You are on page 1of 43

‫ناجي علي‬

‫ممثل جمعية شباب البحرين لحقوق النسان‬

‫كاتب الورقة ‪ :‬محمد المسقطي –رئيس جمعية شباب البحرين‬


‫لحقوق النسان‬
‫‪:‬سوف تتناول الورقة التي‬

‫قانون الجمعيات و أثره على قدرات مؤسسات المجتمع ‪10‬‬


‫‪.‬المدني‬
‫‪.‬حرية التنظيم وعلقته بفاعلية مؤسسات المجتمع المدني‪11 .‬‬
‫المعوقات و التحديات المؤثرة في تسجيل وممارسات ‪12‬‬
‫‪.‬مؤسسات المجتمع المدني‬
‫خبرات مصرية وعربية في مجال حملت التأثير المتعلقة ‪13‬‬
‫‪.‬بحرية المجتمع المدني‬
‫تشكل تجربة اللجان والمؤسسات في المجتمع المدني في مملكة البحرين‬
‫تجربثة ثريثة وحيويثة مليئة بالنجاحات بقدر مثا هثي مليئة بالتعثثر والخفاقات‪.‬‬
‫وهي تجارب متنوعة تختلف من لجنة أو مؤسسة إلى أخرى‪ ,‬ولكن هناك أمور‬
‫عديدة مشتركثثة تسثثمح بالتقييثثم المشترك وعقثثد المقارنات للخروج بتجارب‬
‫مفيدة يتثم السثتفادة بهثا فثي البناء للمسثتقبل سثواء لهذه اللجان نفسثها أو‬
‫‪.‬لغيرها من المؤسسات الشعبية والهلية ومنظمات المجتمع المدني‬
‫ول يمكثثثثن لي لجنثثثثة ان تكون شعبيثثثثة دون أن يقوم نظامهثثثثا الداخلي‬
‫وطريقتهثا فثي اتخاذ القرار على التواصثل المسثتمر والفعال مثع القاعدة التثي‬
‫‪.‬يمثلها أصحاب القضية التي تتبناها اللجنة‬
‫إن فلسثفة ان يقوم أصثثحاب القضيثثة انفسثهم بالدور السثاسي فثي اتخاذ‬
‫القرار والتنفيذ‪ ,‬يجب أن تنعكس في الهيكل والتخطيط وطريقة اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫على أن ل يتعارض ذلك مع الستعانة بدعم وخبرات الناشطين والمتعاطفين ‪,‬‬
‫بثثل يجثثب أن تكون هناك خطثثة لجتذاب المتطوعيثثن مثثن أصثثحاب الكفاءات‬
‫‪.‬والناشطين وخصوصا على المستوى التنفيذي‬
‫لبثثد مثثن تطويثثر التأصثثيل الحقوقثثي فثثي صثثياغة الهداف والشعارات‬
‫والخطاب العلمثثي‪ ,‬وفثي السثثاليب مثثثل الرصثثد والتوثيثثق وتقديثثم التقاريثثر‬
‫والشكاوي‪ .‬ول بثد مثن التواصثل الوثيثق مثع منظمات حقوق النسثان المحليثة‬
‫والقليميثة والدوليثة‪ ,‬وبناء على ذلك تسثجيل الناشطيثن فثي اللجان كمدافعيثن‬
‫عثن حقوق النسثان‪ ,‬لكثي يسثهل تقديثم الدعثم والتدريثب لهثم وحمايتهثم مثن‬
‫‪.‬الجهات القليمية والدولية‬
‫وكمثال لتجربة ثرية سأتكلم قليل عن ( لجنة العاطلين ومتدني الجر ) في‬
‫مملكة البحرين والتي أنا عضو فيها أحمل منصب نائب الرئيس وقد تشكلت‬
‫فثي بدايثة تأسثيسها مثن تجمثع شبابثي مثن العاطليثن أنفسثهم مثع السثف فثي‬
‫مملكثة مليئة بالخيرا والنفثط والتنميثة ‪ ,‬وقامثت بدعثم التوجثه الشبابثي وهناك‬
‫‪ .‬ورقة ستوزع عليكم فيها نبذة عن لجنة العاطلين وكيفية هيكلتها‬
‫ول يخفثى على احثد مثن الحضور ماذا يعنثي سثن الشباب وجماسثهم وحبهثم‬
‫للعمل الدؤوب المبدع الخلق‪ ,‬وكم سمعنا ورأينا بأم أعيننا كيف استطاع بعض‬
‫الشباب التألق والتميثثز بعثثد حصثثوله على قليثثل مثثن التشجيثثع ومسثثاحة مثثن‬
‫الحريثثة‪ ,‬فثثي ابداع العمال وانجازهثثا‪ ,‬ولكثثن هناك مشكلة البطالة اتثثي تخمثثد‬
‫‪.‬حماس الشباب وتكسر عزمه‬
‫والبطالة مشكلة ل يمكثثن السثثيطرة عليهثثا فثثي غلب مجتمعات العالم ول‬
‫يمكن التعامل معها او التخفيف من اخطارها‪ ,‬والدول التي تعاني منها تسعى‬
‫وبشدة لتوفيثر حلول شتثى لتقنيثن مشكلة البطالة‪ ,‬ولكثن مثا نعانيثة نحثن فثي‬
‫مملكثة البحريثن هثو البطالة المفتعلة‪ ,‬وبكثل أسثف نقولهثا بأن مثن يفتعثل ازمثة‬
‫البطالة في مملكة البحرين هم اصحاب القرار في المملكة‪ ,‬ويحاولون بشتي‬
‫الطرق تعقيد المشكلة وعدم حلحلتها حتى كانت في السنوات الماضية بنسبة‬
‫‪ %3‬ووصثثلت فثثي يومنثثا هذا الى ‪ %14‬وحسثثب احصثثاءات الجهاز المركزي‬
‫‪% .‬للحصاء ان العمالة المحلية تشكل ‪ %38‬بينما العمالة الجنبية ‪62‬‬
‫عموما إن تعاون مؤسسات المجتمع المدني والشركاء الجتماعين في حل‬
‫مشكلة البطالة أو الكثيثثر مثثن المشاكثثل الخرى أصثثبح ضرورة قصثثوى فهثثي‬
‫مسثثؤولية مجتمعيثثة وهثثي ضرورة وسثثلوك حضارة يجثثب تكريسثثة فثثي عهود‬
‫‪ .‬الصلح والديمقراطية‬
‫وبناء على ما سبق علينا جميعا تقييم النجاحات والخفاقات ونقاط الضعف‬
‫والقوة الذاتيثثثة ودراسثثثة المتغيرات السثثثياسية والقوانيثثثن المكبلة للحريات‬
‫البعيدة عن الديمقراطية التي تؤثر سلبا على مؤسسات المجتمع المدني من‬
‫‪.‬اجل الحفاظ عليها وتطويرها ومواجهة التحديات‬

‫‪ :‬قانون الجمعيات و أثره على قدرات مؤسسات المجتمع المدني ‪14‬‬


‫قانون الجمعيات رقققم ‪ 21‬لعام ‪ :1989‬يلحثثثظ بأن قانون الجمعيات‬
‫البحريني يشمل مؤسسات متنوعة المقاصد والطبيعة‪ ،‬بما في ذلك الجمعيات‬
‫السثثثياسية وحقوق النسثثثان والجمعيات المهنيثثثة والثقافيثثثة والجتماعيثثثة‪،‬‬
‫والجمعيات التي تمثل الفئات مثل النساء والشباب والجاليات الجنبية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى الندية الرياضية وغير ذلك‪ .‬وحشر كل هذه الجمعيات في قانون واحد أمر‬
‫‪.‬يعقد صياغة القانون والعمل به‬

‫‪:‬تقييد حق تأسيس الجمعيات‬


‫يحضثر قانون الجمعيات البحريثن عمثل أيثة جمعيثة غيثر مرخثص لهثا‪ ،‬ويضثع‬
‫مقاييثثس ومواصثثفات تفصثثيلية فثثي نثثص القانون وفثثي النظام السثثاسي‬
‫النموذجي‪ ،‬بحيث من الصعب على الجمعية أن تحصل على الترخيص دون أن‬
‫تلتزم بثه‪ .‬وفثي الوقثت نفسثه يضثع القانون شروطثا مطاطيثة تسثمح للحكومثة‬
‫‪.‬برفض طلبات تأسيس أية جمعية أن رغبت بذلك‬
‫فقثثد جاء فثثي المادة ‪ 3‬بأن كثثل جمعيثثة تؤسثثس مخالفثثة للنظام العام‪ ،‬أو‬
‫لغرض غيثثر مشروع‪ ،‬أو للمسثثاس بسثثلمة او شكثثل الحكومثثة او نظامهثثا‬
‫‪.‬الجتماعي تكون باطلة‬
‫وتعطثي المادة ‪ 11‬للجهثة الداريثة المختصثة حثق رفثض تسثجيل الجمعيثة إذا‬
‫كان المجتمع في غير حاجة لخدماتها‪ ،‬او لوجود جمعية أخرى تسد الحاجة‪ ،‬او‬
‫إذا كان إنشاؤهثثا ل يتفثثق مثثع امثثن الدولة ومصثثلحتها‪ ،‬او لعدم صثثلحية مقثثر‬
‫الجمعيثثة أو إذا أنشأت بقصثثد إحياء جمعيثثة سثثبق حلهثثا‪ .‬وتتضمثثن هذه المادة‬
‫إجراءات تظلم لنفثس الجهثة الداريثة تطول لمدة أربعثة أشهثر قبثل أن يمكثن‬
‫تحويثثل الموضوع إلى القضاء‪ ،‬والذي هثثو بدوره ملزم بالقانون نفسثثه وواقثثع‬
‫‪.‬تحت نفوذ الحكومة‬

‫‪:‬تقييد حق تعديل النظام الساسي والرقابة‬


‫ووفقثثا للمادة ‪ ،14‬يمثثر كثثل تعديثثل لنظام الجمعيثثة بنفثثس إجراءات إشهار‬
‫‪.‬الجمعية‪ ،‬وللجهة الدارية الحق في رفض التعديل‬
‫ووفقثا للمادة ‪ ،15‬تخضثع الجمعيات للرقابثة الصثارمة حيثث لموظفثي الدارة‬
‫‪.‬المعنية حق الطلع على السجلت والوثائق والمكاتبات‬

‫‪:‬حضر الشتغال في السياسة‬


‫ووفقثثا للمادة ‪ ،18‬ل يجوز للجمعيثثة الشتغال بالسثثياسة‪ ،‬وهذا يشمثثل طبعثثا‬
‫‪.‬الجمعيات السياسية وجمعيات حقوق النسان‬

‫‪:‬تقييد حق الرتباط بجهات خارجية‬


‫ووفقثا للمادة ‪ ،20‬ل يجوز للجمعيثة دون أذن مسثبق (مثن الدارة المختصثة)‬
‫أن تنتسثثب او تنضثثم أو تشترك فثثي جمعيثثة أو هيئة مقرهثثا خارج البحريثثن‪،‬‬
‫ويعتثبر مضثي ‪ 45‬يومثا دون البثت فثي الطلب بمثابثة رفثض له‪ .‬ولم يتضمثن‬
‫‪.‬القانون حق التظلم مما يجعل قرار الدارة نهائي‬

‫‪:‬التحكم في التمويل الداخلي والخارجي‬


‫وفثثي يتصثثل بالتمويثثل ل يجوز للجمعيثثة دون أذن مسثثبق أن تحصثثل على‬
‫أموال مثن جهثة أجنبيثة ول إن ترسثل شيئا ممثا ذكثر إلى أشخاص أو منظمات‬
‫في الخارج‪ .‬وأما جمع التبرعات في الداخل فانه يشترط الحصول على صدور‬
‫ترخيص من الوزير (المادة ‪ )21‬وحق الوزير في القرار مطلق‪ ،‬حيث ل توجد‬
‫‪.‬إمكانية التظلم‬

‫‪:‬حق الوزير في دمج الجمعيات وتعيين الدارات ووقف قراراتها‬


‫وتجيثز المادة ‪ 23‬للوزيثر المختثص تعييثن مديثر للجمعيثة أو مجلس إدارة إذا‬
‫ارتكبت الجمعية من المخالفات ما يستوجب هذا الجراء ولم يرد الوزير حلها‪.‬‬
‫وللوزير أن يقرر إدماج أكثر من جمعية تعمل لغرض متماثل‪ ،‬او توحيد إدارتها‬
‫او تعديثثل إغراضهثثا للسثثباب التثثي يراهثثا كفيلة بحسثثن تحقيثثق الغرض الذي‬
‫‪).‬أنشأت من اجله (المادة ‪24‬‬
‫وللوزيثر أيضثا أن يوقثف تنفيثذ أي قرار يصثدر مثن الجمعيثة يكون مخالفثا‬
‫للقانون او لنظام الجمعيثثثة او للنظام العام او للداب‪ ،‬ويمكثثثن الطعثثثن فثثثي‬
‫القرار أمام المحكمثة (المادة ‪ )28‬أي أن الوزيثر هثو الذي يتخثذ القرار وينفذه‬
‫‪.‬على الجمعية الملحقة القضائية وليس العكس‬

‫‪:‬الرقابة والتحكم في الجمعيات العمومية‬


‫ووفقثا للمادة ‪ ،30‬للدارة الحكوميثة المعنيثة حثق دعوة الجمعيثة العموميثة‬
‫للجتماع‪ ،‬اذا رأت ضرورة لذلك‬
‫وتلزم المادة ‪ 33‬الجمعيات بضرورة إبلغ الجهثة الداريثة بكثل اجتماع للجمعيثة‬
‫العمومية قبل ‪ 15‬يوما‪ ،‬وبصورة من خطاب الدعوة وجدول العمال والوراق‬
‫المرفقة به‪ ،‬وللجهة الدارية إن تندب من تراه لحضور الجتماع‪ .‬ووفقا للمادة‬
‫‪ 38.‬يجب إبلغ الوزارة بصورة من محضر الجتماع وما اتخذ فيه من قرارات‬

‫‪:‬التدخل في مواصفات المرشح للدارة واجتماعاتها‬


‫ووفقثثا للمادة ‪ 43‬يجوز للوزيثثر أن يضيثثف شروطثثا لمثثن يحثثق له الترشثثح‬
‫‪.‬لمجلس إدارة أيثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثة جمعيثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثة‬
‫ووفقا للمادة ‪ 45‬يحق للجهة الدارية أن تطلب عقد اجتماع لمجلس إدارة أي‬
‫‪.‬جمعيثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثة إذا رأت ضرورة لذلك‬

‫‪:‬حق الوزير في حل أو الغلق المؤقت للجمعية‬


‫ووفقا للمادة ‪ ، 50‬للوزير الحق في حل أو إغلق أية جمعية لمدة ‪ 45‬يوما‬
‫إذا ثبثت عجزهثا عثن تحقيثق إغراضهثا‪ ،‬أو تصثرفت فثي أموالهثا فثي غيثر الوجثه‬
‫المحددة‪ ،‬او إذا تعذر انعقاد جمعيتهثا العموميثة لعاميثن متتالييثن‪ ،‬او إذا خالفثت‬
‫‪.‬النظام العام‬

‫مشروع القانون المتعلق بالجتماعات العامقققققة والمسقققققيرات ‪15‬‬


‫والتجمعات والمعروف باسقققم "تعديقققل القانون رققققم ‪ 18‬لعام‬
‫‪1973".‬‬

‫نص التعديل على القانون رقم ‪ 18‬لعام ‪ 1973‬يحوي جملة من القيود على‬
‫الحثق فثي التجمثع السثلمي مثن غيثر الشارة إلى الغايثة منهثا‪ ،‬وبطريقثة تهدد‬
‫‪:‬الحق نفسه‬
‫·‬ ‫فالمادة ‪( 2‬آ) توجثثثب على الشخاص الراغثثثبين بتنظيثثثم اجتماع عام أو‬
‫ة قبثل ثلثثة أيام على القثل‪.‬‬ ‫مظاهرة إخطار المديثر العام للشرطثة كتاب ً‬
‫•‪،‬ول يميز مشروع القانون بين المظاهرات العامة‬ ‫حيثثثثثثث يكون‬
‫الخطار المسثثبق أمرا ً منطقيا ً بغيثثة ترتيثثب حركثثة السثثير أو حمايثثة‬
‫•‪،‬الشرطة للمتظاهرين‬ ‫وبيثثن الجتماعات العامثثة التثثي تجري فثثي‬
‫مكان مغلق حيثثثث ل أهميثثثة لتلك العتبارات‪ .‬ول يورد مشروع القانون‬
‫سثثثببا ً لوجوب الخطار المسثثثبق بهذه الجتماعات‪ .‬وحتثثثى فثثثي حالة‬
‫•‪،‬المظاهرات والمسثيرات العامثة حيثث يكون الخطار المسثبق منطقياً‬
‫فإن اشتراط الخطار قبثل ثلثثة أيام أمثر مبالغ فيثه‪ .‬وليثس مثن‬
‫الواضثح مثا الذي يجعثل مهلة أقصثر (‪ 24‬سثاعة مثلً ) غيثر كافيثة لتلبيثة‬
‫متطلبات النظام والسلمة العامين؛‬

‫·‬ ‫•‪،‬وتوجب المادة الرابعة على السلطات إخطار المنظمين‬ ‫فثثثي حال‬
‫قبثل يوميثن مثن موعده المقرر على القثل‪،• .‬اتخاذ قرار بمنع التجمع‬
‫لكن مشروع القانون ل يلزم السلطات بتحديد سبب المنع أو بالمستند‬
‫أي حق من حقوق النسان‬ ‫القانوني له‪ .‬إن عبء تبرير فرض قيود على ّ‬
‫الساسية يقع على عاتق الدولة؛‬

‫·‬ ‫كمثا تنثص المادة الرابعثة على حثق منظمثي الجتماع بالطعثن فثي قرار‬
‫المنثع خلل خمسثة عشثر يوما ً مثن تاريثخ إبلغهثم بثه "أمام المحكمثة‬
‫المختصثة التثي تفصثل فيثه بصثفة مسثتعجلة"‪ .‬لكثن القانون ل يشيثر إلى‬
‫•‪،‬تكوين تلك المحكمة‬ ‫كمثثا ل يقدم أيثثة ضمانثثة بأن تكون محكمثثة‬
‫مسثتقلة عثن السثلطة التنفيذيثة‪ .‬وهثو ل يحدد أيضا ً مثا المقصثود بصثفة‬
‫"الستعجال"؛‬

‫•‬ ‫وتنثص المادة الخامسثة على "ضرورة الذن الخاص" للجتماعات العامثة‬
‫التثي تعقثد بيثن السثاعة ‪ 11:30‬ليل ً والسثاعة ‪ 7‬صثباحاً ‪ .‬ولم ترد أيثة إشارة‬
‫لسثثبب كون الذن الممنوح فثثي هذه الحالة إذنا ً "خاصثثاً "‪ .‬كمثثا لم ترد‬
‫إشارة إلى عدم اقتصثثار وجوب تقديثثم إخطار مسثثبق على الجتماعات‬
‫العامثة التثي تجري فثي سثاعات الليثل هذه مثن غيثر اشتراطثه فثي حالة‬
‫الجتماعات العامة التي تجري في ساعات النهار أو المساء؛‬

‫·‬ ‫وتنثص المادة السادسة على وجوب تنظيثم كل اجتماع عام وإدارتثه مثن‬
‫قبل لجنة تتألف من ثلثة أعضاء على القل تكون مسئولة عن "منع كل‬
‫•‪"،‬خطاب أو نقاش يخالف النظام العام أو الداب‬ ‫ة إلى أمور‬‫إضاف ً‬
‫أخرى‪ .‬لكثن القانون يترك تعريفثا "النظام العام أو الداب" مفتوحثا ممثا‬
‫يشكل دعوةً للسلطات إلى تقييد حرية التعبير والتجمع السلمي بصورةٍ‬
‫كيفية؛‬

‫·‬ ‫•‪،‬وتسمح المادة السابعة بحضور الشرطة أي اجتماع عام‬ ‫وتعطيهثثثثا‬


‫الحثق فثي حلّه إذا "وقعثت أثناء الجتماع جريمثة مثن الجرائم المنصثوص‬
‫•‪"،‬عليهثثا فثثي قانون العقوبات أو غيره مثثن القوانيثثن النافذة المفعول‬
‫ة إلى أمور أخرى‪ .‬إن قانون العقوبات البحريني‬ ‫•‪،‬إضاف ً‬ ‫وربمثا‬
‫ما زال يحوي أحكاما ً ل تتفق مع •‪"،‬غيره من "القوانين نافذة المفعول‬
‫المعايير الدولية لحقوق النسان التي تحكم الحقوق السياسية والمدنية‬
‫السثاسية؛ ولسثيما فثي ميدان حريثة التعثبير وحريثة التنظيثم‪ .‬ومثن هنثا‬
‫فإن هذا القانون المقترح يسثمح لمسثئولي المثن بتعطيثل الجتماعات‬
‫ص بممارسثثة حقوقهثثم السثثياسية والمدنيثثة‬ ‫العامثثة لمجرد قيام أشخا ٍ ث‬
‫الساسية أو بالدعوة إلى ممارستها؛‬

‫·‬ ‫وتسمح المادة الثامنة للمدير العام للشرطة بتقرير ما إذا كان الجتماع‬
‫•‪،‬عاما ً أم خاصاً‬ ‫وبالتالي بتقريثر مثا إذا كان يجثب حضور الشرطثة‬
‫وذلك استنادا ً إلى "موضوعه‪ ....‬أو أي ظرف آخر"؛ •‪،‬فيه‬

‫·‬ ‫وتحظثثر المادة العاشرة اشتراك غيثثر المواطنيثثن فثثي المظاهرات أو‬
‫المواكثثب "والتجمعات التثثي تتثثم لغرض سثثياسي"‪ .‬إن العهثثد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق المدنيثة والسثياسية ل يسثمح للدول المنضمثة إليثه بأن‬
‫تجعل من حق الجانب أو غير المواطنين في حرية التجمع خاضعا ً لقيود‬
‫ة‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‬ ‫فإن لجنثة حقوق النسثان فثي المثم •‪،‬خاص ً‬
‫المتحدة (وهثي الهيئة التثي تراقثب التزام الدول بالعهثد الدولي الخاص‬
‫•‪،‬بالحقوق المدنيثة والسثياسية وتقدم التفسثيرات الملزمثة له) صثرحت‬
‫•‪،‬وبصورة ل لبس فيها‬ ‫بأن "الجانثثب يتمتعون بحثثق التجمثثع‬
‫السلمي" وأنه "ل يجوز ممارسة أي تمييز بين المواطنين والجانب" في‬
‫مجال تطبيق الحقوق الساسية؛‬

‫·‬ ‫•‪،‬كما تحظر المادة العاشرة أيضاً‬ ‫•‪،‬ومن غير تفسير‬ ‫"‬
‫•‪،‬المظاهرات التثي تتثم لغراض انتخابيثة"‪ .‬إن الحثق فثي حريثة التجمثع‬
‫•‪،‬كمثل الحق في حرية التعبير والتنظيم‬ ‫أمر حاسم الهمية‬
‫ة‬
‫ة وللنتخابات الحرة والعادلة خاص ً‬‫‪.‬للنظام الديمقراطي عام ً‬

