You are on page 1of 20

‫التنمية المستدامة‬

‫ملخص البحث‬
‫نستعرض في هذا البحث موضوع التنمية المستدامة الذي اسمتحوذ علمى اهتمممام العمالم منممذ أن طمرح فممي ممؤتمر‬

‫المممم المتحممدة للبيئممة والنسممان فممي اسممتكهولم ‪ ،1972‬ول يخفممي علممى أحممد أن البيئممة أصممبحت مممن أهممم التحممديات‬

‫الممتي تمواجه عالمنمما اليمموم‪ ،‬وبعممد أعموام مممن الد ارسممات علممى مممؤتمر اسممتكهولم انتهممت اللجنممة الدوليممة للبيئممة والتنميممة‬

‫برئاسة السيدة برونتلند من وضع تقرير نشر بعنوان "مستقبلنا المشترك"‪ ،‬يرى ضرورة إتبماع أنمماط بديلمة للتنميمة‬

‫لتحقيممق م مما يسمممى بالتنميممة المسممتدامة‪ ،‬وق ممد اح ممدث ذلممك نقلممة نوعيممة فممي مفهمموم العلقممة بيممن التنميممة مممن جه ممة‬

‫والعتبممارات البيئيممة مممن جهممة أخممرى‪ ،‬كاسممتجابة طبيعيممة لتنممامي المموعي الممبيئي العممالمي ‪ ،‬وأمممام هممذا الطممرح تتبلممور‬

‫معالم إشكالية هذا البحث كالتالي‪:‬‬

‫ماهي مختلف الجوانب المتعلقة بالتنمية المستدامة؟‪ ،‬وكيف يمكططن اسططتغللا المططوارد الطبيعيططة ضططمن إطططار‬

‫حماية البيئة‪ ،‬وماهو موقع مصطلح التنمية المستدامة ضمن المخططات التنموية الجزائرية؟‬
‫تكمممن أهميممة البحممث إلممى تحليممل التنميممة المسممتدامة وعرضممها بصممفة مبسممطة‪ ،‬إضممافة إلممى كونهمما ضممرورة إلممى‬

‫الجزائر لتقليل الفجوة القتصادية والتقنية بالمقارنة مع الدول المتقدمة‪.‬‬


‫من أهداف البحث إظهار واقع التنمية المستدامة في الجزائر من خلل الوقوف على مختلف النجممازات المحققمة‬

‫وآفاقها المستقبلية‪.‬‬

‫المقدمة‬

‫لقمد أسمهم النممو السمريع وغيمر المتموازن للتقمدم الصمناعي و التطمورات غيمر المنضمبطة المصماحبة له فمي تنمامي‬

‫سلسلة من المشاكل ذات الطابع البيئي‪ ،‬حيث أضحت قضممايا التممدهور الممبيئي‪ -‬التصممحر‪ -‬الضممغوطات النسممانية‬

‫علممى البيئممة ‪ -‬الفقممر‪ -‬البطالممة‪ ،‬تمثممل واقعمما مؤلممما ملزممما للحيمماة فممي العصممر الحممديث‪ ،‬وخاصممة مممع تعزيممز نممموذج‬

‫الحداثممة المعممولم والتقنيممات المتطممورة لقممدرة البشممر علممى الضمرار بالبيئممة‪ ،‬ومممما لشممك فيممه أن جملل هممذه المشممكلت‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪1‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫ناتج عن سوء تسيير النسان للبيئة‪ ،‬بحيث لم تعد تكتسي صبغة محلية محمدودة‪ ،‬ولكنهما تفماقمت لتصمبح انشمغالل‬

‫جهويال ودوليلا‪.‬‬

‫وبسبب تعاظم خطر تلك المشاكل مممن جهمة‪ ،‬وتقلمص نسمبة المموارد علممى الرض إواضمعاف قمدرتها علممى تجديمد‬

‫ذاتهمما مممن جهممة أخممرى‪ ،‬فممإن هنمماك حاجممة ملحممة لترشمميد التعامممل النسمماني عممن طريممق تبنممي ممما يعممرف بالتنميممة‬

‫المستدامة‪.‬‬

‫وأمام هذا الطرح تتبلور معالم إشكالية هذا البحث كالتالي‪:‬‬


‫مططاهي مختلططف الجططوانب المتعلقططة بالتنميططة المسططتدامة؟‪ ،‬وكيططف يمكططن اسططتغللا المططوارد الطبيعيططة ضططمن إطططار‬

‫حماية البيئة وماهو موقع مصطلح التنمية المستدامة ضمن المخططات الجزائرية ‪ ،‬؟‬

‫يعتممد البحمث السلوب النظمري الوصفمي في تناولمه للتنمية المستدامة بين الحممق فممي اسممتغلل المموارد الطبيعيممة‬

‫والمسؤولية عن حماية البيئة ضممن الممحاور التاليمة‪:‬‬

‫أول ‪ -‬المبادرات الدولية لتبني مصطلح التنمية المستدامة‬


‫ثانيا ‪ -‬التنمية المستدامة‪ :‬المفهوم والهمية و المتطلبات‬
‫ثالثا ‪ -‬أبعاد ومبادئ التنمية المستدامة‬

‫رابعا‪ :‬واقع وأفاق التنمية المستدامة في الجزائر‬

‫أول‪ :‬المبادرات الدولية لتبني مصطلح التنمية المستدامة‬

‫بدايممة يمكممن ذكممر أهممم المبممادرات والمحطممات لظهممور التنميممة المسممتدامة فممي شممكل السممياق التمماريخي لظهممور هممذا‬

‫المصطلح‪ ،‬و التي جاءت كما يلي‪:‬‬

‫‪ :1968‬إنشاء نادي روما الذي جمع عدد كبير مممن رجمال العممال ممن مختلمف المدول‪ ،‬دعما النمادي إلمى ضمرورة‬

‫‪1‬‬
‫إجراء أبحاث تخص مجالت التطور العلمي لتحديد حدود النمو في الدول المتقدمة‪.‬‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪2‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫‪ :1972‬نادي روما ينشر تقري ار مفصل حول تطور المجتممع البشمري وعلقمة ذلمك باسمتغلل المموارد القتصمادية‪،‬‬

‫وينشر توقعاته لسنة ‪ ،2100‬ولعل من أهم نتائجه عن مسار النمو القتصادي في العالم‪ ،‬أنه سوف يحممدث خلل‬
‫‪2‬‬
‫خلل القرن الواحد والعشرون بسبب التلوث وتعرية التربة‪.....‬الخ‪.‬‬

‫‪ :1972‬انعقمماد مممؤتمر اسممتكهولم حممول البيئممة النسممانية الممذي نظمتممه المممم المتحممدة‪ ،‬حيممث نمماقش المممؤتمر البيئممة‬

‫وعلقتها بواقع الفقر وغياب التنمية في العالم‪ ،‬وتم العلن أن الفقر وغيمماب التنميممة هممما أشممد أعممداء البيئممة‪ ،‬وممن‬

‫جهة أخرى انتقد المؤتمر الدول و الحكومات التي ل تزال تتجاهل البيئة عند التخطيط للتنمية‪.‬‬

‫‪ : 1992‬قمممة الرض فممي ريممودي جممانيرو‪ ،‬حيممث أصممبح واضممحا أن اهتمممام العممالم يجممب أن يكممون موجهمما ليممس‬

‫لتممأثير القتصمماد علممى البيئممة‪ ،‬إوانممما علممى تممأثير الضممغط الممبيئي ) تآكممل التربممة ‪ -‬أنظمممة الميمماه – الغلف الجمموي(‬

‫على المفاهيم القتصادية‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫في ريو أصبحت التنمية المستدامة تركز على سبعة مكونات تشكل التحدي الكبر أمام البشرية‪:‬‬

‫‪ ‬التحكم في التعداد السكاني؛‬


‫‪ ‬تنمية الموارد البشرية؛‬
‫‪ ‬النتاج الغذائي؛‬
‫‪ ‬التنوع الحيوي؛‬
‫‪ ‬الطاقة؛‬
‫‪ ‬التصنيع؛‬
‫‪ ‬التمدن‪.‬‬

‫‪:1994‬المؤتمر العالمي المعني بالتنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية )بريدجتاون‪ ،‬بربممادوس(‪ ،‬يعتمممد‬

‫ص علممى إجم مراءات وتممدابير محم ملددة لغم مراض التنميممة المسممتدامة للممدول الجزريممة‬
‫برنامممج عمممل بربممادوس‪ ،‬الممذي نم م ل‬

