من امللوك؟ فقال‪ّ :‬‬
‫الزهاد‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪1‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫فهر�س العدد‬

‫االفتتاحية‪ :‬رمضان‪ ...‬واألمة املترفة!‬ ‫‪4‬‬ ‫جملة �إ�سالمية ن�سائية �شهرية‬


‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان‪1430/‬هــ ‪�-‬آب‪�/‬أيلول‪2009 /‬م‬

‫معالم الشخصية اليهودية‪:‬‬


‫شخصية ماكرة مخادعة‬
‫‪6‬‬ ‫لتحويل اال�شرتاكات من خارج لبنان �أو‬
‫للتربع للمجلة‪:‬‬

‫ملف رمضان‪ l :‬أه ًال رمضان‬


‫‪ l‬ربانية‪ ...‬ال رمضانية!‬
‫‪ l‬فلنبدأ رحلة التغيير‬
‫‪9‬‬ ‫بيت التمويل العربي‪ -‬لبنان‬
‫رقم احل�ساب ‪.‬‬
‫بالدوالر‬
‫‪�( 100000001033‬سبعة �أ�صفار)‬
‫‪.‬‬
‫‪SWIFT.AFHOLBBE‬‬
‫‪ l‬كيف تعيشني رمضان؟‬ ‫�أو بنك الربكة‪-‬لبنان ‪ -‬منربالداعيات‬
‫‪ l‬دور املسجد في رمضان‬
‫رقم احل�ساب بالدوالر‬
‫‪ l‬السائق‪ ...‬والسيجارة‬
‫‪1795‬‬
‫‪BANK OF NEW YORK N.Y‬‬
‫مع الشعر‪ِ :‬هال ُل َك نحتفي بطلوعه‬
‫‪22‬‬ ‫‪A/C NO.. 8900067675‬‬

‫ثمن العدد يف لبنان ‪ 2000‬ل‪.‬ل‪.‬‬


‫روضة الزهرات‬
‫‪23‬‬ ‫فاك�س‪+961 /1/652880 :‬‬
‫هاتف‪+961/1/651990 :‬‬
‫حوار‪ :‬مع د‪ .‬نهى قاطرجي‬
‫حول ِق َيم العفاف‪...‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪+961/1/664634‬‬
‫‪+961/1/644660‬‬

‫للمرا�سالت‪:‬‬
‫لبنان ‪ -‬بريوت‬
‫�ص‪.‬ب‪11/7947 :‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪2‬‬
‫�صــاحــــــ��ب االمتـــيــــــ��از‪:‬‬
‫جميــــــ��ل ّ‬
‫نخــــــــــ��ال‬ ‫‪35‬‬ ‫دوحة األسرة‬
‫املديـــــــــ��ر امل�ســــــــــ���ؤول‪:‬‬
‫حممــــــــ��د احللـــــــــــو‬
‫‪42‬‬ ‫شباب‪ ...‬بنات‬
‫أوراق أدبية‪:‬‬
‫مــــديـــ��رة التـــــحريــــــ��ر‪:‬‬
‫�س��هــــــــاد ِّ‬
‫عكيلـــــــــ��ة‬
‫‪45‬‬ ‫الشعر العربي بني األمس واليوم‬

‫�سكـرتيـ��رة التحريـــــــــ��ر‪:‬‬
‫مــنــــ��ال املـــغــربـــــ��ي‬
‫‪48‬‬ ‫‪ ...‬و قالت الشريعة‬

‫مـــــديـــ��رة الــعــالقــــــ��ات‪:‬‬
‫هن��ادي ال�ش��يخ جنيب‬
‫‪50‬‬ ‫تهانينا‬

‫‪51‬‬ ‫أنشطة‬

‫‪56‬‬
‫الربيد على الإنرتنت‪:‬‬ ‫على أمل اللقاء‪:‬‬
‫‪minbar@itihad.org‬‬ ‫إلى الذي سأل‪ :‬أين عقولكم؟!‬

‫مركـز ال�صـف والإخـراج‪:‬‬

‫‪CREATIVE ADVERTISING‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪3‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫االفتتاحية‬
‫رم�ضان‪ ...‬والأمة َ‬
‫املرتفة!‬
‫بقلم‪ :‬سهاد عكّ يلة‬
‫‪suhadakkilah@hotmail.com‬‬
‫تش ��تهي شيئ ًا إال أكلتَه» أخرجه احلافظ ابن أبي الدنيا‬ ‫من هنا يأتي النصر‪ ...‬من هنا تأتي الهزمية‪...‬‬
‫ه ��ذا فق ��هُ ص�ل�اح الدي ��ن ي ��وم أن أعلنها حرب� � ًا على في جزء «إصالح املال»‪.‬‬
‫وبه ��ذا يصبح للمترفني رمض ��ان غير الذي عهدناه‪:‬‬ ‫الصليبيني الستعادة بيت املقدس‪ ،‬ملّا كان يتفقد اجلند‬
‫فيماي ��ز ب�ي�ن اخليمة املعتمة (وأهلها ني ��ام) فيقف على رمض ��ان زيادة االس ��تهالك‪ ...‬رمضان اخلي ��ام واملطاعم‬
‫أس ��باب الهزمية‪ ،‬وبني اخليمة ا ُملضاءة (وأهلها في ركوع والفن ��ادق‪ ...‬رمض ��ان التج ��ول في األس ��واق في العش ��ر‬
‫ٍ‬
‫األواخر‪ ...‬رمضان النوم في النهار لقتل الوقت والس ��هر‬ ‫وخشوع وخضوع لله) فتلوح له بشائر االنتصار‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫إنه فقهٌ تعلّمه القائد الناصر لدين الله من مدرسة ف ��ي اللي ��ل لتدخ�ي�ن النرجيل ��ة و َل ِع ��ب ال ��ورق ومتابعـــة‬
‫رمض ��ان‪ ...‬ي ��وم أن كان َمي ��دان االنتص ��ار ف ��ي مع ��ارك الفضـــــائيـــــ ��ات فض�ل ً�ا عن حضور حف�ل�ات املجون التي‬
‫ْ‬
‫الش ��يطان واله ��وى وأهل الكفر والض�ل�ال بصيحة «الله ُتق ��ام إكرام ًا للش� �ـــــهــــــر الفضيـــــ ��ل!‪ ...‬رمضان االمتناع‬
‫أكب ��ر»‪ ،‬يصدح بها َمن وعى معناها‪ ،‬فتنخلع منها قلوب عن الطعام احلالل واإلفطار على حلوم املسلمني‪...‬‬
‫�أي فائدة تلك التي يجنيه ��ا املترفون من جوعهم‬ ‫ف � ُّ‬ ‫أعدائنا‪ ...‬وكانت الفتوحات واالنتصارات‪ :‬بدر‪ ...‬مكة‪...‬‬
‫وأي خس ��ارة أعظ ��م من فش ��لهم في إطالق‬ ‫وعطش ��هم؟ ّ‬ ‫تبوك‪ ...‬األندلس‪ ...‬عني جالوت‪...‬‬
‫أرواحه ��م م ��ن عقاله ��ا‬ ‫أما اآلن‪ ،‬ففتش ��وا عن األمة التي‬
‫لتسم َو وترتقي في مدارج‬ ‫ُ‬ ‫ح ّول ��ت رمض ��ان م ��ن محض ��ن تربية‬
‫العبودية لله تعالى؟‬ ‫ف�أيُّ فائدة يجنيها املرتفون من جوعهم‬ ‫لها مفاعي ُلها عل ��ى أرض الواقع إلى‬
‫وكيف يقبل مس ��لم أن‬ ‫�وس وعادات أفرغت ��ه من معانيه وعط�شهم؟ و�أيّ خ�سارة �أعظم من ف�شلهم‬
‫تكون فيه صفة من صفات‬ ‫طق � ٍ‬
‫يف �إطالق �أرواحهم من ِعقالها لت�س ُم َو‬ ‫وأهدافه‪.‬‬
‫ذمهم الله‬ ‫املترفني الذين ّ‬
‫موضع من‬ ‫ف ��ي أكث ��ر م ��ن ِ‬ ‫محتش ��دة وترتقي يف مدارج العبودية لله تعاىل؟‬ ‫ِ‬ ‫فرمضان أصبح موائد‬
‫وبطون متخمة ومسلسالت وسهرات‬ ‫ٍ‬
‫القرآن الكرمي؟‬
‫وحفالت حت ��ى الصباح ثم النوم عن‬
‫قال تعالى‪ :‬وإ َذا أَ َر ْدنَا‬
‫صالة الفجر‪ ...‬وأضحى التنافس فيه‬
‫َسقُ وا ِفي َها َف َحقَّ َع َل ْي َها‬ ‫ك َق ْر َي ًة أَ َم ْرنَا ُمتْ َر ِف َ‬
‫يها َفف َ‬ ‫أَن نُّ ْه ِل َ‬
‫لي ��س على العبادة وإعادة تأهيل النفس وإعدادها حتى‬
‫حتَّى إ َذا أَخَ ذْ نَا‬
‫َاها َت ْد ِميراً (اإلسراء‪َ ،)16:‬‬ ‫ال َق ْو ُل َف َد َّم ْرن َ‬
‫تنتصر في معركة امليدان كما انتصرت في معركة اإلرادة‬
‫َاب إ َذا ُه ْم َيجأ ُرون(املؤمنون‪.)64:‬‬ ‫يهم ِبا ْل َعذ ِ‬ ‫ُمتْ َر ِف ِ‬
‫وكس ��ر الش ��هوات‪ ...‬وإمنا على كثرة الوالئ ��م وازدحامها‬
‫ولقد تن ّبه أعداؤنا إلى أنّ الترف واالنغماس في الدنيا‬
‫فقير لم‬‫بأصناف األطعمة واألش ��ربة ليس بهدف إكرام ٍ‬
‫وملذاتها من أهم أس ��باب ضياع ع ّز املس ��لمني وتقويض‬
‫يع ��رف م ��ن تلك األطعمة إال اس ��مها وصورتها‪ ،‬بل ُتقام‬
‫فخطط ��وا إلغراقه ��م بالش ��هوات‪ ،‬وأوهموه ��م‬ ‫ّ‬ ‫دولته ��م‪،‬‬
‫للمتخم�ي�ن أص ًال بهدف املباهاة والتس ��ابق على حطام‬
‫ب ��أن الدني ��ا ال يطيب فيه ��ا عيش إال بأس ��لوب حياة لم‬
‫الدنيا!‬
‫يعهده س ��لفنا الصالح على اختالف مستوياتهم املادية‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فليتأم ��ل املت َرف ��ون قول الله تعال ��ى‪ :‬ذ ْر ُه � ْ�م َيأكلوا‬
‫واالجتماعي ��ة؛ ويؤكد ذلك م ��ا ورد مث ًال في بروتوكوالت‬ ‫ويل ِْه ِه ُم َ‬
‫(احل ْجر‪،)3:‬‬ ‫األ َم ُل َف َس� � ْو َف َي ْع َل ُمونَ ِ‬ ‫و َيت ََمتَّ ُع ��وا ُ‬
‫«حكم ��اء» صهي ��ون ‪ -‬بل س ��فهائهم ‪( -‬وهو الكتاب الذي‬
‫وق ��ول رس ��وله  مح ��ذِّ ر ًا من فتن ��ة الدني ��ا‪« :‬فوالله ما‬
‫الفق ��ر أخش ��ى عليكم‪ ،‬ولكني أخش ��ى أن ُتبس ��ط الدنيا وضع فيه الصهاينة خطتهم للسيطرة على العالم)‪:‬‬
‫‪ l‬البروتوكول الس ��ادس‪َ ...( :‬فنُعنى بنشر الوسائل‬ ‫عليكم كما ُبس ��طت على َمن كان قبلكم فتنافسوها كما‬
‫تنافس ��وها فتُ هلكك ��م كم ��ا أهلكتهم» رواه مس ��لم‪ ،‬وأيض ًا ا ُملغري ��ة بالت ��رف وعب ��ادة األناق ��ة ب�ي�ن الغويي ��م «غي ��ر‬
‫الط� � ْور‪ ،‬ونز ِّين لهم ملذاته‬ ‫ق ��ول عمر بن اخلطاب رض ��ي الله عنه‪« :‬كفى س� �رف ًا أ ّال اليه ��ود»‪ ،‬ونش� � ّوقهم إلى هذا َّ‬
‫َ َ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪4‬‬
‫وأطايبه‪.)...‬‬
‫البروتوك ��ول الثال ��ث‬ ‫‪l‬‬
‫عش ��ر‪( :‬ولكي تبق ��ى اجلماهير في ض�ل�ال‪ ،‬ال تدري ما‬
‫قبل العني؟‬ ‫وراءه ��ا وم ��ا أمامها‪ ،‬وال ما ُيراد بها‪ ،‬فإننا س ��نعمل على‬
‫زيادة صرف أذهانها بإنش ��اء وس ��ائل املباهج‪ ،‬واملس� � ِّليات‬
‫إنّ الترف ‪ -‬وما ينطوي عليه من ُلهاث مس ��تمر وراء‬
‫وض ��روب  أش ��كال الرياض ��ة‪ ،‬واللهو‪،‬‬ ‫واأللع ��اب الف َِكه ��ة‪ُ ،‬‬
‫ً‬
‫جيال‬ ‫وينشئ‬ ‫ُمتَع احلياة ‪ -‬ينخر في جس ��د األمة‪ُ ،‬‬ ‫وما به الغذاء مللذاتها وش ��هواتها… واإلكثار من القصور‬
‫الفكر قاس ��ي القل ��ب‪ :‬الدنيا‬ ‫خائ ��ر الق ��وى ضعيف ِ‬ ‫املز َّوق ��ة واملبان ��ي املزركش ��ة‪ ...‬فتتوجه أذهانه ��ا إلى هذه‬
‫همه وإقامة حكم الله في آخر ُسلّم أولوياته‬ ‫أكبر ّ‬ ‫األم ��ور وتنص ��رف عم ��ا هيأن ��اه‪ ،‬فنمض ��ي به إل ��ى حيث‬
‫قلْ ِإن َكانَ‬ ‫ابتداء!)‪ ...‬قال تعالى‪ُ :‬‬ ‫ً‬ ‫(هذا إن كان ضمنها‬ ‫نري ��د‪َ ،‬ف َي ْس ��لم موقفن ��ا‪ ،‬وه ��و املوق ��ف ال ��ذي ل ��و أعلناه‬
‫اج ُك ْم َو َع ِش ��ي َر ُت ُك ْم وأَ ْم َو ٌال‬ ‫بارز ًا مكش ��وف ًا‪ ،‬ت ّو ًا بغير اصطناع هذه الوس ��ائل ا ُمللهية‪،‬‬
‫آ َباؤُ ُك ْم َوأَ ْبنَآؤُ ُك ْم َو ِإ ْخ َوان ُُك ْم َوأَ ْز َو ُ‬
‫لوقعنا ف ��ي التناقض أمام اجلماهير‪  .‬ثم إن اجلماهير‬
‫وم َس ِاكنُ َت ْر َض ْو َن َها‬ ‫وتَا َرةٌ َت ْخ َش� � ْو َن َك َسا َد َها َ‬ ‫وها جِ‬‫اقْ َت َرفْ تُ ُم َ‬ ‫بحك ��م ما أَ ِلفته واعتا َد ْت ��ه من قلة التفكير داخل آفاقها‬
‫يله َف َت َر َّب ُصوا‬
‫وج َه ٍاد ِفي َس ِب ِ‬ ‫أَ َح َّب إ َل ْي ُكم ِّمنَ ال َّل ِه و َر ُس ِول ِه ِ‬ ‫النفس ��ية‪ ،‬وال قدرة لها على االس ��تنباط‪ ،‬تراها ش ��رعت‬
‫َاس ِقني‬ ‫َحتَّ ى َي ْأ ِت َي ال َّلـهُ ب ِ ـأَ ْم ِر ِه وال َّلهُ ال َي ْه ِدي ال َق ْو َم الف ِ‬ ‫تق ِّلدنا وتنسج على ِمنْوالنا في التفكير؛ إذ نحن وحدنا‬
‫(التوبة‪.)24:‬‬ ‫َم ��ن يقدم إليها املناح ��ي الفكرية‪ ...‬وطبع ًا ال يكون هذا‬
‫واألمر يحتاج إلى جهد تربوي كبير لكي يستعيد هذا‬ ‫أشخاص ال شك في إخالصهم)‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫إال على يد‬
‫تخلد باملسلم إلى األرض‬ ‫اجليل الروح اإلسالمية التي ال‬ ‫فيـــ ��ا أيـهـــا املس ��لمـــــــون‪ :‬إنّ رمضان مب ��ا مي ِّثله يريد‬
‫ْ‬
‫بك ��م غير ه ��ذا‪ ،‬وعليه ير ّبيكم وي ��د ِّرب إراداتكـــم ويش� � ّــد‬
‫وإمن ��ا ترفعه نحو املعالي‪ ،‬وهذا برس ��م التربويني من آباء‬
‫عزائمكــــ ��م‪ ،‬واس ��ألوا إن ش ��ئتم أهل الثغور وم ��ا تعلّموه‬
‫وأمهات ومدارس وجمعيات إس�ل�امية ودعاة‪ ،‬ومن واجبهم‬ ‫زاد أفاده ��م عند لقاء‬ ‫م ��ن ش ��هر الصي ��ام وما ج َن ْوه م ��ن ٍ‬
‫تدب في‬ ‫أن يجته ��دوا للقض ��اء على مظاهر الت ��رف التي ّ‬ ‫العد ّو‪ :‬فالش ��هوات التي تطمس القلب والعقل حتكّ موا‬
‫كثير من‬ ‫أوص ��ال املجتمع اإلس�ل�امي تدريجي ًا حتى ب�ي�ن ٍ‬ ‫به ��ا واس ��تع َل ْوا عليه ��ا‪ ،‬واإلرادة الت ��ي تق � ّ�دم اإلنس ��ان أو‬
‫�تف ْد‬
‫الدع ��اة والعاملني في احلركات اإلس�ل�امية‪ ...‬ولنس � ِ‬ ‫تؤخ ��ره د ّربوها على التحدي واإلق ��دام‪ ،‬أما الدنيا فأنّى‬
‫جميع� � ًا من جه ��د رمضان التربوي الذي حبا الله به هذه‬ ‫لها أن تَغُ ّر أناس� � ًا يقفون على تخوم اآلخرة يته ّيأون في‬
‫رأي القلب‬ ‫كل حلظة الس ��تقبالها وهم ي� � َر ْون جنّة ربهم َ‬
‫األمة‪ ...‬حتى ال تكون بني جند املسلمني هزمية ‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪5‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫معامل الـ�شـخـ�صية اليهودية‬
‫�شخ�صية ماكرة خُم ِ‬
‫ادعة‬
‫بقلم‪ :‬محمد علي دولة‬
‫سوريا ‪ -‬دمشق‬

‫أنتم هؤالء تقتلون أنفسكم‪  ...‬اآلية (البقرة‪.)85-84 :‬‬ ‫ُعرفت الش ��خصية اليهودية منذ زمن بعيد ِ‬
‫باخلداع‬
‫‪ l‬وإذ أخذن ��ا ميثاقكم ورفعن ��ا فوقكم الطور خذوا‬ ‫واملك ��ر‪ ،‬وتر ّت ��ب على ذل ��ك أ َّنه ��ا ال تفي بوع � ٍ�د وال تلتزم‬
‫ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا و ُأشربوا‬ ‫مبيثاق‪ ،‬وال بعقد‪ ،‬ومتكر بالناس!!‬
‫في قلوبهم العجل بكفرهم(البقرة‪.)93 :‬‬ ‫اخل ُلق الذميم وامل َ ْس ��لك القبيح‬ ‫وقد زعم ��وا أنّ هذا ُ‬
‫أخ ��ذ الل ��ه عز وجل عليه ��م امليثاق بطاع ��ة األنبياء‪،‬‬ ‫أورثه ��م إ َّي ��اه أبوه ��م يعقوب عليه الس�ل�ام ‪ -‬وحاش ��اه ‪،-‬‬
‫ونُصرتهم‪ ،‬وتبجيلهم‪ ،‬وا ِّتباع َه ْديهم‪ ،‬لكنّهم أس ��اؤوا إلى‬ ‫فه ��و واحد من ِس ْلس ��لة ه ��م أكرم الناس عل ��ى الله ممن‬
‫ه ��ذا ال َّنفَر الكرمي أيمّ ا إس ��اءة‪ ،‬فكذبوهم وقتلوهم‪ ،‬ولم‬ ‫درج ��وا على َظ ْهر ه ��ذه األرض‪ ،‬إنّه ٌّ‬
‫نبي كرمي‪ ،‬ن ََس ��ل من‬
‫نبي من األنبياء‪ ،‬من موسى إلى عيسى‬ ‫َي ْسلم من أذاهم ٌّ‬ ‫آب ��اءٍ كرام‪ ،‬فهو يعقوب بن إس ��حاق‪ ،‬ب ��ن إبراهيم‪ ،‬عليهم‬
‫عليهم ��ا الس�ل�ام‪ ،‬وبينهما حوالي ألف وثالثمائة س ��نة‪:‬‬ ‫الص�ل�اة والس�ل�ام أجمعني‪ .‬إنهم يزعمون في أس ��فارهم‬
‫{وإذ أخذن ��ا ميثاق بني إس ��رائيل وأرس ��لنا إليهم رس�ل ً�ا‬ ‫أنّه قد خدع أباه إس ��حاق ملَّا ش ��اخ‪ ،‬وأنّ أم ��ه ِ«رفْ قة» كانت‬
‫�ول مب ��ا ال تهوى أنفس ��هم فريق ًا كذَّ بوا‬‫كلما جاءهم رس � ٌ‬ ‫ش ��ريكته في هذا اخلداع‪ ،‬في قص ��ة مكذوبة مزعومة ال‬
‫وفريق ًا يقتلون (املائدة‪.)70:‬‬ ‫وحري بها أن‬ ‫نبي ك ��رمي‪،‬‬
‫]]]‬ ‫ٌّ‬ ‫يستس ��يغها مؤم ��ن أن تقع من ٍّ‬
‫�امت النبي�ي�ن‬ ‫ل ��م يس� � َلم م ��ن أذاه ��م وتكذيبه ��م خ � ُ‬ ‫ممن يفت ��رون على الله‬ ‫تك ��ون م ��ن َو ْضع أحب ��ار اليه ��ود َّ‬
‫محم ��د!! فعلى الرغ ��م من ِذكْر أوصاف ��ه الكرمية في‬ ‫الكذب!!‬
‫التوراة‪ ،‬وتبش ��ير موس ��ى عليه الس�ل�ام به‪ِ ،‬وذكْر عيس ��ى‬ ‫ع ��اش اليه ��ود تاريخه ��م الطوي ��ل ينكث ��ون باملواثيق‬
‫الس ��مه الش ��ريف‪ ،‬وعل ��ى الرغ ��م م ��ن توصي ��ة األنبي ��اء‬ ‫ويتهرب ��ون م ��ن العق ��ود الت ��ي ُتلزمه ��م ب ��أداء احلق ��وق‬
‫بعدد م ��ن قبائلهم‬ ‫جميع� � ًا باإلمي ��ان ب ��ه ‪ ،‬مم ��ا َح� � َدا ٍ‬ ‫وبالسلوك املستقيم‪.‬‬
‫إلى ترك بالد الش ��ام والهجرة إلى بالد احلجاز انتظار ًا‬ ‫لق ��د نكث ��وا مواثيقه ��م م ��ع الله عز وج ��ل‪ ،‬وحتلّلوا‬
‫لبعثت ��ه‪ ،‬إال أنه ّمل ��ا ُبعث ‪ ،‬لم يؤمنوا به‪ ،‬بل أكثروا من‬ ‫كل ما أمرهم به م ��ن أداء األفعال املجيدة والتخ ُّلق‬ ‫م ��ن ِّ‬
‫جدال ��ه وص � ُّ�دوا الناس ع ��ن َدعوته‪ ،‬ونكثوا مب ��ا عاهدوه‬ ‫باألخ�ل�اق احلميدة؛ فقد ذكر الق ��رآن الكرمي مجموعة‬
‫أعداء‪،‬‬
‫ً‬ ‫عليه‪ ،‬فانضموا ألعدائه‪ ،‬وحاولوا قتله‪ ،‬وكانوا له‬ ‫م ��ن املواثيق أخذها الله على اليهود‪ ،‬لكنهم تبرموا من‬
‫لكن الله خذلهم ونصره عليهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فعله ��ا‪ ،‬وتهربوا من أدائها‪ ،‬وإل ��ى القارىء الكرمي بعض‬
‫عاهد ْت ��ه قبائله ��م الثالث ��ة الت ��ي أقام ��ت باملدين ��ة‬ ‫هذه املواثيق‪:‬‬
‫قرون� � ًا تنتظ ��ر بعثت ��ه‪ ،‬وه ��م‪ :‬بن ��و َق ْينقاع وبن ��و النَّضير‬ ‫‪ l‬وإذ أخذن ��ا ميثاق بني إس ��رائيل ال تعبدون إال‬
‫وبن ��و ُق َر ْيظة‪ :‬لكنه ��م جميع ًا نقضوا عهدهم معه خالل‬ ‫الله وبالوالدين إحسان ًا وذي القربى واليتامى واملساكني‬
‫السنوات اخلمس األولى لهجرته‪.‬‬ ‫وقول ��وا للناس ُح ْس ��ن ًا وأقيم ��وا الصالة وآت ��وا الزكاة ثم‬
‫فانظر ‪ -‬أيها القارىء الكرمي ‪ -‬وتد ّبر‪ :‬إذا كان موقف‬ ‫توليتم إال قلي ًال منكم وأنتم معرضون (البقرة‪.)83 :‬‬
‫اليه ��ود هك ��ذا من مواثيقه ��م وعهودهم مع الله و ُر ُس ��له‬ ‫‪ l‬وإذ أخذن ��ا ميثاقك ��م ال تس ��فكون دماءك ��م وال‬
‫الكرام‪ ،‬فكيف إذ ًا موقفهم من الناس من أمثالهم؟!‬ ‫أنفسكم من دياركم ثم أقررمت وأنتم تشهدون] ثم‬ ‫ُتخرجون َ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪6‬‬
‫لق ��د مض ��ى عل ��ى توقي ��ع اتفاقي ��ة أوس ��لو م ��ع‬
‫�س َع ْش ��ر َة س ��نة‪ ،‬وه ��ا ه ��م أوالء ال‬
‫الفلس ��طينيني خم � َ‬
‫يزالون يتحايلون على تطبيق بنودها!‬
‫وفجورهم‬ ‫قدم اآلن ش ��هادة على خداعهم ومكرهم ُ‬ ‫و ُأ ِّ‬
‫م ��ن رج ��ل م ��ن املف ��روض أن يكون صديق� � ًا له ��م‪ُ ،‬محب ًا‬
‫ملصاحله ��م‪ ،‬إ ّن ��ه الضاب ��ط الكبي ��ر اجلن ��رال (كارل فون‬
‫ه ��ورن) رئي ��س هيئ ��ة املراقب�ي�ن الدولي�ي�ن أي ��ام أقيم ��ت‬
‫«دول ��ة إس ��رائيل»‪ ،‬لق ��د انتق ��د ه ��ذا اجلن ��رال التغطية‬
‫اإلسرائيلية لألحداث في تلك الفترة بكثير من الشدة‪،‬‬
‫«اجتمعت في وكالة اإلعالن اإلسرائيلية‪ ،‬شديدة‬ ‫ْ‬ ‫فقال‪:‬‬
‫محرفة‬
‫البراع ��ة‪ ،‬والصحاف ��ة بكامله ��ا‪ ،‬لتلفّ ق ��ا صيغ ��ة َّ‬
‫اخلب ��رة واالحت ��راف‪ ،‬عبر‬ ‫ومش � َّ�وهة‪ُ ،‬نش ��رت بكثي ��ر من ِ‬
‫حتض ��راً‪ .‬أعتقد أنّنا جميع ًا وصلنا إلى هذا االس ��تنتاج‬ ‫ُّ‬ ‫كل م ��ا توفر من قنوات لتصل إلى ش ��عبهم واملتعاطفني‬
‫ف ��ي منظمة مراقب ��ة الهدنة (‪ ،)untso‬وه ��و أمر يدعو‬ ‫معهم في أمريكا وباقي العالم‪ .‬في حياتي ك ِّلها لم أظن‬
‫إلى االس ��تغراب؛ ذلك أنّ أحد ًا منّا لم يصل في البداية‬ ‫أنّ احلقيق ��ة ميكن التالع ��ب بها بهذه الس ��خرية وهذه‬
‫إيجابي أو غير‬
‫ّ‬ ‫املقدسة‪ ،‬وهو في موقف غير‬ ‫إلى األرض ّ‬ ‫احلذاقة»‪.‬‬
‫متعاطف إزاء اإلسرائيليني وما يطمحون إليه بالنسبة‬ ‫ٍ‬
‫لبلدهم‪.‬‬
‫كن � ُ�ت دائم� � ًا أحت ��دث إلى موظفين ��ا عن ��د مغادرتهم‬
‫ال�ضابط اجلرنال كارل فون هورن‪« :‬يف‬
‫القصة نفس ��ها م ��ن دون‬ ‫ّ‬ ‫اخلدم ��ة‪ ،‬وكن ��ت أس ��مع منه ��م‬
‫بقصد نزيه وهو مس ��اعدة‬ ‫ٍ‬ ‫تغيي ��ر‪ .‬ك ّله ��م تقريب ًا ج ��اؤوا‬
‫حياتي كلِّها مل �أظن � ّأن احلقيقة ميكن‬
‫الفري َقينْ على تنفيذ اتفاق الهدنة‪ ،‬وكان عند جميعهم‬ ‫التالعب بها بهذه ال�سخرية وهذه احلذاقة»‬
‫واع م ��ع ش ��عب إس ��رائيل «الصغيرة املس ��كينة»‪.‬‬ ‫تعاط ��ف ٍ‬
‫اليومي مع‬
‫ّ‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬بع ��د س ��نتني أو ثالث م ��ن التواص ��ل‬
‫الرس ��ميني‪ ،‬واجلن ��ود‪ ،‬واألف ��راد م ��ن اجلان َب�ْي�نْ‪ ،‬تغ ّي ��ر‬ ‫ويضي ��ف‪ :‬إنّ مب ��رر وجودن ��ا‪ ،‬نح ��ن املوجلني بحفظ‬
‫جذري‪ .‬حني كنت أسألهم عن اخلبرات‬ ‫ّ‬ ‫موقفهم بش ��كل‬ ‫الس�ل�ام‪ ،‬هو املوضوعية والتج ّرد‪ .‬غير أنّ هاتني املَز ّيتني‬
‫منظمة مراقبة الهدنة‪،‬‬ ‫األكثر س ��لبية في خدمتهم ف ��ي ّ‬ ‫تفهمنا ه ��ذا م ّرة‬
‫هم ��ا اللت ��ان أ ّدت ��ا إل ��ى الع ��داء‪ .‬وق ��د ّ‬
‫(غ ّش اإلس ��رائيليني‬ ‫كن ��ت ألقى جواب� � ًا واحد ًا ال يتغير‪ِ :‬‬ ‫تل ��و األخرى ف ��ي س ��ياق أحاديث صريحة م ��ع الضباط‬
‫ومخادعتهم املس ��تمران)‪ .‬كان هذا محزن ًا بالنس ��بة لي‪،‬‬ ‫والرس ��ميني اإلس ��رائيليني‪ ،‬س ��معتهم يرفض ��ون فك ��رة‬
‫ولكنّه في غاية األهمية»‪.‬‬ ‫املوضوعي ��ة علن� � ًا‪ .‬فكانوا يقولون بصراح ��ة «ال ميكنكم‬
‫إنّ اخل ��داع ال ��ذي مارس ��ه اليه ��ود مع الن ��اس طيلة‬ ‫أن تكون ��وا إ ًال معن ��ا أو علين ��ا»‪ .‬غي ��ر أنّ األبغ ��ض م ��ن‬
‫ثالث ��ة آالف س ��نة‪ ،‬ابت ��داء من خداعه ��م ألبيهم يعقوب‬ ‫ه ��ذا كله هو النزعة اإلس ��رائيلية إلى َو ْص ��م املوضوعية‬
‫�دم ك ��ذب‪ ،‬زاعم�ي�ن ‪ -‬وهم‬ ‫علي ��ه الس�ل�ام‪ ،‬ح�ي�ن جاؤوه ب � ٍ‬ ‫الس ��امية‪ ،‬وهي تهمة مؤاتية ميكن بها تلطيخ سمعة‬ ‫بال ّ‬
‫يبك ��ون ‪ -‬أن ��ه َد ُم أخيه ��م الصغي ��ر يوس ��ف ال ��ذي أكل ��ه‬ ‫أي جندي في األمم «املتحدة»‪ ،‬إذا لم ترجح كفة تقريره‬
‫وانتهاء مبخادعتهم املس ��تمرة ألفراد منظمة‬ ‫ً‬ ‫الذئ ��ب!!‬ ‫«املتج ّرد» لصالح اإلسرائيليني‪.‬‬
‫مراقب ��ة الهدن ��ة التابع لألمم املتحدة ال ��ذي يتكلم عنه‬ ‫من وقت إلى آخر كنّا جنلب على أنفسنا مقدار ًا من‬
‫اجلن ��رال (هورن)‪ ..‬إنّ هذا اخلداع ل ��ن َي َدعوه أبداً‪ ،‬فهو‬ ‫العداء في تعاطينا مع العرب‪ ،‬غير أنّ هذا لم يكن على‬
‫ِس َمة أصيلة من سمات شخصيتهم العجيبة‪ ،‬وبناء على‬ ‫العربي صعب ًا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ه ��ذا النحو احلقود واملس ��عور‪ .‬قد يك ��ون‬
‫ذل ��ك فإنهم س ��وف يس ��تمرون ف ��ي نبذ العه ��ود‪ ،‬ونقض‬ ‫قلي ��ل االحتم ��ال‪ ،‬ال ب ��ل غالب ًا م ��ا يكون مس ��تحي ًال؛ إ ّال‬
‫املواثيق والعقود‪ ،‬وخيانة اآلخرين!! ‪l‬‬ ‫أنّ َت َص ُّرف ��ه يك ��ون دائم ًا على مس ��توى أعلى بكثير وأكثر‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪7‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪1430‬‬
‫‪1430‬‬
‫�شعبان‪/‬رم�ضان‬
‫‪� -145-149‬شعبان‬
‫العددالعدد‬
‫‪8‬‬
‫ملف �شهر رم�ضان املبارك‬
‫‪ l‬أه ًال رمضان‬
‫‪ l‬ربانية‪ ...‬ال رمضانية!‬
‫‪ l‬فلنبدأ رحلة التغيير‬
‫‪ l‬كيف تعيشني رمضان؟‬
‫‪ l‬دور املسجد في رمضان‬
‫‪ l‬السائق‪ ...‬والسيجارة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪9‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫ً‬
‫أهال َ‬
‫رمضـان‬
‫]‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬محمد حسان الطيان‬