‫‪:‬حرية التنظيم وعلقته بفاعلية مؤسسات المجتمع المدني ‪16‬‬

‫‪:‬قانون مكافحة الرهاب البحريني ·‬

‫‪:‬مشروع القانون يقيِّد حرية تكوين الجمعيات والنضمام إليها‬


‫ل تعّرِف المادة ‪ 6‬على نحثثو كاف مقومات التجمثثع أو التنظيثثم الرهابثثي‪،‬‬
‫وعوضا ً عن ذلك تومئ إلى أن أي منظمة تعارض الدستور البحريني هي كيان‬
‫إرهابثي‪ .‬كمثا تعّرِف المنظمثة الرهابيثة على نحثو غامثض بأنهثا تلك التثي تهدف‬
‫إلى "منثع أي مصثلحة تابعثة للدولة أو سثلطات عامثة مثن ممارسثة واجبهثا"‪ ،‬أو‬
‫إلى "إلحاق الذى بالوحدة الوطنيثثة"‪ .‬ومثثن المرجثثح أن يفرض هذا قيودا ً على‬
‫أنشطة المعارضة السياسية وحتى على المدافعين عن حقوق النسان‪ .‬وبينما‬
‫تنص المادة ‪ 6‬على عدم معاقبة من يساعدون الجماعات الرهابية أو ينضمون‬
‫إليهثثثا إل إذا كانوا "على علم" بالهداف الرهابيثثثثة للمنظمثثثثة‪ ،‬أو إذا كانثثثت‬
‫الهداف الرهابية غير واضحة المعالم على نحو واضح‪ ،‬فإن هذا النص ل يوفر‬
‫الضمانة الكافية في مواجهة المحاكمات ذات الدوافع السياسية والدانات غير‬
‫‪.‬المأمونة‬

‫‪:‬مشروع القانون يقيِّد حرية التعبير‬


‫رم المادة ‪" 11‬الترويج" للعمال الرهابية وحيازة وثائق تتضمن مثل هذه‬ ‫تج َّ ِ‬
‫المواد الترويجية‪ .‬وفي ضوء التعريف الفضفاض للعمال الرهابية في مشروع‬
‫القانون‪ ،‬فإن هذا النص يقي ِّد حرية التعبير التي يكفلها القانون الدولي‪ ،‬والذي‬
‫يضمثثن بدوره حريثثثة طلب المعلومات بكافثثثة أنواعهثثا وتلقيهثثا ونقلهثثا إلى‬
‫‪.‬الخرين‬
‫‪:‬دور مؤسسات المجتمع المدني ‪17‬‬

‫تشكثل مؤسثسات المجتمثع المدنثي واحدة مثن الحلقات الرئيسثية والفعالة‬


‫في احداث التغير في المجتمع بما يساهم في تطور المجتمع وتقدمه حسب‬
‫المنهثثج والعمثثل الذي تتخذه المنظمات تلك ‪ ،‬سثثواء فثثي تطور المجتمثثع أو‬
‫تفعيل مشاركتها في صناعة القرار بما يساهم تعزيز دورها ‪ .‬ويتمثل هذا الدور‬
‫في المجالت والمحاور العديدة التي تهتم بها وخاصة تفعيل دور المرأة ونشر‬
‫الثقافثة الديمقراطيثة وثقافثة التسثامح والمشاركثة فثي النشاطات السثياسية‬
‫وخاصثة النتخابات ‪ ،‬والتثي كان لمؤسثسات المجتمثع المدنثي في البحريثن دور‬
‫فاعثثل فيهثثا إلى جانثثب تفعيثثل المشاركثثة الجماهيريثثة الواسثثعة فثثي عمليثثة‬
‫السثتفتاء على الدسثتور والتثي شكلت نقطثة مهمثة لمعرفثة دور مؤسثسات‬
‫المجتمثع المدنثي فثي تغيثر اتجاهات الرأي العام وخاصثة مثا يتمثثل فثي مواكبثة‬
‫تغيثثثر تلك التجاهات حسثثثبما تأثرت بهثثثا المنظمات مثثثن توجهات سثثثياسية‬
‫‪.‬وانتماءات عرقية او طائفية وخاصة الضيقة النطاق‬
‫لكثن مثا ينتظثر المؤسثسات هذه وفثي المرحلة الراهنثة والمسثتقبلية هثو‬
‫حشد الطاقات للعمل على زيادة المشاركة السياسية للمواطن في نشاطاتها‬
‫وخاصة اليجابية ومعرفة دوره وكيفية إيصال رأيه على مايخصه من قرارات‬
‫وقوانيثثن أو تحركات سثثياسية قثثد يتفثثق معهثثا أو يعارضهثثا إلى الجهات ذات‬
‫‪ .‬العلقة‬
‫ومثثن اجثثل تفعيثثل دور المنظمات غيثثر الحكوميثثة ومؤسثثسات المجتمثثع‬
‫المدنثي فثي هذا الجانثب أصثبح لزامثا عليهثا أن تكون بمسثتوى المسثؤولية مثع‬
‫البتعاد عن الطائفية كي يكون دورها فاعل ومؤثرا ‪ ،‬حسب متطلبات المرحلة‬
‫‪ .‬الراهنة من خلل استمرارية العمل‬
‫أن تفعيثل دور مؤسثسات المجتمثع المدنثي بهذا الخصثوص أصثبح واجثب ‪،‬‬
‫إلى جانثثب العامليثثن فيهثثا والذيثثن أكثرهثثم يتخبطون فثثي الهتمام بالمصثثالح‬
‫الشخصثثية والمشاركات فثثي النشاطات والمؤتمرات وورش العمثثل لترضيثثة‬
‫أطراف معينثة أو لقضاء الوقثت ممثا يسثتدعي وقفثة طويلة كثي يكون دورهثا‬
‫‪ .‬فعال ومؤثرا‬
‫مثثن هنثثا أصثثبح الواجثثب على منظمات المجتمثثع المدنثثي والمنظمات غيثثر‬
‫الحكوميثة التفكيثر فثي موضوعثة الشأن البحرينثي بكثل تفرعاتهثا وأهمهثا هثي‬
‫مسثثألة نشثثر ثقافثثة قبول الخثثر وحريثثة الرأي وعدم تجاوز الخثثر مثثن خلل‬
‫فلسثفة خاليثة مثن الكراهيثة ومبادئ سثامية ‪ ،‬تلعثب المؤسثسات التربويثة أيضثا‬
‫دورا فاعل فيهثثا وفثثي هذه اليام تعتثثبر مسثثألة التسثثامح بكثثل أشكاله العمثثل‬
‫البرز الواجثثب على المنظمات القيام بهثثا لن متطلبات المرحلة هثثي الهثثم ‪،‬‬
‫ولن يتم هذا العمل دون إقامة نشاطات موازية لمشروع الحكومة (المصالحة‬
‫الوطنية) الذي يستند أساسا إلى أهم نشاطات المجتمع المدني إل وهو متابعة‬
‫‪.‬نشاطات الحكومة البحرينية‬
‫ان قيام مؤسثسات المجتمثع المدنثي بلعثب دورهثا فثي هذا المجال الحيوي‬
‫والمهم بدون ثقافة التسامح لن ينجح مشروع المصالحة الوطنية ‪ ،‬في الوقت‬
‫نفسثه لن يكون هناك مجتمثع مدنثي فعال أن لم تكثن سثيادة مفاهيثم التسثامح‬
‫وقبول الخثثر هثثي التثثي تسثثوده ( نشاطات مؤسثثسات المجتمثثع المدنثثي‬
‫‪ .‬والمنظمات غير الحكومية ) قبل كل شيء‬
‫مثع التصثورات النفثة الذكثر يبقثى هناك جانثب فعال فثي كيفيثة تفعيثل دور‬
‫المواطثثن فثثي هذه المسثثألة ‪ ،‬لنثثه الهدف الرئيسثثي فثثي طرفثثي المعادلة‪،‬‬
‫وتحقيثق هذا الهدف يحتاج إلى الشفافيثة والمصثارحة والمكاشفثة وقبول النقثد‬
‫سثواء النقثد الذي توجهثه المؤسثسات إلى الدولة او المنظمات غيثر الحكوميثة‬
‫‪.‬إلى المواطن في تغير قناعاته وتطابقها مع التطور الزمني قبل كل شيء‬
‫وفيمثثا سثثبق يكون على المنظمات غيثثر الحكوميثثة إن تتخثثذ عدة أهداف‬
‫مرحليثة وأخرى طويلة المثد لتأهيثل المجتمثع للتحول الديمقراطثي الحقيقثي‬
‫مثن جهثة وكثي تبقثى عنصثرا فاعل فثي التأثيثر على القرار السثياسي مثن جهثة‬
‫ثانية ‪ ،‬لكن هذا لن يتحقق فيما لو استمرت الكثير من المنظمات في طريقة‬
‫عملهثثا كمثثا هثثي الن ‪ ،‬بثثل يجثثب أن تتخثثذ مهام أخرى وتصثثورات اقرب إلى‬
‫الواقثع مثن خلل الشفافيثة فثي التعامثل ورعايثة العناصثر الكفؤة لتكون مصثدر‬
‫‪.‬ثقة للمواطن عندما تقوم تلك العناصر بتوجيهه‬
‫المعوقات و التحديات المؤثرة فقي تسقجيل وممارسقات مؤسقسات ‪3-‬‬
‫‪:‬المجتمع المدني‬
‫‪ :‬قضية مركز البحرين لحقوق النسان ·‬

‫تأسثثس مركثثز البحريثثن لحقوق النسثثان فثثي عام ‪ 2002‬تحثثت إشراف‬


‫مجموعثة مثن الناشطيثن الحقوقييثن حيثث كان مثن ضمنهثم السثيد عبدالهادي‬
‫الخواجة و السيد نبيل رجب ‪ ،‬و مع ازدياد حدة أطروحات مركز البحرين حول‬
‫القضايثثا الحقوقيثثة فثثي البحريثثن قامثثت وزارة العمثثل و الشئون الجتماعيثثة‬
‫بإغلقه و كما تم اعتقال المدير التنفيذي للمركز السيد عبدالهادي الخواجة ‪،‬‬
‫و بعثثد ذلك أعلن مركثثز البحريثثن لحقوق النسثثان على أن يسثثير على نفثثس‬
‫المنهجيثة مثن النضال مثن أجثل ترسثيخ الوعثي الحقوقثي و الدفاع عثن الفقراء‬
‫والمحرومين والمنتهكة حقوقهم ومحاربة المتيازات التي يتمتع بها المتنفدون‬
‫ومناهضثثة التمييثثز بجميثثع أشكاله‪ ،‬والدفثثع مثثن أجثثل اسثثتصدار أو تعديثثل‬
‫التشريعات اللزمثة لحمايثة حقوق النسثان التثي تتوافثق مثع المعاييثر الدوليثة‬
‫والعمثثل على إزالة القوانيثثن المقيدة للحريات المرتبطثثة بالمرحلة السثثابقة‪،‬‬
‫كقانون العقوبات وقانون الجمعيات وقانون الصثثثحافة والطباعثثثة والنشثثثر‪-‬‬
‫المدانثة مثن قبثل المجتمثع الدولي‪ ،‬وتسثليط الضوء على النتهاكات باسثتخدام‬
‫جميثثع الليات الحقوقيثثة المقرة دولياً ‪ .‬وبسثثبب النجاح المتمي ّثثز الذي حققثثه‬
‫المركثثز فثثي جوانثثب التثقيثثف والوعثثي والدفاع عثثن المحروميثثن و المنتهكثثة‬
‫حقوقهثم‪ ،‬لم تألوا الجهات المتضررة مثن وضثع العراقيثل للمركثز فثي محاولة‬
‫لتحجيمثثه وتقييده عثثن القيام بدوره فثثي المجتمثثع‪ .‬لقثثد بدء ذلك بالتضييثثق‬
‫ب إعلميةٍ بغية تشويه صورته‪ ،‬لكن لم تستطع تلك‬ ‫العلمي والذي تتوج بحر ٍ‬
‫المحاولت مثثن أن تثنيثثه عثثن قول الحثثق والتعريثثف بالحقائق‪ .‬ففثثي سثثبتمبر‬
‫‪2003‬م‪ ،‬دشثن تقريثر "التمييثز‪-‬القانون غيثر المكتوب"‪ ،‬وقبثل أسثبوعين دشثن‬
‫‪".‬تقرير "الفقر والحقوق القتصادية في البحرين‬
‫لم تتوقف النذارات والتهديدات للمركز وأعضاء إدارته‪ ،‬للكف عن ممارسة‬
‫دورهثم الذي اسثتاءت منثه السثلطة التنفيذيثة‪ ،‬واعتثبرت إغلق المركثز هدفاً‬
‫ت سعى إليه‪ .‬لم يكثن ما قاله السثتاذ عبدالهادي الخواجثة والشيثخ علي سلمان‬
‫فثثي حثثق رئيثثس الوزراء‪ -‬فثثي ندوة الفقثثر التثثي نظمهثثا المركثثز بتاريثثخ ‪24‬‬
‫سبتمبر‪ -‬هو السبب لقرار السلطة التنفيذية ممثلة بوزارة العمل بحله‪ .‬إن ما‬
‫قيل في ورشة تطوير فرص العمل برئاسة سمو ولي العهد قبل يوم من عقد‬
‫ندوة الفقثثر‪ ،‬ونتائج الدراسثثات التثثي دارت حولهثثا تلك الورشثثة‪ ،‬كلهثثا أشارت‬
‫بأصثبع التهام إلى سثوء إدارة الحكومثة فثي إدارة اقتصثاد الدولة فثي فترة ‪35‬‬
‫‪.‬سنة مضت‪ .‬إن ما قيل في ندوة الفقر المشار إليها لم يخرج عن هذا الطار‬

‫إن اعتقال الناشثط الحقوقثي عبدالهادي الخواجثة‪ ،‬إغلق نادي العروبثة‪ ،‬وحثل‬
‫مركثثز البحريثثن لحقوق النسثثان‪ ،‬تعثثبر عثثن حالة هشثثة فثثي الديمقراطيثثة‬
‫البحرينيثة وضيثق بمسثتوى الشفافيثة والحريات ومنهثا حريثة التعثبير‪ .‬إن هذه‬
‫المحاولة رسالة واضحة لتكم يم الفواه ومنع أي انتقاد للسلطة التنفيذية من‬
‫خلل قرارات إداريثثة صثثارمة نابعثثة مثثن تدابيثثر أمثثن الدولة المنتهكثثة لحقوق‬
‫النسثثان‪ .‬وقثثد بدا ذلك واضحا ً مثثن خلل الجراءات التثثي أتبعثثت قبيثثل وأثناء‬
‫قضيثثة الخواجثثة‪ ،‬مثثن مضايقثثة المركثثز فثي عقثثد الندوة‪ ،‬غلق نادي العروبثثة‪،‬‬
‫إعتقال عبدالهادي والهجوم العلمثثثي عليثثثه فثثثي محاولة لتشويثثثه سثثثمعته‬
‫والتهامات المسيسة الموجهة له والنابعة من قانون العقوبات السيئ الصيت‬
‫لعام ‪1976‬م‪ ،‬وآخرها حل المركز وتهديدات رئيسه من قبل وزير العمل‪ .‬إن‬
‫مثا حدث للخواجثة يندرج تحثت قائمثة المضايقثة على حقوقثه كناشثط ومدافثع‬
‫عن حقوق النسان‪ ،‬يحميه العلن العالمي للمدافعين عن حقوق النسان‪ .‬إن‬
‫مثثا حدث انتهاك صثثارخ لحقوق النسثثان ومؤسثثسات المجتمثثع المدنثثي فثثي‬
‫‪.‬البحرين‪ ،‬والجميع معني بهذه النتهاكات ومسئول عن مناهضتها‬

‫إن التعاطثف الدولي الذي لم يسثبق له مثيثل فثي تاريثخ البحريثن الحديثث مثع‬
‫الخواجة والمركز يدلل على مشروعية وأهمية القضايا التي تبناها المركز في‬
‫فترة قصثيرة مثن عمره وأسثلوب طرحهثا‪ ،‬وإنثه مهمثا حاول البعثض أن يضعثف‬
‫هذا التوجه‪ ،‬فإنه لبد وان تصله رسالة الجميع‪ -‬وانتم منهم‪ -‬بأن الحقوق يجب‬
‫أن ترعثى وتحفثظ‪ ،‬وأنثه آن الوان للقوانيثن القمعيثة وللمحتميثن وراءهثا مثن‬
‫المتنفدين أن يمضوا إلى غير رجعة حتى تتمكن البحرين من أن تعيش بحرية‬
‫فثي وضثع حقوقثي وتشريعثي صثحيحين أسثوة ببقيثة دول العالم المتقدم فثي‬
‫ظثثثل وجود مسثثثتقل للسثثثلطات الثلث‪ ,‬سثثثلطة تشريعيثثثة قويثثثة وكاملة‬
‫الصثلحيات‪ ،‬وسثلطة قضائيثة نزيهثة و مسثتقلة‪ ،‬وسثلطة تنفيذيثة عادلة تسثعى‬
‫لرفاهية شعب البحرين وحماية كل حقوقه التي كفلتها المعاهدات و المواثيق‬
‫‪.‬الدولية‬

‫‪18‬‬ ‫‪:‬قضية تهديد جمعية شباب البحرين لحقوق النسان‬


‫تأسثثست جمعيثثة شباب البحريثثن لحقوق النسثثان فثثي عام ‪2004‬م حيثثث‬
‫أسثسها مجموعثة مثن الشباب الحقوقييثن مثن ضمنهثم قيادييثن سثابقين فثي‬
‫مركثز البحريثن لحقوق النسثان هثو السثيد محمثد المسثقطي الذي لم يتجاوز‬
‫‪ 19‬السثثنة ‪ ،‬أصثثدرت وزارة الشئون الجتماعيثثة فثثي مملكثثة البحريثثن بيان‬
‫نشرتثه صثحيفة اليام البحرينيثة فثي تاريثخ ‪ 5‬سثبتمبر ‪ ، 2006‬يفيثد بأن وزارة‬
‫الشئون قثثد قررت رفثثع دعوى قضائيثثة ضثثد القائميثثن على جمعيثثة شباب‬
‫البحريثن لحقوق النسثان و بالتحديثد ضثد السثيد محمثد المسثقطي " رئيثس‬
‫جمعية شباب البحرين لحقوق النسان " حيث أن جميع وثائق الجمعية موقعه‬
‫بأسثثمه ‪ ،‬و أشارت بيان الوزارة بأن القائميثثن على الجمعيثثة لم ترخثثص لهثثم‬
‫الدولة للعمل كمؤسسة حقوقية في الدولة ‪ ،‬و استطاعت الجمعية خلل فترة‬
‫‪.‬بسيطة ان تتواصل مع مجموعة من المنظمات الدولية‬

‫‪19‬‬ ‫‪ :‬قضية رفض تأسيس التحاد النسائي البحريني‬


‫حاولت وزارة التنمية الجتماعية منع تأسيس التحاد النسائي و ذلك بسبب‬
‫أن التحاد النسثائي يحتوي على أهداف سثياسية و أن هذه الهداف ل تتوافثق‬
‫مثع نظام التحادات فثي البحريثن ‪ ،‬و قثد حاولت وزيرة التنميثة الجتماعيثة أن‬
‫تثنثي أعضاء التحاد مثن تأسثيسه عثن طريثثق تحويثل ملف التحاد إلى وزارة‬
‫العدل المختصثة بتسثجيل الجمعيات السثياسية ‪ ،‬و تشيثر المعلومات بأن منثع‬
‫الوزيرة كان بسثثبب حصثثول التحاد على نسثثبة كثثبيرة مثثن المسثثاندين مثثن‬
‫مختلف التيارات في مؤسسات المجتمع المدني و في الطرف المقابل عدم‬
‫تعاون المؤسسات المجتمعية مع المجلس العلى للمرأة و الذي ترأسه قرينة‬
‫ملك البحريثن و الذي اعتثبرته الجمعيات مثن المؤسثسات الحكوميثة التثي تريثد‬
‫السثثيطرة على الفعاليات الخاصثثة بالمرأة ‪ ،‬و اسثثتطاع أعضاء التحاد كسثثب‬
‫القضيثة التثي رفعثت ضثد الوزيرة بعثد خمثس سثنوات مثن العمثل فثي مراحثل‬
‫‪.‬التأسيس‬

‫‪20‬‬ ‫قضيقة تهديقد بمحاكمقة أعضاء منظمقة العفقو الدوليقة فقي‬


‫‪ :‬البحرين‬
‫مكتب منظمة العفو الدولية في البحرين قد تم افتتاحه منذ أربع سنوات و‬
‫نظم العديد من الفعاليات الحقوقية و المساندة لجميع القضايا الحقوقية في‬
‫جميع إنحاء العالم و شارك في العديد من الحملت الدولية و التي يتم إطلقها‬
‫من المانة العامة لمنظمة العفو الدولية في العاصمة البريطانية " لندن" ‪ .‬وقد‬
‫أصدرت وزارة التنمية الجتماعية بيان قالت فيه " أن ما يسمى بمنظمة العفو‬
‫الدوليثة غيثر مصثرح لهثا بممارسثة أي نشاطات أو فعاليات كونهثا غيثر مسثجلة‬
‫رسميا بحسب ما يقتضيه قانون الجمعيات الهلية رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 89,‬المؤطر‬
‫لعمثثل جميثثع الجمعيات والمنظمات التثثي يرخثثص لهثثا مزالة نشاطاتهثثا فثثي‬
‫مملكثثة البحريثثن''‪ ،‬جاء ذلك تعقيبثثا على الخثثبر المنشور فثثي بعثثض الصثثحف‬
‫المحليثثة ليوم أمثثس ( الخميثثس) عثثن عزم المنظمثثة تنظيثثم مباراة كرة قدم‬
‫صثورية اليوم (الجمعثة)‪ ،‬بكورنيثش الفاتثح تحثت شعار "مباراة الظلم الكثبرى‪:‬‬
‫خليثثج غوانتنامثثو"‪ ،‬كمثثا أوضحثثت الوزارة بأنهثثا قثثد قامثثت بمخاطبثثة الجهات‬
‫الرسثمية لضمان تقيثد الجهثة المذكورة بالنظمثة والقوانيثن المعمول بهثا فثي‬
‫" المملكة‬
‫خققبرات مصققرية وعربيققة فققي مجال حملت التأثيققر المتعلقققة بحريققة‬
‫‪:‬المجتمع المدني‬

‫‪ :‬تجربة لجنة العاطلين في البحرين ‪21‬‬

‫‪:‬نبذة‬
‫تشكلت الهيئة في بداية تأسيسها من تجمع شبابي من أصحاب القضية من‬
‫العاطلين ‪ ،‬وهذا ما يٌُميزها عن اللجان السابقة حيث كانت الريادة للمناصرين‪،‬‬
‫ودعمثثت التوجثثه الشبابثثي لصثثحاب القضيثثة بخثثبرة المناصثثرين واتخذت مثن‬
‫أسلوب النتخاب الغير مباشر من قبل أصحاب القضية أنفسهم آلية لتشكيل‬
‫‪.‬أعضاء اللجنة المركزية‬
‫الهيئة جاءت لتشكثثثل جهثثثة ضغثثثط على أصثثثحاب القرار الذيثثثن يمتلكون‬
‫الوسثائل المختلفثة لتحقيثق أهداف اللجنثة‪ ،‬ول تُمثثل جهثة توظيثف أو تدريثب‪.‬‬
‫كمثثا أنهثثا تعتمثثد على الدراسثثات التثثي تعدهثثا الجهات المختلفثثة فثثي البلد ول‬
‫تمتلك – في الوقت الحالي‪ -‬دراساتها وأبحاثها الخاصة‬

‫‪:‬الهداف الرئيسة للهيئة‬


‫المطالبقة بتوفيقر العمقل الذي يوفقر العيقش الكريقم براتقب ل ‪22‬‬
‫يقل عن ‪ 350‬د‪.‬ب‬
‫المطالبة بتوفير التأمين ضد التعطل ‪23‬‬
‫المطالبة بدعم الجور المتدنية ‪24‬‬