‫الصغيرة النامية‪.‬‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪3‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫‪ :1997‬دورة الجمعية العامة الستثنائية )مؤتمر قمة الرض ‪ (5 +‬بنيويورك‪ ،‬تعتمد برنامج مواصلة تنفيذ جممدول‬

‫أعمال القرن ‪ ،21‬بما يشمل برنامج عمل لجنة التنمية المستدامة للفترة من ‪ 1998‬إلى ‪.2002‬‬

‫‪ :2002‬القمة العالمية للتنمية المستدامة بجوهانسبرغ بجنوب إفريقيا ‪ :‬بالرغم من أن هذه القمة قد خلت مممن ولدة‬

‫أية اتفاقية بيئية جديدة‪ ،‬إل أنها قد وضعت السماس‪ ،‬ومهمدت الطريممق لتخماذ إجمراءات عمليمة لتمكيمن دول العمالم‬

‫من تنفيذ المبادئ والتفاقيات التي تمخضت عن المؤتمرات البيئية العالمية السابقة‪ ،4‬من خلل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تقويم التقدم المحرز في تنفيذ جدول أعمال القرن ‪ 21‬والصممادر عمن مممؤتمر الممم المتحممدة للتنميمة والبيئمة‬

‫عام ‪1992‬؛‬
‫‪ ‬استعراض التحديات والفرص التي يمكن أن تؤثر في إمكانيات تحقيق التنمية المستدامة؛‬
‫‪ ‬اقتراح الجراءات المطلوب اتخاذها والترتيبات المؤسسية والمالية اللزمة لتنفيذها؛‬
‫‪ ‬تحديد سبل دعم البناء المؤسسي اللزم على المستويات الوطنية والقليمية والدولية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬التنمية المستدامة‪ :‬المفهوم والهداف والمتطلبات‬

‫‪ - 1‬مفهوم التنمية المستدامة‬

‫قبممل التطممرق إلممى مفهمموم التنميممة المسممتدامة‪ ،‬يجممب إ ازلممة اللثممام عممن السممتدامة كنقطممة مبدئيممة ‪ ،‬حيممث يعممود أصممل‬

‫السممتدامة إلممى علممم اليكولمموجي‪ ،‬حيممث اسممتخدمت السممتدامة للتعممبير عممن تشممكل وتطممور النظممم الديناميكيممة‪ ،‬الممتي‬

‫تعرضت إلى تغيرات هيكلية‪ ،‬تؤدي إلى حدوث تغير في خصائصها وعناصرها‪ ،‬وعلقات هذه العناصر ببعضممها‬

‫البعممض‪ ،‬وفممي المفهمموم التنممموي اسممتخدم مصممطلح السممتدامة للتعممبير عممن طبيعممة العلقممة بيممن علممم القتصمماد وعلممم‬
‫‪5‬‬
‫اليكولوجي‪.‬‬

‫و نظ ار لحداثة وعمومية مفهموم التنميمة المسمتديمة‪ ،‬فقممد تنموعت معممانيه فممي مختلممف المجممالت العلميممة والعمليممة‪،‬‬

‫فممالبعض يتعامممل مممع هممذا المفهمموم كرؤيممة أخلقيممة‪ ،‬والبعممض الخممر كنممموذج تنممموي جديممد‪ ،‬وهنمماك مممن يممرى بممأن‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪4‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫المفهمموم عبممارة عممن فك مرة عص مرية للبلممدان الغنيممة‪ ،‬مممما أضممفى علممى مفهمموم التنميممة المسممتديمة نمموع مممن الغممموض‪،‬‬

‫ولزالة ذلك يتعين عرض مختلف التعاريف ووجهات النظر السابقة والحديثة‪.‬‬

‫لقد أصبح مفهوم التنمية المستديمة واسع التممداول ومتعمدد المعماني‪ ،‬والمشممكل ليمس فمي غيمماب التعمماريف‪ ،‬إوانممما‬

‫في تعددها واختلف معانيها‪.‬‬

‫ه و ترجم ة ل تس تجيب للمص طلح النجلي زي‬ ‫التنميطططططة المسطططططتدامة‪développement durable :‬‬

‫‪ sustainable development‬الذي يمكن ترجمته أيضا بالتنمية ) القابلة للدامة ( أو )الموصولة(‪ ،‬ولقد تم‬

‫اختيار مصطلح )مستديمة( لنه المصطلح الذي يوفق بين المعنى والقواعد النحوية‪.‬‬

‫كما يعرفهما ‪" : Edwerd barbier‬بأنها ذلك النشاط الذي يؤدي إلى الرتقاء بالرفاهية الجتماعية اكبر قدر‬

‫ممكن‪ ،‬مع الحرص على الموارد الطبيعية المتاحة وبأقل قمدر ممكممن ممن الضمرار والسماءة إلمى البيئمة ‪ ،‬ويوضممح‬

‫ذلممك بممان التنميممة المسممتدامة تختلممف عممن التنميممة فممي كونهمما أكممثر تعقيممدا وتممداخل فيممما هممو اقتصممادي واجتممماعي و‬
‫‪6‬‬
‫بيئي‪.‬‬

‫إن التنميممة المسممتدامة تقمموم أساسمما علممى وضممع حموافز تقلممل مممن التلمموث وحجممم النفايممات والمخلفممات والسممتهلك‬

‫الراهن للطاقة‪ ،‬وتضع ضرائب تحد من السراف في استهلك الماء والهواء والموارد الحيوية الخرى‪.‬‬

‫ولقد توصل تقرير بروتلند‪ 1‬عام ‪ 1987‬إلى تعريف التنميممة المسممتدامة كممالتي " التنميممة المسممتدامة هممي عمليممة‬
‫‪7‬‬
‫التنمية التي تلبي أماني وحاجات الحاضر‪ ،‬دون تعريض قدرة أجيال المستقبل على تلبية حاجاتهم للخطر‪.‬‬

‫يهدف هذا المفهوم الجديد إلى تحسين نوعية حياة النسان‪ ،‬من منطلق العيمش فمي إطمار قممدرة الحممل آو القممدرة‬

‫الستيعابية البيئة المحيطة ‪ ، 8‬وترتكز فلسفة التنمية المستدامة على حقيقة هامممة‪ ،‬مفادهمما أن الهتمممام بالبيئممة هممو‬

‫الساس الصلب للتنمية بجميع جوانبها‪ ،‬فهذا النمموع مممن التنميممة همو المذي يركمز علمى بعممدين مهميممن همما الحاضمر‬

‫والمستقبل‪ ،‬حيث تكمن أهمية التنمية المستدامة‪ ،‬حسب هذا التعريف في قدرتها على إيجماد التموازن بيمن متطلبممات‬

‫التنمية للجيال الحاضرة‪ ،‬دون أن يكون ذلك على حساب الجيال القادمة‪.‬‬

‫‪ 1‬نسبة إلى رئيسة وزراء النرويج ) رئيسة اللجنة (‬


‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪5‬‬
‫التنمية المستدامة‬

‫أممما اللجنممة العالميممة للتنميممة المسممتدامة‪ ،‬فقممد عرفتهمما علممى أنهمما‪ :‬هممي التنميممة الممتي تفممي احتياجممات الحاضممر دون‬

‫المجازفة بموارد أجيال المستقبل‪ ،‬و قد انتهت اللجنة العالمية للتنمية في تقريرها المعنون "مستقبلنا المشترك" إلممى‬

‫أن هناك حاجة إلى طريق جديد للتنميممة‪ ،‬طريممق يسمتديم التقممدم البشمري ل فممي أمماكن قليلمة‪ ،‬أو بعمض السمنين بمل‬
‫‪9‬‬
‫للكرة الرضية بأسرها وصول إلى المستقبل البعيد‪.‬‬

‫إن هذا النوع من التنمية هو الذي يجسد العلقة بيمن النشمماط القتصممادي واسممتخدامه للمموارد الطبيعيممة فممي العمليممة‬

‫النتاجيممة‪ ،‬وانعكمماس ذلممك علممى نمممط حيمماة المجتمممع‪ ،‬بممما يحقممق التوصممل إلممى مخرجممات ذات نوعيممة جيممدة للنشمماط‬

‫القتصممادي‪ ،‬وترشمميد اسممتخدام المموارد الطبيعيممة‪ ،‬بممما يممؤمن اسممتدامتها وسمملمتها‪ ،‬دون أن يممؤثر ذلممك الترشمميد سمملبا‬

