You are on page 1of 735

‫فتح رب السماء‬

‫في‬
‫شرح معاني السماء‬
‫)‪(2‬‬
‫رياض النعيم‬
‫في‬
‫ظل الرحمن الرحيم‬
‫) الجزء الثاني (‬

‫راجي رحمة ربه الرحمن ‪ /‬أبو عبد الرحمن سلطان‬


‫على‬

‫)‪ (11‬الثار والفوائد اليمانية‬

‫و في هذا الفصل نتناول التطبيق العملي‬


‫للمعنى العقدي في مدلولت السمين الكريمين‬
‫وذلك في السلوك العلمي في حياة المسلم من‬
‫خلل المنهج الرباني من خلل التالي‪-:‬‬
‫خلق الرحمة في حياة رسول الله‬ ‫)أ( ُ‬
‫‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪2‬‬

‫خلق الرحمة في حياة السلف‬ ‫)ب( ُ‬


‫رحمهم الله ‪. ‬‬
‫خلق الرحمة في حياة المسلم‪-:‬‬ ‫)جـ( ُ‬
‫‪ (2‬مع إخوانه‬ ‫‪ (1‬مع نفسه وأهله ‪.‬‬
‫وفى مجتمعه‪.‬‬
‫)د(القسوة وآثارها السيئة على الفرد‬
‫والمجتمع ‪.‬‬
‫)هـ(أثر الرحمة في حياة المسلم ‪-:‬‬
‫‪(2‬‬ ‫‪ (1‬الفوائد والثار العقدية ‪.‬‬
‫الرحمة و الصحة ‪.‬‬
‫ما؟‬
‫دا رحي ً‬
‫)و( كيف أكون عب ً‬
‫)ز ( الدعاء بالسمين الكريمين في‬
‫الكتاب والسنة‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪3‬‬

‫خلق الرحمة في حياة الرحمة المهداة‬


‫)أ( ُ‬
‫رسول الله ‪. ‬‬

‫ة مع الرحمة‬ ‫خلقا ً وسجي ً‬ ‫هيا بنا نعيش الرحمة ُ‬


‫مهداة ‪ ، ‬كيف ل وهو من هو في رحمته‬ ‫ال ُ‬
‫وشفقته بالخلق أجمعين ؟!‬
‫ونتناول في هذا الجزء من الكتاب التعبد‬
‫لي لهذه السماء الحسنى الذي هو غاية‬ ‫العم ّ‬
‫التوحيد)‪-: (1‬‬
‫سل َْنا َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ما أْر َ‬
‫• في تفسير قوله تعالى } وَ َ‬
‫ن{ ) النبياء ‪.(107:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬‫م ً‬ ‫إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬
‫• في معنى اسمه ‪) ‬نبي الرحمة ( ‪،‬‬
‫مهداة ( ‪.‬‬ ‫وقوله ‪ ) ‬إنما أنا رحمة ُ‬
‫في تنوع صنوف رحمته ‪:‬‬ ‫•‬
‫فى هذا الباب لن يستطيع أحد الستقصاء فضًل‬
‫عــن الحاطــة لنــه‪ ‬كمــا قــال‪ ‬فيــه }وَ َ‬
‫مــا‬
‫َ‬
‫مين{)النبيــاء‪ ،(107:‬ـ لــذا‬ ‫ة ل ِل ْعَــال َ ِ‬
‫م ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬‫أْر َ‬
‫سأكتفى بالشارة إلى ذكر طــرف مــن رحم ـاته ‪‬‬
‫فعلى سبيل المثال ل الحصر‪:‬‬

‫‪ ()1‬يقول شيخنا الفاضل حفظه الله وأجزل مثوبته الشيخ ‪/‬ياســر‬


‫برهــامي ‪):‬ومعرفــة اللــه بأســمائه وصــفاته ومحبتــه ودعــائه بهــا ‪،‬‬
‫والتعبد له بمقتضاها هي جنة الدنيا التي من لم يــدخلها لــم يــدخل‬
‫جنة الخرة ‪،‬ثم قال‪:‬التعبــد بالســماء والصــفات حقيقــة التوحيــد ‪:‬‬
‫وذلك بأن يمتلئ القلب بأجل المعارف باستحضار معــاني الســماء‬
‫الحسنى والصفات الُعلى ‪ ،‬وبتأثر القلب بآثارها ومقتضياتها ويدعو‬
‫الله بها ‪ (.‬ا‪.‬هـ منة الرحمن ص ‪.16،21‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪4‬‬

‫‪ (1‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالملئكة‪. ‬‬


‫‪ (2‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالنبياء والرسل‬
‫‪.‬‬
‫‪ (3‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بأصحابه‪. ‬‬
‫‪ (4‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالنساء‪.‬‬
‫‪ (5‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالطفال‪.‬‬
‫‪ (6‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بخدمه ومواليه‪.‬‬
‫‪ (7‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالعراب ‪.‬‬
‫‪ (8‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالجن‬
‫‪ (9‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالمة في الدنيا‬
‫والخرة‪.‬‬
‫‪ (10‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالعصاة ‪.‬‬
‫‪ (11‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالحيوان‬
‫‪ (12‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالنبات‪.‬‬
‫‪ (13‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالجماد‪.‬‬
‫‪ (14‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالكفار ‪.‬‬
‫‪ (15‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالمنافقين‪.‬‬

‫قال حسان بن ثابت ‪: (1)‬‬


‫مني ألية بر‪ ،‬غير إفناد)‪(2‬‬ ‫س‬
‫ت ما في جميِع الّنا ِ‬ ‫آلي ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫ل الّرحمة‬ ‫مث ْ َ‬ ‫جتِهدًا‪‍ ،‬‬ ‫م ْ‬
‫ي‪ ،‬رسو ِ‬ ‫ل الّنب ّ‬ ‫ِ‬
‫الهادي‬ ‫ت أنثى ‪ ،‬ول‬ ‫تاللهِ ما حمل ْ‬
‫ت ‍‬ ‫وضع ْ‬
‫ميَعادِ‬
‫جاٍر‪ ،‬أو ب ِ‬ ‫مة َ‬ ‫أوَْفى ب ِذِ ّ‬
‫ل وإرشادِ‬ ‫مرِ ذا عَد ْ ٍ‬
‫ك ال ْ‬ ‫مَباَر َ‬ ‫ُ‬
‫ه ‍‬ ‫ه خلقا ً م ْ‬
‫ن بريت ِ‬ ‫ول برا الل ُ‬
‫ن الذي كان نورا ً يستضاءُ‬ ‫م َ‬

‫‪ ()1‬ديوان حسان بن ثابت صـ ‪51‬‬


‫‪ ()2‬الكذب‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪5‬‬

‫ف‬
‫س للمعرو ِ‬‫ل النا ِ‬ ‫وأبذ َ‬ ‫ه‪‍ ،‬‬ ‫ب ِ‬
‫سل َ ُ‬ ‫ُ‬
‫فوا‪ ‍ ،‬للجادي)‪(1‬‬ ‫دقا ً للّنبّيي َ‬
‫ن اللى َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ل المفردِ‬ ‫ت في‬‫ل الناس‪ ،‬إني كن ُ‬ ‫ض َ‬ ‫يا أف َ‬
‫ه كمث ِ‬
‫ت من ُ‬‫أصبح ُ‬
‫الصادي)‪(2‬‬ ‫ر ‍‬ ‫ن َهَ ٍ‬

‫)‪(3‬‬
‫ويرحم الله القائل‪:‬‬

‫تجلى بها الرحمن في السر‬ ‫هو النعـمة العظمى هو‬


‫والجــهر‬ ‫الرحمـة التي ‍‬
‫أثنى على أخلقــك‬ ‫أيروم مخلــوق ثنـاءك‬
‫الخــّلق؟‬ ‫بعـدمـا ‍‬

‫‪ ()1‬طالب المعروف‪.‬‬
‫‪ ()2‬العطشان‪.‬‬
‫‪ () 3‬ينظر ‪ :‬شرح الزرقانى على المواهب اللدنية ‪390 ،8/384‬‬
‫‪0‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪6‬‬
‫َ‬
‫ل ِل َْعال َ ِ‬
‫مين{)النبياء‪(107:‬‬ ‫ة‬
‫م ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫ما أْر َ‬
‫}وَ َ‬

‫)‪( 1‬‬ ‫قول ابن جرير ’‪:‬‬


‫ن{‬ ‫ة لل َْعاَلـ ـ ِ‬
‫مي َ‬ ‫مـ ً‬ ‫ك إل ّ َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫س ـْلنا َ‬
‫وقوله‪َ} :‬وما أْر َ‬
‫يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد ‘‪ :‬وما أرسلناك يــا‬
‫مـحمد إلـى خـلقنا إل رحمة لـــمن أرســلناك إلـــيه‬
‫من خـلقـي‪.‬‬
‫ثم اختلف أهل التأويـل فـي معنى هذه ا َ‬
‫ليــة‪,‬‬
‫أجميع العالـم الذي أرسل إلـيهم مـــحمد ُأريــد بهــا‬
‫مؤمنهم وكافرهم؟ أم أريد بها أهل اليـمان خاصــة‬
‫عنـــي بهــا جميــع‬ ‫دون أهل الكفر؟ فقــال بعضــهم‪ُ :‬‬
‫العالـم الـمؤمن والكافر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫حدثنـــي إســحاق بــن شــاهين‪ ,‬قــال‪ :‬حــدثنا‬
‫ي‪ ,‬عــن‬ ‫إسحاق بن يوسف الزرق‪ ,‬عــن الـــمسعود ّ‬
‫جبـــير عــن ابــن‬ ‫رجل يقال له سعيد عن سعيد بــن ُ‬
‫سـْلنا َ‬
‫ك‬ ‫عبـاس فـي قول الله فـــي كتــابه‪َ }:‬ومــا أْر َ‬
‫ن{ قال‪ :‬من آمن بـــالله والـــيوم‬ ‫مي َ‬‫ة لل َْعاَلـ ِ‬‫م ً‬ ‫إل ّ َر ْ‬
‫ح َ‬
‫لخــرة‪ ,‬ومــن‬ ‫كتب له الرحمة فـــي الدنـــيا وا َ‬ ‫لخر ُ‬ ‫ا َ‬
‫ي مـما أصاب المـم‬ ‫عوِفـ َ‬ ‫لـم يؤمن بـالله ورسوله ُ‬
‫سف والقذف‪.‬‬ ‫خ ْ‬ ‫من الـ َ‬
‫حــدثنا القاســم قــال‪ :‬حــدثنا الـــحسين قــال‪:‬‬
‫ي‪ ,‬عن أبـي‬ ‫حدثنا عيسى بن يونس‪ ,‬عن الـمسعود ّ‬
‫جبـيرعن ابن عبـــاس فـــي قــوله‪:‬‬ ‫سعيد عن سعيد ُ‬
‫ن{قــال‪ :‬تـــمت‬ ‫مي َ‬ ‫ة لل َْعاَلـ ـ ِ‬‫مـ ً‬
‫ح َ‬‫ك إل ّ َر ْ‬‫سْلنا َ‬ ‫} َوما أْر َ‬

‫‪ ()1‬جامع البيان ج ‪ 17‬ص ‪115،116‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪7‬‬

‫لخرة‪ ,‬ومن لـم‬ ‫الرحمة لـمن آمن به فـي الدنـيا وا َ‬


‫ي مـما أصاب المـم قبل‪.‬‬ ‫عوفـ َ‬ ‫يؤمن به ُ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل أريد بهــا أهــل اليـــمان دون‬
‫أهل الكفر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫حدثنـي يونس قال‪ :‬أخبرنــا ابــن وهــب قــال‪:‬‬
‫ة‬
‫مـ ً‬‫ح َ‬ ‫سـْلنا َ‬
‫ك إل ّ َر ْ‬ ‫قال ابن زيد‪ ,‬فـــي قــوله‪َ :‬ومــا أْر َ‬
‫دقه‪.‬‬ ‫ن قال‪ :‬العالـــمون‪ :‬مــن آمــن بــه وص ـ ّ‬ ‫مي َ‬‫لل َْعاَلـ ِ‬
‫ن{‬ ‫حيــ ِ‬ ‫متاعٌ إلـى ِ‬ ‫ة ل َك ُ ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫ن أد ِْري ل َعَل ّ ُ‬
‫ه فِت ْن َ ٌ‬ ‫قال‪َ} :‬وإ ْ‬
‫قال‪ :‬فهو لهؤلء فتنة ولهؤلء رحمة وقد جاء المــر‬
‫مـجمل ً رحمة للعالـمين‪ .‬والعاَلـمون ههنا‪ :‬من آمن‬
‫دقه وأطاعه‪.‬‬ ‫به وص ّ‬
‫وأولـى القولـين فـــي ذلــك بـــالصواب القــول‬
‫الذي ُروي عــن ابــن عبـــاس‪ ,‬وهــو أن اللــه أرســل‬
‫نبـــيه مـــحمدا ‘ رحمــة لـــجميع العالـــم‪ ,‬مــؤمنهم‬
‫وكافرهم‪ .‬فأما مؤمنهم فإن الله هداه به‪ ,‬وأدخـــله‬
‫بـاليـــمان بــه وبـــالعمل بـــما جــاء مــن عنــد اللــه‬
‫الـجنة‪ .‬وأما كافرهم فإنه دفع به عنــه عاجــل البلء‬
‫ذبة رسلها مــن قبلــه‪.‬‬ ‫الذي كان ينزل بـالمـم الـمك ّ‬
‫)‪( 1‬‬

‫‪ ()1‬قد تابع ابن جرير ’ جمع من المفسرين كالبغوي والقرطبي‬


‫وابن الجوزي وابن كثير رحمهم الله ولكن صحة الثر إلى ابن‬
‫عباس ‪ ‬فيه نظر ‪ -‬و إن كان معناه صحيح وتؤديه النصوص‬
‫والدلة العامة ‪ -‬كما حققه الخ الفاضل عبد الله زقيل أكرمه الله‬
‫‪-‬والخلصة ‪-:‬‬
‫أول ً ‪ :‬أن الثر ل يثبت عن ابن عباس ‪.‬‬
‫ما‬
‫ثانيا ‪ :‬وأما ما قاله أهل العلم في تفسير هذه الية ‪ } :‬وَ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪8‬‬

‫قول القاضي عياض ’‪:‬‬


‫َ‬
‫ة‬
‫م ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫ما أْر َ‬
‫و قال الله تعالى ‪} :‬وَ َ‬
‫ن{ )النبياء‪(107:‬‬ ‫ل ِل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬
‫قال أبو بكر بن طاهر ‪ :‬زين الله تعالى محمدا ‪‬‬
‫بزينة الرحمة فكان كونه رحمة و جميع شمائله و‬
‫صفاته رحمة على الخلق فمن أصابه شيء من‬
‫رحمته فهو الناجي في الدارين من كل مكروه و‬
‫َ‬
‫ن { ] النبياء ‪ ، [ 107 :‬فقد بينوا أن‬ ‫مة ل ِل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫سل َْناك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫أْر َ‬
‫اليات الخرى بينت المقصود من الرحمة بالنسبة للكافر ‪ ،‬وكذلك‬
‫سنة المصطفى ‪ ‬فالمم السابقة كان يحل بها العذاب بمجرد‬
‫التكذيب واليات في ذلك كثيرة منها ‪:‬‬
‫َ‬
‫ه‬
‫م عَ ـ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫جي ْن َــاه ُ َوال ّـ ِ‬
‫قال تعالى في شأن نــوح ‪ } :‬فَك َـذ ُّبوه ُ فَأن ْ َ‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫مي ـ َ‬‫مــا ع َ ِ‬‫م ك َــاُنوا قَوْ ً‬ ‫ن ك َذ ُّبوا ِبآَيات ِن َــا إ ِن ّهُ ـ ْ‬ ‫ك وَأغ َْرقَْنا ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فل ْ ِ‬
‫ِفي ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫جي َْنــاه ُ َواّلــ ِ‬
‫] العراف ‪ . [ 64 :‬وقال تعالى في شأن هو ‪ }:‬فَأن ْ َ‬
‫كــاُنوا‬‫مــا َ‬ ‫كــذ ُّبوا ِبآَيات َِنــا وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫مّنــا وَقَط َعَْنــا َداِبــَر اّلــ ِ‬ ‫مــةٍ ِ‬ ‫ح َ‬‫ه ب َِر ْ‬‫مَعــ ُ‬
‫َ‬
‫ن{ ] العراف ‪ . [ 72 :‬واليات كثيرة ‪.‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ُ‬
‫ل الّلــهِ ؛‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ل ‪ِ :‬قي َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ َقا َ‬‫وأما من السنة ‪ :‬ع َ ْ‬
‫ت‬ ‫ث ل َّعان ًــا وَإ ِن ّ َ‬
‫مــا ب ُعِث ْـ ُ‬ ‫م أ ُب ْعَ ـ ْ‬
‫ل ‪ :‬إ ِن ّــي ل َـ ْ‬
‫ن ‪ ،‬قَــا َ‬‫كي َ‬ ‫اد ْع ُ ع َل َــى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ش ـر ِ ِ‬
‫ة ‪ .‬رواه مســلم ‪ .‬وهــذه الرحمــة هــي للمــؤمن ‪ ،‬والمنــافق ‪،‬‬
‫مـ ً‬
‫ح َ‬
‫َر ْ‬
‫والكافر ‪.‬‬
‫قال القاضي عياض في " الشفا " )‪ " : (1/91‬للمؤمن رحمــة‬
‫بالهداية ‪ ،‬وللمنافق رحمة بالمان مــن القتــل ‪ ،‬ورحمــة للكــافرين‬
‫بتأخير العذاب " ‪.‬ا‪.‬هـ‪ .‬وقال أبو نعيم في " دلئل النبــوة " ‪ :‬فــأمن‬
‫أعداؤه من العذاب مدة حيــاته عليــه الســلم فيهــم ‪ ،‬وذلــك قــوله‬
‫َ‬
‫م " ] النفــال ‪[ 33 :‬ـ ‪،‬‬‫ت ِفيهِ ْ‬
‫م وَأ ن ْ َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه ل ِي ُعَذ ّب َهُ ْ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫تعالى ‪ " :‬وَ َ‬
‫فلم يعذبهم مع استعجالهم إياه تحقيقا لما نعته به ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪9‬‬

‫الواصل فيهما إلى كل محبوب أل ترى أن الله‬


‫يقول ‪ } :‬و ما أرسلناك إل رحمة للعالمين {‬
‫فكانت حياته رحمة و مماته رحمة كما قال ‪:À‬‬
‫)) حياتي خير لكم و موتي خير لكم)‪ (((1‬وكما قال‬
‫‪‬‬
‫)) إذا أراد الله رحمة بأمة قبض نبيها قبلها فجعله‬
‫لها فرطا و سلفا )‪ (((2‬و قال السمرقندي ‪ :‬رحمة‬
‫للعالمين ‪ :‬يعني للجن و النس ‪.‬‬
‫و قيل ‪ :‬لجميع الخلق للمؤمن رحمة بالهداية و‬
‫رحمة للمنافق بالمان من القتل و رحمة للكافر‬
‫بتأخير العذاب‬
‫قال ابن عباس ‪ : ù‬هو رحمة للمؤمنين و للكافرين‬
‫إذ عوفوا مما أصاب غيرهم من المم المكذبة(()‪(3‬‬

‫)‪(4‬‬
‫قول ابن القيم ’‪:‬‬
‫ك إ ِّل‬
‫سل َْنا َ‬ ‫َ‬
‫ما أْر َ‬
‫وأصح القولين في قوله تعالى}وَ َ‬
‫مين{)النبياء‪ (107:‬أنه على عمومه وفيه‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬
‫م ً‬
‫ح َ‬
‫َر ْ‬
‫على هذا التقدير وجهان ‪:‬‬
‫أحدهما ‪:‬أن عموم العالمين حصل لهــم النفــع‬
‫برسالته أما أتباعه فنالوا به كرامــة الــدنيا والخــرة‬
‫وأما أعداؤه فالمحاربون لــه عجــل قتلهــم ومــوتهم‬
‫خير لهم مــن حيــاتهم لن حيــاتهم زيــادة لهــم فــي‬
‫‪ ()1‬حديث ضعيف السلسلة الضعيفة برقم ‪.975‬‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ ()3‬الشفا جـ ‪ 1‬صـ ‪.20‬‬
‫‪ ()4‬جلء الفهام ص ‪113:112‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪10‬‬

‫تغليظ العذاب عليهــم فــي الــدار الخــرة وهــم قــد‬


‫كتب عليهم الشقاء فتعجيل مــوتهم خيــر لهــم مــن‬
‫طــول أعمــارهم فــي الكفــر وأمــا المعاهــدون لــه‬
‫فعاشوا في الدنيا تحــت ظلــه وعهــده وذمتــه وهــم‬
‫أقــل شــرا بــذلك العهــد مــن المحــاربين لــه وأمــا‬
‫المنافقون فحصــل لهــم بإظهــار اليمــان بــه حقــن‬
‫دمائهم وأموالهم وأهلهم واحترامها وجريان أحكــام‬
‫المسلمين عليهم في التــوارث وغيــره وأمــا المــم‬
‫النائية عنه فإن الله‪ ‬رفع برســالته العــذاب العــام‬
‫عــن أهــل الرض فأصــاب كــل العــالمين النفــع‬
‫برسالته ‪.‬‬
‫الــوجه الثــاني ‪ :‬أنــه رحمــة لكــل أحــد لكــن‬
‫المــؤمنين قبلــوا هــذه الرحمــة فــانتفعوا بهــا دنيــا‬
‫وأخــرى والكفــار ردوهــا فلــم يخــرج بــذلك عــن أن‬
‫يكون رحمة لهم لكن لم يقبلوها كما يقــال هــذا‬
‫دواء لهذا المرض فــإذا لــم يســتعمله المريــض لــم‬
‫يخرج عن أن يكون دواء لذلك المرض ومما يحمــد‬
‫عليه ما جبله الله عليه من مكارم الخلق و كرائم‬
‫الشيم فإن من نظر في أخلقــه وشــيمه علــم إنهــا‬
‫خير أخلق الخلق وأكرم شمائل الخلــق فــإنه كــان‬
‫أعلــم الخلــق وأعظمهــم أمانــة وأصــدقهم حــديثا‬
‫وأحلمهــم وأجــودهم وأســخاهم وأشــدهم احتمــال‬
‫وأعظمهــم عفــوا ومغفــرة وكــان ل يزيــده شــدة‬
‫الجهــل عليــه إل حلمــا كمــا روى البخــاري فــي‬
‫صحيحه عن عبد الله بن عمرو ‪ ù‬أنه قال في صفة‬
‫رسول الله ‪ ‬في التوراة محمــد عبــدي ورســولي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪11‬‬

‫سميته المتوكــل ليــس بفــظ ول غليــظ ول صــخاب‬


‫بالســواق ول يجــزي بالســيئة الســيئة ولكــن يعفــو‬
‫ويصفح ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن‬
‫يقولوا ل إله إل الله وأفتح به أعينا عميا وآذانا صما‬
‫وقلوبا غلفا وأرحم الخلــق وأرأفهــم بهــم وأعظــم‬
‫الخلق نفعا لهم فــي دينهــم ودنيــاهم وأفصــح خلــق‬
‫الله وأحسنهم تعبيرا عن المعاني الكثيرة باللفــاظ‬
‫الوجيزة الدالة على المراد وأصبرهم فــي مــواطن‬
‫الصبر وأصدقهم في مواطن اللقاء وأوفاهم بالعهد‬
‫والذمة وأعظمهم مكافــأة علــى الجميــل بأضــعافه‬
‫وأشدهم تواضعا وأعظمهم إيثارا على نفسه وأشد‬
‫الخلق ذبا عن أصحابه وحمايــة لهــم ودفاعــا عنهــم‬
‫وأقوم الخلق بما يأمر به وأتركهــم لمــا ينهــى عنــه‬
‫وأوصل الخلق لرحمه فهو أحق بقول القائل ‪:‬‬
‫وعلــى‬ ‫بــرد علــى الدنــى ومرحمــة‬
‫العادي مارن جلد‬

‫ابن كثير’ ‪(1):‬‬


‫َ‬
‫ن{‬ ‫ة ل ّل َْعـال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬ ‫سْلنا َ َ‬
‫ك إ ِل ّ َر ْ‬ ‫مآ أْر َ‬
‫قوله تعالى‪} :‬و َ‬
‫)النبياء‪(107:‬‬
‫يخبر تعالى أن الله جعل محمدا ً ‘ رحمة للعالمين‬
‫أي أرسله رحمة لهم كلهم فمن قبل هذه الرحمة‬
‫وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا والخرة ومن‬
‫ردها وجحدها خسر في الدنيا والخرة كما قال‬

‫‪ ()1‬التفسيرج ‪5‬ص ‪ 397:394‬وعمدة التفســير ج ‪ 2‬ص ‪507‬‬


‫بتصريف‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪12‬‬

‫فرا ً‬ ‫ت الل ّهِ ك ُ ْ‬ ‫َ‬


‫م َ‬‫ن ب َد ُّلوا ن ِعْ َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫تعالى‪ } :‬أل َ ْ‬
‫َ‬
‫س‬‫صل َوْن ََها وَب ِئ ْ َ‬ ‫م يَ ْ‬‫جهَن ّ َ‬‫واِر)‪َ (28‬‬ ‫م َداَر ال ْب َ َ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫حّلوا قَوْ َ‬ ‫وَأ َ‬
‫قَراُر ) ‪) {(29‬إبراهيم( وقال تعالى في صفة‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫فاٌء َوال ّ ِ‬ ‫ش َ‬
‫هدىً وَ ِ‬ ‫مُنوا ُ‬ ‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫ل هُوَ ل ِل ّ ِ‬‫القرآن‪ } :‬قُ ْ‬
‫ك‬ ‫ى ُأول َئ ِ َ‬ ‫عم ً‬ ‫م َ‬ ‫م وَقٌْر وَهُوَ عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ن ِفي آَذان ِهِ ْ‬ ‫ل ي ُؤْ ِ‬
‫مُنو َ‬
‫د{)فصلت‪ :‬من الية ‪(44‬‬ ‫ن ب َِعي ٍ‬ ‫كا ٍ‬‫م َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬‫ي َُناد َوْ َ‬
‫وقال مسلم في صحيحه حدثنا ابن أبي عمر‪ ,‬حدثنا‬
‫مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن ابن أبي‬
‫حازم عن أبي هريرة قال‪ :‬قيل يارسول الله ادع‬
‫على المشركين‪ .‬قال »إني لم أبعث لعانًا‪ ,‬وإنما‬
‫بعثت رحمة« انفرد بإخراجه مسلم‪ .‬وفي الحديث‬
‫لخر »إنما أنا رحمة مهداة« رواه عبد الله بن أبي‬ ‫ا َ‬
‫عوانة وغيره روي الحاكم بسنده الي أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‘‪» :‬إنما أنا رحمة مهداة« ثم‬
‫أورده من طريق الصلت بن مسعود عن سفيان بن‬
‫عيينة عن مسعر عن سعيد بن خالد‪ ,‬عن رجل عن‬
‫ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله ‘‪)) :‬إن الله بعثني‬
‫رحمة مهداة بعثت برفع قوم وخفض آخرين((‬
‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا معاوية بن عمرو‪ ,‬حدثنا‬
‫زائدة‪ ,‬حدثني عمرو بن قيس عن عمرو بن أبي‬
‫قرة الكندي قال‪ :‬كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر‬
‫أشياء قالها رسول الله ‘‪ ,‬فجاء حذيفة إلى سلمان‪,‬‬
‫فقال سلمان‪ :‬يا حذيفة إن رسول الله ‘ خطب‬
‫فقال‪» :‬أيما رجل من أمتي سببته في غضبي أو‬
‫لعنته لعنة‪ ,‬فإنما أنا رجل من ولد آدم أغضب كما‬
‫تغضبون‪ ,‬إنما بعثني الله رحمة للعالمين فأجعلها‬
‫صلة عليه يوم القيامة«‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪13‬‬

‫قول الشوكاني ’‪(1):‬‬


‫َ‬
‫مين{ )النبياء‪(107:‬أي‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬‫م ً‬‫ح َ‬‫ك إ ِّل َر ْ‬ ‫سل َْنا َ‬‫ما أْر َ‬ ‫}و َ َ‬
‫وما أرسلناك يا محمد بالشرائع والحكام إل رحمة‬
‫لجميع الناس‪ ،‬والستثناء مفرغ من أعم الحوال‬
‫والعلل‪ :‬أي ما أرسلناك لعلة من العلل إل لرحمتنا‬
‫الواسعة‪ ،‬فإن ما بعثت به سبب لسعادة الدارين‪.‬‬
‫قيل ومعنى كونه رحمة للكفار‪ :‬أنهم أمنوا به من‬
‫الخسف والمسخ والستئصال‪ :‬وقيل المراد‬
‫بالعالمين المؤمنون خاصة‪ ،‬والول أولى بدليل‬
‫َ‬
‫م{‬ ‫ت ِفيهِ ْ‬ ‫ه ل ِي ُعَذ ّب َهُ ْ‬
‫م وَأن ْ َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫قوله سبحانه‪ }:‬وَ َ‬
‫)لنفال‪ :‬من الية ‪.(33‬‬
‫قول اللوسي ’ ‪:‬‬
‫َ‬
‫مين{ )النبياء‪(107:‬‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬‫ك إ ِّل َر ْ‬ ‫سل َْنا َ‬‫ما أْر َ‬ ‫}و َ َ‬
‫ك { بما ذكر وبأمثاله من الشرائع‬ ‫سل ْن َٰـ َ‬ ‫َ‬
‫ما أْر َ‬ ‫}و َ َ‬
‫والحكام وغير ذلك مما هو مناط لسعادة الدارين‬
‫ن { استثناء من أعم العلل أي‬ ‫مي َ‬‫ة ل ّل ْعَ ٰـل َ ِ‬
‫م ً‬ ‫} إ ِل ّ َر ْ‬
‫ح َ‬
‫وما أرسلناك بما ذكر لعلة من العلل إل لتراحم‬
‫العالمين بإرسالك أو من أعم الحوال أي وما‬
‫أرسلناك في حال من الحوال إل حال كونك رحمة‬
‫أو ذا رحمة أو راحما ً لهم ببيان ما أرسلت به‪،‬‬
‫والظاهر أن المراد بالعالمين ما يشمل الكفار‪،‬‬
‫ووجهه ذلك عليه أنه عليه الصلة والسلم أرسل‬
‫بما هو سبب لسعادة الدارين ومصلحة النشأتين إل‬
‫أن الكافر فوت على نفسه النتفاع بذلك وأعرض‬
‫لفساد استعداده عما هنالك‪ ،‬فل يضر ذلك في‬
‫كونه ‘ أرسل رحمة بالنسبة إليه أيضا ً كما ل يضر‬
‫في كون العين العذبة مثل ً نافعة عدم انتفاع‬
‫‪ ()1‬فتح القدير ج ‪ 3‬ص ‪430‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪14‬‬

‫الكسلن بها لكسله وهذا ظاهر خلفا ً لمن ناقش‬


‫فيه‪..................... ،‬ثم قال ’‪ ،‬وقيل المراد‬
‫بالعالمين جميع الخلق فإن العالم ما سوى الله‬
‫تعالى وصفاته جل شأنه‪ ،‬وجمع جمع العقلء تغليبا ً‬
‫للشرف على غيره؛ وفي مفتاح السعادة لبن‬
‫القيم أنه لول النبوات لم يكن في العالم علم نافع‬
‫البتة ول عمل صالح ول صلح في معيشة ول قوام‬
‫لمملكة ولكان الناس بمنزلة البهائم والسباع‬
‫العادية والكلب الضارية التي يعدو بعضها على‬
‫بعض‪ ،‬وكل خير في العالم فمن آثار النبوة وكل‬
‫شر وقع في العالم أو سيقع فبسبب خفاء آثار‬
‫النبوة ودروسها فالعالم جسد روحه النبوة ول قيام‬
‫للجسد بدون روحه‪ ،‬ولهذا إذا انكسفت شمس‬
‫النبوة من العالم ولم يبق في الرض شيء من‬
‫آثارها البتة انشقت سماؤه وانتشرت كواكبه‬
‫وكورت شمسه وخسف قمره ونسفت جباله‬
‫وزلزلت أرضه وأهلك من عليها فل قيام للعالم إل‬
‫بآثار النبوة ؛ وإذا سلم هذا علم منه بواسطة كونه‬
‫‘ أكمل النبيين وما جاء به أجل مما جاؤوا به عليهم‬
‫السلم وإن لم يكن في الصول اختلف وجه كونه‬
‫عليه الصلة والسلم أرسل رحمة للعالمين أيضا ً‬
‫لكن ل يخلو ذلك عن بعث‪.‬‬
‫قول علمة الشام القاسمي ’ ‪(1):‬‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫ة ل ّل َْعـال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬ ‫سْلنا َ َ‬
‫ك إ ِل ّ َر ْ‬ ‫مآ أْر َ‬
‫قوله تعالى‪} :‬و َ‬
‫أي وما أرسلناك إل بهذه الحنيفية والدين الفطري‬
‫إل حال كونك رحمة للخلق فإن ما بعثت به سبب‬

‫‪ ()1‬محاسن التاؤيل )ج ‪ 11‬ص ‪.(180‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪15‬‬

‫سعادة الدارين‪ ،‬وجعله نفسه الرحمة ‪ ‬مبالغة‬


‫جلية‪ ،‬وجوز كون الرحمة مفعول ً له أي للرحمة ‪،‬‬
‫فهو نبي الرحمة ‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫قال الرازي ‪ :‬إنه ‪ ‬كان رحمة في الدين والدنيا ‪،‬‬
‫أما في الدين فلنه ُبعث والناس في جاهلية‬
‫وضللة وأهل الكتابين كانوا في حيرة من أمر‬
‫دينهم )‪ (1‬لطول مكثهم وانقطاع تواترهم ووقوع‬
‫الختلف في كتبهم ‪،‬فبعث الله تعالي محمدا ً ‪‬‬
‫حين لم يكن لطالب الحق سبيل إلى الفوز‬
‫والثواب ‪ ،‬فدعاهم إلى الحق وبين لهم سبيل‬
‫الثواب وشرع لهم الحكام‪ ،‬وميز الحلل من‬
‫الحرام ‪ ،‬ثم انما ينتفع بهذه الرحمة من كانت همته‬
‫طلب الحق ‪ ،‬فل يركن إلى التقليد و ل إلى العناد و‬
‫الستكبار ‪ ،‬وكان التوفيق قرينا ً له ‪ ،‬قال تعالي}قُ ْ‬
‫ل‬
‫فاٌء {)فصلت‪ :‬من الية‬ ‫ش َ‬
‫هدىً وَ ِ‬
‫مُنوا ُ‬
‫نآ َ‬ ‫هُوَ ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪ (44‬و أما في الدنيا فلنهم تخلصوا بسببه من كثير‬
‫من الذل والقتال والحروب ونصروا ببركة دينه (‪.‬‬

‫العلمة محمد الطاهر بن عاشور ’‪(2) :‬‬


‫َ‬
‫ن{ )النبياء‪(107:‬‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫م ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫ما أْر َ‬
‫} وَ َ‬
‫" إنما أنا رحمة مهداة " وتفصيل ذلك يظهر في‬
‫مظهرين‪:‬‬

‫‪ ()1‬قال مقيده عفا الله عنه وعــن والــديه ‪:‬هــذا مصــدقا ً للحــديث‬
‫في صحيح المام مسلم ’ ) إن الله نظر إلي أهل الرض عربهم و‬
‫عجمهم فمقتهم إل بقايا من أهل الكتاب (‪.‬‬
‫‪ ()2‬التحرير والتنوير ‪) -‬ج ‪ / 9‬ص ‪.(220‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪16‬‬

‫الول‪ :‬تخلق نفسه الزكية بخلق الرحمة ‪.‬‬


‫والثاني‪ :‬إحاطة الرحمة بتصاريف شريعته ‪.‬‬
‫فأما المظهر الول‪ :‬فقد قال فيه أبو بكر محمد بن‬
‫طاهر القيسي الشبيلي أحد تلميذ أبي علي‬
‫الغساني وممن أجاز لهم أبو الوليد الباجي من‬
‫رجال القرن الخامس‪»:‬زين الله محمدا ً ‘ بزينة‬
‫الرحمة فكان كونه رحمة وجميع شمائله رحمة‬
‫وصفاته رحمة على الخلق« اهـ ‪ .‬وذكره عنه عياض‬
‫في »الشفاء« ‪.‬‬
‫خلق الرحمة‬ ‫قلت ‪ :‬يعني أن محمدا ً ‪ُ ‬فطر على ُ‬
‫في جميع أحوال معاملته المة لتتكون مناسبة بين‬
‫روحه الزكية وبين ما يلقى إليه من الوحي بشريعته‬
‫التي هي رحمة حتى يكون تلقيه الشريعة عن‬
‫حى به إليه ملئما ً رغبَته‬‫انشراح نفس أن يجد ما يو َ‬
‫قه القرآن« ‪.‬‬ ‫وخلقه ‪ .‬قالت عائشة ‪» :‬كان خل ُ‬
‫ص الله محمدا ً ‪ ‬في هذه السورة بوصف‬ ‫ولهذا خ ّ‬
‫الرحمة ولم يصف به غيره من النبياء ‪ ،‬وكذلك في‬
‫القرآن كله ‪ ،‬قال تعالى ‪ } :‬لقد جاءكم رسول من‬
‫أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم‬
‫بالمؤمنين رؤوف رحيم { ] التوبة ‪ [ 128 :‬وقال‬
‫تعالى ‪ } :‬فبما رحمة من الله لنت لهم { ] آل‬
‫عمران ‪ [ 159 :‬أي برحمة جبَلك عليها وَفطرك بها‬
‫فكنت لهم ل َّينا ً ‪ .‬وفي حديث مسلم ‪ :‬أن رسول‬
‫ه يوم ُأحد شقّ ذلك على أصحابه‬ ‫ج وجه ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫الله لما ُ‬
‫ُ‬
‫فقالوا ‪ :‬لو دعوت عليهم فقال ‪ " :‬إني لم أبعث‬
‫ت رحمة " ‪.‬‬ ‫لعانا ً وإنما ُبعث ُ‬
‫وأما المظهر الثاني‪ :‬من مظاهر كونه رحمة‬
‫للعالمين فهو مظهر تصاريف شريعته ‪ ،‬أي ما فيها‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪17‬‬

‫من مقومات الرحمة العامة للخلق كلهم لن قوله‬


‫تعالى } للعالمين { متعلق بقوله } رحمة { ‪.‬‬
‫والتعريف في } العالمين { لستغراق كل ما‬
‫يصدق عليه اسم العالم ‪ .‬والعاَلم ‪ :‬الصنف من‬
‫أصناف ذوي العلم ‪ ،‬أي النسان ‪ ،‬أو النوع من‬
‫أنواع المخلوقات ذات الحياة كما تقدم من احتمال‬
‫المعنيين في قوله تعالى ‪ } :‬الحمد لله رب‬
‫العالمين { ] الفاتحة ‪ . [ 2 :‬فإن أريد أصناف ذوي‬
‫العلم فمعنى كون الشريعة المحمدية منحصرة في‬
‫الرحمة أنها أوسع الشرائع رحمة بالناس فإن‬
‫الشرائع السالفة وإن كانت مملوءة برحمة إل أن‬
‫ما لنها ل تتعلق بجميع‬‫الرحمة فيها غير عامة إ ّ‬
‫أحوال المكلفين ‪ ،‬فالحنيفية شريعة إبراهيم ‪‬‬
‫كانت رحمة خاصة بحالة الشخص في نفسه وليس‬
‫فيها تشريع عام ‪ ،‬وشريعة عيسى ‪ ‬قريبة منها‬
‫في ذلك؛ وإما لنها قد تشتمل في غير القليل من‬
‫دة اقتضتها حكمة الله في سياسة‬ ‫أحكامها على ش ّ‬
‫المم المشروعة هي لها مثل شريعة التوراة فإنها‬
‫أوسع الشرائع السالفة لتعلقها بأكثر أحوال الفراد‬
‫والجماعات ‪ ،‬وهي رحمة كما وصفها الله بذلك في‬
‫قوله تعالى } ثم آتينا موسى الكتاب تماما ً على‬
‫الذي أحسن وتفصيل ً لكل شيء وهدى ورحمة‬
‫لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون { ] النعام ‪، [ 154 :‬‬
‫فإن كثيرا ً من عقوبات أمتها جعلت في فرض‬
‫أعمال شاقة على المة بفروض شاقة مستمرة‬
‫قال تعالى ‪ } :‬فبظلم من الذين هادوا حّرمنا عليهم‬
‫طيبات أحّلت لهم { وقال ‪} :‬فتوبوا إلى بارئكم‬
‫فاقتلوا أنفسكم{ إلى آيات كثيرة ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪18‬‬

‫ص الشريعة السلمية‬ ‫ل جرم أن الله تعالى خ ّ‬


‫بوصف الرحمة الكاملة ‪ .‬وقد أشار إلى ذلك قوله‬
‫تعالى فيما حكاه خطابا ً منه لموسى ‪:‬‬
‫سعت كل شيء فسأكتبها للذين‬ ‫} وَرحمتي و ِ‬
‫يّتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون‬
‫الذين يتبعون الرسول النبي المي { ] العراف ‪:‬‬
‫‪ [ 156/157‬الية ‪ .‬ففي قوله تعالى ‪ } :‬وسعت‬
‫كل شيء {إشارة إلى أن المراد رحمة هي عامة‬
‫فامتازت شريعة السلم بأن الرحمة ملزمة للناس‬
‫بها في سائر أحوالهم وأنها حاصلة بها لجميع الناس‬
‫ل لمة خاصة ‪.‬‬
‫وحكمة تمييز شريعة السلم بهذه المزية أن أحوال‬
‫النفوس البشرية مضت عليها عصور وأطوار تهيأت‬
‫بتطوراتها لن ُتساس بالرحمة وأن تدفع عنها‬
‫المشقة إل بمقادير ضرورية ل ُتقام المصالح بدونها‬
‫‪ ،‬فما في الشرائع السالفة من اختلط الرحمة‬
‫حض الرحمة‬ ‫بالشدة وما في شريعة السلم من تم ّ‬
‫لم يجر في زمن من الزمان إل على مقتضى‬
‫الحكمة ‪ ،‬ولكن الله أسعد هذه الشريعة والذي جاء‬
‫بها والمة المتبعة لها بمصادفتها للزمن والطور‬
‫الذي اقتضت حكمة الله في سياسة البشر أن‬
‫يكون التشريع لهم تشريع رحمة إلى انقضاء العالم‬
‫‪.‬‬
‫فأقيمت شريعة السلم على دعائم الرحمة‬
‫والرفق واليسر ‪ .‬قال تعالى ‪ } :‬وما جعل عليكم‬
‫ج ‪ [ 78 :‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫في الدين من حرج { ] الح ّ‬
‫} يريد الله بكم اليسر ول يريد بكم العسر {‬
‫] البقرة ‪ ، [ 185 :‬وقال النبي ‪ُ "‬بعثت بالحنيفية‬
‫قصاص‬ ‫السمحة " ‪ .‬وما يتخيل من شدة في نحو ال ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪19‬‬

‫والحدود فإنما هو لمراعاة تعارض الرحمة‬


‫والمشقة كما أشار إليه قوله تعالى ‪ } :‬ولكم في‬
‫القصاص حياة { ] البقرة ‪ [ 179 :‬فالقصاص‬
‫والحدود شدة على الجناة ورحمة ببقية الناس ‪.‬‬
‫وأما رحمة السلم بالمم غير المسلمين فإنما‬
‫نعني به رحمته بالمم الداخلة تحت سلطانه وهم‬
‫م إكراههم على‬ ‫أهل الذمة ‪ .‬ورحمته بهم عد ُ‬
‫مفارقة أديانهم ‪ ،‬وإجراُء العدل بينهم في الحكام‬
‫بحيث لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم في‬
‫الحقوق العامة ‪.‬‬
‫هذا وإن أريد ب } العالمين { في قوله تعالى‪:‬‬
‫} إل رحمة للعالمين { النوع من أنواع المخلوقات‬
‫ذات الحياة فإن الشريعة تتعلق بأحوال الحيوان‬
‫في معاملة النسان إياه وانتفاعه به‪ .‬إذ هو مخلوق‬
‫لجل النسان‪ ،‬قال تعالى‪ } :‬هو الذي خلق لكم ما‬
‫في الرض جميعا ً { ] البقرة ‪ [ 29 :‬وقال تعالى ‪:‬‬
‫} والنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها‬
‫تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين‬
‫تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه‬
‫إل بشق النفس إن ربكم لرؤف رحيم { ] النحل ‪:‬‬
‫‪. [ 57‬‬
‫وقد أذنت الشريعة السلمية للناس في النتفاع‬
‫بما ُينتفع به من الحيوان ولم تأذن في غير ذلك ‪.‬‬
‫كره صيد اللهو وحرم تعذيب الحيوان لغير‬ ‫ولذلك ُ‬
‫أكله ‪ ،‬وعد ّ فقهاؤنا سباقَ الخيل رخصة للحاجة في‬
‫الغزو ونحوه ‪.‬‬
‫ورغبت الشريعة في رحمة الحيوان ففي حديث‬
‫»الموطأ« عن أبي هريرة مرفوعا ً ‪ " :‬أن الله غفر‬
‫ث من العطش فنزل في بئر‬ ‫لرجل وجد كلبا ً يله ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪20‬‬

‫قى‬‫فه ماء وأمسكه بفمه حتى رِقي فس َ‬ ‫فمل خ ّ‬


‫الكلب فغفر الله له " ‪ .‬أما المؤذي والمضّر من‬
‫الحيوان فقد ُأذن في قتله وطرده لترجيح رحمة‬
‫الناس على رحمة البهائم‪ .‬وهي تفاصيل الحكام‬
‫من هذا القبيل كثرة ل يعوز الفقيه تتبعها‪.‬‬

‫قول العلمة القرآني محمد المين الشنقيطي ’‪:‬‬


‫َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ة ل ّل َْعـال َ ِ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬‫ك إ ِل ّ َر ْ‬ ‫سْلنا َ َ‬
‫مآ أْر َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬و َ‬
‫ذكر جل وعل في هذه الية الكريمة‪ :‬أنه ما أرسل‬
‫هذا الّنبي الكريم صلوات الله وسلمه عليه إلى‬
‫الخلئق إل رحمة لهم‪ .‬لنه جاءهم بما يسعدهم‬
‫وينالون به كل خير من خير الدنيا والخرة إن‬
‫اتبعوه‪ .‬ومن خالف ولم يتبع فهو الذي ضيع على‬
‫نفسه نصيبه من تلك الرحمة العظمى‪.‬وضرب‬
‫بعض أهل العلم لهذا مثل ً قال‪ :‬لو فجر الله عينا ً‬
‫للخلق غزيرة الماء‪ ،‬سهلة التنازل‪ .‬فسقى الناس‬
‫زروعهم ومواشيهم بمائها‪ .‬فتتابعت عليهم النعم‬
‫بذلك‪ ،‬وبقي أناس مفرطون كسالى عن العمل‪.‬‬
‫فضيعوا نصيبهم من تلك العين‪ ،‬فالعين المفجرة‬
‫في نفسها رحمة من الله‪ ،‬ونعمة للفريقين‪ .‬ولكن‬
‫الكسلن محنة على نفسه حيث حرمها ما ينفعها‪.‬‬
‫ن ب َد ُّلوا ْ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫ويوضح ذلك قوله تعالى‪} :‬أل َ ْ‬
‫َ‬
‫واِر{ ‪ .‬وقيل‪:‬‬ ‫م َداَر ال ْب َ َ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫حّلوا ْ قَوْ َ‬ ‫ت الل ّهِ ك ُ ْ‬
‫فًرا وَأ َ‬ ‫م َ‬
‫ن ِعْ َ‬
‫كونه رحمة للكفار من حيث إن عقوبتهم أخرت‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪21‬‬

‫بسببه‪ ،‬وأمنوا به عذاب الستئصال)‪ .(1‬والول‬


‫أظهر)‪.(2‬‬
‫وما ذكره جل وعل في هذه الية الكريمة‪ :‬من أنه‬
‫ما أرسله إل رحمة للعالمين ـ يدل على أنه جاء‬
‫بالرحمة للخلق فيما تضمنه هذا القرآن العظيم‪.‬‬
‫وهذا المعنى جاء موضحا ً في مواضع من كتاب‬
‫م أ َّنآ َأنَزل َْنا عَل َي ْ َ‬
‫ك‬ ‫م ي َك ْ ِ‬
‫فهِ ْ‬
‫َ‬
‫الله‪ ،‬كقوله تعالى‪} :‬أوَل َ ْ‬
‫‪1‬‬
‫)( وهذا ما ذكره الزمخشري في الكشاف‪.‬‬
‫‪()2‬قــال مقيــده عفــا اللــه عنــه وعــن والــديه‪ ):‬ويصــدق كلم‬
‫الشيخ رحمه الله الحديث المتفق عليــه عــن أبــي موســى ‪ ‬عــن‬
‫رسول الله ‪) : ‬مثل ما ابتعثني الله به من الهدي والعلــم كمثــل‬
‫الغيث الكثير أصاب أرضا ً فكان منها نقية قبلت الماء فــأنبتت الكل‬
‫والعشب الكثير ‪ ،‬وكانت من أجادب أمسكت الماء فنفــع اللــه بهــا‬
‫الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ‪،‬وأصاب منها طائفة أخري إنما هي‬
‫قيعان لتمسك ماء ولتنبت كل ‪ ،‬فذلك مثل من فقه في دين اللــه‬
‫ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ‪ ،‬ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ً‬
‫ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به( ‪ -‬وانظــر رحمنــا اللــه وإيــاك‬
‫في قوله ‪) ‬كمثل غيث( والغيث بنــص القــرآن والســنة أثــر مــن‬
‫آثار رحمة الله ‪- ‬كما مر بنا في من معاني الرحمــة فــي القــرآن‬
‫الكريــم والســنة‪ -‬فحــتي المثــل المضــروب يفيــض بالرحمــة وفيــه‬
‫تشبيه) القلوب بالرض (و) العلم والهدي بالمــاء ( فكمــا أن حيــاة‬
‫الرض بغيث الماء الذي هو حيــاة الحيــوان والشــباح كــذلك حيــاة‬
‫القلوب بغيث الرحمة من الهدي‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪22‬‬

‫ة وَذِك َْرى‬ ‫م ً‬ ‫ك ل ََر ْ‬


‫ح َ‬ ‫ن ِفى ذل ِ َ‬ ‫م إِ ّ‬‫ب ي ُت َْلى عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ال ْك َِتـا َ‬
‫قى‬‫جو َأن ي ُل ْ َ‬‫ت ت َْر ُ‬‫كن َ‬‫ما ُ‬ ‫ن{‪ ،‬وقوله‪} :‬وَ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫قوْم ٍ ي ُؤْ ِ‬ ‫لِ َ‬
‫ك{‪.‬‬ ‫من ّرب ّ َ‬ ‫ة ّ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬‫ب إ ِل ّ َر ْ‬ ‫ك ال ْك َِتـا ُ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫وقد قدمنا اليات الدالة على ذلك في سورة‬
‫»الكهف« في موضعين منها‪ .‬وفي صحيح مسلم‬
‫من حديث أبي هريرة رضي الله قال‪ :‬قيل‪ :‬يا‬
‫رسول الله‪ ،‬ادع على المشركين‪ .‬قال‪» :‬إني لم‬
‫أبعث لعانا ً وإنما بعثت رحمة«‪.‬‬
‫ي ’‪:‬‬ ‫قول العلمة السعد ّ‬
‫ثم أثنى على رسوله‪ ،‬الذي جاء بالقرآن فقال‪:‬‬
‫َ‬
‫ن { فهو رحمته‬ ‫مي َ‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬‫م ً‬‫ح َ‬‫ك إ ِّل َر ْ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫ما أْر َ‬ ‫} وَ َ‬
‫المهداة لعباده‪ ،‬فالمؤمنون به‪ ،‬قبلوا هذه الرحمة‪،‬‬
‫وشكروها‪ ،‬وقاموا بها‪ ،‬وغيرهم كفرها‪ ،‬وبدلوا نعمة‬
‫الله كفرا‪ ،‬وأبوا رحمة الله ونعمته‪.‬‬

‫صاحب الظلل الستاذ ‪/‬سيد قطب ’‪:‬‬


‫َ‬
‫ن{‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫م ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫ما أْر َ‬
‫}و َ َ‬
‫ولقد أرسل الله رسوله رحمة للناس كافة ليأخذ‬
‫بأيديهم إلى الهدى ‪ ،‬وما يهتدي إل أولئك المتهيئون‬
‫المستعدون ‪ .‬وإن كانت الرحمة تتحقق للمؤمنين‬
‫ولغير المؤمنين ‪. .‬‬
‫إن المنهج الذي جاء مع محمد ‪ ‬منهج يسعد‬
‫البشرية كلها ويقودها إلى الكمال المقدر لها في‬
‫هذه الحياة ‪.‬‬
‫ولقد جاءت هذه الرسالة للبشرية حينما بلغت سن‬
‫الرشد العقلي ‪ :‬جاءت كتابا ً مفتوحا ً للعقول في‬
‫مقبل الجيال ‪ ،‬شامل ً لصول الحياة البشرية التي‬
‫ل تتبدل ‪ ،‬مستعدا ً لتلبية الحاجات المتجددة التي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪23‬‬

‫يعلمها خالق البشر ‪ ،‬وهو أعلم بمن خلق ‪ ،‬وهو‬


‫اللطيف الخبير ‪.‬‬
‫ولقد وضع هذا الكتاب أصول المنهج الدائم لحياة‬
‫إنسانية متجددة ‪ .‬وترك للبشرية أن تستنبط‬
‫الحكام الجزئية التي تحتاج إليها ارتباطات حياتها‬
‫النامية المتجددة ‪ ،‬واستنباط وسائل تنفيذها كذلك‬
‫بحسب ظروف الحياة وملبساتها ‪ ،‬دون اصطدام‬
‫بأصول المنهج الدائم ‪.‬وكفل للعقل البشري حرية‬
‫العمل ‪ ،‬بكفالة حقه في التفكير ‪ ،‬وبكفالة مجتمع‬
‫يسمح لهذا العقل بالتفكير ‪ .‬ثم ترك له الحرية في‬
‫دائرة الصول المنهجية التي وضعها لحياة البشر ‪،‬‬
‫كيما تنمو وترقى وتصل إلى الكمال المقدر لحياة‬
‫الناس في هذه الرض ‪.‬‬
‫ولقد دلت تجارب البشرية حتى اللحظة على‬
‫أن ذلك المنهج كان وما يزال سابقا ً لخطوات‬
‫البشرية في عمومه ‪ .‬قابل ً لن تنمو الحياة في‬
‫ظلله بكل ارتباطاتها نموا ً مطردا ً ‪ .‬وهو يقودها‬
‫دائما ً ‪ ،‬ول يتخلف عنها ‪ ،‬ول يقعد بها ‪ ،‬ول يشدها‬
‫إلى الخلف ‪ ،‬لنه سابق دائما ً على خطواتها متسع‬
‫دائما ً لكامل خطواتها ‪.‬‬
‫وهو في تلبيته لرغبة البشرية في النمو والتقدم ل‬
‫يكبت طاقاتها في صورة من صور الكبت الفردي‬
‫أو الجماعي‪ ،‬ول يحرمها الستمتاع بثمرات جهدها‬
‫وطيبات الحياة التي تحققها ‪.‬‬
‫وقيمة هذا المنهج أنه متوازن متناسق ‪ .‬ل يعذب‬
‫الجسد ليسمو بالروح ‪ ،‬ول يهمل الروح ليستمتع‬
‫الجسد ‪ .‬ول يقيد طاقات الفرد ورغائبه الفطرية‬
‫السليمة ليحقق مصلحة الجماعة أو الدولة ‪ .‬ول‬
‫يطلق للفرد نزواته وشهواته الطاغية المنحرفة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪24‬‬

‫لتؤذي حياة الجماعة ‪ ،‬أو تسخرها لمتاع فرد أو‬


‫أفراد ‪.‬‬
‫وكافة التكاليف التي يضعها ذلك المنهج على كاهل‬
‫النسان ملحوظ فيها أنها في حدود طاقته ‪،‬‬
‫ولمصلحته؛ وقد زود بالستعدادات والمقدرات التي‬
‫تعينه على أداء تلك التكاليف ‪ ،‬وتجعلها محببة لديه‬
‫مهما لقي من أجلها اللم أحيانا ً لنها تلبي رغيبة‬
‫من رغائبه ‪ ،‬أو تصرف طاقة من طاقاته ‪.‬‬
‫ولقد كانت رسالة محمد ‪ ‬رحمة لقومه ورحمة‬
‫للبشرية كلها من بعده والمبادئ التي جاء بها كانت‬
‫غريبة في أول المر على ضمير البشرية ‪ ،‬لبعد ما‬
‫كان بينها وبين واقع الحياة الواقعية والروحية من‬
‫مسافة ‪ .‬ولكن البشرية أخذت من يومها تقرب‬
‫شيئا ً فشيئا ً من آفاق هذه المبادئ ‪ .‬فتزول غرابتها‬
‫في حسها ‪ ،‬وتتبناها وتنفذها ولو تحت عنوانات‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫لقد جاء السلم لينادي بإنسانية واحدة تذوب فيها‬
‫الفوارق الجنسية الجغرافية ‪ .‬لتلتقي في عقيدة‬
‫واحدة ونظام اجتماعي واحد ‪ . .‬وكان هذا غريبا ً‬
‫على ضمير البشرية وتفكيرها وواقعها يومذاك ‪.‬‬
‫والشراف يعدون أنفسهم من طينة غير طينة‬
‫العبيد ‪ . .‬ولكن ها هي ذي البشرية في خلل نيف‬
‫وثلثة عشر قرنا ً تحاول أن تقفو خطى السلم ‪،‬‬
‫فتتعثر في الطريق ‪ ،‬لنها ل تهتدي بنور السلم‬
‫الكامل ‪ .‬ولكنها تصل إلى شيء من ذلك المنهج‬
‫ولو في الدعاوى والقوال وإن كانت ما تزال أمم‬
‫في أوربا وأمريكا تتمسك بالعنصرية البغيضة التي‬
‫حاربها السلم منذ نيف وثلث مائة وألف عام ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪25‬‬

‫ولقد جاء السلم ليسوي بين جميع الناس أمام‬


‫القضاء والقانون ‪ .‬في الوقت الذي كانت البشرية‬
‫تفرق الناس طبقات ‪ ،‬وتجعل لكل طبقة قانونا ً ‪.‬‬
‫بل تجعل إرادة السيد هي القانون في عهدي الرق‬
‫والقطاع ‪ . .‬فكان غريبا ً على ضمير البشرية‬
‫يومذاك أن ينادي ذلك المنهج السابق المتقدم‬
‫بمبدأ المساواة المطلقة أمام القضاء ‪.‬‬
‫ولكن ها هي ذي شيئا ً فشيئا ً تحاول أن تصل ولو‬
‫نظريا ً إلى شيء مما طبقة السلم عمليا ً منذ نيف‬
‫وثلث مائة وألف عام ‪.‬‬
‫وغير هذا وذلك كثير يشهد بأن الرسالة المحمدية‬
‫كانت رحمة للبشرية وأن محمدا ً ‘ إنما أرسل‬
‫رحمة للعالمين ‪ .‬من آمن به ومن لم يؤمن به على‬
‫السواء ‪ .‬فالبشرية كلها قد تأثرت بالمنهج الذي جاء‬
‫به طائعة أو كارهة ‪ ،‬شاعرة أو غير شاعرة؛ وما‬
‫تزال ظلل هذه الرحمة وارفة ‪ ،‬لمن يريد أن‬
‫يستظل بها ‪ ،‬ويستروح فيها نسائم السماء الرخية ‪،‬‬
‫في هجير الرض المحرق وبخاصة في هذه اليام ‪.‬‬
‫وإن البشرية اليوم لفي أشد الحاجة إلى حس هذه‬
‫الرحمة ونداها ‪ .‬وهي قلقة حائرة ‪ ،‬شاردة في‬
‫متاهات المادية ‪ ،‬وجحيم الحروب ‪ ،‬وجفاف الرواح‬
‫والقلوب ‪. .‬‬
‫وبعد إبراز معنى الرحمة وتقريره يؤمر الرسول ‘‬
‫بأن يواجه المكذبين المستهزئين ‪ ،‬بخلصة رسالته‬
‫التي تنبع منها الرحمة للعالمين ‪:‬‬
‫ي أّنما إلهكم إله واحد ‪ .‬فهل‬ ‫} قل إنما يوحى إل ّ‬
‫أنتم مسلمون؟ { ‪.‬‬
‫فهذا هو عنصر الرحمة الصيل في تلك الرسالة ‪.‬‬
‫عنصر التوحيد المطلق الذي ينقذ البشرية من‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪26‬‬

‫أوهام الجاهلية ‪ ،‬ومن أثقال الوثنية ‪ ،‬ومن ضغط‬


‫الوهم والخرافة ‪ .‬والذي يقيم الحياة على قاعدتها‬
‫الركينة ‪ ،‬فيربطها بالوجود كله ‪ ،‬وفق نواميس‬
‫واضحة وسنن ثابتة ‪ ،‬ل وفق أهواء ونزوات‬
‫وشهوات ‪ .‬والذي يكفل لكل إنسان أن يقف‬
‫مرفوع الرأس فل تنحني الرؤوس إل لله الواحد‬
‫القهار ‪.‬‬
‫هذا هو طريق الرحمة ‪ } . .‬فهل أنتم مسلمون؟ {‬
‫‪.‬‬
‫وهذا هو السؤال الواحد الذي يكلف رسول الله ‘‬
‫أن يلقيه على المكذبين المستهزئين ‪.‬‬

‫في معنى اسمه ‪) ‬نبي الرحمة (‬ ‫•‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪27‬‬

‫وروى مسلم عن أبي موسى الشعري ‪ : ‬أن‬


‫رسول ‪: ‬‬
‫ة‬ ‫فى َوال ْ‬ ‫مد ُ َوال ْ‬ ‫َ‬ ‫» أَ‬
‫ى الت ّوْب َ ِ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫حا‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫أ‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫د‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫نا‬
‫َ‬
‫مةِ «)‪. (1‬‬ ‫ح َ‬ ‫ى الّر ْ‬
‫وَن َب ِ ّ‬

‫قال ابن القيم ’ )‪:(2‬‬


‫وأما نبي الرحمة فهو الــذي أرســله اللــه رحمــة‬
‫للعــالمين فرحــم بــه أهــل الرض كلهــم مــؤمنهم و‬
‫كافرهم أما المؤمنون فنــالوا النصــيب الوفــر مــن‬
‫الرحمة وأما الكفار فأهل الكتاب منهم عاشوا فــي‬
‫ظله وتحت حبله وعهده وأمــا مــن قتلــه منهــم هــو‬
‫وأمتــه فــإنهم عجلــوا بــه إلــى النــار و أراحــوه مــن‬
‫الحياة الطويلة التي ل يــزداد بهــا إل شــدة العــذاب‬
‫في الخرة ‪.‬‬
‫وقال النووي ’‪(3):‬‬

‫‪ ()1‬صحيح الجامع ‪ 1473‬رواه أحمد ومسلم عن أبي موسى زاد‬


‫)الطبراني ( ‪) :‬ونبي الملحمة ( أي نبي الحرب وسمي به لحرصه‬
‫على الجهاد ووجه كونه نبي الرحمة ونبي الحرب أن الله بعثه‬
‫لهداية الخلق إلى الحق وأيده بمعجزات فمن أبى عذب بالقتال‬
‫والستئصال فهو نبي الملحمة التي بسببها عمت الرحمة وثبتت‬
‫المرحمة وظاهر تخصيص المصنف الطبراني بهذه الزيادة أنها ل‬
‫تعرف لعلى منه والمر بخلفه فقد خرجه أحمد عن حذيفة بلفظ‬
‫ونبي الملحم قال الزين العراقي وإسناده صحيح) أفاده‬
‫المناوي(‪.‬‬
‫‪ ()2‬زاد المعاد ج‪ 1 :‬ص‪95 :‬‬
‫‪ ()3‬شرح مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪28‬‬

‫و أما نبي التوبة ونــبي الرحمــة ونــبي المرحمــة‬


‫فمعناها متقــارب و مقصــودها انــه ‪ ‬جــاء بالتوبــة‬
‫م {)الفتــح‪:‬‬ ‫ماُء ب َي ْن َهُ ـ ْ‬
‫ح َ‬‫وبالتراحم قال الله تعالى }ُر َ‬
‫وا‬
‫صــــ ْ‬
‫وا َ‬‫صــــب ْرِ وَت َ َ‬ ‫وا ِبال ّ‬‫صــــ ْ‬
‫وا َ‬
‫مــــن اليــــة ‪}(29‬وَت َ َ‬
‫ة{)البلد‪ :‬من الية ‪ (17‬والله أعلم‪.‬‬ ‫م ِ‬
‫ح َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫مْر َ‬
‫وقال المناوي ’ )‪:(1‬‬
‫)ونبي الرحمة( بميم أوله بخط المصنف أي الترفق‬
‫والتحنن على المؤمنين والشفقة على عباد الّله‬
‫المسلمين فقد مّر أن الرحمة ومثلها المرحمة إذ‬
‫هما بمعنى واحد كما قاله القرطبي إفاضة النعم‬
‫على المحتاجين والشفقة عليهم واللطف بهم وقد‬
‫أعطي هو وأمته منها ما لم يعطه أحد من العالمين‬
‫ويكفي }وما أرسلناك إل رحمة للعالمين{‪.‬‬

‫‪ ()1‬فيض القدير جـ ‪ 3‬ص ‪.55‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪29‬‬

‫في معنى قوله ‪) ‬إنما أنا رحمة‬ ‫•‬


‫مهداة ()‪(1‬‬
‫ُ‬

‫عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ ) : ‬يا أيها‬


‫الناس إنما أنا رحمة مهداة ()‪.(2‬‬
‫‪) ()1‬فــائدة(‪ :‬قــال الرامهرمــزي عقــب الحــديث ‪]:‬و اتفقــت‬
‫ألفاظهم ) يعني ‪ :‬الرواة عن أبى الخطاب ( فــي ضــم الميــم مــن‬
‫مهداة ( بكسر الميــم ‪ ،‬مــن‬ ‫مهداة ( إل أن البرتي قال ‪ِ ):‬‬ ‫قوله ‪ُ ):‬‬
‫الهداية ‪ ،‬وكان ضابطا ً فهما ً متفوقا ً في الفقه واللغة‪ ،‬والــذي قــاله‬
‫دي إ ِل َــى‬ ‫ك ل َت َهْ ـ ِ‬‫أجود في العتبار ‪ ،‬لنه ُبعث هاديا ً كما قال ‪ ) ‬وَإ ِن ّ َ‬
‫قيم ٍ ( )الشورى‪ :‬من الية ‪ (52‬وكما قــال ‪ ) ‬وَأ َن َْزل ْن َــا‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ط ُ‬‫صَرا ٍ‬ ‫ِ‬
‫س‬
‫ج الّنــا َ‬ ‫خــرِ َ‬ ‫س()النحل‪ :‬من الية ‪ (44‬و ) ل ِت ُ ْ‬ ‫ن ِللّنا ِ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫ك الذ ّك َْر ل ِت ُب َي ّ َ‬
‫ت إ َِلى الّنوِر()إبراهيم‪ :‬من الية ‪(1‬وأشباه ذلــك ‪ ،‬ومــن‬ ‫ن الظ ّل ُ َ‬
‫ما ِ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬
‫رواه بضم الميم ‪ ،‬إنما أراد أن الله أهداه إلى الناس ‪،‬وهو قريب [‬
‫) أفاده الشيخ اللباني م ‪ 1‬جـ ‪ 2‬ص ‪( 885‬‬
‫‪ ()2‬المستدرك حـ ‪ 100‬جـ ‪1‬وقال الحاكم هذا حــديث صــحيح‬
‫على شرطهما فقــد احتجــا جميعــا بمالــك بــن ســعير والتفــرد مــن‬
‫الثقات مقبول ‪ ،‬وهو فىالمصنف مرس ً‬
‫ل‪ ،‬مسند الشهاب‪ ،‬الــبيهقي‬
‫فى شعب اليمــان ‪ ،‬الــدارمي فــى ســننه ‪ ،‬وصــححه اللبــاني فــي‬
‫صحيحته برقــم ‪ ، 490‬و صــحيح الجــامع برقــم ‪) 2345‬ابــن ســعد‬
‫والحكيم ( وقال المناوي‪ :‬ابــن ســعد فــي الطبقــات والحكيــم فــي‬
‫النوادر عن أبي صالح مرسل أبــو صــالح فــي التــابعين كــثير فكــان‬
‫ينبغي تمييزه ك في اليمان عنه أي عن أبي صالح عن أبي هريرة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪30‬‬

‫قال المناوي ’ )‪:(3‬‬


‫) إنما أنا رحمة ( أي ذو رحمة أو مبالغ في الرحمة‬
‫حتى كأني عينها لن الرحمة ما يترتب عليه النفع‬
‫ونحوه وذاته كذلك وإذا كانت ذاته رحمة فصفاته‬
‫التابعة لذاته كذلك مهداة بضم الميم أي ما أنا إل‬
‫ذو رحمة للعالمين أهداها الله إليهم فمن قبل‬
‫هديته أفلح ونجا ومن أبى خاب وخسر وذلك لنه‬
‫الواسطة لكل فيض فمن خالف فعذابه من نفسه‬
‫كعين انفجرت فانتفع قوم وأهمل قوم فهي رحمة‬
‫لها ول يشكل على الحصر وقوع الغضب منه كثيرا‬
‫لن الغضب لم يقصد من بعثه بل القصد بالذات‬
‫الرحمة والغضب بالتبعية بل في حكم العدم‬
‫فانحصر فيها مبالغة أو المعنى أنه رحمة على الكل‬
‫ل غضب على الكل أو أنه رحمة في الجملة فل‬
‫ينافي الغضب في الجملة أنه رحمة في الجملة‬
‫ويكفي في المطلب إثبات الرحمة‪.‬‬

‫يرفعه قال الحاكم على شرطهما وتفرد الثقة مقبول انتهى تركهــا‬
‫عليه الذهبي‪.‬‬
‫‪ ()3‬فيض القدير جـ ‪ 2‬ص ‪. 710:709‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪31‬‬

‫‪ (1‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالملئكة ‪‬‬

‫قد ُيدهش البعض من هذا العنوان ‪ ،‬لن الملئكة‬


‫عليهم السلم تلكم المخلوقات العلوية النورانية‬
‫التى اصطفاها الله ‪ ‬بسمائه وجعل منهم المل‬
‫العلى السامق هل يحتاجون إلى رحمة رسول الله‬
‫‪ ‬؟!‬
‫وهل هم داخلون فى عموم قوله ‪ } ‬وَ َ‬
‫ما‬
‫َ‬
‫ن {؟!وإليك ما ذكره‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫م ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫أْر َ‬
‫اللوسي ’ في هذه المسألة فى تفسيره ‪:‬‬
‫))وهل يراد بالعالمين ما يشمل الملئكة عليهم‬
‫السلم أيضا ً ؟‬
‫فيه خلف مبني على الخلف في عموم بعثته ‪‬‬
‫لهم ‪ ،‬فإذا قلنا بالعموم كما رجحه من الشافعية‬
‫البارزي وتقي الدين السبكي والجلل المحلي في‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪32‬‬

‫خصائصه ‪ ،‬ومن الحنابلة ابن تيمية وابن حامد وابن‬


‫مفلح في كتاب الفروع ‪ ،‬ومن المالكية عبد الحق ‪.‬‬
‫قلنا بشمول العالمين لهم هنا وكونه ‪ ‬أرسل‬
‫رحمة بالنسبة إليهم لنه جاء عليه الصلة والسلم‬
‫أيضا ً بما فيه تكليفهم من الوامر والنواهي وإن لم‬
‫نعلم ما هنا ‪ ،‬ول شك أن في امتثال المكلف ما‬
‫كلف به نفعا ً له وسعادة ‪.‬‬
‫وإن قلنا بعدم العموم كما جزم به الحليمي‬
‫والبيهقي والجلل المحلى في »شرح جمع‬
‫الجوامع« وزين الدين العراقي في نكته على ابن‬
‫الصلح من الشافعية ومحمود بن حمزة في كتابه‬
‫العجائب والغرائب من الحنفية بل نقل البرهان‬
‫النسفي والفخر الرازي في »تفسيريهما« الجماع‬
‫عليه وإن لم يسلم ‪ ،‬قلنا بعدم شموله لهم هنا‬
‫وإرادة من عداهم منه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هم داخلون هنا في‬
‫العموم وإن لم نقل ببعثته ‪ ‬إليهم لنهم وقفوا‬
‫بواسطة إرساله ‪ ‬على علوم جمة وأسرار‬
‫عظيمة مما أودع في كتابه الذي فيه بناء)‪ (1‬ما كان‬
‫وما يكون عبارة وإشارة وأي سعادة أعظم من‬
‫التحلي بزينة العلم؟‬
‫جَعلون شيئا ً مما لم‬
‫وكونهم عليهم السلم ل ي ُ ْ‬
‫يذهب إليه أحد من المسلمين)‪.(2‬‬
‫وقيل ‪ :‬لنهم أظهر من فضلهم على لسانه‬
‫الشريف ما أظهر‪ ،‬وذ ُك َِر أنها في حق الملئكة‬
‫عليهم السلم المن من نحو ما ابتلى به هاروت‬

‫‪ ()1‬لعله نبأ‪.‬‬
‫‪ ()2‬لنه أمر فاسد نقًل وعقًل‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪33‬‬

‫وماروت ‪ ،‬وأيد بما ذكره صاحب الشفاء أن النبي ‘‬


‫قال لجبريل ‪ :À‬هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟‬
‫قال ‪ :‬نعم كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء الله‬
‫تعالى على في القرآن بقوله سبحانه } ِذى قُوّ ٍ‬
‫ة‬
‫ن { ] التكوير ‪ [ 20 :‬وإذا صح‬ ‫كي ٍ‬
‫م ِ‬
‫عند َ ِذى العرش َ‬
‫ِ‬
‫هذا الحديث لزم القول بشمول العالمين للملئكة‬
‫عليهم السلم إل أن الجلل السيوطي ذكر في‬
‫تزيين الرائك أنه لم يوقف على إسناد )‪ ،(1‬وقيل‬
‫المراد بالعالمين جميع الخلق فإن العالم ما سوى‬
‫الله تعالى وصفاته جل شأنه ‪ ،‬وجمع جمع العقلء‬
‫تغليبا ً للشرف على غيره)‪(((2‬‬

‫والصحيح من الحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي‬


‫ك إ ِّل‬
‫سل َْنا َ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬أنه كما قال فيه ربه ‪ } ‬وَ َ‬
‫ما أْر َ‬

‫‪()1‬وفى كشف الخفاء للعجلوني ] جزء ‪ - 2‬صفحة ‪[ 1883‬‬


‫برقم ‪)) 2884 :‬هل أصابك من هذه الرحمة شيء فقال نعم ‪-‬‬
‫المسؤول جبريل‪ ‬والسائل له نبينا محمد‪ ((‬هذا باطل ل أصل له‬
‫كما نبه على ذلك جلل الدين السيوطي في كتابه المسمى بما‬
‫رواه الخواص في تكذيب القصاص وعبارته في خطبته وقد‬
‫استفتيت في هذه اليام في رجل من القصاص يورد في مجلس‬
‫ميعاده أحاديث ويعزوها إلى النبي ‪ ‬جازما بها ول أصل لها عنه‬
‫بل منها ما اشتهر في كتب بعض أرباب الفنون ول أصل له عند‬
‫المحدثين ومنها ما هو باطل مكذوب ‪)) :‬من ذلك أنه روى أن النبي‬
‫َ‬
‫ة‬
‫م ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫‪ ‬قال لجبريل حين نزل قوله تعالى } وَ َ‬
‫ما أْر َ‬
‫ن { هل أصابك من هذه الرحمة شيء قال نعم خلق الله‬ ‫ل ِل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬
‫قبلي ألوفا من الملئكة كلهم سمي جبريل ويقول تعالى لكل منهم‬
‫من أنا فل يعرف الجواب فيذوب فلما خلقني وقال لي من أنا قال‬
‫لي نورك يا محمد قل أنت الله الذي ل إله إل أنت ‪ -‬إلى آخره((‪.‬‬
‫قال هو من الكذب المفترى على رسول الله ‪ ‬ول تجوز حكايته‬
‫إل لبيان أنه مفترى أستغفر الله من ذلك انتهى‪.‬‬
‫‪()2‬اللوسي )روح المعاني ‪) -‬ج ‪ / 12‬ص ‪. (486‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪34‬‬

‫ن { وهم من أشرف العالمين عالم‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬


‫مي َ‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬
‫َر ْ‬
‫الملئكة الكرام ‪ ‬وهى رحمات كثير متعددة منها‬
‫على سبيل المثال ل الحصر‪:‬‬
‫• ذكر أحوالهم ومقاماتهم الشريفة في‬
‫الكتاب المنزل عليه ‪ ‬وعلى لسانه‬
‫الشريف ‪ ، (1) ‬بل إن هناك سور من‬

‫‪()1‬منتزعة من كلم اللوسي ’ السابق ‪ ،‬قال مقيده عفا الله‬


‫عنه وعن والديه ‪:‬وهنــا تنــبيه مــن روايــات الباطيــل ونســبتها إلــى‬
‫الملئكة فمما عمت به البلوى الحاديث الباطلة والموضوعة علــى‬
‫)الملكين هاروت وماروت(فمنهــا )إن آدم ) ص ( لمـا أهبطــه اللــه‬
‫تعالى إلى الرض قالت الملئكة أي رب } أتجعل فيها مــن يفســد‬
‫فيها ويسفك الدماء ونحــن نســبح بحمــدك ونقــدس لــك قــال إنــي‬
‫أعلم ما ل تعلمون { قالوا ربنا نحن أطوع لــك مــن بنــي آدم قــال‬
‫الله تعالى للملئكة هلموا ملكيــن مــن الملئكــة حــتى يهبــط بهمــا‬
‫الرض فننظر كيف يعملن قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلــى‬
‫الرض ومثلت لهمــا الزهــرة امــرأة مــن أحســن البشــر فجاءتهمــا‬
‫فســألها نفســها فقــالت لواللــه حــتى تكلمــا بهــذه الكلمــة مــن‬
‫الشراك فقال والله لنشرك بالله فذهبت عنهما ثم رجعت بصــبي‬
‫تحمله فسألها نفسها قالت ل والله حــتى تقتل هــذا الصــبي فقــال‬
‫والله لنقتله أبدا فذهبت ثــم رجعــت بقــدح خمــر فســألها نفســها‬
‫قالت ل والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فســكرا فوقعــا عليهــا‬
‫وقتل الصبي فلما أفاقا قالت المــرأة واللــه مــا تركتمــا شــيئأ ممــا‬
‫أبيتما علي إل قد فعلتمــا حيــن ســكرتما فخيــرا بيــن عــذاب الــدنيا‬
‫والخرة فاختارا عذاب الدنيا(قال اللباني باطل السلسلة الضعيفة‬
‫والموضوعة برقم ‪170‬جـ ‪ 1‬وأنظر أيضا من رقــم )‪(913:910‬جـــ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪35‬‬

‫القرآن سميت بأسمائهم وأحوالهم كسورة‬


‫ت‬ ‫جَرا ِ‬ ‫فا )‪َ (1‬فالّزا ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ت َ‬ ‫صاّفا ِ‬ ‫الصافات }َوال ّ‬
‫ت ذِك ًْرا )‪] {(3‬الصافات‪/‬‬ ‫جًرا )‪َ (2‬فالّتال َِيا ِ‬ ‫َز ْ‬
‫م )‪(164‬‬ ‫معُْلو ٌ‬ ‫م َ‬ ‫قا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫مّنا إ ِّل ل َ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫‪ }[3-1‬وَ َ‬
‫ن‬
‫ح ُ‬ ‫ن )‪ (165‬وَإ ِّنا ل َن َ ْ‬ ‫صاّفو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَإ ِّنا ل َن َ ْ‬
‫ن )‪]{ (166‬الصافات‪-164/‬‬ ‫حو َ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪[166‬وسورة الملئكة )سورة فاطر(‬
‫مد ُ ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ح ْ‬ ‫} بسم الله الرحمن الرحيم ال ْ َ‬
‫مَلئ ِك َ ِ‬ ‫َْ‬
‫ة‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ع ِ‬
‫جا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫َفاط ِرِ ال ّ‬
‫مث َْنى وَث َُل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫زيد ُ‬ ‫ث وَُرَباعَ ي َ ِ‬ ‫حةٍ َ‬ ‫جن ِ َ‬ ‫سًل أوِلي أ ْ‬ ‫ُر ُ‬
‫يٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه عََلى ك ُ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫شاُء إ ِ ّ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ق َ‬ ‫خل ِ‬
‫ِفي ال ْ َ ْ‬
‫ديٌر )‪] {(1‬فاطر‪ ، [1/‬والحاديث كثيرة‬ ‫قَ ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن أِبي ذ َّر ‪َ ‬قا َ‬ ‫َ‬
‫فى هذا الباب منها عَ ْ‬
‫َ‬
‫ما َل ت ََروْ َ‬
‫ن‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬إ ِّني أَرى َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ماُء وَ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن أط ّ ْ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫ما َل ت َ ْ‬ ‫معُ َ‬ ‫س َ‬ ‫وَأ ْ‬
‫صاب ِعَ إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ت َئ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ضعُ أْرب َِع أ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ما ِفيَها َ‬ ‫ط َ‬ ‫ل ََها أ ْ‬
‫)‪(1‬‬
‫دا ل ِل ّهِ (( وعَ ْ‬
‫ن‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫جب ْهَت َ ُ‬ ‫ضعٌ َ‬ ‫ك َوا ِ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ل إ َِذا‬ ‫ي ‘ ‪َ )) :‬قا َ‬ ‫أِبي هَُري َْرةَ ‪ : ‬ي َب ْل ُغُ ب ِهِ الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ضَرب َ ْ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫مَر ِفي ال ّ‬ ‫ه اْل ْ‬ ‫ضى الل ّ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫َ‬
‫سل َ ِ‬
‫ة‬ ‫سل ْ ِ‬ ‫كال ّ‬ ‫قوْل ِهِ َ‬ ‫ضَعاًنا ل ِ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫حت َِها ُ‬ ‫جن ِ َ‬ ‫ة ب ِأ ْ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬‫ك فَإ َِذا } فُّزعَ عَ ْ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬ ‫ن ي َن ْفُذ ُهُ ْ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ْ‬ ‫عََلى َ‬

‫‪.11‬‬
‫‪ ()1‬رواه المام أحمد و الترمذي وابن ماجة وقال اللبــاني حســن‬
‫وخرجــه فــى الصــحيحة برقــم ‪ ، 1722‬وقــال شــعيب الرنــاؤوط‬
‫اسناده حسن لغيره‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪36‬‬

‫ذي‬ ‫م َقاُلوا {ل ِل ّ ِ‬ ‫ل َرب ّك ُ ْ‬ ‫ماَذا َقا َ‬ ‫م َقاُلوا َ‬ ‫قُُلوب ِهِ ْ‬


‫ي ال ْك َِبيُر {)‪.(((1‬‬ ‫حقّ وَهُوَ ال ْعَل ِ ّ‬ ‫ل} ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫• أنه ببعثته الشريفة ‪ ‬تغير حال أهل‬
‫َ‬
‫ه ن َظ ََر إ َِلى أهْ ِ‬
‫ل‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫الرض قال ‪)) ‬وَإ ِ ّ‬
‫م إ ِّل ب َ َ‬ ‫َْ‬
‫قاَيا‬ ‫مهُ ْ‬‫ج َ‬‫م وَعَ َ‬ ‫م عََرب َهُ ْ‬ ‫قت َهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫الْر ِ‬
‫ن الّله‬ ‫من أ َهْل ال ْك َِتا )‪(2‬‬
‫وله ‘ ‪ ) :‬وَإ ِ ّ‬ ‫ب (( ‪ ،‬قَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫م عََربه ْ‬ ‫قت َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫هل اْلْرض فَ َ‬ ‫ت ََعاَلى ن َظ ََر إ َِلى أ ْ‬
‫قت‬ ‫م ْ‬ ‫هل ال ْك َِتاب ( ال ْ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قاَيا ِ‬ ‫م إ ِّل ب َ َ‬ ‫جمه ْ‬ ‫وَعَ َ‬
‫قت‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫مَراد ب ِهَ َ‬ ‫شد ّ ال ْب ُْغض ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫‪ :‬أَ َ‬
‫مَراد‬ ‫سول الّله ‘ َوال ْ ُ‬ ‫ما قَْبل ب َعَْثة َر ُ‬ ‫ظر َ‬ ‫َوالن ّ َ‬
‫سك‬ ‫م ّ‬ ‫ن عََلى الت ّ َ‬ ‫هل ال ْك َِتاب ال َْباُقو َ‬ ‫قاَيا أ َ ْ‬ ‫ب ِب َ َ‬
‫ديل )‪ .(3‬وهذا‬ ‫ن غَْير ت َب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حق ّ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫دين ِهِ ْ‬ ‫بِ ِ‬
‫يسبب مقت أهل السماء ويؤذيهم ولكن‬
‫لما أنعم الله ‪ ‬على أهل السماء بعثته‬
‫‪ ‬وأهل الرض برسالته ‪ ‬ارتفع المقت‬
‫شيئا ً كبيًرا ‪ ،‬وخف اليذاء عنهم كثيًرا لنهم‬
‫يتأذون أكثر ما يتأذون مما ُيعصى به الله‬
‫‪ ‬فكيف الحال مع من يكفر به ‪ ‬قال ‪‬‬
‫َ‬
‫سد ُ‬
‫ن ي ُفْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفيَها َ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫على لسانهم} َقاُلوا أت َ ْ‬
‫مدِ َ‬
‫ك‬ ‫ح ْ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫سب ّ ُ‬‫ن نُ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ماَء وَن َ ْ‬ ‫ك الد ّ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ِفيَها وَي َ ْ‬
‫ك{)البقرة‪ :‬من الية ‪. (30‬‬ ‫س لَ َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫وَن ُ َ‬

‫تشريفهم ببعثته الشريفة‪‬‬ ‫•‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫‪ ()3‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 9‬ص ‪(247‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪37‬‬

‫مَلئ ِك َ ِ‬
‫ة‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫هدَ ب َدًْرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫وك َذَل ِ َ‬ ‫• َ‬
‫َ‬ ‫ن رَِفاعَ َ‬
‫ن أِبيهِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫ن َرافٍِع الّزَرقِ ّ‬ ‫ة َب ْ ِ‬ ‫مَعاذِ ب ْ َ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل‬‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ب َد ْرٍ َقا َ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أُبوهُ ِ‬ ‫كا َ‬‫‪: ‬و َ َ‬
‫ل ب َد ْرٍ ِفيك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن أ َهْ َ‬ ‫دو َ‬‫ما ت َعُ ّ‬‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫إ َِلى الن ّب ِ ّ‬
‫ل من أ َفْضل ال ْمسل ِمي َ‬
‫ل‬‫ها َقا َ‬ ‫حو َ َ‬‫ة نَ ْ‬‫م ً‬ ‫ن أوْ ك َل ِ َ‬ ‫ُ ْ ِ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫َقا َ ِ ْ‬
‫ة (( )‪(1‬‬ ‫مَلئ ِك َ ِ‬‫ن ال ْ َ‬‫م ْ‬‫شهِد َ ب َد ًْرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫وَك َذ َل ِ َ‬
‫فكان فضل الرسول ‪ ‬وصحابته ‪ è‬وواقعة‬
‫يوم الفرقان سبب لفضل الملئكة فى‬
‫السماء لحضورهم معه ‪ ، ‬فإنما تميزوا‬
‫شرًفا بنصرتهم له ‪ ‬على سائر الملئكة‬
‫فنالوا رحمة التشريف به ‪. ‬‬

‫وقوفهم بواسطة إرساله ‪ ‬على‬ ‫•‬


‫علوم جمة وأسرار عظيمة ‪ ،‬وأي‬
‫سعادة أعظم من التحلي بزينة‬
‫العلم)‪(2‬؟‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‘‬ ‫جًل أَتى الن ّب ِ ّ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مط ْعِم ٍ ‪ )) : ‬أ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫جب َي ْرِ ب ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل َل‬ ‫َ‬
‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫شّر َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ل الل ّهِ أيّ ال ْب ُل ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دا ِ‬ ‫ل أيّ ال ْب ُل ْ َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ل َيا ِ‬ ‫ل ‪َÀ‬قا َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ِ‬ ‫جب ْ‬‫ما أَتاهُ ِ‬ ‫أد ِْري فَل َ ّ‬
‫ل َفان ْط َل َ َ‬
‫ق‬ ‫ج ّ‬ ‫ل َرّبي عَّز وَ َ‬ ‫سأ َ َ‬ ‫َ‬
‫حّتى أ ْ‬ ‫ل َل أد ِْري َ‬
‫َ‬ ‫شّر َقا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫جاَء‬ ‫م َ‬ ‫ث ثُ ّ‬ ‫مك ُ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ث َ‬ ‫مك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪À‬ث ُ ّ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت لَ‬ ‫ْ‬ ‫شّر فَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مد ُ إ ِن ّ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫قل ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫سألت َِني أيّ الب ُل َ‬ ‫ك َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬‫ل َيا ُ‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري‬
‫‪ ()2‬منتزعة من كلم اللوسي ’ السابق‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪38‬‬
‫أ َدري وإني سأ َل ْت ربي عَز وج ّ َ‬
‫ن َ‬
‫شّر‬ ‫ل أيّ ال ْب ُل ْ َ‬
‫دا ِ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َ ُ َ ّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ْ ِ‬
‫واقَُها )‪.(((1‬‬ ‫قا َ َ‬‫فَ َ‬
‫س َ‬
‫لأ ْ‬
‫عن ابن عمر ‪ :ù‬أن رجل سأل النبي ‘ ‪ :‬أي‬
‫البقاع شر ؟ قال ‪ ) :‬ل أدري حتى أسأل جبريل (‬
‫فسأل جبريل فقال ‪ :‬ل أدري حتى أسأل ميكائيل‬
‫فجاء فقال ‪ ) :‬خير البقاع المساجد وشرها‬
‫السواق ()‪.(2‬‬

‫• مراعاة الدب معهم عليهم السلم وعدم‬


‫إيذائهم بما يكرهون من رائحة كرية أو‬
‫حال يكرهونه فضًل عن غيره من انتهاك‬
‫حرمة أو اقتراف ذنب أو خطيئة ‪.‬‬
‫ُ‬
‫جي‬ ‫ن َل ت َُنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جي َ‬ ‫فإ ِّني أَنا ِ‬ ‫• َ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ه‪:ù‬أ ّ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّ ِ‬ ‫جاِبر ب ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫صًل فَل ْي َعْت َزِل َْنا أوْ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أك َ َ‬
‫ل‬ ‫ما أوْ ب َ َ‬ ‫ل ُثو ً‬ ‫م ْ‬ ‫)) َ‬
‫َ‬
‫قعُد ْ ِفي ب َي ْت ِهِ )‪ (((3‬وَأ ّ‬
‫ن‬ ‫جد ََنا وَل ْي َ ْ‬‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫فَل ْي َعْت َزِ ْ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمــد والــبزار وابــن خزيمــة و والحــاكم وقــال صــحيح‬
‫الســـناد وقـــال اللبـــاني ‪ :‬حســـن صـــحيح)صـــحيح الـــترغيب‬
‫والــترهيب] جــزء ‪ - 1‬صــفحة ‪ [ 78‬برقــم )‪ - (325‬ورواه مســلم‬
‫ل الل ّـه ‘ قَــا َ َ‬ ‫َ‬ ‫مختصرا ع َ َ‬
‫ب ال ْب َِلدِ‬
‫حـ ّ‬
‫لأ َ‬ ‫ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪)) : ‬أ ّ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫واقَُها((‪.‬‬ ‫ض ال ْب َِلد ِ إ َِلى الل ّهِ أ ْ‬
‫س َ‬ ‫ها وَأب ْغَ ُ‬
‫جد ُ َ‬
‫سا ِ‬
‫م َ‬‫إ َِلى الل ّهِ َ‬
‫‪ ()2‬صــحيح ابــن حبــان ] جــزء ‪ - 4‬صــفحة ‪ [ 476‬قــال شــعيب‬
‫الرنؤوط ‪ :‬حديث حسن‬

‫‪()3‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(263‬‬


‫خّلف ع َ ْ‬
‫ن‬ ‫ذر ِفي الت ّ َ‬‫كل الّثوم ع ُ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫طابي ‪ :‬توهّم بعضه َ‬
‫مأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫خ ّ ِ ّ َ َ َ َْ‬ ‫ل ال ْ َ‬‫))وََقا َ‬
‫عة ا‬‫ما َ‬
‫ج َ‬ ‫ْ‬
‫ضل ال َ‬ ‫َ‬
‫مف ْ‬ ‫حر ِ َ‬ ‫َ‬
‫قوَبة ِلك ِل ِهِ ع َلى فِْعله إ ِذ ْ ُ‬
‫ما هُوَ ع ُ ُ‬
‫عة ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ما َ‬‫ج َ‬‫ال ْ َ‬
‫هـ((‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪39‬‬

‫ل‬
‫قو ٍ‬ ‫ن بُ ُ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ضَرا ٌ‬ ‫خ ِ‬ ‫قد ْرٍ ِفيهِ َ‬ ‫ي بِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ي ‘ أ ُت ِ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ما ِفيَها ِ‬ ‫ل فَأ ْ‬
‫خب َِر ب ِ َ‬ ‫سأ َ‬ ‫حا فَ َ‬ ‫جد َ ل ََها ِري ً‬ ‫فَوَ َ‬
‫ن‬ ‫حاب ِهِ َ‬ ‫َ‬ ‫ل قَّرُبو َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ال ْب ُ ُ‬
‫كا َ‬ ‫ص َ‬‫ضأ ْ‬ ‫ها إ ِلى ب َعْ ِ‬ ‫قو ِ‬
‫ل فَإ ِّني‬ ‫ل ‪ :‬كُ ْ‬ ‫ما َرآهُ ك َرِهَ أ َك ْل ََها َقا َ‬ ‫ه فَل َ ّ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫َ‬
‫أ َُناجي من َل ت َُناجي(()‪(1‬‬
‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬

‫ن َل‬ ‫ُ‬
‫م ْ‬ ‫جي َ‬ ‫فإ ِّني أَنا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ‪ ) :‬كُ ْ‬ ‫قَوْل ُ ُ‬
‫جي (‬ ‫ت َُنا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫مَلئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫عْند‬ ‫ديث أِبي أّيوب ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫كة ‪ ،‬وَِفي َ‬ ‫أي ْ ا ل ْ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫خر " أ ّ‬ ‫جه آ َ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حّبان ِ‬ ‫ة َواْبن ِ‬ ‫م َ‬ ‫خَزي ْ َ‬ ‫ا ِْبن ُ‬
‫ُ‬
‫ضَرة‬‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ب ِط ََعام ٍ ِ‬ ‫س َ‬ ‫سول الّله ‘ أْر ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سول‬ ‫م ي ََر ِفيهِ أَثر َر ُ‬ ‫صل أوْ ك ُّراث فَل َ ْ‬ ‫ِفيهِ ب َ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من ََعك ؟‬ ‫ما َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫كل ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫الّله ‘ فَأِبي أ ْ‬
‫ن‬ ‫ل ‪ :‬ل َم أ َر أ ََثر يدك َقا َ َ‬ ‫َقا َ‬
‫م ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ل‪:‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫حّرم ٍ " وَل َهُ َ‬ ‫م َ‬ ‫س بِ ُ‬ ‫كة الّله وَل َي ْ َ‬ ‫مَلئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سول‬ ‫ل عَلي َْنا َر ُ‬ ‫ت ‪ :‬ن ََز َ‬ ‫م أّيوب َقال ْ‬ ‫ديث أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫قول ‪،‬‬ ‫ما ِفيهِ ب َْعض ال ْب ُ ُ‬ ‫ه ط ََعا ً‬ ‫فَنا ل َ ُ‬ ‫الّله ‘ فَت َك َل ّ ْ‬
‫ل ِفيهِ " ك ُُلوا ‪،‬‬ ‫حوه وََقا َ‬ ‫ديث ن َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫فَذ َك ََر ال ْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫خاف أوذِ َ‬ ‫م ‪ ،‬إ ِّني أ َ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫حدٍ ِ‬ ‫ست ك َأ َ‬ ‫فَإ ِّني ل َ ْ‬
‫حِبي " )‪.(2‬‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬

‫ؤَتى‬ ‫ي ‘ يُ ْ‬
‫ن ال َن ّب ِ ّ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫• َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ي ‘ ن ََز َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬‫ب‪‬أ ّ‬ ‫ن أِبي أّيو َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ب ِفي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَن ََز َ‬
‫ل وَأُبو أّيو َ‬‫ف ِ‬ ‫س ْ‬
‫ي ‘ ِفي ال ّ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬
‫ُ‬
‫ب‬
‫ن و َه ْ ـ ٍ‬ ‫ي ب ِب َـد ْرٍ وَقَــا َ‬
‫ل اب ْـ ُ‬ ‫ب أت ِـ َ‬
‫ن وَ هْ ـ ٍ‬ ‫‪ ()1‬متفق عليه وع َ ْ‬
‫ن اب ْ ِ‬
‫ت‬‫ضَرا ٌ‬
‫خ ِ‬ ‫ي َعِْني ط َب َ ً‬
‫قا ِفيهِ َ‬
‫‪ ()2‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(262‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪40‬‬

‫شي‬ ‫قا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ب ل َي ْل َ ً‬ ‫ل َفانتب َ َ‬ ‫ال ْعِل ْوِ َقا َ‬


‫م ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ه أُبو أّيو َ‬ ‫ََْ َ‬
‫ْ‬
‫وا فََباُتوا ِفي‬ ‫ح ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَت َن َ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫س َر ُ‬ ‫فَوْقَ َرأ ِ‬
‫ف ُ‬
‫ل‬ ‫س ْ‬ ‫ي ‘ ال ّ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫ل ِللن ّب ِ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫جان ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َْرفَقُ فَ َ‬
‫حت ََها‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ة أن ْ َ‬ ‫ف ً‬ ‫قي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َل أعُْلو َ‬ ‫قا َ‬
‫َ َ‬
‫ب ِفي‬ ‫ي ‘ ِفي ال ْعُل ُوّ وَأُبو أّيو َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫حو ّ َ‬ ‫فَت َ َ‬
‫ما فَإ َِذا‬ ‫ي ‘ ط ََعا ً‬ ‫صن َعُ ِللن ّب ِ ّ‬ ‫ن يَ َ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫صاب ِعِهِ فَي َت َت َب ّ ُ‬
‫ع‬ ‫ضِع أ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫جيَء ب ِهِ إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ما ِفيهِ ُثو ٌ‬
‫م‬ ‫ه ط ََعا ً‬ ‫صن َعَ ل َ ُ‬ ‫صاب ِعِهِ َفَ َ‬ ‫ضعَ أ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ي‘‬ ‫صاب ِِع الن ّب ِ ّ‬ ‫ضِع أ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫ما ُرد ّ إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫صعِد َ إ ِل َي ْهِ فَ َ‬ ‫ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫فزِعَ وَ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫م ي َأك ُ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫فَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي ‘ َل وَل َك ِّني أك َْرهُ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫م هُوَ فَ َ‬ ‫حَرا ٌ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ما ك َرِهْ َ‬ ‫ما ت َك َْرهُ أوْ َ‬ ‫ل فَإ ِّني أك َْرهُ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ن الن ّبي ‘ ي ُؤَْتى )‪(1‬‬ ‫كا َ‬ ‫وَ َ‬
‫ِ ّ‬
‫ي ‘ ي ُؤَْتى (‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫وله ‪ ) :‬وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -‬قَ‬
‫ْ‬
‫جاَء ِفي‬ ‫ما َ‬ ‫حي ك َ َ‬ ‫كة َوال ْوَ ْ‬ ‫مَلئ ِ َ‬ ‫معَْناهُ ت َأِتيه ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫جي‬ ‫ن َل ت َُنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جي َ‬ ‫خر ) إ ِّني أَنا ِ‬ ‫ديث اْل َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫مَلئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ه ب َُنو آَدم (‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ما ي َت َأّذى ِ‬ ‫م ّ‬ ‫كة ت َت َأّذى ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ح ْ‬ ‫ختل َ َ َ‬
‫قه‬ ‫ح ّ‬ ‫كم الّثوم ِفي َ‬ ‫حابَنا ِفي ُ‬ ‫ص َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫َوا ْ َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ها ‪ ،‬فَ َ‬ ‫حو َ‬ ‫صل َوال ْك ُّراث وَن َ ْ‬ ‫ك ال ْب َ َ‬ ‫‘ ‪ ،‬وَك َذ َل ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬
‫ص ّ‬ ‫مة عَل َي ْهِ ‪َ ،‬واْل َ‬ ‫حّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ي ُ‬ ‫حابَنا ‪ :‬هِ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ب َْعض أ ْ‬
‫عنده َ‬
‫ت‬ ‫س ْ‬ ‫زيه ل َي ْ َ‬ ‫هة ت َن ْ ِ‬ ‫هة ك ََرا َ‬ ‫مك ُْرو َ‬ ‫م أن َّها َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫وله‬ ‫واب قَ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫وله ‘ ‪ :‬ل ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫موم ِ قَ ْ‬ ‫مة ل ِعُ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫معَْنى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫َ‬
‫قول ‪َ :‬‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ل ِبالوّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حَرام هُوَ ؟ وَ َ‬ ‫أ َ‬
‫م ‪َ .‬والّله‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫حَرام ٍ ِفي َ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ديث ل َي ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫أ َعَْلم )‪.(2‬‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪(119‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪41‬‬

‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ذى ِ‬ ‫ما ي َت َأ َ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ذى ِ‬ ‫ة ت َت َأ َ ّ‬ ‫مَلئ ِك َ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫• َ‬
‫م‬ ‫ب َُنو آدَ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ه ‪ ù‬عَ ْ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّ ِ‬ ‫جاب ِ َرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫قل َةِ الّثوم ِ و َقا َ‬
‫ل‬ ‫ن هَذِهِ ال ْب َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن أك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫)) َ‬
‫ث فََل‬ ‫م َوال ْك ُّرا َ‬ ‫َ‬
‫ل َوالّثو َ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫ل ال ْب َ‬ ‫ن أك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مّرةً َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫ة ت َت َأّذى ِ‬ ‫مَلئ ِك َ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫جد ََنا فَإ ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قَرب َ ّ‬ ‫يَ ْ‬
‫م (()‪(1‬‬ ‫َ‬
‫ه ب َُنو آد َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ي َت َأّذى ِ‬
‫ل الل ّهِ ‘ َعَ ْ‬
‫ن‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪)) :‬ن ََهى َر ُ‬ ‫جاب ِرٍ ‪َ ù‬قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ة فَأك َل َْنا‬ ‫َ‬
‫ج ُ‬ ‫حا َ‬ ‫ث فَغَل َب َت َْنا ال ْ َ‬ ‫ل َوال ْك ُّرا ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ل ال ْب َ َ‬ ‫أك ْ ِ‬
‫ة‬
‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ن هَذِهِ ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن أ َك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫من َْها فَ َ‬ ‫ِ‬
‫ملئ ِك َ َ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ْ‬ ‫جد ََنا فَإ ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قَرب َ ّ‬ ‫َ‬
‫من ْت ِن َةِ فَل ي َ ْ‬ ‫ال ُ‬ ‫ْ‬
‫من ْه اْلن ْس (()‪(2‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ي َت َأّذى ِ ُ ِ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ت َأّذى ِ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫مع َ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫خط َ َ‬ ‫ب‪َ ‬‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫أ ّ‬
‫ي الل ّهِ ‘ وَذ َك ََر أ ََبا ب َك ْرٍ ‪..........‬ثم‬ ‫ّ‬ ‫فَذ َك ََر ن َب ِ‬
‫ن َل‬ ‫ْ‬ ‫َقال ‪)) :‬إنك ُ َ‬
‫جَرت َي ْ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ت َأك ُُلو َ‬ ‫م أي َّها الّنا ُ‬ ‫ِّ ْ‬
‫َ‬
‫م ل َقَد ْ‬ ‫ل َوالّثو َ‬ ‫ص َ‬ ‫ذا ال ْب َ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫خِبيث َت َي ْ ِ‬ ‫ما إ ِّل َ‬ ‫أَراهُ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫حهُ َ‬ ‫جد َ ِري َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ َِذا وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫َرأي ْ ُ‬
‫ج إ َِلى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خر ِ َ‬ ‫مَر ب ِهِ فَأ ْ‬ ‫جدِ أ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفي ال ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫خا(()‪(3‬‬ ‫ما ط َب ْ ً‬ ‫ال ْبقيع فَم َ‬
‫مت ْهُ َ‬ ‫ما فَل ْي ُ ِ‬ ‫ن أك َل َهُ َ‬ ‫َ ِ ِ َ ْ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه وهذا اللفظ لمسلم‬


‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم وغيره‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪42‬‬

‫كة ل َت َت َأ َّذى (أ َيْ فَي َن ْب َِغي‬ ‫مَلئ ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وله ) إ ِ ّ‬ ‫‪ -‬قَ ْ‬


‫ن‬ ‫شَياء عََلى الد َّوام ل ِِل ْ‬ ‫َ‬
‫ت َْرك هَذِهِ اْل ْ‬
‫حت َِرازِ عَ ْ‬
‫م)‪.(4‬‬ ‫َ‬
‫أَذاهُ ْ‬
‫ه ِفي‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫خ تَ ِ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫جن ُ َ‬ ‫مَر ال ْ ُ‬ ‫ي‘أ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫عي ّةِ أ ّ‬ ‫ل ال ْوَْر ِ‬ ‫سائ ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ض‬
‫جاَء ِفي ب َعْ ِ‬ ‫عن ْد َ الن ّوْم ِ وَقَد ْ َ‬ ‫ضوِء ِ‬ ‫ِبال ْوُ ُ‬
‫ك ك َراهَ َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ح ُ‬ ‫ض ُرو ُ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ َ‬ ‫ثأ ّ‬ ‫حاِدي ِ‬ ‫اْل َ َ‬
‫ن ِفي‬ ‫ه فَإ ِ ّ‬ ‫جَناَزت َ ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫شهَد ُ ال ْ َ‬ ‫م فََل ت َ ْ‬ ‫وَهُوَ َنائ ِ ٌ‬
‫خ ُ‬
‫ل‬ ‫ل )) َل ت َد ْ ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬
‫ي ‘ أن ّ ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫سن َ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ب‬ ‫س ٌ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ب (( وَهَ َ‬ ‫جن ُ ٌ‬ ‫ة ب َي ًْتا ِفيهِ ُ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جد َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫جدِ فَإ ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ث ِفي ال ْ َ‬ ‫ن الل ّب ْ ِ‬ ‫ل ِن َهْي ِهِ عَ ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ن أك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫ما ن ََهى الن ّب ِ ّ‬ ‫مَلئ ِك َةِ ك َ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ب ُُيو ُ‬
‫جدِ وَقَد ْ َقا َ‬
‫ل‬ ‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫خو‬ ‫ن دُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل عَ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫م َوال ْب َ‬ ‫الّثو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ب َُنو آد َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ما ي َت َأّذى ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ة ت َت َأّذى ِ‬ ‫مَلئ ِك َ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫}إ ّ‬
‫{)‪.(2‬‬

‫وي َدُْنو‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ع ال ْ ُ‬ ‫م ُ‬‫ست َ ِ‬‫ك ‪ .....‬ي َ ْ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫• ال ْ َ‬


‫عَن عَل ِى ‪َ ‬قا َ ُ‬
‫ن ال ْعَب ْد َ‬ ‫ل ‪ »:‬إ ِ ّ‬ ‫ك وََقا َ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫مْرَنا ِبال ّ‬ ‫ل‪:‬أ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫معُ ال ْ ُ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫قْرآ َ‬ ‫ست َ ِ‬‫ه يَ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫م َ‬ ‫قا َ‬‫ك فَ َ‬ ‫صّلى أَتاهُ ال ْ َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫إ َِذا َقا َ‬
‫ضعَ َفاهُ عََلى‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫معُ وَي َد ُْنو َ‬ ‫ست َ ِ‬‫ل يَ ْ‬ ‫وَي َد ُْنو ‪ ،‬فَل َ ي ََزا ُ‬
‫ك «)‪(3‬‬ ‫مل َ ِ‬‫ف ال ْ َ‬ ‫جو ْ ِ‬ ‫ت ِفى َ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫قَرأ ُ آي َ ً‬
‫ِفيهِ ‪ ،‬فَل َ ي َ ْ‬
‫‪ ()4‬حاشية السندي على ابن ماجه ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪(348‬‬
‫‪ ()2‬نقلــه عنــه ابــن مفلــح فــى الداب الشــرعية ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص‬
‫‪ (280‬وهو فى مجموع الفتاوى ] جزء ‪ - 21‬صفحة ‪[ 308‬‬
‫‪ ()3‬قال اللباني في " السلســلة الصــحيحة برقــم ‪" 1213‬‬
‫‪ : 214 / 3‬رواه البيهقي فــي " الســنن الكــبرى " ) ‪ ( 38 / 1‬و‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪43‬‬

‫وفى رواية قال ‪)) ‬إذا قام أحدكم يصلي من‬


‫الليل فليستك فإن أحدكم إذا قرأ في صلته وضع‬
‫ملك فاه على فيه و ل يخرج من فيه شيء إل دخل‬
‫فم الملك(()‪(1‬‬
‫وله ) فليستك ( أي يستعمل السواك ) فإن‬ ‫‪ -‬قَ ْ‬
‫أحدكم إذا قرأ في صلته وضع ملك فاه على فيه (‬
‫يحتمل أن المراد به كاتب الحسنات ويحتمل غيره‬
‫) فل يخرج من فيه ( أي القارىء ) شيء ( من‬
‫القرآن ) إل دخل فم الملك ( لن الملئكة لم‬
‫يعطوا فضيلة التلوة كما في خبر آخر وأنهم‬
‫حريصون على استماع القرآن من البشر وفي‬
‫الضــياء فــي " المختــارة " و ظــاهره أنــه موقــوف و يحتمــل أنــه‬
‫مرفوع و يؤيده الرواية الخرى عنده من طريق شعبة عن الحسن‬
‫بن عبيد الله به موقوفا و زاد في آخــره ‪ " :‬قــال ‪ :‬قلــت هــو عــن‬
‫النبي ‪ ‬؟ قال ‪ :‬نعم إن شاء الله " ‪ .‬و أخرجــه كــذلك الصــبهاني‬
‫في " الــترغيب " ) ‪ . ( 1 /197‬و تــابعه فضــيل بــن ســليمان عـن‬
‫الحســن بــن عبيــد اللــه بــه بلفــظ ‪ :‬عــن علــي ‪ ": ‬أنــه أمرنــا‬
‫بالسواك ‪ ،‬و قال ‪ :‬قــال النــبي ‘ ‪ " :‬إن العبــد إذا تســوك ثــم قــام‬
‫يصلي قــام الملــك خلفــه ‪ ،‬فســمع لقراءتــه ‪ ،‬فيــدنو منــه أو كلمــة‬
‫نحوها حتى يضع فاه على فيــه ‪ ،‬و مــا يخــرج مــن فيــه شــيء مــن‬
‫القرآن إل صار في جــوف الملــك ‪ ،‬فطهــروا أفــواهكم للقــرآن " ‪.‬‬
‫أخرجه البزار في " مسنده " ) ص ‪ ( 60‬و قــال ‪ " :‬ل نعلمــه عــن‬
‫علي بأحسن من هذا السناد "‪.‬‬
‫‪ ()1‬رواه البيهقي والضياء فى المختارة وتمام عن جــابر ‪ ‬و‬
‫قــال الشــيخ اللبــاني ‪ ) :‬صــحيح ( انظــر حــديث رقــم ‪ 720 :‬فــي‬
‫صحيح الجامع انظر السلسلة الصحيحة ‪ 1213‬الحديث السابق ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪44‬‬

‫إطلقه القراءة في الصلة إشارة إلى أن ذلك‬


‫يكون في أي صلة كانت فرضا أو نفل ‪ :‬ليل أو‬
‫نهارا فذكره الليل أول لكون التهجد إنما هو ليل‬
‫وهو يزيد على صلة النهار بالنسبة للكمال فوجه‬
‫الكلم نحو الغالب ‪ .‬وإل فالنهار كذلك بدليل ما‬
‫رواه محمد بن نصر عن الزهري مرسل ‪ :‬إذا قام‬
‫الرجل يتوضأ ليل أو نهارا فأحسن الوضوء واستن‬
‫ثم قام يصلي أطاف به الملك ودنا منه حتى يضع‬
‫فاه على فيه فما يقرأ إل فيه ‪ .‬وإذا لم يستن‬
‫أطلق به ولم يضع فاه على فيه ‪ .‬ثم قضية الحديث‬
‫أن تلقف الملك القراءة إنما يكون فيما وقع في‬
‫الصلة بخلفه خارجها وقد يوجه بأن الصلة مظنة‬
‫الفيوض الرحمانية فاجتماع شرف القرآن وشرف‬
‫الصلة يزيد دنو الرواح القدسية ‪ .‬وفيه ندب‬
‫الكثار من القراءة سيما في الصلة وبيان فضيلة‬
‫قراءة القرآن والسواك وإن كان النسان نقي‬
‫السنان قويم المزاج واعتناء المل العلى بذلك‬
‫وحرصهم عليه)‪.(1‬‬

‫كا‬‫مل َ ً‬‫ه َ‬ ‫مين ِ ِ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫فإ ِ ّ‬‫ه َ‬ ‫مين ِ ِ‬‫ن يَ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫وَل َ‬ ‫• َ‬


‫ي ‘ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪)) :‬إ َِذا‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ ‪ ‬عَ ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ُ‬ ‫ما َ‬‫صق ْ أ َ‬ ‫صَلةِ فََل ي َب ْ ُ‬ ‫م إ َِلى ال ّ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫َقا َ‬
‫صّلهُ وََل عَ ْ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫م ِفي ُ‬ ‫ما َدا َ‬ ‫ه َ‬ ‫جي الل ّ َ‬ ‫ما ي َُنا ِ‬ ‫فَإ ِن ّ َ‬
‫ن‬
‫صق ْ ع َ ْ‬ ‫كا وَل ْي َب ْ ُ‬‫مل َ ً‬‫مين ِهِ َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫مين ِهِ فَإ ِ ّ‬ ‫يَ ِ‬
‫مهِ فَي َد ْفِن ُها(()‪(2‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ت قَد َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫سارِهِ أوْ ت َ ْ‬ ‫يَ َ‬

‫‪ ()1‬المناوي فيض القدير ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 412‬‬


‫‪ ()2‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪45‬‬

‫كا (‬ ‫مل َ ً‬ ‫مينه َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫وله ‪َ ) :‬‬ ‫قَ ْ‬


‫صَلة ‪،‬‬ ‫َ‬
‫حال َةِ ال ّ‬ ‫صاصه ب ِ َ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫هره ا ِ ْ‬ ‫ظا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫تَ َ‬
‫قد ْ‬ ‫كاِتب فَ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫مَراد ِبال ْ َ‬ ‫ن قُل َْنا ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ن عَ ْ‬ ‫معَ أ ّ‬ ‫من ِْع َ‬ ‫صاصه ِبال ْ َ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫ل اِ ْ‬ ‫شك َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫مل َ ً‬
‫ما ِ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ب ِبا ْ‬ ‫جي َ‬ ‫خر ‪ ،‬وَأ ِ‬ ‫كا آ َ‬ ‫ساره َ‬ ‫يَ َ‬
‫ه‬‫فا ل َ ُ‬ ‫ري ً‬ ‫ش ِ‬ ‫مين ت َ ْ‬ ‫ك ال ْي َ ِ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫صاص ذ َل ِ َ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫اِ ْ‬
‫ماء وََل‬ ‫قد َ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫عة ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َ‬ ‫ذا َقال َ ُ‬ ‫ما ‪ ،‬هَك َ َ‬ ‫ري ً‬ ‫ِ‬ ‫وَت َك ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫فى ما فيه ‪ .‬وأ َجاب بعض ال ْ َ‬
‫ن ب ِأ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫مت َأ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ ِ َ َ َ َْ‬ ‫خ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫سَنات ال ْب َد َن ِّية فََل د َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫كات ِ ِ‬ ‫خل ل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫صَلة أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ما َرَواهُ ا ِْبن أِبي‬ ‫ه َ‬ ‫شَهد ل َ ُ‬ ‫سي َّئات ِفيَها ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ذا‬ ‫موُْقوًفا ِفي هَ َ‬ ‫فة َ‬ ‫حذ َي ْ َ‬ ‫ديث ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شي َْبة ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ن عَ ْ‬ ‫مينه ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ل " وََل عَ ْ‬ ‫ديث َقا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫سَنات " ‪ .‬وَِفي الط ّب ََران ِ ّ‬
‫ي‬ ‫ح َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫كات ِ َ‬ ‫مينه َ‬ ‫يَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ديث "‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ة ِفي هَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ديث أِبي أ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫مينه‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ملكه عَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫قوم ب َْين ي َد َيْ الله وَ َ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫ما‬ ‫حين َئ ِذٍ إ ِن ّ َ‬ ‫فل ِ‬ ‫ساره " ا ه ‪َ .‬فالت ّ ْ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫رينه عَ ْ‬ ‫وَقَ ِ‬
‫ل‬‫طان ‪ ،‬وَل َعَ ّ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫رين وَهُوَ ال ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫قع عََلى ال ْ َ‬ ‫يَ َ‬
‫ه‬
‫صيب ُ‬ ‫ث َل ي ُ ِ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫كون ب ِ َ‬ ‫حين َئ ِذٍ ي َ ُ‬ ‫سار ِ‬ ‫مَلك ال ْي َ َ‬ ‫َ‬
‫صلة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ول ِفي ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ي َت َ َ‬ ‫ك ‪ ،‬أوْ أن ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫يٌء ِ‬ ‫ش ْ‬
‫ه أعَْلم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫مين ‪ .‬وََالل ّ ُ‬ ‫إ َِلى ال ْي َ ِ‬
‫ها (‬ ‫فن َ‬ ‫في َدْ ِ‬ ‫وله ‪َ ) :‬‬ ‫قَ ْ‬
‫َ‬ ‫ل ي ُغَ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫طيَها ؛ ِل ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫مَرة ‪ :‬ل َ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل ا ِْبن أِبي َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫من أ ْ‬ ‫ضَرر ب َِها إ ِذ ْ َل ي َأ َ‬ ‫مّر ال ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫الت ّغْط َِية ي َ ْ‬
‫ف الد ّْفن‬ ‫خَل ِ‬ ‫جِلس غَْيره عَل َي َْها فَت ُؤِْذيه ‪ ،‬ب ِ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫طن اْلْرض ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ميق ِفي َبا ِ‬ ‫ه الت ّعْ ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫فهَ ُ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫ما‬‫مَراد ب ِد َفْن َِها َ‬ ‫ل الن ّوَوِيّ ِفي الّرَياض ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما إ َِذا‬ ‫مل ِّيا ‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫جد ت َُراب ِّيا أوْ َر ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫إ َِذا َ‬
‫مث ًَل‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫مث ًَل فَد َل َك ََها عَل َي ْهِ ب ِ َ‬ ‫طا َ‬ ‫مب َل ّ ً‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪46‬‬

‫ذير ‪.‬‬ ‫ق ِ‬
‫ل زَِياد َةٌ ِفي الت ّ ْ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ك ب ِد َفْ‬ ‫س ذ َل ِ َ‬ ‫فَل َي ْ َ‬
‫َ َ‬
‫ع‬
‫مان ِ َ‬‫م ي َب ْقَ ل ََها أث ٌَر أل ْب َّتة فََل َ‬ ‫ن إ َِذا ل َ ْ‬ ‫قُْلت ‪ :‬ل َك ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫مل قَ ْ‬ ‫‪ ،‬وَعَل َي ْهِ ي ُ ْ‬
‫ديث عَْبد الله ب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫وله ِفي َ‬ ‫ح َ‬
‫ه ب ِن َعْل ِهِ " وَك َ َ‬
‫ذا‬ ‫م د َل َك َ ُ‬‫دم " ث ُ ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫خير ال ْ ُ‬
‫مت َ َ‬ ‫ش ّ‬‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫ديث َ‬
‫عْند أِبي َداوُد َ "‬ ‫طاِرق ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫وله ِفي َ‬ ‫قَ ْ‬
‫ك " )‪. (1‬‬ ‫جله وَد َل َ َ‬ ‫حت رِ ْ‬ ‫وَب ََزقَ ت َ ْ‬

‫كل هذا من رحمته ‪ ‬بمراعاة الدب‬ ‫‪-‬‬


‫معهم عليه السلم بترك ما يستقذر طبًعا أو‬
‫قا ‪ ،‬فما بالك بالذي يستقذر ويستقبح‬ ‫خل ً‬‫َ‬
‫عا ونهًيا من الله ‪ ، ‬وقد مّر بك حسهم‬ ‫شر ً‬
‫مع استشعار الذنب من بنى آدم فى قولهم }‬
‫َ‬
‫ف ُ‬
‫ك‬ ‫س ِ‬
‫سد ُ ِفيَها وَي َ ْ‬ ‫ف ِ‬
‫ن يُ ْ‬‫م ْ‬‫ل ِفيَها َ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫َقاُلوا أت َ ْ‬
‫ك{‬ ‫س لَ َ‬
‫قد ّ ُ‬ ‫مدِ َ‬
‫ك وَن ُ َ‬ ‫ح ْ‬‫ح بِ َ‬‫سب ّ ُ‬
‫ن نُ َ‬
‫ح ُ‬ ‫ماَء وَن َ ْ‬ ‫الد ّ َ‬
‫)البقرة‪ :‬من الية ‪.(30‬‬
‫إن رسول الله ‪ ‬فيما سبق من‬ ‫‪-‬‬
‫توجيهات وإرشادات نبه على القل والخف‬
‫فيدخل فيه من باب أولى ما هو فوقه من‬
‫ص لن اليذاء بها يكون أعظم وأشد‬ ‫آثام ومعا ٍ‬
‫ويوضح ذلك المام ابن القيم ’ )‪ (2‬بقوله‬
‫)) فإن العبد إذا عصى الله تباعد منه الملك‬
‫بقدر تلك المعصية حتي أنه يتباعد منه بالكذبة‬
‫الواحدة مسافة بعيدة وفي بعض الثار إذا‬
‫كذب العبد تباعد منه الملك ميل من نتن ريحه‬
‫فإذا كان هذا تباعد الملك منه من كذبة واحدة‬

‫‪ ()1‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(132‬‬


‫‪ ()2‬الجواب الكافي صفحة ‪74‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪47‬‬

‫فماذا يكون قدر تباعده منه مما هو أكبر من‬


‫ذلك وأفحش منه وقال بعض السلف‪ :‬إذا‬
‫ركب الذكُر الذكَر عجت الرض إلى الله‬
‫وهربت الملئكة إلى ربها وشكت إليه عظم‬
‫ما رأت ‪ .‬وقال بعض السلف ‪:‬إذا أصبح ابن‬
‫آدم ابتدره الملك والشيطان فإن ذكر الله‬
‫وكبره وحمده وهلله طرد الملك الشيطان‬
‫وتوله وإن افتتح بغير ذلك ذهب الملك عنه‬
‫وتوله الشيطان ول يزال الملك يقرب من‬
‫العبد حتى يصير الحكم والطاعة والغلبة له‬
‫فتتوله الملئكة فى حياته وعند موته وعند‬
‫ن َقاُلوا َرب َّنا‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫مبعثه قال الله تعالى } إ ِ ّ‬
‫ة أّلَ‬‫مَلئ ِك َ ُ‬‫م ال ْ َ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ُ‬‫موا ت َت َن َّز ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ست َ َ‬
‫ما ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫جن ّةِ ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫شُروا ِبال ْ َ‬ ‫حَزُنوا وَأب ْ ِ‬ ‫خاُفوا وََل ت َ ْ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬ ‫ن أوْل َِياؤُك ُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن )‪ (30‬ن َ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ُتوعَ ُ‬
‫خَرة{]فصلت‪ [31 ،30/‬وإذا توله‬ ‫وَِفي اْل َ ِ‬
‫الملك توله أنصح الخلق له وأنفعهم وأبرهم‬
‫له فثبته وعلمه وقوي جنانه وأيده قال تعالى‬
‫َ‬
‫م فَث َب ُّتوا‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫مَلئ ِك َةِ أّني َ‬ ‫ك إ َِلى ال ْ َ‬ ‫حي َرب ّ َ‬ ‫}إ ِذ ْ ُيو ِ‬
‫ذي َ‬
‫مُنوا{ ]النفال‪ [12/‬ويقول الملك عند‬ ‫نآ َ‬ ‫ال ّ ِ َ‬
‫الموت ل تخف ول تحزن وأبشر بالذي يسرك‬
‫ويثبته بالقول الثابت أحوج ما يكون إليه في‬
‫الحياة الدنيا وعند الموت وفي القبر عند‬
‫المسألة فليس أحد أنفع للعبد من صحبة‬
‫الملك له وهو وليه في يقظته ومنامه وحياته‬
‫وعند موته وفي قبره ومؤنسه في وحشته‬
‫وصاحبه في خلوته ومحدثه في سره ويحارب‬
‫عنه عدوه ويدافع عنه ويعينه عليه ويعده‬
‫بالخير ويبشره به ويحثه على التصديق بالحق‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪48‬‬

‫عا‬
‫كما جاء في الثر الذي يروى مرفو ً‬
‫وموقوًفا )‪ :(1‬إن للملك بقلب ابن آدم لمة‬
‫وللشيطان لمة فلمة الملك إيعاد بالخير‬
‫وتصديق بالوعد ولمة الشيطان إيعاد بالشر‬
‫وتكذيب بالحق‪.‬‬
‫وإذا اشتد قرب الملك من العبد تكلم على‬
‫لسانه وألقى على لسانه القول السديد وإذا‬
‫أبعد منه وقرب الشيطان من العبد تكلم على‬
‫لسانه قول الزور والفحش حتي يرى الرجل‬
‫يتكلم على لسان الملك والرجل يتكلم على‬
‫لسان الشيطان وفي الحديث إن السكينة‬
‫تنطق على لسان عمر ‪.(2) ‬‬

‫‪ ()1‬المرفوع ضعيف رواه الترمذي وغيره وقال اللباني ‪:‬‬


‫س‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ‪َ ‬قا َ‬
‫ل‪)):‬أي َّها الّنا ُ‬ ‫ضعيف ‪.‬وهو أشبه بالموقوف ع َ ْ‬
‫ة‪،‬‬‫جن ّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ب إ ِلى ال َ‬ ‫َ‬ ‫قّر ُ‬ ‫ن الب ِّر ي ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ب إ َِلى الب ِّر‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ْ‬ ‫قّر ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ق فَإ ِن ّ ُ‬ ‫صد ْ ِ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫ب إ َِلى‬ ‫قّر ُ‬ ‫جوَر ي ُ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫جورِ وَإ ِ ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ب إ َِلى ال ْ ُ‬ ‫قّر ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ب فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م َوال ْك َذ ِ َ‬ ‫وَإ ِّياك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫صد َقَ وَب َّر‪ ،‬وَل ِل ْ َ‬
‫ن‬‫جَر‪ ،‬أل وَإ ِ ّ‬ ‫ب وَفَ َ‬ ‫ب‪ :‬ك َذ َ َ‬ ‫كاذ ِ ِ‬ ‫ق‪َ :‬‬ ‫صاد ِ ِ‬ ‫ل ِلل ّ‬ ‫قا ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫الّناِر‪ ،‬إ ِن ّ ُ‬
‫ة‬
‫م ُ‬ ‫َ‬
‫ر‪ ،‬وَل ّ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ك ِإيَعاد ٌ ل ِل َ‬ ‫مل ِ‬ ‫َ‬ ‫ة ال َ‬ ‫ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ة‪ ،‬فَل ّ‬ ‫َ‬ ‫م ٌ‬ ‫نل ّ‬ ‫َ‬ ‫شي ْطا ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‪ ،‬وَل ِل َ‬ ‫ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫ك لَ ّ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫جد َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫مد ِ الل ّ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك فَل ْي َ ْ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫جد َ ل َ ّ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شّر‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ِإيَعاد ٌ ِبال ّ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل َ‬‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن ذ َل ِك‪ ،‬فإ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن فلي َت َعَوّذ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫شي ْطا ِ‬ ‫َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫لَ ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ل‪ :‬أل إ ِ ّ‬ ‫م" ]البقرة‪َ ،[268 :‬قا َ‬ ‫مُرك ُ ْ‬ ‫قَر وَي َأ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن ي َعِد ُك ُ ُ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫"ال ّ‬
‫ه‬
‫ش ِ‬ ‫ن فَِرا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِفي ل َي ْل َةٍ َبارِد َةٍ ِ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن‪َ ،‬ر ُ‬ ‫جلي ْ ِ‬
‫ك إ َِلى َر ُ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ع َّز وَ َ‬
‫ّ‬ ‫ة‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج ّ‬
‫ل‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫صل ٍ‬ ‫م إ ِلى َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ضأ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫حافِهِ وَد َِثارِهِ فَت َوَ ّ‬ ‫وَل ِ َ‬
‫ما‬ ‫جاَء َ‬ ‫ن‪َ :‬رب َّنا َر َ‬ ‫قولو َ‬ ‫ُ‬ ‫ع؟ فَي َ ُ‬ ‫صن َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا ع َلى َ‬ ‫َ‬ ‫دي هَ َ‬ ‫ل ع َب ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ملئ ِكت ِ ِ‬ ‫لِ َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عن ْد َك‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫من ْت ُ ُ‬‫جا وَأ ّ‬ ‫ما َر َ‬ ‫ه َ‬ ‫قول‪ :‬فإ ِّني قد ْ أع ْطي ْت ُ ُ‬ ‫عن ْد َك‪ ،‬في َ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫ق ً‬ ‫ف َ‬ ‫ش َ‬ ‫ِ‬
‫ما ل َُ‬
‫ه‬ ‫م‬
‫ِ َ ِ َ ِ َ َ‬‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ر‪،‬‬ ‫را‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫ه‬
‫ِ ٍ َ ِ َ َ ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ف‬ ‫في‬ ‫َ ِ‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ ََ ُ ٍ‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ف‪،‬‬ ‫خا‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫ة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫مل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫تى‬ ‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫قا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ل‪.........‬الثر((رواه الطبراني فى الكبير والبزار‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ي قَــا َ‬ ‫وائ ِ ّ‬ ‫سـ َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ن و َ ه ْـ ٍ‬ ‫‪ ()2‬إشارة إلــى مــا رواه المــام أحمــد ع َـ ْ‬
‫ُ‬
‫م ـةِ ب َعْ ـد َ ن َب ِي ّهَــا‬ ‫خي ْـُر هَ ـذ ِهِ اْل ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫خط َب ََنا ع َل ِ ّ‬ ‫َ‬
‫م ـةِ ب َعْ ـد َ ن َب ِي ّهَــا أ َب ُــو‬ ‫ُ‬
‫خي ُْر هَذ ِهِ اْل ّ‬
‫ل َل َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫ميَر ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬
‫َ‬
‫ت َيا أ ِ‬
‫َ‬
‫قل ْ ُ‬
‫ت أن ْ َ‬ ‫فَ ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪49‬‬

‫وكان أحدهم يسمع الكلمة الصالحة من‬


‫الرجل الصالح فيقول‪ :‬ما ألقاها على لسانك‬
‫ال الملك ويسمع ضدها فيقول ما ألقاها على‬
‫لسانك إل الشيطان فالملك يلقى في القلب‬
‫الحق ويلقيه على اللسان والشيطان يلقي‬
‫الباطل في القلب ويجريه على اللسان ‪.‬‬
‫فمن عقوبة المعاصي أنها تبعد من العبد وليه‬
‫الذي سعادته في قربه ومجاورته وموالته‬
‫وتدني منه عدوه الذي شقاءه وهلكه وفساده‬
‫في قربه وموالته حتى أن الملك لينافح عن‬
‫العبد ويرد عنه إذا سفه عليه السفيه وسبه‬
‫كما اختصم بين يدي النبي رجلن فجعل‬
‫أحدهما يسب الخر وهو ساكت فتكلم بكلمة‬
‫يرد بها على صاحبه فقام النبي فقال يا‬
‫رسول الله لما رددت عليه بعض قوله قمت‬
‫فقال كان الملك ينافح عنك فلما رددت عليه‬
‫جاء الشيطان فلم أكن لجلس )‪.(1‬وإذا دعي‬
‫ة ت َن ْط ِـقُ ع َل َــى‬ ‫َ‬
‫كين َ َ‬
‫سـ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫مــا ن ُب ْعِ ـد ُ أ ّ‬
‫ه وَ َ‬
‫ه ع َن ْـ ُ‬ ‫ي الل ّـ ُ‬‫ض َ‬‫مُر َر ِ‬‫م عُ َ‬‫ب َك ْرٍ ث ُ ّ‬
‫ه ) مسند أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ (299‬وقال‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬‫ي الل ّ ُ‬‫ض َ‬‫مَر َر ِ‬‫ن عُ َ‬‫سا ِ‬ ‫لِ َ‬
‫الرناؤوط اسناده قوي‪.‬‬

‫‪()1‬إشارة إلى حديث أبي هريرة ‪ ‬قال‪ )) :‬استطال رجل على‬


‫أبي بكر الصديق ‪ ‬و رسول الله ‪ ‬جالس و أبو بكر ساكت فلما‬
‫أكثر انتصر أبو بكر فقام رسول الله ‪ ‬فاتبعه أبو بكر يا رسول‬
‫الله استطال علي و أنت ساكت فلما انتصرت قمت فقال يا أبا‬
‫بكر إنك ما سكن كان الملك يرد عليه فلما انتصرت ارتفع الملك و‬
‫حضر الشيطان فلم أكن لجالس الشيطان ‪ :‬يا أبا بكر ثلث اعلم‬
‫أنهن حق ‪ :‬ما عفا امرؤ عن مظلمة إل زاده الله بها عزا و ما فتح‬
‫رجل على نفسه باب مسئلة يبتغي بها وجه كثرة إل زاده الله بها‬
‫فقرا و ما فتح رجل على نفسه باب صدقة يبتغي بها وجه الله إل‬
‫زاده الله كثرة (( ورواه الليث عن سعيد المقبري من بشر بن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪50‬‬

‫منَ‬
‫العبد المسلم في ظهر الغيب لخيه َأ ّ‬
‫الملك على دعائه )‪.(1‬‬
‫فإذا أذنب العبد الموحد المتبع سبيله رسوله‬
‫استغفر له حملة العرش ومن حوله)‪.(2‬‬
‫وإذا نام العبد المؤمن بات في شعاره ملك)‪(3‬‬
‫فملك المؤمن يرد عليه ويحارب ويدافع عنه ويعلمه‬
‫ويثبته ويشجعه فل يليق به أن ينسى جواره ويبالغ‬
‫فى أذاه وطرده عنه وإبعاده فإنه ضيفه وجاره وإذا‬
‫كان إكرام الضيف من الدميين والحسان إلى‬
‫الجار من لزوم اليمان وموجباته فما الظن بإكرام‬
‫أكرم الضياف وخير الجيران وأبرهم ‪.‬‬

‫محرز عن سعيد بن المسيب أن رجل سب أبا بكر فسكت ثم‬


‫انتصر فقام النبي صلى الله عليه و سلم قال البخاري هذا أصح و‬
‫هو مرسل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪‬‬ ‫سو َ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫س ِ‬
‫ه َ‬‫‪()1‬إشارة إلى حديث أبى الدرداء ‪ ‬أن ّ ُ‬
‫ن‬
‫ميـ َ‬
‫ل ب ِـهِ آ ِ‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫موَك ّـ ُ‬ ‫مل َـ ُ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫عا ل َ ِ‬
‫خيهِ ب ِظ َهْرِ ال ْغَي ْ ِ‬
‫ب َقا َ‬ ‫ن دَ َ‬
‫م ْ‬ ‫قو ُ‬
‫ل» َ‬ ‫يَ ُ‬
‫مث ْ ٍ‬
‫ل «رواه مسلم‬ ‫وَ ل َ َ‬
‫ك بِ ِ‬
‫ح ـوْل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬
‫مـ ْ‬ ‫ش وَ َ‬‫ن ال ْعَـْر َ‬ ‫مل ُــو َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫‪ ()2‬إشارة إلــى قــوله ‪} ‬ال ّـ ِ‬
‫ذي َ‬
‫من ُــوا َرب ّن َــا‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ل ِل ّـ ِ‬
‫فُرو َ‬‫س ـت َغْ ِ‬ ‫ن ب ِـهِ وَي َ ْ‬ ‫م وَي ُؤ ْ ِ‬
‫مُنو َ‬ ‫مد ِ َرب ّهِ ْ‬‫ح ْ‬
‫ن بِ َ‬‫حو َ‬‫سب ّ ُ‬‫يُ َ‬
‫ك‬‫سـِبيل َ َ‬ ‫ن ت َــاُبوا َوات ّب َعُــوا َ‬
‫ذي َ‬ ‫عْلما ً َفاغ ْفِْر ل ِل ّ ِ‬
‫ة وَ ِ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬
‫يٍء َر ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬‫س عْ َ‬ ‫وَ ِ‬
‫حيم ِ {)غافر‪(7:‬‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫م عَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫وَقِ هِ ْ‬
‫ل الّلــ ِ‬
‫ه‬ ‫ســو ُ‬ ‫ل‪ :‬قَــا َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫م ـَر ‪ , ù‬قَــا َ‬
‫ن عُ َ‬ ‫‪ ()3‬إشــارة إلــى حــديث اب ْـ ِ‬
‫ت ط َــاه ًِرا ِإل‬‫ن ع َب ْـد ٍ ب َــا َ‬‫مـ ْ‬ ‫ما ِ‬
‫ه‪َ ,‬‬‫م الل ّ ُ‬
‫ساد َ ط َهَّرك ُ ُ‬ ‫‘‪:‬ط َهُّروا هَذ ِهِ ال َ ْ‬
‫ج َ‬
‫مل َـ ُ‬
‫ك‪:‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫ة قَــا َ‬
‫ســاع َ ً‬ ‫ن الل ّي ْـ ِ‬
‫ل َ‬ ‫مـ َ‬ ‫قل ّـ َ‬
‫ب ِ‬ ‫ك ك ُل ّ َ‬
‫مــا ت َ َ‬ ‫مل َ ٌ‬
‫شَعارِهِ َ‬ ‫ت ِفي ِ‬ ‫َبا َ‬
‫ت ط َــاه ًِرا‪ .‬رواه ابــن والطــبراني فــى‬ ‫مــا ب َــا َ‬ ‫ك كَ َ‬‫فـْر ل ِعَب ْـد ِ َ‬ ‫الل ّهُـ ّ‬
‫م اغ ْ ِ‬
‫الكبير والوسط وحسنه اللباني والرناؤوط‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪51‬‬

‫وإذا أذى العبد الملك بأنواع المعاصي والظلم‬


‫والفواحش دعا عليه ربه وقال ل جزاك الله خيرا‬
‫كما يدعوا له إذا أكرمه بالطاعة والحسان قال‬
‫بعض الصحابة ‪ : è‬إن معكم من ل يفارقكم‬
‫فاستحيوا منهم وأكرموهم‬
‫ول ألم )أي أشد لؤمًا( ممن ليستحيي من الكريم‬
‫العظيم القادر ول يكرمه ول يوقره وقد نبه سبحانه‬
‫ن)‬‫ظي َ‬
‫حافِ ِ‬‫م لَ َ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬
‫على هذا المعني بقوله }وَإ ِ ّ‬
‫ن )‪{(12‬‬ ‫فعَُلو َ‬‫ما ت َ ْ‬‫ن َ‬ ‫مو َ‬‫ن )‪ (11‬ي َعْل َ ُ‬ ‫ما َ‬
‫كات ِِبي َ‬ ‫‪ (10‬ك َِرا ً‬
‫]النفطار‪[12-10/‬أى استحيوا من هؤلء الحافظين‬
‫الكرام وأكرموهم وأجلوهم أن يروا منكم ما‬
‫تستيحون أن يريكم عليه من هو مثلكم والملئكة‬
‫تتأذى مما يتأذى منه بنوا آدم وإذا كان ابن آدم‬
‫يتأذى ممن يفجر ويعصى بين يديه وان كان قد‬
‫يعمل مثله عمله فما الظن بأذى الملئكة الكرام‬
‫الكاتبين والله المستعان‪.‬‬

‫‪ (2‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالنبياء والرسل‬


‫‪.‬‬

‫ربما يكون هذا العنوان كسابقه فى الدهشة‬


‫ب قائل يقول أليس النبياء والرسل‬ ‫والغرابة! ‪ ،‬ر ُ‬
‫ضا رحمة فى هديهم وسمتهم ورسالتهم‬ ‫‪ ‬هم أي ً‬
‫‪،‬بل قد نطق القرآن بذلك فعلى لسان نوح ‪‬‬
‫َ َ‬
‫ن َرّبي‬ ‫م ْ‬ ‫ت عََلى ب َي ّن َةٍ ِ‬ ‫ن ك ُن ْ ُ‬
‫م إِ ْ‬ ‫ل َيا قَوْم ِ أَرأي ْت ُ ْ‬ ‫}َقا َ‬
‫عنده فَعميت عَل َيك ُ َ‬
‫ها‬
‫مو َ‬‫مك ُ ُ‬‫م أن ُل ْزِ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ن ِ ْ ِ ِ ُ ّ َ ْ‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬‫َوآَتاِني َر ْ‬
‫ن{ )هود‪، (28:‬وعلى لسان صالح‬ ‫م ل ََها َ‬ ‫َ‬
‫هو َ‬ ‫كارِ ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫َ َ‬
‫ن َرّبي‬ ‫م ْ‬‫ت عََلى ب َي ّن َةٍ ِ‬ ‫ن ك ُن ْ ُ‬
‫م إِ ْ‬ ‫ل َيا قَوْم ِ أَرأي ْت ُ ْ‬ ‫‪َ} ‬قا َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪52‬‬

‫ه‬
‫صي ْت ُ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صُرِني ِ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ه َر ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫َوآَتاِني ِ‬
‫ر{ )هود‪ (63:‬وعن المسيح‬ ‫سي ٍ‬ ‫خ ِ‬ ‫دون َِني غَي َْر ت َ ْ‬ ‫زي ُ‬ ‫ما ت َ ِ‬ ‫فَ َ‬
‫و‬
‫ك هُ َ‬ ‫ل َرب ّ ِ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ل ك َذ َل ِ ِ‬ ‫‪ ‬كما قال جبريل ‪َ} ‬قا َ‬
‫مرا ً‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫مّنا وَ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫س وََر ْ‬ ‫ة ِللّنا ِ‬ ‫ه آي َ ً‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫ن وَل ِن َ ْ‬ ‫ي هَي ّ ٌ‬ ‫عَل َ ّ‬
‫ضي ًّا{ )مريم‪. (21:‬‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫قا أن عموم قوله ‪ }‬وَ َ‬ ‫ولكن كما قلنا ساب ً‬
‫َ‬
‫ن)‪]{ (107‬النبياء‪،[107/‬‬ ‫مي َ‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫أْر َ‬
‫وهم عليهم صلوات الله وسلمه من العالمين‬
‫فيشملهم من الرحمة المهداة نصيب ‪ ،‬ولن نبع‬
‫الرسالت واحد‪ ،‬وأصلها ثابت ‪ ،‬ولنها إلهية المصدر‬
‫فقد أخذ الله ‪ ‬عليهم الميثاق باليمان به ‪‬‬
‫ما‬‫ن لَ َ‬ ‫ميَثاقَ الن ّب ِّيي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫خذ َ الل ّ ُ‬ ‫ونصرته وإتباعه }وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫ق‬
‫صد ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاَءك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مةٍ ث ُ ّ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ب وَ ِ‬ ‫ن ك َِتا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫آت َي ْت ُك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫م وَأ َ‬ ‫ل أأقَْرْرت ُ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫صُرن ّ ُ‬ ‫ن ب ِهِ وَل َت َن ْ ُ‬ ‫من ُ ّ‬ ‫م ل َت ُؤْ ِ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫لِ َ‬
‫شهدوا وأناَ‬ ‫ري َقاُلوا أقَْرْرَنا َقا َ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫ل َفا ْ َ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫عََلى ذ َل ِك ُ ْ‬
‫ن{ )آل عمران‪.(81:‬‬ ‫دي َ‬ ‫شاهِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫بل قد تغير وجهه الشريف ‪ ‬لما رأى مع أحد‬
‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ‪ù‬‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫أصحابه ورقة من التوراة فعَ ْ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫طاب ‪ ‬أ َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫أَ‬
‫صاب َ ُ‬ ‫بأ َ‬ ‫ى ‘ ب ِك َِتا ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫تى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ّ‬
‫ب‬‫ِ َ‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‘‬ ‫ى‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫قَرأ َهُ عَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ل ال ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫من بعض أ َ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ِ ْ َْ ِ‬
‫ذى‬ ‫ّ‬
‫ب َوال ِ‬ ‫خطا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫ن ِفيَها َيا اب ْ َ‬ ‫كو َ‬ ‫مت َهَوّ ُ‬ ‫ل»أ ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫سأُلوهُ ْ‬
‫م‬ ‫ة ل َ تَ ْ‬ ‫قي ّ ً‬ ‫ضاَء ن َ ِ‬ ‫م ب َِها ب َي ْ َ‬ ‫جئ ْت ُك ُ ْ‬ ‫قد ْ ِ‬ ‫سى ب ِي َدِهِ ل َ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬
‫حقّ فَت ُك َذ ُّبوا ب ِهِ أوْ ب َِباط ِ ٍ‬
‫ل‬ ‫م بِ َ‬ ‫خب ُِروك ُ ْ‬ ‫ىٍء فَي ُ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫سى ‘ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سى ب ِي َدِهِ ل َوْ أ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذى ن َ ْ‬ ‫صد ُّقوا ب ِهِ َوال ّ ِ‬ ‫فَت ُ َ‬
‫ن ي َت ّب ِعَِنى «)‪. (1‬‬ ‫َ‬
‫ه إ ِل ّ أ ْ‬ ‫سع َ ُ‬ ‫ما وَ ِ‬ ‫حّيا َ‬ ‫َ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد و أخرجه الدارمي ) ‪ ( 115 / 1‬وابن أبي عاصــم‬
‫في " السنة " ) ‪ ( 2 / 5‬وابن عبد الــبر فــي " جــامع بيــان العلــم‬
‫"وحسنه اللباني فى الرواء برقم مصنف ابــن أبــي شــيبة )ج ‪/ 6‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪53‬‬

‫رحمته ‪ ‬بهم فى تصحيح عقائد‬ ‫•‬


‫المم نحوهم‪‬‬
‫فاليهود مثًل عقيدتهم فى النبوة تحمل الكثير من‬
‫النتقاص لمقام النبوة ومن يطلع على شيء من‬
‫كتبهم ‪ ،‬التي يدعونها مقدسة وما هي من‬
‫التقديس في شيء !‪،‬فقد نسبوا إلى الذات‬
‫اللهية ما نسبوا من كذب وتخليط فى حق الله‬

‫ص ‪ (228‬تهــوك ‪ :‬كــان علــى غيــر اســتقامة أي دخــل فــي المــر‬


‫متهورا وبل مبالة أي هل كان إسلمنا تهورا وخطــأ وســقوطا فــي‬
‫هودة الردى ؟ بيضاء نقية ‪ :‬أي دعوة عــدل‪.‬صــافية مــن الشــوائب‬
‫والتحريفات التي رفع فيها أهل الكتاب‪.1589.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪54‬‬

‫‪ ،(1) ‬فما بالك بالنبياء والرسل ‪ ‬فهل‬


‫دث ول حرج ‪:‬‬ ‫يسلمون من ألسنتهم ؟!بل ح ّ‬
‫‪ -‬فنوح ‪ ‬نسبوا إليه شرب الخمر كما فى‬
‫سفر التكوين الصحاح ‪9‬‬
‫َ‬
‫ب‬‫شر ِ َ‬ ‫ما‪ 21 .‬وَ َ‬ ‫س ك َْر ً‬ ‫َ‬ ‫حا وَغََر‬ ‫ن فَل ّ ً‬
‫كو ُ‬ ‫ح يَ ُ‬ ‫))‪َ 20‬واب ْت َد َأ ُنو ٌ‬
‫ل خبائ ‪َ 22‬‬
‫م‬
‫حا ٌ‬ ‫صَر َ‬‫ه‪ .‬فَأب ْ ََ‬ ‫خ َ ِ َ ِ ِ‬ ‫سك َِر وَت َعَّرى َدا ِ‬ ‫مر ِ ف َ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خذ َ‬ ‫جا‪ .‬فَأ َ‬‫‪23‬‬
‫خارِ ً‬ ‫خوَي ْهِ َ‬
‫خب ََر أ َ‬ ‫ه‪ ،‬وَأ ْ‬‫ن عَوَْرةَ أِبي ِ‬ ‫أُبو ك َن َْعا َ‬
‫َ‬
‫شَيا‬‫م َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ضَعاهُ عََلى أك َْتافِهِ َ‬ ‫ث الّرَداَء وَوَ َ‬ ‫م وََيافَ ُ‬ ‫سا ٌ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما إ ِلى‬ ‫جَهاهُ َ‬ ‫ما وَوَ ْ‬ ‫ست ََرا عَوَْرةَ أِبيهِ َ‬ ‫إ َِلى الوََراِء‪ ،‬وَ َ‬
‫ْ‬
‫ق َ‬ ‫َ‬
‫ما‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫ال ْوََراِء‪ .‬فَل َ ْ‬
‫‪24‬‬
‫ظ‬ ‫ست َي ْ َ‬
‫ما ا ْ‬ ‫صَرا عَوَْرةَ أِبيهِ َ‬ ‫م ي ُب ْ ِ‬
‫قي ـٌر‬ ‫ه فَ ِ‬ ‫ن الل ّـ َ‬ ‫ن قَــاُلوا إ ِ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّـ ِ‬ ‫ه قَ ـوْ َ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬ ‫س ِ‬‫قد ْ َ‬ ‫‪()1‬كما قال ‪} ‬ل َ َ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫قــو ُ‬ ‫ح ـقّ وَن َ ُ‬ ‫م اْل َن ْب ِي َــاَء ب ِغَي ْـرِ َ‬ ‫مــا قَــاُلوا وَقَت ْل َهُـ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫سن َك ْت ُ ُ‬ ‫ن أغ ْن َِياُء َ‬ ‫ح ُ‬‫وَن َ ْ‬
‫ت‬ ‫ق{ )آل عمران‪ (181:‬وقال ‪ ‬عنهــم}وََقــال َ ِ‬ ‫ري ِ‬ ‫ح ِ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬‫ُذوُقوا ع َ َ‬
‫مــا قَــاُلوا ب َـ ْ‬ ‫َ‬
‫داهُ‬ ‫ل ي َـ َ‬ ‫م وَل ُعِن ُــوا ب ِ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْـ ِ‬ ‫ة غ ُل ّـ ْ‬ ‫مغُْلول َـ ٌ‬ ‫ال ْي َُهود ُ ي َـد ُ الل ّـهِ َ‬
‫ك‬ ‫ل إ ِل َي ْـ َ‬ ‫مــا أ ُن ْـزِ َ‬ ‫م َ‬‫من ْهُـ ْ‬ ‫ن ك َِثيــرا ً ِ‬ ‫زيد َ ّ‬‫شاُء وَل َي َ ِ‬ ‫ف يَ َ‬ ‫فقُ ك َي ْ َ‬ ‫ن ي ُن ْ ِ‬‫سوط ََتا ِ‬ ‫مب ْ ُ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضــاَء إ ِلــى ي َـوْم ِ‬ ‫داوَة َ َوال ْب َغْ َ‬ ‫م ال ْعَـ َ‬ ‫فرا ً وَأل ْ َ‬
‫قي َْنا ب َي ْن َهُـ ُ‬ ‫ك ط ُغَْيانا ً وَك ُ ْ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫ال ْقيامة ك ُل ّما أ َوقَدوا نارا ً لل ْحرب أ َط ْ َ َ‬
‫ض‬‫ن ِفــي ال ْر ِ‬ ‫س عَوْ َ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫ها الل ّ ُ‬ ‫فأ َ‬ ‫ِ َ ْ ِ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ِ َ َ ِ‬
‫ن{ )المــائدة‪(64:‬وقــال ‪}‬وَل َ َ‬
‫ق ـد ْ‬ ‫دي َ‬ ‫سـ ِ‬‫ف ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫حـ ّ‬
‫ه ل يُ ِ‬ ‫سادا ً َوالل ّـ ُ‬‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬‫سـَنا ِ‬‫م ّ‬
‫مــا َ‬
‫ست ّةِ أّيام ٍ وَ َ‬
‫ما ِفي ِ‬
‫ما ب َي ْن َهُ َ‬‫ض وَ َ‬‫ت َواْل ْر َ‬ ‫ماَوا ِ‬‫س َ‬ ‫قَنا ال ّ‬ ‫خل َ ْ‬
‫َ‬
‫ق‪ ، (38:‬هذا ما ذكره الله ‪ ‬عنهم أمــا ذكــروه هــم فــى‬ ‫ب{ ) ّ‬ ‫ل ُُغو ٍ‬
‫كتبهم المحرفة فهــو فــوق ذلــك بكــثير فمــن أطلــع علــى ســفههم‬
‫يعرف حقيقة ذلك نسبوا إليه الجهــل‪ -‬والتعــب‪-‬والحــزن‪ -‬بــل ظــل‬
‫يبكى لما عصى آدم حتى رمدت عينــاه وعـادته الملئكــة‪ -‬وضـّيافه‬
‫إبراهيم وصرعه يعقوب وما تركه حتى حظى بلقب مصارع الــرب‬
‫ن‬ ‫هذا إلى آخــر إفكهــم وكــذبهم عليــه‪ ‬وصــدق ‪ ‬إذ يقــول } ِ‬
‫مـ َ‬
‫ه{)النساء‪ :‬من الية ‪.(46‬‬
‫ض عِ ِ‬
‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫ن َ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬
‫م عَ ْ‬ ‫حّرُفو َ‬
‫هاُدوا ي ُ َ‬
‫ن َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪55‬‬
‫‪25‬‬
‫صِغيُر‪،‬‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ل ب ِهِ اب ْن ُ ُ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه‪ ،‬عَل ِ َ‬ ‫مر ِ ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ُنو ٌ‬
‫ه«‪.‬‬ ‫خوَت ِ ِ‬ ‫ن لِ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن! عَب ْد َ ال ْعَِبيدِ ي َ ُ‬ ‫ن ك َن َْعا ُ‬ ‫مل ُْعو ٌ‬ ‫ل‪َ » :‬‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫دا‬‫ن عَب ْ ً‬ ‫ن ك َن َْعا ُ‬ ‫م‪ .‬وَل ْي َك ُ ْ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ِإل ُ‬ ‫ك الّر ّ‬ ‫مَباَر ٌ‬ ‫ل‪ُ » :‬‬ ‫‪ 26‬وََقا َ‬
‫م‪،‬‬ ‫سا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ساك ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫سك ُ َ‬ ‫ث فَي َ ْ‬ ‫ه ل َِيافَ َ‬ ‫فت َِح الل ُ‬ ‫م‪ 27 .‬ل ِي َ ْ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫م«((‪.‬‬ ‫دا ل َهُ ْ‬ ‫ن عَب ْ ً‬ ‫ن ك َن َْعا ُ‬ ‫وَل ْي َك ُ ْ‬
‫‪ -‬نوح ‪ ‬رسول من أولى العزم من الرسل الذين‬
‫خذ َْنا‬ ‫أخذ الله ‪ ‬عليهم الميثاق فقد قال ‪} ‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫م‬
‫هي َ‬ ‫ن ُنوٍح وَإ ِب َْرا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ميَثاقَهُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ميَثاقا ً‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫خذ َْنا ِ‬ ‫م وَأ َ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫سى وَ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ما‬ ‫ن َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫شَرعَ ل َك ُ ْ‬ ‫غَِليظًا{ )الحزاب‪َ ( (7:‬‬
‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫صي َْنا ب ِ ِ‬ ‫ما وَ ّ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ذي أوْ َ‬ ‫صى ب ِهِ ُنوحا ً َوال ّ ِ‬ ‫وَ ّ‬
‫ن َول‬ ‫عيسى أ َ َ‬
‫دي َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫ن أِقي ُ‬ ‫ْ‬ ‫سى وَ ِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫م إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫عوهُ ْ‬ ‫ما ت َد ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كي َ‬ ‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فّرُقوا ِفيهِ ك َب َُر عََلى ال ْ ُ‬ ‫ت َت َ َ‬
‫ب(‬ ‫ن ي ُِني ُ‬ ‫م ْ‬ ‫دي إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫شاءُ وَي َهْ ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جت َِبي إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫)الشورى‪ (13:‬بل أثنى الله ‪ ‬عليه فى قوله‬
‫ل‬‫م َوآ َ‬ ‫هي َ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫م وَُنوحا ً َوآ َ‬ ‫فى آد َ َ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫‪}‬إ ِ ّ‬
‫ن{ )آل عمران‪(33:‬وقوله‬ ‫مي َ‬ ‫ن عََلى ال َْعال َ ِ‬ ‫مَرا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ن أن ْعَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫‪}‬أول َئ ِ َ‬
‫م‬
‫هي َ‬ ‫ن ذ ُّري ّةِ إ ِب َْرا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫معَ ُنوٍح وَ ِ‬ ‫مل َْنا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ذ ُّري ّةِ آد َ َ‬
‫ت‬ ‫م آَيا ُ‬ ‫جت َب َي َْنا إ َِذا ت ُت َْلى عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ن هَد َي َْنا َوا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫سرائي َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫جدا ً وَب ُك ِي ًّا{)مريم‪(58:‬ولما عاتبه‬ ‫س ّ‬ ‫خّروا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫فى ابنه كان عتاب المحبين فى قوله ‪} ‬وََناَدى‬
‫ن وَعْد َ َ‬ ‫ل رب إن ابِني م َ‬ ‫ه فَ َ‬
‫ك‬ ‫ن أهِْلي وَإ ِ ّ‬ ‫ِ ْ‬ ‫قا َ َ ّ ِ ّ ْ‬ ‫ح َرب ّ ُ‬ ‫ُنو ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ح إ ِن ّ ُ‬ ‫ل َيا ُنو ُ‬ ‫ن )‪َ (45‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫مي‬‫حاك ِ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حك َ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫حقّ وَأن ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫صال ِح فََل ت َ ْ َ ْ‬ ‫ن أ َهْل ِ َ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫ما‬ ‫ن َ‬ ‫سأل ِ‬ ‫ل غَي ُْر َ َ ٍ‬ ‫م ٌ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫ك إ ِن ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬
‫ن‬
‫جاهِِلي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫عظ ُ َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ِ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ك ب ِهِ ِ‬ ‫س لَ َ‬ ‫َ‬ ‫ل َي ْ‬
‫س ِلي‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫سأ َل َ َ‬ ‫نأ ْ‬
‫ك أَ َ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ ْ‬ ‫ب إ ِّني أ َ ُ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫)‪َ (46‬قا َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مِني أك ُ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر ِلي وَت َْر َ‬ ‫م وَإ ِّل ت َغْ ِ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ب ِهِ ِ‬
‫ك‬ ‫ت عَل َي ْ َ‬ ‫كا ٍ‬ ‫مّنا وَب ََر َ‬ ‫سَلم ٍ ِ‬ ‫ط بِ َ‬ ‫ح اهْب ِ ْ‬ ‫ل َيا ُنو ُ‬ ‫)‪ِ (47‬قي َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪56‬‬
‫وعََلى أ ُمم ممن مع َ ُ‬
‫م‬
‫سهُ ْ‬
‫م ّ‬ ‫م ثُ ّ‬
‫م يَ َ‬ ‫مت ّعُهُ ْ‬
‫سن ُ َ‬
‫م َ‬
‫م ٌ‬
‫ك وَأ َ‬‫َ ٍ ِ ّ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫م )‪]{(48‬هود ‪[48- 45‬‬ ‫َ‬ ‫مّنا عَ َ‬
‫ب أِلي ٌ‬
‫ذا ٌ‬ ‫ِ‬

‫‪ -‬ولوط ‪ ‬نسبوا إليه شرب الخمر ومواقعة بناته‬


‫المكرمات الطاهرات كما فى سفر التكوين‬
‫الصحاح ‪19‬‬

‫ل‪َ ،‬واب ْن ََتاهُ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫سك َ َ‬ ‫صوغََر وَ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫صعِد َ ُلو ٌ‬ ‫وَ َ‬
‫‪30‬‬
‫خا َ َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفي‬ ‫سك َ َ‬ ‫صوغََر‪ .‬فَ َ‬ ‫ن ِفي ُ‬ ‫سك ُ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه‪ ،‬لن ّ ُ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت الب ِك ُْر ِلل ّ‬ ‫ه‪ .‬وََقال ِ‬ ‫‪31‬‬
‫ة‪» :‬أُبوَنا‬ ‫صِغيَر ِ‬ ‫مَغاَرةِ هُوَ َواب ْن ََتا ُ‬ ‫ال َ‬
‫ل عَل َي َْنا ك ََعاد َةِ‬ ‫َ‬
‫خ َ‬ ‫ل ل ِي َد ْ ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫س ِفي الْر َِ‬ ‫خ‪ ،‬وَل َي ْ َ‬ ‫شا َ‬ ‫قَد ْ َ‬
‫ض َ‬ ‫َ‬
‫ض‪ .‬هَل ُ ّ‬ ‫كُ ّ‬
‫‪32‬‬
‫ه‪،‬‬ ‫مع َ ُ‬ ‫طجعُ َ‬ ‫مًرا وَن َ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫قي أَباَنا َ‬ ‫س ِ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل الْر‬
‫مًرا ِفي‬ ‫ل«‪ 33 .‬فَس َ َ‬ ‫س ً‬ ‫فَنحيي م َ‬
‫خ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫قَتا أَباهُ َ‬ ‫َ‬ ‫ن أِبيَنا ن َ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ُ ْ ِ‬
‫َ‬
‫م‬‫معَ أِبيَها‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫جع َ ْ‬ ‫ضط َ َ‬ ‫ت ال ْب ِك ُْر َوا ْ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫ة‪ ،‬وَد َ َ‬ ‫ك الل ّي ْل َ ِ‬ ‫ت ِل ْ َ‬
‫َ‬
‫ث ِفي ال ْغَدِ أ ّ‬
‫ن‬ ‫حد َ َ‬ ‫مَها‪ 34 .‬وَ َ‬ ‫قَيا ِ‬ ‫عَها وَل َ ب ِ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ضط ِ َ‬ ‫م ِبا ْ‬ ‫ي َعْل َ ْ‬
‫ة‬
‫ح َ‬ ‫ت ال َْبارِ َ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ضط َ َ‬ ‫ة‪» :‬إ ِّني قَدِ ا ْ‬ ‫صِغيَر ِ‬ ‫ت ِلل ّ‬ ‫ال ْب ِك َْر َقال َ ْ‬
‫خمرا الل ّيل َ َ َ‬ ‫َ‬
‫جِعي‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫خِلي ا ْ‬ ‫ضا َفاد ْ ُ‬ ‫ة أي ْ ً‬ ‫ْ‬ ‫قيهِ َ ْ ً‬ ‫س ِ‬ ‫معَ أِبي‪ .‬ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫سل«‪ .‬فَ َ‬ ‫ه‪ ،‬فَن ُ ْ‬
‫‪35‬‬
‫مًرا‬ ‫خ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫قَتا أَباهُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن أِبيَنا ن َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫حي ِ َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫جع َ ْ‬ ‫ضط َ‬ ‫صِغيَرةُ َوا ْ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ضا‪ ،‬وَقا َ‬ ‫ِفي ت ِلك اللي ْلةِ أي ْ ً‬
‫ت‬‫حب ِل َ ِ‬ ‫مَها‪ ،‬فَ َ‬ ‫‪36‬‬
‫قَيا ِ‬ ‫عَها وَل َ ب ِ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ضط ِ َ‬ ‫م ِبا ْ‬ ‫م ي َعْل َ ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ت ال ْب ِك ُْر اب ًْنا وَد َعَ ِ‬
‫ت‬ ‫ما‪ .‬فَوَل َد َ ِ‬ ‫‪37‬‬
‫ن أِبيهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫اب ْن ََتا ُلو ٍ‬
‫ْ‬ ‫موآب ِّيي َ َ‬ ‫َ‬
‫ب«‪ ،‬وَهُوَ أُبو ال ْ ُ‬
‫‪38‬‬
‫م‪.‬‬
‫ن إ ِلى الي َوْ ِ‬ ‫موآ َ‬ ‫ه» ُ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه »ب ِ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫تا ْ‬ ‫ت اب ًْنا وَد َعَ ِ‬ ‫ضا وَل َد َ ِ‬ ‫صِغيَرةُ أي ْ ً‬ ‫َوال ّ‬
‫م‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫مو َ َ‬ ‫َ‬
‫ن إ ِلى الي َوْ ِ‬ ‫مي«‪ ،‬وَهُوَ أُبو ب َِني عَ ّ‬ ‫عَ ّ‬
‫‪ -‬أما القرآن فقد أوضح مقام لوط ‪ ‬فى قوله ‪‬‬
‫م‬
‫ضاقَ ب ِهِ ْ‬ ‫م وَ َ‬‫سيَء ب ِهِ ْ‬ ‫طا ِ‬ ‫سل َُنا ُلو ً‬ ‫ت ُر ُ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ما َ‬‫}وَل َ ّ‬
‫ه‬‫م ُ‬‫جاَءهُ قَوْ ُ‬
‫ب )‪ (77‬وَ َ‬ ‫صي ٌ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫ذا ي َوْ ٌ‬‫ل هَ َ‬ ‫عا وََقا َ‬ ‫ذ َْر ً‬
‫ت َقا َ‬
‫ل‬ ‫سي َّئا ِ‬
‫ن ال ّ‬‫مُلو َ‬ ‫ل َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬‫م ْ‬ ‫ن إ ِل َي ْهِ وَ ِ‬‫عو َ‬‫ي ُهَْر ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪57‬‬

‫ه وََل‬ ‫يا قَوم هَؤَُلِء بناِتي هُ َ‬


‫قوا الل ّ َ‬ ‫م َفات ّ ُ‬ ‫ن أط ْهَُر ل َك ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫شيد ٌ )‪(78‬‬ ‫ل َر ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫س ِ‬ ‫في أل َي ْ َ‬ ‫ضي ْ ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫خُزو ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫ك‬‫حقّ وَإ ِن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ما ل ََنا ِفي ب ََنات ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫قد ْ عَل ِ ْ‬ ‫َقاُلوا ل َ َ‬
‫م قُوّةً أ َوْ آ َِوي‬ ‫ن ِلي ب ِك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ل ل َوْ أ ّ‬ ‫ريد ُ )‪َ (79‬قا َ‬ ‫ما ن ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل َت َعْل َ ُ‬
‫ل َرب ّ َ‬
‫ك‬ ‫س ُ‬ ‫ط إ ِّنا ُر ُ‬ ‫ديدٍ )‪َ (80‬قاُلوا َيا ُلو ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن َ‬ ‫إ َِلى ُرك ْ‬
‫ٍ‬
‫ل وََل‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫قط ٍْع ِ‬ ‫ك بِ ِ‬‫سرِ ب ِأ َهْل ِ َ‬ ‫ك فَأ ْ‬
‫ل َن يصُلوا إل َي َ َ‬
‫ِ ْ‬ ‫ْ َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫صاب َهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫صيب َُها َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك إ ِن ّ ُ‬‫مَرأت َ َ‬ ‫حد ٌ إ ِّل ا ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ي َل ْت َ ِ‬
‫عدهُم الصب َ‬
‫ب )‪ (81‬فَل َ ّ‬
‫ما‬ ‫ري ٍ‬ ‫ق ِ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫صب ْ ُ‬ ‫س ال ّ‬ ‫ح أل َي ْ َ‬ ‫ّ ْ ُ‬ ‫مو ْ ِ َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫إِ ّ‬
‫مط َْرَنا عَل َي َْها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سافِل ََها وَأ ْ‬ ‫عال ِي ََها َ‬ ‫جعَل َْنا َ‬ ‫مُرَنا َ‬ ‫جاَء أ ْ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ َرب ّ َ‬
‫ك‬ ‫ة ِ‬ ‫م ً‬ ‫سو ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ضودٍ )‪ُ (82‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫جي ٍ‬ ‫س ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جاَرةً ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫ن ب ِب َِعيدٍ )‪]{(83‬هود‪[83-77/‬‬ ‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫ن الظال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ما هِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫وفي قوله ‪ } :‬هؤلء بناتي { قولن ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنهن بناته لصلبه ‪ ،‬قاله ابن عباس ‪ .‬فإن‬
‫قيل ‪ :‬كيف جمع ‪ ،‬وقد كن اثنتين؟ فالجواب ‪ :‬أنه‬
‫قد يقع الجمع على اثنين كقوله‪ }:‬وكنا لحكمهم‬
‫شاهدين {] النبياء ‪. [ 78‬‬
‫والثاني ‪ :‬أنه عنى نساء أمته ‪ ،‬لن كل نبي أبو أمته‬
‫‪ ،‬والمعنى ‪ :‬أنه عرض عليهم التزويج ‪ ،‬أو أمرهم‬
‫أن يكتفوا بنسائهم ‪،‬وهذا مذهب مجاهد وسعيد بن‬
‫جبير وقتادة وابن جريج ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬كيف عرض تزويج المؤمنات على‬
‫الكافرين؟ فعنه جوابان ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنه قد كان يجوز ذلك في شريعته ‪ ،‬وكان‬
‫لسلم حتى نسخ ‪ ،‬قاله الحسن ‪.‬‬ ‫جائزا ً في صدر ا ِ‬
‫والثاني ‪ :‬أنه عرض ذلك عليهم بشرط ِإسلمهم ‪،‬‬
‫قاله الزجاج ‪ ،‬ويؤكده أن عرضهن عليهم موقوف‬
‫على عقد النكاح ‪ ،‬فجاز أن يقف على شرط آخر ‪.‬‬
‫قوله تعالى ‪ } :‬هن أطهر لكم { قال مقاتل ‪ :‬هن‬
‫أحل من ِإتيان الرجال ‪.‬قوله تعالى ‪ } :‬فاتقوا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪58‬‬

‫الله { فيه قولن ‪:‬أحدهما ‪ :‬اتقوا عقوبته ‪.‬‬


‫والثاني ‪ :‬اتقوا معصيته )‪.(1‬‬
‫‪ -‬وموسى ‪ ‬لم يسلم من أذاهم بل هو باعترافهم‬
‫لم يقم فيهم نبًيا مثله مع ذلك قالوا فيه ما قالوا‬
‫ن آ َذ َْوا‬ ‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫كوُنوا َ‬ ‫مُنوا َل ت َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫قال ‪َ } ‬يا أي َّها ال ّ ِ َ‬
‫َ‬
‫جيًها )‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ وَ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َقاُلوا وَ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫سى فَب َّرأهُ الل ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ه وَُقوُلوا قَوْلً‬ ‫قوا الل َّ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪َ (69‬يا أي َّها ال ِ‬
‫َ‬
‫م ذ ُُنوب َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫م وَي َغْ ِ‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫م أعْ َ‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫دا )‪ (70‬ي ُ ْ‬ ‫دي ً‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ما )‬ ‫ظي ً‬ ‫قد ْ َفاَز فَوًْزا عَ ِ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سول ُ‬ ‫َ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ّ‬
‫ن ي ُط ِِع الل َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ض َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ َر ِ‬ ‫‪]{(71‬الحزاب‪ [71-69/‬وعَ ْ‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ه َقال ‪َ:‬قا َ‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫يٌء‬ ‫ش ْ‬ ‫جل ْدِهِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سّتيًرا َل ي َُرى ِ‬ ‫حي ِّيا ِ‬ ‫جًل َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫قاُلوا‬ ‫ل فَ َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن آَذاهُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َفآَذاهُ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫حَياًء ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ص‬‫ما ب ََر ٌ‬ ‫جل ْدِهِ إ ِ ّ‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫ن عَي ْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ست َّر إ ِّل ِ‬ ‫ذا الت ّ َ‬ ‫ست َت ُِر هَ َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ما قالوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ي ُب َّرئ ُ‬ ‫ه أَراد َ أ ْ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ة وَإ ِ ّ‬ ‫ما آف ٌ‬ ‫ما أد َْرةٌ وَإ ِ ّ‬ ‫وَإ ِ ّ‬
‫جر ِ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ح َ‬ ‫ه عََلى ال ْ َ‬ ‫ضعَ ث َِياب َ ُ‬ ‫حد َهُ فَوَ َ‬ ‫ما وَ ْ‬ ‫خَل ي َوْ ً‬ ‫سى فَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫لِ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ها وَإ ِ ّ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫ل إ َِلى ث َِياب ِهِ ل ِي َأ ُ‬ ‫ما فََرغَ أقْب َ َ‬ ‫ل فَل َ ّ‬ ‫س َ‬ ‫اغْت َ َ‬
‫َ‬
‫جَر‬ ‫ح َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫صاهُ وَط َل َ َ‬ ‫سى عَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫خذ َ ُ‬ ‫دا ب ِث َوْب ِهِ فَأ َ‬ ‫جَر عَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حّتى ان ْت ََهى إ َِلى‬ ‫جُر َ‬ ‫ح َ‬ ‫جُر ث َوِْبي َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ث َوِْبي َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫جع َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل فََرأوْهُ عُْرَياًنا أ ْ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مَل ٍ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خذ َ ث َوْب َ ُ‬
‫ه‬ ‫جُر فَأ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن وََقا َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ه وَأب َْرأهُ ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫والل ّهِ إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫صاهُ فَ َ‬ ‫ضْرًبا ب ِعَ َ‬ ‫جرِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫فقَ ِبال ْ َ‬ ‫ه وَط َ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫فَل َب ِ َ‬
‫سا‬ ‫م ً‬ ‫خ ْ‬ ‫ضْرب ِهِ ث ََلًثا أ َوْ أ َْرب ًَعا أ َوْ َ‬ ‫ن أث َرِ َ‬
‫بال ْحجر ل َندبا م َ‬
‫ِ َ َ ِ َ ًَ ِ ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫كال ِ‬ ‫كوُنوا َ‬ ‫مُنوا ل ت َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه} َيا أي َّها ال ِ‬ ‫ك قَوْل ُ ُ‬ ‫فَذ َل ِ َ‬

‫‪ ()1‬زاد المسير ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(364‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪59‬‬
‫َ‬
‫عن ْد َ الل ّهِ‬
‫ن ِ‬ ‫ما َقاُلوا وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫م ّ‬ ‫سى فَب َّرأهُ الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫آذ َْوا ُ‬
‫مو َ‬
‫جيًها {)‪(((2‬‬
‫وَ ِ‬
‫‪ -‬وهارون ‪ ‬نسبوا إليه الكفر‪ -‬عياذا ً بالله‪ -‬بل‬
‫جعلوه كاهن العجل وهو المعصوم ‪ ‬كما سفر‬
‫الخروج الصحاح ‪32‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ما َرَأى ال ّ‬
‫سى أب ْط َأ ِفي الن ُّزو ِ‬ ‫وَل َ ّ‬
‫‪1‬‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫بأ ّ‬ ‫شع ْ ُ‬
‫ه‪» :‬قُم ِ‬ ‫ن وََقاُلوا ل َ ُ‬ ‫هاُرو َ‬ ‫ب عََلى َ‬ ‫شع ْ ُ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ل‪ ،‬ا ْ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ج َ‬
‫ل‬ ‫سى الّر ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫نه َ‬ ‫مَنا‪ ،‬ل َ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫سيُر أ َ‬ ‫ة تَ ِ‬ ‫صن َعْ ل ََنا آل ِهَ ً‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه«‪.‬‬ ‫صاب َ ُ‬‫ماَذا أ َ‬ ‫م َ‬ ‫صَر‪ ،‬ل َ ن َعْل َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن أْر‬ ‫م ْ‬ ‫صعَد ََنا ِ‬ ‫ذي أ ْ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ب ال ِّتي‬ ‫ط الذ ّهَ ِ‬ ‫عوا أ َقَْرا َ‬ ‫ن‪» :‬ان ْزِ ُ‬ ‫هاُرو ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫‪ 2‬فَ َ‬
‫م وَب ََنات ِك ُ ْ‬ ‫م وَب َِنيك ُ ْ‬ ‫سائ ِك ُ ْ‬ ‫ِفي آَذا ِ‬
‫‪3‬‬
‫م َواُتوِني ب َِها«‪.‬‬ ‫ن نِ َ‬
‫ب ال ِّتي ِفي آَذان ِهِ ْ‬
‫م‬ ‫ط َالذ ّهَ ِ‬ ‫ب أ َقَْرا َ‬ ‫شع ْ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫فَن ََزعَ ك ُ ّ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫خذ َ ذل ِ َ‬ ‫ن‪ 4 .‬فَأ َ‬ ‫وا ب َِها إ َِلى َ‬ ‫َ‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫هاُرو َ‬ ‫وَأت َ ْ‬
‫قاُلوا‪:‬‬ ‫كا‪ .‬فَ َ‬ ‫سُبو ً‬ ‫م ْ‬ ‫جل ً َ‬ ‫ع ْ‬‫ه ِ‬ ‫صن َعَ ُ‬ ‫ل‪ ،‬وَ َ‬ ‫مي ِ‬ ‫صوَّرهُ ِبال ِْز ِ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫صعَد َت ْ َ‬ ‫ل ال ِّتي أ ْ‬ ‫سَراِئي ُ‬ ‫ك َيا إ ِ ْ‬ ‫»هذِهِ آل ِهَت ُ َ‬
‫َ‬ ‫ما ن َظ ََر َ‬
‫مذ ْب َ ً‬ ‫صَر«‪ .‬فَل َ ّ‬
‫‪5‬‬
‫ه‪ ،‬وََناَدى‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫حا أ َ‬ ‫ن ب ََنى َ‬ ‫هاُرو ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ب«‪ .‬فَب َك ُّروا ِفي ال ْغَدِ‬ ‫‪6‬‬
‫عيد ٌ ِللّر ّ‬ ‫دا ِ‬ ‫ل‪» :‬غَ ً‬ ‫ن وََقا َ‬ ‫هاُرو ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫جل َ َ‬
‫س‬ ‫ة‪ .‬وَ َ‬ ‫م ٍ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫موا ذ ََبائ ِ َ‬ ‫ت وَقَد ّ ُ‬ ‫حَرَقا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫دوا ُ‬ ‫صع َ ُ‬ ‫وَأ ْ‬
‫َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫موا ل ِل ّعِ ِ‬ ‫م َقا ُ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ل َوال ّ‬ ‫ب ل ِلك ْ ِ‬ ‫شع ْ ُ‬ ‫ال ّ‬

‫‪ -‬هارون ‪ ‬ذلكم النبي الكريم والرسول النبيل‬


‫الذي تحمل مع أخيه موسى ‪ ‬ما تحمل فى الله‬
‫‪ ‬ومع ذلك ينسبون إليه هذه التهمة النكراء كما‬
‫سبق فى نقلنا عنهم ولكن العرض القرآني كان‬
‫مفصًل من بداية الحدث ووقوعه ونهايته شتان بين‬
‫الرواية القرآنية وبين الرواية المكذوبة المذكورة‬
‫م َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫َ‬
‫ك َيا‬ ‫ن قَوْ ِ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫ما أعْ َ‬
‫فى توراتهم المحرفة }وَ َ‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪60‬‬

‫ت إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ل هُ ُ‬
‫ك‬ ‫جل ْ ُ‬ ‫ري وَعَ ِ‬ ‫م أوَلِء عََلى أث َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫سى )‪َ (83‬قا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ن ب َعْدِكَ‬ ‫م ْ‬ ‫مك ِ‬ ‫َ‬ ‫ل فَإ ِّنا قَد ْ فَت َّنا قَوْ َ‬ ‫ضى )‪َ (84‬قا َ‬ ‫ب ل ِت َْر َ‬ ‫َر ّ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫م ِ‬ ‫سى إ َِلى قَوْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫مرِيّ )‪ (85‬فََر َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ضل ّهُ ُ‬ ‫وَأ َ‬
‫َ‬ ‫غَضبا َ‬
‫دا‬‫م وَعْ ً‬ ‫م َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ي َعِد ْك ُ ْ‬ ‫ل َيا قَوْم ِ أل َ ْ‬ ‫فا َقا َ‬ ‫س ً‬ ‫نأ ِ‬ ‫ْ َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ح ّ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أَرد ْت ُ ْ‬ ‫م ال ْعَهْد ُ أ ْ‬ ‫ل عَل َي ْك ُ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫سًنا أفَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫دي )‪َ (86‬قاُلوا َ‬ ‫ع ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫م فَأ ْ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ض ٌ‬ ‫غَ َ‬
‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ة‬
‫ن ِزين َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مل َْنا أوَْزاًرا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫مل ْك َِنا وَل َك ِّنا ُ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫عد َ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫فَنا َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫مرِيّ )‪(87‬‬ ‫سا ِ‬ ‫قى ال ّ‬ ‫ك أ َل ْ َ‬ ‫ها فَك َذ َل ِ َ‬ ‫قذ َفَْنا َ‬ ‫قوْم ِ فَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ذا إ ِل َهُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قاُلوا هَ َ‬ ‫واٌر فَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫دا ل َ ُ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫جًل َ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ج ل َهُ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫وإل َه موسى فَنسي )‪ (88‬أ َفََل يرو َ‬
‫جعُ إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫م‬ ‫ن أّل ي َْر ِ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫َِ ُ ُ َ‬
‫ل‬‫قد ْ َقا َ‬ ‫َ‬
‫فًعا )‪ (89‬وَل َ‬ ‫ضّرا وَل ن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ك لهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫قَوًْل وََل ي َ ْ‬
‫م‬‫ن َرب ّك ُ ُ‬ ‫م ب ِهِ وَإ ِ ّ‬ ‫ما فُت ِن ْت ُ ْ‬ ‫ل َيا قَوْم ِ إ ِن ّ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫هاُرو ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ري )‪َ (90‬قاُلوا ل َ ْ‬
‫ن‬ ‫م ِ‬ ‫طيُعوا أ ْ‬ ‫ن َفات ّب ُِعوِني وَأ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫سى )‪(91‬‬ ‫مو َ‬ ‫جعَ إ ِل َي َْنا ُ‬ ‫حّتى ي َْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫في َ‬ ‫عاك ِ ِ‬ ‫ح عَل َي ْهِ َ‬ ‫ن َب َْر َ‬
‫ك إذ ْ رأ َيتهم ضّلوا )‪ (92‬أّلَ‬
‫من َعَ َ ِ َ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫هاُرو ُ‬ ‫ل َيا َ‬ ‫َقا َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خذ ْ‬ ‫م َل ت َأ ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل َيا اب ْ َ‬ ‫ري )‪َ (93‬قا َ‬ ‫م ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ن أفَعَ َ‬ ‫ت َت ّب ِعَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫ت ب َي ْ َ‬ ‫ل فَّرقْ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫شي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫سي إ ِّني َ‬ ‫حي َِتي وََل ب َِرأ ِ‬ ‫ب ِل ِ ْ‬
‫ما‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ب قَوِْلي )‪َ (94‬قا َ‬ ‫م ت َْرقُ ْ‬ ‫ل وَل َ ْ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ب َِني إ ِ ْ‬
‫صُروا‬ ‫م ي َب ْ ُ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫صْر ُ‬ ‫ل بَ ُ‬ ‫مرِيّ )‪َ (95‬قا َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ك َيا َ‬ ‫خط ْب ُ َ‬ ‫َ‬
‫ل فَن َب َذ ْت َُها وَك َذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫سو ِ‬ ‫ن أث َرِ الّر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ض ً‬ ‫ت قَب ْ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫قب َ ْ‬ ‫ب ِهِ فَ َ‬
‫ك ِفي‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ب فَإ ِ ّ‬ ‫ل َفاذ ْهَ ْ‬ ‫سي )‪َ (96‬قا َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت ِلي ن َ ْ‬ ‫سوّل َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫خل َفَ ُ‬
‫ه‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫دا ل َ ْ‬ ‫ع ً‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫س وَإ ِ ّ‬ ‫سا َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َل ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫حَياةِ أ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬‫ه ثُ ّ‬ ‫حّرقَن ّ ُ‬ ‫فا ل َن ُ َ‬ ‫عاك ِ ً‬ ‫ت عَل َي ْهِ َ‬ ‫ذي ظ َل ْ َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫َوان ْظ ُْر إ َِلى إ ِل َهِ َ‬
‫ذي‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما إ ِل َهُك ُ ُ‬ ‫فا )‪ (97‬إ ِن ّ َ‬ ‫س ً‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ه ِفي ال ْي َ ّ‬ ‫فن ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل َن َن ْ ِ‬
‫ما )‪] {(98‬طه‪-83/‬‬ ‫عل ْ ً‬ ‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سعَ ك ُ ّ‬ ‫ه إ ِّل هُوَ وَ ِ‬ ‫َل إ ِل َ َ‬
‫‪.[98‬‬

‫‪ -‬ونسبوا إلى سليمان ‪ ‬الشرك ‪ -‬عياذا ً بالله‪-‬‬


‫كما فى سفر الملوك الول الصحاح ‪11‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪61‬‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫معَ ب ِن ْ ِ‬ ‫ة ك َِثيَرةً َ‬ ‫ريب َ ً‬ ‫ساًء غَ َ ِ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫‪ 1‬وَأ َ‬
‫ت‬‫دون ِّيا ٍ‬ ‫صي ُ‬ ‫ت وَ ِ‬ ‫مّيا ٍ‬ ‫ت وَأُدو ِ‬ ‫مون ِّيا ٍ‬ ‫ت وَعَ ّ‬ ‫موآب ِّيا ٍ‬ ‫ن‪ُ :‬‬ ‫فِْرعَوْ َ‬
‫ب ل ِب َِني‬ ‫م الّر ّ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫مم ِ ال ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪2‬‬
‫حث ّّيا ٍ‬
‫ل عَن ْهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫م‪،‬‬ ‫ن إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫خُلو َ‬ ‫م ل َ ي َد ْ ُ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫ن إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ل‪» :‬ل َ ت َد ْ ُ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ص َ‬ ‫م«‪َ .‬فال ْت َ َ‬ ‫م وََراَء آل ِهَت ِهِ ْ‬ ‫ن قُُلوب َك ُ ْ‬ ‫ميُلو َ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫لن ّهُ ْ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫مئ َةٍ ِ‬ ‫سب ْعُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة‪ 3 .‬وَ َ‬ ‫حب ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِبهؤُل َِء ِبال ْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫مال َ ْ‬
‫ت‬ ‫ي‪ ،‬فَأ َ‬ ‫سَرارِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫مئ َةٍ ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ت‪ ،‬وَث َل َ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫سي ّ َ‬ ‫ساِء ال ّ‬ ‫الن ّ َ‬
‫َ‬
‫سل َي ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه‪ .‬وَ َ‬ ‫ساؤُهُ قَل ْب َ ُ‬
‫‪4‬‬
‫ن‬
‫نأ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫خةِ ُ‬ ‫خو َ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن ِفي َز َ‬ ‫كا َ‬ ‫نِ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن قَل ْب ُ ُ‬
‫ه‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫خَرى‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ه وََراَء آل ِهَةٍ أ ْ‬ ‫ن قَل ْب َ ُ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫ساَءهُ أ َ‬ ‫نِ َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ه‪ 5 .‬فَذ َهَ َ‬ ‫ب َداوُد َ أِبي ِ‬ ‫قل ْ ِ‬ ‫ب ِإلهِهِ ك َ َ‬ ‫معَ الّر ّ‬ ‫مل ً َ‬ ‫كا ِ‬ ‫َ‬
‫م‬‫كو َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ن‪ ،‬وَ َ‬ ‫دون ِّيي َ‬ ‫صي ُ‬ ‫ث ِإلهَةِ ال ّ‬ ‫شُتوَر َ‬ ‫ن وََراَء عَ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫شّر ِفي عَي ْن َ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫سلي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن‪ .‬وَعَ ِ‬ ‫‪6‬‬
‫مون ِّيي َ‬ ‫س ا لع َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ج‬‫رِ ْ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫حين َئ ِذٍ ب ََنى‬ ‫ه‪ِ 7 .‬‬ ‫داوُد َ أِبي ِ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ما ً‬ ‫ب تَ َ‬ ‫م ي َت ْب َِع الّر ّ‬ ‫ب‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫الّر ّ‬
‫ن عََلى‬ ‫موآب ِّيي َ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ش رِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ة ل ِك َ ُ‬ ‫فع َ ً‬ ‫مْرت َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫س ب َِني‬ ‫ج ِ‬ ‫ك رِ ْ‬ ‫مول َ‬ ‫م‪ ،‬وَل ِ ُ‬ ‫شِلي َ‬ ‫جاهَ أوُر َ‬ ‫ذي ت ُ َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫واِتي‬ ‫ت الل ّ َ‬ ‫ريَبا ِ‬ ‫سائ ِهِ ال ْغَ ِ‬ ‫ميِع ن ِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ذا فَعَ َ‬ ‫ن‪َ 8 .‬وهك َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫عَ ّ‬
‫ب عََلى‬ ‫ب الّر ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ن‪ .‬فَغَ ِ‬ ‫‪9‬‬
‫ن لل ِهَت ِهِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَي َذ ْب َ ْ‬ ‫ن ُيوقِد ْ َ‬ ‫كُ ّ‬
‫ذي‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ب ِإلهِ إ ِ ْ‬ ‫ن الّر ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل عَ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن قَل ْب َ ُ‬ ‫ن لَ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صاهُ ِفي ه َ‬ ‫َ‬ ‫‪10‬‬ ‫َ‬
‫ن ل ي َّتبعَ‬ ‫مر ِ أ ْ‬ ‫ذا ال ْ‬ ‫ن‪ ،‬وَأوْ َ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ت ََراَءى ل ُ‬
‫َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ة أُ ْ‬
‫قا َ‬ ‫ب‪ .‬فَ َ‬ ‫خَرى‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫‪11‬‬
‫ل‬ ‫صى ب ِهِ الّر ّ‬ ‫ما أوْ َ‬ ‫ظ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫آل ِهَ ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذل ِ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪ِ » :‬‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ب لِ ُ‬ ‫الّر ّ‬
‫َ‬
‫ك ب َِها‪ ،‬فَإ ِّني‬ ‫صي ْت ُ َ‬ ‫ي ال ِّتي أوْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫دي وَفََرائ ِ ِ‬ ‫ظ عَهْ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ح َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ُ‬ ‫مل َك َ َ‬ ‫ُ‬
‫ك‪ .‬إ ِل ّ‬ ‫طيَها ل ِعَب ْدِ َ‬ ‫ة عَن ْ َ‬ ‫مّزقُ ال ْ َ‬
‫‪12‬‬
‫قا وَأعْ ِ‬ ‫زي ً‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ك تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫أ َ‬
‫ل‬‫ك‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫ل َداوُد َ أ َِبي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫نأ ْ‬
‫ك‪ ،‬م َ‬
‫م َ ِ ْ‬ ‫ك ِفي أّيا ِ‬
‫َ‬ ‫ل ذل ِ َ‬ ‫إ ِّني ل َ أ َفْعَ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫من يد ابن ِ َ ُ‬
‫من ْ َ‬ ‫مّزقَُها‪ .‬عََلى أّني ل َ أ َ‬
‫‪13‬‬
‫ك‬ ‫مّزقُ ِ‬ ‫كأ َ‬ ‫ِ ْ َ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫سب ْ ً‬ ‫ُ‬ ‫ة ك ُل َّها‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫مل َك َ َ‬
‫ل‬ ‫ج ِ‬ ‫ك‪ ،‬ل ْ‬ ‫دا لب ْن ِ َ‬ ‫ح ً‬ ‫طا َوا ِ‬ ‫طي ِ‬ ‫ل أعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خت َْرت َُها«‪.‬‬ ‫م ال ِّتي ا ْ‬ ‫شِلي َ‬ ‫ل ُأوُر َ‬ ‫ج ِ‬ ‫دي‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫َداوُد َ عَب ْ ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪62‬‬

‫‪ -‬سليمان ‪ ‬أحد ملوك التوحيد فى الكون‬


‫الذين ملكوا الدنيا لصلحها كما ذكر القرآن الكريم‬
‫قد ْ آ َت َي َْنا َداُوود َ‬ ‫عنه ذلك فى سورة النمل }وَل َ َ‬
‫ضل ََنا عََلى‬ ‫ذي فَ ّ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ما وََقاَل ال ْ َ‬ ‫عل ْ ً‬ ‫ن ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ن‬
‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ث ُ‬ ‫ن )‪ (15‬وَوَرِ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫عَبادِهِ ال ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َِثيرٍ ِ‬
‫من ْط ِقَ الط ّي ْرِ وَُأوِتيَنا‬ ‫مَنا َ‬ ‫س عُل ّ ْ‬ ‫ل َيا أي َّها الّنا ُ‬
‫َ‬ ‫َداُوود َ وََقا َ‬
‫ن )‪(16‬‬ ‫مِبي ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ذا ل َهُوَ ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫يٍء إ ِ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫س َوالط ّي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ن َوال ِن ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫َ‬
‫م َ‬ ‫جُنود ُهُ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫شَر ل ِ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَ ُ‬
‫ل‬
‫م ِ‬ ‫وا عََلى َوادِ الن ّ ْ‬ ‫حّتى إ َِذا أت َ ْ‬ ‫ن )‪َ (17‬‬ ‫عو َ‬ ‫م ُيوَز ُ‬ ‫فَهُ ْ‬
‫م َل‬ ‫َ‬
‫ساك ِن َك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خُلوا َ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ة َيا أي َّها الن ّ ْ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫ن )‪(18‬‬ ‫شعُُرو َ‬ ‫م َل ي َ ْ‬ ‫جُنود ُهُ وَهُ ْ‬ ‫ن وَ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫من ّك ُ ْ‬ ‫حط ِ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن قَوْل َِها وََقا َ‬ ‫ح ً‬
‫ن‬
‫ب أوْزِعِْني أ ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫م ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫فَت َب َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ي وَعََلى َوال ِد َيّ وَأ ْ‬
‫ن‬ ‫ت عَل َ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ِّتي أن ْعَ ْ‬ ‫مت َ َ‬ ‫شك َُر ن ِعْ َ‬
‫ك‬‫عَبادِ َ‬ ‫ك ِفي ِ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫خل ِْني ب َِر ْ‬ ‫ضاهُ وَأ َد ْ ِ‬ ‫حا ت َْر َ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫أعْ َ‬
‫َ‬
‫ي َل أ ََرى‬ ‫ما ل ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫قد َ الط ّي َْر فَ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ن )‪ (19‬وَت َ َ‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذاًبا‬ ‫ه عَ َ‬ ‫ن )‪َ (20‬لعَذ ّب َن ّ ُ‬ ‫ن ال َْغا ْئ ِِبي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْهُد ْهُد َ أ ْ‬
‫سل ْ َ‬ ‫شديدا أ َو َل َذ ْبحن َ‬
‫ن )‪(21‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫طا ٍ‬ ‫ه أوْ ل َي َأت ِي َّني ب ِ ُ‬ ‫َ َ ّ ُ‬ ‫َ ِ ً ْ‬
‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ط بِ ِ‬ ‫م تُ ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫حط ُ‬ ‫لأ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ث غَي َْر ب َِعيدٍ فَ َ‬ ‫مك َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ك من سبإ بنبإ يقين )‪ (22‬إني وجدت امرأةًَ‬
‫َ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫جئ ْت ُ َ ِ ُ ْ َ َ ٍ ِ َ َ ٍ َ ِ ٍ‬ ‫وَ ِ‬
‫م)‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ش عَ ِ‬ ‫يٍء وَل ََها عَْر ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫م وَأوت ِي َ ْ‬ ‫مل ِك ُهُ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬‫ن ُدو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ِلل ّ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫س ُ‬ ‫مَها ي َ ْ‬ ‫جد ْت َُها وَقَوْ َ‬ ‫‪ (23‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م عَ ِ‬ ‫صد ّهُ ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫مال َهُ ْ‬ ‫ن أعْ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫الل ّهِ وََزي ّ َ‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫دوا ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ن )‪ (24‬أّل ي َ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫م َل ي َهْت َ ُ‬ ‫ل فَهُ ْ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫ض وَي َعْل َ ُ‬ ‫ت َوالْر ِ‬
‫ْ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫بَء ِفي ال ّ‬ ‫خ ْ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫خر ِ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ب‬ ‫ه إ ِّل هُوَ َر ّ‬ ‫ه َل إ ِل َ َ‬ ‫ن )‪ (25‬الل ّ ُ‬ ‫ما ت ُعْل ُِنو َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫فو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫سن َن ْظ ُُر أ‬
‫ت‬ ‫م ك ُن ْ َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫صد َقْ َ‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫ظيم ِ )‪َ (26‬قا َ‬ ‫ش ال ْعَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْعَْر‬
‫كاذبين )‪ (27‬اذ ْهب بكتابي ه َ َ‬
‫م ثُ ّ‬
‫م‬ ‫قهِ إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫ذا فَأل ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ َِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ ِ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ت َيا أي َّها‬ ‫ن )‪َ (28‬قال َ ْ‬ ‫جُعو َ‬ ‫ماَذا ي َْر ِ‬ ‫م َفان ْظ ُْر َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫ت َوَ ّ‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م )‪ (29‬إ ِن ّ ُ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ب كَ ِ‬ ‫ي ك َِتا ٌ‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫مَل ُ إ ِّني أل ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪63‬‬

‫حيم ِ )‪ (30‬أ َّل‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ح َ‬ ‫سم ِ الل ّهِ الّر ْ‬ ‫ه بِ ْ‬ ‫ن وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫مين )‪َ (31‬قال َت َيا أ َي ّها ال ْمَل ُ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سل ِ ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي وَأُتوِني ُ‬ ‫ت َعُْلوا عَل َ ّ‬
‫حّتى‬ ‫أ َفْتوِني في أ َمري ما ك ُنت َقاطع ً َ‬
‫مًرا َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ل ل ََها‬ ‫ن )‪.........(32‬إلى قوله ‪ِ } ‬قي َ‬ ‫دو ِ‬ ‫شهَ ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ة وَك َ َ‬ ‫ج ً‬ ‫ه لُ ّ‬ ‫سب َت ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما َرأت ْ ُ‬ ‫ح فَل َ ّ‬ ‫صْر َ‬ ‫خِلي ال ّ‬ ‫اد ْ ُ‬
‫ب‬‫ت َر ّ‬ ‫واِريَر َقال َ ْ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مّرد ٌ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صْر ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ل إ ِن ّ ُ‬ ‫ساقَي َْها َقا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن ل ِل ّهِ َر ّ‬
‫ب‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫سي وَأ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫إ ِّني ظ َل َ ْ‬
‫ن )‪]{(44‬النمل‪[44-15/‬‬ ‫مي َ‬ ‫ال َْعال َ ِ‬
‫وبرأه الله مما قالوا وأخبر أن ما يتبعونه إنما‬
‫ن‬ ‫طي ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ما ت َت ُْلوا ال ّ‬ ‫أقاويل الشياطين}َوات ّب َُعوا َ‬
‫ن وَل َك ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫عََلى ُ‬
‫ما‬
‫حَر وَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫س ال ّ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫مو َ‬ ‫فُروا ي ُعَل ّ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫طي َ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ما‬ ‫ن ب َِباب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫مل َ‬ ‫ل عََلى ال ْ‬ ‫َ‬ ‫أُ‬
‫ت وَ َ‬ ‫ماُرو َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫هاُرو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ز‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫ة َفل‬ ‫ن فِت ْن َ ٌ‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫قول‬ ‫ُ‬ ‫يعل ّمان م َ‬
‫ِّ َ َ ْ ُ‬ ‫ح ّ َ‬
‫ي‬ ‫تى‬ ‫حدٍ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫َُ َ ِ ِ ْ‬
‫مْرِء‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫ن ب ِهِ ب َي ْ َ‬ ‫فّرُقو َ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫فْر فَي َت َعَل ّ ُ‬ ‫ت َك ْ ُ‬
‫وزوجه وما هُم بضارين به م َ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫حدٍ إ ِّل ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫ْ ِ َ ّ َ ِ ِ ِ ْ‬ ‫ََ ْ ِ ِ َ َ‬
‫ن‬ ‫م ِ‬‫موا ل َ َ‬ ‫قد ْ عَل ِ ُ‬ ‫م وَل َ َ‬ ‫فعُهُ ْ‬ ‫م َول ي َن ْ َ‬ ‫ضّرهُ ْ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫وَي َت َعَل ّ ُ‬
‫ما‬ ‫س َ‬ ‫ق وَل َب ِئ ْ َ‬ ‫خل ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ ِ‬ ‫ه ِفي اْل ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫شت ََراهُ َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫ن{ )البقرة‪:‬‬ ‫مو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْل َ ُ‬ ‫م ل َوْ َ‬ ‫سهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫شَرْوا ب ِهِ أن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫‪(102‬‬

‫ه‬
‫ن ي َدَي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫دقا ً ل ِ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫• ُ‬
‫ق‬
‫صد ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْدِ الل ّهِ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫قال ‪}‬وَل َ ّ‬
‫ل ِما معهم نبذ َ فَريق من ال ّذي ُ‬
‫ب‬‫ب ك َِتا َ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ ٌ َِ َ‬ ‫َ َ َ ُ ْ ََ‬
‫ن{ )البقرة‪(101:‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ل ي َعْل َ ُ‬ ‫م ك َأن ّهُ ْ‬ ‫الل ّهِ وََراَء ظ ُُهورِهِ ْ‬
‫ن‬‫ما ب َي ْ َ‬ ‫دقا ً ل ِ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬‫حق ّ ُ‬ ‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬ ‫ل عَل َي ْ َ‬ ‫قال ‪}‬ن َّز َ‬
‫ل{)آل عمران‪ (3:‬و قال‬ ‫جي َ‬ ‫ل الت ّوَْراةَ َواْل ِن ْ ِ‬ ‫ي َد َي ْهِ وَأ َن َْز َ‬
‫ه‬
‫ن ي َد َي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫دقا ً ل ِ َ‬‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫حق ّ ُ‬ ‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬ ‫‪}‬وَأ َن َْزل َْنا إ ِل َي ْ َ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما أ َن َْز َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫م ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫منا ً عَل َي ْهِ َفا ْ‬ ‫مهَي ْ ِ‬ ‫ب وَ ُ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪64‬‬

‫جعَل َْنا‬ ‫َ‬


‫ل َ‬ ‫حقّ ل ِك ُ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ما َ‬ ‫م عَ ّ‬ ‫واَءهُ ْ‬ ‫َول ت َت ّب ِعْ أهْ َ‬
‫شاَء الل ّه ل َجعل َك ُ ُ‬ ‫من َْهاجا ً وَل َوْ َ‬
‫ة‬
‫م ً‬ ‫مأ ّ‬ ‫ُ َ َ ْ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫شْرعَ ً‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫قوا‬ ‫م َفا ْ‬
‫ست َب ِ ُ‬ ‫ما آَتاك ُ ْ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫ن ل ِي َب ْل ُوَك ُ ْ‬ ‫حد َةً وَل َك ِ ْ‬ ‫َوا ِ‬
‫م‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ميعا ً فَي ُن َب ّئ ُك ُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫جعُك ُ ْ‬ ‫مْر ِ‬ ‫ت إ َِلى الل ّهِ َ‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن{ )المائدة‪ (48:‬وقال ‪}‬وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫ل‬ ‫فو َ‬ ‫خت َل ِ ُ‬ ‫ِفيهِ ت َ ْ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل إ ِّني َر ُ‬ ‫سرائي َ‬ ‫م َيا ب َِني إ ِ ْ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ُ‬ ‫عي َ‬ ‫ِ‬
‫شرا ً‬ ‫مب َ ّ‬ ‫ن الت ّوَْراةِ وَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ي َد َيّ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫دقا ً ل ِ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫برسول يأِتي من بعدي اسم َ‬ ‫ْ‬
‫م‬‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫مد ُ فَل َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫ِ ْ َْ ِ‬ ‫َِ ُ ٍ َ‬
‫ن( )الصف‪(6:‬‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫حٌر ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت َقاُلوا هَ َ‬ ‫ِبال ْب َي َّنا ِ‬
‫ن‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫و عَ َ‬
‫ل » إِ ّ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ _ أ ّ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ل ب ََنى ب َي ًْتا‬ ‫ج ٍ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ن قَب ِْلى ك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الن ْب َِياِء ِ‬ ‫مث َ َ‬ ‫مث َِلى وَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫جع َ َ‬ ‫ن َزاوِي َةٍ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضعَ لب ِن َةٍ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬إ ِل ّ َ‬ ‫مل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ه وَأ ْ‬ ‫سن َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫ن هَل ّ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫جُبو َ‬ ‫ن ب ِهِ وَي َعْ َ‬ ‫طوُفو َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫الّنا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م الن ّب ِّيي َ‬ ‫خات ِ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬وَأَنا َ‬ ‫ل فَأَنا الل ّب ِن َ ُ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ت هَذِهِ الل ّب ِن َ ُ‬ ‫ضع َ ْ‬ ‫وُ ِ‬
‫«)‪(1‬‬

‫• ذكر فضائلهم صلوات الله عليهم‬


‫وسلمه‬
‫ل‬‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ما ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ى ‘ قَ ْ‬
‫س ً‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬
‫س َ‬ ‫ل‪ :‬قَ َ‬ ‫عَب ْد َ الل ّهِ _ َقا َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ى‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫ه الل ّهِ ‪ .‬فَأت َي ْ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫ما أِريد َ ب َِها وَ ْ‬ ‫ة َ‬‫م ٌ‬
‫س َ‬‫ق ْ‬ ‫ن هَذِهِ ل َ ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جهِهِ ‪،‬‬ ‫ب ِفى وَ ْ‬ ‫ض َ‬‫ت ال ْغَ َ‬‫حّتى َرأي ْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ض َ‬‫ه ‪ ،‬فَغَ ِ‬ ‫‘ فَأ ْ‬
‫خب َْرت ُ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن هَ َ‬
‫ذا‬ ‫م ْ‬‫سى قَد ْ أوذِىَ ب ِأك ْث ََر ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ح ُ‬ ‫ل » ي َْر َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫صب ََر « )‪.(2‬‬ ‫فَ َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪65‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫دى الْزَر ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫مّر ب ِ َ‬‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫س‪ù‬أ ّ‬ ‫ن َعَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫ق‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قاُلوا هَ َ‬ ‫ذا «‪ .‬فَ َ‬ ‫ل » أىّ َوادٍ هَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ذا َواِدى الْزَر ِ‬ ‫َ‬
‫هاب ِ ً‬ ‫َ‬
‫ن الث ّن ِي ّ ِ‬
‫ة‬ ‫م َ‬ ‫طا ِ‬ ‫سى ‪َ -À -‬‬ ‫مو َ‬ ‫ل » ك َأّنى أن ْظ ُُر إ َِلى ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫م أَتى عََلى ث َن ِي ّ ِ‬
‫ة‬ ‫ؤاٌر إ َِلى الل ّهِ ِبالت ّل ْب ِي َةِ «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ُ‬ ‫وَل َ ُ‬
‫شى‬ ‫ة هَْر َ‬ ‫ل » أ َىّ ث َن ِي ّةٍ هَذِهِ «‪َ .‬قاُلوا ث َن ِي ّ ُ‬ ‫شى‪ .‬فَ َ‬
‫قا َ‬ ‫هَْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مّتى ‪ À‬عََلى َناقَ ٍ‬
‫ة‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ل » ك َأّنى أن ْظ ُُر إ َِلى ُيون ُ َ‬ ‫َقا َ‬
‫خل ْب َ ٌ‬
‫ة‬ ‫م َناقَت ِهِ ُ‬ ‫طا ُ‬ ‫خ َ‬‫ف ِ‬ ‫صو ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫جعْد َةٍ عَل َي ْهِ ُ‬
‫جب ّ ٌ‬ ‫مَراَء َ‬ ‫ح ْ‬‫َ‬
‫م‬
‫شي ْ ٌ‬ ‫ل هُ َ‬ ‫ديث ِهِ َقا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ِفى َ‬ ‫حن ْب َ ٍ‬‫ن َ‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫وَهُوَ ي ُلّبى «‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬
‫فا‪.‬‬ ‫ي َعِْنى ِلي ً‬

‫ل » ل َ ي َن ْب َِغى‬ ‫ى ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫س ‪ ù‬عَ ِ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وعَ ْ‬


‫مّتى «)‪.(1‬‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن َ ُيون ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫ل أ ََنا َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬
‫ل ِعَب ْدٍ أ ْ‬
‫ي‘‬ ‫لى الن ّب ِ ّ‬ ‫ل عَب ْد ُ الل ّهِ ‪)) ‬ك َأّني أ َن ْظ ُُر إ ِ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫موْهُ فَهُ َ‬
‫و‬ ‫ه فَأد ْ َ‬ ‫م ُ‬‫ه قَوْ ُ‬ ‫ضَرب َ ُ‬ ‫ن اْلن ْب َِياِء َ‬ ‫م ْ‬ ‫كي ن َب ِّيا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫مي‬ ‫قو ْ ِ‬‫فْر ل ِ َ‬ ‫ب اغ ْ ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫جهِهِ وَي َ ُ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ح الد ّ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫يَ ْ‬
‫م‬‫ح الد ّ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ن (( وفي رواية)) فَهُوَ ي َن ْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫م َل ي َعْل َ ُ‬ ‫فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫ه(()‪(2‬‬ ‫جِبين ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ر‬
‫س ِ‬ ‫جِبينه (هُوَ ب ِك َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دم عَ ْ‬ ‫ضح ال ّ‬ ‫وله ‪ ) :‬وَهُوَ ي َن ْ ِ‬ ‫قَ ْ‬
‫ه‪.‬‬ ‫َ‬
‫زيل ُ‬ ‫ه وَي ُ ِ‬‫سل ُ‬ ‫ضاد ‪ ،‬أيْ ‪ :‬ي َغْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫م‬‫سَلمه عَل َي ْهِ ْ‬ ‫وات الّله وَ َ‬ ‫صل َ َ‬ ‫كاُنوا عَل َي ْهِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ِفيهِ َ‬
‫م‪،‬‬‫ومه ْ‬ ‫قة عََلى قَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ش َ‬ ‫فو َوال ّ‬ ‫صّبر ‪َ ،‬وال ْعَ ْ‬ ‫حْلم َوالت ّ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م ِفي‬ ‫ذره ْ‬ ‫فَران ‪ ،‬وَعُ ْ‬ ‫داي َةِ َوال ْغُ ْ‬ ‫م ِبال ْهِ َ‬ ‫م ل َهُ ْ‬ ‫عائ ِهِ ْ‬ ‫وَد ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ذا الن ّب ِ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫م َل ي َعْل َ ُ‬ ‫م ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫فسه ْ‬ ‫م عََلى أن ْ ُ‬ ‫جَناَيته ْ‬ ‫ِ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪66‬‬

‫مْثل‬ ‫ن ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬
‫جَرى ل ِن َب ِي َّنا ‘ ِ‬ ‫مي َ‬
‫قد ّ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مت َ َ‬ ‫شار إ ِل َي ْهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬‫ال ْ ُ‬
‫حد)‪.(1‬‬ ‫ُ‬ ‫هَ َ‬
‫وم أ ُ‬ ‫ذا ي َ ْ‬
‫ذا جئ َْنا من ك ُ ّ ُ‬ ‫فك َي ْ َ‬ ‫• قال‪َ }‬‬
‫ة‬
‫م ٍ‬‫لأ ّ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ف إِ َ ِ‬
‫ء‬
‫ؤل ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ك َ‬ ‫جئ َْنا ب ِ َ‬ ‫و ِ‬ ‫د َ‬ ‫هي ٍ‬ ‫ش ِ‬ ‫بِ َ‬
‫هيدا ً{ )النساء‪: (41:‬‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ »‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫سِعيدٍ ‪َ ‬قا َ‬ ‫عَ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ه ت ََعالى هَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ل ب َلغْ َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ح وَأ ّ‬ ‫جىُء ُنو ٌ‬ ‫يَ ِ‬
‫قو ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ل ب َل ّغَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مت ِهِ هَ ْ‬ ‫لل ّ‬ ‫ب ‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫م ‪ ،‬أىْ َر ّ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ل ل ُِنوٍح َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ى ‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن ن َب ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جاَءَنا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن لَ‪َ ،‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شهَد ُ ل َ َ‬
‫ه قَد ْ‬ ‫شهَد ُ أن ّ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَن َ ْ‬ ‫مت ُ ُ‬‫مد ٌ ‘ وَأ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫م ً‬ ‫مأ ّ‬ ‫جعَل َْناك ُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ذِك ُْرهُ } وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ب َل ّغَ ‪ ،‬وَهْوَ قَوْل ُ ُ‬
‫ط ال ْعَد ْ ُ‬
‫ل‬ ‫س ُ‬ ‫س{ َوال ْوَ َ‬ ‫ِ‬ ‫داَء عََلى الّنا‬ ‫شهَ َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫طا ل ِت َ ُ‬ ‫س ً‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ه ِبال ْب ََلِغ َقا َ‬
‫شهَد ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫شهَ ُ‬ ‫ن فَي َ ْ‬ ‫«)) فَي ُد ْعَوْ َ‬
‫م (( )‪. (2‬‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬

‫ل الل ّهِ ‘ ‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫سِعيدٍ ‪َ ‬قا َ‬ ‫عَ َ‬


‫ل َر ُ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫واُء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دي ل ِ َ‬ ‫خَر وَب ِي َ ِ‬ ‫مةِ وَل ف ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬‫سي ّد ُ وَلدِ آد َ َ‬ ‫)) أَنا َ‬
‫واهُ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫مئ ِذٍ آد َ َ‬ ‫ي ي َوْ َ‬ ‫ن ن َب ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬‫خَر وَ َ‬ ‫مدِ وََل فَ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ض وََل‬ ‫َ‬
‫ه ا ْْلْر ُ‬ ‫شقّ عَن ْ ُ‬ ‫ن ت َن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫واِئي وَأ ََنا أ َوّ ُ‬
‫ل َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫إ ِّل ت َ ْ‬
‫م‬
‫ن آد َ َ‬ ‫ت فَي َأُتو َ‬ ‫عا ٍ‬ ‫ث فََز َ‬ ‫س ث ََل َ‬ ‫فَزعُ الّنا ُ‬ ‫ل فَي َ ْ‬ ‫خَر َقا َ‬ ‫فَ ْ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫م َفا ْ‬ ‫َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ت أُبوَنا آد َ ُ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫َ‬
‫من ْه إَلى اْل َر )‪(3‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض وَل َك ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ْ ِ‬ ‫ت ِ ُ ِ‬ ‫ت ذ َن ًْبا أهْب ِط ْ ُ‬ ‫إ ِّني أذ ْن َب ْ ُ‬
‫‪ ()1‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪(249‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري والزيادة لحمد‬

‫‪ ()3‬قال مقيده عفا الله عنه وعن والديه ‪ :‬أمــا مــا ي ُْنســب إليــه ‪‬‬
‫مــن التوســل برســول ‪ ‬فهــذا ل يصــح عنــه )) لمــا اقــترف آدم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪67‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت عََلى أهْ ِ‬
‫ل‬ ‫ل إ ِّني د َعَوْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫حا فَي َ ُ‬ ‫ن ُنو ً‬ ‫حا فَي َأُتو َ‬
‫ُ‬
‫ائ ُْتوا ُنو ً‬
‫م‬‫هي َ‬ ‫ن اذ ْهَُبوا إ َِلى إ ِب َْرا ِ‬ ‫كوا وَل َك ِ ْ‬ ‫اْل َْرض د َعْوَةً فَأهْل ِ ُ‬
‫ْ ِ‬
‫ت ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ث كذَِبا ٍ‬ ‫َ‬ ‫ت ث َل َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ل إ ِّني كذ َب ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬
‫م في َ ُ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫فَي َأُتو َ‬
‫ن‬‫ل ب َِها عَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ة إ ِّل َ‬ ‫من َْها ك َذِب َ ٌ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ْ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫سى فَي َ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سى فَي َأُتو َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ائ ُْتوا ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن الل ّهِ وَل َك ِ‬ ‫ِدي ِ‬
‫ْ‬
‫سى فَي َأُتو َ‬
‫ن‬ ‫عي َ‬ ‫ن ائ ُْتوا ِ‬ ‫سا وَل َك ِ ْ‬ ‫ف ً‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫إ ِّني قَد ْ قَت َل ْ ُ‬
‫ن ائ ُْتوا‬ ‫ن الل ّهِ وَل َك ِ ْ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل إ ِّني عُب ِد ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫قو ُ‬ ‫سى فَي َ ُ‬ ‫عي َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫ل اب ْ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ل فَي َأُتون َِني فَأن ْط َل ِقُ َ‬ ‫دا َقا َ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫س فَك َأّني أن ْظ ُُر إ َِلى َر ُ‬ ‫ل أن َ ٌ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫عا َ‬ ‫جد ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ن هَ َ‬
‫ذا‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا ُ‬ ‫قعَُها فَي ُ َ‬ ‫جن ّةِ فَأقَعْ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫قةِ َبا ِ‬ ‫حل ْ َ‬ ‫خذ ُ ب ِ َ‬ ‫ل َفآ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫قوُلو َ‬
‫ن‬ ‫ن ِبي فَي َ ُ‬ ‫حُبو َ‬ ‫ن ِلي وَي َُر ّ‬ ‫حو َ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫مد ٌ فَي َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫َ‬
‫مدِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن الث َّناِء َوال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫مِني الل ّ ُ‬ ‫دا فَي ُل ْهِ ُ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫خّر َ‬ ‫حًبا فَأ ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫ع‬
‫ش فّ ْ‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ل ت ُعْط َوا ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ل ِلي اْرفَعْ َرأ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫ذي َقا َ‬
‫ل‬ ‫مود ُ ال ّ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك وَهُوَ ال ْ َ‬ ‫قوْل ِ َ‬ ‫معْ ل ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫وَقُ ْ‬
‫موًدا {)‪(((1‬‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫قا ً‬ ‫م َ‬ ‫ك َ‬ ‫ك َرب ّ َ‬ ‫ن ي َب ْعَث َ َ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫ه } عَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يــا‬
‫آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لمــا خلقتنــي بيــدك‬
‫ونفخت في من روحك رفعت رأســي فرأيــت علــى قــوائم العــرش‬
‫مكتوبا ل إله إل الله محمد رسول الله فعلمت أنــك لـم تضـف إلـى‬
‫اسمك إل أحب الخلق إليــك فقــال اللــه صــدقت يــا آدم إنــه لحــب‬
‫الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولول محمد ما خلقتك((قال‬
‫العلمة اللباني )موضوع( السلسلة الضعيفة والموضوعة] جزء ‪- 1‬‬
‫صفحة ‪)[ 88‬برقم ‪ (25‬وانظر) التوسل أحكامه وأنواعه( له ’‪.‬‬
‫‪ ()1‬رواه الترمذي وصــححه اللبــاني وراه أحمــد عــن ابــن عبــاس‬
‫باسناد حسنه شعيب الرنــؤوط ‪ :‬حســن لغيــره دون قــول عيســى‬
‫عليه السلم " انى اتخذت الها مــن دون اللــه " فــإنه مخــالف لمــا‬
‫في الصحيح من أن عيسى لم يذكر ذنبا ثم إن هذا ل يعد له ذنبــا ‪.‬‬
‫وإســناد هــذا الحــديث ضــعيف لضــعف علــي بــن زيــد ‪ -‬وهــو ابــن‬
‫جدعان‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪68‬‬

‫ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بأصحابه ‪. ‬‬ ‫‪(3‬‬

‫رحمته بهم كما سجلها القرآن الكريم ‪:‬‬


‫م وَل َ ْ‬
‫و‬ ‫ت ل َهُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ ل ِن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مةٍ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َر ْ‬ ‫‪ -‬قال تعالى ‪ } :‬فَب ِ َ‬
‫ك َفاعْ ُ‬
‫ف‬ ‫حوْل ِ َ‬ ‫ن ََ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ب ل َن ْ َ‬‫قل ْ ِ‬ ‫ظ ال ْ َ‬‫ت فَظ ّا ً غَِلي َ‬ ‫ك ُن ْ َ‬
‫ْ‬
‫مرِ فَإ َِذا‬ ‫م ِفي ال ْ‬ ‫شاوِْرهُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫فْر ل َهُ ْ‬‫ست َغْ ِ‬
‫م َوا ْ‬‫عَن ْهُ ْ‬
‫ن{‬ ‫مت َوَك ِّلي َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬‫ه يُ ِ‬‫ن الل ّ َ‬‫ل عََلى الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫ت فَت َوَك ّ ْ‬
‫م َ‬‫عََز ْ‬
‫)آل عمران‪. (159:‬‬
‫يقول العلمة السعدي ’ )‪:(1‬‬
‫ن الله عليك أن‬
‫أي‪ :‬برحمة الله لك ولصحابك‪ ،‬م ّ‬
‫ألنت لهم جانبك‪ ،‬وخفضت لهم جناحك‪ ،‬وترققت‬
‫عليهم‪ ،‬وحسنت لهم خلقك‪ ،‬فاجتمعوا عليك‬
‫وأحبوك‪ ،‬وامتثلوا أمرك‪.‬‬
‫} ولو كنت فظا { أي‪ :‬سيئ الخلق } غليظ القلب‬
‫{ أي‪ :‬قاسيه‪ } ،‬لنفضوا من حولك { لن هذا‬
‫ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ‪.‬‬
‫فالخلق الحسنة من الرئيس في الدين‪ ،‬تجذب‬
‫الناس إلى دين الله‪ ،‬وترغبهم فيه‪ ،‬مع ما لصاحبه‬
‫من المدح والثواب الخاص‪ ،‬والخلق السيئة من‬
‫الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين‪ ،‬وتبغضهم‬
‫إليه‪ ،‬مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص‪،‬‬
‫فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول‪،‬‬
‫فكيف بغيره؟!‬
‫أليس من أوجب الواجبات‪ ،‬وأهم المهمات‪ ،‬القتداء‬
‫بأخلقه الكريمة‪ ،‬ومعاملة الناس بما يعاملهم به ‘‪،‬‬

‫‪()1‬تفسير السعدي ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(154‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪69‬‬

‫من اللين وحسن الخلق والتأليف‪ ،‬امتثال لمر الله‪،‬‬


‫وجذبا لعباد الله لدين الله‪.‬‬
‫ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم‬
‫من التقصير في حقه ‘‪ ،‬ويستغفر لهم في التقصير‬
‫في حق الله‪ ،‬فيجمع بين العفو والحسان‪.‬‬
‫} وشاورهم في المر { أي‪ :‬المور التي تحتاج إلى‬
‫استشارة ونظر وفكر‪ ،‬فإن في الستشارة من‬
‫الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ما ل يمكن‬
‫حصره‪:‬‬
‫منها‪ :‬أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى‬
‫الله‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن فيها تسميحا ً لخواطرهم‪ ،‬وإزالة لما‬
‫يصير في القلوب عند الحوادث‪ ،‬فإن من له المر‬
‫على الناس ‪-‬إذا جمع أهل الرأي‪ :‬والفضل‬
‫وشاورهم في حادثة من الحوادث‪ -‬اطمأنت‬
‫نفوسهم وأحبوه‪ ،‬وعلموا أنه ليس بمستبد عليهم‪،‬‬
‫وإنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع‪،‬‬
‫فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته‪ ،‬لعلمهم‬
‫بسعيه في مصالح العموم‪ ،‬بخلف من ليس كذلك‪،‬‬
‫فإنهم ل يكادون يحبونه محبة صادقة‪ ،‬ول يطيعونه‬
‫وإن أطاعوه فطاعة غير تامة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في الستشارة تنور الفكار‪ ،‬بسبب‬
‫إعمالها فيما وضعت له‪ ،‬فصار في ذلك زيادة‬
‫للعقول‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬ما تنتجه الستشارة من الرأي‪ :‬المصيب‪،‬‬
‫فإن المشاور ل يكاد يخطئ في فعله‪ ،‬وإن أخطأ أو‬
‫لم يتم له مطلوب‪ ،‬فليس بملوم‪ ،‬فإذا كان الله‬
‫يقول لرسوله ‪ -‘-‬وهو أكمل الناس عقل وأغزرهم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪70‬‬

‫علما‪ ،‬وأفضلهم رأيا‪ } :-‬وشاورهم في المر {‬


‫فكيف بغيره؟!‬
‫ثم قال تعالى‪ } :‬فإذا عزمت { أي‪ :‬على أمر من‬
‫المور بعد الستشارة فيه‪ ،‬إن كان يحتاج إلى‬
‫استشارة } فتوكل على الله { أي‪ :‬اعتمد على‬
‫حول الله وقوته‪ ،‬متبرئا من حولك وقوتك‪ } ،‬إن‬
‫الله يحب المتوكلين { عليه‪ ،‬اللجئين إليه‪.‬‬

‫يقول الستاذ سيد قطب ’)‪: (1‬‬


‫) ويمضي السياق القرآني في جولة جديدة ‪ ..‬جولة‬
‫محورها شخص رسول الله ‪ ‬وحقيقته النبوية‬
‫الكريمة وقيمة هذه الحقيقة الكبيرة في حياة المة‬
‫المسلمة ؛ ومدى ما يتجلى فيها من رحمة الله‬
‫بهذه المة وحول هذا المحور خيوط أخرى من‬
‫المنهج السلمي في تنظيم حياة الجماعة المسلمة‬
‫‪ ،‬وأسس هذا التنظيم فنجد حقيقة الرحمة اللهية‬
‫المتمثلة في أخلق النبي ‪ ‬وطبيعته الخيرة‬
‫الرحيمة الهينة اللينة ‪ ،‬المعدة لن تتجمع عليها‬
‫القلوب وتتألف حولها النفوس ‪.‬‬
‫فيتوجه الخطاب إليه ‪ ‬يطيب قلبه وإلى‬
‫المسلمين يشعرهم نعمة الله عليهم به ‪ ..‬ويذكره‬
‫ويذكرهم رحمة الله الممثلة في خلقه الكريم‬
‫الرحيم ‪ ،‬الذي تتجمع حوله القلوب ‪ ..‬الذي هو‬
‫أفضل من الملئكة لن الملئكة من العالمين ‪،‬‬
‫وأن القوم لما انهزموا عن النبي ‘ يوم أحد ثم‬

‫‪()1‬في ظلل القرآن ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ (276-277‬بتصرف‪.‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪71‬‬

‫عادوا لم يخاطبهم الرسول ‪ ‬بالتغليظ والتشديد‬


‫وإنما خاطبهم بالكلم اللين ‪ ،‬ليستجيش كوامن‬
‫الرحمة في قلبه ‪ ‬فتغلب على ما أثاره تصرفهم‬
‫فيه ؛ وليحسوا هم حقيقة النعمة اللهية بهذا النبي‬
‫الرحيم ثم يدعو أن يعفو عنهم ويستغفر الله‬
‫لهم ‪ ..‬وأن يشاورهم في المر كما كان يشاورهم‬
‫غير متأثر بنتائج الموقف – غزوة أحد – لبطال هذا‬
‫المبدأ الساس في الحياة السلمية ‪.‬‬
‫فهي رحمة الله نالته ونالتهم ؛ فجعلته ‘ رحيما ً بهم‬
‫‪ ،‬لينا ً معهم ولو كان فظا ً غليظ القلب ما تألفت‬
‫حوله القلوب ول تجمعت حوله المشاعر ‪ .‬فالناس‬
‫في حاجة إلى كنف رحيم وإلى رعاية فائقة ‪ ،‬وإلى‬
‫بشاشة سمحة وود يسعهم وحلم ل يضيق بجهلهم‬
‫وضعفهم ونقصهم ‪ ..‬في حاجة إلى قلب كبير‬
‫يعطيهم ول يحتاج منهم إلى عطاء ؛ ويحمل‬
‫همومهم ول يعينهم بهمة ويجدون عنده الهتمام‬
‫والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء وهكذا‬
‫كان قلب رسول الله ‪ ‬وهكذا كانت حياته مع‬
‫الناس ما غضب لنفسه قط ول ضاق صدره‬
‫بضعفهم البشري ‪ ،‬ول احتجز لنفسه شيئا ً من‬
‫أعراض هذه الحياة بل أعطاهم كل ما كانت يداه‬
‫في سماحة ندية ووسعهم حلمه وبره وعطفه‬
‫ووده الكريم ‪ .‬ومامن واحد منهم عاشره أو رآه إل‬
‫امتل قلبه بحبه ؛ نتيجة لما أفاض عليه ‘ من نفسه‬
‫الكبيرة الرحيمة ‪.‬‬
‫وكأن الله جل جلله يقول له ‪ :‬فبرحمة الله يا‬
‫مـحمد ورأفته بك‪ ،‬وبـمن آمن بك من أصحابك‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪72‬‬

‫لنت لهم لتّبـاعك وأصحابك فسهلت لهم خلئقك‪،‬‬


‫وحسنت لهم أخلقك‪ ،‬حتـى احتـملت أذى من نالك‬
‫منهم أذاه‪ ،‬وعفوت عن ذي الـجرم منهم جرمه‪،‬‬
‫وأغضبت عن كثـير مـمن لو جفوت به وأغلظت‬
‫علـيه ‪ ،‬لتركك ففـارقك ولـم يتبعك ول ما بعثت به‬
‫من الرحمة‪ ،‬ولكن الله رحمهم ورحمك معهم ‪.‬‬
‫فطبيعتك يا محمد طبيعة تتناسب لما يطلب‬
‫منك في هذه المسألة فهم خالفوك ولم يستجيبوا‬
‫ي عباد الله ‪ .‬إني رسول الله‬
‫لك حينما قلت ‪ " :‬إل ّ‬
‫فظ وُيغضب ولكنه ل ُيحفظ‬ ‫" ‪ ،‬وهذا شئ ُيح ِ‬
‫طبيعتك ول ُيغضب سجيتك لنك مفطور مع أمتك‬
‫على الرحمة فكأنه يريد أن ُيحنن رسول الله ‘‬
‫على أمته التي أصابته بالغم ‪ ،‬وهذه الية جاءت‬
‫عقب أحداث حدثت في أحد ‪:‬‬
‫الحدث الول ‪ :‬أنه ‪ ‬رأى أل يخرج إلى قتال‬
‫قريش خارج المدينة بل يظل في المدينة ‪ ،‬فأشار‬
‫عليه المحبون للشهادة والقتال للتعويض كما فاتهم‬
‫من شرف القتال في بدر أن يخرج إليهم فنزل‬
‫رسول الله ‪ ‬عند رأيهم ولبس لمته فلما أحسوا‬
‫أنهم أشاروا على رسول الله بما يخالف ما كان قد‬
‫بدر منه تراجعوا وقالوا ‪ :‬يا رسول الله إن رأيت أل‬
‫نخرج ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما ينبغي لنبي إذا لبس لمته أن‬
‫يضعها حتى يقاتل " ‪.‬‬
‫ي ابن سلول‬ ‫ُ‬
‫الحدث الثاني ‪ :‬تخلف عبد الله بن أب ّ‬
‫– رأس المنافقين ‪ -‬بثلث الجيش ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪73‬‬

‫الحدث الثالث ‪ :‬مخالفة الرماة لمره ‪ ‬وتركهم‬


‫مواقعهم على الرغم من أنه ‘ قد حذرهم من ذلك‬
‫مره على الرماة ‪" :‬‬
‫وقال لعبد الله بن جبير الذي أ ّ‬
‫أنضح عّنا الخيل بالّنبل ‪ ،‬ل يأتونا من خلفنا إن‬
‫كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك من ِقبلك " ولكنهم‬
‫خالفوا أمر رسول الله ‪.‬‬
‫الحدث الرابع ‪ :‬فرارهم حينما قيل ‪ُ :‬قتل رسول‬
‫الله ‪.‬‬
‫الحدث الخامس ‪ :‬حيث كان يدعوهم ؛ فروا ل‬
‫يلوون على شئ ‪.‬‬
‫كل هذه الحداث كادت تترك في نفسه ‪‬‬
‫آثارا ً ‪ ،‬فبالرحمة التي ُأودعت في قلبك فاستعملها‬
‫في كل مجال وبها قد التفوا حولك لدبك الجم‬
‫ولتواضعك الوافر لجمال خلقك ‪ ،‬ولبسمتك الحانية‬
‫‪ ،‬ونظرتك المواسية ‪ ،‬لتقديرك لظرف كل واحد‬
‫حتى أنك إذا وضع أي واحد منهم يده في يدك لم‬
‫ل‪،‬‬ ‫خل ُقٌ عا ٍ‬ ‫تسحب يدك أنت حتى يسحبها هو ‪ُ ،‬‬
‫خلقك‬ ‫فاجعله حيثيه لتتنازل عن الهفوات وليسعها ُ‬
‫وحلمك ‪ ،‬لنك في دور التربية والتأديب ‪ .‬وهي ل‬
‫تقتضي أن تغضب لي بادرة تبدر منهم } وَل َوْ ك ُن ْ َ‬
‫ت‬
‫ك { ‪ ،‬لنك‬ ‫حوْل ِ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ضوا ِ‬ ‫ب َلن ْ َ‬
‫ف ّ‬ ‫قل ْ ِ‬
‫ظ ال ْ َ‬
‫فَظ ّا ً غَِلي َ‬
‫تخرجهم عما ألفوا من أمور الجاهلية والذي يخرج‬
‫واحدا ً عما ألف ل يصح أن يجمع عليه اخراجه عما‬
‫اعتاد بالسلوب الخشن الفظ لنه في حاجة إلى‬
‫التودد والرحمة والملطفة ‪ ،‬ولتكن معهم لينا ً‬
‫ن{‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫من ات ّب َعَ َ‬ ‫ح َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ض َ‬‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬
‫}َوا ْ‬
‫ْ‬
‫ف‬‫مْر ِبال ْعُْر ِ‬ ‫فوَ وَأ ُ‬ ‫خذِ ال ْعَ ْ‬ ‫)الشعراء‪ (215 :‬وقال‪ُ } :‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪74‬‬

‫ك ل َعََلى ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫خل ٍ‬ ‫ن {‪} ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جاهِِلي َ‬ ‫رض عَ ِ‬
‫وَأعْ ِ‬
‫ظيم ٍ { )القلم‪. (4 :‬‬ ‫عَ ِ‬

‫سك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ف ِ‬‫ن أ َن ْ ُ‬‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫‪ -‬قال تعالى ‪ }:‬ل َ َ‬
‫قد ْ َ‬
‫ف‬
‫ؤو ٌ‬‫ن َر ُ‬‫مِني َ‬ ‫م ِبال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ص عَل َي ْك ُ ْ‬‫ري ٌ‬ ‫ح ِ‬‫م َ‬ ‫زيٌز عَل َي ْهِ َ‬
‫ما عَن ِت ّ ْ‬ ‫عَ ِ‬
‫م { )التوبة‪. (128:‬‬ ‫حي ٌ‬‫َر ِ‬
‫قال الرازي ’)‪(1‬‬

‫((فيه مسائل ‪:‬‬

‫‪()1‬التفسير الكبير )جـ ‪ / 8‬صـ ‪(193 -191‬بتصريف‪.‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪75‬‬

‫المسألة الولى ‪ :‬اعلم أنه تعالى لما أمر رسوله‬


‫‪ ‬أن يبلغ في هذه السورة إلى الخلق تكاليف‬
‫شاقة شديدة صعبة يعسر تحملها‪ ،‬إل لمن خصه‬
‫الله تعالى بوجوه التوفيق والكرامة‪ ،‬ختم السورة‬
‫بما يوجب سهولة تحمل تلك التكاليف‪ ،‬وهو أن هذا‬
‫الرسول منكم‪ ،‬فكل ما يحصل له من العز‬
‫والشرف في الدنيا فهو عائد إليكم‪ .‬وأيضا ً فإنه‬
‫بحال يشق عليه ضرركم وتعظم رغبته في إيصال‬
‫خير الدنيا والخرة إليكم‪ ،‬فهو كالطبيب المشفق‬
‫والب الرحيم في حقكم‪ ،‬والطبيب المشفق ربما‬
‫أقدم على علجات صعبة يعسر تحملها‪ ،‬والب‬
‫الرحيم ربما أقدم على تأديبات شاقة‪ ،‬إل أنه لما‬
‫عرف أن الطبيب حاذق‪ ،‬وأن الب مشفق‪ ،‬صارت‬
‫تلك المعالجات المؤلمة متحملة‪ ،‬وصارت تلك‬
‫التأديبات جارية مجرى الحسان‪ .‬فكذا ههنا لما‬
‫عرفتم أنه رسول حق من عند الله‪ ،‬فاقبلوا منه‬
‫هذه التكاليف الشاقة لتفوزوا بكل خير ‪..‬‬
‫أنه تعالى وصف الرسول في هذه الية بخمسة‬
‫أنواع من الصفات ‪:‬‬

‫سك ُ ْ‬
‫م { وفي‬ ‫ن َأن ُ‬
‫ف ِ‬ ‫م ْ‬
‫الصفة الولى ‪ :‬قوله } ّ‬
‫تفسيره وجوه‪:‬‬
‫س‬ ‫نا‬ ‫لل‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫الول‪ :‬يريد أنه بشر مثلكم كقوله‪} :‬أ َ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫عَجبا أ َ َ‬
‫م { )يونس‪(2 :‬‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ل ّ‬ ‫ج ٍ‬‫حي َْنا إ ِل َ ٰى َر ُ‬ ‫ن أو ْ َ‬
‫َ ً ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م { )فصلت‪(6 :‬‬ ‫مث ْلك ُ ْ‬‫شٌر ّ‬ ‫ما أن َا ب َ َ‬
‫وقوله‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫والمقصود أنه لو كان من جنس الملئكة لصعب‬
‫المر بسببه على الناس ‪..‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪76‬‬

‫م { أي من العرب قال ابن‬ ‫سك ُ ْ‬


‫ف ِ‬‫ن َأن ُ‬
‫م ْ‬
‫الثاني ‪ّ } :‬‬
‫عباس‪ :‬ليس في العرب قبيلة إل وقد ولدت النبي‬
‫‪À‬بسبب الجدات‪ ،‬مضرها وربيعها ويمانيها ‪..‬‬
‫والمقصود منه ترغيب العرب في نصرته‪ ،‬والقيام‬
‫بخدمته‪ ،‬كأنه قيل لهم‪ :‬كل ما يحصل له من الدولة‬
‫والرفعة في الدنيا فهو سبب لعزكم ولفخركم‪ ،‬لنه‬
‫منكم ومن نسبكم ‪..‬‬
‫م { خطاب لهل الحرم‪،‬‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ن َأن ُ‬
‫ف ِ‬ ‫م ْ‬
‫الثالث ‪ّ } :‬‬
‫وذلك لن العرب كانوا يسمون أهل الحرم أهل‬
‫الله وخاصته‪ ،‬وكانوا يخدمونهم ويقومون بإصلح‬
‫مهماتهم فكأنه قيل للعرب‪ :‬كنتم قبل مقدمه‬
‫مجدين مجتهدين في خدمة أسلفه وآبائه‪ ،‬فلم‬
‫تتكاسلون في خدمته مع أنه ل نسبة له في‬
‫الشرف والرفعة إلى أسلفه؟ ‪.‬‬
‫والقول الرابع‪ :‬أن المقصود من ذكر هذه الصفة‬
‫التنبيه على طهارته‪ ،‬كأنه قيل‪ :‬هو من عشيرتكم‬
‫تعرفونه بالصدق والمانة والعفاف والصيانة‪،‬‬
‫وتعرفون كونه حريصا ً على دفع الفات عنكم‬
‫وإيصال الخيرات إليكم‪ ،‬وإرسال من هذه حالته‬
‫وصفته يكون من أعظم نعم الله عليكم‪ .‬وقرىء‬
‫م { أي من أشرفكم وأفضلكم‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ن َأن َ‬
‫ف ِ‬ ‫م ْ‬
‫} ّ‬
‫هي قراءة رسول الله وفاطمة وعائشة ‪.ù‬‬
‫والقول الخامس ‪ :‬أنه قال " من أنفسكم " ولم‬
‫يقل ‪ :‬جاءكم رسول منكم ‪ ،‬وهي أشد حساسية‬
‫وأعمق صلة وأدل على نوع الوشيمة التي تربطهم‬
‫‪ .‬فهو بضعة من أنفسهم تتصل بهم صلة النفس‬
‫بالنفس ‪..‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪77‬‬

‫م{‬ ‫زيٌز عَل َي ْهِ َ‬


‫ما عَن ِت ّ ْ‬ ‫الصفة الثانية ‪ :‬قوله تعالى }عَ ِ‬
‫والعزيز هو الغالب الشديد‪ ،‬والعزة هي الغلبة‬
‫والشدة‪ .‬وأما العنت هي المشقة والشدة والمعنى‬
‫أي يشق عليه مكروهكم‪ ،‬وأولى المكاره بالدفع‬
‫مكروه عقاب الله تعالى‪ ،‬وهو إنما أرسل ليدفع هذا‬
‫المكروه ‪..‬‬
‫م { وهو‬ ‫ص عَل َي ْك ُ ْ‬
‫ري ٌ‬
‫ح ِ‬
‫الصفة الثالثة ‪ :‬قوله } َ‬
‫الحرص على إيصال الخيرات إليكم في الدنيا‬
‫والخرة ‪ ،‬فهو شديدة معزته عن وصول شيء من‬
‫آفات الدنيا والخرة إليكم ‪ ..‬ل ُيلقى بكم في‬
‫المهالك ول يدفع بكم إلى المهاوي فإذا هو كلفكم‬
‫الجهاد وركوب الصعاب فما ذلك من هوان بكم‬
‫عليه ول بقسوة في قلبه وغلظة ‪ ،‬إنما هي الرحمة‬
‫في صورة من صورها ‪ .‬الرحمة بكم من الذل‬
‫والهوان والرحمة بكم من الذنب والخطيئة‬
‫والحرص عليكم أن يكون لكم شرف حمل الدعوة‬
‫وحفظ رضوان الله والجنة التي وعد المتقون ‪..‬‬

‫الصفة الرابعة والخامسة‪ :‬قال ابن عباس ‪:ù‬‬


‫سماه الله تعالى باسمين من أسمائه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫م { ولم يقل ‪ :‬رؤوف‬‫حي ٌ‬
‫ف ّر ِ‬
‫ن َرءو ٌ‬
‫مِني َ‬ ‫}ب ِٱل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫رحيم بالمؤمنين‪ ،‬فلم ترك هذا النسق ؟‬
‫م{‬‫حي ٌ‬
‫ف ّر ِ‬
‫ن َرءو ٌ‬
‫مِني َ‬ ‫الجواب أن قوله‪} :‬ب ِٱل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫يفيد الحصر بمعنى أنه ل رأفة ول رحمة له إل‬
‫بالمؤمنين‪ .‬فأما الكافرون فليس له عليهم رأفة‬
‫ورحمة‪ ،‬وهذا كالمتمم لقدر ما ورد في هذه‬
‫السورة من التغليظ كأنه يقول‪ :‬إني وإن بالغت‬
‫في هذه السورة في التغليظ إل أن ذلك التغليط‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪78‬‬

‫على الكافرين والمنافقين‪ .‬وأما رحمتي ورأفتي‬


‫فمخصوصة بالمؤمنين فقط ‪ ،‬فلهذه الدقيقة عدل‬
‫على ذلك النسق((‪.‬‬

‫نماذج من رحمته ‪ ‬بأصحابه‬

‫)( مراعاته مشاعر الضعفاء من أصحابه ‪:‬‬


‫ل ‪ :‬قال رسول الله‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرةَ ‪ ‬أنه َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫متي ما َتخّلفت عن‬ ‫ُ‬
‫شقّ على أ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫‪ )) : ‬لول أ ْ‬
‫ملهم‬ ‫ة‪ ،‬ول أجد ما أح ِ‬ ‫سريةٍ ولكن ل أجد حمول ً‬ ‫َ‬
‫ت أني‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ي أن َيتخلفوا عني ‪ ،‬ولوَِدد ُ‬ ‫شقّ عل ّ‬ ‫ه‪ ،‬وي َ ُ‬ ‫علي ِ‬
‫م ُقتل ُ‬
‫ت‬ ‫حِييت‪ ،‬ث ّ‬‫ت ثم أ ْ‬ ‫ل الله فقُِتل ُ‬‫ت في سبي ِ‬ ‫قاتل ُ‬
‫م ُأحييت (()‪. (1‬‬ ‫ث ّ‬
‫)( تأثره بحزن أصحابه ورقة قلبه لهم ‪:‬‬
‫ومن رحمته ‪ ‬أنه كان إذا رأى أحد أصحابه في‬
‫حالة شدة وبأس يحزن لجل ذلك حزنا ً شديدا ً‬
‫ن‬‫ويرق قلبه ويبكي متأثرا ً من ذلك الموقف ‪ ،‬فعَ ْ‬
‫ن عَُباد َةَ‬ ‫سعْد ُ ب ْ ُ‬ ‫كى َ‬ ‫شت َ َ‬
‫ل ‪)) :‬ا ْ‬ ‫مَر ‪َ ù‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ِ‬ ‫عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ن بْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬‫معَ عَب ْدِ الّر ْ‬ ‫ي ‪ ‬ي َُعود ُهُ َ‬ ‫ه فَأَتاهُ الن ّب ِ ّ‬ ‫وى ل َ ُ‬ ‫شك ْ َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫سُعودٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ص وَعَب ْدِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫ن أِبي وَّقا ٍ‬ ‫سعْدِ ب ْ ِ‬ ‫ف وَ َ‬ ‫عَوْ ٍ‬
‫ة‬
‫شي َ ِ‬ ‫غا ِ‬ ‫جد َهُ ِفي َ‬ ‫ل عَل َي ْهِ فَوَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ما د َ َ‬ ‫م فَل َ ّ‬‫ه عَن ْهُ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫كى‬‫ل الل ّهِ فَب َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ضى َقاُلوا َل َيا َر ُ‬ ‫ل قَد ْ قَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫أ َهْل ِهِ فَ َ‬
‫ل أ ََل‬ ‫قا َ‬ ‫وا فَ َ‬ ‫ي ‘ ب َك َ ْ‬ ‫كاَء الن ّب ِ ّ‬‫م بُ َ‬ ‫قو ْ ُ‬‫ما َرَأى ال ْ َ‬ ‫ي ‪ ‬فَل َ ّ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬

‫‪()1‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪79‬‬

‫ن‬‫حْز ِ‬ ‫ن وََل ب ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مِع ال ْعَي ْ‬ ‫ب ب ِد َ ْ‬‫ه َل ي ُعَذ ّ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن إِ ّ‬‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ح ُ‬
‫سان ِهِ أوْ ي َْر َ‬ ‫شاَر إ َِلى ل ِ َ‬ ‫ذا وَأ َ‬ ‫ب ب ِهَ َ‬‫ن ي ُعَذ ّ ُ‬‫ب وَل َك ِ ْ‬‫قل ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وإن ال ْميت يعذ ّب بب َ َ‬
‫مُر ‪‬‬ ‫ن عُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه((وَ َ‬ ‫كاِء أهْل ِهِ عَل َي ْ ِ‬ ‫َ ّ َ َُ ُ ُِ‬ ‫َِ ّ‬
‫حِثي‬ ‫جاَرةِ وَي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫مي ِبال ْ ِ‬ ‫صا وَي َْر ِ‬ ‫ب ِفيهِ ِبال ْعَ َ‬ ‫ضر ِ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ب)‪.(1‬‬ ‫ِبالت َّرا ِ‬

‫)( النهي عن المشقة في العبادات ‪:‬‬


‫س‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عن حميد بن أ َبي حميد الط ّوي َ‬
‫معَ أن َـ َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل أن ّ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ َ ْ ٍ‬ ‫ُ َ ْ ِ ْ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ت أْزَواِج‬ ‫ط إ ِل َــى ب ُي ُــو ِ‬ ‫ة َرهْـ ٍ‬ ‫جاَء َثلث َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك ‪ ‬يَ ُ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫بْ َ‬
‫النبي ‪ ‬ي َ‬
‫خب ِـُروا‬ ‫مــا أ ُ ْ‬ ‫ي ‪ ‬ف َل َ ّ‬ ‫عَباد َةِ الن ّب ِ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫سأُلو َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّ ّ‬
‫َ َ‬
‫هــا ) أي رأى كــل منهــم أنهــا قليلــة (‬ ‫قاّلو َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫كــأن ّهُ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫مــا ت َقَ ـد ّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل َـ ُ‬ ‫ي ‘ قَد ْ غ ُ ِ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫قاُلوا وَأي ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫خَر ) أي أنهم ظنوا بأن من لم يعلم‬ ‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫مغفرة ذنوبه يحتاج إلى المبالغة فــي العبــادة أكــثر‬
‫ل‬ ‫من النبي ‪ ‬رجــاء أن تحصــل لــه المغفــرة ( قَــا َ‬
‫خـُر أ َن َــا‬ ‫لآ َ‬ ‫دا وََقا َ‬ ‫أ َحدهُم أ َما أ َنا فَإني أ ُصّلي الل ّي َ َ‬
‫ل أب َ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ ّ َ ِّ‬
‫ســاَء‬ ‫ل الن ّ َ‬ ‫خُر أ ََنا أ َعْت َزِ ُ‬ ‫لآ َ‬ ‫م الد ّهَْر َول أ ُفْط ُِر وََقا َ‬ ‫صو ُ‬ ‫أ ُ‬
‫َ‬
‫َفل أ َتزو َ‬
‫ل‬ ‫م فَقَــا َ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ ‬إ ِل َي ْهِـ ْ‬ ‫ســو ُ‬ ‫جــاَء َر ُ‬ ‫دا فَ َ‬ ‫ج أب َـ ً‬ ‫ََ ّ ُ‬
‫ما َوالل ّـهِ إ ِن ّــي ل َ ْ‬ ‫ذا وك َ َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫شــاك ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫م كَ َ َ‬ ‫ن قُل ْت ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫أن ْت ُ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ِل ّهِ وَأ َت ْ َ‬
‫ص ـّلي وَأْرقُ ـد ُ‬ ‫م وَأفْط ُِر وَأ َ‬ ‫صو ُ‬ ‫ه ل َك ِّني أ ُ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫قاك ُ ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫وأ َتزوج (()‪ (2‬ولمســلم ‪ ) :‬عَـ َ‬
‫مـ ْ‬
‫ف ـًرا ِ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫سأ ّ‬ ‫ن أن َـ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مِلــ ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ي ‪ ‬عَ ْ‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫سأُلوا أْزَوا َ‬ ‫ي‪َ ‬‬ ‫ب الن ّب ِ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪80‬‬

‫ل‬‫ســاَء وَقَــا َ‬ ‫َ‬ ‫قــا َ‬ ‫س ـّر فَ َ‬


‫ج الن ّ َ‬ ‫م ل أت َـَزوّ ُ‬ ‫ض ـهُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫فِــي ال ّ‬
‫م عَل َــى‬ ‫َ‬
‫م ل أن َــا ُ‬ ‫ضـهُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫م وَقَــا َ‬ ‫حـ َ‬ ‫ل الل ّ ْ‬ ‫م ل آك ُـ ُ‬ ‫ض هُ ْ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫ل ما بــا ُ َ‬ ‫ه وَأ َث َْنى عَل َي ْهِ فَ َ‬
‫وام ٍ‬ ‫ل أْقــ َ‬ ‫قا َ َ َ‬ ‫مد َ الل ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ش فَ َ‬ ‫فَِرا ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م وَأفْط ِـُر‬ ‫صــو ُ‬ ‫م وَأ ُ‬ ‫صـّلي وَأن َــا ُ‬ ‫ذا ل َك ِّني أ َ‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫َقاُلوا ك َ َ‬
‫َ‬
‫س‬‫ســن ِّتي فَل َْيــ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عــ ْ‬‫ب َ‬ ‫ن َرِغــ َ‬ ‫مــ ْ‬ ‫ســاَء فَ َ‬ ‫ج الن ّ َ‬ ‫وَأَتــَزوّ ُ‬
‫مّني (‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ت عَل َــى‬ ‫م ُ‬ ‫ل‪ :‬قَـدِ ْ‬ ‫ي ‪ ،‬قَــا َ‬ ‫س ال ِْهلل ِـ ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن ك َهْ َ‬ ‫‪ -‬وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ت عَن ْـ ُ‬ ‫جـ ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْـد َهُ ث ُـ ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫مـ ُ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ ، ‬وَأقَ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مــا‬ ‫ه‪ ،‬أ َ‬ ‫ل الّلــ ِ‬ ‫ســو َ‬ ‫ت‪َ :‬يــا َر ُ‬ ‫قْلــ ُ‬ ‫ل‪ ،‬فَ ُ‬ ‫حــوْ ٍ‬ ‫ه ب َْعــد َ َ‬ ‫َفــأت َي ْت ُ ُ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫عن ْـد َ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ذي ك ُن ْـ ُ‬ ‫ت‪ :‬أن َــا ال ّـ ِ‬ ‫ل‪":‬ل"‪ ،‬قُل ْـ ُ‬ ‫ت َعْرِفُِني؟‪َ ،‬قا َ‬
‫َ‬ ‫عا َ‬
‫ت‬ ‫ما أك َْلــ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫دي؟"‪َ ،‬قا َ‬ ‫ك ب َعْ ِ‬ ‫ما غَي َّر َ‬ ‫ل‪":‬فَ َ‬ ‫ل‪َ ،‬قا َ‬ ‫م أ وّ ٍ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ذي ِ‬ ‫ك ب ِت َعْ ِ‬ ‫مَر َ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪":‬فَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬قا َ‬ ‫من ْذ ُ َفاَرقْت ُ َ‬ ‫ما بنَهارٍ ُ‬ ‫ط ََعا ً‬
‫حت ّــى‬ ‫ت‪ :‬زِد ْن ِــي‪َ ،‬‬ ‫سُرِر"‪ ،‬قُل ْـ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِ‬ ‫م ي َوْ ً‬ ‫ص ْ‬ ‫ك‪ُ ،‬‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ر"‪" :.‬فــى روايــة‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫م َثلث َـ َ‬ ‫قَــا َ‬
‫شـهْ ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ة أي ّــام ٍ ِ‬ ‫صـ ْ‬ ‫ل‪ُ ":‬‬
‫)) فأسلمت فأتيت النبي ‪ : ‬فأخبرته بإســلمي‬
‫فمكثت حول وقد ضمرت ونحل جســمي ثــم أتيتــه‬
‫م رفعه قلــت ‪ :‬أمــا تعرفنــي ؟‬ ‫ي البصر ث ّ‬ ‫فخفض ف ّ‬
‫مــس الهللــي ‪،‬‬ ‫قــال ‪ :‬ومــن أنــت ؟ قلــت ‪ :‬أنــا ك َهْ ِ‬
‫قال ‪ :‬فمــا بلــغ بــك مــا أرى ؟ قلــت ‪ :‬مــا أفطــرت‬
‫بعدك نهارا ول نمــت ليل ‪ ،‬فقــال ‪ :‬ومــن أمــرك أن‬
‫ذب نفسك ؟!‪ .‬صم شهر الصبر ومــن كــل شــهر‬ ‫تع ّ‬
‫يوما ‪ .‬قلت زدني ‪ ،‬قــال ‪ :‬صــم شــهر الصــبر ومــن‬
‫كل شهر يومين ‪ ،‬قلــت ‪ :‬زدنــي أجــد قــوة ‪ ،‬قــال ‪:‬‬
‫ل شهر ثلثة أيام " ‪(1).‬‬ ‫صم شهر الصبر ومن ك ّ‬
‫‪ ()1‬مسند الطيالسي رواه الطــبراني فــي الكــبير ‪ 19/194‬رقــم‬
‫‪ 435‬وهو في السلسلة الصحيحة برقم ‪.2623‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪81‬‬

‫خط ُ ُ‬
‫ب‬ ‫ي ‪ ‬يَ ْ‬ ‫ل‪ :‬ب َي َْنا الن ّب ِ ّ‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سَراِئي َ‬
‫ل‬ ‫قاُلوا أُبو إ ِ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ل عَن ْ ُ‬ ‫سأ َ‬ ‫ل َقائ ِم ٍ فَ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫إ َِذا هُوَ ب َِر ُ‬
‫َ‬
‫م‬
‫صو َ‬‫م وَي َ ُ‬ ‫ل وََل ي َت َك َل ّ َ‬ ‫ست َظ ِ ّ‬ ‫قعُد َ وََل ي َ ْ‬ ‫م وََل ي َ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬‫ن َذ ََر أ ْ‬
‫قعُد ْ‬‫ل وَل ْي َ ْ‬ ‫ست َظ ِ ّ‬ ‫م وَل ْي َ ْ‬ ‫مْرهُ فَل ْي َت َك َل ّ ْ‬ ‫ي ‪ُ :‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ه(()‪.(1‬‬ ‫م ُ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫وَل ْي ُت ِ ّ‬
‫ل‪:‬‬‫ص ‪َ ‬قا َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال َْعا‬ ‫ِ‬ ‫رو ب ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن عَب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫‪ -‬وعَ ْ‬
‫َ‬ ‫ن الل ّي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أُ ْ‬
‫ن‬‫م ّ‬ ‫صو َ‬ ‫ل وَل ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ل‪ :‬لُقو َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ل الل ّهِ أن ّ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫خب َِر َر ُ‬
‫ذي‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » : ‬آن ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ت‪ .‬فَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫الن َّهاَر َ‬
‫ل الل ّهِ ‪،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ه َيا َر ُ‬ ‫ه‪ :‬قَد ْ قُل ْت ُ ُ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل ذِلك؟ « فَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫م‬‫ص ْ‬ ‫ك‪ .‬فَ ُ‬ ‫طيعُ ذل ِ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ك ل َ تَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » :‬فَإ ِن ّ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫شهر ث َل َث َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م‪ .‬فَإ ِ ّ‬ ‫ة أّيا ٍ‬ ‫ن ال ّ ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫م‪ :‬وَ ُ‬ ‫م وَقُ ْ‬ ‫وَأفْط ِْر‪ .‬وَن َ ْ‬
‫ة بع ْ َ‬
‫ر«‬ ‫صَيام ِ الد ّهْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫مَثال َِها‪ .‬وَذ َل ِ َ‬ ‫شر ِ أ ْ‬ ‫سن َ َ ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وما ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ل‪ُ » :‬‬ ‫ن ذ َِلك‪َ .‬قا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫طيقُ أفْ َ‬ ‫ت‪ :‬فَإ ِّني أ ِ‬ ‫قُل ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫طيقُ أفْ َ‬ ‫ت‪ :‬فَإ ِّني أ ِ‬ ‫ن « قُل ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مي ْ‬‫وَأفْط ِْر ي َوْ َ‬
‫ومًا‪ .‬وَذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫وما ً وَأفْط ِْر ي َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ص ْ‬‫ل‪ُ » :‬‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬
‫َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫صَيام ِ « قُل ْ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م‪ ،‬وَهُوَ أعْد َ ُ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫م َداوُد َ عَل َي ْهِ ال ّ‬ ‫صَيا ُ‬ ‫ِ‬
‫ل اللهِ ‪» :‬ل َ‬ ‫ّ‬ ‫ك‪َ .‬قا َ‬ ‫ن ذل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫طيقُ أفْ َ‬ ‫فَإ ِّني أ ِ‬
‫َ‬
‫رو ‪ :ù‬ل َ ْ‬
‫ن‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ل عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬ ‫ن ذِلك « َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫أفْ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪،‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م ال ِّتي َقا َ‬ ‫ة الّيا َ‬
‫ن قَبل ْت الث ّل َث َ َ َ‬
‫كو َ ِ ُ‬ ‫أَ ُ‬
‫ماِلي « )‪. (2‬‬ ‫أ َحب إل َي م َ‬
‫ن أهِْلي وَ َ‬ ‫َ ّ ِ ّ ِ ْ‬
‫‪ -‬عن أبي هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول الله ‪: ‬‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫ص ُ‬
‫وا ِ‬ ‫ل (( َقاُلوا‪ :‬فَإ ِن ّ َ‬
‫ك تُ َ‬ ‫صا َ‬ ‫م َوال ْوِ َ‬‫)) إ ِّياك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫مث ِْلي‪ .‬إ ِّني أِبي ُ‬‫ك ِ‬ ‫م ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫م لَ ْ‬
‫ست ُ ْ‬ ‫ل‪ » :‬إ ِن ّك ُ ْ‬
‫الله َقا َ‬

‫‪()1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪82‬‬
‫َ‬ ‫قيني َفاك ْل َ ُ‬
‫ما‬
‫ل َ‬
‫ما ِ‬
‫ن العْ َ‬
‫م َ‬
‫فوا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ي ُط ْعِ ُ‬
‫مِني َرّبي وَي َ ْ‬
‫ن (( )‪. (1‬‬ ‫قو َ‬‫طي ُ‬‫تُ ِ‬
‫)( تيسير ل تعسير‪:‬‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫خي َّر َر ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫ت‪َ )) :‬‬ ‫ة ~ أن َّها َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن إ ِث ْ ً‬
‫ما‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬‫ما َ‬ ‫سَرهُ َ‬ ‫خذ َ أي ْ َ‬ ‫ن إ ِّل أ َ‬ ‫ِ‬ ‫مَري ْ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ب َي ْ َ‬‫سل ّ َ‬‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫م َر ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ان ْت َ َ‬ ‫ه وَ َ‬‫من ْ ُ‬
‫س ِ‬ ‫ن َأب ْعَد َ الّنا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن إ ِث ْ ً‬ ‫كا َ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫م ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ق َ‬ ‫ة الل ّهِ فَي َن ْت َ ِ‬ ‫م ُ‬‫حْر َ‬
‫ك ُ‬ ‫ن ت ُن ْت َهَ َ‬‫سهِ إ ِّل أ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫الل ّهِ ‪ ‬ل ِن َ ْ‬
‫ب َِها(()‪.(2‬‬
‫ل الل ّهِ ‪ ‬أ ََبا‬ ‫سو ُ‬ ‫ث َر ُ‬ ‫ل ‪)) :‬ب َعَ َ‬ ‫ن أ َِبي ب ُْرد َةَ ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬وعَ ْ‬
‫سَرا وََل‬
‫ل‪ :‬ي َ ّ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل إ َِلى ال ْي َ َ‬‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاذ َ ب ْ َ‬‫سى وَ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫فا(()‪.(3‬‬ ‫عا وََل ت َ ْ‬
‫خت َل ِ َ‬ ‫طاوَ َ‬ ‫فَرا وَت َ َ‬ ‫شَرا وََل ت ُن َ ّ‬ ‫سَرا وَب َ ّ‬‫ت ُعَ ّ‬
‫ب؟‬
‫جن ُ ٌ‬
‫ت ُ‬
‫وأن ْ َ‬ ‫حاب ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ص َ‬ ‫صل ّي ْ َ‬
‫ت بأ ْ‬ ‫)( يا عمرو َ‬
‫‪ -‬عن عمرو بن العاص ‪ ‬قال ‪ :‬احتلمت في ليلة‬
‫ن‬
‫تإ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫ف ْ‬‫ش َ‬ ‫باردة في غزوة ذات السلسل ‪ ،‬فأ ْ‬
‫حاِبي‬
‫ص َ‬ ‫ت ِبأ ْ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ت ثُ ّ‬‫م ُ‬ ‫ك فَت َي َ ّ‬
‫م ْ‬ ‫سَلت أن أهْل ِ َ‬ ‫أغْت َ ِ‬
‫ل الله ‪ ‬فقال ‪ :‬يا عمرو‬ ‫ك لرسو ِ‬ ‫كروا ذ َل ِ َ‬ ‫ح فَذ َ َ‬‫صب ْ َ‬
‫ال ّ‬
‫من َعَِني‬
‫ذي َ‬ ‫ه بال ّ ِ‬ ‫خب َْرت ُ ُ‬
‫ب ؟ فأ ْ‬ ‫جن ُ ٌ‬
‫ت ُ‬ ‫ك َوأن ْ َ‬ ‫حاب ِ َ‬
‫ص َ‬‫ت بأ ْ‬ ‫صل ّي ْ َ‬
‫َ‬
‫ل } وَل َ‬ ‫ت الله يقو ُ‬ ‫مع ْ ُ‬‫س ِ‬
‫ت‪ :‬إّني َ‬ ‫ْ‬
‫ل وَقُل ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن الغْت ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬


‫‪ ()2‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪()3‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪83‬‬

‫ح َ‬
‫ك‬ ‫ض ِ‬‫حيما ً { فَ َ‬ ‫ن ب ِك ُ ْ‬
‫م َر ِ‬ ‫ن الله َ‬
‫كا َ‬ ‫مإ ّ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫ف َ‬‫قت ُُلوا أن ْ ُ‬
‫تَ ْ‬
‫شْيئا ً «)‪.(1‬‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ل الله ‪ ‬وَل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫رسو ُ‬

‫ه‬
‫م ُ‬ ‫ي ‪.... ‬وقال ‪ :‬أ َطْ ِ‬
‫ع ْ‬ ‫ك الن ّب ِ ّ‬ ‫ح َ‬‫ض ِ‬ ‫ف َ‬ ‫)( َ‬
‫ك‪:‬‬ ‫هل َ َ‬‫أَ ْ‬

‫عن ْد َ‬ ‫س ِ‬ ‫جُلو ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ل ب َي ْن َ َ‬ ‫‪ -‬وعن أبي هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬


‫ت‬‫ل الل ّهِ هَل َك ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاءهُ َر ُ‬ ‫ي ‪ ‬إ ِذ ْ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫م فَ َ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫مَرأِتي وَأَنا َ‬ ‫ت عََلى ا ْ‬ ‫ل وَقَعْ ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫َقا َ‬
‫ل‬ ‫ل ل َقا َ‬ ‫قَها َقا َ‬ ‫ة ت ُعْت ِ ُ‬ ‫جد ُ َرقَب َ ً‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ : ‬هَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ل َل‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫فَهَ ْ‬
‫مت ََتاب ِعَي ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫شهَْري ْ ِ‬ ‫صو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫طيعُ أ ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ل تَ ْ‬
‫ل ل َقا َ‬
‫ل‬ ‫كيًنا َقا َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫سّتي َ‬ ‫م ِ‬ ‫جد ُ إ ِط َْعا َ‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫ل فَهَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ُ‬ ‫ن عََلى ذ َل ِ َ‬ ‫مك َ َ‬
‫ي‘‬ ‫ي الن ّب ِ ّ‬ ‫ك أت ِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ي ‪ ‬فَب َي َْنا ن َ ْ‬ ‫ث الن ّب ِ ّ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫سائ ِ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل أي ْ َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫مك ْت َ ُ‬ ‫مٌر َوال ْعََرقُ ال ْ ِ‬ ‫ق ِفيَها ت َ ْ‬ ‫ب ِعََر ٍ‬
‫ل أعََلى‬ ‫َ‬ ‫صد ّقْ ب ِهِ فَ َ‬ ‫َ‬
‫ج ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ها فَت َ َ‬ ‫خذ ْ َ‬‫ل ُ‬ ‫ل أَنا َقا َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ريد ُ‬ ‫ن لب َت َي َْها ي ُ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ فَوَ الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫مّني َيا َر ُ‬ ‫قَر ِ‬ ‫أ َفْ َ‬
‫قر م َ‬ ‫َ‬ ‫ن أ َهْ ُ‬
‫ي‬
‫ك الن ّب ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬‫ل ب َي ِْتي فَ َ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫ت أفْ َ ُ ِ ْ‬ ‫ل ب َي ْ ٍ‬ ‫حّرت َي ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ك (()‪(2‬‬ ‫ه أ َهْل َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل أط ْعِ ْ‬
‫‪ ‬حتى بدت أ َنيابه ث ُم َقا َ َ‬
‫َ ّ َ َ ْ َْ ُ ُ ّ‬
‫)( كان ‪ ‬يتفقد أصحابه ويشعر بما هم‬
‫فيه ‪:‬‬
‫ذي َل‬ ‫َ‬ ‫‪)) -‬فعن مجاهد أ َ َ‬
‫ن أَبا هَُري َْرةَ ‪ ‬قال ‪:‬أالل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫َ ْ ُ َ ِ ٍ ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َلعْت َ ِ‬ ‫ه إ ِّل هُوَ إ ِ ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫ض ِ‬ ‫دي عَلى الْر ِ‬ ‫مد ُ ب ِك َب ِ ِ‬ ‫ن ك ُن ْ ُ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫جوِع‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫جَر عََلى ب َط ِْني ِ‬ ‫ح َ‬ ‫شد ّ ال ْ َ‬ ‫ت َل َ ُ‬ ‫ن ك ُن ْ ُ‬ ‫جوِع وَإ ِ ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫م ال ّ ِ‬‫قهِ ْ‬ ‫ري ِ‬‫ما َعََلى ط َ ِ‬ ‫ت ي َوْ ً‬ ‫قد ْ قَعَد ْ ُ‬‫وَل َ َ‬
‫َ‬
‫ما‬‫ب الل ّهِ َ‬ ‫ن ك َِتا ِ‬‫م ْ‬ ‫ن آي َةٍ ِ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬
‫مّر أُبو ب َك ْرٍ فَ َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪ ()1‬رواه أبو داود وصححه اللباني‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪84‬‬
‫َ‬
‫مُر‬ ‫مّر ِبي عُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫فع َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مّر وَل َ ْ‬ ‫شب ِعَِني فَ َ‬ ‫ه إ ِّل ل ِي ُ ْ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ه إ ِّل ل ِي ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شب ِعَِني‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ب الل ّهِ َ‬ ‫ن ك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن آي َةٍ ِ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫مّر ِبي أُبو ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫حي َ‬ ‫م ِ‬ ‫س َ‬ ‫سم ِ ‘ فَت َب َ ّ‬ ‫قا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫فع َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مّر فَل َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫م َقا َ‬
‫ل‬ ‫جِهي ث ُ ّ‬ ‫ما ِفي وَ ْ‬ ‫سي وَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما ِفي ن َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َرآِني وَعََر َ‬
‫َ‬
‫ضى‬ ‫م َ‬ ‫حق ْ و َ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫ت ل َب ّي ْ َ‬ ‫َيا أَبا هِّر قُل ْ ُ‬
‫جد َ ل َب ًَنا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل فَوَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ِلي فَد َ َ‬ ‫ن فَأذِ َ‬ ‫ست َأذ َ َ‬ ‫ل َفا ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ه فَد َ َ‬ ‫فَت َب ِعْت ُ ُ‬
‫داهُ ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫لم َ‬
‫ك‬ ‫ن َقاُلوا أهْ َ‬ ‫ذا الل ّب َ ُ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ن أي ْ َ‬ ‫قا َ ِ ْ‬ ‫ِفي قَد ٍَح فَ َ‬
‫ة َقا َ َ‬ ‫ن أ َوْ فَُلن َ ُ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫ت ل َب ّي ْ َ‬ ‫ل أَبا هِّر قُل ْ ُ‬ ‫فَُل ٌ‬
‫ل‬ ‫ل وَأ َهْ ُ‬ ‫م ِلي َقا َ‬ ‫صفّةِ َفاد ْعُهُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ل ال‬ ‫ِ‬ ‫حقْ إ َِلى أ َهْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الص ّ َ‬
‫ل‬
‫ما ٍ‬ ‫ل وََل َ‬ ‫ن إ َِلى أهْ ٍ‬ ‫سَلم ِ َل ي َأُوو َ‬ ‫ف اْل ِ ْ‬ ‫ضَيا ُ‬ ‫فةِ أ ْ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫م وَل ْ‬ ‫ث ب َِها إ ِلي ْهِ ْ‬ ‫ة ب َعَ َ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫حدٍ إ َِذا أت َت ْ ُ‬ ‫وََل عَلى أ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫شيًئا وإَذا أ َتته هَدي ٌ َ‬
‫ب‬ ‫صا َ‬ ‫م وَأ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ة أْر َ‬ ‫َْ ُ ِّ‬ ‫من َْها َ ْ َ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ي َت ََناوَ ْ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫ما هَ َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ك فَ ُ‬ ‫ساَءِني ذ َل ِ َ‬ ‫م ِفيَها فَ َ‬ ‫شَرك َهُ ْ‬ ‫من َْها وَأ ْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫صي َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫حقّ أَنا أ ْ‬ ‫تأ َ‬ ‫فةِ ك ُن ْ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن ِفي أهْ ِ‬ ‫اللب َ ُ‬
‫قوى بها فَإَذا جاَء أ َمرِني فَك ُنت أناَ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ة أت َ َ ّ ِ َ‬ ‫شْرب َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ذا الل ّب َ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ذا اللب َ َِ‬
‫ّ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ي َب ْل ُغَِني ِ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫ما عَ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫طيهِ ْ‬ ‫أعْ ِ‬
‫م‬ ‫سول ِهِ ‪ ‬ب ُد ّ فَأت َي ْت ُهُ ْ‬ ‫طاعَةِ َر ُ‬ ‫طاعَةِ الل ّهِ وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي َك ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ذوا‬ ‫خ ُ‬ ‫م وَأ َ َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ست َأذ َُنوا فَأذِ َ‬ ‫م فَأقْب َُلوا َفا ْ‬ ‫فَد َعَوْت ُهُ ْ‬
‫ت ل َب ّي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك َيا‬ ‫ل َيا أَبا هِّر قُل ْ ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ن ال ْب َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سهُ ْ‬ ‫جال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ح‬ ‫قد َ َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫خذ ْ ُ‬ ‫ل فَأ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫خذ ْ فَأعْط ِهِ ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل اللهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ُ‬
‫م ي َُرد ّ‬ ‫حّتى ي َْرَوى ث ُ ّ‬ ‫ب َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ل فَي َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫طيهِ الّر ُ‬ ‫ت أعْ ِ‬ ‫جعَل ْ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫حّتى ي َْرَوى ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ب َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ل فَي َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫طيهِ الّر ُ‬ ‫ح فَأعْ ِ‬ ‫قد َ َ‬ ‫عَل َ ّ‬
‫ي‬ ‫م ي َُرد ّ عَل َ ّ‬ ‫حّتى ي َْرَوى ث ُ ّ‬ ‫ب َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ح فَي َ ْ‬ ‫قد َ َ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ي َُرد ّ عَل َ ّ‬
‫ي ‘ وَقَد ْ َروِيَ ال ْقَوْ ُ‬
‫م‬ ‫ت إ َِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫حّتى ان ْت َهَي ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫قد َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ه عََلى ي َدِهِ فَن َظ ََر إ ِل َ ّ‬
‫ي‬ ‫ضع َ ُ‬ ‫ح فَوَ َ‬ ‫قد َ َ‬ ‫خذ َ ال ْ َ‬ ‫م فَأ َ‬ ‫ك ُل ّهُ ْ‬
‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫ت ل َب ّي ْ َ‬ ‫قا َ َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫ل أَبا هِّر قُل ْ ُ‬ ‫م فَ َ‬ ‫س َ‬ ‫فَت َب َ ّ‬
‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل اقْعُد ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫صد َقْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت قُل ْ ُ‬ ‫ت أَنا وَأن ْ َ‬ ‫قي ُ‬ ‫بَ ِ‬
‫ما‬ ‫ت فَ َ‬ ‫شرِب ْ ُ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫شَر ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫شرِب ْ ُ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫قعَد ْ ُ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫شَر ْ‬ ‫َفا ْ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫ذي ب َعَث َ َ‬ ‫ت َل َوال ّ ِ‬ ‫حّتى قُل ْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫شَر ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫َزا َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪85‬‬

