Professional Documents
Culture Documents
نص التعديل على القانون رقم 18لعام 1973يحوي جملة من القيود على
الحثق فثي التجمثع السثلمي مثن غيثر الشارة إلى الغايثة منهثا ،وبطريقثة تهدد
:الحق نفسه
· فالمادة ( 2آ) توجثثثب على الشخاص الراغثثثبين بتنظيثثثم اجتماع عام أو
ة قبثل ثلثثة أيام على القثل. مظاهرة إخطار المديثر العام للشرطثة كتاب ً
•،ول يميز مشروع القانون بين المظاهرات العامة حيثثثثثثث يكون
الخطار المسثثبق أمرا ً منطقيا ً بغيثثة ترتيثثب حركثثة السثثير أو حمايثثة
•،الشرطة للمتظاهرين وبيثثن الجتماعات العامثثة التثثي تجري فثثي
مكان مغلق حيثثثث ل أهميثثثة لتلك العتبارات .ول يورد مشروع القانون
سثثثببا ً لوجوب الخطار المسثثثبق بهذه الجتماعات .وحتثثثى فثثثي حالة
•،المظاهرات والمسثيرات العامثة حيثث يكون الخطار المسثبق منطقياً
فإن اشتراط الخطار قبثل ثلثثة أيام أمثر مبالغ فيثه .وليثس مثن
الواضثح مثا الذي يجعثل مهلة أقصثر ( 24سثاعة مثلً ) غيثر كافيثة لتلبيثة
متطلبات النظام والسلمة العامين؛
· •،وتوجب المادة الرابعة على السلطات إخطار المنظمين فثثثي حال
قبثل يوميثن مثن موعده المقرر على القثل،• .اتخاذ قرار بمنع التجمع
لكن مشروع القانون ل يلزم السلطات بتحديد سبب المنع أو بالمستند
أي حق من حقوق النسان القانوني له .إن عبء تبرير فرض قيود على ّ
الساسية يقع على عاتق الدولة؛
· كمثا تنثص المادة الرابعثة على حثق منظمثي الجتماع بالطعثن فثي قرار
المنثع خلل خمسثة عشثر يوما ً مثن تاريثخ إبلغهثم بثه "أمام المحكمثة
المختصثة التثي تفصثل فيثه بصثفة مسثتعجلة" .لكثن القانون ل يشيثر إلى
•،تكوين تلك المحكمة كمثثا ل يقدم أيثثة ضمانثثة بأن تكون محكمثثة
مسثتقلة عثن السثلطة التنفيذيثة .وهثو ل يحدد أيضا ً مثا المقصثود بصثفة
"الستعجال"؛
• وتنثص المادة الخامسثة على "ضرورة الذن الخاص" للجتماعات العامثة
التثي تعقثد بيثن السثاعة 11:30ليل ً والسثاعة 7صثباحاً .ولم ترد أيثة إشارة
لسثثبب كون الذن الممنوح فثثي هذه الحالة إذنا ً "خاصثثاً " .كمثثا لم ترد
إشارة إلى عدم اقتصثثار وجوب تقديثثم إخطار مسثثبق على الجتماعات
العامثة التثي تجري فثي سثاعات الليثل هذه مثن غيثر اشتراطثه فثي حالة
الجتماعات العامة التي تجري في ساعات النهار أو المساء؛
· وتنثص المادة السادسة على وجوب تنظيثم كل اجتماع عام وإدارتثه مثن
قبل لجنة تتألف من ثلثة أعضاء على القل تكون مسئولة عن "منع كل
•"،خطاب أو نقاش يخالف النظام العام أو الداب ة إلى أمورإضاف ً
أخرى .لكثن القانون يترك تعريفثا "النظام العام أو الداب" مفتوحثا ممثا
يشكل دعوةً للسلطات إلى تقييد حرية التعبير والتجمع السلمي بصورةٍ
كيفية؛
· وتسمح المادة الثامنة للمدير العام للشرطة بتقرير ما إذا كان الجتماع
•،عاما ً أم خاصاً وبالتالي بتقريثر مثا إذا كان يجثب حضور الشرطثة
وذلك استنادا ً إلى "موضوعه ....أو أي ظرف آخر"؛ •،فيه
· وتحظثثر المادة العاشرة اشتراك غيثثر المواطنيثثن فثثي المظاهرات أو
المواكثثب "والتجمعات التثثي تتثثم لغرض سثثياسي" .إن العهثثد الدولي
الخاص بالحقوق المدنيثة والسثياسية ل يسثمح للدول المنضمثة إليثه بأن
تجعل من حق الجانب أو غير المواطنين في حرية التجمع خاضعا ً لقيود
ة .وعلى النقيض من ذلك فإن لجنثة حقوق النسثان فثي المثم •،خاص ً
المتحدة (وهثي الهيئة التثي تراقثب التزام الدول بالعهثد الدولي الخاص
•،بالحقوق المدنيثة والسثياسية وتقدم التفسثيرات الملزمثة له) صثرحت
•،وبصورة ل لبس فيها بأن "الجانثثب يتمتعون بحثثق التجمثثع
السلمي" وأنه "ل يجوز ممارسة أي تمييز بين المواطنين والجانب" في
مجال تطبيق الحقوق الساسية؛
· •،كما تحظر المادة العاشرة أيضاً •،ومن غير تفسير "
•،المظاهرات التثي تتثم لغراض انتخابيثة" .إن الحثق فثي حريثة التجمثع
•،كمثل الحق في حرية التعبير والتنظيم أمر حاسم الهمية
ة
ة وللنتخابات الحرة والعادلة خاص ً.للنظام الديمقراطي عام ً
إن اعتقال الناشثط الحقوقثي عبدالهادي الخواجثة ،إغلق نادي العروبثة ،وحثل
مركثثز البحريثثن لحقوق النسثثان ،تعثثبر عثثن حالة هشثثة فثثي الديمقراطيثثة
البحرينيثة وضيثق بمسثتوى الشفافيثة والحريات ومنهثا حريثة التعثبير .إن هذه
المحاولة رسالة واضحة لتكم يم الفواه ومنع أي انتقاد للسلطة التنفيذية من
خلل قرارات إداريثثة صثثارمة نابعثثة مثثن تدابيثثر أمثثن الدولة المنتهكثثة لحقوق
النسثثان .وقثثد بدا ذلك واضحا ً مثثن خلل الجراءات التثثي أتبعثثت قبيثثل وأثناء
قضيثثة الخواجثثة ،مثثن مضايقثثة المركثثز فثي عقثثد الندوة ،غلق نادي العروبثثة،
إعتقال عبدالهادي والهجوم العلمثثثي عليثثثه فثثثي محاولة لتشويثثثه سثثثمعته
والتهامات المسيسة الموجهة له والنابعة من قانون العقوبات السيئ الصيت
لعام 1976م ،وآخرها حل المركز وتهديدات رئيسه من قبل وزير العمل .إن
مثا حدث للخواجثة يندرج تحثت قائمثة المضايقثة على حقوقثه كناشثط ومدافثع
عن حقوق النسان ،يحميه العلن العالمي للمدافعين عن حقوق النسان .إن
مثثا حدث انتهاك صثثارخ لحقوق النسثثان ومؤسثثسات المجتمثثع المدنثثي فثثي
.البحرين ،والجميع معني بهذه النتهاكات ومسئول عن مناهضتها
إن التعاطثف الدولي الذي لم يسثبق له مثيثل فثي تاريثخ البحريثن الحديثث مثع
الخواجة والمركز يدلل على مشروعية وأهمية القضايا التي تبناها المركز في
فترة قصثيرة مثن عمره وأسثلوب طرحهثا ،وإنثه مهمثا حاول البعثض أن يضعثف
هذا التوجه ،فإنه لبد وان تصله رسالة الجميع -وانتم منهم -بأن الحقوق يجب
أن ترعثى وتحفثظ ،وأنثه آن الوان للقوانيثن القمعيثة وللمحتميثن وراءهثا مثن
المتنفدين أن يمضوا إلى غير رجعة حتى تتمكن البحرين من أن تعيش بحرية
فثي وضثع حقوقثي وتشريعثي صثحيحين أسثوة ببقيثة دول العالم المتقدم فثي
ظثثثل وجود مسثثثتقل للسثثثلطات الثلث ,سثثثلطة تشريعيثثثة قويثثثة وكاملة
الصثلحيات ،وسثلطة قضائيثة نزيهثة و مسثتقلة ،وسثلطة تنفيذيثة عادلة تسثعى
لرفاهية شعب البحرين وحماية كل حقوقه التي كفلتها المعاهدات و المواثيق
.الدولية
:نبذة
تشكلت الهيئة في بداية تأسيسها من تجمع شبابي من أصحاب القضية من
العاطلين ،وهذا ما يٌُميزها عن اللجان السابقة حيث كانت الريادة للمناصرين،
ودعمثثت التوجثثه الشبابثثي لصثثحاب القضيثثة بخثثبرة المناصثثرين واتخذت مثن
أسلوب النتخاب الغير مباشر من قبل أصحاب القضية أنفسهم آلية لتشكيل
.أعضاء اللجنة المركزية
الهيئة جاءت لتشكثثثل جهثثثة ضغثثثط على أصثثثحاب القرار الذيثثثن يمتلكون
الوسثائل المختلفثة لتحقيثق أهداف اللجنثة ،ول تُمثثل جهثة توظيثف أو تدريثب.