‫على نمط الحياة وتطوره‪.‬‬

‫و من هنا فالتنمية المستدامة تستلزم تغيير السياسات والب ارممج والنشماطات التنمويمة بحيمث تبمدأ ممن الفمرد وتنتهمي‬
‫‪10‬‬
‫بالعالم مرو ار بالمجتمع‪.‬‬

‫و الملحممظ أن البعممض يتعامممل مممع التنميممة المسممتدامة كاتجمماه جديممد‪ ،‬يتناسممب واهتمامممات النظممام العممالمي الجديممد‪،‬‬

‫والبعض يرى أن التنمية المسمتدامة نموذج تنمموي بمديل مختلمف عمن النمموذج الصمناعي ال أرسمممالي‪ ،‬وربمما أسملوب‬

‫لصلح أخطاء وعثرات هذا النموذج في علقته بالبيئة‪.‬‬

‫ونلحممظ إجمممال أن النسممان هممو محممور جممل التعمماريف المقدمممة بشممأن التنميممة المسممتدامة‪ ،‬حيممث تتضمممن تنميممة‬

‫بشرية تؤدي إلمى تحسممين مسمتوى الرعايممة الصمحية والتعليمم و الرفماه الجتممماعي ومحاربمة البطالمة‪ ،‬وهنمماك اعممتراف‬

‫اليوم بالتنمية البشرية على اعتبار أنها حجر أساسي للتنمية القتصادية‪.‬‬

‫مممن خلل ممما سممبق يمكممن القممول أن التنميممة المسممتدامة‪ ،‬هممي التنميممة الممتي تحقممق التم موازن بيممن النظممام الممبيئي‬

‫والقتصادي والجتماعي والتكنولوجي‪ ،‬وتسماهم فمي تحقيمق أقصمى حمد ممن النممو فمي النظممة الربعمة السمابقة‪ ،‬و‬

‫أن ل يكون له تأثير جانبي على النظمة السابقة‪ ،‬وفي جوهرها ترتكز على النقاط التالية ‪:‬‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪6‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫‪ ‬التأكيد على ضرورة الستغلل المثل للمكانيات والموارد المتاحة في القتصاد؛‬


‫‪ ‬المحافظم ممة علم ممى البيئم ممة‪ ،‬عم ممن طريم ممق التقليم ممل قم ممدر المكم ممان مم ممن الثم ممار السم مملبية الناتجم ممة عم ممن النشم ممطة‬

‫القتصادية والجتماعية على مصادر القتصاد وعلى البيئة؛‬


‫‪ ‬السعي لتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة قادرة على إحداث تقارب في مستويات المعيشة لمختلف الفئات‪.‬‬

‫‪ - 2‬متطلبات التنمية المستدامة‬

‫لتحقيق تنمية مستدامة فعالة يتطلب المر التوافق والنسجام بين النظمة التالية‪: :‬‬

‫‪ ‬نظام سياسي‪ :‬يضمن الديمقراطية في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪ ‬نظام اقتصادي ‪ :‬يمكن من تحقيق الفائض‪ ،‬ويعتمد على الذات‪.‬‬

‫‪ ‬نظام اجتماعي‪ :‬ينسجم مع المخططات التنموية وأساليب تنفيذها‪.‬‬

‫‪ ‬نظام إنتاجي‪ :‬يكرس مبدأ الجدوى البيئية في المشاريع‪.‬‬

‫‪ ‬نظام تكنولوجي‪ :‬يمكن من البحث و إيجاد الحلول لما يواجهه من مشكلت‪.‬‬

‫‪ ‬نظام دولي‪ :‬يعزز التعاون وتبادل الخبرات في مشروع التنمية‪.‬‬

‫‪ ‬نظام إداري‪ :‬مرن يملك القدرة على التصحيح الذاتي ‪.‬‬

‫‪ ‬نظام ثقافي ‪ :‬يدرب على تأصيل البعد البيئي في كل أنشطة الحياة عامة‪ ،‬والتنمية المستدامة خاصة‪.‬‬

‫‪ - 3‬أهداف التنمية المستدامة‬

‫‪11‬‬
‫تسعى التنمية المستدامة إلى جملة من الهداف جاءت من خلل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬آن التنمية المستدامة عملية واعية – معقمدة – طويلمة المممد – شمماملة‪ -‬ومتكاملمة فمي أبعادهما القتصمادية‬

‫–الجتماعية – السياسية – الثقافية؛‬


‫‪ ‬مهما كانت غاية النسان‪ ،‬إل انمه يجمب أن يحمافظ علمى البيئمة المتي يعيمش فيهما‪ ،‬لمذا فمان همدفه يجمب أن‬

‫يكون إجراء تغيرات جوهرية في البني التحتية والفوقية‪ ،‬دون الضرر بعناصر البيئة المحيطة؛‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪7‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫‪ ‬ه ممذا النم مموذج للتنمي ممة يمك ممن جمي ممع الفم مراد م ممن توس مميع نط مماق ق ممدراتهم البشم مرية إل ممى أقص ممى ح ممد ممك ممن‪،‬‬

‫وتوظيف تلك القدرات أحسن توظيف لها في جميع الميادين؛‬


‫‪ ‬نموذج يحمي خيارات الجيال التي لم تولد بعد‪ ،‬ول يستنزف قاعدة الموارد الطبيعية اللزمة لمدعم التنميمة‬

‫في المستقبل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أبعاد ومبادئ التنمية المستدامة‬

‫‪ - 1‬أبعاد التنمية المستدامة‪:‬‬

‫تستند التنمية المستدامة إلي أبعاد‪ ،‬يمكن ذرك أهمها كما يلي‪:‬‬

‫ا ‪ -‬البعد البيئي‪:‬‬

‫يوضح هذا البعد الستراتجيات التي يجب توافرها واحترامها في مجال التصنيع‪ ،‬بهدف التسيير المثل للرأسمال‬

‫الطممبيعي‪ ،‬بممدل مممن تبممذيره واسممتنزافه بطريقممة غيممر عقلنيممة‪ ،‬حممتى ل تممؤثر علممى الت موازن الممبيئي‪ ،‬وذلممك مممن خلل‬

‫التحكممم فممي اسممتعمال المموارد وتوظيممف تقنيممات تتحكممم فممي إنتمماج النفايممات‪ ،‬واسممتعمال الملوثممات ونقممل المجتمممع إلممي‬
‫‪12‬‬
‫عصر الصناعات النظيفة‪.‬‬

‫ومن أجل الوصول إلى صناعة نظيفة‪ ،‬تقدم المم المتحدة الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تشجيع الصناعة المتواصلة بيئيا في إطار خطط مرنة؛‬


‫‪ ‬إلزام الشركات العالمية بنفس المعايير خارج وداخل أوطانها؛‬
‫‪ ‬التوعية بكل الوسائل بالخسائر والخطار الناجمة عن التلوث‪ ،‬سواء المباشرة أو غير المباشرة؛‬
‫‪ ‬إدخال مفاهيم البيئة المنة‪ ،‬إوالزامية المحافظة عليها‪ ،‬من طرف الفرد والمجتمع في كافة مراحل التعليم؛‬
‫‪ ‬إشراك المجتمعات في آلية التنمية المستدامة بجهود وسائل العلم والثقافة للجميع ؛‬
‫‪ ‬تشجيع النتاج النظيف بيئيا‪ ،‬من خلل آليات السوق والسياسة الضرائبية‪.‬‬

‫إضافة إلى تبني الصناعة النظيفة مثلما سبق ذكره‪ ،‬نرى أنه من المفيد إلقاء الضوء على مفهوم المشاريع البيئية‪:‬‬

‫وهي تلك التي تراعي البعد البيئي كركيزة أساسية لقيامها‪ ،‬وهناك ممن يمرى بأنهما المشماريع المتي تسماهم فمي التنميمة‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪8‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫القتصادية بالموازاة مع الحفماظ علمى البيئمةن والعممل ممع المسمتخدمين والمجتممع بشمكل عام بهمدف تحسمين جمودة‬
‫‪13‬‬
‫الحياة لجميع الطراف‪.‬‬

‫أما إذا كان المشروع اقتصماديا‪ ،‬فإننما ل يجمب إغفمال د ارسمة الجمدوى البيئيمة و تعنمي‪ " :‬د ارسمة التمأثير المتبمادل‬
‫‪14‬‬
‫بين مشروعات برامج التنمية والبيئة‪ ،‬بهدف تقليص أو منع التأثيرات السلبية‪ ،‬أو تعظيم التأثيرات اليجابية "‬