‫‪:‬تضم الهيئة اللجان الرئيسة التالية‬


‫اللجنة المركزية والتي تشكلت في ‪ 18‬سبتمبر ‪2005‬‬
‫لجنة التفاوض والتي تضم معتصمي الديوان‬
‫إضافثثة للجان التنفيذيثثة ‪ ،‬التثثي هثثي بصثثدد إعادة تشكيثثل بعثثد إقرار اللجنثثة ا‬
‫لمركزية‬

‫‪:‬التأسيس‬
‫المؤتمر التأسيسي الول في مسجد المام الصادق بالقفول بتاريخ ‪25‬‬
‫‪ 19‬يناير ‪2005‬‬
‫المؤتمثر التكميلي الول فثي جمعيثة العمثل الوطنثي الديموقراطثي ‪26‬‬
‫بتاريخ ‪ 6‬فبراير ‪2005‬‬
‫المؤتمثثر التكميلي الثانثثي فثثي التحاد العام لنقابات عمال البحريثثن ‪27‬‬
‫بتاريخ ‪ 2‬سبتمبر ‪2005‬‬
‫اجتماع تشكيثل اللجنثة المركزيثة فثي التحاد العام لنقابات عمال البحريثن ‪28‬‬
‫بتاريثثثخ ‪ 18‬سثثثبتمبر ‪ 2005‬حيثثثث تشكلت اللجنثثثة المركزيثثثة وكان عدد‬
‫أعضائها حين ذاك شخصاً‬
‫‪:‬فعاليات اللجنة‬
‫‪:‬أولً ‪ :‬الفعاليات الميدانية‬
‫العتصثام الول للعاطليثن عنثد الشارات المؤديثة للسثيف بتاريثخ ‪ 4‬مارس ‪29‬‬
‫‪2005‬‬
‫العتصثثام الثانثثي للعاطليثثن (ثانثثي أيام الفورمل) عنثثد الشارات المؤديثثة ‪30‬‬
‫للسيف بتاريخ ‪ 2‬أبريل ‪2005‬‬
‫المسثثيرة الولى للعاطليثثن بمناسثثبة عيثثد العمال انطلقا ً مثثن جامثثع راس ‪31‬‬
‫رمان بتاريخ ‪ 30‬أبريل ‪2005‬‬
‫المشاركثة فثي مسثيرة التحاد العام لنقابات البحريثن بمناسثبة عيثد العمال ‪32‬‬
‫بتاريخ ‪ 1‬مايو ‪2005‬‬
‫العتصثام الثالث للعاطليثن فثي النادي البحري واسثتمر لمدة أسثبوع فثي ‪33‬‬
‫الفترة ‪ 31 – 26‬مايو‬
‫المسيرة الثانية للعاطلين انطلقا ً من النادي البحري بتاريخ ‪ 1‬يونيو ‪34 2005‬‬
‫اعتصثثام مناصثثرة معتصثثمي الديوان عنثثد دوار السثثاعة بالرفاع ‪ 19‬يونيثثو ‪35‬‬
‫‪2005‬‬
‫مسثثيرة الكرامثثة" ‪ 15‬يوليثثو ‪ 2005‬والمفترض انطلقهثثا مثثن الشارات" ‪36‬‬
‫الضوئية بقرب مسجد الفاتح‬
‫اعتصام ‪ 5‬أغسطس ‪ 2005‬بالقرب من إشارات مسجد الفاتح ‪37‬‬
‫سثلسلة بشريثة عنثد جسثر الشيثخ عيسثى بتاريثخ ‪ 9‬سثبتمبر ‪ 2005‬ضمثن ‪38‬‬
‫الحملة العالمية لمكافحة الفقر‬

‫‪:‬ثانياً ‪ :‬اللقاءات‬
‫الشخصيات العلمائية ‪39‬‬
‫‪o‬‬ ‫سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم‬
‫‪o‬‬ ‫سماحة السيد عبداااه الغريفي‬
‫‪o‬‬ ‫سماحة الشيخ علي سلمان‬
‫‪o‬‬ ‫سماحة الشيخ حسين نجاتي‬

‫‪:‬الرموز الوطنية‪ ،‬والمؤسسات الهلية ‪40‬‬


‫‪o‬‬ ‫أ‪ .‬عبدالوهاب حسين‬
‫‪o‬‬ ‫أ‪.‬حسن مشيمع‬
‫‪o‬‬ ‫أ‪ .‬إبراهيم شريف‬
‫‪o‬‬ ‫جمعية الوفاق الوطني السلمية‬
‫‪o‬‬ ‫) جمعية العمل السامي ( امل‬
‫‪o‬‬ ‫) جمعية العمل الديمقراطي ( وعد‬

‫‪:‬الجهات الرسمية ‪41‬‬


‫‪o‬‬ ‫وزارة العمل‬
‫‪o‬‬ ‫وزارة الصحة بتنسيق معتصمي الديوان‬
‫‪:‬الفعاليات الخرى‬
‫اللقاء المفتوح الول في مأتم مرزوق بسترة بتاريخ ‪ 3‬فبراير ‪42 2005‬‬
‫الفعالية الفنية بمنطقة القدم بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪43 2005‬‬
‫المشاركثة فثي ندوة "وقائع اعتصثام العاطليثن عنثد الديوان" التثي نظمتهثا ‪44‬‬
‫الجمعيثة البحرينيثة للحريات العامثة ودعثم الديموقراطيثة بجمعيثة العمثل‬
‫الوطني الديموقراطي بتاريخ ‪ 3‬يوليو ‪2005‬‬
‫اللقاء المفتوح مع العاطلين بجامع سار ‪ 8‬يوليو ‪45 2005‬‬
‫ندوة "الحد السود ‪ ...‬والجمعة السود ‪ ...‬و ماذا بعد؟ العتداءات الوحشية ‪46‬‬
‫على العاطليثن‪ :‬هثل هثي بقايثا الماضثي أم إنذارات للمسثتقبل؟" بمسثجد‬
‫الصادق بالقفول بتاريخ ‪ 16‬يوليو ‪2005‬‬
‫اجتماع بمسجد الخواجة في المنامة على خلفية اعتداءات قوات الصاعقة ‪47‬‬
‫على اللجنثة فثي مسثيرة الكرامثة تحدث فيثه كثل مثن سثماحة الشيثخ علي‬
‫سلمان والستاذ عبد الهادي الخواجة بتاريخ ‪ 17‬يوليو ‪2005‬‬

‫الفضاء الوسيط بين دولة النخبة‬


‫والعائلة البطريركية‬
‫تحليل للعوامل البنيوية المؤثرة على فعالية المجتمع المدني في اليمن‬

‫دراسة مقدمة إلى ندوة المجتمع المدني وحرية‬


‫التنظيم‪ ،‬التي تنظمها مؤسسة حرية الفكر والتعبير في القاهرة‬
‫‪.‬في الفترة ‪ 25 – 24‬نوفمبر ‪2006‬‬

‫إعداد‬
‫د‪ .‬عادل مجاهد الشرجبي‬
‫أستاذ علم الجتماع المشارك بجامعة صنعاء‬

‫‪.‬نوفمبر ‪2006‬‬
‫منذ سبعينات القرن العشرين بدأت المنظمات الدولية في التأكيد على أن‬
‫القضاء على الفقثثر‪ ،‬وتحقيثثق تقدم فثثي مجال التنميثثة‪ ،‬ل يتأتثثى إل مثثن خلل‬
‫إشراك السثثكان فثثي إعداد وتخطيثثط برامثثج ومشروعات التنميثثة‪ ،‬وتمويلهثثا‪،‬‬
‫تنفيذها‪ ،‬مراقبتها‪ ،‬وتقييمها‪ .‬ومشاركة المجتمع في التنمية بدورها ل تتأتى إل‬
‫فثي ظثل مجتمثع منظثم‪ ،‬أي المجتمثع الذي ينتظثم أفراده فثي تنظيمات غيثر‬
‫حكومية حديثة‪ ،‬حيث أثبتت الخبرة التاريخية في العالم الثالث‪ ،‬أن التنظيمات‬
‫الحكوميثثة غيثثر الممأسثثسة‪ ،‬والتنظيمات الجتماعيثثة التقليديثثة‪ ،‬إذا كانثثت قثثد‬
‫نجحثت فثي التخفيثف مثن الفقثر المطلق‪ ،‬فإنهثا تشكثل سثببا ً لنتشار الفقثر‬
‫النسثبي‪ ،‬فالبنثى الجتماعيثة التقليديثة بطبيعتهثا بنثى تكرس التمايثز الجتماعثي‬
‫فيهثا " ‪ " power‬واللمسثاواة‪ ،‬والمكانات الجتماعيثة فيهثا موروثثة‪ ،‬والقوة‬
‫محتكرة مثثن قبثثل النخبثثة القبليثثة‪ ،‬وبالتالي فإن البنثثى الجتماعيثثة والثقافيثثة‬
‫التقليديثة ل تسثمح سثوى بقدر محدود مثن إعادة توزيثع القوة‪ ،‬وأن الدولة غيثر‬
‫الممأسثثسة‪ ،‬والتثثي لم يسثثتكمل فيهثثا الفصثثل بيثثن السثثياسي والجتماعثثي‪،‬‬
‫خضعثت لتأثيثر البنثى الجتماعيثة التقليديثة‪ ،‬لذلك فإن ثمار التنميثة كانثت دائماً‬
‫لصالح النخب التقليدية‪ ،‬التي استطاعت أن توظف نفوذها الجتماعي لتوجيه‬
‫‪.‬برامج التنمية بما يخدم مصالحها‬
‫نجاح اسثتراتيجيات التنميثة فثي تحقيثق العدالة الجتماعيثة‪ ،‬يتطلب أن تبذل‬
‫‪ empowerment‬الدولة والشركاء الخريثثن جهودا ً جادة فثثي مجال تمكيثثن‬
‫السكان عموماً‪ ،‬والفقراء بشكل خاص‪ ،‬أي منحهم قدرا ً من القوة يمكنهم من‬
‫المشاركثثة فثثي صثثناعة القرار التنموي وإدارة الموارد‪ ،‬وممارسثثة الضغثثط‬
‫والتفاوض مثثثن أجثثثل الدفاع عثثثن مصثثثالحهم‪ .‬ويشكثثثل تنظيثثثم المجتمثثثع‬
‫اسثتراتيجية فاعلة فثي هذا المجال‪ ،‬مثن خلل ‪community organization‬‬
‫تشجيثثع ومسثثاندة الفقراء على تنظيثثم أنفسثثهم فثثي منظمات حديثثثة‪ ،‬وقثثد‬
‫شهدت اليمثثن منثثذ عام ‪ 1990‬نموا ً متسثثارعا ً فثثي مجال منظمات المجتمثثع‬
‫‪.‬المدني‪ ،‬والمنظمات غير الحكومية‬
‫ترجثع البدايات الولى لتأسثيس المنظمات غيثر الحكوميثة فثي اليمثن إلى‬
‫عام ‪ ،1905‬وفثي مطلع عام ‪ 1990‬وبعثد مرور حوالي ‪ 95‬عاما ً على تأسثس‬
‫أول منظمثثة غيثثر حكوميثثة يمنيثثة بلغ عدد المنظمات غيثثر الحكوميثثة حوالي‬
‫‪2700‬منظمثة‪ ،‬ووصثل عددهثا فثي عام ‪ 2000‬إلى ‪2786‬منظمثة‪ ،‬أي أن عدد‬
‫المنظمات التثي نشأت خلل عشثر سثنوات تمثثل مئة ضعثف المنظمات التثي‬
‫تأسثثست خلل القرن الماضثثي‪ ،‬غيثثر أن هذا التنامثثي الكمثثي لمؤسثثسات‬
‫المجتمثع المدنثي ل يكفثي للحكثم على فعاليتهثا وتأثيرهثا فثي الحياة الجتماعيثة‬
‫والقتصادية والسياسية‪ ،‬فقد يكون العدد الكبير للجمعيات مؤشرا ً على تدخل‬
‫الدولة فثثي شئون المجتمثثع المدنثثي‪ ،‬ل على حيادهثثا واسثثتقللية المجتمثثع‬
‫‪.‬المدني‬
‫على الرغم من ما تعانيه معظم منظمات المجتمع المدني من ضعف في‬
‫أدائها وتشوه في بنيتها المؤسسية‪ ،‬ومحدودية في تأثير نشاطها‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫الثار السثثلبية للبيئة السثثياسية والجتماعيثة التثي تنشثط فثي إطارهثا‪ ،‬إل أن‬
‫هناك عدد مثثن منظمات المجتمثثع المدنثثي تمارس دورا ً طليعيا ً فثثي المجتمثثع‬
‫اليمثثن‪ ،‬واسثثتطاعت التغلب على تلك المصثثاعب البنيويثثة‪ ،‬وفثثي مقدمثثة هذه‬
‫المؤسثثسات مركثثز المعلومات والتأهيثثل لحقوق النسثثان‪ ،‬ومنتدى الشقائق‬
‫العربثثثي لحقوق النسثثثان‪ ،‬ومنتدى المراة للدراسثثثات والتدريثثثب‪ ،‬ومنظمثثثة‬
‫صثحفيات بل قيود‪ ،‬ومنظمثة هود‪ ،‬ونقابثة الصثحفيين اليمنييثن‪ ،‬ونقابثة الطباء‬
‫والصثيادلة‪ ،‬ونقابثة أعضاء هيئة التدريثس بالجامعات اليمنيثة‪ ،‬والمرصثد اليمنثي‬
‫‪.‬لحقوق النسان رغم حداثة نشأته‬
‫وقثثثد شهثثثد العاميثثثن المنصثثثرمين نشاطا ً ملحوظا ً ومهما ً لبعثثثض هذه‬
‫المنظمات‪ ،‬حيثث تثم عام ‪ 2004‬بمبادرة مثن منتدى الشقائق العربثي لحقوق‬
‫النسثان‪ ،‬تأسثيس شبكثة مثن منظمات حقوق النسثان‪ ،‬تعنثى بدفثع وتشجيثع‬
‫الحكومثثة وممارسثثة الضغثثط عليهثثا مثثن أجثثل المصثثادقة على اتفاقيثثة إنشاء‬
‫المحكمثة الجنائيثة الدوليثة‪ ،‬وبمبادرة مثن مركثز المعلومات والتأهيثل لحقوق‬
‫النسثان سثاهمت منظمات المجتمثع المدنثي اليمنيثة والعربيثة فثي وضثع تصثور‬
‫لتحديثث الميثاق العربثي لحقوق النسثان‪ ،‬ومتابعثة إقراره‪ ،‬وعام ‪ 2004‬التقثت‬
‫هذه المنظمات بدعوة مثن المركثز‪ ،‬فثي ندوة خصثصت لتدارس العمثل على‬
‫حثثث الدول العربيثثة على التصثثديق على الميثاق وإنشاء المحكمثثة العربيثثة‬
‫لحقوق النسثثان‪ ،‬وبدعوة مثثن المركثثز أيضا ً التقثثت هذه المنظمات خلل عام‬
‫‪2005‬فثي ندوتيثن تثم فيهمثا مناقشثة تصثورات المنظمات ورؤاهثا فثي الصثلح‬
‫الديمقراطثثي وأطرافثثه‪ ،‬وبدعوة مثثن نقابثثة المحاميثثن‪ -‬فرع صثثنعاء ناقثثش‬
‫المحامون عام ‪ 2005‬الموقثف مثن محكمثة أمثن الدولة وخلص الموقثف إلى‬
‫عدم قبول المحاميثن الترافثع أمامهثا وكان لنقابثة الصثحفيين مواقثف مشهودة‬
‫فثي الدفاع عثن حقوق الصثحفيين‪ ،‬وتنظيثم الجهود المعارضثة للمشروع الذي‬
‫‪.‬اقترحته الحكومة لتعديل قانون الصحافة والمطبوعات‬
‫هذه الفعاليثثة ل تتوفثثر سثثوى لعدد محدود مثثن منظمات المجتمثثع المدنثثي‬
‫اليمنيثة‪ ،‬ل يتجاوز عدد ها العشرات‪ ،‬أمثا باقي منظمات المجت مع المدنثي‪ ،‬التثي‬
‫يقترب عددهثا مثن ‪ 5000‬منظمثة فإنهثا تفتقثر إلى مثثل هذه الفاعليثة‪ ،‬وذلك‬
‫‪.‬بسبب عوامل ذاتية وموضوعية‪ ،‬نسعى في هذه الدراسة إلى تبيانها‬

‫‪ :‬يمكثن تحليثل مفهوم المجتمثع‬


‫المدنثي مثن منظور ثقافثي معرفثي‪ ،‬باعتباره يشيثر إلى مجتمثع تنفصثل فيثه‬
‫السثلطة السثياسية عثن السثلطة الجتماعيثة والسثلطة الدينيثة‪ ،‬وتتأسثس فيثه‬
‫السثلطة السثياسية الممأسثسة‪ ،‬ويتثم فصثلها عثن الشخاص الذيثن يمارسثونها‪،‬‬
‫أي أنهثم يمارسثونها وفقا ً لمبادئ وأسثس ومعاييثر محددة بدقثة‪ ،‬وليثس وفقاً‬
‫لهوائهثثم ورغباتهثثم الشخصثثية‪ ،‬وتتسثثم هذه المبادئ بالعموميثثة‪ ،‬فهثثي مبادئ‬
‫عامة بغض النظر عن تغير الشخاص‪ ،‬وهي أيضا ً تفاعلية تقوم على التفويض‪،‬‬
‫وليسثثت مركزة بيثثد شخثثص واحثثد‪ ،‬ينفثثذ الخرون رغباتثثه وقراراتثثه‪ ،‬وتُنظثثم‬
‫العلقات بيثثن الفراد الذيثثن يشغلون مواقثثع السثثلطة مثن جانثثب‪ ،‬وعلقاتهثثم‬
‫بالمواطنيثن عموما ً مثن جانثب أخثر‪ ،‬على أسثاس مبادئ المواطنثة المتسثاوية‪،‬‬
‫دون النظثثر إلى أصثثولهم العرقيثثة‪ ،‬أو جنسثثهم‪ ،‬أو دينهثثم‪ ،‬فثثي ضوء ذلك فإن‬
‫مفهوم المجتمع المدني يمكن النظر إليه باعتباره مفهوما ً مؤسسياً‪ ،‬يشير إلى‬
‫السثثثاليب والسثثثس والمبادئ التثثثي تنظثثثم العلقات بيثثثن مكونات البنيثثثة‬
‫الجتماعيثثة بعضهثثا مثثع البعثثض الخثثر‪ ،‬وعلقات البنيثثة مثثع غيرهثثا مثثن البنثثى‬
‫تتفاعثل بمقتضاهثا مكونات النسثق أو ‪ processes‬الجتماعيثة‪ ،‬وإلى عمليثة‬
‫‪.‬البنية الجتماعية‬
‫ويمكثن تحليثل المجتمثع المدنثي مثن منظور تنظيمثي فنثي‪ ،‬باعتباره مفهوماً‬
‫يشمل كل الروابط السياسية والجتماعية والقتصادية‪ ،‬غير الرثية‪ ،‬التي تمثل‬
‫مجال ً وسثطا ً بيثن مجال الدولة مثن جانثب ومجال السثرة والفرد مثن جانثب‬
‫آخثثر‪ ،‬وتتمتثثع بتحرر فعلي مثثن سثثيطرة الدولة‪ ،‬وتهدف إلى تحقيثثق المصثثالح‬
‫الجمعية‪ )(.‬في ضوء ذلك فإن منظمات المجتمع المدني تضم جميع الجماعات‬
‫المنظمثثة ذاتياً‪ ،‬التثثي ل تهدف إلى الربثثح‪ ،‬تعتمثثد على المشاركثثة الطوعيثثة‬
‫والعمل التطوعي‪ ،‬وتتمتع باستقلل عن العائلة والدولة‪ ،‬وقدرة على ممارسة‬
‫فعل جمعي لتحسين شروط حياة الفراد الذين تستهدفهم‪ ،‬وتحقيق مصالحهم‬
‫‪.‬الجماعية‪ ،‬والتي تمارس نشاطها وفقا ً لقواعد مدنية‬
‫أي أن المجتمثع المدنثي يشكثل مجال ً وسثيطا ً بيثن المجال الخاص والمجال‬
‫العام‪ ،‬والمجال الخاص هثثو المجال الذي تتخثثذ فيثثه القرارات المتعلقثثة بحياة‬
‫الفرد الشخصثية‪ ،‬أو بشئون العائلة‪ ،‬ول تؤثثر هذه القرارات بشكثل مباشثر فثي‬
‫المجتمثثع عموماً‪ ،‬أمثثا المجال العام فهثثو المجال الذي تتخثثذ فيثثه القرارات‬
‫المتعلقثثة بشئون المجتمثثع بشكثثل عام‪ ،‬وتتحدد آليات اتخاذ القرارات العامثثة‬
‫والجماعات التثثي تشارك فيهثثا وفقا ً لمسثثتوى التطور الجتماعثثي والسثثياسي‬
‫والقتصثادي للمجتمثع‪ ،‬ووفقا ً لطبيعثة بناء الدولة‪ ،‬والبنثى الجتماعيثة والثقافيثة‬
‫السائدة في المجتمع‪ ،‬وطبيعة خارطة توزيع القوة‪ ،‬ومستوى التنظيم الداخلي‬
‫للقوى الجتماعيثة والسثياسية والقتصثادية والجماعات الثقافيثة‪ ،‬وبشكثل عام‬
‫فإن فعاليثثة المجتمثثع المدنثثي تتوقثثف على مدى ملئمثثة بنثثى المجاليثثن العام‬
‫‪.‬والخاص‪ ،‬فإلى أي مدى تتوفر هذه الشروط في المجتمع اليمني؟‬
‫بنثى المجال العام الذي يعمثل فثي ظله المجتمثع المدنثي فثي اليمثن‪ :‬على‬
‫مسثثتوى المجال العام‪ ،‬يتطلب أن يعمثثل المجتمثثع المدنثثي فثثي ظثثل دولة‬
‫مؤسثثسية‪ ،‬ملتزمثثة بشروط ومتطلبات الحكثثم الجيثثد‪ ،‬وتتمثثثل أهثثم شروط‬
‫‪ Good governance‬الحكثثم الجيثثد‬ ‫فثثي شرطيثثن أسثثاسيين‪" :‬‬