‫ه ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫كا َقا َ َ‬ ‫َ‬


‫مد َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ح فَ َ‬ ‫قد َ َ‬ ‫ل فَأرِِني فَأعْط َي ْت ُ ُ‬ ‫سل َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جد ُ ل َ ُ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫َ‬
‫ة ((وفى رواية‬ ‫ضل َ‬ ‫َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ب ال َ‬‫ْ‬ ‫شر ِ َ‬ ‫مى وَ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫الل َ‬ ‫ّ‬
‫صاب َِني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‪ :‬أ َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْر َ‬ ‫حازِم ٍ عَ ْ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫أخرى))وَعَ ْ‬
‫ْ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ة‬
‫ه آي َ ً‬ ‫قَرأت ُ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ب َفا ْ‬ ‫طا ِ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫ت عُ َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ديد ٌ فَل َ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫جهْد ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫شي ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫حَها عَل َ ّ‬ ‫ل َداَرهُ وَفَت َ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ب الل ّهِ فَد َ َ‬ ‫ن ك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫جوِع فَإ َِذا‬ ‫جهْدِ َوال ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جِهي ِ‬ ‫ت ل ِوَ ْ‬ ‫خَرْر ُ‬ ‫غَي َْر ب َِعيدٍ فَ َ‬
‫ل َيا أ ََبا هَُري َْرةَ‬ ‫قا َ‬ ‫سي فَ َ‬ ‫م عََلى َرأ ِ‬
‫ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘ َقائ ِ ٌ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫دي‬ ‫خذ َ ب ِي َ ِ‬ ‫ك فَأ َ‬ ‫سعْد َي ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ت ل َب ّي ْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫حل ِ ِ‬ ‫ذي ِبي َفان ْط َل َقَ ِبي إ َِلى َر ْ‬ ‫ف ال ّ ِ‬ ‫مِني وَعََر َ‬ ‫فَأَقا َ‬
‫م َقا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ن لَ‬ ‫فَأ َ‬
‫ل عُد ْ َيا‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫شرِب ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫س‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫لي‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ِْ ُ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ت‬‫ْ ُ ْ ُ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫م‬‫ت ّ‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫شرِب ْ ُ‬ ‫أَبا هِّر فَعُد ْ ُ‬
‫مَر‬ ‫ت عُ َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ل فَل َ ِ‬ ‫قد ِْح َقا َ‬ ‫كال ْ ِ‬ ‫صاَر َ‬ ‫وى ب َط ِْني فَ َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫حّتى ا ْ‬ ‫َ‬
‫هّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه فَوَلى الل ُ‬ ‫تل ُ‬ ‫ري وَقُل ُ‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه ال ِ‬ ‫تل ُ‬ ‫وَذ َك َْر ُ‬
‫مُر َوالل ّهِ ل َ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫قد ْ‬ ‫ك َيا عُ َ‬ ‫حقّ ب ِهِ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مُر َوالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ل عُ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ة وََلَنا أقَْرأ ل ََها ِ‬ ‫ك اْلي َ َ‬ ‫قَرأت ُ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِلي ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫كأ َ‬ ‫خل ْت ُ َ‬ ‫ن أد ْ َ‬ ‫كو َ‬ ‫نأ ُ‬ ‫َل َ ْ‬
‫م(()‪.(1‬‬ ‫مرِ الن ّعَ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ي الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ن َب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ )):‬‬ ‫ن أِبيهِ َقا َ‬ ‫ن قُّرةَ عَ ْ‬ ‫ة بْ َ‬ ‫مَعاوِي َ َ‬ ‫‪ -‬وعن ُ‬
‫َ‬ ‫س إ ِل َي ْهِ ن َ َ‬
‫م‬‫حاب ِهِ وَِفيهِ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فٌر ِ‬
‫ْ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫س يَ ْ‬ ‫جل َ َ‬ ‫‪ ‬إ َِذا َ‬
‫قعِد ُهُ‬ ‫ف ظ َهْرِهِ فَي ُ ْ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صِغيٌر ي َأِتيهِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه اب ْ ٌ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫حل ْ َ‬ ‫ك َفامتنع الرج ُ َ‬
‫ة‬
‫ق َ‬ ‫ضَر ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ْ ََ َ ّ ُ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ فَهَل َ َ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫ماِلي‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‪ ‬فَ َ‬ ‫قد َهُ الن ّب ِ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ن عَل َي ْهِ فَ َ‬ ‫حز ِ َ‬ ‫ل ِذِك ْرِ اب ْن ِهِ فَ َ‬
‫ه هَل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ذي َرأي ْت َ ُ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ب ُن َي ّ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َل أَرى فَُلًنا َقاُلوا َيا َر ُ‬
‫ه هَل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَل َقيه النبي ‪ ‬فَ َ‬
‫ك‬ ‫خب ََرهُ أن ّ ُ‬ ‫ن ب ُن َي ّهِ فَأ ْ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ُ ِّ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كأ ْ‬ ‫ب إ ِلي ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أي ّ َ‬ ‫ل َيا فُل ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫فَعَّزاهُ عَل َي ْهِ ث ُ ّ‬
‫ك أ َو َل تأ ِْتي غَدا إَلى باب م َ‬
‫ب‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫َ ٍ ِ ْ‬ ‫ً ِ‬ ‫َ‬ ‫مَر َ ْ‬ ‫مت ّعَ ب ِهِ عُ ُ‬ ‫تَ َ‬
‫ل َيا‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ك إ ِل َي ْهِ ي َ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫سب َ َ‬ ‫ه قَد ْ َ‬ ‫جد ْت َ ُ‬ ‫جن ّةِ إ ِّل وَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪ ()1‬رواهما البخاري‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪86‬‬

‫حَها ِلي ل َهُ َ‬


‫و‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫جن ّةِ فَي َ ْ‬ ‫قِني إ َِلى َبا ِ‬
‫سب ِ ُ‬ ‫ي الل ّهِ ب َ ْ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫ن َب ِ ّ‬
‫ك (()‪. (1‬‬ ‫ك لَ َ‬ ‫َ‬
‫ذا َ‬‫ل فَ َ‬‫ي َقا َ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬
‫ح ّ‬‫أ َ‬

‫وَل‬ ‫َ‬ ‫فبأ َبي ُ‬


‫قب ْل َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫عل ّ ً‬
‫ما َ‬ ‫م َ‬
‫ت ُ‬‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫وأ ّ‬‫َ‬ ‫)( َ ِ ِ‬
‫ه‪:‬‬ ‫َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ما ِ‬
‫عِلي ً‬
‫ن تَ ْ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬
‫عدَهُ أ ْ‬
‫بَ ْ‬

‫ل ‪)) :‬‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫م ّ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫حك َم ِ ال ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫مَعاوِي َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬


‫ت ي َوْم ٍ فَعَط َ َ‬
‫س‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬ذا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ف َر ُ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫م‬‫ماِني ال ْقَوْ ُ‬ ‫ه فََر َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت ي َْر َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫قوْم ِ فَ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م ت َن ْظ ُُرو َ‬
‫ن‬ ‫شأن ُك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫مَياهْ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ت َوا ث ُك ْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م فَ ُ‬ ‫صارِهِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب ِأب ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ما َرأي ْت ُهُ ْ‬ ‫م فَل َ ّ‬ ‫خاذِهِ ْ‬ ‫م عََلى أ َفْ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ضَرُبوا ب ِأي ْ ِ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ي َقا َ‬ ‫إ ِل َ ّ‬
‫عاِني‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬فَد َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫صّلى َر ُ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ت َ‬ ‫سك َ ّ‬ ‫مُتوِني َ‬ ‫ص ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه وََل ب َعْد َهُ‬ ‫ما قَب ْل َ ُ‬ ‫معَل ّ ً‬ ‫ت ُ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ل فَب ِأِبي وَأ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫سب ِّني‬ ‫ضَرب َِني وََل ك َهََرِني وََل َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن ت َعِْلي ً‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫م ْ َ‬ ‫صل ُ ُ‬ ‫صَلةَ َل ي َ ْ‬
‫ن ك َلم ِ‬ ‫يٌء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ح ِفيَها َ‬ ‫ن هَذِهِ ال ّ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫وََقا َ‬
‫ن‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ح َوالت ّك ِْبيُر وَقَِراَءةُ ال ْ ُ‬ ‫سِبي ُ‬ ‫ي الت ّ ْ‬ ‫ما هِ َ‬ ‫ذا إ ِن ّ َ‬ ‫س هَ َ‬ ‫الّنا ِ‬
‫(()‪.(2‬‬
‫م ـعَ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل قَد ِ ْ‬ ‫ل ‪َ ‬قا َ‬ ‫حِبي َ‬ ‫شَر ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن عَّبادِ ب ْ ِ‬ ‫‪)) -‬و عَ ْ‬
‫طان َِهــا‬ ‫حي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مــ ْ‬ ‫طــا ِ‬ ‫حائ ِ ً‬ ‫ت َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ة َفــد َ َ‬ ‫ديَنــ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مِتي ال ْ َ‬ ‫مــو َ‬ ‫عُ ُ‬
‫َ‬
‫خـذ َ‬ ‫ط فَ أ َ‬ ‫حــائ ِ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صــا ِ‬ ‫جــاَء َ‬ ‫سـن ْب ُل ِهِ فَ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫فَرك ْـ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دي‬ ‫س ـت َعْ ِ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ ‬أ ْ‬ ‫ســو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ضَرب َِني فَ ـأت َي ْ ُ‬ ‫ساِئي وَ َ‬ ‫كِ َ‬
‫مل َ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫جاُءوا ب ِهِ فَ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل إ َِلى الّر ُ‬ ‫س َ‬ ‫عَل َي ْهِ فَأْر َ‬
‫طي‬ ‫حــائ ِ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫خـ َ‬ ‫ه دَ َ‬ ‫ل الل ّـهِ إ ِن ّـ ُ‬ ‫ســو َ‬ ‫ل ي َــا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ذا فَ َ‬ ‫عََلى هَ َ‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد النسائي وصححه اللباني‪.‬‬


‫‪ ()2‬رواه مســلم و المــام أحمــد وأبــو داود والترمــذي وصــححه‬
‫اللباني‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪87‬‬
‫َ‬
‫مــا‬ ‫ل الّلــهِ ‪َ ‬‬ ‫ســو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫فَرك َ ُ‬ ‫سن ْب ُل ِهِ فَ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫فَ أ َ‬
‫َ‬
‫جائ ًِعــا اْرد ُد ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه إ ِذ ْ َ‬ ‫هل َول أط ْعَ ْ‬
‫مت َ ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه إ ِذ ْ َ‬ ‫مت َ ُ‬‫عَل ّ ْ‬
‫ق أ َْو‬ ‫سـ ٍ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ ‬ب ِوَ ْ‬ ‫ســو ُ‬ ‫مَر ل ِــي َر ُ‬
‫َ‬
‫ساءهُ وَأ َ‬ ‫عَل َي ْهِ ك ِ َ‬
‫ف (()‪. (1‬‬ ‫ص ِ‬ ‫نِ ْ‬
‫ل‪)) :‬أ ت َي َْنا إ َِلــى‬ ‫َ‬ ‫ث ‪َ ‬قا َ‬ ‫حوَي ْرِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ك بْ ِ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬وع َ ْ‬
‫َ‬
‫عْنــد َهُ‬ ‫مَنــا ِ‬ ‫ن فَ أ قَ ْ‬ ‫قــارُِبو َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ة ُ‬ ‫شــب َب َ ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫حــ ُ‬ ‫ي ‪ ‬و َن َ ْ‬ ‫الن ِّبــ ّ‬
‫مــا‬ ‫حي ً‬‫ل الل ّـهِ ‪َ ‬ر ِ‬ ‫ســو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة وَك َــا َ‬ ‫مــا وَل َي ْل َـ ً‬ ‫ن ي َوْ ً‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ِ‬
‫ش ـت َقَْنا‬ ‫شت َهَي َْنا أ َهْل َن َــا أ َوْ قَ ـد ْ ا ْ‬ ‫ن أ َّنا قَد ْ ا ْ‬ ‫ما ظ َ ّ‬ ‫قا فَل َ ّ‬ ‫َرِفي ً‬
‫جعُــوا إ ِل َــى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل اْر ِ‬ ‫خب َْرَناهُ قَــا َ‬ ‫ن ت ََرك َْنا ب َعْد ََنا فَأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫سأل ََنا عَ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م وَذ َك َـَر‬ ‫مُروهُ ـ ْ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫مــوهُ ْ‬ ‫م وَعَل ّ ُ‬ ‫موا ِفيهِ ـ ْ‬ ‫م فَ ـأِقي ُ‬ ‫أهِْليك ُـ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫مــوِني‬ ‫مــا َرأي ْت ُ ُ‬ ‫صّلوا ك َ َ‬ ‫فظ َُها وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫فظ َُها أوْ َل أ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫شَياَء أ ْ‬
‫أ ُصّلي فَـإَذا حضـرت الص ـَلةُ فَل ْيـؤَذ ّن ل َك ُـ َ‬
‫م‬ ‫حـد ُك ُ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م(()‪.(2‬‬ ‫م أك ْب َُرك ُ ْ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫وَل ْي َؤُ ّ‬
‫)( بأبي أنت وأمي يا رسول الله ‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عَ ُ‬
‫ما‬
‫ل ‪:‬ب َي ْن َ َ‬ ‫صارِ َقا َ‬ ‫ن اْلن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ضي ْرٍ _ َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سي ْدِ ب ْ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫حكهُ ْ‬‫ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ح ب َي َْنا ي ُ ْ‬‫مَزا ٌ‬ ‫ن ِفيهِ ِ‬ ‫َ‬
‫م وَكا َ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ث ال َ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫هُوَ ي ُ َ‬
‫َ‬
‫صب ِْرِني‬ ‫لأ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫صَرت ِهِ ب ُِعودٍ فَ َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ي ‪ِ ‬في َ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫فَط َعَن َ ُ‬
‫س عَل َ ّ‬
‫ي‬ ‫صا وَل َي ْ َ‬ ‫مي ً‬ ‫ك قَ ِ‬ ‫ن عَل َي ْ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫صط َب ِْر َقا َ‬ ‫لا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل‬‫جع َ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ضن َ ُ‬‫حت َ َ‬ ‫صهِ َفا ْ‬ ‫مي ِ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫ي ‪ ‬عَ ْ‬ ‫ص فََرفَعَ الن ّب ِ ّ‬ ‫مي ٌ‬ ‫قَ ِ‬
‫ه(()‪(3‬‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ذا َيا َر ُ‬ ‫ت هَ َ‬ ‫ما أَرد ْ ُ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ح ُ‬
‫ش َ‬ ‫ل كَ ْ‬ ‫قب ّ ُ‬‫يُ َ‬

‫‪ ()1‬رواه النسائي وصــححه اللبــاني صــحيح ســنن النســائي رقــم‬


‫‪.4999‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه أبو داود وصححه اللباني‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪88‬‬

‫‪ (4‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالنساء‪.‬‬

‫المرأة تلكم الواحة الخضراء فى صحراء المشاق‬


‫وفيافي التعب والنصب ‪،‬فهي الحضن الدافئ أما ً ‪،‬‬
‫رعاية بل ملل‪ ،‬وعناية دون كلل‪ ،‬تنفق من حياتها‬
‫لجلك‪،‬ونومها لراحتك‪،‬وصحتها لعافيتك ‪ ،‬بل تحرم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪89‬‬

‫نفسها من ضروري حياتها لتنعمك‪ ،‬فسبحان من‬


‫جبلها على محبتك ورحمتك ‪.‬‬
‫وهى زهرة الربيع المتفتحة بنتًا‪ ،‬صراخها وهى‬
‫رضيعة فنونك ‪،‬وحديثها ما كبرت فتونك‪ ،‬تمسح‬
‫عنك الهم بابتسام جبينها ‪ ،‬وفرحة وجهها تزيل عنك‬
‫شجونك‪.‬‬
‫وهى بين ذلك وذاك الودود المواتية ‪ ،‬مصابيح‬
‫البيوت والدور العالية ‪ ،‬مدخلت البهجة‬
‫والسرور‪،‬على قلبك المحزون المكسور‪ ،‬تهضم‬
‫حقها وهى لحقوقك باذلة ‪ ،‬لرضاك عنها ناظرة ‪،‬‬
‫فسبحان من جعل بينكما المودة والرحمة فى‬
‫قلبيكما حاضرة‪.‬‬
‫قبل حديثنا عن رحمته ‪ ‬بالنساء نستعرض حال‬
‫المرأة في المجتمعات الجاهلية قديما ً وحديثا ً ‪ ،‬لن‬
‫الحديث عن ضد الشيء يظهر محاسنه ‪ ،‬وخاصة‬
‫الناعقين بفضائل الحضارة الغربية ‪ ،‬أبواق الغرب‬
‫الوروبي ‪ ،‬دعاة تحرير المرأة تارة ‪ ،‬والحركات‬
‫النسوية تارة‪ ،‬وحقوقها السليبة تارة ‪ ،‬وظلم‬
‫الشرق لها تارة أخرى ‪.‬‬

‫المرأة في المجتمع الجاهلي)‪(1‬‬

‫‪()1‬مستفاد من مقال )المرأة قبل السلم و بعده( ومقال )من‬


‫صور تكريم السلم للمرأة(‪.‬ويراجع كتاب ماذا خسر العالم‬
‫بانحطاط المسلين؟ للعلمة للندوي ’ ‪ -‬الحجاب للعلمة المودودي‬
‫’‪ -‬المراة بين شريعة السلم والحضارة الغربية للعلمة وحيد الدين‬
‫خان ‪ -‬المرأة بين الفقه والقانون للسباعي ’‪ -‬المرأة بين تكريم‬
‫السلم وإهانة الجاهلية لشيخنا د‪/‬محمد إسماعيل المقدم حفظه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪90‬‬

‫إن من صفحات العار على البشرية ‪ ،‬أن‬


‫تعامل المرأة على أنها ليست من البشر ‪ ،‬لم تمر‬
‫حضارة من الحضارات الغابرة ‪ ،‬إل وسقت هذه‬
‫المرأة ألوان العذاب ‪ ،‬وأصناف الظلم والقهر‬
‫‪ -‬فعند الغريقيين قالوا عنها ‪ :‬شجرة‬
‫مسمومة ‪ ،‬وقالوا هي رجس من عمل الشيطان ‪،‬‬
‫وتباع كأي سلعة متاع‪.‬‬
‫‪ -‬وعند الرومان قالوا عنها ‪ :‬ليس لها روح ‪،‬‬
‫وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ‪،‬‬
‫وتسحب بالخيول حتى الموت ‪.‬‬
‫‪ -‬وعند الصينيين قالوا عنها ‪ :‬مياه مؤلمة‬
‫تغسل السعادة ‪ ،‬وللصيني الحق أن يدفن زوجته‬
‫حق لهله أن يرثوه فيها‪.‬‬ ‫حية ‪ ،‬وإذا مات ُ‬
‫‪ -‬وعند الهنود ‪ :‬نزلت النساء في هذا المجتمع‬
‫منزلة الماء‪ ،‬وكان الرجل قد يخسر امرأته في‬
‫القمار ‪ ،‬وكان في بعض الحيان للمرأة عدة أزواج‬
‫فإذا مات زوجها صارت كالموءودة ل تتزوج ‪،‬‬
‫وتكون هدف الهانات والتجريح ‪ ،‬وكانت أمة بيت‬
‫زوجها المتوفى وخادم الحماء وقد تحرق نفسها‬
‫على إثر وفاة زوجها تفاديا ً من عذاب الحياة وشقاء‬
‫الدنيا ‪.‬‬
‫‪ -‬وعند الفرس ‪ :‬أباحوا الزواج من المحرمات‬
‫دون استثناء ‪ ،‬ويجوز للفارسي أن يحكم على‬
‫زوجته بالموت‪.‬‬

‫الله وغيرها‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪91‬‬

‫‪ -‬وعند اليهود ‪ :‬قالوا عنها ‪ :‬لعنة لنها سبب‬


‫الغواية ‪ ،‬ونجسة في حال حيضها ‪ ،‬ويجوز لبيها‬
‫بيعها‪.‬‬
‫‪ -‬وعند النصارى ‪ :‬عقد الفرنسيون في عام‬
‫‪586‬م مؤتمرا ً للبحث‪ :‬هل تعد المرأة إنسانا ً أم‬
‫غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح؟‬
‫وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح‬
‫إنسانية؟ وإذا كانت روحا ً إنسانية فهل هي على‬
‫مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا" قرروا‬
‫أّنها إنسان ‪ ،‬ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب"‪.‬‬
‫وأصدر البرلمان النكليزي قرارا ً في عصر هنري‬
‫الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ‬
‫كتاب )العهد الجديد( أي النجيل)المحرف(؛ لّنها‬
‫تعتبر نجسة ‪.‬‬
‫‪ -‬وعند العرب فى الجاهلية)‪ :(1‬وكانت المرأة‬
‫في المجتمع الجاهلي عرضة غبن وحيف ‪ ،‬وتؤكل‬
‫حقوقها وت ُْبتز أموالها وُتحرم إرثها وتعضل بعد‬
‫الطلق أو وفاة الزوج من أن تنكح زوجا ً ترضا‬
‫وتورث كما يورث المتاع أو الدابة‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫قال ‪ )) :‬كان الرجل إذا مات أبوه أو حمّيه فهو‬
‫أحق بامرأته ‪ ،‬إن شاء أمسكها أو يحبسها حتى‬
‫تفتدي بصداقها أو تموت فيذهب بمالها (( وقال‬
‫عطاء بن أبي رباح‪ :‬إن أهل الجاهلية كانوا إذا هلك‬
‫الرجل فترك امرأة حبسها أهله على الصبي يكون‬
‫دي ‪ :‬إن الرجل في الجاهلية كان‬ ‫س ّ‬
‫فيهم وقال ال ُ‬
‫يموت أبوه أو أخوه أو ابنه فإذا مات وترك امرأته‬
‫فإن سبق وارث الميت فألقى عليها ثوبه فهو أحق‬
‫‪()1‬ماذا خسر العالم بانحطاط المسلين؟ للعلمة للندوي ’‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪92‬‬

‫بها أن ينكحها بمهر صاحبه أو ُينكحها فيأخذ مهرها ‪،‬‬


‫وإن سبقته فذهبت إلى أهلها فهي أحق بنفسها‬
‫وكانت المرأة في الجاهلية يطفف معها الكيل ‪،‬‬
‫فيتمتع الرجل بحقوقه ول تتمتع هي بحقوقها ‪،‬‬
‫يؤخذ مما تؤتي من مهر وتمسك ضرارا ً للعتداء ‪،‬‬
‫وتلقي من بعلها نشوزا ً أو إعراضا ً وتترك في بعض‬
‫الحيان كالمعلقة ومن المأكولت ما هو خالص‬
‫للذكور ومحرم على الناث‪ ،‬وكان يسوغ للرجل أن‬
‫يتزوج ما يشاء من النساء من غير تحديد‪.‬‬
‫وقد بلغت كراهة البنات إلى حد الوأد ‪ .‬ذكر‬
‫الهيثم بن عدي – على ما حكاه عنه الميداني‪ -‬أن‬
‫الوأد كان مستعمل في قبائل العرب قاطبة ‪ ،‬فكان‬
‫يستعمله واحد ويتركه عشرة ‪ ،‬فجاء السلم ‪،‬‬
‫وكانت مذاهب العرب مختلفة في وأد الولد‬
‫فمنهم من كان يئد البنات لمزيد الغيرة ومخافة‬
‫لحوق العار بهم من أجلهن ‪ ،‬ومنهم من كان يئد‬
‫من البنات من كانت زرقاء أو شيماء )سوداء( أو‬
‫برشاء )برصاء( أو كسحاء )عرجاء( تشاؤما ً منهم‬
‫بهذه الصفات ‪ ،‬ومنهم من كان يقتل أولده خشية‬
‫النفاق وخوف الفقر ‪ ،‬وهم الفقراء من بعض‬
‫قبائل العرب فكان يشتريهم من بعض سراة‬
‫العرب وأشرافهم‪ .‬قال صعصعة بن ناجية ‪ :‬جاء‬
‫السلم وفديت ثلثمائة موءودة ومنهم من كان‬
‫ينذر‪ -‬إذا بلغ بنوه عشرة – نحر واحد منهم كما‬
‫فعل عبدالمطلب ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪ :‬الملئكة‬
‫بنات‪ -‬الله سبحانه عما يقولون‪ -‬فألحقوا البنات به‬
‫تعالى فهو عز وجل أحق به‪.‬‬
‫وكانوا يقتلون البنات ويئدونهن بقسوة نادرة في‬
‫بعض الحيان ‪ ،‬فقد يتأخر وأد الموءودة لسفر‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪93‬‬

‫الوالد وشغله فل يئدها إل وقد كبرت وصارت تعقل‬


‫‪ ،‬وقد حكوا في ذلك عن أنفسهم مبكيات ‪ ،‬وقد‬
‫كان بعضهم يلقي النثى من شاهق‪.‬‬
‫‪ -‬المرأة فثثى الحضثثارة الغربيثثة الحديثثثة‬
‫)الجاهلية المعاصرة(‪:‬‬
‫والسؤال هنا لي شيٍء دعت الحضارة المدنية‬
‫اليوم ؟ وماهي الحقوق التي ضمنتها للمرأة ؟‬
‫‪ .1‬أجمل لك القول أن الحضارة الغربية اليوم‬
‫هي ‪ :‬ضمان لممارسة قتل هوية المرأة ‪ ،‬وهضم‬
‫لدنى حقوقها ‪.‬‬
‫‪ .2‬المرأة الغربية حياتها منذ الصغر تنظر إلى‬
‫المستقبل في صورة شبح قاتل ‪ ،‬ل تقوى على‬
‫صراعه ‪ ،‬فهي منذ أن تبلغ السادسة عشرة تطرد‬
‫من بيتها ‪ ،‬لُتسِلم ُأنوثتها مخالب الشهوات‬
‫الباطشة ‪ ،‬وأنياب الستغلل العابثة ‪ ،‬أوساط‬
‫الرجال‬
‫‪ .3‬فما إن تدخل زحمة الوهام الحضارية ‪ ،‬وإذا‬
‫بأعين الناس تطاردها بمعاول النظر التي تحبل‬
‫منها العذارى‪.‬‬
‫‪ .4‬تتوجه نحوها الكلمات الفاسدة ‪ ،‬وكأنها لكمات‬
‫قاتلت ‪ ،‬تبلد من الحياء ‪ ،‬وتفقدها أغلى صفة‬
‫ميزها الله بها ‪ ،‬هي ‪ " :‬حلوة أنوثتها " التي هي‬
‫أخص خصائصها ‪ ،‬ورمز هويتها ‪.‬‬
‫‪ُ .5‬تستغل أحوالها المادية ‪ ،‬فتدعى لكل رذيلة ‪،‬‬
‫حتى تصبح كأي سلعة ‪ ،‬تداولها أيدي تجار‬
‫الخلق ‪ ،‬وبأبخس الثمان ‪ ،‬فإذا فقدت شرفها ‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪94‬‬

‫وهان الثم عندها ‪ ،‬هان عليها ممارسته‪.‬‬


‫‪ .6‬يخلق النظام الخلقي الغربي اليوم في‬
‫المجتمعات ثمرات سامة لكل مقومات الحياة ‪،‬‬
‫أولها الحكم على هوية المرأة بالعدام السريع ‪،‬‬
‫على بوابة شهوات العالم الليبرالي ‪،‬‬
‫الديمقراطي ‪ ،‬والرأسمالي‬
‫‪ .7‬فالمرأة اليوم أسوأ حال ً مما مضى ‪ ،‬كانوا من‬
‫قبل يقتلون المرأة ‪ ،‬فاليوم يجعلون المرأة هي‬
‫التي تقوم بقتل نفسها‬
‫أما على المستوى الجتماعي‬
‫والخلقي)‪ :(1‬والذين يولعون بالغرب‪ ،‬ويولون‬

‫‪()1‬ونشرت مفكرة السلم تحت عنــوان) أرقــام تؤكــد الــذل‬


‫والمهانة‪ ..‬نار المرأة العربية ‪ ..‬أفضل من جنة المرأة الغربية!(‬
‫ل‪ :‬المرأة في أمريكا‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫في عام ‪ 1981‬أشار 'شتراوس' إلى أن حوادث العنف الزوجي‬
‫منتشرة في ‪ %60 :50‬من العلقات الزوجية في الوليات‬
‫المتحدة المريكية‪ ،‬في حين قدر 'راسل' عام ‪ 1982‬هذه النسبة‬
‫بـ ‪ ،%21‬وقدرت 'باغلو' النسبة بأنها تترواح بين ‪ 25‬و ‪ %35‬كما‬
‫بين 'أبلتون' في بحثه الذي أجراه عام ‪ 1980‬على ‪ 620‬امرأة‬
‫أمريكية أن ‪ %35‬منهن تعرضن للضرب مرة واحدة على القل‬
‫من ِقبل أزواجهن‪ ،‬ومن جهتها أشارت 'والكر' استناًدا إلى بحثها‬
‫عام ‪ 1984‬إلى خبرة المرأة المريكية الواسعة بالعنف الجسدي‪،‬‬
‫فبينت أن ‪ %41‬من النساء أفدن أنهن كن ضحايا العنف الجسدي‬
‫من جهة أمهاتهن‪ ،‬و ‪ %44‬من جهة آبائهن‪ ،‬كما بينت أن ‪%44‬‬
‫منهن كن شاهدات لحوادث العتداء الجسدي لبائهن على‬
‫أمهاتهن‪.‬‬
‫صا على يد أحد أفراد عائلته‪ ،‬وإذا‬‫في عام ‪ 1985‬قتل ‪ 2928‬شخ ً‬
‫أردنا معرفة ضحايا القتل من الناث وحدهن لوجدنا أن ثلثهن‬
‫لقين حتفهن على يد زوج أو شريك حياة‪ ،‬وكان الزواج مسئولين‬
‫عن قتل ‪،1984‬في حين أن القتلة كانوا من رفاقهن الذكور في‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪95‬‬

‫وجوههم شطره يوحون إلينا أن نساء الغرب ينعمن‬


‫بالسعادة العظمى مع أزواجهن ولكن الحقيقة‬
‫الماثلة للعيان تقول غير ذلك؛ فتعالوا نطالع‬
‫الحصاءات التي تدل على وحشية الخرين الذين‬
‫يرمون المسلمين بالوحشية‪.‬‬
‫أ‪ -‬نشرت مجلة التايم المريكية أن ستة مليين‬
‫زوجة في أمريكا يتعرضن لحوادث من جانب الزوج‬
‫‪ %10‬من الحالت‪.‬‬
‫أما إحصاءات مرتكبي العتداءات ضد النساء في أمريكا‪ :‬ثلثة من‬
‫جا سابقين‪%45 ،‬‬ ‫بين أربعة معتدين هم من الزواج‪ %9 ,‬أزوا ً‬
‫أصدقاء‪ ،‬و ‪ %32‬أصدقاء سابقين‪ .‬إحصائية أخرى تدرس نسبة‬
‫المعتدين‪ ،‬تبين أن الزواج المطلقين أو المنفصلين عن زوجاتهم‬
‫ارتكبوا ‪ %69‬من العتداءات بينما ارتكب الزواج ‪.%21‬‬
‫وقد ثبت أن ضرب المرأة من قبل شريك لها‪ ،‬هو المصدر الوحيد‪،‬‬
‫والكثر انتشاًرا الذي يؤدي إلى جروح للمرأة‪ ،‬وهذا أكثر انتشاًرا‪،‬‬
‫من حوادث السيارات والسلب والغتصاب كلها مجتمعة‪.‬‬
‫وفي دراسة أخرى تبين أن امرأة واحدة من بين أربعة نساء‪،‬‬
‫يطلبن العناية الصحية من قبل طبيب العائلة‪ ،‬يبلغن عن التعرض‬
‫للعتداء الجسماني من قبل شركائهن‪.‬‬
‫تم توزيع بيانات على مستوى الوليات شملت ‪ 6000‬عائلة‬
‫أمريكية ونتج عنها ‪ %50‬من الرجال الذين يعتدون بشكل مستمر‬
‫ضا وبشكل مستمر على أطفالهم‪.‬‬ ‫على زوجاتهم يعتدون أي ً‬
‫واتضح أن الطفال الذين شهدوا عنف آبائهم معرضون ليكونوا‬
‫عنيفين ومعتدين على زوجاتهم‪ ،‬بنسبة ثلثة أضعاف‪ ،‬من الذين لم‬
‫دا‬
‫يشهدوا العنف في طفولتهم‪ ،‬أما أولياء المور العنيفون ج ً‬
‫فأطفالهم معرضون ألف ضعف ليكونوا معتدين على زوجاتهم في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬المرأة في بريطانيا‪:‬‬
‫أما في بريطانيا فإن أكثر من ‪ %50‬من القتيلت كن ضحايا الزوج‬
‫أو الشريك‪ .‬وارتفع العنف في البيت بنسبة ‪ %46‬خلل عام واحد‬
‫إلى نهاية آذار ‪ ،1992‬كما وجد أن ‪ %25‬من النساء يتعرضن‬
‫للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن‪ .‬وتتلقى الشرطة‬
‫البريطانية ‪ 100‬ألف مكالمة سنوًيا لتبلغ شكاوى اعتداء على‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪96‬‬

‫كل عام‪ ،‬وأنه من ألفين إلى أربعة آلف امرأة‬


‫يتعرضن لضرب يؤدي إلى الموت‪ ،‬وأن رجال‬
‫الشرطة يقضون ثلث وقتهم للرد على مكالمات‬
‫حوادث العنف المنزلي‪.(1).‬‬
‫ب‪ -‬ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي المريكي‬
‫عام ‪1979‬م أن ‪ %40‬من حوادث قتل النساء‬

‫ما بأن الكثير منهن ل يبلغن الشرطة إل‬‫زوجات أو شريكات‪ ،‬عل ً‬


‫بعد تكرار العتداءات عليهن عشرات المرات‪ .‬وتشير 'جين‬
‫لويس' إلى أن ما بين ثلث إلى ثلثي حالت الطلق تعزى إلى‬
‫العنف في البيت‪ ،‬وبصورة رئيسة إلى تعاطي المسكرات وهبوط‬
‫المستوى الخلقي‪.‬‬
‫وقد أظهر استطلع نشرت نتائجه في بريطانيا تزايد العنف ضد‬
‫النساء‪ .‬ففي استطلع شاركت فيه سبعة آلف امرأة قالت ‪%28‬‬
‫من المشاركات‪ :‬إنهن تعرضن لهجوم من أزواجهن‪ ,‬ويفيد تقرير‬
‫بريطاني آخر أن الزوج يضرب زوجته دون أن يكون هناك سبب‬
‫يبرر الضرب ويشكل هذا ‪ %77‬من عمليات الضرب‪ .‬ويستفاد من‬
‫التقرير نفسه أن امرأة ذكرت أن زوجها ضربها ثلث سنوات‬
‫ونصف سنة منذ بداية زواجها‪ ،‬وقالت‪ :‬لو قلت له شيًئا إثر ضربي‬
‫لعاد ثانية لذا أبقى صامتة‪ ،‬وهو ل يكتفي بنوع واحد من الضرب‬
‫بل يمارس جميع أنواع الضرب من اللطمات واللكمات والركلت‬
‫والرفسات‪ ،‬وضرب الرأس بعرض الحائط ول يبالي إن وقعت‬
‫ضرباته في مواقع حساسة من الجسد‪.‬‬
‫وأحياًنا قد يصل المر ببعضهم إلى حد إطفاء السجائر على‬
‫جسدها‪ ،‬أو تكبيلها بالسلسل والغلل ثم إغلق الباب عليها‬
‫وتركها على هذه الحال ساعات طويلة‪.‬‬
‫تسعى المنظمات النسوية لتوفير الملجئ والمساعدات المالية‬
‫والمعنوية للضحايا‪ ،‬وتقود 'جوان جونكلر' حملة من هذا النوع‪،‬‬
‫ما مضت‪ ،‬قامت بتقديم المساعدة للف‬ ‫فخلل اثني عشر عا ً‬
‫الشخاص من الذين تعرضوا لحوادث اعتداء في البيت‪ ،‬وقد‬
‫جمعت تبرعات بقيمة ‪ 70‬ألف جنيه إسترليني لدارة هذه الملجئ‬
‫وقد أنشئ أول هذه المراكز في مانشستر عام ‪ ،1971‬ثم عمت‬
‫جميع بريطانيا حتى بلغ عددها ‪ 150‬مركًزا‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪97‬‬

‫تحدث بسبب المشكلت السرية‪ ،‬وأن ‪ %25‬من‬


‫قدم عليها الزوجات يسبقها‬ ‫محاولت النتحار التي ت ُ ْ‬
‫نزاع عائلي‪(1) .‬‬
‫ج‪ -‬دراسة أمريكية جرت في عام ‪1407‬هـ‪-‬‬
‫‪1987‬م أشارت إلى ‪ %79‬يقومون بضرب النساء‬
‫وبخاصة إذا كانوا متزوجين بهن‪.‬‬
‫وكانت الدراسة قد اعتمدت على استفتاء أجراه‬
‫د‪.‬جون بيرير الستاذ المساعد لعلم النفس في‬
‫جامعة كارولينا الجنوبية بين عدد من طلبته‪.‬‬
‫وقد أشارت الدراسة إلى أن استعداد الرجال‬
‫ل جدًا‪ ،‬فإذا كان هذا بين طلبة‬ ‫لضرب زوجاتهم عا ٍ‬
‫الجامعة فكيف بمن هو دونهم تعليمًا؟‬
‫د‪ -‬وفي دراسة أعدها المكتب الوطني المريكي‬
‫للصحة النفسية جاء أن ‪ %17‬من النساء اللواتي‬
‫يدخلن غرف السعاف ضحايا ضرب الزواج أو‬
‫الصدقاء‪ ،‬وأن ‪ %83‬دخلن المستشفيات سابقا ً‬
‫مرة على القل للعلج من جروح وكدمات أصيبن‬
‫بها كان دخولهن نتيجة الضرب‪.‬‬
‫وقال إفان ستارك معد هذه الدراسة التي فحصت‬
‫)‪ (1360‬سجل ً للنساء‪ :‬إن ضرب النساء في أمريكا‬
‫ربما كان أكثر السباب شيوعا ً للجروح التي تصاب‬
‫بها النساء‪ ،‬وأنها تفوق ما يلحق بهن من أذى نتيجة‬
‫حوادث السيارات‪ ،‬والسرقة‪ ،‬والغتصاب مجتمعة‪.‬‬
‫وقالت جانيس مور‪-‬وهي منسقة في منظمة‬

‫‪) ()1‬انظــر دور المــرأة المســلمة فــي المجتمــع إعــداد لجنــة‬


‫المؤتمر النسائي الول ص ‪(45‬‬
‫‪ ()1‬انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع ص ‪.46‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪98‬‬

‫الئتلف الوطني ضد العنف المنزلي ومقرها‬


‫واشنطن‪ :‬إن هذه المأساة المرعبة وصلت إلى حد‬
‫هائل؛ فالزواج يضربون نسائهم في سائر أنحاء‬
‫الوليات المتحدة‪ ،‬مما يؤدي إلى دخول عشرات‬
‫منهن إلى المستشفيات للعلج‪.‬‬
‫وأضافت بأن نوعية الصابات تتراوح ما بين كدمات‬
‫سوداء حول العينين‪ ،‬وكسور في العظام‪ ،‬وحروق‬
‫وجروح‪ ،‬وطعن بالسكين‪ ،‬وجروح الطلقات النارية‪،‬‬
‫وما بين ضربات أخرى بالكراسي‪ ،‬والسكاكين‪،‬‬
‫والقضبان المحماة‪.‬‬
‫وأشارت إلى أن المر المرعب هو أن هناك نساء‬
‫أكثر ُيصبن بجروح وأذى على أيدي أزواجهن‬
‫ولكنهن ل يذهبن إلى المستشفى طلبا ً للعلج‪ ،‬بل‬
‫مدن جراحهن في المنزل‪.‬‬ ‫ُيض ّ‬
‫وقالت جانيس مور‪ :‬إننا نقدر بأن عدد النساء‬
‫اللواتي ُيضربن في بيوتهن كل عام يصل إلى ستة‬
‫مليين امرأة‪ ،‬وقد جمعنا معلومات من ملفات‬
‫مكتب التحقيقات الفيدرالية‪ ،‬ومن مئات الملجئ‬
‫التي توفر المأوى للنساء الهاربات من عنف‬
‫وضرب أزواجهن‪(1).‬‬
‫هـ ‪ -‬وجاء في كتاب ماذا يريدون من المرأة‬
‫لعبدالسلم البسيوني ص ‪ 66-36‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضرب الزوجات في اليابان هو السبب الثاني من‬
‫أسباب الطلق‪.‬‬
‫‪ 772 -‬امرأة قتلهن أزواجهن في مدينة ساوباولو‬
‫البرازيلية وحدها عام ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪ ()1‬انظــر مــن أجــل تحريــر حقيقــي ص ‪ 21-16‬وانظــر المجتمــع‬
‫العاري بالوثائق والرقام ص ‪.57-56‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪99‬‬

‫‪ -‬يتعرض ما بين ثلثة إلى أربعة مليين من‬


‫المريكيات للهانة المختلفة من أزواجهن‬
‫وعشاقهن سنويًا‪.‬‬
‫‪ -‬أشارت دراسة كندية اجتماعية إلى أن ربع النساء‬
‫هناك‪-‬أي أكثر من ثمانية مليين امرأة‪-‬يتعرضن‬
‫لسوء المعاملة كل عام‪.‬‬
‫‪ -‬في بريطانيا تستقبل شرطة لندن وحدها مائة‬
‫ألف مكالمة سنويا ً من نساء يضربهن أزواجهن‬
‫على مدار السنين الخمس عشرة الماضية‪.‬‬
‫‪ -‬تتعرض امرأة لسوء المعاملة في أمريكا كل‬
‫ثمان ثوان‪.‬‬
‫‪ -‬مائة ألف ألمانية يضربهن أزواجهن سنويًا‪ ،‬ومليونا‬
‫فرنسية‪.‬‬
‫‪ 60%-‬من الدعوات الهاتفية التي تتلقاها شرطة‬
‫النجدة في باريس أثناء الليل‪-‬هي نداءات استغاثة‬
‫من نساء ُتساء معاملتهن‪.‬‬
‫وبعد فإننا في غنى عن ذكر تلك الحصاءات؛ لعلمنا‬
‫بأنه ليس بعد الكفر ذنب‪.‬‬
‫ولكن نفرا ً من بني جلدتنا غير قليل ل يقع منهم‬
‫الدليل موقعه إل إذا نسب إلى الغرب وما جرى‬
‫مجراه؛ فها هو الغرب تتعالى صيحاته من ظلم‬
‫المرأة؛ فهل من مدكر؟‬

‫المرأة فى السلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪100‬‬

‫ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية‬


‫جمعاء ‪ ،‬بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح ‪ ،‬لتخلق‬
‫حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبدا ً ‪.‬‬
‫ذي عَل َي ْهِ ّ‬
‫ن‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫مث ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول } وَل َهُ ّ‬
‫ف {)البقرة ‪.(228 :‬‬
‫مْعـُرو ِ‬‫ِبال ْ َ‬
‫ن‬
‫هــ ّ‬ ‫شُرو ُ‬‫عا ِ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول } وَ َ‬
‫ف{)النساء‪ :‬من الية ‪.(19‬‬ ‫مْعـُرو ِ‬‫ِبال ْ َ‬
‫ن{‬ ‫هـ ّ‬ ‫ضلـو ُ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول } َفـل ت َعْ ُ‬
‫)البقرة‪ :‬من الية ‪.(232‬‬
‫سِع‬‫مو ِ‬ ‫ن عََلى ال ْ ُ‬ ‫مت ُّعوهُ ّ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول } وَ َ‬
‫ه{ )البقرة‪ :‬من الية ‪.(236‬‬ ‫قت ِرِ َقـد َُر ُ‬ ‫قَد َُرهُ وَعََلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ث‬ ‫حْيــ ُ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول}أ ْ‬
‫م{ )الطلق‪ :‬من الية ‪.(6‬‬ ‫كـــ ْ‬‫جد ِ ُ‬‫ن وُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سك َن ُْتـ ْ‬ ‫َ‬
‫قــوا‬ ‫ن ل ُِتضــي ّ ُ‬ ‫ضاّروهُ ّ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول} َول ت ُ َ‬
‫ن {)الطلق‪ :‬من الية ‪.(6‬‬ ‫عَل َي ِْهـ ّ‬
‫ن‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول }َفآتـــوهُ ُ‬
‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ضـة {)النساء‪ :‬من الية ‪. (24‬‬ ‫ري َ‬ ‫َفــ ِ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬ ‫سـاِء ن َ ِ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول }وَِللن ّ َ‬
‫ن { )النساء‪ :‬من الية ‪.(7‬‬ ‫ن َواْل َقَْرُبــو َ‬ ‫دا ِ‬‫وال ِ َ‬‫ك ال ْ َ‬ ‫ت ََر َ‬
‫ب‬‫صيــــــ ٌ‬ ‫ســــاِء ن َ ِ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول} وَِللن ّ َ‬
‫ن {)النساء‪ :‬من الية ‪.(32‬‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫ل الّلــهِ‬ ‫مــا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫هـ ْ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول } َوآُتو ُ‬
‫كــم {)النور‪ :‬من الية ‪.(33‬‬ ‫ذي آَتا ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫س ل َُهـ ـ ّ‬ ‫م ل ِب َــا ٌ‬ ‫‪ -‬جــاء الســلم ليقــول } وَأن ْت ُـ ْ‬
‫)البقرة‪ :‬من الية ‪.(187‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪101‬‬

‫ن‬‫هــ ّ‬‫ؤلِء ب ََنـــــاِتي ُ‬ ‫هـــــ ُ‬ ‫‪ -‬جاء السلم ليقول } َ‬


‫م {)هود‪ :‬من الية ‪.(78‬‬ ‫كـ ْ‬ ‫أ َط ْهَُر ل َ ُ‬
‫ن‬ ‫‪ -‬جــاء الســلم ليقــول } َفل ت َب ُْغـــوا عَل َي ِْهــــــ ّ‬
‫سِبيــل ً {)النساء‪ :‬من الية ‪.(34‬‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن ت َرِث ُــوا‬‫مأ ْ‬ ‫ل ل َك ُـ ْ‬‫حـ ّ‬ ‫‪ -‬جــاء الســلم ليقــول} ل ي َ ِ‬
‫ساَء ك َْرهًا{)النساء‪ :‬من الية ‪. (19‬‬ ‫الن ّ َ‬
‫ن ل ِت َـذ ْهَُبوا‬ ‫ض ـُلوهُ ّ‬ ‫‪ -‬جاء الســلم ليقــول } َول ت َعْ ُ‬
‫هـن {) النساء‪ :‬من الية ‪.(19‬‬ ‫مو ُ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ب ِب َعْ ِ‬
‫ف أ َْو‬‫معْ ـُرو ٍ‬ ‫ســا ٌ‬
‫ك بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫} فَ إ ِ ْ‬‫‪ -‬جاء الســلم ليقــول ِ‬
‫ن {)البقرة‪ :‬من الية ‪.(229‬‬ ‫سـا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ح ب ِإ ِ ْ‬
‫ري ٌ‬‫س ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫‪ -‬وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانــة المــرأة‬
‫فسئل ‪ ‬من أحب الناس إليك ؟ قــال ‪ " :‬عائشــة‬
‫"‬
‫‪ -‬وكان يؤتى ‘ بالهديــة ‪ ،‬فيقــول ‪ " :‬اذهبــوا بهــا‬
‫على فلنة ‪ ،‬فإنها كانت صديقة لخديجة " ‪.‬‬
‫‪ -‬وهو القــائل ‪ )) :‬استوصـــــوا بالنســـــــاء‬
‫خيـــرا ً (( ‪.‬‬
‫‪ -‬وهو القائل ‪ )) :‬ل يفــرك مــؤمن مــؤمنه إن‬
‫كره منها خلقا رضى منها آخـر (( ‪.‬‬
‫‪ -‬وهــو القــائل ‪ )) :‬إنمــا النـســـــاء شقـــائق‬
‫الرجــال (( ‪.‬‬
‫‪ -‬وهو القائل ‪ )) :‬خيركــم خيركــم لهلــه وأنــا‬
‫خيركم لهلي (( ‪.‬‬
‫‪ -‬وهــو القــائل ‪ )) :‬ولهــن عليـــكم رزقهــن‬
‫وكسوتهـن بالمعـروف (( ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪102‬‬

‫‪ -‬وهو القائل ‪ )) :‬أعظمها أجرا الدينـار الــذي‬


‫تنفقه على أهـلك (( ‪.‬‬
‫‪ -‬وهــو القــائل ‪ )) :‬مــن سعــــادة ابــن آدم‬
‫المرأة الصـــــالحـــة (( ‪.‬‬
‫‪ -‬ومــن هــديه ‪)) :‬عــن عائشــة قــالت كنــت‬
‫أغتسل أنا ورسول الله ‪ ‬من إناء واحد (( ‪.‬‬
‫‪ -‬وهــو القــائل ‪ )) : ‬وإنــك مهمــا أنفقــت مــن‬
‫نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في‬
‫امرأتك (( ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن مشكاته ‪ )) :‬أن امرأة قالت يا رسول‬
‫الله صــل علــي وعلــى زوجــي فقــال ‘ صــلى اللــه‬
‫عليك وعلى زوجك (( ‪.‬‬
‫وهنــاك الكــثير والكــثير مــن الدلــة والــبراهين ‪،‬‬
‫علــى أن الســلم هــو المحــرر الحقيقــي لعبوديــة‬
‫المرأة ‪ ،‬وحــتى ُيعلــم هــذا المــر بصــورة أوضــح ‪،‬‬
‫سأبين حفظ حقوق المرأة في السلم وهي جنيــن‬
‫في بطن أمها إلى أن تنزل قبرها ‪.‬‬

‫بيانثثثثثثثثثات وآيثثثثثثثثات‬

‫حفظ السلم حق المــرأة ‪ -:‬وهــي‬ ‫‪.1‬‬


‫طلقت أمها وهــي حامــل‬ ‫في بطن أمها ‪ ،‬فإن ُ‬
‫بها ‪ ،‬أوجب السلم على الب أن ينفق علـــى‬
‫ل‬ ‫الم فترة الحمل بها )) وإن ك ُـ ُ‬
‫مـ ٍ‬
‫ح ْ‬
‫ت َ‬
‫ن أول ِ‬‫ّ‬ ‫َِ ْ‬
‫مل َُهن((‬ ‫َ‬
‫ح ْ‬
‫ن َ‬ ‫ض عْ َ‬
‫حّتى ي َ َ‬ ‫قوا عَل َي ْهِ ّ‬
‫ن َ‬ ‫فَ أ ن ْ ِ‬
‫ف ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪103‬‬

‫‪ .2‬حفــظ الســلم حــق المــرأة ‪ -:‬بحيــث ل‬


‫ُيقام على أمها الحد ‪ ،‬حتى ل تتأثر وهــي فــي‬
‫بطن أمها )) ولما جاءت الغامديــة وقــالت يــا‬
‫رســول اللــه طهرنــي فقــال ‪ ‬لهــا ‪ :‬حــتى‬
‫تضعي ما في بطنك ((‬
‫‪ .3‬حفظ السلم حــق المــرأة ‪ -:‬راضــعة ؛‬
‫فلما وضعت الغامدية ولدها ‪ ،‬وطلبــت إقامــة‬
‫الحد قال ‪ )) ‬اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه‬
‫((‬
‫حفـــظ الســـلم حـــق المـــرأة ‪-:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مولودة من حيث النفقــة والكســوة )) وَعَل َــى‬
‫معُْروف ((‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫سوَت ُهُ ّ‬
‫ن وَك ِ ْ‬‫ه رِْزقُهُ ّ‬‫موُْلودِ ل َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪ .5‬حفظ السلم حق المــرأة ‪ -:‬فــي فــترة‬
‫الحضانة التي تمتد إلى بضع ســنين ‪ ،‬وأوجــب‬
‫علــى الب النفقــة عليهــا فــي هــذه الفــترة‬
‫لعموم أدلة النفقة على البناء ‪.‬‬
‫حفظ السلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬ ‫‪.6‬‬
‫الميراث عموما ً ‪ ،‬صغيرة كانت أو كبيرة قــال‬
‫ن ث ُل ُث َــا‬
‫ن فَل َهُ ـ ّ‬‫ساًء فَوْقَ اث ْن َت َي ْـ ِ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫الله )) فَإ ِ ْ‬
‫ف ((‬‫ص ُ‬ ‫حد َةً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬‫ن َ‬
‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫َ‬
‫‪ .7‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬في اختيــار‬
‫الزوج المناسب ‪ ،‬ولها أحقية القبــول أو الــرد‬
‫إذا كانت ثيبا ً لقــوله ‪ ))‬ل تنكــح اليــم حــتى‬
‫تستأمر ((‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪104‬‬

‫‪ .8‬حفظ الســلم حــق المــرأة ‪ -:‬إذا كــانت‬


‫بكرا ً فل تزوج إل بإذنهــا لقــوله ‪ ))‬ول تنكــح‬
‫البكر حتى تستأذن ((‬
‫حفظ السلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬ ‫‪.9‬‬
‫م‬ ‫مت َعْت ُ ْ‬ ‫ســت َ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫صداقها ‪ ،‬وأوجب لها المهر )) فَ َ‬
‫به منهن َفآتوهُ ُ‬
‫ة ((‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ ِ ُْ ّ‬
‫‪ .10‬حفـــظ الســـلم حـــق المـــرأة ‪-:‬‬
‫مختلعة ‪ ،‬إذا بد ّ لها عدم الرغبة في زوجها أن‬
‫تخــالع مقابــل الفــداء لقــوله عليــه الصــلة‬
‫والسلم )) أقبل الحديقة وطلقها ((‬
‫‪ .11‬حفـــظ الســـلم حـــق المـــرأة ‪-:‬‬
‫ح قّ ا ً‬ ‫ف َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫مَتاعٌ ِبال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قا ِ‬ ‫مط َل ّ َ‬ ‫مطلقة ‪ )) ،‬وَل ِل ْ ُ‬
‫ن((‬ ‫قي َ‬ ‫عََلى ال ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬
‫‪ .12‬حفـــظ الســـلم حـــق المـــرأة ‪-:‬‬
‫أرملة ‪ ،‬وجعل لها حقا ً في تركة زوجها ‪ ،‬قــال‬
‫ن‬ ‫م ي َك ُـ ْ‬ ‫ن ل َـ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫مــا ت ََرك ْت ُـ ْ‬ ‫م ّ‬‫ن الّرب ُـعُ ِ‬ ‫الله )) وَل َهُ ـ ّ‬
‫مــا‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫مـ ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫م وَل َد ٌ فَل َهُـ ّ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م وَل َد ٌ فَإ ِ ْ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫م ((‬ ‫ت ََرك ْت ُ ْ‬
‫حفظ السلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬ ‫‪.13‬‬
‫الطلق قبل الدخول ‪ ،‬وذلك في عدم العدة ‪،‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫حت ُـ ُ‬‫من ُــوا إ َِذا ن َك َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قــال اللــه )) ي َــا أي ّهَــا ال ّـ ِ‬
‫قتمـــوهُن مـــن قَبـــ َ‬
‫ن‬ ‫لأ ْ‬ ‫ّ ِ ْ ْ ِ‬ ‫م ط َل ّ ْ ُ ُ‬ ‫ت ُثـــ ّ‬ ‫مَنـــا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ة‬
‫عـــد ّ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫مـــ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م عَل َي ِْهـــ ّ‬ ‫كـــ ْ‬ ‫مـــا ل َ ُ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ســـوهُ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫تَ َ‬
‫دون ََها ((‬ ‫ت َعْت َ ّ‬
‫‪ .14‬حفـــظ الســـلم حـــق المـــرأة ‪-:‬‬
‫يتيمة ‪ ،‬وجعل لهــا مــن المغــانم نصــيبا ً ‪ ،‬قــال‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪105‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ل ِل ّهِ‬ ‫يٍء فَأ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُ ْ‬‫ما غَن ِ ْ‬ ‫موا أن ّ َ‬ ‫الله )) َواعْل َ ُ‬
‫مى ((‬ ‫قْرب َــى َوال ْي َت َــا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل وَل ِـ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه وَِللّر ُ‬ ‫س ُ‬‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ُ‬
‫ما‬ ‫وجعل لها من بيت المال نصيبا ً قال الله )) َ‬
‫أ ََفاَء الل ّه عََلى رسول ِه م ـ َ‬
‫ق ـَرى فَل ِل ّـ ِ‬
‫ه‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ن أ هْ ـ ِ‬ ‫َ ُ ِ ِ ْ‬ ‫ُ‬
‫مى(( وجعل لها‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل و َل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫وَِللّر ُ‬
‫ة أوُلو‬ ‫ُ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬‫ق ْ‬ ‫ضَر ال ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫في القسمة نصيبا ً )) وَإ َِذا َ‬
‫مى (( وجعــل لهــا فــي النفقــة‬ ‫قْرب َــى َوال ْي َت َــا َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬ ‫وال ِـد َي ْ ِ‬ ‫خي ْـرٍ فَل ِل ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قت ُـ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫مــا أ َن ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫نصيبا ً )) قُ ْ‬
‫َ‬
‫مى ((‬ ‫ن َوال ْي ََتا َ‬ ‫َواْلقَْرِبي َ‬
‫‪ .15‬حفظ الســلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬
‫حياتهــا الجتماعيــة ‪ ،‬وحــافظ علــى ســلمة‬
‫صدرها ‪ ،‬ووحــدة صــفها مــع أقاربهــا ‪ ،‬فحــرم‬
‫الجمع بينها وبيــن أختهــا ‪ ،‬وعمتهــا ‪ ،‬وخالتهــا ‪،‬‬
‫كما في الية ‪ ،‬والحديث المتواتر‬
‫‪ .16‬حفظ الســلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬
‫ل‬ ‫صــيانة عرضــها ‪ ،‬فحــرم النظــر إليهــا )) قُ ـ ْ‬
‫َ‬
‫م ((‬ ‫صارِهِ ْ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫ن ي َغُ ّ‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ل ِل ْ ُ‬
‫‪ .17‬حفظ الســلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬
‫معاقبة من رماهــا بالفاحشــة ‪ ،‬مــن غيــر بينــة‬
‫م‬ ‫م ل َـ ْ‬ ‫ت ث ُـ ّ‬ ‫ص ـَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مــو َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫بالجلد )) َوال ّ ِ‬
‫جل ْد َةً ((‬ ‫ن َ‬ ‫ماِني َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫جل ِ ُ‬‫داءَ َفا ْ‬ ‫ش هَ َ‬ ‫ي َأ ُْتوا ب ِأ َْرب َعَةِ ُ‬
‫حفــظ الســلم حــق المــرأة ‪ -:‬إذا‬ ‫‪.18‬‬
‫كانت أما ً ‪ ،‬أوجب لها الحسان ‪ ،‬والبر ‪ ،‬وحذر‬
‫من كلمة أف في حقها‬
‫‪ .19‬حفـــظ الســـلم حـــق المـــرأة ‪-:‬‬
‫ضعة ‪ ،‬فجعل لها أجرا ً ‪ ،‬وهو حــق مشــترك‬ ‫مر ِ‬ ‫ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪106‬‬
‫بين الراضعة والمرضعة )) فَإ َ‬
‫ن ل َك ُـ ْ‬
‫م‬ ‫ض ـع ْ َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫ِ ْ‬
‫ُ‬
‫ن ((‬‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫َفآُتوهُ ّ‬
‫‪ .20‬حفـــظ الســـلم حـــق المـــرأة ‪-:‬‬
‫حامل ً ‪ ،‬وهو حق مشترك بينها وبين المحمول‬
‫حّتــى‬ ‫ن َ‬ ‫قوا عَل َي ِْهــ ّ‬ ‫ل فَأ َن ْفِ ُ‬‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬
‫ت َ‬ ‫ن أول ِ‬
‫)) وإن ك ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫َِ ْ‬
‫ن ((‬ ‫مل َهُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ض عْ َ‬
‫يَ َ‬
‫حفظ السلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬ ‫‪.21‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مــ ْ‬
‫م ِ‬ ‫س ـك َن ْت ُ ْ‬
‫ث َ‬ ‫حي ْـ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬‫السكنى )) أ ْ‬
‫م ((‬ ‫جدِك ُ ْ‬‫وُ ْ‬
‫حفظ السلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬ ‫‪.22‬‬

‫صحتها فأسقط عنها الصيام إذا كــانت مرضــع‬


‫أو حبلى ‪.‬‬
‫حفظ السلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬ ‫‪.23‬‬
‫ن‬‫م ْ‬‫الوصية ‪ ،‬فلها أن توصي ِلما بعد موتها )) ِ‬
‫ن ((‬ ‫َ‬
‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬‫صي َ‬‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫ب َعْدِ وَ ِ‬
‫حفظ السلم حــق المــرأة ‪ -:‬فــي‬ ‫‪.24‬‬

‫جسدها بعد موتها ‪ ،‬وهذا يشترك فيــه الرجــل‬


‫مــع المــرأة لقــوله ‪ )) ‬كســر عظــم الميــت‬
‫ككسره حيا ((‬
‫حفظ السلم حق المــرأة ‪ -:‬وهــي‬ ‫‪.25‬‬

‫فــي قبرهــا ‪ ،‬وهــذا يشــترك فيــه الرجــل مــع‬


‫المرأة لقـوله ‪ )) ‬لن يجلــس أحــدكم علــى‬
‫جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير لــه‬
‫من أن يجلس على قبر ((‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪107‬‬

‫شهثثثثثادات غربية)‪(1‬‬

‫تقول " هيليسيان ستانسيري " امنعوا الختلط‬


‫‪ ،‬وقّيــدوا حريــة الفتــاة‪ ،‬بــل ارجعــوا إلــى عصــر‬
‫الحجــاب ‪ ،‬فهــذا خيــر لكــم مــن إباحيــة وانطلق‬
‫ومجون أوربا ‪ ،‬وأمريكا‬
‫• وتقــول " بيريــة الفرنســية " وهــي تخــاطب‬
‫ن من العائلة الوربيــة مثــال ً‬ ‫بنات السلم " ل تأخذ ّ‬
‫ُ‬
‫ن ‪ ،‬لن عائلتها هي أنموذج رديء ل يصلح مثال ً‬ ‫لك ُ ّ‬
‫يحتذى‬
‫• وتقــول الممثلــة الشــهيرة "مــارلين مــونرو"‬
‫الــتي كتبــت قبيــل انتحارهــا نصــيحة لبنــات جنســها‬
‫تقول فيها ‪ " :‬إحذري المجد …إحذري من كل مــن‬
‫يخدعك بالضــواء …إنــى أتعــس امــرأة علــى هــذه‬
‫الرض… لم أســتطع أن أكــون أمــا … إنــي امــرأة‬
‫أفضل البيت … الحياة العائلية الشريفة علــى كــل‬
‫شيء … إن ســعادة المــرأة الحقيقيــة فــي الحيــاة‬
‫العائليــة الشــريفة الطــاهرة بــل إن هــذه الحيــاة‬
‫العائلية لهــي رمــز ســعادة المــرأة بــل النســانية "‬
‫وتقول في النهاية " لقد ظلمني كل الناس … وأن‬

‫‪()1‬مستفاد من مقال )المرأة قبل السلم و بعده( ومقال )من‬


‫صور تكريم السلم للمرأة(‪ -‬قلوا عن السلم د‪/‬عماد الدين خليل‬
‫‪ -‬المراة بين شريعة السلم والحضارة الغربية للعلمة وحيد الدين‬
‫خان ‪ -‬المرأة بين الفقه والقانون للسباعي ’ ‪ -‬المرأة بين تكريم‬
‫السلم وإهانة الجاهلية لشيخنا د‪/‬محمد إسماعيل المقدم حفظه‬
‫الله وغيرها‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪108‬‬

‫العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة‬


‫تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة " ‪.‬‬
‫• وتقــول الكاتبــة " اللدى كــوك " أيضــا ‪ " :‬إن‬
‫الختلط يألفه الرجال ‪ ،‬ولهذا طمعــت المــرأة بمــا‬
‫يخالف فطرتها ‪ ،‬وعلى قــدر الختلط تكــون كــثرة‬
‫أولد الزنا ‪ ،‬ول يخفى ما فى هذا من البلء العظيم‬
‫عــن المــرأة ‪ ،‬فيــا أيهــا البــاء ل تغرنكــم بعــض‬
‫دريهمات تكسبها بنــاتكم باشــتغالهن فــى المعامــل‬
‫ونحوها ومصيرهن إلى ما ذكرنا فعلمــوهن البتعــاد‬
‫عن الرجال ‪ ،‬إذا دلنا الحصاء على أن البلء الناتــج‬
‫عن الزنا يعظم ويتفــاقم حيــث يكــثر الختلط بيــن‬
‫الرجــال والنســاء ‪ .‬ألــم تــروا أن أكــثر أولد الزنــا‬
‫أمهــاتهن مــن المشــتغلت فــى المعامــل ومــن‬
‫الخادمـــات فـــى الـــبيوت ومـــن أكـــثر الســـيدات‬
‫المعرضات للنظار ‪ ..‬ولول الطبــاء الــذين يعطــون‬
‫الدويــة للســقاط لرأينــا أضــعاف ممــا نــرى الن ‪،‬‬
‫ولقد أدت بنا الحال إلى حــد مــن الــدناءة لــم يكــن‬
‫تصوره فى المكان حــتى أصــبح رجــال مقاطعــات‬
‫فى بلدنــا ل يقبلــون البنــت مــا لــم تكــن مجربــة ‪،‬‬
‫أعنى عندها أولد من الزنا ‪ ،‬فينتفع بشــغلهم وهــذا‬
‫غاية الهبوط فى المدينة ‪ ،‬فكم قاست هذه المرأة‬
‫من مرارة الحياة ‪.‬‬
‫• وتقول ‪ .‬تقول الكاتبة النجليزية " أنــى رود "‬
‫عن ذلك ‪ " :‬إذا اشتغلت بناتنا فــى الــبيوت خــوادم‬
‫أو كــالخوادم خيــر وأخــف بلء مــن اشــتغالهن فــى‬
‫المعامل حيــث تصــبح البنــت ملوثــة بــأدران تــذهب‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪109‬‬

‫برونــق حياتهــا إلــى البــد ‪ ...‬أيــاليت بلدنــا كبلد‬


‫المسلمين حيث فيها الحشمة والعفــاف والطهــارة‬
‫رداء الخادمة والرقيق اللذين يتنعمان بأرغد عيــش‬
‫ويعــــاملن معاملــــة أولد رب الــــبيت ول يمـــس‬
‫عرضهما بسوء ‪ .‬نعم إنه عار على بلد النكليــز أن‬
‫تجعـــل بناتهـــا مثـــل للـــرذائل بكـــثرة مخـــالطتهن‬
‫للرجال ‪ ،‬فما بالنا ل نســعى وراء مــا يجعــل البنــت‬
‫تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضــت بــذلك‬
‫الديانــة الســماوية وتــرك أعمــال الرجــال للرجــال‬
‫سلمة لشرفها‬
‫• نشرت صحيفة الخبار المصرية ) في عــددها‬
‫الصــادر فــي ‪20/10/1972‬م ‪ ،‬ص ‪ : (4‬أنــه قــد‬
‫أقيمت في هــذا الســبوع الحفلــة الســنوية لســيدة‬
‫العــام وحضــرها عــدد كــبير مــن الســيدات علــى‬
‫اختلف مهنهن ‪ ..‬وكان موضوع الحــديث والخطــب‬
‫التي ألقيت في حضــور الميــرة ) آن ( البريطانيــة‬
‫هو حرية المرأة ومــاذا تطلــب المــرأة ‪ ..‬وحصــلت‬
‫على تأييد الجتماع الشامل فتاة عمرهــا ‪ 17‬عامــا ً‬
‫رفضت رفضا ً باتا ً حركــة التحريــر النســائية وقــالت‬
‫أنها تريــد أن تظــل لهــا أنوثتهــا ول تريــد أن ترتــدي‬
‫البنطلــون بمعنــى تحــدي الرجــل ‪ .‬وأنهــا تريــد أن‬
‫تكون امرأة وتريد زوجهــا أن يكــون رجل ً ‪ .‬وصــفق‬
‫لها الجميع وعلى رأسهن الميرة ) آن ()‪. (1‬‬
‫• ومن هذا صرح الدكتور " جون كيشلر " أحــد‬
‫علماء النفس المريكيين فــي شــيكاغو ) أن ‪%90‬‬
‫‪ ) ()1‬كتاب المرأة العربية المعاصرة إلى أين ؟! ص ‪.( 50‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪110‬‬

‫مــن المريكيــات مصــابات بــالبرود الجنســي وأن‬


‫‪ %40‬من الرجال مصابون بالعقم ‪ ،‬وقــال الــدكتور‬
‫أن العلنات التي تعتمد على صور الفتيات العارية‬
‫هي السبب في هبوط المستوى الجنســي للشــعب‬
‫المريكي ‪ .‬ومن شــاء المزيــد فليرجــع إلــى تقريــر‬
‫لجنة الكونجرس المريكية لتحقيق جرائم الحداث‬
‫في أمريكا تحت عنوان ) أخلق المجتمع المريكي‬
‫المنهارة ( ‪.(1) .‬‬
‫وذلك من بــاب الســتئناس؛ لن نفــرا ً مــن بنــي‬
‫جلدتنا ل يقع الدليل موقعه عندهم إل إذا صدر مــن‬
‫مشكاة الغرب‪.‬‬
‫أ‪ -‬تقول جليندا جاكسون حاملة الوســكار الــتي‬
‫منحتهــا ملكــة بريطانيــا وســاما ً مــن أعلــى أوســمة‬
‫الدولــة‪ ،‬والــتي حصــلت علــى جــائزة الكاديميــة‬
‫البريطانيــة‪ ،‬وجــائزة مهرجــان مونتريــال العــالمي‬
‫تقــول‪) :‬إن الفطــرة جعلــت الرجــل هــو القــوى‬
‫والمسيطر بناًء على ما يتمتع به من أسباب القــوة‬
‫تجعله في المقام الول بما خصه الله به مــن قــوة‬
‫في تحريك الحياة‪ ،‬واســتخراج خيراتهــا‪ ،‬إنــه مقــام‬
‫الذاتيــة عنــد الرجــل الــتي تــؤهله تلقائي ـا ً لمواجهــة‬
‫أعباء الحياة وإنمائها‪ ،‬واطــراد ذلــك فــي المجــالت‬
‫الحياتية(‪.‬‬
‫ب‪ -‬الزعيمة النسائية المريكية )فليش شلفي(‬
‫دعت المرأة إلى وجــوب الهتمــام بــالزوج والولد‬

‫‪ ) ()1‬المجتمع العاري بالوثائق والرقام ‪ ،‬ص ‪.(11‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪111‬‬

‫قبل الهتمام بالوظيفة‪ ،‬وبوجــوب أن يكــون الــزوج‬


‫هو رب السرة وقائد دفتها‪.‬‬
‫ج‪ -‬وفــي كتــاب صــدر أخيــرا ً عــن حيــاة الكاتبــة‬
‫النجليزيــة المشــهورة )أجاثــا كريســتي( ورد فيــه‬
‫فلة؛ لن مركزها فــي‬ ‫م غَ ّ‬
‫قولها‪) :‬إن المرأة الحديثة ُ‬
‫المجتمع يزداد سوءا ً يوما ً بعد يــوم؛ فنحــن النســاء‬
‫نتصــرف تصــرفا ً أحمــق؛ لننــا بــذلنا الجهــد خلل‬
‫الســنين الماضــية؛ للحصــول علــى حــق العمــل‬
‫والمساواة في العمل مع الرجل‪.‬‬
‫والرجال ليسوا أغبياء؛ فقد شــجعونا علــى ذلــك‬
‫معلنين أنــه ل مــانع مطلقـا ً مــن أن تعمــل الزوجــة‬
‫وتضــــــــــــــاعف دخــــــــــــــل الــــــــــــــزوج‪.‬‬
‫ومن المحزن أن نجد بعد أن أثبتنا نحن النساء أننــا‬
‫الجنس اللطيف الضعيف أننا نعــود اليــوم لنســاوى‬
‫في الجهد والعــرق الــذي كــان مــن نصــيب الرجــل‬
‫وحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده(‪.‬‬
‫د‪ -‬وتقــول طبيبــة نفســية أمريكيــة‪) :‬أيمــا امــرأة‬
‫قالت‪ :‬أنــا واثقــة بنفســي‪ ،‬وخرجــت دون رقيــب أو‬
‫حسيب فهي تقتل نفسها وعفتها(‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪112‬‬

‫نماذج من رحمته ‪ ‬بالنساء‪.‬‬

‫فما بالك بالرحمة المهداة وهو يعامل من أوصى‬


‫بالرفق والرحمة معهن ‪ ،‬فما أرحمه زوجا ً وأبا ً‬
‫وموصي ّا ً لرجال أمته بنسائها ‪. ‬‬

‫*( رحمته ‪ ‬في بيته مع أزواجه _ن‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫ى‬
‫ن ال َن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ة‪َ ‬‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫سوَدِ َقا َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫‪ -‬و عَ ِ‬
‫مهْن َةِ أهْل ِهِ‬ ‫ن ِفى ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ت) َ‬ ‫صن َعُ ِفى ب َي ْت ِهِ َقال َ ْ‬ ‫‪ ‬يَ ْ‬
‫ج إ َِلى‬ ‫صل َةُ َ‬ ‫َ‬
‫خَر َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ضَر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة أهْل ِهِ ‪ -‬فَإ َِذا َ‬ ‫م َ‬‫خد ْ َ‬ ‫‪ -‬ت َعِْنى ِ‬
‫الصل َةِ ‪(1) .‬‬
‫ّ‬
‫ل اللهِ ‪‬‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ِلى َر ُ‬ ‫ت‪َ :‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ة ‪َ ‬قال ْ‬ ‫ش َ‬‫عائ ِ َ‬ ‫‪ -‬وعن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ى‬
‫ت عَل ّ‬ ‫ة‪ ،‬وَإ َِذا ك ُن ْ ِ‬ ‫ضي َ ً‬
‫ت عَّنى َرا ِ‬ ‫م إ َِذا ك ُن ْ ِ‬ ‫)إ ِّنى لعْل َ ُ‬
‫قل ْت م َ‬
‫ل»‬ ‫قا َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ف ذ َل ِ َ‬ ‫ن ت َعْرِ ُ‬ ‫ن أي ْ َ‬ ‫ت‪ :‬فَ ُ ُ ِ ْ‬ ‫ضَبى (‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫غَ ْ‬
‫َ‬
‫مدٍ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ن ل َ وََر ّ‬ ‫قوِلي َ‬ ‫ك تَ ُ‬ ‫ة فَإ ِن ّ ِ‬‫ضي َ ً‬ ‫ت عَّنى َرا ِ‬ ‫ما إ َِذا ك ُن ْ ِ‬ ‫أ ّ‬
‫م « ‪َ .‬قال َ ْ‬
‫ت‬ ‫هي َ‬ ‫ب إ ِب َْرا ِ‬ ‫ت ل َ وََر ّ‬ ‫ضَبى قُل ْ ِ‬ ‫ت غَ ْ‬ ‫‪ ،‬وَإ َِذا ك ُن ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جُر إ ِل ّ‬ ‫ما أهْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل َوالل ّهِ َيا َر ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫تأ َ‬ ‫قُل ْ ُ‬
‫ك (‪(2).‬‬ ‫م َ‬
‫س َ‬ ‫ا ْ‬
‫‪ -‬وعن عائشة ‪‬ا قالت ‪ :‬أتيت النبي ‪ ‬بخزيرة‬
‫قد طبختها له فقلت لسودة والنبي ‪ ‬بيني وبينها ‪:‬‬
‫كلي ‪ .‬فأبت فقلت ‪ :‬لتأكلين أو للطخن وجهك‬
‫فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطلبت وجهها‬
‫‪ ()1‬رواه احمد والبخاري والترمذي و البيهقي‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪113‬‬

‫فضحك النبي ‪ ‬فوضع بيده لها وقال لها ‪" :‬‬


‫ألطخي وجهها" فضحك النبي ‪ ‬لها فمر عمر‬
‫فقال ‪ :‬يا عبد الله فظن أنه سيدخل فقال ‪ " :‬قوما‬
‫فاغسل وجوهكما " قالت عائشة ‪‬ا‪ :‬فما زلت‬
‫أهاب عمر لهيبة رسول الله ‪(1)‬‬

‫َ‬
‫ست ُُرِنى‬ ‫ى ‪ ‬يَ ْ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬‫ت َرأي ْ ُ‬ ‫ة ‪‬ا َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫وعن َ‬
‫َ َ‬
‫د‪،‬‬
‫ج ِ‬
‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ِفى ال ْ َ‬ ‫شةِ ي َل ْعَُبو َ‬ ‫ه‪ ،‬وَأَنا أن ْظ ُُر إ َِلى ال ْ َ‬
‫حب َ َ‬ ‫ب ِرَِدائ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جارِي َ ِ‬ ‫م‪َ ،‬فاقْد ُُروا قَد َْر ال ْ َ‬ ‫سأ ُ‬‫ذى أ ْ‬ ‫ن أَنا ال ّ ِ‬ ‫حّتى أ ُ‬
‫كو َ‬ ‫َ‬
‫حريصةِ عََلى الل ّهو‪(2).‬‬
‫ْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ ِ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ديث َةِ ال ّ‬ ‫ح ِ‬‫ال ْ َ‬
‫‪:‬وإليك أيها الحبيب بعض روايته‬
‫كان جالسا فسمع ‪ ‬ا أن النبي‪ ‬عن عائشة‬
‫ضوضاء الناس والصبيان فإذا حبشية تزفن‬
‫) تزفن ‪ :‬زفن زفا من باب ضرب ‪ :‬رقص ‪.‬‬
‫المصباح المنير ‪ ( . 345 / 1‬والناس حولها فقال ‪:‬‬
‫يا عائشة تعالي فانظري فوضعت خدي على‬
‫منكبيه فجعلت أنظر ما بين المنكبين إلى رأسه‬
‫فجعل يقول ‪ :‬يا عائشة ما شبعت ؟ فأقول ‪ :‬ل ‪-‬‬
‫لنظر منزلتي عنده فلقد رأيته يراوح بين قدميه ‪:‬‬
‫فتفرق الناس عنها والصبيان وقال ‪ ‬فطلع عمر‬
‫رأيت شياطين النس والجن فروا من ‪  :‬النبي‬

‫‪ ()1‬حســن رواه أبــو يعلــى وقــال الهيثمــي‪ :‬ورجــاله رجــال‬


‫الصحيح خل محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حســن ‪.‬وكــذا قــال‬
‫الستاذ حسين أسد‪.‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪114‬‬

‫ل تلبث أن تصرع فصرعت ‪  :‬عمر وقال النبي‬


‫)‪ (1‬في الناس فأخبروا بذلك‬
‫ا ‪ :‬لقد رأيت النبي ‘ يسترني‪ ‬قالت عائشة‬
‫بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد‬
‫حتى أكون أنا الذي أسأمه فاقدروا قدر الجارية‬
‫الحديثة السن الحريصة على اللهو‬
‫يسترني ‪ ‬ا ‪ :‬لقد رأيت النبي‪ ‬قالت عائشة‬
‫بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد‬
‫حتى أكون أنا الذي أسأمه فاقدروا قدر الجارية‬
‫‪(2).‬الحديثة السن الحريصة على الله‬
‫ومن رواية الشيخين وغيرهما وفيه ‪ :‬أن النبي ‪‬‬
‫قال لها ‪ ) :‬أتحبين أن تنظري إليهم ؟ " ‪ .‬وقولها ‪:‬‬
‫فطأطأ لي منكبيه لنظر إليهم ‪ .‬وقولها ‪ :‬وما بي‬
‫حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ النساء‬
‫مقامه لي ومكاني منه(‪.‬‬

‫ى ‪ِ ‬فى‬ ‫ّ‬ ‫معَ الن ّب ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ة ‪‬ا َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م أب ْد ُ ْ‬ ‫م وَل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ة لَ ْ‬ ‫جارِي َ ٌ‬‫فارِهِ وَأَنا َ‬ ‫س َ‬‫ضأ ْ‬ ‫ب َعْ ِ‬
‫ل ِلى »‬ ‫م َقا َ‬ ‫موا ث ُ ّ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫موا «‪ .‬فَت َ َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫س » تَ َ‬ ‫ل ِللّنا ِ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫سك َ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫قت ُ ُ‬ ‫سب َ ْ‬‫ه فَ َ‬ ‫قت ُ ُ‬
‫ساب َ ْ‬ ‫ك «‪ .‬فَ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ساب ِ َ‬ ‫حّتى أ َ‬ ‫ى َ‬ ‫ت ََعال ْ‬
‫ت‬‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ت َ‬ ‫سي ُ‬ ‫ت وَن َ ِ‬ ‫م وَب َد ُن ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت الل ّ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫حّتى إ َِذا َ‬ ‫عَّنى َ‬
‫موا «‪.‬‬ ‫قا َ‬ ‫فارِهِ فَ َ‬ ‫َ‬
‫قد ّ ُ‬ ‫س » تَ َ‬ ‫ل ِلل ُّنا ِ‬ ‫س َ‬
‫ضأ ْ‬ ‫ه ِفى ب َعْ ِ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ساب َقْت ُ ُ‬ ‫ك «‪ .‬فَ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ساب ِ َ‬ ‫حّتى أ َ‬ ‫ى َ‬ ‫َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫موا ث ُ ّ‬ ‫فَت َ َ‬
‫ل » ت ََعال ْ‬ ‫قد ّ ُ‬

‫‪ ()1‬إبن عدى وابن عساكر‬


‫‪ ()2‬كلهــا أحــاديث صــحاح كمــا فــي " آداب الزفــاف " ) ‪- 272‬‬
‫‪ / 274‬المكتبة السلمية (‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪115‬‬

‫ل » هَذِهِ ب ِت ِل ْ َ‬
‫ك «‪.‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ح ُ‬
‫ك وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫قِنى فَ َ‬
‫جع َ َ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫سب َ َ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬وعن ابن عمر ‪ ‬قال ‪ :‬كان بعيني صفية ‪‬ا‬
‫خضرة فقال لها النبي ‪ " : ‬ما هذه الخضرة‬
‫بعينيك ؟ " ‪ .‬قالت ‪ :‬قلت لزوجي ‪ :‬إني رأيت فيما‬
‫يرى النائم كأن قمرا وقع في حجري فلطمني‬
‫وقال ‪ :‬أتريدين ملك يثرب ؟ قالت ‪ :‬وما كان أبغض‬
‫إلي من رسول الله ‪ ‬قتل أبي وزوجي فما زال‬
‫يعتذر إلي وقال ‪ " :‬يا صفية إن أباك ألب علي‬
‫العرب وفعل وفعل " ‪ .‬حتى ذهب ذلك من نفسي(‬
‫)‪.(2‬‬

‫• رحمة التوجيه والرشاد فى أمره‬


‫فيهن بالمعروف ونهيه عن المنكر‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ت‬‫ة َقال َ ْ‬ ‫ص َ‬‫ف َ‬ ‫ح ْ‬‫ن َ‬ ‫ة ‪‬ا أ ّ‬ ‫في ّ َ‬‫ص ِ‬ ‫ل ب َل َغَ َ‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ى ‪ ‬وَهِ َ‬
‫ى‬ ‫خل عَلي َْها الن ّب ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ت فد َ َ‬ ‫ت ي َُهودِىّ ‪ .‬فب َك ْ‬ ‫ب ِن ْ ُ‬
‫ة‬
‫ص ُ‬ ‫ح فْ َ‬ ‫ت ِلى َ‬ ‫ت َقال َ ْ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ك «‪ .‬فَ َ‬ ‫كي ِ‬ ‫ما ي ُب ْ ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫قا َ‬ ‫كى فَ َ‬ ‫ت َب ْ ِ‬
‫ن‬
‫ى وَإ ِ ّ‬ ‫ة ن َب ِ ّ‬‫ك ل َب ْن َ ُ‬ ‫ى ‪ »‬إ ِن ّ ِ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ى‪ .‬فَ َ‬ ‫ت ي َُهودِ ّ‬ ‫إ ِّنى ب ِن ْ ُ‬
‫ك «‪ .‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫خُر عَل َي ْ ِ‬ ‫ف َ‬‫م تَ ْ‬‫في َ‬‫ى فَ ِ‬ ‫ت ن َب ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ك ل َت َ ْ‬ ‫ى وَإ ِن ّ ِ‬ ‫م ِ َ‬
‫ك لن َب ِ ّ‬ ‫عَ ّ‬
‫ة «‪(3) .‬‬ ‫ص ُ‬
‫ف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه َيا َ‬ ‫قى الل ّ َ‬ ‫ل » ات ّ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد و أبــو داود مختصــرا ً قــال اللبــاني فــى السلســلة‬
‫الصحيحة جـ ‪ 1‬حـ ‪:131‬وإسناده صحيح على شرط الشــيخين وقــد‬
‫صححه العراقي فى تخريج الحياء ‪2/40‬‬
‫‪ ()2‬قال الهيثمي‪:‬رواه الطبراني ورجاله رجــال الصــحيح وصــححه‬
‫اللباني ‪2793‬‬
‫هــ َ‬
‫ذا‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ب ِ‬ ‫ح غَ ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫حي ٌ‬
‫ص ِ‬
‫ن َ‬
‫س ٌ‬
‫ح َ‬
‫ث َ‬
‫دي ٌ‬
‫ح ِ‬ ‫‪ ()3‬رواه الترمذي وقال‪ :‬هَ َ‬
‫ذا َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪116‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫سب ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ى‪َ ‬‬ ‫ت ِللن ّب ِ ّ‬ ‫ت قُل ْ ُ‬ ‫ة ‪‬ا َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬وعَ ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ة‪ .‬فَ َ‬ ‫صيَر ً‬ ‫سد ّدٍ ت َعِْنى قَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل غَي ُْر ُ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫ة كَ َ‬ ‫في ّ َ‬‫ص ِ‬‫َ‬
‫ه «‪.‬‬ ‫جت ْ ُ‬
‫مَز َ‬ ‫َ‬
‫حر ِ ل َ‬ ‫ْ‬
‫ماِء الب َ ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫مز ِ َ‬ ‫َ‬
‫ة لو ْ ُ‬ ‫م ً‬ ‫َ‬
‫ت كل ِ َ‬ ‫ْ‬
‫قد ْ قُل ِ‬ ‫»ل َ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حك َي ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ب أّنى َ‬ ‫ح ّ‬
‫ما أ ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫قا َ‬ ‫ساًنا فَ َ‬ ‫ه إ ِن ْ َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫حك َي ْ ُ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫ذا «‪(1).‬‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫ن ِلى ك َ َ‬ ‫َ‬
‫ساًنا وَأ ّ‬ ‫إ ِن ْ َ‬

‫• الوفاء لها‪ ....‬وحسن العهد من‬


‫اليمان‪:‬‬
‫ساِء‬ ‫ت عََلى ن ِ َ‬ ‫ما ِغْر ُ‬ ‫ت ‪َ )) :‬‬ ‫ة ‪‬ا َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫‪ -‬عن َ‬
‫ة وإني ل َ ُ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫م أد ْرِك َْها َقال َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ج َ َ ِّ‬ ‫دي َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ي ‘ إ ِّل عََلى َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫سُلوا ب َِها إ َِلى‬ ‫َ‬
‫ل أْر ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫شاةَ فَي َ ُ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ َِذا ذ َب َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ج َ‬ ‫دي َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ما فَ ُ‬ ‫ه ي َوْ ً‬ ‫ت فَأغْ َ‬
‫ضب ْت ُ ُ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ج َ‬‫دي َ‬ ‫خ ِ‬ ‫صدَِقاِء َ‬ ‫أ ْ‬
‫حب ّها(()‪(2‬‬
‫ت ُ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ ِّني قَد ْ ُرزِقْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ْ‬
‫خوَي ْل ِدٍ‬ ‫ت ُ‬ ‫ة ب ِن ْ ُ‬ ‫هال َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ست َأذ َن َ ْ‬ ‫ت‪)) :‬ا ْ‬ ‫ة ‪‬ا َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‬ ‫ذا َ‬ ‫ست ِئ ْ َ‬
‫فا ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَعََر َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ة عََلى َر ُ‬ ‫ج َ‬ ‫دي َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫خ ُ‬ ‫أُ ْ‬
‫خوَي ْل ِدٍ‬ ‫ت ُ‬ ‫ة ب ِن ْ ُ‬ ‫هال َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ح ل ِذ َل ِ َ‬‫ة َفاْرَتا َ‬ ‫ج َ‬‫دي َ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫جائ ِزِ قَُري ْ ٍ‬
‫ش‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م َْ‬ ‫جوزٍ ِ‬ ‫ن عَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ت َذ ْك ُُر ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫فَغِْر ُ‬
‫خي ًْرا‬‫ه َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫ت ِفي الد ّهْرِ فَأب ْد َل َ َ‬ ‫ن هَل َك َ ْ‬ ‫شد ْقَي ْ ِ‬ ‫مَراِء ال ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫من َْها(()‪.(3‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬وعن عائشة ‪‬ا قالت‪ :‬جاءت عجوز إلى النبي‬
‫‪ ‬فقال لها ‪ :‬من أنت ؟ قالت‪ :‬جثامة المزنية‬
‫قال ‪ :‬بل أنت حسانة المزنية كيف أنتم ؟ كيف‬
‫ه‪ .‬قال الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫ال ْوَ ْ‬
‫ج ِ‬
‫‪ ()1‬رواه أبو داود وصححه اللباني‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪()3‬رواه مسلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪117‬‬

‫حالكم ؟كيف كنتم بعدنا ؟ قالت ‪ :‬بخير بأبي أنت‬


‫وأمي يا رسول فلما خرجت قلت ‪ :‬يا رسول الله‬
‫تقبل على هذه العجوز هذا القبال فقال ‪ :‬يا عائشة‬
‫إنها كانت تأتينا زمان خديجة وإن حسن العهد من‬
‫اليمان ‪(1).‬‬

‫*( رحمته مع بناته _ن‪:‬‬

‫عَلى َ‬ ‫َ َ‬
‫ر‪:‬‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ما َ‬ ‫)( أَل أدُل ّك ُ َ‬
‫ما ت َل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫قى ِ‬ ‫ت َ‬ ‫شت َك َ ْ‬ ‫ة‪ ‬ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َفاط ِ َ‬ ‫ي ‪)) :‬أ ّ‬ ‫‪ -‬عن عَل ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ أت ِ َ‬
‫ي‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن فَب َل َغََها أ ّ‬ ‫حَ ُ‬ ‫ما ت َط ْ َ‬ ‫م ّ‬
‫َ‬
‫حى ِ‬ ‫الّر َ‬
‫ت‬‫ه فَذ َك ََر ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫وافِ ْ‬ ‫َ‬ ‫م تُ‬‫ما فَل َ ْ‬ ‫خادِ ً‬
‫ه َ‬ ‫سأل ُ ُ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫ي فَأت َت ْ ُ‬ ‫سب ْ ٍ‬‫بِ َ‬
‫َ‬
‫ه فَأَتاَنا‬ ‫ة لَ ُ‬ ‫ش ُ‬‫عائ ِ َ‬‫ك َ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫ي ‘ فَذ َك ََر ْ‬ ‫جاَء الن ّب ِ ّ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ل َِعائ ِ َ‬
‫ل عََلى‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫قو َ‬ ‫جعََنا فَذ َهَب َْنا ل ِن َ ُ‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫خل َْنا َ‬ ‫وَقَد ْ د َ َ‬

‫‪ ()1‬رواه البيهقي وابن النجار وحسنه اللبانى السلسلة الصــحيحة‬


‫جـ ‪ 1‬حـ ‪.216‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪118‬‬

‫قا َ‬
‫ل‬ ‫صد ِْري فَ َ‬ ‫مي ْهِ عََلى َ‬ ‫ت ب َْرد َ قَد َ َ‬
‫َ‬
‫جد ْ ُ‬‫حّتى وَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫كان ِك ُ َ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫خذ ْت ُ َ‬‫ماهُ إ َِذا أ َ‬ ‫سألت ُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫خي ْرٍ ِ‬
‫ما عَلى َ‬ ‫أل أد ُلك َ‬
‫دا ث ََلًثا‬ ‫مضاجعك ُما فَك َبرا الل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ح َ‬‫ن َوا ْ‬ ‫ه أْرب ًَعا وَث ََلِثي َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ِ َ َ‬
‫ما‬
‫م ّ‬
‫ما ِ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ن فَإ ِ ّ‬ ‫حا ث ََلًثا وَث ََلِثي َ‬‫سب ّ َ‬
‫ن وَ َ‬ ‫وَث ََلِثي َ‬
‫سأ َل ْت ُماه(()‪(1‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سّر‬ ‫مأ َ‬ ‫ت‪ ......‬ث ُ ّ‬ ‫فب َك َ ْ‬ ‫ديًثا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ها َ‬ ‫سّر إ ِل َي ْ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫)( ث ُ ّ‬
‫حك َ ْ‬
‫ت‬ ‫ض ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ديًثا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ها َ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫شي‬ ‫م ِ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫ت‪)) :‬أقْب َل َ ْ‬ ‫ة ‪‬ا َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪َ -‬عَ ْ‬
‫حًبا‬ ‫مْر َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫ي الن ّب ِ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شي َت ََها َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ك َأ ّ‬
‫سّر‬ ‫بابنِتي ث ُم أ َجل َسها عَن يمين ِه أ َو عَن شمال ِه ث ُ َ‬
‫مأ َ‬ ‫ْ ِ َ ِ ّ‬ ‫ْ َ ِ ِ ْ‬ ‫ّ ْ َ َ‬ ‫ِ َْ‬
‫سّر إ ِل َي َْها‬ ‫َ‬
‫مأ َ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫كي َ‬ ‫م ت َب ْ ِ‬ ‫ت ل ََها ل ِ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫ديًثا فَب َك َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫إ ِل َي َْها َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫حا أقَْر َ‬ ‫كال ْي َوْم ِ فََر ً‬ ‫ت َ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫حك َ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ديًثا فَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ش َ‬ ‫ت ِلفْ ِ‬ ‫ما ك ُن ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫سأل ْت َُها عَ ّ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫حْز ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫قال َ ْ‬
‫ت‬ ‫سأل ْت َُها فَ َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫ض الن ّب ِ ّ‬ ‫حّتى قُب ِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫سّر َر ُ‬ ‫ِ‬
‫ضِني ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫سن َ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ن ي َُعارِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫جب ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ي إِ ّ‬ ‫سّر إ ِل َ ّ‬ ‫أ َ‬
‫ُ‬
‫ضَر‬ ‫ح َ‬ ‫ن وََل أَراهُ إ ِّل َ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ضِني ال َْعا َ‬ ‫عاَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫مّرةً وَإ ِن ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ت فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫حاًقا ِبي فَب َكي ْ ُ‬ ‫ل ب َي ِْتي ل َ‬ ‫ل أه ْ ِ‬ ‫ك أو ّ ُ‬ ‫جِلي وَإ ِن ّ ِ‬ ‫أ َ‬
‫جن ّةِ أ َْو‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ساِء أهْ ِ‬ ‫سي ّد َةَ ن ِ َ‬ ‫كوِني َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫نأ ْ‬
‫أ َما ترضي َ‬
‫َ َْ َ ْ َ‬
‫ك(()‪(2‬‬ ‫ت ل ِذ َل ِ َ‬ ‫حك ْ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ساِء ال ْ ُ‬ ‫نِ َ‬

‫ضب َِني‬ ‫ها أ َ ْ‬


‫غ َ‬ ‫ضب َ َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫غ َ‬ ‫م ْ‬ ‫)( َ‬
‫ف َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪119‬‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬
‫سو َ‬ ‫ة ‪ )) : ‬أ ّ‬
‫ن َر ُ‬ ‫م َ‬
‫خَر َ‬‫م ْ‬
‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫سوَرِ ب ْ‬‫م ْ‬‫ن ال ْ ِ‬
‫‪ -‬وعَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضب ََها أغْ َ‬
‫ضب َِني((‬ ‫ن أغ ْ َ‬ ‫مّني فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ضع َ ٌ‬ ‫ة بَ ْ‬ ‫ل ‪َ:‬فاط ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫‘ َقا َ‬
‫)‪(1‬‬

‫)( وكان يمازح خنته‬


‫ب‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫سعْدٍ ‪َ ‬قا َ‬
‫ح ّ‬ ‫تأ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل ‪)) :‬إ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ل بْ‬ ‫سهْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬فع َ ْ‬
‫فر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫حأ ْ‬ ‫ن ل َي َ ْ َ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب وَإ ِ ْ‬ ‫ي ‪ ‬إ ِل َي ْهِ َلُبو ت َُرا ٍ‬ ‫ماِء عَل ِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ب‬‫ض َ‬ ‫غا َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫ب إ ِّل الن ّب ِ ّ‬ ‫ماهُ أُبو ت َُرا ٍ‬ ‫س ّ‬ ‫ما َ‬ ‫عى ب َِها وَ َ‬ ‫ي ُد ْ َ‬
‫دارِ إ َِلى‬ ‫ج َ‬‫جعَ إ َِلى ال ْ ِ‬ ‫ضط َ َ‬ ‫ج َفا ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َفاط ِ َ‬ ‫ي َوْ ً‬
‫ع‬
‫ج ٌ‬‫ضط َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل هُوَ َذا ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ي ‘ ي َت ْب َعُ ُ‬ ‫جاَءهُ الن ّب ِ ّ‬ ‫جدِ فَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جع َ َ‬
‫ل‬ ‫مت ََل َ ظ َهُْرهُ ت َُراًبا فَ َ‬ ‫ي ‘ َوا ْ‬ ‫جاَءهُ الن ّب ِ ّ‬ ‫دارِ فَ َ‬ ‫ج َ‬‫ِفي ال ْ ِ‬
‫س َيا‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن ظ َهْرِهِ وَي َ ُ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫ح الت َّرا َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫ي ‘ يَ ْ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ب(()‪.(2‬‬ ‫َ‬
‫أَبا ت َُرا ٍ‬

‫)( ويتفقد حالها وحال زوجها‬


‫ن أِبي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫طال ِ ٍ‬ ‫ي بْ َ‬ ‫ن عَل ِ ّ‬ ‫سعْدٍ ‪)) : ‬أ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫سهْ ِ‬‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ن ي َب ْك َِيا ِ‬ ‫سي ْ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَ ُ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫م َ‬‫ل عََلى َفاط ِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫‪ ‬دَ َ‬
‫جد َ ِديَناًرا‬ ‫ي فَوَ َ‬ ‫ج عَل ِ ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫جوعُ فَ َ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫ما َقال َ ْ‬ ‫كيهِ َ‬‫ما ي ُب ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ب‬‫ت اذ ْهَ ْ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫خب ََر َ‬ ‫ة فَأ ْ‬ ‫م َ‬‫جاَء إ َِلى َفاط ِ َ‬ ‫ق فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ِبال ّ‬
‫جاَء ال ْي َُهودِ ّ‬
‫ي‬ ‫قا فَ َ‬ ‫خذ ْ ل ََنا د َِقي ً‬ ‫ن ال ْي َُهودِيّ فَ ُ‬ ‫إ َِلى فَُل ٍ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ذي ي َْزعُ ُ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫خت َ ُ‬‫ت َ‬ ‫ل ال ْي َُهودِيّ أن ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫شت ََرى ب ِهِ فَ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫ك وَل َ َ‬
‫ك‬ ‫خذ ْ ِديَناَر َ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َ‬
‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫أن ّ ُ‬
‫َ‬
‫ها‬‫خب ََر َ‬‫ة فَأ ْ‬ ‫جاَء ب ِهِ َفاط ِ َ‬
‫م َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ي َ‬ ‫ج عَل ِ ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫الد ِّقيقُ فَ َ‬
‫ما‬ ‫خذ ْ ل ََنا ب ِدِْرهَم ٍ ل َ ْ‬
‫ح ً‬ ‫جّزارِ فَ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ب إ َِلى فَُل ٍ‬ ‫ت اذ ْهَ ْ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ت‬‫جن َ ْ‬ ‫جاَء ب ِهِ فَعَ َ‬ ‫حم ٍ فَ َ‬ ‫ديَناَر ب ِدِْرهَم ِ ل َ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ب فََرهَ َ‬ ‫فَذ َهَ َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪120‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قال َ ْ‬
‫ت‬ ‫م فَ َ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ت إ َِلى أِبيَها فَ َ‬ ‫سل َ ْ‬‫ت وَأْر َ‬ ‫خب ََز ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫وَن َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حَلًل أك َل َْناهُ‬ ‫ه ل ََنا َ‬ ‫ن َرأي ْت َ ُ‬ ‫ك فَإ ِ ْ‬ ‫ل الل ّهِ أذ ْك ُُر ل َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫سم ِ‬ ‫ل ك ُُلوا ِبا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ذا فَ َ‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫شأن ِهِ ك َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫معََنا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وَأك َل ْ َ‬
‫َ‬
‫شد ُ الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫م ي َن ْ ُ‬ ‫م إ َِذا غَُل ٌ‬ ‫كان َهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫الل ّهِ فَأك َُلوا فَب َي ْن َ َ‬
‫َ‬
‫ي لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ع َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَد ُ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫مَر َر ُ‬ ‫ديَناَر فَأ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫سَل َ‬ ‫َواْل ِ ْ‬
‫ق َ‬ ‫فَ َ‬
‫ي‘‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ق فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫مّني ِفي ال ّ‬ ‫ط ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سأل َ ُ‬‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ه إِ ّ‬‫ل لَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫جّزارِ فَ ُ‬ ‫ب إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ي اذ ْهَ ْ‬ ‫َيا عَل ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س َ‬
‫ل‬ ‫ي فَأْر َ‬ ‫ك عَل َ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ديَنارِ وَدِْرهَ ُ‬ ‫ي ِبال ّ‬ ‫ل إ ِل َ ّ‬ ‫س ْ‬ ‫ك أْر ِ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ه(()‪.(1‬‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ ِل َي ْ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ب ِهِ فَد َفَعَ ُ‬
‫َ‬
‫خ َ‬
‫ل‬ ‫ن ي َدْ ُ‬ ‫يأ ْ‬ ‫س ل ِن َب ِ ّ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫ل‪ ...‬إ ِن ّ ُ‬ ‫)( ويعلمها قائ ً‬
‫قا‬ ‫و ً‬ ‫مَز ّ‬ ‫ب َي ًْتا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ضا َ‬ ‫جًل أ َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن ‪(( :‬أ ّ‬ ‫م ِ‬
‫ح َ‬ ‫ة أِبي عَب ْدِ الّر ْ‬ ‫فين َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫قال َ ْ‬
‫ت‬ ‫ما فَ َ‬ ‫ه ط ََعا ً‬ ‫صن َعَ ل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ب ‪ ‬فَ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أِبي َ‬
‫طال ِ‬ ‫ي بْ َ‬ ‫عَل ِ ّ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ فَأك َ َ‬
‫عوهُ‬ ‫معََنا فَد َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫ة ‪ ‬ل َوْ د َعَوَْنا َر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫َفاط ِ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫قَرا َ‬ ‫ب فََرأى ال ْ ِ‬ ‫ي ال َْبا ِ‬ ‫ضاد َت َ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ضعَ ي َد َهُ عََلى ِ‬ ‫جاَء فَوَ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ة‬
‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫جعَ فَ َ‬ ‫ت فََر َ‬ ‫حي َةِ ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ب ب ِهِ ِفي َنا ِ‬ ‫ضر ِ َ‬ ‫قَد ْ ُ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ه فَ ُ‬ ‫ه فَت َب ِعْت ُ ُ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫ما َر َ‬ ‫ه َفان ْظ ُْر َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ل ِعَل ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خ َ‬
‫ل‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫يأ ْ‬ ‫س ِلي أوْ ل ِن َب ِ ّ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫ل إ ِن ّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ما َرد ّ َ‬ ‫الل ّهِ َ‬
‫ب َي ًْتا مَزوًقا(()‪(2‬‬
‫ُ ّ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪ :‬ل ّ‬ ‫ب الن ّب ِ ّ‬ ‫ة َرِبي ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫‪ -‬وعَ ْ‬
‫ب‬‫ه ل ِي ُذ ْهِ َ‬ ‫ريد ُ الل ّ ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ي ‘} إ ِن ّ َ‬ ‫ة عََلى الن ّب ِ ّ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ ُ‬ ‫ن ََزل َ ْ‬
‫م ت َط ِْهيًرا {‬ ‫ت وَي ُط َهَّرك ُ ْ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬ ‫س أ َهْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫عَن ْك ُ ْ‬
‫ُ‬
‫سي ًْنا‬ ‫ح َ‬ ‫سًنا وَ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫عا َفاط ِ َ‬ ‫ة فَد َ َ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫))ِفي ب َي ْ ِ‬
‫م‬ ‫ساٍء ث ُ ّ‬ ‫ه ب ِك ِ َ‬ ‫جل ّل َ ُ‬ ‫ف ظ َهْرِهِ فَ َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ساٍء وَعَل ِ ّ‬ ‫م ب ِك ِ َ‬ ‫جل ّل َهُ ْ‬ ‫فَ َ‬

‫‪ ()1‬رواه أبو داود وحسنه اللباني‪.‬‬


‫‪ ()2‬رواه أحمدوابو داود وابن ماجة وحسنه اللباني‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪121‬‬
‫َ‬ ‫م هَؤَُلِء أ َهْ ُ‬
‫س‬
‫ج َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫ل ب َي ِْتي فَأذ ْهِ ْ‬
‫ب عَن ْهُ ْ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫م َيا ن َب ِ ّ‬
‫معَهُ ْ‬ ‫ة وَأَنا َ‬
‫م َ‬‫سل َ َ‬ ‫م َ‬
‫تأ ّ‬ ‫م ت َط ِْهيًرا َقال َ ْ‬ ‫وَط َهّْرهُ ْ‬
‫ر(()‪.(1‬‬ ‫ت عََلى َ‬ ‫َ‬ ‫الل ّه َقا َ َ‬
‫خي ْ ٍ‬ ‫ك وَأن ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫كان ِ ِ‬ ‫ت عََلى َ‬ ‫ل أن ْ ِ‬ ‫ِ‬

‫يٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫ن أ َك ْث ََر َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ن اْل ِن ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫صل َّيا‪ } ....‬وَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ما َ‬ ‫قو َ‬ ‫)( ُ‬
‫جد ًَل {‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫ب ‪َ ‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل عَل ّ‬ ‫َ‬
‫ل‪)) :‬د َ َ‬ ‫ن أِبي طال ِ ٍ‬ ‫ي بْ ِ‬ ‫فعن عَل ِ ّ‬
‫قظ ََنا‬ ‫ل فَأي ْ َ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وَعََلى َفاط ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫م‬‫ل فَل َ ْ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صّلى هَوِّيا ِ‬ ‫جعَ إ َِلى ب َي ْت ِهِ فَ ََ‬ ‫م َر َ‬ ‫صَلةِ ث ُ ّ‬ ‫ِلل ّ‬
‫ما‬‫ل ُقو َ‬ ‫قا َ‬ ‫قظ ََنا فَ َ‬ ‫جعَ إ ِل َي َْنا فَأي ْ َ‬ ‫سا فََر َ‬ ‫ح ّ‬ ‫معْ ل ََنا ِ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل إ ِّنا‬ ‫ك عَي ِْني وَأُقو ُ‬ ‫ت وَأَنا أعُْر ُ‬ ‫جل َ ْ‬
‫س ُ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫صل َّيا َقا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫سَنا ب ِي َدِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ما أن ْ ُ‬ ‫ه ل ََنا إ ِن ّ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ما ك َت َ َ‬ ‫صّلي إ ِّل َ‬ ‫ما ن ُ َ‬ ‫َوالل ّهِ َ‬
‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل فَوَّلى َر ُ‬ ‫ن ي َب ْعَث ََنا ب َعَث ََنا َقا َ‬ ‫شاَء أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫الل ّهِ فَإ ِ ْ‬
‫صّلي إ ِّل‬ ‫ما ن ُ َ‬ ‫خذِهِ َ‬ ‫ب ب ِي َدِهِ عََلى فَ ِ‬ ‫ضر ِ ُ‬ ‫ل وَي َ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫‘ وَهُوَ ي َ ُ‬
‫جد ًَل {‬ ‫َ‬
‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن أك ْث ََر َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ن اْل ِن ْ َ‬ ‫كا َ‬‫ه ل ََنا} وَ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ما ك َت َ َ‬ ‫َ‬
‫)‪(2‬‬

‫هو حام ٌ ُ‬
‫ب‬ ‫ت َزي ْن َ َ‬ ‫ة ب ِن ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ما َ‬‫لأ َ‬ ‫و ُ َ َ ِ‬ ‫صّلي َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫)( َ‬
‫صّلي‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي قََتاد َةَ ‪ )) : ‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫ُ‬ ‫م ٌ‬
‫سو ِ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ب ب ِن ْ ِ‬
‫ت َزي ْن َ َ‬
‫ة ب ِن ْ َ‬
‫م َ‬‫ما َ‬
‫لأ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫وَهُوَ َ‬
‫َ‬
‫جد َ‬ ‫مل ََها وَإ َِذا َ‬
‫س َ‬ ‫ح َ‬‫م َ‬ ‫ن الّرِبيِع فَإ َِذا َقا َ‬ ‫ص بْ ِ‬
‫ْ‬
‫وَِلِبي الَعا ِ‬
‫ضعَها(()‪(3‬‬
‫وَ َ َ‬

‫‪ ()1‬رواه الترمذي وصــححه اللبــاني ‪ ،‬ومســلم مختصــرا مــن‬


‫حديث عائشة ‪‬ا‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد وحسنه الرناؤوط‪،‬والنسائي وصححه اللباني‪.‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪122‬‬

‫)( رق لها رقة شديدة‬


‫‪ -‬وروى الحاكم فى مستدركه عن عائشة ~ قال ‪:‬‬
‫صرخت زينب ~ ‪)) :‬أيها الناس إني قد أجرت أبا‬
‫العاص)‪ (4‬بن الربيع قال فلما سلم رسول الله ‪‬‬
‫من صلته أقبل على الناس فقال ‪ :‬أيها الناس هل‬
‫سمعتم ما سمعت قالوا ‪ :‬نعم قال ‪ :‬أما و الذي‬
‫نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى‬
‫سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين‬
‫أدناهم ثم انصرف رسول الله ‪ ‬فدخل على ابنته‬
‫زينب فقال ‪ :‬أي بنية أكرمي مثواه و ل يخلص إليك‬
‫فإنك ل تحلين له((‪.‬‬

‫‪()4‬المســتدرك علــى الصــحيحين للحــاكم ‪) -‬ج ‪ / 11‬ص ‪»(397‬‬


‫وأبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف‬
‫بن قصي ‪ ،‬واسم أبي العاص مقسم ‪ ،‬وأمه هالــة بنــت خويلــد بــن‬
‫أسد بن عبد العــزى بــن قصــي ‪ ،‬وخــالته خديجــة بنــت خويلــد زوج‬
‫النبي ‪ ، ‬وكان النبي ‪ ‬زوجه ابنته زينب قبل الســلم ‪ ،‬فولــدت‬
‫له عليا وأمامة ‪ ،‬فتوفي علي وهو صــغير ‪ ،‬وبقيــت أمامــة إلــى أن‬
‫تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة ~ ‪ ،‬وكان أبو العــاص‬
‫فيمن شهد بــدرا مــع المشــركين فأســره عبــد اللــه بــن جــبير بــن‬
‫النعمان النصاري ‪ ، ‬فلما بعث أهل مكة في فداء أســراهم قــدم‬
‫في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع بمال دفعت إليه زينــب‬
‫« » وقد ذكرت فيما تقدم ما وقع بينه وبين زينب بنت رسول الله‬
‫‪ ‬إلــى أن استشــهدت زينــب ‪ ،‬فاســمع الن حســن عاقبــة أبــي‬
‫العاص وحسن إسلمه وانتقاله إلــى المدينــة حــتى تــوفي بحضــرة‬
‫رسول الله ‪« ‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪123‬‬

‫‪ -‬وفيه عن عائشة ‪‬ا زوج النبي ‪ ‬قالت ‪)) :‬لما‬


‫بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب ابنة‬
‫رسول الله ‪ ‬في فداء أبي العاص بمال و بعثت‬
‫فيه بقلدة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي‬
‫العاص حين بنى عليها فلما رأى رسول الله ‪ ‬تلك‬
‫القلدة رق لها رقة شديدة و قال ‪ :‬إن رأيتم أن‬
‫تطلقوا أسيرها و تردوا عليها الذي لها فافعلوا‬
‫فقالوا ‪ :‬نعم يا رسول الله فأطلقوه و ردوا عليه‬
‫الذي لها ((‪ ،‬عن عائشة ~ ‪)) :‬أن رسول الله ‪‬‬
‫بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص و‬
‫قال لهم ‪ :‬إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم و قد‬
‫أصبتم له مال فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له فإنا‬
‫نحب ذلك و إن أبيتم ذلك فهو فيىء الله الذي‬
‫أفاءه عليكم فأنتم أحق به قالوا ‪ :‬يا رسول الله بل‬
‫نرده عليه قال ‪ :‬فردوا عليه ماله حتى إن الرجل‬
‫ليأتي بالحبل و يأتي الرجل بالشنة و الداوة حتى‬
‫أن أحدهم ليأتي بالشطاط حتى ردوا عليه ماله‬
‫بأسره ل يفقد منه شيئا ثم احتمل إلى مكة فأدى‬
‫إلى كل ذي مال من قريش ماله ممن كان أبضع‬
‫منه ثم قال ‪ :‬يا معشر قريش هل بقي لحد منكم‬
‫عندي مال لم يأخذه قالوا ‪ :‬ل فجزاك الله خيرا‬
‫فقد وجدناك وفيا كريما قال ‪ :‬فإني أشهد أن ل إله‬
‫إل الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و ما‬
‫منعني من السلم عنده إل تخوفا أن تظنوا اني‬
‫إنما أردت أخذ أموالكم فلما أداها الله عز و جل‬
‫إليكم و فرغت منها أسلمت ثم خرج حتى قدم‬
‫على رسول الله ‪.(( ‬‬
‫ه‬
‫ها إ ِّيا ُ‬
‫عْرن َ َ‬ ‫ل أَ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫و َ‬
‫قا َ‬ ‫وهُ َ‬ ‫ح ْ‬
‫ق َ‬ ‫طاَنا َ‬ ‫فأ َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫)( َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪124‬‬
‫‪ -‬عَ ُ‬
‫ت‬
‫ب ب ِن ْ ُ‬ ‫ت َزي ْن َ ُ‬ ‫مات َ ْ‬
‫ما َ‬‫ت ‪)) :‬ل َ ّ‬ ‫ة ~ َقال َ ْ‬ ‫م عَط ِي ّ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ْ‬
‫سلن ََها وِت ًْرا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ل اللهِ ‘ اغ ِ‬ ‫سو ُ‬‫ل لَنا َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ل اللهِ ‘ َقا َ‬‫ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫شي ًْئا‬ ‫َ‬
‫كاُفوًرا أوْ َ‬ ‫سةِ َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫جعَل ْ‬ ‫َ‬
‫ث ََلًثا أوْ َ‬
‫م َ‬
‫خا ِ‬ ‫َ‬ ‫سا َوا ْ‬ ‫م ً‬‫خ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَناهُ‬‫ت فَأعْل َ ْ‬ ‫من َِني َقال َ ْ‬ ‫سل ْت ُن َّها فَأعْل ِ ْ‬ ‫كاُفورٍ فَإ َِذا غَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬
‫شعِْرن ََها إ ِّياهُ )‪.(((1‬‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫قوَهُ وََقا َ‬ ‫ح ْ‬‫طاَنا َ‬ ‫فَأ َعْ َ‬

‫مثثا ً ‪:‬‬ ‫• رحمته‪ ‬بها أ ّ‬


‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫وا‬‫َ‬ ‫دوا إ ِّل إ ِّياهُ وَِبال ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ك أَ ّ‬
‫ل‬ ‫ضى َرب ّ َ‬ ‫‪ -‬قال‪} ‬وَقَ َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما َفل‬ ‫كلهُ َ‬ ‫ما أوْ ِ‬ ‫حد ُهُ َ‬‫ك ال ْك ِب ََر أ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ن ِ‬‫ما ي َب ْل ُغَ ّ‬ ‫سانا ً إ ِ ّ‬‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ُ‬
‫ريماً)‬ ‫ما قَوْل ً ك َ ِ‬ ‫ل ل َهُ َ‬ ‫ما وَقُ ْ‬ ‫ف َول ت َن ْهَْرهُ َ‬ ‫ما أ ّ‬ ‫ل ل َهُ َ‬‫ق ْ‬ ‫تَ ُ‬
‫ب‬
‫ل َر ّ‬ ‫مةِ وَقُ ْ‬ ‫ح َ‬‫ن الّر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ح الذ ّ ّ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ل َهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬‫‪َ(23‬وا ْ‬
‫صِغيرا ً )‪) { (24‬السراء(‬ ‫ما َرب َّياِني َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫مهُ َ‬‫ح ْ‬‫اْر َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه ‪.‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪125‬‬

‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫ل إ َِلى َر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫ل ‪َ )):‬‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫س ِ‬‫ح ْ‬ ‫س بِ ُ‬‫حقّ الّنا ُ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫الل ّهِ ‪ ‬فَ َ‬
‫قا َ‬
‫ك َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫صحابِتي َقا َ ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫مأ ّ‬ ‫ل‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫ل‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫ل‪ :‬أ ّ‬ ‫َ َ َ‬
‫َ‬
‫م أُبو َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ك((‬ ‫ل‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬‫ل‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ل‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬‫ثُ ّ‬
‫)‪.(1‬‬
‫ُ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫)( ك َراهي َ َ‬
‫ه‬
‫م ِ‬‫عَلى أ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫َ ِ َ‬
‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن أِبي قََتاد َةَ ‪ : ‬عَ ْ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫عَ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫ن أط َوّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل ِفيَها‬ ‫صَلةِ أِريد ُ أ ْ‬ ‫م ِفي ال َّ‬ ‫)) إ ِّني َلُقو ُ‬
‫َ‬
‫صَلِتي ك ََراهِي َ َ‬
‫ة‬ ‫جوُّز ِفي َ‬ ‫ي فَأت َ َ‬‫صب ِ ّ‬ ‫كاَء ال ّ‬‫معُ ب ُ َ‬‫س َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫مهِ (()‪.(2‬‬ ‫ُ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫شقّ عََلى أ ّ‬ ‫أ ْ‬

‫ك‬ ‫ُ‬
‫م ِ‬ ‫صِلي أ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫)( ن َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مي‬ ‫تأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ماءَ ~ َقاَلت‪ )) :‬قَدِ َ‬ ‫س َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫عَ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫م إ ِذ ْ‬ ‫مد ّت ِهِ ْ‬ ‫ش وَ ُ‬ ‫ة ِفي عَهْدِ قَُري ْ ٍ‬ ‫شرِك َ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ُ‬ ‫وَهِ َ‬
‫ي‪‬‬ ‫ت ال َن ّب ِ ّ‬ ‫فت َي ْ ُ‬ ‫معَ اب ْن َِها َفا ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫دوا الن ّب ِ ّ‬ ‫عاهَ ُ‬ ‫َ‬
‫صل َُها َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ة أفَأ ِ‬ ‫ي َراِغب َ ٌ‬ ‫ت وَهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مي قَدِ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫ك (()‪.(3‬‬ ‫ُ‬
‫م ِ‬ ‫صِلي أ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن َعَ ْ‬

‫)( أوسط أبواب الجنة‬


‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن أِبي الد ّْرَداِء‬ ‫ي عَ ْ‬
‫م ّ‬‫سل َ ِ‬‫ن ال ّ‬‫ِ‬ ‫م‬
‫ح َ‬
‫ن أِبي عَب ْدِ الّر ْ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جًل أَتاهُ فَ َ‬ ‫َ‬
‫مي‬ ‫نأ ّ‬ ‫مَرأةً وَإ ِ ّ‬‫يا ْ‬‫ن لِ َ‬ ‫قا َ‬
‫ل إِ ّ‬ ‫‪)) :‬أ ّ‬
‫ن َر ُ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪()3‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪126‬‬
‫تأ ْمرِني بط ََلقها َقا َ َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬‫س ِ‬ ‫ل أُبو الد ّْرَداِء ‪َ ‬‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫شئ ْ َ‬‫ن ِ‬‫جن ّةِ فَإ ِ ْ‬‫ب ال ْ َ‬
‫وا ِ‬
‫ط أب ْ َ‬‫س ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫وال ِد ُ أوْ َ‬ ‫قو ُ‬‫الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬
‫فظ ْه(()‪(1‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح َ ُ‬‫ب أو ْ ا ْ‬ ‫ك ال َْبا َ‬‫ضعْ ذ َل ِ َ‬
‫فَأ ِ‬
‫)( لقد رحمها الله برحمتها صبيها‬
‫ة‬
‫كين َ ٌ‬‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جاَءت ِْني ِ‬ ‫ة ~ قالت ‪َ :‬‬ ‫عن عائش َ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫مَرا ٍ‬ ‫ث تَ َ‬ ‫مت َُها ث َل َ َ‬ ‫ن ل ََها‪ .‬فَأط ْعَ ْ‬ ‫ل اب ْن َت َي ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ت إ َِلى‬ ‫َ‬
‫ة‪ .‬وََرفَعَ ْ‬ ‫مَر ً‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫حد َةٍ ِ‬
‫كل َوا ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫فَأعْط َ ْ‬
‫ْ‬
‫ت‬
‫ش قّ ِ‬ ‫ها‪ .‬فَ َ‬ ‫مت َْها اب ْن ََتا َ‬ ‫ست َط ْعَ َ‬ ‫مَرةً ل ِت َأك ُل َُها‪َ .‬فا ْ‬ ‫ِفيَها ت َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ما‪.‬‬ ‫ن ت َأك ُل ََها‪ ،‬ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ريد ُ أ ْ‬ ‫ت تُ ِ‬ ‫ة‪ ،‬ال ِّتي َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫مَر َ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫ت ل َِر ُ‬ ‫صن َعَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫شأن َُها‪ .‬فَذ َك َْر ُ‬ ‫جب َِني َ‬ ‫فَأعْ َ‬
‫ب ل ََها ب َِها‬ ‫َ‬
‫ج َ‬ ‫ن الّله قَد ْ أوْ َ‬ ‫قال ‪ » :‬إ ِ ّ‬ ‫الل ّهِ ‪ .‬فَ َ‬
‫ن الّنارِ « )‪ (2‬وفى‬ ‫م َ‬ ‫قَها ب َِها ِ‬ ‫ة‪ .‬أ َوْ أ َعْت َ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫رواية غير الصحيحين عن أنس بن مالك _‬
‫قال ‪ )):‬جاءت امرأة إلى عائشة ~ تسأل و‬
‫معها صبيان فأعطتها ثلث تمرات فأعطت‬
‫كل صبي تمرة تمرة و أمسكت لنفسها تمرة‬
‫فأكل الصبيان التمرتين فعمدت إلى التمرة‬
‫فشقتها نصفين فأعطت كل صبي لها نصف‬
‫تمرة فجاء النبي ‪ ‬فأخبرته فقال ‪ :‬و ما‬

‫‪ ()1‬رواه المام أحمد والترمذي وابن ماجة وصــححه اللبــاني‬


‫ورواه الحاكم فــى مســتدركه وقــال الــذهبي ‪ :‬هــذا حــديث صــحيح‬
‫السناد ‪ ،‬ولم يخرجاه ‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪127‬‬

‫يعجبك منها لقد رحمها الله برحمتها صبيها((‬


‫)‪. (1‬‬
‫)(امرأة تبادرني ‪:‬‬
‫‪ -‬عن أبي هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫)) أنا أول من يفتح له باب الجنة إل أنه تأتي امرأة‬
‫تبادرني فأقول لها ‪ :‬ما لك ؟ من أنت ؟ فتقول ‪ :‬أنا‬
‫امرأة قعدت على أيتام لي (()‪.(2‬‬

‫‪ ()1‬رواه الحاكم مستدركه وقال الــذهبي‪:‬هــذا حــديث صــحيح‬


‫السناد و لم يخرجاه والبخاري فى الدب وصححه اللباني‪.‬‬

‫‪ ()2‬رواه أبو يعلى مسنده قال حسين سليم أسد ‪ :‬إسناده جيد‬
‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ‪َ ‬قا َ‬
‫ل‬ ‫وفى المتفق عليه عظم أجر الساعي عليه ع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫مل َةِ َوال ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫جاه ِدِ‬
‫م َ‬‫ن كال ُ‬ ‫َ‬ ‫كي ِ‬
‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عى ع ََلى الْر َ‬ ‫سا ِ‬‫ل الل ّهِ ‪ » - ‘ -‬ال ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬‫َقا َ‬
‫فت ُُر ‪،‬‬ ‫َ‬
‫قائ ِم ِ ل ي َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ى ‪ -‬كال َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫قعْن َب ِ ّ‬ ‫ه قال ‪ ،‬ي َشك ال َ‬ ‫سب ُ ُ‬
‫ح ِ‬‫ل اللهِ ‪ -‬وَأ ْ‬ ‫سِبي ِ‬‫ِفى َ‬
‫فط ُِر « ‪.‬‬‫صائ ِم ِ ل َ ي ُ ْ‬
‫كال ّ‬‫وَ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪128‬‬

‫*( رحمته‪ ‬بهثثا بنتًا‪:‬‬


‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ُ‬‫صاب ِ َ‬‫مأ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫و َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫)( أَنا َ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل‪َ )) :‬قا َ‬ ‫ك ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫ل جاريتين حتى تبل َُغا جاَء يوم ال ْقيامة أناَ‬
‫َ ْ َ ِ َ َ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫عا َ َ ِ َ َ ْ ِ َ ّ َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫‪َ :‬‬
‫ه (()‪.(1‬‬ ‫وهُو وض َ‬
‫صاب ِعَ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫َ َ َ َ ّ‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫خد ْرِيّ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سِعيدٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَأ ْ‬ ‫مهُ ّ‬
‫ح َ‬‫ن وََر ِ‬‫ت فَأد ّب َهُ ّ‬ ‫ث ب ََنا ٍ‬ ‫ل ث َل َ‬ ‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪َ )) ‬‬
‫ة (( )‪(2‬‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫جن ّ ُ‬ ‫ن فَل َ ُ‬ ‫إ ِل َي ْهِ ّ‬
‫‪ -‬عن جابر ‪ ‬قال رسول الله ‪)) : ‬من عال ثلثا‬
‫من بنات يكفيهن و يرحمهن ويرفق بهن فهو في‬
‫الجنة فقال رجل ‪ :‬يا رسول الله واثنتين ؟ قال‬
‫واثنتين حتى قلنا ‪ :‬إن إنسانا لو قال ‪ :‬واحدة لقال‬
‫واحدة(()‪(3‬‬
‫)( قد رحمها الله تعالى برحمتها ابنيها‬
‫خل َت ا َ‬
‫ن‬
‫معَ ََها اب ْن ََتا ِ‬ ‫مَرأةٌ َ‬ ‫ت ‪)) :‬د َ َ ْ ْ‬ ‫ة ‪َ ‬قال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫مَرةٍ فَأعْط َي ْت َُها‬ ‫َ‬
‫شي ًْئا غَي َْر ت َ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫جد ْ ِ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫ل فَل َ ْ‬ ‫سأ ُ‬ ‫ل ََها ت َ ْ‬
‫ْ‬
‫ت‬‫م ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫من َْها ث ُ ّ‬‫ل ِ‬ ‫ن اب ْن َت َي َْها وَل َ ْ‬
‫م ت َأك ُ ْ‬ ‫مت َْها ب َي ْ َ‬
‫س َ‬‫ق َ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫إ ِّيا َ‬
‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ه فَ َ‬‫خب َْرت ُ ُ‬‫ي ‪ ‬عَل َي َْنا فَأ ْ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫خ َ‬‫ت فَد َ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪ ()1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد وقــال الشــيخ شــعيب الرنــاؤوط ‪ :‬حــديث صــحيح‬
‫لغيره ‪ ,‬وهذا إسناد ضعيف وأبو داود وضعفه اللباني‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه أبــو يعلــى قــال حســين ســليم أســد ‪ :‬إســناده صــحيح‬
‫وصــححه اللبــاني وقـال رواه أحمــد والــبزار والبخــاري فــى الدب‬
‫المفرد ويبدو أنه حديث أبى سعيد السابق والله أعلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪129‬‬

‫ست ًْرا‬
‫ه ِ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫يءٍ ك ُ ّ‬‫ش ْ‬‫ت بِ َ‬‫ن هَذِهِ ال ْب ََنا ِ‬‫م ْ‬‫ي ِ‬ ‫ن اب ْت ُل ِ َ‬‫م ْ‬ ‫)) َ‬
‫ن الّنارِ (()‪.(1‬‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬
‫ت‬
‫غال َِيا ُ‬ ‫ْ‬
‫ت ال َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ؤن ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫)( ال ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ)) :‬قا َ‬ ‫مرٍ ‪َ ‬قا َ‬ ‫عا ِ‬
‫ن َ‬ ‫ة بْ ِ‬‫قب َ َ‬‫ن عُ ْ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ت فَإن ّهن ال ْمؤْن ِسات ال َْغال َِيات (()‪(2‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫هوا ال ْب ََنا ِ ِ ُ ّ‬ ‫َل ت ُك ْرِ ُ‬

‫*( نماذج من رحمته ‪ ‬بعموم النساء‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫َِ‬‫س‬ ‫ب الّنا‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م أن ْت ُ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫)( الل ّ ُ‬
‫ي‘‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫عَ َ‬
‫ل ‪َ )) :‬رأى الن ّب ِ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫ه َقا َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ت أن ّ ُ‬ ‫سب ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مقْب ِِلي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫صب َْيا َ‬ ‫ساَء َوال ّ‬ ‫الن ّ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬
‫م أن ْت ُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ًِل فَ َ‬
‫م ْ‬‫ي‘ ُ‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫س فَ َ‬ ‫ن عُُر ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫مَرارٍ (()‪.(3‬‬ ‫ي َقال ََها ث ََل َ‬ ‫م َ‬
‫ث ِ‬ ‫س إ ِل َ ّ‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬

‫ر‬‫ري ِ‬‫وا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫وي ْدَ َ‬ ‫)( ُر َ‬


‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ك ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ش ُ‬‫ج َ‬ ‫ه أن ْ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬
‫سوَد ُ ي ُ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫م لَ ُ‬
‫ه غَُل ٌ‬ ‫مع َ ُ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫فر ٍ و َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫ش ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َيا أن ْ َ‬ ‫ح َ‬‫ل الل ّهِ ‪ ‬وَي ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫دو فَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ة ي َعِْني الن ّساَء )‪(4‬‬
‫َ‬ ‫ل أ َُبو قَِلب َ َ‬ ‫ر(( َقا َ‬ ‫واِري ِ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫ُروَي ْد َ َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬رواه أحمــد والطــبراني فــى الكــبير وصــححه اللبــاني فــى‬
‫الصحيحة برقم ‪ 3206‬وقد قال ’ أنه ضعفه قبــل ذلــك ثــم صــححه‬
‫هنا فالله أعلم‪.‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‬
‫‪ ()4‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪130‬‬

‫ها‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ح ُ‬ ‫)( إ ِّني أْر َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل ب َي ًْتا‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ي ‪ ‬لَ ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫س ‪)) :‬أ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫هَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لل ُ‬ ‫قي َ‬ ‫جهِ فَ ِ‬ ‫سلي ْم ٍ إ ِل عَلى أْزَوا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫دين َةِ غي َْر ب َي ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫م ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ها مِعي(()‪(1‬‬
‫خو َ َ‬ ‫ل أَ ُ‬ ‫مَها قُت ِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل إ ِّني أْر َ‬
‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حى‬ ‫وا ِ‬ ‫ى نَ َ‬ ‫فى أ ّ‬ ‫سى ِ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫فل َ ٍ‬ ‫م ُ‬ ‫)( َيا أ ّ‬
‫ت‬ ‫شئ ْ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫سك َ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‘-‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫مَرأةٌ إ َِلى َر ُ‬ ‫تا ْ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ل َ‬ ‫س _ َقا َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل ل ََها‬ ‫قا َ‬ ‫ة ‪ .‬فَ َ‬ ‫ج ً‬ ‫حا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِلى إ ِل َي ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫شئ ْ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫سك َ ِ‬ ‫حى ال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫سى ِفى أىّ ن َ َ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫م فُل َ ٍ‬ ‫» َيا أ ّ‬
‫َ‬
‫ى ‪-‘-‬‬ ‫س الن ّب ِ ّ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ك «‪َ .‬قا َ‬ ‫س إ ِل َي ْ ِ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫حّتى أ ْ‬ ‫َ‬
‫جت ََها)‪.(2‬‬ ‫حا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْ‬ ‫حّتى قَ َ‬ ‫إ ِل َي َْها َ‬
‫ؤَل ِ‬
‫ء‬ ‫ه ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫جب ْ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫)( َ‬
‫ْ‬ ‫ص ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَن سعد ب َ‬
‫مُر‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ست َأذ َ َ‬ ‫ل ‪)) :‬ا ْ‬ ‫ن أِبي وَّقا ٍ‬ ‫ْ َ ْ ِ ْ ِ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫سوَةٌ ِ‬ ‫عن ْد َهُ ن ِ ْ‬ ‫ل اللهِ ‘ وَ ِ‬ ‫ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب عَلى َر ُ‬ ‫َ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫بْ ُ‬
‫ن عََلى‬ ‫َ‬
‫وات ُهُ ّ‬ ‫ص َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫عال ِي َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫ست َك ْث ِْرن َ ُ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫من َ ُ‬ ‫ش ي ُك َل ّ ْ‬ ‫قَُري ْ ٍ‬
‫خ ّ‬ ‫ْ‬
‫ن فََباد َْر َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ب قُ ْ‬ ‫طا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مُر ب ْ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ست َأذ َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫صوْت ِهِ فَل َ ّ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫مُر وََر ُ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ل اللهِ ‘ فَد َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫نل ُ‬ ‫ب فَأذِ َ‬ ‫جا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫سن ّ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ض َ‬ ‫مُر أ ْ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫الل ّهِ ‘ ي َ ْ‬
‫دي‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن هَؤَُلِء الّلِتي ك ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫جب ْ ُ‬ ‫ي ‘ عَ ِ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫الل ّهِ فَ َ‬
‫مُر‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫جا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ك اب ْت َد َْر َ‬ ‫صوْت َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مُر َيا‬ ‫ل عُ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َيا َر ُ‬ ‫ن ي َهَب ْ َ‬ ‫حق ّ أ ْ‬ ‫تأ َ‬ ‫فَأن ْ َ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫فسه َ‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أت َهَب ْن َِني وََل ت َهَب ْ َ‬ ‫ت أن ْ ُ ِ ِ ّ‬ ‫عَد ُّوا ِ‬
‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫ظ وَأغْل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت أفَ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ظ ِ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫قل ْ َ‬ ‫فَ ُ‬
‫ه‬
‫سي ب ِي َدِ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫ب َوال ّ ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِإيًها َيا اب ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬

‫‪()1‬متفق عليه‬
‫‪()2‬رواه أحمد وأبوداود وصححه اللباني والرناؤوط‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪131‬‬

‫جا غَي َْر‬ ‫سل َ َ‬


‫ك فَ ّ‬ ‫ط إ ِّل َ‬
‫جا قَ ّ‬ ‫سال ِ ً‬
‫كا فَ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ما ل َ ِ‬
‫قي َ َ‬ ‫َ‬
‫ك (()‪.(1‬‬ ‫ج َ‬ ‫فَ ّ‬

‫واِلى‬ ‫ع َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫كين َ ً‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مَرأةً ِ‬


‫َ‬
‫)( ا ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫حن َي ْ ٍ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫صارِىّ أ ّ‬ ‫ف الن ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل بْ‬ ‫سهْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ة بْ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أِبى أ َ‬ ‫ْ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫خب ََرهُ ‪ )) :‬أ ّ‬ ‫ل اللهِ ‪ -‘-‬أ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ب َعْ َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫كي‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ضى َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ي َُعود ُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫الل ّهِ ‪َ ‬‬
‫فائ ِهم ويتبع جنائ ِزهُم ول َ يصّلى عَل َيه َ‬
‫حد ٌ‬ ‫مأ َ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫ضع َ َ ِ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫وَ ُ‬
‫واِلى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طا َ‬
‫ل‬ ‫ل ال ْعَ َ‬ ‫ن أ َهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫كين َ ً‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مَرأةً ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫غَي ُْره ُ ‪ ،‬وَأ ّ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ل عَن َْها َ‬ ‫سأ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -‘-‬ي َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫مَها فَ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫حد َ َ‬ ‫ن ل َ ي َد ْفُِنو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫ها إ ِ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مَرهُ ْ‬ ‫جيَران َِها وَأ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ها ِ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫مْرأةُ ل َي ْل ‪ً،‬‬ ‫َ‬ ‫ك ال َْ‬ ‫ت ت ِل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صلى عَلي َْها فَت ُوُفّي َ ْ‬ ‫ث فَي ُ َ َ‬ ‫حد َ ٌ‬ ‫ب َِها َ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫ض َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جَنائ ِزِ أوْ َقا َ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫وا ب َِها َ‬ ‫ها فَأت َ ْ‬ ‫مُلو َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫ى عَل َي َْها‬ ‫صل َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -‘-‬ل ِي ُ َ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫جدِ َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫جَنائ ِزِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل الل ّه ‪ -‘-‬ك َ َ‬
‫م ب َعْد َ‬ ‫دوهُ قَد ْ َنا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م‪ .‬فَوَ َ‬ ‫مَرهُ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ -‘-‬‬ ‫سو َ‬ ‫دوا َر ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ي ُهَ ّ‬ ‫هوا أ ْ‬ ‫شاِء فَك َرِ ُ‬ ‫صل َةِ ال ْعِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ح‬ ‫صب َ َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫قوا ب َِها‪ .‬فَل ّ‬ ‫م ان ْطل ُ‬ ‫وا عَلي َْها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫صل ْ‬ ‫مهِ فَ َ‬ ‫ن َوْ ِ‬
‫َ‬
‫جيَران َِها‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ضَرهُ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل عَن َْها َ‬ ‫سأ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -‘-‬‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫دوا َر ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ي ُهَ ّ‬ ‫هوا أ ْ‬ ‫م ك َرِ ُ‬ ‫ها وَأن ّهُ ْ‬ ‫خب ََر َ‬ ‫خب َُروهُ َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫م؟‬ ‫م فَعَل ْت ُ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ »: -‘-‬وَل ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫‪ -‘-‬ل ََها فَ َ‬
‫موا‬ ‫حّتى َقا ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -‘-‬‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫قوا َ‬ ‫قوا «‪َ .‬فان ْط َل َ ُ‬ ‫ان ْط َل ِ ُ‬
‫ف‬‫ص ّ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -‘-‬ك َ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫فوا وََراَء َر ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫عََلى قَب ْرِ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‘-‬‬ ‫سو ُ‬ ‫صّلى عَل َي َْها َر ُ‬ ‫جَنائ ِزِ فَ َ‬ ‫صل َةِ عََلى ال ْ َ‬ ‫ِلل ّ‬
‫ز‪.(2)((.‬‬ ‫َ‬
‫جَنائ ِ ِ‬ ‫ما ي ُك َب ُّر عََلى ال ْ َ‬ ‫وَك َب َّر أْرب ًَعا ك َ َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ ()2‬أخرجــه الــبيهقي )‪ (48 / 4‬بإســناد صــحيح‪ ،‬والنســائي )‪/ 1‬‬
‫‪ (281 ،280‬مختصرا أحكام الجنائز للعلمة اللباني‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪132‬‬

‫َ‬ ‫)( َ َ‬
‫ها‬ ‫مَر َ‬ ‫غُروا أ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فك َأن ّ ُ‬
‫م‬ ‫سوَْداَء َ‬ ‫‪ -‬عَن أ َبي هُريرةَ ‪)) : ‬أ َن ا َ‬
‫ق ّ‬‫ت تَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫مَرأةً َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل عَن َْها‬ ‫سأ َ‬ ‫ل اللهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ها َر ُ‬ ‫قد َ َ‬ ‫شاّبا فَ َ‬
‫ف َ‬ ‫جد َ أوْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قاُلوا مات َقا َ َ‬ ‫َ‬
‫موِني َقا َ‬
‫ل‬ ‫م آذ َن ْت ُ ُ‬ ‫ل أفََل ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫أوْ عَن ْ ُ‬
‫ل د ُّلوِني عََلى‬ ‫قا َ‬ ‫مَرهُ فَ َ‬ ‫فَك َأ َنهم صغّروا أ َمر َ َ َ‬
‫ها أوْ أ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُّ ْ َ ُ‬
‫ن هَذِهِ ال ْقُُبوَر‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫صّلى عَل َي َْها ث ُ ّ‬ ‫قَب ْرِهِ فَد َّلوهُ فَ َ‬
‫َ‬
‫ها‬
‫ل ي ُن َوُّر َ‬‫ج ّ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ة عََلى أهْل َِها وَإ ِ ّ‬ ‫م ً‬‫مُلوَءةٌ ظ ُل ْ َ‬ ‫م ْ‬‫َ‬
‫م(()‪.(1‬‬ ‫صَلِتي عَل َي ْهِ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ل َهُ ْ‬

‫خي ًْرا‬‫ء َ‬ ‫سا ِ‬ ‫صوا ِبالن ّ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ست َ ْ‬‫وا ْ‬ ‫‪َ -‬‬


‫ن َ‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫عَ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ ‪: ‬عَ ْ‬ ‫ْ‬
‫صوا‬‫ست َوْ ُ‬ ‫جاَرهُ َوا ْ‬ ‫َ‬
‫خرِ فَل ي ُؤِْذي َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ِباللهِ َوالي َوْم ِ ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ي ُؤْ ِ‬
‫َ‬
‫يٍء‬
‫ش ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن أعْوَ َ‬ ‫ضل ٍَع وَإ ِ ّ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ق َ‬ ‫خل ِ ْ‬‫ن ُ‬ ‫خي ًْرا فَإ ِن ّهُ ّ‬‫ساِء َ‬ ‫ِبالن ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ه وَإ ِ ْ‬ ‫سْرت َ ُ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫م ُ‬‫قي ُ‬
‫ت تُ ِ‬ ‫ن ذ َهَب ْ َ‬ ‫ضل َِع أعَْلهُ فَإ ِ ْ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫خي ْرا (()‪(2‬‬ ‫ترك ْته ل َم يز ْ َ‬
‫ساِء َ ً‬ ‫صوا ِبالن ّ َ‬ ‫ست َوْ ُ‬ ‫ج َفا ْ‬ ‫ل أعْوَ َ‬ ‫ََ َ ُ ْ ََ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه ‪،‬واللفظ لمسلم وفى رواية غيرهما أنها امرأة ‪.‬‬

‫‪ ()2‬رواه البخاري قال ابن حجــر ’ ‪ :‬قــوله ) بالنســاء خيــرا ( كــأن‬


‫فيه رمزا إلى التقويم برفق بحيث ل ُيبــالغ فيــه فيكســر ول يــتركه‬
‫فيستمر على عوجه ‪ ..‬فيؤخذ منه أن ل يتركها علــى العوجــاج إذا‬
‫طبعــت عليــه مــن النقــص إلــى تعــاطي المعصــية‬ ‫دت مــا ُ‬‫تعــ ّ‬
‫بمباشــرتها ‪ ،‬أو تــرك الــواجب ‪ .‬وإنمــا المــراد أن يتركهــا عــل‬
‫اعوجاجها في المور المباحــة ‪ .‬وفــي الحــديث المــداراة لســتمالة‬
‫النفوس وتألف القلوب ‪ .‬وفيه سياسة النساء بأخــذ العفــو منهــن ‪،‬‬
‫والصبر على عوجهن ‪ ،‬وأن من رام تقويمهن فــاته النتفــاع بهــن ‪،‬‬
‫مع أنه ل غنى للنسان عن امرأة يسكن إليهــا ويســتعين بهــا علــى‬
‫م إل بالصــبر عليهــا ‪ .‬فتــح‬
‫معاشه فكأنه قال ‪ :‬الســتمتاع بهــا ل يتـ ّ‬
‫‪9/954‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪133‬‬

‫ح ّ‬
‫قا‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫سائ ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ول ِن ِ َ‬
‫‪َ -‬‬
‫حد ّث َِني‬ ‫ل َ‬ ‫ص َقا َ‬ ‫حو َ ِ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ْبن عَ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ة ال ْوََداِع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ح ّ‬ ‫شهِد َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫أِبي ‪)):‬أن ّ ُ‬
‫ظ فَذ َك ََر ِفي‬ ‫ه وَأ َث َْنى عَل َي ْهِ وَذ َك َّر وَوَعَ َ‬ ‫مد َ الل ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫خي ًْرا‬‫ساِء َ‬ ‫صوا ِبالن ّ َ‬ ‫ست َوْ ُ‬ ‫ل أَل َوا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ص ً‬ ‫ث قِ ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫شي ًْئا‬ ‫ن َ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫م ل َي ْ َ‬ ‫عن ْد َك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬
‫ْ‬
‫وا ٌ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ما هُ ّ‬ ‫فَإ ِن ّ َ‬
‫َ‬
‫ن فَعَل ْ َ‬
‫ن‬ ‫مب َي ّن َةٍ فَإ ِ ْ‬ ‫شةٍ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ن ي َأِتي َ‬ ‫ك إ ِّل أ ْ‬ ‫غَي َْر ذ َل ِ َ‬
‫ضْرًبا غَي َْر‬ ‫ن َ‬ ‫ضرُِبوهُ ّ‬ ‫جِع َوا ْ‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫جُروهُ ّ‬ ‫َفاهْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫سِبيًل أَل إ ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫م فََل ت َب ُْغوا عَل َي ْه‬ ‫ن أط َعْن َك ُ ْ‬ ‫مب َّرٍح فَإ ِ ْ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫قك ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما َ‬ ‫قا فَأ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫م عَلي ْك ْ‬ ‫سائ ِك ْ‬ ‫قا وَل ِن ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫سائ ِك ْ‬ ‫عَلى ن ِ َ‬
‫ن وََل‬ ‫هو َ‬ ‫ن ت َك َْر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫شك ُ ْ‬ ‫ن فُُر َ‬ ‫م فََل ُيوط ِئ ْ َ‬ ‫سائ ِك ُ ْ‬ ‫عََلى ن ِ َ‬
‫قهن عَل َيك ُ َ‬ ‫هو َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫مأ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ح ّ ُ ّ‬ ‫ن أَل وَ َ‬ ‫ن ت َك َْر ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م لِ َ‬ ‫ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ْ‬ ‫ي َأذ َ ّ‬
‫ن ((‬ ‫مهِ ّ‬ ‫ن وَط ََعا ِ‬ ‫سوَت ِهِ ّ‬ ‫ن ِفي ك ِ ْ‬ ‫سُنوا إ ِل َي ْهِ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫معَْنى‬ ‫ح وَ َ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫سى هَ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ل أ َُبو ِ‬ ‫َقا َ‬
‫ديك ُم (()‪(1‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سَرى ِفي أي ْ ِ ْ‬ ‫م ي َعِْني أ ْ‬ ‫عن ْد َك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫وا ٌ‬ ‫قَوْل ِهِ عَ َ‬
‫وَل‬
‫ه َ‬
‫د ِ‬ ‫ق ّ‬
‫ط ب ِي َ ِ‬ ‫شي ًْئا َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‘ َ‬ ‫سو ُ‬
‫ب َر ُ‬
‫ضَر َ‬
‫ما َ‬ ‫)( َ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫مَرأ ً‬‫ا ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت‪َ )) :‬‬ ‫ة ~ َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جاهِد َ ِفي‬ ‫ن يُ َ‬‫ما إ ِّل أ ْ‬ ‫خادِ ً‬‫مَرأةً وََل َ‬ ‫ط ب ِي َدِهِ وََل ا ْ‬ ‫شي ًْئا قَ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫ق َ‬‫ط فَي َن ْت َ ِ‬ ‫يٌء قَ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫ما ِني َ‬ ‫ل الل ّهِ وَ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ق َ‬‫حارِم ِ الل ّهِ فَي َن ْت َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫يٌء ِ‬‫ش ْ‬ ‫ك َ‬ ‫حب ِهِ إ ِّل أ ْ‬
‫ن ي ُن ْت َهَ َ‬ ‫صا ِ‬‫َ‬
‫ل(()‪(2‬‬ ‫ج ّ‬ ‫ل ِل ّهِ عَّز وَ َ‬

‫‪ ()1‬رواه الترمذي وحسنه اللباني‪.‬‬


‫‪ ()2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪134‬‬

‫‪ (5‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالطفال‬

‫غيَرَنا‬ ‫ص ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح ْ‬
‫م ي َْر َ‬‫ن لَ ْ‬‫م ْ‬ ‫مّنا َ‬ ‫س ِ‬‫)( ل َي ْ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ل» َ‬ ‫ى ‪َ -‘-‬قا َ‬ ‫ّ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫رو _ عَ ِ‬ ‫م ٍ‬‫ن عَ ْ‬‫ن عَب ْدِ اللهِ ب ْ ِ‬‫‪ -‬عَ ْ‬
‫مّنا‬
‫س ِ‬‫حقّ ك َِبيرَِنا فَل َي ْ َ‬ ‫ف َ‬‫صِغيَرَنا وَي َعْرِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ح ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫م ي َْر َ‬
‫«)‪.(1‬‬

‫ما‬ ‫ه َ‬
‫م ُ‬‫ح ْ‬ ‫م اْر َ‬ ‫ه ّ‬‫)( الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬‫سو ُ‬ ‫ن َزي ْدٍ ‪َ )) : ù‬‬ ‫‪ -‬عَ ُ‬
‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ة بْ ِ‬
‫م َ‬‫سا َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫َ‬
‫ن عَلى‬
‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ْ‬
‫قعِد ُ ال َ‬
‫خذِهِ وَي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫قعِد ُِني عَلى فَ ِ‬ ‫خذ ُِني فَي ُ ْ‬‫ي َأ ُ‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه اللباني والرناؤوط‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪135‬‬

‫ما‬
‫مهُ َ‬
‫ح ْ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬
‫م اْر َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ث ُ ّ‬
‫م يَ ُ‬ ‫مهُ َ‬
‫ض ّ‬ ‫خَرى ث ُ ّ‬
‫م يَ ُ‬ ‫خذِهِ اْل ُ ْ‬
‫فَ ِ‬
‫حمهما (()‪(1‬‬ ‫َ‬
‫فَإ ِّني أْر َ ُ ُ َ‬

‫ه‬
‫حب ّ ُ‬‫ن يُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫حب ّ ُ‬‫فأ َ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫م إ ِّني أ ُ ِ‬ ‫ه ّ‬‫)( الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ل‪)) :‬ك ُن ْ ُ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫في سوق م َ‬
‫ت‬‫صَرفْ ُ‬ ‫ف َفان ْ َ‬ ‫صَر َ‬ ‫دين َةِ َفان ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ٍ ِ ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ن عَل ِ ّ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن لك َعُ ث َلًثا اد ْعُ ال َ‬ ‫ل أي ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ب فَ َ‬ ‫خا ُ‬ ‫س َ‬ ‫قهِ ال ّ‬ ‫شي وَِفي عُن ُ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ي يَ ْ‬ ‫ن عَل ِ ّ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫س ُ‬‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‬
‫م ُ‬ ‫ذا َفال ْت ََز َ‬ ‫ن ب ِي َدِهِ هَك َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ذا فَ َ‬ ‫ي ‘ ب ِي َدِهِ هَك َ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه وََقا َ‬
‫ل‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه وَأ ِ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫ه فَأ ِ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫م إ ِّني أ ِ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ن بْ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬‫ي ِ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫حد ٌ أ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫أُبو هَُري َْرةَ فَ َ‬
‫ل(()‪(2‬‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ي ب َعْد َ َ‬ ‫عَل ِ ّ‬
‫ُ‬
‫ها‬
‫وت ُ َ‬ ‫ول َك َ َ‬
‫س ْ‬ ‫ها َ‬ ‫حل ّي ْت ُ َ‬‫ة لَ َ‬ ‫ري َ ً‬
‫جا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫م ُ‬‫سا َ‬ ‫نأ َ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫)( ل َ ْ‬
‫ها‬‫ق َ‬ ‫ف َ‬ ‫حّتى أ ُن ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ة عَث ََر ب ِعَت َب َةِ ال َْبا ِ‬ ‫م َ‬
‫سا َ‬‫نأ َ‬ ‫ة ~ ‪)) :‬أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‬
‫كا َ‬‫ل ل َوْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه وَي َ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ي ‪ ‬يَ ُ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫جع َ َ‬‫ل فَ َ‬ ‫ي َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫فَد َ ِ‬
‫قها(()‪(3‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حّتى أن ْفِ َ َ‬ ‫سوْت َُها َ‬ ‫حل ّي ْت َُها وَل َك َ َ‬
‫ة لَ َ‬ ‫جارِي َ ً‬ ‫ة َ‬ ‫م ُ‬ ‫سا َ‬ ‫أ َ‬

‫)( كان رسول الله ‘ يدلع لسانه للحسين‬


‫‪ -‬عن أبي هريرة _ قال ‪ :‬كان رسول الله ‘ يدلع‬
‫لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش‬
‫إليه فقال له عيينة بن حصن بن بدر ‪ :‬أل أرى تصنع‬
‫‪ ()1‬رواه البخاري‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬

‫‪ ()3‬رواه أحمد و قال الشيخ شعيب الرناؤوط ‪ :‬حديث حسن‬


‫بطرقه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪136‬‬

‫هذا بهذا والله ليكون لي البن قد خرج وجهه وما‬


‫قبلته قط فقال رسول الله ‘ ‪ ) :‬من ل يرحم ل‬
‫يرحم ()‪. (1‬‬

‫قل ْب ِ َ‬ ‫ك لَ َ َ‬ ‫)( أ َ َ‬
‫ة‬
‫م َ‬
‫ح َ‬
‫ك الّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع الل ّ ُ‬ ‫ن ن ََز َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‘‬‫ي إ ِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫جاَء أعَْراب ِ ّ‬ ‫ت‪َ )) :‬‬ ‫ة ~ َقال ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ي‘‪:‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬‫قب ّل ُهُ ْ‬ ‫ما ن ُ َ‬‫ن فَ َ‬ ‫صب َْيا َ‬
‫ن ال ّ‬‫قب ُّلو َ‬ ‫ل تُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ة (()‪.(2‬‬ ‫ن قَل ْب ِ َ‬ ‫ك لَ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫م َ‬
‫ح َ‬ ‫ك الّر ْ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫ن ن ََزعَ الل ّ ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫أوَأ ْ‬

‫م‬‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫قب ّل ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫د َ‬ ‫ول َ ِ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شَرةً ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ِلي َ‬ ‫)( إ ِ ّ‬


‫دا !!‬ ‫َ‬
‫ح ً‬ ‫أ َ‬
‫ن‬
‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ال ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪)):‬قَب ّ َ‬ ‫ن أ ََبا هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫سا‬ ‫جال ِ ً‬ ‫ي َ‬ ‫م ّ‬ ‫مي ِ‬ ‫س الت ّ ِ‬ ‫حاب ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫عن ْد َهُ اْلقَْرعُ ب ْ ُ‬ ‫ي وَ ِ‬ ‫ن عَل ِ ّ‬ ‫بْ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما قَب ّل ْ ُ‬ ‫ن ال ْوَل َدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شَرةً ِ‬ ‫ن ِلي عَ َ‬ ‫ل اْلقَْرعُ إ ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫م َل‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬ ‫ن َل ي َْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ث ُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫دا فَن َظ ََر إ ِل َي ْهِ َر ُ‬ ‫ح ً‬ ‫أ َ‬
‫حم (()‪(3‬‬
‫ي ُْر َ ُ‬
‫دي‬ ‫ما أَنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ف َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫)( َ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫مَرة َ _ َقا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫ج إ َِلى أهْل ِهِ وَ َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫مع َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫صَلةَ اْلوَلى ث ُ ّ‬ ‫الل ّهِ ‘ َ‬
‫َ‬
‫دا‬‫ح ً‬ ‫م َوا ِ‬ ‫حدِهِ ْ‬ ‫خد ّيْ أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫دا ٌ‬ ‫ه وِل ْ َ‬ ‫قب َل َ ُ‬‫ست َ ْ‬ ‫َفا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ت ل ِي َدِ ِ‬ ‫جد ْ ُ‬ ‫ل فَوَ َ‬ ‫دي َقا َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ما أَنا فَ َ‬ ‫ل وَأ ّ‬ ‫دا َقا َ‬ ‫ح ً‬ ‫َوا ِ‬
‫َ‬
‫طار (()‪(4‬‬
‫جؤْن َةِ عَ ّ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫جَها ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما أ َ ْ‬ ‫حا ك َأن ّ َ‬
‫َ‬
‫ب َْرًدا أوْ ِري ً‬
‫‪ ()1‬رواه ابن حبان فى صحيحه و قال شعيب الرناؤوط ‪ :‬إسناده‬
‫حسن‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‬
‫‪ ()4‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪137‬‬

‫ل‪":‬‬ ‫جاب ِرٍ _ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫وفى المعجم الكبير للطبراني عَ ْ‬


‫ح‬‫س ْ‬‫م َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫من ْهُ ْ‬‫ي ‘ ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ن ِبالن ّب ِ ّ‬‫مّرو َ‬ ‫ن يَ ُ‬‫صب َْيا ُ‬‫ن ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ت ب ِهِ ‪،‬‬‫مَرْر ُ‬ ‫خد ّي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫س ْ‬
‫م َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫خد ّه ُ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ه الن ّب ِ ّ‬‫ح ُ‬‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ذي َ‬ ‫خد ّ ال ّ ِ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫دي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫س َ‬‫م َ‬ ‫فَ َ‬
‫خر ِ " ‪.‬‬ ‫خد ّ ال َ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬‫‘أ ْ‬

‫ن‬ ‫م ِبال ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫دا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫عَيا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫كا َ‬ ‫ح ً‬ ‫تأ َ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫)( َ‬
‫ه‘‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬ ‫دا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك _ َقا َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬ ‫ح ً‬ ‫تأ َ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫هي ُ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ِبال ْعَِيا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫أْر َ‬
‫ن ي َن ْط َل ِ ُ‬
‫ق‬ ‫كا َ‬ ‫دين َةِ فَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫واِلي ال ْ َ‬ ‫ه ِفي عَ َ‬ ‫ضًعا ل َ ُ‬ ‫ست َْر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن ظ ِئ ُْرهُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه ل َي ُد ّ َ‬ ‫ت وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ل ال ْب َي ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه فَي َد ْ ُ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫ْ‬
‫ما ت ُوُفّ َ‬
‫ي‬ ‫مٌرو فَل َ ّ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫جعُ َقا َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫قب ّل ُ ُ‬ ‫خذ ُهُ فَي ُ َ‬ ‫قَي ًْنا فَي َأ ُ‬
‫ه‬
‫م اب ِْني وَإ ِن ّ ُ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫هي ُ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫ه ِفي‬ ‫ضاعَ ُ‬ ‫ن َر َ‬ ‫مَل ِ‬ ‫ن ت ُك َ ّ‬ ‫ه لظ ِئ َْري ْ ِ‬
‫ن لَ ُ َ‬ ‫ي وَإ ِ ّ‬ ‫ت ِفي الث ّد ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‪- ‘ -‬‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫خل َْنا َ‬ ‫ل دَ َ‬ ‫جن ّةِ (()‪ (1‬عَْنه _ َقا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ف ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م ‪-À -‬‬ ‫هي َ‬ ‫ن ظ ِئ ًْرا ل ِب َْرا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ‪ -‬وَ َ‬ ‫قي ْ ِ‬ ‫سي ْ ٍ‬ ‫عََلى أِبى َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫قب ّل َ ُ‬ ‫م فَ َ‬ ‫هي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - ‘ -‬إ ِب َْرا ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫خذ َ َر ُ‬ ‫فَأ َ‬
‫سهِ ‪،‬‬ ‫ف ِ‬ ‫جود ُ ب ِن َ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫هي ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَإ ِب َْرا ِ‬ ‫خل َْنا عَل َي ْهِ ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫دَ َ‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫قا َ‬ ‫ن ‪ .‬فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - ‘ -‬ت َذ ْرَِفا ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ت عَي َْنا َر ُ‬ ‫جعَل َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ف ‪ - _ -‬وَأن ْ َ‬ ‫ن عَوْ ٍ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫عَب ْد ُ الّر ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫خَرى‬ ‫م أت ْب َعََها ب ِأ ْ‬ ‫ة « ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ف إ ِن َّها َر ْ‬ ‫ن عَوْ ٍ‬ ‫ل » َيا اب ْ َ‬ ‫قا َ‬
‫ن ‪ ،‬وَل َ‬ ‫حَز ُ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫قل ْ َ‬ ‫معُ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ن ت َد ْ َ‬ ‫ن ال ْعَي ْ َ‬ ‫ل ‪ » - ‘ -‬إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫م‬
‫هي ُ‬ ‫ك َيا إ ِب َْرا ِ‬ ‫فَراقِ َ‬ ‫ضى َرب َّنا ‪ ،‬وَإ ِّنا ب ِ ِ‬ ‫ما ي َْر َ‬ ‫ل إ ِل ّ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫نَ ُ‬
‫ن « ‪(2) .‬‬ ‫حُزوُنو َ‬ ‫م ْ‬ ‫لَ َ‬

‫‪ ()1‬رواه المام أحمد ومسلم‪.‬‬


‫‪ ()2‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪138‬‬

‫َ‬
‫ة‬
‫و ِ‬‫خات َم ِ الن ّب ُ ّ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت أل ْ َ‬ ‫هب ْ ُ‬ ‫فذَ َ‬ ‫)( َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ت ‪)) :‬أت َي ْ ُ‬ ‫سِعيدٍ ‪َ ù‬قال َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫خال ِدِ ب ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫خال ِدٍ ب ِن ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فُر َقا َ‬
‫ل‬ ‫ص َ‬‫صأ ْ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ي قَ ِ‬ ‫معَ أِبي وَعَل َ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ة‬
‫شي ّ ِ‬
‫حب َ ِ‬ ‫ي ِبال ْ َ‬‫ل عَب ْد ُ الل ّهِ وَهِ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫سن َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سن َ ْ‬‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خات َم ِ الن ّب ُوّةِ فََزب ََرِني أِبي‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ت أل ْعَ ُ‬ ‫ت فَذ َهَب ْ ُ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫سن َ ٌ‬‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ل اللهِ ‘ أب ِْلي‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل اللهِ ‘ د َعَْها ث ُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬
‫قي (()‪(1‬‬ ‫خل ِ ِ‬‫م أ َب ِْلي وَأ َ ْ‬ ‫قي ث ُ ّ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫م أ َب ِْلي وَأ َ ْ‬ ‫قي ث ُ ّ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫وَأ َ ْ‬

‫هي‬ ‫ج ِ‬
‫و ْ‬
‫في َ‬ ‫ها ِ‬ ‫ج َ‬‫م ّ‬ ‫ة َ‬‫ج ً‬‫م ّ‬ ‫)( مج َ‬
‫ي‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫قل ْ ُ‬
‫ل ‪)) :‬عَ َ‬‫ن الّرِبيِع _ َقا َ‬‫مودِ ب ْ ِ‬‫ح ُ‬‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫سِني َ‬
‫س ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫جِهي وَأَنا اب ْ ُ‬
‫جَها ِفي وَ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ة َ‬
‫ج ً‬‫م ّ‬ ‫‘ َ‬
‫د َل ْو (( )‪(2‬‬
‫ٍ‬

‫غي ُْر‬‫ل الن ّ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ف َ‬ ‫ما َ‬ ‫ر َ‬ ‫مي ْ ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫)( أ ََبا ُ‬


‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ )):‬‬ ‫ك _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا ُ‬ ‫َ‬
‫ن ِلي أ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مي ْ ٍ‬ ‫ه أُبو عُ َ‬ ‫لل ُ‬ ‫خ يُ َ‬ ‫قا وَكا َ‬ ‫خل ً‬ ‫س ُ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬
‫َقا َ َ‬
‫أ ْ‬
‫ن إ َِذا َ‬
‫جاَء‬ ‫كا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫طي ً‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫لأ ْ‬
‫ل الن ّغَي ُْر َقا َ‬
‫ل‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫ل الل ّه ‘ فَرآه َقا َ َ‬ ‫سو ُ‬
‫مي ْرٍ َ‬ ‫ل أَبا عُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬ ‫)‪(3‬‬ ‫ن ي َل ْعَ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ب ب ِهِ (( وفى رواية المام أحمد عَ ْ‬ ‫كا َ‬
‫ن‬ ‫ل عَل َي َْنا وَ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ي َد ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫س _ َقا َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫أن َ ٍَ‬
‫ت ن ُغَُرهُ‬ ‫ما َ‬ ‫ب ب ِهِ فَ َ‬ ‫ه ن ُغَي ٌْر ي َل ْعَ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫صِغيٌر وَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ِلي أ ٌ‬
‫ت ي َوْم ٍ فََرآهُ‬ ‫ي ‘ َذا َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ب ب ِهِ فَد َ َ‬ ‫ن ي َل ْعَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫شأ ْ َ‬
‫ت‬‫ما َ‬ ‫قاُلوا َ‬ ‫زيًنا فَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫مي ْرٍ َ‬ ‫ن أِبي عُ َ‬ ‫ما َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫زيًنا فَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫‪ ()1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه واللفظ لمسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪139‬‬

‫ل أ ََبا‬ ‫ل الل ّهِ فَ َ‬


‫قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن ي َل ْعَ ُ‬
‫ب ب ِهِ َيا َر ُ‬ ‫ذي َ‬
‫كا َ‬ ‫ن ُغَُرهُ ال ّ ِ‬
‫ل الن ّغَي ْر(()‪(1‬‬ ‫ما فَعَ َ‬
‫ُ‬ ‫مي ْرٍ َ‬‫عُ َ‬

‫خ‬‫خ َ كِ ٍ‬ ‫)( ك ِ ٍ‬
‫ل الل ّهِ ‪ - ‘ -‬ي ُؤَْتى‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫مرِهِ وَهَ َ‬ ‫ذا ب ِت َ ْ‬ ‫جىُء هَ َ‬ ‫ل فَي َ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫صَرام ِ الن ّ ْ‬ ‫عن ْد َ ِ‬ ‫مر ِ ِ‬ ‫ِبالت ّ ْ‬
‫جع َ َ‬
‫ل‬ ‫مر ٍ ‪ ،‬ف َ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫عن ْد َهُ ك َوْ ً‬ ‫صيَر ِ‬ ‫حّتى ي َ ِ‬ ‫مرِهِ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫خذ َ‬ ‫مرِ ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ك الت ّ ْ‬ ‫ن ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ن ‪ - ù -‬ي َل ْعََبا ِ‬ ‫سي ْ ُ‬
‫ح َ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫جعَل ََها ِفى ِفيهِ ‪ ،‬فَن َظ ََر إ ِل َي ْهِ َر ُ‬ ‫مَرة ً ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫تأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما عَل ِ ْ‬ ‫ل»أ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ِفيهِ فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَها ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫الل ّهِ ‪ - ‘ -‬فَأ ْ‬
‫ْ‬
‫خذ َ‬‫ل أَ َ‬ ‫ة « وعنه _ َقا َ‬ ‫صد َقَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مد ٍ ‪ - ‘ -‬ل َ ي َأك ُُلو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫آ َ‬
‫صد َقَةِ ‪،‬‬ ‫مرِ ال ّ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مَرةً ِ‬ ‫ى ‪ - ù -‬تَ ْ‬ ‫ن عَل ِ ّ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ى ‪ » - ‘ -‬ك ٍِخ ك ٍِخ ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫قا َ‬ ‫جعَل ََها ِفى ِفيهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ْ‬
‫ت أ َّنا ل َ ن َأك ُ ُ‬ ‫ل ِيط ْرحها ث ُم َقا َ َ‬
‫صد َقَ َ‬
‫ة‬ ‫ل ال ّ‬ ‫شعَْر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪-‬أ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫«)‪(2‬‬

‫ن‬
‫سي ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫وذُ ال ْ َ‬ ‫ع ّ‬ ‫)( ي ُ َ‬
‫ى ‪ - ‘ -‬ي ُعَوّذ ُ‬ ‫ن َالن ّب ِ ّ‬
‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫س ‪َ - ù -‬قا َ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ِ‬
‫ن ي ُعَوّذ ُ ب َِها‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫ن أَباك ُ َ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن وَي َ ُ‬‫سي ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مةِ ِ‬ ‫ت الل ّهِ الّتا ّ‬ ‫ما ِ‬‫عوذ ُ ب ِك َل ِ َ‬ ‫حاقَ ‪ ،‬أ َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ل عَي ْن ل َمةٍ «)‪(3‬‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫كُ ّ‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫م ْ‬‫مةٍ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ها ّ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫طا ٍ‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد وصححه الشيخ شــعيب الرؤونــاط ورواه أبــو داود‬


‫وابن ماجة وصححه اللباني‪.‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫‪ ()3‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪140‬‬
‫)( } إن ّما أ َموال ُك ُم َ‬
‫ة{‬ ‫فت ْن َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ول َدُك ُ ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ َ‬
‫َ‬
‫خطب ََنا‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫ن أِبيهِ _ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن ب َُري ْد َةَ عَ ْ‬ ‫ن عَب ْدِ اللهِ ب ْ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‪-ù-‬‬ ‫سي ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -‘-‬فَأقْب َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ن فَن ََز َ‬ ‫ما ِ‬‫قو َ‬ ‫ن وَي َ ُ‬ ‫ن ي َعْث َُرا ِ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ما قَ ِ‬ ‫عَل َي ْهِ َ‬
‫َ‬
‫صد َقَ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل» َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫من ْب ََر ث ُ ّ‬ ‫ما ال ْ ِ‬ ‫صعِد َ ب ِهِ َ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫خذ َهُ َ‬ ‫فَأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن فَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ت هَذ َي ْ ِ‬ ‫ة { َرأي ْ ُ‬ ‫م فِت ْن َ ٌ‬ ‫م وَأوْل َد ُك ُ ْ‬ ‫وال ُك ُ ْ‬ ‫م َ‬‫ما أ ْ‬ ‫} إ ِن ّ َ‬
‫خط ْب َةِ (()‪.(1‬‬ ‫خذ َ ِفى ال ْ ُ‬ ‫م أَ َ‬‫صب ِْر «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬

‫ب‬
‫ع ُ‬ ‫ن ن َل ْ َ‬ ‫صب َْيا ٌ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫)( َ‬
‫َ‬
‫ل ‪ )) :‬ل َوْ َرأي ْت َِنى وَقُث َ َ‬
‫م‬ ‫فرٍ ‪َ ù‬قا َ‬ ‫جع ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫مّر‬‫ب إ ِذ ْ َ‬ ‫ن ن َل ْعَ ُ‬ ‫صب َْيا ٌ‬
‫ن ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫س وَن َ ْ‬ ‫وَعُب َي ْد َ اللهِ اب ْ َْنى عَّبا ٍ‬
‫ّ‬
‫ى «‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ل » اْرفَُعوا هَ َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‪ -‘-‬عََلى َداب ّةٍ فَ َ‬
‫ذا إ ِل ّ‬ ‫َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ى «‪.‬‬ ‫م » اْرفَُعوا هَ َ َ‬ ‫قث َ َ‬ ‫ه وََقا َ‬ ‫مل َِنى أ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ذا إ ِل ّ‬ ‫َ‬
‫ل لِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ح َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ّ َ‬ ‫ن عُب َي ْد ُ الل ّهِ أ َ‬ ‫ه وَراَءهُ وَ َ‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ب إ ِلى عَّبا ٍ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫ه‪-‬‬ ‫ل قَُثما ً وَت ََرك َ ُ‬ ‫م َ‬‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫مهِ أ ْ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫حى ِ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫قُث َ َ‬
‫ْ‬
‫ح»‬ ‫س َ‬‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ك ُل ّ َ‬‫لثا ً وََقا َ‬ ‫سى ث َ َ‬ ‫ح عََلى َرأ ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ -‬ثُ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ت ل ِعَب ْدِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ل قُل ْ ُ‬ ‫فرا ً ِفى وَل َدِهِ «‪َ .‬قا َ‬ ‫جع ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫خل ُ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫ل قُل ْت الل ّ َ‬
‫ه أعْل َ ُ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫د‪َ .‬قا َ‬ ‫شهِ َ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل قُث َ ُ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫َ‬
‫ل(()‪.(2‬‬ ‫خير‪َ .‬قا َ َ‬
‫ج ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫ه ِبال ْ َ ْ ِ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫خي ْرِ وََر ُ‬ ‫ِبال ْ َ‬

‫ح ُ‬
‫ك‬ ‫ض َ‬ ‫و يَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬‫ه َ‬ ‫ت إ ِل َي ْ ِ‬ ‫فن َظَْر ُ‬ ‫)( َ‬
‫ن‬ ‫ل الل ّه ‘ م َ‬ ‫سو ُ‬ ‫س _ ‪َ )) :‬‬ ‫‪َ -‬قا َ َ‬
‫س ِ‬‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ِ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ل أن َ‬
‫ت َوالل ّهِ َل‬ ‫قل ْ ُ‬
‫جةٍ فَ ُ‬‫حا َ‬ ‫ما ل ِ َ‬‫سل َِني ي َوْ ً‬ ‫قا فَأْر َ‬ ‫خل ُ ً‬
‫س ُ‬ ‫َالّنا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫مَرِني ب ِهِ ن َب ِ ّ‬ ‫ما أ َ‬‫ب لِ َ‬ ‫ن أذ ْهَ َ‬ ‫سي أ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب وَِفي ن َ ْ‬ ‫أذ ْهَ ُ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد وقوى اسناده الرناؤوط وأصحاب السنن وصــححه‬
‫اللباني‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد وقال الرناؤوط إسناده حسن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪141‬‬
‫َ‬
‫ن ِفي‬ ‫م ي َل ْعَُبو َ‬ ‫ن وَهُ ْ‬ ‫صب َْيا ٍ‬‫مّر عََلى ِ‬ ‫حّتى أ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫‘ فَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫فايَ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ض بِ َ‬‫ل الل ّهِ ‘ قَد ْ قَب َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ق فَإ َِذا َر ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬
‫س‬
‫ل َيا أن َي ْ ُ‬ ‫قا َ‬‫ك فَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ت إ ِل َي ْهِ وَهُوَ ي َ ْ‬ ‫ل فَن َظ َْر ُ‬ ‫وََراِئي َقا َ‬
‫ل قُل ْت نع َ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مْرت ُ َ‬ ‫أ َذ َهَبت حي ُ َ‬
‫ب َيا‬ ‫م أَنا أذ ْهَ ُ‬ ‫ُ ََ ْ‬ ‫ثأ َ‬ ‫ْ َ َ ْ‬
‫ن‬ ‫س َوالل ّهِ ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬
‫سِني َ‬
‫سعَ ِ‬ ‫ه تِ ْ‬ ‫مت ُ ُ‬
‫خد َ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ل أن َ ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ذا أوَ‬
‫ذا وَك َ َ ْ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫م فَعَل ْ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫صن َعْت ُ ُ‬‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫مت ُ ُ‬‫ما عَل ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ذا (()‪(1‬‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫ه هَّل فَعَل ْ َ‬ ‫يٍء ت ََرك ْت ُ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫لِ َ‬

‫هذه الرحمة لعموم الطفال ولكن اليتيم فله شأن‬


‫خاص ومعاملة تليق بأعظم يتيم عرفته النسانية‬
‫‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫فى ال ْ َ‬ ‫ل ال ْي َِتيم ِ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫كا ِ‬ ‫و َ‬ ‫)( أَنا َ‬
‫ن‬ ‫ى ‪َ -‘-‬قا َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫م ْ‬
‫ل » وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬
‫ِ‬ ‫ة _ عَ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أِبى أ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ت أَنا وَهُوَ ِفى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َهُ كن ْ ُ‬ ‫مةٍ أوْ ي َِتيم ٍ ِ‬ ‫ن إ ِلى ي َِتي َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫ه‪(2)(( .‬‬ ‫ال ْجنة ك َهاتين «‪ .‬وقَرن بي ُ‬
‫صب ُعَي ْ ِ‬‫نأ ْ‬ ‫َ َ َ َْ َ‬ ‫َ ّ ِ َ َْ ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ِ‬‫كا إ َِلى َر ُ‬ ‫ش َ‬ ‫جل ً َ‬ ‫ن َر ُ‬
‫ن أِبى هَُري َْرةَ _‪ :‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ن قَل ْب ُكَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ي َِلي َ‬
‫تأ ْ‬ ‫ن أَرد ْ َ‬ ‫ه » إِ ْ‬ ‫قال ل ُ‬ ‫َ‬ ‫سوَةَ قلب ِهِ ف َ‬ ‫‪ -‘-‬قَ ْ‬
‫ح رأ ْس ال ْي َِتيم «‪(3) .‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫س ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫كي َ‬
‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فَأط ْعِم ِ ال ْ ِ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد وقال الرناؤوط‪ :‬صحيح لغيره‬
‫‪ ()3‬رواه أحمد والطبراني وحســنه اللبــاني فــى الصــحيحة برقــم‬
‫‪854‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪142‬‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل » الل ّهُ ّ‬
‫م إ ِّنى‬ ‫ى ‪َ -‘-‬قا َ‬‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ن أِبى هَُري َْرة َ _ عَ ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫في ْن ال ْي َِتيم وال ْمرأةِ «‪(4) .‬‬
‫َ‬ ‫عي‬
‫ِ‬ ‫ض‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫أُ‬
‫ِ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬

‫كافِ ُ ْ‬
‫ل الي َِتيم ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ » أ ََنا وَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل _ َقا َ‬ ‫سهْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫طى ‪،‬‬ ‫س َ‬ ‫سّباب َةِ َوال ْوُ ْ‬‫شاَر ِبال ّ‬‫ذا « ‪ .‬وَأ َ َ‬ ‫جن ّةِ هَك َ َ‬ ‫ِفى ال ْ َ‬
‫ن أ َِبى‬ ‫شي ًْئا ‪ .‬وفى لفظ لمسلم عَ ْ‬
‫)‪(2‬‬ ‫ما َ‬ ‫ج ب َي ْن َهُ َ‬‫وَفَّر َ‬
‫ل ال ْي َِتيم ِ ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ ‘ » َ‬
‫كافِ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫هَُري َْرة َ _ َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مال ِ ٌ‬
‫ك‬ ‫شاَر َ‬ ‫جن ّةِ «‪ .‬وَأ َ‬ ‫ن ِفى ال ْ َ‬ ‫أوْ ل ِغَي ْرِهِ أَنا وَهُوَ ك ََهات َي ْ ِ‬
‫طى‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫سّباب َةِ َوال ْوُ ْ‬ ‫ِبال ّ‬

‫‪ (6‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالخدم والموالي‪.‬‬

‫)( من رحمته ‪ ‬بخدمه ومواليه‪:‬‬


‫ول َ‬‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫ط ب ِي َ ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫شي ًْئا َ‬ ‫ه‘ َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ما َ‬ ‫)( َ‬
‫ما‬ ‫ول َ َ‬ ‫َ‬
‫خاِد ً‬ ‫مَرأةً َ‬ ‫ا ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ‪َ )) :‬‬ ‫ة ~ َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫شي ًْئا قَ ّ‬
‫جاهِد َ ِفى‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ما إ ِل ّ أ ْ‬ ‫خادِ ً‬ ‫مَرأةً وَل َ َ‬ ‫ط ب ِي َدِهِ وَل َ ا ْ‬ ‫َ‬
‫ط فَي َن ْت َ ِ‬‫شىٌء قَ ّ‬ ‫ما ِني َ‬‫ل الل ّهِ وَ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫ق َ‬ ‫ه َ ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫ل ِ‬
‫َ‬
‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ق َ‬ ‫ّ‬
‫حارِم ِ اللهِ فَي َن ْت َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ىٌء ِ‬ ‫َ‬
‫ن ي ُن ْت َهَك َ‬ ‫ّ‬
‫ش ْ‬ ‫حب ِهِ إ ِل أ ْ‬ ‫صا ِ‬‫َ‬
‫‪3‬‬
‫ل(() (‪.‬‬ ‫ج ّ‬ ‫ل ِل ّهِ عَّز وَ َ‬

‫‪ ()4‬رواه أحمد وقال الشيخ الرناؤوط ‪:‬اسناده قوىوابن ماجة‬


‫وحسنه اللباني وفى الصحيحة برقم ‪1015‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬

‫‪ ()3‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪143‬‬

‫ط‪:‬‬ ‫ق ّ‬ ‫فا َ‬ ‫ل ِلى أ ُ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ما َ‬ ‫)( َ‬


‫َ‬
‫ة‬
‫دين َ َ‬‫م ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ال ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ل‪)) :‬قَدِ َ‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫دي َفان ْط َل َقَ ِبي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة ب ِي َ ِ‬ ‫ح َ‬‫خذ َ أُبو ط َل ْ َ‬ ‫م فَأ َ‬ ‫خادِ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫ل الل ّه إ َ‬
‫سا غَُل ٌ‬
‫م‬ ‫ن أن َ ً‬ ‫ِ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫إ َِلى َر ُ‬
‫ما‬‫ضر ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫فرِ َوال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ه ِفي ال ّ‬ ‫مت ُ ُ‬
‫خد َ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫خد ُ ْ‬ ‫س فَل ْي َ ْ‬ ‫ك َي ّ ٌ‬
‫ذا وََل‬ ‫ذا هَك َ َ‬ ‫ت هَ َ‬ ‫صن َعْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫صن َعْت ُ ُ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل ِلي ل ِ َ‬ ‫َقا َ‬
‫شيٍء ل َ َ‬
‫ذا (()‪.(1‬‬ ‫ذا هَك َ َ‬ ‫صن َعْ هَ َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫صن َعْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫لِ َ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو َ‬ ‫ك ‪َ)) ‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫خد َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل ِلى أّفا‪ .‬قَ ّ‬ ‫ُ‬
‫ل ِلى‬ ‫ط وَل َ َقا َ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ن َوالل ّهِ َ‬ ‫سِني َ‬ ‫شَر ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫ذا(()‪.(2‬‬ ‫ت كَ َ‬ ‫ذا وَهَل ّ فَعَل ْ َ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫م فَعَل ْ َ‬ ‫ىٍء ل ِ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫لِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫قدَّر أ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫عوهُ َ‬ ‫)( دَ ُ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫َ‬
‫شَر‬ ‫ي ‘ عَ ْ‬ ‫ك ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫خد َ ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫مال ِ ٍ‬
‫َ‬
‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ضي ّعْت ُ ُ‬ ‫ه أوْ َ‬ ‫ت عَن ْ ُ‬ ‫وان َي ْ ُ‬‫مرٍ فَت َ َ‬ ‫مَرِني ب ِأ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫سِني َ‬ ‫ِ‬
‫ل ب َي ْت ِهِ إ ِّل َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫مِني أ َ‬ ‫ن َل َ‬ ‫مِني فَإ ِ ْ‬ ‫فََل َ‬
‫َ‬ ‫عوهُ فَل َوْ قُد َّر أ َوْ َقا َ‬
‫ن ((‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ل ل َوْ قُ ِ‬ ‫))د َ ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫ه‘‪:‬‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف َ‬ ‫)( َ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ك _ َقا َ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ أ ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ُ‬ ‫‪ -‬فعن أن َ ٍ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫سو ُ‬ ‫س فََرأى َر ُ‬ ‫م أن َ ٍ‬ ‫يأ ّ‬ ‫ة وَهِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫م~ ي َِتي َ‬ ‫سلي ْ ٍ‬
‫ك‬ ‫سن ّ ِ‬ ‫ت َل ك َب َِر ِ‬ ‫قد ْ ك َب ِْر ِ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ت هِي َ ْ‬ ‫ل آن ْ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْي َِتي َ‬
‫م ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫س َلي ْم ٍ‬ ‫تأ ّ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫كي فَ َ‬ ‫سل َي ْم ٍ ت َب ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ة إ َِلى أ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ال ْي َِتي َ‬ ‫جع َ ْ‬ ‫فََر َ‬
‫ن‬‫ي الل ّهِ ‘ أ ْ‬ ‫ي ن َب ِ ّ‬ ‫عا عَل َ ّ‬ ‫ة دَ َ‬ ‫جارِي َ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ك َيا ب ُن َي ّ ُ‬ ‫ما ل َ ِ‬ ‫َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫‪ ()3‬رواه المام أحمد ‪) -‬ج ‪ / 26‬ص ‪ (485‬وقال الرناؤوط حديث‬
‫صحيح‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪144‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت قَْرِني‬ ‫دا أوْ َقال َ ْ‬ ‫سّني أب َ ً‬ ‫ن َل ي َك ْب َُر ِ‬ ‫سّني َفاْل َ‬ ‫َل ي َك ْب ََر ِ‬
‫ة ت َُلو ُ‬ ‫جل َ ً‬ ‫ُ‬
‫حّتى‬ ‫ها َ‬ ‫ماَر َ‬ ‫خ َ‬ ‫ث ِ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سل َي ْم ٍ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫فَ َ‬
‫ك َيا‬ ‫ما ل َ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ل ََها َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫قي َ ْ‬ ‫لَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مِتي‬ ‫ت عََلى ي َِتي َ‬ ‫ي الل ّهِ أد َعَوْ َ‬ ‫ت َيا ن َب ِ ّ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫سل َي ْم ٍ فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ت‬
‫ك د َعَوْ َ‬ ‫ت أ َن ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َزعَ َ‬ ‫سل َي ْم ٍ َقال َ ْ‬ ‫م ُ‬
‫ُ‬
‫ك َيا أ ّ‬ ‫ما َذا ِ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫سن َّها وََل ي َك ْب ََر قَْرن َُها َقا َ‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ن َل ي َك ْب ََر ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ل يا أ ُم سل َيم أ َما تعل َمي َ‬
‫طي‬ ‫شْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م َقا َ َ ّ ُ ْ ٍ َ َ ْ ِ َ‬ ‫الل ّهِ ‘ ث ُ ّ‬
‫ما أ ََنا‬ ‫ت إ ِن ّ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ت عََلى َرّبي فَ ُ‬ ‫شت ََرط ْ ُ‬ ‫عََلى َرّبي أ َّني ا ْ‬
‫َ‬ ‫ضى ال ْب َ َ‬ ‫ب َ َ‬
‫ب‬‫ض ُ‬ ‫ما ي َغْ َ‬ ‫ب كَ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫شُر وَأغْ َ‬ ‫ما ي َْر َ‬ ‫ضى ك َ َ‬ ‫شٌر أْر َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مِتي ب ِد َعْوَةٍ ل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬‫ت عَل َي ْهِ ِ‬ ‫حدٍ د َعَوْ ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫شُر فَأي ّ َ‬
‫َ‬
‫ال ْب َ َ‬
‫ه ط َُهوًرا وََز َ‬ ‫ل َها بأهْ َ‬
‫ه‬
‫قّرب ُ ُ‬‫ة يُ َ‬ ‫كاةً وَقُْرب َ ً‬ ‫جعَل ََها ل َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ ِ ٍ‬
‫‪1‬‬
‫ة(() (‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ْ‬
‫م ال ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ب َِها ِ‬

‫ن‬
‫ِ‬ ‫ذا اْل ُذُن َي ْ‬ ‫)( َيا َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل ‪ )) :‬ل َ ُ‬
‫ه َيا‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ك ‪: ‬أ ّ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬
‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مود ٌ َقا َ‬ ‫ن (( َقا َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ة ي َعِْني‬
‫م َ‬‫سا َ‬
‫ل أُبو أ َ‬ ‫ح ُ‬
‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫َذا الذ ُن َي ْ ‪ِ2‬‬
‫ه ) (‪.‬‬ ‫ح ُ‬ ‫ماَز َ‬
‫َ‬

‫ه لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ع الل ّ َ‬ ‫)( ادْ ُ‬
‫ة‬ ‫في ال ْ َ‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫قت َ َ‬ ‫ف َ‬‫مَرا َ‬ ‫ك ُ‬ ‫سأ َل ُ َ‬ ‫َ‬
‫)( أ ْ‬
‫سل َ ِ‬ ‫َ‬
‫ل‪ )) :‬ك ُن ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب اْل ْ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫ة بْ ُ‬ ‫ن َرِبيعَ ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫جت ِهِ فَ َ‬‫حا َ‬ ‫ضوئ ِهِ وَ َ‬ ‫ه ب ِوَ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَأت َي ْت ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫سو‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫أِبي ُ‬
‫ل أ َْو‬‫جن ّةِ َقا َ‬ ‫ك ِفي ال ْ َ‬ ‫قت َ َ‬
‫مَرافَ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫سأ َل ُ َ‬ ‫َ‬
‫تأ ْ‬ ‫قل ْ ُ‬‫ل فَ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ِلي َ‬
‫عّني عََلى ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل فَأ ِ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ت هُوَ َذا َ‬ ‫ك قُل ْ ُ‬ ‫غَي َْر ذ َل ِ َ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد وأبو داود والترمذي قال الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح‬
‫وحسنه الرنؤوط‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪145‬‬

‫ت‬ ‫ل ‪:‬ك ُن ْ ُ‬ ‫جود(()‪ (1‬وفى أخرى عَْنه ‪َ ‬قا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ب ِك َث َْرةِ ال ّ‬


‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫جهِ ن ََهاِري‬ ‫وائ ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وَأُقو ُ‬ ‫سو َ‬ ‫م َر ُ‬ ‫خد ُ ُ‬
‫شاَء اْل ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ال ْعِ َ‬ ‫َ‬
‫خَرةَ‬ ‫سو ُ‬ ‫ي َر ُ‬ ‫صل ّ َ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫ج َ‬
‫َ‬
‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫ه أ َُقو ُ‬
‫ث‬
‫حد ُ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ل ل َعَل َّها أ ْ‬ ‫ل ب َي ْت َ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫س ب َِباب ِهِ إ َِذا د َ َ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫ة فَما أ َزا ُ َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫مع ُ ُ‬ ‫س َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ج ٌ َ َ‬ ‫حا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل َِر ُ‬
‫مدِهِ‬ ‫ح ْ‬‫ن الل ّهِ وَب ِ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫الل ّهِ ‘ ُ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫جعَ أ َوْ ت َغْل ِب َِني عَي ِْني فَأ َْرقُد َ َقا َ‬ ‫ل فَأْر ِ‬
‫حتى أ َم ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ ّ‬
‫سل ِْني‬ ‫مِتي إ ِّياهُ َ‬ ‫خد ْ َ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫خفِّتي ل َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ي ََرى ِ‬ ‫ما ل ِ َ‬ ‫ِلي ي َوْ ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ري َيا‬ ‫م ِ‬ ‫ت أن ْظ ُُر ِفي أ ْ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ة أعْط ِ َ‬ ‫َيا َرِبيعَ ُ‬
‫ل الل ّه ث ُ ُ‬
‫سي‬ ‫ت ِفي ن َفْ ِ‬ ‫فك ّْر ُ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ك ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م أعْل ِ ُ‬ ‫ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ن ِلي ِفيَها رِْزًقا‬ ‫ة زائ ِل َ ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ة وَأ ّ‬ ‫قط ِعَ ٌ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ن الد ّن َْيا ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫فَعََرفْ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سو َ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫سأ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ل فَقُل ْ ُ‬ ‫فيِني وَي َأِتيِني َقا َ‬ ‫سي َك ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ذي هُوَ ب ِ ِ‬ ‫ّ‬
‫ل ال ِ‬ ‫من ْزِ ِ‬ ‫ل ِبال َ‬ ‫ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن اللهِ عَّز وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫خَرِتي فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ِل ِ‬
‫م‬
‫ت ن َعَ ْ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ت َيا َرِبيعَ ُ‬ ‫ما فَعَل ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫ل فَ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫فعَ ِلي إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫سأل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ش َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ل الل ّهِ أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬
‫ة‬
‫ذا َيا َرِبيعَ ُ‬ ‫ك ب ِهَ َ‬ ‫مَر َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ن الّنارِ َقا َ‬ ‫فَي ُعْت ِ َ‬
‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫قِني ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫مَرِني ب ِ ِ‬ ‫ما أ َ‬ ‫حق ّ َ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫ذي ب َعَث َ ِ‬ ‫ت َل َوالل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك وَك ُن ْ َ‬ ‫سل ِْني أعْط ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما قُل ْ َ‬ ‫ك لَ ّ‬ ‫حد ٌ وَل َك ِن ّ َ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫تأ ّ‬ ‫ري وَعََرفْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ت ِفي أ ْ‬ ‫ت ب ِهِ ن َظ َْر ُ‬ ‫ذي أن ْ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ْز‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫سي َأ ِْتيِني‬ ‫ن ِلي ِفيَها رِْزًقا َ‬
‫ة وزائ ِل َ ٌ َ‬
‫ة وَأ ّ‬ ‫قط ِعَ ٌ َ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫الد ّن َْيا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫م َ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫ل فَ‬ ‫خَرِتي َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِل ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫سأ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫َ‬
‫عّني‬ ‫ل فَأ ِ‬ ‫ع ٌ‬ ‫ل ِلي إ ِّني َفا ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ويًل ث ُ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ط َ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫‪2‬‬
‫جوِد(() (‪.‬‬ ‫س ُ‬ ‫ك ب ِك َث َْرةِ ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫عََلى ن َ ْ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد بن حنبل قال شعيب الرنؤوط ‪ :‬حديث حسن دون‬
‫قوله ‪ " :‬فأعني على نفسك بكثرة السجود "فصحيح لغيره وهذا‬
‫إسناد حسن من أجل ابن إسحاق ‪ :‬وهو محمد وقد صرح بالتحديث‬
‫هنا فانتفت شبهة تدليسه وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪146‬‬
‫َ‬
‫ول َدَ ُ‬
‫ه‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫مال َ ُ‬ ‫م أك ْث ِْر َ‬ ‫ه ّ‬ ‫)( الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫سو َ‬‫مى َيا َر ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ل َقال َ ْ‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أن َ‬‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ه ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م أكث ِْر‬‫ل ‪ » ‬اللهُ ّ‬ ‫هل ُ‬ ‫س اد ْعُ الل َ‬ ‫مك أن َ ٌ‬ ‫خادِ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ما أعْط َي ْت َ ُ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ه وَوَل َد َه ُ ‪ ،‬وََبارِ ْ‬ ‫مال َ ُ‬
‫‪1‬‬
‫ه «) (‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫َ‬

‫توجيهات نبوية‬

‫ن‬ ‫)( ل ِل ْعبد ال ْممُلوك الصال ِ َ‬


‫جَرا ِ‬ ‫حأ ْ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‘ )) ل ِل ْعَب ْدِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل أ َُبو هَُري َْرةَ ‪َ : ‬قا َ‬ ‫‪َ -‬قا َ‬
‫سي ب ِي َدِهِ ل َوَْل‬ ‫َ‬
‫ف ِ‬
‫ذي ن َ ْ‬ ‫ن(( ))َوال ّ ِ‬ ‫جَرا ِ‬ ‫صال ِِح أ ْ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مُلو ِ‬
‫م ْ‬‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫تأ ْ‬ ‫مي َل َ ْ‬
‫حب َب ْ ُ‬ ‫ج وَب ِّر أ ّ‬ ‫ح ّ‬‫ل الل ّهِ َوال ْ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫جَهاد ُ ِفي َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ك(( )‪.(2‬‬ ‫مُلو ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬‫ت وَأَنا َ‬ ‫مو َ‬ ‫أ ُ‬

‫و لُ ْ‬ ‫قم ً َ‬
‫ن‬‫ِ‬ ‫مت َي ْ‬‫ق َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ه لُ ْ َ‬ ‫ول ْ ُ‬‫ِ‬ ‫فل ْي َُنا‬ ‫)( َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ى ‘ » إ َِذا أَتى أ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫‪ -‬عن أَبى هَُري َْرةَ ‪ ‬عَ ِ‬
‫ه ‪ ،‬فَل ْي َُناوِل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫مع َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫س ُ‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫م يُ ْ‬‫ن لَ ْ‬ ‫مهِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ه ب ِط ََعا ِ‬ ‫م ُ‬‫خادِ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن أوْ أك ْل َ ً‬ ‫ة أوْ ل ُ ْ‬‫َ‬ ‫لُ ْ‬
‫ه‬
‫ج ُ‬‫عل َ َ‬ ‫ى ِ‬ ‫ه وَل ِ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ة أوْ أك ْلت َي ْ ِ‬ ‫مت َي ْ ِ‬
‫ق َ‬ ‫م ً‬ ‫ق َ‬
‫«‪. (3)0‬‬
‫ن‬ ‫م‪ .‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫ت أي ِ‬ ‫ه تح َ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫جعََله ُ‬ ‫خوَُلك ْ‬
‫م‪َ ،‬‬ ‫م َ‬
‫خواُنك ْ‬ ‫‪» -‬إ ْ‬
‫ه‬
‫س ُ‬‫ل‪ ،‬وَل ْي ُل ْب ِ ْ‬‫ما يأك ُ ُ‬
‫هم ّ‬ ‫ده فل ْي ُط ْعِ ْ‬
‫م ُ‬ ‫تي ِ‬ ‫ن أخوهُ تح َ‬ ‫كا َ‬
‫هم‬ ‫ن كّلفتمو ُ‬ ‫م ما ي َغْل ُِبهم‪ ،‬فإ ْ‬ ‫س‪ ،‬ول ُتكّلفوه ُ‬ ‫ما ي َل ْب َ ُ‬‫م ّ‬
‫هم «)‪(4‬‬ ‫عينو ُ‬ ‫فأ ِ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫معَ ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬
‫م(‬
‫خاد ِ ِ‬ ‫)( متفق عليه وبوب عليه البخاري بقوله ) باب الك ْ ِ‬
‫ل َ‬
‫‪ ()4‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪147‬‬

‫‪:‬‬ ‫ه؟‬
‫م ِ‬
‫ه بأ ّ‬
‫عّيرت َ ُ‬
‫)( أ َ‬

‫ت أبا ذ َّر ‪ ‬بالّرَبذةِ وعلي ِ‬


‫ه‬ ‫قي ُ‬ ‫مْعرورِ قال‪ :‬ل َ ِ‬ ‫‪ -‬عن ال َ‬
‫ك فقال‪ :‬إ ِّني‬ ‫ن ذل َ‬ ‫حّلة‪ ،‬فسألُته ع ْ‬ ‫مه ُ‬ ‫غل ِ‬ ‫حّلة‪ ،‬وعلى ُ‬ ‫ُ‬
‫ي ‘‪ » :‬يا أبا‬ ‫مه‪ ،‬فقال لي النب ّ‬ ‫جل ً فعَّيرُته بأ ّ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ساب َب ْ ُ‬
‫م‬
‫خواُنك ْ‬‫هلّية‪ .‬إ ْ‬‫ك جا ِ‬ ‫ك امُرؤٌ في َ‬ ‫ه؟ إ ِن ّ َ‬‫م ِ‬ ‫ه بأ ّ‬ ‫ذ َّر‪ ،‬أعَّيرت َ ُ‬
‫ن أخوهُ‬ ‫ن كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ديك ُ ْ‬
‫م‪ .‬فَ َ‬ ‫ت أي ِ‬ ‫ه تح َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫جعََله ُ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫خوَُلك ْ‬ ‫َ‬
‫ما يأك ُ ُ‬ ‫ده فل ْي ُط ْعِ ْ‬
‫‪1‬‬
‫ل‪....‬الحديث «) (‪.‬‬ ‫هم ّ‬ ‫م ُ‬ ‫تي ِ‬ ‫تح َ‬
‫حت ْ َ‬
‫ك الّناُر ‪:‬‬ ‫ل ل َل َ َ‬
‫ف َ‬ ‫ع ْ‬ ‫و لَ ْ‬
‫م تَ ْ‬
‫ف َ‬ ‫)( ل َ ْ‬
‫سوَي ْدٍ َقا َ‬
‫ل‬ ‫ن ُ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫مَعاوِي َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫ن ك ُهَي ْ ٍ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل الظ ّهْ ِ‬
‫ر‬ ‫ت قُب َي ْ َ‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫موًْلى ل ََنا فَهََرب ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل َط َ ْ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫مت َث ِ ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫عاِني ث ُ ّ‬ ‫عاهُ وَد َ َ‬ ‫ف أ َِبي فَد َ َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ل‬ ‫سو ِ‬ ‫ن عََلى عَهْدِ َر ُ‬ ‫قّر ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪)) :‬ك ُّنا ب َِني ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫فا ث ُ ّ‬ ‫فَعَ َ‬
‫حد َُنا فَب َل َ َ‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫مَها أ َ‬ ‫حد َةٌ فَل َط َ َ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫خادِ ٌ‬ ‫س ل ََنا إ ِّل َ‬ ‫الل ّهِ ‘ ل َي ْ َ‬
‫م‬
‫خادِ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫س ل َهُ ْ‬ ‫ها َقاُلوا ل َي ْ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ل أ َعْت ِ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫ك الن ّب ِ ّ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫خّلوا‬ ‫وا عَن َْها فَل ْي ُ َ‬ ‫ست َغْن َ ْ‬ ‫ها فَإ َِذا ا ْ‬ ‫مو َ‬ ‫خدِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ل فَل ْي َ ْ‬ ‫ها َقا َ‬ ‫غَي ُْر َ‬
‫سِبيل ََها(()‪.(2‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عن أ َبي عُمر َقا َ َ‬
‫مَر ‪ ‬وَقَد ْ أعْت َ َ‬
‫ق‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ت اب ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬أت َي ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬
‫شي ًْئا فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مُلو ً‬
‫ما‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫عوًدا أوْ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن الْر‬ ‫م ْ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫ل فَأ َ‬ ‫كا َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وى هَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت َر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬‫ذا إ ِل أّني َ‬ ‫س َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫جر ِ َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفيهِ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫فاَرت ُ ُ‬ ‫ه فَك َ ّ‬ ‫ضَرب َ ُ‬ ‫ه أوْ َ‬ ‫مُلوك َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َط َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل)) َ‬ ‫قو ُ‬ ‫الل ّهِ ‘ ي َ ُ‬
‫ه(()‪(3‬‬ ‫َ‬
‫ق ُ‬ ‫ن ي ُعْت ِ َ‬ ‫أ ْ‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫‪ ()3‬صحيح مسلم ‪) -‬ج ‪ / 8‬ص ‪(468‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪148‬‬
‫ل َقا َ َ‬ ‫ن أ َِبيهِ َقا َ‬
‫سُعودٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م الت ّي ْ ِ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫ط‬
‫سو ْ ِ‬ ‫ما ِلي ِبال ّ‬ ‫ب غَُل ً‬ ‫ضر ِ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ال ْب َد ْرِيّ ‪)) : ‬ك ُن ْ ُ‬
‫خل ْفي اعْل َم أ َبا مسعود فَل َ َ‬
‫م‬‫م أفْهَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ٍ‬ ‫ن َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صوًْتا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫فَ َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫مّني إ َِذا هُوَ َر ُ‬ ‫ما د ََنا ِ‬ ‫ل فَل َ ّ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ن ال ْغَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ل اعْل َم أ َبا مسعود اعْل َم أباَ‬ ‫قو ُ‬ ‫الل ّهِ ‘ فَإ َِذا هُوَ ي َ ُ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ٍ‬
‫م أ ََبا‬ ‫ل اعْل َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫دي فَ َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫قي ْ ُ‬ ‫ل فَأ َل ْ َ‬ ‫سُعودٍ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ك عََلى هَ َ ْ َ‬ ‫ه أقْد َُر عَل َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا الغُلم ِ‬ ‫من ْ َ‬‫ك ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫سُعودٍ أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫مُلو ً‬ ‫َ‬
‫دا((وفى رواية‬ ‫كا ب َعْد َهُ أب َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ضر ِ ُ‬ ‫ت َل أ ْ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫صوًْتا‬ ‫في َ‬ ‫خل ْ ِ‬‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما ِلي فَ َ‬ ‫ب غَُل ً‬ ‫ضر ِ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫))ك ُن ْ ُ‬
‫ت‬
‫ف ّ‬ ‫ك عَل َي ْهِ َفال ْت َ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ه أ َقْد َُر عَل َي ْ َ‬ ‫سُعودٍ ل َل ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م أَبا َ‬
‫اعْل َ َ‬
‫ْ‬
‫حّر‬ ‫ل اللهِ هُوَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل اللهِ ‘ فَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫فَإ َِذا هُوَ َر ُ‬
‫ك النار أوَ‬ ‫ل ل َل َ َ‬ ‫َ‬
‫حت ْ َ ّ ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫فع َ ْ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ما ل َوْ ل َ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫قا َ‬ ‫جهِ الل ّهِ فَ َ‬ ‫ل ِوَ ْ‬
‫ك الّناُر (()‪(1‬‬ ‫ست ْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫لَ َ‬
‫م؟!‬‫خاِد ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫فو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫)( ك َ ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ى ‘ فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ل إ َِلى الن ّب ِ‬‫ج ٌ‬‫جاَء َر ُ‬ ‫رو ‪َ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫م‬
‫ن عَ ْ‬ ‫‪ -‬عَب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬
‫م أَ َ‬
‫عاد َ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫خادِم ِ فَ َ‬
‫ص َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫فو عَ ِ‬ ‫م ن َعْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ك َ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬
‫ل»‬ ‫ن ِفى الّثال ِث َةِ َقا َ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫ت فَل َ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ص َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫عَل َي ْهِ ال ْك َل َ َ‬
‫مّرة ً «‪(2).‬‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬‫ل ي َوْم ٍ َ‬ ‫ه ِفى ك ُ ّ‬ ‫فوا عَن ْ ُ‬ ‫اعْ ُ‬
‫)( حقوق المملوك‬
‫‪ -‬وعن أبي هريرة ‪ ‬أن النبي ‘ قال ‪ ) :‬للمملوك‬
‫طعامه وكسوته ول يكلف إل ما يطيق فإن‬
‫كلفتموهم فأعينوهم ول تعذبوا عباد الله خلقا‬
‫أمثالكم ()‪(3‬‬
‫‪ ()1‬الروايتين فى صحيح مسلم ‪) -‬ج ‪ / 8‬ص ‪(473‬‬
‫‪ ()2‬سنن أبي داود قال الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح‬
‫‪ ()3‬رواه ابن حبان ] جزء ‪ - 10‬صفحة ‪[ 152‬قال شعيب‬
‫الرنؤوط ‪ :‬إسناده حسن قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬حسن ( انظر‬
‫حديث رقم ‪ 5192 :‬في صحيح الجامع‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪149‬‬

‫)( خفف عنه ‪....‬خفف الله عنك‬


‫‪ -‬عن عمرو بن حريث ‪ ‬أن رسول الله ‘ قال ‪:‬‬
‫) ما خففت عن خادمك من عمله كان لك أجرا في‬
‫موازينك ()‪.(1‬‬
‫)( ل تترفع عليه أو تتكبر‬
‫ل الل ّهِ ‘ )) َل ي َقُ ْ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫‪ -‬عن أ ََبى هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬
‫ك وََل ي َقُ ْ‬ ‫أ َحدك ُم اسق رب َ َ‬
‫ل‬ ‫ئ َرب ّ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ك وَ ّ‬ ‫م َرب ّ َ‬ ‫ك أط ْعِ ْ‬ ‫َ ُ ْ ْ ِ َ ّ‬
‫َ‬ ‫موَْليَ وََل ي َ ُ‬ ‫م َرّبي وَل ْي َ ُ‬ ‫َ‬
‫حد ُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫لأ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫دي َ‬ ‫سي ّ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫مي(()‪(2‬‬ ‫ل فََتايَ فََتاِتي غَُل ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫مِتي وَل ْي َ ُ‬ ‫دي أ َ‬ ‫عَب ْ ِ‬
‫عاءَ‬ ‫ف َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عاُنو َ‬ ‫ن الل ّ ّ‬ ‫كو ُ‬ ‫)( ل َ ي َ ُ‬
‫‪ -‬وعَن زيد بن أ َسل َ َ‬
‫ث‬‫ن ب َعَ َ‬ ‫مْرَوا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك بْ َ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫ن عَب ْد َ ال ْ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ْ َ ْ ِ ْ ِ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫ن َذا َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫عن ْدِهِ فَل َ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫جادٍ ِ‬ ‫م الد ّْرَداِء ب ِأن ْ َ‬ ‫إ َِلى أ ّ‬
‫َ‬
‫ه فَك َأن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م ُ‬‫خادِ َ‬ ‫عا َ‬ ‫ل فَد َ َ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫م عَب ْد ُ ال ْ َ‬ ‫ل َي ْل َةٍ َقا َ‬
‫م الد ّْرَداِء‬ ‫أ َبط َأ َ عَل َيه فَل َعنه فَل َما أ َصبح َقال َت ل َ ُ‬
‫هأ ّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫قال ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‪ .‬فَ َ‬ ‫ن د َعَوْت َ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫م َ‬ ‫خادِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ة لعَن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ك اللي ْل َ‬ ‫معْت ُ َ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‘ » ل َ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ت أَبا الد ّْرَداِء ي َ ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫‪3‬‬
‫مةِ «‪( ).‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫داَء ي َوْ َ‬ ‫شهَ َ‬ ‫فَعاَء وَل َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ّ‬
‫ن اللّعاُنو َ‬ ‫كو ُ‬ ‫يَ ُ‬

‫‪ (7‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالعراب ‪.‬‬

‫العراب وما أدراك ما العراب ؟!‬

‫‪ ()1‬رواه ابن حبان] جزء ‪ - 10‬صفحة ‪[ 153‬قال شعيب‬


‫الرنؤوط ‪ :‬إسناده صحيح على شرط مسلم ‪ -‬وقال اللباني‬
‫) ضعيف ( انظر حديث رقم ‪ 5058 :‬في ضعيف الجامع ‪-‬‬
‫والسلسلة الضعيفة برقم ‪.4437‬‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم وأحمد‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪150‬‬

‫شد ّ‬ ‫ب أَ َ‬ ‫‪ -‬هم الذين وصفهم الله ‪ ‬بقوله }اْل َعَْرا ُ‬


‫ه‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬ ‫دود َ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫موا ُ‬ ‫جد َُر أّل ي َعْل َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فاًقا وَأ ْ‬ ‫فًرا وَن ِ َ‬ ‫كُ ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ن اْلعَْرا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م )‪ (97‬وَ ِ‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه عَِلي ٌ‬ ‫سول ِهِ َوالل ّ ُ‬ ‫عََلى َر ُ‬
‫م الد َّوائ َِر‬ ‫ص ب ِك ُ ُ‬ ‫ما وَي َت ََرب ّ ُ‬ ‫مغَْر ً‬ ‫فق ُ َ‬ ‫ما ي ُن ْ ِ‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫م )‪{(98‬‬ ‫ميعٌ عَِلي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫سوِْء َوالل ّ ُ‬ ‫م َدائ َِرةُ ال ّ‬ ‫عَل َي ْهِ ْ‬
‫]التوبة‪[98-97/‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫‪ -‬بل و أكد على سوء طويتهم بقوله }وَ ِ‬
‫قون وم َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫دين َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫مَنافِ ُ َ َ ِ ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ن اْلعَْرا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫حوْل َك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫سن ُعَذ ّب ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ن ن َعْل َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ق َل ت َعْل َ ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫مَرُدوا عََلى الن ّ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ن إ َِلى عَ َ‬
‫ن‬
‫خُرو َ‬ ‫ظيم ٍ )‪ (101‬وَآ َ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫م ي َُرّدو َ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫سي ًّئا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خَر َ‬ ‫حا وَآ َ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫مل َ‬ ‫خلطوا عَ َ‬ ‫م َ‬ ‫اعْت ََرُفوا ب ِذ ُُنوب ِهِ ْ‬
‫عَسى الل ّ َ‬
‫م)‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ب عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ن ي َُتو َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪]{(102‬التوبة‪[102 ،101/‬‬
‫ك‬‫ل لَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫سي َ ُ‬ ‫‪ -‬وعلى مداهنتهم بألسنتهم بقوله } َ‬
‫وال َُنا وَأهُْلوَنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫شغَل َت َْنا أ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ن اْلعَْرا َِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫فو َ‬ ‫خل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫س ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬
‫م‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫سن َت ِهِ ْ‬ ‫ن ب ِأل ْ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فْر ل ََنا ي َ ُ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫َفا ْ‬
‫َ‬ ‫ن الل ّهِ َ‬
‫ضّرا‬ ‫م َ‬ ‫ن أَراد َ ب ِك ُ ْ‬ ‫شي ًْئا إ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ك ل َك ُ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫قُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خِبيًرا )‬ ‫ن َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫فًعا ب َ ْ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫أوْ أَراد َ ب ِك ُ ْ‬
‫ل ظ َننت َ‬
‫ن‬
‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل َوال ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ب الّر ُ‬ ‫قل ِ َ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َُْ ْ‬ ‫‪ (11‬ب َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ظَ ّ‬ ‫م وَظ َن َن ْت ُ ْ‬ ‫ك ِفي قُُلوب ِك ُ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫دا وَُزي ّ َ‬ ‫م أب َ ً‬ ‫إ َِلى أهِْليهِ ْ‬
‫ما ُبوًرا )‪] {(12‬الفتح‪[12 ،11/‬‬ ‫م قَوْ ً‬ ‫سوِْء وَك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ -‬وقلة علمهم بالسلم ومسائل اليمان بقوله‬
‫ن ُقوُلوا‬ ‫ت اْل َعْرا ُ َ‬
‫مُنوا وَل َك ِ ْ‬ ‫م ت ُؤْ ِ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫مّنا قُ ْ‬ ‫بآ َ‬ ‫َ‬ ‫}َقال َ ِ‬
‫َ‬
‫طيُعوا‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫ن ِفي قُُلوب ِك ُ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫لا ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما ي َد ْ ُ‬ ‫مَنا وَل َ ّ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫الل ّه ورسول َه َل يل ِتك ُم م َ‬
‫ه‬‫ن الل ّ َ‬ ‫شي ًْئا إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫مال ِك ُ ْ‬ ‫ن أعْ َ‬ ‫َ ْ ْ ِ ْ‬ ‫َ ََ ُ ُ‬
‫م )‪] {(14‬الحجرات‪[14/‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫غَ ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪151‬‬

‫إن لفظ ) العراب )‪((1‬فى تلكم اليات جاء لـ‬


‫)تنبيه المسلمين لحوال العراب لنهم لبعدهم عن‬
‫الحتكاك بهم والمخالطة معهم قد تخفى عليهم‬
‫أحوالهم ويظنون بجميعهم خيرا ً ‪.‬‬
‫و ) أشد ( و ) أجدر ( اسما تفضيل ولم يذكر معهما‬
‫ما يدل على مفضل عليه ‪ ،‬فيجوز أن يكونا على‬
‫ظاهرهما فيكون المفضل عليه أهل الحضر ‪ ،‬أي‬
‫كفار ومنافقي المدينة ‪ .‬وهذا هو الذي تواطأ عليه‬
‫جميع المفسرين ‪.‬‬
‫وازديادهم في الكفر والنفاق هو بالنسبة لكفار‬
‫ومنافقي المدينة ‪ .‬ومنافقوهم أشد نفاقا ً من‬
‫منافقي المدينة ‪ .‬وهذا الزدياد راجع إلى تمكن‬
‫الوصفين من نفوسهم ‪ ،‬أي كفرهم أمكن في‬
‫النفوس من كفر كفار المدينة ‪ ،‬ونفاقهم أمكن من‬
‫نفوسهم كذلك ‪ ،‬أي أمكن في جانب الكفر منه‬
‫والبعد ِ عن القلع عنه وظهور بوادر الشر منهم ‪،‬‬
‫وذلك أن غلظ القلوب وجلفة الطبع تزيد النفوس‬
‫السيئة وحشة ونفورا ً ‪ .‬أل تعلم أن ذا الخويصرة‬
‫‪ ()1‬يقول أ‪ /‬سيد قطب ’ والتعبير بهذا العموم يعطي وصفا ً ثابتــا ً‬
‫متعلقا ً بالبدو وبالبداوة ‪ .‬فالشأن في البــدو أن يكونــوا أشــد كفــرا ً‬
‫ونفاقــا ً ‪ ،‬وأجــدر أل يعلمــوا حــدود مــا أنــزل اللــه علــى رســوله‬
‫‪.‬والجــدارة بعــدم العلــم بمــا أنــزل اللــه علــى رســوله ناشــئة مــن‬
‫ظروف حياتهم ‪ ،‬وما تنشئه في طباعهم من جفوة ‪ ،‬ومن بعد عن‬
‫المعرفة وعــن الوقــوف عنــد الحــدود ‪ ،‬ومــن ماديــة حســية تجعــل‬
‫القيــم الماديــة هــي الســائدة ‪ .‬وإن كــان اليمــان يعــدل مــن هــذه‬
‫الطباع ‪ ،‬ويرفع من تلك القيم ‪ ،‬ويصلهم بالفق الوضــيء المرتفــع‬
‫على الحسية‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪152‬‬

‫التميمي ‪ ،‬وكان يدعى السلم ‪ ،‬لما رأى النبي ‘‬


‫أعطى القرع بن حابس ومن معه من صناديد‬
‫مه قال ذو الخويصرة مواجها ً‬ ‫العرب من ذهب َقس َ‬
‫من‬
‫النبي ‘ »اعدل« فقال له النبي ‘ " ويحك و َ‬
‫دل )‪.(1‬‬‫يعدل إن لم أعْ ِ‬
‫فإن العراب لنشأتهم في البادية كانوا بعداء عن‬
‫مخالطة أهل العقول المستقيمة وكانت أذهانهم‬
‫هم‬ ‫أبعد عن معرفة الحقائق وأمل بالوهام ‪ ،‬و ُ‬
‫لبعدهم عن مشاهدة أنوار النبي ‘ وأخلقه وآدابه‬
‫ل بأمور الديانة‬ ‫ح مساَء أجه ُ‬ ‫وعن تلقي الهدى صبا َ‬
‫وما به تهذيب النفوس ‪ ،‬وهم لتوارثهم أخلق‬
‫أسلفهم وبعدهم عن التطورات المدنية التي تؤّثر‬
‫موا في النفوس البشرية ‪ ،‬وإتقانا ً في وضع‬ ‫س ّ‬
‫ُ‬
‫الشياء في مواضعها ‪ ،‬وحكمة تقليدية تتدرج‬
‫بالزمان ‪ ،‬يكونون أقرب سيرة بالتوحش وأكثر‬
‫غلظة في المعاملة وأضيع للتراث العلمي‬
‫والخلقي؛ ولذلك قال عثمان لبي ذّر لما عزم على‬
‫ة كيل ترت َد ّ أعرابيا ً ‪.‬‬‫سكنى الربذة ‪ :‬ت َعَّهد المدين َ‬
‫‪ ()1‬يقول أ‪ /‬سيد قطب ’ وكثير من الروايات يكشــف عــن طــابع‬
‫الجفوة والفظاظة في نفــوس العــراب ‪ .‬حــتى بعــد الســلم ‪ .‬فل‬
‫جرم يكون الشــأن فيهــم أن يكونــوا أشــد كفــرا ً ونفاق ـا ً وأجــدر أل‬
‫يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ‪ ،‬لطول ما طبعتهم البــداوة‬
‫بالجفوة والغلظة عندما يقهرون غيرهم؛ أو بالنفاق واللتواء عندما‬
‫يقهرهــم غيرهــم؛ وبالعتــداء وعــدم الوقــوف عنــد الحــدود بســبب‬
‫مقتضيات حياتهم في البادية ‪ }.‬والله عليم حكيم { ‪.‬عليم بــأحوال‬
‫عباده وصفاته وطباعهم ‪ .‬حكيم فــي توزيــع المــواهب والخصــائص‬
‫والستعدادات ‪ ،‬وتنويع الجناس والشعوب والبيئات ‪" .‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪153‬‬

‫فأما في الخلق التي تحمد فيها الخشونة والغلظة‬


‫والستخفاف بالعظائم مثل الشجاعة؛ والصراحة‬
‫وإباء الضيم والكرم فإنها تكون أقوى في العراب‬
‫بالجبلة ‪ ،‬ولذلك يكونون أقرب إلى الخير إذا‬
‫اعتقدوه وآمنوا به ‪.‬‬
‫ي‬
‫ويجوز أن يكون } أشد { و } أجدر { مسلوب َ ْ‬
‫المفاضلة مستعملين لقوة الوصفين في‬
‫الموصوِفين بهما على طريقة قوله تعالى ‪ } :‬قال‬
‫رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه { ] يوسف‬
‫‪ . [ 33 :‬فالمعنى أن كفرهم شديد التمكن من‬
‫نفوسهم ونفاقهم كذلك ‪ ،‬من غير إرادة أنهم أشد‬
‫كفرا ً ونفاقا ً من كفار أهل المدينة ومنافقيها)‪. (1‬‬

‫أخبر تعالى أن في العراب كفارا ومنافقين‬


‫ومؤمنين‪ ،‬وأن كفرهم ونفاقهم أعظم من غيرهم‬
‫وأشد‪ ،‬وأجدر‪ ،‬أي‪ :‬أحرى أل يعلموا حدود ما أنزل‬
‫الله على رسوله‪ ،‬كما قال العمش عن إبراهيم‬
‫وحان وهو يحدث‬ ‫ص ْ‬
‫قال‪ :‬جلس أعرابي إلى زيد بن َ‬
‫أصحابه‪ ،‬وكانت يده قد أصيبت يوم نهاَوند‪ ،‬فقال‬
‫العرابي‪ :‬والله إن حديثك ليعجبني‪ ،‬وإن يدك‬
‫لتريبني فقال زيد‪ :‬ما ُيريبك من يدي؟ إنها الشمال‪.‬‬
‫فقال العرابي‪ :‬والله ما أدري‪ ،‬اليمين يقطعون أو‬
‫ل؟ فقال زيد بن صوحان صدق الله‪:‬‬ ‫الشما َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب أَ َ‬
‫دود َ‬‫ح ُ‬
‫موا ُ‬ ‫جد َُر أل ي َعْل َ ُ‬ ‫فاًقا وَأ ْ‬‫فًرا وَن ِ َ‬ ‫شد ّ ك ُ ْ‬ ‫} العَْرا ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬
‫ل‪َ )):‬‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫سول ِهِ { عَ ْ‬ ‫ه عََلى َر ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما َأنز َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن أَتى‬‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ف َ‬‫صي ْد َ غَ َ‬‫ن ات ّب َعَ ال ّ‬‫م ْ‬‫فا وَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ة َ‬ ‫ن الَبادِي َ َ‬ ‫سك َ َ‬‫َ‬
‫ن(( ورواه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪،‬‬ ‫ن افْت ُت ِ َ‬ ‫سلطا َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ ()1‬ابن عاشور التنوير والتحرير‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪154‬‬

‫والنسائي من طرق‪(1) ،‬ولما كانت الغلظة والجفاء‬


‫في أهل البوادي لم يبعث الله منهم رسول وإنما‬
‫ما‬‫كانت البعثة من أهل القرى‪ ،‬كما قال تعالى‪ } :‬وَ َ‬
‫حي إل َيهم م َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫ن أه ْ ِ‬ ‫ِ ِْ ْ ِ ْ‬ ‫جال ُنو ِ‬ ‫ك ِإل رِ َ‬ ‫ن قَب ْل ِ َ‬ ‫م ْ‬‫سل َْنا ِ‬ ‫أْر َ‬
‫قَرى { ]يوسف‪ [109:‬ولما أهدى ذلك العرابي‬ ‫ال ْ ُ‬
‫تلك الهدية لرسول الله ‘ فرد ّ عليه أضعافها حتى‬
‫رضي‪ ،‬قال‪" :‬لقد هممت أل أقبل هدية إل من‬
‫ي" )‪ (2‬؛ لن‬ ‫س ّ‬ ‫قفي أو أنصاري‪ ،‬أو د َوْ ِ‬ ‫ُقرشي‪ ،‬أو ث َ َ‬
‫هؤلء كانوا يسكنون المدن‪ :‬مكة‪ ،‬والطائف‪،‬‬
‫والمدينة‪ ،‬واليمن‪ ،‬فهم ألطف أخلًقا من العراب‪:‬‬
‫لما في طباع العراب من الجفاء)‪.(2‬‬
‫بأ َبي ُ‬
‫م‬‫ول َ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ؤن ّ ْ‬ ‫م يُ َ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫مي ‪َ -  -‬‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫•‬
‫ب‪:‬‬ ‫س ّ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬وعَ َ‬
‫جدِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفي ال ْ َ‬ ‫ن أعَْراب ِّيا َبا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _ ))أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ّ‬
‫ل اللهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ل لهُ ْ‬‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫قُعوا ب ِهِ فَ َ‬ ‫س لي َ َ‬ ‫فََثاَر إ ِلي ْهِ الّنا ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جًل ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ماٍء أوْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا عََلى ب َوْل ِهِ ذ َُنوًبا ِ‬ ‫ري ُ‬‫عوهُ وَأهْ ِ‬ ‫دَ ُ‬
‫ن ((‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫مع َ ّ‬ ‫م ت ُب ْعَُثوا ُ‬ ‫ن وَل َ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫مي َ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ب ُعِث ْت ُ ْ‬ ‫ماٍء فَإ ِن ّ َ‬ ‫َ‬
‫جد َ فَ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫)‪(3‬وعَْنه _ ‪)) :‬د َ َ‬
‫صلى َرك َْعَت َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ل أعَْراب ِ ّ‬ ‫خ َ‬
‫دا‬‫ح ً‬ ‫معََنا أ َ‬ ‫م َ‬ ‫ح ْ‬‫دا وََل ت َْر َ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬‫مِني وَ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫م اْر َ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫م لَ ْ‬
‫م‬ ‫سًعا ث ُ ّ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫جْر َ‬ ‫ح ّ‬ ‫قد ْ ت َ َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ت إ ِل َي ْهِ الن ّب ِ‬ ‫ف َ‬ ‫َفال ْت َ َ‬
‫س إ ِل َي ْهِ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫يل ْب ْ َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫سَرعَ الّنا ُ‬ ‫جدِ فَأ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفي ال ْ َ‬ ‫ن َبا َ‬ ‫ثأ ْ‬ ‫َ َ‬
‫م ت ُب ْعَُثوا‬ ‫َ‬
‫ن وَل ْ‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫مي َ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ب ُعِث ْت ُ ْ‬ ‫ل اللهِ ‘ إ ِن ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ل َهُ ْ‬

‫‪ ()1‬قال الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح‬


‫‪ ()2‬ابن كثيرالتفسير‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه البخاري مفرقا ً‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪155‬‬
‫َ‬ ‫معسري َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫جًل ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ماءٍ أوْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫قوا عَل َي ْهِ د َل ْ ً‬ ‫ري ُ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫ُ َ ّ ِ َ‬
‫ماٍء (()‪(1‬‬
‫َ‬
‫ن ِفي‬ ‫ك _ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ل‪ :‬ب َي ْن َ َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ُ‬ ‫‪ -‬وعن أن َ ٍ‬
‫َ‬
‫م ي َُبو ُ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‪ ،‬فَ َ‬ ‫جاَء أعَْراب ِ ّ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِذ ْ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫جدِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قا َ َ‬
‫ه‪.‬‬‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ :‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫جد ِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫كوهُ‬ ‫ه« فَت ََر ُ‬ ‫عو ُ‬ ‫ه‪ .‬د َ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪» :‬ل َ ت ُْزرِ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬
‫ن‬
‫ه ‪» :‬إ ِ ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫عاهُ فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ د َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ل‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫حّتى َبا َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ذا ل ِلب َوْ ِ‬ ‫ن ٰه َ‬ ‫م ْ‬ ‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ح لِ َ‬ ‫صل ُ‬ ‫ُ‬ ‫جد َ ل ت َ ْ‬‫َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫ٰهذِهِ ال َ‬
‫ة‪،‬‬‫صل َ ِ‬ ‫ل َوال ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫ي ل ِذِك ْرِ الله عَّز وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ما هِ‬ ‫قذ َِر‪ .‬إ ِن ّ َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫َ‬
‫جاَء ب ِد َل ْ ٍ‬
‫و‬ ‫قوْم ِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫جل ً ِ‬ ‫مَر َر ُ‬ ‫ن« فَأ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫وَقَِراَءةِ ال ْ ُ‬
‫شن ّه عَل َي ْهِ " )‪(2‬‬
‫ماٍء‪ ،‬فَ َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‘ ِفي‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ل ‪َ)) :‬قا َ‬ ‫ة_ َقا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْر َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫صَل ِ‬
‫ة‬ ‫ي وَهُوَ ِفي ال ّ‬ ‫ل أعَْراب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫مَنا َ‬ ‫صَلةٍ وَقُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ما‬ ‫دا فَل ّ‬ ‫ح ً‬ ‫معََنا أ َ‬ ‫م َ‬ ‫ح ْ‬ ‫دا وَل ت َْر َ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫مِني وَ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫م اْر َ‬ ‫اللهُ ّ‬
‫ي لَ َ‬ ‫سل ّم الن ّبي ‘ َقا َ َ‬
‫ريد ُ‬ ‫سًعا ي ُ ِ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫جْر َ‬ ‫ح ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ل ل ِْلعَْراب ِ ّ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ َ‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد هكذا‬


‫‪ ()2‬متفق عليه وهذا اللفظ لمسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪156‬‬

‫ل‪:‬‬‫ة الل ّهِ (()‪ (1‬وفى رواية )‪ (2‬عَْنه ‪َ ‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬


‫َ‬
‫س‬
‫جال ِ ٌ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫جد َ وََر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ل أعَْراب ِ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫))د َ َ‬
‫معََنا‬
‫حدٍ َ‬ ‫فْر ِل َ َ‬ ‫مدٍ وََل ت َغْ ِ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫فْر ِلي وَل ِ ُ‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ل‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫م‬‫سًعا ث ُ ّ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫حت َظ َْر َ‬ ‫قد ْ ا ْ‬‫ل ‪:‬ل َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وََقا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫فَ َ‬
‫ج) فّرج ما‬ ‫ش َ‬ ‫جدِ فَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬‫حي َةِ ال ْ َ‬ ‫ن ِفي َنا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫حّتى إ َِذا َ‬ ‫وَّلى َ‬
‫َ‬ ‫قا َ َ‬
‫م‬
‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ن فَ ِ‬
‫ق َ‬ ‫ي ب َعْد َ أ ْ‬ ‫ل اْلعَْراب ِ ّ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫بين رجليه ( ي َُبو ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ن هَ َ‬
‫ذا‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫س ّ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ب وَل َ ْ‬ ‫م ي ُؤَن ّ ْ‬ ‫مي فَل َ ْ‬ ‫ي ب ِأِبي وَأ ّ‬ ‫إ ِل َ ّ‬
‫صَلةِ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ي ل ِذِك ْرِ الل ّهِ وَِلل ّ‬ ‫ما ب ُن ِ َ‬ ‫ل ِفيهِ وَإ ِن ّ َ‬ ‫جد َ َل ي َُبا ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه((‪.‬‬ ‫ماٍء فَأفْرِغَ عََلى ب َوْل ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬‫س ْ‬‫مَر ب ِ َ‬ ‫أ َ‬

‫ع َ‬ ‫َ‬
‫ء‬
‫طا ٍ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫مَر ل َ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫ك ثُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫شي َ‬ ‫م ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ل ‪)):‬ك ُن ْ ُ‬ ‫ك _ َقا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ة‬
‫شي َ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ظ ال ْ َ‬ ‫ي غَِلي ُ‬ ‫جَران ِ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وَعَل َي ْهِ ب ُْرد ٌ ن َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫فح أوَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ْ َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫حّتى َرأي ْ ُ‬ ‫جب ْذ َةً َ‬ ‫جب َذ َهُ َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ه أعَْراب ِ ّ‬ ‫فَأد َْرك َ ُ‬
‫َ‬
‫ة ال ْب ُْردِ‬ ‫شي َ ُ‬‫حا ِ‬ ‫ت ب َِها َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ قَد ْ أث َّر ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ق َر ُ‬ ‫ة عُن ُ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ف َ‬
‫ص ْ‬ ‫َ‬

‫وله ‪ ) :‬ل َ َ‬ ‫‪1‬‬


‫جْرت‬ ‫ح ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫)( رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر ’ قَ ْ‬
‫مة الّله (‬ ‫ح َ‬ ‫ريد َر ْ‬ ‫سًعا ‪ ،‬ي ُ ِ‬ ‫َوا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫معًْنى ‪،‬‬ ‫قت وَْزًنا وَ َ‬ ‫ضي ّ ْ‬ ‫م َراٍء أيْ َ‬ ‫قيلة ث ُ ّ‬ ‫جيم ث َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ملةٍ ث ُ ّ‬ ‫مه ْ َ‬ ‫جْرت ب ِ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ن"‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت الّرَواَيات ع َلى أ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ما قال ت ََعالى ‪َ ،‬وات ّ َ‬ ‫سَعة ك َ‬ ‫مة الله َوا ِ‬ ‫ح َ‬‫وََر ْ‬
‫ي‪،‬‬ ‫زا‬ ‫بال‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫بي‬ ‫ل ا ِبن التين أ َنها في رواية أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫را‬ ‫بال‬ ‫"‬ ‫رت‬
‫ّ ِ ّ َ ِ‬ ‫ِ َ َ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫مة الله " ب َْعض ُرَواته وَك َأن ُّ‬
‫ه‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ريد‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫"‬ ‫ئل‬ ‫ِ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫وا‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫نى‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ب‬
‫َ َ ِ َ‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م ع َلى‬ ‫ّ‬
‫سل َ‬ ‫َ‬
‫صلى الله ع َلي ْهِ وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل ا ِْبن ب َطال ‪ :‬أن ْكَر َ‬ ‫ّ‬ ‫أ َُبو هَُري َْرة ‪َ ،‬قا َ‬
‫خْلقه ‪ ،‬وَقَد ْ أث َْنى الّله ت ََعاَلى‬ ‫َ‬ ‫مةِ الّله ع ََلى َ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫ل ب َِر ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ي ل ِك َوْن ِهِ ب َ ِ‬ ‫اْلع َْراب ِ ّ‬
‫م‬
‫ن ب َْعده ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جاُءوا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ‪ ) :‬وَا َل ّ ِ‬ ‫ث َقا َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫خَلف ذ َل ِ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫وله ِفي‬ ‫ن ( وَقَ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬‫قوَنا ِبا ْ ِ‬ ‫سب َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وان َِنا ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫خ َ‬ ‫فْر ل ََنا وَِل ِ ْ‬ ‫ن َرب َّنا ا ِغ ْ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫معَْنى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫شالة ب ِ َ‬ ‫ملة وَظاء ُ‬ ‫مه ْ َ‬ ‫حاٍء ُ‬ ‫حت َظْرت " ب ِ َ‬ ‫خَرى " ا ِ ْ‬ ‫الّرَواَية ال ْ‬
‫ما وََراَءه ُ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫مَنع َ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫سرِ أّوله وَهُوَ ال ِ‬ ‫حظار ب ِك ْ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خوذ ِ‬ ‫مأ ُ‬ ‫مت َن َْعت ‪َ ،‬‬ ‫اِ ْ‬
‫]فتح الباري [‬
‫‪()2‬رواه أبــو داود والترمــذي وابــن ماجــة واللفــظ لــه وصــححه‬
‫اللبانى فى صحيح السنن ابى داود والترمذي وابن ماجة‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪157‬‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬
‫ما ِ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫مد ُ أعْط ِِني ِ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬
‫ل َيا ُ‬ ‫قا َ‬‫جب ْذ َت ِهِ فَ َ‬
‫شد ّةِ َ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫مَر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫مأ َ‬‫ك ثُ ّ‬ ‫ح َ‬
‫ض ِ‬‫ت إ ِل َي ْهِ فَ َ‬
‫ف َ‬ ‫ك َفال ْت َ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬
‫ذي ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫طاٍء (()‪(1‬‬ ‫ب ِعَ َ‬
‫‪ -‬وعن أنس بن مالك _ قال " كان ‪ ‬رحيما و‬
‫كان ل يأتيه أحد إل وعده و أنجز له إن كان عنده "‬
‫" و جاءه أعرابي فأخذ بثوبه فقال ‪ :‬إنما بقي من‬
‫حاجتي يسيرة ‪ ،‬و أخاف أنساها ‪.‬فقام معه حتى‬
‫فرغ من حاجته ‪ ،‬ثم أقبل فصلى " ‪(2).‬‬

‫ه‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫د ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ذا ل َ ْ‬ ‫ل إِ َ‬ ‫د ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫•‬


‫سول ُ ُ‬
‫ه‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ن ي َوْ ُ‬ ‫َ‬
‫ما كا َ‬ ‫َ‬
‫ل‪)) :‬ل ّ‬ ‫َ‬
‫ن عَب ْدِ اللهِ بن مسعود _ قا َ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫طى اْلقَْرعَ‬ ‫مةِ فَأعْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ق ْ‬ ‫سا ِفي ال ْ ِ‬ ‫ي ‘ أَنا ً‬ ‫ن آث ََر الن ّب ِ ّ‬ ‫حن َي ْ ٍ‬
‫ُ‬
‫ل وَأعْ َ‬ ‫َ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫طى عُي َي ْن َ َ‬ ‫ن اْل ِب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫مائ َ ً‬ ‫س ِ‬ ‫حاب ِ ُ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫بْ َ‬
‫َ‬ ‫وَأ َعْ َ‬
‫مئ ِذٍ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ب َفآث ََرهُ ْ‬ ‫ف ال ْعََر ِ‬ ‫شَرا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫طى أَنا ً‬
‫ما‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن هَذِهِ ال ْ ِ‬ ‫ل َوالل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫مةِ َقا َ‬ ‫س َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ِفي ال ْ ِ‬
‫ت َوالل ّهِ َل ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫خب َِر ّ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ه الل ّهِ فَ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ما أِريد َ ب َِها وَ ْ‬ ‫ل ِفيَها وَ َ‬ ‫عُدِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ي َعْدِ ْ‬
‫ل‬ ‫ل إ َِذا ل َ ْ‬ ‫ن ي َعْدِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫خب َْرت ُ ُ‬ ‫ه فَأ ْ‬ ‫ي ‘ فَأت َي ْت ُ ُ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫سى قَد ْ أوذِيَ ب ِأك ْث ََر ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه َر ِ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫صب ََر (()‪.(3‬‬ ‫ذا فَ َ‬ ‫هَ َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ج ٌ‬ ‫َ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ‪َ ù‬قا َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ل‪ )) :‬أَتى َر ُ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل‬‫ب ب َِل ٍ‬ ‫ن وَِفي ث َوْ ِ‬ ‫حن َي ْ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫صَرفَ ُ‬ ‫من ْ َ‬ ‫جعَْران َةِ ُ‬ ‫الل ّهِ ‘ ِبال ْ ِ‬
‫‪ ()1‬رواه البخاري ومسلم وأحمد ‪.‬‬

‫‪ ()2‬أخرجه البخاري في " الدب المفرد " ) ‪ ( 278‬و قال فى‬


‫السلسلة الصحيحة ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ :(93‬و هذا إسناد حسن برقم‬
‫‪2094‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪158‬‬

‫قا َ‬
‫ل‬ ‫س فَ َ‬ ‫طي الّنا َ‬ ‫من َْها ي ُعْ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ي َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ة وََر ُ‬ ‫ض ٌ‬‫فِ ّ‬
‫َ‬
‫م أك ُ ْ‬
‫ن‬ ‫ل إ َِذا ل َ ْ‬ ‫ن ي َعْدِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ل وَي ْل َ َ‬‫ل َقا َ‬ ‫مد ُ اعْدِ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬‫َيا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َعْدِ ُ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ن أعْدِ ُ‬ ‫م أك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫سْر َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫خب ْ َ‬ ‫قد ْ ِ‬ ‫ل لَ َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫ه د َعِْني َيا َر ُ‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مُر ب ْ َ ُ‬ ‫عُ َ‬
‫َ‬
‫ث‬‫حد ّ َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫مَعاذ َ الل ّهِ أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫مَنافِقَ فَ َ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫الل ّهِ فَأقْت ُ َ‬
‫حابي(()‪(1‬‬ ‫الناس أ َني أ َقْت ُ َ‬
‫ص َ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُ ّ‬

‫ت الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫قل ْ ُ‬
‫ف ُ‬
‫مّني َ‬ ‫ع َ‬
‫ك ِ‬ ‫من َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ف َ‬
‫قا َ‬
‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ث ََلًثا‬
‫َ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ‪ ù‬أ َ ْ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫ه غََزا َ‬ ‫خب ََر‪)) :‬أن ّ ُ‬ ‫جاب َِر ب ْ َ‬ ‫‪ -‬عن َ‬
‫ف َ‬
‫ل‬ ‫ل الل ّهِ ‘ قَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ما قَ َ‬ ‫جدٍ فَل َ ّ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ قِب َ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ضاهِ فَن ََز َ‬ ‫ة ِفي َوادٍ ك َِثيرِ ال ْعِ َ‬ ‫قائ ِل َ ُ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫ه فَأد َْرك َت ْهُ ْ‬ ‫مع َ ُ‬‫َ‬
‫ر‬
‫ج ِ‬‫ش َ‬ ‫ن ِبال ّ‬ ‫ّ‬
‫ست َظ ِلو َ‬ ‫س يَ ْ‬ ‫فّرقَ الّنا ُ‬ ‫ل اللهِ ‘ وَت َ َ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ه‬
‫سي ْفَ ُ‬ ‫مَرةٍ وَعَل ّقَ ب َِها َ‬ ‫س ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ت َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫فَن ََز َ‬
‫عن ْد َهُ‬ ‫عوَنا وَإ َِذا ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ي َد ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ة فَإ َِذا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫مَنا ن َوْ َ‬ ‫وَن ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫في وَأَنا َنائ ِ ٌ‬ ‫سي ْ ِ‬‫ي َ‬ ‫ط عَل َ ّ‬ ‫خت ََر َ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫أعَْراب ِ ّ‬
‫من َعُ َ‬
‫ك‬ ‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫صل ًْتا فَ َ‬ ‫ت وَهُوَ ِفي ي َدِهِ َ‬ ‫قظ ْ ُ‬ ‫َفا ْ‬
‫ست َي ْ َ‬
‫جل َس (()‪(2‬‬
‫َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫م ي َُعاقِب ْ ُ‬ ‫ه ث ََلًثا وَل َ ْ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫مّني فَ ُ‬ ‫ِ‬

‫هًرا َباِدي َت َُنا‬ ‫ن َزا ِ‬ ‫ي ‘ إِ ّ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬


‫َ‬ ‫•‬
‫ضُروهُ ‪:‬‬ ‫حا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫َ‬
‫ل ال َْبادِي َةِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫م ْ‬‫جًل ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫س _ ‪)) :‬أ ّ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن ال َْبادِي َ ِ‬
‫ة‬ ‫م ْ‬
‫ة ِ‬‫ي ‘ ال ْهَدِي ّ َ‬ ‫دي ِللن ّب ِ ّ‬ ‫ن ي ُهْ ِ‬ ‫كا َ‬‫ه َزاهًِرا َ‬ ‫م ُ‬‫س ُ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ج فَ َ‬
‫خُر َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ َِذا أَراد َ أ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫جهُّزهُ َر ُ‬ ‫فَي ُ َ‬

‫‪ ()1‬أصله فى الصحيحين وهذا اللفظ عند مسلم‪.‬‬


‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪159‬‬

‫ه‬
‫حب ّ ُ‬
‫ي ‘ يُ ِ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ضُروهُ وَ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن َزاهًِرا َبادِي َت َُنا وَن َ ْ‬ ‫‘ إِ ّ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫مَتاعَ ُ‬ ‫ما وَهُوَ ي َِبيعُ َ‬ ‫ي ‘ ي َوْ ً‬ ‫ما فَأَتاهُ الن ّب ِ ّ‬ ‫مي ً‬‫جًل د َ ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫وَ َ‬
‫ل‬‫ج ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫صُرهُ فَ َ‬ ‫فهِ وَهُوَ َل ي ُب ْ ِ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ضن َ ُ‬
‫حت َ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫ل َل‬ ‫ذا َفال ْت َ َ‬ ‫َ‬
‫جع َ َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫ف الن ّب ِ ّ‬ ‫ت فَعََر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬‫سل ِْني َ‬ ‫أْر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن عََرفَ ُ‬
‫ه‬ ‫حي َ‬ ‫ي‘ ِ‬ ‫صد ْرِ الن ّب ِ ّ‬ ‫صقَ ظ َهَْرهُ ب ِ َ‬ ‫ما أل ْ َ‬ ‫ي َأُلو َ‬
‫ل َيا‬ ‫قا َ‬ ‫ري ال ْعَب ْد َ فَ َ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي ‘ يَ ُ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫جع َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ي‘‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫دا فَ َ‬ ‫س ً‬‫كا ِ‬ ‫جد ُِني َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ًِذا َوالل ّهِ ت َ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫عن ْد َ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ل َك ِ ْ‬ ‫سدٍ أوْ َقا َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫س َ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ل َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل َك ِ ْ‬
‫ل(()‪.(1‬‬ ‫ت َ‬ ‫َ‬
‫غا ٍ‬ ‫أن ْ َ‬

‫ي‬ ‫و لَ َ‬ ‫َ‬ ‫و ّ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬ ‫•‬


‫د َ‬ ‫ه ِ‬ ‫قدْ ُ‬ ‫قأ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫قدْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ِ‬ ‫ض ل َِر ُ‬ ‫ن أعَْراب ِّيا عََر َ‬ ‫ب _ ‪)) :‬أ ّ‬ ‫ن أُبي أّيو َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬
‫مَها ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ما ِ‬ ‫طام ِ َناقَت ِهِ أوْ ب ِزِ َ‬ ‫خذ َ ب ِ ِ‬ ‫فرٍ فَأ َ‬ ‫س َ‬ ‫‘ وَهُوَ ِفي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قّرب ُِني‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫خب ِْرِني ب ِ َ‬ ‫مد ُ أ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ أوْ َيا ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ي‘‬ ‫ف الن ّب ِ ّ‬ ‫ل فَك َ ّ‬ ‫ن الّنارِ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫عد ُِني ِ‬ ‫ما ي َُبا ِ‬ ‫جن ّةِ وَ َ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫قد ْ وُفّقَ أوْ ل َ َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫قد ْ هُدِ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫حاب ِهِ ث ُ ّ‬
‫َ‬
‫ص َ‬ ‫م ن َظ ََر ِفي أ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ه َل‬ ‫ي ‘ ت َعْب ُد ُ الل ّ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫عاد َ فَ َ‬ ‫ل فَأ َ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ف قُل ْ َ‬ ‫ل ك َي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ص ُ‬
‫ل‬ ‫كاةَ وَت َ ِ‬ ‫صَلةَ وَت ُؤِْتي الّز َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫شي ًْئا وَت ُ ِ‬ ‫ك ب ِهِ َ‬ ‫شر ِ ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫ة(()‪(2‬‬ ‫م د َعْ الّناقَ َ‬ ‫ح َ‬‫الّر ِ‬

‫اْل َي ْمن َ َ‬
‫ن‬ ‫فاْلي ْ َ‬
‫م َ‬ ‫َ َ‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ة وَأَنا اب ْ ُ‬ ‫دين َ َ‬
‫م ِ‬ ‫ي ‘ ال ْ َ‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬‫ل‪)) :‬قَدِ َ‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫حث ُث ْن َِني‬ ‫مَهاِتي ي َ ْ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ن وَك ُ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬‫ع ْ‬‫ن ِ‬ ‫ت وَأَنا اب ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫شر ٍ و َ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ة‬
‫شا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫حل َب َْنا ل َ ُ‬‫ل عَل َي َْنا َداَرَنا فَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫مت ِهِ فَد َ َ‬
‫خد ْ َ‬ ‫عََلى ِ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫شر ِ َ‬ ‫دارِ فَ َ‬ ‫ن ب ِئ ْرٍ ِفي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب لَ ُ‬
‫شي َ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫َدا ِ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد والترمذي فى الشمائل وصححه اللباني‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪160‬‬
‫َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫مال ِهِ َيا َر ُ‬‫ش َ‬‫ن ِ‬‫مُر َ وَأُبو ب َك ْرٍ عَ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه عُ َ‬ ‫الل ّهِ ‘ فَ َ‬
‫قا َ‬
‫مين ِهِ وََقا َ‬
‫ل‬ ‫الل ّه أ َعْط أ َبا بك ْر فَأعْ َ َ‬
‫ن يَ ِ‬
‫طاهُ أعَْراب ِّيا عَ ْ‬ ‫ِ َ َ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ل الل ّهِ ‘ اْل َي ْمن َفاْل َي ْمن )‪(1‬‬ ‫سو ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َر ُ‬

‫ت‬ ‫َ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬ ‫َ‬ ‫•‬


‫حب َب ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ك َ‬
‫ن أعَْراب ِّيا َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ك ‪ )) : ‬أ ّ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ما‬‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫مَتى ال ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل َِر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫معَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ل أن ْ َ‬ ‫سول ِهِ َقا َ‬ ‫ب الل ّهِ وََر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫ت ل ََها َقا َ‬ ‫أعْد َد ْ َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫سو ِ‬ ‫ل إ َِلى َر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫ت(( و ‪ ‬عَن ْه َقا َ‬ ‫حب َب ْ َ‬‫أ ْ‬
‫ما‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫مَتى ال ّ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫الل ّهِ ‘ فَ َ‬
‫َ‬
‫ك‬‫ل فَإ ِن ّ َ‬ ‫سول ِهِ َقا َ‬ ‫ب الل ّهِ وََر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫ساعَةِ َقا َ‬ ‫ت ِلل ّ‬ ‫أعْد َد ْ َ‬
‫حَنا ب َعْد َ اْل ِ ْ َ‬ ‫مع من أ َحببت َقا َ َ‬
‫سلم ِ‬ ‫ما فَرِ ْ‬ ‫س فَ َ‬ ‫ل أن َ ٌ‬ ‫َ َ َ ْ ْ َْ َ‬
‫َ‬ ‫ي ‘ فَإ ِن ّ َ‬ ‫حا أ َ َ‬
‫ت((‬ ‫حب َب ْ َ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫معَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َ الن ّب ِ ّ‬ ‫ن قَوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شد ّ ِ‬ ‫فََر ً‬
‫َ‬ ‫س ‪)) : ‬فَأَنا أ ُ ِ‬ ‫َقا َ َ‬
‫ه وَأَبا ب َك ْ ٍ‬
‫ر‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ب الل ّ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل أن َ َ ٌ‬
‫كون معهم وإن ل َ َ‬ ‫وعُمر فَأرجو أ َ َ‬
‫ل‬‫م ْ‬ ‫م أعْ َ‬ ‫نأ ُ َ َ َ ُ ْ َِ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫م(()‪.(2‬‬ ‫َ‬
‫مال ِهِ ْ‬ ‫ب ِأعْ َ‬

‫ه‬
‫ع ي َدَي ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫فَر َ‬ ‫ه ل ََنا َ‬ ‫ع الل ّ َ‬ ‫فادْ ُ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ة‬
‫سن َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ك ‪َ ‬قا َ‬ ‫َ‬
‫س َ‬ ‫ت الّنا َ‬ ‫صاب َ ْ‬ ‫ل‪)) :‬أ َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫‪ -‬وعَ ْ‬
‫ب ِفي ي َوْم ِ‬ ‫خط ُ ُ‬ ‫ي ‘ يَ ْ‬ ‫ي ‘ فَب َي َْنا الن ّب ِ ّ‬ ‫عََلى عَهْدِ الن ّب ِ ّ‬
‫جمعة َقا َ‬
‫ل‬‫ما ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ هَل َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫م أعَْراب ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ٍ‬
‫ما ن ََرى ِفي‬ ‫ه ل ََنا فََرفَعَ ي َد َي ْهِ وَ َ‬ ‫ل َفاد ْعُ الل ّ َ‬ ‫جاعَ ال ْعَِيا ُ‬ ‫وَ َ‬
‫حّتى‬ ‫ضعََها َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫سي ب ِي َدِهِ َ‬ ‫ذي ن َفْ ِ‬ ‫وال ّ ِ‬‫ة فَ َ‬ ‫ماِء قََزعَ ً‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫من ْب َرِ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫م ي َن ْزِ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫جَبا ِ‬‫ل ال ْ ِ‬ ‫مَثا َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫حا ُ‬ ‫س َ‬ ‫َثاَر ال ّ‬
‫َ‬
‫مط ِْرَنا‬ ‫حي َت ِهِ ‘ فَ ُ‬ ‫حاد َُر عََلى ل ِ ْ‬ ‫مط ََر ي َت َ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫حّتى َرأي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫‪ ()1‬رواه مسلم ‪) -‬ج ‪ / 10‬ص ‪(319‬‬
‫‪ ()2‬رواهما مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪161‬‬

‫حّتى‬ ‫ذي ي َِليهِ َ‬ ‫ن ال ْغَدِ وَب َعْد َ ال ْغَدِ َوال ّ ِ‬ ‫م ْ‬‫ك وَ ِ‬ ‫مَنا ذ َل ِ َ‬‫ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل غَي ُْرهُ‬ ‫ي أوْ َقا َ‬ ‫ك اْلعَْراب ِ ّ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬ ‫خَرى وََقا َ‬ ‫معَةِ اْل ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ل َفاد ْعُ‬ ‫ما ُ‬ ‫م ال ْب َِناُء وَغَرِقَ ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ت َهَد ّ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫وال َي َْنا وََل عَل َي َْنا فَ َ‬
‫ما‬ ‫ح َ‬
‫م َ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫قا َ‬‫ه ل ََنا فََرفَعَ ي َد َي ْهِ فَ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ت‬‫ج ْ‬ ‫فَر َ‬ ‫ب إ ِّل ان ْ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫س َ‬‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫حي َةٍ ِ‬ ‫شيُر ب ِي َدِهِ إ َِلى َنا ِ‬ ‫يُ ِ‬
‫واِدي قََناةُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫سا َ‬ ‫جوْب َةِ وَ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ة ِ‬‫دين َ ُ‬ ‫م ِ‬‫ت ال ْ َ‬ ‫صاَر ْ‬ ‫وَ َ‬
‫جوْدِ)‪(((1‬‬ ‫َ‬
‫ث ِبال ْ َ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫حي َةٍ إ ِّل َ‬ ‫ن َنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫ئأ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫شهًْرا وَل َ ْ‬ ‫َ‬

‫ويسبق بناقته قعود لعرابي‬ ‫•‬


‫مى‬ ‫ي ‘ َناقَ ٌ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫َ‬
‫س ّ‬‫ة تُ َ‬ ‫ن ِللن ّب ِ ّ‬‫كا َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫مي ْد ٌ أوْ َل ت َ َ‬
‫جاَء‬ ‫سب َقُ فَ َ‬‫كاد ُ ت ُ ْ‬ ‫ح َ‬‫ل ُ‬ ‫سب َقُ َقا َ‬ ‫ضَباَء َل ت ُ ْ‬ ‫ال ْعَ ْ‬
‫ك عََلى‬ ‫َ‬
‫شقّ ذ َل ِ َ‬ ‫سب َقََها فَ َ‬ ‫ي عََلى قَُعودٍ فَ َ‬ ‫أعَْراب ِ ّ‬
‫ن َل‬ ‫َ‬
‫حقّ عََلى الل ّهِ أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬‫ه فَ َ‬ ‫حّتى عََرفَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ه)‪.(((2‬‬ ‫ضع َ ُ‬ ‫ن الد ّن َْيا إ ِّل وَ َ‬ ‫م ْ‬
‫يٌء ِ‬ ‫ش ْ‬‫فعَ َ‬ ‫ي َْرت َ ِ‬
‫‪ -‬وعن ابن عمر ‪ ‬قال‪)) :‬كنا مع النبي ‘ في‬
‫سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول‬
‫الله ‘ تشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأن‬
‫محمدا عبده ورسوله قال ومن يشهد على ما تقول‬
‫؟ قال ‪ " :‬هذه السلمة " فدعاها رسول الله ‘ وهو‬
‫بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الرض حتى قامت بين‬
‫يديه فاستشهدها ثلثا فشهدت ثلثا أنه كما قال ثم‬
‫رجعت إلى منبتها (( )‪.(3‬‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري‬
‫‪ ()3‬رواه الدارمي وقال اللباني ) صحيح ( مشكاة المصــابيح‬
‫‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(288‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪162‬‬

‫ى إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬


‫جاَء أعَْراب ِ ّ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬‫‪ -‬و عَ ِ‬
‫ن‬
‫ل » إِ ْ‬ ‫ى َقا َ‬ ‫ّ‬ ‫ف أن ّ َ‬
‫ك ن َب ِ‬ ‫م أعْرِ ُ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫قا َ‬‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خل َةِ أت َ ْ‬
‫شهَد ُ أّنى‬ ‫ن هَذِهِ الن ّ ْ‬ ‫م ْ‬‫ذا ال ْعِذ ْقَ ِ‬‫ت هَ َ‬ ‫د َعَوْ ُ‬
‫ل ي َن ْزِ ُ‬
‫ل‬ ‫جع َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -‘-‬فَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫عاهُ َر ُ‬ ‫ل الل ّهِ «‪ .‬فَد َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫جعْ‬‫ل » اْر ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ى ‘ ثُ ّ‬ ‫س َ َ َ‬ ‫خل َةِ َ‬
‫قط إ ِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬
‫«‪ .‬فََعاد َ فَأ َسل َم ال َعْرابى‪(1)((.‬‬
‫َ ِ ّ‬ ‫ْ َ‬

‫فإن زوجته من الحور العين الن‬ ‫•‬


‫عند رأسه‬
‫‪ -‬وعن ابن عمر ‪)) : ù‬أن النبي ‘ مر بخباء أعرابي‬
‫وهو في أصحابه يريدون الغزو فرفع العرابي‬
‫ناحية من الخباء فقال من القوم فقيل رسول الله‬
‫‘ وأصحابه يريدون الغزو فقال هل من عرض الدنيا‬
‫يصيبون قيل له نعم يصيبون الغنائم ثم تقسم بين‬
‫المسلمين فعمد إلى بكر له فاعتقله وسار معهم‬
‫فجعل يدنو ببكره إلى رسول الله ‘ وجعل أصحابه‬
‫يذودون بكره عنه فقال رسول الله ‘ دعوا لي‬
‫النجدي فو الذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة ‪.‬‬
‫قال فلقوا العدو فاستشهد فأخبر بذلك النبي ‘‬
‫فأتاه فقعد عند رأسه مستبشًرا أو قال مسروًرا‬
‫يضحك ثم أعرض عنه فقلنا يا رسول الله رأيناك‬
‫مستبشرا تضحك ثم أعرضت عنه فقال أما ما‬
‫رأيتم من استبشاري أو قال سروري فلما رأيت‬
‫من كرامة روحه على الله عز وجل وأما إعراضي‬

‫ح‪،‬‬
‫حي ٌ‬
‫صـ ِ‬
‫ب َ‬ ‫ن غَ ِ‬
‫ريـ ٌ‬ ‫سـ ٌ‬
‫ح َ‬
‫ث َ‬
‫دي ٌ‬
‫حـ ِ‬
‫ذا َ‬ ‫‪ ()1‬رواه الترمذي و َقا َ‬
‫ل هَـ َ‬
‫وقال اللباني ) صحيح (‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪163‬‬

‫عنه فإن زوجته من الحور العين الن عند رأسه‬


‫)‪.(((1‬‬

‫ق ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ح ّ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫هل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ى‬ ‫َ‬ ‫خد ْرِىّ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سِعيدٍ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫جاءَ أعَْراب ِ ّ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫حّتى‬ ‫شت َد ّ عَل َي ْهِ َ‬ ‫ن عَل َي ْهِ َفا ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ضاهُ د َي ًْنا َ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‘ ي َت َ َ‬ ‫ّ‬ ‫إ َِلى الن ّب ِ‬
‫َ‬ ‫ج عَل َي ْ َ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه‬
‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ضي ْت َِنى‪َ .‬فان ْت َهََرهُ أ ْ‬ ‫ك إ ِل ّ قَ َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫هأ َ‬ ‫َقا َ ُ‬
‫َ‬
‫قى‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ل إ ِّنى أط ْل ُ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ن ت ُك َل ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ت َد ِْرى َ‬ ‫ح َ‬ ‫وََقاُلوا وَي ْ َ‬
‫م‬‫م «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫حقّ ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫معَ َ‬ ‫ى ‘ » هَل ّ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ل ََها » إ ِ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫س فَ َ‬ ‫ت قَي ْ ٍْ‬ ‫ة ب ِن ْ ِ‬ ‫خوْل َ َ‬ ‫ل إ َِلى َ‬ ‫س َ‬ ‫أْر َ‬
‫مٌر فَن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك «‪.‬‬ ‫ضي َ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫حّتى ي َأت ِي ََنا ت َ ْ‬ ‫ضيَنا َ‬ ‫مٌر فَأقْرِ ِ‬ ‫ك تَ ْ‬ ‫عن ْد َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ضت ْ ُ‬ ‫ل فَأقَْر َ‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫م ب ِأِبى أن ْ َ‬ ‫ت ن َعَ ْ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫قا َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أوَْفى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل أوْفَي ْ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫م ُ‬‫ى وَأط ْعَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ضى العَْراب ِ‬ ‫ق َ‬ ‫فَ َ‬
‫ة لَ‬ ‫ُ‬ ‫ل » ُأول َئ ِ َ‬ ‫لَ َ‬
‫م ٌ‬ ‫تأ ّ‬ ‫س ْ‬ ‫ه ل َ قُد ّ َ‬ ‫س إ ِن ّ ُ‬ ‫خَياُر الّنا ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ك‪ .‬فَ َ‬
‫مت َعْت ٍَع « )‪.(((2‬‬ ‫ْ‬
‫ه غَي َْر ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ف ِفيَها َ‬ ‫ضِعي ُ‬ ‫خذ ُ ال ّ‬ ‫ي َأ ُ‬

‫ل‬‫ه ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫ل َباِدي َت َِنا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫•‬


‫م‬‫ه ْ‬ ‫ضَرت ِ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫َ‬
‫ة إ َِلى‬
‫سن ْب ُل َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ت ‪)) :‬أهْد َ ْ‬ ‫ة ~ أن َّها َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ت ل ََها إ ِ ّ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫جد ْهُ فَ َ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ل َب ًَنا فَل َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خ َ‬
‫ل‬ ‫ب فَد َ َ‬ ‫م اْلعَْرا ِ‬ ‫ل ط ََعا ُ‬ ‫ن ي ُؤْك َ َ‬ ‫الل ّهِ ‘ قَد ْ ن ََهى أ ْ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وَأ َُبو ب َك ْرٍ فَ َ‬ ‫سو ُ‬
‫ك َيا أ ّ‬ ‫مع َ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل َ‬ ‫َر ُ‬
‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫ت ل َب ًَنا أهْد َي ْ ُ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫سن ْب ُل َ َ‬
‫ُ‬
‫‪ ()1‬رواه البيهقي بإسناد حسن ‪ -‬صحيح الترغيب والــترهيب ‪-‬‬
‫)ج ‪ / 2‬ص ‪(68‬وقال‪ ) :‬حسن (‬
‫‪ ()2‬رواه ابن ماجة وصححه اللباني ورواه أبــو يعلــى ورواتــه‬
‫رواة الصحيح ورواه البزار من حديث عائشة مختصرا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪164‬‬
‫َ‬ ‫سن ْب ُل َ َ‬ ‫ُ‬
‫ل َناوِِلي أَبا ب َك ْ ٍ‬
‫ر‬ ‫قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫سك َب َ ْ‬
‫ُ‬
‫ة فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫سك ُِبي أ ّ‬ ‫ا ْ‬
‫ت‬‫ت فََناوَل َ ْ‬ ‫سك َب َ ْ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫سن ْب ُل َ َ‬
‫م ُ‬ ‫سك ُِبي أ ّ‬ ‫لا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫فعَل َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫ة وََر ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ب َقال َ ْ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ها عََلى ال ْك َب ِدِ َيا َر ُ‬ ‫ن وَأب َْردِ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ل َب َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫شَر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ن ط ََعام ِ اْلعَْرا ِ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫ك قَد ْ ن َهَي ْ َ‬ ‫ت أن ّ َ‬ ‫حد ّث ْ ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ك ُن ْ ُ‬
‫ل َبادِي َت َِنا‬ ‫م أ َهْ ُ‬‫ب هُ ْ‬
‫َ‬
‫سوا ِباْلعَْرا ِ‬ ‫م ل َي ْ ُ‬ ‫ة إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫َيا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سوا‬ ‫جاُبوا فَل َي ْ ُ‬ ‫عوا أ َ‬ ‫م وَإ َِذا د ُ ُ‬ ‫ضَرت ِهِ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أه ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫اْل َعْراب(()‪(1‬‬
‫َ ِ‬

‫اللهم بارك لهلها فيها ‪ .‬يعني‬ ‫•‬


‫العنز‬
‫عن ثوبان مولى رسول الله ‘ قال ‪":‬‬ ‫‪-‬‬
‫نزل بنا ضيف بدوي ‪ ،‬فجلس رسول الله ‘‬
‫أمام بيوته ‪ ،‬فجعل يسأله عن الناس كيف‬
‫فرحهم بالسلم ؟ و كيف حدبهم على الصلة‬
‫؟ فما زال يخبره من ذلك بالذي يسره حتى‬
‫رأيت وجه رسول الله ‘ نضرا ‪ ،‬فلما انتصف‬
‫النهار و حان أكل الطعام دعاني مستخفيا ل‬
‫يألوا ‪ :‬أن ائت عائشة ~ فأخبرها أن لرسول‬
‫‪ ()1‬رواه أحمــدوقال شــعيب الرنــؤوط ‪ :‬إســناده حســن مــن‬
‫أجل عبد الرحمن بن حرملة الســلمي وبقيــة رجــاله ثقــات رجــال‬
‫الصحيح وقال اللباني فى السلسلة الصــحيحة )صــحيح( ‪) -‬ج ‪/ 6‬‬
‫ص ‪(484‬أخرجــه الحــاكم ) ‪ ( 128 / 4‬و أحمــد ) ‪ ( 133 / 6‬و‬
‫البزار ) ‪ ( 395 / 2‬و قال الحاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ .‬و وافقــه‬
‫الذهبي ‪ ،‬و هو كمــا قــال ‪.‬و قــال الهيثمــي فــي " المجمــع " ) ‪/ 4‬‬
‫‪ " : ( 149‬رواه أحمد و أبو يعلى و البزار ‪،‬و رجاله رجال الصــحيح‬
‫" ‪ .‬قلت ‪ :‬و كذلك رجال البزار في إحدى روايتيه ) ‪.( 1941‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪165‬‬

‫الله ‘ ضيفا ‪ ،‬فقالت ‪ :‬و الذي بعثه بالهدى و‬


‫دين الحق ما أصبح في يدي شيء يأكله أحد‬
‫من الناس ‪ ،‬فردني إلى نسائه ‪ ،‬كلهن يعتذرن‬
‫بما اعتذرت به عائشة ~ ‪ ،‬فرأيت لون رسول‬
‫الله ‘ خسف ‪ ،‬فقال البدوي ‪ :‬إنا أهل البادية‬
‫معانون على زماننا ‪ ،‬لسنا بأهل الحاضر ‪،‬‬
‫فإنما يكفي القبضة من التمر يشرب عليها‬
‫من اللبن أو الماء ‪ ،‬فذلك الخصب ! فمرت‬
‫عند ذلك عنز لنا قد احتلبت ‪ ،‬كنا نسميها‬
‫) ثمر ثمر ( ‪ ،‬فدعا رسول الله ‘ باسمها ) ثمر‬
‫ثمر ( فأقبلت إليه تحمحم ‪ ،‬فأخذ برجلها‬
‫باسم الله ‪ ،‬ثم اعتقلها باسم الله ‪ ،‬ثم مسح‬
‫سرتها باسم الله ‪ ،‬فحفلت ) الصل‬
‫‪:‬فحطت ( فدعاني بمحلب ‪ ،‬فأتيته به ‪ ،‬فحلب‬
‫باسم الله ‪ ،‬فمله فدفعه إلى الضيف ‪،‬فشرب‬
‫منه شربة ضخمة ‪ ،‬ثم أراد أن يضعه ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله ‘ ‪ ":‬عل " ‪ .‬ثم أراد أن يضعه ‪،‬‬
‫فقال له ‪ " :‬عل " ‪ ،‬فكرره عليه حتى امتل و‬
‫شرب ما شاء ‪ ،‬ثم حلب باسم الله و مله و‬
‫قال ‪ :‬أبلغ عائشة هذا ‪ ،‬فشربت منه ما بدا‬
‫لها‪ ،‬ثم رجعت إليه ‪ ،‬فحلب فيه باسم الله ‪،‬‬
‫ثم أرسلني به إلى نسائه ‪ ،‬كلما شرب منه‬
‫رددته إليه ‪ ،‬فحلب باسم الله فمله ‪ ،‬ثم‬
‫قال ‪ :‬ادفعه إلى الضيف فدفعته إليه فقال ‪:‬‬
‫باسم الله ‪ ،‬فشرب منه ما شاء الله ‪ ،‬ثم‬
‫أعطاني ‪ ،‬فلم آل أن أضع شفتي علىدرج‬
‫شفته ‪ ،‬فشربت شرابا أحلى من العسل ‪ ،‬و‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪166‬‬

‫أطيب من المسك ‪ ،‬ثم قال " " اللهم بارك‬


‫لهلها فيها ‪ .‬يعني العنز " )‪.(1‬‬

‫عْرقٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫ذا ن ََز َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل اب ْن َ َ‬ ‫ع ّ‬ ‫فل َ َ‬‫َ‬ ‫•‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫جاَءهُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ ‪ )) : ‬أ ّ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت غَُل ً‬
‫ما‬ ‫مَرأِتي وَل َد َ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫أعَْراب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وان َُها‬‫ما أل ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن إ ِب ِ ٍ‬
‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل لَ َ‬‫ل هَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫سوَد َ فَ َ‬ ‫أ ْ‬
‫م َقا َ‬
‫ل‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ن أ َوَْرقَ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفيَها ِ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫مٌر َقا َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ُ‬‫َقا َ‬
‫ل اب ْن َ َ‬
‫ك‬ ‫ل فَل َعَ ّ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫عْرقٌ ن ََزعَ ُ‬ ‫ل أَراهُ ِ‬‫ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫فَأ َّنى َ‬
‫ق(()‪.(2‬‬ ‫عْر ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫ذا ن ََزعَ ُ‬ ‫هَ َ‬

‫قول ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ما أ َ ُ‬ ‫مِني ك ََل ً‬ ‫عل ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫جاَء‬ ‫ن أِبيهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫سعْدٍ عَ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ب بْ‬ ‫صع َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما أُقول ُ ُ‬
‫ه‬ ‫مِني ك ََل ً‬ ‫ل عَل ّ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ي إ َِلى َر ُ‬ ‫أعَْراب ِ ّ‬
‫ه أ َك ْب َُر‬ ‫ه الل ّ ُ‬‫ك لَ ُ‬‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َهُ َل َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫ل قُ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫ن َل‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ن الل ّهِ َر ّ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬‫مد ُ ل ِل ّهِ ك َِثيًرا ُ‬ ‫ك َِبيًرا َوال ْ َ‬
‫ح ْ‬
‫ل فَهَؤَُلِء‬ ‫كيم ِ َقا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيزِ ال ْ َ‬ ‫ل وََل قُوّةَ إ ِّل ِبالل ّهِ ال ْعَ ِ‬ ‫حو ْ َ‬
‫َ‬
‫مِني‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر ِلي َواْر َ‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ّ‬
‫ل اللهُ ّ‬ ‫ل قُ ْ‬ ‫ما ِلي َقا َ‬ ‫ل َِرّبي فَ َ‬
‫َواهْدِِني َواْرُزقِْني (()‪.(3‬‬

‫‪ ()1‬قــال اللبــاني فــي " السلســلة الصــحيحة " ‪: 625 / 4‬‬


‫أخرجه بحشــل فــي " تاريــخ واســط " ) ص ‪ : ( 29 - 27‬و هــذا‬
‫إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب "‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪167‬‬

‫ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالجن‬ ‫‪(8‬‬

‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ت الل ّ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫فدَ َ‬ ‫• َ‬


‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ي‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ ‪)) : ‬أن ّ ُ‬ ‫ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ه ب َِها فَ َ‬ ‫ما هُوَ ي َت ْب َعُ ُ‬ ‫جت ِهِ فَب َي ْن َ َ‬ ‫حا َ‬‫ضوئ ِهِ وَ َ‬ ‫‘ إ َِداوَةً ل ِوَ ُ‬
‫جاًرا‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل أَنا أُبو هَُري َْرةَ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ذا فَ َ‬ ‫ن هَ َ‬
‫ح َ‬ ‫ل اب ْغِِني أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ب َِها وَل ت َأت ِِني ب ِعَظم ٍ وَل ب َِروْث َةٍ فأت َي ْت ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ف ْ‬ ‫ست َن ْ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ضعْت َُها إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى وَ َ‬ ‫ف ث َوِْبي َ‬ ‫مل َُها ِفي ط ََر ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫جارٍ أ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫ما‬
‫ت َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫حّتى إ َِذا فََرغَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫صَرفْ ُ‬ ‫م ان ْ َ‬ ‫جن ْب ِهِ ث ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫وإ ِن ّ ُ‬
‫ن ََ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ط ََعام ِ ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل هُ َ‬ ‫ل ال ْعَظ ْم ِ َوالّروْث َةِ َقا َ‬ ‫َبا ُ‬
‫سأُلوِني‬ ‫َ‬
‫ن فَ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ون ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫صيِبي َ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫فدُ ِ‬ ‫و ْ‬ ‫أَتاِني َ‬
‫مّروا ب ِعَظ ْم ٍ وََل‬ ‫عوت الل ّه ل َه َ‬
‫ن َل ي َ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫فدَ َ ْ ُ‬ ‫الّزاد َ َ‬
‫ما(()‪.(1‬‬ ‫دوا عَل َي َْها ط ََعا ً‬ ‫ج ُ‬ ‫ب َِروْث َةٍ إ ِّل وَ َ‬
‫‪ -‬فيه رحمته ‪ ‬لهم ‪ :‬باستقبال وفدهم فى‬
‫َ‬
‫ن(‪ ،‬وثنائه عليهم‬ ‫صيِبي َ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫ج ّ‬‫قوله ‪) ‬أَتاِني وَفْد ُ ِ‬
‫ن ( ‪،‬وإجابة‬ ‫ج ّ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫وتزكيته إياهم فى قوله ‪ ) ‬وَن ِعْ َ‬
‫ه‬‫ت الل ّ َ‬ ‫سؤالهم بدعاء لهم فى قوله ‪ ) ‬فَد َعَوْ ُ‬
‫م(‪.‬‬ ‫ل َهُ ْ‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪168‬‬

‫م‬ ‫وان ِك ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫عا ُ‬ ‫ما طَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫• َ‬


‫ت عَل ْ َ‬ ‫َ‬
‫سُعودٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اب ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ة هَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ق َ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫مرٍ َقا َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ة ال ْ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -‘-‬ل َي ْل َ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫شهِد َ َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫َ‬ ‫قم ُ َ‬
‫شهِد َ‬ ‫ل َ‬ ‫ت هَ ْ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫سُعودٍ ‪ ‬فَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت اب ْ َ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ة أَنا َ‬ ‫عَل ْ َ َ‬
‫َ‬
‫ل‪ )) :‬ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ة ال ْ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -‘-‬ل َي ْل َ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫أ َ‬
‫قد َْناهُ‬ ‫ف َ‬ ‫ت ل َي ْل َةٍ فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َذا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫وَل َك ِّنا ك ُّنا َ‬
‫طيَر أ َِو‬ ‫ست ُ ِ‬ ‫قل َْنا ا ْ‬ ‫ب فَ ُ‬ ‫شَعا ِ‬ ‫سَناهُ ِفى ال َوْدِي َةِ َوال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫َفال ْت َ َ‬
‫ما‬ ‫م فَل َ ّ‬ ‫ت ب َِها قَوْ ٌ‬ ‫شّر ل َي ْل َةٍ َبا َ‬ ‫ل ‪ :‬فَب ِت َْنا ب ِ َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫اغِْتي َ‬
‫قل َْنا َيا‬ ‫ل ‪ :‬فَ ُ‬ ‫حَراٍء َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل ِ‬ ‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جاٍء ِ‬ ‫حَنا إ َِذا هُوَ َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫شّر‬ ‫ك فَب ِت َْنا ب ِ َ‬ ‫جد ْ َ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫ك فَل َ ْ‬ ‫ك فَط َل َب َْنا َ‬ ‫قد َْنا َ‬ ‫ل الل ّهِ فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ج ّ‬ ‫عى ال ْ ِ‬ ‫ل ‪ » :‬أَتاِنى َدا ِ‬ ‫قا َ‬ ‫م‪ .‬فَ َ‬ ‫ت ب َِها قَوْ ٌ‬ ‫ل َي ْل َةٍ َبا َ‬
‫فَذ َهَبت معه فَ َ ْ‬
‫ل َفان ْط َل َ َ‬
‫ق‬ ‫ن «‪َ .‬قا َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ُ‬ ‫قَرأ ُ‬ ‫ْ ُ َ َ ُ‬
‫سأُلوهُ الّزاد َ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل»‬ ‫قا َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م َوآَثاَر ِنيَران ِهِ ْ‬ ‫ب َِنا فَأَراَنا آَثاَرهُ ْ‬
‫َ‬ ‫م الل ّهِ عَل َي ْهِ ي َ َ‬
‫ديك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قعُ ِفى أي ْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ل عَظ ْم ٍ ذ ُك َِر ا ْ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫ل ب َعََرةٍ عَل َ ٌ‬ ‫َ‬
‫م «‪.‬‬ ‫ف ل ِد ََواب ّك ُ ْ‬ ‫ما وَك ُ ّ‬ ‫ح ً‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫أوْفََر َ‬
‫ما ط ََعا ُ‬
‫م‬ ‫ما فَإ ِن ّهُ َ‬ ‫جوا ب ِهِ َ‬ ‫ست َن ْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ » فَل َ ت َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫خوان ِك ُ )‪(1‬‬
‫ث‬ ‫جوا ِبالّروْ ِ‬ ‫ست َن ْ ُ‬ ‫م « وفى الترمذي ))َل ت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫إِ ْ َ‬
‫ن‪((.‬‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وان ِك ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ه َزاد ُ إ ِ ْ‬ ‫ظام ِ فَإ ِن ّ ُ‬ ‫وََل ِبال ْعِ َ‬
‫ن‬
‫ج ّ‬ ‫م وَفْد ُ ال ْ ِ‬ ‫ل ‪)) :‬قَدِ َ‬ ‫سُعودٍ ‪َ ‬قا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫كأ ْ‬ ‫مت َ َ‬ ‫هأ ّ‬ ‫مد ُ ان ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫قاُلوا َيا ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫عََلى َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ت ََعاَلى‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ة)‪ (2‬فَإ ِ ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫جوا ب ِعَظ ْم ٍ أوْ َروْث َةٍ أوْ ُ‬ ‫ست َن ْ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪ ()1‬رواه احمد ومسلم والترمذي شرح النووي علــى مســلم ‪) -‬ج‬
‫ه‬
‫ت بِ ِ‬
‫طاَر ْ‬ ‫طيَر َ‬ ‫معَْنى ا ُ ْ‬
‫ست ُ ِ‬ ‫ل( َ‬ ‫طيَر أ َوْ ا ُغ ِْتي َ‬ ‫وله ‪ ) :‬ا ُ ْ‬
‫ست ُ ِ‬ ‫‪ / 2‬ص ‪(َ198‬ق ْ‬
‫قْتــل‬‫ي ال ْ َ‬ ‫سرِ ال ْغَْيــن ِ‬
‫هــ َ‬ ‫سّرا ‪َ ،‬وال ِْغيَلة ب ِك َ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫معَْنى ا ُغ ِْتي َ‬
‫ل قُت ِ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ج ّ‬
‫فَية )شرح النووى على مسلم(‬
‫خ ْ‬
‫ِفي ُ‬
‫مةٍ ) بضم الحاء وفتح الميمين والحمــم الفحــم ومــا أحــرق‬
‫م َ‬ ‫‪ُ ( )2‬‬
‫ح َ‬
‫من الخشب والعظام ونحوهما (‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪169‬‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ل الل ّهِ ‘ عَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل فَن ََهى َر ُ‬ ‫ل ل ََنا ِفيَها رِْزًقا َقا َ‬ ‫جع َ َ‬‫َ‬
‫(()‪(1‬‬
‫‪ -‬فيه رحمته ‪ ‬لهم ‪ :‬الموافقة والجابة لما أتاه‬
‫ت‬ ‫ن فَذ َهَب ْ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫عى ال ْ ِ‬ ‫داعيتهم فى قوله ‪ ) ‬أ ََتاِنى َدا ِ‬
‫ه ( ‪ ،‬قراءته عليهم القرآن وهى الرحمة المنزلة‬ ‫مع َ ُ‬ ‫َ‬
‫على الرحمة المرسلة من الرحمن ذي الرحمة فى‬
‫م ال ْ ُ‬ ‫قوله ‪) ‬فَ َ ْ‬
‫ن( ‪ ،‬لين جانبه‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ُ‬ ‫قَرأ ُ‬
‫وحسن خلقه معهم حتى سأله ‪ ‬الزاد فربما يكون‬
‫عند بعض الخلق حدة أو شدة تمنع السائل من‬
‫سأ َُلوهُ الّزاد َ (‪ ،‬رحمته بهم فى‬ ‫إستفياء مسألته )وَ َ‬
‫م الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫س ُ‬ ‫ل عَظ ْم ٍ ذ ُك َِر ا ْ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫إجابتهم فى قوله ‪ ) ‬ل َك ُ ْ‬
‫قع فى أ َيديك ُ َ‬
‫ما( بل‬ ‫ح ً‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫م أوْفََر َ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫عَل َي ْهِ ي َ َ ُ ِ‬
‫وزادهم مالم يسألوه فى طعام دوابهم فى قوله ‪‬‬
‫م ( ثم رحمته بهم فى نهيه‬ ‫ف ل ِد ََواب ّك ُ ْ‬ ‫ل ب َعََرةٍ عَل َ ٌ‬ ‫)وَك ُ ّ‬
‫مسلمى النس عن تنجيس هذا الطعام والزاد وفيه‬
‫جوا‬ ‫مراعاة لهم ولحاجتهم فى قوله ‪َ) ‬ل ت َ ْ‬
‫ست َن ْ ُ‬
‫ظام ِ ( ثم الحظ رحمته ‪ ‬بنا وبهم‬ ‫ث وََل ِبال ْعِ َ‬ ‫ِبالّروْ ِ‬
‫وهو يربط بيننا برباط الخوة اليمانية فلفظ الخوة‬
‫يفح بالرحمة والرأفة وأن لهذه الخوة حقوق‬
‫وواجبات لبد من مراعاتها والحفاظ عليها فى قوله‬
‫ن (فأي رحمة هذه‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وان ِك ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ه َزاد ُ إ ِ ْ‬ ‫‪ ) ‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫التى جمعت جميع الخلق ورعاية مصالحهم‬
‫وشئونهم دون أن نراه أو نحس بهم ‪.‬‬
‫د‬
‫ق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فًرا ِ‬ ‫ة نَ َ‬ ‫دين َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫• إِ ّ‬
‫َ‬
‫موا‬ ‫سل َ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫خد ْرِيّ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سِعيدٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫موا فَ َ‬ ‫سل ُ‬ ‫ن قَد ْ أ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فًرا ِ‬ ‫دين َةِ ن َ َ‬ ‫م ِ‬‫ن ِبال َ‬ ‫‘‪ )) :‬إ ِ ّ‬
‫‪ ()1‬رواه أبو داود قال الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪170‬‬