‫و يمكن اختصا ار ذكر أهم العناصر التي تكون ضمن البعد البيئي وهي‪:‬‬

‫‪ ‬النظم اليكولوجية؛‬
‫‪ ‬الطاقة؛‬
‫‪ ‬التنوع البيولوجي؛‬
‫‪ ‬النتاجية البيولوجية؛‬
‫‪ ‬القدرة على التكيف؛‬
‫‪ ‬العلم والثقافة للجميع ؛‬
‫‪ ‬الصناعة النظيفة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬البعد القتصادي‬

‫إذا كممان مفهمموم التنميممة المسممتدامة بالنسممبة لممدول الشمممال الصممناعية‪ ،‬هممي السممعي إلممى خفممض كممبير ومتواصممل فممي‬

‫استهلك الطاقة والموارد الطبيعية‪ ،‬إواحداث تحولت جذرية فمي النمماط الحياتيمة السمائدة فمي السمتهلك والنتماج‪،‬‬

‫والحممد مممن تصممدير نموذجهمما الصممناعي إلممى الممدول المتخلفممة‪ ،‬فممإن وجهممة نظممر الممدول الفقيم مرة بخصمموص التنميممة‬
‫‪15‬‬
‫المستدامة‪ ،‬تعني توظيف الموارد من أجل رفع المستوى المعيشي للسكان الكثر فقرا‪.‬‬

‫و يمكن تلخيص أهم النقاط التي تؤخذ بعين العتبار في البعد القتصادي كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬حصة الستهلك الفردي من الموارد الطبيعية؛‬

‫‪ ‬مسؤولية البلدان المتقدمة عن التلوث وعن معالجته؛‬

‫‪ ‬تبعية البلدان النامية؛‬

‫‪ ‬المساواة في توزيع الموارد؛‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪9‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫‪ ‬النفاق العسكري؛‬

‫‪ ‬التفاوت في المداخيل‪.‬‬

‫د ‪ -‬البعد الجتماعي‬

‫علممى الصممعيد النسمماني والجتممماعي فممان التنميممة المسممتدامة‪ ،‬تسممعى إلممى تحقيممق معممدلت نمممو مرتفعممة‪ ،‬مممع‬

‫المحافظممة علممى اسممتقرار معممدل نمممو السممكان‪ ،‬حممتى ل تفممرض ضممغوطات شممديدة علممى الم موارد الطبيعيممة‪ ،‬ووقممف‬

‫تدفق الفراد إلى المدن‪ ،‬وذلك من خلل تطوير مستوى الخدمات الصحية والتعليمية في الرياف ‪ ،‬وتحقيممق أكممبر‬

‫قدر من المشاركة الشعبية في التخطيط للتنمية‪.‬‬


‫‪16‬‬
‫ومن هنا فالبعد الجتماعي يسوقنا إلى تسليط الضوء على النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المساواة في التوزيع؛‬
‫‪ ‬الحراك الجتماعي؛‬
‫‪ ‬المشاركة الشعبية؛‬
‫‪ ‬التنوع الثقافي؛‬
‫‪ ‬استدامة المؤسسات؛‬
‫‪ ‬نمو وتوزيع السكان؛‬
‫‪ ‬الصحة والتعليم ومحاربة البطالة ‪.‬‬

‫ه ‪ -‬البعد التكنولوجي‬

‫و يعني نقل المجتمع إلى عصر الصناعات النظيفة‪ ،‬التي تستخدم تكنولوجيا منظفة للبيئمة‪ ،‬وتنتمج الحمد الدنمى‬
‫‪17‬‬
‫من الغازات الملوثة و الحابسة للح اررة والضارة بطبقة الزون‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫و يمكن تعزيز التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تطمموير أنشممطة البحممث بتعزيممز تكنولوجيمما الم مواد الجديممدة وتكنولوجيمما المعلومممات والتصممالت‪ ،‬و اعتممماد‬

‫الليات القابلة للستدامة؛‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪10‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫‪ ‬تحسين أداء المؤسسات الخاصة‪ ،‬من خلل مدخلت معينة مستندة إلى التكنولوجيات الحديثة؛‬

‫‪ ‬استحداث أنماط مؤسسية جديدة تشمل مدن وحاضنات التكنولوجيا؛‬

‫‪ ‬تعزيز بناء القدرات في العلوم والتكنولوجيا والبتكار‪ ،‬بغية تحقيق أهداف التنميمة المسمتدامة فمي القتصماد‬

‫القم ممائم علم ممى المعرفم ممة‪ ،‬لس م مليما أن بنم مماء القم ممدرات هم ممو الوسم مميلة الوحيم ممدة لتعزيم ممز التنافسم ممية‪ ،‬وزيم ممادة النمم ممو‬

‫القتصادي‪ ،‬وخلق فرص عمل جديدة ومحاربة الفقر‪.‬‬

‫‪ ‬وض ممع الخط ممط والب ارم ممج ال ممتي ته ممدف إل ممى تحوي ممل المجتم ممع إل ممى مجتم ممع معلوم مماتي‪ ،‬بحي ممث يت ممم إدم مماج‬

‫التكنولوجي ممات الجدي ممدة ف ممي خط ممط واس ممتراتيجيات التنمي ممة الجتماعي ممة والقتص ممادية‪ ،‬ب ممالموازاة م ممع تحقي ممق‬

‫أهداف عالمية كالهداف النمائية لللفية‪.‬‬

‫ويؤكد تقرير الموارد الطبيعية أن القاسم المشترك لهمذه البعماد القتصمادية والجتماعيمة والبيئيمة والتكنولوجيمة‪ ،‬همي‬

‫أن التنمية لكي تكون مستديمة يجب مراعاة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬أن لا تتجاهل الضوابط والمحددات البيئية؛‬

‫‪ ‬أن ل تؤدى إلى دمار واستنزاف الموارد الطبيعية؛‬

‫‪ ‬تؤدى إلى تطوير الموارد البشرية‪ ،‬كمحاربة البطالة والفقر وتحسين وضعية المرأة في المجتمع؛‬

‫‪ ‬تحدث تحولت في القاعدة الصناعية السائدة‪.‬‬

‫‪ - 2‬مبادئ التنمية المستدامة‬

‫بدأت تتبلور عقيدة بيئية جديدة مع بداية القرن الواحد والعشرين‪ ،‬تبناها البنممك العممالمي‪ ،‬و تقمموم هممذه العقيممدة علممى‬
‫‪19‬‬
‫عشر مبادئ أساسية‪:‬‬

‫المبدأ الولا ‪ :‬تحديد الولويات بعناية‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪11‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫اقتضت خطورة مشكلت البيئة وندرة الموارد المالية‪ ،‬التشدد في وضع الولويات‪ ،‬وتنفيذ إجراءات العلج علممى‬

‫مراحل‪ ،‬وهذه الخطة قائمة على التحليل التقنمي للثمار الصمحية والنتاجيمة واليكولوجيمة لمشمكلت البيئمة‪ ،‬وتحديمد‬

‫المشكلت الواجب التصدي إليها بفعالية‪.‬‬

‫المبدأ الثاني‪ :‬الستفادة من كلا دولر‬

‫كانمت معظم السياسات البيئية‪ ،‬بما فيها السياسات الناجحة مكلفة بدون مبرر‪ ،‬وبدأ التأكيد على فعالية التكلفة‪.‬‬

‫إن ه ممذا التأكيم ممد يس مممح بتحقي ممق انج ممازات ك ممثيرة بمم موارد مح ممدودة‪ ،‬وه ممو م مما يتطل ممب نهج مما متع ممدد الف ممروع‪ ،‬ويناش ممد‬

‫المختصممين والقتصمماديين فممي مجممال البيئممة‪ ،‬العمممل معمما علممى تحديممد السممبل المثلممى للتصممدي للمشممكلت البيئيممة‬

‫الرئيسية‪.‬‬

‫المبدأ الثالث‪ :‬اغتنام فرص تحقيق الربح لكلا الطراف‬

‫إن بعم ممض المكاسم ممب فم ممي مجم ممال البيئم ممة سم مموف تتضم مممن تكم مماليف و مفاضم مملت‪ ،‬والبعم ممض الخم ممر يمكم ممن تحقيقم ممه‬

‫كمنتجممات فرعيممة لسياسممات صممممت لتحسممين الكفمماءة والحممد مممن لفقممر‪ ،‬ونظ م ار لخفممض المم موارد الممتي تكممرس لحممل‬

‫مشكلت البيئة‪ ،‬منها خفض الدعم على استخدام الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫المبدأ الرابع‪ :‬استخدام أدوات السوق حيثما يكون ممكنا‬