كمثثا أنهثثا تعتمثثد على الدراسثثات التثثي تعدهثثا الجهات المختلفثثة فثثي البلد ول
تمتلك – في الوقت الحالي -دراساتها وأبحاثها الخاصة
:التأسيس
المؤتمر التأسيسي الول في مسجد المام الصادق بالقفول بتاريخ 25
19يناير 2005
المؤتمثر التكميلي الول فثي جمعيثة العمثل الوطنثي الديموقراطثي 26
بتاريخ 6فبراير 2005
المؤتمثثر التكميلي الثانثثي فثثي التحاد العام لنقابات عمال البحريثثن 27
بتاريخ 2سبتمبر 2005
اجتماع تشكيثل اللجنثة المركزيثة فثي التحاد العام لنقابات عمال البحريثن 28
بتاريثثثخ 18سثثثبتمبر 2005حيثثثث تشكلت اللجنثثثة المركزيثثثة وكان عدد
أعضائها حين ذاك شخصاً
:فعاليات اللجنة
:أولً :الفعاليات الميدانية
العتصثام الول للعاطليثن عنثد الشارات المؤديثة للسثيف بتاريثخ 4مارس 29
2005
العتصثثام الثانثثي للعاطليثثن (ثانثثي أيام الفورمل) عنثثد الشارات المؤديثثة 30
للسيف بتاريخ 2أبريل 2005
المسثثيرة الولى للعاطليثثن بمناسثثبة عيثثد العمال انطلقا ً مثثن جامثثع راس 31
رمان بتاريخ 30أبريل 2005
المشاركثة فثي مسثيرة التحاد العام لنقابات البحريثن بمناسثبة عيثد العمال 32
بتاريخ 1مايو 2005
العتصثام الثالث للعاطليثن فثي النادي البحري واسثتمر لمدة أسثبوع فثي 33
الفترة 31 – 26مايو
المسيرة الثانية للعاطلين انطلقا ً من النادي البحري بتاريخ 1يونيو 34 2005
اعتصثثام مناصثثرة معتصثثمي الديوان عنثثد دوار السثثاعة بالرفاع 19يونيثثو 35
2005
مسثثيرة الكرامثثة" 15يوليثثو 2005والمفترض انطلقهثثا مثثن الشارات" 36
الضوئية بقرب مسجد الفاتح
اعتصام 5أغسطس 2005بالقرب من إشارات مسجد الفاتح 37
سثلسلة بشريثة عنثد جسثر الشيثخ عيسثى بتاريثخ 9سثبتمبر 2005ضمثن 38
الحملة العالمية لمكافحة الفقر
:ثانياً :اللقاءات
الشخصيات العلمائية 39
o سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم
o سماحة السيد عبداااه الغريفي
o سماحة الشيخ علي سلمان
o سماحة الشيخ حسين نجاتي
إعداد
د .عادل مجاهد الشرجبي
أستاذ علم الجتماع المشارك بجامعة صنعاء
.نوفمبر 2006
منذ سبعينات القرن العشرين بدأت المنظمات الدولية في التأكيد على أن
القضاء على الفقثثر ،وتحقيثثق تقدم فثثي مجال التنميثثة ،ل يتأتثثى إل مثثن خلل
إشراك السثثكان فثثي إعداد وتخطيثثط برامثثج ومشروعات التنميثثة ،وتمويلهثثا،
تنفيذها ،مراقبتها ،وتقييمها .ومشاركة المجتمع في التنمية بدورها ل تتأتى إل
فثي ظثل مجتمثع منظثم ،أي المجتمثع الذي ينتظثم أفراده فثي تنظيمات غيثر
حكومية حديثة ،حيث أثبتت الخبرة التاريخية في العالم الثالث ،أن التنظيمات
الحكوميثثة غيثثر الممأسثثسة ،والتنظيمات الجتماعيثثة التقليديثثة ،إذا كانثثت قثثد
نجحثت فثي التخفيثف مثن الفقثر المطلق ،فإنهثا تشكثل سثببا ً لنتشار الفقثر
النسثبي ،فالبنثى الجتماعيثة التقليديثة بطبيعتهثا بنثى تكرس التمايثز الجتماعثي
فيهثا " " powerواللمسثاواة ،والمكانات الجتماعيثة فيهثا موروثثة ،والقوة
محتكرة مثثن قبثثل النخبثثة القبليثثة ،وبالتالي فإن البنثثى الجتماعيثثة والثقافيثثة
التقليديثة ل تسثمح سثوى بقدر محدود مثن إعادة توزيثع القوة ،وأن الدولة غيثر
الممأسثثسة ،والتثثي لم يسثثتكمل فيهثثا الفصثثل بيثثن السثثياسي والجتماعثثي،
خضعثت لتأثيثر البنثى الجتماعيثة التقليديثة ،لذلك فإن ثمار التنميثة كانثت دائماً
لصالح النخب التقليدية ،التي استطاعت أن توظف نفوذها الجتماعي لتوجيه
.برامج التنمية بما يخدم مصالحها
نجاح اسثتراتيجيات التنميثة فثي تحقيثق العدالة الجتماعيثة ،يتطلب أن تبذل
empowermentالدولة والشركاء الخريثثن جهودا ً جادة فثثي مجال تمكيثثن
السكان عموماً ،والفقراء بشكل خاص ،أي منحهم قدرا ً من القوة يمكنهم من
المشاركثثة فثثي صثثناعة القرار التنموي وإدارة الموارد ،وممارسثثة الضغثثط
والتفاوض مثثثن أجثثثل الدفاع عثثثن مصثثثالحهم .ويشكثثثل تنظيثثثم المجتمثثثع
اسثتراتيجية فاعلة فثي هذا المجال ،مثن خلل community organization
تشجيثثع ومسثثاندة الفقراء على تنظيثثم أنفسثثهم فثثي منظمات حديثثثة ،وقثثد
شهدت اليمثثن منثثذ عام 1990نموا ً متسثثارعا ً فثثي مجال منظمات المجتمثثع
.المدني ،والمنظمات غير الحكومية
ترجثع البدايات الولى لتأسثيس المنظمات غيثر الحكوميثة فثي اليمثن إلى
عام ،1905وفثي مطلع عام 1990وبعثد مرور حوالي 95عاما ً على تأسثس
أول منظمثثة غيثثر حكوميثثة يمنيثثة بلغ عدد المنظمات غيثثر الحكوميثثة حوالي
2700منظمثة ،ووصثل عددهثا فثي عام 2000إلى 2786منظمثة ،أي أن عدد
المنظمات التثي نشأت خلل عشثر سثنوات تمثثل مئة ضعثف المنظمات التثي
تأسثثست خلل القرن الماضثثي ،غيثثر أن هذا التنامثثي الكمثثي لمؤسثثسات
المجتمثع المدنثي ل يكفثي للحكثم على فعاليتهثا وتأثيرهثا فثي الحياة الجتماعيثة
والقتصادية والسياسية ،فقد يكون العدد الكبير للجمعيات مؤشرا ً على تدخل
الدولة فثثي شئون المجتمثثع المدنثثي ،ل على حيادهثثا واسثثتقللية المجتمثثع
.المدني
على الرغم من ما تعانيه معظم منظمات المجتمع المدني من ضعف في
أدائها وتشوه في بنيتها المؤسسية ،ومحدودية في تأثير نشاطها ،وذلك بسبب
الثار السثثلبية للبيئة السثثياسية والجتماعيثة التثي تنشثط فثي إطارهثا ،إل أن
هناك عدد مثثن منظمات المجتمثثع المدنثثي تمارس دورا ً طليعيا ً فثثي المجتمثثع
اليمثثن ،واسثثتطاعت التغلب على تلك المصثثاعب البنيويثثة ،وفثثي مقدمثثة هذه
المؤسثثسات مركثثز المعلومات والتأهيثثل لحقوق النسثثان ،ومنتدى الشقائق
العربثثثي لحقوق النسثثثان ،ومنتدى المراة للدراسثثثات والتدريثثثب ،ومنظمثثثة
صثحفيات بل قيود ،ومنظمثة هود ،ونقابثة الصثحفيين اليمنييثن ،ونقابثة الطباء
والصثيادلة ،ونقابثة أعضاء هيئة التدريثس بالجامعات اليمنيثة ،والمرصثد اليمنثي