‫دا ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ه ث ََلًثا فَإ ِ ْ‬
‫ن بَ َ‬ ‫مرِ فَل ْي ُؤْذِن ْ ُ‬
‫وا ِ‬‫ن هَذِهِ ال ْعَ َ‬ ‫شي ًْئا ِ‬
‫م ْ‬ ‫َرَأى َ‬
‫ن (()‪ (1‬و تأمل هذا الحديث‬ ‫طا ٌ‬‫شي ْ َ‬‫ه َ‬ ‫ه فَإ ِن ّ ُ‬‫قت ُل ْ ُ‬
‫ب َعْد ُ فَل ْي َ ْ‬
‫تجد أخوة السلم ورباط اليمان يمنع من القتل‬
‫يوجب الستئذان حتى عندما تجد ما يهولك ويدخل‬
‫الرعب فى قلبك وان كان هذا وضح جليا فى زمن‬
‫الصحابة ‪. è‬‬

‫قد َ ْ‬
‫ن‬‫ج ّ‬ ‫ة ال ْ ِ‬ ‫ن ل َي ْل َ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫عَلى ال ْ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫قَرأت ُ َ‬ ‫• لَ َ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫دو ً‬ ‫مْر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫كاُنوا أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫جاب ِرٍ َر ِ‬ ‫ن َ‬‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أوّل َِها‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫سوَرةَ الّر ْ‬ ‫م ُ‬ ‫قَرأ عَل َي ْهِ ْ‬ ‫حاب ِهِ فَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫‘ عََلى أ ْ‬
‫ن ل َي ْل َ َ‬ ‫ْ‬
‫ة‬ ‫ج ّ‬ ‫قد ْ قََرأت َُها عََلى ال ْ ِ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫سك َُتوا فَ َ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫إ َِلى آ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ما أت َي ْ ُ‬ ‫ت ك ُل ّ َ‬ ‫م ك ُن ْ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫مْرُدوًدا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫كاُنوا أ ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ج‬
‫ن {َقاُلوا َل‬ ‫َ‬
‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫عََلى قَوْل ِهِ } فَب ِأيّ آَلِء َرب ّك ُ َ‬
‫مد ُ (()‪ (2‬فيه‬ ‫ح ْ‬‫ك ال ْ َ‬ ‫ب فَل َ َ‬ ‫ك َرب َّنا ن ُك َذ ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ن ِعَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ثنائه ‪ ‬على ردهم وإقراره عليهم فصارت سنة‬
‫أعلمنا بها رسول ‪ ‬أنها من قول إخواننا من‬
‫مؤمني الجن ‪.‬‬

‫رئ ْ ُ‬
‫ه‬ ‫فأ َ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫ه‘ َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬
‫فإ َ َ‬
‫ذا أت َي ْ َ‬ ‫• َ ِ‬
‫سَل َ‬
‫م‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫جَعا‬
‫جَعا اْر ِ‬ ‫ل اْر ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬‫خُر ي َت ُْلوهُ َ‬ ‫ن َوآ َ‬ ‫جَل ِ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫خي ْب ََر َفات ّب َعَ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ح ق َ ا لو ّ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫شي ْطاَنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن هَذ َي ْ ِ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫مل ِ‬ ‫ما ث ُ ّ‬ ‫حّتى َرد ّهُ َ‬ ‫َ‬
‫‪ ()1‬رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬رواه الترمذي قال الشيخ اللباني ‪ :‬حسن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪171‬‬
‫َ‬ ‫م أ ََز ْ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ما فَإ َِذا أت َي ْ َ‬ ‫حّتى َرد َد ْت ُهُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ب ِهِ َ‬ ‫وَإ ِّني ل َ ْ‬
‫َ‬
‫مِع‬ ‫ج ْ‬
‫هاهَُنا ِفي َ‬ ‫خب ِْرهُ أ َّنا َ‬ ‫م وَأ َ ْ‬ ‫سَل َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫الل ّهِ ‘ فَأقْرِئ ْ ُ‬
‫ل فَل َ ّ‬
‫ما‬ ‫ه ل َب َعَث َْنا ب َِها إ ِل َي ْهِ َقا َ‬‫ح لَ ُ‬ ‫صل ُ ُ‬
‫ت تَ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫صد ََقات َِنا وَل َوْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ي ‘ فعِن ْد َ ذ َل ِك ن ََهى‬ ‫خب ََر الن ّب ِ ّ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫دين َ َ‬ ‫م ِ‬
‫ل ال َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م الّر ُ‬ ‫قَدِ َ‬
‫خل ْوَةِ (( )‪.(1‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ عَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫قال العلمة أحمد شاكر ’ ‪ :‬من الواضح أن‬
‫الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني‬
‫الجن‪.‬‬
‫فى الحديث ‪ :‬الرحمة المتبادلة بين أهل اليمان‬
‫حتى لو كانوا إنس وجن ‪،‬وأنهم يعدون وينافحون‬
‫عن إخوانهم فى العقيدة ‪ ،‬وحب الجن لهل‬
‫السلم ‪ ،‬وشوقهم إلى رسول الله ‪ ، ‬وإقرائهم‬
‫السلم له ‪ ‬مع بعض صحبه ‪،‬وأنهم يجمعون‬
‫زكاتهم ويؤدونها إلى من يستحقونها منهم ‪ ،‬رحمة‬
‫النبى ‪ ‬بأمته بنهيهم عن الخلوة ‪.‬‬

‫‪ (9‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالمة في الدنيا‬


‫والخرة‪.‬‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد والحاكم هذا حديث صحيح السناد على شرط‬


‫البخاري ووافقه الذهبي واللباني فى الصحيحة برقم ‪ 2658‬وقال‬
‫شعيب الرناؤوط ‪ :‬إسناده حسن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪172‬‬

‫ما‬‫زيٌز عَل َي ْهِ َ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫سك ُ ْ‬


‫ف ِ‬‫ن أ َن ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاَءك ُ ْ‬‫قد ْ َ‬‫} لَ َ‬
‫م * فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف َر ِ‬ ‫ن َرُءو ٌ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫م ِبال ْ ُ‬ ‫ص عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ح ِ‬‫م َ‬ ‫عَن ِت ّ ْ‬
‫ت‬‫ه ِإل هُوَ عَل َي ْهِ ت َوَك ّل ْ ُ‬ ‫ه ل إ ِل َ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫سب ِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل َ‬‫ق ْ‬ ‫وا فَ ُ‬‫ت َوَل ّ ْ‬
‫ظيم ِ {)التوبة ‪(129 - 128‬‬ ‫ش ال ْعَ ِ‬ ‫ب العَْر ِ‬
‫وَهُوَ َر ّ ْ‬
‫قال العلمة السعدي ’)‪: (1‬‬
‫يمتن ]تعالى[ على عباده المؤمنين بما بعث فيهم‬
‫النبي المي الذي من أنفسهم‪ ،‬يعرفون حاله‪،‬‬
‫ويتمكنون من الخذ عنه‪ ،‬ول يأنفون عن النقياد له‪،‬‬
‫وهو ‘ في غاية النصح لهم‪ ،‬والسعي في مصالحهم‪.‬‬
‫م { أي‪ :‬يشق عليه المر الذي‬ ‫ما عَن ِت ّ ْ‬ ‫زيٌز عَل َي ْهِ َ‬ ‫} عَ ِ‬
‫يشق عليكم ويعنتكم‪.‬‬
‫م { فيحب لكم الخير‪ ،‬ويسعى‬ ‫ص عَل َي ْك ُ ْ‬‫ري ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫} َ‬
‫جهده في إيصاله إليكم‪ ،‬ويحرص على هدايتكم إلى‬
‫اليمان‪ ،‬ويكره لكم الشر‪ ،‬ويسعى جهده في‬
‫م { أي‪:‬‬ ‫حي ٌ‬‫ف َر ِ‬
‫ن َرُءو ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫تنفيركم عنه‪ِ } .‬بال ْ ُ‬
‫شديد الرأفة والرحمة بهم‪ ،‬أرحم بهم من والديهم‪.‬‬
‫ولهذا كان حقه مقدما على سائر حقوق الخلق‪،‬‬
‫وواجب على المة اليمان به‪ ،‬وتعظيمه‪ ،‬وتعزيره‪،‬‬
‫ن { آمنوا‪ ،‬فذلك حظهم وتوفيقهم‪،‬‬ ‫وتوقيره } فَإ ِ ْ‬
‫وإن } ت َوَّلوا { عن اليمان والعمل‪ ،‬فامض على‬
‫ه{‬ ‫ي الل ّ ُ‬‫سب ِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫سبيلك‪ ،‬ول تزل في دعوتك‪ ،‬وقل } َ‬
‫ي في جميع ما أهمني‪ } ،‬ل إ ِل َ َ‬
‫ه ِإل‬ ‫أي‪ :‬الله كاف ّ‬
‫هُوَ { أي‪ :‬ل معبود بحق سواه‪.‬‬
‫ت { أي‪ :‬اعتمدت ووثقت به‪ ،‬في جلب‬ ‫} عَل َي ْهِ ت َوَك ّل ْ ُ‬
‫ش‬ ‫ما ينفع‪ ،‬ودفع ما يضر‪ } ،‬وَهُوَ َر ّ ْ‬
‫ب العَْر ِ‬
‫‪ ()1‬التفسير‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪173‬‬

‫ال ْعَ ِ‬
‫ظيم ِ { الذي هو أعظم المخلوقات‪ .‬وإذا كان‬
‫رب العرش العظيم‪ ،‬الذي وسع المخلوقات‪ ،‬كان‬
‫ربا لما دونه من باب أولى وأحرى‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ن‬
‫مِني َ‬ ‫وقال الفخر الرازي فى قوله ‪ }:‬ب ِٱل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫م{‬ ‫حي ٌ‬
‫ف ّر ِ‬
‫َرءو ٌ‬
‫الصفة الرابعة والخامسة‪ :‬قال ابن عباس ‪:ù‬‬
‫سماه الله تعالى باسمين من أسمائه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫م { ولم يقل ‪ :‬رؤوف‬‫حي ٌ‬
‫ف ّر ِ‬
‫ن َرءو ٌ‬
‫مِني َ‬ ‫}ب ِٱل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫رحيم بالمؤمنين‪ ،‬فلم ترك هذا النسق ؟‬
‫م{‬‫حي ٌ‬
‫ف ّر ِ‬
‫ن َرءو ٌ‬
‫مِني َ‬ ‫الجواب أن قوله‪} :‬ب ِٱل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫يفيد الحصر بمعنى أنه ل رأفة ول رحمة له إل‬
‫بالمؤمنين‪ .‬فأما الكافرون فليس له عليهم رأفة‬
‫ورحمة‪ ،‬وهذا كالمتمم لقدر ما ورد في هذه‬
‫السورة من التغليظ كأنه يقول‪ :‬إني وإن بالغت‬
‫في هذه السورة في التغليظ إل أن ذلك التغليط‬
‫على الكافرين والمنافقين‪ .‬وأما رحمتي ورأفتي‬
‫فمخصوصة بالمؤمنين فقط ‪ ،‬فلهذه الدقيقة عدل‬
‫على ذلك النسق((‪.‬‬

‫وقال القاضي عياض ’)‪: (2‬‬


‫)قال السمرقندي ‪ :‬و قرأ بعضهم ‪ :‬من أنفسكم ـ‬
‫بفتح الفاء و قراءة الجمهور بالضم‬

‫‪ ()1‬التفسير الكبير جـ ‪ 8‬صـ ‪193‬‬


‫‪ ()2‬الشفا جـ ‪ 1‬صـ ‪.17‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪174‬‬

‫قال القاضي المام أبو الفضل ـ ] وفقه الله [ أعلم‬


‫الله تعالى المؤمنين أو العرب أو أهل مكة أو جميع‬
‫الناس على اختلف المفسرين ‪ :‬من المواجه بهذا‬
‫الخطاب أنه بعث فيهم رسول من أنفسهم يعرفونه‬
‫و يتحققون مكانه و يعلمون صدقه و أمانته فل‬
‫يتهمونه بالكذب و ترك النصيحة لهم لكونه منهم و‬
‫أنه لم تكن في العرب قبيلة إل و لها على رسول‬
‫الله ‪ ‬ولدة أو قرابة ] و هو عند ابن عباس و‬
‫ل ل أَ َ‬
‫م عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫سأل ُك ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫غيره معنى قوله تعالى ‪ } :‬قُ ْ‬
‫موَد ّةَ ِفي ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫قْرَبى{)الشورى‪ :‬من الية‬ ‫جرا ً إ ِّل ال ْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫‪ [ (23‬و كونه من أشرفهم و أرفعهم و أفضلهم‬
‫على قراءة الفتح و هذه نهاية المدح ثم وصفه بعد‬
‫بأوصاف حميدة و أثنى عليه بمحامد كثيرة من‬
‫حرصه على هدايتهم و رشدهم و إسلمهم و شدة‬
‫ما يعنتهم و يضر بهم في دنياهم و أخراهم و عزته‬
‫و رأفته و رحمته بمؤمنهم ‪.‬‬
‫قال بعضهم ‪ :‬أعطاه اسمين من أسمائه ‪ :‬رؤوف‬
‫رحيم‬
‫ن‬
‫م ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫و مثله في الية الخرى ‪ :‬قوله تعالى ‪} :‬ل َ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫سول ً ِ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ث ِفيهِ ْ‬ ‫ن إ ِذ ْ ب َعَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ه عََلى ال ْ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ب‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫مهُ ُ‬ ‫م وَي ُعَل ّ ُ‬ ‫كيهِ ْ‬ ‫م آَيات ِهِ وَي َُز ّ‬ ‫م ي َت ُْلو عَل َي ْهِ ْ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫ن{ )آل‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضل ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ل لَ ِ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كاُنوا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ة وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫َوال ْ ِ‬
‫ث‬
‫ذي ب َعَ َ‬ ‫عمران‪ (164:‬و في الية الخرى ‪} :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫ُ‬
‫م‬
‫كيهِ ْ‬ ‫م آَيات ِهِ وَي َُز ّ‬ ‫م ي َت ُْلو عَل َي ْهِ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سول ً ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مّيي َ‬ ‫ِفي اْل ّ‬
‫في‬ ‫ل لَ ِ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كاُنوا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ة وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫مهُ ُ‬ ‫وَي ُعَل ّ ُ‬
‫ما‬‫ن{ )الجمعة‪ (2:‬و قوله تعالى ‪} :‬ك َ َ‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضل ٍ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫كيك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م آَيات َِنا وَي َُز ّ‬ ‫م ي َت ُْلو عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫سول ً ِ‬ ‫م َر ُ‬ ‫سل َْنا ِفيك ُ ْ‬ ‫أْر َ‬
‫كوُنوا‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ة وَي ُعَل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫مك ُ ُ‬ ‫وَي ُعَل ّ ُ‬
‫ن{ )البقرة‪(151:‬‬ ‫مو َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪175‬‬

‫و قال جعفر ابن محمد ‪ :‬علم الله عجز خلقه عن‬


‫طاعته فعرفهم ذلك لكي يعلموا أنهم ل ينالون‬
‫الصفو من خدمته فأقام بينهم و بينه مخلوقا من‬
‫جنسهم في الصورة و ألبسه من نعمته الرأفة و‬
‫الرحمة و أخرجه إلى الخلق سفيرا صادقا وجعل‬
‫ن ي ُط ِِع‬
‫م ْ‬
‫طاعته طاعته و موافقته فقال تعالى ‪َ } :‬‬
‫ه{)النساء‪ :‬من الية ‪.(80‬‬ ‫قد ْ أ َ َ‬
‫طاعَ الل ّ َ‬ ‫ل فَ َ‬
‫سو َ‬‫الّر ُ‬
‫ا‪.‬هـ((‬

‫ل‬‫وقد ضرب لرحمته وشفقته على أمته‪ ،‬مثل برج ٍ‬


‫استوقد نارا فلما أضاءت جعل الفراش والدواب‬
‫تقع في النار والرجل يحاول منعها وحجزها عن‬
‫النار‪ ،‬وهي تأبى إل الوقوع فيها‪.‬‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫كما فى الحديث عَ َ‬
‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ عَ ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫ت َ‬ ‫ضاَء ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ست َوْقَد َ َناًرا فَل ّ‬ ‫لا ْ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫مث َ ِ‬‫مث َِلي ك َ َ‬ ‫)) َ‬
‫ب ال ِّتي ِفي الّناِر‬ ‫ش وَهَذِهِ الد َّوا ّ‬ ‫فَرا ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫حوْل ََها َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفيَها‬ ‫م َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫ه فَي َت َ َ‬ ‫ن وَي َغْل ِب ْن َ ُ‬‫جُزهُ ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ن ِفيَها وَ َ‬ ‫قع ْ َ‬‫يَ َ‬
‫َ‬
‫ن الّناِر‬ ‫م عَ ْ‬ ‫جزِك ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫خذ ٌ ب ِ ُ‬ ‫م أَنا آ ِ‬ ‫مث َل ُك ُ ْ‬
‫مث َِلي وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل فَذ َل ِك ُ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫ن‬‫مو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ق ّ‬‫ن الّنارِ فَت َغْل ُِبوِني ت َ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن الّنارِ هَل ُ ّ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫هَل ُ ّ‬
‫ِفيَها (()‪.(1‬‬
‫قال القاضي عياض ’ ‪)) :‬أما إحسانه و إنعامه على‬
‫أمته فكذلك قد مر منه في أوصاف الله تعالى له‬
‫من رأفته بهم و رحمته لهم و هدايته إياهم و‬
‫شفقته عليهم و استنفاذهم به من النار و أنه‬
‫بالمؤمنين رؤوف رحيم و رحمة للعالمين و مبشرا‬
‫و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا و يتلوا‬
‫‪ ()1‬رواه مسلم والتقحم القدام والوقوع في المور الشــاقة مــن‬
‫غير تثبت‪ ،‬والحجز جمع حجزة وهي معقد الزار‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪176‬‬

‫عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و‬


‫يهديهم إلى صراط مستقيم فأي إحسان أجل قدرا‬
‫و أعظم خطرا من إحسانه إلى جميع المؤمنين ؟ و‬
‫أي إفضال أعم منفعة و أكثر فائدة من إنعامه على‬
‫كافة المسلمين إذ كان ذريعتهم إلى الهداية و‬
‫منقذهم من العماية و داعيهم إلى الفلح و‬
‫وسيلتهم إلى ربهم و شفيعهم و المتكلم عنهم و‬
‫الشاهد لهم و الموجب لهم البقاء الدائم و النعيم‬
‫السرمد (()‪.(1‬‬

‫نماذج من رحمته ‪ ‬بالمة‬

‫ة‬
‫م ٌ‬ ‫هذ ُ‬ ‫ُ‬ ‫•‬
‫حو َ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫م ٌ‬ ‫هأ ّ‬ ‫مِتي َ ِ ِ‬ ‫أ ّ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬
‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ )) :‬قا َ‬ ‫سى _ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫س عَل َي َْها عَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب ِفي‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ة ل َي ْ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫حو َ‬ ‫مْر ُ‬
‫ة َ‬ ‫م ٌ‬‫مِتي هَذِهِ أ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ن َوالّزَلزِ ُ‬
‫ل‬ ‫فت َ ُ‬‫ذاب َُها ِفي الد ّن َْيا ال ْ ِ‬ ‫خَرةِ عَ َ‬ ‫اْل ِ‬
‫ل ((وفى رواية الحاكم عن أبي بردة ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫َوال ْ َ‬
‫قت ْ ُ‬
‫بينا أنا واقف في السوق في إمارة زياد إذ ضربت‬
‫بإحدى يدي على الخرى تعجبا ‪ ،‬فقال رجل ‪ ،‬من‬
‫النصار قد كانت لوالده صحبة مع رسول الله ‘ ‪:‬‬
‫مما تعجب يا أبا بردة ؟ قلت ‪ :‬أعجب من قوم‬
‫دينهم واحد ونبيهم واحد ودعوتهم واحدة وحجهم‬
‫واحد وغزوهم واحد يستحل بعضهم قتل بعض ‪،‬‬
‫‪ ()1‬الشفا جـ ‪ 1‬صـ ‪.18‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪177‬‬

‫قال ‪ :‬فل تعجب فإني سمعت والدي ‪ ،‬أخبرني أنه‬


‫سمع رسول الله ‘ يقول ‪ » :‬إن أمتي أمة مرحومة‬
‫ليس عليها في الخرة حساب ول عذاب ‪ ،‬إنما‬
‫عذابها في القتل والزلزل والفتن «)‪(1‬‬

‫ُ‬
‫ي‬
‫و َ‬
‫ما ُز ِ‬ ‫مل ْك ُ َ‬
‫ها َ‬ ‫سي َب ْل ُ ُ‬
‫غ ُ‬ ‫مِتي َ‬
‫نأ ّ‬‫وإ ِ ّ‬‫َ‬ ‫•‬
‫ها‬
‫من ْ َ‬‫ِلي ِ‬

‫ه‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ )) إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ:‬قا َ‬ ‫ن _ َقا َ‬ ‫ن ث َوَْبا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مَغارِب ََها وَإ ِ ّ‬ ‫شارِقََها وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ض فََرأي ْ ُ‬ ‫َزَوى ِلي اْلْر َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫طي ُ‬ ‫من َْها وَأعْ ِ‬ ‫ما ُزوِيَ ِلي ِ‬ ‫مل ْك َُها َ‬ ‫سي َب ْل ُغُ ُ‬ ‫مِتي َ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مِتي أ ْ‬ ‫ت َرّبي ِل ّ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ض وَإ ِّني َ‬ ‫مَر َواْلب ْي َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْك َن َْزي ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م عَد ُّوا ِ‬ ‫ط عَل َي ْهِ ْ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ن َل ي ُ َ‬ ‫مةٍ وَأ ْ‬ ‫عا ّ‬ ‫سن َةٍ َ‬ ‫َل ي ُهْل ِك ََها ب ِ َ‬
‫ل َيا‬ ‫ن َرّبي َقا َ‬ ‫م وَإ ِ ّ‬ ‫ضت َهُ ْ‬ ‫ح ب َي ْ َ‬ ‫ست َِبي َ‬ ‫م فَي َ ْ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وى أ َن ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬
‫ه َل ي َُرد ّ وَإ ِّني‬ ‫ضاًء فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ت قَ َ‬ ‫ضي ْ ُ‬ ‫مد ُ إ ِّني إ َِذا قَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن لَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مةٍ وَأ ْ‬ ‫عا ّ‬ ‫سن َةٍ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ن ل أهْل ِكهُ ْ‬ ‫مت ِك أ ْ‬ ‫أعْطي ْت ُك ِل ّ‬
‫ح‬‫ست َِبي ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وى أ َن ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫م عَد ُّوا ِ‬ ‫ط عَل َي ْهِ ْ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫أ َ‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ها أ َوْ َقا َ‬ ‫طارِ َ‬ ‫ن ب ِأ َقْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫معَ عَل َي ْهِ ْ‬ ‫جت َ َ‬ ‫م وَل َوْ ا ْ‬ ‫ضت َهُ ْ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫سِبي‬ ‫م ي ُهْل ِ ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫ن أقْ َ‬ ‫َ‬
‫ضا وَي َ ْ‬ ‫ك ب َعْ ً‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ن ب َعْ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ها َ‬ ‫طارِ َ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫ن‬ ‫ي الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ )) :‬إ ِ ّ‬ ‫ن ن َب ِ ّ‬ ‫ضا ((وعَْنه _ أ ّ‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شارِقََها‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫حّتى َرأي ْ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ه ت ََعاَلى َزَوى ِلي اْلْر َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫م ذ َك ََر‬ ‫َ‬
‫مَر َواْلب ْي َ َ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ض ثُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫مَغارِب ََها وَأعْطاِني الك َن َْزي ْ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫حوه(()‪(2‬‬
‫نَ ْ َ‬

‫‪ ()1‬رواه أبـــــو داود والحـــــاكم وقـــــال الـــــذهبى صـــــحيح‬


‫السنادوصححه اللباني فى الصحيحة برقم ‪959‬‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪178‬‬
‫َ‬
‫معَ‬ ‫شهِد َ ب َد ًْرا َ‬ ‫ن قَد ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ت _ وَ َ‬ ‫ن اْلَر ّ‬ ‫ب بْ ِ‬ ‫خّبا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ة ك ُل َّها‬ ‫ل الل ّهِ ‘ الل ّي ْل َ َ‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ه َراقَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪)) :‬أن ّ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫جرِ فَل َ ّ‬ ‫ف ْ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ل الل ّهِ ب ِأِبي أن ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫خّبا ٌ‬ ‫جاَءهُ َ‬ ‫صَلت ِهِ َ‬ ‫َ‬
‫ها‬
‫حو َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت نَ ْ‬ ‫صلي ْ َ‬ ‫ما َرأي ْت ُك َ‬ ‫صلةً َ‬ ‫ة َ‬ ‫ت اللي ْل َ‬ ‫صلي ْ َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫مي ل َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫َ‬
‫ب‬
‫ب َوََرهَ ٍ‬ ‫صَلةُ َرغَ ٍ‬ ‫ل إ ِن َّها َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ أ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬
‫َ‬
‫فَ َ‬
‫طاِني‬ ‫ل فَأعْ َ‬ ‫صا ٍ‬‫خ َ‬ ‫ث ِ‬ ‫ل ِفيَها ث ََل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ت َرّبي عَّز وَ َ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن َل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ت َرّبي عَّز وَ َ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫حد َةً َ‬ ‫من َعَِني َوا ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫اث ْن َت َي ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ما أ َهْل َ َ‬
‫ت‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫طاِنيَها وَ َ‬ ‫م قَب ْل ََنا فَأعْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ب ِهِ اْل َ‬ ‫ي ُهْل ِك ََنا ب ِ َ‬
‫ربي عَز وج ّ َ‬
‫ن غَي ْرَِنا‬ ‫م ْ‬ ‫ن َل ي ُظ ْهَِر عَل َي َْنا عَد ُّوا ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شي ًَعا‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ن ل ي َلب ِ َ‬ ‫ت َرّبي أ ْ‬ ‫سأل ُ‬ ‫فَأعْطاِنيَها وَ َ‬
‫فَمن َعَِنيها (()‪(1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫ة‬
‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫بَ ّ‬ ‫•‬
‫ه ال ّ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬‫شْر َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ » ب َ ّ‬ ‫ُ‬
‫شْر‬ ‫سو ُ‬‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ب _ َقا َ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫ى بْ ِ‬ ‫ن أبُ َ ّ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ر‬
‫ص ِ‬ ‫ن َوالن ّ ْ‬ ‫دي ِ‬‫سَناِء َوالّرفْعَةِ َوال ّ‬ ‫ة ِبال ّ‬ ‫م َ‬ ‫هَذِهِ ال ّ‬
‫ة‬
‫س ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ض «‪ .‬وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫سادِ َ‬ ‫ك ِفى ال ّ‬ ‫ن ِفى الْر ِ‬ ‫كي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫َوالت ّ ْ‬
‫ن‬ ‫خَرةِ ِللد ّن َْيا ل َ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫م َ‬‫م عَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م َ‬‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل » فَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ب «)‪.(2‬‬ ‫صي ٌ‬ ‫خَرةِ ن َ ِ‬ ‫ه ِفى ال ِ‬ ‫لَ ُ‬

‫سل ّ َ‬
‫ط‬ ‫ع َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫• إ ِّني َ‬
‫ذاًبا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كو َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫شي ُ‬ ‫خ ِ‬
‫ُ‬
‫مِتي‬ ‫عَلى أ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬‫ل ‪َ )) :‬‬‫قو ُ‬ ‫ي ‘ ~ تَ ُ‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫ة َزوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ف ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م الّريِح َوال ْغَي ْم ِ عُرِ َ‬ ‫ن ي َوْ ُ‬‫كا َ‬‫ل الل ّهِ ‘ إ َِذا َ‬ ‫سو ُ‬
‫َر ُ‬
‫‪ ()1‬رواه الترمذي والنسائي وصححه اللباني‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد والحاكم وقــال الــذهبي صــحيح الســناد ‪،‬وصــححه‬
‫اللباني صحيح الجامع ‪ 2825‬والسناء‪:‬ارتفاع المنزلة والقدر‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪179‬‬
‫في وجهه وأ َقْب َ َ‬
‫ب‬ ‫سّر ب ِهِ وَذ َهَ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫مط ََر ْ‬ ‫ل وَأد ْب ََر فَإ َِذا َ‬ ‫َ ْ ِ ِ َ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫تأ ْ‬ ‫شي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل إ ِّني َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ك َقال َ ْ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫عَن ْ ُ‬
‫مط ََر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل إ َِذا َرأى ال ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫مِتي وَي َ ُ‬ ‫ط عََلى أ ّ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ذاًبا ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫كو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ة (()‪.(1‬‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬
‫ي‘‬ ‫ة ~ َزوِْج الن ّب ِ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬وفى رواية البخاري عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى أَرى‬ ‫كا َ‬ ‫ح ً‬ ‫ضا ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ت ‪َ )) :‬‬ ‫َقال َ ْ‬
‫َ‬
‫ن إ َِذا َرأى غَي ْ ً‬
‫ما‬ ‫كا َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫م َقال َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن ي َت َب َ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫وات ِهِ إ ِن ّ َ‬ ‫ه ل َهَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫جهِهِ َقال َ ْ‬ ‫ف ِفي وَ ْ‬ ‫حا عُرِ َ‬ ‫أوْ ِري ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن ِفي ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جاَء أ ْ‬ ‫حوا َر َ‬ ‫م فَرِ ُ‬ ‫س إ َِذا َرأْوا ال ْغَي ْ َ‬ ‫الّنا َ‬
‫ك ال ْك ََراهِي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مط َُر وَأَرا َ‬
‫ة‬ ‫جهِ َ‬ ‫ف ِفي وَ ْ‬ ‫ه عُرِ َ‬ ‫ك إ َِذا َرأي ْت َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ب‬‫ب عُذ ّ َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ن ِفيهِ عَ َ‬ ‫كو َ‬ ‫مّني أ ْ‬ ‫ما ي ُؤْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ل َيا َ‬
‫قاُلوا } هَ َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫م ال ْعَ َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ذا َ‬ ‫م ِبالّريِح وَقَد ْ َرأى قَوْ ٌ‬ ‫قَوْ ٌ‬
‫مط ُِرَنا {)‪.(( (2‬‬ ‫م ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫عارِ ٌ‬ ‫َ‬
‫ة ~ َزوِْج‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬وأرشدهم إلى الدعاء وقتها فعَ ْ‬
‫َ‬
‫ح‬
‫ت الّري ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ي ‘ إ َِذا عَ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ت ‪َ )) :‬‬ ‫ي ‘ أن َّها َقال َ ْ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫سأل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫خي َْر َ‬ ‫ما ِفيَها وَ َ‬ ‫خي َْر َ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫خي َْر َ‬ ‫ك َ‬ ‫م إ ِّني أ ْ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫شّر‬ ‫ما ِفيَها وَ َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫ت ب ِهِ وَأ ُ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫أْر ِ‬
‫ُ‬
‫ماُء ت َغَي َّر ل َوْن ُ ُ‬
‫ه‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫خي ّل َ ْ‬ ‫ت وَإ َِذا ت َ َ‬ ‫ت ب ِهِ َقال َ ْ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫ما أْر ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫سّريَ عَن ْ ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫مطَر ْ‬ ‫ل وَأد ْب ََر فَإ َِذا َ‬ ‫ل وَأقْب َ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ج وَد َ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫جهِهِ َقال َ ْ‬ ‫ك ِفي وَ ْ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫فَعََرفْ ُ‬
‫َ‬
‫ما َرأوْهُ‬ ‫عادٍ ‪ }:‬فَل َ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل قَوْ ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ة كَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ه َيا َ‬ ‫ل َعَل ّ ُ‬
‫ض‬ ‫م َقاُلوا هَ َ‬ ‫قب َ َ‬
‫عارِ ٌ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل أوْدِي َت ِهِ ْ‬ ‫ست َ ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ضا ُ‬ ‫عارِ ً‬ ‫َ‬
‫مط ُِرَنا {(()‪.(3‬‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم وغيره‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪180‬‬

‫نماذج من رحمته ‪ ‬بالمة فى المور الشرعية‬

‫يءٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫سع َ ْ‬ ‫مِتي وَ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫قال ‪ ‬عنه ‪ } ‬وََر ْ‬


‫فَ َ‬
‫م‬
‫ن هُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫كاةَ َوال ّ ِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫ن وَي ُؤُْتو َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن ي َت ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫سأك ْت ُب َُها ل ِل ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ن ي َت ّب ُِعو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن )‪ (156‬ال ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ب ِآ ََيات َِنا ي ُؤْ ِ‬
‫ي ال ّ ِ‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫م ِفي الت ّوَْرا ِ‬ ‫عن ْد َهُ ْ‬‫مك ُْتوًبا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫دون َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذي ي َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫اْل ّ‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ها ُ‬ ‫وي َن ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مُر ُ‬ ‫ل ي َأ ُ‬ ‫جي ِ‬ ‫َواْل ِن ْ ِ‬
‫م‬‫ه ُ‬ ‫م َ َ‬ ‫م الطّي َّبا ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫من ْك َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫حّر ُ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ه ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬
‫ل ال ِّتي‬ ‫غَل َ‬ ‫واْل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صَر ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ع َ‬ ‫ض ُ‬ ‫وي َ َ‬ ‫ث َ‬ ‫خَبائ ِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ذي َ‬
‫صُروهُ‬ ‫مُنوا ب ِهِ وَعَّزُروهُ وَن َ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م َفال ّ ِ َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن)‬‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬ ‫مع َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫ذي أ ُن ْزِ َ‬ ‫َوات ّب َُعوا الّنوَر ال ّ ِ‬
‫‪]{ (157‬العراف‪[157-156/‬‬

‫فا َ‬
‫ف‬‫في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ه الت ّ ْ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ك َ ْ‬ ‫ع إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫فاْر ِ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ك‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ل ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‪ù‬أ ّ‬
‫ن‬ ‫صع َ َ‬ ‫صع ْ َ‬ ‫ك ب ْن َ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ة أ ُسر ِى به » بينما أناَ‬
‫ََْ َ َ‬ ‫ن ل َي ْل َ َ ْ ِ َ ِ ِ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫حد ّث َهُ ْ‬ ‫ى الل ّهِ ‘ َ‬ ‫ن َب ِ ّ‬
‫جًعا ‪،‬‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جر ِ ‪ُ -‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ِفى ال ْ ِ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫طيم ِ ‪ -‬وَُرب ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ِفى ال ْ َ‬
‫ل فَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫قد ّ ‪َ -‬قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫شق ّ ‪َ -‬‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫إ ِذ ْ أَتاِنى آ ٍ‬
‫جاُرودِ وَهْوَ إ َِلى‬ ‫ت ل ِل ْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ن هَذِهِ إ َِلى هَذِهِ ‪ -‬فَ ُ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫ه‬
‫شعَْرت ِ ِ‬ ‫حرِهِ إ َِلى ِ‬ ‫ن ث ُغَْرةِ ن َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما ي َعِْنى ب ِهِ َقا َ‬ ‫جن ِْبى َ‬ ‫َ‬
‫شعَْرت ِهِ ‪-‬‬ ‫صهِ إ َِلى ِ‬ ‫ن قَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫‪ ،‬وَ َ‬
‫خرج قَل ْبى ‪ ،‬ث ُ ُ‬
‫ن ذ َهَ ٍ‬
‫ب‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ٍ‬ ‫ت ب ِط َ ْ‬ ‫م أِتي ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ست َ ْ َ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫ى ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ش ََ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ل قَل ِْبى ث ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ماًنا ‪ ،‬فَغُ ِ‬ ‫مُلوَءةٍ ِإي َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ض«‪-.‬‬ ‫ْ‬
‫ل وَفَوْقَ ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫مارِ أب ْي َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الب َغْ ِ‬ ‫داب ّةٍ ُدو َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫أوِتي ُ‬
‫ل ل َه ال ْجارود هُو ال ْبراقُ يا أ َبا حمزةَ َقا َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫س‬‫ل أن َ ٌ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫َ ُ ُ َ َُ‬ ‫قا َ ُ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫صى ط َْرفِهِ ‪ » -‬فَ ُ‬ ‫عن ْد َ أقْ َ‬ ‫خط ْوَهُ ِ‬ ‫ضعُ َ‬ ‫م ‪ ،‬يَ َ‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫َ‬
‫ماَء الد ّن َْيا‬ ‫س َ‬‫حّتى أَتى ال ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫عَل َي ْهِ ‪َ ،‬فان ْط َل َقَ ِبى ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪181‬‬

‫ن‬‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ل ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قي َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫َفا ْ‬
‫ل إ ِل َي ْهِ َقا َ‬ ‫ُ‬ ‫مع َ َ‬
‫م‪.‬‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل وَقَد ْ أْر ِ‬ ‫مد ٌ ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫َ‬
‫ح ‪ ،‬فل ّ‬ ‫َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫َ‬
‫جاَء ف َ‬ ‫جىُء َ‬ ‫م ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫ْ‬ ‫حًبا ب ِهِ ‪ ،‬فن ِعْ َ‬ ‫َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫ِقي َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ك آد َ ُ‬ ‫ذا أُبو َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ َِذا ِفيَها آد َ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫م َقا َ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ فََرد ّ ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫م عَل َي ْهِ ‪ .‬فَ َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫صعِد َ‬ ‫م َ‬ ‫صال ِِح ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ى ال ّ‬ ‫صال ِِح َوالن ّب ِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫حًبا َ ِبال ِب ْ ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ح ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ة َفا ْ‬ ‫ماَء الّثان ِي َ َ‬ ‫س َ‬ ‫حّتى أَتى ال ّ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫مد ٌ ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مع َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ل ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫َقا َ‬
‫ل إ ِل َي ْهِ َقا َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫حًبا ب ِهِ فَن ِعْ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫وَقَد ْ أْر ِ‬
‫حَيى‬ ‫ت ‪ ،‬إ َِذا ي َ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫فت َ َ‬ ‫جاَء ‪ .‬فَ َ‬ ‫جىُء َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حَيى‬ ‫ذا ي َ ْ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫خال َةِ َقا َ‬ ‫ما اب َْنا ال ْ َ‬ ‫سى ‪ ،‬وَهُ َ‬ ‫عي َ‬ ‫وَ ِ‬
‫م َقال َ‬ ‫ت فََرّدا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫ما ‪ .‬فَ َ‬ ‫م عَل َي ْهِ َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫سى فَ َ‬ ‫عي َ‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬
‫صعِد َ ِبى‬ ‫م َ‬ ‫صال ِِح ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ى ال ّ‬ ‫صال ِِح َوالن ّب ِ ّ‬ ‫حًبا ِبالِخ ال ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ذا َقا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ح ِقي َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ماِء الّثال ِث َةِ ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫س َ‬ ‫إ ِلى ال ّ‬ ‫َ‬
‫ل وَقَد ْ‬ ‫مد ٌ ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مع َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ل ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫حًبا ب ِهِ ‪ ،‬فَن ِعْ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ل إ ِلي ْهِ َقا َ‬ ‫س َ‬ ‫أْر ِ‬
‫ف‪.‬‬ ‫س ُ‬ ‫ت إ َِذا ُيو ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫فت ِ َ‬ ‫جاَء ‪ .‬فَ ُ‬ ‫جىُء َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت عَل َي ْهِ فََرد ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫م عَل َي ْهِ ‪ .‬فَ َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫ف فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ذا ُيو ُ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫م َقا َ‬
‫صال ِِح ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ى ال ّ‬ ‫صال ِِح َوالن ّب ِ ّ‬ ‫حًبا ِبالِخ ال ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫‪ ،‬ثُ ّ‬
‫َ‬
‫ح‪،‬‬ ‫ست َفْت َ َ‬ ‫ة ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫ماَء الّراب ِعَ َ‬ ‫س َ‬ ‫حّتى أَتى ال ّ‬ ‫صعِد َ ِبى َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫معَك َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ل ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ِقي َ‬
‫ل إ ِل َي ْهِ َقا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م ‪ِ .‬قي َ‬
‫ل‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل أوَقَد ْ أْر ِ‬ ‫مد ٌ ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ما‬ ‫َ‬
‫ح ‪ ،‬فل ّ‬ ‫َ‬ ‫فت ِ َ‬ ‫جاَء ‪ .‬ف ُ‬ ‫َ‬ ‫جىُء َ‬ ‫م ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫ْ‬ ‫حًبا ب ِهِ ‪ ،‬فن ِعْ َ‬ ‫َ‬ ‫مْر َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫سل ّ ْ‬ ‫س فَ َ‬ ‫ذا إ ِد ِْري ُ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ت إ َِلى إ ِد ِْري َ‬ ‫ص ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫حًبا بالخَ‬
‫مْر َ ِ َ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ فََرد ّ ث ُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫عَل َي ْهِ ‪ .‬فَ َ‬
‫حّتى أَتى‬ ‫صعِد َ ِبى َ‬ ‫م َ‬ ‫صال ِِح ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ى ال ّ‬ ‫صال ِِح َوالن ّب ِ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ح ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ة ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ماَء ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫مد ٌ ‪ِ . - ‘ -‬قي َ‬
‫ل‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مع َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ل ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ل إ ِل َي ْهِ َقا َ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫حًبا ب ِهِ ‪ ،‬فَن ِعْ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫وَقَد ْ أْر ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪182‬‬

‫ذا‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫هاُرو ُ‬ ‫ت فَإ َِذا َ‬ ‫ص ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫جاَء ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫جىُء َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬‫م َقا َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ فََرد ّ ث ُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫م عَل َي ْهِ ‪ .‬فَ َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫هاُرو ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫صعِد َ ِبى‬ ‫م َ‬ ‫صال ِِح ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ى ال ّ‬ ‫صال ِِح َوالن ّب ِ ّ‬ ‫حًبا ِبالِخ ال ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ح ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ة ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫س َ‬ ‫سادِ َ‬ ‫ماَء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫حّتى أَتى ال ّ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫مد ٌ ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مع َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫هَ َ‬
‫ل إ ِل َي ْهِ َقا َ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫حًبا ب ِهِ ‪ ،‬فَن ِعْ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫وَقَد ْ أْر ِ‬
‫سى َقا َ‬
‫ل‬ ‫مو َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ َِذا ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫جاَء ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫جىُء َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت عَل َي ْهِ فََرد ّ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫م ُ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫م عَل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫سى فَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫ما‬‫صال ِِح ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫ى ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫صال ِِح َوالن ّب ِ‬ ‫حًبا ِبالِخ ال ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫َقا َ‬
‫ك َقا َ َ‬
‫ن‬ ‫كى ل َ ّ‬ ‫ل أب ْ ِ‬ ‫كي َ‬ ‫ما ي ُب ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫كى ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫ت بَ َ‬ ‫جاوَْز ُ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬ ‫ةم ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مت ِهِ أك ْث َُر َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫جن ّ َ ِ ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫دى ‪ ،‬ي َد ْ ُ‬ ‫ث ب َعْ ِ‬ ‫ما ب ُعِ َ‬ ‫غُل َ ً‬
‫ُ‬
‫ماِء‬ ‫س َ‬ ‫صعِد َ ِبى إ َِلى ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫مِتى ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫خل َُها ِ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫ذا َقا َ‬
‫ل‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ساب ِعَةِ ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ل وَقَد ْ‬ ‫مد ٌ ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مع َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ل ‪ِ .‬قي َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫حًبا ب ِهِ ‪ ،‬فَن ِعْ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ث إ ِلي ْهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ب ُعِ َ‬
‫ذا‬ ‫ل هَ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫هي ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ َِذا إ ِب َْرا ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫جاَء فَل َ ّ‬ ‫جىُء َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت عَل َي ْهِ ‪ ،‬فََرد ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫م عَل َي ْهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫أ َُبو َ‬
‫صال ِِح ‪.‬‬ ‫ى ال ّ‬ ‫صال ِِح َوالن ّب ِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫حًبا ِبال ِب ْ ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ال ّ‬
‫مث ْ ُ‬
‫ل‬ ‫قَها ِ‬ ‫من ْت ََهى ‪ ،‬فَإ َِذا ن َب ِ ُ‬ ‫سد َْرةُ ال ْ ُ‬ ‫ت ِلى ِ‬ ‫م ُرفِعَ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ه‬
‫ل هَذِ ِ‬ ‫في َل َةِ َقا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ل آَذا ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫جَر ‪ ،‬وَإ َِذا وََرقَُها ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫قِل َ ِ‬
‫ن‪،‬‬ ‫سدرةُ ال ْمنتهى ‪ ،‬وإَذا أ َربع ُ َ‬
‫ن َباط َِنا ِ‬ ‫ة أن َْهارٍ ن َهَْرا ِ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َِ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫ِ َْ‬
‫ل‬‫ل َقا َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ن َيا ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ن ‪ .‬فَ ُ‬ ‫ظاهَِرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وَن َهَْرا ِ‬
‫ما ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ظاهَِرا ِ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ن ِفى ال ْ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَن َهََرا ِ‬ ‫ما ال َْباط َِنا ِ‬ ‫أ ّ‬
‫م‬‫موُر ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫م ُرفِعَ ِلى ال ْب َي ْ ُ‬ ‫ت ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫فَرا ُ‬ ‫ل َوال ْ ُ‬ ‫َفالّني ُ‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَإ َِناٍء ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ل َب َ‬ ‫م ْ‬ ‫مرٍ ‪ ،‬وَإ َِناٍء ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ب ِإ َِناٍء ِ‬ ‫أِتي ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫فط َْرةُ أن ْ َ‬ ‫ى ال ْ ِ‬ ‫ل هِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت الل ّب َ َ‬ ‫خذ ْ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫س ٍ‬ ‫عَ َ‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ُ‬ ‫صل َ َ‬ ‫ى ال ّ‬ ‫ت عَل ّ‬
‫َ‬ ‫ض ْ‬ ‫م فُرِ َ‬ ‫ك ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫مت ُ َ‬ ‫عَل َي َْها وَأ ّ‬
‫سى ‪،‬‬ ‫مو َ‬ ‫ت عََلى ُ‬ ‫مَرْر ُ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ل ي َوْم ٍ ‪ .‬فََر َ‬ ‫صل َةً ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫صل َةً ك ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مْر ُ‬ ‫لأ ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫ل بِ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪183‬‬

‫صل َةً ك ُ ّ‬ ‫لإ ُ‬


‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫طيعُ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ك ل َ تَ ْ‬ ‫مت َ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ي َوْم ٍ ‪َ .‬قا َ ِ ّ‬
‫ك‪،‬‬ ‫س قَب ْل َ َ‬ ‫ت الّنا َ‬ ‫جّرب ْ ُ‬ ‫ي َوْم ٍ ‪ ،‬وَإ ِّنى َوالل ّهِ قَد ْ َ‬
‫ع‬
‫ج ْ‬ ‫جةِ ‪َ ،‬فاْر ِ‬ ‫مَعال َ َ‬ ‫شد ّ ال ْ ُ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ت ب َِنى إ ِ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫عال َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ك ‪ .‬فََر َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫فل ّ‬ ‫في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ه الت ّ ْ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ك َفا ْ‬ ‫إ َِلى َرب ّ َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫سى فَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت إ َِلى ُ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫شًرا ‪ ،‬فََر َ‬ ‫ضعَ عَّنى عَ ْ‬ ‫فَوَ َ‬
‫ت إ َِلى‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫شًرا ‪ ،‬فََر َ‬ ‫ضعَ عَّنى عَ ْ‬ ‫ت فَوَ َ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فََر َ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ِ‬
‫شًرا ‪،‬‬ ‫ضعَ عَّنى عَ ْ‬ ‫ت فَوَ َ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فََر َ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫قا َ‬ ‫سى فَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فََر َ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫قا َ‬ ‫سى فَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت إ َِلى ُ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫فََر َ‬
‫ُ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ت فَ َ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ل ي َوْم ٍ ‪ ،‬فََر َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫وا ٍ‬ ‫صل َ ُ َ‬‫شر ِ َ‬ ‫ت ب ِعَ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫فَأ ِ‬
‫ل ي َوْم ٍ ‪،‬‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫وا ٍ‬ ‫صل َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫خ ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ت فَأ ِ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فََر َ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ت قُل ُ‬ ‫مْر َ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫سى ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت إ ِلى ُ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫فََر َ‬
‫ُ‬ ‫أُ‬
‫ك لَ‬ ‫مت َ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ل ي َوْم ٍ ‪َ .‬قا َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫وا ٍ‬ ‫صل َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫نى‬ ‫إ‬‫و‬
‫َ ْ ٍ َ ِّ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ت‬‫م َ َ َ ٍ‬‫وا‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫س‬ ‫خ ْ‬ ‫طيعُ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫شد ّ‬‫لأ َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ت ب َِنى إ ِ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫عال َ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَ َ‬ ‫س قَب ْل َ َ‬ ‫ت الّنا َ‬ ‫جّرب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫جعْ إ ِلى َرب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ه الت ّ ْ‬ ‫سأل ُ‬ ‫ك َفا ْ‬ ‫جةِ ‪َ ،‬فاْر ِ‬ ‫مَعال َ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬
‫ن‬ ‫حي َي ْ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫حّتى ا ْ‬ ‫ت َرّبى َ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ‪َ .‬قا َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ل ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مَنادٍ‬ ‫ت َناَدى ُ‬ ‫جاوَْز ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ‪ -‬فَل َ ّ‬ ‫م ‪َ -‬قا َ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫ضى وَأ َ‬ ‫أْر َ‬
‫عَباِدى «)‪. (1‬‬ ‫َ‬
‫ن ِ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ّ‬ ‫ضِتى وَ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ت فَ ِ‬ ‫ضي ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫أ ْ‬
‫ُ‬
‫ه‬
‫مت ِ ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬‫ح ِ‬ ‫ض ّ‬‫م يُ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ع ّ‬ ‫و َ‬ ‫• َ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫حى َر ُ‬ ‫ض ّ‬‫ل‪َ ":‬‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬‫ل ب َي ْت ِ ِ‬‫ن أه ْ ِ‬ ‫ه وَعَ ْ‬ ‫ما عَن ْ ُ‬‫حد ُهُ َ‬
‫ن‪ ،‬أ َ‬ ‫حي ْ ِ‬‫مل َ َ‬
‫نأ ْ‬‫شي ْ ِ‬‫ب ِك َب ْ َ‬
‫ه" )‪.(2‬‬ ‫خر عَنه وعَمن ل َم يضح م ُ‬
‫مت ِ ِ‬‫نأ ّ‬ ‫َوال َ ُ ْ ُ َ ّ ْ ْ ُ َ ّ ِ ْ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه الطبراني فى الكــبير وقــال الهيثمــى ‪ ) :‬رواه الطــبراني‬
‫في ) الوسط ( و ) الكبير ( واسناده حسن ( وقال اللباني‪ :‬فيــه‬
‫القتباني فيه ضعف يسير وأخرج له مسلم في الشــواهد فالســناد‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪184‬‬

‫ل الل ّهِ ‘‬‫سو ُ‬ ‫حى َر ُ‬ ‫ض ّ‬


‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ن أ َِبي َرافٍِع ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫حد ُهُ َ‬‫لأ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬‫صي ّي ْ ِ‬
‫خ ِ‬‫ن َ‬ ‫جي ّي ْ ِ‬
‫مو ْ ِ‬‫ن َ‬ ‫مل َ َ‬
‫حي ْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫شي ْ ِ‬ ‫ب ِك َب ْ َ‬
‫ن‬
‫ه وَعَ ْ‬ ‫خُر عَن ْ ُ‬ ‫ه ِبال ْب ََلِغ َواْل َ‬ ‫حيدِ وَل َ ُ‬ ‫شهِد َ ِبالت ّوْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫عَ ّ‬
‫فاَنا)‪.(( (1‬‬ ‫ل الل ّهِ ‘ قَد ْ ك َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ل فَك َأ ّ‬ ‫ل ب َي ْت ِهِ َقا َ‬ ‫أه ْ ِ‬
‫‪ -‬عن جابر بن عبد الله ‪ ù‬أن رسول لله ‘ أتى‬
‫بكبشين أقرنين أملحين عظيمين موجوأين فأضجع‬
‫أحدهما ] وقال ‪:‬بسم الله والله أكبر اللهم عن‬
‫محمد وآل محمدثم أضجع الخر [ فقال ‪ " :‬بسم‬
‫الله والله أكبر عن محمد وأمته من شهد لك‬
‫بالتوحيد وشهد لي بالبلغ ")‪(2‬‬

‫د‬
‫ع ْ‬ ‫ق ُ‬‫ول ْي َ ْ‬‫ل َ‬ ‫ست َظِ ّ‬ ‫ول ْي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫فل ْي َت َك َل ّ ْ‬ ‫مْرهُ َ‬ ‫ُ‬ ‫•‬
‫ه‬‫م ُ‬ ‫و َ‬
‫ص ْ‬‫م َ‬ ‫ول ْي ُت ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ب إ َِذا‬ ‫خط ُ ُ‬ ‫ي ‘ يَ ْ‬ ‫ل ب َي َْنا الن ّب ِ ّ‬ ‫س ‪َ )) : ‬قا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن عَّبا‬ ‫ِ‬ ‫ن اب ْ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ن َذ ََر‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫قاُلوا أُبو إ ِ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ل عَن ْ ُ‬ ‫سأ َ‬ ‫ل َقائ ِم ٍ فَ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫هُوَ ب َِر ُ‬
‫َ‬
‫م‬
‫صو َ‬ ‫م وَي َ ُ‬ ‫ل وََل ي َت َك َل ّ َ‬ ‫ست َظ ِ ّ‬ ‫قعُد َ وََل ي َ ْ‬ ‫م وََل ي َ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫قعُد ْ وَل ْي ُت ِ ّ‬
‫م‬ ‫ل وَل ْي َ ْ‬ ‫ست َظ ِ ّ‬ ‫م وَل ْي َ ْ‬ ‫مْرهُ فَل ْي َت َك َل ّ ْ‬ ‫ي‘ ُ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ه )‪(((3‬‬ ‫م ُ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫َ‬

‫حسن‪.‬‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد وقال الهيثمي‪ :‬رواه الطبراني في الكبير بنحوه‬


‫وإسناد أحمد والبزار حسن وقال اللباني ‪ :‬وهذا إسناد حسن لول‬
‫أن شريكا وهو ابن عبد الله القاضي سئ لحفظ لكن قد تابعه‬
‫جماعة من الثقات عن عبد الله بن محمد وهو ابن عقيل وتابع‬
‫هذا ‪ ،‬وضعفه الرناؤوط ‪.‬‬
‫‪ ()2‬وقال الهيثمي رواه أبو يعلى وإسناده حسن ‪ .‬ولجــابر حــديث‬
‫] جزء ‪ - 4‬صفحة ‪.[ 19‬‬ ‫رواه أبو داود باختصار مجمع الزوائد‬
‫‪ ()3‬رواه البخارى وغيره‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪185‬‬

‫مّني‬ ‫س ِ‬ ‫فل َي ْ َ‬ ‫سن ِّتي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ب َ‬ ‫غ َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫•‬


‫ط‬ ‫جاَء ث ََلث َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك ‪ ‬يَ ُ‬ ‫َ‬
‫ة َرهْ ٍ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ َ‬ ‫ن أن َ َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‘‬ ‫عَباد َةِ الن ّب ِ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫سأُلو َ‬ ‫ي ‘ يَ ْ‬ ‫ت أْزَوا َِج الن ّب ِ ّ‬ ‫إ َِلى ب ُُيو ِ‬
‫َ‬ ‫ما أ ُ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح َُ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫قاُلوا وَأي ْ َ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫قاّلو َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫خب ُِروا ك َأن ّهُ ْ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫خَر َقا َ‬
‫ل‬ ‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ي ‘ قَد ْ غُ ِ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫خر أناَ‬ ‫دا وََقا َ‬ ‫َ‬ ‫صّلي الل ّي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لآ َ ُ َ‬ ‫ل أب َ ً‬ ‫ما أَنا فَإ ِّني أ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫ساَء‬ ‫ل الن ّ َ‬ ‫خُر أ ََنا أ َعْت َزِ ُ‬ ‫لآ َ‬ ‫م الد ّهَْر وََل أ ُفْط ُِر وََقا َ‬ ‫صو ُ‬ ‫أ ُ‬
‫َ‬
‫قا َ َ‬ ‫فََل أ َتزو َ‬
‫م‬
‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫دا فَ َ‬ ‫ج أب َ ً‬ ‫ََ ّ ُ‬
‫هّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م ل ِل ِ‬ ‫شاك ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ما َواللهِ إ ِّني ل ْ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫ن قُل ْت ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وَأ َت ْ َ‬
‫صّلي وَأْرقُد ُ‬ ‫م وَأفْط ُِر وَأ َ‬ ‫صو ُ‬ ‫ه ل َك ِّني أ ُ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫قاك ُ ْ‬
‫َ‬
‫مّني‬ ‫س ِ‬ ‫سن ِّتي فَل َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫ن َرِغ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ساَء فَ َ‬ ‫ج الن ّ َ‬ ‫وَأت ََزوّ ُ‬
‫فرا م َ‬ ‫َ‬ ‫)‪ (((1‬ولمسلم )) عَ َ‬
‫ب‬
‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن نَ َ ً ِ ْ‬ ‫س‪‬أ ّ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه ‪ .‬وقال الحافظ ابن حجر ’ فتح الباري لبن حجر‬
‫ة‬
‫سن ّ ِ‬ ‫مَراد ِبال ّ‬ ‫مّني (ال ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫سن ِّتي فَل َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫ن َرِغ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فو قوله‪ )‬فَ َ‬
‫ه‬
‫يء ال ِع َْراض ع َن ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫فْرض ‪َ ،‬والّرغ َْبة ع َ ْ‬ ‫ْ‬
‫قاِبل ال َ‬ ‫قة َل ال ِّتي ت ُ َ‬ ‫ري َ‬ ‫الط ّ ِ‬
‫َ‬
‫ري فَل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫قةِ غ َي ْ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫خذ َ ب ِط َ ِ‬ ‫قِتي وَأ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ك طَ ِ‬ ‫ن ت ََر َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَراد َ‬ ‫إ َِلى غ َْيره ‪َ ،‬وال ْ ُ‬
‫عوا‬ ‫ن ا ِب ْت َد َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ريق الّرهَْبان ِّية فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫ك إ َِلى ط َ ِ‬ ‫ح ب ِذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مّني ‪ ،‬وَل َ ّ‬ ‫ِ‬
‫ما‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫فو‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫عا‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫عا‬ ‫ت‬ ‫له‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ديد‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ال‬
‫ُ ِ َ‬ ‫ُ ْ ِ ُ ْ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫وى ع ََلى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫طر‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫حة‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫س‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ية‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ني‬‫ِ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‘‬ ‫ي‬
‫ِ ّ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫قة‬ ‫ري َ‬ ‫موهُ ‪ ،‬وَط َ ِ‬ ‫ا ِل ْت ََز ُ‬
‫فاف‬ ‫وة وَإ ِع ْ َ‬ ‫شه ْ َ‬ ‫سرِ ال ّ‬ ‫قَيام وَي َت ََزّوج ل ِك َ ْ‬ ‫وى ع ََلى ال ْ ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫وم وَي ََنام ل ِي َت َ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ب‬ ‫ضْر ٍ‬ ‫ت الّرغَبة ب ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ن كان َ ْ‬ ‫َ‬ ‫مّني إ ِ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫وله فلي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سل ‪ .‬وَق ْ‬ ‫فس وَت َكِثير الن ّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫مّني " أ َيْ ع ََلى‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫"‬ ‫نى‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫حبه‬ ‫صا‬ ‫ذر‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ويل‬ ‫من التأ ْ‬
‫ْ َ ِ‬ ‫ِ ِ َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ِ ْ ّ‬
‫ضا وَت َن َط ًّعا‬ ‫قِتي ِ وَل يل ْزم أ َ‬
‫ن إ ِع َْرا ً‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مّلة وَإ ِ ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫رج‬ ‫ُ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ري َ‬ ‫طَ ِ‬
‫س ع ََلى‬ ‫َ‬
‫مّني ل َي ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫معَْنى فَل َي ْ َ‬ ‫مله فَ َ‬ ‫حّية ع َ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫قاد أْر َ‬ ‫ضي إ َِلى ا ِع ْت ِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ديث د َللة ع َلى‬
‫كابر للتأ َ‬
‫ح ِ‬ ‫فر ‪ .‬وَِفي ال َ‬ ‫ن ا لك ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وع ِ‬ ‫قاد ذ َل ِك ن َ ْ‬ ‫ن ا ِع ْت ِ َ‬ ‫ملِتي ِل ّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سي‬ ‫ِ ِ ّ ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫حول‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫بع‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ِ ِ َ ِ ِ ََّ‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫غيب‬ ‫َ ّْ ِ‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫وال‬ ‫كاح‬ ‫فَ ْ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ض‬
‫ست ِك ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬‫شافه ِ‬ ‫جاَز ا ِ ْ‬ ‫جال َ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫معْرَِفته ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ه إ َِذا ت َعَذ َّر ْ‬ ‫م وَأن ّ ُ‬ ‫ب ِأفَْعال ِهِ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫ث ي َأ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ج إ َِلى إ ِظ َْهاره َ‬ ‫حَتا َ‬ ‫مل ب ِّر َوا ْ‬ ‫م ع ََلى ع َ َ‬ ‫ن ع ََز َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ساء ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫الن ّ َ‬
‫مد َوالث َّناء ع ََلى اللهّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ْ‬
‫ديم ال َ‬ ‫ق ِ‬‫عا ‪ .‬وَِفيهِ ت َ ْ‬ ‫مُنو ً‬ ‫م ْ‬ ‫ن ذ َل ِك َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ي َك ْ‬ ‫َ‬
‫الّرَياء ل ْ‬
‫ن‬ ‫ن وَإ َِزالة ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫عْند إ ِل ْ َ‬
‫شب َْهة ع َ ْ‬ ‫في َ‬ ‫مكل ِ‬ ‫حكام ل ِل ُ‬ ‫ساِئل العِلم وَب ََيان ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫قاء َ‬ ‫ِ‬
‫هة‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫لب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫حات‬ ‫با‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫َ َ‬ ‫ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َْ ِ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ا ُ ْ َِ ِ َ‬
‫دي‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪186‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سّر‬‫مل ِهِ ِفي ال ّ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ي ‘ عَ ْ‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫سأُلوا أْزَوا َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫م َل آك ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ضهُ ْ‬‫ل ب َعْ ُ‬ ‫ساَء وََقا َ‬ ‫ج الن ّ َ‬ ‫م َل أت ََزوّ ُ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫مد َ الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ح ِ‬‫ش فَ َ‬ ‫م عَلى فَِرا ٍ‬
‫م َل أَنا ُ َ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫م وََقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫الل ّ ْ‬
‫ذا ل َك ِّني‬‫ذا وَك َ َ‬ ‫وام ٍ َقاُلوا ك َ َ‬ ‫ل ما با ُ َ‬ ‫وَأ َث َْنى عَل َي ْهِ فَ َ‬
‫ل أقْ َ‬ ‫قا َ َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ساَء فَ َ‬ ‫ج الن ّ َ‬ ‫م وَأفْط ُِر وَأت ََزوّ ُ‬ ‫صو ُ‬ ‫م وَأ ُ‬ ‫صّلي وَأَنا ُ‬ ‫أ َ‬
‫مّني((‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫سن ِّتي فَل َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫َرِغ َ‬

‫ُ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫مِتى َ‬ ‫عَلى أ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ول َ أ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ة‬
‫ري ّ ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫ف َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫عدْ ُ‬ ‫ق َ‬‫َ‬
‫ى ‘ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ب‬
‫ل » ان ْت َد َ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أبِي هَُري َْرةَ ‪ ‬عَ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن ِبى‬ ‫ما ٌ‬ ‫ه إ ِل ّ ِإي َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خر ِ ُ‬ ‫سِبيل ِهِ ل َ ي ُ ْ‬ ‫ج ِفى َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه لِ َ‬
‫جرٍ أ َْو‬‫نأ ْ‬
‫لم َ‬
‫ما َنا َ ِ ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫جع َ ُ‬
‫وتصديق برسِلى أ َ ُ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ ِ ٌ ُِ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مةٍ ‪ ،‬أ َوْ أ ُد ْ ِ‬
‫مِتى‬
‫شقّ عَلى أ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ة‪ ،‬وَلوْل َ أ ْ‬ ‫جن ّ َ‬‫ه ال َ‬ ‫خل ُ‬ ‫غَِني َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل ِفى‬ ‫ت أّنى أقْت َ ُ‬ ‫سرِي ّةٍ ‪ ،‬وَل َوَدِد ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما قَعَد ْ ُ‬ ‫َ‬

‫مال‬ ‫ست ِعْ َ‬ ‫من َعَ ا ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الط ّب َرِيّ ‪ِ :‬فيهِ الّرد ّ ع ََلى َ‬ ‫حَباب ‪ .‬وََقا َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫َواِل ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مأكل ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫شن ال َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ملِبس َوآث ََر غ َِليظ الث َّياب وَ َ‬ ‫مة َوال َ‬ ‫ن الطعِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حَلل ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬‫ما َقا َ‬ ‫حا إ َِلى َ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سَلف فَ ِ‬ ‫ف ِفيهِ ال ّ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ما ا ِ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫عَياض هَ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫م ِفي‬ ‫م ط َي َّباتك ُ ْ‬ ‫قوْل ِهِ ت ََعاَلى ) أذ ْهَب ْت ُ ْ‬ ‫ج بِ َ‬ ‫حت َ ّ‬
‫س َوا ْ‬ ‫ن ع َك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫الط ّب َرِيّ وَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن هَذ ِهِ الَية ِفي الك ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ي‘‬ ‫خذ َ الن ّب ِ ّ‬ ‫فار وَقَد ْ أ َ‬ ‫حقّ أ ّ‬ ‫ل َوال َ‬ ‫م الد ّن َْيا ( َقا َ‬ ‫حَياتك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫مَراد‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ن ‪ .‬قُلت ‪ :‬ل ي َد ُ ّ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ُ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫قي ْ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫حد ِ ال َ‬ ‫ك ِل َ‬ ‫مَري ْ ِ‬ ‫ِبال ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مال‬ ‫ست ِعْ َ‬ ‫مة ا ِ ْ‬ ‫ملَز َ‬ ‫ن ُ‬ ‫حقّ أ ّ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال َ‬ ‫فت َي ْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫دى ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫مة ع َلى إ ِ ْ‬ ‫داوَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن ال ْوُُقوع ِفي‬ ‫ْ‬
‫م ْ‬ ‫من ِ‬ ‫طر وََل ي َأ َ‬ ‫ضي إ َِلى الت َّرّفه َوال ْب َ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫الط ّي َّبات ت ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫طيع اِلن ْت ِ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫حَياًنا فََل ي َ ْ‬ ‫جده ُ أ ْ‬ ‫ك قَد ْ َل ي َ ِ‬ ‫ن ا ِع َْتاد َ ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫شب َُهات ِل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ضي إ ِلى‬ ‫ف ِ‬ ‫حَياًنا ي ُ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫من ْعَ ت ََناُول ذ َل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما أ ّ‬ ‫حظور ك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قع ِفي ال َ‬ ‫ه فَي َ َ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫م‬
‫حّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫وله ت ََعالى } قُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ريح قَ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫ه وَي َُرد ّ ع َلي ْهِ َ‬ ‫ي ع َن ْ ُ‬ ‫من ْهِ ّ‬ ‫ْ‬
‫الت ّن َطع ال َ‬ ‫ّ‬
‫خذ‬ ‫َ‬
‫ن ال ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ة الل ّهِ الِتي أ ْ‬ ‫ّ‬
‫ما أ ّ‬ ‫ق{ك َ‬ ‫ن الّرْز ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ج ل ِعَِباد ِهِ َوالطي َّبا ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ِزين َ َ‬
‫مة‬ ‫ز‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ها‬ ‫ل‬‫ص‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫طع‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لل‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ضي‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫دة‬ ‫با‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫ِبالت ّ ِ ِ ِ‬
‫د‬ ‫دي‬ ‫ْ‬
‫ش‬
‫ِ ِ ْ َِ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ ُ ِ‬
‫طاَلة‬ ‫ضي إ َِلى ِإيَثار ال ْب َ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫فل ي ُ ْ‬ ‫مث ًَل وَت َْرك الت ّن َ ّ‬ ‫فَراِئض َ‬ ‫صار ع ََلى ال ْ َ‬ ‫اِلقْت ِ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وله إ ِّني‬ ‫سط ‪ ،‬وَِفي قَ ْ‬ ‫مور الوَ َ‬ ‫خْير ال ُ‬ ‫شاط إ ِلى العَِباَدة وَ َ‬ ‫دم الن ّ َ‬ ‫وَع َ َ‬
‫ضا إ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َل َ ْ‬
‫شاَرة‬ ‫شاَرة إ ِلى ذ َل ِك ‪ ،‬وَِفيهِ أي ْ ً‬ ‫م إ ِلي ْهِ إ ِ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ما ا ِن ْ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫م ل ِلهِ َ‬ ‫شاك ْ‬ ‫خ َ‬
‫قه أع ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جّرد‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ظم قَد ًْرا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جب ِ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫معْرَِفة َ‬ ‫ن ال ْعِْلم ِبالل ّهِ وَ َ‬ ‫إ َِلى أ ّ‬
‫ه أع َْلم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ال ْعَِباَدة ال ْب َد َن ِّية ‪َ ،‬والل ّ ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪187‬‬

‫ل«‬ ‫م أ ُقْت َ ُ‬ ‫حَيا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مأ ْ‬


‫ل ثُ ُ‬
‫م أقْت َ ُ ّ‬
‫سبيل الل ّه ث ُم أ ُحيا ‪ ،‬ث ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫ِ ّ ْ َ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫ت أ ََبا هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬
‫ل‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ظ للبخاري َ‬ ‫)‪ (1‬وفى لف ٍ‬
‫ُ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫مِتى َ‬ ‫ق عََلى أ ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ » ل َوْل َ أ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫مول َ ً‬ ‫َ‬
‫جد ُ‬ ‫ة ‪ ،‬وَل َ أ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫ن لَأ ِ‬ ‫سرِي ّةٍ ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل ّ ْ‬ ‫تَ َ‬
‫خل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م عَل َي ْهِ ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫َ‬
‫فوا عَّنى ‪،‬‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫ىأ ْ‬ ‫شقّ عَل ّ‬ ‫مل ُهُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ل اللهِ فَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ت ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫قت ِل ُ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ت ِفى َ‬ ‫ت أّنى َقات َل ُ‬ ‫وَلوَدِد ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ت « ‪.‬و لمسلم ٍ أُبو هَُري َْرةَ‬ ‫حِيي ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫م قُت ِل ْ ُ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫حِيي ُ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫من َْها وََقا َ‬
‫ل‬ ‫ث ِ‬ ‫حاِدي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَذ َك ََر أ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫‪ ‬عَ ْ‬
‫ل‬ ‫سِبي ِ‬ ‫م ِفى َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ك َل ْم ٍ ي ُك ْل َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ » ك ُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫جُر‬ ‫ف ّ‬ ‫ت تَ َ‬ ‫مةِ ك َهَي ْئ َت َِها إ َِذا ط ُعِن َ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫الل ّهِ ث ُ ّ‬
‫ك «‪ .‬وََقا َ‬
‫ل‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ْ ِ‬ ‫ف عَْر ُ‬ ‫ن د َم ٍ َوال ْعَْر ُ‬ ‫ن ل َوْ ُ‬ ‫ما الل ّوْ ُ‬ ‫دَ ً‬
‫َ‬
‫ن‬‫مدٍ ِفى ي َدِهِ ل َوْل َ أ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫س ُ‬ ‫ذى ن َفْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ » َوال ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫سرِي ّةٍ ت َغُْزو‬ ‫ف َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما قَعَد ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫مِني‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫شقّ عََلى ال ْ ُ‬ ‫أَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م وَل َ‬ ‫مل َهُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ة فَأ ْ‬ ‫سع َ ً‬ ‫جد ُ َ‬ ‫ن لَأ ِ‬ ‫ل الل ّهِ وَل َك ِ ْ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ِفى َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دوا‬ ‫قع ُ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سهُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ب أن ْ ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫ة فَي َت ّب ُِعوِنى وَل َ ت َ ِ‬ ‫سع َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫يَ ِ‬
‫دى «‪.‬‬ ‫ب َعْ ِ‬

‫عَلى‬ ‫ق َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫ول َ أ ْ‬ ‫ها ل َ ْ‬ ‫قت ُ َ‬ ‫و ْ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬ ‫•‬
‫مِتى‬ ‫ُ‬
‫أ ّ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ل َي ْل َ ً‬
‫ة‬ ‫سو ُ‬ ‫قو ُ َ‬
‫م َر ُ‬ ‫ل أعْت َ َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫دوا‬ ‫ظوا ‪ ،‬وََرقَ ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ست َي ْ َ‬ ‫س َوا ْ‬ ‫حّتى َرقَد َ الّنا ُ‬ ‫شاِء َ‬ ‫ِبال ْعِ َ‬
‫ب‬‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مُر ب ْ ُ‬ ‫م عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ظوا ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ست َي ْ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫ج‬
‫خَر َ‬ ‫س فَ َ‬ ‫طاٌء َقا َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫صل َة َ ‪َ .‬قا َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن عَّبا ٍْ‬ ‫ل اب ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪:‬ال ّ‬
‫ماءً ‪،‬‬‫ه َ‬ ‫س ُ‬ ‫قط ُُر َرأ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬يَ ْ‬ ‫ى الل ّهِ ‘ ك َأّنى أن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ال َ‬ ‫ن َب ِ ّ‬
‫شقّ عََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫نأ ُ‬ ‫ل » ل َوْل َ أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫سهِ فَ َ‬ ‫ضًعا ي َد َهُ عََلى َرأ ِ‬ ‫َوا ِ‬
‫ذا« متفق عليه وفى‬ ‫ها هَك َ َ‬ ‫صّلو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن يُ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مْرت ُهُ ْ‬‫مِتى ل َ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬
‫ى ‘ َذا َ‬
‫ت‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫ت أعْت َ َ‬ ‫ة ~ َقال َ ْ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫لفظ لمسلم ٍ عَ ْ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪188‬‬

‫جدِ‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫م أ َهْ ُ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫حّتى َنا َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ة الل ّي ْ ِ‬‫م ُ‬
‫عا ّ‬‫ب َ‬‫حّتى ذ َهَ َ‬ ‫ل َي ْل َةٍ َ‬
‫ق‬
‫ش ّ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫ه ل َوَقْت َُها ل َوْل َ أ ْ‬
‫ل » إ ِن ّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫صّلى فَ َ‬
‫ج فَ َ‬‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ُ‬
‫مِتى «‪.‬‬ ‫عََلى أ ّ‬

‫ُ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫عَلى أ ّ‬
‫مِتى‬ ‫ق َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ول َ أ ْ‬ ‫لَ ْ‬ ‫•‬
‫ل » ل َوْل َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرةَ‪ ‬أ ّ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫مْرت ُهُ ْ‬‫س‪ -‬ل َ‬‫مِتى ‪ -‬أوْ عَلى الّنا ِ‬ ‫شقّ عََلى أ ّ‬ ‫أ ْ‬
‫صل َةٍ «)‪. (1‬‬ ‫ل َ‬ ‫معَ ك ُ ّ‬ ‫ك َ‬
‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ِبال ّ‬

‫ج‬‫حَر َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ف َ‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫ن ال َْعا‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ص ‪)) : ù‬أ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رو ب ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫سأُلوَنه‪،‬‬ ‫َ‬
‫س يَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مًنى ِللّنا‬ ‫جةِ ال ْوََداِع ب ِ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ف ِفى َ‬ ‫ه ‘ وَقَ َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ل أَ َ‬ ‫حل َ ْ‬ ‫م أَ ْ‬
‫ح‪.‬‬‫ن أذ ْب َ َ‬ ‫ت قَب ْ َ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫شعُْر فَ َ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَءهُ َر ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ل لَ ْ‬
‫م‬ ‫خُر فَ َ‬
‫قا َ‬ ‫جاَء آ َ‬ ‫ج « ‪ .‬فَ َ‬ ‫حَر َ‬ ‫ح وَل َ َ‬ ‫ل » اذ ْب َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ج‬
‫حَر َ‬ ‫ل » اْرم ِ وَل َ َ‬ ‫ى ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ن أْر ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ت قَب ْ َ‬ ‫حْر ُ‬ ‫شعُْر ‪ ،‬فَن َ َ‬
‫خَر إ ِل ّ‬ ‫م وَل َ أ ُ ّ‬ ‫ىٍء قُد ّ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ى ‘ عَ ْ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫« ‪ .‬فَ َ‬
‫ج )‪.(((2‬‬ ‫حَر َ‬ ‫ل وَل َ َ‬ ‫ل افْعَ ْ‬ ‫َقا َ‬

‫َ‬
‫م‬‫عل َي ْك ُ ْ‬‫ض َ‬ ‫فَر َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫شي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َك ِّنى َ‬ ‫•‬
‫ها‬
‫عن ْ َ‬‫جُزوا َ‬ ‫ع ِ‬ ‫فت َ ْ‬‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ج َذا َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة ~ ‪ )) :‬أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫صّلى‬ ‫جد ِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ِ‬‫م ْ‬‫صّلى ِفى ال ْ َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ف َالل ّي ْ ِ‬ ‫جو ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َي ْل َةٍ ِ‬
‫معَ أ َك ْث َُر‬ ‫جت َ َ‬‫حد ُّثوا ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫س فَت َ َ‬ ‫ح َالّنا ُ‬ ‫صب َ َ‬‫صل َت ِهِ فَأ ْ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫رِ َ‬
‫َ‬
‫حد ُّثوا فَك َث َُر أهْ ُ‬
‫ل‬ ‫س فَت َ َ‬‫ح الّنا ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَأ ْ‬
‫صب َ َ‬ ‫مع َ ُ‬
‫وا َ‬ ‫صل ّ ْ‬‫م فَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ِ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪189‬‬

‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن الل ّي ْل َةِ الّثال ِث َةِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫جدِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جَز‬‫ة عَ َ‬ ‫ة الّراب ِعَ ُ‬ ‫ت الل ّي ْل َ ُ‬ ‫ما َ‬
‫كان َ ِ‬ ‫صل َت ِهِ ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫وا ب ِ َ‬ ‫صل ّ ْ‬
‫فَ َ‬
‫َ‬
‫صب ِْح ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما‬ ‫صل َةِ ال ّ‬ ‫ج لِ َ‬ ‫خَر َ‬‫حّتى َ‬ ‫ن أهْل ِهِ َ‬ ‫جد ُ عَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل»‬ ‫م َقا َ‬ ‫شهّد َ ث ُ ّ‬ ‫س ‪ ،‬فَت َ َ‬ ‫جَر أ َقْب َ َ َ‬ ‫ضى ال ْ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ل عَلى الّنا ِ‬ ‫ف ْ‬
‫َ‬
‫ت‬
‫شي ُ‬ ‫خ ِ‬‫م ‪ ،‬ل َك ِّنى َ‬ ‫كان ُك ُ ْ‬ ‫م َ‬‫ى َ‬ ‫خ َ َ‬
‫ف عَل ّ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ما ب َعْد ُ فَإ ِن ّ ُ‬ ‫أ ّ‬
‫جُزوا عَن َْها«)‪. (1‬‬ ‫َ‬
‫م فَت َعْ ِ‬ ‫ض عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫فَر َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫أ ْ‬

‫ما‬ ‫ول َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫و َ‬‫م لَ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ت نَ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫و ُ‬ ‫• لَ ْ‬


‫م‬‫عت ُ ْ‬ ‫ست َطَ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫خط َب ََنا َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫جوا «‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ج فَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه عَل َي ْك ُ ُ‬ ‫ض الل ّ ُ‬ ‫س قَد ْ فََر َ‬ ‫» أي َّها الّنا ُ‬
‫حّتى‬ ‫ت َ‬ ‫سك َ َ‬ ‫ل الل ّهِ فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫عام ٍ َيا َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ل أ َك ُ ّ‬ ‫ج ٌ‬‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ت‬‫جب َ ْ‬ ‫م ل َوَ َ‬ ‫ت ن َعَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘» ل َوْ قُل ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫َقال ََها ث َل ًَثا فَ َ‬
‫م فَإ ِن ّ َ‬
‫ما‬ ‫ما ت ََرك ْت ُك ُ ْ‬ ‫ل ‪ -‬ذ َُروِنى َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫م ‪ -‬ثُ ّ‬ ‫ست َط َعْت ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫وَل َ َ‬
‫م عََلى‬ ‫خت ِل َفِهِ ْ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ؤال ِهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ب ِك َث َْرةِ ُ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ك َ‬ ‫هَل َ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ست َط َعْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ىٍء فَأُتوا ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫م بِ َ‬‫مْرت ُك ُ ْ‬ ‫م فَإ َِذا أ َ‬ ‫أن ْب َِيائ ِهِ ْ‬
‫عوه ُ «)‪.(2‬‬ ‫ىٍء فَد َ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫وَإ َِذا ن َهَي ْت ُك ُ ْ‬

‫نماذج من رحمته ‪ ‬بالمة فى أمور الخرة‬

‫ة‬ ‫في اْل ِ‬


‫خَر ِ‬ ‫مِتي ِ‬ ‫ع ً ُ‬ ‫ش َ‬
‫وِتي َ‬ ‫•‬
‫ة ِل ّ‬ ‫فا َ‬ ‫ع َ‬
‫دَ ْ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري مختصرا ومسلم بلفظه وغيره‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪190‬‬

‫ل‪ )) :‬ل ِك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ل الل ّهِ ‘َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن َر ُ‬‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ئ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫خت َب ِ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫عو ب َِها وَأِريد ُ أ ْ‬
‫ة ي َد ْ ُ‬
‫جاب َ ٌ‬‫ست َ َ‬
‫م ْ‬
‫ي د َعْوَةٌ ُ‬
‫ن َب ِ ّ‬
‫خَرةِ (()‪.(3‬‬ ‫مِتي ِفي اْل ِ‬ ‫فاعَ ً ُ‬ ‫د َعْوَِتي َ‬
‫ة ِل ّ‬ ‫ش َ‬

‫ُ‬
‫ك‬‫سوءُ َ‬ ‫وَل ن َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫في أ ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫ضي َ‬ ‫سن ُْر ِ‬ ‫إ ِّنا َ‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ي‘‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ص ‪)) : ù‬أ ّ‬ ‫ن الَعا ِ‬ ‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن عَب ْدِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‬‫ب إ ِن ّهُ ّ‬ ‫م ‪َ } ‬ر ّ‬ ‫هي َ‬ ‫ل ِفي إ ِب َْرا ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل الل ّهِ عَّز وَ َ‬ ‫ت ََل قَوْ َ‬
‫مّني {اْلي َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ت َب ِعَِني فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫س فَ َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ك َِثيًرا ِ‬ ‫ضل َل ْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫‪.‬‬
‫ن‬‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫عَباد ُ َ‬ ‫م ِ‬ ‫م فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫ن ت ُعَذ ّب ْهُ ْ‬ ‫سى ‪ } ‬إ ِ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫م{‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت ال ْعَ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫م فَإ ِن ّ َ‬ ‫فْر ل َهُ ْ‬ ‫ت َغْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫قا َ‬ ‫كى فَ َ‬ ‫مِتي وَب َ َ‬ ‫مِتي أ ّ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫فََرفَعَ ي َد َي ْهِ وََقا َ‬
‫َ‬
‫ك أعْل َ ُ‬
‫م‬ ‫مدٍ وََرب ّ َ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫ب إ َِلى ُ‬ ‫ل اذ ْهَ ْ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ل َيا ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫عَّز وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خب ََرهُ‬ ‫ه فَأ ْ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫ل ‪À‬فَ َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ِ‬ ‫جب ْ‬ ‫ك فَأَتاهُ ِ‬ ‫كي َ‬ ‫ما ي ُب ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫سل ْ ُ‬‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ري ُ‬
‫ل‬ ‫جب ْ ِ‬‫ه َيا ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ل وَهُوَ أعْل َ ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ب ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ك وََل‬ ‫ُ‬
‫مت ِ َ‬ ‫ك ِفي أ ّ‬ ‫ضي َ‬ ‫سن ُْر ِ‬ ‫ل إ ِّنا َ‬ ‫ق ْ‬ ‫مدٍ فَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ب إ َِلى ُ‬ ‫اذ ْهَ ْ‬
‫ك(()‪.(2‬‬ ‫سوُء َ‬ ‫نَ ُ‬

‫مِتي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫•‬


‫مِتي أ ّ‬ ‫بأ ّ‬ ‫َيا َر ّ‬
‫ن هَِل ٍ‬
‫ل‬ ‫معَْبد ب ْ ُ‬ ‫‪ -‬روى المام البخاري ’ بسنده إلى َ‬
‫ل‪ )) :‬اجتمعنا ناس م َ‬
‫ة‬
‫صَر ِ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬‫ن أهْ ِ‬ ‫ْ َ َ ْ َ َ ٌ ِ ْ‬ ‫ال ْعَن َزِيّ َقا َ‬
‫َ َ‬
‫ت ال ْب َُنان ِ ّ‬
‫ي‬ ‫معََنا ب َِثاب ِ ٍ‬ ‫ك وَذ َهَب َْنا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫فَذ َهَب َْنا إ ِ َلى أن َ ِ‬
‫فاعَةِ فَإ َِذا هُوَ ِفي‬ ‫ش َ‬ ‫ث ال ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫ه ل ََنا عَ‬‫سأل ُ ُ‬‫إ ِل َي ْهِ ي َ ْ‬
‫ن ل ََنا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ست َأذ َّنا فَأذِ َ‬ ‫حى َفا ْ‬ ‫ض َ‬ ‫صّلي ال ّ‬ ‫قَناهُ ي ُ َ‬ ‫وافَ ْ‬ ‫صرِهِ فَ َ‬ ‫قَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه عَ ْ‬ ‫سأل ْ ُ‬‫ت َل ت َ ْ‬ ‫قل َْنا ل َِثاب ِ ٍ‬ ‫شهِ فَ ُ‬ ‫عد ٌ عََلى فَِرا ِ‬ ‫وَهُوَ َقا ِ‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪191‬‬

‫مَزةَ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فاعَةِ فَ َ‬ ‫ث ال ّ‬ ‫يٍء أ َوّ َ‬ ‫َ‬


‫ح ْ‬ ‫ل َيا أَبا َ‬ ‫ش َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ل ِ‬ ‫ش ْ‬
‫سأُلون َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ك عَ ْ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫جاُءو َ‬ ‫صَرةِ َ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫وان ُ َ‬ ‫خ َ‬ ‫هَؤَُلِء إ ِ ْ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ل إ َِذا َ‬ ‫مد ٌ ‘ َقا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫فاعَةِ فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ث ال ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫ض فَي َأُتو َ‬ ‫م ِفي ب َعْ ٍ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫س ب َعْ ُ‬ ‫ج الّنا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ي َوْ ُ‬
‫ت ل ََها‬ ‫س ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫نا ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫آد َ َ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫ن فَي َأُتو َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫خِلي ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫هي َ‬ ‫م ب ِإ ِب َْرا ِ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫وَل َك ِ ْ‬
‫سى فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫مو َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫ت ل ََها وَل َك ِ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫ْ‬
‫ت ل َ َْها وَل َك ِ ْ‬
‫ن‬ ‫س ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫سى فَي َ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م الل ّهِ فَي َأُتو َ‬ ‫ك َِلي ُ‬
‫سى‬ ‫عي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه فَي َأُتو َ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ح الل ّهِ وَك َل ِ َ‬ ‫ه ُرو ُ‬ ‫سى فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ب ِِعي َ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬
‫ْ‬
‫مد ٍ ‘ فَي َأُتوِني‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫ها وَل َ ْك ِ ْ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫فَأ َُقو ُ َ‬
‫ن ِلي‬ ‫ن عََلى َرّبي فَي ُؤْذ َ ُ‬ ‫ست َأذِ ُ‬ ‫ل أَنا ل ََها فَأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مد ُهُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن فَأ ْ‬ ‫ضُرِني اْل َ‬ ‫ح ُ‬ ‫مد ُهُ ب َِها َل ت َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫مد َ أ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مِني َ‬ ‫وَي ُل ْهِ ُ‬
‫مد ُ اْرفَ ْ‬
‫ع‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫دا فَي َ ُ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫خّر ل َ ُ‬ ‫مدِ وَأ َ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ب ِت ِل ْ َ‬
‫ع‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫ط َوا ْ‬ ‫ل ت ُعْ َ‬ ‫س ْ‬ ‫معْ ل َ َ‬ ‫ك وَقُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫ش فّ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫َرأ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فَأ َُقو ُ‬
‫من َْها‬ ‫ج ِ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫ل ان ْط َل ِقْ فَأ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫مِتي فَي َ ُ‬ ‫مِتي أ ّ‬ ‫بأ ّ‬ ‫ل َيا َر ّ‬
‫َ‬
‫ن فَأن ْط َل ِ ُ‬
‫ق‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن ِإي َ‬ ‫م ْ‬ ‫شِعيَرةٍ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن ِفي قَل ْب ِهِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مَْ‬ ‫َ‬
‫هَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خّر ل ُ‬ ‫مأ ِ‬ ‫مدِ ث ُ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مد ُهُ ب ِت ِلك ال َ‬ ‫ح َ‬ ‫عود ُ فَأ ْ‬ ‫مأ ُ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫فَأفْعَ ُ‬
‫معْ ل َ َ‬ ‫ك وَقُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫مد ُ اْرفَعْ َرأ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫دا فَي ُ َ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫َ‬
‫مِتي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فعْ فَأُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫ل ت ُعْط َوا ْ‬ ‫َ‬ ‫س ْ‬
‫مِتي أ ّ‬ ‫بأ ّ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫ش َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫قا ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن ِفي قَل ْب ِهِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫من َْها َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫ل ان ْط َل ِقْ فَأ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ه فَأن ْط َل ِقُ فَأفْعَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫ن فَأ ْ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن ِإي َ‬ ‫م ْ‬ ‫خْرد َل َةٍ ِ‬ ‫ذ َّرةٍ أوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دا‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫خّر ل َ ُ‬ ‫مأ ِ‬ ‫مدِ ث ُ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مد ُهُ ب ِت ِل ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫عود ُ فَأ ْ‬ ‫أَ ُ‬
‫معْ ل َ َ‬ ‫ك وَقُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫س ْ‬
‫ل‬ ‫ك وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫مد ُ اْرفَعْ َرأ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫مِتي فَي َ ُ‬ ‫مِتي أ ّ‬
‫ُ‬
‫بأ ّ‬
‫ُ‬
‫ل َيا َر ّ‬ ‫فعْ فَأ َُقو ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ط َوا ْ‬ ‫ت ُعْ َ‬
‫ن ِفي قَل ْب ِهِ أ َد َْنى أ َد َْنى أ َد َْنى‬ ‫َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ج َ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫ان ْط َل ِقْ فَأ ْ‬
‫َ‬
‫ن الّناِر‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫ن فَأ ْ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن ِإي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫خْرد َ ٍ‬ ‫حب ّةِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ِ‬ ‫قا‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫س قُل ْ ُ‬ ‫عن ْدِ أن َ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جَنا ِ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل فَل َ ّ‬ ‫فَأن ْط َل ِقُ فَأفْعَ ُ‬
‫َ‬
‫وارٍ ِفي‬ ‫مت َ َ‬ ‫ن وَهُوَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫ح َ‬ ‫مَرْرَنا ِبال ْ َ‬ ‫حاب َِنا ل َوْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ل ِب َعْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا أن َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫حد ّث َْناهُ ب ِ َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫خِلي َ‬ ‫ل أِبي َ‬ ‫من ْزِ ِ‬ ‫َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪192‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سِعيدٍ‬ ‫ه َيا أَبا َ‬ ‫قل َْنا ل َ ُ‬ ‫ن ل ََنا فَ ُ‬ ‫مَنا عَل َي ْهِ فَأذِ َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫فَأت َي َْناهُ فَ َ‬
‫خي َ َ‬ ‫عن ْدِ أ َ ِ‬
‫ما‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫م ن ََر ِ‬ ‫ك فَل َ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ك أن َ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫جئ َْنا َ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ْ‬
‫حد ّث َْناهُ ِبال َ‬ ‫هف َ‬ ‫َ‬ ‫هي ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫فاعَةِ ف َ‬ ‫ش َ‬ ‫حد ّث ََنا ِفي ال ّ‬ ‫َ‬
‫م ي َزِد ْ ل ََنا‬ ‫قل َْنا ل َ ْ‬ ‫ه فَ ُ‬ ‫هي ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ضِع فَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫َفان ْت ََهى إ َِلى هَ َ‬
‫ن‬‫ري َ‬ ‫ش َِ‬ ‫ع ْ‬ ‫من ْذ ُ ِ‬ ‫ميعٌ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫حد ّث َِني وَهُوَ َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ذا فَ َ‬ ‫عََلى هَ َ‬
‫ن ت َت ّك ُِلوا قُل َْنا َيا أَبا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ك َرِهَ أ ْ‬ ‫يأ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ة فََل أد ِْري أن َ ِ‬ ‫سن َ ً‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫جوًل َ‬ ‫ن عَ ُ‬ ‫سا ُ‬ ‫خل ِقَ اْل ِن ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك وََقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫حد ّث َْنا فَ َ‬ ‫سِعيدٍ فَ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م ب ِهِ‬ ‫حد ّث َك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حد ّث َِني ك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث َك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ه إ ِّل وَأَنا أِريد ُ أ ْ‬ ‫ذ َك َْرت ُ ُ‬
‫َ‬
‫خّر‬ ‫م أَ ِ‬ ‫مدِ ث ُ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مد ُهُ ب ِت ِل ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة فَأ ْ‬ ‫عود ُ الّراب ِعَ َ‬ ‫م أَ ُ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ْ‬
‫ع‬
‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫ك وَقُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫مد ُ اْرفَعْ َرأ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫دا فَي ُ َ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬
‫ن ِلي‬ ‫ب ائ ْذ َ ْ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫شفّعْ فَأُقو ُ‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َوا ْ‬ ‫ل ت ُعْط َ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫وَ َ‬
‫جَلِلي‬ ‫عّزِتي وَ َ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفي َ‬
‫ه إ ِّل‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫مِتي َل ُ ْ‬ ‫وَك ِب ْرَِياِئي وَعَظ َ َ‬
‫الل ّه)‪ (( (1‬وعَن أ َبى هُريرةَ ‪َ ‬قا َ ُ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ى َر ُ‬ ‫ل أت ِ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫س‬‫ه ‪ ،‬فَن َهَ َ‬ ‫جب ُ ُ‬ ‫ت ت ُعْ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫حم ٍ ‪ ،‬فَُرفِعَ إ ِل َي ْهِ الذ َّراع ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫‘ ب ِل َ ْ‬
‫َ‬
‫مةِ ‪،‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫س ي َوْ َ‬ ‫َِ‬ ‫سي ّد ُ الّنا‬ ‫ل » أَنا َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫س ً‬ ‫من َْها ن َهْ َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َوال ِ‬ ‫س الوِّلي َ‬ ‫معُ الّنا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ك يُ ْ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ت َد ُْرو َ‬ ‫وَهَ ْ‬
‫صُر‬ ‫م ال ْب َ َ‬ ‫فذ ُهُ ُ‬ ‫عى ‪ ،‬وَي َن ْ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫معُهُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫حد ٍ ‪ ،‬ي ُ ْ‬ ‫صِعيدٍ َوا ِ‬ ‫ِفى َ‬
‫ما‬‫ب َ‬ ‫م َوال ْك َْر ِ‬ ‫ن ال ْغَ ّ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫س ‪ ،‬فَي َب ْل ُغُ الّنا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫‪ ،‬وَت َد ُْنو ال ّ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ن َ‬ ‫س أل َ ت ََروْ َ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن فَي َ ُ‬ ‫مُلو َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ن وَل َ ي َ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ل َ يُ ِ‬
‫قَد بل َغَك ُ َ‬
‫م‬ ‫م إ َِلى َرب ّك ُ ْ‬ ‫فعُ ل َك ُ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ن َ‬ ‫م أل َ ت َن ْظ ُُرو َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫م فَي َأُتو َ‬ ‫م ِبآد َ َ‬ ‫ض عَلي ْك ُ ْ‬ ‫س َ ل ِب َعْ ٍ‬ ‫ض ال َّنا ِ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ه ب ِي َدِهِ ‪.‬‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫شر ِ َ‬ ‫ت أُبو ال ْب َ َ‬ ‫ه أن ْ َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫‪À‬فَي َ ُ‬
‫دوا ل َ َ‬ ‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ج ُ‬ ‫س َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫مل َئ ِك َ َ‬ ‫مَر ال ْ َ‬ ‫حهِ ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫خ ِفي َ‬ ‫ف َ‬ ‫وَن َ َ‬
‫ن ِفيهِ أ َل َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬أل َ ت ََرى إ َِلى َ‬
‫فع ل َنا إَلى رب َ َ‬
‫َ ّ‬ ‫ش َ ْ َ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫ب‬ ‫ض َ‬ ‫ن َرّبى قَد ْ غَ ِ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ل آد َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما قَد ْ ب َل َغََنا فَي َ ُ‬ ‫ت ََرى إ َِلى َ‬
‫ب ب َعْد َهُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ي َغْ َ‬ ‫ه وَل َ ْ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب قَب ْل َ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫م ي َغْ َ‬ ‫ضًبا ل َ ْ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ال ْي َوْ َ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه واللفظ للبخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪193‬‬

‫سى‬ ‫ف ِ‬ ‫ه ‪ ،‬نَ ْ‬ ‫صي ْت ُ ُ‬ ‫جَرةِ فَعَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ه ن ََهاِنى عَ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ِ‬


‫رى ‪ ،‬اذ ْهَُبوا إ َِلى‬ ‫ِ‬ ‫سى ‪ ،‬اذ ْهَُبوا إ َِلى غَي ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سى ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ت أ َوّ ُ‬ ‫قوُلون يا نوح إن َ َ‬ ‫حا فَي َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫َ َ ُ ُ ِّ‬ ‫ن ُنو ً‬ ‫ُنوٍح ‪ ،‬فَي َأُتو َ‬
‫ل ال َْر‬ ‫َ‬
‫دا‬‫ه عَب ْ ً‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫س ّ‬ ‫ض ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ل إ َِلى أهْ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن ِفي ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬أل َ ت ََرى إ َِلى َ‬ ‫فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫كوًرا ا ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫َ‬
‫ضًبا ل َ ْ‬
‫م‬ ‫م غَ َ‬ ‫ب ال ْي َوْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ل قَد ْ غَ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن َرّبى عَّز وَ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ه قَد ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ب ب َعْد َهُ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ي َغْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب قَب ْل َ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ي َغْ َ‬
‫سى‬ ‫ف ِ‬ ‫مى ن َ ْ‬ ‫ت ِلى د َعْوَةٌ د َعَوْت َُها عََلى قَوْ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫رى ‪ ،‬اذ ْهَُبوا إ َِلى‬ ‫سى اذ ْهَُبوا إ َِلى غَي ْ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫سى ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ْ‬
‫م‪،‬‬ ‫هي ُ‬ ‫ن َيا إ ِب َْرا ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َأُتو َ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫فعْ ل ََنا إ َِلى‬ ‫ش َ‬ ‫ضا ْ‬ ‫َ‬ ‫خِليل ُه م َ‬ ‫ى الل ّهِ وَ َ‬ ‫َ‬
‫ل الْر ِ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫ُ ِ ْ‬ ‫ت ن َ َب ِ ّ‬ ‫أن ْ َ‬
‫ن َرّبى‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن ِفيهِ فَي َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ك أل َ ت ََرى إ َِلى َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫ه وَل َ ْ‬
‫ن‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب قَب ْل َ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫م ي َغْ َ‬ ‫ضًبا ل َ ْ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ب ال ْي َوْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫قَد ْ غَ ِ‬
‫ث‬ ‫ت ث َل َ َ‬ ‫ت ك َذ َب ْ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِّنى قَد ْ ك ُن ْ ُ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ب ب َعْد َهُ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ي َغْ َ‬
‫َ‬
‫سى‬ ‫ف ِ‬ ‫ث ‪ -‬نَ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِفى ال ْ َ‬ ‫حّيا َ‬ ‫ن أُبو َ‬ ‫ت ‪ -‬فَذ َك ََرهُ ّ‬ ‫ك َذ ََبا ٍ‬
‫رى اذ ْهَُبوا إ َِلى‬ ‫ِ‬ ‫سى ‪ ،‬اذ ْهَُبوا إ َِلى غَي ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سى ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫سى أن ْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن َيا ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫سى ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سى ‪ ،‬فَي َأُتو َ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫مهِ عَلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سالت ِهِ وَب ِكل ِ‬ ‫َ‬ ‫ه ب ِرِ َ‬ ‫ضلك الل ُ‬‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ،‬فَ ّ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن ِفي ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ك أل َ ت ََرى إ َِلى َ‬ ‫فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫س‪،‬ا ْ‬ ‫الّنا ِ‬
‫ب‬ ‫ض ْ‬ ‫م ي َغْ َ‬ ‫ضًبا ل َ ْ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ب ال ْي َوْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َرّبى قَد ْ غَ ِ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ت‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِّنى قَد ْ قَت َل ْ ُ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ب ب َعْد َهُ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ي َغْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫قَب ْل َ ُ‬
‫سى ‪،‬‬ ‫سى ن َ ْ‬ ‫سى ن َ ْ‬ ‫قت ْل َِها ‪ ،‬ن َ ْ‬ ‫فسا ل َ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫مْر ب ِ َ‬ ‫م أو َ‬ ‫ْ‬ ‫نَ ْ ً‬
‫ْ‬
‫ن‬‫سى ‪ ،‬فَي َأُتو َ‬ ‫عي َ‬ ‫رى ‪ ،‬اذ ْهَُبوا إ َِلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫اذ ْهَُبوا إ َِلى غَي ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫مت ُ ُ‬ ‫ل الل ّهِ وَك َل ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫سى أن ْ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َيا ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫سى فَي َ ُ‬ ‫عي َ‬ ‫ِ‬
‫س ِفى‬ ‫ت الّنا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَك َل ّ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م وَُرو ٌ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ها إ َِلى َ‬ ‫قا َ‬ ‫أ َل ْ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن ِفي ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫فعْ ل ََنا أل َ ت ََرى إ َِلى َ‬ ‫ش َ‬ ‫صب ِّيا ا ْ‬ ‫مهْدِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ضًبا ل َ ْ‬
‫م‬ ‫م غَ َ‬ ‫ب ال ْي َوْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َرّبى قَد ْ غَ ِ‬ ‫سى إ ِ ّ‬ ‫عي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫م‬ ‫ه ‪ -‬وَل َ ْ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ب ب َعْد َهُ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ي َغْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب قَب ْل َ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ي َغْ َ‬
‫رى‬ ‫سى ‪ ،‬اذ ْهَُبوا إ َِلى غَي ْ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫سى ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سى ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ي َذ ْك ُْر ذ َن ًْبا ‪ -‬ن َ ْ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪194‬‬
‫ْ‬
‫ن َيا‬ ‫قوُلو َ‬ ‫دا ‘ فَي َ ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مد ٍ ‘ فَي َأُتو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫اذ ْهَُبوا إ َِلى ُ‬
‫فَر‬ ‫م ال َن ْب َِياِء ‪ ،‬وَقَد ْ غَ َ‬ ‫ل الل ّهِ وَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َ‬
‫خات َ ُ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مد ُ أن ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫خَر ‪ ،‬ا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فعْ لَنا إ ِلى‬ ‫ش َ‬ ‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذ َن ْب ِك وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه لك َ‬ ‫الل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫ح َ‬ ‫ن ِفيهِ فَأن ْط َل ِقُ َفآِتى ت َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ك أل َ ت ََرى إ َِلى َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫َ‬
‫ح الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫فت َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫دا ل َِرّبى عَّز وَ َ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫ش ‪ ،‬فَأقَعُ َ‬ ‫العَْر ِ‬
‫ْ‬
‫ه‬
‫ح ُ‬‫فت َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫شي ًْئا ل َ ْ‬ ‫ن الث َّناِء عَل َي ْهِ َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ح ْ‬ ‫مدِهِ وَ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ى ِ‬ ‫ّ‬
‫عَل َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫س ْ‬
‫ل‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫س َ‬ ‫مد ُ اْرفَعْ َرأ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫حدٍ قَب ِْلى ث ُ ّ‬ ‫عََلى أ َ‬
‫فأ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫سى ‪َ ،‬‬ ‫فعْ ‪ ،‬فَأْرفَعُ َرأ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫ت ُعْط َ ْ‬
‫قا ُ‬ ‫ب فَي ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مد ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫مِتى َيا َر ّ‬ ‫ب‪،‬أ ّ‬ ‫مِتى َيا َر ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ن‬ ‫ب َ َ‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫أ َدْ ِ‬
‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كاءُ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ب الي ْ َ‬ ‫ال َْبا ِ‬
‫م َقا َ‬ ‫َ‬ ‫وى ذَل ِ َ‬
‫ل‬ ‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن ا لب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫س َ‬ ‫ما ِ‬ ‫في َ‬ ‫س ِ‬ ‫الّنا ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫صَرا َعَي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى ب ِي َدِهِ إ ِ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذى ن َ ْ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ن‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫مي ََر ‪ ،‬أوْ ك َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫جن ّةِ ك َ َ‬ ‫صاِريِع ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫صَرى « ‪.‬‬ ‫ة وَب ُ ْ‬ ‫مك َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪195‬‬

‫‪ (10‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالعصاة‬

‫المعصية تلك المصيبة التى لو نزلت بالعبد سقط‬


‫من عين الحق والخلق ‪ ،‬بل ربما استقذر البعض‬
‫من ذكر أصحابها فى مجالسهم ‪ ،‬فهم أهل المعايب‬
‫والمثالب ‪ ،‬ل كرامة لهم ‪ ،‬ول وزن لمشاعرهم ‪،‬‬
‫يلقيهم الناس باللوم والعتاب ‪ ،‬وربما باللعن‬
‫والسباب ‪ ،‬وعبوس الوجه وتجهم الملمح ‪.‬‬
‫ولكن ماذا لو حال الطبيب بين المريض و دوائه ؟‬
‫بل كيف تنظر الم إلى ولدها المصاب المبتلى؟‬
‫هذان في الدنيا هما‬ ‫ب‬
‫وإذا رحمت فأنت أم أو أ َ‬
‫الرحماُء‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن َرّبي ب َ ّ‬ ‫َ‬ ‫•‬


‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫شَرِني أن ّ ُ‬ ‫م ْ‬‫ت ِ‬‫أَتاِني آ ٍ‬
‫ُ‬
‫شي ًْئا‬ ‫ه َ‬‫ك ِبالل ّ ِ‬ ‫ر ُ‬‫ش ِ‬ ‫مِتي َل ي ُ ْ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ َ‬ ‫ْ‬
‫ل ال َ‬ ‫خ َ‬ ‫دَ َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي ذ َّر ‪َ ‬قا َ‬ ‫عَ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫خب ََرِني أوْ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شَرِني‬‫ل بَ ّ‬ ‫ن َرّبي فَأ ْ‬ ‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫)) أَتاِني آ ٍ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪196‬‬

‫ك ِبالل ّهِ َ‬
‫شي ًْئا‬ ‫شر ِ ُ‬ ‫مِتي َل ي ُ ْ‬ ‫أ َنه من مات م ُ‬
‫نأ ّ‬ ‫ّ ُ َ ْ َ َ ِ ْ‬
‫ن‬
‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫سَرقَ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َزَنى وَإ ِ ْ‬‫ت وَإ ِ ْ‬‫ة قُل ْ ُ‬
‫جن ّ َ‬‫ل ال ْ َ‬
‫خ َ‬
‫دَ َ‬
‫‪1‬‬
‫سَرقَ (() (‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫َزَنى وَإ ِ ْ‬
‫قال مقيده عفا الله عنه وعن والديه وعن سائر‬
‫ذي‬ ‫المسلمين ‪ :‬لعل هذا تحقيقً لقوله ‪َ } ‬وال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫صد ًّقا ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫حق ّ ُ‬ ‫ب هُوَ ال ْ َ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫أو ْ َ‬
‫م أ َوَْرث َْنا‬ ‫صيٌر )‪ (31‬ث ُ ّ‬ ‫خِبيٌر ب َ ِ‬ ‫ه ب ِعَِبادِهِ ل َ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ي َد َي ْهِ إ ِ ّ‬
‫م‬
‫ظال ِ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫عَبادَِنا فَ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫في َْنا ِ‬ ‫صط َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫ت ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫ن‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫ساب ِقٌ ِبال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫صد ٌ وَ ِ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سهِ وَ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل ِن َ ْ‬
‫ل ال ْك َِبيُر)‪ { (32‬فاطر يقول‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫الل ّهِ ذ َل ِ َ‬
‫المام ابن كثير ’ ‪:‬‬
‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك { يا محمد من‬ ‫ذي أوْ َ‬ ‫يقول تعالى‪َ } :‬وال ّ ِ‬
‫ن‬‫ما ب َي ْ َ‬ ‫صد ًّقا ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫حق ّ ُ‬ ‫الكتاب‪ ،‬وهو القرآن } هُوَ ال ْ َ‬
‫ي َد َي ْهِ { أي‪ :‬من الكتب المتقدمة يصدقها‪ ،‬كما‬
‫شهدت له بالتنويه ‪ ،‬وأنه منزل من رب العالمين‪.‬‬
‫صيٌر { أي‪ :‬هو خبير بهم‪،‬‬ ‫خِبيٌر ب َ ِ‬ ‫ه ب ِعَِبادِهِ ل َ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫} إِ ّ‬
‫ن سواه‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫بصير بمن يستحق ما يفضله به على َ‬
‫ولهذا فضل النبياء والرسل على جميع البشر‪،‬‬
‫وفضل النبيين بعضهم على بعض‪ ،‬ورفع بعضهم‬
‫درجات‪ ،‬وجعل منزلة محمد ‘ فوق جميعهم‪،‬‬
‫صلوات الله عليهم أجمعين‪.‬‬
‫صط َ َ‬ ‫} ثُ َ‬
‫عَبادَِنا‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫في َْنا ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫م أوَْرث َْنا ال ْك َِتا َ‬ ‫ّ‬
‫ق‬
‫ساب ِ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫صد ٌ وَ ِ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سهِ وَ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ل ِن َ ْ‬ ‫م ظال ِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫فَ ِ‬
‫ل ال ْك َِبيُر )‪. { (32‬‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ ذ َل ِ َ‬ ‫ت ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫يقول تعالى‪ :‬ثم جعلنا القائمين بالكتاب العظيم‪،‬‬
‫المصدق لما بين يديه من الكتب‪ ،‬الذين اصطفينا‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪197‬‬

‫من عبادنا‪ ،‬وهم هذه المة‪ ،‬ثم قسمهم إلى ثلثة‬


‫أنواع‪:‬‬
‫سهِ { وهو‪ :‬المفرط في‬ ‫ف ِ‬‫م ل ِن َ ْ‬‫ظال ِ ٌ‬‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫فقال‪ } :‬فَ ِ‬
‫فعل بعض الواجبات‪ ،‬المرتكب لبعض المحرمات‪.‬‬
‫صد ٌ { وهو‪ :‬المؤدي للواجبات‪ ،‬التارك‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫} وَ ِ‬
‫للمحرمات‪ ،‬وقد يترك بعض المستحبات‪ ،‬ويفعل‬
‫بعض المكروهات‪.‬‬
‫ن الل ّهِ { وهو‪ :‬الفاعل‬ ‫ت ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫خي َْرا ِ‬ ‫ساب ِقٌ ِبال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫} وَ ِ‬
‫للواجبات والمستحبات‪ ،‬التارك للمحرمات‬
‫والمكروهات وبعض المباحات‪.‬‬
‫قال علي بن أبي طلحة‪ ،‬عن ابن عباس في قوله‪:‬‬
‫صط َ َ‬ ‫} ثُ َ‬
‫عَبادَِنا {‪،‬‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫في َْنا ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫م أوَْرث َْنا ال ْك َِتا َ‬ ‫ّ‬
‫قال‪ :‬هم أمة محمد ‘ وَّرثهم الله كل كتاب أنزله‪،‬‬
‫فر له‪ ،‬ومقتصدهم يحاسب حسابا‬ ‫فظالمهم ي ُغْ َ‬
‫يسيرا‪ ،‬وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب‪.‬‬
‫وعن ابن عباس‪ ،‬عن رسول الله ‘ أنه قال ذات‬
‫يوم‪" :‬شفاعتي لهل الكبائر من أمتي"‪ .‬قال ابن‬
‫عباس‪ :‬السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب‪،‬‬
‫والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله‪ ،‬والظالم لنفسه‬
‫وأصحاب العراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد ‘ ‪.‬‬
‫وهكذا ُروي عن غير واحد من السلف‪ :‬أن الظالم‬
‫لنفسه من هذه المة من المصطفين‪ ،‬على ما فيه‬
‫من عوج وتقصير‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل الظالم لنفسه ليس من هذه‬
‫المة‪ ،‬ول من المصطفين الوارثين الكتاب‪.‬‬
‫والصحيح‪ :‬أن الظالم لنفسه من هذه المة وهذا‬
‫اختيار ابن جرير كما هو ظاهر الية‪ ،‬وكما جاءت به‬
‫الحاديث عن رسول الله ‘‪ ،‬من طرق يشد بعضها‬
‫بعضا‪ ،‬ونحن نورد منها ما تيسر‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪198‬‬

‫ن‬ ‫الحديث الول‪ :‬ما رواه المام أحمد بسنده عَـ ْ‬


‫ه‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬ ‫سِعيدٍ ال ْ‬ ‫أَ‬
‫ل ِفى هَذِ ِ‬ ‫ى ‪ -‘-‬أن ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ّ‬ ‫ى‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بى‬ ‫ِ‬
‫صط َ َ‬ ‫الية )ث ُ َ‬
‫عَبادَِنــا‬
‫ن ِ‬‫مــ ْ‬‫في َْنا ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫م أوَْرث َْنا ال ْك َِتا َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ‬
‫ق‬
‫ســاب ِ ٌ‬‫م َ‬‫من ْهُ ـ ْ‬
‫ص ـد ٌ وَ ِ‬ ‫قت َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫س هِ وَ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ل ِن َ ْ‬ ‫م َ‬
‫ظال ِ ٌ‬ ‫فَ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫حد َةٍ وَك ُل ّهُ ْ‬
‫م‬ ‫من ْزِل َةٍ َوا ِ‬ ‫ل » هَؤُل َِء ك ُل ّهُ ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫ت( َقا َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫خي َْرا ِ‬
‫جن ّةِ «) ورواه الترمذي قال الشيخ اللبــاني ‪:‬‬ ‫ِفى ال ْ َ‬
‫صحيح(‪.‬‬
‫ومعنى قوله‪" :‬بمنزلة واحدة" أي‪ :‬في أنهم من‬
‫هذه المة‪ ،‬وأنهم من أهل الجنة‪ ،‬وإن كان بينهم‬
‫فرق في المنازل في الجنة‪.‬‬
‫ن‬‫الحديث الثاني‪ :‬وروى المام أحمد ’ بسنده عَ ْ‬
‫ل»‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -‘-‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫أ َِبى الد ّْرَداِء ‪َ ‬قا َ‬
‫صط َ َ‬ ‫ل )ث ُ َ‬
‫في َْنا‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫م أوَْرث َْنا ال ْك َِتا َ‬ ‫ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫صد ٌ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سهِ وَ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ل ِن َ ْ‬ ‫ظال ِ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫عَبادَِنا فَ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ن الل ّهِ ( فَأ ّ‬ ‫ت ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫ساب ِقٌ ِبال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫وَ ِ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ة ب ِغَي ْ ِ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ت فَأول َئ ِ َ‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫قوا ِبال ْ َ‬ ‫سب َ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫دوا فَأول َئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫سُبو َ‬ ‫حا َ‬ ‫ك يُ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ن اقْت َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ب وَأ ّ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫م فَأولئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫موا أن ْ ُ‬ ‫ن ظل ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫سيرا وَأ ّ‬ ‫سابا ي َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫م هُ ُ‬ ‫شر ِ ث ُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ن ِفى طو ِ‬ ‫ُ‬ ‫سو َ‬ ‫حب َ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ِ‬ ‫ّ‬
‫مد ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن } ال ْ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫مت ِهِ فَهُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ب َِر ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ت َل ََفاهُ ُ‬
‫ن َرب َّنا ل َغَ ُ‬ ‫َ‬
‫كوٌر‬ ‫ش ُ‬ ‫فوٌر َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫حَز َ‬ ‫ب عَّنا ال ْ َ‬ ‫ذي أذ ْهَ َ‬ ‫ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫سَنا ِفيَها‬ ‫م ّ‬ ‫ضل ِهِ ل ي َ َ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مةِ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬‫حل َّنا َداَر ال ْ ُ‬ ‫ذي أ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ب { )رواه أحمد وغيره‬ ‫سَنا ِفيَها ل ُُغو ٌ‬ ‫م ّ‬ ‫ب َول ي َ َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫نَ َ‬
‫وضعفه اللباني والرناؤوط ثم ذكر المام الحافظ‬
‫ابن كثير عدة من الحاديث‪.(.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪199‬‬

‫وذكر ابن جرير بسنده عن عبد الله بن مسعود‪،‬‬


‫أنه قال‪ :‬هذه المة ثلثة أثلث يوم القيامة‪ :‬ثلث‬
‫يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬وثلث يحاسبون حسابا‬
‫يسيرا‪ ،‬وثلث يجيئون بذنوب عظام حتى يقول‪ :‬ما‬
‫هؤلء؟ ‪-‬وهو أعلم تبارك وتعالى‪-‬فتقول الملئكة‪:‬‬
‫هؤلء جاءوا بذنوب عظام‪ ،‬إل أنهم لم يشركوا بك‬
‫فيقول الرب عز وجل‪ :‬أدخلوا هؤلء في سعة‬
‫رحمتي‪ :‬وتل عبد الله هذه الية‪ } :‬ث ُ َ‬
‫م أوَْرث َْنا ال ْك َِتا َ‬
‫ب‬ ‫ّ‬
‫سهِ {‬ ‫ف ِ‬ ‫م ل ِن َ ْ‬‫ظال ِ ٌ‬‫م َ‬ ‫عَبادَِنا فَ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫في َْنا ِ‬‫صط َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫الية‪.‬‬
‫أثر آخر‪ :‬قال أبو داود الطيالسي بسنده عن عقبة‬
‫صهَْبان الهَُنائي قال‪ :‬سألت عائشة‪ ،~ ،‬عن‬ ‫بن ُ‬
‫صط َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫في َْنا ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ب ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م أوَْرث َْنا ال ْك َِتا َ‬ ‫قول الله‪ } :‬ث ُ ّ‬
‫سهِ { الية‪ ،‬فقالت لي‪ :‬يا‬ ‫ف ِ‬ ‫م ل ِن َ ْ‬‫ظال ِ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫عَبادَِنا فَ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫بني‪ ،‬هؤلء في الجنة‪ ،‬أما السابق بالخيرات فمن‬
‫مضى على عهد رسول الله ‘‪ ، ،‬شهد له رسول‬
‫الله ‘ بالحياة والرزق‪ ،‬وأما المقتصد فمن اتبع أثره‬
‫من أصحابه حتى لحق به‪ ،‬وأما الظالم لنفسه‬
‫فمثلي ومثلكم‪ .‬قال‪ :‬فجعلت نفسها معنا ‪.‬وهذا‬
‫ضم والتواضع‪ ،‬وإل فهي من‬ ‫منها‪ ،~ ،‬من باب الهَ ْ‬
‫أكبر السابقين بالخيرات؛ لن فضلها على النساء‬
‫كفضل الثريد على سائر الطعام‪.‬‬
‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :’ ،‬قال أمير المؤمنين‬
‫م‬ ‫من ْهُ ْ‬‫عثمان بن عفان‪ :_ ،‬في قوله تعالى‪ } :‬فَ ِ‬
‫سهِ { قال‪ :‬هي لهل بدونا‪ ،‬ومقتصدنا‬ ‫ف ِ‬ ‫م ل ِن َ ْ‬ ‫ظال ِ ٌ‬‫َ‬
‫أهل حضرنا‪ ،‬وسابقنا أهل الجهاد‪ .‬رواه ابن أبي‬
‫حاتم‪.‬وعن كعب الحبار قال‪ :‬إن الظالم لنفسه من‬
‫هذه المة‪ ،‬والمقتصد والسابق بالخيرات كلهم في‬
‫م أ َوَْرث َْنا‬ ‫الجنة‪ ،‬ألم تر أن الله تعالى قال‪ } :‬ث ُ ّ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪200‬‬

‫م‬
‫ظال ِ ٌ‬‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫عَبادَِنا فَ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫في َْنا ِ‬‫صط َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫ت ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫ن‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫ساب ِقٌ ِبال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫صد ٌ وَ ِ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سهِ وَ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل ِن َ ْ‬
‫خُلون ََها {‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ت عَد ْ ٍ‬ ‫جّنا ُ‬ ‫ل ال ْك َِبيُر َ‬ ‫ض ُ‬‫ف ْ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫الل ّهِ ذ َل ِ َ‬
‫م { قال‪:‬‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫م َناُر َ‬ ‫فُروا ل َهُ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫إلى قوله‪َ } :‬وال ّ ِ‬
‫فهؤلء أهل النار‪.‬أن ابن عباس سأل كعبا عن‬
‫صط َ َ‬ ‫قوله‪ } :‬ث ُ َ‬
‫عَبادَِنا‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫في َْنا ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫م أوَْرث َْنا ال ْك َِتا َ‬ ‫ّ‬
‫ست مناكبهم‬ ‫ن الل ّهِ { قال‪ :‬تما ّ‬ ‫{ إلى قوله‪ } :‬ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫وَرب كعب ‪ ،‬ثم أعطوا الفضل بأعمالهم‪.‬عن أبي‬
‫إسحاق السبيعي في هذه الية‪ } :‬ث ُ َ‬
‫ب‬ ‫م أوَْرث َْنا ال ْك َِتا َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫عَبادَِنا { الية‪ ،‬قال أبو إسحاق‪:‬‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫في َْنا ِ‬ ‫صط َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫أما ما سمعت منذ ستين سنة فكلهم ناج‪.‬وعن‬
‫محمد بن الحنفية قال‪ :‬إنها أمة مرحومة‪ ،‬الظالم‬
‫مغفور له‪ ،‬والمقتصد في الجنان عند الله‪ ،‬والسابق‬
‫بالخيرات في الدرجات عند الله‪.‬‬
‫وقال أبو الجارود‪ :‬سألت محمد بن علي‬ ‫‪-‬‬
‫م‬ ‫م َ‬
‫ظال ِ ٌ‬ ‫‪-‬يعني‪ :‬الباقر‪-‬عن قوله‪ } :‬فَ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫سهِ { فقال‪ :‬هو الذي خلط عمل صالحا‬ ‫ف ِ‬ ‫ل ِن َ ْ‬
‫وآخر سيئا‪ .‬فهذا ما تيسر من إيراد الحاديث‬
‫والثار المتعلقة بهذا المقام‪ .‬وإذا تقرر هذا‬
‫فإن الية عامة في جميع القسام الثلثة من‬
‫ن ِفيَها‬ ‫حل ّوْ َ‬ ‫خُلون ََها ي ُ َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ت عَد ْ ٍ‬ ‫جّنا ُ‬ ‫هذه المة} َ‬
‫ب وَل ُؤْل ُ ً‬ ‫م َ‬
‫م ِفيَها‬ ‫سهُ ْ‬ ‫ؤا وَل َِبا ُ‬ ‫ن ذ َهَ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ساوَِر ِ‬‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ب عَّنا‬ ‫ذي أذ ْهَ َ‬ ‫مد ُ ل ِلهِ ال ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ريٌر )‪ (33‬وََقالوا ال َ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫حلَنا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫فوٌر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ذي أ َ‬ ‫كوٌر )‪ (34‬ال ِ‬ ‫ن َرب َّنا لغَ ُ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫حَز َ‬ ‫ال َ‬
‫ب َول‬ ‫ص ٌ‬ ‫سَنا ِفيَها ن َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ضل ِهِ ل ي َ َ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬‫مةِ ِ‬‫قا َ‬‫م َ‬‫َداَر ال ْ ُ‬
‫ب )‪. { (35‬يخبر تعالى أن‬ ‫سَنا ِفيَها ل ُُغو ٌ‬ ‫م ّ‬ ‫يَ َ‬
‫مأوى هؤلء المصطفين من عباده‪ ،‬الذين‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪201‬‬

‫أورثوا الكتاب المنزل من رب العالمين يوم‬


‫القيامة‪ .‬ا‪.‬هـ)‪(1‬‬

‫ُ‬
‫مِتي‬
‫نأ ّ‬‫ع ْ‬
‫وَز ِلي َ‬
‫جا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه تَ َ‬ ‫إِ ّ‬ ‫•‬

‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ي ‘ ‪ )) :‬إ ِ ّ‬‫ل الن ّب ِ ّ‬‫ل ‪َ :‬قا َ‬‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ُ‬
‫م‬‫ما ل َ ْ‬
‫ها َ‬ ‫دوُر َ‬
‫ص ُ‬
‫ت ب ِهِ ُ‬ ‫س ْ‬‫سو َ َ‬
‫ما وَ ْ‬ ‫مِتي َ‬‫نأ ّ‬‫جاوََز ِلي عَ ْ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬
‫ل أوْ ت َك َل ّ ْ‬
‫م ْ‬
‫‪2‬‬
‫م(( ) (‪.‬‬ ‫ت َعْ َ‬

‫قل ْب َ ُ‬
‫ه‬ ‫هْر َ‬ ‫وط َ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫فْر ذَن ْب َ ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫الل ّ ُ‬ ‫•‬
‫ه‬ ‫ج ُ‬ ‫فْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ي‘‬ ‫َ‬ ‫ن فًَتى َ‬ ‫ُ‬
‫شاّبا أَتى الن ّب ِ ّ‬ ‫ة _ قال‪ )) :‬إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫‪ -‬عن أبي أ َ‬
‫ل ال ْقَوْ ُ‬
‫م‬ ‫ن ِلي ِبالّزَنا فَأ َقْب َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ائ ْذ َ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ريًبا‬ ‫ه قَ ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫ه فَد ََنا ِ‬ ‫ل اد ْن ُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م ْ‬ ‫جُروهُ َقاُلوا َ‬ ‫عَل َي ْهِ فََز َ‬
‫جعَل َِني‬ ‫ل َل َوالل ّهِ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ه ِل ّ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫ل أ َت ُ ِ‬ ‫س َقا َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ُ‬
‫م َقا َ‬
‫ل‬ ‫مَهات ِهِ ْ‬ ‫ه ِل ّ‬ ‫حّبون َ ُ‬ ‫س يُ ِ‬ ‫ل وََل الّنا ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫داَء َ‬ ‫ه فِ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫جعَل َِني الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َل َوالل ّهِ َيا َر ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ه ِلب ْن َت ِ َ‬ ‫حب ّ ُ‬‫أ َفَت ُ ِ‬
‫ه‬
‫حب ّ ُ‬ ‫ل أ َفَت ُ ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه ل ِب ََنات ِهِ ْ‬ ‫حّبون َ ُ‬ ‫س يُ ِ‬ ‫ل وََل الّنا ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫داَء َ‬ ‫فِ َ‬
‫ل وََل‬ ‫ك َقا َ‬ ‫داَء َ‬ ‫ه فِ َ‬ ‫جعَل َِني الل ّ ُ‬ ‫ل َل َوالل ّهِ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫ِل ُ ْ‬
‫ل َل‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ه ل ِعَ ّ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫ل أ َفَت ُ ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫وات ِهِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ه ِل َ َ‬ ‫حّبون َ ُ‬ ‫س يُ ِ‬ ‫الّنا ُ‬
‫ه‬‫حّبون َ ُ‬ ‫س يُ ِ‬ ‫ل وََل الّنا ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫داَء َ‬ ‫ه فِ َ‬ ‫جعَل َِني الل ّ ُ‬ ‫َوالل ّهِ َ‬
‫جعَل َِني الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل َل َوالل ّهِ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫خال َت ِ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫حب ّ ُ‬‫ل أ َفَت ُ ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫مات ِهِ ْ‬ ‫ل ِعَ ّ‬
‫ع‬
‫ض َ‬ ‫ل فَوَ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫خاَلت ِهِ ْ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫حّبون َ ُ‬ ‫س يُ ِ‬ ‫ل وََل الّنا ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫داَء َ‬ ‫فِ َ‬
‫ن‬
‫ص ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ه وَط َهّْر قَل ْب َ ُ‬ ‫فْر ذ َن ْب َ ُ‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫ي َد َهُ عَل َي ْهِ وََقا َ‬

‫‪)()1‬بتصريف من تفسير ابن كثير(‬


‫‪ ()2‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪202‬‬

‫يءٍ ((‬ ‫ت إ َِلى َ‬


‫ش ْ‬ ‫فَتى ي َل ْت َ ِ‬
‫ف ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ن ب َعْد ُ ذ َل ِ َ‬ ‫ه فَل َ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ج ُ‬‫فَْر َ‬
‫)‪. (1‬‬

‫ت‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫هب ْ َ‬ ‫ت ي ُذْ ِ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫• إِ ّ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫مــَرأ ٍ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫صا َ‬ ‫جًل أ َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سُعودٍ _‪ :‬أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت عَل َي ْهِ‬ ‫ه فَأن ْزِل َ ْ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَذ َك ََر ذ َل ِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ة فَأَتى َر ُ‬ ‫قُب ْل َ ً‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ن الل ّي ْـ ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ي الن ّهَــارِ وَُزَلف ـا ً ِ‬ ‫صلةَ ط ََرفَ ِ‬ ‫}وَأقِم ِ ال ّ‬
‫ن{‬ ‫ري َ‬ ‫ذاك ِ ِ‬ ‫ك ذِك ْـَرى ِلل ـ ّ‬ ‫ت ذ َل ِـ َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ت ي ُذ ْهِب ْ َ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي هَذِهِ َقا َ‬ ‫ل الرج ُ َ‬
‫ن‬‫مــ ْ‬ ‫ل‪ )) :‬ل ِ َ‬ ‫ل‪ :‬أل ِ َ‬ ‫)هود‪َ (114 :‬قا َ ّ ُ‬
‫ل‬ ‫مِتي(( )‪ (2‬وفــى روايــة لمســلم قَــا َ‬ ‫ُ‬ ‫م َ‬
‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب َِها ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫ش ـةِ فَ ـأَتى‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ـَرأ َةٍ َ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ش ـي ًْئا ُدو َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫صا َ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫خط ّــاب فَعظ ّـم عَل َي ـه ث ُـ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م أت َــى أب َــا ب َك ْـ ٍ‬
‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مَر ب ْـ َ‬ ‫عُ َ‬
‫َ‬
‫ي ‘ فَذ َك ََره‪.‬‬ ‫م أَتى الن ّب ِ ّ‬ ‫م عَل َي ْهِ ث ُ ّ‬ ‫ف َ ع َظ ّ َ‬
‫كُ ّ ُ‬
‫ن‬
‫ري َ‬ ‫ه ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫فاةٌ إ ِّل ال ْ ُ‬ ‫عا َ‬ ‫م َ‬ ‫مِتي ُ‬ ‫لأ ّ‬ ‫•‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫قو ُ‬ ‫‪ -‬عن أِبي هَُري َْرةَ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ت ‪َ :‬ر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬
‫مَعاَفاةٌ إ ِّل‬ ‫ل ‪)) :‬ك ُ ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫الل ّهِ ‘ ي َ ُ‬
‫مِتي ُ‬ ‫لأ ّ‬
‫َ‬
‫ل ال ْعَب ْد ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫جَهارِ أ ْ‬ ‫ن اْل ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن وَإ ِ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫جاهِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫ست ََرهُ َرب ّ ُ‬ ‫ح قَد ْ َ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫مًل ث ُ ّ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫ِبالل ّي ْ ِ‬
‫ذا وَقَد ْ‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫ة كَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ال َْبارِ َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ن قَد ْ عَ ِ‬ ‫َيا فَُل ُ‬
‫ح‬
‫صب ِ ُ‬ ‫ه وَي ُ ْ‬ ‫ست ُُرهُ َرب ّ ُ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫ه فَي َِبي ُ‬ ‫ست ُُرهُ َرب ّ ُ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫َبا َ‬
‫ه(()‪.(3‬‬ ‫ست َْر الل ّهِ عَن ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫ي َك ْ ِ‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد وقــال شــعيب الرنــاؤوط ‪ :‬إســناده صــحيح رجــاله‬


‫ثقات رجال الصحيح والمعجم الكبير للطبراني ‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪203‬‬

‫ل؟‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫شَرادُ ذَل ِ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ف َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫•‬


‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ل ‪ )):‬ن ََزل َْنا َ‬ ‫جب َي ْرٍ _ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ت بن ُ‬ ‫وا َ‬ ‫خ ّ‬ ‫عن َ‬
‫خباِئي فَإَذا أناَ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ن ‪َ ،‬قا َ‬ ‫مّر الظ ّهَْرا‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ِ‬ ‫‘ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ت َفا ْ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫جب ْن َِني ‪ ،‬فََر َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَأعْ َ‬ ‫حد ّث ْ َ‬ ‫سوَةٍ ي َت َ َ‬ ‫بن ْ‬
‫ت‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫ست َُها وَ ِ‬ ‫ة فَل َب ِ ْ‬ ‫حل ّ ً‬ ‫من َْها ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫عَي ْب َِتي ‪َ ،‬فا ْ‬
‫ن قُب ّت ِهِ ‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫معَهُ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫س ُ‬ ‫جل َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫قا َ َ‬
‫ت‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ن ؟ ‪ ,‬فَل َ ّ‬ ‫معَهُ ّ‬ ‫ك َ‬ ‫س َ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬أَبا عَب ْدِ الل ّهِ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ت ‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫خت َل َط ْ ُ‬ ‫ه وا ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ هِب ْت ُ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ضى َوات ّب َعْت ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫دا فَ َ‬ ‫ه قَي ْ ً‬ ‫شَرد َ ‪ ،‬فَأَنا أب ْت َِغي ل َ ُ‬ ‫ل ِلي َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ك ك َأّني أن ْظُر إ ِلى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل الَرا َ‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬ ‫فَأل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي رَِداَءهُ وَد َ َ‬ ‫قى إ ِل ّ‬
‫ه‬ ‫جت َ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫ضى َ‬ ‫ق َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ضَرةِ ال ََرا ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫مت ْن ِهِ ِفي َ‬ ‫ض َ‬ ‫ب ََيا ِ‬
‫حي َت ِهِ عََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن لِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سي ُ‬ ‫ماُء ي َ ِ‬ ‫ل َوال ْ َ‬ ‫ضأ ‪ ،‬فَأقْب َ َ‬ ‫وَت َوَ ّ‬
‫َ‬
‫صد ْرِهِ ‪،‬‬ ‫حي َت ِهِ عََلى َ‬ ‫ن لِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قط ُُر ِ‬ ‫ل ‪ :‬يَ ْ‬ ‫صد ْرِهِ ‪ ،‬أوْ َقا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫م‬‫مل ِك ؟ ‪,‬ث ُ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫شَراد ُ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل ‪ :‬أَبا عَب ْدِ اللهِ َ‬ ‫قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سيرِ ‪ِ ،‬إل َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫قِني ِفي ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل ل ي َل ْ َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫حل َْنا فَ َ‬ ‫اْرت َ َ‬
‫َ‬
‫ل‬
‫م ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫شَراد ُ ذ َل ِ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫ك أَبا عَب ْدِ الل ّهِ َ‬ ‫م عَل َي ْ َ‬ ‫سل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫جت َن َب ْ ُ‬ ‫دين َةِ ‪ ،‬وا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت إ َِلى ال ْ َ‬ ‫جل ْ ُ‬ ‫ك ت َعَ ّ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫؟ ‪ ,‬فَل َ ّ‬
‫ك‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫طا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ي ‘ ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ة إ َِلى الن ّب ِ‬ ‫س َ‬ ‫جال َ َ‬ ‫م َ‬ ‫جد َ َوال ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫جد َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫جد ِ ‪ ،‬فَأت َي ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خل ْوَةِ ال ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫حي ّن ْ ُ‬ ‫تَ َ‬
‫ُ‬
‫ه‬
‫جر ِ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ن ب َعْ َِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫صّلي ‪ ،‬وَ َ‬ ‫تأ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫فَ ُ‬
‫فَ َ‬
‫ن‬ ‫جاَء أ ْ‬ ‫ت َر َ‬ ‫ن وط َوّل ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫فت َي ْ‬ ‫في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫صّلى َرك ْعَت َي ْ‬ ‫ج أة ً ف َ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫شئ ْ َ‬
‫ت‬ ‫ما ِ‬ ‫ل أَبا عَب ْدِ الل ّهِ َ‬ ‫ل ‪ :‬ط َوّ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ب وي َد َعُِني ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ي َذ ْهَ َ‬
‫َ‬
‫ت ِفي‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ف ‪ , ،‬فَ ُ‬ ‫صر ِ َ‬ ‫حّتى ت َن ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َقائ ِ ً‬ ‫س ُ‬ ‫ل فَل َ ْ‬ ‫ن ت ُط َوّ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ُ‬ ‫سي ‪َ :‬والل ّهِ ل َعْت َذَِر ّ‬
‫ن‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ولب ْرِئ ْ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن إ َِلى َر ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ك أَبا عَب ْدِ الل ّهِ َ‬ ‫م عَل َي ْ َ‬ ‫سل ُ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫صد َْره ُ ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ذي ب َعَث َ َ‬ ‫ت ‪َ :‬وال ّ ِ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل ؟ ‪ ,‬فَ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫شَراد ُ ذ َل ِ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫فَعَ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪204‬‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سل َ َ‬
‫م ‪ ،‬فَ َ‬
‫قا َ‬ ‫من ْذ ُ أ ْ‬
‫ل ُ‬‫م ُ‬ ‫ج َ‬‫ك ال ْ َ‬‫شَرد َ ذ َل ِ َ‬
‫ما َ‬ ‫حق ّ َ‬‫ِبال ْ َ‬
‫ن )‪. (((1‬‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫م ّ‬‫يٍء ِ‬‫ش ْ‬‫م ي ُعِد ْ ل ِ َ‬‫م لَ ْ‬ ‫ه َثلًثا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫م َ‬‫ح َ‬‫َر ِ‬

‫ُ‬ ‫عِتي ِل َ ْ‬
‫مِتي‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ل ال ْك ََبائ ِ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫•‬
‫فاعَِتي‬ ‫ش َ‬ ‫ل‪َ )):‬‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ك _ ‪:‬عَ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫مِتي (()‪.(2‬‬ ‫ِل َهْل ال ْك َبائ ِر م ُ‬
‫نأ ّ‬ ‫َ ِ ِ ْ‬ ‫ِ‬
‫ه‬
‫ت إ ِن ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عل ِ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫و الل ّ ِ‬ ‫ف َ‬‫عُنوهُ َ‬ ‫ل ت َل ْ َ‬ ‫•‬
‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الل ّ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫َ‬
‫جًل عََلى عَهْدِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ب _ ‪)) :‬أ ّ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫مــاًرا‬ ‫ح َ‬‫ب ِ‬ ‫قـ ُ‬ ‫ن ي ُل َ ّ‬ ‫ه عَب ْـد َ الل ّـهِ وَك َــا َ‬ ‫م ُ‬ ‫سـ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ي ‘ ك َــا َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫جل َـد َهُ‬‫ي ‘ قَ ـد ْ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬‫ل الل ّهِ ‘ وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫وَ َ‬
‫جل ِـد َ فَقَــا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫مَر ب ِـهِ فَ ُ‬ ‫مــا فَـأ َ‬ ‫ي ب ِـهِ ي َوْ ً‬ ‫ب فَ أ ت ِ َ‬ ‫شَرا ِ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫َ‬
‫مــا ي ُـؤَْتى ب ِـ ِ‬
‫ه‬ ‫مــا أك ْث َـَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ال ْعَن ْ ُ‬‫قوْم ِ الل ّهُ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ب‬‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ت إ ِن ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ما عَل ِ ْ‬ ‫ي ‘‪ :‬ل ت َل ْعَُنوهُ فَوَ الل ّهِ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ه (()‪.(3‬‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫الل ّ َ‬

‫‪()1‬المعجــم الكــبير للطــبراني ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ (274‬قــال الهيثمــي‬


‫رواه الطبراني من طريقيــن ورجــال أحــدهما رجـال الصــحيح غيــر‬
‫الجراح بن مخلد وهو ثقة ‪ .‬المجمع ‪ 9/401‬وبالرجوع إلى المعجم‬
‫الكبير للطبراني ‪ 4/203‬تبين أن الرواية من طريق زيد بن أســلم‬
‫دث أن خوات بن جبير قال نزلنا ‪ ..‬وفــي ترجمــة خــوات _ فــي‬ ‫يح ّ‬
‫التهذيب ‪ :‬وأرسل عنه زيد بن أسلم وفي الصابة في وفاة خــوات‬
‫سنة ‪ 40‬أو ‪ 42‬وأما زيد بن أسلم ففي السير أنه توفي سنة ‪136‬‬
‫وعلى ذلك فالسند منقطع ‪.‬‬
‫‪ ()2‬والترمذي وابن ماجه وصححه اللباني‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه البخاري‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪205‬‬

‫عَلثثى‬ ‫ن َ‬ ‫طا ِ‬ ‫شثثي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫و َ‬ ‫عثث ْ‬ ‫كوُنثثوا َ‬ ‫• ل تَ ُ‬


‫م‬ ‫خيك ُ ْ‬ ‫أَ ِ‬

‫ي‘‬ ‫ُ‬ ‫ن أ َِبــي هَُرْيــَرةَ _ َقــا َ‬


‫ي الن ِّبــ ّ‬ ‫ل‪ )) :‬أِتــ َ‬ ‫عــ ْ‬ ‫‪-‬و َ‬
‫َ‬
‫من ّــا‬ ‫ه ب ِي َـدِهِ وَ ِ‬ ‫ض ـر ِ ب ُ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫مّنا َ‬ ‫ضْرب ِهِ فَ ِ‬ ‫مَر ب ِ َ‬ ‫ن فَ أ َ‬ ‫سك َْرا َ‬ ‫بِ َ‬
‫مــا‬ ‫ه ب ِث َـوْب ِهِ فَل َ ّ‬ ‫ض ـر ِ ب ُ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫من ّــا َ‬ ‫ه ب ِن َعْل ِـهِ وَ ِ‬ ‫ض ـر ِ ب ُ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ســو ُ‬ ‫قــا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ف َقا َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫خَزاهُ الل ـ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ما ل ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫صَر َ‬ ‫ان ْ َ‬
‫م (()‪(1‬‬ ‫خيك ُـ ْ‬ ‫ن عَل َــى أ َ ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫ش ـي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كوُنوا عَـوْ َ‬ ‫الل ّهِ ‘ ل ت َ ُ‬
‫ل‬‫ب قَــا َ‬ ‫ل قَ ـد ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ش ـر ِ َ‬ ‫ج ٍ‬‫ي ‘ ب َِر ُ‬ ‫ي الن ّب ِ ّ‬ ‫ه _ قال ‪ )):‬أت ِ َ‬ ‫عن ْ‬ ‫و َ‬
‫اضــربوه َقــا َ َ‬
‫ه‬
‫ب ب َِيــدِ ِ‬ ‫ضــارِ ُ‬ ‫مّنــا ال ّ‬ ‫ل أُبــو هَُرْيــَرةَ فَ ِ‬ ‫ْ ُِ ُ‬
‫ل‬ ‫ف قَــا َ‬ ‫ص ـَر َ‬ ‫ما ان ْ َ‬ ‫ب ب ِث َوْب ِهِ فَل َ ّ‬ ‫ضارِ ُ‬ ‫ب ب ِن َعْل ِهِ َوال ّ‬ ‫ضارِ ُ‬ ‫َوال ّ‬
‫ل ‪ ] :‬فقال رسول الله ‘‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫خَزا َ‬ ‫ق وْم ِ أ َ ْ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫ن (()‪(2‬‬ ‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ذا ل ت ُِعيُنوا عَل َي ْهِ ال ّ‬ ‫قوُلوا هَك َ َ‬ ‫[ ل تَ ُ‬

‫عل َْيثث ِ‬
‫ه‬ ‫عيُنثثوا َ‬ ‫ذا ل ت ُ ِ‬ ‫ه َ‬
‫كثث َ‬ ‫قوُلثثوا َ‬ ‫• ل تَ ُ‬
‫ك الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬ ‫قوُلوا َر ِ‬ ‫ن ُ‬‫ول َك ِ ْ‬
‫ن َ‬
‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫ال ّ‬
‫َ‬
‫حاب ِهِ‬ ‫صــ َ‬‫ل الّلــهِ ‘ ‪)):‬ل ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫‪ -‬وفي رواية ث ُ ّ‬
‫مــا‬‫ه َ‬ ‫ت الل ّـ َ‬ ‫قي ْـ َ‬‫مــا ات ّ َ‬‫ن َ‬ ‫قول ُــو َ‬ ‫ب َك ّت ُــوهُ فَ ـأ َقْب َُلوا عَل َي ْـهِ ي َ ُ‬
‫م‬‫ل الل ّـهِ ‘ ث ُـ ّ‬ ‫ســو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫حي َي ْ َ‬
‫س ـت َ ْ‬
‫ما ا ْ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ت الل ّ َ‬‫شي َ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫فْر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫م اغ ْ ِ‬‫ن ُقوُلوا الل ّهُ ّ‬ ‫خرِهِ وَل َك ِ ْ‬ ‫ل ِفي آ ِ‬ ‫سُلوهُ وََقا َ‬ ‫أْر َ‬
‫ها(()‪(3‬وفي‬ ‫ح وَ َ‬‫ة و َن َ ْ‬
‫م َ‬‫زيد ُ ال ْك َل ِ َ‬‫م يَ ِ‬ ‫ض هُ ْ‬ ‫ه وَب َعْ ُ‬‫م ُ‬‫ح ْ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫م اْر َ‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪()2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ ()3‬أبــو داود كتــاب الحــدود بــاب الحــد فــي الخمــر رقــم ‪4478‬‬
‫‪ ، 4/620‬صححه اللباني في صحيح سنن أبي داود برقم ‪.3759‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪206‬‬

‫خ ـَزا َ‬
‫ك‬ ‫ق ـو ْ م ِ ‪ :‬أ َ ْ‬
‫ض ال ْ َ‬
‫ل ب َعْ ـ ُ‬‫ف قَــا َ‬
‫صَر َ‬ ‫ما ان ْ َ‬ ‫رواية ‪ )):‬فَل َ ّ‬
‫ذا ل ت ُِعين ُــوا‬ ‫قول ُــوا هَك َـ َ‬ ‫ل الل ّـهِ ‘‪ :‬ل ت َ ُ‬ ‫ســو ُ‬‫ل َر ُ‬ ‫ه ‪َ.‬قا َ‬‫الل ّ ُ‬
‫ه (()‪.(1‬‬ ‫ك الل ّ ُ‬‫م َ‬ ‫ن ُقوُلوا َر ِ‬
‫ح َ‬ ‫ن وَل َك ِ ْ‬
‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫عَل َي ْهِ ال ّ‬

‫ُ‬
‫ة‬
‫م ٍ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ق ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ة لَ ْ‬ ‫وب َ ً‬ ‫ب تَ ْ‬ ‫قدْ َتا َ‬ ‫لَ َ‬ ‫•‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫عت ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫و ِ‬ ‫لَ َ‬
‫جاَء‬ ‫ل َ‬ ‫ن أ َِبيهِ ‪َ )) : ‬قا َ‬ ‫ن ب َُري ْد َةَ عَ ْ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‘ فَ َ‬ ‫ك إ ِلى الن ّب ِ ّ‬
‫مال ِ ٍ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عُز ب ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ه وَت ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫فرِ الل َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫جعْ َفا ْ‬ ‫حك اْر ِ‬ ‫َ‬ ‫ل » وَي ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫طهّْرِنى‪ .‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫جاَء فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫جعَ غَي َْر ب َِعيدٍ ث ُ ّ‬ ‫ل فََر َ‬ ‫إ ِل َي ْهِ «‪َ .‬قا َ‬
‫ع‬
‫ج ْ‬ ‫ك اْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ » وَي ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫الل ّهِ ط َهّْرِنى‪ .‬فَ َ‬
‫جعَ غَي َْر ب َِعيدٍ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ل فََر َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ «‪َ .‬قا َ‬ ‫ه وَت ُ ْ‬ ‫فرِ الل ّ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫َفا ْ‬
‫ى ‪-‘-‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الل ّهِ ط َهّْرِنى‪ .‬فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫جاَء فَ َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ت الّراب ِعَ ُ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫حّتى إ َِذا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫م أط َهُّر َ‬ ‫ُ‬
‫سأ َ‬
‫ل‬ ‫ن الّزَنى‪ .‬فَ َ‬ ‫م َُ‬ ‫ل ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ك «‪ .‬فَ َ‬ ‫‪ِ » -‘-‬في َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫خب َِر أن ّ ُ‬ ‫ن «‪ .‬فَأ ْ‬ ‫جُنو ٌ‬ ‫ل الل ّهِ ‘» أب ِهِ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ل‬‫ج ٌ‬ ‫مًرا «‪ .‬فَ َ‬ ‫ل»أ َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن‪ .‬فَ َ‬
‫م َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫شر ِ َ‬ ‫جُنو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫بِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ر‪َ .‬قا َ‬ ‫مٍَ‬ ‫خ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ِري َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جد ْ ِ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ه فَل َ ْ‬ ‫ست َن ْك َهَ ُ‬ ‫َفا ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫مَر ب ِهِ فَُر ِ‬ ‫م‪ .‬فَأ َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ت «‪ .‬فَ َ‬ ‫الل ّهِ ‘‪ »-‬أَزن َي ْ َ‬
‫قد ْ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫قد ْ هَل َ َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ن َقائ ِ ٌ‬ ‫س ِفيهِ فِْرقَت َي ْ ِ‬ ‫الّنا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ة أفْ َ‬ ‫ما ت َوْب َ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ه وََقائ ِ ٌ‬ ‫طيئ َت ُ ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ت ب ِهِ َ‬ ‫حاط َ ْ‬ ‫أ َ‬
‫جاَء إ ِ َ‬ ‫عز أ َ‬
‫ه‬
‫ضعَ ي َد َهُ ِفى ي َدِ ِ‬ ‫ى ‘ فَوَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ما ِ ٍ‬ ‫ت َوْب َةِ َ‬
‫ن‬
‫مي ْ ِ‬ ‫ك ي َوْ َ‬ ‫ل ‪ -‬فَل َب ُِثوا ب ِذ َل ِ َ‬ ‫جاَرةِ ‪َ -‬قا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل اقْت ُل ِْنى ِبال ْ ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫م‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫س فَ َ‬ ‫جُلو ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘وَهُ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫أ َوْ ث َل َث َ ً‬
‫ل‬ ‫ك «‪َ .‬قا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫عز ِ ب ْ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫فُروا ل ِ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ل»ا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫س فَ َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ل ‪ -‬فَ َ‬ ‫ك‪َ - .‬قا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ّ‬ ‫قالوا غَ َ‬ ‫ُ‬ ‫فَ َ‬
‫عز ِ ب ْ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫فَر الل ُ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد ‪ 2/300‬قال أحمد شاكر ‪ :‬إسناده صــحيح المســند‬
‫ت‪ .‬أحمد شاكر رقم ‪.7973‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪207‬‬

‫ة‬ ‫ة ل َو قُسمت بي ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ » ل َ َ‬ ‫سو ُ‬


‫م ٍ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ِ َ ْ َْ َ‬ ‫ب ت َوْب َ ً ْ‬ ‫قد ْ َتا َ‬ ‫َر ُ‬
‫م )‪«(1‬‬ ‫سعَت ْهُ ْ‬ ‫ل َوَ ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن أ َِبيهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫ن هَّزا ٍ‬ ‫ن ن ُعَي ْم ِ ب ْ ِ‬ ‫زيد ُ ب ْ ُ‬ ‫‪ -‬قال ي َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫)) َ‬
‫ب‬
‫صا َ‬ ‫جرِ أِبي فَأ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ما ِفي ِ‬ ‫ك ي َِتي ً‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫عُز ب ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ه أِبي ائ ْ ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫جارِي َ ً‬ ‫َ‬
‫فُر ل َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ريد ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ك وَإ ِن ّ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ت لعَل ُ‬ ‫صن َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫خب ِْرهُ ب ِ َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫جا فَأَتاهُ فَ َ‬ ‫خَر ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جاَء أ ْ‬ ‫ك َر َ‬ ‫ب ِذ َل ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ض عَن ْ ُ‬ ‫ب الل ّهِ فَ َأعَْر َ‬ ‫ي ك َِتا َ‬ ‫م عَل َ ّ‬ ‫ت فَأقِ ْ‬ ‫الل ّهِ إ ِّني َزن َي ْ ُ‬
‫ب‬‫ي ك َِتا َ‬ ‫م عَل َ ّ‬ ‫ت فَأقِ ْ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِّني َزن َي ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فََعاد َ فَ َ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ إ ِّني‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فََعاد َ فَ َ‬ ‫ض عَن ْ ُ‬ ‫الل ّهِ فَأعْ ََر َ‬
‫َ‬
‫مَراٍر‬ ‫حّتى َقال ََها أْرب َعَ ِ‬ ‫ب الل ّهِ َ‬ ‫ي ك َِتا َ‬ ‫م عَل َ ّ‬ ‫ت فَأقِ ْ‬ ‫َزن َي ْ ُ‬
‫َ‬
‫فَلن َ ٍ‬
‫ة‬ ‫ل بِ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت فَب ِ َ‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫ك قَد ْ قُل ْت ََها أْرب َعَ َ‬ ‫ل ‘ إ ِن ّ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ل‬‫شْرت ََها َقا َ‬ ‫ل َبا َ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫جعْت ََها َقا َ‬ ‫ضا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مَر ب ِهِ أ ْ‬ ‫ل فَأ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫معْت ََها َقا َ‬ ‫جا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫ُ‬
‫س‬
‫م ّ‬ ‫جد َ َ‬ ‫م فَوَ َ‬ ‫ج َ‬‫ما ُر ِ‬ ‫حّرةِ فَل َ ّ‬ ‫ج ب ِهِ إ َِلى ال ْ َ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫م فَأ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ي ُْر َ‬
‫ُ‬
‫س‬
‫ن أن َي ْ ٍ‬ ‫ه عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬ ‫قي َ ُ‬ ‫شت َد ّ فَل َ ِ‬ ‫ج يَ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫جزِعَ فَ َ‬ ‫جاَرةِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ماهُ ب ِ ِ‬ ‫ف ب َِعيرٍ فََر َ‬ ‫ظي ِ‬ ‫ه ب ِوَ ِ‬ ‫ه فَن ََزعَ ل َ ُ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫جَز أ ْ‬ ‫وَقَد ْ عَ َ‬
‫ل هَّل‬ ‫قتل َه ث ُ َ‬
‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ي ‘ فَذ َك ََر ذ َل ِ َ‬ ‫م أَتى الن ّب ِ ّ‬ ‫فَ َ َ ُ ّ‬
‫ه)‪(2‬‬ ‫ترك ْتموه ل َعل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْ ِ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ب فَي َُتو َ‬ ‫ن ي َُتو َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ََ ُ ُ ُ َ ُ‬

‫ه‬
‫د ِ‬
‫سي ب ِي َ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬‫وال ّ ِ‬‫ف َ‬‫خال ِدُ َ‬ ‫هًل َيا َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫•‬

‫مك ْ ٍ‬
‫س‬ ‫ب َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬‫ها َ‬ ‫و َتاب َ َ‬‫ة لَ ْ‬ ‫وب َ ً‬‫ت تَ ْ‬ ‫قدْ َتاب َ ْ‬ ‫لَ َ‬
‫َ‬
‫ها‬‫عل َي ْ َ‬
‫صّلى َ‬ ‫ف َ‬ ‫ها َ‬ ‫مَر ب ِ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ه ثُ ّ‬‫فَر ل َ ُ‬‫غ ِ‬‫لَ ُ‬
‫ت‬‫فن َ ْ‬
‫ودُ ِ‬ ‫َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه وهذا لفظ مسلم‬


‫‪ ()2‬رواه أبو داود وغيره و أصله فى الصحيحين وقال اللباني‬
‫‪:‬صحيح ‪ ،‬دون قوله ‪ " :‬لعله أن "‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪208‬‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬قال عَبد الل ّه بن بريدةَ عَ َ‬


‫عَز ب ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أِبيهِ _‪ )):‬أ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ ُ َُ ْ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫مال ِ ٍ َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ي أَتى َر ُ‬ ‫م ّ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ك اْل ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت وَإ ِّني أِريد ُ أ ْ‬ ‫سي وََزن َي ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫اللهِ إ ِّني قد ْ ظل ْ‬
‫ن ال ْغَدِ أَتاهُ فَ َ‬ ‫َ‬
‫ل َيا‬ ‫قا َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ُط َهَّرِني فََرد ّهُ فَل َ ّ‬
‫َ‬
‫س َ‬
‫ل‬ ‫ة فَأْر َ‬ ‫ت فََرد ّهُ الّثان ِي َ َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِّني قَد ْ َزن َي ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫سا‬ ‫قل ِهِ ب َأ ً‬ ‫ن ب ِعَ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ل أت َعْل َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫مهِ فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ َِلى قَوْ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ل‬
‫ق ِ‬ ‫ي ال ْعَ ْ‬ ‫ه إ ِّل َوَفِ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ن َعْل َ ُ‬ ‫قاُلوا َ‬ ‫شي ًْئا فَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ت ُن ْك ُِرو َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ة فَأْر َ‬ ‫ما ن َُرى فَأَتاهُ الّثال ِث َ َ‬ ‫حيَنا ِفي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ب ِهِ وََل ب ِعَقْل ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َل ب َأ َ‬ ‫خب َُروهُ أن ّ ُ‬ ‫ه فَأ ْ‬ ‫ل عَن ْ ُ‬ ‫سأ َ‬ ‫ضا فَ َ‬ ‫أي ْ ً‬
‫ف رة ً ث ُ َ‬
‫م‬‫ج َ‬ ‫مَر ب ِهِ فَُر ِ‬ ‫مأ َ‬ ‫ّ‬ ‫ح ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫ن الّراب ِعَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫ل الل ّهِ إ ِّني قَد ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫مدِي ّ ُ‬ ‫ت ال َْغا ِ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ت َيا‬ ‫ن ال ْغَد ُ َقال َ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ها فَل َ ّ‬ ‫ه َرد ّ َ‬ ‫ت فَط َهّْرِني وَإ ِن ّ ُ‬ ‫َزن َي ْ ُ‬
‫َ‬ ‫م ت َُرد ِّني ل َعَل ّ َ‬
‫ت‬ ‫ما َرد َد ْ َ‬ ‫ن ت َُرد ِّني ك َ َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ل ِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫حّتى‬ ‫ما َل َفاذ ْهَِبي َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫حب َْلى َقا َ‬ ‫والل ّهِ إ ِّني ل َ ُ‬ ‫عًزا فَ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ت هَ َ‬ ‫خْرقَةٍ َقال ْ‬ ‫ي ِفي ِ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫بال ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫ت أت َت ْ ُ‬ ‫ما وَلد َ ْ‬ ‫دي فَل ّ‬ ‫ت َل ِ ِ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ميهِ فَل َ ّ‬ ‫فط ِ ِ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ضِعيهِ َ‬ ‫ل اذ ْهَِبي فَأْر ِ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫قَد ْ وَل َد ْت ُ ُ‬
‫فَط َمت َ‬
‫ذا‬ ‫ت هَ َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫خب ْزٍ فَ َ‬ ‫سَرةُ ُ‬ ‫ي ِفي ي َدِهِ ك ِ ْ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ه ِبال ّ‬ ‫ه أت َت ْ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫َ‬
‫م فَد َفَ َ‬
‫ع‬ ‫ل الط َّعا َ‬ ‫ه وَقَد ْ أك َ َ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ي الل ّهِ قَد ْ فَط َ ْ‬ ‫َيا ن َب ِ ّ‬
‫َ‬
‫فَر‬ ‫ح ِ‬ ‫مَر ب َِها فَ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ي إ َِلى َر ُ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫خال ِد ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫ها فَي ُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫س فََر َ‬ ‫مَر الّنا َ‬ ‫ها وَأ َ‬ ‫صد ْرِ َ‬ ‫ل ََها إ َِلى َ‬
‫م عََلى‬ ‫ْ‬
‫ح الد ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫سَها فَت َن َ ّ‬ ‫مى َرأ َ‬ ‫جرٍ فََر َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْوَِليدِ ب ِ َ‬ ‫بْ ُ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫ه إ ِّيا َ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫ي الل ّهِ ‘ َ‬ ‫معَ ن َب ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫سب َّها فَ َ‬ ‫خال ِدٍ فَ َ‬ ‫جهِ َ‬ ‫وَ ْ‬
‫ة لَ ْ‬
‫و‬ ‫ت ت َوْب َ ً‬ ‫قد ْ َتاب َ ْ‬ ‫سي ب ِي َدِهِ ل َ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫خال ِد ُ فَ َ‬ ‫مهًْل َيا َ‬ ‫َ‬
‫صّلى عَل َي َْها‬ ‫َ‬
‫مَر ب َِها فَ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫س ل َغُ ِ‬ ‫مك ْ ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫َتاب ََها َ‬
‫ود ُفِن َت (()‪(1‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪209‬‬

‫ن‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ق ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ة لَ ْ‬ ‫وب َ ً‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫قدْ َتاب َ ْ‬ ‫لَ َ‬ ‫•‬


‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫عت ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫و ِ‬ ‫ة لَ َ‬ ‫دين َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عي َ‬ ‫سب ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ض َ‬ ‫ةأ ْ‬‫َ‬ ‫ه ْ‬
‫جادَ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫وب َ ً‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جدْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ل َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫عالى‬ ‫َ‬ ‫ه تَ َ‬ ‫ّ‬
‫ها ل ِل ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب ِن َ ْ‬
‫ة‬
‫جهَي ْن َ َ‬ ‫عمران بن حصين ‪ )) ‬أ َن ا َ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مَرأةً ِ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ن ِ ْ َ َ ْ ِ ُ َ ْ ٍ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫أَ‬
‫ت َيا‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ن الّزَنى فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫حب َْلى ِ‬ ‫ى ُ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫‪-‘-‬‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ت ن َب ِى الل ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫ى الل ّهِ ‪-‘-‬‬ ‫ب‬‫ن‬ ‫عا‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫نبى الل ّه ّ أ َصبت حدا فَ َأ َ‬
‫َِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ُ‬ ‫ِ َ ْ ُ َ ّ‬ ‫َِ ّ‬
‫ت َفائ ْت ِِنى ب َِها «‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضع َ ْ‬ ‫ن إ ِلي َْها فَإ َِذا وَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل»أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫وَل ِي َّها فَ َ‬
‫َ‬
‫ت عَل َي َْها ث َِياب َُها ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫شك ّ ْ‬ ‫ى الل ّهِ ‪ -‘-‬فَ ُ‬ ‫مَر ب َِها ن َب ِ ّ‬ ‫ل فَأ َ‬ ‫فع َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫صّلى‬ ‫َ‬
‫مُر ت ُ َ‬ ‫ه عُ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫صّلى عَل َي َْها فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ج َ‬ ‫مَر ب َِها فَُر ِ‬ ‫أ َ‬
‫ة‬
‫ت ت َوْب َ ً‬ ‫قد ْ َتاب َ ْ‬ ‫ل » لَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ى الل ّهِ وَقَد ْ َزن َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫عَل َي َْها َيا ن َب ِ‬
‫ل َو قُسمت بين سبِعين م َ‬
‫م‬
‫سعَت ْهُ ْ‬ ‫دين َةِ ل َوَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫ِ َ ْ َْ َ َ ْ َ ِ ْ‬ ‫ْ‬
‫هّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سَها ل ِل ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت ب ِن َ ْ‬ ‫جاد َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ة أفْ َ‬ ‫ت ت َوْب َ ً‬ ‫جد ْ َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫وَهَ ْ‬
‫ت ََعاَلى «)‪.(((1‬‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم ‪.‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪210‬‬

‫ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالحيوان ‪.‬‬ ‫‪(11‬‬

‫طيُر‬ ‫ن َداب ّةٍ ِفي اْل َْرض َول َ‬


‫طائ ِرٍ ي َ ِ‬ ‫م ْ‬‫ما ِ‬ ‫قال ‪ }‬وَ َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ما فَّرط َْنا ِفي ال ْك َِتا ِ‬
‫م َ‬ ‫مَثال ُك ُ ْ‬‫مأ ْ‬ ‫حي ْهِ إ ِّل أ َ‬
‫م ٌ‬ ‫جَنا َ‬
‫بِ َ‬
‫ن{ )النعام‪(38:‬‬ ‫شُرو َ‬‫ح َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫م إ َِلى َرب ّهِ ْ‬ ‫يٍء ث ُ ّ‬‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫قوله تعالى‪ } :‬وما من داّبة في الرض { قال ابن‬
‫ب على الرض ‪ .‬قال‬ ‫عباس ‪ :‬يريد كل ما د ّ‬
‫خلق ل‬ ‫الزجاج ‪ :‬وذكر الجناحين توكيد ‪ ،‬وجميع ما ُ‬
‫ب وإما أن يطير ‪.‬‬ ‫يخلو إما أن يد ّ‬
‫قوله تعالى ‪ } :‬إل ُأمم أمثالكم { قال مجاهد ‪:‬‬
‫أصناف مصنفة ‪.‬‬
‫وقال أبو عبيدة ‪ :‬أجناس يعرفون الله ويعبدونه ‪.‬‬
‫وفي معنى »أمثالكم« أربعة أقوال ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أمثالكم في كون بعضها يفقه عن بعض ‪،‬‬
‫رواه أبو صالح عن ابن عباس ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬في معرفة الله ‪ ،‬قاله عطاء ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬أمثالكم في الخلق والموت والبعث ‪،‬‬
‫قاله الزجاج ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪211‬‬

‫والرابع ‪ :‬أمثالكم في كونها تطلب الغذاء ‪ ،‬وتبتغي‬


‫الرزق ‪ ،‬وتتوّقى المهالك‪،‬قاله ابن قتيبة‪ .‬قال ابن‬
‫النباري ‪ :‬وموضع الحتجاج من هذه الية أن الله‬
‫كب في المشركين عقول ً ‪ ،‬وجعل لهم‬ ‫تعالى ر ّ‬
‫أفهاما ألزمهم بها أن يتدّبروا أمر النبي ‘ ويتمسكوا‬
‫بطاعته ‪ ،‬كما جعل للطير أفهاما يعرف بها بعضها‬
‫إشارة بعض ‪ ،‬وهدى الذ ّك ََر منها لتيان النثى ‪ ،‬وفي‬
‫كل ذلك دليل على نفاذ قدرة المركب ذلك فيها ‪.‬‬
‫قوله تعالى ‪ } :‬ما فّرطنا في الكتاب من شيء {‬
‫في الكتاب قولن ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنه اللوح المحفوظ ‪ .‬روى ابن أبي طلحة‬
‫عن ابن عباس ‪ :‬ما تركنا شيئا إل وقد كتبناه في أم‬
‫الكتاب ‪ ،‬وإلى هذا المعنى ذهب قتادة ‪ ،‬وابن زيد ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬أنه القرآن ‪ ،‬روى عطاء عن ابن عباس ‪:‬‬
‫ما تركنا من شيء إل وقد بيناه لكم ‪ .‬فعلى هذا‬
‫يكون من العام الذي أريد به الخاص ‪ ،‬فيكون‬
‫المعنى ‪ :‬ما فرطنا في شيء بكم إليه حاجة إل‬
‫وبيناه في الكتاب ‪ ،‬إما نصا ً ‪ ،‬وإما مجمل ً ‪ ،‬وإما‬
‫دللة ‪ ،‬كقوله تعالى ‪ } :‬ونزلنا عليك الكتاب ِتبيانا ً‬
‫لكل شيء { ] النحل ‪ [ 89 :‬أي ‪ :‬لكل شيء يحتاج‬
‫إليه في أمر الدين ‪.‬‬
‫قوله تعالى ‪ } :‬ثم إلى ربهم يحشرون { فيه قولن‬
‫‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أِبى ذ َّر ‪ ‬أ ّ‬
‫ن‬ ‫أحدهما ‪ :‬أنه الجمع يوم القيامة ‪ .‬عَ ْ‬
‫ل » يا أباَ‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬رَأى َ‬ ‫سو َ‬
‫َ َ‬ ‫حا ِ‬‫ن ت َن ْت َط ِ َ‬ ‫شات َي ْ ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬‫ل » ل َك ِ ّ‬
‫ل‪َ .‬قا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن «‪َ .‬قا َ‬ ‫حا ِ‬ ‫م ت َن ْت َط ِ َ‬‫ل ت َد ِْرى ِفي َ‬ ‫ذ َّر هَ ْ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‬
‫ما « وروى مسلم عَ ْ‬ ‫ضى ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫سي َ ْ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه ي َد ِْرى وَ َ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد وقال شــعيب الرنــؤوط ‪ :‬حــديث حســن قــال‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪212‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ل ل َت ُؤَد ّ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫أِبي هَُري َْرةَ ‪ )) : ‬أ ّ‬
‫َ‬
‫شاةِ‬ ‫قاد َ ِلل ّ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫قوقَ إ َِلى أهْل َِها ي َوْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قْرَناِء((‬ ‫شاةِ ال ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫حاِء ِ‬ ‫جل ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫والثاني ‪ :‬أن معنى حشرها ‪ :‬موتها ‪ ،‬قاله ابن‬
‫عباس ‪ ،‬والضحاك )‪. (1‬‬
‫ك‬‫حّر ُ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫مد ٌ ‘ وَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫قد ْ ت ََرك ََنا ُ‬
‫م َ‬ ‫ل أ َُبو ذ َّر ‪ )) : ‬ل َ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ما((‬ ‫عل ْ ً‬‫ه ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ماِء إ ِّل أذ ْك ََرَنا ِ‬ ‫س َ‬ ‫حي ْهِ ِفي ال ّ‬ ‫جَنا َ‬ ‫طائ ٌِر َ‬ ‫َ‬
‫)‪(2‬وعنه ‪ )) : ‬تركنا رسول الله ‘ وما طائر يطير‬
‫بجناحيه إل عندنا منه علم ((قال أبو حاتم ‪ :‬معنى‬
‫)عندنا منه( يعني بأوامره ونواهيه وأخباره وأفعاله‬
‫وإباحاته ‘ )‪(3‬‬
‫وعَ َ‬
‫ر‬
‫م ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ي ‘ عَ ْ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ ‪ُ : ‬‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫مع َ ُ‬‫جا ِ‬ ‫ة ال َ‬‫ْ‬ ‫ْ‬
‫يٌء إ ِل هَذِهِ الي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ي ِفيَها َ‬ ‫َ‬
‫ل عَل ّ‬ ‫م ي ُن َْز ْ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫خي ًْرا ي ََرهُ وَ َ‬ ‫ل ذ َّرةٍ َ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ي َعْ َ‬‫م ْ‬ ‫فاذ ّةُ ‪ }:‬فَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫)‪(4‬‬ ‫ل ذ َّرةٍ َ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫م ْ‬
‫ن عُب َي ْدِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫شّرا ي ََرهُ { وعَ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ي َعْ َ‬
‫ت‬‫خل ْ ُ‬ ‫ل‪ )) :‬د َ َ‬ ‫ن ‪َ ù‬قا َ‬ ‫مي َي ْ ِ‬‫سل ْ َ‬ ‫سرٍ ال ّ‬ ‫ي بُ ْ‬ ‫ن اب ْن َ ْ‬ ‫زَِيادٍ عَ ِ‬
‫ب‬ ‫مّنا ي َْرك َ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه الّر ُ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫مك ُ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت ‪ :‬ي َْر َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ما فَ ُ‬ ‫عَل َي ْهِ َ‬
‫ل‬‫جام ِ هَ ْ‬ ‫حَها ِبالل ّ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ط وَي َك ْ َ‬ ‫سو ْ ِ‬ ‫ضرِب َُها ِبال ّ‬ ‫ه فَي َ ْ‬ ‫َداب ّت َ ُ‬
‫ما‬‫شي ًْئا َقاَل َل َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫معْت ُ َ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬

‫اللبـــاني فـــى السلســـلة الصـــحيحة ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪: (162‬ورواه‬


‫الطاليسي و إسناده صحيح حديث رقم ‪1588‬‬
‫‪ ()1‬ابن الجوزي زاد المسير ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(328‬‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد وقال شعيب الرنؤوط ‪ :‬حديث حسن‬

‫‪ ()3‬رواه ابن حبان فى صحيحه وقــال شــعيب الرنــؤوط ‪ :‬إســناده‬


‫صحيح] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 267‬‬
‫‪ ()4‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪213‬‬
‫شيًئا فَإَذا ا َ‬ ‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مَرأةٌ قَد ْ َناد َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ك َ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫معَْنا ِ‬ ‫س ِ‬‫َ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ج ّ‬
‫ل يَ ُ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫سائ ِ ُ‬ ‫ت أي َّها ال ّ‬ ‫ف ال ْب َي ْ ِ‬‫جو ْ ِ‬ ‫َ‬
‫حي ْهِ‬‫جَنا َ‬ ‫طيُر ب ِ َ‬ ‫طائ ِرٍ ي َ ِ‬ ‫َ‬
‫ن َداب ّةٍ ِفي اْلْرض وََل َ‬
‫ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫} وَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يٍء {‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ما فَّرط َْنا ِفي ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مَثال ُك ُ ْ‬‫مأ ْ‬ ‫م ٌ‬‫إ ِّل أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قاَل ‪ :‬هَذِهِ أ ُ ْ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مّنا وَقَد ْ أد َْرك َ ْ‬ ‫ي أك ْب َُر ِ‬ ‫خت َُنا وَهِ َ‬ ‫فَ َ‬
‫الل ّهِ ‘)‪.(((1‬‬

‫ثناءه ‪ ‬على بعض الحيوانات‪:‬‬

‫وقد أناط السلم وجوب الحسان إلى بعض‬


‫الحيوانات بمنافعها المعنوية وصفاتها الحميدة‪،‬‬
‫فأوجب الرفق بها لذلك‪.‬‬
‫وم ِ‬ ‫خي ُْر إ َِلى ي َ ْ‬ ‫ها ال ْ َ‬ ‫صي َ‬ ‫وا ِ‬ ‫في ن َ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫خي ْ ُ‬ ‫• ال ْ َ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫‪ -‬ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫مَر ‪َ ù‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ّ‬
‫حديث عَب ْدِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ة ((‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬‫خي ُْر إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫صيَها ال ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل ِفي ن َ َ‬ ‫‘ ‪ )) :‬ال ْ َ‬
‫خي ْ ُ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ك ‪َ ‬قا َ‬ ‫وفي رواية عَ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ل ((‬‫خي ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫صي ال َ‬ ‫وا ِ‬‫ة ِفي ن َ َ‬ ‫الل ّهِ ‘ ‪)) :‬ال ْب ََرك ُ‬
‫َ‬
‫• البل عّز لهلها‪ ،‬والغنم بركة‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫‪ -‬عن عروة البارقي ‪َ ‬قا َ‬
‫")) البل عز لهلها و الغنم بركة و الخير معقود‬
‫في نواصي الخيل إلى يوم القيامة(")‪(2‬‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد وقال شعيب الرنؤوط ‪ :‬إسناده صحيح‬

‫‪ ()2‬أخرجه البرقاني في مستخرجه‪ ،‬ونبه عليه الحميدي‪ ،‬ونقله‬


‫ابن حجر )فتح الباري ‪ (6/395‬قال اللباني في " السلسلة‬
‫الصحيحة " ‪: 362 / 4‬أخرجه ابن ماجة ) ‪ ( 2305‬و أبو يعلى في "‬
‫مسنده " ) ‪ 1614 / 4‬الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪214‬‬

‫صَل ِ‬
‫ة‬ ‫ظ ِلل ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫ه ُيو ِ‬ ‫ك َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫• َل ت َ ُ‬
‫سّبوا ال ّ‬
‫‪ -‬وروى النسائي عن زيد بن خالد الجهني ‪‬‬
‫ه‬‫ك فَإ ِن ّ ُ‬‫دي َ‬‫سّبوا ال ّ‬‫عن رسول الله ‪ ‬قوله‪َ " :‬ل ت َ ُ‬
‫ك فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫دي َ‬ ‫ة" وفى رواية ))َل ت َ ُ‬
‫سّبوا ال ّ‬ ‫صَل ِ‬ ‫ُيوقِ ُ‬
‫ظ ِلل ّ‬
‫ة(()‪.(1‬‬‫صَل ِ‬
‫عو إ َِلى ال ّ‬
‫ي َد ْ ُ‬

‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن َ‬ ‫في َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن الطّ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ها ِ‬ ‫• إ ِن ّ َ‬
‫ت‬ ‫فا ِ‬ ‫وا َ‬ ‫والطّ ّ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ة ب ِن ْ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬
‫ن كب ْ َ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫ن رَِفاعَ َ‬ ‫ت عُب َي ْدِ ب ْ ِ‬ ‫مي ْد َةَ ب ِن ْ ِ‬ ‫ح َ‬‫ن ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫ك ‪ -‬وَ َ‬
‫ن أِبى قََتاد َةَ ‪:-‬‬ ‫ت اب ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ب بْ َ ِ‬ ‫ك َعْ ِ‬
‫َ‬
‫ت‬
‫جاَء ْ‬ ‫ضوًءا فَ َ‬ ‫ه وَ ُ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫سك َب َ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن أَبا قََتاد َةَ ‪ ‬د َ َ‬ ‫)) أ ّ‬
‫َ‬
‫ت‬‫شرِب َ ْ‬ ‫حّتى َ‬ ‫صَغى ل ََها ال َِناَء َ‬ ‫ه فَأ ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫ت ِ‬ ‫شرِب َ ْ‬ ‫هِّرةٌ فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة فََرآِنى أن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ فَ َ‬
‫ة‬
‫ن َيا اب ْن َ َ‬ ‫جِبي َ‬ ‫ل أت َعْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ت ك َب ْ َ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫ل » إ ِن َّها‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫م‪ .‬فَ َ‬ ‫ت ن َعَ ْ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫خى فَ ُ‬ ‫أَ ِ‬
‫واَفا ِ‬
‫ت‬ ‫م َوالط ّ ّ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫واِفي َ‬ ‫ن الط ّ ّ‬ ‫م َ‬ ‫س إ ِن َّها ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ت ب ِن َ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫«)‪.(((2‬‬
‫‪ [ 453‬قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬صحيح ( انظر حديث رقم ‪2760 :‬‬
‫في صحيح الجامع‪.‬‬
‫ضـرِ ن َهَــى‬ ‫َ‬ ‫ل أب ِــي قَــا َ‬‫َ‬ ‫‪ ()1‬رواه المام أحمد وقال إبنه )قَــا َ‬
‫ل أب ُــو الن ّ ْ‬
‫صَلةِ ( رواه أبــو‬ ‫ن ِبال ّ‬‫ه ي ُؤ َذ ّ ُ‬ ‫ك وََقا َ‬
‫ل إ ِن ّ ُ‬ ‫دي ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫س ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ع َ ْ‬
‫ن َ‬ ‫سو ُ‬
‫َر ُ‬
‫داود أيض ـا ً وابــن حبــان فــي صــحيحه‪ ،‬إل أنــه قــال‪ " :‬فــإنه يــدعو‬
‫للصلة" على ما نقله المنذري )‪(5/133‬وصححه اللباني في سنن‬
‫أبــي داود وغيــره وقــال شــعيب الرنــؤوط ‪ :‬رجــاله ثقــات رجــال‬
‫الشيخين وقد اختلف في وصله وإرساله‬

‫‪ ()2‬رواه الخمسة وصححه اللباني ومن منطلق حق الحيوان في‬


‫الرعاية فقد أوقف المسلمون وقفا ً للقطط سمي يوقف الهررة‬
‫حيث يعدون طعاما ً للقطط تأكل منه ثم تنصرف في الصباح‬
‫والمساء‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪215‬‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَن داود بن صال ِح بن دينار التمار عَ ُ‬


‫مهِ أ ّ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َُ َ ْ ِ َ ِ ْ ِ ِ َ ٍ ّ ّ ِ‬
‫ه عَن َْها‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫سةٍ إ َِلى َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫سل َت َْها ب ِه‬‫موَْلت ََها أْر َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلي فأ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫جاَء ْ‬ ‫ضِعيَها ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ت إ ِل ّ‬ ‫شاَر ْ‬ ‫جد َت َْها ت ُ َ‬ ‫‪)) :‬فوَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ث‬‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬‫ت أك َل َ ْ‬ ‫صَرفَ ْ‬ ‫ما ان ْ َ‬ ‫من َْها فَل َ ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫هِّرةٌ فَأك َل َ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬
‫س ْ‬ ‫ل إ ِن َّها ل َي ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ت ال ْهِّرةُ فَ َ‬ ‫أك َل َ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫م وَقَد ْ َرأي ْ ُ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫واِفي َ‬ ‫ن الط ّ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ما هِ َ‬ ‫س إ ِن ّ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ب ِن َ َ‬
‫ضل َِها)‪(((1‬‬ ‫ف ْ‬ ‫ضأ ُ ب ِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ي َت َوَ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ما من تلك المرأة غليظة‬ ‫على العكس تما ً‬
‫ن أِبى‬ ‫َ‬
‫الكبد‪،‬صلدة القلب‪ ،‬قاسية المشاعر‪ ،‬فعَ ْ‬
‫خل َت امرأةٌَ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬
‫ل ‪ »)) :‬د َ َ ِ ْ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫هَُري َْرةَ ‪ ‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫مت َْها وَل َ هِ َ‬
‫ى‬ ‫ى أط ْعَ َ‬ ‫َ‬
‫َالّناَر ِفى ْهِّرةٍ َرب َطت َْها فَل َ هِ ََ‬
‫ت هَْزل ً‬ ‫مات َ ْ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ض َ‬ ‫ش الْر ِ‬ ‫شا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سل َت َْها ت َأك ُ ُ‬ ‫أْر َ‬
‫«)‪.(((2‬‬

‫في صور من رحمته ‪ ‬بالحيوان العجمي‬

‫ه‬‫وت ُدْئ ِب ُ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫ك تُ ِ‬ ‫ي أ َن ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫كا إ ِل َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫• َ‬


‫َ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫ل‪)) :‬أْرد َفَِني َر ُ‬ ‫فرٍ ‪َ ‬قا َ‬ ‫جع ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ث بِ ِ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ديًثا َل أ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ي َ‬ ‫سّر إ ِل َ ّ‬ ‫ت ي َوْم ٍ فَأ َ‬ ‫ه َذا َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف ُ‬ ‫الل ّهِ ‘ َ‬
‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ست َت ََر ب ِهِ َر ُ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫س وَ َ َ‬ ‫ن الّنا َِ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫أ َ‬
‫طا‬‫حائ ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫خ َ‬ ‫ل فَد َ َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫خ ٍ‬ ‫ش نَ ْ‬ ‫حائ ِ َ‬ ‫جت ِهِ هَد ًَفا أوْ َ‬ ‫حا َ‬ ‫‘ لِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ح ّ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫ما َرأى الن ّب ِ ّ‬ ‫ل فَل َ ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫صارِ فَإ َِذا َ‬ ‫ن اْلن ْ ََ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ل َِر ُ‬
‫سك َ َ‬
‫ت‬ ‫ح ذِفَْراهُ فَ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫ت عَي َْناهُ فَأَتاهُ الن ّب ِ ّ‬ ‫وَذ ََرفَ ْ‬
‫جاَء‬ ‫ل فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ب هَ َ‬ ‫ن َر ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل أفََل‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ فَ َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ِلي َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫صارِ فَ َ‬ ‫ن اْلن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فًَتى ِ‬

‫‪ ()1‬رواه أبو داود وصححه اللباني‪.‬‬


‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪216‬‬

‫ها‬ ‫ه إ ِّيا َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫مل ّك َ َ‬ ‫مةِ ال ِّتي َ‬ ‫ه ِفي هَذِهِ ال ْب َِهي َ‬ ‫قي الل ّ َ‬ ‫ت َت ّ ِ‬
‫ه)‪(((1‬‬ ‫ه وَت ُد ْئ ِب ُ ُ‬ ‫جيعُ ُ‬ ‫ك تُ ِ‬ ‫ي أ َن ّ َ‬ ‫كا إ ِل َ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫• ما لبعيركم هذا يشكوكم ؟‬
‫شَياَء‬ ‫ةأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪)) :‬ث ََلث َ ُ‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫مّرةَ الث ّ َ‬ ‫َ‬
‫ف ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ي َعْلى ب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫ه إ ِذ ْ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫سيُر َ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ب َي َْنا ن َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫َرأي ْت ُهُ ّ‬
‫جَر‬ ‫جْر َ‬ ‫ما َرآهُ ال ْب َِعيُر َ‬ ‫سَنى عَل َي ْهِ فَل َ ّ‬ ‫مَرْرَنا ب ِب َِعيرٍ ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ه فَوَقَ َ‬
‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل أي ْ َ‬ ‫ف عَلي ْهِ الن ّب ِ ّ‬ ‫جَران َ ُ‬ ‫ضعَ ِ‬ ‫وَوَ َ‬
‫ه لَ َ‬ ‫َ‬ ‫ل َل ب َ ْ‬
‫ك‬ ‫ل أهَب ُ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل ب ِعِْنيهِ فَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫جاَء فَ َ‬ ‫ذا ال ْب َِعيرِ فَ َ‬ ‫هَ َ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫َ‬ ‫ل َل ب َ ْ‬ ‫ل َل ب ِعِْنيهِ َقا َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ت َ‬ ‫ل ب َي ْ ٍ‬ ‫ه ِلهْ ِ‬ ‫ك وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ل أهَب ُ ُ‬
‫ذا م َ‬ ‫ة غَيره َقا َ َ‬
‫ه‬
‫مر ِ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ت هََ َ ِ ْ‬ ‫ما إ ِذ ْ ذ َك َْر َ‬ ‫لأ َ‬ ‫ش ٌ ُْ ُ‬ ‫مِعي َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫ه((‬ ‫سُنوا إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف فَأ ْ‬ ‫ة ال ْعَل َ ِ‬ ‫ل وَقِل ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫كا ك َث َْرةَ ال ْعَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫)‪(2‬‬
‫ك‬‫ما ل ِب َِعيرِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫مَر ال ْب َِعيرِ إ ِّل أن ّ ُ‬ ‫و في رواية ))وَأ ْ‬
‫َ‬ ‫م أ َن ّ َ‬
‫ن‬‫ريد ُ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫حّتى إ َِذا ك َب َُر ت ُ‬ ‫ساِنيهِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ك َزعَ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫حقّ ن َب ِّيا قَد ْ أَرد ْ ُ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫ذي ب َعَث َ َ‬ ‫ت َوال ّ ِ‬ ‫صد َقْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫حَرهُ َقا َ‬ ‫ت َن ْ َ‬
‫َ‬
‫حقّ َل أفْعَ ُ‬
‫ل (( وفي المستدرك‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫ذي ب َعَث َ َ‬ ‫ك َوال ّ ِ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫))ثم أتاه بعير فقام بين يديه ‪ ،‬فرأى عينيه‬
‫تدمعان ‪ ،‬فبعث إلى أصحابه ‪ ،‬فقال ‪:‬ما لبعيركم‬
‫هذا يشكوكم ؟ فقالوا ‪ :‬كنا نعمل عليه ‪ ،‬فلما كبر و‬
‫ذهب عمله تواعدناعليه لننحره غدا ‪.‬فقال رسول‬
‫الله ‘ ‪:‬ل تنحروه و اجعلوه في البل يكون معها((‬
‫)‪.(3‬‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد وأبو داود وصححه اللباني والرناؤوط‬


‫‪ ()2‬رواه أحمد وقال اللباني صحيح السلسلة الصحيحة برقم‬
‫ضا‪.‬‬
‫‪ 485‬والذي بعده أي ً‬
‫‪ ()3‬و قال الحاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهبي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪217‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫وَتا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ميت َ َ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫ريدُ أ ْ‬ ‫• أت ُ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‘ عََلى‬ ‫سو ُ‬ ‫مّر َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫س ‪َ ù‬قا َ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ه‬
‫شفَْرت َ ُ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫شاةٍ وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫حةِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه عََلى َ‬
‫ص ْ‬ ‫جل َ ُ‬
‫ضٍع رِ ْ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ج ٍ‬
‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ريد ُ‬ ‫ل هَ َ‬
‫ذا أت ُ ِ‬ ‫ل ‪ »:‬أفَل َ قَب ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫صر ِ َ‬‫ظ إ ِل َي ْهِ ب ِب َ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ى ت َل ْ َ‬‫َوَهِ َ‬
‫ميت ََها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن تُ ِ‬‫ريد ُ أ ْ‬ ‫موًْتا «وفي زيادة » أت ُ ِ‬ ‫ميت ََها َ‬ ‫ن تُ ِ‬‫أ ْ‬
‫ت « وفى رواية للحاكم ))أتريد أن تميتها‬ ‫موَْتا ٍ‬ ‫َ‬
‫موتات ؟ هل أحددت شفرتك قبل أن تضجعها(()‪(1‬‬

‫ها‬ ‫ول َدَ َ‬ ‫دوا َ‬ ‫ها ُر ّ‬ ‫د َ‬‫ول َ ِ‬


‫ه بِ َ‬‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬
‫ع َ‬ ‫ج َ‬‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫• َ‬
‫ها‪ ....‬اردد رحمة لها‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫ل‪ :‬ك ُّنا‬ ‫ن أ َِبيهِ َقا َ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ عَ ْ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫م ِ‬‫ح َ‬ ‫ن عَب ْدِ الّر ْ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫جت ِهِ فََرأي َْنا‬‫حا َ‬‫سفَرٍ َفان ْط َل َقَ ل ِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِفى َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫حمرةً)‪(2‬‬
‫ت‬
‫جاَء ِ‬ ‫خي َْها فَ َ‬ ‫خذ َْنا فَْر َ‬ ‫ن فَأ َ‬ ‫خا ِ‬ ‫معََها فَْر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ل» َ‬ ‫قا َ‬‫ى ‘ فَ َ‬ ‫جاَء الن ّب ِ ّ‬ ‫ش)‪ (3‬فَ َ‬ ‫فُر ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جعَل َ ْ‬ ‫مَرةُ فَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ها إ ِل َي َْها «)‪ .(4‬وفي رواية‬ ‫ها ُرّدوا وَل َد َ َ‬ ‫جعَ هَذِهِ ب ِوَل َدِ َ‬ ‫فَ َ‬
‫مرة‪ ،‬فجاءت‬ ‫ح ّ‬‫ض ُ‬ ‫ل بي ْ َ‬ ‫)ونزل ‪ ‬منزًل‪ ،‬فأخذ رج ٌ‬
‫جع هذه‬ ‫ف على رأس النبي ‪ ‬فقال‪ :‬أيكم ف َ‬ ‫تر ّ‬
‫ببيضتها؟ فقال رجل‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أنا أخذت‬
‫بيضتها‪ ،‬فقال النبي ‘‪ :‬اردد رحمة لها( )‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬رواه البيهقي والطبراني في الكبير والوســط ورجــاله رجــال‬


‫الصحيح والحــاكم وقـال ‪ :‬صــحيح علــى شــرط البخــاري‪ ،‬وصــححه‬
‫اللباني فى السلسلة الصحيحة برقم ‪24‬‬
‫‪ ()2‬الحمرة ‪ :‬طائر صغير‬
‫‪ ()3‬ترفرف بجناحيها‬
‫‪ ()4‬رواه أبو داود وصححه اللباني السلسلة رقم ‪25‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪218‬‬

‫ر إ ِل ّ‬ ‫َ‬ ‫ه ل َ ي َن ْب َ ِ‬
‫ب ِبالّنا ِ‬ ‫عذّ َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫غى أ ْ‬ ‫• إ ِن ّ ُ‬
‫ر‬
‫ِ‬ ‫ب الّنا‬ ‫َر ّ‬
‫ل‪ :‬ك ُّنا‬ ‫ن أ َِبيهِ َقا َ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ عَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن بْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ح َ‬ ‫ن عَب ْدِ الّر ْ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل قَد ْ‬ ‫م ٍ‬ ‫ة نَ ْ‬ ‫سفَرٍ ‪ ...‬وََرَأى قَْري َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِفى َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫َ‬
‫ل»‬ ‫ن‪َ .‬قا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ْ‬
‫حّرقَ هَذِهِ «‪ .‬قُلَنا ن َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬ ‫قا َ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫حّرقَْنا َ‬ ‫َ‬
‫ب الّنارِ ««)‪.(1‬‬ ‫َ‬
‫ب ِبالّنارِ إ ِل ّ َر ّ‬ ‫ن ي ُعَذ ّ َ‬ ‫ه ل َ ي َن ْب َِغى أ ْ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫مل َ ٌ‬ ‫صت ْ َ‬ ‫فأ َوحى الل ّه إل َي َ‬
‫ة‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫قَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ ِ ْ ِ‬ ‫• َ ْ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حَر ْ‬ ‫َ‬
‫مم ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ً‬
‫َ‬
‫تأ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫أ ْ‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل‬‫ل » ن ََز َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرةَ ‪ ‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَر‬ ‫ة ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫مل ٌ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫جَرةٍ فَلد َغَت ْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ت َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الن ْب َِياِء ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ى ِ‬ ‫ن َب ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ق‬
‫حر ِ َ‬ ‫مَر ب ِب َي ْت َِها فَأ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫حت َِها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫جَهازِهِ فَأ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫حد َةً « وفي‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫مل َ ً‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ فَهَل ّ ن َ ْ‬ ‫حى الل ّ ُ‬ ‫ِبالّنارِ ‪ ،‬فَأوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫مَر ب ِقَْري َ ِ‬ ‫ن الن ْب َِياِء ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ن َب ِّيا ِ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫رواية » ُقََر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مل َ ٌ‬
‫ة‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫صت ْ َ‬ ‫ن قََر َ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ أ ْ‬ ‫حى الل ّ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَأوْ َ‬ ‫حرِقَ ْ‬ ‫ل فَأ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫ح «)‪. (2‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سب ّ ُ‬ ‫مم ِ ت ُ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ً‬ ‫تأ ّ‬ ‫حَرقْ َ‬ ‫أ ْ‬

‫ك الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬ ‫ها َر ِ‬ ‫مت َ َ‬‫ح ْ‬‫ن َر ِ‬ ‫شاةُ إ ِ ْ‬ ‫وال ّ‬ ‫• َ‬
‫جل ً َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َيا‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبيهِ أ ّ‬ ‫ن قُّرةَ عَ ْ‬ ‫ة ب ْ َِ‬ ‫مَعاوِي َ َ‬‫ن ُ‬
‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل إ ِّنى‬‫مَها أوْ َقا َ‬ ‫ح ُ‬‫شاةَ وَأَنا أْر َ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِّنى لذ ْب َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مت ََها‬
‫ح ْ‬‫ن َر ِ‬ ‫شاةُ إ ِ ْ‬ ‫ل » َوال ّ‬ ‫قا َ‬ ‫حَها‪ .‬فَ َ‬ ‫ن أذ ْب َ َ‬ ‫شاةَ أ ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ل َْر َ‬
‫ح ُ‬

‫‪ (4)5‬أخرجه البخاري في »الدب المفرد«‪ ،384 :‬وهو فى صحيح‬


‫الدب المفرد وقال الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح ‪.‬‬
‫‪ ()1‬رواه أبو داود وصححه اللباني السلسلة رقم ‪25‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليهما‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪219‬‬

‫ك الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫ه « وزاد فى الدب المفرد )َر ِ‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬
‫َر ِ‬
‫مرتين ()‪.(1‬‬

‫م‬
‫و َ‬‫ر ’ يَ ْ‬
‫فو ٍ‬ ‫ص ُ‬‫ع ْ‬‫ة ُ‬ ‫ح َ‬‫و ذَِبي َ‬ ‫ول َ ْ‬‫م َ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫• َ‬
‫مة‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘‪َ )) :‬‬
‫سو ُ‬‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ة ‪َ ‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬‫ن أِبي أ َ‬ ‫ْ‬
‫قَيامة (()‪(2‬‬
‫م ال ْ ِ َ‬‫فورٍ ’ ي َوْ َ‬ ‫ص ُ‬‫ة عُ ْ‬ ‫ح َ‬‫م وَل َوْ ذ َِبي َ‬‫ح َ‬
‫َر ِ‬

‫ذات ك َبد رطْب َ‬ ‫في ك ُ ّ‬


‫جٌر‬ ‫ةأ ْ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ِ ٍ َ‬ ‫ل َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫• نَ َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ما‬‫ل ب َي ْن َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ ‪)) : ‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫جد َ ب ِئ ًْرا‬ ‫ش فَوَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫شت َد ّ عَلي ْهِ العَط ُ‬ ‫قا ْ‬ ‫َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ْ‬ ‫ري ٍ‬ ‫شي ب ِط ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫َر ُ‬
‫ل‬‫ث ي َأك ُ ُ‬ ‫ب ي َل ْهَ ُ‬ ‫ج فَإ َِذا ك َل ْ ٌ‬ ‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫شر ِ َ‬ ‫ل ِفيَها فَ َ‬ ‫فَن ََز َ‬
‫ب‬‫ذا ال ْك َل ْ َ‬ ‫قد ْ ب َل َغَ هَ َ‬
‫ل لَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ش فَ َ‬ ‫ِ‬
‫ن ال ْعَط َ‬ ‫م ْ‬‫الث َّرى ِ‬
‫ل ال ْبئ ْر فَمَل َ‬
‫ن ب َل َغَ ِبي فَن ََز َ ِ َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ ْ َ‬
‫ن العَط َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ه لَ ُ‬
‫ه‬ ‫شك ََر الل ّ ُ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫قى ال ْك َل ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫فيهِ فَ َ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫سك َ ُ‬ ‫م َ‬‫مأ ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ف ُ‬‫خ ّ‬‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ل الل ّهِ وَإ ِ ّ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ه َقاُلوا َيا َر ُ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫فَغَ َ‬
‫ن لَنا ِفي الب ََهائ ِم ِ‬
‫جٌر)‪(((3‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ك َب ِدٍ َرط ْب َةٍ أ ْ‬ ‫ل َذا ِ‬ ‫م ِفي ك ُ ّ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬‫قا َ‬ ‫جًرا فَ َ‬ ‫أ ْ‬

‫فَر ل َ َ‬
‫ها ِبه‬ ‫غ ِ‬ ‫ه َ‬
‫ف ُ‬ ‫س َ‬
‫قت ْ ُ‬ ‫• َ‬
‫ف َ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد فى مسنده] جزء ‪ - 3‬صفحة ‪[ 436‬وقال شــعيب‬
‫الرنــؤوط ‪ :‬إســناده صــحيح رجــاله ثقــات رجــال الشــيخين ورواه‬
‫البخاري فى الدب المفرد وإسناده صــحيح وصــححه اللبــاني فــى‬
‫السلسلة الصحيحةبرقم ‪.26‬‬
‫‪ ()2‬المعجم الكبير للطــبراني ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪(268‬وحســنه اللبــاني‬
‫فى السلسلة الصحيحة برقم ‪.27‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪220‬‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ي‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ل ‪َ)) :‬قا َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ضي الل ّ ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ َر ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ش إ ِذ ْ َرأت ْ ُ‬
‫ه‬ ‫ه العَط ُ‬ ‫قت ُل ُ‬‫ف ب َِرك ِي ّةٍ كاد َ ي َ ْ‬ ‫طي ُ‬‫ب يُ ِ‬ ‫ما كل ٌ‬ ‫‘ ب َي ْن َ َ‬
‫ه‬
‫قت ْ ُ‬‫س َ‬‫موقََها فَ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ل فَن ََزعَ ْ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ن ب ََغاَيا ب َِني إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬‫ي ِ‬ ‫ب َغِ ّ‬
‫مَرأ َةً ب َغِّيا‬ ‫نا ْ‬
‫َ‬
‫ه(()‪ (1‬و في رواية مسلم ))أ ّ‬ ‫فَر ل ََها ب ِ ِ‬ ‫فَغُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ف ب ِب ِئ ْرٍ قَد ْ أد ْل َعَ ل ِ َ‬
‫سان َ ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫حاّر ي ُ ِ‬ ‫ت ك َل ًْبا ِفي ي َوْم ٍ َ‬ ‫َرأ ْ‬
‫فَر ل ََها((‬ ‫موقَِها فَغُ ِ‬ ‫ه بِ ُ‬‫ت لَ ُ‬‫ش فَن ََزعَ ْ‬ ‫م ْ ْ َ‬
‫ن العَط ِ‬ ‫ِ‬

‫توجيهات نبوية‬

‫• إياك ُ َ‬
‫واب ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫هوَر دَ َ‬ ‫ذوا ظُ ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ت َت ّ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫مَناب َِر‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن‬
‫مأ ْ‬ ‫ل‪ )) :‬إ ِّياك ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ ‪:‬عَ ْ‬ ‫ْ‬
‫ها‬
‫خَر َ‬ ‫س ّ‬‫ما َ‬ ‫ه إ ِن ّ َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫مَناب َِر فَإ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ذوا ظُهوَر د ََواب ّك ْ‬ ‫ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ت َت ّ ِ‬
‫ق‬
‫ش ّ‬ ‫كوُنوا َبال ِِغيهِ إ ِّل ب ِ ِ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫م إ َِلى ب َل َدٍ ل َ ْ‬ ‫م ل ِت ُب َل ّغَك ُ ْ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫ض فَعَل َي َْها َفاقْ ُ‬ ‫َ‬ ‫اْل َن ْ ُ‬
‫ضوا‬ ‫م اْلْر َ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬
‫جع َ َ‬ ‫س وَ َ‬ ‫ف ِ‬
‫م)‪(((2‬‬ ‫جت َك ُ ْ‬ ‫حا َ‬ ‫َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬رواه أبو داود وصححه اللباني‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪221‬‬

‫ل الل ّهِ ‪»‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَن معاذ ب َ‬


‫ل َر ُ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫ْ ُ َ ِ ْ ِ‬
‫ة ول َ‬ ‫م ً‬ ‫سال ِ َ‬
‫ها َ‬ ‫عو َ‬ ‫ة َواي ْت َدِ ُ‬‫م ً‬‫سال ِ َ‬‫ب َ‬ ‫اْرك َُبوا هَذِهِ الد َّوا ّ‬
‫ى «)‪.(1‬‬ ‫س ّ‬ ‫ها ك ََرا ِ‬ ‫ذو َ‬‫خ ُ‬ ‫ت َت ّ ِ‬
‫قوله ) كلوها ( قيدوها بضم الكاف من الكل و‬
‫عليه جرى المناوي في شرح هذه‬
‫الكلمة ‪ ,‬فإذا صحت الرواية بذلك فل كلم ‪ ,‬و إل‬
‫فالقرب عندي أنها ) كلوها (‬
‫بكسر الكاف من وكل يكل كل أي اتركوها ‪ ,‬هذا‬
‫هو المتبادر من سياق الحديث ‪.‬‬
‫و يؤيده الحديث المتقدم بلفظ " اركبوا هذه‬
‫الدواب سالمة ‪,‬‬
‫و ايتدعوها سالمة ‪ , " ...‬أي اتركوها سالمة و الله‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫) المعجمة ( ‪ :‬أي التي ل تقدر على النطق فتشكو‬
‫ما أصابها من جوع أو عطش ‪ ,‬و أصل العجم ‪:‬‬
‫الذي ل يفصح بالعربية و ل يجيد التكلم بها عجميا‬
‫كان أو عربيا سمي به لعجمة لسانه ‪ ,‬و التباس‬
‫كلمه )‪.(2‬‬
‫هائ ِم ِ‬ ‫ه ال ْب َ َ‬ ‫ذ ِ‬
‫ه ِ‬
‫فى َ‬ ‫ه ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫• ات ّ ُ‬
‫ة‬
‫ح ً‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ها َ‬ ‫وك ُُلو َ‬ ‫ها َ‬ ‫فاْرك َُبو َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬‫ع َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫مّر َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫حن ْظ َل ِي ّةِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل اب ْ ِ‬ ‫سهْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫قوا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ل ‪ » :‬ات ّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫حقَ ظ َهُْرهُ ب ِب َط ْن ِهِ فَ َ‬ ‫‪ ‬ب ِب َِعيرٍ قَد ْ ل َ ِ‬
‫ة‬
‫ح ً‬‫صال ِ َ‬‫ها َ‬ ‫ها وَك ُُلو َ‬ ‫مةِ َفاْرك َُبو َ‬ ‫ج َ‬ ‫ِفى هَذِهِ ال ْب ََهائ ِم ِ ال ْ ُ‬
‫مع ْ َ‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد والــدرامي والــبيهقي وحســنه الرنــاؤوط وصــححه‬


‫اللباني السلسلة الصحيحة برقم ‪21‬‬
‫‪ ()2‬السلسلة الصحيحة جـ ‪31 / 1‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪222‬‬

‫ن‬ ‫سهْ َ‬ ‫)‪(1‬‬


‫ل اب ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫« ‪.‬وأصل القصة عند المام أحمد عَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪: ‬‬ ‫ِ‬ ‫سو‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬ ‫صارِىّ ‪‬‬ ‫َ‬ ‫حن ْظ َل ِي ّةِ ال َن ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَر‬ ‫شْيئا ً فَأ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬‬ ‫سو َ‬ ‫سأل َ َر ُ‬ ‫ة َوالقَْرعَ َ‬ ‫ن عُي َي ْن َ َ‬ ‫)) أ ّ‬
‫معاوي َ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫مَها َر ُ‬ ‫خت َ َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫فع َ َ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫ب ب ِهِ ل َهُ َ‬ ‫ن ي َك ْت ُ َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ُ َ َِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ِفيهِ َقا َ‬
‫ل‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ما عُي َي ْن َ ُ‬ ‫ما فَأ ّ‬ ‫مَر ب ِد َفْعِهِ إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫‪ -‬وَأ َ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫مت ِهِ وَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ع َ‬ ‫قد َهُ ِفى ِ‬ ‫ه وَعَ َ‬ ‫قب ّل َ ُ‬‫ه‪ .‬فَ َ‬ ‫ت بِ ِ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ذى أ ِ‬ ‫ِفيهِ ال ّ ِ‬
‫قا َ َ‬ ‫ما ال َقَْرعُ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة لَ‬ ‫ف ً‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن وَأ ّ‬ ‫ِ‬ ‫جل َي ْ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫حل َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫مَعاوِي َ ُ‬ ‫خب ََر ُ‬ ‫س‪ .‬فَأ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت َل َ ّ‬ ‫فةِ ال ْ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ما ِفيَها ك َ َ‬ ‫أد ِْرى َ‬
‫ل الل ّهِ ِفى‬ ‫سو ُ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫قوْل ِهِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ب ِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ن أو ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جدِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫مَناٍخ عََلى َبا ِ‬ ‫مّر ب ِب َِعيرٍ ُ‬ ‫جةٍ فَ َ‬ ‫حا َ‬ ‫َ‬
‫ل»‬ ‫قا َ‬ ‫حال ِهِ فَ َ‬ ‫خَر الن َّهارِ وَهُوَ عََلى َ‬ ‫مّر ب ِهِ آ ِ‬ ‫م َ‬ ‫الن َّهارِ ث ُ ّ‬
‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫جد ْ فَ َ‬ ‫م ُيو َ‬ ‫ى فَل َ ْ‬ ‫ذا الب َِعيرِ «‪َ .‬فاب ْت ُغِ َ‬
‫ب هَ َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫أي ْ َ‬
‫ها‬‫ذه ال ْب ََهائ ِم ِ اْرك َُبو َ‬ ‫ه ِفى هَ ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » ‬ات ّ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ط آِنفا ً » إ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫خ ِ‬ ‫س ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫مانا ً « َ‬ ‫س َ‬ ‫ها ِ‬ ‫حاحا ً َواْرك َُبو َ‬ ‫ص َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن َناِر‬ ‫م ْ‬ ‫ست َك ْث ُِر ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ما ي ُغِْنيهِ فَإ ِن ّ َ‬ ‫عن ْد َهُ َ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫سأ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫ل» َ‬ ‫ما ي ُغِْنيهِ َقا َ‬ ‫ل اللهِ وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫م «‪َ .‬قالوا َيا َر ُ‬ ‫ُ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫َ‬
‫شيهِ «)‪. (2‬‬ ‫ديهِ أ َوْ ي ُعَ ّ‬ ‫ي ُغَ ّ‬

‫م‬
‫ه ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫و ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫رَبا ِ‬ ‫ذاءَ ِ‬‫غ َ‬ ‫سُنوا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫فل ْي ُ ْ‬‫• َ‬
‫عب ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫طوا ب ِ َ‬ ‫وَل ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫فاَر ُ‬ ‫موا أظْ َ‬ ‫قل ّ ُ‬‫فل ْي ُ َ‬ ‫َ‬
‫حل َُبوا‪.‬‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬‫ه ْ‬‫شي ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن الّرِبيِع ‪َ ‬قا َ‬
‫ل ‪ )) :‬أت َي ْ ُ‬ ‫واد َةَ ب ْ َ‬ ‫س َ‬‫عن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ِلي إ َِذا‬ ‫م َقا َ‬ ‫مَر ِلي ب ِذ َوْدٍ ث ُ ّ‬ ‫ه فَأ َ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ي‪ ‬فَ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫سُنوا ِغ َ‬
‫ذاَء‬ ‫ح ِ‬ ‫م فَل ْي ُ ْ‬ ‫مْرهُ ْ‬‫ك فَ ُ‬ ‫ت إ َِلى ب َي ْت ِ َ‬ ‫جع ْ َ‬ ‫َر َ‬
‫‪ ()1‬رواه أبو داود وصححه اللباني السلسلة برقم ‪23‬‬
‫‪ ()2‬رواه أحمــد المســند] جــزء ‪ -4‬صــفحة ‪ [ 180‬وقــال شــعيب‬
‫الرنؤوط ‪ :‬إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪223‬‬

‫م وََل ي َعْب ِ ُ‬
‫طوا‬ ‫موا أ َظ ْ َ‬
‫فاَرهُ ْ‬ ‫قل ّ ُ‬
‫م فَل ْي ُ َ‬‫مْرهُ ْ‬
‫م وَ ُ‬
‫عهِ ْ‬
‫رَِبا ِ‬
‫حل َُبوا )‪.(((1‬‬ ‫م إ َِذا َ‬‫شيهِ ْ‬ ‫وا ِ‬‫م َ‬
‫ضُروعَ َ‬ ‫ب َِها ُ‬

‫ففي حديث عند الطبراني والبزار وغيرهما‬


‫خروا الحمال‪،‬‬‫أنه صلى الله عليه وسلم قال‪) :‬أ ّ‬
‫قة( )‪.(2‬‬‫موث َ َ‬ ‫ج َ‬
‫ل ُ‬ ‫ة‪ ،‬والّر ْ‬
‫مْغلق ٌ‬
‫ن اليد َ ُ‬
‫فإ ّ‬

‫الخلصة‬
‫ومن النصوص القرآنية والحاديث النبوية السابقة‬
‫يتضح التالي ‪:‬‬
‫أن رحمة السلم بالحيوان العجمي جاءت على‬
‫ثلثة أمور ‪:‬‬
‫‪ -‬رحمته في الذبح ‪.‬‬

‫‪ ()1‬أخرجه أحمد‪ 3/484 :‬وقال الشيخ شعيب الرنؤوط ‪ :‬إســناده‬


‫حسن والطبراني‪ ،6482 :‬والبيهقي‪،8/14 :‬وجود إسناده الهيثمــي‬
‫في »المجمع«‪ ،8/196 :‬وحسنه الشيخ اللباني في »الصــحيحة«‪:‬‬
‫‪ )317‬الرباع ‪ :‬جمع ربع وهو ما ولد من البل في الربيع ل يبطوا ‪:‬‬
‫أي ليشقوا أو يجرحوا (‬
‫‪ (4)2‬أخرجــه الطــبراني فــي »الوســط« كمــا فــي »المجمــع«‪:‬‬
‫‪ ،3/216‬أبو يعلــى فــي »المســند«‪ ،5852 :‬والــبزار فــي »كشــف‬
‫الستار«‪ ،1081 :‬والــبيهقي‪ ،6/122 :‬و»أبــو القاســم بــن الجــراح‬
‫الوزير« في »المجلس الســابع مــن المــالي«‪ ،2/1 :‬وابــن صــاعد‬
‫في »جزء من أحاديثه«‪ .9/2 :‬والمخلص في الثاني مــن الســادس‬
‫»مـــن الفـــوائد المنتقـــاة«‪ ،88/1 :‬وأبـــو محمـــد المخلـــدي فـــي‬
‫»الفوائد«‪،285/1 :‬ـ ‪ ،2‬كمــا فــي »السلســلة الصــحيحة« لشــيخنا‬
‫اللباني‪ ،1130 :‬وصحح إسناده‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪224‬‬

‫‪ -‬رحمته في المعاملة‪.‬‬
‫‪ -‬رحمته بتحريم التعذيب ‪.‬‬

‫‪ -‬الرحمة في الذبح ‪:‬‬


‫ومن رحمة الشرع ورأفته أنه قيد هذا الذبح‬
‫وضبطه بضوابط تجعله أخف ألما ً للحيوان بقدر‬
‫المكان وأكد السلم هذا بأصلٍ عامٍ وهو قوله‬
‫َ‬
‫ن{)البقرة‪:‬‬
‫سِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يُ ِ‬ ‫سُنوا إ ِ ّ‬
‫ح ِ‬
‫تعالى }وَأ ْ‬
‫من الية ‪(195‬وأكده بأصل خاص وهو قول النبي ‪r‬‬
‫" والشاة إن رحِمتها رحِمك الله " مرتين )‪. (1‬‬
‫وقال هذا حينما قال رجل‪ :‬يا رسول الله أني لذبح‬
‫الشاة فأرحمها ‪ ،‬فذكره‬
‫وقوله ‪ " r‬إن الله كتب الحسان على كل شيء‬
‫فإن قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا‬
‫الذبح " )‪ . (2‬وقال أيضا " من رحِم‪ -‬ولو ذبيحة‬
‫عصفورٍ ‪ -‬رحمه الله يوم القيامة " )‪.(3‬‬
‫ٌ‬ ‫مكتوب‬ ‫قال البغوي ’‪:‬الحسانُ في القتلِ والذبحِ‬
‫على النسان كما نطق به الحديث‪ . (4).‬وعليه‬
‫ينبغي أن يكون الذابحُ عالما ً بطريقة الذبح‬
‫الشرعية وإل لن يتحقق الحسان في الذبح ‪.‬وبعد‬
‫بين النبي ‪ r‬بعض التفاصيل‬ ‫ِذكر هذا الصل العام ّ‬
‫المبيّنة والموضحة لهذا الصل‪:‬‬
‫‪ ()1‬رواه البخاري في الدب المفرد ‪373‬‬
‫‪ ()2‬مسلم ‪5028‬‬
‫‪ ()3‬السلسلة الصحيحة ‪27‬‬
‫‪ ()4‬شرح السنة تحت حديث ‪2783‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪225‬‬

‫حد‬
‫إحداد الداة التي سيذبحُ بها ‪ ،‬لحديث " وليُ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫رح ذبيحته ")‪ (1‬وهذا لتخِ ّ‬
‫ف‬ ‫ولي ِ‬
‫أحدكم شفرته ُ‬
‫الداة على الحلقِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫إمرار‬ ‫اليد في الذبح ويسرعُ‬
‫ُ‬
‫من غير أن تختنق الذبيحة بما ينالُها من ألم‬
‫الضغط ‪.‬‬

‫‪ -2‬وعلى الذابح أن يسحب الذبيحة للذبح برفق‬


‫من غير أن يؤذيها ‪ ،‬وهذا داخل في الحسان‬
‫ُ‬ ‫الخليفة‬ ‫في الحديث السابق ‪ ،‬ولحظ ذلك‬
‫الراشدُ عمر بن الخطاب لما " رأى رجل ً يجرُ‬
‫رة وقال سُقها ‪ -‬ل ُأم‬ ‫شاة ليذبحها فضربه بالدُ ِ‬
‫ً‬
‫لك ‪ -‬إلى الموت سوقا ً جميل ً " )‪. (2‬‬
‫وأن ل ُيحِدّ الشفرة أمامها‪ ،‬ولقد رأى رسول‬ ‫‪-3‬‬
‫ة وهو‬ ‫الله ‪ " r‬رجلا ً واضعٌ ِرجلهُ على صفحة شا ٍ‬
‫رها فقال ‪ " r‬أفل‬ ‫د شفرته وهي تلحظُ إليه ببص ِ‬ ‫يح ُ‬
‫ُ ِ‬
‫قبل هذا أتريدُ أن ت ُميتها موتات " )‪(3‬‬

‫وفي هذا مراعاةُ الحيوان ‪ ،‬وعدم تعذيبه ولو‬


‫تعذيبا ً معنويا ً ذلك لما رأى النبي ‪ r‬حالها وهي تنظر‬
‫للسكين وهي تحد ‪ ،‬وعلم أنها تعلم ما سيأتيها‬
‫كالقتل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للنفس‬ ‫من وراء ذلك ‪ ،‬وهذا وحده مؤلمٌ‬
‫فلذلك قال ‪ ) r‬موتات ( وفي رواية )موتين ( ‪.‬‬

‫مسلم ‪5028‬‬ ‫‪( )1‬‬


‫‪ ()2‬البيهقي ‪ 19143‬والصحيحة تحت حديث ‪30‬ج وقد سبق‬
‫‪ ()3‬البيهقي ‪19141‬والصحيحة ‪ 24‬وقد سبق‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪226‬‬

‫وعلى هذا ل ينبغي أن تذبح البهائم في مكان واحد‬


‫ألما لها‬
‫ً‬ ‫ينظر بعضُها إلى بعض حين الذبح فهذا أشدُ‬
‫من رؤيتها للشفرة وهي ُتحد‪ ،‬وبالتجربة إنها تنفُ ُ‬
‫ر‬
‫من هذا وتضطرب خوفا ‪.‬‬
‫ولقد امتدت هذه الرحمة إلى أصحاب رسول الله‬
‫‪ r‬الذين اقتدوا به وتمسكوا بشرعه فهذا الخليفة‬
‫حد شفرته وأخذ شاةً‬ ‫عمر بن الخطاب _ رأى رجل ً ّ‬
‫رة وقال أتُعذب الروح‬‫بالد ِ‬
‫ُ‬ ‫ليذبحها فضربه عمر _‬
‫أل فعلت هذا قبل أن تأخُذها")‪.(1‬‬
‫وهذه الرحمة المادية والمعنوية أفضل من الطرق‬
‫المستخدمة في البلد الجنبية التي يمهد لها قبل‬
‫الذبح بوسائل يظنونها رحمة وتخفيف وهي تعذيب‬
‫مريب كالصدمات الكهربائية أو إستخدام الغاز‬ ‫ُ‬
‫مخدِرِ أو المسدس ذو الطلقة المسترجعة ‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫)المرشد العملي لسلمة الغذية‪،‬الباب‬
‫الثاني‪،‬الفصل التاسع(‬

‫‪ -‬الرحمة في المعاملة ‪:‬‬


‫وحرص‬
‫ِ‬ ‫رحم السلم الحيوان رحمةً ماديةً ومعنويةً‬
‫على عدم إيذائه خاصةً عند انتفاِء المصلحة ‪.‬‬
‫وكانت هذه الرحمةُ نابعةً من سيرة النبي ‪ r‬وأقواله‬
‫‪.‬‬
‫أما السيرة فقول الصحابي الجليل ابن‬
‫مسعود ‪ُ :‬كنا في سفرٍ مع النبي ‪ " r‬فأنطلق‬
‫مرة معها فرخان فأخذنا فرخيها‬ ‫ح ّ‬
‫لحاجة فرأينا ُ‬
‫ٍ‬
‫مرة فجعلت ُتفرِشُ‪ ،‬فجاء النبي ‪r‬‬ ‫ح ّ‬
‫فجاءت ال ُ‬

‫‪ ()1‬البيهقي ‪19142‬والصحيحة تحت حديث ‪)30‬ب(‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪227‬‬

‫فقال " من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها "‬


‫)‪. (1‬‬
‫مرة ‪ :‬طائر صغير كالعصفور‬‫ح ّ‬
‫ال ُ‬
‫ُتفرش ‪ :‬أي ترتفع وتظلل بجناحيها على من تحتها‬
‫فجع ‪ :‬من أصابته مصيبة ‪.‬‬

‫والظاهر أن هذا للستحبابِ فهو من رحمة النبي ‪r‬‬


‫ف وكأنها‬‫مرة خاصة وقد أتتهُ ُترفرِ ُ‬ ‫ح ّ‬‫بهذه ال ُ‬
‫تشتكي‪ ،‬ولم تكن هناك مصلحة ظاهرة في أخذِ‬
‫مروا استحبابا ً بإرجاع أولدها لها‬ ‫ِفراخها‪ ،‬ولذلك ُأ ِ‬
‫ستحب أن ل ُيفرق بين الم وأولدها‬ ‫ُ‬ ‫وعليه فيُ‬
‫الصغار إن كان هذا حالهم إل إن كبروا أو كان‬
‫أخذهم صغارا ً لمصلحة راجحة‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬
‫ومن سيرته أيضا ً أنه ‪ " r‬دخل حائطا ً لرجلٍ من‬
‫ن وذرفت‬ ‫النصار فإذا جمل‪ ،‬فلما رأى النبي ‪ r‬ح ّ‬
‫عيناه فأتاه النبي ‪ r‬فمسح ذفراه فسكت …‬
‫) فقال لصاحب الجمل( ‪:‬‬
‫" أفل تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله‬
‫ه " )‪. (2‬‬‫ه ُوتدِئبُ ُ‬‫إياها فإنه شكا إلي أنك ُتجيعُ ُ‬
‫ه‪.‬‬‫تعبُُ ُ‬ ‫ه ‪ :‬ت ُك ّ ِ‬
‫ده وتُ ِ‬ ‫ُتدئ ِب ُ ُ‬
‫وفي هذا الحديث دللة على عدم جواز تجويع‬
‫ق لصاحبه التأخر عن إطعامه‬ ‫الحيوان ‪ ،‬وأيضا ً ل يحِ ُ‬
‫نس تعذيبه ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لنه من جِ‬
‫له من العمال ]ما لو‬ ‫وينبغي عليه أيضا ً أن ل يحمّ ُ‬
‫وعبر‬ ‫ة له[‬ ‫تعب ٌ‬
‫م ِ‬
‫كل عاقلٍ عِلم أنها ُ‬ ‫ُ‬ ‫رآها‬
‫‪ ()1‬صحيح سنن أبى داود ‪ 5268‬وقد سبق‬
‫‪ ()2‬صحيح سنن أبي داود ‪2549‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪228‬‬

‫النبي ‪ r‬بالتقوى إشارةً إلى أن هذا الرجل مفرط‬


‫في حق الله إذ لم يُعطِ هذا الحيوان حقه وكل راعٍ‬
‫مسئول عن رعيته ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وهذه سيرته ‪ r‬وأما أقواله فقد قررت أحكاما ً عِدة‬
‫رعاية وحماية لهذا الحيوان الضعيف الذي ل ينطق‬
‫ضر ‪.‬‬
‫ول يستطيع التعبير عما به من ُ‬
‫ُ‬ ‫يحاسب‬ ‫وهذه الحكام كغيرها من أحكام الشرع ُ‬
‫ؤجر إن تعهدها ولم‬‫ُ‬ ‫عليها المرُء إن فرط بها ويُ‬
‫يتعداها من هذه الحكام‪:‬‬

‫تحميل الحيوان ما ل ُيطيقُ للحديثين‬


‫ِ‬ ‫عدمُ‬ ‫‪-1‬‬
‫السابقين‪ ،‬وعدم إتعابه بل حاجة لقوله ‪" : r‬‬
‫إياكم أن تتخذوا ظهور دوابِكم منابر فإن الله‬
‫إنما سخرها لكم لُتبلِغكم إلى بلدٍ لم تكونوا‬
‫ق النفسِ وجعل لكم الرض‬ ‫بش ِ‬
‫بالغية إل ِ‬
‫فعليها فاقضوا حاجِتكم " )‪. (1‬‬
‫والمنــبر هــو مــا يقِ ـفُ عليــه الخطيــب ليتكلــم‪،‬‬
‫وشبه الدابة به لكي ل ُتتخذ هي منبراً فيقفُ عليهــا‬
‫النسان ويتكلــم فيُؤذهــا إل أن تكــون هنــاك حاجــةٌ‬
‫ســيا ً فيجلــس‬ ‫لــذلك فل بــأس‪،‬وأيضــا ل يتخــذها ُ‬
‫كر ِ‬
‫عليها من غيــر حاجــة ‪،‬قــال النــبي ‪ " r‬اركبــوا هــذه‬
‫الــدواب ســالمة ‪،‬ولتتخــذوها كراســي" )‪ (2‬وهــذه‬

‫‪ ()1‬صحيح سنن أبي داود ‪2567‬‬


‫‪ ()2‬رواه أحمد والدرامي والــبيهقي وحســنه الرنــاؤوط وصــححه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪229‬‬

‫صورة من صور إتعابه ‪.‬‬


‫ل لفرسه حين‬ ‫ب الرج ِ‬ ‫ومن صورها أيضًا‪ :‬إتعا ٌ‬
‫التسابق عليه بالزجرِ والصياِح ‪ ،‬وهذا منعه النبي ‪r‬‬
‫بقوله " ل جلب ول جنب في الرهان ")‪(1‬‬
‫ِ ِ‬
‫ب أيضا ً على حث‬ ‫قال شارحه )‪ :(2‬وُيطلق الجل ُ‬
‫فرس السباق على قوة الجري بمزيد الصياح عليه‬
‫لما يترتب عليه من إضرار الفرس ‪.‬‬
‫رهان" ليس تقيدا ً بل‬ ‫قلت ‪ :‬وقوله ‪ " r‬في ال ِ‬
‫خرج مخرج الغالب ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬أن الرجل‬
‫في السباق عند وجود ِ الرهن يكون أحرص‬
‫على الفوز فيكون أشد على دابته ‪،‬وهذا ل‬
‫ينفي وجود الجلب حين عدم وجود الرهن ‪،‬‬
‫وعليه فالجلب ممنوع في السباق ‪،‬سواٌء كان‬
‫ن أو بغيره ‪ ،‬لن العلة واحدة وهي إتعاب‬ ‫بره ٍ‬
‫الدابة ‪.‬والله أعلم‬
‫صح عن الخليفة عمر بن عبدالعزيز أن‬ ‫ّ‬ ‫وقد‬
‫غلما ً عمِل على بغلٍ له ‪ ،‬ويأتيه بدرهمٍ كل‬
‫يوم‪ ،‬فجاء يوما ً بدرهمٍ ونصف‪ ،‬فقال) عمر بن‬
‫عبدالعزيز(‪ :‬ما بدا لك؟]أي‪:‬من أين هذه‬
‫قت السوق ]أي‪:‬درت السوق‬ ‫نف ُ‬‫الزيادة[ قال‪ِ :‬‬
‫كله[ قال )عمر( ‪:‬ل‪ ،‬لكنك أتعبت البغل ‪،‬‬

‫اللباني السلسلة الصحيحة برقم ‪21‬‬


‫‪ ()1‬صحيح سنن أبي داود ‪2581‬‬
‫‪ ()2‬عون المعبود‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪230‬‬

‫ه‬ ‫)‪(3‬‬
‫ه ‪,‬أتُرك ُ‬ ‫جمه ‪:‬أِرح ُ‬ ‫مه ثلثة أيام ‪ ،‬أ ِ‬ ‫ج ّ‬‫إ ِ‬
‫ه‪.‬‬‫ولتركب ُ‬
‫أن يغذيه بما هو متعارفٌ عليه‪ ،‬فإن لم‬ ‫‪-2‬‬
‫يستطع وخاف عليه من الموت فليتركه يرعى‬
‫في أرض الله الواسعة فذلك خيرٌ من أن‬
‫يلقى حتفه في بيته ‪ ،‬فقد ذكر الله سبحانه‬
‫حق الحيوان في التعايش والتغذي‪ ،‬فقال ‪‬‬
‫َ‬
‫ها‬
‫حا َ‬ ‫ك دَ َ‬ ‫} َواْلْر َ‬
‫ض ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬
‫جَبا َ‬
‫ل‬ ‫ها )‪َ (31‬وال ْ ِ‬ ‫عا َ‬
‫مْر َ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫ماَء َ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ج ِ‬
‫خَر َ‬‫)‪ (30‬أ َ ْ‬
‫َ‬
‫م )‪{(33‬‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫م وَِل َن َْعا ِ‬ ‫عا ل َك ُ ْ‬ ‫مَتا ً‬ ‫ها )‪َ (32‬‬ ‫سا َ‬‫أْر َ‬
‫]النازعات‪ .[33-30/‬ومن رحمة الله أن جعل‬
‫مها ‪ -‬وإن كان ماءً‬ ‫لصاحب البهيمة أجرا ً في إطعا ِ‬
‫‪ ، -‬قال رسول الله ‪ " :r‬في كل كبدٍ رطبةٍ أجر"‬
‫الجر ثابتٌ‬
‫ُ‬ ‫)‪ (1‬قال ابن حجر العسقلني ’ ‪ :‬أي‬
‫حية)‪(2‬‬
‫ٍ‬ ‫كل كبدٍ‬
‫ِ‬ ‫في إرواءِ‬
‫فهذا حث على إطعام الحيوان وعدم استصغار ذلك‬
‫وعدم السف على المال المدفوع فيه‪.‬وقال ابن‬
‫حجر ‪ :‬أما قوله ) في كل كبدٍ ( فمخصوص ببعض‬
‫البهائم مما ل ضرر فيه لن المأمور بقتله كالخنزير‬
‫‪.‬‬ ‫ل يجوز أن يقوى ليزداد ضرره‬
‫ولقد قص النبي ‪ r‬لصحابه قصة واعظا ً لهم‬
‫وحاثا ً على العمل بمعناها فقال ‪ " :‬بينما كلب‬
‫يف بركي ّة كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من‬ ‫ُيطِ ُ‬

‫‪ ()3‬رواه أحمد في الزهد‪ .‬والصحيحه تحت حديث ‪) 30‬و(‬


‫‪ ()1‬البخاري ‪2363‬ومسلم ‪5820‬‬
‫‪ ()2‬فتح الباري تحت حديث ‪2363‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪231‬‬

‫فر‬ ‫بغايا بني إسرائيل ‪ ،‬فنزعت موقها فسقته فغُ ِ‬


‫لها به " )‪. (1‬‬
‫عظم رحمة الله سبحانه إذ جازى‬ ‫وفي الحديث‪ِ :‬‬
‫هذه البغي)أي‪:‬تعمل بالزنا( بالمغفرة لرحمتِها بهذا‬
‫الكلب و سقياه ‪.‬‬
‫لثار عنهم في‬ ‫ُ‬ ‫ولقد انتفع الصحابة بهذا الوعظ ‪ ،‬فا‬
‫ق به كثيرةٌ ومنها‬ ‫رف َ ِ‬ ‫رعاية الحيوان وال ِ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن قَِبيٍح‬ ‫كا ٍ‬ ‫ي غَن َم ٍ ِفي َ‬ ‫ع َ‬ ‫مَر ‪َ ‬رأى َرا ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ َ‬
‫‪)) -‬أ ّ‬
‫مَر‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫مث َ َ‬ ‫وقَد رَأى ابن عُمر م َ َ‬
‫ن عُ َ‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫كاًنا أ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫حوّل َْها فَإ ِّني َ‬ ‫عي َ‬ ‫ك َيا َرا ِ‬ ‫ح َ‬‫وَي ْ َ‬
‫عي ّت ِهِ ((‬‫ن َر ِ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سُئو ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َراٍع َ‬ ‫ل كُ ّ‬‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬‫سل ّ َ‬‫عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫)‪(2‬‬
‫وبلغت رحمة الله بالخلق بأن جعل الجر في الزرع‬
‫الذي يزرعه المسلم إذا أكل منه الحيوان‪ ،‬وهذا‬
‫وحث على عدم‬‫ٌ‬ ‫وباب من الجرِ كبير‬
‫ٌ‬ ‫فضل عظيمٌ‬ ‫ٌ‬
‫ل وتغطيةِ كل المزروعاتِ‪،‬ما لم تكن للتجارة‬ ‫الُبخ ِ‬
‫كما يفعله الكثيرُ اليوم مع النخل وغيره‪،‬فيقومون‬
‫الثمار لكي ل يأكلهُ الطير وغيره ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بتغطية جميعِ‬
‫خلهم هذا‪ ،‬فالنبي ‪r‬‬ ‫لب ِ‬
‫فهؤلء قد فاتهم أجرٌ كثير ُ‬
‫س غرسا ً أو يزرعُ نخل ً‬ ‫يغر ُ‬
‫ِ‬ ‫يقول " ما مِن مسلمٍ‬
‫إنسان أو بهيمةٌ إل كان له به‬
‫ٌ‬ ‫فيأكل منه طيرٌ أو‬
‫ُ‬
‫صدقة " )‪(3‬‬
‫ب‪ :‬أن الرجل إذا‬ ‫ن إطعام ِ الدوا ِ‬
‫حس ِ‬
‫‪ -‬و من ُ‬
‫خرج على دابته مسافرًا‪-‬وهو نادٌر اليوم‪ -‬أوقاطعا ً‬
‫‪ ()1‬البخاري ‪ 3467‬مسلم ‪ 5822‬ركية‪ :‬بئر ذات ماء‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد والبخاري في الدب المفرد ‪416‬‬
‫‪ ()3‬البخاري ‪2320‬مسلم ‪3950‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪232‬‬

‫عشبا ً أو ِغذاًء‬
‫لمسافة طويلة ورأى في طريقه ُ‬
‫ق‬
‫لها فِليقف ول ُِيدعها تأكل‪،‬أما إن كان الطري ُ‬
‫صحراويا ً ل ِغذاء لها فيه فلُيسرع ليبُلغ غايته‬
‫وُيطِعمها قبل أن تضعف في الطريق‪ .‬هذا ما‬
‫أرشد إليه الشرع‪ ،‬قال رسول الله ‪" r‬إذا‬
‫ب فأعطوا البل حظها من‬ ‫خص ِ‬ ‫سافرتم في ال ِ‬
‫الرض ‪،‬وإذا سافرتم في السنةِ فأسرعوا عليها‬
‫السير‪(1)"...‬‬
‫السنة‪ :‬القح ُ‬
‫ط‬

‫ح عن‬‫ن وعدم إهماله فلقد ص ّ‬ ‫ة الحيوا ِ‬‫‪ -3‬متابع ُ‬


‫النبي ‪ r‬أنه خرج يوما ً " لحاجته فمر ببعي ٍ‬
‫ر‬
‫ل النهارِ ثم مَر‬ ‫ب المسجد في أو ِ‬ ‫مناٍخ على با ِ‬ ‫ُ‬
‫به في آخر النهارِ وهو في مكان ِهِ ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫"أين صاحب هذا البعير" ؟ فأبت ُِغي فلم يوجد‬
‫فقال ‪ " :‬اتقوا الله في هذه البهائم ‪ ،‬اركبوها‬
‫سمانا ً ‪.(2)"..‬‬ ‫كلوها ِ‬ ‫صالحة و ُ‬
‫أي‪ :‬اركبوها حال كونها صالحة للركوب‬
‫طها وقوِتها ‪ُ ،‬وكلوها حال‬ ‫وذلك في حال نشا ِ‬
‫ة للكل ‪.‬‬ ‫ة صالح ً‬ ‫كونها سمين ً‬
‫ة‬
‫ه بل عناي ٍ‬‫ن وترك ُ‬ ‫ل الحيوا ِ‬ ‫وعليه فل ينبغي إهما ُ‬
‫ش ‪،‬وقد يتأذى فل يجد ُ‬ ‫ومتابعة ‪ ،‬فقد يجوعُ ويعط ِ ُ‬
‫قذًا‪ ،‬ولقد وقع لحد جيراننا أنه أحضر أضحي ً‬
‫ة‬ ‫من ِ‬
‫ُ‬
‫ل في رقبتها ‪ ،‬وغاب عنها فتحركت‬ ‫وأوثقها بحب ٍ‬
‫‪ ()1‬مسلم ‪4936‬‬
‫‪ ()2‬رواه أحمــد المســند] جــزء ‪ -4‬صــفحة ‪ [ 180‬وقــال شــعيب‬
‫الرناؤوط ‪ :‬إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح وقد سبق‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪233‬‬

‫وضاق عليها الحبل ثم أتى فوجدها قد ماتت‬


‫ة ‪ ،‬وسبب ذلك ‪:‬‬ ‫مختنق ً‬
‫‪ -1‬الهمال وطول الغياب‬
‫‪ -2‬ربط الحبل في الرقبة والحوط جعله في‬
‫الرجل والفضل من هذا كله أن نجعل لها مكانا ً‬
‫يسرح فيه ‪.‬‬
‫وهذه بعض جوانب الرحمة بالحيوان في السلم‬
‫وهي ُتمثلُ عظمة هذا الدين ورأفَتهُ مع أن هناك‬
‫جوانب لم ت ُذكر فأسأل الله التوفيق والزدياد‬
‫بالعلم النافع ‪.‬‬
‫ة لنواٍع‬ ‫قال الشيخ ابن باز ’ أن الحيوان ُ‪:‬عرض ٌ‬
‫ة‬
‫ت كبير ٍ‬ ‫كثيرة من المتاعب عند شحِنه ونقِله بكميا ٍ‬
‫مهل ٌ‬
‫ك‬ ‫م ُ‬ ‫ج عنها تزاح ٌ‬‫ت طويلة ربما ينت ِ ُ‬
‫خلل مسافا ٍ‬
‫ش وتفشي المراض فيها‬ ‫لضعيفها وجوعٌ وعط ٌ‬
‫ت أخرى مضرة تستوجب النظر السريع‬ ‫وحال ٌ‬
‫والدراسة الجادة من أولياء المور بوضع ترتيبات‬
‫مريحة شاملة لوسائل النقل والترحيل والغاثة من‬
‫ل‬‫إطعام ٍ وسقي وغير ذلك من تهويةٍ وعلٍج وفص ِ‬
‫ف عن القوي الخطر ‪،‬وهذا اليوم شيٌء‬ ‫الضعي ِ‬
‫ممكن للمؤسسات المستثمرة والفراد والشركات‬
‫المصدرة والمستوردة ‪ ،‬وهو من واجب نفقتها على‬
‫كها ومن هي تحت يده بالمعروف ‪(1) .‬‬ ‫ُمل ِ‬
‫* إن من عظمةِ السلم ِ وتمامه أنه لما أسس‬
‫قواعد الرحمةِ بالحيوان فهو في الوقت نفسه‬
‫أسس ما يحفظ هذه القواعد ويدفع الخلل عنها‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ل بمقاصد هذه القواعد‪.‬‬‫خ ُ‬
‫فنهى عن أمور ت ُ ِ‬

‫‪ ()1‬مجموع فتاوي الشيخ ابن باز ‪1178 /3‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪234‬‬

‫‪ -‬الرحمة بتحريم التعذيب ‪:‬‬


‫الحيوان ُيفهم من تعاليم‬ ‫ِ‬ ‫إن تحريم تعذيبِ‬
‫بوضوح وصراحة ويؤخذ ذلك من المر‬ ‫ٍ‬ ‫السلم‬
‫برحمة هذا الحيوان وعدم تجويعه وإتعابه كما سبق‬
‫ي عن ضده فهو لما أمرنا برحمته‬ ‫والمر بالشيء نه ٌ‬
‫فهو ينهانا عن تعذيبه‪ ،‬كما أن المر باليمان يتضمن‬
‫النهي عن الكفر ‪ .‬ويؤخذ أيضا ً ‪ -‬تحريم التعذيب‪-‬‬
‫من أحاديث صرحت بتحريم صور من التعذيب‬
‫وهذه الصور التي سنذكرها ُيقاس عليها غيرها من‬
‫مثلها في المعنى ‪:‬‬
‫الصورة الولى‪:‬‬
‫صبرُ الحيوانِ‪ :‬أي أن ُيحبس وهو حي‬ ‫‪-1‬‬
‫وُيتخذ هدفا ً ُيرمى‪ .‬وفي تحريم هذا نصوص عدة‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫دوا إ ِ ّ‬
‫منها نص عام وهو قوله تعالى} َول ت َعْت َ ُ‬
‫ن{)البقرة‪ :‬من الية ‪(190‬ونص‬ ‫دي َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫معْت َ ِ‬ ‫ح ّ‬
‫ل يُ ِ‬
‫خاص وهو أن ابن عمر _ مر " بنفرٍ نصبوا دجاجةً‬
‫يرمونها فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها وقال ابن‬
‫عمر ‪ :‬من فعل هذا ؟ إن النبي ‘ " لعن من فعل‬
‫هذا " )‪ (1‬واللعن يدل على التحريم بل يدل على‬
‫أنها كبيرة ‪ .‬وفي رواية قال ‪ " r‬ل تتخذوا شيئا ً فيه‬
‫روح غرضا ً " )‪. (2‬‬ ‫ٌ‬
‫قال النووي في شرح مسلم ‪ :‬أي ل تتخذوا‬
‫الحيوان الحي غرضا ً ترمون إليه كالغرض من‬
‫الجلود ونحوها وهذا النهي للتحريم ‪ .‬اهـ‬

‫‪ ()1‬البخاري ‪ 5515‬ومسلم ‪5034‬‬


‫‪ ()2‬مسلم ‪5032‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪235‬‬

‫وأيضا قصة المرأة التي دخلت النار بهرة حبستها‬


‫ولم تُطعمها حتى ماتت فهي معروفة)‪. (1‬‬
‫قال ابن حجر ’ ‪ :‬وظاهر هذا الحديث أن المرأة‬
‫عذِبت بسبب قتلِ هذه الهرة بالحبسِ‪ .‬أهـ وذهب‬ ‫ُ‬
‫إلى هذا النووي وقيل غير ذلك ‪.‬‬
‫وهذا التحريم سببه بّين ‪،‬وهو ‪:‬‬
‫نفس بل سبب‬‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫قتل‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬تعذيبُ هذه النفس‬
‫‪ -3‬تضييع لماليته أي أن لهذا للحيوان قيمة ‪ ،‬فقد‬
‫ينتفع به بالبيع أو الستخدام ‪.‬‬
‫ملحظة ‪ :‬المحظور هنا هو الحبس مع التعذيبِ‬
‫طعام وأما الحبسُ مع الطعام وعدم‬ ‫ِ‬ ‫وعدم ال‬
‫التعذيب واليذاء فجائزٌ‪ُ ،‬يفهمُ ذلك من مفهوم‬
‫الحاديث السابقة وصراحة من حديث أنس لما‬
‫قال ‪ :‬كان النبي ‪ r‬أحسن الناسِ خلقا ً وكان لي أخ‬
‫يقال له أبو عمير ‪ ..‬وكان إذا جاء قال ‪ " r‬يا أبا‬
‫ر كان يلعب به ‪. (2).‬‬‫عمير ما فعل النُغير " نغ ٌ‬
‫الُنغير ‪ :‬طير صغير‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪ :‬في الحديث " جواز لعِب الصغير‬
‫بالطير وجواز إمساكُ الطير في القفص ونحوه ‪.‬‬
‫أهـ‪.‬‬
‫ه‬
‫شرط أن ل يعذبه الطفل‪ ،‬فعلى البوين أن ُينبِهانِ ِ‬
‫إلى هذا‪ ،‬ونقل ابن حجر عن القرطبي قوله ‪ :‬أما‬
‫تمكينه من تعذيبه ول سيما حتى يموت فلم يبح‬
‫قط ‪.‬‬

‫‪ ()1‬البخاري وقد سبق ‪2365‬‬


‫‪ ()2‬البخاري ‪6203‬مسلم ‪ 5578‬وقد سبق‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪236‬‬

‫الصورة الثانية ‪:‬‬


‫ن ‪:‬هو ما ُيفعل‬
‫ل بالحيوا ِ‬‫التمثي ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫بالحيوان الحي من تشويه ‪ ،‬كقطِع بعض أطرافِ ِ‬
‫وغير ذلك وهذا محرم ‪ ،‬نهى النبي ‪ r‬عنه )‪ (1‬بل‬
‫ولعن صاحبه ‪ ،‬قال ابن عمر _ ‪ " :‬لعن النبي ‪r‬‬
‫ق‬ ‫من مثل بالحيوان ")‪ (2‬وأتى النبي ‪ r‬رجل ً ي ُ‬
‫ش ُ‬
‫آذان بعض البل بالموسى]الموسى‪ :‬هو آلة حادة‬
‫ُيحلقُ بها[ ويحرمها على نفسه –وهذه عبادة جاهلية‬
‫حل ‪،‬‬ ‫– فقال له النبي ‪ " r‬فكل ما آتاك الله لك ِ‬
‫دك ‪ ،‬وموسى الله أشد‬ ‫ع ِ‬ ‫عد ُ الله أشد من سا ِ‬ ‫سا ِ‬
‫من موساك ")‪ (3‬وهذا تحذيٌر من النبي ‪ r‬من أن‬
‫ُيمثل بالحيوان و عليه من كان عنده حيوان بريٌ أو‬
‫ع‬
‫بحريٌ ‪،‬صغيٌر أم كبيٌر) كالحوت( فل يجوز له قط ُ‬
‫أطرافِهِ وتشويهِهِ لن في ذلك من التعذيب ما ل‬
‫يخفى ‪.‬‬
‫الصورة الثالثة‪:‬‬
‫صاء أي إخصاء الحيوان برض خصيته أو‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬الخِ‬
‫قطع ذكره أو بإعطائه من الدوية ما يجعله خصي‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫ل ن ََهى َر ُ‬ ‫مَر ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬‫ل يمكنه التناسل‪ .‬عَ ِ‬
‫ل‬ ‫صاِء ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫خ َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫م عَ ْ‬ ‫سل ّ َ‬‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫الل ّهِ َ‬
‫َوال ْب ََهائ ِم ِ )‪. (4‬‬
‫‪ ()1‬البخاري ‪5516‬‬
‫‪ ()2‬البخاري ‪5515‬‬
‫‪ ()3‬ص م ‪898‬‬
‫ق ‪ ،‬وصــححه‬ ‫مــاُء ال ْ َ ْ‬ ‫‪ ()4‬رواه أحمــد و َقــا َ‬
‫خلــ ِ‬ ‫مــَر ِفيَهــا ن َ َ‬
‫ن عُ َ‬
‫ل اْبــ ُ‬
‫اللباني في صحيح الجامع برقم ‪6956‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪237‬‬

‫وسبب ذلك لما يفوت عليه من مصلحة التناسل‪،‬‬


‫ف فطرةٍ وضعها الله فيه ‪ ،‬و ما يحصلُ للحيوانِ‬ ‫إتل ُ‬
‫صائهِ –إن كان بغير دواء‪. -‬‬
‫من ألمٍ حين خِ ِ‬
‫ولعدم مصلحة في ذلك إل قولهم إنه بذلك يسمنُ‬
‫ه‪.‬‬‫لحم ُ‬
‫ُ‬ ‫ويكبر ويطي ُ‬
‫ب‬ ‫ُ‬
‫خصاء وأن ُنحصِل‬ ‫مكن أن نستغني عن ال ِ‬‫م ِ‬
‫ومن ال ُ‬
‫اللحم الطيب السمين بالغذاء والعناية السليمة‪.‬‬
‫والقاعدة تقول " درء المفاسد مقدم على جلب‬
‫المصالح )‪ . (1‬ولكن إن انتفت هذه المفاسد‬
‫فوجدت طريقة ل يتألم معها الحيوان‪-‬الدواء‪-‬‬
‫وُوجدت المصلحة والحاجة لهذا الفعل جاز ‪.‬‬
‫الصورة الرابعة ‪:‬‬
‫الوجه أو ضربهِ ‪ :‬الوسمُ أصله من‬‫ِ‬ ‫‪ -4‬وسمُ‬
‫السمة وهي العلمة‪ ،‬والمراد هنا جعلُ علمةٍ في‬
‫ِ‬
‫الوجه بالكي أو الجرح وما أشبه ذلك ‪.‬‬
‫حمار قد‬
‫ٌ‬ ‫وهذا محرم بدليل " أن النبي ‪ r‬مر عليه‬
‫سم في وجهه فقال " لعن الله الذي وسمه " )‪(2‬‬ ‫وُ ِ‬
‫‪ .‬وفي رواية " لعن الله من فعل هذا‪ ،‬ل يسمنّ أحدٌ‬
‫الوجه ول يضربنه " )‪. (3‬‬
‫فالنبي ‪ r‬نهى عنه لمنع تعذيبه وتشويهِ وجهِهِ‬
‫ولكن إن كانت هناك مصلحة تستدعي الوسم‬
‫للتمييز بين الدواب فيجوز ولكن في غير الوجه ‪.‬‬

‫‪ ()1‬شرح قواعد الفقهية للزرقا ‪ ،‬قاعدة )‪(29‬‬


‫‪ ) ()2‬مسلم ‪5518‬‬
‫‪ ()3‬البخاري في الدب المفرد ‪175‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪238‬‬

‫غدوت إلى رسولِ الله‬


‫ُ‬ ‫ودليل ذلك قول أنس _ ‪" :‬‬
‫م إبل الصدقة "‬‫س ُ‬ ‫‪... r‬فوافيتُ ُ‬
‫ه في يده الميسم ي ِ‬
‫)‪. (1‬‬
‫قال ابن حجر ’ ‪ :‬الحكمة فيه تميزها وليردها من‬
‫أخذها ومن ألتقطها وليعرفها صاحِبُها فل يشتريها‬
‫إذا تصدق بها مثل ً لئل يعود في صدقته ‪.(2) .‬‬
‫وذهب إلى هذا جمهور العلماء والعلة كما قلنا ‪:‬‬
‫جواز إيلم الحيوان للحاجة والمصلحة الراجحة ‪.‬‬
‫ستحب أن يسِم الغنم‬
‫ُ‬ ‫قال النووي ’ ‪ :‬إذا وسم فيُ‬
‫في آذانها والبل والبقر في أصول أفخاذها لنه‬
‫ف شعره وُيظهر‬ ‫خ ّ‬
‫موضعٌ صلب فيقِل اللم فيه‪ ،‬ويُ ِ‬
‫الوسم " فإن قيل ‪ِ :‬لم ل تستبدلون الوسم باللون‬
‫يوضعُ على جلده أو شعره فهذا ل يؤذيه وتتحقق به‬
‫المصلحة؟‬
‫سل ‪ ،‬والشعُر قد يتغير‬ ‫ِ‬ ‫يزول بالغ‬
‫ُ‬ ‫الجواب ‪ /‬اللونُ‬
‫فل تحصل المصلحة به ‪ ،‬أما الوسمُ فل يزول‬
‫م صِرنا إليه ‪.‬‬
‫يزول ول يؤُِل ُ‬
‫ُ‬ ‫ولكن إن وجدنا شيئا ً ل‬
‫الصورة الخامسة ‪:‬‬
‫ن والدعاءُ عليه‪ ،‬فالدعاء عليه‬ ‫‪ -5‬لعنُ الحيوا ِ‬
‫ر له وقد يستجيب الله هذا الدعاء فيتأذى‬ ‫طلب للضُ ِ‬
‫ٌ‬
‫الحيوان بذلك‪ ،‬وهذا منهي عنه ِلما جاء عن النبي ‪r‬‬
‫أنه كان " في بعض أسفاره وامرأةٌ من النصار‬
‫ناقة ‪ ،‬فتضجرت فلعنتها‪ ،‬فسمع ذلك رسول‬ ‫ٍ‬ ‫على‬
‫خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة‬ ‫الله ‪ r‬فقال " ُ‬

‫‪ ()1‬البخاري ‪ 1502‬مسلم ‪5523‬‬


‫‪ ()2‬فتح الباري تحت حديث ‪1502‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪239‬‬

‫" )‪ (1‬وفي رواية " ل أيمُ الله ل تصاحبُنا راحلةٌ‬


‫عليها لعنة من الله " )‪. (2‬‬
‫قال النووي ’ ‪ :‬إنما قال هذا زجرا ً لها ولغيرها‬
‫فعوقبت بإرسال الناقة ‪.‬‬
‫ومما يدل على أن الحيوان قد يتأذى بالدعاء عليه‬
‫قول النبي ‪ " r‬ل تدعوا على أنفسكم ‪ ،‬ول تدعوا‬
‫على أولدكم‪ ،‬ول تدعوا على أموالكم " )‪ (3‬قاله ‪r‬‬
‫لرجل لعن دابته ‪.‬‬
‫* ومن الصور السابقة نأخذ تحريم بعض الصور‬
‫نص صحيح‪ ،‬فمن ذلك ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫التي لم يرد فيها‬

‫‪ -6‬التحريشُ بين البهائمِ ِ‪:‬وهو أن ُيجعل‬


‫حيوانين في حلبةٍ ليتقاتل كالكلب والديكة ‪ ،‬فهذا‬
‫محرم ول ريب في ذلك لن النبي ‪ r‬نهى عن‬
‫ب إحدى‬ ‫عذ ُ‬
‫تعذيب الدابة وقتلها بل سبب وهنا ستُ ِ‬
‫الدابتين الخرى وتقتلها في النهاية غالبا ً‪ ،‬ولن‬
‫النبي ‪ r‬نهى عن إتعاب الحيوان وهنا سوف يتعب‬
‫بل فائدة بل لمجرد اللهو والعبث وفيه أيضا ً إضاعة‬
‫للمال ‪ -‬أي البهيمة‪ -‬المقتولة ‪ ،‬وما يصحبُ ذلك‬
‫من مراهنات وضياع للموال ‪.‬‬
‫وللتنبيه‪ :‬ورد في التحريش بين البهائم حديثٌ‬
‫ف‪ .‬قال ابن عباس ‪ " :‬نهى رسول الله ‪ r‬عن‬ ‫ضعي ٌ‬

‫‪ ()1‬مسلم ‪6547‬‬
‫‪ ()2‬مسلم ‪6550‬‬
‫‪ ()3‬مسلم ‪ 7437‬في حديث طويل‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪240‬‬

‫التحريش بين البهائم " )‪ (1‬ويكفينا ما سبق‬


‫لتحريمه ‪.‬‬

‫‪ -7‬ما ُيسمى اليوم )مصارعة الثيران ( وفيه‬


‫كبيرة ومع‬
‫ٍ‬ ‫ورجل فاسقٌ في حلبةٍ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫قوي‬ ‫ثور‬
‫ٌ‬ ‫يدخل‬
‫رماح وسكاكين‪ ،‬ويقوم هذا الرجل على‬ ‫ٌ‬ ‫هذا الرجل‬
‫استثارة هذا الثور بالركض والمراوغة وتحريك ثوب‬
‫يهاجمه يقوم الفاسقُ بطعنِه‬
‫ِ‬ ‫أحمر وبينما الثور ُ‬
‫وهكذا حتى ينهك هذا الثور ويتصببُ دما ً فيُعطيه‬
‫هذا الظالم الضربة القاضية بسكين في رأسه‬
‫فيسقط ‪.‬‬
‫وأي رياضة هذه يرضاها عاقل رزين ولكنه الهوى‬
‫وحدود ‪ ،‬وقسوة القلب‪ ،‬ول‬‫ٍ‬ ‫واتباعه من غير معيارٍ‬
‫حاجة في التكلم في تحريم هذا التعذيب فهو ظاهر‬

‫و ذكر الشيخ ابن باز ’ بعض صور التعذيب التي‬


‫ش الدجاِج‬
‫ف ري ِ‬ ‫تستخدم في هذه اليام منها ‪ :‬نت ُ‬
‫والطيور هي حية أو تغطيسها في الماء شديد‬
‫الحرارة وهي حية أو تسليط البخار عليها لزالة‬
‫الريش زاعمين أنه أرفقُ بما يراد ُ ذبحه من‬
‫الحيوان ‪ ..‬وهذا فيه من التعذيب ما ل يخفى‬
‫مخالفته لنصوص المر بالحسان إليه ‪(2) . ..‬‬
‫* وهكذا نرى السلم المبهر بأحكامه وشرائعه‬
‫التي هي من لدن عليم خبير‬

‫‪ ()1‬صحيح سنن أبى داود ‪2562‬‬


‫‪ ()2‬مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ‪3/1179‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪241‬‬

‫ن سبقهم أهل‬ ‫وكان من نتيجة هذا التقصير أ ْ‬


‫الغرب فوضعوا ما وضعوا من قوانين ‪ -‬مع ما فيها‬
‫ر بأنهم أعطوا الحيوان‬ ‫بالتفاخ ِ‬
‫ُ‬ ‫من غلو ‪ -‬وأخذوا‬
‫حقه وأنهم بذلك أصحاب حضارة وتقدم‪...‬‬
‫فنقول هل يمتلك الغرب مثل هذا الرصيد من‬
‫ٍ‬ ‫زمان‬ ‫لكل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصالح‬ ‫الحكام في عمقِ الـتأريخِ‬
‫ومكان فيستند إليه في أطروحاته المعاصرة ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومن صور الغلو أيضا ما جاء في جريدة‬
‫البيان الماراتية عدد تاريخ ) السبت ‪ 12‬رجب ‪142‬‬
‫‪ " (2‬إن هناك اجتماع سنوي في الخريف لجماعة‬
‫لمناهضة صيد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحيوان‬ ‫أمريكية تدافعُ عن حقوقِ‬
‫راء فتبرعت‬ ‫الحصول على الفِ ِ‬‫ِ‬ ‫الحيوانات من أجل‬
‫بفراء عندها …… " ‪.‬‬
‫وهذا مع الغلو الذي فيه فهو عدمُ اتزانٍ لن حق‬
‫النسان في العيشِ والدفِء مقدم على حق‬ ‫ِ‬
‫الحيوان في ذلك فعلى المسلم أن يتمسك بدينه‬
‫ويرجع إليه ول ُيبالي بأحد فإن في ذلك عزه ‪،‬‬
‫وعليه أيضا أن يطلب العلم بتحري وأن يأخذه من‬
‫أهله وبذلك يحصل مبتغاه )‪.(1‬‬

‫ة‬ ‫‪()1‬إرشــاد ُ النــام ِ ِلمــا جــاء فــي الســلم ِ مــن حقــو ٍ‬


‫ق ورحمـ ٍ‬
‫ن لمؤلفه ‪/‬الحارث المريذي‪.‬‬
‫بالحيوا ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪242‬‬

‫‪ ( 12‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالنبات‪.‬‬

‫النبات ذلكم المخلوق الذي به ملت أرجاء الدنيا ‪،‬‬


‫في الدنيا والخرة بل يكد ل يخلو شيء منه ‪ ،‬ول‬
‫ننسى بيئة المدينة النبوية الكريمة ‪ ،‬التي كانت‬
‫محاطة بالشجر والثمر وعلى كآفة النواع ‪ ،‬بل وقد‬
‫نطق القرآن الكريم بذكر أنواع شتا من أنواع‬
‫النباتات ‪ ،‬فمثًل قوله تعالى ممتًنا على عباده‬
‫َ‬ ‫ذي أ َن َْز َ‬
‫ت‬ ‫جَنا ب ِهِ ن ََبا َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ماًء فَأ ْ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫} وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫حب ّا ً‬ ‫َ‬
‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ج ِ‬ ‫خر ِ ُ‬ ‫ضرا ً ن ُ ْ‬ ‫خ ِ‬‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫جَنا ِ‬ ‫خَر ْ‬ ‫يٍء فَأ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كُ ّ‬
‫ت‬‫جّنا ٍ‬
‫ة وَ َ‬ ‫ن َدان ِي َ ٌ‬ ‫وا ٌ‬‫ن ط َل ْعَِها قِن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫خ ِ‬‫ن الن ّ ْ‬ ‫كبا ً وَ ِ‬
‫م َ‬ ‫مت ََرا ِ‬
‫ُ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫مت َ َ‬
‫شاب ِ ٍ‬ ‫شت َِبها وَغَي َْر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ما َ‬‫ن َوالّر ّ‬ ‫ب َوالّزي ُْتو َ‬ ‫ن أعَْنا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ت‬‫م َليا ٍ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِك ُ ْ‬ ‫مَر وَي َن ْعِهِ إ ِ ّ‬‫مرِهِ إ َِذا أث ْ َ‬ ‫ان ْظ ُُروا إ َِلى ث َ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪243‬‬

‫جع َ َ‬
‫ل‬ ‫ذي َ‬ ‫ن{ )النعام‪ (99:‬وكقوله } ال ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫قوْم ٍ ي ُؤْ ِ‬ ‫لِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫سب ُل ً وَأن َْز َ‬ ‫م ِفيَها ُ‬ ‫ك ل َك ُ ْ‬ ‫سل َ َ‬ ‫مْهدا ً وَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫م اْلْر‬ ‫ل َك ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شّتى{‬ ‫ت َ‬ ‫ن ن ََبا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫جَنا ب ِهِ أْزَواجا ً ِ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ماًء فَأ ْ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ماًء‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه أن َْز َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م ت ََر أ ّ‬ ‫وكقوله ‪} ‬أل َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وان َُها {)فاطر‪ :‬من‬ ‫خت َِلفا ً أل ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫مَرا ٍ‬ ‫جَنا ب ِهِ ث َ َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫فَأ ْ‬
‫الية ‪) (27‬طـه‪(53:‬‬
‫وقد خص بعض الثمر والنباتات بذكرها أسمائها في‬
‫معرض امتنانه على عباده بها‪:‬‬
‫ذي‬ ‫الزيتون والرمان في قوله ‪} ‬وَهُوَ ال ّ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫خ َ‬ ‫ت َوالن ّ ْ‬ ‫شا ٍ‬ ‫معُْرو َ‬ ‫ت وَغَي َْر َ‬ ‫شا ٍ‬ ‫معُْرو َ‬ ‫ت َ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫شأ َ‬ ‫أن ْ َ‬
‫شاِبها ً‬ ‫ُ‬
‫مت َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َوالّر ّ‬ ‫ه َوالّزي ُْتو َ‬ ‫خت َِلفا ً أك ُل ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َوالّزْرعَ ُ‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ي َوْ َ‬ ‫ح قّ ُ‬ ‫مَر َوآُتوا َ‬ ‫مرِهِ إ َِذا أث ْ َ‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شاب ِهٍ ك ُُلوا ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫وَغَي َْر ُ‬
‫ن{‬ ‫سرِِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫سرُِفوا إ ِن ّ ُ‬ ‫صادِهِ َول ت ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫)النعام‪.(141:‬‬
‫ه‬
‫م بِ ِ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫النخيل والعنب في قوله ‪ } ‬ي ُن ْب ِ ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ن كُ ّ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ب وَ ِ‬ ‫ل َواْل َعَْنا َ‬ ‫خي َ‬ ‫ن َوالن ّ ِ‬ ‫الّزْرعَ َوالّزي ُْتو َ‬
‫ن{ )النحل‪:‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫قوْم ٍ ي َت َ َ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫ك َلي َ ً‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫الث ّ َ‬
‫‪.(11‬‬
‫الفواكة والحبوب والريحان في قوله ‪‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضعََها ل ِْلَنام ِ )‪ِ (10‬فيَها َفاك ِهَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫خ ُ‬ ‫ة َوالن ّ ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫} َواْلْر َ‬
‫َ‬
‫ن)‬ ‫حا ُ‬ ‫ف َوالّري ْ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ب ُذو ال ْعَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫مام ِ )‪َ (11‬وال ْ َ‬ ‫ت اْلك ْ َ‬
‫َ‬
‫َذا ُ‬
‫َ‬
‫ن )‪] {(13‬الرحمن‪-10/‬‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫‪ (12‬فَب ِأيّ آَلِء َرب ّك ُ َ‬
‫‪[13‬‬
‫ن{ )التين‪:‬‬ ‫ن َوالّزي ُْتو ِ‬ ‫التين في قوله ‪َ } ‬والّتي ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪(1‬‬

‫أما على لسان الحبيب ‪ ‬فقد ذكر أنوا ً‬


‫عا منها‬
‫على سبيل المثال ل الحصر‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪244‬‬

‫كان ‪ ‬يضرب المثال بالشجر حيًنا فيما‬ ‫‪-‬‬


‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫مَر ~ َقا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫جاء عنه ‪ ‬عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ َ‬
‫ط وََرقَُها‬ ‫ق ُ‬‫س ُ‬ ‫جَرةً َل ي َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫جر ِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬إ ِ ّ‬
‫ي فَوَقَعَ الّنا ُ‬
‫س‬ ‫ما هِ َ‬ ‫حد ُّثوِني َ‬ ‫سل ِم ِ فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫مث َ ُ‬‫وَإ ِن َّها َ‬
‫سي‬ ‫ف ِ‬ ‫ل عَب ْد ُ الل ّهِ وَوَقَعَ ِفي ن َ ْ‬ ‫واِدي َقا َ‬ ‫جرِ ال ْب َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ي َيا‬‫ما هِ َ‬ ‫حد ّث َْنا َ‬ ‫م َقاُلوا َ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫حي َي ْ ُ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ة َفا ْ‬ ‫خل َ ُ‬‫أ َن َّها الن ّ ْ‬
‫ت ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ل فَذ َك َْر ُ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫خل َ ُ‬
‫ي الن ّ ْ‬‫ل هِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ي ِ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ح ّ‬‫ةأ َ‬ ‫خل َ ُ‬‫ي الن ّ ْ‬ ‫ت هِ َ‬ ‫ن قُل ْ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ل َل ْ‬ ‫مَر َقا َ‬ ‫ل ِعُ َ‬
‫ذا )‪(((1‬‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫كَ َ‬

‫قال المام النووي ’ )‪:(2‬‬ ‫‪-‬‬


‫قاء‬ ‫حَباب إ ِل ْ َ‬ ‫ست ِ ْ‬‫من َْها ا ِ ْ‬ ‫واِئد ‪ِ :‬‬ ‫ديث فَ َ‬ ‫ح ِ‬‫ذا ال ْ َ‬ ‫وَِفي هَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫خت َِبر أفَْهامه ْ‬ ‫حابه ‪ ،‬ل ِي َ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫سأَلة عََلى أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ال َْعاِلم ال ْ َ‬
‫كر َواِلعْت َِناء ‪.‬‬ ‫ف ْ‬ ‫م ِفي ال ْ ِ‬ ‫غبهُ ْ‬‫وَي َُر ّ‬
‫شَباه ‪.‬‬ ‫مَثال َواْل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ضْرب اْل ْ‬ ‫وَِفيهِ ‪َ :‬‬
‫ن إ َِذا ل َ ْ‬
‫م‬ ‫مر ل َك ِ ْ‬ ‫ل ا ِْبن عُ َ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫وَِفيهِ ‪ :‬ت َوِْقير ال ْك َِبار ك َ َ‬
‫يعرف ال ْكبار ال ْم َ‬
‫رفَها‬ ‫ذي ي َعْ ِ‬ ‫صِغيرِ ال ّ ِ‬ ‫سأَلة فَي َن ْب َِغي ِلل ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َِ‬ ‫ََ ْ ِ‬
‫قولَها ‪.‬‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫سن فَْهمه ‪،‬‬ ‫ح ْ‬ ‫جاب َةِ وََلده ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫سان ب ِن َ َ‬ ‫سُرور اْل ِن ْ َ‬ ‫وَِفيهِ ‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫ب‬‫ح ّ‬ ‫خَلة أ َ‬ ‫ي الن ّ ْ‬ ‫كون قُْلت هِ َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫مر ‪َ ) : ‬ل َ ْ‬ ‫ول عُ َ‬ ‫وَقَ ْ‬
‫عو ِلب ْن ِهِ ‪ ،‬وَي َعَْلم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كأ ّ‬ ‫ي ( أَراد َ ب ِذ َل ِ َ‬ ‫إ ِل َ ّ‬
‫جاَبته ‪.‬‬ ‫سن فَْهمه وَن َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ُ‬
‫خل ‪.‬‬ ‫ضل الن ّ ْ‬ ‫وَِفيهِ ‪ :‬فَ ْ‬
‫سل ِم ِ ِفي ك َث َْرة‬ ‫م ْ‬ ‫خَلة ِبال ْ ُ‬ ‫ه الن ّ ْ‬ ‫شب ّ َ‬ ‫ماء ‪ :‬وَ َ‬ ‫ل ال ْعُل َ َ‬ ‫َقا َ‬
‫جوده عََلى‬ ‫ها ‪ ،‬وَوُ ُ‬ ‫مر َ‬ ‫طيب ث َ َ‬ ‫ها ‪ ،‬وَد ََوام ظ ِل َّها ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫خْير َ‬ ‫َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 9‬ص ‪(189‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪245‬‬

‫كل‬ ‫ها َل ي ََزال ي ُؤْ َ‬ ‫مر َ‬ ‫حين ي َط ُْلع ث َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫الد َّوام ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫مَناِفع‬ ‫َ‬
‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خذ ِ‬ ‫ن ي َي َْبس ي ُت ّ َ‬ ‫حّتى ي َي َْبس ‪ ،‬وَب َْعد أ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫مل‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫صانَها ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫شبَها وَوََرقَها وَأغْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َِثيَرة ‪ ،‬وَ ِ‬
‫حَباًل‬ ‫صًرا وَ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫صر وَ ُ‬ ‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫صّيا وَ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫حط ًَبا وَ ِ‬ ‫عا وَ َ‬ ‫ذو ً‬ ‫ج ُ‬ ‫ُ‬
‫وَأَواِني وَغَْير ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ها ‪،‬‬ ‫وا َ‬ ‫من َْها ن َ َ‬ ‫يء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫خر َ‬ ‫مآ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫سن هَي َْئة‬ ‫ح ْ‬ ‫مال ن ََباتَها ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫فا ل ِْل ِب ِ ِ‬ ‫فع ب ِهِ عَل َ ً‬ ‫وَي ُن ْت َ َ‬
‫َ‬ ‫مَناِفع ك ُل َّها ‪ ،‬وَ َ‬
‫ن‬
‫ما أ ّ‬ ‫مال ‪ ،‬ك َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫خْير وَ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ها ‪ ،‬فَهِ َ‬ ‫مر َ‬ ‫ثَ َ‬
‫خَلقه‬ ‫كاِرم أ َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫عاته وَ َ‬ ‫طا َ‬ ‫ن ك َث َْرة َ‬ ‫م ْ‬ ‫خْير ك ُّله ‪ِ ،‬‬ ‫من َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫كره‬ ‫صَيامه وَقَِراَءته وَذِ ْ‬ ‫صَلته وَ ِ‬ ‫ظب عََلى َ‬ ‫وا ِ‬ ‫‪ ،‬وَي ُ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫عات ‪ ،‬وَغَْير ذ َل ِ َ‬ ‫طا َ‬ ‫ساِئر ال ّ‬ ‫صَلة ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صد ََقة َوال ّ‬ ‫َوال ّ‬
‫جه‬ ‫ل ‪ :‬وَ ْ‬ ‫شِبيه ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫جه الت ّ ْ‬ ‫حيح ِفي وَ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ذا هُوَ ال ّ‬ ‫فَهَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف َباِقي‬ ‫خَل ِ‬ ‫ت بِ ِ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫ه إ َِذا قَط َعَ َرأسَها َ‬ ‫شَبه أن ّ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫قح ‪ .‬وََالّله‬ ‫حّتى ت ُل َ ّ‬ ‫مل َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ‪ِ :‬ل َن َّها َل ت َ ْ‬ ‫جر ‪ ،‬وَِقي َ‬ ‫ش َ‬ ‫ال ّ‬
‫أ َعَْلم ‪.‬‬
‫واِدي ( أ َيْ ‪:‬‬ ‫جر ال ْب َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫وله ‪ ) :‬فَوَقَعَ الّناس ِفي َ‬ ‫قَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن كُ ّ‬
‫ل‬ ‫كا َ‬ ‫واِدي ‪ ،‬وَ َ‬ ‫جار ال ْب َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫م إ َِلى أ ْ‬ ‫كاره ْ‬ ‫ت أفْ َ‬ ‫ذ َهَب َ ْ‬
‫واِدي وَذ َهُِلوا‬ ‫َ‬
‫جر ال ْب َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫واع َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ها ب ِن َوٍْع ِ‬ ‫سر َ‬ ‫ف ّ‬ ‫سان ي ُ َ‬ ‫إ ِن ْ َ‬
‫خَلة ‪.‬‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫عَ ْ‬

‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫وعَ َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ ‪ ‬أ ّ‬ ‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫فيُء وََرقُ ُ‬ ‫مةِ الّزْرِع ي َ ِ‬ ‫خا َ‬ ‫ل َ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ِ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫)) َ‬
‫َ‬
‫ك‬‫ت وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ت اعْت َد َل َ ْ‬ ‫سك َن َ ْ‬ ‫فئ َُها فَإ َِذا َ‬ ‫ح ت ُك َ ّ‬‫ث أت َت َْها الّري ُ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل اْلْرَز ِ‬
‫ة‬ ‫مث َ ِ‬‫كافِرِ ك َ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫فأ ِبال ْب ََلِء وَ َ‬ ‫ن ي ُك َ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫شاَء (( و في‬ ‫ه إ َِذا َ‬ ‫مَها الل ّ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ق ِ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫معْت َدِل َ ً‬ ‫ماَء ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬
‫مث َ ُ‬
‫ل‬ ‫ل اللهِ ‘ َ‬‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ)) :‬قا َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ب بْ ِ‬ ‫ن كع ْ ٍ‬ ‫عَ ْ‬
‫فيئ َُها الّري ُ‬
‫ح‬ ‫ن الّزْرِع ت ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مةِ ِ‬ ‫خا َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ر‬
‫كافِ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬‫مث َ ُ‬ ‫ج وَ َ‬ ‫حّتى ت َِهي َ‬ ‫خَرى َ‬ ‫مّرةً وَت َعْدِل َُها أ ُ ْ‬ ‫صَرعَُها َ‬ ‫تَ ْ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪246‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يٌء‬ ‫ش ْ‬ ‫فيئ َُها َ‬ ‫صل َِها َل ي ُ ِ‬ ‫جذِي َةِ عََلى أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل اْلْرَزةِ ال ْ ُ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫كَ َ‬
‫حد َةً (( )‪(((1‬‬ ‫مّرةً َوا ِ‬ ‫جَعافَُها َ‬ ‫ن ان ْ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫قال المام النووي ’ ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫فيف‬ ‫خ ِ‬ ‫مة وَت َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫خاِء ال ْ ُ‬ ‫مة ( فَِبال ْ َ‬ ‫خا َ‬ ‫ما ) ال ْ َ‬ ‫)أ ّ‬
‫ن الّزْرع ‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫صَبة الل ّي َّنة ِ‬ ‫ق َ‬ ‫طاَقة َوال ْ َ‬ ‫ي ‪ :‬ال ّ‬ ‫ميم ‪ ،‬وَهِ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫فيئَها (‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ميلَها وَت ُ ِ‬ ‫ما ) ت ُ ِ‬ ‫ن َواو ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫قل َِبة عَ ْ‬ ‫من ْ َ‬ ‫وَأِلفَها ُ‬
‫ماًل ‪،‬‬ ‫ش َ‬ ‫ميًنا وَ ِ‬ ‫قّلبَها الّريح ي َ ِ‬ ‫معَْناهُ ‪ :‬ت ُ َ‬ ‫حد ‪ ،‬وَ َ‬ ‫معًْنى َوا ِ‬ ‫فَ َ‬
‫فت ِْح‬ ‫دلَها ( ب ِ َ‬ ‫فضَها ‪ ،‬وَ ) ت َعْ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫صَرعَها ( ت َ ْ‬ ‫معَْنى ) ت َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫معَْنى ) ت َِهيج (‬ ‫دال ‪ ،‬أيْ ‪ :‬ت َْرَفعَها ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سر ال ّ‬ ‫الّتاء وَك َ ْ‬
‫َ‬
‫جيم‬ ‫م ِ‬ ‫مة ث ُ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ض ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ميم ٍ َ‬ ‫جذ ََبة ( فَب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ) ال ْ ُ‬ ‫ت َي َْبس ‪ .‬وَأ ّ‬
‫ي الّثاب َِتة‬ ‫سوَرة ‪ ،‬وَهِ َ‬ ‫مك ْ ُ‬ ‫مة َ‬ ‫ج َ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫م َذال ُ‬ ‫ساك َِنة ث ُ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ذب ‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫ذب ي َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذب وَأ ْ‬ ‫ج ِ‬‫ب يَ ْ‬ ‫جذ َ َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫قال ِ‬ ‫صَبة ‪ ،‬ي ُ َ‬ ‫من ْت َ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ديث‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫ماء ‪َ :‬‬ ‫ل ال ْعُل َ َ‬ ‫قَلع ‪َ .‬قا َ‬ ‫جَعاف ‪ :‬اِلن ْ ِ‬ ‫َواِلن ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ماله ‪،‬‬ ‫هله أوْ َ‬ ‫دنه أوْ أ ْ‬ ‫من ك َِثير اْلَلم ِفي ب َ َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ما ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫مك َ ّ‬ ‫وَذ َل ِ َ‬
‫كاِفر‬ ‫جات ِهِ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫سي َّئات ِهِ ‪ ،‬وََراِفع ل ِد ََر َ‬ ‫فر ل ِ َ‬ ‫ك ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫فر َ‬ ‫م ي ُك َ ّ‬ ‫يء ل َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن وَقَعَ ب ِهِ َ‬ ‫قِليلَها ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫مَلة ((‪.‬‬ ‫سيَئاته ‪ ،‬ب ْ ْ‬
‫كا ِ‬ ‫مة َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ال ْ ِ‬ ‫ل ي َأِتي ب َِها ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬

‫بل من أهمية النبات والشجر والثمر أن‬ ‫‪-‬‬


‫الله ‪ ‬جعله من نعيم أهل الجنة بل ل يطلق ذلك‬
‫السم على ما كثر شجره ودان ثمره ألم تقرأ‬
‫ن )‪ (62‬فَب ِأ َيّ آ ََلِء‬ ‫جن َّتا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ُدون ِهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوله ‪} ‬وَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن )‪ (64‬فَب ِأيّ آَلِء‬ ‫مَتا ِ‬ ‫ها ّ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫ن )‪ُ (63‬‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫َرب ّك ُ َ‬
‫ن )‪(66‬‬ ‫خَتا ِ‬ ‫ضا َ‬‫ن نَ ّ‬ ‫ما عَي َْنا ِ‬ ‫ن )‪ِ (65‬فيهِ َ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫َرب ّك ُ َ‬
‫َ َ‬
‫خ ٌ‬
‫ل‬ ‫ة وَن َ ْ‬ ‫ما َفاك ِهَ ٌ‬ ‫ن )‪ِ (67‬فيهِ َ‬ ‫ما َت ُك َذ َّبا ِ‬‫فَب ِأيّ آَلِء َرب ّك ُ َ‬
‫َ‬
‫ن )‪{(69‬‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫ن )‪ (68‬فَب ِأيّ آَلِء َرب ّك ُ َ‬ ‫ما ٌ‬ ‫وَُر ّ‬
‫َ‬
‫ما‬
‫ن َ‬‫مي ِ‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬ ‫حا ُ‬‫ص َ‬ ‫]الرحمن‪ [69-62/‬وقوله ‪} ‬وَأ ْ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪247‬‬
‫َ‬
‫ضودٍ )‪(28‬‬ ‫خ ُ‬
‫م ْ‬
‫سد ْرٍ َ‬‫ن )‪ِ (27‬في ِ‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬
‫مي ِ‬ ‫حا ُ‬‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫ماٍء‬
‫دودٍ )‪ (30‬وَ َ‬ ‫م ُ‬‫م ْ‬ ‫ضودٍ )‪ (29‬وَظ ِ ّ‬
‫ل َ‬ ‫من ْ ُ‬‫وَط َل ٍْح َ‬
‫طوعَةٍ وََل‬‫ق ُ‬ ‫ب )‪ (31‬وََفاك ِهَةٍ ك َِثيَرةٍ )‪َ (32‬ل َ‬
‫م ْ‬ ‫كو ٍ‬‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫مُنوعَةٍ )‪] {(33‬الواقعة‪ [33-27/‬وغيرها كثير ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬

‫وأعجب ما تقرأ ما جاء على لسان‬ ‫‪-‬‬


‫َ‬
‫ن أِبى‬ ‫مهداه ‪ ‬عن شجرة طوبى فعَ ْ‬ ‫الرحمة ال ُ‬
‫َ‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫جل ً َقا َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -‘-‬أ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫خد ْرِىّ عَ ْ‬ ‫سِعيدٍ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ل»‬ ‫ك‪َ .‬قا َ‬ ‫ن بِ َ‬‫م َ‬ ‫ك َوآ َ‬ ‫ن َرآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫طوَبى ل ِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬
‫م‬‫طوَبى ث ُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫طوَبى ث ُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ِبى ث ُ ّ‬ ‫م َ‬‫ن َرآِنى َوآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫طوَبى ل ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ما‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه َر ُ‬‫ل لَ ُ‬ ‫م ي ََرِنى «‪َ .‬قا َ‬ ‫ن ِبى وَل َ ْ‬ ‫م َ‬‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫طوَبى ل ِ َ‬ ‫ُ‬
‫مائ َةِ َ‬
‫عام ٍ‬ ‫سيَرةُ ِ‬ ‫م ِ‬‫جن ّةِ َ‬ ‫جَرةٌ ِفى ال ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ل» َ‬ ‫طوَبى َقا َ‬ ‫ُ‬
‫مَها «)‪.(1‬‬ ‫خرج م َ‬ ‫َ‬
‫ن أك ْ َ‬
‫ما ِ‬ ‫جن ّةِ ت َ ْ ُ ُ ِ ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ب أه ْ ِ‬ ‫ث َِيا ُ‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد ) ‪ ( 71 / 3‬و ابن جرير في " تفســيره " ) ‪/ 13‬‬


‫‪ ( 101‬و ابــن حبــان )‪( 2625‬وصــححه اللبــاني فــي " السلســلة‬
‫الصحيحة " ‪: 639 / 4‬برقم ‪1985‬وقــال ’ ‪ :‬ويشــهد لــه مــا رواه‬
‫فرات بن أبي الفرات قــال ‪ :‬قــال رســول اللــه ‘ ‪ } :‬طــوبى لهــم‬
‫وحسن مــآب { شــجرة غرســها اللــه بيــده ونفــخ فيهــا مــن روحــه‬
‫بالحلي والحلل وإن أغصانها لترى مــن وراء ســور الجنــة ‪ .‬وأخــرج‬
‫البخاري عن أنس قال ‪ :‬قال رسول الله ‘ ‪ :‬إن في الجنــة شــجرة‬
‫يسير الراكب في ظلهــا مــائة عــام ل يقطعهــا إن شــئتم فــاقرؤا ‪:‬‬
‫} وظل ممدود وماء مسكوب { ‪ .‬وأخرج أحمد عن عبــد اللــه بــن‬
‫عمرو قال ‪ :‬جاء رجل إلى النبي ‘ فقال ‪ :‬يا رســول اللــه ! أخبرنــا‬
‫عن ثياب أهل الجنة خلقا تخلــق أم نســجا تنســج ؟ فضــحك بعــض‬
‫القــوم فقــال رســول اللــه ‘ ‪ :‬ومــم تضــحكون مــن جاهــل يســأل‬
‫عالما ؟ ثم أكب رسول الله ‘ ثم قال ‪ :‬أين السائل ؟ قال ‪ :‬هــو ذا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪248‬‬

‫وعن شدة تعلق النسان بالزرع حدث‬ ‫‪-‬‬


‫َ‬
‫ه‪:‬‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ضي الل ّ ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ َر ِ‬ ‫ول حرج لما جاء عَ ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫َ‬
‫ن أه ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫عن ْد َهُ َر ُ‬
‫ْ‬
‫ث وَ ِ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫ن ي َوْ ً‬ ‫كا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫))أ ّ‬
‫ال ْبادية أ َن رجًل م َ‬
‫ه ِفي‬ ‫ن َرب ّ ُ‬ ‫ست َأذ َ َ‬ ‫جن ّةِ ا ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫َ َِ ِ ّ َ ُ ِ ْ‬
‫ل ب ََلى وَل َك ِّني‬ ‫ل‪ :‬ل َ َ‬
‫ت َقا َ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫س َ‬ ‫ه أل َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫قا َ‬ ‫الّزْرِع فَ َ‬
‫ه‬
‫ف ن ََبات ُ ُ‬ ‫ل فَب َذ ََر فََباد ََر الط ّْر َ‬ ‫ن أ َْزَرعَ َقا َ‬ ‫بأ ْ‬
‫َ‬
‫ح ّ‬ ‫أُ ِ‬
‫كا َ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫ل ال ْ ِ‬ ‫مَثا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫صاد ُهُ فَ َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫واؤُهُ َوا ْ‬ ‫ست ِ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫يٌء فَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ك َ‬ ‫شب ِعُ َ‬ ‫ه َل ي ُ ْ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ك َيا اب ْ َ‬ ‫ه ُدون َ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫صارِّيا فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫ش َّيا أوْ أن ْ َ‬ ‫جد ُهُ إ ِّل قَُر ِ‬ ‫ي َوالل ّهِ َل ت َ ِ‬ ‫اْلعَْراب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬
‫ك‬ ‫ض ِ‬ ‫ب َزْرٍع فَ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫سَنا ب ِأ ْ‬ ‫ن فَل َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ب َزْرٍع وَأ ّ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫ي ‘ )‪.(((1‬‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫وبعد هذا الهتمام بالنبات والزرع ومصاحبته‬
‫للنسان في الدنيا والخرة ‪ ،‬فهيا بنا نستروح تحت‬
‫ظلل الرحمة الربانية ‪ ،‬التي امتن بها علينا متمثلة‬
‫برسوله ‪ ، ‬ونماذج من رحمته بالنبات ‪.‬‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫كوَر ِ‬ ‫ذا أ ََتى ِبال َْبا ُ‬ ‫ه ‘ إِ َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫عي ْن َْيه‬ ‫عَلى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ض َ‬
‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫مر ِ‬ ‫الث ّ َ‬
‫س إ َِذا َرأ َْوا‬ ‫ن الّنا ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬
‫ن أِبى هَُري َْرةَ ‪ ‬أن ّ ُ‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ْ‬
‫سولُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أ َوّ َ‬
‫خذهُ َر ُ‬ ‫ى ‘‪ -‬فإ ِذا أ َ‬ ‫جاُءوا ب ِهِ إ ِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫مر ِ َ‬ ‫ل الث َ‬
‫ك ل ََنا‬ ‫مرَِنا وََبارِ ْ‬ ‫ك ل ََنا ِفى ث َ َ‬ ‫م َبارِ ْ‬ ‫ل‪ »)) :‬الل ّهُ ّ‬ ‫الل ّهِ ‘ َقا َ‬
‫مد َّنا‬ ‫ك ل ََنا ِفى ُ‬ ‫عَنا وََبارِ ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫ك ل ََنا ِفى َ‬ ‫دين َت َِنا وََبارِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ِفى َ‬
‫ك‬‫ك وَإ ِّنى عَب ْد ُ َ‬ ‫ك وَن َب ِي ّ َ‬ ‫خِليل ُ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫م عَب ْد ُ َ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫ل‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫دين َةِ ب ِ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ك ل ِل ْ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ة وَإ ِّنى أ َد ْ ُ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫عا َ‬ ‫ه دَ َ‬ ‫ك وَإ ِن ّ ُ‬ ‫وَن َب ِي ّ َ‬

‫أنا يا رســول اللــه ! قــال ‪ :‬ل بــل تشــقق عنهــا ثمــر الجنــة ) ثلث‬
‫مرات‬
‫‪ ()1‬رواه البخاري ‪2177‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪249‬‬
‫ل ث ُم يد ُ َ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫عا َ‬
‫صغََر‬ ‫عو أ ْ‬ ‫ه «‪َ .‬قا َ ّ َ ْ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫مث ْل ِهِ َ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ما د َ َ‬ ‫َ‬
‫مر)‪.(( (1‬‬ ‫ك الث ّ َ‬ ‫طيهِ ذ َل ِ َ‬ ‫ه فَي ُعْ ِ‬ ‫وَِليدٍ ل َ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‘ إ َِذا‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫س ~ َقا َ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫َوعَ ِ‬
‫م‬ ‫ه عََلى عَي ْن َي ْ ِ‬
‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ضع َ ُ‬ ‫مرةِ وَ َ‬ ‫ن الث ّ َ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫كوَرةِ ِ‬ ‫أَتى ِبال َْبا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‪) :‬الل ّهم ك َ َ‬
‫خَره ُ (‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫مَنا آ ِ‬ ‫ه فَأط ْعِ ْ‬ ‫مت َْنا أوّل َ ُ‬ ‫ما أط ْعَ َ‬ ‫ُ ّ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه‪((.‬وفى رواية أخرى)) كان‬ ‫ن أهْل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫موُْلودِ ِ‬ ‫مُر ب ِهِ ل ِل ْ َ‬ ‫ي َأ ُ‬
‫إذا أتي بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على‬
‫شفتيه ) و قال ‪ :‬اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره (‬
‫ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان ‪(((2).‬‬
‫ما أرقه من فعل ! ‪ ،‬وأنبله من تصرف ‪ ،‬فباكورة‬
‫الثمار لباكورة الصغار ‪ ،‬فما ألطف ذلك ! فهذه‬
‫اللمسة الحانية الرقيقة ‪ ،‬وتلكم القبلة النبوية على‬
‫وجنات الثمار الندية ‪ ،‬تحمل داخلها الرحمة واللفة‬
‫فل عجب أن رايته ‪ ‬مرارا ً وهو يحنك صبى من‬
‫الصبيان ‪ ،‬أو وليدة من الولئد ‪ ،‬فقد روت السنة‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫عا َر ُ‬ ‫جرِهِ وَد َ َ‬ ‫ح ْ‬
‫ه ِفى َ‬ ‫ت ب ِهِ فَوَ َ‬
‫ضعْت ُ ُ‬ ‫جئ ْ ُ‬
‫عن ))وَ ِ‬
‫حّتى‬‫دين َةِ فَل َك ََها ِفى ِفيهِ َ‬ ‫م ِ‬‫جوَةِ ال ْ َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫جوَةٍ ِ‬ ‫الل ّهِ ‘ ب ِعَ ْ‬
‫ى‬
‫صب ِ ّ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ى فَ َ‬
‫جع َ َ‬ ‫صب ِ ّ‬‫م قَذ َفََها ِفى ِفى ال ّ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫َذاب َ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘ » ان ْظ ُُروا إ َِلى‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬‫ل ‪ :‬فَ َ‬‫مظ َُها ‪َ،‬قا َ‬ ‫ي َت َل َ ّ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬رواه الطبراني في الكبير ‪ 11059‬ورواه ابن السني عن أبــي‬
‫هريرة والحكيم الترمذي عن أنس وقال اللباني‪ ) :‬صحيح ( انظــر‬
‫حديث رقم ‪ 4644 :‬في صحيح الجــامع ومــا بيــن قوســين ضــعيف‬
‫عند اللباني انظر ضعيف الجامع رقم ‪. 4323 :‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪250‬‬
‫َ‬
‫ماهُ عَب ْد َ‬
‫س ّ‬
‫ه وَ َ‬
‫جهَ ُ‬
‫ح وَ ْ‬
‫س َ‬ ‫ل فَ َ‬
‫م َ‬ ‫مَر «‪َ .‬قا َ‬
‫صارِ الت ّ ْ‬
‫ب الن ْ َ‬‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫ه)‪.(((1‬‬‫الل ّ ِ‬

‫ْ‬
‫فى‬ ‫ه ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ه َرأ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ص ّ‬ ‫سدَْرةً َ‬ ‫ع ِ‬ ‫قط َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ر‬
‫الّنا ِ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ى ‪َ ‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ش‬‫حب ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ْ‬
‫ه ِفى الّناِر‬ ‫س ُ‬ ‫ه َرأ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫صو ّ َ‬ ‫سد َْرةً َ‬ ‫ن قَط َعَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‘‪َ »))-‬‬
‫«)‪.((.(2‬‬
‫‪ -‬سئ ِ َ َ‬
‫ذا‬‫ل هَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ث فَ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫معَْنى هَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل أُبو َداوُد َ عَ ْ‬ ‫ُ‬
‫سد َْرةً ِفى فَل َ ٍ‬
‫ة‬ ‫ن قَطعَ ِ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫صٌر ي َعِْنى َ‬ ‫خت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ث ُ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ر‬
‫ما ب ِغَي ْ ِ‬ ‫م عَب ًَثا وَظ ُل ْ ً‬ ‫ل َوال ْب ََهائ ِ ُ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ب َِها اب ْ ُ‬ ‫ست َظ ِ ّ‬ ‫يَ ْ‬
‫ْ‬
‫ه ِفى الّناِر‪.‬‬ ‫س ُ‬ ‫ه َرأ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫صو ّ َ‬ ‫ه ِفيَها َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫حق ّ ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫معُْبودِ ‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫ب عَوْ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫‪َ -‬قا َ‬
‫سد َْرةً (‬ ‫ن قَط َعَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫) َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ي" ِ‬ ‫ق ‪َ ،‬زاد َ ِفي رَِواي َةٍ ِللط ّب ََران ِ ّ‬ ‫جَرة ن َب ْ ٍ‬ ‫ش َ‬ ‫‪ :‬أ َيْ َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫كا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ة ل ِْل ِ ْ‬ ‫مَرادِ َدافِعَ ٌ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬ ‫مب َي ّن َ ٌ‬ ‫ي ُ‬ ‫حَرم ِ " وَهِ َ‬ ‫سد ْرِ ال ْ َ‬ ‫ِ‬
‫صِغير‬ ‫مع ال ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫شْرح ال ْ َ‬ ‫ذا ِفي َ‬ ‫كَ َ‬
‫خ(‬ ‫ل أ َُبو َداوُد َ إ ِل َ ْ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫) ُ‬
‫ماُء ‪ ،‬وََل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ ال ْعُل َ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ب ب ِهِ أُبو َداوُد َ وََوافَ َ‬ ‫جا َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫‪ :‬وَ َ‬
‫ْ‬
‫حيِح ‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن الت ّأِوي ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب ُد ّ ل َ ُ‬
‫ل في النهاية ‪ :‬قي َ َ‬
‫م‬
‫حَر ٌ‬ ‫ة ِل َن َّها َ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫سد َْر َ‬ ‫ل أَراد َ ب ِهِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫وََقا َ ِ‬
‫ُ‬ ‫ن قَط ْعِهِ ل ِي َ ُ‬
‫سا‬ ‫ن أن ْ ً‬ ‫كو َ‬ ‫ديَنة ن ََهى عَ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫در ال ْ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫‪ ،‬وَِقي َ‬
‫جُر إ ِل َي َْها ‪.‬‬ ‫ن ي َُها ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وَظ ِّل ل ِ َ‬
‫وقي َ َ‬
‫ه‬
‫ل بِ ِ‬ ‫ست َظ ِ ّ‬ ‫فَلة ي َ ْ‬ ‫كون ِفي ال ْ َ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫سد َْر ال ّ ِ‬ ‫ل أَراد َ ال ّ‬ ‫َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مل‬ ‫حا َ‬ ‫سان فَي َت َ َ‬ ‫مْلك إ ِن ْ َ‬ ‫ن أوْ ِفي ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫حي َ َ‬ ‫ل َوال ْ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫أب َْناُء ال ّ‬

‫‪()1‬رواه مسلم ‪.5736‬‬


‫‪ ()2‬رواه أبو داود ‪ 5241‬وقال اللباني ‪ :‬صحيح‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪251‬‬

‫ث‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َفال ْ َ‬ ‫معَ هَ َ‬ ‫حق ّ ‪ ،‬و َ َ‬ ‫ه ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫قط َعُ ُ‬ ‫م فَي َ ْ‬ ‫ظال ِ ٌ‬ ‫عَل َي ْهِ َ‬
‫مضط َرب الرواية فَإ َ‬
‫ن عُْرَوة ْبن‬ ‫ما ي ُْرَوى عَ ْ‬ ‫ن أك َْثر َ‬ ‫ّ َ َ ِ ِ ّ‬ ‫ُ ْ ِ ُ‬
‫َ‬
‫واًبا ‪.‬‬ ‫ه أب ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خذ ِ‬ ‫سد َْر وَي َت ّ ِ‬ ‫قط َعُ ال ّ‬ ‫ن هُوَ ي َ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫الّزب َْير وَ َ‬
‫ه أ َِبي‬ ‫در قَط َعَ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫واب ِ‬
‫َ‬
‫شام ‪ :‬وَهَذِهِ أب ْ َ‬ ‫ل هِ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ي الّله‬ ‫ض َ‬ ‫حة قَط ْعِهِ َر ِ‬ ‫ن عََلى إ َِبا َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫هل ال ْعِْلم ُ‬ ‫وَأ َ ْ‬
‫ي ِفي‬ ‫ق ّ‬ ‫ل ال ْب َي ْهَ ِ‬ ‫صُعودِ َقا َ‬ ‫مْر ََقاة ال ّ‬ ‫ه ا ِن ْت ََهى ‪ .‬وَِفي ِ‬ ‫عَن ْ ُ‬
‫سأْلت أَبا عَْبد الّله ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سَننه َقا َ‬
‫ن‬‫ي عَ ْ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ْ‬
‫ور َ‬ ‫ل أُبو ث َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ي‘‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ل َل ب َأس ب ِهِ ‪ ،‬قَد ْ ُروِيَ عَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫در فَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫طع ال ّ‬ ‫قَ ْ‬
‫َ‬
‫سد ْرٍ " ‪.‬‬ ‫ماٍء وَ ِ‬ ‫سُلوهُ ب ِ َ‬ ‫ل " ا ِغْ ِ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫أن ّ ُ‬
‫ه عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫موًل عََلى َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كون َ‬ ‫ي ‪ :‬فَي َ ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫ل ال ْب َي ْهَ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫أُبو َداوُد َ‬
‫ن أ َْرضه‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫طع ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ن عُْرَوة أن ّ ُ‬ ‫ل وََروَي َْنا عَ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫صا‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ي ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫خا ّ‬ ‫ي َ‬ ‫كون الن ّهْ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫شب ِ ُ‬ ‫حد َُرَواة الن ّهْ ِ‬ ‫وَهُوَ أ َ‬
‫ل أُبو َداوُد َ ‪.‬‬ ‫ما َقا َ‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سئ ِ َ‬
‫ل‬ ‫ي ُ‬ ‫مَزن ِ ّ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫يأ ّ‬ ‫طاب ِ ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫مان ال ْ َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫وَِفي ك َِتاب أِبي ُ‬
‫م‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ذا فَ َ‬ ‫ن هَ َ‬
‫ج َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫كون ‘ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫جهُ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م الّله أ ْ‬ ‫حّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوْم ٍ أوْ ل ِي َِتيم ٍ أوْ ل ِ َ‬ ‫سد ْرٍ ل ِ َ‬ ‫طع ِ‬ ‫عََلى قَ ْ‬
‫ما َقال َ ُ‬
‫ه‬ ‫حق ّ َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫قط ْعِهِ ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫حا َ‬ ‫طع عَل َي ْهِ فَت َ َ‬ ‫ق َ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬
‫ب‬
‫وا َ‬ ‫ج َ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫معَ فَ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫سب َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كون ال ْ َ‬ ‫‪ ،‬فَت َ ُ‬
‫ُ‬
‫مة‬ ‫سا َ‬ ‫ديث أ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ظيَرهُ َ‬ ‫ل نَ ِ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ؤا َ‬ ‫س َ‬ ‫معْ ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫سول الّله ‘ َقا َ‬ ‫َ‬
‫سيئ َةِ " وَقَد ْ‬ ‫ما الّرَبا ِفي الن ّ ِ‬ ‫ل " إ ِن ّ َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫مث ْ ٍ‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬ ‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬ ‫ن الذ ّهَ َ‬ ‫ل " َل ت َِبيعُ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫جاَزته ‘‬ ‫ن إِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ج ب ِهِ ال ّ‬ ‫حت َ ّ‬ ‫ما ا ِ ْ‬ ‫ي بِ َ‬ ‫مَزن ِ ّ‬ ‫ج ال ْ ُ‬ ‫حت َ ّ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬
‫جْز‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫حَرا ً‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫سد ْرِ وَل َوْ َ‬ ‫مّيت ِبال ّ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ي ُغْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ن وَقَد ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫كال ْغُ ْ‬ ‫در َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َوال ْوََرق ِ‬ ‫فاعُ ب ِهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫اِلن ْت ِ َ‬
‫جر‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م قَط ْعُ ُ‬ ‫حُر َ‬ ‫ما َ‬ ‫سول الّله ‘ ِفي َ‬ ‫وى َر ُ‬ ‫س ّ‬ ‫َ‬
‫ق‬‫ن وََر ِ‬ ‫مَنع عَ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫حَرم ب َْين وََرقِهِ وَغَْيره ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫سد ْرِ ‪ .‬ا ِن ْت ََهى‬ ‫طع ال ّ‬ ‫واز قَ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك عََلى َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫سد ْرِ د َ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ب الّله (‬ ‫صو ّ َ‬ ‫) َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪252‬‬
‫ْ‬ ‫ه وَأ َل ْ َ‬ ‫َ‬
‫م ‪ ،‬وَهَ َ‬
‫ذا‬ ‫جهَن ّ َ‬
‫سهِ ِفي َنارِ َ‬ ‫قاهُ عََلى َرأ ِ‬ ‫س ُ‬‫‪ :‬أيْ ن َك َ َ‬
‫ه‬
‫ج ُ‬
‫خَر َ‬‫ديث أ َ ْ‬‫ح ِ‬ ‫من ْذِرِيّ ‪َ :‬وال ْ َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫خب ٌَر ‪َ .‬قا َ‬ ‫عاٌء أ َوْ َ‬ ‫دُ َ‬
‫ي )‪.(1‬‬ ‫م ّ‬ ‫خث ْعَ ِ‬ ‫ل ِفيهِ عَْبد الّله ال ْ َ‬ ‫ي وََقا َ‬ ‫سائ ِ ّ‬ ‫الن ّ َ‬

‫م ن ََز َ‬
‫ل‬ ‫ي ثُ ّ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫صَيا َ‬ ‫ة ِ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫ت الن ّ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫صا َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن أِني َ‬ ‫ه ت َئ ِ ّ‬ ‫ه إ ِل َي ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ن‪:‬‬ ‫سك ّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫جذ ٍْع‬ ‫ب إ َِلى ِ‬ ‫خط ُ ُ‬ ‫ى ‘ يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫كا َ‬ ‫مَر ‪َ )) :ù‬‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫جذ ْعُ فَأَتاهُ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫حو ّ َ‬ ‫من ْب ََر ت َ َ‬ ‫خذ َ ال ْ ِ‬ ‫ما ات ّ َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫ه((‪.‬‬ ‫ح ي َد َهُ عَل َي ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫فَ َ‬
‫جد ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ‪َ )) : ù‬‬ ‫جاب َِر ب ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ى ‘ إ َِذا‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫خ ٍ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ذوٍع ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫قوًفا عََلى ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫من ْب َُر ‪،‬‬ ‫ه ال ْ ِ‬ ‫صن ِعَ ل َ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫من َْها ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫جذ ٍْع ِ‬ ‫م إ َِلى ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب يَ ُ‬ ‫خط َ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫صو ْ ِ‬ ‫صوًْتا ك َ َ‬ ‫جذ ِْع َ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫معَْنا ل ِذ َل ِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن عَل َي ْهِ فَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫وَ َ‬
‫ضعَ ي َد َهُ عَل َي َْها‬ ‫ى ‘ فَوَ َ‬ ‫جاَء الن ّب ِ ّ‬ ‫حّتى َ‬ ‫شارِ ‪َ ،‬‬ ‫ال ْعِ َ‬
‫ت ((‪.‬‬ ‫سك َن َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ‪ )) : ù‬أ ّ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مَرأةٌ ِ‬ ‫تا ْ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫خل َةٍ فَ َ‬ ‫جَرةٍ أوْ ن َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫معَةِ إ َِلى َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ل لَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من ْب ًَرا‬ ‫ك ِ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ أَل ن َ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫صارِ أوْ َر ُ‬ ‫اْلن ْ َ‬
‫م‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫من ْب ًَرا فَل َ ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫جعَُلوا ل َ ُ‬ ‫م فَ َ‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫ح‬ ‫صَيا َ‬ ‫ة ِ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫ت الن ّ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫صا َ‬ ‫من ْب َرِ فَ َ‬ ‫معَةِ د ُفِعَ إ َِلى ال ْ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ل النبي ‘ فَضمه إل َيه تئ ِ َ‬
‫ي‬
‫صب ِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن أِني َ‬ ‫َ ّ ُ ِ ْ ِ َ ّ‬ ‫م ن ََز َ ّ ِ ّ‬ ‫ي ثُ ّ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ع‬
‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫كي عََلى َ‬ ‫ت ت َب ْ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫سك ّ ُ‬ ‫ذي ي ُ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ها)‪.(((2‬‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ن الذ ّك ْرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫‪ ()1‬عون المعبود ‪) -‬ج ‪ / 11‬ص ‪(277‬‬


‫‪ ()2‬الروايات الثلث للبخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪253‬‬

‫وم ِ ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ن إ َِلى ي َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ضن ْ ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫و لَ ْ‬ ‫لَ ْ‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جذ ٍْع‬ ‫ب إ َِلى ِ‬ ‫خط ُ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫س ‪)) :‬أ ّ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫جذ ْعُ فَأَتاهُ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫من ْب َرِ فَ َ‬ ‫ب إ َِلى ال ْ ِ‬ ‫من ْب ََر ذ َهَ َ‬ ‫خذ َ ال ْ ِ‬ ‫ما ات ّ َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫ح ّ َ‬ ‫ل ل َو ل َ َ‬
‫ن إ ِلى ي َوْم ِ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ضن ْ ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫قا َ ْ ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫سك َ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ضن َ ُ‬ ‫حت َ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫مةِ )‪.(((1‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫‪ -‬عَ ُ‬
‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ب ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫ي بْ ِ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫شا وَكا َ‬ ‫ري ً‬ ‫جد ُ عَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال َ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫جذ ٍْع إ ِذ ْ كا َ‬ ‫ب إ ِلى ِ‬ ‫َ‬ ‫قُر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫حاب ِهِ َيا‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫جذ ِْع فَ َ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫ب إ َِلى ذ َل ِ َ‬ ‫خط ُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫م عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫قو ُ‬ ‫شي ًْئا ت َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫ل الل ّهِ هَ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫خط ْب َت َ َ‬
‫ك‬ ‫م ُ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫س وَت ُ ْ‬ ‫ك الّنا ُ‬ ‫حّتى ي ََرا َ‬ ‫معَةِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ر‬
‫من ْب َ ِ‬ ‫ت الّلِتي عََلى ال ْ ِ‬ ‫جا ٍ‬ ‫ث د ََر َ‬ ‫ه ث ََل ُ‬ ‫صن ِعَ ل َ ُ‬ ‫م فَ ُ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫ه‬
‫ضع َ ُ‬ ‫ذي وَ َ‬ ‫ضعِهِ ال ّ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ضعَ ِفي َ‬ ‫من ْب َُر وَوُ ِ‬ ‫صن ِعَ ال ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ما‬ ‫فَل َ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مّر عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫من ْب ََر َ‬ ‫ي ال ْ ِ‬ ‫ن ي َأت ِ َ‬ ‫ما أَراد َ أ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَل َ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ِفيهِ َر ُ‬
‫ع‬
‫ج َ‬ ‫شقّ فََر َ‬ ‫صد ّعَ َوان ْ َ‬ ‫حّتى ت َ َ‬ ‫جذ ْعُ َ‬ ‫خاَر ال ْ ِ‬ ‫جاوََزهُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫جعَ إ َِلى‬ ‫م َر َ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫سك َ َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ه ب ِي َدِهِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫جد ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ما هُدِ َ‬ ‫صّلى إ ِل َي ْهِ فَل َ ّ‬ ‫صّلى َ‬ ‫ن إ َِذا َ‬ ‫كا َ‬ ‫من ْب َرِ وَ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫وَغُي َّر أ َ َ‬
‫حّتى‬ ‫عن ْد َهُ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫ي بْ ُ‬ ‫جذ ْعَ أب َ ّ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫خذ َ َذا َ‬
‫َ‬
‫عاد َ ُرَفاًتا)‪.(((2‬‬ ‫ة وَ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ه اْل ََر َ‬ ‫ي وَأك َل َت ْ ُ‬ ‫ب َل ِ َ‬
‫‪ -‬قال ابن حجر ’ ‪:‬‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ذوع ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫قوًفا عََلى ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫جد َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫وله ‪َ ) :‬‬ ‫قَ ْ‬
‫خل (‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مد َةِ ‪.‬‬ ‫كاْلعْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ذوع َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫أيْ أ ّ‬

‫‪()1‬رواه أحمد وقال شعيب الرنؤوط ‪ :‬إسناده صحيح على شرط‬


‫مسلم والنسائي وابن ماجه قال الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح‬
‫‪()2‬رواه أحمد وقال شعيب الرنؤوط ‪ :‬صحيح لغيره دون قصة أخذ‬
‫أبي بن كعب للجذع‪،‬ورواه ابن ماجة و قال الشيخ اللباني ‪ :‬حسن‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪254‬‬

‫من َْها (‬ ‫ذع ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫قوم إ َِلى ِ‬ ‫ي ‘ يَ ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫وله ‪ ) :‬فَ َ‬ ‫قَ ْ‬
‫ظ"‬ ‫ي ب ِل َفْ ِ‬ ‫عيل ِ ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح اْل ِ ْ‬ ‫صّر َ‬ ‫طب ‪ ،‬وَب ِهِ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫حين ي َ ْ‬ ‫أ َيْ ِ‬
‫ذع " ‪.‬‬ ‫ج ْ‬ ‫قوم إ َِلى ِ‬ ‫ب يَ ُ‬ ‫خط َ َ‬ ‫ن إ َِذا َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫شار (‬ ‫ت ال ْعِ َ‬ ‫صو ْ ِ‬ ‫وله ‪ ) :‬ك َ َ‬ ‫قَ ْ‬
‫شَراء‬ ‫مع عُ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫فة َ‬ ‫في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫مة َ‬ ‫ج َ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ها ُ‬ ‫مَلة ب َْعد َ‬ ‫مهْ َ‬ ‫سر ِ ال ْ ُ‬ ‫ب ِك َ ْ‬
‫شَراء الّناَقة ال ِّتي‬ ‫مَعة ‪َ ،‬وال ْعُ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫شْرحه ِفي ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫تَ َ‬
‫شُهر ‪ ،‬وَوَقَعَ ِفي‬ ‫َ‬
‫شَرة أ ْ‬ ‫ملَها إ َِلى عَ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ا ِن ْت َهَ ْ‬
‫َ‬
‫صَياح‬ ‫خَلة ِ‬ ‫ت الن ّ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫صا َ‬ ‫من " فَ َ‬ ‫حد ْبن أي ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫رَِواَية عَْبد ال ْ َ‬
‫عْند‬ ‫جاِبر ِ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫ديث أِبي الّزب َْير عَ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ي " وَِفي َ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سارَِية‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ت ت ِل ْ َ‬ ‫ضط ََرب َ ْ‬ ‫ي ِفي ال ْك َِبير " ا ِ ْ‬ ‫سائ ِ ّ‬ ‫الن ّ َ‬
‫خاء‬ ‫فت ِْح ال ْ َ‬ ‫خُلوج ب ِ َ‬ ‫خُلوج " ا ِن ْت ََهى ‪َ .‬وال ْ َ‬ ‫ن الّناَقة ال ْ َ‬ ‫حِني ِ‬ ‫كَ َ‬
‫جيم الّناَقة‬ ‫خره ِ‬ ‫فة َوآ ِ‬ ‫في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫م الّلم ال ْ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫مة وَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫عْند ا ِْبن‬ ‫ديث أ ََنس ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ها ‪ ،‬وَِفي َ‬ ‫من َْها وََلد َ‬ ‫ال ِّتي ا ُن ْت ُزِعَ ِ‬
‫واِلد ‪ ،‬وَِفي رَِواَيته‬ ‫حِنين ال ْ َ‬ ‫شَبة َ‬ ‫خ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫حن ّ ْ‬ ‫ة " فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خَزي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ور‬‫وارِ الث ّ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ذع ك َ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫خاَر ذ َل ِ َ‬ ‫ي" َ‬ ‫م ّ‬ ‫دارِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫خَرى عَ ْ‬ ‫اْل ْ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ي ْبن ك َْعب ِ‬ ‫ُ‬
‫م ّ‬ ‫دارِ ِ‬ ‫مد َوال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫عْند أ ْ‬ ‫ديث أب َ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫" وَِفي َ‬
‫شق ّ "‬ ‫صد ّعَ َوان ْ َ‬ ‫حّتى ت َ َ‬ ‫ذع َ‬ ‫ج ْ‬ ‫خاَر ال ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه " فَل َ ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫ما َ‬ ‫َواْبن َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذع ل َ ّ‬
‫ما‬ ‫ج ْ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫ي ْبن ك َْعب ذ َل ِ َ‬ ‫خذ َ أب َ ّ‬ ‫ديثه " فَأ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَِفي َ‬
‫عاد َ ُرَفاًتا "‬ ‫ي وَ َ‬ ‫حّتى ب َل ِ َ‬ ‫عْنده َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ي ََز ْ‬ ‫جد فَل َ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫هُدِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫لأ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ن ‪ِ ،‬ل ْ‬ ‫َ‬ ‫ه د ُفِ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ذا َل ي َُناِفي َ‬ ‫وَهَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي ْبن‬ ‫خذ َهُ أب َ ّ‬ ‫ظيف فَأ َ‬ ‫عْند الت ّن ْ ِ‬ ‫دم ِ‬ ‫كون ظ َهََر ب َْعد ال ْهَ ْ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬
‫ي‘‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫يأ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫دارِ ِ‬ ‫عْند ال ّ‬ ‫ديث ب َُري ْد َةَ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َْعب ‪ ،‬وَِفي َ‬
‫ختر أ َ َ‬
‫ذي ك ُْنت‬ ‫كان ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِفي ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن أغْرِ َ‬ ‫ه ‪ " :‬اِ ْ َ ْ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫عا ‪-‬‬ ‫جذ ْ ً‬ ‫صير ِ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫ما ك ُْنت ‪ -‬ي َعِْني قَْبل أ ْ‬ ‫كون ك َ َ‬ ‫ِفيهِ فَت َ ُ‬
‫وإن شْئت أ َ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫شَرب ِ‬ ‫جّنة فَت َ ْ‬ ‫ك ِفي ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن أغْرِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َِ ْ ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪255‬‬

‫مْنك أ َوْل َِياء الّله ‪،‬‬ ‫كل ِ‬ ‫مر فَي َأ ْ ُ‬ ‫سن ن َْبتك وَت ُث ْ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ها فَي َ ْ‬ ‫أ َن َْهار َ‬
‫جّنة)‪" (1‬‬ ‫ختار أ َ َ‬
‫ه ِفي ال ْ َ‬ ‫رس ُ‬ ‫ن أغ ْ ِ‬ ‫ي ‘ ‪ :‬اِ ْ َ َ ْ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ُ‬
‫مور‬ ‫ن اْل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذع ِ‬ ‫ج ْ‬‫حِنين ال ْ ِ‬ ‫صة َ‬ ‫ي ‪ :‬قِ ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫ل ال ْب َي ْهَ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫سَلف ‪ ،‬وَرَِواَية‬ ‫ن ال ّ‬ ‫خَلف عَ ْ‬ ‫مل ََها ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ظاهَِرة ال ِّتي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ديث د ََلَلة‬ ‫ح ِ‬ ‫ف ‪ .‬وَِفي ال ْ َ‬ ‫كالت ّك َل ّ ِ‬ ‫صة ِفيَها َ‬ ‫خا ّ‬ ‫خَبار ال ْ َ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫خُلق الّله ل ََها إ ِد َْرا ً‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ماَدات قَد ْ ي َ ْ‬ ‫ج َ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫عََلى أ ّ‬
‫ل‬ ‫وان ‪ ،‬وَِفيهِ ت َأ ِْييد ل ِ َ‬
‫قو ْ ِ‬ ‫حي َ َ‬ ‫شَرف ال ْ َ‬ ‫ل ك َأ َ ْ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫حي َ َ‬ ‫كال ْ َ‬ ‫َ‬
‫مدِهِ ( عََلى‬ ‫ح ْ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫يء إ ِّل ي ُ َ‬
‫سب ّ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫مل ) وَإ ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫هره(()‪. (2‬‬ ‫ظا ِ‬ ‫َ‬

‫جذ ْع ُ إ ِل َي ْهِ‬ ‫صَغى ال ْ ِ‬


‫‪1‬‬
‫)( القصة المروية فى التخيير عند أحمد ))فَ َ‬
‫ل ِل َ‬
‫ي‬
‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ن إ ِل َ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫جذ ْع ُ َ‬ ‫ذا ال ْ ِ‬ ‫حاب ِهِ هَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ها ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫حو َ‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫من ْك ال ّ‬ ‫ُ‬
‫جن ّةِ فت َأكل ِ‬ ‫ست ُك ِفي ال َ‬ ‫شأ غَر ْ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫سك ْ‬ ‫‪‬ا ْ‬
‫خَرة َ ع ََلى الد ّن َْيا (( قال الشيخ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫تا‬ ‫خ‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫با‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ت َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫شأ أ ِ ُ‬
‫د‬ ‫عي‬ ‫َ‬
‫شعيب الرنؤوط ‪ :‬إسناده ضعيف ‪ ...‬وأصل القصة صحيح دون‬
‫ه‬ ‫زيادة " وعند الدرامي ونصها كالتالي ))‪ ،‬فَزع َم ابن بريدة َ ع َ َ‬
‫ن أِبي ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ ُ َُ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضعَ ي َد َه ُ ع َلي ْهِ وََقا َ‬
‫ل‬ ‫جعَ إ ِل َي ْهِ فَوَ َ‬ ‫جذ ِْع َر َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫حِني َ‬ ‫معَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ى‪ِ ‬‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫أ ّ‬
‫ختر أ َ َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ت ِفيهِ ‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫ذى ك ُن ْ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِفى ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن أغ ْرِ َ‬ ‫‪ »:‬ا ْ َ ْ ْ‬
‫ها وَع ُُيون َِها‬ ‫ن أ َن َْهارِ َ‬ ‫م‬
‫َ ّ ِ َ َ َ ِ ْ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫فى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫وإن شئ ْت أ َن أ َ‬
‫َِ ْ ِ َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل أَ‬ ‫ُ‬ ‫ك وتث ْ ِمر ‪ ،‬فَيأ ْ‬
‫ت «‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫خ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫ر‬ ‫م‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫يا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن ن َب ْت ُ َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح ُ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت «‪.‬‬ ‫م قَد ْ فَعَل ُ‬ ‫ه ‪ »:‬ن َعَ ْ‬ ‫لل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ى ‪ ‬وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫معَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫فََزع َ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى ‪ ‬فَ َ‬
‫جن ّةِ «‪.‬‬ ‫ه ِفى ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أغ ر ِ َ‬ ‫خَتاَر أ ْ‬ ‫ل ‪ »:‬ا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫قال الستاذ حسين سليم أسد ‪ :‬إسناده فيه ضعيفان ‪ :‬محمد بن‬
‫حميد وصالح بن حيان‪.‬‬
‫‪ ()2‬فتح الباري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪256‬‬

‫ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالجماد‪.‬‬ ‫‪(12‬‬

‫ربما يسأل سائل رحمة بالجماد ‪....‬أتدري ما هو‬


‫الجماد ؟! ‪...‬و هل للجماد شعور وأحاسيس ؟ وهل‬
‫لها تأثير وتأثر بما حولها ؟‬
‫يجيبك عن ذلكم القرآن الكريم كلم رب العالمين‬
‫َ‬ ‫قال‪ } ‬ل َوْ أ َن َْزل َْنا هَ َ‬
‫ل ل ََرأي ْت َ ُ‬
‫ه‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ن عََلى َ‬ ‫قْرآ َ‬‫ذا ال ْ ُ‬
‫شي َةِ الل ّهِ وت ِل ْ َ َ‬
‫ل‬‫مَثا ُ‬ ‫ك اْل ْ‬ ‫َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫دعا ً ِ‬ ‫ص ّ‬‫مت َ َ‬ ‫شعا ً ُ‬ ‫خا ِ‬ ‫َ‬
‫ن{ )الحشر‪(21:‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫س ل َعَل ّهُ ْ‬‫ضرِب َُها ِللّنا ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫فالجبل الشم يتصدع ويخشع من خشيته ‪ ‬عند‬
‫تلوة القرآن‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جد ُ‬ ‫س ُ‬‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م ت ََر أ ّ‬ ‫بل ويسجد لله ‪ ‬قال ‪ } ‬أل َ ْ‬
‫َْ‬
‫س‬
‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ض َوال ّ‬ ‫ن ِفي الْر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ب وَك َِثيٌر‬ ‫جُر َوالد ُّوا ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ل َوال ّ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫م َوال ْ ِ‬ ‫جو ُ‬ ‫مُر َوالن ّ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ن الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ي ُهِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫حقّ عَل َي ْهِ ال ْعَ َ‬ ‫س وَك َِثيٌر َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪257‬‬

‫شاُء{ )الحج‪:‬‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫فع َ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مك ْرِم ٍ إ ِ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫فَ َ‬


‫‪. (18‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ت ََر أ ّ‬ ‫والكل قد علم صلته وتسبيحه قال ‪ } ‬أل َ ْ‬
‫ض َوالط ّي ُْر‬ ‫َْ‬
‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ما‬
‫م بِ َ‬ ‫ه عَِلي ٌ‬ ‫ه َوالل ّ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫سِبي َ‬ ‫ه وَت َ ْ‬ ‫صلت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل قَد ْ عَل ِ َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫صاّفا ٍ‬ ‫َ‬
‫ن{ )النور‪(41:‬‬ ‫فعَلو َ‬ ‫ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫وليس عدم علمنا بوجود الشيء يعني عدم وجوده‬
‫َ‬
‫سب ْعُ َواْلْر ُ‬
‫ض‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ماَوا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫فقد قال ‪ } ‬ت ُ َ‬
‫نل‬ ‫مدِهِ وَل َك ِ ْ‬ ‫ح ْ‬‫ح بِ َ‬ ‫سب ّ ُ‬‫يٍء إ ِّل ي ُ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫ن ِفيهِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫فورًا{ )السراء‪:‬‬ ‫حِليما ً غَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬ ‫حهُ ْ‬ ‫سِبي َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫قُهو َ‬ ‫ف َ‬ ‫تَ ْ‬
‫‪ (44‬ولكن الله ‪ ‬يطلع من يشاء من عباده فقال‬
‫ب )‪ (17‬إ ِّنا‬ ‫‪ } ‬واذ ْك ُر عَبدنا داوود َذا اْل َيد إن َ‬
‫ه أّوا ٌ‬ ‫ْ ِ ِّ ُ‬ ‫ْ ْ ََ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ق)‬ ‫شَرا ِ‬ ‫ْ‬
‫ي َوال ِ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ِبالعَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ح َ‬ ‫سب ّ ْ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫جَبا َ‬ ‫ْ‬
‫خْرَنا ال ِ‬ ‫س ّ‬ ‫َ‬
‫ب )‪] {(19‬ص‪/‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شوَرةً ك ُ ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫ّ‬
‫ه أّوا ٌ‬ ‫لل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫‪َ (18‬والطي َْر َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ )) :‬فَل َ َ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬
‫قد ْ َرأي ْ ُ‬ ‫‪ [20-17‬وعَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪ ‬وَل َقَد ْ ك ُّنا‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫صاب ِِع َر ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫ن ب َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ماَء ي َن ْب ُعُ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل )‪.(((1‬‬ ‫ح الط َّعام ِ وَهُوَ ي ُؤْك َ ُ‬ ‫سِبي َ‬ ‫معُ ت َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫نَ ْ‬

‫ه‬ ‫ُ‬ ‫•‬


‫حب ّ ُ‬‫ون ُ ِ‬ ‫حب َّنا َ‬ ‫جَبل ي ُ ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ح ً‬ ‫نأ ُ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬‫ل ‪)) :‬غََزوَْنا َ‬ ‫عدِيّ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سا ِ‬ ‫مي ْدٍ ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ف عََلى‬ ‫َ‬
‫شَر َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ي ‘‪..‬الحديث إلى أن قال‪ :‬فَل َ ّ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ ُ‬
‫ل هَ َ‬
‫ذا‬ ‫دا َقا َ‬ ‫ح ً‬ ‫ما َرأى أ ُ‬ ‫ة فَل َ ّ‬ ‫ل هَذِهِ َ‬
‫طاب َ ُ‬ ‫دين َةِ َقا َ‬ ‫م ِ‬‫ال ْ َ‬
‫صارِ َقاُلوا‬ ‫َ‬
‫خي ْرِ ُدورِ اْلن ْ َ‬ ‫م بِ َ‬‫خب ُِرك ُ ْ‬ ‫ه أ ََل أ ُ ْ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫حب َّنا وَن ُ ِ‬ ‫ل يُ ِ‬ ‫جب َي ْ ٌ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب َلى َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل ثُ ّ‬
‫م‬ ‫شهَ ِ‬ ‫م ُدوُر ب َِني عَب ْدِ ال ْ‬ ‫جارِ ث ُ ّ‬ ‫ل ُدوُر ب َِني الن ّ ّ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫خْزَرِج‬ ‫ث بْ ِ‬ ‫حارِ ِ‬ ‫عد َةَ أوْ ُدوُر ب َِني ال ْ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ُدوُر ب َِني َ‬
‫َ‬
‫خي ًْرا(( وفى رواية‬ ‫صارِ ي َعِْني َ‬ ‫ل ُدورِ اْلن ْ َ‬ ‫وَِفي ك ُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شَرفَْنا‬‫حّتى إ َِذا أ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ن غَْزوَةِ ت َُبو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي‘ ِ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫)) أقْب َل َْنا َ‬
‫‪ ()1‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪258‬‬
‫ة وه َ َ ُ‬ ‫ل هَذِهِ َ‬
‫حب َّنا‬ ‫ل يُ ِ‬ ‫جب َ ٌ‬ ‫حد ٌ َ‬ ‫ذا أ ُ‬ ‫طاب َ ُ َ‬ ‫دين َةِ َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫عََلى ال ْ َ‬
‫ه(( )‪.(1‬‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫وَن ُ ِ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ضي الل ّ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫‪ -‬وعَ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬‫ه فَل َ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫خد ُ ُ‬ ‫خي ْب ََر أ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ َِلى َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫)) َ‬
‫ُ‬
‫حب َّنا‬ ‫ل يُ ِ‬ ‫جب َ ٌ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫حد ٌ َقا َ‬ ‫هأ ُ‬ ‫دا ل َ ُ‬ ‫جًعا وَب َ َ‬ ‫ي ‘ َرا ِ‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫قَدِ َ‬
‫َ‬
‫م إ ِّني‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫دين َةِ َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫شاَر ب ِي َدِهِ إ َِلى ال ْ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫وَن ُ ِ‬
‫ُ‬
‫م‬‫ة الل ّهُ ّ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫هي َ‬‫ريم ِ إ ِب َْرا ِ‬ ‫ح ِ‬‫ن َلب َت َي َْها ك َت َ ْ‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫أ َ‬
‫مد َّنا (()‪.(2‬‬ ‫عَنا وَ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ك ل ََنا ِفي َ‬ ‫َبارِ ْ‬

‫ه(‬ ‫‪ -‬قَوله ‘ ‪ ) :‬إ ُ‬


‫حب ّ ُ‬ ‫حب َّنا وَن ُ ِ‬ ‫جَبل ي ُ ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ح ً‬ ‫نأ ُ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِقي َ‬
‫حب ّهُ ْ‬‫ديَنة ‪ ،‬وَن ُ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫هل ال َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫هله ‪ ،‬وَهُ ْ‬ ‫حب َّنا أ ْ‬ ‫معَْناهُ ي ُ ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫ه عََلى َ‬ ‫َ‬
‫حب َّنا هُ َ‬ ‫معَْناهُ ي ُ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫هره ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ظا ِ‬ ‫حيح أن ّ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫‪َ ،‬وال ّ‬
‫سب َقَ ب ََيان‬ ‫مِييًزا ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫ل الّله ِفيهِ ت َ ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫سهِ ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب ِن َ ْ‬
‫ريًبا ‪ .‬وََالّله أ َعَْلم )‪.(3‬‬ ‫ديث قَ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫هَ َ‬
‫‪ -‬قال الحافظ ابن حجر ’‬
‫ه(‬ ‫حب ّ ُ‬‫حب َّنا وَن ُ ِ‬ ‫ل يُ ِ‬‫جب َ ٌ‬‫ذا َ‬ ‫وله ‪ ) : ‬هَ َ‬ ‫‪ -‬قَ ْ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ن وُُقوٍع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مان ِعَ ِ‬ ‫قةِ وََل َ‬ ‫قي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل هُوَ عََلى ال ْ َ‬ ‫ِقي َ‬
‫َ‬
‫و‬
‫ل هُ َ‬ ‫ت وَِقي َ‬ ‫ماَدا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ة َ ِفي ُب َعْ ِ‬ ‫حب ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫خل ُقَ الل ّ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫حد ّ قَوْل ِ ِ‬
‫ه‬ ‫حد عََلى َ‬ ‫لأ ُ‬ ‫مَراد ُ أهْ ُ‬ ‫جازِ َوال ْ ُ‬ ‫م َ‬‫عََلى ال ْ َ‬
‫ة(‬ ‫قْري َ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫سأ َ ْ‬‫ت ََعاَلى)َوا ْ‬
‫عر ِ ‪:‬‬ ‫شا ِ‬‫ل ال ّ‬ ‫وََقا َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫‪ ()3‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪.(56‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪259‬‬

‫كن‬ ‫س َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن قَل ِْبي وَل َك ِ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫شغ َ ْ‬ ‫ب الد َّيارِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫وَ َ‬


‫الد َّيارا)‪(4‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وال ‪:‬‬ ‫ك أقْ َ‬ ‫معَْنى ذ َل ِ َ‬ ‫ماِء ِفي َ‬ ‫وَل ِل ْعُل َ َ‬
‫قدير أ َ ْ ُ‬ ‫أ َحد َ َ‬
‫حدٍ‬ ‫هل أ ُ‬ ‫ضاف َوالت ّ ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذف ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه عََلى َ‬ ‫ها‪:‬أن ّ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫جيَرانه ‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫صار ِلن ّهُ ْ‬ ‫ما الن ْ َ‬ ‫مَراد ب ِهِ َ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫َ‬
‫حال إ َِذا قَدِ َ‬
‫م‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫سّرةِ ب ِل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ل ِل ْ َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َثاِنيَها ‪ :‬أن ّ ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ك فِْعل َ‬ ‫م ‪ ،‬وَذ َل ِ َ‬ ‫قَياهُ ْ‬ ‫هله وَل ُ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قْرب ِهِ ِ‬ ‫فر ل ِ ُ‬ ‫س َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫قت ِ ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن عََلى َ‬ ‫جان ِب َي ْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫َثال ِث َُها ‪ :‬أ ّ‬
‫ُ‬
‫ث‬‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ما ث َب َ َ‬ ‫جن ّةِ ك َ َ‬ ‫جَبال ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ِ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ظاهِرِهِ ل ِك َوْ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫َ‬
‫حب ّ ُ‬ ‫حب َّنا وَن ُ ِ‬ ‫حدٍ ي ُ ِ‬ ‫جَبل أ ُ‬ ‫عا " َ‬ ‫جْبر َ‬ ‫س ْبن َ‬ ‫أِبي عَب ْ ِ‬
‫ح )‪(2‬‬ ‫خرج َ‬ ‫َ‬
‫ماِنع‬ ‫مد ‪ .‬وََل َ‬ ‫هأ ْ َ‬ ‫جن ّةِ " أ ْ َ َ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وَهُوَ ِ‬
‫جاَز‬ ‫ما َ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫حب ّةِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْب َل َدِ ِ‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫ل‬‫ق ُ‬ ‫ن ي َعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫خاط َب َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه‘ ُ‬ ‫خاط َب َ ُ‬ ‫من َْها ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سِبي ُ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫ُ‬
‫ديث ‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫حد " ال ْ َ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ْ‬ ‫سك ُ‬ ‫ب " اُ ْ‬ ‫ضط ََر َ‬ ‫ما ا ِ ْ‬ ‫ل لَ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ْ‬
‫م‬
‫س َ‬ ‫ن َواِل ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫فأ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ‘ يُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ي‪َ :‬‬ ‫سهَي ْل ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫شت َقّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سم ٍ ُ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن وََل ا ِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة‬
‫حدِي ّ ِ‬ ‫ن اْل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫شت َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫معَ ك َوْن ِهِ ُ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫حدِي ّةِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫اْل َ َ‬
‫‪ ()4‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪()2‬الذي فى مجمع الزوائد] جزء ‪ - 3‬صفحة ‪ [ 687‬برقم )‪5914‬‬


‫‪ -‬وعن عمرو بن عوف ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول الله ‘ ‪:‬أربعة أجبال‬
‫من أجبال الجنة وأربعة أنهار من أنهار الجنة وأربعة ملحم من‬
‫ملحم الجنةقيل ‪ :‬فما الجبال ؟ قال ‪ " :‬أحد يحبنا ونحبه جبل من‬
‫جبال الجنة ‪ .‬والطور جبل من جبال الجنة ‪ .‬ولبنان جبل من جبال‬
‫الجنة ‪ .‬والنهار الربعة ‪ :‬النيل والفرات وسيحان وجيحان ‪.‬‬
‫والملحم ‪ :‬بدر وأحد والخندق وحنين " وقال الهيثمي رواه‬
‫الطبراني في الكبير وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف وقال‬
‫الهندي فى كنز العمال ] جزء ‪ - 12‬صفحة ‪ [ 536‬قال ابن‬
‫الجوزي في الموضوعات وقال ‪ :‬ل يصح وكثير كذاب قال ابن حبان‬
‫‪ :‬روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة ( ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪260‬‬

‫ن‬
‫فاِع ِدي ِ‬ ‫شعُِر ِباْرت ِ َ‬ ‫ك يُ ْ‬‫حُروفِهِ الّرفْعُ ‪ ،‬وَذ َل ِ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫حَر َ‬
‫كا ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ف ً‬
‫ظا‬ ‫ي ‘ لَ ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬‫م ْ‬‫ب ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫اْل َ َ‬
‫حدِ وَعُل ُوّهِ ‪ ،‬فَت َعَل ّقُ ال ْ ُ‬
‫م )‪. (1‬‬ ‫ك وَالل ّ َ‬
‫ه أعْل َ ُ‬ ‫ل ب ِذ َل ِ َ َ ُ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬‫ن ب َي ْ ِ‬
‫م ْ‬‫ص ِ‬
‫خ ّ‬ ‫معًْنى فَ ُ‬ ‫وَ َ‬

‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست ََرا ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫صارِيّ ‪ ‬أن ّ ُ‬ ‫ي اْلن ْ َ‬ ‫ن رِب ْعِ ّ‬ ‫ن أِبي َقََتاد َةَ ب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫جَناَزةٍ فَ َ‬ ‫مّر عَل َي ْهِ ب ِ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ث ‪)) :‬أ ّ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫ما‬ ‫سو َ‬ ‫ه َقاُلوا َيا َر ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست ََرا ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ح وَ ُ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ه؟‬‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست ََرا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ح َوال ُ‬‫ْ‬ ‫ري ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬‫ْ‬
‫َ‬
‫ها‬ ‫ب الد ّن َْيا وَأَذا َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل‪ :‬ال ْعَب ْد ُ ال ْ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ه ال ْعَِباد ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫جُر ي َ ْ‬ ‫فا ِ‬ ‫مةِ الل ّهِ َوال ْعَب ْد ُ ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫إ َِلى َر ْ‬
‫ب )‪(((2‬‬ ‫جُر َوالد َّوا ّ‬ ‫ش َ‬ ‫َوال ْب َِلد ُ َوال ّ‬
‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫جَناَزةٍ فَ َ‬ ‫مّر عَل َي ْهِ ب ِ ِ‬ ‫سول الّله ‘ ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫وله ‪ ) :‬أ ّ‬ ‫‪ -‬قَ ْ‬
‫َ‬
‫ريح‬ ‫ست َ ِ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫سَرهُ ب ِأ ّ‬ ‫م فَ ّ‬ ‫ست ََراح ث ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ريح وَ ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ُ :‬‬
‫ه ال ْعَِباد َوال ْب َِلد‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ريح ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫جر ي َ ْ‬ ‫فا ِ‬ ‫صب الد ّن َْيا ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ب(‬ ‫جر َوالد َّوا ّ‬ ‫ش َ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬
‫ريح‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪ُ :‬‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫موَْتى قِ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ديث أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫حة‬ ‫َ‬
‫ست َِرا َ‬ ‫ما ا ِ ْ‬ ‫صب الد ّن َْيا ‪ :‬ت ََعبَها ‪ .‬وَأ ّ‬ ‫ه ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ست ََراح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ‪ ،‬وَأَذاهُ‬ ‫معَْناهُ ‪ :‬ا ِن ْدَِفاع أَذاهُ عَن ْهُ ْ‬ ‫جر َ‬ ‫فا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْعَِباد ِ‬
‫كابه‬ ‫من َْها ا ِْرت ِ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫من َْها ‪ :‬ظ ُْلمه ل َهُ ْ‬ ‫جوه ِ‬ ‫ن وُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كون ِ‬ ‫يَ ُ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قة ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫م َ‬ ‫سوا َ‬ ‫ها َقا ُ‬ ‫ن أ َن ْك َُرو َ‬ ‫ت فَإ ِ ْ‬ ‫من ْك ََرا ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫موا ‪.‬‬ ‫وربما نال َهم ضرره ‪ ،‬وإن سك َتوا عَن َ‬
‫ه أث ِ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َِ ْ َ ُ‬ ‫َُ ّ َ َ ُ ْ َ َ‬
‫ن ي ُؤِْذيَها‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ه ك َذ َل ِ َ‬
‫ك ؛ ِلن ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫حة الد َّوا ّ‬ ‫ست َِرا َ‬ ‫َوا ْ‬
‫جيعَها ِفي ب َْعض‬ ‫ه ‪ ،‬وَي ُ ِ‬ ‫طيق ُ‬ ‫ما َل ت ُ ِ‬ ‫ملَها َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ضّر ب َِها وَي ُ َ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫جر ‪،‬‬ ‫ش َ‬ ‫حة ال ْب َِلد َوال ّ‬ ‫ست َِرا َ‬ ‫ك ‪َ .‬وا ْ‬ ‫اْل َوَْقات وَغَْير ذ َل ِ َ‬

‫‪ ()1‬فتح الباري‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪261‬‬
‫َ‬
‫داوُدِيّ ‪.‬‬ ‫ه ال ّ‬ ‫صيب َت ِهِ ‪َ ،‬قال َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫طر ب ِ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫مَنع ال ْ َ‬ ‫ل ‪ِ :‬لن َّها ت ُ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫فَ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫قَها ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫مَنعَها َ‬ ‫صبَها وَي َ ْ‬ ‫ه ي َغْ ِ‬ ‫ي ‪ِ :‬لن ّ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل ال َْبا ِ‬ ‫وََقا َ‬
‫شْرب وَغَْيره )‪.(1‬‬ ‫ال ّ‬
‫‪ -‬وقال الحافظ ابن حجر ’)‪: (2‬‬
‫َ‬
‫ي‬‫ق ّ‬ ‫ن الت ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬ ‫ريد ِبال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن يُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ل ا ِْبن الّتين ‪ .‬ي َ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫من ‪َ .‬وال ْ َ‬ ‫مل ك ُ ّ‬
‫ريد‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫جر ي َ ْ‬ ‫فا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫صة وَي َ ْ‬ ‫خا ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫صي ‪ .‬وََقا َ‬
‫ل‬ ‫ل ِفيهِ ال َْعا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫كافَِر وَي َ ْ‬ ‫ب ِهِ ال ْ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ما ي َأِتي ب ِهِ ِ‬ ‫ة ال ْعَِبادِ فَل ِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ست َِرا َ‬ ‫ما ا ِ ْ‬ ‫داوُدِيّ ‪ :‬أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫موا‬ ‫كوهُ أث ِ ُ‬ ‫ن ت ََر ُ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫ن أن ْك َُروا عَل َي ْهِ آَذاهُ ْ‬ ‫من ْك َرِ فَإ ِ ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ْ‬
‫ك‬‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫صي فَإ ِ ّ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ي َأِتي ب ِهِ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫حة ال ْب َِلد ِ‬ ‫ست َِرا َ‬ ‫َوا ْ‬
‫ث‬ ‫حْر ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ضي هََل َ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫ب فَي َ ْ‬ ‫جد ْ ُ‬ ‫ل ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫هَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن َنال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مهِ ب ِأ ّ‬ ‫ل ك َل ِ‬ ‫ي أو ّ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ب الَبا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ل ‪ .‬وَت َعَ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫َوالن ّ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫كر‬ ‫قل ْب ِهِ أوْ ي ُن ْ ِ‬ ‫كر ب ِ َ‬ ‫ن ي ُن ْ ِ‬ ‫ه ب َعْد َ أ ْ‬ ‫م ب ِت َْرك ِهِ ِلن ّ ُ‬ ‫أَذاهُ َل ي َأث َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ح ِ‬ ‫مَراد ب َِرا َ‬ ‫كون ال ْ ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ه ب ِهِ أًذى وَي َ ْ‬ ‫جهٍ َل ي ََنال ُ ُ‬ ‫ب ِوَ ْ‬
‫ح ُ َْ‬ ‫ن ظ ُل ْ ِ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬‫ض ِ‬ ‫ة الْر ِ‬ ‫مهِ وََرا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قع ل َهُ ْ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ال ْعَِبادِ ِ‬
‫ه‬
‫صْرفِ ِ‬ ‫قَها وَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫من ْعَِها ِ‬ ‫صب َِها وَ َ‬ ‫ن غَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قع عَل َي َْها ِ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫لِ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جوُز ِ‬ ‫ما َل ي َ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫حة الد َّوا ّ‬ ‫جهِهِ وََرا َ‬ ‫ِفي غَي ْرِ وَ ْ‬
‫َ‬
‫م‪.‬‬ ‫ه أعْل َ ُ‬ ‫إ ِت َْعاب َِها وََالل ّ ُ‬

‫‪ -‬وفى الحديث إثبات لذية الجماد من معاصي‬


‫وكفر بنى آدم وبذلك نطق القرآن الكريم قال ‪‬‬
‫شي ًْئا إ ِّدا‬ ‫م َ‬ ‫جئ ْت ُ ْ‬‫قد ْ ِ‬ ‫دا )‪ (88‬ل َ َ‬ ‫ن وَل َ ً‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬‫خذ َ الّر ْ‬ ‫}وََقاُلوا ات ّ َ‬
‫َ‬
‫شقّ اْلْر ُ‬
‫ض‬ ‫ه وَت َن ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫فط ّْر َ‬ ‫ت ي َت َ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫م َ‬‫س َ‬ ‫كاد ُ ال ّ‬ ‫)‪ (89‬ت َ َ‬
‫َ‬
‫دا )‪(91‬‬ ‫ن وَل َ ً‬ ‫م ِ‬‫ح َ‬ ‫وا ِللّر ْ‬ ‫ن د َعَ ْ‬ ‫دا )‪ (90‬أ ْ‬ ‫ل هَ ّ‬‫جَبا ُ‬ ‫خّر ال ْ ِ‬
‫وَت َ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫دا )‪ (92‬إ ِ ْ‬ ‫خذ َ وَل َ ً‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ي َن ْب َِغي ِللّر ْ‬‫وَ َ‬

‫‪ ()1‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(368‬‬


‫‪ ()2‬فتح الباري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪262‬‬

‫دا )‪(93‬‬ ‫ن عَب ْ ً‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬‫ض إ ِّل آ َِتي الّر ْ‬ ‫ِ‬ ‫ت َواْل َْر‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬‫ِفي ال ّ‬
‫َ‬ ‫لَ َ َ‬
‫م‬‫م آِتيهِ ي َوْ َ‬ ‫دا )‪ (94‬وَك ُل ّهُ ْ‬ ‫م عَ ّ‬ ‫م وَعَد ّهُ ْ‬ ‫صاهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫قد ْ أ ْ‬
‫قَيامةِ فَرًدا )‪] {(95‬مريم‪(1)[95-88/‬‬
‫ْ‬ ‫ال ْ ِ َ‬
‫‪ -‬قال الحافظ ابن كثير ’)‪:(2‬‬
‫ق‬
‫ش ّ‬ ‫ه وَت َن ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ن ِ‬ ‫فط ّْر َ‬‫ت ي َت َ َ‬ ‫ماَوا ُ‬ ‫س َ‬ ‫كاد ُ ال ّ‬ ‫وقوله‪ } :‬ت َ َ‬
‫َ‬
‫ن وَل َ ً‬
‫دا {‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬‫وا ِللّر ْ‬ ‫ن د َعَ ْ‬
‫دا * أ ْ‬ ‫ل هَ ّ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫خّر ال ْ ِ‬ ‫ض وَت َ ِ‬ ‫الْر ُ‬
‫أي‪ :‬يكاد يكون ذلك عند سماعهن هذه المقالة من‬
‫ما للرب وإجلل؛ لنهن‬ ‫فجرة بني آدم‪ ،‬إعظا ً‬
‫مخلوقات ومؤسسات على توحيده‪ ،‬وأنه ل إله إل‬
‫هو‪ ،‬وأنه ل شريك له‪ ،‬ول نظير له ول ولد له‪ ،‬ول‬
‫صاحبة له‪ ،‬ول كفء له‪ ،‬بل هو الحد الصمد‪:‬‬
‫حد ُ‬ ‫دل على أنه وا ِ‬ ‫ة ‪ ...‬ت َ ُ‬ ‫شيٍء له آي ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫وفي ك ُ ّ‬

‫‪ ()1‬قال ابن عاشور ’ التحرير والتنوير ‪) -‬ج ‪ / 9‬ص ‪(18‬‬


‫وتكرير اسم } الّرحمن { في هذه الية أربع مرات إيماء إلى أن‬
‫وصف الرحمان الثابت لله ‪ ،‬والذي ل ينكر المشركون ثبوت‬
‫ن الرحمان‬ ‫حقيقته لله وإن أنكروا لفظه ‪ ،‬ينافي ادعاء الولد له ل ّ‬
‫ل على عموم الّرحمة وتكثرها ‪ .‬ومعنى ذلك ‪ :‬أّنها شاملة‬ ‫وصف يد ّ‬
‫لكل موجود ‪ ،‬فذلك يقتضي أن كل موجود مفتقر إلى رحمة الله‬
‫تعالى ‪ ،‬ول يتقوم ذلك إل بتحقق العبودية فيه ‪ .‬لنه لو كان بعض‬
‫الموجودات ابنا ً لله تعالى لستغنى عن رحمته لنه يكون بالبنوة‬
‫مساويا ً له في اللهية المقتضية الغنى المطلقَ ‪ ،‬ولن اتخاذ البن‬
‫ذه بّر البن به ورحمته له ‪ ،‬وذلك ينافي كون الله‬ ‫ب به متخ ُ‬‫يتطل ّ ُ‬
‫ل رحمة ‪.‬‬ ‫مفيض ك ّ‬
‫فذكر هذا الوصف عند قوله ‪ } :‬وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ً { وقوله‬
‫} أن دعوا للرحمن ولدا ً { تسجيل لغباوتهم ‪.‬‬
‫وذكره عند قوله ‪ } :‬وما ينبغي للرحمن أن يّتخذ ولدا ً { إيماء إلى‬
‫دليل عدم لياقة اتخاذ البن بالله ‪.‬‬
‫ً‬
‫وذكُره عند قوله ‪ } :‬إل آتي الرحمان عبدا { استدلل على احتياج‬
‫جميع الموجودات إليه وإقرارها له بملكه إياها‪.‬‬
‫‪ ()2‬تفسير القرآن العظيم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪263‬‬

‫ت‬
‫ماَوا ُ‬
‫س َ‬‫كاد ُ ال ّ‬‫قال ابن عباس ~ في قوله‪ } :‬ت َ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫دا * أ ْ‬‫ل هَ ّ‬ ‫خّر ال ْ ِ‬
‫جَبا ُ‬ ‫ض وَت َ ِ‬ ‫ه وَت َن ْ َ‬
‫شقّ الْر ُ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫فط ّْر َ‬‫ي َت َ َ‬
‫دا { قال‪ :‬إن الشرك فزعت منه‬ ‫ن وَل َ ً‬‫م ِ‬‫ح َ‬ ‫وا ِللّر ْ‬
‫د َعَ ْ‬
‫السماوات والرض والجبال‪ ،‬وجميع الخلئق إل‬
‫الثقلين‪ ،‬فكادت أن تزول منه لعظمة الله‪ ،‬وكما ل‬
‫ينفع مع الشرك إحسان المشرك‪ ،‬كذلك نرجو أن‬
‫يغفر الله ذنوب الموحدين‪ ،‬وقال رسول الله ‘‪:‬‬
‫"لقنوا موتاكم شهادة أن ل إله إل الله‪ ،‬فمن قالها‬
‫عند موته وجبت له الجنة"‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول الله‪،‬‬
‫فمن قالها في صحته؟ قال‪" :‬تلك أوجب وأوجب"‪.‬‬
‫ثم قال‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لو جيء بالسماوات‬
‫والرضين وما فيهن‪ ،‬وما بينهن‪ ،‬وما تحتهن‪،‬‬
‫فوضعن في كفة الميزان‪ ،‬ووضعت شهادة أن ل‬
‫إله إل الله في الكفة الخرى‪ ،‬لرجحت بهن"‬
‫)‪(1‬هكذا رواه ابن جرير‪ ،‬ويشهد له حديث البطاقة‪،‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫ه{‬ ‫من ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫فط ّْر َ‬‫ت ي َت َ َ‬
‫ماَوا ُ‬
‫س َ‬ ‫وقال الضحاك‪ } :‬ت َ َ‬
‫كاد ُ ال ّ‬
‫أي‪ :‬يتشققن فََرًقا من عظمة الله‪.‬‬
‫ق‬
‫ش ّ‬ ‫وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم‪ } :‬وَت َن ْ َ‬
‫ض { أي‪ :‬غضًبا لله‪. ،‬‬ ‫الْر ُ‬
‫ما‪.‬‬‫دا { قال ابن عباس‪ :‬هد ً‬ ‫ل هَ ّ‬ ‫خّر ال ْ ِ‬
‫جَبا ُ‬ ‫} وَت َ ِ‬
‫دا { ينكسر بعضها على‬ ‫وقال سعيد بن جبير‪ } :‬هَ ّ‬
‫بعض متتابعات‪.‬‬
‫وروى ابن أبي حاتم عن عون بن عبد الله قال‪ :‬إن‬
‫الجبل لينادي الجبل باسمه‪ :‬يا فلن‪ ،‬هل مر بك‬
‫اليوم ذاكُر الله عز وجل ؟ فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬ويستبشر‪.‬‬
‫‪ ()1‬رواه الطبراني ورجاله ثقات إل على بن ابى طلحة لم يســمع‬
‫من ابن عباس‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪264‬‬

‫قال عون‪ :‬لهي للخير أسمع‪ ،‬أفيسمعن الزور‬


‫والباطل إذا قيل ول يسمعن غيره‪ ،‬ثم قرأ‪ } :‬ت َ َ‬
‫كاد ُ‬
‫خّر‬
‫ض وَت َ ِ‬
‫شقّ الْر ُ‬ ‫ه وَت َن ْ َ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫فط ّْر َ‬ ‫ت ي َت َ َ‬‫ماَوا ُ‬‫س َ‬‫ال ّ‬
‫دا { )‪.(1‬‬ ‫َ‬
‫ن وَل َ ً‬
‫م ِ‬‫ح َ‬‫وا ِللّر ْ‬ ‫ن د َعَ ْ‬‫دا * أ ْ‬ ‫ل هَ ّ‬‫جَبا ُ‬‫ال ْ ِ‬

‫وروى المام أحمد بسنده عن أبي موسى _ قال‪:‬‬


‫قال رسول الله ‘‪ " :‬ما أحد أصبر على أذى يسمعه‬
‫دا‪ ،‬وهو‬ ‫من الله‪ ،‬إنه يشرك به‪ ،‬ويجعل له ول ً‬
‫يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم"‪.‬أخرجاه في‬
‫دا‪ ،‬وهو‬ ‫الصحيحين وفي لفظ‪" :‬إنهم يجعلون له ول ً‬
‫يرُزُقهم ويعافيهم"‪.‬‬
‫َ‬
‫دا { أي‪ :‬ل‬ ‫خذ َ وَل َ ً‬
‫ن ي َت ّ ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ِ‬‫ح َ‬‫ما ي َن ْب َِغي ِللّر ْ‬ ‫وقوله‪ } :‬وَ َ‬
‫يصلح له‪ ،‬ول يليق به لجلله وعظمته؛ لنه ل كفء‬
‫له من خلقه ؛ لن جميع الخلئق عبيد له؛ ولهذا‬
‫ض ِإل آِتي‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬
‫س َ‬‫ن ِفي ال ّ‬ ‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫قال‪ } :‬إ ِ ْ‬
‫دا { أي‪ :‬قد‬ ‫َ‬ ‫دا ل َ َ‬
‫م عَ ّ‬ ‫م وَعَد ّهُ ْ‬ ‫صاهُ ْ‬‫ح َ‬ ‫قد ْ أ ْ‬ ‫ن عَب ْ ً‬ ‫م ِ‬‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫كرهم‬‫دهم منذ خلقهم إلى يوم القيامة‪ ،‬ذ َ َ‬ ‫علم عَد َ َ‬
‫وأنثاهم وصغيرهم وكبيرهم‪،‬‬
‫مةِ فَْرًدا { أي‪ :‬ل ناصر له‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫م آِتيهِ ي َوْ َ‬ ‫} وَك ُل ّهُ ْ‬
‫ول مجير إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬فيحكم في‬
‫خلقه بما يشاء‪ ،‬وهو العادل الذي ل يظلم مثقال‬
‫ذ َّرة‪ ،‬ول يظلم أحدا‪.‬‬

‫‪ ()1‬ورواه أبو الشيخ في العظمة برقم )‪ (1176‬من طريــق ابــن‬


‫أبي عمر‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن مسعر به‪ ،‬ورواه الطبراني في المعجم‬
‫الكبير )‪ (9/107‬من طريق سعيد بــن منصــور‪ ،‬عــن ســفيان‪ ،‬عــن‬
‫مسعر‪ ،‬عن عون‪ ،‬عــن ابــن مســعود‪ ،‬بنحــوه‪ .‬وقــال الهيثمــي فــي‬
‫المجمع )‪" :(10/79‬رجاله رجال الصحيح"‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪265‬‬

‫وكذلك العكس أن الكائنات تحزن وتئن)‪ (1‬وتبكي‬


‫ت عَل َي ْهِ ُ‬
‫م‬ ‫ما ب َك َ ْ‬ ‫على صالحي بنى آدم قال ‪ } ‬فَ َ‬
‫َ‬
‫ن )‪{(29‬‬ ‫من ْظ َ ِ‬
‫ري َ‬ ‫كاُنوا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ماُء َواْلْر ُ‬‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫]الدخان‪[29/‬‬
‫‪ -‬قال الحافظ ابن كثير ’ )‪:(2‬‬
‫ض { أي‪:‬‬ ‫ماُء َوالْر ُ‬ ‫س َ‬‫م ال ّ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ُ‬ ‫ما ب َك َ ْ‬
‫وقوله‪ } :‬فَ َ‬
‫لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء‬
‫فتبكي على فقدهم‪ ،‬ول لهم في الرض بقاع عبدوا‬
‫الله فيها فقدتهم؛ فلهذا استحقوا أل ينظروا ول‬
‫يؤخروا لكفرهم وإجرامهم‪ ،‬وعتوهم وعنادهم‪.‬‬
‫قال الحافظ أبو يعلى الموصلي بسنده إلى أنس‬
‫بن مالك ‪ ، ‬عن النبي ‘ قال‪" :‬ما من عبد إل وله‬
‫في السماء بابان‪ :‬باب يخرج منه رزقه‪ ،‬وباب‬
‫يدخل منه عمله وكلمه‪ ،‬فإذا مات فقداه وبكيا‬
‫ماُء‬ ‫س َ‬ ‫م ال ّ‬‫ت عَل َي ْهِ ُ‬‫ما ب َك َ ْ‬
‫عليه" وتل هذه الية‪ } :‬فَ َ‬
‫ض { وُذكر أنهم لم يكونوا عملوا على الرض‬ ‫َوالْر ُ‬
‫عمل صالحا يبكي عليهم‪ .‬ولم يصعد لهم إلى‬
‫السماء من كلمهم ول من عملهم كلم طيب‪ ،‬ول‬
‫عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم )‪. (3‬‬

‫‪ ()1‬وهنــاك مقالــة للــدكتور نظمــى عطــا أســماها عنــدما يئن‬


‫النبات‬
‫‪ ()2‬تفسير القرآن العظيم‬

‫‪ ()3‬مسند أبي يعلى )‪ (7/160‬قال حسين سليم أسد ‪ :‬إسناده‬


‫ضعيف جدا ورواه الترمذي في السنن برقم )‪ (3255‬من طريق‬
‫موسى بن عبيدة به مختصر‪ ،‬وقال الترمذي‪" :‬هذا حديث غريب ل‬
‫نعرفه مرفوعا إل من هذا الوجه‪ ،‬وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان‬
‫الرقاشي يضعفان في الحديث" وضعفه اللباني وغيره‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪266‬‬

‫وروى ابن أبى حاتم بسنده إلى عباد بن عبد الله‬


‫قال‪ :‬سأل رجل علّيا _‪ :‬هل تبكي السماء والرض‬
‫على أحد؟ فقال له‪ :‬لقد سألتني عن شيء ما‬
‫سألني عنه أحد قبلك‪ ،‬إنه ليس من عبد إل له‬
‫مصلى في الرض‪ ،‬ومصعد عمله من السماء‪ .‬وإن‬
‫آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الرض‪ ،‬ول‬
‫ما‬‫عمل يصعد في السماء‪ ،‬ثم قرأ علي‪ } _ ،‬فَ َ‬
‫ن{‬ ‫ري َ‬ ‫من ْظ َ ِ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ُ‬ ‫ض وَ َ‬‫ماُء َوالْر ُ‬ ‫س َ‬‫م ال ّ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ُ‬ ‫ب َك َ ْ‬
‫وروى ابن جرير بسنده إلى سعيد بن جبير قال‪:‬‬
‫ل فقال‪ :‬يا أبا عباس أرأيت قول‬ ‫ن عباس رج ٌ‬ ‫أتى اب َ‬
‫كاُنوا‬‫ما َ‬ ‫ض وَ َ‬‫ماُء َوالْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ما ب َك َ ْ‬‫الله‪ } :‬فَ َ‬
‫ن { فهل تبكي السماء والرض على أحد؟‬ ‫ري َ‬ ‫من ْظ َ ِ‬‫ُ‬
‫قال‪ :‬نعم إنه ليس أحد من الخلئق إل وله باب في‬
‫السماء منه ينزل رزقه‪ ،‬وفيه يصعد عمله‪ ،‬فإذا‬
‫مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان‬
‫يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه بكى عليه‪ ،‬وإذا‬
‫فقد مصله من الرض التي كان يصلي فيها ويذكر‬
‫الله فيها بكت عليه‪ ،‬وإن قوم فرعون لم تكن لهم‬
‫في الرض آثار صالحة‪ ،‬ولم يكن يصعد إلى الله‬
‫منهم خير‪ ،‬فلم تبك عليهم السماء والرض ‪.‬‬
‫قّتات‪ ،‬عن‬ ‫وقال سفيان الثوري‪ ،‬عن أبي يحيى ال َ‬
‫مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬كان‬
‫حا‪.‬‬ ‫يقال‪ :‬تبكي الرض على المؤمن أربعين صبا ً‬
‫وكذا قال مجاهد‪ ،‬وسعيد بن جبير‪ ،‬وغير واحد )‪.(1‬‬
‫‪ ()1‬روى الحاكم) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ‪ : ù‬فــي‬
‫قوله عــز و جــل ‪ } :‬فمــا بكـت عليهــم الســماء و الرض { قـال ‪:‬‬
‫بفقد المؤمن أربعين صباح( (المستدرك ] جزء ‪ - 2‬صفحة ‪[ 487‬‬
‫صحيح السناد و لم يخرجاه تعليق الذهبي قي التلخيص ‪ :‬صحيح‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪267‬‬

‫وقال مجاهد أيضا‪ :‬ما مات مؤمن إل بكت عليه‬


‫حا‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪:‬‬
‫السماء والرض أربعين صبا ً‬
‫أتبكي الرض؟ فقال‪ :‬أتعجب؟ وما للرض ل تبكي‬
‫على عبد‪ ،‬كان يعمرها بالركوع والسجود؟ وما‬
‫للسماء ل تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه‬
‫فيها دوي كدوي النحل؟((ا‪.‬هـ‬

‫قد تدهش إن علمت أن العلم الحديث أثبت ذلك‬


‫ففى بحث يثير فضول الباحثين للعالم الدكتور‬
‫الياباني ميسارو ايموتو أسماه ))رسائل من الماء((‬
‫قام بتجربتها في بحيرات مجمدة على الماء‬
‫المجمد حتى يسهل التصوير لجزيئات الماء ‪ ،‬بدأت‬
‫تجربة العالم الياباني ميسارو ايموتو تجربته على‬
‫الماء بجملة قرائها في الموسوعة وهو أن بلورات‬
‫الثلج التي تسقط ل تتشابه فقال هذا كلم غير‬
‫صحيح لأن الذي يتحكم في شكل البلورة ‪،‬هو‬
‫التركيب الكيميائي ونحن نعلم التركيب الكيميائي‬
‫للماء ذرة أوكسجين و ذرتي هيدروجين لتكون‬
‫الشكل البلوري للماء فأخذ عينتين من صنبورين‬
‫مختلفين وبردهم تبريد بطيئ لنه إذا برده الماء‬
‫تبريد فجائي يتحول إلى ثلج ل شكل له أما التبريد‬
‫البطيئ فيحوله إلى بلورات ‪.‬‬
‫كل عينة أعطه شكل بلوري مختلف أخذ عينتن‬
‫أخرى من بئرين مختلفين من بحرين من نهرين‬
‫في كل حاله الماء يعطي شكل بلوري مختلف‬
‫فتخيل أن هناك نوع من السحر أو الغيب الذي ل‬
‫يدركه ‪،‬وهذه البحاث أثبتت أن جزيئات الماء‬
‫تتشكل ببلورات ذات أشكال تعتمد على ما يلقى‬
‫على الماء من كلم أي أن الخواص الفيزيائية للماء‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪268‬‬

‫تتغير تبعا لما يلقى على الماء من كلم ‪ ،‬وأظهر‬


‫خلل البرنامج صور لشكال بلورات الماء بشكل‬
‫اعتيادي وشكلها بعد تسليط كلم معين عليها ووجد‬
‫أنه مثل كلمة شكر أوكلمه أسف أو حب تجعلها‬
‫تتسم بنسق جميل ولطيف في حين كلمة كره أو‬
‫كلمات قبيحة تجعلها مشوشة وشكلها مخيف‪.‬‬

‫وهذه بعض الصور الملتقطة وتأثير بعض الكلمة‬


‫عليها‪:‬‬

‫هذه صورة لبلورة الماء مجمدة حين قيل بجوارها‬


‫كلمة شكرًا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪269‬‬

‫صورة الماء عندما يقرأ البسملة‬

‫عندما نقول كلمة السلم‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪270‬‬

‫عرضت عينة المياة لشريط صوتي ليات من القرآن‬


‫فتحولت كريستالت الماء التى استمعت إلى القران إلى‬
‫شكل كتاب كما واضح في الصورة‬

‫عرضت عينة المياة إلى صورة الكعبة وللحرم‬


‫وكانت دهشت العالم الياباني‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪271‬‬

‫أن كريستاله الماء أصبحت كأنها صور الحرم من‬


‫الطائرة)‪(1‬‬

‫وهذه صور لكلمات قبيحة مثل كره وحقد‪..‬وما إلى‬


‫ذلك‪..‬قالوها فصوروا تبلور الماء فيها‪.‬‬

‫وقد نشرت صحيفة الشرق الوسط تلخيصا ً للكتاب‬


‫المهم أصدره العالم الياباني "ماسارو إيموتو" عن‬
‫العلج النفسي بالماء‪ .‬حيث اكتشف إيموتو أن‬
‫جزيئات الماء تتفاعل مع أفكار البشر وكلماتهم‬
‫ومشاعرهم‪ ،‬وبذلك قاد ثورة علمية‪ ،‬فقد قام‬
‫بقياس ذبذبات الماء إذا نزل فيه شخص حزين‬
‫مكتئب أو سعيد مرح‪ ،‬أو غيرها من النفعالت‪.‬‬
‫فاكتشف أن القياسات تختلف تماما تبعا لكل‬
‫‪ ()1‬الصور مأخوذة من بعض المواقع على الشبكة العلمية للمعلومات‬
‫منها موقع العالم الياباني نفسه وهو‬
‫‪http://www.masaru-emoto.net/english/entop.html‬‬
‫وموقــع منتــديات مكــاوي تحــت عنــوان حثثتى المثثاء يتثثأثر بمشثثاعرك‪....‬‬
‫الرسثثثثثثثثثثثثثثثثائل المخفيثثثثثثثثثثثثثثثثة فثثثثثثثثثثثثثثثثي المثثثثثثثثثثثثثثثثاء )‬

‫?‪http://www.makkawi.com/forum/showthread.php‬‬

‫‪(t=30725‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪272‬‬

‫انفعال منها‪ ،‬وأنها ثابتة لكل انفعال‪ ،‬وكأن للماء رد‬


‫فعل وانفعالت ردا على ما »يستشعره« من‬
‫انفعالت الغاطسين فيه‪.‬‬
‫والمدهش حقا ً أنه ل يجب أن يغطس النسان‬
‫بكامله لفترة طويلة‪ ،‬بل يكفي أن يقوم بغمس‬
‫يديه في الماء لفترة قصيرة حتى تتغير ذبذباته‪،‬‬
‫والكثر إدهاشا هو أن الدكتور "إيموتو" نجح من‬
‫خلل استخدام آلة تصوير فائقة السرعة أن يصور‬
‫اختلف شكل بلورات الماء المجمدة عندما‬
‫»تتجاوب« مع مشاعر النسان‪ .‬فمثل‪ ،‬يظهر الماء‬
‫المجمد على شكل ندفات ثلج ملونة وزاهية عندما‬
‫يتم الهمس بكلمات محبة في الماء وعلى العكس‬
‫من ذلك‪ ،‬فإن الماء العكر أو الماء الذي يتم بث‬
‫أفكار سلبية فيه يظهر أشكال غير كاملة‪ ،‬وغير‬
‫متناسقة ذات ألوان باهتة تمامًا كما أن الموسيقى‬
‫والصور وحتى الكلمات المكتوبة على ورق لها رد‬
‫فعل واستجابة بشكل ما من الماء‪ .‬ويؤمن‬
‫"إيموتو" بأنه يمكن استغلل هذا التفاعل في علج‬
‫النسان والبيئة من حوله أيضا‪ ،‬من خلل التعبير‬
‫المتعمد عن الحب والنيات الحسنة وشتى‬
‫المشاعر اليجابية‪.‬‬
‫فما لنا بعد ذلك البيان الرباني الذي أجراه الله ‪‬‬
‫قا لوحيه المنزل فصدق الله‬ ‫على بعض خلقه تصدي ً‬
‫‪ ‬وبلغ رسوله ‪ ‬ونحن على ذلك من‬
‫ح‬
‫ري ٌ‬
‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫الشاهدين ‪،‬كما نردد معه ‪ ‬قوله )) ُ‬
‫ومستراح منه((كما جاء عَ َ‬
‫ي‬
‫ن رِب ْعِ ّ‬‫ن أِبي َقََتاد َةَ ب ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫َ ُ ْ ََ ٌ ِ ْ ُ‬
‫َ‬
‫مّر‬‫ل الل ّهِ ‘ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ث ‪)) :‬أ ّ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫صارِيّ ‪ ‬أن ّ ُ‬ ‫اْلن ْ َ‬
‫ه َقاُلوا َيا‬ ‫من ْ ُ‬‫ح ِ‬ ‫ست ََرا ٌ‬‫م ْ‬‫ح وَ ُ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫جَناَزةٍ فَ َ‬ ‫عَل َي ْهِ ب ِ ِ‬
‫ل‪:‬‬‫ه ؟ َقا َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ح ِ‬ ‫ست ََرا ُ‬‫م ْ‬ ‫ح َوال ْ ُ‬ ‫ري ُ‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪273‬‬

‫ها إ َِلى‬ ‫ب الد ّن َْيا وَأ ََذا َ‬‫ص ِ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫م ْ‬


‫ح ِ‬‫ري ُ‬ ‫ست َ ِ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ال ْعَب ْد ُ ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫ه ال ْعَِباد ُ َوال ْب َِلد ُ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬
‫ري ُ‬‫ست َ ِ‬
‫جُر ي َ ْ‬
‫فا ِ‬‫مةِ الل ّهِ َوال ْعَب ْد ُ ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬
‫ب )‪.(((1‬‬ ‫جُر َوالد َّوا ّ‬ ‫ش َ‬ ‫َوال ّ‬

‫‪ (14‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالكفار‪.‬‬

‫فهو ‪ ‬الذي ختم به جميع الرسل ‪ ،‬وختم بكتابه‬


‫ودينه المفصل الكامل جميع الكتب والديان رحمة‬
‫من الله للعالمين‪.‬‬
‫فقد ُبعث ‪ ‬في وقت أظلمت فيه الفاق بالشرك‬
‫والوثنية والجهل‪ ،‬وانطمست معالم الرسالت‪،‬‬
‫وكلف تبليغ هذا الدين إلى قومه القربين‪ ،‬ثم‬
‫عشيرته المحيطين به‪ ،‬ثم العرب أجمعين‪ ،‬ثم أمم‬
‫الرض وعظماءها من المراء والسلطين‪ ،‬ولقي‬
‫‪ ‬ما لقيه إخوانه المرسلون ‪ ، ‬من أقوامهم‬
‫الضالين من الذى والمتحان‪ ،‬والصد عن سبيل‬
‫الله واتباع سبيل الشيطان‪ ،‬وأوذي معه صحبه‬
‫الكرام الذين أقام الله بهم دين السلم‪.‬‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪274‬‬

‫دعا ‪ ‬سًرا وعلًنا‪ ،‬وعرض دعوته على الغني‬


‫والفقير‪ ،‬والقوي والضعيف‪ ،‬وهجر بلده مكة هو‬
‫وصحبه عندما سد المشركون أمام دعوته البواب‪،‬‬
‫وكانت أحب البلد إلى الله‪.‬‬
‫واصل دعوته في المدينة‪ ،‬وهجم عليه المشركون‬
‫من كل حدب وصوب‪ ،‬فجاهد في الله حق جهاده‬
‫ما بدعوة الله‪ ،‬وسالت‬ ‫مدافًعا عن دين الله‪ ،‬وقائ ً‬
‫دماؤه الزكية وجرح جسمه الطاهر وكسرت أسنانه‬
‫النظيفة‪ ،‬وقتل كثير من أصحابه‪ ،‬مستشهدين في‬
‫ساح الجهاد التي اشترك معهم فيها الملئكة‬
‫المقربون‪ ،‬حتى نصر الله دينه وأعلى كلمته وكان‬
‫ذلك كله امتثال لمر ربه‪ ،‬ورحمة بعباد الله‬
‫ليخرجهم من الظلمات إلى النور‪.‬‬
‫ولنقرأ كذلك بعض اليات في معاناته ‪ ،‬وكيف‬
‫وقف قومه المشركون واليهود والنصارى‪ ،‬من‬
‫الحق الذي جاء به‪ ،‬وكيف صبر ومضى مشفقا‬
‫عليهم رحيما بهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض‬
‫ه ِفي السماوات وَِفي الْر ِ‬ ‫قال تعالى‪ } :‬وَهُوَ الل ّ ُ‬
‫ما‬ ‫ن)‪(3‬وَ َ‬ ‫سُبو َ‬ ‫ما ت َك ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م وَي َعْل َ ُ‬ ‫جهَْرك ُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫سّرك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫كاُنوا عَن َْها‬ ‫م إ ِّل َ‬ ‫ْ‬
‫ت َرب ّهِ ْ‬ ‫ن َءاَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َءاي َةٍ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت َأِتيهِ ْ‬
‫ف‬
‫سو ْ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حق ّ ل َ ّ‬ ‫قد ْ ك َذ ُّبوا ِبال ْ َ‬ ‫ن)‪ (4‬فَ َ‬ ‫ضي َ‬ ‫معْرِ ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫م ي ََرْوا ك ْ‬ ‫ن)‪(5‬أل ْ‬ ‫ست َهْزُِئو َ‬ ‫ما كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ‬ ‫م أن َْباُء َ‬ ‫ي َأِتيهِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ل َ ْ‬
‫م‬ ‫ض َ‬ ‫م ِفي الْر ِ‬
‫ْ‬ ‫مك ّّناهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن قَْر ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫أهْل َك َْنا ِ‬
‫جعَل َْنا‬ ‫َ‬
‫مد َْراًرا وَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ماَء عَل َي ْهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫سل َْنا ال ّ‬ ‫م وَأْر َ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مك ّ‬ ‫نُ َ‬
‫شأناْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م وَأن ْ َ َ‬ ‫م ب ِذ ُُنوب ِهِ ْ‬ ‫م فَأهْل َك َْناهُ ْ‬ ‫حت ِهِ ْ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫اْلن َْهاَر ت َ ْ‬
‫ك ك َِتاًبا ِفي‬ ‫ن)‪(6‬وَل َوْ ن َّزل َْنا عَل َي ْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫خَِ‬ ‫م قَْرًنا َءا َ‬ ‫ن ب َعْدِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن هَ َ‬
‫ذا‬ ‫فُروا إ ِ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫سوهُ ب ِأي ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س فَل َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫طا‬ ‫قِْر َ‬
‫ك وَل َ ْ‬
‫و‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ل عَل َي ْهِ َ‬ ‫ن)‪ (7‬وََقاُلوا ل َوَْل أ ُن ْزِ َ‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫حٌر ُ‬ ‫س ْ‬ ‫إ ِّل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن)‪(8‬وَل َ ْ‬
‫و‬ ‫م َل ي ُن ْظ َُرو َ‬ ‫مُر ث ُ ّ‬ ‫ي اْل ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫كا ل َ ُ‬ ‫مل َ ً‬ ‫أن َْزل َْنا َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪275‬‬

‫ما‬ ‫م َ‬ ‫سَنا عَل َي ْهِ ْ‬ ‫جًل وَل َل َب َ ْ‬ ‫جعَل َْناهُ َر ُ‬ ‫كا ل َ َ‬ ‫مل َ ً‬ ‫جعَل َْناهُ َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫حا َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ن قَب ْل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫س ٍ‬ ‫ست ُهْزِئَ ب ُِر ُ‬ ‫قدِ ا ْ‬ ‫ن)‪(9‬وَل َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ي َل ْب ِ ُ‬
‫ن)‪(10‬قُ ْ‬
‫ل‬ ‫ست َهْزُِئو َ‬ ‫كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫خُروا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ِبال ّ ِ‬
‫ة‬
‫عاقِب َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ف َ‬ ‫م ان ْظ ُُروا ك َي ْ َ‬ ‫ض ثُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫سيُروا ِفي اْل َْر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض‬
‫ما ِفي السماوات َوالْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ن)‪(11‬قُ ْ‬ ‫مك َذ ِّبي َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫معَن ّك ُ ْ َ‬ ‫ة ل َي َ ْ‬ ‫ب عََلى ن َ ْ‬ ‫ل ل ِل ّهِ ك َت َ َ‬ ‫قُ ْ‬
‫م إ ِلى ي َوْم ِ‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫سهِ الّر ْ‬ ‫ف ِ‬
‫م َل‬ ‫م فَهُ ْ‬ ‫سهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫سُروا أ َن ْ ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ِفيِها ال ّ ِ‬ ‫مةِ َل َري ْ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫و‬
‫ل َوالن َّهارِ وَهُ َ‬ ‫ن ِفي الل ّي ْ ِ‬ ‫سك َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن)‪(12‬وَل َ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤْ ِ‬
‫خذ ُ وَل ِّيا َفاط ِ ِ‬
‫ر‬ ‫ل أ َغَي َْر الل ّهِ أ َت ّ ِ‬ ‫م)‪(13‬قُ ْ‬ ‫ميعُ ال ْعَِلي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ل إ ِّني‬ ‫م قُ ْ‬ ‫م وََل ي ُط ْعَ ُ‬ ‫ض وَهُوَ ي ُط ْعِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫السماوات َواْل َْر‬
‫م وََل ت َ ُ‬ ‫لم َ‬ ‫كو َ‬ ‫أ ُمرت أ َ َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫سل َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن أو ّ َ َ ْ‬ ‫نأ ُ َ‬ ‫ِ ْ ُ ْ‬
‫َ‬
‫ت َرّبي‬ ‫صي ْ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ف إِ ْ‬ ‫خا ُ‬ ‫ل إ ِّني أ َ‬ ‫ن)‪(14‬قُ ْ‬ ‫كي َ‬ ‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مئ ِذٍ فَقَد ْ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ف عَن ْ ُ‬ ‫صَر ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م)‪َ (15‬‬ ‫ظي ٍ‬ ‫ب ي َوْم ٍ عَ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫عَ َ‬
‫ه‬‫ك الل ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن)‪ (16‬وَإ ِ ْ‬ ‫مِبي ُ‬ ‫فوُْز ال ْ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ه وَذ َل ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ِ‬
‫خي ْرٍ فَهُ َ‬
‫و‬ ‫ك بِ َ‬ ‫س َ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ه إ ِّل هُوَ وَإ ِ ْ‬ ‫ف لَ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ضّر فََل َ‬ ‫بِ ُ‬
‫ه‬
‫عَبادِ ِ‬ ‫قاهُِر فَوْقَ ِ‬ ‫ديٌر)‪(17‬وَهُوَ ال ْ َ‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عََلى ك ُ ّ‬
‫شَهاد َةً‬ ‫يٍء أ َك ْب َُر َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل أ َيّ َ‬ ‫خِبيُر)‪(18‬قُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَهُوَ ال ْ َ‬
‫ن‬
‫قْرَءا ُ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬ ‫ي هَ َ‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫م وَُأو ِ‬ ‫شِهيد ٌ ب َي ِْني وَب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫معَ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫دو َ‬ ‫شهَ ُ‬ ‫م ل َت َ ْ‬ ‫ن ب َل َغَ أئ ِن ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ب ِهِ وَ َ‬ ‫ِلن ْذَِرك ُ ْ‬
‫حد ٌ وَإ ِن ِّني‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫ما هُوَ إ ِل َ ٌ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫شهَد ُ قُ ْ‬ ‫ل َل أ َ ْ‬ ‫خَرى قُ ْ‬ ‫ة أُ ْ‬ ‫َءال ِهَ ً‬
‫ب‬‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫ن َءات َي َْناهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن)‪ (19‬ال ّ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ريٌء ِ‬ ‫بَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫سهُ ْ‬ ‫سُروا أن ْفُ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ن أب َْناَءهُ ُ‬ ‫ما ي َعْرُِفو َ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫ي َعْرُِفون َ ُ‬
‫ن افْت ََرى عََلى‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظ ْل َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن)‪(20‬وَ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫م َل ي ُؤْ ِ‬ ‫فَهُ ْ‬
‫ح ال ّ‬ ‫ه َل ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن)‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫ب ِبآَيات ِهِ إ ِن ّ ُ‬ ‫الل ّهِ ك َذًِبا أوْ ك َذ ّ َ‬
‫كوا‬ ‫شَر ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫م نَ ُ‬ ‫ميًعا ث ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫‪(21‬وَي َوْ َ‬
‫َ‬
‫م ت َك ُ ْ‬
‫ن‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ن)‪(22‬ث ُ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َْزعُ ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫كاؤُك ُ ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫أي ْ َ‬
‫َ‬
‫ن)‬ ‫كي َ‬ ‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ك ُّنا ُ‬ ‫ن َقاُلوا َوالل ّهِ َرب َّنا َ‬ ‫م إ ِّل أ ْ‬ ‫فِت ْن َت ُهُ ْ‬
‫ما‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬
‫ف ك َذ َُبوا عََلى أن ْ ُ‬ ‫‪(23‬ان ْظ ُْر ك َي ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬
‫جعَل َْنا‬ ‫ك وَ َ‬ ‫معُ إ ِل َي ْ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن)‪ (24‬وَ ِ‬ ‫فت َُرو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪276‬‬

‫م وَقًْرا‬ ‫عََلى قُُلوبهم أ َكن ً َ‬


‫فقَُهوهُ وَِفي َءاَذان ِهِ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ِِ ْ ِّ‬
‫جاُءو َ‬
‫ك‬ ‫حّتى إ َِذا َ‬ ‫مُنوا ب َِها َ‬ ‫ل َءاي َةٍ َل ي ُؤْ ِ‬ ‫ن ي ََرْوا ك ُ ّ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫طيُر‬ ‫سا ِ‬ ‫ذا إ ِّل أ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ن ك َفَُروا إ ِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك يَ ُ‬ ‫جادُِلون َ َ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬
‫ن)‪]{(25‬النعام‪[25-4/‬‬ ‫اْلوِّلي َ‬
‫ذا ال ْ ُ َ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬وَل َ َ‬
‫ن‬‫قْرآ ِ‬ ‫س ِفي هَ َ‬ ‫صّرفَْنا ِللّنا ِ‬ ‫قد ْ َ‬
‫فوًرا )‪(89‬‬ ‫س إ ِّل ك ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل فَأ ََبى أ َك ْث َُر الّنا‬ ‫مث َ ٍ‬‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫م َ ْ‬ ‫جَر ل ََنا ِ‬ ‫ن لَ َ‬
‫عا‬
‫ض ي َن ُْبو ً‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ن ُؤْ ِ‬ ‫وََقاُلوا ل َ ْ‬
‫جَر‬ ‫ب فَت ُ َ‬
‫ف ّ‬ ‫عن َ ٍ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫خي ٍ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫جن ّ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫كو َ‬ ‫)‪ (90‬أ َوْ ت َ ُ‬
‫ق َ‬ ‫َ‬ ‫خَلل ََها ت َ ْ‬ ‫اْل َن َْهاَر ِ‬
‫ماَء ك َ َ‬
‫ما‬ ‫س َ‬ ‫ط ال ّ‬ ‫س ِ‬ ‫جيًرا )‪ (91‬أوْ ت ُ ْ‬ ‫ف ِ‬
‫مَلئ ِك َةِ قَِبيًل )‬ ‫زعمت عل َينا كس ً َ ْ‬
‫ي ِبالل ّهِ َوال ْ َ‬ ‫فا أوْ ت َأت ِ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َْ ِ َ‬
‫ف أوْ ت َْرَقى ِفي‬ ‫َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫‪ (92‬أ َوْ ي َ ُ‬
‫خُر ٍ‬ ‫ن ُز ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك ب َي ْ ٌ‬ ‫كو َ‬
‫ل عَل َي َْنا ك َِتاًبا‬ ‫حّتى ت ُن َّز َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ل ُِرقِي ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ن ُؤْ ِ‬ ‫ماِء وَل َ ْ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫سوًل )‬ ‫شًرا َر ُ‬ ‫ت إ ِّل ب َ َ‬ ‫ل ك ُن ْ ُ‬ ‫ن َرّبي هَ ْ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قَرؤُهُ قُ ْ‬ ‫نَ ْ‬
‫‪]{ (93‬السراء‪[93-89/‬‬
‫ومع هذه المواقف القاسية العنيدة التي كان يقفها‬
‫قومه المشركون منه‪ ،‬كان يحزن لحالهم ويتحسر‬
‫ويهتم بأمرهم‪ ،‬رحمة بهم وإشفاقا على ما سيلقونه‬
‫من مصير سيئ في الدنيا والخرة‪ ،‬كما قال تعالى‬
‫ك إ ِّل ِبالل ّهِ وََل‬ ‫صب ُْر َ‬ ‫ما َ‬ ‫صب ِْر وَ َ‬ ‫صب ًّرا‪َ } :‬وا ْ‬ ‫له مسلًيا وم َ‬
‫ن)‬‫مك ُُرو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ضي ْ ٍ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫م وََل ت َ ُ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫حَز ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫‪] {(127‬النحل‪[127/‬‬
‫ق‬
‫ضي ْ ٍ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫م وََل ت َك ُ ْ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫حَز ْ‬ ‫وقال تعالى‪ }:‬وََل ت َ ْ‬
‫ن )‪] {(70‬النمل‪[70/‬‬ ‫مك ُُرو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م إِ ْ‬ ‫ك عََلى آَثارِهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫خعٌ ن َ ْ‬ ‫ك َبا ِ‬ ‫وقال تعالى‪ }:‬فَل َعَل ّ َ‬
‫َ‬
‫فا )‪] {(6‬الكهف‪[6/‬‬ ‫س ً‬ ‫ثأ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫مُنوا ب ِهَ َ‬ ‫م ي ُؤْ ِ‬ ‫لَ ْ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪277‬‬

‫هكذا كان ‘ يحزن لحال أمته الذين لم يستجيبوا‬


‫لدعوته‪ ،‬مشفقا عليهم راغبا في هدايتهم برغم‬
‫عدائهم وحربهم له ولدينه)‪.(1‬‬

‫قد سبق في فصل سابق بعنوان )) هثثل‬


‫الكافر مرحوم؟! (( و فى )) تفسثثير قثثوله‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫مي َ‬‫عثثال َ ِ‬
‫ة ل ِل ْ َ‬ ‫مث ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سثثل َْنا َ‬‫مثثا أْر َ‬ ‫‪َ } ‬‬
‫و َ‬
‫)النبياء‪. (107:‬‬
‫ولكن هاهنا نتأتى بأمثلثثة مثثن رحمتثثه ‘‬
‫بهم ‪ ،‬وذلك لثثدخولهم فثثي عمثثوم قثثوله ‪‬‬
‫َ‬
‫ن{‬‫مي َ‬‫عثثثال َ ِ‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬‫مثثث ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سثثثل َْنا َ‬ ‫مثثثا أْر َ‬‫و َ‬
‫} َ‬
‫)النبياء‪. (107:‬‬
‫‪ -‬نماذج من رحمته ‘ بالكفار والمشركين‪.‬‬
‫‪ -‬نماذج من رحمته ‘ بأهل الكتاب ‪.‬‬

‫نماذج من رحمته ‪ ‬بالكفار والمشركين‬

‫‪ ()1‬د‪/‬الهدل في كتابه )اليمان هو الساس(‪.‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪278‬‬

‫َ‬ ‫• } أ َت َ ْ‬
‫ه{‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ل َرب ّ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جًل أ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ت اب ْ َ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ن الّزب َي ْرِ َقا َ‬ ‫ن عُْروَةَ ب ْ ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كو َ‬ ‫شر ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫صن َعَ ُ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫شد ّ َ‬ ‫خب ِْرِني ب ِأ َ‬ ‫ص ‪)) :‬أ ْ‬ ‫الَعا ِ‬
‫ْ‬
‫جرِ ال ْك َعْب َةِ إ ِذ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫صّلي ِفي ِ‬ ‫ي ‘ يُ َ‬ ‫ل ب َي َْنا الن ّب ِ ّ‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ِبالن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫أ َقْب َ َ‬
‫ه‬
‫ق ِ‬ ‫ه ِفي عُن ُ ِ‬ ‫ضعَ ث َوْب َ ُ‬ ‫ط فَوَ َ‬ ‫معَي ْ ٍ‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ة بْ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ل عُ ْ‬
‫حّتى أ َ َ‬ ‫شديدا فَأ َقْب َ َ‬
‫من ْك ِب ِهِ‬ ‫خذ َ ب ِ َ‬ ‫ل أُبو ب َك ْرٍ َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ ِ ً‬ ‫خن ْ ً‬ ‫ه َ‬ ‫ق ُ‬ ‫خن َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قو َ‬
‫ل‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جًل أ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫ل‪ } :‬أت َ ْ‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫وَد َفَعَ ُ‬
‫ه {)‪. (1‬‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫م وَقَد ْ‬ ‫مد و ال ْب َّزار )) َ‬ ‫َ‬
‫ضْرته ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ -‬وفي رواية ل ْ‬
‫سول الّله ‘‬ ‫جر فَذ َك َُروا َر ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ِفي ال ْ ِ‬ ‫شَرافه ْ‬ ‫معَ أ َ ْ‬ ‫جت َ َ‬ ‫اِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَنا ‪،‬‬ ‫حَل َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫س ّ‬ ‫صْبرَنا عَل َي ْهِ ‪َ ،‬‬ ‫مْثل َ‬ ‫ما َرأي َْنا ِ‬ ‫قاُلوا ‪َ :‬‬ ‫فَ َ‬
‫ما‬ ‫عتَنا ‪ .‬فَب َي ْن َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫م آَباَءَنا ‪ ،‬وَغَي َّر ِدينَنا ‪ ،‬وَفَّرقَ َ‬ ‫شت َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫مّر ب ِهِ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫كن ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫ست َل َ َ‬ ‫ل ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫ك إ ِذ ْ أقْب َ َ‬ ‫م ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫هُ ْ‬
‫م ِفي الّثال َِثة " ل َ َ‬ ‫َ‬
‫جئ ْت ُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قد ْ ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫مُزوه ُ ‪ ،‬وَذ َك ََر أن ّ ُ‬ ‫غَ َ‬
‫ه " َيا أَبا ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ك ُْنت‬ ‫سم َ‬ ‫قا ِ‬ ‫م َقاُلوا ل َ ُ‬ ‫ِبالذ ّب ِْح " وَأن ّهُ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫صَر َ‬ ‫دا ‪َ ،‬فان ْ َ‬ ‫ش ً‬ ‫ف َرا ِ‬ ‫صر ِ ْ‬ ‫جاهًِل ‪َ ،‬فان ْ َ‬ ‫َ‬
‫حّتى إ َِذا‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ما ب َل َغَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫قاُلوا ‪ :‬ذ َك َْرت ُ ْ‬ ‫مُعوا فَ َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ال َْغد ا ِ ْ‬
‫م ك َذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ك إ ِذ ْ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫موه ُ ‪ ،‬فَب َي ْن َ َ‬ ‫ن ت ََرك ْت ُ ُ‬ ‫هو َ‬ ‫ما ت َك َْر ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫أَتاك ُ ْ‬
‫ل‪:‬‬ ‫حد ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جل َوا ِ‬ ‫موا إ ِل َي ْهِ وَث َْبة َر ُ‬ ‫قاُلوا ‪ُ :‬قو ُ‬ ‫ط َل َعَ فَ َ‬
‫م أ َُبو‬ ‫مع ث َِيابه ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫خذ َ ب ِ َ‬ ‫م أَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫جًل ِ‬ ‫قد ْ َرأْيت َر ُ‬
‫َ‬ ‫فَل َ َ‬
‫َ‬ ‫ل ‪ :‬أ َت َ ْ‬
‫قول‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جًل أ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫قا َ‬ ‫كي فَ َ‬ ‫كر ُدونه وَهُوَ ي َب ْ ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫صَرُفوا عَن ْ ُ‬ ‫م ا ِن ْ َ‬ ‫ي الّله ؟ ث ُ ّ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أَنس‬ ‫حيح عَ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫سَنادٍ َ‬ ‫ج أُبو ي َعَْلى َوال ْب َّزار ب ِإ ِ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫وَقَد ْ أ ْ‬
‫ي‬
‫ش َ‬ ‫حّتى غُ ِ‬ ‫مّرة َ‬ ‫سول الّله ‘ َ‬ ‫ضَرُبوا َر ُ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ل " لَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ل ينادي ‪ :‬ويل َك ُ َ‬ ‫م أ َُبو ب َ ْ‬
‫م أت َقْت ُُلو َ‬
‫ن‬ ‫َْ ْ‬ ‫جع َ َ ُ َ ِ‬ ‫كر فَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫عَل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪279‬‬

‫كوهُ وَأ َقْب َُلوا عََلى أ َِبي‬ ‫ي الّله ؟ فَت ََر ُ‬ ‫قول َرب ّ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جًل أ ْ‬
‫َ‬
‫َر ُ‬
‫حاَبة ‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫سيل ال ّ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫كر " وَهَ َ‬ ‫بَ ْ‬
‫خرج َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫مط َوًّل ِ‬ ‫سن ُ‬ ‫ح َ‬ ‫سَنادٍ َ‬ ‫ه أُبو ي َعَْلى ب ِإ ِ ْ‬ ‫‪ -‬وَقَد ْ أ ْ َ َ ُ‬
‫شد ّ‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫م " َقاُلوا ل ََها َ‬ ‫كر أن ّهُ ْ‬
‫حديث أ َسماء بنت أ َبي ب ْ َ‬
‫ِ َ‬ ‫ِْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ِ‬
‫سول الّله ‘ " ؟‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َل َُغوا ِ‬ ‫كي َ‬ ‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َرأْيت ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫كر فَ َ‬ ‫ريخ إ َِلى أِبي ب َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬أد ِْرك‬ ‫قا َ‬ ‫ِ‬ ‫" فَأَتى ال ّ‬
‫ص‬
‫قول‬ ‫داِئر أ َْرَبع وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫ه غَ َ‬ ‫عْندَنا وَل َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫حبك ‪ ،‬فَ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا‬ ‫ي الّله ؟ فَل َهَ ْ‬ ‫قول َرب ّ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جًل أ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫م ‪ ،‬أت َ ْ‬ ‫‪ :‬وَي ْل َك ُ ْ‬
‫كر‬‫جعَ إ ِل َي َْنا أ َُبو ب َ ْ‬ ‫كر ‪ ،‬فََر َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأ َقْب َُلوا إ َِلى أ َِبي ب َ ْ‬ ‫عَن ْ ُ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫مع َ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫داِئره إ ِّل َر َ‬ ‫ن غَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫س َ‬ ‫م ّ‬ ‫ل َل ي َ َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ه‬
‫ج ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ي أَ ْ‬ ‫ديث عَل ِ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫هد ِ‬ ‫شا ِ‬ ‫كر هَذِهِ َ‬ ‫صةِ أ َِبي ب َ ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫وَل ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫خط َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن أِبيهِ أن ّ ُ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫مد ْبن عَل ِ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن رَِواَية ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْب َّزار ِ‬
‫ما‬ ‫قاُلوا ‪ :‬أ َنت َقا َ َ‬ ‫جع الّناس ؟ فَ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل‪:‬أ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل" َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كر ‪،‬‬ ‫ه أُبو ب َ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َك ِن ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫حد إ ِّل أن ْ َ‬ ‫ما َباَرَزِني أ َ‬ ‫إ ِّني َ‬
‫ه قَُرْيش فَهَ َ‬ ‫َ‬
‫سول الّله ‘ أ َ‬ ‫َ‬ ‫لَ َ‬
‫جؤُهُ‬ ‫ذا ي َ َ‬ ‫خذ َت ْ ُ‬ ‫قد ْ َرأْيت َر ُ‬
‫دا‬ ‫جَعل اْلل َِهة إ ِل ًَها َوا ِ‬ ‫قوُلون ل َ َ‬ ‫ذا ي َت َل َ ّ‬ ‫وَهَ َ‬
‫ح ً‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ه أن ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫قاهُ وَي َ ُ‬
‫حد إ ِّل أُبو ب َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا وَي َد َْفع‬ ‫رب هَ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫كر ي َ ْ‬ ‫مّنا أ َ‬ ‫ما د ََنا ِ‬ ‫‪ ،‬فَوََالل ّهِ َ‬
‫ي الّله‬ ‫َ‬ ‫م أ َت َ ْ‬
‫قول َرب ّ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جًل أ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫قول ‪ :‬وَي ْل َك ُ ْ‬ ‫ذا وَي َ ُ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬
‫من آ ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م الّله أ ُ‬ ‫شدك ُ ْ‬ ‫ل ‪ .‬أن ْ ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ي ثُ ّ‬ ‫كى عَل ِ ّ‬ ‫م بَ َ‬ ‫؟ ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫ت ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫وم ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫سك َ َ‬ ‫كر ؟ فَ َ‬ ‫م أُبو ب َ ْ‬ ‫ضل أ ْ‬ ‫ون أفْ َ‬ ‫فِْرعَ ْ‬
‫َ‬
‫ه ‪َ ،‬ذا َ‬
‫ك‬ ‫من ْ ُ‬‫خْير ِ‬ ‫كر َ‬ ‫ن أِبي ب َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عة ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ي ‪ :‬وََالّله ل َ َ‬ ‫عَل ِ ّ‬
‫مان ِهِ " )‪.(1‬‬ ‫ذا ي ُعِْلن ب ِِإي َ‬ ‫مانه ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫جل ي َك ُْتم ِإي َ‬ ‫َر ُ‬

‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ن أَ ْ َ‬ ‫ج الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ب ْ َ‬ ‫•‬
‫صلب ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫ر َ‬‫خ ِ‬‫ن يُ ْ‬ ‫جو أ ْ‬‫ل أْر ُ‬ ‫َ‬
‫شي ًْئا‬
‫ه َ‬ ‫ُ‬
‫رك ب ِ ِ‬‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫حدَهُ ل ي ُ ْ‬ ‫و ْ‬‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫عب ُدُ الل َ‬‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬
‫َ‬

‫‪ ()1‬جمع هذه الروايات الحافظ ابن حجر في فتح البــاري‪) -‬ج‬


‫‪ / 11‬ص ‪(175‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪280‬‬

‫ي‘‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫َ‬


‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫ة ~ َزوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الّزب َي ْرِ أ ّ‬ ‫ن عُْروَةَ ب ْ ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل أَتى عَل َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ي َوْ ٌ‬ ‫ي ‘ هَ ْ‬ ‫ت ِللن ّب ِ ّ‬ ‫ه ‪ )) :‬أن َّها َقال َ ْ‬ ‫حد ّث َت ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫أَ َ‬
‫ما‬
‫ك َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن قَوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫قي ُ‬ ‫قد ْ ل َ ِ‬ ‫ل ‪ :‬لَ َ‬ ‫حدٍ ؟َقا َ‬ ‫ن ي َوْم ِ أ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شد ّ ِ‬
‫قب َةِ إ ِذ ْ‬ ‫م ال ْعَ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫قي ُ‬ ‫ما ل َ ِ‬ ‫شد ّ َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫قي ُ‬ ‫لَ ِ‬
‫ن عَب ْدِ ك َُل ٍ‬
‫ل‬ ‫ل ب ْ َِ‬ ‫ن عَب ْدِ َياِلي َ‬ ‫لى اب ْ ِ‬
‫سي عَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫عََر ْ‬
‫م عََلى‬ ‫ت َفان ْط َل َ ْ‬ ‫َ‬
‫مو ٌ‬ ‫مهْ ُ‬ ‫ت وَأَنا َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ما أَرد ْ ُ‬ ‫جب ِْني إ َِلى َ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫ت‬‫ب فََرفَعْ ُ‬ ‫ن الث َّعال ِ ِ‬ ‫قْر ِ‬ ‫فقْ إ ِّل وَأ ََنا ب ِ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫مأ ْ‬
‫وجهي فَل َ َ‬
‫ْ‬ ‫َ ْْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت فَإ َِذا ِفيَها‬ ‫حاب َةٍ قَد ْ أظ َل ّت ِْني فَن َظ َْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫سي فَإ َِذا أَنا ب ِ َ‬ ‫َرأ ِ‬
‫ك‬ ‫م َ‬ ‫ل قَوْ ِ‬ ‫معَ قَوْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ه قَد ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فََناَداِني فَ َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫جَبا ِ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ث إ ِل َي ْ َ‬ ‫ك وَقَد ْ ب َعَ َ‬ ‫ما َرّدوا عَل َي ْ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫لَ َ‬
‫ْ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ل فَ َ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫م فََناَداِني َ‬ ‫ت ِفيهِ ْ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫مَرهُ ب ِ َ‬ ‫ل ِت َأ ُ‬
‫ن‬
‫ت إِ ْ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫مد ُ فَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ي ثُ ّ‬ ‫عَل َ ّ‬
‫ل‬‫ي ‘ ‪ :‬بَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ن أ ُط ْبق عَل َي ْهم اْل َ‬ ‫شئ ْت أ َ‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ب‬‫ش‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد َهُ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ن ي َعْب ُد ُ الل َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫صلب ِهِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ج الل ُ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫جو أ ْ‬ ‫أْر ُ‬
‫شي ًْئا)‪(((1‬‬ ‫ك ب ِهِ َ‬ ‫شر ِ ُ‬ ‫َل ي ُ ْ‬
‫قال الحافظ ابن حجر ’)‪:(2‬‬
‫ومه ‪،‬‬ ‫ي ‘ عََلى قَ ْ‬ ‫قة الن ّب ِ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ش َ‬ ‫ديث ب ََيان َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫وَِفي هَ َ‬
‫قوْل ِهِ ت ََعاَلى‬ ‫واِفق ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مله ‪ ،‬وَهُوَ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫صْبره وَ َ‬ ‫زيد َ‬ ‫م ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ما‬ ‫وله ) وَ َ‬ ‫م ( وَقَ ْ‬ ‫ن الل ّهِ ل ِْنت ل َهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مةٍ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َر ْ‬ ‫) فَب ِ َ‬
‫َ‬
‫ن(‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫سل َْناك إ ِّل َر ْ‬ ‫أْر َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 10‬ص ‪(16‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪281‬‬

‫ب)‪ .... (1‬ويشفع‬ ‫ع ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫• حاصروه في ال ِ‬


‫لهم في الميرة‬
‫وعن ابن عباس ~‪ :‬أن ثمامة ابن أثال الحنفي ‪، ‬‬
‫ي ‪ ‬وهو أسير‪ ،‬فخلى سبيله‪ ،‬فلحق‬ ‫لما أتى النب ّ‬
‫بمكة‪ ،‬فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة‪،‬‬
‫حتى أكلت قريش العِل ِْهز)‪ ،(2‬فجاء أبو سفيان إلى‬
‫ي ‘ ‪ ،‬فقال‪ :‬أليس تزعم بأنك ُبعثت رحمة‬ ‫النب ّ‬
‫ت الباء‬ ‫للعالمين؟ فقال‪" :‬بلى!" فقال‪ :‬قد قتل َ‬
‫بالسيف والبناء بالجوع ! فأنزل الله ‪} ‬وَل َ ْ‬
‫و‬
‫جوا ِفي‬ ‫ضّر ل َل َ ّ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ب ِهِ ْ‬
‫فَنا َ‬ ‫م وَك َ َ‬
‫ش ْ‬ ‫مَناهُ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫َر ِ‬
‫م ِبال ْعَ َ‬ ‫َ‬ ‫ن )‪ (75‬وَل َ َ‬
‫ب فَ َ‬
‫ما‬ ‫ذا ِ‬ ‫خذ َْناهُ ْ‬ ‫قد ْ أ َ‬ ‫مُهو َ‬‫م ي َعْ َ‬‫ط ُغَْيان ِهِ ْ‬

‫‪()1‬سيرة ابن كثير] جزء ‪ - 2‬صــفحة ‪)[ 47‬ثــم روى الــبيهقي مــن‬
‫طريق يونس عن محمد بن إسحق قال‪)):‬لما مضــى رســول اللــه ‘‬
‫على الذي ُبعث به و قامت بنو هاشم و بنو المطلب دونه و أبوا أن‬
‫يسلموه و هم من خلفه على مثل ما قومهم عليه إل أنهم اتقوا أن‬
‫يستذلوا و يسلموا أخاهم لما قارفه من قومه ‪ ،‬فلما فعلت ذلك بنو‬
‫هاشم و بنو المطلب و عرفت قريش أل سبيل إلى محمد اجتمعــوا‬
‫على أن يكتبوا فيما بينهم على بني هاشم و بني عبد المطلــب ‪ :‬أل‬
‫يناكحوهم و ل ينكحوا إليهم و أل يبــايعوهم و يبتــاعوا منهــم و كتبــوا‬
‫صــحيفة فــي ذلــك و علقوهــا بالكعبــة ‪ ،‬ثــم عــدوا علــى مـن أســلم‬
‫فأوثقوهم و آذوهم و اشتد عليهم البلء و عظمــت الفتنــة و زلزلــوا‬
‫زلزال شديدا‪.... .‬ثم ذكر القصــة بطولهــا فــي دخــولهم شــعب أبــي‬
‫طالب و ما بلغــوا فيــه مـن فتنــة الجهــد الشــديد حــتى كــان يســمع‬
‫أصوات صبيانهم يتضاغون من وراء الشعب من الجوع ‪ ،‬حــتى كــره‬
‫عامة قريش ما أصابهم و أظهــروا كراهيتهــم لصــحيفتهم الظالمــةو‬
‫ذكروا أن الله برحمته أرسل على صحيفة قريش الرضة فلــم تــدع‬
‫فيها اسما هو لله إل أكلته و بقي فيها الظلــم و القطيعــة و البهتــان‬
‫فأخبر الله تعالى بذلك رسول الله ‘ فأخبر بذلك عمه أبا طالب ثــم‬
‫ذكر بقية القصة ((‬
‫م‬
‫خِلطــون الـد ّ َ‬
‫جاع َــة ي َ ْ‬
‫سـِني الم َ‬ ‫‪ ()2‬هــو شــيء ي َت ّ ِ‬
‫خــذونه فــي ِ‬
‫وونه بالّنار ويأكلونه‪.‬‬ ‫بأوَْبارِ الِبل ثم ي َ ْ‬
‫ش ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪282‬‬

‫حّتى إ َِذا فَت َ ْ‬


‫حَنا‬ ‫ن )‪َ (76‬‬ ‫عو َ‬ ‫ضّر ُ‬‫ما ي َت َ َ‬‫م وَ َ‬ ‫ست َ َ‬
‫كاُنوا ل َِرب ّهِ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ن)‬ ‫سو َ‬ ‫مب ْل ِ ُ‬ ‫ديدٍ إ َِذا هُ ْ‬
‫م ِفيهِ ُ‬ ‫ب َ‬
‫ش ِ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫م َباًبا َذا عَ َ‬ ‫عَل َي ْهِ ْ‬
‫‪] {(77‬المؤمنون‪.(1)[77-75/‬‬

‫ي‘‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫و ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ر َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ي ’ ‪ُ )) :‬‬ ‫ر ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الّز ْ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬ ‫•‬


‫قاهُ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫ضْرب َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫عي َ‬ ‫سب ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ذ ِبال ّ‬ ‫ومئ ِ ٍ‬ ‫يَ ْ‬
‫ها((‬ ‫ها ك ُل ّ َ‬ ‫شّر َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫سعْدٍ ‪ )) ‬وَهُ َ‬
‫و‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ َ‬ ‫سهْ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫حازِم ٍ أن ّ ُ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫َْ‬
‫ما َواللهِ إ ِّني‬‫ّ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل اللهِ ‘ فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫سأ ُ‬
‫لأ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫جْرِح َر ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ح َر ُ‬ ‫جْر َ‬ ‫ل ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َل َعْرِ ُ‬
‫ة عَل َي َْها‬ ‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ما ُدووِيَ َقا َ‬ ‫ماَء وَب ِ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ن أِبي‬ ‫ي بْ ُ‬ ‫ه وَعَل ِ ّ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ت َغْ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫سَلم ب ِن ْ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ةأ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫ما َرأ ْ‬ ‫ن فَل َ ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫م َ‬‫ماَء ِبال ْ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫طال ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫صي ٍ‬‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ت قِط ْعَ ً‬ ‫خذ َ ْ‬ ‫م إ ِّل ك َث َْرةً أ َ َ‬ ‫زيد ُ الد ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ماَء َل ي َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫سَر ْ‬ ‫م وَك ُ ِ‬ ‫ك الد ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ست َ ْ‬‫قت َْها َفا ْ‬ ‫ص َ‬ ‫حَرقَت َْها وَأل ْ َ‬ ‫فَأ ْ‬

‫‪ ()1‬انظر الطبري‪ ،45 / 18 :‬أسباب النزول للواحدي ص ‪- 362‬‬


‫‪ ، 363‬الدر المنثور‪ ،111 / 6 :‬الصحيح المسند من أسباب النزول‬
‫للشــيخ مقبــل بــن هــادي )صـــ ‪ (100‬وقــال الزيلعــي فــي نصــب‬
‫الراية] جزء ‪ - 3‬صفحة ‪ -) [ 402‬أمر ثمامة أن يميــر أهــل مكــة‬
‫وهم حرب عليه‪.‬قلت ‪ :‬رواه البيهقي في " دلئل النبوة ‪ -‬فــي آخــر‬
‫باب حديث الفك " من طريق ابن إسحاق حــدثني ســعيد المقــبري‬
‫عن أبي هريرة فذكر قصة إسلم ثمامة بلفظ " الصحيحين " وفــي‬
‫آخره ‪ :‬فقال ‪ :‬إني والله ما صبوت ولكني أسلمت وصدقت محمــدا‬
‫وآمنت به وأيم الذي نفس ثمامة بيده ل يأتيكم حبــة مــن اليمامــة ‪-‬‬
‫وكانت ريف مكة ما بقيت ‪ -‬حتى يأذن فيها محمــد ‘ وانصــرف إلــى‬
‫بلده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش فكتبــوا إلــى رســول‬
‫الله ‘ يسألونه بأرحـامهم أن يكتـب إلـى ثمامـة يخلـى إليهـم حمـل‬
‫الطعام ففعل رسول الله ‘ مختصًرا(‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪283‬‬

‫ة عََلى‬ ‫ض ُ‬ ‫ت ال ْب َي ْ َ‬ ‫سَر ْ‬ ‫ه وَك ُ ِ‬ ‫جهُ ُ‬ ‫ح وَ ْ‬ ‫جر ِ َ‬ ‫مئ ِذٍ وَ ُ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫عي َت ُ ُ‬ ‫َرَبا ِ‬
‫سهِ )‪(((1‬‬ ‫ْ‬
‫َرأ ِ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫صا َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫بوب المام البخاري فى صحيحه ‪َ ) :‬باب َ‬
‫حدٍ (‬ ‫النبي ‘ من ال ْجراح يو ُ‬
‫مأ ُ‬ ‫ِ َ ِ َ ْ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِّ ّ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما ذ ُك َِر ِفي ال ْ‬
‫سَر ْ‬ ‫ه وَك ِ‬ ‫جهُ ُ‬ ‫ج وَ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫خَبارِ أن ّ ُ‬ ‫)) َ‬
‫طنَها‬ ‫ن َبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فَلى ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫فت ُ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫جن َت ُ ُ‬ ‫ت وَ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫جر ِ َ‬ ‫ه وَ ُ‬ ‫عي َت ُ ُ‬ ‫َرَبا ِ‬
‫ت‬ ‫ش ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ة وَ ُ‬ ‫ميئ َ َ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫ضْرب َةِ ا ِب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫كبه ِ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫هى َ‬ ‫وَوَ َ‬
‫ي‬
‫ن الّزهْرِ ّ‬ ‫مر ٍ ع َ ْ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ق عَ ْ‬ ‫ه ‪.‬وََرَوى عَْبد الّرّزا ِ‬ ‫ُرك ْب َت ُ ُ‬
‫ن‬
‫سب ِْعي َ‬ ‫ف َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ومئ ِذٍ ِبال ّ‬ ‫ي ‘ يَ ْ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫ب وَ ْ‬ ‫ضر ِ َ‬ ‫ل‪ُ ":‬‬ ‫َقا َ‬
‫سل قَوِيّ ‪،‬‬ ‫مْر َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ها ك ُل َّها " وَهَ َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ة وََقاهُ الل ّ ُ‬ ‫ضْرب َ ً‬ ‫َ‬
‫مَبال َغَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫قت ََها أوْ ال ْ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ن أَراد َ ِبال ّ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ َ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫ِفي ال ْك َث َْرةِ ‪.‬‬
‫ه‬
‫جهُ ُ‬ ‫ح وَ ْ‬ ‫جر ِ َ‬ ‫مئ ِذٍ وَ ُ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫عي َت ُ ُ‬ ‫ت َرَبا ِ‬ ‫سَر ْ‬ ‫وله ‪) :‬وَك ُ ِ‬ ‫قَ ْ‬
‫ْ‬
‫سهِ (‬ ‫ة عََلى َرأ ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ت ال ْب َي ْ َ‬ ‫سَر ْ‬ ‫وَك ُ ِ‬
‫ن ال ِّتي ت َِلي‬ ‫س ّ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ف ال َْياء ‪ ،‬وَهِ َ‬ ‫في ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫ي ب ِت َ ْ‬ ‫ه هِ َ‬ ‫عي َت ُ ُ‬ ‫َرَبا ِ‬
‫َ‬
‫عَيات ‪،‬‬ ‫ن أْرَبع َرَبا ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫جاِنب ‪ ،‬وَل ِْل ِن ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫الث ّن ِّية ِ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ها ِ‬ ‫ضة َوالد ُّروع وَغَْير َ‬ ‫حَباب ل ُْبس ال ْب َي ْ َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ِفيهِ ‪ :‬ا ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قادٍِح ِفي‬ ‫س بِ َ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫حْرب ‪ ،‬وَأن ّ ُ‬ ‫صن ِفي ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫سَباب الت ّ َ‬ ‫أ ْ‬
‫قام َواِلب ْت َِلء ِباْل َن ْب َِياِء‬ ‫ذا وُُقوع اِلن ْت ِ َ‬ ‫كل ‪.‬وَِفي هَ َ‬ ‫الت ّوَ ّ‬
‫جر ‪،‬‬ ‫زيل اْل َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ل ِي ََناُلوا َ‬ ‫سَلمه عَل َي ْهِ ْ‬ ‫وات الّله وَ َ‬ ‫صل َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‪،‬‬ ‫وا ب ِهِ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َت َأ ّ‬ ‫صاب َهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫م َ‬ ‫م وَغَْيره ْ‬ ‫ممه ْ‬ ‫فأ َ‬ ‫وَل ِت َعْرِ َ‬
‫ن ال ْب َ َ‬ ‫َ‬
‫حن‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫صيبهُ ْ‬ ‫شر ت ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م أن ّهُ ْ‬ ‫ضي ‪ :‬وَل ِي ُعْل َ َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سام‬ ‫ج َ‬ ‫ما ي َط َْرأ عََلى أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سامه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫الد ّن َْيا ‪ ،‬وَي َط َْرأ عََلى أ ْ‬
‫ن ‪ ،‬وََل‬ ‫َ‬
‫مْرُبوُبو َ‬ ‫ن َ‬ ‫خُلوُقو َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫قُنوا أن ّهُ ْ‬ ‫شر ‪ ،‬ل ِي َت َي َ ّ‬ ‫ال ْب َ َ‬
‫َ‬
‫جَزات ‪،‬‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ديه ْ‬ ‫ما ظ َهََر عََلى أي ْ ِ‬ ‫فت ََتن ب ِ َ‬ ‫يُ ْ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪284‬‬

‫ه عََلى‬ ‫طان م َ‬
‫ما ل َب ّ َ‬
‫س ُ‬ ‫م َ‬
‫مره ْ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ‬ ‫شي ْ َ‬
‫وَت َل ِْبيس ال ّ‬
‫م )‪.(1‬‬
‫صاَرى وَغَْيره ْ‬
‫الن ّ َ‬

‫ن‬‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م َل ي َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫و ِ‬


‫ق ْ‬ ‫فْر ل ِ َ‬ ‫غ ِ‬ ‫م اِ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫• الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ل ‪ :‬الل ّهُ ّ‬
‫م‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫سْعد ‪ ": ‬أ ّ‬ ‫سْهل ْبن َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‪:‬‬ ‫حّبا َ‬ ‫ل ا ِْبن ِ‬ ‫ن "َقا َ‬ ‫مو َ‬ ‫م َل ي َعْل َ ُ‬ ‫مي فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫فْر ل ِ َ‬‫ا ِغْ ِ‬
‫ُ‬
‫جهه‬ ‫ج وَ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫حد ل َ ّ‬ ‫وم أ ُ‬ ‫ذي َقاَله ي َ ْ‬ ‫عاء ال ّ ِ‬ ‫ذا الد ّ َ‬ ‫معَْنى هَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه أَراد َ‬ ‫جِهي ‪ ،‬ل أن ّ ُ‬ ‫ج وَ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫م ذ َْنبه ْ‬ ‫فْر لهُ ْ‬ ‫أيْ ا ِغْ ِ‬
‫ن ك َذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫كا َ‬ ‫قا ‪ ،‬إ ِذ ْ ل َوْ َ‬ ‫مط ْل َ ً‬ ‫فَرةِ ُ‬ ‫مغ ْ ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫عاء ل َهُ ْ‬ ‫الد ّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تل‬ ‫م ِفي ذ َِلك الوق ِ‬ ‫موا ك ُّله ْ‬ ‫سل َ ُ‬‫ب َل ْ‬ ‫جي َ‬ ‫ب وَل َوْ أ ِ‬ ‫جي َ‬ ‫َل ِ‬
‫محالة)‪.(2‬‬

‫ما‬‫دي َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ة؟ َ‬ ‫م ُ‬‫ما َ‬ ‫ك َيا ث ُ َ‬ ‫عن ْدَ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ة‪.‬‬‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫قوا ث ُ َ‬ ‫ل أ َطْل ِ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬‫ك‪َ .‬‬ ‫ت لَ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ي‬
‫ث الن ّب ِ ّ‬ ‫ل ‪)) :‬ب َعَ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ضي الل ّ ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ َر ِ‬ ‫ْ‬
‫قا ُ‬
‫ل‬ ‫ة يُ َ‬‫ف َ‬ ‫حِني َ‬ ‫ن ب َِني َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ت ب َِر ُ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫جدٍ فَ َ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫خي ْل قِب َ َ‬ ‫ً‬ ‫‘ َ‬
‫ل فََرب َ ُ‬ ‫ُ‬
‫واِري‬ ‫س َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫سارِي َةٍ ِ‬ ‫طوهُ ب ِ َ‬ ‫ن أَثا ٍ‬ ‫ة بْ ُ‬ ‫م ُ‬‫ما َ‬ ‫ه ثُ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫جدِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة؟‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َيا ث ُ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫ج إ ِل َي ْهِ الن ّب ِ ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل َذا د َم ٍ‬ ‫قت ُ ْ‬ ‫قت ُل ِْني ت َ ْ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مد ُ إ ِ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫خي ٌْر َيا ُ‬ ‫دي َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ل‪ِ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ما َ‬
‫ل‬ ‫ريد ُ ال ْ َ‬ ‫ت تُ ِ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫شاك ِرٍ وَإ ِ ْ‬ ‫م عََلى َ‬ ‫م ‪،‬ت ُن ْعِ ْ‬ ‫ن ت ُن ْعِ ْ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ت‪.‬‬‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ل ِ‬ ‫س ْ‬ ‫فَ َ‬

‫‪ ()1‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 11‬ص ‪(406‬ومــا بعــدها وشــرح‬


‫النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪ 248‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ()2‬صــحيح ابــن حبــان ] جــزء ‪ - 3‬صــفحة ‪ [ 254‬قــال شــعيب‬
‫الرنؤوط ‪ :‬إسناده حسن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪285‬‬

‫ة‬
‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َيا ث ُ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ن ال ْغَد ُ ث ُ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ك َ‬ ‫فَت ُرِ َ‬
‫؟‬
‫ر‪.‬‬ ‫شاك ِ ٍ‬ ‫م عََلى َ‬ ‫م ‪ ،‬ت ُن ْعِ ْ‬ ‫ن ت ُن ْعِ ْ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ما قُل ْ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫َقا َ‬
‫ك َيا‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ب َعْد َ ال ْغَدِ فَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَت ََرك َ ُ‬
‫ة؟‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ثُ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ما قُل ْ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ل‪ِ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ة‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫قوا ث ُ َ‬ ‫ل أ َط ْل ِ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫م‬‫ل ثُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫جدِ َفاغْت َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ل قَ ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫َفان ْط َل َقَ إ َِلى ن َ ْ‬
‫د‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫دَ َ‬
‫َ‬ ‫ه وَأ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‪ :‬أ َ ْ‬
‫دا‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫شهَد ُ أ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫د‪.‬‬ ‫م ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ َيا ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ض إ ِل َ ّ‬ ‫ه أب ْغَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ض وَ ْ‬ ‫ن عَلى الْر َ ِ‬
‫كا َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫َوالل ّهِ َ‬
‫ك‪،‬فَ َ َ‬
‫ي ‪َ .‬والل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫جوهِ إ ِل َ َ ّ‬ ‫ب ال ْوُ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫كأ َ‬ ‫جهُ َ‬ ‫ح وَ ْ‬ ‫صب َ َ‬ ‫قد ْ أ ْ‬ ‫جهِ َ‬ ‫وَ ْ‬
‫َ‬
‫ك‬‫ح ِدين ُ َ‬ ‫صب َ َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ن ِدين ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ض إ ِل َ ّ‬ ‫ن أب ْغَ َ‬ ‫ن ِدي ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض إ ِل ّ‬ ‫ن ب َلدٍ أب ْغَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما كا َ‬ ‫ي ‪َ .‬واللهِ َ‬ ‫ن إ ِل َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫دي‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫أ َ‬
‫خي ْل َ َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَأصبح بل َد َ َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬ ‫ي وَإ ِ ّ‬ ‫ب ال ْب َِلدِ إ ِل َ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫كأ َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ‬ ‫ن ب َل َدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫شَرهُ‬ ‫ماَذا ت ََرى ؟ فَب َ ّ‬ ‫مَرةَ فَ َ‬ ‫خذ َت ِْني وَأَنا أِريد ُ ال ْعُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَر ‪.‬‬ ‫ن ي َعْت َ ِ‬ ‫مَرهُ أ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وَأ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ت‪.‬‬ ‫صب َوْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َقائ ِ ٌ‬ ‫ل‪:‬ل َ ُ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما قَدِ َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫ل الل ّهِ ‘ وََل‬ ‫ل ‪َ :‬ل ول َك َ‬
‫ِ‬ ‫سو‬ ‫مدٍ َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َْ ِ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫حّتى ي َأذ َ َ‬ ‫حن ْط َةٍ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫مةِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ال ْي َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫َوالل ّهِ َل ي َأِتيك ُ ْ‬
‫ي ‘)‪.(((1‬‬ ‫ِفيَها الن ّب ِ ّ‬
‫كاِفر ِفي‬ ‫واِئد َرْبط ال ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مة ِ‬ ‫ما َ‬ ‫صة ث ُ َ‬ ‫وَِفي قِ ّ‬
‫َ‬
‫مر‬ ‫ظيم أ ْ‬ ‫كاِفر وَت َعْ ِ‬ ‫سير ال ْ َ‬ ‫ن عََلى اْل َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫جد ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ب ُْغضه‬ ‫فو عَن ال ْمسيء ِل َن ث ُمامة أ َقْس َ‬ ‫ال ْعَ ْ‬
‫مأ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ي ‘ إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫داهُ الن ّب ِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫دة ل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫عة َوا ِ‬ ‫سا َ‬ ‫حّبا ِفي َ‬ ‫ب ُ‬ ‫قل َ َ‬ ‫ا ِن ْ َ‬
‫عْند‬ ‫سال ِ‬ ‫قاِبل ‪ .‬وَِفيهِ اِلغْت ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب ِغَي ْرِ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫فو َوال ْ َ‬ ‫ن ال ْعَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪286‬‬
‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ح ّ‬ ‫زيل ال ْب ُْغض وَي ُث ِْبت ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫سان ي ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن اْل ِ ْ‬ ‫سَلم وَأ ّ‬ ‫اْل ِ ْ‬
‫شرعَ ل َ َ‬ ‫خير ث ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫م َ َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫كاِفر إ َِذا أَراد َ عَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫فة ب ِ َ‬ ‫مَلط َ َ‬ ‫خْير ‪ .‬وَِفيهِ ال ْ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل ذ َل ِ َ‬ ‫مّر ِفي عَ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ك‬‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ساَرى إ َِذا َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫م ْ‬ ‫سَلمه ِ‬ ‫جى إ ِ ْ‬ ‫ي ُْر َ‬
‫سَلمه‬ ‫ه عََلى إ ِ ْ‬ ‫ن ي َت ّب ِعُ ُ‬
‫م ْ‬
‫ما َ‬ ‫سي ّ َ‬ ‫سَلم ِ ‪ ،‬وََل ِ‬ ‫حة ل ِْل ِ ْ‬ ‫صل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫سَراَيا إ َِلى ب َِلد‬ ‫ومه ‪ ،‬وَِفيهِ ب َْعث ال ّ‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫دد ال ْك َِثير ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫خِيير ب َْعد ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م ‪َ ،‬والت ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ْك ُ ّ‬
‫من ْهُ ْ‬‫جد َ ِ‬ ‫ن وُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سر َ‬ ‫فار ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫ه)‪. (1‬‬ ‫قاء عَل َي ْ ِ‬ ‫ِفي قَْتله أ َوْ اْل ِب ْ َ‬

‫م الطّل َ َ‬ ‫هبوا َ َ‬ ‫•‬


‫قاءُ‬ ‫فأن ْت ُ ُ‬ ‫اذْ َ ُ‬
‫َ‬
‫خذ َ‬ ‫ة فَأ َ‬ ‫م أ ََتى ال ْك َعْب َ َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫ما ت َظ ُّنو َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫ل ‪َ »:‬‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ى ال َْبا ِ‬ ‫ضاد َت َ ِ‬ ‫ب ِعِ َ‬
‫حيم ٍ َقا َ‬ ‫ل اب َ‬ ‫َقاُلوا ‪ :‬ن َ ُ‬
‫ل‬ ‫حِليم ٍ َر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ن أٍخ َواب ْ ُ‬ ‫قو ُ ْ ُ‬
‫ما‬ ‫ل كَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ »: -‘-‬أ َُقو ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ك ث َل ًَثا فَ َ‬ ‫وََقاُلوا ذ َل ِ َ‬
‫ه ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫فُر الل ّ ُ‬ ‫م ي َغْ ِ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫ب عَل َي ْك ُ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ف )ل َ ت َث ْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ل ُيو ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شُروا‬ ‫ما ن ُ ِ‬ ‫جوا ك َأن ّ َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ن( «‪َ .‬قا َ‬ ‫مي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م الّرا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَهُوَ أْر َ‬
‫سل َم ِ (( ِفىرواية أخرى‬ ‫خُلوا ِفى ال ِ ْ‬ ‫قُبورِ فَد َ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫جدِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مُعوا ِفى ال َ‬ ‫جت َ َ‬‫نا ْ‬ ‫حي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل لهُ ْ‬ ‫صةِ أن ّ ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫لهَذِهِ ال ِ‬
‫َ‬ ‫م؟ «‪َ .‬قاُلوا ‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫خي ًْرا أ ٌ‬
‫خ‬ ‫صان ِعٌ ب ِك ُ ْ‬ ‫ن أّنى َ‬ ‫ما ت ََروْ َ‬ ‫‪َ »:‬‬
‫م الط ّل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قاُء‬ ‫ل ‪ »:‬اذ ْهَُبوا فَأن ْت ُ ُ‬ ‫م‪َ .‬قا َ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ن أٍخ ك َ ِ‬ ‫م َواب ْ ُ‬ ‫ري ٌ‬ ‫كَ ِ‬
‫«)‪.(2‬‬

‫‪()1‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 12‬ص ‪(189‬‬


‫‪ ()2‬رواه البيهقي بإسناد ضعيف‪ ،‬ضعفه الحافظ العراقي والشــيخ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪287‬‬
‫َ‬
‫م‬
‫حي ٌ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫فيك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫• أ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫سرِي ّ ً‬ ‫ث َ‬ ‫ي ‘ ب َعَ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫س‪ù‬أ ّ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ِ‬
‫م‪،‬‬‫من ْهُ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م‪ :‬إ ِّني ل َ ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫موا وَِفيهِ ْ‬ ‫فَغَن ِ ُ‬
‫َ‬ ‫مَرأ َةً فَل َ ِ‬
‫عوِني أن ْظ ُْر إ ِل َي َْها‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫قُتها فَد َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫تا ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫عَ ِ‬
‫ويل َ ٌ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ة أدماُء فَ َ‬ ‫مَرأةٌ ط َ ِ‬ ‫م‪ ،‬فَإ َِذا ا ْ‬ ‫دا ل َك ُ ْ‬ ‫ما ب َ َ‬ ‫صن َُعوا َ‬ ‫ا ْ‬
‫ش‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ل نفادِ ال ْعَي ْ‬ ‫ش قَب ْ َ‬ ‫حب َي ْ ُ‬ ‫مي ُ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ل ََها‪ :‬ا ْ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫م‬‫حل ْي َةٍ أوْ أد َْرك ْت ُك ُ ْ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫قت ُك ُ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫م فَل َ ِ‬ ‫ت ل َوْ ت َب ِعْت ُك ُ ْ‬ ‫أَرأي ْ ِ‬
‫ق‬ ‫وان ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫سَرى‬ ‫شقٌ ت َك َل ّ َ‬ ‫ن َينو َ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ج ال ّ‬ ‫ف إ ِْدل َ‬ ‫ل عا ِ‬ ‫حق ّ أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫أ َ‬
‫َوال ْوََدائ ِ َ‬
‫ق‬
‫ضَرُبوا‬ ‫موهُ فَ َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫ل‪ :‬فَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬قا َ‬ ‫م‪ ،‬فَد َي ْت ُ َ‬ ‫ت‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫ت عَل َي ْهِ فَ َ‬ ‫قه‪ ،‬فَجاَءت ال ْ َ‬
‫ة‪،‬‬
‫شهْقَ ً‬ ‫ت َ‬ ‫ق ْ‬ ‫شهِ َ‬ ‫مْرأةُ فَوَقَعَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫عُن ُ َ ُ‬

‫‪ ،1163‬وبعــض أهــل العلــم‬ ‫اللبــاني السلســلة الضــعيف برقــم‬


‫يــرون أن شــهرته تغنــي عــن إســناده ‪ ،‬ويشــهد لــه مــا جــاء فــى‬
‫الصــحيحين وغيرهمــا لنــه كــان معروف ـا ً لــدى الصــحابة تســميتهم‬
‫سل َي ْم ٍ ات ّ َ‬ ‫بالطلقاء كحديث أ َنس _ ‪)) :‬أ َ ُ‬
‫جًرا‬ ‫خن ْ َ‬‫ن ِ‬ ‫حن َي ْ ٍ‬
‫م ُ‬ ‫خذ َ ْ‬
‫ت ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ٍ‬
‫م ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫كان معها فَرآ َ َ‬
‫س ـلي ْم ٍ‬ ‫ل الل ّـهِ هَ ـذ ِهِ أ ّ‬ ‫ســو َ‬ ‫ل ي َــا َر ُ‬‫قا َ‬‫ة فَ َ‬ ‫ها أُبو ط َل ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ َ َ َ َ‬
‫ن‬‫ه إِ ْ‬‫خذ ْت ُ ُ‬
‫ت ات ّ َ‬ ‫جُر َقال َ ْ‬ ‫ذا ال ْ ِ‬
‫خن ْ َ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ل ََها َر ُ‬ ‫جٌر فَ َ‬
‫قا َ‬ ‫خن ْ َ‬
‫معََها ِ‬
‫َ‬
‫ل الّلــهِ ‘‬ ‫َ‬
‫ســو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫جَعــ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ت ب ِهِ ب َط ْن َ ُ‬ ‫قْر ُ‬ ‫ن بَ َ‬
‫كي َ‬‫ش رِ ِ‬‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬‫مّني أ َ‬ ‫د ََنا ِ‬
‫مــوا‬‫قــاِء ان ْهََز ُ‬ ‫ن الط ّل َ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ب َعْـد ََنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬‫ل الل ّهِ اقْت ُ ْ‬‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ك َقال َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬‫يَ ْ‬
‫ُ‬
‫فـــى‬ ‫ه َقـــد ْ ك َ َ‬ ‫ن الّلـــ َ‬ ‫ســـل َي ْم ٍ إ ِ ّ‬‫م ُ‬ ‫ل الّلـــهِ ‘ َيـــا أ ّ‬ ‫ســـو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قـــا َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ِبـــ َ‬
‫ن ال ْت َ َ‬ ‫َ‬
‫قــى‬ ‫حن َي ْ ٍ‬‫م ُ‬ ‫ن ي َوْ ُ‬
‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ضا ))ل َ ّ‬ ‫ن((متفق عليه – وحديثه _ أي ً‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫وَأ ْ‬
‫م عْ َ‬
‫ش ـَر‬ ‫ل ي َــا َ‬ ‫قاُء فَأ َد ْب َُروا قَــا َ‬ ‫ف َوالط ّل َ َ‬ ‫شَرة ُ آَل ٍ‬ ‫ي ‘ عَ َ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫وازِ ُ‬ ‫هَ َ‬
‫ك ل َب ّي ْـ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫ن ي َـد َي ْ َ‬‫ن ب َي ْـ َ‬
‫حـ ُ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ وَ َ‬
‫سـعْد َي ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫صارِ َقاُلوا ل َب ّي ْ َ‬ ‫اْلن ْ َ‬
‫قــا َ َ‬
‫ن‬
‫كو َ‬ ‫ش ـر ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه فَــان ْهََز َ‬ ‫ســول ُ ُ‬
‫ل أن َــا ع َب ْـد ُ الل ّـهِ وََر ُ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫فَن َـَز َ‬
‫ل الن ّب ِـ ّ‬
‫شي ًْئا((‪.‬‬‫صاَر َ‬ ‫قاءَ وال ْمهاجرين ول َم ي ُعْ ِ َ‬
‫ط اْلن ْ َ‬ ‫َ ُ َ ِ ِ َ َ ْ‬ ‫طى الطّل َ َ‬ ‫فَأ َع ْ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪288‬‬

‫ل الل ّهِ ‘‬
‫سو ِ‬ ‫موا عََلى َر ُ‬ ‫ما قَدِ ُ‬‫ت فَل َ ّ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫ن‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م َ‬ ‫قت َي ْ ِ‬
‫شهْ َ‬‫أ َوْ َ‬
‫م)‪(((1‬‬ ‫َ‬
‫حي ٌ‬
‫ل َر ِ‬‫ج ٌ‬ ‫ن ِفيك ُ ْ‬
‫م َر ُ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘‪ :‬أ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫فَ َ‬
‫قا َ‬

‫ن ُأوُتوا‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬


‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ع ّ‬‫م ُ‬‫س َ‬ ‫ول َت َ ْ‬
‫• } َ‬
‫ن‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م ْ‬‫و ِ‬ ‫م َ‬‫قب ْل ِك ُ ْ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫ذى ك َِثيًرا {‬ ‫كوا أ َ ً‬ ‫شَر ُ‬‫أَ ْ‬

‫ل عُروةُ بن الزبير أ َ ُ‬
‫ن َزي ْدٍ ‪ù‬‬
‫ة بْ َ‬
‫م َ‬
‫سا َ‬
‫نأ َ‬‫‪َ -‬قا َ ْ َ ْ ُ ّ َ ْ ِ ّ‬
‫مارٍ عََلى‬ ‫ب عََلى ِ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َرك ِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫خب ََرهُ ‪ )) :‬أ ّ‬
‫فة فَدكية وأ َرد َ ُ‬
‫ن َزي ْدٍ وََراَءهُ ي َُعود ُ‬ ‫ة بْ َ‬ ‫م َ‬ ‫سا َ‬ ‫فأ َ‬ ‫طي َ ٍ َ ِ ّ ٍ َ ْ َ‬ ‫قَ ِ‬
‫ل‬ ‫خْزَرِج قَب ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ث بْ ِ‬ ‫حارِ ِ‬ ‫ن عَُباد َةَ ِفي ب َِني ال ْ َ‬ ‫سعْد َ ب ْ َ‬ ‫َ‬
‫س ِفيهِ عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫ن‬ ‫جَل ِ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫مّر ب ِ َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ل َ‬ ‫وَقْعَةِ ب َد ْرٍ َقا َ‬
‫ُ‬
‫م عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫ن‬ ‫سل ِ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ك قَب ْ َ‬ ‫ل وَذ َل ِ َ‬ ‫سُلو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ي اب ْ ُ‬ ‫أب َ ّ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫خَل ٌ‬ ‫س أَ ْ‬ ‫جل ِ َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي فَإ َِذا ِفي ال ْ َ‬ ‫أب َ ّ‬
‫ُ‬
‫ن وَِفي‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َوال ْي َُهودِ َوال ْ ُ‬ ‫ن عَب َد َةِ اْلوَْثا ِ‬ ‫كي َ‬ ‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫س‬
‫جل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫شي َ ْ‬ ‫ما غَ ِ‬ ‫ة فَل َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َرَوا َ‬ ‫س عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫جل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬‫ه ب ِرَِدائ ِهِ ث ُ ّ‬ ‫ي أ َن ْ َ‬
‫ف ُ‬ ‫ن أب َ ّ‬
‫خمر عَبد الل ّه ب ُ‬
‫ِ ْ ُ‬ ‫داب ّةِ َ ّ َ ْ ُ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫جا َ‬ ‫عَ َ‬
‫م ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ل الل ّهِ ‘ عَل َي ْهِ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ل َل ت ُغَب ُّروا عَل َي َْنا فَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫م ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫قْرآ َ‬ ‫م إ َِلى الل ّهِ وَقََرأ عَل َي ْهِ ْ‬ ‫عاهُ ْ‬ ‫ل فَد َ َ‬ ‫ف فَن ََز َ‬ ‫وَقَ َ‬
‫ه َل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مْرُء إ ِن ّ ُ‬ ‫ل أي َّها ال ْ َ‬ ‫سُلو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ي اب ْ ُ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫ل عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫قا فََل ت ُؤْذَِنا ب ِهِ ِفي‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫ص عَل َي ْهِ‬ ‫ص ْ‬ ‫ك َفاقْ ُ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫حل ِ َ‬ ‫جعْ إ َِلى َر ْ‬ ‫سَنا اْر ِ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫شَنا‬ ‫ل اللهِ َفاغْ َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ة ب َلى َيا َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َرَوا َ‬ ‫ّ‬
‫ل عَب ْد ُ اللهِ ب ْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن‬‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ست َ ّ‬ ‫ك َفا ْ‬ ‫ب ذ َل ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫سَنا فَإ ِّنا ن ُ ِ‬ ‫جال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِهِ ِفي َ‬
‫م ي ََز ْ‬
‫ل‬ ‫ن فَل َ ْ‬ ‫كاُدوا ي َت ََثاوَُرو َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ن َوال ْي َُهود ُ َ‬ ‫كو َ‬ ‫شر ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫‪ ()1‬المعجم الكبير للطبراني)ج ‪ / 10‬ص ‪ (62‬وقال اللباني في "‬
‫السلسلة الصحيحة " ‪ : 184 / 6‬فالسناد حسن كما قال الهيثمي‬
‫في " المجمع") ‪( 210 / 6‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪289‬‬

‫ه‬
‫ي ‘ َداب ّت َ ُ‬ ‫ب الن ّب ِ ّ‬ ‫م َرك ِ َ‬ ‫سك َُنوا ث ُ ّ‬ ‫حّتى َ‬ ‫م َ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫ي ‘ يُ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ي‬
‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن عَُباد َةَ فَ َ‬ ‫سعْدِ ب َ ْ ِ‬ ‫ل عََلى َ‬ ‫خ َ‬ ‫حّتى د َ َ‬ ‫ساَر َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ريد ُ عَب ْد َ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ب يُ ِ‬ ‫حَبا ٍ‬ ‫ل أُبو ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫معْ َ‬ ‫س َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫سعْد ُ أل َ ْ‬ ‫‘ َيا َ‬
‫ل‬‫سو َ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫ي َقا َ‬ ‫ب ُ‬
‫ن عَُباد َةَ َيا َر ُ‬ ‫سعْد ُ ب ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫ْ َ‬
‫ل عَل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ذي أن َْز َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ح عَن ْ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ه َوا ْ‬ ‫ف عَن ْ ُ‬ ‫الل ّهِ اعْ ُ‬
‫ك ل َقَد ْ‬ ‫ل عَل َي ْ َ‬ ‫ذي أ َن َْز َ‬ ‫حقّ ال ّ ِ‬ ‫ه ِبال ْ َ‬ ‫جاَء الل ّ ُ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫َ‬ ‫ح أ َهْ ُ‬
‫صُبوهُ‬ ‫جوهُ فَي ُعَ ّ‬ ‫ن ي ُت َوّ ُ‬ ‫حي َْرةِ عََلى أ ْ‬ ‫ل هَذِهِ ال ْب ُ َ‬ ‫صط َل َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ذي أعْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طا َ‬
‫ك‬ ‫حق ّ ال ّ ِ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫ما أَبى الل ّ ُ‬ ‫صاب َةِ فَل َ ّ‬ ‫ِبال ْعِ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫فا عَن ْ ُ‬ ‫ت فَعَ َ‬ ‫ما َرأي ْ َ‬ ‫ل ب ِهِ َ‬ ‫ك فَعَ َ‬ ‫ك فَذ َل ِ َ‬ ‫شرِقَ ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وَ َ‬ ‫سو ُ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫ه ي َعْ ُ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ي ‘ وَأ ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫َر ُ‬
‫شركين وأ َهْل ال ْكتاب ك َ َ‬
‫ن‬‫صب ُِرو َ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مَرهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫َ‬ ‫َِ ِ‬ ‫م ْ ِ ِ َ َ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مع ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ل} وَل َت َ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫عََلى اْل ََذى َقا َ‬
‫كوا أ ًَذى‬ ‫شَر ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ُ‬
‫ك َِثيًرا {‬
‫َ‬
‫ب لَ ْ‬
‫و‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه} وَد ّ ك َِثيٌر ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ة وََقا َ‬ ‫اْلي َ َ‬
‫عن ْدِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫س ً‬ ‫ح َ‬ ‫فاًرا َ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬ ‫ن ب َعْدِ ِإي َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ي َُرّدون َك ُ ْ‬
‫م{‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫مَرهُ‬
‫َ‬
‫ما أ َ‬ ‫فو َ َ‬ ‫ل ال ْعَ ْ‬ ‫ي ‘ ي َت َأ َوّ ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫خرِ اْلي َةِ وَ َ‬ ‫إ َِلى آ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫ما غََزا َر ُ‬ ‫م فَل َ ّ‬ ‫ه ِفيهِ ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫حّتى أذِ َ‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ل اب ُ‬
‫ي‬
‫ن أب َ ّ‬ ‫ش َقا َ ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫فارِ قَُري ْ‬ ‫صَناِديد َ ك ُ ّ‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قت َ َ‬ ‫ب َد ًْرا فَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ن وَعَب َد َةِ اْلوَْثا ِ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫سُلو َ‬ ‫ن َ‬ ‫اب ْ ُ‬
‫ل ‘ عََلى اْل ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫سلم ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ه فََباي َُعوا الّر ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مٌر قَد ْ ت َوَ ّ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫هَ َ‬
‫موا )‪.(((1‬‬ ‫َ‬
‫سل َ ُ‬ ‫فَأ ْ‬

‫َ‬
‫ن ‪ ،‬أيْ قَــاَرُبوا أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫ن‬ ‫واث َب ُــو َ‬
‫ن ( أيْ ي َت َ َ‬ ‫وله ‪ ) :‬ي َت ََثاوَُرو َ‬ ‫)( رواه البخاري قَ ْ‬
‫ة‬
‫ســْرع َ ٍ‬ ‫م بِ ُ‬‫قــال َثــاَر إ َِذا َقــا َ‬ ‫قت َت ُِلــوا ‪ ،‬ي ُ َ‬
‫م ع ََلــى ب َْعــض فَي َ ْ‬ ‫ي َِثــب ب َْعضــه ْ‬
‫عاج ‪.‬‬ ‫َوان ْزِ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صاب َةِ (‬ ‫صُبوه ُ ِبالعِ َ‬ ‫جوه ُ فَي َعْ ِ‬ ‫ن ي ُت َوّ ُ‬ ‫وله ‪ ) :‬ع َلى أ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫صــب‬ ‫ما ي َعْ ِ‬ ‫صًبا ل ِ َ‬ ‫مع َ ّ‬ ‫مى الّرِئيس ُ‬ ‫س ّ‬‫سوُّدوه ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م وَي ُ َ‬ ‫َ‬
‫سوه ُ ع َلي ْهِ ْ‬ ‫ّ‬
‫ي َعِْني ي َُرئ ُ‬
‫صـاب َةٍ َل ت َن ْب َغِــي‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ءوس‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫بو‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ْ ِِ َ‬ ‫ْ ِ ُّ ْ َْ ِ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫سه ِ ِ‬‫ب َِرأ ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪290‬‬

‫نماذج من رحمته ‘ بأهل الكتاب ‪.‬‬

‫ر‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قذَهُ ِبي ِ‬ ‫ذي أ َن ْ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫مدُ ل ِل ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬ ‫•‬
‫َ‬
‫ي‬
‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫خد ُ ُ‬ ‫م ي َُهودِيّ ي َ ْ‬ ‫ن غَُل ٌ‬ ‫كا َ‬‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫س ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫سهِ فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ي ‘ ي َُعود ُهُ فَ َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫قعَد َ ِ‬ ‫ض فَأَتاهُ الن ّب ِ ّ‬ ‫مر ِ َ‬ ‫‘ فَ َ‬
‫ه أ َط ِعْ أ ََبا‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫عن ْد َهُ فَ َ‬‫م فَن َظ ََر إ َِلى أ َِبيهِ وَهُوَ ِ‬ ‫سل ِ ْ‬‫هأ ْ‬
‫لَ َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫مد ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي ‘ وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫خَر َ‬‫م فَ َ‬ ‫سل َ َ‬‫سم ِ ‘ فَأ ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قذ َه من النار)‪ (((1‬وفي رواية عَ َ‬ ‫َ‬
‫س‬‫ن أن َ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ذي أن ْ َ ُ ِ ْ ّ ِ‬ ‫ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫عن ْدِهِ وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫‪)) ‬فَ َ‬
‫ن الّنارِ )‪(((2‬‬ ‫م ْ‬ ‫قذ َهُ ِبي ِ‬ ‫ذي أ َن ْ َ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ح ْ‬‫ال ْ َ‬

‫َ‬
‫سا‬ ‫ف ً‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫أل َي ْ َ‬ ‫•‬
‫سهْ ُ‬
‫ل‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ن أِبي ل َي َْلى َقا َ‬
‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫م ِ‬‫ح َ‬‫ن عَْبدِ الّر ْ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‬
‫عد َي ْ ِ‬‫سعْدٍ رضى الله عنهم َقا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ُ‬ ‫ف وَقَي ْ ُ‬ ‫حن َي ْ ٍ‬‫ن ُ‬ ‫بْ ُ‬
‫ما‬‫ل ل َهُ َ‬
‫قي َ‬‫ما فَ ِ‬‫قا َ‬‫جَناَزةٍ فَ َ‬
‫ما ب ِ َ‬‫مّروا عَل َي ْهِ َ‬ ‫سي ّةِ فَ َ‬‫قادِ ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫إنها من أ َهْل اْل َرض أ َي م َ‬
‫قاَل ‪ )) :‬إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫مةِ فَ َ‬‫ل الذ ّ ّ‬‫ن أه ْ ِ‬ ‫ْ ِ ْ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ َ ِ ْ‬

‫ن ب َِها ‪.‬‬ ‫مَتاُزو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل ِغَي ْرِه ِ ْ‬


‫َ‬
‫شرِقَ ب ِذ َل ِك (‬ ‫وله ‪َ ) :‬‬ ‫قَ ْ‬
‫ســد ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ح َ‬‫ن ال َ‬‫ص ب ِـهِ ‪ ،‬وَهُـوَ ك َِناي َــة ع َـ ْ‬‫سر الّراء أيْ غ ّ‬ ‫مة وَك ْ‬ ‫ج َ‬‫مع ْ َ‬
‫فت ِْح ال ُ‬ ‫بِ َ‬
‫يء‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫شــ‬ ‫ض‬ ‫ر‬
‫ََ َ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫إ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬‫ما‬‫ْ‬ ‫ل‬
‫ِ َ ِ ِ َ ِ‬ ‫با‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫ر‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ظ‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫ي‬
‫َ ِ َ ِ َ ِ َ‬‫ج‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫عا‬ ‫ّ‬ ‫ط‬ ‫بال‬
‫ّ ِ‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫قال‬ ‫يُ َ‬
‫غة ‪.‬‬‫سا َ‬ ‫ْ‬
‫ه ال ِ َ‬ ‫حلق فَ َ‬
‫من َعَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ك ِفي ال َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬أحمد وأبي داود وصححه اللباني والرناؤوط‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪291‬‬

‫جَناَزةُ‬ ‫ه إ ِن َّها ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫م فَ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫جَناَزةٌ فَ َ‬ ‫ت ب ِهِ ِ‬ ‫مّر ْ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬


‫َ‬
‫سا ((‬ ‫ف ً‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ل أل َي ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ي َُهودِيّ فَ َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬وَقا َ َ‬
‫ن‬
‫ن اب ْ ِ‬ ‫رو عَ ْ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ش عَ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن اْلعْ َ‬ ‫مَزةَ عَ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫َ‬
‫معَ‬ ‫قال كّنا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ ù‬فَ َ‬ ‫سهْ ٍ‬ ‫س وَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫معَ قَي ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ُ‬
‫ل كن ْ ُ‬ ‫أ َِبي لي ْلى َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أ َِبي ل َي َْلى‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫شعْب ِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل َزك َرِّياُء عَ ْ‬ ‫ي ‘ وََقا َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫جَناَز ِ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫قو َ‬ ‫س ‪ ù‬يَ ُ‬ ‫سُعودٍ وَقَي ْ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أُبو َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جَناَز ِ‬ ‫م لِ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫وترجم عليه البخاري ’ بقوله ) َباب َ‬
‫ي َهودِي( )‪(1‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫جَناَزةٌ‬ ‫ت ب َِنا َ‬ ‫مّر ْ‬ ‫ي ‘ إ ِذ ْ َ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫جاب ٌِر ‪)) ù‬ك ُّنا َ‬ ‫ل َ‬ ‫‪َ -‬وَقا َ‬
‫ي‬
‫جَناَزةُ ي َُهودِ ّ‬ ‫ي َ‬ ‫ل إ َِذا هِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ذ َهَب َْنا ل ِن َ ْ‬ ‫م ل ََها فَل َ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن‬
‫ل إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫جَناَزةُ ي َُهودِيّ فَ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ما هِ َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِن ّ َ‬ ‫سو َ‬ ‫قل َْنا َيا َر ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫موا )‪.(((2‬‬ ‫َ‬
‫قو ُ‬ ‫جَناَزةً فَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت فََزعٌ فَإ َِذا َرأي ْت ُ ْ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ف‬
‫عن ْ َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫وإ ِّيا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ِبالّر ْ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ش‬
‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫وا الن ّب ِ ّ‬ ‫ن ي َُهود َ أت َ ْ‬ ‫ه عَن َْها ‪)):‬أ ّ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫م وَل َعَن َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ة عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫سا ُ‬ ‫قاُلوا ال ّ‬ ‫‘ فَ َ‬
‫ة عَل َي ْ ِ‬
‫ك‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫مهًْل َيا َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ه وَغَ ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ت أوَل َ ْ‬ ‫ش َقال َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ف َوال ْ ُ‬ ‫ك َوال ْعُن ْ َ‬ ‫ق وَإ ِّيا ِ‬ ‫ِبالّرفْ ِ‬
‫َ‬
‫ت عَل َي ْهِ ْ‬
‫م‬ ‫ت َرد َد ْ ُ‬ ‫ما قُل ْ ُ‬ ‫مِعي َ‬ ‫س َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ل أوَل َ ْ‬ ‫ما َقاُلوا َقا َ‬ ‫َ‬
‫ي)‪(((3‬‬ ‫م فِ ّ‬ ‫ب ل َهُ ْ‬ ‫جا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م وََل ي ُ ْ‬ ‫ب ِلي ِفيهِ ْ‬ ‫جا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫فَي ُ ْ‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري ‪ ،‬والقيام لجنائز أهل الكتاب كان أول ً ثم نسخ‬


‫بقوله ‪ ) ‬فخالفوهم ( لما قال اليهودي هكذا نفعل وقد تعددت‬
‫َ‬
‫سا( ‪،‬وفى آخر‬‫ف ً‬
‫ت نَ ْ‬ ‫علة القيام ففى الحديث الذي معنا قوله )أل َي ْ َ‬
‫س ْ‬
‫قال )إنما نقوم لمن معها من الملئكة( هكذا‪ ،‬فكانت الموافقة‬
‫بالقيام ثم كان آخر المرين الجلوس مخالفة لهم ‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه أبو داود و قال الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح‬
‫‪ ()3‬رواه البخاري ومسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪292‬‬
‫َ‬ ‫ف َ‬
‫ت‬
‫ت أَردْ ُ‬ ‫قال َ ْ‬
‫ف َ‬‫َ‬ ‫ك‬‫ن ذَل ِ َ‬‫ع ْ‬
‫ها َ‬‫سأل َ َ‬‫َ َ‬ ‫•‬
‫عَلى َ‬ ‫سل ّطَ ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬
‫ذا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ِي ُ َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬‫ل َ‬ ‫قت ُل َ َ‬
‫ك َ‬
‫قا َ‬ ‫ِل ْ‬

‫خي ْب َُر‬ ‫ت َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ما فُت ِ َ‬ ‫ل ‪)) :‬ل َ ّ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫مُعوا‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫ُ‬
‫ج َ‬ ‫ي‘ا ْ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫س ّ‬ ‫شاةٌ ِفيَها ُ‬ ‫ت ِللن ّب ِ ّ‬ ‫أهْدِي َ ْ‬
‫ل إ ِّني‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫مُعوا ل َ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ي َُهود َ فَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ها هَُنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي َ‬ ‫إ ِل َ ّ‬
‫قاُلوا‬ ‫شيٍء فَه ْ َ‬
‫ه فَ َ‬ ‫ي عَن ْ ُ‬ ‫صادِقِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫سائ ِل ُك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫م َقاُلوا فَُل ٌ‬ ‫ن أُبوك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫ل فَه ْ َ‬ ‫ن َقا ُ‬ ‫ك َذ َبتم ب ْ َ‬
‫م‬
‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫ت َقا َ َ‬ ‫صد َقْ َ‬ ‫لوا َ‬ ‫م فَُل ٌ‬ ‫ل أُبوك ُ ْ‬ ‫ُْ ْ َ‬
‫قاُلوا نعم يا أباَ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬
‫ََ ْ َ َ‬ ‫ت عَن ْ ُ‬ ‫سأل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫يٍء إ ِ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫صادِقِ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه ِفي أِبيَنا‬ ‫ما عََرفْت َ ُ‬ ‫ت ك َذِب ََنا ك َ َ‬ ‫ن ك َذ َب َْنا عََرفْ َ‬ ‫سم ِ وَإ ِ ْ‬ ‫قا ِ‬
‫سيًرا ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ن ِفيَها ي َ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل الّنارِ َقاُلوا ن َ ُ‬ ‫ن أ َهْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫سُئوا ِفيَها َوالل ّهِ َل‬ ‫خ َ‬ ‫ي‘ا ْ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فوَنا ِفيَها فَ َ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫خل ُ ُ‬
‫ن‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫صادِقِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫دا ث ُ ّ‬ ‫م ِفيَها أب َ ً‬ ‫فك ُ ْ‬ ‫نَ ْ‬
‫م َيا أَبا ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سم ِ َقا َ‬ ‫قا ِ‬ ‫قاُلوا ن َعَ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫م عَن ْ ُ‬ ‫سأل ْت ُك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫يٍء إ ِ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ما َقاُلوا ن َعَ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫شاةِ ُ‬ ‫م ِفي هَذِهِ ال ّ‬ ‫جعَل ْت ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫هَ ْ‬
‫َ‬
‫ح‬
‫ري ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫كاذًِبا ن َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫ك َقاُلوا أَرد َْنا إ ِ ْ‬ ‫م عََلى ذ َل ِ َ‬ ‫مل َك ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ك)‪(( (1‬وفي رواية عَ َ‬
‫س‬
‫ن أن َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ضّر َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ت ن َب ِّيا ل َ ْ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو َ‬ ‫بن مال ِك ‪ )) : ‬أ َن امرأ َةً يهودي ً َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫ة أت َ ْ‬ ‫َُ ِّ‬ ‫َ ّ ْ َ‬ ‫ْ ِ َ ٍ‬
‫ل‬ ‫سو ِ‬ ‫جيَء ب َِها إ ِلى َر ُ‬ ‫َ‬ ‫من َْها فَ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫مةٍ فَأك َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شاةٍ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ت ِل َقْت ُل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ل َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ت أَرد ْ ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫سأل ََها عَ ْ‬ ‫الل ّهِ ‘ فَ َ‬
‫ي َقا َ‬
‫ل‬ ‫ل عَل َ ّ‬ ‫ل أ َوْ َقا َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ك عََلى َذا ِ‬ ‫سل ّط َ ِ‬ ‫ه ل ِي ُ َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أعْرِفَُها ِفي‬ ‫ما زِل ْ ُ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ل َل َقا َ‬ ‫قت ُل َُها َقا َ‬ ‫َقاُلوا أَل ن َ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ((‬ ‫سو ِ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل َهَ َ‬
‫ن‬ ‫‪ -‬وروى ال ْبيهقي عَن أ َبي هُريرةَ ‪ " ‬أ َن ا ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫مَرأةً ِ‬
‫َ‬
‫ّ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ََْ ِ ّ‬ ‫ََ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫َ‬
‫ة فَأك َ‬ ‫م ً‬ ‫مو َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شاةً َ‬ ‫ل الله ‘ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ت ل َِر ُ‬ ‫ال ْي َُهودِ أهْد َ ْ‬
‫مة ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬ ‫قا َ َ‬
‫ل‬ ‫مو َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كوا فَإ ِن َّها َ‬ ‫م ِ‬ ‫حاب ِهِ ‪ :‬أ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ل ِل ْ‬ ‫فَ َ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪293‬‬
‫َ‬
‫ن ك ُْنت‬ ‫ت ‪ .‬أَرْدت إ ِ ْ‬ ‫ك ؟ َقال َ ْ‬ ‫مَلك عََلى ذ َل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ََها ‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫س‬
‫ح الّنا َ‬ ‫كاذًِبا فَأِري َ‬ ‫ن ك ُْنت َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ن َب ِّيا فَي ُط ْل ُِعك الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ن طَ‬
‫ضَرةَ‬ ‫ريق أِبي ن َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ل ََها " وَ ِ‬ ‫ما عََر َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫مْنك ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ج ا ِْبن‬ ‫خَر َ‬ ‫م ي َُعاِقبَها " وَأ ْ‬ ‫ل ‪ " :‬فَل َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫حوه فَ َ‬ ‫جاِبر ن َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ه هَذِ ِ‬ ‫مت َعَد َّدة ل َ ُ‬ ‫ساِنيد َ ُ‬ ‫واقِدِيّ ب ِأ َ‬ ‫خهِ ال ْ َ‬ ‫شي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سْعد عَ ْ‬ ‫َ‬
‫ل فَد َفَعََها إ َِلى وَُل ِ‬
‫ة‬ ‫خرِهِ " َقا َ‬ ‫مط َوَّلة وَِفي آ ِ‬ ‫صة ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مل أ ْ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ي ‪ .‬يُ ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫ل ال ْب َي ْهَ ِ‬ ‫ها " َقا َ‬ ‫قت َُلو َ‬ ‫شرِ ْبن ال ْب ََراء فَ َ‬ ‫بِ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫شر ْبن ال ْب ََراِء ِ‬ ‫ت بِ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫م لَ ّ‬ ‫كون ت ََرك ََها أوًّل ث ُ ّ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫اْل َك ْل َة قَتل َها ‪ ،‬وبذ َل ِ َ َ‬
‫كا َ‬ ‫ي وََزاد َ ‪ :‬أن ّ ُ‬ ‫سهَي ْل ِ ّ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫جا َ‬ ‫كأ َ‬ ‫َِ‬ ‫ِ َ َ‬
‫م قَت َل ََها ب ِب َ َ‬ ‫ن َل ي َن ْت َ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫ش ٍ‬ ‫سهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫قم ل ِن َ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ت ََرك ََها ِلن ّ ُ‬
‫صا‪.‬‬ ‫صا ً‬ ‫قِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫سل َ َ‬ ‫كون ت ََرك ََها ل ِك َوْن َِها أ ْ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ َ‬ ‫قُْلت ‪ :‬وَي ُ ْ‬
‫ق‬
‫ح قّ َ‬ ‫موْت ِهِ ت َ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫شر ِل َ ّ‬ ‫ت بِ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫خَر قَت ْل ََها َ‬ ‫ما أ َ ّ‬‫وَإ ِن ّ َ‬
‫ه)‪.(1‬‬ ‫شْرط ِ ِ‬ ‫صاص ب ِ َ‬ ‫ق َ‬ ‫جوب ال ْ ِ‬ ‫وُ ُ‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫وَر‬ ‫ن أث َ ّ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ر ْ‬ ‫فك َ ِ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫فاِنى الل ّ ُ‬ ‫عا َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫شّرا‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َ َ‬
‫على الّنا ِ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو َ‬ ‫حَر َر ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت ‪َ )) :‬‬ ‫ة ~ َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬وعَ ْ‬
‫َ‬
‫حّتى‬ ‫صم ِ ‪َ ،‬‬ ‫ن العْ َ‬ ‫ه ل َِبيد ُ ب ْ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ق يُ َ‬ ‫ن ب َِنى ُزَري ْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ىَء وَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫فع َ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ أن ّ ُ‬ ‫خي ّ ُ‬ ‫ل الّله ‘ ي ُ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ت ل َي ْل َةٍ وَهْ َ‬
‫و‬ ‫ت ي َوْم ٍ أوْ َذا َ‬ ‫ن َذا َ‬ ‫كا َ‬ ‫حّتى إ َِذا َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫فَعَل َ ُ‬
‫ت‬
‫شعَْر ِ‬ ‫ة ‪ ،‬أَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ل » َيا َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫عا ث ُ ّ‬ ‫عا وَد َ َ‬ ‫ه دَ َ‬ ‫دى ل َك ِن ّ ُ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫جل َ ِ‬ ‫ه ِفيهِ ‪ ،‬أَتاِنى َر ُ‬ ‫ست َفْت َي ْت ُ ُ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ه أفَْتاِنى ِفي َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫أ ّ‬
‫ى‪،‬‬ ‫عن ْد َ رِ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫جل ّ‬ ‫خُر ِ‬ ‫سى ‪َ ،‬وال َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫قعَد َ أ َ‬
‫َ‬
‫مط ُْبو ٌ‬
‫ب‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫جعُ الّر ُ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫حب ِهِ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما ل ِ َ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫لأ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ى‬
‫ل ِفى أ ّ‬ ‫صم ِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫ن العْ َ‬ ‫ل ل َِبيد ُ ب ْ ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ن ط َب ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫‪َ .‬قا َ‬
‫خل َ ٍ‬
‫ة‬ ‫ف ط َل ِْع ن َ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫شاط َةٍ ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ط وَ ُ‬ ‫ش ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفى ُ‬ ‫ىٍء َقا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫‪ ()1‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 12‬ص ‪.(62‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪294‬‬
‫َ‬ ‫ذ َك َر ‪َ .‬قا َ َ‬
‫ن « ‪ .‬فَأَتا َ‬
‫ها‬ ‫ل ِفى ب ِئ ْرِ ذ َْرَوا َ‬ ‫ن هُوَ َقا َ‬ ‫ل وَأي ْ َ‬ ‫ٍ‬
‫جاَء فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل » َيا‬ ‫قا َ‬ ‫حاب ِهِ فَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫س ِ‬ ‫ل اللَهِ ‘ ِفى َنا ٍ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ن ُرُءو َ‬ ‫حّناِء ‪ ،‬أوْ ك َأ ّ‬ ‫ة ال ْ ِ‬ ‫قاعَ ُ‬ ‫ها ن ُ َ‬ ‫ماَء َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة ك َأ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ أفَل َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ن « ‪ .‬قُل ْ ُ‬ ‫طي ِ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫س ال ّ‬ ‫خل َِها ُرُءو ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أث َوَّر‬ ‫تأ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬فَك َرِهْ ُ‬ ‫عاَفاِنى الل ّ ُ‬ ‫ل » قَد ْ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خر ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ت )‪.(((1‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَر ب َِها فَد ُفِن َ ْ‬ ‫شّرا « ‪ .‬فَأ َ‬ ‫س ِفيهِ َ‬ ‫عَلى الّنا ِ‬
‫ل‬ ‫وترجم البخاري ’ بقوله على مختصره )َباب هَ ْ‬
‫حَر؟(‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫ي إ َِذا َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن الذ ّ ّ‬ ‫فى عَ ْ‬ ‫ي ُعْ َ‬
‫ل‬‫سئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫وََقا َ‬
‫ب ُ‬ ‫شَها ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫س عَ ْ‬ ‫خب ََرِني ُيون ُ ُ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ن وَهْ ٍ‬ ‫ل اب ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ل ب َل َغََنا أ ّ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ل ال ْعَهْدِ قَت ْ ٌ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حَر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫أعََلى َ‬
‫ه‬
‫صن َعَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قت ُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ك فَل َ ْ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫صن ِعَ ل َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ قَد ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ب )‪.(2‬‬ ‫كان م َ‬
‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫وَ َ َ ِ ْ‬

‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬‫ح َ‬‫ح َرائ ِ َ‬ ‫ر ْ‬ ‫م يَ ِ‬‫دا ل َ ْ‬ ‫ه ً‬ ‫عا َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قت َ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬‫رو ‪ :ù‬عَ ْ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن عَب ْدِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫جد ُ‬ ‫حَها ُتو َ‬ ‫ن ِري َ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫جن ّةِ وَإ ِ ّ‬ ‫ح َ‬‫ح َرائ ِ َ‬ ‫م ي َرِ ْ‬ ‫دا ل َ ْ‬ ‫مَعاهَ ً‬‫ل ُ‬ ‫قَت َ َ‬
‫ما )‪.(((3‬‬ ‫َ‬
‫عا ً‬ ‫ن َ‬ ‫سيَرةِ أْرب َِعي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫وقد ترجم عليه البخاري ’ بقوله‪َ ) :‬باب إ ِْثم َ‬
‫جْرم (‪.‬‬ ‫دا ب ِغَي ْرِ ُ‬ ‫مَعاهَ ً‬‫ل ُ‬ ‫قَت َ َ‬

‫شــاقَ ٍ‬
‫ة‬ ‫م َ‬ ‫ط وَ ُ‬‫شـ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن هِ َ‬
‫شــام ٍ فِــى ُ‬ ‫ة عَ ْ‬‫ن ع ُي َي ْن َ َ‬‫ث َواب ْ ُ‬ ‫ل الل ّي ْ ُ‬ ‫‪ ()1‬وََقا َ‬
‫ن‬‫مـ ْ‬
‫ة ِ‬ ‫شــاقَ ُ‬‫م َ‬‫ط ‪َ ،‬وال ْ ُ‬
‫شـ َ‬‫م ِ‬ ‫ش ـعَرِ إ َِذا ُ‬
‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫شاط َ ُ‬ ‫م َ‬‫ل ال ْ ُ‬
‫قا ُ‬
‫‪.‬ي ُ َ‬
‫شاقَةِ ال ْك َّتا ِ‬
‫ن متفق عليه واللفظ للبخاري‪.‬‬ ‫م َ‬
‫ُ‬
‫‪ ()2‬صحيح البخاري‬
‫‪ ()3‬رواه البخاري والنسائي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪295‬‬

‫ن أ َِبي ب َك َْرةَ ‪َ ‬قال‬ ‫ضا النسائي بلفظ عَ ْ‬ ‫ورواه أي ً‬


‫حل َّها‬
‫مَعاهِد َةً ب ِغَي ْرِ ِ‬
‫سا ُ‬‫ف ً‬ ‫ل نَ ْ‬‫ن قَت َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬
‫م ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫َ‪َ:‬قا َ‬
‫ل َر ُ‬
‫حَها)‪.(1‬‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫حرم الل ّه عَل َيه ال ْجن َ َ‬
‫م ِري َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ َ‬

‫ة‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫•‬
‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫و َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫فأَنا َ‬
‫َ‬
‫ن أب َْناِء‬ ‫َ‬
‫سل َي ْم ٍ أ ْ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬‫عد ّةٍ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫خب ََرهُ عَ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫وا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ْ‬
‫ن َ‬ ‫‪-‬أ ّ‬
‫َ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة ‪ :‬عَ ْ‬ ‫م دِن ْي َ ً‬ ‫ن آَبائ ِهِ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ عَ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫حا ِ‬‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫ه أ َْو‬‫ص ُ‬‫ق َ‬ ‫دا أ َوْ ان ْت َ َ‬ ‫مَعاهِ ً‬ ‫م ُ‬ ‫ن ظ َل َ َ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫ل ‪)) :‬أَل َ‬ ‫الل ّهِ ‘ َقا َ‬
‫س‬
‫ب ن َفْ ٍ‬ ‫طي ِ‬ ‫شي ًْئا ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫خذ َ ِ‬ ‫طاقَت ِهِ أ َوْ أ َ َ‬ ‫ه فَوْقَ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ك َل ّ َ‬
‫مةِ )‪.(((2‬‬ ‫َ‬
‫قَيا َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫ح ِ‬‫فَأَنا َ‬

‫خُلوا‬ ‫ل ل َك ُ َ‬
‫ن ت َدْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ه ‪ ‬لَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫َ‬
‫ب‬‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ب ُُيو َ‬
‫ل‪)) :‬ن ََزل َْنا‬ ‫ي _ َقا َ‬ ‫م ّ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫سارِي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ض بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال ْعِْرَبا‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‬ ‫حاب ِهِ وَ َ‬ ‫خيبر ومعه من معه م َ‬
‫كا َ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ي ‘ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ُ َِ ْ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ي‘‬ ‫لى الن ّب ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ل إِ‬ ‫من ْك ًَرا فَأقْب َ َ‬ ‫مارًِدا ُ‬ ‫جل َ‬ ‫ً‬ ‫خي ْب ََر َر ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَرَنا‬ ‫مَرَنا وَت َأك ُلوا ث َ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫حوا ُ‬ ‫ن ت َذ ْب َ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مد ُ ألك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن‬
‫ل َيا اب ْ َ‬ ‫ي ‘ وََقا َ‬ ‫ب ي َعِْني الن ّب ِ ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ساَءَنا فَغَ ِ‬ ‫ضرُِبوا ن ِ َ‬ ‫وَت َ ْ‬
‫ل إ ِّل‬ ‫ة َل ت َ ِ‬ ‫َ‬
‫ح ّ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َنادِ أَل إ ِ ّ‬ ‫ك ثُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ب فََر َ‬ ‫ف اْرك َ ْ‬ ‫عَوْ ٍ‬
‫صّلى‬ ‫صَلةِ َقا َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫مُعوا ث ُ ّ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ل َفا ْ‬ ‫مُعوا ِلل ّ‬ ‫جت َ ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ن وَأ ْ‬ ‫م ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫لِ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مت ّك ًِئا‬ ‫م ُ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫بأ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل أي َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ي ‘ ثُ ّ‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫ب ِهِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫شي ًْئا إ ِّل َ‬ ‫م َ‬ ‫حّر ْ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫عََلى أِريك َت ِهِ قَد ْ ي َظ ُ ّ‬
‫َ‬ ‫قرآ َ‬
‫ت‬‫مْر ُ‬ ‫ت وَأ َ‬ ‫ن أَل وَإ ِّني َوالل ّهِ قَد ْ وَعَظ ْ ُ‬ ‫ذا ال ْ ُ ْ ِ‬ ‫ِفي هَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ن أوْ أك ْث َُر وَإ ِ ّ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫شَياَء إ ِن َّها ل َ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫وَن َهَي ْ ُ‬
‫ب إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ت أه ْ ِ‬ ‫خُلوا ب ُُيو َ‬ ‫ن ت َد ْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫‪ ‬لَ ْ‬

‫‪ ()1‬رواه النسائي وصححه اللباني‬


‫‪ ()2‬رواه أبي داود وصححه اللباني‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪296‬‬
‫َ‬ ‫م وََل أ َك ْ َ‬
‫م إ َِذا أعْط َوْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مارِهِ ْ‬
‫ل ثِ َ‬ ‫سائ ِهِ ْ‬
‫ب نِ َ‬
‫ضْر َ‬‫ن وََل َ‬ ‫ب ِإ ِذ ْ ٍ‬
‫م )‪. (((1‬‬ ‫ذي عَل َي ْهِ ْ‬‫ال ّ ِ‬

‫في آداب الحرب مع المحاربين من أهل الكتاب‬


‫والكفار والدعاء لهم‪.‬‬

‫دا‬ ‫وِلي ً‬ ‫قت ُُلوا َ‬ ‫وَل ت َ ْ‬ ‫مث ُُلوا َ‬ ‫وَل ت َ ْ‬ ‫• َ‬


‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ه _ َقا َ‬ ‫ن أِبي ِ‬ ‫ن ب َُري ْد َةَ عَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن بْ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫سرِي ّ ٍ‬ ‫ش أوْ َ‬ ‫جي ْ ٍ‬ ‫ميًرا عََلى َ‬ ‫مَر أ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ إ َِذا أ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫مع َ ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وى الل ّهِ وَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫صت ِهِ ب ِت َ ْ‬ ‫خا ّ‬ ‫صاهُ ِفي َ‬ ‫أو ْ َ‬
‫ل‬
‫سِبي ِ‬‫سم ِ الل ّهِ ِفي َ‬ ‫ل اغُْزوا ِبا ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫خي ًْرا ث ُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫فَر ِبالل ّهِ اغُْزوا وََل ت َغُّلوا وََل ت َغْدُِروا‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫الل ّهِ َقات ُِلوا َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ت عَد ُوّ َ‬ ‫قي َ‬ ‫دا وَإ َِذا ل َ ِ‬‫قت ُُلوا وَِلي ً‬ ‫مث ُُلوا وََل ت َ ْ‬ ‫وََل ت َ ْ‬
‫خَل ٍ‬
‫ل‬ ‫ل أ َوْ ِ‬ ‫صا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ث ِ‬ ‫م إ َِلى ث ََل ِ‬ ‫ن َفاد ْعُهُ ْ‬ ‫كي َ‬ ‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ف عَن ْهُ ْ‬ ‫م وَك ُ ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ل ِ‬ ‫ك َفاقْب َ ْ‬ ‫جاُبو َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ن َ‬ ‫فَأي ّت ُهُ ّ‬
‫ف‬‫م وَك ُ ّ‬ ‫ك َفاقْب َ ْ‬ ‫جاُبو َ‬ ‫ادعُهم إَلى اْلسَلم فَإ َ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ْ ِ ِ ْ‬ ‫ْ ُ ْ ِ‬
‫‪2‬‬
‫م ‪.....‬الحديث) (((‬ ‫عَن ْهُ ْ‬

‫ميًرا عََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫مَر أ ِ‬ ‫سول الّله ‘ ‪ ) :‬إ َِذا أ ّ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫وله ‪َ :‬‬ ‫‪ -‬قَ ْ‬
‫وى الّله ت ََعاَلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق َ‬
‫صته ب ِت َ ْ‬ ‫خا ّ‬ ‫صاهُ ِفي َ‬ ‫سرِّية أوْ َ‬ ‫جْيش أوْ َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬اغُْزوا‬‫ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫خي ًْرا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ُ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫مع َ ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫فَر ب َِالل ّهِ ‪،‬‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سِبيل الّله َقات ُِلوا َ‬ ‫سم ِ الّله ‪ِ ،‬في َ‬ ‫ِبا ْ‬
‫قت ُُلوا‬ ‫مث ُّلوا وََل ت َ ْ‬ ‫ا ُغُْزوا وََل ت َغُّلوا وََل ت َغْدُِروا وََل ت ُ َ‬
‫دا (‬ ‫وَِلي ً‬
‫مع عَل َي َْها‬ ‫ج َ‬ ‫م ْ‬ ‫واِئد ُ‬ ‫ديث فَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مات ِ‬ ‫‪ -‬وَِفي هَذِهِ ال ْك َل ِ َ‬
‫ريم قَْتل‬ ‫ح ِ‬ ‫ريم ال ْغُُلول ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫ح ِ‬‫در ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫ريم ال ْغَ ْ‬ ‫ح ِ‬
‫ي تَ ْ‬ ‫‪ ،‬وَهِ َ‬
‫‪ ()1‬رواه أبي داود وحسنه اللباني‬

‫ن‪.ù‬‬ ‫‪2‬‬
‫قّر ٍ‬
‫م َ‬
‫ن ُ‬
‫ن بْ ِ‬
‫ما ِ‬
‫)( رواه مسلم عن ب َُري ْد َةَ والن ّعْ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪297‬‬

‫حَباب‬ ‫مث َْلة ‪َ ،‬وا ْ‬


‫ست ِ ْ‬ ‫هة ال ْ ُ‬ ‫قات ُِلوا ‪ ،‬وَك ََرا َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫صب َْيان إ َِذا ل َ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫وى الّله ت ََعاَلى ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ق َ‬
‫جُيوشه ب ِت َ ْ‬ ‫مَراَءهُ وَ ُ‬ ‫مام أ َ‬ ‫صّية اْل ِ َ‬‫وَ ِ‬
‫َ‬
‫ن ِفي‬ ‫جو َ‬ ‫حَتا ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ريفه ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَت َعْ ِ‬ ‫عهِ ْ‬ ‫َوالّرْفق ب ِأت َْبا ِ‬
‫ما‬‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬‫ح ّ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫جب عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫غَْزوه ْ‬
‫ب )‪. (1‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬‫ما ي ُ ْ‬ ‫ما ي ُك َْره وَ َ‬ ‫م ‪ .‬وَ َ‬ ‫حُرم عَل َي ْهِ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫دى‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبال ْ ُ‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ء ل ِل ْ ُ‬‫عا ِ‬ ‫• الدّ َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل ِي َت َأ َل ّ َ‬
‫‪ ()1‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪ -(169‬ونقل د‪ /‬سهيل‬
‫ذكار فى كتابه حطين مسيرة التحرير )ص ‪ (7،8‬تحت عنوان‬
‫َ‬
‫عَها إ ِلى‬ ‫ست َد ْ ِ‬ ‫حارِب ََها ا ْ‬ ‫ي تُ َ‬ ‫دين َةٍ ل ِك َ ْ‬ ‫م ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫قُر ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫])سيرتهم( ‪ِ » 10‬‬
‫ت لَ َ‬ ‫الصل ْح‪ 11 ،‬فَإ َ‬
‫ب‬
‫شع ْ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ك‪ ،‬فَك ُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫صل ِْح وَفَت َ َ‬ ‫ك إ َِلى ال ّ‬ ‫جاب َت ْ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ّ ِ‬
‫م َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫سال ِْ‬ ‫ت‬
‫َِ ْ ْ ُ َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫َ َ ‪12‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ِ َُ ْ ََْ ُ‬ ‫س‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ر‬ ‫خي‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫ّ ْ‬ ‫ت‬‫لل‬ ‫ِ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫كو‬‫ُ‬ ‫موْ ُ ِ ِ َ َ‬
‫ي‬ ‫ها‬ ‫في‬ ‫د‬ ‫جو‬ ‫ال ْ َ‬
‫ك‬‫ك إ ِلى ي َد ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ب ِإلهُ َ‬ ‫ها‪ .‬وَإ َِذا د َفَعََها الّر ّ‬ ‫‪13‬‬
‫صْر َ‬ ‫حا ِ‬ ‫حْرًبا‪ ،‬فَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫معَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫مل ْ‬ ‫َ‬ ‫ل عَ ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬‫فا ُ‬ ‫ساُء َوالط َ‬ ‫ما الن ّ َ‬ ‫ف‪ .‬وَأ ّ‬
‫‪14‬‬
‫سي ْ ِ‬ ‫حد ّ ال ّ‬ ‫ها ب ِ َ‬ ‫ميعَ ذ ُكورِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ضر ِ ْ‬ ‫َفا ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫سك‪ ،‬وَت َأك ُ‬ ‫َ‬ ‫ف ِ‬ ‫مَها ل ِن َ ْ‬ ‫َ‬
‫مت َِها‪ ،‬فت َغْت َن ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ل غِني َ‬ ‫ُ‬
‫ة‪ ،‬ك ّ‬ ‫دين َ ِ‬‫م ِ‬ ‫ما ِفي ال َ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫م وَك ّ‬ ‫َوال ْب ََهائ ِ ُ‬
‫َ‬ ‫غ َِنيم َ َ‬
‫ن‬
‫مد ُ ِ‬ ‫ميِع ال ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫فع َ ُ‬ ‫ذا ت َ ْ‬ ‫ك‪ .‬هك َ َ‬ ‫ب ِإلهُ َ‬ ‫طا َ‬ ‫ك ال ِّتي أع ْ َ‬ ‫دائ ِ َ‬
‫‪15‬‬
‫ك الّر ّ‬ ‫ة أع ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك جدا ال ِّتي ل َيست من مدن هؤ ُل َِء ال ُمم هُنا‪ 16 .‬وأ َ‬
‫ن‬ ‫د‬ ‫م‬
‫َ ّ ُ ُ ُ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ ُ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ال ْب َِعي َ‬
‫د‬
‫من َْها‬ ‫ق ِ‬ ‫صيًبا فَل َ ت َ ْ‬ ‫ب ِإلهُ َ‬ ‫طي َ‬ ‫ّ‬ ‫هؤ ُل َِء ال ّ‬
‫ست َب ْ ِ‬ ‫ك نَ ِ‬ ‫ك الّر ّ‬ ‫ب الِتي ي ُعْ ِ‬ ‫شُعو ِ‬
‫ما( )الكتاب المقدس )لديهم(‪ -‬سفر التثنية‪) .‬وحفلت‬ ‫ة ّ‬ ‫م ً‬‫س َ‬ ‫نَ َ‬
‫الكتابات الوربيةللعصور الوسطى بالحديث عن أكل الوربيين‬
‫للحوم العرب ‪ ،‬فقد حدث أثناء الحملة الصليبية الولى أن شكا‬
‫قائد وحدة من رجالت الحملة جوع أتباعه ‪ ،‬وانعدام الطعام ‪،‬إلى‬
‫بطرس الناسك ‪ ،‬فأشار عليه بطرس بجمع جثث قتلى المسلمين‬
‫وسلخها وشيها لكلها ‪.‬‬
‫وقبل ذلك التاريخ ‪ -1018 -‬أغار روجر النورماندى على الندلس‬
‫وقام بجمع جثث القتلى من العرب ‪ ،‬وأقام وليمة كبيرة لجيشه‬
‫حا في ملحمة‬ ‫كان طعامها من لحوم الجثث‪ ،‬ومثل هذا ورد واض ً‬
‫رتشارد قلب السد ‪ ،‬المكتوبة فى القرن الثاني عشر ‪ ،‬أيام‬
‫رتشارد وأثناء الحديث عن الحملة الصليبية الثالثة وحصار مدينة‬
‫عكا ‪ ،‬ففي أثناء ذلك أصيب رتشارد بحمى حادة‪ ،‬ألزمته الفراش‬
‫وجعلته يرفض ما يقدم له من طعام وشراب ‪ ،‬وطلب في أحد‬
‫اليام أن ُيقدم له شواء خنزير ‪ ،‬وقام طباخ الملك بالتفتيش عن‬
‫خنزير فلم يجد ‪ ،‬وهنا قال لنفسه ‪ :‬خذ فتى عربًيا يانًعا قد فارق‬
‫دنياه التعيسة لتوه عليك بتنظيفه وفركه وسلخه ‪ ،‬وقبل أن يفسد‬
‫لحمه ملحه وضع له توابل حارة ‪ ،‬واطله بالعصفر ثم اشوه ‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪298‬‬

‫م طُ َ‬ ‫‪َ -‬قا َ َ‬
‫رو‬ ‫م ٍ‬‫ن عَ ْ‬ ‫في ْ ُ‬
‫ل بْ ُ‬ ‫ل أُبو هَُري َْرةَ ‪)): ‬قَدِ َ‬
‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫قاُلوا َيا َر ُ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫ه عََلى الن ّب ِ ّ‬ ‫حاب ُ ُ‬‫ص َ‬ ‫ي وَأ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫الد ّوْ ِ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ل هَل َك َ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫ه عَل َي َْها فَ ِ‬ ‫ت َفاد ْعُ الل ّ َ‬ ‫ت وَأب َ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫سا عَ َ‬ ‫ن د َوْ ً‬‫إِ ّ‬
‫م )‪.(((1‬‬ ‫ْ‬
‫ت ب ِهِ ْ‬ ‫سا وَأ ِ‬ ‫م اهْدِ د َوْ ً‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫س َقا َ‬ ‫د َوْ ٌ‬
‫عاِء‬
‫وترجم له البخاري ’ بقوله ) َباب الد ّ َ‬
‫َ‬
‫م(‬ ‫دى ل ِي َت َأل ّفَهُ ْ‬ ‫ن ِبال ْهُ َ‬ ‫كي َ‬
‫شر ِ ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫فعندما يتذوق مليكنا طعم هذا الشواء سيشفى من حماه الشديدة‬
‫وستعود له قواه ‪.‬‬
‫وأكل الملك اللحم وشرب المرق ‪ ،‬ثم غرق سبات عميق أفاق‬
‫بعده وقد استرد عافيته ‪ ،‬وحمل سلحه ‪ ،‬وامتطى حصانه ‪ ،‬ونزل‬
‫دا ‪ ،‬وعندما عاد إلى خيمته في‬ ‫ساحة الوغي ‪ ،‬حيث قاتل قتاًل شدي ً‬
‫المساء ‪ ،‬طرح سلحه جانًبا ‪ ،‬ونزع ثيابه ‪ ،‬ثم نادى طباخه ‪ ،‬وقال‬
‫ي ‪ ،‬لذلك أحضر لى رأس الخنزير ‪،‬‬ ‫له ‪ :‬أخشى عودة الحمى إل ّ‬
‫وهنا تردد الطباخ ‪ ،‬وخاف من ملكه ‪ ،‬ثم أقدم على حمل رأس‬
‫العربي إليه ‪ ،‬ووضعه أمامه على مائدته ‪ ،‬وفوجئ الملك في‬
‫كا ‪ ،‬ذلك أنه فهم الحكاية ‪،‬‬ ‫البداية ‪ ،‬لكنه ما لبث أن انفجر ضاح ً‬
‫وصاح ‪ :‬عجًبا هل لحوم العرب طيبة إلى هذا الحد ؟!‪.‬بحق موت‬
‫عا ‪ ،‬ما دمنا قادرين‬ ‫الرب وصعوده ‪ ،‬لن تهدر حيواتنا بعد اليوم جو ً‬
‫عى الهجوم ‪ ،‬ونقتل العرب ونعوض نقص المؤن لدنيا ‪ ،‬فقد نعمنا‬
‫بمذاق لحومهم ‪ ،‬وما علينا إل أن نشوي جثثهم أو نقليها أو‪(.......‬‬
‫)رتشارد قلب السد ترجمة انكليزية ‪،‬ط نيويورك ‪1966‬ص ‪-183‬‬
‫‪.[(192‬‬
‫ما فينقل تحت عنوان )ص ‪(6‬‬ ‫وعلى العكس من ذلك تما ً‬
‫هّ‬
‫ه ل ِل ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ن كل ُ‬ ‫دي ُ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ُ‬
‫ة وَي َكو َ‬
‫ن فِت ْن َ ٌ‬ ‫ُ‬
‫حّتى ل ت َكو َ‬ ‫م َ‬ ‫]))سيرتنا(( } وََقات ُِلوهُ ْ‬
‫صيٌر{)لنفال‪} (39:‬ل إ ِك َْراه َ ِفي‬ ‫مُلو َ‬
‫ن بَ ِ‬ ‫ما ي َعْ َ‬‫ه بِ َ‬‫ن الل ّ َ‬
‫وا فَإ ِ ّ‬ ‫فَإ ِ ِ‬
‫ن ان ْت َهَ ْ‬
‫ي {)البقرة‪ :‬من الية ‪) .(256‬ولقد‬ ‫ن ال ْغَ ّ‬‫م َ‬ ‫شد ُ ِ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫ن قَد ْ ت َب َي ّ َ‬ ‫دي ِ‬
‫ال ّ‬
‫كنت راكًبا فى خدمته ‪-‬أي صلح الدين‪ -‬في بعض اليام قبالة‬
‫الفرنج ‪ ،‬و قد وصل بعض اليزكية‪-‬طلئع الجيش‪ -‬ومعه امرأة‬
‫شديدة التحرق كثيرة البكاء ‪ ،‬متواترة الدق على صدرها ‪ ،‬فقال‬
‫اليزكي‪ :‬إن هذه خرجت من عند الفرنج ‪ ،‬فسألت الحضور بين‬
‫يديك ‪ ،‬وقد أتينا بها ‪ ،‬فأمر الترجمان أن يسألها عن قضيتها ‪،‬‬
‫فقالت ‪ :‬اللصوص المسلمون دخلوا البارحة إلى خيمتي ‪ ،‬وسرقوا‬
‫ابنتي‪ ،‬وبت البارحة أستغيث إلي بكرة الصنهار‪ ،‬فقيل لي‪ :‬الملك‬
‫هو رحيم ‪ ،‬ونحن نخرجك إليه تطلبين ابنتك منه ‪ ،‬فأخرجوني إليك ‪،‬‬
‫وما أعرف بنتي إل منك ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪299‬‬
‫َ‬
‫م(‬ ‫دى ل ِي َت َأل ّفَهُ ْ‬ ‫ن ِبال ْهُ َ‬ ‫كي َ‬
‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عاِء ل ِل ْ ُ‬ ‫ب الد ّ َ‬ ‫ه ‪َ ) :‬با ُ‬ ‫قَوْل ُ ُ‬
‫دوم ِ الط ّ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫في ْ ِ‬ ‫ديث أِبي هَُري َْرة ِفي قُ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫‪ -‬ذ َك ََر ِفيهِ َ‬
‫سا‬ ‫م ا ِهْدِ َدو ً‬ ‫ي ‘ " الل ّهُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي وَقَو‬ ‫س ّ‬ ‫دو ِ‬ ‫مرو ال ّ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫بْ ِ‬
‫َ‬
‫ه وَقَوُْله " ل ِي َت َأل ّ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م" ِ‬ ‫فهُ ْ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ما ت َْر َ‬ ‫ظاهٌِر ِفي َ‬ ‫" وَهُوَ َ‬
‫ن‬
‫مي ْ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ق ب َي ْ َ‬ ‫فْر ِ‬ ‫ه إ َِلى ال ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫شاَرة ِ‬ ‫ف إِ َ‬ ‫صن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫قهِ ال ْ ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫عو ل َهُ ْ‬ ‫م وََتاَرةً ي َد ْ ُ‬ ‫عو عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ن َتاَرةً ي َد ْ ُ‬ ‫كا َ‬‫ه‘ َ‬ ‫وَأن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫م وَي َك ْث ُُر أَذاهُ ْ‬ ‫شوْك َت ُهُ ْ‬ ‫شت َد ّ َ‬ ‫ث تَ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫حاَلة اْلوَلى َ‬ ‫َفال ْ َ‬
‫)‪.(1‬‬

‫فرق لها ‪ ،‬ودمعت عينه ‪ ،‬وحركته مروءته ‪،‬وأمر من ذهب إلى‬


‫سوق العسكر يسأل عن الصغيرة من اشتراها‪ ،‬ويدفع له ثمنها ‪،‬‬
‫ويحضرها ‪ ،‬فما مضت ساعة حتى وصل الفارس والصغيرة على‬
‫كتفه ‪ ،‬فما كان إل أن وقع نظرها عليه عليه ‪ ،‬فخرت إلى الرض‬
‫تعفر وججهها فى التراب ‪،‬و الناس يبكون على ما نالها ‪ ،‬وهى ترفع‬
‫طرفها إلى السماء ‪ ،‬ول نعلم ما تقول ‪ ،‬فسلمت ابنتها إليها‪،‬‬
‫وحملت أعيدت إلى عسكرهم [‪.‬‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ ()1‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 9‬ص ‪(107‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪300‬‬

‫‪ (15‬ذكر طرف من رحمته ‪ ‬بالمنافقين‪.‬‬

‫النفاق ذلك داء الدواء ‪ ،‬والمرض الفتاك ‪ ،‬الذي لو‬


‫دخل قلب عبد صار فى إيمانه دخل ‪ ،‬وفى إسلمه‬
‫دخن ‪ ،‬ل يكاد يسلم منه إل من سلم قلبه من‬
‫الشبهات والشهوات‪.‬‬
‫ما هو النفاق ؟ وما هي صفات المنافقين ؟‬
‫معنى النفاق في اللغة والشرع‬
‫قال شيخ السلم ابن تيميه ’ ‪ ) :‬لفظ النفاق قد قيل‬
‫‪ ،‬أنه لم تكن العرب تكلمت به ولكنه مأخوذ من‬
‫كلمهم فإن نفق يشبه خرج ومنه نفقت الدابة‪ :‬إذا‬
‫ماتت ‪-‬خرجت منها الروح‪ ، -‬ومنه نافقا واليربوع‬
‫)حيوان صحراوي يقوم بكتم أحد جحريه ويظهر‬
‫ن‬ ‫غيره ( ‪ ،‬والنفق في الرض قال تعالى‪ } :‬وَِإن َ‬
‫كا َ‬
‫َ‬
‫قا ِفي‬ ‫ي ن َفَ ً‬
‫ت أن ت َب ْت َغِ َ‬ ‫ست َط َعْ َ‬‫نا ْ‬ ‫م فَإ ِ ِ‬
‫ضهُ ْ‬‫ك إ ِعَْرا ُ‬ ‫ك َب َُر عَل َي ْ َ‬
‫ْ‬
‫ماء فَت َأت ِي َُهم ِبآي َةٍ وَل َوْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫شاء الل ُ‬ ‫س َ‬ ‫ما ِفي ال ّ‬ ‫سل ّ ً‬
‫ض أوْ ُ‬ ‫الْر ِ‬
‫ن{‬ ‫جاهِِلي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫دى فَل َ ت َ ُ‬
‫كون َ ّ‬ ‫م عََلى ال ْهُ َ‬ ‫معَهُ ْ‬
‫ج َ‬ ‫لَ َ‬
‫] النعام ‪ ،[35‬فالمنافق هو الذي خرج من اليمان‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪301‬‬

‫باطًنا بعد دخوله فيه ظاهرًا‪ ،‬وقيد النفاق بأنه نفاق‬


‫من اليمان‪ ،‬ومن الناس من يسمي من خرج عن‬
‫طاعة الملك نافقا عليه‪ ،‬لكن النفاق الذي في‬
‫القرآن هو النفاق على الرسول ‘‪ ،‬فخطاب الله‬
‫ورسوله للناس بهذه السماء كخطاب الناس بغيرها‬
‫عا)‪.((1‬‬
‫وهو خطاب مقيد خاص ل مطلق يحتمل أنوا ً‬

‫بعض الصفات القولية والفعلية للمنافقين‬


‫خلف العهد مع الله ‪.‬‬‫‪ُ .1‬‬
‫‪ .2‬التكاسل عن أداء الصلة وحضورها مع‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫‪ .3‬العتماد علي سعة رحمة الله عز وجل دون‬
‫تقديم العمل الصالح‪.‬‬
‫‪ .4‬العراض عن الستغفار والتوبة‪.‬‬
‫قلة ذكرهم لله ‪. ‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ .6‬عدم فهمهم للقرآن ‪،‬وعدم تدبرهم له‪.‬‬


‫‪ .7‬عدم إيمانهم بقضاء الله وقدره وسقوطهم‬
‫عند المحن‪.‬‬
‫‪ .8‬حرصهم علي المكاسب الدنيوية العاجلة‬
‫وزهدهم في مكاسب الخرة‪.‬‬
‫‪ .9‬حبهم للترف‪ ،‬والرياء‪ ،‬وكراهية النفاق في‬
‫سبيل الله ‪. ‬‬
‫‪ .10‬حسدهم للمؤمنين الملتزمين بشرع الله ‪.‬‬

‫‪ ()1‬كتاب اليمان لبن تيميه‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪302‬‬

‫‪ .11‬عدم القناعة برزق الله ‪.‬‬


‫‪ .12‬سهوله التلفظ بكلمات الكفر والفسوق‪.‬‬
‫سهولة الحلف المغلظ ‪،‬والحنث فيه‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫الخوف من الموت أو القتل وكراهية‬ ‫‪.14‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‪.‬‬
‫‪ .15‬السخرية والستهزاء بالمؤمنين‪.‬‬
‫المر بالمنكر والنهي عن المعروف ‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫‪ .17‬موالة الكفار من دون المؤمنين‪.‬‬
‫‪ .18‬التحاكم إلي غير شرع الله تعالي‪.‬‬
‫‪ .19‬التشكيك في طهارة المجتمع السلمي‬
‫واتهام المؤمنين بالفاحشة ‪.‬‬
‫‪ .20‬نشر التشكيك والراجيف عن ضعف‬
‫المسلمين)‪.(1‬‬
‫هذه الصفات مستخلصة من القرآن العظيم‬
‫والسنة المطهرة ‪ ،‬و هي تدل على حالة نفسية‬
‫من الصعوبة بمكان فيصعب التعامل معها ‪ ،‬إذ هي‬
‫خصت فى القرآن الكريم‬ ‫فاسدة مفسدة ‪ ،‬لذا ُ‬
‫ُ‬
‫بالتفصيل البّين ‪ ،‬بل قد أنزلت سورة تحمل‬
‫أسمهم ‪ ،‬وسورة تجلى وصفهم‪ ،‬ول سورة من‬
‫السور المدنية إل ولهم فيها من الذكر أقبحه ‪،‬‬
‫ومن العمل أفضحه ‪ ،‬فسبحان من ستر قلوب‬

‫‪ ()1‬أنظر الكتب التالية للفائدة‪ :‬المنافقون د‪/‬محمد جميل غازي‪-‬‬


‫ظاهرة النفاق والمنافقون للشيخ الميداني – النفاق وأثره فى‬
‫المجتمع على الشدي ‪ -‬حقيقة النفاق وأنواعه علي رمضان أبو‬
‫العز‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪303‬‬

‫العباد عن العباد على ما فيه من الحق والشكاك‪،‬‬


‫واليمان والنفاق ‪ ،‬والذعان والشقاق وصدق ربي‬
‫َ‬
‫م‬
‫ماهُ ْ‬‫سي َ‬ ‫م فَل َعََرفْت َهُ ْ‬
‫م بِ ِ‬ ‫شاُء َل َري َْناك َهُ ْ‬
‫}وَل َوْ ن َ َ‬
‫ول َتعرفَن هم في ل َحن ال ْقَول والل ّه يعل َ َ‬
‫م{‬‫مال َك ُ ْ‬
‫م أع ْ َ‬
‫ُ َ ْ ُ‬ ‫ْ ِ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ َ ْ ِ ُّ ْ ِ‬
‫)محمد‪.(30:‬‬
‫فكيف كان ‘ يتعامل مع أولئك المرضى ؟ ويترفق‬
‫بهم ‪...‬لعل تدركهم رحمة الهداية والتوبة به ‘ !‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫سأ ّ‬ ‫ث الّنا ُ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ه َل ي َت َ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل دَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫•َ َ‬
‫ه‬ ‫قت ُ ُ َ‬ ‫دا ي َ ْ‬
‫حاب َ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ب‬‫ي ‘ وَقَد ْ َثا َ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫ل ‪ )) :‬غَزوَْنا َ‬ ‫َ‬ ‫جاِبر ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫حّتى ك َث ُُروا وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫مَها ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َنا ٌ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ب‬‫ض َ‬ ‫صارِّيا فَغَ ِ‬ ‫سعَ أن ْ َ‬ ‫ب فَك َ َ‬ ‫ل ل َّعا ٌ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مَها ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫داعَوا وَقا َ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫صارِ ّ‬ ‫ل اْلن ْ َ‬ ‫حّتى ت َ َ ْ َ‬ ‫دا َ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫ضًبا َ‬ ‫صارِيّ غَ َ‬ ‫اْلن ْ َ‬
‫َ‬
‫ج‬
‫خَر َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مَها ِ‬ ‫جرِيّ َيا ل َل ْ ُ‬ ‫مَها ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫صارِ وََقا َ‬ ‫َيا ل َْلن ْ َ‬
‫َ‬
‫ما‬
‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ ث ُ ّ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫وى أهْ ِ‬ ‫ل د َعْ َ‬ ‫ما َبا ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫الن ّب ْ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صارِيّ َقا َ‬
‫ل‬ ‫جرِيّ اْلن ْ َ‬ ‫مَها ِ‬ ‫سعَةِ ال ْ ُ‬ ‫خب َِر ب ِك َ ْ‬ ‫م فَأ ْ‬ ‫شأن ُهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ل عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫ن‬ ‫ة وََقا َ‬ ‫خِبيث َ ٌ‬ ‫ها فَإ ِن َّها َ‬ ‫عو َ‬ ‫ي ‘ دَ ُ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫جعَْنا إ َِلى‬ ‫أ ُبي ابن سُلو َ َ‬
‫ن َر َ‬ ‫وا عَل َي َْنا ل َئ ِ ْ‬ ‫داعَ ْ‬ ‫ل أقَد ْ ت َ َ‬ ‫َ ّ ْ ُ َ‬
‫مُر أ َلَ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫َ‬
‫من َْها الذ َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ن العَّز ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫خرِ َ‬ ‫دين َةِ ل َي ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ث ل ِعَب ْدِ الل ّهِ فَ َ‬ ‫خِبي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ هَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قت ُ ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ((‬ ‫حاب َ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫قت ُ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫س أن ّ ُ‬ ‫ث الّنا ُ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ي ‘ َل ي َت َ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ذا‬ ‫ب عُن ُقَ هَ َ‬ ‫َ‬ ‫وفى رواية))َقا َ‬
‫ضر ِ ُ‬ ‫مُر د َعِْني أ ْ‬ ‫ل عُ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪304‬‬
‫َ‬
‫ل‬‫قت ُ ُ‬ ‫دا ي َ ْ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سأ ّ‬ ‫ث الّنا ُ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ه َل ي َت َ َ‬ ‫ل د َعْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ق فَ َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ه )‪.(((1‬‬ ‫َ‬
‫حاب َ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫دا ي َقُْتل‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫دث الّناس أ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َل ي َت َ َ‬ ‫وله ‘ ‪ ) :‬د َعْ ُ‬ ‫‪ -‬قَ ْ‬
‫حابه (‬ ‫َ‬
‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫حْلم ‪ ،‬وَِفيهِ ت َْرك ب َْعض‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ‘ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ِفيهِ َ‬
‫ُ‬
‫خوًْفا‬ ‫سد َ‬ ‫فا ِ‬ ‫م َ‬ ‫صْبر عََلى ب َْعض ال ْ َ‬ ‫خَتاَرة ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫مور ال ْ ُ‬ ‫اْل ُ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ظم ِ‬ ‫دة أ َعْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ت َت ََرّتب عََلى ذ َل ِ َ‬ ‫نأ ْ‬
‫م َ‬
‫ِ ْ‬
‫فاء اْلعَْراب‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج َ‬ ‫صِبر عََلى َ‬ ‫‘ ي َت َأّلف الّناس ‪ ،‬وَي َ ْ‬
‫م‬‫ن ‪ ،‬وَت َت ِ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫كة ال ْ ُ‬ ‫شو ْ َ‬ ‫وى َ‬ ‫ق َ‬ ‫م ل ِت َ ْ‬ ‫ن وَغَْيره ْ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫ن قُُلوب‬ ‫م ْ‬ ‫مان ِ‬ ‫لي َ‬‫كن ا ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫سَلم ‪ ،‬وَي َت َ َ‬ ‫وة اْل ِ ْ‬ ‫د َعْ َ‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫سَلم ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ِفي اْل ِ ْ‬ ‫غب غَْيره ْ‬ ‫فة ‪ ،‬وَي َْر َ‬ ‫مؤَل ّ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫قُتل‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫زيَلة ل ِذ َل ِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫وال ال ْ َ‬ ‫م اْل ْ‬
‫م َ‬ ‫طيهِ ْ‬ ‫ي ُعْ ِ‬
‫سَلم ‪ ،‬وَقَد ْ‬ ‫م اْل ِ ْ‬ ‫معَْنى ‪ ،‬وَِل ِظ َْهارِهِ ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن ل ِهَ َ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫سَراِئر ‪ ،‬وَِلن ّهُ ْ‬ ‫ظاهِرِ ‪ ،‬وََالّله ي َت َوَّلى ال ّ‬ ‫حك ْم ِبال ّ‬
‫ِ‬ ‫مَر ِبال ْ ُ‬ ‫أ ِ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫جاهِ ُ‬ ‫حابه ‘ ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ِفي أ ْ‬ ‫دوِدي َ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫كاُنوا َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صب ِّية ل ِ َ‬ ‫ب د ُن َْيا ‪ ،‬أوْ عَ َ‬ ‫ما ل ِط َل َ ِ‬ ‫مّية ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ق َ‬ ‫ل بَ ِ‬ ‫ماء هَ ْ‬ ‫ف ال ْعُل َ َ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ضي ‪َ :‬وا ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫شاِئره ْ‬ ‫عَ َ‬
‫َ‬
‫خ ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫س َ‬ ‫م ‪ ،‬أوْ ن ُ ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَت َْرك قَِتاله ْ‬ ‫ضاء عَن ْهُ ْ‬ ‫كم اْل ِغْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ُ‬
‫جاهِد ْ‬ ‫وله ت ََعاَلى ‪َ } :‬‬ ‫سَلم ‪ ،‬وَن ُُزول قَ ْ‬ ‫عْند ظ ُُهور اْل ِ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ما قَْبلَها ‪:‬‬ ‫خة ل ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن { وَأن َّها َنا ِ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫فار َوال ْ ُ‬ ‫ال ْك ُ ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫فو عَن ْهُ ْ‬ ‫ن ال ْعَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه إ ِن ّ َ‬ ‫ول َثاِلث أن ّ ُ‬ ‫ل ‪ :‬قَ ْ‬ ‫وَِقي َ‬
‫م ‪ ،‬فَإ َِذا أ َظ ْهَُروهُ قُت ُِلوا)‪.(2‬‬ ‫فاقه ْ‬ ‫ي ُظ ْهُِروا ن ِ َ‬

‫َ‬ ‫دك ع ََلــى د ُُبــر َ‬ ‫َ‬


‫)( متفــق عليــه‪ ،‬ال ْك َ ْ‬
‫‪1‬‬
‫يء أوْ‬ ‫شــ ْ‬ ‫رب ب َِيــ ِ‬ ‫ضــ ِ‬‫ن تَ ْ‬
‫ســع أ ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫مك ‪ .‬وَِقي ـ َ‬
‫ق ـد َ ِ‬‫ســان ب ِ َ‬
‫جــز إ ِن ْ َ‬ ‫رب ع َ ُ‬ ‫ض ِ‬‫ن تَ ْ‬
‫ي‪:‬أ ْ‬ ‫قْرط ُب ِ ّ‬
‫ل ال ْ ُ‬
‫جِلك ‪ ،‬وََقا َ‬‫ب ِرِ ْ‬
‫خر)الحافظ ابن حجر – فتح الباري(‪.‬‬ ‫ف ع ََلى ال ُْ‬
‫مؤ َ ّ‬ ‫ي‬‫س‬
‫ِ ّ ْ ِ‬‫بال‬ ‫رب‬‫ال ّ ْ‬
‫ض‬
‫‪ ()2‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 8‬ص ‪(392‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪305‬‬

‫ف َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ه َ‬
‫ص ُ‬
‫مي َ‬ ‫ي‘ َ‬
‫ق ِ‬ ‫ع َ‬
‫طاهُ الن ّب ِ ّ‬ ‫فأ َ ْ‬
‫• َ‬
‫ُ‬
‫فآذَن َ ُ‬
‫ه‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلي َ‬ ‫آِذّني أ َ‬
‫‪ -‬عَن ابن عُمر ‪ )) : ù‬أ َن عَبد الل ّه ب ُ‬
‫ما ت ُوُفّ َ‬
‫ي‬ ‫ي لَ ّ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫ّ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ ِ‬
‫ل اللهِ أعْط ِِني‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‘ فَ َ‬ ‫َ‬
‫ل َيا َر ُ‬ ‫ه إ ِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫جاَء اب ْن ُ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه فَأعْطاهُ‬ ‫فْر ل ُ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ل عَلي ْهِ َوا ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫ه ِفيهِ وَ َ‬ ‫فن ْ ُ‬ ‫صك أك ّ‬ ‫مي َ‬ ‫قَ ِ‬
‫ُ‬
‫ما‬ ‫ه فَل َ ّ‬ ‫صّلي عَل َي ْهِ َفآذ َن َ ُ‬ ‫ل آذِّني أ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ي ‘ قَ ِ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل أل َي ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫مُر ‪ ‬فَ َ‬ ‫ه عُ َ‬ ‫جذ َب َ ُ‬‫ي عَل َي ْهِ َ‬ ‫صل ّ َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫أَراد َ أ ْ‬
‫قا َ َ‬ ‫نها َ َ‬
‫ن‬
‫ل أَنا ب َي ْ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫ي عََلى ال ْ ُ‬ ‫صل ّ َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ََ‬
‫ن َقا َ‬
‫ل‬ ‫خي ََرت َي ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫فْر ل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫فْر ل َهُ ْ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م أوْ َل ت َ ْ‬ ‫فْر ل َهُ ْ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫}ا ْ‬
‫صّلى عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫م {فَ َ‬ ‫ه ل َهُ ْ‬ ‫فَر الل ّ ُ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬ ‫مّرةً فَل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫َ‬
‫دا وََل ت َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ق ْ‬ ‫ت أب َ ً‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حدٍ ِ‬ ‫ل عََلى أ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ت} وََل ت ُ َ‬ ‫فَن ََزل َ ْ‬
‫عََلى قَب ْرِهِ {)‪.(((1‬‬
‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ظ‬ ‫خارِيّ ل َ َ‬ ‫ن ال ْب ُ َ‬ ‫ذي ي َظ َْهر ِلي أ ّ‬ ‫ل ا ِْبن الّتين‪ :‬وَا َل ّ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫م(أ ْ‬ ‫فر ل َهُ ْ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م أوْ َل ت َ ْ‬ ‫فْر ل َهُ ْ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫وله ت ََعاَلى ) ا ِ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫واء‬ ‫س َ‬ ‫ميصه َ‬ ‫ي قَ ِ‬ ‫س عَْبد الّله ْبن أب َ ّ‬ ‫ي ‘ أل ْب َ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫قُلو ِ‬
‫ب‬ ‫حا ل ِل ْ ُ‬ ‫صَل ً‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ف اِ ْ‬ ‫ذاب أ َوْ َل ي ُك َ ّ‬ ‫ه ال ْعَ َ‬ ‫ف عَن ْ ُ‬ ‫ن ي ُك َ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫فة)‪.(2‬‬ ‫مؤَل ّ َ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫م أ َّني‬ ‫و أَ ْ‬
‫عل َ ُ‬ ‫ت لَ ْ‬ ‫خت َْر ُ‬ ‫فا ْ‬‫ت َ‬ ‫خي ّْر ُ‬ ‫• إ ِّني ُ‬
‫فْر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫غ َ‬‫ن يُ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫سب ْ ِ‬‫عَلى ال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫زدْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫إِ ْ‬
‫عل َي ْ َ‬
‫ها‬ ‫ت َ‬ ‫زدْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫لَ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل لَ ّ‬‫ه َقا َ‬ ‫ب ‪ )) : ‬أن ّ ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫مَر ب ْ ُ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ي لَ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ل دُ ِ‬‫سُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫ي اب ْ ُ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬

‫‪ ()1‬رواه الشيخان واللفظ للبخاري‪.‬‬


‫‪ ()2‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪.(306‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪306‬‬

‫ت إ ِل َي ْهِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وَث َب ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ي عَل َي ْهِ فَل َ ّ‬ ‫صل ّ َ‬ ‫ل ِي ُ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ أت ُ َ ّ‬
‫ي وَقَد ْ َقا َ‬
‫ل‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫صلي عَلى اب ْ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫س َ‬ ‫ه فَت َب َ ّ‬ ‫ل أعَد ّد ُ عَل َي ْهِ قَوْل َ ُ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫ذا ك َ َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ما أك ْث َْر ُ‬ ‫مُر فَل َ ّ‬ ‫خْر عَّني َيا عُ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وََقا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن زِد ْ ُ‬ ‫م أّني إ ِ ْ‬ ‫ت ل َوْ أعْل َ ُ‬ ‫خت َْر ُ‬ ‫ت َفا ْ‬ ‫خي ّْر ُ‬ ‫ل إ ِّني ُ‬ ‫عَل َي ْهِ َقا َ‬
‫صّلى عَل َي ْهِ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ت عَل َي َْها َقا َ‬ ‫ه ل َزِد ْ ُ‬ ‫فْر ل َ ُ‬ ‫ن ي ُغْ َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫عََلى ال ّ‬
‫حّتى‬ ‫سيًرا َ‬ ‫ث إ ِّل ي َ ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ف فَل َ ْ‬ ‫صَر َ‬ ‫م ان ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ث ُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ن ب ََراَءةَ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ت اْلي ََتا ِ‬ ‫ن ََزل َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دا إ َِلى قَوْل ِهِ وَهُ ْ‬
‫م‬ ‫ت أب َ ً‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حدٍ ِ‬ ‫ل عََلى أ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫} وََل ت ُ َ‬
‫ن {)‪(1‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫َفا ِ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫جْرأِتي عََلى َر ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ب َعْد ُ ِ‬ ‫جب ْ ُ‬ ‫ل فَعَ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫م )‪(((2‬‬ ‫والل ّه ورسول ُ َ‬
‫ه أعْل َ ُ‬ ‫َ ُ ََ ُ ُ‬
‫ة‬
‫صل ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ي ُك َْرهُ ِ‬ ‫وترجم له البخاري ‪َ) -‬باب َ‬
‫ن‬
‫ن َرَواهُ اب ْ ُ‬ ‫كي َ‬ ‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فارِ ل ِل ْ ُ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫ن َواِل ْ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫عََلى ال ْ ُ‬
‫ي ‪.( ‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫مَر ‪ ù‬عَ ْ‬ ‫عُ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫ع َ‬
‫ي بَ ْ‬‫ن أب َ ّ‬ ‫عب ْدَ الل ّ ِ‬
‫ه بْ َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫• أَتى الن ّ َب ِ ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫في ِ‬‫ث ِ‬ ‫ف َ‬ ‫فن َ َ‬
‫ه َ‬ ‫ج ُ‬‫خَر َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َ‬‫ما دُ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ص ُ‬‫مي َ‬ ‫ق ِ‬‫ه َ‬ ‫س ُ‬ ‫وأل ْب َ َ‬ ‫ه َ‬‫ق ِ‬ ‫ري ِ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫دا‬
‫ت أب َـ ً‬ ‫مــا َ‬
‫م َ‬ ‫من ْهُـ ْ‬
‫حـد ٍ ِ‬‫ل ع ََلى أ َ‬ ‫‪ ()1‬إشارة إلى قوله تعالى }وََل ت ُ َ‬
‫ص ّ‬
‫ن‬
‫قو َ‬ ‫س ُ‬‫م َفا ِ‬‫ماُتوا وَهُ ْ‬ ‫فُروا ِبالل ّهِ وََر ُ‬
‫سول ِهِ وَ َ‬ ‫م ع ََلى قَب ْرِهِ إ ِن ّهُ ْ‬
‫م كَ َ‬ ‫وََل ت َ ُ‬
‫ق ْ‬
‫ك أ َموال ُهم وأ َوَلدهُم إنما يريـد الل ّـ َ‬
‫ن ي ُعَـذ ّب َهُ ْ‬
‫م ب ِهَــا‬ ‫هأ ْ‬‫ُ‬ ‫جب ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ ِ ّ َ ُ ِ ُ‬ ‫)‪ (84‬وََل ت ُعْ ِ‬
‫ن )‪]{ (85‬التوبة‪.[85 ،84/‬‬ ‫م َ‬
‫كافُِرو َ‬ ‫م و َه ُ ْ‬
‫س هُ ْ‬ ‫ِفي الد ّن َْيا وَت َْزهَقَ أ َن ْ ُ‬
‫ف ُ‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪307‬‬
‫ل جابر ‪ )) : ‬أ َتى النبي ‘ عَبد الل ّه ب ُ‬
‫ي‬
‫ن أب َ ّ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬وََقا َ َ ِ ٌ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫س ُ‬‫قهِ وَأل ْب َ َ‬ ‫ن ِري ِ‬ ‫م ْ‬‫ث ِفيهِ ِ‬ ‫ه فَن َفَ َ‬ ‫ج ُ‬‫خَر َ‬‫ن فَأ ْ‬ ‫ما د ُفِ َ‬ ‫ب َعْد َ َ‬
‫ه )‪.(((3‬‬ ‫ص ُ‬‫مي َ‬ ‫قَ ِ‬
‫ن عَْبد الّله ْبن‬ ‫ما د ُفِ َ‬ ‫جاِبر ‪ " ‬ب َعْد َ َ‬ ‫ديث َ‬ ‫ح ِ‬ ‫وله ِفي َ‬ ‫ْ‬ ‫قَ‬
‫َ‬
‫هل عَْبد الّله ْبن‬ ‫ن أَ ْ‬‫فَرته ‪ ،‬وَك َأ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ي ِفي ُ‬ ‫ي " أيْ د ُل ّ َ‬
‫َ‬
‫أب َ ّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ضوره‬ ‫ح ُ‬ ‫قة ِفي ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫م َ‬ ‫ي ‘ ال ْ َ‬ ‫وا عََلى الن ّب ِ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ي َ‬ ‫أب َ ّ‬
‫ي ‘ ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما‬ ‫صول الن ّب ِ َ ّ‬ ‫جِهيزه قَْبل وُ ُ‬ ‫فََباد َُروا إ َِلى ت َ ْ‬
‫ه‬
‫ج ِ‬‫خَرا ِ‬ ‫مَر ب ِإ ِ ْ‬ ‫فَرته فَأ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫م قَد ْ د َل ّوْهُ ِفي ُ‬ ‫جد َهُ ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫وَ َ‬
‫صَلة عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ميص َوال ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫فينه ِفي ال ْ َ‬ ‫جاًزا ل ِوَعْدِهِ ِفي ت َك ْ ِ‬ ‫إ ِن ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ :‬أ َعْ َ‬ ‫وََالّله أ َعَْلم ‪ .‬وَِقي َ‬
‫م‬‫صي ْهِ أوًّل ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫حد قَ ِ‬ ‫طاه ُ ‘ أ َ‬
‫ل وََلده ‪ .‬وَِفي "‬ ‫ؤا ِ‬ ‫س َ‬‫طاهُ الّثاِني ب ِ ُ‬ ‫ضَر أ َعْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫لَ ّ‬
‫س ِفي‬ ‫ل ‪ :‬ل َي ْ َ‬ ‫ك ‪ .‬وَِقي َ‬ ‫ما ي ُؤَّيد ذ َل ِ َ‬ ‫حاك ِم ِ َ‬ ‫اْل ِك ِْليل " ل ِل ْ َ‬
‫حديث جابر دَلَلة عََلى أ َن َ‬
‫ميصه ب َْعد‬ ‫ه قَ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ه أل ْب َ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫َ ِ‬
‫ه عَلى ُرك ْب َت َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫فظه " فَوَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضع َ ُ‬ ‫نل ْ‬ ‫قْبر ‪ِ ،‬ل ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَراجه ِ‬ ‫إِ ْ‬
‫ميصه " )‪(2‬‬ ‫َ‬
‫ه قَ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫وَأل ْب َ َ‬

‫‪ ()3‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ ()2‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪(306‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪308‬‬

‫رحمته ‪ ‬بعيون الخرين‬

‫هذا الجزء ليس على شرط الكتاب ولكن من‬


‫أجل إحقاق الحق‪ ،‬وتبيان الفضل والصدق‪ ،‬فقد‬
‫نطقت ألسنة الكفار من المستشرقين الغربيين‬
‫بفضل الرحمة المحمدية والمنحة الربانية )‪.(1‬‬
‫ونبدأ أول ً بما جاء فى كتبهم من وصفه ‪‬‬
‫بالرحمة ‪:‬‬
‫ت‬
‫قي ُ‬ ‫ل لَ ِ‬
‫سارٍ َقا َ‬ ‫ن يَ َ‬‫ِ‬
‫ن عَ َ‬
‫طاِء ب ْ‬ ‫روى البخاري بسنده عَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫خب ِْرِني عَ ْ‬ ‫ت‪ :‬أ ْ‬ ‫ص ‪ ù‬قُل ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ن الَعا ِ‬
‫رو ب ْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ن عَ ْ‬‫عَب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬
‫ل َوالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ج ْ‬‫ل ‪َ )َ) :‬‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِفي الت ّوَْراةِ َقا َ‬‫سو ِ‬ ‫فةِ َر ُ‬ ‫ص َ‬‫ِ‬
‫‪()1‬أ نظركتـــاب)الرســـول ‪ ‬فـــى الدراســـات الستشـــراقية‬
‫المنصفة(‪-‬محمد شريف الشيباني صـ ‪.147:143‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪309‬‬

‫ن‬‫فت ِهِ ِفي ال ْقُْرآ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ِفي َالت ّوَْراةِ ب ِب َعْ ِ‬ ‫صو ٌ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫ذيًرا {‬ ‫مب َ ّ‬ ‫ك َ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫َ‬
‫شًرا وَن َ ِ‬ ‫دا وَ ُ‬ ‫شاهِ ً‬ ‫ي إ ِّنا أْر َ‬ ‫} َيا أي َّها الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مي ْت ُ َ‬
‫ك‬ ‫س ّ‬ ‫سوِلي َ‬ ‫دي وََر ُ‬ ‫ت عَب ْ ِ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫مّيي َ‬ ‫حْرًزا ل ِْل ّ‬ ‫وَ ِ‬
‫ب ِفي‬ ‫خا ٍ‬ ‫س ّ‬ ‫ظ وََل َ‬ ‫ظ وََل غَِلي ٍ‬ ‫ف ّ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ل ل َي ْ َ‬ ‫المت َوَك ّ َ‬
‫ة وَل َك ِ‬ ‫َ‬
‫فُر‬‫فو وَي َغْ ِ‬ ‫ن ي َعْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫سي ّئ َ َ‬
‫سي ّئ َةِ ال ّ‬ ‫ق وََل ي َد ْفَعُ ِبال ّ‬ ‫ِ‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫اْل ْ‬
‫س‬
‫َ‬
‫ن‬‫جاَء ب ِأ ْ‬ ‫ة ال ْعَوْ َ‬ ‫مل ّ َ‬ ‫م ب ِهِ ال ْ ِ‬‫قي َ‬ ‫حّتى ي ُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫قب ِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬
‫ص ّ‬ ‫مًيا َوآَذاًنا ُ‬ ‫ح ب َِها أعْي ًُنا عُ ْ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه وَي َ ْ‬ ‫قوُلوا َل إ ِل َ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫فا((‪.‬‬ ‫وَقُُلوًبا غُل ْ ً‬
‫‪ُ 16‬‬
‫ي‬
‫م َ‬ ‫سي ُّر ال ْعُ ْ‬ ‫وفى سفر أشيعاء الصحاح ‪ ) 42‬وَأ َ‬
‫ها‬‫م ي َد ُْرو َ‬ ‫ك لَ ْ‬ ‫سال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ها‪ِ .‬في َ‬ ‫م ي َعْرُِفو َ‬ ‫ريق ل َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي ط َ‬
‫ل الظ ّل ْم َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫جا ِ‬ ‫معْوَ ّ‬ ‫م ُنوًرا‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ةأ َ‬ ‫َ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫م‪ .‬أ ْ‬ ‫شيهِ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‪ 17 .‬قَدِ‬ ‫موُر أفْعَل َُها وَل َ أت ُْرك ُهُ ْ‬ ‫ة‪ .‬هذِهِ ال ُ‬ ‫م ً‬ ‫قي َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن عَلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مت ّك ِلو َ‬ ‫ْ‬
‫خْزًيا ال ُ‬ ‫خَزى ِ‬ ‫ْ‬
‫دوا إ ِلى الوََراِء‪ .‬ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫اْرت َ ّ‬
‫َ‬ ‫سُبو َ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫قائ ُِلو َ‬ ‫ت‪ ،‬ال ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪18‬‬
‫ن آل ِهَت َُنا!‬ ‫ت‪ :‬أن ْت ُ ّ‬ ‫كا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حوَتا ِ‬ ‫من ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪19‬‬
‫صُروا‪.‬‬ ‫ي ان ْظ ُُروا ل ِت ُب ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫مُعوا‪ .‬أي َّها ال ْعُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫»أي َّها ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫سوِلي ال ّ ِ‬ ‫م ك ََر ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫دي‪ ،‬وَأ َ‬ ‫مى إ ِل ّ عَب ْ ِ‬ ‫ن هُوَ أعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫كال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مى ك َعَب ْدِ‬ ‫ل‪ ،‬وَأعْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫مى َ‬ ‫ن هُوَ أعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه؟ َ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫أْر ِ‬
‫ن وَل َ‬ ‫فُتو ُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب؟ ‪َ 20‬ناظ ٌِر ك َِثيًرا وَل َ ت ُل َ ِ‬
‫ح الذ ُن َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ظ‪َ .‬‬
‫َ‬
‫الّر ّ‬
‫ه‪ .‬ي ُعَظ ّ ُ‬ ‫ب قَد ْ ُ‬
‫‪21‬‬
‫م‬ ‫ل ب ِّر ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫سّر ِ‬ ‫ع«‪ .‬الّر ّ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫مَها‪((1) 22 .‬‬ ‫ة وَي ُك ْرِ ُ‬ ‫ريعَ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ال ّ‬

‫‪(2)1‬وهذا النص بطوله يوفق هذا النقل عن أهل الكتاب المذكور‬


‫َ‬
‫ه‪،‬‬
‫ضد ُ ُ‬ ‫ذي أع ْ ُ‬ ‫دي ال ّ ِ‬ ‫فى أثر عبد الله بن عمرو بن العاص»هُوََذا ع َب ْ ِ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫ج ال َ‬ ‫خر ِ ُ‬ ‫َ‬
‫حي ع َلي ْهِ في ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ُرو ِ‬ ‫ضع ْ ُ‬ ‫سي‪ .‬وَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت ب ِهِ ن َ ْ‬ ‫سّر ْ‬ ‫ذي ُ‬ ‫خَتاِري ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫ب‬‫ص‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫‪3‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫ت‬ ‫و‬‫ص‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫شا‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫صي‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫‪2‬‬
‫م‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َ َ ً‬ ‫ِ ِ َ َْ ُ‬
‫َ‬
‫َ ِ ُ َ َْ ُ َ ُ ْ ِ ُ ِ‬ ‫لِ َ ِ‬‫م‬ ‫ل‬
‫ج‬
‫خر ِ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ئ‪ .‬إ َِلى ال َ‬ ‫ف ُ‬ ‫مد َة ً ل َ ي ُط ْ ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ف‪ ،‬وَفَِتيل َ ً‬ ‫ص ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ة ل َيَ ْ‬ ‫ض ً‬
‫ضو َ‬ ‫مْر ُ‬ ‫َ‬
‫ض‪ ،‬وَت َن ْت َظ ُِر‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫تى‬ ‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫‪4‬‬
‫ق‪.‬‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت‬‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫خال ِقُ ال ّ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫ه الّر ّ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذا ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ه«‪ .‬هك َ‬ ‫‪5‬‬
‫ريعَت َ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫جَزائ ُِر َ‬ ‫ال َ‬ ‫ْ‬
‫ة‪،‬‬ ‫م ً‬ ‫َ‬ ‫طي ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س َ‬ ‫ب ع َلي َْها ن َ َ‬ ‫شع ْ‬ ‫معْ ِ‬ ‫جَها‪ُ ،‬‬ ‫ض وَن ََتائ ِ ِ‬ ‫سط الْر‬ ‫ها‪َ ،‬با ِ‬ ‫شُر َ‬ ‫وََنا ِ‬
‫ك‬‫ك ب ِي َد ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م‬ ‫ك بال ْ ِبر‪ ،‬فَأ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫نا‬ ‫والساكِنين فيها روحا‪» 6ِ :‬أ َ‬
‫ْ ِ‬ ‫ْ َ ُْ ِ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ِ َ ِ َ ُ ً‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪310‬‬

‫وعلق صاحب )كتاب النبوة والنبياء في اليهودية‬


‫والمسيحية والسلم(‪:‬‬

‫ب قَد ْ‬
‫‪ -‬وهو نبي البر الذي يعظم شريعة الله )الّر ّ‬
‫سر م َ‬
‫مَها‪ (.‬إن بر‬ ‫ة وَي ُك ْرِ ُ‬
‫ريعَ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ه‪ .‬ي ُعَظ ّ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ل ب ِّر ِ‬
‫ج ِ‬
‫نأ ْ‬‫ُ ّ ِ ْ‬
‫نبي السلم ورحمته بالناس جميعا أمر يشهد به‬
‫الجميع حتى من غير المسلمين ‪ ،‬ومنهم عتلة‬
‫ُ‬ ‫فظ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْعُ ْ‬ ‫ح ع ُُيو َ‬ ‫فت َ َ‬‫م‪ 7 ،‬ل ِت َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ب وَُنوًرا ل ِل َ‬ ‫شع ْ ِ‬ ‫دا ِلل ّ‬ ‫ك ع َهْ ً‬ ‫جعَل ُ َ‬ ‫ك وَأ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫وَأ ْ‬
‫خرج من ال ْحبس ال ْ ْ‬
‫ن ِفي‬ ‫سي َ‬ ‫جال ِ ِ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن ب َي ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن‪ِ ،‬‬ ‫سوِري َ‬ ‫مأ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ِت ُ ْ ِ َ ِ‪ِ ْ َ َ َ 8‬‬
‫ُ‬
‫خَر‪ ،‬وَل َ‬ ‫طيهِ ل َ‬ ‫دي ل َ أع ْ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬‫مي‪ ،‬وَ َ‬ ‫س ِ‬‫ذا ا ْ‬ ‫به َ‬ ‫ة‪» .‬أَنا الّر ّ‬ ‫م ِ‬‫الظ ّل ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خب ٌِر‬ ‫م ْ‬‫ت أَنا ُ‬ ‫ديَثا ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ت قَد ْ أت َ ْ‬ ‫ت‪ .‬هُوََذا الوّل ِّيا ُ‬
‫‪9‬‬
‫حوَتا ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫حي ل ِل ْ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫م ب َِها«‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مك ْ‬ ‫ت أع ْل ِ ُ‬ ‫ن ت َن ْب ُ َ‬ ‫ب َِها‪ .‬قب ْل أ ْ‬
‫ض‪ .‬أ َي ّهَــا‬‫ْ ِ‬ ‫ر‬ ‫م ـن أ َقْصــى ال َ‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ح‬ ‫بي‬
‫َِ ً َ ِ َ ً َ ْ ِ َ ُ ِ ْ‬‫س‬ ‫ت‬ ‫ة‪،‬‬ ‫د‬ ‫دي‬ ‫ج‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ب‬‫‪ 10‬غ َ ّ ِ ّ ّ‬
‫ر‬ ‫لل‬ ‫نوا‬
‫كان َُها‪ 11 ،‬ل ِت َْرفَ ـِع ال ْب َّري ّـ ُ‬
‫ة‬ ‫سـ ّ‬ ‫جَزائ ُِر وَ ُ‬ ‫مل ْؤ ُه ُ َوال ْ َ‬‫ح رِ وَ ِ‬ ‫ن ِفي ال ْب َ ْ‬ ‫حد ُِرو َ‬ ‫من ْ َ‬‫ال ْ ُ‬
‫ن‬‫مــ ْ‬ ‫ع‪ِ .‬‬ ‫سال ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا ُ‬‫س ّ‬ ‫م ُ‬ ‫داُر‪ .‬ل ِت َت ََرن ّ ْ‬ ‫سك َن ََها ِقي َ‬ ‫صوْت ََها‪ ،‬الد َّياُر ال ِّتي َ‬ ‫مد ُن َُها َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ه‬
‫ح ِ‬ ‫سـِبي ِ‬ ‫خب ِـُروا ب ِت َ ْ‬ ‫دا وَي ُ ْ‬ ‫جـ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫طوا الـّر ّ‬ ‫فوا‪ 12 .‬ل ِي ُعْ ُ‬ ‫ل ل ِي َهْت ِ ُ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫س ال ْ ِ‬ ‫ُر ُ‬
‫ؤو ِ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ض غ َي َْرَتــ ُ‬ ‫ب ي ُن ْهِ ُ‬ ‫حُرو ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ج‪ .‬ك ََر ُ‬ ‫خُر ُ‬ ‫جّبارِ ي َ ْ‬ ‫كال ْ َ‬
‫ب َ‬ ‫ر‪ 13 .‬الّر ّ‬ ‫جَزائ ِ ِ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ر‪.‬‬ ‫من ْـذ ُ ال ـد ّهْ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫م ّ‬ ‫صـ َ‬ ‫ه‪» 14.‬قَ ـد ْ َ‬ ‫دائ ِ ِ‬ ‫وى ع َل َــى أع ْـ َ‬ ‫قـ َ‬ ‫خ وَي َ ْ‬ ‫ص ـُر ُ‬ ‫ف وَي َ ْ‬ ‫ي َهْت ِ ُ‬
‫ل‬ ‫جَبا َ‬ ‫ب ال ْ ِ‬ ‫خ رِ ُ‬ ‫مًعا‪ 15 .‬أ َ ْ‬ ‫خُر َ‬ ‫خ وَأ َن َ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح‪ .‬أ َن ْ ُ‬ ‫صي ُ‬
‫َ‬
‫وال ِد َةِ أ ِ‬ ‫كال ْ َ‬ ‫ت‪َ .‬‬ ‫جل ّد ْ ُ‬ ‫ت‪ .‬ت َ َ‬ ‫سك َ ّ‬ ‫َ‬
‫م‪16 ،‬‬ ‫جا َ‬ ‫ف ال َ‬ ‫ش ُ‬ ‫سا وَأ ُن َ ّ‬ ‫ل الن َْهاَر ي َب َ ً‬
‫ج عَ ُ َ‬ ‫َ‬
‫شب َِها‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ل عُ ْ‬ ‫ف كُ ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫م وَأ َ‬
‫ُ‬
‫كا َ‬ ‫َوال َ‬
‫ُ‬
‫ها‬ ‫م ي َـد ُْرو َ‬ ‫ك ل َـ ْ‬ ‫ســال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ي َعْرُِفوهَــا‪ .‬فِــي َ‬ ‫ريــق ل َـ ْ‬ ‫ي ِفي ط َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫سي ُّر ال ْعُ ْ‬ ‫وَأ َ‬
‫ل الظ ّل ْم َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ة‪ .‬هــذ ِ ِ‬ ‫م ً‬ ‫قي َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫م عْوَ ّ‬ ‫م ُنوًرا‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫م هُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ةأ َ‬ ‫َ‬ ‫ج عَ ُ‬ ‫م‪ .‬أ ْ‬ ‫شيهِ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫أ َ‬
‫دوا إ ِل َــى ال ْـوََراِء‪ .‬ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫خْزي ًــا‬ ‫خ ـَزى ِ‬ ‫م‪ 17 .‬قَد ِ اْرت َـ ّ‬ ‫موُر أفْعَل َُها وَل َ أت ُْرك ُهُ ْ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬
‫ن آل ِهَت ُن َــا! ‪18‬‬ ‫ت‪ :‬أن ْت ُـ ّ‬ ‫كا ِ‬‫سـُبو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬‫قــائ ُِلو َ‬ ‫ت‪ ،‬ال ْ َ‬ ‫حوَتا ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ع ََلى ال ْ َ‬ ‫مت ّك ُِلو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مى‬ ‫ن هُوَ أ ع ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫صُروا‪َ 19 .‬‬ ‫ي ان ْظ ُُروا ل ِت ُب ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫مُعوا‪ .‬أي َّها ال ْعُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫»أي َّها ال ّ‬
‫كال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪،‬‬‫مــ ِ‬
‫كا ِ‬ ‫مــى َ‬ ‫ن هُوَ أع ْ َ‬ ‫م ْ‬‫ه؟ َ‬ ‫سل ُ ُ‬
‫ذي أْر ِ‬ ‫سوِلي ال ّ ِ‬‫م ك ََر ُ‬ ‫ص ّ‬
‫دي‪ ،‬وَأ َ‬ ‫إ ِل ّ ع َب ْ ِ‬
‫فت ُــو ُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب؟ ‪َ 20‬ناظ ٌِر ك َِثيًرا وَل َ ت ُل َ ِ‬ ‫َ‬
‫ن وَل َ‬ ‫ح الذ ُن َي ْـ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ظ‪َ .‬‬ ‫مى ك َعَب ْد ِ الّر ّ‬ ‫وَأ ع ْ َ‬
‫َ‬
‫مَهــا‪.‬‬‫ة وَي ُك ْرِ ُ‬ ‫ريعَ َ‬
‫ش ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ه‪ .‬ي ُعَظ ّ ُ‬ ‫ل ب ِّر ِ‬
‫ج ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫سّر ِ‬‫ب قَد ْ ُ‬ ‫ع«‪ 21 .‬الّر ّ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬
‫يَ ْ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪311‬‬

‫تطالوا على السلم ونبيه ‪ .‬ولقد حدث أن مرت‬


‫جنازة يهودي فوقف النبي تكريما ً للخوة النسانية ‪،‬‬
‫فإذا ببعض الصحابة يقول له إنها ليهودي‪ -‬وقد علم‬
‫ما أصاب المسلمين من أذى اليهود تمثل فى‬
‫مؤامرات وفتن وحرب نفسية وحروب دموية ‪-‬‬
‫وأمسك عليه النبي اعتراضه قائل ً ‪ ):‬أليست نفسًا(‬
‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫م ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫صدق القرآن ‪ :‬وَ َ‬
‫ما أْر َ‬
‫)النبياء‪.(1)(107:‬‬
‫إن الخلق المحمدي الذي هو خلق القرآن ‪ ،‬قد‬
‫طبع بالرحمة والطيبة ‪ ،‬ل سيما وأن الله بعثه لينقذ‬
‫البشرية من ضللها ‪ ،‬ويكون هاديها إلى خير‬
‫سبيل ‪ ،‬حامل ً لها الرحمة والخير ‪ .‬يقول‬
‫المستشرق السباني جان ليك ) ‪(1897-1822‬‬
‫في كتابه ‪ " :‬العرب " مؤكدا ً هذه الحقيقة ‪:‬‬
‫((وحياة محمد التاريخية ل يمكن أن توصف‬
‫بأحسن مما وصفها الله نفسه بألفاظ قليلة ‪ ،‬بين‬
‫ك إ ِّل‬
‫سل َْنا َ‬ ‫َ‬
‫بها سبب بعث النبي )محمد( ‪ ‬وَ َ‬
‫ما أْر َ‬
‫ن ‪) ‬النبياء‪. (((107:‬‬ ‫ة ل ِل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬
‫َر ْ‬
‫ه‪ ،‬وَِفي‬ ‫فرِ ك ُل ّ ُ‬ ‫طيد َ ِفي ال ْ ُ‬
‫ح َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ب‪ .‬قَد ِ ا ْ‬ ‫سُلو ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫من ُْهو ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫ش عْ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫‪َ 22‬ولك ِن ّ ُ‬
‫بيوت ال ْحبوس ا ْ ُ‬
‫ن‬
‫مـ ْ‬ ‫س َ‬ ‫س ـل ًَبا وَل َي ْـ َ‬ ‫ذ‪ ،‬وَ َ‬ ‫قـ َ‬ ‫صــاُروا ن َهْب ًــا وَل َ ُ‬
‫من ْ ِ‬ ‫خت َب َأوا‪َ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُُ ِ‬
‫د؟ ‪24‬‬ ‫ما ب َعْ ُ‬ ‫م عُ ل ِ َ‬‫س َ‬ ‫صَغى وَي َ ْ‬ ‫ذا؟ ي َ ْ‬ ‫م عُ ه َ‬ ‫س َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ل‪ُ» :‬رّد!«‪َ 23.‬‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫س ال ـّر ّ‬ ‫ن؟ أل َي ْ َ‬ ‫ل إ َِلى الّناه ِِبي َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ب وَإ ِ ْ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ب إ َِلى ال ّ‬ ‫قو َ‬ ‫ن د َفَعَ ي َعْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ال ّذي أ َ ْ ْ‬
‫مُعوا‬ ‫سـ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫كوا ِفي ط ُُرقِهِ وَل َـ ْ‬ ‫سل ُ ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫شاُءوا أ ْ‬ ‫م يَ َ‬ ‫خط َأَنا إ ِل َي ْهِ وَل َ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَأوْقَد َت ْ ُ‬ ‫حْر ِ‬ ‫شد ّة َ ال ْ َ‬ ‫ضب ِهِ وَ ِ‬ ‫م وّ غ َ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫سك َ َ‬‫ه‪ 25 .‬فَ َ‬ ‫ريعَت ِ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫لِ َ‬
‫َ‬
‫ضعْ ِفي قَل ْب ِ ِ‬
‫ه‪.‬‬ ‫م يَ َ‬ ‫ه و َل َ ْ‬ ‫حَرقَت ْ ُ‬ ‫ف‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫م ي َعْرِ ْ‬ ‫حي َةٍ وَل َ ْ‬ ‫ل َنا ِ‬ ‫كُ ّ‬
‫‪ ()1‬ل‪.‬م ‪/‬أحمد عبدالوهاب )النبوة والنبياء( صـ ‪139‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪312‬‬

‫وقد برهن بنفسه على أن لديه أعظم الرحمات‬


‫لكل ضعيف‪ ،‬ولكل محتاج إلى المساعدة‪ ،‬كان‬
‫محمد رحمة حقيقة لليتامى والفقراء وابن السبيل‬
‫والمنكوبين والضعفاء والعمال وأصحاب الكد‬
‫والعناء‪ ،‬وإني بلهفة وشوق لن أصلى عليه وعلى‬
‫أتباعه (( )‪.(2‬‬

‫رقته و سماحة طبعه‪:‬‬

‫وإلى جانب بساطته وزهده وبعده عن الشهوات‬


‫كان ‪ ‬رقيق مع الخرين يعامل أصدقاءه باحترام‬
‫وتقدير‪ ،‬مع لين عريكة وسهولة جانب ‪ ،‬ولطف‬
‫ودماثة هي ملزمة لبطولته وشجاعته وكريم أخلقه‬
‫التي ل تعرف التصنع ول التكلف ‪ ،‬تلك الصفات‬
‫التي‬
‫اعترف بها العداء قبل الصدقاء ‪ .‬يقول‬
‫المستشرق البريطاني لين بول ) ‪( 19 17-1652‬‬
‫في مؤلفه‪" :‬رسالة في تاريخ العرب " متحدثا ً عن‬
‫سجايا الخلق المحمدي‪:‬‬
‫))إن محمدا ً كان يتصف بكثير من الصفات كاللطف‬
‫والشجاعة‪ ،‬وكرم الخلق‪ ،‬حتى إن النسان ل‬
‫يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثر بما تطبعه‬
‫هذه الصفات في نفسه‪ ،‬ودون أن يكون هذا الحكم‬
‫صادرا ً عن غير ميل أو هوى‪ ،‬كيف ل وقد احتمل‬
‫محمد عداء أهله وعشرته سنوات بصبر وجلد‬
‫عظيمين‪ ،‬ومع ذلك فقد بلغ من نبله أنه لم يكن‬
‫يسحب يده من يد مصافحه حتى لو كان يصافح‬
‫‪ ((2‬جان ليك‪ :‬العرب ص ‪43‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪313‬‬

‫ل‪ ،‬وأنه لم يمر بجماعة يوما ً من اليام رجال ً‬


‫طف ً‬
‫كانوا أم أطفال دون أن يسلم عليهم ‪ ،‬وعلى شفتيه‬
‫ابتسامة حلوة ‪ ،‬وبنغمة جميلة كانت تكفي وحدها‬
‫لتسحر سامعيها ‪ ،‬و تجذب القلوب إلى صاحبها‬
‫جذبا ً ‪ ،‬وقد كان محمد غيورا ً ومتحمسا ً ‪ ،‬وما كانت‬
‫حماسته إل لغرض نبيل ‪ ،‬ومعنى سام ‪ ،‬فهو لم‬
‫يتحمس إل عندما كان ذلك واجبا ً مفروضا ً ل مفر‬
‫منه ‪ ،‬فقد كان رسول من الله ‪ ،‬وكان يريد أن‬
‫يؤدي رسالته على أكمل وجه ‪ ،‬كما أنه لم ينس‬
‫يوما ً من اليام كيانه أو الغرض الذي بعث من‬
‫أجله ‪ ،‬دائما ً كان يعمل له ويتحمل في سبيله جميع‬
‫أنواع البليا ‪ ،‬حتى انتهى إلى إتمام ما يريد (()‪.(1‬‬

‫وأما الكاتب النكليزي السير وليم موير فيتناول‬


‫في مؤلفه ‪ " :‬حياه محمد " سجايا الرسول‬
‫وشمائله ولين عريكته وتعامله مع الطفال ‪ ،‬فيقول‬
‫‪:‬‬
‫)) ومن صفات محمد الجليلة الجديرة بالذكر ‪،‬‬
‫والحرية بالتنويه ‪ ،‬الرقة و الحترام ‪ ،‬اللذان كان‬
‫يعامل بهما أصحابه ‪ ،‬حتى أقلهم شأنا ً ‪ ،‬فالسماحة‬
‫والتواضع والرأفة والرقة تغلغلت في نفسه ‪،‬‬
‫ورسخت محبته عند كل من حوله ‪ ،‬وكان يكره أن‬
‫يقول ل ‪ ،‬فإن لم يمكنه أن يجيب الطالب على‬
‫سؤاله ‪ ،‬فضل السكوت على الجواب ‪ ،‬ولقد كان‬
‫أشد حياء من العذراء في خدرها ‪ ،‬وقالت عائشة‬
‫~‪ ،‬وكان إذا ساءه شيء تبينا ذلك في أسارير‬
‫‪ (1)1‬لين بول ‪ :‬رسالة في تاريــخ العــرب ؟)نقل عــن كتــاب‬
‫روح الدين السلمي ص ‪(438‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪314‬‬

‫وجهه ‪ ،‬ولم يمس أحدا ً بسوٍء ال في سبيل الله ‪،‬‬


‫ويؤثر عنه أنه كان ل يمتنع عن إجابة الدعوة من‬
‫أحد مهما كان حقيرا ً ‪ ،‬ول يرفض هدية مهداة إليه‬
‫مهما كانت صغيره ‪ ،‬وإذا جلس مع أحد أيا ً كان لم‬
‫يرفع نحوه ركبته تشامخا ً وكبرا ً ‪ ،‬وكان سهل ً لين‬
‫العريكة مع الطفال ‪ ،‬ل يأنف إذا مر بطائفة منهم‬
‫يلعبون أن يقرئهم السلم ‪ ،‬وكان يشرك غيره في‬
‫طعامه (()‪.(1‬‬

‫رقة قلب وأخو النسانية العظيم‬

‫إذ رقة قلب رسول الله و‪ ، ‬مشهودة له في‬


‫سيرته الحياتية ‪ ،‬وكان فؤاده يتفطر حزنا ً على‬
‫إخوانه في النسانية للفساد الواقعين به ‪،‬‬
‫"والقرآن الكريم يشهد على ذلك حين يقول‪‬‬
‫ن ‪] ‬الشعراء‪/‬‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ك أ َّل ي َ ُ‬
‫كوُنوا ُ‬ ‫س َ‬
‫ف َ‬
‫خعٌ ن َ ْ‬ ‫ل َعَل ّ َ‬
‫ك َبا ِ‬
‫‪ [3‬ولقد عني عناية بالغة بمصلحة أتباعه وخيرهم "‬
‫‪.‬‬

‫ويتناول المفكر النكليزي توماس كارليل في‬


‫كتابه ‪ " :‬البطال " جوانب من حياة الرسول تظهر‬
‫رقة قلبه ومحبته لصدقائه و رحمته ‪ ،‬وأنه كان أخا ً‬
‫للنسانية جمعاء ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫)) وكانت آ خر كلماته تسبيحا ً وصلة ‪ ،‬صوت‬
‫فؤاد يهم بين الرجاء والخوف أن يصعد إلى ربه ‪.‬‬
‫ول تحسب أن شدة تدينه أزرت بفضله ‪ ،‬كل ً بل‬
‫وليــم مــوير ‪ :‬حيــاة محمــد )نقل عــن كتــاب "بطــل‬ ‫‪(1)1‬‬
‫البطال" ‪ ،‬عبد الرحمن عزام ‪ ،‬ص ‪.(45-44‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪315‬‬

‫زادته فضل ً ‪ ،‬وقد يروى عنه مكرمات عالية ‪ ،‬منها‬


‫قوله حين رزىء بغلمه ‪ » :‬العين تدمع ‪ ،‬والقلب‬
‫يوجع ‪ ،‬ول نقول ما يسخط الرب « ‪ .‬ولما استشهد‬
‫موله زيد ) بن حارثة ( في غزوة " مؤته " قال‬
‫محمد ‪ " :‬لقد جاهد زيد في الله حق جهاده ‪ ،‬ولقد‬
‫لقي الله اليوم فل بأس عليه " ولكن ابنة زيد‬
‫وجدته بعد ذلك يبكي على جثة أبيها ‪ ،‬وجدت‬
‫الرجل الكهل الذي دب في رأسه المشيب يذوب‬
‫قلبه دمعا ً ! فقالت ‪ " :‬ماذا أرى ؟ " ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫صديق يبكي صديقه " ‪ .‬مثل هذه القوال وهذه‬
‫الفعال ترينا في محمد أخا النسانية الرحيم ‪ ،‬أخانا‬
‫جميعا ً الرؤوف الشفيق ‪ ،‬وابن أمنا الولى وأبينا‬
‫الول)‪.(( (1‬‬
‫و كانت رقة قلب الرسول و رحمته و خصاله‬
‫الخرى المتسمة بالنسانية تنطبق على مصداقية‬
‫قوله ‪ » :‬الخلق كلهم عيال الله « ؟ يقول جان ليك‬
‫في كتابه ‪ " :‬العرب " ‪:‬‬
‫))ما أجمل ما قال المعلم العظيم ) محمد ‪(‬‬
‫) الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله‬
‫أنفعهم لعياله)‪.(((2‬‬

‫محبة أصدقاءه‬

‫أما الباحث السلمي مولنا محمد علي فيتحدث‬


‫عن جوانب الرحمة في حياة الرسول ومحبته‬

‫‪ ()1‬توماس كارليلي ‪ :‬البطال ‪ ،‬ص ‪85-84‬‬


‫‪ ()2‬جان ليك ‪ :‬العرب ‪ ،‬ص ‪43‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪316‬‬