‫متعارفة متآلفة‪ ،‬وترى اخلير‬ ‫بشهر الصوم َر ْو َح قلوبنا‪..‬‬


‫ِ‬ ‫�أهالً‬
‫يعم اجلميع‪.‬‬
‫فيه ّ‬ ‫بشهر الصوم يجمع بيننا‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫أه ًال‬
‫�هر تشتاقه نفوسنا‪ ..‬وتهفو إليه‬ ‫أه ًال بش � ٍ‬
‫�هر يجمع الش ��مل‬ ‫ً‬
‫أهال بش � ٍ‬ ‫قلوبن ��ا‪ ..‬يرتادن ��ا عام ًا بعد ع ��ام‪ ،‬فنجد فيه‬
‫بع ��د ط ��ول ش ��تات‪ ،‬ويؤل ��ف‬ ‫األن ��س بعد ال َوحش ��ة‪ ،‬والراحة بع ��د التعب‪,‬‬
‫القل ��وب بع ��د ط ��ول تناف ��ر‪،‬‬ ‫والطمأنينة والسكينة بعد اللهاث والغليان‪،‬‬
‫ويز ّك ��ي النف ��وس بع ��د ط ��ول‬ ‫والنظ ��ام والترتيب بعد الفوضى والتش ��تت‪،‬‬
‫تنافس وتدابر‪.‬‬ ‫والذكرى واملوعظة بعد اإلعراض والنسيان‪.‬‬

‫أه�ل ً�ا مبوس ��م الطاع ��ات‪،‬‬ ‫أه�ل ً�ا باألي ��ام املعدودات‪ ،‬جتلو ع ��ن قلوبنا الران‪،‬‬
‫وم ْوئ ��ل الرحم ��ات‪ ،‬ومس ��تودع‬
‫َ‬ ‫وتطهر أرواحنا من‬
‫ّ‬ ‫الغل واحلقد‪،‬‬
‫ومتحو عن نفوس ��نا ِ‬
‫امل َ َب ��رات والصدق ��ات‪ ،‬وزم ��ان‬ ‫ً‬
‫ضافية‪,‬‬ ‫ً‬
‫صافية‬ ‫اإلث ��م وا َ‬
‫حل ْوب لتس ��مو بها نحو بارئه ��ا‬
‫اخليرات وامل َ َس ّرات‪.‬‬ ‫ً‬
‫هانئة س ��عيدة‪ ,‬في نعم ��ة ال يعرفها إال‬ ‫راضي � ً�ة َم ْرضية‪،‬‬
‫من ذاقها‪ ،‬وال يدركها إال من عاش ��ها‪ ,‬نعمة يتقلب فيها‬
‫�هر التراويح‪ ،‬شهر‬ ‫ً‬
‫أهال بش � ِ‬ ‫الصائ ��م ف ��ي دني ��اه قب ��ل آخرته‪ ،‬وف ��ي عاجل أم ��ره قبل‬
‫القيام والتس ��ابيح‪ ،‬واملجالس‬ ‫آجله‪.‬‬
‫التي حتفّ ها املالئكة وتغشاها‬
‫الرحم ��ة ويذكره ��ا الله فيمن‬ ‫أه�ل ً�ا بش � ٍ‬
‫�هر ُتق ��ام في ��ه للعب ��ادات دول ��ة‪ُ ،‬‬
‫ويش ��اد فيه‬
‫عنده‪.‬‬ ‫للطاع ��ات ص ��روح‪ :‬فم ��ن صي ��ام إل ��ى صالة‪ ،‬وم ��ن تالوة‬
‫للق ��رآن إل ��ى ذك ��ر للرحم ��ن‪ ،‬وم ��ن زكاة إل ��ى صدق ��ات‬
‫بشهر الغني والفقير‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫أهال‬ ‫وم َب ّرات‪.‬‬
‫َ‬
‫والصال ��ح والطال ��ح‪ ،‬والتائب‬
‫والعاص ��ي‪ ،‬واملقب ��ل واملدب ��ر‪،‬‬
‫وال َب� � ّر والع ��اق‪ ..‬ي ��زداد في ��ه‬
‫الغن ��ي إنفاق� � ًا‪ ،‬والصال ��ح‬ ‫�أهالً بالأيام املعدودات‪ ،‬جتلو عن قلوبنا‬
‫قبل ُق ْرب ًا‬
‫�تقامة وفالح� � ًا‪ ,‬وا ُمل ِ‬
‫ً‬ ‫قى وصالح ًا‪ ،‬والتائب اس �‬ ‫ُت ً‬ ‫الغل واحلقد‪ ،‬وتطهّر‬ ‫الران‪ ،‬ومتحو عن نفو�سنا ِ‬
‫الفقير فيه حامد ًا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ِووصاال‪ ،‬وال َب ّر طاعة ورضوانا‪ .‬ويعود‬ ‫ً‬ ‫�أرواحنا من الإثم‪ ،‬لت�سمو بها نحو بارئها �صافي ًة‬
‫والطالح صاحل� � ًا فاحل ًا‪ ،‬والعاص ��ي تائب ًا نادم ًا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ش ��اكراً‪,‬‬ ‫�ضافي ًة‪ ,‬را�ضي ًة َم ْر�ضية‪ ،‬هانئ ًة �سعيدة‬
‫والعاق َب ّر ًا راضي ًا‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫مقب ًال ساعي ًا‪،‬‬
‫واملدبر ِ‬
‫ُ‬

‫أه�ل ً�ا بش � ِ‬
‫�هر القرآن‪ ..‬ش ��هر الكالم م ��ع الرحمن‪ ،‬وما‬ ‫�هر يعي ��د لألخ�ل�اق نقاءه ��ا‪ ,‬وللنف ��وس‬ ‫أه�ل ً�ا بش � ٍ‬
‫أجم ��ل أن يكل ��م العبد رب ��ه‪ ،‬واململوك مليك ��ه‪ ،‬واملخلوق‬ ‫صفاءه ��ا‪ ،‬وللقل ��وب والس ��رائر ُأنس ��ها وبهجته ��ا فترى‬
‫خالقه‪ ،‬وما أجمل أن يناجي احلبيب حبيبه دون واسطة‬ ‫الن ��اس في ��ه متحا ّب�ي�ن متعاون�ي�ن‪ ,‬وت ��رى األرواح في ��ه‬
‫أو وسيلة‪ ..‬أو رقيب أو حسيب‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪10‬‬
‫قوم‪ ،‬وال تنقضي‬ ‫في َّ‬
‫فيس� �تَعتب‪ ،‬وال َي ْع َو ّج ُ‬
‫اتبعه‪ ،‬ال يزيغ ُ‬
‫َ (‪)2‬‬
‫عجائب ��ه‪ ،‬ال يخل ��ق عل ��ى كثرة ال ��ر ّد‪ ...‬اتلوه ف ��إنّ الله‬ ‫م ��ا أجم ��ل أن يناج ��ي الصائ ��م ربه‪ ،‬وه ��ل يناجيه إال‬
‫يأجركم على تالوته‪ ،‬كل حرف عش ��ر حس ��نات‪ ،‬وقد قال‬ ‫بالقرآن؟‬
‫لنبي الرحمة‪« :‬ال أقول الم حرف‪ ،‬ولكن ألف حرف‪ ،‬والم‬ ‫ُّ‬ ‫م ��ا أجمل أن يك ��ون املرء من أهل الل ��ه وخاصته‪ ،‬وهل‬
‫حرف‪ ،‬وميم حرف»‪.‬‬

‫أه�ل ً�ا بش � ٍ‬
‫�هر يض � ّ�م ليل ��ة‬
‫الق ��در‪ ،‬أعظم ليالي الدهر‪،‬‬
‫وه ��ي خي ��ر من ألف ش ��هر‪..‬‬
‫فطوب ��ى مل ��ن ع ��رف قدره ��ا‪،‬‬
‫وطوبى مل ��ن ترقبها‪ ،‬وطوبى‬
‫ملن أدركها‪.‬‬

‫بشهر يبدأ باملغفرة‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫ً‬
‫أهال‬
‫ويتوسط بالرحمة‪ ,‬وينتهي‬
‫بالعتق من النار‪ ..‬فيا سعادة‬
‫م ��ن غنمه‪ ،‬ويا ف ��وز من كان‬
‫فيه من املقبولني‪.‬‬

‫ـال برمضـاننـا‪ ،‬مجمـع‬ ‫أه ً‬


‫وم ��راح نفوس ��نا‪،‬‬ ‫خيراتنـ ��ا‪َ ،‬‬
‫ومبلغ أمانينا‪.‬‬
‫رمـضاننـا أنت الـمنى‬
‫فـي ك ِّـل عـام بـالـهـنا‬
‫قـد زرتـنـا يـا فوزنا‬
‫بـفضـلـك نلـنـا الـمرام‪l‬‬

‫‪ -1‬صحيح اجلـامع‪.2165 :‬‬


‫‪ -2‬أي ال َي ْب َلى‪.‬‬
‫] رئي ��س قس ��م اللغ ��ة‬
‫العربية باجلامعة العربية املفتوحة ‪ -‬الكويت‪.‬‬ ‫وخاصة إال أه ��ل القرآن؟ «إن لل ��ه تعالى أهلني‬
‫ّ‬ ‫لل ��ه أه ��ل‬
‫من الناس»‪ .‬قالوا‪ :‬يا رس ��ول الله َمن هم؟ قال [‪« :‬هم‬
‫وخاصته»(‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫أهل القرآن‪ ،‬أهل الله‬

‫مأدب ��ة الرحم ��ن‪ ،‬وهل‬‫م ��ا أجم ��ل أن ي ��أكل امل ��رء م ��ن ُ‬
‫للرحمن مأدبة في األرض إال مأدبة القرآن؟‬
‫إن ه ��ذا الق ��رآن مأدب ��ة الله تعال ��ى فاقبل ��وا مأدبته‬
‫م ��ا اس ��تطعتم‪ ...‬إن هذا القرآن حبل الل ��ه املتني والنور‬
‫املبني‪ ،‬والش ��فاء النافع‪ ،‬عصمة ملن مت ََّسك به‪ ،‬وجناة ملن‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪11‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫واقع املر�أة املعا�صر‬

‫ربانية‪ ...‬ال رمضانية!‬


‫بقلم‪ :‬األستاذة إباء محمد الدريعي‬

‫�هر مب ��ارك ينتظ ��ره اجلميع‪..‬‬ ‫رم�ض � ��ان‪ ..‬ش � ٌ‬


‫يف ِظال ُل ��ه رحمة‪ ،‬ولياليه نور‪ ،‬ونهاره وقا ٌر‬ ‫َض ٌ‬
‫وكسب لألجور‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ومهابة‬
‫�هر ك ّرمه‬
‫ه ��ذا ه ��و التعري ��ف املعنوي لش � ٍ‬
‫الل ��ه س ��بحانه وتعال ��ى على س ��ائر الش ��هور‬
‫وضاع ��ف في ��ه الثواب وفتح لألج ��ر كل باب‪.‬‬
‫َب َّش ��ر الصائم�ي�ن باملغفرة والعت ��ق من النار‪.‬‬
‫ش � ْ�ه ٌر ُتز َّين اجلنان ألجله‪ ،‬و ُت َصفّ د الشياطني‬
‫ليلة فيه هي‬ ‫إكرام� � ًا لقدومه‪ ،‬وتغار الليال ��ي من ٍ‬
‫خير من ألف شهر‪.‬‬
‫لعل هذه امليزات في ش ��هر رمض ��ان املبارك‪ ،‬جعلته‬ ‫َّ‬
‫�اس يس ��تقبلونه‬ ‫ش ��هر ًا لي ��س كس ��ائر الش ��هور ُّ‬
‫وكل الن � ِ‬
‫�تعدون له بأش ��كال مختلف ��ة قد تكون‬ ‫بطريقته ��م ويس � ّ‬
‫إيجابية وأحيان ًا أخرى كثيرة قد تكون سلبية‪.‬‬
‫ق ��د ُيس ��تقبل رمضان ضيف� � ًا عزيز ًا عاد بع ��د غياب‪،‬‬
‫وقد ُيس� � َتغَل أبشع اس ��تغالل‪ .‬وهذا ما يدعوننا لوقفات‬
‫طويلة م ��ع النفس‪ ،‬حملاولة تصحي ��ح املفاهيم عن هذا‬
‫الشهر العظيم‪.‬‬
‫وتق ��ع مس ��ؤولية التصحي ��ح والتغيي ��ر للموروث ��ات‬
‫إ ّن ��ه مم ��ا َي ُحزُّ ف ��ي القلوب أن تصبح امل ��رأة الصائمة‬
‫والع ��ادات الرمضاني ��ة الدخيل ��ة عل ��ى عات ��ق كل صائم‬
‫«رمضاني ��ة» ال رباني ��ة‪ ،‬بقصد أو بغير قصد‪ .‬كثيرات من‬
‫وصائمة‪.‬‬
‫النس ��اء املس ��لمات‪ ،‬م ��ع معرفتهن لفضل ش ��هر رمضان‬
‫حس َّن استغالل وقته‪ ،‬بل لعلّ‬
‫وأجره العظيم‪ ،‬ال ُي ِ‬‫املبارك ِ‬
‫نهار رمضان يض َّيع بتحضي ��ر الوجبات وتلبية الرغبات‬
‫وتزي�ي�ن املأكوالت ثم يأتي لي ��ل رمضان وقد أصاب املرأة‬ ‫نهار رم�ضان ُي�ض َّيع بتح�ضري الوجبات وتلبية‬
‫اإلعي ��اء لكثرة األعباء‪ ،‬فال ص�ل�اة وال عبادات وال قراءة‬ ‫الرغبات وتزيني امل�أكوالت ثم ي�أتي ليل رم�ضان‬
‫قرآن وال ذك َر للرحمن‪.‬‬ ‫وقد �أ�صاب املر�أة الإعياء لكرثة الأعباء‪.‬‬
‫ب ��ل يتعدى األم ��ر إلى أكث ��ر من ذل ��ك؛ فطلب قليل‬
‫من الراحة يستدعي اجللوس أمام التلفاز حيث املوسم‬
‫املزدهر باألفالم واملسلسالت التي تزيد من قسوة القلب‬ ‫َّ‬
‫فلعل‬ ‫وحيث إنن ��ا نتع ّرض إلى واقع امل ��رأة املعاصرة‪،‬‬
‫ال من نوره‪ ،‬و ُتبيد كل حسنة نالها املرء في صيامه‪.‬‬ ‫النصيحة س ��تكون موجه ��ة لها‪ ،‬فبإمكان املرأة املس ��لمة‬
‫إن هذا الواقع الذي تعيشه املرأة املسلمة في البيوت‬ ‫الصائمة أن جتعل من هذا الش ��هر ش ��هر الن ��ور والبركة‬
‫ال ميكن أن يتغير بسهولة‪ ،‬فالعادات الرمضانية املوروثة‬ ‫والطاعة‪ ،‬كما أراد املولى رمضانَ لعباده‪.‬‬
‫حتت ��اج إلى مجاه ��دة لتغييرها‪ .‬ويجدر االنتباه إلى أنه‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪12‬‬
‫والتدين ومجالس الذكر‬
‫ُّ‬ ‫بأسلوب احلياة؛ فاحلياة شيء‬ ‫لي ��س كل العادات س ��يئة‪ ،‬ب ��ل إنَّ منها ما يك� � ّرس أهمية‬
‫والوعظ شيء آخر‪.‬‬ ‫ش ��هر رمضان ويعطيه ميزات خاصة‪ ،‬وإمنا احلديث عن‬
‫الع ��ادات اليومي ��ة التي ت ��ؤدي إلى ترك العب ��ادات وعدم‬
‫اس ��تغالل األوق ��ات ف ��ي الطاع ��ات‪ .‬ه ��ذا‬
‫ها هي تبا�شري رم�ضان اخلري هذا العام قد‬ ‫التغيير يقع على عاتق األس ��رة املس ��لمة‬
‫�أقبلت فلنبد�أ رحلة التغيري‪.‬‬ ‫وانتهاء‬
‫ً‬ ‫َب � ْ�دء ًا من ال ��زوج مرور ًا بالزوج ��ة‬
‫باألبن ��اء‪ .‬يحتاج ه ��ذا الواقع الذي ُتهدر‬
‫األ َسر‬‫فيه األوقات إلى تغيير؛ بحيث تبدأ ُ‬
‫واملجتمع ��ات بالتح� � ّرر من نير اس ��تعباد‬
‫الوعظ ما‬
‫ِ‬ ‫ل ��ذا فقد أصب ��ح احلال هك ��ذا‪ :‬مجال ��س‬ ‫الع ��ادات والتقالي ��د وحتك ��م س ��لطانها‬
‫ع ��ادت تعظن ��ا وال ��دروس الت ��ي نس ��معها ف ��ي رمضان ال‬ ‫ليش � ّ�ب اجلي ��ل اجلدي ��د عل ��ى معرف ��ة‬
‫العلم ونتنافس عليها‬ ‫تغيرن ��ا‪ .‬وترانا ن َُه ُّب إلى مجالس ِ‬ ‫الهدف احلقيقي من شهر رمضان‪ .‬وهذا‬
‫بأجس � ِ�ادنا‪ ،‬وقلو ُبن ��ا وعقولنا عن تدبرها ش ��اردة وآذاننا‬ ‫ما ال حتظى به بيوتنا املسلمة‪ ،‬فرمضان‬
‫عن سماعها غير واعية وأرواحنا عنها مهاجرة نائية‪.‬‬ ‫الي ��وم غير رمضان األم ��س‪ .‬وما يقوم به‬
‫ولغو الكالم وال‬‫نفوس ��نا تنس ��اق إلى مجالس اللهو ِ‬ ‫البعد عن‬ ‫ِ‬ ‫الن ��اس في رمض ��ان بعي � ٌ�د كل‬
‫أوقات نفيس ��ة َت ْنفَلت من أعمارنا‬ ‫ٍ‬ ‫نحصد فيها إال ضياع‬ ‫والقيم اإلميانية والربانية‪.‬‬ ‫األصالة ِ‬
‫الركب الس ��ائر‪ .‬وإذا رمضان هو نفس ��ه يتكرر كل‬ ‫انفالت َّ‬ ‫كالم كثير وآراء تطرح في هذا اإلطار‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫عام دون إصالح أو تغيير!!‬ ‫والس ��ؤال‪ :‬كي ��ف الس ��بيل إل ��ى التغيير؟‬
‫إن هذا الطرح ليس تشاؤم ًا وال نظر ًة سوداوية وإمنا‬ ‫كيف الس ��بيل إلى أن يعود رمضانُ ش ��ه َر‬
‫هو وقفة صادقة مع النفس لالنطالق والبدء من جديد‬ ‫القرآن العظيم والذكر احلكيم‪ ،‬ال ش ��ه َر‬
‫ألجل حتويل هذا الشهر الكرمي إلى شهر تربية وتوجيه‬ ‫التلفاز واألفالم والكوميديا والتنجيم؟‬
‫وتدريب وقيادة للنفس لتصل إلى أعلى املراتب‪ ،‬واملبادرة‬ ‫الناظر في واقع احلال يرى التقصير‬
‫إلى اغتنام س ��اعات ربانية‪ :‬اس ��تغاللها فالح‪ ،‬وإش ��غا ُلها‬ ‫يالزم األمة اإلس�ل�امية‪ ،‬ويبقى الس ��ؤال‪:‬‬
‫باخلير توفيق وجناح‪.‬‬ ‫هل تتحمل املرأة جزء ًا من هذا التقصير؟ وكيف ُيقاس‬
‫وها هي تباشير رمضان اخلير هذا العام قد أقبلت‬ ‫التقصير وبأية طريقة؟‬
‫فلنبدأ رحلة التغيير‪ ،‬وال َت ْقبلي أختاه أن تندرجي في‬
‫ع ��داد م ��ن ُذكروا في حديث النب ��ي ‪ُ « :‬ر َّب صائم ّ‬
‫حظه‬
‫من صيامه اجلوع والعطش» (رواه أحمد)‪.‬‬
‫ولتس� � َع ْي أيتها املرأة املس ��لمة املحُ ِ ّب ��ة الغيورة إلى أن‬
‫العلم ونتناف�س عليها‬‫نَه ُُّب �إىل جمال�س ِ‬
‫ْ‬
‫تكوني «ربان ّية» ال رمضانية‪l‬‬
‫أج�سادنا‪ ،‬وقلوبُنا وعقولنا عن تدبُّرها �شاردة‪،‬‬
‫ب� ِ‬
‫و�آذانُنا عن �سماعها غري واعية‪ ،‬و� ُ‬
‫أرواحنا عنها‬
‫مهاجرة نائية‪.‬‬