.لحقوق النسان رغم حداثة نشأته
وقثثثد شهثثثد العاميثثثن المنصثثثرمين نشاطا ً ملحوظا ً ومهما ً لبعثثثض هذه
المنظمات ،حيثث تثم عام 2004بمبادرة مثن منتدى الشقائق العربثي لحقوق
النسثان ،تأسثيس شبكثة مثن منظمات حقوق النسثان ،تعنثى بدفثع وتشجيثع
الحكومثثة وممارسثثة الضغثثط عليهثثا مثثن أجثثل المصثثادقة على اتفاقيثثة إنشاء
المحكمثة الجنائيثة الدوليثة ،وبمبادرة مثن مركثز المعلومات والتأهيثل لحقوق
النسثان سثاهمت منظمات المجتمثع المدنثي اليمنيثة والعربيثة فثي وضثع تصثور
لتحديثث الميثاق العربثي لحقوق النسثان ،ومتابعثة إقراره ،وعام 2004التقثت
هذه المنظمات بدعوة مثن المركثز ،فثي ندوة خصثصت لتدارس العمثل على
حثثث الدول العربيثثة على التصثثديق على الميثاق وإنشاء المحكمثثة العربيثثة
لحقوق النسثثان ،وبدعوة مثثن المركثثز أيضا ً التقثثت هذه المنظمات خلل عام
2005فثي ندوتيثن تثم فيهمثا مناقشثة تصثورات المنظمات ورؤاهثا فثي الصثلح
الديمقراطثثي وأطرافثثه ،وبدعوة مثثن نقابثثة المحاميثثن -فرع صثثنعاء ناقثثش
المحامون عام 2005الموقثف مثن محكمثة أمثن الدولة وخلص الموقثف إلى
عدم قبول المحاميثن الترافثع أمامهثا وكان لنقابثة الصثحفيين مواقثف مشهودة
فثي الدفاع عثن حقوق الصثحفيين ،وتنظيثم الجهود المعارضثة للمشروع الذي
.اقترحته الحكومة لتعديل قانون الصحافة والمطبوعات
هذه الفعاليثثة ل تتوفثثر سثثوى لعدد محدود مثثن منظمات المجتمثثع المدنثثي
اليمنيثة ،ل يتجاوز عدد ها العشرات ،أمثا باقي منظمات المجت مع المدنثي ،التثي
يقترب عددهثا مثن 5000منظمثة فإنهثا تفتقثر إلى مثثل هذه الفاعليثة ،وذلك
.بسبب عوامل ذاتية وموضوعية ،نسعى في هذه الدراسة إلى تبيانها
:
فالمواد مثثن 8إلى 16مثثن القانون تمنثثح الوزارة حثثق الموافقثثة على
تأسثيس الجمعيات أو رفضثه ،فضل ً عثن إجراءات تسثجيل الجمعيات مطولة،
حيثث منحثت الوزارة مهلة شهثر للموافقثة على التسثجيل ،أو رفثض التسثجيل.
السثثتثناء الوارد فثثي المادة ( )35اسثثتثناء يحثثد مثثن ديموقراطيثثة تسثثيير
الجمعيات ،حيثثث تنثثص المادة على أن " يحظثثر الجمثثع بيثثن عضويثثة الهيئة
الداريثة للجمعيثة أو المؤسثسة الهليثة وبيثن العمثل فثي الوزارة وغيرهثا مثن
الجهات العامثة التثي تتولى الشراف أو التوجيثه أو الرقابثثة على الجمعيثة أو
تمويلهثثا مثثا لم تصثثدر موافقثثة بذلك مثثن الوزارة لسثثباب تقتضيهثثا المصثثلحة
العامثة ،ويسثري هذا الحظثر على القيادييثن فثي الجهات المذكورة مثن درجثة
مديثر إدارة فأعلى ممثن يمارسثون عمل إداريثا فعليثا فثي هذه الجهات" ،ونحثن
هنثا نتسثاءل كمثا تسثاءل أحثد الباحثيثن :مثا هثي المصثلحة العامثة؟ ،ومثن الذي
يحددها؟() .أخيرا ً فإن القانون منح الوزارة حق الفعل ومنح طالبي التسجيل أو
الجمعية حق رد الفعل ،فمنح الوزارة حق رفض تسجيل الجمعية ،وفقا ً لنص
المادة ( ،)11ومنثثح المؤسثثسين حثثق اللجوء للقضاء ،وكان حريا ً بالمشرع أن
يعطثي المؤسثسين حثق إشهار الجمعيثة بمجرد إعلم الوزارة ،ويمنثح الوزارة
.حق اللجوء للقضاء في حال اعتراضها على تأسيس أي جمعية
هذا التوجه أفقد القانون أهم خصائصه ،وهي خاصية العمومية ،حيث منح
الوزارة حثق الموافقثة على تأسثيس الجمعيات أو رفضهثا ،المثر الذي يسثمح
للموظفيثثن فثثي الوزارة برفثثض تأسثثيس الجمعيات التثثي ل تروق لهثثم ،على
أسثس ذاتيثة ل موضوعيثة ،ويفتثح الباب أمام تجاوزاتهثم ،لذلك رفضثت الوزارة
تأسيس جمعية الحرار السود ،ول يغير نص القانون على حق أصحاب الشأن
حثق الطعثن فثي قرار رفثض الشهار أمام المحكمثة المختصثة مثن المثر شيئاً،
لسثيما فثي ظثل أوضاع القضاء اليمنثي الحاليثة ،وفثي ظثل البنيثة المؤسثسية
الحاليثثة للوزارة ،فالوزارة ل تلتزم بأحكام القانون والقضاء ،وليثثس أدل على
ذلك مثن عدم التزامهثا بحكثم المادة ( )86مثن قانون الجمعيات والمؤسثسات
الهليثة ذاتثه ،والتثي تنثص على أن " تصثدر اللئحثة التنفيذيثة لهذا القانون بقرار
من رئيس مجلس الوزراء بناءً على عرض من الوزير وذلك خلل فترة ل تزيد
عثن سثتة أشهثر مثن تاريثخ الصثدار" ،فلم تصثدر اللئحثة التنفيذيثة للقانون ،إل
بعثثد أكثثثر مثثن ثلث سثثنوات ،فضل ً عثثن عدم التزامهثثا بتنفيثثذ بعثثض الحكام
القضائيثثة ،منهثثا على سثثبيل المثال الخاص بالدعوى التثثي رفعتهثثا الجمعيثثة
.الجتماعية الفلسفية اليمنية ضد الوزارة
وقثد سثاهمت اللئحثة فثي سثلب القانون ماتبقثى مثن عموميتثه ،فالمادة ()40
مثثن القانون تنثثص على مثثا يلي " :تتمتثثع الجمعيثثثات والمؤسثثسات الهليثثة
الخاضعثة لحكام هذا القانون بالمزايثا التيثة ) 1 ( :العفاء مثن الضرائب بكثل
أنواعهثا على كثل عوائدهثا ومصثادر دخلهثا )2( .العفاء مثن الضرائب والرسثوم
الجمركية على ما تستورده من السلع والمستلزمات والمعدات واللت وقطع
الغيار والمواد الوليثة سثواءً كانثت مصثنعة أو غيثر مصثنعة واللزمثة لتحقيثق
أهدافهثا )3( .العفاء مثن الرسثوم الجمركيثة على مثا تتلقاه مثن هدايثا وهبات
ومعونات من الخارج لزمة لداء رسالتها بناءً على اقتراح من الوزير وموافقة
وزيثر الماليثة ) 4 ( .تسثري على المقرات الرئيسثية للجمعيات الهليثة تعريفثة
اسثتهلك المياه والكهرباء المقررة للمنازل ،كمثا تمنثح تخفيضا ً قثثثدره ()%50
من قيمة استهلكها .أما المادة ( ) 19من اللئحة ،فتنص على أن للجمعية أو
المؤسثسة طبقا ً لحكام القانون حثق التمتثع بالمزايثا التاليثة ( :أ ) العفاء مثن
الضرائب بكثثل أنواعهثثا على كثثل عوائدهثثا ومصثثادر دخلهثثا( ،ب) العفاء مثثن
الضرائب والرسثثوم الجمركيثثة على مثثا تسثثتورده مثثن السثثلع والمسثثتلزمات
والمعدات واللت وقطثثع الغيار والمواد الوليثثة سثثواءً كانثثت مصثثنعة أو غيثثر