‫‪ ،‬والتثثي تتجسثثد مثثن خلل‬


‫تشريعات تسثتند على مبادئ حقوق النسثان والمواطنثة‪ ،‬وفثي مقدمتهثا مبدأ‬
‫المسثاواة بيثن المواطنيثن أمام القانون‪ ،‬وضمان حقوق المواطنيثن فثي إدارة‬
‫عامثثة فعالة وشفافثثة‪ ،‬ومؤسثثسات حكوميثثة تضمثثن تدبيرا ً عادل ً للممتلكات‬
‫العامثثثثثثة‪ ،‬ومحاسثثثثثثبة القائميثثثثثثن على تدبيثثثثثثر الشأن العام‪،‬‬
‫‪ ،‬يضمثثن‬
‫مشاركثة كثل قوى المجتمثثع السثياسية والجتماعيثة‪ ،‬فثي المناقشات العامثة‬
‫وعمليات صثناعة القرار‪ ،‬وذلك عثن طريثق النتخابات وآليات التشاور والرصثد‬
‫‪.‬والمتابعة‬
‫مشاركثة المواطنيثن فثي المجال العام تتوقثف على مثا يمتلكوه مثن رأس‬
‫مال ( مادي‪ ،‬بشري‪ ،‬واجتماعثثثي )‪ ،‬وبالتالي فأن محدوديثثثة مشاركثثثة الفئات‬
‫الجتماعيثثة الضعيفثثة والفقيرة‪ ،‬ل ترجثثع فقثثط إلى افتقارهثثا إلى رأس المال‬
‫المادي والبشري‪ ،‬بثثل أيضا ً إلى افتقارهثثا إلى رأس المال الجتماعثثي‪ ،‬حيثثث‬
‫غالبا ً مثثا تعوق هيمنثثة النخثثب التقليديثثة الكثثثر قوة وتنظيماً‪ ،‬مشاركثثة الفئات‬
‫الضعيفثة المفتقرة إلى التنظيثم‪ ،‬لذلك فإن على الدولة أن تبذل جهودا ً كثبيرة‬
‫فثثثي مجال تمكيثثثن الجماعات الضعيفثثثة والمحرومثثثة‪ ،‬وتطويثثثر رأسثثثمالها‬
‫الجتماعي‪ ،‬من خلل تنظيمها وتسهيل عملها الجماعي للدفاع عن مصالحها‪،‬‬
‫ومقاومثثة سثثياسات التمييثثز الجتماعثثي‪ ،‬ول يتأتثثى ذلك دون تغييثثر المكونات‬
‫الجتماعيثثة والثقافيثثة المكرسثثة للتمايثثز وتفاوت الفرص الجتماعيثثة‪ ،‬وضمان‬
‫حريثة التنظيثم‪ ،‬وتهيئة الظروف الكفيلة بتعزيثز دور منظمات المجتمثع المدنثي‬
‫فثثثي الدفاع عثثثن مصثثثالح وحقوق الفئات الجتماعيثثثة الفقيرة والمهمشثثثة‬
‫والضعيفة‪ ،‬وبناء شراكة قوية وفاعلة بين الدولة والمجتمع المدني تهدف إلى‬
‫الفئات الجتماعيثثة الضعيثثف‪ ،‬ومنحهثثا قدرا ً مثثن ‪ empowerment‬تمكيثثن‬
‫القوة يمكنهثثثا مثثثن المشاركثثثة فثثثي صثثثناعة القرار التنموي وإدارة الموارد‪،‬‬
‫وممارسة الضغط والتفاوض من أ جل الدفاع عن مصالحها‪ ،‬من خلل تشجيع‬
‫‪.‬ومساندة الفقراء على تنظيم أنفسهم في منظمات حديثة‬
‫يشيثر إلى اسثتراتيجية شاملة للتنميثة ‪ Participation‬مفهوم المشاركثة‬
‫البشريثة‪ ،‬تركثز على الدور الرئيثس الذي ينبغثي أن يقوم بثه الناس فثي جميثع‬
‫مجالت الحياة‪ ،‬وتوسثيع خياراتهثم اقتصثاديا ً واجتماعيا ً وسثياسياً‪ ،‬وتمكينهثم مثن‬
‫النخراط بحريثثة فثثي أي نشاط اقتصثثادي والمسثثاهمة فثثي الحياة السثثياسية‬
‫بشكثثل حثثر وديمقراطثثي وفثثي جميثثع أشكال الحياة المجتمعيثثة‪ ،‬دون مراعاة‬
‫للدين أو اللون أو الجنس أو الصل السللي‪ 3 ،‬من ثم فإن مفهوم المشاركة‬
‫يشيثر إلى كثل الجهود والمسثاهمات التطوعيثة التثي يبذلهثا السثكان كجماعات‬
‫مثن خلل مؤسثسات المجتمثع المدنثي والمنظمات غيثر الحكوميثة‪ ،‬فثي مجال‬
‫إعداد سثثياسات واسثثتراتيجيات التنميثثة‪ ،‬وتمويثثل وتخطيثثط وتنفيثثذ وإدارة‬
‫‪.‬ومراقبة وتقييم المشروعات والبرامج التنموية‬
‫فثي ضوء مثا تقدم فإن نجاح التنميثة لم يعثد يتوقثف على طبيعثة السثياسة‬
‫القتصثثادية الكليثثة فقثثط‪ ،‬بثثل أيضا ً على طبيعثثة أسثثاليب الحكثثم والدارة‬
‫ومؤسسات صناعة القرار‪ ،‬بمعنى أخر فإن التنمية البشرية تتطلب حكما ً جيداً‬
‫والذي يتطلب بدوره شرطان أسثثاسيان‪ " :‬الشرط ‪Good governance،‬‬
‫الول هو وجود فضاء ديموقراطي عمومي وشامل‪ ،‬يضمن مشاركة كل قوى‬
‫المجتمع السياسية والجتماعية‪ ،‬والشرط الثاني هو أخلقيات ممارسة الحكم‬
‫التثي تفرض الشفافيثة والفعاليثة ومحاسثبة القائميثن على تدبيثر الشأن العام‪،‬‬
‫وتعنثي المشاركثة مجال عمومثي يضمثن لكثل القوى السثياسية والجتماعيثة‬
‫المساواة في المشاركة في المناقشات العامة وعمليات صناعة القرار‪ ،‬وذلك‬
‫عثثثن طريثثثق النتخابات وآليات التشاور والرصثثثد والمتابعثثثة‪ ،‬أمثثثا أخلقيات‬
‫ممارسثثة الحكثثم فتعنثثي وجود دسثثتور يضمثثن المسثثاواة بيثثن المواطنيثثن‪،‬‬
‫ومؤسثثسات حكوميثثة تضمثثن تدبيرا ً عادل ً للممتلكات العامثثة‪ ،‬وضمان حقوق‬
‫المواطنين في إدارة فعالة وشفافة‬
‫لذلك فإن تقييثثثم مدى احترام الدولة للحثثثق فثثثي التنظيثثثم‪ ،‬واعتمادهثثثا‬
‫سياسات اجتماعية واقتصادية ملتزمة بتحقيق العدالة الجتماعية‪ ،‬وتقوم على‬
‫الشراكثة مثع المجتمثع المدنثي‪ ،‬يتثم مثن خلل تنفيثذ إصثلحات ديموقراطيثة‬
‫لمؤسثثسات الدارة العامثثة والحكثثم‪ ،‬ويمكثثن تلخيثثص أهثثم خصثثائص الدارة‬
‫والحكم المناصرين للفقراء في أربعة شروط هي‪ :‬أولً‪ ،‬نظام سياسي يضمن‬
‫حكثم القانون‪ ،‬ويتيثح التعثبير عثن الصثوت السثياسي وتشجيثع مشاركثة السثكان‬
‫الفقراء فثثي العمليات السثثياسية‪ ،‬ثانياً‪ ،‬حكومثثة تخلق دعثثم سثثياسي للفعثثل‬
‫الشعثثثبي تجاه الفقثثثر مثثثن خلل خلق مناخ موات ومناصثثثر لفعال الفقراء‬
‫وتضامنياتهم‪ ،‬وتسهل نمو روابط السكان الفقراء‪ ،‬وتعظم قدراتهم السياسية‪،‬‬
‫وتخلق آليات ل مركزيثة توسثع المشاركثة فثي تقديثم الخدمات العامثة وتقلل‬
‫مخاطثر هيمنثة الصثفوات المحليثة عليهثا‪ ،‬ثالثاً‪ ،‬نظام قانونثي يشجثع المسثاواة‬
‫القانونية ويكفل سهولة تعامل الفقراء معه‪ ،‬رابعاً‪ ،‬إدارة عامة تطبق سياسات‬
‫أكثثر مناصثرة واسثتجابة لحتياجات الفقراء ومكافحثة الفسثاد واسثتخدام قوة‬
‫‪.‬الدولة لعادة توزيع الموارد لصالح الفقراء‬
‫أدى التحالف بيثثن الدولة والقثثبيلة إلى إفراز عدد مثثن النتائج ذات التأثيثثر‬
‫ضعثثف‬ ‫السثثلبي والمتعارضثثة مثثع متطلبات الحكثثم الجيثثد‪ ،‬تتمثثثل الولى فثثي ُ‬
‫شرعيثة وقوة الدولة المركزيثة‪ ،‬حيثث تعتمثد شرعيتهثا على تحالفهثا مثع شيوخ‬
‫القبائل‪ ،‬والنتيجة الثانية هي هيمنة المؤسسة التنفيذية‪ ،‬وهي محصلة طبيعية‬
‫لسثعي الدولة إلى فرض هيمنتهثا على المجتمثع المدنثي الحديثث حفاظا ً على‬
‫تحالفهثا مثع التنظيمات الجتماعيثة التقليديثة‪ ،‬وبالتالي فإن المجتمثع المدنثي لم‬
‫يسثثتطع أن يكون مشاركا ً حقيقيا ً فثثي صثثناعة القرار وفثثي التنميثثة عموماً‪،‬‬
‫لها في تقديم ‪ AGENT‬فالدولة فضلت أن يمثل المجتمع المدني مجرد وكيل‬
‫لهثثا فثثي التنميثثة‪ ،‬وبالتالي لم ‪ PARTENER‬بعثثض الخدمات‪ ،‬وليثثس شريكاً‬
‫تمنحثه سثوى دور محدود فثي المشاركثة فثي عمليات صثناعة القرار‪ ،‬وتتمثثل‬
‫ضعف المؤسسة التشريعية‪ ،‬حيث أعاق شيوخ القبائل قيام‬ ‫النتيجة الثالثة في ُ‬
‫البرلمان ( الذي يشكلون غالبيثة أعضاءه ) بدوره فثي محاسثبة الحكومثة‪ ،‬أمثا‬
‫النتيجثة الرابعثة فهثي فشثل اللمركزيثة فثي تحقيثق أهدافهثا‪ ،‬فنجاح اللمركزيثة‬
‫يعتمثد جوهريا ً على نجاح الدولة وقدرتهثا ل على فشلهثا‪ " ،‬فعندمثا تنقثل دولة‬
‫ضعيفثة الشرعيثة الصثلحيات إلى السثلطات المحليثة‪ ،‬فإنهثا تفعثل ذلك فثي‬
‫الغالب لمجرد تسثوية الخلفات والمصثالحة مثع النخثب المحليثة – خالقثة بذلك‬
‫ما يسمى بطغيان الحكم اللمركزي – بدل ً من توسيع الحيز الديموقراطي‪...( ،‬‬
‫) حيثث تسثعى أنظمثة الحكثم المركزيثة إلى أن تسثيطر على المناطثق الريفيثة‬
‫بتعيين جماعاتها على المستوى المحلي‪ ،‬وهو نقيض تقاسم السلطة السياسية‬
‫وتعزيثز المسثاءلة المحليثة‪ ،‬وقثد فشلت مثثل تلك الخطوات فثي إعطاء النتائج‬
‫" التنموية المرجوة‬
‫تقتضي اللمركزية الناجحة تكامل ثلثة عوامل ل غنى عنها‪ ،‬هي‪ ،‬أول ً دولة‬
‫فعالة القدرة‪ ،‬ثانيا ً سثثثلطات محليثثثة مخولة‪ ،‬ملتزمثثثة ومؤهلة‪ ،‬ثالثا ً مواطنون‬
‫مطلعون‪ ،‬منظمون ومشاركون بفعالية عبر مؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬حيث‬
‫ينبغثي أن تشعثر السثلطات المحليثة بالضغثط مثن أعلى ومثن أسثفل فثي آن‬
‫واحثد‪ ،‬عثبر المسثاءلة مثن جانثب الحكومات المركزيثة ومشاركثة المسثتفيدين‪،‬‬
‫لذلك فاللمركزيثثثة ل تتطلب وجود سثثثياسات فعالة ومناسثثثبة وإصثثثلحات‬
‫سثياسية فحسثب‪ ،‬بثل يتطلب أيضا ً توطيثد العلقات التكامليثة بيثن الحكومات‬
‫المركزية النشطة والحكومات المحلية المستجيبة والمجتمع المدني المشارك‬
‫تتعاظثم إمكانات فشثل اللمركزيثة فثي اليمثن بسثبب التفاوت الجتماعثي‬
‫الحاد و اللمساواة‪ ،‬المر الذي أدى إلى تحيز برامج التنمية في ظل هذا النوع‬
‫من اللمركزية‪ ،‬حيث تغاضت السلطات المركزية عن هيمنة النخب التقليدية‬
‫الريفيثة على برامثج التنميثة وتوجيههثا لصثالحها‪ ،‬فثي مقابثل ضمان ولئهثا الذي‬
‫يعتمد بقائها عليه‪ " ،‬فكلما كان المجتمع أكثر تفاوتاً‪ ،‬قل احتمال تقديمه دعماً‬
‫سثثياسيا ً مسثثتداما ً لهداف التنميثثة‪ ،‬لن القوة السثثياسية فثثي المعتاد مركزة‬
‫ومتداخلة مع الثروة القتصادية والهيمنة الجتماعية‪ .‬كذلك‪ ،‬فمن القل احتمالً‬
‫أن يؤدي تحقيثثق الهداف على أيدي النخبثثة فثثي مجتمعات اللمسثثاواة إلى‬
‫إفادة أشثد الناس فقراً‪ ،‬أضثف إلى ذلك أن التقدم القومثي الجمالي قثد يعنثي‬
‫" بقاء شرائح كبرى من السكان مخلفة وراءه‬

‫الطثثر التشريعيثثة المنظمثثة لنشاط منظمات المجتمثثع المدنثثي‪ :‬تعانثثي‬


‫المنظومثثة التشريعثثة اليمنيثثة المتعلقثثة بحقوق النسثثان عموماً‪ ،‬وبالحثثق فثي‬
‫التنظيثم وتأسثيس الجمعيات مثن تناقثض شديثد‪ ،‬فقثد تضمثن الدسثتور أحكاماً‬
‫تعتثبر إلى حدٍ كثبير متوائمثة مثع حقوق النسثان‪ ،‬وأكثد على ذلك بنثص المادة (‬
‫‪ )6‬التثثي تنثثص على مثثا يلي‪ " :‬تؤكثثد الدولة العمثثل بميثاق المثثم المتحدة‬
‫والعلن العالمثثثي لحقوق النسثثثان وميثاق جامعثثثة الدول العربيثثثة وقواعثثثد‬
‫القانون الدولي المعترف بهثثا بصثثورة عامثثة"()‪ ،‬مثثع ذلك فإن القوانيثثن التثثي‬
‫صدرت خلل السنوات الماضية لم تكن متوائمة مع أحكام الدستور‪ ،‬وشكلت‬
‫تراجعا ً شديدا ً عثثن مبادئ حقوق النسثثان‪ ،‬وتبنثثت اللوائح التنفيذيثثة للقوانيثثن‬
‫قيودا ً عديدة على حثثق النسثثان فثثي التنظيثثم‪ ،‬وتأسثثيس منظمات المجتمثثع‬
‫المدني‪ ،‬فجاءت هذه القوانين واللوائح معبرة عن مصالح الجماعات المهيمنة‬
‫على السلطة‪ ،‬ومتوائمة مع توجهات النخب الجتماعية التقليدية‪ ،‬الكثر تأثيراً‬
‫‪.‬في المجتمع‬
‫تنثص المادة ( ‪ )58‬مثن دسثتور عام ‪ 2001‬على أن "للمواطنيثن فثي عموم‬
‫الجمهوريثثة بمثثا ل يتعارض مثثع نصثثوص الدسثثتور الحثثق فثثي تنظيثثم أنفسثثهم‬
‫سثثيثاسيا ً ومهنيا ً ونقابيا ً الحثثق فثثثي تكويثثن المنظمثثثات العلميثثثة والثقافيثثة‬
‫والجتماعيثة والتحادات الوطنيثثة بمثا يخدم أهداف الدسثتور‪ ،‬وتضمثن الدولة‬
‫هذا الحثق‪ .‬كمثا تتخثذ جثثميع الوسثائل الضروريثة التثي تمكثن المواطنيثن مثن‬
‫ممارسته‪ ،‬وتضمن كافة الحريات للمؤسسات والمنظمات السياسية والنقابية‬
‫والثقافية والعلمية والجتماعية"‪ ،‬وذلك يعني أن الدستور اليمني يشير صراحة‬
‫إلى حثق المواطنيثن فثي التنظيثم وفثي التجمثع السثلمي‪ ،‬وتكويثن الجمعيات‪" ،‬‬
‫والنثص الوارد فثي هذه المادة مثن الدسثتور اليمنثي‪ ،‬هثو نثص صثريح ومباشثر‪،‬‬
‫ومتميثثز على غيره مثثن الدسثثاتير العربيثثة‪ ،‬بسثثبب خلوه مثثن أي تقييثثد لحثثق‬
‫المواطنين في التنظيم‪ ،‬سوى نصوص الدستور ذاته‪ ،‬فلم تقيد حق المواطنين‬
‫فثي التنظيثم بالحالة إلى نصثوص القانون العادي‪ ،‬وألزمثت الدولة بضمان هذا‬
‫الحثثق‪ ،‬وتسثثهيل ممارسثثته العمليثثة()‪ ،‬وبالتالي فإن هذه المادة الدسثثتورية‪،‬‬
‫يفترض أن تمثثثل مرجعيثثة للسثثلطة التنفيذيثثة والجهاز الداري للدولة‪ ،‬التثثي‬
‫تتولى الشراف على مؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬وتلزمها بعدم استحداث أي‬
‫قيود إجرائيثة تعوق ممارسثة المواطنيثن لحقهثم فثي التنظيثم‪ ،‬وتلزم المشرع‬
‫بعدم إصثدار قانون عادي يقيثد حريثة التنظيثم وتأسثيس الجمعيات ومؤسثسات‬
‫المجتمع المدني على اختلف مسمياتها‪ ،‬وإن فعلت فإن ما تصدره من قوانين‬
‫‪().‬تعتبر معيبة بعيب عدم الدستورية‬
‫على الرغثم مثن أن نثص المادة ( ‪ ) 58‬مثن الدسثتور المعدل عام ‪،2001‬‬
‫لم تكثثن جديدة فقثثد وردت بنفثثس النثثص فثثي المادة ( ‪ ) 39‬مثثن الدسثثتور‬
‫المستفتى عليه في ‪ 16 – 15‬مايو ‪ ،1991‬وفي المادة ( ‪ ) 57‬من الدستور‬
‫المعدل فثثي أكتوبر ‪ ،1994‬فقثثد اسثثتمر العمثثل بالقانون رقثثم ( ‪ ) 11‬لعام‬
‫‪ 1963‬حتثى نهايثة عام ‪ ،2000‬المثر الذي خلق نوع مثن التذمثر فثي أوسثاط‬
‫منظمات المجتمثثثع المدنثثثي‪ ،‬ودفعهثثثا إلى المطالبثثثة بإصثثثدار قانون جديثثثد‬
‫للجمعيات والمؤسسات الهلية‪ ،‬يناسب التغيرات التي شهدها المجتمع اليمني‬
‫خلل السثنوات الخيرة‪ ،‬وفثي مارس ‪ 1998‬تثم بالفعثل إعداد مشروع قانون‬
‫من قبل الحكومثة وبالتعاون مع المركز ال ستشاري لقوانين المؤسثسات غيثر‬
‫الهادفثة للربثح فثي واشنطثن‪ ،‬لكثن هذا المشروع تثم تعديله مثن قبثل وزارة‬
‫التأمينات والشئون الجتماعيثة وبطريقثة أخلت بمضمونثه ووضعثت العديثد مثن‬
‫القيود التثثي تحثثد مثثن حريثثة تكويثثن الجمعيات وتفعيثثل نشاطهثثا‪ ،‬وفثثي مايثثو‬
‫‪ 1998‬تثم عقثد ورشثة عمثل لثمان مثن المنظمات غيثر الحكوميثة‪ ،‬بإشراف‬
‫وزارة التأمينات وبالتعاون مع صندوق التنمية الممول من البنك الدولي بهدف‬
‫مناقشثة مشروع القانون‪ ،‬كمثا تمثت مناقشتثه فثي المؤتمثر الوطنثي للجمعيات‬
‫الهليثثة فثثي يونيثثو ‪ ،1998‬وكذلك فثثي المؤتمثثر العام الول للمنظمات غيثثر‬
‫الحكوميثة فثي أغسثطس ‪ ،1998‬واسثتمرت منظمات المجتمثع المدنثي خلل‬
‫عامثي ‪ 1999‬و ‪ 2000‬فثي مناقشثة هذا المشروع‪ ،‬إل أن الحكومثة لم تأخثذ‬
‫بملحظات ورؤى منظمات المجتمثثع المدنثثي‪ ،‬فقدمثثت مشروع القانون إلى‬
‫‪().‬مجلس النواب خلل عام ‪2000‬‬
‫وصثثف ناشطوا منظمات المجتمثثع المدنثثي مشروع القانون بأنثثه ينطوي‬
‫على جملة مثثن العيوب مثثثل تناقثثض نصثثوصه وعدم دقثثة صثثياغته‪ ،‬وغموض‬
‫وعموميثة عباراتثه‪ ،‬وإحالتثه كثيرا ً مثن القضايثا الجوهريثة إلى اللئحثة التنفيذيثة‪،‬‬
‫مما يسهل للجهات الحكومية التحكم في مصائر الجمعيات ووضع قيود عليها‬
‫تحول دون السثتفادة مثن مصثادر التمويثل الخارجثي‪ ،‬وأعطثى وزارة التأمينات‬
‫صثثلحيات واسثثعة للهيمنثثة على الجمعيات و التدخثثل فثثي شئونهثثا وتقييثثد‬
‫اختصاصاتها ووضع عقوبات تمس أعضاء الجمعيات باعتبارهم أشخاصا ً بمعزل‬
‫عثن مسثئولية الجمعيات()‪ ،‬واسثتمرت جهود مؤسثسات المجتمثع المدنثي فثي‬
‫ممارسثثة الضغثثط المدنثثي على الحكومثثة والبرلمان‪ ،‬وكللت بصثثدور القانون‬
‫رقثثم ( ‪ ) 1‬لعام ‪ 2001‬بشأن الجمعيات والمؤسثثسات الهليثثة‪ ،‬فثثي ينايثثر‬
‫‪ ،2001‬بصيغة خالية من القيود التي كان يتضمنها مشروع القانون المعروض‬
‫على مجلس النواب‪ ،‬وشكل ذلك انتصارا ً لمنظمات المجتمع المدني‪ ،‬مع ذلك‬
‫‪.‬فإن هناك بعض أوجه القصور في القانون رقم ( ‪ ) 1‬لعام ‪2001‬‬