‫إن الحوافز القائمة على السوق والرامية إلى خفض الضرار الضريبية‪ ،‬هي الفضل من حيث المبدأ والتطبيق‪،‬‬

‫فعلممى سممبيل المثممال تقمموم بعممض الممدول الناميممة بفممرض رسمموم النبعمماث وتممدفق النفايممات‪ ،‬رسمموم قائمممة علممى قواعممد‬

‫السوق بالنسبة لعمليات الستخراج‪.‬‬

‫المبدأ الخامس ‪ :‬القتصاد في استخدام القدرات الدارية والتنظيمية‬

‫يجب العمل على تنفيمذ سياسمات أكمثر تنظيمما وقمدرة‪ ،‬مثمل فمرض ضمرائب علمى الوقمود‪ ،‬أو قيمود علمى السمتيراد‬

‫لنواع معينة من المبيدات الحشرية‪ ،‬إدخال مبدأ الحوافز علممى المؤسسممات الصمناعية المتي تسممعى إلممى التقليممل مممن‬

‫الخطار البيئية‪.‬‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪12‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫المبدأ السادس‪ :‬العملا مع القطاع الخاص‬

‫يج ممب عل ممى الدول ممة التعام ممل بجدي ممة وموض مموعية م ممع القط مماع الخ مماص‪ ،‬باعتب مماره عنصم م ار أساسيم مما ف ممي العملي ممة‬

‫الس ممتثمارية‪ ،‬وذل ممك م ممن خلل تشم ممجيع التحس ممينات البيئي ممة للمؤسس ممات إوانشم مماء نظ ممام )اليم ممزو( الم ممذي يش ممهد بم ممأن‬

‫الشركات لديها أنظمة سليمة للدارة والبيئة‪.‬‬

‫المبدأ السابع‪ :‬الشإراك الكاملا للمواطنين‬

‫عند التصدي للمشكلت البيئية لبلد ما‪ ،‬تكون فرص النجاح قوية بدرجة كبيرة‪ ،‬إذا شارك المواطنممون المحليممون‪،‬‬

‫ومثل هذه المشاركة تكون ضرورية للسباب التية ‪:‬‬

‫قدرة المواطنين على المستوى المحلي على تحديد الولويات؛‬ ‫‪-1‬‬

‫أعضاء الجماعات المحلية يعرفون حلول ممكنة على المستوى المحلي؛‬ ‫‪-2‬‬

‫أعضاء الجماعات المحلية يعملون غالبا على مراقبة مشاريع البيئة؛‬ ‫‪-3‬‬

‫مشاركة المواطنين يمكن أن تساعد على بناء قواعد جماهيرية تؤيد التغيير‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫المبدأ الثامن ‪ :‬توظيف الشإراكة التي تحقق نجاحا‬

‫ينبغي على الحكومات العتماد على الرتباطات الثلثيممة التمي تشمل ) الحكومة – القطاع الخمماص – منظمممات‬

‫المجتمع المدني(‪ ،‬والعمل بخطط متكاملة للتصدي لبعض قضايا البيئة‪.‬‬

‫المبدأ التاسع‪ :‬تحسين الداء الداري المبني على الكفاءة والفعالية‬

‫بوسع المديرين البارعين إنجاز تحسمينات كمبيرة فمي البيئمة بمأدنى التكماليف‪ ،‬فمثل أصمحاب المصمانع يسمتطيعون‬

‫خفض نسبة التلوث للهواء والغبار من ‪%60‬إلى ‪ % 80‬بفضمل تحسين تنظيم المنشآت من الداخل‪.‬‬

‫المبدأ العاشإر‪ :‬إدماج البيئة من البداية‬

‫عندممما يتعل ممق المم ممر بحماية البيئ م ممة‪ ،‬فممإن الوقايممة خيممر ممن العلج بكممل تأكيممد‪ ،‬وتسمعى معظ م ممم البلممدان الن إلممى‬

‫تقييم تخفيف الض ممرر وتبني ما يعرف بالجدوى البيئيممة‪ ،‬وبماتت تضممع فمي الحسممبان التكماليف والمنمافع النسمبية عنمد‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪13‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫تصميم إستراتيجيتها المتعلقة بالطاقمة‪ ،‬كمما أنهما تجعمل من البيئيمة عنص م م ار فعمال فمي إطمار السياسمات القتصمادية‬

‫والمالية والجتماعية والتجارية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬واقع وأفاق التنمية المستدامة في الجزائر‬

‫تحديات التنمية المستدامة في الجزائر‬ ‫‪-1‬‬

‫أدركت الجزائر على غرار باقي دولا العالم أهمية إقامة توازن بين واجبات حماية البيئططة و متطلبططات التنميططة‬

‫مططن خللا الدارة الحكيمططة للمططوارد‪ ،‬و لتجسططيد هططذا الهططدف اتخططذت إجططراءات و سياسططات مططن شإططأنها تحسططين‬

‫الوضططاع المعيشإططية و القتصططادية و الجتماعيططة و الصططحية للمططواطن لكنهططا اصطططدمت بمعوقططات حططالت دونهططا‬