مصثنعة واللزمثة لتحقيثق أهدافهثا ،وفقا ً للجراءات التاليثة – 1 :التقدم بطلب
كتابثثي إلى الوزيثثر – 2 ،على الوزيثثر البثثت فثثي الطلب بالموافقثثة أو الرفثثض
وذلك خلل ثلثيثن يوما ً مثن تاريثخ تقديمثه – 3 ،إذا وافثق الوزيثر على الطلب
يحال الطلب مع أولياته إلى وزير المالية للنظر وإبداء الرأي فيه ،وذلك خلل
ثلثيثثن يوما ً مثثن تاريثثخ إحالتثثه إليثثه ،فإذا صثثدر قراره بالموافقثثة على العفاء
بمجرد تقديثثم الوثائق المثبتثثه لشراء المواد المشمولة بالعفاء" ،ول تتحقثثق
العموميثة هنثا مثن وجهثة نظرنثا ،إل إذا أصثبح العفاء الجمركثي سثاريا ً بشكثل
إعتيادي بمجرد تقديم ما يفيد أن تلك السلع مملوكة لمؤسسة مدنية ،أما ربط
الموافقثثة بوزيري الشئون الجتماعيثثة والماليثثة ،فإنثثه يمنثثح الوزيريثثن حثثق
الموافقة على إعفاء مشتريات بعض الجمعيات من الرسوم الجمركية ،وعدم
.إعفاء البعض الخر ،وفي كل الحوال فإن هذه الجراءات طويلة
تضمثن القانون كثيرا ً مثن القيود على الجمعيات فثي تعاملهثا مثع الوزارة،
ولم يقيثثد تعامثثل الوزارة مثثع الجمعيات ،فالمادة ( )21تنثثص على أنثثه " يجوز
للوزارة إسناد تشغيل معاهثثد ومراكز النشطة الجتماعية التابعة لها (السر
المنتجثثة +دور الرعايثثة الجتماعيثثة ..الخ) إلى الجمعيات النشطثثة والناجحثثة
بغرض تخفيف العباء على الدولة وضمان إشراك المجتمع في المساهمة في
التنميثثة الجتماعيثثة المسثثتدامة ،كمثثا تقوم الثثثوزارة بتقديثثم الدعثثم النقدي
والعيني لها وتحدد اللئحة التنفيذية الشروط والضوابط اللزمة لذلك ول يجوز
للجمعيثثة أو المؤسثثسة الهليثثة التصثثرف بممتلكات وأصثثول هذه المعاهثثد
والمراكثثز" ،ولم تتضمثثن ألئحثثة التنفيذيثثة آليات وأسثثاليب كفئة وموضوعيثثة،
تحدد المعاييثر التثي على أسثاسها عمليثة إسثناد إدارة المؤسثسات التابعثة لهثا
إلى الجمعيات ،فأسثندت إدارة كثيثر مثن المؤسثسات التابعثة لهثا والتثي تندرج
تحثت مثا جاء فثي نثص المادة ( ) 21إلى جمعيثة الصثالح التنمويثة ،المعروفثة
بتبعيتهثا للحكومثة ،ودون أن تسثمح لغيرهثا مثن الجمعيات فثي التنافثس معهثا،
وكان حري بالمشرع أن يشيثر إلى أن هذه العمليثة يجثب أن تتثم وفقا ً لبعثض
.المعايير ،ووفقا ً لعلن تتنافسي
جاءت بعض أحكام اللئحة التنفيذية مخالفة لحكام القانون ،فالمادة ()23
( أ ) مثثن القانون تنثثص على أنثثه " يجثثثوز لي جمعيثثة أو مؤسثثسة أهليثثة بعلم
الوزارة أن تحصثثل على مسثثاعدات عينيثثة وأموال مثثن الخارج مثثن شخثثص
أجنثبي أو مثن جهثة أجنبيثة أو مثن يمثثل أي منهمثا فثي الداخثل ،كمثا يجثثوز لهثا
بعلم الوزارة أن ترسثثثل شيئا ً ممثثثا ذكثثثر لشخاص أو منظمات فثثثي الخارج
لغراض إنسثثانية" ،وقثثد اسثثتبدلت اللئحثثة عبارة بعلم الوزارة الواردة فثثي
،القانون بعبارة بموافقة الوزارة
:العلقثثة بيثثن الدولة
والمجتمثع المدنثي فثي اليمثن ليسثت علقثة ثنائيثة بسثيطة ،بثل هثي جزء مثن
شبكثثة علقات سثثياسية واجتماعيثثة واقتصثثادية مركبثثة ومتشابكثثة ،تتحدد بناء
على طبيعثثة العلقثثة بيثثن المجموعات السثثياسية التثثي تتكون منهثثا الطبقثثة
السثثياسية الحاكمثثة ،والعلقثثة بيثثن الدولة والقثثبيلة ،وطبيعثثة توزيثثع القوة
السياسية ،ومدى ما تتمتع به القوى السياسية والجتماعية المختلفة من قوة
وتأثيثر ،وتتناسثب فعاليثة المجتمثع المدنثي طرديا ً مثع قوة الطبقثة المتوسثطة،
.التي تشكل حامل ً اجتماعيا ً له
أدت التحولت التثي شهدتهثا اليمثن خلل العقديثن الماضييثن إلى تحويثل
السثلطة الجتماعيثة التثي كان يتمتثع بهثا شيوخ القبائل إلى سثلطة سثياسية،
المثثر الذي أعاق اسثثتكمال بناء الدولة الحديثثثة فثثي اليمثثن ،دولة المواطنثثة،
وظلت الدولة خاضعة لتأثير ونفوذ النخب القبلية ،ولم تستطع الدولة أن تُفَعِل
القانون وتحقثثق مبدأ المسثثاواة ،فضل ً عثثن ذلك فإن الدولة بسثثبب ضعثثف
مأسثستها لم تخلق قنوات مباشرة للتعامثل مثع المواطنيثن ،بثل ظلت تتعامثل
معهثثم مثثن خلل شيوخ القبائل والنخبثثة التقليديثثة ،وهثثو دليثثل واضثثح على
المجال الجتماعي مع المجال السياسي articulation ،استمرار تمفصل
.وعدم فك الرتباط بينهما
فقثد كان تمثيثل شيوخ القبائل فثي المجالس التشريعيثة المعينثة دائما ً أكثبر
مثن تمثيلهثم فثي المجالس التشريعيثة المنتخبثة ،فقثد بلغ تمثيثل شيوخ القبائل
فثثي مجلس النواب ( الغرفثثة الولى للبرلمان ) المنتخثثب فثثي إبريثثل 2003
حوالي %30مثثثن إجمالي أعضاء المجلس ،وبلغثثثت نسثثثبة تمثيثثثل النخبثثثة
التقليديثثة الجديدة ،حوالي %13مثثن إجمالي أعضاء مجلس النواب ،مثثع ذلك
فإن تمثيثثثل شيوخ القبائل فثثثي مجلس الشورى المعيثثثن ( الغرفثثثة الثانيثثثة
.للبرلمان ) تفوق تمثيلهم وتمثيل النخبة التقليدية الجديدة في مجلس النواب
على الرغم من هذا العتراف القانوني ببعض الجوانب المتعلقة بالحق في
التنظيثم ،إل أن الممارسثة الواقعيثة تشيثر إلى أن الواقثع يشهثد اختراق لهذه
القواعثثد القانونيثثة ،وأن تمتثثع منظمات المجتمثثع المدنثثي بهذه الحقوق يتحدد
بناء على موقفهثا مثن الحكومثة ،ومدى ولئهثا ،وأن الجهزة الحكوميثة تمارس
تمييزا ً فثي تعاملهثا مثع منظمات المجتمثع المدنثي ،وقثد ترتثب على التمايثز فثي
تعامل الدولة مع منظمات المجتمع المدني ،وتدخل الدولة في شئون بعضها،
وجود فئتيثن مثن منظمات المجتمثع المدنثي ،غيثر متعاونتيثن مثع بعضهثا البعثض
الولى هثي المنظمات غيثر الحكوميثة ،والثانيثة هثي المنظمات غيثر الحكوميثة
المسثثيرة حكومياً ،وأصثثبح التنافثثس والصثثراع ،يمثلن السثثمتين المميزتيثثن
للعلقثة بيثن المنظمات غيثر الحكوميثة التثي تنشثط فثي إطار مجتمثع محلي
واحثد ،وبيثن النقابات التثي تنشثط فثي قطاع واحثد ،وأبرز أشكال هذا الصثراع