‫أصدقاءه ‪ ،‬يقول ‪:‬‬


‫)) وكان الرسول يحب أصحابه حبا ً جما ً ‪ .‬وكان‬
‫إذا ما صافح أحدا ً منهم لم يسحب يده إل بعد أن‬
‫يسحبها صاحبه ‪ .‬وكان ل يلقى الناس إل بوجه‬
‫باسم ‪ .‬وفي رواية عن جرير بن عبد الله أنه لم‬
‫يمر النبي إل وعلى وجهه ابتسامة ‪ .‬وكان في بعض‬
‫الحيان يمازح أصحابه ويداعبهم مداعبات بريئة ‪.‬‬
‫وكان يتحدث إليهم تاركا ً نفسه على سجيتها غير‬
‫مصطنع أيما تحفظ قد يوقع في نفوسهم أنه‬
‫أسمى منهم مقاما ً ‪ ، . .‬ولم يكن ليمتدح أو يثني‬
‫على نفسه البتة ‪ .‬وكان يحمل أولد أصحابه بين‬
‫يديه ويحتضنهم ‪ .‬وكانوا يوسخون ملبسه في بعض‬
‫الحيان ‪ ،‬وكان أيما مسحة من الستياء لم تكن‬
‫لتطيف بوجهه ‪ .‬وكان يكره الغتياب ويحظر على‬
‫زائريه أن يذموا أحدا ً من أصحابه ‪ ،‬إذ كان ‪-‬كما‬
‫قال ‪ -‬حسن الظن بهم جميعا ً ‪ .‬وكان يبدأ أصحابه‬
‫إذا لقيهم ‪ ،‬بالسلم ‪ ،‬ويبدأهم بالمصافحة أيضا ً ‪.‬‬
‫وكان يناديهم أحيانا بأسماء التحبب تعبيرا ً عن‬
‫مودته لهم ‪ .‬وكان ل يصادقه أحد منهم إل رعى‬
‫صداقته وقدرها حق قدرها ‪ .‬وكان أبو بكر خليله‬
‫وصفيه حتى اللحظة الخيرة ‪ .‬وكان من دأب‬
‫الرسول أن يتذكر في تأثر غض وفاة خديجة‬
‫وإخلصها ‪ ،‬حتى بعد انقضاء سنوات طويلة على‬
‫وفاتها ‪ .‬وكان زيد ‪ ،‬عبده المعتق ‪ ،‬شديد التعلق به‬
‫إلى حد جعله يؤثر البقاء في كنفه على الذهاب مع‬
‫أبيه إلى مسقط رأسه ‪ .‬وكان يتغاضى عن مناحي‬
‫الضعف عند الناس وليلمح إليها مجرد إلماح ‪.‬‬
‫وحتى إذا وقف في المسلمين خطيبا ً تحدث عن‬
‫الوسيلة إلى التخلص من عيب معين من غير أن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪317‬‬

‫يدع أيما امرىء يشعر أن الرسول يشير إليه)‪.(((1‬‬

‫رحمته بالعداء‬

‫والحديث عن سماحة الرسول ومحبته أصدقاءه‬


‫‪ ،‬ل بد أن يقود إلى موقف الرسول من العداء ‪. .‬‬
‫فالرحمة والسماحة هما سمتان طبيعيتان في‬
‫جبلته تبرزان في تعامله مع أصدقائه أو أعدائه ‪.‬‬
‫يقول مولنا محمد على ‪:‬‬
‫)) وسماحة الرسول نحو أعدائه يعز نظيرها في‬
‫تاريخ العالم ‪ .‬فقد كان عبد الله بن أبي عدوا ً‬
‫للسلم ‪ ،‬وكان ينفق أيامه ولياليه في وضع‬
‫الخطط ليقاع الذى بالدين الجديد ‪ ،‬محرضا ً‬
‫المكيين واليهود تحريضا ً موصول ً على سحق‬
‫المسلمين ‪ .‬ومع ذلك فيوم توفي عبد الله دعا‬
‫الرسول ربه أن يغفر له ‪ ،‬بل لقد قدم رداءه إلى‬
‫أهله كي يكفنوه به ‪ .‬والمكيون الذين أخضعوه‬
‫وأصحابه ‪ ،‬دائما ً وأبدا ً ‪ ،‬لشد التعذيب بربرية‬
‫منحهم عفوا ً عاما ً ‪ .‬وفي إمكان المرء أن يخيل‬
‫المعاملة التي كان يجدر بفاتح دنيوي النزعة أن‬
‫يعاملهم بها ‪ .‬ولكن صفح الرسول كان ل يعرف‬
‫حدودا ً ‪ .‬فقد غفر لهم ثلثة عشر عاما ً من‬
‫الضطهاد والتآمر ‪ .‬وكثيرا ً ما أطلق سراح السرى‬
‫في سماحة بالغة ‪ ،‬رغم أن عددهم بلغ في بعض‬
‫الحيان ستة آلف أسير ‪ .‬وفي رواية عن عائشة‬
‫أنه لم ينتقم في أيما يوم من اليام من امرىء‬
‫أساء إليه ‪ .‬صحيح أنه أنزل العقوبة ببعض أعدائه‬
‫‪ ()1‬مولنا محمد علي ‪ :‬حياة محمد و سيرته ‪ ،‬ص ‪268‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪318‬‬

‫في أحوال نادرة جدا ً ‪ ،‬وفي فترات جد متباعدة ‪.‬‬


‫ولكن تلك الحالت كانت تنطوى كلها على خيانات‬
‫بشعة قام بها أناس لم يعد الصفح يجدي في‬
‫تقويمهم وإصلحهم ‪ .‬والحق أن ترك أمثال هؤلء‬
‫المجرمين سالمين غانمين كان خليقا ً به أن يني‬
‫استحسان الذى والتشجيع عليه ‪ .‬والرسول لم‬
‫يلجأ إلى العقوبة قط حيثما كان ثمة مجال لنجاح‬
‫سياسة الصفح كرادع إن لم نقل كإجراء إصلحي ‪.‬‬
‫ولقد أسبغ عفوه على أتباع الديان جميعا ً ‪ -‬يهود ‪،‬‬
‫ونصارى ‪ ،‬ووثنيين ‪ ،‬وغيرهم‪ -‬إنه لم يقصر إحسانه‬
‫على أتباع دينه فحسب)‪.(((1‬‬

‫الرحمة و العنف‬
‫غير أن موقف الرسول من العداء ل بد أن‬
‫يقود عمليا ً ‪ ،‬إلى مناقشة المواقف التي تفرض‬
‫على القائد فرضا ً فتدفعه إلى الشدة التي يراها‬
‫البعض قسوة وعنفا ً ‪ . . ،‬فالرسالة السلمية هذه‬
‫النبتة التي نشأت في مناخ عدائي ل يمكن أن‬
‫تظهر كدوحة جبارة دون أن تكون على مواقف‬
‫جدية في مواجهة العنف المضاد ‪ ،‬في إطار‬
‫المجابهة بين قوتين أو أحيانا ً القيام بأعمال رادعة‬
‫تمنع تآمر العداء و تزيل أخطارهم المستقبلية ‪،‬‬
‫يقول توماس كارليل ‪:‬‬
‫)) ولم تخل الحروب الشديدة التي وقعت له‬
‫مع العراب من مشاهد قسوة ‪ ،‬ولكنها لم تخل‬
‫كذلك من دلئل رحمة وكرم وغفران ‪ .‬وكان محمد‬
‫ل يعتذر من الولى ول يفتخر بالثانية ‪ .‬إذ كان يراها‬
‫‪ ()1‬مولنا محمد علي ‪ ،‬ص ‪270-269‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪319‬‬

‫من وحى وجدانه وأوامر شعوره ‪ ،‬ولم يكن وجدانه‬


‫لديه بالمتهم ول شعوره بالظنين)‪.(((1‬‬
‫ومن العجب أن بعض المستشرقين الحاقدين‬
‫ألصقوا بالرسول تهمة القسوة والجبن ‪ ..‬فكان أن‬
‫انبرى من صفوف رجالتهم من عرفوا حقيقة‬
‫الخلق المحمدي ‪ ،‬وطبيعة الرسالة السلمية‬
‫السمحة ليدافعوا عن الرسول ‪ ،‬وينافحوا عن‬
‫الرسالة ‪ ،‬مظهرين بطلن ما نفثته أقلم‬
‫الحاقدين ‪ ،‬ومن بين أولئك المنصفين الذين قدروا‬
‫الرسول حق قدره المؤرخ المستشرق الفرنسي‬
‫سيديو الذي أعطى الحضارة السلمية حقها‪ ،‬يقول‬
‫‪:‬‬
‫))من التجني على حقائق التاريخ ما كان من‬
‫عزو بعض الكتاب إلى محمد القسوة والجبن‪ .‬فقد‬
‫نسي هؤلء أن محمدا ً لم يأل جهدا ً في إلغاء عادة‬
‫الثأر الموروثة الكريهة التي كانت ذات حظوة لدى‬
‫العرب ‪ ،‬كحظوة المبارزات بأوروبة فيها مضى ‪.‬‬
‫وكأن أولئك الكتاب لم يقرأوا آيات القرآن التي‬
‫قضى محمد فيها على عادة الوأد الفظيعة ‪ .‬وكأنهم‬
‫لم يفكروا في العفو الكريم الذي أنعم به على‬
‫أعدائه بعد فتح مكة ‪ ،‬ول في الرحمة التي حبا بها ‪،‬‬
‫كثيرا ً من القبائل عند ممارسة قواعد الحرب‬
‫الشاقة ‪ ،‬ول إلى ما أبداه من أسف على بعض‬
‫المم الشديدة ‪ ،‬وكأنهم لم يبصروا أن المة أم‬
‫القبائل العربية كانت تعد النتقام أمرا ً واجبا ً وأنها‬
‫ترى من حق كل مخلص أن يقتل من غير عقاب‬
‫من يكون خطرا ً عليها ذات يوم ‪ . . .‬وكأنهم لم‬
‫‪ ()1‬توماس كارليل ‪ :‬ص ‪85‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪320‬‬

‫يعلموا أن محمدا ً لم يسئ ‪ ،‬استعمال ما اتفق له‬


‫من السلطان العظيم ‪ ،‬قضاء لشهوة القسوة‬
‫الدنيئة ‪ ،‬وأنه لم يأل جهدا ً ‪ -‬في الغالب ‪ -‬في تقويم‬
‫من يجور من أصحابه ‪ ،‬والكل يعلم أنه رفض ‪ -‬بعد‬
‫غزوة بدر‪ -‬رأي عمر بن الخطاب في قتل‬
‫السرى ‪ ،‬وأنه عندما حل وقت مجازاة بني قريظة‬
‫ترك الحكم في مصيرهم لحليفهم القديم سعد بن‬
‫معاذ ‪ ،‬وأنه صفح عن قاتل عمه حمزة ‪ ،‬وأنه لم‬
‫يرفض قط ما طلب إليه من اللطف‬
‫والسماح)‪.(((1‬‬
‫وفي الختام نرى أن ما ذهب إليه المستشرق‬
‫النكليزي السير وليم موير في كتابه ‪ » :‬حياة‬
‫محمد « هو خير ما يمكن أن نختم به النظرة‬
‫الستشراقية المنصفة لخلق الرسول وشمائله ‪،‬‬
‫إذ يقول ‪:‬‬
‫))وباختصار فإنه مهما ندرس حياة النبي محمد‬
‫‪ ‬نجدها على الدوام عبارة عن كتلة فضائل‬
‫مجسمة مع نقاء سريرته وخلق عظيم‪ ،‬وستبقى‬
‫تلك الفضائل عديمة النظير على الطلق في جميع‬
‫الزمان ‪ :‬في الماضي وفي الحاضر‬
‫والمستقبل)‪.(((2‬‬

‫‪ ()1‬سيديو ‪) :‬نقل عن كتاب السلم بين النصاف و الجحود ‪ ،‬ص‬


‫‪134‬‬
‫‪ ()2‬وليم موير ‪ :‬حياة محمد‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪321‬‬

‫خلق الرحمة في حياة السلف‬‫)ب( ُ‬


‫رحمهم الله ‪. ‬‬

‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ل الل ّهِ َوال ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫مد ٌ َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قال ‪ ‬فى وصفهم } ُ‬


‫م َ‬
‫كعا ً‬ ‫م ُر ّ‬ ‫داُء عََلى ال ْك ُ ّ‬ ‫مع َ‬
‫م ت ََراهُ ْ‬ ‫ماُء ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫فارِ ُر َ‬ ‫ش ّ‬ ‫هأ ِ‬ ‫َ َ ُ‬
‫م ِفي‬ ‫ماهُ ْ‬ ‫سي َ‬‫وانا ِ‬ ‫ً‬ ‫ض َ‬ ‫ن اللهِ وَرِ ْ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫ضل ِ‬ ‫ً‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫ً‬
‫جدا ي َب ْت َُغو َ‬ ‫س ّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫م ِفي الت ّوَْرا ِ‬ ‫مث َلهُ ْ‬ ‫جودِ ذ َل ِك َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أث َرِ ال ّ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫جوهِهِ ْ‬ ‫وُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شط ْأهُ َفآَزَرهُ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل ك ََزْرٍع أ ْ‬ ‫جي ِ‬‫م ِفي اْل ِن ْ ِ‬ ‫مث َل ُهُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ب الّزّراعَ ل ِي َِغي َ‬
‫ظ‬ ‫ج ُ‬ ‫سوقِهِ ي ُعْ ِ‬ ‫وى عََلى ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ظ َفا ْ‬ ‫ست َغْل َ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫ت‬
‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫فاَر وَعَد َ الل ّ ُ‬ ‫م ال ْك ُ ّ‬ ‫ب ِهِ ُ‬
‫ظيما ً { )الفتح‪، (29:‬وقال ‪‬‬ ‫َ‬
‫جرا ً عَ ِ‬ ‫فَرةً وَأ ْ‬ ‫مغ ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫فْر‬ ‫ن َرب َّنا اغْ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ب َعْدِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جاُءوا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ضا }َوال ّ ِ‬ ‫أي ً‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪322‬‬

‫ل ِفي‬ ‫جع َ ْ‬ ‫ن َول ت َ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫قوَنا ِبا ْ ِ‬ ‫سب َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وان َِنا ال ّ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ل ََنا وَِل ِ ْ‬
‫م{‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف َر ِ‬ ‫ؤو ٌ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫مُنوا َرب َّنا إ ِن ّ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قُُلوب َِنا ِغّل ً ل ِل ّ ِ‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫م ٍ‬ ‫خي َْر أ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ضا } ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫)الحشر‪ ،(10:‬وقال ‪ ‬أي ً‬
‫ْ‬
‫ن‬‫ن عَ ِ‬ ‫ف وَت َن ْهَوْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫س ت َأ ُ‬ ‫ت ِللّنا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫أُ ْ‬
‫ن ِبالل ّهِ { )آل عمران‪ :‬من الية‬ ‫مُنو َ‬ ‫من ْك َرِ وَت ُؤْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪.(110‬‬
‫س‬
‫خي ُْر الّنا ِ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ _ ‪:‬عَ ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫م (( وفى‬ ‫ن ي َُلون َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ن ي َُلون َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قَْرِني ث ُ ّ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ن ي َُلون َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫م قَْرِني ث ُ ّ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫رواية)) َ‬
‫ن‪ -‬هو الصحابي الجليل عمران بن‬ ‫مَرا ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ي َُلون َهُ ْ‬
‫ن أ َوْ ث ََلث َ ً‬
‫ة‬ ‫ي ‘ ب َعْد ُ قَْرن َي ْ ِ‬
‫َ‬
‫الحصين ‪َ - ù‬ل أد ِْري أذ َك ََر الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬
‫)‪.(((1‬‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫مد ٌ َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫يقول ابن كثير ’ فى قوله ‪ُ } ‬‬
‫م‬ ‫داُء عََلى ال ْك ُ ّ‬ ‫وال ّذين مع َ‬
‫م ت ََراهُ ْ‬ ‫ماُء ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫فارِ ُر َ‬ ‫ش ّ‬ ‫هأ ِ‬ ‫َ ِ َ َ َ ُ‬
‫واًنا {‬ ‫ض َ‬ ‫ن الل ّهِ وَرِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ضل ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫دا ي َب ْت َُغو َ‬ ‫ج ً‬ ‫س ّ‬ ‫ُرك ًّعا ُ‬
‫يخبر تعالى عن محمد صلوات الله عليه ‪ ،‬أنه‬
‫مد ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫رسوله حقا بل شك ول ريب‪ ،‬فقال‪ُ } :‬‬
‫ل الل ّهِ { ‪ ،‬وهذا مبتدأ وخبر‪ ،‬وهو مشتمل على‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫كل وصف جميل‪ ،‬ثم ثنى بالثناء على أصحابه‬
‫ماُء‬ ‫داُء عََلى ال ْك ُ ّ‬ ‫فقال‪ } :‬وال ّذين مع َ‬
‫ح َ‬ ‫فارِ ُر َ‬ ‫ش ّ‬ ‫هأ ِ‬ ‫َ ِ َ َ َ ُ‬
‫ْ‬
‫قوْم ٍ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ف ي َأِتي الل ّ ُ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫م { ‪ ،‬كما قال تعالى‪ } :‬فَ َ‬ ‫ب َي ْن َهُ ْ‬
‫عّزةٍ عََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نأ ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ه أذِل ّةٍ عََلى ال ْ ُ‬ ‫حّبون َ ُ‬ ‫م وَي ُ ِ‬ ‫حب ّهُ ْ‬ ‫يُ ِ‬
‫ن { ]المائدة ‪ [54 :‬وهذه صفة المؤمنين‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫فا على الكفار‪ ،‬رحيما‬ ‫أن يكون أحدهم شديدا عني ً‬
‫سا في وجه الكافر‪ ،‬ضحوكا‬ ‫بًرا بالخيار‪ ،‬غضوًبا عبو ً‬
‫شا في وجه أخيه المؤمن‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬يا‬ ‫بشو ً‬
‫ن ال ْك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫فاِر‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َُلون َك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫مُنوا َقات ُِلوا ال ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫أي َّها ال ّ ِ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪323‬‬

‫م ِغل ْظ َ ً‬
‫ة { ]التوبة ‪ ،[123 :‬وقال النبي‬ ‫دوا ِفيك ُ ْ‬ ‫وَل ْي َ ِ‬
‫ج ُ‬
‫‘‪" :‬مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل‬
‫الجسد الواحد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له‬
‫سهر" ‪ ،‬وقال‪" :‬المؤمن‬‫مى وال ّ‬ ‫سائر الجسد بالح ّ‬
‫للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وشبك بين‬
‫أصابعه" كل الحديثين في الصحيح )‪.(1‬‬

‫فهيا بنا نتنسم من سيرهم بعض نسيم الرحمة من‬


‫فعالهم رحمهم الله ‪ ، ‬ول يطيق أحد الستقصاء‬
‫و الحاطة ‪ ،‬فنكتفي بذكر طرف من أحوالهم فى‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫• طرف من رحمتهم بالوالدين ‪:‬‬


‫حد ّث َِني أ َُبو‬ ‫ن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن عَب ْدِ الّر ْ‬ ‫ِ‬ ‫زيد َ ب ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أِبي ك َِثيرٍ ي َ‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ْ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هَُري َْرة َ _ َقا َ‬
‫سلم ِ وَهِ َ‬ ‫مي إ ِلى ال ِ ْ‬ ‫عو أ ّ‬ ‫ت أد ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل‪)) :‬كن ْ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ِ‬ ‫معَت ِْني ِفي َر ُ‬ ‫س َ‬ ‫ما فَأ ْ‬ ‫ة فَد َعَوْت َُها ي َوْ ً‬ ‫شرِك َ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ت َيا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫كي قل ُ‬ ‫ل اللهِ ‘ وَأَنا أب ْ ِ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ما أكَرهُ فأت َي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫سَلم ِ فَت َأَبى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مي إ َِلى اْل ِ ْ‬ ‫عو أ ّ‬ ‫ت أد ْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِّني ك ُن ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما أك َْرهُ َفاد ْعُ‬ ‫ك َ‬ ‫معَت ِْني ِفي َ‬ ‫س َ‬ ‫م فَأ ْ‬ ‫ي فَد َعَوْت َُها ال ْي َوْ َ‬ ‫عَل َ ّ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م أ َِبي هَُري َْرةَ فَ َ‬ ‫ُ‬
‫ن ي َهْدِيَ أ ّ‬ ‫هأ ْ‬
‫الل ّ َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫شًرا ب ِد َعْوَةِ‬ ‫ست َب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫م أِبي هَُري َْرةَ فَ َ‬ ‫م اهْدِ أ ّ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫ب فَإ َِذا هُ َ‬
‫و‬ ‫ت إ َِلى ال َْبا ِ‬ ‫صْر ُ‬ ‫ت فَ ِ‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ي الل ّهِ ‘ فَل َ ّ‬ ‫ن َب ِ ّ‬
‫ُ‬
‫ك‬ ‫كان َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ف قَد َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫خ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫مع َ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف فَ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫سل ْ‬ ‫ل َفاغْت َ َ‬ ‫ماِء َقا َ‬ ‫ة ال َ‬ ‫ض َ‬ ‫خ َ‬ ‫ض َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َيا أَبا هَُري َْرةَ وَ َ‬
‫ب‬ ‫ت ال َْبا َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫مارِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫جل َ ْ‬ ‫ت دِْرعََها وَعَ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫وَل َب ِ َ‬
‫شهَد ُ‬ ‫ه وَأ َ ْ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬
‫َ‬
‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ت َيا أ ََبا هَُري َْرةَ أ َ ْ‬ ‫م َقال َ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬
‫ل‬‫سو ِ‬ ‫ت إ َِلى َر ُ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ل فََر َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا عَب ْد ُهُ وََر ُ‬ ‫م ً‬‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫أ ّ‬
‫‪ ()1‬تفسير ابن كثير ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪(360‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪324‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ت َيا‬ ‫ل قُل ْ ُ‬ ‫فَرِح َقا َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كي ِ‬ ‫ه وَأَنا أب ْ ِ‬ ‫الل ّهِ ‘ فَأت َي ْت ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫دى أ ّ‬ ‫ك وَهَ َ‬ ‫ه د َعْوَت َ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫جا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫شْر قَد ْ ا ْ‬ ‫ل الل ّهِ أب ْ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ه وَأث َْنى عَل َي ْهِ وََقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫خي ًْرا َقا َ‬ ‫ل َ‬ ‫مد َ الل ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫أِبي هَُري َْرةَ فَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّه ادعُ الل ّ َ‬
‫مي‬ ‫حب ّب َِني أَنا وَأ ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قُل ْ ُ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫م إ ِل َي َْنا َقا َ‬ ‫حب ّب َهُ ْ‬ ‫ن وَي ُ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫عَبادِهِ ال ْ ُ‬ ‫إ َِلى ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ُ‬‫ذا ي َعِْني أَبا هَُري َْرةَ وَأ ّ‬ ‫ك هَ َ‬ ‫ب عُب َي ْد َ َ‬ ‫حب ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫الل ّهِ ‘ الل ّهُ ّ‬
‫ما‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬‫ب إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫حب ّ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫عَبادِ َ‬ ‫إ َِلى ِ‬
‫حب ِّني )‪(( (1‬‬ ‫َ‬
‫معُ ِبي وََل ي ََراِني إ ِّل أ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫خل ِقَ ُ‬ ‫ُ‬

‫‪ -‬وعن محمد بن سيرين قال بلغت النخلة من عهد‬


‫عثمان بن عفاف ألف درهم قال فعمد أسامة إلى‬
‫نخلة فعقرها فاخرج جمارها فأطعمه أمه فقالوا له‬
‫ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف‬
‫درهم قال‪ :‬إن أمي سألتينه ول تسألني شيئا أقدر‬
‫عليه إل أعطيتها )‪.(2‬‬
‫عن حفصة بنت سيرين قالت‪ :‬كان محمد إذا دخل‬
‫على أمه لم يكلمها بلسانه كله تخشعا ً لها)‪.(3‬‬
‫عن عبد الله بن المبارك قال‪ :‬قال محمد بن‬
‫ت أغمز‬
‫المنكدر‪ :‬بات عمر‪ ،‬يعني أخاه‪ ،‬يصلي وب ّ‬
‫ب أن ليلتي بليلته)‪.(4‬‬
‫رجل أمي وما أح ّ‬
‫قال أبو عطاء الرملي‪ ،‬كان كهمس يقول في‬
‫الليل‪ :‬أتراك معذبي‪ ،‬وأنت قرة عيني‪ ،‬يا حبيب‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(93‬‬
‫‪ ()3‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(361‬‬
‫‪ ()4‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(207‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪325‬‬

‫قلباه ! وقيل‪ ،‬إنه أراد قتل عقرب‪ ،‬فدخلت في‬


‫جحر فأدخل أصابعه خلفها فضربته‪.‬فقيل له‪:‬‬
‫قال‪:‬خفت أن تخرج‪ ،‬فتجئ إلى أمي تلدغها)‪(1‬‬
‫قال هشام‪ :‬وكانت له لقحة‪ .‬قالت حفصة‪ :‬كان‬
‫يبعث إلى بحلبة بالغداة فأقول‪ :‬يا بني إنك لتعلم‬
‫أني ل أشربه‪ ،‬أنا صائمة‪ .‬فيقول‪ :‬يا أم الهذيل إن‬
‫أطيب اللبن ما بات في ضروع البل‪ ،‬اسقيه من‬
‫شئت)‪.(2‬‬
‫وعن أبي هريرة _ أنه كان إذا أراد أن يخرج من‬
‫بيته وقف على باب أمه‪ ،‬فقال‪ ) :‬السلم عليك يا‬
‫أماه ورحمة الله وبركاته‪ ،‬فتقول‪ :‬وعليك السلم يا‬
‫ولدي ورحمة الله وبركاته‪ .‬فيقول‪ :‬رحمك الله كما‬
‫ربيتني صغيرًا‪ .‬فتقول‪ :‬رحمك الله كما بررتني كبيرا ً‬
‫(‪.‬‬
‫وإذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك)‪.(3‬‬

‫• طرف من رحمتهم بالبناء ‪:‬‬


‫نتناول ذلك الخلق الرحيم من جهتين ‪:‬‬
‫ل‪ -:‬في شفقتهم بهم ورحمتهم إياهم ‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫ن في صلتي‬ ‫قال سعيد بن المسيب ’ لبنه ‪ :‬لزيد ّ‬
‫ك ‪ ،‬ثم تل هذه الية‬ ‫ف َ‬
‫ظ في َ‬ ‫ح َ‬ ‫من أجِلك ‪ ،‬رجاَء أ ُ‬
‫نأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫ً‬
‫صاِلحا {‪.‬‬ ‫َ‬ ‫} وَ َ‬
‫ما َ‬‫ن أب ُوْهُ ُ‬
‫كا َ‬
‫وسئل الحنف ’ أيّ ولدك أحب إليك ؟‬

‫‪ ()1‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪(317‬‬


‫‪ ()2‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(404‬‬
‫‪ ()3‬بر الوالدين ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(5‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪326‬‬

‫قال ‪ :‬مريضهم حتى ُيشفى ‪ ،‬و غائبهم حتى يرجع ‪،‬‬


‫وصغيرهم حتى يكبر ‪.‬‬
‫قال يزيد بن معاوية أرسل أبي إلى الحنف بن‬
‫قيس فلما وصل إليه ‪.‬‬
‫قال له‪ :‬يا أبا بحر ما تقول في الولد؟‬
‫قال‪ :‬يا أمير المؤمنين ثمار قلوبنا‪ ،‬وعماد‬
‫ظهورنا ‪،‬ونحن لهم أرض ذليلة‪ ،‬وسماء ظليلة‬
‫‪،‬وبهم نصول على كل جليلة‪ ،‬فإن طلبوا فأعطهم‪،‬‬
‫وإن غضبوا فأرضهم يمنحوك ودهم‪ ،‬ويحبوك‬
‫جهدهم ول تكن عليهم ثقل ثقيل فيملوا حياتك‬
‫ويودوا وفاتك ويكرهوا قربك فقال له معاوية‪ :‬لله‬
‫أنت يا أحنف لقد دخلت علي وأنا مملوء غضبا‬
‫وغيظا على يزيد)‪.(1‬‬

‫ثانيًا‪ -:‬في إعانتهم على برهم‪:‬‬


‫هشام بن حسان‪ .‬قال كان الهذيل بن حفصة يجمع‬
‫الحطب في الصيف فيقشره ويأخذ القصب‪.‬‬
‫فيفلقه قالت حفصة‪ :‬وكنت أجد قرة فكان إذا جاء‬
‫الشتاء جاء بالكانون فيضعه خلفي وأنا في مصلي‬
‫ثم يقعد فيوقد بذلك الحطب المقشر وذاك القصب‬
‫المفلق وقودا ً ل يؤذي دخانه ويدفئني‪ .‬نمكث بذلك‬
‫ما شاء الله‪ .‬قالت‪ :‬وعند من يكفيه لو أراد ذلك ‪.‬‬
‫قالت‪ :‬وربما أردت أنصرف إليه فأقول‪ :‬يا‬
‫بني ارجع إلى أهلك ثم أذكر ما يريد فأدعه‬
‫)‪.(2‬‬

‫‪ ()1‬إحياء علوم الدين] جزء ‪ - 2‬صفحة ‪[ 218‬‬


‫‪ ()2‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(404‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪327‬‬

‫• ثنائهم عليهم ببرهم إياهم‬


‫قالت حفصة‪ :‬فلما مات رزق الله عليه من الصبر‬
‫ما شاء أن يرزق غير أني كنت أجد غصة ل تذهب‪،‬‬
‫قالت‪ :‬فبينا أنا ذات ليلة أقرأ سورة النحل إذ أتيت‬
‫مًنا قَِليًل إ ِن ّ َ‬
‫ما‬ ‫شت َُروا ب ِعَهْدِ الل ّهِ ث َ َ‬ ‫على هذه الية} وََل ت َ ْ‬
‫ما‬
‫ن )‪َ (95‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م إِ ْ‬‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬‫عن ْد َ الل ّهِ هُوَ َ‬ ‫ِ‬
‫صب َُروا‬ ‫ن َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫جزِي َ ّ‬‫ق وَل َن َ ْ‬‫عن ْد َ الل ّهِ َبا ٍ‬ ‫ما ِ‬ ‫فد ُ وَ َ‬‫م ي َن ْ َ‬‫عن ْد َك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ن )‪] {(96‬النحل‪،95/‬‬ ‫ُ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ملو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬‫ح َ‬ ‫م ب ِأ ْ‬ ‫جَرهُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫‪[96‬قالت‪ :‬فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجد)‪.(1‬‬
‫عن ابن عيينة قال‪ :‬لما مات ذر بن عمر قعد عمر‬
‫على شفير قبره‪ ،‬وهو يقول‪ :‬يا بني‪ ،‬شغلني الحزن‬
‫لك‪ ،‬عن الحزن عليك‪ ،‬فليت شعري‪ ،‬ما قلت‪ ،‬وما‬
‫قيل لك ؟ اللهم إنك أمرته بطاعتك وببري‪.‬‬
‫فقد وهبت له ما قصر فيه من حقي‪ ،‬فهب له ما‬
‫قصر فيه من حقك‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إنه قال‪ :‬انطلقنا وتركناك‪ ،‬ولو أقمنا ما‬
‫نفعناك‪ ،‬فنستودعك أرحم الراحمين)‪.(2‬‬
‫وبلغنا عن عمر بن ذر أنه لما مات ابنه قيل له‪:‬‬
‫كيف كان بره بك؟ قال‪ :‬ما مشي معي نهارا ً إل‬
‫كان خلفي‪ ،‬ول ليل ً إل كان أمامي‪ ،‬ول رقد على‬
‫سطح أنا تحته)‪.(3‬‬

‫رحمتهم رحمهم الله‪ ‬أزوا ً‬


‫جا ‪:‬‬ ‫•‬

‫‪ ()1‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(404‬‬


‫‪ ()2‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪(388‬‬
‫‪ ()3‬بر الوالدين ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(6‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪328‬‬

‫ب ‪ )) t‬وَك ُّنا َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫شَر قَُري ْ ٍ‬
‫ش‬ ‫مع ْ َ‬
‫َ‬
‫طا ِ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫فع َ ْ‬
‫صارِ إ َِذا قَوْ ٌ‬
‫م‬ ‫مَنا عََلى ال ْن ْ َ‬ ‫ما قَدِ ْ‬ ‫ساَء ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫ب الن ّ َ‬ ‫ن َغْل ِ ُ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ن أد َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫ساؤَُنا ي َأ ُ‬ ‫فق َ ن ِ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَط َ ِ‬ ‫ساؤُهُ ْ‬ ‫م نِ َ‬ ‫ت َغْل ِب ُهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جعَت ِْنى‬ ‫مَرأِتى فََرا َ‬ ‫ت عََلى ا ْ‬ ‫خب ْ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫صارِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ساِء الن ْ َ‬ ‫نِ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جع َ َ‬
‫ك‬ ‫ن أَرا ِ‬ ‫م ت ُن ْك ُِر أ ْ‬ ‫ت وَل ِ َ‬ ‫جعَِنى َقال َ ْ‬ ‫ن ت َُرا ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫فَأن ْك َْر ُ‬
‫فَوالل ّه إ َ‬
‫ن‬
‫داهُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫جعْن َ ُ‬ ‫ى ‘ ل َي َُرا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ج الن ّب ِ‬ ‫ن أْزَوا َ‬ ‫َ ِ ِ ّ‬
‫ت ل ََها‬ ‫َ‬
‫ك وَقُل ْ ُ‬ ‫ل ‪ .‬فَأفَْزعَِنى ذ َل ِ َ‬ ‫حّتى الل ّي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جُرهُ ال ْي َوْ َ‬ ‫ل َت َهْ ُ‬
‫ى‬ ‫َ‬ ‫ن ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫ت عَل َ ّ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫خا َ‬
‫ت ل ََها أ ْ‬
‫ى‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ة فَ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت عََلى َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ت فَد َ َ‬ ‫ث َِياِبى فَن ََزل ْ ُ‬
‫ة أَ‬
‫ل‬‫تى الل ّي ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ى ‘ ال ْي َوْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫دا‬ ‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ب‬‫ُ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫غا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ص ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫نأ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫ت ‪ ،‬أفَت َأ َ‬ ‫سْر ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫خب ْ ِ‬ ‫ت قَد ْ ِ‬ ‫قل ُ‬ ‫م ‪ .‬فَ ُ‬ ‫ت ن َعَ ْ‬ ‫َقال ْ‬
‫رى‬ ‫ست َك ْث ِ ِ‬ ‫كى ل َ ت َ ْ‬ ‫سول ِهِ ‘ فَت َهْل ِ ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ه ل ِغَ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ي َغْ َ‬
‫ريهِ ‪،‬‬ ‫ج ِ‬ ‫ىٍء ‪ ،‬وَل َ ت َهْ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫جِعيهِ ِفى َ‬ ‫ى ‘ وَل َ ت َُرا ِ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬
‫ك‬‫جاَرت ُ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َ ي َغُّرن ّ ِ‬ ‫دا ل َ ِ‬ ‫ما ب َ َ‬ ‫سِليِنى َ‬ ‫وَ َ‬
‫ة~‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ح ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬ ‫ريد ُ َ‬ ‫ى ‘ يُ ِ‬ ‫ب إ ِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫ك ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ضأ ِ‬ ‫أو ْ َ‬
‫)‪(( (1‬‬

‫عَن زينب ا َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت ‪َ :‬قا َ‬ ‫مَرأةِ عَب ْدِ الل ّهِ ‪َ ù‬قال َ ْ‬ ‫ْ َ َْ َ ْ‬
‫حل ِي ّك ُ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ساِء وَلوْ ِ‬ ‫شَر الن ّ َ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ن َيا َ‬ ‫صد ّقْ َ‬ ‫‘ ‪ )) :‬ت َ َ‬
‫ف‬
‫في ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ت إ ِن ّ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ت إ َِلى عَب ْدِ الل ّهِ فَ ُ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ت فََر َ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫صد َقَةِ فَأت ِ ِ‬
‫ه‬ ‫مَرَنا ِبال ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ قَد ْ أ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ت ال ْي َدِ وَإ ِ ّ‬ ‫َذا ِ‬
‫صَرفْت َُها إ َِلى‬ ‫َ‬
‫زي عَّني وَإ ِّل َ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫ك يَ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه فَإ ِ ْ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫َفا ْ‬
‫َ‬
‫ت َقال َ ْ‬
‫ت‬ ‫ل ائ ِْتيهِ أن ْ ِ‬ ‫ل ِلي عَب ْد ُ الل ّهِ ب َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫م َقال َ ْ‬ ‫غَي ْرِك ُ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬ ‫قت فَإَذا ا َ‬
‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫صارِ ب َِبا ِ‬ ‫ن اْلن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَرأةٌ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َفان ْط َل َ ْ ُ‬
‫ُ‬
‫ت‬
‫قي َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ قَد ْ أل ْ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫جت َُها َقال َ ْ‬ ‫حا َ‬‫جِتي َ‬ ‫حا َ‬‫َ‬
‫ت‬ ‫ه ائ ْ ِ‬ ‫قل َْنا ل َ ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫ج عَل َي َْنا ب َِل ٌ‬ ‫خَر َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫مَهاب َ ُ‬ ‫عَل َي ْهِ ال ْ َ‬
‫ك‬ ‫سأ ََلن ِ َ‬ ‫ب تَ ْ‬ ‫ن ِبال َْبا ِ‬
‫خبره أ َن ا َ‬
‫مَرأت َي ْ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَأ ْ ِ ْ ُ ّ ْ‬
‫َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪329‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما وَعَلى أي َْتام ٍ‬ ‫جهِ َ‬‫ما عََلى أْزَوا ِ‬ ‫ة عَن ْهُ َ‬ ‫صد َقَ ُ‬ ‫جزِئُ ال ّ‬ ‫أت ُ ْ‬
‫ل ب َِل ٌ‬
‫ل‬ ‫خ َ‬‫ت فَد َ َ‬ ‫ن َقال َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خب ِْرهُ َ‬ ‫ما وََل ت ُ ْ‬ ‫جورِهِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ِفي ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫عََلى َر ُ‬
‫َ‬ ‫لا َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫صارِ وََزي ْن َ ُ‬ ‫ن اْلن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَرأةٌ ِ‬ ‫قا َ ْ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫هُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫قا َ‬ ‫مَرأةُ عَب ْدِ الل ّهِ فَ َ‬ ‫لا ْ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫الل ّهِ ‘ أيّ الّزَيان ِ ِ‬
‫َ‬ ‫جُر ال ْ َ‬ ‫ل الل ّه ‘ ل َهما أ َجرا َ‬
‫صد َقَ ِ‬
‫ة‬ ‫جُر ال ّ‬ ‫قَراب َةِ وَأ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫)‪(((1‬‬
‫• رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬مع‬
‫الصحاب و الصدقاء ‪:‬‬
‫عن الربيع عن ابن سيرين قال‪ :‬ظلم لخيك أن‬
‫تذكر منه أسوأ ما تعلم وتكتم خيره)‪.(2‬‬
‫وروي أن مسروقا ً أدان دينا ً ثقيل ً وكان على أخيه‬
‫خثيمة دين قال‪ :‬فذهب مسروق فقضى دين خثيمة‬
‫وهو ل يعلم وذهب خثيمة فقضى دين مسروق وهو‬
‫ل يعلم)‪.(3‬‬
‫محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال‪ :‬سمعت‬
‫أبي يقول‪ :‬كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج‬
‫اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو فيقولون‪ :‬نصحبك‬
‫يا أبا عبد الرحمن فيقول لهم‪ :‬هاتوا نفقاتكم‪.‬‬
‫فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق ويقفل عليها ثم‬
‫يكتري لهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد‪ ،‬فل يزال‬
‫ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام وأطيب‬
‫الحلواء‪ .‬ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأكمل‬
‫مروءة‪ ،‬حتى يصلوا إلى مدينة الرسول ‘‪ ،‬فإذا‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(361‬‬
‫‪ ()3‬إحياء علوم الدين ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(22‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪330‬‬

‫صاروا إلى المدينة قال لكل رجل منهم‪ :‬ما أمرك‬


‫عيالك أن تشتري لهم من المدينة‪ ،‬من طرفها؟‬
‫فيقول‪ :‬كذا‪ .‬ثم يخرجهم إلى مكة فإذا وصلوا إلى‬
‫مكة فقضوا حوائجهم قال لكل رجل منهم‪ :‬ما‬
‫أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟‬
‫فيقول‪ :‬كذا وكذا‪ .‬فيشتري لهم ويخرجهم من مكة‪.‬‬
‫فل يزال ينفق عليهم حتى يصيروا إلى مكة فإذا‬
‫وصلوا إلى مرو جصص أبوابهم ودورهم‪ .‬فإذا كان‬
‫بعد ثلثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم فإذا أكلوا‬
‫وشربوا دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل‬
‫منهم صرته بعد أن كتب عليها اسمه‪.‬‬
‫قال أبي‪ :‬أخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة‬
‫سافرها دعوة فقدم إلى الناس خمسة وعشرين‬
‫خوانا ً فالوذجًا‪.‬‬
‫قال‪ :‬وبلغنا أنه قال للفضيل بن عياض‪ :‬لولك‬
‫وأصحابك ما اتجرت‪.‬‬
‫قال أبي‪ :‬وكان ينفق على الفقراء في كل سنة‬
‫مائة ألف درهم‪.‬‬
‫محمد بن عيسى قال‪ :‬كان عبد الله بن المبارك‬
‫كثير الختلف إلى طرسوس‪ ،‬وكان ينزل الرقة في‬
‫خان‪ ،‬فكان شاب يختلف إليه ويقوم بحوائجه‬
‫ويسمع منه الحديث‪ .‬قال‪ :‬فقدم عبد الله الرقة‬
‫ل‪ ،‬فخرج في‬ ‫مرة فلم ير ذلك الشاب وكان مستعج ً‬
‫النفير فلما قفل من غزوته ورجع إلى الرقة سأل‬
‫عن الشاب فقالوا‪ :‬إنه محبوس لدين ركبه‪ .‬فقال‬
‫عبد الله‪ :‬وكم مبلغ دينه؟ قالوا عشرة آلف درهم‬
‫فلم يزل يستقصي حتى دل على صاحب المال‬
‫فدعا به ليل ً ووزن له عشرة آلف درهم وحلفه أن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪331‬‬

‫ل يخبر أحدا ً ما دام عبد الله حيًا‪ .‬وقال‪ :‬إذا أصبحت‬


‫فأخرج الرجل من الحبس‪.‬‬
‫وأدلج عبد الله وأخرج الفتى من الحبس‪ ،‬وقيل له‪:‬‬
‫عبد الله بن المبارك كان ها هنا وكان يذكرك‪ ،‬وقد‬
‫خرج‪ .‬فخرج الفتى في أثره فلحقه على مرحلتين‬
‫أو ثلث من الرقة‪ ،‬فقال‪ :‬يا فتى أين كنت؟ لم أرك‬
‫في الخان؟ قال‪ :‬نعم يا أبا عبد الرحمن كنت‬
‫محبوسا ً بدين‪ .‬قال‪ :‬وكيف كان سبب خلصك؟‬
‫قال‪ :‬جاء رجل وقضى ديني ولم أعلم به حتى‬
‫أخرجت من الحبس‪ .‬فقال له عبد الله‪ :‬يا فتى‬
‫احمد الله على ما وفق لك من قضاء دينك‪ .‬فلم‬
‫يخبر ذلك الرجل أحدا ً إل بعد موت عبد الله‪.‬‬
‫سلمة بن سليمان قال‪ :‬جاء رجل إلى عبد الله بن‬
‫المبارك فسأله أن يقضي دينا ً عليه‪ ،‬فكتب إلى‬
‫وكيل له‪ .‬فلما ورد عليه الكتاب قال له الوكيل‪ :‬كم‬
‫الدين الذي سألت فيه عبد الله أن يقضيه عنك؟‬
‫قال‪ :‬سبعمائة درهم‪ ،‬فكتب إلى عبد الله‪ :‬إن هذا‬
‫الرجل سألك أن تقضي سبعمائة درهم فكتبت له‬
‫بسبعة آلف‪ ،‬وقد فنيت الغلت‪ .‬فكتب إليه عبد‬
‫الله‪ :‬إن كانت الغلت قد فنيت فإن العمر أيضا ً قد‬
‫فني فأجر له ما سبق به قلمي‪.‬‬
‫وقد رويت لنا هذه الحكاية أبسط من هذا‪ .‬فأخبرنا‬
‫المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قال‪ :‬أنبأ‬
‫أحمد قال أنبأ أحمد بن عبد الله قال نبأ أبي قال‪:‬‬
‫نبأ محمد بن أحمد بن إبراهيم قال‪ :‬نبأ علي بن‬
‫محمد بن روح قال‪ :‬سمعت المسيب بن واضح‬
‫يقول‪ :‬كنت عند عبد الله بن المبارك جالسا ً إذ‬
‫كلموه في رجل يقضي عنه سبعمائة درهم دينًا‪.‬‬
‫فكتب إلى وكيله‪ :‬إذا جاءك كتابي هاذ وقرأته فادفع‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪332‬‬

‫إلى صاحب هذا الكتاب سبعة آلف درهم‪ .‬فلما ورد‬


‫الكتاب على الوكيل وقرأه التفت إلى الرجل فقال‪:‬‬
‫أي شيء قضيتك؟ فقال‪ :‬كلموه أن يقضي عني‬
‫سبعمائة درهم دينًا‪ .‬فقال‪ :‬قد أصبت في الكتاب‬
‫غلطًا‪ ،‬ولكن اقعد موضعك حتى أجري عليك من‬
‫مالي وأبعث إلى صاحبي فأوامره فيك‪.‬‬
‫فكتب إلى عبد الله بن المبارك‪ :‬أتاني كتابك‬
‫وقرأته وفهمت ما ذكرت فيه؛ وسألت صاحب‬
‫الكتاب فذكر أنه كلمه في سبع مائة درهم وها هنا‬
‫سبعة آلف‪ .‬فإن يكن منك غلط فاكتب إلي حتى‬
‫أعمل على حسب ذلك‪ .‬فكتب إليه‪ :‬إذا أتاك كتابي‬
‫هذا وقرأته وفهمت ما ذكرت فيه فادفع إلى‬
‫صاحب الكتاب أربعة عشر ألفًا‪ .‬فكتب إليه‪ :‬إن‬
‫كان علي هذا الفعال تفعل فما أسرع ما تبيع‬
‫الضيعة‪ ،‬فكتب إليه عبد الله بن المبارك‪ :‬إن كنت‬
‫وكيلي فأنفذ ما آمرك به‪ ،‬وإن كنت أنا وكيلك‬
‫فتعال إلى موضعي حتى أصير إلى موضعك فأنفذ‬
‫ما تأمرني به)‪.(1‬‬
‫حماد بن زيد قال‪ :‬ما رأيت رجل ً قط أشد تبسما ً‬
‫في وجوه الرجال من أيوب)‪.(2‬‬
‫قال يوسف بن البهلول الزرق‪ :‬حدثنا يعقوب بن‬
‫شيبة‪ ،‬قال‪ :‬أظل العيد رجل‪ ،‬وعنده مئة دينار ل‬
‫يملك سواها‪ ،‬فكتب إليه صديق يسترعي منه نفقة‪،‬‬

‫‪ ()1‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ (440‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪/ 8‬‬


‫ص ‪(385،386‬‬
‫‪ ()2‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(374‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪333‬‬

‫فأنفذ إليه بالمئة دينار‪ ،‬فلم ينشب أن ورد عليه‬


‫رقعة من بعض إخوانه‪.‬‬
‫يذكر أنه أيضا في هذا العيد في إضاقة‪ ،‬فوجه إليه‬
‫بالصرة بعينها‪.‬‬
‫قال‪ :‬فبقي الول ل شيء عنده‪ ،‬فاتفق أنه كتب‬
‫إلى الثالث وهو صديقه يذكر حاله‪ ،‬فبعث إليه‬
‫الصرة بختمها‪.‬‬
‫قال فعرفها‪ ،‬وركب إليه‪ ،‬وقال‪ :‬خبرني‪ ،‬ما شأن‬
‫هذه الصرة ؟ فأخبره الخبر‪ ،‬فركبا معا إلى الذي‬
‫أرسلها‪ ،‬وشرحوا القصة‪ ،‬ثم فتحوها واقتسموها‪.‬‬
‫قال ابن البهلول‪ :‬الثلثة يعقوب بن شيبة‪ ،‬وأبو‬
‫حسان الزيادي‪ ،‬وآخر نسيته‪.‬‬
‫قال الذهبي ’ ‪ :‬إسنادها صحيح)‪.(1‬‬
‫• رحمة الولد ‪:‬‬
‫عن قسامة بن زهير قال ‪ :‬وقف أعرابي على عمر‬
‫بن الخطاب فقال ‪:‬‬
‫يا عمر الخير جزيت الجنة ‪ ...‬جهز بنياتي واكسهنه‬
‫أقسم بالله لتفعلنه‬
‫قال ‪ :‬فإن لم أفعل يكون ماذا يا أعرابي قال ‪:‬‬
‫أقسم بالله لمضينه ‪ .‬قال ‪ :‬فإن مضيت يكون ماذا‬
‫يا أعرابي قال ‪:‬‬
‫والله عن حالي لتسألنه ‪ ...‬ثم تكون المسألت عنه‬
‫والواقف المسؤول بينهنه ‪ ...‬إما إلى نار وإما جنه‬
‫قال ‪ :‬فبكى عمر حتى اخضلت لحيته بدموعه ثم‬
‫قال ‪ :‬يا غلم أعطه قميصي هذا لذلك اليوم ل‬
‫لشعره والله ما أملك قميصا غيره !‬

‫‪ ()1‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 11‬ص ‪(498‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪334‬‬

‫وروى زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب _‬


‫طاف ليلة فإذا هو بامرأة في جوف دار لها وحولها‬
‫صبيان يبكون وإذا قدر على النار قد ملتها ماء فدنا‬
‫عمر بن الخطاب من الباب فقال ‪ :‬يا أمة الله أيش‬
‫بكاء هؤلء الصبيان فقالت ‪ :‬بكاؤهم من الجوع ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فما هذه القدر التي على النار فقالت ‪ :‬قد‬
‫جعلت فيها ماء أعللهم بها حتى يناموا أوهمهم أن‬
‫فيها شيئا من دقيق وسمن ‪ .‬فجلس عمر فبكى ثم‬
‫جاء إلى دار الصدقة فأخذ غرارة وجعل فيها شيئا‬
‫من دقيق وسمن وشحم وتمر وثياب ودراهم حتى‬
‫مل الغرارة ثم قال ‪ :‬يا أسلم احمل علي ‪ .‬فقلت ‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين أنا أحمله عنك !‬
‫فقال لي ‪ :‬ل أم لك يا أسلم أنا أحمله لني أنا‬
‫المسؤول عنهم في الخرة ‪ -‬قال ‪ :‬فحمله على‬
‫عنقه حتى أتى به منزل المرأة ‪ -‬قال ‪ :‬وأخذ القدر‬
‫فجعل فيها شيئا من دقيق وشيئا من شحم وتمر‬
‫وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القدر ‪ -‬قال أسلم ‪:‬‬
‫وكانت لحيته عظيمة فرأيت الدخان يخرج من خلل‬
‫لحيته حتى طبخ لهم ثم جعل يغرف بيده ويطعمهم‬
‫حتى شبعوا ثم خرج وربض بحذائهم كأنه سبع‬
‫وخفت منه أن أكلمه فلم يزل كذلك حتى لعبوا‬
‫وضحكوا ثم قال ‪ :‬يا أسلم أتدري لم ربضت‬
‫بحذائهم قلت ‪ :‬ل يا أمير المؤمنين !‬
‫قال ‪ :‬رأيتهم يبكون فكرهت أن أذهب وأدعهم حتى‬
‫أراهم يضحكون فلما ضحكوا طابت نفسي)‪.(1‬‬
‫وكان سعيد بن المسيب ’ ‪ :‬إذا مر بالمكتب يسلم‬
‫على الصبيان ‪ ،‬ويقول ‪ ،‬هؤلء الذين من بعدنا‪.‬‬
‫‪ ()1‬أسد الغابة] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 824‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪335‬‬

‫وسمعت البهاء يقول‪ :‬كان الشيخ)يعنى ابن قدامة‬


‫موفق الدين صاحب المغنى ( في القراءة يمازحنا‬
‫وينبسط‪ ،‬وكلموه مرة في صبيان يشتغلون عليه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هم صبيان ول بد لهم من اللعب‪ ،‬وأنتم كنتم‬
‫مثلهم)‪.(1‬‬

‫• رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬عموم‬


‫المسلمين ‪:‬‬
‫عن أبى عثمان ‪ :‬أن عمر _ استعمل رجًل فقال‬
‫دا‬
‫العامل أن لي كذا وكذا من الولد ما قبلت واح ً‬
‫منهم فزعم عمر أو قال عمر إن الله ‪ ‬ل يرحم‬
‫من عباده إل أبرهم )‪.(((2‬‬
‫عن ابن عون قال‪ :‬كان لبن سيرين ’ منازل ل‬
‫يكريها إل من أهل الذمة‪ .‬فقيل له في ذلك فقال‪:‬‬
‫إذا جاء رأس الشهر رعته وأكره أن أروع‬
‫مسلما ً)‪.(3‬‬
‫حدثنا عفان‪ :‬سمعت شعبة ’ يقول‪ :‬لول حوائج لنا‬
‫إليكم‪ ،‬ما جلست لكم‪.‬‬
‫قال عفان‪ :‬كان حوائجه‪ :‬يسأل لجيرانه الفقراء)‪.(4‬‬
‫وقال عباس الدوري‪ :‬كان أبو حمزة من الثقات‪،‬‬
‫وكان إذا مرض عنده من قد رحل إليه‪ ،‬ينظر إلى‬

‫‪ ()1‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 22‬ص ‪(171‬‬


‫‪ ()2‬الدب المفـــرد ] جـــزء ‪ - 1‬صـــفحة ‪ [ 48‬قـــال الشـــيخ‬
‫اللباني ‪ :‬حسن‬
‫‪ ()3‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(361‬‬
‫‪ ()4‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪(209‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪336‬‬

‫ما يحتاج إليه من الكفاية‪ ،‬فيأمر بالقيام به‪ ،‬ولم‬


‫يكن يبيع السكر‪ ،‬وإنما سمي السكري لحلوة‬
‫كلمه)‪.(1‬‬
‫وكان أيوب السختياني ’ ‪ :‬إذا هنأ من ُرزق أحد‬
‫بغلم يقول ‪ :‬جعله الله بركة لك و لمتي محمد‬
‫‪.‬‬
‫وعن حماد بن زيد قال‪ :‬ما رأيت رجل ً قط أشد‬
‫تبسما ً في وجوه الرجال من أيوب)‪.(2‬‬
‫وقال فيض بن إسحاق‪ :‬قال الفضيل‪ :‬والله ما يحل‬
‫لك أن تؤذي كلبا ول خنزيرا بغير حق‪ ،‬فكيف تؤذي‬
‫مسلما)‪.(3‬‬

‫• رحمتهم بالخدم ‪:‬‬


‫وكان لبن عون ناقة يغزو عليها‪ ،‬ويحج‪ ،‬وكان بها‬
‫معجبا‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأمر غلما له يستقي عليها‪ ،‬فجاء بها وقد‬
‫ضربها على وجهها‪ ،‬فسالت عينها على خدها‪.‬‬
‫فقلنا‪ :‬إن كان من ابن عون شئ فاليوم ! قال‪:‬‬
‫فلم يلبث أن نزل‪ ،‬فلما نظر إلى الناقة قال‪:‬‬
‫سبحان الله‪ ،‬أفل غير الوجه‪ ،‬بارك الله فيك‪ ،‬اخرج‬
‫عني‪ ،‬اشهدوا أنه حر)‪.(4‬‬

‫‪ ()1‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪(386‬‬


‫‪ ()2‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(374‬‬
‫‪ ()3‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 8‬ص ‪(427‬‬
‫‪ ()4‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪(370،371‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪337‬‬

‫عن عبدالله بن محمد الصارفي يقول‪ :‬كنت عند‬


‫أبي عبدالله في منزله‪ ،‬فجاءته جارية‪ ،‬وأرادت‬
‫دخول المنزل‪ ،‬فعثرت على محبرة بين يديه‪ ،‬فقال‬
‫لها‪ :‬كيف تمشين ؟ قالت‪ :‬إذا لم يكن طريق‪ ،‬كيف‬
‫أمشي ؟ فبسط يديه‪ ،‬وقال لها‪ :‬اذهبي فقد‬
‫أعتقتك‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقيل له فيما بعد‪ :‬يا أبا عبدالله‪ ،‬أغضبتك‬
‫الجارية ؟ قال‪ :‬إن كانت أغضبتني فإني أرضيت‬
‫نفسي بما فعلت)‪.(1‬‬
‫قال الضياء‪ :‬وما علمت أنه أوجع قلب طالب‪،‬‬
‫وكانت له جارية تؤذيه بخلقها فما يقول لها شيئا‪،‬‬
‫وأولده يتضاربون وهو ل يتكلم‪.‬‬
‫وسمعت البهاء يقول‪ :‬ما رأيت أكثر احتمال منه)‪.(2‬‬

‫• رحمتهم بالعصاة ‪:‬‬


‫عن المبارك بن إسماعيل قال‪ :‬آذى رجل أيوب‬
‫السختياني وأصحابه أذى شديدًا‪ .‬فلما تفرقوا قال‬
‫أيوب‪ :‬إني لرحمه أنا نفارقه وخلقه معه)‪.(3‬‬
‫وعن إبراهيم التيمي قال‪ :‬إن الرجل ليظلمني‬
‫فأرحمه)‪.(4‬‬
‫وعن حماد بن زيد قال حدثنا ثابت ‪ :‬أن صلة بن‬
‫أشيم وأصحابه مر بهم فتى يجر ثوبه فهم أصحاب‬

‫‪ ()1‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 12‬ص ‪(452‬‬


‫‪ ()2‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 22‬ص ‪(171‬‬
‫‪ ()3‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(374‬‬
‫‪ ()4‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(61‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪338‬‬

‫صلة أن يأخذوه بألسنتهم أخذا شديدا فقال صلة‬


‫دعوني أكفكم أمره فقال يا ابن أخي إن لي إليك‬
‫حاجة قال وما حاجتك قال أن ترفع إزارك قال نعم‬
‫ونعمى عين فرفع إزاره فقال صلة لصحابه هذا‬
‫كان أمثل مما أردتم لو شتمتموه لشتمكم)‪.(1‬‬
‫• في رحمتهم ورفقهم بالحيوان ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬عن المسيب بن دارم قال ‪ :‬رأيت عمر بن‬
‫الخطاب ضرب جمال ‪ ,‬و قال ‪ :‬لم تحمل على‬
‫بعيرك مال يطيق ? !)‪(2‬‬
‫ب ‪ -‬عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن‬
‫الخطاب ‪ :‬أن رجل حد شفرة و أخذ شاة ليذبحها ‪,‬‬
‫فضربه عمر بالدرة و قال أتعذب الروح ?!أل‬
‫فعلت هذا قبل أن تأخذها ? !)‪. (3‬‬

‫‪ ()1‬صفة الصفوة ] جزء ‪ - 3‬صفحة ‪[ 216‬‬


‫‪()2‬قال اللباني ‪ :‬رواه ابن سعد في " الطبقات " ) ‪127 / 7‬‬
‫( و ســنده صــحيح إلــى المســيب ابــن دار ‪ ,‬و لكنــي لــم أعــرف‬
‫المسيب هذا ‪ .‬ثم تبين لي أن الصــواب فــي اســم أبيــه ) دارم ( ‪,‬‬
‫هكذا ورد في سند هذا الثــر عنــد أبــي الحســن الخميمــي فــي "‬
‫حديثه " ) ق ‪ , ( 2 / 62‬و هكذا أورده ابن أبي حاتم في " الجرح‬
‫و التعديل " ) ‪ ( 294 / 1 / 4‬و قال ‪ " :‬مات سنة ست و ثمانين "‬
‫و لم يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪ ,‬و أمــا ابــن حبــان فــذكره فــي "‬
‫الثقات " ) ‪ ( 227 / 1‬و كناه بأبي صالح ‪.‬‬
‫‪()3‬قال اللباني ‪ :‬رواه البيهقي ) ‪( 281 - 280 / 9‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪339‬‬

‫ج ‪ -‬عن محمد بن سيرين ‪ :‬أن عمر _ رأى رجل‬


‫يجر شاة ليذبحها فضربه بالدرة و قال ‪ :‬سقها ‪ -‬ل‬
‫أم لك ‪ -‬إلى الموت سوقا جميل )‪.(4‬‬

‫د ‪ -‬عن وهب بن كيسان ‪:‬أن ابن عمر رأى راعي‬


‫غنم في مكان قبيح ‪ ,‬و قد رأى ابن عمر مكانا‬
‫أمثل منه ‪ ,‬فقال ابن عمر ‪ :‬ويحك يا راعي حولها ‪,‬‬
‫فإني سمعت النبي ‘ يقول ‪ " :‬كل راع مسؤول عن‬
‫رعيته " )‪. (2‬‬
‫هـ ‪ -‬عن معاوية بن قرة قال ‪ :‬كان لبي الدرداء‬
‫جمل يقال له ‪ ) :‬دمون ( ‪ ,‬فكان إذا استعاروه منه‬
‫قال ‪ :‬ل تحملوا عليه إل كذا و كذا ‪ ,‬فإنه ل يطيق‬
‫أكثر من ذلك ‪ ,‬فلما حضرته الوفاة قال ‪ :‬يا دمون‬
‫ل تخاصمني غدا عند ربي ‪ ,‬فإني لم أكن أحمل‬
‫عليك إل ما تطيق )‪. (3‬‬
‫و ‪ -‬عن أبي عثمان الثقفي قال ‪ :‬كان لعمر بن عبد‬
‫العزيز _ غلم يعمل على بغل له يأتيه بدرهم كل‬
‫يوم فجاء يوما بدرهم و نصف ‪ ,‬فقال ‪ :‬أما بدا‬
‫لك ? قال ‪ :‬نفقت السوق ‪ ,‬قال ‪ :‬ل و لكنك أتعبت‬
‫البغل ! أجمه ثلثة أيام )‪.(4‬‬
‫‪()4‬قال اللباني ‪ :‬رواه البيهقي أيضا‬
‫‪()2‬قال اللباني ‪ :‬رواه أحمد ) رقم ‪ ( 5869‬و سنده حسن‬
‫‪()3‬قال اللباني ‪ :‬رواه أبو الحسن الخميمي في " حديثه " ) ‪63‬‬
‫‪(1/‬‬

‫‪()4‬قال اللباني ‪ :‬رواه أحمد في " الزهد " ) ‪ ( 1 / 59 / 19‬بسند‬


‫صحيح إلى أبي عثمان ‪ ,‬و أما هذا فلم أجد له ترجمة‪ ،‬تلك هي‬
‫بعض الثار التي وقفت عليها حتى الن ‪ ,‬و هي تدل على مبلغ تأثر‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪340‬‬

‫قال عبدالله )ابن المام أحمد بن حنبل ’(‪ :‬رأيت‬


‫أبي حرج على النمل أن يخرجوا من داره‪ ،‬فرأيت‬
‫النمل قد خرجن بعد نمل سودا‪ ،‬فلم أرهم بعد‬
‫ذلك)‪.(1‬‬
‫• رحمتهم بالكفار و أهل الكتاب ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وَقا َ َ‬
‫ة‬
‫م ٍ‬‫خي َْر أ ّ‬
‫م َ‬‫ل أُبو هَُري َْرةَ ‪ ‬فى قوله ‪ } ‬ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ْ‬
‫م‬
‫ن ب ِهِ ْ‬‫س ت َأُتو َ‬
‫س ِللّنا ِ‬ ‫خي َْر الّنا ِ‬ ‫س {َقا َ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫ت ِللّنا ِ‬
‫ج ْ‬ ‫أُ ْ‬
‫خر ِ َ‬
‫المسلمين الولين بتوجيهات النبي ‘ في الرفق بالحيوان ‪ ,‬و هي‬
‫في الحقيقة قل من جل و نقطة من بحر ‪ ,‬و في ذلك بيان واضح‬
‫أن السلم هو الذى وضع للناس مبدأ ) الرفق بالحيوان ( ‪ ,‬خلفا‬
‫لما يظنه بعض الجهال بالسلم أنه من وضع الكفار الوربيين ‪ ,‬بل‬
‫ذلك من الداب التي تلقوها عن المسلمين الولين ‪ ,‬ثم توسعوا‬
‫فيها ‪ ,‬و نظموها تنظيما دقيقا ‪ ,‬و تبنتها دولهم حتى صار الرفق‬
‫بالحيوان من مزاياهم اليوم ‪ ,‬حتى توهم الجهال أنه من‬
‫خصوصياتهم ! و غرهم في ذلك أنه ل يكاد يرى هذا النظام مطبقا‬
‫في دولة من دول السلم ‪ ,‬و كانوا هم أحق بها و أهلها !‬
‫و لقد بلغ الرفق بالحيوان في بعض البلد الوربية درجة ل تخلو من‬
‫المغالة ‪ ,‬و من المثلة على ذلك ما قرأته في " مجلة الهلل "‬
‫) مجلد ‪ 27‬ج ‪ 9‬ص ‪ ( 126‬تحت عنوان ‪ " :‬الحيوان و النسان " ‪:‬‬
‫" إن محطة السكك الحديدية في كوبنهاجن كان يتعشعش فيها‬
‫الخفاش زهاء نصف قرن ‪ ,‬فلما تقرر هدمها و إعادة بنائها أنشأت‬
‫البلدية برجا كلفته عشرات اللوف من الجنيهات ‪ ,‬منعا من تشرد‬
‫الخفاش " ‪.‬‬
‫و حــدث منــذ ثلث ســنوات أن ســقط كلــب صــغير فــي شــق‬
‫صغير بين صخرتين في إحدى قرى إنكلترا ‪ ,‬فجند لــه أولــو المــر‬
‫مائة من رجـال المطـافئ لقطــع الصــخور و إنقــاذ الكلـب ! و ثــار‬
‫الرأي العــام فــي بعــض البلد أخيــرا عنــدما اتخــذ الحيــوان وســيلة‬
‫لدراسة الظواهر الطبيعية ‪ ,‬حين أرسلت روسيا كلبا في صاروخها‬
‫‪ ,‬و أرســلت أمريكــا قــردا ‪ ).‬كــل النقــل الســابق مــن السلســلة‬
‫الصحيحة للعلمة اللباني ’ من الرفق بالحيوان جـ ‪ 1‬صـــ ‪ 35‬ومــا‬
‫بعدها‪(.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪341‬‬

‫خُلوا ِفي اْل ِ ْ َ‬ ‫َ‬


‫سلم ِ‬ ‫حّتى ي َد ْ ُ‬
‫م َ‬
‫ل ِفي أعَْناقِهِ ْ‬ ‫سَل ِ‬
‫س ِ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫)‪.(((1‬‬
‫و كان ابن عمر ‪ ù‬له جار يهودي فكان إذا ذبح‬
‫الشاة يقول ‪ :‬احملوا إلى جارنا اليهودي منها و‬
‫روي أن الجار الفقير يتعلق بالجار الغني يوم‬
‫القيامة و يقول ‪ :‬يا رب سل هذا لم منعني معروفه‬
‫و أغلق عني بابه )‪. (2‬‬
‫عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو ‪ ù‬أنه ذبحت له‬
‫شاة فجعل يقول لغلمه أهديت لجارنا اليهودي‬
‫أهديت لجارنا اليهودي سمعت رسول الله ‘ يقول ‪:‬‬
‫ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه‬
‫سيورثه)‪.(3‬‬
‫وكان للحسن جار نصراني ‪ ،‬وكان له كنيف على‬
‫السطح وقد نقب ذلك في البيت ‪ ،‬فكان يتحّلب‬
‫منه البول في بيت الحسن ‪ ،‬وكان الحسن أمر بإناء‬
‫فوضع تحته ‪ ،‬فكان يخرج ما يجتمع منه ليل ‪،‬‬
‫ومضى على ذلك عشرون سنة ‪.‬‬
‫ثم مرض الحسن ذات يوم فعاده النصراني ‪ ،‬فرأى‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ملون منى هذا الذى؟‬‫فقال ‪ :‬مذ كم تح ّ‬

‫‪ ()1‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 11‬ص ‪.(218‬‬


‫‪ ()1‬رواهما البخاري‪.‬‬
‫‪ ()2‬الكبائر صـ ‪207‬‬
‫‪ ()3‬الدب المفرد] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ -[ 50‬قال الشــيخ اللبــاني ‪:‬‬
‫صحيح‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪342‬‬

‫فقال الحسن ‪ :‬منذ عشرين سنة ‪ .‬فقطع النصراني‬


‫زناره )‪ (4‬و أسلم ‪.‬‬

‫‪ ()4‬ألف قصة وقصة ‪ ،‬الزنــار‪ :‬حــزام يشــده النصــراني علــى‬


‫وسطه)قــال المــام الــذهبي‪ :‬فقــد روي عــن ســهل بــن عبــد اللــه‬
‫التستري ’ أنه كان له جار ذمي و كــان قــد انبثــق مــن كنيفــه إلــى‬
‫بيت في دار سهل بثق فكان سهل يضع كل يوم الجفنة تحت ذلــك‬
‫البثق فيجتمع ما يسقط فيه من كنيف المجوسي و يطرحه بالليــل‬
‫حيث ل يراه أحد فمكث ’ علــى هــذه الحــال زمانــا طــويل إلــى أن‬
‫حضرت سهل الوفاة فاستدعى جاره المجوسي و قال لــه ‪ :‬ادخــل‬
‫ذلك البيت و انظر ما فيه فدخل فرأى ذلك البثق و القــذر يســقط‬
‫منه في الجفنة فقال مـا هــذا الــذي أرى ؟ قــال ســهل ‪ :‬هــذا منــذ‬
‫زمان طويل يسقط من دارك إلى هذا البيت و أنا أتلقاه بالنهــار و‬
‫ألقيه بالليل و لول أنه حضرني أجلي و أنا أخاف أن ل تتسع أخلق‬
‫غيري لذلك و إل لم أخبرك فافعل ما ترى فقال المجوســي ‪ :‬أيهــا‬
‫الشيخ أنت تعاملني بهذه المعاملة منــذ زمــان طويــل و أنــا مقيــم‬
‫على كفري ؟ مد يــدك فأنــا أشــهد أن ل إلــه إل اللــه و أن محمــدا‬
‫رسول الله ثم مات سهل ’‪.‬فنسأل الله أن يهدينا و إيــاكم لحســن‬
‫الخلق و العمال و القوال و أن يحسن عاقبتنــا إنــه جــواد كريــم‬
‫رؤوف رحيم ]الكبائر صفحة ‪ [207‬والله أعلم( ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪343‬‬

‫خلق الرحمة في حياة المسلم‬


‫)جث( ُ‬

‫خلق الذي ينبغي أن يتحلى به‬‫الرحمة ذلك ال ُ‬


‫كل إنسان ‪ ،‬يقع عليه مسمى النسانية ‪،‬وله‬
‫قلب بين ضلوعه يخفق ‪ ،‬فـ)النسان من غير‬
‫قلب أشبه باللة الصماء‪ ،‬والحجر الصلد‪ ،‬فإن‬
‫حقيقة النسان ليست في هذا الغلف الطيني‬
‫من لحم ودم وعظم‪ ،‬وإنما هي تلك اللطيفة‬
‫الربانية‪ ،‬والجوهرة الروحية‪ ،‬التي بها يحس‬
‫ويشعر وينفعل ويتأثر‪ ،‬ويتألم ويرحم‪ ،‬هي القلب‬
‫الحي‪.((1).‬‬
‫خلق ‪،‬‬‫فالرحمة مكون أساسي في كينونة ال َ‬
‫فالحيوان يتراحم فيما بينه ويتلحم ‪،‬ونوع‬
‫النسان رحيم في نفسه ‪،‬يتجلى ذلك على نفسه‬
‫أوًل ‪ ،‬وعلى ذويه من والدين ‪ ،‬وأبناء ‪ ،‬وزوجة ‪،‬‬
‫حا‬
‫وأهل ثانًيا ‪ ،‬و على إخوانه الذين يعاملهم صبا ً‬
‫وعشًيا ومجتمعه الذي ينتمي إليه ثالًثا ‪ ،‬فما بالك‬
‫بالنسان المسلم ؟!‬
‫ت على برودة‬ ‫خلق الدافئ الذي ل يأ ِ‬ ‫إنه ال ُ‬
‫مشاعر إل استحالت ساخنة فياضة ‪ ،‬ول على‬
‫عين جامدة إل صارت بدمعها دّفاقة ‪ ،‬ول على‬
‫قلب صخر إل اضمحل أهيًل ‪ ،‬و أبتل بدموع من‬
‫الدماء رقراقة ‪ ،‬وأبدل جموده إلى ليونة سباقة ‪،‬‬
‫ي على أرملة ‪،‬ورأفة‬ ‫في حنو على يتيم ٍ ‪ ،‬وسع ّ‬
‫‪ ()1‬اليمان والحياة ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪344‬‬

‫بمسكين ‪ ،‬ودمعة على الوجنات شفقة لذوي‬


‫الحاجة والفاقة‪.‬‬
‫فكيف بعبدٍ في كنف الرحيم ‪ ‬معايشه ؟!‬
‫فإن )من أخص أوصاف المؤمن أنه يتميز بقلب‬
‫حي مرهف لّين رحيم‪ ،‬يتجاوب به والحداث‬
‫والشخاص‪ ،‬فيرق للضعيف‪ ،‬ويألم للحزين‪،‬‬
‫ويحنو على المسكين‪ ،‬ويمد يده إلى الملهوف‪،‬‬
‫وبهذا القلب الحي الرحيم ينفر من اليذاء‪ ،‬وينبو‬
‫عن الجريمة‪ ،‬ويصبح مصدر خير وبر وسلم لما‬
‫حوله ومن حوله‪.((1).‬‬

‫فهو يرى آثار الرحمة مشاهدة ‪ ،‬وأكناف الرأفة‬


‫ممهدة ‪ ،‬فهو بين رحمات العموم يسكن ‪ ،‬وإلى‬
‫منح الخصوص يركن ‪ ،‬وبين لطائف الرحمن يكن‬
‫‪ ،‬و بمنن ربه الرحيم يحن ‪.‬‬
‫خلق الحياة ‪ ،‬فلول الرحمة المودعة‬ ‫فالرحمة ُ‬
‫في قلوب البوين ما قاما لبنائهما بحاجة ‪،‬‬
‫فبالرحمة كانت التنشئة على الخلق القويم ‪،‬‬
‫واجتناب كل ذميم ‪ ،‬ومجانبة كل رذيلة ‪،‬‬
‫واستأنس كل فضيلة ‪ ،‬وبها قامت حقوق‬
‫المبرة ‪ ،‬ببذلها بكف الندى ‪ ،‬دفع البلية والذى ‪.‬‬
‫فبالرحمة كان ُأنس رجل بزوجه ‪ ،‬وهل هذا إل‬
‫بالروح الرحيمة ‪ ،‬إذا الرواح جنود مجندة ‪ ،‬فما‬
‫تعارف برحمة الرحمن ائتلف ‪ ،‬وما تناكر بضدها‬
‫اختلف ‪ ،‬فما أبقى لمودة القلوب مثل الرحمة‬
‫والنداوة ‪.‬‬

‫‪ ()1‬اليمان والحياة‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪345‬‬

‫ولو ل الرحمة ما كان للخوة بين الناس مكان ‪،‬‬


‫ول كان بين الخوة الصحبة واللفة واتخاذ الخلن‬
‫‪ ،‬فبها رقت القلوب بالود والمتنان ‪ ،‬والكف‬
‫بالجود والحسان‪.‬‬
‫فبالرحمة قام بحقوق الخلق من قام ‪،‬‬
‫بالمعروف آمًرا وعن ضده ناهًيا ‪،‬ويجمع القلوب‬
‫على محبة الغفور الودود ‪ ،‬ويكشف للبصائر‬
‫حقائق السرائر ‪ ،‬دون هتك ستر ول فضح عرض‬
‫‪ ،‬فهو من أرحم الناس بالناس ‪ ،‬فهو عليهم‬
‫مشفق ‪ ،‬لخيرهم مريد ‪ ،‬وعن شرهم بعيد‬
‫‪،‬ويرجو لهم السلمة ‪ ،‬ويدعو لصلحهم ربه ‪،‬‬
‫ويخاف عليهم ذنبه ‪.‬‬

‫ونحن ها هنا نحاول أن نتلمس خلق الرحمة‬


‫في حياة المسلم وهذا من جانبين ‪:‬‬
‫مع نفسه وأهله ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مع إخوانه وفى مجتمعه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خلق الرحمة مع نفس المسلم وأهله‬

‫خلق الرحمة مع نفسك‪:‬‬


‫قد يستولى عليك العجب من هذا العنوان ‪ ،‬قائًل‬
‫أرحم نفسي ! كيف ؟‬
‫ألست لها راحم ؟ وبها رحيم !‬
‫رحمتك لنفسك ليس كلمة تقال ‪ ،‬بل أثر‬
‫وِفعال ‪ ،‬ولهذا سوف نتدارس أول حقيقة هذا‬
‫ما وذلك في أمور ‪:‬‬‫خلق عمو ً‬
‫ال ُ‬
‫‪ .1‬مصدر الرحمة ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪346‬‬

‫فعالية الرحمة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬


‫لماذا نرحم ونتراحم ؟!‬ ‫‪.3‬‬

‫مصدر الرحمة ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫هذه الرحمة المودعة قلوب الخلق ‪ ،‬هل هى من‬


‫ِقبل أنفسهم ؟!‬
‫إن كانت كذلك فكيف ل يملكون دمعهم ؟! ‪،‬‬
‫ى رأوه ؟‬ ‫وكيف تنفطر قلوبهم من أس ً‬
‫ب رحيم‬ ‫فمصدر رحمة الخلق هبة ربانية من ر ٍ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫جعَل َْنا ِفي قُُلو ِ‬ ‫ألم تقرأ قوله ‪ } ‬وَ َ‬
‫ة{)الحديد‪ :‬من الية ‪ (27‬وقال‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ة وََر ْ‬ ‫ات ّب َُعوهُ َرأ ْفَ ً‬
‫ة {)الروم‪ :‬من‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫موَد ّةً وََر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫‪ } ‬وَ َ‬
‫ة‬‫مائ َ َ‬ ‫ن ل ِل ّهِ ِ‬ ‫الية ‪.(21‬وقال رسول الله ‪)) ‬إ ِ ّ‬
‫س‬
‫ن َوال ِن ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫حد َةً ب َي ْ َ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬ ‫من َْها َر ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫مةٍ أ َن َْز َ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن وَب َِها ي َت ََرا َ‬ ‫فو َ‬ ‫م فَب َِها ي َت ََعاط َ ُ‬ ‫وا ّ‬ ‫َوال ْب ََهائ ِم ِ َوال ْهَ َ‬
‫سًعا‬ ‫ه تِ ْ‬ ‫خَر الل ّ ُ‬ ‫ها وَأ َ ّ‬ ‫ش عََلى وَل َدِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ف ال ْوَ ْ‬ ‫وَب َِها ت َعْط ِ ُ‬
‫‪1‬‬
‫ة(() (‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫عَباد َهُ ي َوْ َ‬ ‫م ب َِها ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ة ي َْر َ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫سِعي َ‬ ‫وَت ِ ْ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫م َ‬ ‫خل َقَ ي َوْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘‪ )) :‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫وَقا َ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫مةٍ ط َِبا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َر ْ‬ ‫مةٍ ك ُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َر ْ‬ ‫مائ َ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ت َواْلْر َ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫من َْها ِفي الْر ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ماِء َوالْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ش‬‫ح ُ‬ ‫ها َوال ْوَ ْ‬ ‫وال ِد َةُ عََلى وَل َدِ َ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫ة فَب َِها ت َعْط ِ ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ي َوْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ض فَإ َِذا َ‬ ‫ضَها عَلى ب َعْ ‪ٍ 2‬‬
‫َ‬ ‫َوالط ّي ُْر ب َعْ ُ‬
‫َ‬
‫ة(() ( ‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫مل ََها ب ِهَذِهِ الّر ْ‬ ‫أك ْ َ‬
‫‪ ()1‬رواه مسلم وأحمد وابن ماجة‬

‫‪ ()2‬رواه مسلم وأحمد ولبن ماجة عن أبى سعيد ‪.t‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪347‬‬

‫فهذه الرحمة الفطرية العامة التي تغمر قلوب‬


‫الخلق أجمعين ‪ ،‬وهي أثر من آثار رحمة الرحمن‬
‫الرحيم ‪ ،‬بل جزء من أجزاء الجزء المئوي الذي‬
‫بثه الله ‪ ‬في الخلق ‪ ،‬يتراحم به الرحماء ‪ ،‬من‬
‫س وجن ‪ ،‬وطير وحيوان حتى إنها لترفع‬ ‫إن ٍ‬
‫برحمة حافرها عن وليدها خشية مضرته ‪.‬‬
‫و لكن رحمة المسلم المؤمن بالله رًبا رحماًنا‬
‫ما ‪ ،‬تختلف اختلفا كلًيا ‪،‬في منشأها فهي‬ ‫رحي ً‬
‫منبثقة من تصور صحيح ناشئ من عقيدة إيمانية‬
‫سليمة ‪ ،‬عقيدة بالرحمة مغلفة ‪ ،‬وشريعة‬
‫بالرحمة مكلفة ‪ ،‬فإيماننا بالله ‪ ‬مبناه على‬
‫كونه رًبا له السماء الحسنى ‪ ،‬وللرحمة خلق ‪،‬‬
‫وبرحمة أمر ‪ ،‬فوقع المسلم بين رحمة الخلق‬
‫يٍء‬ ‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫ورحمة المر قال ‪َ } ‬رب َّنا وَ ِ‬
‫سع ْ َ‬
‫عْلمًا{)غافر‪ :‬من الية ‪ ، (7‬فما خلق إل‬ ‫ة وَ ِ‬
‫م ً‬‫ح َ‬
‫َر ْ‬
‫بعلم يقتضى الحكمة التامة ورحمة من آثارها‬
‫الحسان العام‪.‬‬
‫فالعقيدة المبنية على معرفة الله ‪ ‬بأسماء البر‬
‫والرحمة تفيض بالرحمة من قلبه ليس مجرد‬
‫انفعال عابر ‪ ،‬أو رد فعل غابر ‪ ،‬غير مؤسس‬
‫على أصول اعتقادية سليمة ‪ ،‬سرعان ما ينطفئ‬
‫بريقه ‪ ،‬ويمتص رحيقه ‪ ،‬فيصير أثًرا بعد عين ‪ ،‬ل‬
‫ينبض بروح ‪ ،‬ول يخفق بقلب ‪ ،‬فما هو إل عابر‬
‫في غابر‪.‬‬
‫أما رحمة المسلم الموحد العارف بربه ‪ ‬زادت‬
‫على رحمة الرحماء من سائر المم والملل‬
‫قا‪،‬و‬ ‫برحمة المر ‪ ،‬فهو مطبوع على الرحمة خل ً‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪348‬‬

‫دا)‪،(1‬بل ومأمور برحمة‬


‫بصفة الرحمة معتق ً‬
‫عا)‪.(2‬‬
‫الخلق شر ً‬
‫تذكر رحمنا الله وإياك أن مصدر الرحمة في‬
‫قلبك هو رحمة أرحم الراحمين بك فرحمك ‪:‬‬
‫قا ‪.‬‬‫أنك على الرحمة مطبوع خل ً‬ ‫‪-‬‬
‫أنك بصفة الرحمة لله ‪ ‬تؤمن ح ً‬
‫قا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عا‪.‬‬
‫أنك برحمة الخلق مأمور شر ً‬ ‫‪-‬‬

‫فعالية الرحمة ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫ونقصد بفعالية الرحمة ‪ ،‬أنها ليست نظريات‬
‫عقدية ‪ ،‬يصعب تناولها عملّيا ‪ ،‬بل هي منهج حياة‬
‫‪ ،‬بل هي رسالة كونية ُبعث بها رسول الله ‪‬‬
‫لرحمة العالمين كما مر بنا‪.‬‬
‫والمسلم المؤمن بالله رًبا ‪ ،‬وبالسلم ديًنا ‪،‬‬
‫وبمحمد ٍ ‘ نبًيا ورسوًل ‪ ،‬يمتثل أمر الله ‪، ‬‬
‫ويقتدي برسول الله ‘ أسوة حسنة في تطبيقه ‪،‬‬
‫فل يجنح إلى رخوة و خور ‪ ،‬مدعًيا الرحمة ‪ ،‬ول‬
‫ما الحزم و القوة ‪.‬‬ ‫إلى قسوة وجفوة زاع ً‬
‫ما فأنك‬ ‫ما فيما يجب أن تكون رحي ً‬ ‫بل كن رحي ً‬
‫بها مأمور ‪ ،‬وعليها معان منصور ‪ ،‬ول يخطرن‬
‫ببالك العجز عنها لنها ضعف ومهانة ‪ ،‬ولك في‬
‫رسول الله ‘ السوة والقدوة ‪ ،‬وأنظر أحواله‬
‫‪ ()1‬وهذا قــد ســبق بيــانه فــي البــاب )‪(5‬إثبــات مــا دل عليــه‬
‫صــا والــرد‬
‫ما و ) صــفة الرحمــة ( خصو ً‬
‫السمان من الصفات عمو ً‬
‫على من أنكرها‪.‬‬
‫‪ ()2‬وهذا ما سبق بيانه فــي البــاب )‪ (11‬الفقــرة ) أ ( ُ‬
‫خلــق‬
‫الرحمة في حياة رسول الله ‪. ‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪349‬‬

‫ض منها ‪ ،‬وإلى سير سلفك‬ ‫فقد مر بك بع ٍ‬


‫الصالح ‪ ، è‬فخذ منها ما يصل بك إلى مقصدك ‪،‬‬
‫خلق وسيرة ‪ ،‬حتى تبلغ دار الرحمة‬ ‫من حسن ُ‬
‫مع أهل الرحمة من النبيين والصديقين‬
‫قا‪.‬‬ ‫والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفي ً‬
‫عا تسكب في مواطن‬ ‫فليست الرحمة دمو ً‬
‫النفاق ‪ ،‬ول يد تربت في مواضع البذل‬
‫والعطاء ‪ ،‬ول كلمات جوفاء ل طائل تحتها سوى‬
‫رفع الصوت بالخطب والعظات‪.‬‬
‫بل الرحمة ‪ ...‬وضع المور مواضعها ‪ ،‬و الخذ‬
‫ة ‪ ،‬وحاًل وسبيًل‪.‬‬ ‫بالرفق سبًبا ووسيل ً‬
‫خلق حيوي يتحرك بين الناس بدمعة‬ ‫إذا ً الرحمة ُ‬
‫القلب لما فات من قيام بحق ألم تر إلى النفر‬
‫فاِء وََل‬ ‫ضعَ َ‬ ‫س عََلى ال ّ‬ ‫من أصحاب نبينا ‘ } ل َي ْ َ‬
‫ما‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن َل ي َ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ضى وََل عََلى ال ّ ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫عََلى ال ْ َ‬
‫ما عََلى‬ ‫سول ِهِ َ‬ ‫حوا ل ِل ّهِ وََر ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ج إ َِذا ن َ َ‬ ‫حَر ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫قو َ‬ ‫ي ُن ْفِ ُ‬
‫م )‪ (91‬وََل‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ل َوالل ّ ُ‬ ‫سِبي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ما أ َت َوْ َ‬
‫ما‬‫جد ُ َ‬ ‫ت َل أ ِ‬ ‫م قُل ْ َ‬ ‫مل َهُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك ل ِت َ ْ‬ ‫ن إ َِذا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عََلى ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مِع‬
‫ن الد ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ض ِ‬ ‫في ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫وا وَأعْي ُن ُهُ ْ‬ ‫م عَل َي ْهِ ت َوَل ّ ْ‬ ‫مل ُك ُ ْ‬‫ح ِ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ن )‪] {(92‬التوبة‪،91/‬‬ ‫قو َ‬ ‫ما ي ُن ْفِ ُ‬ ‫دوا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫حَزًنا أّل ي َ ِ‬ ‫َ‬
‫‪[92‬‬
‫فلما سبقهم دمعهم أنزل الله ‪ ‬عذرهم ‪،‬‬
‫وتولى رسول الله ‘ أمرهم ‪ ،‬بل وما حرموا‬
‫أجرهم بل قال ‘ )) إ َ‬
‫خل ْفََنا َ‬
‫ما‬ ‫دين َةِ َ‬ ‫م ِ‬‫ما ِبال ْ َ‬ ‫وا ً‬ ‫ن أقْ َ‬ ‫ِ ّ‬
‫م‬
‫سهُ ْ‬ ‫حب َ َ‬ ‫معََنا ِفيهِ َ‬ ‫م َ‬ ‫شعًْبا وََل َوادًِيا إ ِّل وَهُ ْ‬ ‫سل َك َْنا ِ‬ ‫َ‬
‫ال ْعُذ ُْر )‪.(((1‬‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري ‪.‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪350‬‬

‫خلق في الخذ والعطاء ‪ ،‬والبيع‬ ‫خلق مع ال َ‬ ‫أو حسن ُ‬


‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _ ‪)) :‬عَ ْ‬ ‫والشراء فعَ ْ‬
‫س‬‫ن الّنا َ‬ ‫داي ِ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ط وَ َ‬ ‫خي ًْرا قَ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ي َعْ َ‬ ‫جًل ل َ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫جاوَْز‬ ‫سَر وَت َ َ‬ ‫ما عَ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫سَر َوات ُْر ْ‬ ‫ما ت َي َ ّ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫سول ِهِ ُ‬ ‫ل ل َِر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ما هَل َ َ‬ ‫جاوََز عَّنا فَل َ ّ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫ه ت ََعاَلى أ ْ‬ ‫ل الل ّ َ‬ ‫ل َعَ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ل َل إ ِّل أن ّ ُ‬ ‫ط َقا َ‬ ‫خي ًْرا قَ ّ‬‫ت َ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫ل عَ ِ‬ ‫ه هَ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫عَّز وَ َ‬
‫ُ‬
‫ضى‬ ‫قا َ‬ ‫ه ل ِي َت َ َ‬ ‫س فَإ َِذا ب َعَث ْت ُ ُ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫ت أَداي ِ ُ‬ ‫م وَك ُن ْ ُ‬ ‫ِلي غَُل ٌ‬
‫جاوَْز ل َعَ ّ‬
‫ل‬ ‫سَر وَت َ َ‬ ‫ما عَ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫سَر َوات ُْر ْ‬ ‫ما ت َي َ ّ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫قُل ْ ُ‬
‫ت عَن ْ َ‬
‫ك‬ ‫جاوَْز ُ‬ ‫ه ت ََعاَلى قَد ْ ت َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫جاوَُز عَّنا َقا َ‬ ‫ه ي َت َ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫)‪.(((1‬‬
‫وقد مر بنا من نماذج الرحمة النبوية ما يغني عن‬
‫التكرار ‪ ،‬ومن سير السلف ما يكفى لدللة على‬
‫اقتدائهم برسول الله ‘ في كافة الحوال ‪.‬‬

‫لماذا نرحم ونتراحم ؟!‬ ‫‪.3‬‬


‫سؤال ‪ ...‬ربما يستثير شعور الغرابة و الدهشة ‪،‬‬
‫ألم تقل من قبل أن الرحمة فطرية ‪ ،‬و أن الله‬
‫خلق أجمعين ‪ ،‬فلماذا مثل‬ ‫‪ ‬جعلها في قلوب ال َ‬
‫هذا السؤال ؟! ‪.‬‬
‫هذا السؤال مراده ‪ ..‬ما الغاية من الرحمة‬
‫والتراحم فيما بيننا؟!‬
‫فلمعرفة ذلك لبد من معرفة الدوافع الخلقية‬
‫خلق الرحمة‬ ‫للناس ‪ ،‬فمن الناس من يتخلق ب ُ‬
‫مداهنة ومدارة ‪ ،‬وهناك من يأتي به على سبيل‬
‫‪ ()1‬رواه النسائي وصححه اللباني وأصله في البخاري من حديث‬
‫ن‬
‫مـ ْ‬ ‫م ّ‬
‫ل ِ‬
‫جـ ٍ‬ ‫ح َر ُ‬‫ة ُرو َ‬ ‫مَلئ ِك َـ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬‫قـ ْ‬‫ي ‘‪ :‬ت َل َ ّ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ل ‪َ )) :‬قا َ‬ ‫ة ‪َ ‬قا َ‬ ‫حذ َي ْ َ‬
‫ف َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ـُر فِت ْي َــاِني أ ْ‬‫تآ ُ‬ ‫ل ك ُن ْ ُ‬‫شي ًْئا َقا َ‬ ‫خي ْرِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مل ْ َ‬
‫م َقاُلوا أع َ ِ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬‫َ‬
‫ه ((‪.‬‬ ‫جاوَُزوا ع َن ْ ُ‬ ‫ل فَت َ َ‬‫ل َقا َ‬ ‫سرِ َقا َ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫جاوَُزوا ع َ ْ‬ ‫ي ُن ْظ ُِروا وَي َت َ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪351‬‬

‫المباهاة والفخر ‪ ،‬وهناك من يتخلق بها للمنفعة‬


‫والتوصل إلى مأربه ‪،‬وهكذا يتخلف الناس‬
‫باختلف غايتهم وميولهم‪.‬‬
‫وكما يختلفون في الدوافع يختلفون في الوسائل‬
‫لتحقيق ذلك ‪ ،‬فمنهم من يتبع عادات وتقاليد‬
‫ق أو‬‫توارثها ‪ ،‬أو مشاكلة لفئة يتبعها من شر ٍ‬
‫ب ‪ ،‬وما أكثر هؤلء بيننا ينخدعون ببريق‬‫غر ٍ‬
‫الحضارة الغربية الزائف ‪ ،‬فيعمى أبصارهم عن‬
‫عوراتها ‪ ،‬ويصمون آذانهم عن عيوبها ‪ ،‬فيجعلون‬
‫ما يقومون به من أعمال يطلقون عليها خيرية‬
‫تحت لواء أندية ملوثة)‪ ، (1‬وميول مدنسة‬
‫صهيونية كانت أو صليبية‪.‬‬
‫ولكن المسلم المؤمن يختلف في غايته ‪ ،‬فهو‬
‫عبد ُ الله ‪ ، ‬يرجو رحمته ويحذر عذابه ‪ ،‬وإنما‬
‫صا فيه نيته‬ ‫دا لله ‪ ‬مخل ً‬ ‫خلق تعب ً‬ ‫يأتي بهذا ال ُ‬
‫خِلصا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن أعْب ُد َ الل ّ َ‬‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫لقوله ‪} ‬قُ ْ‬
‫ل إ ِّني أ ِ‬
‫ن{ )الزمر‪ ، (11:‬فليس لمصالح نفعية‬ ‫دي َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫لَ ُ‬
‫شخصية ‪ ،‬ول لمباهاة الناس والفخر بينهم ‪ ،‬ول‬
‫يقصد إلى مداهنة ومدارة للوصول إلى الفوائد‬
‫والعوائد‪.‬‬
‫ومختلف في سبيله ووسيلة ‪ ،‬فكما أن غايته‬
‫ربانية ‪ ،‬فوسيلته نبوية محمدية ‪،‬متبًعا فيها‬
‫مًل ل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬‫رسوله ‪ ‬الذي َقا َ‬
‫مُرَنا فَهُوَ َرد ّ )‪ ، (((2‬فتحت لواء السلم‬ ‫َ‬
‫عَل َي ْهِ أ ْ‬
‫يعمل ‪ ،‬وبه يتحرك ‪ ،‬وإليه يئرز ‪ ،‬فالسلم‬

‫‪ ()1‬كنوادى الروتارى والليونز وغيرها‪.‬‬


‫‪ ()2‬متفق عليه وهذا لفظ مسلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪352‬‬

‫شعاره ‪ ،‬و الرحمة النبوية دثاره‪ ،‬وبنهج سلفه‬


‫يلتحف ‪.‬‬

‫• رحمة المسلم نفسه ‪:‬‬


‫إن أعظم ما ترحم به نفسك أن تعرف ما يقربك‬
‫من أرحم الراحمين ‪،‬ففيه يكون العمل ‪ ،‬وما‬
‫يبغضه ويبعدك عنه ‪ ‬فمنه يكون الهرب فـ‬
‫) رحمتك لنفسك أن تطلب النجاة من النار‬
‫والفوز بالجنة بتقوى الله ‪ ،‬وحفظ حدوده ‪،‬‬
‫والعمل بما يرضاه )‪ ، ((1‬فيتولك الله ‪ ‬بالحفظ‬
‫من الشيطان الرجيم ‪ ،‬والرعاية بإمدادك‬
‫بالملئكة عليهم السلم ) وقال بعض السلف‬
‫‪:‬إذا أصبح ابن آدم ابتدره الملك والشيطان فإن‬
‫ذكر الله وكبره وحمده وهلله طرد الملك‬
‫الشيطان وتوله وإن افتتح بغير ذلك ذهب‬
‫الملك عنه وتوله الشيطان ول يزال الملك‬
‫يقرب من العبد حتى يصير الحكم والطاعة‬
‫والغلبة له فتتوله الملئكة فى حياته وعند موته‬
‫ن َقاُلوا َرب َّنا‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وعند مبعثه قال الله تعالى } إ ِ ّ‬
‫خاُفوا‬ ‫ة أ َّل ت َ َ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬‫ل عَل َي ْهِ ُ‬ ‫موا ت َت َن َّز ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ست َ َ‬
‫ما ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ن)‬ ‫دو َ‬ ‫م ُتوعَ ُ‬ ‫جن ّةِ ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫شُروا ِبال ْ َ‬ ‫حَزُنوا وَأب ْ ِ‬ ‫وََل ت َ ْ‬
‫‪ (30‬نح َ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬ ‫ن أوْل َِياؤُك ُ ْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫خَرة{]فصلت‪ [31 ،30/‬وإذا توله الملك توله‬ ‫اْل َ ِ‬
‫أنصح الخلق له وأنفعهم وأبرهم له فثبته وعلمه‬
‫حي َرب ّ َ‬
‫ك‬ ‫وقوي جنانه وأيده قال تعالى }إ ِذ ْ ُيو ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫مُنوا{‬ ‫نآ َ‬ ‫م فَث َب ُّتوا ال ّ ِ َ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫مَلئ ِك َةِ أّني َ‬ ‫إ َِلى ال ْ َ‬
‫‪ ()1‬القرطبي فى السنى شرح الســماء الحســنى جـ ـ ‪ 1‬صـ ـ‬
‫‪90‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪353‬‬

‫]النفال‪ [12/‬ويقول الملك عند الموت ل تخف‬


‫ول تحزن وأبشر بالذي يسرك ويثبته بالقول‬
‫الثابت أحوج ما يكون إليه في الحياة الدنيا وعند‬
‫الموت وفي القبر عند المسألة فليس أحد أنفع‬
‫للعبد من صحبة الملك له وهو وليه في يقظته‬
‫ومنامه وحياته وعند موته وفي قبره ومؤنسه‬
‫في وحشته وصاحبه في خلوته ومحدثه في‬
‫سره ويحارب عنه عدوه ويدافع عنه ويعينه عليه‬
‫ويعده بالخير ويبشره به ويحثه على التصديق‬
‫عا‬
‫بالحق كما جاء في الثر الذي يروى مرفو ً‬
‫وموقوًفا )‪ :(1‬إن للملك بقلب ابن آدم لمة‬
‫‪ ()1‬المرفوع ضــعيف رواه الترمــذي وغيــره وقــال اللبــاني ‪:‬‬
‫س‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬
‫ل‪)):‬أي َّهــا الّنــا ُ‬ ‫ضعيف ‪.‬وهو أشبه بالموقوف ع َ ْ‬
‫ة‪،‬‬‫جن ّـ ِ‬‫ب إ ِل َــى ال ْ َ‬ ‫ق ـّر ُ‬ ‫ن ال ْب ِّر ي ُ َ‬‫ب إ َِلى ال ْب ِّر‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫قّر ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ق فَإ ِن ّ ُ‬ ‫صد ْ ِ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫ب إ ِل َــى‬ ‫قـّر ُ‬ ‫جــوَر ي ُ َ‬ ‫ف ُ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫جــورِ وَإ ِ ّ‬ ‫ف ُ‬‫ب إ ِل َــى ال ْ ُ‬ ‫قّر ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ب فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م َوال ْك َذ ِ َ‬ ‫وَإ ِّياك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫صد َقَ وَب َّر‪ ،‬وَل ِل ْ َ‬
‫ن‬
‫جَر‪ ،‬أل وَإ ِ ّ‬ ‫ب وَفَ َ‬ ‫ب‪ :‬ك َذ َ َ‬ ‫كاذ ِ ِ‬ ‫ق‪َ :‬‬ ‫صاد ِ ِ‬ ‫ل ِلل ّ‬ ‫قا ُ‬ ‫ه يُ َ‬‫الّناِر‪ ،‬إ ِن ّ ُ‬
‫ة‬
‫مـ ُ‬ ‫ر‪ ،‬وَل َ ّ‬ ‫خي ْـ ِ‬‫ك ِإيعَــاد ٌ ل ِل ْ َ‬ ‫مل َـ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫مـ ُ‬‫ة‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫مـ ٌ‬ ‫ن لَ ّ‬ ‫طا ِ‬‫ش ـي ْ َ‬ ‫ة‪ ،‬وَل ِل ْ َ‬ ‫مـ ٌ‬ ‫ك لَ ّ‬ ‫مل َـ ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫ن‬‫مـ ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ـد ِ الل ّـ َ‬ ‫ح َ‬‫ك فَل ْي َ ْ‬ ‫مل َـ ِ‬‫ة ال ْ َ‬ ‫م َ‬‫جد َ ل َ ّ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شّر‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ِإيَعاد ٌ ِبال ّ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قــو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫جـ ّ‬ ‫ه عَـّز وَ َ‬ ‫ن الل ّـ َ‬ ‫ك‪ ،‬فَ ـإ ِ ّ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن فَل ْي َت َعَوّذ ْ ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫جد َ ل َ ّ‬‫وَ َ‬
‫قـر ويـأ ْمرك ُم" ]البقــرة‪ ،[268 :‬قَــا َ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫ن‬ ‫ل‪ :‬أل إ ِ ّ‬ ‫ف ْ َ ََ ُ ُ ْ‬ ‫ن ي َعِـد ُك ُ ُ‬ ‫طا ُ‬ ‫"ال ّ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫م فِــي ل َي ْل َـةٍ ب َــارِد َةٍ ِ‬ ‫ل قَــا َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن‪َ ،‬ر ُ‬ ‫جلي ْ ِ‬
‫ك إ َِلى َر ُ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫فراشه ولحافه ودَثاره فَتو َ‬
‫عــّز‬ ‫ه َ‬ ‫ل الّلــ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ة‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫صل ٍ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ضأ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ِ َ ِ ِ َِ َ ِ ِ َ ِ ِ ِ َ َ ّ‬
‫ن‪َ :‬رب ّن َــا‬ ‫قول ُــو َ‬ ‫ع؟ فَي َ ُ‬ ‫صـن َ َ‬ ‫مــا َ‬ ‫ذا ع ََلى َ‬ ‫دي هَ َ‬ ‫ل ع َب ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ملئ ِك َت ِ ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫مــا‬ ‫ه َ‬ ‫ل‪ :‬فَإ ِّني قَ ـد ْ أع ْط َي ُْتــ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ة ِ‬‫ق ً‬‫ف َ‬ ‫ش َ‬ ‫ك‪ ،‬وَ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫جاَء َ‬ ‫َر َ‬
‫َ‬
‫فــَراِر‪،‬‬ ‫ه ِفي ال ْ ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي فِئ َةٍ فَعَل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ف‪ ،‬وََر ُ‬ ‫خا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫من ْت ُ ُ‬ ‫جا وَأ ّ‬ ‫َر َ‬
‫مــا‬
‫ة‪َ :‬‬ ‫ل ل ِل ْ َ‬
‫ملئ ِك َـ ِ‬ ‫ل فَي َ ُ‬
‫قــو ُ‬ ‫حت ّــى قُت ِـ َ‬ ‫قات َـ َ‬
‫ل َ‬ ‫عن ْـد َ الل ّـ ِ‬
‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫مــا ل َـ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫م َ‬
‫وَع َل ِـ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪354‬‬

‫وللشيطان لمة فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق‬


‫بالوعد ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب‬
‫بالحق‪.‬‬
‫وإذا اشتد قرب الملك من العبد تكلم على لسانه‬
‫وألقى على لسانه القول السديد وإذا أبعد منه‬
‫وقرب الشيطان من العبد تكلم على لسانه قول‬
‫الزور والفحش حتي يرى الرجل يتكلم على لسان‬
‫الملك والرجل يتكلم على لسان الشيطان وفي‬
‫الحديث إن السكينة تنطق على لسان عمر ‪.(1) ‬‬
‫وكان أحدهم يسمع الكلمة الصالحة من الرجل‬
‫الصالح فيقول‪ :‬ما ألقاها على لسانك ال الملك‬
‫ويسمع ضدها فيقول ما ألقاها على لسانك إل‬
‫الشيطان فالملك يلقى في القلب الحق ويلقيه‬
‫على اللسان والشيطان يلقي الباطل في القلب‬
‫ويجريه على اللسان ‪.‬‬
‫فمن عقوبة المعاصي أنها تبعد من العبد وليه الذي‬
‫سعادته في قربه ومجاورته وموالته وتدني منه‬
‫عدوه الذي شقاءه وهلكه وفساده في قربه‬
‫وموالته حتى أن الملك لينافح عن العبد ويرد عنه‬
‫إذا سفه عليه السفيه وسبه كما اختصم بين يدي‬
‫م َ‬
‫ل‪.........‬الثر((رواه الطبراني فى الكبير والبزار‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫وائ ِ ّ‬ ‫سـ َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ن وَ هْ ـ ٍ‬ ‫‪ ()1‬إشــارة إلــى مــا رواه المــام أحمــد ع َـ ْ‬
‫ُ‬
‫مةِ ب َْعــد َ ن َب ِي َّهــا‬ ‫خي ُْر هَذ ِهِ اْل ّ‬‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه فَ َ‬
‫قا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬‫ي َر ِ‬ ‫خط َب ََنا ع َل ِ ّ‬ ‫َقال َ َ‬
‫م ـةِ ب َعْ ـد َ ن َب ِي ّهَــا أ َب ُــو‬ ‫ُ‬
‫خي ُْر هَذ ِهِ اْل ّ‬‫ل َل َ‬‫ن َقا َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ميَر ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ت َيا أ ِ‬
‫َ‬
‫ت أن ْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬‫فَ ُ‬
‫ة ت َن ْط ِـقُ ع َل َــى‬ ‫َ‬
‫كين َ َ‬
‫سـ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫مــا ن ُب ْعِ ـد ُ أ ّ‬
‫ه وَ َ‬
‫ه ع َن ْـ ُ‬ ‫ي الل ّـ ُ‬‫ض َ‬‫مُر َر ِ‬‫م عُ َ‬‫ب َك ْرٍ ث ُ ّ‬
‫ه ) مسند أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ (299‬وقال‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬‫ي الل ّ ُ‬‫ض َ‬‫مَر َر ِ‬‫ن عُ َ‬‫سا ِ‬ ‫لِ َ‬
‫الرناؤوط اسناده قوي‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪355‬‬

‫النبي رجلن فجعل أحدهما يسب الخر وهو ساكت‬


‫فتكلم بكلمة يرد بها على صاحبه فقام النبي فقال‬
‫يا رسول الله لما رددت عليه بعض قوله قمت‬
‫فقال كان الملك ينافح عنك فلما رددت عليه جاء‬
‫الشيطان فلم أكن لجلس )‪.(1‬‬
‫منَ‬
‫وإذا دعي العبد المسلم في ظهر الغيب لخيه َأ ّ‬
‫الملك على دعائه )‪.(2‬‬

‫‪()1‬إشارة إلى حديث أبي هريرة ‪ ‬قال‪ )) :‬اســتطال رجــل علــى‬


‫أبي بكر الصديق ‪ ‬و رســول اللــه ‪ ‬جــالس و أبــو بكــر ســاكت‬
‫فلما أكثر انتصر أبو بكر فقام رســول اللــه ‪ ‬فــاتبعه أبــو بكــر يــا‬
‫رسول الله استطال علي و أنت ساكت فلما انتصرت قمت فقــال‬
‫يا أبا بكر إنك ما سكت كان الملك يرد عليه فلمــا انتصــرت ارتفــع‬
‫الملك و حضر الشيطان فلم أكن لجالس الشــيطان ‪ :‬يــا أبــا بكــر‬
‫ثلث اعلم أنهن حق ‪ :‬ما عفا امرؤ عــن مظلمــة إل زاده اللــه بهــا‬
‫عزا و ما فتح رجل على نفسه باب مسئلة يبتغي بها وجه كــثرة إل‬
‫زاده الله بها فقرا و ما فتح رجل على نفسه باب صدقة يبتغي بها‬
‫وجه الله إل زاده الله كثرة (( ورواه الليث عن سعيد المقبري من‬
‫بشــر بــن محــرز عــن ســعيد بــن المســيب أن رجل ســب أبــا بكــر‬
‫فسكت ثم انتصر فقام النبي صلى الله عليه و سلم قال البخــاري‬
‫هذا أصح و هو مرسل‪.‬‬
‫ل الل ّـهِ ‪‬‬ ‫َ‬
‫ســو َ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫سـ ِ‬‫ه َ‬ ‫‪()2‬إشارة إلى حديث أبــى الــدرداء ‪ ‬أن ّـ ُ‬
‫ن‬
‫ميـ َ‬
‫ل ب ِـهِ آ ِ‬‫موَك ّـ ُ‬‫ك ال ْ ُ‬‫مل َـ ُ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫عا ل َ ِ‬
‫خيهِ ب ِظ َهْرِ ال ْغَي ْ ِ‬
‫ب َقا َ‬ ‫ن دَ َ‬
‫م ْ‬ ‫قو ُ‬
‫ل» َ‬ ‫يَ ُ‬
‫مث ْ ٍ‬
‫ل «رواه مسلم‬ ‫وَ ل َ َ‬
‫ك بِ ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪356‬‬

‫فإذا أذنب العبد الموحد المتبع سبيله رسوله‬


‫استغفر له حملة العرش ومن حوله)‪.(3‬‬
‫وإذا نام العبد المؤمن بات في شعاره ملك)‪(2‬‬
‫فملك المؤمن يرد عليه ويحارب ويدافع عنه ويعلمه‬
‫ويثبته ويشجعه فل يليق به أن ينسى جواره ويبالغ‬
‫فى أذاه وطرده عنه وإبعاده فانه ضيفه وجاره وإذا‬
‫كان إكرام الضيف من الدميين والحسان إلى‬
‫الجار من لزوم اليمان وموجباته فما الظن بإكرام‬
‫أكرم الضياف وخير الجيران وأبرهم ‪.‬‬
‫وإذا أذى العبد الملك بأنواع المعاصي والظلم‬
‫والفواحش دعا عليه ربه وقال ل جزاك الله خيرا‬
‫كما يدعوا له إذا أكرمه بالطاعة والحسان قال‬
‫بعض الصحابة ‪ è‬إن معكم من ل يفارقكم فاستحيوا‬
‫منهم وأكرموهم‪.‬‬
‫ول ألم)أكثر لؤمًا( ممن ليستحيي من الكريم‬
‫العظيم القادر ول يكرمه ول يوقره وقد نبه سبحانه‬
‫ن)‬‫ظي َ‬ ‫م لَ َ‬
‫حافِ ِ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬
‫على هذا المعني بقوله }وَإ ِ ّ‬

‫حـوْل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬
‫مـ ْ‬ ‫ش وَ َ‬‫ن ال ْعَـْر َ‬ ‫مل ُــو َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ذي َ‬‫‪ ()3‬إشــارة إلــى قــوله ‪} ‬ال ّـ ِ‬
‫من ُــوا َرب ّن َــا‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ل ِل ّـ ِ‬
‫فُرو َ‬ ‫س ـت َغْ ِ‬ ‫ن ب ِـهِ وَي َ ْ‬ ‫م وَي ُؤ ْ ِ‬
‫مُنو َ‬ ‫مد ِ َرب ّهِ ْ‬‫ح ْ‬
‫ن بِ َ‬‫حو َ‬‫سب ّ ُ‬‫يُ َ‬
‫ك‬‫سـِبيل َ َ‬ ‫ن ت َــاُبوا َوات ّب َعُــوا َ‬‫ذي َ‬ ‫عْلما ً َفاغ ْفِْر ل ِل ّ ِ‬
‫ة وَ ِ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬
‫يٍء َر ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬‫س عْ َ‬ ‫وَ ِ‬
‫حيم ِ {)غافر‪(7:‬‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫م عَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫وَقِ هِ ْ‬
‫ل الّلــ ِ‬
‫ه‬ ‫ســو ُ‬ ‫ل‪ :‬قَــا َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫م ـَر ‪ , ù‬قَــا َ‬
‫ن عُ َ‬ ‫‪ ()2‬إشــارة إلــى حــديث اب ْـ ِ‬
‫ت ط َــاه ًِرا ِإل‬‫ن ع َب ْـد ٍ ب َــا َ‬‫مـ ْ‬ ‫ما ِ‬
‫ه‪َ ,‬‬‫م الل ّ ُ‬
‫ساد َ ط َهَّرك ُ ُ‬ ‫‘‪:‬ط َهُّروا هَذ ِهِ ال َ ْ‬
‫ج َ‬
‫مل َـ ُ‬
‫ك‪:‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫ة قَــا َ‬
‫ســاع َ ً‬ ‫ن الل ّي ْـ ِ‬
‫ل َ‬ ‫مـ َ‬ ‫قل ّـ َ‬
‫ب ِ‬ ‫ك ك ُل ّ َ‬
‫مــا ت َ َ‬ ‫مل َ ٌ‬
‫شَعارِهِ َ‬ ‫ت ِفي ِ‬ ‫َبا َ‬
‫ت ط َــاه ًِرا‪ .‬رواه ابــن والطــبراني فــى‬ ‫مــا ب َــا َ‬ ‫ك كَ َ‬‫فـْر ل ِعَب ْـد ِ َ‬ ‫الل ّهُـ ّ‬
‫م اغ ْ ِ‬
‫الكبير والوسط وحسنه اللباني والرناؤوط‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪357‬‬

‫ن )‪{(12‬‬ ‫فعَُلو َ‬
‫ما ت َ ْ‬
‫ن َ‬
‫مو َ‬‫ن )‪ (11‬ي َعْل َ ُ‬ ‫ما َ‬
‫كات ِِبي َ‬ ‫‪ (10‬ك َِرا ً‬
‫]النفطار‪[12-10/‬أى استحيوا من هؤلء الحافظين‬
‫الكرام وأكرموهم وأجلوهم أن يروا منكم ما‬
‫تستيحون أن يريكم عليه من هو مثلكم والملئكة‬
‫تتأذى مما يتأذى منه بنوا آدم وإذا كان ابن آدم‬
‫يتأذى ممن يفجر ويعصى بين يديه وإن كان قد‬
‫يعمل مثله عمله فما الظن بأذى الملئكة الكرام‬
‫الكاتبين والله المستعان‪. ((1).‬‬

‫فأنظر إلى نفسك وقد رحمتها بالطاعة فأحبك‬


‫أرحم الراحمين ‪ ،‬فرحمك بصحبة أهل الرحمة‬
‫من الملئكة عليهم السلم ‪ ،‬ورغب في صحبتك‬
‫أهل الرحمة في الرض صدق ‪ ‬إذ يقول } إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬
‫م‬‫ل ل َهُ ُ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫سي َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ال ّ ِ َ‬
‫ن أ َِبى‬ ‫ن وُّدا )‪] {(96‬مريم‪ ، [96/‬و عَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬‫الّر ْ‬
‫َ‬
‫ه ال ْعَب ْد َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل » إ َِذا أ َ‬ ‫ى ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫هَُري َْرةَ ‪ ‬عَ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ه ‪ .‬فَي ُ ِ‬
‫حب ّ ُ‬ ‫حب ِب ْ ُ‬ ‫ب فُل ًَنا فَأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫َناَدى ِ‬
‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ماِء إ ِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل ِفى أهْ ِ‬ ‫ري ُ‬‫جب ْ ِ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َُناِدى ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ماِء ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫س َ‬‫ل ال ّ‬ ‫ه أه ْ ُ‬ ‫حب ّ ُ‬‫حّبوه ُ ‪ .‬في ُ ِ‬ ‫ب فلًنا فأ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫ض )‪. « (2‬‬ ‫َ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫ل ِفى الْر ِ‬ ‫قُبو ُ‬ ‫ضعُ ل َ ُ‬ ‫ُيو َ‬
‫ول يكون هذا إل برحمة العبد نفسه بفعل ما‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬ ‫يحبه الله ‪ ‬فعَ ْ‬
‫ه‬‫عاَدى ِلى وَل ِّيا فَقَد ْ آذ َن ْت ُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫الل ّهِ ‘ » إ ِ ّ‬
‫ح ّ َ‬ ‫َ‬ ‫قّر َ َ‬
‫ى‬
‫ب إ ِل ّ‬ ‫ىٍء أ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫دى ب ِ َ‬ ‫ى عَب ْ ِ‬ ‫ب إ ِل ّ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫حْر ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬

‫‪ ()1‬ابن القيم ’ في الداء والدواء صـ ‪ 74‬وما بعدها وقد سبق‬


‫‪.‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪358‬‬

‫ى‬ ‫قّر ُ َ‬ ‫ما ي ََزا ُ‬‫ت عَل َي ْهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما افْت ََر ْ‬
‫ب إ ِل ّ‬ ‫دى ي َت َ َ‬
‫ل عَب ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض ُ‬ ‫م ّ‬
‫ِ‬
‫ه ‪....‬الحديث‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ َِذا أ ْ‬
‫حب َب ْت ُ ُ‬ ‫حب ّ ُ‬
‫حّتى أ ِ‬‫ل َ‬
‫وافِ ِ‬ ‫ِبالن ّ َ‬
‫«)‪.(((1‬‬

‫• رحمة المسلم أهله ‪:‬‬


‫‪ -‬إن الوشائج والصلت النسانية صعبة التناول ‪،‬‬
‫لما فيها من تشابك ‪ ،‬أعلى هذه الروابط ما كانت‬
‫س واحدة ‪ ،‬أعنى الزوج ‪ ،‬فالله ‪ ‬جعلها‬ ‫من نف ٍ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خل َقَ ل َك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫أعظم اليات فقال } وَ ِ‬
‫ف سك ُ َ‬ ‫َ‬
‫موَد ّةً‬ ‫م َ‬ ‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َ‬ ‫م أْزَواجا ً ل ِت َ ْ‬ ‫أن ْ ُ ِ ْ‬
‫ن{ )الروم‪:‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫قوْم ٍ ي َت َ َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫ك َليا ٍ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬ ‫وََر ْ‬
‫‪ ، (21‬فإن من رحمتهن‬
‫‪ -1‬حسن الخلق معهن واحتمال الذى منهن ترحما ً‬
‫عليهن لقصور عقلهن‪ .‬وقال الله تعالى‬
‫ف{)النساء‪ :‬من الية‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫} وَ َ‬
‫ميَثاقا ً‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫‪،(19‬وقال في تعظيم حقهن }وَأ َ‬
‫ب‬‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫غَِليظًا{)النساء‪ :‬من الية ‪ (21‬وقال}َوال ّ‬
‫ب {)النساء‪ :‬من الية ‪ (36‬قيل هي المرأة‪....‬‬ ‫جن ْ ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الذى عنها‪،‬‬
‫بل احتمال الذى منها والحلم عند طيشها وغضبها‪،‬‬
‫اقتداء برسول الله ‘ فقد كانت أزواجه تراجعنه‬
‫الكلم‪ ،‬وتهجره الواحدة منهن يوما ً إلى الليل فعَ ْ‬
‫ن‬
‫ب ‪ )) t‬وَك ُّنا َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ب‬ ‫ش ن َغْل ِ ُ‬ ‫شَر قَُري ْ ٍ‬ ‫مع ْ َ‬
‫َ‬
‫طا ِ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫عُ َ‬
‫م‬‫م ت َغْل ِب ُهُ ْ‬ ‫صارِ إ َِذا قَوْ ٌ‬ ‫مَنا عََلى ا ْلن ْ َ‬ ‫ما قَدِ ْ‬ ‫ساَء ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫الن ّ َ‬
‫َ‬
‫ساِء‬ ‫ب نِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن أد َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ن ِ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫ساؤَُنا ي َأ ُ‬‫فق َ ن ِ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَط َ ِ‬ ‫ساؤُهُ ْ‬ ‫نِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫جعَت ِْنى فَأن ْك َْر ُ‬ ‫مَرأِتى فََرا َ‬ ‫ت عََلى ا ْ‬ ‫خب ْ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫صارِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫الن ْ َ‬
‫‪ ()1‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪359‬‬
‫أ َن تراجعِنى َقال َت ول ِم تنكر أ َ ُ‬
‫والل ّهِ إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ك فَ َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ن أَرا ِ‬ ‫ْ َ َ ُْ ُِ ْ‬ ‫ْ َُ ِ َ‬
‫َ‬
‫جُرهُ‬ ‫ن ل َت َهْ ُ‬ ‫داهُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫جعْن َ ُ‬ ‫ى ‘ ل َي َُرا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ج الن ّب ِ‬ ‫أْزَوا َ‬
‫ت ل ََها وَقَد ْ‬ ‫ك وَقُل ْ ُ‬ ‫ل ‪ .‬فَأ َفَْزعَِنى ذ َل ِ َ‬ ‫حّتى الل ّي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْي َوْ َ‬
‫ى ث َِياِبى‬ ‫ت َ‬ ‫ن ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ن فَعَ َ‬
‫عَل ّ‬ ‫َ‬
‫مع ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫خا َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ص ُ‬ ‫ح فْ َ‬ ‫ت ل ََها أىْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ة فَ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت عََلى َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ت فَد َ َ‬ ‫فَن ََزل ْ ُ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ل َقال َ ْ‬ ‫حّتىْ الل ّي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ى ‘ ال ْي َوْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫داك ُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ب إِ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫أت َُغا ِ‬
‫خسرت ‪ ،‬أ َفَتأمِني َ‬
‫ن‬
‫نأ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ت وَ َ ِ ْ ِ‬ ‫خب ْ ِ‬ ‫ت قَد ْ ِ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م ‪ .‬فَ ُ‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫رى‬ ‫ست َك ْث ِ ِ‬ ‫كى ل َ ت َ ْ‬ ‫سول ِهِ ‘ فَت َهْل ِ ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ه ل ِغَ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ي َغْ َ‬
‫ريهِ ‪،‬‬ ‫ج ِ‬ ‫ىٍء ‪ ،‬وَل َ ت َهْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫جِعيهِ ِفى َ‬ ‫ى ‘ وَل َ ت َُرا ِ‬ ‫ّ‬ ‫الن ّب ِ‬
‫َ‬
‫ك‬‫جاَرت ُ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َ ي َغُّرن ّ ِ‬ ‫دا ل َ ِ‬ ‫ما ب َ َ‬ ‫سِليِنى َ‬ ‫وَ َ‬
‫ة~‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ح ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬ ‫ريد ُ َ‬ ‫ى ‘ يُ ِ‬ ‫ب إ ِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫ك ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ضأ ِ‬ ‫أو ْ َ‬
‫)‪.(( (1‬‬
‫‪ -2‬أن يزيد على احتمال الذى بالمداعبة والمزح‬
‫والملعبة؛ فهي التي تطيب قلوب النساء‪ ،‬وقد كان‬
‫رسول الله ‘ يمزح معهن وينزل إلى درجات‬
‫ة~‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عقولهن في العمال والخلق‪ ،‬فعَ ْ‬
‫فاره وأناَ‬ ‫َ‬
‫س َ ِ ِ َ َ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫فى ب َعْ ِ‬ ‫ى‘ ِ‬ ‫ّ‬ ‫معَ الن ّب ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ت َ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫س»‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ة ل َم أ َحمل الل ّحم ول َ َ‬
‫ل ِللّنا ِ‬ ‫م أب ْد ُ ْ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫جارِي َ ٌ ْ ْ ِ ِ‬ ‫َ‬
‫حّتى‬ ‫ى َ‬ ‫َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫موا ث ُ ّ‬ ‫موا «‪ .‬فَت َ َ‬
‫ل ِلى » ت ََعال ْ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫تَ َ‬
‫ُ‬
‫حّتى إ َِذا‬ ‫ت عَّنى َ‬ ‫سك َ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫قت ُ ُ‬‫سب َ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫قت ُ ُ‬‫ساب َ ْ‬ ‫ك «‪ .‬فَ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ساب ِ َ‬ ‫أ َ‬
‫ض‬
‫ه ِفى ب َعْ ِ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ت َ‬ ‫سي ُ‬ ‫ت وَن َ ِ‬ ‫م وَب َد ُن ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت الل ّ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫م َقا َ‬ ‫موا «‪ .‬فَت َ َ‬ ‫فارِهِ فَ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫موا ث ُ ّ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫س » تَ َ‬ ‫ل ِللّنا ِ‬ ‫قا َ‬ ‫س َ‬ ‫أ ْ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪360‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قِنى فَ َ‬
‫جع َ َ‬
‫ل‬ ‫سب َ َ‬‫ه فَ َ‬
‫قت ُ ُ‬
‫ساب َ ْ‬‫ك «‪ .‬فَ َ‬ ‫ق ِ‬
‫ساب ِ َ‬‫حّتى أ َ‬ ‫ى َ‬ ‫» ت ََعال ْ‬
‫ك)‪.(((2)« (1‬‬ ‫ل » هَذِهِ ب ِت ِل ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬
‫يَ ْ‬
‫‪ -‬رابطة الولد فلم في القرآن الكريم وصية بالولد‬
‫ه ِفي‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫صيك ُ ُ‬ ‫إل في آية واحدة وهي قوله ‪ُ } ‬يو ِ‬
‫َ‬
‫م {)النساء‪ :‬من الية ‪، (11‬لنها محبة ورحمة‬ ‫أْولدِك ُ ْ‬
‫فطرية ربانية من البوين على أولدهم)‪ ،(3‬ولكن‬
‫للولد حقوق في الرحمة لبد من إقامتها)‪ ، (4‬حتى‬
‫تمل قلوبهم بها صغاًرا ‪ ،‬فتفيض علي البوين كباًرا‬
‫فقد قال ‪ } ‬وقَضى رب َ َ‬
‫دوا إ ِّل إ ِّياهُ‬
‫ك أّل ت َعْب ُ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ‬
‫ك ال ْكبر أ َحدهُما أوَ‬ ‫ُ‬
‫ََِ َ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫عن ْد َ‬
‫ن ِ‬‫ما ي َب ْلغَ ّ‬
‫ساًنا إ ِ ّ‬
‫ح َ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫وَِبال ْ َ‬
‫وال ِد َي ْ ِ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد وقال الشيخ شعيب الرنؤوط ‪ :‬إسناده جيد رجــاله‬
‫ثقات رجال الشيخين غير عمر بن أبي حفص المعيطي ‪،‬و أبو داود‬
‫وصححه اللباني‪.‬‬

‫‪()2‬الغزالي ’ إحياء علوم الدين ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪.(395،396‬‬


‫ل‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫‪ ()3‬هذا ليس مقتصًرا علينا بنى آدم بل والحيوان فقد َقا َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫مــ ٍ‬‫ح َ‬‫ة َر ْ‬‫مــائ َ َ‬ ‫ت َواْل ْر َ‬
‫ض ِ‬ ‫ماَوا ِ‬‫ســ َ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫خل َقَ ي َوْ َ‬ ‫ه َ‬‫ن الل ّ َ‬
‫الل ّهِ ‘‪ )) :‬إ ِ ّ‬
‫ض‬ ‫َْ‬ ‫ض فَ َ‬
‫ج عَ ـ َ‬ ‫َْ‬ ‫كُ ّ‬
‫من ْهَــا فِــي ال ْر ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ماِء َوال ْر ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬
‫مةٍ ط َِباقَ َ‬ ‫ح َ‬‫ل َر ْ‬
‫ضـَها‬‫ش َوالط ّي ْـُر ب َعْ ُ‬‫ح ُ‬ ‫ها َوال ْـوَ ْ‬‫وال ِـد َة ُ ع َل َــى وَل َـد ِ َ‬
‫ف ال ْ َ‬ ‫ة فَب َِها ت َعْط ِ ُ‬‫م ً‬
‫ح َ‬‫َر ْ‬
‫ض ‪ ...‬الحديث((‪.‬‬ ‫َ‬
‫ع َلى ب َعْ ٍ‬
‫‪ ()4‬أنظر النماذج النبوية في رحمته ‘ بالطفال من هذا الكتــاب ‪،‬‬
‫ومن أراد المزيد فعليه بالكتب المتخصصة مثل ‪ :‬تربية الولد فــي‬
‫السلم ‪ -‬الشيخ عبد اللــه ناصــح علــوان ‪ ،‬التربيــة النبويــة للطفــل‬
‫المسلم ‪ -‬نور سويد ‪ ،‬فقه تربية الولد ‪-‬الشيخ مصطفى العدوى ‪،‬‬
‫اللمســة النســانية ‪ -‬د محمــد بــدري ‪ ،‬مســئولية الب المســلم ‪ -‬د‬
‫عدنان باحارث وغيرها ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪361‬‬

‫ما قَوًْل‬ ‫ل ل َهُ َ‬ ‫ما وَقُ ْ‬ ‫ف وََل ت َن ْهَْرهُ َ‬ ‫ما أ ُ ّ‬ ‫ل ل َهُ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ما فََل ت َ ُ‬ ‫ك َِلهُ َ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م َ‬
‫ل ِ‬ ‫ح الذ ّ ّ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ل َهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬‫ما )‪َ (23‬وا ْ‬ ‫ري ً‬ ‫كَ ِ‬
‫صِغيًرا )‪َ (24‬رب ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ما َرب َّياِني َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫مهُ َ‬‫ح ْ‬ ‫ب اْر َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫وَقُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ن فَإ ِن ّ ُ‬‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬‫كوُنوا َ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫م إِ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫فو ِ‬ ‫ما ِفي ن ُ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫أعْل َ ُ‬
‫َ‬
‫فوًرا )‪]{(25‬السراء‪ ) [25-23/‬بهذه‬ ‫ن غَ ُ‬ ‫ل ِْلّواِبي َ‬
‫العبارات الندية ‪ ،‬والصور الموحية ‪ ،‬يستجيش‬
‫القرآن الكريم وجدان البر والرحمة في قلوب‬
‫البناء ‪ .‬ذلك أن الحياة وهي مندفعة في طريقها‬
‫بالحياء ‪ ،‬توجه اهتمامهم القوي إلى المام ‪ .‬إلى‬
‫الذرية ‪ .‬إلى الناشئة الجديدة ‪ .‬إلى الجيل المقبل ‪.‬‬
‫وقلما توجه اهتمامهم إلى الوراء ‪ .‬إلى البوة ‪ .‬إلى‬
‫الحياة المولية ‪ .‬إلى الجيل الذاهب! ومن ثم تحتاج‬
‫البنوة إلى استجاشة وجدانها بقوة لتنعطف إلى‬
‫الخلف ‪ ،‬وتتلفت إلى الباء والمهات ‪.‬‬
‫إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الولد ‪.‬‬
‫إلى التضحية بكل شيء حتى بالذات ‪ .‬وكما تمتص‬
‫النابتة الخضراء كل غذاء في الحبة فإذا هي فتات ‪،‬‬
‫ويمتص الفرخ كل غذاء في البيضة فإذا هي قشر؛‬
‫كذلك يمتص الولد كل رحيق وكل عافية وكل جهد‬
‫وكل اهتمام من الوالدين فإذا هما شيخوخة فانية‬
‫إن أمهلهما الجل وهما مع ذلك سعيدان!‬
‫فأما الولد فسرعان ما ينسون هذا كله ‪،‬‬
‫ويندفعون بدورهم إلى المام ‪ .‬إلى الزوجات‬
‫والذرية ‪ . .‬وهكذا تندفع الحياة ‪.‬‬
‫ومن ثم ل يحتاج الباء إلى توصية بالبناء ‪ .‬إنما‬
‫يحتاج هؤلء إلى استجاشة وجدانهم بقوة ليذكروا‬
‫واجب الجيل الذي أنفق رحيقة كله حتى أدركه‬
‫الجفاف!‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪362‬‬

‫وهنا يجيء المر بالحسان إلى الوالدين في صورة‬


‫قضاء من الله يحمل معنى المر المؤكد ‪ ،‬بعد المر‬
‫المؤكد بعبادة الله ‪.‬‬
‫ثم يأخذ السياق في تظليل الجو كله بأرق الظلل؛‬
‫وفي استجاشة الوجدان بذكريات الطفولة‬
‫ومشاعر الحب والعطف والحنان ‪:‬‬
‫} إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلهما { ‪. .‬‬
‫والكبر له جلله ‪ ،‬وضعف الكبر له إيحاؤه؛ وكلمة }‬
‫عندك { تصور معنى اللتجاء والحتماء في حالة‬
‫الكبر والضعف ‪ } . .‬فل تقل لهما أف ول‬
‫تنهرهما { وهي أول مرتبة من مراتب الرعاية‬
‫والدب أل يند من الولد ما يدل على الضجر‬
‫والضيق ‪ ،‬وما يشي بالهانة وسوء الدب ‪ } . .‬وقل‬
‫لهما قول ً كريما ً { وهي مرتبة أعلى إيجابية أن‬
‫يكون كلمه لهما بشيء بالكرام والحترام ‪. .‬‬
‫} واخفض لهما جناح الذل من الرحمة { وهنا‬
‫يشف التعبير ويلطف ‪ ،‬ويبلغ شغاف القلب وحنايا‬
‫الوجدان ‪ .‬فهي الرحمة ترق وتلطف حتى لكأنها‬
‫الذل الذي ل يرفع عينا ً ‪ ،‬ول يرفض أمرا ً ‪ .‬وكأنما‬
‫للذل جناح يخفضه إيذانا ً بالسلم والستسلم ‪.‬‬
‫} وقل ‪ :‬رب ارحمهما كما ربياني صغيرا { فهي‬
‫الذكرى الحانية ‪ .‬ذكرى الطفولة الضعيفة يرعاها‬
‫الولدان ‪ ،‬وهما اليوم في مثلها من الضعف‬
‫والحاجة إلى الرعاية والحنان ‪ .‬وهو التوجه إلى الله‬
‫أن يرحمهما فرحمة الله أوسع ‪ ،‬ورعاية الله أشمل‬
‫‪ ،‬وجناب الله أرحب ‪ .‬وهو أقدر على جزائهما بما‬
‫بذل من دمهما وقلبهما مما ل يقدر على جزائه‬
‫البناء ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪363‬‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار بإسناده عن بريدة عن‬


‫أبيه ‪ » :‬أن رجل ً كان في الطواف حامل ً أمه‬
‫يطوف بها فسأل النبي ‘ هل أديت حقها؟ قال ‪:‬‬
‫ل ‪ .‬ول بزفرة واحدة )‪. «(1‬‬
‫ولن النفعالت والحركات موصولة بالعقيدة في‬
‫السياق ‪ ،‬فإنه يعقب على ذلك برجع المر كله لله‬
‫الذي يعلم النوايا ‪ ،‬ويعلم ما وراء القوال‬
‫والفعال ‪:‬‬
‫} ربكم أعلم بما في نفوسكم ‪ ،‬إن تكونوا صالحين‬
‫فإنه كان للوابين غفورا { ‪.‬‬
‫وجاء هذا النص قبل أن يمضي في بقية التكاليف‬
‫والواجبات والداب ليرجع إليه كل قول وكل فعل؛‬
‫وليفتح باب التوبة والرحمة لمن يخطئ أو يقصر ‪،‬‬
‫ثم يرجع فيتوب من الخطأ والتقصير ‪.‬‬
‫وما دام القلب صالحا ً ‪ ،‬فإن باب المغفرة مفتوح ‪.‬‬
‫والوابون هم الذين كلما أخطأوا عادوا إلى ربهم‬
‫مستغفرين ‪(((2).‬‬

‫‪ ()1‬بل صح عن ابن عمر _ مثل ذلــك ســعيد بــن أبــى بــردة قــال‬
‫سمعت أبى يحــدث ‪ )) :‬أنــه شــهد ابــن عمــر _رجل يمانيــا يطــوف‬
‫بالبيت حمــل أمــه وراء ظهــره يقــول إنــي لهــا بعيرهــا المــذلل إن‬
‫أذعرت ركابها لم أذعر ثم قال يا بن عمر أترانى جزيتها قال ل ول‬
‫بزفرة واحدة ثم طاف بن عمر فــأتى المقــام فصــلى ركعــتين ثــم‬
‫قــال يــا بــن أبــى موســى إن كــل ركعــتين تكفــران مــا أمامهمــا((‬
‫) الدب المفــرد ] جــزء ‪ - 1‬صــفحة ‪ [ 18‬قــال الشــيخ اللبــاني ‪:‬‬
‫صحيح (‪.‬‬
‫‪()2‬في ظلل القرآن ‪) -‬ج ‪ / 5‬صـ ‪(17:15‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪364‬‬

‫‪ -‬فعن هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬في قوله تعالى‪:‬‬


‫ة(‪ .‬قال‪ :‬ل‬ ‫م ِ‬
‫ن الَرح َ‬
‫م َ‬ ‫ح الذ ُ ّ‬
‫ل ِ‬ ‫فض ل َُهما َ‬
‫جنا َ‬ ‫)وََاخ ِ‬
‫تمتنع من شيء أحباه‪.‬‬
‫وعن أبي غسان الضبي أنه خرج يمشي بظهر‬
‫الحرة وأبوه يمشي خلفه‪ ،‬فلحقه أبو هريرة _‬
‫فقال‪ :‬من هذا الذي يمشي خلفك؟ قلت‪ :‬أبي قال‪:‬‬
‫)أخطأت الحق ولم توافق السنة‪ ،‬ل تمش بين يدي‬
‫أبيك‪ ،‬ولكن أمشي خلفه أو عن يمينه‪ ،‬ول تدع أحدا ً‬
‫يقطع بينك وبينه‪ ،‬ول تأخذ عرقا ً )أي‪ :‬لحما ً مختلطا ً‬
‫بعظم( نظر إليه أبوك‪ ،‬فلعله قد اشتهاه‪ ،‬ول تحد‬
‫النظر إلى أبيك‪ ،‬ول تقعد حتى يقعد‪ ،‬ول تنم حتى‬
‫ينام(‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة _ أنه أبصر رجلين‪ ،‬فقال لحدهما‪:‬‬
‫هذا منك؟ قال‪ :‬أبي قال‪) :‬ل تسمه باسمه‪ ،‬ول‬
‫تمشي أمامه‪ ،‬ول تجلس قبله()‪.(1‬‬
‫وعن الحسن أنه سئل عن بر الوالدين فقال‪) :‬أن‬
‫تبذل لهما ما ملكت‪ ،‬وتطيعهما ما لم يكن معصية(‪.‬‬
‫وعن عمر _‪ ،‬قال‪) :‬إبكاء الوالدين من العقوق(‪.‬‬
‫وعن سلم بن مسكين‪ ،‬قال‪ :‬سألت الحسن‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫الرجل يأمر والديه بالمعروف وينهاهما عن المنكر؟‬
‫قال‪) :‬إن قبل‪ ،‬وإن كرها فدعهما(‪.‬‬
‫وعن العوام‪ ،‬قال‪ :‬قلت لمجاهد‪ :‬ينادي المنادي‬
‫بالصلة‪ ،‬ويناديني رسول أبي‪ .‬قال‪) :‬أجب أباك(‬
‫وعن ابن المنكدر‪ ،‬قال‪) :‬إذا دعاك أبوك وأنت‬
‫تصلي فأجب()‪.(2‬‬

‫‪ ()1‬ابن الجوزي )بر الوالدين ‪ -‬ص ‪.(2‬‬


‫‪ ()2‬ابن الجوزي )بر الوالدين ‪ -‬ص ‪ ،(3‬وقد سبق شيئ مــن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪365‬‬

‫مع إخوانه وفى مجتمعه‪.‬‬

‫)والمؤمن يعتقد أنه دائما ً فقير إلى رحمة الله‬


‫تعالى‪ ،‬فبهذه الرحمة اللهية يعيش في الدنيا ويفوز‬
‫في الخرة‪ .‬ولكنه يوقن أن رحمة الله ل تنال إل‬
‫برحمة الناس "إنما يرحم الله من عباده الرحماء"‪،‬‬
‫"ومن ل َيرحم ل ُيرحم"‪" ،‬ارحموا من في الرض‬
‫يرحمكم من في السماء"‪.‬‬
‫ورحمة المؤمن ل تقتصر على إخوانه المؤمنين‬
‫‪-‬وإن كان دافع اليمان المشترك يجعلهم أولى‬
‫الناس بها‪ -‬وإنما هو ينبوع يفيض بالرحمة على‬
‫الناس جميعًا‪ .‬وقد قال رسول السلم لصحابه‪:‬‬
‫"لن تؤمنوا حتى ترحموا‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬كلنا‬
‫رحيم‪ .‬قال‪ :‬إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها‬
‫رحمة العامة"‪) .‬رواه الطبراني وهو عند اللباني‬
‫في الصحيحة ‪،‬وقد سبق تخريجه(‪ .‬ومن صفات‬
‫مُنوا‬
‫نآ َ‬
‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م َ‬
‫كا َ‬ ‫المؤمنين في القرآن } ث ُ ّ‬
‫ة{ )البلد‪(17:‬‬ ‫م ِ‬
‫ح َ‬ ‫وا ِبال ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫ص ْ‬‫وا َ‬ ‫صب ْرِ وَت َ َ‬
‫وا ِبال ّ‬
‫ص ْ‬
‫وا َ‬‫وَت َ َ‬
‫)‪.((1‬‬
‫)وخص بالذكر من أوصاف المؤمنين تواصيهم‬
‫بالصبر وتواصيهم بالمرحمة لن ذلك أشرف‬
‫ليمان ‪ ،‬فإن الصبر ملك العمال‬ ‫صفاتهم بعد ا ِ‬
‫شهوة‬ ‫الصالحة كلها لنها ل تخلو من كبح ال ّ‬
‫النفسانية وذلك من الصبر ‪.‬‬
‫والمرحمة ملك صلح الجامعة السلمية قال‬
‫م {] الفتح ‪. [ 29 :‬‬ ‫ماُء ب َي ْن َهُ ْ‬
‫ح َ‬‫تعالى ‪ُ } :‬ر َ‬
‫ذلك فى أحوال السلف‪.‬‬
‫‪ ()1‬اليمان والحياة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪366‬‬

‫والتواصي بالرحمة فضيلة عظيمة ‪ ،‬وهو أيضا ً كناية‬


‫عن اتصافهم بالمرحمة لن من يوصي بالمرحمة‬
‫هو الذي عََرف قدَرها وفضلها ‪ ،‬فهو يفعلها قبل أن‬
‫ُيوصي بها ‪ ،‬كما تقدم في قوله تعالى ‪َ} :‬ول‬
‫ن{ ] الفجر ‪. [ 18 :‬‬ ‫كي ِ‬
‫س ِ‬ ‫ن عََلى ط ََعام ِ ال ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ضو َ‬
‫حا ّ‬
‫تَ َ‬
‫وفيه تعريض بأن أهل الشرك ليسوا من أهل‬
‫الصبر ول من أهل المرحمة )‪.((1‬‬
‫إنه الحساس بمسئولية الرحمة ليس فى خاصته‬
‫بل فى مجتمعه فإن ) التواصي بالمرحمة ‪ .‬فهو‬
‫أمر زائد على الرحمة ‪ .‬إنه إشاعة الشعور بواجب‬
‫التراحم في صفوف الجماعة عن طريق التواصي‬
‫به ‪ ،‬والتحاض عليه ‪ ،‬واتخاذه واجبا ً جماعيا ً فرديا ً‬
‫في الوقت ذاته ‪ ،‬يتعارف عليه الجميع ‪ ،‬ويتعاون‬
‫عليه الجميع ‪.‬‬
‫فمعنى الجماعة قائم في هذا التوجيه ‪ .‬وهو المعنى‬
‫الذي يبرزه القرآن كما تبرزه أحاديث رسول الله ‘‬
‫لهميته في تحقيق هذا الدين ‪ .‬فهو دين جماعة ‪،‬‬
‫ومنهج أمة ‪ ،‬مع وضوح التبعة الفردية والحساب‬
‫الفردي فيه وضوحا ً كامل ً )‪.( (2‬‬

‫‪ ()1‬العلمة ابن عاشور التحرير والتنوير ‪) -‬ج ‪ / 16‬ص ‪(277‬‬


‫‪ ()2‬في ظلل القرآن ‪) -‬ج ‪ / 8‬ص ‪(45‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪367‬‬

‫من آثار الرحمة في المجتمع السلمي‬

‫الرحمة واجبة ‪ ...‬والرحمة المستحبة‬


‫و اعلم ) أنك ُتوصف بأنك راحم ‪ ،‬بأن ترحم مرة أو‬
‫مرتين ‪ ،‬وبأنك رحيم إل بالمبالغة وتكرار الفعل ‪،‬‬
‫والخطاب الوارد عليك بأن تتصف بهذا منه واجب‬
‫عليك ‪ ،‬وذلك فى إنقاذ الغرقى والهلكى وسد الخلة‬
‫المتعينة ‪ ،‬ورد الرمق ‪ ،‬وأشباه ذلك ‪ ،‬ومنه ما هو‬
‫ندب وراء الواجب وصوره كثيرة ‪ ،‬ومنه خطاب‬
‫اليثار وهم الذين أثنى الله عليهم ‪ ،‬فقال وقوله‬
‫م‬‫ن ب ِهِ ْ‬ ‫م وَل َوْ َ‬
‫كا َ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ن عََلى أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫الحق } وَي ُؤْث ُِرو َ‬
‫ة {)الحشر‪ :‬من الية ‪( (9‬‬ ‫ص ٌ‬
‫صا َ‬
‫خ َ‬
‫َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪368‬‬

‫)فارحم الجاهل بعلمك ‪ ،‬والذليل بجاهك ‪ ،‬والفقير‬


‫بمالك ‪ ،‬والكبير والصغير بشفقتك ‪ ،‬ورأفتك ‪،‬‬
‫والعصاة بدعوتك ‪ ،‬والبهائم برعوتك ‪ ،‬ورفع عنقك ‪.‬‬
‫واعلم أن ) أقرب الناس من رحمة الله أرحمهم‬
‫بخلقه ‪ ،‬وقد دخلت البغى الجنة بسقيها كلًبا‪ ،‬فمن‬
‫كثرت منه الشفقة على خلقه والرحمة على‬
‫عباده ‪ ،‬رحمه الله برحمته وأدخله دار كرامته ‪،‬‬
‫ووقاه عذاب قبره ‪ ،‬وهول موقفه ‪ ،‬وأظله بظله ‪،‬إذ‬
‫ل بعملك‬‫كل ذلك من رحمته ول ت ُدِ ّ‬
‫وكثرته‪،‬وإخلصك فيه فتتكل عليه دون رحمته )‪((1‬‬

‫فمن أثر هذه الرحمة المر بالمعروف والنهى‬


‫عن المنكر‬

‫فينبغي على العبد )أن يرحم عباد الله الغافلين‬


‫فيصرفهم عن طريق الغفلة إلى الله ‪ ‬بالوعظ‬
‫والنصح بطريق اللطف دون العنف وأن ينظر إلى‬
‫العصاة بعين الرحمة ل بعين الزراء وأن يكون كل‬
‫معصية تجري في العالم كمصيبة له في نفسه فل‬
‫يألو جهدا في إزالتها بقدر وسعه رحمة لذلك‬
‫العاصي أن يتعرض لسخط الله ويستحق البعد من‬
‫ي‬
‫ن المَر بالمعروف والّنه َ‬‫جواره)‪ ((2‬ولكن )اعلم أ ّ‬

‫‪ ()1‬القرطبي السنى)جـ ‪1‬صـ ‪.(91، 87‬‬


‫‪ ()2‬الغزالي المقصد السنى‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪369‬‬

‫ل عليه رجاُء ثوابه ‪ ،‬وتارةً‬ ‫م ُ‬ ‫عن المنكرِ تارةً يح ِ‬


‫ب في تركه ‪ ،‬وتارةً الغضب لله على‬ ‫ف العقا ِ‬ ‫خو ُ‬
‫ة للمؤمنين ‪،‬‬ ‫انتهاك محارمه ‪ ،‬وتارةً النصيح ُ‬
‫ما أوقعوا أنفسهم‬ ‫ة لهم ‪ ،‬ورجاء إنقاذهم م ّ‬ ‫والّرحم ُ‬
‫دنيا‬‫فيه من التعّرض لغضب الله وعقوبته في ال ّ‬
‫مه‬ ‫ل الله وإعظا ُ‬ ‫ل عليه إجل ُ‬ ‫والخرة ‪ ،‬وتارةً يحم ُ‬
‫ن ُيطاعَ فل ُيعصى ‪ ،‬وُيذك ََر فل‬ ‫لأ ْ‬ ‫ومحب ُّته ‪ ،‬وأّنه أه ٌ‬
‫ن ُيفتدى من انتهاك‬ ‫ُينسى ‪ ،‬وُيشكر فل ُيكفر ‪ ،‬وأ ْ‬
‫محارمه بالنفوس والموال ‪.‬‬
‫ن الخلقَ كّلهم‬ ‫سلف ‪ :‬وددت أ ّ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫وكما قال بع ُ‬
‫رض بالمقاريض ‪.‬‬ ‫ن لحمي قُ ِ‬ ‫أطاعوا الله ‪ ،‬وإ ّ‬
‫وكان عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ‪ -‬رحمهما‬
‫ك القدوُر‬ ‫ي وب َ‬‫ت أّني غلت ب َ‬ ‫الله ‪ -‬يقول لبيه ‪ :‬ودد ُ‬
‫في الله ‪. ‬‬
‫ل‬‫م والذي قبله ‪ ،‬هان عليه ك ّ‬ ‫ظ هذا المقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ومن ل َ َ‬
‫ما يلقى من الذى في الله تعالى ‪ ،‬وربما دعا لمن‬
‫مه فجعل‬ ‫ما ضربه قو ُ‬ ‫ي ‘ل ّ‬ ‫آذاه ‪ ،‬كما قال ذلك الّنب ّ‬
‫ب اغفر‬ ‫م عن وجهه ‪ ،‬ويقول ‪ )) :‬ر ّ‬ ‫ح الد ّ َ‬ ‫س ُ‬ ‫يم َ‬
‫لقومي فإّنهم ل يعلمون ((( ‪.‬‬
‫ل يتعين الرفقُ في النكار ‪ ،‬قال سفيان‬ ‫ل حا ٍ‬ ‫وبك ّ‬
‫الثوري ‪ :‬ل يأمُر بالمعروف وَينهى عن المنكرِ إل ّ‬
‫ق‬
‫ث ‪ :‬رفيقٌ بما يأمُر ‪ ،‬رفي ٌ‬ ‫ل ثل ٌ‬ ‫من كان فيه خصا ٌ‬
‫م‬
‫ل بما ينهى ‪ ،‬عال ٌ‬ ‫ل بما يأمر ‪ ،‬عد ٌ‬ ‫بما ينهى ‪ ،‬عد ٌ‬
‫بما يأمر ‪ ،‬عالم بما ينهى ‪.‬‬
‫س محتاجون إلى مداراة ورفق‬ ‫وقال أحمد ‪ :‬الّنا ُ‬
‫المر بالمعروف بل ِغلظةٍ إل رجل معلن بالفسق ‪،‬‬
‫ب ابن مسعود إذا‬ ‫ة له ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان أصحا ُ‬ ‫م َ‬‫حر َ‬ ‫فل ُ‬
‫ن ‪ ،‬يقولون ‪ :‬مهل ً‬ ‫مّروا بقوم ٍ يرون منهم ما يكرهو َ‬
‫رحمكم الله ‪ ،‬مهل ً رحمكم الله ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪370‬‬

‫ق والخضوع ‪ ،‬فإن أسمعوه‬ ‫وقال أحمد ‪ :‬يأمر بالّرف ِ‬


‫ما يكره ‪ ،‬ل يغضب ‪ ،‬فيكون يريد ُ ينتصُر لنفسه‬
‫)‪.((1‬‬

‫الرحمة بالبذل والنفاق ‪:‬‬


‫ومن رحمته )أن ل يدع فاقة لمحتاج إل يسدها بقدر‬
‫طاقته ول يترك فقيرا في جواره وبلده إل ويقوم‬
‫بتعهده ودفع فقره إما بماله أو جاهه أو السعي في‬
‫حقه بالشفاعة إلى غيره فإن عجز عن جميع ذلك‬
‫فيعينه بالدعاء وإظهار الحزن بسبب حاجته رقة‬
‫عليه وعطفا حتى كأنه مساهم له في ضره وحاجته‬
‫بسؤاله وجوابه)‪،((2‬هذا على المستوى الفردي فما‬
‫بالك لما يتسم مجتمع بمثل هذا الخلق ‪ ،‬فإنه قدم‬
‫حضارة في أعلى نماذج التراحم على المستوى‬
‫العام فـ) برز أثر ذلك الخلق العظيم في العلقات‬
‫الجتماعية الداخلية ‪ -‬فرأينا المجتمع المسلم‬
‫تسوده عواطف كريمة‪ ،‬ومشاعر نبيلة‪ ،‬كلها تفيض‬
‫بالرفق والمرحمة‪ ،‬وتتدفق بالبر والخير‪ ،‬وتجلت‬
‫عرف بنظام‬ ‫هذه المشاعر والعواطف فيما ُ‬
‫"الوقف الخيري" عند المسلمين‪.‬‬
‫فقد مضى المواسون من المؤمنين ‪-‬بدافع الرحمة‬
‫التي قذفها اليمان في قلوبهم‪ ،‬والرغبة في مثوبة‬
‫الله لهم‪ ،‬وأل ينقطع عملهم بعد موتهم‪ -‬يقفون‬
‫أموالهم كلها أو بعضها على إطعام الجائع‪ ،‬وسقاية‬
‫الظمآن‪ ،‬وكسوة العريان‪ ،‬وإيواء الغريب‪ ،‬وعلج‬

‫‪ ()1‬ابن رجب الحنبلي‪ -‬جامع العلوم والحكم‬


‫‪ ()2‬الغزالي المقصد السنى‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪371‬‬

‫المريض‪ ،‬وتعليم الجاهل‪ ،‬ودفن الميت‪ ،‬وكفالة‬


‫اليتيم‪ ،‬وإعانة المحروم‪ ،‬وعلى كل غرض إنساني‬
‫شريف‪ ،‬بل لقد أشركوا في بّرهم الحيوان مع‬
‫النسان‪.‬‬
‫ولقد تأخذ أحدنا الدهشة وهو يستعرض حجج‬
‫الواقفين ليرى القوم في نبل نفوسهم‪ ،‬ويقظة‬
‫ضمائرهم‪ ،‬وعلو إنسانيتهم‪ ،‬بل سلطان دينهم‬
‫عليهم‪ ،‬وهم يتخيرون الغراض الشريفة التي‬
‫يقفون لها أموالهم‪ ،‬ويرجون أن تنفق في سبيل‬
‫تحقيقها هذه الموال‪.‬‬
‫وربما استشرفت النفوس إلى أمثلة من هذا البر‬
‫يعين ذكرها على تفصيل هذا الجمال‪ .‬فإلى هذه‬
‫النفوس المستشرفة أسوق هذه المثلة‪:‬‬
‫وقف الزبادى‬
‫وقف تشترى منه صحاف الخزف الصيني‪ ،‬فكل‬
‫كسرت آنيته‪ ،‬وتعرض لغضب مخدومه‪ ،‬له أن‬ ‫خادم ُ‬
‫يذهب إلى إدارة الوقف فيترك الناء المكسور‪،‬‬
‫ويأخذ إناء صحيحا ً بدل ً منه‪ ،‬وبهذا ينجو من غضب‬
‫مخدومه عليه‪.‬‬
‫وقف الكلب الضالة‬
‫وقف في عدة جهات ينفق من ريعه على إطعام‬
‫الكلب التي ليس لها صاحب استنقاذا ً لها من‬
‫عذاب الجوع‪ ،‬حتى تستريح بالموت أو القتناء‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪372‬‬

‫وقف العراس‬
‫وقف لعارة الحلي والزينة في العراس والفراح‪،‬‬
‫يستعير الفقراء منه ما يلزمهم في أفراحهم‬
‫وأعراسهم‪ ،‬ثم يعيدون ما استعاروه إلى مكانه‬
‫وبهذا يتيسر للفقير أن يبرز يوم عرسه بحلة لئقة‬
‫ولعروسه أن تجلى في حلة رائقة‪ ،‬حتى يكتمل‬
‫الشعور بالفرح‪ ،‬وتنجبر الخواطر المكسورة‪.‬‬

‫وقف الغاضبات‬
‫وقف يؤسس من ريعه بيت‪ .‬ويعد فيه الطعام‬
‫والشراب‪ ،‬وما يحتاج إليه الساكنون‪ ،‬تذهب إليه‬
‫الزوجة التي يقع بينها وبين زوجها نفور‪ ،‬وتظل آكلة‬
‫شاربة إلى أن يذهب ما بينها وبين زوجها من‬
‫الجفاء وتصفو النفوس‪ ،‬فتعود إلى بيت الزوجية‬
‫من جديد‪.‬‬
‫وقف مؤنس المرضى والغرباء‬
‫وقف ينفق منه على عدة مؤذنين‪ ،‬من كل رخيم‬
‫الصوت حسن الداء‪ ،‬فيرتلون القصائد الدينية طول‬
‫الليل‪ ،‬بحيث يرتل كل منهم ساعة‪ ،‬حتى مطلع‬
‫الفجر‪ ،‬سعيا ً وراء التخفيف عن المريض الذي ليس‬
‫له من يخفف عنه‪ ،‬وإيناس الغريب الذي ليس له‬
‫من يؤنسه ‪.‬‬
‫وقف خداع المريض‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪373‬‬

‫وقف فيه وظيفة من جملة وظائف المعالجة في‬


‫المستشفيات‪ ،‬وهي تكليف اثنين من الممرضين أن‬
‫يقفا قريبا ً من المريض‪ ،‬بحيث يسمعهما ول يراهما‪،‬‬
‫فيقول أحدهما لصاحبه‪ :‬ماذا قال الطبيب عن هذا‬
‫المريض؟ فيرد عليه الخر‪ :‬إن الطبيب يقول‪ :‬أنه ل‬
‫بأس فهو مرجو البرء‪ ،‬ول يوجد في علته ما يشغل‬
‫البال وربما نهض من فراش مرضه بعديومين أو‬
‫ثلثة أيام‪.‬‬
‫وهكذا سلك الواقفون كل مسالك الخير‪ ،‬فلم‬
‫يدعوا جانبا ً من جوانب الحياة دون أن يكون للخير‬
‫نصيب فيه‪.‬‬
‫وبهذا إنما يصدرون عن احساسات إنسانية عميقة‪،‬‬
‫تنفذ إلى موطن الحاجة التي تعرض للناس في كل‬
‫زمان ومكان‪.‬‬
‫ول شك أن العقيدة هي صاحبة الفضل في خلق‬
‫هذه الحاسيس الرقيقة‪ ،‬وإيقاظ تلك المشاعر‬
‫السامية التي تنبهت لتلك الدقائق‪ ،‬في كل زاوية‬
‫من زوايا المجتمع وكل منحى من مناحي الحياة‪،‬‬
‫ولم يكفهم أن يكون بّرهم مقصورا ً على حياتهم‬
‫القصيرة‪ ،‬فأرادوا صدقة جارية‪ ،‬وحسنة دائمة‪،‬‬
‫يكتب لهم أجرها ما بقيت الحياة وبقي‬
‫النسان)‪.(. (1‬‬
‫ل الل ّهِ ‘ »‬ ‫سو ُ‬‫ل َر ُ‬ ‫شيرٍ _ َقا َ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫ن بْ َ‬
‫ما َ‬‫ن الن ّعْ َ‬‫عَ ْ‬
‫م‬ ‫م وَت ََعاط ُ ِ‬
‫فهِ ْ‬ ‫واد ّهِ ْ‬
‫م وَت َ َ‬
‫مهِ ْ‬
‫ح ِ‬
‫ن ِفى ت ََرا ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ت ََرى ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬

‫‪ ()1‬اليمان والحياة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪374‬‬

‫سائ ُِر‬ ‫ه َ‬ ‫عى ل َ ُ‬ ‫دا َ‬ ‫وا ت َ َ‬ ‫ض ً‬ ‫كى عُ ْ‬ ‫شت َ َ‬ ‫سدِ إ َِذا ا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫كَ َ‬
‫ح )‪(1‬‬
‫ن‬‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مى « وقوله ‘» ال ْ ُ‬ ‫سهَرِ َوال ْ ُ ّ‬ ‫سدِهِ ِبال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ه وَإ ِ ِ‬ ‫ّ‬
‫كى ك ُل ُ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫كى عَي ْن ُ ُ‬ ‫شت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫حدٍ إ ِ ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ك ََر ُ‬
‫ْ‬
‫ه «‪.‬‬ ‫كى ك ُل ّ ُ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫س ُ‬ ‫كى َرأ ُ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حم‬ ‫ن الت َّرا ُ‬ ‫ذي ي َظ َْهر أ ّ‬ ‫مَرة ‪ :‬ال ّ ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل ا ِْبن أِبي َ‬ ‫َقا َ‬
‫معَْنى‬ ‫قارَِبة ِفي ال ْ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫طف وَإ ِ ْ‬ ‫واُدد َوالت َّعا ُ‬ ‫َوالت ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مَراد ب ِهِ أ ْ‬ ‫حم َفال ْ ُ‬ ‫ما الت َّرا ُ‬ ‫طيف ‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫ن ب َي ْن ََها فَْرق ل َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل َك ِ‬
‫ُ‬
‫يء‬‫ش ْ‬ ‫ب َ‬ ‫سب َ ِ‬ ‫مان َل ب ِ َ‬ ‫لي َ‬ ‫خوّةِ ا ْ ِ‬ ‫ضا ب ِأ ُ‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫حم ب َْعضه ْ‬ ‫ي َْر َ‬
‫َ‬
‫جاِلب‬ ‫صل ال ْ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫مَراد ب ِهِ الت ّ َ‬ ‫واُدد َفال ْ ُ‬ ‫ما الت ّ َ‬ ‫خر ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬
‫مَراد‬ ‫طف َفال ْ ُ‬ ‫ما الت َّعا ُ‬ ‫كالت َّزاوُرِ َوالت َّهاِدي ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫حّبة َ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وب عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫طف الث ّ ْ‬ ‫ما ي َعْ ِ‬ ‫ضا ك َ َ‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫عاَنة ب َْعضه ْ‬ ‫ب ِهِ إ ِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مش عَ ْ‬ ‫صا ‪ .‬وَوَقَعَ ِفي رَِواَية اْلعْ َ‬ ‫خ ً‬ ‫مل َ ّ‬ ‫ه ا‪.‬هـ ُ‬ ‫قوّي َ ُ‬ ‫ل ِي ُ َ‬
‫سِلم "‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ ُ‬ ‫مان ِ‬ ‫ن الن ّعْ َ‬ ‫ما عَ ْ‬ ‫مة فَْرقه َ‬ ‫خي ْث َ َ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫شعْب ِ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ْ‬
‫عى ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫دا َ‬ ‫كى َرأسه ت َ َ‬ ‫شت َ َ‬ ‫حد إ َِذا ا ِ ْ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن ك ََر ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ة‬
‫م َ‬‫خي ْث َ َ‬ ‫سَهر " وَِفي رَِواَية َ‬ ‫مى َوال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫سد ِبال ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ساِئر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫كى َرأسه ك ُّله ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫شت َ َ‬ ‫اِ ْ‬
‫كى وَإ ِ ْ‬
‫سد (‬ ‫ج َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫وله ‪ ) :‬ك َ َ‬ ‫قَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫شِبيه ِفي ِ‬ ‫جه الت ّ ْ‬ ‫ضائ ِهِ ‪ ،‬وَوَ ْ‬ ‫ميع أعْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫سب َةِ إ َِلى َ‬ ‫أيْ ِبالن ّ ْ‬
‫حة ‪.‬‬ ‫واُفق ِفي الت َّعب َوالّرا َ‬ ‫الت ّ َ‬
‫عى (‬ ‫دا َ‬ ‫وله ‪ ) :‬ت َ َ‬ ‫قَ ْ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫كة ِفي اْل ََلم ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫شاَر َ‬ ‫م َ‬ ‫ضا إ َِلى ال ْ ُ‬ ‫عا ب َْعضه ب َعْ ً‬ ‫أ َيْ د َ َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫كاد َ ْ‬ ‫ت أ َوْ َ‬ ‫ساقَط َ ْ‬ ‫طان أيْ ت َ َ‬
‫َ‬ ‫حي َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫داعَ ْ‬ ‫م تَ َ‬ ‫وله ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫مى (‬ ‫ح ّ‬ ‫سهَرِ َوال ْ ُ‬ ‫وله ‪ِ ) :‬بال ّ‬ ‫قَ ْ‬
‫َ‬ ‫أ َما السهر فَِل َ ّ َ‬
‫مى فَِل َ ّ‬
‫ن‬ ‫ح ّ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫وم ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫مَنع الن ّ ْ‬ ‫ن اْلَلم ي َ ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ‬
‫ها ‪.‬‬ ‫وم ي ُِثير َ‬ ‫قد َ الن ّ ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ريزِّية‬ ‫حَراَرة غَ ِ‬ ‫مى ب ِأن َّها َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذق ال ْ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫هل ال ْ ِ‬ ‫فأ ْ‬ ‫وَقَد ْ عَّر َ‬
‫دن‬ ‫ميع ال ْب َ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫قْلب فَت َ ِ‬ ‫شت َِعل ِفي ال ْ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪375‬‬

‫ل الط ِّبيعِّية ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬


‫ل‬ ‫ضّر ِباْلفَْعا ِ‬ ‫شت َِعاًل ي َ ُ‬ ‫شت َِعل ا ِ ْ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫حد‬ ‫وا ِ‬ ‫سدِ ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫شِبيهه ال ْ ُ‬ ‫عَياض ‪ :‬فَت َ ْ‬ ‫ضي ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مَعاِني‬ ‫فهْم ِ وَإ ِظ َْهار ل ِل ْ َ‬ ‫ريب ل ِل ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫حيح ‪ ،‬وَِفيهِ ت َ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫مِثيل َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قوق ال ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ظيم ُ‬ ‫مْرئ ِّية ‪ ،‬وَِفيهِ ت َعْ ِ‬ ‫ور ال ْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫ضا ‪ .‬وََقا َ‬
‫ل‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫فة ب َْعضه ْ‬ ‫مَلط َ َ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫ض عََلى ت ََعاُونه ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫هله‬ ‫سدِ وَأ َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫مان ِبال ْ َ‬ ‫لي َ‬ ‫ي‘اِْ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫شب ّ ُ‬ ‫مَرة ‪َ :‬‬ ‫ج ْ‬ ‫ا ِْبن أِبي َ‬
‫َ‬
‫كاِليف ‪،‬‬ ‫صل وَفُُروعه الت ّ َ‬ ‫باْل َعْضاِء ‪ِ ،‬ل َن اْليمان أ َ‬
‫ْ‬ ‫ّ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫شأن ذ َل ِ َ‬ ‫كاِليف َ‬ ‫ن الت ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫مْرء ب ِ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ّ‬ ‫فَإ َِذا أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫كال ّ‬ ‫صل َ‬ ‫سد أ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫صل ‪ ،‬وَك َذ َل ِ َ‬ ‫خَلل اْل ْ‬ ‫اْل ِ ْ‬
‫ضاؤُه َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ضو ِ‬ ‫كى عُ ْ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ َِذا ا ِ ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫كاْلغْ َ‬ ‫وَأعْ َ ُ‬
‫ب‬ ‫ضر ِ َ‬ ‫جَرةِ إ َِذا ُ‬ ‫ش َ‬ ‫كال ّ‬ ‫ضاء ك ُل َّها َ‬ ‫ت اْل َعْ َ‬ ‫شت َك َ ْ‬ ‫ضاء ا ِ ْ‬ ‫اْل َعْ َ‬
‫َ‬ ‫غُصن م َ‬
‫ك‬‫حّر ِ‬ ‫صان ك ُل َّها ِبالت ّ َ‬ ‫ت اْلغْ َ‬ ‫صانَها ا ِهْت َّز ْ‬ ‫ن أغ ْ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ْ‬
‫ضط َِراب )‪.(1‬‬ ‫َواِل ْ‬

‫ونختم بهذا الحديث في فضل الرحمة والرحماء‪.‬‬


‫عن جرير بن عبد الله _ قال‪ :‬قال رسول الله ‘‪:‬‬
‫"من ل يرحم الناس‪ :‬ل يرحمه الله " )‪.(2‬‬
‫يقول العلمة الشيخ السعدي ’ )يدل هذا الحديث‬
‫بمنطوقه على أن من ل يرحم الناس ل يرحمه الله‬
‫‪ ،‬وبمفهومه على أن من يرحم الناس يرحمه الله‪،‬‬
‫كما قال ‘ في الحديث الخر‪" :‬الراحمون يرحمهم‬
‫الرحمن‪ .‬ارحموا من في الرض؛ يرحمكم من في‬
‫السماء"‪.‬‬
‫فرحمة العبد للخلق من أكبر السباب التي تنال بها‬
‫رحمة الله‪ ،‬التي من آثارها خيرات الدنيا‪ ،‬وخيرات‬

‫‪ ()1‬ابن حجر رحمه فتح الباري‪.‬‬


‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪376‬‬

‫الخرة‪ ،‬وفقدها من أكبر القواطع والموانع لرحمة‬


‫الله‪ ،‬والعبد في غاية الضرورة والفتقار إلى رحمة‬
‫الله‪ ،‬ل يستغني عنها طرفة عين‪ ،‬وكل ما هو فيه‬
‫من النعم واندفاع النقم‪ ،‬من رحمة الله‪.‬‬
‫فمتى أراد أن يستبقيها ويستزيد منها‪ ،‬فليعمل‬
‫جميع السباب التي تنال بها رحمته‪ ،‬وتجتمع كلها‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫ب ّ‬ ‫ت الل ّهِ قَ ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬
‫في قوله تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ن{ ]العراف‪ ,[56:‬وهم المحسنون في‬ ‫سِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫عبادة الله‪ ،‬المحسنون إلى عباد الله‪ .‬والحسان‬
‫إلى الخلق أثر من آثار رحمة العبد بهم‪.‬‬
‫والرحمة التي يتصف بها العبد نوعان‪:‬‬
‫النوع الول‪ :‬رحمة غريزية‪ ،‬قد جبل الله بعض‬
‫العباد عليها‪ ،‬وجعل في قلوبهم الرأفة والرحمة‬
‫والحنان على الخلق‪ ،‬ففعلوا بمقتضى هذه الرحمة‬
‫جميع ما يقدرون عليه من نفعهم‪،‬‬
‫بحسب استطاعتهم‪ .‬فهم محمودون مثابون على‬
‫ما قاموا به‪ ،‬معذورون على ما عجزوا عنه‪ ،‬وربما‬
‫كتب الله لهم بنياتهم الصادقة ما عجزت عنه‬
‫قواهم‪.‬‬
‫والنوع الثاني‪ :‬رحمة يكتسبها العبد بسلوكه كل‬
‫طريق ووسيلة‪ ،‬تجعل قلبه على هذا الوصف‪،‬‬
‫ل مكارم الخلق‬ ‫فيعلم العبد أن هذا الوصف من أج ّ‬
‫وأكملها‪ ،‬فيجاهد نفسه على التصاف به‪ ،‬ويعلم ما‬
‫رتب الله عليه من الثواب‪ ،‬وما في فواته من‬
‫حرمان الثواب؛ فيرغب في فضل ربه‪ ،‬ويسعى‬
‫بالسبب الذي ينال به ذلك‪ .‬ويعلم أن الجزاء من‬
‫جنس العمل‪ .‬ويعلم أن الخوة الدينية والمحبة‬
‫اليمانية‪ ،‬قد عقدها الله وربطها بين المؤمنين‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪377‬‬

‫وأمرهم أن يكونوا إخوانا ً متحابين‪ ،‬وأن ينبذوا كل‬


‫ما ينافي ذلك‪ :‬من البغضاء‪ ،‬والعداوات‪ ،‬والتدابر‪.‬‬
‫فل يزال العبد يتعرف السباب التي يدرك بها هذا‬
‫الوصف الجليل ويجتهد في التحقق به‪ ،‬حتى يمتلئ‬
‫قلبه من الرحمة‪ ،‬والحنان على الخلق‪ .‬ويا حبذا هذا‬
‫الخلق الفاضل‪ ،‬والوصف الجليل الكامل‪.‬‬
‫وهذه الرحمة التي في القلوب‪ ،‬تظهر آثارها على‬
‫الجوارح واللسان‪ ،‬في السعي في إيصال البر‬
‫والخير والمنافع إلى الناس‪ ،‬وإزالة الضرار‬
‫والمكاره عنهم‪.‬‬
‫وعلمة الرحمة الموجودة في قلب العبد‪ :‬أن يكون‬
‫محبا ً لوصول الخير لكافة الخلق عمومًا‪ ،‬وللمؤمنين‬
‫خصوصًا‪ ،‬كارها ً حصول الشر والضرر عليهم‪ .‬فبقدر‬
‫هذه المحبة والكراهة تكون رحمته‪.‬‬
‫ومن أصيب حبيبه بموت أو غيره من المصائب‪،‬‬
‫فإن كان حزنه عليه لرحمة‪ ،‬فهو محمود‪ ،‬ول ينافي‬
‫الصبر والرضى؛ لنه ‘ لما بكى لموت ولد ابنته‪،‬‬
‫قال له سعد‪" :‬ما هذا يا رسول الله؟" فأتبع ذلك‬
‫بعبرة أخرى‪ ،‬وقال‪" :‬هذه رحمة يجعلها الله في‬
‫قلوب عباده‪ ،‬وإنما يرحم الله من عباده الرحماء‬
‫وقال عند موت ابنه إبراهيم‪" :‬القلب يحزن‪ ،‬والعين‬
‫تدمع‪ ،‬ول نقول إل ما يرضي ربنا‪ .‬وإّنا لفراقك يا‬
‫إبراهيم لمحزونون"‪.‬‬
‫وكذلك رحمة الطفال الصغار والرقة عليهم‪،‬‬
‫وإدخال السرور عليهم من الرحمة‪ ،‬وأما عدم‬
‫المبالة بهم‪ ،‬وعدم الرقة عليهم‪ ،‬فمن الجفاء‬
‫جفاة العراب‬ ‫والغلظة والقسوة‪ ،‬كما قال بعض ُ‬
‫حين رأى النبي ‘ وأصحابه يقبلون أولدهم الصغار‪،‬‬
‫ن لي عشرة من الولد ما‬ ‫فقال ذلك العرابي‪ :‬إ ّ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪378‬‬

‫قبلت واحدا ً منهم‪ ،‬فقال النبي ‘ ‪" :‬أو أملك لك‬


‫شيئا ً أن نزع الله من قلبك الرحمة؟"‪.‬‬
‫ومن الرحمة‪ :‬رحمة المرأة البغي حين سقت‬
‫الكلب‪ ،‬الذي كان يأكل الثرى من العطش‪ .‬فغفر‬
‫الله لها بسبب تلك الرحمة‪.‬‬
‫وضدها‪ :‬تعذيب المرأة التي ربطت الهرة ‪ ،‬ل هي‬
‫أطعمتها وسقتها‪ ،‬ول هي تركتها تأكل من خشاش‬
‫الرض‪ ،‬حتى ماتت‪.‬‬
‫ومن ذلك ما هو مشاهد مجرب‪ ،‬أن من أحسن إلى‬
‫بهائمه بالطعام والسقي والملحظة النافعة‪ ،‬أن‬
‫الله يبارك له فيها‪ .‬ومن أساء إليها‪ :‬عوقب في‬
‫ك ك َت َب َْنا‬‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫الدنيا قبل الخرة‪ ،‬وقال تعالى‪} :‬م َ‬
‫ج ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫فس أوَ‬ ‫من قَت َ َ‬ ‫عََلى بِني إسراِئي َ َ‬
‫سا ب ِغَي ْرِ ن َ ْ ٍ ْ‬ ‫ف ً‬
‫ل نَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل أن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ميًعا وَ َ‬‫ج ِ‬‫س َ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫ض فَك َأن ّ َ‬
‫ما قَت َ َ‬ ‫سادٍ ِفي َالْر َ ِ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ميًعا{ ]المائدة‪,[32:‬‬ ‫ج ِ‬‫س َ‬‫حَيا الّنا َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ها فَك َأن ّ َ‬‫حَيا َ‬
‫أ ْ‬
‫وذلك لما في قلب الول من القسوة والغلظة‬
‫والشر‪ ،‬وما في قلب الخر من الرحمة والرقة‬
‫والرأفة؛ إذ هو بصدد إحياء كل من له قدرة على‬
‫إحيائه من الناس‪ ،‬كما أن ما في قلب الول من‬
‫القسوة‪ ،‬مستعد لقتل النفوس كلها‪.‬‬
‫فنسأل الله أن يجعل في قلوبنا رحمة توجب لنا‬
‫سلوك كل باب من أبواب رحمة الله‪ ،‬ونحنوا بها‬
‫على جميع خلق الله‪ ،‬وأن يجعلها موصلة لنا إلى‬
‫رحمته وكرامته‪ ،‬إنه جواد كريم )‪.((1‬‬

‫‪()1‬الشيخ السعدي ‪) -‬بهجة قلوب البرار ‪ -‬حديث رقــم ‪- 82‬‬


‫فضل الرحمة والرحماء (‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪379‬‬

‫د( القسوة وآثارها السيئة على الفرد والمجتمع‬

‫القسوة تلك الصفة الذميمــة ذمهــا اللــه ‪ ‬فــي‬


‫كتــابه وعلــى لســان رســوله ‪، ‬بــل هــى ســلوك‬
‫مرضي مخالف للفطرة التى فطــر اللــه ‪ ‬العبــاد‬
‫عليها ‪ ،‬بل هي عقوبة ربانية ‪ ،‬بسبب المعاصي ورد‬
‫أمــر اللــه ‪ ‬والخــروج عــن طــاعته كمــا قــال ‪‬‬
‫جعَل ْن َــا قُل ُــوب َهُ ْ‬
‫م‬ ‫م ل َعَن ّــاهُ ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫ميث َــاقَهُ ْ‬
‫م ِ‬
‫ض ـهِ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫} فَ ب ِ َ‬
‫مــا ن َ ْ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪380‬‬

‫حظ ّـا ً‬ ‫ســوا َ‬ ‫ض ـع ِ ه ِ و َ ن َ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م عَـ ْ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬ ‫حّرُفو َ‬ ‫ة يُ َ‬ ‫سي َ ً‬ ‫َقا ِ‬


‫م إ ِّل‬ ‫من ْهُ ـ ْ‬ ‫خائ ِن َـةٍ ِ‬ ‫ل ت َط ّل ِعُ عَل َــى َ‬ ‫ما ذ ُك ُّروا ب ِهِ َول ت ََزا ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫حــ ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الّلــ َ‬ ‫ح إِ ّ‬ ‫ف ْ‬‫صــ َ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ف عَن ُْهــ ْ‬ ‫م َفــاعْ ُ‬ ‫من ُْهــ ْ‬ ‫قَِليل ً ِ‬
‫م‬ ‫ن{)المــائدة‪ ، (13:‬وكمــا قــال ‪ } ‬ث ُـ ّ‬ ‫س ـِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫شد ّ‬ ‫جاَرةِ أ َوْ أ َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫كال ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ك فَهِ َ‬ ‫ن ب َعْدِ ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ت قُُلوب ُك ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ن‬ ‫ه اْل َن َْهاُر وَإ ِ ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جُر ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ما ي َت َ َ‬ ‫جاَرةِ ل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫س وَة ً وَإ ِ ّ‬ ‫قَ ْ‬
‫مــا‬ ‫من ْهَــا ل َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مــاُء وَإ ِ ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫من ْـ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫خ ـُر ُ‬ ‫ق قُ فَي َ ْ‬ ‫شـ ّ‬ ‫ما ي َ ّ‬ ‫من َْها ل َ َ‬ ‫ِ‬
‫ن{‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫شي َةِ الل ّهِ وَ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫ي َهْب ِ ُ‬
‫) البقرة‪(74:‬‬
‫يــا ســبحان اللــه ‪ ...............‬القلــوب الداميــة‬
‫هذه اللطيفة الرقيقة أشد قسوة مــن الحجــارة مــا‬
‫أصابها يا ترى ‪................‬؟!‬
‫إنهــا قلــوب قاســية ‪ ......‬بــل أشــد قســوة مــن‬
‫الحجارة ‪ ...........‬يا الله ما هذا ؟!‬
‫*( لن الحجارة مسلمة لمر الله فل تخرج عــن‬
‫ن‬ ‫خــا ٌ‬ ‫ي دُ َ‬ ‫ماِء وَهِـ َ‬ ‫سـ َ‬ ‫وى إ ِل َــى ال ّ‬ ‫سـت َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫طاعته ‪}‬ث ُـ ّ‬
‫َ‬
‫وع ـا ً أوْ ك َْره ـا ً َقال َت َــا أت َي ْن َــا‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ض ائ ْت ِي َــا ط َ ْ‬ ‫ل لَها وَل ِلْر ِ‬
‫قا َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن{ )فصلت‪.(11:‬‬ ‫طائ ِِعي َ‬ ‫َ‬
‫*( لن الحجــارة تخشــى وتخشــع مــن هيبتــه ‪‬‬
‫شــعا ً‬ ‫َ‬ ‫}ل َوْ أ َن َْزل ْن َــا هَـ َ‬
‫خا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ل ََرأي ْت َـ ُ‬ ‫جب َـ ٍ‬ ‫ن عَل َــى َ‬ ‫ق ـْرآ َ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫شــي َةِ الّلــهِ وت ِْلــ َ َ‬
‫ضــرِب َُها‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫مَثــا ُ‬ ‫ك اْل ْ‬ ‫َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مــ ْ‬ ‫دعا ً ِ‬ ‫صــ ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ُ‬
‫ن{ )الحشر‪. (21:‬‬ ‫فكُرو َ‬ ‫ّ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫س ل ع َل ه ُ ْ‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫ح َلــ ُ‬
‫ه‬ ‫ســب ّ ُ‬‫*( لن الحجــارة مســبحة للــه ‪} ‬ت ُ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مــ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن وَإ ِ ْ‬‫ن ِفيِهــ ّ‬ ‫مــ ْ‬‫ض وَ َ‬‫ســب ْعُ َواْلْر ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ماَوا ُ‬ ‫ســ َ‬
‫ال ّ‬
‫م‬ ‫ح هُ ْ‬
‫ســِبي َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫قُهــو َ‬‫ف َ‬‫ن ل تَ ْ‬ ‫مدِهِ وَل َك ِ ْ‬
‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬ ‫يٍء إ ِّل ي ُ َ‬
‫سب ّ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫فورًا{ )السراء‪. (44:‬‬ ‫حِليما ً غَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬‫إ ِن ّ ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪381‬‬

‫*( لن الحجارة يعظم عليه جلل الله وعظمتــه‬


‫ب‬‫ل َر ّ‬ ‫ه قَــا َ‬ ‫ه َرب ّـ ُ‬ ‫مـ ُ‬‫قات ِن َــا وَك َل ّ َ‬‫مي َ‬ ‫ســى ل ِ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫جــاَء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫}وَ ل َ ّ‬
‫ن ان ْظ ُـْر إ ِل َــى‬ ‫َ‬
‫ن ت ََران ِــي وَلك ِـ ِ‬ ‫ل ل َـ ْ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫أ َرِِني أ َن ْظ ُْر إ ِل َي ْ َ‬
‫جّلى‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ف ت ََراِني فَل َ ّ‬ ‫س وْ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫م َ‬
‫كان َ ُ‬ ‫قّر َ‬ ‫ست َ َ‬‫نا ْ‬ ‫ل فَ إ ِ ِ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ما أ ََفــا َ‬
‫ق‬ ‫صِعقا ً فَل َ ّ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫خّر ُ‬ ‫ه د َك ّا ً وَ َ‬ ‫ج ع َل َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫جب َ ِ‬‫ه ل ِل ْ َ‬ ‫َرب ّ ُ‬
‫ن{‬ ‫مِني َ‬ ‫مــؤْ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ك وَأ ََنــا أ َوّ ُ‬
‫ت إ ِل َْيــ َ‬ ‫ك ت ُْبــ ُ‬ ‫حان َ َ‬ ‫ســب ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫َقــا َ‬
‫)العراف‪. (143:‬‬

‫*( بــل الحجــارة الصــلبة يحزنهــا معصــية اللــه‬


‫ه‬
‫من ْـ ُ‬ ‫فط ّـْر َ‬
‫ن ِ‬ ‫ت ي َت َ َ‬‫ماَوا ُ‬ ‫والشراك بــه ‪} ‬ت َك َــاد ُ ال ّ‬
‫سـ َ‬
‫ل هَد ًّا{ )مريم‪(90:‬‬ ‫َ‬
‫خّر ال ْ ِ‬
‫جَبا ُ‬ ‫شقّ اْلْر ُ‬
‫ض و َت َ ِ‬ ‫وَت َن ْ َ‬
‫فمــــا أذاب الجبــــل الراســــي ‪ ......‬والطــــود‬
‫العظيم ‪ .......‬إل إجلل الهيبة والعظمة ‪.‬‬
‫ومــا هبطــت صــخور‪ ......‬ول تشــققت أرض ول‬
‫خرت جبال ‪ .... ...‬إل الخوف والرهبة ‪.‬‬
‫ومــا تفجــرت النهــار ‪ .....‬ول ســالت العيــون‬
‫بالماء المتدفق ‪ ......‬إل مدامع الشفقة والخشية ‪.‬‬
‫فمن القاسي إذا ً ؟!‬
‫فلنتعــرف علــى هــذا الطبــع الخــبيث والخلــق‬
‫الــذميم حــتى نحــذره فهيــا نتأمــل الكتــاب الكريــم‬
‫والسنة المشرفة وهمــا ينعيــان علــى حــاملي هــذه‬
‫الجرثومة الخبيثة ‪ ،‬بل وعلــى الســليم المعــافى أن‬
‫يتخذ التــدابير الوقايــة حــتى ل يقــع فــي هــذا الــداء‬
‫الوبيل و إل صار على شــفا هلكــة‪ ،‬فلنتعــرف علــى‬
‫السباب ‪ ،‬و أوصاف الداء ‪ ،‬ثم الظواهر الســلوكية‬
‫خلــق ‪ ،‬ومعرفــة‬ ‫مع الخَلق ‪ ،‬و الدواخل الباطنيــة لل ُ‬
‫آثارها على الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪382‬‬

‫القسوة فى القرآن الكريم والسنة المطهرة)‪(1‬‬

‫ك فَهِ َ‬
‫ي‬ ‫ن ب َعْدِ ذ َل ِ َ‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت قُُلوب ُك ُ ْ‬ ‫س ْ‬‫م قَ َ‬ ‫قوله ‪} ‬ث ُ ّ‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫جاَرةِ ل َ َ‬ ‫ح َ‬‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫سوَةً وَإ ِ ّ‬ ‫شد ّ قَ ْ‬ ‫جاَرةِ أوْ أ َ‬ ‫كال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫من ْ ُ‬
‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ققُ فَي َ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ما ي َ ّ‬ ‫من َْها ل َ َ‬
‫ن ِ‬‫ه اْل َن َْهاُر وَإ ِ ّ‬‫من ْ ُ‬
‫جُر ِ‬‫ف ّ‬‫ي َت َ َ‬

‫‪) ()1‬مع تفسير اليات من تيسير الكريم الرحمن للشيخ السعدي‬


‫’‪ ،‬والظلل لسيد قطب ’(‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪383‬‬

‫ما الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫شي َةِ الل ّهِ وَ َ‬
‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ي َهْب ِ ُ‬
‫ط ِ‬ ‫من َْها ل َ َ‬
‫ن ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ماُء وَإ ِ ّ‬
‫ن{ )البقرة‪(74:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬
‫ل عَ ّ‬ ‫ب َِغافِ ٍ‬
‫م { أي‪ :‬اشتدت وغلظت‪ ,‬فلم‬ ‫ت قُُلوب ُك ُ ْ‬ ‫م قَ َ‬
‫س ْ‬ ‫} ثُ ّ‬
‫ك { أي‪ :‬من بعد‬ ‫ن ب َعْدِ ذ َل ِ َ‬
‫م ْ‬
‫تؤثر فيها الموعظة‪ِ } ،‬‬
‫ما أنعم عليكم بالنعم العظيمة وأراكم اليات‪ ،‬ولم‬
‫يكن ينبغي أن تقسو قلوبكم‪ ,‬لن ما شاهدتم‪ ,‬مما‬
‫يوجب رقة القلب وانقياده‪ ،‬ثم وصف قسوتها بأنها‬
‫جاَرةِ { التي هي أشد قسوة من الحديد‪،‬‬ ‫كال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫} َ‬
‫لن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار‪ ,‬ذاب‬
‫بخلف الحجار‪.‬‬
‫س ـوَةً { أي‪ :‬إنهــا ل تقصــر‬ ‫ش ـد ّ قَ ْ‬ ‫وقــوله‪ } :‬أ َوْ أ َ َ‬
‫عن قساوة الحجار‪ ،‬وليست " أو " بمعنى " بــل "‬
‫ن‬‫ثم ذكر فضيلة الحجار على قلوبهم‪ ،‬فقــال‪ } :‬وَإ ِ ّ‬
‫مــا‬‫من ْهَــا ل َ َ‬
‫ن ِ‬‫ه اْل َن ْهَــاُر وَإ ِ ّ‬
‫من ْـ ُ‬‫جُر ِ‬ ‫ف ّ‬‫ما ي َت َ َ‬‫جاَرةِ ل َ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ط ِ‬‫مــا ي َهْب ِـ ُ‬ ‫من ْهَــا ل َ َ‬
‫ن ِ‬‫ماُء وَإ ِ ّ‬‫ه ال ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬‫ق قُ فَي َ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫يَ ّ‬
‫شي َةِ الل ّـهِ { فبهــذه المــور فضــلت قلــوبكم‪ .‬ثــم‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫مــا الّلــ ُ‬
‫ه‬ ‫توعــدهم تعــالى أشــد الوعيــد فقــال‪ } :‬وَ َ‬
‫ن { بــل هــو عــالم بهــا حــافظ‬ ‫مل ُــو َ‬ ‫مــا ت َعْ َ‬‫ل عَ ّ‬ ‫ب َِغافِ ـ ٍ‬
‫لصــغيرها وكبيرهــا‪ ,‬وســيجازيكم علــى ذلــك أتــم‬
‫الجزاء وأوفاه‪.‬‬

‫والحجارة التي يقيس قلوبهم إليها ‪ ,‬فإذا قلوبهم‬


‫منها أجدب وأقسى ‪ . .‬هي حجارة لهم بها سابق‬
‫عهد ‪ .‬فقد رأوا الحجر تتفجر منه اثنتا عشرة عينا ‪,‬‬
‫ورأوا الجبل يندك حين تجلى عليه الله وخر موسى‬
‫صعقا ! ولكن قلوبهم ل تلين ول تندى ‪ ,‬ول تنبض‬
‫بخشية ول تقوى ‪ . .‬قلوب قاسية جاسية مجدبة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪384‬‬

‫ل‬ ‫ما الل ّ ُ‬


‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫كافرة ‪ . .‬ومن ثم هذا التهديد } وَ َ‬
‫مُلو َ‬
‫ن {‪.‬‬ ‫ما ت َعْ َ‬
‫عَ ّ‬
‫م ل َعَّناهُ ْ‬
‫م‬ ‫ميَثاقَهُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ضهِ ْ‬ ‫وقوله ‪} ‬فَب ِ َ‬
‫ما ن َقْ ِ‬ ‫•‬
‫ه‬
‫ضع ِ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬‫ن َ‬‫م عَ ْ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬‫حّرُفو َ‬ ‫ة يُ َ‬ ‫م َقا ِ‬
‫سي َ ً‬ ‫جعَل َْنا قُُلوب َهُ ْ‬‫وَ َ‬
‫ة‬
‫خائ ِن َ ٍ‬‫ل ت َط ّل ِعُ عََلى َ‬ ‫ما ذ ُك ُّروا ب ِهِ َول ت ََزا ُ‬ ‫م ّ‬‫حظ ّا ً ِ‬ ‫سوا َ‬ ‫وَن َ ُ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ح إِ ّ‬ ‫ف ْ‬‫ص َ‬
‫م َوا ْ‬ ‫ف عَن ْهُ ْ‬‫م َفاعْ ُ‬ ‫م إ ِّل قَِليل ً ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ِ‬
‫ن{ )المائدة‪(13:‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫ضِهم‬
‫ق ِ‬ ‫فبين أنهم نقضوا ذلك فقال‪ } :‬فَب ِ َ‬
‫ما ن َ ْ‬
‫م { أي‪ :‬بسببه عاقبناهم بعدة عقوبات‪:‬‬ ‫ميَثاقَهُ ْ‬
‫ّ‬
‫م { أي‪ :‬طردناهم‬ ‫الولى‪ :‬أنا } ل َعَّناهُ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫وأبعدناهم من رحمتنا‪ ،‬حيث أغلقوا على‬
‫أنفسهم أبواب الرحمة‪ ،‬ولم يقوموا بالعهد‬
‫الذي أخذ عليهم‪ ،‬الذي هو سببها العظم‪.‬‬
‫ة{‬‫سي َ ً‬ ‫جعَل َْنا قُُلوب َهُ ْ‬
‫م َقا ِ‬ ‫الثانية‪ :‬قوله‪ } :‬وَ َ‬ ‫‪-‬‬
‫أي‪ :‬غليظة ل تجدي فيها المواعظ‪ ،‬ول تنفعها‬
‫اليات والنذر‪ ،‬فل يرغبهم تشويق‪ ،‬ول يزعجهم‬
‫تخويف‪ ،‬وهذا من أعظم العقوبات على العبد‪،‬‬
‫أن يكون قلبه بهذه الصفة التي ل يفيده‬
‫الهدى‪ ,‬والخير إل شرا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وقوله ‪} ‬ول َ َ َ‬
‫ك‬‫ن قَب ْل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مم ٍ ِ‬ ‫سل َْنا إ َِلى أ َ‬ ‫قد ْ أْر َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن)‬ ‫عو َ‬ ‫ضّر ُ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ضّراِء ل َعَل ّهُ ْ‬ ‫ساِء َوال ّ‬ ‫م ِبال ْب َأ َ‬ ‫خذ َْناهُ ْ‬ ‫فَأ َ‬
‫ْ‬
‫ت‬‫س ْ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫عوا وَل َك ِ ْ‬ ‫ضّر ُ‬ ‫سَنا ت َ َ‬ ‫م ب َأ ُ‬‫جاَءهُ ْ‬ ‫ول إ ِذ ْ َ‬ ‫‪(42‬فَل َ ْ‬
‫ن)‪(43‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫م وََزي ّ َ‬ ‫قُُلوب ُهُ ْ‬
‫ب كُ ّ‬
‫ل‬ ‫فَل َما نسوا ما ذ ُك ّروا به فَتحنا عَل َيه َ‬
‫وا َ‬ ‫م أب ْ َ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫ِ ِ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ُ‬
‫ة فَإ َِذا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ب َغْت َ ً‬ ‫خذ َْناهُ ْ‬ ‫ما أوُتوا أ َ‬ ‫حوا ب ِ َ‬ ‫حّتى إ َِذا فَرِ ُ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪385‬‬

‫ن ظ َل َ ُ‬
‫موا‬ ‫قوْم ِ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قط ِعَ َداب ُِر ال ْ َ‬‫ن)‪ (44‬فَ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫مب ْل ِ ُ‬
‫م ُ‬ ‫هُ ْ‬
‫ن)‪) {(45‬النعام(‬ ‫مي َ‬‫ب ال َْعال َ ِ‬
‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ح ْ‬

‫ُ‬ ‫يقول تعالى‪ } :‬ول َ َ َ‬


‫ك{‬ ‫ن قَب ْل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مم ٍ ِ‬ ‫سل َْنا إ َِلى أ َ‬
‫قد ْ أْر َ‬ ‫َ‬
‫من المم السالفين‪ ،‬والقرون المتقدمين‪ ،‬فكذبوا‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ساِء‬‫م ِبال ْب َأ َ‬ ‫خذ َْناهُ ْ‬‫رسلنا‪ ،‬وجحدوا بآياتنا‪ } .‬فَأ َ‬
‫ضّراِء { أي‪ :‬بالفقر والمرض والفات‪،‬‬ ‫َوال ّ‬
‫ن{‬ ‫عو َ‬ ‫ضّر ُ‬ ‫م ي َت َ َ‬‫والمصائب‪ ،‬رحمة منا بهم‪ } .‬ل َعَل ّهُ ْ‬
‫إلينا‪ ،‬ويلجأون عند الشدة إلينا‪.‬‬
‫ْ‬
‫ت‬‫س ْ‬ ‫عوا وَل َك ِ ْ‬
‫ن قَ َ‬ ‫ضّر ُ‬
‫سَنا ت َ َ‬‫م ب َأ ُ‬
‫جاَءهُ ْ‬‫} فَل َوَْل إ ِذ ْ َ‬
‫ن‬‫م { أي‪ :‬استحجرت فل تلين للحق‪ } .‬وََزي ّ َ‬ ‫قُُلوب ُهُ ْ‬
‫ن { فظنوا أن ما هم‬ ‫مُلو َ‬‫كاُنوا ي َعْ َ‬‫ما َ‬‫ن َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ل َهُ ُ‬
‫عليه دين الحق‪ ،‬فتمتعوا في باطلهم برهة من‬
‫الزمان‪ ،‬ولعب بعقولهم الشيطان‪.‬‬
‫ل‬‫ب كُ ّ‬ ‫} فَل َما نسوا ما ذ ُك ّروا به فَتحنا عَل َيه َ‬
‫وا َ‬ ‫م أب ْ َ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫ِ ِ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ُ‬
‫حّتى إ َِذا‬ ‫يٍء { من الدنيا ولذاتها وغفلتها‪َ } .‬‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن{‬ ‫سو َ‬ ‫مب ْل ِ ُ‬‫م ُ‬ ‫ة فَإ َِذا هُ ْ‬ ‫خذ َْناهُ ْ‬
‫م ب َغْت َ ً‬ ‫ما أوُتوا أ َ‬‫حوا ب ِ َ‬‫فَرِ ُ‬
‫أي‪ :‬آيسون من كل خير‪ ،‬وهذا أشد ما يكون من‬
‫العذاب‪ ،‬أن يؤخذوا على غرة‪ ،‬وغفلة وطمأنينة‪،‬‬
‫ليكون أشد لعقوبتهم‪ ،‬وأعظم لمصيبتهم‪.‬‬
‫موا { أي اصطلموا‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫قوْم ِ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قط ِعَ َداب ُِر ال ْ َ‬ ‫} فَ ُ‬
‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬
‫ب‬ ‫بالعذاب‪ ،‬وتقطعت بهم السباب‪َ } .‬وال ْ َ‬
‫ح ْ‬
‫ن { على ما قضاه وقدره‪ ،‬من هلك‬ ‫مي َ‬‫ال َْعال َ ِ‬
‫المكذبين‪ .‬فإن بذلك‪ ،‬تتبين آياته‪ ،‬وإكرامه لوليائه‪،‬‬
‫وإهانته لعدائه‪ ،‬وصدق ما جاءت به المرسلون‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪386‬‬

‫والقلب الذي ل ترده الشدة إلى الله قلب تحجر‬


‫فلم تعد فيه نداوة تعصرها الشدة ! ومات فلم تعد‬
‫الشدة تثير فيه الحساس ! وتعطلت أجهزة‬
‫الستقبال الفطرية فيه ‪ ,‬فلم يعد يستشعر هذه‬
‫الوخزة الموقظة ‪ ,‬التي تنبه القلوب الحية للتلقي‬
‫والستجابة ‪ .‬والشدة ابتلء من الله للعبد ; فمن‬
‫كان حيا أيقظته ‪ ,‬وفتحت مغاليق قلبه ‪ ,‬وردته إلى‬
‫ربه ; وكانت رحمه له من الرحمة التي كتبها الله‬
‫على نفسه ‪ . .‬ومن كان ميتا حسبت عليه ‪ ,‬ولم‬
‫تفده شيئا ‪ ,‬وإنما أسقطت عذرة وحجته ‪ ,‬وكانت‬
‫عليه شقوة ‪ ,‬وكانت موظئة للعذاب !‬

‫َ‬
‫سلم ِ‬ ‫صد َْرهُ ل ِْل ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ح الل ّ ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫• وقوله ‪} ‬أفَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سي َةِ قُُلوب ُهُ ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ل ِل ْ َ‬ ‫ن َرب ّهِ فَوَي ْ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫فَهُوَ عََلى ُنورٍ ِ‬
‫ه ن َّز َ‬
‫ل‬ ‫ن)‪ (22‬الل ّ ُ‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضل ٍ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫ذِك ْرِ الل ّهِ ُأول َئ ِ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫شعِّر ِ‬ ‫ق َ‬‫ي تَ ْ‬‫مَثان ِ َ‬ ‫شاِبها ً َ‬ ‫مت َ َ‬‫ث ك َِتابا ً ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫جُلود ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ُ‬ ‫م ت َِلي ُ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ن َرب ّهُ ْ‬ ‫شو ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫جُلود ُ ال ّ ِ‬‫ُ‬
‫ه‬
‫دي ب ِ ِ‬ ‫دى الل ّهِ ي َهْ ِ‬ ‫ك هُ َ‬ ‫م إ َِلى ذِك ْرِ الل ّهِ ذ َل ِ َ‬ ‫وَقُُلوب ُهُ ْ‬
‫هاٍد)‪{(23‬‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ضل ِ ِ‬‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُء وَ َ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫)الزمر(‬
‫•‬

‫أي‪ :‬أفيستوي من شرح الّله صدره للسلم‪ ،‬فاتسع‬


‫لتلقي أحكام الّله والعمل بها‪ ،‬منشرحا قرير العين‪،‬‬
‫على بصيرة من أمره‪ ،‬وهو المراد بقوله‪ } :‬فَهُ َ‬
‫و‬
‫ن َرب ّهِ { كمن ليس كذلك‪ ،‬بدليل قوله‪:‬‬ ‫م ْ‬ ‫عََلى ُنورٍ ِ‬
‫ن ذِك ْرِ الل ّهِ { أي‪ :‬ل تلين‬
‫م ْ‬ ‫سي َةِ قُُلوب ُهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫قا ِ‬‫ل ل ِل ْ َ‬
‫} فَوَي ْ ٌ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪387‬‬

‫لكتابه‪ ،‬ول تتذكر آياته‪ ،‬ول تطمئن بذكره‪ ،‬بل هي‬


‫معرضة عن ربها‪ ،‬ملتفتة إلى غيره‪ ،‬فهؤلء لهم‬
‫الويل الشديد‪ ،‬والشر الكبير‪.‬‬
‫ن { وأي ضلل أعظم من‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ضَل ٍ‬
‫ل ُ‬ ‫} ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ِفي َ‬
‫ضلل من أعرض عن وليه؟ ومن كل السعادة في‬
‫القبال عليه‪ ،‬وقسا قلبه عن ذكره‪ ،‬وأقبل على كل‬
‫ما يضره؟"‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫س َ‬‫ح َ‬
‫يخبر تعالى عن كتابه الذي نزله أنه } أ ْ‬
‫ث { على الطلق‪ ،‬فأحسن الحديث كلم‬ ‫دي ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ِ‬
‫الّله‪ ،‬وأحسن الكتب المنزلة من كلم الّله هذا‬
‫القرآن‪ ،‬وإذا كان هو الحسن‪ ،‬علم أن ألفاظه‬
‫أفصح اللفاظ وأوضحها‪ ،‬وأن معانيه‪ ،‬أجل المعاني‪،‬‬
‫لنه أحسن الحديث في لفظه ومعناه‪ ،‬متشابها في‬
‫الحسن والئتلف وعدم الختلف‪ ،‬بوجه من‬
‫الوجوه‪ .‬حتى إنه كلما تدبره المتدبر‪ ،‬وتفكر فيه‬
‫المتفكر‪ ،‬رأى من اتفاقه‪ ،‬حتى في معانيه الغامضة‪،‬‬
‫ما يبهر الناظرين‪ ،‬ويجزم بأنه ل يصدر إل من حكيم‬
‫عليم‪ ،‬هذا المراد بالتشابه في هذا الموضع‪.‬‬

‫ك ال ْك َِتا َ‬
‫ب‬ ‫ل عَل َي ْ َ‬ ‫ذي أ َن َْز َ‬ ‫وأما في قوله تعالى‪ } :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫خُر‬‫ب وَأ ُ َ‬‫م ال ْك َِتا ِ‬
‫منه آيات محك َمات هُ ُ‬
‫نأ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ْ ُ َ ٌ ُ ْ َ ٌ‬
‫ت { فالمراد بها‪ ،‬التي تشتبه على فهوم‬ ‫شاب َِها ٌ‬ ‫مت َ َ‬‫ُ‬
‫كثير من الناس‪ ،‬ول يزول هذا الشتباه إل بردها‬
‫ن‬
‫ت هُ ّ‬ ‫ما ٌ‬‫حك َ َ‬ ‫م ْ‬‫ت ُ‬ ‫ه آَيا ٌ‬
‫من ْ ُ‬‫إلى المحكم‪ ،‬ولهذا قال‪ِ } :‬‬
‫ت { فجعل التشابه‬ ‫شاب َِها ٌ‬ ‫مت َ َ‬‫خُر ُ‬‫ب وَأ ُ َ‬‫م ال ْك َِتا ِ‬ ‫أ ّ‬
‫ُ‬
‫لبعضه‪ ،‬وهنا جعله كله متشابها‪ ،‬أي‪ :‬في حسنه‪،‬‬
‫َ‬
‫ث { وهو سور وآيات‪،‬‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬
‫لنه قال‪ } :‬أ ْ‬
‫والجميع يشبه بعضه بعضا كما ذكرنا‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪388‬‬

‫ي { أي‪ :‬تثنى فيه القصص والحكام‪ ،‬والوعد‬ ‫مَثان ِ َ‬


‫} َ‬
‫والوعيد‪ ،‬وصفات أهل الخير‪ ،‬وصفات أهل الشر‪،‬‬
‫وتثنى فيه أسماء الّله وصفاته‪ ،‬وهذا من جللته‪،‬‬
‫وحسنه‪ ،‬فإنه تعالى‪ ،‬لما علم احتياج الخلق إلى‬
‫معانيه المزكية للقلوب‪ ،‬المكملة للخلق‪ ،‬وأن تلك‬
‫المعاني للقلوب‪ ،‬بمنزلة الماء لسقي الشجار‪،‬‬
‫فكما أن الشجار كلما بعد عهدها بسقي الماء‬
‫نقصت‪ ،‬بل ربما تلفت‪ ،‬وكلما تكرر سقيها حسنت‬
‫وأثمرت أنواع الثمار النافعة‪ ،‬فكذلك القلب يحتاج‬
‫دائما إلى تكرر معاني كلم الّله تعالى عليه‪ ،‬وأنه لو‬
‫تكرر عليه المعنى مرة واحدة في جميع القرآن‪ ،‬لم‬
‫يقع منه موقعا‪ ،‬ولم تحصل النتيجة منه‪ ،‬ولهذا‬
‫سلكت في هذا التفسير هذا المسلك الكريم‪،‬‬
‫اقتداء بما هو تفسير له‪ ،‬فل تجد فيه الحوالة على‬
‫موضع من المواضع‪ ،‬بل كل موضع تجد تفسيره‬
‫كامل المعنى‪ ،‬غير مراع لما مضى مما يشبهه‪ ،‬وإن‬
‫كان بعض المواضع يكون أبسط من بعض وأكثر‬
‫فائدة‪ ،‬وهكذا ينبغي للقارئ للقرآن‪ ،‬المتدبر‬
‫لمعانيه‪ ،‬أن ل يدع التدبر في جميع المواضع منه‪،‬‬
‫فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير‪ ،‬ونفع غزير‪.‬‬
‫ولما كان القرآن العظيم بهذه الجللة والعظمة‪ ،‬أّثر‬
‫في قلوب أولي اللباب المهتدين‪ ،‬فلهذا قال تعالى‪:‬‬
‫م { لما فيه‬ ‫ن َرب ّهُ ْ‬ ‫خ َ‬
‫شوْ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫جُلود ُ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه ُ‬
‫من ْ ُ‬
‫شعِّر ِ‬‫ق َ‬ ‫} تَ ْ‬
‫جُلود ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ُ‬ ‫من التخويف والترهيب المزعج‪ } ،‬ث ُ ّ‬
‫م ت َِلي ُ‬
‫م إ َِلى ذِك ْرِ الل ّهِ { أي‪ :‬عند ذكر الرجاء‬ ‫وَقُُلوب ُهُ ْ‬
‫والترغيب‪ ،‬فهو تارة يرغبهم لعمل الخير‪ ،‬وتارة‬
‫يرهبهم من عمل الشر‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪389‬‬

‫ك { الذي ذكره الّله من تأثير القرآن فيهم‬ ‫} ذ َل ِ َ‬


‫دى الل ّهِ { أي‪ :‬هداية منه لعباده‪ ،‬وهو من جملة‬ ‫} هُ َ‬
‫دي ب ِهِ { أي‪ :‬بسبب‬‫فضله وإحسانه عليهم‪ } ،‬ي َهْ ِ‬
‫شاُء { من عباده‪ .‬ويحتمل أن المراد‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬
‫ذلك } َ‬
‫ك { أي‪ :‬القرآن الذي وصفناه لكم‪.‬‬ ‫بقوله‪ } :‬ذ َل ِ َ‬

‫دى الل ّهِ { الذي ل طريق يوصل إلى الّله إل‬ ‫} هُ َ‬


‫عَبادِهِ { ممن حسن‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬‫شاُء ِ‬‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬‫دي ب ِهِ َ‬ ‫منه } ي َهْ ِ‬
‫ع‬
‫ن ات ّب َ َ‬
‫م ِ‬ ‫دي ب ِهِ الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫قصده‪ ،‬كما قال تعالى } ي َهْ ِ‬
‫سَلم ِ {‬‫ل ال ّ‬ ‫سب ُ َ‬
‫ه ُ‬ ‫وان َ ُ‬
‫ض َ‬
‫رِ ْ‬
‫هادٍ { لنه ل طريق‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ه ِ‬‫ما ل َ ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه فَ َ‬ ‫ضل ِ ِ‬
‫ن يُ ْ‬
‫م ْ‬
‫} وَ َ‬
‫يوصل إليه إل توفيقه والتوفيق للقبال على كتابه‪،‬‬
‫فإذا لم يحصل هذا‪ ،‬فل سبيل إلى الهدى‪ ،‬وما هو‬
‫إل الضلل المبين والشقاء‪.‬‬
‫وكما ينزل الماء من السماء فينبت لهم به زرعا ً‬
‫مختلفا ً ألوانه كذلك ينزل من السماء ذكرا ً تتلقاه‬
‫القلوب الحية ; فتتفتح وتنشرح وتتحرك حركة‬
‫الحياة ‪ ,‬وتتلقاه القلوب القاسية كما تتلقاه‬
‫الصخرة القاسية التي ل حياة فيها ول نداوة !‬
‫والله يشرح للسلم قلوبا ً يعلم منها الخير ‪ ,‬ويصلها‬
‫بنوره فتشرق به وتستضيء ‪ .‬والفرق بين هذه‬
‫القلوب وقلوب أخرى قاسية فرق بعيد ‪) .‬فويل‬
‫للقاسية قلوبهم من ذكر الله( أولئك في ضلل‬
‫مبين(‪. .‬‬
‫وهذه الية تصور حقيقة القلوب التي تتلقى السلم‬
‫فتنشرح له وتندى به ‪ .‬وتصور حالها مع الله ‪ .‬حال‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪390‬‬

‫النشراح والتفتح والنداوة والبشاشة ‪ ,‬والشراق‬


‫والستنارة ‪ .‬كما تصور حقيقة القلوب الخرى في‬
‫قساوتها وغلظتها وموتها وجفافها ‪ ,‬وعتمتها‬
‫وظلمها ‪ .‬ومن يشرح الله صدره للسلم ويمد له‬
‫من نوره ‪ ,‬ليس قطعا ً كالقاسية قلوبهم من ذكر‬
‫الله ‪ .‬وشتان شتان بين هؤلء وهؤلء ‪.‬‬
‫كذلك تصور الية الثانية هيئة تلقي المؤمنين لهذا‬
‫القرآن ‪ .‬هذا الكتاب المتناسق الذي ل اختلف في‬
‫طبيعته ول في اتجاهاته ‪ ,‬ول في روحه ‪ ,‬ول في‬
‫خصائصه ‪ .‬فهو)متشابه(وهو)مثاني(تكرر مقاطعه‬
‫وقصصه وتوجيهاته ومشاهده ‪ .‬ولكنها ل تختلف ول‬
‫تتعارض ‪ ,‬إنما تعاد في مواضع متعددة وفق حكمة‬
‫تتحقق في العادة والتكرار ‪ .‬في تناسق وفي‬
‫استقرار على أصول ثابتة متشابهة ‪ .‬ل تعارض فيها‬
‫ول اصطدام ‪.‬‬
‫والذين يخشون ربهم ويتقونه ‪ ,‬ويعيشون في حذر‬
‫وخشية ‪ ,‬وفي تطلع ورجاء ‪ ,‬يتلقون هذا الذكر في‬
‫وجل وارتعاش ‪ ,‬وفي تأثر شديد تقشعر منه الجلود‬
‫; ثم تهدأ نفوسهم ‪ ,‬وتأنس قلوبهم بهذا الذكر‬
‫فتلين جلودهم وقلوبهم وتطمئن إلى ذكر الله ‪. .‬‬
‫وهي صورة حية حساسة ترسمها الكلمات ‪ ,‬فتكاد‬
‫تشخص فيها الحركات ‪.‬‬
‫)ذلك هدى الله يهدي به من يشاء(‪. .‬‬
‫فما ترتعش القلوب هكذا إل حين تحركها أصبع‬
‫الرحمن إلى الهدى والستجابة والشراق ‪ .‬والله‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪391‬‬

‫يعلم من حقيقة القلوب ما يجازيها عليه بالهدى أو‬


‫بالضلل‪(:‬ومن يضلل الله فما له من هاد(‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ش َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مُنوا أ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫م ي َأ ِ‬ ‫وقوله ‪ } ‬أل َ ْ‬ ‫•‬
‫كوُنوا‬ ‫حقّ َول ي َ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما ن ََز َ‬ ‫م ل ِذِك ْرِ الل ّهِ وَ َ‬ ‫قُُلوب ُهُ ْ‬
‫َ‬ ‫كال ّذي ُ‬
‫مد ُ‬‫م اْل َ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫َ ِ َ‬
‫موا‬ ‫ن)‪ (16‬اعْل َ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َفا ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م وَك َِثيٌر ِ‬ ‫ت قُُلوب ُهُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ق َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م اْليا ِ‬
‫ت‬ ‫موْت َِها قَد ْ ب َي ّّنا ل َك ُ ُ‬ ‫ض ب َعْد َ َ‬ ‫حِيي اْلْر َ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫أ ّ‬
‫ن)‪) {(17‬الحديد(‬ ‫قُلو َ‬ ‫م ت َعْ ِ‬ ‫ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫لما ذكر حال المؤمنين والمؤمنات والمنافقين‬
‫والمنافقات في الدار الخرة‪ ،‬كان ذلك مما يدعو‬
‫القلوب إلى الخشوع لربها‪ ،‬والستكانة لعظمته‪،‬‬
‫فعاتب الله المؤمنين ]على عدم ذلك[‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م ل ِذِك ْرِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫شعَ قُُلوب ُهُ ْ‬ ‫خ َ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫مُنوا أ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫م ي َأ ِ‬ ‫} أل َ ْ‬
‫حقّ { أي‪ :‬ألم يجئ الوقت الذي‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما ن ََز َ‬ ‫وَ َ‬
‫تلين به قلوبهم وتخشع لذكر الله‪ ،‬الذي هو‬
‫القرآن‪ ،‬وتنقاد لوامره و زواجره‪ ،‬وما نزل من‬
‫الحق الذي جاء به محمد ‘؟ وهذا فيه الحث على‬
‫الجتهاد على خشوع القلب لله تعالى‪ ،‬ولما أنزله‬
‫من الكتاب والحكمة‪ ،‬وأن يتذكر المؤمنون‬
‫المواعظ اللهية والحكام الشرعية كل وقت‪،‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬
‫كوُنوا َ‬ ‫ويحاسبوا أنفسهم على ذلك‪ } ،‬وََل ي َ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مد ُ { أي‪ :‬ول‬ ‫م اْل َ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ُ‬ ‫ل فَ َ‬
‫طا َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب‬
‫لخشوع القلب والنقياد التام‪ ،‬ثم لم يدوموا عليه‪،‬‬
‫ول ثبتوا‪ ،‬بل طال عليهم الزمان واستمرت بهم‬
‫ت‬ ‫س ْ‬ ‫ق َ‬ ‫الغفلة‪ ،‬فاضمحل إيمانهم وزال إيقانهم‪ } ،‬فَ َ‬
‫ن { فالقلوب تحتاج في‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬‫م َفا ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫م وَك َِثيٌر ِ‬ ‫قُُلوب ُهُ ْ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪392‬‬

‫كل وقت إلى أن تذكر بما أنزل له الله‪ ،‬وتناطق‬


‫بالحكمة‪ ،‬ول ينبغي الغفلة عن ذلك‪ ،‬فإن ذلك‬
‫سبب لقسوة القلب وجمود العين‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫موْت َِها قَد ْ ب َي ّّنا‬ ‫حِيي اْلْر َ‬
‫ض ب َعْد َ َ‬ ‫ه يُ ْ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫} اعْل َ ُ‬
‫ن { فإن اليات تدل‬ ‫قُلو َ‬ ‫ت ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫م ت َعْ ِ‬ ‫م اْلَيا ِ‬ ‫ل َك ُ ُ‬
‫العقول على العلم بالمطالب اللهية‪ ،‬والذي أحيا‬
‫الرض بعد موتها قادر على أن يحيي الموات بعد‬
‫موتهم‪ ،‬فيجازيهم بأعمالهم‪ ،‬والذي أحيا الرض بعد‬
‫موتها بماء المطر قادر على أن يحيي القلوب‬
‫الميتة بما أنزله من الحق على رسوله‪ ،‬وهذه الية‬
‫تدل على أنه ل عقل لمن لم يهتد بآيات الله و]لم[‬
‫ينقد لشرائع الله‪.‬‬
‫إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم ;‬
‫واستبطاء للستجابة الكاملة من تلك القلوب التي‬
‫أفاض عليها من فضله ; فبعث فيها الرسول‬
‫يدعوها إلى اليمان بربها ‪ ,‬ونزل عليه اليات‬
‫البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور ; وأراها‬
‫من آياته في الكون والخلق ما يبصر ويحذر ‪.‬‬
‫عتاب فيه الود ‪ ,‬وفيه الحض ‪ ,‬وفيه الستجاشة إلى‬
‫الشعور بجلل الله ‪ ,‬والخشوع لذكره ‪ ,‬وتلقي ما‬
‫نزل من الحق بما يليق بجلل الحق من الروعة‬
‫والخشية والطاعة والستسلم ‪ ,‬مع رائحة التنديد‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مُنوا أ ْ‬
‫نآ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫والستبطاء في السؤال‪ } :‬أل َ ْ‬
‫م ي َأ ِ‬
‫حقّ { ?‪. .‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬
‫ل ِ‬ ‫م ل ِذِك ْرِ الل ّهِ وَ َ‬
‫ما ن ََز َ‬ ‫شعَ قُُلوب ُهُ ْ‬
‫خ َ‬
‫تَ ْ‬
‫وإلى جانب التحضيض والستبطاء تحذير من عاقبة‬
‫التباطؤ والتقاعس عن الستجابة ‪ ,‬وبيان لما يغشى‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪393‬‬

‫القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلء ‪,‬‬


‫وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل‬
‫عن ذكر الله ‪ ,‬وحين ل تخشع للحق‪) :‬ول يكونوا‬
‫كالذين أوتوا الكتاب من قبل ‪ ,‬فطال عليهم المد ‪,‬‬
‫فقست قلوبهم ‪ ,‬وكثير منهم فاسقون(‪. .‬‬
‫وليس وراء قسوة القلوب إل الفسق والخروج ‪.‬‬
‫إن هذا القلب البشري سريع التقلب ‪ ,‬سريع‬
‫النسيان ‪ .‬وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور ‪,‬‬
‫ويرف كالشعاع ; فإذا طال عليه المد بل تذكير ول‬
‫تذكر تبلد وقسا ‪ ,‬وانطمست إشراقته ‪ ,‬وأظلم‬
‫وأعتم ! فل بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر‬
‫ويخشع ‪ ,‬ول بد من الطرق عليه حتى يرق‬
‫ويشف ; ول بد من اليقظة الدائمة كي ل يصيبه‬
‫التبلد و القساوة ‪.‬‬
‫ولكن ل يأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد ‪.‬‬
‫فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة ‪ ,‬وأن يشرق فيه‬
‫النور ‪ ,‬وأن يخشع لذكر الله ‪ .‬فالله يحيي الرض‬
‫بعد موتها ‪ ,‬فتنبض بالحياة ‪ ,‬وتزخر بالنبت والزهر ‪,‬‬
‫وتمنح الكل والثمار ‪ . .‬وكذلك القلوب حين يشاء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫موْت َِها{‪. .‬‬ ‫حِيي اْلْر َ‬
‫ض ب َعْد َ َ‬ ‫ه يُ ْ‬‫ن الل ّ َ‬‫موا أ ّ‬ ‫الله}اعْل َ ُ‬
‫وفي هذا القرآن ما يحيي القلوب كما تحيا الرض ;‬
‫وما يمدها بالغذاء والري والدفء }قَد ْ ب َي ّّنا ل َك ُ ُ‬
‫م‬
‫ن{‪.‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫م ت َعْ ِ‬‫ت ل َعَل ّك ُ ْ‬‫اْليا ِ‬
‫أما حديث النبي ‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪394‬‬

‫))خاب عبد وخسر لم يجعل الله تعالى‬ ‫‪.1‬‬

‫في قلبه رحمة للبشر )‪.(((1‬‬


‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪ :‬قَب ّ َ‬ ‫ن أ ََبا هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬ ‫‪.2‬‬
‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫س‬
‫حاب ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫عن ْد َهُ القَْرعُ ب ْ ُ‬ ‫ى وَ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن عَل ِ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬
‫ن ِلى‬ ‫ل ال َقَْرعُ إ ِ ّ‬ ‫سا ‪ .‬فَ َ‬
‫قا َ‬ ‫جال ِ ً‬ ‫ى َ‬ ‫م ّ‬ ‫مي ِ‬ ‫الت ّ ِ‬
‫َ‬
‫دا ‪.‬‬‫ح ً‬
‫مأ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ت ِ‬ ‫ما قَب ّل ْ ُ‬ ‫ن ال ْوَل َدِ َ‬ ‫م َ‬ ‫شَرةً ِ‬ ‫عَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ل» َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ث ُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫فَن َظ ََر إ ِل َي ْهِ َر ُ‬
‫م )‪«(2‬‬ ‫ح ُ‬‫م ل َ ي ُْر َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل َ ي َْر َ‬
‫ى إ َِلى‬ ‫َ‬
‫جاَء أعَْراب ِ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ة ~ َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬ ‫‪.3‬‬
‫ما‬‫ن فَ َ‬ ‫صب َْيا َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قب ُّلو َ‬ ‫ل تُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‘فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫الن ّب ِ‬
‫ك لَ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ن‬
‫كأ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ى ‘ » أوَ أ ْ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬‫م ‪ .‬فَ َ‬ ‫قب ّل ُهُ ْ‬ ‫نُ َ‬
‫ة )‪«(3‬‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬‫ك الّر ْ‬ ‫ن قَل ْب ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ََزعَ الل ّ ُ‬

‫مظاهر قسوة القلب‬


‫لقســوة القلــب أعــراض ومظــاهر تــدل عليهــا ‪،‬‬
‫وهــي تتفــاوت مــن حيــث خطورتهــا وأثرهــا علــى‬
‫صـــــاحبها ‪ ،‬ومـــــن أهـــــم هـــــذه المظـــــاهر ‪:‬‬
‫‪ -1‬التكاسل عن الطاعات وأعمــال الخيــر وخاصــة‬
‫العبادات‪:‬‬
‫وربما يفرط في بعضها ‪ ،‬فالصلة يؤديهــا مجــرد‬
‫حركات ل خشوع فيهــا ‪ ،‬بــل يضــيق بهــا كــأنه فــي‬

‫‪ ()1‬رواه الحســن بــن ســفيان والــدولبي والــديلمي وابــن‬


‫عساكر وذكره اللباني في الصحيحة برقم ‪ -456‬وقال حسن‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري‬
‫‪ ()3‬رواه البخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪395‬‬

‫سجن يريد قضائها بســرعة ‪ ،‬كمــا أنــه يتثاقــل عــن‬


‫أداء السنن والنوافل ‪ ،‬ويــرى الفــرائض والواجبــات‬
‫التي فرضها الله عليه كأنها أثقال ينــوء بهــا ظهــره‬
‫فيســرع ولســان حــاله يقــول ‪ :‬أرتــاح منهــا ‪ ،‬وقــد‬
‫ْ‬
‫ص ـل َةَ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وصف الله المنافقين فقــال ‪ } :‬وَل َ ي َـأُتو َ‬
‫ن{‬ ‫هو َ‬ ‫كــارِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫هــ ْ‬ ‫ن إ ِل ّ وَ ُ‬ ‫قــو َ‬ ‫ســاَلى وَل َ ُينفِ ُ‬ ‫م كُ َ‬ ‫هــ ْ‬‫إ ِل ّ وَ ُ‬
‫ص ـل َ ِ‬
‫ة‬ ‫موا ْ إ ِل َــى ال ّ‬ ‫) التوبــة ‪ (54 :‬وقــال ‪ } :‬وَإ َِذا قَــا ُ‬
‫‪.‬‬ ‫ســـــاَلى { ( النســـــاء ‪(14 :‬‬ ‫موا ْ ك ُ َ‬ ‫َقـــــا ُ‬
‫‪ -2‬عدم التأثر بآيات القرآن الكريم والمواعظ ‪:‬‬
‫فهــو يســمع آيــات الوعــد والوعيــد فل يتــأثر ول‬
‫يخشع قلبه ول يخبت ‪ ،‬كمــا أنــه يغفــل عــن قــراءة‬
‫القرآن ‪ ،‬وعن ســماعه ويجــد ثقل ً وانصــرافا ً عنــه ‪،‬‬
‫مــن‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫مــع أن اللــه تعــالى يقــول ‪ } :‬فَـذ َك ّْر ب ِــال ْ ُ‬
‫عيــد ِ { ) ق ‪ (45 :‬ومــدح اللــه المــؤمنين‬ ‫ف وَ ِ‬ ‫خــا ُ‬ ‫يَ َ‬
‫ت‬‫جل َ ْ‬
‫ه وَ ِ‬ ‫ن إ َِذا ذ ُك َِر الل ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫بقوله ‪ } :‬إ ِن ّ َ‬
‫مان ًــا وَعَل َــى‬ ‫م ِإي َ‬ ‫ه َزاد َت ْهُ ْ‬ ‫م آَيات ُ ُ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ْ‬ ‫م وَإ َِذا ت ُل ِي َ ْ‬‫قُُلوب ُهُ ْ‬
‫ن { )النفـــــــال ‪.(2 :‬‬ ‫م ي َت َوَك ُّلـــــــو َ‬ ‫َرب ِّهـــــــ ْ‬

‫‪ -3‬عــدم تــأثره بشــيء ممــا حــوله مــن الحــوادث‬


‫كــــــــــــالموت واليــــــــــــات الكونيــــــــــــة ‪:‬‬
‫والعجائب التي تمر عليه بيــن حيــن وآخــر ‪ ،‬فهــو ل‬
‫يتأثر بالموت ول بالموات ‪ ،‬ويرى الموات ويمشي‬
‫في المقابر وكأن شــيئا ً لــم يكــن ‪ ،‬وكفــى بــالموت‬
‫ن فِــي‬ ‫واعظا ً ‪ ،‬قال تعالى } أ َول َ يرو َ‬
‫فت َن ُــو َ‬
‫م يُ ْ‬
‫ن أن ّهُ ـ ْ‬
‫َ ََ ْ َ‬
‫ن وَل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫هــ ْ‬ ‫م ل َ ي َُتوُبــو َ‬ ‫ن ُثــ ّ‬
‫مّرت َْيــ ِ‬
‫مــّرةً أوْ َ‬
‫عــام ٍ ّ‬ ‫كــ ّ‬
‫ل َ‬
‫ن { )التوبة‪.(126:‬‬ ‫ي َذ ّك ُّرو َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪396‬‬

‫‪ -4‬يزداد ولعه بملذات الدنيا ويؤثرها على الخرة ‪:‬‬


‫فتصــبح الــدنيا همــه وشــغله الشــاغل ‪ ،‬وتكــون‬
‫مصالحه الدنيوية ميزانا ً في حبــه وبغضــه وعلقــاته‬
‫مع الناس ؛ فيكــون فــي الحســد والنانيــة والبخــل‬
‫والشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــح ‪.‬‬

‫‪ -5‬يضعف فيه تعظيم اللــه ‪ : ‬وتنطفــئ الغيــرة ‪،‬‬


‫وتقل جذوة اليمان ‪ ،‬ول يغضب إذا انتهكت محارم‬
‫اللــه ‪ ،‬فيــرى المنكــرات ول تحــرك فيــه ســاكنا ً ‪،‬‬
‫ويسمع الموبقات وكــأن شــيئا ً لــم يكــن ‪ ،‬ل يعــرف‬
‫معروفــا ً ‪ ،‬ول ينكــر منكــرا ً ‪ ،‬ول يبــال بالمعاصــي‬
‫والذنوب ‪.‬‬

‫‪ -6‬الوحشة التي يجــدها صــاحب القلــب القاســي ‪:‬‬


‫وضيق الصدر والشعور بــالقلق والضــيق بالنــاس ‪،‬‬
‫ول يكاد يهنأ بعيش أو يطمأن ؛ فيظل قلقا ً متــوترا ً‬
‫من كل شيء ‪.‬‬

‫‪ -7‬أن المعاصــي تــزرع أمثالهــا ‪ :‬ويولــد بعضــها‬


‫بعضا ً حتى يصعب عليه مفارقتهــا ‪ ،‬وتصــبح مــن‬
‫عاداته ‪.‬‬
‫أسباب قسوة القلب‬
‫لقسوة القلب أسباب كــثيرة ومتعــددة وبعضــها‬
‫أكــثر خطــورة مــن الخــر ‪ ،‬وتــزداد القســوة كلمــا‬
‫تعددت السباب ‪ ،‬ولعل أهم هذه السباب ما يلي ‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪397‬‬

‫‪ -1‬تعلــق القلــب بالــدنيا والركــون إليهــا ونســيان‬


‫الخرة ‪:‬‬
‫وهذا من أعظم السباب التي تقسي القلــوب ‪،‬‬
‫فإن حب الدنيا إذا طغــى علــى حــب الخــرة تعلــق‬
‫القلب بها ‪ ،‬وضعف إيمانه شيئا ً فشيئا ً حــتى تصــبح‬
‫العبادة ثقيلة مملة ‪ ،‬ويجد لذته وسلواه فــي الــدنيا‬
‫وحطامها حتى ينسى الخرة أو يكــاد ‪ ،‬ويغفــل عــن‬
‫هــادم اللــذات ‪ ،‬ويبــدأ عنــده طــول المــل ‪ ،‬ومــا‬
‫اجتمعت هذه البليا في شخص إل أهلكته ‪ .‬والــدنيا‬
‫شعب ما مال القلب إلى واحــد منهــا إل اســتهواه‬ ‫ِ‬
‫لما بعده ‪ ،‬ثم إلى ما بعده حتى يبتعد عن الله ‪، ‬‬
‫وعندها تسقط مكانته عند الله ‪ ،‬ول يبالي الله فــي‬
‫أي واد مــن أوديــة الــدنيا هلــك والعيــاذ بــالله ‪.‬‬
‫إن هذا العبد نسي ربه وأقبل على الــدنيا مجل ً لهــا‬
‫ومكرما ‪ ،‬فعظم ما ل يستحق التعظيم ‪ ،‬واســتهان‬
‫بما يســتحق التعظيــم والجلل والتكريــم ‪ ،‬فلــذلك‬
‫كانت عاقبته من أسوأ العواقب‪ .‬يقول أحد السلف‬
‫‪ )) :‬ما من عبد إل وله عينان في وجــه يبصــر بهمــا‬
‫أمر الدنيا ‪ ،‬وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الخــرة‬
‫‪،‬فإذا أراد الله بعبد خيــرا ً فتــح العينيــن اللــتين فــي‬
‫قلبه ‪ ،‬فأبصر بهما ما وعــد اللــه بــالغيب ‪ ،‬وإذا أراد‬
‫م عََلــى‬ ‫َ‬
‫به غير ذلك تركه على ما فيه ‪ ،‬ثم قــرأ } أ ْ‬
‫فال َُها { ) محمد‪. (24:‬‬ ‫ب أ َقْ َ‬
‫قُُلو ٍ‬
‫‪ -2‬الغفلة ‪ :‬وهي داءٌ وبيل ‪ ،‬ومــرض خطيــر إذا‬
‫اســتحوذ علــى القلــوب ‪ ،‬وتمكــن مــن النفــوس ‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪398‬‬

‫واستأثر على الجوراح والبدان أدى إلى انغلق كل‬


‫أبــواب الهدايــة ‪ ،‬وحصــول الطبــع والختــم علــى‬
‫ه عََلــى قُُلــوب ِهِ ْ‬
‫م‬ ‫ن ط ََبــعَ الّلــ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ك اّلــ ِ‬‫القلــوب } ُأول َئ ِ َ‬
‫ن{ ) النحل‬ ‫م ال َْغافُِلو َ‬
‫ك هُ ُ‬ ‫م وَُأول َئ ِ َ‬ ‫صارِهِ ْ‬
‫َ‬
‫م وَأ ب ْ َ‬
‫م عِهِ ْ‬
‫س ْ‬
‫وَ َ‬
‫‪.‬‬ ‫‪(108 :‬‬
‫يقول ابن القيم ’ واصفا ً حال أكثر الخلق ‪ )) :‬ومن‬
‫تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهــم إل قليــل ممــن‬
‫غفلــت قلــوبهم عــن ذكــر اللــه تعــالى ‪ ،‬واتبعــوا‬
‫أهواءهم ‪ ،‬وصارت أمورهم ومصالحهم فرطــا ً ‪ ،‬أي‬
‫فرطوا فيما ينفعهم ويعود بصالحهم ‪ ،‬واشتغلوا بما‬
‫ل ينفعهم بل يعود بضررهم عــاجل ً و آجل ً (( اهـــ ‪.‬‬

‫وأخبر الله تعالى عن أصحاب الغفلة أنهم أصــحاب‬


‫قلوب قاسية ل ترق ول تلين ‪ ،‬ول تنفع بشيء مــن‬
‫الموعظة ‪ ،‬فهي كالحجارة أو أشــد قســوة ‪ ،‬ولهــم‬
‫أعيــن يشــاهدون بهــا ظــواهر الشــياء ‪ ،‬ولكنهــم ل‬
‫يبصرون بها حقــائق المــور ‪ ،‬ول يميــزون بهــا بيــن‬
‫المنافع والمضار ‪ ،‬ولهم آذان يسمعون بها الباطــل‬
‫كالكــذب والغنــاء والفحــش والغيبــة والنميمــة ول‬
‫ينتفعون بها في سماع الحق من كتاب اللــه وســنة‬
‫نبيه محمد ‘ فأنى لهؤلء الفوز والنجاة وتلك حالهم‬
‫‪ ،‬وأنى لهم الهدى والستقامة وتلك طريقتهم يقول‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫جــ ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫مــ َ‬‫م ك َِثي ـًرا ّ‬ ‫جهَّنــ َ‬ ‫ق ـد ْ ذ ََرأن َــا ل ِ َ‬‫ســبحانه ‪} :‬وَل َ َ‬
‫قهــون بهــا ول َه ـ َ‬
‫ن لّ‬ ‫م أعْي ُـ ٌ‬ ‫َ َِ َ ُ ْ‬ ‫ب ل ّ يَ ْ‬
‫ف َ ُ‬ ‫م قُل ُــو ٌ‬ ‫س ل َهُ ْ‬
‫لن ِ‬ ‫َوا ِ‬
‫ُ‬
‫ن ب َِهــا أوْل َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫مُعو َ‬ ‫ســ َ‬‫ن ل ّ يَ ْ‬ ‫م آَذا ٌ‬ ‫ن ب َِهــا وَل َُهــ ْ‬ ‫صــُرو َ‬ ‫ي ُب ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كال َن َْعــام ِ َبــ ْ‬
‫ن{‬ ‫م ال َْغــافُِلو َ‬ ‫هــ ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ل أوْل َئ ِ َ‬ ‫ضــ ّ‬ ‫مأ َ‬ ‫هــ ْ‬‫ل ُ‬ ‫َ‬
‫) العراف ‪. (179:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪399‬‬

‫‪ -3‬مصــاحبة أصــدقاء الســوء ‪ ،‬والجلــوس فــي‬


‫الجواء الفاسدة ‪ :‬وهذا السبب من أكــثر الســباب‬
‫تأثيرا ً ‪ ،‬وذلك لن النسان سريع التأثر بمن حــوله ‪،‬‬
‫ج بالمعاصــي‬ ‫فالشخص الذي يعيش فــي وســط يعـ ُ‬
‫والمنكــرات ‪ ،‬ويجــالس أناســا ً أكــثر حــديثهم عــن‬
‫اللـــذات المحرمـــة والنســـاء ‪ ،‬ويكـــثرون المـــزاح‬
‫والضــــحك والنكــــات وســــماع الغنــــاء ورؤيــــة‬
‫المسلسلت ‪ ،‬هذا الشــخص ل بــد أن يتــأثر بهــؤلء‬
‫الجلساء وطبعه يسرق من طبعهــم ‪ ،‬فيقســو قلبــه‬
‫ويغلط ‪ ،‬ويعتاد على هذه المنكرات ‪.‬‬
‫‪ -4‬كــثرة الوقــوع فــي المعاصــي والمنكــرات‬
‫بحيـــــــــث تصـــــــــبح شـــــــــيئا ً مألوفـــــــــا ً ‪:‬‬
‫فإن المعصية ولو كانت صغيرة فإنها تمهد الطريق‬
‫لختها حتى تتابع المعاصي ويهون أمرها ‪ ،‬ول يدرك‬
‫صاحبها خطرها ‪ ،‬وتتسرب واحدة وراء الخرى إلى‬
‫قلبه ‪ ،‬حتى ل يبالي بهــا ‪ ،‬ول يقــدر علــى مفارقتهــا‬
‫ويطلب ما هو أكثر منها ‪ ،‬فيضعف في قلبه تعظيم‬
‫الله وتعظيم حرماته ‪ ،‬كما أنها تضعف سير القلــب‬
‫إلى الله والدار الخــر وتعــوقه أو تــوقفه فل تــدعه‬
‫يخطوا إلى الله خطوة ‪ ،‬فالذنب يحجــب الواصــل ‪،‬‬
‫ويقطــع الســائر ‪ ،‬وينكــس الطــالب ‪ ،‬ولهــذا يقــول‬
‫النبي ‘ )) إن العبــد إذا أذنــب ذنبـا ً نكــت فــي قلبــه‬
‫صقل قلبه ‪،‬‬ ‫نكتة سوداء ‪ ،‬فإذا تاب ونزع واستغفر ُ‬
‫وإن زاد زادت حتى تعلوا قلبه ‪ ،‬فذلك الران الــذي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪400‬‬

‫ن عََلى قُُلــوب ِِهم ّ‬


‫مــا‬ ‫ذكره الله عز وجل } ك َل ّ ب َ ْ‬
‫ل َرا َ‬
‫ن { ) المطففين ‪.(1) (14 :‬‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬
‫سُبو َ‬ ‫َ‬

‫‪ -5‬نســيان المــوت وســكراته ‪ ،‬والقــبر وأهــواله ‪،‬‬


‫وعـــذابه ونعيمـــه ‪ ،‬ووضـــع المـــوازين ‪ ،‬ونشـــر‬
‫الدواوين ‪ ،‬والمرور على الصــراط ‪ ،‬ونســيان النــار‬
‫وما أعد الله فيها لصحاب القلوب القاسية ‪.‬‬

‫‪ -6‬الشتغال بما يفسد القلب ويقسيه ‪:‬ومفســدات‬


‫القلــب خمســة ذكرهــا ابــن القيــم وهــي كــثرة‬
‫الخلطة ‪ ،‬وركوب بحر التمني ‪ ،‬والتعلق بغير الله ‪،‬‬
‫وكثرة الطعام ‪ ،‬وكثرة النوم ‪.‬‬
‫علج قسوة القلب‬
‫والن – أخي الحبيب – بعد أن وقفنا على‬
‫مظاهر هذا الداء وأسبابه ‪ ،‬وفحصنا المرض ‪،‬‬
‫سبل التي تجعله‬ ‫سبل علجه ‪ ،‬ال ُ‬ ‫نقف على ُ‬
‫رقيقا ً منكسرا ً خاشعا ً لخالفه عز وجل ‪ُ ،‬يقبل‬
‫ضا عنه ‪ ،‬ويقف عند‬ ‫على الله بعد أن كان معر ً‬
‫حدوده بعد أن كان مجترئا ً عليها ‪.‬‬
‫إن نعمة رقة القلب من أجل النعم وأعظمها ‪،‬‬
‫وما من قلب ُيحرم هذه النعمة إل كان صاحبه‬
‫موعودا ً بعذاب الله فقد قال سبحانه } فَوَي ْ ٌ‬
‫ل‬
‫من ذِك ْرِ الل ّهِ { )الزمر‪، (22:‬‬‫سي َةِ قُُلوب ُُهم ّ‬ ‫ل ّل ْ َ‬
‫قا ِ‬
‫وما رق قلب لله وانكسر إل كان صاحبه سابقا ً‬
‫إلى الخيرات ‪ ،‬شمرا ً إلى الطاعات ‪ ،‬أحرص ما‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد والترمذي وحسنه اللباني‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪401‬‬

‫يكون على طاعة الله ومحبته ‪ ،‬وأبعد ما يكون‬


‫من معاصيه ‪.‬‬
‫وها هي –أخي الحبيب – بعض المور التي تزيل‬
‫القسوة عن قلبك ‪ ،‬وتجعله رقيقا ً منكسرا ً‬
‫لخالقه وموله ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعرفة بالله‪ ‬والتعرف على‬
‫أسمائه وصفاته في الكتاب الكريم‬
‫والسنة المطهرة ‪ ،‬وبالخص أسماء‬
‫القهر والعظمة والجبروت ‪:‬‬
‫فمن عرف ربه حق المعرفة رق لبه ‪ ،‬ومن جهل‬
‫ربه قسا قلبه ‪ ،‬وما وجدت قلبا ً قاسيا ً إل وجدت‬
‫صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل وأبعدهم عن‬
‫المعرفة به ‪ ،‬وكلما عظم الجهل بالله كلما كان‬
‫العبد أكثر جرأة على حدوده ومحارمه ‪ ،‬وكلما‬
‫وجدت الشخص يديم التفكير في ملكوت الله ‪،‬‬
‫ويتذكر نعم الله عليه التي ل تعد ول تحصى ‪،‬‬
‫كلما وجدت في قلبه رقة ‪.‬‬

‫‪ -2‬معرفة عاقبة القسوة والقساة في‬


‫الكتاب الكريم والسنة المطهرة ‪:‬‬
‫صد َْرهُ ل ِْل ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫سلم ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ح الل ّ ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫كما قال ‪ } ‬أفَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سي َةِ قُُلوب ُهُ ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ل ِل ْ َ‬ ‫ن َرب ّهِ فَوَي ْ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫فَهُوَ عََلى ُنورٍ ِ‬
‫ل‬‫ه ن َّز َ‬ ‫ن )‪ (22‬الل ّ ُ‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضَل ٍ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫ذِك ْرِ الل ّهِ ُأول َئ ِ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫شعِّر ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ي تَ ْ‬‫مَثان ِ َ‬ ‫شاب ًِها َ‬ ‫مت َ َ‬‫ث ك َِتاًبا ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫م‬‫جُلود ُهُ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ت َِلي ُ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ن َرب ّهُ ْ‬ ‫شو ْ َ‬‫خ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫جُلود ُ ال ّ ِ‬‫ُ‬
‫ه‬
‫دي ب ِ ِ‬ ‫دى الل ّهِ ي َهْ ِ‬ ‫ك هُ َ‬ ‫م إ َِلى ذِك ْرِ الل ّهِ ذ َل ِ َ‬ ‫وَقُُلوب ُهُ ْ‬
‫هادٍ )‪{(23‬‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ضل ِ ِ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُء وَ َ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫]الزمر‪ ،[23 ،22/‬وجاء في الحديث ما ينفر من‬
‫ت أ ََبا‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫القسوة عَ ْ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪402‬‬

‫ي‬
‫ق ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة إ ِّل ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َل ت ُن َْزعُ الّر ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫سم ِ ‘ ي َ ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫)‪،(((1‬وفى الصحيحين‬
‫َ‬
‫ي‘‬‫ي إ َِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫جاَء أعَْراب ِ ّ‬ ‫ت ‪َ )) :‬‬ ‫ة ~ َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ي‘‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫قب ّل ُهُ ْ‬‫ما ن ُ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫صب َْيا َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫قب ُّلو َ‬ ‫ل تُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ة )‪.(((2‬‬ ‫ن قَل ْب ِ َ‬ ‫ك لَ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫م َ‬‫ح َ‬ ‫ك الّر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ن ََزعَ الل ّ ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫أوَأ ْ‬
‫‪ -3‬الدعاء‬
‫بأن يتوب الله على العبد ويرزقه قلًبا خاشًعا ‪،‬‬
‫ل‪:‬‬ ‫رو ‪َ ù‬قا َ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫وعيًنا دامًعا فعَ ْ‬
‫َ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك‬ ‫م إ ِّني أ ُ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ي َ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫)) َ‬
‫س‬
‫ن ن َفْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫معُ وَ ِ‬ ‫س َ‬ ‫عاٍء َل ي ُ ْ‬ ‫ن دُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شعُ وَ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ب َل ي َ ْ‬ ‫ن قَل ْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن هَؤَُلِء‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫عل ْم ٍ َل ي َن ْ َ‬ ‫َل ت َ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫فعُ أ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شب َعُ وَ ِ‬
‫اْل َْرب َِع‪(((3) .‬‬

‫‪ -4‬تذكر الموت وما بعده ‪:‬‬


‫من سؤال القبر وظلمته ووحشته وضيقه ‪،‬‬
‫وأهوال الموت وسكراته ‪ ،‬ومشاهدة أحوال‬
‫المحتضرين وحضور الجنائز ‪ ،‬فإن هذا مما يوقظ‬
‫النفس من نومها ‪ ،‬ويوقفها من رقدها ‪ ،‬وينبهها‬
‫من غفلتها ‪ ،‬فتعود إلى ربها وترق ‪ ،‬ولهذا كان‬
‫النبي ‘ يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول ‪:‬‬
‫)) أكثروا ذكر هادم اللذات الموت ‪ ،‬فإنه لم‬
‫يذكره أحد في ضيق من العيش إل وسعه عليه ‪،‬‬

‫‪ ()1‬رواه أحمـــد و أبـــو داود و الترمـــذي وحســـنه اللبـــاني‬


‫والرناؤوط‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫‪ ()3‬رواه أحمد والترمذي والنسائي وصححه اللباني‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪403‬‬

‫ول ذكره في سعة إل ضيقها عليه (( )‪ (1‬ويقول‬


‫سعيد بن جبير ’ ‪ :‬لو فارق ذكر الموت قلبي‬
‫لخشيت أن يفسد علي قلبي ‪.‬‬
‫‪ -5‬زيارة القبور والتفكر في حال‬
‫أهلها ‪:‬‬
‫وكيف صارت أجسادهم تحت التراب وكيف كانوا‬
‫يأكلون ويتمتعون ويلبسون مالذ وطاب فأصبحوا‬
‫ترابا ً في قبورهم ‪ ،‬وتركوا ما ملكوا من أموال‬
‫وبنين ‪ ،‬ويتذكر أنه قريبا ً سيكون بينهم ‪ ،‬وأن‬
‫مآله هو مآلهم ‪ ،‬ومصيره هو مصيرهم ‪ ،‬فزيارة‬
‫القبور عظة وعبرة ‪ ،‬وتذكير وتنبيه لهل الغفلة ‪،‬‬
‫ولهذا قال النبي ‘ )) كنت نهيتكم عن زيارة‬
‫القبور أل فزوروها ؛ فإنها ترق القلب ‪ ،‬وتدمع‬
‫هجرا ً (( )‪،(2‬‬
‫العين ‪ ،‬وتذكر الخرة ‪ ،‬ول تقولوا ُ‬
‫ومن نظر إلى القبور وإلى أحوال أهلها انكسر‬
‫قلبه ورق ‪ ،‬وذهب ما به من القسوة ‪ ،‬وأقبل‬
‫على ربه إقبال صدق وإخبات ‪.‬‬

‫‪ -6‬النظر في آيات القرآن الكريم ‪:‬‬


‫والتفكر في وعده ووعيده وأمر ونهيه ‪ ،‬فما قرأ‬
‫عبد القرآن وكان عند قراءته حاضر القلب‬
‫مفكرا ً متأمل ً إل وجدت عينه تدمع ‪ ،‬وقلب يخشع‬
‫‪ ،‬ونفسه تتوهج إيمانا ً من أعماقها تريد السير‬
‫إلى ربها ‪ ،‬وما قرأ عبد القرآن أو استمع إلى‬
‫آياته إل وجدته رقيقا ً قد خفق قلبه واقشعر‬

‫‪ ()1‬رواه البيهقي وحسنه اللباني‪.‬‬


‫‪ ()2‬رواه الحاكم وصححه اللباني‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪404‬‬
‫جلده من خشية الله }الل ّه نز َ َ‬
‫ث‬‫دي ِ‬‫ح ِ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬‫لأ ْ‬ ‫ُ َّ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫جُلود ُ ال ّ ِ‬‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫شعِّر ِ‬‫ي ت َقْ َ‬ ‫مَثان ِ َ‬‫شاب ًِها ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ك َِتاًبا ّ‬
‫م إ َِلى ذِك ْ ِ‬
‫ر‬ ‫م وَقُُلوب ُهُ ْ‬ ‫جُلود ُهُ ْ‬‫ن ُ‬ ‫م ت َِلي ُ‬ ‫م ثُ ّ‬‫ن َرب ّهُ ْ‬ ‫شو ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫من‬ ‫شاء وَ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي ب ِهِ َ‬ ‫دى الل ّهِ ي َهْ ِ‬ ‫ك هُ َ‬ ‫الل ّهِ ذ َل ِ َ‬
‫هاٍد{ )‪ (23‬سورة الزمر‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه فَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ضل ِ ْ‬
‫يُ ْ‬
‫و عن عطاء قال ‪ :‬دخلت أنا وعبيد بن عمير‬
‫على عائشة ~ فقال عبد الله بن عمير ‪ :‬حدثينا‬
‫بأعجب شيء رأيته من رسول الله ‘ فبكت‬
‫وقالت ‪ :‬قام ليلة من الليالي فقال ‪ :‬يا عائشة !‬
‫ذريني أتعبد لربي قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬والله إني لحب‬
‫قربك وأحب ما يسرك قالت ‪ :‬فقام فتطهر ثم‬
‫قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره ثم‬
‫بكى فلم يزل يبكي حتى بل الرض وجاء بلل‬
‫يؤذنه بالصلة فلما رآه يبكي قال ‪ :‬يا رسول الله‬
‫! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما‬
‫تأخر ؟ ! قال ‪ :‬أفل أكون عبدا شكورا ؟ لقد‬
‫نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر‬
‫فيها ‪ } :‬إن في خلق السماوات والرض {)‪(1‬‬
‫وقال عَُبيد بن السائب ‪ :‬قيل للوزاعي‪ :‬ما غاية‬
‫التفكر فيهن؟ قال‪ :‬يقرأهن وهو يعقلهن)‪.(2‬‬
‫‪ -7‬تذكر الخرة والتفكر في القيامة‬
‫وأهوالها‪:‬‬
‫‪ ()1‬رواه ابن حبــان فــى صــحيحه] جــزء ‪ - 2‬صــفحة ‪ [ 386‬قــال‬
‫شــعيب الرنــؤوط ‪ :‬إســناده صــحيح علــى شــرط مســلم وصــححه‬
‫اللباني فى السلسلة الصحيحة برقم ‪ ] 68‬جزء ‪ - 1‬صفحة ‪147‬‬
‫[‬
‫‪ ()2‬تفسير ابن كثير ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(190‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪405‬‬

‫والجنة وما أعد الله فيها للطائعين من النعيم‬


‫المقيم ‪ ،‬والنار وما أعد الله فيها للعاصين من‬
‫العذاب المقيم ‪ ،‬فإن ذلك يذهب النوم عن‬
‫الجفون ‪ ،‬ويحرك الهمم الساكنة والعزائم‬
‫الفاترة ‪ ،‬فتقبل على ربها إقبال المنيب‬
‫الصادق ‪ ،‬وعندها يرق القلب ‪.‬‬

‫‪ -8‬الكثار من الذكر والستغفار ‪:‬‬


‫فإن للقلب قسوة ل يذيبها إل ذكر الله تعالى ‪،‬‬
‫فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى‬
‫‪ ،‬وقد قال رجل للحسن ‪ :‬يا أبا سعيد أشكو إليك‬
‫قسوة قلبي ‪ .‬قال ‪ :‬أِذبه بالذكر ‪ .‬وهذا لن القلب‬
‫كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة ‪ ،‬فإذا‬
‫ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب‬
‫الرصاص في النار فما أذيبت قسوة القلب بمثل‬
‫ذكر الله تعالى ‪ .‬يقول ابن القيم ’ ‪ )) :‬صدأ القلب‬
‫بأمرين ‪ :‬بالغفلة والذنب ‪ ،‬وجلؤه بشيئين‬
‫بالستغفار والذكر ‪.((...‬‬

‫‪ -9‬زيارة الصالحين وصحبتهم‬


‫ومخالطتهم والقرب منهم ‪:‬‬
‫فهم يأخذون بيدك إن ضعفت ‪ ،‬ويذكرونك إذا‬
‫نسيت ‪ ،‬ويرشدونك إذا جهلت ‪ ،‬إن افتقرت‬
‫أغنوك ‪ ،‬وإن دعوا الله لم ينسوك ‪ ،‬ورؤيتهم‬
‫تذكر بالله وتعين على الطاعة ‪ ،‬قال تعالى‬
‫داةِ‬ ‫ن َرب ُّهم ِبال ْغَ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬‫ذي َ‬‫معَ ال ّ ِ‬‫ك َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫صب ِْر ن َ ْ‬‫}َوا ْ‬
‫ريد ُ‬‫م تُ ِ‬‫ك عَن ْهُ ْ‬ ‫ه وََل ت َعْد ُ عَي َْنا َ‬ ‫جهَ ُ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬
‫ِ‬ ‫ي يُ‬‫ش ّ‬ ‫َوال ْعَ ِ‬
‫عن‬ ‫ه َ‬ ‫فل َْنا قَل ْب َ ُ‬‫ن أ َغْ َ‬‫م ْ‬‫حَياةِ الد ّن َْيا وََل ت ُط ِعْ َ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫ِزين َ َ‬
‫مُرهُ فُُر ً‬ ‫َ‬ ‫واهُ وَ َ‬
‫طا {) الكهف ‪:‬‬ ‫نأ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذِك ْرَِنا َوات ّب َعَ هَ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪406‬‬

‫‪ (28‬ويقول جعفر بن سليمان ‪ :‬كنت إذا وجدت‬


‫من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد‬
‫بن واسع ‪.‬‬
‫‪ -10‬مجاهدة النفس ومحاسبتها‬
‫ومعاتبتها ‪ ،‬وذلك بمعرفة حقيقة النفس‬
‫أول ً ‪ ،‬ثم المشارطة ثم المحاسبة ثم‬
‫المعاتبة‪:.‬‬
‫فإن النسان إذا لم يجاهد نفسه ويحاسبها‬
‫ويعاتبها وينظر في عيوبها ‪ ،‬ويتهمها بالتقصير ل‬
‫يمكن أن يدرك حقيقة مرضها ‪ ،‬وإذا لم يعرف‬
‫حقيقة المرض فكيف يتمكن من العلج ؟! لهذا‬
‫ل بد من تذكير النفس بضعفها وافتقارها إلى‬
‫خالقها ‪ ،‬وإيقاظها من غفلتها ‪ ،‬وتعريفها بنعم‬
‫الله عليها ‪ ،‬ومراقبتها ومحاسبتها على كل‬
‫صغيرة وكبيرة حتى يسهل عليه قيادها والتحكم‬
‫فيها ‪.‬‬
‫‪ -11‬زيارة المعوزين كاليتام والرامل‬
‫والمساكين‬
‫هذه الزيارة ليتها تدوم فإن لها أثًرا عجيًبا‬
‫على أقسى القلوب ‪ ،‬فإن فيها فائدة منها‪:‬‬
‫الشفقة على ذلك الصغير الذي تركه مثلك‬
‫يحنو عليه الناس لطعمة أو شربة ‪ ،‬فضع‬
‫ولدك مكانه وتصور والله ينخلع قلبك ‪،‬‬
‫َ‬ ‫فع َ‬
‫ل‬‫سو ِ‬ ‫كا إ َِلى َر ُ‬ ‫ش َ‬ ‫جًل َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _‪:‬أ ّ‬ ‫َ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ن أَرد ْ َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ل ‪ )) :‬ل َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫سوَةَ قَل ْب ِهِ فَ َ‬
‫الل ّهِ ‘ قَ ْ‬
‫ْ‬ ‫تل ْيين قَل ْب َ َ‬
‫س‬
‫ح َرأ َ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫كي َ‬
‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫م ال ْ ِ‬‫ك فَأط ْعِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ َ‬
‫م‪.(((1).‬‬ ‫ْ‬
‫الي َِتي ِ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمــد والطــبراني فــي الكــبير وقــال اللبــاني فــي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪407‬‬

‫‪ -12‬زيارة المرضى‬
‫فإن زيارة المريض لها تأثير فعال في قلب العبد‬
‫‪،‬وبالخص حالت الحروق و السرطان ‪،‬لسيما‬
‫أقسام الطفال والحالت الحرجة ‪ ،‬فهذا سيكون‬
‫نعم الدواء فإن العافية ُتنسي ‪ ،‬و استدامة‬
‫الغفلة يورث الجفاء فرقق قلبك بزيارة مريض‬
‫ل ‪َ :‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫عرفته أما ل‪ ،‬فعَ ْ‬
‫م‬
‫ل ي َوْ َ‬‫قو ُ‬ ‫ج ّ‬
‫ل يَ ُ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ب‬‫ل َيا َر ّ‬ ‫م ت َعُد ِْني َقا َ‬ ‫ت فَل َ ْ‬
‫ض ُ‬ ‫مر ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن آد َ َ‬‫مةِ َيا اب ْ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ك وأ َنت رب ال ْعال َمين َقا َ َ‬ ‫ف أَ ُ‬ ‫ك َي ْ َ‬
‫ت‬‫م َ‬ ‫ما عَل ِ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫عود ُ َ َ ْ َ َ ّ‬
‫ك لَ ْ‬
‫و‬ ‫ت أ َن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما عَل ِ ْ‬
‫َ‬
‫م ت َعُد ْهُ أ َ‬‫ض فَل َ ْ‬ ‫مر ِ َ‬ ‫دي فَُلًنا َ‬ ‫ن عَب ْ ِ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬
‫ده‪(((1).‬‬ ‫عن ْ َ‬‫جد ْت َِني ِ‬ ‫ه ل َوَ َ‬ ‫عُد ْت َ ُ‬
‫‪ -13‬قراءة قصص ونهايات القساة‬
‫والظالمين وسماع محاضرات في الموضوع‬
‫وهنا سنذكر بعض أعمال الطغاة القساة حتى‬
‫ينفر قلبك منها وتستقبح فعالهم‪.‬‬

‫آثار القسوة على المجتمع‬

‫السلسلة الصحيحة )ج ‪ / 2‬ص ‪ )-(507‬حسن (برقم ‪854‬‬


‫‪ ()1‬رواه مسلم وغيره‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪408‬‬

‫كفــى بالقســوة ســوًءا أنهــا تلتهــم إنســانيتنا ‪،‬‬


‫فتضيع معها أبسط صور القيــم الحيــاة النســانية ‪،‬‬
‫أل وهي التراحم والرحمة ‪.‬‬
‫فلننظر مــاذا قــدمت تلــك المــم الغربيــة الــتي‬
‫تنسب نفسها إلى التحضر و هي ابعد الناس عنــه ‪،‬‬
‫بــل هــم إلــى النحطــاط و القســوة أقــرب وكفــى‬
‫بقسوتهم مع أنفسهم فما بالــك مــن قســوتهم مــع‬
‫الخرين وإليك بعض من مخازيهم عليهم ‪.‬‬
‫فهــذا التقريــر نشــرته مفكــرة الســلم علــى‬
‫موقعها على النترنت تحت هذا العنوان‬
‫) الطفال الذين يموتون بسبب‬
‫القسوة في الوليات المتحدة (‬

‫ازدياد ضحايا القسوة من الطفال )‪(1‬‬


‫‪ ()1‬هذا فضل عن القسوة والعنف ضد النساء أما الرقــام فمنهــا‬
‫تشير إلى العنف الذي تواجهه المرأة في بعض الدول‪:‬‬
‫‪-‬ففي فرنسا‪ %95 ،‬من ضحيا العنف هــن مــن النســاء‪%51 ،‬‬
‫منهن نتيجة تعرضهن للضرب من قبل أزواجهن أو أصدقائهن‪.‬‬
‫‪-‬في كندا‪ %60 ،‬من الرجال يمارسون العنف‪ %66 ،‬تتعــرض‬
‫العائلة كلها للعنف‪.‬‬
‫‪-‬في الهند‪ 8 ،‬نساء من بين كل ‪ 10‬نساء هــن ضــحايا للعنــف‪،‬‬
‫سواء العنف السري أو القتل‪.‬‬
‫‪-‬في البيرو‪ %70 ،‬من الجرائم المســجلة لــدى الشــرطة هــي‬
‫لنساء تعرضن للضرب من قبل أزواجهن‪.‬‬
‫‪-‬أن زهــاء ‪ %60‬مــن النســاء التركيــات فــوق ســن الخامســة‬
‫عشرة تعرضن للعنف أو الضرب أو الهانة أو الذلل‪ ،‬علــى أيــدي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪409‬‬

‫ن وفيات الطفال الناجمة عن‬ ‫على الرغم من أ ّ‬


‫الساءة أو الهمال نادرة نسبيا‪ ،‬فإن معدل ضــحايا‬
‫الطفـــال نتيجـــة القســـوة‪ ،‬الـــذي أك ّـــدته وكالـــة‬
‫الخــدمات الوقائيــة للطفــل ]ســي بــى أس[‪ ،‬زاد‬
‫بثبــات خلل العقــد الماضــي‪ .‬وقــد ذكــر النظــام‬
‫الوطني لبيانات الهمال والعتداء على الطفال )‬

‫رجال من داخل أسرهن‪ ،‬سواء من الزوج أو الخطيــب أو الصــديق‬


‫أو الب أو والــد الــزوج(! وأشـارت الدراســة إلــى أن )‪ (%50‬مــن‬
‫النسبة النفة يتعرضن للضرب بشكل مستمر‪ ،‬وأن )‪ (%40‬منهــن‬
‫يرجعن السبب في ذلك لظروف اقتصادية وتناول الكحوليــات وأن‬
‫)‪ (%25‬فقــط مــن أولئك النســاء اللتــي يتعرضــن للضـرب يقمــن‬
‫بالرد على العنف بعنف مماثل‪ ،‬في حيــن أن )‪ (%10‬فقــط منهــن‬
‫يتركن المنزل احتجاجا ً على العنف الذي يتعرضن لــه‪ (..‬والغريــب‪:‬‬
‫)أن )‪ (%70‬من هؤلء السيدات اللتي يتعرضن للضرب ل يحبــذن‬
‫الطلق حفاظا ً على مســتقبل الولد‪ ،‬فــي حيــن أن )‪ (%15‬فقــط‬
‫منهن ل يطلبن الطلق بسبب حبهن لزواجهن(‪.‬‬
‫‪-‬وفــي الوليــات المتحــدة‪ :‬يعتــبر الضــرب والعنــف الجســدي‬
‫السبب الرئيسي في الصابات البليغة للنساء‪.‬‬
‫** العنف الجسدي يصاحبه انتهاك نفسي‬
‫وقال خبراء صحة أمريكيون أن واحدة من كل ثلث نساء في‬
‫العالم‪ ،‬تعـاني مــن مشــكلت صــحية خطيــرة لهــا علقــة بتعرضــها‬
‫للضرب أو الغتصاب أو إشكال أخرى من العنف‪.‬‬
‫ووجــد بــاحثون مــن كليــة الصــحة العامــة ومركــز الصــحة‬
‫والمساواة بيــن الجنســين فــي جامعــة جــون هــوبكنز عــددا ً مــثيرا ً‬
‫للدهشة من النساء يعانين مــن مشــكلت صــحية بســبب التعــرض‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪410‬‬

‫‪ (ncands‬أنه فــي عــام ‪ 1997‬كــان هنــاك مــا يقــارب‬


‫ل ‪100,000‬‬ ‫‪ 1,196‬طفل ضحية‪ ،‬أو ‪ 1.7‬طفل لك ّ‬
‫دا‬
‫في تعداد السكان العام‪] .‬هذا التقدير كان مســتن ً‬
‫إلى تقارير من ‪ 41‬ولية أبلغت عما مجموعه ‪967‬‬
‫ضحية[‪ .‬وقد ذكرت اللجنــة الستشــارية المريكيــة‬
‫مــة‪:‬‬‫للهمــال والعتــداء علــى الطفــل فــي عــار أ ّ‬
‫الهمــال والعتــداء القاتــل علــى الطفــال فــي‬
‫الوليات المّتحدة‪ ،‬أن تقديًرا أكــثر واقعيــة لوفيــات‬
‫الطفـــال الســـنوية كنتيجـــة للســـاءة والهمـــال‪،‬‬
‫المعروفة وغير المعروفة لوكالت خدمات الطفــل‬
‫الوقائيــة‪ ،‬كــان حــوالي ‪ ،2,000‬أو تقريبــا خمســة‬
‫أطفال يومًيا‪ .‬ويعتقد الخبراء مثل رايان رينــي مــن‬
‫ن‬
‫المركز الوطني لدعاء العتــداء علــى الطفــال أ ّ‬

‫للعنف أثناء حياتهن‪.‬‬


‫وذكر التقرير أن العنف الجسدي في العلقات الودية يصــاحبه‬
‫دائما ً انتهاك نفسي ومزيد من العنف الجنسي‪.‬‬
‫وأشار الباحثون إلى أنهم وجدوا أن ضحايا العنف أكثر عرضــة‬
‫للصابة بمشكلت صحية من بينها اللم المزمــن وســوء اســتخدام‬
‫العقاقير والكحول والكتئاب ومحاولت النتحار‪.‬‬
‫وقــالت ميغــان غوتيمــويلر الــتي ســاهمت فــي كتابــة التقريــر‬
‫والباحثة فــي جامعــة جــون هــوبكنز يمكــن إرجــاع عــدد كــبير مــن‬
‫مشكلت النساء الصحية حول العالم لبعض أشــكال العنــف بــأكثر‬
‫ما كان يعتقد‪.‬‬
‫واستند التقرير إلى بيانات جمعت من أكــثر مــن ‪ 500‬دراســة‬
‫مستقلة أجريت حول العالم‪ .‬النبأ اللكترونية‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪411‬‬

‫عدد وفيــات الطفــال ســنوًيا بســبب القســوة قــد‬


‫يصل إلى ‪.5000‬‬

‫الطفال الصغار هم الكثر تضرًرا‬


‫يدعم البحث أن الطفال الصــغار جــدا ]عمــر ‪5‬‬
‫ســنوات وأصــغر[ هــم الضــحايا الكــثر تكــرارا مــن‬
‫ضحايا الطفال‪ .‬وقد وضحت بيانات)‪ (ncands‬لعــام‬
‫ن الطفــال عمــر ‪3‬‬ ‫‪ 1997‬مــن مجموعــة وليــات أ ّ‬
‫سنوات أوأصغر يمثلون ‪ 77‬بالمائة مــن الضــحايا‪.‬‬
‫وهؤلء هم الكثر تضرًرا للعديد من الســباب الــتي‬
‫من صغر حجمهم وعــدم قــدرتهم علــى الــدفاع‬ ‫تتض ّ‬
‫عن أنفسهم‪ .‬ويحدث العتداء القاتل عــادة بإحــدى‬
‫طريقين‪ :‬العتداء المتكّرر أو الهمال لفترة زمنيــة‬
‫]انتهاك عرض طفل[ أو في حادثة اعتــداء مندفعــة‬
‫واحدة ]غرق‪ ،‬خنق‪ ،‬أو ه ـّز الطفــل الرضــيع‪ ،‬علــى‬
‫سبيل المثال[‪.‬‬
‫مــــاذا نقــــول هــــذه حيــــاتهم مــــع ذواتهــــم‬
‫وأنفسهم ‪ .....‬بل ومع فلذات أكبادهم أبنائهم ؟!‬
‫قل لي بالله عليــك مــاذا ننتظــر منهــم ‪..........‬‬
‫بعد هذا ‪ .....‬فلله المر من قبل ومن بعد‬
‫إنهم أشد قسوة مع آبــائهم وأمــاتهم ‪ .......‬مــن‬
‫تهاجر وقطع صلت وأواصر الرحم إلي القتل فضل ً‬
‫عن الوقوع في المحرمات والعتــداء علــى البنــات‬
‫والمهات ‪.‬‬
‫ولكــن الغريــب أن المرضــى مــرض ل يرجــى‬
‫شــفاءه ‪ ،‬شــرعوا لهــم مــا أطلقــوا عليــه المــوت‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪412‬‬

‫مهين أقصد الهين ‪ ،‬والغريــب‬ ‫الرحيم ‪ ،‬أو الموت ال ُ‬


‫أن البــواق العلميــة فــي بلدنــا هللــت لمثــل هــذا‬
‫وجعلوا منه قضايا مل بها الدنيا )‪.(1‬‬
‫فها هي روافد هذه الحضارة الزائفــة فمــا بالــك‬
‫مــا تكــن قلــوبهم للمســلمين مــن ضــغائن فنحــن‬
‫المســـلمين نـــدعوا )أهـــل الباطـــل إلـــى الحـــق‬
‫وينصحونهم بترك الباطل رحمة بهم‪ ،‬وأهل الباطل‬
‫يحاربون أهل الحق وينابذونهم العداء‪ ،‬ويخرجــونهم‬
‫من ديارهم‪ ،‬ويفتنونهم في دينهم بالضرب والرجــم‬
‫والحبس والقتــل‪ ،‬تجــبرا عليهــم وقهــرا وإذلل لهــم‬
‫وقسوة عليهم‪.‬‬
‫والتاريــخ البشــري والقــرآن العظيــم والواقــع‬
‫المعاصر كلها تدل على ذلك‪.‬‬
‫ولو أردنا تتبع ذلك الظلم والقسوة والقهر التي‬
‫تباين الرحمة وتنافيها‪ ،‬مــن القــرآن الكريــم وكتــب‬
‫السنة‪ ،‬والتاريخ والواقع المعاصر‪ ،‬لحتاج ذلــك منــا‬
‫إلــى كتــاب مســتقل‪ ،‬فلنــذكر نمــاذج مــن القــرآن‬
‫الكريم ونشير إلى شئ من الواقع للربط بين أهــل‬
‫الباطل في القديم والحديث‪.‬‬
‫سبق أن أهل الحق تلزمهم صفة الرحمــة فــي‬
‫أغلب الوقات‪-‬هذا إذا كانوا من غير النبيــاء‪ ،‬وغيــر‬
‫النبياء ليسوا بمعصومين‪ ،‬أما النبيــاء فل تفــارقهم‬
‫سجية الرحمة‪ ،‬وأما أهل الباطل فالصل أنهم غيــر‬

‫‪ ()1‬القتــل الرحيــم أنظــر تفصــيل ذلــك بــالملحق فــي أخــر‬


‫البحث‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪413‬‬

‫رحماء‪ ،‬فإذا ما وجــدت عنــد بعضــهم بعــض معــاني‬


‫الرحمة‪ ،‬فالغالب أنها تتعلق بتحقيق مصالح لهم‪.‬‬

‫ومن مستلزمات القسوة عند أهل الباطل اعتداء‬


‫القوي على الضعيف‪.‬‬
‫مظاهر العتداء‪.‬؟؟؟‬
‫وللعتداء مظاهر‪:‬‬
‫المظهر الول‪ :‬إخراج القوي الضعيف مثثن‬
‫بلده وداره‪.‬‬
‫وقــد يكــون المعتــدى عليــه مــن أهــل الحــق‬
‫الرحمــاء الــذين يريــدون الخيــر لــذلك المعتــدي‪،‬‬
‫كالنبياء والدعاة من أتباعهم‪.‬‬
‫فتأمل كيف يتلطف نبي الله شعيب ‪À‬مع قومه‪،‬‬
‫ويطلــب منهــم الصــبر والمهادنــة‪-‬إذا لــم يســتجيبوا‬
‫لدعوته‪-‬حتى يحكم الله بينه وبينهم‪ ،‬وكيــف يــردون‬
‫عليه؟‬
‫ن‬‫كــا َ‬ ‫ن َ‬ ‫قال تعالى عنه‪ ،‬وهو يخاطب قومه‪} :‬وَإ ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫من ْك ُ َ‬
‫م‬ ‫ة ل َـ ْ‬ ‫فـ ٌ‬ ‫ت ب ِـهِ وَ َ‬
‫طائ ِ َ‬ ‫سـل ْ ُ‬ ‫ذي أْر ِ‬ ‫مُنوا ِبال ّـ ِ‬
‫مآ َ‬ ‫ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬
‫طائ ِ َ‬‫َ‬
‫خي ْـُر‬ ‫ه ب َي ْن َن َــا وَهُـوَ َ‬ ‫م الل ّـ ُ‬ ‫حك ُـ َ‬ ‫حت ّــى ي َ ْ‬ ‫ص ـب ُِروا َ‬‫مُنوا َفا ْ‬ ‫ي ُؤْ ِ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫س ـت َك ْب َُروا ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫مَل ُ ال ّـ ِ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫ن )‪ (87‬قَــا َ‬ ‫مي َ‬ ‫حــاك ِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ذي َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫م عَ ـ َ‬ ‫من ُــوا َ‬‫نآ َ‬ ‫ب َوال ّـ ِ َ‬ ‫ش عَي ْ ُ‬‫ك َيا ُ‬ ‫جن ّ َ‬
‫خ رِ َ‬‫مهِ ل َن ُ ْ‬‫قَوْ ِ‬
‫قَريت ِنا أ َو ل َتعودن في مل ّت ِنا َقا َ َ‬
‫ن)‬ ‫هي َ‬ ‫ل أوَل َوْ ك ُن ّــا ك َــارِ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ َ َ ْ َُ ُ ّ ِ‬
‫‪]{(88‬العراف‪.[88-87 :‬‬
‫بــل حكــى اللــه تعــالى عــن الكفــار عمومــا‪،‬‬
‫تهديدهم لهــل الحــق مــن النبيــاء الرحمــاء الــذين‬
‫جاءوهم بالرحمة والخير‪ ،‬بإخراجهم من أرضهم‪ ،‬ما‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪414‬‬

