Professional Documents
Culture Documents
الإبستيمولوجية epistemology
الإبستيمولوجية epistemology
شادر حسن
الفيــــــــــزياء الـكـلســيكيـة
البستيمولوجية epistemologyمصطلح ذو أصل إغريقي مؤلف من كلمتين: استندت الفيـــزياء في مطلع القرن العشرين إلى أسس علمية راسخة في
epistemoوتعني المعرفة و logosوتعني علم .ويعني المصطلح حرفيا ً علم الترموديناميك والكهرباء والضوء والتحريك والقوى التجاذبية ،وهي نظريات
المعرفة أو علم العلم. ومكتشفات استغرقت أكثر من ثلثة قرون .واعتمدت الفيـــزياء الكلسيكية على
◄وكان أول من وضع هذا المصطلح الفيلسوف السكتلندي جيمس فريدريك المبرهنات الحسابية والتجريبية عوضا ً عن التنبؤات والمشاهدات ،واقتصرت
فيرييه ) (1864 - 1808حين ألف كتابه مبادئ الميتافيزيقا .إذ قسم الفلسفة على العالم الجهري من حولنا من الرصـاصة حتـى المجّرات .
فيه إلى قسمين :أنطولوجية و إبستيمولوجية. ل ،أعطت معادلت "ماكسويل" توصيفا ً مقبول ً للظواهر الكهرطيسية بما فمث ً
◄أما المعنى المعاصر لمصطلح إبستيمولوجية في الفلسفة العربية فيها الشعاع الضوئي والمواج الراديوّية المكتشفة من قبل "هرتز " ،وفهمت
والفرنسية فهو :الدراسة النقدية للمعرفة العلمية. الحركة الميكانيكية "النيوتونية " لمكونات المادة على المستوى الجهري ،
◄ومع أن مفهوم »العلم« حاضر في تاريخ الفلسفة ،ولسيما عند أفلطون وترسخت مفاهيم تحريك الجسام من خلل صياغة "هاميلتون " ،ووضحت
وأرسطو وديكارت ولوك وليبتنز فإن البستيمولوجية بوصفها مبحثا ً مستقل ً
القوانين الربعة في الترموديناميك جميع أشكال تحولت المادة والطاقة في
موضوعه المعرفة العلمية ،لم تنشأ إل في مطلع القرن العشرين حين اتجهت النظم الترموديناميكية المعزولة والمغلقة والمفتوحة أو توازناتها.
إلى تحديد السس التي يرتكز عليها العلم ،والخطوات التي يتألف منها ،وإلى وقبل بداية القرن العشرين ظهرت مجموعة ظواهر فيـــزيائية لم تكن معروفة
نقد العلوم والعودة إلى مبادئها العميقة .وذلك بتأثير التقدم السريع للعلم، من قبل .ولعل أهم هذه الظواهر اكتشاف " وليام روتنجن " مع نهاية القرن
ده ذلك من تغّير في بنية منظومة العلوم، والتجاه نحو التخصص المتزايد ،وما ول ّ التاسع عشر وتحديدا ً في العام 1895أشعة لم يكن أحد يدرك ماهيتها فأسماها
ومن صعوبات وإشكالت ذات طبيعة نظرية. أشعة . xكذلك اكتشف " أنطوان هنري بيكريل " في العام 1896النشاط
◄والبستيمولوجية بوصفها الدراسة النقدية للعلم تختلف عن نظرية المعرفة الشعاعي دونما فهم معمق لطبيعته وتفاعلته مع المادة ،وتقدم الزوجان "
. كوري" بالمعرفة في مجال النشاط الشعاعي في السنوات اللحقة من خلل
◄ففي حين تتناول نظرية المعرفة théorie de la connaissanceعملية أعمالهما في مجال الشعاع النووي .كما بّين " إرنيست رذرفورد" خطأ
تكون المعرفة النسانية من حيث طبيعتها وقيمتها وحدودها وعلقتها بالواقع، مفاهيمنا السابقة حول البنية الذرية مع طرحه نظرية النواة الذرية المستندة
وتبرز -بنتيجة هذا التناول -اتجاهات اختبارية وعقلنية ومادية ومثالية ،فإن إلى مفهوم النواة الصغيرة جدا ً بالمقارنة مع الذرة ،وجرى تصنيف مدى
موضوع البستيمولوجية ينحصر في دراسة المعرفة العلمية فقط. استقرار هذه النوى وعلقة اللاستقرارية بإصدار أشعة أو أو . أما " جوزيف