‫‪:‬‬
‫فالمواد مثثن ‪ 8‬إلى ‪ 16‬مثثن القانون تمنثثح الوزارة حثثق الموافقثثة على‬
‫تأسثيس الجمعيات أو رفضثه‪ ،‬فضل ً عثن إجراءات تسثجيل الجمعيات مطولة‪،‬‬
‫حيثث منحثت الوزارة مهلة شهثر للموافقثة على التسثجيل‪ ،‬أو رفثض التسثجيل‪.‬‬
‫السثثتثناء الوارد فثثي المادة (‪ )35‬اسثثتثناء يحثثد مثثن ديموقراطيثثة تسثثيير‬
‫الجمعيات‪ ،‬حيثثث تنثثص المادة على أن " يحظثثر الجمثثع بيثثن عضويثثة الهيئة‬
‫الداريثة للجمعيثة أو المؤسثسة الهليثة وبيثن العمثل فثي الوزارة وغيرهثا مثن‬
‫الجهات العامثة التثي تتولى الشراف أو التوجيثه أو الرقابثثة على الجمعيثة أو‬
‫تمويلهثثا مثثا لم تصثثدر موافقثثة بذلك مثثن الوزارة لسثثباب تقتضيهثثا المصثثلحة‬
‫العامثة‪ ،‬ويسثري هذا الحظثر على القيادييثن فثي الجهات المذكورة مثن درجثة‬
‫مديثر إدارة فأعلى ممثن يمارسثون عمل إداريثا فعليثا فثي هذه الجهات"‪ ،‬ونحثن‬
‫هنثا نتسثاءل كمثا تسثاءل أحثد الباحثيثن‪ :‬مثا هثي المصثلحة العامثة؟‪ ،‬ومثن الذي‬
‫يحددها؟()‪ .‬أخيرا ً فإن القانون منح الوزارة حق الفعل ومنح طالبي التسجيل أو‬
‫الجمعية حق رد الفعل‪ ،‬فمنح الوزارة حق رفض تسجيل الجمعية‪ ،‬وفقا ً لنص‬
‫المادة (‪ ،)11‬ومنثثح المؤسثثسين حثثق اللجوء للقضاء‪ ،‬وكان حريا ً بالمشرع أن‬
‫يعطثي المؤسثسين حثق إشهار الجمعيثة بمجرد إعلم الوزارة‪ ،‬ويمنثح الوزارة‬
‫‪.‬حق اللجوء للقضاء في حال اعتراضها على تأسيس أي جمعية‬
‫هذا التوجه أفقد القانون أهم خصائصه‪ ،‬وهي خاصية العمومية‪ ،‬حيث منح‬
‫الوزارة حثق الموافقثة على تأسثيس الجمعيات أو رفضهثا‪ ،‬المثر الذي يسثمح‬
‫للموظفيثثن فثثي الوزارة برفثثض تأسثثيس الجمعيات التثثي ل تروق لهثثم‪ ،‬على‬
‫أسثس ذاتيثة ل موضوعيثة‪ ،‬ويفتثح الباب أمام تجاوزاتهثم‪ ،‬لذلك رفضثت الوزارة‬
‫تأسيس جمعية الحرار السود‪ ،‬ول يغير نص القانون على حق أصحاب الشأن‬
‫حثق الطعثن فثي قرار رفثض الشهار أمام المحكمثة المختصثة مثن المثر شيئاً‪،‬‬
‫لسثيما فثي ظثل أوضاع القضاء اليمنثي الحاليثة‪ ،‬وفثي ظثل البنيثة المؤسثسية‬
‫الحاليثثة للوزارة‪ ،‬فالوزارة ل تلتزم بأحكام القانون والقضاء‪ ،‬وليثثس أدل على‬
‫ذلك مثن عدم التزامهثا بحكثم المادة (‪ )86‬مثن قانون الجمعيات والمؤسثسات‬
‫الهليثة ذاتثه‪ ،‬والتثي تنثص على أن " تصثدر اللئحثة التنفيذيثة لهذا القانون بقرار‬
‫من رئيس مجلس الوزراء بناءً على عرض من الوزير وذلك خلل فترة ل تزيد‬
‫عثن سثتة أشهثر مثن تاريثخ الصثدار"‪ ،‬فلم تصثدر اللئحثة التنفيذيثة للقانون‪ ،‬إل‬
‫بعثثد أكثثثر مثثن ثلث سثثنوات‪ ،‬فضل ً عثثن عدم التزامهثثا بتنفيثثذ بعثثض الحكام‬
‫القضائيثثة‪ ،‬منهثثا على سثثبيل المثال الخاص بالدعوى التثثي رفعتهثثا الجمعيثثة‬
‫‪.‬الجتماعية الفلسفية اليمنية ضد الوزارة‬
‫وقثد سثاهمت اللئحثة فثي سثلب القانون ماتبقثى مثن عموميتثه‪ ،‬فالمادة (‪)40‬‬
‫مثثن القانون تنثثص على مثثا يلي‪ " :‬تتمتثثع الجمعيثثثات والمؤسثثسات الهليثثة‬
‫الخاضعثة لحكام هذا القانون بالمزايثا التيثة‪ ) 1 ( :‬العفاء مثن الضرائب بكثل‬
‫أنواعهثا على كثل عوائدهثا ومصثادر دخلهثا‪ )2( .‬العفاء مثن الضرائب والرسثوم‬
‫الجمركية على ما تستورده من السلع والمستلزمات والمعدات واللت وقطع‬
‫الغيار والمواد الوليثة سثواءً كانثت مصثنعة أو غيثر مصثنعة واللزمثة لتحقيثق‬
‫أهدافهثا‪ )3( .‬العفاء مثن الرسثوم الجمركيثة على مثا تتلقاه مثن هدايثا وهبات‬
‫ومعونات من الخارج لزمة لداء رسالتها بناءً على اقتراح من الوزير وموافقة‬
‫وزيثر الماليثة‪ ) 4 ( .‬تسثري على المقرات الرئيسثية للجمعيات الهليثة تعريفثة‬
‫اسثتهلك المياه والكهرباء المقررة للمنازل‪ ،‬كمثا تمنثح تخفيضا ً قثثثدره (‪)%50‬‬
‫من قيمة استهلكها‪ .‬أما المادة ( ‪ ) 19‬من اللئحة‪ ،‬فتنص على أن للجمعية أو‬
‫المؤسثسة طبقا ً لحكام القانون حثق التمتثع بالمزايثا التاليثة‪ ( :‬أ ) العفاء مثن‬
‫الضرائب بكثثل أنواعهثثا على كثثل عوائدهثثا ومصثثادر دخلهثثا‪( ،‬ب) العفاء مثثن‬
‫الضرائب والرسثثوم الجمركيثثة على مثثا تسثثتورده مثثن السثثلع والمسثثتلزمات‬
‫والمعدات واللت وقطثثع الغيار والمواد الوليثثة سثثواءً كانثثت مصثثنعة أو غيثثر‬
‫مصثنعة واللزمثة لتحقيثق أهدافهثا‪ ،‬وفقا ً للجراءات التاليثة‪ – 1 :‬التقدم بطلب‬
‫كتابثثي إلى الوزيثثر‪ – 2 ،‬على الوزيثثر البثثت فثثي الطلب بالموافقثثة أو الرفثثض‬
‫وذلك خلل ثلثيثن يوما ً مثن تاريثخ تقديمثه‪ – 3 ،‬إذا وافثق الوزيثر على الطلب‬
‫يحال الطلب مع أولياته إلى وزير المالية للنظر وإبداء الرأي فيه‪ ،‬وذلك خلل‬
‫ثلثيثثن يوما ً مثثن تاريثثخ إحالتثثه إليثثه‪ ،‬فإذا صثثدر قراره بالموافقثثة على العفاء‬
‫بمجرد تقديثثم الوثائق المثبتثثه لشراء المواد المشمولة بالعفاء"‪ ،‬ول تتحقثثق‬
‫العموميثة هنثا مثن وجهثة نظرنثا‪ ،‬إل إذا أصثبح العفاء الجمركثي سثاريا ً بشكثل‬
‫إعتيادي بمجرد تقديم ما يفيد أن تلك السلع مملوكة لمؤسسة مدنية‪ ،‬أما ربط‬
‫الموافقثثة بوزيري الشئون الجتماعيثثة والماليثثة‪ ،‬فإنثثه يمنثثح الوزيريثثن حثثق‬
‫الموافقة على إعفاء مشتريات بعض الجمعيات من الرسوم الجمركية‪ ،‬وعدم‬
‫‪.‬إعفاء البعض الخر‪ ،‬وفي كل الحوال فإن هذه الجراءات طويلة‬
‫تضمثن القانون كثيرا ً مثن القيود على الجمعيات فثي تعاملهثا مثع الوزارة‪،‬‬
‫ولم يقيثثد تعامثثل الوزارة مثثع الجمعيات‪ ،‬فالمادة (‪ )21‬تنثثص على أنثثه " يجوز‬
‫للوزارة إسناد تشغيل معاهثثد ومراكز النشطة الجتماعية التابعة لها (السر‬
‫المنتجثثة ‪ +‬دور الرعايثثة الجتماعيثثة‪ ..‬الخ) إلى الجمعيات النشطثثة والناجحثثة‬
‫بغرض تخفيف العباء على الدولة وضمان إشراك المجتمع في المساهمة في‬
‫التنميثثة الجتماعيثثة المسثثتدامة‪ ،‬كمثثا تقوم الثثثوزارة بتقديثثم الدعثثم النقدي‬
‫والعيني لها وتحدد اللئحة التنفيذية الشروط والضوابط اللزمة لذلك ول يجوز‬
‫للجمعيثثة أو المؤسثثسة الهليثثة التصثثرف بممتلكات وأصثثول هذه المعاهثثد‬
‫والمراكثثز"‪ ،‬ولم تتضمثثن ألئحثثة التنفيذيثثة آليات وأسثثاليب كفئة وموضوعيثثة‪،‬‬
‫تحدد المعاييثر التثي على أسثاسها عمليثة إسثناد إدارة المؤسثسات التابعثة لهثا‬
‫إلى الجمعيات‪ ،‬فأسثندت إدارة كثيثر مثن المؤسثسات التابعثة لهثا والتثي تندرج‬
‫تحثت مثا جاء فثي نثص المادة ( ‪ ) 21‬إلى جمعيثة الصثالح التنمويثة‪ ،‬المعروفثة‬
‫بتبعيتهثا للحكومثة‪ ،‬ودون أن تسثمح لغيرهثا مثن الجمعيات فثي التنافثس معهثا‪،‬‬
‫وكان حري بالمشرع أن يشيثر إلى أن هذه العمليثة يجثب أن تتثم وفقا ً لبعثض‬
‫‪.‬المعايير‪ ،‬ووفقا ً لعلن تتنافسي‬
‫جاءت بعض أحكام اللئحة التنفيذية مخالفة لحكام القانون‪ ،‬فالمادة (‪)23‬‬
‫( أ ) مثثن القانون تنثثص على أنثثه " يجثثثوز لي جمعيثثة أو مؤسثثسة أهليثثة بعلم‬
‫الوزارة أن تحصثثل على مسثثاعدات عينيثثة وأموال مثثن الخارج مثثن شخثثص‬
‫أجنثبي أو مثن جهثة أجنبيثة أو مثن يمثثل أي منهمثا فثي الداخثل‪ ،‬كمثا يجثثوز لهثا‬
‫بعلم الوزارة أن ترسثثثل شيئا ً ممثثثا ذكثثثر لشخاص أو منظمات فثثثي الخارج‬
‫لغراض إنسثثانية"‪ ،‬وقثثد اسثثتبدلت اللئحثثة عبارة بعلم الوزارة الواردة فثثي‬
‫‪،‬القانون بعبارة بموافقة الوزارة‬
‫‪ :‬العلقثثة بيثثن الدولة‬
‫والمجتمثع المدنثي فثي اليمثن ليسثت علقثة ثنائيثة بسثيطة‪ ،‬بثل هثي جزء مثن‬
‫شبكثثة علقات سثثياسية واجتماعيثثة واقتصثثادية مركبثثة ومتشابكثثة‪ ،‬تتحدد بناء‬
‫على طبيعثثة العلقثثة بيثثن المجموعات السثثياسية التثثي تتكون منهثثا الطبقثثة‬
‫السثثياسية الحاكمثثة‪ ،‬والعلقثثة بيثثن الدولة والقثثبيلة‪ ،‬وطبيعثثة توزيثثع القوة‬
‫السياسية‪ ،‬ومدى ما تتمتع به القوى السياسية والجتماعية المختلفة من قوة‬
‫وتأثيثر‪ ،‬وتتناسثب فعاليثة المجتمثع المدنثي طرديا ً مثع قوة الطبقثة المتوسثطة‪،‬‬
‫‪.‬التي تشكل حامل ً اجتماعيا ً له‬
‫أدت التحولت التثي شهدتهثا اليمثن خلل العقديثن الماضييثن إلى تحويثل‬
‫السثلطة الجتماعيثة التثي كان يتمتثع بهثا شيوخ القبائل إلى سثلطة سثياسية‪،‬‬
‫المثثر الذي أعاق اسثثتكمال بناء الدولة الحديثثثة فثثي اليمثثن‪ ،‬دولة المواطنثثة‪،‬‬
‫وظلت الدولة خاضعة لتأثير ونفوذ النخب القبلية‪ ،‬ولم تستطع الدولة أن تُفَعِل‬
‫القانون وتحقثثق مبدأ المسثثاواة‪ ،‬فضل ً عثثن ذلك فإن الدولة بسثثبب ضعثثف‬
‫مأسثستها لم تخلق قنوات مباشرة للتعامثل مثع المواطنيثن‪ ،‬بثل ظلت تتعامثل‬
‫معهثثم مثثن خلل شيوخ القبائل والنخبثثة التقليديثثة‪ ،‬وهثثو دليثثل واضثثح على‬
‫المجال الجتماعي مع المجال السياسي‪ articulation ،‬استمرار تمفصل‬
‫‪.‬وعدم فك الرتباط بينهما‬
‫فقثد كان تمثيثل شيوخ القبائل فثي المجالس التشريعيثة المعينثة دائما ً أكثبر‬
‫مثن تمثيلهثم فثي المجالس التشريعيثة المنتخبثة‪ ،‬فقثد بلغ تمثيثل شيوخ القبائل‬
‫فثثي مجلس النواب ( الغرفثثة الولى للبرلمان ) المنتخثثب فثثي إبريثثل ‪2003‬‬
‫حوالي ‪ %30‬مثثثن إجمالي أعضاء المجلس‪ ،‬وبلغثثثت نسثثثبة تمثيثثثل النخبثثثة‬
‫التقليديثثة الجديدة‪ ،‬حوالي ‪ %13‬مثثن إجمالي أعضاء مجلس النواب‪ ،‬مثثع ذلك‬
‫فإن تمثيثثثل شيوخ القبائل فثثثي مجلس الشورى المعيثثثن ( الغرفثثثة الثانيثثثة‬
‫‪.‬للبرلمان ) تفوق تمثيلهم وتمثيل النخبة التقليدية الجديدة في مجلس النواب‬
‫على الرغم من هذا العتراف القانوني ببعض الجوانب المتعلقة بالحق في‬
‫التنظيثم‪ ،‬إل أن الممارسثة الواقعيثة تشيثر إلى أن الواقثع يشهثد اختراق لهذه‬
‫القواعثثد القانونيثثة‪ ،‬وأن تمتثثع منظمات المجتمثثع المدنثثي بهذه الحقوق يتحدد‬
‫بناء على موقفهثا مثن الحكومثة‪ ،‬ومدى ولئهثا‪ ،‬وأن الجهزة الحكوميثة تمارس‬
‫تمييزا ً فثي تعاملهثا مثع منظمات المجتمثع المدنثي‪ ،‬وقثد ترتثب على التمايثز فثي‬
‫تعامل الدولة مع منظمات المجتمع المدني‪ ،‬وتدخل الدولة في شئون بعضها‪،‬‬
‫وجود فئتيثن مثن منظمات المجتمثع المدنثي‪ ،‬غيثر متعاونتيثن مثع بعضهثا البعثض‬
‫الولى هثي المنظمات غيثر الحكوميثة‪ ،‬والثانيثة هثي المنظمات غيثر الحكوميثة‬
‫المسثثيرة حكومياً‪ ،‬وأصثثبح التنافثثس والصثثراع‪ ،‬يمثلن السثثمتين المميزتيثثن‬
‫للعلقثة بيثن المنظمات غيثر الحكوميثة التثي تنشثط فثي إطار مجتمثع محلي‬
‫واحثد‪ ،‬وبيثن النقابات التثي تنشثط فثي قطاع واحثد‪ ،‬وأبرز أشكال هذا الصثراع‬
‫شهدتهثا السثنوات الماضيثة عموماً‪ ،‬والعام الماضثي بشكثل خاص‪ ،‬بيثن نقابثة‬
‫المهثن التعليميثة والتربويثة ونقابثة المعلميثن اليمنييثن‪ ،‬حيثث تدعثى كثل واحدة‬
‫منهثا الشرعيثة‪ ،‬يرجثع الصثراع إلى أن الولى مدعومثة مثن المؤتمثر الشعثبي‬
‫العام (الحزب الحاكثثم) وبالتالي مثثن الدولة‪ ،‬والثانيثثة مدعومثثة مثثن التجمثثع‬
‫اليمنثي للصثلح وهثو أحثد أكثبر ثلثثة أحزاب سثياسية فثي اليمثن ويسثتند إلى‬
‫مرجعيثثة دينيثثة‪ ،‬فقثثد دعثثت نقابثثة المعلميثثن اليمنييثثن إلى إضراب شامثثل‪،‬‬
‫للمطالبثة بتحسثين أوضاع المعلميثن المعيشيثة‪ ،‬إل أن نقابثة المهثن التعليميثة‬
‫والتربويثثة‪ ،‬وقفثثت موقفا ً سثثلبيا ً مثثن الضراب‪ ،‬بثثل وعمثثل ناشطوا الحزب‬
‫الحاكثثثم على تعبئة طلب الكليات الحكوميثثثة المناصثثثرين للحزب الحاكثثثم‪،‬‬
‫‪.‬للتطوع والقيام بالتدريس بدل ً عن المعلمين المضربين‬
‫‪ :‬تتباين طبيعة علقة‬
‫منظمات ومؤسثثثسات المجتمثثثع المدنثثثي بالدولة‪ ،‬وفقا ً لطبيعثثثة التحولت‬
‫الديمقراطيثة‪ ،‬ففثي الديمقراطيات الراسثخة تسثود منظمات المجتمثع المدنثي‬
‫التثي تقوم بدور الشراكثة فثي معظثم الحيان‪ ،‬وفثي بعثض الحيان يتخثذ هذا‬
‫النوع مثثن المنظمات نفسثثه أدوارا ً معارضثثة للدولة‪ ،‬وهثثي فثثي كثثل الحوال‬
‫تنطلق فثي معارضتهثا للدولة ليثس مثن منطلق معارضتهثا للهداف ولكثن مثن‬
‫معارضتهثثثا لوسثثثائل تحقيثثثق الهداف أمثثثا فثثثي الديمقراطيات الناشئة فإن‬
‫مؤسثثسات المجتمثثع المدنثثي تختلف مثثع الدولة حول بعثثض أهدافهثثا ومعظثثم‬
‫وسائلها‪ ،‬وبالتالي فإنها غالبا ً ما تأخذ موقفا ً معارضا ً لها‪ ،‬وذلك ل يمنع أحيانا ً أن‬
‫تدخثل فثي علقات شراكثة مثع الدولة‪ .‬وفثي حالة اليمثن باعتبارهثا ديمقراطيثة‬
‫ناشئة أو دولة تمثثثثر بمرحلة تحول ديموقراطثثثثي‪ ،‬فإن النخثثثثب السثثثثياسية‬
‫والجتماعية فيها‪ ،‬ل زالت تعاني من توجس مما يمكن أن تؤدي إليه التحولت‬
‫الديمقراطيثثة الكاملة‪ ،‬وتخشثثي مثثن عواقثثب العتراف الكامثثل بالحثثق فثثي‬
‫التنظيثثم ( على المسثثتوى القانونثثي وعلى مسثثتوى الممارسثثة )‪ ،‬لذلك فإن‬
‫موقثثف الحكومثثة فيهثثا مثثن منظمات المجتمثثع المدنثثي يتسثثم بالتردد‪ ،‬فقثثد‬
‫أصثدرت الدولة فثي اليمثن تشريعثا ت بعضهثا يمنثح منظمات المجتمثع المدنثي‬
‫هامشا ً واسعا ً من حرية التنظيم‪ ،‬إل أنها تراجعت عن بعضها أحياناً‪ ،‬وأصدرت‬
‫‪.‬تشريعات أخرى تضيق من هذا الهامش‬
‫وعلى مستوى الممارسة فقد تباين تعامل الدولة مع منظمات ومؤسسات‬
‫المجتمثثع المدنثثي‪ ،‬فمنحثثت المؤسثثسات المدنيثثة هامشا ً مقبول ً فثثي مجال‬
‫التعثبير‪ ،‬إل أنهثا اسثتبعدتها مثن المشاركثة فثي عمليثة صثناعة القرار‪ ،‬ول تشرك‬
‫سثثوى المنظمات التثثي تسثثيطر عليهثثا وتوجههثثا أو مثثا أصثثبح متعارفا ً على‬
‫تسثميتها بالجمعيات المفرخثة‪ ،‬أو المنظمات غيثر الحكوميثة المسثيرة حكومياً‬
‫وهي التي تقوم بدور الوكيل عن الدولة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن منظمات )‪(GNGOs‬‬
‫المجتمثع المدنثي القائمثة فثي اليمثن‪ ،‬يمكثن تصثنيفها فثي ثلث فئات رئيسثة‪:‬‬
‫منظمات مجتمع مدني تقوم بدور الوكيل‪ ،‬وهي تقبل بالنظام القائم‪ ،‬وتسعى‬
‫إلى تثثبرير توجهاتثثه‪ ،‬ومنظمات تقوم بدور الشريثثك‪ ،‬تقبثثل بالتوجهات العامثثة‬
‫للنظام القائم‪ ،‬وترفثثض الوسثثائل التثثي ينفثثذ بهثثا سثثياساته وتوجهاتثثه‪ ،‬وأخيراً‬
‫منظمات مجتمع مدني تتبنى توجهات معارضة للتوجهات القائمة‪ ،‬وتسعى إلى‬
‫تغييثثر الواقثثع الثقافثثي والجتماعثثي باتجاه تحسثثين أوضاع التنميثثة وحقوق‬
‫‪.‬النسان‬
‫يمكثثن تصثثنيف منظمات المجتمثثع المدنثثي إلى نوعيثثن‪ :‬الول منظمات‬
‫المجتمثثع المدنثثي‪ ،‬وهثثي عبارة عثثن وحدات اجتماعيثثة ذات غرض ودور محدد‬
‫داخل إطار مؤسسي أوسع‪ ،‬وأن الوسائل التي تستخدمها في تحقيق أهدافها‬
‫ل تؤدي بالضرورة إلى تغيير البنية الجتماعية()‪ ،‬والخر هو مؤسسات المجتمع‬
‫المدنثثي وهثثي "تنظيمات تتمتثثع بشرعيثثة لشباع حاجات الناس والدفاع عثثن‬
‫حقوقهم عبر الزمن‪ ،‬وتطويرها يأتي في إطار التغيرات في البنية الجتماعية()‪،‬‬
‫وبالتالي فرقوا بيثثن الجمعيات الهليثثة (والتثثي تتطابثثق مدلولتهثثا مثثع مدلول‬
‫المنظمات غيثر الحكوميثة) ومنظمات الدفاع ومناصثرة الحقوق‪ ،‬وهذه الخيرة‬
‫هثي وحدهثا التثي تنشثط فثي مجال حقوق النسثان‪ ،‬فثي ضوء ذلك فإن الدولة‬
‫في اليمن ل تشرك إل المنظمات من النوع الول‪ ،‬وتشركها مشاركة تابعة‪ ،‬ل‬
‫‪.‬مشاركة مستقلة وفاعلة‬
‫التدخثل السثياسي فثي شئون المجتمثع المدنثي‪ :‬مارسثت السثلطة التنفيذيثة‬
‫صنوف مختلفة من الممارسات غيثر القانونيثة‪ ،‬التي من شأن ها تعطيل نشاط‬
‫منظمات المجتمثع المدنثي‪ ،‬ويتخثذ التدخثل الحكومثي والسثياسي فثي شئون‬
‫‪:‬المجتمع المدني مظاهر عدة‪ ،‬أهمها ما يلي‬
‫أ ‪ -‬توقيثف وحظثر نشاط بعثض الجمعيات لسثباب سثياسية‪ :‬أوقفثت السثلطات‬
‫خلل العام الماضثثي فقثثط نشاط ‪ 21‬جمعيثثة خيريثثة وأهليثثة فثثي محافظثثة‬
‫صثعدة‪ ،‬وذلك على خلفيثة أحداث صثعدة خلل عامثي ‪ ، 2005 ،2004‬وتثم‬
‫إغلق مركثز بدر بالعاصثمة صثنعاء‪ ،‬واعتقال العديثد مثن طلبتثه ومدرسثيه‪ ،‬وتثم‬
‫التحقيثق مثع القائميثن على مؤسثسه المحطوري‪ .،‬بتهمثة أن لهثا علقثة برجثل‬
‫الدين المتمرد حسين الحوثي‪ .‬وفي عام ‪ 2004‬أوقفت السلطة التنفيذية في‬
‫محافظثة عدن نشاط جمعيثة يافثع الجتماعيثة الخيريثة‪ ،‬على خلفيثة تنظيمهثا‬
‫ندوة عثثبر الدائرة التلفزيونيثثة المغلقثثة‪ ،‬اسثثتضافت فيهثثا شخصثثيات معارضثثة‬
‫‪.‬مقيمة في الخارج‬
‫ب ‪ -‬التدخل في توجيه انتخابات المنظمات غير الحكومية‪ :‬فقد حدث ذلك في‬
‫انتخابات اتحاد نسثاء اليمثن‪ ،‬وفثي انتخابات التحاد الوطنثي لكرة القدم‪ ،‬فقثد‬
‫نبثثه التحاد الدولي لكرة القدم وزارة الشباب والرياضثثة أكثثثر مثثن مرة إلى‬
‫ضرورة احترام اسثثتقللية التحاد وعدم التدخثثل فثثي شئونثثه الداخليثثة‪ ،‬ولم‬
‫تسثثتجب الوزارة لهذه التنثثبيهات‪ ،‬لذلك جمدت لجنثثة الطوارئ بالتحاد الدولي‬
‫لكرة القدم يوم ‪ 13‬أغسثثطس ‪ 2005‬عضويثثة التحاد اليمنثثي لكرة القدم‪،‬‬
‫حتثثى إشعار أخثثر‪ ،‬ويترتثثب على هذا التجميثثد‪ ،‬إيقاف مشاركاتثثه الخارجيثثة‪،‬‬
‫وإيقاف دعثثم التحاد الدولي له وتجميثثد حقثثه فثثي التصثثويت خلل اجتماعات‬
‫التحاد‪ ،‬وقثثثد برر التحاد الدولي هذه الجراءات بأنهثثثا ترجثثثع إلى التدخثثثل‬
‫السثياسي فثي شئون التحاد‪ .‬وعادة مثا يسثعى الموظفون التنفيذيون بوسثائل‬