‫م ��ن اجلدي ��ر أن يتم النظ ��ر في قضي ��ة الفصل بني‬
‫العبادات واحلياة اليومية التي نعيشها ونعايشها‪.‬‬
‫لذل ��ك فنح ��ن ن ��رى أنّ الص ��وم أصب ��ح ال عالق ��ة له‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪13‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫حوار‬
‫فلنبد�أ رحلة التغيري‬
‫يف حوار مع الأ�ستاذة وفاء م�صطفى‬
‫الهدامة‬
‫وحشد هذا الكم الهائل من املسلسالت واألفالم ّ‬ ‫يقول احلق‪َ  :‬ذ ِل َك ِبأَنَّ ال َّل َه َل ْم َي ُك ُم َغ ِّير ًا ِن ْع َم ًة‬
‫التي تتسابق في العرض في رمضان‪ ،‬واستمرار اإلعالن‬ ‫أَ ْن َع َم َه ��ا َع َلى َق ْو ٍم َحتَّ ى ُي َغ ِّي ُروا َما ِبأَ ْنفُ ِس � ِ�ه ْم‪،‬‬
‫عنه ��ا لفت ��رة طويل ��ة قبل ��ه؛ فيتش� � ّوق املش ��اهد العادي‬ ‫وخصائص ومميزات ش ��هر رمضان فرصة ال‬
‫ملش ��اهدتها‪ ،‬مما يؤثر تأثير ًا سلبي ًا على املجتمع‪ ،‬فبد ًال‬ ‫تع ّوض للجا ّدين وال ّراغبني حق ًا بالتغيير‪.‬‬
‫من توجيه اجلهد والطاقة إلدارة عجلة اإلنتاج والتوجه‬ ‫وحول مالمح هذا التغيير الذي يجب أن‬
‫نحو التميز مبعدالت عالية اإلجناز‪ ،‬أصبح الفرد طاقة‬ ‫يعكس ��ه شهر رمضان في ذواتنا ومجتمعاتنا‬
‫معطلة كاملياه الراكدة ال حياة فيها وال حركة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كان لنا حوار مع‪ :‬األستاذة وفاء مصطفى[‪.‬‬
‫أما احلاذق الف َِطن فال ينفق وقته إال فيما ُيرضي ربه‪،‬‬
‫ويظ ��ل بني اخلوف والرجاء‪ ،‬والتوس ��ل والدعاء‪ ،‬والتذلل‬
‫لل ��ه حت ��ى يقبله رب ��ه ويفتح ل ��ه أبواب ��ه و ُيدخل ��ه َجنّته‪،‬‬
‫ويك ��ون حريص� � ًا عل ��ى أداء الصلوات من ف ��روض ونوافل‪،‬‬ ‫ضيفتنا يف سطور‬
‫وت�ل�اوة القرآن‪ ،‬واملداومة على ذكر الله‪ ،‬وحضور مجالس‬ ‫‪ l‬مصرية اجلنسية‪ ،‬مقيمة في اإلمارات‪.‬‬
‫العلم‪ ،‬ومشاهدة البرامج الدينية والعلمية املفيدة‪.‬‬ ‫‪ l‬متزوجة ولديها ولدان‪.‬‬
‫إن اإلع�ل�ام يحم ��ل عل ��ى عاتق ��ه رس ��الة عظيم ��ة‬ ‫‪ l‬حاصل ��ة عل ��ى اإلج ��ازة في التج ��ارة ‪ -‬تخصص‬
‫لألم ��ة يج ��ب أن يؤديها‪ ،‬ويلع ��ب دور ًا هام ًا ف ��ي التوعية‬ ‫إدارة أعمال‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫والتعليم والتثقي ��ف والتنوير فض ًال عن غربلة البرامج‬ ‫‪ l‬دراس ��ات عليا في الدراسات اإلسالمية – املعهد‬
‫العالي للدراسات اإلسالمية بالقاهرة‪.‬‬
‫‪ l‬دبل ��وم عال ��ي ف ��ي اإلدارة ‪ -‬جامع ��ة كامبريدج ‪-‬‬
‫لندن‪.‬‬
‫يجب علينا �أن نُحيي ليايل رم�ضان كما‬ ‫‪ l‬دبلوم في اإلدارة احلديثة‪ ،‬وفي إدارة األفراد‪.‬‬
‫�أحياها الر�سول  و�أن نهتم بجيل ال�شباب‬ ‫‪ l‬متخصص ��ة ومدربة ف ��ي التنمي ��ة الذاتية‪ ،‬وفي‬
‫الذين هم جيل امل�ستقبل الذي تع ِّول عليه الأمة‬ ‫تنمية املوارد البشرية‪.‬‬
‫يف البناء والإ�صالح‪.‬‬ ‫‪ l‬من مؤلفاتها املنش ��ورة‪ :‬سلسلة التميز والنجاح‬
‫‪ -‬سلس ��لة هندس ��ة التغيير إلى حياة أفضل ‪ -‬سلسلة‬
‫هندس ��ة الطاق ��ة البش ��رية ‪ -‬سلس ��لة هندس ��ة ال ��ذات‬
‫واملسلس�ل�ات‪ ،‬واختي ��ار اله ��ادف منها مب ��ا يحفظ لهذا‬ ‫(حتت الطبع)‪.‬‬
‫الش ��هر حرمته‪ ،‬ويتناس ��ب مع حكمته التي شرعها الله‬
‫تب ��ارك وتعال ��ى‪ ،‬ومبا يتوافق مع دينن ��ا احلنيف وقيمنا‬
‫ومبادئنا‪.‬‬ ‫‪« .1‬منبر الداعيات»‪ :‬هل اختلفت معاني شهر رمضان‬
‫‪« .2‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬يق ��ول بعض علم ��اء النفس‪:‬‬ ‫عما كانت عليه أيام زمان؟‬
‫في عصر التكنولوجيا ّ‬
‫احملرك األساس للسلوك اإلنساني‪،»...‬‬ ‫ِّ‬ ‫«إن الش ��هوة هي‬
‫ّ‬ ‫‪ l‬نعم اختلفت‪ ،‬وقد ساهم اإلعالم في تشويه الوجه‬
‫برأي ��ك‪ :‬ه ��ل الصي ��ام وح ��ده يضب ��ط الش ��هوة ويكب ��ح‬ ‫احلقيقي لشهر رمضان؛ فأصبحت الفضائيات تتنافس‬
‫جماحها؟ أم هناك عوامل أخرى مؤثّ رة؟‬ ‫في ع ��رض الدراما‪ ،‬والبرامج‪ ،‬واملسلس�ل�ات التي أغلبها‬
‫أن‬
‫‪ l‬إنّ الهدف األس ��اس من الصوم هو التقوى؛ أي ْ‬ ‫ال تتناس ��ب مع قيمن ��ا ومبادئنا اإلس�ل�امية؛ وال يخفى‬
‫يقي املؤمن نفس ��ه وقلبه من اآلث ��ام‪ ،‬وأن يحفظ إميانه‬ ‫عليه ��م اجلمي ��ع أس ��لوب التش ��ويق واإلث ��ارة والع ��رض‪،‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪14‬‬
‫معهم‪ ،‬والتواضع ال التكبر عليهم‪.‬‬
‫عد شهر رمضان املبارك أفضل‬ ‫‪« .4‬منبر الداعيات»‪ُ :‬ي ّ‬
‫مناس ��بة للتغيير االجتماع ��ي كما التغيي ��ر الذاتي؛ هل‬
‫م ��ن خط ��ة لتفعيل آثاره ف ��ي النفوس حتى ت ��دوم طوال‬
‫العام؟‬
‫‪ l‬التكرار أفضل الس ��بل لبرمجة النفس على العادة‬
‫اجلدي ��دة التي يري ��د الفرد أن يتبناه ��ا‪ ،‬وأي عادة ميكن‬
‫أن تتغي ��ر بش ��رط اتخاذ القرار الس ��ليم ووضعها موضع‬
‫الفع ��ل والتطبيق واالس ��تمرار حتى يصل اإلنس ��ان إلى‬
‫النج ��اح‪ ،‬كم ��ا أن االس ��تعانة بالصحبة الصاحل ��ة ُتعينه‬
‫عل ��ى تغيي ��ر عادت ��ه‪ .‬يق ��ول العلم ��اء‪ :‬إن م ��دة ‪ 21‬يوم� � ًا‬
‫أي ُش ��بهة أو ش ��ائبة تش ��وبهما من معصية أو‬ ‫ودينه من ِّ‬
‫كفيل ��ة ب ��أن تغ ّير أي عادة مهما كان ��ت حتى عادة تدخني‬
‫خطيئ ��ة؛ فالصي ��ام يق� � ّوي جه ��از املناعة ل ��دى الصائم‪،‬‬
‫الس ��جائر‪ ،‬ومن حكم ��ة رب العاملني أن جع ��ل رمضان ‪30‬‬
‫فيتح ّل ��ى بالفضائ ��ل‪ ،‬ويت ��رك اله ��وى الفاس ��د‪ ،‬ويتعلّم‬
‫الصبر الذي هو من ُأسس الصيام‪ .‬وليس الصبر معناه‬
‫واجلد والنشاط‪،‬‬ ‫التكاسل‪ ،‬وإنمّ ا هو الصبر على العمل ِ‬
‫التكرار �أف�ضل ال�سبل لربجمة النف�س على‬ ‫والعم ��ل مق ��رون بالتق ��وى‪ ،‬واإلنس ��ان ل ��ن يس ��تطيع أن‬
‫العادة اجلديدة التي يريد الفرد �أن يتبناها‪ ،‬و�أي‬ ‫يصب ��ر عل ��ى قضاء الل ��ه‪ ،‬وأداء الص�ل�اة‪ ،‬وإطاع ��ة أوامر‬
‫عادة ميكن �أن تتغري ب�شرط اتخاذ القرار ال�سليم‬ ‫الل ��ه دون تقوى‪ ،‬ومن التقوى ضبط النفس والس ��يطرة‬
‫وو�ضعها مو�ضع التطبيق‪.‬‬ ‫عل ��ى اجل ��وارح واالمتن ��اع ع ��ن الش ��هوات املباح ��ة ف ��ي‬
‫أوق ��ات الصي ��ام فض ًال عن الش ��هوات غي ��ر املباحة طوال‬
‫أيام الس ��نة‪ ،‬فتق ��وى اإلرادة‪ ،‬وتتج ّل ��ى العزمية في أرقى‬
‫يوم ًا فرصة للتغيير حتى يقطع خط العودة إلى العادة‬ ‫طاعة لله‪ ،‬لذا فإنّ الصيام هو العامل األس ��اس‬ ‫ً‬ ‫معانيها‬
‫ومتتد‬
‫ّ‬ ‫القدمية‪ ،‬وهي خطة مباركة تبدأ أول شهر رمضان‬ ‫في ضبط الشهوة وكبح جماحها‪.‬‬
‫والتمسك بها طوال العام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫باملداومة عليها‬ ‫معظم‬
‫ُ‬ ‫‪« .3‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬نعيش في زم ��ن ُيعطي‬
‫كم ��ا يج ��ب علين ��ا أن نس ��تثمر ش ��هر رمض ��ان في‬ ‫وللمتغير على‬
‫ّ‬ ‫للمادي عل ��ى الروح ��ي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أف ��راده األولوي � َ�ة‬
‫التغيير الترب ��وي واألخالق ��ي واالجتماعي والصحي‬ ‫الثاب ��ت‪ ،‬وه ��ذا يعن ��ي أن األجيال القادمة س ��تنظر بعني‬
‫والثقافي مبا يساهم في حتسني األوضاع كافة ويحقِّ ق‬ ‫االس ��تخفاف إل ��ى كثي ��ر مم ��ا نع � ّ�ده اآلن ش ��يئ ًا عزي ��ز ًا‬
‫لألم ��ة أهدافها م ��ن تقدم وازدهار ونص ��ر؛ لذا يجب أن‬ ‫وعظيم ًا؛ فما هو احلل؟‬
‫نكت ��ب خطتن ��ا في رمضان‪ ،‬ونرس ��م له ��ا خريطة ذهنية‬ ‫‪ l‬يج ��ب علين ��ا أن نُحيي ليالي رمض ��ان كما أحياها‬
‫حتى ترس ��خ ف ��ي أذهاننا‪ ،‬ورمبا من األج ��دى أن نع ِّلقها‬ ‫الرسول ‪ ،‬وأن ننتهج منهجه‪ ،‬ونط ِّبق ُسنّته‪ ،‬وال نُغفل‬
‫تشربها‪ ،‬وللقلب‬ ‫في أماكن جلوسنا حتى يتسنى للعقل ُّ‬ ‫دور األس ��رة واملجتمع واإلعالم ألن على عاتقهم رس ��الة‬
‫والتوجه‬
‫ّ‬ ‫امتصاصها‪ ،‬ول ِّلس ��ان تكرارها عن َظه ��ر قلب‪،‬‬ ‫عظيم ��ة تكم ��ن في تعري ��ف األجيال القادم ��ة مبفاهيم‬
‫بالتنفيذ مع دخول وقت أول صالة في شهر رمضان‪.‬‬ ‫دينه ��م‪ ،‬وعقيدتهـــ ��م الدينيــــ ��ة الراس� �ــخة وحقــوقــهـ ��م‬
‫وواجباته ��م‪ ،‬وأن نهت ��م بجيل الش ��باب الذي ��ن هم جيل‬
‫املس ��تقبل الذي تع ِّول عليه األمة ف ��ي البناء واإلصالح‪،‬‬
‫وأن ندع َوه ��م إلى الله باحلكمة واملوعظة احلس ��نة‪ ،‬وأن‬
‫نتبنّ ��ى احلوار الهادئ والنقاش الهادف مع الش ��باب من‬
‫منطل ��ق احلب‪ ،‬واألخذ بأيديهم واحلنو عليهم والنزول‬
‫والتبس ��ط‬
‫ُّ‬ ‫إل ��ى مس ��تواهم ومصادقتهم والت ��و ّدد إليهم‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪15‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫األكيد على التوبة والبكاء والندم على ما كان‪.‬‬ ‫‪« .5‬منبر الداعيات»‪ :‬ختاما ً‪ ،‬ما هي املزايا التي جتعل‬
‫س‪ .‬الثب ��ات بع ��د رمضان عل ��ى الع ��ادات اجلديدة ملا‬ ‫من رمضان شهر التغيير؟‬
‫يتمتع به اإلنس ��ان من س ��م ّو الغاية‪ ،‬وعل� � ّو الهمة‪ ،‬و ُر ِق ّي‬ ‫‪ l‬رمضان فرصة من الله للتغيير اجلذري; ِ‬
‫إنَّ‬
‫النفس‪.‬‬ ‫ال ُي َغ ِّي ُر َما ِب َق ْو ٍم َحتَّ ى ُي َغ ِّي ُرو ْا َما ِبأَ ْنفُ ِس � ِ�ه ْم‬
‫ال ّل� � َه َ‬
‫ع‪ .‬حتقيق الت ��وازن وإثراء النفس في جميع جوانب‬ ‫‪ .‬فرمضان يساعد على‪:‬‬
‫احلي ��اة؛ كاجلان ��ب الروح ��ي واالجتماع ��ي والصح ��ي‬ ‫أ‪ -‬برمج ��ة اإلنس ��ان لنفس ��ه ذاتي� � ًا باتب ��اع‬
‫والعقلي‪.‬‬ ‫النم ��ط اجلدي ��د بالتك ��رار واملداوم ��ة وإص�ل�اح‬
‫ف‪ .‬تع ُّل ��م الكثي ��ر م ��ن امله ��ارات; مثل جه ��اد النفس‪،‬‬ ‫ال ��ذات‪ ،‬وضب ��ط النف ��س‪ ،‬والس ��يطرة عل ��ى‬
‫وكبح الشهوات‪ ،‬وتربية النفس على الفضائل‪ ،‬والتحلي‬ ‫األقوال واألفعال‪.‬‬
‫باألخ�ل�اق الكرمي ��ة‪ ،‬والتخ ُّل ��ص م ��ن العادات الس ��يئة‪،‬‬ ‫ب‪ -‬اتخاذ القرار احلاسم باستغالل شهر‬
‫الش ��ح‬ ‫وتب ّن ��ي أمناط التفكير اإليجابي‪ ،‬والتخلص من ُّ‬ ‫رمض ��ان في التخ ّل ��ص من العادات الس ��يئة‬
‫واجلود مبا لدى الفرد من خير كثير‪.‬‬ ‫والبخل‪ُ ،‬‬ ‫والش َره مث ًال‪.‬‬‫كالتدخني‪َّ ،‬‬
‫ص‪ .‬االلتزام بأحكام وحرمة هذا الشهر الفضيل‪.‬‬ ‫ج‪ -‬اإلجن ��از في ش ��هر واح ��د ِل َك � ٍّ�م ٍ‬
‫هائل؛‬
‫ق‪ .‬االنضب ��اط مبواقي ��ت أداء ص�ل�اة اجلماع ��ة ف ��ي‬ ‫حي ��ث االس ��تكثار م ��ن العب ��ادات واألعم ��ال‬
‫املساجد‪ ،‬والنوافل‪ ،‬كالتراويح والتهجد‪.‬‬ ‫الصاحلة‪.‬‬
‫وفي اخلتام أشكر أسرة حترير مجلة منبر الداعيات‬ ‫هـ‪ -‬زي ��ادة الثقة بالنفس واإلحس ��اس بالنش ��اط‬
‫على جهودهن املخلصة‪ ،‬جعله الله في ميزان حسناتهن‬ ‫واحليوية بعد كسر الروتني والتغلب على الفتور وامللل‪،‬‬
‫العلي القدير أن يتقبل منا صيامنا‬ ‫ّ‬ ‫جميع ًا‪ ،‬وأسأل الله‬ ‫وشحن الطاقة البدنية والذهنية والعقلية والروحية‪.‬‬
‫وقيامنا وأن ُيعتق رقابنا من النار‪ ،‬وأن يعيننا على ذكره‬ ‫و‪ -‬التش ��جيع باملكاف ��أة والث ��واب واألج ��ر العظي ��م‬
‫وشكره وحس ��ن عبادته‪ ،‬وأن يختم بالصاحلات أعمالنا‪،‬‬ ‫م ��ن الل ��ه ب ��أن ُيدخ ��ل اجلنة م ��ن ص ��ام رمض ��ان إميان ًا‬
‫يقضي باخليرات آجالنا‪ ،‬آمني‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وأن‬ ‫واحتساب ًا‪.‬‬
‫ز‪ -‬التف ��اؤل بع ��دم التركي ��ز على األحداث الس ��لبية‪،‬‬
‫الهدامة‪ ،‬ويتفاءل الصائم بأنّ الله يتقبل عمله‬ ‫واألفكار ّ‬
‫ويستجيب دعاءه‪ ،‬فتزداد صلته بر ِّبه فإنه سميع مجيب‬
‫الدعاء‪ ،‬ودعوة الله لعدم اليأس من رحمته تعالى‪.‬‬
‫ح‪ -‬الش ��كر‪ :‬يش ��عر الصائ ��م بالش ��كر واالمتن ��ان‬
‫والعرف ��ان لل ��ه عن ��د ِفط ��ره‪ ،‬كم ��ا أش ��ار رس ��ول الله ‪:‬‬
‫«للصائ ��م فرحت ��ان‪ :‬فرحة عند ِفط ��ره وفرحة عند لقاء‬
‫ربه» رواه البخاري‪.‬‬
‫ط ‪ -‬العطاء بأشكاله كافة‪ :‬من زكاة وصدقة‪ ،‬واجلود‬
‫مبا لدى الصائم من خير للفقراء واملساكني‪.‬‬
‫]]]‬ ‫ي ‪ -‬إدارة الوق ��ت والذات‪ :‬بتنظيم الوقت‪ ،‬واكتس ��اب‬
‫] «منب ��ر الداعيات»‪ :‬بدورنا نش ��كر األس ��تاذة وفاء‬ ‫امله ��ارات املختلف ��ة م ��ن تربي ��ة النف ��س‪ ،‬وبن ��اء ال ��ذات‪،‬‬
‫مصطفى على ما أمتعت وأفادت‪ ،‬سائالت املولى تعالى‬ ‫وتعويدها على العادات اإليجابية‪.‬‬
‫أن يعيننا على أداء العبادة على الوجه الذي ُيرضيه ‪l‬‬ ‫ك ‪ -‬تقوي ��ة اإلميان‪ :‬باإلكثار م ��ن الذكر‪ ،‬والصلوات‬
‫ف ��ي أوقاتها‪ ،‬وأداء النواف ��ل كالتراويح والتهجد‪ ،‬وإطعام‬
‫الطعام‪ ،‬وصلة األرحام‪ ،‬وزيارة املرضى‪.‬‬
‫] ميكنكن التواصل مع األستاذة وفاء مصطفى على‬ ‫ل‪ .‬تقوية اإلرادة والعزمية‪ :‬والعمل الصادق املستمر‬
‫بريدها اإللكتروني‪wafaa_ms@hotmail.com :‬‬ ‫لبلوغ أعلى درجات اجلنان‪.‬‬
‫علو الهمة‪ :‬يو ِّلد في النفس الهمة العالية والعزم‬ ‫م‪ّ .‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪16‬‬
‫كيف �ستعي�شني رم�ضان؟‬
‫بقلم‪ :‬فاطمة أديب الصالح‬

‫الفخ (إنه مكش ��وف جداً)‪ ،‬لن أسمح لكم بسرقة شهري‪،‬‬ ‫يحل يصبح‬ ‫كأي ضيف‪ ..‬عندما ُّ‬ ‫رم�ضا ُن ضيف ليس ِّ‬
‫ال أرضى بتغييب عقلي وقلبي عن مراقبة ربي‪.‬‬ ‫محل اإلكرام والترحيب واحلب‬ ‫َّ‬ ‫رب البيت اآلم َر الناهي‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ وهذا نوع من املقاومة ال يس ��تطيع أحد أن يؤاخذك‬ ‫محمال بالهداي ��ا والعطايا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫واالحت ��رام‪ ..‬ذلك أنه يأت ��ي‬
‫عليه‪ ،‬أو يطلبك للتحقيق من أجله!!‬ ‫يط ��رق األبواب‪ ،‬وهي مفتَّ حة الس ��تقباله‪ ،‬يس ��تأذن بكل‬
‫ ق ِّلل ��ي من الطع ��ام عند اإلفطار‪ ..‬تصبحي أس ��عد‬ ‫دماث ��ة و ُرق � ّ�ي‪ ،‬رغم أن اإلعالن عن وصوله س ��بقه بش ��هر‬
‫نفس ًا‪ ،‬وأنشط للعبادة‪.‬‬ ‫أو أكثر‪.‬‬
‫انس ْي حياتك االجتماعية‪ ،‬إال الواجبات األساسية‪..‬‬ ‫ َ‬ ‫إن ��ه ضي ��ف مختلف‪ ،‬يس ��تطيع أن يف ��رض على أهل‬
‫كان أجدادن ��ا م ��ن العلماء يتركون حت ��ى مجالس العلم‬ ‫يرضون‬ ‫البي ��ت نظام حي ��اة خاص ًا به‪ ..‬ومن عج ��ب أنهم َ‬
‫للتفرغ للعبادة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ويرضخ ��ون‪ ..‬وه ��و ف ��ي ف ��رض ما يري ��د ح ��ازم صلب‪ ،‬ال‬
‫ ال تقصدي الس ��وق إال لضرورة وخاصة في العش ��ر‬ ‫يته ��اون وال يتن ��ازل‪ ،‬يف ��رض علين ��ا أن نعيش ما يش ��به‬
‫أفصل وال أش ��رح‪ ..‬بل اإلنس ��ان على نفس ��ه‬ ‫األخير‪ ..‬وال ِّ‬ ‫معس ��كر ًا كش ��في ًا نخض ��ع خالل ��ه جميع ًا ألس ��لوب حياة‬
‫بصيرة‪.‬‬ ‫والواجبات‬
‫ِ‬ ‫نفس ��ه‬
‫واح ��د‪ :‬أم ��ة بأكملها تعي ��ش البرنامج َ‬
‫ اح ��ذري الري ��اء وراقبي نزَعات النف ��س بدقة‪ ،‬البد‬ ‫ً‬
‫نفس ��ها (م ��ن ذا يس ��تطيع أن يفرض نظام� �ا واحد ًا على‬ ‫َ‬
‫األعني‪ ،‬بينك وبني ربك‬ ‫عمل بعيد كل ال ُبعد عن كل َ‬ ‫من ٍ‬ ‫أكثر من مليار شخص في الوقت نفسه من العام؟)‪.‬‬
‫ُ‬
‫الذي يعلم خائنة األعني وما تخفي الصدور‪.‬‬ ‫َيخضع اجلسم للحرمان والتقنني‪ ،‬وتخضع النفس‬
‫ أخيراً‪:‬‬ ‫للتهذي ��ب والتصويب‪ ،‬وينصرف العق ��ل نحو تأمل أبعاد‬
‫تأمل ��ي ح � َّ�ب رب العامل�ي�ن إ ّيان ��ا‪ ...‬دعوت ��ه لن ��ا‪ :‬لق ��د‬ ‫وغايات وجماالت هذه العبادة الفريدة‪ ،‬التي ال يستطيع‬
‫كل ح�ي�ن) أن نعيش العا َم‬ ‫س ��مح لنا (وهو الرقيب علينا َّ‬ ‫رفضها‪ ،‬رغم مشقتها!!‬
‫(معظمنا معظ َم الوق ��ت) حياة احلد األدنى من‬ ‫ُ‬ ‫بطول ��ه‬ ‫دورة مكثف ��ة‪ :‬صارم ��ة ف ��ي ُحن� � ّو‪ ،‬صلب ��ة ف ��ي مرونة‪،‬‬
‫الطاعات وضبط النفس‪ ،‬منصرفني إلى شؤون ارتضاها‬ ‫ينضم‬
‫َّ‬ ‫نتحمله ��ا ف ��ي صبر بهيج‪  ،‬كفتً ى مد ّل � ٍ�ل اختار أن‬ ‫ّ‬
‫لن ��ا‪ ،‬وجعلها عبادة ما ُدمنا ُنس ��هم في إعمار األرض‪ ،‬ثم‬ ‫إلى معسكر ما‪ ،‬أو رياضة صعبة ما‪ ،‬تتطلب تدريب ًا قاسي ًا‪،‬‬
‫عبادي الطيبني الذي ��ن طال انصرافهم إلى‬ ‫َ‬ ‫أن يا‬ ‫دعان ��ا ْ‬ ‫شدة‬ ‫فإذا هو في نهايتها يش ��عر بسعادة غامرة‪ ،‬يمَ نتّ من ّ‬
‫دنياهم‪ ،‬وأرهقت ش ��ؤونُ العيش قلو َبهم وعقولهم‪ ..‬إنه‬ ‫حتدي نفس ��ه‪ ،‬واس ��تخراج‬ ‫وجهوه نحو ّ‬ ‫مد ِّربي ��ه‪ ،‬ألنه ��م ّ‬
‫أوان معسكركم‪ ،‬شَ ّمروا وتعا َلوا ولكم عندي من اجلوائز‬ ‫أق ��وى وأطه ��ر ما ف ��ي داخل ��ه‪ ،‬بع ��د أن كان يعيش باحلد‬
‫م ��ا تلمس ��ون وتدرك ��ون‪ ،‬وما ال تلمس ��ون وال تدركون إال‬ ‫األدنى من ُق ُدراته‪.‬‬
‫خرت لكم‬ ‫بالتدقي ��ق وثاقب النظ ��ر والفكرة‪ ..‬غي َر م ��ا ا ّد ُ‬ ‫فكيف ستعيشني رمضان؟‬
‫يوم تلقَونني‪.‬‬ ‫ أ ّدي الص�ل�اة على وقتها مهم ��ا تكن الظروف‪ ،‬فهي‬
‫منك ي ��ا ربنا الكرمي الرحي ��م‪ ،‬وكيف يكون‬ ‫أي دع ��وة َ‬ ‫ُّ‬ ‫املعادل ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬لصالة الرجل في املسجد‪.‬‬
‫اجلواب منا نحن الذين ما ُخلقنا إال لعبادتك‪ ،‬وما طمعنا‬ ‫ إن ل ��م تكون ��ي من أصح ��اب صالة الس�ن�ن الرواتب‬
‫طمعنا برحمتك وعفوك ومغفرتك؟‪l‬‬ ‫قد َر َ‬
‫بشيء ْ‬ ‫فافعل ��ي‪ ،‬إنه ��ا االس ��تعداد والتهيئ ��ة لدخ ��ول الفريضة‪،‬‬
‫وهي الفاصل بينك وبني شَ غَب الدنيا وهمومها‪.‬‬
‫ ال تس ��هري حت ��ى الس ��حور‪ ،‬ب ��ل نام ��ي وان َهض ��ي‬
‫وتسحري (ولو رمزي ًا) لتع ِّبري عن حبك لالقتداء بخير‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وأكمل ِه ��م عب ��ادة وعم�ل�ا‪ :‬نب ِّينا محم ��د [‪ ،‬هذا‬ ‫ِ‬ ‫خل ْل ��ق‬‫ا َ‬
‫يق ّوي من ش ��عورك باحلال الرمضاني ��ة‪ :‬نوم ثم نهوض‪،‬‬
‫أشق من متابعة السهر‪..‬‬ ‫وهو ُّ‬
‫ قاومي املسلس�ل�ات (الرمضانية!!)‪ :‬لن أقع في هذا‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪17‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫حوار‬
‫دورامل�سجد يف رم�ضان‬
‫وما ه ��ي األدوار األخرى‬ ‫�شه � ��د الل ��ه س ��بحانه وتعال ��ى مل ��ن َي ْعم ��ر‬
‫يؤديه ��ا‬
‫الت ��ي يج ��ب أن ّ‬ ‫إنمَّ َا‬‫مس ��اجد الله بالطاعة باإلمي ��ان؛ فقال‪ِ :‬‬
‫املس ��جد ف ��ي رمض ��ان‬
‫غير االقتصار على أداء‬
‫آمنَ ِبال َّل ِه َوا ْل َي ْوم ِ‬
‫اآلخ ِر‬ ‫اج َد ال َّل ِه َم ْن َ‬ ‫َي ْع ُم ُر َم َس ِ‬
‫الصالة املكتوبة جماعة‬ ‫(التوب ��ة‪ .)18 :‬وأثن ��ى الل ��ه ع ��ز وج ��ل ف ��ي‬
‫وصالة التراويح؟‬ ‫في‬ ‫َم ْوض � ٍ�ع آخر على ُع ّمار املس ��اجد فقال‪ِ :‬‬
‫‪ l‬أهم األسباب التي‬ ‫�وت أَ ِذنَ ال َّل ��هُ أَ ْن ُت ْر َف� � َع َو ُيذْ َك َر ِفي َها ْ‬
‫اس � ُ�مهُ‬ ‫ُب ُي � ٍ‬
‫أدت إلى إقصاء املسجد‬ ‫اآلص ِال(النور‪.)36:‬‬ ‫ُي َس ِّب ُح َلهُ ِفي َها ِبالْغُ ُد ِّو َو َ‬
‫عــــــ ��ن دوره الــــريـــــــــادي‬ ‫وح ��ول دور املس ��جد ف ��ي حي ��اة املس ��لمني‬
‫ف ��ي حي ��اة املس ��لمني‪:‬‬ ‫بش ��كل ع ��ام وفي ش ��هر رمضان بش ��كل خاص‬
‫املتأهل�ي�ن‬
‫ّ‬ ‫ع ��دم وج ��ود‬ ‫العالم الشيخ مجد‬ ‫كان لنا لقاء مع الداعية ِ‬
‫الشيخ مجد مكي‬ ‫َ‬
‫لإلمـــامـــ ��ة واخلطابــ ��ة‬ ‫َم ّكي‪ ،‬إمام مسجد منذ عام ‪1409‬هـ وإلى اليوم‪.‬‬
‫تقومون إقبال املسلمني‬
‫‪« .1‬منبر الداعيات»‪ :‬كيف ّ‬
‫والتدري ��س والدع ��وة والتربي ��ة‪ ،‬وحتويله ��م إل ��ى مجرد‬ ‫ً‬
‫ونساء وشباب ًا على ارتياد املساجد في هذا الشهر‬
‫ً‬ ‫رجاال‬
‫وم ��ن أس ��باب ذلك أيض� � ًا‪ :‬عدم‬ ‫موظف�ي�ن ُمس� �تَأجرين‪ِ .‬‬ ‫ً‬
‫مقارنة بغيره من الشهور؟‬ ‫الكرمي‬
‫تقدي ��ر العامل�ي�ن في هذا امل َ ْي ��دان اإلس�ل�امي واملحَ ِْضن‬
‫‪ l‬اإلقبال على ارتياد املس ��اجد متزايد مقارنة بغيره‬
‫الدع ��وي مم ��ا يدفعه ��م إل ��ى حتصيل‬
‫الرزق وكسب العيش عن طريق أعمال‬
‫أخ ��رى‪ ،‬وال ميكنه ��م التف ��رغ للقي ��ام‬
‫وم ��ن أه � ّ�م األس ��باب‪َ :‬كت ُْم‬
‫برس ��التهم‪ِ .‬‬
‫أنفاس احلرية‪ ،‬واحلرص على مراعاة‬
‫خواطر ذوي الش ��أن والنفوذ‪ ،‬وحتويل‬
‫اإلم ��ام واخلطي ��ب ‪ -‬ال ��ذي يج ��ب أن‬
‫ويق� � ّوم املفاهي ��م ‪-‬‬ ‫صح ��ح األف ��كار ُ‬
‫ُي ّ‬
‫غدقُ‬‫ليكون ُبوق ًا لبعض اجلهات التي ُت ِ‬
‫عليه بالعطاء‪.‬‬
‫وهن ��اك أدوار كثي ��رة للمس ��جد‬
‫ميك ��ن أن يؤديه ��ا ف ��ي حياة املس ��لمني‬
‫ف ��ي رمض ��ان مث ��ل‪ :‬حتقي ��ق التكاف ��ل‬
‫االجتماع ��ي‪ ،‬وجم ��ع ال ��زكاة وتوزيعها‬
‫عل ��ى املس ��تحقني‪ ،‬وتوثي ��ق الرواب ��ط‬
‫االجتماعي ��ة ب�ي�ن أهل احل ��ي‪ ،‬وإقامة‬ ‫من الش ��هور‪ ،‬وهذا اإلقبال ُي ِّ‬
‫بش ��ر بخي � ٍ�ر كثير‪ ،‬ولكن مع‬
‫الدورات التربوية والدعوية‪ ،‬ونشر العلم الشرعي‪ ،‬وإقامة‬
‫ذل ��ك ف ��إنّ ظاهرة حت� � ّول العبادات إلى ع ��ادات أصبحت‬
‫التخصصية ف ��ي الفقه واحلديث والتفس ��ير‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ال ��دروس‬
‫كثير ِمنَ املسلمني‪.‬‬
‫ظاهرة َم َرضية متفشية في عبادات ٍ‬
‫ومما ميكن إحياؤه في هذا الش ��هر‪ُ :‬س� �نّة االعتكاف في‬ ‫ّ‬ ‫‪« .2‬منبر الداعيات»‪ :‬برأيكم ما هي األسباب التي ّأدت‬
‫الع ْش ��ر األخير م ��ن رمضان لتك ��ون دورة تربوية إميانية‬ ‫ُ‬ ‫إلى إقصاء املسجد عن دوره الريادي في حياة املسلمني؟‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ l‬نصيحت ��ي ه ��ي أن يحرص ��وا على االس ��تفادة من‬ ‫روحي ��ة‪ ،‬وكذل ��ك اإلفط ��ار اجلماع ��ي وحتقي ��ق التآلف‬
‫ش ��هر رمض ��ان وأن يجتنب ��وا الكثير من وس ��ائل اإلعالم‬ ‫والصالت‬
‫والتعارف بني ُر ّواد املس ��جد‪ ،‬وإحي ��اء الزيارات ِّ‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪« .3‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬الالفت في هذا الش ��هر الكرمي‬
‫إقب ��ال النس ��اء عل ��ى أداء ص�ل�اة التراوي ��ح ف ��ي املس ��جد‪،‬‬
‫أي مدى يقوم‬ ‫ونس ��بة كبيرة منهن غي ��ر محجبات‪ :‬إل ��ى ّ‬
‫املش ��رفون على املسجد باستغالل هذه الفرصة لتبصير‬
‫النس ��اء بدينه ��ن وتوعيته ��ن‪ ،‬ب ��دل االكتف ��اء بتوجي ��ه‬
‫املعني‬
‫ّ‬ ‫ومن‬
‫مالحظ ��ات على بعض املخالفات الش ��رعية؟ َ‬
‫بالدرجة األولى بهذه املهمة؟‬
‫‪ l‬إنّ إقبال النس ��اء وغير احملجب ��ات على أداء صالة‬
‫بش ��رة باخلي ��ر‪ ،‬ويجب‬ ‫التراوي ��ح ف ��ي املس ��جد ظاهرة ُم ِّ‬
‫اس ��تغالل فرصة إقبالهن‪ ،‬ومن الضروري قيام األخوات‬
‫وتبصيرهن‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫بالتلطف به � َّ�ن والتودد إليه � َّ�ن‬ ‫في املس ��جد‬
‫ً‬
‫بدينه ��ن وتوعيته � َّ�ن ب ��دال من االكتف ��اء بتوجي ��ه اللوم‬
‫الت ��ي تتفنن ف ��ي إضاعة األوق ��ات وهدر األعم ��ار‪ ،‬فض ًال‬ ‫عني بالدرجة األولى األخوات الداعيات‪ ،‬ثم‬ ‫والعتاب‪ .‬وامل َ ّ‬
‫عما في كثير منها من إش ��اعة الفاحش ��ة ونشر الرذيلة‪:‬‬ ‫إمام املس ��جد بترحيبه باألخوات ولو ُك ّن غير محجبات‪،‬‬
‫كالفوازير وأمثالها‪.‬‬ ‫وح ْس ��ن خطابهن وتذكيرهن بااللتزام بدينهن وضرورة‬ ‫ُ‬
‫كم ��ا أدع ��و إخوان ��ي إل ��ى استش ��عار فض ��ل الل ��ه ع ��زَّ‬ ‫االلت ��زام باحلج ��اب الش ��رعي م ��ع الثناء عل ��ى إقبالهن‬
‫وج ��ل ببل ��وغ ه ��ذا الش ��هر واحل ��رص عل ��ى التخطي ��ط‬ ‫وإثارة كوامن اخلير في نفوسهن‪.‬‬
‫ل ��ه ومتابع ��ة األه ��ل واألبن ��اء في ق ��راءة الق ��رآن وصالة‬ ‫‪« .4‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كي ��ف نع ّل ��ق قل ��وب ناش ��ئتنا‬
‫اجلماع ��ة ومراجعة احلفظ ومراقب ��ة النفس والصدقة‬ ‫باملساجد؟‬
‫وأداء ال ��زكاة وزيارة األقارب واالتص ��ال بهم وقيام الليل‬
‫والدعاء للمسلمني جميع ًا‪.‬‬
‫أس ��أل الل ��ه س ��بحانه أن يب ِّلغنا هذا الش ��هر ويرزقنا‬ ‫�أه��م الأ�سباب الت��ي �أدت �إىل �إق�ص��اء امل�سجد عن‬
‫صيام ��ه وقيام ��ه و َي ُر َّد املس ��لمني إلى دينه ��م ر ّد ًا جمي ًال‬
‫حس ��ن ِص َلت َُهم بكتاب ر ِّبهم ويرزقهم صدق املتابعة‬
‫دوره الريادي يف حياة امل�سلمني‪ :‬عدم وجود املت�أهّ لني‬
‫وي ِّ‬
‫ُ‬
‫لنبيه ��م ‪ ،‬ويؤ ِّل ��ف ب�ي�ن قلوبه ��م ويجم ��ع كلمتهم‪،‬‬ ‫خلطاب��ة والتدري���س والدع��وة والرتبي��ة‪،‬‬‫للإمام��ة وا َ‬
‫ولي ذلك والقادر‬ ‫ويجعلهم أه ًال لنصره ومتكينه‪ ،‬إنه ّ‬ ‫وحتويلهم �إىل جمرد موظفني ُم�ستَ�أجرين!‬
‫عليه‪ .‬آمني‪.‬‬
‫]]]‬

‫بدورن ��ا نش ��كر فضيلة الش ��يخ مجد مك ��ي على هذا‬ ‫‪ l‬باصطحابهم إلى املس ��جد م ��ع آبائهم وتعويدهم‬
‫اللقاء الطيب‪l‬‬ ‫عل ��ى ص�ل�اة اجلماع ��ة وإقام ��ة دورات تعليمي ��ة ودروس‬
‫تقوية في مناهجهم الدراسية داخل املسجد‪ ،‬وإشراكهم‬
‫ف ��ي االحتف ��االت االجتماعي ��ة وف ��ي إحي ��اء املناس ��بات‬
‫اإلس�ل�امية وتكليفهم ببعض امله ��ام العملية التي ُت ّ‬
‫نمي‬
‫فيهم ُح َّب بيوت الله عزَّ وجل‪.‬‬
‫‪« .5‬منب ��ر الداعي ��ات‪ :‬ما ه ��ي نصيحتكم ‪ -‬مبناس ��بة‬
‫هذا الشهر الكرمي ‪ -‬التي توجهونها إلى جمهور املسلمني‬
‫ونساء وشباب ًا؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رجاال‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪19‬‬ ‫‪1430‬‬
‫‪1430‬‬
‫�شعبان‪/‬رم�ضان‬
‫‪� -145-149‬شعبان‬
‫العددالعدد‬
‫قصة‬
‫ال�سائق‪ ...‬وال�سيجارة‬
‫بقلم‪ :‬منال املغربي‬