شهدتهثا السثنوات الماضيثة عموماً ،والعام الماضثي بشكثل خاص ،بيثن نقابثة
المهثن التعليميثة والتربويثة ونقابثة المعلميثن اليمنييثن ،حيثث تدعثى كثل واحدة
منهثا الشرعيثة ،يرجثع الصثراع إلى أن الولى مدعومثة مثن المؤتمثر الشعثبي
العام (الحزب الحاكثثم) وبالتالي مثثن الدولة ،والثانيثثة مدعومثثة مثثن التجمثثع
اليمنثي للصثلح وهثو أحثد أكثبر ثلثثة أحزاب سثياسية فثي اليمثن ويسثتند إلى
مرجعيثثة دينيثثة ،فقثثد دعثثت نقابثثة المعلميثثن اليمنييثثن إلى إضراب شامثثل،
للمطالبثة بتحسثين أوضاع المعلميثن المعيشيثة ،إل أن نقابثة المهثن التعليميثة
والتربويثثة ،وقفثثت موقفا ً سثثلبيا ً مثثن الضراب ،بثثل وعمثثل ناشطوا الحزب
الحاكثثثم على تعبئة طلب الكليات الحكوميثثثة المناصثثثرين للحزب الحاكثثثم،
.للتطوع والقيام بالتدريس بدل ً عن المعلمين المضربين
:تتباين طبيعة علقة
منظمات ومؤسثثثسات المجتمثثثع المدنثثثي بالدولة ،وفقا ً لطبيعثثثة التحولت
الديمقراطيثة ،ففثي الديمقراطيات الراسثخة تسثود منظمات المجتمثع المدنثي
التثي تقوم بدور الشراكثة فثي معظثم الحيان ،وفثي بعثض الحيان يتخثذ هذا
النوع مثثن المنظمات نفسثثه أدوارا ً معارضثثة للدولة ،وهثثي فثثي كثثل الحوال
تنطلق فثي معارضتهثا للدولة ليثس مثن منطلق معارضتهثا للهداف ولكثن مثن
معارضتهثثثا لوسثثثائل تحقيثثثق الهداف أمثثثا فثثثي الديمقراطيات الناشئة فإن
مؤسثثسات المجتمثثع المدنثثي تختلف مثثع الدولة حول بعثثض أهدافهثثا ومعظثثم
وسائلها ،وبالتالي فإنها غالبا ً ما تأخذ موقفا ً معارضا ً لها ،وذلك ل يمنع أحيانا ً أن
تدخثل فثي علقات شراكثة مثع الدولة .وفثي حالة اليمثن باعتبارهثا ديمقراطيثة
ناشئة أو دولة تمثثثثر بمرحلة تحول ديموقراطثثثثي ،فإن النخثثثثب السثثثثياسية
والجتماعية فيها ،ل زالت تعاني من توجس مما يمكن أن تؤدي إليه التحولت
الديمقراطيثثة الكاملة ،وتخشثثي مثثن عواقثثب العتراف الكامثثل بالحثثق فثثي
التنظيثثم ( على المسثثتوى القانونثثي وعلى مسثثتوى الممارسثثة ) ،لذلك فإن
موقثثف الحكومثثة فيهثثا مثثن منظمات المجتمثثع المدنثثي يتسثثم بالتردد ،فقثثد
أصثدرت الدولة فثي اليمثن تشريعثا ت بعضهثا يمنثح منظمات المجتمثع المدنثي
هامشا ً واسعا ً من حرية التنظيم ،إل أنها تراجعت عن بعضها أحياناً ،وأصدرت
.تشريعات أخرى تضيق من هذا الهامش
وعلى مستوى الممارسة فقد تباين تعامل الدولة مع منظمات ومؤسسات
المجتمثثع المدنثثي ،فمنحثثت المؤسثثسات المدنيثثة هامشا ً مقبول ً فثثي مجال
التعثبير ،إل أنهثا اسثتبعدتها مثن المشاركثة فثي عمليثة صثناعة القرار ،ول تشرك
سثثوى المنظمات التثثي تسثثيطر عليهثثا وتوجههثثا أو مثثا أصثثبح متعارفا ً على
تسثميتها بالجمعيات المفرخثة ،أو المنظمات غيثر الحكوميثة المسثيرة حكومياً
وهي التي تقوم بدور الوكيل عن الدولة ،وبالتالي ،فإن منظمات )(GNGOs
المجتمثع المدنثي القائمثة فثي اليمثن ،يمكثن تصثنيفها فثي ثلث فئات رئيسثة:
منظمات مجتمع مدني تقوم بدور الوكيل ،وهي تقبل بالنظام القائم ،وتسعى
إلى تثثبرير توجهاتثثه ،ومنظمات تقوم بدور الشريثثك ،تقبثثل بالتوجهات العامثثة
للنظام القائم ،وترفثثض الوسثثائل التثثي ينفثثذ بهثثا سثثياساته وتوجهاتثثه ،وأخيراً
منظمات مجتمع مدني تتبنى توجهات معارضة للتوجهات القائمة ،وتسعى إلى
تغييثثر الواقثثع الثقافثثي والجتماعثثي باتجاه تحسثثين أوضاع التنميثثة وحقوق
.النسان
يمكثثن تصثثنيف منظمات المجتمثثع المدنثثي إلى نوعيثثن :الول منظمات
المجتمثثع المدنثثي ،وهثثي عبارة عثثن وحدات اجتماعيثثة ذات غرض ودور محدد
داخل إطار مؤسسي أوسع ،وأن الوسائل التي تستخدمها في تحقيق أهدافها
ل تؤدي بالضرورة إلى تغيير البنية الجتماعية() ،والخر هو مؤسسات المجتمع
المدنثثي وهثثي "تنظيمات تتمتثثع بشرعيثثة لشباع حاجات الناس والدفاع عثثن
حقوقهم عبر الزمن ،وتطويرها يأتي في إطار التغيرات في البنية الجتماعية()،
وبالتالي فرقوا بيثثن الجمعيات الهليثثة (والتثثي تتطابثثق مدلولتهثثا مثثع مدلول
المنظمات غيثر الحكوميثة) ومنظمات الدفاع ومناصثرة الحقوق ،وهذه الخيرة
هثي وحدهثا التثي تنشثط فثي مجال حقوق النسثان ،فثي ضوء ذلك فإن الدولة
في اليمن ل تشرك إل المنظمات من النوع الول ،وتشركها مشاركة تابعة ،ل
.مشاركة مستقلة وفاعلة
التدخثل السثياسي فثي شئون المجتمثع المدنثي :مارسثت السثلطة التنفيذيثة
صنوف مختلفة من الممارسات غيثر القانونيثة ،التي من شأن ها تعطيل نشاط
منظمات المجتمثع المدنثي ،ويتخثذ التدخثل الحكومثي والسثياسي فثي شئون
:المجتمع المدني مظاهر عدة ،أهمها ما يلي
أ -توقيثف وحظثر نشاط بعثض الجمعيات لسثباب سثياسية :أوقفثت السثلطات
خلل العام الماضثثي فقثثط نشاط 21جمعيثثة خيريثثة وأهليثثة فثثي محافظثثة
صثعدة ،وذلك على خلفيثة أحداث صثعدة خلل عامثي ، 2005 ،2004وتثم
إغلق مركثز بدر بالعاصثمة صثنعاء ،واعتقال العديثد مثن طلبتثه ومدرسثيه ،وتثم
التحقيثق مثع القائميثن على مؤسثسه المحطوري .،بتهمثة أن لهثا علقثة برجثل
الدين المتمرد حسين الحوثي .وفي عام 2004أوقفت السلطة التنفيذية في
محافظثة عدن نشاط جمعيثة يافثع الجتماعيثة الخيريثة ،على خلفيثة تنظيمهثا
ندوة عثثبر الدائرة التلفزيونيثثة المغلقثثة ،اسثثتضافت فيهثثا شخصثثيات معارضثثة
.مقيمة في الخارج
ب -التدخل في توجيه انتخابات المنظمات غير الحكومية :فقد حدث ذلك في
انتخابات اتحاد نسثاء اليمثن ،وفثي انتخابات التحاد الوطنثي لكرة القدم ،فقثد
نبثثه التحاد الدولي لكرة القدم وزارة الشباب والرياضثثة أكثثثر مثثن مرة إلى
ضرورة احترام اسثثتقللية التحاد وعدم التدخثثل فثثي شئونثثه الداخليثثة ،ولم
تسثثتجب الوزارة لهذه التنثثبيهات ،لذلك جمدت لجنثثة الطوارئ بالتحاد الدولي
