Professional Documents
Culture Documents
. Spuler, Handbuch der Orientalistik 3/236، 237 ) (4انظر كتاب شيولر :
كما ينطق في مدينة " الرياض " ونواحيها ،في الجزيرة العربية،
صوًتا مزجّيا كذلك ،غير أنه مكون من الدال والزاي ) ( dzفي مثل
قولهم ْ " :دِزْبلة " في " ِقبلة " و" دزليب " في " قليب " وغير ذلك مما
سمعته بنفسي هناك .
وفي السودان ،وجنوبي العراق ،تحول نطق القيياف
إلى غين ،ففي حديث إذاعي مع أحد السودانيين ،وفييي
إذعة ركن السودان بالقيياهرة ،فييي شييهر مييارس 1978
وردت الكلمييييات التالييييية :لغيييياء ،وغنيييياة ،ويغييييدر،
والديموغراطييييية ،وعلغيييية ،واغتصييييادي ،وانتغلييييت،
والستغلل بدل ً من :لقاء ،وقناة ،ويقدر ،والديموقراطية،
وعلقة ،واقتصادي ،وانتقلت ،والستقلل ...وفي اللهجة
المصرية كلمتان قلبت فيهما القاف غيًنا على هذا النحو
هما " :يغدر" ومشتقاتها ،بدل ً من " :يقدر " .و " زغزغ "
بمعنى :حرك يده في خاصرة الصبي ليضييحكه .والصييل
فيها في العربية الفصحى " :زقزق " ).(1
كمييا تطييورت القيياف إلييى " كيياف " فييي نطييق
ل " :كييان " الفلسطينيين في المدن) ،(2فهم يقولييون مث ً
في " قال " و " برتكان " في " :برتقال " و " كتلته كتل
في " :قتله قتل " ،وغير ذلك. "
والتعليل الصوتي لكل هذه النقلبات ،سهل ويسير،
فتأثير " قانون الصوات الحنكييية ") (3واضييح فييي انقلب
القيياف إلييى نطييق مزجييي ،فييي بعييض بلييدان الخليييج
) كالجيم الفصيييحة ( ،وفييي الرييياض وضييواحيها ) دز ( .
القاف ل تعاني من هذا القلب، والدليل على ذلك أن
ما كما يتطلب هذا القانون). (4 إل إذا وليتها كسرة ،تما ً
()1انظر مقالتنا :اللهجة العامية المصرية في القرن الحادي عشر " حوليات دار العلوم 1970م ".
()2انظر :الطلس اللغوي لبرجشتراسر Bergsträsser, Sprachatlas :الفقرة . 7
()3انظر في شرح هذا القانون مقالتنا ":التطور اللغوي وقوانينه " . 164 – 163
()4انظر كذلك :دراسات في لهجات " شرقي الجزيرة " لجونستون – ترجمة أحمد الضبيب – 54
. 55
- 188 -
القاف " كما يقول ليتمان " :وقييد سييمعت الهمييزة ميين
يهودي متعّلم ،والقاف من مسلم غير مثقف "). (1
هذا ..ومما يلفت النظر أن كثيًرا من اللهجات التي
قلبت فيها القيياف همييزة ،ل تحتفييظ بنطييق الهمييزات
الصلية في اللغة .ويبدو أن ترك هذه الهمزات الصييلية،
تييم فييي فييترة قديميية ،ولييم يكيين إل امتييداًدا للهجييات
تم توقف هييذا الحجازية القديمة في تسهيل الهمزة.
التغير بعد فترة فما دام التغير قد أصاب جميع الكلمات،
تحت طائلته ،يصبح القييانون الييذي يفسييره التي تقع
وكأنه قد نسخ ،ويمكن للغيية أن تخلييق مركبييات صييوتية
جديدة ،مشابهة كل الشييبه للمركبييات الييتي كييان التغييير
يعمييل فيهييا سييابًقا ،فهييذه المركبييات تبقييى دون تغييير،
القانون. فيقال إنها لم تعد واقعة تحت سلطة
وهكذا بعد أن توقفت ظاهرة التخلص ميين الهمييزة،
ومضت فترة من الزمن ،أخذ صوت القاف يتحييول إلييى
جييا.
الهمزة ،دون أن تجد لهجات الخطيياب فييي ذلييك حر ً
والله أعلم ،،
ما بمعنى :أكل الطفل أكل ً أي عض عليه ،ومثله :قََرم قَْر ً
ضعيًفا.
ويقييال :رزأ ورزق ،وأبييض وقبييض ،وقسيير وأسيير،
وقصيير وأصيير بمعنييى حبييس ويقييال كييذلك وأبييه ووقبييه
وره ) عيين بمعنى :النقرة في الصييخرة ،وأّوب الديييم :قَي ّ
وب الرض تقويب ًييا حفيير بهييا شييبه التقييوير ثعلييب (َ ،وق ي ّ
) اللسان (.