‫)‪(15‬‬
‫تحقيق الهدف المنشإود ومن بين المعوقات نجد‪:‬‬

‫‪ ‬مشإكلا التصططحر‪ :‬يعممد التصممحر مشممكلة رئيسممية تممؤثر فممي مسممتقبل الز ارعممة بممالجزائر‪ ،‬فهنمماك الكممثير مممن‬
‫مساحات الراضي المعرضة إلى هذا الخطر‪.‬‬
‫‪ ‬مشإططكلة التوسططع العم ارنططي علططى حسططاب ال ارضططي الزراعيططة‪ :‬هنمماك مسمماحات هائلممة يتممم تحويلهمما إلممى‬
‫مباني‪ ،‬مع فقدان كميات كبيرة من الغابات بفعل الحرائق و الطفيليات و لقممد انخفممض نصمميب الفممرد مممن‬
‫الراضي الزراعية‪ ،‬من ‪ 1.1‬هكتار في عام ‪ 1962‬م إلى ‪ 0.35‬هكتار فممي عممام ‪ 1980‬م‪ ،‬و يتوقممع‬
‫أن يقل عن ‪ 0.15‬هكتار مع منتصف القرن الحالي‪.‬‬
‫‪ ‬تلوث البيئططة‪ :‬تفمماقم مشممكل التلمموث فممي الج ازئممر بشممكل مقلممق‪ ،‬ونظ م ار للنمممو السممكاني المت ازيممد‪ ،‬إذ ينمممو‬
‫السمكان بشمكل ل يمكمن للمموارد البيئيمة المتموفرة أن تتحملمه‪ ،‬فضمل عمما تولمده ممن ضمغوط فمي مجمالت‬
‫السكن‪ ،‬والعناية الصحية‪ ،‬الطاقممة و الميمماه‪ ،‬والخممدمات وغيرهمما مممن المتطلبممات الساسممية‪ .‬فلقممد تضمماعف‬
‫عدد السكان في الجزائر أكثر من ‪ 5‬مرات ما بين عامي ‪ 1962‬م – ‪ 2002‬م من ‪ 6‬مليون إلى أكممثر‬
‫مممن ‪ 30.6‬مليممون نسمممة بمعممدل زيممادة يفمموق ‪% 0.3‬م سممنويا‪ ،‬حيممث يتوقممع أن يصممل حموالي ‪ 42‬مليممون‬
‫نسمة مع حلول عام ‪ 2020‬م‪.‬‬
‫‪ ‬تلوث الهواء‪ :‬تشممكل السمميارات خاصممة القديمممة منهمما أهممم ملمموث للبيئممة فممي المممدن الكممبرى‪ ،‬ففممي الج ازئممر‬
‫هنماك نسممبة عاليمة ممن السمميارات المفمترض إبعادهمما عمن السممتعمال‪ ،‬إضممافة إلمى الحجمم الهائممل للنفايمات‬
‫الطبية التي يتم حرقها بطريقة غير سليمة و غير صحية لتقليممل التكلفمة و التهممرب ممن دفممع الضمرائب‪،‬‬
‫و يقممدر حجمهمما بح موالي ‪ 124‬ألممف طممن سممنويا‪ ،‬منهمما ‪ 22‬طممن فضمملت متعفنممة شممديدة الخطممورة علممى‬
‫الصحة‪ ،‬و ‪ 29‬ألف طن فضلت سامة‪.‬‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪14‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫‪ ‬تلوث الميطاه‪ :‬يجمممع علممماء البيئممة علممى المسممتوى العممالمي أن اللفيممة الثالثممة هممي ألفيممة الممذهب البيممض‬
‫)الماء الصالح للشرب(‪ ،‬هذا نظ ار لتوقع نقص في عرض هذا الخير مقابل الزيادة فممي الطلممب العممالمي‬
‫علي ممه‪ ،‬ومممن أهممم عوامممل تلمموث المي مماه قصممور خممدمات الص ممرف الص ممحي و التخلممص مممن مخلفمماته‪،‬‬
‫التخلممص مممن مخلفممات الصممناعة بممدون معالجتهمما‪ ،‬إوان عممولجت فيتممم ذلممك بشممكل جزئممي‪ ،‬وتسممرب الممواد‬
‫الكيميائية والمبيدات الحشرية في الرض وتلويث المياه الجوفية‪ .‬وتبين د ارسممة حديثممة قممامت بهمما الوكالممة‬
‫الوطنية للموارد المائية في الجزائر‪ ،‬عن نوعية الميمماه المسممتهلكة أن ‪ % 40‬منهما ذات نوعيممة جيممدة‪ ،‬و‬
‫‪ % 45‬ذات نوعيممة مرضممية بينممما ‪ % 15‬ذات نوعيممة رديئممة‪ .‬و فيممما يخممص الحممد مممن مشممكل نقممص‬
‫الميمماه علممى مسممتوى الج ازئممر العاصمممة و بعممض المممدن السمماحلية الكممبرى‪ ،‬لجممأت الحكومممة إلممى إنشمماء‬
‫محطات تحلية مياه البحممر والمتي كلفمت حموالي ‪ 25‬مليمون دولر أمريكمي‪ ،‬تصمل قممدرتها إلممى ‪ 200‬ألمف‬
‫متر مكعب يوميا‪.‬‬
‫واقع التنمية المستدامة في الجزائر‬ ‫‪-2‬‬
‫تعتبر مهمة حماية البيئة والمحيط من مهام الفراد و مؤسسمات المجتممع الحكوميمة و غيمر الحكوميمة‪ ،‬و ل‬
‫يتأتى ذلك إل بتكريس مبمادئ التنميمة المسمتدامة‪ ،‬فهمي مهممة الكمل‪ ،‬والجميمع معنمي بهمذه القضمية‪ ،‬وهنما يمأتي دور‬
‫المنظمات في التعاون مع باقي الطراف‪ ،‬كون هذه الخيرة مسئولة إلى حد كبير عن بعض الثار الجانبيممة الممتي‬
‫تخلفها العملية القتصادية على البيئة‪.‬‬
‫خلل السممنوات الخمممس الخيمرة‪ ،‬وضممعت الج ازئممر آليممات مؤسسممية وقانونيممة وماليممة وداخليممة لضمممان إدممماج‬
‫البيئة والتنمية في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬منهما علمى الخصمموص كتابممة الدولمة للبيئممة ومديريممة عاممة تتمتممع بالسمتقلل‬
‫المالي والسلطة العامة‪ ،‬والمجلس العلى للبيئة والتنمية المسمتدامة وهو جهماز للتشماور المتعمدد القطاعمات وي أرسمه‬
‫رئيس الحكومة‪ ،‬والمجلس القتصادي والجتماعي الوطني‪ ،‬وهو مؤسسة ذات صبغة استشارية‪.‬‬
‫وقد تمم إنجماز العديمد ممن العممال المهممة فمي إطمار مجهمودات التنميمة خلل السمنوات الخيمرة والمتي تمدخل‬
‫ض مممن تط ممبيق ج ممدول أعم ممال الق ممرن ‪ ،21‬أعط ممت نتائ ممج ج ممديرة بالعتب ممار ف ممي العدي ممد م ممن المي ممادين‪ ،‬منه مما عل ممى‬
‫الخصوص محاربة الفقر ‪ ،‬والحماية والرتقاء بالوقاية الصحية وتحسين المستوطنات البشرية والدممماج فمي عمليمة‬
‫اتخمماذ الق مرار المتعلقممة بالبيئممة‪ .‬وقممد لمموحظ مممع ذلممك‪ ،‬أن معوقممات كممبيرة منهمما علممى الخصمموص صممعوبات تمويليممة‬
‫ومشمماكل ذات صمملة بممالتمكن مممن التكنولوجيمما وغيمماب أنظمممة العلم الناجعممة‪ ،‬قممد أدت إلممى الحممد مممن مجهممودات‬
‫)‪(16‬‬
‫الجزائر من أجل تطبيق جدول أعمال القرن ‪.21‬‬
‫مممن هممذا المنطلممق سممنت الج ازئممر العديممد مممن الرسمموم‪ ،‬الممتي مممن شممأنها الحممد مممن التجمماوزات الخطيم مرة لبعممض‬
‫المنظمات‪ ،‬ومن بين هذه الرسمموم نجممد الرسمم علمى النشماطات الملوثمة للبيئممة‪ ،‬وذلمك ابتمداء ممن قممانون الماليممة لسممنة‬
‫‪ 1992‬م‪ ،‬ال ممذي أس ممس رس ممم س ممنويا ي ممتراوح م مما بي ممن ‪ 3.000‬دج إل ممى ‪ 30.000‬دج عل ممى النش مماطات الملوث ممة أو‬
‫الخطي مرة علممى البيئممة‪ ،‬والممتي تزاولهمما المنظمممات‪ .‬يكممون مبلممغ الرسممم ال مواجب تحصمميله مممن طممرف الدارة الض مريبية‬
‫المحلية ) قباضة الضرائب للولية ( مساويا لحاصل المعمدل الساسمي ومعاممل مضماعف يمتراوح بيمن ‪ 1‬و ‪ 6‬عمن‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪15‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫كل نشاط من النشاطات الخطيرة أو الملوثة‪ ،‬حيمث يحمدد المعاممل ممن طمرف التنظيمم حسمب طبيعمة و أهميمة تلمك‬
‫النشطة‪.‬‬
‫و في قانون المالية لسنة ‪ ، 2000‬تم تعديل المادة المتعلقة بتأسيس الرسم على النشطة الملوثة أو الخطيرة‬
‫على البيئة‪ ،‬وقد تمثل التعديل في إحداث تغييرين‪ ،‬الول يتعلق برفع المبلغ السنوي للرسم و الثمماني يتعلممق بفممرض‬
‫مبلممغ رسممم )معممدل( لكممل صممنف مممن أصممناف المنظمممة الخاضممعة للممترخيص‪ .‬وحيممث أن هممذه الخيمرة ترتممب حسممب‬
‫درجة الخطار أو المساوئ التي تنجم عن نشاطها‪.‬‬
‫إلى جانب فرض إتماوة المحافظمة علمى جودة الميماه‪ ،‬حيمث جماء قمانون الماليمة لسمنة ‪ 1996‬م ليؤسمس إتماوة‬
‫علممى جممودة الميمماه والممتي تجممبى لحسمماب الصممندوق المموطني للتسمميير المتكامممل للم موارد المائيممة‪ ،‬وهممي تحصممل لممدى‬
‫مؤسسات إنتاج المياه وتوزيعها )بلدية ‪ ،‬ولئية و جهوية( أو لدى دواوين المسمماحات المسممقية )ولئيممة و جهويممة( و‬
‫بصممفة عامممة لممدى المنظمممات العامممة أو الخاصممة الممتي تملممك و تسممتغل آبمما ار أو تنقيبممات‪ ،‬و تمموجه هممذه التمماوى‬
‫لضمان مشاركة المنظمات المذكورة في برامج حماية جودة المياه‬
‫و الحفم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م مماظ عليهم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م مما‪ ،‬و تطبم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م ممق المعم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م ممدلت التيم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م ممة‪:‬‬
‫* ‪ % 4‬مممن مبلممغ فمماتورة الميمماه الصممالحة للشممرب أو الصممناعة أو الفلحممة بالنسممبة لوليممات شمممال البلد‪ ،‬بالنسممبة‬
‫للتاوة الخاصة‪.‬‬
‫* ‪ % 2‬من مبلغ فاتورة المياه الصالحة للشرب أو الصناعة أو الفلحة بالنسبة لوليات الجنوب التية‪ :‬الغواط‪،‬‬
‫غرداية‪ ،‬الوادي‪ ،‬تندوف ‪ ،‬بشار‪ ،‬إيليزي‪ ،‬تامنراست‪ ،‬أدرار‪ ،‬بسكرة و ورقلة‪ .‬ومن أجل أخذ الشممروط الخاصممة بكممل‬
‫منطقممة بعيممن العتبممار )حجممم المممدن‪ ،‬كثافممة الميمماه المصم مرفة‪ ،‬نوعيممة ميمماه مجمماري الصممرف‪ ،‬المنمماطق الخاصممة‬
‫الواجب حمايتها من آثار التلوث‪ ،‬هشاشة وسط استقبال المياه(‪.‬‬
‫و يمكن كذلك تطبيق معاملت زيادة على النسب المذكورة أعله‪ ،‬تراوح ما بين ‪ 1‬و ‪ 1.5‬كحد أقصى‪ ،‬إذا‬
‫استدعى المر ذلك‪.‬‬
‫أما فيما يخص خطر الرصاص على الصحة العامة‪ ،‬تسعى السلطات العمومية مؤخ ار إلمى تعميمم اسمتعمال‬
‫البنزيممن الخممالي مممن الرصمماص علممى اعتبممار أنممه غيممر ملمموث بالمقارنممة مممع أن مواع الوقممود الخممرى‪ ،‬بالضممافة إلممى‬
‫محاول ممة تخفي ممض س ممعره كسياس ممة تحفيزي ممة‪ .‬وف ممي المقاب ممل ف ممرض ق ممانون المالي ممة لس ممنة ‪ 2000‬الرس ممم عل ممى الوق ممود‬
‫المحتمموي علممى الرصمماص ‪ -‬س مواء كممان بنزيممن عممادي أو ممتمماز ‪ -‬بحيممث حممدد بم م ‪ 1‬دج لكممل لممتر‪ ،‬وهممو يحصممل‬
‫لحساب التخصيص الخاص بالصمندوقين‪ :‬الصمندوق الوطني للطمرق و الطمرق السمريعة والصمندوق الموطني للبيئمة‬
‫)‪(18‬‬
‫إوازالة التلوث و ذلك مناصفة )أي ‪ % 50‬لكل صندوق(‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد أصدرت الجزائر قانون تهيئة القليم الجزائري في ‪ 2001‬الذي بموجبه انطلقت و ازرة تهيئة‬
‫القليم والبيئة فمي إحصماء وطنمي شمامل لكمل النفايمات الخاصمة‪ ،‬ممن خلل تنظيمم ورشمات عممل لتمدريب أشمخاص‬
‫من القطاعات المنتجة لهذا النوع من النفايمات يقوممون بعمليمة الحصماء وفمق منهجيمة مدروسمة و بالفعمل‪ ،‬شمهدت‬
‫سبع وليات في البلد‪ ،‬هي الجزائر‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬غرداية‪ ،‬تلمسان‪ ،‬المسيلة‪ ،‬باتنة و تنظيم ورشات دامت كل واحممدة‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪16‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫منهمما يممومين تحممت إشم مراف خممبراء دولييممن‪ ،‬وشممملت المهندسممين المكلفيممن بملممف النفايممات الخاصممة علممى مسممتوى‬
‫المفتشيات الولئية للبيئة‪ ،‬وكذلك المسئولين داخل المنظمات التي تفرز النفايات الخاصة وقد تضممن جمدول عممل‬
‫الورشات الوضعية الحالية لتسيير النفايات الخاصة في الجزائر‪ ،‬والتسهيلت الممتي يقممدمها القممانون الجديممد و كممذلك‬
‫وضع مخطط لتنسيق العمل بين مختلف الجهات‪.‬‬
‫كذالك صادق المجلس الشإعبي الوطني ‪ 2003‬على مشإروعي القانونين التنمية المستدامة للسططياحة ومنططاطق‬