‫لم يتركوا دين الرحمة الــذي جــاءوهم بــه ويعــودوا‬


‫ل‬ ‫إلى ملة الكفر والعذاب‪ ،‬كمــا قــال تعــالى‪ }:‬وَقَــا َ‬
‫ض ـَنا أ َْو‬ ‫ن أْر ِ‬
‫خرجنك ُـم م ـ َ‬
‫م ل َن ُ ْ ِ َ ّ ْ ِ ْ‬ ‫س ـل ِهِ ْ‬ ‫ف ـُروا ل ُِر ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ـ ِ‬
‫م ل َن ُهْل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫كــ ّ‬ ‫م َرب ُّهــ ْ‬ ‫حى إ ِل َي ِْهــ ْ‬ ‫مل ّت َِنــا َفــأوْ َ‬ ‫ن ِفــي ِ‬ ‫ل َت َُعــود ُ ّ‬
‫ن )‪] {(13‬إبراهيم‪.[13 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫وقال تعالى عــن قــوم لــوط‪-‬وقــد دعــاهم لــوط‬
‫‪À‬إلــى الطهــر والعفــة والبعــد عــن فعــل الفاحشــة‬
‫المنكرة‪-‬الذين سخروا من دعوته لهم إلى التطهــر‬
‫ن قَــاُلوا‬ ‫َ‬
‫مهِ إ ِّل أ ْ‬ ‫ب ق َ ـو ْ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫جـ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ك َــا َ‬ ‫من الفاحشة‪ :‬وَ َ‬
‫ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن )‪(82‬‬ ‫س ي َت َط َهّ ـُرو َ‬ ‫م أن َــا ٌ‬ ‫م إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ن قَْري َت ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جوهُ ْ‬ ‫خ رِ ُ‬
‫]العراف‪[82 :‬‬
‫وقال تعالى‪-‬مسليا رسوله ‘ وقد أخرجــه قــومه‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫من أحب بلد إليه‪-‬المســجد الحــرام‪ }:-‬وَك َـأي ّ ْ‬
‫ك‬ ‫جت ْـ َ‬‫خَر َ‬ ‫ك ال ّت ِــي أ َ ْ‬ ‫ن قَْري َت ِـ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ش ـد ّ قُ ـوّةً ِ‬ ‫ي أَ َ‬ ‫قَْري َـةٍ هِـ َ‬
‫َ‬
‫م )‪] {(13‬محمد‪.[13/‬‬ ‫صَر ل َهُ ْ‬ ‫م فََل َنا ِ‬ ‫أهْل َك َْناهُ ْ‬
‫وقال تعالى‪-‬مبينا مكر قومه بــه وتــآمرهم عليــه‬
‫مك ُُر‬ ‫بالسجن أو القتل أو الخراج من بلده‪ } :‬وَإ ِذ ْ ي َ ْ‬
‫ك‬ ‫جــو َ‬ ‫خ رِ ُ‬ ‫ك أ َوْ ي ُ ْ‬ ‫قت ُل ُــو َ‬ ‫ك أ َوْ ي َ ْ‬ ‫ف ـُروا ل ِي ُث ْب ِت ُــو َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّـ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫ن )‪{(30‬‬ ‫ري َ‬ ‫مــاك ِ ِ‬ ‫خْيــُر ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َوالل ّ ُ‬ ‫مك ُُر الل ّ ُ‬ ‫ن و َي َ ْ‬ ‫مك ُُرو َ‬ ‫و َي َ ْ‬
‫]النفــال‪[30/‬وقــال تعــالى عــن رأس المنــافقين‪-‬‬
‫ومثله رؤوس العلمــانيين المنتســبين إلــى الســلم‬
‫المحاربين له اليوم‪-‬وهو يهدد الرسول ‘ والمؤمنين‬
‫جعْن َــا إ ِل َــى‬ ‫ن َر َ‬ ‫ن ل َئ ِ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫به‪ ،‬وبخاصة المهاجرين‪ } :‬ي َ ُ‬
‫ل وَل ِّلــهِ ال ِْعــّزةُ‬ ‫من َْهــا اْل َذ َ ّ‬ ‫عــّز ِ‬ ‫ن اْل َ َ‬ ‫جــ ّ‬ ‫خ رِ َ‬ ‫ديَنــةِ ل َي ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن)‬ ‫مــو َ‬ ‫ن َل ي َعْل َ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن وَل َك ِ ّ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫سول ِهِ وَل ِل ْ ُ‬ ‫وَل َِر ُ‬
‫‪]{ (8‬المنافقون‪[8/‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪415‬‬

‫وقــال تعــالى عــن نــبيه ‘ وأصــحابه المهــاجرين‬


‫الــذين أخرجتهــم قريــش مــن ديــارهم وأمــوالهم‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫مــوا وَإ ِ ّ‬‫م ظ ُل ِ ُ‬ ‫ن ب ِـأن ّهُ ْ‬ ‫ن ي ُقَــات َُلو َ‬‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّـ ِ‬‫وأهليهم‪ }:‬أذِ َ‬
‫ن‬‫مـ ْ‬ ‫جــوا ِ‬‫خ رِ ُ‬ ‫ن أُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ديٌر )‪ (39‬ال ّـ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ص رِ ه ِ ْ‬ ‫ه عََلى ن َ ْ‬ ‫الل ّ َ‬
‫َ‬
‫ه { ]الحــج‪/‬‬ ‫قوُلوا َرب ّن َــا الل ّـ ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫حقّ إ ِّل أ ْ‬ ‫م ب ِغَي ْرِ َ‬‫دَِيارِهِ ْ‬
‫‪،39‬ــ ‪ [40‬وما أشق خروج النسان‪-‬أي إنسان مــن‬
‫منزله وبلده بالقوة والكراه‪-‬وبخاصة عندما يكــون‬
‫إخراجــه بســبب دعــوته إلــى الحــق‪ ،‬قومــا ضــلل‬
‫متمسكين بالباطل صــادين عــن الحــق‪ ،‬فيخرجــونه‬
‫مقهورا مظلوما‪ ،‬هو يجاهد في وصول الخير إليهــم‬
‫في حــال كــونه مشــفقا عليهــم رحيمــا بهــم‪ ،‬وهــم‬
‫يصرون على إخراجه من ديــاره‪ ،‬قاســية قلــوبهم ل‬
‫تعرف الرحمة والرأفة بمن يستحقها‪.‬‬
‫المظهر الثاني‪ :‬سجن المعتدى عليه بثثدون‬
‫حق‪.‬‬
‫وهــذه العقوبــة القاســية تعتــبر عنــد الطغــاة‬
‫الفراعنة أهل الباطــل تفضــل منهــم علــى أعــدائهم‬
‫من أهل الحق‪ ،‬لن أهل الحق ل يستحقون الحياة‪،‬‬
‫والسجن قد يكون محطة يعبر منهــا الســجين إلــى‬
‫مشــنقة المــوت‪ ،‬أو ينســى فــي الســجن نســيان‬
‫القساة الذين نزعت الرحمة من قلوبهم‪.‬‬
‫ففرعون يهدد موسى ‪À‬الرســول الموحــد الــذي‬
‫يدعو إلى توحيد الله وعبــادته وحــده‪ ،‬ويحــذره مــن‬
‫أن يعبد إلها غيره‪ ،‬ويتوعده بالسجن مع المجرمين‬
‫مــن قطــاع الطــرق وســارقي المــوال وقــاتلي‬
‫ن‬ ‫النفوس بدون حق‪ ،‬كما قال تعالى عنه‪َ} :‬قا َ َ‬
‫ل لئ ِ ِ‬
‫ن )‪{(29‬‬ ‫جوِني َ‬ ‫س ُ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫جعَل َن ّ َ‬ ‫ري َل َ ْ‬ ‫ت إ ِل ًَها غَي ْ ِ‬‫خذ ْ َ‬ ‫ات ّ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪416‬‬

‫]الشــعراء‪ [29/‬هــذا التهديــد بالســجن قصــد منــه‬


‫إكراه الرسول الموحد الداعي إلــى التوحيــد الــذي‬
‫هــو أصــل كــل حــق‪ ،‬علــى الشــراك بــالله وعبــادة‬
‫الطاغوت الذي هو أصل كل باطل‪.‬‬
‫ويوســف ‪À‬تعــرض للســجن‪ ،‬بســبب تنزهــه عــن‬
‫الفاحشة التي طلبتها منه امرأة العزيــز فــي قصــر‬
‫السلطة‪ ،‬وقصور طغــاة الملــوك والزعمــاء تضــيق‬
‫بالطاهرين الذين ينزهون أنفسهم مــن الفــواحش‪،‬‬
‫ول يلقي الترحيب فيها‪-‬غالبا‪ -‬والتمكيــن إل لفســقه‬
‫والمجرمون الذين يحبون الفاحشة‪ ،‬لــذلك حــاولت‬
‫عزيزة القصر إكراهه على المنكــر واتخــذت لــذلك‬
‫الكراه كل وسيلة‪ ،‬فلما رفض صاحب الحق طلبها‬
‫واعتصــم بــالله طلبــت ســجنه‪ ،‬فاســتجاب لطلبهــا‬
‫جَنه‪ ،‬وكــان الســجن أحــب إلــى‬ ‫سـ َ‬ ‫ثو َ‬ ‫زوجها الديو ُ‬
‫صاحب الحق من أن يستجيب للباطل‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ب ِهَــا ل َـوَْل أ ْ‬ ‫ت ب ِـهِ وَهَ ـ ّ‬ ‫مـ ْ‬‫ق د ْ هَ ّ‬ ‫قال تعالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫ســـوَء‬ ‫ن َرب ّـــهِ ك َـــذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ه ال ّ‬ ‫ف عَن ْـــ ُ‬ ‫صـــرِ َ‬ ‫ك ل ِن َ ْ‬ ‫َرأى ب ُْرهَـــا َ‬
‫قا‬ ‫ســت َب َ َ‬ ‫ن )‪َ (24‬وا ْ‬ ‫صي َ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫عَبادَِنا ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫شاَء إ ِن ّ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫دى‬ ‫ها ل َـ َ‬‫سـي ّد َ َ‬ ‫في َــا َ‬ ‫ن د ُب ُـرٍ وَأ َل ْ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ت قَ ِ‬ ‫ب و َق َد ّ ْ‬ ‫ال َْبا َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ســوًءا إ ِّل أ ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن أ ََراد َ ب ِأ َهْل ِـ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫جَزاُء َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫ب َقال َ ْ‬ ‫ال َْبا ِ‬
‫م )‪] {(25‬يوســف‪ ،24/‬ـ ‪[25‬‬ ‫َ‬ ‫ن أ َوْ عَـ َ‬
‫ب أِلي ـ ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫سـ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫وبعد إقرارها بأنها هي العاصية وإقرارها بأنهــا هــي‬
‫الــتي راودتــه علــى الفاحشــة‪ ،‬صــدر منهــا التهديــد‬
‫الظــالم الــذي هــو عــادة أهــل الباطــل‪ ،‬للمظلــوم‬
‫قــد ْ‬ ‫البريء صاحب الحق‪ ،‬كما قال تعالى عنها‪} :‬وَل َ َ‬
‫مــا‬ ‫ل َ‬ ‫م ي َفْعَ ـ ْ‬ ‫ن ل َـ ْ‬ ‫م وَل َئ ِ ْ‬ ‫صـ َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫س ـهِ َفا ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ه عَـ ْ‬ ‫َراوَد ْت ُ ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪417‬‬

‫ن وَل َي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن )‪{(32‬‬ ‫ري َ‬ ‫صــاِغ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مــ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كــون َ ْ‬ ‫جن َ ّ‬ ‫ســ َ‬ ‫مــُرهُ ل َي ُ ْ‬ ‫آ ُ‬
‫]يوسف‪[32/‬‬
‫ووقــف صــاحب الحــق عــالي الــرأس‪ ،‬مفضــل‬
‫السجن علــى الســتجابة للمنكــر‪ ،‬كمــا قــال تعــالى‬
‫َ‬
‫عون َِني‬ ‫مــا ي َـد ْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ي ِ‬ ‫ب إ ِل َـ ّ‬ ‫حـ ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫ج ُ‬‫سـ ْ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫عنه‪َ }:‬قا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن وَأ ك ُ ْ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ف عَّني ك َي ْد َهُ ّ‬ ‫ص رِ ْ‬ ‫إ ِل َي ْهِ وَإ ِّل ت َ ْ‬
‫ن )‪]{ (33‬يوسف‪[33/‬‬ ‫جاهِِلي َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ويصدر الحكــم الظــالم مــن أهــل الباطــل علــى‬
‫البريء المظلوم صاحب الحق‪ ،‬دون رحمة لضــعفه‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫دا ل َهُ ْ‬ ‫م بَ َ‬ ‫ول تقدير لبراءته كما قال تعالى‪ } :‬ث ُ ّ‬
‫َ‬
‫ن )‪{ (35‬‬ ‫حي ـ ٍ‬ ‫حت ّــى ِ‬ ‫ه َ‬ ‫جن ُن ّ ُ‬ ‫سـ ُ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬ ‫مــا َرأُوا اْل َي َــا ِ‬ ‫ب َعْدِ َ‬
‫]يوسف‪[[35/‬‬
‫المظهر الثالث‪ :‬الرجم بالحجارة‪.‬‬
‫ل الحــق‬ ‫وقــد هــدد أهــل الباطــل بــالرجم رســ َ‬
‫ودعــاته وأهلــه‪ ،‬كمــا قــال تعــالى عــن قــوم نــوح‪:‬‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫جــو ِ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫ح ل َت َ ُ‬ ‫م ت َن ْت َهِ َيا ُنو ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫} َقاُلوا ل َئ ِ ْ‬
‫)‪]{ (116‬الشعراء‪[116/‬‬
‫ده إبراهيم بالرجم‪ ،‬كما‬ ‫وهدد آزر أبو إبراهيم ول َ‬
‫ن آ َل ِهَِتــي‬ ‫َ‬ ‫قال الله تعالى عنه‪َ } :‬قا َ َ‬
‫ت عَ ْ‬ ‫ب أن ْ َ‬ ‫ل أَراِغ ٌ‬
‫مل ِي ّــا )‬ ‫جْرن ِــي َ‬ ‫ك َواهْ ُ‬ ‫من ّـ َ‬ ‫ج َ‬ ‫م ت َن ْت َـهِ َل َْر ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ل َئ ِ ْ‬ ‫هي ُ‬ ‫َيا إ ِب َْرا ِ‬
‫‪] {(46‬مريم‪[46/‬وحكى الله عن قوم شعيب أنهــم‬
‫لــم يــتركوا رجمــه إل خوفــا مــن رهطــه‪ ،‬كمــا قــال‬
‫مــا‬ ‫م ّ‬ ‫ه ك َِثيــًرا ِ‬ ‫قــ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ش عَي ْ ُ‬ ‫تعالى عنهم‪َ} :‬قاُلوا َيا ُ‬
‫ك‬ ‫مَنا َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ك ل ََر َ‬ ‫فا وَل َوَْل َرهْط ُ َ‬ ‫ضِعي ً‬ ‫ك ِفيَنا َ‬ ‫ل وَإ ِّنا ل َن ََرا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫َ‬
‫زيزٍ )‪] {(91‬هود‪[91/‬‬ ‫ت عَل َي َْنا ب ِعَ ِ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ويظهــر مــن بعــض اليــات أن موســى ‪À‬هــدده‬
‫فرعون وملؤه بالرجم فاستعاذ بالله من ذلك‪ ،‬كمــا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪418‬‬

‫ن‬ ‫قــال تعــالى عنــه‪} :‬وإنــي عُـذ ْت بربــي وربك ُـ َ‬


‫مأ ْ‬ ‫ََ ّ ْ‬ ‫ُ َِ ّ‬ ‫َ ِّ‬
‫ن )‪] {(20‬الــدخان‪ [20/‬وذكــر تعــالى عــن‬ ‫مــو ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ت َْر ُ‬
‫بعض المــم أنهــا هــددت رســلها بــالرجم والعــذاب‬
‫ن‬‫م ل َئ ِ ْ‬
‫المؤلم‪ ،‬كما قال تعالى‪َ }:‬قاُلوا إ ِّنا ت َط َي ّْرَنا ب ِك ُ ْ‬
‫َ‬
‫م)‬ ‫ب أِليـ ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫من ّــا عَـ َ‬
‫م ِ‬ ‫سـن ّك ُ ْ‬ ‫م وَل َي َ َ‬
‫م ّ‬ ‫من ّك ُ ْ‬ ‫م ت َن ْت َُهوا ل َن َْر ُ‬
‫ج َ‬ ‫لَ ْ‬
‫‪] {(18‬يس‪[18/‬‬
‫رسل اللــه وأتبــاعهم مــن أهــل الحــق‪ ،‬يســعون‬
‫جادين إلى إنقــاذ أهــل الباطــل مــن ضــللهم الــذي‬
‫يشقيهم في الدنيا والخرة‪ ،‬شــفقة عليهــم ورحمــة‬
‫بهـــم‪ ،‬وأهـــل الباطـــل تتصـــلب قلـــوبهم وتقســـو‬
‫نفوســهم‪ ،‬فيهــددون مــن يريــد رحمتهــم‪ ،‬بــالرجم‬
‫والعـــذاب الليـــم! لن قلـــوب أهـــل الحـــق مليئة‬
‫بالرحمة وقلوب أهــل الباطــل خاليــة مــن الرحمــة‬
‫مليئة بالقسوة‪.‬‬
‫المظهر الرابع‪ :‬تقطيع الطراف والصلب‪.‬‬
‫وهــذا النــوع مــن أنــواع العتــداء مــن قســاة‬
‫القلوب‪-‬على أهل الباطــل والتهديــد بــه أمــر شــائع‬
‫فــي طــواغيت الرض وفراعنتهــم‪ ،‬وقــد هــدد بــه‬
‫فرعون السحرة الذين استنجد بهم للنتصــار علــى‬
‫آيات موسى وبراهينــه بســحرهم‪ ،‬فبطــل ســحرهم‬
‫وتسلل اليمان برب موسى ودعــوته إلــى قلــوبهم‪،‬‬
‫فانقلبوا مؤمنين بالحق الذي جاء بــه موســى عليــه‬
‫السلم‪ ،‬ضد الباطــل الــذي كــانوا قــد نشــئوا عليــه‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫من ّــا ب ِـَر ّ‬‫وأعانوا عليــه فرعــون‪ ،‬وعنــدما }قَــاُلوا آ َ‬
‫ن )‪{(122‬‬ ‫ســـى وَهَـــاُرو َ‬ ‫مو َ‬‫ب ُ‬ ‫ن )‪َ (121‬ر ّ‬ ‫مي َ‬‫ال ْعَـــال َ ِ‬
‫]العــراف‪،121/‬ــ ‪ [122‬اشــتدت قســوة فرعــون‬
‫فأخذ يعاتب وينكر ويهدد‪ ،‬كمــا قــال تعــالى عنــه‪}:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪419‬‬
‫ل فرعَـون آ َمنت ـم ب ـه قَب ـ َ َ‬
‫ذا‬ ‫ن هَ ـ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ن ل َك ُـ ْ‬ ‫ن آ َذ َ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ْ ُ َ ُْ ْ ِ ِ ْ‬ ‫َقا َ ِ ْ‬
‫من ْهَــا أهْل َهَــا‬ ‫َ‬
‫جــوا ِ‬ ‫خ رِ ُ‬ ‫دين َـةِ ل ِت ُ ْ‬ ‫م ِ‬‫موهُ فِــي ال ْ َ‬ ‫مك َْرت ُ ُ‬ ‫مك ٌْر َ‬ ‫لَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫جل َك ُـ ْ‬ ‫م وَأْر ُ‬ ‫ن أي ْـدِي َك ُ ْ‬ ‫ن )‪َ (123‬لقَط ّعَ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ف ت َعْل َ ُ‬ ‫س وْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن )‪{(124‬‬ ‫خَلف ُثــــم َل ُصــــل ّبنك ُ َ‬
‫مِعيــــ َ‬ ‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫مــــ ْ‬ ‫ِ‬
‫]العراف‪[124 ،123/‬‬
‫ل آ َمنتم ل َـه قَب ـ َ َ‬
‫م‬ ‫ن ل َك ُـ ْ‬ ‫ن آ َذ َ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ }:‬قا َ َ ْ ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ن أي ْدِي َك ُ ْ‬ ‫حَر فََلقَط ّعَ ّ‬ ‫س ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫مك ُ ُ‬ ‫ذي عَل ّ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ه ل َك َِبيُرك ُ ُ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫خـ ِ‬ ‫ذوِع الن ّ ْ‬ ‫جـ ُ‬ ‫م فِــي ُ‬ ‫صـل ّب َن ّك ُ ْ‬ ‫ف وََل َ‬ ‫خَل ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جل َك ُ ْ‬ ‫وَأْر ُ‬
‫قى )‪]{ (71‬طه‪[71/‬‬ ‫ذاًبا وَأ َب ْ َ‬ ‫شد ّ ع َ َ‬ ‫ن أ َي َّنا أ َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫وَل َت َعْل َ ُ‬
‫ل آ َمنت ـم ل َـه قَب ـ َ َ‬
‫ن‬ ‫ن آ َذ َ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫وقال تعالى عنه‪َ} :‬قا َ َ ْ ُ ْ‬
‫ف‬ ‫س ـو ْ َ‬ ‫حَر فَل َ َ‬ ‫سـ ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫مك ُـ ُ‬ ‫ذي عَل ّ َ‬ ‫م ال ّـ ِ‬ ‫ه ل َك َِبيُرك ُـ ُ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫تعل َمــون َل ُقَط ّعــ َ‬
‫ف‬ ‫خَل ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫مــ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫كــ ْ‬ ‫جل َ ُ‬ ‫م وَأْر ُ‬ ‫ن أْيــدِي َك ُ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن )‪] {(49‬الشعراء‪[49/‬‬ ‫مِعي َ‬ ‫ج َ‬‫مأ ْ‬ ‫صل ّب َن ّك ُ ْ‬ ‫وََل َ‬
‫المظهر الخامس من مظاهر العنف‬
‫والقسوة‪ :‬الذبح‪ ،‬وهو أحد أنواع القتل‬
‫وقد كان فرعون‪-‬لشدة قسوته‪-‬يذبح صغار بنــي‬
‫إســرائيل أمــام أعيــن آبــائهم وأمهــاتهم‪ ،‬ليستأصــل‬
‫ذريتهم الذكور‪ ،‬حرصا على ملكه وخوفا متوهما أن‬
‫يسلبوه ذلك الملك‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫عــوْ َ‬ ‫ل فِْر َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫مــ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جي َْنــاك ُ ْ‬ ‫قــال تعــالى‪ }:‬وَإ ِذ ْ ن َ ّ‬
‫ذاب يـــذ َبحو َ‬
‫م‬ ‫ن أب َْنـــاَءك ُ ْ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫ســـوَء ال َْعـــ َ ِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫مون َك ُ ْ‬ ‫ســـو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫م‬ ‫كــ ْ‬ ‫ن َرب ّ ُ‬ ‫مــ ْ‬ ‫م ب ََلٌء ِ‬ ‫كــ ْ‬ ‫م وَِفــي ذ َل ِ ُ‬ ‫ســاَءك ُ ْ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫حُيو َ‬ ‫ســت َ ْ‬ ‫و َي َ ْ‬
‫م )‪] {(49‬البقرة‪ [49/‬وقال تعالى‪ }:‬وَإ ِذ ْ قَــا َ‬
‫ل‬ ‫ظي ٌ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫م‬‫جــاك ُ ْ‬ ‫م إ ِذ ْ أن ْ َ‬ ‫ة الل ّـهِ عَل َي ْك ُـ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مهِ اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬ ‫ق وْ ِ‬ ‫سى ل ِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫سوَء ال ْعَ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫حو َ‬ ‫ب وَُيــذ َب ّ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫مون َك ُ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ل فِْرعَوْ َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫م ب ََلٌء ِ‬ ‫م وَفِــي ذ َل ِك ُـ ْ‬ ‫ســاَءك ُ ْ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫حُيو َ‬ ‫س ـت َ ْ‬ ‫م و َي َ ْ‬ ‫أب َْناَءك ُ ْ‬
‫م )‪]{ (6‬إبراهيم‪[6/‬‬ ‫ظي ٌ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫َرب ّك ُ ْ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪420‬‬

‫ج عَ َ‬
‫ل‬ ‫ض وَ َ‬ ‫َْ‬ ‫ن فِْرعَوْ َ َ‬
‫ن عَل ِفي الْر َ ِ‬ ‫وقال تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ح أب ْن َــاَءهُ ْ‬ ‫م ي ُذ َب ّـ ُ‬ ‫من ْهُ ـ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫فـ ً‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ض عِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫شي ًَعا ي َ ْ‬ ‫أهْل ََها ِ‬
‫ن )‪{(4‬‬ ‫دي َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مـ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ك َــا َ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬ ‫ساَءهُ ْ‬ ‫حِيي ن ِ َ‬ ‫ست َ ْ‬‫و َي َ ْ‬
‫]القصص‪[4/‬‬
‫المظهر السادس‪ :‬التحريق‪.‬‬
‫ومن أنــواع القتــل الشــنيع الــتي يتخــذها قســاة‬
‫القلوب من أهل الباطل‪ ،‬تحريق أهل الحق بالنار‪.‬‬
‫كما فعل قوم إبراهيم الخليل عليه السلم‪-‬لــول‬
‫أن اللــه تعــالى ســلب النــار قــدرتها علــى إيــذائه‬
‫بقدرته تعالى‪.‬‬
‫قال تعالى فيهم‪-‬بعد أن أقــام إبراهيــم ‪À‬الحجــة‬
‫عليهم واعترفوا بأنه على حق وأنهم هم أهل باطل‬
‫َ‬ ‫وظلــم }قَــاُلوا َ‬
‫م‬‫ن ك ُن ْت ُـ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ص ـُروا آل ِهَت َك ُـ ْ‬ ‫حّرقُــوهُ َوان ْ ُ‬
‫ن )‪] {(68‬النبياء‪ [68/‬ومن أعظــم القصــص‬ ‫عِلي َ‬ ‫َفا ِ‬
‫الدالة على أن أهل الباطل قد نزعت الرحمــة مــن‬
‫قلوبهم قصة أصحاب الخــدود الــتي أشــارت إليهــا‬
‫ب اْل ُ ْ‬ ‫هذه اليات‪ } :‬قُت ِ َ َ‬
‫ت‬ ‫دودِ )‪ (4‬الن ّــارِ َذا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬
‫لأ ْ‬
‫مــا‬ ‫م عَل َــى َ‬ ‫م عَل َي ْهَــا قُعُــود ٌ )‪ (6‬وَهُ ـ ْ‬ ‫ال ْوَُقودِ )‪ (5‬إ ِذ ْ هُ ْ‬
‫م إ ِّل‬ ‫من ْهُ ـ ْ‬ ‫مــوا ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫مــا ن َ َ‬ ‫شُهود ٌ )‪ (7‬وَ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ِبال ْ ُ‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫مل ْـ ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ه ُ‬‫ذي ل َـ ُ‬ ‫مي ـدِ )‪ (8‬ال ّـ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيزِ ال ْ َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّهِ ال ْعَ ِ‬ ‫ن ي ُؤْ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ه عََلى ك ُ ّ‬ ‫َْ‬
‫شِهيد ٌ )‪(9‬‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ض َوالل ّ ُ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫م ي َُتوب ُــوا‬ ‫م ل َـ ْ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن فَت َُنوا ال ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫ق )‪{(10‬‬ ‫ري ـ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م ع َـ َ‬ ‫م وَل َهُ ـ ْ‬ ‫جهَن ّـ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م ع َـ َ‬ ‫فَل َهُ ـ ْ‬
‫]الــبروج‪[10-4/‬ويمكــن مراجعــة هــذه القصــة فــي‬
‫كتب التفسير ومنهــا تفســير القــرآن العظيــم لبــن‬
‫كثير‪[.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪421‬‬

‫المظهر السثثابع‪ :‬القتثثل بكثثل الوسثثائل‬


‫المؤدية إليه‪.‬‬
‫ل الحق‪ ،‬نصــرا‬ ‫وهو شامل لقتل أهل الباطل أه َ‬
‫للباطل علــى الحــق‪ ،‬ومحاولــة لستئصــال مصــادر‬
‫الحق التي تؤدي إلى إبلغ الحق إلى عقول النــاس‬
‫من أجل أن تخلو الرض للباطل وأهله‪.‬‬
‫وشــامل كــذلك لعتــداء أهــل الباطــل علــى‬
‫الضعفاء مــن الصــغار‪-‬مــن أولدهــم بســبب خشــية‬
‫العار إن كان القتل للبنات‪ ،‬أو خشية الفقر‪-‬أو أولد‬
‫أعدائهم‪ ،‬كما يحصــل فــي الحــروب‪ ،‬أو مــن بعــض‬
‫الطغاة الفراعنة لولد بعض الطوائف المضــطهدة‬
‫تحت حكمهم وسيطرتهم‪ ،‬وذلك كله يدل على نزع‬
‫الرحمة والشفقة من قلوبهم فمن النوع الول‪-‬قتل‬
‫أهل الحق من النبيــاء وأتبــاعهم‪-‬قــوله تعــالى فــي‬
‫اليهود القساة‪} :‬ذ َل َ َ‬
‫ت‬ ‫ن ب ِآ َي َــا ِ‬ ‫ف ـُرو َ‬ ‫م ك َــاُنوا ي َك ْ ُ‬ ‫ك ب ِـأن ّهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫وا‬ ‫صـ ْ‬‫مــا عَ َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫حـقّ ذ َل ِـ َ‬ ‫ن ب ِغَي ْـرِ ال ْ َ‬ ‫ن الن ّب ِّييـ َ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫الل ّهِ وَي َ ْ‬
‫ن )‪] {(61‬البقرة‪[61/‬‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْت َ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ت الل ّـ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ب ِآ َي َــا ِ‬ ‫ف ـُرو َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّـ ِ‬ ‫وقوله تعالى‪ }:‬إ ِ ّ‬
‫ْ‬
‫ن‬‫مُرو َ‬ ‫ن ي َـأ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّـ ِ‬ ‫قت ُل ُــو َ‬ ‫ح ق ّ و َي َ ْ‬ ‫ن ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫و َي َ ْ‬
‫َ‬
‫ب أِلي ـم ٍ )‪{(21‬‬ ‫ذا ٍ‬ ‫م ب ِعَ ـ َ‬ ‫ش ـْرهُ ْ‬ ‫س فَب َ ّ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ط ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ْ‬‫ِبال ْ ِ‬
‫]آل عمران‪[21/‬‬
‫ن َقــاُلوا‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ه قَوْ َ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬ل َ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ما َقاُلوا وَقَت ْل َهُ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫سن َك ْت ُ ُ‬ ‫ن أغْن َِياُء َ‬ ‫ح ُ‬‫قيٌر وَن َ ْ‬ ‫ه فَ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫ق)‬ ‫ريـ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ُذوقُــوا عَـ َ‬ ‫قــو ُ‬ ‫ح ـق ّ و َ ن َ ُ‬ ‫اْل َن ْب َِياَء ب ِغَي ْـرِ َ‬
‫م‬ ‫جــاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫‪]{(181‬آل عمران‪[181/‬وقال تعالى}ك ُل ّ َ‬
‫ريقًــا‬ ‫قــا ك َـذ ُّبوا وَفَ ِ‬ ‫ري ً‬‫م فَ ِ‬ ‫سـهُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫وى أ َن ْ ُ‬ ‫ما َل ت َهْـ َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سو ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪422‬‬

‫ن )‪] {(70‬المائدة‪.[70/‬هــذه اليــات وغيرهــا‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫يَ ْ‬


‫في أهل الكتاب‪.‬‬
‫وقال تعالى في مشركي قريش وهــم يتــآمرون‬
‫علــى رســول اللــه ‘ ويطرحــون خيــاراتهم فــي‬
‫التخلص منه ومن دعوته‪-‬ومن ذلــك القتــل‪ } :-‬وَإ ِذ ْ‬
‫ك أ َْو‬ ‫قت ُُلــو َ‬ ‫ك أ َوْ ي َ ْ‬ ‫فــُروا ل ِي ُث ْب ُِتــو َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ك اّلــ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫كــُر ِبــ َ‬ ‫م ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن‬ ‫ري َ‬ ‫ماك ِ ِ‬‫خي ُْر ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َوالل ّ ُ‬ ‫مك ُُر الل ّ ُ‬ ‫ن و َي َ ْ‬ ‫مك ُُرو َ‬ ‫ك و َي َ ْ‬ ‫جو َ‬ ‫خ رِ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫)‪] {(30‬النفــال‪[30/‬ومــن النــوع الثــاني‪-‬أي قتــل‬
‫الصــغار‪-‬مــا كــان يفعلــه فرعــون مــع أولد بنــي‬
‫إسرائيل الذكور‪ ،‬كما مضى قريبا‪.‬‬
‫ومن ذلك ما كان يفعلــه مشــركو قريــش حيــث‬
‫يذبح الب ابنه خشية الفقر‪ ،‬أو ابنته خشــية العــار‪،‬‬
‫وهما ينظران والم تبصر قتل رضيعها‪ ،‬دون رحمــة‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ن ل ِك َِثيرٍ ِ‬ ‫ك َزي ّ َ‬ ‫ول شفقة‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬وَك َذ َل ِ َ‬
‫شــركين قَتــ َ َ‬
‫م{ ]النعــام‪/‬‬ ‫كاؤُهُ ْ‬ ‫شــَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫هــ ْ‬ ‫ل أوَْلدِ ِ‬ ‫م ْ ِ ِ َ ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ة‬‫شــي َ َ‬ ‫خ ْ‬
‫م َ‬ ‫كــ ْ‬ ‫قت ُُلــوا أ َوَْلد َ ُ‬ ‫‪[137‬وقــال تعــالى‪} :‬وََل ت َ ْ‬
‫خط ًْئا‬ ‫ن ِ‬ ‫م ك َــا َ‬ ‫ن قَت ْل َهُ ـ ْ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫م وَإ ِي ّــاك ُ ْ‬ ‫ن ن َْرُزقُهُ ـ ْ‬ ‫حـ ُ‬ ‫ق نَ ْ‬ ‫مَل ٍ‬ ‫إِ ْ‬
‫ك َِبيًرا )‪] {(31‬السراء‪[31/‬‬
‫ق‬ ‫مَل ٍ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫شــي َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫م َ‬ ‫كــ ْ‬ ‫قت ُُلوا أ َوَْلد َ ُ‬ ‫وقال تعالى‪} :‬وََل ت َ ْ‬
‫خط ًْئا ك َِبيــًرا )‬ ‫ن ِ‬ ‫كــا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن قَت ْل َُهــ ْ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫م وَإ ِّياك ُ ْ‬‫ن ن َْرُزقُهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫‪] {(31‬السراء‪[31/‬‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ت )‪ (8‬ب ِـأ ّ‬ ‫س ـئ ِل َ ْ‬ ‫م ـوُْءود َةُ ُ‬ ‫وقال تعــالى‪ }:‬وَإ َِذا ال ْ َ‬
‫ت )‪] {(9‬التكوير‪[9 ،8/‬‬ ‫ب قُت ِل َ ْ‬ ‫ذ َن ْ ٍ‬
‫ترى هل يوجد شيء من الرحمة في قلوب من‬
‫يقتلون الولد الصغار‪ ،‬سواء كانوا أولدهــم أو أولد‬
‫أعدائهم؟!‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪423‬‬

‫المظهر الثامن‪ :‬الذى‪ ،‬بكل أنواعه‪.‬‬

‫وهو يشمل مظاهر القسوة المذكورة سابقا‬


‫وغيرها‪.‬‬
‫وأذى أهــل الباطــل يشــمل المخلوقــات كلهــا‪:‬‬
‫النسان‪-‬وغيره‪-‬سواء كان مــن أهــل الحــق أو مــن‬
‫أهــل الباطــل‪ ،‬فصـــاحب الباطـــل القــوي يـــؤذي‬
‫الضعيف ســواء كــان مــن أهــل الحــق أو مــن أهــل‬
‫الباطل‪ ،‬ولكن إيذاءه أهل الحق له الولويــة عنــده‪،‬‬
‫وسنقتصر عليه ههنــا بــذكر بعــض اليــات القرآنيــة‬
‫التي نصت على الذى‪.‬‬
‫قال تعالى‪-‬مخاطبا عباده المؤمنين مصبرا لهم‪،‬‬
‫مبينا لهم‪ ،‬أنهم ل بد أن يتعــرض لهــم أعــداء الحــق‬
‫من أهل الباطل‪ ،‬من اليهود والنصارى والمشركين‬
‫ســواء‪ ،‬بــالذى الــذي يحتــاجون معــه إلــى الصــبر‬
‫والتقوى في ثباتهم على الحق‪:‬‬
‫ن‬ ‫مـ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م عُ ّ‬ ‫سـ َ‬ ‫م وَل َت َ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م وَأ َن ْ ُ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫ن ِفي أ ْ‬ ‫}ل َت ُب ْل َوُ ّ‬
‫كوا‬ ‫شــَر ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ال ّذي ُ‬
‫ِ َ‬
‫َ‬
‫ن عَ ـْزم ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذ َل ِـ َ‬ ‫قوا فَإ ِ ّ‬ ‫صب ُِروا وَت َت ّ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫أًذى ك َِثيًرا وَإ ِ ْ‬
‫ُ‬
‫مورِ )‪] { (186‬آل عمــران‪ [186/‬وقــال تعــالى‪-‬‬ ‫اْل ُ‬
‫مسليا رسوله ‘ ومواسيا له على ما كان يلقاه مــن‬
‫أذى قــومه المشــركين‪ ،‬بمــا لقيــه قبلــه إخــوانه‬
‫ن‬ ‫مــ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫ت ُر ُ‬ ‫قد ْ ك ُذ ّب َ ْ‬ ‫المرسلون من أقوامهم ‪ } -‬وَل َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫حت ّــى أت َــاهُ ْ‬ ‫مــا ك ُـذ ُّبوا وَأوُذوا َ‬ ‫ص ـب َُروا عَل َــى َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫قَب ْل ِ َ‬
‫ن ن ََبــإ ِ‬‫مــ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫جــاَء َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ت الل ّهِ وَل َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل ل ِك َل ِ َ‬‫مب َد ّ َ‬‫صُرَنا وََل ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫ن )‪] {(34‬النعـــام‪[34/‬وقـــال تعـــالى‬ ‫ســـِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن وَد َعْ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنــافِ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫كــافِ ِ‬ ‫طــِع ال ْ َ‬ ‫لرســوله ‘‪َ} :‬ول ت ُ ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪424‬‬

‫كيل {‬‫فــى ِبــالل ّهِ وَ ِ‬


‫ل عََلــى الّلــهِ وَك َ َ‬ ‫م وَت َوَ ّ‬
‫كــ ْ‬ ‫أ ََذا ُ‬
‫هــ ْ‬
‫]الحزاب‪[48 :‬‬
‫كان يمكن الكتفاء بذكر أن أهل الباطــل أعــداء‬
‫الحق قــد نزعــت الرحمــة مــن قلــوبهم‪ ،‬لنهــم قــد‬
‫تكــبروا وتجــبروا وطغــوا لبعــدهم عــن اللــه وعــدم‬
‫الستجابة لرسله‪ ،‬ولذلك هــم ل يــدعون شــيئا مــن‬
‫أنواع الذى إل أنزلوه بالضــعيف‪ ،‬وبخاصــة إذا كــان‬
‫هذا الضعيف من أهل الحق‪ ،‬كان يكفــي ذكــر ذلــك‬
‫والســتدلل بآيــة أو آيــتين بــدون ســوق المظــاهر‬
‫الثمانيــة المــذكورة الدالــة علــى قســوتهم وعــدم‬
‫رحمتهم‪.‬‬
‫ولكن أردت من سوق هذه المظاهر التنبيه إلى‬
‫شيء‪-‬وليس كل شيء‪-‬من قاموس الشــر والفتنــة‬
‫الذي يزاوله أعداء الحق‪ ،‬من أهل الباطل ضد أهل‬
‫الحق من النبياء والرسل عليهــم الصــلة والســلم‬
‫وأتباعهم‪ ،‬ليفتنوهم عن دينهم بكــل صــنوف الذى‪،‬‬
‫وليصــدوا النــاس عــن الســتجابة لــدعوتهم بغايــة‬
‫القسوة والشدة‪.‬‬
‫ولو أنا عــدنا إلــى التاريــخ لضــرب أمثلــة تنــدرج‬
‫تحت هذا القاموس وتزيد عليــه لمــا اتســع المقــام‬
‫لذلك‪.‬‬
‫ولهذا نحاول أن ننبه على الواقع وما يجري فيه‬
‫مــن وبــال علــى العــالم كلــه‪ ،‬مــن قبــل الطغــاة‬
‫والفراعنة مــن أهــل الباطــل‪ ،‬وبخاصــة علــى أهــل‬
‫الحــق مــن الــدعاة الــذين امتلت قلــوبهم رحمــة‬
‫ورأفة‪ ،‬فأجهدوا أنفســهم واقتحمــوا العقبــات لبلغ‬
‫الخير إلى أهل الباطــل‪ ،‬ليســعدوا بهــذا الخيــر فــي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪425‬‬

‫الــدنيا والخــرة‪ ،‬ولكــن أهــل الباطــل وجهــوا إليهــم‬


‫سهام العداء والحرب بقسوة بالغة فأنزلوا بهم كل‬
‫أنواع الذى والمحن‪.‬‬
‫نماذج من قساة القلوب في عصر‬
‫حقوق النسان!‬

‫ل نريد‪-‬كما سبق‪-‬تتبع قسوة الطغاة ووحشيتهم‬


‫الــتي يعــاملون بهــا الضــعيف مــن قــديم الزمــان‪،‬‬
‫بسبب فقد قلوبهم الرحمــة والرأفــة‪ ،‬والستشــهاد‬
‫على ذلك بحوادث التاريخ‪ ،‬سواء أكان ذلــك صــادرا‬
‫من أهل الكتاب‪ ،‬من اليهود و النصارى‪ ،‬أو الوثنيين‬
‫مــن مجــوس وغيرهــم مــن الهنــدوس والبــوذيين‪،‬‬
‫وسواء عاملوا بتلك القسوة والوحشية دعاة الحــق‬
‫من النبياء والرسل واتباعهم‪ ،‬أو عــاملوا بهــا أبنــاء‬
‫جنسهم من الكفار‪ ،‬فإن ذلــك‪-‬لــو أردنــا تتبعــه‪-‬مــن‬
‫الصعوبة بمكان‪.‬‬
‫والــذي يرغــب فــي الطلع علــى نمــاذج مــن‬
‫قسوة أي أمة من تلك المم فإنه واجــد فــي كتــب‬
‫التاريخ القديمة والحديثة ما يغنيــه‪ ،‬فهــذه الرســالة‬
‫ليست معنية بذلك‪ ،‬وحسبها أن تشير بسبابتها إلــى‬
‫المكتبــات العامــة والخاصــة‪ ،‬والمكتبــات التجاريــة‬
‫لمن عنده تلك الرغبة‪.‬‬
‫ولكنها‪-‬أي هذه الرسالة‪-‬معنية بذكر نماذج تثبت‬
‫بها دعواهــا‪ ،‬وهــي أن صــفات أهــل الباطــل الــذين‬
‫يسابقون ببــاطلهم أهــل الحــق إلــى العقــول‪ ،‬هــي‬
‫على نقيض صفات أهل الحق‪ ،‬فإذا كان أهل الحــق‬
‫يتصفون بالرحمة بالخلق‪ ،‬ورحمتهــم بهــم تحملهــم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪426‬‬

‫على إبلغ الحق إلــى عقــولهم‪ ،‬فــإن أهــل الباطــل‬


‫يتصفون بالقسوة والغلظة‪ ،‬ولعدم رحمتهم بالخلق‬
‫يحاولون أن يسبقوا أهل الحق بإبلغ بــاطلهم إلــى‬
‫عقول الناس‪ ،‬ويتخذون لذلك كل الوسائل القاسية‬
‫الغليظة الخالية من الرحمة لذلك السباق‪.‬‬
‫ولما كانت النماذج المعاصرة‪ ،‬أقرب إلــى ذهــن‬
‫القارئ لنه يراها ويسمع عنهــا‪ ،‬ويعيــش فــي زمــن‬
‫أحــداثها‪ ،‬فــإن الستشــهاد بهــا أقــرب إلــى إقامــة‬
‫الحجة بها‪.‬‬
‫وسنعرض هنا خمسة نماذج من قســاة القلــوب‬
‫الذين نزعت الرحمة من قلوبهم‪:‬‬
‫النموذج الول‪ :‬قساة القلوب من اليهود‪.‬‬
‫النموذج الثاني‪ :‬قساة النصارى‪.‬‬
‫النموذج الثالث‪ :‬قساة الوثنيين‪.‬‬
‫النموذج الرابع‪ :‬قساة الملحدين‪.‬‬
‫النموذج الخامس‪ :‬قساة المنافقين‪.‬‬

‫النموذج الول قساة اليهود‪:‬‬


‫إن المة التي تكذب قــادة دعــاة الحــق‪-‬النبيــاء‬
‫والرسل‪-‬وتقتلهم‪ ،‬وهم يتوجهون إليها بدعوتها إلــى‬
‫الدخول في رحمة الله بها في الدنيا والخرة‪ ،‬هــي‬
‫أمة بلغت أقصى حد القسوة والغلظة‪ ،‬وإذا نزعــت‬
‫الرحمة من قلوبها في معاملتهــا لنبيائهــا ورســلها‪،‬‬
‫فمــا الــذي يتوقــع منهــا فــي معاملتهــا لغيرهــم؟‬
‫وبخاصـــة إذا كـــانوا أعـــداءها‪ ،‬وبـــالخص إذا كـــان‬
‫أعــداؤها هــم المســلمين الــذين حســدوا رســولهم‬
‫ورسالته فــي أول مجيئهــا‪ ،‬وحــاولوا القضــاء عليهــا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪427‬‬

‫في مهدها بقتل نبيها غيلة‪ ،‬وتأليب قوى الشــر فــي‬


‫الجزيرة العربية على حملتها‪ ،‬بعــد نقضــهم العهــود‬
‫والمواثيق التي كانت بينهم وبين الرسول ‘‪.‬‬
‫فهاهم اليوم يغتصــبون بلد المســلمين‪-‬بمعاونــة‬
‫النصارى‪-‬ويقتلون أبناءهم‪ ،‬ويسجنونهم‪ ،‬ويعــذبونهم‬
‫بأقسى أنــواع التعــذيب‪ ،‬ويخرجــونهم مــن ديــارهم‪،‬‬
‫ويهدمون على رؤوسهم منازلهم‪ ،‬ويدنسون مقدسا‬
‫تهـــم‪-‬ومنهـــا قبلـــة المســـلمين الولـــى ومســـرى‬
‫رسولهم ‘‪.-‬‬
‫وقــد اغتصــبوا أرض فلســطين ســنة ‪1948‬م‬
‫وأخذوا يعيثــون فســادا فــي البلد والعبــاد‪ ،‬ولســت‬
‫بمحاول تتبع معاملتهم القاسية لهل البلد من ذلك‬
‫التاريخ‪ ،‬وإنما أذكر أمثلة قليلــة مــن تلــك المعاملــة‬
‫قريبة العهد‪ ،‬قرأها الناس في الصــحف والمجلت‪،‬‬
‫وشاهدوها في التلفاز وسمعوها في الذاعة‪ ،‬وأكثر‬
‫مــا تــذكر ذلــك مفصــل وســائل العلم الجنبيــة‬
‫الموالية والمؤيدة لليهود‪ :‬الوربية والمريكية ]هــذا‬
‫كــان قبــل وجــود بعــض الفضــائيات العربيــة الــتي‬
‫أصبحت تنقل مجــازر اليهــود للفلســطينيين ســاعة‬
‫بساعة‪ ،‬وفي مواقع النترنت خير شاهد على ذلك[‬
‫وشهادة الهل على الهل أقوى حجــة مــن غيرهــا‪-‬‬
‫ومع أن هذه الشارة كافية لمــن يعيــش فــي هــذه‬
‫اليام علــى الكــوكب الرضــي‪ ،‬لن مظــاهر قســوة‬
‫اليهود تعتبر بدهية عنــدهم‪ ،‬ويكفــي أن ي ُــذك ُّروا بهــا‬
‫للدللة على فقد اليهود الرحمة في قلوبهم‪ ،‬أقــول‬
‫مع أن ذلك كــاف فل بــد مــن ضــرب أمثلــة لتكــون‬
‫أكثر تذكير للحاضر ومرجعا للجيال القادمة‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪428‬‬

‫وسأقتصر على بعض المثلة بذكرها من مرجــع‬


‫واحــد وهــو‪) :‬النتفاضــة المباركــة‪ ،‬وقــائع وأبعــاد(‬
‫]للكاتب غسان حمدان[‪.‬‬
‫فقد ذكر في الفصل الثالث من الكتاب‪-‬وعنوانه‬
‫الجراءات السرائيلية الرهابية‪ :-‬العناوين التية‪:‬‬
‫سياسة القبضة الحديدية‪ .‬العتقالت‬
‫العشوائية‪.‬‬
‫مبدأ رابين ]كان وزيرا للدفاع‪ ،‬ثم أصبح رئيسا‬
‫للوزراء‪ ،‬وقد اغتاله بنو جلدته احتجاجا على ما ظهر‬
‫لهم من تقارب مع الشرطة الفلسطينية[ في‬
‫تكسير العظام‪ .‬تعطيل الخدمات الصحية‪.‬‬
‫العقاب الجماعي‪ .‬انتهاك حرمة المقدسات‬
‫السلمية‪.‬‬
‫الحرب القتصادية‪ .‬اشتراك المستوطنين‬
‫في القمع‪.‬‬
‫محاولة كسر الضراب التجاري‪ .‬دفن الحياء‪.‬‬
‫العتداء على المؤسسات التعليمية‪ .‬هدم ونسف‬
‫المنازل‪.‬‬
‫أجهزة عسكرية‬ ‫قنابل الغاز السامة‪.‬‬
‫متطورة‪.‬‬
‫إبعاد المواطنين خارج فلسطين‪ .‬الحرب‬
‫النفسية‪.‬‬
‫التعتيم العلمي‪.‬‬
‫وسأقتطف بعــض الجمــل ممــا فصــل المؤلــف‪،‬‬
‫بعد ذكره هذه البنود قال‪) :‬لم يترك جنــود الجيــش‬
‫السرائيلي أسلوبا للتنكيل بالمواطنين إل وتسابقوا‬
‫على تنفيذه‪ ،‬حتى وإن أثار إرهابهم العــالم‪-‬إلــى أن‬
‫قال‪ :-‬وحول الســاليب القمعيــة والجــراءات الــتي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪429‬‬

‫اعترف المجرم شــامير]كــان رئيســا للــوزراء[ بــأن‬


‫الجنود كلفوا بتنفيــذها‪ ،‬فإنهــا تحتــاج إلــى مجلــدات‬
‫كبيرة‪ ،‬ويكفي أن نورد أبرز هذه الساليب مدعمــة‬
‫ببعض الشواهد‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ل الحصر‪:‬‬
‫‪-1‬اقتحــام المنــازل بعــد فــرض حظــر التجــول‪،‬‬
‫وتحطيم الثاث وزجاج النوافذ‪ ،‬والعبــث بمحتويــات‬
‫المنزل‪ ...‬بالضافة إلى العتــداء علــى الموجــودين‬
‫فيها‪ ...‬رجال ونساء‪ ...‬كبارا في السن أو صغارا‪...‬‬
‫‪ -2‬قــذف قنابــل الغــاز الســامة والمســيلة‬
‫للــدموع داخــل المنــازل‪ ...‬كمــا عمــدت قــوات‬
‫العدو إلى أسلوب جديد للتنكيل باستخدام هــذه‬
‫القنابــل‪ ،‬حيــث يقــوم الجنــود بــإطلق عــدد مــن‬
‫القنابــل الغازيــة والدخانيــة فــي المنــازل‪ ،‬ثــم‬
‫يجبرون المواطنين علــى دخــول المنــازل تحــت‬
‫الضرب الشديد‪.‬‬
‫‪ -3‬إطلق يد حرس الحدود‪ ...‬بأعمال تخريب‬
‫وإهانة‪..‬‬
‫‪ -4‬إخـــراج الرجـــال والطفـــال مـــن منـــازلهم‬
‫وضربهم ضربا مبرحا بــالهراوات وأعقــاب البنــادق‪،‬‬
‫ثـــم ربطهـــم إلـــى أعمـــدة الكهربـــاء والهـــاتف‬
‫والســتمرار فــي ضــربهم إلــى أن يفقــد الشــخص‬
‫المربوط وعيــه‪ ،‬وعنــدئذٍ يــرش عليــه المــاء البــارد‬
‫ويعود الضــرب مــن جديــد‪ ،‬وقــد يلجــأ الجنــود إلــى‬
‫ضرب رأس المعتقل بالحائط والعمود‪.‬‬
‫‪ -5‬استغلل تأخر بعض المواطنين في الوصــول‬
‫إلى منازلهم ليل‪ ،‬فيقوم الجنود باعتقالهم وتكســير‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪430‬‬

‫أطرافهـــم‪ ...‬وإلقـــائهم فـــي أمـــاكن نائيـــة فـــي‬


‫الطريق‪...‬‬
‫‪-6‬تجميع أعداد كــبيرة مــن المــواطنين ممــن‬
‫يتصادف مرورهم في الشــوارع‪ ،‬وحشــرهم فــي‬
‫محلت تجاريــة‪ ،‬بعــد فتحهــا بــالقوة ثــم يقــوم‬
‫الجنـــــود بإلقـــــاء قنابـــــل غـــــاز مســـــيل‬
‫للدموع‪...‬ويغلقون أبــواب المحــال والمواطنــون‬
‫بداخلها‪...‬‬
‫‪ ...-7‬إلقـــاء الحجـــارة أو إطلق النـــار علـــى‬
‫اللواقط الزجاجية للسخانات الشمســية المنصــوبة‬
‫علــى أســطح المنــازل‪ ..‬وتحطيمهــا‪ ..‬إطلق النــار‬
‫علــى خزانــات الميــاه لتفريغهــا مــن المــاء‪ ،‬بهــدف‬
‫تعطيش المجاهدين الصامدين‪ ،‬ووصــل المــر إلــى‬
‫أن يقــوم بعــض الجنــود الــذين يحتلــون أســطح‬
‫المنازل والمدارس بالتبول داخل خزانــات الميــاه‪..‬‬
‫وتحطيم أسقف المنازل المصنوعة مــن القراميــد‪،‬‬
‫ونتيجـــة لهـــذا العمـــل بـــاتت كـــثير مـــن الســـر‬
‫الفلسطينية فــي مخيــم جباليــا تحــت المطــر وفــي‬
‫البرد والعراء‪.‬‬
‫‪-8‬ربــط بعــض الشــباب إلــى مقدمــة ســيارات‬
‫الجيب العسكرية‪ ،‬التي تنطلق بسرعة ثــم تتوقــف‬
‫فجأة‪ ،‬مما يــؤدي إلــى قــذف الشــخص الــذي كــان‬
‫موثوقا إلى مقدمــة الســيارة مســافة بعيــدة عنهــا‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى إصــابتهم بجــروح وكســور ورضــوض‬
‫في جميع أنحاء الجسم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪431‬‬

‫‪-9‬استخدام الجيش بعض المعتقليــن أو المــارة‬


‫دروعا بشرية فــي مواجهــة المظــاهرات‪ ،‬وحجــارة‬
‫المجاهدين‪..‬‬
‫‪-10‬إدخــال الطــارات المشــتعلة إلــى منــازل‬
‫المواطنين الذين يرفضون إطفاءها مما يؤدي إلــى‬
‫احتراق المنازل أو أجزاء منها‪...‬‬
‫‪-11‬تجميـــع المعتقليـــن فـــي ســـيارة بـــاص‪..‬‬
‫والعتداء عليهم بالضرب‪ ،‬ثــم إلقــاؤهم واحــدا بعــد‬
‫الخر أثناء سير الباص في أماكن مختلفة‪...‬‬
‫‪-12‬إلقـــاء مـــواد تموينيـــة فاســـدة‪ ،‬وبخاصـــة‬
‫البســــكويت والشـــكلتة فـــي مــــداخل القــــرى‬
‫والمخيمات‪-‬لتقع‪-‬تحت متناول الطفال في محاولة‬
‫لتســميمهم وقتــل أكــبر عــدد ممكــن مــن أبطــال‬
‫النتفاضة‪...‬‬

‫‪-13‬قتل السرى والمعتقلين‪.‬‬


‫‪ -14‬استخدام طائرات الهليكوبــتر‪ ..‬فــي إطلق‬
‫القنابــل الغازيــة والمســيلة للــدموع‪ ،‬علــى جمــوع‬
‫المتظاهرين في داخل القرى والمخيمات عند عجز‬
‫قـــوات المشـــاة والليـــات فـــي اقتحـــام منـــاطق‬
‫المظــاهرات‪ ،‬كمــا جــرى تطــوير عــدد مــن هــذه‬
‫الطائرات‪ ،‬حتى تتمكن من إلقاء كميــة كــبيرة مــن‬
‫الحجــارة علــى المجاهــدين‪ ،‬حيــث زودت بمــدفع‬
‫قاذف للحجارة‪ ...‬كما تقــوم الطــائرات العســكرية‬
‫المروحيــة بعمليــات إنــزال جــوي للمظلييــن فــي‬
‫القرى التي يغلــق أهلهــا جميــع مــداخلها فــي وجــه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪432‬‬

‫الجنــود‪ ..‬وتســتخدم شــبكة تلقيهــا مــن الطــائرة‬


‫لعتقـــال الشـــباب المجاهـــد‪-‬كمـــا يفعـــل صـــيادو‬
‫السماك في البحر‪.-‬‬
‫بل إن الجنــود يحملــون المعتقــل فــي الطــائرة‬
‫ويرمـــونه مـــن الجـــو فيصـــاب بجـــروح وكســـور‬
‫خطيرة‪...‬‬
‫‪-15‬النقضاض على من يتم القبض عليهــم مــن‬
‫الشــباب المجاهــد بــالهراوات والعصــي وأعقــاب‬
‫البنادق‪ ،‬وعلى جميع العضاء فــي الجســد وخاصــة‬
‫اليدين والقــدمين‪ ..‬وهــذا هــو مبــدأ إســحاق رابيــن‬
‫الذي نعــت هــذا العمــل بقــوله‪) :‬إن هــذا الســلوب‬
‫أكثر فعالية من العتقالت‪ ،‬حيث إن المعتقــل فــي‬
‫سجن الفارعة مثل يمكــث‪18) ..‬يومــا(يعــود بعــدها‬
‫إلى الشوارع للتظاهر وقذف الحجارة‪ ،‬أما إذا قــام‬
‫الجنود بكسر يديه فإنه لن يتمكن من العــودة إلــى‬
‫الشارع قبل شهر ونصف على القل‪ ]...‬وقد شاهد‬
‫العالم في كل مكان الجنود اليهــود وهــم يكســرون‬
‫عظام الشباب الفلسطيني بالحجارة‪[.‬‬

‫وهكذا يضرب الجنود اليهود كثيرا من الشباب‬


‫الفلسطيني حتى يموتوا‪...‬‬
‫‪-16‬يضاف إلى ذلك أنواع أخــرى مــن التعــذيب‬
‫الوحشي الذي يصعب حصــره‪ ،‬وقطــع المواصــلت‬
‫والتصــالت الهاتفيــة‪ ،‬ومنــع إبلغ المــواد الغذائيــة‬
‫والتموينيـــة إلـــى المخيمـــات‪ ،‬وقطـــع الخـــدمات‬
‫الساســية‪ ،‬كالكهربــاء والمــاء وتخفيــض الســيولة‬
‫النقدية في المناطق المحتلة إلى أدنى حد ممكــن‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪433‬‬

‫ووقف صرف رواتب المعلميــن والمعلمــات‪ ،‬ورفــع‬


‫الضرائب المرهقة‪ ،‬ومنع تصدير المنتجات الزراعية‬
‫لحداث خسائر فادحة علــى الفلســطينيين‪ ،‬وإغلق‬
‫الســـواق وإتلف المحاصـــيل الزراعيـــة‪ ،‬وإغلق‬
‫الجامعات والمدارس‪ ،‬وتحويل بعض المدارس إلى‬
‫ثكنـــات عســـكرية وتعطيـــل الخـــدمات الصـــحية‪،‬‬
‫ومداهمة المستشفيات والعيادات الصحية‪.‬‬

‫‪-17‬انتهاك حرمات المقدسات السلمية‪:‬‬

‫• تكثيف الوجود العسكري حول المساجد‬


‫وإقامة الحواجز في الطرق المؤدية إليها‬
‫ومضايقة‪ ..‬الذاهبين لداء الصلة بتفتيشهم‬
‫ومصادرة هويا تهم‪-‬مع السب والشتم المؤذي‬
‫لمشاعرهم‪.-‬‬
‫• اقتحام المساجد والعتداء على المصلين‬
‫بالضرب بالهراوات وأعقاب البنادق والركل‬
‫بالرجل‪ ،‬ول يستثنى من هذا العتداء أئمة‬
‫المساجد‪.‬‬
‫• قطع الكهرباء عن المساجد قبيل موعد صلة‬
‫الجمعة لمنع الخطباء من التطرق إلى‬
‫النتفاضة الجهادية عن طريق مكبرات‬
‫الصوت‪..‬‬
‫• اعتقال عدد من علماء السلم وخطباء‬
‫المساجد‪.‬‬
‫• قذف قنابل الغاز داخل المساجد أثناء تجمع‬
‫المصلين وإغلق أبواب المساجد‪ ،‬وأحيانا‬
‫إطلق الرصاص على المصلين‪...‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪434‬‬

‫• إغلق عدد من المساجد ومنع المواطنين من‬


‫أداء الصلة فيها‪...‬‬
‫• مصادرة مكبرات الصوت الخاصة بالذان‪...‬‬
‫• العتداء على كبار العلماء مثل مفتي القدس‬
‫ومحاولة إحراق المسجد القصى‪...‬‬
‫• الذن للعصابات اليهودية بتدنيس المسجد‬
‫القصى‪.‬‬
‫• تمزيق جنود اليهود أعدادا كبيرة من‬
‫المصاحف وسب الدين السلمي‪...‬‬
‫‪-18‬دفن الحياء من شباب الجهاد‪.‬‬
‫‪-19‬هدم ونسف المنازل‪.‬‬
‫‪-20‬إبعاد المواطنين خارج فلسطين )إخراجهــم‬
‫من أرضهم وديارهم‪ ](..‬راجع الكتاب المذكور مــن‬
‫صفحة ‪،327‬ــ ‪ 376‬وقد حاولت أن أسجل للقــارئ‬
‫صور مختصرة جدا مع شيء من التصرف‪[.‬‬
‫وبمناســبة ذكــر إبعــاد المــواطنين عــن ديــارهم‬
‫وأرضهم‪ ،‬فإن المناســب ذكــر حادثــة حصــلت هــذه‬
‫اليــام‪ ،‬وهــي حادثــة مؤلمــة أمــام ســمع العــالم‬
‫وبصــره‪ ،‬وأمــام ســمع العــالم الســلمي وبصــره‪،‬‬
‫وأمام من يسمى بالعالم العربي وبصره‪.‬‬

‫وخلصتها‪:‬‬
‫أن شباب الجهاد )مثــل المنتميــن إلــى منظمــة‬
‫حمــاس(اختطفــوا جنــديا يهوديــا فــي الرض الــتي‬
‫احتلها اليهود ســنة ‪1948‬م وطــالبوا بــالفراج عــن‬
‫زعيمهم المقعــد المحكــوم عليــه بالســجن الســتاذ‬
‫أحمد ياسين مقابل الفــراج عــن الجنــدي اليهــودي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪435‬‬

‫وحددوا وقتا معينا لدولة اليهود وإذا لم يفرجوا عن‬


‫الزعيم المسلم فإنهم سيقتلون الجنــدي اليهــودي‪،‬‬
‫وبعد مضي المدة المحــددة بفــترة قتلــوه ووجــدت‬
‫القوات اليهودية القتيل في الضفة الغربيــة مقتــول‬
‫فطارت طــائرتهم بعــد أن حملــوا حملــة اعتقــالت‬
‫وداهموا المدن والقرى والمنازل وقتلوا عــددا مــن‬
‫شباب فلسطين وجرحوهم قبل العثــور علــى جثــة‬
‫القتيل‪.‬‬
‫أما بعد ذلك فقــد أضــاف اليهــود إلــى قســوتهم‬
‫قسوة أشد فأخذوا آلفا مــن منــازلهم وزجــوا بهــم‬
‫فـــي الســـجون والمعتقلت واختـــاروا أربعمـــائة‬
‫وخمسة عشر من خيرة رجال الدعوة والجهاد مــن‬
‫ذوي المـــؤهلت العلميـــة مـــن حملـــة الـــدكتوراه‬
‫والماجســتير والليســانس مــن معلميــن وأطبــاء‬
‫ومهندسين وكتاب وعلمــاء شــريعة وحملــوهم فــي‬
‫شــاحنات معصــوبي العيــن وتعــاونت الحكومــة‬
‫اليهودية والمحكمة العليا اليهوديــة فأصــدرت هــذه‬
‫حكمهــا القاســي الظــالم وطــرد العــدد المــذكور‬
‫ونفذت تلك المحكمة اليهودية الظالمة هذا الحكــم‬
‫الجائر!‬
‫وفي الحدود بيــن مــا يســمى بالشــريط المنــي‬
‫الــذي اغتصــبته الدولــة اليهوديــة مــن لبنــان وبيــن‬
‫الحدود اللبنانية‪ ،‬أنزلوا المظلــومين وأطلقــوا فــوق‬
‫رؤوســـهم النـــار ليـــدخلوا الراضـــي اللبنانيـــة‪،‬‬
‫واســتقبلهم الجنــود اللبنــانيون بالنــار مــن الجهــة‬
‫اللبنانية‪ ،‬فإذا هــم علــى قمــة جبــل تتســاقط عليــه‬
‫الثلــوج وهــم فــي العــراء فــي الشــتاء القــارص‪ ،‬ل‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪436‬‬

‫طعــام‪ ،‬ول شــراب ول مــأوى‪ ،‬ول غطــاء ول دواء‪،‬‬


‫وكان ذلك فــي يــوم الخميــس الموافــق ل‪23-‬مــن‬
‫شهر جمادى الخرة سنة ‪1413‬هـ‪17-‬ديسمبر سنة‬
‫‪1992‬م‪ ،‬وتمكن الصليب الحمر في اليام الولــى‬
‫من مساعدتهم بعدد من الخيام والغطية والطعــام‬
‫والمــاء والــدواء‪ ،‬ثــم تــآمر اليهــود مــن الجنــوب‪،‬‬
‫والنصارى والعلمانيون من الشــمال‪ ،‬علــى منــع أي‬
‫مســاعدات لهــم عــن طريــق أهليهــم أو الصــليب‬
‫الحمر‪ ،‬ل من فلسطين المغتصــبة‪ ،‬ول مــن لبنــان‪،‬‬
‫بحجة أن كل دولة منهما ليست مسؤولة عنهم‪ ،‬أما‬
‫اليهود فل يريدون العتراف بأن لهــم أي حــق فــي‬
‫المساعدة التي تأتيهم من دولتهم‪ ،‬لنهم قد أبعدوا‬
‫إلى خارجها‪ ،‬وأما اللبنانيون فيريدون أن ل يتحملوا‬
‫تصرفات حكومــة اليهــود‪ ،‬ويزعمــون أن فــي ذلــك‬
‫ضغطا علــى اليهــود لعــادتهم‪ ،‬فــانقطع عنهــم كــل‬
‫شيء في ذلك الجبل وفشت في بعضهم المراض‬
‫وصورهم المحزنة تنقــل للعــالم كلــه عــبر التلفــاز‪،‬‬
‫عم له بــأنه‬‫وأصدر مجلس المن المريكي الذي ي ُْز َ‬
‫تــابع لهيئة المــم المتحــدة‪ ،‬قــرارا يــدين الدولــة‬
‫اليهودية ويطلــب منهــا إعــادة النظــر فــي قرارهــا‪،‬‬
‫وبعث النصــراني المتعصــب الحاقــد علــى الســلم‬
‫والمسلمين بطــرس غــالي أميــن عــام هيئة المــم‬
‫المتحدة‪ ،‬مندوبا عنه إلى دولة اليهود ودولــة لبنــان‬
‫للذن بإسعاف المظلومين‪ ،‬الذين يطلقــون عليهــم‬
‫كلمة مبعدين‪ ،‬ولكن كلتا الدولتين ردته على عقبــه‬
‫خائبا وهو يوالي ضحكاته في اجتماعاته مــع اليهــود‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪437‬‬

‫واللبنانيين وكأنه بعث لحضور عرس وليــس لنقــاذ‬


‫نفوس‪.‬‬
‫و هاأنا أكتب هــذه الصــفحات فــي يــوم الثلثــاء‬
‫الموافق ‪ 5‬مــن شــهر رجــب ســنة ‪1413‬هـــ‪-‬وهــم‬
‫على حالهم من الجوع والعطــش والــبرد والمــرض‬
‫وقد مضت عليهم اثنتا عشرة ليلة على تلك الحال‪،‬‬
‫والعــالم يتفــرج والمســلمون يتفرجــون والعــرب‬
‫يتفرجون!‪.‬‬
‫فهل من قســوة فــوق هــذه القســوة اليهوديــة‪،‬‬
‫وهل يمكن أن تكون في قلوب أعداء اللــه وأعــداء‬
‫رسله رحمة بعد هذه العمال‪1‬؟!‬
‫ص ـَبة إلــى‬
‫مغت َ ِ‬
‫وقد اضــطرت الدولــة اليهوديــة ال ُ‬
‫قبول عودتهم‪ ،‬لكثرة الحتجاجات العالمية‪ ،‬وزجــت‬
‫بكثير منهــم فــي الســجون بعــد أشــهر مــن البعــاد‬
‫والحرمــان مــن أي حــق يســتحقه أي حيــوان فــي‬
‫الرض!‬
‫هــؤلء هــم اليهــود وهــذا فعلهــم بــذرا ري مــن‬
‫آووهــم وحمــوهم‪ ،‬وفتحــوا لهــم أبــواب القتصــاد‬
‫والعلم والسياسة والحريــة العقديــة والعباديــة مــن‬
‫المســـلمين‪ ،‬عنـــدما كـــان النصـــارى يتتبعـــونهم‬
‫ويضطهدونهم‪ ،‬وينزلون بهم أنواع النكال فيجــازون‬

‫‪-1‬هذه الحادثة ل تحتــاج إلــى ذكــر مرجــع‪ ،‬ويكفــي أن يعــرف‬


‫القارئ التاريخ ثم يضع يده علــى أي جريــدة أو مجلــة فــي أي بلــد‬
‫وبأي لغة ليقرأ تفاصيل القصة‪ ،‬والذي يشاهد التلفاز ل يحتاج إلــى‬
‫قراءة‪ ،‬والذي سيقرأ القصة فــي المســتقبل يســتطيع البحــث عــن‬
‫شريط فيديو ليرى ما رأينا‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪438‬‬

‫الن أبنــاء المســلمين الــذين أحســنوا إليهــم كمــا‬


‫يجزى سنمار]راجع كتاب‪ :‬خطر اليهوديــة العالميــة‬
‫على السلم والمسيحية لعبد الله التل لمعرفة مــا‬
‫واجهه اليهود من مطاردة وقتل وتشريد في الدول‬
‫الوربية‪ ،‬وبخاصة بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وألمانيا‬
‫وغيرها كبولندا وإيطاليا ورومانيا وبلغاريا وسويسرا‬
‫وهنغاريا‪ ،‬وفي روســيا أيضــا‪ ،‬كــل ذلــك بســبب مــا‬
‫عرفه العالم من مكــر اليهــود وخبثهــم ومحــاولتهم‬
‫السيطرة على غيرهم واستعباد الشعوب‪ .‬ولم يجد‬
‫اليهــود مــن يجمعهــم ويرعــاهم ويحســن إليهــم إل‬
‫المسلمون في أسبانيا ثم في البلــدان الســلمية فــي‬
‫الشرق ‪.‬‬
‫وكان ينبغي أن يعتبر اليهود بما نــالهم مــن عــذاب‬
‫وقسوة من عهــد فرعــون إلــى عصــرنا هــذا‪ ،‬ويقــدروا‬
‫صفة الرحمة التي كانوا فــي أمــس الحاجــة إلــى مــن‬
‫يعاملهم بها فيدربوا أنفسهم على اكتسابها‪-‬وإن كــانت‬
‫مفقودة في قلوبهم‪-‬ولكنهم لــم يعتــبروا‪ ،‬بــل ل زالــت‬
‫قلـــوبهم تقســـو وتـــزداد غلظـــة كلمـــا زادت قـــوتهم‬
‫وسيطرتهم‪.‬‬
‫كانت كتابة هذه الســطور قبــل تســع ســنين‪ .‬وقــد‬
‫اشتدت المحنة على إخواننا الفلســطينيين‪ ،‬بعــد قيــام‬
‫الحــرة الجهاديــة الثانيــة‪-‬حركــة القصــى‪-‬الــتي أشــعل‬
‫فتيلهــا المجــرم شــارون‪ ،‬عنــدما دنــس بــدخوله باحــة‬
‫القصى بحماية الجيش اليهودي‪ ،‬بتاريخ ‪1/7/1421‬هـــ‬
‫ـ ‪28/9/2000‬م قبــل أن يكــون رئيســا للــوزراء‪ ،‬وهــو‬
‫اليوم]بعد أن أصبح رئيسا للــوزراء[ يعيــث فــي الرض‬
‫المباركــة فســادا ل يخفــى علــى أهــل الرض جميعــا‪،‬‬
‫بعون ومدد مــن الدولــة الصــليبية المعاصــرة]أمريكــا[‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪439‬‬

‫وحلفائها الوربيين‪ ،‬مع خذلن زعماء العالم السلمي‪،‬‬


‫وبخاصــة زعمــاء العــرب للمظلــومين مــن أبنــاء هــذا‬
‫الشعب المجاهد المسلم‪ ،‬وكأن المــر ل يعنــي هــؤلء‬
‫الزعماء‪ ،‬الذين سيتفرغ لهم اليهود بعــد القضــاء علــى‬
‫الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه]نرجو الله أل ّ‬
‫يحصل ذلك[ وسيقول كــل زعيــم عنــدئذ‪ :‬أكلــت يــوم‬
‫أكــل الثــور البيــض!هــؤلء هــم اليهــود‪ ،‬فمــا نصــيب‬
‫النصارى من الرحمة؟!‬
‫النموذج الثاني‪ :‬قسثثاة النصثثارى فثثي‬
‫العصور الماضية‪:‬‬
‫مــن الصــعب جــدا تتبــع المثلــة الدالــة علــى أن‬
‫الرحمة قد نزعت من قلــوب زعمــاء النصــارى وكــثير‬
‫من مفكريهــم‪ ،‬وأن القســوة والغلظــة والوحشــية قــد‬
‫حلت محلها‪ ،‬ويكفــي المــرء دليل علــى ذلــك أن يتتبــع‬
‫ممارســاتهم فــي هــذا العصــر‪ ،‬فــي مشــارق الرض‬
‫ومغاربها‪ ،‬عن طريق أجهزة إعلم النصــارى أنفســهم‪-‬‬
‫وما يخفونه أكبر‪-‬وبخاصة ما يســومون بــه المســلمين‬
‫من قتل وتشريد وظلم متعمد‪.‬‬
‫وســأكتفي بمثــالين بــارزين قــديمين داليــن علــى‬
‫قسوة كثير مــن النصــارى ووحشــيتهم وغلــظ قلــوبهم‬
‫وخلو قلوبهم تلك من الرحمة‪ ،‬قبل أن أنتقل إلى ذكر‬
‫بعض المثلة المعاصرة الدالة على ذلك‪.‬‬
‫المثال الول‪:‬‬
‫معاملة النصــارى فــي النــدلس للمســلمين الــذين‬
‫أسسوا في بلدهم‪-‬عندما فتحوها‪-‬حضــارة لــم تعهــدها‬
‫أوروبا ول غيرها من بلد العــالم‪ ،‬حــتى أشــرقت أنــوار‬
‫تلك الحضارة على أوروبا‪ ،‬وكانت هي منطلــق التقــدم‬
‫المادي الذي نشــاهده الن فــي الغــرب‪ ،‬ولــو أن أهــل‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪440‬‬

‫الغرب أخــذوا بتــوجيه المنهــج الســلمي كلــه‪ ،‬لكــانوا‬


‫حملة راية السلم وقادة المسلمين في العالم كله‪.‬‬
‫وشهد شاهد من أهله‍ا‪.‬‬
‫وسأنقل نصا فيه شيء مــن الطــول لهــذا المثــال‪،‬‬
‫مــن كتــاب لمؤلــف غربــي حــتى ينطبــق عليــه المثــل‬
‫القرآني السائر‪)) :‬وشهد شاهد من أهلها‪]((...‬يوسف‪:‬‬
‫‪.[36‬‬
‫قال غوســتاف لوبــون‪) :‬وعاهــد فردينانــد]نصــراني‬
‫أسباني كاثوليكي استولى على أخــر مملكــة إســلمية‬
‫وهــي غرناطــة ســنة ‪1492‬م‪ [.‬العــرب علــى منحهــم‬
‫حرية التدين واللغة‪ ،‬ولكنه في سنة ‪1499‬م‪ ،‬لــم تكــد‬
‫تحل حتى حل بالعرب دور الضطهاد والتعــذيب الــذي‬
‫دام قرونــا‪ ،‬والــذي لــم ينتــه إل بطــرد العــرب مــن‬
‫أسبانية‪ ،‬وكان تعميد العرب كرها فاتحــة ذلــك الــدور‪،‬‬
‫ثم صــارت محــاكم التفــتيش تــأمر بــإحراق كــثير مــن‬
‫المعمدين على أنهــم مــن النصــارى‪ ،‬ولــم تتــم عمليــة‬
‫التطهر بالنار إل بالتدريج‪ ،‬لتعذر إحــراق الملييــن مــن‬
‫العرب دفعة واحدة‪ ،‬ونصح كردينــال طليطلــة التقــي!‬
‫الذي كان رئيسا لمحاكم التفتيش‪ ،‬بقطع رؤوس جميع‬
‫مــن لــم يتنصــر مــن العــرب رجــال ونســاء وشــيوخا‬
‫وولدانا‪ ،‬ولم ير الراهــب الــدومينيكي "بليــدا" الكفايــة‬
‫في ذلك‪ ،‬فأشار بضرب رقاب من تنصر مــن العــرب‪،‬‬
‫ومن بقي على دينه منهــم‪ ،‬وحجتــه فــي ذلــك أن مــن‬
‫المستحيل معرفة صدق إيمان من تنصر مــن العــرب‪،‬‬
‫فمن المستحب إذن‪ ،‬قتل جميع العرب بحــد الســيف‪،‬‬
‫خل النار‬ ‫لكي يحكم الرب بينهم في الحياة الخرى وُيد ِ‬
‫من لم يكن صادق النصرانية منهم‪ ،‬ولم تــر الحكومــة‬
‫السبانية أن تعمل بما أشار به هذا الــدومينيكي الــذي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪441‬‬

‫أيده الكليروس في رأيه‪ ،‬لما قــد يبــديه الضــحايا مــن‬


‫مقاومة‪ ،‬وإنما أمرت في سنة ‪1610‬م بــإجلء العــرب‬
‫عن أسبانية‪ ،‬فقتل أكثر مهاجري العرب في الطريــق‪،‬‬
‫وأبدى ذلك الراهب البارع "بليدا" ارتيــاحه لقتــل ثلثــة‬
‫أرباع هؤلء المهاجرين في أثناء هجرتهــم‪ ،‬وهــو الــذي‬
‫قتل مائة ألف مهاجر من قافلة واحــدة‪ ،‬كــانت مؤلفــة‬
‫من أربعين ألفا ومائة ألــف مهــاجر )‪(140000‬مســلم‬
‫حينما كانت متجهة إلى إفريقية‪.‬‬
‫وخسرت أسبانية بذلك مليون مسلم مــن رعاياهــا‬
‫فــي بضــعة أشــهر‪ ،‬ويقــدر كــثير مــن العلمــاء‪ ،‬ومنهــم‬
‫"سيديو" عدد المسلمين الذين خسرتهم أســبانية منــذ‬
‫أن فتح "فرديناند" غرناطة حتى إجلئهم الخيــر بثلثــة‬
‫مليين‪ ،‬ول تعد ملحمة سان باتلمي إزاء تلــك المذابــح‬
‫سوى حادث تافه ل يؤبه له‪.‬‬
‫ول يسعنا سوى العتراف بأننا لم نجد بين وحوش‬
‫الفاتحين من يؤاخذ على اقــترافه مظــالم قتــل كتلــك‬
‫التي اقترفت ضد المسلمين‪.‬‬
‫وممــا يرثــى لــه أن حرمــت أســبانية عمــدا‪ ،‬هــؤلء‬
‫الملييــن الثلثــة الــذين كــانت لهــم إمامــة الســكان‬
‫الثقافية‪ ..‬والصناعية‪..‬‬
‫وسيرى القارئ في الفصل الذي خصصناه للبحــث‬
‫في وارثي العرب‪ ،‬مقدار النحطاط الــذي أســفر عــن‬
‫إبادة العرب‪ ،‬وإذا كنت قد أشــرت إلــى هــذا هنــا فلن‬
‫شأن العرب المدني لم يبد في قطر ملكوه كمــا أبيــد‬
‫في أســبانية‪ ،‬الــتي لــم تكــن ذات حضــارة تــذكر قبــل‬
‫الفتح العربي‪ ،‬فصارت ذات حضارة ناضــرة فــي زمــن‬
‫العرب‪ ،‬ثم هبطت إلى الدرك السفل مــن النحطــاط‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪442‬‬

‫بعد جلء العرب‪ ،‬وهذا مثــال بــارز علــى مــا يمكــن أن‬
‫يتفق لعرق من التأثير‪(...‬‬
‫المثال الثاني‪:‬‬
‫وممـــا يـــدل علـــى قســـوة كـــثير مـــن النصـــارى‬
‫ووحشيتهم وخلو قلوبهم مــن الرحمــة‪ ،‬مــا عــاملوا بــه‬
‫المسلمين في بعض الحروب الصليبية‪.‬‬
‫وأنقل في ذلك نصا فيه شــيء مــن الطــول كــذلك‬
‫لنفس الكاتب‪" :‬غوستاف لوبون" الذي قال‪:‬‬
‫)ويدل سلوك الصليبيين في جميــع المعــارك علــى‬
‫أنهم من أشد الوحوش حماقة‪ ،‬فقــد كــانوا ل يفرقــون‬
‫بين الحلفــاء والعــداء‪ ،‬والهليــن ال ْعُــزل والمحــاربين‪،‬‬
‫والنســاء والشــيوخ والطفــال‪ ،‬وقــد كــانوا يقتلــون‬
‫وينهبون على غيــر هــدى‪.‬ونــرى فــي كــل صــفحة مــن‬
‫الكتب التي ألفهــا النصــارى فــي ذلــك الزمـن براهيــن‬
‫على توحش الصــليبيين‪ ،‬ويكفــي لبيــان ذلــك أن ننقــل‬
‫الخبر التي الذي رواه الشاهد الراهب "روبــرت" عــن‬
‫سلوك الصليبيين الحربي وذلك بالضافة إلى ما حدث‬
‫حين الستيلء على القدس‪.‬‬
‫قال المؤرخ الراهب التقي! روبرت‪:‬‬
‫" وكان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح‬
‫البيوت‪ ،‬ليرووا غليلهــم مــن التقتيــل‪ ،‬وذلــك كــاللبؤات‬
‫التي خطفت صغارها‪ ،‬وكانوا يذبحون الولد والشــبان‬
‫والشــيوخ ويقطعــونهم إْربــا إْربــا‪ ،‬وكــانوا ل يســتبقون‬
‫إنسانا‪ ،‬وكانوا يشنقون أناسا كثيرين بحبل واحــد بغيــة‬
‫السرعة‪ ،‬فيا للعجب ويا للغرابة أن تذبح تلك الجماعة‬
‫الكبيرة المسلحة بأمضى ســلح مـن غيــر أن تقـاوم!]‬
‫يبدو أنه يســتبعد أن يكــون هــؤلء الضــحايا مســلحين‪،‬‬
‫لنهم لو كانوا مسلحين لدافعوا عن أنفسهم‪[ .‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪443‬‬

‫وكــان قومنــا يقبضــون علــى كــل شــيء يجــدونه‪،‬‬


‫فيبقرون بطون الموتى‪ ،‬ليخرجــوا منهــا قطعــا ذهبيــة‪،‬‬
‫فيا للشره وحب الذهب! وكانت الدماء تسيل كالنهار‬
‫في طرق المدينة المغطاة بالجثث فيا لتلك الشــعوب‬
‫العمي المعــدة للقتــل! ولــم يكــن بيــن تلــك الجماعــة‬
‫الكــبرى واحــد ليرضــى بالنصــرانية دينــا‪ ،‬ثــم أحضــر‬
‫"بوهيمونــد" جميــع الــذين أعتقلهــم فــي بـرج القصــر‪،‬‬
‫وأمر بضرب رقــاب عجــائزهم وشــيوخهم وضــعفائهم‪،‬‬
‫وبسوق فتيــانهم وكهــولهم إلــى إنطاكيــة لكــي يبــاعوا‬
‫فيها‪ ."...‬إلى أن قال‪:‬‬
‫"وكان سلوك الصليبيين حيــن دخلــوا القــدس غيــر‬
‫سلوك الخليفة عمر بن الخطــاب نحــو النصــارى حيــن‬
‫دخلها منذ بضــعة قــرون‪ ،‬قــال كــاهن مدينــة "لوبــوي"‬
‫"ريموند داجي"‪ :‬حدث ما هو عجب بيد العــرب عنــدما‬
‫اســتولى قومنــا علــى أســوار القــدس وبروجهــا‪ ،‬فقــد‬
‫قطعت رؤوس بعضهم‪.‬فكــان هــذا أقــل مــا يمكــن أن‬
‫يصيبهم)!( وبقــرت بطــون بعضــهم فكــانوا يضــطرون‬
‫إلى القذف بأنفسهم من على السوار‪ ،‬وحرق بعضهم‬
‫في النار‪ ،‬فكان ذلك بعد عذاب طويــل‪ ،‬وكــان ل يــرى‬
‫فــي شــوارع القــدس وميادينهــا ســوى أكــداس مــن‬
‫رؤوس العــرب وأيــديهم وأرجلهــم‪ ،‬فل يمــر المــرء إل‬
‫على جثث قتلهم‪ ،‬ولكن كل هذا لم يكن ســوى بعــض‬
‫ما نالوا‪."...‬‬
‫وروى ذلك الكاهن الحليــم خــبر ذبــح عشــرة آلف‬
‫مســلم فــي مســجد عمــر‪ ،‬فعــرض الوصــف اللطيــف‬
‫التي‪:‬‬
‫" لقد أفرط قومنــا فــي ســفك الــدماء فــي هيكــل‬
‫سليمان‪ ،‬وكانت جثث القتلى تعــوم فــي الســاحة هنــا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪444‬‬

‫وهناك‪ ،‬وكــانت اليــدي والذرع المبتــورة تســبح كأنهــا‬


‫تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها‪ ،‬فإذا ما اتصــلت ذراع‬
‫بجسم لم يعرف أصلها‪ ،‬وكان الجنود الذي أحدثوا تلك‬
‫الملحمة ل يطيقون رائحة البخار المنبعثة من ذلــك إل‬
‫بمشقة‪"...‬‬
‫قسوة النصارى ووحشيتهم فثثي هثثذا‬
‫العصر‪:‬‬
‫أما المثلة على قساوة قلوب النصــارى وغلظتهــم‬
‫ووحشيتهم في هذا العصر وبخاصــة علــى المســلمين‪،‬‬
‫فــالكرة الرضــية كلهــا تشــهد بهــا وتئن مــن وطئتهــا‪،‬‬
‫وســـاكنو هـــذا الكـــوكب يقـــرؤون ذلـــك ويســـمعونه‬
‫ويشاهدونه في كل مكان]ل نريد الحديث عن الفظائع‬
‫الــتي أرتكبهــا النصــارى فــي القــارات الــتي احتلوهــا‬
‫بالكامل وقضوا على سكانها بدون رحمة وجعلــوا مــن‬
‫بقى منهم ذليل مهانا أقل عنــدهم مــن رتبــة الحيــوان‪،‬‬
‫كمــا هــو الحــال فــي أمريكــا الشــمالية والجنوبيــة‬
‫واستراليا‪ ،‬ول الحديث عن تجارة الرقيق الــتي عمــت‬
‫أقطار إفريقية وأسهمت فيها كل دول النصــارى فهــذا‬
‫أمر يطول )راجع كتاب إفريقيا السلمية للدكتورة عنايــات الطحــاوي ص‬
‫‪.[.(231‬‬
‫فقد عاثت الــدول النصــرانية فســادا‪ ،‬اعتــدت فيــه‬
‫علــى مــا اتفقــت المــم علــى وجــوب حفظــه‪ ،‬مــن‬
‫الضرورات التي ل تحيى تلك المم إل بحفظها‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫النفوس والعقول والنسل والمــال‪-‬إضــافة إلــى الــدين‬
‫ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫أول‪ :‬في القارة الفريقية‪:‬‬
‫فقــد تــداعت دول أوروبــا النصــرانية علــى البلــدان‬
‫الفريقية‪ ،‬في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ووســطها‪،‬‬
‫وتقاسموها فيمــا بينهــم‪-‬علــى شــدة الختلفــات الســائدة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪445‬‬

‫بينهم‪-‬وأنزلوا بسكانها من الدمار والهلك‪ ،‬مــا تتــورع عنــه‬


‫الوحوش في غاباتهــا‪ ،‬قضــوا فــي كــل بلــد علــى زعمــائه‬
‫وقادته وسفكوا دماء اللف من أبنائه‪ ،‬بــدون تفرقــة بيــن‬
‫الرجال والنساء‪ ،‬والشيوخ والكهول والشــباب والطفــال‪،‬‬
‫وشردوا اللف المؤلفة‪ ،‬وحرموا من بقــي فــي البلد مــن‬
‫أقل حقوق النسان التي يتشدق النصارى بالــدعوة إليهــا‪،‬‬
‫فأذلوا بذلك سكان البلدان الفريقيــة كلهــم واســتعبدوهم‬
‫ونهبوا خيراتهم‪ ،‬كل ذلك باسم الستعمار والتحرير‪.‬‬
‫في شمال إفريقيا‪:‬‬
‫فقد نقل المير شكيب أرسلن عن بعض المراســلين‬
‫الوروبييـــن الـــذين رافقـــوا الجيـــوش اليطاليـــة عنـــدما‬
‫اغتصبت ليبيا شيئا‪ ،‬يســيرا ممــا ذكــره أولئك المراســلون‬
‫وشاهدوه من أعمال غزاة النصارى الوحشية‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫)وليس المسلمون وحدهم هم الذين شــاهدوا أعمــال‬
‫الطليان وضجوا منها‪ ،‬بل ثمة كثير من الفرنــج شــاهدوها‬
‫وأنكروهـــا‪ ،‬ومـــن ذلـــك المســـتر "فرانســـس مـــاكول"‬
‫النجليــزي الــذي كــان مرافقــا للجيــش اليطــالي فــي‬
‫طرابلس عند الحتلل وشــاهد تلــك الفظــائع بعينــه‪ ،‬فقــد‬
‫قال‪" :‬أبيت البقاء مع جيش ل هــم لــه إل ارتكــاب جــرائم‬
‫القتل‪ ،‬وإن ما رأيته من المذابح‪ ،‬وترك النساء المريضات‬
‫العربيات وأولدهن يعالجون سكرات الموت علــى قارعــة‬
‫الطريــق جعلنــي أكتــب للجنــرال "كانيفــا" كتابــا شــديد‬
‫اللهجة‪ ،‬قلت لــه‪ :‬إنــي أرفــض البقــاء مــع جيــش ل أعــده‬
‫جيشا‪ ،‬بل عصابة من قطاع الطرق والقتلة(‪.‬‬
‫)ومن ذلك شــهادة الكــاتب اللمــاني "فــون غوتــبرغ"‬
‫الذي قال‪ " :‬إنه لم يفعل جيش بعدوه من أنواع الغدر مــا‬
‫فعله الطليــان فــي طرابلــس‪ ،‬فقــد كــان الجنــرال كانيفــا‬
‫يستهين بكل قانون حربــي‪ ،‬ويــأمر بقتــل جميــع الســرى‪،‬‬
‫ســواء أقبــض عليهــم فــي الحــرب أو فــي بيــوتهم‪ ،‬وفــي‬
‫سيراكوزه الن كثير من الســرى الــذين لــم يؤســر واحــد‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪446‬‬

‫منهم في الحرب‪ ،‬وأكثرهم من الجنــود الــذين تركــوا فــي‬


‫مستشفى طرابلس‪.‬‬
‫وقد قبض الطليان على ألوف من أهل طرابلــس فــي‬
‫بيوتهم ونفوهم‪ ،‬بدون أدنى مسوغ إلى جزر إيطاليا حيــث‬
‫مات أكثرهم من سوء المعاملة‪.‬‬
‫وأقر ما قاله "هرمان رنولوف" المراســل النمســاوي‬
‫الحربي فقد وجد في الباخرة التي نقلت جانبا مــن هــؤلء‬
‫السرى فوصف تلك الحالة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫" فــي الســاعة السادســة مــن مســاء كــل يــوم يكبــل‬
‫هؤلء المرضى بالحديد في اليد اليمنى والرجل اليســرى‪،‬‬
‫حقا إن موسيقى هذه السلســل تتفــق مــع المدنيــة الــتي‬
‫نقلتها إيطاليا إلى إفريقيا‪ ،‬ل ريب أن الطليــان قــد أهــانوا‬
‫كثيرا‪ ،‬فلم يكف أنهــم أســقطوا منزلــة أوروبــا العســكرية‬
‫فــي نظــر إفريقيــا‪ ،‬حــتى شــوهوا اســم النصــرانية أمــام‬
‫السلم "ثــم قــال‪ ":‬وقــد قتــل الطليــان فــي غيــر ميــدان‬
‫الحــرب كــل عربــي زاد عمــره علــى أربــع عشــرة ســنة‪،‬‬
‫ومنهم من اكتفوا بنفيه‪.‬‬
‫وأحــرق الطليــان فــي ‪ 26‬أكتــوبر ســنة ‪1911‬م حيــا‬
‫خلف بنك روما‪ ،‬بعد أن ذبحوا أكــثر ســكانه بينهــم النســاء‬
‫والشيوخ والطفــال "قــال‪ ":‬ورجــوت طبيــبين عســكريين‬
‫مـــن أطبـــاء المستشـــفى‪ ،‬أن ينقلـــوا بعـــض المرضـــى‬
‫والمصابين المطروحين على الرض تحت حرارة الشمس‬
‫فلم يفعل‪ ،‬فلجأت إلى راهــب مــن كبــار جمعيــة الصــليب‬
‫الحمر‪ ،‬هو الب "يوسف بافيلكو" وعرضت عليــه المــر‪،‬‬
‫وأخبرت شابا فرنســيا أيضــا‪ ،‬لكــن الب "بــافيلكو" حــول‬
‫نظره عني ونصح الشاب بأن ل يزعج نفسه بشأن عربــي‬
‫في سكرات الموت‪ ،‬وقال‪" :‬دعه يموت"‪.‬‬
‫قلت )القائل هو المير أرسلن(‪" :‬ليتأمــل القــارئ أن‬
‫هذا الذي يقول هذا القول هــو قســيس يزعــم أنــه ممثــل‬
‫المسيح على الرض‪ ،‬وأنه من رجال الصليب الحمــر‪ ،‬أي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪447‬‬

‫الجمعية التي تزعم أنها تخــدم النســانية بل اســتثناء" ثــم‬


‫قال هذا المراسل النمساوي‪" :‬ورأيت على مسافة قريبة‬
‫جنــديا إيطاليــا يرفــس جثــة عربــي برجلــه‪ ،‬وصــباح اليــوم‬
‫التالي وجدت الجرحى والمرضــى الــذين رجــوت الراهــب‬
‫من أجلهم قد ماتوا‪ "...‬ثم قال‪" :‬رأينا طائفة مــن الجنــود‬
‫تطوف الشوارع مفرغة رصاص مسدساتها في قلب كــل‬
‫عربــي تجــده فــي طريقهــا‪ ،‬قــد نــزع أكــثرهم معــاطفهم‪،‬‬
‫ورفعوا أكمام قمصانهم كأنهم جزارون‪"......‬‬
‫ذ‪-‬قلت ]القــائل هــو شــكيب‬ ‫وقال مراسل التايمز يومئ ٍ‬
‫أرســلن[‪ :‬ول يجــوز أن ننســى أن غــارة إيطاليــا علــى‬
‫طرابلس كانت بالتفــاق مــع فرنســا وإنجلــترا‪ ،‬استرضــاء‬
‫ليطاليا على إثر تقاسم إنكلترا وفرنسا مصر والمغــرب‪:-‬‬
‫"إن قسوة النتقام التي استعملها الطليان في وقعة يــوم‬
‫الثنين يليــق أن يقــال عنهــا إنهــا أعمــال قتــل عــام‪ ،‬فقــد‬
‫فتكوا بكثير من البرياء‪ ،‬وستبقى ذكرى هذا النتقام زمنــا‬
‫طويل"‪.‬‬
‫وقال المسي كسيرا مراســل جريــدة " إكسليســيور"‬
‫الباريســية‪ ":‬ل يخطــر ببــال أحــد مــا رأينــاه بأعيننــا مــن‬
‫مشاهد القتل العــام ومــن أكــوام جثــث الشــيوخ والنســاء‬
‫والطفال‪ ،‬يتصاعد منها الدخان تحــت ملبســهم الصــوفية‬
‫كــالبخور يحــرق أمــام مذبــح مــن مذابــح النصــر البــاهر‪،‬‬
‫ومررت بمائة جثــة بجــانب حــائط قضــي عليهــم بأشــكال‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫وما فررت من هذا المنظــر حــتى تمثلــت أمــام عينــي‬
‫عائلــة عربيــة قتلــت عــن آخرهــا‪ ،‬وهــي تســتعد للطعــام‪،‬‬
‫ورأيت طفلة صغيرة أدخلت رأســها فــي صــندوق حــتى ل‬
‫ترى ما يحل بهــا وبأهلهــا‪ .‬إن اليطــاليين فقــدوا عقــولهم‬
‫وإنسانيتهم من كل وجــه"‪](....‬حاضــر العــالم الســلمي )‬
‫‪ (128-264‬ذكر فيها المير شكيب أرسلن مــن الفظــائع‬
‫الوحشية الــتي قــام بهــا النصــارى اليطــاليون مــا ل يكــاد‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪448‬‬

‫يصدقه العقل فراجع ذلك إن شــئت والتاريــخ السـلمي )‬


‫‪.[.(14/24‬‬
‫هذه نصوص مختزلة لبعض المراسلين الوروبيين عن‬
‫وحشية النصارى وقســاوة قلــوبهم وخلوهــا مــن الرحمــة‪،‬‬
‫في بلد واحد وهو ليبيا ومن جيــش بلــد أوروبــي نصــراني‬
‫واحد‪ ،‬هو الجيش اليطالي برضا الدول النصرانية الخرى‬
‫فــي أوروبــا‪ ،‬وهــو مثــال ينطبــق علــى كــل البلــدان الــتي‬
‫اغتصبها النصارى في إفريقيا‪-‬وغيرها‪.-‬‬
‫والعــالم كلــه يعــرف غلظــة النصــارى الفرنســيين‬
‫وقسوتهم ووحشيتهم التي عاملوا بهــا الشــعب الجــزائري‬
‫الــذي قــدم مليــون شــهيد‪ ،‬فــي ســبيل إزاحــة نيــر أولئك‬
‫القساة من على كاهله‪ ،‬مع إهانة مقدساته والعتداء على‬
‫مساجده‪ ،‬التي حولوها إلى كنائس ودنسوها بالشرك بدل‬
‫من التوحيــد الــذي كــان يعمرهـا]راجــع كتــاب‪ :‬الســتعمار‬
‫أحقــاد وأطمــاع للســتاذ محمــد الغزالــي ص ‪ .37‬وراجــع‬
‫كــذلك التاريــخ الســلمي ‪ 14/229‬ومــا بعــدها لمحمــود‬
‫شاكر‪.[ .‬‬
‫وحدث عن قســوة النصــارى واليهــود مجتمعيــن علــى‬
‫المســلمين اجتماعــا مباشــرا‪ ،‬كمــا حصــل مــن بريطانيــا‬
‫وفرنسا ودولة اليهود على مصر المسلمة‪ ،‬ول حرج‪.‬‬
‫واقــرأ الســطور القليلــة التيــة الــتي ســطرها الشــيخ‬
‫محمد الغزالي )’( عن العدوان الثلثي على مصــر‪":‬وإنــي‬
‫ساعة كتابة هذه السطور أستمع إلى روايــة شــاهد عيــان‬
‫يصــف غــزو الحلفــاء الثلثــة‪ :‬إنجلــترا وفرنســا وإســرائيل‬
‫لمدينة ‪ ,,‬بور سعيد‪ ،،‬قال‪ :‬بذل الهلون قصــارا هــم فــي‬
‫رد الجنود الهابطين بالمظلت‪ ،‬واستطاعوا مغالبة الفواج‬
‫الولــى منهــم‪ ،‬بيــد أنهــم بوغتــوا بمئات الطــائرات ترجــم‬
‫المدينـــة بقـــذائفها الحارقـــة‪ ،‬وكـــان الفـــق مليئا بهـــذه‬
‫السراب المغيرة‪ ،‬تغدو وتروح‪ ،‬وهي تفرغ الهلك في كل‬
‫مكان!‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪449‬‬

‫خمسمائة غارة في هذا اليوم الغبر‪-‬كما نطقت بذلك‬


‫بلغات العدو‪-‬وانضمت سفن السطول إلى هذا الهجــوم‪،‬‬
‫فأخــذت تطلــق مــدافعها علــى المدينــة اللغبــة‪ ،‬فرئيــت‬
‫القصور والنار تخرج من نوافذها‪ ،‬ثم مــا هــي إل لحظــات‬
‫حتى تندك فوق رؤوس ساكنيها‪.‬‬
‫وسرى الرعب إلــى الحيوانــات الــتي تقطــن المدينــة‪،‬‬
‫فانسابت تجري فــي شــوراعها علــى غيــر هــدى‪ ،‬غيــر أن‬
‫الرصــاص المنهمــر ل يــدعها تصــل إلــى مهــرب‪ ،‬فــأين‬
‫المهرب للنسان والحيوان في هذا البلء المحيط؟ ولذلك‬
‫تجاورت في الميادين والزقــة جثــة كلــب شــارد وإنســان‬
‫بائس… وكانت الجثث المتناثرة كأوراق الشجر الساقطة‬
‫في فصل الخريف‪ ،‬تكسو الرض المخضبة في منظر يثير‬
‫اللوعة وأحيانا تجد كوما مــن المــوتى وقــع بعضــهم علــى‬
‫كموا هكذا بفعل فاعل؟‪ ...‬لله كم هــي‬ ‫ُ‬
‫بعض فتتساءل‪ :‬أر ِ‬
‫رخيصـــة دمـــاء أولئك المســـلمين؟!]الســـتعمار أحقـــاد‬
‫وأطماع ص ‪[.131 ،130‬‬
‫أمــا مــا فعلــه الســتعمار الفرنســي ثــم الســتعمار‬
‫النجليزي في مصر فله شأن آخر وكذلك في الســودان‪].‬‬
‫راجع شيئا مــن فظــائع الفرنســيين فــي مصــر فــي نفــس‬
‫الكتاب ص ‪[.169 ،152‬‬
‫في شرق إفريقيا‪:‬‬
‫ول يختلف ظلم النصارى الحباش‪ ،‬وبخاصة فــي عهــد‬
‫الطاغيــة هيلسلســي‪ ،‬عــن ظلــم النصــارى الوروبييــن‬
‫للمسلمين وقســوتهم‪ ،‬إل فــي أن ظلــم نصــارى الحبشــة‬
‫وقهرهم للمسلمين مستمر طويل لنه صــادر مــن قســاة‬
‫قلوب حــاكمين مــن أهـل البلد أنفســهم‪ ،‬أمـا الوروبيــون‬
‫فاغتصــابهم للبلد طــارئ‪ ،‬ومقاومــة الطــارئ مهمــا عــتي‬
‫وتجبر أخف من مقاومة طاغ أصيل فــي البلد‪ ،‬يمكنــه أن‬
‫ينال عون الظــالم الجنــبي الطــارئ‪ ،‬كمــا حصــل لــوحش‬
‫الحبشة الذي أيدته جميــع الــدول النصــرانية فــي الغــرب‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪450‬‬

‫لنزال الضربات القاســية علــى المســلمين قتل وتشــريدا‬


‫وإذلل واعتــداء علــى كــل ضــرورات الحيــاة‪ ،‬هــذا مــع أن‬
‫نســبة المســلمين فــي البلد تفــوق نســبة غيرهــم‪ ،‬ولكــن‬
‫عدوهم ينكر ذلك ويدعي العكس‪ ،‬وتعدت قسوتهم حــدود‬
‫الحبشة إلى الوغادين الصومالية‪.‬فكم قتلوا من النفــوس‬
‫وكم هدموا من القرى وكم شردوا من البشر !‬
‫أما "إريتريا" المسلمة فقــد دمروهــا وأحرقوهــا حرقــا‬
‫وأبادوا شعبها إبادة جماعية‪ ،‬برغم مقاومته الباسلة‪.‬‬
‫يقــول هــارون آدم علــي‪ " :‬تمكنــت حركــة الكفــاح‬
‫المســلح للشــعب الريــتري فــي الفــترة مــن ‪1381‬هـــ‪-‬‬
‫‪1386‬هـ مــن تصــعيد عملياتهــا الجهاديــة بأســلوب حــرب‬
‫العصــابات‪ ،‬حــتى اســتطاعت اســتقطاب الجمــاهير فــي‬
‫الريــف الريــتري‪ ،‬وأصــبحت عملياتهــا العســكرية تقــض‬
‫مضاجع الستعمار الثيوبي‪) ...‬و( جــن جنــون المــبراطور‬
‫هيلسلسي‪ ،‬فأمر قــواته بــالزحف علــى الريــف الريــتري‬
‫معقل الثوار برا وجوا للقضاء على اليابس والخضر‪ ،‬دون‬
‫تمييز بين الثوار والشعب العزل مــن النســاء والطفــال‪،‬‬
‫بــل أمــر جنــوده بإبــادة مــا يصــادفونه مــن المــواطنين‬
‫بالرصاص وإضرام النار فــي المنــازل‪ ،‬حيــث عمــت البلد‬
‫في عام ‪1387‬هـ سلسلة من المجازر البشرية مــا تفــوق‬
‫في قسوتها مجازر دير ياســين بفلســطين وشــارب بفيــل‬
‫فــي جنــوب إفريقيــا‪ ،‬إذ ســقط خلل عــدة شــهور مــن‬
‫القصف الجوي الثيوبي أكثر من ‪ 60‬ألف مواطن‪ ،‬جلهــم‬
‫من النساء والطفال والكهول‪ ،‬ودمــرت أكــثر مــن ‪1500‬‬
‫قرية‪ ،‬وقتل ما يقارب المليون رأس من الثروة الحيوانية‪،‬‬
‫بالضــافة لنتهــاك الحرمــات وعمليــات النهــب والســلب‬
‫والتــدمير الــتي مارســتها قــوات الحتلل الثيــوبي ضــد‬
‫الشــعب الريــتري‪ "...‬ول زال المســلمون فــي إريتريــا‬
‫يعانون عنتا من النصــارى‪ ،‬وبخاصــة بعــد اســتيلء الحــزب‬
‫النصراني على البلد الن‪ ،‬بقيادة أسياسي أفورقي الــذي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪451‬‬

‫ارتمــى فــي أحضــان اليهــود وأنــزل مــن الذى والتشــريد‬


‫بالمسلمين ما يندى له الجبين‪.‬‬
‫ولعل هذه النماذج لقسوة النصارى في شمال إفريقيا‬
‫وشرقها كافيــة لليقيــن بــأن هــؤلء الجلف العتــاة الــذين‬
‫يزعمون التمدن وحماية حقوق النســان و إعمــار الرض‬
‫وتحضير النــاس والرتقــاء بهــم‪ ،‬قــد نزعــت الرحمــة مــن‬
‫قلوبهم‪.‬‬
‫ول داعي لزيادة ذكر نمــاذج فــي بقيــة بلــدان إفريقيــا‬
‫في غربهــا ووســطها وجنوبهــا‪ ،‬فالنمــاذج متقاربــة‪ ،‬ولكــن‬
‫يضاف إلى أعمال الغاصبين الوروبيين في غرب إفريقيــا‬
‫ووسطها‪ ،‬أنهم اتخذوا الجنس البشري بضاعة مزجــاة‪ ،‬إذ‬
‫كانوا يصطادون أهــل البلد رجــال ونســاء وصــغارا وكبــارا‬
‫بأعداد هائلــة ويملئون بهــم الســفن الــتي تبحــر بهــم إلــى‬
‫بلدان أوروبــا وأمريكــا‪ ،‬ليــبيعوهم عبيــدا بــأبخس الثمــان‪،‬‬
‫حيــث يســتعبدهم الجنــس البيــض ويرهقهــم بالعمــال‬
‫الشاقة‪ ،‬ليجود عليهم بلقمة العيش التي يبقون بها أحيــاء‬
‫يكــدون ويكــدحون فــي المــزارع والمصــانع‪ ،‬ويعــاملونهم‬
‫معاملــة أدنــى مــن معاملــة الحيــوان‪ ،‬فل يســاكنونهم ول‬
‫يؤاكلونهم ول يشار بونهم‪ ،‬ول يســمحون لهــم أن يلبســوا‬
‫مثل لباسهم‪ ،‬ول يركبوا مركوباتهم‪ ،‬ول يأذنون لهم بتلقي‬
‫التعليم مثلهم‪ ،‬وعندما انفرج المر قليل أذن لهم بــالتعليم‬
‫في مدارس خاصة بهم ل يختلطون بالبيض في مدارسهم‬
‫‪ ،‬وكان كثيرا من هؤلء الفارقة مسلمين‪.‬ولم تلغ التفرقة‬
‫العنصــرية البغيضــة قانونــا إل بعــد كفــاح مريــر ومعانــاة‬
‫شديدة مروا بها‪.‬‬
‫ول زال الحتقــار عمليــا موجــودا ضــد الفارقــة فــي‬
‫أمريكا‪ ،‬وكــان أول حصــن يحتمــون بــه مــن تلــك التفرقــة‬
‫العنصــرية ويكــافحون الجنــس البيــض انطلقــا منــه‪ ،‬هــو‬
‫السلم الذي اعتنقه أليجا محمد مــن أجــل تحريــر قــومه‬
‫مــن ذلــك الظلــم الغاشــم‪ ،‬وكــان فهمــه للســلم فهمــا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪452‬‬

‫منحرفــا‪ ،‬وبعــد وفــاته خلفــه ابنــه وارث الــدين الــذي بــدأ‬


‫يتفهم السلم شيئا فشيئا‪ ،‬بسبب زياراته للحرمين ولقائه‬
‫العلماء في الحجاز واتصاله بالمســلمين العــرب وغيرهــم‬
‫به في أمريكا حتى تخلــص مــن مفــاهيم والــده الخطيــرة‬
‫للسلم‪.‬‬
‫وأصبح هو وقومه الن أقرب إلى فهم السلم‪ ،‬وبذلك‬
‫أصبحت عندهم عزة وبدأ المريكيون يحترمونهم‪.‬‬
‫قسوة النصارى في آسيا‪:‬‬
‫قســوة النجليــز علــى أهــل فلســطين قبـل أن تســلم‬
‫أرضهم لليهود‪.‬‬
‫وقــد ذكــر نبــذة مختصــرة مــن ذلــك الشــيخ الغزالــي‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫)تفننــت الســلطة البريطانيــة فــي أســاليب التعــذيب‬
‫ووسائله‪ ،‬واستخدمت العلم وأدواته لنزال أشد ما يمكــن‬
‫من اللم بأهالي فلسطين‪ ،‬والتعذيب عندهم على نوعين‪:‬‬
‫تعذيب فردي لكراه الفرد على العتراف‪ .‬وهو مــا يجــري‬
‫عادة في سراديب تحت الرض]وهــو أســلوب متبــع لــدى‬
‫كل من انتزعت الرحمة من قلبه حتى من المنتسبين إلى‬
‫الســـلم‪ ،‬كمـــا ســـيأتي‪ [ .‬وتعـــذيب عـــام يرتكـــب فـــي‬
‫الجماعات لرهاب الهلين وإرهاقهم‪ ،‬وهو ما يجري علــى‬
‫مل من الناس في البيوت والطرق وســاحات القــرى فــي‬
‫الليل والنهار‪.‬‬
‫التعذيب الفردي‬
‫]وهــو أيضــا أســلوب متبــع يمارســه الن اليهــود فــي‬
‫فلسطين والعلمانيون في بلد المسلمين‪[.‬‬
‫‪-1‬الزنزانة‪ :‬وهي سجن ضــيق ل يكــاد يســع النســان‪،‬‬
‫وطعام السجين كسرة صغيرة من الخبز الرديء مع قليل‬
‫من الماء‪.‬‬
‫‪-2‬الضرب‪ ،‬وهم يضربون الشــخص بالســياط واليــدي‬
‫والرجل‪ ،‬حــتى يغمــى عليــه‪ ،‬وتتــورم الــرجلن مــن كــثرة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪453‬‬

‫الضرب‪ ،‬ثم يضعونه تحت صنابير الماء البــارد زيــادة فــي‬


‫إيلمه‪.‬‬
‫‪-3‬التهديد بالقتــل‪ ،‬يخرجــون المسدســات‪ ،‬ويصــوبونها‬
‫إلى وجهه‪ ،‬ويهددونه بإطلقها عليه‪.‬‬
‫‪-4‬الزجاج والمسامير‪ ،‬يكرهونه على السير فوق قطع‬
‫من الزجاج والمسامير‪ ،‬ويكرهونه على القفز فوقها‪ ،‬فإذا‬
‫توقف ضربوه بالسياط‪ ،‬فل يزال يقوم ويقع والدم ينــزف‬
‫من رجليه ويديه وسائر جســمه‪ ،‬حــتى يرتمــي آخــر المــر‬
‫منهوكا أو مغمى عليه‪ ،‬وينزعون ثيــابه‪ ،‬ويضــربونه بــألواح‬
‫من خشب فيها مسامير فيسيل دمه‪.‬‬
‫‪-5‬أو يجلســونه علــى خشــبة خــازوق ويربطــون فــي‬
‫رجليه أثقال من أكياس الرمل‪ ،‬حتى يغمى عليه‪.‬‬
‫‪-6‬أو يربطون إبهامي رجليــه بســلك مــن الحديــد‪ ،‬ثــم‬
‫يشدونه حتى تكاد إبهامه تنقطع‪.‬‬
‫‪-7‬أو يربطون أعضاءه التناسلية برباط متصــل ب ِب َ ْ‬
‫كــرة‬
‫من السقف‪ ،‬ثم يجذبون الحبل شــيئا فشــيئا حــتى يغمــى‬
‫عليه‪ ،‬وكثيرا ما قطعوا عضوه التناسلي‪.‬‬
‫‪-8‬تقطيع الظافر والشعر بكلليــب خاصــة‪ ،‬ويشــدونه‬
‫من شاربه ولحيته وينتفون شعره‪.‬‬
‫‪-9‬صب الماء فــي الجــوف‪ ،‬ويصــبون المــاء فــي فمــه‬
‫بواسطة قمع خاص‪ ،‬حــتى يملئوا جــوفه‪ ،‬وينتفــخ كالقربــة‬
‫ويتألم أشد اللم‪.‬‬
‫‪-10‬الكي بالنار‪ ،‬ويحمون أســياخ الحديــد حــتى تلتهــب‬
‫كــالجمر‪ ،‬ثــم ينخســونه بأطرافهــا‪ ،‬ويــأتون بالمســامير‬
‫المحماة بالنار ويغرسونها تحت أظافره‪.‬‬
‫‪-11‬التعــذيب بالكهربــاء‪ :‬يضــعون فــي يــديه جهــازا‬
‫كهربائيا ويسلطون عليه تيارا كهربائيا أقل قوة مما يكفي‬
‫للموت فيرتعد ويضطرب ويختلــج‪ ،‬ول يســتطيع أن يلقــى‬
‫الجهاز من يديه‪.‬‬
‫‪-12‬الفعل الشنيع!‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪454‬‬

‫‪-13‬سلخ قدمي المعذب‪ ،‬وصب الزيت المغلي عليها‪،‬‬


‫ونسف الرجال بالديناميت‪ ،‬كما حدث في قرية الزيت‪.‬‬
‫‪-14‬ينقلونه إلى المستشفى‪ ،‬حتى إذا شــفي أرجعــوه‬
‫إلى التعذيب ثانية‪.‬‬
‫‪-15‬يخفون الشخص الذي يظهــر عليــه أثــر التعــذيب‪،‬‬
‫وأحيانا يقتلونه‪ ،‬ليخفوا أثر الجريمة‪.‬‬
‫‪-16‬التعذيب بالغراق‪ ،‬يلقونه في البحر حــتى يشــرف‬
‫على الغرق‪ ،‬لكراهه على العتراف‪.‬‬
‫‪-17‬المسكرات والمخدرات‪ ،‬يجرعونها للقرويين كرها‬
‫يصــبونها بحلــوقهم‪ ،‬ويحقنــونهم بــالمورفين‪ ،‬ويســممونهم‬
‫بالكوكــايين والهرويــن‪ ،‬كمــا جــرى مــع رفــاق الشــهيد‬
‫المرحوم الشيخ فرحان السعدي‪.‬‬
‫‪-18‬يعـــدون ســـراديب خاصـــة للتعـــذيب فـــي دائرة‬
‫المباحث الجنائية بالقدس وغيرها‪ ،‬فلما يجيء دور الرجل‬
‫المراد تعذيبه‪ ،‬يأخذونه إلى أقبية التعذيب‪ ،‬وهــو معصــوب‬
‫العينين بعد منتصف الليل‪ ،‬وبعد إغمائه من اللــم ينقلــونه‬
‫إلى مخفر البوليس‪ ،‬ثــم إذا أفـاق يعــودون بــه إلــى أقبيــة‬
‫التعذيب‪.‬‬
‫‪-19‬يخفون المعذبين عن أهلهم وسائر الناس‪ ،‬لكي ل‬
‫يمكنوا أحدا من زيارتهم أو معرفة مكانهم‪.‬‬
‫فإذا فرغوا مــن تعــذيبهم وزال أثــر التعــذيب‪ ،‬نقلــوهم‬
‫إلى سجن القدس أو عكا أو معتقل الزرعة‪.‬‬
‫التعذيب العام‪.‬‬
‫عنــدما يعجــز الجيــش عــن أن ينــال مــن المجاهــدين‪،‬‬
‫ينقلب إلى الفلحين المساكين المنين في بيــوتهم ينتقــم‬
‫منهم‪ ،‬ويشفي صدره بتعذيبهم بالضــرب الشــديد بأعقــاب‬
‫البنادق والهراوات الغليظــة بل شــفقة ول رحمــة‪ ،‬وبــدون‬
‫تفريق بين الصغار والكبار والرجال والنساء‪ ،‬يسمون هــذا‬
‫العمل عملية تفتيشية‪ ،‬ويرتكب خللها من الفظائع أشكال‬
‫وألوانــا‪ ،‬وكــل القــرى ذاقــت فظاعــة التفــتيش‪ ،‬ويتخللــه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪455‬‬

‫تخريـــب الـــبيوت ونســـفها بالـــديناميت‪ ،‬وإتلف أمتعـــة‬


‫الفلحين ومؤنهم ونهب الحلي والمــوال‪ ،‬وترويــع النســاء‬
‫والطفال‪ ،‬وقتل المنين على قارعة الطريــق مــن رجــال‬
‫ونساء وأطفال ]الســتعمار أحقــاد وأطمــاع ‪ ،280‬ـ ‪[288‬‬
‫]‪.‬وقد كانت هــذه الســاليب مــن النجليــز نــواة لســاليب‬
‫اليهود في فلسطين الن‪ ،‬وهاهم اليوم قد نفوا أكــثر مــن‬
‫أربعمائة من خيرة المسلمين في فلسطين إلى جبل فــي‬
‫مرج الزهور في فصــل الشــتاء القــارص بــدون طعــام ول‬
‫شراب ول دواء ومر عليهــم فــي هــذا التعــذيب الجمــاعي‬
‫أكثر من شهر‪ .‬راجع ما مضى في هذه القصة‪[.‬‬
‫قسوة النجليز على المسلمين في الهند‪:‬‬
‫عندما استولى النجليز على الهند وجهوا حقدهم على‬
‫المسلمين إلــى محــاربتهم‪ ،‬و تحريــض الهنــدوس والســيخ‬
‫على الفتك بهم‪ ،‬بعد أن فتكوا هم بمن اســتطاعوا الفتــك‬
‫به منهــم‪ ،‬والســتيلء علــى أملكهــم وأراضــيهم‪ ،‬وبعــد ان‬
‫أعلن الحاكم البريطاني‪" :‬أن العنصر السلمي في الهنــد‬
‫هو عدو بريطانيا اللــدود‪ ،‬وأن السياســة البريطانيــة يجــب‬
‫أن تهدف إلى تقريب العناصر الهندوكيــة لتســاعدهم فــي‬
‫القضــاء علــى الخطــر الــذي يتهــدد بريطانيــا فــي هــذه‬
‫البلد‪"....‬‬
‫" فاشتد النجليز فــي هجمتهــم علــى المســلمين بعــد‬
‫إنهاء الثورة واســتولوا علــى أراضــيهم‪ ،‬ففقــد المســلمون‬
‫أملكهم الواسعة ولم يبق لهــم ســوى ‪ %5‬مــن أراضــيهم‬
‫التي كانوا يملكونها من قبل وسدت في وجــوههم أبــواب‬
‫الرزق في الــدواوين‪ ،‬وصــودرت أملكهــم‪ ،‬وأخــذ النجليــز‬
‫جانب الهندوس والسيخ وأطلقــوهم يهــزءون بالمســلمين‬
‫وبدينهم‪ ،‬ويسومونهم سوء العذاب فكــانت المذابــح الــتي‬
‫راح ضــحيتها اللف مــن المســلمين‪)] "...‬حاضــر العــالم‬
‫السلمي وقضاياه للدكتور جميل عبــد اللــه المصــري ص‬
‫‪ .(397‬دربت بريطانيــا الهنــدوس علــى ارتكــاب المذابــح‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪456‬‬

‫للمسلمين في الهند كما دربــت اليهــود‪-‬وهــم فــي الصــل‬


‫مد َّربون‪-‬على ذلك بالنسبة للفلسطينيين‪[.‬‬ ‫ُ‬
‫لقــد اغتصــب النصــارى الوروبيــون عامــة البلــدان‬
‫الســيوية‪ ،‬وعــاثوا فيهــا فســادا وقتلــوا وشــردوا ودمــروا‬
‫وأذلوا أهلها‪ ،‬وعاملوا المسلمين بالذات معاملت وحشــية‬
‫قاسية دلت على نزع الرحمة من قلوبهم من غــرب آســيا‬
‫إلــى شــرقها وجنــوب شــرقها‪ ،‬ل فــرق بيــن إنجليــزي‬
‫وفرنسي وأسباني وبرتغالي وهولنــدي‪ ،‬وختمــوا أعمــالهم‬
‫فــي البلــدان الســلمية بإيجــاد أحــزاب متنــاحرة ودول‬
‫متحاربــة يكيــد بعضــها لبعــض‪ ،‬وهــم الن يــورون زنــاد‬
‫المعارك بين الشعوب الســلمية ويصــنعون لهــم الســلح‬
‫الــذي يقتــل بــه بعضــهم بعضــا‪ ،‬ولكنهــم يحجــرون علــى‬
‫الحكومــات القائمــة فــي الشــعوب الســلمية أن تقتنــي‬
‫سلحا متطورا يكون شبه هجومي‪ ،‬ويأذنون بــذلك لعــداء‬
‫المسلمين من اليهــود فــي فلســطين والهنــد فــي جنــوب‬
‫القــارة الهنديــة ليمكنــوا الــدولتين مــن الســيطرة علــى‬
‫الشــعوب الســلمية وضــربها بشــدة وبــدون رحمــة عنــد‬
‫اللزوم‪.‬‬
‫قسثثثوة نصثثثارى الفلثثثبين وغلظتهثثثم علثثثى‬
‫المسلمين‪:‬‬
‫تعــرض المســلمون فــي الفلــبين لحملــة إبــادة مــن‬
‫نصارى أوروبا‪ ،‬ومن أمريكا‪-‬مؤخرا‪-‬ول نحتاج للحديث عــن‬
‫ذلك‪ ،‬فقد عرفنــا كيــف نزعــت الرحمــة مــن قلــوبهم فــي‬
‫معـــاملتهم المســـلمين فـــي النـــدلس‪ ،‬وفـــي الحـــروب‬
‫الصــليبية‪ ،‬وفــي زمــن اغتصــابهم بلــدان المســلمين فــي‬
‫الشمال الفريقي وشرقه‪ ،‬والقارة الفريقية بصفة عامــة‬
‫والن في البوسنة والهرسك‪.‬‬
‫والذي نريد الشارة إليه هو ما قام به نصارى الفلــبين‬
‫أنفسهم‪ ،‬في العصر الحاضر ضد المسلمين‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪457‬‬

‫فقد تآمر ماركوس والرهبان والقســس فــي الفلــبين‪-‬‬


‫بإمداد من اليهود في فلسطين‪ ،‬ومن النصارى في الدول‬
‫الغربية‪-‬على المسلمين وقرروا إبادتهم وأنشــئت منظمــة‬
‫نصرانية إرهابية أطلق عليها‪) :‬إيلجا( أي جماعة الفئران‪-‬‬
‫على اعتبار أنها منظمة شعبية‪ ،‬والواقع أن مــاركوس هــو‬
‫الذي أمدها وأيدها بكل الوسائل‪ ،‬بل يقال‪ :‬إنــه هــو الــذي‬
‫أنشأها‪ ،‬وقد ارتكبت هذه المنظمة من الفظائع مــا يــترفع‬
‫عنــه وحــوش الغــاب‪ ،‬فطــردت المســلمين مــن ديــارهم‬
‫وأرضـــهم‪ ،‬وأحرقـــت بيـــوتهم ومســـاجدهم ومزارعهـــم‬
‫ومصاحفهم‪ ،‬وقتلــوا علمــاءهم وأئمتهــم‪ ،‬وهتكــوا أعــراض‬
‫نسائهم ومثلوا بشهدائهم‪ ،‬حيث يقطعون رؤوس الطفال‬
‫وآذان الرجـال وأثـداء النسـاء‪ ،‬وينــالون جــوائز علـى هــذا‬
‫التمثيل من المنظمات السرية مقابل كل أذن أو رأس أو‬
‫ثدي يحضرونه]راجع مجلة الجامعة السلمية في المدينــة‬
‫المنورة‪ ،‬العدد الثالث مــن الســنة الخامســة محــرم ســنة‬
‫‪1393‬ه‪-‬فبراير ‪1973‬م ص ‪ 105‬وما بعدها‪.[.‬‬
‫وعلـــم العـــالم كلـــه بالمذابـــح والعتـــداءات علـــى‬
‫المسلمين العُْزل‪ ،‬ول زالت العتداء ت مستمرة من قبل‬
‫حكام الفلبين على المسلمين حتى كتابة هــذه الســطور ]‬
‫‪1422‬هـ ـ ‪2001‬م[ ‪ ،‬وأمــامي رســائل مــن لجنــة العلم‬
‫التابعة "لجبهة تحرير مورو السلمية" تبين الحملت التي‬
‫يقوم بها الجيش الفلبيني بين حين وأخر على المسلمين‪،‬‬
‫وحشد قواته في جنوب الفلبين‪ ،‬ومحاصرة معســكر أبــي‬
‫بكر الصديق الذي يحتمي فيه الشيخ سلمت هاشــم قــائد‬
‫الجبهة‪.‬‬
‫والمسلمون يستنجدون فــي هــذه الرســائل‪ ،‬يطلبــون‬
‫أن يمدوا بالمؤن الغذائيــة والملبــس والغطيــة والمــوال‬
‫الــتي يؤمنــون بهــا لنفســهم ســلحا‪ ،‬يــدافعون بــه عــن‬
‫أنفسهم وأعراضــهم]التقيــت الشــيخ ســلمت هاشــم فــي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪458‬‬

‫مقر قيادته وسجلت بعــض المعلومــات‪-‬كتابــة‪-‬عــن تاريــخ‬


‫جهادهم‪ ،‬كان ذلك في ‪ 2‬صفر سنة ‪1410‬هـ‪[.‬‬
‫هؤلء هم أهل الكتــاب مــن اليهــود والنصــارى‪ ،‬وهــذه‬
‫نتف قليلة جدا من حوادث قسوتهم‪ ،‬تكفي وحدها للدللة‬
‫علــى غلــظ قلــوبهم وخلوهــا مــن الرحمــة وبخاصــة علــى‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫وإذا كــانوا بهــذه الصــفة وهــم يســابقون بمبــادئهم‬
‫وأفكارهم الباطلة إلى العقول‪ ،‬فهــل يرجــى منهــم بكــثرة‬
‫أتبــاعهم واســتيلئهم علــى العــالم‪ ،‬إل القســوة والغلظــة‬
‫والوحشية التي دمروا ول زالوا يدمرون بها العالم‪!.‬‬
‫قسوة النصارى في أوروبا]المتحضرة![ ‪:‬‬
‫وفي قســوة النصــارى الصــرب علــى المســلمين فــي‬
‫البوسنة والهرسك‪ ،‬ما يكفي دللة على وحشية النصــارى‬
‫وقسوتهم ونزع الرحمة من قلوبهم‪ ،‬وقد أنزل الصربيون‪-‬‬
‫فيما كان يســمى بيوغوســلفيا‪-‬بالمســلمين فــي البوســنة‬
‫والهرسك ما تتنزه عنه الحيوانات المتوحشة‪ ،‬من قتل مــا‬
‫يزيــد علــى مــائة وخمســين ألفــا مــن الرجــال والنســاء‬
‫والشيوخ والطفال‪ ،‬وذلــك فــي أقــل مــن ســنة‪ ،‬وشــردوا‬
‫أكــثر مــن مليــونين مــن المســلمين‪ ،‬كــثير منهــم أطفــال‬
‫ونســاء وشــيوخ‪ ،‬يتلقــف الطفــال منهــم المؤسســات‬
‫التنصيرية في أوروبا‪ ،‬لتحــويلهم مــن الفطــرة الســلمية‪،‬‬
‫إلى الشرك النصــراني وينــتزعون مــن قلــوبهم أغلــى مــا‬
‫وهبه الله للمسلم وهو إيمانه‪.‬‬
‫واشتدت القسوة علــى هــؤلء اللجئيــن أكــثر بتفريــق‬
‫السر المسلمة فــي دولــة أوروبيــة واحــدة أو عــدة دول‪:‬‬
‫الب فــي مكــان‪ ،‬وأبنــاؤه فــي مكــان آخــر‪ ،‬والــزوج فــي‬
‫مكان‪ ،‬وزوجه في مكان آخر‪ ،‬وهكذا الخوان والخــوات‪..‬‬
‫يضــاف إلــى ذلــك معســكرات العتقــال والتعــذيب الــتي‬
‫فــاقت فــي العتــداء علــى حقــوق النســان المعســكرات‬
‫النازية التي يندد بها الغرب ويبدي ويعيد في التنديــد بهــا‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪459‬‬

‫يعذب القريب فيها أمــام قريبــه‪ ،‬ويقتــل الب أمــام البــن‬


‫والزوج‪.‬‬
‫وأشد من ذلك وأنكــى اغتصــاب الوحــوش المتمــدنين‬
‫في قارة حقوق النسان‪ ،‬أكــثر مــن خمســين ألــف امــرأة‬
‫وفتــاة مســلمة‪ ،‬بعــض تلــك الغتصــابات تقــع أمــام أعيــن‬
‫أسرة الفتاة المغتصبة‪.‬‬
‫وهذا غير الحصار المستمر الذي يفرضه النصارى منذ‬
‫ما يقارب العام على مــدن المســلمين‪ ،‬وقراهــم وقصــف‬
‫مرافقهــم وهــدم منــازلهم عليهــم‪ ،‬والحــول بينهــم وبيــن‬
‫المداد والغاثة بلقمة العيش والدواء والملبس والغطــاء‪،‬‬
‫فــي أشــد أوقــات الــبرد القاســي الــذي قطعــت علــى‬
‫المسلمين فيه الكهرباء وكل وســائل التــدفئة‪ ،‬حــتى أنــك‬
‫ترى العجائز والصــبيان يحــاولون التمــاس الخشــاب فــي‬
‫الشــوارع وحملهــا إلــى منــازلهم مــن أجــل الطبــخ عليهــا‬
‫والتدفئة‪ ،‬فيطلق عليهم النصارى قساة القلوب الرصاص‬
‫دونهم قتلــى أو جرحــى تنــزف منهــم الــدماء وتســيل‪،‬‬ ‫وي ُْر ُ‬
‫حتى يموتوا في الشوارع دون إسعاف‪.‬‬
‫وقد كشف حدث البوسنة غلظة وقسوة جميع الــدول‬
‫النصرانية الغربية التي تزعم أنها حامية حقــوق النســان‪،‬‬
‫وأنهــا تقــف ضــد التطــرف والتشــدد والرهــاب والتطهيــر‬
‫العرقي‪ ،‬واعتداء الدول القوية على الدول الضعيفة‪ ،‬فقــد‬
‫اعـــترفت الـــدول النصـــرانية الغربيـــة بدولـــة البوســـنة‬
‫والهرسك وأصبحت عضوا في هيئة المم المتحــدة‪ ،‬وبعــد‬
‫هذا العتراف اعتدى الصرب على المسلمين بعــون مــن‬
‫حكومة صــربيا والجبــل الســود‪ ،‬يشــمل الســلحة الثقيلــة‬
‫والطائرات الحربية‪ ،‬وبمساعدات وتأييد من دولة روســيا‪،‬‬
‫وأصدر مجلس المــن )المزعــوم( قــرارا بحظــر الســلحة‬
‫ووصــولها إلــى البوســنة والهرســك‪ ،‬فطبــق الحظــر علــى‬
‫المســلمين وبقــي الصــرب يتلقــون العــون مــن إخــوانهم‬
‫النصارى بالسلح وغيره‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪460‬‬

‫وأصدر مجلس المن )المزعوم( قرارا بحظر التحليق‬


‫الجوي على البوسنة والهرسك‪ ،‬ولكن الصرب تحدوا ذلك‬
‫ول زالت الطائرات تقصف المسلمين‪ ،‬ولم يحرك مجلس‬
‫المن ساكنا وكذلك المجلس الوروبي وحلف الناتو‪.‬‬
‫ولكن الدول الغربية إذا تحرك صاروخ فــي العــراق أو‬
‫طائرة عراقيــة قريبــة مــن منطقــة الحظــر الجــوي الــذي‬
‫فرضته أمريكا باسم هيئة المم المتحدة‪ ،‬يرسلون أسرابا‬
‫من الطــائرات الغربيــة لتصــب نيرانهــا علــى الهــدف ومــا‬
‫جاوره ويطلقون مئات الصواريخ من الخليج للقضاء علــى‬
‫أي حركــة‪ ،‬زعمــا منهــم أنهــم ينفــذون قــرارات مجلــس‬
‫المن‪ ،‬وهكذا يعامل النصــارى قســاة القلــوب المســلمين‬
‫ويصدرون القرارات التي ظاهرها في مصلحة المســلمين‬
‫وينفــذون عكــس ذلــك‪ ،‬ولكنهــم ينفــذون قراراتهــم فقــط‬
‫عندما تكون في مصلحة النصارى أنفسهم‪.‬‬
‫إنها وحشية دعاة حقوق النسان وقسوة دعاة الحرية‬
‫والتمدن‪ :‬نصارى الغرب كله‪.‬‬
‫وقد وجدت الدول النصرانية الغربية بغيتها في الميــن‬
‫العــام لهيئة المــم المتحــدة النصــراني "بطــرس غــالي"‬
‫العربي الذي يعطيها المسوغ تلــو المســوغ لعــدم تــدخلها‬
‫في إنقاذ المسلمين في البوسنة والهرسك‪ ،‬ولذلك تصدر‬
‫هي الستنكار لفعال الصرب وتصرح بأنهــا تريــد التــدخل‬
‫لمنــع الصــرب مــن العــدوان‪ ،‬ولكــن النصــراني العربــي‬
‫يحــذرها مــن مغبــة التــدخل العســكري‪ ،‬فتظهــر للعــالم‬
‫وللمسلمين أنها إنما تأخرت عن هذا التدخل بسبب عــدم‬
‫الذن به من قبل هيئة المــم المتحــدة!‪].‬اقــرأ عــن تنفيــذ‬
‫هذا النصراني العربي لمخطط التجمعات الكنسية جريدة‬
‫الشــرق الوســط ص ‪ 23‬بعنــوان‪:‬بطــرس غــالي بطــل‬
‫البوســــنة‪ .‬عــــدد )‪27 (5167‬رجــــب ‪1413‬هـــــ ـــــ‬
‫‪20/1/1993‬م‪ .‬وقد سماه الكــاتب‪ :‬بــالجلد‪ ،‬وأنــا أســميه‬
‫بما سماه الله‪ :‬النصراني‪[.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪461‬‬

‫والسبب الحقيقي هو أن المظلــومين مســلمون‪ ،‬ولــو‬


‫كــانوا يهــودا أو نصــارى أو وثنييــن‪ ،‬بــل لــو كــان المعتــدى‬
‫عليهم قرودا أو كلبا‪ ،‬لهبوا لنجدتهم‪.‬‬
‫وقــد صــرح زعيــم المعتــدين النصــارى الصــرب بــأن‬
‫العتداء على المسلمين سيستمر مــا دامــوا مســلمين‪" :‬‬
‫فقائد القوات الصــربية فــي البوســنة والهرســك أكــد فـي‬
‫تصريح نشرته مؤخرا مجلة‪" :‬شبيجل" اللمانية‪ ،‬قال فيه‪:‬‬
‫إن هدفنا هو القضاء على المسلمين في أوروبا‪ ،‬يجــب أن‬
‫يختفوا كأمة‪ ،‬وعلى المسلمين في البوسنة إعلن تحولهم‬
‫عن السلم وأن يصبحوا صــربيين أو كــروات‪ ،‬أمــا الخيــار‬
‫الثــالث لهــم فلــن يكــون إل المــوت‪] "...‬مجلــة المجتمــع‬
‫الكويتيــة‪ :‬العــدد )‪ (1027‬الثلثــاء جمــادى الخــرة ســنة‬
‫‪1413‬ه‪-‬أول ديسمبر ‪ 1992‬م‪[.‬‬
‫وصــدق اللــه القــائل‪} :‬ولــن ترضــى عنــك اليهــود ول‬
‫النصارى حتى تتبع ملتهم‪] {..‬؟؟[‪.‬‬
‫ول نحتاج إلــى ذكــر مراجــع لهــذه لحــوادث فــي هــذه‬
‫القسوة النصرانية‪ ،‬فالتلفاز يعرض قسوة النصــارى علــى‬
‫المسلمين فيها مرات كل يوم‪ ،‬والصــحف العالميــة تنشــر‬
‫أخبارها المأساوية كــل يــوم‪ ،‬والذاعــات فــي العــالم كلــه‬
‫تــذيع فظائعهــا كــل ســاعة‪ :‬أخبــار وتقــارير وتعليقــات‬
‫ومقابلت‪ ]..‬ومع ذلك أحيل القارئ الى بعض الجرائد والمجلت منها‪:‬‬
‫جريدة الشــرق الوســط عــدد ‪5158‬ص ‪19‬بعنــوان‪ :‬مفكــرة العــار فــي‬
‫البوســنة ‪18/7/1413‬هـــ‪ .-‬ومجلــة المجتمــع العــداد‪،966 :‬ـ ‪17‬شــوال‬
‫‪1412‬هـ‪-‬ص ‪ ،22‬العدد‪ 999:‬في ‪21/1/1414‬هـ‪-‬ص ‪ ،28‬العــدد‪1005:‬‬
‫في ‪29/12/1412‬هـ‪-‬ص ‪ ،30‬العدد‪ 1027 :‬في ‪7/6/1413‬هـــ‪-‬ص ‪،28‬‬
‫العــــدد‪ 1026 :‬فــــي ‪30/5/1413‬هـــــ‪-‬ص ‪ 26‬العــــدد‪ 1008 :‬فــــي‬
‫‪20/1/1413‬هـ‪-‬ص ‪ 30‬العدد‪ 989 :‬في ‪13/8/1412‬هـ‪-‬ص ‪ .16‬وجريــدة‬
‫المســلمون‪ ،‬كــل أعــداد عــام ‪1413-1412‬هـــ‪-‬وكــذا العــالم الســلمي‬
‫ومجلة الصلح وغيرها‪.[...‬‬
‫قسثثوة أمريكثثا النصثثرانية ‪....‬والديمقراطيثثة‬
‫الدموية‬
‫‪ -‬التاريخ الدموي للمبراطورية المريكية‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪462‬‬

‫في حين تخوض حروبا تزهق فيها عشرات اللف من‬


‫النفوس البريئة من المسلمين بحجة القضاء على من‬
‫أسمتهم الرهابيين فإن تاريخها الدموي يؤكد أنها الرهابي‬
‫الكبر‪ ،‬وفي كتابه أمريكا والبادة الجماعية يؤكد منير‬
‫العكش الباحث في العلوم النسانية هذه الحقيقة من‬
‫خلل الرقام‪:‬‬
‫إبادة الهنود الحمر وحضارتهم ‪:‬‬
‫أكد منير العكش الباحث فى العلوم النسانية في كتابه _‬
‫أمريكا و البادةإالجماعية أن المبراطورية المريكية‬
‫قامت على الدماء وبنيت على الجماجم البشرية ‪ ،‬فقد‬
‫أبادت هذه المبراطورية الدموية ‪ 112‬مليون إنسان‬
‫] بينهم ‪ 18.5‬مليون هندى أبيدو ودمرت قراهم ومدنهم‪،‬‬
‫وينتمون إلى ‪ 400‬أمة وشعب‪.‬‬
‫إجمالي الخسائر البشرية فى العسكريين فى حرب‬
‫كوريا ‪:‬‬
‫بلغت الخسائر البشرية في هذه الحرب ‪140000‬ينتمون‬
‫إلى ‪ 15‬دولة منهم ‪100‬ألف قتيل‪.‬‬
‫التدخلت العسكرية فى اليابان ‪:‬‬
‫فى هذه الحرب انطلقت ‪ 334‬طائرة أمريكية لتدمر ما‬
‫مساحته ‪ 16‬ميل مربعا من طوكيو بواسطة القنابل‬
‫الحارقة ‪ ،‬مما أدى إلى مقتل ‪ 100‬ألف شخص وتشريد‬
‫مليون نسمة وتكرر هذا السيناريو في ‪ 64‬مدينة يابانية‬
‫أخرى فى عام ‪ 1989‬وبحجة الدفاع عن قضية عادلة‬
‫أرسل الرئيس بوش ‪ 25‬ألف جندي وبسبب أخطاء‬
‫تكتيكية لرئيس أركانها أدى إلى موت ‪ 3000‬بنمى‬
‫معظمهم من المدنيين ‪.‬‬
‫‪ ‬فى عام ‪ 1982‬عندما تدخلت فى جواتيمال نتج‬
‫عن هذا الغزو ‪ 50‬ألف ضحية ‪.‬‬
‫‪ ‬حرب فيتنام التى بدأت بحلول ‪ 1963‬تسببت فى‬
‫مقتل ‪ 160‬ألف شخص ‪ ،‬وتعذيب وتشويه ‪700‬‬
‫ألف شخص ‪ ،‬واغتصاب ‪ 31‬ألف امرأة ‪ ،‬ونزعت‬
‫أحشاء ‪ 3000‬شخص وهم أحياء ‪،‬وأحرق ‪4000‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪463‬‬

‫شخص حتى الموت ‪ ،.‬فقد ‪ 300‬ألف فيتنا مى فضل‬


‫عن أن عدد القتلى فى فيتنام بلغ ‪4‬مليين ‪.‬‬
‫أمريكا والحرب القذرة فى جنوب الفلبين ‪:‬‬
‫بعد رفض الهالى استبدال استعمار بآخر أكثر دموية‬
‫‪،‬حينها لجأت القوات المريكية الى وحشية منقطعة‬
‫النظير أبادت مئات اللف من المدنيين ولم تفرق بين‬
‫مسن وامرأة ورضيع‪.‬‬
‫هذا مع غير المسلمين فى حروب المصالح والتحديات‬
‫الغير حضارية ‪ ،‬فما بالنا عندما توجه هذه اللة الحربية‬
‫إلى حرب ايديولوجية حضارية بمهفومها العقدي ‪ ،‬وينميه‬
‫حقد تاريخي صليبي ‪ ،‬وعقيدة انجيلية كنسيية ‪،‬ولوبي‬
‫صهيوني براجماتى ‪ ،‬وشركات رأسمالية متحكمة ‪ ،‬فماذا‬
‫ننتظر ؟!‬
‫افغانستان والعراق نموذجا ً‬
‫طالبان تلك المارة الفكرة ‪ ،‬التى اختلط فيها الحلم‬
‫بالواقع ‪ ،‬والمل باللم ‪ ،‬وكأنها أتت من زمن غير الزمن ‪،‬‬
‫ومن تاريخ ينكره أصحابه ‪ ،‬وتتحفز له أعدائه تحفظ‬
‫الثعلب المراوغ لفريسته ‪ ،‬حتى سقط النموذج فى لعبة‬
‫الحادى عشر من سبتمبر ‪ ،‬اليوم الذى غيرت فيه أمريكا‬
‫وجهها الديمقراطي المزخرف ‪ ،‬إلى وجه صليبي صريح‬
‫أحمق ‪ ،‬فماذا تبقى من طالبان ‪ ،‬أقول أسألوا‬
‫جوانتانامو ‪ ...‬الجريمة المريكية على الشواطئ الكوبية‬
‫الساخنة!‬
‫قصة باكستاني عائد من جوانتانامو)‪.(1‬‬
‫عاد محمد صنغير إلى قريته‪ ،‬و ها هو يقدم شهادته بشأن‬
‫مقتل معتقلي حركة طالبان داخل حاويات خلل معارك‬
‫قندوز و بشأن فترة اعتقاله في قاعدة الوليات المتحدة‬
‫في كوبا‪ .‬إنه ينوي المطالبة بتعويضات من أمريكا‪.‬‬

‫‪ 1‬نقلها مبعوث صحيفة "لوموند" الفرنسية )عدد يوم الجمعة(‪ -‬مجلة‬


‫)(‬
‫العصر‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪464‬‬

‫بيت محمد صنغير المتواضع في مقاطعة باتان شمال‬


‫غربي باكستان ل يخلو من الزوار‪ .‬فقد أصبح المعتقل‬
‫الباكستاني البطل الجديد في القرية الواقعة في منطقة‬
‫غابية على حافة وادي "الندوس"‪ ،‬منذ وصوله يوم الرابع‬
‫من نوفمبر الجاري‪ .‬فقد غاب عن زوجته و أولده التسعة‬
‫أكثر من سنة‪ .‬و ل يزال محمد صنغير يحمل الحلقة‬
‫البلستيكية الخضراء التي ثبتت عليها "هويته المريكية"‬
‫في المعتقل‪ US 9PK 0001 43 DP :‬مرفوقة بسنه ‪ 51-‬عاما‪ -‬و‬
‫وزنه و قامته و صورته‪.‬‬
‫قبل اعتقاله كان محمد صنغير عضوا في جماعة "الدعوة‬
‫و التبليغ" و شاء القدر أن يتواجد في أفغانستان قبل‬
‫أشهر من بداية الحملة المريكية‪ .‬اعتقل في خضم‬
‫الحداث التي شهدتها معركة قندوز إثر "استسلم" آلف‬
‫المقاتلين في حركة طالبان‪ ،‬و وضع رفقة ‪ 250‬آخرين‬
‫داخل حاوية ليتم نقلهم إلى سجن الجنرال دستم سيء‬
‫الذكر في شبرغان‪ .‬يؤكد محمد أن خمسين من مرافقيه‬
‫لقوا حتفهم داخل الحاوية‪" :‬كانوا يصرخون و يطلبون‬
‫الماء و هم يضربون برؤوسهم على هيكل الحاوية ثم ماتوا‬
‫أمامي"‪ ،‬يقول محمد مخاطبا حوالي عشرين شخصا‬
‫تحلقوا حوله مستعمين باهتمام بالغ لشهادته‪.‬‬
‫قضى المعتقل الباكستاني ‪ 45‬يوما في شبرغان حيث‬
‫اقتيد أسرى عرب و أفغان و باكستانيون و بوسنيون‪ ،‬و ل‬
‫أحد استجوبه إلى أن أخرجه أعضاء في مليشيا دستم في‬
‫أحد اليام رفقة ‪ 15‬آخرين من الزنزانة ليسلموهم‬
‫للمريكيين الذين عصبوا أعينهم و نقلوهم على متن‬
‫مروحيات إلى قندهار‪ .‬عندها بدأت السئلة تتهاطل عليه‬
‫من محققين أمريكيين داخل خيمة رفقة تسعة معتقلين‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪465‬‬

‫آخرين‪" :‬من أين أتيت‪ ،‬لماذا جئت إلى أفغانستان‪ ،‬هل لك‬
‫علقة بالقاعدة‪ ،‬هل تعرف أعضاء في القاعدة‪ ،‬هل رأيت‬
‫أسامة بن لدن و هل يمكنك التعرف عليه"‪ .‬بعد‬
‫الستجواب الوحيد استدعي من قبل طبيب عسكري أخذ‬
‫بصماته من الصابع و الذن‪ ،‬و بعد ‪ 18‬يوما جاءوا إليه و‬
‫حلقوا رأسه و لحيته و شاربه رغم احتجاجه الشديد على‬
‫حلق لحيته‪ .‬وضع بعدها معصوب العينيين داخل خيمة‬
‫رفقة أشخاص آخرين حيث ظل ينتظر لمدة ساعتين أو‬
‫ثلث‪ .‬و قبل حلق لحيته يتذكر محمد صنغير أن جندية‬
‫أمريكية قالت له بالردية أنهم سيأخذونه إلى مكان "يجد‬
‫فيه تسهيلت و راحة أكثر"‪ .‬بعدها نقل المعتقل رفقة عدد‬
‫آخر من السجناء إلى المطار و من ثم إلى الطائرة حيث‬
‫عصبت أعينهم و قيدوا و وضعت أقنعة على أفواههم و‬
‫أغطية على آذانهم طيلة مدة السفر الذي دام ‪ 22‬ساعة‪،‬‬
‫لم يأكلوا خللها سوى فواكه في مناسبتين و قطعة خبز و‬
‫ماء‪.‬‬
‫الوصول إلى غوانتانامو "كان قاسيا" يقول محمد‪ .‬فبينما‬
‫هم ل يزالون موثوقي اليدي إلى الوراء و معصوبي‬
‫العينين انقض عليهم الجنود ضربا بعد "رميهم" خارج‬
‫الطائرة‪ ،‬و يظهر المعتقل السابق آثار الضرب على خده‪.‬‬
‫بقي محمد خلل ثلثة أشهر و نصف داخل قفص معرضا‬
‫للبرد و لشعة الشمس دون الستفادة و لو لدقيقة واحدة‬
‫من فترة يقضي حوائجه بعيدا عن أنظار الحراس‪.‬‬
‫تساؤلت‬
‫يتساءل محمد‪" :‬لقد كنا كما الحيوانات‪ .‬إذا كنا آدميين‬
‫لماذا يضعونا إذن داخل أقفاص؟" ثم يكمل الحديث‪" :‬في‬
‫الول لم يكونوا يسمحون لنا بآداء الصلوات و ل بالحديث‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪466‬‬

‫بيننا لكن بعد يومين من الضراب عن الطعام حضر ضابط‬


‫سامي و سمح لنا بأن نصلي كما منحنا نصف ساعة‬
‫للكل‪ .‬ثم أصبح بإمكاننا الخروج من الزنزانة للمشي‬
‫مرتين في السبوع‪ ،‬و تغيير اللباس مرة كل أسبوع مع‬
‫وجود طبيب طول الوقت‪ ".‬و خلل العشرة أشهر التي‬
‫قضاها في قاعدة غوانتانامو خضع محمد للستجواب نحو‬
‫عشرين مرة و يقول أنهم كانوا يصطفون لنتظار الدور‬
‫قبل كل استجواب‪ .‬أما السئلة فكلها عن القاعدة و‬
‫أعضائها و السئلة تتكرر لكن بأساليب مختلفة‪ .‬عرضت‬
‫على محمد صور عديدة لشخاص عرب و أفغان لم‬
‫يتعرف على أي منهم‪ ،‬كما سئل عما إذا تعرف على أي‬
‫معتقل معه على أنه عضو في منظمة ابن لدن‪ .‬و يقول‪:‬‬
‫أنه تعرف فقط على مسؤولين سابقين في حركة طالبان‬
‫"مرة واحدة خلل تنقل" من بينهم عبد السلم ضعيف‬
‫سفير حكومة طالبان السابق في باكستان الذي سلمته‬
‫الخيرة للسلطات المريكية‪ ،‬و قال أنه "بدا نحيفا و متعبا‬
‫جدا"‪ ،‬و خير الله قيوا حاكم حرات السابق الذي اعتقل‬
‫في منطقة شامان على الحدود مع باكستان‪ ،‬و المل‬
‫فضل القائد السابق لقندوز و قائد آخر يدعى المل عبد‬
‫الرؤوف‪.‬‬
‫ما العمل؟‬
‫محمد كغيره من المعتقلين دعا الله كثيرا في غوانتانامو و‬
‫كان يقضي يومه في قراءة القرآن و كتب الحديث و‬
‫الدردشة مع المعتقلين جوله‪ .‬و في أحد اليام قدم‬
‫"جنرال جديد" و قال له ‪":‬ستأتيك أخبار سارة السبوع‬
‫القادم"‪ ،‬و كان خبر الفراج‪ .‬و يتساءل محمد‪ ،‬الذي كان‬
‫يعيل قبل اعتقاله عائلته بقطع الخشب و تقليمه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪467‬‬

‫لستخدامه في البناء بواسطة آلة خاصة طالها الصدأ الن‬


‫بسبب نقص الصيانة‪" ،‬ما العمل"‪ ،‬فقد كانت عائلته‬
‫تقرض المال طيلة سنة كاملة لتعيش‪ ،‬و عليه اليوم رد‬
‫الدين لصحابه‪" .‬و ماذا أستطيع القيام به ضد أمريكا؟ إنها‬
‫قوة عظمى" يتساءل محمد متحسرا‪.‬‬
‫أما عن الشعب الفغاني فالقنابل الذكية المريكية‬
‫عرفت طريقها المحدد اليكترونيا ً إلى صدور الطفال‬
‫والشيوخ والعجائز والمساجد ومساكن المدنيين العزل ‪.‬‬
‫أما العراق فل الحديث يطــاوعنى عنهــا لنهــا وقــع‬
‫أهلها من السنة بين فكــي الحتلل المريكــي والغــدر‬
‫الصفوي الرافضي ‪ ،‬فل أدرى عن أيهما نتحــدث ‪ ،‬ومــا‬
‫زالت الدماء المسلمة الطاهرة تجرى والجرح ينزف ‪،‬‬
‫والفواه تكمم حتى ل تعلن الشكاية ‪ ،‬عن أرض يكون‬
‫الحــديث بــل قــل يكــون البكــاء ‪ ،‬وعــن أى انتهــاك و‬
‫اغتصــاب يســكب القلــب نزيــف دمــه علــى أعــراض‬
‫الرجال أما النساء ‪ ،‬وما فضيحة ))سجن أبي غريــب((‬
‫عنا ببعيــد ‪ ،‬الــتى مــا أظهروهــا إل ليبــث الرعــب فــى‬
‫معظم أقطارنا العربية والسلمية حتى تعلن النبطاح‬
‫والستسلم للعدو الصليبي الحاقد ‪.‬‬
‫أما الطفال وما تعرضوا له فإليك الرقام تتحدث‬
‫بنفسها‪:‬‬
‫أشار تقرير إحصائي صدر عن جماعة "أنقذوا‬
‫الطفال"‪ ،‬إلى أن الوليات المتحدة أبادت نحو ‪150‬‬
‫ي طفل‬ ‫ألف طفل عراقي في عام ‪ 2005‬ونحو مليون ْ‬
‫خلل سنوات الحصار الذي فرضته على العراق‪.‬‬
‫وأوضح التقرير أن عدد الوفيات بين الطفال‬
‫العراقيين ارتفعت بنسبة ‪ %150‬منذ الغزو المريكي‬
‫قا لما ذكرته رويترز‪ ،‬فقد‬ ‫للعراق عام ‪ ،2003‬ووف ً‬
‫أضاف التقرير أنه ‪ -‬حتى قبل الحرب الخيرة ‪ -‬كانت‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪468‬‬

‫المهات والطفال العراقيون يواجهون أزمة إنسانية‬


‫خطيرة بسبب أعوام من الصراع والعقوبات الخارجية‪.‬‬
‫وبّين التقرير أن الطفال العراقيين الذين توفوا خلل‬
‫سنوات الحصار والبالغ‪ ،‬ما بين ‪ 1991‬و ‪،2000‬‬
‫ي طفل ماتوا بسبب الحصار‬ ‫عددهم نحو مليون ْ‬
‫والقصف بالسلحة المشعة المريكية و ‪ 152‬ألف‬
‫طفل عراقي )أي واحد من كل ثمانية( لقوا حتفهم‬
‫قبل سن الخامسة خلل عام ‪ ،2005‬وأن نصفهم‬
‫توفوا في الشهر الول من عمرهم بسبب الشعاعات‬
‫ونقص الدواء والحصار المفروض عليهم وقطع المياه‬
‫والكهرباء وخاصة في الموصل و بغداد والبصرة)‪.(1‬‬
‫النمثثثثثوذج الثثثثثثالث‪ :‬قسثثثثثاة الشثثثثثيوعيين‬
‫)الملحدين( ‪:‬‬
‫الشيوعيون الروس‪.‬‬
‫ولننتقل الن إلى غير أهل الكتــاب مــن أهــل الباطــل‪،‬‬
‫لنأخــذ نتفــا أخــرى مــن ســلوكهم الــدال علــى القســوة‬
‫والغلظة وعدم الرحمة‪ ،‬لتكتمــل الصــورة‪ ،‬ويعلــم القــارئ‬
‫أن أهل الحق هم الرحماء‪ ،‬وأن الرحمة هــي مــن الخلق‬
‫الــتي يريــدون غرســها فــي نفــوس النــاس‪ ،‬وأن غــرس‬
‫الخلق الحميــدة هــو إحــدى غايــاتهم فــي الســباق إلــى‬
‫العقول‪.‬‬
‫الحــديث عــن قســوة الشــيوعيين وغلظتهــم ل يــأتي‬
‫للناس بجديد‪ ،‬فقد عرف العالم كله في خلل ما يزيد عن‬
‫سبعين سنة أن الشــيوعيين أقســى النــاس قلوبــا وأغلــظ‬
‫أفئدة وأبعد عن الرحمة في كل مكان حلوا فيه‪.‬‬
‫وعداؤهم للســلم أشــد مــن عــدائهم لجميــع الديــان‪،‬‬
‫ومعــاملتهم للمســلمين‪ ،‬لصــرفهم بــالقوة عــن دينهــم‬
‫بقضائهم على علمائهم وهــدمهم مســاجدهم ومدارســهم‪،‬‬

‫‪ ()1‬عن مفكرة السلم‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪469‬‬

‫وتحويل ما بقــي مــن المســاجد والمــدارس إلــى مســارح‬


‫وحظائر ومخازن ودور للسينما‪ ،‬أمر معروف مشهور‪.‬‬
‫ويكفي أن نذكر لبالغ قسوتهم ما رواه أحد الناجين من‬
‫الموت من تعذيبهم‪ ،‬وهو الستاذ "عيسى يوسف آلب‬
‫تكين"الذي فر من إدارتهم الجهنمية وكتب كتابه الذي‬
‫فضحهم فيه وهو‪) :‬المسلمون وراء الستار الحديدي(‪ .‬فقد‬
‫نقل عنه سيد قطب ’ في كتابه دراسات إسلمية ما يلي‬
‫من صور التعذيب الوحشي فقال‪ " :‬فلندع كاتبا أخذ‬
‫يحدثنا عن وسائل التعذيب الجهنمية التي سلطت على‬
‫العنصر السلمي في التركستان الغربية الخاضعة‬
‫لروسيا‪ ،‬والتركستان الشرقية التابعة للصين الشيوعية‬
‫اسما‪ ،‬ولروسيا الشيوعية فعل " إلى أن قال‪ :‬سيد‪:‬‬
‫"وسنضطر أن نغفل ذكر بعضها‪-‬أي صور التعذيب‪-‬هنا‪،‬‬
‫لنها من القذارة بحيث يخدش ذكرها كل أدب‬
‫إنساني‪ ،‬مكتفين بما تطيق الداب النسانية أن نذكره‬
‫للناس‪ ...‬وهذه هي‪:‬‬
‫‪-1‬دق مسامير طويلة في الرأس حتى تصل إلى المخ‪.‬‬
‫‪-2‬إحراق المسجون بعد صب البترول عليه وإشعال‬
‫النار فيه‪.‬‬
‫‪-3‬جعل المسجون هدفا لرصاص الجنود يتمرنون عليه‪.‬‬
‫‪-4‬حبس المسجونين في سجون ل ينفذ إليها هواء ول نور‪،‬‬
‫وتجويعهم إلى أن يموتوا‪.‬‬
‫‪-5‬وضع خوذات معدنية على الرأس وإمرار التيار‬
‫الكهربائي فيها‪.‬‬
‫‪ -6‬ربط الرأس في طرف آلة ميكانيكية وباقي الجسم‬
‫في ماكينة أخرى‪ ،‬ثم تدار كل من الماكينتين في اتجاهات‬
‫متضادة‪ ،‬فتعمل كل وحدة مقتربة من أختها حينا ومبتعدة‬
‫آخر‪ ،‬حتى يتمدد الجسم الذي بين اللتين‪ ،‬فإما أن يقر‬
‫المعذب وإما أن يموت‪.‬‬
‫‪-7‬كي كل عضو من الجسم بقطعة من الحديد مسخنة‬
‫إلى درجة الحمرار‪.‬‬
‫‪-8‬صب زيت مغلي على جسم المعذب‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪470‬‬

‫‪-9‬دق مسمار حديدي أو إبر الجراموفون في الجسم‪.‬‬


‫‪-10‬تسمير الظافر بمسمار حديدي حتى يخرج من‬
‫الجانب الخر‪.‬‬
‫‪-11‬ربط المسجون على سرير ربطا محكما ثم تركه‬
‫ليام عديدة‪.‬‬
‫‪-12‬إجبار المسجون على أن ينام عاريا فوق قطعة‬
‫من الثلج أيام الشتاء‪.‬‬
‫‪-13‬نتف كتل من شعر الرأس بعنف‪ ،‬مما يسبب‬
‫اقتلع جزء من جلد الرأس‪.‬‬
‫‪-14‬تمشيط جسم المسجون بأمشاط حديدية‬
‫حادة‪.‬‬
‫‪-15‬صــب المــواد الحارقــة والكاويــة فــي فــم‬
‫المسجونين وأنوفهم وعيــونهم‪ ،‬بعــد ربطهــم ربطــا‬
‫محكما‪.‬‬
‫‪-16‬وضع صخرة على ظهر المسجون‪ ،‬بعد أن‬
‫توثق يداه إلى ظهره‪.‬‬
‫‪-17‬ربط يدي المسجون وتعليقه بهما إلى السقف‪،‬‬
‫وتركه ليلة كاملة أو أكثر‪.‬‬
‫‪-18‬ضرب أجزاء الجسم بعصا فيها مسامير حادة‪.‬‬
‫‪-19‬ضرب الجسم بالكرباج حتى يدميه‪ ،‬ثم يقطع‬
‫الجسم إلى قطع بالسيف أو بالسكين‪.‬‬
‫‪-20‬إحداث ثقب في الجســم وإدخــال حبــل ذي‬
‫عقد واستعماله بعد يومين كمنشار‪ ،‬لتقطيــع قطــع‬
‫من أطراف الجرح المتآكل‪.‬‬
‫‪-21‬ولكــي يضــمنوا أن يظــل المســجون واقفــا‬
‫على قدميه طويل‪ ،‬يلجئون إلــى تســمير أذنيــه فــي‬
‫الجدار‪.‬‬
‫‪-22‬وضع المسجون فــي برميــل مملــوء بالمــاء‬
‫في فصل الشتاء‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪471‬‬

‫‪-23‬خياطة أصــابع الرجليــن واليــدين والرجليــن‬


‫وشبك بعضهما إلى بعض‪.‬‬
‫‪-24‬والنســاء حظهــن مثــل هــذا العــذاب‪ ،‬أنهــن‬
‫يعريـــن ويضـــربن ضـــربا مبرحـــا علـــى ثـــديهن‬
‫وصدورهن‪.‬‬
‫أما بقية تعذيب النســاء فإننــا نمســك عنــه‪ ،‬لن‬
‫المواقــع الــتي اختاروهــا مــن أجســامهن والطــرق‬
‫الدنيئة التي استعملوها تجعلنا نســتحي مــن ذكرهـا‬
‫وكتابتها]دراسات إسلمية الطبعة الرابعة ص ‪،200‬‬
‫‪.206‬‬
‫وعنــدما كتــب ســيد هــذه الصــور لــم تكــن قــد‬
‫طبقت عليــه هــو فــي مصــر ولكنــه ’ قــد ذاق فــي‬
‫زنزانات المجرمين هو وإخوانه وأخواته شــيئا منهــا‬
‫قبل أن يشنقه أعداء السلم‪.[.‬‬
‫يكفي هذا النموذج لمعرفــة مــا إذا كــانت توجــد‬
‫في قلوب الشيوعيين الروس رحمة!!!‪.‬‬
‫تدمير شعب أفغانستان‪:‬‬
‫ولكن مثال آخر ظهر أكــثر وضــوحا فــي الدللــة‬
‫علــى خلــو قلــوبهم مــن الرحمــة‪ ،‬وهــو أنهــم غــزوا‬
‫أفغانســتان بجيــوش جــرارة وأســلحة فتاكــة‪ ،‬بــرا‬
‫وجوا‪ ،‬وقتلوا من الشــعب الفغــاني مليونــا ونصــف‬
‫المليون‪ ،‬وطردوا مــا يقــارب ســتة ملييــن‪ ،‬وعــاثوا‬
‫في الرض فسادا يندر أن يوجد لــه مثيــل‪ ،‬ومكثــوا‬
‫يزاولون أعمالهم الوحشية فــي هــذا الشــعب أكــثر‬
‫من ســبع ســنوات‪ ،‬هــدموا فيهــا المســاجد وأهــانوا‬
‫المصـــاحف واغتصـــبوا النســـاء‪ ،‬وفرقـــوا كلمـــة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪472‬‬

‫المســلمين وجعلــوا بعضــهم يقتــل بعضــا‪ ،‬ولزال‬


‫الفغان يعانون المرين من آثار غزوهم‪.‬‬
‫ولكــن اللــه تعــالى نصــر الفئة المؤمنــة الــتي‬
‫تصدت لهؤلء القساة‪ ،‬ومع الصبر والمصابرة نصــر‬
‫هم‪-‬على أعظــم قــوة‬ ‫الله المجاهدين‪-‬على قلة عُد َدِ ِ‬
‫عسكرية ضاربة‪ ،‬فهزم الجيش الروسي الشــيوعي‬
‫وعاد إلى بلده يجــر أذيــال الهزيمــة‪ ،‬وكــان الجهــاد‬
‫الفغاني من أعظم السباب التي هيأها الله لنهيار‬
‫التحاد السوفيتي الظالم‪.‬‬
‫ولعل المسلمين يقطفون آثار هــذا الجهــاد فــي‬
‫تطــبيق الســلم فــي أفغانســتان وفــي الشــعوب‬
‫الســلمية المجــاورة الــتي كــانت تابعــة للتحــاد‬
‫السوفيتي المنهار‪].‬لقد خيــب المجاهــدون الفغــان‬
‫آمال المســلمين الــذين أعــانوهم بالمــال والرجــال‬
‫والعتاد‪ ،‬لرفع راية السلم في بلدهم‪ ،‬حيث أخــذوا‬
‫يقتتلون فيما بينهم بعد انســحاب العــدو الشــيوعي‬
‫من بلدهم‪ ،‬ومازالت دمــاء المــدنيين العــزل تــراق‬
‫بأسلحة إخوانهم ممن كانوا قادة للجهاد‪ ،‬إلى يومنا‬
‫هذا )كتبت هذا التعليق في ‪22/5/1418‬هـ(‪[.‬‬
‫الشيوعيون في الصين‪:‬‬
‫ول تقل قسوة الشيوعيين في الصين وغلظتهم‬
‫على المسلمين‪-‬وعلى كل من يخالفهم‪-‬عن قســوة‬
‫الشيوعيين في التحاد السوفيتي السابق‪ ،‬وبخاصة‬
‫في إقليم "تركستان الشرقية" الذي غيــروا اســمه‬
‫إلى "سانكيانج" وبــالغوا فــي العتــداء علــى أهلــه‪،‬‬
‫فقتلوا علماءهم‪ ،‬وأتلفوا مصاحفهم وكتبهم الدينية‪،‬‬
‫ومنعــوهم مــن أداء شــعائرهم الدينيــة‪ ،‬وأغرقــوهم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪473‬‬

‫بالمهجرين الشيوعيين من منــاطق أخــرى‪ ،‬لتصــبح‬


‫نسبة المسلمين في هذا البلــد المســلم ‪ %10‬بعــد‬
‫أن كانت نسبتهم من قبل أكثر من ‪.%90‬‬
‫وقد ذكــر أن المســلمين الــذين تــم قتلهــم مــن‬
‫سنة ‪1950‬م إلى سنة ‪1972‬م بلغ ‪ 360‬ألفا‪ ،‬وأن‬
‫الذين سيقوا إلى المعسكرات التعذيبيــة والشــغال‬
‫الشاقة بلغ عددهم )‪ (500‬ألف‪ ،‬وأن الــذين هربــوا‬
‫من ديارهم بسبب ذلك العدوان بلغ )‪ (100‬ألــف]‪-‬‬
‫راجــع محلــة الصــلح عــدد ‪ 219‬ص ‪ 35‬ومجلــة‬
‫المجتمع الكويتية عدد ‪ 967‬ص ‪[.28‬‬
‫هذه الفظائع ذكرت فــي بلــد واحــد مــن بلــدان‬
‫الصين وهو تركستان الشرقية‪.‬‬
‫أما على مستوى الصين فالمر أعظم من ذلك‪،‬‬
‫وقــد ذكــر لــي الشــيخ عبــد الرحمــن بــن إســحاق‬
‫الصيني الذي زرته في مدرسة التقــوى فــي مدينــة‬
‫تشانجماي في شمال تايلند في ‪24/11/1409‬هـ‪.‬‬
‫أن الشيوعيين في الصين قتلوا خلل ست عشــرة‬
‫سنة من سنة ‪1950‬م إلى ‪1976‬م عشرة ملييــن‬
‫)ول بد أن يكون للمسلمين حظهم الوافر من هــذا‬
‫القتل( ومات بسبب الجوع سبعة مليين‪.‬‬
‫أما المسلمون فقد كانت مساجدهم في الصين‬
‫)‪ (45‬ألف مسجد‪ ،‬فصادرها الشــيوعيون وحولوهــا‬
‫إلــى مصــانع ومســارح ودور ســينما‪ ،‬وبنــوا فــي‬
‫محاريبها الطاهرة التي كان الئمة يتلون فيها كتاب‬
‫الله ويسجدون فيها لربهــم‪ ،‬المراحيــض إهانــة لهــا‬
‫وللمســلمين‪ ،‬وقتلــوا كــثيرا مــن الئمــة والعلمــاء‪،‬‬
‫وقتلوا من المسلمين ما ل يقل عن مليون شخص‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪474‬‬

‫وكانوا يأمرون العالم المسلم بحمل القاذورات‬


‫ليســمد بهــا الرض الزراعيــة‪ ،‬ويعلقــون فــي عنقــه‬
‫الكومة من تلك القاذورات‪ ،‬ويقولون لــه مــن بــاب‬
‫التهكم والذلل والســخرية بربــه وبــدينه‪ :‬إذا كنــت‬
‫تعبد الله فادعه ليساعدك‪]...‬المجلد الخاص بتايلند‬
‫من سلسلة )فــي المشــارق والمغــارب( مخطــوط‬
‫في مكتبة المؤلف‪[.‬‬
‫وهذه الفظائع هي الــتي علمــت‪ ،‬ومــا لــم يعلــم‬
‫أكـــثر مـــن ذلـــك بكـــثير‪ ،‬وبخاصـــة إذا علمنـــا أن‬
‫الشـــيوعيين يحيطـــون بلـــدانهم وتصـــرفاتهم بمـــا‬
‫يسترها من الكتمان والحجر العلمي‪ ،‬وعدم الذن‬
‫بتسرب تلك التصرفات‪ ،‬ولكن ذلك يكفــي لمعرفــة‬
‫أن الرحمة قد نزعت من قلوبهم‪(1) .‬‬
‫وفي هذه اليام يعيث الشيوعيون ذوو الســماء‬
‫السلمية فــي طاجكســتان فســادا فــي هــذا البلــد‬
‫المسلم‪ ،‬فقــد قتلــوا اللف مــن المســلمين الــذين‬
‫يطالبون بــالتمتع بالســلم‪ ،‬وشــردوا مئات اللف‪،‬‬
‫وأخــافوا المنيــن مــن أبنــاء البلــد متعــاونين مــع‬
‫الشيوعيين من ذوي السماء السلمية فــي بلــدان‬
‫أخرى ومع الروس بمساعدات من الغرب وبخاصة‬
‫أمريكا‪ ،‬والكفر ملة واحــدة ]راجــع مجلــة المجتمــع‬
‫عدد ‪25-1038‬شعبان ‪1413‬هـ‪-‬ص ‪.[.22‬‬

‫‪] ()1‬راجــع علــى ســبيل المثــال مــا نشــر علــى أحــد مواقــع‬
‫‪http://www.islam-‬‬ ‫النـــــــترنت علـــــــى الوصـــــــلة التيـــــــة‪:‬‬
‫‪online.net/Arabic/news/2001-06/17/Article36.shtml‬‬
‫[‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪475‬‬

‫بل لقد غزت روسيا الجمهورية الشيشـانية فــي‬


‫‪9/7/1415‬هـــ‪-‬الموافــق ‪11/12/1994‬م‪-‬ودمــرت‬
‫عاصمتها جر وزني تدميرا كامل‪ ،‬وقتلت المسلمين‬
‫المدنيين‪ ،‬ول زالــت تواصــل القتــل والتــدمير علــى‬
‫مرأى ومسمع من دول الصــليب الــتي تــدعي أنهــا‬
‫ترعى حقوق النسان‪ ،‬بل على مرأى ومسمع مــن‬
‫حكام الشعوب السلمية الذين ماتت الحميــة فــي‬
‫نفوسهم على حفظ ضــروراتهم الــتي ل حيــاة لهــم‬
‫بدونها‪.‬‬
‫وقد تكبد الروس خسائر فادحــة فــي جمهوريــة‬
‫الشيشان السلمية‪ ،‬وخرجــوا منهــا يجــرون أذيــال‬
‫الهزيمة‪ ،‬كما خرجوا من أفغانستان‪ ،‬وذلــك بفضــل‬
‫الله ثم بفضل قوة إيمان أهلها‪ ...‬ثم غــزت روســيا‬
‫الشيشان مرة أخرى في سنة ‪1420‬هـ ـ ـ ـ ‪1999‬م‬
‫ودمرت البلد مــرة أخــرى وعــاثت فيــه فســادا‪ ،‬ول‬
‫زالت القوات الروســية تحتــل هــذا البلــد المســلم‪،‬‬
‫وتقتــل أهلــه وتشــردهم وتعتقلهــم‪ ،‬وموقــف دعــاة‬
‫حقوق النســان الغربييــن هــو مــوقفهم المعــروف‪،‬‬
‫عنــدما يكــون النســان مســلما ل يحركــون ســاكنا‪،‬‬
‫اللهم إل إظهار شيء من الســتنكار البــارد‪ ،‬ليقــال‬
‫عنهم‪ :‬إنهم أنكروا! وليقارن المسلم موقف الغرب‬
‫من الشيشان‪ ،‬وموقفهم من تيمور الشــرقية الــتي‬
‫أجــبروا إندونيســيا علــى التخلــي عنهــا خلل فــترة‬
‫وجيزة!‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪476‬‬

‫النموذج الرابع‪ :‬قساة الوثنيين‪:‬‬


‫قسوة الوثنيين الهنود‪:‬‬
‫والوثنيون‪-‬ومنهم الهندوس والبوذيون وغيرهــم‪-‬‬
‫ل تقل وحشيتهم وغلظتهــم عــن اليهــود والنصــارى‬
‫والشيوعيين‪.‬‬
‫فالهنــدوس فــي الهنــد بتواطــؤ مــع النصــارى‬
‫النجليز‪ ،‬أذاقوا المســلمين مــن العــذاب والتشــريد‬
‫والقتل وسوء المعاملة ما يصعب وصــفه‪ ،‬واعتــدوا‬
‫على أموالهم ومنازلهم ومساجدهم‪ ،‬ول يخلــو عــام‬
‫ض ـط َّروا‬
‫من العــوام مــن العتــداء عليهــم‪ ،‬حــتى ا ْ‬
‫المسلمين على النقسام‪ :‬قسم منهم سئم العيش‬
‫تحت الذل والقهر الهندوسي‪ ،‬فقرروا الهجرة إلــى‬
‫ما سمي في حينــه بباكســتان الشــرقية وباكســتان‬
‫الغربية‪ ،‬حيث تفصل بينهما مساحات شاســعة مــن‬
‫الهنــد ثــم تــدخلت الهنــد وحليفتهــا روســيا )التحــاد‬
‫الســوفيتي ســابقا( للتحريــش بيــن الباكســتانيين‬
‫فحصل النشقاق والقتال الذي راح ضــحيته اللف‬
‫مــن المســلمين‪ ،‬وعلــى أثــره انفصــلت باكســتان‬
‫الشـــرقية وســـميت باســـم قـــومي انفصـــالي‪:‬‬
‫"بنغلدش" فضعف بذلك المسلمون في الجناحين‪،‬‬
‫وضــعف المســلمون كــذلك فــي الهنــد الــذين يبلــغ‬
‫عددهم الن أكثر مــن ‪ 150‬مليونــا فــي كــل أنحــاء‬
‫الهنــد‪ ،‬وهــم اليــوم يواجهــون حربــا وثنيــة شرســة‪،‬‬
‫حيث نظمت جمعيــات هندوســية لمحــاربتهم تحــت‬
‫سمع وبصر الحكومة الهندية التي تزعم أنهــا دولــة‬
‫ديمقراطيــة علمانيــة‪ ،‬وتشــير الحصــاء ت إلــى أن‬
‫العتداء الهندوسي على المسلمين بلغ حدا خطــرا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪477‬‬

‫ل يطـــاق‪ ،‬يتعـــاون عليهـــم فـــي ذلـــك العتـــداء‬


‫المنظمات المذكورة وقوات الشرطة‪ ،‬بل والجيش‬
‫أحيانا‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال فإن الهندوس قتلوا خمســة‬
‫عشــرة ألــف مســلم فــي مجــزرة "أحمــد أبــاد"‬
‫باعتراف رئيسة الوزراء أنديرا غاندي سنة ‪1970‬م‬
‫وأحرقوا ثلثمائة امرأة مسلمة بالنــار وهــن أحيــاء‪،‬‬
‫وفـــي مذبحـــة آســـام قتـــل الهنـــدوس ‪ 50‬ألـــف‬
‫مســلم]راجــع حاضــر العــالم الســلمي لجميــل‬
‫المصري ص ‪[.420‬‬
‫وفي هذه اليام تجمع جماهير الهندوس وهدموا‬
‫مسجد "البابري" وقتلوا اللف من المسلمين‪ ،‬في‬
‫أنحاء متفرقة من الهند وأحرقوا ممتلكاتهم وهدموا‬
‫منازلهم وطردوهم من ديــارهم]راجــع علــى ســبيل‬
‫المثــال مجلــة المجتمــع عــدد ‪20 1029‬جمــادى‬
‫الخرة سنة ‪1413‬هـ‪-‬ص ‪ [.20‬واستولوا على كثير‬
‫من مساجدهم وحولوها إلى معابد وثنية‪.‬‬
‫وكل الفظائع التي يرتكبهــا الهنــدوس فــي حــق‬
‫المســلمين ل يوجــد أي مســوغ لهــا‪ ،‬فالمســلمون‬
‫مســالمون‪ ،‬ل يريــدون إل العيــش بطمأنينــة فــي‬
‫ديارهم‪ ،‬يقيمــون شــعائر دينهــم ويعلمــون أبنــاءهم‬
‫دين السلم دون أن يحركوا ســاكنا ضــد الهنــدوس‬
‫ابتــداء‪ ،‬وإنمــا يضــطرون أن يــدافعوا عــن أنفســهم‬
‫عندما يعتدي عليهم هؤلء‪ ،‬مع قلتهم وفقــدهم آلــة‬
‫الــدفاع علــى عكــس الــوثنيين الهنــدوس‪ ،‬والمتتبــع‬
‫لوحشية هؤلء الهندوس وقسوتهم ضد المسلمين‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪478‬‬

‫يتضح له أنهم قوم قد نزعت الرحمــة مــن قلــوبهم‬


‫وحلت محلها الغلظة والشراسة والوحشية‪.‬‬
‫قسوة الوثنيين في سيريلنكا‪:‬‬
‫وهكذا يلقي المسلمون فــي ســيريلنكا قســوة‬
‫بالغة من الهندوس والســنهال والشــيوعيين‪ ،‬ومــن‬
‫الحكومــة البوذيــة مــن اغتيــالت ومذابــح جماعيــة‬
‫ونهب أموال ومتاجر وإحراق منازل وأسواق]راجــع‬
‫مجلة المجتمــع الكويتيــة‪ .‬عــدد ‪ 957‬فــي ‪9‬شــعبان‬
‫‪1410‬هـ ـ ص ‪ 40‬ومجلــة رابطــة العــالم الســلمي‬
‫عدد ‪319‬ص ‪[.7‬‬
‫وفــي " بورمــا" ل تنقطــع مذابــح المســلمين‬
‫وتشـــريدهم ونهـــب أملكهـــم والعتـــداء علـــى‬
‫أعراضهم‪ ،‬يقوم بذلك الوثنيون البوذيون فقد قتلوا‬
‫منهــم عشــرات اللف‪ ،‬وشــردوا ملييــن‪ ،‬وهــدموا‬
‫المساجد‪ ،‬وأغلقوا المدارس‪ ،‬واغتصبوا المســلمات‬
‫وأجهضوا الحوامل منهن‪ ،‬وفي يوم عيد مــن أعيــاد‬
‫الفطر قتلوا مائتي مســلم‪ ،‬وكــثير مــن المســلمين‬
‫يموتون جوعا في مخيمات الموت فــي "بنغلدش"‬
‫أو في الطريــق بيــن حــدود بورمــا وبنغلدش وهــم‬
‫فارون بأنفسهم من القتل الجماعي]راجــع‪ :‬العــالم‬
‫السلمي )جريدة تصدرها رابطة العالم السلمي(‬
‫‪24‬ربيــع الول‪1-‬ربيــع الثــاني ‪1413‬ه‪ -‬ص ‪ ،4‬و ‪6‬‬
‫محرم ‪1412‬ه‪-‬ومجلة المجتمــع عــدد ‪ 993‬ص ‪10‬‬
‫وعدد ‪989‬ص ‪.[.16‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪479‬‬

‫قسوة الوثنيين في تايلند‪:‬‬


‫وفــي تايلنــد أذاقــت الحكومــة الوثنيــة البوذيــة‬
‫المســلمين‪ ،‬أهــوال مــن العــذاب والقتــل والتــدمير‬
‫والغتيال والتشريد‪ ،‬وأذلت المسلمين فــي جنــوب‬
‫البلد‪ ،‬وأصــبحت فطــاني المســلمة تحــت ســيطرة‬
‫الجيش ووزارة الداخليــة‪ ،‬وقــد قســمتها تقســيمات‬
‫إدارية جديدة‪ ،‬حيــث أصــبحت محافظــات صــغيرة‪،‬‬
‫وحشدت أعــدادا كــبيرة مــن البــوذيين مــن شــمال‬
‫تايلنـــد ووســـطها للهجـــرة إلـــى بلد المســـلمين‪،‬‬
‫وملكتهم أراضيهم ويســرت لهــم إقامــة الشــركات‬
‫والمشــــاريع المتنوعــــة‪ ،‬ليســــتولوا علــــى البلد‬
‫المسلمة‪ ،‬ويكونوا أكثرية ينشرون الفساد الخلقــي‬
‫والجتمــاعي‪ ،‬مــن أجــل إذابــة المســلمين وتحــاول‬
‫الحكومة تغيير مناهــج المــدارس الســلمية وكتبهــا‬
‫وحروف لغتها ]وقد فصل المؤلــف شــيئا مــن ذلــك‬
‫فــي المجلــد الخــاص بتايلنــد مــن سلســلة فــي‬
‫المشارق‪ ،‬وهو مخطوط في مكتبته[‬
‫وقــد خــف التضــييق علــى المســلمين نســبيا‪،‬‬
‫وتمكــن علمــاؤهم مــن إقامــة مؤسســات تعليميــة‬
‫ودعويــة‪ ،‬كــان لهــا أثــر جيــد فــي تعليــم أبنــائهم‬
‫وتفقيههــم‪ ،‬وعلــى رأس هــؤلء العلمــاء الــدكتور‬
‫إسماعيل لطفي المتخرج من الجامعــة الســلمية‬
‫فــي المدينــة المنــورة‪ ،‬وجامعــة المــام محمــد بــن‬
‫سعود السلمية في الرياض‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪480‬‬

‫قسثثاة أهثثل الباطثثل مثثن المنتسثثبين‬


‫السلم!‬
‫مرت فترة على المسلمين ضعفت فيه دولتهم‪،‬‬
‫بــل اضــمحلت وهــوت‪ ،‬فتــأخروا فــي كــل شــؤون‬
‫الحياة الدينيــة والقتصــادية والعلميــة‪-‬علــم الشــرع‬
‫وعلم المادة‪-‬والسياسية والعســكرية والجتماعيــة‪،‬‬
‫وتقــدم غيــر المســلمين فــي الحضــارة الماديــة‪،‬‬
‫فأصــيب المســلمون بــالهوان وكــبر فــي صــدورهم‬
‫تقدم غيرهم‪ ،‬وانقسموا قسمين‪:‬‬
‫القسم الول‪ :‬رأى أن تقــدم البلــدان الســلمية‬
‫مرهون باتباع خطوات الغرب حــذو القــذة بالقــذة‪،‬‬
‫وذلك بتنحية الدين الســلمي عــن أن يكــون منهــج‬
‫حياة للشعوب السلمية‪ ،‬والفصل التام بينــه وبيــن‬
‫تــدبير شــؤونها‪ ،‬بحيــث يكــون الــدين أمــرا يتعلــق‬
‫بالفراد بأشخاصهم فيما بينهم وبين ربهم‪ ،‬يصــلون‬
‫ويصــومون ويحجــون ويقــرؤون القــرآن‪ ،‬دون أن‬
‫يتدخل السلم في الشؤون السياسية والجتماعية‬
‫والقتصادية والعسكرية وغيرها مــن مناهــج العلم‬
‫والتعليم وهلــم جــرا‪– ...‬ول يســتثنون مــن ذلــك إل‬
‫بعض الحوال الشخصية‪-‬وذلك على غرار مــا فعلــه‬
‫أهل الغرب بالدين النصراني المحرف‪ ،‬حيث نحــوه‬
‫عــن شــؤون الحيــاة الــتي وضــعت لهــا الدســاتير‬
‫والقــوانين البشــرية‪ ،‬اتقــاء التصــرفات الكنســية‬
‫ورجالها الذين كانوا يزاولون تدبير شؤون الشعوب‬
‫تدبيرا ظالما‪ ،‬وينسبون تصــرفاتهم تلــك إلــى اللــه‪،‬‬
‫ويتلخص ذلك كله فيما يقال لــه‪" :‬العلمانيــة" الــتي‬
‫تعني فصل الدين عن الدولة‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪481‬‬

‫وقد أوهــم أهــل الغــرب هــذا القســم مــن أبنــاء‬


‫المسلمين‪ ،‬أن الدين هو سبب التأخر عندما يتدخل‬
‫فــي حيــاة البشـر‪ ،‬بــدليل أن الغــرب عنــدما فصــل‬
‫الــدين عــن الدولــة تقــدم حضــاريا وأصــبح يقــود‬
‫العالم‪،‬وأنه ل يمكــن للمســلمين أن يتقــدموا إل إذا‬
‫فعلوا كما فعل الغــرب‪ ،‬ففصــلوا الــدين الســلمي‬
‫عن الدولة‪.‬‬
‫وتتلمــذ أبنــاء المســلمين هــؤلء علــى أســاتذة‬
‫الغرب في العلوم المتنوعة‪ :‬النســانية والتطبيقيــة‬
‫واقتنعوا بتلك الفكرة‪ ،‬بسبب جهلهم بالسلم الذي‬
‫جعلهم يساوون بينه وبين الدين النصراني‪ ،‬ويقفون‬
‫مــن دينهــم كمــا وقــف أهــل الغــرب مــن الــدين‬
‫النصراني‪ ،‬وبسبب فقدهم العلماء الــذين يجمعــون‬
‫بيــن فقــه النصــوص الــواردة فــي القــرآن والســنة‬
‫الصحيحة والمقاصد الشرعية من جهــة وبيــن فقــه‬
‫العصر والواقع من جهة أخرى‪ ،‬فانطلق هذا القسم‬
‫من أبناء المسلمين‪ ،‬وقد أحــرز شــيئا مــن الثقافــة‬
‫الــتي تــؤهله لقيــادة الشــعوب الســلمية وإدارتهــا‬
‫مغرورا بنفسه وبثقافته‪ ،‬متجاهل أولئك العلماء‪ ،‬بل‬
‫مذل لهم ضاربا بآرائهم وراء الحــائط‪ ،‬وســبب هــذا‬
‫سبق غير المسلمين الــى عقــول أبنــاء المســلمين‬
‫وكسبهم في صفهم‪.‬‬
‫والقسم الثاني‪ :‬رأى في حضارة الغرب المادية‬
‫وما رافقهــا أفكــارا فاســدة وأخلقــا ســيئة وعقــائد‬
‫ملحدة وهجوما على الســلم وأهلــه‪ ،‬فــانزوى عــن‬
‫علوم الغرب كلها‪ ،‬ودعــا الشــعوب إلــى مقاطعتهــا‬
‫والبعد عنها والكتفاء بما تجود به كتاتيب المعلمين‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪482‬‬

‫الـــذين يلقنـــون التلميـــذ تلوة القـــرآن الكريـــم‪،‬‬


‫ويعلمونهم بعــض مبــادئ الفقــه والتوحيــد والكتابــة‬
‫وشيئا من الحساب‪ ،‬فكان نصيب هذا القسم البعد‬
‫عن ممارسة إدارة شؤون المة والمشــاركة فيهــا‪،‬‬
‫فاســتبد القســم الول بــالحكم والدارة وغيرهــا‪،‬‬
‫وأخذ يكبت كــل صــوت يخــالف منهجــه ومســيرته‪،‬‬
‫يسنده في ذلك ما تحت يده مــن إمكانــات الدولــة‬
‫في الداخل ومؤازرة الــدول والمؤسســات الغربيــة‬
‫في الخارج‪.‬‬
‫وبعد أن مضت فترة ليست بالقصيرة على هذه‬
‫الحالة المزرية‪ ،‬هيأ الله للمسلمين من صحا منهــم‬
‫من نومه‪ ،‬وتنبه مــن غفلتــه‪ ،‬فــرأى بنــور مــن اللــه‬
‫وبصيرة تلك الهاويــة الــتي تــردى فيهــا المســلمون‬
‫والسباب الــتي أدت إلــى ذلــك الــتردي‪ ،‬والــواجب‬
‫الذي ل بد من القيام بــه لنتشــال المــة الســلمية‬
‫مــن وهــدتها‪ ،‬إلــى قمــة مجــدها وعزهــا‪ ،‬فظهــرت‬
‫دعــوات المفكريــن الســلميين بصــفة فرديــة هنــا‬
‫وهناك‪ ،‬ولــم يمــض وقــت غيــر طويــل نســبيا حــتى‬
‫أثمــرت تلــك الــدعوات‪ ،‬ونتــج عنهــا قيــام حركــات‬
‫إســلمية تعتمــد التعليــم والتربيــة وبيــان شــمول‬
‫الســلم‪ ،‬وأنــه منهــج لحيــاة البشــر يجــب أن يعــود‬
‫ليحكم حياتهم‪ ،‬فأزعــج ذلــك تلميــذ الغــرب الــذين‬
‫كان الجو قد خل لهم‪ ،‬فتربعوا على كراسي الحكم‬
‫وأمروا ونهوا دون منازع لهم إل مــن أمثــالهم‪ ،‬كمــا‬
‫أزعج ذلك الغرب الذي ظــن أن الســلم قــد مــات‬
‫وُقبر‪ ،‬فاتفق السيد في الغرب والعبد في الشــرق‪،‬‬
‫على القضاء علــى الســلم دون هــوادة ول رحمــة‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪483‬‬

‫فكان أن حصل من أعداء السلم المنتســبين إليــه‬


‫مثــل مــا حصــل مــن أعــداء الســلم مــن اليهــود‬
‫والنصارى والملحدين والوثنيين‪ ،‬من الهجــوم علــى‬
‫الســلم وتشــويهه‪ ،‬ومحاولــة القضــاء علــى دعــاته‬
‫بالســـــجون والمعتقلت والتعـــــذيب الوحشـــــي‬
‫والتشــريد‪ ،‬وانتهــاك العــراض ومصــادرة المــوال‬
‫والتضييق عليهم في لقمة العيــش وإيــذاء أســرهم‬
‫وأقربائهم وأصدقائهم‪ ،‬وبالقتل والغتيــالت‪ ،‬حصــل‬
‫ذلك في أغلب بلدان السلم فــي شــمال إفريقيــا‪،‬‬
‫وفـــي الصـــومال‪ ،‬واليمـــن‪ ،‬والعـــراق‪ ،‬وســـوريا‪،‬‬
‫وباكســـتان‪ ،‬وأفغانســـتان‪ ،‬وإندونيســـيا‪ ،‬وتركيـــا‪،‬‬
‫وبنغلدش‪ ،‬وألبانيا وغيرها‪.‬‬
‫قسثثوة أعثثداء السثثلم مثثن المنتسثثبين‬
‫إليه أشد من قسوة غيرهم !‬
‫ولعل قسوة أعداء السلم من المنتســبين إليــه‬
‫مـــن أبنـــاء المســـلمين‪ ،‬أشـــد مـــن قســـوة غيـــر‬
‫المسلمين على المسلمين وذلك لمور ثلثة‪:‬‬
‫المــر الول‪ :‬أن عــدو الســلم المنتســب إلــى‬
‫الســلم‪ ،‬يعــد مــن أبنــاء البلــد وليــس أجنبيــا عنــه‪،‬‬
‫وتصــرفاته الظالمــة ل ينظــر إليهــا عامــة النــاس‪-‬‬
‫وبخاصــة الجهلــة‪-‬نظرتهــم إلــى تصــرفات العــدو‬
‫الجنبي الظــالم‪ ،‬ولــذلك تجــد العــدو الجنــبي غيــر‬
‫المسلم يخفف من طغيانه وظلمه‪ ،‬إذا لم يتعــرض‬
‫العلماء والدعاة لمصــالحه تعرضــا مباشــرا‪ ،‬بخلف‬
‫الطاغية من أبنــاء البلــد‪ ،‬فــإنه يوســع دائرة ظلمــه‬
‫وقســوته‪ ،‬لتشــمل المعــارض الصــريح والســاكت‬
‫الذي لم يظهر تأييده لظلمه وقسوته‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪484‬‬

‫المر الثاني‪ :‬أن عدو السلم المنتسب إليه من‬


‫أبنـــاء المســـلمين‪ ،‬يجـــد المؤيـــدين لـــه ولظلمـــه‬
‫وقســوته‪ ،‬مــن أبنــاء البلــد مــن أقربــائه وقــبيلته‬
‫والمنتفعيــن بحكمــه‪ ،‬مــا ل يجــده غيــر المســلم‬
‫الظالم‪ ،‬لن تأييد غير المسلم يعد منقصة يعير بهــا‬
‫المؤيد‪ ،‬بخلف مــن يؤيــد الظــالم مــن أبنــاء البلــد‪،‬‬
‫وبخاصة عندما يدعي الوطنية والقوميــة والتقدميــة‬
‫والثورية‪-‬مع ادعائه السلم!‪.-‬‬
‫المر الثالث‪ :‬أن عــدو الســلم المنتســب إليــه‪،‬‬
‫يستغل إمكانات البلد البشرية والمادية والعلميـــة‬
‫والتعليمية والقتصادية والسياسية والعسكرية‪ ،‬في‬
‫ضرب الســلم والمســلمين‪ ،‬وهــو ينعــت بــالوطني‬
‫القـــومي والثـــوري والراعـــي والحـــامي‪ ،‬وليـــس‬
‫بالمستعمر المغتصب والعدو والمحتل‪.‬‬
‫لذلك تجد قسوة هذا العدو على دعــاة الســلم‬
‫مــن أبنــاء بلــده تفــوق قســوة اليهــود والنصــارى‬
‫والملحدين والوثنيين أحيانا‪.‬‬
‫ولو أردنا أن نذكر نماذج لقسوة أعداء الســلم‬
‫من المنتسبين إليه على دعاة السلم وعلمائه في‬
‫كل بلد ومــن كــل طاغيــة لحتــاج ذلــك إلــى كتــاب‬
‫مستقل‪.‬‬
‫نموذجثثان لقسثثوة أعثثداء السثثلم مثثن‬
‫المنتسبين إليه‪.‬‬
‫ولنكتف بالشارة العاجلة إلى نمــوذجين نوضــح‬
‫بهما شدة قسوة من حارب السلم من المنتسبين‬
‫إليه‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪485‬‬

‫الول‪:‬النموذج الثوري الناصري!‪.‬‬


‫وهو القدوة الحسنة الولى للثوريين والقــوميين‬
‫العرب على تنــوع مســمياتهم‪ ،‬وهــو مــا فعلــه عبــد‬
‫الناصر في مصر بالمسلمين الذين نــذروا أنفســهم‬
‫للدعوة إلى الله وإقامة حكمه في الرض‪ ،‬ويكفــي‬
‫أن أنقل بعض النصوص للــذين ذاقــوا وبــال تعــذيبه‬
‫للدللة على قسوة الطاغية وأعوانه وخلــو قلــوبهم‬
‫من الرحمة‪ ،‬قــال أحــد المعــذبين‪) :‬المكنــة الــتي‬
‫وضعنا فيها ل يمكن أن تكــون إل مقــابر‪ ،‬إن كلمــة‬
‫زنازين الــتي تســتعمل فــي الســجون‪ ،‬ل يمكــن أن‬
‫تعطيك فكرة صحيحة عن المكنة التي رأيتهــا فــي‬
‫ذلـــك الليمـــان ]وهـــو ســـجن جهنمـــي يعـــد أحـــد‬
‫النجــازات الثوريــة الناصــرية‪ [.‬عنــدما دفــع بــي‬
‫العسكري في العنبر لم أجد مكانا أضع فيه قدمي‪،‬‬
‫لقــــد كــــان المكــــان مليئا بالجســــاد البشــــرية‬
‫المتكدسة‪ ،‬بحيث ل يجد المرء فيه مكانا للجلــوس‬
‫أو الوقوف‪ ..‬فما بالك بالنوم؟!‪.‬‬
‫إن مســاحة العنــبر‪-‬كمــا تــبين لــي بعــد قياســه‬
‫بواسطة بلط الرض‪-‬خمسة وأربعون مــترا‪ ..‬كــان‬
‫بــه عنــدما دخلتــه ثمانيــة وثمــانون معتقل‪ ،‬أي كــل‬
‫مخلوق بشري له نصف متر فقط لجلوســه ونــومه‬
‫وطعامه وشــرابه وملبســه وحــذائه وكــل شــؤونه(‬
‫]هذا وصف لبعض أمــاكن الســجن‪ ،‬وهنــاك أمــاكن‬
‫وصفها آخرون أسوأ من ذلك‪ .‬نافذة علــى الجحيــم‬
‫ص ‪[56‬‬
‫وتحت عنوان‪ :‬الرياضة الجهنمية قال المعذب‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪486‬‬

‫)ينــادي جــاويش السـجن‪ :‬كــل النــاس بــره ]أي‬


‫اخرجــوا جميعــا[ الزنــازين‪ .‬وهــذا النــداء يســتعمل‬
‫دائما إذا أرادوا أن يلقــوا أمــرا عامــا علــى الجميــع‬
‫ويقــول الجــاويش‪ :‬إحنــا‪-‬نحــن‪-‬حننــزل‪-‬ســننزل‪-‬دي‬
‫الوأت‪-‬ذا الوقت‪-‬علشان‪-‬من أجل‪-‬تشــموا هــواء يــا‬
‫أولد الكلب! ويقول‪ :‬انزل بســرعة يــا بــن الكلــب‪،‬‬
‫ومــا هــي إل لحظــات فتتــدفق الجمــوع الغفيــرة‬
‫سريعا‪ ..‬وبها ما بها من اللم‪ ..‬وهم مع ذلك صفوة‬
‫أبناء الشعب ومن أنبل أبنائه‪ ،‬فيهم الــوزير ووكيــل‬
‫الوزارة‪ ،‬والطبيب والمهندس‪ ،‬والمحامي‪ ،‬والتــاجر‬
‫والصــــانع‪ ،‬والمــــزارع‪ ،‬والطــــالب‪ ،‬والمــــدرس‪،‬‬
‫والقاضي‪ ،‬والفراش‪ ،‬والضابط‪ ،‬ثــم ينتظــم الجميــع‬
‫عــدة طــوابير فــي مكــان واســع كــبير‪ ،‬ويبــدأ ســير‬
‫الطابور سريعا‪ ..‬ويسير الطابور في شبه دائرة أو‬
‫مســتطيل‪ ..‬والطــابور يتكــون مــن عــدة صــفوف‬
‫ويقف على جانبي كــل صــف رجــال الجيــش]الــذي‬
‫الصل فيه أن يعــد للجهــاد فــي ســبيل اللــه وطــرد‬
‫العـــدو اليهـــودي مـــن بلد المســـلمين فـــي أرض‬
‫الســراء والمعــراج![ وهــم ممســكون بالســياط‬
‫والكرابيج والمدافع الخفيفــة فــي أكتــافهم‪ ،‬ويســير‬
‫الطــابور تحــت الضــرب‪ ،‬فكــل شــرطي يكلــف أن‬
‫يضــرب مــن يمــر عليــه بصــفة مســتمرة‪ ،‬وبمــرور‬
‫الوقت تهوي الضحايا على الجانبين‪ ،‬لطول الزمــن‬
‫الــذي قــد يمتــد إلــى ثلث ســاعات متواصــلة مــن‬
‫الجري الشديد المصحوب بالضرب العنيف‪ ،‬وكلمــا‬
‫ازدادت سرعة الطــابور تزايــد عــدد الضــحايا‪ ،‬بيــن‬
‫فاقد الوعي ومقعــد تمامــا ل يقــوى علــى الحركــة‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪487‬‬

‫والشيء الملفت للنظر أن مــن يقــع علــى الرض‪،‬‬


‫يتجمـــع الشـــرطة حـــوله وينهـــالون عليـــه ضـــربا‬
‫بالكرابيج‪ ،‬فإما أن يقوم إذا استطاع وإما أن يمزق‬
‫جسمه فوق ما به من تمزيق‪ ،‬وفي موكب الطابور‬
‫تتســاقط العــروق مصــحوبة بالــدماء مــن أجســاد‬
‫البشر( ]نافذة على الجحيم ص ‪[.80‬‬
‫ولعل بعض المقاطع من قصيدة أحد المعــذبين‪،‬‬
‫وهو من العلماء الفذاذ في هذا العصر تظهر بعض‬
‫صــور القســوة لزعيــم الثــورة العربيــة والقوميــة‬
‫العربية وأعوانه‪:‬‬
‫قال في مطلع قصيدته)‪:(1‬‬
‫أفضي لكم بفجائعي وشجوني‬ ‫ثار القريض بخاطري فدعوني ‍‬
‫والشعر عودي يوم عزف‬ ‫فالشعر دمعي حين يعصرني‬
‫لحوني‬ ‫السى ‍‬
‫ويمدها قلبي وماء عيوني‬ ‫ألهمتها عصماء تنبع من دمي ‍‬
‫أبدا فكدت يقال لي ذو النون‬ ‫نونية والنون تحلو في فمي ‍‬
‫فّزعت من نومي لصوت رنين‬ ‫في ليلة ليلء من نوفمبر ‍‬

‫‪ ()1‬مــن القصــيدة أو الملحمــة الــتي أنشــأها الــدكتور يوســف‬


‫القرضاوي فــي الســجن وكــادت تضــيع لــول أن هيــأ اللــه لهــا مــن‬
‫حفظها من إخوانه في السجن‪ ،‬نافذة على الجحيم ص ‪.135‬‬
‫أما العروسة فهــي خشــبة تعــذيب يصــلب عليهــا المســجونون‬
‫شرحها أحد السجناء كما في نافذة على الجحيــم ص ‪ 100‬وراجــع‬
‫كتاب‪ :‬أيام من حياتي لزينب الغزالي لترى أنواع التعــذيب الــتي ل‬
‫تخطر على البال لهــا ولخوانهــا فــي الســجن‪ ،‬ولمــاذا أعــدم ســيد‬
‫قطب وإخوانه‪ ،‬ودفاع لم يسمع وغيرها من الكتب التي كتبت فــي‬
‫هذا الموضوع‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪488‬‬

‫وتحوطني من شمأل ويمين‬ ‫فإذا كلب الصيد تهجم بغتة ‍‬


‫فرحا بصيد للطغاة سمين‬ ‫فتخطفوني من ذويّ وأقبلوا ‍‬
‫وقذفت في قفص العذاب‬ ‫وعزلت عن بصر الحياة‬
‫الهون‬ ‫وسمعها ‍‬
‫حتى يرى في هيئة البالون‬ ‫أسمعت بالنسان ينفخ بطنه ‍‬
‫بالطوق حتى ينتهي لجنون‬ ‫أسمعت بالنسان يضغط‬
‫نارا وقد صبغوه بالفازلين‬ ‫رأسه ‍‬
‫حتى يقول أنا المسيء‬ ‫أسمعت بالنسان يشعل‬
‫خذوني‬ ‫جسمه ‍‬
‫رباه عدلك إنهم قتلوني‬ ‫أسمعت ما يلقى البريء‬
‫مثلي ول ينبيك مثل سجين‬ ‫ويصطلي ‍‬
‫حتى غدت حمرا بل تلوين‬ ‫أسمعت بالهات تخترق‬
‫كم من جريح عندها وطعين‬ ‫الدجى ‍‬
‫سقطوا من التعذيب والتوهين‬ ‫إن كنت لم تسمع فسل عما‬
‫جرى ‍‬
‫وسل السياط السود كم شربت‬
‫دما ‍‬
‫وسل العروسة قبحت من‬
‫عاهر ‍‬
‫كم فتيـة زفوا إليها عنوة ‍‬

‫الثاني‪:‬النموذج الشيوعي الصومال!‬


‫فــي الصــومال عنــدما أظهــر حــاكم الصــومال‬
‫النضــمام إلــى المعســكر الشــيوعي‪ ،‬وأراد إثبــات‬
‫ولئه للشيوعيين الروس‪ ،‬فحــارب الســلم‪ ،‬وأنكــر‬
‫ما هو معلــوم مــن الــدين بالضــرورة‪ ،‬وادعــى فــي‬
‫بعــض خطبــه أن نصــف القــرآن منســوخ‪ ،‬ومنــع‬
‫العلماء والخطباء من القيام بالدعوة في المساجد‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪489‬‬

‫وعندما أنكــر عليــه بعضــهم زج بــالكثير منهــم فــي‬


‫السجون‪ ،‬وقتــل عشــرة مــن خيــارهم حرقــا بالنــار‬
‫وعاث في الرض فســادا‪ ،‬ول زالــت بلد الصــومال‬
‫وشعبها يتجرعون غصص تصرفاته إلى اليوم ]راجع‬
‫مجلة المجتمع الكويتية‪ :‬عدد ‪ 240‬بتاريخ ‪28‬صــفر‬
‫سنة ‪1395‬هـ‪-‬ص ‪ 17‬وعــدد ‪ 239‬بتاريــخ ‪21‬صــفر‬
‫من نفس السنة ص ‪ .20‬المجلد العاشر‪[.‬‬
‫هذه القسوة والوحشية التي انتهــت إلــى حــرق‬
‫علماء المسلمين والدعاة إلى الله تعالى بالنار في‬
‫شعب مسلم‪ ،‬بســبب دفــاعهم بالكلمــة فقــط عــن‬
‫كتاب الله وشريعة السلم‪ ،‬تدل دللــة واضــحة أن‬
‫كل من وقف ضد السلم وشريعته‪ ،‬سواء كان من‬
‫المنتسبين إليه اســما دون مســمى‪ ،‬أو مــن أعــداء‬
‫الله الكافرين من يهود ونصارى وملحدين ووثنيين‪،‬‬
‫قد نزعت الرحمة من قلوبهم‪.‬‬
‫والــذي تنــزع الرحمــة مــن قلبــه مــن أعــداء‬
‫الســلم‪ ،‬ل ينتظــر منــه فــي ســباقه إلــى العقــول‬
‫بباطله‪ ،‬إل إعنــات النــاس وإنــزال الحــرج والضــيق‬
‫بهم وجلب التعاسة والشــقاء لهــم‪ ،‬تحقيقــا لغايــاته‬
‫الباطلة وأهدافه الخبيثة‪.‬‬
‫القسم الثالث‪:‬‬
‫وبين أيدينا قسسسم ثسسالث لسسم يسسذكره السسدكتور الهسسدل حفظسسه الس وهسسو أولئك القسسساة‬
‫المنتسبين إلى طوائف وفرق تنتسب إلى السلم وهو منهم برئ ومن هذه الشاكلة‬
‫الرافضة سوء كانوا فى إيران أو أخوانهم فى العراق ولبنان ‪.‬‬

‫كتب الصحفي المريكي أباريسيم غوش تحت هذا العنوان‬


‫)أخطر اسم في العراق(‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪490‬‬

‫عندما عاين سيارة )الوبل( السوداء تتجه َنحوه في مساءٍ‬


‫مر فاروق على الفور أّنه سيواجه بعد َ‬ ‫ك عُ َ‬ ‫ليس ببعيد‪ ،‬أدر َ‬
‫قليل أسوأ مخاوفه‪ ،‬وقد تكون هذه ليلته الخيرة في الحياة‪.‬‬
‫مت مطاردة طالب المدرسة الثانوية هذا من قَِبل‬ ‫لقد ت ّ‬
‫ده‪.‬‬ ‫ك السبوع َوح َ‬ ‫مّرتين في ذل َ‬ ‫مسّلحين في السيارة ذاتها َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫ّ‬
‫مر في سيارتهِ الخاصة حيث تمك َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫في المناسبتين كا َ‬
‫ق نحوَ منزلهِ في‬ ‫ما الن فهو يمشي في شارٍع ضي ٍ‬ ‫الهََرب‪ ،‬أ ّ‬
‫ن ابن الـ‬ ‫ي من أحياء الطبقة المتوسطة في بغداد‪ .‬وهكذا كا َ‬ ‫ح ّ‬
‫ما‬
‫ل أي شيء‪" .‬لقد تمكنوا مّني‪ ...‬إ ّ‬ ‫ً‬
‫‪ 16‬عاما عاجزا عن فع ِ‬ ‫ً‬
‫ي إن حاولت الفرار‪"،‬‬ ‫أنهم سيأخذونني‪ ،‬أو يطلقون النار عل ّ‬
‫ه‪ .‬توّقفت سيارةُ )الوبل(‪ ،‬قبل أن تتوقف‬ ‫س ِ‬ ‫ه لنف ِ‬ ‫هذا ما قال ُ‬
‫ً‬
‫كان بابها الخلفي مفتوحا قليل‪ ،‬أحد الركاب أشار بمسدسه‬ ‫ً‬
‫طت إطارات‬ ‫ح َ‬‫جّر عمر من ياقته‪ .‬لقد فَ َ‬ ‫ب آخر‪ ،‬و َ‬ ‫إليه‪ .‬اقتر َ‬
‫السّيارة بأرضية الشارع بعنف وهي ُتغادر المكان بعد أن‬
‫ول إلى كومة ترقد على أرض السّيارة‪.‬‬ ‫أخذت عمر الذي تح ّ‬
‫بدأ الّرجلن في المقعد الخلفي يركلنه بأقدامهم ويضربانه‬
‫ي‪ ،‬طالبين منه أن‬ ‫ك سن ّ‬ ‫بمسدساتهما قائلين له "اعترف" بأن َ‬
‫ص عن ِرجال وأولد‬ ‫مر بقص ٍ‬ ‫مع َ ع ُ َ‬
‫س ِ‬ ‫يبوح باسمه‪.‬منذ أشهر َ‬
‫ذبوا‪ ،‬وقُِتلوا من ِقبل فرق الموت الشيعية‪.‬‬ ‫طفوا‪ ،‬وعُ ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫سّنة ُ‬
‫ي واسمه‬‫صرف‪ ،‬ادعي بأّنه شيع ّ‬ ‫ي ِ‬ ‫سن ّ ّ‬ ‫مر اسم ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ول ّ‬
‫ي‬ ‫"حيدر"‪.‬لكن خاطفيه لم يكونوا يعرفون اسمه الحقيق ّ‬
‫ً‬
‫فحسب‪ ،‬بل يعرفون اسم والده فاروق‪ .‬هم يعرفون أيضا أن‬
‫اسمه جاء نسبة لسم والده‪ ،‬وهو أمر شائع عند المسلمين‪.‬‬
‫كاب السيارة القول‪" :‬عمر‪ ،‬ابن فاروق‪ ،‬هذا اسم‬ ‫واصل ر ّ‬
‫ل الضرب المستمر‬ ‫م َ‬‫الشرار‪ ".‬ولمده ساعتين مقبلتين‪ ،‬تح ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫بينما السيارة تسير في أنحاء الح ّ‬
‫عمر أن القتل قد ل يكون مصيره في هذه الليلة‬ ‫ك ُ‬ ‫فجأة أدر َ‬
‫عندما واجهت السيارة حاجز تفتيش يضم القوات المريكية‪.‬‬
‫طرة باكتشافهم من قَِبل المريكان‪ ،‬فتح‬ ‫مخا َ‬ ‫وبدل ً من ال ُ‬
‫قلوه الباب‪ ،‬وقذفوا به إلى الشارع مع التهديد التالي‪:‬‬ ‫معت َ ِ‬ ‫ُ‬
‫"ربما نجوت الن يا عمر‪ ،‬لكن مع هذا السم الذي تحمله‪ ،‬لن‬
‫شر على خطورة الحياة اليومية‬ ‫َتبقَ حي ّا ً على الطلق‪".‬هذا مؤ ّ‬
‫في بغداد هذه اليام‪ ،‬حيث إن أبسط المعلومات في هويتك‬
‫ك إلى الموت‪ .‬بالنسبة للمقاتلين في هذه‬ ‫يمكن أن تقود َ‬
‫الحرب الهلية ـ التي تغلي الن بمعدلت منخفضة ـ بعدما‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪491‬‬

‫سّنة خلل‬ ‫ة في العاصمة إثر مقَتل العشرات من ال ُ‬ ‫نشبت ثاني ً‬


‫ً‬
‫ن تحديد العدو ُيعتبر صعبا للغاية‪.‬‬ ‫اليام القليلة الماضية‪ ،‬فإ ّ‬
‫عرقا ً مشتركًا‪ ،‬وهم متشابهون في‬ ‫يتقاسم الشيعة والسّنة ِ‬
‫ن القتلة‬
‫السحنة والشكل مما يصعب التمييز بينهم‪ ،‬وعليه فإ ّ‬
‫جة ووحشية للغاية‪ ،‬هي باختصار‪:‬‬ ‫يلجؤون إلى عملية تدقيق ف ّ‬
‫اختيار الضحايا استنادا إلى السم الذي أصبح للكثير من‬
‫ل أكثر من‬ ‫ي‪.‬قا َ‬
‫مّيزة لكشف النتماء الدين ّ‬ ‫م َ‬
‫العراقيين السمة ال ُ‬
‫مر"‪ ،‬قمت بمقابلتهم‪ ،‬إنهم‬ ‫عشرة أشخاص يحملون أسماء "عُ َ‬
‫دمون بطاقات هوية تحمل أسماءهم‪ ،‬فإنهم عادةً ما‬ ‫عندما ُيق ّ‬
‫يتعرضون لساءات الشرطة والمسؤولين الحكوميين الشيعة‪.‬‬
‫ث واحد جرى في‬ ‫ة‪ .‬في حاد ٍ‬ ‫آخرون واجهوا مصيرا ً أكثر شناع ً‬
‫وقت سابق من هذا العام‪ ،‬عُث َِر على جثث ‪ 14‬شخصا ً يحملو َ‬
‫ن‬
‫ب للقمامة ببغداد‪ .‬لقد قُِتلوا جميعا ً برصاص ٍ‬
‫ة‬ ‫مر في مك َ ٍ‬ ‫اسم عُ َ‬
‫ضَعت بطاقات هوياتهم بعناية على‬ ‫واحدةٍ في الرأس‪ ،‬وقد وُ ِ‬
‫صدورهم‪ ،‬وبعضهم بين أصابع يده‪ .‬يقول صالح المطلق‪ ،‬وهو‬
‫مر "أصبح أخطر اسم في العراق‪".‬‬ ‫ي بارز‪ ،‬إن عُ َ‬ ‫سياسي سن ّ‬
‫ن امتلك الهوية الخطأ يمكن أن يؤدي إلى الهلك‪ ،‬فإن‬ ‫ول ّ‬
‫مزّورة‪.‬‬ ‫أكثر البغداديين اتخذوا خطوات لعتماد هويات جديدة ُ‬
‫سوق تزوير الهويات أصبحت رائجة‪ .‬منذ بداية هذه السنة‬
‫مزّورة إلى ‪ 100‬دولر للواحدة‪ .‬في‬ ‫تضاعف سعر الهوية ال ُ‬
‫الحقيقة أن هويات البطاقة‬
‫الشخصية العراقية بدائية‪ ،‬فالبيانات مكتوبة بخط اليد على‬
‫سرعان ما يبلى‪ .‬بإمكان المزورين أن ُينِتجوا العشرات‬ ‫ورق ُ‬
‫مجّرد واحدة من التقنيات‬ ‫من هذه البطاقات يوميًا‪ .‬وهذه ُ‬
‫القائمة لولئك الذين يقفون في خط النار‪ ،‬أو باتوا هدفا ً‬
‫للقتل‪.‬‬
‫صلة حول كيف‬ ‫مف ّ‬‫دم نصائح ُ‬
‫هناك مواقع على النترنت تق ّ‬
‫ً‬
‫دموا أنفسهم على أنهم شيعة ـ مثل كيفية‬ ‫يمكن للسّنة أن ُيق ّ‬
‫الصلة في الماكن العامة )هناك فوارق بين الشيعة والسّنة‬
‫في الصلة(‪ ،‬أو كيفيه اكتساب اللهجة العراقية الجنوبية‬
‫سّنة أن يحفظوا‬ ‫)غالبية الجنوبيين هم شيعة(‪ .‬ينصح الموقع ال ُ‬
‫عن ظهر قلب أسماء الئمة الشيعة الثني عشرية ‪ -‬وقد تم‬
‫كتيب صغير ـ استعدادا ً للستجواب من قبل الشرطة‪.‬‬ ‫تهيئة ُ‬
‫وهو يحذر من استخدام الناشيد الخاصة بالمجاهدين كنغمة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪492‬‬

‫جرس الهواتف الخلوية‪ ،‬وهي ممارسة باتت شائعة في‬


‫أوساط المتعاطفين مع التمرد السني‪ .‬هناك أيضا نصائح‬
‫مفيدة عن كيفية ومكان الحصول على بطاقات الهوية‬
‫المزّورة‪.‬‬

‫لكن العراقيين يعلمون أن ذلك قد ل يكون كافيا لحمايتهم‪.‬‬


‫مر فاروق‪،‬‬ ‫في اليام التالية للتجربة المرعبة التي مّر بها عُ َ‬
‫حازت عائلته بسرعة على هويات مزّورة لجميع أبنائها‪.‬‬
‫طلب حماية الشرطة لم يكن على الطلق خيارا معقول ً‬
‫سّنة‪ ،‬فالعديد من أفراد الشرطة في الحي هم من العضاء‬ ‫لل ُ‬
‫السابقين في جيش المهدي‪ ،‬الميليشيا الشيعية العنيفة‬
‫الموالية لرجل الدين مقتدى الصدر‪ .‬ل تشعر السرة على‬
‫ي‬
‫الطلق أنها يمكن أن تلجأ إلى مناطق الجوار لتقديم أ ّ‬
‫سّنة في الحياء‬ ‫شكوى‪ .‬لقد ساءت العلقات بين الشيعة وال ُ‬
‫مختلطة منذ ‪ 22‬فبراير الماضي عندما تم تفجير مسجد‬ ‫ال ُ‬
‫للشيعة في سامراء‪ .‬لقد توقف عمر عن الحديث مع الشيعة‬
‫الذين كانوا زملًء له بفريق لكرة القدم‪.‬‬

‫بل إن السرة نفسها حبست نفسها داخل المنزل‪ ،‬وفرضت‬


‫مراقبة على البوابة المامية للدار على مدار الساعة‪ .‬عندما‬
‫ي‪،‬‬
‫عادت سيارة الوبل السوداء في مساء أحد اليام إلى الح ّ‬
‫مر‪ ،‬بمطاردتها مطلقا ً عيارات نارية‬‫قام محمد‪ ،‬الخ الكبر لعُ َ‬
‫من سلحه الكلشينكوف في الهواء‪.‬‬

‫لم َتعد السيارة أبدًا‪ ،‬لكن العائلة رأت أن هذا التحذير كان‬
‫مر ووالدته إلى الردن‪ .‬قال عمر قبيل‬ ‫كافيًا‪ .‬لقد فّر عُ َ‬
‫مغادرته أنه قد ل يعود إلى وطنه أبدًا‪" .‬إني أجَبر على الخروج‬
‫ج صوته وهو على‬ ‫بسبب اسمي‪ "...‬هذا ما قاله قبل أن يتهد ّ َ‬
‫مر‪ ،‬وعدد ل‬‫محزنة أنه بالنسبة لعُ َ‬ ‫وشك البكاء‪ .‬الحقيقة ال ُ‬
‫حصر له على شاكلته‪ ،‬فالسبيل الكيد الوحيد للبقاء على قيد‬
‫الحياة في العراق هو مغادرته‪.‬‬

‫بعد تعرضهم لتعذيب وحشي ‪ ..‬العثور على جثث ‪20‬‬


‫سنًيا بث "بغداد")‪: (1‬‬
‫‪ ()1‬مفكرة السلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪493‬‬

‫عثرت الشرطة العراقية‪ ،‬الموالية للحتلل‪ ،‬على جثث ‪20‬‬


‫سًنيا في مناطق متفرقة من العاصمة العراقية "بغداد"‪,‬‬
‫تعرضوا لتعذيب بشع ووحشي قبل قتلهم‪.‬‬
‫وذكر مراسل "مفكرة السلم"‪ ،‬نقل ً عن طبيب في مستشفى‬
‫"اليرموك"‪ ،‬أن المستشفى استلمت ‪ 20‬جثة لشباب وشيوخ‬
‫كبار في السن‪ ،‬كلهم من أهل السنة‪ُ ،‬قتلوا بعد تعذيب وحشي‬
‫بدا عليهم‪.‬وأوضح الطبيب ـ الذي طلب عدم ذكر اسمه ـ أن‬
‫قا‪ ،‬حيث تم وضع الصمغ في أفواههم‬ ‫بعض الجثث ماتت خن ً‬
‫وفي أنوفهم حتى انقطع الهواء عنهم وُقتلوا ببطء‪ ,‬على حد‬
‫وصفه‪ ,‬ووجدت أجسادهم زرقاء اللون‪ ،‬فيما بدت الجثث‬
‫عثر على أربع‬ ‫الخرى أكثر بشاعة في طريقة القتل‪ ،‬حيث ُ‬
‫طرقت رؤوسهم بمطارق حديدية كبيرة‬ ‫ن واحد‪ُ ،‬‬‫جثث في مكا ٍ‬
‫ث ُوجدت مقّيدة‬ ‫تستخدم لتهديم سقوف المنازل‪ ،‬وخمس جث ٍ‬
‫ل كامل‪ ،‬وتم قطع الوريد في رسغ اليد‬ ‫بشك ٍ‬
‫وتركهم ينزفون حتى الموت‪.‬‬
‫عثر على جثة شيخ سني وقد وضعت زجاجة مشروبات‬ ‫كما ُ‬
‫جدع‬‫كحولية في دبره‪ ،‬وُقطع لسانه وأربعة من أصابعه‪ ،‬و ُ‬
‫مّثل به شر تمثيل‪ ،‬وأكد الطبيب أن الشهداء كّلهم‬ ‫أنفه‪ ،‬وقد ُ‬
‫من أهل السنة‪ ،‬بينهم إمام وخطيب وطلب علم ومصلون‬
‫وموظفون‪.‬‬

‫حرائرعراقيات تعرضن لجرائم اغتصاب‬


‫أفادت مصادر بهيئة "الدعوة والفتاء"‪ ،‬أن عشرات من‬
‫الماجدات العراقيات من نساء السنة‪ ,‬اللتي وقعن ضحايا‬
‫لجرائم اغتصاب من ِقبل القوات الصفوية والحتلل‪ ,‬بدأن‬
‫جه سًرا إلى مساجد السنة في بغداد وبقية المحافظات‬‫بالتو ّ‬
‫للبلغ عن الجرائم التي ارُتكبت بحقهن‪.‬‬
‫ونقل مراسل "مفكرة السلم" )‪:(2‬في بغداد عن المصدر‬
‫قوله‪ :‬إن كشف النساء الضحايا عن مأساتهن جاءت استجابة‬
‫لمطالبة هيئة علماء المسلمين بتسجيل كافة تلك الحالت‬
‫لعرضها على محاكم دولية تدين الصفويين والحتلل‪.‬‬
‫وأشار المصدر إلى أن هؤلء النسوة يأتين ـ منذ يومين ـ مع‬
‫أمهاتهن أو بمفردهن بصورة سرية؛ خوًفا من افتضاح أمرهن؛‬

‫‪ ()2‬مفكرة السلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪494‬‬

‫بسبب العادات العشائرية الصارمة لدى الكثير من عشائر‬


‫ها‪,‬‬ ‫العراق‪ ,‬التي تقضي بقتل الفتاة حتى لو كانت مغتصبة كر ً‬
‫وتتكتم العوائل على الجريمة ستًرا لها وحفا ً‬
‫ظا على ماء‬
‫وجهها‪ ،‬محتسبة ذلك عند الله تعالى‪.‬‬
‫وأوضح المصدر أن ‪ %90‬من جرائم الغتصاب التي تعرضت‬
‫لها نساء السنة ارتكبها جنود ٌ صفويون من قوات الجيش‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫والشرطة والمغاوير و"حفظ النظام"‪ ,‬وأن أغلب الضحايا ك ّ‬
‫من الفتيات البكار‪.‬‬
‫وأشار إلى أن كشف سيدة حي العامل ببغداد "صابرين‬
‫الجنابي"‪ ،‬ومن بعدها سيدة تلعفر "واجدة محمود أمين" عن‬
‫تعرضهما للغتصاب‪ ,‬أعطى الشجاعة لبعض ضحايا هذه‬
‫الجرائم للتقدم إلى المساجد وعرض مأساتهن ‪،‬ومما يذكر أن‬
‫الصفويين يعتبرون أن "عرض ودم ومال السني حلل لهم‪ ,‬ول‬
‫يأثم الواحد منهم على أخذه بالقوة" بل يعتبرونها من‬
‫"الغنائم"‪ ,‬بحسب مزاعمهم‪.‬‬
‫وأكد رئيس ديوان الوقف السني في العراق اليوم الربعاء أن‬
‫عشرات النساء وبعض أئمة المساجد من السنة تعرضوا‬
‫للغتصاب في الفترة الماضية ‪ ،‬مضيفا "سنطرق البواب كّلها‬
‫لفضح هذه المظالم"‪.‬وقال أحمد عبد الغفور السامرائي إن‬
‫حادثة صابرين الجنابي ليست الوحيدة‪ ،‬إذ "تعرض أئمة‬
‫مساجد وعشرات من النساء السنيات للغتصاب‪ ،‬غير أن‬
‫الحياء والخشية من الفضيحة يمنعهم من ذلك"‪ ،‬مشيرا إلى‬
‫أن حادثة الجنابي سيكون لها ما بعدها فـ"المور تجري على‬
‫قدم وساق ولن نترك بابا حتى نطرقه من أجل فضح هذه‬
‫المظالم"‪.‬‬

‫وأضاف السامرائي‪" :‬قابلت نساء سنيات وأقسمن بالقرآن‬


‫أنهن تعرضن للغتصاب لكنهن ل يستطعن التصريح بذلك‬
‫لوسائل العلم تحاشيا للفضيحة"‪.‬‬

‫وبخصوص يقينه بخصوص تعرض صابرين الجنابي‬


‫للغتصاب‪ ،‬قال‪" :‬ل يعقل أن تظهر سيدة في وسائل‬
‫العلم لتعلن أنها اغتصبت‪ .‬هي الوحيدة التي وافقت على‬
‫ذلك بعد إلحاح كبير وبعد أن غّيرنا اسمها"‪ .‬وأضاف "كنت‬
‫لبارك الخطة المنية لو بدأت بتطهير الشرطة والجيش‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪495‬‬

‫من العناصر السيئة التي تغلغلت في هذه الجهزة"‪ .‬وكان‬


‫السامرائي قال في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية‬
‫إن صابرين الجنابي"ربما انتهك عرضها ولم تغتصب"‪.‬‬
‫وأوضح السامرائي أن قرار رئيس الوزراء "غير مستغرب‬
‫لن المالكي ل يتحمل أن تواجه سياسته أو أعماله بأي‬
‫انتقاد"‪ .‬وأضاف "الوقت كان ضيقا" أمام رجال الشرطة‬
‫الذين اعتقلوا السيدة والذين "كان في نيتهم اغتصابها"‪.‬‬
‫وتابع "فعلوا فعلتهم الشنيعة وهي ربما تعرضت لهتك‬
‫عرض لم يصل إلى حد الغتصاب)‪."(1‬‬

‫وبعسسد فقسسد أطلسست كسسثيرا بسسذكر المثلسسة الدالسسة علسسى قسسسوة غيسسر المسسسلمين‬
‫ووحشيتهم وفقدهم الرحمة من قلوبهم‪ ،‬سواء أكانوا من أهل الكتسساب‪ :‬اليهسسود‬
‫والنصسسارى‪ ،‬أو الملحسسدين‪-‬الشسسيوعيين‪-‬أو السسوثنيين مسسن هنسسدوس وبسسوذيين‬
‫وغيرهسم‪ ،‬أو مسن المنتسسبين إلسى السسلم‪-‬بعسد أن بينست اتصساف المسسلمين‬
‫بالرحمة حتى بأعدائهم‪ ،‬ليتبين للقارئ أن سسسباق المسسسلمين إلسسى العقسسول هسسو‬
‫سباق رحمة ورحماء‪ ،‬مسسع أن الغايسسات السستي يريسسدون تحقيقهسسا بسسسباقهم إلسسى‬
‫العقول كلها غايات تسعد البشرية كلها‪ ،‬وأن سباق غير المسلمين إلى العقول‬
‫هو سباق قسوة وشدة وغلظة‪-‬وإن حاولوا أن يظهروا بعض أعمالهم بمسسا قسسد‬
‫يبدو فيه رحمة‪ -‬مع أن الغايات التي يحاولون السباق من أجلهسسا إلسسى العقسسول‬
‫هسسي غايسسات فاسسسدة تشسسقى بتحقيقهسسا البشسسرية فسسي الرض كمسسا هسسو حاصسسل‬
‫الن)‪.((2‬‬

‫‪ ()1‬مفكرة السلم‬

‫‪ ()2‬الدكتور الهدل )كتاب السباق إلي العقول(‪.‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪496‬‬

‫)هـ(أثر الرحمة في حياة المسلم‬

‫إن اليمان برحمة الله‪ ‬في القلب ‪ ،‬والعمل‬


‫بها في الخلق فوائد جليلة ‪:‬‬
‫ونتناولها في أمرين ‪:‬‬
‫‪ (2‬الرحمة‬ ‫‪ (1‬الفوائد والثار العقدية ‪.‬‬
‫و الصحة ‪.‬‬

‫الفوائد والثار العقدية ‪.‬‬ ‫‪(1‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪497‬‬

‫إن إيمان المسلم برحمة الله ‪ ‬تمل قلبه‬


‫يقيًنا في موعود الله ‪ ، ‬فهو يرى آثار‬
‫الرحمة بادية في صفحة الكون ‪ ،‬ويشاهد‬
‫آثارها تترى عليه ‪،‬ويتلمسها في شرع الله‬
‫المحيط بحياة من رعاية وكلة لمصالحه ‪ ،‬لو‬
‫قام أبوها له بها لكل ‪ ،‬ولصابهما الضجر‬
‫والملل ‪،‬وسبحان من جعل الكون كله في‬
‫خدمة بنى آدم بل ضجر ول سئم وملل‪.‬‬
‫ما بأسمائه وصفاته ‪ ،‬علم أن‬ ‫فإذا زاد بالله عل ً‬
‫ربه ‪ ‬الرحيم ل يضيع عنده عمل ‪ ،‬ول ينقطع‬
‫عنه أمل ‪ ،‬فيصل بحبائل الرحمة ما انقطع‬
‫من وسائل التوبة إذا يناديه موله بقوله } قُ ْ‬
‫ل‬
‫مل‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سَرُفوا عََلى أ َن ْ ُ‬ ‫نأ ْ‬
‫عبادي ال ّذي َ‬
‫َيا ِ َ ِ َ ِ َ‬
‫فُر الذ ُّنو َ‬
‫ب‬ ‫ه ي َغْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مةِ الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬‫م ْ‬‫طوا ِ‬ ‫قن َ ُ‬
‫تَ ْ‬
‫م{ )الزمر‪،(53:‬‬ ‫حي ُ‬ ‫فوُر الّر ِ‬ ‫ه هُوَ ال ْغَ ُ‬ ‫ميعا ً إ ِن ّ ُ‬‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫فتتجدد برحمته آماله ول ينقطع في فيافي‬
‫الثام حاله ‪ ،‬ويحذر تسرب اليأس إلى قلبه‬
‫حتى وإن انقطعت السباب ‪ ،‬وادلهمت ظلمة‬
‫الليل وغابت عنه نجوم وطال السبات‪،‬‬
‫وأحاطت به خطاياه وبلغ به السى مناه فإنه‬
‫مةِ َرب ّهِ إ ِّل‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬‫ط ِ‬ ‫قن َ ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل يقنط } وَ َ‬
‫ن{ )الحجر‪ ، (56:‬بل يحسن الظن‬ ‫ضاّلو َ‬ ‫ال ّ‬
‫بربه ويرجو رحمته ألم يقل ‪ ‬في الحديث‬
‫دي ِبي )‪. (((1‬‬ ‫ن عَب ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ظ َ ّ‬ ‫القدسي )) أ ََنا ِ‬
‫فاليمان بهذين السمين يعين المسلم على‬
‫القيام بعبودية الله ‪ ‬الرجاء في الله ‪‬‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪498‬‬

‫مبني على المعرفة بسعة رحمة الله‪: ‬‬


‫) فقوة الرجاء على حسب قوة المعرفة‬
‫بالله وأسمائه وصفاته وغلبة رحمته غضبه(‬
‫)‪ .(1‬قال‪ ‬مخبرا عن سعة رحمة الله ‪: ‬‬
‫َ‬
‫عن ْد َهُ‬‫ك ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫جْزٍء فَأ ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫مائ َ َ‬‫ة ِ‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬ ‫ه الّر ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫جع َ َ‬ ‫) َ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫جْزًءا وَأن َْز َ‬
‫ل ِفي الْر ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫سِعي َ‬‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سع َ ً‬
‫تِ ْ‬
‫خل ْ ُ‬
‫ق‬ ‫م ال ْ َ‬‫ح ُ‬ ‫جْزِء ي َت ََرا َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬‫دا فَ ِ‬
‫ح ً‬ ‫جْزًءا َوا ِ‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫شي َ َ‬‫خ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ن وَلدِ َ‬‫َ‬ ‫ها عَ ْ‬ ‫حافَِر َ‬ ‫س َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ْ‬
‫حّتى ت َْرفَعَ ال َ‬ ‫َ‬
‫ه()‪ (2‬فنشره ‪ ‬رحمته على العباد‬ ‫َ‬
‫صيب َ ُ‬
‫ن تُ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫مع كثرة ذنوبهم وعظائم جرمهم ؛ يخلصهم‬
‫من غمرة الجزع ‪ ،‬ويفتح لهم أبواب الرجاء‬
‫والطمع)‪.(3‬ولو رفع الله رحمته عنهم‬
‫لضاقت بهم الحياة ولتمادوا في الباطل ‪.‬‬

‫فالرجاء هو عبودية لله بأسمائه وصفاته ‪ ،‬إذ‬


‫معرفته بها توجب له الرجاء في موله من حيث‬
‫يدري ومن حيث ل يدري)‪.(4‬‬
‫إن رجاء الله ورجاء رحمته ورضاه أمر لزم للعبد‬
‫كي يحقق عبوديته لموله ‪ ، ‬فإنه ل يخلو من‬
‫)‪ (1‬مدارج السالكين لبن القيم ) ‪. ( 42 / 2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ()2‬أخرجه البخاري في صــحيحه ‪ ،‬كتــاب الدب ‪ ،‬بــاب جعــل‬
‫الله الرحمة مائة جزء ص ‪ ، 1163‬وأخرجه مســلم فــي صــحيحه ‪،‬‬
‫كتاب التوبة ‪ ،‬باب سعة رحمة الله تعالى وأنهــا ســبقت غضــبه ص‬
‫‪. 1101‬‬
‫‪ ()3‬انظر أسرار المعاني لمحمود حسن ص ‪. 37‬‬
‫‪()4‬انظر مدارج السالكين لبن القيم ) ‪. ( 42 / 2‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪499‬‬

‫)ذنب يرجو مغفرته ‪ ،‬وعيب يرجو إصلحه ‪ ،‬وعمل‬


‫صالح يرجو قبوله ‪ ،‬واستقامة يرجو حصولها‬
‫ودوامها ‪ ،‬وقرب من الله ومنـزلة عنده يرجو‬
‫وصوله إليها()‪ ، (1‬والرجاء يشحذ همة العبد للعمل‬
‫فيما يقربه مما يرجوه ‪ ،‬ويحقق له ما يؤمله ‪،‬‬
‫وينيله ما يطلبه ‪ ،‬فهو باعث قوي للنفس على‬
‫تحقيق العبودية لله رب العالمين وآثاره على‬
‫القلب واللسان والجوارح كثيرة ‪ ،‬وتفصيل هذا‬
‫يظهر في المثلة التالية ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬أثر الرجاء في تحقيق عبودية‬
‫القلب ‪:‬‬
‫الرجاء حاد يحدو القلب لتحقيق العبودية ويدفعه‬
‫إلى ملزمتها والنصح فيها ‪ ،‬وفيما يلي بعض أمثلة‬
‫تبين أثر الرجاء في تحقيق أنواع من العبادات‬
‫القلبية ‪:‬‬
‫أ ‪ .‬أثر الرجاء في تحقيق المحبة ‪:‬‬
‫الراجي معلق أمله بحصول ما يحبه من قبول‬
‫ربه لتوبته ‪ ،‬ورضاه عنه ‪ ،‬وغير ذلك المحبوبات ‪ ،‬و)‬
‫كلما اشتد رجاؤه وحصل له ما يرجوه ازداد حبا لله‬
‫تعالى ()‪ (2‬وكلما ازداد حبا ازداد رجاء وطمعا في‬
‫فضل أكثر وعطاء أوسع من ربه الكريم الودود ‪،‬‬
‫فالحب والرجاء بينهما تلزم كبير و) كل واحد منهما‬
‫يمد الخر ويقويه ()‪.(3‬‬
‫ب ‪ .‬أثر الرجاء في تحقيق الخوف ‪:‬‬
‫‪ ()1‬مدارج السالكين لبن القيم ) ‪. ( 43 / 2‬‬
‫‪ ()2‬المرجع السابق ) ‪. ( 50 / 2‬‬
‫‪ ()3‬المرجع السابق ) ‪. ( 51 / 2‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪500‬‬

‫ل يتحقق الرجاء إل مع الخوف كما أن الخوف ل‬


‫يتحقق إل مع الرجاء )فهما متلزمان لن الرجاء بل‬
‫خوف أمن على الحقيقة ‪ ،‬والخوف بل رجاء قنوط‬
‫في الحقيقة ويأس من رحمة الله ()‪.(1‬‬
‫و الرجاء محمود لنه باعث ‪ ،‬واليأس مذموم ‪-‬وهو‬
‫ضده لنه صارف‪ -‬عن العمل ‪ ،‬فالخوف ليس بضد‬
‫للرجاء بل هو باعث آخر بطريق الرهبة كما أن‬
‫الرجاء باعث بطريق الرغبة ‪ ،‬وكل من رغب في‬
‫شيء خاف فواته )فكل راج خائف ‪ ،‬وكل خائف‬
‫راج ()‪.(2‬‬
‫وهكذا فرجاء العبد في ثواب الله ‪ ،‬والنظر إلى‬
‫وجهه الكريم يدفعه للسعي في الطريق الموصل‬
‫وت‬ ‫لذلك ‪ ،‬مع خوف من التقصير أو الرد الذي يف ّ‬
‫عليه المحبوب ‪.‬‬
‫جث ‪ .‬أثر الرجاء في تحقيق الشكر لله‪: ‬‬
‫إن في الرجاء من النتظار والمل لفضل الله ما‬
‫يوجب فرح العبد الشديد بحصول علمات تدل‬
‫على قرب ما يرجوه ؛ فيشكر ربه ‪ ‬على فضله‬
‫ورحمته ونعمائه ‪ ،‬وكلما ) حصل له مرجوه كان‬
‫أدعى لشكره ()‪(3‬وامتنانه ‪ .‬وإذا علم أن ربه الحيي‬
‫‪ ،‬الكريم ‪ ،‬المجيب لن يرده خائبا وإن لم يعطه‬
‫سؤله ذاته ‪ ،‬فرح بما يستشعره من إجابة ربه‬

‫‪ ()1‬حدائق الحقائق للرازي ص ‪. 46‬‬


‫‪ ()2‬مدارج السالكين لبن القيم ) ‪. ( 51 / 2‬‬
‫‪ . ()3‬المرجع السابق ) ‪. ( 50 / 2‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪501‬‬

‫فيلهج لسانه بحمده ‪ ،‬ويسارع لمرضاته شكرا له‬


‫)‪ .(1‬وهكذا يكون رجاءه سبب في تعبده لله‬
‫بالشكر عمل وقول‪.‬‬
‫د ‪ .‬أثر الرجاء في تحقيق حسن الظن بالله‬
‫‪: ‬‬
‫حسن الظن واجب من واجبات التوحيد ‪ ،‬مبنى‬
‫على العلم برحمة الله وإحسانه وعزته وحكمته‬
‫وكافة أسمائه وصفاته)‪ ،(2‬وقد ذم الله من أساء‬
‫الظن به فقال ‪:‬يظنون بالله غير الحق ظن‬
‫الجاهلية يقولون هل لنا من المر من شيء قل إن‬
‫المر كله لله‪ ،(3)‬والراجي لربه ‪ ‬ظنه فيه أنه‬
‫وحده إلهه الذي يملك أمر نفعه وضره ‪ ،‬وحده يعلم‬
‫حاجته ‪ ،‬ويدفع ضرورته ‪ ،‬وحده يسمع نجواه‬
‫ويجيب دعاه ؛ فظنه فيه أنه عليم رحيم حليم غفور‬
‫ودود شكور قريب مجيب ‪ ،‬فيعكف قلبه على‬
‫محبته ويظل يدعوه ليحصل له ما يرجوه ‪ ،‬واثق‬
‫بكرمه ‪ ،‬محسن الظن فيه ‪.‬‬

‫‪ . ()1‬راجع الفرق بين الجابة والعطاء ص ‪. 202‬‬


‫‪ ()2‬انظر تيسير العزيز الحميد لل الشيخ ص ‪. 508‬‬
‫‪ ()3‬آل عمران ‪. 154 :‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪502‬‬

‫وكذلك فللرجاء أثر كبير في تحقيق التوبة والنابة‬


‫وغيرها من أعمال القلوب ‪ ،‬فما ذكر من أثره على‬
‫هذه النواع إنما هو على سبيل التمثيل ل الحصر ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أثر الرجاء في تحقيق عبودية‬
‫اللسان ‪:‬‬
‫إن الطمع والمل في الله الناتج من الرجاء ؛‬
‫يوجب للعبد ملزمة الستغفار ليتطهر مما يحول‬
‫بينه وبين لقاءه ‪.‬‬
‫كذلك فالراجي دائم الطلب لما يرجوه ممن‬
‫يرجوه ‪ ،‬وهذا يدفعه لللحاح في الدعاء بأن يحقق‬
‫الله مبتغاه ويمن عليه برضاه ) إذ الدعاء طلب ول‬
‫طلب إل بعد الرجاء()‪ .(1‬وكلما قوي طمع العبد في‬
‫ربه ورجاؤه له أقبل عليه أكثر وانصرف عن الطلب‬
‫من غيره)‪. (2‬‬
‫ودعاء المسألة ودعاء الثناء من العبادات القولية‬
‫العظيمة التي يحققها رجاء الله ‪ ‬؛ فالداعي يعلم‬
‫علم ربه الذي يدعوه بحاله وحاجته ‪ ،‬وسماعه‬
‫لندائه واستغاثته ‪ ،‬ويعرف أنه‪ ‬قريب منه يجيب‬
‫دعوته ‪ ،‬ويغفر زلته ‪ ،‬ويعطيه على جهده القليل‬
‫الجر الوافر الجزيل ‪،‬كما في الحديث القدسي ‪:‬‬
‫) أنا عند ظن عبدي بي ‪ ،‬وأنا معه إذا دعاني()‪،(3‬‬
‫ولذا فإنه يكثر التضرع والتذلل ‪ ،‬ويلح في دعائه‬
‫بأسمائه وصفاته مستجيبا لدعوته في القرآن ‪:‬‬
‫‪ ()1‬المنهاج في شعب اليمان للحليمي ) ‪. ( 527 / 1‬‬
‫)‪ (3‬الفتاوى الكبرى لبن تيمية ) ‪. ( 381 / 2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ()3‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب الــذكر والــدعاء ‪ ،‬بــاب‬
‫فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى ص ‪. 1078‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪503‬‬

‫ماُء ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫سَنى َفاد ْ ُ‬
‫عوهُ ب َِها {)العراف‪:‬‬ ‫ح ْ‬ ‫}وَل ِل ّهِ اْل ْ‬
‫س َ‬
‫من الية ‪(180‬يحدوه رجاءه في ربه القريب‬
‫المجيب ‪.‬‬
‫وقد ضرب إمام العابدين وسيد المحققين محمد ‪‬‬
‫أروع المثلة في الثناء والدعاء)‪ (1‬إذ كان رجاؤه في‬
‫الله أعظم رجاء وأكمله‪ ،‬ومعرفته بالله أكمل‬
‫معرفة ‪ ،‬والله ) سبحانه يحب من عباده أن يؤملوه‬
‫ويرجوه ويسألوه من فضله ‪ ،‬لن الملك الحق‬
‫الجواد أجود من سئل وأوسع من أعطى ‪ ،‬وأحب‬
‫ما إلى الجواد أن يرجى ويؤمل ويسأل ()‪(2‬إذ في‬
‫الدعاء إظهار للحاجة والذل وهذا محض العبودية ‪،‬‬
‫واعتراف لله بالملك والغنى وسائر صفاته ربوبيته‬
‫وألوهيته ‪. ‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أثر الرجاء في تحقيق عبودية سائر‬
‫الجوارح ‪:‬‬
‫من تأمل رحمته ‪ ‬وواسع حلمه ورأفته ؛ انصرف‬
‫بكليته إليه ‪ ،‬متعلقا به ‪ ،‬باذل أسباب رضاه ‪،‬‬
‫فالرجاء و) يورث طول المجاهدة بالعمال ‪،‬‬
‫والمواظبة على الطاعات كيفما تقلبت الحوال (‬
‫)‪ ، (3‬فل يزال العبد متقربا إلى الله بما يرضيه ‪،‬‬
‫متحمل )كل مكروه في القيام بحقه الذي ينال به‬

‫‪ ()1‬راجع كتاب فن الذكر والدعاء عند خاتم النبيــاء ‪ ،‬لمحمــد‬


‫الغزالي ؛ لتعيش مع ذلك القلب النابض بحــب اللــه العــامر برجــاء‬
‫الله‪. ‬‬
‫‪ ()2‬مدارج السالكين لبن القيم ) ‪. ( 50 / 2‬‬
‫‪ ()3‬إحياء علوم الدين للغزالي )‪. ( 125 / 4‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪504‬‬

‫ما وعد من جزيل ثوابه ()‪ ، (1‬بل أنه إذا قوي‬


‫رجاءه تلذذ بدوام القبال على الله والتنعم بمناجاته‬
‫والتلطف في التملق له)‪.(2‬‬
‫والقرآن مملوء من ذكر حاجة العباد إلى الله دون‬
‫ما سواه ‪ ،‬ومن ذكر نعمائه عليهم ‪ ،‬ومن ذكر ما‬
‫وعدهم في الخرة من صنوف النعيم مما يبعث‬
‫الرجاء في قلوبهم ويدفعهم إلى تجنب ما يسخطه‬
‫وتتبع ما يرضيه ويكونون بهذا عبيده حقا وصدقا ‪.‬‬
‫فالرجاء له أعظم الثر في تحقيق عبودية سائر‬
‫الجوارح وهذا ينطبق على جميع أنواع العبادة ؛‬
‫فالراجي صلته أكثر خشوعا لقوة مطالعته لقرب‬
‫ربه ‪ ‬منه ‪ ،‬وكذا حرصه على التهجد أكبر لرجائه‬
‫في نيل محبوباته من قبول توبته أو دوام استقامته‬
‫ونحو ذلك ‪ ،‬يريد اغتنام وقت النـزول اللهي في‬
‫الثلث الخير ‪.‬‬
‫وفي الجملة فالراجي دائم التقرب لله ‪ ‬إذ أن‬
‫أعلى محبوباته لقــاء ربــه ‪ ‬والتلــذذ بــالنظر لــوجه‬
‫الكريم ‪ ،‬الذي يعيــش دنيــاه كلهــا آمل أن ينــال مــا‬
‫يرجــوه فــي الخــرة ‪ ،‬ويحظــى بمقعــد صــدق عنــد‬
‫مليك مقتدر )‪.(((3‬‬

‫‪ ()1‬الرعاية لحقوق الله للمحاسبي ص ‪. 531‬‬


‫‪ ()2‬انظر إحياء علوم الدين للغزالي) ‪. ( 125 / 4‬‬
‫‪ ()3‬من كتاب تحقيــق العبوديــة بمعرفــة الســماء والصــفات‬
‫وهو رسالة ماجستير للدكتورة ‪ /‬فوز بنت عبد اللطيف الكردي صـ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪505‬‬

‫]‪ [2‬الرحمة والصحة‪.‬‬


‫النفعالت والتأثير الهرموني‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ 220:20‬بتصريف‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪506‬‬

‫الرحمة والتأثير البيولوجي‬ ‫)‪(2‬‬


‫والنفسي‪.‬‬

‫) ‪ ( 1‬النفعالت والتأثير الهرموني‬

‫إذا نظرنا إلي معني الرحمة من حيث مكوناتها ‪،‬‬


‫فهي عبارة عن مجموعة انفعالت وجدانية ذات‬
‫عاطفة حانية ومتصلة ل تنقطع تجاه حدث ما‬
‫شخص ما ‪.‬‬
‫وهذا بدوره يقودنا إلى سؤال ‪ :‬ما النفعالت ؟‬
‫إن النفعالت بداخلنا أحيانا ًً تثبت ‪ ،‬وأحيانا ً كثيرة‬
‫تتغير من يوم إلي يوم ‪ ،‬وأحيانا ً من ساعة إلي‬
‫ساعة ‪.‬‬
‫فما بين الشعور بالسعادة والشعور بالغم يمكن‬
‫أن يكون لحظات ل نكاد نشعر بها ‪ ،‬بــل هــذا الكــم‬
‫مــن المشــاعر المختلفــة والمتضــادة فــي الحــوال‬
‫والظـــروف المتغيـــرة ‪ ،‬بـــل الحـــوال والظـــروف‬
‫الواحدة‪.‬‬
‫فالنسان يشعر بالمشاعر المختلفة المتضادة ليس‬
‫لجمع من الشخاص بل ربما لشخص الواحد إذا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪507‬‬

‫تغير تصرفه فيتغير تباعا ً له ردود الفعل ‪ ،‬من حب‬


‫وتمدح إلى بغض ومقت ‪.‬‬
‫بل عند هذه اللحظة يبدأ النسان بإحساس بضيق‬
‫الصدر أو نوع من النفور بل قد يطرأ عليه بعض‬
‫التغيرات و العراض المرضية كالحساس بالختناق‬
‫‪ ،‬أو الضطراب وربما الإكتئاب والحزن والتوتر‪.‬‬
‫فيا ترى كيف يحدث هذا للنسان ؟‬
‫من أين تأتيه هذه التغييرات المفاجئة؟‬
‫للجابة على هذه التساؤلت وغيرها لبد أن‬
‫المسئول الول عن هذه التغيرات ‪ ،‬يجيب علماء‬
‫الطب البيولوجي الذين يقولون‪ :‬إن النفعال‬
‫الوجداني ذلك الثر الذي يحدث داخل الكيان‬
‫النساني نتيجة لعمليات كيمائية داخل مخ‬
‫النسان ‪ ،‬المخ البشرى ذلك المعمل الكيميائي‬
‫الحي الذي يعجب النسان لما يقف علي حقيقة‬
‫عمله بل يطأطأ رأسه خضوعا وخشوعا لله رب‬
‫ف سك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن{‬ ‫م أَفل ت ُب ْ ِ‬
‫صُرو َ‬ ‫العالمين الذي قال } وَِفي أن ْ ُ ِ ْ‬
‫) الذاريات‪.(21:‬‬
‫المخ البشري ببساطة شديدة هو معمل حيوي في‬
‫غاية الدقة والتعقيد ‪ ،‬مع كونه أشبه ما يكون بمادة‬
‫لينة تشبه العجينة غير أنها مجعدة كثيرة التجاعيد‬
‫غاية في التعقيد‪ ،‬هذا المعمل تجرى فيه مليين من‬
‫العمليات الكيميائية المتغيرة ‪ ،‬وهذه العمليات هى‬
‫المسئولة عن انتاج المواد الحية ‪ ،‬الخاص‬
‫بالخوف ‪،‬والسعادة ‪،‬و‪.....‬و‪....‬وغيرها‪.‬‬
‫وبشكل آخر نفول ‪ :‬إن المكونات الساسية للمخ‬
‫عبارة عن عدد ضخم من الخليا العصبية ) حوالى‬
‫‪ 10‬بليون خلية عصبية ( ‪ ،‬وهى تأخذ الشكل‬
‫الهرمي ‪ ،‬بحيث أن الخليا البسطة فى قاعدة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪508‬‬

‫الهرم ‪ ،‬والكثر تعقيدا ً فى أعلى الهرم ‪ ،‬وهذه‬


‫الخليا العصبية الربانية ‪،‬ليس لها ) قطع غيار ( أى‬
‫أنها ليمكن من إصلحها إذا فسدت أو استبدالها إذا‬
‫فقدت ‪.‬‬

‫وهذا قادنا إلى هذه السلسة المتدرجة ‪:‬‬

‫التفاعلت‬
‫الكيميائي‬ ‫النفع‬ ‫الرإلى‬
‫إلثثثى‬ ‫إلى‬ ‫حم‬
‫ة‬ ‫الت‬ ‫ة‬
‫)ب(‬ ‫)أ(‬
‫) جـ (‬

‫شكل رقم )‪(1‬‬


‫فإنه فى التوضيح نبدأ بالجزئية التى انتهينا إليها‬
‫) جـ ( ‪:‬‬
‫فنبدأ بالتفاعلت الكيميائية ‪:‬‬
‫وفى الحديث على التفاعلت الكيميائية الموجودة‬
‫بجسم النسان نلقى الضوء على عدة نقاط ‪:‬‬
‫‪ -1‬إن الذى يسيطر على تلك التفاعلت‬
‫الكيميائية مكونات صماء تسمى بالغدد ‪،‬‬
‫وهى تتوزع بشكل رباني داخل جسم‬
‫النسان بحيث تؤدى كل غدة الوظيفة‬
‫الخاصة بها فى المكان الذى خصصه لها‬
‫الخالق ‪. ‬‬
‫‪ -2‬إن القائد العلى الذى يتولى إدارة‬
‫الحكم المحلي فى الجسم كله ‪ ،‬والذي‬
‫يعطى الوامر لكل الغدد الصماء ‪ ،‬هذا‬
‫القائد المسيطر عبارة عن غدة قطرها‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪509‬‬

‫حوالي ‪ 10‬ملليمترات ‪ ،‬ووزنها ‪ 1/2‬جرام ‪،‬‬


‫وتوجد فى مؤخرة الجمجمة وأسفل المخ ‪،‬‬
‫وتسمى الغدة النخامية ‪.‬‬
‫‪ -3‬إن هناك مركبات كيميائية ) تفاعل ‪+‬‬
‫تفاعل ( ذات تأثير بيوكيميائي محدد فى‬
‫الدم ‪ ،‬وتؤثر على كيان الجسم ‪ ،‬وهذه‬
‫المركبات تسمى الهرمونات‪.‬‬
‫‪ -4‬إن الخلية المكونة لجسم النسان عبارة‬
‫السيتوبلزم والنواة ‪ ،‬والنواة الصغيرة التى‬
‫بداخل ) بمركز ( الخلية عبارة عن شبكة‬
‫من الجينات ‪ ،‬تحمل العوامل الوراثية وهى‬
‫تمثل إمبراطور الخلية الذى يعطى الوامر‬
‫عن طريق شفرة كيميائية ‪.‬‬

‫وبعد أن ألقينا الضوء على ما يتصل بالتفاعلت‬


‫الكميائية والمركبات الكيميائية ) الهرمونات ( ‪ ،‬ل‬
‫يفوتنا أن نوضح العجاز البيولوجي الذى يحفظ لنا‬
‫على الحياة ‪ ،‬وذلك التوازن الحادث بين الهرمونات‬
‫بداخلنا وتلك الهرمونات التى تفرزها الغدد الصماء‬
‫داخل الجسم ‪ ،‬بحيث إن كل هرمون يحمل وظيفته‬
‫وفائدته إلى الهرمون الخر حتى تكتمل الوظيفة‬
‫العامة لصيانة الجسم وحفظ صحته واستمرارية‬
‫حياته ‪.‬‬
‫فكل هرمون يفرز نتيجة لمر تأخذه الغدة من‬
‫الغدة الرئيسية ) الغدة النخامية ( ‪ ،‬وكل أمر‬
‫يسرى بين الخليا ليحمل قدرة يحفظ بها العضاء‬
‫قا لعلم وظائف العضاء ‪ ،‬وكل‬ ‫لتؤدى وظائفها طب ً‬
‫عضو يحمل قدرته ؛ ليحفظ بها الجهزة المكونة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪510‬‬

‫لجسم النسان ‪ ،‬والكل ‪ :‬من أجهزة و أعضاء‬


‫وخليا وغدد ‪ ،‬محمولة على القدرة اللهية‪.‬‬

‫وعلى سبيل المثال ‪:‬‬


‫لحفظ حياة النسان ‪ ،‬التوازن الهرموني الذى‬
‫يحدث بين هرمون الدرينالين ‪ ،‬وهرمون النسولين‬
‫‪ ،‬والدرينالين يفرز من غدة الدرينال ) فوق‬
‫الكلية ( ‪ ،‬وهذه الغدة عبارة عن لب ‪ +‬قشرة مثل‬
‫حبة البندق ‪.‬‬

‫يفرز هرمون‬
‫لهما تأثير‬ ‫إدرينال‬
‫ويفرز هرمون‬ ‫اللب‬ ‫الل‬
‫بيولوجي‬ ‫نور إدرينال‬
‫ب‬
‫تفرز‬
‫هرمونات تؤثر على تمثيل الجلوكوز‬
‫وتفرز‬ ‫القشرة‬
‫هرمونات أخرى تؤثر على تمثيل الملح المعدنية‬

‫شكل رقم )‪(2‬‬

‫ومن هذا الرسم يتضح ‪:‬‬


‫أن اللب لغدة الدرينال يفرز هرمون إدرينالين‬
‫الذى يعمل على زيادة نسبة الجلوكوز فى الدم ‪،‬‬
‫وبينما هرمون النسولين هو الذى تفرزه خليا‬
‫) جزر لنجرهانز ( الموجودة فى البنكرياس تعمل‬
‫على خفض نسبة الجلوكوز فى الدم ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪511‬‬

‫وعليه ‪ ،‬فإن التوازن بين الهرمونات التى تساعد‬


‫على رفع نسبة الجلوكوز والهرمونات التى تساعد‬
‫على خفض نسبة الجلوكوز ‪ ،‬هذا التوازن هو‬
‫الطريقة التى تحفظ للنسان حياته ‪ ،‬مما يدل على‬
‫العناية الربانية والرحمة اللهية ‪.‬‬

‫ونعود إلى الجزئية الثانية ) ب ( في‬


‫الشكل رقم )‪ (1‬وهى النفعالت ‪:‬‬
‫وللحديث عن النفعال الحاث في جسم النسان ‪،‬‬
‫ينبغي أن نلقى الضوء على عدة نقاط ‪:‬‬
‫‪ -1‬إن التوازن النفسي ) الستقرار النفسي‬
‫والعاطفي والروحي ( والهارمونية‬
‫البيوكيميائية تعتمد على التوازن الهرموني‬
‫تحت مسؤولية ) الغدة النخامية ( ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الشغل العاطفي المبذول ) من‬
‫رحمة وشجاعة وبطولة وعطاء ‪.....‬إلخ (‬
‫يتناسب طردًيا مع القوة البيولوجية ‪.‬‬
‫‪ -3‬إن الضطراب في التوازن الهرموني‬
‫) أي عدم الستقرار النفسي ( يتأتى من‬
‫زيادة في إفراز هرمون الدرينالين الذي‬
‫يحدث نتيجة الشعور بالخوف والقلق وكبت‬
‫المشاعر والحزن الشديد ‪.‬‬
‫‪ -4‬إنه عند الزيادة في هرمون الدرينالين‬
‫تزيد نسبته في الدم ‪ ،‬ويتحول إلى‬
‫مشتقات أخرى ذات تأثير سام على‬
‫مستويات المخ العليا التي تؤدى إلى ارتباك‬
‫بين التفكير والتصرف ‪ ،‬ومن ثم حدوث‬
‫مشكلت نفسية ‪ ،‬سواء كانت أمراض‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪512‬‬

‫عصبية ‪ ،‬وفقدان الحساس بالمان ‪،‬‬


‫وفقدان الشعور بالسعادة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الرحمة والتأثير البيولوجي والنفسي ‪.‬‬

‫أوًل‪ :‬الرحمة و التأثير البيولوجي‪:‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪513‬‬

‫تبين لنا في الصفحات السابقة أن كل انفعالتنا‬


‫تؤثر تأثيًرا مباشًرا على إفراز الهرمونات ‪ ،‬مما‬
‫له تأثير ايجابي أو سلبي ‪ ،‬حسب نوع النفعال ‪.‬‬
‫عن علماء الطب – وعلى وجه التحديد ) طب‬
‫القلب ( – يحدوهم أمل في تحقيق ما يسمى‬
‫بالوقاية الولية ‪.‬‬
‫للوقاية من التعرض للمرض ‪ ،‬أو تقليل فرص‬
‫حدوثه ‪ ،‬وذلك بما يسمى الطب الوقائي ‪،‬‬
‫وصدق القائل ‪ ) :‬درهم وقاية خير من قنطار‬
‫علج ( ؛ أو ) الوقاية خير من العلج (‪.‬‬
‫فما علقة الرحمة بالطب الوقائي؟!‬

‫سبق أن تناولنا الدائرة التي تشع فيها أنوار‬


‫الرحمة وفيوضها ‪ ،‬رحمة العبد لنفسه ‪ ،‬ورحمته‬
‫لمن حوله ‪ ،‬بداية بأسرته نهاية بمجتمعه المسلم‬
‫‪ ،‬ثم كآفة البشر بل والحيوان والنبات والجماد ‪.‬‬

‫فمن رحمتنا لنفسنا ما يكون سبًبا لوقايتها‬


‫الكثير من المراض ‪ ،‬وهذه الرحمة تتمثل في‬
‫التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إتبــاع نظــام غــذائي معتــدل ووقــت مناســب‬
‫للتغذية ‪ ،‬بحيث يتناول وجبة خفيفة بعــد الحســاس‬
‫بالجوع ‪ ،‬وعدم النهم والكثار مــن الطعــام ‪ ،‬وعمًل‬
‫جد ٍ‬ ‫ســ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عن ْد َ ك ُـ ّ‬ ‫م ِ‬‫ذوا ِزين َت َك ُ ْ‬ ‫خ ُ‬
‫م ُ‬ ‫بقوله ‪َ}‬يا ب َِني آد َ َ‬
‫ب‬ ‫حــــ ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫ســــرُِفوا إ ِّنــــ ُ‬ ‫شــــَرُبوا َول ت ُ ْ‬ ‫وَك ُُلــــوا َوا ْ‬
‫ال ْمسرِفين{ )العــراف‪ ، (31:‬وقــوله ‪ ) ‬مــا مل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ِ‬
‫ت‬ ‫مــا ٌ‬ ‫ى ل ُقَي ْ َ‬‫مــ ّ‬ ‫ب الد َ ِ‬ ‫س ُ‬‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬
‫ن ب َط ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫شّرا ِ‬ ‫عاًء َ‬ ‫ى وِ َ‬ ‫م ّ‬‫آد َ ِ‬
‫ّ‬ ‫ه فَث ُل ُ ٌ‬ ‫ن غَل َب َ ِ‬‫ه فَ إ ِ ْ‬‫صل ْب َ ُ‬
‫ث ِللطَعام ِ‬ ‫س ُ‬‫ف ُ‬‫ى نَ ْ‬‫م ّ‬ ‫ت الد َ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م َ‬‫ق ْ‬‫يُ ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪514‬‬

‫س ( )‪ ،(1‬و حبــذا لــو‬


‫فــ ِ‬ ‫ب وَث ُُلــ ٌ‬
‫ث ِللن ّ َ‬ ‫وَث ُُلــ ٌ‬
‫ث ِلل ّ‬
‫شــَرا ِ‬
‫وضعنا في جدول اهتماماتنا صوم النفــل لمــا فيــه‬
‫من الفضل الشرعي ‪ ،‬والنفع الصحي‪.‬‬

‫‪ -2‬ممارسة الرياضة البدنية اليومية ‪ ،‬كالمشي‬


‫والجري وغيرها ‪ ،‬وذلك لمنع ترسيب الدهنيات على‬
‫النسجة المبطنة للشرايين ‪ ،‬إن مثل هذه النشطة‬
‫الرياضية الخفيفة تعمل علي حرق الدهون ‪.‬‬

‫‪ -3‬المتناع عن التدخين أول ً لحرمته ‪ ،‬ثانيا ً لضراره‬


‫الجسيمة القتصادية والصحية ‪.‬‬

‫الرحمة مع الخرين‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم الغضب ‪ ،‬وكظم الغيظ ‪،‬وتجنب الضغط‬
‫العصبي ‪ ،‬لما لها من آثار سيئة على النفس‬
‫والغير ‪ ،‬و الحد من الشجار والمنازعات والتعصب ‪،‬‬
‫لن التوتر يسبب تقلصات وتهتك بالشرايين ‪،‬‬
‫وتنتهي بتصلب الشريان التاجي للقلب ‪ ،‬ولبيان‬
‫ذلك نوضح ما يحدث لغشاء التامور ) كيس مقفل‬
‫محيط بالقلب كأنه مهد للقلب ‪ ،‬ويمكنه الحركة‬
‫في سلسة وانتظام ‪،‬وهو موضح في الشكل التالي‬
‫‪:‬‬

‫‪ ()1‬رواه الترمذي وابن ماجة وصححه اللباني‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪515‬‬

‫فعند الغضب والتوتر والتعصب يحدث‬ ‫•‬


‫التهاب في غشاء التامور ويمتلئ بسائل ‪،‬‬
‫ويحدث بعض التليفات بداخل الغشاء ‪،‬‬
‫فتضيق المساحة المخصصة للقلب ويصعب‬
‫عليه النبساط التام ‪ ،‬مما يقلل استقبال الدم‬
‫الوارد إليه من الجسم ‪ ،‬ويترتب عليه أن‬
‫يختنق القلب ‪ ،‬ويحتقن الوجه ويظهر عليه‬
‫آثاره ‪ ،‬وتنتفخ الوداج ‪ ،‬ويتأثر الكبد‬
‫والطراف ‪.‬‬
‫وربما يضطر إلي العلج والدوية المهدئة ‪ ،‬أو‬
‫إلى أكبر من ذلك إما بسحب السائل الزائد في‬
‫غشاء التامور ‪ ،‬أو إجراء عملية جراحية لزالة‬
‫التليفات ‪.‬‬
‫إننا في غناء عن كل هذا ببسط الوجه ‪ ،‬وتحمل‬
‫الذى ‪ ،‬أو قل بقليل من دواء الرحمة الذي شح‬
‫استخدامه وندر ‪ ،‬الرحمة ذلك الدواء الرباني ‪،‬‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫والوقاية الرحمانية صدق‪ » : ‬الّرا ِ‬
‫ح ُ‬
‫حموا أ َهْ َ َ‬
‫مك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ح ْ‬
‫ض ي َْر َ‬‫ل الْر ِ‬ ‫ن ‪ ،‬اْر َ ُ‬
‫م ُ‬
‫ح َ‬‫م الّر ْ‬
‫مهُ ُ‬
‫ح ُ‬
‫ي َْر َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪516‬‬

‫ماءِ «)رواه أحمد وأبو داود‬


‫س َ‬
‫ن ِفى ال ّ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫والترمذي ( ‪.‬‬

‫الدموع رحمة‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫عَ َ‬
‫ِ‬ ‫سو‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫خل َْنا َ‬ ‫ل دَ َ‬ ‫ك‪َ ‬قا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫خذ َ‬ ‫م‪ ‬فَأ َ‬ ‫هي َ‬ ‫ن ظ ِئ ًْرا ل ِب َْرا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ‪ -‬وَ َ‬ ‫قي ْ ِ‬ ‫سي ْ ٍ‬ ‫عََلى أِبى َ‬
‫خل َْنا‬
‫م دَ َ‬ ‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫قب ّل َ ُ‬ ‫م فَ َ‬ ‫هي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬إ ِب َْرا ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ت عَي َْنا‬ ‫جعَل َ ْ‬ ‫سهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫جود ُ ب ِن َ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫هي ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَإ ِب َْرا ِ‬ ‫عَل َي ْهِ ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬
‫ن‬‫ن بْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ه عَب ْد ُ الّر ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ‪ .‬فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ت َذ ْرَِفا ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ل الل ّهِ فَ َ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ن عَوْ ٍ‬ ‫ل » َيا اب ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ف ‪ ‬وَأن ْ َ‬ ‫عَوْ ٍ‬
‫ُ‬
‫ن‬‫ل ‪ » ‬إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫خَرى فَ َ‬ ‫م أ َت ْب َعََها ب ِأ ْ‬ ‫ة « ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫إ ِن َّها َر ْ‬
‫ضى‬ ‫ما ي َْر َ‬ ‫ل إ ِل ّ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل َ ن َ ُ‬ ‫حَز ُ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫قل ْ َ‬ ‫معُ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ن ت َد ْ َ‬ ‫ال ْعَي ْ َ‬
‫ن «)‪. (1‬‬ ‫حُزوُنو َ‬ ‫م ْ‬ ‫م لَ َ‬ ‫هي ُ‬ ‫ك َيا إ ِب َْرا ِ‬ ‫فَراقِ َ‬ ‫َرب َّنا ‪ ،‬وَإ ِّنا ب ِ ِ‬
‫ة بن زيد ‪َ ‬قا َ َ‬ ‫عَ ُ‬
‫ى‪‬‬ ‫ة الن ّب ِ ّ‬ ‫ت اب ْن َ ُ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ل أْر َ‬ ‫م ُ ْ ُ َ ْ ٍ‬ ‫سا َ‬‫نأ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫مَ‬
‫سل َ‬ ‫قرِئ ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سل ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ض فائت َِنا ‪ .‬فأْر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن اب ًْنا ِلى قب ِ َ‬ ‫إ ِل َي ْهِ إ ِ ّ‬
‫عن ْد َهُ‬‫ل ِ‬ ‫طى وَك ُ ّ‬ ‫ما أ َعْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫خذ َ وَل َ ُ‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫ن ل ِل ّهِ َ‬
‫ل » إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت إ ِل َي ْهِ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫ب « ‪ .‬فَأْر َ‬ ‫س ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫صب ِْر وَل ْت َ ْ‬ ‫مى ‪ ْ،‬فَل ْت َ ْ‬ ‫س ّ‬‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ب ِأ َ‬
‫ن عَُباد َةَ‬ ‫سعْد ُ ب ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫م عَل َي ْهِ ل َي َأت ِي َن َّها ‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫ُ‬
‫ت‬‫ن َثاب ِ ٍ‬ ‫ب وََزي ْد ُ ب ْ ُ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫ى بْ ُ‬ ‫ل وَأب َ ّ‬ ‫جب َ ٍ‬
‫ن َ‬ ‫مَعاذ ُ ب ْ ُ‬ ‫وَ ُ‬
‫ه‬
‫س ُ‬ ‫ى وَن َفْ ُ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ال ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل ‪ ،‬فَُرفِعَ إ َِلى َر ُ‬ ‫جا ٌ‬ ‫وَرِ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ش ّ‬ ‫ل ‪ -‬ك َأ َن َّها َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ل حسبت َ‬
‫ه أن ّ ُ‬ ‫ع ‪َ -‬قا َ َ ِ ْ ُ ُ‬
‫ق ُ)‪(2‬‬ ‫قع ْ َ‬ ‫ت َت َ َ‬
‫ما هَ َ‬
‫ذا‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫سعْد ٌ َيا َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ت عَي َْناه ُ ‪ .‬فَ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫فا َ‬ ‫فَ َ‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪()2‬تتحرك وتضطرب‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪517‬‬

‫عَبادِهِ ‪،‬‬
‫ب ِ‬‫ه ِفى قُُلو ِ‬ ‫جعَل ََها الل ّ ُ‬
‫ة َ‬‫م ٌ‬‫ح َ‬
‫ل » هَذِهِ َر ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ماَء « )‪.(1‬‬‫ح َ‬
‫عَبادِهِ الّر َ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ح ُ‬
‫ما ي َْر َ‬‫وَإ ِن ّ َ‬

‫يقول الدكتور محمد السقا عيد)‪:(2‬‬


‫هذه السوائل التى تخرج من مآقينا حينما ُتلم بنا‬
‫الفراح والتراح ما كنهها وما حقيقتها ؟؟ إنها‬
‫ليست إل سائل ً غامضا ً يجعل البريق في عيوننا‬
‫يستمر‪ ،‬إنها الدموع …‬
‫وما أدراك ما الدموع ؟‬
‫لقد أجريت البحاث الحديثة على هذا السائل‬
‫لفهم تركيبه ومحتوياته ومازال العلم يخبئ في‬
‫جعبته الكثير والكثير عنه مما ل نعرفه‪.‬‬
‫والن تعال معي ‪ -‬عزيزي القارئ – في جولة‬
‫قصيرة لنقف سويا ً على بعض مظاهر العجاز‬
‫التى توصل إليها العلم بخصوص هذا السائل‬
‫الرقراق ‪.‬‬
‫هذه القطرات المتللئة التى تترقرق في العين‬
‫عندما تجيش النفس بشتى النفعالت‪ ،‬هل خلقت‬
‫عبثا ً ؟‬

‫‪()1‬رواه البخاري ‪.‬‬


‫‪ ()2‬مقال)حـديث الـدموع سياحة علمية حــول أســرار البكــاء‬
‫والدموع( د‪ /‬محمد السقا عيد ‪-‬ماجستير وأخصائي جراحة العيــون‬
‫‪-‬عضو الجمعية الرمدية المصرية‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪518‬‬

‫لقد قيل إن الدموع سلح المرأة عندما تضعف‬


‫الكلمة عن البيان وتقصر الحجة عن اليضاح‪،‬‬
‫يراها البعض ضعفا مهينا‪ ،‬ويراها آخرون تنفيسا ً و‬
‫ترويحا ً ويحسبها البعض في عيون المسنين‬
‫انكسارا وتسليما ‪ 0‬هذه الدموع لعل بها أسرارا ً‬
‫كثيرة اكتشفها العلماء وأسرارا ً أخرى مازالت طي‬
‫الخباء تنتظر أن يطلقها المستقبل ‪0‬‬
‫فهل لك ‪ -‬عزيزي القارئ ‪ -‬أن تستزيد معرفة عنها‬
‫لتعرف أنها ما خلقت عبثا أنها من أكثر الدللت‬
‫وضوحا وكشفا لتعابير إنسانية شتى … عندما‬
‫يعترى النفس الحزن واللم والفرح … الخ‬
‫هل البكاء عيب ؟‬
‫عرف البكاء منذ فجر التاريخ وارتبط بمشاعر‬
‫النسان‪ ،‬وهو شائع في مختلف العمار والجناس‬
‫والبيئات‪ ،‬ولعل من الخطاء الشائعة اعتبار البعض‬
‫البكاء دليل ً على ضعف النسان مع أنه عملية‬
‫طبيعية يجب أن ل نخجل منها‪ ،‬وذلك لنه استجابة‬
‫طبيعية لنفعالتنا الداخلية‪ ،‬ويكفى أن نعلم أننا‬
‫جميعا ً إذا تعلمنا كيف نجعل دموعنا تسيل فإننا‬
‫بذلك نكون قادرين على التخلص من بعض أدويتنا‪،‬‬
‫مّلح وهو‪ .‬هل البكاء‬
‫وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال ُ‬
‫عيب ؟ وهل التعبير عن المشاكل والنفعالت‬
‫ضعف ؟‬
‫ينصح العلماء بالتعبير والفصاح عن الفعال وعدم‬
‫كبتها حيث وجد العلماء أن البكاء يريح النسان‬
‫معرض لها إذ ُيخّلص الجسم من‬ ‫من الضغوط ال ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪519‬‬