‫حت ��اول إبعاد الدخ ��ان املنبعث من الس ��يجارة‪ ...‬نظرات‬ ‫م ّج س ��ائق سيارة األجرة س ��يجارته بقوة‬
‫ولكن لس ��انها عجز عن‬ ‫ّ‬ ‫اس ��تنكار لم تس ��تطع إخفاءه ��ا‬ ‫ونف ��ث دخانه ��ا باجت ��اه امل ��رأة الواقف ��ة على‬
‫إب ��داء النصيحة‪ ،‬فاكتفت بأضعف اإلميان‪« :‬ال حول وال‬ ‫ناصية الش ��ارع املقاب ��ل ثم هتف به ��ا قائ ًال‪:‬‬
‫ق ��وة إال بالله العلي العظي ��م‪ ...‬املجاهرة باملعصية وفي‬ ‫إلى أين؟‬
‫ش ��هر رمضان الكرمي!!‪ ...‬أس ��تغفر الل ��ه العظيم وأتوب‬ ‫‪ l‬أجابت املرأة باس ��تحياء‪« :‬ش ��ارع حمد‬
‫إليه»‪.‬‬ ‫لو سمحت»‪.‬‬
‫‪ -‬دقائ ��ق قليل ��ة واقترب ��ت الس ��يارة من امل ��كان الذي‬ ‫ل ��م يك ّل ��ف نفس ��ه عن ��اء اإلجاب ��ة واكتف ��ى‬
‫تقصده املرأة؛ فصاح السائق‪« :‬ها قد وصلنا»‪.‬‬ ‫باإلش ��ارة لها بيده بالصعود‪ ،‬لم يح ّرك س ��اكن ًا من‬
‫يي‪ :‬هل تس ��تطيع‬ ‫‪ l‬س ��ألت املرأة الس ��ائق بصوت َح ّ‬ ‫مقعده بينما املرأة تضع أكياس املشتريات الكثيرة في‬
‫مس ��اعدتي ف ��ي نق ��ل األغ ��راض إل ��ى داخ ��ل امل ��كان ل ��و‬ ‫صندوق الس ��يارة‪ ،‬وم ��ا إن أصبحت داخلها حتى ابتدرت‬
‫تك ّرمت؟‬ ‫بس ��عال خفيف بينم ��ا يدها‬ ‫الس ��ائق بتحي ��ة ممزوج ��ة ُ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪20‬‬
‫ل ��م ُيج ��ب ولك ��ن عالم ��ات االمتع ��اض كان ��ت بادي ��ة‬
‫بوض ��وح على وجهه‪ ،‬نزل من الس ��يارة صافق ًا بابها بقوة‬
‫ثم وضع السيجارة بني شفتيه‪ ،‬وبدأ بنقل األغراض إلى‬
‫داخ ��ل املكان الذي أش ��ارت إليه‪ ...‬أطلق الس ��ائق لبصره‬
‫العن ��ان س ��امح ًا ل ��ه باخت�ل�اس النظ ��ر بحري ��ة‪ ...‬عيناه‬
‫أخذت ��ا ُتالحقان الفتي ��ات الصغيرات الالتي يركضن في‬
‫أرجاء املكان كالفراشات‪ ،‬كما طارد سمعه أصوات جمهرة‬
‫احملجبات واملنقبات الالتي يضعن ملس ��اتهن‬ ‫ّ‬ ‫من األخوات‬
‫األخي ��رة عل ��ى الزينة وجتهيز طع ��ام اإلفطار في املطبخ‬
‫نظمنه في كل عام‪.‬‬ ‫استعداد ًا حلفل اإلفطار الذي ُي ّ‬
‫‪« l‬أشكرك جزيل الشكر أخي»‪.‬‬
‫‪ -‬التفت إليها وشعو ٌر باخلجل يعتريه بعد أن ضبطته‬
‫يتلصلص‪ ..‬حشريته دفعته للسؤال‪« :‬من هؤالء؟»‪.‬‬
‫‪ l‬أجابت املرأة ونش ��وة من الف ��رح واالعتزاز تغمرها‪:‬‬
‫ترعاهن جمعية االحتاد‬ ‫ُ‬ ‫«هؤالء مجموعة من اليتيمات‬
‫اإلس�ل�امي‪ ،‬واألغراض التي ساعدتني في نقلها هي من‬
‫ُعده لهن»‪.‬‬
‫أجل اإلفطار الذي ن ّ‬
‫‪ -‬دهش ��ة خفيفة أطلّت من عينيه؛ فاستفس ��ر قائ ًال‪:‬‬
‫هن صائمات؟»‪.‬‬ ‫«وهل ّ‬
‫‪ l‬أكّدت املرأة‪« :‬طبع ًا‪ ،‬الكثيرات منهن صائمات»‪.‬‬
‫حدق باملال الذي متسكه بيدها لبرهة‪ ،‬ثم قال لها‪:‬‬ ‫‪ّ -‬‬ ‫‪« -‬ولكنهن صغيرات السن ومعظمهن لم َي ِصلن بعد‬
‫منك شيئ ًا‪ ...‬فقط دعوة صاحلة»!!!‬ ‫«ال أريد ِ‬ ‫إلى سن التكليف!»‪.‬‬
‫قاوم ��ت املرأة األيدي الصغي ��رة التي أخذت جتُ ّرها‬ ‫‪ l‬رفع ��ت امل ��رأة حاجبيه ��ا اس ��تغراب ًا واكتف ��ت بتكرار‬
‫ترق ��ب ح ��ركات الرج ��ل‬ ‫املقط ��ع األخي ��ر من كالم ��ه بهدوء‪« :‬لم يصل ��ن بعد إلى‬
‫إل ��ى الداخ ��ل وبقي ��ت واقف ��ة ْ‬
‫ثم داسها‬ ‫وسكناته‪ ...‬شاهدته يرمي السيجارة أرض ًا‪ّ ...‬‬ ‫سن التكليف؟!»‪.‬‬
‫بق ��وة‪ ...‬بعده ��ا رفع بصره إلى الس ��ماء ومتت ��م بكلمات‬
‫قليل ��ة ل ��م تصل إلى مس ��امعها ثم ركب س ��يارته وانطلق‬ ‫حدَّقَ باملال ال��ذي تمُ �سكه بيدها لربهة‪ ،‬ثم قال لها‪« :‬ال‬
‫بعيد ًاً‪...‬‬ ‫منك �شيئاً‪ ...‬فقط دعوة �صاحلة»‬ ‫�أريد ِ‬
‫استسلمت املرأة أخير ًا لنداءات اليتيمات الصغيرات‬
‫ّ‬
‫ينفك‬ ‫فدخلت بعد أن أغلقت الباب خلفها ولس ��انها ال‬
‫ير ِّدد‪« :‬اللهم ر ّده إليك ر ّد ًا جمي ً‬
‫ال»‪l‬‬
‫‪َ -‬ف ِه ��م املغ ��زى م ��ن التك ��رار؛ فهو قد وصل إلى س ��ن‬
‫أمد بعيد جد ًا ومع ذلك لم َي ُصم في حياته‬ ‫التكليف منذ َ‬
‫إال أيام ًا معدودات رغم أنّه ليس من أهل األعذار!‬
‫‪ l‬أف ��اق من ش ��روده عل ��ى صوت املرأة وه ��ي تقول له‪:‬‬
‫«جزاك الله خير ًا أخي»‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪21‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫مع ال�شعر‬
‫ِهال ُل َ‬
‫ك نحتفي بطلوعه‬
‫الصديق‬
‫ّ‬ ‫نظم‪ :‬الشاعر أحمد محمد‬
‫قطر ‪ -‬الدوحة‬
‫رحــــــــب ومو ّد ِع‬ ‫إ ْذ أنـــــْتَ بـــيــــــن ُم ِّ‬ ‫فرح ٌـــة ُم ِزجــــت مبــــاءِ األ ْدمـــُ ِع‬ ‫هي ْ‬
‫األض ُل ِع‬ ‫متضـــــي‪ ..‬وتت ُْرك جمر ًة في ْ‬ ‫األح ّبــــة هــكــذا‪ ...‬في لحَـظ ٍـة‬ ‫ُلقيــــا ِ‬
‫ــــرنا بامل َ ْطل ِ‬
‫ـــــع؟‬ ‫فج ِ‬ ‫فمـتــى نفـــو ُز ِل ْ‬ ‫َ‬ ‫نح َتفـــــي بطـل ِ‬
‫ـــوع ِـه‬ ‫هـــوذا ِهاللــُك ْ‬
‫ــــــع‬
‫وتخش ِ‬ ‫ُّ‬ ‫فـــــوقَ الهـُــم ِ‬
‫ـــــوم ب ِـــرقّ ٍــة‬ ‫واحــــنــــــا‬ ‫ـــم ً‬
‫ــــة َتســـــــمـو بـــهـــا أ ْر ُ‬ ‫يا ِق ّ‬
‫و َنقـــــــــــائها‪ ..‬نحو الفضاء األ ْو َس ِع‬ ‫ـــائها‬ ‫تر َتـــقـــــي ِبصـف ِ‬
‫ـــــك ْ‬
‫املالئ ِ‬
‫ومـــع ِ‬
‫ولـــــــ ��ه َت � ُ‬
‫�ؤوب بـلـهـــفـــــــ � ٍ�ة وتضـــــ � ُّ�ر ٍع‬ ‫تدعو اإللــــــــه بلــيلـــها و َنه ِ‬
‫ــــــــارهـــا‬
‫الركّع‬ ‫الســــــــاجدين ُّ‬ ‫غوفة‪ ..‬في ّ‬ ‫َم ْش ً‬ ‫و ُترتـــــّل القـــــــرآن أو ُتصــْغــــــي لـــه‬
‫دور ال ُّل َّمــــع‬
‫ـــــــــيت بــــــألالءِ البـــــُ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُكس‬ ‫فإذا ُوجـــو ُه الصـــــــائــمـــيـن كأنــمـــــا‬
‫]]]‬

‫ـــــــــار أ َّو َل م ْ‬
‫ـــــصـــــــ َر ِع‬ ‫ــــــت وللكفّ ِ‬ ‫نزل ْ‬ ‫آية‬‫ـــدتَ أ ّو َل ٍ‬ ‫شه ْ‬ ‫الشــــــهور‪ِ ...‬‬ ‫خــــ ْيـــــ َر ّ‬
‫ـــــــام األرفـــــ َ ِع‬ ‫ـــــــل املق ِ‬ ‫أه ُلهُ ‪ ..‬أه ُ‬ ‫ُه ْم ْ‬ ‫وم ْن‬ ‫بالقرآن َتعظيم ًا‪َ ..‬‬ ‫ِ‬ ‫وشَ ُرفْ تَ‬
‫الشرائع‪ ..‬بلْ وأق َو ُم َم ْر ِج ِع‬ ‫ِ‬ ‫أه َدى‬ ‫ْ‬ ‫طوبى مل َ ْن َج َعلوه ن َْه َج حياتهم‬
‫َ‬
‫بيب األلمْ َعي‬ ‫هي فوقَ ما َي ِص ُف ال َّل ُ‬ ‫َ‬ ‫ـــد ِر الـــتـــــــي آالؤهــــــا‬ ‫ــــة الـــق ْ‬
‫وبـــلــيـــل ِ‬
‫وتشم ُلني وأحبابي معي‬ ‫َ‬ ‫عو‪..‬‬ ‫أ ْد‬ ‫ـــوة ف ُأل ّمتـــي‬ ‫إن كـــــان لـــي ِم ْـن َدع ٍ‬ ‫ْ‬
‫ــــــــات الثـّنـــــــاءِ األر َو ِع‬ ‫ــــــر بـــــآي ِ‬‫وافْ خَ ْ‬ ‫الهدى‬ ‫ض ُ‬ ‫الفض ُل يا َر ْو َ‬ ‫ْ‬ ‫وكفاك هذا‬ ‫َ‬
‫موض ِع‬ ‫صب ِ‬ ‫بأخ ِ‬ ‫عت على التّق َوى ْ‬ ‫ز ُِر ْ‬ ‫�ك أل ّنه ��ا‬ ‫�نات في � َ‬ ‫تتضاع � ُ�ف احلس � ُ‬ ‫َ‬
‫كل ُم َض ِّي ِع‬ ‫ليتوب ُّ‬ ‫َ‬ ‫هم‪..‬‬‫عن َبغْ ِي ْ‬ ‫ْ‬ ‫فص ِّفـــدوا‬ ‫أما الشيـــــاطيـــنُ ال ُـعتــــاة ُ‬
‫ــــل مـــــــ َر َّوع‬‫ـــــن ك ُّ‬ ‫و َيذوقَ َط ْعــ َم ْ‬
‫األم ِ‬ ‫ــص ٍــر‬ ‫ـــل ُمـق ِّ‬ ‫ــــات ك ُّ‬
‫بالطــــاع ِ‬ ‫و َيج ِـــــ َّد ّ‬
‫ـــح ِه املتــض ِّو ِع‬ ‫ـــــاب ب َنفْ ِ‬
‫ــك‪ ..‬ط َ‬ ‫كاملس ِ‬ ‫السما‬ ‫رب َّ‬ ‫صاموا لدى ِّ‬ ‫لوف َم ْن ُ‬ ‫وخ ُ‬ ‫ُ‬
‫ـــع ِش ِع‬ ‫ُـورك ا ُملت ََش ْ‬ ‫فوس بن َ‬ ‫ُتغْ ــذَى النُّ ُ‬ ‫ـــــة‪ ..‬وفــي أحــضـان ِـهـــا‬ ‫وألنـــتَ َم ْد َر َس ٌ‬
‫َّشء غير ُمز َْعز َِع‬ ‫ــــــك الن ُ‬ ‫ـــد في َ‬ ‫وي َع ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ـــاة عزيــــــز ًة‬ ‫ــوض َم ْيــدانَ احلي ِ‬ ‫وتخ ُ‬
‫تط ُّل ِـــع‬‫ــــن َ‬‫وح ْس ِ‬ ‫ــــب في ِص ْـد ٍق ُ‬ ‫ويش ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ص دينـــــــــــــَه ووال َء ُه‬ ‫للــــــــــه ُيـــخــل ِــــ ُ‬
‫فأس ِرعي‬ ‫الفالح‪ْ ..‬‬ ‫ِ‬ ‫حي على‬ ‫ويقول‪َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫رســـــــل صيح ً‬
‫ـــة‬ ‫اإلســــــالم ُي ِ‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وأل ّم ِة‬
‫ْتجمعي‬ ‫ف ْلت َْح ِشدي فيه القُ وى ول ْ‬ ‫خير َم ْعلــــ َ ٌم‬ ‫ـــــل ٍ‬ ‫ـــــــــام لــك ِّ‬ ‫الصي ِ‬ ‫شهر ِّ‬ ‫ُ‬
‫تخنَ عي‪..‬الجتْ زَ عي‬ ‫التْ َ‬
‫خضعي‪..‬ال ْ‬ ‫ــــــــد ظــــــال ٍــم‬ ‫ـــــــل ق ْي ٍ‬ ‫وحت ََّرري من ك ِّ‬
‫السبيل بأن يعي‬ ‫و َل َّ‬
‫عل َم ْن َض َّل ّ‬ ‫الكرمي مبا رأى‬ ‫ُ‬ ‫الشـــــــهـــــْ ُر‬ ‫ولْيشــْ َه ِد َّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪22‬‬
‫رو�ضة‬
‫الزهرات‬
‫ع‬ ‫�‬
‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫�‬
‫ض‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫ة؟‬ ‫حلقيقي‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ا‬
‫م‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫ع النا�ئةش‬
‫القادري‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ميل‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫�‬
‫ش‬
‫ي‬ ‫�‬
‫ص‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫�‬
‫ض‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫ف‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪23‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫رمضان والسعادة احلقيقية‬
‫أنت سعيدة؟‬ ‫هل ِ‬
‫عزيزتي‪ ...‬لطاملا ُطرح علينا هذا السؤال واختلفت إجاباتنا عنه باختالف فهمنا للسعادة‬
‫مبعناها احلقيقي‪:‬‬
‫فما هو مفهومك للسعادة؟‬
‫ه ��ل تعتقدي ��ن أن الس ��عادة تكمن في جمع املال؟ أو في النج ��اح والتميز في كل األعمال؟ أو‬
‫رمبا تكون في جمال الش ��كل والصورة؟ أو لعلها تتحقق باالرتباط بفارس األحالم؟ أو في كثرة‬
‫الولد؟ أو غيرها‪...‬‬
‫املساعدات على‬
‫ِ‬ ‫عزيزتي‪ ...‬إن أس ��باب الس ��عادة الظاهرة قد تكون كثيرة‪ ،‬وهي بال شك من‬
‫يتبدد بعامل «اإللف»؛ فاألش ��ياء اجلميلة عندما‬‫حتقيقها‪ ،‬غير أن هذا الش ��عور بها س ��رعان ما ّ‬
‫نتع� � ّود عليه ��ا تصب ��ح عادية ويبهت رونقها ويخفت إحساس ��نا بالس ��عادة جتاهه ��ا‪ ،‬وقد كنا قبل‬
‫احلصول عليها نعتقد أنها منتهى اآلمال‪.‬‬
‫ولكن ثمة أمر يش ��كّ ل أس ��اس السعادة احلقيقي وجوهرها بحيث إذا غاب غابت ولو حصلت‬
‫للمرء كل تلك األسباب مجتمعة‪ ،‬أتدرين ما هو؟‬
‫يقول األس ��تاذ إبراهيم عاصي‪« :‬إن الس ��عادة ليست بالش ��يء الذي ينضاف إلى اإلنسان أو‬
‫ُيلح ��ق ب ��ه أو يهبط عليه‪ ...‬إنها ش ��يء ينبع م ��ن (داخل)‪ ،‬ويتفجر من األعم ��اق ويفيض فيض ًا‬
‫(بج ّدة) أو‬
‫عن النفس‪ ...‬وتلك هي السعادة األصلية‪ ،‬الراسخة‪ ،‬الصادقة‪ ،‬الغامرة‪ ،‬التي ال تعبأ ِ‬
‫ِ(ق َدم)‪ ،‬وال تتحول بتحول املنصب واملال‪ ،‬وال تخضع لظروف الصحة واأللم‪ ...‬إنها ‪ -‬باختصار‬
‫‪ -‬تلك التي تنبثق عن احلب‪ ...‬احلب الصادق بكل ألوانه ومعانيه»‬
‫إذاً‪ ،‬إنه الش ��عور باحلب مبفهومه الواس ��ع وأوله وأهمه حب الله ورسوله‪ ،‬وعن هذا النوع من‬
‫والبر مبختلف وجوهه‪،‬‬ ‫احلب ينبغي أن تنشأ في قلب املسلم سائر احملبوبات‪ ،‬وأهمها‪ :‬حب اخلير ِ‬
‫ومينحك إحساس� � ًا بالطمأنينة‬
‫ِ‬ ‫قلبك‬
‫ِ‬ ‫وثقي بأن هذا النوع من الس ��عادة س ��يبقى راس ��خ ًا في‬
‫واألمان واالستقرار والراحة النفسية‪ ...‬مهما تبدلت الظروف وتغيرت األحوال‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬عزيزتي‪ ...‬فنحن نعيش هذه األيام فرحة االستعداد الستقبال شهر من أيام الله‬
‫املباركة – وكل أيامه كذلك – شهر رمضان‪ ...‬فلتترجمي محبتك لله ولرسوله فيه‪ ،‬ولتتمتعي‬
‫يقدمها لك‬‫بهذا الش ��عور املميز بالس ��عادة‪ ،‬ثم ترجمي حبك للخير في الفرص الكثيرة التي ّ‬
‫حباك‬
‫ِ‬ ‫هذا الشهر الكرمي‪ ،‬ثم استمتعي أيض ًا بطعم السعادة التي ُتضفيها اجلائزة الكبرى التي‬
‫وعال‪ ،‬يقول رسوله [ الكرمي ـ‪« :‬للصائم فرحتان‪ :‬فرحة عند فطره وفرحة عند‬ ‫موالك َجلّ َ‬
‫ِ‬ ‫بها‬
‫ترض ْي بسعادة منقوصة‪ُ ،‬تنتقص قيمتها بكل ما يخدش صيامك من غيبة‬ ‫لقاء ربه»‪ ،‬وإياك أن َ‬
‫وتضييع لألوقات بني الفضائيات وفي األسواق وإسراف وتبذير ووو‪ ...‬حتى‬
‫ٍ‬ ‫وغش‬‫ومنيمة وكذب ِ‬
‫ال حترمي نفسك من السعادة احلقيقية‪l‬‬

‫�سهاد‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪24‬‬
‫شعور جميل‬
‫بقلم ‪ :‬إنصاف درزي‬
‫ألقص ش ��عري؛ وبينما‬‫ّ‬ ‫املخص ��ص للمحجبات‬ ‫ّ‬ ‫ق�ص � ��د ُت صالون احلالقة‬
‫أنا جالس ��ة أنتظر دوري إذ بي أرى فتاة كانت قد انتهت من تصفيف شعرها‬
‫�رت إل ��ى ش ��عرها فأعجبها كثير ًا وش � ْ‬
‫�كرت‬ ‫يب ��دو أنّ لديه ��ا مناس ��بة ما‪ ،‬نظ � ْ‬
‫املز ِّينة‪ ،‬وقبل أن تضع احلجاب على رأس ��ها استعداد ًا للخروج التفتت إليها‬
‫ش ��قيقتها قائلة بصوت خافت يكاد ال ُيس ��مع‪ :‬كيف س ��يكون شعورك عندما‬
‫وأنت بكامل زينتك ورونقك؟‬ ‫القران يا عزيزتي ِ‬ ‫تقابلني خطيبك بعد عقد ِ‬
‫فأجابتها الفتاة مع ابتسامة خجولة رغم الفرح البادي في عينيها‪« :‬سبحان‬
‫الل ��ه ي ��ا عزيزت ��ي; هذا ما ب ��دأت أفكر به من ��ذ هذه اللحظ ��ة وكأنك تقرأين‬
‫ومربكة‪ ...‬س ��يراني خطيبي ألول مرة‬ ‫أفكاري! حق ًا س ��تكون حلظات صعبة ُ‬
‫بدون حجاب وبزينتي غير املعهودة‪ ..‬شعور غريب ينتابني‪ ...‬فسبحان الذي‬
‫وعص َمنا من احلرام»‪.‬‬
‫شرع لنا احلالل َ‬
‫وخرج ��ت تل ��ك الفتاة لتع ��ود إلى بيت أهله ��ا حيث اجلمي ��ع بانتظارها‬
‫لالحتف ��اء بتل ��ك املناس ��بة الس ��عيدة‪ ،‬ودع ��وت له ��ا بحي ��اة ملؤها الس ��عادة‬
‫واالس ��تقرار‪ ،‬وقل ��ت في نفس ��ي‪« :‬ي ��ا الله! ما أجم ��ل أن تكون الفت ��اة طاهرة‬
‫متمس ��كة بدينه ��ا ومبادئه ��ا متزين ��ة بت ��اج العفة ت ��درأ عنها خطر‬
‫ّ‬ ‫النف ��س‬
‫ش ��ياطني اإلنس واجلن‪ُ ...‬ترضي الله س ��بحانه وتعالى الذي أراد لها اخلير‬
‫عندم ��ا أمره ��ا باحلج ��اب والس ��تر حفاظ� � ًا عل ��ى كرامته ��ا ووقاية من ش ��ر‬
‫الف�ت�ن‪ ...‬وك ��م هي غالي ��ة عند ربها‪ ،‬فأراده ��ا مصونة كاجلوه ��رة املكنونة ال‬
‫يطالها العابثون‪l»...‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪25‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫�صالون الرو�ضة‬

‫لقاء مع الناشئة ميمونة القادري‬


‫احلائزة على املرتبة األولى في إلقاء القصائد‬
‫في وقت الفُ س ��حة لتدربني على بع ��ض القصائد‪ ،‬وكنت‬ ‫املوهبة نعمة من الله سبحانه وتعالى ُينعم بها على‬
‫أهتم ببعض ِّ‬
‫الشعر وأنا صغيرة‪.‬‬ ‫عباده‪ ،‬وقد برزت لدى ناش ��ئتنا احلبيبة ميمونة يوسف‬
‫‪« .4‬روضة الزهرات»‪ :‬ما هي النصيحة التي توجهينها‬ ‫الق ��ادري (‪ 9‬س ��نوات ‪ -‬ف ��ي الصف اخلامس األساس ��ي)‬
‫للناش ��ئات في مثل س ��نّ ك الالتي ميتلكن هذه املوهبة في‬ ‫موهب ��ة جميلة هي اإللقاء‪ ،‬وقد متيزت ميمونة في هذا‬
‫اإللقاء ولكنهن يخجلن من إظهارها؟‬ ‫املج ��ال حتى حازت عل ��ى املرتبة األولى ف ��ي اإللقاء في‬
‫‪ l‬أنص ��ح صديقات ��ي بالت ��د ّرب عل ��ى إلق ��اء الش ��عر‬ ‫مدرستها (اإلميان)‪ ،‬وعن هوايتها ستحدثنا ميمونة‪:‬‬
‫حب نْب كلماتها‬‫وي ِ‬
‫حببنها ُ‬‫والقصائ ��د‪ ،‬خاصة تلك الت ��ي ُي ِ‬ ‫حدثين ��ا ع ��ن ش ��عورك وأن � ِ�ت‬
‫‪« .1‬روض ��ة الزه ��رات»‪ِّ :‬‬
‫كثي ��راً‪ ،‬ولتتذ ّك ��ر كل خجول ��ة ح�ل�اوة الف ��وز‪ ،‬عنده ��ا لن‬ ‫تقف�ي�ن عل ��ى املنَ ّص ��ة ُتلق�ي�ن القصي ��دة أم ��ام جم ��ع م ��ن‬
‫تخج ��ل م ��ن الوق ��وف أم ��ام اجلمه ��ور إللق ��اء القصائد‪,‬‬ ‫احلاضرات؟‬
‫َولْتبدأ بالتد ّرب أمام أهلها ثم صديقاتها ثم أمام جميع‬ ‫‪ l‬أو ًال عندما اختارتني املعلمة ألش ��ارك في مباراة‬
‫زميالتها في الصف ثم أمام كل تالميذ املدرسة‪.‬‬ ‫اخلطاب ��ة والش ��عر (اللغة العربية) ش ��عرت بف ��رح كبير‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪« .5‬روضة الزهرات»‪ :‬وماذا تقولني للناش ��ئات اللواتي‬ ‫منس ��ق اللغ ��ة العربي ��ة ُأللقي ِّ‬
‫الش ��عر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫نادا‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫وعند‬
‫ميتلكن مواهب ومهارات عديدة منها‪ :‬الكتابة – الرسم –‬ ‫وكان التناف ��س بيني وب�ي�ن أخريات‪ ،‬كنت أش ��عر بالفرح‬
‫اخلطابة – احلفظ وغيرها‪ ،‬ولكنهن ال يستفدن منها؟‬ ‫واخلوف مع ًا‪.‬‬
‫‪ l‬أطلب منهن أن ميارسن هواياتهن بعد االنتهاء من‬ ‫�عورك عندما ُحزْ ِت‬
‫ِ‬ ‫‪« .2‬روض ��ة الزهرات»‪ :‬وما كان ش �‬
‫الدروس املدرسية‪ ،‬وأقول لكل واحدة‪ :‬اعرضي هذه املوهبة‬ ‫على املرتبة األولى في إلقاء الشعر؟‬
‫عل ��ى كل َمن حت ّبني كي تتش ��جعي وتس ��تمري وتصبحي‬ ‫‪ l‬عندم ��ا ج ��اء وق ��ت إع�ل�ان النتائج ب ��دأ قلبي يدقّ‬
‫أفضل‪ ،‬حتى نكون مثل خطيبة النساء الصحابية أسماء‬ ‫بس ��رعة‪ ،‬وكن ��ت أدع ��و الل ��ه أن أرب ��ح وأك ��ون ف ��ي املرتب ��ة‬
‫بنت يزيد األنصارية‪ ،‬واخلنساء شاعرة النبي ‪.‬‬ ‫األول ��ى‪ ،‬وعندما قال األس ��تاذ‪« :‬ميمون ��ة القادري حازت‬
‫شعرت بسرور كبير‪ ،‬وكدت أطير من‬ ‫ُ‬ ‫على املرتبة األولى»‬
‫]]]‬ ‫الفرح‪.‬‬
‫] «روضة الزهرات»‪ :‬وبدورنا نتوجه لزهراتنا احلبيبات‬ ‫تدربني نفسك على إتقان‬‫‪« .3‬روضة الزهرات»‪ :‬كيف ِّ‬
‫بأن َي ْس َعينْ َ دائم ًا إلى تطوير مواهبهن لالرتقاء بأنفسهن‬ ‫يساعدك على ذلك؟‬
‫ِ‬ ‫ومن‬
‫هذه املهارة في اإللقاء؟ َ‬
‫التميز والنجاح‪l‬‬
‫ُّ‬ ‫ومبجتمعهن‪ ،‬ونتمنى مليمونة دوام‬ ‫‪ l‬معلمتي هبة جنار شجعتني كثير ًا وكانت تأخذني‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪26‬‬
‫�صغارَنا‪...‬‬
‫تعالَ ْوا نلعب‬

‫روى البخاري أن رسول الله  قال‪« :‬إنّ من الشجر شجرة ال يسقط ورقها‪ ،‬وإنها مثل املسلم‪،‬‬
‫فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في ش ��جر البوادي‪ ،‬قال (صحابي جليل وكان صغير ًا في الس ��ن)‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫حدثنا ما هي يا رس ��ول الله؟ قال [‪« :‬هي‬ ‫ووقع في نفس ��ي أنها النخلة‪ ،‬فاس ��تح َي ْي ُت‪ ،‬ثم قالوا‪ِّ :‬‬
‫ورأيت أبا بكر‬
‫ُ‬ ‫فأردت أن أقول‪« :‬هي النخلة» فإذا أنا أصغر القوم‪ ،‬وفي رواية‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫النخل ��ة»‪ ،‬وف ��ي رواية‪:‬‬
‫حدثت أبي مبا وقع في نفس ��ي‪ .‬فقال‪ :‬ألن تكون‬‫ُ‬ ‫وعم ��ر ال يتكلم ��ان‪ ،‬فكره � ُ�ت أن أتكلم‪ ،‬فلما قمنا‬
‫إلي ِمن أن يكون لي ُح ْم ُر ال َّن َعم‪.‬‬
‫أحب ّ‬ ‫ُقلتَها ّ‬
‫إن أردت ‪ -‬طفل ��ي احلبي ��ب ‪ -‬معرفة اس ��م هذا الصحابي اجلليل‪ ،‬م ��ا عليك إال أن تبحث عن‬
‫أحرف اخلليفة الثاني سيدنا (عمر بن اخلطاب) رضي الله عنه‪l‬‬

‫ن‬ ‫ب‬ ‫ع‬


‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫هـ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬
‫ب‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪27‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫شهر رمضان والصيف‬
‫�إن ارتفاع درجة احلرارة يؤدي بشكل عام إلى الشعور‬
‫بالعطش‪ ،‬وحتى ال تشعروا بالعطش في شهر رمضان الكرمي‬
‫نقدم لكم – ناشئتنا ‪ -‬هذه النصائح‪:‬‬
‫ّ‬

‫التعرض كثير ًا للشمس‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫‪ .1‬عدم‬

‫‪ .2‬اإلكثار من شرب املاء تدريجي ًا أثناء الليل لتعويض‬


‫السوائل التى يفقدها اجلسم أثناء النهار‪.‬‬

‫‪ .3‬التخفي ��ف من تناول املأك ��والت التي حتتوي‬


‫على نس ��بة كبيرة من البهارات والتوابل خاصة عند‬
‫الس ��حور ألنه ��ا تس ��بب العط ��ش فيتط ّل ��ب اجلس ��م‬
‫كميات كبيرة من املاء بعد تناولها‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪28‬‬
‫�اول اخلض ��روات والفواك ��ه الطازج ��ة في‬
‫‪ .4‬تن � ُ‬
‫الليل وعند السحور ألنها حتتوي على كميات من‬
‫املاء واأللياف التي متكث فترة طويلة في األمعاء‬
‫مما يق ِّلل من اإلحساس باجلوع والعطش ‪.‬‬

‫‪ .5‬االبتع ��اد عن تناول املأكوالت املاحلة مثل‬


‫الس ��مك املال ��ح واملخل�ل�ات‪ ،‬ف ��إن ه ��ذه األغذية‬
‫تزيد من حاجة اجلسم إلى املاء‪.‬‬