◄وإذا كانت الجابات التي تقدمها نظرية المعرفة »إطلقية« وعامة وشاملة، طومسون" فقد بّين في العام 1897ومن خلل عمله في مجال أنابيب النفراغ
فإن البستيمولوجية تدرس المعرفة العلمية في وضع محدد تاريخيًا ،من دون أن أن الشعة الصادرة عن المهبط ليست هي في الواقع إل إلكترونات ،وقام في
تنزع نحو إجابات مطلقة. تجربة شهيرة بقياس نسبة كتلة اللكترون إلى شحنته .وتابع " فيليب لينارد"
◄بل ترى البستيمولوجية في التعميمات الفلسفية لنظرية المعرفة عائقا ً
دراسة خصائص الشعة المهبطية من حيث الفلورة عند اختراقها رقائق معدنية ،
أمام تطور المعرفة العلمية .ذلك أن التصورات الزائفة عن المعرفة تؤثر سلبيا ً
وقاس "روبرت ميليكان " لول مرة وبدقة الشحنة اللكترونية بطريقة قطرة
في مجال المعرفة العلمية ،وخاصة حين تضع حدودا ً للعلم. الزيت وهي إحدى أشهر التجارب المخبرية للمرحلة الجامعية في عصرنا ،كما
فالبستيمولوجية ليست استمرارا ً لنظرية المعرفة في الفلسفة بل هي تغير ساهم في العمال المتعلقة بالمفعول الكهرضوئي .لقد ترافق طرح معادلت
كيفي في النظر إلى علقة الفلسفة بالعلم ،وتجاوز للتناقض بين نظرية "ماكسويل " مع العديد من الستفسارات التي بقيت دون إجابة ومنها :ما هو
المعرفة والعلم. الوسط الذي تنتشر فيه الشعة الكهرطيسية ؟ وما هي حوامل الشحنة
◄وليس هذا فحسب ،بل إن البستيمولوجية أتت على ما كان يعرف بفلسفة الكهربائية المسؤولة عن إصدار الضوء ؟ فقام " ألبرت مايكلسون " و" إدوارد
العلم philosophy of scienceالتي تولدت من علقة الفلسفة بالعلم وتناولت مورلي " بإجراء تجربتهما الشهيرة ) تجربة مايكلسون مورلي ( في تداخل الضوء
ون النظرة جملة موضوعات أهمها علقة العلم بالمجتمع وتأثيره في تك ّ ي من مصدره أو راصده ودحضا التي بينت أن سرعة الضوء مستقلة عن حركة أ ّ
الفلسفية إلى الطبيعة والكون. بذلك فكرة الثير كوسط ينتشر فيه الضوء .كما درس " هندريك لورنز " آليات
◄أما من حيث الختلف بين البستيمولوجية ومنطق العلم logic of إصدار الضوء بتطبيق معادلت ماكسويل على الشحنات الكهربائية في المادة .
،scienceفإن منطق العلم أقرب المباحث إلى البستيمولوجية .ذلك لنه يحلل وبّين " لورنز " إمكانية تطبيق نظريته على فوتونات الشعاع الناجم عن الحركة
لغة العلم تحليل ً منطقيًا .ويبحث في مناهج الكشف العلمي ومنطقه ،لكن الهتزازية في الذرات .وأعطى " لورنز " تفسيرا ً لمفعول " بيتر زيمان "
أنصاره يقطعون كل صلة بينه وبين الفلسفة. المتعلق بانقسام الخطوط الطيفية للهب الصوديوم عند تعرض اللهب لحقل
◄وإذا كانت البستيمولوجية مبحثا ً موضوعه المعرفة العلمية ،وهدفه التحليل مغناطيسي انطلقا َ من الحركة الهتزازية لللكترونات .ثم أوضح " يوهانز
النقدي لها ،فما هي مشكلت العلم التي تتطلب تدخل ً إبستيمولوجيًا؟ شتارك " تأثيرا ً مشابها ً لمفعول زيمان من خلل دراسة الحقول الكهربائية على
◄تعد مشكلة المسار الذي تسلكه المعرفة العلمية واحدة من أهم مشكلت إصدار الفوتونات ،حيث لحظ انقساما ً طيفيا ً وانزياحا ً دوبلريا ً تبعا ً لسرعة
البستيمولوجية. المصدرات الضوئية كالذرات والنوى وعرفت هذه الظاهرة بمفعول شتارك.
◄ولقد انقسم البستيمولوجيون -في النظر إلى هذه المشكلة -إلى
فريقين :فريق نظر إلى مسار العلم على أنه سيرورة متصلة مستمرة ل انقطاع
فيها ول انفصال.
◄وفريق آخر رأى أن مسار العلم مسار انقطاع واضطرابات وأزمات وثورات.