Professional Documents
Culture Documents
جملة العلوم
اإلنسانية
دورية دولية أكادميية حمكمة تصدر عن
املركز اجلامعي تندوف
العدد الثالث
ديسمبر 2017
المدير الشرفـي للمجلة
أ.د .عبد الحميد تهامي
مدير االمركز الجامعي
مدير المجلة
د /مراد بن حرزهللا
مدير معهد العلوم اإلقتصادية التسيير ،والعلوم التجارية
رئيس التحرير
أ /منير قتال
هيئة التحرير
د.فاطنة يحيــاوي د .عبد هللا حمدينة
د.مليكة جـــامع د .محمد بودالــي
أ.نوردين مانوني أ .بلحاج بلخـــير أ .محمود كريفار
اهليئة العلمية
اجلزائر جامعة بسكرة أ.د سالطنية بلقاسم
اجلزائر جامعة بسكرة أ.د برقوق عبد الرمحان
اجلزائر جامعة مستغامن أ.د إبراهيم أمحد خمفي
اجلزائر جامعة تبسة أ.د سعيد فكرة
اجلزائر جامعة تيزي وزو أ.د اتجر كمال
اجلزائر جامعة تيزي وزو أ,د يسعد حورية
اجلزائر جامعة تيزي وزو أ.د ارزيل الكاهنة
مصر جامعة األزهر الشريف أ.د عبد الباسط سعيد عطااي
السعودية جامعة جنران أ.د هشام يسري حممد العريب
السعودية جامعة شقراء أ.د انيف عبد العزيز املطوع
السعودية جامعة امللك عبد العزيز أ.د عبدهللا بن عيسى األمحدي
السعودية جامعة اجلوف أ.د ماهر فؤاد إبـراهيم اجلباىل
السودان جامعة اخلرطوم أ.د هالة ابراهيم حسن امحد
السودان جامعة النيلني أ.د عبد املنعم يوسف عبد احلفيظ
اجلزائر جامعة قسنطينة 2 أ.د عزالدين بودرابن
اجلزائر جامعة خنشلة أ.د زواقري الطاهر
العراق اجلامعة املستنصرية أ.د طالل انظم الزهريي
اجلزائر جامعة املسيلة أ.د خمتار رحاب
اجلزائر جامعة بسكرة أ.د نوردين زمام
اجلزائر جامعة ابتنة 1 أ.د كمال بوقرة
مصر جامعة عني مشس أ.د أمحد حيىي علي
اجلزائر املركز اجلامعي تندوف د فاطنة حيياوي
اجلزائر املركز اجلامعي تندوف د عبد هللا محدينة
اجلزائر املركز اجلامعي تندوف د عبد الكرمي بن منصور
فلسطني جامعة بريزيت د اابهر السقا
تونس جامعة قفصة د .شهاب اليحياوي
تونس جامعة قفصة د .املنجي حامد
اجلزائر جامعة ابتنة 1 د .الذوادي قوميدي
اجلزائر جامعة وهران 2 د.حليمة قادري
اجلزائر املركز اجلامعي ميلة د.أبو بكر بوسامل
اجلزائر جامعة بشار د .شرفاوي حاج عبو
اجلزائر جامعة بشار د .حممد بن عمارة
اجلزائر جامعة وهران د.شايب دراع اتين بنت النيب
العراق اجلامعة املستنصرية د .مشحن زيد حممد التميمي
العراق جامعة النجف د .خالد كاظم محيدي احلميداوي
اجلزائر جامعة مستغامن د .حسينة بوعدة
العراق جامعة جنف د خالد كاظم محيدي وزير
مصر جامعة طنطا د .حممد امساعيل فرجاين احلشاش
اجلزائر جامعة ورقلة د .محداوي عمر
اجلزائر جامعة خنشلة د.بوقرة إمساعيل
اجلزائر جامعة خنشلة د.زايد عادل
اجلزائر جامعة اجلزائر د ادريسي مجال
اجلزائر جامعة املسيلة د.عبد الناصر عزوز
اجلزائر جامعة معسكر د .رمي بالل
اجلزائر جامعة وهران 2 د.دليلة براس
اجلزائر جامعة تبسة د .نعيم مخار
اجلزائر جامعة أم البواقي د .فاطمة معمري
اجلزائر جامعة قاملة د .مراد صاويل
مع هناية السنة امليالدية 2017أييت صدور العدد الثالث جمللة العلوم اإلنسانية للمركز
اجلامعي تندوف ،وكما عودانكم يف العددين السابقني أييت هذا العدد حافال مبقاالت متنوعة يف
عدة جماالت ،ومن العديد من اجلامعات الوطنية والدولية.