‫‪ .6‬جتنُّ ��ب املش ��روبات الغازي ��ة والعصائ ��ر‬


‫احملتوية على مواد مصنّعة وملونة اصطناعي ًا‬
‫ألنه ��ا حتتوي عل ��ى كميات كبيرة من الس ��كر‬
‫فتؤدي إلى س ��حب الس ��وائل من اخلاليا ومن‬
‫الدم‪ ،‬فتزداد حاجة اجلسم إلى املاء‪.‬‬

‫‪ .7‬االبتعاد عن ش ��رب املاء املثلّج خاصة عند‬


‫بداي ��ة اإلفط ��ار ألنه ال يروي العط ��ش بل يؤدي‬
‫إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي ضعف‬
‫الهضم‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪29‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫عمرها ‪ 5‬سنوات‪.‬‬ ‫زمزم‬
‫في مدرسة‪ :‬جبل البداوي‪.‬‬ ‫نافذ‬
‫في الصف األول األساسي‪.‬‬ ‫سيف‬
‫هوايتها‪ :‬الرسم‪.‬‬

‫ضحى‬ ‫عمرها‪ 5 :‬سنوات‪.‬‬


‫ميان‬ ‫في مدرسة «روضة القدس»‪.‬‬
‫إل‬
‫ا تري‬ ‫في الصف التمهيدي‪.‬‬
‫زع‬
‫طموحاته ��ا‪ :‬أن تصب ��ح طبيب ��ة‬
‫أسنان وحافظة للقرآن‪.‬‬

‫ح‬ ‫د‬ ‫أحم‬


‫عمره‪ 6 :‬سنوات‪.‬‬ ‫عج سني‬
‫في الصف األول األساسي ‪ -‬أملانيا‪.‬‬ ‫اوي‬
‫هوايته‪ :‬األلعاب اإللكترونية‪.‬‬

‫حمد‬ ‫عمره‪ 4 :‬سنوات‪.‬‬


‫م‬
‫سني‬
‫في صف الروضة األولى‪ -‬أملانيا‪ .‬ح‬
‫جاوي‬ ‫الداعياتاأللعاب اإللكترونية‪.‬‬
‫منربهوايته‪:‬‬
‫ع‬
‫‪1430‬‬
‫‪1429‬‬
‫�شعبان‪/‬رم�ضان‬
‫احلجة‬
‫‪-142‬ذو ّ‬ ‫‪-149‬‬
‫العدد‬
‫العدد‬ ‫‪30‬‬
‫‪30‬‬
‫ثقافة املائدة الرم�ضانية‬
‫بقلم‪ :‬عبير النحاس‬
‫سوريا‬
‫عل ��ى نفوس ��هم‪ ،‬وقد‬ ‫طامل � ��ا ارتب ��ط رمض ��ان ف ��ي مخيلت ��ي بتل ��ك املائ ��دة‬
‫راح يحك ��ي له ��م م ��ا‬ ‫العامرة بألوان من طعامها املل ّون اجلميل‪ ،‬وبالعديد من‬
‫رآه وس ��معه ع ��ن أهلن ��ا‬ ‫املشروبات والعصائر التي تزيد املائدة بهجة وجاذبية‪.‬‬
‫وأحبتن ��ا هنا وهن ��اك‪ ،‬وعن‬ ‫اعتدت منذ صغري هذا األمر‪ ،‬وبات أمر الطاولة‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫حرمانهم وأوجاعهم‪ ،‬وما يعني لهم‬ ‫املل ّون ��ة من األم ��ور الطبيعية والهامة أيض� � ًا‪ ،‬فمن طبق‬
‫طبق طعام بسيط مثل طعامنا‪ ،‬وماذا‬ ‫التبول ��ة أو الفت ��وش إلى طبق الكب ��ة النِّيئة واحلرحورة‪،‬‬
‫تعني لهم تلك اجللسة اآلمنة السعيدة‪،‬‬ ‫مرور ًا بطبق البطاطا املقلية والشوربة‪ ،‬وأنواع أخرى من‬
‫وذكّره ��م ِبن َعم الله علين ��ا‪ ،‬وبالصحة التي‬ ‫املقبالت باإلضافة إلى الطبق الرئيس‪ ،‬وهو من األطباق‬
‫ترفرف على أجسادهم الصغيرة‪.‬‬ ‫التي يج ��ب أن تصلح للوالئم وغالب ًا م ��ا يتطلّب إعداده‬
‫لق ��د تغ ّير وجه رمض ��ان يومها‪ ،‬فلم يعد‬ ‫الكثير م ��ن الوقت‪ ،‬ومن ثم تنتهي الوجبة بكأس أو أكثر‬
‫للش ��هر ذلك البهاء وتلك اجلاذبي ��ة املتعلّقة‬ ‫من عصير البرتقال أو الليمون وشراب التمر الهندي أو‬
‫باملائ ��دة وأطايبه ��ا‪ ،‬ب ��ل بات ��ت تل ��ك املائ ��دة‬ ‫القم ��ر الدين م ��ع قطعة من حلو عرب ��ي أو قطعة كنافة‬
‫تش ��كّ ل له ��م عبئ ًا ثقي�ل ً�ا وهم يتذ ّك ��رون إخوة‬ ‫باجلنب أو القش ��دة الطازج ��ة‪ ،‬وأقلها قطع التمر ّية وهي‬
‫له ��م حرمه ��م االحتالل من أبس ��ط حقوقهم‪،‬‬ ‫عبارة عن عجينة مقلية ومحشوة بالقشدة أو التمر!‬
‫وآخري ��ن بالقرب منهم ال يجدون ما يس � ّ�دون‬ ‫وكم ��ا تفع ��ل كل ع ��روس‪ ،‬قم ��ت بنق ��ل تل ��ك الثقافة‬
‫ب ��ه الرمق‪ ،‬لقد كان درس� � ًا عظيم� � ًا ذلك الذي‬ ‫�ص املائ ��دة حتدي ��د ًا إل ��ى بيت ��ي‬‫الرمضاني ��ة الت ��ي تخ � ّ‬
‫تلقاه األوالد يومها‪.‬‬ ‫اجلدي ��د‪ ،‬واعت ��اد أطفالي عليها أيض� � ًا وباتت من األمور‬
‫وبالرغ ��م م ��ن أنّ أل ��وان املائ ��دة باتت أكثر‬ ‫املس� �لّمة بالرغ ��م م ��ن معاناتي ف ��ي بعض األحي ��ان عند‬
‫ه ��دوء ًا وأق ��ل صخَ ب� � ًا‪ ،‬إ ّال أنّ قلوبن ��ا أصبحت‬ ‫أم� � ًا ألطفال صغ ��ار وامرأة‬ ‫إعدادها بش ��كل يوم ��ي َك ْوني ّ‬
‫أكث ��ر اتس ��اع ًا وأكث ��ر س ��عادة‪ ،‬وبتن ��ا نُكث ��ر من‬ ‫عامل ��ة‪ ،‬إال أن مائ ��دة رمض ��ان املبهج ��ة كان ��ت له ��ا دائم ًا‬
‫الصدقات والطاع ��ات‪ ،‬ونفكّ ر في حال األحبة‬ ‫الكفّ ة الراجحة‪.‬‬
‫هن ��ا وهن ��اك‪ ،‬وقد تفرغ � ُ�ت لنفس ��ي‪ ،‬لعبادتي‪،‬‬ ‫وف ��ي أح ��د األي ��ام بينم ��ا كان ��ت الطاول ��ة تزه ��و مبا‬
‫ولش ��حذ فك ��ري‪ ،‬وبدأت تتس ��لل إلى نفوس ��نا‬ ‫عليها جاء قرار زوجي املفاجئ والصادم لكلّ معتقداتنا‬
‫وكنت‬
‫ُ‬ ‫�ان أجمل من معاني الش ��هر الكرمي‪،‬‬ ‫مع � ٍ‬ ‫املتع ّلق ��ة مبائ ��دة رمض ��ان‪ ،‬وكان القرار حاس ��م ًا ونهائي ًا‬
‫أنا القائدة فيها واملشرفة عليها‪ ،‬وحزنت أليام‬ ‫بأن ال ُيصنع أي طعام ملائدة الغد ما عدا طبق ًا بس ��يط ًا‬
‫مضت كان قائد الفريق أسير ًا ملائدة‪ ،‬والفريق‬ ‫واح ��داً‪ ،‬وكادت أن تتوق ��ف الدني ��ا ع ��ن ال ��دوران حينها‪،‬‬
‫يلهو تارك ًا واجبه‪.‬‬ ‫فكيف نتع ّرف على الشهر من غير تلك املائدة الصاخبة‬
‫فمت ��ى تغادرن ��ا ثقاف ��ة املائ ��دة الصاخب ��ة‬ ‫والبراقة؟ ولكن قرار ًا كهذا لم تفلح معه كل محاوالتنا‪،‬‬
‫لتتف ��رغ ر ّب ��ات البي ��وت للقيادة‪ ،‬ولتس ��كب في‬ ‫و َق ِبلنا به كونه ليوم واحد فقط‪.‬‬
‫رمضان معانيه احلقيق ّية واألصيلة؟‬ ‫ولكن‬
‫ّ‬ ‫في احلقيقة كان تق ّبل األمر في البداية صعب ًا‪،‬‬
‫وعل ��ى أمل أن ال يعلق على جدران ذاكرتنا‬ ‫شعوري باحلرية من قيد ألواني اللذيذة أفرحني‪ ،‬وكانت‬
‫الع ��ام املقبل إال ذكري ��ات رمضانية كلها طاعة‬ ‫وج ��وه األوالد ممتقع ��ة عن ��د اإلفط ��ار‪ ،‬فقد اهت� � ّز عرش‬
‫وق ��رب من الل ��ه تعالى‪ :‬كل رمض ��ان وأنتم إلى‬ ‫ولكن كلم ��ات زوجي‬ ‫ّ‬ ‫رمض ��ان العامر ب ��كل ما لذّ وط ��اب‪،‬‬
‫الله أقرب ‪l‬‬ ‫عند تناولنا إفطارنا البسيط كانت ذات وقع شديد األلم‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪31‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫ِق َيم العفاف‬ ‫حوار‬
‫يف حوا ٍر مع د‪ .‬نهى قاطرجي‬
‫خاص‪ :‬منبر الداعيات‬
‫‪« .1‬منبر الداعيات»‪ :‬العفة‪ ...‬العفاف‪ ...‬الفضيلة‪...‬‬ ‫دعت الرساالت السماوية كافة إلى العفاف‪ ،‬وشرعت‬
‫احلي ��اء‪ِ ...‬ق َي ��م جميل ��ة افتقدناه ��ا ف ��ي عص ��ر العوملة‪:‬‬ ‫ً‬
‫صيانة‬ ‫لذل ��ك القوانني التي تكفل تعزي ��زه في املجتمع‬
‫م ��ا أس ��باب اندثاره ��ا؟ وكي ��ف نعي ��د إحي ��اء معانيه ��ا من‬
‫ألبنائه وحفظ ًا للحقوق العامة فيه‪ ،‬ولقد أثنى القرآن‬
‫جديد؟‬
‫وخصص‬ ‫ّ‬ ‫الكرمي على هذه القيمة اإلنسانية اإلسالمية‬
‫‪ l‬عوام ��ل كثي ��رة أ ّدت إل ��ى فق ��دان قي ��م العفاف في‬
‫له ��ا في القرآن الكرمي س ��ورة (النور) الت ��ي تبينّ ضرورة‬
‫املجتمعات اإلسالمية‪ ،‬منها‪ :‬ال ُبعد عن الدين‪ ،‬االنفتاح‬
‫جلي م ��ن خالل قصة‬ ‫�كل ّ‬ ‫العف ��اف‪ ،‬كم ��ا أش ��ار إليها بش � ٍ‬
‫اإلعالمي‪ ،‬تقليد الغرب‪ ،‬انتشار وسائل اإلغراء وسهولة‬
‫يوسف عليه السالم‪.‬‬
‫احلص ��ول عليها‪ ،‬الوس ��ائل التكنولوجي ��ة من فضائيات‬
‫وحول أسباب اندثار هذا املفهوم‪ ،‬واخلطوات العملية‬
‫وإنترن ��ت‪ ...‬أم ��ا وس ��ائل إحياء ه ��ذه القي ��م فتكون عبر‬
‫الت ��ي ُتعي ��د للمجتم ��ع طهارت ��ه‪ ،‬وغيره ��ا من األس ��ئلة‬
‫تضاف ��ر اجلهود الفردية واجلماعية والعمل على إحياء‬
‫حاورن ��ا الباحث ��ة ف ��ي قضاي ��ا امل ��رأة د‪ .‬نه ��ى قاطرج ��ي‬
‫ُس ��نة األم ��ر باملعروف والنهي ع ��ن املنكر‪َ ،‬س ��ن القوانني‬
‫(أستاذة مادة األخالق في كلية اإلمام األوزاعي للدراسات‬
‫احمللي ��ة الت ��ي تفرض العقوب ��ات على ا ُملخ ّل�ي�ن باآلداب‪،‬‬
‫اإلسالمية)‪:‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪32‬‬
‫فس ��اد؛ فاأله ��ل الذي ��ن يتهاونون أمام انح ��راف أوالدهم‬ ‫الصحب ��ة الصاحلة‪ ...‬وما‬ ‫التربية ُ‬
‫األ َس ��رية واملدرس ��ية‪ُّ ،‬‬
‫ويعج ��زون ع ��ن مواجهتهم بعد أن أس ��اءوا تربيتهم على‬ ‫إل ��ى ذلك من وس ��ائل تفيد ف ��ي إعادة إحي ��اء قيم العفة‬
‫جزء كبير ًا من هذا‬‫قيم الفضيلة في الس ��ابق‪ ،‬يتحملون ً‬ ‫والفضيلة‪.‬‬
‫التقصي ��ر‪ ،‬كما أن املدرس ��ة التي اختارها األهل‪ ،‬تس ��اهم‬ ‫‪« .2‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬ه ��ل أصب ��ح م ��ن الض ��روري –‬
‫أيض� � ًا في هذا الفس ��اد عندم ��ا تعجز عن ف ��رض قوانني‬ ‫باعتق ��ادك – إدخ ��ال م ��ادة «العف ��اف» ب ��كل مدلوالته ��ا‬
‫العفّ ��ة في صفوف تالميذها‪ ،‬وعندما تس ��مح باالنفالت‬ ‫وأبعادها إلى مناهج التربية احلديثة بعد أن كانت فطرة‬
‫ِ‬
‫ال حتتاج إلى دراسة أكادميية؟ وكيف يكون هذا؟‬
‫أما وس ��ائل اإلع�ل�ام وما تقدمه‬ ‫األخالق ��ي ف ��ي أَ ْر ِو َقتها؛ ّ‬
‫م ��ن م ��واد فاس ��دة للش ��باب والش ��ابات وما ت ��ر ّوج له عبر‬ ‫‪ l‬لق ��د كان ��ت م ��ادة التربي ��ة فيم ��ا مضى ت ��د َّرس في‬
‫مسلس�ل�اتها وإعالناته ��ا من مفاهيم ومب ��ادئ تدعو إلى‬ ‫امل ��دارس باعتبارها مادة أساس ��ية للط�ل�اب‪ ،‬وإضافة إلى‬
‫جزء ال يس ��تهان‬ ‫ذل ��ك كان الطف ��ل يتع ّل ��م من ��ذ صغ ��ره فضائ ��ل الصدق‬
‫اإلباحية واالنفالت األخالقي فتتحمل ً‬
‫به من هذه املس ��ؤولية‪ .‬وأخير ًا الدولة تتحمل املسؤولية‬ ‫والعفَّ ة وهو يقرأ كتب القراءة والتاريخ‪،‬‬‫والصبر واحلياء ِ‬
‫األساس ��ية عن ه ��ذا التقصير‪ ،‬ليس فق ��ط ألنها عاجزة‬ ‫ب ��ل وحت ��ى احلس ��اب‪ .‬ولك ��ن ف ��ي ه ��ذا الزمن‪ ،‬م ��ع تغير‬
‫ع ��ن ف ��رض قوان�ي�ن العفة‪ ،‬ب ��ل ألنه ��ا عل ��ى العكس من‬ ‫الق َي ��م والتط ّور الذي حلق مبناه ��ج التدريس‪ ،‬والتح ّول‬ ‫ِ‬
‫ذل ��ك‪ ،‬تعمل على إلغاء بعض القوانني التي كانت جُت ِّرم‬
‫مرتكبي الفس ��اد‪ ،‬مثل س ��عي الدولة اللبنانية إلى إلغاء‬ ‫«ال ن�ستطي��ع حتمي��ل امل�س�ؤولي��ة جلهة واح��دة‪ ،‬فهذه‬
‫امل ��واد ‪ 489-487‬من قان ��ون العقوب ��ات اللبناني املتعلقة‬
‫امل�س�ؤولي��ة تبد�أ من الأهل والبيت وتنتقل �إىل املدر�سة‬
‫بتجرمي الزنا‪ ،‬وذلك متاشي ًا مع التوصيات العاملية!!!‬
‫ونروض‬
‫ِّ‬ ‫نرب ��ي الطف ��ل‬
‫‪« .4‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كي ��ف ّ‬ ‫والرفقة ال�سيئة لت�صل �إىل الإعالم وتنتهي بالدولة»‬
‫نعم ��م هذه القيمة‬
‫الش ��اب على ثقافة العف ��اف؟ وكيف ِّ‬
‫الكبرى على املجتمع بأسره؟‬
‫‪ l‬م ��ن أه ��م الوس ��ائل املس ��اهمة ف ��ي إش ��اعة منه ��ج‬ ‫إل ��ى العومل ��ة‪ ،‬حت ّول ��ت ه ��ذه القي ��م إل ��ى مجرد ش ��عارات‬
‫العفاف‪ :‬التربية اإلميانية وزرع خشية الله في النفوس‪،‬‬ ‫واس ��تبدلت بها في الكتب الدراس ��ية قي ��م الدميقراطية‬
‫وتطبي ��ق آداب احلي ��اء مث ��ل غ ��ض البصر واالس ��تئذان‪،‬‬ ‫واحلري ��ة واملس ��اواة وما إل ��ى ذلك من قيم مس ��توردة من‬
‫والبعد عن املثيرات اجلنسية كالتبرج واللباس الفاضح‪،‬‬ ‫الفكر الغربي‪...‬‬
‫واالبتعاد عن أماكن اللهو‪ ،‬واالمتناع عن مشاهدة الصور‬ ‫من هنا تأتي أهمية إعادة النظر في مناهج التدريس‬
‫الفاضح ��ة‪ ،‬وع ��دم اس ��تخدام اإلنترن ��ت إال ف ��ي األم ��ور‬ ‫م ��ن أجل إعادة بث املفاهي ��م والقيم األخالقية اجلميلة‬
‫املباحة‪ ،‬واختيار الرفقة الصاحلة التي تعني على حفظ‬ ‫ف ��ي تل ��ك املناه ��ج‪ ...‬ولك ��ن يبدو أن ��ه ال توج ��د نية لدى‬
‫البصر‪ ،‬والتذكير عند النس ��يان‪ .‬وأخير ًا التش ��جيع على‬ ‫ال ��دول العربي ��ة ف ��ي ه ��ذا االجت ��اه‪ ،‬خاص ��ة م ��ع التوجه‬
‫الزواج املبكر عند االس ��تطاعة تطبيق ًا ملا ورد على لس ��ان‬ ‫الدول ��ي لفرض البرام ��ج التربوية التي تت�ل�اءم مع ِق َيم‬
‫رس ��ول الل ��ه [‪« :‬يا معش ��ر الش ��باب من اس ��تطاع منكم‬ ‫العوملة!‬
‫الب ��اءة فليتزوج فإنه أغ ��ض للبصر وأحصن للفرج‪ ،‬ومن‬ ‫‪« .3‬منب ��ر الداعي ��ات»‪َ :‬من املس ��ؤول األكبر عن زحف‬
‫لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»‪.‬‬ ‫موج ��ات الفس ��اد األخالق ��ي إل ��ى مجتمعاتن ��ا العربي ��ة‬
‫توجهينه ��ا ل ��كل فت ��اة‬
‫‪« .5‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كلم ��ة ِّ‬ ‫واإلسالمية؟‬
‫ولي أمر يس ��مح‬ ‫ّ‬ ‫�كل‬ ‫‪ l‬ال نس ��تطيع حتمي ��ل املس ��ؤولية جله ��ة واح ��دة‪ ،‬تع ��رض جس ��دها عل ��ى الطرق ��ات‪ ،‬ول �‬
‫فه ��ذه املس ��ؤولية تب ��دأ م ��ن األه ��ل والبيت وتنتق ��ل إلى البنت ��ه أو أخت ��ه أو زوجته‪ ...‬باخلروج ش ��به عارية على‬
‫املدرس ��ة والرفق ��ة الس ��يئة لتص ��ل إل ��ى اإلع�ل�ام وتنتهي املأل‪.‬‬
‫‪ l‬أذ ّك ��ر كل فت ��اة تق ��وم مبث ��ل ه ��ذه األفع ��ال املخ ّل ��ة‬ ‫بالدول ��ة‪ .‬كل هؤالء يش ��تركون فيما وصل إليه األمر من‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪33‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫باآلداب بأن تتقي الله وتخشى عقابه‪ .‬ومن الضروري أن تعرض في الوس ��ائل اإلعالمية م ��واد مفيدة‪ ،‬تهدف إلى‬
‫تعرف الفتاة بأنها بتصرفاتها هذه تع ّرض نفسها خلطر ترس ��يخ إمي ��ان اإلنس ��ان بربه‪ ،‬وتعم ��ق في داخل ��ه القيم‬
‫اإلس ��اءة لها من بعض املنحرفني الذين يس ��تغلون خفة األخالقية‪.‬‬
‫السلطة‬‫‪« .8‬منبر الداعيات»‪ :‬وأخيراً‪ ،‬كلمة ألصحاب ُّ‬ ‫عقول بعض الفتيات من أجل الوصول إلى مآربهم‪ ،‬حتى‬
‫يدعون بأن اللباس والنف ��وذ في املجتم ��ع‪ ،‬ولكل صاحب قرار متع ِّلق بالش ��أن‬ ‫إن معظم مرتكبي جرائم االغتصاب ّ‬
‫العام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الفاح ��ش ال ��ذي كانت ترتديه الضحي ��ة كان الدافع وراء االجتماعي‬
‫‪ l‬م ��ن األس ��باب األساس ��ية لفس ��اد املجتم ��ع فس ��اد‬ ‫ارتكابهم جلرائمهم‪.‬‬
‫األنظمة والقوانني‪ ،‬وفساد احلكّ ام القائمني على الرعية‬
‫واحتكامه ��م لغي ��ر أوام ��ر الل ��ه ونواهي ��ه‪ ،‬وعمله ��م على‬
‫س ��ن القوان�ي�ن التي تتناس ��ب مع أهوائه ��م ومصاحلهم‬ ‫«م��ن الأ�سباب الأ�سا�سية لف�ساد املجتمع ف�ساد الأنظمة‬
‫الشخصية‪ ،‬وجتاهلهم مصالح الناس العامة واخلاصة‪،‬‬ ‫والقوان�ين‪ ،‬وف�س��اد احل�� ّكام القائم�ين عل��ى الرعي��ة‬
‫مم ��ا يدف ��ع هؤالء إل ��ى االجن ��راف وراء الرذائ ��ل اقتداء‬ ‫واحتكامه��م لغري �أوامر الله ونواهي��ه‪ ،‬وعملهم على‬
‫بحكامهم! فعلى كل مس ��ؤول أن ُي ��درك أهمية األخالق‬
‫�س��ن القوانني التي تتنا�سب م��ع �أهوائهم وم�صاحلهم‬
‫في بقاء املجتمعات واستمرار احلضارات‪.‬‬
‫ال�شخ�صية»‬
‫]]]‬

‫«منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬نش ��كر الدكتورة نه ��ى قاطرجي‬


‫م ��ن هنا فعل ��ى كل فتاة أن تع ��رف بأن مفت ��اح العفّ ة عل ��ى ه ��ذا احلوار الطيب مذكّرين ب ��أن العفّ ة هي طريقُ‬
‫سالمة للمجتمع وحماية ألبنائه‪l‬‬‫ٍ‬ ‫بيده ��ا‪ ،‬وأنها بعفتها حتمي نفس ��ها بالدرجة األولى‪ ،‬ثم‬
‫حتم ��ي مجتمعها م ��ن اجلرائم واألمراض التي تنتش ��ر‬
‫فيه نتيجة غياب العفة والفضيلة‪.‬‬
‫‪« .6‬منبر الداعيات»‪ :‬هل من كلمة توجهينها للشباب‬
‫العابث باألعراض‪ ،‬الباحث عن املتعة احلرام؟‬
‫‪ l‬ال تختل ��ف النصيح ��ة التي أوجهها هنا بني الفتاة‬
‫والش ��اب‪ ،‬فتق ��وى الل ��ه عز وجل ه ��ي املدخ ��ل للتخلّص‬
‫من الفس ��اد‪ .‬صحي ��ح أن لبعض الفتي ��ات دور ًا كبير ًا في‬
‫إغ ��راء وإغواء الش ��باب‪ ،‬ولكن للش ��باب دور ًا أكبر في عدم‬
‫االس ��تجابة له ��ذه املغري ��ات التي تعرض أمامه ��م‪ ،‬وأكبر‬
‫من ��وذج عل ��ى عف ��ة الش ��باب‪ ،‬عف ��ة س ��يدنا يوس ��ف عليه‬
‫الس�ل�ام الذي رف ��ض عرض صاحبة البي ��ت ذات اجلمال‬
‫وفضل الس ��جن على‬ ‫والس ��لطان التي حاول ��ت أن ُتغويه ّ‬
‫االستسالم لهذا اإلغواء‪.‬‬
‫‪« .7‬منبر الداعيات»‪ :‬كلمة لوسائل اإلعالم واإلعالن‬
‫الت ��ي تنش ��ر اإلباحي ��ة والفس ��اد ف ��ي املجتم ��ع بقوال ��ب‬
‫براقة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ l‬ال ب � ّ�د م ��ن تذكي ��ر الق ّيم�ي�ن عل ��ى وس ��ائل اإلعالم‬
‫عم ��ا يعرض على شاش ��اتهم وما‬ ‫مبس ��ؤوليتهم املباش ��رة ّ‬
‫يكت ��ب ف ��ي صفحات مجالته ��م‪ ،‬فالزنا ال يك ��ون بالفعل‬
‫فقط‪ ،‬بل إن للزنا أبواب ًا متعددة‪ ،‬فاملطلوب االمتناع عن‬
‫إذاع ��ة كل م ��ا مي ��س اآلداب العامة‪ ،‬وأن تك ��ون املواد التي‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪34‬‬
‫دوحة األسرة‬
‫زهور وأشواك ‪ :‬رائحة الشياط‬

‫األزواج احملترمون‪ :‬تجَ ددوا أو َتبددوا‬

‫قـــــلـــــــب أم‪ :‬اإلعداد لِـ؟‬

‫نصائح غذائية في رمضان‬ ‫احلياة الصحية‪:‬‬


‫املطبخ الصحي‪ :‬الدجاج بالبصل والسماق‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪35‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫زهور و�أ�شواك‬

‫رائحة ال�شياط‪...‬‬
‫بقلم‪ :‬أسماء عبد الرحمن الباني‬
‫اململكة العربية السعودية ‪ -‬أبها‬
‫أن أع ��ود فأج ��د غدائ ��ي‬ ‫و َّدعت (سهام) زوجها (سمير) وهو ذاهب إلى عمله‪..‬‬
‫جاه ��زاً‪ ..‬وبيت ��ي هادئ� � ًا‪..‬‬ ‫ثم انطلقت مسرعة إلى الهاتف في حديث يومي طويل‬
‫لق ��د غادرت ��ك من ��ذ‬ ‫م ��ع جارته ��ا‪ ..‬حانت منه ��ا التفاتة إلى الس ��اعة فودعت‬
‫الصب ��اح‪ ..‬والبي ��ت ما زال‬ ‫جارته ��ا عل ��ى عج ��ل وهرع ��ت إل ��ى املطب ��خ‪ ،‬وحاولت أن‬
‫كما ه ��و على ه ��ذا احلال‬ ‫تس ��تجمع شتات ذهنها بعد احلديث التليفوني الطويل‬
‫من الفوضى‪..‬‬ ‫لتفكّ ��ر م ��اذا ُت ِع � ّ�د من طع ��ام لزوجها وقد اقت ��رب موعد‬
‫كان صوت ��ه الغاض ��ب‬ ‫عودته‪ ..‬ثم تذكرت غرفة النوم وغرفة األطفال فسارعت‬
‫ُين ��ذر بعاصف ��ة ُمر ِّوع ��ة‪..‬‬ ‫إليهما حتاول في دقائق معدودة أن ترتب ما تبعثر فيهما‬
‫لم جتد س ��هام م ��ا تقوله‪،‬‬ ‫من مالبس وألعاب ولكن هيهات‪ ..‬فعادت إلى املطبخ من‬
‫ولش ��دة ارتباكه ��ا نس ��يت‬ ‫جدي ��د‪ ..‬وف ��ي تلك اللحظ ��ة َد َّوت في األج ��واء صرخات‬
‫الطعام على ن ��ار عالية‪...‬‬ ‫طفلته ��ا (س ��ناء) ذات األربع ��ة أع ��وام تعلن اس ��تيقاظها‬
‫وها هي رائحة الشياط!!‬ ‫وحاجتها لتغيير مالبسها‪ ...‬تركت املطبخ‪ ،‬وفي خطوات‬
‫في تلك اللحظة سمعت سمير يخرج ويصفق الباب‬
‫عجل ��ى ‪ -‬حتاول إيقاف عقارب الس ��اعة ‪ -‬كانت (س ��هام)‬
‫خلفه‪ ..‬وجاء املس ��اء ولم يعد س ��مير‪ ،‬وباتت س ��هام تلك‬
‫جتري هنا وهناك أثناء أنني ابنتها اجلائعة وهي تنهرها‬
‫الليلة على جمر حتى الصباح‪...‬‬
‫وتأمرها بال َك ِّف عن البكاء و َت ِعدها بإطعامها بعد قليل‪..‬‬
‫حبيبتي سهام‪ :‬يقول خبراء املشاكل الزوجية‪:‬‬
‫وها هي تقلّب البصل وتضيف إليه الثوم!‬
‫‪ l‬أعظم أسباب ضيق الزوج من زوجته‪ ،‬وبداية عهد‬
‫�وت ال ميكنه ��ا أن تخطئه؛ إنه صوت املفتاح‬ ‫وإذا بص � ٍ‬
‫من اجلفاف العاطفي بينهما‪ ،‬هو ش ��عوره بإخفاقها في‬
‫ً‬
‫ي ��دور ف ��ي الباب‪ ،‬وها هو (س ��مير) يعود منه ��كا قد أخذ‬
‫أن تك ��ون ربة بي ��ت ناجحة‪ :‬مائدتها جاهزة قبل عودته‪..‬‬
‫التع ��ب منه مأخ ��ذه‪ ..‬في تلك اللحظ ��ة انتبهت أنها ما‬
‫وبيتها يسر القلب‪ ،‬وأطفالها ُيبهجون العني‪.‬‬
‫زالت في مالبس نومها‪ ..‬وقد انتفش شعرها‪ ..‬فسارعت‬
‫‪ l‬إن فش ��ل الزوجة ف ��ي أن يكون طعام زوجها جاهز ًا‬
‫يس ��بب ثورة عنيف ��ة; ألن اجلوع يخفف س ��يطرة العقل‬ ‫إلى غرفتها لتس ��تبدل مالبس ��ها ولكنه ��ا اصطدمت به‬
‫على األعصاب ويجعلها س ��ريعة االش ��تعال‪ ...‬ولقد كان‬ ‫عند الباب‪ ..‬وإذا رائحة البصل والثوم تس ��د خياشيمه‪..‬‬
‫من وصية األعرابية البنتها بأ ّال تتأخر في إعداد طعام‬ ‫ومنظرها الكريه ُيعذِّ ُب فؤاده‪ ..‬فصاح في غيظ‪:‬‬
‫زوجها ألن‪( :‬اجلوع َم ْل َهبة)‪.‬‬ ‫‪ -‬أرجو أن يكون غدائي اليوم جاهزاً؟!‬
‫مدمر للحي ��اة الزوجية‬
‫‪ l‬املكامل ��ات الهاتفي ��ة أعظم ِّ‬ ‫لم تس ��تطع اإلجابة وركضت مس ��رعة إل ��ى املطبخ‪..‬‬
‫حني تكون س ��بب ًا ف ��ي تأخير الزوجة عن القيام بش ��ؤون‬ ‫بينم ��ا س ��ارعت س ��ناء إل ��ى والده ��ا باكي ��ة وق ��د أنهكها‬
‫بيته ��ا‪ ..‬وبالتالي تفق ��د احترام زوجها له ��ا‪ ..‬وتع ّرضها‬ ‫اجلوع‪ ..‬فأخذها إلى حضنه وهو ميسح دموعها‪ ،‬واجته‬
‫لهزات عنيفة تتكرر يومي ًا‪.‬‬ ‫إلى الس ��رير املبعثر واس ��تلقى على وس ��ادته وهو يكظم‬
‫‪ l‬الزوجة العاقلة‪ ..‬تتحكم هي في الهاتف وال جتعل‬ ‫غيظ ��ه‪ ..‬ومع اس ��تمرار بكائه ��ا َف َق َد صواب ��ه واجته إلى‬
‫الهاتف يتحكم في حياتها ومصيرها‪l...‬‬ ‫املطبخ قائ ًال‪:‬‬
‫‪« -‬حت ��ى متى ه ��ذا احلال؟! قلت لك أل ��ف م ّرة أريد‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪36‬‬
‫الأزواج املحرتمون‬