وقد تكون في معاجم اللغة أمثلة أخرى لم يتثن لنييا
دا ميين الييرواة لييم ينسييب هييذه العثور عليها ،غير أن أح ي ً
الظاهرة إلى قبيلة بعينها ،وإنما يوجييد ذلييك مروي ّييا علييى
أنه من الفصيح المستعمل بوجهيه كليهما.
ثم ننتقل نقلة أخرى بقدر ما ساعدتنا المراجع فنجد
أن هذه الظاهرة كانت قد وجدت في لسييان أهييل مصيير
منذ القرن السابع الهجري ،وربما عرفها أهل مصير قبيل
ذلك بقرن أو قرنين فقد ورد في تاريييخ ابيين إييياس فييي
حوادث عام سنة 713هي ما نصه:
" وحضر نائب غزة ،وجماعيية ميين الخيييار الشييامية
والغزاويييية ،وتكلميييوا فيييي ذليييك ،وكتبيييوا المئالت
والمناشييير " .ويغلييب علييى الظيين أن المقصييود بكلميية
)المئالت( :هو ) :المقييالت ( كمييا جيياء فييي ديييوان ابيين
التاسييع سييودون ميين شييعراء العامييية فييي القييرن
الهجييري ص " 36مييتى آل در بهييذا القصيير " أي :مييتى
قال در بهذا القصر .
ضيا ) ص " :( 99ميع قيد بيدا آل جيوم وجاء فييه أي ً
العييب ،أي :قييال :قييوم ..وفيييه ) ص " :( 60يييا رب
ألبها ،وقد يكون المراد :قلبها ".
وواضح من هذه النصوص أن صوت الهمزة قييد ورد
فييي كلميية )قييال( ،ومشييتقها ) :المقييالت ( وفييي كلميية
)قلب( ،ولعل ذلك لكييثرة اسييتعمال هييذه الكلمييات فييي
- 195 -
" لغة مضر بعينها ،ولغة النبي صييلى الليييه عليييه وسييلم،
البيت ". على ما ادعى فقهاء أهل
ضييا
والواقع أن )ابن خلدون( نقل وصف )سيبويه( أي ً
لمخرج القاف الفصحى ،وهي هذه القاف الولى " :ميين
أقصى اللسان وما فوقه من الحنييك العلييى " ) الكتيياب
433 / 4طبعة الستاذ عبد السلم هارون (.
وإذا كيييانت القييياف فيييي اعتبيييار )سييييبويه( بيييين
المجهورات ،فإن )ابيين خلييدون( قييد سييكت عيين وصييف
الجهر أو الهمس ،فلم يتعرض له بنفييي أو إثبييات ،ولكيين
فحوى الحديث تدل على أنه يتفق مع )سيبويه( في هييذا
الجانب ،وللقاف المجهورة بقية في ألسنة أكثر الشعوب
ما قاهرية ،وللقاف المهموسة العربية ،حيث ينطقونها جي ً
ضا في ألسنة المثقفييين ،وقييراء القييرآن فييي كييل بقية أي ً
العالم الناطق بالقرآن.
ونأتي إلى القاف الولى وكيفية نطقها ،ول شك أنها
كيانت عميقية المخيرج مين اللهياة ،وهيي حيرف عسيير
النطق على غير المتمرس به ،حييتى إن القييراء اعتييبروه
أصييل حييروف القلقليية ،قييال ابيين الجييزري" :لشييدة
استعلئه" )النشر 1/203تحقيق محمد أحمد وهمان(.
وقد دعا الحفاظ علييى صييوت القيياف بعييض القييراء
إلى المبالغة في أدائه حتى بلغوا في ذلك صورة منفييرة
جعلت )ابن الجزري( يتوجه إليهم بقوله ) ص " :( 213
ليس التجويد ،بتمضيغ اللسان ،ول بتقعير الفم " إلخ .
وهو يقصييد قطعًييا هييذه المبالغيية فييي نطييق القيياف
المتقعرة.
ثم يأتي بعد ذلييك نطييق العييرب المصييريين بالقيياف
متوسييطة بييين الكيياف والقيياف ،وهييذا التوسييط يجعلهييا
أقرب إلييى القيياف الييتي ينطقهييا الن أهييل التقييان فييي
اللغة والقرآن ،من الذين ل يتقعرون مع فارق واحييد هييو
اختفاء صيغة الجهر منها ،نتيجة تطور صوتي تعرضت لييه
فييي بعييض المجتمعييات ،ونظييامه أنييه هييروب ميين تقعيير
- 198 -