لكرة القدم يوم 13أغسثثطس 2005عضويثثة التحاد اليمنثثي لكرة القدم،
حتثثى إشعار أخثثر ،ويترتثثب على هذا التجميثثد ،إيقاف مشاركاتثثه الخارجيثثة،
وإيقاف دعثثم التحاد الدولي له وتجميثثد حقثثه فثثي التصثثويت خلل اجتماعات
التحاد ،وقثثثد برر التحاد الدولي هذه الجراءات بأنهثثثا ترجثثثع إلى التدخثثثل
السثياسي فثي شئون التحاد .وعادة مثا يسثعى الموظفون التنفيذيون بوسثائل
مشروعة وغير مشروعة إلى تسهيل فوز ممثلي الجهزة الحكومية والموالين
لهثا فثي انتخابات الجمعيات والمنظمات غيثر الحكوميثة ،وإذا فشثل هؤلء فثي
الفوز فإن المسثثئولين عثثن الجهزة الحكوميثثة ذات العلقثثة يعَاتبون ،وأحياناً
يسثثائلون على تقصثثيرهم فثثي مسثثاعدة ممثلي الحكومثثة على الفوز فثثي
.النتخابات
ج -تأسيس منظمات بديلة أو منافسة للجمعيات والمنظمات التي ل يستطيع
ممثلي الحكومثثة الفوز فثثي انتخاباتهثثا ،كمثثا حدث فثثي الجمعيثثة الجتماعيثثة
الفلسثثفية ،حيثثث رفثثض ممثلي الحكومثثة نتائج النتخابات ،وقاموا بتأسثثيس
جمعيتين بديلتين ،هما الجمعية الجتماعية اليمنية والجمعية الفلسفية اليمنية،
وخلل العام الماضي منحت وزارة الشؤون الجتماعية ترخيص لمنظمة باسم
صثحفيات بل حدود رغثم وجود منظمثة تحمثل هذا السثم .وشجعثت الحكومثة
بعثض أعضاء نقابثة الطباء والصثيادلة على تأسثيس نقابثة جديدة ،وذلك على
.خلفية إضراب الطباء الذي دعت إليه ،للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية
د -إيقاف الدعم المالي الحكومي :فبعد استحداث منظمتين بديلتين للجمعية
الجتماعيثة الفلسثفية ،تثم حرمان الجمعيثة الجتماعيثة الفلسثفية مثن الدعثم
الحكومثي ،دون حق قانونثي ،ف هي منظمثة تعمثل منثذ أكثثر مثن عشثر سثنوات،
ومنحثثت الجمعيتان الجديدتان دعما ً ماليا ً حكوميا ً بمجرد إنشائهثثا ،وذلك خلفاً
لحكثم المادة ( )18مثن القانون رقثم ( ) 1لعام ،2001التثي تنثص علة أن "
تقوم الدولة بتقديثثم الدعثثم المالي والعينثثي للجمعيات عنثثد توفثثر مثثا يلي:أن
يكون قثثد مضثثى على تأسثثيسها ومباشرتهثثا لنشاطهثثا الفعلي الملموس مدة
سثنة على القل.أن يكون نشاط ها محققا ً للمنف عة العامة .أن تقدم صورة من
حسابها الختامي السنوي المقر من الجمعية العمومية إلى الوزارة أو المكتب
.المعني
ه -التهديثد والتشهيثر عثبر الصثحافة الحكوميثة :فقثد شنثت الصثحافة الحكوميثة
خلل العام الماضثثي حملة تحريثثض وتشهيثثر ،ضثثد المنظمات المنظويثثة فثثي
شبكثة ائتلف منظمات المجتمثع المدنثي لمناصثرة الحقوق والحريات ،ونشرت
تصثثثثريحات لمسثثثثئولين حكوميون ،اتهموا هذه المنظمات بأنهثثثثا منظمات
.مشبوهة ،وهددوا باتخاذ إجراءات قانونية ضدها
و -تأسثثيس منظمات غيثثر حكوميثة مسثثيرة حكومياً ،والمثلة على ذلك كثيرة
وفي كل المجالت ،بما في ذلك الحزاب السياسية ،المر الذي خلق ما أصبح
يعرف فثي الكتابات الصثحفية اليمنيثة ،ولغثة الخطاب اليومثي بظاهرة الحزاب
.المفرخة
ز -تنفيثذ إجراءات انتقائيثة مخالفثة للقانون :فالمادة ( )34مثن القانونثن رقثم (
) 1لعام 2001تنثثثثثثص على أن " تنظثثثثثثم الدورة النتخابيثثثثثثة للجمعيات
والمؤسثثسات الهليثثة على النحثثو التالي ( :أ )تحدد فترة عمثثل الهيئة الداريثثة
بثلث سثنوات ( ،ب ) على الهيئة الداريثة قبثل انتهاء مدتهثا بسثتة أشهثر على
القثل أن تقوم بالعداد والتحضيثر للدورة النتخابيثة التاليثة وتقديثم تقريثر بذلك
للجمعيثثة العموميثثة فثثي اجتماعهثثا المنعقثثد لجراء انتخابات الدورة الجديدة
وإبثثثثلغ الوزارة أو مكتبهثثثا المعنثثثي بذلك ( ،ج ) إذا لم تعقثثثد الجمعيثثثة أو
المؤسثسة دورتهثا النتخابيثة المحددة فثي الفقرة (أ) مثن هذه المادة فللوزارة
حثثق دعوة الجمعيثثة العموميثثة لنتخاب هيئة إداريثثة جديدة خلل ثلثثثة أشهثثر،
وبدل ً مثثثثثن أن تقوم الوزارة ومكاتبهثثثثثا فثثثثثي المحافظات بدعوة الجمعيات
العمومية للجمعيات ال تي لم تعقد دورات ها النتخابية ،وتدعوهثا لنتخاب هيئات
إداريثثة جديدة ،أوقفثثت نشاط بعثثض الجمعيات بشكثثل انتقائي ،ففثثي شهثثر
أكتوبر عام 2005أصثدر محافثظ محافظثة لحثج قرارا ً يقضثي بإيقاف نشاط
65جمعية أهلية لعدم تجديد دوراتها النتخابية ،وإجمال ً أدى التطبيق النتقائي
لهذا الجراء الداري إلى إيقاف نشاط ( )148جمعيثثثثثة ،وهذا الجراء يخالف
بوضوح شكثل ومضمون المادة ( ( )44أ ) مثن قانون الجمعيات والمؤسثسات
الهليثثة ،التثثي تنثثص على أنثثه " يجوز للوزارة رفثثع دعوى بحثثل الجمعيثثة أو
المؤسسة الهلية إلى المحكمة المختصة في حالة قيام الجمعية أو المؤسسة
بارتكثثاب مخالفثة جسثيمة لحكام هذا القانثثثون والقوانيثن النافثثثذة ( ،ب ) ل
يجوز تقديثم الدعوى بطلب الحل إل ب عد ان تكون الوزارة قد أعطت الجمعية
او المؤسثسة ثلثثة إخطارات خلل سثتة أشهثر للقيام بإجراء التصثحيح الثثلزم
.لما ارتكبته من مخالفة ولم تقم بذلك
ح -منثع المسثئولون الحكوميون للدارات الماليثة فثي المؤسثسات الحكوميثة
مثن اسثتقطاع رسثوم الشتراك للنقابات غيثثر المواليثة :حدث هذا فثي نقابثة
الطيارين والمهندسين الجويين ،وفي نقابة المعلمين
ط -توظيثف المال العام :بسثبب تمفصثل الحزب الحاكثم بالدولة فإن الحزب
الحاكم يستغل المال العام لصالحه المر الذي يخل بفعالية منظمات المجتمع
المدنثثي ذات الطابثثع السثثياسي ،ففعاليثثة هذا النوع مثثن منظمات المجتمثثع
المدنثي ،تتوقثف على مدى مثا تسثاهم فيثه مثن جهود لتكريثس الديموقراطيثة
والتداول السثثثثلمي للسثثثثلطة ،ودون ذلك تتحول الديموقراطيثثثثة إلى مجرد
عمليات انتخابيثثة شكليثثة ،وقثثد قام الحزب الحاكثثم قبثثل النتخابات الرئاسثثية
التثثي تمثثت فثثي 20سثثبتمبر 2006بتحويثثل مبالغ مثثن المبالغ المخصثثصة
،لستكمال بناء جامع الصالح لصالح حملته النتخابية
: ..