‫التوسع و المواقع السياحي ‪ ،‬و قد أخططذت التعططديلت المقترحططة علططى المشإططروع بعيططن العتبططار ضططرورة الرتقططاء‬

‫بقططططططططططططاع السطططططططططططياحة إلطططططططططططى مصطططططططططططاف القطاعطططططططططططات المطططططططططططدرة للطططططططططططثروة و تسطططططططططططييره عقلنيطططططططططططا ‪.20‬‬

‫و تمحورت التعديلت حولا ضرورة وضع حد للفوضى و عدم النسجام السططائدين فططي التنميططة السططياحية الططذين‬

‫تعرفهمططا المؤسسططات السططياحية الوطنيططة عططن طريططق تبنططي أسططلوب جديططد فططي تسططيير هططذه المؤسسططات يضططمن‬

‫الستمرارية في العملا و يعتمد على تثمين الثروات الطبيعية و الثقافية و الحضارية المتاحة ‪،‬‬

‫آفططططططططططططططططططططططططططططططططططططاق التنميططططططططططططططططططططططططططططططططططططة المسططططططططططططططططططططططططططططططططططططتدامة فططططططططططططططططططططططططططططططططططططي الج ازئططططططططططططططططططططططططططططططططططططر‬ ‫‪-3‬‬

‫بادرت وزارة المالية في إطار البرنامج الموجه لططدعم النمططو و تهيئططة القليططم بتخصططيص ‪36.5‬مليططار‬

‫‪21‬‬
‫دينار كغلف مالي لدعم التنمية المستدامة من خللا إنجاز المشإاريع التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬مشإروع حماية الساحلا‬

‫‪ ‬مشإروع حماية التنوع البيولوجي‬

‫‪ ‬إنجاز مشإروع خاص بالبيئة‬

‫‪ ‬وضع دراسة خاصة بالبيئة وتهيئة القليم‬

‫‪ ‬مشإاريع خاصة بتوفير الماء الشإروب‬

‫‪ ‬عمليات تحسين المحيط الحضري‬

‫‪ ‬مشإروع لعادة تصريف الفضلت المنزلية‬

‫في إطار برنامج النعاش القتصادي ‪ ،‬تم إنجاز عمليات تخص إنهاء أشإغالا أكثر من ‪10‬مراكز دفططن النفايططات‬

‫"‪ " CET‬في أهم المراكز الحضرية للبلد‬


‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪17‬‬
‫التنمية المستدامة‬

‫إضافة إلى هذا هناك أعمالا هي قيد النجاز نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ ‬تشإخيص الوحدات الملوثة قصد تحويلها من أماكنها ‪.‬‬

‫‪ ‬وضع جهاز مراقبة للهواء‬

‫‪ ‬مشإططروع إنجططاز الحظيططرة الطبيعيططة " دنيططا " والططتي تمتططد علططى مسططاحة تفططوق ‪200‬هكتططار بيططن الج ازئططر‬

‫العاصمة و المدينة الجديدة سيدي عبد ال‪.‬‬

‫‪ ‬إعداد مخطط تهيئة الشإاطئ في إطار مخططط عمطلا تهيئطة البحطر البيطض المتوسطط "‪" PAM‬و الطذي‬

‫يهدف إلى الحماية و الستعمالا العقلني و الدائم لموارد الشإواطئ في منطقة الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫‪ ‬تسجيلا ‪ 26‬موقع للمناطق الرطبة ذات أهمية دولية بعنوان اتفاقية رام سار ‪ RAMSAR‬في أحططواض‬

‫أبيطططططططططططططططططططططططططططططرة ‪ ،‬العصطططططططططططططططططططططططططططططافير ملحا ‪،‬و طونقطططططططططططططططططططططططططططططا بوليطططططططططططططططططططططططططططططة الططططططططططططططططططططططططططططططارف ‪.‬‬

‫كما تم الشإروع في مشإاريع التنمية المستدامة على مستوى ‪ 7‬مناطق نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ ‬غابات الرز بخنشإلة‬

‫‪ ‬وحاتن تيوت بالنعامة‬

‫‪ ‬غابات السنبلة بالجلفة‬

‫‪ ‬منطقة واد الطويلا بتيارت‬

‫‪ ‬منطقة تين هنان بتمنراست‬

‫الخاتمة‬

‫مممن خلل البحممث اتضممح أن مفهمموم التنميممة المسممتدامة قممد لقممي قبممول وتبنيمما دوليمما واسممعا منممذ منتصممف ثمانينممات‬

‫القممرن الماضممي‪ ،‬إل أن العممالم لممم ينجممح حممتى الن فممي تبنممي خطموات فعليممة جممادة علممى طريممق السممتدامة الحقيقيممة‬

‫نحممو التوفيممق بيممن تلممك التناقضممات بيممن التنميممة والبيئممة الناتجممة عممن نممموذج التنميممة المهيمممن منممذ منتصممف القممرن‬