‫مشروعة وغير مشروعة إلى تسهيل فوز ممثلي الجهزة الحكومية والموالين‬
‫لهثا فثي انتخابات الجمعيات والمنظمات غيثر الحكوميثة‪ ،‬وإذا فشثل هؤلء فثي‬
‫الفوز فإن المسثثئولين عثثن الجهزة الحكوميثثة ذات العلقثثة يعَاتبون‪ ،‬وأحياناً‬
‫يسثثائلون على تقصثثيرهم فثثي مسثثاعدة ممثلي الحكومثثة على الفوز فثثي‬
‫‪.‬النتخابات‬
‫ج ‪ -‬تأسيس منظمات بديلة أو منافسة للجمعيات والمنظمات التي ل يستطيع‬
‫ممثلي الحكومثثة الفوز فثثي انتخاباتهثثا‪ ،‬كمثثا حدث فثثي الجمعيثثة الجتماعيثثة‬
‫الفلسثثفية‪ ،‬حيثثث رفثثض ممثلي الحكومثثة نتائج النتخابات‪ ،‬وقاموا بتأسثثيس‬
‫جمعيتين بديلتين‪ ،‬هما الجمعية الجتماعية اليمنية والجمعية الفلسفية اليمنية‪،‬‬
‫وخلل العام الماضي منحت وزارة الشؤون الجتماعية ترخيص لمنظمة باسم‬
‫صثحفيات بل حدود رغثم وجود منظمثة تحمثل هذا السثم‪ .‬وشجعثت الحكومثة‬
‫بعثض أعضاء نقابثة الطباء والصثيادلة على تأسثيس نقابثة جديدة‪ ،‬وذلك على‬
‫‪.‬خلفية إضراب الطباء الذي دعت إليه‪ ،‬للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية‬
‫د ‪ -‬إيقاف الدعم المالي الحكومي‪ :‬فبعد استحداث منظمتين بديلتين للجمعية‬
‫الجتماعيثة الفلسثفية‪ ،‬تثم حرمان الجمعيثة الجتماعيثة الفلسثفية مثن الدعثم‬
‫الحكومثي‪ ،‬دون حق قانونثي‪ ،‬ف هي منظمثة تعمثل منثذ أكثثر مثن عشثر سثنوات‪،‬‬
‫ومنحثثت الجمعيتان الجديدتان دعما ً ماليا ً حكوميا ً بمجرد إنشائهثثا‪ ،‬وذلك خلفاً‬
‫لحكثم المادة (‪ )18‬مثن القانون رقثم ( ‪ ) 1‬لعام ‪ ،2001‬التثي تنثص علة أن "‬
‫تقوم الدولة بتقديثثم الدعثثم المالي والعينثثي للجمعيات عنثثد توفثثر مثثا يلي‪:‬أن‬
‫يكون قثثد مضثثى على تأسثثيسها ومباشرتهثثا لنشاطهثثا الفعلي الملموس مدة‬
‫سثنة على القل‪.‬أن يكون نشاط ها محققا ً للمنف عة العامة‪ .‬أن تقدم صورة من‬
‫حسابها الختامي السنوي المقر من الجمعية العمومية إلى الوزارة أو المكتب‬
‫‪.‬المعني‬
‫ه ‪ -‬التهديثد والتشهيثر عثبر الصثحافة الحكوميثة‪ :‬فقثد شنثت الصثحافة الحكوميثة‬
‫خلل العام الماضثثي حملة تحريثثض وتشهيثثر‪ ،‬ضثثد المنظمات المنظويثثة فثثي‬
‫شبكثة ائتلف منظمات المجتمثع المدنثي لمناصثرة الحقوق والحريات‪ ،‬ونشرت‬
‫تصثثثثريحات لمسثثثثئولين حكوميون‪ ،‬اتهموا هذه المنظمات بأنهثثثثا منظمات‬
‫‪.‬مشبوهة‪ ،‬وهددوا باتخاذ إجراءات قانونية ضدها‬
‫و ‪ -‬تأسثثيس منظمات غيثثر حكوميثة مسثثيرة حكومياً‪ ،‬والمثلة على ذلك كثيرة‬
‫وفي كل المجالت‪ ،‬بما في ذلك الحزاب السياسية‪ ،‬المر الذي خلق ما أصبح‬
‫يعرف فثي الكتابات الصثحفية اليمنيثة‪ ،‬ولغثة الخطاب اليومثي بظاهرة الحزاب‬
‫‪.‬المفرخة‬
‫ز ‪ -‬تنفيثذ إجراءات انتقائيثة مخالفثة للقانون‪ :‬فالمادة (‪ )34‬مثن القانونثن رقثم (‬
‫‪ ) 1‬لعام ‪ 2001‬تنثثثثثثص على أن " تنظثثثثثثم الدورة النتخابيثثثثثثة للجمعيات‬
‫والمؤسثثسات الهليثثة على النحثثو التالي‪ ( :‬أ )تحدد فترة عمثثل الهيئة الداريثثة‬
‫بثلث سثنوات‪ ( ،‬ب ) على الهيئة الداريثة قبثل انتهاء مدتهثا بسثتة أشهثر على‬
‫القثل أن تقوم بالعداد والتحضيثر للدورة النتخابيثة التاليثة وتقديثم تقريثر بذلك‬
‫للجمعيثثة العموميثثة فثثي اجتماعهثثا المنعقثثد لجراء انتخابات الدورة الجديدة‬
‫وإبثثثثلغ الوزارة أو مكتبهثثثا المعنثثثي بذلك‪ ( ،‬ج ) إذا لم تعقثثثد الجمعيثثثة أو‬
‫المؤسثسة دورتهثا النتخابيثة المحددة فثي الفقرة (أ) مثن هذه المادة فللوزارة‬
‫حثثق دعوة الجمعيثثة العموميثثة لنتخاب هيئة إداريثثة جديدة خلل ثلثثثة أشهثثر‪،‬‬
‫وبدل ً مثثثثثن أن تقوم الوزارة ومكاتبهثثثثثا فثثثثثي المحافظات بدعوة الجمعيات‬
‫العمومية للجمعيات ال تي لم تعقد دورات ها النتخابية‪ ،‬وتدعوهثا لنتخاب هيئات‬
‫إداريثثة جديدة‪ ،‬أوقفثثت نشاط بعثثض الجمعيات بشكثثل انتقائي‪ ،‬ففثثي شهثثر‬
‫أكتوبر عام ‪ 2005‬أصثدر محافثظ محافظثة لحثج قرارا ً يقضثي بإيقاف نشاط‬
‫‪ 65‬جمعية أهلية لعدم تجديد دوراتها النتخابية‪ ،‬وإجمال ً أدى التطبيق النتقائي‬
‫لهذا الجراء الداري إلى إيقاف نشاط (‪ )148‬جمعيثثثثثة‪ ،‬وهذا الجراء يخالف‬
‫بوضوح شكثل ومضمون المادة (‪ ( )44‬أ ) مثن قانون الجمعيات والمؤسثسات‬
‫الهليثثة‪ ،‬التثثي تنثثص على أنثثه " يجوز للوزارة رفثثع دعوى بحثثل الجمعيثثة أو‬
‫المؤسسة الهلية إلى المحكمة المختصة في حالة قيام الجمعية أو المؤسسة‬
‫بارتكثثاب مخالفثة جسثيمة لحكام هذا القانثثثون والقوانيثن النافثثثذة‪ ( ،‬ب ) ل‬
‫يجوز تقديثم الدعوى بطلب الحل إل ب عد ان تكون الوزارة قد أعطت الجمعية‬
‫او المؤسثسة ثلثثة إخطارات خلل سثتة أشهثر للقيام بإجراء التصثحيح الثثلزم‬
‫‪ .‬لما ارتكبته من مخالفة ولم تقم بذلك‬
‫ح ‪ -‬منثع المسثئولون الحكوميون للدارات الماليثة فثي المؤسثسات الحكوميثة‬
‫مثن اسثتقطاع رسثوم الشتراك للنقابات غيثثر المواليثة‪ :‬حدث هذا فثي نقابثة‬
‫الطيارين والمهندسين الجويين‪ ،‬وفي نقابة المعلمين‬
‫ط ‪ -‬توظيثف المال العام‪ :‬بسثبب تمفصثل الحزب الحاكثم بالدولة فإن الحزب‬
‫الحاكم يستغل المال العام لصالحه المر الذي يخل بفعالية منظمات المجتمع‬
‫المدنثثي ذات الطابثثع السثثياسي‪ ،‬ففعاليثثة هذا النوع مثثن منظمات المجتمثثع‬
‫المدنثي‪ ،‬تتوقثف على مدى مثا تسثاهم فيثه مثن جهود لتكريثس الديموقراطيثة‬
‫والتداول السثثثثلمي للسثثثثلطة‪ ،‬ودون ذلك تتحول الديموقراطيثثثثة إلى مجرد‬
‫عمليات انتخابيثثة شكليثثة‪ ،‬وقثثد قام الحزب الحاكثثم قبثثل النتخابات الرئاسثثية‬
‫التثثي تمثثت فثثي ‪ 20‬سثثبتمبر ‪ 2006‬بتحويثثل مبالغ مثثن المبالغ المخصثثصة‬
‫‪،‬لستكمال بناء جامع الصالح لصالح حملته النتخابية‬
‫‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫تتوقثف فعاليثة منظمات المجتمثع المدنثي‪ ،‬وقدراتهثا على ممارسثة انشطتهثا‬
‫بنجاح على عامليثن رئيسثين العامثل الول‪ ،‬موضوعثي بنيوي يتمثثل فثي طبيعثة‬
‫علقثثة الدولة بمنظمات المجتمثثع المدنثثي المجتمثثع‪ ،‬ومدى احترامهثثا لحثثق‬
‫المواطنين في التنظيم‪ ،‬أما العامل الثاني فهو عامل ذاتي تنظيمي‪ ،‬يتمثل في‬
‫طبيعثة البنيثة المؤسثسية لمنظمات المجتمثع المدنثي‪ .‬فعلى المسثتوى البنيوي‬
‫الموضوعي‪ ،‬ل شك أن تجسيد احترام الدولة لحق المواطنين في التنظيم‪ ،‬ل‬
‫يسثتلزم السثماح قانونيا ً للمواطنيثن بتأسثيس المنظمات السثياسية والمدنيثة‬
‫فحسثب‪ ،‬بثل يتطلب أن يحمثي القانون اسثتقلل منظمات المجتمثع المدنثي‪،‬‬
‫وأن يقدم الضمانات القانونيثة لمنثع أيثة تدخثل فثي نشاطهثا‪ ،‬سثواء مثن قبثل‬
‫الدولة أو مثن قبثل التنظيمات الجتماعيثة التقليديثة‪ ،‬ويصثون كرامثة ناشطيهثا‬
‫والعامليثثن فيهثثا‪ ،‬ويمنثثع أي تعدٍ على حقوقهثثم المدنيثثة والسثثياسية‪ ،‬وينمثثي‬
‫إمكانياتهم في ممارسة النضال السلمي من خلل النقابات العمالية والمهنية‬
‫ومنظمات المجتمثثع المدنثثي وتوظيثثف العلم الحثثر والرأي العام الواعثثي‪،‬‬
‫لستخلص حقوقهم السياسية والجتماعية والقتصادية والثقافية‪ ،‬وبما يمكنهم‬
‫مثن أن يؤثروا فثي مضمون القرارات العامثة المؤثرة على حياتهثم ومصثالحهم‬
‫المشروعثثة‪ ،‬وهثثو مثثا ل يتأتثثى دون تكريثثس ثقافثثة مدنيثثة تقوم على مبادئ‬
‫المواطنثة المتسثاوية‪ ،‬وتحترم حقوق النسثان السثاسية وفثي مقدمتهثا الحثق‬
‫‪.‬في التنظيم والحق في حرية الرأي والتعبير‬
‫بشكثل عام فإن العوامثل البنيويثة والموضوعيثة السثائدة فثي المجتمثع عموماً‪،‬‬
‫تؤثثثر إمثثا سثثلبا ً أو إيجابا ً على البنيثثة التنظيميثثة الداخليثثة لمنظمات المجتمثثع‬
‫المدنثثي‪ ،‬وعلى فعاليتهثثا‪ ،‬فقصثثور مأسثثسة الجهاز الداري للدولة فضل ً عثثن‬
‫هيمنثة التنظيمات الجتماعيثة التقليديثة والبنثى القبليثة على الحياة الجتماعيثة‬
‫والسثثياسية فثثي المجتمثثع يلقثثى بظلله على البنيثثة المؤسثثسية لمنظمات‬
‫المجتمثثع المدنثثي‪ ،‬ويؤثثثر سثثلبا ً على ممارسثثتها لنشطتهثثا‪ ،‬وينحرف بهثثا عثثن‬
‫‪،‬غاياتها الحقيقية الرامية إلى سعادة ورفاه النسان وتطور المجتمع‬
‫أدى كبثثح التطور الديموقراطثثي لفترة طويلة‪ ،‬إلى إصثثابة البنيثثة المؤسثثسية‬
‫لتنظيمات المجتمع المدني والثقافة المدنية عموما ً بكثير من التشوهات‪ ،‬وفي‬
‫مقدمتها‪ ،‬النخبوية والبتعاد عن الجماهير‪ ،‬سيادة علقات القرابة‪ ،‬التعبئة على‬
‫أسثثاس الثقثثة والولء الشخصثثي وعلقات القرابثثة‪ ،‬المثثر الذي أضفثثى على‬
‫التنظيمات المدنيثثة الحديثثثة بعثثض ملمثثح التنظيمات الجتماعيثثة التقليديثثة‪)(،‬‬
‫وفي مقدمتها قصور المأسسة‪ ،‬ول نعني بذلك افتقارها للبنى التنظيمية‪ ،‬فهي‬
‫قثد تتخثذ شكثل تنظيمات حديثثة‪ ،‬ولكنهثا تتسثم بدرجثة عاليثة مثن الشخصثنة‪،‬‬
‫وعدم الفصثثل بيثثن السثثلطة والشخاص الذيثثن يمارسثثونها‪ ،‬فتتحول إلى آليثثة‬
‫لتحقيثق مصثالح الشخاص القائميثن عليهثا‪ ،‬وتسثتند العلقات فيهثا على أسثس‬
‫القرابثثة ‪ ,‬وفثثي هذه الحالة فإن المجتمثثع المدنثثي يكون متحققا ً مثثن المنظور‬
‫الفنثي‪ ،‬ولكنثه غيثر متحقثق مثن المنظور الثقافثي‪ ،‬أي أنثه مجتمثع مدنثي دون‬
‫‪.‬ثقافة مدنية‪ ،‬هذا النوع من المجتمع المدني هو مجتمع مدني أداتي‬
‫فبدل ً من تعزيز أهمية المجتمع المدني عززت الدولة القبيلة‪ ،‬وبدل ً من تعزيز‬
‫مشاركثة الجماهيثر عززت قوة النخبثة التقليديثة‪ ،‬وبدل ً مثن تحديثثث المجتمثع‬
‫وظفت الرؤى الجديدة في إضفاء مزيد من القوة على المؤسسات التقليدية‪،‬‬
‫وأضفثت على المؤسثسات الحديثثة ملمثح تقليديثة‪ ،‬فبعثض مؤسثسات المجتمثع‬
‫المدنثي بدل ً مثن قيامهثا بوظيفتهثا كمؤسثسات تمثثل وتخدم مصثالح الجمهور‪،‬‬
‫تحولت إلى مؤسثثسات لتمثيثثل النخثثب التقليديثثة‪ ،‬وتحول بعضهثثا الخثثر إلى‬
‫‪.‬أدوات لخدمة بعض الفراد أو السر والدفاع عن مصالحها‬
‫فالممارسة الواقعية للحكومة تشير إلى أنها ل زالت تنظر بعين الشك والريبة‬
‫لمنظمات المجتمع المدني لسيما تلك التي تتبنى وجهات نظر وأساليب عمل‬
‫غيثر متطابقثة مثع وجهثة نظرهثا وآليات عملهثا‪ ،‬وأنهثا ل ترغثب فثي قيام علقثة‬
‫شراكثثة متكافئة مثثع منظمات المجتمثثع المدنثثي‪ ،‬بثثل تسثثعى إلى منحهثثا دور‬
‫‪:‬الشريك التابع‪ ،‬وتتجسد هذه العلقة من خلل ما يلي‬
‫‪:‬‬
‫تحدد الفقرة ( ‪ ) 4‬مثثن اللئحثثة التنفيذيثثة لقرار مجلس الوزراء رقثثم ( ‪) 15‬‬
‫لسنة ‪ 1999‬بشأن تنظيم مشاركة المجتمع في الخدمات الصحية والعلجية‪،‬‬
‫الجراءات التثثثي تتخثثثذ فثثثي تشكيثثثل اللجان الصثثثحية والمجالس التنفيذيثثثة‬
‫للمؤسثثثسات الصثثثحية على النحثثثو التالي‪ " :‬أ – تقوم إدارة الشئون الصثثثحية‬
‫بالمديريثثة بالتنسثثيق مثثع مديثثر عام المديريثثة بتحديثثد موعثثد تشكيثثل اللجنثثة‬
‫الصثحية للمؤسثسة الصثحية المسثتوفية شروط تطثبيق برنامثج المشاركثة فثي‬
‫الكلفثثثة بتوجيثثثه الدعوة للشخصثثثيات الجتماعيثثثة وممثلي وممثلت مختلف‬
‫شرائح المجتمثع فثي منطقثة الزمام للمؤسثسة الصثحية‪ ،‬وذلك بالتنسثيق مثع‬
‫مسثثئول المؤسثثسة الصثثحية‪ .‬ب – فثثي الموعثثد المحدد وبحضور مديثثر عام‬
‫المديريثثة‪ ،‬ومديثثر الصثثحة بالمديريثثة‪ ،‬ومندوب مثثن مكتثثب وزارة التأمينات‬
‫والشئون الجتماعية‪ ،‬يتم فتح محضر مبين فيه المشاركين وتوقيعاتهم‪ ،‬ويفتح‬
‫باب الترشيثثثح لعضويثثثة اللجنثثثة أو المجلس‪ ،‬وبالقتراع يتثثثم انتخاب أعضاء‬
‫المجتمثع المطلوب اختيارهثم‪ ،‬وذلك بحسثب عدد الصثوات الحاصثلين عليهثا‪،‬‬
‫ويتثثم إقفال المحضثثر بإعلن الفائزيثثن لعضويثثة اللجنثثة الصثثحية أو المجلس‬
‫" ‪.‬ورفعه للمستويات العلى‬
‫هناك إخلل بمبدأ تكافثثثؤ الفرص فثثثي المشاركثثثة فثثثي اللجان الصثثثحية‬
‫والمجالس التنفيذية للمؤسسات الصحية‪ ،‬فالمرشحين يتم تحديدهم من قبل‬
‫السلطة التنفيذية بالمديرية ( مدير المديرية وإدارة الشئون الصحية بالمديرية‬
‫)‪ ،‬وليس من حق الشخاص الذين ل ترضى عنهم السلطة التنفيذية بالمديرية‬
‫أن يرشحوا أنف سهم‪ ،‬بل أن اللئحة قد أشارت بوضوح إلى دعوة الشخصيات‬
‫‪.‬الجتماعية‪ ،‬أي أفراد الصفوة التقليدية‬
‫بالنظثر إلى المهام التثي حددتهثا اللئحثة للتنظيمات التثي تضثم ممثليثن عثن‬
‫المجتمثثع المحلي‪ ،‬ومقارنتهثثا بمهام اللجان الصثثحية المعينثثة‪ ،‬والتثثي ل تضثثم‬
‫مثليثثن عثثن المجتمثثع المحلي‪ ،‬يتضثثح أن اللجان الحكوميثثة المعينثثة مثثن بيثثن‬
‫موظفثثثي السثثثلطة التنفيذيثثثة هثثثي التثثثي تتولى مهام التخطيثثثط والتقييثثثم‬
‫والمحاسبة‪ ،‬أما اللجان التي تضم ممثلين عن المجتمع المحلي فيقتصر دورها‬
‫على المهام التنفيذيثة‪ ،‬فالمادة ( ‪ ) 10‬مثن مثن اللئحثة التنفيذيثة لقرار مجلس‬
‫الوزراء رقثثثم ( ‪ ) 15‬لسثثثنة ‪ 1999‬بشأن تنظيثثثم مشاركثثثة المجتمثثثع فثثثي‬
‫الخدمات الصحية والعلجية‪ ،‬تحدد عدة مهام للفريق الصحي بالمديرية ( الذي‬
‫يتثم تعييثن كامثل أعضاءه مثن بيثن موظفثي السثلطة التنفيذيثة )‪ ،‬منهثا مثا يلي‪:‬‬
‫وضثثع خطثثة صثثحية للمديريثثة محددة بالهداف والزمثثن‪ ،‬إدارة كافثثة الموارد‬
‫الصحية في إطار المديرية ( مالية‪ ،‬مادية‪ ،‬وبشرية )‪ ،‬سواء كانت مرصودة من‬
‫الدولة أو تم تحصيلها محلياً‪ ،‬التأكد من أن أداء المرافق الصحية تتفق والمهام‬
‫المنيطثثة بهثثا وأن أداء العامليثثن يطابثثق مضمون الوصثثف الهيكلي وعلى أن‬
‫" يكون النجاز مرضيا ً كما ً وكيفاً‬
‫تهميثش منظمات المجتمثع المدنثي وعدم إشراكهثا فثي المناقشات العامثة‬
‫وصثثناعة القرار‪ :‬يمكثثن القول بدايثثة أن السثثلطة فثثي اليمثثن ل تعتمثثد الحوار‬
‫والنقاش العام‪ ،‬مبدأ عاما ً فثثي صثثناعة القرار‪ ،‬فعلى مسثثتوى التشريثثع‪ ،‬فإن‬
‫المرة الوحيدة التثثي اضطرت فيهثثا الحكومثثة للسثثتجابة لضغوط المجتمثثع‬
‫المدنثي‪ ،‬ولمناقشاتثه‪ ،‬كانثت قبثل إصثدار القانون رقثم ( ‪ ) 1‬لعام ‪ ،2001‬وقثد‬
‫اسثتجابت الحكومثة شكليا ً لهذه الضغوط عنثد إصثدار القانون‪ ،‬لكنهثا إجهضثت‬
‫هذه المبادرة عندما أصدرت اللئحة التنفيذية للقانون‪ ،‬فقد تضمنت كل القيود‬
‫التي كان يضمها مشروع القانون‪ ،‬وفضل ً عن ضيق هامش الحرية الذي تسمح‬
‫بثثه السثثلطات اليمنيثثة فثثي مجال مشاركثثة منظمات المجتمثثع المدنثثي‪ ،‬فثثي‬
‫المناقشات العامثة‪ ،‬وصثناعة القرار‪ ،‬فإن المنظومثة التشريعيثة اليمنيثة تحرم‬
‫بعثثض القوى الجتماعيثثة والسثثياسية والقتصثثادية والثقافيثثة‪ ،‬مثثن حقهثثا فثثي‬
‫التنظيثثم‪ ،‬المثثر الذي يحثثد مثثن مشاركتهثثا فثثي المناقشات العامثثة‪ ،‬وصثثناعة‬
‫القرار‪ ،‬فالمادة (‪( )3‬ب) من القرار الجمهوري بالقانون رقم (‪ )5‬لسنة ‪1995‬‬
‫بشثثثأن العمثثثل‪ ،‬تنثثص على أن أحكام قانون العمثثل "ل تسثثري على الفئات‬
‫التاليثة‪ ) ... ( :‬العاملون فثي أعمال عرضيثة‪ ،‬الشخاص التابعيثن لصثاحب العمثل‬
‫العاملين معه والذين يعولهم فعل ً بصورة كاملة أيا كانت درجة القرابة‪ ،‬خدم‬
‫‪.‬المنازل ومن في حكمهم‪ ،‬الشخاص الذين يعملون في المراعي أو الزراعة‬
‫دعثت الحكومثة الحزاب ومنظمات المجتمثع المدنثي إلى لقاءات تشاوريثة‬
‫حول مشروع تعديل قانون النتخابات‪ ،‬وبعد ثلثة لقاءات بدأت في شهر يوليو‬
‫‪ 2001‬قدمثثثت الحكومثثثة مشروع التعديلت إلى مجلس النواب فثثثي أكتوبر‬
‫‪ 2001‬لمناقشتثه وإقراره‪ ،‬معتثبرة أن حوارات الثلثثة الشهثر السثابقة كانثت‬
‫كافيثثة لسثثتيعاب مجمثثل الملحظات‪ ،‬غيثثر أن أحزاب المعارضثثة قالت أن‬
‫مشروع القانون الذي قدمته الحكومة للبرلمان لم يستوعب الملحظات التي‬
‫طرحت أثناء اللقاءات التشاورية وما تم التفاق عليه بين الحكومة ومنظمات‬
‫المجتمثع المدنثي‪ ،‬وقثد هددت بالعتصثام احتجاجا ً على إصثرار الحكومثة على‬
‫تمريره‪ .‬وقد أصدرت أحزاب اللقاء المشترك (التجمع اليمني للصلح وأحزاب‬
‫مجلس التنسيق العلى للمعارضة) بيانا ً في منتصف أكتوبر ‪2001‬م دعت فيه‬
‫رئيثثس الجمهوريثثة للتدخثثل لوقثثف إجراءات تعديثثل القانون‪ ،‬وقالت فيثثه أن‬
‫الحكومثة التثي دعثت الحزاب ومنظمات المجتمثع المدنثي إلى المشاركثة فثي‬
‫مناقشثثة مشروع تعديثثل قانون النتخابات لم تأخثثذ بآراء ووجهات نظثثر هذه‬
‫الطراف‪ ،‬وقدمثثثت مشروع القانون إلى مجلس النواب خاليا ً مثثثن التعديلت‬
‫‪.‬التي تم التفاق عليها‬
‫وقد ألتقى رئيس الجمهورية بقادة الحزاب في نهاية شهر أكتوبر ‪،2001‬‬
‫وانتهثى اللقاء بالتفاق على البقاء على النصثوص القانونيثة الخاصثة بالموطثن‬
‫النتخابثي وتشكيثل اللجنثة العليثا للنتخابات كمثا هثي فثي القانون النافثذ دون‬
‫تعديثثل‪ .‬وفثثي ‪ 13‬نوفمثثبر أصثثدر رئيثثس الجمهوريثثة القانون رقثثم ‪ 13‬لسثثنة‬
‫‪ 2001‬بشأن النتخابات العامثثة والسثثتفتاء بعثثد أن أقره مجلس النواب فثثي‬
‫اليوم السثابق‪ .‬وعلى الرغثم مثن هذه التسثوية إل أنهثا ل تشيثر إلى أن التشاور‬
‫بيثثن الحكومثثة والمجتمثثع المدنثثي‪ ،‬قثثد تثثم مأسثثستها‪ ،‬وإنمثثا لزالت تتسثثم‬
‫‪.‬بالشخصنة‬