‫جتددوا �أو َّ‬


‫تبددوا‬ ‫َّ‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬بسام الطراس‬

‫ويتك َّل ��ف في إقناع اآلخري ��ن ‪ -‬بأنَّ احلياة عبث ومهزلة‪،‬‬ ‫الأم أقرب َمن يس ��مع شكوى البنات في دنيا البشر‪،‬‬
‫وب ��أنَّ أبن ��اء األربعني ص ��اروا إل ��ى املوت أق ��رب‪ ،‬يهزأ من‬ ‫لذا تهرع «حياة» ألمها كلما تأزم املوقف‪ ،‬تأبى أن تش ��كو‬
‫الطموح‬ ‫املتجددين‪ ،‬وفي كثير من األحيان يرمي زوجته َّ‬ ‫ِّ‬ ‫زوجه ��ا أو أن تتأف ��ف من احلياة مع ��ه‪ ،‬ولكنها تبحث في‬
‫الدين فيلوم‬ ‫باجلن ��ون‪ ،‬وحين� � ًا آخر ُي ِلب ��س عجزه ث ��وب ِّ‬ ‫حنايا العطف وصفاء األمومة عن ملسات تداوي اجلراح‪،‬‬
‫والترهل‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫املبتسمني‪ ،‬وينهى عن األمل‪ ،‬ويدعو إلى البكاء‬ ‫وتبع ��ث األمل‪ ،‬وتنير الفكر‪ ،‬وتقتل العزلة‪ ،‬و ُت ْضفي على‬
‫وك َّلما تذكَّ ر موقف ًا هزَّ الرأس على ما مضى‪...‬‬ ‫همسة ُسكَّ ِر َّية‪ ،‬جتعل الكأس مشروب ًا ولو‬
‫ً‬ ‫املرارة اليومية‬
‫األزواج احملترمون‪:‬‬ ‫بشقِّ النفس ووعورة الطريق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قف ��وا أم ��ام أنفس ��كم‪ ،‬اق ��رأوا املس ��تقبل ووازنوا بني‬ ‫وخاصة أولئك‬ ‫ً‬ ‫عشرون عام ًا أثقلت كاهل املتزوجني‪،‬‬
‫م ��ا أنت ��م عليه وما أنت ��م قادمون إليه‪ .‬تع َّلم ��وا وحاوروا‪،‬‬ ‫احملنَّطني‪ ،‬الذين ماتوا حلظة علموا أنهم أحياء‪.‬‬
‫وواكب ��وا أح ��دث التقني ��ات‪ ،‬جَت � َّ�ددوا قب ��ل أن تتبخ ��روا‬ ‫«حي ��اة» تابع ��ت دراس ��تها‪ ،‬وط � َّ�ورت نفس ��ها‪ ،‬وواكب ��ت‬
‫وتصبحوا على هامش احلياة‪.‬‬ ‫حركة عقارب ساعتها‪ ،‬تسعى جاهدة ليكون يومها خير ًا‬
‫األزواج احملترمون‪:‬‬ ‫من أمسها‪ ،‬وغدها خير ًا من يومها‪ ،‬فهمت ماذا يعني أن‬
‫وأخ ��ص بالذك ��ر الغارق�ي�ن ف ��ي الهواي ��ات والعادات‬ ‫أم ًا‪ ،‬وماذا يعني أن تكون‬ ‫تكون زوجة‪ ،‬وماذا يعني أن تكون ّ‬
‫ينس� � ْون أنفس ��هم‪ ،‬كما أخص‬ ‫وزحم ��ة األعم ��ال‪ ،‬الذي ��ن َ‬ ‫مساهمة في‬ ‫ِ‬ ‫مواكبة‪ ،‬وماذا يعني أن تكون عاملة‬ ‫مثقفة ِ‬
‫أولئ ��ك املس ��ته َلكني ف ��ي زواري ��ب التضحي ��ات ومواجهة‬ ‫تصحيح املس ��ار والدفاع عن التاريخ وصناعة املستقبل‪،‬‬
‫االبتالءات‪.‬‬ ‫البياني‬
‫ُّ‬ ‫أتقن ��ت «حياة» مهارة التوازن بني األدوار‪ُّ ،‬‬
‫خطها‬
‫جت � َّ�ددوا ُّأيه ��ا األحب ��ة ف ��ي تفكيرك ��م وقلوبك ��م‬ ‫نح ��و األعل ��ى باس ��تمرار‪ ،‬تعي ��ش اللحظ ��ة وعينها على‬
‫وأجس ��ادكم‪ ،‬وجت ��ددوا في طريقة حياتكم ومناش ��طكم‪،‬‬ ‫التي بعدها‪ ،‬تقف على ِقمة ترى العالم من خاللها‪...‬‬
‫واكس ��روا رتابة يومياتكم ببريق اآلمال ونفحة التغيير‪،‬‬ ‫زوج «حي ��اة» م ِّي ��ت ف ��ي ث ��وب األحياء‪ ،‬أقنع نفس ��ه ‪-‬‬
‫ولك ��ي ال تش ��كو «حي ��اة» آالم يومياتها س ��ابقوها فيما‬
‫تس ��تهوي‪ ،‬وإال فس ��تطول الصف ��وف ويزده ��ر عم ��ل‬
‫القضاة واحملامني‪.‬‬
‫األزواج احملترمون‪:‬‬
‫كان لن ��ا باألم ��س القري ��ب قل � ٌ�ب حن ��ون ونظ ��رة‬
‫عالم ع ��ادل‪ ،‬وقفت امرأة‬ ‫ثاقب ��ة‪ ،‬ي ��وم كان لنا حاك ��م ِ‬
‫فتم استدعاؤه‪ ،‬وأصدر الفاروق‬ ‫أمامه تش ��كو زوجها‪َّ ،‬‬
‫عم ��ر رض ��ي الل ��ه عنه أم ��ره للرج ��ل أن يغتس ��ل وأن‬
‫بالتجدد)‪ ،‬ث � َّ�م أحضر‬
‫ُّ‬ ‫يهت � َّ�م بنفس ��ه وثياب ��ه (أم ��ره‬
‫امل ��رأة الش ��اكية لت ��رى زوجه ��ا كم ��ا ينبغ ��ي أن يكون‪،‬‬
‫فتشابكت األيدي وس ��قطت الشكوى حلظة سقوط‬
‫(ع َمر) اليوم‬ ‫اإلهم ��ال واجلمود‪ .‬فهل تنتظرون مثل ُ‬
‫أيها احملترمون؟ ‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪37‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫احلياة ال�صحية‬

‫ن�صائح غذائية يف رم�ضان‬


‫املتخصصة في التغذية‬
‫ّ‬ ‫بقلم‪:‬‬
‫عزيزة ياسني‬
‫الكمية الكافية من املاء في أوقات اإلفطار ثاني ًا‪.‬‬
‫ً‬
‫حامال أو مرضع ًا‪...‬‬ ‫‪ l‬إن كنت امرأة‬
‫عل ��ى امل ��رأة احلام ��ل أو املرض ��ع استش ��ارة الطبيب ��ة‬
‫التي تث ��ق بدينها في موضوع الصيام‪ ،‬ثم احلرص على‬
‫احلصول على احلاجات الغذائية والس ��وائل في ساعات‬
‫اإلفطار‪...‬‬
‫‪ l‬إن كنت تعاني من زيادة في الوزن‪...‬‬
‫إنّ الصي ��ام من أه ��م الفرص التي ميكن االس ��تفادة‬
‫منه ��ا لتخفي ��ف ال ��وزن‪ ،‬وذل ��ك باالعت ��دال ف ��ي تن ��اول‬ ‫لتح�صيل بركات هذا الش ��هر ينبغي أن نهتم باجلانب‬
‫الروح ��ي والصح ��ي أيض� � ًا‪ .‬لذل ��ك س ��نقدم لك ��م ه ��ذه‬
‫الطع ��ام‪ ،‬التوق ��ف ع ��ن تن ��اول احللوي ��ات‪ ،‬تن ��اول وجبة‬
‫النصائح‪:‬‬
‫سحور خفيفة‪ ،‬وعدم تناول األطعمة الدسمة واملقلية‪.‬‬
‫‪ l‬إن كن ��ت مم ��ن يعان ��ي م ��ن أوج ��اع ف ��ي ال ��رأس ف ��ي‬
‫‪ l‬إن كنت تعاني من شدة العطش أثناء صيامك‪...‬‬ ‫رمضان‪...‬‬
‫االبتع ��اد ع ��ن تن ��اول األطعم ��ة الدس ��مة واملقلي ��ة‬ ‫يتغ ّي ��ر نظام احلياة في رمضان بس ��بب االس ��تيقاظ‬
‫واحللوي ��ات واألطعم ��ة الش ��ديدة امللوح ��ة واحملفوظ ��ة‪،‬‬ ‫وق ��ت الس ��حور‪ ،‬عدم تن ��اول أن ��واع القه ��وة املختلفة في‬
‫وجت ّن ��ب التواب ��ل والبه ��ارات ألنه ��ا تزي ��د اإلحس ��اس‬ ‫الصب ��اح‪ ،‬الصي ��ام واالمتن ��اع عن الطع ��ام‪ ،‬االمتناع عن‬
‫بالعطش‪ ،‬واإلكثار من تناول اخلضراوات عند الس ��حور‬ ‫التدخني ملن اعتاد التدخني‪ ،‬قلّة النوم‪ ،‬كل ذلك يس ِّ��بب‬
‫خاصة‪.‬‬ ‫آالم� � ًا ف ��ي ال ��رأس للبع ��ض‪ .‬ل ��ذا‪ ،‬ينبغ ��ي الت ��درب على‬
‫التخفي ��ف م ��ن ش ��رب القه ��وة والتدخني قب ��ل رمضان‪،‬‬
‫‪ l‬إن كنت تعاني بسبب االمتناع عن التدخني‪...‬‬
‫تن ��اول وجب ��ة الس ��حور‪ ،‬تناول املس ��كنّات عند الس ��حور‪،‬‬
‫مما ال ش ��ك فيه أن الصي ��ام واالمتناع عن التدخني‬ ‫ّ‬ ‫االستلقاء والراحة قبل الغروب‪...‬‬
‫لفت ��رة ق ��د متت � ّ�د إل ��ى أكثر من ‪ 12‬س ��اعة فرص ��ة طيبة‬ ‫‪ l‬إن كنت تعاني من عسر في الهضم‪...‬‬
‫لإلقالع عن هذه العادة الس ��يئة‪ .‬وأنا بذلك أستغل هذه‬ ‫ق ��د يعان ��ي البعض من ُعس ��ر ف ��ي الهض ��م وانتفاخ‪،‬‬
‫املناس ��بة لتوجي ��ه دعوة إلى جميع املس ��لمني وال س ��يما‬ ‫خاص ��ة في رمض ��ان‪ ،‬عندما ُيثقلون معدته ��م بالطعام‪.‬‬
‫الش ��باب منه ��م إلى االس ��تفادة م ��ن األج ��واء اإلميانية‬ ‫إل ��ى ه ��ؤالء نق ��ول‪ :‬إن تن ��اول وجب ��ات صغيرة ب ��د ًال من‬
‫والتعبدية التي نعيش ��ها في رمضان لكي تكون انطالقة‬ ‫وجب ��ة واحدة كبيرة يخفف من عس ��ر الهضم‪ ،‬واالبتعاد‬
‫عن تناول األطعمة املقلية والوجبات الدسمة‪.‬‬
‫لإلقالع عن التدخني؛ خاصة أن ضررها ال يقتصر على‬
‫‪ l‬إن كنت تعاني من حصى في الكلى‪...‬‬
‫املدخنني فقط‪ ،‬بل على محيطهم أيض ًا‪.‬‬ ‫إنّ عدم احلرص على تناول الكمية الكافية من املاء‬
‫وهذه النصائح ‪ -‬على أهميتها ‪ -‬ال ُتغني عن مراجعة‬ ‫ف ��ي رمضان قد يزيد األمر س ��وءاً; لذلك ننصح مرضى‬
‫الطبيب في احلاالت املرضية اخلاصة‪l‬‬ ‫احلصى باستش ��ارة الطبيب أو ًال‪ ،‬واحل ��رص على تناول‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪38‬‬
‫املطبخ ال�صحي‬

‫]‬
‫دجاج بالب�صل وال�سماق‬
‫إعداد‪ :‬أمل حلواني‬

‫‪ l‬املكونات‪:‬‬
‫‪ -‬نص ��ف كيل ��و م ��ن الدج ��اج‬
‫املسحب‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ 10 -‬رؤوس كبي ��رة من البصل‬
‫املفروم‪.‬‬
‫‪ -‬ملعق ��ة كبي ��رة ونص ��ف م ��ن‬
‫السماق‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬القليل من البهار األبيض‪.‬‬
‫‪ -‬القليل من البهار األسود‪.‬‬
‫‪ -‬فنجان من زيت الزيتون‪.‬‬
‫‪ -‬فنجان من زيت القلي‪.‬‬
‫‪ -‬ملح (حسب الرغبة)‪.‬‬

‫‪ l‬طريقة التحضير‪:‬‬
‫بالبروت�ي�ن الحتوائ ��ه عل ��ى الدج ��اج ال ��ذي ينتم ��ي إلى‬ ‫‪ .1‬اس ُلقي الدجاج باملاء واملِلح‬
‫مجموع ��ة اللح ��وم الت ��ي تعتب ��ر غني ��ة أيض� � ًا باحلديد‪.‬‬ ‫وضعيه جانب ًا‪.‬‬
‫وميك ��ن التخفيف م ��ن كمية الدهون بتقلي ��ل كمية زيت‬ ‫‪ .2‬اقـــلـــــــي الــبـصـــــــل املــفـــروم بزيـــت الـزيـــتـون وزيت‬
‫الزيت ��ون وزي ��ت القل ��ي املس ��تخ َدم‪ .‬كم ��ا يج ��ب االنتب ��اه‬ ‫القلي وأضيفي إليه املِلح‪ ،‬واحرصي على عدم احمراره‪.‬‬
‫إل ��ى أنّ تقدمي ه ��ذا الطبق مع البطاطا املقلية س ��يزيد‬ ‫‪ .3‬ضع ��ي الدج ��اج ف ��وق البص ��ل وأضيف ��ي الس ��ماق‬
‫الس ��عرات احلرارية‪ .‬لذلك‬ ‫م ��ن كمية الده ��ون‪ ،‬وبالتالي ُّ‬ ‫والبه ��ار األبيض والبهار األس ��ود‪ ،‬وضعي املل ��ح بعد َقلي‬
‫يفض ��ل االكتف ��اء باخلض ��ار الطازج ��ة وإع ��داد البطاطا‬ ‫َّ‬ ‫البصل وق ِّلبيه على النار لدقائق‪.‬‬
‫ال من القلي‪l‬‬ ‫بطريقة الشوي بد ً‬ ‫قدمي الطبق بارد ًا أو ساخن ًا مع اخلضار الطازجة‬ ‫‪ّ .4‬‬
‫والبطاطا املقلية‪.‬‬
‫] هذه الكمية تكفي ألربعة أشخاص‪.‬‬
‫] اإلش ��راف الصح ��ي للمتخصص ��ة ف ��ي التغذي ��ة‬ ‫ه ��ذه الوجب ��ة تق � ِّ�دم للش ��خص الواح ��د ‪ُ 520‬س ��عرة‬
‫عزيزة ياسني‪.‬‬ ‫حراري ��ة و‪43‬غ م ��ن الده ��ون‪ .‬ويعتب ��ر ه ��ذا الطب ��ق غن ّي ًا‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪39‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫قلب �أم‬ ‫قلب �أم‬

‫ُمهد ا ة‬
‫الداعية‬
‫ت‬
‫لروحمايأل ّ�سرخ عمي�ش‬
‫بقلم‪ :‬األستاذة الداعية‬
‫الإعداد ل ِـ‪...‬؟‬ ‫ُتو ِّف َي ْت في‬
‫ت� �ي ُ‬
‫رحمه� �ا الله ال ن من هذا‬
‫من حزي� �را‬
‫أم حسان احللو‬ ‫ع‬
‫الراب� � ام ‪2009‬م‪.‬‬
‫عمان‬
‫األردن ‪ّ -‬‬
‫ّ‬ ‫الع‬

‫أي مرحلة من عمرنا وعلينا‬ ‫قد نعيش سنني عجاف ًا في ِّ‬ ‫مهم ًا كان اإلعداد له على درجة كبيرة‬‫كلما كان األمر ّ‬
‫فإن َم ّن الله علينا‬
‫أن نربي أبناءنا ملثل هاتيك الس ��نني‪ْ ،‬‬ ‫التخصصات‬
‫ّ‬ ‫م ��ن األهمي ��ة‪ ،‬ل ��ذا ت ��رى أنّ هن ��اك بع ��ض‬
‫بالرخاء فله احلمد دوم ًا‪ ،‬وإال فمثلنا يجب أن ال يخضع‬ ‫يحضر لها بعام دراس ��ي كامل يس ��مى‪« :‬س ��نة‬ ‫ّ‬ ‫الدراس ��ية‬
‫أو يركع من أجل دنيا زائلة»‪.‬‬ ‫حتضيرية»‪.‬‬
‫حقيق ��ة كان َم ��ن حوله ��ا يظ ��ن أنه ��ا جتي ��د القول‪،‬‬ ‫وعلي ��ه‪ ،‬كلم ��ا َع ُظم ش ��أن العبادة في ذهن الش ��خص‬
‫لك ��ن عندما رأت جميع النس ��وة واملقرب ��ات منها ابنتيها‬ ‫استعد ملوسمها‪ ،‬فالذي يتعلق قلبه باملساجد تراه ينتظر‬
‫املراهقتني ترفعان أيديهما الطاهرة بالدعاء لوالدتهما‬ ‫الص�ل�اة بعد الصالة‪ ،‬والذي ينتظر ش ��هر اخلير والبركة‬
‫ب ��كل ثب ��ات ورباط ��ة ج ��أش‪ ،‬حلظ ��ة كان جثم ��ان أمهم ��ا‬ ‫وي ِعد له العدة‪.‬‬ ‫يستعد له ُ‬
‫أيقن‬
‫مس � ّ�جى أمام اجلم ��ع بعدما فارق ��ت دنيانا فج ��أة‪ّ ،‬‬ ‫ولرمب ��ا كان ��ت إح ��دى الداعي ��ات الفضلي ��ات تعق ��د‬
‫أنه ��ا كان ��ت تعيش أقواله ��ا رحمها الله‪ ،‬فق ��د كانت قدوة‬ ‫ال ��دروس والندوات لتعلم النس ��اء أن االس ��تعداد لش ��هر‬
‫بيننا على ندرة القدوات‪l‬‬ ‫اخلي ��ر والبرك ��ة ال يقف عن ��د إعداد الوجب ��ات فقط‪ ،‬بل‬
‫ال بد من االس ��تعداد الروحي والتف� � ّرغ للعبادة والصالة‬
‫وكثرة الذكر وإشاعة‬
‫األج ��واء اإلمياني ��ة‬
‫والروحي ��ة في البيت‬
‫واملجتمع‪.‬‬
‫ولرمبا تساءلت‪:‬‬
‫«م ��ن ُتراه يضمن لنا‬
‫أن نحيا حتى رمضان‬
‫الق ��ادم؟ م ��ع دعائنا‬
‫ورجائن ��ا وابتهالن ��ا‬
‫لله أن يطيل أعمارنا‬
‫بالصاحلات»‪.‬‬
‫كان ��ت حت ��رص‬
‫عل ��ى تربي ��ة أبنائها‬
‫على الش ��دة والصبر‬
‫واملصاب ��رة قائل ��ة‪:‬‬
‫«نحن أم ��ة مجاهدة‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪40‬‬
‫«النور» و «م�ؤمنة»‬
‫جملتان يف واحدة‬
‫من أبواب النور‪:‬‬
‫‪ l‬قبس من التنزيل‪:‬‬
‫د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ l‬مع املصطفى [‪:‬‬
‫من أبواب «مؤمنة»‬ ‫د‪ .‬نور الدين عتر‪.‬‬
‫‪ l‬الفتوى‪.‬‬
‫‪ l‬أحاديث املرأة في الصحيحني‪.‬‬ ‫‪ l‬مهارات‪.‬‬
‫‪ l‬الزوجة املطيعة (لورا دويل)‪.‬‬ ‫‪ l‬لغتنا اجلميلة‪.‬‬
‫‪ l‬األسرة املسلمة‪.‬‬ ‫‪ l‬منا اخلبر ومنكم التعليق‪.‬‬
‫‪ l‬قضايا حواء في الصحافة‪.‬‬ ‫‪ l‬داء ودواء‬
‫‪ l‬العافية‪.‬‬ ‫‪ l‬من ثمرات املطابع‪.‬‬
‫‪ l‬للرجال والنساء (عشر صفحات‬ ‫‪ l‬استراحة القارىء‪.‬‬
‫يحررها محمد رشيد العويد)‪.‬‬ ‫‪ ....‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ l‬االختالفات السبعة‪.‬‬

‫لالشتراك في «النور» و«مؤمنة»‪:‬‬


‫يرجى إرسال شيك أو حوالة مببلغ ‪ 12‬دينار ًا كويتي ًا باسم «مجلة النور»‬
‫أو حتويل املبلغ إلى حساب املجلة في بيت التمويل الكويتي (‪)0110174520‬‬
‫(يحصل املشترك على هدايا ثمينة)‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪ – 4228:‬الساملية ‪ -‬دولة الكويت‪.‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪alnoor_mag@hotmail.com :‬‬
‫أو ‪alnoormag@kfh.com‬‬
‫الفاكس‪00965 -4729016:‬‬
‫الهاتف‪00965 -4749052 :‬‬
‫رئيس التحرير‪ :‬د‪.‬عبد الله املال‪.‬‬
‫مدير التحرير‪ :‬محمد رشيد العو ّيد‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪41‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫تعلَّموا ال�صرب يف رم�ضان‬
‫‪ .3‬اخلتم ��ة القرآني ��ة‪ :‬ق ��راءة س ��اعة أو أكث ��ر يوم ّي� � ًا‬ ‫بقلم‪ :‬الشيخ يوسف القادري‬
‫�اء (لغي ��ر امتحانات وال‬ ‫م ��ن الصغار والكبار رجا ًال ونس � ً‬ ‫ال ب ��د للنج ��اح ف ��ي اكتس ��اب أي مهارة من ممارس ��ة‬
‫وظيفة) هي ما ال تعرفه غير أمة اإلسالم‪.‬‬ ‫وجترب ��ة ومتري ��ن؛ نع ��م‪ ،‬ولك ��ن ال يص ��ح االس ��تخفاف‬
‫‪ .4‬االعت ��كاف‪ :‬للرج ��ال باملس ��اجد وللنس ��اء ف ��ي‬ ‫بأهمية األفكار واملفاهيم واملبادئ لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫اله ��ن ف ��ي البي ��ت‪ .‬إن ��ه خل ��وة صف ��اء ومراجع ��ة أو‬ ‫مص ّ‬ ‫وعلي ��ه فعلى أبواب رمضان م ��ن عام ‪1430‬هـ نلتقي‬
‫«س ��جن اختي ��اري» بانتظار «البراءة» م ��ن النار‪ ...‬وذلك‬ ‫عل ��ى مائ ��دة بركات ��ه ف ��ي اكتس ��اب ُخ ُلق «الصب ��ر» الذي‬
‫في العشر األواخر أو في بعض األيام والليالي‪.‬‬ ‫نحتاجه جميع ًا‪ ،‬وخاصة الش ��باب والصبايا‪ ،‬في ش ��ؤون‬
‫‪ .5‬إن ��ي صائ ��م‪ :‬عل ��ى عكس ما يحصل م ��ع أصدقاء‬ ‫حياتنا العادية فض ًال عن االستثنائية‪.‬‬
‫حلف ��اء الش ��يطان الذي ��ن ترتف ��ع موج ��ات غضبهم في‬ ‫لي ��س غريب ًا الكالم عن العالقة بني الصوم والصبر‪،‬‬
‫الش ��هر ال ��ذي ُأم ��روا في ��ه ب ��أن يواجه ��وا َمن س ��ا ّبهم أو‬ ‫ولك ��ن ذلك االرتباط لن يتحقق ل ��دى أي واحد منا إذا‬
‫شتمهم بقول‪« :‬إني صائم»‪.‬‬ ‫لم نعتبر ذلك هدف ًا نسعى إليه‪.‬‬
‫الع� �زّاب والعزب ��اوات‬ ‫�ض البص ��ر و‪ :...‬ك ��م م ��ن ُ‬ ‫‪ .6‬غ � ّ‬ ‫ل ��ذا جن ��د أن الرس ��ول [ أعل ��ن ع ��ن ه ��ذا الترابط‬
‫لترس ��يخه فقال‪« :‬الصوم نصف الصب ��ر» رواه الترمذي‬
‫وحس ��نه‪ ،‬وأكّد عل ��ى املكافأة القريب ��ة والبعيدة للصائم‬‫ّ‬
‫فق ��ال [‪« :‬للصائ ��م فرحتان‪ .1 :‬فرحة عن ��د فطره‪.2 ،‬‬
‫وفرحة عند لقاء ربه» رواه البخاري ومس ��لم‪ .‬وحذّ ر من‬
‫الص ��وم «التقليدي» للمجتمع‪« :‬ك ��م من صائم ليس له‬
‫وحس ��نه‬
‫من صومه إال اجلوع والعطش» رواه النس ��ائي‪ّ ،‬‬
‫احلافظ العراقي‪.‬‬
‫فل ��و تأملن ��ا الصي ��ام وأدين ��اه بالش ��كل الصحيح‬
‫حلصلن ��ا «نصف الصبر» الذي هو أحد أهم مفاتيح‬ ‫َّ‬
‫النجاح في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫ُي َو ْس � ِ�وس لهم الشيطان أنّ العفاف مستحيل في القرن‬ ‫فتعالوا نَعرض «دورات الصبر الرمضانية»‪:‬‬
‫احلادي والعشرين في معارض أزياء وملتقيات العشاق‬ ‫‪ .1‬اجلوع والعطش‪ :‬ال شك أن الهدف األ ّول‬
‫في الثانويات واجلامعات العربية فض ًال عن األميركية‪،‬‬ ‫منهم ��ا هو إرض ��اء الله تعالى والت ��زام أمره‪،‬‬
‫�تعف ْف ُيعفَّ ه الله» ورغم‬
‫فيؤكد لهم الصيام أنه «من يس � ِ‬ ‫ولكن هل استثمرناه تأهي ًال للطوارئ؟‬
‫ذل ��ك فالبع ��ض يؤج ��ل ذل ��ك إل ��ى الس ��هرات «ال� �ـ ‪anti‬‬ ‫‪ .2‬التراوي ��ح‪ :‬ه ��ل قي ��ام رمض ��ان‬
‫رمضان» في مقاهي فردان أو ‪.DT‬‬ ‫الذي ق ��د ميتد من س ��اعة إلى أكثر‬
‫‪ ...‬عل ��ى كل ح ��ال ي ��ا ش ��باب‪ :‬رمض ��ان ق ��ادم ق ��ادم‪،‬‬ ‫م ��ن س ��اعتني ميك ��ن أن نتجاهل‬
‫وطلبات التس ��جيل في دورات الصبر «املجانية» أمام كل‬ ‫دوره الترب ��وي عل ��ى الصب ��ر‬
‫واحد منكم‪ ،‬ولكن يبقى السؤال‪:‬‬ ‫والثبات؟‬
‫ه ��ل ق ��ررت أن حتق ��ق إجن ��ازات أم س ��تكتفي باجلوع‬
‫والعطش؟‬
‫ض ْر إجابتك من اآلن‪l‬‬ ‫َح ِّ‬
‫مهارات‬
‫حكمة �أب‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪42‬‬
‫رم�ضان‬
‫وحرب اخلليج الثانية‬
‫بقلم‪ :‬لبنى شرف‬
‫عمان‬
‫األردن ‪ّ -‬‬

‫ومن املواقف الطريفة التي حدثت في تلك الفترة‪،‬‬ ‫بع � ��د انتهاء ح ��رب اخللي ��ج الثاني ��ة‪ ،‬بالتحديد في‬
‫أنّ إحدى بنات اجليران دخلت م ّرة لتستحم‪ ،‬وكانت ذات‬ ‫ش ��هر آذار من عام ‪1991‬م‪ ،‬هلّ علينا هالل ش ��هر رمضان‪،‬‬
‫ش ��عر أسود‪ ،‬فالحظت بأن املياه التي تنزل منها سوداء!!‬ ‫ش ��هر اخلير والب ��ركات‪ ،‬وش ��هر الصبر واملواس ��اة والعتق‬
‫فظنت للوهلة األولى أن هذا من صبغة شعرها!! وطبع ًا‬ ‫م ��ن النيران‪ .‬كنا حينها نعيش في الكويت‪ ،‬ورمضان في‬
‫ل ��م يك ��ن هذا هو الس ��بب‪ ،‬وإمنا كان بس ��بب تل� � ّوث اجلو‬ ‫تلك الس ��نة لم يكن كسابق عهده‪ ،‬كانت له نكهة خاصة‪،‬‬
‫بالدخان األس ��ود املنبعث من آبار النفط املشتعلة‪ ،‬الذي‬ ‫ووضع مختلف عن سابقه؛ فالكهرباء مقطوعة وكذلك‬
‫جعل السماء سوداء لدرجة أنه كان أحيان ًا يحجب ضوء‬
‫الش ��مس متام� � ًا‪ ،‬حي ��ث كن ��ا نصحو م ��ن الن ��وم فنرى أن‬
‫�إحدى اجلارات و�صفت رم�ضان تلك ال�سنة ب�أنه‬
‫الدني ��ا ليل ف ��ي «ع ّز النهار» ‪ -‬كال ��ذي يتوعد غرميه بأن‬
‫حزين‪ ،‬ومع هذا‪ ...‬ظ ّل لرم�ضان روحانية خا�صة‪،‬‬
‫يجعل نهاره لي ًال‪ -‬فنحن أصبح نهارنا لي ًال‪.‬‬
‫ف ��ي تل ��ك األي ��ام!! ك ّن ��ا إذا خرجنا م ��ن بيوتنا نرى‬
‫و�شعور خمتلف مييزه عن غريه من ال�شهور‪.‬‬
‫بأن أظافرنا أصبحت س ��وداء‪ ،‬ومالبس ��نا البيضاء يبدو‬
‫عليه ��ا الس ��واد كذلك‪ ...‬تل ��ك أيام قد خل ��ت‪ ،‬كان فيها‬
‫املياه‪ ،‬والناس يقفون بالطوابير ليحصل كل واحد منهم‬
‫الس � ْ�مع‬
‫وعب ��ر‪ ،‬ولك ��ن‪ ..‬ملن كان ل ��ه قلب أو ألقى َّ‬‫عظ ��ات ِ‬ ‫كن‬
‫محددة من اخلبز‪ ،‬حتى إن بعض النساء ّ‬ ‫ّ‬ ‫على حصة‬
‫وهو شهيد‪l‬‬
‫يخ ُب� �زْن في بيوته ��ن‪ ...‬وأذكر أنّ إحدى‬
‫اجل ��ارات وصف ��ت رمضان تلك الس ��نة‬
‫بأن ��ه حزين‪ ،‬ومع ه ��ذا‪ ...‬ظلّ لرمضان‬
‫روحانية خاصة‪ ،‬وشعور مختلف مييزه‬
‫عن غيره من الشهور‪.‬‬
‫ف ��ي تلك األيام َق ِوي ��ت الصلة بني‬
‫اجلي ��ران‪ ،‬وكانت اجللس ��ات على ضوء‬
‫الش ��موع والفوانيس‪ ...‬جلس ��ات حية‪،‬‬
‫ليس ��ت كتل ��ك الت ��ي يجلس ��ها بع ��ض‬
‫الناس أمام شاش ��ات الرائ ��ي (التلفاز)‬
‫فيــصابــ ��ون بـــ ��داء ا َ‬
‫خلـــــ� � َرس وتــبـــــ ّل ��د‬
‫اإلحس ��اس‪ ،‬فال أحد يتحدث مع أحد‪،‬‬
‫وال أحد يشعر بأحد!‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪43‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫قارئاتنا وق‬
‫راءنا األكارم‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ء‬
‫ً‬ ‫دا‬ ‫ترقبوا ابت‬
‫د املقب‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ل استضافة‬
‫للمت‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫دا‬ ‫إل‬ ‫خصصة يف ا‬
‫ية امل‬
‫وارد البرشية‬ ‫األستاذة و‬
‫فاء مصطفى‬
‫لتكت‬
‫ت‬ ‫حا‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫ى‬ ‫ب شهري ًا عل‬
‫ها‬ ‫ف‬
‫وا‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ي هندسة و‬
‫رد البشرية‬
‫ونفت‬
‫ح‬ ‫را‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ص‬ ‫ح أمامكم فر‬
‫ال‬
‫عناوين التي‬ ‫بحثها وكذا‬
‫ترغبون في‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫مل‬ ‫ا‬
‫لتي ت‬
‫جا‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ ‫واجهكم في‬
‫ل‬