تتوقثف فعاليثة منظمات المجتمثع المدنثي ،وقدراتهثا على ممارسثة انشطتهثا
بنجاح على عامليثن رئيسثين العامثل الول ،موضوعثي بنيوي يتمثثل فثي طبيعثة
علقثثة الدولة بمنظمات المجتمثثع المدنثثي المجتمثثع ،ومدى احترامهثثا لحثثق
المواطنين في التنظيم ،أما العامل الثاني فهو عامل ذاتي تنظيمي ،يتمثل في
طبيعثة البنيثة المؤسثسية لمنظمات المجتمثع المدنثي .فعلى المسثتوى البنيوي
الموضوعي ،ل شك أن تجسيد احترام الدولة لحق المواطنين في التنظيم ،ل
يسثتلزم السثماح قانونيا ً للمواطنيثن بتأسثيس المنظمات السثياسية والمدنيثة
فحسثب ،بثل يتطلب أن يحمثي القانون اسثتقلل منظمات المجتمثع المدنثي،
وأن يقدم الضمانات القانونيثة لمنثع أيثة تدخثل فثي نشاطهثا ،سثواء مثن قبثل
الدولة أو مثن قبثل التنظيمات الجتماعيثة التقليديثة ،ويصثون كرامثة ناشطيهثا
والعامليثثن فيهثثا ،ويمنثثع أي تعدٍ على حقوقهثثم المدنيثثة والسثثياسية ،وينمثثي
إمكانياتهم في ممارسة النضال السلمي من خلل النقابات العمالية والمهنية
ومنظمات المجتمثثع المدنثثي وتوظيثثف العلم الحثثر والرأي العام الواعثثي،
لستخلص حقوقهم السياسية والجتماعية والقتصادية والثقافية ،وبما يمكنهم
مثن أن يؤثروا فثي مضمون القرارات العامثة المؤثرة على حياتهثم ومصثالحهم
المشروعثثة ،وهثثو مثثا ل يتأتثثى دون تكريثثس ثقافثثة مدنيثثة تقوم على مبادئ
المواطنثة المتسثاوية ،وتحترم حقوق النسثان السثاسية وفثي مقدمتهثا الحثق
.في التنظيم والحق في حرية الرأي والتعبير
بشكثل عام فإن العوامثل البنيويثة والموضوعيثة السثائدة فثي المجتمثع عموماً،
تؤثثثر إمثثا سثثلبا ً أو إيجابا ً على البنيثثة التنظيميثثة الداخليثثة لمنظمات المجتمثثع
المدنثثي ،وعلى فعاليتهثثا ،فقصثثور مأسثثسة الجهاز الداري للدولة فضل ً عثثن
هيمنثة التنظيمات الجتماعيثة التقليديثة والبنثى القبليثة على الحياة الجتماعيثة
والسثثياسية فثثي المجتمثثع يلقثثى بظلله على البنيثثة المؤسثثسية لمنظمات
المجتمثثع المدنثثي ،ويؤثثثر سثثلبا ً على ممارسثثتها لنشطتهثثا ،وينحرف بهثثا عثثن
،غاياتها الحقيقية الرامية إلى سعادة ورفاه النسان وتطور المجتمع
أدى كبثثح التطور الديموقراطثثي لفترة طويلة ،إلى إصثثابة البنيثثة المؤسثثسية
لتنظيمات المجتمع المدني والثقافة المدنية عموما ً بكثير من التشوهات ،وفي
مقدمتها ،النخبوية والبتعاد عن الجماهير ،سيادة علقات القرابة ،التعبئة على
أسثثاس الثقثثة والولء الشخصثثي وعلقات القرابثثة ،المثثر الذي أضفثثى على
التنظيمات المدنيثثة الحديثثثة بعثثض ملمثثح التنظيمات الجتماعيثثة التقليديثثة)(،
وفي مقدمتها قصور المأسسة ،ول نعني بذلك افتقارها للبنى التنظيمية ،فهي
قثد تتخثذ شكثل تنظيمات حديثثة ،ولكنهثا تتسثم بدرجثة عاليثة مثن الشخصثنة،
وعدم الفصثثل بيثثن السثثلطة والشخاص الذيثثن يمارسثثونها ،فتتحول إلى آليثثة
لتحقيثق مصثالح الشخاص القائميثن عليهثا ،وتسثتند العلقات فيهثا على أسثس
القرابثثة ,وفثثي هذه الحالة فإن المجتمثثع المدنثثي يكون متحققا ً مثثن المنظور
الفنثي ،ولكنثه غيثر متحقثق مثن المنظور الثقافثي ،أي أنثه مجتمثع مدنثي دون
.ثقافة مدنية ،هذا النوع من المجتمع المدني هو مجتمع مدني أداتي
فبدل ً من تعزيز أهمية المجتمع المدني عززت الدولة القبيلة ،وبدل ً من تعزيز
مشاركثة الجماهيثر عززت قوة النخبثة التقليديثة ،وبدل ً مثن تحديثثث المجتمثع
وظفت الرؤى الجديدة في إضفاء مزيد من القوة على المؤسسات التقليدية،
وأضفثت على المؤسثسات الحديثثة ملمثح تقليديثة ،فبعثض مؤسثسات المجتمثع
المدنثي بدل ً مثن قيامهثا بوظيفتهثا كمؤسثسات تمثثل وتخدم مصثالح الجمهور،
تحولت إلى مؤسثثسات لتمثيثثل النخثثب التقليديثثة ،وتحول بعضهثثا الخثثر إلى
.أدوات لخدمة بعض الفراد أو السر والدفاع عن مصالحها
فالممارسة الواقعية للحكومة تشير إلى أنها ل زالت تنظر بعين الشك والريبة
لمنظمات المجتمع المدني لسيما تلك التي تتبنى وجهات نظر وأساليب عمل
غيثر متطابقثة مثع وجهثة نظرهثا وآليات عملهثا ،وأنهثا ل ترغثب فثي قيام علقثة
شراكثثة متكافئة مثثع منظمات المجتمثثع المدنثثي ،بثثل تسثثعى إلى منحهثثا دور
:الشريك التابع ،وتتجسد هذه العلقة من خلل ما يلي
:
تحدد الفقرة ( ) 4مثثن اللئحثثة التنفيذيثثة لقرار مجلس الوزراء رقثثم ( ) 15
لسنة 1999بشأن تنظيم مشاركة المجتمع في الخدمات الصحية والعلجية،
الجراءات التثثثي تتخثثثذ فثثثي تشكيثثثل اللجان الصثثثحية والمجالس التنفيذيثثثة
للمؤسثثثسات الصثثثحية على النحثثثو التالي " :أ – تقوم إدارة الشئون الصثثثحية
بالمديريثثة بالتنسثثيق مثثع مديثثر عام المديريثثة بتحديثثد موعثثد تشكيثثل اللجنثثة
الصثحية للمؤسثسة الصثحية المسثتوفية شروط تطثبيق برنامثج المشاركثة فثي
الكلفثثثة بتوجيثثثه الدعوة للشخصثثثيات الجتماعيثثثة وممثلي وممثلت مختلف
شرائح المجتمثع فثي منطقثة الزمام للمؤسثسة الصثحية ،وذلك بالتنسثيق مثع
مسثثئول المؤسثثسة الصثثحية .ب – فثثي الموعثثد المحدد وبحضور مديثثر عام
المديريثثة ،ومديثثر الصثثحة بالمديريثثة ،ومندوب مثثن مكتثثب وزارة التأمينات
والشئون الجتماعية ،يتم فتح محضر مبين فيه المشاركين وتوقيعاتهم ،ويفتح
باب الترشيثثثح لعضويثثثة اللجنثثثة أو المجلس ،وبالقتراع يتثثثم انتخاب أعضاء
المجتمثع المطلوب اختيارهثم ،وذلك بحسثب عدد الصثوات الحاصثلين عليهثا،
ويتثثم إقفال المحضثثر بإعلن الفائزيثثن لعضويثثة اللجنثثة الصثثحية أو المجلس
" .ورفعه للمستويات العلى
هناك إخلل بمبدأ تكافثثثؤ الفرص فثثثي المشاركثثثة فثثثي اللجان الصثثثحية
والمجالس التنفيذية للمؤسسات الصحية ،فالمرشحين يتم تحديدهم من قبل
السلطة التنفيذية بالمديرية ( مدير المديرية وإدارة الشئون الصحية بالمديرية
) ،وليس من حق الشخاص الذين ل ترضى عنهم السلطة التنفيذية بالمديرية
أن يرشحوا أنف سهم ،بل أن اللئحة قد أشارت بوضوح إلى دعوة الشخصيات
.الجتماعية ،أي أفراد الصفوة التقليدية
بالنظثر إلى المهام التثي حددتهثا اللئحثة للتنظيمات التثي تضثم ممثليثن عثن
المجتمثثع المحلي ،ومقارنتهثثا بمهام اللجان الصثثحية المعينثثة ،والتثثي ل تضثثم