‫الكيماويات السامة التى تكونت نتيجة الضغوط‬


‫والنفعالت‪.‬‬
‫فالدموع تغسل العين وتنظفها من كل جسم‬
‫غريب وضار بها‪ ،‬فهي تعمل كأحد أنظمة طرح‬
‫النفايات خارج الجسم‪.‬‬
‫أما كبت الدموع وعدم إظهار النفعالت فإنها‬
‫تؤدى إلى الكثير من المراض … مثل الطفح‬
‫الجلدي أو إصابة الجهاز التنفسي أو الجهاز‬
‫المعوي أو المعدي مثل قرحة المعدة أو إصابة‬
‫القولون‪.‬‬
‫فالنسان الذي يبكى هو الذي ُيمّزق كل القنعة‬
‫وكل العتبارات وكل الدوار الجتماعية‪.‬‬
‫وقد أثبتت الحصائيات أن البكاء يختلف باختلف‬
‫المجتمعات … فهناك شعوب ل تبكى كثيرا ً مثل‬
‫الشعب الفرنسي الذي ل يبكى فيه إل ‪ %8‬فقط‬
‫والسبب الحب !‪.‬‬
‫دموع … ودموع !!‬
‫هذه السوائل التى تخرج من مآقينا حينما ت ُّلم بنا‬
‫الفراح أو التراح ما كنهها ؟ وما حقيقتها ؟؟ إنها‬
‫ليست إل سائل ً غامضا ً ساحرا ً يجعل البريق في‬
‫عيوننا يستمر‪ .‬إنها الدموع … وما أدراك ما‬
‫الدموع ؟‬
‫وهى أنواع … فهناك دموع اللم … ودموع الثارة‬
‫والنفعال … ودموع التماسيح … والدموع‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪520‬‬

‫الطبيعية التى تذرف نتيجة بعض التهيجات‬


‫صحية وهى‬ ‫العضوية في العين‪ .‬وهناك الدموع ال ّ‬
‫دموع إجبارية وثابتة في نوعيتها وكميتها‪ ،‬كما أنها‬
‫تخرج بسرعة عن طريق الفم‪ ،‬وليس هناك أدنى‬
‫خوف من هذه الدموع التى تذرفها العين بغزارة‪.‬‬
‫وإنما الخوف كل الخوف من العين ) الجافة ( …‬
‫وهى تلك العين التى ل تذرف الدموع والتي ُدربت‬
‫على عدم البكاء وتخاف من الوقوع زلة له …‬
‫وعوضا ً عن ذلك تقع فيما هو أسوأ وهو الصابة‬
‫معدية … ولهذا السبب نجد أن نسبة الرجال‬ ‫بقرح ُ‬
‫الذين يصابون بهذا المرض بل بالعديد من‬
‫المراض يفوق نسبة النساء اللتي يصبن به‪.‬‬
‫أجريت البحاث الحديثة على هذا السائل لفهم‬
‫تركيبها ومحتوياتها‪ .‬وقد بدأ الباحثون في فهم‬
‫عملية الدموع منذ حوالي خمسة عشر عاما‬
‫ً‪،‬فالدموع تركيبة كيماوية معقدة؟ وهى سائل‬
‫ملحي المذاق … تفرز من غدد بالعين ُتسمى‬
‫بالغدد الدمعية ‪. LACRIMAL GLAND‬‬
‫وتوجد في كل عين غدة دمعية من أعلى خلف‬
‫الجفن‪ ،‬وهى في حجم اللوزة‪ ،‬وتفرز السائل خلل‬
‫قنوات صغيرة عديدة في الجانب السفل من‬
‫الجفن … من ) ‪ 15 – 10‬قناة صغيرة تفتح على‬
‫سطح الملتحمة المغطى للفص الجفني العلوي (‪.‬‬
‫ســـؤال وجـــواب‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪521‬‬

‫ومن هنا يجئ التساؤل عما إذا كانت هناك علقة‬


‫بين عدم ذرف الدموع والصابة بالمرض ؟‬
‫والجابة بالطبع‪ :‬كما يقول العالم المريكي ) وليم‬
‫فرى (‪ " :‬بدون شك فالدموع تعمل على إخراج‬
‫المواد السامة التى تولدها بعض حالت النفعال‪.‬‬
‫ولذا فإن حبس الدموع ُيعرض النسان للصابة‬
‫بالتسمم البطيء "‪.‬‬
‫علوة على ما ذكرنا آنفا ً من تعّرضه للصابة‬
‫بالقرح المعدية وغيرها من المراض التى‬
‫سنتحدث عنها لحقا ً في حينها‪.‬‬
‫إفـــرازات الدمـــوع ‪:‬‬

‫تومض العين ست عشرة مرة في الدقيقة‪ ،‬ومع‬


‫كل ومضة لجفن العين فإنها تسحب قليل ً من‬
‫سائل الغدد‪ .‬وعندما يشعر النسان ببعض النفعال‬
‫مثل الحزن أو الغضب أو السعادة البالغة تضيق‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪522‬‬

‫العضلت التى حول الغدد الدمعية وتعصر السائل‬


‫الدمعي‪.‬‬
‫ويحدث الشيء نفسه إذا ضحك النسان من‬
‫أعماقه … وبمرور الدموع فوق مقلة العين‬
‫تنساب خلل قناة دمعية تفتح في الركن الداخلي‬
‫من كل عين وتقود إلى جيب دمعي … ثم إلى‬
‫مجرى أنفى … وتجرى هذه القناة على امتداد‬
‫النف ثم تفتح داخلها‪ .‬ولعل هذا ُيفسر سيلن‬
‫النف عند جريان الدموع من هذه الفتحة‪.‬‬
‫طبقــــات الدمــــوع‬
‫إذا نظرنا إلى الدموع من الناحية التشريحية …‬
‫وصل الباحثون‬
‫نجد أنها تتكون من طبقات‪ ،‬فقد ت ّ‬
‫مغطاة بثلث طبقات من الدموع‪.‬‬ ‫إلى أن العين ُ‬
‫طبقة ميكويد ) ‪: ( Mucoid ) ( inner mucin layer‬‬ ‫•‬
‫كن الدمع من النتشار على القرنية‪،‬‬ ‫وهى التى ُتم ّ‬
‫وهى تأتى من خليا على سطح العين‪.‬‬
‫(‪:‬‬ ‫طبقة مائية متوسطة‪) :‬‬
‫‪Midlle aqueous layer‬‬ ‫•‬
‫وهى التى تحفظ سطح العين مبلل ً والرؤية‬
‫سليمة‪.‬‬
‫الطبقة الثالثة ) ‪ : ( Outer lipid layer‬وهى طبقة‬ ‫•‬
‫معتقد أنها تعوق التبخر وهى‬ ‫خارجية زيتية من ال ُ‬
‫ُتفرز عن طريق غدد صغيرة على حواف الجفن‪.‬‬
‫وكما أن الدموع طبقات من الناحية التشريحية‬
‫فهي كذلك طبقات من الناحية الفلسفية …‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪523‬‬

‫فالنساء تملك نسبة ‪ %67‬من مجال إمكانية‬


‫تساقط الدموع في كل الوقات والمناسبات حتى‬
‫السعيدة منها … كما أن نسبة ‪ %62‬ممن يعملون‬
‫في الزراعة والرض ل يعرفون الدموع‪.‬‬
‫أما أصحاب المراكز العليا فنسبة صفر ‪ %‬إلى‬
‫‪ %23‬فقط هم الذين يمكن أن تنزل دموعهم‬
‫لسباب هامة وخاصة جدًا‪.‬‬
‫والدراسة التى أثبتت ذلك تؤكد أنه بتلك النسب‬
‫فإن البشر في نهاية هذا القرن سيعانون ) من‬
‫المية ( في الحاسيس والجهل بالمشاعر‪.‬‬
‫آخر الدراسات النفسية عن الدموع‪:‬‬
‫خلصت هذه الدراسات إلى بعض الحقائق الهامة‬
‫التى تهمنا في بحثنا هذا والتي سنورد منها ما يلي‪:‬‬
‫يتجدد فيلم الدموع داخل عينيك ) ‪13‬ألف‬ ‫•‬
‫مرة ( في اليوم الواحد … لذلك من ل يبكى أبدا ً‬
‫ول تتساقط دموعه فإنه يعانى حقا ً من ظاهرة‬
‫مرضية غير طبيعية‪.‬‬
‫هناك شعوب ل تبكى كثيرا ً … مثل الشعب‬ ‫•‬
‫الفرنسي الذي ل يبكى منه إل ‪.%8‬‬
‫الذي يبكى هو الذي ُيمزق كل القنعة‬ ‫•‬
‫والعتبارات وكل الدوار الجتماعية‪.‬‬
‫إذا أحببت هذا النبع الغامض ) الدموع (‬ ‫•‬
‫فإنك تمسح قسوة نفسك على نفسها‪ ،‬وبالتالي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪524‬‬

‫على بقية البشر … لذلك دائما ً يقولون‪ " :‬إن من‬


‫ل يعرف الدموع ل يعرف الرحمة ")‪ .(1‬وإن الذي‬
‫ل يبكى عندما يتألم فإنه يتألم أكثر لنه يشعر‬
‫باللم مرتين‪.‬‬
‫النفعالت المؤلمة والعنيفة لبد وأن تظهر‬ ‫•‬
‫من خلل العينين‪ ،‬وهى دائما ً ما تكون أقوى من‬
‫أي حوار صادق لنها عبارة عن عبارات تترجم‬
‫نبضات القلب تجاه الموقف‪.‬‬
‫إن نقطة الدموع التى تنساب من العين يوميا ً‬
‫وبطريقة آلية ضرورية جدا ً لنظافة العين‬
‫وتشحيمها … وإن اختلج الجفون الذي يحدث ما‬
‫بين عشر مرات إلى خمس عشرة مرة في‬
‫الدقيقة يعمل على توزيع الدمعة بالتساوي على‬
‫قرنية عين النسان الطبيعي الذي يبكى حينما‬
‫يشعر بذلك ول يحبس الدموع‪.‬‬
‫ومن المؤكد أن الدموع لم تعد ُتوزع كما يجب منذ‬
‫أن أصيب النسان بحالة مرضية سميت )مرض‬
‫التمساح ( … وهو البكاء بغزارة كلما جرى‬
‫المضغ‪.‬‬
‫ابك بدون خجل‪:‬‬

‫جعَل َهَــا الل ّـ ُ‬


‫ه فِــى‬ ‫ة َ‬‫مـ ٌ‬ ‫‪ ()1‬وصــدق نــبى الرحمــة ‪ » ‬هَ ـذ ِهِ َر ْ‬
‫ح َ‬
‫مــاَء « رواه‬ ‫ح َ‬ ‫عَبــاد ِهِ الّر َ‬
‫ن ِ‬‫مــ ْ‬‫ه ِ‬ ‫م الّلــ ُ‬
‫حــ ُ‬
‫مــا ي َْر َ‬
‫عَبــاد ِهِ ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫قُُلــو ِ‬
‫ب ِ‬
‫البخاري‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪525‬‬

‫الدموع هي إهداء النفس للنفس‪ ،‬وعندما تبكى‬


‫بدون خجل فقد وصلت إلى قمة النضج النفسي‬
‫والذهني … فالدموع البشرية تروى النفس‬
‫وتغذيها … ويفرز النسان العادي بمعدل ثابت‬
‫حوالي نصف لتر من الدموع في العام أي بمقدار‬
‫‪ 1.5‬سم مكعب في اليوم‪.‬‬
‫مناسبات الدموع‬
‫تتفاوت مناسبات الدموع بين البشر … فهناك‬
‫نسبة من البشر يبكون عند مشاهدتهم للفيلم‬
‫التليفزيوني أو السينمائي‪ ،‬ونسبة أخرى عند فراق‬
‫الحبة‪ ،‬ونسبة عند المشاجرة مع الزواج‪ ،‬ونسبة‬
‫عند سماع الموسيقى‪.‬‬
‫أما بقية البشر والتي نسبتها ‪ %51‬في بعض‬
‫الشعوب المتقدمة فإنهم ل يبكون أبدًا‪ .‬وتكاد‬
‫تبكى نتائج هذه الدراسة الفرنسية وهى تعلن أن‬
‫المل الوحيد في زيادة نسبة البكاء وزيادة الدموع‬
‫لن يكون إل عند النساء والشباب الصغير‪.‬‬
‫هذا لن نسبة ‪ %61‬ممن تتراوح أعمارهم بين ‪15‬‬
‫عاما ً و ‪ 24‬عاما ً ُيعتبرون أرضا ً خصبة لمكانية‬
‫تساقط الدموع فيها … أما الرض الجرداء التى‬
‫تنعدم فيها فرص الدموع فهي أرض من بلغت‬
‫أعمارهم الخامسة والثلثين وحتى التاسعة‬
‫فت دموعهم من‬ ‫والربعين‪ .‬ويبدو أن هؤلء قد ج ّ‬
‫أثر فزع الحياة المبكر‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪526‬‬

‫وتتعرض الدراسة لمن يحترفون الدموع فتقول‪:‬‬


‫إن للدموع مهاما ً خاصة وتحت الطلب فقد كان‬
‫من تقاليد الموت والعزاء استدعاء " الّندابة " التى‬
‫تأتى خصيصا ً وبعد أن تقبض الثمن لتبكى وتصرخ‬
‫وتقطع في شعرها حزنا ً وكمدا ً وألما ً على الفقيد‬
‫الذي دفع لها أهله ثمن الحزن عليه‪.‬‬
‫دموع التماسيح‪:‬‬
‫المعروف والثابت علميا ً أن الحيوانات ل تعرف‬
‫الدمع أبدا ً )الناتج عن الشعور باللم الروحي(‪،‬‬
‫فالحيوانات ل تبكى أبدا ً بالرغم من أنهم يملكون‬
‫قنوات دمعية ولديهم دموعا ولكنها ل تظهر إل‬
‫لسباب عضوية بحتة إذا هيجت النهايات الحسية‬
‫العصبية في عينيها … مثل ترطيب العينين‪ ،‬ولكنها‬
‫ل تبكى مثلنا أبدا من أجل المشاعر وأحاسيس‬
‫معينة‪.‬‬
‫وهنالك حيوانات ل ُيستثار دمعها أبدا ً كالتماسيح‬
‫التى امتنعت استثارة الدمع فيها على العلماء‬
‫والباحثين مع أن التشريح أثبت وجود غدد دمعية‬
‫متكاملة لديها‪ .‬لذلك كان مثل " دموع التماسيح "‬
‫مجانبا ً للدقة‪.‬‬
‫وفى رأيي أن عبارة " دموع التماسيح " هذه‬
‫تطلق على النسان الغير صادق في مشاعره أو‬
‫الذي يصطنع البكاء في المواقف التى تحتاج‬
‫البكاء والتحزن الذي يعقبه عذر وإفك‪ ،‬تماما ً‬
‫كالتماسيح )التى ينزل الدمع بغزارة من عينيها‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪527‬‬

‫كلما جرى المضغ( مع أن المعروف عنها عدم‬


‫البكاء‪.‬‬
‫قال ابن المعتز‪:‬‬
‫كذبا ً كما يفعل التمساح‬ ‫ثم بكوا من بعده وناحوا‬

‫وفى النهاية أعلنت الدراسة أن الخوف كل الخوف‬


‫أن تكون خطوات النسان تتجه في نهايات هذا‬
‫القرن إلى تصرفات الحيوان الذي يجهل معنى‬
‫الدموع والذي يتألم حتى دون أن يستطيع التعبير‬
‫إلى أن يموت اللم بداخله‪ ،‬وقانا الله شر ذلك‪.‬‬
‫لما تبكى المرأة أكثر من الرجل ؟‬
‫يعتقد البعض أن البكاء بالنسبة للرجل إشارة إلى‬
‫ضعفه‪ ،‬لهذا فالرجل أقل بكاء‪ ،‬وقد أّيد ذلك بعض‬
‫العلماء‪ ،‬إل أنهم وجدوا حديثا ً أن هرمون "‬
‫البرولكتين ‪ " Prolactin‬وهى المادة الضرورية في‬
‫تكوين الدموع موجودة بنسبة كبيرة في المرأة‬
‫عنها في الرجل‪.‬‬
‫ضح أن المرأة لديها قابلية‬
‫وهذه الحقيقة تو ّ‬
‫طبيعية للبكاء أكثر من الرجل … ولعل السؤال‬
‫السابق يجر سؤال ً آخر ربما يلقى لنا الضوء على‬
‫حقيقة أخرى … وهذا السؤال هو‪:‬‬
‫لماذا يميل الرجل إلى عدم البكاء ؟‬
‫إذا تسللنا إلى أعماق الرجل نراه يجد صعوبة‬
‫كبيرة في التحدث أو التعبير عن مشاعره الدفينة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪528‬‬

‫وأسباب ذلك كثيرة … فالبعض تعلم بطريقة‬


‫مباشرة أو غير مباشرة أنه ل يليق بالرجل أن يعبر‬
‫عن مشاعره علنية وبخاصة مشاعر اللم حيث‬
‫يعتبر ذلك ليس من الرجولة‪.‬‬
‫كذلك فهناك مجتمعات ل تحترم الشخص الذي‬
‫يبكى وت ُّعلم أبناءها منذ الصغر أن البكاء للطفال‬
‫والضعفاء فقط‪ .‬وعلى عكس ذلك فهناك‬
‫مجتمعات أخرى تعّبر عن انفعالتها بشكل‬
‫ملحوظ ول تستطيع السيطرة على مشاعرها أو‬
‫التحكم في دموعها‪.‬‬
‫ويعتقد البعض الخر أن التعبير عن اللم ُيظهر‬
‫نقص اليمان بالله تعالى‪ .‬وهذا اعتقاد خاطئ لنه‬
‫على العكس والنقيض من ذلك … فالبكاء عند‬
‫سماع الموعظة أو عند التأثر بموقف معين هو‬
‫صميم اليمان بالله تعالى … يقول الحق سبحانه‬
‫وتعالى } ( تول ّوا وأ َعْينهم تفيض من الدمع حزنا ً أّلَ‬
‫ّ ْ ِ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُُُ ْ َ ِ ُ ِ َ‬
‫ن {)التوبة‪ :‬من الية ‪ .(92‬ويقول‬ ‫قو َ‬
‫ما ي ُن ْفِ ُ‬
‫دوا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫يَ ِ‬
‫جل شأنه في سورة مريم‪ :‬آية )‪}(58‬إ َِذا ت ُت َْلى‬
‫جدا ً وَب ُك ِي ّا ً {كذلك‬
‫س ّ‬
‫خّروا ُ‬
‫ن َ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ت الّر ْ‬ ‫م آَيا ُ‬‫عَل َي ْهِ ْ‬
‫فهناك الحديث المأثور عن النبي ‪ ‬عندما حزن‬
‫وبكى على فقدان ابنه إبراهيم … فقال " إن‬
‫العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا‬
‫إبراهيم لمحزونون وإنا لله وإنا إليه راجعون‪" .‬‬
‫فعندما يغمر ) الرجل ( الحزن والسى فإنه ل‬
‫يعرف كيف ي ُّعبر عن مشاعره بطريقة إيجابية وقد‬
‫يتمركز حول ذاته‪ ،‬وقد ينغمس في عادات معتقدا ً‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪529‬‬

‫أنها يمكن أن ت ُّبدل أحزانه‪ ،‬وقد يفقد اهتمامه‬


‫بالعمل ببعض المسئوليات التى يقوم بها‪.‬‬
‫البكاء بين الرجل والمرأة‬
‫أجرى الكيميائي " وليم فرى " عدة دراسات‬
‫وأبحاث مع فريق من زملئه‪ ،‬منها دراسة على )‬
‫‪ (331‬متطوعا ً من الجنسين تتراوح أعمارهم بين‬
‫‪ 75 – 18‬سنة وقد طلب من متطوع تسجيل‬
‫يومياته عن البكاء لمدة ثلثين يومًا‪.‬‬
‫وقد أظهرت النتائج أن السيدات سجلن ‪ 5.4‬حالة‬
‫بكاء كاستجابة لجهد انفعالي خلل هذه المدة‪،‬‬
‫على حين سجل الرجال متوسط ‪ 1.4‬حالة …‬
‫وأتضح من الدراسة أن ‪ %73‬من الرجال و ‪%85‬‬
‫من السيدات بصفة عامة شعروا بارتياح بعد‬
‫البكاء‪.‬‬
‫من بين أفراد تلك المجموعة لم يبك ‪ %45‬من‬
‫الرجال و ‪ %6‬من السيدات الذين يتمتعون بصحة‬
‫جيدة‪.‬‬
‫أما أسباب البكاء الرئيسية للمرأة فقد تضمنت‬
‫علقات مع الناس وغالبا ً لنفصالها عن شخصية‬
‫محبوبة … وكانت النفعالت الساسية هي الحزن‬
‫بنسبة ‪ %49‬والفرح بنسبة ‪ %21‬والغضب ‪%10‬‬
‫بينما عبرت معظم السيدات عن غضبهن بالدموع‬
‫فإن الرجال لم يفعلوا ذلك‪.‬‬
‫وأكدت تجارب " فرى " أن الدموع تخلص النسان‬
‫من مواد سامة يصنعها الجسم كله في حالة توتر‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪530‬‬

‫… وأنه يجب أن ُينظر للبكاء على أنه عملية‬


‫تنظيف مثل التبول والعرق وكشفت الدراسة أن‬
‫تركيب الدموع يختلف تبعا ً لمسبباته وللشخاص‬
‫الباكين أيضًا‪ .‬فقد تبين أن دموع الفرح مثل ً تحتوى‬
‫على نسبة كبيرة من الزلل تزيد ‪ %25‬عن‬
‫الدموع الخرى‪.‬‬
‫كما أتضح أن نوبات البكاء تحدث بشكل أساسي‬
‫بين السابعة والعاشرة مساءا ً … وأن احتمال‬
‫البكاء أثناء مشاهدة فيلم مؤثر أكثر في المساء‬
‫عنه في الصباح‪.‬‬
‫كيف تتعامل مع بكاء الطفال ؟‬
‫يثير كثير من الوالدين تساؤلت عدة حول موقفهم‬
‫من بكاء الطفال المستمر ولتفه السباب …‬
‫ويجيب المتخصصون على ذلك بعدم تلبية كل‬
‫طلبات الطفل عندما يبدأ في البكاء‪ ،‬وأن يوضحوا‬
‫له بطريقة حازمة أنه إذا طلب شيئا ً بهذه اللهجة‬
‫الباكية فإنه لن يحصل عليها‪.‬‬
‫وفى الواقع فقد اختلف العلماء في موضع‬
‫الستجابة لبكاء الطفل‪ :‬فبعضهم يرى عدم‬
‫الستجابة لبكاء الطفل إل بعد فترة لن ذلك‬
‫حسب آرائهم مفيد في تقوية عضلت الصدر‬
‫والرئتين … أما البعض الخر فيرى ضرورة‬
‫الستجابة فورا ً عند بكائه وذلك بإطعامه أو‬
‫بالهزهزة السريعة لن ذلك حسب قولهم له تأثير‬
‫كبير على الجهاز العصبي للطفل مما يجعله‬
‫يستجيب ويتوقف عن البكاء‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪531‬‬

‫متى يكون بكاء الطفل ضارا ً ؟‬


‫قد يلجأ الطفل في شهوره الولى إلى البكاء‬
‫كوسيلة للتعبير عن نفسه ولجذب النتباه إلى‬
‫ضيقاته … فيلجأ إلى التباكي ) الغير مصحوب‬
‫بالدموع ( وهذا البكاء قد يكون ضارا ً … لنه من‬
‫المحتمل أن يعمل على جفاف الغشاء المخاطي‬
‫للنف والزور مما يجعله أكثر حساسية للبكتريا‬
‫الضارة‪.‬‬
‫الدموع بين الشح والفراط‬
‫تختلف وتتفاوت نسبة الدمع المفرزة كما ً ونوعا ً‬
‫حسب اختلف الظروف الداخلية والخارجية‪ .‬ولكن‬
‫يبلغ ذلك معدل يتراوح بين ‪ 100 – 0.7‬ميكروليتر‬
‫في الدقيقة‪ ،‬ويبدو أن النساء أكثر ذرفا ً للدمع من‬
‫الرجال‪ .‬وهذا قد يفسر كونهن أكثر نجاحا ً في‬
‫لبس العدسات اللصقة ‪.‬‬
‫وعند الولدة يكون إفراز الدمع في حده الصغر‪،‬‬
‫وقد ل يلحظ الدمع قبل السابيع الربعة الولي‬
‫من العمر وقد ل يبدأ إفراز الدمع المائي قبل‬
‫الشهور الستة الولي ‪.‬‬
‫وكذلك تقل كمية الدمع عند كبار المسنين‪ ،‬و يقل‬
‫إفراز الدمع في حالت الرهاق العصبي‬
‫والجسمي‪ ،‬ومن الملحظ قلة إفراز الدمع‬
‫وحدوث جفاف العين والفم في نهاية النهار بعد‬
‫يوم حافل بالتعب المتواصل‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪532‬‬

‫وقد يشح الدمع في أمراض كثيرة ل حصر لها‬


‫فيحدث جفاف للعين منها‪ :‬نقص فيتامين أ من‬
‫الغذاء أو عدم امتصاصه بسبب أمراض الجهاز‬
‫الهضمي‪ ،‬والتهاب العين السطحية وخاصة مرض‬
‫التراخوما‪ ،‬والحماة الراشحة الخرى والدفتيريا‬
‫وأمراض المناعة الذاتية‪ ،‬وخاصة التى يرافقها‬
‫التهابات مفصلية‪ ،‬فقد يحدث فيها تليفات في‬
‫الغدد الدمعية وشح في إفراز الدمع‪ ،‬والرضوض‬
‫التى تحدث تشوهات في الجفان وقصورا ً في‬
‫الرمش وعيبا ً في إغلق العين والحروق الشديدة‬
‫سواء كانت كيماوية أو حرارية أو إشعاعية‪ ،‬إذ أنها‬
‫ُتعري العين من الدمع الواقي وتجدب الغدد‬
‫المفرزة للدمع‪ .‬وهذا يحدث آلما ً شديدة وتقرحات‬
‫قرنية مستمرة وتغيما ً في الرؤية يحمل المريض‬
‫رهن التعاسة‪ ،‬ويصبح مأساة من الجفاف الذي‬
‫يؤدى لموت الخليا السطحية وإنقلعها … كذلك‬
‫هناك بعض الدوية التى تنقص إفراز الدمع‬
‫كالتروبين والحبوب المانعة للحمل والدوية‬
‫مدرة للبول‪.‬‬
‫ال ُ‬
‫وقد يفرط إفراز الدمع عند استخدام القطرات‬
‫الخافضة لضغط العين كالبايلوكايين‪ ،‬في معظم‬
‫الحميات التى يرافقها التهابات في الملتحمة أو‬
‫القرنية‪ ،‬وفى التهابات العين الحادة‪ ،‬ولدى انغلق‬
‫الطرق المفرغة‪ ،‬إذ أن الدمع عندما يفيض عن‬
‫حاجة ترطيب العين ينصرف من خلل قنوات‬
‫صغيرة إلى كيس الدمع الموجود في الناحية‬
‫النسية من الجوف الحجاجى‪ ،‬حيث يفرغ في‬
‫النف عبر القناة النفية الدمعية‪ ،‬فإذا طرأ انسداد‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪533‬‬

‫على مسار النابيب المفرغة‪ ،‬يركد الدمع في‬


‫العين فيطفح وينهمر‪ ،‬وكذلك إذا زاد إفراز الدمع‬
‫عن طاقة استيعاب ضخه عبر كيس الدمع يحدث‬
‫الدمع‪ ،‬إذن ل بد من إعاضة العين بالبديل الدمعية‬
‫إذا شح الدمع‪ .‬ويجب معالجة أسباب نقصه حتى ل‬
‫تذوي العين وتجف وتنكدر وتعمي وكذلك ل بد من‬
‫معالجة فرط الدماع وفتح مجاري الدمع المغلقة‬
‫إذا طفح الدمع لئل يضطرب البصر وتتقرح‬
‫الجفان ويصبح وضع الشخص في مجتمعه محرجا ً‬
‫مؤرقًا‪ .‬حتى تبقى دورة الدمع متزنة مقدرة حسب‬
‫حاجة العين والتي تختلف حسب الشخص والمكان‬
‫والزمان‪.‬‬
‫وظائف الدموع‪:‬‬
‫للدموع وظائف عديدة نذكر منها‪:‬‬

‫الوظيفة البصرية‪ :‬تكاد تكون من أهم‬ ‫‪.‬‬


‫وظائف الدمع إذ تحافظ الدموع على ألق القرنية‪،‬‬
‫وتسد الثغور الموجودة بين خليا السطح القرني‬
‫الظهارى‪ ،‬فُيسوي ويمهد بطلئه سطح القرنية‬
‫لتقوم بوظيفتها البصرية خير قيام‪.‬‬

‫وظيفة دفاعية وقائية‪ :‬فبواسطة المواد‬ ‫‪.‬‬


‫التى يحتويها وخاصة الليزوزيم أو الخمائر الحاّلة‬
‫يستطيع إذابة وتخريب جدر الكثير من الجراثيم فل‬
‫تعود قادرة على الغزو والستفحال والتكاثر‪.‬‬
‫فتبقى العين سليمة صحيحة رغم تعرضها للجراثيم‬
‫والعضويات الضارة الموجودة بكثرة في الهواء‪،‬‬
‫لذلك فالعين منيعة على الغزو الجرثومي‪ ،‬بمقدار‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪534‬‬

‫كفاءة المواد الدمعية الحالة للخمائر فإذا قصر‬


‫الدمع واضطرب تركيبه لمر ما سهل على‬
‫العضويات المؤذية غزو العين وإحداث اللتهابات‬
‫والتخريب بها‪ ،‬وقد أخذ العلماء يجرون التجارب‬
‫الخصبة على مادة الليزوزيم الدمعي قبل البدء‬
‫بتطبيق أي عقار عيني جديد‪.‬‬

‫وظيفة مرطبة‪ :‬فهي سقاء للعين وطلء‬ ‫‪.‬‬


‫ضروري لن الجفاف أذى وبلء فطالما بقيت‬
‫العين رطبة‪ ،‬كانت خلياها السطحية سليمة‬
‫صحيحة‪ ،‬فإذا ما جفت انعدم البريق منها فتنكمش‬
‫الخليا وتتليف‪ ،‬وتغزوها العروق الدموية ويتجلد‬
‫سطحها‪ ،‬ولتنظيم توزيع الدمع على سطح العين‬
‫كلما جفت طبقة الدمع التى تطليه خلقت عملية‬
‫الرمش‪ ،‬التى تحدث طوعيا ً ول إراديا بمعدل‬
‫‪ 12.5‬مرة في الدقيقة )في المتوسط ( ويدوم‬
‫إغلق العين فيها ‪ 0.3‬من الثانية في كل رمشة‬
‫عين‪ ،‬فلو فتح جفنا العين قسريا وامتنع الرمش‬
‫مدة شعرت العين بالجفاف وبألم حارق وواخز‪،‬‬
‫وربما يحدث بعد ذلك دماع انعكاسي فينهمر‬
‫الدمع‪ .‬ولو ُفحص سطح العين أثناء ذلك لوجد أن‬
‫فتح العين القسري مدة نصف دقيقة كاف لحداث‬
‫بقع جافة على سطح القرنية خالية من طبقة‬
‫الدمع التى سبق الحديث عنها‪ .‬وقد لوحظ أن بقع‬
‫الجفاف تتشكل بسرعة أكثر إذا كانت العين قد‬
‫عانت سابقا ً عمل ً جراحيا ً من استئصال السداد أو‬
‫مكافحة داء الزرق )الجلوكوما( ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪535‬‬

‫وظيفة طارحة للفضلت‪ :‬فيما ينتج عن‬ ‫‪.‬‬


‫مخلفات استلب سطح ولحمة القرنية من الماء‬
‫وثاني أكسيد الكربون وتوسف الخليا الميتة وما‬
‫يفيض عن المواد المخاطية والمفرزات الدهنية‬
‫يجرفها الدمع وينقلها إلى زاوية العين النسية‬
‫حيث ُتضخ في مجاري الدمع إلى النف‪ .‬وهذا ما‬
‫يحدث بالنسبة للقطاعات الهوائية والغازات‬
‫وجزيئات الغبار التى ل تحس بها القرنية كأجسام‬
‫غريبة فتجرف بواسطة الدمع على سطح العين‬
‫المامي‪.‬‬

‫وظيفة غذائية ‪ :‬بالرغم من عدم كبر أهميته‬ ‫‪.‬‬


‫كطريق غذائي فإنه يحمل بعض المواد المغذية‬
‫للغشاء الظهارى في العين‪ ،‬والهم من ذلك هو‬
‫أن الجزء الكبر من مادة الوكسجين تأتى للقرنية‬
‫من أوكسجين الجو الذي يحل في الدمع كما في‬
‫النوم العميق لساعات أو أيام‪.‬‬

‫وظيفة تزليج وطلء ‪ :‬فلول الدموع لما‬ ‫‪.‬‬


‫أمكن تثبيت العدسات اللصقة إذ تتيح درجة تحمل‬
‫العدسات اللصقة ونجاح استعمالها درجة القوة‬
‫المزلجة في الدمع‪ .‬إذن فالدموع تهب الرطوبة‬
‫الكافية والطلء الواقي والملوسة الضرورية‬
‫للقرنية‪ ،‬وتنقل للقرنية أوكسجين الجو الضروري‬
‫لغذائها وتطرح فضلت النسج السطحية في‬
‫العين‪ .‬وهى خط الدفاع الول في العين ضد غزو‬
‫الجراثيم والعضويات المؤذية‪ ،‬تغسل العين مما‬
‫يعتريها من الشوائب وتنهمر بشدة لتجريف كل‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪536‬‬

‫جسم غريب متطفل‪ ،‬كل ذلك حفاظا ً على ألق‬


‫العين ودعما ً لوظيفة البصر‪.‬‬
‫كلمة أخيرة ‪:‬‬
‫بكـاء الحشـاء‬
‫ويقول الدكتور عدنان فضلي استشاري الطب‬
‫النفسي‪ :‬نعم‪ ،‬نحن ننصح المريض أو أي فرد‬
‫يتعرض لمواقف محزنة أو مؤلمة أن يعبر عن‬
‫شعوره بالبكاء‪ ،‬فمن خلل البكاء يشعر النسان‬
‫بالرتياح من ثقل يتعب كاهله‪ ،‬وان الكبت قد يؤدي‬
‫إلى نتائج وخيمة والمصابون بالكتئاب هم أكثر‬
‫الناس عرضة للبكاء حيث يجد المريض متنفسا‬
‫لهمومه‪ ،‬غير أنه في حالت الكتئاب الشديدة‬
‫تستعصي الدموع حيث يتمنى المريض لو أنه‬
‫يستطيع البكاء‪ ..‬حتما ً إن البكاء يخفف من حدة‬
‫التوتر والضغوط النفسية والنساء هن أسرع في‬
‫البكاء من الرجال بحكم تكوينهن البيولوجي‪ ،‬فكثير‬
‫من الرجال »يبكون بصمت«! فطالما سألت رجال‬
‫يعانون من الكتئاب‪ ،‬هل تنتابهم نوبات بكاء فيجيبوا‬
‫بإباء وشمم كما يقولون »عيب على الرجل أن‬
‫يبكي«! عندما فجعت شاعرتنا العربية الخنساء‬
‫بأخيها صخر ملت الدنيا صراخا وبكاء‪ ،‬وهي التي‬
‫قالت لول هذا البكاء سواء منفردة أو مع الخرين‬
‫لحاولت النتحار!! ومن الناس ممن يتألمون أو‬
‫يحزنون يلجأون لتناول المهدئات أو الخمر للتغلب‬
‫على مظاهر السى والحزن وهذا نوع من الكبت‪،‬‬
‫والذي قد يظهر فيما بعد على شكل اضطراب‬
‫نفسي شديد ولو بعد حين‪ ،‬إن كبت مشاعر الحزن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪537‬‬

‫وعدم التعبير عنها قد يؤدي إلى ظهور مجموعة‬


‫من المراض العضوية كتقرح المعاء أو قرحة‬
‫المعدة‪ ،‬وذلك بسبب التوترات والضغوط‬
‫المتواصلة ويمكن تلخيصها بمقولة أحد الطباء‬
‫النفسانيين‪ :‬إن الدموع التي ل تجد لها منفذا ً من‬
‫العيون تجعل الحشاء تبكي!! ويقول الدكتور‬
‫يوسف عبدالفتاح طبيب نفسي‪ :‬بكاء الطفال أحد‬
‫مظاهر الطفولة النمائية فقد ارتبط البكاء‬
‫بالطفولة‪ ،‬حيث شاع القول لمن يبكي من الكبار‬
‫انه يبكي مثل الطفال‪.‬‬
‫وقد وجد حديثا ً أن هناك علقة وثيقة بين الوظائف‬
‫الفسيولوجية والسيكولوجية للنفعالت عمومًا‪،‬‬
‫ووسائل التعبير عنها‪ ،‬سواء بالبكاء أو غيره من‬
‫الساليب‪ ،‬فقد تبين مثل ً أن البكاء ينشط الغدد‬
‫الدمعية ويغسل مقلة العين ويطهرها ويقلل من‬
‫الضغط الذي نتعرض له‪ ،‬كما تبين أنه يؤثر على‬
‫الجهزة الفسيولوجية الخرى مثل الشرايين‬
‫والعصاب التي تصبح متوترة في حالة النفعال‪،‬‬
‫كما تزداد ضربات القلب ومعدل النبض والتعرق‬
‫ويزيد إفراز الدرينالين من الكليتين‪ ،‬وهي من‬
‫المؤشرات الفسيولوجية للقلق والضطراب‬
‫النفعالي لدى الطفل الذي ل تلبث أن تخف حدتها‬
‫بعد نوبة البكاء وتفريغ الطاقة والشحنة النفعالية‬
‫التي لدى الطفل‪ ،‬لذلك يجب أل ينزعج الباء‬
‫والمهات من بكاء أطفالهم باعتباره أحد وسائل‬
‫التنفيس كما ذكرنا وبالتعلم الجتماعي تقل نوبات‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪538‬‬

‫البكاء لدى الطفل حين يعرف أن البكاء وحده ليس‬


‫كافيا ً لتحقيق ما يريد وتغيير العالم المحيط به )‪.(1‬‬
‫‪.‬‬
‫وقبل أن أنهى حديثي عن البكاء معك – عزيزي‬
‫القارئ – أرى أن أتحدث معك في نبذة مختصرة‬
‫عن فوائد البكاء … يقول الديب النجليزى‬
‫) تشارلز ديكنز (‪:‬‬
‫" إن البكاء ُيوسع الرئة ويغسل الملمح وُيدرب‬
‫العيون وغالبا ً ما ُيهدىء المزاج فابك كما تريد "‬
‫لنك – أول ً وقبل كل شيء –إنسان له أحاسيس‬
‫ومشاعر فعبر عن نفسك وانفعالتك وأطلق‬
‫العنان لدموعك لتغسل همومك وأحزانك‪ ،‬ولكي‬
‫تعيد الراحة إلى نفسك والبسمة إلى حياتك‪.‬‬
‫فالبكاء أفضل علج للعصاب المتوترة‪ُ ،‬ينقد من‬
‫فرغ‬
‫الكبت الذي يعانيه إنسان العصر الحديث وي ُ ّ‬
‫الشحنة التى يسببها الرهاق والتعب‪ ،‬فالبكاء صحة‬
‫… والدموع تغسل النفس‪ ،‬وللبكاء فائدة عظيمة‬
‫في الترويح عن النسان‪.‬‬
‫والنسان – رجل ً كان أو امرأة – مخلوق وهبه الله‬
‫الدموع‪ ،‬وفى انسياب الدموع تفريغ للشحنات‬
‫السامة التى ُتحدثها التوترات العاطفية‪ ،‬وفى‬
‫حبسها وكبتها تسمم بطيء لصاحبها … كما أن‬

‫‪ ()1‬مقالة محمد زاهر نقل ً عن جريدة البيان تاريخ الثلثاء ‪21‬‬


‫ذو الحجة ‪ 1422‬هـ الموافق ‪ 5‬مارس ‪2002‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪539‬‬

‫بالسائل الدمعي إنزيم خاص يقضى على‬


‫الميكروبات التى تدخل في العين فيحميها‪.‬‬
‫فقد أسفرت التجارب التى قام بها عدد من‬
‫العلماء عن ظهور علم جديد هو " علم الدموع "‬
‫الذي أنعقد أول مؤتمر طبي له عام ‪ 1985‬م‬
‫بالوليات المتحدة تحت شعار‪ " :‬ابك تعش أكثر "‬
‫حيث دعا المؤتمر إلى أن يصبح تحليل الدموع من‬
‫التحاليل الطبية الشائعة مثل تحليل الدم وتحليل‬
‫البول لن نتائجه تقدم للطبيب معلومات وافية‬
‫عن حالة الجسم‪.‬‬
‫هذا وقد أكد آخر البحاث التى أجرتها جامعة "‬
‫ميتسونا " … أن الدموع هي أفضل طريقة‬
‫للتخلص من المواد الكيماوية المصاحبة للتوتر‬
‫النفسي والقلق التى يفرزها الجسم في أوقات‬
‫الحزن والغضب‪.‬‬
‫كما ثبت أن البكاء يزيد من عدد ضربات القلب‬
‫وهو في حد ذاته ُيعد تمرينا ً مفيدا ً لعضلت الصدر‬
‫والكتفين والحجاب الحاجز … وعند النتهاء من‬
‫البكاء يعود القلب إلى حالته الطبيعية وتسترخي‬
‫عضلت الصدر ‪ ،‬فابك – عزيزي القارئ – كما تريد‬
‫ابك بدون خجل ففي البكاء شفاء وعلج لكثير من‬
‫المراض‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪540‬‬

‫قيام الليل رحمة‬


‫سبق الكلم عن أن قيام الليل سبب من أسباب‬
‫الرحمة‬
‫جاء في كتاب " الوصفات المنزلية المجربة‬
‫وأسرار الشفاء الطبيعية " وهو كتاب بالنكليزية‬
‫لمجموعة من المؤلفين المريكيين – طبعة‬
‫‪ ،1993‬أن القيام من الفراش أثناء الليل والحركة‬
‫البسيطة داخل المنزل والقيام ببعض التمرينات‬
‫الرياضية الخفيفة‪ ،‬و تدليك الطراف بالماء‪،‬‬
‫والتنفس بعمق له فوائد صحية عديدة‬
‫والمتأمل لهذه النصائح يجد أنها تماثل تماما ً‬
‫حركات الوضوء والصلة عند قيام الليل‪ ،‬وقد سبق‬
‫النبي ‪ ‬كل هذه البحاث في الشارة المعجزة‬
‫ل فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫قَيام ِ الل ّي ْ ِ‬ ‫إلى قيام الليل فقال )) عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م بِ ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪541‬‬

‫ة إ َِلى‬ ‫ْ‬
‫ل قُْرب َ ٌ‬‫م الل ّي ْ ِ‬
‫ن قَِيا َ‬‫م وَإ ِ ّ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬‫حي َ‬
‫صال ِ ِ‬‫ب ال ّ‬ ‫د َأ ُ‬
‫مط َْرد َةٌ‬ ‫ت وَ َ‬‫سي َّئا ِ‬ ‫فيٌر ِلل ّ‬‫ن ال ِث ْم ِ وَت َك ْ ِ‬ ‫الل ّهِ وَ َ‬
‫من َْهاةٌ عَ ِ‬
‫جسد ِ ‪(1) . ((..‬‬
‫ن ال ْ َ َ‬ ‫داِء عَ ِ‬ ‫ِلل ّ‬
‫و عن كيفية قيام الليل بطرد الداء من الجسد فقد‬
‫ثبت التي‪ " :‬يؤدي قيام الليل إلى تقليل إفراز‬
‫هرمون الكورتيزون ) وهو الكورتيزون الطبيعي‬
‫للجسد ( خصوصا ً قبل الستيقاظ بعدة ساعات‪.‬‬
‫وهو ما يتوافق زمنيا ً مع وقت السحر)الثلث الخير‬
‫من الليل (‪ ،‬مما يقي من الزيادة المفاجئة في‬
‫مستوي سكر الدم‪ ،‬والذي يشكل خطورة علي‬
‫مرضي السكر‪ ،‬و يقلل كذلك من الرتفاع‬
‫المفاجئ في ضغط الدم‪ ،‬ويقي من السكتة‬
‫المخية والزمات القلبية في المرضى المعرضين‬
‫لذلك كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم‬
‫في وريد العين الشبكي‪ ،‬الذي يحدث نتيجة لبطء‬
‫سريان الدم في أثناء النوم‪ ،‬وزيادة لزوجة الدم‬
‫بسبب قلة تناول السوائل‪ ،‬أو زيادة فقدانها‪ .‬أو‬
‫بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس مما‬
‫يعوق ارتجاع الدم الوريدي من الرأس ويؤدي قيام‬
‫الليل إلى تحسن و ليونة عند مرضى التهاب‬
‫المفاصل المختلفة‪ ،‬سواء كانت روماتيزمية أو‬
‫غيرها نتيجة الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند‬
‫الوضوء‪.‬‬

‫‪ ()1‬أخرجه المام أحمد في مســنده و الترمــذي و الــبيهقي و‬


‫الحاكم في المستدرك عن بلل وابن عساكر عــن أبــي الــدرداء‪ ،‬و‬
‫أورده اللباني في صحيح الجامع برقم ‪.4079‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪542‬‬

‫قيام الليل علج ناجح لما يعرف باسم " مرض‬


‫الجهاد الزمني " لما يوفره قيام الليل من انتظام‬
‫في الحركة ما بين الجهد البسيط والمتوسط‪،‬‬
‫الذي ثبتت فاعليته في علج هذا المرض ويؤدي‬
‫قيام الليل إلى تخلص الجسد من ما يسمي‬
‫بالجليسيرات الثلثية ) نوع من الدهون ( التي‬
‫تتراكم في الدم خصوصا ً بعد تناول العشاء‬
‫المحتوي علي نسبه عالية من الدهون والتي تزيد‬
‫من مخاطر الصابة بأمراض شرايين القلب‬
‫التاجية بنسبة ‪ %32‬في هؤلء المرضي مقارنة‬
‫بغيرهم‪ ،‬ويقلل قيام الليل من خطر الوفيات‬
‫بجميع السباب‪ ،‬خصوصا ً الناتج عن السكتة القلبية‬
‫والدماغية وبعض أنواع السرطان كذلك يقلل قيام‬
‫الليل من مخاطر الموت المفاجئ بسبب‬
‫اضطراب ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس‬
‫هواء نقي خال من ملوثات النهار وأهمها عوادم‬
‫السيارات ومسببات الحساسية قيام الليل ينشط‬
‫الذاكرة وينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة لما‬
‫فيه من قراءه و تدبر للقرآن و ذكر للدعية و‬
‫استرجاع لذكار الصباح و المساء‪ .‬فيقي من‬
‫أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والكتئاب‬
‫وغيرها وكذلك يقلل قيام الليل من شده حدوث‬
‫والتخفيف من مرض طنين الذن لسباب غير‬
‫معروفه )‪.(1‬‬

‫أســتاذ بطــب أســيوط‬ ‫‪ ()1‬مقالة لــ د‪ .‬صــلح أحمــد حســين‬


‫جريدة الهرام ‪ 27/7/2004‬بتصرف‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪543‬‬

‫ثانيًا‪:‬الرحمة والتأثير النفسي ‪:‬‬

‫إذا تناولنا الحياة العقلية والنفعالية للنسان لوجدنا‬


‫أنها تتغير من يوم إلى يوم ‪ ،‬بل من ساعة إلى‬
‫ساعة ‪ -‬فهو اليوم سعيد و غدا ً حزين ‪،‬يشعر بالحب‬
‫أحيانا ً ويبغض الناس أحيانا أخرى ‪.‬‬
‫فعلى أي شيء تعتمد هذه التغيرات النفسية‬
‫المستمرة ؟‬
‫إنها تعتمد على التغيرات البسيطة التى تحدث فى‬
‫إفرزات تلك الغدد التى تهيمن على الوتار الداخلية‬
‫فى قلب النسان ووجدانه ‪ ،‬أى على مشاعره‪.‬‬
‫والمرض العقلي النفسي والوظيفي كلهما يتسبب‬
‫فى اضطراب هرمونية الغدد ‪ :‬هناك زيادة فى‬
‫إفراز الدرينالين وهناك قلة فى هرمون الغدة‬
‫الدرقية ‪ .....‬وهكذا تضطرب الوظائف الحيوية‬
‫للغدد‪.‬‬
‫حصيلة كل ذلك ضياع التوازن الهرموني وضياع‬
‫التوافق الكيميائي فى نهاية المطاف ‪ -‬والنتيجة هى‬
‫المرض المؤكد والضياع ‪.‬‬
‫ويمكن لنا تشبيه التغيرات المختلفة فى نفسية‬
‫النسان بألوان الطيف المختلفة أي يمكن تسميتها‬
‫))طيف الحياة((‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪544‬‬

‫منطق‬ ‫المن الم المن منطقة أمان المن المن‬ ‫من‬


‫ة‬ ‫طقة طق‬ ‫طق نط طقة )خضراء(‬ ‫طق‬
‫شديد‬ ‫الزر ة‬ ‫قة الص‬ ‫ة‬ ‫ة‬
‫ة‬ ‫قاء البن‬ ‫الح الب فراء‬ ‫خط‬
‫الخط‬ ‫فس‬ ‫مرا رتق‬ ‫ر‬
‫ورة‬ ‫جية‬ ‫الي‬ ‫ء‬ ‫جدا ً‬
‫)فوق‬ ‫ة‬ ‫)تح‬
‫البنف‬ ‫ت‬
‫سجي‬ ‫الحم‬
‫ة(‬ ‫راء(‬
‫))طيف الحياة((‬

‫إذا تصورنا الحياة بألوان الطيف نلحظ أن هناك‬


‫))المنطقة الخضراء (( التى تتوسط اللوان الخرى‬
‫المرئية وهذه تمثل منطقة المان ‪ ،‬وهناك‬
‫منطقتان غير مرئيتان الولى على يمين ))المنطقة‬
‫الحمراء(( الخطرة وهى أشد خطرا ً ‪ -‬وتسمى تحت‬
‫الحمراء ‪ ،‬و المنطقة الثانية على يسار المنطقة‬
‫البنفسجية وتسمى فوق البنفسجية وهى أيضا ً‬
‫شديدة الخطورة ‪.‬‬
‫وأن لذات النسان مؤشر ))مؤشر الحياة (( يقف‬
‫فى الحالة العادية من منطقة المان الخضراء‪.‬‬
‫إذا تصورنا أن ذات النسان تتحرك بين تلك‬
‫المناطق ‪ ،‬التى تتم تحت تأثير عوامل داخلية‬
‫وخارجية لوجدنا أن الشخص الطبيعي المتوازن ‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪545‬‬

‫هرمونيا ً وكيميائيا ً فى معظم الحيان فى منطقة‬


‫المان الخضراء من الطيف ‪ ،‬بمعنى أن موضع‬
‫))مؤشر الحياة(( يكون فى المنطقة الخضراء‬
‫‪-‬ونادرا ً ما يشرد إلى المناطق الطرفية‪ -‬وقد‬
‫يتحرك مؤشر الحياة يمينا ً ويسارا ً إلى المناطق‬
‫الطرفية نتيجة انفعالت داخلية نتيجة خوف أو قلق‬
‫أو غضب ‪ -‬لكن سرعان ما يرجع إلى منطقة‬
‫المان الخضراء عند زوال المؤثر الصلي خارجيا ً‬
‫كان أو داخليًا‪ -‬وهنا يحدث ضبط التوازن والتوافق‬
‫الكيميائي المطلوب حيث تسير المنظومة الداخلية‬
‫بانطلق جميل وإيقاع سليم مرة ثانية)‪.(1‬‬

‫ويقول د‪ /‬ألفرد أدلر عالم النفس لبعض مرضاه‬


‫النفسيين ))إذا كنت تريد الشفاء فكر كيف تسعد‬
‫الخرين ؟‬
‫وإذا قابلته فى اليوم التالي هل فعلت ما نصحتك‬
‫به بالمس ؟‬
‫فيجيب ‪ :‬كل ‪ ...‬لقد استسلمت للنوم ولم يكن لدى‬
‫الوقت للتفكير فى هذه النصحية ‪ .‬فأقول له ‪ :‬ل‬
‫تكف عن القلق بشرط أن تفكر بين لحظة وأخرى‬
‫فى إسعاد الخرين ‪،‬‬

‫‪ ()1‬بيولوجية اليمان صـ ‪ ، 107،106‬الستاذ الدكتور ‪/‬محمــد‬


‫محمود عبدالقادر رئيس قسم الكيميائية الحيوية ‪ -‬طــب القــاهرة‬
‫‪.1966‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪546‬‬

‫وقد يتطوع أحدهم بالسؤال لماذا أسعدهم وهم ل‬


‫يفكرون فى إسعادي؟‬
‫فأجيبه‪ :‬إن صحتك تتطلب ذلك وسوف يعاني‬
‫الخرون ولن يتماثلوا للشفاء أيضا ً إذا لم يحاولوا‬
‫إسعادك!‬
‫فالشخص الذى ل يحاول إسعاد الخرين لبد أن‬
‫تتكالب عليه المشكلت والمراض فالحياة تتطلب‬
‫من الفرد أن عامل ً منتجا ً فاعل ً ومؤثرا ً محبا ً‬
‫للناس‪((.‬إ‪.‬هـ)‪(1‬‬

‫ولذا كانت عناية الطباء النفسيين بعمل حملت‬


‫إعلنية فى وسائل العلم على الشاشة يظهر‬
‫إعلن يقول)‪:(2‬‬
‫‪ -‬عامل صاحبك برفق‬
‫‪ -‬أو عامله‪..‬بحب‬
‫و هذا العلن جزء من حملة هدفها أن العلج‬
‫النفسي أفضل من كل علج طبي‪ ..‬بل إن‬
‫الطريق الكيد لحياة أفضل تتحقق من خلل‬
‫العناية بالخرين ورعايتهم والقتراب منهم و‬
‫يظهر طبيب كبير من الهيئة الصحة العالمية‬
‫يقول‪:‬‬
‫‪ -‬الطب الحديث نسى ) لسوء الحظ ( قوة‬
‫الحب‪.‬‬
‫وقد أعاد التلفزيون اكتشاف أهمية العلقات‬
‫النسانية فى شفاء الناس وجد الطباء أن‬

‫‪ ()1‬دع القلق وأبدأ الحياة ديل كارنيجي صـ ‪.132‬‬


‫‪()2‬بتصرف من كتاب) النسان حيوان تليفزيوني صـ ‪(29،28‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪547‬‬

‫آلف المرضى بالزمات القلبية كان السبب فى‬


‫مرضهم‪:‬‬
‫الزوجات لنهن ل يوجهن اهتماما سليما و قويا ً‬
‫للزواج و ليس المقصود من الدعاية ضد الزواج‬
‫أو إثبات أن الزوجة هى التى تؤدى إلى أمراض‬
‫القلب بعد )أمراض الجيب( بل أجمع الطباء‬
‫على أن قلوب الزواج لم تصلها كمية الدم‬
‫اللزمة لن هذه القلوب افتقدت كمية الحب‬
‫الضرورية‪.‬‬
‫و على الشاشة رأيت الطباء يقولون‪:‬‬
‫مفتاح الصحة ليس الجري اليومي‪ ،‬قبل‬
‫الفطار‪ ،‬أو الرجيم‪ ،‬أو الطعام الجيد‪.‬‬
‫بل سر الصحة يتركز فى وجود أصدقاء حولك‬
‫يهتمون بك وأسرة تحرص‪ ،‬وتخاف عليك‪.‬‬
‫ونقلوا عن كلية طب جامعة هارفارد بحثا ً جديدا ً‬
‫يقول عندما ترعى مريضا‪ ،‬أو عندما يرعاك أحد‬
‫وأنت مريض فإن مواد كيميائية تزيد فى الدم‬
‫وتساعدك على ‪-‬مقاومة المراض‪ .‬وبعد أية‬
‫عملية جراحية فإن العناية من الهل قبل‬
‫الطباء تجعل الجراح تلتئم‪...‬وقد أرادوا من هذه‬
‫الحملة الجديدة أن الناس فى حاجة إلى كلمة‬
‫طيبة‪ ،‬إلى حب وإلى معاملة إنسانية‪..‬بل أكثر‬
‫من ذلك فإن أطباء السرطان أنفسهم ظهروا‬
‫على الشاشة ليجمعوا على أن الدفاع ضد‬
‫المراض تقوى و تتدعم فى جسد إنسان يجد‬
‫حوله‪..‬من يحبونه‪0..‬‬
‫‪ -‬فمعاملة الخرين بالرفق والرحمة والمبادرة‬
‫فى البذل والعطاء وتلبية حاجات الناس‬
‫‪،‬والسراع فى إنقاذ من حولنا والسعى على‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪548‬‬

‫الرامل والمساكين والضعفاء ‪ ،‬ففى هذا‬


‫السلوك صحة نفسية وجسدية وإرضاء للرب ‪‬‬
‫‪ ،‬والرحمة هى سبيل الصحة النفسية ‪ ،‬فانفعال‬
‫الرحمة يعنى توافقا ً كيمائيا ً وتوازنا ً نفسيًا‪.‬‬

‫)حـ(كيف أكون عبدا ً رحيما ً ؟‬

‫هذا السؤال هو المحك في كل ما أوردناه هاهنا في‬


‫هذا البحث ‪ ،‬فإن الكلم الذي أوردناه يفتقر إلى‬
‫من يحوله إلى سلوكيات نابضة بالحياة ‪ ،‬إذ ل قيمة‬
‫للكلم دون العمل ‪ ،‬وصدق القائل )) يهتف العلم‬
‫بالعمل فإن أجابه وإل ارتحل ((‪.‬‬
‫وكل آية في كتاب الله ‪ ‬تنطق بالعمل مع اليمان‬
‫ر‬ ‫الذي هو قول واعتقاد وعمل ‪،‬قال ‪ } ‬وَب َ ّ‬
‫ش ِ‬
‫ت {)البقرة‪ :‬من الية‬ ‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫مُلوا‬
‫مُنوا وَعَ ِ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫‪، (25‬و قال ‪َ } ‬وال ّ ِ‬
‫ت {)البقرة‪ :‬من الية ‪، (82‬و قال ‪‬‬ ‫حا ِ‬‫صال ِ َ‬
‫ال ّ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪549‬‬
‫َ‬
‫صلةَ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫ت وَأَقا ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫} إِ ّ‬
‫كاةَ {)البقرة‪ :‬من الية ‪. (277‬‬ ‫وا الّز َ‬ ‫َوآت َ ُ‬
‫َ‬
‫ه‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘‪)) :‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ:‬قا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ن ي َن ْظ ُُر‬ ‫َ‬
‫م وَل َك ِ ْ‬ ‫صوَرِك ُ ْ‬ ‫م وََل إ َِلى ُ‬ ‫سادِك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ج َ‬ ‫َل ي َن ْظ ُُر إ َِلى أ ْ‬
‫صد ْرِهِ ((‪.‬‬ ‫صاب ِعِهِ إ َِلى َ‬ ‫شاَر ب ِأ َ‬ ‫م وَأ َ َ‬ ‫إ َِلى قُُلوب ِك ُ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ن ي َن ْظ ُُر إ َِلى‬ ‫َ‬
‫م وَل َك ِ ْ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬‫م َ‬‫م وَأ ْ‬ ‫صوَرِك ُ ْ‬ ‫ه َل ي َن ْظ ُُر إ َِلى ُ‬ ‫الل ّ َ‬
‫م )‪.(((1‬‬ ‫َ‬
‫مال ِك ُ ْ‬ ‫م وَأعْ َ‬ ‫قُُلوب ِك ُ ْ‬
‫والذي أقصده هو المنهج العملي للتربية على‬
‫كا بين‬ ‫الرحمة في عقدة القلب والضمير ‪ ،‬وسلو ً‬
‫الناس نتراحم به فيما بيننا ‪.‬‬
‫كيف نربي أنفسنا على الرحمة ؟‬
‫أول ً ‪ :‬القلب محل الرحمة‪:‬‬
‫‪ -1‬التخلية ‪:‬‬
‫مقصود ذلك أن القلب لبد من تفريغه أول ً من‬
‫ضد صفة الرحمة أل وهو القسوة ‪ ،‬فإن القلب‬
‫القاسي ينفر من الرحمة على اعتبارها خور‬
‫وضعف )‪ ،(2‬فتجد عينه من الدمع قاحلة‬
‫‪،‬ومشاعر قلبه من الرأفة على خلق الله‬
‫ماحلة ‪ ،‬بل فل لنفسه رحم ول لغيره ‪ ،‬ففي‬
‫صدره وحشة وثقل ‪،‬وبين الناس عبس الوجه ل‬
‫ما ‪ ،‬فلبد من تهذيب‬
‫يهش ول يبش إل لم ً‬
‫‪ ()1‬رواهما مسلم ‪.‬‬

‫‪()2‬كما كان يقول محمد بن عبدالملك بــن أبــان بــن الزيــات وزيــر‬
‫المتوكل‪ :‬ما رحمت أحدا قط‪ ،‬الرحمة خور في الطبع ‪.‬فسجن فــي‬
‫قفص حـرج‪ ،‬جهـاته بمسـامير كالمسـال‪ ،‬فكـان يصـيح‪ :‬ارحمـوني‪،‬‬
‫فيقولون‪ :‬الرحمة خور في الطبيعــة )ســير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪/ 11‬‬
‫ص ‪.((173‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪550‬‬

‫القسوة ‪ ،‬وذلك باستخدامها في مواضعها‬


‫المشروعة في الكتاب والسنة ‪ ،‬أما المور التي‬
‫تعين على ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعرفة بالله ‪ ‬والتعرف على أسمائه‬
‫وصفاته في الكتاب الكريم والسنة‬
‫المطهرة ‪ ،‬وبالخص أسماء القهر والعظمة‬
‫والجبروت ‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة عاقبة القسوة والقساة في‬
‫الكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ -3‬الدعاء بأن يتوب الله على العبد ‪،‬‬
‫ب ل يخشع ومن عين ل‬ ‫ويستعيذ بالله من قل ٍ‬
‫تدمع‪.‬‬
‫‪ -4‬تذكر الموت وما بعده من أهوال القيامة‬
‫و ما أعد للقساة ‪.‬‬
‫زيارة القبور والتفكر في حال أهلها‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ - -6‬النظر في آيات القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -7‬تذكر الخرة والتفكر في القيامة‬
‫وأهوالها‪.‬‬
‫‪ -8‬الكثار من الذكر والستغفار‪.‬‬
‫‪ -9‬مجاهدة النفس ومحاسبتها ومعاتبتها‪،‬‬
‫وذلك بمعرفة حقيقة النفس أول ً ‪ ،‬ثم‬
‫المشارطة ثم المحاسبة ثم المعاتبة‪.‬‬
‫‪ -10‬زيارة المعوزين كاليتام والرامل‬
‫ش َ‬
‫كا‬ ‫جًل َ‬ ‫َ‬ ‫والمساكين فع َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _‪:‬أ ّ‬ ‫َ ْ‬
‫ن‬
‫ه إِ ْ‬ ‫ل ‪ )) :‬ل َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫سوَةَ قَل ْب ِهِ فَ َ‬‫ل الل ّهِ ‘ قَ ْ‬‫ِ‬ ‫سو‬ ‫إ َِلى َر ُ‬
‫أ َردت تل ْيين قَل ْب َ َ‬
‫ح‬
‫س ْ‬ ‫م َ‬‫ن َوا ْ‬ ‫كي َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ك فَأط ْعِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َ َ ِ َ‬
‫م‪.(((1).‬‬ ‫َرأ ْ َ ْ‬
‫س الي َِتي ِ‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد والطبراني في الكبير وقال اللباني في السلســلة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪551‬‬

‫‪ -11‬زيارة المرضى وبالخص حالت الحروق‬


‫و السرطان ‪،‬ل سيما أقسام الطفال‬
‫والحالت الحرجة‪.‬‬
‫‪ -12‬قراءة قصص ونهايات القساة‬
‫والظالمين وسماع محاضرات في الموضوع‪.‬‬
‫وقد سبق شرح ذلك في علج القسوة فراجعه‬
‫‪ ،‬فإذا خلى القلب من أدران القسوة ‪،‬‬
‫وانقشعت غيومها ‪ ،‬فقد آذن لسحائب الرحمة‬
‫بالمطر‪ ،‬و دموع الخشية بالهطل ‪ ،‬وللقلب أن‬
‫يتدثر بالرأفة ‪ ،‬ويستشعر بالغ الحنان ‪ ،‬ويتحلى‬
‫بالرحمة‪.‬‬
‫‪ -2‬التحلية ‪:‬‬
‫أن يتخلق بخلق الرحمة واعلم أن )الرحمة التي‬
‫يتصف بها العبد نوعان‪:‬‬
‫النوع الول‪ :‬رحمة غريزية‪ ،‬قد جبل الله بعض‬
‫العباد عليها‪ ،‬وجعل في قلوبهم الرأفة والرحمة‬
‫والحنان على الخلق‪ ،‬ففعلوا بمقتضى هذه الرحمة‬
‫جميع ما يقدرون عليه من نفعهم‪ ،‬بحسب‬
‫استطاعتهم‪ .‬فهم محمودون مثابون على ما قاموا‬
‫به‪ ،‬معذورون على ما عجزوا عنه‪ ،‬وربما كتب الله‬
‫لهم بنياتهم الصادقة ما عجزت عنه قواهم‪.‬‬
‫والنوع الثاني‪ :‬رحمة يكتسبها العبد بسلوكه كل‬
‫طريق ووسيلة‪ ،‬تجعل قلبه على هذا الوصف‪،‬‬
‫ل مكارم الخلق‬ ‫فيعلم العبد أن هذا الوصف من أج ّ‬
‫وأكملها‪ ،‬فيجاهد نفسه على التصاف به‪ ،‬ويعلم ما‬
‫رتب الله عليه من الثواب‪ ،‬وما في فواته من‬
‫حرمان الثواب؛ فيرغب في فضل ربه‪ ،‬ويسعى‬

‫الصحيحة )ج ‪ / 2‬ص ‪ )-(507‬حسن (برقم ‪854‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪552‬‬

‫بالسبب الذي ينال به ذلك‪ .‬ويعلم أن الجزاء من‬


‫جنس العمل‪ .‬ويعلم أن الخوة الدينية والمحبة‬
‫اليمانية‪ ،‬قد عقدها الله وربطها بين المؤمنين‪،‬‬
‫وأمرهم أن يكونوا إخوانا ً متحابين‪ ،‬وأن ينبذوا كل‬
‫ما ينافي ذلك‪ :‬من البغضاء‪ ،‬والعداوات‪ ،‬والتدابر‪.‬‬
‫فل يزال العبد يتعرف السباب التي يدرك بها هذا‬
‫الوصف الجليل ويجتهد في التحقق به‪ ،‬حتى يمتلئ‬
‫قلبه من الرحمة‪ ،‬والحنان على الخلق‪ .‬ويا حبذا هذا‬
‫الخلق الفاضل‪ ،‬والوصف الجليل الكامل‪.‬‬
‫وهذه الرحمة التي في القلوب‪ ،‬تظهر آثارها على‬
‫الجوارح واللسان‪ ،‬في السعي في إيصال البر‬
‫والخير والمنافع إلى الناس‪ ،‬وإزالة الضرار‬
‫والمكاره عنهم‪.‬‬
‫وعلمة الرحمة الموجودة في قلب العبد‪ :‬أن يكون‬
‫محبا ً لوصول الخير لكافة الخلق عمومًا‪ ،‬وللمؤمنين‬
‫خصوصًا‪ ،‬كارها ً حصول الشر والضرر عليهم‪ .‬فبقدر‬
‫هذه المحبة والكراهة تكون رحمته‪.‬‬
‫ومن أصيب حبيبه بموت أو غيره من المصائب‪،‬‬
‫فإن كان حزنه عليه لرحمة‪ ،‬فهو محمود‪ ،‬ول ينافي‬
‫الصبر والرضي ؛ لنه ‘ لما بكى لموت ولد ابنته‪،‬‬
‫قال له سعد‪" :‬ما هذا يا رسول الله؟" فأتبع ذلك‬
‫بعبرة أخرى‪ ،‬وقال‪" :‬هذه رحمة يجعلها الله في‬
‫قلوب عباده‪ ،‬وإنما يرحم الله من عباده الرحماء‬
‫وقال عند موت ابنه إبراهيم‪" :‬القلب يحزن‪ ،‬والعين‬
‫تدمع‪ ،‬ول نقول إل ما يرضي ربنا‪ .‬وإّنا لفراقك يا‬
‫إبراهيم لمحزونون"‪.‬‬
‫وكذلك رحمة الطفال الصغار والرقة عليهم‪،‬‬
‫وإدخال السرور عليهم من الرحمة‪ ،‬وأما عدم‬
‫المبالة بهم‪ ،‬وعدم الرقة عليهم‪ ،‬فمن الجفاء‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪553‬‬

‫جفاة العراب‬ ‫والغلظة والقسوة‪ ،‬كما قال بعض ُ‬


‫حين رأى النبي ‘ وأصحابه يقبلون أولدهم الصغار‪،‬‬
‫ن لي عشرة من الولد ما‬ ‫فقال ذلك العرابي‪ :‬إ ّ‬
‫قبلت واحدا ً منهم‪ ،‬فقال النبي ‘ ‪" :‬أو أملك لك‬
‫شيئا ً أن نزع الله من قلبك الرحمة؟"‪.‬‬
‫ومن الرحمة‪ :‬رحمة المرأة البغي حين سقت‬
‫الكلب‪ ،‬الذي كان يأكل الثرى من العطش‪ .‬فغفر‬
‫الله لها بسبب تلك الرحمة‪.‬‬
‫وضدها‪ :‬تعذيب المرأة التي ربطت الهرة ‪ ،‬ل هي‬
‫أطعمتها وسقتها‪ ،‬ول هي تركتها تأكل من خشاش‬
‫الرض‪ ،‬حتى ماتت‪.‬‬
‫ومن ذلك ما هو مشاهد مجرب‪ ،‬أن من أحسن إلى‬
‫بهائمه بالطعام والسقي والملحظة النافعة‪ ،‬أن‬
‫الله يبارك له فيها‪ .‬ومن أساء إليها‪ :‬عوقب في‬
‫ك ك َت َب َْنا‬‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫الدنيا قبل الخرة‪ ،‬وقال تعالى‪} :‬م َ‬
‫ج ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫فس أوَ‬ ‫من قَت َ َ‬ ‫عََلى بِني إسراِئي َ َ‬
‫سا ب ِغَي ْرِ ن َ ْ ٍ ْ‬ ‫ف ً‬
‫ل نَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل أن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ما قَت َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ميًعا وَ َ‬‫ج ِ‬‫س َ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫ض فَكأن ّ َ‬ ‫سادٍ ِفي َالْر َ ِ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ميًعا{ ]المائدة‪,[32:‬‬ ‫ج ِ‬‫س َ‬‫حَيا الّنا َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ها فَك َأن ّ َ‬‫حَيا َ‬
‫أ ْ‬
‫وذلك لما في قلب الول من القسوة والغلظة‬
‫والشر‪ ،‬وما في قلب الخر من الرحمة والرقة‬
‫والرأفة؛ إذ هو بصدد إحياء كل من له قدرة على‬
‫إحيائه من الناس‪ ،‬كما أن ما في قلب الول من‬
‫القسوة‪ ،‬مستعد لقتل النفوس كلها‪.‬‬
‫فنسأل الله أن يجعل في قلوبنا رحمة توجب لنا‬
‫سلوك كل باب من أبواب رحمة الله‪ ،‬ونحنوا بها‬
‫على جميع خلق الله‪ ،‬وأن يجعلها موصلة لنا إلى‬
‫رحمته وكرامته‪ ،‬إنه جواد كريم )‪.((1‬‬
‫‪()1‬الشــيخ الســعدي ‪) -‬بهجــة قلــوب البــرار ‪ -‬حــديث رقــم ‪- 82‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪554‬‬

‫فالنسان ينبغي عليه أن يسترحم فُيرحم ‪ ،‬وهناك‬


‫أمور للرحمة جلبة منها على سبيل المثال ل‬
‫الحصر ‪:‬‬
‫المعرفة بالله ‪ ‬والتعرف على‬ ‫‪-1‬‬
‫أسمائه وصفاته في الكتاب الكريم‬
‫والسنة المطهرة ‪ ،‬وبالخص أسماء‬
‫الدللة على الرحمة والبر والحسان‬
‫واللطف‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة فضل الرحمة والرحماء في‬
‫الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ما ‪،‬‬
‫‪ -3‬الدعاء بأن يرزقك الله قلًبا رحي ً‬
‫ولساًنا ليًنا ‪ ،‬ووجًها بشو ً‬
‫شا هيًنا‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالطة ومعرفة الصالحين من‬
‫الرحماء والطيبين ‪.‬‬
‫‪ -5‬مطالعة ودراسة أخبار و أحوال‬
‫الرحماء ‪.‬‬
‫‪ -6‬وما سبق في علج القسوة ‪.‬‬

‫فضل الرحمة والرحماء (‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪555‬‬

‫حـ(الدعاء بالسمين الكريمين‬

‫الدعاء مّنة ربانية عظيمة ل يستطيع عبد أن يحيط‬


‫دا ‪ ،‬إذ الدعاء يشعر العبد‬ ‫بها شكًرا ‪ ،‬ول يوافيها حم ً‬
‫بمعية الرب جل ثناؤه ‪ ،‬و رعايته له ‪ ،‬وبصره به ‪،‬‬
‫وحفظه وكلته إياه ‪ ،‬بل إن العبد حال دعائه لربه‬
‫يستشعر من السماء الحسنى إثباًتا ودعاًءا ما ل‬
‫يحصى منها فمن المعاني التي يستلزمها الدعاء‪:‬‬
‫عى)‪.(1‬‬ ‫أحدها‪ :‬الوجود فإن من ليس بموجود ل ي ُد ْ َ‬
‫الثاني‪ :‬الغنى فإن الفقير ل يدعى‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬السمع فإن الصم ل يدعى‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬الكرم فإن البخيل ل يدعى‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬الرحمة فإن القاسي ل يدعى‪.‬‬

‫‪()1‬أفاده ابن عقيل ’ في الفنون وعنه من شرح الطحاوية لبن‬


‫أبى العز الحنفي‪ ،‬قال مقيده عفا الله عنه وعن والديه‪:‬لو قال ’‪:‬‬
‫الحياة لكان أجود لنها تتضمن غيرها من الصفات أو تستلزمها هذه‬
‫واحدة ‪ ،‬والثانية لن النص ورد بها ولم يرد بالوجود وإن كان جائزا‬
‫في باب الخبار عنه‪ ، ‬والله أعلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪556‬‬

‫السادس‪ :‬القدرة فإن العاجز ل يدعى‪.‬‬


‫ويزاد أيضا على ما ذكره ابن عقيل)‪:(1‬‬
‫السابع‪ :‬الحياة فإن الميت ل يطلب‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬العلم‪ :‬فإن الجاهل ل يسئل‪.‬‬
‫الدعاء نوعان ‪:‬‬
‫‪ -‬دعاء ثناء ‪.‬‬
‫‪ -‬دعاء طلب ومسألة‪.‬‬

‫الثناء على الله ‪‬‬


‫ه ت ََعاَلى‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫حيم ِ { َقا َ‬
‫ن الّر ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ل} الّر ْ‬ ‫))وَإ َِذا َقا َ‬
‫َ‬
‫دي((‬ ‫ي عَب ْ ِ‬‫أث َْنى عَل َ ّ‬

‫ل‬‫ي ‘ َقا َ‬ ‫• عَ َ‬
‫ن الن ّ ُب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ ‪ )) :‬عَ ْ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م القُْرآ ِ‬ ‫قَرأ ِفيَها ب ِأ ّ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫صلةً ل ْ‬ ‫صلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ِلِبي‬ ‫قي َ‬ ‫مام ٍ فَ ِ‬ ‫ج ث َلًثا غَي ُْر ت َ َ‬ ‫دا ٌ‬ ‫خ َ‬ ‫ي ِ‬ ‫فَهِ َ‬
‫ْ‬
‫ل اقَْرأ ب َِها‬ ‫قا َ‬ ‫مام ِ فَ َ‬ ‫ن وََراَء اْل ِ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫هَُري َْرةَ إ ِّنا ن َ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬‫ك فَإ ِّني َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ِفي ن َ ْ‬
‫صَلةَ ب َي ِْني‬ ‫ت ال َّ‬ ‫م ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى قَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ل فَإ َِذا‬ ‫سأ َ‬ ‫ما َ‬ ‫دي َ‬ ‫ن وَل ِعَب ْ ِ‬ ‫في ْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫دي ن ِ ْ‬ ‫ن عَب ْ ِ‬ ‫وَب َي ْ َ‬
‫ن{‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫د} ال ْ َ‬ ‫ل ال ْعَب ْ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫دي وَإ َِذا‬ ‫مد َِني عَب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ت ََعاَلى َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ه ت ََعاَلى‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫حيم ِ { َقا َ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬
‫ل} الّر ْ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ك ي َوْم ِ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ل} َ‬ ‫دي وَإ َِذا َقا َ‬ ‫ي عَب ْ ِ‬ ‫أث َْنى عَل َ ّ‬
‫مّرةً‬ ‫ل َ‬ ‫دي وََقا َ‬ ‫جد َِني عَب ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن { َقا َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ك ن َعْب ُد ُ‬ ‫ل } إ ِّيا َ‬ ‫دي فَإ َِذا َقا َ‬ ‫ي عَب ْ ِ‬ ‫ض إ ِل َ ّ‬ ‫فَوّ َ‬
‫‪ ()1‬شرح العقيدة الطحاوية ‪ -‬عبــدالعزيز الراجحــي ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص‬
‫‪.(354‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪557‬‬

‫ن‬‫ذا ب َي ِْني وَب َي ْ َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ن { َقا َ‬ ‫ُ‬ ‫ست َِعي‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وَإ ِّيا َ‬


‫ل} اهْدَِنا‬ ‫ل فَإ َِذا َقا َ‬ ‫سأ َ َ‬‫َ‬ ‫ما‬‫دي َ‬ ‫دي وَل ِعَب ْ ِ‬ ‫عَب ْ ِ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫م َ‬ ‫ن أن ْعَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ط ال ّ ِ‬ ‫صَرا َ‬ ‫م ِ‬ ‫قي َ‬
‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ال ْ ُ‬ ‫صَرا َ‬ ‫ال ّ‬
‫ضاّلي َ‬
‫ن‬ ‫م وََل ال ّ‬ ‫ب عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ضو ِ‬ ‫مغ ْ ُ‬ ‫م غَي ْرِ ال ْ َ‬ ‫عَل َي ْهِ ْ‬
‫ل (( )‪.(1‬‬ ‫سأ َ َ‬‫ما َ‬ ‫دي َ‬ ‫دي وَل ِعَب ْ ِ‬ ‫ذا ل ِعَب ْ ِ‬ ‫ل هَ َ‬‫{َقا َ‬
‫َ‬
‫مِني ‪.‬‬ ‫دي ( أيْ عَظ ّ َ‬ ‫جد َِني عَب ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫وله ‪َ ) : ‬‬ ‫قَ ْ‬
‫دي‬ ‫مد َِني عَب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫وله ت ََعاَلى ‪َ :‬‬ ‫ماء ‪ :‬وَقَ ْ‬ ‫ل ال ْعُل َ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ميد الث َّناء‬ ‫ح ِ‬ ‫ن الت ّ ْ‬ ‫ه ِل َ ّ‬ ‫ما َقال َ ُ‬ ‫جد َِني إ ِن ّ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫وَأث َْنى عَل َ ّ‬
‫جَلل ‪،‬‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫جيد الث َّناء ب ِ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫فَعال ‪َ ،‬والت ّ ْ‬ ‫ل ال ْ ِ‬ ‫مي ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫بِ َ‬
‫واًبا‬ ‫ك ك ُّله ‪ ،‬وَل ِهَ َ‬ ‫قال ‪ :‬أث َْنى عَل َي ْهِ ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ج َ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ذا َ‬ ‫وَي ُ َ‬
‫فات‬ ‫ص َ‬ ‫ن عََلى ال ّ‬ ‫فظي ْ ِ‬
‫ل الل ّ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫شت ِ َ‬ ‫حيم ‪ِ ،‬ل ْ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ِللّر ْ‬
‫ض إ ِل َ ّ‬
‫ي‬ ‫ل ‪ ) :‬فَوّ َ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫وله ‪ :‬وَُرب ّ َ‬ ‫فعْل ِّية ‪ .‬وَقَ ْ‬ ‫ذات ِّية َوال ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫دين (‬ ‫وم ال ّ‬ ‫ماِلك ي َ ْ‬ ‫قوْل ِهِ ) َ‬ ‫ذا ل ِ َ‬ ‫قة هَ َ‬ ‫طاب َ َ‬‫م َ‬ ‫جه ُ‬ ‫دي ( وَ ْ‬ ‫عَب ْ ِ‬
‫َ‬
‫جَزاِء‬ ‫وم وَب ِ َ‬ ‫ك ال ْي َ ْ‬ ‫ك ذ َل ِ َ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫رد ِبال ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ن الّله ت ََعاَلى هُوَ ال ْ ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ساب ‪ ،‬وَِقي َ‬ ‫ح َ‬ ‫دين ال ْ ِ‬ ‫م ‪َ .‬وال ّ‬ ‫سابه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْعَِباد وَ ِ‬
‫َ‬
‫ما‬‫جاز ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫وم ‪ ،‬وََل َ‬ ‫ك ال ْي َ ْ‬ ‫حدٍ ذ َل ِ َ‬ ‫وى ِل َ َ‬ ‫جَزاء ‪ ،‬وََل د َعْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عي‬ ‫جازِيّ ‪ ،‬وَي َد ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مْلك َ‬ ‫ض ال ْعَِباد ُ‬ ‫ِفي الد ّن َْيا فَل ِب َعْ ِ‬
‫طع ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ق ِ‬ ‫ذا ك ُّله ي َن ْ َ‬ ‫وى َباط َِلة ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫م د َعْ َ‬ ‫ب َْعضه ْ‬
‫حانه وَت ََعاَلى هُ َ‬
‫و‬ ‫سب ْ َ‬ ‫معَْناه ُ ‪ ،‬وَإ ِّل فََالّله ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫وم ‪ ،‬هَ َ‬ ‫ال ْي َ ْ‬
‫ما‬ ‫ما ِفيهِ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫داَري ْ ِ‬ ‫قة ِلل ّ‬ ‫قي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫مْلك عََلى ال ْ َ‬ ‫ماِلك َوال ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه عَْبد‬ ‫مْرُبوب ل َ ُ‬ ‫واهُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ما ‪ ،‬وَك ُ ّ‬ ‫ن ِفيهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ظيم‬ ‫ن الت ّعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا اِلعْت َِراف ِ‬ ‫م ِفي هَ َ‬ ‫خر ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫فى)‪. (2‬‬ ‫ما َل ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫خ َ‬ ‫مر َ‬ ‫ويض اْل ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫جيد وَت َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫َوالت ّ ْ‬
‫أسرار الفاتحة‬

‫‪ ()1‬رواه مالك واحمد والستة إل البخاري‪.‬‬


‫‪ ()2‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪.(129‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪558‬‬

‫ن )‪{ (2‬وقف‬ ‫مي َ‬‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬‫ح ْ‬‫فإذا قال } ال ْ َ‬
‫هنيهة يسيرة ينتظر جواب ربه له بقوله حمدني‬
‫حيم ِ )‪ {(3‬انتظر‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫م ِ‬‫ح َ‬‫عبدي فإذا قال } الّر ْ‬
‫ك‬
‫مال ِ ِ‬ ‫الجواب بقوله أثنى علي عبدي فإذا قال } َ‬
‫ن )‪ {(4‬انتظر جوابه يمجدني عبدي فيا‬ ‫دي ِ‬ ‫ي َوْم ِ ال ّ‬
‫لذة قلبه وقرة عينه وسرور نفسه بقول ربه عبدي‬
‫ثلث مرات فوالله لول ما على القلوب من دخان‬
‫الشهوات وغيم النفوس لستطيرت فرحا وسرورا‬
‫بقول ربها وفاطرها ومعبودها حمدني عبدني وأثنى‬
‫علي عبدي ومجدني عبدي ثم يكون لقلبه مجال‬
‫من شهود هذه السماء الثلثة التي هي أصول‬
‫السماء الحسنى وهي الله والرب الرحمن فشاهد‬
‫قلبه من ذكر اسم الله تبارك وتعالى إلها معبودا‬
‫موجودا مخوفا ل يستحق العبادة غيره ول تنبغي إل‬
‫له قد عنت له الوجوه وخضعت له الموجودات‬
‫ع‬
‫سب ْ ُ‬‫ت ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫م َ‬‫س َ‬‫ه ال ّ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫وخشعت له الصوات } ت ُ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫مدِ ِ‬ ‫ح ْ‬‫ح بِ َ‬ ‫يٍء إ ِّل ي ُ َ‬
‫سب ّ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫ن ِفيهِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫َواْلْر ُ‬
‫فوًرا )‬ ‫ما غَ ُ‬ ‫حِلي ً‬
‫ن َ‬‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬ ‫حهُ ْ‬ ‫سِبي َ‬ ‫ن تَ ْ‬‫قُهو َ‬ ‫ف َ‬‫ن َل ت َ ْ‬ ‫وَل َك ِ ْ‬
‫ت‬‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫‪]{(44‬السراء‪ } - [44/‬وَل َ ُ‬
‫َْ‬
‫ن )‪] {(26‬الروم‪ [26/‬وكذلك‬ ‫ه َقان ُِتو َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ض كُ ّ‬ ‫َوالْر ِ‬
‫خلق السموات والرض وما بينهما وخلق الجن‬
‫والنس والطير والوحش والجنة والنار وكذلك‬
‫أرسل الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع وألزم‬
‫العباد المر والنهي ‪.‬‬
‫وشاهد من ذكر اسمه رب العالمين قيوما قام‬
‫بنفسه وقام به كل شيء فهو قائم على كل نفس‬
‫بخيرها وشرها قد استوى على عرشه وتفرد بتدبير‬
‫ملكه فالتدبير كله بيديه ومصير المور كلها إليه‬
‫فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على أيدي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪559‬‬

‫ملئكته بالعطاء والمنع والخفض والرفع والحياء‬


‫والماتة والتوبة والعزل والقبض والبسط وكشف‬
‫الكروب وإغاثة الملهوفين وإجابة المضطرين‬
‫يسئله من في السموات والرض } ي َ‬
‫ن ِفي‬ ‫م ْ‬
‫ه َ‬‫سأل ُ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ل يوم هو في َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ن )‪{(29‬‬ ‫شأ ٍ‬ ‫ض كُ ّ َ ْ ٍ ُ َ ِ‬
‫ت َوالْر ِ‬
‫ماَوا ِ‬
‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫]الرحمن‪[29/‬ل مانع لما أعطى ول معطي لما منع‬
‫ول معقب لحكمه ول راد لمره ول مبدل لكلماته‬
‫تعرج الملئكة والروح إليه وتعرض العمال أول‬
‫النهار وآخره عليه فيقدر المقادير ويوقت المواقيت‬
‫ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها قائما بتدبير ذلك‬
‫كله وحفظه ومصالحه ‪.‬‬
‫يشهد عند ذكر اسم الرحمن جل جلله ربا محسنا‬
‫إلى خلقه بأنواع الحسان متحببا إليهم بصنوف‬
‫النعم وسع كل شيء رحمة وعلما وأوسع كل‬
‫مخلوق نعمة وفضل فوسعت رحمته كل شيء‬
‫ووسعت نعمته كل حي فبلغت رحمته حيث بلغ‬
‫علمه فاستوى على عرشه برحمته وخلق خلقه‬
‫برحمته وأنزل كتبه برحمته وأرسل رسله برحمته‬
‫وشرع شرائعه برحمته وخلق الجنة برحمته والنار‬
‫أيضا برحمته فإنها سوطه الذي يسوق به عباده‬
‫المؤمنين إلى جنته ويطهر بها أدران الموحدين من‬
‫أهل معصيته وسجنه الذي يسجن فيه أعداءه من‬
‫خليقته فتأمل ما في أمره ونهيه ووصاياه ومواعظه‬
‫من الرحمة البالغة والنعمة السابغة وما في‬
‫حشوها من الرحمة والنعمة فالرحمة هي السبب‬
‫المتصل منه بعبادة كما أن العبودية هي السبب‬
‫المتصل منهم به فمنهم إليه العبودية ومنه إليهم‬
‫الرحمة ومن أخص مشاهد هذا السم شهود‬
‫المصلي نصيبه من الرحمة الذي أقامه بها بين يدي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪560‬‬

‫ربه وأهله لعبوديته ومناجاته وأعطاه ومنع غيره‬


‫وأقبل بقلبه وأعرض بقلب غيره وذلك من رحمته‬
‫به‪.‬‬
‫ن )‪ {(4‬فهنا شهد المجد‬ ‫دي ِ‬
‫ك ي َوْم ِ ال ّ‬ ‫مال ِ ِ‬
‫فإذا قال } َ‬
‫الذي ل يليق بسوي الملك الحق المبين فيشهد‬
‫ملكا قاهرا قد دانت له الخليفة وعنت له الوجوه‬
‫وذلت لعظمته الجبابرة وخضع لعزته كل عزيز‬
‫فيشهد بقلبه ملكا على عرش السماء مهيمنا لعزته‬
‫تعنو الوجوه وتسجد وإذا لم تعطل حقيقة صفة‬
‫الملك أطلعته على شهود حقائق السماء والصفات‬
‫التي تعطيلها تعطيل لملكه وجحد له فإن الملك‬
‫الحق التام الملك ل يكون إل حيا قيوما سميعا‬
‫بصيرا مدبرا قادرا متكلما آمرا ناهيا مستويا على‬
‫سرير مملكته يرسل إلى أقاصي مملكته بأوامره‬
‫فيرضى على من يستحق الرضا ويثيبه ويكرمه‬
‫ويدنيه ويغضب على من يستحق الغضب ويعاقبه‬
‫ويهينه ويقصيه فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء‬
‫ويعطى من يشاء ويقرب من يشاء ويقضى من‬
‫يشاء له دار عذاب وهي النار وله دار سعادة‬
‫عظيمة وهي الجنة فمن أبطل شيئا من ذلك أو‬
‫جحده و أنكر حقيقته فقد قدح في ملكه سبحانه‬
‫وتعالى ونفى عنه كماله وتمامه وكذلك من أنكر‬
‫عموم قضائه وقدره فقد أنكر عموم ملكه وكماله‬
‫ك‬
‫مال ِ ِ‬
‫فيشهد المصلي مجد الرب تعالى في قوله } َ‬
‫ن )‪{(4‬‬ ‫دي ِ‬
‫ي َوْم ِ ال ّ‬
‫ن )‪ {(5‬ففيها‬‫ست َِعي ُ‬
‫ك نَ ْ‬‫ك ن َعْب ُد ُ وَإ ِّيا َ‬
‫فإذا قال } إ ِّيا َ‬
‫سر الخلق والمر والدنيا والخرة وهي متضمنة‬
‫لجل الغايات وأفضل الوسائل فأجل الوسائل‬
‫فأجل الغايات عبوديته وأفضل الوسائل إعانته فل‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪561‬‬

‫معبود يستحق العبادة إل هو ول معين على عبادته‬


‫غيره فعبادته أعلى الغايات وإعانته أجل الوسائل‬
‫وقد أنزل الله سبحانه وتعالى مئة كتاب وأربعة‬
‫كتب جمع معانيها في أربعة وهي التوراة والنجيل‬
‫والقرآن والزبور معانيها في القرآن وجمع معانيه‬
‫في المفصل)‪.(1‬‬

‫الثناء على الله ‪: ‬‬ ‫‪‬‬


‫تعريف الثناء لغة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫َ‬
‫دح أو ذم وخص‬ ‫م ْ‬‫ن من َ‬ ‫)والّثناُء ما تصف به النسا َ‬
‫ت عليه ‪ -‬ويقال للرجل‬ ‫بعضهم به المدح وقد أث ْن َي ْ ُ‬
‫عل ْم ٍ فلن‬ ‫َ‬
‫مدة أو ِ‬ ‫ُ‬
‫ح َ‬‫م ْ‬‫سعاةٍ أو َ‬ ‫م ْ‬ ‫الذي ي ُب ْد َأ بذكره في َ‬
‫حَنى في أ َّول من ي ُعَد ّ وي ُ ْ‬
‫ذكر‬ ‫َ‬
‫به ت ُث َْنى الخناصر أي ت ُ ْ‬
‫وأ َث َْنى عليه خيرا ً والسم الّثناء المظفر الّثناُء ممدود‬
‫سن َأو قبيح وقد طار‬ ‫ي على إنسان بح َ‬ ‫دك لت ُْثن َ‬ ‫م ُ‬
‫ت َعَ ّ‬
‫َ‬
‫َثناُء فلن أي ذهب في الناس والفعل أث َْنى‬ ‫َ‬
‫فلن)‪.((2‬‬
‫)الفرق بين الثناء والمدح‪ :‬أن الثناء مدح مكرر من‬
‫قولك ثنيت الخيط إذا جعلته طاقين وثنيته بالتشديد‬
‫سب ًْعا‬
‫إذا أضفت إليه خيطا آخر ومنه قوله تعالى‪َ } :‬‬
‫مَثاِني { ]الحجر‪[87/‬يعني سورة الحمد لنها‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫ِ‬
‫تكرر في كل ركعة‪.‬‬
‫أن الثناء يكون في الخير والشر يقال أثنى عليه‬
‫بخير وأثنى عليه بشر ‪ ،‬والصحيح عندنا أن الثناء هو‬

‫‪ ()1‬العلمة ابن القيم ‪ -‬الصلة وحكم تاركها ‪) -‬ص ‪(202‬‬


‫‪ ()2‬ابن منظور ‪ -‬لسان العرب ‪) -‬ج ‪ / 14‬ص ‪(115‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪562‬‬

‫بسط القول في مدح الرجل أو ذمه وانتشاره‬


‫واستفاضته‪،‬وتكريره فالفرق بينهما بين‪.((1).‬‬

‫تعريف الثناء ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫) الثناء مأخوذ من الثني وهو العطف ورد الشيء‬
‫بعضه على بعض ومنه ثنيت الثوب ومنه التثنية في‬
‫السم فالمثنى مكرر لمحاسن من يثنى عليه مرة‬
‫بعد مرة ‪ -‬فهو حمد ٌ بعد حمد ٍ ‪ ،‬على سبيل‬
‫التكرار)‪.((2‬‬
‫الفرق بين الحمد والمدح‬ ‫‪‬‬
‫ومعنى الثناء والتمجيد‬
‫قال ابن القيم ’ ‪:‬‬
‫الفرق بين الحمد والمدح‬ ‫‪‬‬
‫) الصواب في الفرق بين الحمد والمدح أن يقال‬
‫الخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخبارا‬
‫مجردا من حب وإرادة أو مقرونا بحبه وإرادته ‪.‬‬
‫فإن كان الول فهو المدح وإن كان الثاني فهو‬
‫الحمد فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه‬
‫وإجلله وتعظيمه ‪.‬‬
‫فإن قيل فقد ظهر الفرق بين الحمد والمدح‬
‫واستبان صبح المعنى وأسفر وجهه فما الفرق‬
‫بينهما وبين الثناء والمجد الفرق بين الحمد والمدح‬
‫وبين الثناء والمجد‪.‬‬
‫‪ ()1‬أبو هلل العسكري ‪)-‬الفروق اللغوية ‪ -‬صـ ‪(150‬‬
‫‪ ()2‬المعنى مأخوذ من كلم ابن القيم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪563‬‬

‫معنى الثناء والتمجيد‬ ‫‪‬‬


‫و نذكر الفرق تكميل للفائدة فنذكر تقسيما جامعا‬
‫لهذه المعاني الربعة أعني الحمد والمدح والثناء‬
‫والمجد فنقول الخبار عن محاسن الغير له ثلث‬
‫خبر)‪ (1‬به واعتبار من‬ ‫م ْ‬
‫اعتبارات اعتبار من حيث ال ُ‬
‫حيث الخبار عنه بالخبر واعتبار من حيث حال‬
‫المخبر فمن حيث العتبار الول ينشأ التقسيم إلى‬
‫خبر به إما أن يكون من‬ ‫م ْ‬
‫الحمد والمجد فإن ال ُ‬
‫أوصاف العظمة والجلل والسعة وتوابعها أو من‬
‫أوصاف الجمال والحسان وتوابعها فإن كان الول‬
‫فهو المجد وإن كان الثاني فهو الحمد وهذا لن‬
‫لفظ م ج د في لغتهم يدور على معنى التساع‬
‫والكثرة فمنه قولهم أمجد الدابة علفا أي أوسعها‬
‫علفا ومنه مجد الرجل فهو ماجد إذا كثر خيره‬
‫وإحسانه إلى الناس ومن حيث اعتبار الخبر نفسه‬
‫ينشأ التقسيم إلى الثناء والحمد فإن الخبر عن‬
‫المحاسن إما متكرر أو ل ‪.‬‬
‫فإن تكرر فهو الثناء وإن لم يتكرر فهو الحمد فإن‬
‫الثناء مأخوذ من الثني وهو العطف ورد الشيء‬
‫بعضه على بعض ومنه ثنيت الثوب ومنه التثنية في‬
‫السم فالمثنى مكرر لمحاسن من يثنى عليه مرة‬
‫بعد مرة ومن جهة اعتبار حال المخبر ينشأ‬
‫خبر عن‬‫م ْ‬
‫التقسيم إلى المدح والحمد فإن ال ُ‬
‫محاسن الغير إما أن يقترن بإخباره حب له وإجلل‬
‫أو ل فإن اقترن به الحب فهو الحمد و إل فهو‬
‫المدح فحصل هذه القسام وميزها‬
‫‪ ()1‬الشخص الذي يخبر بالمحاسن ‪ ،‬فــإن محب ًــا معظ ً‬
‫مــا فهــو‬
‫يحمد ‪ ،‬وإن خلفه فهو يمدح لذا ربما يمدح الرجل عدوه‪. .‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪564‬‬

‫ثم تأمل تنزيل قوله تعالى فيما رواه عنه‬


‫ب‬‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬‫ح ْ‬‫رسول الله حين يقول العبد } ال ْ َ‬
‫دي‬ ‫مد َِني عَب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬‫ه ت ََعاَلى َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ن { َقا َ‬ ‫مي َ‬ ‫ال َْعال َ ِ‬
‫ه ت ََعاَلى‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫حيم ِ { َقا َ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫م ِ‬
‫ح َ‬‫ل} الّر ْ‬ ‫وَإ َِذا َقا َ‬
‫َ‬
‫دي‬ ‫ي عَب ْ ِ‬‫أث َْنى عَل َ ّ‬
‫دي‬‫جد َِني عَب ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن { َقا َ‬ ‫دي ِ‬
‫ك ي َوْم ِ ال ّ‬ ‫مال ِ ِ‬‫ل} َ‬ ‫وَإ َِذا َقا َ‬
‫فاحمد الله على ما‬ ‫دي‬ ‫ي عَب ْ ِ‬‫ض إ ِل َ ّ‬‫مّرةً فَوّ َ‬ ‫ل َ‬ ‫وََقا َ‬
‫ساقه إليك من هذه السرار والفوائد)‪. (((1‬‬

‫‪ ‬أنواع الثناء‪:‬‬
‫ثناء التنزيه والتسبيح‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثناء الحمد والتمجيد)‪.(2‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثناء التنزيه والتسبيح ‪:‬‬ ‫•‬


‫إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر وهذا النوع هو‬
‫المذكور في الحاديث نحو سبحان الله والحمد لله‬
‫ول إله إل الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده ول‬
‫إله إل الله وحده ل شريك له له الملك وله الحمد‬
‫وهو على كل شيء قدير ونحو ذلك فأفضل هذا‬
‫النوع أجمعه للثناء وأعمه نحو سبحان الله عدد‬
‫خلقه فهذا أفضل من مجرد سبحان الله وقولك‬
‫الحمد لله عدد ما خلق في السماء وعدد ما خلق‬
‫في الرض وعدد ما بينهما وعدد ما هو خالق أفضل‬
‫من مجرد قولك الحمد لله وهذا في حديث جويرية‬
‫أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها ‪ ] :‬لقد‬

‫‪ ()1‬بدائع الفوائد جـ ‪ 2‬صـ ‪ 327:325‬بتصريف كبير‪.‬‬


‫‪()2‬ابن القيم ‪ -‬بدائع الفوائد )جـ ‪ 2‬صـ ‪.(412‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪565‬‬

‫قلت بعدك أربع كلمات ثلث مرات لو وزنت بما‬


‫قلت منذ اليوم لوزنتهن ‪ :‬سبحان الله عدد خلقه‬
‫سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه‬
‫سبحان الله مداد كلماته [ رواه مسلم‬
‫وفي الترمذي وسنن أبي داود عن سعد بن أبي‬
‫وقاص أنه دخل مع رسول الله على امرأة بين‬
‫يديها نوى أو حصى تسبح بها فقال ‪ ] :‬سبحان الله‬
‫عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق‬
‫في الرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان‬
‫الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك ول إله إل‬
‫الله ول حول ول قوة إل بالله مثل ذلك [)‪.(1‬‬
‫ثناء الحمد والتمجيد ‪:‬‬ ‫•‬
‫الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته نحو‬
‫قولك ‪ :‬الله ‪ ‬يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم‬
‫ول تخفى عليه خافية من أعمالهم وهو أرحم بهم‬
‫من آبائهم وأمهاتهم وهو على كل شيء قدير وهو‬
‫أفرح بتوبة عبده من الفاقد راحلته ونحو ذلك‬
‫وأفضل هذا النوع الثناء عليه بما أثنى به على‬
‫نفسه وبما أثنى به رسول الله ‘ من غير تحريف‬
‫ول تعطيل ومن غير تشبيه ول تمثيل وهذا النوع‬
‫أيضا ثلثة أنواع ‪ :‬حمد وثناء ومجد فالحمد لله‬
‫الخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته‬
‫والرضاء به فل يكون المحب الساكت حامدا ول‬
‫المثني بل محبة حامدا حتى تجتمع له المحبة والثناء‬
‫فإن كرر المحامد شيئا بعد الشيء كانت ثناء فإن‬
‫كان المدح بصفات الجلل والعظمة والكبرياء‬
‫والملك كان مجدا وقد جمع الله تعالى لعبده‬

‫‪()1‬ابن القيم ‪ -‬الوابل الصيب ‪) -‬ص ‪.(117‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪566‬‬

‫النواع الثلثة في أول الفاتحة فإذا قال العبد ‪:‬‬


‫} الحمد لله رب العالمين { قال الله تعالى ‪:‬‬
‫حمدني عبدي وإذا قال ‪ } :‬الرحمن الرحيم {‬
‫قال ‪ :‬أثنى علي عبدي وإذا قال ‪ } :‬مالك يوم‬
‫الدين { قال ‪ :‬مجدني عبدي)‪.(1‬‬

‫‪ ‬دعاء الطلب والمسألة‬


‫‪ -‬الدعاء بالسمين الكريمين ‪:‬‬
‫ن‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬ ‫ت إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ِبالّر ْ‬ ‫‪ -‬على لسان مريم ‪َ} ‬قال َ ْ‬
‫قّيا )‪] {(18‬مريم‪.(2)[18/‬‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬
‫ت تَ ِ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫من ْ َ‬‫ِ‬
‫ب‬
‫ل َر ّ‬ ‫‪ -‬قال ‪ ‬حكاية أو آمًرا عن نبيه ‪َ} ‬قا َ‬
‫ن عََلى َ‬
‫ما‬ ‫ست ََعا ُ‬
‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬
‫م ُ‬‫ح َ‬
‫حقّ وََرب َّنا الّر ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫حك ُ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ن )‪]{ (112‬النبياء‪.(3) [112/‬‬ ‫فو َ‬ ‫ص ُ‬‫تَ ِ‬
‫‪ ()1‬نفس المصدر السابق ‪.‬‬

‫ت‬‫كن ـ َ‬ ‫ك إن ُ‬ ‫من ـ َ‬
‫)()وقــال ابــن عاشــور ’‪ } :‬إن ّــي أعــوذ ُ بــالرحمن ِ‬
‫‪2‬‬
‫قي ّا ً { ‪ ،‬إذ لم يكن في صورته ما يكره لمثالهـا ‪ ،‬لنهـا حسـبت أنـه‬ ‫ت ِ‬
‫بشر اختبأ لها ليراودها عـن نفســها ‪ ،‬فبــادرته بــالتعوذ منــه قبــل أن‬
‫يكلمها مبادرة بالنكار على ما توهمته من قصده الذي هـو المتبـادر‬
‫من أمثاله في مثل تلك الحالة ‪ .‬والمعنى ‪ :‬أنها أخبرته بأنهــا جعلــت‬
‫م بــه ‪.‬‬ ‫الله معاذا ً لها منه ‪ ،‬أي جعلت جــانب اللــه ملجــأ لهــا ممــا هَـ ّ‬
‫وهذه موعظة له ‪.‬‬
‫وذكرها صفة ) الرحمان ( دون غيرها من صــفات اللــه لنهــا أرادت‬
‫ت‬ ‫أن يرحمها الله بدفع من حســبته داعــرا ً عليهــا ‪.‬وقولهــا } إن ُ‬
‫كن ـ َ‬
‫َتقي ّا ً { تذكير له بالموعظة بأن عليه أن يّتقي رّبه ‪.‬‬
‫ومجيء هذا التذكير بصيغة الشرط المؤذن بالشك في تقواه قصــد‬
‫لتهييج خشيته ‪ ،‬وكذلك اجتلب فعل الكون الدال على كون الّتقــوى‬
‫ث علــى العمــل بتقــواه ‪.‬‬ ‫ظ وتذكيرٍ وح ـ ّ‬ ‫مستقرة فيه ‪ .‬وهذا أبلغ وع ٍ‬
‫التحرير والتنوير ‪) -‬ج ‪ / 8‬ص ‪((458‬‬
‫‪) ()3‬وقال ابن عاشــور ’‪ :‬وإن اللــه فــي إعــانته لن اللــه إذا لقــن‬
‫عباده دعاء فقد ضمن لهم إجابته كقوله تعالى ‪ } :‬ربنــا ل تؤاخــذنا‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪567‬‬

‫ن‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل عَب ْد َ الّر ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫سأ َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أ َِبي الت ّّياِح َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬


‫ه‬
‫كاد َت ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫صن َعَ َر ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ش _ ‪)) :‬ك َي ْ َ‬ ‫خن ْب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫بْ َ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو ِ‬ ‫ن إ َِلى َر ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫طي ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ل وَِفيهِ ْ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ِ‬ ‫حد َّر ْ‬ ‫ن اْلوْدِي َةِ وَت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫حرِقَ ب َِها‬ ‫َ‬ ‫شعْل َ ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫ريد ُ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن َنارٍ ي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ٌ‬
‫ل‬‫ه َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫ل فَُر ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬
‫سب ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فٌر أ ْ‬ ‫جع ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫َر ُ‬
‫مد ُ قُ ْ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ل ‪À‬فَ َ‬ ‫ري ُ‬ ‫خُر َقا َ‬ ‫َ‬ ‫جع َ َ‬
‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ل ي َت َأ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ما ِ‬ ‫ت الل ّهِ الّتا ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِك َل ِ َ‬ ‫لأ ُ‬ ‫ل قُ ْ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ما أُقو ُ‬ ‫ل َ‬ ‫َقا َ‬
‫خل َق وذ َرأ َ‬
‫ما َ َ َ َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جٌر ِ‬ ‫ن ب َّر وََل َفا ِ‬ ‫جاوُِزهُ ّ‬ ‫ال ِّتي َل ي ُ َ‬
‫ما‬ ‫ن َ‬ ‫ما ي َن ْزِ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫شّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ماِء وَ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫شّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَب ََرأ وَ ِ‬
‫ن َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫شّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض وَ ِ‬ ‫ما ذ ََرأ ِفي الْر ِ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِفيَها وَ ِ‬ ‫ي َعُْر ُ‬
‫شّر ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َوالن َّهارِ وَ ِ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬ ‫شّر فِت َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫من َْها وَ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ت َناُر‬ ‫فئ َ ْ‬ ‫ن فَط َ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫خي ْرٍ َيا َر ْ‬ ‫طارًِقا ي َط ُْرقُ ب ِ َ‬ ‫ق إ ِّل َ‬ ‫طارِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ل )‪.(((1‬‬ ‫ج ّ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ن وَهََز َ‬ ‫طي َ ِ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ك _ قال‪ :‬قال رسول الله ‘‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫س بن َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫‪ -‬وعَ ْ‬
‫ه؟ فَل َوْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫عو ب ِ ِ‬ ‫عاًء ت َد ْ ُ‬ ‫ك دُ َ‬ ‫م َ‬ ‫معاذٍ _‪ )) :‬أل أعَل ّ ُ‬ ‫ل ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مَعاُذ‪:‬‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫ك قُ ْ‬ ‫ه عَن ْ َ‬ ‫حدٍ د َّينا ً لّداهُ الل ّ ُ‬ ‫لأ ُ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫عَل َي ْ َ‬
‫شاُء‪ ،‬وَت َن ْزِعُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫ك ت ُؤِْتي ال ْ ُ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫مال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫شاُء‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫شاُء‪ ،‬وَت ُذِ ّ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُء‪ ،‬وَت ُعِّز َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ديٌر‪َ ،‬ر ْ‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك عََلى ك ُ ّ‬ ‫خي ُْر إ ِن ّ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ب ِي َدِ ِ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫طيهما َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ما‪ ،‬ت ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫حي َ‬ ‫وَر ِ‬ ‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫وال ِ‬ ‫الدّن َْيا َ‬
‫شاءُ ‪،‬‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫من َ ُ‬ ‫ما‪ ،‬وت َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫شاءُ ِ‬ ‫تَ َ‬

‫إن نســينا أو أخطأنــا { ] البقــرة ‪ [ 286 :‬ونحــو ذلــك التحريــر‬


‫والتنوير ‪) -‬ج ‪ / 9‬ص ‪.((227‬‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد وغيره وحسنه اللباني السلسلة برقم )‪.(2995‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪568‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ها َ‬ ‫غِنيني ب ِ َ‬ ‫ة تُ ْ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫مِني َر ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫اْر َ‬
‫ك )‪.(((1‬‬ ‫وا َ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب إ ِّني ظل ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫‪ -‬على لسان موسى ‪َ} ‬قا َ‬
‫م)‬ ‫حي ُ‬ ‫فوُر الّر ِ‬ ‫ه هُوَ ال ْغَ ُ‬ ‫فَر ل َ ُ‬
‫ه إ ِن ّ ُ‬ ‫فْر ِلي فَغَ َ‬ ‫سي َفاغْ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫‪] {(16‬القصص‪[16/‬‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫عَ َ‬
‫سو ِ‬ ‫ل ل َِر ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ق _ ‪)) :‬أن ّ ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن أِبي ب َك ْرٍ ال ّ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ )) :‬قُ ْ‬
‫ل‬ ‫صلِتي‪َ .‬قا َ‬ ‫عو ب ِهِ ِفي َ‬ ‫عاًء أد ْ ُ‬ ‫مِني د ُ َ‬ ‫عَل ّ ْ‬
‫فُر‬‫ما ك َِثيًرا وََل ي َغْ ِ‬ ‫سي ظ ُل ْ ً‬ ‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م إ ِّني ظ َل َ ْ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫َ‬
‫ك‬‫عن ْدِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فَرةً ِ‬ ‫مغ ْ ِ‬ ‫فْر ِلي َ‬ ‫ت َفاغْ ِ‬ ‫ب إ ِّل أن ْ َ‬ ‫الذ ُّنو َ‬
‫م )‪.(((2‬‬ ‫ت ال ْغَ ُ‬ ‫َ‬
‫حي ُ‬‫فوُر الّر ِ‬ ‫مِني إ ِّنك أن ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫َواْر َ‬

‫جعَل َْنا‬ ‫‪ -‬على لسان إبراهيم وإسماعيل ‪َ } ‬رب َّنا َوا ْ‬


‫ك وَأ َرَِنا‬ ‫ة لَ َ‬ ‫م ً‬ ‫سل ِ َ‬‫م ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫م ً‬ ‫ُ‬
‫ن ذ ُّري ّت َِنا أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫مي ْ ِ‬
‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ب عَل َي َْنا إ ِن ّ َ‬
‫م)‬ ‫حي ُ‬‫ب الّر ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ت الت ّ ّ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫سك ََنا وَت ُ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫َ‬
‫‪] {(128‬البقرة‪.[128/‬‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن ك ُّنا ل َن َعُد ّ ل َِر ُ‬ ‫ل ‪ )) :‬إ ِ ْ‬ ‫مَر ‪َ ù‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ب‬‫فْر ِلي وَت ُ ْ‬ ‫ب اغ ْ ِ‬ ‫مّرةٍ َر ّ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ َ َ‬ ‫حدِ ِ‬ ‫س ال ْ َ‬
‫وا ِ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‘ ِفي ال ْ َ‬
‫م )‪.(((3‬‬ ‫عَل َي إن َ َ‬
‫حي ُ‬ ‫ب الّر ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ت الت ّ ّ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ّ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ي ُك ْث ُِر أ ْ‬
‫ن‬ ‫م ّ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ي‘ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ _ ‪)) :‬أ ّ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫فْر ِلي َقا َ‬
‫ل‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ك الل ّهُ ّ‬ ‫مدِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك َرب َّنا وَب ِ َ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫حان َ َ‬
‫ك‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ح َقا َ‬ ‫فت ْ ُ‬‫صُر الل ّهِ َوال ْ َ‬ ‫جاَء ن َ ْ‬ ‫ت إ َِذا َ‬ ‫ما ن ََزل َ ْ‬ ‫فَل َ ّ‬

‫‪ ()1‬رواه الطبراني في المعجم الصغير بإسناد جيد وقال اللبــاني‬


‫) حسن برقم )‪ (1821‬صحيح الترغيب والترهيب(‪.‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه أحمـــد وأبـــو داود والترمـــذي وصـــححه اللبـــاني‬
‫السلسلة الصحيحة برقم ) ‪.( 556‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪569‬‬

‫ب‬ ‫ك الل ّهم اغْفر ِلي إن َ َ‬


‫مدِ َ‬
‫وا ُ‬
‫ت الت ّ ّ‬
‫ك أن ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ح ْ‬
‫َرب َّنا وَب ِ َ‬
‫م )‪. (((1‬‬ ‫حي ُ‬ ‫الّر ِ‬
‫‪ -‬وعن شقيق قال ‪)) :‬كان عبد الله _ يكثر أن يدعو‬
‫بهؤلء الدعوات ربنا أصلح بيننا واهدنا سبيل‬
‫السلم ونجنا من الظلمات إلى النور واصرف عنا‬
‫الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في‬
‫أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب‬
‫علينا انك أنت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين‬
‫لنعمتك مثنين بها قائلين بها وأتممها علينا)‪(((2‬‬

‫‪ -‬الدعاء بالصفة التي دل عليها‬


‫السمان الكريمان‪:‬‬
‫وعلمنا رسول الله ‪ ‬أن نستغيث بصفة‬
‫الرحمة إذا حزبنا أمر‪:‬‬
‫ي َيا‬‫فكان ‪ ‬إذا حزبه أمٌر يقول‪َ » :‬يا ح ّ‬
‫ث «)‪(3‬‬‫ست َِغي ُ‬ ‫قَيوم برحمت ِ َ َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ّ ُ َِ ْ َ‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد وقال اللباني السلسلة الصحيحة ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص‬


‫‪ :(83‬و رجاله ثقات رجال الشــيخين غيــر أبــي عبيــدة ‪ ،‬و هــو ثقــة‬
‫لكنه لم يسمع من أبيه على الراجح كما قال الحافظ ‪ .‬و قد صرح‬
‫أبو إسحاق بسماعه من أبي عبيدة ‪ ،‬في رواية شعبة عنه به نحوه‬
‫‪ .‬أخرجــه أحمــد أيضــا ) ‪ ، 3719‬ـ ‪ ،( 3891‬وقــال الشــيخ شــعيب‬
‫الرنؤوط تعليقه على المسند‪ :‬حســن لغيــره وهــذا إســناد ضــعيف‬
‫لنقطاعه‪.‬‬
‫‪ ()2‬الدب المفرد قال الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه الترمذي وحسنه اللباني ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪570‬‬

‫بل وأوصى بالتوسل والستغاثة بها صباحا ً‬


‫ومساءًا‪ :‬فعن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪ ‬لفاطمة ‪:‬‬
‫) ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي‬
‫إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم برحمتك‬
‫أستغيث أصلح لي شأني كله ول تكلني إلى نفسي‬
‫طرفة عين()‪((1‬‬
‫ونرتجيها حال الكرب فقال ‪:‬‬
‫َ‬
‫جو فَل َ‬ ‫مت َ َ‬
‫ك أْر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ب الل ّهُ ّ‬
‫م َر ْ‬ ‫ِ‬ ‫مك ُْرو‬‫ت ال ْ َ‬‫وا ُ‬ ‫) د َعَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫شأِني ك ُل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ح ِلي َ‬ ‫صل ِ ْ‬‫ن وَأ ْ‬ ‫سي ط َْرفَ َ‬
‫ة عَي ْ ٍ‬ ‫ف ِ‬‫ت َك ِل ِْني إ َِلى ن َ ْ‬
‫ل َ إل َه إل ّ أ َن ْت(‪(2).‬‬
‫َ‬ ‫ِ َ ِ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ِلي َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫س _‪َ ،‬قا َ‬ ‫ٍ‬ ‫دادِ بن أوْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫س قَدِ اك ْت َن َُزوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت الّنا َ‬ ‫س‪ ،‬إ َِذا َرأي ْ َ‬ ‫داد ُ بن أوْ ٍ‬ ‫ش ّ‬ ‫‘‪َ )) :‬يا َ‬
‫م إ ِّني‬ ‫ت‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ؤلِء ال ْك َل ِ َ‬ ‫ة‪َ ،‬فاك ْن ِْز هَ ُ‬ ‫ض َ‬
‫ف ّ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬ ‫الذ ّهَ َ‬
‫د‪،‬‬ ‫ة عََلى الّر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك الث َّبات ِفي ال َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ َسأ َ‬
‫ش ِ‬ ‫م َ‬ ‫زي َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫وا‬‫َ‬ ‫‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫فَرت ِ َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫سأل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مغ ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ‪ ,‬وَعََزائ ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َر ْ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫وَأ ْ‬
‫ك قَل ًْبا‬ ‫سأ َل ُ َ‬ ‫َ‬
‫ك‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫عَباد َت ِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫سَ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك ‪ ,‬وَ ُ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫شك َْر ن ِعْ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫سأ َل ُ َ‬ ‫وَأ ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ما ت َعْل َ ُ‬
‫م‪،‬‬ ‫خي ْرِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫سأل ُ َ‬ ‫صادًِقا‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ساًنا َ‬ ‫ما ‪ ,‬وَل ِ َ‬ ‫سِلي ً‬ ‫َ‬

‫‪ ()1‬رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح‬


‫على شــرطهما وحســنه اللبــاني فــي صــحيح الــترغيب والــترهيب‬
‫برقم )‪.(661‬‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد و أبو داود البخاري في الدب وحسنه اللباني‬
‫في صحيح الجامع برقم) ‪.( 3388‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪571‬‬
‫َ‬ ‫وَأ َ ُ‬
‫م‪،‬‬‫ما ت َعْل َ ُ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫فُر َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ما ت َعْل َ ُ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ب )‪.(((1‬‬ ‫م ال ْغُُيو‬ ‫إن َ َ‬
‫ِ‬ ‫عل ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ِّ‬
‫ك‪،‬‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ُ‬
‫سأل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬
‫ت َر ْ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫ومعنى قوله‪ ) :‬وَأ ْ‬
‫ك(‬ ‫فَرت ِ َ‬‫مغ ْ ِ‬‫م َ‬ ‫وَعََزائ ِ َ‬
‫أي الفعال والخصال والقوال التي تكون سبًبا‬
‫لنيل رحمة الله ودخول جنته‪ .‬ويدخل في ذلك‪:‬‬
‫اليمان بالله ورسوله‪ ،‬عليه الصلة والسلم‪ ،‬وتقوى‬
‫الله وطاعته‪ ،‬وحسن التباع لرسوله ‘‪ ،‬قال الله‬
‫شيٍء فَ َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫سأك ْت ُب َُها ل ِل ّ ِ‬‫َ‬ ‫ل َ ْ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫سع َ ْ‬‫مِتي وَ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫‪) :‬وََر ْ‬
‫ن*‬ ‫مُنو َ‬ ‫م ِبآيات َِنا ي ُؤْ ِ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫كاةَ َوال ّ ِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫ن وَي ُؤُْتو َ‬ ‫قو َ‬ ‫ي َت ّ ُ‬
‫ُ‬
‫ي‪](...‬العراف‪:‬‬ ‫م ّ‬ ‫ي اْل ّ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ن ي َت ّب ُِعو َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪ .[156 ،157‬ومقصود هذا الدعاء أن يوفق العبد‬
‫للخذ بالسباب التي توجب رحمة الله‪.‬‬
‫وعزائم مغفرته‪ :‬جمع عزيمة‪ ،‬ومعنى هذا‬
‫الدعاء أن يوفق العبد لعمال صالحة تتعزم وتتأكد‬
‫بها مغفرة الله سبحانه وتعالى‪ .‬هذا والله أعلم)‪.(2‬‬

‫س ‪ :‬ما حكم الدعاء بقولهم ))واسأل الله أن‬


‫يجمع بين وبينك في مستقر رحمته(( ؟‬

‫نسمع كثيرا لفظة " في مستقر رحمتك " في‬


‫الدعاء ‪ ،‬وقد وردت الكراهة بقولها عن بعض‬

‫‪ ()1‬رواه الطبراني في الوسط وهو في السلسلة الصــحيحة‬


‫برقم )‪.(3228‬‬
‫‪ ()2‬أفاده د‪ .‬محمد بن عبد الله القناص ‪ -‬عضو هيئة التدريس‬
‫بجامعة القصيم‪ -‬فتاوى السلم اليوم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪572‬‬

‫السلف ‪ .‬وفي هذا البحث جمعت شتات‬


‫الموضوع ‪ .‬أسأل الله أن ينفع به ‪.‬‬
‫ما ورد من نصوص بخصوص " مستقر رحمتك‬
‫"‪:‬‬
‫‪ - 1‬عن أبي وجزة ‪ ،‬عن أبيه قال ‪ :‬حضرت‬
‫الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ‪،‬‬
‫ومعها بنوها أربعة رجال ‪ ،‬فذكر موعظتها لهم‬
‫وتحريضهم على القتال ‪ ،‬وعدم الفرار ‪ ،‬وفيها ‪:‬‬
‫إنكم أسلمتم طائعين ‪ ،‬وهاجرتم مختارين ‪،‬‬
‫وإنكم لبنوا أب واحد وأم واحدة ما هجنت‬
‫آباءكم ‪ ،‬ول فضحت أخوالكم فلما أصبحوا‬
‫باشروا القتال واحدا بعد واحد حتى قتلوا ‪،‬‬
‫وكان منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزا فأنشد‬
‫الول ‪:‬‬

‫قد نصحتنا إذ دعتنا البارحة‬ ‫يا إخوتي إن العجوز‬


‫وإنما تلقون عند الصائحة‬ ‫الناصحة ‍‬
‫بمقالة ذات بيان واضحة ‍‬

‫وأنشد الثاني ‪:‬‬

‫قد أمرتنا بالسداد والرشد‬ ‫إن العجوز ذات حزم وجلد ‍‬


‫فباكروا الحرب حماة في‬ ‫نصيحة منها وبرا بالولد ‍‬
‫العدد‬

‫وأنشد الثالث‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪573‬‬

‫نصحا وبرا صادقا ولطفا‬ ‫والله ل نعصى العجوز حرفا ‍‬


‫حتى تلفوا آل كسرى لفا‬ ‫فبادروا الحرب الضروس‬
‫زحفا ‍‬

‫وأنشد الرابع ‪:‬‬

‫ول لعمرو ذي السناء القدم‬ ‫لست لخنساء ول للخرم ‍‬


‫ماض على الهول خضم‬ ‫إن لم أرد في الجيش جيش‬
‫حضرمي‬ ‫العجم ‍‬

‫قال ‪ :‬فبلغها الخبر فقالت ‪ :‬الحمد لله الذي‬


‫شرفني بقتلهم ‪ ،‬وأرجو من ربي أن يجمعني‬
‫بهم في مستقر رحمته ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وكان عمر بن‬
‫الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولدها الربعة‬
‫حتى قبض )‪.(1‬‬

‫‪ ()1‬أخرج القصة ابن عبد البر في " الستيعاب " )‪- 12/294‬‬
‫‪ 298‬حاشية الصابة ( ‪ ،‬وابن الثير في " أسد الغابة " ) ‪(7/90‬‬
‫بسياق ليس فيه الشعر المذكور من أبناءهــا ‪ ،‬والحــافظ فــي "‬
‫الصابة " )‪ ، (228 - 12/227‬بإسناد ‪:‬وذكر الزبير بـن بكـار ‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسن المخزومي ‪ ،‬وهو المعروف بابن زبالــة ‪،‬‬
‫عن عبدالرحمن بــن عبــدالله ‪ ،‬عــن أبيــه ‪ ،‬عــن أبــي وجــزة بــه‬
‫‪.‬وسياق القصة للحافظ ابن حجر ‪ ،‬وإل فهي عند ابن عبــد الــبر‬
‫أطول من هذا السياق ‪.‬وأعل الحافظ ابن حجــر ســندها فقــال‬
‫في سياق سندها ‪ :‬عن محمــد بــن الحســن المخزومــي ‪ ،‬وهــو‬
‫المعروف بابن زبالة ‪ ،‬أحد المتروكين ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫ومحمد بن الحسن بن َزَبالة كلم أهل العلـم بــالجرح والتعــديل‬
‫ف ‪ ،‬ولخص الحافظ ابن حجر كلم أهل العلــم فــي "‬ ‫فيه معرو ٌ‬
‫التقريب " ‪ :‬كذبوه ‪.‬فالقصة واهية بهذا الرجل فقط ‪ ،‬فما بالك‬
‫إذا وجد فيها غيره ؟‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪574‬‬

‫والشاهد من القصة قولها ‪ " :‬وأرجو من ربي‬


‫أن يجمعني بهم في مستقر رحمته "‬

‫‪ - 2‬عن أبي الحارث الكرماني قال ‪ :‬سمعت‬


‫رجل قال لبي رجاء )‪ :(1‬أقرأ عليك السلم ‪،‬‬
‫وأسأل الله أن يجمع بيني وبينك في مستقر‬
‫رحمته ‪ .‬قال ‪ :‬وهل يستطيع أحد ذلك ؟ قال ‪:‬‬
‫فما مستقر رحمته ؟ قال ‪ :‬الجنة ‪ .‬قال ‪ :‬لم‬
‫صب ‪ .‬قال ‪ :‬فما مستقر رحمته ؟ قال ‪ :‬رب‬ ‫تُ ِ‬
‫العالمين ‪. (2).‬‬
‫ومن خلل تبويب المام البخاري يظهر أن بعض‬
‫السلف كرهوا هذه اللفظة ‪.‬‬
‫َ‬
‫ك‬‫مال ِ ُ‬ ‫شت ََرى َ‬ ‫ما ا ِ ْ‬ ‫ضا وَغَْيره ‪ :‬وَل َ ّ‬ ‫هب أي ْ ً‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫‪ - 3‬وََقا َ‬
‫م وَب َْينه ك َِتاًبا‬ ‫ب ب َْينه ْ‬ ‫وته ك َت َ َ‬ ‫خ َ‬‫ن إِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫سف ِ‬ ‫ْبن دعر ُيو ُ‬
‫قوب ‪,‬‬ ‫ن ب َِني ي َعْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ماِلك ْبن دعر ِ‬ ‫شت ََرى َ‬ ‫ما ا ِ ْ‬‫ذا َ‬‫‪ :‬هَ َ‬
‫ما ‪,‬‬ ‫ن دِْرهَ ً‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ب ِعِ ْ‬ ‫كا ل َهُ ْ‬
‫مُلو ً‬ ‫م ْ‬ ‫م فَُلن وَفَُلن َ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫قِلب ب ِهِ إ ِّل‬ ‫ه َل ي َن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه آِبق ‪ ,‬وَأن ّ ُ‬ ‫ه أن ّ ُ‬ ‫طوا ل َ ُ‬ ‫شَر ُ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫ك عَْهد الّله ‪.‬‬ ‫م عََلى ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫سًل ‪ ,‬وَأعْ َ‬
‫طاهُ ْ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫دا ُ‬‫قي ّ ً‬
‫م َ‬
‫ُ‬
‫قول ‪:‬‬ ‫ل يَ ُ‬‫جع َ َ‬ ‫ك ‪ ,‬وَ َ‬ ‫عْند ذ َل ِ َ‬ ‫سف ِ‬ ‫م ُيو ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَوَد ّعَهُ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫‪ ()1‬اسمه‪ :‬ملحان بن عمران الُعطاردي‪ ،‬وهو ثقة مخضــرم‪ .‬قــال‬
‫الذهبي في "الكاشف" ‪ " :‬أسلم في حيــاة النــبي ‪ ، ‬وهــو عــالم‬
‫مر"‪.‬‬
‫عامل نبيل‪ ،‬مقرئ مع ّ‬

‫‪ ()2‬أخرجه البخاري في " الدب المفرد " )‪ ، (768‬وأورده المــزي‬


‫في " تهذيب الكمــال " )‪ (33/215‬عنـد ترجمـة أحـد رجـال السـند‬
‫وهو " أبو الحارث الكرماني " ‪.‬بوب له البخاري في " الدب المفرد‬
‫" ‪ :‬باب من كره أن يقال ‪ " :‬اللهم اجعلني فــي مســتقر رحمتــك "‬
‫وصححه إسناده العلمة اللبــاني ‪ -‬رحمــه اللــه ‪ -‬فــي صــحيح الدب‬
‫المفرد )‪ . (591‬وصحح إسناده أيضا أبو إسحاق الحويني في كتـاب‬
‫" الصمت وآداب اللسان " لبن أبي الدنيا ) ص ‪(194‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪575‬‬

‫م الّله وَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫صَرك ُ ْ‬ ‫موِني ‪ ,‬ن َ َ‬ ‫ضي ّعْت ُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م الّله وَإ ِ ْ‬ ‫فظ َك ُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫موِني ;‬ ‫ح ُ‬ ‫م ت َْر َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م الّله وَإ ِ ْ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫موِني ‪َ ,‬ر ِ‬ ‫خذ َل ْت ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ما عَِبي ً‬ ‫ما ِفي ب ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طا‬ ‫طونَها د َ ً‬ ‫ت اْلغَْنام َ‬ ‫ق ْ‬ ‫َقاُلوا ‪ :‬فَأل ْ َ‬
‫مُلوهُ عََلى قََتب ب ِغَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ح َ‬ ‫ذا الت ّوِْديع ‪ ,‬وَ َ‬ ‫شد ّةِ هَ َ‬ ‫لِ ِ‬
‫مّر‬ ‫سًل ‪ ,‬فَ َ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مك َب ًّل ُ‬ ‫دا ُ‬ ‫قي ّ ً‬ ‫م َ‬ ‫طاء ‪ُ ,‬‬ ‫طاء وََل وِ َ‬ ‫ِغ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫مه ‪ -‬وَقَد ْ َ‬ ‫قب ََرة آل ك َن َْعان فََرأى قَْبر أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫عََلى َ‬
‫قى‬ ‫ود ‪ -‬فَأ َل ْ َ‬ ‫س َ‬
‫ف َ َ‬
‫ل اْل ْ‬ ‫ه فَغَ َ‬ ‫حُرس ُ‬ ‫ود ي َ ْ‬ ‫س َ‬
‫َ‬
‫ل ب ِهِ أ ْ‬ ‫وُك ّ َ‬
‫ُ‬
‫مّرغ وَي َعْت َِنق‬ ‫ل ي َت َ َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫مه فَ َ‬ ‫فسه عََلى قَْبر أ ّ‬ ‫سف ن َ ْ‬ ‫ُيو ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ماه ُ ! ا ِْرفَِعي َرأسك‬ ‫قول ‪َ :‬يا أ ّ‬ ‫رب وَي َ ُ‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫قْبر وَي َ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مغُْلوًل ; فَّرُقوا‬ ‫سًل َ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫دا ُ‬ ‫قي ّ ً‬ ‫م َ‬‫مك َب ًّل ُ‬ ‫ت ََريْ وََلدك ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مع ب َْينَنا‬ ‫ج َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫سأِلي الّله أ ْ‬ ‫دي ‪َ ,‬فا ْ‬ ‫ب َي ِْني وَب َْين َوال ِ ِ‬
‫ن ‪...‬‬ ‫َ‬
‫مي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫حم الّرا ِ‬ ‫ه أْر َ‬ ‫مته إ ِن ّ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫قّر َر ْ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفي ُ‬
‫القصة ‪. (1).‬‬
‫‪ - 4‬عن مجاهد أنه كان يكره أن يقول ‪ :‬اللهم‬
‫ادخلني في مستقر من رحمتك ‪ ،‬فإن مستقر‬
‫رحمته هو نفسه ‪.(2).‬‬

‫‪ ()1‬وهذه القصة من السرائيليات أوردها القرطبي في " الجــامع‬


‫ن‬
‫مـ ْ‬
‫ش ـت ََراه ُ ِ‬ ‫ل ال ّـ ِ‬
‫ذي ا ْ‬ ‫" )‪ (9/105‬عند تفسير قوله تعــالى ‪ " :‬وَقَــا َ‬
‫مَرأ َت ِهِ " ] يوسف ‪ ، [ 21 :‬والــتي ل يعــول عليهــا ‪ ،‬وخاصــة‬ ‫صَر ِل ْ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫أنها من رواية وهب بن منبه وهو ممن عرف برواية السرائيليات‬
‫‪ ()2‬أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب " الصمت وآداب اللســان " )‬
‫‪ (347‬بسنده فقال ‪:‬حدثنا عبد الرحمن بن صالح ‪ ،‬حدثنا عبــد اللــه‬
‫بن قَُبيصة ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عــن مجاهــد بــه ‪.‬وضــعف إســناده المحقــق‬
‫الشيخ أبو إسحاق الحويني فقال ‪ :‬إسناده ضعيف ‪ .‬وعبد اللــه بــن‬
‫قبيصة ‪ ،‬قال العقيلي ‪ " :‬ل يتابع علــى كــثير مــن حــديثه " ‪ .‬وقــال‬
‫ابن عدي ‪ " :‬له مناكير " ‪ -‬كما فــي " الميــزان " ‪ ،‬وليــث هــو ابــن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪576‬‬

‫كلم أهل العلم عليها ‪:‬‬


‫‪ - 1‬قال المام النووي في " الذكار " ) ص‬
‫‪: (547‬‬
‫س عن أبي بكر‬ ‫فصل ‪ :‬ومن ذلك ما رواه النحا ُ‬
‫محمد بن يحيى قال ‪ :‬وكان من الفقهاء الدباء‬
‫ل ‪ :‬جمعَ الّله بيننا في‬ ‫العلماء ‪ ،‬قال ‪ :‬ل تق ْ‬
‫ة الّله أوسعُ من أن يكون‬ ‫مستقُر رحمته ‪ ،‬فرحم ُ‬
‫ل ‪ :‬ارحمنا برحمتك ‪.‬‬ ‫لها قرار ؛ قال ‪ :‬ل تق ْ‬
‫م لما قاله في اللفظين حجة ‪ ،‬ول‬ ‫قلت ‪ :‬ل نعل ُ‬
‫ل له فيما ذكره ‪ ،‬فإن مراد َ القائل بمستقّر‬ ‫دلي َ‬
‫الرحمة ‪ :‬الجنة ‪ ،‬ومعناه ‪ :‬جمعَ بيننا في الجنة‬
‫التي هي دار القرار ودار المقامة ومحل‬
‫الستقرار ‪ ،‬وإنما يدخلها الداخلون برحمة الّله‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫تعالى ‪ ،‬ثم من دخَلها استقّر فيها أبدا ً ‪ ،‬وأ ِ‬
‫الحوادث والكدار ‪ ،‬وإنما حصل له ذلك برحمة‬
‫الّله تعالى ‪ ،‬فكأنه يقول ‪ :‬اجمع بيننا في مستقّر‬
‫نناله برحمتك ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ونقل البعلي عن شيخ السلم ابن تيمية‬
‫في " الختيارات الفقهية " ) ص ‪ (460‬ما‬
‫نصه ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قاِء ل ِك ُ ّ‬ ‫عاُء ِبال ْب َ َ‬ ‫وَي ُك َْرهُ الد ّ َ‬
‫يٌء قَد ْ‬ ‫ش ْ‬‫ه َ‬‫حدٍ ِلن ّ ُ‬ ‫لأ َ‬
‫مد ُ ِفي رَِواي َةِ أ َِبي‬ ‫ح َ‬
‫فُرغَ منه ونص عَل َيه اْلما َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ْ ِ َِ ُ‬ ‫ِ ِ ْ ُ ََ ّ‬
‫م‪.‬‬ ‫َ‬
‫صَر َ‬ ‫أ ْ‬
‫ست َقَّر‬
‫م ْ‬‫ك ِفي ُ‬ ‫ه وَإ ِّيا َ‬ ‫معََنا الل ّ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬‫ه َر ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫ذا ‪.‬‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ق ْ‬‫ل ‪َ :‬ل ت َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫مت ِهِ فَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬
‫مي ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وَ َ‬
‫س ‪ -‬يعني شيخ السلم ‪ : -‬ي َ ِ‬ ‫ن َ أُبو العَّبا ِ‬ ‫كا َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫عاُء ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ه َل ي ُك َْرهُ الد ّ َ‬ ‫إَلى أن ّ ُ‬

‫أبي سليم فيه مقال أيضا ‪ ،‬ولم أقف عليه من قول مجاهد ‪.‬ا‪.‬هـ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪577‬‬

‫ة‬
‫م ُ‬‫ح َ‬
‫مَراد ُ ب َِها الّر ْ‬‫ة هَهَُنا ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬‫ن الّر ْ‬ ‫ل‪:‬إ ّ‬ ‫قو ُ‬‫وَي َ ُ‬
‫ة‬
‫طائ ِفَ ٍ‬‫ل َ‬ ‫هو قَوْ ُ‬‫ة ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ها ال ْ َ‬‫قّر َ‬‫ست َ َ‬‫م ْ‬‫ة ‪ ،‬وَ ُ‬‫خُلوقَ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ف ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫سل َ ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 3‬وقال المام ابن القيم في " بدائع الفوائد "‬
‫)‪: (254- 2/253‬‬
‫وعلى هذا فل يمتنع الدعاء المشهور بين الناس‬
‫قديما وحديثا وهو قول الداعي اللهم اجمعنا في‬
‫مستقر رحمتك ‪ ،‬وذكره البخاري في كتاب "‬
‫الدب المفرد " له عن بعض السلف ‪ ،‬وحكى‬
‫فيه الكراهة قال ‪ :‬إن مستقر رحمته ذاته ‪،‬‬
‫وهذا بناء على أن الرحمة صفة ‪ ،‬وليس مراد‬
‫الداعي ذلك بل مراده الرحمة المخلوقة التي‬
‫هي الجنة ‪.‬‬
‫ولكن الذين كرهوا ذلك لهم نظر دقيق جدا ‪،‬‬
‫وهو أنه إذا كان المراد بالرحمة الجنة نفسها لم‬
‫يحسن إضافة المستقر إليها ‪ ،‬ولهذا ل يحسن‬
‫أن يقال اجمعنا في مستقر جنتك فإن الجنة‬
‫نفسها هي دار القرار ‪ ،‬وهي المستقر نفسه‬
‫ما "‬
‫قا ً‬ ‫م َ‬
‫قّرا وَ ُ‬ ‫ست َ َ‬‫م ْ‬‫ت ُ‬ ‫سن َ ْ‬ ‫ح ُ‬‫كما قال ‪َ " :‬‬
‫] الفرقان ‪ [ 76 :‬فكيف يضاف المستقر إليها ؟‬
‫والمستقر هو المكان الذي يستقر فيه الشيء ‪،‬‬
‫ول يصح أن يطلب الداعي الجمع في المكان‬
‫الذي تستقر فيه الجنة فتأمله ‪ ،‬ولهذا قال‬
‫مستقر رحمته ذاته ‪،‬‬
‫والصواب ‪ :‬أن هذا ل يمتنع ‪ ،‬حتى ولو قال‬
‫صريحا ‪ " :‬اجمعنا في مستقر جنتك " ‪ ،‬لم‬
‫يمتنع ‪ ،‬وذلك أن المستقر أعم من أن يكون‬
‫رحمة أو عذابا ‪ ،‬فإذا أضيف إلى أحد أنواعه‬
‫أضيف إلى ما يبينه ويميزه من غيره ‪ ،‬كأنه قيل‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪578‬‬

‫في المستقر الذي هو رحمتك ل في المستقر‬


‫الخر ‪.‬‬
‫ونظير هذا أن يقال ‪ " :‬اجلس في مستقر‬
‫المسجد " ‪ ،‬أي ‪ :‬المستقر الذي هو المسجد ‪،‬‬
‫والضافة في مثل ذلك غير ممتنعة ول‬
‫مستكرهة ‪ ،‬وأيضا ‪ :‬فإن الجنة وإن سميت‬
‫رحمة لم يمتنع أن يسمى ما فيها من أنواع‬
‫النعيم رحمة ‪ ،‬ول ريب أن مستقر ذلك النعيم‬
‫هو الجنة فالداعي يطلب أن يجمعه الله ومن‬
‫يحب في المكان الذي تستقر فيه تلك الرحمة‬
‫المخلوقة في الجنة ‪ ،‬وهذا ظاهر جدا فل يمتنع‬
‫الدعاء بوجه والله أعلم ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫وقال في موضع آخر )‪: (96- 4/95‬‬
‫ومن مسائل أحمد بن أحرم بن خزيمة بن عباد‬
‫بن عبد الله ابن حسان بن عبد الله بن المغفل‬
‫المزني الصحابي‬
‫سمعته وقال له رجل ‪ " :‬جمعنا الله تعالى‬
‫وإياك في مستقر رحمته " ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل تقل "‬
‫هكذا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬اختلف السلف في هذه الدعوة ‪ ،‬وذكرها‬
‫البخاري في كتاب " الدب المفرد " له ‪ ،‬وحكى‬
‫عن بعض السلف أنه كرهها ‪ ،‬وقال ‪ " :‬مستقر‬
‫رحمته ذاته " ‪ ،‬هذا معنى كلمه ‪ ،‬وحجة من‬
‫أجازها ولم يكرهها ‪ ،‬الرحمة ههنا المراد ‪:‬‬
‫الرحمة المخلوقة ‪ ،‬ومستقرها الجنة ‪ ،‬وكان‬
‫شيخنا يميل إلى هذا القول ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫ويقصد بشيخه شيخ السلم ابن تيمية ‪ ،‬وقد مر‬
‫معنا رأيه كما نقله عنه البعلي في " الختيارات‬
‫"‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪579‬‬

‫‪ - 4‬وقال السيوطي في " الحاوي " )‪: (1/253‬‬


‫مسألة ‪ :‬رجل قال ‪ :‬اللهم اجمعنا في مستقر‬
‫رحمتك ‪ ،‬فأنكر عليه شخص فمن المصيب ؟‬
‫الجواب ‪ :‬هذا الكلم أنكره بعض العلماء ‪ ،‬ورد‬
‫عليه الئمة منهم النووي وقال ‪ :‬الصواب جواز‬
‫ذلك ‪ ،‬ومستقر الرحمة هو الجنة ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 5‬وقال العلمة اللباني في تعليقه على أثر‬
‫أبي العطاردي في " صحيح الدب المفرد "‬
‫) ص ‪: (287 - 286‬‬
‫وهذا الثر عنه ‪ -‬أي عن أبي رجاء العطاردي ‪-‬‬
‫يدل على فضله وعلمه ‪ ،‬ودقة ملحظته ‪ ،‬فإن‬
‫الجنة ل يمكن أن تكون مستقر رحمته تعالى ؛‬
‫لنها صفة من صفاته ‪ ،‬بخلف الجنة فإنها خلق‬
‫من خلق الله ‪ ،‬وإن كان استقرار المؤمنين فيها‬
‫إنما هو برحمته تعالى ‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪" :‬‬
‫َ‬
‫م‬‫مةِ الل ّهِ هُ ْ‬
‫ح َ‬
‫في َر ْ‬ ‫م فَ ِ‬
‫جوهُهُ ْ‬
‫ت وُ ُ‬
‫ض ْ‬
‫ن اب ْي َ ّ‬
‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬
‫وَأ ّ‬
‫ن " ] آل عمران ‪ [ 107 :‬يعني الجنة‬ ‫دو َ‬
‫خال ِ ُ‬ ‫ِفيَها َ‬
‫‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 6‬وذكر الشيخ بكر أبو زيد في " معجم‬
‫المناهي اللفظية " مبحث عبارة " مستقر‬
‫رحمتك " في عدة مواضع وهي ‪:‬‬
‫نقل في ) ص ‪ (334 - 333‬عند عبارة " صباح‬
‫الخير " كلما لبن حجر الهيتمي من الفتاوى‬
‫الحديثية ‪ ،‬وفي آخره ‪ ... :‬وزعم أنه يكره أن‬
‫يقول ‪ :‬ارحمنا برحمتك ‪ ،‬كاجمع بيننا في‬
‫مستقر رحمتك ‪ ،‬يردهما أنه ل دليل له بوجه إذ‬
‫المراد ‪ :‬اجمع بيننا في الجنة التي هي دار‬
‫القرار ول تنال إل بالرحمة ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪580‬‬

‫ونقل في ) ص ‪ (599‬عند عبارة " ارحمنا‬


‫برحمتك " كلم المام النووي الذي ذكرناه آنفا ‪.‬‬
‫وقال في ) ص ‪ (604‬عند عبارة " اللهم اجمعنا‬
‫في مستقر رحمتك " ‪:‬‬
‫حرر ابن القيم ’ القول في هذا الدعاء ‪ ،‬مرجحا‬
‫جواز الدعاء بذلك على قول من قال بالكراهة‬
‫من السلف فقال ’ تعالى في مبحث كلمه على‬
‫الرحمة والبركة من تحية السلم المضافتين‬
‫إلى الله تعالى على نوعين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬مضاف إليه إضافة مفعول إلى‬
‫فاعله ‪ ،‬والثاني ‪ :‬مضاف إليه إضافة صفة إلى‬
‫الموصوف بها ‪ .‬وذكر للول منهما عدة‬
‫نصوص ‪ :‬منها قوله ‘ ‪ " :‬خلق الله الرحمة يوم‬
‫خلقها مئة رحمة " الحديث ‪ .‬ثم قال ‪ ... :‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫ونقل كلم ابن القيم النف الذكر ‪.‬‬
‫وذكر في ) ص ‪ (633‬عند عبارة " جمعنا الله‬
‫في مستقر رحمته " حديث البخاري في "‬
‫الدب المفرد" ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬والذي رجحه ابن‬
‫القيم ’ في " البدائع ‪ " 2/184‬جواز الدعاء‬
‫به ‪ ،‬وفي " بدائع الفوائد ‪ " 4/72‬ذكر أن شيخه‬
‫مال إليه ‪ .‬والله أعلم ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫وبعد هذه النقول نجد أن بعض السلف كره هذه‬
‫اللفظة ‪ ،‬والبعض الخر من العلماء أجازوها‬
‫ومنهم شيخ السلم ابن تيمية وتلميذه ابن‬
‫القيم )‪.(1‬‬

‫‪ ()1‬ومن المعاصرين الشيخ العثيمين والشيخ بكر أبو زيد‪.‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪581‬‬

‫وقد وجدت بعض المؤلفين يستخدم هذه‬


‫العبارة حال الدعاء ‪ ،‬ولو ذكرت أمثلة لطال بنا‬
‫المقام ‪ .‬وفي هذا القدر كفاية ‪ .‬والله أعلم)‪. (1‬‬

‫الخاتمة‬

‫سعة رحمة الله عز وجل‬

‫مةِ {)الكهف‪ :‬من‬ ‫ح َ‬ ‫فوُر ُذو الّر ْ‬ ‫ك ال ْغَ ُ‬ ‫قال ‪ } ‬وََرب ّ َ‬


‫ت‬‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬‫ما ِفي ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫الية ‪ ، (58‬وقال ‪ } ‬قُ ْ‬
‫ة{‬ ‫م َ‬ ‫ب عََلى ن َ ْ‬ ‫ل ل ِل ّهِ ك َت َ َ‬ ‫ض قُ ْ‬ ‫َْ‬
‫ح َ‬‫سهِ الّر ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫َوالْر ِ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫جاَء َ‬ ‫)النعام‪ :‬من الية ‪ (12‬وقال ‪} ‬وَإ َِذا َ‬
‫م عََلى‬ ‫ب َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ك َت َ َ‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫سل ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ِبآيات َِنا فَ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤْ ِ‬
‫فسه الرحم َ َ‬
‫جَهال َةٍ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫سوءا ً ب ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ه َ‬ ‫ة أن ّ ُ‬ ‫نَ ْ ِ ِ ّ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م{ )النعام‪:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ح فَأن ّ ُ‬ ‫صل َ َ‬‫ن ب َعْدِهِ وَأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫َتا َ‬
‫‪. (54‬‬
‫يٍء {)العراف‪:‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫سع َ ْ‬ ‫مِتي وَ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وقال ‪ } ‬وََر ْ‬
‫ة‬
‫م ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫م ُذو َر ْ‬ ‫ل َرب ّك ُ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫من الية ‪ ، (156‬وقال ‪ } ‬فَ ُ‬
‫سعَةٍ {)النعام‪ :‬من الية ‪، (147‬وقال ‪َ } ‬رب َّنا‬ ‫َوا ِ‬
‫عْلما ً {)غافر‪ :‬من الية ‪(7‬‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬ ‫يٍء َر ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫سع ْ َ‬ ‫وَ ِ‬
‫‪.‬‬
‫َ‬
‫عَباِدي أّني أَنا ال ْغَ ُ‬ ‫َ‬
‫م{‬ ‫حي ُ‬ ‫فوُر الّر ِ‬ ‫ئ ِ‬ ‫وقال ‪ } ‬ن َب ّ ْ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫عَبادِيَ ال ّ ِ‬ ‫ل َيا ِ‬ ‫)الحجر‪ ، (49:‬وقال ‪ } ‬قُ ْ‬

‫‪ ()1‬هذا البحث بنصه بقلم الشيخ عبد اللــه زقيــل جــزاه اللــه‬
‫خيًرا‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪582‬‬

‫مةِ الل ّهِ إ ِ ّ‬


‫ن‬ ‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬‫م ْ‬‫طوا ِ‬ ‫قن َ ُ‬‫م ل تَ ْ‬ ‫سهِ ْ‬
‫ف ِ‬‫سَرُفوا عََلى أ َن ْ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫م{‬ ‫حي ُ‬‫فوُر الّر ِ‬‫ه هُوَ ال ْغَ ُ‬ ‫ميعا ً إ ِن ّ ُ‬‫ج ِ‬
‫ب َ‬‫فُر الذ ُّنو َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه ي َغْ ِ‬
‫)الزمر‪.(1)(53:‬‬
‫ن({)آل‬ ‫مُعو َ‬ ‫ج َ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫ة َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫وقال ‪ } ‬وََر ْ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫جا ٍ‬ ‫عمران‪ :‬من الية ‪، (157‬وقال ‪ } ‬د ََر َ‬
‫حيمًا{ )النساء‪:‬‬ ‫فورا ً َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫فَرةً وََر ْ‬ ‫مغ ْ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ك‬ ‫مت ِهِ فَب ِذ َل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ وَب َِر ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫‪،(96‬وقال ‪ } ‬قُ ْ‬
‫ن { )يونس‪(58:‬‬ ‫مُعو َ‬ ‫ج َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫حوا هُوَ َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫فَل ْي َ ْ‬
‫مةِ {)الكهف‪:‬‬ ‫ح َ‬ ‫فوُر ُذو الّر ْ‬ ‫ك ال ْغَ ُ‬ ‫‪،‬وقال ‪ } ‬وََرب ّ َ‬
‫من الية ‪. (58‬‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرةَ ‪َ ‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫مائ َ َ‬
‫ة‬ ‫قَها ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫خل َقَ الّر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل ‪ )) :‬إ ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫س َ‬
‫ل‬ ‫ة وَأْر َ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫سِعي َ‬ ‫سًعا وَت ِ ْ‬ ‫عن ْد َهُ ت ِ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫م َ‬ ‫مةٍ فَأ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬
‫كافُِر ب ِك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َةً فَل َوْ ي َعْل َ ُ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫م َر ْ‬ ‫قهِ ك ُل ّهِ ْ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫جن ّةِ وَل َ ْ‬
‫و‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ي َي ْئ َ ْ‬ ‫مةِ ل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ِ‬ ‫ذي ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫م‬‫ب لَ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ِ‬ ‫ذي ِ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن ب ِك ُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫ْ‬
‫ن أ َِبي هَُري َْرةَ‬ ‫ن الّناِر ((ولفظ مسلم ‪ :‬عَ ْ‬
‫)‪(2‬‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي َأ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ل ‪ )) :‬ل َوْ ي َعْل َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫_‪ :‬أ ّ‬
‫َ‬
‫م‬‫حد ٌ وَل َوْ ي َعْل َ ُ‬ ‫جن ّت ِهِ أ َ‬ ‫معَ ب ِ َ‬ ‫ما ط َ ِ‬ ‫قوب َةِ َ‬ ‫ن ال ْعُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ِ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ك َــاُنوا قَ ـد ْ‬ ‫ش ـْر ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن أ هْ ـ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن َنا ً‬ ‫س ‪)) ù‬أ ّ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪()1‬ع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قــو ُ‬‫ذي ت َ ُ‬ ‫ن ال ّـ ِ‬
‫قاُلوا إ ِ ّ‬ ‫دا ‘ فَ َ‬ ‫م ً‬‫ح ّ‬‫م َ‬‫وا ُ‬ ‫وا وَأك ْث َُروا فَأت َ ْ‬ ‫قَت َُلوا وَأك ْث َُروا وََزن َ ْ‬
‫ن َل‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬‫ل} َوال ّ ِ‬ ‫فاَرة ً فَن ََز َ‬ ‫مل َْنا ك َ ّ‬‫ما ع َ ِ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ن ل َوْ ت ُ ْ‬
‫خب ُِرَنا أ ّ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫عو إ ِل َي ْهِ ل َ َ‬
‫وَت َد ْ ُ‬
‫ه إ ِّل‬
‫م الل ّـ ُ‬ ‫س ال ّت ِــي َ‬
‫ح ـّر َ‬ ‫فـ َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬‫قت ُل ُــو َ‬
‫خ ـَر وََل ي َ ْ‬‫معَ الل ّهِ إ ِل َهًــا آ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫سـَرُفوا ع َل َــى‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬‫عب َــاد ِيَ ال ّـ ِ‬ ‫ت} قُـ ْ‬
‫ل ي َــا ِ‬ ‫ن {وَن ََزل َـ ْ‬ ‫حقّ وََل ي َْزن ُــو َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫مةِ الل ّهِ {((رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫طوا ِ‬ ‫قن َ ُ‬ ‫م َل ت َ ْ‬‫س هِ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫‪ ()2‬متفق عليه واللفظ للبخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪583‬‬

‫جن ّت ِهِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫ما قَن َ َ‬ ‫مةِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫كافُِر َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حد ٌ ((‪.‬‬ ‫َ‬
‫أ َ‬
‫م عََلى‬ ‫َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ل‪)) :‬قَدِ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ب _ أن ّ ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫ي ت َب ْت َِغي إ َِذا‬ ‫سب ْ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مَ ْ‬ ‫مَرأةٌ ِ‬ ‫ي فَإ َِذا ا ْ‬ ‫ٍ‬ ‫سب ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ب ِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ه ب ِب َط ْن َِها‬ ‫َ‬
‫قت ْ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ه فَأل ْ َ‬ ‫خذ َت ْ ُ‬ ‫يأ َ‬ ‫سب ْ ِ‬ ‫صب ِّيا ِفي ال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫جد َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ل الل ّه ‘ أ َترون هَذه ال ْمرأةََ‬ ‫َ‬
‫ََ ْ َ ِ ِ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ل ََنا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫وَأْر َ‬
‫قدُِر عََلى‬ ‫ي تَ ْ‬ ‫ها ِفي الّنارِ قُل َْنا َل َوالل ّهِ وَهِ َ‬ ‫ة وَل َد َ َ‬ ‫ح ً‬ ‫طارِ َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّه ‘ ل َل ّ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ب ِعَِبادِ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه أْر َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن َل ت َط َْر َ‬ ‫أ ْ‬
‫ها)‪.(((1‬‬ ‫ن هَذِهِ ب ِوَل َدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ل الل ّهِ ‘‪)) :‬ل َ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ:‬قا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫سهِ فَهُ َ‬
‫و‬ ‫ف ِ‬ ‫ب ِفي ك َِتاب ِهِ عََلى ن َ ْ‬ ‫خل ْقَ ك َت َ َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ضى الل ّ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ضِبي)‪.(((2‬‬ ‫ب غَ َ‬ ‫مِتي ت َغْل ِ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫عن ْد َهُ إ ِ ّ‬ ‫ضوعٌ ِ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‘ ِفي‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ل ‪َ )):‬قا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫صَل ِ‬
‫ة‬ ‫ي وَهُوَ ِفي ال ّ‬ ‫ل أعَْراب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫مَنا َ‬ ‫صَلةٍ وَقُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ما‬‫دا فَل ّ‬ ‫ح ً‬ ‫معََنا أ َ‬ ‫م َ‬ ‫ح ْ‬ ‫دا وَل ت َْر َ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫مِني وَ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫م اْر َ‬ ‫اللهُ ّ‬
‫ي لَ َ‬ ‫َ‬
‫ريد ُ‬ ‫سًعا ي ُ ِ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫جْر َ‬ ‫ح ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ل ل ِْلعَْراب ِ ّ‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫َ‬
‫ه)‪.(((3‬‬ ‫ة الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬

‫فرحمة الله ‪ ‬واسعة ‪ ،‬والنفوس منها قانعة ‪ -‬وإنا‬


‫لله و إنا إليه راجعون ‪ -‬فهيا نوقظ وسنان وجداننا ‪،‬‬
‫وننادى غافل قلوبنا ‪ ،‬كي نتفيأ ظللها بعد حر ذنوبنا‬
‫‪ ،‬ونستقى من برد شرابها بعد سكرة آثامنا ‪،‬‬
‫ونعيش آفاق الرحمة الربانية بعد ضيق القلوب‬
‫بوحشة خطايانا ‪.‬‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫‪ ()3‬متفق علبه واللفظ للبخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪584‬‬

‫حيث أبواب الرحمة في شرعه مفتحة ‪ ،‬وطرق‬


‫الخيرات في رسالة نبيه ‘ ممهدة‪ ،‬فسبحان من‬
‫دعانا إلى رحمته دون حاجة ‪ ،‬وسبحان من صبر‬
‫على ذنوبنا دون داجة)‪،(1‬‬
‫ونشرع في بيان بعض العبادات العظيمة الجر ‪،‬‬
‫المكفرة للذنوب ‪ ،‬الجالبة للرحمات ‪ ،‬مع أنها‬
‫ميسورة في أدائها ‪ ،‬يسيرة في عملها ‪،‬ول تجلب‬
‫النصب‪ ،‬ول تورث التعب ‪ ،‬ثم بعض العمال‬
‫الحياتية العادية التي ل يلتفت أحدنا إليها ‪ ،‬تأتيه‬
‫دون ترتيب ول انتظار ‪ ،‬وربما كخاطر وطيف‬
‫المنام ‪ ،‬ولكنها في الفضل أعظم ‪ ،‬والخير أوفر‪،‬‬
‫ولو قصدها قاصد لما نالها بقصده ‪ ،‬لو ل رحمة‬
‫أرحم الراحمين ‪.‬‬

‫• فضل التوحيد وما يكفر من‬


‫الذنوب ‪:‬‬
‫قا ‪ ،‬فهو الحسنة التي‬ ‫التوحيد أعظم العبادات مطل ً‬
‫تنفع النسان مهما كانت ذنوبه وآثامه ‪ ،‬قال ‪‬‬
‫َ‬
‫خل ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫سي ُد ْ ِ‬ ‫موا ب ِهِ فَ َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّهِ َواعْت َ َ‬
‫ص ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}فَأ ّ‬
‫صَراطا ً‬‫م إ ِل َي ْهِ ِ‬‫ديهِ ْ‬
‫ل وَي َهْ ِ‬ ‫ه وَفَ ْ‬
‫ض ٍ‬ ‫من ْ ُ‬
‫مةٍ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ِفي َر ْ‬
‫َ‬ ‫)‪(2‬‬
‫ن‬ ‫ما ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قيمًا{ )النساء‪ (175:‬وقال ‪ } ‬فَأ ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ُ‬
‫‪ ()1‬يقال حاجــة وداجــة لقليــل الشــيئ وكــثيره ‪ ،‬أو أصــل الشــيئ‬
‫وتابعه‪.‬‬
‫مُنــوا ِبــالل ّهِ { أي‪:‬‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫مــا اّلــ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫‪()2‬قــال الشــيخ الســعدي ’‪ } :‬فَأ ّ‬
‫اعترفوا بوجوده واتصافه بكل وصف كامل‪ ،‬وتنزيهه من كل نقــص‬
‫موا ب ِـهِ { أي‪ :‬لجــأوا إلــى اللــه واعتمــدوا عليــه‬ ‫صـ ُ‬
‫وعيــب‪َ } .‬واع ْت َ َ‬
‫خل ُهُ ْ‬
‫م فِــي‬ ‫وتبرؤوا من حولهم وقوتهم واســتعانوا بربهــم‪ } .‬فَ َ‬
‫س ـي ُد ْ ِ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪585‬‬

‫مت ِهِ‬‫ح َ‬‫م ِفي َر ْ‬ ‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫خل ُهُ ْ‬ ‫ت فَي ُد ْ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫آ َ‬
‫ن { )الجاثـية‪ (30:‬وقال ‪‬‬ ‫مِبي ُ‬ ‫فوُْز ال ْ ُ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫َ‬
‫فْر ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مُنوا ب ِهِ ي َغْ ِ‬ ‫ي الل ّهِ َوآ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫جيُبوا َدا ِ‬ ‫مَنا أ ِ‬ ‫ؤ} َيا قَوْ َ‬
‫َ‬
‫ب أِليم ٍ {)الحقاف‪:‬‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جْرك ُ ْ‬ ‫م وَي ُ ِ‬ ‫ن ذ ُُنوب ِك ُ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪. (31‬‬
‫و الذي يضاده )إي الشرك( وهو السيئة التي ل‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫فُر أ ْ‬ ‫ه ل ي َغْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫تنفع معها حسنة قال ‪ } ‬إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬
‫شاُء وَ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ما ُدو َ‬ ‫فُر َ‬ ‫ك ب ِهِ وَي َغْ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ظيمًا{ )النساء‪:‬‬ ‫قدِ افْت ََرى إ ِْثما ً عَ ِ‬ ‫ك ِبالل ّهِ فَ َ‬ ‫شر ِ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬
‫فُر‬
‫ك ب ِهِ وَي َغْ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫فُر أ ْ‬ ‫ه ل ي َغْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫‪،(48‬وقال ‪ } ‬إ ِ ّ‬
‫ض ّ‬
‫ل‬ ‫ك ِبالل ّهِ فَقَد ْ َ‬ ‫شر ِ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُء وَ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ما ُدو َ‬ ‫َ‬
‫ضلل ً ب َِعيدا{)النساء‪.(116:‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫قال الشيخ السعدي ’‪:‬‬
‫يخبر تعالى‪ :‬أنه ل يغفر لمن أشرك به أحدا من‬
‫المخلوقين‪ ،‬ويغفر ما دون الشرك من الذنوب‬
‫صغائرها وكبائرها‪ ،‬وذلك عند مشيئته مغفرة ذلك‪،‬‬
‫إذا اقتضت حكمُته مغفرَته‪.‬‬
‫فالذنوب التي دون الشرك قد جعل الله لمغفرتها‬
‫أسبابا كثيرة‪ ،‬كالحسنات الماحية والمصائب‬
‫المكفرة في الدنيا‪ ،‬والبرزخ ويوم القيامة‪ ،‬وكدعاء‬
‫المؤمنين بعضهم لبعض‪ ،‬وبشفاعة الشافعين‪ .‬ومن‬
‫فوق ذلك كله رحمته التي أحق بها أهل اليمان‬
‫والتوحيد‪.‬‬
‫وهذا بخلف الشرك فإن المشرك قد سد على‬
‫نفسه أبواب المغفرة‪ ،‬وأغلق دونه أبواب الرحمة‪،‬‬
‫فل تنفعه الطاعات من دون التوحيد‪ ،‬ول تفيده‬

‫ل { أي‪ :‬فســيتغمدهم بالرحمــة الخاصــة)تفســير‬ ‫ه وَفَ ْ‬


‫ضـ ٍ‬ ‫من ْـ ُ‬
‫م ةٍ ّ‬
‫ح َ‬
‫َر ْ‬
‫السعدي ‪ -‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلم المنان (‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪586‬‬

‫ن‬‫شافِِعي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫المصائب شيئا‪ ،‬وما لهم يوم القيامة } ِ‬


‫ميم ٍ {‪.‬‬ ‫ح ِ‬‫ق َ‬ ‫دي ٍ‬ ‫ص ِ‬ ‫* َول َ‬
‫قدِ افْت ََرى‬ ‫ك ِبالل ّهِ فَ َ‬ ‫شر ِ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬‫م ْ‬‫ولهذا قال تعالى } وَ َ‬
‫ما { أي افترى جرما كبيرا وأي ظلم‬ ‫ظي ً‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫إ ِث ْ ً‬
‫أعظم ممن سوى المخلوق ‪-‬من تراب الناقص من‬
‫جميع الوجوه الفقير بذاته من كل وجه الذي ل‬
‫يملك لنفسه‪ -‬فضل عمن عبده ‪-‬نفًعا ول ضّرا ول‬
‫موًتا ول حياة ول نشوًرا‪ -‬بالخالق لكل شيء الكامل‬
‫من جميع الوجوه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته‬
‫الذي بيده النفع والضر والعطاء والمنع الذي ما من‬
‫نعمة بالمخلوقين إل فمنه تعالى فهل أعظم من‬
‫هذا الظلم شيء؟‬
‫ولهذا حتم على صاحبه بالخلود بالعذاب وحرمان‬
‫ه عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫قد ْ َ‬‫ك ِبالل ّهِ فَ َ‬ ‫شر ِ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫الثواب } إ ِن ّ ُ‬
‫مأ َْواهُ الّناُر { وهذه الية الكريمة في حق‬ ‫ة وَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬
‫غير التائب وأما التائب فإنه يغفر له الشرك فما‬
‫سَرُفوا‬ ‫عبادي ال ّذي َ‬ ‫دونه كما قال تعالى } قُ ْ‬
‫نأ ْ‬ ‫ل َيا ِ َ ِ َ ِ َ‬
‫فُر‬‫ه ي َغْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مةِ الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬‫طوا ِ‬ ‫قن َ ُ‬
‫م ل تَ ْ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫عََلى أ َن ْ ُ‬
‫ميًعا { أي لمن تاب إليه وأناب)‪.(1‬‬ ‫ج ِ‬ ‫ب َ‬ ‫الذ ُّنو َ‬

‫ن الل َّياِلي‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ت ل َي ْل َ ً‬‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ن أ َِبي ذ َّر _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬


‫ن‬
‫سا ٌ‬ ‫ه إ ِن ْ َ‬
‫مع َ ُ‬
‫س َ‬ ‫حد َهُ وَل َي ْ َ‬ ‫شي وَ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ي َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫فَإ َِذا َر ُ‬
‫حد ٌ َقا َ‬
‫ل‬ ‫ل فَظ َننت أ َنه يك ْره أ َن يمشي مع َ‬ ‫َقا َ‬
‫هأ َ‬ ‫َْ ُ ّ ُ َ َ ُ ْ َ ْ ِ َ َ َ ُ‬
‫مرِ َفال ْت َ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ت فََرآِني فَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ق َ‬ ‫شي ِفي ظ ِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫جعَل ْ ُ‬‫فَ َ‬
‫ل َيا أ ََبا‬ ‫ك َقا َ‬ ‫داَء َ‬ ‫ه فِ َ‬ ‫جعَل َِني الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ت أُبو ذ َّر َ‬ ‫ذا قُل ْ ُ‬ ‫ن هَ َ‬‫م ْ‬‫َ‬
‫ن‬
‫ل إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ساعَ ً‬ ‫ه َ‬ ‫مع َ ُ‬
‫ت َ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ل فَ َ‬
‫م َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬
‫ذ َّر ت ََعال ْ‬
‫‪()1‬تفسير السعدي ‪ -‬تيسير الكريم الرحمن فــي تفســير كلم‬
‫المنان‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪587‬‬

‫طاهُ‬ ‫ن أ َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مةِ إ ِّل َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫قّلو َ‬ ‫م ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫مك ْث ِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن ي َد َي ْهِ وَوََراَءهُ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫مال َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫مين َ ُ‬ ‫ح ِفيهِ ي َ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫خي ًْرا فَن َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ل ِلي‬ ‫قا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ساعَ ً‬ ‫ه َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫خي ًْرا َقا َ‬ ‫ل ِفيهِ َ‬ ‫م َ‬ ‫وَعَ ِ‬
‫َ‬
‫جاَرةٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ِ‬ ‫حوْل َ ُ‬ ‫سِني ِفي َقاٍع َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ل فَأ ْ‬ ‫ها هَُنا َقا َ‬ ‫س َ‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ل‬‫ك َقا َ‬ ‫جعَ إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫حّتى أْر ِ‬ ‫ها هَُنا َ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬ ‫جل ِ‬ ‫ل ِلي ا ْ‬
‫ل‬ ‫طا َ‬ ‫ث عَّني فَأ َ َ‬ ‫حّتى َل أ ََراهُ فَل َب ِ َ‬ ‫حّرةِ َ‬ ‫َفان ْط َل َقَ ِفي ال ْ َ‬
‫ن‬‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫قب ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ه وَهُوَ ُ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م إ ِّني َ‬ ‫ث ثُ ّ‬ ‫الل ّب ْ َ‬
‫ل فَل َما جاَء ل َ َ‬
‫ت َيا‬ ‫حّتى قُل ْ ُ‬ ‫صب ِْر َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ن َزَنى َقا َ‬ ‫سَرقَ وَإ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫ن ت ُك َل ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫داءَ َ‬ ‫ه فِ َ‬ ‫جعَل َِني الل ّ ُ‬ ‫ي الل ّهِ َ‬ ‫ن َب ِ ّ‬
‫جعُ إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫شي ًْئا َقا َ‬ ‫ك َ‬ ‫دا ي َْر ِ‬ ‫ح ً‬ ‫تأ َ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫حّرةِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫لب ّ ُ‬
‫ك‬‫مت َ َ‬ ‫شْر أ ّ‬ ‫حّرةِ َقا َ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫ض ِلي ِفي َ‬ ‫ل ‪À‬عََر َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ت َيا‬ ‫ة قُل ْ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫شي ًْئا د َ َ‬ ‫ك ِبالل ّهِ َ‬ ‫شر ِ ُ‬ ‫ت َل ي ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫أن ّ ُ‬
‫ن‬
‫ت وَإ ِ ْ‬ ‫ل قُل ْ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ن َزَنى َقا َ‬ ‫سَرقَ وَإ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫مَر )‪(((1‬‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫شر ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ن َزَنى َقا َ‬ ‫سَرقَ وَإ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وعَْنه _ َقا َ‬
‫و‬
‫ض وَهُ َ‬ ‫ب أب ْي َ ُ‬ ‫ي ‘ وَعَلي ْهِ ث َوْ ٌ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫ل ‪ )) :‬أت َي ْ ُ‬
‫ل َل‬ ‫ن عَب ْدٍ َقا َ‬ ‫ظ فَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫نائ ِم ث ُ َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ست َي ْ َ‬ ‫ه وَقَد ْ ا ْ‬ ‫م أت َي ْت ُ ُ‬ ‫َ ٌ ّ‬
‫ت‬ ‫ة قُل ْ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ك إ ِّل د َ َ‬ ‫ت عََلى ذ َل ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫ت‬ ‫سَرقَ قُل ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َزَنى وَإ ِ ْ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫سَرقَ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َزَنى وَإ ِ ْ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ت‬ ‫سَرقَ قُل ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َزَنى وَإ ِ ْ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫سَرقَ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َزَنى وَإ ِ ْ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫سَرقَ عََلى‬ ‫ن َ‬ ‫ن َزَنى وَإ ِ ْ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫سَرقَ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َزَنى وَإ ِ ْ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ف أِبي ذ َّر وَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا َقا َ‬
‫ل‬ ‫ث ب ِهَ َ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫ن أُبو ذ َّر إ َِذا َ‬ ‫كا َ‬ ‫َرغْم ِ أن ْ ِ‬
‫ف أ َِبي ذ َّر )‪(((2‬‬ ‫م أ َن ْ ُ‬ ‫ن َرِغ َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ل أُبو عَْبد الل ّهِ )المام البخاري ’ ( هَ َ‬ ‫َ‬ ‫َقا َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ذا ِ‬
‫َ‬
‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫م وََقا َ‬ ‫ب وَن َدِ َ‬ ‫ه إ َِذا َتا َ‬ ‫ت أوْ قَب ْل َ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‪.‬‬‫فَر ل َ ُ‬ ‫غُ ِ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪588‬‬

‫ن الّناِر‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬


‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ل ‪)) :‬ي َ ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫س _ ‪ :‬عَ ْ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫شِعيَرةٍ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه وَِفي قَلب ِهِ وَْز ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ه إ ِل الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل ل إ ِل َ‬ ‫َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ه وَِفي‬ ‫ّ‬
‫ه إ ِل الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل ل إ ِل َ‬ ‫َ‬ ‫ن قا َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الّنارِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫خي ْرٍ وَي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ل َل‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الّنارِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫خي ْرٍ وَي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب ُّرةٍ ِ‬ ‫قَل ْب ِهِ وَْز ُ‬
‫خي ْرٍ )‪.(((1‬‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ذ َّرةٍ ِ‬ ‫ه وَِفي قَل ْب ِهِ وَْز ُ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫ل ‪ِ:‬قي َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ أن ّ ُ‬ ‫ْ‬
‫ل اللهِّ‬ ‫سو ُ‬ ‫مةِ َقا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫س بِ َ‬ ‫َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫فاعَت ِك ي َوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ِ‬ ‫سعَد ُ الّنا‬ ‫أ ْ‬
‫قد ظ َننت يا أ َبا هريرة أ َن َل ي َ‬
‫ذا‬ ‫ن هَ َ‬ ‫سأل ُِني عَ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫‘ ‪ )) :‬ل َ َ ْ َ ْ ُ َ َ ُ َ ْ َ َ ْ‬
‫ك عََلى‬ ‫َ‬ ‫حد ٌ أ َوّ ُ‬ ‫َ‬
‫ص َ‬ ‫حْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ثأ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫فاعَِتي ي َوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫س بِ َ‬ ‫سعَد ُ الّنا ِ‬ ‫ثأ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫سهِ )‪(((2‬‬ ‫ف ِ‬ ‫ن قَل ْب ِهِ أ َوْ ن َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫خال ِ ً‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن قََتاد َةَ َقا َ‬
‫ي‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ك _ ‪)) :‬أ ّ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا أن َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل‬‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاذ َ ب ْ َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه عََلى الّر ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫معاذ ٌ َرِدي ُ‬ ‫‘ وَ ُ‬
‫ل‬‫مَعاذ ُ َقا َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫سعْد َي ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫ل ل َب ّي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ك ث ََلًثا َقا َ‬
‫حدٍ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫سعْد َي ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫ل َب ّي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫دا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ل َيا‬ ‫ه عََلى الّنارِ َقا َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ن قَل ْب ِهِ إ ِّل َ‬ ‫م ْ‬ ‫صد ًْقا ِ‬ ‫ِ‬
‫شُروا َقا َ‬ ‫ُ‬
‫ل الل ّهِ أفََل أ ْ‬ ‫َ‬
‫ل إ ًِذا‬ ‫ست َب ْ ِ‬ ‫س فَي َ ْ‬ ‫خب ُِر ب ِهِ الّنا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ما )‪.(((3‬‬ ‫موْت ِهِ ت َأث ّ ً‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫مَعاذ ٌ ِ‬ ‫خب ََر ب َِها ُ‬ ‫ي َت ّك ُِلوا وَأ َ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬فَإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ك _‪َ:‬قا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫عت َْبا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ه ي َب ْت َِغي‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م عََلى الّنارِ َ‬ ‫حّر َ‬ ‫ه قَد ْ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫)‪(4‬‬
‫ل‬‫ن الّزهْرِيّ َقا َ‬ ‫ه الل ّهِ (( وفى رواية عَ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك وَ ْ‬ ‫ب ِذ َل ِ َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫‪ ()3‬متفق عيه‪.‬‬
‫‪ ()4‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪589‬‬

‫ه عَقَ َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫مود ٌ أن ّ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن الّرِبيِع _ وََزعَ َ‬ ‫مود ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خب ََرِني َ‬
‫ت‬‫كان َ ْ‬ ‫ن د َل ْوٍ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَها ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ة َ‬ ‫ج ً‬ ‫م ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ق َ‬ ‫ل‪:‬وَعَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وََقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ك اْلْنصارِيّ _‬ ‫َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫م َقا َ‬
‫ن َ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫عت َْبا َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ِفي َدارِهِ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫ثُ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ي َر ُ‬ ‫دا عَل َ ّ‬ ‫ل غَ َ‬ ‫سال ِم ٍ َقا َ‬ ‫حد َ ب َِني َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ّ‬
‫ه إ ِّل‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫مةِ ي َ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ي عَب ْد ٌ ي َوْ َ‬ ‫وافِ َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ل ‪ )) :‬ل َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ الّناَر ((‪.‬‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ه الل ّهِ إ ِّل َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ي َب ْت َِغي ب ِهِ وَ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪)) :‬أ َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرةَ _ ‪َ:‬قا َ‬
‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫قى الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ َل ي َل ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه وَأّني َر ُ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫َل إ ِل َ َ‬
‫جن ّةِ )‪(((5‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك فَي ُ ْ‬ ‫شا ّ‬ ‫عَب ْد ٌ غَي َْر َ‬
‫ل‪:‬‬‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ك _ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ُ‬ ‫‪ -‬أن َ ٍ‬
‫ما د َعَوْت َِني‬ ‫ك َ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ك وَت ََعاَلى َيا اب ْ َ‬ ‫ه ت ََباَر َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫)) َقا َ‬
‫ك وََل أَباِلي َيا‬ ‫ُ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك عََلى َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫فْر ُ‬ ‫جوْت َِني غَ َ‬ ‫وََر َ‬
‫م‬‫ماِء ث ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ك عََنا َ‬ ‫ت ذ ُُنوب ُ َ‬ ‫م ل َوْ ب َل َغَ ْ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫اب ْ َ‬
‫ُ‬
‫ك لَ ْ‬
‫و‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ك وََل أَباِلي َيا اب ْ َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫فْر ُ‬ ‫فْرت َِني غَ َ‬ ‫ست َغْ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ك ِبي‬ ‫شر ِ ُ‬ ‫قيت َِني َل ت ُ ْ‬ ‫م لَ ِ‬ ‫طاَيا ث ُ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ب الْر ِ‬
‫َ‬ ‫قَرا ِ ْ‬ ‫أ َت َي ْت َِني ب ِ ُ‬
‫فَرةً )‪.(((1‬‬ ‫مغ ْ ِ‬ ‫قَراب َِها َ‬ ‫ك بِ ُ‬ ‫شي ًْئا َل َت َي ْت ُ َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‘‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ:‬قا َ‬ ‫ت _ َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫‪ -‬عَُباد َةُ ب ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َهُ َل َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫)) َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سى عَب ْد ُ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫عي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا عَب ْد ُهُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وَأ ّ‬
‫َ‬ ‫ه أ َل ْ َ‬ ‫واب َ‬
‫ن‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م وَُرو ٌ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ها إ َِلى َ‬ ‫قا َ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫مت ِهِ وَك َل ِ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫وا ِ‬ ‫ن أيّ أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫حق ّ أد ْ َ‬ ‫ن الّناَر َ‬ ‫حقّ وَأ ّ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬
‫ضا )) عَ ْ‬ ‫شاَء )‪ (((2‬وفى رواية له أي ً‬ ‫مان ِي َةِ َ‬ ‫جن ّةِ الث ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ل ‪:‬د َ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن عَُباد َةَ ب ْ ِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫صَناب ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ ()5‬رواه مسلم‬
‫ن أ َِبي ذ َّر _ والترمذي وحســنه وقــال اللبــاني‪:‬‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد ع َ ْ‬
‫صحيح السلسلة الصحيحة)‪(128-127‬‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪590‬‬

‫كي‬ ‫م ت َب ْ ِ‬ ‫مهًْل ل ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ت فَب َك َي ْ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫عَل َي ْهِ وَهُوَ ِفي ال ْ َ‬


‫ت‬ ‫فع ْ ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ك وَل َئ ِ ْ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫شهَد َ ّ‬ ‫ت َل َ ْ‬ ‫شهِد ْ ُ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫والل ّهِ ل َئ ِ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ل َوالل ّهِ‬ ‫ت َلن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َل َ ْ‬
‫م َقا َ‬ ‫ك ثُ ّ‬ ‫فعَن ّ َ‬ ‫ست َط َعْ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ك وَل َئ ِ ْ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫فع َ ّ‬ ‫ش َ‬
‫ه‬
‫م ِفي ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ل َك ُ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫موهُ‬ ‫حد ّث ُك ُ ُ‬ ‫فأ َ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫دا وَ َ‬ ‫ح ً‬ ‫ديًثا َوا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫موهُ إ ِّل َ‬ ‫حد ّث ْت ُك ُ ُ‬ ‫خي ٌْر إ ِّل َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ي َ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫قو ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫سي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ط ب ِن َ ْ‬ ‫م وَقَد ْ أ ِ‬ ‫ال ْي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫دا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهِد َ أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ الّناَر ((‪.‬‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _‪)) :‬ك ُّنا قُُعوًدا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فر ٍ ف َ َ‬ ‫مُر ِفي ن َ َ‬ ‫معََنا أُبو ب َك ْرٍ وَعُ َ‬ ‫‘ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قت َط َعَ ُدون ََنا‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫شيَنا أ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن أ َظ ْهُرَِنا فَأب ْط َأ عَل َي َْنا وَ َ‬ ‫ب َي ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أب ْت َِغي‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ن فَزِعَ فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت أو ّ َ‬ ‫مَنا فَك ُن ْ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫وَفَزِعَْنا فَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جاِر‬ ‫صارِ ل ِب َِني الن ّ ّ‬ ‫طا ل ِْلن ْ َ‬ ‫حائ ِ ً‬ ‫ت َ‬ ‫حّتى أت َي ْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خ ُ‬
‫ل‬ ‫جد ْ فَإ َِذا َرِبيعٌ ي َد ْ ُ‬ ‫مأ ِ‬ ‫ه َباًبا فَل َ ْ‬ ‫جد ُ ل َ ُ‬ ‫لأ ِ‬ ‫ت ب ِهِ هَ ْ‬ ‫فَد ُْر ُ‬
‫ل‬ ‫جد ْوَ ُ‬ ‫جةٍ َوالّرِبيعُ ال ْ َ‬ ‫خارِ َ‬ ‫ن ب ِئ ْرٍ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫حائ ِ ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫جو ْ ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫ل‬‫سو ِ‬ ‫ت عََلى َر ُ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ب فَد َ َ‬ ‫فُز الث ّعْل َ ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫فْز ُ‬ ‫حت َ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫م َيا َر ُ‬ ‫ت ن َعَ ْ‬ ‫ل أُبو هَُري َْرةَ فَقُل ْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫الل ّهِ ‘ فَ َ‬
‫َ ْ‬ ‫ن أ َظ ْهُرَِنا فَ ُ‬ ‫شأ ْن ُ َ‬
‫ت‬ ‫ت فَأب ْط َأ َ‬ ‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫ت ك ُن ْ َ‬ ‫ك قُل ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أو ّ َ‬
‫ل‬ ‫فزِعَْنا فَكن ْ ُ‬ ‫قت َطعَ ُدون ََنا فَ َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫شيَنا أ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫عَلي َْنا فَ َ‬
‫حائ ِ َ‬ ‫َ‬
‫فُز‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫فْز ُ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ط َفا ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ت هَ َ‬ ‫ن فَزِعَ فَأت َي ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ل َيا أَبا هَُري َْرةَ‬ ‫قا َ‬ ‫س وََراِئي فَ َ‬ ‫ب وَهَؤَُلِء الّنا ُ‬ ‫الث ّعْل َ ُ‬
‫ت‬‫قي َ‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ب ب ِن َعْل َ ّ‬ ‫ل اذ ْهَ ْ‬ ‫طاِني ن َعْل َي ْهِ َقا َ‬ ‫وَأ َعْ َ‬
‫هات َي ْ ِ‬ ‫ي َ‬
‫َ‬
‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ط يَ ْ‬ ‫حائ ِ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن وََراِء هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أو ّ َ‬ ‫كا َ‬ ‫جن ّةِ فَ َ‬ ‫شْرهُ ِبال ْ َ‬ ‫ه فَب َ ّ‬ ‫قًنا ب َِها قَل ْب ُ ُ‬ ‫ست َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ن َيا أَبا هَُري َْرةَ‬ ‫ن الن ّعَْل ِ‬ ‫هاَتا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫مُر فَ َ‬ ‫ت عُ َ‬ ‫قي ُ‬ ‫لَ ِ‬
‫ت‬‫قي ُ‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ب َعَث َِني ب ِهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن ن َعَْل َر ُ‬ ‫هاَتا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫شْرت ُ ُ‬ ‫ه بَ ّ‬ ‫قًنا ب َِها قَل ْب ُ ُ‬ ‫ست َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫سِتي‬ ‫ت ِل ْ‬ ‫خَرْر ُ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ن ث َد ْي َ ّ‬ ‫مُر ب ِي َدِهِ ب َي ْ َ‬ ‫ب عُ َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫جن ّةِ فَ َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ل الل ّهِ ‘‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫ت إ َِلى َر ُ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫جعْ َيا أَبا هَُري َْرةَ فََر َ‬ ‫ل اْر ِ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪591‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ري‬ ‫مُر فَإ َِذا َ هُوَ عََلى أث َ ِ‬ ‫كاًء وََرك ِب َِني عُ َ‬ ‫ت بُ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫جهَ ْ‬ ‫فَأ ْ‬
‫ت‬ ‫ك َيا أَبا هَُري َْرةَ قُل ْ ُ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ِلي َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ب ب َي ْ َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ذي ب َعَث ْت َِني ب ِهِ فَ َ‬ ‫ه ِبال ّ ِ‬ ‫خب َْرت ُ ُ‬ ‫مَر فَأ ْ‬ ‫ت عُ َ‬ ‫قي ُ‬ ‫لَ ِ‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫قا َ‬ ‫جعْ فَ َ‬ ‫ل اْر ِ‬ ‫سِتي َقا َ‬ ‫ت ِل ْ‬ ‫خَرْر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ضْرب َ ً‬ ‫ي َ‬ ‫ث َد ْي َ ّ‬
‫ل َيا‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ما فَعَل ْ َ‬ ‫ك عََلى َ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫مُر َ‬ ‫ل الل ّهِ َيا عُ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ت أَبا هَُري َْرةَ ب ِن َعْل َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫مي أب َعَث ْ َ‬ ‫ت وَأ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ب ِأِبي أن ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫قًنا ب َِها قَل ْب ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ست َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ي يَ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ل فََل ت َ ْ‬
‫شى‬ ‫خ َ‬ ‫ل فَإ ِّني أ ْ‬ ‫فع َ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫جن ّةِ َقا َ‬ ‫شَرهُ ِبال ْ َ‬ ‫بَ ّ‬
‫َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ي َعْ َ‬ ‫خل ّهِ ْ‬ ‫س عَل َي َْها فَ َ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫ن ي َت ّك ِ َ‬ ‫أ ْ‬
‫م )‪.(((1‬‬ ‫خل ّهِ ْ‬ ‫الل ّهِ ‘ فَ َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫س َقاُلوا َيا َر ُ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _‪)) :‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ل اللهِ ‘‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫مةِ فَ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل ن ََرى َرب َّنا ي َوْ َ‬ ‫الل ّهِ هَ ْ‬
‫ل‬‫سو َ‬ ‫ة ال ْب َد ْرِ َقاُلوا َل َيا َر ُ‬ ‫مرِ ل َي ْل َ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫ضاّرو َ‬ ‫ل تُ َ‬ ‫هَ ْ‬
‫س ُدون ََها‬ ‫س ل َي ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫ضاّرو َ‬ ‫ل تُ َ‬ ‫ل فَهَ ْ‬ ‫الل ّهِ َقا َ‬
‫ه‬‫م ت ََروْن َ ُ‬ ‫ل فَإ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ب َقاُلوا َل َيا َر ُ‬ ‫حا ٌ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫مةِ فَي َ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫س ي َوْ َ‬ ‫ه الّنا َ‬ ‫معُ الل ّ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫ك َذ َل ِ َ‬
‫س‬
‫م َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ي َعْب ُد ُ ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه فَي َت ْب َعُ َ‬ ‫شي ًْئا فَل ْي َت ْب َعْ ُ‬ ‫ي َعْب ُد ُ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مَر وَي َت ْب َعُ َ‬ ‫ق َ‬ ‫مَر ال ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ي َعْب ُد ُ ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س وَي َت ْب َعُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫م ُ‬ ‫قى هَذِهِ اْل ّ‬ ‫ت وَت َب ْ َ‬ ‫واِغي َ‬ ‫ت الط ّ َ‬ ‫واِغي َ‬ ‫ن ي َعْب ُد ُ الط ّ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫شافعو َ َ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م فَي َأِتيهِ ْ‬ ‫هي ُ‬ ‫ك إ ِب َْرا ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ها َ‬ ‫قو َ‬ ‫مَنافِ ُ‬ ‫ها أوْ ُ‬ ‫ِفيَها َ ِ ُ‬
‫ْ‬ ‫قو ُ َ‬
‫حّتى ي َأت ِي ََنا َرب َّنا‬ ‫كان َُنا َ‬ ‫م َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ل أَنا َرب ّك ُ ْ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫صوَرت ِهِ ال ِّتي‬ ‫ْ‬
‫ه ِفي ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫جاَءَنا َرب َّنا عََرفَْناهُ فَي َأِتيهِ ْ‬ ‫فَإ َِذا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َرب َّنا فَي َت ْب َُعون َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ل أَنا َرب ّك ُ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن فَي َ ُ‬ ‫ي َعْرُِفو َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مِتي‬ ‫ن أَنا وَأ ّ‬ ‫كو ُ‬ ‫م فَأ ُ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن ظ َهَْريْ َ‬ ‫ط ب َي ْ َ‬ ‫صَرا ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ضَر ُ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫وى‬ ‫ل وَد َعْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫مئ ِذٍ إ ِّل الّر ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ها وََل ي َت َك َل ّ ُ‬ ‫جيُز َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫أ َوّ َ‬
‫ب‬ ‫م ك ََلِلي ُ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫م وَِفي َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مئ ِذٍ الل ّهُ ّ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬
‫ن َقاُلوا ن َعَ ْ‬
‫م‬ ‫دا َ‬ ‫سع ْ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ل َرأي ْت ُ ْ‬ ‫ن هَ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫سع ْ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫شو ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪592‬‬

‫ن غَي َْر‬ ‫دا ِ‬ ‫سع ْ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫شو ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ل فَإ ِن َّها ِ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬
‫خط َ ُ‬ ‫َ‬
‫س‬‫ف الّنا َ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫مَها إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫عظ َ ِ‬ ‫ما قَد ُْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه َل ي َعْل َ ُ‬ ‫أن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫موث َ ُ‬
‫ق‬ ‫مل ِهِ أوْ ال ْ ُ‬ ‫ي ب ِعَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫موب َقُ ب َ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م فَ ِ‬ ‫مال ِهِ ْ‬ ‫ب ِأعْ َ‬
‫َ‬ ‫خرد ُ َ‬
‫حوُهُ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫جاَزى أوْ ن َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل أو ْ ا ل ْ ُ‬ ‫م َ ْ َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫مل ِهِ وَ ِ‬ ‫ب ِعَ َ‬
‫ن ال ْعَِبادِ‬ ‫ضاِء ب َي ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫حّتى إ َِذا فََرغَ الل ّ ُ‬ ‫جّلى َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫مَر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الّنارِ أ َ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أَراد َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مت ِهِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ج ب َِر ْ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫وَأَراد َ أ ْ‬
‫شر ِ ُ‬
‫ك‬ ‫ن َل ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ال ْمَلئ ِك َ َ َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الّنارِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ي َْر َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ن أَراد َ الل ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫ِبالل ّهِ َ‬
‫َ‬
‫جودِ‬ ‫س ُ‬ ‫م ِفي الّنارِ ب ِأث َرِ ال ّ‬ ‫ه فَي َعْرُِفون َهُ ْ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫َل إ ِل َ َ‬
‫ه عََلى‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫جودِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م إ ِّل أث ََر ال ّ‬
‫َ‬
‫ن آد َ َ‬ ‫ل الّناُر ْ اب ْ َ‬ ‫ت َأ ْك ُ ُ‬
‫النار أ َن تأك ُ َ َ‬
‫ن الّنارِ قَد ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫جودِ فَي َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ل أث ََر ال ّ‬ ‫ّ ِ ْ َ‬
‫ه‬
‫حت َ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫حَياةِ فَي َن ْب ُُتو َ‬ ‫ماُء ال َ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ب عَلي ْهِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص ّ‬ ‫شوا فَي ُ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫مت ُ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫فُرغُ الل ّ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ما ت َن ْب ُ ُ‬ ‫كَ َ‬
‫ه‬
‫جهِ ِ‬ ‫ل ب ِوَ ْ‬ ‫قب ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫قى َر ُ‬ ‫ن ال ْعَِبادِ وَي َب ْ َ‬ ‫ضاِء ب َي ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قو ُ َ‬ ‫عََلى النار هُو آ ِ َ‬
‫ي‬
‫لأ ْ‬ ‫ة فَي َ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫خوًل ال ْ َ‬ ‫ل الّنارِ د ُ ُ‬ ‫خُر أهْ ِ‬ ‫ّ ِ َ‬
‫حَها‬ ‫شب َِني ِري ُ‬ ‫ه قَد ْ قَ َ‬ ‫ن الّنارِ فَإ ِن ّ ُ‬ ‫جِهي عَ ْ‬ ‫ف وَ ْ‬ ‫صر ِ ْ‬ ‫با ْ‬ ‫َر ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ن ي َد ْعُوَهُ ث ُ ّ‬ ‫شاَء أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫عو الل ّ َ‬ ‫ها فَي َد ْ ُ‬ ‫كاؤُ َ‬ ‫حَرقَِني ذ َ َ‬ ‫وَأ ْ‬
‫سأ َل َِني‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫كأ ْ‬
‫ك ذ َل ِ َ َ‬ ‫ن أ َعْط َي ْت ُ َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫سي ْ َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫ه هَ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫سأل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫طي َرب ّ ُ‬ ‫ك غَي َْرهُ وَي ُعْ ِ‬ ‫ك َل أ ْ‬ ‫عّزت ِ َ‬ ‫ل َل وَ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫غَي َْرهُ فَي َ ُ‬
‫ن‬
‫ه عَ ْ‬ ‫جهَ ُ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫صر ِ ُ‬ ‫شاَء فَي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫واِثيقَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عُُهودٍ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫سك َ َ‬ ‫ها َ‬ ‫جن ّةِ وََرآ َ‬ ‫ل عََلى ال ْ َ‬ ‫الّنارِ فَإ َِذا أقْب َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫مِني إ َِلى َبا ِ‬ ‫ب قَد ّ ْ‬ ‫ل أيْ َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫سك ُ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّه ل َ َ‬
‫ك‬‫ق َ‬ ‫واِثي َ‬ ‫م َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ت عُُهود َ َ‬ ‫ت قَد ْ أعْط َي ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ه أل َ ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫دا وَي ْل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ َن َل ت َ‬
‫ن‬
‫ك َيا اب ْ َ‬ ‫ت أب َ ً‬ ‫طي َ‬ ‫ذي أعْ ِ‬ ‫سأل َِني غَي َْر ال ّ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قو َ‬
‫ل‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عو الل ّ َ‬ ‫ب وَي َد ْ ُ‬ ‫ل أيْ َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫ما أغْد ََر َ‬ ‫م َ‬ ‫آد َ َ‬
‫ل‬ ‫قو ُ‬ ‫ل غَي َْرهُ فَي َ ُ‬ ‫سأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫هَ ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫طي َ‬ ‫ن أعْ ِ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫سي ْ َ‬ ‫ل عَ َ‬
‫ن عُُهودٍ‬ ‫م ْ‬ ‫شاَء ِ‬ ‫ما َ‬ ‫طي َ‬ ‫ك غَي َْرهُ وَي ُعْ ِ‬ ‫سأ َل ُ َ‬ ‫ك َل أ ْ‬
‫َ‬ ‫عّزت ِ َ‬ ‫َل وَ ِ‬
‫م إ َِلى َبا ِ‬
‫ب‬ ‫جن ّةِ فَإ َِذا َقا َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ه إ َِلى َبا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫واِثيقَ فَي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫حب َْر ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِفيَها ِ‬ ‫ة فََرأى َ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫فهَ َ‬ ‫جن ّةِ ان ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪593‬‬
‫شاَء الل ّ َ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫سك ُ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫سُرورِ فَي َ ْ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ت قَد ْ أعْط َي ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ه أل َ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ة فَي َ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫خل ِْني ال ْ َ‬ ‫ب أد ْ ِ‬ ‫أيْ َر ّ‬
‫ت‬ ‫طي َ‬
‫ُ‬
‫ما أعْ ِ‬ ‫ل غَي َْر َ‬ ‫سأ َ َ‬ ‫ن َل ت َ ْ‬ ‫كأ ْ‬
‫ق َ َ‬ ‫واِثي َ‬ ‫م َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫عُُهود َ َ‬
‫ب َل‬ ‫قو ُ َ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫ما أ َغْد ََر َ‬ ‫ل وَي ْل َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ل أيْ َر ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ك َيا اب ْ َ‬
‫ك الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ح َ‬ ‫ض َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ل ي َد ْ ُ‬ ‫ك فََل ي ََزا ُ‬ ‫ق َ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫قى َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫أَ ُ‬
‫خل ََها‬ ‫ة فَإ َِذا د َ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ه اد ْ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ه فَإ َِذا َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ِ‬
‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫حّتى إ ِ ّ‬ ‫مّنى َ‬ ‫ه وَت َ َ‬ ‫ل َرب ّ ُ‬ ‫سأ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫من ّ ْ‬‫ه تَ َ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫مان ِ ّ‬ ‫ت ب ِهِ اْل َ‬ ‫قط َعَ ْ‬ ‫حّتى ان ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل َي ُذ َك ُّرهُ ي َ ُ‬
‫ه)‪(((1‬‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مث ْل ُ ُ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬

‫س‬
‫معَْنا َنا ٌ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ل ‪ )) :‬ا ْ‬ ‫ل ال ْعَن َزِيّ َقا َ‬ ‫ن هَِل ٍ‬ ‫معْب َد ُ ب ْ ُ‬ ‫‪-‬قال َ‬
‫َ‬ ‫صَرةِ فَذ َهَب َْنا إ ِ َ‬ ‫ن أ َهْ‬
‫ك وَذ َهَب َْنا‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫لى أن َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل ال ْب َ‬ ‫ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ث‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ل ََنا عَ ْ‬ ‫سأل ُ ُ‬ ‫ي إ ِل َي ْهِ ي َ ْ‬ ‫ت ال ْب َُنان ِ ّ‬ ‫معََنا ب َِثاب ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫صلي‬ ‫ّ‬ ‫قَناهُ ي ُ َ‬ ‫وافَ ْ‬ ‫صرِهِ فَ َ‬ ‫في قَ ْ‬ ‫فاعَةِ فَإ َِذا هُوَ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه‬
‫ش ِ‬ ‫عد ٌ عََلى فَِرا ِ‬ ‫ن ل ََنا وَهُوَ َقا ِ‬ ‫ست َأذ َّنا فَأذِ َ‬ ‫حى َفا ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ث‬
‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫يٍء أوّ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ت َل ت َ ْ‬ ‫قل َْنا ل َِثاب ِ ٍ‬ ‫فَ ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫وان ُ َ‬ ‫مَزةَ هَؤَُلِء إ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فاعَةِ فَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن أه ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ح ْ‬‫ل َيا أَبا َ‬
‫َ‬
‫ش َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫فاعَةِ فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ث ال ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫جاُءو َ‬ ‫صَرةِ َ‬ ‫ال ْب َ ْ‬
‫س‬
‫ج الّنا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ي َوْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل إ َِذا َ‬ ‫مد ٌ ‘ َقا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫َ‬
‫فعْ ل ََنا‬ ‫ْ‬
‫ش َ‬ ‫نا ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ض فَي َأُتو َ‬ ‫م ِفي ب َعْ ٍ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫م‬
‫هي َ‬ ‫م ب ِإ ِب َْرا ِ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫ت ْ ل ََها وَل َك ِ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫إ َِلى َرب ّ َ‬
‫ت ل ََها‬ ‫س ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫ن فَي َأُتو َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫خِلي ُ‬ ‫ه َ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫ْ‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م الل ّهِ فَي َأُتو َ‬ ‫ه ك َِلي ُ‬ ‫سى فَإ ِن ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫وَل َك ِ ْ‬
‫ح الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ه ُرو ُ‬ ‫سى فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ب ِِعي َ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫ت ل ََها وَل َك ِ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ْ‬
‫ت ل ََها َوَل َك ِ ْ ْ‬
‫ن‬ ‫س ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قو ُ‬
‫َ‬
‫سى فَي َ ُ‬ ‫عي َ‬
‫ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ه فَي َأُتو َ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫وَك َل ِ َ‬
‫عَل َيك ُم بمحمد ‘ فَيأتوِني فَأُقو ُ َ‬
‫ن‬
‫ست َأذِ ُ‬ ‫ل أَنا ل ََها فَأ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ْ ِ ُ َ ّ ٍ‬
‫مد ُهُ ب َِها لَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ح َ‬ ‫مد َ أ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ن ِلي وَي ُلهِ ُ‬ ‫عََلى َرّبي فَي ُؤْذ َ ُ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪594‬‬
‫َ‬
‫خّر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫مدِ وَأ َ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مد ُهُ ب ِت ِل ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن فَأ ْ‬ ‫ضُرِني اْل َ‬ ‫ح ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫معْ ل َ َ‬ ‫ك وَقُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫مد ُ اْرفَعْ َرأ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫دا فَي َ ُ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫َ‬
‫مِتي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فعْ فَأُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫ط َوا ْ‬ ‫ل ت ُعْ َ‬ ‫س ْ‬
‫مِتي أ ّ‬ ‫بأ ّ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫ش َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫قا ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن ِفي قَل ْب ِهِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫من َْها َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫ل ان ْط َل ِقْ فَأ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫ن فَأ َن ْط َل ِقُ فَأ َفْعَ ُ‬
‫مد ُهُ‬ ‫ح َ‬ ‫عود ُ فَأ ْ‬ ‫م أَ ُ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن ِإي َ‬ ‫م ْ‬ ‫شِعيَرةٍ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مد ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫دا فَي ُ َ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫خّر ل َ ُ‬ ‫مأ ِ‬ ‫مدِ ث ُ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ب ِت ِل ْ َ‬
‫ل ت ُعْ َ‬ ‫معْ ل َ َ‬ ‫ك وَقُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫ع‬
‫ش فَ ْ‬ ‫ط َوا ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫اْرفَعْ َرأ َ‬
‫ل ان ْط َل ِ ْ‬
‫ق‬ ‫قو ُ‬ ‫مِتي فَي َ ُ‬ ‫ُ‬
‫مِتي أ ّ‬ ‫بأ ّ‬
‫ُ‬
‫ل َيا َر ّ‬ ‫فعْ فَأ َُقو ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫تُ َ‬
‫َ‬
‫خْرد َل َ ٍ‬
‫ة‬ ‫ل ذ َّرةٍ أ َوْ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن ِفي قَل ْب ِهِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫من َْها َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫فَأ ْ‬
‫َ‬ ‫ه فَأ َن ْط َل ِقُ فَأ َفْعَ ُ‬ ‫َ‬
‫مد ُهُ‬ ‫ح َ‬ ‫عود ُ فَأ ْ‬ ‫م أَ ُ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫ن فَأ ْ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن ِإي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫قو ُ‬ ‫دا فَي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب ِت ِل َ‬ ‫ْ‬
‫مد ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫خّر ل ُ‬ ‫مأ ِ‬ ‫مدِ ث ُ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال َ‬
‫ل ت ُعْ َ‬ ‫معْ ل َ َ‬ ‫ك وَقُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫ع‬
‫ش فَ ْ‬ ‫ط َوا ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫اْرفَعْ َرأ َ‬
‫ل ان ْط َل ِ ْ‬
‫ق‬ ‫قو ُ‬ ‫مِتي فَي َ ُ‬ ‫ُ‬
‫مِتي أ ّ‬ ‫بأ ّ‬
‫ُ‬
‫ل َيا َر ّ‬ ‫فعْ فَأ َُقو ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫تُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا ِ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن ِفي قَل ْب ِهِ أد َْنى أد َْنى أد َْنى ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ج َ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫فَأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الّنارِ فَأن ْط َل ِ ُ‬
‫ق‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫خر ِ ْ‬ ‫ن فَأ ْ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن ِإي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫خْرد َ ٍ‬ ‫حب ّةِ َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‬‫ت ل ِب َعْ ِ‬ ‫س قُل ُ‬ ‫عن ْدِ أن َ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جَنا ِ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل فَل ّ‬ ‫فَأفْعَ ُ‬
‫َ‬ ‫أَ‬
‫ل أِبي‬ ‫من ْزِ ِ‬ ‫وارٍ ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫مت َ‬ ‫ن وَهُوَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ح َ‬ ‫مَرْرَنا ِبال ْ َ‬ ‫حاب َِنا ل َوْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك فَأت َي َْناهُ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا أن َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫حد ّث َْناهُ ب ِ َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫خِلي َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جئ َْنا َ‬
‫ك‬ ‫سِعيدٍ ِ‬ ‫ه َيا أَبا َ‬ ‫قل َْنا ل َ ُ‬ ‫ن ل ََنا فَ ُ‬ ‫مَنا عَل َي ْهِ فَأذِ َ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ّث ََنا‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫م ن ََر ِ‬ ‫ك فَل َ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ك أن َ ِ‬ ‫خي َ‬ ‫عن ْدِ أ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ث َفان ْت ََهى‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫حد ّث َْناهُ ِبال ْ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫هي ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫قا َ‬ ‫فاعَةِ فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫م ي َزِد ْ ل ََنا عََلى‬ ‫قل َْنا ل َ ْ‬ ‫ه فَ ُ‬ ‫هي ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ضِع فَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫إ َِلى هَ َ‬
‫ة‬
‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ش َِ‬ ‫ع ْ‬ ‫من ْذ ُ ِ‬ ‫ميعٌ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫حد ّث َِني وَهُوَ َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ذا فَ َ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سِعيدٍ‬ ‫ن ت َت ّك ُِلوا قُل َْنا َيا أَبا َ‬ ‫م ك َرِهَ أ ْ‬ ‫يأ ْ‬ ‫س َ‬ ‫فََل أد ِْري أن َ ِ‬
‫ه‬‫ما ذ َك َْرت ُ ُ‬ ‫جوًل َ‬ ‫ن عَ ُ‬ ‫سا ُ‬ ‫خل ِقَ اْل ِن ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك وََقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫حد ّث َْنا فَ َ‬ ‫فَ َ‬
‫إّل وأ َنا أ ُريد أ َ ُ‬
‫م ب ِهِ َقا َ‬
‫ل‬ ‫حد ّث َك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حد ّث َِني ك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث َك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ َ َ ِ ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خّر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫مأ ِ‬ ‫مدِ ث ُ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مد ُهُ ب ِت ِل ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة فَأ ْ‬ ‫عود ُ الّراب ِعَ َ‬ ‫م أَ ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ك وَقُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫ع‬
‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫مد ُ اْرفَعْ َرأ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫دا فَي ُ َ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن ِلي‬ ‫ب ائ ْذ َ ْ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫شفّعْ فَأُقو ُ‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َوا ْ‬ ‫ل ت ُعْط َ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫وَ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪595‬‬

‫جَلِلي‬ ‫عّزِتي وَ َ‬‫ل وَ ِ‬‫قو ُ‬‫ه فَي َ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬ ‫ه إ ِّل‬‫ل َل إ ِل َ َ‬


‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬‫ِفي َ‬
‫ه إ ِّل‬
‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬
‫من َْها َ‬
‫ن ِ‬
‫ج ّ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫َل ُ ْ‬ ‫مِتي‬ ‫وَك ِب ْرَِياِئي وَعَظ َ َ‬
‫ه )‪.(((1‬‬‫الل ّ ُ‬

‫• فضل الوضوء وما يكفر من‬


‫الذنوب ‪:‬‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪:‬‬
‫سو ُ‬‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن _ َقا َ‬ ‫فا َ‬ ‫ن عَ ّ‬‫ن ب َْ ِ‬
‫ما َ‬ ‫ن عُث ْ َ‬‫‪ -‬عَ ْ‬
‫خ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫طاَياهُ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ج ْ‬‫خَر َ‬ ‫ضوَء َ‬ ‫ن ال ْوُ ُ‬‫س َ‬ ‫ح َ‬‫ضأ فَأ ْ‬ ‫ن ت َوَ ّ‬‫م ْ‬ ‫)) َ‬
‫ه)‪.(( (2‬‬ ‫ت أ َظ ْ َ‬
‫فارِ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن تَ ْ‬‫م ْ‬
‫ج ِ‬ ‫خُر َ‬‫حّتى ت َ ْ‬ ‫سدِهِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬

‫ل ‪ )) :‬إ َِذا‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬


‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _ ‪:‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ج‬‫خَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫جهَ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن فَغَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م أو ْ ا ل ْ ُ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ضأ ال ْعَب ْد ُ ال ْ ُ‬ ‫ت َوَ ّ‬
‫ماِء أ َْو‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫طيئ َةٍ ن َظ ََر إ ِل َي َْها ب ِعَي ْن َي ْهِ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جهِهِ ك ُ ّ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ه‬
‫ن ي َد َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬‫ل ي َد َي ْهِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ماِء فَإ َِذا غَ َ‬ ‫ْ‬
‫خرِ قَطرِ ال َ‬‫ْ‬ ‫معَ آ ِ‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ب َط َ‬ ‫طيئ َةٍ َ‬ ‫كُ ّ‬
‫خ ِ‬ ‫معَ آ ِ‬ ‫ماِء أوْ َ‬ ‫معَ ال َ‬ ‫داهُ َ‬ ‫شت َْها ي َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬
‫طيئ َ ٍ‬
‫ة‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫جل َي ْهِ َ‬ ‫ل رِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ماِء فَإ َِذا غَ َ‬ ‫قَط ْرِ ال ْ َ‬
‫َ‬
‫حّتى‬ ‫ماِء َ‬ ‫خرِ قَط ْرِ ال ْ َ‬ ‫معَ آ ِ‬ ‫ماِء أوْ َ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫جَلهُ َ‬ ‫شت َْها رِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ب )‪.(((3‬‬ ‫ن الذ ُّنو ِ‬ ‫م ْ‬‫قّيا ِ‬ ‫ج نَ ِ‬ ‫خُر َ‬ ‫يَ ْ‬

‫ت وَأ ََنا ِفي‬ ‫ي _ ‪)) :‬ك ُن ْ ُ‬ ‫سل َ ِ‬


‫م ّ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫س َ‬‫ن عَب َ َ‬ ‫مُرو ب ْ ُ‬ ‫ل عَ ْ‬‫‪َ -‬قا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سوا‬ ‫م ل َي ْ ُ‬
‫ضَلل َةٍ وَأن ّهُ ْ‬‫س عََلى َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ أظ ُ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬
‫ج ٍ‬ ‫ت ب َِر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫ن فَ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن اْل َوَْثا َ‬‫دو َ‬‫م ي َعْب ُ ُ‬‫يٍء وَهُ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫عََلى َ‬
‫ت‬‫م ُ‬ ‫قدِ ْ‬‫حل َِتي فَ َ‬ ‫ت عََلى َرا ِ‬ ‫قعَد ْ ُ‬‫خَباًرا فَ َ‬ ‫خب ُِر أ َ ْ‬ ‫مك ّ َ‬
‫ة يُ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪.....‬ثم ذكر قصة إسلمه‬ ‫سو ُ‬ ‫عَل َي ْهِ فَإ َِذا َر ُ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪596‬‬

‫حد ّث ِْني‬ ‫ضوَء َ‬ ‫ي الل ّهِ َفال ْوُ ُ‬ ‫ت َيا ن َب ِ ّ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫_إلى أن َقا َ‬
‫ض‬
‫م ُ‬ ‫ض َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوَءهُ فَي َت َ َ‬ ‫ب وَ ُ‬ ‫قّر ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫عَن ْ ُ‬
‫ه‬
‫جهِهِ وَِفي ِ‬ ‫طاَيا وَ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ت َ‬ ‫خّر ْ‬ ‫شقُ فَي َن ْت َث ُِر إ ِّل َ‬ ‫ست َن ْ ِ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫ه إ ِّل‬ ‫َ‬
‫مَرهُ الل ّ ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫جهَ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م إ َِذا غَ َ‬ ‫مهِ ث ُ ّ‬ ‫شي ِ‬ ‫خَيا ِ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ماِء ث ُ ّ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫حي َت ِهِ َ‬ ‫ف لِ ْ‬ ‫ن أط َْرا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جهِهِ ِ‬ ‫طاَيا وَ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ت َ‬ ‫خّر ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫طاَيا ي َد َي ْهِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ت َ‬ ‫خّر ْ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫قي ْ‬ ‫مْرفَ َ‬ ‫ل ي َد َي ْهِ إ َِلى ال ْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ي َغْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫طاَيا‬ ‫خ َ‬ ‫ت َ‬ ‫خّر ْ‬ ‫ه إ ِّل َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َرأ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ماِء ث ُ ّ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫مل ِهِ َ‬ ‫أَنا ِ‬
‫رأ ْسه م َ‬
‫مي ْهِ‬ ‫ل قَد َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ي َغْ ِ‬ ‫ماِء ث ُ ّ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫شعْرِهِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أط َْرا ِ‬ ‫َ ِ ِ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫مل ِهِ َ‬ ‫ن أَنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جل َي ْهِ ِ‬ ‫طاَيا رِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ت َ‬ ‫خّر ْ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫ِ‬ ‫إ َِلى ال ْك َعْب َي ْ‬
‫َ‬
‫ه وَأث َْنى عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫مد َ الل ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صّلى فَ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ن هُوَ َقا َ‬ ‫ماِء فَإ ِ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ف‬
‫صَر َ‬ ‫ه ل ِل ّهِ إ ِّل ان ْ َ‬ ‫ل وَفَّرغَ قَل ْب َ ُ‬ ‫ه أ َهْ ٌ‬ ‫ذي هُوَ ل َ ُ‬ ‫جد َهُ ِبال ّ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ُ‬
‫ن‬‫مُرو ب ْ ُ‬ ‫ث عَ ْ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫م وَل َد َت ْ ُ‬ ‫طيئ َت ِهِ ك َهَي ْئ َت ِهِ ي َوْ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ل اللهِ ‘‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ة ب ِهَ َ‬
‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ث أَبا أ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال َ‬ ‫س َ‬ ‫عَب َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫ة ان ْظ ُْر َ‬ ‫س َ‬ ‫ن عَب َ َ‬ ‫مَرو ب ْ َ‬ ‫ة َيا عَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه أُبو أ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل عَمرو يا أباَ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫طى هَ َ‬ ‫حدٍ ي ُعْ َ‬
‫ْ ٌ َ َ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫قام ٍ َوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫جِلي‬ ‫بأ َ‬ ‫مي َواقْت ََر َ‬ ‫سّني وََرقّ عَظ ْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫قد ْ ك َب َِر ْ‬ ‫ة لَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫أ َ‬
‫ة أَ َ‬
‫ل‬ ‫سو ِ‬ ‫ب عََلى الل ّهِ وََل عََلى َر ُ‬ ‫ن أك ْذِ َ‬ ‫ج ٌ ْ‬ ‫حا َ‬ ‫ما ِبي َ‬ ‫وَ َ‬
‫الل ّه ل َو ل َم أ َسمعه من رسول الل ّه ‘ إّل مرةً أوَ‬
‫ْ‬ ‫ِ ِ َ ّ‬ ‫ِ ْ ْ ْ َ ْ ُ ِ ْ َ ُ ِ‬
‫َ‬ ‫مرتي َ‬
‫دا‬ ‫ت ب ِهِ أب َ ً‬ ‫حد ّث ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫سب ْعَ َ‬ ‫حّتى عَد ّ َ‬ ‫ن أوْ ث ََلًثا َ‬ ‫َ ّ َْ ِ‬
‫ك )‪.(((1‬‬ ‫ول َكني سمعت َ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه أك ْث ََر ِ‬ ‫َ ِ ُْ ُ‬ ‫َ ِّ‬

‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ي_‪:‬أ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫صَناب ِ ِ‬ ‫ن عَب ْدِ َالل ّهِ ال ّ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ت‬
‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫ض َ‬ ‫م َ‬ ‫ض َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن فَت َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ضأ ال ْعَب ْد ُ ال ْ ُ‬ ‫)) إ َِذا ت َوَ ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫طاَيا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ج ْ‬‫خَر َ‬ ‫ن ِفيهِ فَإ َِذا ا ْ‬
‫ست َن ْث ََر َ‬ ‫م ْ‬ ‫طاَيا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫جهِ ِ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫م ْ‬‫طاَيا ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جهَ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫فهِ فَإ َِذا غَ َ‬ ‫أن ْ ِ‬
‫ه‬
‫ل ي َد َي ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫فارِ عَي ْن َي ْهِ فَإ َِذا غَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر َ‬‫حّتى ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫ح ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خطاَيا ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت ال َ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫َ‬
‫‪ ()1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪597‬‬

‫خ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫أ َظ ْ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫طاَيا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫سهِ َ‬ ‫ح ب َِرأ ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫فارِ ي َد َي ْهِ فَإ َِذا َ‬
‫خرج م ُ‬ ‫ْ‬
‫جل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ل رِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن أذ ُن َي ْهِ فَإ َِذا غَ َ‬ ‫حّتى ت َ ْ ُ َ ِ ْ‬ ‫سهِ َ‬ ‫َرأ ِ‬
‫ت‬‫ح ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫جل َي ْهِ َ‬ ‫ن رِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫طاَيا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫َ‬
‫صَلت ُ ُ‬
‫ه‬ ‫جدِ وَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه إ َِلى ال ْ َ‬ ‫شي ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫جل َي ْهِ ث ُ ّ‬ ‫فارِ رِ ْ‬ ‫أ َظ ْ َ‬
‫ه )‪.(((1‬‬ ‫ة لَ ُ‬ ‫َنافِل َ ً‬
‫• فضل الصلة وتكفر من‬
‫الذنوب)‪:(2‬‬
‫ل‪:‬‬‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ ‪ :‬أن ّ ُ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ل ِفيهِ ك ُ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫م ي َغْت َ ِ‬ ‫حدِك ُ ْ‬ ‫بأ َ‬ ‫ن ن َهًَرا ب َِبا ِ‬ ‫م ل َوْ أ ّ‬ ‫)) أَرأي ْت ُ ْ‬
‫ن د ََرن ِهِ َقاُلوا َل‬ ‫م ْ‬ ‫قي ِ‬ ‫ك ي ُب ْ ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫سا َ‬ ‫م ً‬ ‫خ ْ‬ ‫ي َوْم ٍ َ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫صل َ َ‬‫ل ال ّ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل فَذ َل ِ َ‬ ‫شي ًْئا َقا َ‬ ‫ن د ََرن ِهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قي ِ‬ ‫ي ُب ْ ِ‬
‫خ َ )‪(3‬‬ ‫ه ب ِهِ ال ْ َ‬
‫ن‬
‫طاَيا ((و لمسلم عَ ْ‬ ‫حو الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫س يَ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل الل ّهِ ‘‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ‪َ ù‬قا َ‬ ‫جاب ِرٍ وَهُوَ اب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مرٍ عَلى‬ ‫جارٍ غَ ْ‬ ‫ل ن َهْرٍ َ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫سك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مث َ ُ‬
‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ال َ‬ ‫وا ِ‬ ‫صل َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫)) َ‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه اللباني‪.‬‬


‫‪ ()2‬قال مقيده عفا الله عنه وعن والــديه ‪ :‬هنــاك عبــادات أخــرى‬
‫لها من الفضل والمنزلة ما هــو معــروف عنــد سـائر أهــل الســلم‬
‫كزكاة والصيام والحج والعمرة والجهاد والربــاط وغيرهــا ‪ ،‬ولكنــى‬
‫ذكرت العبادات التي ل تنفك عن المسلم بحال ‪ ،‬مهما كان حاله ‪،‬‬
‫لن الفقير ل تجب في حقه الزكاة ‪،‬والمريض مرض ل ُيرجي برؤه‬
‫ول يجد ما يطعم به مسكيًنا فل يصوم ول يقضى ول يفــدي ‪ ،‬وهــو‬
‫بأحدى حاليه ل يستطع التيان بالحج ول العمرة ‪ ،‬فل يبقى له غيــر‬
‫التوحيد وإقامة الصلة بما تيسر له مــن شــروطها ‪ ،‬بحســب حــاله‬
‫كما هو مفصل في موضعه من كتب الفقه‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪598‬‬

‫ه كُ ّ‬ ‫َ‬
‫ت ((‬
‫مّرا ٍ‬ ‫س َ‬
‫م َ‬ ‫خ ْ‬‫ل ي َوْم ٍ َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬‫س ُ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م ي َغْت َ ِ‬ ‫بأ َ‬ ‫َبا ِ‬
‫ن‪.‬‬‫ن الد َّر ِ‬
‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫قي ذ َل ِ َ‬ ‫ما ي ُب ْ ِ‬ ‫ن وَ َ‬
‫س ُ‬‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬‫ل ‪َ :‬قا َ‬‫َقا َ‬

‫صَلةُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬


‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل ‪ )) :‬ال ّ‬ ‫ن َر ُ‬‫ن أِبي هَُري َْرةَ _أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ما‬
‫ن َ‬‫ما ب َي ْن َهُ ّ‬
‫فاَرةٌ ل ِ َ‬ ‫َ‬
‫معَةِ ك ّ‬
‫ج ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ة إ ِلى ال ُ‬ ‫مع َ ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ْ‬
‫س َوال ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خ ْ‬
‫ش ال ْك ََبائ ُِر )‪(((1‬‬
‫م ت ُغْ َ‬ ‫لَ ْ‬

‫ن أ َِبيهِ _‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫ن ُرؤَي ْب َ َ‬ ‫ماَرةَ ب ْ ِ‬


‫ن عُ َ‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن أِبي ب َك ْرِ ب ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ج الّناَر‬ ‫ل ‪ )) :‬ل َ ْ‬
‫ن ي َل ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ي َ ُ‬‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬
‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫َقا َ‬
‫ل غُُروب َِها ي َعِْني‬ ‫س وَقَب ْ َ‬ ‫ل ط ُُلوِع ال ّ‬ ‫صّلى قَب ْ َ‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫حد ٌ َ‬ ‫أ َ‬
‫صَر )‪.(((2‬‬ ‫جَر َوال ْعَ ْ‬ ‫ف ْ‬‫ال ْ َ‬

‫ل الل ّهِ ‘ ‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ:‬قا َ‬ ‫ك _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬


‫ل َر ُ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬‫ِ‬ ‫ن أن َ‬‫ْ‬
‫ماعَةٍ ي ُد ْرِكُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ج َ‬ ‫ما ِفي َ‬ ‫ن ي َوْ ً‬ ‫صلى ل ِلهِ أْرب َِعي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫)) َ‬
‫ُ‬
‫ن الّناِر‬‫م ْ‬ ‫ن ب ََراَءةٌ ِ‬‫ه ب ََراَءَتا ِ‬ ‫ت لَ ُ‬‫الت ّك ِْبيَرةَ اْلوَلى ك ُت ِب َ ْ‬
‫ق )‪.(((3‬‬ ‫فا ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَب ََراَءةٌ ِ‬

‫• الذكر اليسير والجر الكثير‪:‬‬


‫ن‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬
‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ ‪:‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫هَ‬ ‫ُ‬
‫ملك وَل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ه ال ُ‬ ‫َ‬
‫هل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ريك ل ُ‬‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫حد َهُ ل َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ه إ ِل الل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ل إ ِل َ‬ ‫َقا َ‬
‫ة‬
‫مّر ٍ‬‫ة َ‬ ‫مائ َ َ‬ ‫ديٌر ِفي ي َوْم ٍ ِ‬‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مد ُ وَهُوَ عََلى ك ُ ّ‬ ‫ح ْ‬‫ال ْ َ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد ومسلم‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه الترمـــــذي السلســـــلة الصـــــحيحة ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص‬
‫‪(151‬وقال اللباني في " السلسلة الصحيحة " ‪ : 314 / 6‬حسن‬
‫برقم ‪.2652، 1979‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪599‬‬

‫سن َةٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ب وَك ُت ِب َ ْ‬ ‫شرِ رَِقا ٍ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫ه عَد ْ َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬


‫ن‬
‫م ْ‬ ‫حْرًزا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬‫سي ّئ َةٍ وَ َ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ت عَن ْ ُ‬ ‫حي َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وَ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫حد ٌ‬ ‫تأ َ‬ ‫م ي َأ ِ‬ ‫ي وَل َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ِ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ك )‪.(1‬‬ ‫ل مما جاَء به إّل أ َحد عَم َ َ‬ ‫َ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل أك ْث ََر ِ‬ ‫َ ٌ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ض َ ِ ّ َ‬ ‫ب ِأفْ َ‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ح‬
‫سب ّ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪َ )) :‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ ‪ :‬عَ ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ه ث َلًثا‬ ‫ّ‬
‫مد َ الل َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫َ‬
‫صلةٍ ث َلًثا وَث َلِثي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫ه ِفي د ُب ُرِ ك ّ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ن‬
‫سُعو َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سع َ ٌ‬ ‫ك تِ ْ‬ ‫ن فَت ْل ِ َ‬ ‫ه ث ََلًثا وَث ََلِثي َ‬ ‫ن وَك َب َّر الل ّ َ‬ ‫وَث ََلِثي َ‬
‫ه‬‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬‫حد َهُ َل َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫مائ َةِ َل إ ِل َ َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫وََقا َ‬
‫ديٌر‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مد ُ وَهُوَ عََلى ك ُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ك وَل َ ُ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫حرِ )‪.(((2‬‬ ‫ل َزب َدِ ال ْب َ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫طاَياهُ وَإ ِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ت َ‬ ‫فَر ْ‬ ‫غُ ِ‬

‫ة‬
‫عاي َ ُ‬‫ت عَل َي َْنا رِ َ‬ ‫كان َ ْ‬‫ل‪َ :‬‬ ‫مرٍ _ َقا َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ن عُ ْ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ي فَأد َْرك ْ ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫حت َُها ب ِعَ ِ‬
‫َ‬
‫ت ن َوْب َِتي فََروّ ْ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫اْل ِب ِ ِ‬
‫ما‬
‫ه‪َ )) :‬‬ ‫ن قَوْل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫س فَأد َْرك ْ ُ‬ ‫ث الّنا َ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫الل ّهِ ‘ َقائ ِ ً‬
‫صّلي‬ ‫ُ‬
‫م فَي ُ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ضوَءهُ ث ُ ّ‬ ‫ن وُ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ضأ فَي ُ ْ‬ ‫سل ِم ٍ ي َت َوَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫هَ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫تل ُ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫جهِهِ إ ِل وَ َ‬ ‫قلب ِهِ وَوَ ْ‬ ‫ما ب ِ َ‬
‫َ‬
‫ل عَلي ْهِ َ‬ ‫قب ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ي‬
‫ن ي َد َ ّ‬ ‫ل ب َي ْ َ‬ ‫جوَد َ هَذِهِ فَإ َِذا َقائ ِ ٌ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ل إ ِّني‬ ‫مُر َقا َ‬ ‫ت فَإ َِذا عُ َ‬ ‫جوَد ُ فَن َظ َْر ُ‬ ‫ل ال ِّتي قَب ْل ََها أ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ل ما منك ُم من أ َحد يتوضأ ُ‬ ‫َ‬
‫قَد ْ َرأي ْت ُ َ‬
‫فا َقا َ َ ِ ْ ْ ِ ْ َ ٍ َ َ َ ّ‬ ‫ت آن ِ ً‬ ‫جئ ْ َ‬ ‫ك ِ‬
‫ه إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ضوَء ث ُ ّ‬ ‫سب ِغُ ال ْوَ ُ‬ ‫فَي ُب ْل ِغُ أوْ فَي ُ ْ‬
‫َ‬
‫ت لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ح ْ‬ ‫ه إ ِّل فُت ِ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا عَب ْد ُ الل ّهِ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫شاَء )‪. (((3‬‬ ‫ن أ َي َّها َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ة ي َد ْ ُ‬ ‫مان ِي َ ُ‬ ‫جن ّةِ الث ّ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫أب ْ َ‬
‫َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪600‬‬

‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ب _ َقا َ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ه أك ْب َُر فَ َ‬ ‫ه أك ْب َُر الل ّ ُ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫مؤَذ ّ ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫‘ ‪)) :‬إ َِذا َقا َ‬
‫ه إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه أك ْب َُر ث ُ ّ‬ ‫ه أك ْب َُر الل ّ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل أَ ْ‬
‫ن‬‫شهَد ُ أ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ل أَ ْ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُ‬ ‫دا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫شهَد ُ أ ّ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫دا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ل وََل قُوّةَ إ ِّل‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫صَلةِ َقا َ‬ ‫ي عََلى ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ل وََل قُوّةَ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫فَلِح َقا َ‬ ‫ي عََلى ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ِبالل ّهِ ث ُ ّ‬
‫ه أ َك ْب َُر‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ه أ َك ْب َُر َقا َ‬ ‫ه أك ْب َُر الل ّ ُ‬
‫ل الل ّ َ‬
‫ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫إ ِّل ِبالل ّهِ ث ُ ّ‬
‫الل ّ َ‬
‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه أك ْب َُر ث ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫ة )‪.(((1‬‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن قَل ْب ِهِ د َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ أن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ص _ ‪:‬عَ ْ‬ ‫ن أِبي وَّقا ٍ‬ ‫سعْدِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َل إ ِل َ َ‬
‫ه‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مؤَذ ّ َ‬ ‫معُ ال ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫دا عَب ْد ُهُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َهُ َل َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫إ ِّل الل ّ ُ‬
‫سوًل وَِباْل ِ ْ َ‬ ‫ت ِبالل ّهِ َرّبا وَب ِ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫سلم ِ‬ ‫مدٍ َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ه َر ِ‬ ‫وََر ُ‬
‫ه)‪.(((2‬‬ ‫ه ذ َن ْب ُ ُ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ِديًنا غُ ِ‬

‫ن‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬


‫م ْ‬
‫ل‪َ )) :‬‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _ ‪:‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫ّ‬
‫حط ْ‬ ‫مّرةٍ ُ‬‫ة َ‬‫مائ َ َ‬
‫مدِهِ ِفي ي َوْم ٍ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ّ‬
‫ن اللهِ وَب ِ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬‫ل ُ‬ ‫َقا َ‬
‫حرِ )‪.(((3‬‬ ‫ل َزب َدِ ال ْب َ ْ‬‫مث ْ َ‬‫ت ِ‬ ‫ن َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫طاَياهُ وَإ ِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬عَ َ‬
‫ن‬‫مَتا ِ‬‫ل ‪)) :‬ك َل ِ َ‬ ‫ي ‘ َقا َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬‫ن أِبي هَُري َْرةَ _ ‪:‬عَ ْ‬‫ْ‬
‫ن‬
‫حِبيب ََتا ِ‬
‫ن َ‬ ‫ميَزا ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ِفي ال ِ‬ ‫َ‬
‫قيلَتا ِ‬ ‫ن ثَ ِ‬
‫سا ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن عَلى الل َ‬ ‫فَتا ِ‬ ‫في َ‬
‫خ ِ‬
‫َ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪601‬‬

‫ن الل ّهِ‬
‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ ال ْعَ ِ‬
‫ظيم ِ ُ‬ ‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬
‫ن ُ‬‫م ِ‬ ‫إ َِلى الّر ْ‬
‫ح َ‬
‫مدِهِ )‪(((1‬‬
‫ح ْ‬
‫وَب ِ َ‬

‫• تكثير الحسنات وتضعيف‬


‫العمال ‪:‬‬
‫َ‬
‫مَثال َِها‬ ‫شُر أ ْ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫سن َةِ فَل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫جاءَ ِبال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قال ‪َ } ‬‬
‫مل‬ ‫مث ْل ََها وَهُ ْ‬ ‫جَزى إ ِّل ِ‬ ‫سي ّئ َةِ َفل ي ُ ْ‬ ‫جاَء ِبال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ن{ )النعام‪.(160:‬‬ ‫مو َ‬ ‫ي ُظ ْل َ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪َ )) :‬قا َ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ _ ‪َ :‬قا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل حسنة فَأناَ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫م َ َ َ َ ً‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫دي ب ِأ ْ‬ ‫ث عَب ْ ِ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫ل إ َِذا ت َ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫مل ََها فَأ ََنا أ َك ْت ُب َُها‬ ‫ل فَإ َِذا عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ي َعْ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ه َ‬
‫َ‬
‫أك ْت ُب َُها ل َ ُ‬
‫ة فَأ ََنا‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬
‫َ‬
‫ث ب ِأ ْ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫مَثال َِها وَإ َِذا ت َ َ‬
‫بع ْ َ‬
‫شر ِ أ ْ‬ ‫َِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مل ََها فَأَنا أك ْت ُب َُها ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫مل َْها فَإ َِذا عَ ِ‬ ‫م ي َعْ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ها ل َ ُ‬ ‫فُر َ‬ ‫أغ ْ ِ‬
‫ب َذا َ‬
‫ك‬ ‫ة َر ّ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقال َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫مث ْل َِها وََقا َ‬ ‫بِ ِ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫صُر ب ِهِ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫عَب ْد ُ َ‬
‫ة وَهُوَ أب ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ريد ُ أ ْ‬ ‫ك يُ ِ‬
‫ن ت ََرك ََها‬ ‫مث ْل َِها وَإ ِ ْ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫ها ل َ ُ‬ ‫مل ََها َفاك ْت ُُبو َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫اْرقُُبوهُ فَإ ِ ْ‬
‫جّرايَ وََقا َ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ت ََرك ََها ِ‬ ‫ة إ ِن ّ َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ه َ‬ ‫ها ل َ ُ‬ ‫َفاك ْت ُُبو َ‬
‫ل الل ّه ‘ إَذا أ َحس َ‬
‫ة‬
‫سن َ ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه فَك ُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سَل َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫يعمل ُها تك ْتب بع ْ َ‬
‫ف‬‫ضع ْ ٍ‬ ‫مائ َةِ ِ‬ ‫سب ِْع ِ‬ ‫مَثال َِها إ َِلى َ‬ ‫شر ِ أ ْ‬ ‫َْ َ َ ُ َ ُ َِ‬
‫هّ‬
‫قى الل َ‬ ‫ْ‬
‫حّتى ي َل َ‬ ‫مث ْل َِها َ‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫ملَها ت ُك ْت َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫سي ّئ َةٍ ي َعْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫وَك ُ ّ‬
‫)‪.(( (2‬‬
‫ن‬
‫ما ي َْرِوي عَ ْ‬ ‫ي ‘‪ِ)) :‬في َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫س ‪: ù‬عَ ْ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ت‬‫سَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ه ك َت َ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫َرب ّهِ عَّز وَ َ‬
‫مل َْها‬ ‫م ي َعْ َ‬ ‫سن َةٍ فَل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ن هَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ب َي ّ َ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫َوال ّ‬
‫م ب َِها‬ ‫ن هُوَ هَ ّ‬ ‫ة فَإ ِ ْ‬ ‫مل َ ً‬ ‫كا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫عن ْد َهُ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ك َت َب ََها الل ّ ُ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪602‬‬

‫سب ِْع‬ ‫ت إ َِلى َ‬ ‫سَنا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫شَر َ‬ ‫عن ْد َهُ عَ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫مل ََها ك َت َب ََها الل ّ ُ‬ ‫فَعَ ِ‬
‫َ‬
‫سي ّئ َةٍ فَل َ ْ‬
‫م‬ ‫م بِ َ‬ ‫ن هَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ك َِثيَرةٍ وَ َ‬ ‫ضَعا ٍ‬ ‫ف إ َِلى أ ْ‬ ‫ضع ْ ٍ‬ ‫مائ َةِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م‬‫ن هُوَ هَ ّ‬ ‫ة فَإ ِ ْ‬ ‫مل َ ً‬ ‫كا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫عن ْد َهُ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫مل َْها ك َت َب ََها الل ّ ُ‬ ‫ي َعْ َ‬
‫حد َةً )‪ (((1‬وََزاد َ في‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫مل ََها ك َت َب ََها الل ّ ُ‬ ‫ب َِها فَعَ ِ‬
‫ك عََلى الل ّهِ إ ِّل‬ ‫ه وََل ي َهْل ِ ُ‬ ‫ها الل ّ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫مسلم )) وَ َ‬
‫ك‪.((.‬‬ ‫هال ِ ٌ‬ ‫َ‬
‫هاِلك (‬ ‫ن ي َهِْلك عََلى الّله إ ِّل َ‬ ‫وله ‘ ‪ ) :‬وَل َ ْ‬ ‫‪ -‬قَ ْ‬
‫م هََلكه‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْناهُ َ‬ ‫عَياض ’ ‪َ :‬‬ ‫ضي ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫مة الّله‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫سَعة َر ْ‬ ‫معَ ِ‬ ‫دى َ‬ ‫واب ال ْهُ َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ أب ْ َ‬ ‫سد ّ ْ‬ ‫وَ ُ‬
‫ملَها‬ ‫م ي َعْ َ‬ ‫سَنة إ َِذا ل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫سي َّئة َ‬ ‫جْعله ال ّ‬ ‫ت ََعاَلى وَك ََرمه وَ َ‬
‫دة ‪،‬‬ ‫ح َ‬ ‫ملَها َوا ِ‬ ‫م ي َعْ َ‬ ‫سَنة إ َِذا ل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫دة ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫مل ََها َوا ِ‬ ‫وَإ َِذا عَ ِ‬
‫َ‬
‫ضَعاف‬ ‫ضْعف إ َِلى أ ْ‬ ‫مائ َةِ ِ‬ ‫سْبع ِ‬ ‫شًرا إ َِلى َ‬ ‫مل ََها عَ ْ‬ ‫وَإ َِذا عَ ِ‬
‫ضل‬ ‫ف ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه هَ َ‬ ‫سَعة وََفات َ ُ‬ ‫م هَذِهِ ال ّ‬ ‫حر ِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َِثيَرة ‪ .‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫معَ‬ ‫سَناته َ‬ ‫ح َ‬ ‫معَ أن َّها أفَْراد َ‬ ‫ت َ‬ ‫حّتى غَل َب َ ْ‬ ‫سي َّئاته َ‬ ‫ت َ‬ ‫وَك َث َُر ْ‬
‫حُروم وََالّله أ َعَْلم )‪.(2‬‬ ‫م ْ‬ ‫فة فَهُوَ ال َْهاِلك ال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ضا ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫أن َّها ُ‬
‫َ‬
‫ه ((‬ ‫ها الل ّ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫‪ ))-‬وَ َ‬
‫ن‬ ‫عَ َ‬
‫كي عَ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ي ‘ ‪ِ)) :‬في َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _‪ :‬عَ ْ‬ ‫ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫فْر ِلي‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ل اللهُ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ب عَب ْد ٌ ذ َن ًْبا فَ َ‬ ‫ل أذ ْن َ َ‬ ‫َرب ّهِ ‪َ ‬قا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مأ ّ‬ ‫دي ذ َن ًْبا فَعَل ِ َ‬ ‫ب عَب ْ ِ‬ ‫ك وَت ََعاَلى أذ ْن َ َ‬ ‫ل ت ََباَر َ‬ ‫قا َ‬ ‫ذ َن ِْبي فَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‬‫عاد َ فَأذ ْن َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫خذ ُ ِبالذ ّن ْ ِ‬ ‫ب وَي َأ ُ‬ ‫فُر الذ ّن ْ َ‬ ‫ه َرّبا ي َغْ ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫ك وَت ََعاَلى‬ ‫ل ت ََباَر َ‬ ‫قا َ َ‬
‫قا َ‬ ‫فْر ِلي ذ َن ِْبي فَ َ‬ ‫ب اغ ْ ِ‬ ‫ل أيْ َر ّ‬ ‫فَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خذ ُ‬ ‫ب وَي َأ ُ‬ ‫فُر الذ ّن ْ َ‬ ‫ه َرّبا ي َغْ ِ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ب ذ َن ًْبا فَعَل ِ َ‬ ‫دي أذ ْن َ َ‬ ‫عَب ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فْر ِلي ذ َن ِْبي‬ ‫ب اغ ْ ِ‬ ‫ل أيْ َر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫عاد َ فَأذ ْن َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫ِبالذ ّن ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه َرّبا‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫مأ ّ‬ ‫دي ذ َن ًْبا فَعَل ِ َ‬ ‫ب عَب ْ ِ‬ ‫ك وَت ََعاَلى أذ ْن َ َ‬ ‫ل ت ََباَر َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ت فَ َ‬ ‫ْ‬
‫قد ْ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب اعْ َ‬ ‫خذ ُ ِبالذ ّن ْ ِ‬ ‫ب وَي َأ ُ‬ ‫فُر الذ ّن ْ َ‬ ‫ي َغْ ِ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‬
‫‪ ()2‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(250‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪603‬‬

‫ل ِفي الّثال ِث َةِ‬ ‫ل عَب ْد ُ اْل َعَْلى َل أ َد ِْري أ ََقا َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫فْر ُ‬ ‫غَ َ‬
‫ت )‪.(((1‬‬ ‫َ‬
‫شئ ْ َ‬‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫أوْ الّراب ِعَةِ اعْ َ‬
‫ت الذ ُّنوب‬ ‫ن ت َك َّرَر ْ‬ ‫ن الذ ُّنوب وَإ ِ ْ‬ ‫م ْ‬‫َباب ) قَُبول الت ّوَْبة ِ‬
‫َوالت ّوَْبة (‬
‫َ‬
‫ه لَ ْ‬
‫و‬ ‫ظاهَِرة ِفي الد َّلَلة ل ََها ‪ ،‬وَأن ّ ُ‬ ‫حاِديث َ‬ ‫وَهَذِهِ اْل َ َ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ب‬ ‫مّرة أوْ أك َْثر ‪ ،‬وََتا َ‬ ‫مّرة أوْ أْلف َ‬ ‫ماَئة َ‬ ‫ت َك َّرَر الذ ّْنب ِ‬
‫ت ذ ُُنوبه ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫و‬ ‫قط َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ت ت َوَْبته ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مّرة ‪ ،‬قُب ِل َ ْ‬ ‫ل َ‬‫ِفي ك ُ ّ‬
‫ت‬‫ح ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫ميعَها َ‬ ‫ج ِ‬ ‫دة ب َْعد َ‬ ‫ح َ‬‫ميع ت َوَْبة َوا ِ‬ ‫ج ِ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫َتا َ‬
‫ت َوَْبته ‪.‬‬
‫قد ْ‬ ‫شْئت فَ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬‫م ْ‬ ‫ذي ت َك َّرَر ذ َْنبه ‪ ) :‬ا ِعْ َ‬ ‫وله ‪ ‬ل ِل ّ ِ‬ ‫قَ ْ‬
‫م ت َُتوب‬ ‫مت ت ُذ ِْنب ث ُ ّ‬ ‫ما د ُ ْ‬‫معَْناهُ ‪َ :‬‬ ‫فْرت َلك (‪َ .‬‬ ‫غَ َ‬
‫دة ال ِّتي‬ ‫ع َ‬‫قا ِ‬ ‫جارٍ عََلى ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫فْرت َلك ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫غَ َ‬
‫ها )‪.(2‬‬ ‫ذ َك َْرَنا َ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‬

‫‪()2‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 9‬ص ‪(128‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪604‬‬

‫جَر ك َِثيًرا )‪. ((1‬‬ ‫ُ‬ ‫م َ‬


‫ل هَ َ‬
‫سيًرا وَأ ِ‬
‫ذا ي َ ِ‬ ‫) عَ ِ‬

‫• بعض العمال اليومية العادية‬


‫المكفرة للذنوب المقربة للجنة‬
‫المبعدة عن النار‪:‬‬

‫‪ -‬المصافحة‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪:‬‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ب _ َقا َ‬ ‫عازِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ ْ‬
‫ن الب ََراِء ب ْ ِ‬
‫فَر ل َهُ َ‬
‫ما‬ ‫ن إ ِّل غُ ِ‬‫حا ِ‬‫صافَ َ‬ ‫ن فَي َت َ َ‬ ‫ن ي َل ْت َ ِ‬
‫قَيا ِ‬ ‫مي ْ ِ‬
‫سل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫)) َ‬
‫فّرَقا)‪.(((2‬‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫قَب َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ْ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬إن‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫‪ -‬عن حذيفة _ ‪َ :‬قا َ‬
‫المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه و أخذ بيده‬
‫فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر‬
‫)‪.(((3‬‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫‪ -‬عن عبد الله بن عباس ‪َ ù‬قا َ‬
‫الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬إذا لقي المسلم أخاه المسلم ‪ ،‬فأخذ‬
‫بيده فصافحه ‪ ،‬تناثرت خطاياهما من بين أصابعهما‬
‫كما يتناثر ورق الشجر بالشتاء (( ‪ .‬عن عبدة بن‬
‫أبي لبابة عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا ‪ ،‬قال‬
‫عبدة‪ )) :‬فقلت لمجاهد ‪ :‬إن هذا ليسير ‪ ،‬فقال‬
‫مجاهد ‪ :‬ل تقل هذا ‪ ،‬فإن الله تعالى قال في كتابه‬
‫ميعا ً‬
‫ج ِ‬‫ض َ‬ ‫َْ‬
‫ما ِفي الْر ِ‬ ‫ت َ‬‫ق َ‬ ‫م ل َوْ أ َن ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫ن قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫} وَأ َل ّ َ‬
‫ف ب َي ْ َ‬
‫‪ ()1‬من حديث رواه مسلم‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد أبو داود والترمــذي وابــن مــاجه وصــححه اللبــاني‬
‫السلسلة برقم ) ‪.(525‬‬

‫‪ ()3‬رواه الطــبراني فــي الوســط قــال اللبــاني فــي "السلســلة‬


‫الصحيحة" ‪: 47 / 2‬صحيح برقم )‪.(526‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪605‬‬

‫م{‬ ‫ه أ َل ّ َ‬
‫ف ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫م وَل َك ِ ّ‬
‫ن قُُلوب ِهِ ْ‬
‫ت ب َي ْ َ‬ ‫ما أ َل ّ ْ‬
‫ف َ‬ ‫َ‬
‫)النفال‪ :‬من الية ‪(63‬فعرفت فضل علمه على‬
‫غيره)‪. (( (1‬‬
‫‪ -‬التبسم في وجه المسلم ‪.‬‬
‫‪ -‬إرشاد الضال ‪.‬‬
‫‪ -‬البصر لردئ البصر‪.‬‬
‫‪ -‬النهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ -‬إفراغك من دلوك في دلوك‬
‫أخيك‪.‬‬

‫م َ‬
‫ك‬ ‫س ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪)) :‬ت َب َ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي ذ َّر _ َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف وَن َهْي ُ َ‬
‫ك‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫مُر َ‬ ‫ة وَأ ْ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫خي َ‬ ‫جهِ أ ِ‬ ‫ِفي وَ ْ‬
‫َ‬
‫ض‬
‫ل ِفي أْر ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ك الّر ُ‬ ‫شاد ُ َ‬ ‫ة وَإ ِْر َ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫من ْك َرِ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ر‬
‫ص ِ‬‫ل الّرِديِء ال ْب َ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك ِللّر ُ‬ ‫صُر َ‬ ‫ة وَب َ َ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫ضَل ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬‫م عَ ْ‬ ‫ة َوال ْعَظ ْ َ‬ ‫شوْك َ َ‬ ‫جَر َوال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ماط َت ُ َ‬ ‫ة وَإ ِ َ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫لَ َ‬
‫ك ِفي د َل ْ ِ‬
‫و‬ ‫ن د َل ْوِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ة وَإ ِفَْراغُ َ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫ق لَ َ‬ ‫ري ِ‬ ‫الط ّ ِ‬
‫ة )‪(((2‬‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫خي َ‬ ‫أَ ِ‬

‫هبة الحبل وما يشابهه‬ ‫‪-‬‬


‫هبة الشسع وما شابهه‬ ‫‪-‬‬
‫إيناس وحشة الوحيد والغريب‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ()1‬السلســلة الصــحيحة برقــم )‪ -(2004‬قــال اللبــاني فــي "‬


‫السلسلة الصحيحة " ‪: 10 / 5‬أخرجه بحشل في " تاريخ واسط "‬
‫) ص ‪.( 165‬‬
‫‪ ()2‬رواه الترمذي وحسنه واللفظ لــه ‪ ،‬وابــن حبــان وصــححه‬
‫اللباني‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪606‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ف‬‫ري ُ‬ ‫ه طَ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ةا ْ‬ ‫م َ‬ ‫مي َ‬
‫َ‬
‫ي) أُبو ت َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫جي ْ ِ‬ ‫ة ال ْهُ َ‬ ‫م َ‬ ‫مي َ‬ ‫ن أِبي ت َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ي‬
‫م ّ‬ ‫جي ْ ِ‬ ‫ة الهُ َ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫مي َ‬ ‫مهِ )أِبي ت َ ِ‬ ‫ن قَوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫د( عَ ْ‬ ‫جال ِ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫بْ ُ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ي( ‪َ ù‬قا َ‬ ‫م ّ‬ ‫جي ْ ِ‬ ‫سل َي ْم ٍ ال ْهُ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫جَريّ َ‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ة‬
‫دين َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫ض ط ُُر ِ‬ ‫ل اللهِ ‘ ِفي ب َعْ ِ‬
‫سو َ ّ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫قي ُ‬ ‫)) ل َ ِ‬
‫ك‬‫ت عَل َي ْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫شي َةِ فَ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫من ْت َث ُِر ال ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن قُط ٍ‬
‫ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وَعَل َي ْهِ إ َِزاٌر ِ‬
‫ة‬‫حي ّ ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫سَل َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ن عَل َي ْ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الل ّهِ فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫م َيا َر ُ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ك‬ ‫ن عَل َي ْ َ‬ ‫موَْتى إ ِ ّ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫حي ّ ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫سَل َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ن عَل َي ْ َ‬ ‫موَْتى إ ِ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬‫م عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫سَل ٌ‬ ‫م َ‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫سَل ٌ‬ ‫موَْتى َ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫حي ّ ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫سَل َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ن اْل َِزارِ فَ ُ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ن أوْ ث ََلًثا هَك َ َ‬ ‫مّرت َي ْ َ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هاهَُنا ات ّزِْر‬ ‫ل َ‬ ‫ساقِهِ وََقا َ‬ ‫ن أت ّزُِر فَأقْن َعَ ظ َهَْرهُ ب ِعَظ ْم ِ َ‬ ‫أي ْ َ‬
‫ك فَإ َ‬ ‫َ‬ ‫فَإ َ‬
‫ت فََهاهَُنا‬ ‫ن أب َي ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬ ‫ت فََهاهَُنا أ ْ‬ ‫ن أب َي ْ َ‬ ‫ِ ْ‬
‫ل َل ي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ح ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ت فَإ ِ ّ‬ ‫ن أب َي ْ َ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫فَوْقَ الك َعْب َي ْ ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ف فَ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫خورٍ َقا َ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫خَتا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫كُ ّ‬
‫صل َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ي ِ‬ ‫ن ت ُعْط ِ َ‬ ‫شي ًْئا وَل َوْ أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫قَر ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫َل ت َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن ت َن ْزِعَ ِ‬ ‫ل وَل َوْ أ ْ‬ ‫سعَ الن ّعْ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ن ت ُعْط ِ َ‬ ‫ل وَل َوْ أ ْ‬ ‫حب ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫يَء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ت ُن َ ّ‬ ‫قي وَل َوْ أ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِفي إ َِناِء ال ْ ُ‬ ‫د َل ْوِ َ‬
‫ك‬ ‫جهُ َ‬ ‫ك وَوَ ْ‬ ‫خا َ‬ ‫قى أ َ َ‬ ‫ن ت َل ْ َ‬ ‫َ‬
‫م وَل َوْ أ ْ‬ ‫س ي ُؤِْذيهِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ق الّنا‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫طَ‬
‫َ‬ ‫قى أ َ َ‬ ‫َ‬
‫م عَل َي ْهِ وَل َوْ أ ْ‬
‫ن‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ك فَت ُ َ‬ ‫خا َ‬ ‫ن ت َل ْ َ‬ ‫من ْط َل ِقٌ وَل َوْ أ ْ‬ ‫إ ِل َي ْهِ ُ‬
‫ل بِ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫سب ّ َ‬ ‫َْ‬ ‫ح َ‬ ‫س ال ْوُ ْ‬
‫يٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ض وَإ ِ ْ‬ ‫ن ِفي الْر ِ‬ ‫شا َ‬ ‫ت ُؤْن ِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كو َ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫حوَهُ فََل ت َ ُ‬ ‫م ِفيهِ ن َ ْ‬ ‫ت ت َعْل َ ُ‬ ‫ك وَأن ْ َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫ك ووزره عَل َيه وما سر أ ُذ ُن َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مع َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ َ َ َ ّ‬ ‫جُرهُ ل َ َ َ ِ ْ ُ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ه )‪.(((1‬‬ ‫ل به وما ساَء أ ُذ ُن َ َ‬
‫جت َن ِب ْ ُ‬ ‫ه َفا ْ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫َ‬ ‫م ْ ِ ِ َ َ َ‬ ‫َفاعْ َ‬

‫العدل بين الناس‬ ‫‪-‬‬


‫إعانة الرجل في دابته‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ()1‬رواه أحمد وقال شعيب الرنؤوط ‪ :‬إسناده صحيح رجــاله‬
‫ثقــات رجــال الصــحيح والنســائي وصــححه اللبــاني فــي الــترغيب‬
‫والترهيب‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪607‬‬

‫‪ -‬الكلمة الطيبة‬
‫ل‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬ك ُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ:‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل ي َوْم ٍ ت َط ْل ُعُ ِفي ِ‬
‫ه‬ ‫ة كُ ّ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫س عَل َي ْهِ َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مى ِ‬ ‫سَل َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ة وَي ُِعي ُ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اِلث ْن َي ْ ِ‬ ‫ل ب َي ْ َ‬ ‫س ي َعْدِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫صد َقَ ٌ‬
‫ة‬ ‫ه َ‬ ‫مَتاعَ ُ‬ ‫ل عَل َي َْها أوْ ي َْرفَعُ عَل َي َْها َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫عََلى َداب ّت ِهِ فَي َ ْ‬
‫ها إ َِلى‬ ‫طو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫خط ْوَةٍ ي َ ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ة وَك ُ ّ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ة َ‬ ‫ة الط ّي ّب َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫َوال ْك َل ِ َ‬
‫مي ُ َ‬
‫صد َقَ ٌ‬
‫ة‬ ‫ق َ‬ ‫ري ِ‬ ‫ن الط ّ ِ‬ ‫ط اْلَذى عَ ْ‬ ‫ة وَي ُ ِ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫صَلةِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫)‪(((1‬‬
‫إسماع الصم‬ ‫‪-‬‬
‫هداية العمى‬ ‫‪-‬‬
‫دللة المستدل على حاجته‬ ‫‪-‬‬
‫إعانة الضعيف‬ ‫‪-‬‬
‫ل الل ّهِ ‘‪)) :‬عََلى ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ:‬قا َ‬ ‫ن أِبي ذ َّر _ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫س َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ِفيهِ ال ّ‬ ‫ل ي َوْم ٍ ط َل َعَ ْ‬ ‫س ِفي ك ُ ّ‬ ‫ف ٍ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫صد ّ ُ‬ ‫ن أت َ َ‬ ‫ن أي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫سهِ قُل ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫عََلى ن َ ْ‬
‫ل ِل َن م َ‬ ‫َ‬
‫صد َقَةِ الت ّك ِْبيَر‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫ّ ِ ْ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫وا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫س ل ََنا أ ْ‬ ‫وَل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫فُر‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ه وَأ ْ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ وََل إ ِل َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن الل ّهِ َوال ْ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ْ‬
‫ل‬‫من ْك َرِ وَت َعْزِ ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ف وَت َن َْهى عَ ْ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫مُر ِبال ْ َ‬ ‫ه وَت َأ ُ‬ ‫الل ّ َ‬
‫دي‬ ‫جَر وَت َهْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م َوال ْ َ‬ ‫س َوال ْعَظ ْ َ‬ ‫ق الّنا َِ‬ ‫ري َ ِ‬ ‫ن طَ ِ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫شوْك َ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ه وَت ُدِ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫ف َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م َواْلب ْك َ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫معُ اْل َ‬ ‫س ِ‬ ‫مى وَت ُ ْ‬ ‫اْلعْ َ‬
‫سَعى‬ ‫كان ََها وَت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫ه قَد ْ عَل ِ ْ‬ ‫جةٍ ل َ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫ل عََلى َ‬ ‫ست َدِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ة‬
‫شد ّ ِ‬ ‫ث وَت َْرفَعُ ب ِ ِ‬ ‫ست َِغي ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ك إ َِلى الل ّهْ َ‬ ‫ساقَي ْ َ‬ ‫شد ّةِ َ‬ ‫بِ ِ‬
‫َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ف كُ ّ‬ ‫ذَِراعَي ْ َ‬
‫صد َقَ ِ‬
‫ة‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ضِعي ِ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫ك َ‬
‫جٌر َقا َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ك وَل َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ك عََلى ن َ ْ‬ ‫من ْ َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ك َزوْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ك ِفي ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫قا َ‬ ‫شهْوَِتي فَ َ‬ ‫جٌر ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ َُبو ذ َّر كي ْ َ‬
‫َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ن ِلي أ ْ‬ ‫ف ي َكو ُ‬
‫خي َْرهُ‬ ‫ت َ‬ ‫جو ْ َ‬ ‫ك وََر َ‬ ‫ك وَل َد ٌ فَأ َد َْر َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ت ل َوْ َ‬ ‫َ َ‬
‫الل ّهِ ‘ أَرأي ْ َ‬
‫خل َ ْ‬ ‫فَمات أ َك ُنت تحتسب به قُل ْت نعم َقا َ َ‬
‫ه‬
‫قت َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ل فَأن ْ َ‬ ‫ُ ََ ْ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ِ ُ ِ ِ‬ ‫َ َ‬
‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪608‬‬
‫قه َقا َ َ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ت هَد َي ْت َ ُ‬ ‫ل فَأن ْ َ‬ ‫خل َ َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ل بَ ْ‬
‫َ‬
‫ه َقا َ‬
‫ل‬ ‫ن ي َْرُزقُ ُ‬‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ت ت َْرُزقُ ُ‬ ‫ل فَأن ْ َ‬ ‫داهُ َقا َ‬ ‫هَ َ‬
‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫ه فَإ ِ ْ‬‫م ُ‬
‫حَرا َ‬ ‫ه َ‬ ‫حَلل ِهِ وَ َ‬
‫جن ّب ْ ُ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫ضع ْ ُ‬‫ك فَ َ‬ ‫ك َذ َل ِ َ‬
‫جٌر )‪.(((1‬‬ ‫شاَء أ َماته ول َ َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫حَياهُ وَإ ِ ْ‬ ‫أ ْ‬

‫‪ -‬إماطة الذى عن الطريق‬


‫ما‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل ‪ )) :‬ب َي ْن َ َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ _ ‪:‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫جد َ غُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ري ِ‬ ‫ك عَلى الط ِ‬ ‫شو ْ ٍ‬ ‫ص َ‬ ‫ق وَ َ‬ ‫ري ٍ‬ ‫شي ب ِط ِ‬ ‫م ِ‬‫ل يَ ْ‬ ‫َر ُ‬
‫ه )‪.(( (2‬‬ ‫َ‬
‫فَر ل َ ُ‬‫ه فَغَ َ‬ ‫ه لَ ُ‬‫شك ََر الل ّ ُ‬ ‫خَرهُ فَ َ‬ ‫فَأ ّ‬
‫مّر‬ ‫ل الل ّهِ ‘‪َ )) :‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ:‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ل َوالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫قا َ‬ ‫ق فَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ري‬
‫ِ‬ ‫جَرةٍ عََلى ظ َهْرِ ط َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫ل ب ِغُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫خ َ‬‫م فَأد ْ ِ‬ ‫ن َل ي ُؤِْذيهِ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ذا عَ ْ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫حي َ ّ‬ ‫َل ُن َ ّ‬
‫)‪(((3‬‬

‫‪ ()1‬رواه أحمد وابن حبان و قال شــعيب الرنــؤوط ‪ :‬إســناده‬


‫صحيح على شرط مســلم‪ ،‬السلســلة الصــحيحة ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(74‬‬
‫قال اللباني في "السلسلة الصحيحة" ‪: 115 / 2‬أخرجــه المــام‬
‫أحمد ) ‪ : ( 168 / 5‬حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا علي يعنــي‬
‫ابن مبارك عن يحيى عن زيد بن سلم عن أبي سلم قال أبو ذر ‪:‬‬
‫على كل نفس الخ ‪.‬كذا الصل لم يرفعه و الظاهر أنه ســقط مــن‬
‫الناسخ بدليل السياق ‪ .‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجــال‬
‫مسلم ‪ .‬و رواه ابن حبان‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪609‬‬

‫ن‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬


‫ل ‪ )) :‬إ ِ ّ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ ‪ :‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ل فَقَطعََها‬‫ج ٌ‬ ‫ن فَ َ‬
‫جاَء َر ُ‬ ‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ت ت ُؤِْذي ال ُ‬ ‫َ‬
‫جَرةً كان َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬
‫ة)‪.(((4‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫خ َ‬‫فَد َ َ‬

‫‪ -‬إعفاف الرجل نفسه وزوجه‬


‫ي‘‬ ‫‪ -‬عَن أ َبي ذ َر _ ‪)) :‬أ َن ناسا م َ‬
‫ب الن ّب ِ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ّ َ ً ِ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل الد ُّثوِر‬ ‫ب أه ْ ُ‬ ‫ل اللهِ ذ َهَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ي ‘ َيا َر ُ‬ ‫َقاُلوا ِللن ّب ِ ّ‬
‫م‬
‫صو ُ‬ ‫ما ن َ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫صو ُ‬ ‫صّلي وَي َ ُ‬ ‫ما ن ُ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫صّلو َ‬ ‫جورِ ي ُ َ‬ ‫ِباْل ُ ُ‬
‫فضول أ َموال ِهم َقا َ َ‬
‫ل‬‫جع َ َ‬ ‫س قَد ْ َ‬ ‫ل أوَ ل َي ْ َ‬ ‫ن بِ ُ ُ ِ ْ َ ِ ْ‬ ‫صد ُّقو َ‬ ‫وَي َت َ َ‬
‫ة وَك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫صد َقَ ً‬‫حةٍ َ‬ ‫سِبي َ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫ن ب ِك ُ ّ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫صد ُّقو َ‬ ‫ما ت َ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ل ت َهِْليل َ ٍ‬
‫ة‬ ‫ة وَك ُ ّ‬ ‫صد َقَ ً‬ ‫ميد َةٍ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫ة وَك ُ ّ‬ ‫صد َقَ ً‬ ‫ت َك ِْبيَرةٍ َ‬
‫صدقَ ً َ‬
‫من ْك َ ٍ‬
‫ر‬ ‫ن ُ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫ة وَن َهْ ٌ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫مٌر ِبال ْ َ‬ ‫ة وَأ ْ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو َ‬ ‫ة َقاُلوا َيا َر ُ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫حدِك ُ ْ‬ ‫ضِع أ َ‬ ‫ة وَِفي ب ُ ْ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جٌر َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حد َُنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬ ‫ه ِفيَها أ ْ‬ ‫نل ُ‬ ‫ه وَي َكو ُ‬ ‫شهْوَت َ ُ‬ ‫أَيأِتي أ َ‬
‫ك إ َِذا‬ ‫ن عَل َي ْهِ ِفيَها وِْزٌر فَك َذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫حَرام ٍ أ َ َ‬ ‫ضعََها ِفي َ‬ ‫ل َوْ وَ َ‬
‫جًرا )‪.(((2‬‬ ‫كان ل َ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ل َ َ ُ‬ ‫حَل ِ‬ ‫ضعََها ِفي ال ْ َ‬ ‫وَ َ‬

‫‪ -‬إنظار المعسر أوالتجاوز عنه‬


‫ن‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ل الل ّهِ ‘ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ ‪ :‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫س فَ َ‬ ‫ج ُ‬
‫فَتاهُ إ َِذا أت َي ْ َ‬
‫ت‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫داي ِ ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫الّر ُ‬
‫جاوََز عَّنا َقا َ‬ ‫ل الل ّ َ‬ ‫ه ل َعَ ّ‬
‫ل‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫َ‬ ‫جاوَْز عَن ْ ُ‬ ‫سًرا فَت َ َ‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫ه)‪(((3‬‬ ‫جاوََز عَن ْ ُ‬ ‫ه فَت َ َ‬ ‫ي الل ّ َ‬
‫ق َ‬ ‫فَل َ ِ‬

‫‪ ()4‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪،‬في البخاري من حديث أبي هريرة مختص ـًرا ‪،‬‬
‫واللفظ لمسلم‪.‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪610‬‬

‫ل‪:‬‬ ‫ت َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ْ‬


‫ن عَُباد َةَ ب ْ ِ‬ ‫ن َ الوَِليدِ ب ْ ِ‬ ‫ن عَُباد َ َةَ ب ْ ِ‬ ‫‪ -‬عَ ْ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫م ِفي هَ َ‬ ‫ب ال ْعِل ْ َ‬ ‫ت أَنا وَأِبي ن َط ْل ُ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫)) َ‬
‫ل من ل َقينا أباَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أو ّ ُ َ ْ ِ َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫كوا فَ َ‬ ‫ن ي َهْل ِ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫صارِ قَب ْ َ‬ ‫اْلن ْ َ‬
‫ه‬
‫مع َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ه غَُل ٌ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ وَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫سر ِ َ‬ ‫ال ْي َ َ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫مَعافِرِ ّ‬ ‫سرِ ب ُْرد َةٌ وَ َ‬ ‫ف وَعََلى أِبي ال ْي َ َ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ص ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫ما َ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫م إ ِّني‬ ‫ه أِبي َيا عَ ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫مَعافِرِيّ فَ َ‬ ‫مهِ ب ُْرد َةٌ وَ َ‬ ‫وَعََلى غَُل ِ‬
‫ن ِلي‬ ‫ل َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ة من غَضب َقا َ َ‬ ‫جهِ َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬ ‫لأ َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فع َ ً ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ك َ‬ ‫أَرى ِفي وَ ْ‬
‫َ‬ ‫عَلى فَُلن ابن فَُلن ال ْحرامي ما ٌ َ‬
‫ت أهْل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ل فَأت َي ْ ُ‬ ‫َ َ ِ ّ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ي اب ْ ٌ‬ ‫ج عَل َ ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫م هُوَ َقاُلوا َل فَ َ‬ ‫ت ثَ ّ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫خ َ‬
‫ل‬ ‫ك فَد َ َ‬ ‫صوْت َ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ن أ َُبو َ‬ ‫ه أي ْ َ‬
‫قل ْت ل َ َ‬
‫فٌر فَ ُ ُ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫مي فَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ َِريك َ َ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫قد ْ عَل ِ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ج إ ِل‬ ‫خُر ْ‬ ‫تا ْ‬ ‫قل ُ‬ ‫ةأ ّ‬
‫ل أ ََنا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مّني َقا َ‬ ‫ت ِ‬ ‫خت َب َأ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ك عََلى أ ْ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ج فَ ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫فَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬‫حد ّث َ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ت َوالل ّهِ أ ْ‬ ‫شي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫م َل أك ْذِب ُ َ‬ ‫ك ثُ ّ‬ ‫حد ّث ُ َ‬ ‫َوالل ّهِ أ َ‬
‫ك وأ َن أ َعد َ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ك وَك ُن ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ك فَأ ْ‬ ‫فَأك ْذِب َ َ َ ْ ِ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ت آلل ّهِ َقا َ‬ ‫ل قُل ْ ُ‬ ‫سًرا َقا َ‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫ت َوالل ّهِ ُ‬ ‫الل ّهِ ‘ وَك ُن ْ ُ‬
‫ل فَأ ََتى‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫ت آلل ّهِ َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ قُل ْ ُ‬ ‫ت آلل ّهِ َقا َ‬ ‫قُل ْ ُ‬
‫ضاًء‬ ‫ت قَ َ‬ ‫جد ْ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ها ب ِي َدِهِ فَ َ‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫فت ِهِ فَ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫هات َي ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫صُر عَي ْن َ ّ‬ ‫شهَد ُ ب َ َ‬ ‫ل فَأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت ِفي ِ‬ ‫ضِني وَإ ِّل أن ْ َ‬ ‫َفاقْ ِ‬
‫ُ‬
‫عاهُ‬ ‫ن وَوَ َ‬ ‫هات َي ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫معُ أذ ُن َ ّ‬ ‫س ْ‬ ‫صب َعَي ْهِ عََلى عَي ْن َي ْهِ وَ َ‬ ‫ضعَ إ ِ ْ‬ ‫وَوَ َ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ وَهُ َ‬
‫و‬ ‫سو َ‬ ‫ط قَل ْب ِهِ َر ُ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫شاَر إ َِلى َ‬ ‫ذا وَأ َ‬ ‫قَل ِْبي هَ َ‬
‫عن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه أظَل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ع َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫و َ‬ ‫و َ‬ ‫سًرا أ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أن ْظََر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ه )‪(((1‬‬ ‫في ظِل ّ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫الل ّ ُ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 9‬ص ‪(391‬‬


‫َ‬
‫مَعافِرِيّ (‬ ‫سر ب ُْرَدة وَ َ‬ ‫وله ‪ ) :‬وَع ََلى أِبي ال ْي ُ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫ص ـَغر ي َل َْبس ـ ُ‬
‫ه‬ ‫مَرب ّــع ِفي ـهِ ِ‬‫ســاء ُ‬ ‫ل ‪ :‬كِ َ‬ ‫خط ّط َــة ‪ ،‬وَِقي ـ َ‬ ‫م َ‬ ‫مَلة ُ‬ ‫شـ ْ‬‫ال ْب ُـْرَدة َ‬
‫ن الث َّيـاب‬ ‫مـ ْ‬ ‫وع ِ‬ ‫ميـم َنـ ْ‬ ‫ْ‬
‫فت ْـِح ال ِ‬
‫مَعـافِرِيّ ب ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫معـه الب ُـُرد َوال َ‬ ‫اْل َع َْراب ‪ ،‬وَ َ‬
‫ج ْ‬
‫ت ت ِل ْــك‬
‫سَبة إ َِلى قَِبيَلة ن ََزل َـ ْ‬‫ي نِ ْ‬ ‫ل ‪ :‬هِ َ‬ ‫مَعاِفر ‪ ،‬وَِقي َ‬ ‫مى َ‬ ‫س ّ‬ ‫قْرَية ت ُ َ‬‫مل ب ِ َ‬
‫ي ُعْ َ‬
‫دة ‪.‬‬
‫ميم ِفيهِ َزائ ِ َ‬ ‫ْ‬
‫قْرَية ‪َ ،‬وال ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ضب (‬ ‫ن غَ َ‬ ‫م ْ‬‫فَعة ِ‬ ‫س ْ‬ ‫وله ‪َ ) :‬‬ ‫قَ ْ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪611‬‬

‫‪ -‬غرس و زراعة الشجار‪:‬‬


‫ل الل ّهِ ‘‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ك _ َقا َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫مال ِ ٍ‬‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫عا في َأك ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سا أوْ ي َْزَرعُ َزْر ً‬ ‫س غْر ً‬ ‫سل ِم ٍ ي َغْرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬‫)) َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صد َقَ ٌ‬
‫ة‬ ‫ه ب ِهِ َ‬‫ن لَ ُ‬
‫كا َ‬‫ة إ ِّل َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ن أوْ ب َِهي َ‬ ‫سا ٌ‬‫ه ط َي ٌْر أوْ إ ِن ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ل ‪َ:‬قا َ‬
‫ل‬ ‫جاب ِرٍ _ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫)‪(1‬‬
‫((وفى رواية لمسلم عَ ْ‬
‫سا إ ِّل‬ ‫س غَْر ً‬ ‫سل ِم ٍ ي َغْرِ ُ‬‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪َ )) :‬‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ي‬
‫فــاء ‪ ،‬أ ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَب ِإ ِ ْ‬ ‫مَها ‪ ،‬ل ُغَت َــا ِ‬ ‫ضـ ّ‬ ‫مل َــة وَ َ‬ ‫مه ْ َ‬ ‫ســين ال ْ ُ‬ ‫فت ْـِح ال ّ‬ ‫ي بِ َ‬ ‫هِ َ‬
‫مة وَت َغَّير ‪.‬‬ ‫ع ََل َ‬
‫ي(‬ ‫م ّ‬ ‫حَرا ِ‬ ‫ن ِلي ع ََلى فَُلن ْبن فَُلن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫وله ‪َ ) :‬‬ ‫قَ ْ‬
‫ســَبة‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ضي ‪َ :‬رَواه ُ الكث َُرو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َقا َ‬
‫حاء وَِبالّراِء ن ِ ْ‬ ‫فت ِْح ال َ‬ ‫ي ( بِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫حَرا ِ‬ ‫ن ) ال َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال َ‬
‫ســر‬ ‫م ـعَ ك َ ْ‬ ‫مــة َ‬ ‫ج َ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ي ال ْ ُ‬ ‫حَرام ‪ ،‬وََرَواه ُ الط ّب َرِيّ وَغ َي ْــره ب ِــالّزا ِ‬ ‫إ َِلى ب َِني َ‬
‫مة وََذال‬ ‫مو َ‬ ‫ضـــ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫جيـــم ِ َ‬ ‫ي ( بِ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫جـــ َ‬ ‫ن ) ال ْ ُ‬ ‫ماهَـــا ِ‬ ‫حــاء ‪ ،‬وََرَواه ُ ا ِْبــن َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مة ‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ُ‬
‫فر (‬ ‫ج ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫وله ‪ ) :‬ا ِْبن ل ُ‬ ‫قَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ذي ق ـوِيَ ع َلــى الكــل ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل ‪ :‬هُوَ ال ِ‬ ‫ب الب ُلوغ ‪ ،‬وَِقي َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ذي قاَر َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فر هُوَ ال ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫سِني َ‬ ‫مس ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ا ِْبن َ‬ ‫وَِقي َ‬
‫ُ‬ ‫ل أِري َ‬ ‫َ‬
‫ي(‬ ‫م ّ‬ ‫كة أ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫وله ‪ ) :‬د َ َ‬ ‫قَ ْ‬
‫رير‬ ‫سـ ِ‬ ‫جلــة ‪ ،‬وَل ي َكــون ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ْ‬
‫ذي فِــي ال َ‬ ‫رير الـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫سـ ِ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫هـ َ‬ ‫ل ث َعْلـب ‪ِ :‬‬ ‫َ‬ ‫قَــا َ‬
‫فَرد ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ت ع َل َي ْهِ فَهُوَ أِري َ‬ ‫َ‬ ‫ل اْلْزهَرِيّ ‪ :‬ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫كة ‪.‬‬ ‫ما ا ِت ّك َأ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫وََقا َ‬
‫ل ‪ :‬الّله (‬ ‫وله ‪ ) :‬قُْلت ‪ :‬آلّله َقا َ‬ ‫قَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫مد ّ ‪َ ،‬والَهاء ِفيهِ َ‬ ‫فَهام ‪َ ،‬والّثاِني ب ِل َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫دوَدة ع َلى اِل ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مَزةِ َ‬ ‫اْلّول ب ِهَ ْ‬
‫ها‬ ‫س ـر ِ َ‬ ‫ضــي ‪ُ :‬رّوين َــاه ُ ب ِك َ ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ش ـُهور ‪ .‬قَــا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا هُ ـوَ ال ْ َ‬ ‫ســوَرة ‪ ،‬هَ ـ َ‬ ‫مك ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ها ‪.‬‬ ‫سر َ‬ ‫ن غ َْير ك َ ْ‬ ‫جيُزو َ‬ ‫هل ال ْعََرب ِّية َل ي ُ ِ‬ ‫مًعا ‪ .‬وَأك َْثر أ ْ‬ ‫وَفَْتحَها َ‬
‫ُ‬
‫ن(‬ ‫هات َي ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫معُ أذ ُن َ ّ‬ ‫س ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫هات َي ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫صُر ع َي ْن َ ّ‬ ‫وله ‪ ) :‬ب َ َ‬ ‫قَ ْ‬
‫معَ ( ‪ ،‬وََرْفع ال ْعَْيــن ‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ميم ) َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫س َ‬ ‫صاد وََرْفع الّراء ‪ ،‬وَب ِإ ِ ْ‬ ‫فت ِْح ال ّ‬ ‫هُوَ ب ِ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫صــاد وَفَت ْــح الـّراء ع َي ْن َــا َ‬
‫ي‬ ‫م ال ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫عة ب ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬
‫ُ‬
‫ن ‪ .‬وََرَواه ُ َ‬ ‫ري َ‬ ‫هَذ ِهِ رَِواَية الك ْث َ ِ‬
‫ن‬
‫حيح ‪ ،‬لك ِـ ّ‬ ‫َ‬ ‫صـ ِ‬ ‫مــا َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَك ِلهُ َ‬ ‫َ‬ ‫هات َــا ِ‬ ‫ميــم أذ ُن َــايَ َ‬ ‫سرِ ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫معَ ب ِك ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫هاَتا ِ‬ ‫َ‬
‫الّول أوْلى ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مَناط قَْلبه (‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫شا‬ ‫َ‬ ‫قَوله ‪ ) :‬وأ َ‬
‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سرِ الّنون‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫(‬ ‫ياط‬ ‫ن‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫دة‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫سخ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫عض‬ ‫ب‬ ‫في‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ميم‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ح‬
‫ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َْ َ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هُ َ ِ ْ ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫و‬
‫ب‪.‬‬ ‫قل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫معَلق ِبال َ‬ ‫ّ‬ ‫عْرق ُ‬ ‫حد ‪ ،‬وَهُوَ ِ‬ ‫ما َوا ِ‬ ‫معَْناهُ َ‬ ‫‪ ،‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذت ب ُـْرَدة غ ُلمـك ‪ ،‬وَأع ْطْيتــه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وله ) فَ ُ‬
‫خـ ْ‬ ‫م لـوْ أّنـك أ َ‬ ‫عـ ّ‬ ‫ه ‪ :‬ي َــا َ‬ ‫قلت ل ُ‬ ‫قَ ْ‬
‫حلــة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫ت ع َلْيك ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأع ْطْيته ب ُْرَدتك ‪ ،‬فكان َ ْ‬ ‫مَعافِرِي ّ ُ‬ ‫ذت َ‬ ‫مَعافِرِّيك ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫َ‬
‫حّلة ( ‪.‬‬ ‫وَ ْ ِ ُ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪612‬‬