‫َي ُس ُّر أسرة حترير‬

‫أن ّ‬
‫تزف إليكم أصدق التهاين والتربيكات‬
‫بمناسبة حلول شهر رمضان املبارك‬
‫طريق‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫وجل أن ُي ِهل على املسلمني شهر ًا كرمي ًا يوصلهم إلى‬
‫ّ‬ ‫سائلة املولى عزّ‬
‫وجنان‬ ‫ٌ‬
‫روضة ِ‬ ‫العليا وآخره‬
‫ّأوله التوبة والعمل الصالح وأوسطه اجلهاد لتكون كلمة الله هي ُ‬

‫رة ا ُملعتدين‬ ‫حترر أقصانا وسائر بالد املسلمني من َ‬


‫الكفَ ِ‬ ‫راجية الله أن ُيعيده علينا وقد َّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪44‬‬
‫�أوراق‬
‫�أدبية‬
‫ال�شعر العربي بني الأم�س واليوم‬
‫يف حوا ٍر مع ال�شاعرة نبيلة اخلطيب‬
‫حاورتها‪ :‬منال املغربي‬
‫عد دي ��وان العرب ال ��ذي يحمل همومهم ويص ّور أش ��جانهم‬ ‫كان للش ��عر‏مكان ��ة ال تضاهيه ��ا مكان ��ة‪ ،‬حي ��ث كان ُي ّ‬
‫ويتص � ّ�در حياته ��م الثقافي ��ة واالجتماعية وحتى السياس ��ية كونه الوس ��يلة اإلعالمية األكثر رواج� � ًا‪ .‬فلماذا َض ُعف‬
‫حضور الش ��عر العربي في وقتنا احلاضر؟ وما دور الفضائيات في ذلك؟ وما موقف الش ��عر اإلس�ل�امي املعاصر من‬
‫معاناة األمة؟‪ ...‬هذه األسئلة وغيرها نطرحها على الشاعرة نبيلة اخلطيب في هذا احلوار‪:‬‬

‫آخ ��رون‪ ...‬إل ��ى هذا احل � ّ�د كان للش ��عر مكان ��ه ومكانته؛‬
‫فحري به أن يكون الرائج والصوت العالي‪.‬‬
‫�ضيفتنا يف �سطور‬
‫ٌّ‬
‫ً‬
‫أحملت آنفا ‪ -‬فإنّ الغزو التقني احتلّ‬
‫ُ‬ ‫أما اليوم ‪ -‬وكما‬ ‫‪ l‬ش ��اعرة فلسطينية من مواليد نابلس عام ‪1962‬م‪،‬‬
‫الساحة كلها حتى املشاعرية التي كان ينفرد بها الشعر‪،‬‬ ‫مقيمة في األردن ‪ -‬عمان‪.‬‬
‫وأقصد بالتقني أيض ًا ألوان الفنون املختلفة من س ��ينما‬ ‫‪ l‬حاصلة على اإلجازة في اللغة اإلنكليزية‪.‬‬
‫ومسرح وفن تشكيلي وغيرها‪.‬‬ ‫‪ l‬حائزة على العديد من اجلوائز منها جائزة رابطة‬
‫الش ��اعر نفس ��ه له دور في هذا االنحسار؛ فقد ابتعد‬ ‫األدب اإلسالمي العاملية‪.‬‬
‫ف ��ي الغالب عن َج ِّس واقع أمت ��ه من آالم وآمال إما رغبة‬ ‫‪ l‬عضو رابطة األدب اإلسالمي العاملية‪.‬‬
‫أو رهبة‪ ،‬فلم يعد الشعر يالمس حاجات الناس املختلفة‬ ‫‪ l‬رئيس ��ة جلن ��ة األديب ��ات اإلس�ل�اميات ف ��ي املكت ��ب‬
‫فان ��زوى ف ��ي مربع املش ��اعر املغلقة التي ما ع ��ادت ُتغري‬ ‫اإلقليمي ‪ -‬األردن‪.‬‬
‫أو ُتش ��بع َن َه ��م الش ��ارع واملثقف‪ .‬أما الناش ��ر واملوزِّع فهما‬ ‫‪ l‬من أعمالها قصيدة «صبا الباذان»‪.‬‬
‫في النتيجة تاجران يحكمهما السوق والعرض والطلب‬
‫واإلقبال واإلحجام‪.‬‬ ‫‪« .1‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬ميكن للش ��عراء وللناش ��رين‬
‫أن هناك انحس ��ار ًا في االهتمام‬
‫والنقّ ��اد أن يالحظ ��وا ّ‬
‫بالشعر حتى أصبح يعاني كساد ًا بعد أن كانت بضاعته‬
‫املطلوب من ال�شاعر الإ�سالمي �أن يرتقي �إىل‬ ‫يتحمل املسؤولية؟‬
‫ّ‬ ‫رائجة‪ :‬فمن‬
‫م�ستوى الق�ضية الكربى‪« :‬الإميان»‪ ،‬ويعترب نف�سه‬ ‫‪ l‬علين ��ا أن ُنق� � ّر أو ًال أنّ الش ��عر في انحس ��ار وهذه‬
‫داعية و�صاحب ر�سالة‪ ،‬و�إال ف َق َد التم ُّيز‪.‬‬ ‫تتحمله جهة دون‬ ‫ّ‬ ‫حقيقة‪ ،‬وأس ��باب هذا االنحس ��ار ال‬
‫أخ ��رى؛ فاملس ��ؤولية مش ��ت َركة ولكنه ��ا متفاوت ��ة‪ .‬فإذا‬
‫نظرن ��ا إلى ما قبل الغزو التقن ��ي واملعلوماتي مبا فيه‬
‫‪« .2‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬ماذا يس ��تطيع الش ��عر أن يفعل‬
‫اإلنترن ��ت والفضائي ��ات وجدنا أنه كان للش ��عر َق َصب‬
‫اليوم في عصرنا االس ��تهالكي ال ��ذي لم يعد يبالي بهذه‬ ‫واملوج ��ه‬
‫ِّ‬ ‫الس� � ْبق كون ��ه املمث ��ل اإلعالم ��ي والدعائ ��ي‬
‫َّ‬
‫احلرفة القدمية وأصحابها؟‬ ‫فبيت ش ��عر كفيل بأن َيعقد ألوية االقتتال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫النفس ��ي‪:‬‬
‫�ري أن نقف عليه طوي ًال؛‬
‫‪ l‬هذا س ��ؤال مهم جد ًا وح � ٌّ‬ ‫ويخف ��ض‬ ‫وآخ ��ر يخم ��د أجيجه ��ا‪ ،‬وب ��ه ُيرف ��ع أق ��وام ُ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪45‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫�أوراق‬
‫�أدبية‬
‫م ��ن الش ��عر ال ��رديء وخاص ��ة ش ��عر املناس ��بات ال ��ذي‬
‫مي ��دح وميجد ويرف ��ع ويخف ��ض ويؤ ِّله البش ��ر واألفكار‬ ‫نحن نعيش اآلن في عصر اس ��تهالكي يغلب عليه منط‬
‫املختلف ��ة‪ ...‬وس ��يبقى الش ��عر املنتم ��ي إل ��ى الش ��عر‬ ‫العي ��ش اآلخ ��ر ال ��ذي يس ��تدين م ��ن املس ��تقبل ليطعم‬
‫احلقيقي هو اخلاسر‪ ..‬االستهالكية تنبذ الشعر وتبقيه‬ ‫احلاضر‪ ،‬ويستنفد طاقاته وإمكاناته حتى الرمق األخير‪،‬‬
‫مركون� � ًا في الزوايا املهجورة وخارج مهرجانات التس ��وق‬ ‫بحيث أضحى التسوق متعة‪ ،‬وأصبحت تقام املهرجانات‬
‫الثقاف ��ي‪ ،‬فالعدي ��د م ��ن الصح ��ف العربي ��ة أس ��قطت‬ ‫للتسوق وانتشرت ثقافة الترويج واالستهالك‪.‬‬
‫الصفح ��ة الثقافية اليومية وضاعف ��ت عدد الصفحات‬ ‫ولكن هل الشعر باعتباره سلعة قادر على دخول سوق‬
‫االقتصادية والرياضية والفنية‪ ،‬كون القصيدة الشعرية‬ ‫ً‬
‫كتابة ونشر ًا‬ ‫املنافس ��ة؟ وهل االستثمار في الشعر ممكن‬
‫ال تلبي حاجات السوق‪.‬‬ ‫وتوزيع ًا وتس ��ويق ًا؟ وهل للش ��عر مكان في هذه املنظومة‬
‫علن‪ ،‬وليس له ��ا مكان في‬ ‫فه ��ذه املواق ��ع ال جتل ��ب ا ُمل ِ‬ ‫املتعصبة للربح اآلني؟‬
‫ه ��ذه اآلل ��ة الت ��ي تطحنن ��ا‪ ،‬ولذل ��ك إذا كان ��ت الثقاف ��ة‬ ‫إن للشعر عوائق ذاتية ال يستطيع بوجودها املنافسة‪،‬‬
‫العربية ‪ -‬ورمبا غيرها ‪ -‬في أزمة‪ ،‬فإن الشعر هو األكثر‬ ‫مم ��ا أدى إل ��ى انحس ��اره‪ ،‬واحمل ��اوالت اجلارية لتس ��ويق‬
‫تأثر ًا بهذه األزمة!‬ ‫الش ��عر من خ�ل�ال اإلنترن ��ت والفضائي ��ات ودخوله في‬
‫القصي ��دة ا ُملغنّاة ه ��ي محاوالت جدي ��رة وجريئة‪ ،‬ولكن‬
‫‪« .3‬منبر الداعيات»‪ :‬ماذا أضافت القصيدة احلديثة‬
‫أي ش ��عر س ��وف ُير َّوج له عبر الفضائيات العربية؟! هل‬ ‫ّ‬
‫إلى اإلنتاج الشعري الغزير في العالم العربي؟‬
‫هو الش ��عر النبطي والشعبي وبعض القصائد املنتقاة‪..‬‬
‫‪ l‬ال أنك ��ر أن القصيدة احلديث ��ة أضحت أمر ًا واقع ًا‬
‫وقصائد املديح والتمجيد الذي أفردت له محطات؟‬
‫وفرضت نفسها على الساحة الشعرية؛ ملواءمتها للعصر‬
‫ه ��ذه العقلي ��ة االس ��تهالكية تتي ��ح الظه ��ور لنماذج‬
‫احلدي ��ث والذائق ��ة احلديث ��ة الت ��ي فرضته ��ا أس ��اليب‬
‫احلي ��اة املعاصرة‪ ،‬ثم التأثر بالثقاف ��ة الغربية مبا فيها‬
‫املوس ��يقى الغربي ��ة التي تناس ��بها القصي ��دة احلديثة؛‬
‫أما اإلضافة فهي محسوس ��ة وب ِّينة إذ لو اقتصر الش ��عر‬
‫العرب ��ي الي ��وم عل ��ى العم ��ودي لتراج ��ع عدد الش ��عراء‬
‫وبالتال ��ي العطاء الش ��عري‪ ..‬أما اإلضاف ��ة الثانية فهي‬
‫أنّ الش ��عر احلديث يعتمد على الصورة والرمز وسهولة‬
‫االنس ��ياب‪ ،‬وهذه طبيعت ��ه التي ُتثري العمل الش ��عري‪،‬‬
‫تعم ��ده مالمس ��ة دواخ ��ل ال ��ذات أكث ��ر من‬
‫إضاف ��ة إل ��ى ّ‬
‫غيره بالنس ��بة ألهل العصر احلديث؛ بينما نرى الشعر‬
‫العمودي يربط الش ��اعر واملتذوق باألصالة التي أخذت‬
‫بالتراج ��ع أم ��ام م � ّ�د احلداث ��ة‪ ..‬كما جند في ��ه خاصية‬
‫االلتزام بقواعد ثابتة في الوزن واملوس ��يقى ال تتماش ��ى‬
‫واالنط�ل�اق املعاص ��ر وتقلي ��د اآلخ ��ر ال ��ذي طغ ��ى على‬
‫العقول والنفوس واألذواق‪ ..‬باإلضافة إلى عنصر اللغة‬
‫وضوابطه وقد أخذ بالتراجع لألسف!‬

‫‪« .4‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كيف َت ْرين مس ��تقبل الش ��عر‬
‫�طرين وظه ��ور‬
‫العرب ��ي األصي ��ل املبن � ّ�ي عل ��ى نظ ��ام الش � ْ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪46‬‬
‫الفكري ��ة والسياس ��ية واالجتماعي ��ة؛ فه ��ل تش ��عرين‬ ‫قصيدة «النثر» في ّ‬
‫ظل ما يعتري الثقافة الش ��عرية من‬
‫عري؟‬
‫الش ّ‬ ‫بانعكاس هذه املؤثّ رات على إنتاجك ِّ‬ ‫وهزال؟‬‫ضعف ُ‬
‫‪ l‬بالتأكيد‪ ،‬وإال فال معنى للشعر إن كان الشاعر في‬ ‫‪ l‬عند احلديث عن مس ��تقبل الشعر يجب أن نحدد‬
‫واد والفكر والسياسة واالجتماع في واد آخر‪ ،‬فال يجد َمن‬ ‫ع ��ن أي ش ��عر نتكلم‪ :‬هل هو ش ��عر اس ��تهالكي قد يتابع‬
‫ينتبه إليه أو يهتم به‪ ،‬وال يجد ما يتحدث فيه إال كالم ًا‬ ‫ازدهاره؟! أم هو شعر ثقافي قد يتابع انحساره؟!‬
‫ال مي ��س عقول وخواطر وإحساس ��ات الق� � ّراء‪ ،‬فاملؤثرات‬ ‫املس ��تقبل مرتب ��ط بالنم ��ط الثقاف ��ي املس ��تقبلي‪،‬‬
‫املختلفة هي املادة احلقيقية للشاعر احلقيقي‪.‬‬ ‫ف ��إذا ظ ��ل الوضع العربي على حاله فإن الش ��عر العربي‬
‫األصيل سيتابع مسيرة انحساره أمام قصيدة «النثر»‪.‬‬
‫‪ .7‬م ��ا موق ��ف الش ��عر اإلس�ل�امي املعاص ��ر م ��ن معاناة‬
‫األمة؟ وما املطلوب من الشاعر اإلسالمي؟‬ ‫‪« .5‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬إل ��ى أي ��ن وصل ��ت امل ��رأة ش ��عر ًا‬
‫‪ l‬الش ��عر اإلس�ل�امي يتمي ��ز بأنه ينبثق ع ��ن عقيدة‬ ‫س ��واء كانت هي الكاتبة أو كونها مضمون املادة في عاملنا‬
‫وقضاي ��ا‪ ،‬أي ثواب ��ت أصولي ��ة ومتغي ��رات حياتي ��ة‪ ،‬ف�ل�ا‬ ‫العربي؟‬
‫يس ��تطيع الش ��عر اإلس�ل�امي مث�ل ً�ا أن يتج ��اوز قضي ��ة‬ ‫‪ l‬امل ��رأة ه ��ي ثان ��ي ركنَي احلي ��اة‪ ..‬والعط ��اء منهما‪،‬‬
‫فلس ��طني واجله ��اد‪ ..‬ويأب ��ى إال أن يك ��ون مح ّرض ًا على‬ ‫األص ��ل فيه التس ��اوي والتكامل‪ ،‬ال املنازع ��ة وال املضا ّدة‬
‫اخلي ��ر والصع ��ود نحو املعالي ف ��ي كل ش ��يء‪ .‬واملطلوب‬ ‫كم ��ا يح ��ب البع ��ض أن يص� � ِّوره! وال اس ��تثناء في األدب‬
‫من الش ��اعر اإلس�ل�امي أن يرتقي إلى مس ��توى القضية‬ ‫والكتاب ��ة‪ ،‬ولك ��ن في احلقيق ��ة والواقع فإن املرأة نس ��بة‬
‫الكبرى‪« :‬اإلميان»‪ ،‬ويعتبر نفسه داعية وصاحب رسالة‪،‬‬ ‫إل ��ى الرج ��ل أقل عطاء م ��ن حيث الك ��م وبالتالي يظهر‬
‫التميز‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫وإال ف َق َد‬ ‫أما مضمون ًا فهي دائمة احلضور كونها ش ��ريكة‬ ‫الفارق‪ّ .‬‬
‫]]]‬ ‫احلياة واملسيرة واملشاعر‪ ،‬وال يستطيع الشعر إغفالها‪.‬‬
‫ختام� � ًا‪ :‬نش ��كر األس ��تاذة نبيل ��ة اخلطي ��ب على هذا‬
‫احلوار القيم‪l‬‬ ‫‪« .6‬منب ��ر الداعيات»‪َ :‬ق َلم الش ��اعر يتأثّ ��ر بالعوامل‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪47‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪ ...‬وقالت ال�شريعة‬
‫فتاوى رمضانية‬
‫للفقيه د‪.‬عجيل النَّشمي*‬

‫فإن فعل أفطر‪ ،‬لكن لو علم‬‫وال يبلع طعام ًا وال يش ��رب ْ‬ ‫صيام احلامل‬
‫أن األذان متق ��دم عل ��ى دخ ��ول الوقت‪ ،‬فالعب ��رة بدخول‬ ‫‪ .1‬زوجت ��ي مرض ��ع في الش ��هر الراب ��ع‪ ،‬فهل يح � ّ�ق لها‬
‫الوق ��ت‪َ ،‬‬
‫واأل ْول ��ى أن يحتاط لس ��حوره لينتهي منه قبل‬ ‫اإلفط ��ار‪ ,‬خاص ��ة أن الطفل ��ة معتَ ِم ��دة كلي ًا عل ��ى حليب‬
‫أذان الفجر‪.‬‬ ‫أمها؟ وماذا عليها؟ مع العلم بأن زوجتي لم تستطع إمتام‬
‫الص ��وم ف ��ي الس ��نة الس ��ابقة بس ��بب الوح ��ام وأخرجت‬
‫العمل الشاق في رمضان‬ ‫فدية ولم تقض‪ .‬أفيدونا وجزاكم الله خيراً‪.‬‬
‫‪ .3‬ه ��ل يجوز ملن يكون عمله ش � ّ‬
‫�اق ًا أن يفطر في نهار‬ ‫‪ l‬يج ��وز للمرأة احلامل وكذلك املرض ��ع الفطر‪ ،‬إذا‬
‫رمضان؟‬ ‫خاف ��ت عل ��ى نفس ��ها أو خاف ��ت عل ��ى ولدها م ��ن الضرر‬
‫‪ l‬األص ��ل هو وجوب الص ��وم ما دام في كامل صحته‬ ‫وي ْع ��رف الض ��رر بغ َل َبة الظ ��ن بحصول‬
‫بس ��بب الص ��وم‪ُ ،‬‬
‫كتب‬ ‫وق ��ادر ًا عل ��ى الصيام وهو مك َّل ��ف‪ ،‬لقوله تعال ��ى‪ُ :‬‬ ‫ض ��رر‪ ،‬أو ب ��أن يخب ��ر الطبيب املخت ��ص (املس ��لم‪ ،‬الثقة‬
‫عليك ��م الصي ��ام وقول ��ه عز وج ��ل‪ :‬فمن ش ��هد منكم‬ ‫ف ��ي دينه) بوجود ض ��رر على املرض ��ع أو احلامل أو على‬
‫الش ��هر فليصمه(البق ��رة‪ .)185 :‬ولذل ��ك ال يخرج عن‬ ‫ابنهم ��ا‪ ،‬أو بتجرب ��ة من املرأة بحي ��ث يصبح حالها حال‬
‫ه ��ذا األص ��ل إال بعذر مقبول ش ��رع ًا كس ��فر أو مرض أو‬ ‫املريض ��ة‪ ،‬فيجوز له ��ا الفطر‪ ،‬وإن حتقق الض ��رر البليغ‬
‫حمل أو رضاع أو ِك َبر‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫فيجب عليها الفطر‪ .‬ومس� �تَند ذلك قول النبي ‪« :‬إن‬
‫وأم ��ا بالنس ��بة للفطر بس ��بب العمل ف ��إن ذلك إمنا‬ ‫الله تعالى وضع عن املسافر شطر الصالة‪ ،‬وعن املسافر‬
‫يج ��وز ف ��ي أضيق نطاق‪ ،‬بأن يكون العمل في ذاته ش ��اق ًا‬ ‫واحلامل واملرضع الصوم» (حتفة األحوذي ‪.)42/2‬‬
‫عل ��ى هذا الصائ ��م ويكون مضطر ًا له ��ذا العمل ال يجد‬ ‫ويج ��ب عل ��ى امل ��رأة ‪ -‬إذا أفط ��رت يوم� � ًا ‪ -‬أن تقضي‬
‫عن ��ه بدي�ل ً�ا وال ميكن أداؤه لي ًال‪ ،‬وهو مصدر رزقه بحيث‬ ‫هذا اليوم وكذا سائر األيام التي أفطرتها‪ ،‬بعد رمضان‪،‬‬
‫لو امتنع عنه انقطع رزقه‪ ،‬ففي هذه احلال يجوز الفطر‪،‬‬ ‫ولك ��ن قب ��ل رمض ��ان التال ��ي في وق ��ت الحق من الس ��نة‬
‫كذلك يجوز الفطر إذا كان هذا العمل مع الصوم يسبب‬ ‫الالحق ��ة‪ .‬وال يجب عليها غير القض ��اء إذا خافت على‬
‫للصائم مرض ًا بسبب التعب واإلعياء‪ ،‬فهذا حكمه حكم‬ ‫نفسها فقط‪ ،‬أو على نفسها وولدها‪ ،‬أما إذا خافت على‬
‫املريض‪.‬‬ ‫الول ��د فقط‪ ،‬فعليها القضاء والفدية عن كل يوم دينار ًا‬
‫وف ��ي احلالتني الس ��ابقتني يجب القض ��اء إذا أمكن‬ ‫أو دينار ًا ونصف ًا‪.‬‬
‫لفطر هذا الشهر‪ ،‬ولو في أشهر‬ ‫خالل األش ��هر الالحقة ِ‬
‫اإلجازة فإن لم ميكن القضاء فالفدية واجبة عليه‪.‬‬ ‫السحور عند األذان‬
‫‪ .2‬إذا أدرك الصائ ��م أذان الفج ��ر‪ ،‬وه ��و يتن ��اول‬
‫املجاهرة في اإلفطار في رمضان‬ ‫الس ��حور‪ ،‬هل يتوقف عن إكمال ما في يده من طعام‪ ،‬أم‬
‫‪ .4‬ما حكم من يفطر في رمضان‪ ،‬ويجاهر أمام الناس‬ ‫يكمل بقية ما في يده مثل كوب ماء؟‬
‫بفطره؟ وهل يصح أن يعاقب؟‬ ‫‪ l‬األذان إعالم بدخول الوقت‪ ،‬فيكون مع أول دخول‬
‫الفط ��ر دون س ��بب من مرض‬
‫‪َ l‬ي ْح � ُ�رم عل ��ى املس ��لم ِ‬ ‫الوقت‪ ،‬فإذا س ��مع املسلم األذان الثاني أمسك عن األكل‬
‫أو س ��فر أو ِك َبر س ��ن أو حمل ونحو ذلك‪ ،‬فإن أفطر دون‬ ‫والش ��رب مباشرة‪ ،‬وال يكمل شيئ ًا من الطعام أو الشراب‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪48‬‬
‫هل تعرفني؟‬
‫بقلم‪ :‬حسن قاطرجي‬
‫حدي ��ث‪« :144‬م ��ن صام رمض ��ان إميان ًا واحتس ��اب ًا ُغفر له ما‬
‫تقدم من ذنبه»‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ه ��ذا حدي ��ث متف ��ق علي ��ه‪ :‬خ ّرج ��ه اإلمام ��ان اجللي�ل�ان‬
‫صحيح ْيهما عن أبي‬‫َ‬ ‫احلافظان البخاري ومسلم رحمهما الله في‬
‫هري ��رة رض ��ي الله عنه‪ -‬كما خ ّرجه أصحاب الس�ن�ن واإلمام أحمد‬
‫في مس ��نده‪ -‬أما اإلمام البخاري فقد خ ّرجه في كتاب الصوم‪ ،‬باب‬
‫ونية (‪ ،)1901‬وف ��ي كتاب اإلميان‪،‬‬ ‫ص ��وم رمض ��ان إميان ًا واحتس ��اب ًا ً‬
‫س ��بب فتجب عليه كفارة م ��ع قضاء األيام‬
‫باب صوم رمضان احتس ��اب ًا من اإلميان‪ ،‬وخرجه اإلمام مس ��لم في‬
‫التي أفطرها‪ ،‬وهي عتق رقبة‪ ،‬فإن لم يجد‬
‫صحيحه (‪ )760‬في صالة املسافرين‪ ،‬باب الترغيب في قيام رمضان‬
‫وه ��و التراويح‪ .‬أق ��ول‪ :‬أورده في هذا الب ��اب ألن تتمته عنده رحمه‬ ‫فصيام ش ��هرين متتابعني‪ ،‬فإن لم يستطع‬
‫الل ��ه‪« :‬وم ��ن قام ليلة القدر إميان ًا واحتس ��اب ًا ُغفر ل ��ه ما تقدم من‬ ‫فإطعام س ��تني مس ��كينا‪ .‬وإذا أفطر املسلم‬
‫ذنبه»‪ .‬وهذه التتمة عند البخاري أيض ًا ولكن في صدر احلديث‪.‬‬ ‫فعلي ��ه أن يس ��تتر‪ ،‬وال يجوز ل ��ه أن يجاهر‬
‫ولف ��ظ احلديث عند اإلمام الترمذي (‪« :)683‬من صام رمضان‬ ‫بالفط ��ر‪ ،‬ويج ��ب عل ��ى ول ��ي األم ��ر من ��ع‬
‫وقامه إميان ًا واحتساب ًا ُغفر له ما تقدم من ذنبه» أخرجه في كتاب‬ ‫املجاهر بالفطر‪ ،‬ويستحق عقوبة تعزيرية‬
‫الصوم‪ ،‬باب ما جاء في فضل شهر رمضان‪.‬‬ ‫من القاضي‪ ،‬والعقوب ��ة التعزيرية يقدرها‬
‫فوائد عظيمة‬ ‫َص على‬ ‫القاضي‪ ،‬وينبغي أن يكونَ هناك ن ّ‬
‫األولى‪ :‬قال اإلمام ا ُملنذري في كتابه «الترغيب والترهيب‪ -:‬في‬ ‫حك ��م َمن أفطر في نهار رمضان بغير عذر‪،‬‬
‫خل ّطابي‪ :‬قوله «إميان ًا‬‫الترغيب في صيام رمضان احتساب ًا‪ :-‬قال ا َ‬ ‫وجاهر باألكل أو الش ��رب أمام الناس‪ .‬ومن‬
‫واحتساب ًا‪ :‬أي نية وعزمية‪ ،‬وهو أن يصومه على التصديق والرغبة‬ ‫كان مع ��ذور ًا ينبغي أ ّال يأكل أو يش ��رب أمام‬
‫�تثق ٍل لصيامه‪ ،‬وال‬ ‫كاره له وال مس � ِ‬ ‫نفس ��ه غي َر ٍ‬
‫بة به ُ‬‫ف ��ي ثواب ��ه‪ ،‬ط ّي ً‬ ‫الناس‪ ،‬لئال ُيظن به السوء‪ ،‬وكذلك ينبغي‬
‫�تطيل أليام ��ه‪ ،‬لك ��ن يغتنم ط ��ول أيام ��ه ِلع َظم الث ��واب‪ .‬وقال‬ ‫ٍ‬ ‫مس �‬ ‫لغير املس ��لم أن ميتنع عن املجاهرة باألكل‬
‫َوي‪ :‬قوله «احتس ��اب ًا» أي طلب ًا لوجه الله تعالى وثوابه‪ُ ،‬يقال‪:‬‬ ‫ال َبغ ّ‬
‫أو الش ��رب في نه ��ار رمض ��ان‪ ،‬حفاظ ًا على‬
‫ويتحس ُبها‪ :‬أي يتطلّبها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فالن يحتسب األخبار‬
‫ُ‬
‫الثانية‪ :‬قوله صلى الله عليه وسلم‪«:‬غفر له ما تقدم من ذنبه»‬ ‫شعور املسلمني‪.‬‬
‫وقيامه مثل ذلك‪ -‬فهو َم ْطهرة‬ ‫ُ‬ ‫في ��ه فضل عظيم لصيام رمض ��ان‪-‬‬ ‫وال ش ��ك أن م ��ن يفط ��ر من املس ��لمني‬
‫وغس ��يل آلثامه الله ��م اغفر لنا في رمض ��ان وتق ّبله منا‬ ‫للصائ ��م َ‬ ‫دون ع ��ذر بحاجة إل ��ى التوجي ��ه والتذكير‬
‫وطه ْرن ��ا في ��ه آم�ي�ن‪ .‬ويج ��در نقل كالم اإلم ��ام احلافظ اب ��ن َح َجر‬ ‫ِّ‬ ‫بأن ��ه يعطل ركن ًا من أركان اإلس�ل�ام‪ ،‬و ُت َبينَّ‬
‫ظاهره‬
‫ُ‬ ‫العس ��قالني رحم ��ه الله في «فتح الب ��اري» ‪ 251:4‬فقد قال‪:‬‬ ‫له فوائد الصيام النفس ��ية والصحية‪ ،‬وأنه‬
‫يتناول الصغائر والكبائر وبه جزم ابن ا ُملنذر‪ .‬وقال النووي‪ :‬املعروف‬ ‫يج ��ب أن يك ��ون قدوة ألبنائ ��ه أو أصدقائه‪،‬‬
‫ياض ألهل‬ ‫حل َرمني وعزاه ِع ٌ‬ ‫إمام ا َ‬ ‫يختص بالصغائر وبه ج ��زم ُ‬ ‫ّ‬ ‫أن ��ه‬ ‫وأن الص ��وم ُج ّن ��ة أي وقاي ��ة م ��ن املنك ��رات‬
‫الس� �نّة‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬ويجوز أن يخفَّ ف من الكبائر إذا لم يصادف‬ ‫واملعاص ��ي‪ ،‬وينبغ ��ي أن يب�َّي�نَّ ل ��ه أن ه ��ذا‬
‫كبيرة‪ .‬انتهى النقل عن ابن حجر‪.‬‬ ‫الش ��هر ل ��ه حرم ��ة‪ ،‬وال يج ��وز للمس ��لم أن‬
‫الثالثة‪ :‬خ ّرج احلافظ ابن حجر رحمه الله في املوضع نفسه‪-‬‬ ‫ينته ��ك حرمت ��ه‪ ،‬وأن الله تعال ��ى قد جعل‬
‫وكذلك في ص ‪ 116-115‬من اجلزء نفس ��ه‪ -‬الزيادة التي وردت في‬ ‫الص ��وم وأجره عنده‪ ،‬وهو أج ��ر عظيم كما‬
‫ووجه‬ ‫تأخر» ّ‬‫تقدم من ذنبه وما ّ‬ ‫«غفر له م ��ا ّ‬ ‫بع ��ض طرق احلديث ُ‬ ‫ورد في احلديث القدس ��ي‪« :‬الصوم لي وأنا‬
‫معناها وأجاب عن استشكالها وحقق ثبوتها‪ ،‬قال رحمه الله‪ :‬وقد‬ ‫أجزي به»‪l‬‬
‫وقع � ْ�ت أيض ًا ف ��ي حديث ُعبادة بن الصامت عن ��د اإلمام أحمد من‬
‫استوعبت الكالم على ُط ُرقه في كتاب‬ ‫ُ‬ ‫وإسناده حسن‪ ،‬وقد‬
‫ُ‬ ‫وجهني‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫] ‪www.dr-nashmi.com‬‬
‫واملؤخرة»‪ .‬أقول‪ :‬وهو مطبوع‪l‬‬ ‫َّ‬ ‫املقدمة‬
‫«اخلصال املكفرة للذنوب َّ‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪49‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫تهانينا‬
‫تاج القر�نآ‬
‫مب‬ ‫ي‬ ‫نور املصر‬
‫مي ل‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ع‬ ‫ت‬ ‫ه‬
‫يبار‬
‫الكر ك دار القرآ‬
‫مي‪ ،‬نسأل الل‬
‫ة خت‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ن يج‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫علها من العامالت ب مها القرآن‬
‫ه‪.‬‬