مثليثثن عثثن المجتمثثع المحلي ،يتضثثح أن اللجان الحكوميثثة المعينثثة مثثن بيثثن
موظفثثثي السثثثلطة التنفيذيثثثة هثثثي التثثثي تتولى مهام التخطيثثثط والتقييثثثم
والمحاسبة ،أما اللجان التي تضم ممثلين عن المجتمع المحلي فيقتصر دورها
على المهام التنفيذيثة ،فالمادة ( ) 10مثن مثن اللئحثة التنفيذيثة لقرار مجلس
الوزراء رقثثثم ( ) 15لسثثثنة 1999بشأن تنظيثثثم مشاركثثثة المجتمثثثع فثثثي
الخدمات الصحية والعلجية ،تحدد عدة مهام للفريق الصحي بالمديرية ( الذي
يتثم تعييثن كامثل أعضاءه مثن بيثن موظفثي السثلطة التنفيذيثة ) ،منهثا مثا يلي:
وضثثع خطثثة صثثحية للمديريثثة محددة بالهداف والزمثثن ،إدارة كافثثة الموارد
الصحية في إطار المديرية ( مالية ،مادية ،وبشرية ) ،سواء كانت مرصودة من
الدولة أو تم تحصيلها محلياً ،التأكد من أن أداء المرافق الصحية تتفق والمهام
المنيطثثة بهثثا وأن أداء العامليثثن يطابثثق مضمون الوصثثف الهيكلي وعلى أن
" يكون النجاز مرضيا ً كما ً وكيفاً
تهميثش منظمات المجتمثع المدنثي وعدم إشراكهثا فثي المناقشات العامثة
وصثثناعة القرار :يمكثثن القول بدايثثة أن السثثلطة فثثي اليمثثن ل تعتمثثد الحوار
والنقاش العام ،مبدأ عاما ً فثثي صثثناعة القرار ،فعلى مسثثتوى التشريثثع ،فإن
المرة الوحيدة التثثي اضطرت فيهثثا الحكومثثة للسثثتجابة لضغوط المجتمثثع
المدنثي ،ولمناقشاتثه ،كانثت قبثل إصثدار القانون رقثم ( ) 1لعام ،2001وقثد
اسثتجابت الحكومثة شكليا ً لهذه الضغوط عنثد إصثدار القانون ،لكنهثا إجهضثت
هذه المبادرة عندما أصدرت اللئحة التنفيذية للقانون ،فقد تضمنت كل القيود
التي كان يضمها مشروع القانون ،وفضل ً عن ضيق هامش الحرية الذي تسمح
بثثه السثثلطات اليمنيثثة فثثي مجال مشاركثثة منظمات المجتمثثع المدنثثي ،فثثي
المناقشات العامثة ،وصثناعة القرار ،فإن المنظومثة التشريعيثة اليمنيثة تحرم
بعثثض القوى الجتماعيثثة والسثثياسية والقتصثثادية والثقافيثثة ،مثثن حقهثثا فثثي
التنظيثثم ،المثثر الذي يحثثد مثثن مشاركتهثثا فثثي المناقشات العامثثة ،وصثثناعة
القرار ،فالمادة (( )3ب) من القرار الجمهوري بالقانون رقم ( )5لسنة 1995
بشثثثأن العمثثثل ،تنثثص على أن أحكام قانون العمثثل "ل تسثثري على الفئات
التاليثة ) ... ( :العاملون فثي أعمال عرضيثة ،الشخاص التابعيثن لصثاحب العمثل
العاملين معه والذين يعولهم فعل ً بصورة كاملة أيا كانت درجة القرابة ،خدم
.المنازل ومن في حكمهم ،الشخاص الذين يعملون في المراعي أو الزراعة
دعثت الحكومثة الحزاب ومنظمات المجتمثع المدنثي إلى لقاءات تشاوريثة
حول مشروع تعديل قانون النتخابات ،وبعد ثلثة لقاءات بدأت في شهر يوليو
2001قدمثثثت الحكومثثثة مشروع التعديلت إلى مجلس النواب فثثثي أكتوبر
2001لمناقشتثه وإقراره ،معتثبرة أن حوارات الثلثثة الشهثر السثابقة كانثت
كافيثثة لسثثتيعاب مجمثثل الملحظات ،غيثثر أن أحزاب المعارضثثة قالت أن
مشروع القانون الذي قدمته الحكومة للبرلمان لم يستوعب الملحظات التي
طرحت أثناء اللقاءات التشاورية وما تم التفاق عليه بين الحكومة ومنظمات
المجتمثع المدنثي ،وقثد هددت بالعتصثام احتجاجا ً على إصثرار الحكومثة على
تمريره .وقد أصدرت أحزاب اللقاء المشترك (التجمع اليمني للصلح وأحزاب
مجلس التنسيق العلى للمعارضة) بيانا ً في منتصف أكتوبر 2001م دعت فيه
رئيثثس الجمهوريثثة للتدخثثل لوقثثف إجراءات تعديثثل القانون ،وقالت فيثثه أن
الحكومثة التثي دعثت الحزاب ومنظمات المجتمثع المدنثي إلى المشاركثة فثي
مناقشثثة مشروع تعديثثل قانون النتخابات لم تأخثثذ بآراء ووجهات نظثثر هذه
الطراف ،وقدمثثثت مشروع القانون إلى مجلس النواب خاليا ً مثثثن التعديلت
.التي تم التفاق عليها
وقد ألتقى رئيس الجمهورية بقادة الحزاب في نهاية شهر أكتوبر ،2001
وانتهثى اللقاء بالتفاق على البقاء على النصثوص القانونيثة الخاصثة بالموطثن
النتخابثي وتشكيثل اللجنثة العليثا للنتخابات كمثا هثي فثي القانون النافثذ دون
تعديثثل .وفثثي 13نوفمثثبر أصثثدر رئيثثس الجمهوريثثة القانون رقثثم 13لسثثنة
2001بشأن النتخابات العامثثة والسثثتفتاء بعثثد أن أقره مجلس النواب فثثي
اليوم السثابق .وعلى الرغثم مثن هذه التسثوية إل أنهثا ل تشيثر إلى أن التشاور
بيثثن الحكومثثة والمجتمثثع المدنثثي ،قثثد تثثم مأسثثستها ،وإنمثثا لزالت تتسثثم
.بالشخصنة
:مؤسثثسات
المجتمع المدني هي مؤسسات للتغيير الجتماعي ،فهي تطور المعرفة وتنشر
أفكار الحداثة ،وتدفع باتجاه النضال ضد البنى الجتماعية التقليدية والموروثة،
وتوفثر للمواطنيثن مصثدرا ً للتنشئة الجتماعيثة ،تختلف عثن التنشئة الجتماعيثة
التثي تخضعهثم لهثا أسثرهم والبنثى والتنظيمات الجتماعيثة التقليديثة ،وبفضثل
الدور الريادي لمؤسثثسات المجتمثثع المدنثثي الحديثثثة يتجاوز نشطائهثثا العمثثل
على الخلص الفردي ،ويتبنون أدوارا ً خلصثثثثثثثثثثثثية للمجتمثثثثثثثثثثثثع عموماً
غيثثر أن عمليثثة مأسثثسة منظمات المجتمثثع Universalistic Roles.
المدنثثي فثثي اليمثثن بمثثا يحقثثق هذه الهداف ،لم تكتمثثل بعثثد ،وتتمثثثل أهثثم
التأثيرات السثثلبية التثثي أضفتهثثا البنثثى البكريركيثثة على منظمات المجتمثثع
:المدني في مايلي
:تقوم
تنظيمات المجال الخاص فثي المجتمثع البطريركثي ،على أسثاس الفصثل بيثن
مجال خاص للذكور ،ومجال خاص للناث ،وبفعثل تأثيثر التنظيمات البطريركيثة
على منظومثثة القيثثم الجتماعيثثة ،والتوجهات الثقافيثثة فثثي المجتمثثع اليمنثثي،
اسثتطاعت إسثقاط هذا الفصثل على بنثى تنظيمات المجتمثع المدنثي ،حيثث
يمكن التمييثز بوضوح بين مجتمع مد ني ذكوري ،ومجتمع مدني نسائي ،المر
الذي يضعف من فعالية المجتمع المدني عموماً ،والتنظيمات المدنية الناشطة
فثثي مجال حقوق النسثثان للمرأة ،وجعثثل هذه الخيرة تعمثثل فثثي ضوء أطثثر
نظرية ومناهج تقليدية ،تستند على توجهات الحركات النسوية التقليدية ،رغم
إدعائهثثا بأن أنشطتهثثا وبرامجهثثا موجهثثة بمنهجيثثة النوع الجتماعثثي ،وحتثثى
.بمنهجية حقوق النسان وتوجهات المواطنة المتساوية