‫‪ :‬على الرغثثثم ن توسثثثيع‬


‫الهامثش الديموقراطثي فثي اليمثن‪ ،‬إل أن ذلك لم يؤد إلي توسثيع المشاركثة‬
‫الشعبيثثة‪ ،‬ول إلى العدالة الجتماعيثثة‪ ،‬فقثثد أدى نظام الدارة المحليثثة الذي‬
‫أخذت به اليمن إلى تقوية مواقع النخبة التقليدية‪ ،‬وإلى مزيد من تحيز التنمية‬
‫المحليثة لصثالح الفئات الجتماعيثة التقليديثة‪ ،‬أمثا المشاركثة الشعبيثة فقثد تثم‬
‫التحايل عليها بأن قامت الدولة نفسها بشكل غير مباشر بتأسيس " منظمات‬
‫غير حكومية "‪ ،‬وبالتالي برزت بشكل وا ضح ظاهرة المنظمات غير الحكومية‬
‫الموجهثثة حكومياً‪ ،‬ولم تتثثح الفرص لمنظمات المجتمثثع المدنثثي المسثثتقلة‬
‫للمشاركثة فثي وضثع البرامثج والسثياسات‪ ،‬وإنمثا تثم إشراك المنظمات غيثر‬
‫الحكوميثة الموجهثة حكوميا ً والمرضثي عنهثا فثي إعداد البرامثج والسثياسات‪،‬‬
‫والمنظمات التثثثي تقوم بدور الوكيثثثل للدولة فثثثي تقديثثثم الخدمات وتنفيثثثذ‬
‫المشروعات‪ ،‬وتثم مركزة المنظمات غيثر الحكوميثة فثي بعثض الدول العربيثة‬
‫مثن خلل تأسثيس منظمثة حكوميثة تنمويثة كثبرى‪ ،‬وتقديثم التسثهيلت الماليثة‬
‫والداريثة لهثا‪ ،‬والزعثم بأنهثا منظمثة غيثر حكوميثة‪ ،‬مثثل مؤسثسة الصثالح فثي‬
‫الي من ومؤسثسة القذافثي في ليبيا‪ ،‬وفي ب عض الدول العربيثة تم تفر يغ ب عض‬
‫أفراد السثر الحاكمثة ( الجمهوريثة أو الملكيثة ) للعمثل الجتماعثي كبديثل عثن‬
‫‪.‬المجتمع المدني‬
‫وهثو مثا وصثفه دانييثل ليرنثر بالنحراف عثن المعيار الغربثي فثي الحداثثة أو‬
‫التشويثه المتعمثد له‪ " ،‬حيثث تسثعى الحكومات الجديدة عثبر العالم لسثتنهاض‬
‫بعثض رموز التحديثث بواسثطة القرارات السثياسية‪ ،‬بشكثل يتجاهثل الوضاع‬
‫العامثة وأسثاليب الحياة فثي المجتمعات التثي أسثتنبطت منهثا تلك المؤسثسات‬
‫الحديثة (‪ ،)...‬وتشير الدلئل المتوفرة إلى أن دول الشرق الوسط تتعامل مع‬
‫التحديثثثثثث بهذا السثثثثثلوب (إغفال النموذج )‪ ،‬ومثثثثثن المثلة على ذلك (‪)...‬‬
‫الديموقراطيثة التثي أصثبحت تقليعثة عالميثة تنتشثر عثبر الحدود انتشارا ً رمزياً‪،‬‬
‫وليثس نموا ً مؤسثسيا ً نابعا ً مثن احتياجات داخليثة لمجتمثع تزداد فيثه المشاركثة‬
‫بشكثثل مطرد‪ ،‬ونتيجثثة لهذا تظهثثر بعثثض الدول المتحولة للحداثثثة معدلت‬
‫تصويت عالية فوق الحد الطبيعي‪ ،‬إنه معدل تصويت ل تاريخي" وهو ما أشار‬
‫إليثثه جورج بوردو عندمثثا وصثثف الشعوب الفريقيثثة بأنهثثا " تسثثير على إيقاع‬
‫سثثاعة القرن العشريثثن‪ ،‬لكنهثثا سثثاعة مسثثتوردة‪ ،‬وليسثثت آونثثة فثثي وقتهثثم‬
‫‪.‬الخاص‪ ،‬وهذا هو السبب في ما يصفه البعض بالتسيس المبالغ فيه للتغيير‬
‫تجريثد المجتمثع المدنثي مثن حقثه فثي التجمثع السثلمي‪ :‬ينبغثي النظثر إلى‬
‫الحثق فثي التجمثع السثلمي باعتباره يسثير جنبثا إلى جنثب مثع حريثة الشتراك‬
‫فثثي الجمعيات‪ ،‬وتكفثثل المادة ( ‪ ) 21‬مثثن العهثثد الخاص بالحقوق المدنيثثة‬
‫والسياسية أن "يكون الحق في التجمع السلمي معترفا به‪ .‬ول يجوز أن يوضع‬
‫من القيود على ممار سة هذا الحق إل تلك ال تي تفرض طبقا للقانون وتشكل‬
‫تدابيثر ضروريثة‪ ،‬فثي مجتمثع ديمقراطثي‪ ،‬لصثيانة المثن القومثي أو السثلمة‬
‫العامثثة أو النظام العام أو حمايثثة الصثثحة العامثثة أو الداب العامثثة أو حمايثثة‬
‫"‪.‬حقوق الخرين وحرياتهم‬
‫سثثثلب القانون رقثثثم (‪ ) 29‬لسثثثنة ‪ 2003‬بشثثثثأن تنظيثثثم المظاهرات‬
‫والمسثثثيرات حثثق المواطنيثثن فثثي التجمثثع اليلمثثي‪ ،‬وبالتالي جرد منظمات‬
‫المجتمع المدني من الحق في التظاهر‪ ،‬باعتباره يشكل قوة ضغط‪ ،‬يمارسها‬
‫للتعبير عن مصالح المجتمع والدفاع عنها‪ ،‬فقد نصت المادة (‪ - 4‬أ ) منه على‬
‫أنثه " يجثب على كثل مثن أراد تنظيثم مظاهرة أو مسثيرة تشكيثل لجنثة تقوم‬
‫بتقديم بلغ إلى الجهة المختصة قبل وقت ل يقل عن ثلثة أيام من تاريخ بدء‬
‫المظاهرة أو المسثيرة على ان يكون البلغ مكتوبا ً ومحددا ً فيثه تاريثخ وتوقيثت‬
‫بدء المظاهرة أو المسثثيرة ومكان تجمعهثثا وانطلقهثثا وخثثط سثثيرها وانهائهثثا‬
‫وذكثثر أهدافهثثا وأسثثبابها وإرفاق الشعارات التثثي سثثترفع خللهثثا‪ ،‬على سثثبيل‬
‫الحاطثة والعلم‪ ،‬وأن يكون البلغ موقعا ً عليثه مثن اللجنثة وموضحا ً فيثه أسثماء‬
‫رئيثس وأعضاء اللجنثة ومهنهثم وعناوينهثم‪ ،‬وفثي حالة ان تكون الجهثة الداعيثة‬
‫حزبا ً سياسيا ً أو منظمة جماهيرية أو نقابة مهنية‪ ..‬فيجب أن يكون البلغ موقعاً‬
‫عليثثه مثثن الممثثثل القانونثي للحزب أو المنظمثثة أو النقابثة وممهورا ً بختمهثا‪،‬‬
‫بالضافثة إلى أسثماء وتوقيعات اللجنثة‪ ،‬وللجهثة المختصثة التحقثق والتأكثد مثن‬
‫صحة ما جاء في البلغ المقدم إليها‪ .‬وتنص المادة (‪ )9‬من القانون نفسه على‬
‫أن "للجهثثة المختصثثة فثثض المظاهرة أو المسثثيرة فثثي الحوال التيثثة‪:‬أ ‪ -‬إذا‬
‫وقعثثت أعمثثثال تعثثد مثثن الجرائم أو مثثن شأنهثثا إعاقثثة السثثلطة عثثن القيام‬
‫بواجبهثا‪ .‬ب ‪ -‬عنثد القيام بتنظيثم مظاهرة أو مسثيرة خلفا ً لحكام المادة (‪)4‬‬
‫مثثثن هذا القانون أو الخروج عثثثن الهدف المحدد لهثثثا‪ .‬ج ‪ -‬إذا القيثثثت فثثثي‬
‫المظاهرة أو المسيرة خطب أو هتافات تدعو إلى الفتنة‪ .‬د ‪ -‬إذا وقعت أعمال‬
‫‪.‬شغثب أو إضطراب شديد‬
‫لقثد جرد قانون تنظيثم المظاهرات والمسثيرات منظمات المجتمثع المدنثي‬
‫مثن حقهثا فثي ممارسثة الضغثط على الحكومثة عثبر العمال الحتجاجيثة‪ .‬إن‬
‫قانون تنظيثثثم المظاهرات والمسثثثيرات هثثثو فثثثي الحقيقثثثة قانون لحظثثثر‬
‫المظاهرات والمسيرات‪ ،‬فقد جعل قيامها شبه محظور من الناحية القانونية‪،‬‬
‫وهثي على الصثعيد الواقعثي محظورة فعلً‪ ،‬فباسثتقراء أحداث العوام الثلثثة‬
‫الماضيثة‪ ،‬يتضثح أنثه على الرغثم مثن القضايثا الخلفيثة الكثيرة والتوترات التثي‬
‫شهدتهثا العلقثة بيثن الدولة والمجتمثع المدنثي‪ ،‬وكثرة وتعدد القضايثا السثياسية‬
‫والمطلبيثثة التثثي تبناهثثا المجتمثثع المدنثثي‪ ،‬إل أن الجهزة المنيثثة لم تسثثمح‬
‫بتنظيم أعمال احتجاجية كبيرة احتجاجا ً على السياسات الحكومية‪ ،‬أو للضغط‬
‫على الحكومة لتنفيذ بعض القضايا المطلبية‪ ،‬وما شهدته اليمن من مسيرات‬
‫ومظاهرات كانثثت حول قضايثثا إقليميثثة أو دوليثثة‪ ،‬وليسثثت محليثثة‪ ،‬وتركزت‬
‫معظمهثثا حول الحتجاج على السثثياسات المريكيثثة والبريطانيثثة تجاه العراق‬
‫ورفثثض الحرب على العراق وسثثياسات القمثثع التثثي تمارسثثها إسثثرائيل ضثثد‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬وتعبيرا ً عن مساندة الشعبين العراقي والفلسطيني‪ ،‬وقد لوحظ‬
‫أن المؤتمثثر الشعثثبي العام ( الحزب الحاكثثم ) كان أكثثثر الحزاب حضورا ً فثي‬
‫‪.‬هذه المسيرات والمظاهرات‬
‫أما المظاهرات التي تتعلق بقضايا محلية فقد قامت قوات المن بقمعها‪،‬‬
‫حيثث نشرت الصثحافة أنباء عثن اعتقالت فثي عددٍ مثن المدن اليمنيثة‪ ،‬لعدد‬
‫كبير من المواطنين على خلفية التظاهر والحتجاج على ضريبة المبيعات‪ ،‬أما‬
‫المظاهرات التي شهدتها العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الخرى عام ‪2005‬‬
‫احتجاجا ً على رفثع أسثعار المشتقات البتروليثة‪ ،‬فقثد وجهثت بإطلق النار على‬
‫‪.‬المتظاهرين‪ ،‬وتم اعتقال أعداد كبيرة من المواطنين في مختلف المناطق‬
‫تنثثص المادة ( ‪ - 40‬أ )مثثن قانون رقثثم (‪ )35‬لسثثنة ‪ 2002‬بشأن تنظيثثم‬
‫النقابات العماليثة‪ ،‬على أن " الضراب السثلمي هثو أحثد الوسثائل المشروعثة‬
‫للعمال ومنظماتهثم النقابيثة للدفاع عثن حقوقهثم ومصثالحهم القانونيثة إذا لم‬
‫يتم التوصل إلى معالجة النزاع الناشئ عبر المفاوضة الجماعية‪ .‬وتنص المادة‬
‫(‪ )8‬مثثن القانون نفسثثه على أنثثه " ل يحثثق لي جهثثة التدخثثل فثثي أعمال‬
‫المنظمات النقابيثة بطريقثة مباشرة أو غيثر مباشرة‪ ،‬كمثا ل يحثق لهثا إكراه أي‬
‫شخص على النضمام إلى النقابة أو النسحاب منها أو عدم ممارسة الحقوق‬
‫النقابيثثة‪ ،‬وتنثثص المادة (‪ )9‬على أنثثه "ل يجوز الجمثثع بيثثن منصثثب إداري فثثي‬
‫مسثتوى مديثر إدارة تنفيذيثة ومثا فوقهثا ومركثز قيادي نقابثي"‪ .‬المادة (‪" )50‬‬
‫يجب على جهة العمل بناء على طلب كتابي من النقابة العامة أو التحاد العام‬
‫وبعثد موافقثة العضثو النقابثي أن تسثتقطع مثن أجره قيمثة الشتراك الشهري‬
‫وتحدد اللئحة والنظام الساسي كيفية توزيع نسب الشتراكات على مستوى‬
‫المنظمة النقابيثة كما يجثب أن تتوقف عن اسثتقطاع قيمة الشتراك الشهري‬
‫على العضو عند انسحابه من المنظمة‪ .‬وأخيرا ً المادة (‪" )51‬يجوز للوزارة في‬
‫حالة امتناع جهثثة العمثثل عثثن خصثثم وتوريثثد الشتراكات النقابيثثة للعضاء‬
‫المنتسبين للنقابة إلزام الجهة بالتوريد وذلك بناء على طلب كتابي من التحاد‬
‫‪ .‬العام‬

‫‪ :‬تقوم السثياسة العامثة‬


‫للحكومثثة على حجثثب المعلومات‪ ،‬والهيمنثثة على العلم المسثثموع والمرئي‬
‫ورفثض منثح المواطنيثن الحثق فثي امتلك القنوات الذاعيثة والتلفزيونيثة‪ ،‬ممثا‬
‫يعني حرمان المواطنين من حقهم في الحصثول على المعلومات من مصادر‬
‫بديلة‪ ،‬ويصثف مراقبون وسثائل العلم الرسثمية بأنهثا أدوات دعايثة ل إعلم‪،‬‬
‫وهناك العديثثد مثثن الحالت التثثي وجثثد فيهثثا الناس أنفسثثهم فثثي حيرة نظراً‬
‫للجوء الحكومثثثة إمثثا إلى حجثثثب المعلومات أو إلى التضليثثثل‪ ،‬فقثثد منعثثثت‬
‫الحكومثثة عثن الناس حقهثم فثي الحصثثول على المعلومات المتصثثلة بأحداث‬
‫التمرد‪ ،‬التي قادها رجل الدين حسين بدر الدين الحوثي‪ ،‬في محافظة صعدة‬
‫خلل عامثثي ‪ ،2005 – 2004‬وتثثم منثثع الصثثحفيين ومراسثثلي وكالت النباء‬
‫القليميثثة والدوليثثة مثثن زيارة المحافظثثة‪ )(،‬المثثر الذي يؤثثثر سثثلبا ً على أداء‬
‫منظمات المجتمثثثع المدنثثثي لدورهثثثا فثثثي مجال توسثثثيع النقاش العام حول‬
‫القضايثا العامثة‪ ،‬ونشثر قضايثا الفسثاد‪ ،‬وإطلع المواطنيثن حول مثا يتثم على‬
‫المستوى الحكومي‪ ،‬فالتنمية تتوقف على مدى وجود مواطنين مطلعين على‬
‫‪.‬الشأن العام‬
‫احتجت نقابة الصحفيين اليمنيين خلل شهر يوليو من العام الماضي على‬
‫قيام الحكومة بمنع الصحفيين من تغطية أحداث الشوارع التي اندلعت عقب‬
‫تخلي الحكومثة عثن الدعثم المقدم للمشتقات النفطيثة‪ ،‬ويشيثر تقريثر المركثز‬
‫اليمنثي للتدريثب وحمايثة الحريات الصثحفية بأنثه سثجل أكثثر مثن ‪ 120‬انتهاكثا‬
‫جسثيما للحريات الصثحفية خلل عام ‪ ،2004‬ويتعدى غياب الشفافيثة وحجثب‬
‫المعلومات الصحافة ومنظمات المجتمع المدني‪ ،‬ليشمل البرلمان‪ ،‬فقد حدث‬
‫مرات عديدة أن رفضثثت الحكومثثة توفيثثر البيانات والمعلومات التثثي يطلبهثثا‬
‫بعثثثض أعضاء مجلس النواب‪ ،‬واشتكثثثت نقابثثثة الطباء مثثثن قيام السثثثلطة‬
‫باسثتخدام وسثائل العلم الرسثمية للتظليثل‪ ،‬حيثث أعلنثت عثن الضراب الذي‬
‫كان ينفذنثثثه الطباء للمطالبثثثة بتحسثثثين مسثثثتوى معيشتهثثثم‪ ،‬بهدف إفشال‬
‫‪.‬الضراب الذي كان يقوم به أعضاؤها‬