‫ابك‬ ‫ج‬ ‫ح‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫را‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫د‬ ‫�ارك ناه� �‬
‫تب�‬
‫ر‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ي� �م ل ُع�ل�‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫احلجاب؛‬
‫لل� �‬ ‫ا‬ ‫هت‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫عالى أن يزيدها م ه مبناس� �ب‬
‫ة ارتدائه� �ا‬ ‫فضله‪.‬‬ ‫ن‬

‫ب‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ن‬


‫جمعية االك‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫رك القس� �‬
‫يب� �ا‬
‫ئي ف� �ي‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬
‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫مب‬ ‫إبراهي� �م‬
‫حت� � �اد الإ�س‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ب‬
‫رتدائها الن‬ ‫ى طاعته‪.‬‬
‫عل‬
‫ل الله تعا المي ل ُعال‬ ‫قاب؛ نس� �أ‬
‫ل� �ى‬
‫أن يثبتها‬

‫ة‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ر‬


‫عقد ِقران‬
‫ع‬
‫الب‬‫ط‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫بارك املنت‬
‫لك يبارك لبيان ف ي حلنني ز‬
‫ي‬
‫وكذ‬
‫مبناسبة ع‬ ‫واز ومحم‬ ‫أن يرزقه‬
‫م حياة زوجية هانئة د أمني محيو؛ نس� � قد ِقرانها‪،‬‬
‫أل‬ ‫‪.‬‬
‫الله تعالى‬

‫و‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ز‬


‫جمعي� �ة االحتاد الإ�سالمي �س‬ ‫تبارك‬
‫خ‬ ‫أل‬‫ل‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫مب‬ ‫البقاعي‬
‫ح‬ ‫م‬ ‫ز‬ ‫ة‬ ‫ب‬
‫مد عكيل‬ ‫افهما؛ بار‬
‫ف‬
‫ا في خير‪.‬‬
‫بينكم‬
‫ك الله لكما وبارك ة وفاطمة‬
‫علي‬
‫كما وجمع‬

‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ب‬


‫يف املولود‬
‫ي‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ائي ملن� �ى‬
‫�‬ ‫س‬
‫حمن‪ ,‬كما‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ر‬
‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬
‫�‬ ‫رك القس�‬
‫د‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫يب� �ا‬
‫مولودهم� �ا‬
‫وأحم� �د ا‬ ‫ومحم� �د‬
‫ال� �زول مولودتهم� � تبارك ناه� �د إبراهي لصعيدي‬ ‫و‬
‫لي� �ا‪ :‬بارك‬ ‫شكرمت الوا‬
‫مل‬ ‫ا‬
‫دانيا جانا‬ ‫ٍّ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫م في ولده‬
‫ل منك� �‬
‫أ ُش َّده‪l‬‬
‫م ِب َّره وبلغ َ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪50‬‬
‫أنشطة‬

‫رحلة للمنتدى الطالبي ‪ -‬ق�سم الطالبات‬

‫َّاس ِإنَّا خَ َل ْقن َُاك ْم ِم ْن َذ َك ٍر‬‫قال الله تعالى‪َ { :‬يا أَ ُّي َها الن ُ‬
‫َو ُأ ْن َثى َو َج َع ْلن َُاك ْم ُش ُعوب ًا َو َق َب ِائ َل ِل َت َعا َر ُفوا ِإنَّ أَكْ َر َم ُك ْم ِع ْن َد‬
‫ير}‪.‬‬ ‫يم خَ ِب ٌ‬ ‫ال َّل ِه أَ ْتق ُ‬
‫َاك ْم ِإنَّ ال َّل َه َع ِل ٌ‬
‫ف ��ي ظالل ه ��ذه اآلية الكرمية أمض ��ت الطالبات في‬
‫بي ��روت وطرابل ��س أوقات ًا ممتعة بعد عن ��اء وتعب وجهد‬
‫وسهر خالل فترة االمتحانات؛ وذلك في الرحلة املشتركة‬
‫الت ��ي نظمها املنت ��دى الطالبي – قس ��م الطالبات إلى‬
‫منطقة جبيل األثرية بتاريخ ‪ 11‬متوز ‪ 2009‬م‪.‬‬
‫كان برنامج الرحلة حاف ًال بفقرات منوعة‪ ،‬اش ��تملت‬
‫عل ��ى زي ��ارة لقلع ��ة جبيل؛ حي ��ث جتول ��ت الطالبات في‬
‫الطالب ��ات رمي ��ا حلوان ��ي باملنت ��دى الطالب ��ي‪ ،‬وكان‬
‫أرجائه ��ا وتخل ��ل اجلول ��ة جلس ��ة تعارف ب�ي�ن الطالبات‬
‫لألخت هنادي الش ��يخ جنيب كلم ��ة خفيفة بعنوان‪:‬‬ ‫بينهن األخ ّوة في الل ��ه وميادين الدعوة‬ ‫ّ‬ ‫الالت ��ي جمعت‬
‫(الصباي ��ا والصي ��ف) ح ّث ��ت فيه ��ا الطالب ��ات عل ��ى‬ ‫في أوس ��اط الطالبات‪ ،‬ثم جت ّولن في سوقها‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫استغالل إجازتهن مبا ُيرضي الله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫أدت الطالب ��ات ص�ل�اة الظهر في جماع ��ة‪ ،‬وبعد الصالة‬
‫وفي ختام الرحلة استمتعت الطالبات بنزهة بحرية‬ ‫كانت جلس ��ة ذكر ودعاء أدارتها الطالبة منى زعرورة‪،‬‬
‫عل ��ى م�ت�ن أحد الق ��وارب‪ ،‬واختُ تمت الرحل ��ة بدعوة من‬ ‫ث ��م تناول ��ت الطالب ��ات طع ��ام الغ ��داء في مطع ��م على‬
‫مس ��ؤولتها أح�ل�ام احلنف ��ي للمش ��اركة ف ��ي نش ��اطات‬ ‫البحر‪ .‬بعد الغداء أدارت الطالبة سارة بركات مسابقة‬
‫املنتدى الطالبي املقبلة‪.‬‬ ‫ُوزّعت جوائزها على الفائزات‪ ،‬كما ع ّرفت مسؤولة قسم‬

‫ن�شاط لليتيمات بعنوان‪« :‬فرحة النجاح»‬

‫حتت عنوان‪« :‬فرحة النجاح» نظم صندوق التكافل التابع جلمعية االحتاد الإ�سالمي في طرابلس نشاط ًا لليتيمات‬
‫الالتي يرعاهن الصندوق جرى فيه تكرمي الفائزات في‬
‫مس ��ابقة «أه ��ل الق ��رآن» والناجحات ف ��ي االمتحانات‬
‫املدرسية‪ ،‬وذلك يوم اجلمعة ‪ 17‬متوز‪2009/‬م في مطعم‬
‫الصديق في املنية‪ ،‬واش ��تمل برنامج اللقاء على‪ :‬تناول‬
‫طعام الغداء‪ ،‬ثم كلمة لألخت صفاء فاهمة من وحي‬
‫املناس ��بة‪ ،‬باإلضافة إلى رقصة أدتها الناشئات على وقع‬
‫أنش ��ودة‪« :‬وجنحن ��ا»‪ ،‬وفي اخلت ��ام مت توزي ��ع اجلوائز‬
‫والهدايا‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪51‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫أنشطة‬

‫جمعية االحتاد الإ�سالمي ت�ست�ضيف‬


‫الكابنت د‪ .‬حممد مو�سى ال�شريف‬

‫نظم ��ت جمعي � ��ة االحت � ��اد الإ�سالم � ��ي يوم ��ي الس ��بت ‪18‬رج ��ب‬
‫ّ‬
‫‪11=1430‬مت ��وز ‪2009‬م ف ��ي دار القرآن في طرابل ��س‪ ،‬واألربعاء‬
‫‪ 22‬رج ��ب ‪1430‬ه� �ـ = ‪ 15‬مت ��وز ‪2009‬م ف ��ي دار الدع ��وة في بيروت‬
‫لقا َء ْين دعو َت�ْي�نْ للداعية املتخصص في التاريخ وعلوم القرآن‬
‫وه ��و كابنت طيران د‪ .‬محمد موس ��ى الش ��ريف حتت عنوان‪:‬‬
‫«التجديد املنش ��ود وكيف نس ��تفيد من ِس َير العظماء؟»‬
‫ب�ّي�نّ فيهم ��ا الصف ��ات التي ينبغ ��ي أن يتّصف به ��ا من يتصدى‬
‫لواج ��ب التجدي ��د والتغيي ��ر‪ ،‬كما ذك ��ر بعض النماذج املش ��رقة‬
‫م ��ن ِس� � َير العظم ��اء في عصرنا‪ ،‬ث ��م أجاب عن عدد من أس ��ئلة‬
‫احلض ��ور‪ .‬حض ��ر اللقاءي ��ن حش ��د من الدع ��اة وط�ل�اب العلم‬
‫ونساء‪.‬‬
‫ً‬ ‫واملهتمني رجا ًال‬
‫ّ‬ ‫والشباب‬

‫العال الرتكي ال�شيخ �صالح الغر�سي‬


‫وت�ست�ضيف مِ‬
‫املتبحر في علم‬‫ّ‬ ‫العلوم الش ��رعية (وه ��و العالم الترك ��ي‬ ‫و َف� � َد الش ��يخ محم ��د صالح الغرس ��ي إل ��ى بيروت‬
‫التوحي ��د وعل ��وم اآلل ��ة العقلي ��ة أح ��د تالمي ��ذ العال ��م‬ ‫بدع ��وة م ��ن جمعية االحت � ��اد الإ�سالم � ��ي إلقراء ق ��راء بعض‬
‫الرباني محمد ال َع َر ْبكندي)‪ .‬وقد ُعقدت له مجالس في‬
‫بيروت ُقرئ عليه منت كامل في العقيدة (ش ��ارك فيه ‪30‬‬
‫من املش ��ايخ وط�ل�اب العلم)‪ ،‬ومجالس ف ��ي التزكية من‬
‫رس ��الة املشترش ��دين‪ ،‬كما ُعقدت له ‪ 3‬مجالس متوالية‬
‫ف ��ي دار الق ��رآن الك ��رمي بطرابل ��س ُقرى فيه ��ا كتاب في‬
‫العقيدة بحمد الله بحضور ‪ 55‬من طالب العلم‪.‬‬
‫وقد أجاز املش ��اركني إجازة عامة مبروياته احلديثية‬
‫غدة‬
‫والعلمي ��ة ع ��ن مش ��ايخه كالش ��يخ عبد الفت ��اح أبو ّ‬
‫والشيخ عبد الله التليدي وغيرهما‪.‬‬

‫حما�ضرة بعنوان‪:‬‬
‫«�إدارة امل�ؤ�س�سة الإ�سالمية»‬

‫واس ��تضافت اجلمعية األس ��تاذ خال ��د الرميح ‪ -‬األمني العام للهيئة العاملية للمس ��لمني اجل ��دد‪ -‬الذي ألقى‬
‫بتاريخ ‪ 29‬رجب‪1430‬هـ=‪ 21‬متوز‪2009‬م في دار الدعوة‪ ،‬محاضرة بعنوان «إدارة املؤسس ��ة اإلس�ل�امية» حتدث فيها‬
‫وقدم نصائح وإرشادات لإلدار ّيني في املؤسسات‪.‬‬‫عن العمل اإلسالمي ومؤسساته‪ ،‬وتوقف عند أهدافه ومقوماته‪ّ ،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪52‬‬
‫أنشطة‬

‫انطالقة دورات الفرقان‬


‫أطلقت إدارة قس ��م الناش ��ئة والناش ��ئات في جمعية االحت � ��اد الإ�سالمي دورات‬
‫ْ‬ ‫حت ��ت عنوان‪( :‬صيف هادف وممتع)‪،‬‬
‫الفرقان اإلسالمية الصيفية في عدد من املناطق اللبنانية‪:‬‬
‫‪ l‬في بيروت‪ :‬للذكور واإلناث في مسجد النور ‪ -‬بشامون‪.‬‬
‫‪ l‬في طرابلس‪ :‬للذكور في حديقة املنار ‪ /‬أبي س ��مراء‪ ،‬وللبنات مدرس ��ة اجلديدة الرس ��مية‪ ،‬وفي طاران شارك‬
‫إخوة من اجلمعية في دورتها للذكور واإلناث‪ :‬إدارة وتعليم ًا‪.‬‬
‫‪ l‬في صيدا‪ :‬لإلناث في مركز الرابطة السنية‪.‬‬
‫‪ l‬في عكار‪ :‬في بلدة سفينة القيطع وفي بلدة البيرة للذكور واإلناث‪.‬‬
‫اش ��تملت ال ��دورات عل ��ى تعليم الق ��رآن الكرمي ومواد ف ��ي التربية واألخ�ل�اق وتطوير الش ��خصية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أنشطة ترفيهية مميزة‪.‬‬

‫ملتقى الرواد ال�صيفي الثالث‬


‫نس� �ـــتفيــد مـــن تـــاريـخنـــا‬ ‫ضم ��ن برنام ��ج األنش ��طة الصيفي ��ة أق ��ام املنت ��دى‬
‫املجيد؟»‪.‬‬ ‫الطالب ��ي ف ��ي جمعي � ��ة االحت � ��اد الإ�سالم � ��ي ملتق ��ى ال ��رواد‬
‫‪ l‬مســابقـــات ثقـــافيـــة‬ ‫الصيف ��ي الثالث في منتجع الوس ��ام في البقاع الغربي‬
‫فردي ��ة (إنش ��اد ‪ -‬ش ��عر ‪-‬‬ ‫وكان عنوان ��ه‪« :‬أخ � ّ�وة صادق ��ة وذكريات رائع ��ة» وذلك‬
‫قرآن)‪.‬‬ ‫من مساء اخلميس ‪ 1‬شعبان ‪ 1430‬هـ = ‪ 23‬متوز ‪2009‬م‪،‬‬
‫‪ l‬مس ��ابقــات ثقـــافيـ ��ة‬ ‫وحتى األحد ‪ 4‬شعبان ‪1430‬هـ = ‪ 26‬متوز ‪2009‬م‪.‬‬
‫جماعي ��ة تتضم ��ن أس ��ئلة‬
‫تاريخي ��ة وفقهي ��ة وعلمية‬
‫األخ عمرو حتاحت‬ ‫وألغاز‪.‬‬
‫‪ l‬مس ��ابقات رياضي ��ة‬
‫فردية (سباحة ‪ -‬رماية ‪ -‬كرة طاولة ‪ -‬جري‪.)...‬‬
‫‪ l‬مسابقات رياضية جماعية (كرة قدم ‪ -‬كرة سلّة)‪.‬‬
‫وقد ُختم املخيم بلقاء عام حضره جميع املشاركني‬

‫ش ��ارك في ه ��ذا امللتق ��ى قرابة ‪ 100‬طال ��ب‪ ،‬وتضمن‬


‫برنامج ��ه العديد من النش ��اطات الثقافي ��ة والترفيهية‬
‫والرياضي ��ة إلى جان ��ب أداء الصل ��وات اخلمس جماعة‬
‫في أوقاتها وقيام الليل وجلسات التزكية‪.‬‬
‫اللقاء مع رئيس اجلمعية‬ ‫وأبرز فقرات امللتقى‪:‬‬
‫‪ l‬دورة بعنوان (مهارات قيادية) للمدرب اإلماراتي‬
‫مع رئيس اجلمعية كان مفيد ًا وممتع ًا حتت عنوان «أخوة‬ ‫عبيد بن سليمان‪.‬‬
‫صادق ��ة وذكريات رائعة»‪ ،‬ث ��م ُوزعت الكؤوس وامليداليات‬ ‫‪ l‬محاض ��رة ل�ل�أخ الداعية عمرو حتاحت ِ‬
‫(س� � ْبط‬
‫واجلوائز على املشاركني وأخذ الصور التذكارية‪l‬‬ ‫الش ��يخ عل ��ي الطنط ��اوي رحم ��ه الل ��ه) بعن ��وان‪« :‬ماذا‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪53‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫واحة القارئات‬
‫ثقافة إعالمية‬
‫موقع «املنتدى للتعريف باإلسالم»‬
‫أسس ��ه املنتدى للتعريف باإلس�ل�ام واحلوار بني الثقاف ��ات من أجل تلبية حاج ��ات الزائرين في احلصول‬‫موق ��ع ّ‬
‫على معلومات عن اإلسالم أصو ًال وفروع ًا‪ .‬يتضمن أبواب ًا عديدة منها‪ :‬تع ّرف على اإلسالم ‪ -‬نشرات املنتدى ‪ -‬ردود‬
‫على شبهات ‪ -‬املهتدون اجلدد ‪ -‬أنشطة املنتدى‪.‬‬
‫عنوان املوقع على اإلنترنت‪www.islam-forum.net :‬‬

‫األرقام تتحدث‪:‬‬
‫‪ ٪52‬من موظفي منطقة الشرق األوسط‬
‫غيروا سلوكياتهم خوف ًا على مناصبهم‬ ‫َّ‬
‫أظهرت نتائج اس ��تفتاء أجراه موقع «بيت دوت كوم» ‪ -‬أكبر موقع للتوظيف في الش ��رق األوس ��ط ‪ -‬أن أكثر من‬
‫نصف العاملني في املنطقة‪ ،‬أي ما نسبته ‪ ،٪52‬غيروا طريقة تصرفهم في العمل نتيجة لألزمة االقتصادية الراهنة‬
‫والقلق الذي يراود املوظفني جتاه أمانهم الوظيفي‪.‬‬
‫وأوض ��ح ‪ ٪32‬م ��ن املوظف�ي�ن احملترفني أنهم يبذل ��ون اآلن جهد ًا أكبر بس ��بب‬
‫املس ��ؤوليات اإلضافية الت ��ي يتك ّبدونها‪ ،‬فيما يدفع اخلوف من خس ��ارة الوظيفة‬
‫‪ ٪20‬على بذل املزيد من اجلهود في العمل‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬قال ‪ ٪27‬من العاملني في‬
‫املنطق ��ة‪ :‬إن ضغ ��ط العمل لم يتغير باملقارنة مع فترة ما قبل األزمة‪ ،‬فيما أش ��ار‬
‫‪ ٪16‬إلى أنّهم يعملون بنسبة أقل‪.‬‬

‫أكل بعدما أصبح‬


‫ألغاز فقهية‬
‫‪ l‬اللغز‪ :‬ما رأيك فيمن أكل بعدما أصبح وهو صائم وصيامه صحيح؟‬
‫‪ l‬إجاب ��ة الع ��دد الس ��ابق‪ :‬املدخول علي ��ه كان في صالة‪ ،‬واملص ّل ��ي ال يجوز أن يتلفظ بر ّد الس�ل�ام‪ ،‬وإمنا ير ّده‬
‫باإلشارة بكفّ ه أو إصبعه‪.‬‬

‫روائع األخبار‪:‬‬
‫وضيعنا أيامنا‬
‫ّ‬ ‫َح ِف ْظ َت أيامك‬

‫‪ -‬قال‪ :‬مباذا؟‬ ‫ُذ ِك ��ر في ترجمة روح بن زنباع ‪ -‬وهو أمير أموي‪ -‬أنه‬
‫‪ l‬ق ��ال‪ :‬أن ��ا صم ��ت وس ��وف‬ ‫َم� � ّر بالصح ��راء معتم ��راً‪ ،‬وكانت له س ��فرة كبي ��رة فيها‬
‫أفطر له‪.‬‬ ‫حلوم وفواكه وخضراوات ومش ��روبات‪ ،‬فمر بأعرابي وهو‬
‫‪ -‬ق ��ال روح‪ :‬أفطر اليوم وصم‬ ‫يرعى غنمه‪ ،‬فقال له روح بن زنباع‪:‬‬
‫غداً‪.‬‬ ‫األعرابي ُكل معي من الغداء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬تعال أيها‬
‫‪ l‬فقــــ ��ال األعـــرابــــ ��ي‪ :‬وه ��ل‬ ‫‪ l‬فقال األعرابي‪ :‬لقد دعاني من هو أكرم منك إلى‬
‫تضمن لي أيامي يا أيها األمير؟‬ ‫مأدبته‪.‬‬
‫‪ -‬فبكى األمير‪ ،‬وقال‪َ :‬حفظتَ‬ ‫‪ -‬قال‪ :‬ومن هذا؟‬
‫أيامك وض ّيعنا أيامنا‪.‬‬ ‫‪ l‬قال‪ :‬الله رب العاملني‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪54‬‬
‫قالوا عن اللغة العربية‬

‫قال األديب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله‪« :‬ما‬


‫انحطت إ ّال كان أمره في ٍ‬
‫ذهاب‬ ‫ّ‬ ‫شعب إ ّال ذَلّ ‪ ،‬وال‬
‫ذلّت لغة ٍ‬
‫األجنبي املس ��تعمر لغته فرض ًا‬
‫ّ‬ ‫وإدب � ٍ�ار‪ ،‬ومن هنا يفرض‬
‫ويش ��عرهم عظمته‬ ‫�تعمرة‪ ،‬ويركبهم بها‪ُ ،‬‬ ‫األمة املس � َ‬‫على ّ‬
‫�تلحقهم من ناحيتها‪ ،‬فيحكم عليهم أحكام ًا‬ ‫فيها‪ ،‬ويس � ِ‬
‫ثالث � ً�ة في عم � ٍ�ل واح ��د؛ ّأم ��ا األول‪َ :‬‬
‫فح ْب ��س لغتهم في‬
‫لغته س ��جن ًا مؤ ّبداً‪ ،‬و ّأما الثاني‪ :‬فاحلكم على ماضيهم‬
‫بالقتل محو ًا ونسيان ًا‪ ،‬و ّأما الثالث‪ :‬فتقييد مستقبلهم‬
‫فأمرهم م ��ن بعدها ألمره‬
‫ف ��ي األغالل الت ��ي يصنعه ��ا‪ُ ،‬‬
‫َت َب ٌع» (وحي القلم‪.)34-33/3 :‬‬
‫األديب األستاذ مصطفى صادق الرافعي‬

‫ألعاب‬
‫لعبة الفوارق‬

‫‪ l‬إن دققتم النظر في الصورتني ستجدون أن هناك ‪ 6‬فوارق بينهما‪ :‬فما هي؟‬

‫يا قلوب الصائمني اخشعي‬


‫قال اإلمام احلافط ابن رجب احلنبلي في كتابه (لطائف املعارف فيما ملواسم العام من الوظائف)‪:‬‬
‫تقشعي‪ ،‬يا ُشموس التقوى واإلميان اطلعي‪ ،‬يا صحائف أعمال الصائمني ارتفعي‪،‬‬ ‫«يا غيوم الغفلة عن القلوب ّ‬
‫ي ��ا قل ��وب الصائمني اخش ��عي‪ ،‬يا أقدام املتهجدين اس ��جدي لربك واركعي‪ ،‬يا عيون املجتهدي ��ن ال تهجعي‪ ،‬يا ذنوب‬
‫التائبني ال ترجعي‪ ،‬يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس أقلعي‪ ،‬يا خواطر العارفني ارتعي‪ ،‬يا ِهمم املحُ بني‬
‫للص ّوام‪ ،‬فما منكم إال َمن ُدعي‪ :‬يا قومنا أجيبوا داعي‬
‫بغي ��ر الل ��ه ال تقنع ��ي‪ ،‬قد ُمدت في هذه األيام موائد اإلنعام ُّ‬
‫طرد عن الباب وما ُدعي»‪l‬‬ ‫الله ويا ِهمم املؤمنني أَسرعي‪ ،‬فطوبى ملن أجاب فأصاب‪ٌ ،‬‬
‫وويل ملن ُ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪55‬‬ ‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫على أمل اللقاء‬
‫إلى الذي سأل‪ :‬أين عقولكم؟!‬
‫بقلم‪ :‬هنادي الشيخ جنيب‬

‫وق ��د ورد في األث ��ر أنّ الله تعالى ما خلق خَ لْق ًا أكرم‬ ‫يف إح ��دى قاع ��ات كلي ��ة اإلع�ل�ام‪ ،‬وب�ي�ن جمه ��رة من‬
‫عليه من العقل‪ ,‬وما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي‬ ‫حاد بني متدين متّزن وبني‬ ‫الطالب والطالبات‪ ،‬دار حوار ٌّ‬
‫ويرده عن ردى‪...‬‬
‫إلى هدى ُّ‬ ‫«م َت َف ْي ِقه»؛ حيث برز هذا األخير متحام ًال على‬‫عقالني ُ‬
‫و ُروي ع ��ن التابع ��ي اجللي ��ل ُع ��روة ب ��ن الزبير رضي‬ ‫والس ��نة)‪ ،‬متَّ هم ًا إياهما با َ‬
‫حل ْجر على‬ ‫الوح َيينْ (الكتاب ُّ‬
‫الل ��ه عنه أن ��ه قال‪ :‬أفضل م ��ا ُأعطي العباد ف ��ي الدنيا‪:‬‬ ‫العق ��ول‪ ،‬ومبناهضة جميع أش ��كال التفكير‪ ،‬ومبصادرة‬
‫حقّ النظر والتدبر والتحليل! ثم راح ينش ��ر في س ��احة‬
‫العقل‪...‬‬
‫النقاش من علومه الناطقة باإلحلاد والطغيان‪ ،‬وينقل‬
‫جل� � ْوزي إذ يقول‪ :‬فإنّ أعظم‬ ‫ورح ��م الله اإلمام ابن ا َ‬
‫م ��ن أقوال أرب ��اب الض�ل�ال والعصيان؛ ما يؤي ��د به رأيه‬
‫ال ِّنع ��م عل ��ى اإلنس ��ان‪ :‬العق ��ل‪ ،‬ألن ��ه اآلل ��ة ف ��ي معرفة‬ ‫ويق� � ّوي ب ��ه ُح ّجت ��ه؛ ليظهر ف ��ي أع�ي�ن احلاضرين وقد‬
‫الله س ��بحانه‪ ،‬والس ��بب ال ��ذي يتوصل به إل ��ى تصديق‬ ‫أحس ��ن الفَهم والتعبير‪ ،‬وأجاد ف ��ن التأثير‪ ،‬وقطع دابر‬
‫الرسل‪...‬‬ ‫التجهيل والتغرير!‬
‫ونع ��ود إل ��ى ذل ��ك «العقالن � ّ�ي» وقد فات ��ه أن يعلم أن‬ ‫وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال‪:‬‬
‫للعق ��ول ميزان ًا ُتعرف به العق ��ول الفقيهة الواعية من‬ ‫أي عق ��ل ه ��ذا ال ��ذي نريد أن نفتح ل ��ه باب الكون‬‫‪ُّ l‬‬
‫تلك املنفلتة الواهمة‪...‬‬ ‫محم ًال مباليني‬
‫ّ‬ ‫ليتج� � ّول في أرجائ ��ه‪ ،‬ويعود من رحلته‬
‫األفكار واملبادئ والقوانني؟!‬
‫فإلى قرائنا األكارم‪ ،‬وإلى كل من يريد أن يق ِّوم عقله‪،‬‬
‫‪ l‬ب ��ل ما هي مواصفات ذلك العق ��ل الذي نريده أن‬
‫نص عليها‬ ‫أضع بني أيديكم هذه القاعدة الذهبية التي ّ‬ ‫يحكمن ��ا ويحاكمنا؟ م ��ا هي ُق ُدراته؟ ما ه ��ي إمكاناته؟‬
‫(إن كل عقل ال َي ْصحبه ثالثة أشياء‬ ‫اإلمام احملاس ��بي‪ّ :‬‬ ‫ما ه ��ي صالحياته؟ ك ��م تبلغ مس ��احة تغطيته لدقائق‬
‫فه ��و عق ��ل مكي ��د ‪ -‬أي مغل ��وب بكي � ٍ�د اس ��تهدفه ‪ -‬إيث ��ار‬ ‫األمور وعظائمها‪ :‬البادي منها وا َ‬
‫خل ِف ّي؟!‬
‫الطاع ��ة على املعصي ��ة‪ ،‬وإيثار العلم عل ��ى اجلهل‪ ،‬وإيثار‬ ‫نع ��م‪ ،‬لقد دعا ربنا تبارك وتعالى الناس جميع ًا إلى‬
‫الدين على الدنيا)‪.‬‬ ‫النظر والتفكُّ ر؛ ليس في جنَبات الكون ‪ -‬وفي أنفسهم‪-‬‬
‫وعل ��ى ه ��ذا‪ ،‬ف ��إنّ كل عق ��ل متص ��ف به ��ذه اخلصال‬ ‫للتع � ُّ�رف عل ��ى املك ِّون فحس ��ب‪ ،‬ب ��ل ح � َّ�رض العقل على‬
‫مدع� � ّو للخوض ف ��ي ميدان التفكر والتدب ��ر والتأمل‪...‬‬ ‫البحث في حكمة التش ��ريعات ا ُملنزلة إليهم‪ ،‬الكتش ��اف‬
‫�ص ف ��ي أعم ��اق البحار‪...‬‬ ‫وليغ� � ّر ْب‪ ...‬ول َيغُ � ْ‬
‫وليش� � ّرقْ ‪ُ ...‬‬
‫ُ‬ ‫تدبر‬
‫املقاص ��د الش ��ريفة في األم ��ر والنهي‪ ،‬وح � ّ�ث على ُّ‬
‫أو ليرت � ِ�ق م ��ع النجوم واألقمار‪ ...‬أو ليس ��رح في األودية‬ ‫وع َبره‪ ،‬وللوقوف على‬ ‫أحداث التاريخ الستنباط دروسه ِ‬
‫سنن احلياة وقوانينها؛ مبا يختصر على الالحقني ز ّالت‬
‫والقف ��ار‪ ...‬وليجتهد في الليل والنهار‪ ...‬فإنه ال محالة‬
‫األس ��بقني‪ ،‬ويوضح املنهج املب�ي�ن للفوز في دنيا ودين‪...‬‬
‫س ��يهتدي إلى الواحد الغفّ ار‪ ...‬املل ��ك العزيز اجلبار‪...‬‬ ‫كل ذل ��ك م ��ن خالل مئ ��ات اآلي ��ات الصريح ��ة من مثل‬
‫وس ��يركع خاش ��ع ًا منيب� � ًا‪ ،‬داعي� � ًا مبته ًال‪ :‬الله ��م ز ّين بي‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬أف�ل�ا يعقلون}‪ ،‬وقوله‪{ :‬لعلكم تذكرون}‪،‬‬
‫عب ��ادك‪ ،‬واجعلن ��ي لهم مفت ��ا َح خير مغالقَ ش ��ر‪ ،‬وأعوذ‬ ‫وقول ��ه‪{ :‬لعلك ��م تتفك ��رون}‪ ،‬وقول ��ه‪{ :‬أفلم يس ��يروا في‬
‫بك أن أكون عكس ذلك!‪l‬‬ ‫األرض فينظروا‪...}...‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -149‬شعبان‪/‬رم�ضان ‪1430‬‬
‫‪56‬‬

You might also like