‫ة‬‫صد َقَ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫سرِقَ ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫صد َقَ ً‬


‫ه َ‬ ‫ه لَ ُ‬‫من ْ ُ‬‫ل ِ‬ ‫ما أ ُك ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ت الط ّي ُْر‬ ‫َ‬ ‫ما أ َك َ َ‬
‫ما أك َل َ ْ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ه فَهُوَ ل َ ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫سب ُعُ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ة((‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫حد ٌ إ ِّل َ‬ ‫ة وََل ي َْرَزؤُهُ أ َ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫فَهُوَ ل َ ُ‬
‫سا ‪ ،‬وََل ي َْزَرع َزْر ً‬
‫عا‬ ‫سِلم غَْر ً‬ ‫م ْ‬ ‫رس ُ‬ ‫في رَِواَية ) َل ي َغْ ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫ْ‬
‫ت لَ ُ‬
‫ه‬ ‫كان َ ْ‬‫يء إ ِّل َ‬ ‫ش ْ‬ ‫سان وََل َداّبة وََل َ‬ ‫ه إ ِن ْ َ‬‫من ْ ُ‬
‫كل ِ‬ ‫فَي َأ ُ‬
‫وم‬ ‫صد ََقة إ َِلى ي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫صد ََقة ( وَِفي رَِواَية ) إ ِّل َ‬ ‫َ‬
‫مة (‪.‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ضــيَلة‬ ‫ضيَلة ال ْغَْرس ‪ ،‬وَفَ ِ‬ ‫حاِديث فَ ِ‬ ‫‪ِ -‬في هَذِهِ اْل َ َ‬
‫م‬ ‫عِلي ذ َِلــ َ‬ ‫جــر َفــا ِ‬ ‫الــزرع ‪ ،‬وأ َ َ‬
‫مــا َدا َ‬ ‫مّر َ‬ ‫ســت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ ْ‬
‫مة ‪.‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ال ْ ِ‬ ‫ه إ َِلى ي َ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ما ت َوَل ّد َ ِ‬ ‫ال ْغَِراس َوالّزْرع ‪ ،‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جر ِفي‬ ‫واب َواْل َ ْ‬ ‫ن الث ّ َ‬ ‫ضا أ ّ‬ ‫حاِديث أي ْ ً‬ ‫وَِفي هَذِهِ اْل َ َ‬
‫سان ي َُثاب عََلى‬ ‫َ‬
‫ن اْل ِن ْ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ص ِبال ْ ُ‬ ‫خت َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرة ُ‬ ‫اْل ِ‬
‫ما‪.‬‬‫حوه َ‬ ‫طاِئر وَن َ ْ‬ ‫ه َداّبة أ َوْ َ‬ ‫فت ْ ُ‬ ‫ماله أ َوْ أ َت ْل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫سرِقَ ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬
‫وله ‘ ) وََل ي َْرَزؤُهُ (‬ ‫ْ‬ ‫وَقَ‬
‫ْ‬ ‫مَزة أ َيْ ي َن ْ ُ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬
‫خذ ِ‬ ‫ه وَي َأ ُ‬ ‫قص ُ‬ ‫ها هَ ْ‬ ‫م َزاي ب َْعد َ‬ ‫هُوَ ب َِراٍء ث ُ ّ‬
‫)‪.(1‬‬
‫‪ -‬سقى البهائم ‪...‬يجلب المغفرة‬
‫والرحمة‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫عَ َ‬
‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ عَ ْ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫س َ َرك ِ ّ‬ ‫ب عَلى َرأ ِ‬ ‫ت ب ِكل ٍ‬ ‫مّر ْ‬ ‫سةٍ َ‬ ‫م َ‬ ‫مو ِ‬ ‫مَرأةٍ ُ‬ ‫فَر ِل ْ‬ ‫))غُ ِ‬
‫فَها فَأوْث َقَت ْ ُ‬
‫ه‬ ‫خ ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫ش فَن ََزعَ ْ‬ ‫ه ال ْعَط َ ُ‬ ‫قت ُل ُ ُ‬
‫كاد َ ي َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ث َقا َ‬ ‫ي َل ْهَ ُ‬
‫ك ((‬ ‫فَر ل ََها ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ماِء فَغُ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ها فَن ََزعَ ْ‬ ‫مارِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫بِ ِ‬
‫ه عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫وفي رواية عَْنه _ ‪ :‬عَ ْ‬
‫َ‬ ‫وسل ّم‪ )) :‬أ َن ا َ‬
‫حاّر‬ ‫ت ك َل ًْبا ِفي ي َوْم ٍ َ‬ ‫مَرأةً ب َغِّيا َرأ ْ‬ ‫ّ ْ‬ ‫َ َ َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪()1‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(396‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪613‬‬
‫َ‬
‫ت لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ش فَن ََزعَ ْ‬ ‫ن العَط ِ‬
‫م ْ ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫سان َ ُ‬ ‫ف ب ِب ِئ ْرٍ قَد ْ أد ْل َعَ ل ِ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫فَر ل ََها)‪.(((1‬‬ ‫موقَِها فَغُ ِ‬ ‫بِ ُ‬
‫ل ‪)) :‬‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ _ ‪ :‬أ ّ‬ ‫و عَ ْ‬
‫ش فَوَ َ‬
‫جد َ‬ ‫شت َد ّ عَل َي ْهِ ال ْعَط َ ُ‬ ‫قا ْ‬ ‫ري ٍ‬ ‫شي ب ِط َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ما َر ُ‬ ‫ب َي ْن َ َ‬
‫ث‬ ‫ب ي َل ْهَ ُ‬ ‫ج فَإ َِذا ك َل ْ ٌ‬ ‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ل ِفيَها فَ َ‬ ‫ب ِئ ًْرا فَن ََز َ‬
‫ذا‬ ‫قد ْ ب َل َغَ هَ َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ش فَ َ‬ ‫ن العَط ِ‬
‫م ْ ْ َ‬ ‫ل الث َّرى ِ‬ ‫ي َأ ْك ُ ُ‬
‫ل‬ ‫مّني فَن ََز َ‬ ‫ن ب َل َغَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ش ِ‬‫ِ‬
‫ن ال ْعَط َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ال ْك َل ْ َ‬
‫فه ماًء ث ُ َ‬ ‫مَل َ ُ‬
‫ي‬
‫حّتى َرقِ َ‬ ‫فيهِ َ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫سك َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ‬ ‫خ ّ ُ َ‬ ‫ال ْب ِئ َْر فَ َ‬
‫ه َقاُلوا َيا‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ه فَغَ َ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫شك ََر الل ّ ُ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫قى ال ْك َل ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل ِفي‬ ‫قا َ‬ ‫جًرا فَ َ‬ ‫َ‬
‫ن ل ََنا ِفي هَذِهِ ال ْب ََهائ ِم ِ َل ْ‬ ‫ل الل ّهِ وَإ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫جٌر )‪.(((2‬‬ ‫َ‬
‫ل ك َب ِدٍ َرط ْب َةٍ أ ْ‬ ‫كُ ّ‬
‫‪ -‬و إن كان بغير قصد‬
‫ل عََلى‬ ‫خ َ‬ ‫ل ‪ )) :‬د َ َ‬ ‫شم ٍ _ َقا َ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ة بْ َ‬ ‫سَراقَ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل‬‫ي ِفيهِ َقا َ‬ ‫ذي ت ُوُفّ َ‬ ‫جعِهِ ال ّ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬في وَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ما أذ ْك ُُر َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫سأ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫فَط َفِ ْ‬
‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫ه‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ل اذ ْك ُْرهُ َقا َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫سأل ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫ة)‪ (3‬ت َغْ َ‬ ‫ضال ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ضي‬ ‫حَيا ِ‬ ‫شى ِ‬ ‫ل الل ّهِ ال ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ن قُل ْ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ل ِلي من أ َجر أ َ َ‬ ‫ْ‬
‫قي ََها‬‫س ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ ْ ٍ ْ‬ ‫ماًء ِل ِب ِِلي فَهَ ْ‬ ‫مَلت َُها َ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫حّراَء‬ ‫ل ك َب ِدٍ َ‬ ‫ي كُ ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫س ْ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ن َعَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ج ّ )‪(4‬‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مَرو ب ْ َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ل (( و فى رواية عَ ْ‬ ‫جٌر ل ِل ّهِ عَّز وَ َ‬ ‫أ ْ‬
‫‪ ()1‬متفــق عليهمــا‪ ،‬أدلــع لســانه ‪ :‬أخرجــه لهًثــا مــن شــدة‬
‫العطش‪.‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‬
‫‪ ()3‬من البل والبهم كما هو مصرح والروايات الخرى‪.‬‬
‫‪ ()4‬رواه أحمد وصححه الرناؤوط واللباني السلسلة الصــحيحة ‪-‬‬
‫‪ - 2152‬وقال ورواه الحميدي في مسنده ) صحيح (‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪614‬‬
‫َ‬ ‫شعيب حدث َه عَ َ‬
‫جاءَ‬ ‫جًل َ‬ ‫ن َر ُ‬‫جد ّهِ _ ‪ )) :‬أ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أِبيهِ عَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ْ ٍ َ ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬فَ َ‬
‫حّتى‬ ‫ضي َ‬ ‫حو ْ ِ‬‫ل إ ِّني أن ْزِعُ ِفي َ‬ ‫قا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫إ َِلى َر ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه فَهَ ْ‬
‫ل‬ ‫قي ْت ُ ُ‬ ‫ري فَ َ‬
‫س َ‬ ‫ي ال ْب َِعيُر ل ِغَي ْ ِ‬ ‫ه ِلهِْلي وََرد َ عَل َ ّ‬
‫َ‬
‫مَلت ُ ُ‬
‫إ َِذا َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬في ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫جر ٍ ف َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬‫ِلي ِفي ذ َل ِ َ‬
‫جٌر )‪(((1‬‬ ‫َ‬
‫حّرى أ ْ‬ ‫ت ك َب ِدٍ َ‬‫َذا ِ‬

‫حديث البطاقة‬

‫رو‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫‪ -‬روى المام أحمد ’ بسنده عَ ْ‬


‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ص ‪ ù‬يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال َْعا‬ ‫بْ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫س‬‫مِتي عَلى ُرُءو ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫جًل ِ‬ ‫ص َر ُ‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫عَّز وَ َ‬
‫ن‬
‫سِعي َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سع َ ً‬ ‫شُر عَل َي ْهِ ت ِ ْ‬ ‫مةِ فَي َن ْ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ق ي َوْ َ‬ ‫ِ‬ ‫خَلئ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل لَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه أت ُن ْك ُِر ِ‬ ‫قو ُ ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫صر ِ ث ُ ّ‬ ‫مد ّ ال ْب َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫جّل ك ُ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ب‬‫ل َل َيا َر ّ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ظو َ‬ ‫حافِ ُ‬ ‫ك ك َت َب َِتي ال ْ َ‬ ‫مت ْ َ‬ ‫شي ًْئا أظ َل َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫هَ َ‬
‫ل َل َيا‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل أل َ َ‬ ‫َ‬
‫قو ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ت الّر ُ‬ ‫ة فَي ُب ْهَ ُ‬ ‫سن َ ٌ‬‫ح َ‬ ‫ك عُذ ٌْر أوْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫م‬‫حد َةً َل ظ ُل ْ َ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫سن َ ً‬‫ح َ‬ ‫عن ْد ََنا َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ل ب ََلى إ ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب فَي َ ُ‬ ‫َر ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َل إ ِل َ َ‬
‫ه‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ة ِفيَها أ ْ‬ ‫طاقَ ٌ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ك فَت ُ ْ‬ ‫م عَل َي ْ َ‬ ‫ال ْي َوْ َ‬
‫قو ُ َ‬ ‫َ‬
‫ضُروهُ‬ ‫ح ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا عَب ْد ُهُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ت‬ ‫جّل ِ‬ ‫س ِ‬ ‫معَ هَذِهِ ال ّ‬ ‫ة َ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫ما هَذِهِ ال ْب ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬

‫‪))()1‬قال القرطبي ‪ :‬عنى به حرارة الحياة أو حرارة العطش وفي‬


‫رواية كل كبد رطبة أي حية يعني بهــا رطوبــة الحيــاة ) أجــر ( عــام‬
‫مخصوص بحيوان محترم وهو ما لم يؤمر بقتله ونبه بالسـقي علـى‬
‫جميــع وجــوه الحســان مــن الطعــام قــال القرطــبي ‪ :‬وفيــه أن‬
‫الحســان إلــى الحيــوان ممــا يغفــر الــذنوب وتعظــم بــه الجــور ول‬
‫يناقضه المر بقتل بعضه أو إباحته فإنه إنما أمر به لمصلحة راجحة‬
‫ومع ذلك فقــد أمرنــا بإحســان القتلــة(()أفــاده المنــاوي فــي فيــض‬
‫القدير(‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪615‬‬

‫ة‬
‫ف ٍ‬ ‫ت ِفي ك َ ّ‬ ‫جّل ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ضعُ ال ّ‬ ‫ل فَُتو َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ك َل ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫ل‬‫ة وََل ي َث ْقُ ُ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫ت ال ْب ِ َ‬ ‫قل َ ْ‬ ‫ت وَث َ ُ‬ ‫جّل ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫طا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫حيم ِ ((‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫سم ِ الل ّهِ الّر ْ‬ ‫يٌء ب ِ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ص ‪ ù‬يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال َْعا‬ ‫ِ‬ ‫رو ب ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ُ‬
‫مِتي‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫جًل ِ‬ ‫ص َر ُ‬ ‫خل ّ ُ‬ ‫سي ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‘ ‪ )) :‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ة‬
‫سع َ ً‬ ‫شُر عَل َي ْهِ ت ِ ْ‬ ‫مةِ فَي َن ْ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ق ي َوْ َ‬ ‫خلئ ِ ِ‬
‫عََلى ُرُءوس ال ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫صر ِ ث ُ ّ‬ ‫مد ّ الب َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫جل ك ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫سِعي َ‬ ‫وَت ِ ْ‬
‫حافِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ن فَي َ ُ‬ ‫ظو َ‬ ‫ك ك َت َب َِتي ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫شي ًْئا أظ َل َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫أت ُن ْك ُِر ِ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ب فَي َ ُ‬ ‫ل َل َيا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك عُذ ٌْر فَي َ ُ‬ ‫ل أ َفَل َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب فَي َ ُ‬ ‫َل َيا َر ّ‬
‫م‬‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫م عَل َي ْ َ‬ ‫ه َل ظ ُل ْ َ‬ ‫ة فَإ ِن ّ ُ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫عن ْد ََنا َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ب ََلى إ ِ ّ‬
‫شهَد ُ‬ ‫ه وَأ َ ْ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬
‫َ‬
‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ة ِفيَها أ َ ْ‬ ‫طاقَ ٌ‬ ‫ج بِ َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫َ‬
‫ضْر وَْزن َ َ‬
‫ك‬ ‫ح ُ‬ ‫لا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا عَب ْد ُهُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ت‬‫جّل ِ‬ ‫س ِ‬ ‫معَ هَذِهِ ال ّ‬ ‫ة َ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫ما هَذِهِ ال ْب ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ت ِفي ك َفّ ٍ‬
‫ة‬ ‫جّل ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ضعُ ال ّ‬ ‫ل فَُتو َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ك َل ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ت‬‫قل َ ْ‬ ‫ت وَث َ ُ‬ ‫جّل ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫طا َ‬ ‫فةٍ فَ َ‬ ‫ة ِفي ك َ ّ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫َوال ْب ِ َ‬
‫يٌء(( وفي رواية‬ ‫ش ْ‬ ‫سم ِ الل ّهِ َ‬ ‫معَ ا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ة فََل ي َث ْ ُ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫ال ْب ِ َ‬
‫ل الل ّهِ ‘ ‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ابن ماجه والحاكم عَْنه ‪َ : ù‬قا َ‬
‫َ‬ ‫)) يصاح برجل م ُ‬
‫س‬
‫مةِ عَلى ُرُءو ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫مِتي ي َوْ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ُ َ ُ َِ ُ ٍ ِ ْ‬
‫ل‬‫ج ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫جّل ك ُ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫سُعو َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سع َ ٌ‬ ‫ه تِ ْ‬ ‫شُر ل َ ُ‬ ‫ق فَي ُن ْ َ‬ ‫خلئ ِ ِ‬
‫ال ْ َ َ‬
‫ذا‬‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ت ُن ْك ُِر ِ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫صر ِ ث ُ ّ‬ ‫مد ّ ال ْب َ َ‬ ‫َ‬
‫ك ك َت َب َِتي‬ ‫مت ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب فَي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫شي ًْئا فَي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ل أظل َ‬ ‫ل ل َيا َر ّ‬
‫ل أل َ َ‬ ‫َ‬ ‫حافِ ُ‬
‫ب‬‫ة فَي َُها ُ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫ظو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت‬ ‫سَنا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫عن ْد ََنا َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ل ب ََلى إ ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل َل فَي َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫ة ِفيَها‬ ‫طاقَ ٌ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫خَر ُ‬ ‫م فَت ُ ْ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫م عَل َي ْ َ‬ ‫ه َل ظ ُل ْ َ‬ ‫وَإ ِن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫سول ُ ُ‬
‫ه‬ ‫دا عَب ْد ُهُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬
‫ه‬
‫معَ هَذِ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫ما هَذِهِ ال ْب ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ت ِفي‬ ‫جّل ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ضعُ ال ّ‬ ‫م فَُتو َ‬ ‫ك َل ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫جّل ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ال ّ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪616‬‬

‫قل َ ْ‬
‫ت‬ ‫جّل ُ‬
‫ت وَث َ ُ‬ ‫س ِ‬
‫ت ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫فةٍ فَ َ‬
‫طا َ‬ ‫ة ِفي ك ِ ّ‬ ‫فةٍ َوال ْب ِ َ‬
‫طاقَ ُ‬ ‫كِ ّ‬
‫ة(()‪(((1‬‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫ال ْب ِ َ‬
‫وما أحسن ما قال السيد العلمة محمد بن‬
‫اسماعيل المير اليمانى أطاب الله ثراه وجعل‬
‫الجنة مثواه‬
‫مهما تفكرت فى ذنوبى ‪ ...‬خفت على قلبى‬
‫احتراقه‬
‫لكنه ينطفى لهيبى ‪ . ..‬بذكر ما جاء فى البطاقة‬
‫)‪(2‬‬

‫ن‬ ‫بل وجاء في الحديث عَن أ َبي بردةَ عَ َ‬


‫ن أِبيهِ _ ‪:‬عَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ ُْ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬
‫س ِ‬ ‫مةِ َنا ٌ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫جيُء ي َوْ َ‬ ‫ل ‪)) :‬ي َ ِ‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ل َهُ ْ‬‫ها الل ّ ُ‬‫فُر َ‬‫ل فَي َغْ ِ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫ل ال ْ ِ‬ ‫مَثا ِ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ن ب ِذ ُُنو ٍ‬ ‫مي َ‬‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫صاَرى)‪.(( (3‬‬ ‫ضعَُها عََلى ال ْي َُهودِ َوالن ّ َ‬ ‫وَي َ َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬‫م ْ‬‫مة َناس ِ‬ ‫وم ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫جيء ي َ ْ‬ ‫وله ‪ ) :‬ي َ ِ‬ ‫قَ ْ‬
‫ب(‬ ‫ب ِذ ُُنو ٍ‬
‫فر ت ِل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك الذ ُّنوب‬ ‫ن الّله ت ََعاَلى ي َغْ ِ‬ ‫معَْناهُ ‪ :‬أ ّ‬ ‫فَ َ‬
‫ضع عََلى ال ْي َُهود‬ ‫م ‪ ،‬وَي َ َ‬ ‫قطَها عَن ْهُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫مي َ‬‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫‪ ()1‬أخرجه الترمذي ) ‪ ( 107 - 106 / 2‬و حسنه و ابن ماجه )‬
‫‪ ( 4300‬و الحاكم) ‪ 6 / 1‬و ‪ ( 529‬قال اللبــاني فــي "السلســلة‬
‫الصحيحة" ‪: 212 /1‬صحيح برقم )‪ (135‬و أحمد ) ‪ 213 / 2‬وقال‬
‫شعيب الرنؤوط ‪ :‬إسناده قوي رجــاله ثقــات رجــال الصــحيح غيــر‬
‫إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(‪.‬‬
‫‪ ()2‬صديق حسن خان ‪ -‬يقظة أولي العتبار‪ -‬الخاتمة ‪.‬‬

‫‪ ()3‬رواه مســلم و الشــرح مــن النــووي علــى مســلم ‪) -‬ج ‪ / 9‬ص‬


‫‪.(147‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪617‬‬

‫ه الّنار‬ ‫خل ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَي ُد ْ ِ‬ ‫م وَذ ُُنوبه ْ‬ ‫فرِهِ ْ‬ ‫مْثلَها ب ِك ُ ْ‬ ‫صاَرى ِ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ن هَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫م ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل ب ُد ّ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ُ‬ ‫م ل ب ِذ ُُنو ِ‬ ‫مال ِهِ ْ‬ ‫ب ِأعْ َ‬
‫خَرى {‬ ‫ُ‬
‫زر َوازَِرة وِْزر أ ْ‬ ‫قوْل ِهِ ت ََعاَلى ‪ } :‬وََل ت َ ِ‬ ‫الت ّأ ِْويل ل ِ َ‬
‫م‬‫ضع عَل َي ْهِ ْ‬ ‫مَراد ‪ :‬ي َ َ‬ ‫جاز َوال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ضعَها ( َ‬ ‫وله ‪ ) :‬وَي َ َ‬ ‫وَقَ ْ‬
‫ق َ‬ ‫َ‬
‫حانه‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ط ُ‬ ‫س َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ن لَ ّ‬ ‫ما ذ َك َْرَناهُ ل َك ِ ْ‬ ‫م كَ َ‬ ‫مْثلَها ب ِذ ُُنوب ِهِ ْ‬ ‫ِ‬
‫قى عََلى ال ْك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫فار‬ ‫م ‪ ،‬وَأب ْ َ‬ ‫سي َّئاته ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫وَت ََعاَلى عَ ْ‬
‫ن‬
‫قي ْ ِ‬‫ري َ‬ ‫ل إ ِْثم ال ْفَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْنى َ‬ ‫صاُروا ِفي َ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫سي َّئاته ْ‬ ‫َ‬
‫مل‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫مُلوا اْل ِْثم ال َْباِقي ‪ ،‬وَهُوَ إ ِْثمه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِك َوْن ِهِ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ل ِل ْك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫سَبب ِفيَها ‪ ،‬ب ِأ ْ‬ ‫فارِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫مَراد آَثا ً‬ ‫كون ال ْ ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫فوِ الّله ت ََعاَلى ‪،‬‬ ‫ن ب ِعَ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫قط عَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ها فَت َ ْ‬ ‫سّنو َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ها ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سّنو َ‬ ‫م َ‬ ‫مْثلَها ‪ ،‬ل ِك َوْن ِهِ ْ‬ ‫فار ِ‬ ‫ْ‬
‫ضع عَلى الك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫وَُيو َ‬
‫مل‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مْثل وِْزر ك ُ ّ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫سي َّئة َ‬ ‫سّنة َ‬ ‫ن ُ‬ ‫س ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب َِها ‪ .‬وَالله أعْلم ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪618‬‬

‫ل تيأس من رحمة الله ‪‬‬

‫ن)‬ ‫ضاّلو َ‬‫مةِ َرب ّهِ إ ِّل ال ّ‬ ‫ح َ‬


‫ن َر ْ‬‫م ْ‬
‫ط ِ‬‫قن َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫قال ‪ } ‬وَ َ‬
‫م ْ‬
‫‪] { (56‬الحجر‪[57 ،56/‬‬
‫الذين ل علم لهم بربهم‪ ،‬وكمال اقتداره وأما من‬
‫أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم‪ ،‬فل سبيل‬
‫إلى القنوط إليه لنه يعرف من كثرة السباب‬
‫والوسائل والطرق لرحمة الله شيئا كثيرا )‪.(1‬‬
‫م{‬‫حي ُ‬‫فوُر الّر ِ‬‫عَباِدي أ َّني أ ََنا ال ْغَ ُ‬‫ئ ِ‬‫وقال ‪ } ‬ن َب ّ ْ‬
‫)الحجر‪(49:‬‬
‫وفي الية لطائف ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أنه أضاف العباد إلى نفسه بقوله ‪:‬‬
‫عَباِدي { وهذا تشريف عظيم ‪ .‬أل ترى أنه لما‬ ‫} ِ‬
‫أراد أن يشرف محمدا ً صلى الله عليه وسلم ليلة‬
‫ن الذى أسرى‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬‫المعراج لم يزد على قوله ‪ُ } :‬‬
‫ب ِعَب ْدِهِ { ] السراء ‪. [ 1 :‬‬
‫وثانيها ‪ :‬أنه لما ذكر الرحمة والمغفرة بالغ في‬
‫التأكيد بألفاظ ثلثة ‪ :‬أولها ‪ :‬قوله ‪ } :‬أ َّنى {‪،‬وثانيها‬
‫‪ :‬قوله ‪ } :‬أ َن َا ْ { ‪،‬وثالثها ‪ :‬ادخال حرف اللف واللم‬
‫على قوله ‪ } :‬الغفور الرحيم { ولما ذكر العذاب‬
‫لم يقل أني أنا المعذب وما وصف نفسه بذلك بل‬
‫ذاِبي هُوَ العذاب الليم { ‪.‬‬ ‫ن عَ َ‬ ‫َ‬
‫قال ‪ } :‬وَأ ّ‬
‫وثالثها ‪ :‬أنه أمر رسوله أن يبلغ إليهم هذا‬
‫المعنى فكأنه أشهد رسوله على نفسه في التزام‬
‫المغفرة والرحمة ‪.‬‬
‫‪ ()1‬تفسير السعدي ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(432‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪619‬‬

‫عَباِدي { كان معناه‬ ‫و رابعها ‪ :‬أنه لما قال ‪ } :‬ن َّبىء ِ‬


‫نبىء كل من كان معترفا ً بعبوديتي ‪ ،‬وهذا كما‬
‫يدخل فيه المؤمن المطيع ‪ ،‬فكذلك يدخل فيه‬
‫المؤمن العاصي ‪ ،‬وكل ذلك يدل على تغليب جانب‬
‫الرحمة من الله تعالى ‪ ،‬والله أعلم )‪.(1‬‬
‫سَرُفوا عََلى‬ ‫عبادي ال ّذي َ‬ ‫وقوله ‪ } ‬قُ ْ‬
‫نأ ْ‬ ‫ل َيا ِ َ ِ َ ِ َ‬
‫فُر‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ي َغْ ِ‬ ‫مةِ الل ّهِ إ ِ ّ‬
‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬‫طوا ِ‬ ‫قن َ ُ‬ ‫م ل تَ ْ‬‫سهِ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫م { )الزمر‪(53:‬‬ ‫حي ُ‬ ‫فوُر الّر ِ‬‫ه هُوَ ال ْغَ ُ‬
‫ميعا ً إ ِن ّ ُ‬ ‫ج ِ‬
‫ب َ‬ ‫الذ ُّنو َ‬
‫إنها الرحمة الواسعة التي تسع كل معصية ‪ .‬كائنة‬
‫ما كانت وإنها الدعوة للوبة ‪ .‬دعوة العصاة‬
‫المسرفين الشاردين المبعدين في تيه الضلل ‪.‬‬
‫دعوتهم إلى المل والرجاء والثقة بعفو الله ‪ .‬إن‬
‫الله رحيم بعباده ‪ .‬وهو يعلم ضعفهم وعجزهم ‪.‬‬
‫ويعلم العوامل المسلطة عليهم من داخل كيانهم‬
‫ومن خارجه ‪ .‬ويعلم أن الشيطان يقعد لهم كل‬
‫مرصد ‪ .‬ويأخذ عليهم كل طريق ‪ .‬ويجلب عليهم‬
‫بخيله ورجله ‪ .‬وأنه جاد كل الجد في عمله الخبيث!‬
‫ويعلم أن بناء هذا المخلوق النساني بناء واه ‪ .‬وأنه‬
‫مسكين سرعان ما يسقط إذا أفلت من يده الحبل‬
‫الذي يربطه والعروة التي تشده ‪ .‬وأن ما ركب في‬
‫كيانه من وظائف ومن ميول ومن شهوات سرعان‬
‫ما ينحرف عن التوازن فيشط به هنا أو هناك؛‬
‫ويوقعه في المعصية وهو ضعيف عن الحتفاظ‬
‫بالتوازن السليم ‪. .‬‬
‫يعلم الله سبحانه عن هذا المخلوق كل هذا فيمد‬
‫له في العون؛ ويوسع له في الرحمة؛ ول يأخذه‬
‫بمعصيته حتى يهيء له جميع الوسائل ليصلح خطأه‬
‫‪ ()1‬التفسير الكبير الرازي‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪620‬‬

‫ويقيم خطاه على الصراط ‪ .‬وبعد أن يلج في‬


‫المعصية ‪ ،‬ويسرف في الذنب ‪ ،‬ويحسب أنه قد‬
‫طرد وانتهى أمره ‪ ،‬ولم يعد يقبل ول يستقبل ‪ .‬في‬
‫هذه اللحظة لحظة اليأس والقنوط ‪ ،‬يسمع نداء‬
‫الرحمة الندي اللطيف ‪:‬‬
‫} قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل‬
‫تقنطوا من رحمة الله ‪ .‬إن الله يغفر الذنوب جميعا ً‬
‫‪ .‬إنه هو الغفور الرحيم { ‪. .‬‬
‫وليس بينه وقد أسرف في المعصية ‪ ،‬ولج في‬
‫الذنب ‪ ،‬وأبق عن الحمى ‪ ،‬وشرد عن الطريق‬
‫ليس بينه وبين الرحمة الندية الرخية ‪ ،‬وظللها‬
‫السمحة المحيية ‪ .‬ليس بينه وبين هذا كله إل التوبة‬
‫‪ .‬التوبة وحدها ‪ .‬الوبة إلى الباب المفتوح الذي‬
‫ليس عليه بواب يمنع ‪ ،‬والذي ل يحتاج من يلج فيه‬
‫إلى استئذان )‪.(1‬‬

‫ن‬ ‫جًل َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عَ َ‬


‫كا َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ي ‘ ‪)) :‬أ ّ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫سِعيد ٍ _ ‪ :‬عَ ْ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ب‬
‫ضَر أيّ أ ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ل ل ِب َِنيهِ ل ّ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫مال ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه الل ُ‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬
‫م َرغ َ‬ ‫قَب ْل َك ُ ْ‬
‫ل فَإني ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫م َقاُلوا َ‬
‫خي ًْرا‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫م أعْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ب َقا َ ِ ّ‬ ‫خي َْر أ ٍ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫ك ُن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫قَ ّ‬
‫م ذ َّروِني‬ ‫قوِني ث ُ ّ‬ ‫ح ُ‬
‫س َ‬ ‫ما ْ‬ ‫حرُِقوِني ث ُ ّ‬ ‫ت فَأ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ط فَإ َِذا ُ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه عَّز وَ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫مع َ ُ‬
‫ج َ‬ ‫فعَُلوا فَ َ‬ ‫ف فَ َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫ِفي ي َوْم ٍ َ‬
‫ه )‪.(((2‬‬ ‫مت ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫قاهُ ب َِر ْ‬ ‫فت َل َ ّ‬‫ك َ‬ ‫فت ُ َ‬ ‫خا َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك َ‬ ‫مل َ َ‬‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫جلً‬ ‫َ‬
‫ي ‘ ‪ )) :‬ذ َكَر َر ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫‪ -‬و فى رواية عَْنه _ ‪ :‬عَ ْ‬
‫كان سل َ َ َ‬
‫دا ي َعِْني‬ ‫ماًل وَوَل َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫م آَتاهُ الل ّ ُ‬ ‫ف أوْ قَب ْل َك ُ ْ‬ ‫ن َ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َعْ َ‬
‫ت ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ب ك ُن ْ ُ‬ ‫ل ل ِب َِنيهِ أيّ أ ٍ‬ ‫ضَر َقا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ل فَل َ ّ‬ ‫طاهُ َقا َ‬

‫‪ ()1‬أ ‪/‬سيد قطب في ظلل القرآن ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪.(240‬‬


‫‪ ()2‬متفق عليه واللفظ للبخاري‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪621‬‬

‫عن ْد َ الل ّهِ َ‬ ‫َ‬


‫خي ًْرا‬ ‫م ي َب ْت َئ ِْر ِ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ل فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫خي َْر أ ٍ‬ ‫َقاُلوا َ‬
‫م عََلى الل ّهِ ي ُعَذ ّب ْ ُ‬
‫ه‬ ‫قد َ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫خْر وَإ ِ ْ‬ ‫م ي َد ّ ِ‬ ‫ها قََتاد َةُ ل َ ْ‬ ‫سَر َ‬ ‫فَ ّ‬
‫َ‬
‫ما‬‫ح ً‬ ‫ت فَ ْ‬ ‫صْر ُ‬ ‫حّتى إ َِذا ِ‬ ‫حرُِقوِني َ‬ ‫ت فَأ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫َفان ْظ ُُروا فَإ َِذا ُ‬
‫ح‬
‫ن ِري ٌ‬ ‫كا َ‬ ‫م إ َِذا َ‬ ‫كوِني ث ُ ّ‬ ‫سهَ ُ‬ ‫ل َفا ْ‬ ‫قوِني أ َوْ َقا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫س َ‬ ‫َفا ْ‬
‫م عََلى ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫قهُ ْ‬ ‫واِثي َ‬ ‫م َ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫ف فَأذ ُْروِني ِفيَها فَأ َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫عا ِ‬ ‫َ‬
‫م َقا َ‬
‫ل‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن فَإ َِذا َر ُ‬ ‫ه كُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فعَُلوا فَ َ‬ ‫وََرّبي فَ َ‬
‫ك أ َْو‬ ‫خافَت ُ َ‬ ‫م َ‬‫ل َ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ما فَعَل ْ َ‬ ‫ك عََلى َ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫دي َ‬ ‫أيْ عَب ْ ِ‬
‫َ‬
‫ه )‪.(((1‬‬ ‫َ‬ ‫ما ت ََل َ‬ ‫ك َ‬ ‫من ْ َ‬
‫ه الل ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫فاهُ أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫فََرقٌ ِ‬
‫‪ -‬وجاء في حديث آخر تفسير الرحمة بالمغفرة و‬
‫إن كانت الرحمة أشمل وأعم‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل ‪َ )) :‬‬ ‫ي ‘ َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ة _ ‪:‬عَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫حذ َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل ِل َهْل ِه إَذا أناَ‬
‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫مل ِهِ فَ َ‬ ‫ن ب ِعَ َ‬ ‫سيُء الظ ّ ّ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫صائ ِ ٍ‬ ‫حرِ ِفي ي َوْم ٍ َ‬ ‫ذوِني فَذ َّروِني ِفي ال ْب َ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ُ‬
‫ذي‬ ‫ّ‬
‫ملك عَلى ال ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬
‫م قا َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ّ‬
‫ه الل ُ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫فعَلوا ب ِهِ ف َ‬ ‫ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ه ((‪.‬‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ك فَغَ َ‬ ‫خافَت ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫مل َِني إ ِّل َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫صن َعْ َ‬ ‫َ‬

‫و روي أن أعرابيا سمع ابن عباس _ يقرأ ‪ } :‬وَك ُن ْت ُ ْ‬


‫م‬
‫من َْها {)آل‬ ‫ن الّنارِ فَأ َن ْ َ‬
‫قذ َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬
‫فَرةٍ ِ‬
‫ح ْ‬
‫فا ُ‬ ‫عََلى َ‬
‫ش َ‬
‫عمران‪ :‬من الية ‪ (103‬فقال العرابي ‪ :‬و الله ما‬
‫أنقذكم منها و هو يريد أن يوقعهم فيها فقال ابن‬
‫عباس خذوها من غير فقيه‪.‬‬
‫و قال ابن مسعود _‪ :‬لن تزال الرحمة بالناس حتى‬
‫إن إبليس ليهتز صدره يوم القيامة مما يرى من‬
‫رحمة الله تعالى وشفاعة الشافعين‪.‬‬
‫و قال الصمعي ‪ :‬كان رجل يحدث بأهوال يوم‬
‫القيامة و أعرابي جالس يسمع فقال ‪ :‬يا هذا من‬

‫‪ ()1‬متفق عليه واللفظ للبخاري‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪622‬‬

‫يلبي هذا من العباد ؟ قال ‪ :‬الله فقال العرابي ‪:‬‬


‫إن الكريم إذا قدر عفا و غفر‬
‫و قال أبو غالب كنت أختلف إلى أبي أمامة بالشام‬
‫فدخلت يوما على فتى مريض من جيران أبي‬
‫أمامة و عنده عم له و هو يقول له ‪ :‬يا عدو الله‬
‫ألم آمرك ؟ ألم أنهك ؟ فقال الصبي ‪ :‬ياعماه لو‬
‫أن الله تعالى دفعني إلى والدتي كيف كانت صانعة‬
‫بي ؟ قال ‪ :‬كانت تدخلك الجنة قال ‪ :‬إن ربي الله‬
‫أشفق من والدتي و أرحم بي منها و قبض الفتى‬
‫من ساعته فلما جهزه عمه و صلى عليه و أراد أن‬
‫يضعه في لحده فدخلت القبر مع عمه فلما سواه‬
‫صاح و فزع فقلت له ‪ :‬ما شأنك ؟ قال ‪ :‬فسح لي‬
‫في قبره و ملئ نورا فدهشت منه )‪.(1‬‬
‫وعن سفيان قال‪ :‬صلى ابن المنكدر على رجل‬
‫فقيل له تصلي على فلن؟ فقال‪ :‬إني أستحيي من‬
‫ن رحمته تعجز عن‬
‫الله عز وجل أن يعلم مني أ ّ‬
‫أحدٍ من خلقه)‪.(2‬‬
‫حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬
‫بعض أصحابنا يقول‪ :‬عاد حماد بن سلمة سفيان‬
‫الثوري‪ ،‬فقال سفيان‪ :‬يا أبا سلمة ! أترى الله يغفر‬
‫لمثلي ؟ فقال حماد‪ :‬والله لو خيرت بين محاسبة‬
‫الله إياي‪ ،‬وبين محاسبة أبوي‪ ،‬لخترت محاسبة‬
‫الله‪ ،‬وذلك لن الله أرحم بي من أبوي)‪.(3‬‬

‫‪ ()1‬التذكرة للقرطبي ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(412‬‬


‫‪ ()2‬صفة الصفوة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(207‬‬

‫‪ ()3‬سير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪(449‬‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪623‬‬

‫وقال ابن خزيمة وغيره‪ :‬حدثنا المزني قال‪ :‬دخلت‬


‫على الشافعي في مرضه الذي مات فيه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫أبا عبدالله‪ ،‬كيف أصبحت ؟ فرفع رأسه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫أصبحت من الدنيا راحل‪ ،‬ولخواني مفارقا‪ ،‬ولسوء‬
‫عملي ملقيا‪ ،‬وعلى الله واردا‪ ،‬ما أدري روحي‬
‫تصير إلى جنة فأهنيها‪ ،‬أو إلى نار فأعزيها‪ ،‬ثم بكى‪،‬‬
‫وأنشأ يقول)‪:(1‬‬

‫جعلت رجائي دون عفوك‬ ‫ولما قسا قلبي وضاقت‬


‫سلما‬ ‫مذاهبي ‍‬
‫بعفوك ربي كان عفوك‬ ‫تعاظمني ذنبي فلما قرنته ‍‬
‫أعظما‬ ‫فما زلت ذا عفو عن الذنب‬
‫تزل تجود وتعفو منة وتكرما‬ ‫لم ‍‬
‫ولو دخلت نفسي بجرمي‬ ‫فإن تنتقم مني فلست‬
‫جهنما‬ ‫بآيس ‍‬
‫فكيف وقد أغوى صفيك‬ ‫ولولك لم يغوى بإبليس‬
‫آدما‬ ‫عابد ‍‬
‫وأعلم أن الله يعفو ترحما‬ ‫وإني لتي الذنب أعرف‬
‫قدره ‍‬

‫ولله در القائل‪:‬‬

‫فلقـد علمت بأن عفوك‬ ‫يارب إن عظمت ذنوبي‬

‫‪ ()1‬ســــير أعلم النبلء ‪) -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ (75‬وقــــال الــــذهبي‬


‫إسناده ثابت عنه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪624‬‬

‫أعظم‬ ‫كثرة ‍‬
‫فبمن يلوذ ويستجيـر الثـم‬ ‫إن كـان ل يرجوك إل‬
‫فإن رددت يدي فمن ذا‬ ‫محسن ‍‬
‫يرحم‬ ‫ربي دعوتك ما أمرت‬
‫وجميل عفـوك ثم إني‬ ‫تضرعا ‍‬
‫ما لي إليك وسيلة إل الرجـا ‍ مسلم‬
‫بعفوك من عــذابك أستجير‬ ‫فمن يا ليـس لي منه مجيـر ‍‬
‫وأنت السيــد المولى الغفور‬ ‫أنا العبـد المقـر بكل ذنـب ‍‬
‫وإن تغفــر فأنت به جـدير‬ ‫فـإن عذبتني فبســوء فعلي ‍‬
‫إليك يفــر مـن المستجير‬ ‫أفـر إليـك منـك وأيـن إل ‍‬

‫وصدق القائل‪:‬‬

‫عجبا لتصريف الخطوب‬ ‫سـبحان عـلم الغيـوب ‍‬


‫وتجتني ثمـر القلــوب‬ ‫تغدو على مهـج النفـوس ‍‬
‫ل تستطيــع أن تتوبي‬ ‫يا نفـس توبي قبــل أن ‍‬
‫غـــفار الذنـــوب‬ ‫واستغفري لذنوبك الرحمن ‍‬
‫عليـك دائمـة الهبـوب‬ ‫إن المنـايـا كالريــاح ‍‬
‫والنـاس مختلف الدروب‬ ‫والموت شـرع واحــد ‍‬

‫وصدق القائل‪:‬‬

‫وتجمل وتصبر‬ ‫يــا بني آدم توقـر ‍‬


‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪625‬‬

‫وبما سرك أكثر‬ ‫ساءك الدهر قليــل ‍‬


‫مـن ذنبك أكبر‬ ‫يا كبير الذنب عفو الله ‍‬
‫عفو الله أصغر‬ ‫أكبر الثام من أصغر ‍‬
‫قضى الله وقدر‬ ‫ليس للنسان إل مـا ‍‬

‫ويرحم الله الشوكاني إذ قال ‪:‬‬

‫ونظرت في قولي وفي‬ ‫فكرت في علمي وفي‬


‫أفعالي‬ ‫أعمالي ‍‬
‫فوجدت ما أخشاه منها فوق ‍ ما أرجو فطاحت عند ذا‬
‫ورجعت نحو الرحمة العظمى آمالي‬
‫ما أرتجي من فضل ذي‬ ‫إلى فغدا ‍‬
‫ل‬
‫الفضا ِ‬ ‫الرجا والخـوف يعتلجان ‍‬
‫في صــدري وهذا منتهى‬
‫أحوالي‬

‫رحمـة رّبـي)‪(1‬‬

‫ة ربي‬ ‫ِلذكَر رّبي ‪ ..‬ورحم َ‬ ‫ت حروُفك قلبي ‍‬‫ت! فهّز ْ‬


‫سأل َ‬
‫وكـان فــؤادي لرّبي يلّبـي‬ ‫ت حروفي سـؤاَلك‬ ‫فلب ّ ْ‬
‫‪()1‬د‪.‬عبد المعطي الدالتي))كتب" منشد الرافــدين" أخــي محمــد‬
‫العــزاوي يســألني قصــيدة تصــف رحمــة اللــه تعــالى انطلقــا مــن‬
‫ة رحمــة‪ ،‬فمنهــا‬
‫الحديث الذي رواه الشيخان‪ )) :‬إن للــه تعــالى مئ َ‬
‫رحمة يتراحم بها الخلق بينهم ‪ ،‬وتسع وتسعون ليوم القيامة ((‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪626‬‬

‫ل البرايا بـرحمـة ربي‬ ‫وك ّ‬ ‫نشـوى ‍‬


‫ب‬‫ن‪ ..‬وفي كل حد ْ ِ‬ ‫ل زما ٍ‬ ‫بك ّ‬ ‫ش ‍‬‫أنـا يا صديقي وأنت نعيــ ُ‬
‫سك ْ ِ‬
‫ب‬ ‫ب يجود ب َ‬ ‫وغيم ٍ حبي ٍ‬ ‫فرحمة ربي الرحيم ِ أراها ‍‬
‫ب‬
‫م‪ ،‬وتفريِج كـر ِ‬ ‫س هـ ٍ‬ ‫بتنفي ِ‬ ‫ض‬
‫ب ورو ٍ‬ ‫ن رطي ٍ‬ ‫بغص ٍ‬
‫ة‬
‫س يتيـــم ٍ ‪ ..‬بنظـر ِ‬ ‫بـرأ ِ‬ ‫ب ‍‬ ‫خصي ٍ‬
‫ب‬‫حـ ّ‬ ‫بيسـرٍ وقد لح من بعد‬
‫ب‬‫جـد ِ‬ ‫هـر دنيـاهُ من َبعد َ‬ ‫فُتز ِ‬ ‫ر ‍‬ ‫عســ ٍ‬
‫ب‬ ‫ف وحـ ّ‬ ‫طـي بنيـه بعطـ ٍ‬ ‫يغ ّ‬ ‫بلمســـةِ بــرٍ تمـّر حنـانـا ً ‍‬
‫ل في كل‬ ‫فهّبـت لتسـأ َ‬ ‫بُيمنـى كريــم ٍ تقيـم فقيـرا ً ‍‬
‫ب‪:‬‬ ‫ل ‍ در ِ‬ ‫ب إذ أفــاق بليـ ٍ‬ ‫بُرحمى أ ٍ‬
‫ة قلبي؟‬ ‫وقـّرةَ عيني ومهج َ‬ ‫بلهفـةِ أم أضـاعت صغيرا ً ‍‬
‫ب!‬ ‫ح فتاها كنجمةِ قط ِ‬ ‫فل َ‬ ‫من رأى لي صغيري‬ ‫أيا َ‬
‫ب بخفقـة‬ ‫ة قـل ٍ‬ ‫فخفقـ ُ‬ ‫حبيبي ‍‬
‫ب!!‬ ‫قلـ ِ‬ ‫خطاها‪،‬وخارت‬ ‫وحارت ُ‬
‫وبعض الملئك كانت تلّبي‬ ‫قواها ‍‬
‫ك ربي‬ ‫سوى رحمةٍ من كنوز َ‬ ‫فغــابا عـن العالميــن‬
‫بدنيا الشهـود‪ ،‬وفي كل‬ ‫سويـا ً ‍‬
‫ب‬ ‫ك كانت تصلي ‍ غي ِ‬ ‫ض الملئ ِ‬ ‫وبع ُ‬
‫ب‬
‫س وقر ِ‬ ‫شـي حيـاتي بأنـ ٍ‬ ‫ُتغ ّ‬ ‫حمات الخلئق طّرا ً ‍‬ ‫فما ر َ‬
‫ب‬‫م خص ِ‬ ‫ت عليه مـواسـ ُ‬ ‫أهلـ ْ‬ ‫فرحمة ربي الرحيـم ِ نراها ‍‬
‫إليـه بذنبـي‪ ..‬فيغـفـُر ذنبـي‬ ‫ة ربي الكريـم ِ أراها ‍‬ ‫ورحم ُ‬
‫ل توبـي‬ ‫ن فــؤادي ‍ إليـه مـرارا ً فيقبـ ُ‬ ‫ه؛ أ ّ‬
‫فمن رحمة الل ِ‬
‫مـد ُ نوُر عيوني وقلبي‬ ‫ه؛ أنـي أبــوُء ‍ مح ّ‬ ‫ومن رحمـة الل ِ‬
‫ى أحيـط برحمـة ربي؟!‬ ‫وأن ّ‬ ‫ومن رحمـة الله ؛أنـي‬
‫ب ‍‬ ‫أتــو ُ‬
‫ه؛ كبرى‬ ‫ومن رحمةِ الل ِ‬
‫الهـدايا ‍‬
‫ة ربي‪ ،‬ورحمة ربي ‍‬ ‫ورحم ُ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪627‬‬

‫ملحق‬
‫فتاوى خاصة بالسمين الشريفين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فتاوى حكم الترحم على العصاة‬ ‫‪-2‬‬
‫والمبتدعة ‪.‬‬
‫فتاوى خاصة بالموت الهين )الموت‬ ‫‪-3‬‬
‫الرحيم‪....‬زعموا!(‪.‬‬
‫فتاوى خاصة بالرحمة بالحيوان‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪628‬‬

‫‪ -1‬فتاوى خاصة بالسمين الشريفين‪.‬‬

‫س ‪ :‬ما حكم وصف الممرضات بملئكة‬


‫الرحمة ؟!‬

‫السؤال ‪ :‬نقرأ ونسمع كثيرا ً من عامة الناس‬


‫وكتابهم وشعرائهم من يصف في كتابه أو شعره‬
‫الممرضات بأنهن ملئكة الرحمة ؟ هل يجوز‬
‫ذلك ؟‪.‬‬

‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫هذا الوصف ل يجوز إطلقه على الممرضات ‪ ،‬لن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪629‬‬

‫الملئكة ذكور وليسوا إناثا ً ‪ ،‬وقد أنكر الله سبحانه‬


‫على المشركين وصفهم الملئكة بالنوثية ‪ ،‬ولن‬
‫ملئكة الرحمة لهم وصف خاص ل ينطبق على‬
‫الممرضات ولن الممرضات فيهن الطيب والخبيث‬
‫‪ ,‬فل يجوز إطلق هذا الوصف عليهن ‪ .‬والله‬
‫الموفق ‪.‬‬
‫كتاب مجموع فتاوى ومقالت متنوعة لسماحة‬
‫الشيخ العلمة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ’ ‪ .‬م‪/‬‬
‫‪ 8‬ص ‪.423 /‬‬

‫س ‪:‬هل يجوز تسثثمية بعثثض المثثاكن بثث‬


‫) الرحمانية ( ؟‬

‫ج ‪ :‬الرحمن اسم ليجــوز التســمي بــه للمخلــوق ‪،‬‬


‫وقد تسسمى به ‪ -‬كافر متنبئ على وجه مخصوص‬
‫‪ ،‬فكـــان ُيـــدعى ‪ :‬رحمـــان اليمامـــة ‪ -‬مســـيلمة‬
‫الكذاب ‪ ،‬وذكر بعض أهل العلم أن تسميه بهذا من‬
‫باب الغلو فى الكفر ومحادة المسلمين ‪.‬‬
‫ومن دقة بعــض العلمــاء المعاصــرين فــى عــدم‬
‫جواز التسمي بهذا السم ول الشــتقاق منــه ‪ ،‬أنــه‬
‫م على مكان وموضع‬
‫سمع اسم )) الرحمانية (( عل ٌ‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬فى هذه التسمية نظٌر لنها تشــعر بنســبة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪630‬‬

‫التشــريف ‪ ،‬ونســبة التشــريف كإضــافة التشــريف‬


‫تتوقــف علــى الــدليل ‪ ،‬ولكــن الــذين أطلقــوا هــذه‬
‫النسبة لم يريدوا ذلك ‪ ،‬و إنمــا أرادوا النســبة إلــى‬
‫عبد الرحمــن وعبــد العزيــز ‪ ،‬والقاعــدة أن النســبة‬
‫إلى المركب الضافي تكــون إلــى المضــاف إليــه ‪،‬‬
‫فـــالولى فـــى مثـــل هـــذا إضـــافة المكـــان إلـــى‬
‫عبــدالرحمن أو عبــدالعزيز ‪ ،‬كــأن يقــال مســجد‬
‫عبدالرحمن وحي عبدالعزيز ‪ ،‬وما أشبه ذلك‪.‬‬
‫ومقصوده أنها مشتقة مــن الرحمــن‪ ،‬فــالواجب‬
‫التحرز مــن اللحــاد والميــل فــى أســماء اللــه ‪، ‬‬
‫والرجوع عن ذلك عند العلم ‪ ،‬قــال تعــالى } وَل ِل ّـهِ‬
‫ن ي ُل ْ ِ‬ ‫عوهُ ب َِها وَذ َُروا ال ّ ِ‬ ‫ماُء ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫حــ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫سَنى َفاد ْ ُ‬‫ح ْ‬ ‫اْل ْ‬
‫س َ‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫مُلـــو َ‬ ‫كـــاُنوا ي َعْ َ‬‫مـــا َ‬ ‫ن َ‬ ‫جَزوْ َ‬‫ســـي ُ ْ‬
‫مائ ِهِ َ‬
‫ســـ َ‬ ‫ِفـــي أ ْ‬
‫)العراف‪. (180:‬‬

‫)الشيخ العلمة ‪ :‬عبدالرحمن بــن ناصــر الــبراك‬


‫حفظه الله (‪ -‬من كتاب سورة الصلة ‪ -‬عبدالحكيم‬
‫بن عبدالله القاسم )صـ ‪.(14،15‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪631‬‬

‫‪ -2‬فتاوى الترحم على العصاة والمبتدعة‬

‫حكم الترحم على العصاة ‪:‬‬ ‫•‬

‫السؤال الخامس من الفتوى رقم ) ‪( 4708‬‬


‫س ‪ : 5‬هل يجوز الترحم على الحكام الظلمة‬
‫وكذلك إلقاء السلم على تارك الصلة؟‬
‫ج ‪ : 5‬يجوز الترحم على الحكام الظلمة‬
‫الذين لم يخرجوا من ملة السلم ‪.‬‬
‫أما تارك الصلة جحدا كافر بالجماع ‪،‬‬
‫وتاركها كسل غير جحد لوجوبها كافر على‬
‫القول الصحيح من أقوال العلماء ‪ ،‬فل يجوز‬
‫إلقاء السلم عليه ول رد السلم عليه إذا‬
‫سلم ؛ لنه يعتبر مرتدا عن السلم ‪.‬‬
‫وبالله التوفيق ‪ ،‬وصلى الله على نبينا محمد وآله‬
‫وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‬
‫)فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية‬
‫والفتاء ‪) -‬ج ‪ / 24‬ص ‪((403‬‬

‫‪ -‬الدعاء لقاتل نفسه‬


‫الفتوى رقم )‪(11120‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪632‬‬

‫س‪ :‬أنا سوداني مسلم بحمد الله أعمل بالمملكة‬


‫العربية السعودية منذ سنوات خلت‪ ،‬ومنذ فترة‬
‫حمل إلي البريد نبأ وفاة أحد أقربائي بالسودان‬
‫منتحًرا‪ ،‬أي قتل نفسه والعياذ بالله‪.‬‬
‫وقد قمت بإرسال خطاب عزاء فيه لهله بالسودان‬
‫‪ ،‬وترحمت عليه‪ ،‬وفي الوقت نفسه أرسلت خطاًبا‬
‫لحد أقربائي العاملين بدولة المارات المتحدة‬
‫ما بالحادث‪ ،‬وبالخطاب الذي أرسلت‪.‬‬ ‫أحيطه فيه عل ً‬
‫فرد علي مستنكًرا إرسال خطاب عزاء في قاتل‬
‫نفسه والترحم عليه والسؤال الذي أريد أن أسأله‬
‫على أن تخبروني بفتوى واضحة هو‪:‬‬
‫عا عزاء أهل قاتل نفسه؟ وهل يجوز‬ ‫هل يجوز شر ً‬
‫الترحم عليه؟ وما الدليل من الكتاب والسنة؟‬

‫ج‪ :‬يحرم على المسلم قتل نفسه‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬


‫م إ َِلى الت ّهْل ُك َةِ { )سورة البقرة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫} وََل ت ُل ْ ُ‬
‫ديك ُ ْ‬‫قوا ب ِأي ْ ِ‬
‫ن‬‫م إِ ّ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫قت ُُلوا أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫الية ‪ (195‬وقال تعالى‪ } :‬وََل ت َ ْ‬
‫ك عُد َْواًنا‬‫ل ذ َل ِ َ‬‫فع َ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬
‫ما {} وَ َ‬ ‫حي ً‬ ‫م َر ِ‬ ‫ن ب ِك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ك عََلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫صِليهِ َناًرا وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ف نُ ْ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫وَظ ُل ْ ً‬
‫سيًرا { )سورة النساء‪ ،‬اليتان ‪ (.30 ،29‬وثبت أن‬ ‫يَ ِ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪ » :‬من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة‬
‫« )‪ (3‬رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬
‫) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء ‪-‬‬
‫)ج ‪ / 11‬ص ‪((4‬‬

‫‪ -‬الترحم على الفاسق جائز‬


‫س ‪ :‬عندما يموت شخص مسلم ولكنه فاسق في‬
‫حياته فهل يجوز الترحم عليه ؟‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪633‬‬

‫ج ‪ :‬نعم يجوز الترحم عليه ‪ ،‬والدعاء له بالعفو‬


‫والمغفرة ‪ ،‬كما يصلى عليه صلة الجنازة إذا كان‬
‫فاسقا ل كافرا ‪ .‬والله المستعان ‪.‬‬
‫)مجموع فتاوى و مقالت ابن باز ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص‬
‫‪((422‬‬

‫‪ -‬وسطية أهل السنة تجاه مرتكب الكبيرة‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬فضيلة الشيخ جزاكم الله خيرًا‪ :‬في حديث‬
‫أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين أن‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم قال‪) :‬من قتل‬
‫نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه‬
‫في نار جهنم خالدا ً مخلدا ً فيها أبدًا‪ ،‬ومن قتل‬
‫نفسه بسم فسمه بيده يتحساه في نار جهنم خالدا ً‬
‫ٍ‬
‫مخلدا ً فيها أبدًا‪ ،‬ومن تردى من جبل فقتل نفسه‬
‫فهو يتردى في نار جهنم خالدا ً مخلدا ً فيها أبدًا( ماذا‬
‫يقصد بهذه البدية؟ هل هي خاصة بقاتل نفسه؟‬
‫وهل يجوز الترحم على من فعل ذلك بنفسه؟‬

‫الجواب‪ :‬الحمد لله رب العالمين‪ ،‬وصلى الله‬


‫وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه‪ ،‬ومن‬
‫تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪ .‬هذا سؤال مهم جدًا‪،‬‬
‫وذلك أنه يأتي في الكتاب والسنة أحيانا ً نصوص‬
‫فيها فتح باب الرجاء والمل الواسع‪ ،‬مثل أن تكون‬
‫أعمال صالحة يترتب عليها تكفير السيئات‪ ،‬أو‬
‫دخول الجنة أو ما أشبه ذلك‪ ،‬فيفرح النسان‬
‫ويستبشر بذلك ويقول‪ :‬إذا ً ل تضرني معصية ما دام‬
‫هذا العمل اليسير يكفر عني السيئات‪ ،‬أو يكون‬
‫سببا ً في دخولي الجنة‪ ،‬فأعمل ما شئت من‬
‫المعاصي‪ ،‬وتأتي أحيانا ً نصوص فيها وعيد شديد‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪634‬‬

‫على بعض المعاصي أو بعض الكبائر‪ ،‬بل هي كبائر‬


‫في الواقع ولكنها ل تخرج من السلم‪ ،‬فتجد الرجل‬
‫يستحسر ويتوقف ويقول‪ :‬ما هذا؟ ولذلك انقسم‬
‫أهل القبلة ‪-‬أي‪ :‬المسلمون الذين ينتسبون إلى‬
‫السلم‪ -‬تجاه هذه النصوص إلى ثلثة أقسام‪- :‬‬
‫قسم غّلب جانب نصوص الرجاء وقال‪ :‬ل تضر مع‬
‫السلم معصية‪ ،‬وهؤلء هم المرجئة ‪ ،‬يغلبون جانب‬
‫الرجاء على جانب الخوف‪ ،‬ويقولون‪ :‬أنت مؤمن‪،‬‬
‫اعمل ما شئت فل يضرك مع اليمان معصية‪- .‬‬
‫وقسم غلب نصوص التخويف والزجر وقال‪ :‬إن‬
‫فاعل الكبائر مخلد في نار جهنم أبدًا‪ ،‬ولو كان‬
‫مؤمنًا‪ ،‬ولو كان يصلي ويزكي ويصوم ويحج‪ ،‬وهؤلء‬
‫هم الوعيدية من المعتزلة والخوارج‪ ،‬قالوا‪ :‬إن‬
‫ل‪ ،‬أو قتل‬ ‫النسان لو فعل كبيرة كقتل نفسه مث ً‬
‫نفس غيره‪ ،‬أو زنا‪ ،‬أو سرق‪ ،‬فهو خالد ٌ مخلد في‬
‫نار جهنم ‪ ..‬وكل هؤلء جانبوا الصواب‪ ،‬ل الولون‬
‫ول هؤلء‪ .‬و أهل السنة والجماعة وسط في ذلك‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬نأخذ بالنصوص كلها؛ لن الشريعة واحدة‬
‫وصادرة عن مصدر واحد وهو الله عز وجل‪ ،‬إما‬
‫في كتابه أو على لسان رسوله ‘ ‪ ،‬فإذا كان المر‬
‫كذلك فإنه يكمل بعضها بعضًا‪ ،‬ويقيد بعضها بعضًا‪،‬‬
‫ويخصص بعضها بعضًا‪ ،‬فيأتي نص عام ونص خاص؛‬
‫فيجب أن نحمل العام على الخاص ونخصصه به‪،‬‬
‫ويأتي نص مطلق ونص مقيد؛ فيجب أن نحمل‬
‫المطلق على المقيد؛ لن الشريعة واحدة‪،‬‬
‫والمشرع واحد‪ ،‬فإذا كان كذلك فل يمكن أن نأخذ‬
‫بجانب دون آخر‪ .‬وبناًء على هذا يسلم النسان من‬
‫إشكالت كثيرة‪ ،‬فيقال‪ :‬إنه ورد في القرآن قوله‬
‫خاِلدا ً‬‫م َ‬ ‫جهَن ّ ُ‬ ‫مدا ً فَ َ‬
‫جَزاؤُهُ َ‬ ‫منا ً ُ‬
‫مت َعَ ّ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫قت ُ ْ‬
‫ل ُ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪635‬‬

‫ظيما ً‬ ‫َ‬
‫ذابا ً عَ ِ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫ه وَأعَد ّ ل َ ُ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَل َعَن َ ُ‬
‫ب الل ّ ُ‬ ‫ِفيَها وَغَ ِ‬
‫ض َ‬
‫]النساء‪ [93:‬هذه خمس عقوبات‪ -1:‬جزاؤه جهنم‪.‬‬
‫‪ -2‬خالدا ً فيها‪ -3 .‬غضب الله عليه‪ -4 .‬لعنه‪ -5 .‬أعد‬
‫له عذابا ً عظيمًا‪ .‬عندما تقرأ هذه الية تقول‪ :‬إن‬
‫قاتل المؤمن عمدا ً مخلد في النار‪ ،‬ول يمكن أن‬
‫ه عَل َي ْهِ وَل َعَن َ ُ‬
‫ه‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫يخرج منها؛ لن الله قال‪ :‬وَغَ ِ‬
‫]النساء‪ [93:‬ومن لعنه الله فقد طرده وأبعده من‬
‫رحمته‪ ،‬وهذا يقتضي أنه ل يمكن أن يخرج من النار‬
‫إلى الجنة أبدًا‪ ،‬وكذلك ما أشار إليه السائل فيمن‬
‫قتل نفسه‪ ،‬أنه خالد مخلدا ً أبدًا‪ ،‬صرح في الحديث‬
‫بالتأبيد‪ ،‬وهذا يقتضي أل يخرج منها؛ لن هذا خبر‬
‫من الرسول صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وخبر الرسول‬
‫صدق ل يمكن أن يعتريه الكذب‪ ،‬ول يمكن أن‬
‫يتخلف مدلوله‪ .‬ولهذا نقول‪ :‬هذه الشياء تكون‬
‫سببا ً لذلك‪ ،‬قتل النفس سبب للخلود المؤبد في‬
‫نار جهنم‪ ،‬كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫ولكن هناك موانع من الخلود دلت عليها النصوص‬
‫الشرعية؛ منها‪ :‬أن يكون النسان معه شيء من‬
‫اليمان ولو أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان‪،‬‬
‫فإنه ل يخلد في النار‪ ،‬فنحمل هذه النصوص على‬
‫هذه النصوص‪ ،‬ونقول‪ :‬نصوص الوعيد جاءت عامة‬
‫من أجل التنفير من هذا العمل والهروب منه‪،‬‬
‫ولكن ليس هناك خلود مؤبد إل للكافرين‪ ..‬هذا‬
‫وجه‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬قال بعض العلماء‪ :‬هذه النصوص‬
‫على ظاهرها‪ ،‬وذلك أنه قد يصاب الذي يقتل نفسه‬
‫بالنسلخ من اليمان‪ ،‬فيكون حين قتل نفسه غير‬
‫مؤمن‪ ،‬وإذا كان غير مؤمن فهو كافر خالد في‬
‫النار؛ لنه إذا نحر نفسه فإن كان مجنونا ً فل شيء‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪636‬‬

‫عليه‪ ،‬وإن كان عاقل ً فلبد أنه فعل ذلك لسبب‪،‬‬


‫وهذا السبب في الغالب لكي يستريح من النكبة أو‬
‫الضائقة التي ألمت به‪ ،‬ومن زعم أنه إذا قتل نفسه‬
‫نجا من الضائقة التي ألمت به فقد أنكر البعث‪،‬‬
‫وأنكر عقوبة الخرة‪ ،‬وإذا أنكر البعث وعقوبة‬
‫الخرة كان بذلك كافرًا‪ ،‬فيكون مستحقا ً للخلود‬
‫المؤبد في النار؛ لنه ليس من المعقول أن شخصا ً‬
‫يعدم نفسه ليستريح مما هو فيه إل لظنه أن ينتقل‬
‫إلى ما فيه الراحة له‪ ،‬ول يمكن أن يكون أريح له‬
‫وقد قتل نفسه‪ ،‬فيكون شاكا ً أو مترددا ً أو جاحدا ً‬
‫لعذاب الخرة‪ ،‬وبذلك يكون كافرًا‪ .‬وعلى كل حال‬
‫يجب أن نعلم أن الكتاب والسنة صدرت من عند‬
‫الله وحده‪ ،‬منها ما هو من كلمه جل وعل وهو‬
‫القرآن‪ ،‬ومنها ما هو من كلم رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وأن نصوص الكتاب والسنة بعضها‬
‫يقيد بعضًا‪ ،‬ويخصص بعضها بعضًا‪ ،‬ول تناقض بين‬
‫نصوص الكتاب والسنة أبدًا‪ .‬وأما مسألة الترحم‬
‫عليه فيجوز الترحم عليه؛ لنه ليس بكافر‪.‬‬
‫)الشيخ العثيمين ‪ -‬لقاءات الباب المفتوح ‪) -‬ج‬
‫‪ / 49‬ص ‪((4‬‬

‫‪ -‬حكم الترحم على الفاسق‬


‫س مات أحد أقاربي وكان أثناء حياته فاسقا ً إل أنه‬
‫يؤدي الصلة ‪ ،‬فهل يجوز الترحم عليه والدعاء له‬
‫بعد مماته ؟‬
‫ج يجوز الدعاء له والترحم عليه ما دام أنه يدين‬
‫بالسلم ويشهد الشهادتين ويصلي ويفعل شعائر‬
‫الدين الظاهرة ‪ ،‬فهو أحق بالدعاء لذنوبه وما‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪637‬‬

‫اقترف من السيئات رجاء أن تقبل فيه دعوة‬


‫مسلم تمحو عنه ما اقترفه ‪.‬‬
‫) الشيخ ابن جبرين ‪ -‬فتاوى إسلمية ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص‬
‫‪((59‬‬

‫• الترحم على المبتدع‬

‫‪ -‬حكم الترحم على من مات وعنده خطأ‬


‫عقدي‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪638‬‬

‫السؤال‪ :‬فضيلة الشيخ! بالنسبة للعلماء الذين‬


‫وقعوا في بعض الخطاء في العقيدة؛ كالسماء‪،‬‬
‫والصفات‪ ،‬وغيرها‪ ،‬تمر علينا أسماؤهم في الجامعة‬
‫حم عليهم؟ الشيخ‪:‬‬ ‫حال الدراسة‪ ،‬فما حكم التر ّ‬
‫من؟ السائل‪ :‬مثل‪ :‬الزمخشري ‪ ،‬و‬ ‫مثل َ‬
‫الزركشي ‪ ،‬وغيرهما‪ .‬السائل‪ :‬الزمخشري ‪ ،‬و‬
‫الزركشي ‪ .‬الشيخ‪ :‬الزركشي في ماذا؟ السائل‪:‬‬
‫في باب السماء والصفات!‬
‫الجواب‪ :‬على كل حال هناك أناس ينتسبون لطائفة‬
‫ل‪ ،‬ومنهم‬ ‫معينة شعارها البدعة؛ كالمعتزلة مث ً‬
‫معتزلي‪ ،‬ويصف‬ ‫الزمخشري ‪ ،‬فالزمخشري ُ‬
‫ضّللهم‬ ‫سمة وي ُ َ‬‫ج ّ‬ ‫م َ‬‫وية‪ُ ،‬‬
‫ش ِ‬ ‫المث ْب ِِتين للصفات بأنهم‪َ :‬‬
‫ح َ‬
‫من طالع كتابه‬ ‫فهو معتزلي‪ ،‬ولهذا يجب على َ‬
‫الكشاف في تفسير القرآن أن يحترز من كلمه‬
‫في باب الصفات؛ لكنه من حيث البلغة والدللت‬
‫خط ٌَر‬ ‫البلغية اللغوية جيد‪ ،‬ي ُن َْتفع بكتابه كثيرًا‪ ،‬إل أنه َ‬
‫على النسان الذي ل يعرف في باب السماء‬
‫والصفات شيئًا‪ .‬لكن هناك علماء مشهود ٌ لهم‬
‫من أهل البدع؛‬ ‫بالخير‪ ،‬ل ينتسبون إلى طائفة معينة ِ‬
‫لكن في كلمهم شيٌء من كلم أهل البدع؛ مثل‬
‫ابن حجر العسقلني و النووي رحمهما الله فإن‬
‫بعض السفهاء من الناس قدحوا فيهما قدحا ً تاما ً‬
‫مطلقا ً من كل وجه‪ ،‬حتى قيل لي‪ :‬إن بعض الناس‬
‫حَرقَ فتح الباري ؛ لن ابن حجر‬ ‫يقول‪ :‬يجب أن ي ُ ْ‬
‫أشعري‪ ،‬وهذا غير صحيح‪ .‬فهذان الرجلن بالذات‬
‫دم للسلم في باب‬ ‫ما أعلم اليوم أن أحدا ً ق ّ‬
‫دماه‪ ،‬ويدلك على أن الله‬ ‫أحاديث الرسول مثلما ق ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سبحانه وتعالى بحوله وقوته ‪-‬ول أت َأّلى على الله‪-‬‬
‫قد قبلها‪ ،‬ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪639‬‬

‫الناس؛ لدى طلبة العلم‪ ،‬بل حتى عند العامة‪ ،‬فالن‬


‫كتاب رياض الصالحين ُيقرأ في كل مجلس‪ ,‬ويقرأ‬
‫في كل مسجد‪ ،‬وينتفع الناس به انتفاعا ً عظيمًا‪،‬‬
‫وأتمنى أن يجعل الله لي كتابا ً مثل هذا الكتاب‪ ،‬ك ّ‬
‫ل‬
‫ينتفع به في بيته وفي مسجده‪ .‬فكيف يقال عن‬
‫حم‬‫هذين‪ :‬إنهما مبِتدعان ضالن‪ ،‬ل يجوز التر ّ‬
‫عليهما‪ ،‬ول يجوز القراءة في كتبهما! ويجب إحراق‬
‫فتح الباري ‪ ،‬و شرح صحيح مسلم ؟! سبحان الله!‬
‫فإني أقول لهؤلء بلسان الحال وبلسان المقال‪:‬‬
‫َ‬
‫من اللوم ِ أو سدوا المكان‬ ‫م ِ‬ ‫أقِّلوا عليه ُ‬
‫م ل أبا لبيك ُ‬
‫الذي سدوا‬
‫من كان يستطيع أن يقدم للسلم والمسلمين‬
‫دم هذان الرجلن‪ ،‬إل أن يشاء الله‪ .‬فأنا‬ ‫مثلما ق ّ‬
‫أقول‪ :‬غفر الله للنووي ‪ ،‬ولبن حجر العسقلني ‪،‬‬
‫ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم‬
‫منوا على ذلك‪.‬‬ ‫السلم والمسلمين‪ .‬وأ ّ‬
‫) الشيخ العثيمين ‪ -‬لقاءات الباب المفتوح ‪) -‬ج ‪43‬‬
‫‪ /‬ص ‪((15‬‬

‫‪ -‬لقد ظهر بين طلب العلم اختلف في تعريف‬


‫المبتدع ‪ . .‬فقال بعضهم ‪ :‬هو من قال أو فعل‬
‫البدعة‪ ،‬ولو لم تقع عليه الحجة‪ ،‬ومنهم من قال‬
‫لبد من إقامة الحجة عليه‪ ،‬ومنهم من فّرق بين‬
‫العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم‬
‫المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة‪ ،‬وظهر من‬
‫بعض هذه القوال تبديع ابن حجر والنووي‪ ،‬وعدم‬
‫الترحم عليهم ‪ . .‬نطلب من فضيلتكم تجلية هذه‬
‫المسألة التي كثر الخوض فيها ‪ . .‬جزاكم الله خيًرا‬
‫؟‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪640‬‬

‫أول ً ‪ :‬ل ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة‬


‫أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق؛ لن ذلك أمر خطير‬
‫وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع‪،‬‬
‫ضا هذا يحدث العداوة والبغضاء بينهم‪ ،‬فالواجب‬
‫وأي ً‬
‫عليهم الشتغال بطلب العلم وكف ألسنتهم عما ل‬
‫فائدة فيه‪ ،‬بل فيه مضرة عليهم وعلى غيرهم ‪.‬‬

‫ثانًيا ‪ :‬البدعة ‪ :‬ما أحدث في الدين مما ليس منه‬


‫لقوله صلى الله عليه وسلم ‪ ) :‬من أحدث في‬
‫أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ( ] رواه المام‬
‫البخاري في " صحيحه " ) ‪ ( 3/167‬من حديث‬
‫عائشة رضي الله عنها [ ‪ ،‬وإذا فعل الشيء‬
‫المخالف جاهل ً فإنه يعذر بجهله ول يحكم عليه بأنه‬
‫مبتدع‪ ،‬لكن ما عمله يعتبر بدعة ‪.‬‬
‫ثالًثا ‪ :‬من كان عنده أخطاء اجتهادية تأّول فيها‬
‫غيره كابن حجر والنووي‪ ،‬وما قد يقع منهما من‬
‫تأويل بعض الصفات ل يحكم عليه بأنه مبتدع‪،‬‬
‫ولكن ُيقال ‪ :‬هذا الذي حصل منهما خطأ ويرجى‬
‫لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنة‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فهما إمامان‬
‫جليلن موثوقان عند أهل العلم ‪.‬‬
‫) المنتقى من فتاوى الفوزان ‪) -‬ج ‪ / 45‬ص ‪((6‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪641‬‬

‫‪ -3‬فتاوى خاصة بالموت الهين )الموت‬


‫الرحيم‪....‬زعموا!(‪.‬‬

‫‪ -1‬التداوي و أحكامه‪.‬‬
‫‪ -2‬تصثثثثوير المسثثثثألة وماهيثثثثة‬
‫القتل الهين وتاريخه‪.‬‬
‫‪ -3‬رفثثثثثع أجهثثثثثزة النعثثثثثاش‬
‫الصناعي‬
‫‪ -4‬قثثثرارت المجمثثثع الفقهثثثي‬
‫وفتثثاوى أهثثل العلثثم رحمهثثم اللثثه‬
‫تعالى‪.‬‬

‫‪ -1‬التداوي و أحكامه‪:‬‬
‫التداوي جائز ومما يدل على جوازه ماروى أبو‬
‫خزيمة عن أبيه قال‪ :‬سألت رسول الله )‘( فقلت‪:‬‬
‫يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى‬
‫به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا َ ؟ قال‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪642‬‬

‫هي من قدر الله‪ .‬رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد‪.‬‬


‫وعن أسامة بن شريك )_( أن رسول الله )‘( قال‪:‬‬
‫تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داًء إل وضع له‬
‫دواًء غير داٍء واحد الهرم‪ .‬رواه أبو داود والترمذي‬
‫وابن ماجه‪.‬‬
‫وأما ما رواه البخاري من حديث ابن عباس في‬
‫الذي يدخلون الجنة بغير حساب ‪ ،‬وفعل بعض‬
‫الصحابة حيث تركوا العلج ومنهم أبو بكر وأبو‬
‫الدرداء )‪.(è‬‬
‫ل على من اعتقد أن الدوية‬ ‫فقيل‪ :‬الحديث محمو ٌ‬
‫تنفع بطبعها أو على الرقى التي ل يعقل معناها‬
‫لحتمال أن يكون كفرا ً ‪ ،‬ولكنه مردود بأن هذا ل‬
‫يختص بالسبعين ألفا ً الوارد ذكرهم في الحديث‪.‬‬
‫ل على من فعله في الصحة خشية‬ ‫وقيل‪ :‬محمو ٌ‬
‫وقوع الداء واختاره ابن عبدالبر‪ .‬وقيل‪ :‬محمو ٌ‬
‫ل‬
‫على من تركه رضا ً بقدر الله واعتمادا ً عليه ل أنه‬
‫ليس بجائز وهو اختيار الخطابي وابن الثير وقال‪:‬‬
‫رد على هذا وقوع ذلك من النبي ‘ فعل ً وأمرا ً ‪،‬‬ ‫ول ي ِ‬
‫لنه كان في أعلى مقامات العرفان ودرجات‬
‫التوكل فكان ذلك منه للتشريع وبيان الجواز ‪ ،‬فمن‬
‫وثق بالله وأيقن بقضائه فل يقدح في توكله تعاطيه‬
‫السباب ‪ ،‬فقد ظاهر الرسول بين درعين ولبس‬
‫على رأسه المغفر وهاجر وقال للرجل‪ :‬اعقلها‬
‫ض فل‬‫وتوكل‪ .‬وقال ‪ :‬إذا سمعتم بالوباء في أر ٍ‬
‫ض وأنتم بها فل‬‫تقدموا عليها ‪ ،‬وإذا وقع في أر ٍ‬
‫تخرجوا منها فرارا ً منه رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ -2‬تصثثثثوير المسثثثثألة وماهيثثثثة‬
‫القتل الهين وتاريخه‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪643‬‬

‫هذا مقال عن حقيقة الموت الهين وتاريخه‪.‬‬


‫ويقول)د‪.‬عبد الجبار دي ّــة ‪-‬لنــدن(فــى مقــال لــه‬
‫بعنوان‪:‬‬
‫قالوا عن ‪ :‬القتل رحمة!!‬
‫اليوثنيزيا ‪:‬كلمة يونانية تعني في الصل المــوت‬
‫الجيــد أو المــوت اليســير أو المــوت الكريــم‪ ،‬ثــم‬
‫استعملت في القرن الذي كثر فيه القتل لتعني مــا‬
‫أصــبح يعــرف بقتــل الرحمــة‪ ،‬أو القتــل الرحيــم‪،‬‬
‫وشتان بين الموت الطبيعي والقتل المتعمــد تحــت‬
‫مختلف المعايير والحجج‪ ،‬وقد ازداد الهتمام بهــذه‬
‫المسألة في الثمانينيــات فــي هــذا القــرن‪ ،‬ويرجــع‬
‫ذلك للسباب التالية‪-:‬ما تنــاقلته دوائر العلم عــن‬
‫ممارســته بشــكل واســع النطــاق فــي هولنــدا‪-.‬‬
‫اســتفحال وبــاء اليــدز واستعصــائه علــى العلج‬
‫‪-‬ظهور جماعات وجمعيات تضغط على الحكومــات‬
‫لجــل تقنيــن اليوثنيزيــا‪-.‬أشــكال اليوثنيزيــا‪:‬تتخــذ‬
‫اليوثنيزيا صوًرا وأشكال متعــددة‪ ،‬بعضــها محظــور‪،‬‬
‫وبعضها الخر معترف به تحت ظروف خاصة‪ ،‬نذكر‬
‫منها‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪644‬‬

‫القتــل المتعمــد‪ :‬ويتــم بفعــل مباشــرة‬ ‫‪-1‬‬


‫قار الـــمورفين‬
‫كإعطاء المريض جرعة قاتلة من ع ّ‬
‫أو حــامض البربــتيوريت بنيــة القتــل‪…،‬وهــو علــى‬
‫أحوال ثلث‪:‬‬
‫أ‪ -‬الرادي )الختياري(‪ :‬حيث تتــم العمليــة بنــاء‬
‫على طلب المريض‪.‬‬
‫ب‪ -‬اللإرادي )العاقل( حيــث تتــم العمليــة دون‬
‫إذن المريــض‪ ،‬لكــن بتقــدير الطــبيب واعتقــاده أن‬
‫القتل في صالح المريض‪ ،‬والمريض هنا بالغ عاقــل‬
‫راشد‪.‬‬
‫ج‪ -‬اللإرادي )غيــر العاقــل( حيــث تتــم العمليــة‬
‫كما في حالة السابقة‪ ،‬والفرق أن المريض هنا غير‬
‫ها إلخ‪.‬‬
‫عاقل‪ :‬صبّيا أو معتو ً‬
‫الموت الناجم عن إعطاء المسكنات‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مثــال‪ :‬مريــض يعــاني مــن آلم وأوجــاع مبرحــة‬
‫قــار المــورفين‬
‫نتيجــة لســرطان منتشــر‪ ،‬يعطــى ع ّ‬
‫لتهدئة آلمه وبمــرور الــوقت يضــطر الطــبيب إلــى‬
‫مضاعفة الجرعة للسيطرة علــى اللم‪ ،‬وهــذا أثــر‬
‫طيب وهو مقصود بالموت‪ ،‬ولكن الجرعــة الكــبيرة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪645‬‬

‫ذات أثر سيئ فقد تحبط النفــس وتــؤدي بــالموت‪،‬‬


‫لكن هذا الثر وإن كان متوقعا إل أنه غيــر مقصــود‬
‫ويطلق على هذه الحالة الثر المزدوج وهــذا النــوع‬
‫تأذن به الكنيسة الكاثوليكية‪.‬‬
‫الموت الناجم عن فصل جهاز التنفس‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مثال‪ :‬مريض في حالة غيبوبة في غرفة العنايــة‬
‫المركــزة نتيجــة ارتجــاج الــدماغ‪ ،‬وموصــل بجهــاز‬
‫التنفس الصــناعي ول أمــل أن يســتعيد وعيــه وهــو‬
‫حكم ميت الدماغ‪.‬‬
‫يرى الكثيرون أن استمرار العناية في مثل هذه‬
‫الظروف مما يطيــل الحيــاة بل معنــى كمــا يضــيف‬
‫مــن معانــاة القــارب والصــدقاء والقــائمين علــى‬
‫المريــض‪ ،‬وهــي القاعــدة فــي الــدين النصــراني‪،‬‬
‫وهناك اعتبارات أخرى تتطلبها العدالــة فــي توزيــع‬
‫المــوارد والمكانيــات‪ ،‬حيــث يــرى البعــض ضــرورة‬
‫توفير جهاز التنفس الصــناعي لصــالح مريــض آخــر‬
‫يرجى شفاؤه!‬
‫الموت الناجم عن المساك عن العلج‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫مثــال‪ :‬إمســاك المضــاد الحيــوي عــن مريــض‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪646‬‬

‫مصــــاب بســـرطان الــــرئة ول يرجــــى شــــفاؤه‬


‫والمضاعف باللتهــاب الــرئوي ويطلــق علــى هــذا‬
‫النوع ويتضمن تقرير الكنيسة النجليزية ‪ 1975‬أن‬
‫الشــكال الثلثــة الخيــرة ليســت مــن اليوثنيزيــا‬
‫المحظورة كما تعتــبر المســاك عــن العلج )النــوع‬
‫الرابع( في حالة المحتضر ممارسة طبية‪.‬‬
‫حجج المؤيدين لليوثنيزيا‬
‫ســـنحاول فيمـــا يـــأتي أن نقـــدم الفلســـفة‬
‫)الجدليات( التي يعتمد عليها مؤيدو اليوثنيزيا‪.‬‬
‫أ‪ -‬فـــي مصـــلحة المريـــض‪:‬ويقـــدم المؤيـــدون‬
‫المنطلقون من هذه النقطة تلك الســباب لتــدعيم‬
‫موقفهم‪.‬‬
‫الحريــة الســتقللية‪ :‬يقولــون‪ :‬النســان‬ ‫‪-1‬‬
‫في رأيه حر في تقرير مصيره‪ ،‬ويقولون‪ :‬للنســان‬
‫حق التصرف في جســده كمــا يشــاء‪.‬ويقولــون‪ :‬إن‬
‫اليوثنيزيــــا بمثابــــة مســــاعدة علــــى النتحــــار‬
‫المشروع‪.‬ويقولون‪ :‬ل بأس من أن يكتب المريــض‬
‫وصية الحياة قبل دخوله المستشفى‪ ،‬وقبل تعرضه‬
‫لي داء عضال‪ ،‬فيقر أنه إذا كان فــي وضــع يعــاني‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪647‬‬

‫منه معاناة شديدة‪ ،‬على الطبيب المعالج أن يرفــع‬


‫يديه عنــه‪ ،‬وأن ل يحــاول البقــاء علــى الحيــاة بــأي‬
‫ثمن‪.‬‬
‫الحقوق‪ :‬يقولون‪ :‬للنسان حق المــوت!‬ ‫‪-2‬‬
‫ويقولــون‪ :‬للمريــض حــق أن ُيقتــل إن هــو طلــب‬
‫ذلك‪.‬ويقولون‪ :‬للنسان حق الحياة وحق الموت‪.‬‬
‫الرحمة ‪:‬يقولــون‪ :‬اليوثنيزيــا مــن شــأنها‬ ‫‪-3‬‬
‫أن تريح المريض من معاناته وآلمه‪!..‬‬
‫نوعيــة الحيــاة‪:‬يقولــون‪ :‬إن حيــاة بعــض‬ ‫‪-4‬‬
‫المرضـــى ل تســـاوي عــــدمها‪ ،‬وخيـــر لهـــم أن‬
‫يموتــوا‪.‬ويقولــون‪ :‬إن قيمــة الحيــاة تقــاس بمقــدار‬
‫جا‪.‬ويقولون‪ :‬ما قيمــة‬
‫عا وإنتا ً‬
‫مساهمة النسان إبدا ً‬
‫الحياة عندما يصبح النسان يعتمد علــى غيــره فــي‬
‫قضاء حوائجه‪.‬‬
‫ب‪ -‬لمصـــــــــــــــــــلحة الخريـــــــــــــــــــن‬
‫)القارب‪/‬الصدقاء‪/‬المجتمع العام(‪:‬‬
‫الرحمــة‪:‬يقولــون‪ :‬إن أقــارب المريــض‬ ‫‪-1‬‬
‫وأصــدقائه يعــانون نتيجــة معانــاة المريــض‪ ،‬وفــي‬
‫اليوثنيزيا وضع حد لهذه المعاناة رحمة بهم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪648‬‬

‫العامل القتصادي )المادي(‪:‬يقولون‪ :‬إن‬ ‫‪-2‬‬


‫التخلص من بعض المرضى فيه توفير مــادي علــى‬
‫المجتمع والدولة‪.‬‬
‫منطــق العقوبــة‪:‬يقولــون‪ :‬مــن الــواجب‬ ‫‪-3‬‬
‫تخليص المجتمع من الحشائش الضارة‪ ،‬ويستدلون‬
‫على ذلك بمرض اليدز‪.‬‬
‫مخاطر تقنين اليوثنيزيا الختيارية‬
‫مطاطيـــة العبـــارة ‪:‬ومعنـــى ذلـــك أن‬ ‫‪-1‬‬
‫التعابير التي ستستخدم في صياغة أي قــانون مــن‬
‫هذا القبيل ســوف تحتمــل أكــثر مــن تفســير‪ ،‬وقــد‬
‫يساء فهمها أو يتساهل في تطبيقها‪.‬‬
‫الوقت المناسب‪:‬ونعلــم أن المريــض إذا‬ ‫‪-2‬‬
‫ُأخبر أنه يعاني من مرض خبيث أو داء عضال فــإنه‬
‫يمر بالمراحل التالية‪ :‬النكار –الغضــب ‪ -‬الرفــض ‪-‬‬
‫الكــتئاب ‪ -‬ثــم القبــول والتســليم ‪ ،‬والمقصــود أن‬
‫المريض الذي يطلب اليوثنيزيا وهــو فــي المراحــل‬
‫الولى ربما يغير رأيه مع تغير نفسيته في المرحلة‬
‫الخيرة‪.‬‬
‫الضغوط الخارجية‪:‬والمقصود أنه إذا مــا‬ ‫‪-3‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪649‬‬

‫قورنت اليوثنيزيا فإن المريض قد يتعرض لضــغوط‬


‫من أهله وذويه‪ ،‬وقد يكون وراء هذه الضغوط نوايا‬
‫خبيثة مثل الحصول على التركة الرث أو الحصــول‬
‫على تأمين الحياة‪.‬‬
‫مجموعات في خطــر ‪:‬فــي حالــة تقنيــن‬ ‫‪-4‬‬
‫اليوثنيزيا تصــبح أصــناف أخــرى مــن المجتمــع فــي‬
‫خطر كمرضى المنغوليا الذين يعــانون مــن الضــيق‬
‫المعوي الخلقي وغيرهم كثير‪.‬‬
‫فقـــــدان الهتمـــــام بتطـــــوير العلج‬ ‫‪-5‬‬
‫التســكيني‪:‬والرعايــة الصــحية لمرضــى المــراض‬
‫المستعصية!‬
‫الخوف من جدليــة المنزلــق ‪:‬فــي حالــة‬ ‫‪-6‬‬
‫تقنين اليوثنيزيا الختيارية‪ ،‬من الذي يمنع مع مرور‬
‫الــوقت أن تمــارس المســألة ذاتهــا مــع المرضــى‬
‫بدون إذنهم ‪ ،‬ومن ثم تنتقل العدوى إلى المعوقين‬
‫جسدّيا وعقلّيا من الصغار والكبار‪ ،‬فمن إذن لهم؟‬
‫آثـــار تقنيـــن اليوثنيزيـــا علـــى مهنـــتي الطـــب‬
‫والتمريض؟‬
‫فقدان المصداقية )الثقة( بيــن المريــض‬ ‫‪-1‬‬
‫من جهة وأسرة الطب والتمريض من جهة أخــرى‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪650‬‬

‫فمثل‪ :‬قد يمانع المريــض فــي دخــول المستشــفى‪.‬‬


‫وقد يشكك في ما يقدم إليه من علج‪.‬‬
‫تحول دور الطبيب من البقاء )الحفــاظ(‬ ‫‪-2‬‬
‫على الحياة إلى التحكم في الوفاة‪.‬‬
‫تقــويض فلســفة التعليــم الطــبي مــن‬ ‫‪-3‬‬
‫الساس‪ ،‬فتفقد مهنة الطب قيمتها إذا أصــبح قتــل‬
‫المريض هو الحل المثل‪.‬‬
‫التقليل والضعاف من قيمة الحياة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫اليوثنيزيا‪...‬والبديل؟‬
‫التوســع فــي إنشــاء أمكنــة الستضــياف‬ ‫‪-1‬‬
‫وإحياء دورها وتحويلها من مبان مــن الطــوب إلــى‬
‫أماكن تحوي كفاءات ومهارات تخصصية تقصد إلى‬
‫رفـــع الذى عـــن أصـــحاب العلـــل المستعصـــية‬
‫والتخفيف عنهم ما أمكن‪.‬‬
‫وكذلك دورها من أماكن يقصــدها النــاس قبيــل‬
‫موتهم‪ ،‬إلى أماكن يكتشــف فيهــا النســان كــوامن‬
‫نفسه وطاقاته وعلقاتهم مع الخلق والخالق‪.‬‬
‫إعداد فريق من المتخصصين فــي شــتى‬ ‫‪-2‬‬
‫المجــالت للشــراف والقيــام بأعبــاء العنايــة فــي‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪651‬‬

‫أماكن الستضافة هذه‪.‬‬


‫تطــــوير العلج التســــكيني‪ :‬كالدويــــة‬ ‫‪-3‬‬
‫والعلج الطبيعي والبر الصينية‪..‬إلخ‪.‬‬
‫التعامل مع اللم بشــمولية ولللــم أبعــاد‬ ‫‪-4‬‬
‫جسدية ونفسية واجتماعية وروحية‪.‬‬
‫مراعاة أن يكــون العلج المقــدم ممــا ل‬ ‫‪-5‬‬
‫يشكل عبًئا فيزيقّيا طبيعّيا أو مالّيا على المريض‪...‬‬
‫‪-6‬التواصــل والمشــورة‪ :‬ضــرورة التحــدث إلــى‬
‫المرضى وذويهــم وشــرح عللهــم ودور الــدواء فــي‬
‫التعامل مع العــراض واللم الــتي تــؤرقهم‪ ،‬وهــذا‬
‫من شأنه تنمية شخصياتهم وإعــادة الثقــة بــالنفس‬
‫وتقوية عامــل الثقــة بيــن المريــض وطــبيبه وطــرد‬
‫الكثير من الوهام والخرافات‪. .‬‬
‫‪-7‬عـــدم إكراههـــم علـــى الطعـــام والشـــراب‪،‬‬
‫فيكفيهــم فــي العــادة القليــل مــن هــذا وذاك‪ ،‬عــن‬
‫عقبة بن عامر قال‪ :‬قال رسول الله ‘‪" :‬ل تكرهــوا‬
‫مرضاكم على الطعام والشراب فإن الله يطعمهم‬
‫ويسقيهم")رواه الترمذي وغيره وحسنه اللباني(‪.‬‬
‫‪ -8‬الدعم المعنوي والروحي‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪652‬‬

‫وذلك بإعطاء المريض فسحة في المل‪ ،‬فحتى‬


‫مرضى الســرطان المنتشــر فــي مراحلــه الخيــرة‬
‫أحياًنا يفاجئون الطبيب المعالــج بمــا لــم يكــن فــي‬
‫ما‬
‫حسبانه من تحسن‪ ،‬وربما عاشوا شهوًرا أو أعوا ً‬
‫على غير المتوقع‪.‬‬
‫قال رســول اللــه ‘‪" :‬إذا دخلتــم علــى المريــض‬
‫فنفسوا له في الجل‪ ،‬فإن ذلك ل يــرد شــيًئا‪ ،‬وهــو‬
‫يطيــب نفــس المريـــض")رواه الترمــذي وغيــره‬
‫وضعفه اللباني(‪.‬‬
‫‪-9‬الهتمام بأقــارب المريــض وأصــدقائه‪ ،‬وذلــك‬
‫بالتحدث إليهم وشــرح الغــامض مــا أمكــن وإظهــار‬
‫التعاطف الوجداني‪ ،‬وكذلك المساعدة الماديــة مــا‬
‫أمكن‪ ،‬وكل ما مــن شــأنه أن يخفــف عنهــم ويجــبر‬
‫خاطرهم ويعزيهم في مصابهم‪.‬‬

‫‪ -3‬رفصصصصصصصصصصصصصع أجهصصصصصصصصصصصصصزة النعصصصصصصصصصصصصصاش الصصصصصصصصصصصصصصناعي‬


‫أوًل‪ :‬تعريصصف النعصصاش‪ :‬النعسساش فسسي عسسالم الطسسب هسسو ‪ :‬المعالجسسة‬
‫المكثفسسة السستي يقسسوم بهسسا الفريسسق الطسسبي ) طسسبيب أو مجموعسسة مسسن‬
‫الطبسساء ومسسساعدوهم( لمسسساعدة الجهسسزة الحياتيسسة حسستى تقسسوم‬
‫بوظائفها أو لتعويض بعض الجهزة المعطلة بقصد الوصسسول إلسسى‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪653‬‬

‫تفاعل منسجم بينها)‪) (1‬والجهزة الحياتية الساسية للنسان هسسي ‪:‬‬


‫المسسخ سسس القلسسب سسس التنفسسس سسس الكلسسى سسس السسدم للتسسوازن بيسسن المسساء‬
‫والملح)‪((2‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أجهزة النعاش‪ :‬تتمثل أجهزة النعسساش فسسي الشسسياء التاليسسة‪:‬‬
‫‪ (1‬المنفسة ‪ :‬وهو جهاز كهربائي يقوم بإدخال الهواء إلى الرئتيسسن‬
‫وإخراجه منهمسسا مسسع إمكانيسسة التحكسسم بنسسسبة الكسسسجين فسسي الهسسواء‬
‫الداخل إضافة لشياء أخرى عديدة لتسسساعد فسسي إيصسسال هسسذا الغسساز‬
‫للسسدم ‪ ،‬وسسسحب غسساز ثسساني أكسسسيد الفحسسم منسسه ‪ .‬فيوصسسل الجهسساز‬
‫بالمريض بأن يقوم الطبيب بإدخال أنبوب إلى الرغامي ثسسم يوصسسل‬
‫ذلك النبوب بالمنفسة ‪ .‬وتستعمل المنفسة عنسسد توقسسف التنفسسس عنسسد‬
‫المريض أو إذا أوشك على التوقف ‪ ،‬كمسسا تسسستعمل خلل العمليسسات‬
‫الجراحيسسسسة السسسستي يحتسسسساج المريسسسسض فهسسسسا للتخسسسسدير العسسسسام)‪.(3‬‬
‫‪ 2‬س مزيل رجفات القلب‪ :‬وهو جهاز يعطي صسسدمة كهربائيسسة لقلسسب‬
‫اضسسطرب نظمسسه أو توقسسف توقف سًا بسسسيطًا ‪ ،‬فيوضسسع الجهسساز علسسى‬
‫الصسسدر ويمسسرر تيسسار كهربسسائي محسسدثًا تنبيه سًا للقلسسب فيسسؤدي ذلسسك‬
‫لنتظام ضربات القلب ‪ ،‬أو يعيد القلسسب للعمسسل مسسن جديسسد فسسي حسسال‬
‫التوقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسف)‪.(4‬‬
‫‪ -3‬جهاز منظم ضربات القلب " ناظم الخطى "يسسستخدم إذا كسسانت‬
‫ضربات القلب بطيئة جدًا مما يؤدي لهبوط ضغط الدم أو توقف تام‬

‫‪ ()1‬النعاش للشيخ محمد المختار السلمي ضمن مجلــة مجمــع‬


‫الفقه السلمي ع ‪ ، 2/1/481‬موت الدماغ لندى الدقر ص ‪.211‬‬
‫‪ ()2‬النعاش للشيخ السلمي ضمن مجلة مجمع الفقه السلمي‬
‫ع ‪/2‬ج ‪.1/481‬‬
‫‪ ()3‬أجهزة النعاش للبار ضمن مجلــة مجمــع الفقــه الســلمي ع‬
‫‪/2‬ج ‪ ، 1/436‬موت الدماغ لندى الدقر ص ‪.212‬‬
‫‪ ()4‬المصدران السابقان‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪654‬‬

‫للقلب ‪ .‬وهو عبارة عن جهاز صغير موصول بسلك يتم إدخال هذا‬
‫السسسلك إلسسى أجسسواف القلسسب وبعسسدها يبسسدأ الجهسساز بتوليسسد شسسرارات‬
‫كهربائية بشكل منتظم مما يؤدي لتحريسسض ضسسربات القلسسب بشسسكل‬
‫منتظسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم)‪.(1‬‬
‫‪ -4‬أجهزة الكلية الصناعية ‪:‬‬
‫وهي تعوض عن وظيفة الكلى في تنقيسة السسدم والجسسسم مسسن السسسموم‬
‫والمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساء المحتبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس فيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه)‪.(2‬‬
‫‪ -5‬مجموعة العقاقير‪ :‬هي التي يستخدمها الطبيب لنعسساش التنفسسس‬
‫أو القلب أو تنظيم ضرباته إلسى آخسسر القائمسة الطويلسة مسن العقسساقير‬
‫السسسسسسسسستي تسسسسسسسسسستخدم فسسسسسسسسسي إنعسسسسسسسسساش المرضسسسسسسسسسى)‪.(3‬‬
‫ثالثصًا‪ :‬حكصصم النعصصاش‪ :‬السسذي يبسسدو أن حكسسم النعسساش الوجسسوب لن‬
‫المريض في في حالة خطسسرة وحسساجته لجهسسزة النعسساش أصسسبحت‬
‫أمرًا ضروريًا كحاجته للطعام والشراب بحيث لو تركه فقد عرض‬
‫نفسه للهلك ‪ ،‬لذا فسسإن إقسسدامه علسسى أجهسسزة النعسساش يعتسسبر واجبسًا‬
‫شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرعيًا يسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأثم بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسستركه)‪.(4‬‬
‫قال شيح السلم ابن تيمية ’ عن التداوي‪ " :‬وقد يكون منه ما هسسو‬
‫واجب وهو ما يعلم أنه يحصل به بقسساء النفسسس ل بغيسسره كمسسا يجسسب‬
‫أكل الميتة عند الضرورة فإنه واجب عند الئمة الربعسسة وجمهسسور‬
‫العلمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساء)‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬المصدران السابقان‪.‬‬
‫موت الدماغ لندى الدقر ص ‪212‬‬ ‫‪( )2‬‬
‫أجهزة النعاش للبار ضمن مجلة مجمع الفقه السلمي‬ ‫‪( )3‬‬
‫ع ‪/2‬ج ‪1/438‬‬
‫‪ ()4‬التداوي والمسؤولية الطبية ص ‪ 99‬ـ ‪.100‬‬
‫‪ ()5‬مجموع الفتاوى ‪18/12‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪655‬‬

‫وقال الشيخ محمد المختار السلمي‪ :‬أما النعاش فإنه يبدو لسي أنسه‬
‫واجب ذلك أنه ل تختلف حالة النعساش عسن أيسة حالسة مسن حسالت‬
‫الضطرار التي تقلب حتى حكم التحريم إلى الوجوب حفاظ سًا علسسى‬
‫الحياة ثاني المقاصد الضرورية الخمسة على أن المصاب في كثير‬
‫من حالت النعاش يكسسون فاقسسدًا للسسوعي أو هسسو تحسست تسسأثير وطسسأة‬
‫الصسسابة ل يتمكسسن مسسن أخسسذ القسسرار المبنسسي علسسى التأمسسل)‪" (1‬‬
‫أما حكم إسعاف المريض بأجهزة النعاش بالنسسسبة للمجتمسسع‬
‫المسلم فهو واجب كفائي إن قام به بعضهم سسسقط الثسسم عسسن البسساقين‬
‫وإن لم يقم به أحد أثم الجميع ذلك أن النعسساش هنسسا أشسسبه مسسا يكسسون‬
‫بإنقسسسسسسساذ غريسسسسسسسق أو مسسسسسسسن وقسسسسسسسع تحسسسسسسست الهسسسسسسسدم)‪.(2‬‬
‫قال ابن حزم ’ ‪ " :‬وبيقين يدري كل مسلم في العالم أن مسسن اسسستقاه‬
‫مسلم وهو قادر على أن يسقيه فتعمد أل يسقيه إلى أن مسسات عطش سًا‬
‫فإنه قد اعتدى عليه بل خلف)‪ "(3‬ونقسسل الشسسيخ محمسسد أبسسو زهسسرة‬
‫‪ -’-‬التفاق على أن من يكون معه فضل زاد وهو في بيداء وأمسسامه‬
‫شخص يتضور جوعًا يكون آثمًا إذا تركسسه حسستى مسسات)‪ .(4‬وأصسسل‬
‫هذا الحكم قول النسسبي )‘( ‪ " :‬ثلثسسة ل يكلمهسسم الس يسسوم القيامسسة ول‬
‫ل علسى فضسل مساٍء‬ ‫ب أليسسم‪ :‬رجس ٌ‬
‫ينظر إليهسم ول يزكيهسم ولهسم عسسذا ٌ‬
‫ل بسلعة بعد العصسسر‬ ‫بالفلة يمنعه من ابن السبيل ‪ ،‬ورجل بايع رج ً‬
‫فحلف له لخذها بكذا فصدقه وهسسو علسسى غيسسر ذلسسك ‪ ،‬ورجسسل بسسايع‬
‫إمامًا ل يبايعه منها إل لدنيا فإن أعطاه منها وّفى وإن لم يعطه منها‬

‫‪ ()1‬النعاش للشيخ السلمي ضمن مجلة مجمع الفقه السلمي‬


‫ع ‪/2‬ج ‪.1/482‬‬
‫‪ ()2‬المصدر السابق ع ‪/2‬ج ‪ ، 1/481‬موت الــدماغ لنــدى الــدقر‬
‫ص ‪214‬‬
‫‪ ()3‬المحلي ‪10/523‬‬
‫‪ ()4‬الجريمة والعقوبة في الفقه السلمي ص ‪.122‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪656‬‬

‫ق عليه من حديث أبي هريسسرة )_(‪ .‬وحيسسث أن المريسسض‬ ‫لم يف متف ٌ‬


‫المشرف على الهلك نظير الجائع والظمآن في البيدًاء فإن إسسسعافه‬
‫يعسسسسسسسسسسسسسسسد أمسسسسسسسسسسسسسسسرًا واجبسسسسسسسسسسسسسسسًا متحتمسسسسسسسسسسسسسسسًا)‪.(1‬‬
‫رابعًا‪ :‬حكم رفع أجهزة النعاش ‪:‬‬
‫ض لخر‬ ‫يختلف حكم رفع أجهزة النعاش من مري ٍ‬
‫حسب الحوال التالية ‪:‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬عودة أجهزة المصاب إلى حالتها الطبيعية بحيسسث ل‬
‫يحتسساج معهسسا لجهسسزة النعسساش فهنسسا يقسسرر الطسسبيب رفسسع أجهسسزة‬
‫النعاش لسلمة المريض وعدم حاجته إليهسسا‪ .‬ول ينبغسسي الختلف‬
‫فسسي هسسذه الحالسسة فقسسد اتفسسق عليهسسا الشسسرع والقسسانون فسسي جميسسع دول‬
‫العسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالم)‪.(2‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬تحسن المريض مسسع حسساجته لجهسسزة النعسساش وهسسو‬
‫في طريقه إلى النقاهة والسسسلمة فهنسسا تبقسسى أجهسسزة النعسساش عليسسه‬
‫حسستى يسسستغنى عنهسسا ويسسبرأ السسبرء التسسام وحنئٍذ ترفسسع عنسسه أجهسسزة‬
‫النعسسسسسسسسسساش كمسسسسسسسسسسا فسسسسسسسسسسي الحالسسسسسسسسسسة الولسسسسسسسسسسى)‪.(3‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬مريض ميئوس من حالته الطبية‬
‫أي ل أمل في شفائه طبيا ً ‪ :‬فهنا ل يجوز رفع‬
‫أجهزة النعاش عن هذا المريض وذلك لما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن سحب الجهزة عنه كترك إنقاذ غريق في‬
‫البحر وحريق يحترق في النار)‪.(4‬‬

‫‪ ()1‬التداوي والمسئولية الطبية ص ‪.229‬‬


‫‪ ()2‬النعاش للسلمي ضمن مجلة مجمع الفقه الســلمي ع ‪/2‬ج‬
‫‪ ، 1/482‬فقه النوازل ‪ ، 1/231‬موت الدماغ لندى الدقر ص ‪215‬‬
‫مجلة مجمع الفقه السلمي ع ‪/2‬ج ‪ 1/499‬ـ ‪، 501 ، 500‬‬ ‫‪( )3‬‬
‫‪.503‬‬
‫‪ ()4‬مجلة مجمع الفقه السلمي ع ‪/2‬ج ‪.1/500‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪657‬‬

‫‪ -2‬لن علئم الحياة ل تسسزال موجسسودًة فيسسه فل يجسسوز رفسسع أجهسسزة‬


‫النعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساش عنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه)‪.(1‬‬
‫‪ 3‬ـ لن في رفع أجهزة النعاش قتل لهذا المريض‬
‫أو زيادة في مرضه وكلهما ل يجوز‪.‬‬
‫‪ 4‬سس أن السسرأي الطسسبي فسسي البلد العربيسسة والسسسلمية بالنسسسبة إلسسى‬
‫سحب أجهزة النعاش من مريض ميئوس من حالته أي ل أمل فسسي‬
‫شسسسسسسسسسفائه طبيسسسسسسسسسًا يعتسسسسسسسسسبر جريمسسسسسسسسسة ل تغتفسسسسسسسسسر)‪.(2‬‬
‫الرابعة ‪ :‬وهي حالة موت الدماغ‪ :‬حيث تظهر فيها علمات مسسوت‬
‫الدماغ من الغمسساء وعسسدم الحركسسة وغيرهسسا مسسن العلمسسات ‪ ،‬لكسسن‬
‫بواسسطة أجهسزة النعساش ليسزال القلسب ينبسض ‪ ،‬والنفسس مسستمر‬
‫نبضًا وتنفسًا صناعيين ل حقيقيين ‪ .‬ففي هذه الحالة صدر قرار كل‬
‫مسسسسسن مجمسسسسسع الفقسسسسسه السسسسسسلمي التسسسسسابع لمنظمسسسسسة المسسسسسؤتمر‬
‫السلمي)‪(3‬والمجمسع الفقهسي التسابع لرابطسسة العسسالم السسسلمي)‪(4‬‬
‫بجواز رفع أجهزة النعاش عن هذا المريسسض‪ .‬ذلسسك لنسسه ل يوقسسف‬
‫علجًا يرجى منه شفاء المريض وإنما يوقسسف إجسسراء ل طسسائل مسسن‬
‫ورائه فسسي شسسخص محتضسسر ‪ ،‬بسسل يتسسوجه أنسسه ل ينبغسسي إبقسساء آلسسة‬
‫الطبيب والحالسة هسذه لنسه يطيسل عليسه مسا يسؤلمه مسن حالسة النسزع‬
‫والحتضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسار)‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬المصدر السابق عدد ‪ 2‬ج ‪ -1/501‬عدد ‪ 3‬ج ‪.2/788‬‬


‫‪ ()2‬المصدر السابق ع ‪/2‬ج ‪ ،1/503،504‬ع ‪/3‬ج ‪788 ، 2/774‬‬
‫‪ ()3‬مجلة مجمع الفقه السلمي ع ‪/3‬ج ‪.2/809‬‬
‫‪ ()4‬في دورته العاشرة المنعقدة في مكة المكرمــة )‪1408‬هـــ(‬
‫بواسطة الطبيب أدبه وفقهه ص ‪.198‬‬
‫فقه النوازل ‪ ، 1/234‬موت الدماغ لندى الــدقر ص ‪ 216‬ـ ـ‬ ‫‪( )5‬‬
‫‪.217‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪658‬‬

‫فاختلف في حكم الرفع في هذه الحالة بالنظر إلى‬


‫حال المريض فمن نظر إليه باعتباره ميتا ً أجاز‬
‫الرفع لنه رأى أن هذا العمل )أي‪ :‬عمل القلب‬
‫والرئتين( لينسب إليه وإنما للجهزة فهي حركة ل‬
‫إرادية كحركة المذبوح الذي ل يقتل قاتله وإنما‬
‫يعزر لنه لم يقتل شخصا ً به حياةٌ مستقرة ‪ ،‬وكما‬
‫لو خرج البول منه يقول ابن الماجشون‪ :‬يكون‬
‫الريح والبول من استرخاء المواسك ‪.‬وقد قال‬
‫بعض الفقهاء‪ :‬الطفل ولو بال ل يعتبر حيا ً إذا لم‬
‫يستهل صارخًا‪ .‬وقال الطباء‪ :‬العضو قد يعمل‬
‫ل عن صاحبه وقد يقطع الرأس‬ ‫لساعات وهو منفص ٌ‬
‫ويبقى الدم يتدفق من عروقه أي‪ :‬القلب ول يدل‬
‫ذلك على حياة صاحبه‪ .‬وكبقاء حياة النسجة فإنها‬
‫ل تموت بموت صاحبها مباشرة وهو ما عبر عنه‬
‫الفقاء قديما ً بقولهم‪ :‬آثار الحياة الغريزية كما قاله‬
‫الرملي‪.‬‬
‫ومن نظر إليه باعتباره حيا ً حرم رفع الجهزة ‪،‬‬
‫مستدل ً بأن الصل هو الحياة ‪ ،‬وبناًء على قاعدة‪:‬‬
‫ة وأن القدام على‬ ‫اليقين ل يزول بالشك ‪ ،‬خاص ً‬
‫رفعها يؤدي إلى الموت والقتل مفسدةٌ عظيمة ‪،‬‬
‫ثم إنه قد يحدث أن يحكم بموته ثم يتبين خلف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ونوقش بأنه إذا حدث شيٌء من ذلك فهو خطأ‬
‫في التشخيص قد يحدث مثله في العلمات التي‬
‫ذكرها الفقهاء قديما ً ‪ ،‬ثم إن الحكم بموته حك ٌ‬
‫م‬
‫ل به كالحكم بموت المفقود‪.‬‬ ‫بغلبة الظن وهو معمو ٌ‬
‫وأجيب بأن هذا فيما لو لم تعارض أمارة الموت‬
‫أمارات الحياة والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪659‬‬

‫الحالة الخامسة‪ :‬وهي حالة موت القلب‬


‫والدماغ‪:‬‬
‫وفيهسسا تتعطسسل الجهسسزة الحياتيسسة ويحسسدث المسسوت فيتعطسسل السسدماغ‬
‫والقلب فل يتحرك القلب للقبول والضخ ول يقبل المخ مسا يسرد إليسه‬
‫من غذاء‪ .‬فهنسسا يقسسرر الطسبيب رفسسع أجهسسزة النعسساش لتحقسق مسسوت‬
‫المريسسض ومسسع المسسوت ل فسسائدة مسسن مواصسسلة العلج المكثسسف‪ .‬ول‬
‫ينبغي الخلف في هذه الحالة فقد اتفق عليهسسا الشسسرع والقسسانون فسسي‬
‫جميسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسع دول العسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالم )‪.(1‬‬

‫‪ -4‬قرارت المجمع الفقهي وفتاوى‬


‫أهل العلم رحمهم الله تعالى‪:‬‬
‫‪ -‬قرار رقم ‪(5/7 ) 67 :‬‬
‫بشأن العلج الطبي ‪ -‬مجلة المجمع )ع ‪ ،7‬ج ‪ 3‬ص‬
‫‪(563‬‬
‫ن مجلس مجمع الفقه السلمي المنعقد في دورة‬ ‫إ ّ‬
‫مؤتمره السابع بجدة في المملكة العربية‬
‫السعودية من ‪ 12-7‬ذي القعدة ‪1412‬هـ الموافق‬
‫‪ 14 - 9‬أيار )مايو( ‪ 1992‬م ‪،‬بعد إطلعه على‬
‫البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع‬
‫العلج الطبي ‪،‬‬
‫وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت‬
‫حوله‪،‬قرر ما يلي ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬التداوي ‪:‬‬
‫‪ ()1‬النعاش للسلمي ضمن مجلة مجمع الفقه الســلمي ع ‪/2‬ج‬
‫‪ ، 1/483‬فقه النوازل ‪ ،1/231‬موت الدماغ لندى الــدقر ص ‪.215‬‬
‫ومجلة البحوث الفقهية ‪).42/43‬كل ما ســبق مــن كتــاب ‪ :‬بحــوث‬
‫في فقه النوازل(‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪660‬‬

‫الصل في حكم التداوي أنه مشروع‪ ،‬لما ورد في‬


‫شأنه في القرآن الكريم والسنة القولية والفعلية‪،‬‬
‫ولما فيه من "حفظ النفس" الذي هو أحد المقاصد‬
‫الكلية من التشريع ‪.‬‬
‫وتختلف أحكام التداوي باختلف الحوال‬
‫والشخاص ‪:‬‬
‫‪ -‬فيكون واجبا ً على الشخص إذا كان تركه يفضي‬
‫إلى تلف نفسه أو أحد أعضائه أو عجزه‪ ،‬أو كان‬
‫المرض ينتقل ضرره إلى غيره كالمراض المعدية ‪.‬‬
‫‪ -‬ويكون مندوبا ً إذا كان تركه يؤدي إلى ضعف‬
‫البدن ول يترتب عليه ما سبق في الحالة الولى ‪.‬‬
‫‪ -‬ويكون مباحا ً إذا لم يندرج في الحالتين السابقتين‬
‫‪.‬‬
‫قرارات وتوصيات مجمع الفقه السلمي ‪) -‬ج ‪/ 1‬‬
‫ص ‪(74‬‬
‫ل يخاف منه حدوث‬ ‫‪ -‬ويكون مكروها ً إذا كان بفع ٍ‬
‫مضاعفات أشد من العلة المراد إزالتها ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬علج الحالت الميؤوس منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مما تقتضيه عقيدة المسلم أن المرض والشفاء‬
‫بيد الله عز وجل‪ ،‬وأن التداوي والعلج أخذ ٌ‬
‫بالسباب التي أودعها الله تعالى في الكون وأنه ل‬
‫يجوز اليأس من روح الله أو القنوط من رحمته‪ ،‬بل‬
‫ينبغي بقاء المل في الشفاء بإذن الله ‪.‬‬
‫وعلى الطباء وذوي المرضى تقوية معنويات‬
‫المريض‪ ،‬والدأب في رعايته وتخفيف آلمه‬
‫النفسية والبدنية بصرف النظر عن توقع الشفاء أو‬
‫عدمه ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪661‬‬

‫ب‪ -‬إن ما يعتبر حالة ميؤوسا ً من علجها هو‬


‫بحسب تقدير الطباء وإمكانات الطب المتاحة في‬
‫كل زمان ومكان وتبعا ً لظروف المرضى ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬إذن المريض ‪:‬‬
‫أ‪ -‬يشترط إذن المريض للعلج إذا كان تام الهلية‪،‬‬
‫فإن كان عديم الهلية أو ناقصها اعتبر إذن وليه‬
‫حسب ترتيب الولية الشرعية ووفقا ً لحكامها التي‬
‫ي عليه‬‫موْل ِ ّ‬‫تحصر تصرف الولي فيما فيه منفعة ال َ‬
‫ومصلحته ورفع الذى عنه ‪.‬‬
‫على أن ل ُيعتد ّ بتصرف الولي في عدم الذن إذا‬
‫ي عليه‪ ،‬وينتقل الحق إلى‬ ‫موْل ِ ّ‬
‫كان واضح الضرر بال َ‬
‫غيره من الولياء ثم إلى ولي المر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬لولي المر اللزام بالتداوي في بعض الحوال‪،‬‬
‫كالمراض المعدية والتحصينات الوقائية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬في حالت السعاف التي تتعرض فيها حياة‬
‫المصاب للخطر ل يتوقف العلج على الذن ‪.‬‬
‫د ‪ -‬لبد في إجراء البحاث الطبية من موافقة‬
‫الشخص التام الهلية بصورة خالية من شائبة‬
‫الكراه ‪ -‬كالمساجين ‪ -‬أو الغراء المادي ‪-‬‬
‫كالمساكين ‪ -‬ويجب أن ل يترتب على إجراء تلك‬
‫البحاث ضرر ‪.‬‬
‫ول يجوز إجراء البحاث الطبية على عديمي الهلية‬
‫أو ناقصيها ولو بموافقة الولياء ‪.‬‬
‫قرارات وتوصيات مجمع الفقه السلمي ‪) -‬ج ‪/ 1‬‬
‫ص ‪(5‬‬
‫قرار رقم ‪(7/2)7 :‬‬
‫‪ -‬بشأن أجهزة النعاش ‪ -‬مجلة المجمع ‪ -‬ع‬
‫‪ ،2‬ج ‪1/427‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪662‬‬

‫إن مجلس مجمع الفقه السلمي المنبثق عن‬


‫منظمة المؤتمر السلمي في دورة انعقاد مؤتمره‬
‫الثاني بجدة من‬
‫‪ 10-16‬ربيع الخر ‪1406‬هـ ‪ 28 - 22/‬كانون الول‬
‫)ديسمبر ( ‪1985‬م‬
‫بعد أن نظر فيما قدم من دراسات فقهية وطبية‬
‫في موضوع أجهزة النعاش ‪،‬‬
‫وبعد المناقشات المستفيضة ‪ ،‬وإثارة متنوع‬
‫السئلة ‪ ،‬وخاصة حول الحياة والموت نظرا ً لرتباط‬
‫فك أجهزة النعاش حياة المنعش ونظرا ً لعدم‬
‫وضوح كثير من الجوانب ‪،‬‬
‫ونظرا ً لما قامت به المنظمة السلمية للعلوم‬
‫الطبية في الكويت من دراسة وافية لهذا الموضوع‬
‫‪ ،‬يكون من الضروري الرجوع إليها ‪،‬‬
‫قرر ما يلي ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬تأخير البت في هذا الموضوع إلى الدورة‬
‫القادمة للمجمع ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬تكليف المانة العامة بجمع دراسات وقرارات‬
‫المنظمة السلمية للعلوم الطبية في الكويت‬
‫وموافاة العضاء بخلصة محددة واضحة لها ‪.‬‬
‫والله الموفق‬

‫= فتاوى أهل العلم ‪:‬‬


‫‪ -‬الفتوى الولى ‪:‬‬
‫تعجيل موت الميئوس من شفائه‬
‫السؤال ‪ :‬هل يجوز قتل المريض بفقد‬
‫المناعة "اليدز" ؟‬
‫الجواب‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪663‬‬

‫من المقرر شرعا وعقل أن قتل النفس جريمة‬


‫من أكبر الجرائم ما دام ل يوجد مبرر لذلك ‪،‬‬
‫والنصوص فى ذلك أشهر من أن تذكر‪ ،‬يكفى منها‬
‫قوله تعالى عن الشرائع السابقة }من أجل ذلك‬
‫كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير‬
‫نفس أو فساد فى الرض فكأنما قتل الناس‬
‫جميعا{ المائدة ‪ ،32 :‬وقوله تعالى}ول تقتلوا‬
‫النفس التى حرم الّله إل بالحق { النعام ‪151 :‬‬
‫والسراء ‪ ،33 :‬وقوله تعالى }ومن يقتل مؤمنا‬
‫متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الّله عليه‬
‫ولعنه وأعد له عذابا عظيما{ النساء ‪. ،93 :‬‬
‫والقتل الجائز هو ما كان بالحق ‪ ،‬كالدفاع عن‬
‫النفس والمال والعرض والدين والجهاد فى سبيل‬
‫الّله ‪ ،‬وما نص عليه الحديث الذى رواه البخارى‬
‫ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاربة "ل يحل دم امرئ‬
‫مسلم إل بإحدى ثلث ‪ ،‬الثيب الزانى والنفس‬
‫بالنفس ‪ ،‬والتارك لدينه المفارق للجماعة" وهناك‬
‫مسائل أخرى يجوز فيها القتل تطلب من مظانها ‪.‬‬
‫والمريض أيا كان مرضه وكيف كانت حالة مرضه ل‬
‫يجوز قتله لليأس من شفائه أو لمنع انتقال مرضه‬
‫إلى غيره ‪ ،‬ففى حالة اليأس من الشفاء ‪ -‬مع أن‬
‫الجال بيد الّله ‪ ،‬وهو سبحانه قادر على شفائه‬
‫‪-‬يحرم على المريض أن يقتل نفسه ويحرم على‬
‫غيره أن يقتله حتى لو أذن له فى قتله ‪ ،‬فالول‬
‫انتحار والثانى عدوان على الغير بالقتل ‪ ،‬وإذنه ل‬
‫يحلل الحرام فهو ل يملك روحه حتى يأذن لغيره‬
‫أن يقضى عليها والحديث معروف فى تحريم‬
‫النتحار عامة ‪ ،‬فالمنتحر يعذب فى النار بالصورة‬
‫التى انتحر بها خالدا مخلدا فيها أبدا ‪ ،‬إن استحل‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪664‬‬

‫ذلك فقد كفر وجزاؤه الخلود فى العذاب ‪، ،‬وإن لم‬


‫يستحله عذب عذابا شديدا جاء التعبير عنه بهذه‬
‫الصورة للتنفير منه ‪ .‬روى البخارى ومسلم أن‬
‫النبى ‘ قال "كان فيمن قبلكم رجل به جرح فجزع‬
‫فأخذ سكينا فحز بها يده ‪ ،‬فما رقأ الدم حتى مات‬
‫" قال الّله تعالى "بادرنى عبدى بنفسه ‪ ،‬حرمت‬
‫عليه الجنة" وفى رواية لهم أن رجل مسلما قاتل‬
‫فى خيبر قتال شديدا ومات ‪ ،‬فلما أخبر به الرسول‬
‫قال "إنه من أهل النار" فعجب الصحابة لذلك ‪ ،‬ثم‬
‫عرفوا أنه كان به جراح شديد فلم يصبر عليه ‪،‬‬
‫فوضع نصل سيفه بالرض وجعل ذبابه ‪-‬أى طرفه‬
‫‪-‬بين ثدييه ثم تحامل على نفسه حتى مات ‪ ،‬وتقول‬
‫الرواية إن الرسول أمر بلل أن ينادى فى الناس‬
‫أنه ل يدخل الجنة إل نفس مسلمة ‪ ،‬وأن الّله يؤيد‬
‫هذا الدين بالرجل الفاجر ‪.‬‬
‫وقد ألفت فى إنجلترا جمعية باسم "القتل بدافع‬
‫الرحمة" طالبت السلطات سنة ‪ 1936‬م بإباحة‬
‫الجهاز على المريض الميئوس من شفائه ‪ ،‬وتكرر‬
‫الطلب فرفض ‪ ،‬كما تكونت جمعية لهذا الغرض‬
‫فى أمريكا وباء مشروعها بالفشل سنة ‪، 1938‬‬
‫وما زالت هذه الدعوة تكسب أنصارا فى هذه البلد‬
‫‪.‬‬
‫فالخلصة أن قتل المريض الميئوس من شفائه‬
‫حرام شرعا حتى لو كان بإذنه ‪ ،‬فهو انتحار بطريق‬
‫مباشر أو غير مباشر‪ ،‬أو عدوان على الغير إن كان‬
‫بدون إذنه ‪ ،‬والروح ملك لّله ل يضحى بها إل فيما‬
‫شرعه الّله من الجهاد ونحوه مما سبق ذكره ‪.‬‬
‫أما المريض الذى يخشى انتقال مرضه إلى غيره‬
‫بالعدوى حتى لو كان ميئوسا من شفائه فل يجوز‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪665‬‬

‫قتله من أجل منع ضرره ‪ ،‬ذلك لن هناك وسائل‬


‫أخرى لمنع الضرر أخف من القتل ومنها العزل‬
‫ومنع الختلط به على وجه ينقل المرض ‪ ،‬فوسائل‬
‫انتقال المرض متنوعة وتختلف من مرض إلى‬
‫مرض ‪ ،‬وليس كل اختلط بالمريض ِبفقد المناعة‬
‫"اليدز" محققا للعدوى ‪ ،‬فهى ل تكون إل باختلط‬
‫معين كما ذكره المختصون فالجراء الذى يتخذ‬
‫معه هو منع هذه التصالت الخاصة‪ ،‬مع المحافظة‬
‫على حياته كآدمى يقدم إليه الغذاء حتى يقضى الّله‬
‫أمرا كان مفعول ‪.‬‬
‫وعدم الختلط بالمريض مرضا معديا ‪ ،‬أى العزل‬
‫أو الحجر الصحى ‪ ،‬مبدأ إسلمى جاء فيه قول‬
‫النبى ‘" فِّر من المجذوم فرارك من السد" رواه‬
‫البخارى وقوله "إذا سمعتم بالطاعون فى أرض فل‬
‫تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فل تخرجوا منها"‬
‫والّله سبحانه يقول }خذوا حذركم { النساء ‪:‬‬
‫‪ ،71‬وفى الحديث الذى رواه أحمد وابن ماجه‬
‫بإسناد حسن "ل ضرر ول ضرار" ‪.‬‬
‫فالمريض باليدز على فرض اليأس من شفائه ‪ -‬ل‬
‫يجوز قتله منعا لضرره عن الغير‪ ،‬فمنع الضرر له‬
‫وسائل أخرى غير القتل ول يقال إنه يستحق‬
‫القتل ‪ ،‬لنه ارتكب منكرا نقل إليه هذا المرض ‪،‬‬
‫فليس كل منكر حتى لو كان اتصال محرما يوجب‬
‫القتل ‪ ،‬فهناك شروط موضوعة لقامة حد الرجم‬
‫"القتل " على مرتكب الفاحشة ‪ ،‬كما أن هناك‬
‫وسائل لنتقال المرض إليه ليست محرمة وربما ل‬
‫يكون له فيها اختيار‪ ،‬كنقل دم مريض به دون‬
‫علم ‪ ،‬أو غير ذلك ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪666‬‬

‫وعلى العموم ل يصح قتل المريض باليدز أو‬


‫بغيره ‪ ،‬ل لليأس من شفائه ‪ ،‬ول لمنع انتقال‬
‫المرض منه إلى غيره ‪ ،‬فالّله على كل شيء قدير‪،‬‬
‫ووسائل الوقاية متعددة ‪ ،‬وقد يكون بريئا من‬
‫ارتكاب ما سبب له المرض ‪ ،‬فهو يستحق العطف‬
‫والرحمة ‪ ،‬ومداومة العلج بالقدر المستطاع ‪ ،‬جاء‬
‫فى الحديث الذى رواه الترمذى "يا عباد الّله تداووا‬
‫‪ ،‬فإن الّله لم يضع داء إل وضع له دواء" وفى‬
‫الحديث الذى رواه البخارى ومسلم "ما أنزل الّله‬
‫من داء إل أنزل له شفاء" وفى الحديث الذى رواه‬
‫أحمد "إن الّله لم ينزل داء إل أنزل له شفاء ‪،‬‬
‫علمه من علمه وجهله من جهله "وجاء فى بعض‬
‫روايات أحمد استثناء " الهرم " فإنه ليس له‬
‫شفاء ‪.‬‬
‫وهذه الحاديث تعطينا أمل فى اكتشاف دواء لهذا‬
‫المرض ‪ ،‬كما اكتشفت أدوية لمراض ظن الناس‬
‫أن شفاءها ميئوس منه ‪ ،‬فل يصح قتل حامله‬
‫لليأس من شفائه ‪ ،‬ول لمنع الضرر عن الصحاء‪،‬‬
‫حيث لم يتعين القتل وسيلة له ‪ ،‬فالوسائل المباحة‬
‫موجودة‪ ،‬وعليه فليست هناك ضرورة أو حاجة‬
‫ملحة حتى يباح لها المحظور‪ ،‬ول محل أيضا لقياس‬
‫قتله على إلقاء أحد ركاب السفينة فى البحر لنقاذ‬
‫حياة الباقين ‪ ،‬تقديما لحق الجماعة على حق الفرد‬
‫‪ ،‬أو على قتل المسلم الذى تترس به العدو‬
‫للتوصل إلى قتله ‪ .‬فذلك وأمثاله تحتم الغراق‬
‫والقتل وسيلة‪ ،‬فأبيح للضرورة والمر فى منع‬
‫العدوى ليس كذلك‪.‬‬
‫) فتاوى الزهر ‪) -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ - (109‬المفتي‬
‫الشيخ ‪ /‬عطية صقر ‪(.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪667‬‬

‫‪ -‬الفتوى الثانية ‪:‬‬


‫‪ -‬علج المريض بناء على احتمال شفائه‬
‫] ‪ [ 668‬عرض السؤال المقدم من السيد ‪ /‬بدر ‪،‬‬
‫ونصه ‪:‬‬
‫أنا مسؤول عن امرأة ‪ ،‬وهي مصابة بمرض‬
‫السرطان والسكر ‪ ،‬وبعد عرضها على الطباء‬
‫قرروا إجراء عملية لها ‪ ،‬إل أن نسبة نجاحها‬
‫‪ ، %30‬فهل أسمح بإجراء العملية ؟ وإذا سمحت‬
‫در الله ‪ -‬توفيت ‪ ،‬فهل يلحقني‬ ‫لها بذلك ثم ‪ -‬ل ق ّ‬
‫إثم على ذلك ؟ ‪.‬‬
‫* أجابت اللجنة ‪:‬‬
‫على السائل أن يسمح بإجراء العملية للمصابة‬
‫ولو كانت النسبة ) ‪ ، ( %1‬فعلجها خير من أن‬
‫نترك المرض يفتك بها ‪ ،‬والعمار بيد الله ‪ .‬والله‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬الفتوى الثانية ‪:‬‬
‫‪ -‬قتل المريض بدافع الرحمة‬
‫] ‪ [ 669‬عرض على اللجنة السؤال التالي ‪:‬‬
‫هل القتل بدافع الرحمة بالطريقة‬
‫اليجابية مسموح به في السلم ؟‬
‫* أجابت اللجنة ‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪668‬‬

‫القتل بدافع الرحمة بالطريقة اليجابية حرام شرعا ً‬


‫‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ‪ :‬إعطاء المريض بالسرطان ‪،‬‬
‫الميؤوس طبيا ً من شفائه ‪ ،‬جرعة قاتلة ) فوق‬
‫المسموح بها ( ‪ ،‬ومن مخدر قوي حتى تتوقف‬
‫أنفاسه ‪ ،‬وليس من ذلك فصل جهاز التنفس‬
‫الصناعي عن مريض ميؤوس طبيا ً من شفائه مما‬
‫أجابت عنه اللجنة في فتوى أخرى ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬الفتوى الثالثة ‪:‬‬
‫التخلص من المريض الميؤوس من شفائه‬
‫دمة من ‪ /‬لجنة‬‫عرض على اللجنة السئلة المق ّ‬
‫خيرية ‪ ،‬بالتعاون مع جمعية الطباء المسلمين في‬
‫جمهورية جنوب أفريقيا ‪ ،‬طالبة إبداء الرأي فيها ‪،‬‬
‫نظرا ً لما يواجهه الطباء المسلمون في مختلف‬
‫بقاع الرض من مشاكل بسبب عدم وجود فتاوى‬
‫إسلمية حول هذه المواضيع ‪ ،‬والسئلة كالتي ‪:‬‬
‫هل القتل بدافع الرحمة ‪ ،‬بالطريقة اليجابية ‪،‬‬
‫مسموح به في السلم قياسا ً على قتل الحصان‬
‫الميؤوس من شفائه بما يسمى ) رصاصة‬
‫الرحمة ( ؟ وهل مسموح القتل بدافع الرحمة‬
‫بالطريقة التلقائية بفصل أجهزة التنفس ونحوه ‪ ،‬أو‬
‫بترك معالجة المرض بشخص ميؤوس من شفائه ؟‬
‫* أجابت اللجنة بما يلي ‪:‬‬
‫القتل بدافع الرحمة ‪ ،‬بالطريقة اليجابية المذكورة‬
‫حرام شرعا ً ‪ .‬ومن‬
‫أمثلة ذلك ‪ :‬إعطاء المريض بالسرطان ‪ ،‬الميؤوس‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪669‬‬

‫طبيا ً من شفائه ‪ ،‬جرعة قاتلة ) فوق المسموح‬


‫بها ( من مخدر قوي حتى تتوقف أنفاسه ‪ ،‬وليس‬
‫من ذلك فصل جهاز التنفس الصناعي عن مريض‬
‫ميؤوس طبيا ً من شفائه ‪ ،‬وقد سبق للجنة أن‬
‫أجابت في هذا الخصوص بما يلي ‪:‬‬
‫إن التخلص من هذا المريض بأية وسيلة محرم‬
‫قطعا ً ‪ ،‬ومن يقدم عليه يكون قاتل ً عمدا ً لنه ل ُيباح‬
‫دم امرئ مسلم ‪ ،‬صغيرا ً أو كبيرا ً ‪ ،‬صحيحا ً أو‬
‫مريضا ً ‪ ،‬إل ّ بإحدى ثلث حددها رسول الله ‘‬
‫بقوله ‪ » :‬ل يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ل إله‬
‫إل الله وأني رسول الله إل ّ بإحدى ثلث ‪ :‬النفس‬
‫بالنفس ‪ ،‬والثيب الزاني ‪ ،‬والمارق من الدين‬
‫التارك للجماعة « ‪ .‬أخرجه البخاري ‪ ،‬وهذا ليس‬
‫من هؤلء الثلثة ‪ ،‬والنص القرآني قاطع في ثبوته‬
‫ودللته أن قتل النفس محرم قطعا ‪ ،‬لقوله تعالى ‪:‬‬
‫} ول تقتلوا النفس التي حرم الله إل بالحق {‬
‫) النعام ‪ :‬الية ‪ . ( 159‬ويشترك في الثم‬
‫والعقوبة من أمر بهذا أو حرض عليه ‪ ،‬وقياس حال‬
‫هذا على الحصان الميؤوس من شفائه فيه امتهان‬
‫لكرامة النسان ‪ ،‬إذ الحصان يجوز ذبحه حتى ولو‬
‫كان صحيحا ً بخلف النسان ‪ ،‬فإنه معصوم الدم ‪،‬‬
‫ووصف الرصاصة القاتلة للحصان برصاصة الرحمة‬
‫وصف لم يقم عليه دليل شرعي ‪ ،‬فكيف نسمي‬
‫الحقنة القاتلة للنسان بهذا السم ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمريض بمرض ميؤوس منه ‪ ،‬إذا طرأ‬
‫عليه مرض آخر قابل للعلج ويؤدي للوفاة إذا‬
‫أهمل ‪ ،‬فإنه يطبق عليه الحكم الصلي للتداوي ‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪670‬‬

‫وهو عدم الوجوب من جهة الشرع ‪ ،‬لن حصول‬


‫الشفاء بالتداوي أمر ظني ‪ ،‬وهو مطلوب على‬
‫سبيل الترغيب ل على سبيل الوجوب ‪.‬‬
‫أما من جهة التعليمات الطبية والقرارات الرسمية‬
‫المنظمة لها ‪ ،‬فيجب شرعا ً العمل بما تقضي به‬
‫فيما ل يتنافى مع الشرع ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬الفتوى الرابعة ‪:‬‬
‫‪ -‬قتل المريض شفقة عليه‬
‫عرض على اللجنة السئلة المقدمة من ‪ /‬لجنة‬
‫خيرية ‪ ،‬بواسطة أمين السر بالتعاون مع جمعية‬
‫الطباء المسلمين في جمهورية جنوب أفريقيا‬
‫طالبة إبداء الرأي فيها نظرا ً لما يواجهه الطباء‬
‫المسلمون في مختلف بقاع الرض من مشاكل‬
‫بسبب عدم وجود فتاوى إسلمية حول هذه‬
‫المواضيع والسئلة كالتي ‪:‬‬
‫القتل بدافع الرحمة ) الشفقة (‬
‫هل القتل بدافع الرحمة بالطريقة اليجابية مسموح‬
‫به في السلم قياسا ً على قتل الحصان الميؤوس‬
‫من شفائه بما يسمى ) رصاصة الرحمة ( ؟‬
‫وهل مسموح القتل بدافع الرحمة بالطريقة‬
‫التلقائية بفصل أجهزة التنفس ونحوه أو بترك‬
‫معالجة المرض بشخص ميؤوس من شفائه ؟‬
‫* أجابت اللجنة بما يلي ‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪671‬‬

‫القتل بدافع الرحمة بالطريقة اليجابية المذكورة‬


‫حرام شرعا ً ‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ‪ :‬إعطاء المريض‬
‫بالسرطان الميؤوس طبيا ً من شفائه جرعة قاتلة )‬
‫فوق المسموح بها ( من مخدر قوي حتى تتوقف‬
‫أنفاسه ‪ ،‬وليس من ذلك فصل جهاز التنفس‬
‫الصناعي عن مريض ميؤوس طبيا ً من شفائه‬
‫‪...‬وقد سبق للجنة أن أجابت في هذا الخصوص بما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫إن التخلص من هذا المريض بأية وسيلة محرم‬
‫قطعا ً ومن يقدم عليه يكون قاتل ً عمدا ً لنه ل يباح‬
‫دم امرئ مسلم ‪ ،‬صغيرا ً أو كبيرا ً صحيحا ً أو‬
‫مريضا ً ‪ ،‬إل بإحدى ثلث حددها رسول الله ‘‬
‫بقوله ‪ » :‬ل يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ل إله‬
‫إل الله وأني رسول الله إل ّ بإحدى ثلث ‪ :‬النفس‬
‫بالنفس ‪ ،‬والثيب الزاني ‪ ،‬والمارق من الدين‬
‫التارك للجماعة « ‪ .‬أخرجه البخاري ‪ ،‬وهذا ليس‬
‫من هؤلء الثلثة ‪ ،‬والنص القرآني قاطع في ثبوته‬
‫ودللته أن قتل النفس محرم قطعا لقوله تعالى ‪:‬‬
‫ق{‬‫} ول تقتلوا النفس التي حّرم الله إل بالح ِ‬
‫) النعام ‪ :‬الية ‪ ، ( 151‬ويشترك في الثم‬
‫والعقوبة من أمر بهذا أو حرض عليه ‪ ،‬وقياس حال‬
‫هذا على الحصان الميؤوس من شفائه فيه امتهان‬
‫لكرامة النسان إذ الحصان يجوز ذبحه حتى ولو‬
‫كان صحيحا ً بخلف النسان فإنه معصوم الدم ‪،‬‬
‫ووصف الرصاصة القاتلة للحصان برصاصة الرحمن‬
‫وصف لم يقم عليه دليل شرعي فكيف نسمي‬
‫الحقنة القاتلة للنسان بهذا السم ‪ ،‬وأما بالنسبة‬
‫للمريض بمرض ميؤوس منه إذا طرأ عليه مرض‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪672‬‬

‫آخر قابل للعلج ويؤدي للوفاة إذا أهمل ‪ ،‬فإنه‬


‫ينطبق عليه الحكم الصلي للتداوي وهو عدم‬
‫الوجوب من جهة الشرع ‪ ،‬لن حصول الشفاء‬
‫بالتداوي أمر ظني ‪ ،‬وهو مطلوب على سبيل‬
‫الترغيب ل على سبيل الوجوب أما من جهة‬
‫التعليمات الطبية والقرارات الرسمية المنظمة لها‬
‫فيجب شرعا ً العمل بما تقضي به فيما ل يتنافى مع‬
‫الشرع ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬الفتوى الخامسة ‪:‬‬
‫‪ -‬قتل المريض لنهاء معاناته!‬
‫السؤال‬
‫قرأت في أحد المواقع كلما ً عن القتل الرحيم )أو‬
‫الموت السهل(‪ .‬فما هو‪ ،‬وما حكمه في السلم؟‬
‫وجزاكم الله خيرًا‪.‬‬
‫الجواب‬
‫وعليكم السلم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫القتل الرحيم أو قتل الشفقة هو أن يعمد الطبيب‬
‫إلى إنهاء حياة المريض الميؤوس من شفائه‬
‫كالمصاب بمرض السرطان أو نقص المناعة‪ ،‬إذا‬
‫زاد اللم على المريض‪ ،‬وذلك رغبة في إنهاء‬
‫عذابه‪.‬‬
‫إما بإعطائه دواء ينهي حياته‪ ،‬أو بنزع جهاز ل يعيش‬
‫بدونه‪ ،‬كأجهزة التنفس والنعاش‪ ،‬أو بإيقاف علج‬
‫ل يعيش بدونه‪.‬‬
‫فيرى بعض الطباء أن الدافع لهذا القتل‪ :‬دافع‬
‫إنساني بقصد إنهاء عذاب المريض ومعاناته‪ ،‬وربما‬
‫معاناة أهله وذويه أيضًا‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪673‬‬

‫وهذا الفعل محرم في الشرع مهما كانت الدوافع‪،‬‬


‫ومتى تّعمد الطبيب أو غيره إنهاء حياة مريض ولو‬
‫ب )إنساني( فإنه قاتل‪ ،‬سواء كان موقفه‬ ‫لسب ٍ‬
‫سلبيا ً بالمتناع عن إعطائه دواء ل يعيش بغيره‪ ،‬أو‬
‫إيجابيا ً بأن أعطاه ما ينهي حياته‪ .‬وهو في كل هذا‬
‫آثم إثم القاتل العامد‪ ،‬ومهما كان له من مبررات‬
‫فإن فعله محرم غير جائز‪.‬‬
‫وذلك لن الشريعة السلمية أباحت للطبيب أن‬
‫يباشر جسم المريض ويعالجه لجل جلب المصالح‪،‬‬
‫ودفعا ً للمفاسد المتوقع حصولها‪ ،‬وأعظم المفاسد‬
‫ارتكاب المحرمات الشرعّية‪.‬‬
‫وكذلك ليس للمريض الحق في أن يأذن لحد أن‬
‫يجري على جسمه فعل ً حّرمه الله‪ ،‬وذلك لن جسد‬
‫النسان إّنما هو ملك لله تعالى‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬
‫ت واْل َ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ن{‬‫ما ِفيهِ ّ‬
‫ض وَ َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ماَوا ِ َ‬
‫س َ‬
‫ك ال ّ‬ ‫} ل ِل ّهِ ُ‬
‫صرف في‬ ‫]المائدة‪ [120/‬ول يحق لحد أن يت ّ‬
‫مملوك بما يحرمه مالكه‪.‬‬
‫قال ابن حزم‪ ) :‬فحرام على كل من أمر بمعصية‬
‫أن يأتمر بها فإن فعل فهو فاسق عاص لله ‪-‬تعالى‪-‬‬
‫وليس له بذلك عذر‪ ،‬وكذلك المر في نفسه بما لم‬
‫يبح الله تعالى له‪ ،‬فهو عاص لله تعالى فاسق(‬
‫المحلى )‪.(10/471‬‬
‫وقال ابن القّيم‪ ) :‬ل يجوز القدام على قطع عضو‬
‫لم يأمر الله ورسوله بقطعه‪ .‬ول أوجب قطعه‪ ،‬كما‬
‫لو أذن له في قطع أذنه‪ ،‬أو أصبعه‪ ،‬فإّنه ل يجوز له‬
‫ذلك ول يسقط الثم عنه بالذن(‪ .‬تحفة المودود‬
‫)ص ‪.(136‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪674‬‬

‫وقد أجمع المسلمون على أنه ل يجوز لحد أن‬


‫يقتل نفسه‪ ،‬ول أن يقتل غيره بغير سبب شرعي‪،‬‬
‫وليس لحد كذلك أن يقطع عضوا ً من أعضائه‪.‬‬
‫قال ابن حزم‪) :‬اتفقوا على أنه ل يحل لحد أن‬
‫يقتل نفسه‪ ،‬ول يقطع عضوا ً من أعضائه ول أن‬
‫يؤلم نفسه‪ (..‬مراتب الجماع )ص ‪.(157‬‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َل ي َد ْ ُ‬‫ذي َ‬ ‫والقتل محرم قال تعالى‪َ } :‬وال ّ ِ‬
‫ه إ ِّل‬‫م الل ّ ُ‬‫حّر َ‬ ‫س ال ِّتي َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫خَر وََل ي َ ْ‬ ‫الل ّهِ إ ِل ًَها آ َ َ‬
‫َ‬
‫ما )‪(68‬‬ ‫ك ي َل ْقَ أَثا ً‬‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ن ي َفْعَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫حقّ وََل ي َْزُنو َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫مَهاًنا )‬ ‫خل ُد ْ ِفيهِ ُ‬‫مةِ وَي َ ْ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ْ ِ‬‫ب ي َوْ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ه ال ْعَ َ‬‫ف لَ ُ‬‫ضاعَ ْ‬ ‫يُ َ‬
‫‪] {(69‬الفرقان‪[69 ،68/‬‬
‫والصبر على اللم التي تصيب النسان واجب‬
‫عليه‪ ،‬ومتى طلب إنهاء حياته فهو كالمنتحر يشترك‬
‫مع الطبيب في الثم‪.‬‬
‫وحتى في القوانين الوضعية في الدول التي تحكم‬
‫بها فإن قتل الشفقة يعتبر فعل ً محرما ً ولم تأذن‬
‫في أن يجريه الطبيب سواء بطلب المريض أو‬
‫ذويه)‪.(1‬‬

‫‪ -‬الفتوى السادسة ‪:‬‬


‫ونختم بهذه الفتثثاوى للعلمثثة الشثثيخ‬
‫محمد بن صالح العثيمين ’ وهى فــى حكــم‬
‫ما يطلق عليه قتل الرحمة للحيوان ‪ ....‬وليــس‬

‫‪) ()1‬فتـاوى واستشــارات الســلم اليــوم ‪) -‬ج ‪ / 14‬ص ‪- (315‬‬


‫المجيب هاني بن عبدالله الجبير ‪ -‬قاضي بمحكمة مكة المكرمة(‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪675‬‬

‫للنسان !‬
‫ة‬
‫م ْ‬‫سؤال رقم ‪ -8814‬قتل الحيوانات الهَرِ َ‬
‫والمريضة‬
‫هل يجوز القتل الرحيم للحيوانات إن كانت‬
‫عجوزة أو مريضة ؟‪.‬‬
‫سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين هذا السؤال‬
‫فقال ‪:‬‬
‫مه‬
‫ح ُ‬
‫كل ل ْ‬ ‫ن كان مما ل ُيؤ َ‬ ‫ض فإ ْ‬ ‫الحيوان إذا مرِ َ‬
‫ؤه فل حرج عليك في أن تقتله ‪ ،‬لن‬ ‫فا ُ‬ ‫ش َ‬ ‫جى ِ‬ ‫ول ي ُْر َ‬
‫في إبقاِئه إلزاما ً‬
‫لك في أمر يكون فيه ضياع مالك ‪ ،‬لنه ل بد أن‬
‫تنفق عليه ‪ ،‬وهذا النفاق يكون‬
‫ت بدون أن‬ ‫مو َ‬ ‫قاؤه إلى أن ي َ ُ‬ ‫فيه إضاعة للمال ‪ ،‬وإب ْ َ‬
‫قَيه‬ ‫س ِ‬ ‫ه أو ت َ ْ‬ ‫م ُ‬‫ت ُط ْعِ َ‬
‫م لن النبي ‘ قال ‪ " :‬دخَلت امرأة النار في‬ ‫محّر ٌ‬
‫هرة‬
‫حبستها ‪ ،‬ل هي أطعمتها إذ هي حبستها ‪ ،‬ول هي‬
‫ش الرض‬ ‫شا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫تركتها تأكل من َ‬
‫ؤكل ‪ ،‬وبلغت الحال به‬ ‫" أما إن كان الحيوان مما ي ُ ْ‬
‫مكن النتفاع‬ ‫إلى حد ل ي ُ ْ‬
‫ؤه لمن ينتفع به فإن حكمه حكم‬ ‫به ول إعطا ُ‬
‫ل ‪ ،‬أيْ أنه‬ ‫م الك ْ ِ‬ ‫محّر ُ‬ ‫الحيوان ُ‬
‫يجوز له أن يتلفه ‪ ،‬سواء بذبحه أو قتله بالرصاص ‪،‬‬
‫وافعل ما يكون أريح له لقوله‬
‫‘ ‪ " :‬إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا‬
‫الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته "‬
‫)الشيخ محمد بن صالح العثيمين ’ في فتاوى منار‬
‫السلم ‪(.3/750‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪676‬‬

‫‪ -4‬فتاوى خاصة بالرحمة بالحيوان‪.‬‬

‫‪ -‬وجوب الرفق بالحيوان‬


‫من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى جناب الخ‬
‫المكرم ‪.‬‬
‫سلم عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ‪:‬‬
‫فقد اطلعت على رسالتكم المؤرخة في ‪/ 1 / 24‬‬
‫‪ 1982‬م بخصوص ما رغبتم في كتابته منا في‬
‫موضوع نقل الحيوان من بلدكم باستراليا إلى‬
‫الشرق الوسط وما يتعرض له من ظروف الشحن‬
‫السيئة وأحوال السفن التي ينقل عليها وما ينتج‬
‫من الزحام وما إلى ذلك ‪ .‬وإذ ندعو الله أن يسلك‬
‫بنا وبكم وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم‬
‫لنشكركم على اهتمامكم بهذا الجانب المهم ‪ ،‬كما‬
‫تسرنا إجابتكم على ضوء نصوص الكتاب الكريم‬
‫والسنة المطهرة الواردة بالحث على الحسان‬
‫الشامل للحيوان مأكول اللحم وغير مأكولة مع‬
‫طائفة من الحاديث مما صح في الوعيد لمعذبه‬
‫سواء كان ذلك نتيجة تجويع أو إهمال في حالة نقل‬
‫أو سواه ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪677‬‬

‫فمما جاء في الحث على الحسان الشامل‬


‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫سُنوا إ ِ ّ‬
‫ح ِ‬ ‫للحيوان وسواه قوله تعالى ‪ :‬وَأ ْ‬
‫يحب ال ْمحسنين وقوله تعالى ‪ :‬إن الل ّ ْ‬
‫مُر ِبال ْعَد ْ ِ‬
‫ل‬ ‫ه ي َأ ُ‬‫َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ُ ْ ِ ِ َ‬ ‫ُ ِ ّ‬
‫ن الية ‪ ،‬وقول النبي ‘ فيما رواه مسلم‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬‫َواْل ِ ْ‬
‫وأصحاب السنن ‪ :‬إن الله كتب الحسان على كل‬
‫شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم‬
‫فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته‬
‫وفي رواية فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته‬
‫وليرح ذبيحته‬
‫وفي إغاثة الملهوف منه صح الخبر بعظيم الجر‬
‫لمغيثه وغفران ذنبه وشكر صنيعه ‪ ،‬فعن أبي‬
‫هريرة _ أن رسول الله ‘ قال ‪ :‬بينما رجل يمشي‬
‫بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها‬
‫فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من‬
‫العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من‬
‫العطش مثل الذي بلغ مني فنزل البئر فمل خفه‬
‫ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب‬
‫فشكر الله له فغفر له " فقالوا يا رسول الله إن‬
‫لنا في البهائم أجرا فقال في كل كبد رطبة أجر‪.‬‬
‫وعنه قال ‪ :‬قال رسول الله ‘ ‪ :‬بينما كلب يطيف‬
‫بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا‬
‫بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به فسقته‬
‫فغفر لها به رواه مسلم في صحيحه ‪ ،‬وكما حث‬
‫السلم على الحسان وأوجبه لمن يستحقه نهى‬
‫عن خلفه من الظلم والتعدي فقال تعالى ‪َ :‬ول‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ن وقال تعالى ‪ :‬وَ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫معْت َ ِ‬ ‫ح ّ‬‫ه ل يُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫دوا إ ِ ّ‬ ‫ت َعْت َ ُ‬
‫ذاًبا ك َِبيًرا وفي صحيح مسلم أن‬ ‫ه عَ َ‬‫م ن ُذِقْ ُ‬‫من ْك ُ ْ‬‫م ِ‬‫ي َظ ْل ِ ْ‬
‫ابن عمر ‪ ù‬مر بنفر قد نصبوا دجاجة يترامونها ‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪678‬‬

‫فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها ‪ ،‬فقال ابن عمر‬


‫من فعل هذا ؟ إن رسول الله ‘ لعن من فعل هذا ‪.‬‬
‫وفيه عن أنس _ نهى رسول الله أن تصبر البهائم ‪-‬‬
‫أي تحبس حتى تموت‪ -‬وفي رواية عن النبي ‘ أنه‬
‫قال ‪ :‬ل تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا وعن ابن‬
‫عباس ‪ ù‬أن النبي ‘ نهى عن قتل أربع من الدواب‬
‫النحلة والنملة والهدهد والصرد رواه أبو داود‬
‫بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم أن رسول الله ‘ قال ‪ :‬عذبت‬
‫امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها‬
‫النار ل هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ول هي‬
‫تركتها تأكل من خشاش الرض وفي سنن أبي‬
‫داود عن أبي واقد _ قال ‪ :‬قال رسول الله ‘ ما‬
‫قطع من البهيمة وهي حية فهو ميت وأخرجه‬
‫الترمذي بلفظ ‪ :‬ما قطع من الحي فهو ميت‬
‫وعن أبي مسعود قال ‪ :‬كنا مع رسول الله ‘ في‬
‫سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان‬
‫فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة تعرش فجاء النبي ‘‬
‫فقال من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها ورأى‬
‫قرية نمل قد حرقناها فقال من حرق هذه ؟ قلنا‬
‫نحن قال إنه ل ينبغي أن يعذب بالنار إل رب النار‬
‫رواه أبو داود ‪.‬‬
‫وعن ابن عمر ‪ ù‬أن رسول الله ‘ قال ‪ :‬ما من‬
‫إنسان قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إل سأله‬
‫الله عز وجل عنها قيل يا رسول الله وما حقها ؟‬
‫قال أن يذبحها فيأكلها ول يقطع رأسها فيرمي بها‬
‫رواه النسائي والحاكم وصححه ‪.‬‬
‫وعن ابن عباس ‪ ù‬أن النبي ‘ مر على حمار قد‬
‫وسم في وجهه فقال لعن الله الذي وسمه رواة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪679‬‬

‫مسلم وفي رواية له ‪ :‬نهى رسول الله ‘ عن‬


‫الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه وهذا‬
‫شامل للنسان والحيوان ‪.‬‬
‫فهذه النصوص وما جاء في معناها دالة على تحريم‬
‫تعذيب الحيوان بجميع أنواعه حتى ما ورد الشرع‬
‫بقتله ‪ ،‬ومنطوق هذه الدلة ومفهومها الدللة على‬
‫عناية السلم بالحيوان سواء ما يجلب له النفع أو‬
‫يدرأ عنه الذى ‪ ،‬فالواجب جعل ما ورد من ترغيب‬
‫في العناية به وما ورد من ترهيب في تعذيبه في‬
‫أي جانب يتصل به أن يكون نصب العين وموضع‬
‫الهتمام ‪ ،‬ول سيما النوع المشار إليه من النعام‬
‫لكونه محترما في حد ذاته أكل ومالية ‪ ،‬ويتعلق به‬
‫أحكام شرعية في وجوه الطاعات والقربات من‬
‫جهة ‪ ،‬ومن أخرى لكونه عرضة لنواع كثيرة من‬
‫المتاعب عند شحنه ونقله بكميات كبيرة خلل‬
‫مسافات طويلة ‪ ،‬ربما ينتج عنها تزاحم مهلك‬
‫لضعيفها ‪ ،‬وجوع وعطش وتفشي أمراض فيما بينها‬
‫‪ ،‬وحالت أخرى مضرة تستوجب النظر السريع‬
‫والدراسة الجادة من أولياء المور بوضع ترتيبات‬
‫مريحة شاملة لوسائل النقل والترحيل والعاشة ‪،‬‬
‫من إطعام وسقي وغير ذلك من تهوية وعلج ‪،‬‬
‫وفصل الضعيف عن القوي الخطر ‪ ،‬والسقيم عن‬
‫الصحيح في كل المراحل حتى تسويقها قدر‬
‫المستطاع ‪ ،‬وهو اليوم شيء ممكن للمؤسسات‬
‫المستثمرة والفراد والشركات المصدرة‬
‫والمستوردة وهو من واجب نفقتها على ملكها‬
‫ومن هي تحت يده بالمعروف ‪.‬‬
‫ومما يؤسف له ويستوجب النكار والتحذير منه ‪:‬‬
‫الطرق المستخدمة اليوم في ذبح الحيوان مأكول‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪680‬‬

‫اللحم في أكثر بلدان العالم الجنبي وما يمهد له‬


‫عند الذبح بأنواع من التعذيب كالصدمات الكهربائية‬
‫في مركز الدماغ لتخديره ثم مروره بكلليب‬
‫تخطفه وتعلقه منكسا وهو حي مارا بسير كهربائي‬
‫حتى موضع من يتولى ذبحه لدى بعض مصانع الذبح‬
‫والتعليب ‪ ،‬ومنها نتف ريش الدجاج والطيور وهي‬
‫حية أو تغطيسها في ماء شديد الحرارة وهي حية‬
‫أو تسليط بخار عليها لزالة الريش زاعمين أنه‬
‫أرفق بما يراد ذبحه من الحيوان ‪ ،‬حسبما هو‬
‫معلوم عن بعض تلك الطرق للذبح ‪ ،‬وهذا فيه من‬
‫التعذيب ما ل يخفى مخالفته لنصوص المر‬
‫بالحسان إليه والحث على ذلك في الشريعة‬
‫السلمية السمحاء وكل عمل مخالف لها يعتبر‬
‫تعديا وظلما يحاسب عليه ‪ .‬قاصده ‪ ،‬لما سلف‬
‫ذكره ‪ ،‬ولما صح في الحديث ‪ :‬إن الله ليقتص‬
‫للشاة الجلحاء من الشاة القرناء فكيف بمن يعقل‬
‫الظلم ونتائجه السيئة ثم يقدم عليه ‪.‬‬
‫وبناء على النصوص الشرعية ومقتضياتها بوب‬
‫فقهاء التشريع السلمي لما يجب ويستحب أو‬
‫يحرم ويكره بخصوص الحيوان بوجه عام وبما‬
‫يتعلق بالذكاة لمباح الكل بوجه تفصيلي خاص ‪،‬‬
‫نسوق طائفة مما يتعلق بجانب الحسان إليه عند‬
‫تذكيته ‪ ،‬ومنه ‪ :‬المستحبات التية ‪:‬‬
‫‪ -1‬عرض الماء على ما يراد ذبحه للحديث‬
‫السابق ‪ :‬إن الله كتب الحسان على كل شيء‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون آلة الذبح حادة وجيدة ‪ ،‬وأن يمرها‬
‫الذابح على محل الذكاة بقوة وسرعة ‪ ،‬ومحله‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪681‬‬

‫اللبة من البل والحلق من غيرها من المقدور على‬


‫تذكيته ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تنحر البل قائمة معقولة يدها اليسرى إن‬
‫تيسر ذلك موجهة إلى القبلة‪.‬‬
‫‪ -4‬وذبح غير البل مضجعة على جنبها اليسر‬
‫موجهه إلى القبلة ويضع رجله على صفحة عنقها‬
‫غير مشدودة اليدي أو الرجل وبدون لي شيء‬
‫منها أو كسرة قبل زهوق روحها وسكون حركتها ‪،‬‬
‫ويكره خنع رقبتها قبل ذلك ‪ ،‬أو أن تذبح وأخرى‬
‫تنظر ‪.‬‬
‫هذه المذكورات مما يستحب عند التذكية للحيوان‬
‫رحمة به وإحسانا إليه ويكره خلفها وكل ما ل‬
‫إحسان فيه كجره برجله ‪ ،‬فقد روى عبد الرزاق‬
‫موقوفا أن ابن عمر رأى رجل يجر شاة برجلها‬
‫ليذبحها فقال له ‪ ) :‬ويلك قدها إلى الموت قودا‬
‫جميل ( ‪.‬‬
‫أو أن يحد الشفرة والحيوان يبصره وقت الذبح ‪.‬‬
‫لما ثبت في مسند المام أحمد عن ابن عمر ‪ ù‬قال‬
‫‪ ) :‬أمر رسول الله ‘ أن تحد الشفار وأن توارى‬
‫عن البهائم ( وما ثبت في معجمي الطبراني الكبير‬
‫والوسط ورجاله رجال الصحيح عن عبد الله بن‬
‫عباس ‪ ù‬قال ‪ :‬مر رسول الله ‘ على رجل واضع‬
‫رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ‬
‫إليه ببصرها قال أفل قبل هذا ؟ أتريد أن تميتها‬
‫موتتين‬
‫أما غير المقدور على تذكيته كالصيد الوحشي أو‬
‫المتوحش ‪ ،‬وكالبعير يند فلم يقدر عليه فيجوز‬
‫رميه بسهم أو نحوه بعد التسمية عليه مما يسيل‬
‫الدم غير عظم وظفر ‪ ،‬ومتى قتله السهم جاز أكله‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪682‬‬

‫لن قتله بذلك في حكم تذكية المقدور عليه تذكية‬


‫شرعية ما لم يحتمل موته بغير السهم أو معه ‪.‬‬
‫وهذا جرى ذكره منا على سبيل الفادة بمناسبة‬
‫طلبكم ل على سبيل الحصر ‪ ،‬لما ورد وصح نقله‬
‫بشأن الحيوان على اختلف أنواعه ‪ ،‬فالسلم دين‬
‫الرحمة وشريعة الحسان ومنهاج الحياة المتكامل‬
‫والطريق الموصلة إلى الله ودار كرامته ‪ ،‬فالواجب‬
‫الدعوة له والتحاكم إليه والسعي في نشره بين‬
‫من ل يعرفه وتذكير عامة المسلمين بما يجهلون‬
‫من أحكامه ومقاصده ابتغاء وجه الله ‪ ،‬فمقاصد‬
‫التشريع السلمي في غاية العدل والحكمة ‪ ،‬فل‬
‫تحريم من كل نافع حيواني خلفا لما عليه البوذيون‬
‫‪ ،‬ول إباحة لكل ضار منه خلفا لما عليه أكلة‬
‫الخبائث من الخنزير والسباع المفترسة وما في‬
‫حكمها ‪ ،‬ول ظلم ول إهدار لحرمة كل محترم من‬
‫نفس أو مال أو عرض ‪ ،‬فنشكر الله على نعمه‬
‫التي أجلها نعمة السلم مع البتهال إليه أن ينصر‬
‫دينه ويعلي كلمته وأن ل يجعلنا بسبب تقصيرنا فتنة‬
‫للقوم الكافرين وصلى الله وسلم على نبينا محمد‬
‫المبلغ البلغ المبين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى‬
‫بهديه إلى يوم الدين ‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته ‪.‬‬
‫)مجموع فتاوى و مقالت ابن باز ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص‬
‫‪((295:290‬‬
‫قرارات المجمع الفقهي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫حكم الملكمة ومصارعة الثيران والمصارعة الحرة‬
‫السؤال ‪ :‬سائل من مصر يسأل عن حكم السلم‬
‫في الملكمة ومصارعة الثيران والمصارعة‬
‫الحرة ؟‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪683‬‬

‫الجواب ‪ :‬الملكمة ومصارعة الثيران من‬


‫المحرمات المنكرة لما في الملكمة من الضرار‬
‫الكثيرة والخطر العظيم ‪ ،‬ولما في مصارعة‬
‫الثيران من تعذيب للحيوان بغير حق ‪ ،‬أما‬
‫المصارعة الحرة التي ليس فيها خطر ول أذى ول‬
‫كشف للعورات فل حرج فيها؛ لحديث مصارعة‬
‫النبي ‘ ليزيد بن ركانة فصرعه عليه الصلة‬
‫والسلم ؛ ولن الصل في مثل هذا الباحة إل ما‬
‫حرمه الشرع المطهر ‪ ،‬وقد صدر من المجمع‬
‫الفقهي السلمي التابع لرابطة العالم السلمي‬
‫قرار بتحريم الملكمة ومصارعة الثيران لما ذكرنا‬
‫آنفا وهذا نصه ‪:‬‬
‫القرار الثالث‬
‫بشأن موضوع ) الملكمة والمصارعة الحرة‬
‫ومصارعة الثيران (‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي‬
‫بعده سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم ‪ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫فإن مجلس المجمع الفقهي السلمي لرابطة‬
‫العالم السلمي في دورته العاشرة المنعقدة بمكة‬
‫المكرمة في الفترة من يوم السبت ‪ 24‬صفر‬
‫‪ 1408‬هـ الموافق ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1987‬م إلى يوم‬
‫الربعاء ‪ 28‬صفر ‪ 1408‬هـ الموافق ‪ 31‬أكتوبر‬
‫‪ 1987‬م قد نظر في موضوع الملكمة والمصارعة‬
‫الحرة من حيث عدهما رياضة بدنية جائزة ‪ ،‬وكذا‬
‫في مصارعة الثيران المعتادة في بعض البلد‬
‫الجنبية ‪ ،‬هل تجوز في حكم السلم أو ل تجوز ‪.‬‬
‫وبعد المداولة في هذا الشأن من مختلف جوانبه‬
‫والنتائج التي تسفر عنها هذه النواع التي نسبت‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪684‬‬

‫إلى الرياضة وأصبحت تعرضها برامج البث‬


‫التلفازي في البلد السلمية وغيرها ‪ .‬وبعد الطلع‬
‫على الدراسات التي قدمت في هذا الشأن بتكليف‬
‫من مجلس المجمع في دورته السابقة من قبل‬
‫الطباء ذوي الختصاص ‪ ،‬وبعد الطلع على‬
‫الحصائيات التي قدمها بعضهم عما حدث فعل في‬
‫العالم نتيجة لممارسة الملكمة وما يشاهد في‬
‫التلفزة من بعض مآسي المصارعة الحرة ‪ ،‬قرر‬
‫مجلس المجمع ما يلي ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬الملكمة ‪:‬‬
‫يرى مجلس المجمع بالجماع أن الملكمة‬
‫المذكورة التي أصبحت تمارس فعل في حلبات‬
‫الرياضة والمسابقة في بلدنا اليوم هي ممارسة‬
‫محرمة في الشريعة السلمية لنها تقوم على‬
‫أساس استباحة إيذاء كل من المتغالبين للخر إيذاء‬
‫بالغا في جسمه قد يصل به إلى العمى أو التلف‬
‫الحاد أو المزمن في المخ أو إلى الكسور البليغة ‪،‬‬
‫أو إلى الموت ‪ ،‬دون مسئولية على الضارب ‪ ،‬مع‬
‫فرح الجمهور المؤيد للمنتصر ‪ ،‬والبتهاج بما حصل‬
‫للخر من الذى ‪ ،‬وهو عمل محرم مرفوض كليا‬
‫قوا‬‫وجزئيا في حكم السلم لقوله تعالى ‪َ :‬ول ت ُل ْ ُ‬
‫قت ُُلوا‬‫م إ َِلى الت ّهْل ُك َةِ وقوله تعالى ‪َ :‬ول ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ديك ُ ْ‬‫ب ِأي ْ ِ‬
‫ما وقوله ‘ " ل ضرر‬ ‫حي ً‬ ‫ن ب ِك ُ ْ‬
‫م َر ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫ول ضرار " ‪ .‬على ذلك فقد نص فقهاء الشريعة‬
‫على أن من أباح دمه لخر فقال له ‪ ) :‬اقتلني ( أنه‬
‫ل يجوز له قتله ‪ ،‬ولو فعل كان مسئول ومستحقا‬
‫للعقاب ‪ .‬وبناء على ذلك يقرر المجمع أن هذه‬
‫الملكمة ل يجوز أن تسمى رياضة بدنية ول تجوز‬
‫ممارستها لن مفهوم الرياضة يقوم على أساس‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪685‬‬

‫التمرين دون إيذاء أو ضرر ‪ ،‬ويجب أن تحذف من‬


‫برامج الرياضة المحلية ومن المشاركات فيها في‬
‫المباريات العالمية ‪ ،‬كما يقرر المجلس عدم جواز‬
‫عرضها في البرامج التلفازية كي ل تتعلم الناشئة‬
‫هذا العمل السيئ وتحاول تقليده ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المصارعة الحرة ‪:‬‬
‫وأما المصارعة الحرة التي يستبيح فيها كل من‬
‫المتصارعين إيذاء الخر والضرار به ‪ .‬فإن‬
‫المجلس يرى فيها عمل مشابها تمام المشابهة‬
‫للملكمة المذكورة وإن اختلفت الصورة ‪ ،‬لن‬
‫جميع المحاذير الشرعية التي أشير إليها في‬
‫الملكمة موجودة في المصارعة الحرة التي تجرى‬
‫على طريقة المبارزة وتأخذ حكمها في التحريم ‪.‬‬
‫وأما النواع الخرى من المصارعة التي تمارس‬
‫لمحض الرياضة البدنية ول يستباح فيها اليذاء فإنها‬
‫جائزة شرعا ول يرى المجلس مانعا منها ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مصارعة الثيران ‪:‬‬
‫وأما مصارعة الثيران المعتادة في بعض بلد العالم‬
‫‪ ،‬والتي تؤدي إلى قتل الثور ببراعة استخدام‬
‫النسان المدرب للسلح فهي أيضا محرمة شرعا‬
‫في حكم السلم ‪ ،‬لنها تؤدي إلى قتل الحيوان‬
‫تعذيبا بما يغرس في جسمه من سهام ‪ ،‬وكثيرا ما‬
‫تؤدي هذه المصارعة إلى أن يقتل الثور مصارعه‬
‫وهذه المصارعة عمل وحشي يأباه الشرع‬
‫السلمي الذي يقول رسوله المصطفى ‘ في‬
‫الحديث الصحيح " دخلت امرأة النار في هرة‬
‫حبستها ‪ ،‬فل هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ‪ ،‬ول‬
‫هي تركتها تأكل من خشاش الرض " ‪ .‬فإذا كان‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪686‬‬

‫هذا الحبس للهرة يوجب دخول النار يوم القيامة‬


‫فكيف بحال من يعذب الثور بالسلح حتى الموت ؟‬
‫رابعا ‪ :‬التحريش بين الحيوانات ‪:‬‬
‫ويقرر المجمع أيضا تحريم ما يقع في بعض البلد‬
‫من التحريش بين الحيوانات كالجمال والكباش ‪،‬‬
‫والديكة ‪ ،‬وغيرها ‪ ،‬حتى يقتل أو يؤذي بعضها‬
‫بعضا ‪ .‬وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب‬
‫العالمين ‪.‬‬
‫‪ -‬فتاوى أهل العلم ‪:‬‬
‫‪ -‬حكم مصارعة الثيران‪:‬‬
‫‪ -‬الفتوى الولى‬
‫السؤال‪ :‬في بعض البلد تقام في المناسبات‬
‫وباجتماع كثير من الناس مصارعة بين الثيران‪،‬‬
‫ويأخذ صاحب الثور الفائز مبلغا ً من المال‪ ،‬فهل‬
‫في هذا العمل محذور شرعي؟ والمال الذي يأخذه‬
‫صاحب الثور هل يحل له أخذه؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان في المصارعة بين الثيران ضرر‬
‫على الثور فإنها حرام؛ لنه ل يجوز أن نؤذي‬
‫الحيوان أو أن نشق عليه‪ ،‬وإذا لم يكن بها ألم فإنها‬
‫عبث ولهو ل خير فيها ول فائدة منها‪ ،‬وهي مضيعة‬
‫للوقت‪ ،‬وشراء الثيران من أجل هذه المصارعة‬
‫إضاعة للمال‪ ،‬وأما إن كانت المصارعة على عوض‬
‫فإنها حرام بكل حال‪ .‬فصار الن الحكم في‬
‫مصارعة الثيران‪ :‬إن كانت تضر الثيران فهي حرام‪،‬‬
‫أو بعوض فهي حرام‪ ،‬وإذا لم تكن كذلك فهي‬
‫مضيعة للوقت مضيعة للمال‪ ،‬فل يليق بعاقل أن‬
‫يفعلها‪ ،‬وكذلك ننصح إخواننا الذين تروق لهم هذه‬
‫المصارعة ويضيعون عليها أوقاتا ً طويلة في‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪687‬‬

‫مشاهدتها في التلفزيون نقول لهم‪ :‬إن الوقت‬


‫أغلى من أن يفنى في هذا العبث الذي ل خير فيه‪.‬‬
‫)الشيخ محمد بن صالح العثيمين ’ لقاءات الباب‬
‫المفتوح ‪) -‬ج ‪ / 52‬ص ‪((16‬‬

‫‪ -‬الفتوى الثانية‬

‫السؤال‬
‫ما حكم الدين فى مصارعة الثيران ‪ ،‬حيث يقتل‬
‫المصارع الثور‪ ،‬وقد يصرعه الثور‪ ،‬وهل يتساوى‬
‫هذا بالصيد فى الصحراء حيث يطارد الصياد‬
‫الحيوان وقد يقتله بالرمح أو البندقية‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يقتل الحيوان صائده ؟‬
‫الجواب‬
‫المصارعة بين النسان والنسان عمل قديم ‪ ،‬ولها‬
‫أغراض عدة ‪ ،‬فإن كانت من أساليب الستعداد‬
‫للجهاد والدفاع عن الحرمات فهى مشروعة ‪.‬‬
‫أما مصارعة الثيران فالظاهر فيها أنها من باب‬
‫المفاخرة بالشجاعة ‪ ،‬لن قصد الخير فيها غير‬
‫واضح ‪ ،‬ولذلك فهى غير مشروعة لمرين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن فيها إيذاء للحيوان بدون مبرر‪ ،‬بمعنى‬
‫أنه سينتهى إلى موته ‪ ،‬ولحمه ل يؤكل شرعا لنه‬
‫لم يذبح بالطريقة الشرعية‪ ،‬أخرج الشافعى وأبو‬
‫داود والحاكم وصححه حديث ؟" ما من إنسان‬
‫يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إل سأله الّله‬
‫عنها" قيل ‪ :‬وما حقها يا رسول الله ؟ قال "يذبحها‬
‫ويأكلها ول يقطع رأسها ويرميها" نيل الوطار‬
‫للشوكانى "ج ‪ 8‬ص ‪. " 142 ، 130‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪688‬‬

‫الثانى ‪ :‬أن مصارعة الثيران مخاطرة قد تؤدى إلى‬


‫قتل النسان بدون هدف مشروع ‪ ،‬والّله يقول }ول‬
‫تلقوا بأيديكم إلى التهلكة{ البقرة‪. 195 :‬‬
‫وذلك إلى جانب ما فيها من قصد الفخر والرياء‬
‫وما يصاحبها من منكرات تلزم لعداد الحلبة‬
‫والشهود الذين يحضرون ‪ ،‬مع عدم الحاجة إليها‬
‫فإن التمرين على المصارعة الحلل موجود بدون‬
‫هذه المخاطر‪.‬‬
‫)فتاوى الزهر ‪) -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ -(224‬المفتي الشيخ‬
‫عطية صقر ’ ‪(.‬‬

‫‪ -‬الفتاوى الثالثة ‪:‬‬

‫سؤالي كان عن رأي السلم في مصارعة الثيران‬


‫من ناحية الممارسة و المشاهدة‪ .‬مع رجاء ذكر‬
‫الدلة و الحجج من الكتاب و السنه‪.‬‬
‫ََ‬
‫و جزاكم الله خيرا‬
‫الفتوى‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى‬
‫آله وصحبه‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فمصارعة الثيران ل تجوز شرعا ً وذلك لما فيها من‬
‫إثارة الحيوان وتعذيبه بدون فائدة بل لمجرد‬
‫العبث‪,‬‬
‫وقد نهى النبي ‘ عن التحريش بين البهائم‪ ,‬رواه‬
‫أصحاب السنن‪ ,‬والحديث وإن كان أهل العلم قد‬
‫تكلموا في سنده إل أنهم ذهبوا إلى منع التحريش‬
‫بين البهائم‪ ،‬ومن المعلوم أن مصارعة الثيران أشد‬
‫تعذيبا للحيوان من التحريش‪ ,‬وإذا قلنا بتحريم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪689‬‬

‫التحريش بين البهائم فمشاهدتها كذلك حرام لنها‬


‫من مشاهدة المنكر من دون تغيير‪.‬‬
‫والله أعلم‬
‫المفتي‪ :‬مركز الفتوى بإشراف د‪.‬عبدالله الفقيه‬
‫) فتاوى الشبكة السلمية ‪) -‬ج ‪ / 125‬ص ‪((279‬‬

‫‪ -‬قتل الحيوانات الضالة‬


‫الفتوى رقم ) ‪( 12493‬‬
‫الحمد لله ‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‬
‫‪ ،‬على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من أمين‬
‫مدينة جدة المكلف ‪ ،‬والمحال إلى اللجنة من‬
‫المانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم )‪(5597‬‬
‫وتاريخ ‪1409 / 8 / 11‬ه وقد سأل سؤال هذا‬
‫نصه ‪:‬‬
‫نود الرفع لسماحتكم عن ظاهرة انتشار القطط‬
‫الضالة السائبة في مدينة جدة ‪ ،‬حيث ل يخفى على‬
‫سماحتكم ما ثبت من التجارب والفحوصات أن هذا‬
‫النوع من القطط الضالة السائبة مضرة على‬
‫الصحة العامة وسلمة البيئة ‪ ،‬نظرا لما تنقله من‬
‫أمراض للنسان ‪ ،‬نتيجة لما تحدثه من عبث وبعثرة‬
‫المخلفات والقمائم من الحاويات المخصصة لها ‪،‬‬
‫وإلقائها في الشوارع العامة للمدينة ‪ ،‬المر الذي‬
‫يجعل جهود عمال النظافة المتابعة غير مجدية ‪،‬‬
‫لذا فقد استوجب عرض المر على سماحتكم‬
‫للرشاد عن مدى إمكانية التخلص من هذه القطط‬
‫اتقاء ضررها بما يتفق مع المبادئ الشرعية ‪ ،‬وللحد‬
‫من خطرها ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪690‬‬

‫حفظكم الله ‪ .‬والسلم عليكم ورحمة الله‬


‫وبركاته ‪.‬‬
‫وبعد دراسة اللجنة للستفتاء أجابت بأنه ل مانع من‬
‫قتلها ‪ ،‬إذا ثبت لديكم ضررها ‪ ،‬وعدم اندفاعه إل‬
‫بالقتل ‪.‬‬
‫وبالله التوفيق ‪ ،‬وصلى الله على نبينا محمد وآله‬
‫وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫)فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء ‪) -‬ج‬
‫‪ / 26‬ص ‪((437‬‬

‫‪ -‬المراهنة في التحريش بين البهائم‬


‫دم من‬‫]‪ [2087‬عرض على اللجنة الستفتاء المق ّ‬
‫السيد ‪ /‬مدير البلدية العام‪ ،‬ونصه‪:‬‬
‫نفيدكم بأن جريدة ما قد نشرت في ملحق لها‪،‬‬
‫تحقيقا ً عن مصارعة الكلب التي بين الكلب‪،‬‬
‫والتي يتم تنظيمها في بعض الماكن خارج مدينة‬
‫الكويت‪.‬هذا بالضافة إلى تنظيم المصارعة بين‬
‫بعض الحيوانات الخرى مثل الطيور وغيرها ‪،‬‬
‫ويترتب عليها إصابة الحيوانات ببعض الجروح‬
‫والصابات حيث ان تلك المصارعة تكون أمام‬
‫الجمهور الذي يقوم بدفع مبالغ نقدية على سبيل‬
‫الرهان‪.‬‬
‫لذا يرجى التكرم باليعاز للجهة المختصة لديكم‬
‫بإبداء الرأي حول هذا المر وموقف ديننا الحنيف‬
‫منه‪.‬‬

‫• أجابت اللجنة بما يلي‪:‬‬


‫يحرم التحريش بين الحيوانات وتهييج بعضها على‬
‫بعض وهو ما يسمى )مصارعة الكلب أو الديكة أو‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪691‬‬

‫الطيور أو الكباش أو الثيران(‪ ،‬لنه يؤدي إلى‬


‫حصول الذى للحيوان والتعذيب له‪ ،‬وربما أدى إلى‬
‫إتلفه لغير مصلحة معتبرةشرعا ً ‪ ،‬وقد )نهى رسول‬
‫الله ‘ عن التحريش بين البهائم( أخرجه ابو داود‬
‫والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬وهذا يخالف ما‬
‫دعت إليه الشريعة من الرفق بالحيوانات وعدم‬
‫تعريضها للتلف في غير الوجوه التي سخر الله‬
‫تعالى فيها الحيوانات لمصلحة النسان ‪ ،‬وأمر‬
‫بالحسان في ذبحها إذا احتيج لذبحها للكل ‪ ،‬أو‬
‫لقتلها تخلصا ً من شرها‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن تنظيم المصارعة بين الحيوانات على‬
‫الصورة المعروفة حرا م‪ ،‬كما تحرم المراهنات بين‬
‫أصحاب الحيوانات المتصارعة وبين الجمهور )وكذا‬
‫بين الجمهور بعضهم مع بعض( لن ذلك من قبيل‬
‫القمار المحرم‪ .‬وعلى الجهات المسؤولة منع ذلك‬
‫كله ‪ ،‬ومعاقبة من ل يمتنع‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫) فتاوى قطاع الفتاء بالكويت ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪((92‬‬

‫‪ -‬حكم الجهاز على الحيوان المصاب‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬أحيانا ً نجد الحيوانات في الطريق‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫القطط والكلب قد دهست بالسيارة أو بغيرها‬
‫ت إلى الن‬ ‫م ْ‬ ‫سرت ظهوُرها أو أرجُلها؛ لكنها ل َ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫فك ُ ِ‬
‫بل فيها بعض الروح‪ ،‬فهل يجوز الجهاز عليها‬
‫وقتلها مثل ً بالسيارة وغيرها؟ الشيخ‪ :‬هل هي من‬
‫الحيوان المباح؟ السائل‪ :‬ل‪ ،‬قطط أو كلب أو‬
‫غيرها‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ل يجوز الجهاز عليها‪ ،‬إذا رأيت شيئا ً‬
‫مريضا ً من الحيوانات فدعه؛ لنه ليس من‬
‫مسئوليتك‪ ،‬فربما يشفى بإذن الله‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪692‬‬

‫) لقاءات الباب المفتوح ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪((16‬‬

‫‪ -‬التجارب الطبية على الحيوان‬


‫‪ -‬الفتاوى الولى ‪:‬‬
‫عرض على اللجنة الستفتاء المقدم من السيد‪/‬‬
‫محمد‪ ،‬وهو كما يلي‪:‬‬
‫يمر علينا كثير من القضايا المعاصرة التي ل نجد‬
‫لها حكما ً في كتب الفقه نظرا ً لعدم حدوثها في‬
‫زمن الفقهاء في العصور الماضية‪ ،‬ولما كان‬
‫السؤال عنها يكثر ويصعب إيجاد الجواب أو يتعذر‬
‫فقد رغبت في الكتابة إليكم حتى يستطيع المرء‬
‫أن يجيب وهو على بينة من أمره‪ ،‬وهذه القضايا‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ موقف السلم من حيوانات التجربة‪ ،‬أ َل َ‬
‫يتعارض هذا مع موقف السلم من الرفق‬
‫بالحيوان‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إجراء التجارب الطبية وغيرها على إنسان‬
‫محكوم عليه بالعدام‪ ،‬علما ً بأن هذه التجارب فيها‬
‫فائدة للبشرية‪.‬‬
‫…وآمل أن يحظى طلبي هذا بعنايتكم وأتلقى الرد‬
‫عليه في وقت قريب‪ ،‬وجزاكم الله عني وعن‬
‫المسلمين كل خير‪.‬‬
‫أجابت اللجنة بما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إجراء التجارب الطبية والعلمية على الحيوانات‬
‫جائز شرعا ً إذا كان ذلك للمصلحة على أن ليتجاوز‬
‫مقدار الحاجة‪ ،‬وأن تتخذ الوسائل لتخفيف اللم‬
‫عن الحيوان ما أمكن‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إن من يعتبر مهدر الدم شرعا ً فإنه ينفذ عليه‬
‫الحكم بأيسر الطرق لقول النبي ‘‪ " :‬إذا قتلتم‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪693‬‬

‫ه قبل التنفيذ‪،‬‬
‫فأحسنوا القتلة "‪ ،‬وليجوز تعذيب ُ‬
‫وإجراء التجارب التي فيها إيلم وتعذيب لتقره‬
‫الشريعة‪ ،‬ويختلف الحكم عن الحيوان‪ ،‬فإن‬
‫الحيوانات مسخرة لمصلحة النسان‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫)فتاوى قطاع الفتاء بالكويت ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪((202‬‬
‫‪ -‬الفتاوى الثانية‪:‬‬
‫السؤال‬
‫أنا طالبة في كلية العلوم‪ ،‬ونقوم ببعض البحاث‬
‫الجينية‪ ،‬حيث نحقن فأرا ً بفيروس أو بكتيريا‬
‫لنتعرف على مقاومته لذلك‪ ،‬وعند نهاية العملية‬
‫نقتل الفأر‪ ،‬فهل يجوز لنا إجراء مثل هذه البحاث‬
‫على الحيوانات من فصائل أعلى مثل الجرذان‬
‫والرانب وغيرها‬
‫الجواب‬
‫إذا كان الغرض من إجراء التجارب على هذه‬
‫الحيوانات تحقيق مصالح وفوائد ل تتحقق إل بذلك‬
‫فهذا جائز؛ لن الحيوان مسخر لمصلحة النسان‪،‬‬
‫بل كل ما في الكون بما في ذلك الحيوان مسخر‬
‫لمصالح النسان‪.‬‬
‫أما إذا كان الغرض من إجراء هذه التجارب هو‬
‫العبث وعدم تحقيق أي مصلحة فهذا حرام؛ لن‬
‫في ذلك تعذيبا ً للحيوان‪ ،‬والصل في تعذيب‬
‫الحيوان الحرمة‪.‬‬
‫) المجيب سعد بن عبد العزيز الشويرخ ‪-‬عضو هيئة‬
‫التدريس بجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫‪ -‬فتاوى واستشارات السلم اليوم ‪) -‬ج ‪ / 15‬ص‬
‫‪((10‬‬
‫‪ -‬الفتاوى الثالثة‪:‬‬
‫السؤال‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪694‬‬

‫السلم عليكم‪.‬‬
‫أنا طالبة في كلية الصيدلة‪ ،‬وعندنا في الكلية نقوم‬
‫بإجراء تجارب على الحيوانات‪ ،‬فإننا نقوم بإعطاء‬
‫حقنًا‪ ،‬وهي تتألم كثيرًا‪ ،‬وأحيانا‬
‫الضفدعة أو الفأر ُ‬
‫نأخذ منها بعض العضاء وهي مازالت حية‪ ،‬وأنا‬
‫أعرف أنه يكره قتل الضفادع‪ ،‬وقد قال النبي‬
‫قتلة"‪ ،‬ولكن‬ ‫الكريم ‪" :-‘-‬وإذا قتلتم فاحسنوا ال ِ‬
‫هذه هي مناهج الكلية‪ .‬فهل نحن نأثم على ذلك؟‪.‬‬
‫الجواب‬
‫وعليكم السلم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫ن السائل‬ ‫فقد نهى النبي ‪ -‘-‬عن قتل الضفدع‪ ،‬مع أ ّ‬
‫عن ذلك كان طبيًبا يريد جعلها في دواء‪ ،‬مسند‬
‫أحمد )‪ ،(15757‬مستدرك الحاكم )‪ (3/504‬بسند‬
‫صحيح‪ ،‬وكذا أبو داود )‪ ،(3871‬والنسائي )‪.(4355‬‬
‫وإذا نهى النبي ‪ -‬عليه الصلة والسلم‪ -‬عن قتل‬
‫الضفدع‪ ،‬فل يسوغ لنا قتله‪ ،‬خاصة ويمكن‬
‫الستعاضة عن ذلك بغير الضفدع‪ ،‬كالفأر مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫وأما الفأر فل إشكال في جواز قتله‪ ،‬بل أمر النبي‬
‫‪ -‬صلى الله عليه ولسم‪ -‬بقتله في الحل والحرم‪.‬‬
‫متفق عليه‪ ،‬البخاري )‪ ،(3314‬ومسلم )‪،(1198‬‬
‫فل مانع من التمرن على التشريح باستعمال الفأر‬
‫مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ويرد على هذا إشكال مذكور في السؤال‪ ،‬وهو‬
‫التألم الحاصل له مع أمر النبي ‪ -‘ -‬بإحسان القتلة‪،‬‬
‫أخرجه مسلم )‪.(1955‬‬
‫والجواب‪ :‬أن هذا التألم المنافي لحسان القتل‬
‫يسوغ تفويته استجلبا ً لمصلحة التمّرن على العمل‬
‫الطبي الذي يتضمن رعاية حق النسان والرفق به‪،‬‬
‫ودفع المراض ورفعها عنه‪ ،‬وهذه مصالح يسوغ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪695‬‬

‫لجلها تفويت الحسان‪ .‬وهذا كتفويت الحسان في‬


‫القتل لتحصيل مصلحة المماثلة في القصاص‪ ،‬كما‬
‫أخرج البخاري )‪ ،(2413‬ومسلم )‪ (1672‬في قصة‬
‫ض اليهودي رأسها بين حجرين‪ ،‬فأمر‬ ‫الجارية التي ر ّ‬
‫النبي ‘ برض رأسه بين حجرين‪ ،‬فالشرع يشهد‬
‫بتفويت مصلحة الحسان المأمور بها تحصيل ً‬
‫لمصلحة تخدم النوع النساني‪ ،‬على أنه إذا أمكن‬
‫تخديره قبل العمل المذكور‪ ،‬سواء كان تشريحا ً أو‬
‫غيره فهو أولى‪ ،‬وكذلك يمكن عمل التجارب على‬
‫غير الفأر من الحيوانات التي يجوز أكلها إذا احتيج‬
‫ل‪ ،‬وذلك على النحو المذكور‬ ‫لذلك كالرانب مث ً‬
‫سالفًا‪ .‬والله الموفق والهادي ل إله إل هو‪.‬‬
‫) المجيب هاني بن عبدالله الجبير ‪-‬قاضي بمحكمة‬
‫مكة المكرمة ‪ -‬فتاوى واستشارات السلم اليوم ‪-‬‬
‫)ج ‪ / 15‬ص ‪.((29‬‬

‫الحاديث الضعفية والموضوعة‬ ‫‪-5‬‬


‫المتعلقة بموضوع الرحمة‬

‫‪ ) - 1‬أتخوف عليكم هذا يعني اللسان رحم الله‬


‫عبدا قال خيرا فغنم أو سكت عن سوء فسلم (‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪696‬‬

‫) ضعيف ( ‪ ):‬ابن المبارك في الزهد ( عن خالد بن‬


‫أبي عمران مرسل ‪ .‬الجامع الصغير وزيادته‬
‫] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 112‬‬
‫قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 98‬في ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪ ) - 2‬رحم الله من حفظ لسانه و عرف زمانه و‬


‫استقامت طريقته ( ‪.‬‬
‫)موضوع( قال اللباني في " السلسلة الضعيفة و‬
‫الموضوعة " ‪: 253 / 4‬‬
‫موضوع ‪ .‬أخرجه الحاكم في " تاريخه " عن ابن‬
‫عباس مرفوعا كما في" الجامع الكبير " للسيوطي‬
‫) ‪ ( 1 / 39 / 2‬و عزاه في " الجامع الصغير "‬
‫للديلمي فقط ! قال المناوي في " فيض القدير " ‪:‬‬
‫" و فيه محمد بن زياد اليشكري الميموني‪ ،‬قال‬
‫الذهبي في " الضعفاء " ‪ :‬قال أحمد ‪ :‬كذاب خبيث‬
‫يضع الحديث ‪ .‬و قال الدارقطني ‪ :‬كذاب ‪ .‬و رواه‬
‫الحاكم أيضا ‪ ،‬و عنه تلقاه الديلمي ‪ ،‬فلو عزاه‬
‫المصنف للصل لكان أولى " ‪ .‬قلت ‪ :‬بل لو حذفه‬
‫منه كان أولى ‪ ،‬و بما نص عليه في" مقدمته " ;‬
‫أنه صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع ‪ ،‬أحرى ‪.‬‬

‫‪ ) -3‬رحم الله امرأ ) و في رواية ‪ :‬رجل ( أصلح‬


‫من لسانه ( ‪.‬‬
‫)موضوع( السلسلة الضعيفة ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(413‬‬
‫قال اللباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة‬
‫" ) ‪: ( 5/432‬موضوع ‪ ،‬رواه العقيلي في "‬
‫الضعفاء " ) ‪ ، ( 338‬و ابن عدي في " الكامل " )‬
‫‪ ، ( 5/251‬و ابن بشران في " فوائد منتخبة من‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪697‬‬

‫أحاديث أبي علي الصفار " ) ق ‪، ( 62/2‬‬


‫وعنهالخطيب في " الجامع " ) ‪، ( 2/24/1066‬‬
‫عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن الحكم بن عبد‬
‫الله اليلي عن الزهري عن سالم عن أبيه ‪ :‬أن‬
‫عمر _ مر بقوم قد رموا رشقا ‪ ،‬فقال ‪ :‬بئس ما‬
‫رميتم ‪ ،‬قال ‪:‬إنا قوم متعلمين ‪ ،‬قال ‪ :‬ذنبكم في‬
‫لحنكم أشد من ذنبكم في رميكم ! سمعت رسول‬
‫الله ‘ يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬

‫‪ ) - 4‬رحم الله أبا بكر زوجني ابنته و حملني إلى‬


‫دار الهجرة و أعتق بلل من ماله و ما نفعني مال‬
‫في السلم ما نفعني مال أبي بكر رحم الله عمر‬
‫يقول الحق و إن كان مرا لقد تركه الحق و ما له‬
‫من صديق رحم الله عثمان تستحييه الملئكة و‬
‫جهز جيش العسرة و زاد في مسجدنا حتى وسعنا‬
‫رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار(‬
‫) ضعيف جدا ( الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪- 1‬‬
‫صفحة ‪[ 684‬‬
‫قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف جدا ( انظر حديث‬
‫رقم ‪ 3095 :‬في ضعيف الجامع السلسلة الضعيفة‬
‫‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(93‬‬
‫قال اللباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة‬
‫" ) ‪: ( 5/112‬ضعيف جدا‬
‫رواه الترمذي ) ‪ ، ( 2/298‬و العقيلي في "‬
‫الضعفاء " ) ص ‪ ، ( 420‬و ابن أبي عاصم في "‬
‫السنة " ) ‪ 1232‬و ‪ 1246‬و ‪ ( 1286‬مفرقا ‪ ،‬و‬
‫كذا الحاكم ) ‪ 3/72‬و ‪ 124‬و ‪ ، (125‬و أبو نعيم‬
‫في " المعرفة " ) ‪ ، ( 1/23/2‬و ابن عبد البر في "‬
‫التمهيد " )‪ ، ( 3/37/1‬و القاضي أبو يعلى الفراء‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪698‬‬

‫في " الخامس من المالي " ) ‪، ( 30 - 29‬و ابن‬


‫عساكر ) ‪ 12/179/1‬و ‪ ( 13/16/1‬عن المختار بن‬
‫نافع عن أبي حيان التيمي عنأبيه عن علي بن أبي‬
‫طالب مرفوعا ‪.‬‬

‫‪ ) - 5‬رحم الله ابن أبي رواحة كان أينما أدركته‬


‫الصلة أناخ (‪.‬‬
‫) ضعيف ( ) ابن عساكر ( عن ابن عمر ‪ .‬الجامع‬
‫الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 685‬قال‬
‫الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3096‬في ضعيف الجامع‬

‫‪ ) - 6‬رحم الله إخواني بقزوين (‪.‬‬


‫) موضوع ( ) ابن أبي حاتم في فضائل قزوين (‬
‫عن أبي هريرة وابن عباس معا ) أبو العلء العطار‬
‫في فضائل قزوين ( عن علي ‪.‬‬
‫الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 685‬‬
‫قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬موضوع ( انظر حديث‬
‫رقم ‪ 3097 :‬في ضعيف الجامع‬

‫‪ ) - 7‬رحم الله إخواني بـ )قزوين( ‪ ،‬يقولها ثلثا ً ‪،‬‬


‫فقال أصحابه ‪ :‬يا رسول الله ! بآبائنا وأمهاتنا ‪ :‬ما‬
‫قزوين هذه وما إخوانك الذين هم بها ؟ قال‬
‫‪:‬قزوين باب من أبواب الجنة ‪ ،‬وهي اليوم في يد‬
‫المشركين ‪ ،‬ستفتح في آخر الزمان على أمتي ‪،‬‬
‫فمن أدرك ذلك الزمان فليأخذ نصيبه من فضل‬
‫الرباط في قزوين ( ‪.‬‬
‫)موضوع( قال اللباني في " السلسلة الضعيفة‬
‫والموضوعة " ‪ 241/ 7‬حديث رقم ‪: 3247‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪699‬‬

‫موضوع ‪،‬أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" )‪/1‬‬


‫‪ (21-20‬من طريق أبي نعيم الخراساني عن‬
‫مقاتل بن سليمان عن مكحول عن أبي سلمة عن‬
‫أبي هريرة قال ‪ :‬بينما رسول الله ‘ ذات يوم قاعد‬
‫معنا إذ رفع بصره إلى السماء _ ؛ كأنه يتوقع أمرا ً ‪،‬‬
‫فقال ‪ ... :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وهذا موضوع ظاهر الوضع ؛ آفته أبو نعيم‬
‫الخراساني هذا ؛ واسمه عمر ابن صبح ‪ ،‬وهو‬
‫وضاع معروف ؛ قال ابن حبان )‪": (88 /2‬كان‬
‫ممن يضع الحديث على الثقات" ‪.‬‬

‫‪ ) - 8‬رحم الله أخي يحيى حين دعاه الصبيان إلى‬


‫اللعب و هو صغير فقال ‪ :‬للعب خلقت ؟ ! فكيف‬
‫بمن أدرك الحنث من مقاله (‪.‬‬
‫) موضوع ( ) ابن عساكر ( عن معاذ ‪ .‬الجامع‬
‫الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 685‬قال‬
‫الشيخ اللباني ‪ ) :‬موضوع ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3098‬في ضعيف الجامع السلسلة الضعيفة ‪) -‬ج‬
‫‪ / 5‬ص ‪(412‬قال اللباني في " السلسلة الضعيفة‬
‫و الموضوعة " ) ‪ : ( 5/432‬موضوع ابن عساكر )‬
‫‪ ( 11/44/2‬عن إسحاق بن بشر ‪ :‬أنا ابن سمعان‬
‫عن مكحول عن معاذ بن جبل مرفوعا ‪.‬قلت ‪ :‬و‬
‫هذا موضوع ‪ ،‬آفته ابن سمعان ‪ ،‬و اسمه عبد الله‬
‫بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي ; قال‬
‫الحافظ ‪ " :‬متروك ‪ ،‬اتهمه بالكذب أبو داود و غيره‬
‫" ‪ .‬أو إسحاق بن بشر ‪ ،‬قال الذهبي ‪ ":‬تركوه ‪ ،‬و‬
‫كذبه علي بن المديني ‪ ،‬و قال الدارقطني ‪ :‬كذاب‬
‫متروك " ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪700‬‬

‫‪ ) - 9‬رحم الله النصار و أبناء النصار و أبناء أبناء‬


‫النصار(‪.‬‬
‫) ضعيف جدا ( البيهقي عن عمرو بن عوف ‪.‬‬
‫الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 685‬‬
‫قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف جدا ( انظر حديث‬
‫رقم ‪ 3099 :‬في ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪ ) - 10‬رحم الله المتخللين في أمتي من الوضوء و‬


‫الطعام (‪.‬‬
‫) ضعيف ( ) القضاعي ( عن أبي أيوب ‪ .‬الجامع‬
‫الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 685‬قال‬
‫الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3100‬في ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪ ) - 11‬رحم الله المتخللين و المتخللت (‪.‬‬


‫) ضعيف ( البيهقي عن ابن عباس ‪ .‬الجامع‬
‫الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 685‬قال‬
‫الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3101‬في ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪) - 12‬رحم الله المتسرولت من النساء (‬


‫) ضعيف جدا ً ( ) الدارقطني في الفراد الحاكم في‬
‫تاريخه والبيهقي ( عن أبي هريرة ) والخطيب في‬
‫المتفق والمفترق ( عن سعد بن طريف و العقيلي‬
‫عن مجاهد بلغا ‪ .‬الجامع الصغير وزيادته ] جزء‬
‫‪ - 1‬صفحة ‪ [ 685‬قال الشيخ اللباني ‪:‬‬
‫) ضعيف ( انظر حديث رقم ‪ 3102 :‬في ضعيف‬
‫الجامع و السلسلة الضعيفة ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص‬
‫‪(299‬حديث رقم ‪: 3252‬قال اللباني في "‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪701‬‬

‫السلسلة الضعيفة والموضوعة " ‪/: 249/ 7‬‬


‫ضعيف جدًا‪/‬أخرجه البيهقي في "شعب اليمان" )‬
‫‪ : (473 /2‬أخبرنا أبو عبدالله الحافظ ‪ :‬حدثنا أبو‬
‫منصور محمد بن القاسم العتكي ‪ :‬حدثنا أبو سعيد‬
‫محمد بن شاذان ‪ :‬حدثنا بشر بن الحكم ‪ :‬حدثنا‬
‫عندالمؤمن بن عبيدالله ‪ :‬حدثنا محمد بن عمرو‬
‫عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال ‪:‬بينا رسول الله‬
‫‘ جالس على باب من أبواب المسجد مرت امرأة‬
‫على دابة ‪ ،‬فلما حاذت النبي ‘؛ وتكشفت ‪ ،‬فقيل ‪:‬‬
‫يا رسول الله ! إن عليها سراويل ‪ ،‬فقال ‪... :‬‬
‫فذكره ‪.‬‬

‫‪) - 13‬رحم الله امرءا اكتسب طيبا و أنفق قصدا و‬


‫قدم فضل ليوم فقره و حاجته(‬
‫) ضعيف ( ) ابن النجار ( عن عائشة ‪ .‬الجامع‬
‫الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 685‬قال‬
‫الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3104‬في ضعيف الجامع‪.‬‬
‫‪) - 14‬رحم الله امرءا علق في بيته سوطا يؤدب‬
‫به أهله(‬
‫) ضعيف ( ابن عدى عن جابر ‪ .‬الجامع الصغير‬
‫وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 686‬قال الشيخ‬
‫اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪ 3106 :‬في‬
‫ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪) -15‬رحم الله أهل المقبرة تلك مقبرة تكون‬


‫بعسقلن(‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪702‬‬

‫) ضعيف ( ) ص ( عن عطاء الخرساني بلغا ‪.‬‬


‫الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 686‬‬
‫قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3107‬في ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪ ) - 16‬رحم الله حارس الحرس (‪.‬‬


‫) ضعيف ( البيهقي والحاكم عن عقبة بن عامر ‪.‬‬
‫الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 686‬‬
‫قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3108‬في ضعيف الجامع‬

‫‪) - 17‬رحم الله حمير أفواههم سلم و أيديهم‬


‫طعام و هم أهل أمن و إيمان(‪.‬‬
‫) موضوع ( أحمد والترمذي عن أبي هريرة ‪.‬‬
‫الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 686‬‬
‫قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬موضوع ( انظر حديث‬
‫رقم ‪ 3109 :‬في ضعيف الجامع‬

‫‪ ) - 18‬رحم الله خرافة إنه كان رجل صالحا (‪.‬‬


‫) ضعيف ( ) الفضل الضبي في المثال ( عن‬
‫عائشة ~‪ .‬الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪- 1‬‬
‫صفحة ‪ [ 686‬قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف (‬
‫انظر حديث رقم ‪ 3110 :‬في ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪ ) - 18‬رحم الله رجل غسلته امرأته و كفن في‬


‫أخلقه ( ‪.‬‬
‫) موضوع ( البيهقي عن عائشة ~‪ .‬الجامع الصغير‬
‫وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 686‬قال الشيخ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪703‬‬

‫اللباني ‪ ) :‬موضوع ( انظر حديث رقم ‪ 3111 :‬في‬


‫ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪ ) -19‬رحم الله عينا بكت من خشية الله و رحم‬


‫الله عينا سهرت في سبيل الله (‪.‬‬
‫) ضعيف ( ) حل ( عن أبي هريرة _‪ .‬الجامع‬
‫الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 686‬قال‬
‫الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3113‬في ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪ ) - 20‬رحم الله قسا إنه كان على دين أبي‬


‫إسماعيل بن إبراهيم (‬
‫) ضعيف ( الطبراني عن غالب بن أبجر ‪ .‬الجامع‬
‫الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 686‬قال‬
‫الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3114‬في ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪ ) -21‬رحم الله قيسا ‪ ،‬رحم الله قيسا ‪ ،‬إنه كان‬


‫على دين إسماعيل بن إبراهيم خليل الله عز‬
‫وجل ‪ ،‬يا قيس حي يمنا ‪ ،‬يا يمن حي قيسا ‪ ،‬إن‬
‫قيسا فرسان الله في الرض ‪ ،‬والذي نفسي بيده ‪،‬‬
‫ليأتين على الناس زمان ليس لهذا الدين ناصر غير‬
‫قيس‪ ،‬إن لله فرسانا في الرض موسومين ‪ ،‬و‬
‫فرسانا في الرض معلمين ‪ ،‬ففرسان الله‬
‫فيالرض قيس ‪ ،‬إنما قيس بيضة تفلقت عنها أهل‬
‫البيت ‪ ،‬إن قيسا ضراء الله في الرض‪ ،‬يعني أسد‬
‫الله " ‪.‬‬
‫) ضعيف ( السلسلة الضعيفة ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(496‬‬
‫برقم ‪2497‬قال اللباني في " السلسلة الضعيفة و‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪704‬‬

‫الموضوعة " ) ‪: ( 5/518‬ضعيف رواه البخاري في‬


‫" التاريخ " ) ‪ ، ( 4/1/98/436‬و الطبراني في "‬
‫المعجم الكبير ") ‪ ، ( 18/265/663‬و " الوسط "‬
‫‪ ، ( 9/9/8011 0‬و ابن منده في " معرفة الصحابة‬
‫") ‪ ، ( 2/117/1‬و ابن عساكر ) ‪ ( 8/405/1‬من‬
‫طريقين عن قتيبة بن سعيد ‪ :‬أنا عبد المؤمن بن‬
‫عبد الله أبو الحسن ‪ :‬نا عبد الله بن خالد العبسي‬
‫عن عبد الرحمن ابن مقرن المزني عن غالب بن‬
‫أبجر قال ‪ :‬ذكرت قيس عند رسول الله ‪ ‬فقال ‪:‬‬
‫فذكره ‪.‬‬

‫‪) -22‬رحم الله قسا كأني أنظر إليه على جمل‬


‫أورق تكلم بكلم له حلوة ل أحفظه (‬
‫) موضوع ( ) الزدي في الضعفاء ( عن أبي‬
‫هريرة ‪ .‬الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪- 1‬‬
‫صفحة ‪ [ 686‬قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬موضوع (‬
‫انظر حديث رقم ‪ 3115 :‬في ضعيف الجامع‪.‬‬

‫‪) - 23‬رحم الله قوما يحسبهم الناس مرضى و ما‬


‫هم بمرضى (‬
‫) ضعيف ( ) ابن المبارك ( عن الحسن مرسل ‪.‬‬
‫الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 687‬‬
‫قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3116‬في ضعيف الجامع‪.‬‬
‫السلسلة الضعيفة ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ (495‬برقم ‪2496‬‬
‫‪ " -‬رحم الله قوما يحسبهم الناس مرضى و ما هم‬
‫بمرضى " ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪705‬‬

‫‪ ) - 24‬رحم الله من حفظ لسانه و عرف زمانه و‬


‫استقامت طريقته (‬
‫) موضوع ( ) فر ( عن ابن عباس ‪ .‬الجامع الصغير‬
‫وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 687‬قال الشيخ‬
‫اللباني ‪ ) :‬موضوع ( انظر حديث رقم ‪ 3117 :‬في‬
‫ضعيف الجامع‬

‫‪) - 25‬رحم الله والدا أعان ولده على بره (‪.‬‬


‫) ضعيف ( ) أبو الشيخ في الثواب ( عن علي ‪.‬‬
‫الجامع الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 687‬‬
‫قال الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3118‬في ضعيف الجامع وفى السلسلة الضعيفة‬
‫‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ (445‬برقم ‪ " - 1946‬رحم الله والدا‬
‫أعان ولده على بره ‪ ،‬قالوا ‪ :‬كيف يا رسول الله ؟‬
‫قال ‪ :‬يقبل إحسانه ‪ ،‬و يتجاوز عن إساءته "‬
‫‪.‬ضعيف ‪ .‬أخرجه ابن وهب في " الجامع " ) ص‬
‫‪ ( 21‬قال ‪ :‬بلغني عن عطاء بن أبي رباح أن‬
‫رسول الله ‘ قال ‪ :‬فذكره ‪ .‬قلت ‪ :‬و هذا إسناد‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪ ) - 26‬رحم الله يوسف إن كان لذا أناة حليما لو‬


‫كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعا (‬
‫) ابن جرير وابن مردويه ( عن أبي هريرة ‪ .‬الجامع‬
‫الصغير وزيادته ] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪ [ 687‬قال‬
‫الشيخ اللباني ‪ ) :‬ضعيف ( انظر حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ 3119‬في ضعيف الجامع‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪706‬‬

‫‪ ] - 27‬رحم الله أخي يوسف لو لم يقل ‪:‬‬


‫} اجعلني على خزائن الرض { ؛ لستعمله من‬
‫ساعته ولكنه أخر لذلك سنة [ ‪.‬‬
‫) موضوع (السلسلة الضعيفة ] جزء ‪ - 1‬صفحة‬
‫‪[ 499‬‬

‫‪ ) -28‬رحم الله امرأ أراهم اليوم من نفسه قوة (‪.‬‬


‫) ضعيف ( اللباني فى تحقيق فقه السيرة‬
‫] جزء ‪ - 1‬صفحة ‪[ 364‬‬

‫‪ ) - 29‬نعم السحور التمر ‪ ،‬و نعم الدام الخل ‪ ،‬و‬


‫رحم الله المتسحرين ( ‪.‬‬
‫) ضعيف ( السلسلة الضعيفة ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص‬
‫‪(325‬قال اللباني ) ‪ ) : ( 3/495‬ضعيف ( رواه‬
‫أبو عوانة في " صحيحه " ) ‪ ( 8/185/1‬و لم أجد‬
‫لهذه الفقرة الخيرة شاهدا آخر أشد به من‬
‫عضدها ‪ ،‬و لذلك أوردته هنا ‪،‬و إنما صحت بلفظ ‪":‬‬
‫إن الله و ملئكته يصلون على المتسحرين " ‪.‬و‬
‫لذلك أوردته في " صحيح الترغيب و الترهيب " )‬
‫‪. ( 1058‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪707‬‬

‫كتاب الله‪‬‬ ‫‪o‬‬


‫المصادر والمراجع‬ ‫‪o‬‬
‫أول ً ‪ :‬تفسير القرآن الكريم‬ ‫‪-‬‬
‫))تفسير القرآن العظيــم(( ‪ :‬أبــو الفــداء‬ ‫‪(1‬‬
‫إسماعيل بن كثير ‪ -‬عالم الكتب‬
‫))تيســير الكريــم الرحمــن فــي تفســير‬ ‫‪(2‬‬
‫كلم المنـــان(( ‪ :‬عبـــد الرحمـــن بـــن ناصـــر‬
‫السعدي‪ -‬دار الفجر و دار أولى النهى‬
‫))جامع البيان عــن تأويــل آي القــرآن(( ‪:‬‬ ‫‪(3‬‬
‫أبــو جعفــر محمــد بــن جريــر الطــبري ‪ -‬دار‬
‫السلم‬
‫))معالم التنـزيل(( ‪ :‬الحسين بن مسعود‬ ‫‪(4‬‬
‫البغــوي ‪ -‬تحقيــق خالــد عبــدالرحمن العــك و‬
‫مروان سوار‪-‬دار المعرفة‬
‫))معــاني القــرآن الكريــم(( ‪ :‬أبــو جعفــر‬ ‫‪(5‬‬
‫النحاس ‪ -‬دار الحديث‬
‫))مفردات ألفــاظ القــرآن(( ‪ :‬للراغــب‬ ‫‪(6‬‬
‫الصفهاني ‪ -‬التوفيقية‬
‫‪ )) (7‬روح المعاني بتفسير القــرآن والســبع‬
‫المثاني (( ‪ :‬اللوسي ‪ -‬دار الحديث‬
‫‪ )) (8‬أضـــواء البيـــان (( ‪ :‬العلمـــة محمـــد‬
‫المين الشنقيطي ‪ -‬ابن تيمية‬
‫‪ )) (9‬التحريـــر والتنـــوير ((‪-‬العلمـــة ابـــن‬
‫عاشور ‪ -‬دار سحنون ‪ -‬تونس‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪708‬‬

‫‪ )) (10‬زاد المسير في علم التفســير (( ابــن‬


‫الجوزي‪ -‬دار الكتاب العربي‪.‬‬
‫‪)) (11‬فــي ظلل القــرآن (( أ‪ /‬ســيد قطــب ‪-‬‬
‫دار الشروق ‪.‬‬
‫‪ )) (12‬الجـــامع لحكـــام القـــرآن (( المـــام‬
‫القرطبي ‪ -‬التوفيقية ‪.‬‬
‫‪ )) (13‬فتـــح القـــدير الجـــامع بيـــن الروايـــة‬
‫والدرايـــة فـــي التفســـير (( الشـــوكاني ‪ -‬دار‬
‫الوفاء ‪.‬‬
‫‪ )) (14‬محاســـن التأويـــل (( علمـــة الشـــام‬
‫جمال الدين القاسمي ‪ -‬دار الكتاب العربي ‪.‬‬
‫‪)) (15‬التفسير الكبير المسمى مفاتيح الغيب‬
‫(( الــرازي‪ -‬تحقيــق عمــاد زكــى البــارودي ‪-‬‬
‫التوفيقية‬
‫‪)) (16‬أنـــوار التنزيـــل وأســـرار التأويـــل(( ‪-‬‬
‫البيضاوي ‪ -‬دار إحياء التراث ‪.‬‬
‫‪ (17‬تفسير النســفي ‪ -‬تحقيــق سـيد زكريــا ‪-‬‬
‫دار الباز ‪ -‬مكة المكرمة ‪.‬‬
‫‪)) (18‬عمدة التفسير اختصار تفسير ابن كثير‬
‫((‪ -‬العلمة أحمد شاكر ‪ -‬بعناية أنور البــاز ‪-‬دار‬
‫الوفاء ‪.‬‬
‫‪)) (19‬تفسير البحر المحيط((‪ -‬ابو حيان *)‪(1‬‬
‫‪)) (20‬تفسير الفاتحــة وجــزء عــم((‪ -‬للعلمــة‬
‫العثيمين ‪ -‬دار البصيرة‬
‫‪)) (21‬كشف المعاني في متشابه المثاني(( ‪-‬‬

‫‪(*) ()1‬هــذا العلمــة بجــوار تشــير إلــى النســخة‬


‫الحاسوبية ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪709‬‬

‫ابن جماعة ‪-‬تحقيق د محمد داود ‪.‬‬


‫‪)) (22‬المعجــم المفهــرس للفــاظ القــرآن‬
‫الكريم ((‪ :‬العلمة محمد فؤاد عبدالباقي ‪ -‬دار‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫‪ )) (23‬التقان لعلوم القرآن((‪ :‬الحافظ جلل‬
‫الدين السيوطي ‪ -‬دار الحديث ‪.‬‬
‫‪)) (24‬الكشاف عن حقــائق غــوامض التنزيــل‬
‫وعيون القاويل فى وجوه التأويــل *((‪ :‬لبــي‬
‫القاسم الزمخشري‬
‫‪)) (25‬نزهة العين النواظر في علــم الوجــوه‬
‫والنظــائر (( ‪ :‬ابــن الجــوزي ‪ -‬تحقيــق محمــد‬
‫عبدالكريم الراضى‪ -‬مؤسسة الرسالة بيروت‬
‫‪ )) (26‬الشـــباة والنظـــائر ((‪ :‬مقاتـــل بـــن‬
‫سـليمان ‪ -‬تحقيـق د‪ :‬عبـدالله شـحاته ‪ -‬الهيئة‬
‫العامة للكتاب‬
‫‪ -‬ثانيًا‪ :‬الحديث وشروحه ‪:‬‬
‫‪ )) (27‬صحيح البخاري (( طبعــة دار الجليــل‬
‫مصورة بإشراف العلمة أحمد شاكر‪.‬‬
‫‪ )) (28‬صـــحيح مســـلم ((طبعـــة دار إحيـــاء‬
‫التراث بإشراف العلمة محمد فؤاد عبدالباقي‬
‫‪.‬‬
‫‪)) (29‬ســـنن أبـــى داود (( تحقيـــق العلمـــة‬
‫اللبــاني ‪ ،‬طبعــة مكتبــة المعــارف بالريــاض ‪،‬‬
‫إشراف مشهور حسن مشهور ‪.‬‬
‫‪ )) (30‬ســـنن الترمـــذي (( تحقيـــق العلمـــة‬
‫اللبــاني ‪،‬طبعــة مكتبــة المعــارف بالريــاض‪،‬‬
‫إشراف مشهور حسن مشهور ‪.‬‬
‫‪ )) (31‬ســـنن النســـائي (( تحقيـــق العلمـــة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪710‬‬

‫اللبــــــاني ‪،‬طبعــــــة مكتبــــــة المعــــــارف‬


‫بالرياض‪،‬إشراف مشهور حسن مشهور ‪.‬‬
‫‪)) (32‬ســنن ابــن ماجــة (( تحقيــق العلمــة‬
‫اللبــاني ‪،‬طبعــة مكتبــة المعــارف بالريــاض‬
‫‪،‬إشراف مشهور حسن مشهور ‪.‬‬
‫))صحيح ابن خزيمة(( ‪ :‬أبو بكــر محمــد‬ ‫‪(33‬‬
‫بن خزيمة ‪ ،‬تحقيق محمد العظمي ‪ ،‬المكتب‬
‫السلمي ‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪)) (34‬المســند (( ‪ :‬المــام أحمــد بــن حنبــل‬
‫تحقيق العلمة أحمد شاكر ‪ ،‬دار المعارف‬
‫‪)) (35‬الدب المفـــرد ((‪ :‬المـــام البخـــاري ‪،‬‬
‫طبعة السلفية بالشرح فضل الله الصمد ‪.‬‬
‫‪)) (36‬سلسلة الحاديث الصحيحة(( ‪ :‬العلمة‬
‫محمــد ناصــر الــدين اللبــاني ‪ ،‬طبعــة مكتبــة‬
‫المعارف بالرياض‪.‬‬
‫‪ )) (37‬صحيح الدب المفرد(( العلمــة محمـد‬
‫ناصر الدين اللباني بشرحه للعوايشة ‪ ،‬طبعــة‬
‫المكتبة السلمية ‪.‬‬
‫‪)) (38‬صــحيح الجــامع الصــغير وزيــادته(( ‪:‬‬
‫محمد ناصر الدين اللبــاني ‪ -‬طبعــة المكتــب‬
‫السلمي‪.‬‬
‫))فتح الباري بشرح صحيح البخاري(( ‪:‬‬ ‫‪(39‬‬
‫أحمد ابــن حجــر العســقلني ‪ ،‬ترتيــب وترقيــم‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي ‪.‬‬
‫‪)) (40‬شــرح صــحيح مســلم (( ‪ :‬أبــو زكريــا‬
‫محي الدين النووي ‪ ،‬دار الحديث ‪.‬‬
‫‪)) (41‬عون المعبود شرح سنن أبي داود (( ‪:‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪711‬‬

‫للعلمة أبي الطيب شمس الحق آبادي ‪ ،‬دار‬


‫الحديث‪.‬‬
‫‪ )) (42‬تحفـــــة الحـــــوذي شـــــرح ســـــنن‬
‫الترمــــذي ((‪ :‬للعلمــــة المبــــاركفوري ‪ -‬دار‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪ )) (43‬إهداء الديباجة على سنن ابن ماجة ((‬
‫‪ :‬صفاءالضــوى أحمــد العــدوي‪ -‬دار اليقيــن‪-‬‬
‫توزيع ابن الجوزي ‪ -‬الرياض‪.‬‬
‫‪ )) (44‬فيض القدير شرح الجامع الصــغير ((‪-‬‬
‫المناوي ‪ -‬دار الفكر ‪ -‬بيروت‬

‫‪ )) (45‬الــــترغيب والــــترهيب ((‪ -‬الحــــافظ‬


‫عبدالقوى المنذري‪ -‬دار الفجر‬
‫‪)) (46‬تراجعــات العلمــة اللبــاني تصــحيحا ً‬
‫وتضـــعيفًا(( ‪ -‬أبـــو الحســـن الشـــيخ ‪ -‬مكتبـــة‬
‫المعارف ‪ -‬الرياض‪.‬‬
‫‪)) (47‬ضــعيف الجــامع الصــغير (( ‪ :‬محمــد‬
‫ناصـــر الـــدين اللبـــاني ‪ -‬طبعـــة المكتـــب‬
‫السلمي‪.‬‬
‫‪)) (48‬كشــف الخفــاء ومزيــل اللبــاس عمــا‬
‫اشتهر من الحـاديث علــى ألســنة النــاس (( ‪:‬‬
‫إسماعيل بن محمد الجراحي العجلوني‬
‫‪)) (49‬سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة‬
‫((‪ -‬العلمـــة اللبـــاني ‪ -‬المكتبـــة الســـلمية‬
‫المجلدين الول والثاني*‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثا ً ‪ :‬كتب في التوحيد والعقيدة‪:‬‬


‫‪)) (50‬السماء والصفات(( ‪ :‬أبو بكر أحمد بن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪712‬‬

‫الحسين البيهقي ‪ ،‬تحقيق عماد الــدين حيــدر ‪،‬‬


‫دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الولــى ‪،‬‬
‫‪1405‬هـ‪.‬‬
‫))العتقـاد والهداية إلى سبيل الرشاد((‬ ‫‪(51‬‬
‫‪ :‬أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي‪.‬‬
‫‪ )) (52‬اليمان هو الساس ((‪ .‬د ‪ /‬عبد اللــه‬
‫الهدل‬
‫‪)) (53‬شــرح العقيــدة الواســطية ((‪ :‬العلمــة‬
‫محمــد بــن صــالح العــثيمين ‪ -‬تحقيــق فــواز‬
‫الصميل ‪ -‬دار ابن رجب‬
‫‪ )) (54‬صــفات اللــه‪ ‬الــواردة فــي الكتــاب‬
‫والسنة(( ‪ -‬الشيخ علوي السقاف ‪ -‬دارالهجرة‬
‫‪.‬‬
‫‪)) (55‬تحقيـــق العبوديـــة بمعرفـــة الســـماء‬
‫والصفات(( وهو رسالة ماجســتير للــدكتورة ‪/‬‬
‫فوز بنت عبد اللطيف الكردي‬
‫‪ )) (56‬مفتــاح دار الســعادة (( لبــن القيــم ‪-‬‬
‫تحقيق ‪ -‬التوفيقية‬
‫‪ )) (57‬التوضــيح والبيــان لشــجرة اليمــان ((‬
‫لبن سعدي ‪ -‬دار البصيرة‬
‫‪ )) (58‬منة الرحمن فــي نصــيحة الخــوان ((‬
‫الشيخ ياسر برهامي‪ -‬الدار السلفية‪.‬‬
‫‪ )) (59‬السنى في شرح أسماء الله‬
‫الحسنى ((‪ -‬القرطبي ‪ -‬تحقيق مجدى‬
‫السيد ‪ -‬دار الصحابة‬
‫‪)) (60‬الرائك في ذكر الملئك (( ‪:‬‬
‫السيوطي ‪ -‬مكتبة القرآن‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪713‬‬

‫‪)) (61‬توضيح الكافية الشافية ((للشيخ عبد‬


‫الرحمن بن ناصر السعدي ‪ -‬المطبعة السلفية‬
‫‪ -‬بإشراف العلمة محب الدين الخطيب‪.‬‬
‫‪ )) (62‬المقصد السنى (( ‪ -‬الغزالي ‪ -‬تحقيق‬
‫عثمان الخشت ‪-‬مكتبة القرآن‪.‬‬
‫‪)) (63‬له السماء الحسنى (( ‪ -‬د‪.‬‬
‫الشرباصي ‪ -‬الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‬
‫‪ )) (64‬روضة النعيم شرح الرحمن الرحيم ((‬
‫‪ -‬حنان فتحي ‪ -‬دار الوفاء‪.‬‬
‫‪)) (65‬الرحمن الرحيم(( ‪ -‬د‪ /‬إبراهيم عبد‬
‫المنعم الشر بيني ‪ -‬دار ابن كثير‪.‬‬

‫‪(66‬‬
‫‪)) (67‬أثر اليمان برحمة الرحمن ((‪ -‬أبو‬
‫جرير طارق فاضل ‪ -‬مكتبة اليرموك‪.‬‬
‫‪ )) (68‬الرحمن الرحيم (( ‪ -‬عبد الرازق نوفل‬
‫‪ -‬المكتب المصري الحديث‪.‬‬
‫))تفســير أســماء اللــه الحســنى(( ‪:‬أبــو‬ ‫‪(69‬‬
‫إسحاق إبراهيم الزجاج ‪ ،‬تحقيق أحمد يوســف‬
‫الدقاق‪.‬‬
‫))جلء الفهام في الصلة والسلم على‬ ‫‪(70‬‬
‫خير النام(( ‪ :‬شمس الدين ابن القيم ‪.‬‬
‫‪ )) (71‬أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب‬
‫والسنة (( د‪ /‬محمود عبد الــرازق الرضــواني ‪-‬‬
‫دار الرضوانى والعلوم والحكم‬
‫‪)) (72‬الســنة(( ‪ :‬أحمــد بــن عمــرو بــن أبــي‬
‫عاصم ‪ ،‬تحقيق محمد ناصــر الــدين اللبــاني ‪،‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪714‬‬

‫المكتب السلمي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬


‫))شــأن الــدعاء(( ‪ :‬أبــو ســليمان حمــد‬ ‫‪(73‬‬
‫الخطابي ‪ ،‬تحقيق أحمد الدقاق‪.‬‬
‫))شــرح القصــيدة النونيــة(( ‪ :‬شــمس‬ ‫‪(74‬‬
‫الدين ابن القيم ‪ ،‬شرح ابن عيسى‪ ،‬المكتــب‬
‫السلمي‪.‬‬
‫‪)) (75‬شـــرح كتـــاب التوحيـــد مـــن صـــحيح‬
‫البخاري(( ‪ :‬عبد الله الغنيمان ‪ -‬دار لينة‪.‬‬
‫‪ )) (76‬شـــــرح العقيـــــدة الطحاويـــــة *((‬
‫عبدالعزيز الراجحي‬
‫))مختصرالصواعق المرسلة(( ‪ :‬شمس‬ ‫‪(77‬‬
‫الدين ابن القيم‬
‫‪)) (78‬النهج السمى فــي شــرح أســماء اللــه‬
‫الحســني(( ‪ :‬محمــد الحمــود ‪ ،‬مكتبــة المــام‬
‫الذهبي‬
‫))القواعــد المثلــى فــي صــفات اللــه‬ ‫‪(79‬‬
‫وأسمائه الحسنى(( ‪ :‬محمد بن عثيمين ‪.‬‬
‫‪)) (80‬مجمــــوع الفتــــاوى(( ‪ :‬أحمــــد بــــن‬
‫عبدالحليم بن تيمية ‪ ،‬جمع عبــد الرحمــن بــن‬
‫قاسم ‪ ،‬تصوير الطبعة الولى‪.‬‬
‫))مــدارج الســالكين(( ‪ :‬شــمس الــدين‬ ‫‪(81‬‬
‫ابن القيم ‪ ،‬تحقيق مجموعة من العلماء‪.‬‬
‫‪)) (82‬شـــرح أســـماء اللـــه الحســـنى (( ‪:‬‬
‫المرعشلي ‪ -‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫‪)) (83‬شرح أسماء الله الحسنى (( ‪ :‬الشــقر‬
‫‪ -‬دار النفائس ‪.‬‬
‫‪)) (84‬شـــفاء العليـــل فـــي مســـائل القـــدر‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪715‬‬

‫والتعليل ((‪ -‬ابن القيم ‪-‬دار الحديث‬


‫‪)) (85‬منهـج جديـد لدراسـة التوحيـد ((‪ -‬عبـد‬
‫الرحمن عبدالخالق ‪ -‬المطبعة السلفية ‪.‬‬
‫‪ )) (86‬منهــــج دارســــة آيــــات الســــماء‬
‫والصفات ((‪ -‬العلمــة القرآنــي محمــد الميــن‬
‫الشنقيطي ‪ -‬تحقيق شريف هزاع ‪-‬ابن تيمية‪.‬‬
‫‪ )) (87‬إيثار الحــق علــى الخلــق ((‪ :‬أبــو عبــد‬
‫الله محمد بن إبراهيم بن على بــن المرتضــى‬
‫اليماني ‪ -‬مكتبة ابن تيمية‪.‬‬
‫‪)) (88‬النور الســمى فــي شـرح أســماء اللــه‬
‫الحسنى (( ‪ :‬أمين بن الحسن النصاري‬
‫‪ )) (89‬اللــه‪ : (( ‬الشــيخ ســعيد حــوى ‪ -‬دار‬
‫السلم‬
‫‪)) (90‬المنهاج السنى فى شرح أســماء اللــه‬
‫الحسنى(( د‪ /‬زين محمد شحاته ‪ -‬دار بلنســية‬
‫‪ -‬الرياض‬
‫‪)) (91‬القــول الســمى شــرح أســماء اللــه‬
‫الحسنى (( ‪ :‬مجدي الشورى ‪ -‬دار العلم‪.‬‬
‫‪ )) (92‬إغاثـــــة اللهفـــــان مـــــن مصـــــايد‬
‫الشيطان (( ‪ :‬ابن القيم ‪ -‬دار التراث‬
‫‪)) (93‬المجلــى شــرح القواعــد المثلــى فــي‬
‫صــفات اللــه وأســمائه الحســنى ‪-‬محمــد بــن‬
‫صالح العثيمين ((‪ -‬د‪ /‬كاملة الكواري ‪ -‬دار ابن‬
‫حزم‪.‬‬
‫‪)) (94‬تيســير العزيــز الحميــد شــرح كتــاب‬
‫التوحيد ((‪ -‬سليمان بن عبــد اللــه آل الشــيخ ‪-‬‬
‫دار البيضاء ‪ -‬ونسخة أخرى دار الفجر ‪.‬‬
‫‪ )) (95‬فتح المجيــد شــرح كتــاب التوحيــد ((‪-‬‬
‫عبــد الرحمــن بــن حســن آل الشــيخ ‪ -‬تحقيــق‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪716‬‬

‫أشرف بن عبدالمقصود ‪ -‬دار قرطبة‬


‫‪ )) (96‬القول المفيد شرح كتاب التوحيــد ((‪-‬‬
‫العثيمين ‪ -‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيروت ‪.‬‬

‫‪ -‬رابعًا‪ :‬كتب لغة ومعاجم‬


‫‪)) (97‬لســان العــرب(( ‪ :‬ابــن منظــور ‪-‬دار‬
‫احياء التراث العربي‬
‫‪ )) (98‬أســـماء اللـــه الحســـنى مـــن لســـان‬
‫العرب((‪ -‬إعداد لجنة التحقيق بدار الصــحابة ‪-‬‬
‫دار الصحابة طنطا‬
‫‪)) (99‬الفروق اللغوية(( ‪ :‬أبو هلل العسكري‬
‫‪ ،‬ضبطه حســام الــدين القدســي ‪ ،‬دار الكتــب‬
‫العلمية ‪ ،‬بيروت ‪1401 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪)) (100‬النهاية في غريب الحديث والثر(( ‪: :‬‬
‫مجــد الــدين المبــارك بــن محمــد بــن الثيــر ‪،‬‬
‫تحقيق طاهر الزاوي ومحمــود الطنــاحي ‪ ،‬دار‬
‫الفكر ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1399 ،‬هـ‪.‬‬
‫)) أسماء الله الحسنى دراسة فــي‬ ‫‪(101‬‬
‫البنية والدللة (( د‪/‬احمـد مختـار عمـر ‪ -‬عـالم‬
‫الكتب‪.‬‬
‫‪)) (102‬التعريفات(( ‪ :‬الشريف علي بن محمد‬
‫الجرجاني ‪ -‬تحقيق المرعشلي ‪ -‬دار لنفائس‪.‬‬
‫)) ديوان حســان بــن ثــابت (( ‪ -‬دار‬ ‫‪(103‬‬
‫المنار‬
‫)) معجـم مقـايس اللغـة * ((‪ -‬ابـن‬ ‫‪(104‬‬
‫فارس‬
‫)) معجــم العيــن *((‪ -‬الخليــل بــن‬ ‫‪(105‬‬
‫أحمد‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪717‬‬

‫)) الصحاح في اللغة *((‪ :‬الجوهري‬ ‫‪(106‬‬

‫‪ -‬خامسا ً ‪:‬كتب منوعة‬


‫)) الرســالة (( المــام الشــافعي ‪-‬‬ ‫‪(107‬‬
‫بتحقيق العلمة احمد شاكر ‪-‬دار الفكر‬
‫))الحكــام فــي أصــول الحكــام ((‪:‬‬ ‫‪(108‬‬
‫ابن حزم ‪ -‬دار الحديث‪.‬‬
‫‪)) (109‬بــدائع الفــوائد(( ‪ :‬شــمس الــدين ابــن‬
‫القيم ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ )) (110‬الصلة وحكم تاركها(( ‪ :‬العلمة ابن‬
‫القيم ‪ -‬المطبعة السلفية‪.‬‬
‫‪ )) (111‬حصـــاد قلـــم مجموعـــة المقـــالت‬
‫د‪/‬محمد عبد الله دراز ((‪ -‬دار القلم ‪ -‬مصر‬
‫‪)) (112‬إحياء علوم الدين(( ‪ :‬أبو حامد الغزالي‬
‫‪ ،‬تخريج العراقي ‪ ،‬مكتبة دار التراث بمصر‪.‬‬
‫))الشــــــفا بتعريــــــف حقــــــوق‬ ‫‪(113‬‬
‫المصطفى (( ‪ :‬القاضى عياض ‪ -‬دار الحديث‬
‫)) زاد المعـــاد فـــي هـــدى خيـــر‬ ‫‪(114‬‬
‫العباد (( ‪ :‬ابــن القيــم ‪ -‬تحقيــق شــعيب وعبــد‬
‫القادر الناؤوط ‪ -‬دار الرسالة ‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫)) الوابـــل الصـــيب مـــن الكلـــم‬ ‫‪(115‬‬
‫الطيب (( ‪ :‬ابن القيــم ‪ -‬دار الريــان للــتراث ‪-‬‬
‫مصر ‪.‬‬
‫))الـداء والـدواء ‪ -‬الجـواب الكـافي‬ ‫‪(116‬‬
‫لمن سأل عن الدواء الشافي ((‪ :‬ابن القيــم ‪-‬‬
‫د‪ /‬محمد جميل غازي‪ -‬دار المدنى‪.‬‬
‫‪)) (117‬الداب الشــــرعية (( ‪ :‬ابــــن مفلــــح‬
‫الحنبلي ‪ -‬أنور الباز ‪ -‬دار الوفاء ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪718‬‬

‫))التضحية عند الحيوان (( ‪:‬هــارون‬ ‫‪(118‬‬


‫يحيى ‪ -‬مؤسسة الرسالة بيروت ‪.‬‬
‫)) غـــرائب وطـــرائف (( ‪ :‬محمـــد‬ ‫‪(119‬‬
‫كامل عبد الصمد ‪ -‬دار السلم‬
‫‪ )) (120‬العجاز العلمى في القرآن الكريــم ((‬
‫محمــد كامــل عبــد الصــمد ‪ -‬الــدار المصــرية‬
‫اللبنانية‬
‫‪ )) (121‬العجاز العلمى فــي الســنة النبويــة((‬
‫محمــد كامــل عبــد الصــمد ‪ -‬الــدار المصــرية‬
‫اللبنانية‬
‫‪ )) (122‬بيولوجيـــة اليمـــان (( ‪ :‬أ‪.‬د ‪ /‬محمـــد‬
‫محمد عبدالقادر ‪ -‬دار الشروق‬
‫))اليمــان والحيــاة (( ‪ :‬د‪ /‬يوســف‬ ‫‪(123‬‬
‫القرضاوي ‪ -‬مكتبة وهبه ‪.‬‬
‫))اليمـــــان أســـــاس الحضـــــارة‬ ‫‪(124‬‬
‫الســـلمية ((‪ :‬أبـــو العلـــى المـــودودي ‪ -‬دار‬
‫الخلفة‪.‬‬
‫)) أخبار عمر بن الخطــاب ((‪ :‬ابــن‬ ‫‪(125‬‬
‫الجوزي ‪ -‬دار ابن خلدون ‪ -‬السكندرية‪.‬‬
‫))ســير أعلم النبلء (( ‪ :‬الــذهبي ‪-‬‬ ‫‪(126‬‬
‫دار الفكر‬
‫‪)) (127‬تحفة العلماء بترتيب سير أعلم النبلء‬
‫(( ‪ :‬تقــديم الشــيخ صــفوت الشــوادفي ‪ -‬دار‬
‫اليمان‬
‫)) كتاب الربعين فى فضل الرحمة‬ ‫‪(128‬‬
‫والراحمين ((‪-‬شمس الدين محمد بن طولــون‬
‫الصالحي ‪-‬تحقيق محمد خير رمضــان‪-‬دار ابــن‬
‫حزم‪.‬‬
‫))بــرد الســماء فــى فضــل الرحمــة‬ ‫‪(129‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪719‬‬

‫والرحمــاء((‪ -‬الشــيخ ســيد حســين العفــانى ‪-‬‬


‫محاضرة تم طبعها ‪ -‬دار العفانى‪.‬‬
‫)) المرحومون فى السنة النبوية ((‬ ‫‪(130‬‬
‫‪ -‬أبــو عبــد الرحمــن محمــد بــن محمــود بــن‬
‫مصطفى السكندرني‪ -‬دار ابن حزم‪.‬‬
‫‪ )) (131‬البحار الزاخرة في أسباب المغفرة ((‬
‫‪ -‬سيد حسين العفاني ‪ -‬مكتبة ابن تيمية ‪.‬‬
‫))الخلق الســلمية و أسســها (( ‪-‬‬ ‫‪(132‬‬
‫عبــدالرحمن حنبكــة الميــداني ‪ -‬دار القلــم ‪-‬‬
‫دمشق‪.‬‬
‫‪)) (133‬التوســل أحكــامه وأنــواعه ((‪ -‬العلمــة‬
‫اللبــاني ‪ -‬جمــع ونشــر محمــد عيــد عباســي ‪-‬‬
‫المكتبة السلمية‬
‫))آداب الزفاف (( ‪:‬العلمة اللبــاني‬ ‫‪(134‬‬
‫‪ -‬المكتب السلمي‬
‫))رســـــالة فـــــي آلم الطفـــــال‬ ‫‪(135‬‬
‫وتشـــوهات الخلقيـــة نظـــرة إســـلمية* (( د‪.‬‬
‫وسيم فتح الله‪.‬‬
‫))كليــات رســائل النــور(( ‪ -‬بــديع‬ ‫‪(136‬‬
‫الزمــــان ســــعيد النورســــي ‪ -‬دار ســــوزلر‪-‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪)) (137‬صفة الصفوة (( ‪ -‬ابــن الجــوزى ‪ -‬دار‬
‫الفكر‬
‫‪)) (138‬جامع العلــوم والحكــم (( ‪ -‬ابــن رجــب‬
‫الحنبلــي ‪ -‬تحقيــق أنــور البــاز ‪-‬دار الوفــاء ‪-‬‬
‫وطبعة اليكترونية تحقيق د‪ /‬ماهر الفحل‪.‬‬
‫‪ )) (139‬بهجة قلوب البرار(( ‪ -‬الشخ السعدي‬
‫‪ -‬تحقيــق أشــرف عبدالمقصــود‪ -‬دار الريــان‬
‫للتراث‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪720‬‬

‫)) فـــي واحـــة الخلـــق العظيـــم‬ ‫‪(140‬‬


‫)الرحمة( ((‪ -‬مديحة مرعي ‪ -‬دار اليمان‪.‬‬
‫‪ )) (141‬الرحمة المهداة ‪ - (( ‬محمد حســان‬
‫‪ -‬مكتبة فياض‬
‫‪ )) (142‬الرســــول ‪ ‬رحيمــــا ً (( ‪ -‬نشــــأت‬
‫المصري ‪ -‬مكتبة ومطبعة الغد‬
‫))مـــاذا خســـر العلـــم بانحطـــاط‬ ‫‪(143‬‬
‫المسلمين ((‪ -‬أبــو الحســن النــدوى ‪ -‬المكتبــة‬
‫التوفيقية‪.‬‬
‫)) النبــوة والنبيــاء دراســة مقارنــة‬ ‫‪(144‬‬
‫بين القرآن والتوارة والنجيل ((‪ :‬ل‪.‬م ‪ /‬أحمــد‬
‫عبدالوهاب ‪ -‬مكتبة وهبه‬
‫‪)) (145‬حطين مســيرة التحريــر ((‪ :‬د‪ /‬ســهيل‬
‫ذكار ‪ -‬دار حسان ‪ -‬دمشق‬
‫‪)) (146‬يقظة أولي العتبار (( ‪ :‬صــديق حســن‬
‫خان ‪ -‬تحقيق د‪/‬أسامة عبدالعظيم حمزة ‪ -‬دار‬
‫الفتح‪.‬‬
‫)) التـــذكرة فـــي أحـــوال المـــوتى‬ ‫‪(147‬‬
‫وأمور الخرة ((‪ -‬القرطبي ‪ -‬دار الفجر ‪.‬‬
‫)) قالوا عن السلم *(( ‪ -‬د عماد‬ ‫‪(148‬‬
‫الدين خليل‬
‫‪)) (149‬الرسول‪ ‬فى الدراسات الستشراقية‬
‫المنصفة *((‪-‬محمد شريف الشيباني‬

‫‪ )) (150‬الصحة والمــرض * (( ‪ :‬الشــيخ حمــد‬


‫بن عبد الله إبراهيم الدوسري‬
‫‪)) (151‬البلء أنــــواعه ومقاصــــده *((‪ -‬عبــــد‬
‫المنعم حليمة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪721‬‬

‫))النســان حيــوان تليفزيــوني ((‪-‬‬ ‫‪(152‬‬


‫محسن محمد‬
‫))إرشاد ُ النام ِ ِلما جاء في السـلم ِ‬ ‫‪(153‬‬
‫ن* ((‪ :‬الحــارث‬ ‫ق ورحمــةٍ بــالحيوا ِ‬‫مــن حقــو ٍ‬
‫المريذي‪.‬‬
‫))الرفق بالحيوان فــي الســلم ((‪-‬‬ ‫‪(154‬‬
‫العلمـــة محمـــد حســـنين مخلـــوف ‪ -‬مكتبـــة‬
‫المدني‪.‬‬
‫جــزٌء فيـهِ تحريــر الجــواب عــن ضــرب‬ ‫‪ُ )) (155‬‬
‫عبيــدة‬‫دواب *((‪ -‬الســخاوي‪ -‬حققــه أبــي ُ‬ ‫الــ ّ‬
‫حذ َي ْ َ‬
‫فــة أحمــد‬ ‫ســن ســلمان وأبــي ُ‬ ‫ح َ‬‫مش ـُهور َ‬
‫الشقيرات ‪ -‬سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة‬
‫من مجلة الحكمة)‪(20‬‬
‫‪)) (156‬مجمــوع فتــاوى ومقــالت* (( الشــيخ‬
‫ابن باز‬
‫‪)) (157‬مجموع فتاوى * (( الشيخ العثيمين‬
‫))المنتقــى مــن فتــاوى *(( الشــيخ‬ ‫‪(158‬‬
‫الفوزان‬
‫))دع القلــق وأبــدأ الحيــاة ((‪ :‬ديــل‬ ‫‪(159‬‬
‫كـــارنيجي ‪ -‬ترجمـــة عبـــدالمنعم الزيـــادي ‪-‬‬
‫الخانجي ‪.‬‬

‫سادسا ً ‪ :‬دوريات ومجلت ‪:‬‬


‫‪ )) (160‬الحدود في السلم ((‪ -‬للدكتور جمعة‬
‫علي الخولي رئيس قسم الــدعوة بالجامعــة ‪-‬‬
‫مجلة الجامعة السلمية بالمدينة المنورة ربيع‬
‫الخر ‪ -‬رمضان ‪1401‬هـ‪.‬‬
‫‪ )) (161‬طبيعــــة العقوبــــة فــــي الشــــريعة‬
‫السلمية ومثاليتهــا ((‪ -‬للــدكتور حمــد الحمــاد‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪722‬‬

‫كليــة الشــريعة ‪-‬الجامعــة الســلمية بالمدينــة‬


‫المنــورة ‪ -‬الســنة السادســة عشــرة ‪،‬العــدد‬
‫الثــاني والســتون ربيــع الخــر جمــادى الخــرة‬
‫‪1404‬هـ‪.‬‬
‫‪ )) (162‬دفاع عن العقوبات السلمية(( للشيخ‬
‫محمــد بــن ناصــر الســحيباني ‪ -‬عميــد كليــة‬
‫الشـــريعة بالجامعـــة ‪ -‬الجامعـــة الســـلمية‬
‫بالمدينــة المنــورة ‪ -‬الســنة السادســة عشــر ‪-‬‬
‫العــددان الثــالث والســتون والرابــع والســتون‬
‫رجب ‪ -‬ذو الحجة ‪1404‬هـ‪.‬‬
‫‪)) (163‬دحـــض الشـــبهات الـــتي تثـــار حـــول‬
‫العقوبــات الشــرعية ((‪ -‬د‪ .‬عبــد العزيــز بــن‬
‫فــوزان بــن صــالح الفــوزان‪ -‬أســتاذ الفقــه‬
‫المســاعد ‪ ،‬بجامعــة المــام محمــد بــن ســعود‬
‫السلمية ‪ ،‬بالرياض ‪ -‬مجلة البيان العدد ‪192‬‬
‫– شــعبان ‪ – 1424‬أكتــوبر ‪ – 2003‬الصــفحة‬
‫‪.118‬‬
‫‪)) (164‬الكوارث الطبيعية وهلك الصــالحين((‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬إبراهيـــم الزرق مجلـــة البيـــان عـــدد ذى‬
‫الحجة ‪1426‬هـ‬
‫))رســـائل مـــن المـــاء (( مجلـــة‬ ‫‪(165‬‬
‫الكيمياء عدد ‪.44، 43‬‬
‫)) المطــــر فضــــل مــــن اللــــه‬ ‫‪(166‬‬
‫ورحمة (( ‪ :‬أ‪.‬د زغلول النجار ‪ -‬مجلة الفرقــان‬
‫‪.‬‬

‫سثثثثثابعا ً ‪ :‬الموسثثثثثوعات الحاسثثثثثوبية‬


‫والمواقع الليكترونية ‪:‬‬
‫موسوعة التفسير دار التراث‬ ‫‪(167‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪723‬‬

‫الموسوعة الذهبية دار التراث‬ ‫‪(168‬‬


‫الموسوعة الشاملة الصدار ‪2.9‬‬ ‫‪(169‬‬
‫الموسوعة الشاملة الصدار ‪2.11‬‬ ‫‪(170‬‬
‫موسوعة اللباني‬ ‫‪(171‬‬
‫موسوعة العجاز العلمي‬ ‫‪(172‬‬
‫‪ (173‬موقع أسماء الله الحسنى ‪ -‬الدكتور‬
‫محمود الرضواني ‪.http://www.asmaullah‬‬
‫‪ (174‬موقع الروضة السلمي ‪ -‬الدكتور‬
‫عبدالله الهدل ‪http://www.al-rawdah.net‬‬
‫‪ (175‬موقع صيد الفوائد‬
‫‪http://www.saaid.net‬‬
‫موقع ملتقى أهل الحديث‬ ‫‪(176‬‬
‫‪http://www.ahlalhdeeth.cc/vb‬‬
‫موقع السلم اليوم‬ ‫‪(177‬‬
‫‪http://www.islamtoday.net‬‬
‫‪ (178‬موقع موسوعة العجاز العلمى في‬
‫القرآن والسنة ‪http://www.55a.net‬‬
‫موقع مفكرة السلم‬ ‫‪(179‬‬
‫‪http://www.islammemo.cc‬‬
‫موقع الشبكة السلمية‬ ‫‪(180‬‬
‫‪http://www.islamweb.net‬‬

‫‪ (181‬لموقع الدكتور العالم الياباني ميسارو‬


‫ايموتو‬
‫‪http://www.masaru-emoto.net/english/entop.html‬‬

‫‪ )) (182‬التوارة والنجيل *(( التى في أيدى‬


‫أهل الكتاب ‪.‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪724‬‬

‫فهرس الجزء الثاني‬

‫الصثف‬ ‫العنثثثثوان‬
‫حة‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -11‬الفوائد والثار اليمانية‬
‫‪3‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪22:6‬‬ ‫خلق الرحمة في حياة‬ ‫)أ( ُ‬
‫الرحمة المهداة رسول الله ‪. ‬‬
‫ك إ ِّل‬
‫سل َْنا َ‬ ‫َ‬
‫‪23‬‬ ‫ما أْر َ‬
‫و َ‬
‫‪ 0‬تفسير قوله تعالى} َ‬
‫‪25‬‬ ‫مين{)النبياء‪ -(107:‬وذكر‬‫عال َ ِ‬
‫ة ل ِل ْ َ‬
‫م ً‬
‫ح َ‬
‫َر ْ‬
‫‪27‬‬ ‫أقوال أهل العلم فيها‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ .‬معنى قوله اسمه ‪ ) ‬نبي الرحمة (‬
‫‪57‬‬ ‫‪ 0‬في معنى قوله ‪) ‬إنما أنا رحمة‬
‫‪57‬‬ ‫مهداة (‬‫ُ‬
‫‪63‬‬ ‫‪ (16‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪725‬‬

‫بالملئكة ‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪ (17‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪75‬‬ ‫بالنبياء والرسل ‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪ (18‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪78‬‬ ‫بأصحابه ‪. ‬‬
‫‪80‬‬ ‫ة‬
‫م ٍ‬‫ح َ‬‫ما َر ْ‬‫‪ 0‬في تفسير قوله تعالى} فَب ِ َ‬
‫‪85‬‬ ‫ت ‪ {..‬الية‬ ‫ن الل ّهِ ل ِن ْ َ‬‫م َ‬
‫ِ‬
‫‪87‬‬ ‫جاَءك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قد ْ َ‬ ‫‪ .‬في تفسير قوله تعالى} ل َ َ‬
‫‪91‬‬ ‫م‪{...‬الية‬‫سك ُ ْ‬ ‫ن أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سو ٌ‬‫َر ُ‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -‬نماذج من رحمته ‪ ‬بأصحابه‬
‫‪95‬‬ ‫‪ (19‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪100‬‬ ‫بالنساء‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫‪ 0‬المرأة في المجتمع الجاهلي‬
‫‪109‬‬ ‫‪ 0‬المرأة فى الحضارة الغربية الحديثــة‬
‫‪111‬‬ ‫)الجاهلية المعاصرة(‬
‫‪116‬‬ ‫‪ .‬بالرقام‪ ..‬نار المرأة العربية ‪ ..‬أفضل من جنة‬
‫‪124‬‬ ‫المرأة الغربية)بالهامش(‬
‫‪127‬‬ ‫المرأة في السلم‬ ‫‪-‬‬
‫‪131‬‬ ‫بيانات وآيات‬ ‫‪-‬‬
‫‪131‬‬ ‫شهادات غربية‬ ‫‪-‬‬
‫‪135‬‬ ‫نماذج من رحمته‪ ‬بالنساء‬ ‫‪-‬‬

‫‪146‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪ 0‬رحمته ‪ ‬في بيته مع أزوجه ~‬
‫‪153:1‬‬ ‫‪ 0‬رحمته ‪ ‬مع بناته ~‬
‫‪50‬‬ ‫‪0‬رحمته ‪ ‬بها أما ً‬
‫‪ 0‬رحمته ‪ ‬بها بنتا ً‬
‫‪154‬‬ ‫‪0‬نماذج من رحمته ‪ ‬بعموم‬
‫‪157‬‬ ‫النساء‬
‫‪165‬‬ ‫‪ (20‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪726‬‬

‫‪170‬‬ ‫بالطفال‪.‬‬
‫‪ (21‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪173:1‬‬ ‫بخدمه ومواليه‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪ -‬توجيهات نبوية‬
‫‪ (22‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪181‬‬ ‫بالعراب ‪.‬‬
‫‪181‬‬ ‫‪ 0‬من هم العراب؟!‬
‫‪ 0‬نماذج من رحمته ‪ ‬بالعراب‬
‫‪183‬‬ ‫‪ (23‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪186‬‬ ‫بالجن‬
‫‪190‬‬ ‫‪ (24‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪193‬‬ ‫بالمة في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫‪193‬‬ ‫جاَءك ُ ْ‬
‫م‬ ‫‪ 0‬في تفسير قوله تعالى} ل َ َ‬
‫قد ْ َ‬
‫‪195‬‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م‪{...‬الية‬ ‫ف ِ‬‫ن أ َن ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫سو ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫َر ُ‬
‫‪202‬‬ ‫‪ 0‬نماذج من رحمته ‪ ‬بالمة‬
‫‪202‬‬
‫‪204‬‬ ‫‪ 0‬نماذج من رحمته ‪ ‬بالمة في المور‬
‫‪205‬‬ ‫الشرعية‬
‫‪206‬‬ ‫‪ 0‬نماذج من رحمته ‪ ‬بالمة في أمور‬
‫‪206‬‬ ‫الخرة‬
‫‪209‬‬ ‫‪ (25‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪214:2‬‬ ‫بالعصاة ‪.‬‬
‫‪09‬‬ ‫‪ 0‬في تفسير قوله تعالى} ث ُ َ‬
‫م أوَْرث َْنا ال ْك َِتا َ‬
‫ب‬ ‫ّ‬
‫‪214‬‬ ‫م‬
‫من ْهُ ْ‬
‫سه ِ و َ ِ‬
‫ف ِ‬
‫م ل ِن َ ْ‬ ‫م َ‬
‫ظال ِ ٌ‬ ‫عَباد َِنا فَ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬ ‫صط َ َ‬
‫في َْنا ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫ن اللهِ ‪...‬الية {‬ ‫ّ‬ ‫ت ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫خي َْرا ِ‬ ‫ْ‬
‫ساب ِقٌ ِبال َ‬‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫صد ٌ وَ ِ‬
‫قت َ ِ‬‫م ْ‬
‫‪221‬‬ ‫ُ‬
‫‪222:2‬‬ ‫)بالهامش(‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪ (26‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪222‬‬ ‫بالحيوان ‪.‬‬
‫‪224‬‬ ‫ة‬
‫ن َداب ّ ٍ‬
‫م ْ‬
‫ما ِ‬
‫‪ 0‬في تفسير قوله تعالى} وَ َ‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪727‬‬

‫‪236:2‬‬ ‫حي ْهِ إ ِّل‬


‫جَنا َ‬
‫طيُر ب ِ َ‬ ‫ِفي اْل َْرض َول َ‬
‫طائ ِرٍ ي َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ُم َ‬
‫‪31‬‬ ‫م ‪ ....‬الية {‬ ‫مَثال ُك ْ‬
‫ُ‬ ‫مأ ْ‬‫َ ٌ‬
‫‪237‬‬ ‫‪ -‬في ثناءه ‪ ‬على بعض الحيوانات‬
‫‪241‬‬ ‫‪ -‬في صور من رحمته ‪ ‬بالحيوان‬
‫‪251‬‬ ‫العجمي‬
‫‪256‬‬ ‫‪ -‬توجيهات نبوية‬
‫‪ -‬الخلصة‬
‫‪257‬‬ ‫‪ -‬الرحمة في الذبح‬
‫‪260‬‬ ‫‪ -‬الرحمة في المعاملة‬
‫‪260‬‬ ‫‪ -‬الرحمة بتحريم التعذيب‬
‫‪261‬‬ ‫‪ 0‬الصورة الولى صبر الحيوان‬
‫‪262‬‬ ‫‪ "" 0‬الثانية التمثيل بالحيوان‬
‫‪267‬‬ ‫‪ "" 0‬الثالثة الخصاء‬
‫‪267‬‬ ‫‪ "" 0‬الرابعة وسم الوجه‬
‫‪270‬‬ ‫ن‬
‫لعن الحيوا ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ "" 0‬الخامسة‬
‫‪272‬‬ ‫‪ (27‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪273‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بالنبات‬
‫‪274‬‬ ‫‪ -‬ذكر بعض النبات في القرآن الكريم‬
‫‪275‬‬ ‫والسنة المطهرة‬
‫‪278‬‬ ‫‪ -‬نماذج من رحمته ‪ ‬بالنبات‬
‫‪279‬‬ ‫‪ (28‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪281‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بالجماد‬
‫‪281‬‬ ‫‪ -‬الجماد في القرآن والسنة‬
‫‪282‬‬ ‫المطهرة‬
‫‪284‬‬ ‫‪ -‬نماذج من رحمته ‪‬‬
‫‪285‬‬ ‫بالجمادات‬
‫‪288‬‬ ‫‪ -‬مستريح ومستراح منه‬
‫‪290‬‬ ‫‪ -‬رسائل من الماء‬
‫‪291‬‬ ‫‪ (29‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪728‬‬

‫‪292‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بالكفار‬


‫‪293‬‬ ‫نماذج من رحمته ‪ ‬بالكفار‬ ‫‪-‬‬
‫‪295‬‬ ‫والمشركين‬
‫‪297‬‬ ‫نماذج من رحمته ‘ بأهل‬ ‫‪-‬‬
‫‪299‬‬ ‫الكتاب ‪.‬‬
‫‪299‬‬ ‫في آداب الحرب مع‬ ‫‪-‬‬
‫‪300‬‬ ‫المحاربين من أهل الكتاب والكفار‬
‫‪302‬‬ ‫والدعاء لهم‪.‬‬
‫‪304‬‬ ‫‪ -‬سيرتهم وسيرتنا ) بالهامش (‬
‫‪305‬‬ ‫‪ (30‬ذكر طرف من رحمته ‪‬‬
‫‪309‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بالمنافقين‬
‫‪315‬‬ ‫‪ -‬ما هو النفاق ؟‬
‫‪317‬‬ ‫‪ -‬وما هي صفات المنافقين ؟‬
‫‪318‬‬ ‫‪ -‬نماذج من من رحمته ‪‬‬
‫‪319‬‬ ‫بالمنافقين‪.‬‬
‫‪323‬‬ ‫)( رحمته ‪ ‬بعيون الخرين‬
‫‪324‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪328‬‬ ‫‪ 0‬أول ً بما جاء فى كتب أهل الكتاب من‬
‫‪331‬‬ ‫وصفه ‪ ‬بالرحمة‬
‫‪341‬‬ ‫‪ 0‬رقته و سماحة طبعه‬
‫‪343‬‬ ‫‪ 0‬رقه قلب وأخو النسانية العظيم‬
‫‪346‬‬ ‫‪ 0‬محبة أصدقاءه‬
‫‪253‬‬ ‫‪ 0‬رحمته بالعداء‬
‫‪253‬‬ ‫الرحمة والعنف‬
‫‪253‬‬ ‫خلق الرحمة في حياة‬ ‫ُ‬ ‫)ب(‬
‫‪355‬‬ ‫‪.‬‬ ‫السلف رحمهم الله‬
‫‪357‬‬ ‫‪ 0‬طرف من رحمتهم بالوالدين‬
‫‪367:3‬‬ ‫‪ 0‬طرف من رحمتهم بالبناء‬
‫‪57‬‬ ‫ل‪ -:‬في شفقتهم بهم ورحمتهم إياهم‬ ‫أو ً‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪729‬‬

‫‪367‬‬ ‫ثانيًا‪ -:‬في إعانتهم على برهم‬


‫‪368‬‬ ‫جا‬
‫‪ 0‬رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬أزوا ً‬
‫‪378‬‬ ‫‪ 0‬رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬مع الصحاب‬
‫‪379‬‬ ‫و الصدقاء‬
‫‪ 0‬رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬مع أولد‬
‫المسلمين‬
‫‪380‬‬
‫‪382‬‬
‫‪ 0‬رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬عموم‬
‫‪383‬‬ ‫المسلمين‬
‫‪383‬‬ ‫‪ 0‬رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬بالخدم‬
‫‪387‬‬ ‫‪ 0‬رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬بالعصاة‬
‫‪389‬‬ ‫‪ 0‬رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬بالحيوان‬
‫‪389‬‬ ‫‪ 0‬رحمتهم رحمهم الله ‪ ‬بالكفار و أهل‬
‫‪391‬‬ ‫الكتاب‬
‫‪392‬‬ ‫خلق الرحمة في حياة‬ ‫)جث( ُ‬
‫‪393‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المسلم‬
‫‪394‬‬
‫‪ 0‬خلق الرحمة مع نفس المسلم‬
‫‪397‬‬
‫‪397‬‬
‫وأهله‬
‫‪398‬‬ ‫‪ 0‬خلق الرحمة مع نفسك‬
‫‪399‬‬ ‫‪ .1‬مصدر الرحمة‬
‫‪401‬‬ ‫‪ .2‬فعالية الرحمة‬
‫‪402‬‬ ‫‪ .3‬لماذا نرحم ونتراحم ؟!‬
‫‪402‬‬ ‫‪ -‬رحمة المسلم نفسه‬
‫‪404‬‬ ‫‪ -‬رحمة المسلم أهله‬
‫‪405‬‬ ‫‪ -‬رحمة المسلم مع إخوانه وفى‬
‫‪407‬‬ ‫مجتمعه‬
‫‪408‬‬
‫‪409‬‬
‫• من آثار الرحمة في‬
‫‪409‬‬ ‫المجتمع السلمي‬
‫‪411‬‬ ‫‪ -‬الرحمة بالمر بالمعروف والنهى عن‬
‫‪412‬‬ ‫المنكر‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪730‬‬

‫‪415‬‬ ‫‪ -‬الرحمة بالبذل والنفاق‬


‫‪415‬‬ ‫م‬
‫مه ِ ْ‬
‫ح ِ‬
‫ن ِفى ت ََرا ُ‬
‫مِني َ‬ ‫‪ -‬حديث )ت ََرى ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫‪421‬‬ ‫م(‬ ‫م وَت ََعاط ُ ِ‬
‫فه ِ ْ‬ ‫واد ّه ِ ْ‬
‫وَت َ َ‬
‫‪421‬‬ ‫‪ -‬حديث )من ل يرحم الناس‪ :‬ل يرحمه‬
‫‪428‬‬ ‫الله (‬
‫‪429‬‬
‫د( القسوة وآثارها السيئة على‬
‫‪430‬‬
‫‪435‬‬
‫‪.‬‬ ‫الفرد والمجتمع‬
‫‪435‬‬ ‫‪0‬القسوة فى القرآن الكريم‬
‫‪435‬‬ ‫والسنة المطهرة‬
‫‪436‬‬ ‫‪ 0‬مظاهر قسوة القلب‬
‫‪438‬‬ ‫‪ 0‬أسباب قسوة القلب‬
‫‪359‬‬ ‫‪ 0‬علج قسوة القلب‬
‫‪462‬‬ ‫‪ -‬آثار القسوة على المجتمع‬
‫‪463‬‬ ‫‪ -‬الطفال يموتون بسبب القسوة‬
‫‪464‬‬ ‫‪ -‬النساء في الغرب يدفعن ثمن‬
‫‪467‬‬ ‫القسوة بالرقام ) بالهامش (‬
‫‪467‬‬ ‫‪ -‬الطفال الصغار هم الكثر تضررا ً‬
‫‪468‬‬
‫‪469‬‬ ‫‪ -‬من مستلزمات القسوة عند‬
‫‪473‬‬ ‫أهل الباطل العتداء على أهل‬
‫‪474‬‬ ‫الحق ‪:‬‬
‫‪478‬‬ ‫‪ 0‬مظاهر العتداء‬
‫‪ 0‬نماذج من قساة القلوب في‬
‫عصر حقوق النسان‬
‫‪479‬‬ ‫‪0‬النموذج الول ‪ :‬قساة اليهود‬
‫‪479‬‬ ‫‪ 0‬النموذج الثاني ‪ :‬قساة‬
‫‪479‬‬ ‫النصارى‪....‬في العصور الماضية‬
‫‪481‬‬ ‫‪ -‬المثال الول ‪......‬وشهد شاهد من‬
‫‪481‬‬ ‫أهلها‬
‫‪482‬‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪731‬‬

‫‪482‬‬ ‫‪ -‬المثال الثاني‬


‫‪485‬‬ ‫‪ -‬قسوة النصارى ووحشيتهم في‬
‫‪486‬‬ ‫هذا العصر‬
‫‪ -‬قسوة النصارى ووحشيتهم في‬
‫‪487‬‬ ‫قارة افريقية‬
‫= شمال افريقية‬
‫‪496‬‬ ‫= شرق افريقية‬
‫‪498‬‬ ‫‪ -‬قسوة النصارى ووحشيتهم في‬
‫‪508‬‬ ‫قارة آسيا‬
‫‪509‬‬ ‫= التعذيب الفردي‬
‫‪511‬‬ ‫= التعذيب العام‬
‫= قسوة النجليز على المسلمين في‬
‫‪513‬‬
‫الهند‬
‫‪515‬‬ ‫= قسوة نصارى الفلبين و غلظتهم‬
‫‪515‬‬ ‫على المسلمين‬
‫‪516‬‬ ‫= قسوة النصارى في أوروبا‬
‫‪517‬‬ ‫] المتحضرة [‬
‫‪518‬‬ ‫= قسوة أمريكا النصرانية‬
‫‪518‬‬ ‫والديمقراطية الدموية‬
‫= التاريخ الدموي للمبراطورية‬
‫‪519‬‬
‫المريكية‬
‫‪519‬‬ ‫= أفغانستان والعراق نموذجا ً‬
‫‪520‬‬ ‫= جوانتاموا ‪ ...‬قصة باكستاني عائد‬
‫‪522‬‬ ‫منها‬
‫‪523‬‬ ‫= العراق ‪ ....‬وأطفاله بالرقام‬
‫‪523‬‬ ‫‪ 0‬النموذج الثالث ‪ :‬قساة‬
‫‪525‬‬ ‫الشيوعيين ) الملحدين (‬
‫‪528‬‬ ‫= الشيوعيون في روسيا‬
‫= تدمير شعب أفغانستان‬
‫‪537‬‬ ‫= الشيوعيون في الصين‬
‫‪538‬‬ ‫‪ 0‬النموذج الرابع ‪ :‬قساة الوثنيين‬
‫‪540‬‬ ‫= قسوة الوثنيين في سيريلنكا‬
‫‪540‬‬ ‫في تايلند‬ ‫= "" ""‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪732‬‬

‫‪546‬‬ ‫‪ 0‬النموذج الخامس ‪ :‬قساة أهل‬


‫‪549‬‬ ‫الباطل من المنتسبين إلى السلم‬
‫‪549‬‬ ‫= قسوة أهل الباطل أشد من غيرهم‬
‫= ‪ ...‬الول‪ :‬النموذج الثوري الناصري‬
‫‪550‬‬ ‫= الثاني ‪ :‬النموذج الشيوعي الصومالي‬
‫‪556‬‬ ‫= الثالث ‪ :‬النموذج الرافضي فى العراق‬
‫‪562‬‬ ‫)هث( أثر الرحمة في حياة المسلم‬
‫‪577‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪577‬‬ ‫‪ (1‬الفوائد والثار العقدية والتعبدية‬
‫‪582‬‬ ‫‪ (2‬الرحمة والصحة‬
‫‪586‬‬ ‫النفعالت والتأثير الهرموني‬ ‫‪-‬‬
‫شكل رقم )‪(1‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪591‬‬
‫الرحمة والتأثير البيولوجي‬ ‫‪-‬‬
‫‪595‬‬ ‫والنفسي‬
‫‪605‬‬ ‫أول ً ‪ :‬الرحمة و التأثير البيولوجي‬ ‫‪-‬‬
‫الرحمة والطبي الوقائي‬ ‫‪-‬‬
‫الرحمة مع الخرين‬ ‫‪-‬‬
‫الدموع رحمة‬ ‫‪-‬‬
‫قيام الليل رحمة‬ ‫‪-‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الرحمة والتأثير النفسي‬ ‫‪-‬‬
‫طيف الحياة‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كنت تريد الشفاء فكر كيف‬ ‫‪-‬‬
‫تسعد الخرين؟‬

‫)و( كيف أكون عبدا ً رحيمًا؟‬


‫‪.‬‬
‫كيف نربي أنفسنا على الرحمة ؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .1‬التخلية‬
‫‪ .2‬التحلية‬
‫)ز( الدعاء بالسمين الكريمين‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬الثناء على الله‪ ‬في الكتاب والسنة‬
‫‪ -‬تعريف الثناء لغة‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪733‬‬

‫‪ -‬تعريف الثناء اصطلحا ً‬


‫‪ -‬الفرق بين الحمد والمدح والثناء‬
‫والتمجيد‬
‫‪ -‬معنى الثناء والتمجيد‬
‫‪ -‬أنواع الثناء‬
‫‪ -‬ثناء التنزية والتسبيح‬
‫‪ -‬ثناء الحمد والتمجيد‬
‫‪ -‬دعاء الطلب والمسألة بالسمين‬
‫الكريمين‬
‫‪ -‬الدعاء بالصفة التى دل عليها‬
‫السمان الكريمان‬
‫‪ -‬مامعنى قوله‪ ) ‬وأسألك موجبات‬
‫رحمتك (‬
‫‪ -‬ما حكم الدعاء بقولهم ) وأسأل الله‬
‫أن يجمع بينى وبينك في مستقر‬
‫رحمته (؟‬
‫)( الخاتمة ‪ ...‬سعة رحمة الله‪‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬فضل التوحيد وما يكفر من‬
‫الذنوب‬
‫‪ -‬فضل الوضوء وما يكفر من‬
‫الذنوب‬
‫‪ -‬فضل الصلة وما تكفر من‬
‫الذنوب‬
‫‪ -‬الذكر اليسير و الجر الكثير‬
‫‪ -‬تكثير الحسنات وتضعيف‬
‫العمال‬
‫‪ -‬عمل يسير وأجر كثير‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪734‬‬

‫‪ -‬المصافحة‬
‫‪ -‬التبسم في وجه‬
‫المسلم‪،‬إرشاد الضال‪.......،‬‬
‫‪ -‬هبة الحبل و هبة الشسع‬
‫و‪.......‬‬
‫‪ -‬العدل بين الناس و إعانة‬
‫الرجل على دابته و‪.......‬‬
‫‪ -‬إسماع الصم وهداية العمى‬
‫و‪...........‬‬
‫‪ -‬إماطة الذى عن الطريق‬
‫‪ -‬إعفاف الرجل نفسه وزوجه‬
‫‪ -‬إنظار المعسر أو التجاوز عنه‬
‫‪ -‬غرس و زراعة الشجار‬
‫‪ -‬سقى البهائم ‪ ...‬يجلب‬
‫المغفرة والرحمة‬
‫لو بغير قصدا ول نية ‪ ...‬لك‬ ‫‪-‬‬
‫فيها أجر‬
‫‪ -‬حديث البطاقة‬
‫ل تيأس من رحمة الله ‪‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ (12‬الملحق‬
‫‪.‬‬
‫‪ -1‬فتاوى خاصة بالسمين الشريفين‬
‫‪ -2‬فتاوى الترحم على العصاة‬
‫والمبتدعة‬
‫‪ 0‬حكم الترحم على العصاة‬
‫‪ 0‬حكم الترحم على المبتدعة‬
‫‪ -3‬فتاوى خاصة بالموت الهين‬
‫)الموت الرحيم‪....‬زعموا(‬
‫‪ 0‬التداوى وأحكامه‬
‫رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم‬
‫‪735‬‬

‫‪ 0‬ماهية الموت الهين وتاريخه ‪...‬‬


‫وتصوير المسألة‬
‫‪ 0‬رفع أجهزة النعاش الصناعي‬
‫وحكمه‬
‫‪ 0‬قرارت المجمع الفقهي وفتاوي أهل‬
‫العلم رحمهم الله تعالى‬
‫‪ -4‬فتاوى خاصة بالرحمة بالحيوان‬
‫‪ -‬وجوب الرفق بالحيوان‬
‫‪ -‬قررات المجمع الفقهي‬
‫‪ -‬فتاوى أهل العلم‬
‫‪ -‬التجارب الطبية على الحيوان‬
‫‪ -5‬الحاديث الضعيفة والموضوعة‬
‫المتعلقة بموضوع الرحمة‬
‫‪ o‬المصادر والمراجع‬

‫تم الفهرس بحمد الله ‪ ‬وتوفيقه‪.‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك أَ ْ‬
‫ه إ ِّل أن ْ َ‬
‫ت‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫مدِ َ‬‫ح ْ‬
‫م وَب ِ َ‬‫ك الل ّهُ ّ‬
‫حان َ َ‬
‫سب ْ َ‬
‫ُ‬
‫ب إ ِل َي ْ َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫فُر َ‬ ‫َ‬
‫ك وَأُتو ُ‬ ‫ست َغْ ِ‬
‫أ ْ‬

You might also like