‫‪ :‬على العكس مما‬


‫كان متوقعا ً فإن التحولت السثثياسية والقتصثثادية التثثي شهدتهثثا اليمثثن خلل‬
‫العقود الخمسثة الماضيثة بشكثل عام ومنثذ عام ‪ 1990‬بشكثل خاص‪ ،‬لم تؤد‬
‫إلى إضعاف البنثى والعلقات البطركيثة‪ ،‬وذلك بسثبب أن مجال هذه التحولت‬
‫اقتصر على المجال القانوني والمؤسسي الشكلي‪ ،‬ولم تتجذر على المستوى‬
‫الثقافثثثثي‪ ،‬أو على مسثثثثتوى ممارسثثثثات الفراد والجماعات والمؤسثثثثسات‬
‫السثياسية‪ ،‬فالجماعات والمؤسثسات السثياسية على الرغثم مثن أن خطابهثا‬
‫السثثثثياسي‪ ،‬يدعثثثثي الحتكام إلى مبادئ التعدديثثثثة السثثثثياسية والتوجهات‬
‫الديمقراطيثثثة والجراءات النتخابيثثثة‪ ،‬إل أن إيمانهثثثا بمبدأ التداول السثثثلمي‬
‫للسثثلطة ل زال ضعيفاً‪ ،‬وبالتالي فإنهثثا بدل ً مثثن أن تعمثثل على تكريثثس مبدأ‬
‫وعلقات المواطنثة‪ ،‬وهثو المبدأ الذي يجثب أن يحكثم علقات الفراد بعضهثم‬
‫بالبعثثض الخثثر وعلقاتهثثم بالدولة والمؤسثثسات السثثياسية فثثي المجتمعات‬
‫الديمقراطيثة‪ ،‬فإنهثا عملت على تكريثس العلقات التقليديثة والبنثى العشائريثة‬
‫والقبليثة‪ ،‬وحافظثت على النتماءات التحتيثة – الدنثى مثن الوطنيثة‪ -‬العشائريثة‬
‫والقبليثة والمناطقيثة‪ ،‬وعززت مواقثع النخثب التقليديثة‪ ،‬وذلك بهدف السثتفادة‬
‫منها في العمليات النتخابية‪ ،‬واستغلل ما تتمتع به من قوة وسلطة اجتماعية‪،‬‬
‫فتسثثثابقت الحزاب والتنظيمات السثثثياسية الحديثثثثة لكسثثثب ولء الصثثثفوة‬
‫‪.‬التقليدية‬

‫ل بحسثب‬‫انعكسثت آثار الثقافثة القبليثة على المواطنيثن اليمنييثن عموماً‪ ،‬ك ٍ‬


‫انتماءاتثثه الجتماعيثثة والثنيثثة وحسثثب علقات النوع الجتماعثثي‪ ،‬فطبعثثت‬
‫شخصيات الفراد الذين ينتمون إلى الفئات الجتماعية المهمشة بطابع يتسم‬
‫بالخضوع‪ ،‬والضعثثف وعدم الطموح والقدريثثة‪ ،‬وهثثي السثثمات نفسثثها التثثي‬
‫أضفتهثا على شخصثيات النسثاء بغثض النظثر عثن انتماءاتهثن الجتماعيثة(‪ .)9‬أمثا‬
‫الفراد الذيثن ينتمون إلى الطبقثة الوسثطى – التثي تثم إضعافهثا بسثبب تعزيثز‬
‫مواقثع القوى التقليديثة ‪ -‬فقثد أضعفثت الثقافثة القبليثة والتقليديثة السثائدة مثن‬
‫شعورهثثم بالسثثتقللية والعتماد على النفثثس‪ ،‬والقدرة على التغييثثر‪ ،‬وولدت‬
‫لدى الكثيثر منهثم قناعثة بأن المجتمثع ل زال يعتمثد فثي تقييمثه للفراد على‬
‫العزو ل على النجاز حسثثثب مصثثثطلحات عالم الجتماع المريكثثثي تالكوت‬
‫بارسثثونز(‪ ،)10‬وإن إمكانات ترقيهثثم ومشاركتهثثم السثثياسية تعتمثثد على مدى‬
‫ارتباطهثم بالصثفوة التقليديثة وتكيفهثم مثع توجهات الثقافثة التقليديثة‪ ،‬وليثس‬
‫على أسثاس إنجازاتهثم فثي مختلف المجالت‪ ،‬لذلك فقثد تنازل عدد منهثم عثن‬
‫أدوارهم الطليعية في المجتمع‪ ،‬وارتبطوا بالصفوة التقليدية‪ ،‬فقد شهدنا خلل‬
‫العوام الماضيثثة تحول فثثي توجهات بعثثض المثقفيثثن اللبرالييثثن واليسثثاريين‬
‫والقومييثن‪ ،‬فتنازلوا عثن مشروعاتهثم التحديثيثة‪ ،‬وارتبطوا بالقوى المحافظثة‬
‫‪.‬والنخب التقليدية‪ ،‬وتبنوا توجهاتها وأصبحوا منظرين لها‬

‫‪ :‬مؤسثثسات‬
‫المجتمع المدني هي مؤسسات للتغيير الجتماعي‪ ،‬فهي تطور المعرفة وتنشر‬
‫أفكار الحداثة‪ ،‬وتدفع باتجاه النضال ضد البنى الجتماعية التقليدية والموروثة‪،‬‬
‫وتوفثر للمواطنيثن مصثدرا ً للتنشئة الجتماعيثة‪ ،‬تختلف عثن التنشئة الجتماعيثة‬
‫التثي تخضعهثم لهثا أسثرهم والبنثى والتنظيمات الجتماعيثة التقليديثة‪ ،‬وبفضثل‬
‫الدور الريادي لمؤسثثسات المجتمثثع المدنثثي الحديثثثة يتجاوز نشطائهثثا العمثثل‬
‫على الخلص الفردي‪ ،‬ويتبنون أدوارا ً خلصثثثثثثثثثثثثية للمجتمثثثثثثثثثثثثع عموماً‬
‫غيثثر أن عمليثثة مأسثثسة منظمات المجتمثثع ‪Universalistic Roles.‬‬
‫المدنثثي فثثي اليمثثن بمثثا يحقثثق هذه الهداف‪ ،‬لم تكتمثثل بعثثد‪ ،‬وتتمثثثل أهثثم‬
‫التأثيرات السثثلبية التثثي أضفتهثثا البنثثى البكريركيثثة على منظمات المجتمثثع‬
‫‪:‬المدني في مايلي‬

‫‪ :‬تقوم‬
‫تنظيمات المجال الخاص فثي المجتمثع البطريركثي‪ ،‬على أسثاس الفصثل بيثن‬
‫مجال خاص للذكور‪ ،‬ومجال خاص للناث‪ ،‬وبفعثل تأثيثر التنظيمات البطريركيثة‬
‫على منظومثثة القيثثم الجتماعيثثة‪ ،‬والتوجهات الثقافيثثة فثثي المجتمثثع اليمنثثي‪،‬‬
‫اسثتطاعت إسثقاط هذا الفصثل على بنثى تنظيمات المجتمثع المدنثي‪ ،‬حيثث‬
‫يمكن التمييثز بوضوح بين مجتمع مد ني ذكوري‪ ،‬ومجتمع مدني نسائي‪ ،‬المر‬
‫الذي يضعف من فعالية المجتمع المدني عموماً‪ ،‬والتنظيمات المدنية الناشطة‬
‫فثثي مجال حقوق النسثثان للمرأة‪ ،‬وجعثثل هذه الخيرة تعمثثل فثثي ضوء أطثثر‬
‫نظرية ومناهج تقليدية‪ ،‬تستند على توجهات الحركات النسوية التقليدية‪ ،‬رغم‬
‫إدعائهثثا بأن أنشطتهثثا وبرامجهثثا موجهثثة بمنهجيثثة النوع الجتماعثثي‪ ،‬وحتثثى‬
‫‪.‬بمنهجية حقوق النسان وتوجهات المواطنة المتساوية‬

‫‪ :‬تعاملت القوى التقليدية‬


‫مثع منظمات المجتمثع المدنثي الحديثثة بأسثلوب براجماتثي نفعثي‪ ،‬واسثتطاعوا‬
‫الهيمنة على ما يقرب من ‪ %70‬من الجمعيات التي صرح لها من قبل وزارة‬
‫جل – إن لم يكثثن ك ُثثل ‪-‬‬‫الشئون الجتماعيثثة منثثذ عام ‪ 1990‬حتثثى الن‪ ،‬ف ُثث‬
‫الجمعيات الجتماعيثة الخيريثة والجمعيات التعاونيثة‪ ،‬يرأسثها أو يسثيطر عليهثا‬
‫أفراد ينتمون إلى النخبثة التقليديثة‪ ،‬ويسثيرونها وفقا ً للعلقات وأشكال الوعثي‬
‫التقليدية‪ ،‬وباتت على الرغم من اتخاذها بنى تنظيمية حديثة الشكل‪ ،‬وتصنيفها‬
‫من قبل الجهات الرسمية ومعظم الباحثين‪ ،‬باعتبارها منظمات مجتمع مدني‪،‬‬
‫أقرب إلى تنظيمات المجتمثثع الهلي منهثثا إلى منظمات المجتمثثع المدنثثي‪،‬‬
‫الذي يتسثم حسثب توصثيف بعثض الباحثيثن بالتأثثر بالبنثى الجتماعيثة التقليديثة‬
‫كالعائليثة والعشائريثة والقبليثة والطائفيثة‪ ،‬والذي تنظثم علقاتثه وفقا ً لمعاييثر‬
‫اجتماعيثثة تراتبيثثة‪ ،‬تفرز علقات قائمثثة على التمايثثز كعلقات السثثيد والعبثثد‪،‬‬
‫‪().‬والرجل والمرأة‪ ...‬الخ‬

‫تهدف المنظمات الجتماعيثثثة الخيريثثثة إلى خدمثثثة المجتمعات المحليثثثة‪،‬‬


‫‪ ( C.B.O.s ).‬وبالتالي يمكثن توصثيفها بأنهثا تمثثل منظمات مجتمثع محلي‬
‫غيثثر أن هيمنثثة النخبثثة التقليديثثة عليهثثا‪ ،‬أفقدتهثثا قدرتهثثا على تحسثثين أوضاع‬
‫السثكان المحلييثن‪ ،‬فثي المجتمعات المحليثة التثي تسثتهدفها‪ ،‬وتشيثر مؤشرات‬
‫المسثثح الوطنثثي لظاهرة الفقثثر‪ ،‬أن نسثثبة فقراء الريثثف تفوق نسثثبة فقراء‬
‫الحضثر‪ ،‬فضل ً عثن أن التحسثن النسثبي فثي مؤشرات الفقثر فثي اليمثن خلل‬
‫العامين الماضيين ترجع إلى تراجع مؤشرات الفقر في المدن الرئيسة‪ ،‬وذلك‬
‫على الرغثم مثن العدد الكثبير للجمعيات الجتماعيثة الخيريثة التثي تسثعى إلى‬
‫خدمثثة المجتمعات المحليثثة الريفيثثة‪ ،‬المثثر الذي يمكثثن السثثتدلل معثثه بأن‬
‫فعالية هذه الجمعيات محدودة أو ضعيفة‪ ،‬حيث تساهم في إعادة إنتاج أشكال‬
‫‪.‬التمايزات التقليدية‬

‫ل تقتصثر هيمنثة النخثب التقليديثة على الجمعيات الجتماعيثة الخيريثة‪ ،‬بثل‬


‫تمتثد لتشمثل الحزاب السثياسية‪ ،‬فالحزب الحاكثم الذي يحتثل معظثم مقاعثد‬
‫البرلمان‪ ،‬تسثثتند قاعدتثثه الشعبيثثة على القوى الجتماعيثثة التقليديثثة‪ ،‬وترجثثع‬
‫النجاحات التي حققها في دورات النتخابية التشريعية إلى أن معظم مرشحيه‬
‫كانوا مثن شيوخ القبائل‪ ،‬ففوزه بأغلبيثة مقاعثد البرلمان ل يرجثع إلى عوامثل‬
‫سثياسية‪ ،‬بثل إلى عوامثل اجتماعيثة‪ ،‬فمرشحيثه مثن شيوخ القبائل يسثتطيعون‬
‫بأساليبهم التقليدية توظيف علقات الموالة والتبعية في تحيق الفوز‪ ،‬وهذا هو‬
‫مثا يفسثر التنامثي فثي نسثب مرشحيثه الفائزيثن فثي الدورات النتخابيثة‪ ،‬وذلك‬
‫على الرغثم مثن تنامثي انتشار الفقثر وتدهور مسثتويات المعيشثة‪ ،‬بشكثل يكاد‬
‫يكون متناسثبا ً طرديا ً مثع تنامثي تمثيثل الحزب الحاكثم فثي البرلمان‪ ،‬فعندمثا‬
‫أجريثثت أول انتخابات تشريعيثثة تعدديثثة فثثي إبريثثل ‪ ،1993‬احتثثل المؤتمثثر‬
‫الشعثثبي العام المرتبثثة الولى بيثثن الحزاب التثثي اسثثتطاعت الوصثثول إلى‬
‫البرلمان‪ ،‬حيثثث حصثثل على ‪ 123‬مقعدا ً مثثن أجمالي مقاعثثد مجلس النواب‬
‫البالغثثة ‪ ،301‬وفثثي انتخابات إبريثثل ‪ 2003‬حصثثل على ‪ 226‬مقعدا ً مثثن‬
‫‪.‬إجمالي مقاعد مجلس النواب‬
‫بالنظر إلى توزيع ثمار النمثو القتصادي يتضثح أنه يتسم بالتفاوت الشديثد‪.‬‬
‫فكلمثا ضعثف الدخثل لمجموعثة اجتماعيثة تقلص نصثيبها مثن الزيادة فثي الناتثج‬
‫القومي‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬والمحصلة من ذلك هي توسيع الفجوة بين حصص‬
‫الفئات الجتماعيثثة مثثن الناتثثج القومثثي الجمالي‪ ،‬وتشيثثر نتائج تحليثثل معدل‬
‫النمثثو القتصثثادي حسثثب معدل النمثثو المرجثثح فثثي دخثثل الفئات الجتماعيثثة‬
‫المختلفة أن العشرين في المائة الفقر من السكان لم تحص إل على ‪%.33‬‬
‫من متوسط نمو الناتج المحلي الجمالي الحقيقي‪ ،‬بينما حصل العشرين في‬
‫المائة الغنثثى مثثن السثثكان على ‪ ،%2.73‬أمثثا باقثثي معدل النمثثو وقدره‬
‫‪ ،%2.54‬فكان مثثن نصثثيب السثثتين فثثي المائة الباقيثثة مثثن السثثكان‪ ،‬وهذه‬
‫الرقام – تفصثح بمثا ل يدع مجال للشثك ‪ -‬أن النمثو القتصثادي فثي اليمثن فثي‬
‫دينامكيتثه ونمطثه السثائد متحيثز لصثالح الفئات الغنيثة وضثد الفئات الفقيرة‪،‬‬
‫ويشكثل نتيجثة مباشرة لاسثتراتيجية التنميثة ومكافحثة الفقثر التثي تسثتند على‬
‫النمثثو القتصثثادي‪ ،‬حيثثث يؤدي هذا النوع مثثن السثثتراتيجيات‪ ،‬فثثي مجتمعات‬
‫اللمسثثاواة الرأسثثية إلى تخفيثثف الفقثثر المطلق عثثن طريثثق زيادة الفقثثر‬
‫النسثثبي‪ ،‬وتقليثثل الحاجثثة الماديثثة بزيادة الحاجثثة النفسثثية‪ )(،‬والثار السثثلبية‬
‫لللمسثثاواة الرأسثثية على التنميثثة البشريثثة أكثثثر وأعمثثق مثثن الثار السثثلبية‬
‫)(‪.‬لللمساواة الفقية‬
‫فثي ضوء ذلك يمكثن القول أن سثياسات واسثتراتيجيات التنميثة فثي اليمثن‬
‫متحيزة لصثثالح الغنياء‪ ،‬ويأتثثي شيوخ القبائل وأفراد النخبثثة التقليديثثة فثثي‬
‫مقدمثة الفئات الغنيثة فثي الريثف‪ ،‬وبالتالي يمكثن القول أن مصثالح هذه الفئة‬
‫ترتبثط بالحزب الحاكثم‪ ،‬وأنهثا تشكثل فئة اجتماعيثة محافظثة‪ ،‬وبالتالي فإنهثا‬
‫توظثف سثلطتها غيثر الرسثمية وهيبتهثا الجتماعيثة ورأسثمالها الرمزي‪ ،‬لصثالح‬
‫الحزب الحاكثم الذي ترتبثط معثه بعلقات مصثلحة‪ ،‬فثي مقابثل ذلك اسثتقطبها‬
‫الحزب الحاكم إلى صفوفه‪ ،‬ونصبها في مواقع قيادية في بنائه التنظيمي في‬
‫الريف‪ ،‬ومنحها بذلك ألية حديثة ومدنية لتعزيز سلطتها‪ ،‬وهو ما أعاق المؤتمر‬
‫الشعثبي عثن تحقيثق أهدافثه ومهامثه المفترضثة كمؤسثسة مدنيثة حديثثة‪ ،‬فثي‬
‫‪.‬مجال التحديث والتغيير الجتماعي والصلح الديموقراطي‬
‫‪ :‬إعاقثثة قيام‬
‫منظمات المجتمثع المدنثي بوظيفت ها كمدارس لتعلم الديموقراطيثة‪ :‬عدم تجذر‬
‫ثقافة المجتمع المدني في اليمن واستمرار تأثير ثقافة التنظيمات التقليدية ل‬
‫سيما القبلية‪ ،‬من ثم فإن قيم النضباط والمحاسبية والمساواة‪ ،‬لم تصبح بعد‬
‫جزءا ً مثن منظومثة القيثم الموجهثة لسثلوك الناشطيثن فثي المجال المدنثي‪،‬‬
‫لذلك فإن بعضهثثم يديرون منظمات المجتمثثع المدنثثي – منظمات المجتمثثع‬
‫المحلي بشكثل خاص ‪ -‬بنفثس السثلوب الذي تدار بثه المنظمات الجتماعيثة‬
‫‪.‬التقليدية‬
‫في موازاة التحيز القانوني والسياسي للصفوة التقليدية‪ ،‬والذي يسهل لها‬
‫السثثيطرة على منظمات تنميثثة المجتمعات المحليثثة‪ ،‬وسثثعي الحزب الحاكثثم‬
‫إلى اسثتقطاب أفراد النخبثة الجتماعيثة التقليديثة‪ ،‬مثن خلل تسثهيل وصثولهم‬
‫إلى مواقثثثع صثثثناعة القرار التنموي على المسثثثتوى المحلي‪ ،‬فإن السثثثكان‬
‫المحليين أنفسهم يساعدون على ذلك‪ ،‬بهدف استغلل نفوذهم للحصول على‬
‫‪.‬دعم حكومي‬
‫تتخثذ تأثيرات عدم اكتمال مأسثسة الدولة مظهريثن رئيسثين‪ :‬الول يتمثثل‬
‫فثي عدم تطثبيق الجهات الحكوميثة للقانون الخاص بالجمعيات الهليثة تطثبيقاً‬
‫دقيقا ً وتجاوزهثا عثن بعثض الشروط القانونيثة أحيانا ً وتعاملهثا بشكثل مزاجثي‬
‫وانتقائي‪ ،‬أمثا المظهثر الثانثي فيتمثثل فثي أن الفراد الذيثن يديرون منظمات‬
‫المجتمثثع المدنثثي هثثم غالبا ً مثثن موظفثثي الجهاز الداري للدولة ومؤسثثساتها‬
‫المختلفثة وبالتالي يحملون نفثس الثقافثة الداريثة ونفثس المعارف والمهارات‬
‫المكتسبة في تلك المؤسسات والتي هي بدورها مؤسسات يغلب عليها طابع‬
‫التخلف الداري المثثر الذي يترتثثب عليثثه سثثوء اسثثتخدام السثثلطة وسثثوء‬
‫)(‪.‬استخدام موارد المنظمة وسوء تخطيط برامجها وأنشطتها‬
‫إن معظم منظمات المجتمع المدني في اليمن هي جمعيات إما منظمات‬
‫مجتمثثع محلي‪ ،‬أو جمعيات تدخثثل اجتماعثثي‪ ،‬تنشثثط وفقا ً لمفاهيثثم الرعايثثة‬
‫‪ Service‬الجتماعيثثثثثثة التقليديثثثثثثة‪ ،‬المتمركزة حول تقديثثثثثثم الخدمات‬
‫وتهمل مفاهيم التنمية القائمة على أساس المشاركة‪ ،‬والتمكين ‪Delivery،‬‬
‫‪.‬والستدامة‪ ،‬ول تنظر للمشاركة والمحاسبة باعتبارها من حقوق المستفيدين‬

‫‪ :‬يؤدي محدوديثثة التعاون بيثثن‬


‫منظمات المجتمثثع المدنثثي‪ ،‬إلى اتسثثام المشاركثثة الشعبيثثة فثثي التنميثثة‬
‫بالعشوائيثثة وعدم التخطيثثط والفتقار إلى رؤيثثة واضحثثة تحدد مجالت تدخثثل‬
‫المنظمات غيثر الحكوميثة وأولوياتهثا‪ )(،‬وتعانثي مشاركثة المجتمثع المدنثي فثي‬
‫اليمثثن إلى مثثثل هذه النتائج‪ ،‬بسثثبب قصثثور التعاون بيثثن منظمات المجتمثثع‬
‫المدنثثي فقثثد اتسثثم نشاطهثثا بالتكرار‪ ،‬حتثثى أصثثبحت هناك صثثورة نمطيثثة‬
‫لتدخلت المنظمات غير الحكومية‪ .‬فكل المنظمات الناشطة في مجال تنمية‬
‫المرأة تنفثذ برامثج تدريثب فثي مجال الخياطثة والتطريثز والتريكثو على الرغثم‬
‫مثن أن هذه البرامثج لم تثبثت كفاءة فثي تغييثر أوضاع النسثاء الفقيرات‪ ،‬وكثل‬
‫المنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال مكافحة الفقر وتقديم الخدمات‬
‫التعليميثة تقوم بتوزيثع الحقيبثة المدرسثية للطلب الفقراء على الرغثم مثن أن‬
‫كثيرا ً مثثثثن الدراسثثثثات أثبتثثثثت أن انخفاض معدلت التحاق الطفال الفقراء‬
‫بالتعليثم السثاسي ل يرجثع إلى عدم توفثر المسثتلزمات المدرسثية لديهثم‪ ،‬بثل‬
‫‪.‬يرجع إلى أسباب أخرى كثيرة‬
‫‪ :‬ترتب على التنامي‬
‫العددي الكبير للمنظمات المدنية المتنافسة تشتيت موارد المجتمع المدني‬
‫في ظل على مصادر تمويل محدودة‪ ،‬وبالتالي تنفيذ مشروعات كثيرة العدد‬
‫لكنها صغيرة ومتناثرة ومحدودة الكفاءة‪ ،‬فعلى الرغم من أن كل جمعيات‬
‫التدخل الجتماعي في اليمن أشارت إلى أن مكافحة الفقر ومساندة الفئات‬
‫الجتماعية الكثر فقرا ً تعتبر أحد أهم أهدافها‪ ،‬إل أن الدراسات التي أجريت‬
‫على المتسولين والفئات الجتماعية المهمشة وأطفال الشوارع خلصت إلى‬
‫أن خدمات جمعيات التدخل الجتماعي قاصرة وغير فاعلة في تغيير أوضاع‬
‫هذه الفئات الجتماعية‪ )(.‬يرجع ذلك أول ً إلى افتقار القائمين على الجمعيات‬
‫للخبرات والمهارات اللزمة في مجال مكافحة الفقر‪ ،‬ثانيا ً إلى نمطية النظم‬
‫الساسية للجمعيات‪ ،‬والذي جاء نتيجة اشتراط قانون الجمعيات والمؤسسات‬
‫الهلية أن تصيغ الجمعيات أنظمتها الساسية‪ ،‬في ضوء النموذج الذي تعده‬
‫وزارة الشئون الجتماعية‬

You might also like