‫العشرين‪ ،‬مما يجعل البشرية تواجه مستقبل محفوفا بالمخاطر وعدم اليقين‪ ،‬ومن هنا يخلص هذا البحممث إلممى أن‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪18‬‬


‫التنمية المستدامة‬

‫التحول نحو السممتدامة المنشمودة ل يبممدو ممكنمما بممدون حمدوث تغيممر رئيممس وجممذري علمى مسمتوى النمموذج المعرفمي‬

‫السمائد بعيمدا عمن قيممم السممتعلء‪ ،‬والسممتغلل المتمركممز حمول النسمان‪ ،‬باتجماه بلمورة نممموذج معرفممي جديمد يتصمف‬

‫بالشمممول ول يتمركممز حممول النسممان وينظممر للعممالم كوحممدة كليممة مترابطممة‪ ،‬بممدل مممن أن يكممون مجموعممة متنمماثرة مممن‬

‫الجمزاء‪ ،‬ويمكممن مممن خللممه دمممج جهممود التنميممة المسممتدامة وجهممود الحفمماظ علممى البيئممة بطريقممة مفيممدة للطرفيممن مممن‬

‫أجل الصالح العام للجيل الحالي والجيال القادمة‪.‬‬

‫ورغم أن الجزائر على غرار العديد من دول العالم التي تبنت المفمماهيم المتعلقممة بالتنميممة البيئيممة المسممتدامة‬
‫إل أنها عموما تتصف بمم‪:‬‬
‫‪ ‬ضعف الثقافة البيئية لدى المسؤولين والمواطنين على حد سواء‪.‬‬
‫‪ ‬ارتبمماط مفهمموم د ارسممة التممأثير فممي البيئممة بالنسممبة لبعممض المشمماريع الممتي تصممنف بممان لهمما مخرجممات خطيمرة‬
‫على البيئة كالنشاطات الستخراجية والمحروقممات ‪...‬المخ‪ ،‬فمي حيمن أن هنماك العديمد ممن النشممطة الخمرى‬
‫المتعلقة بالعديد من الموارد البيئية الحساسة كالغابات‪ /‬مصائد السمماك والسمدود‪ ،‬الميماه‪ ،‬مصمادر الطاقمة‬
‫الخرى‪ ،‬التوسع العمراني ‪...‬الخ‪ ،‬لم يطلها التشريع بالعناية الكافية بعد‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف القاعدة التشريعية بصورة عامة‪ ،‬وهي الكفيلة بتبني وتجسيد المفاهيم والتطبيقات البيئية السليمة‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف الجانب الرقابي في الجزائر المر المذي لممم يسممهم فممي تحقيممق نتائمج ايجابيمة ممن الناحيمة البيئيمة ول‬
‫من ناحية الستدامة التنموية‬
‫الهوامش‬

‫أ‪ /‬اسيا قاسيمي‬ ‫‪19‬‬


‫‪ 1‬حدة فروحات‪ ،‬استراتجيات المؤسسات المالية في تمويل المشاريع البيئية من اجل تحقيقي التنمية المستدامة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،2009/2010 ،7‬ص ص‬
‫‪.126 ،125‬‬
‫‪ 2‬مرجع سابق‬
‫‪ 3‬نبيل إسماعيل أبو شريحة‪ ،‬التوعية البيئية والتنمية المستدامة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية الدارية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ص ‪.127، 126‬‬
‫‪ 4‬عبد الله الوداعي‪ ،‬القانون الدولي ودوره في حماية البيئة‪ ،‬المنظمة العالمية للتنمية الدارية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ص ‪.113، 112‬‬
‫‪ 5‬ماجدة احمد أبو زنط وعثمان محمد غنيم‪ ،‬التنمية المستدامة فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬الردن‪ ،2007 ،‬ص ‪23‬‬
‫‪.‬‬
‫ففوارد‬‫ففتخدامية للم‬ ‫ففاءة الس‬ ‫‪ 6‬عمار عماري‪ ،‬إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها‪ ،‬ورقة بحث مقدمة ضمن المؤتمر العلمي الدولي حول التنمية المستدامة والكف‬
‫المتاحة‪ 08-07 ،‬أفريل ‪ ، 2008‬جامعة سطيف‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪7‬دوجلسا موسشين‪ ،‬مبادئ التنمية المستدامة‪ ،‬ترجمة بهاء شاهين‪ ،‬الدار الدولية للستثمارات الثقافية‪ ،‬مصر‪ ،2000،‬ص ‪.63‬‬
‫ففرية‬‫ففة البش‬ ‫‪ 8‬غادة على موسى‪ ،‬مخاطر غياب المن النساني على البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬بحث مقدم المؤتمر العربي السادسا للدارة البيئية بعنوان التنمي‬
‫وأثارها على التنمية المستدامة‪ ،‬مصر ‪ ،‬ماي ‪ ،2007‬ص ‪.159‬‬
‫‪ 9‬ماجدة احمد أبو زنط ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪http://www.shathaaya.com‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 11‬زرنوج ياسمينة‪ ،‬إشكالية التنمية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم القتصادية‪ ،‬فرع تخطيط‪ ،‬جامعة الجزائر‪2006-2005 ،‬‬
‫ففتدامة‬‫‪ 12‬ذهبية لطرش‪ ،‬متطلبات التنمية المستدامة في الدول النامية في ضل قواعد العولمة‪ ،‬ورقة بحث مقدمة ضمن المؤتمر العلمي الدولي حول التنمية المس‬
‫والكفاءة الستخدامية للموارد المتاحة‪ 08-07 ،‬أفريل ‪ ، 2008‬جامعة سطيف‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪13‬‬
‫‪GUYONNARD Françoise Marie, WILLARD Frédirique le Management environnemental au développement‬‬

‫‪durable des enterprises , ADEME, France, 2005, p : 05‬‬

‫‪ 14‬اوسرير منور و بن الحاج جيللي مغروة فتيحة‪ ،‬دراسة الجدوى البيئية للمشاريع الستثمارية‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد التاسع ‪ ،‬ص ‪. 338‬‬
‫‪ 15‬كربالي بغداد وحمادي محمد‪ ،‬إستراتجيات والسياسات التنمية المستدامة في ظل التحولت القتصادية والتكنولوجية بالجزائر‪ ،‬مجلة العلوم النسانية ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،45‬شتاء ‪ ، 2010‬ص ص ‪.11،12‬‬
‫‪ 16‬حرفوش سهام وآخرون‪ ،‬الطار النظري للتنمية الشاملة المستدامة ومؤشرات قياسها‪ ،‬ورقة بحث مقدمة ضمن المؤتمر العلمي الدولي حول التنمية المستدامة‬
‫والكفاءة الستخدامية للموارد المتاحة‪ 08-07 ،‬أفريل ‪ ، 2008‬جامعة سطيف ‪.‬‬
‫‪ 17‬مقدم عبيدات و بلخضر عبد القادر‪ ،‬الطاقة وتلوث البيئة والمشاكل البيئية العالمية‪ ،‬مجلة العلوم القتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬العدد ‪ ،2007 ،07‬ص ‪. 51‬‬
‫‪http://ar.wikipedia.org 18‬‬
‫‪ 19‬أنجدرو سيتر‪ ،‬المبــادئ العشــرة للعقيــدة البيئيــة الجديـــدة‪ ،‬مجلففة التمويففل التنمية‪ ،‬ديسمبر ‪ ،1996‬ص‪-‬ص ‪.6-5 – 4 :‬نقل‪:‬‬
‫ففة‬‫ففوم القتصاديف‬
‫ففي العل‬
‫سالمي رشيد‪ ،‬اثر تلوث البيئة في التنمية القتصادية في الجزائر‪ ،‬أطفروحة مقدمفة ضمن متطلبات الحصول على شهادة دكتوراه ف‬
‫فففرع ‪ :‬التسييفففر‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2006 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫)‪www.isesco.org. op.cit5‬‬
‫)‪ (16‬بوزيان الرحماني هاجر‪ -‬بكدي فاطمة‪ " ،‬التنمية المستدامة في الجزائر بين حتمية التطور وواقع التسيير "‪ ) ،‬المركز‬
‫الجامعي بخميسا مليانة (‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫)‪.www.islamfin.net (18‬‬

‫‪ 20‬مجلة‪ ‬البيئة و التنمية ) التلوث بالكومبيوتر ( ‪ ،‬يونيو ‪. 2002‬‬


‫‪Fonds national de l environment et de de pollution Cnes ، commission du developpement humain 4 rapport national 21‬‬
‫‪.sur le devloppement humain، 2002‬‬

You might also like