فلقد استهل العدد الثالث مبقاالت ذات طبيعة إدارية ،واقتصادية فكانت البداية مع موضوع
هندرة املنظمات-مشروع حتدي كبري -يف دنيا اإلدارة واألعمال على اعتبار أن اهلندرة تفكري
مبتكر جديد للنجاح يف دنيا اإلدارة واألعمال ،قاربته الباحثة ،من منطلق النظر والتأمل،يف بدء
جديد لتنظيم عمل املؤسسات ،ميكنها من تقوية وتعزيز قدراهتا التنظيمية واإلنتاجية واخلدمية.
وأتبع املقال األول مبقال قريب له من حيث التخصص هو أتثري التدريب على إدارة التغيري التنظيمي
ابملركز اإلستشفائي اجلامعي –ابتنة ، -ليتم االنتقال بعد ذلك ملقال معوقات تدريس مبحث اإلدارة
واالقتصاد كما يراها معلموها يف املدارس احلكومية الفلسطينية وهو موضوع حياول تسليط الضوء
على معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد يف مدارس مديرية تربية مشال اخلليل (فلسطني)
كما يراها معلموها .وبعد ذلك انتثلنا من فلسطني احلبيبة ألرض احلرمني لعرض موضوع أثر الغرر
يف عقود املعامالت املعاصرة على االستقرار االقتصادي من منظور االقتصاد اإلسالمي ،حيث
حتدث الباحث يف مقاله عن وعقود اخليارات املالية ،والتسويق الشبكي ،واملسابقات التجارية،
وكلها حتتوي على الغرر الكثري املؤثر يف هذه العقود ،والذي يؤثر أتثرياً سلبياً على االستقرار
االقتصادي ،ومن أهم اآلاثر السلبية يف ذلك تفشي البطالة ،والغش والتحايل التجاري ،وخسارة
أكثر من يشاركون يف هذه املعامالت ،ولقد حرص الباحث على اإلشارة إىل أن على األفراد
واملؤسسات والدول مكافحتها واالستعانة ابملتخصصني للبحث عن بدائلها الشرعية حىت تتخلص
من اآلاثر السلبية على االقتصاد بشكل عام.
ولقد مت االنتقال بعد ذلك ملواضيع ذات طابع اجتماعي تربوي ،فتم عرض مقال من
مجهورية مصر العربية حول العادات الشعبية ودورها يف نشر قيم ثقافة التنمية فلقد بني الباحث
من خالل هذا املقال أمهية دراسة الرتاث من املنظور التنموي بوصفه أساس احلفاظ على اهلوية،
وأساس احلفاظ على كيان اجملتمع من جراء انغماس واندماج واختالط الثقافة اجملتمعية ابلثقافات
األخرى يف ظل سيطرة ثقافة العوملة .ليتم بعد ذلك عرض موضوع إذاعة األمن الوطين ودورها يف
نشر التوعية املرورية لدى الشباب اجلزائري ولقد خص الباحثان ابلذكر التجربة اإلذاعية لألمن
الوطين ودورها يف نشر التوعية املرورية لدى الشباب اجلزائري من خالل الربانمج الذي تبثه عرب
القناة األوىل لإلذاعة الوطنية واملعنون بـ"ألمنكم" ،وأتبع املوضوع مبوضوع إسهامات مجعيّة العلماء
الشهاب والبصائر للفرتة
املسلمني اجلزائريّني يف احلفاظ على اهلويّة الوطنيّة من خالل جريديت ّ
املمتدة من ( )1954- 1931ولقد تطرقت هذه ال ّدراسة إىل دور مجعيّة العلماء املسلمني
مقومات اهلويّة الوطنيّة اجلزائريّة ومحايتها من خمتلف حماوالت
اجلزائريني ،وإسهاماهتا يف ال ّدفاع عن ّ
كل ماهو
التّزييف والطّمس اليت سعت إليها اإلدارة االستعماريّة الفرنسيّة قصد القضاء على ّ
الشهاب والبصائر يف الفرتة مابني . 1954-1931 ائري من خالل جريديت ّ
جز ّ
أما اجملال الرتبوي التعليمي فلقد مت التطرق إليه من خالل مقال التحصيل الدراسي عند
تالميذ هناية مرحلة التعليم االبتدائي بني الربامج التعليمية واملتابعة االسرية واملقال عبارة عن دراسة
ميدانية لعينة من املدارس االبتدائية بوالية غليزان ،ويف سياق اجلانب الرتبوي دوما أتبع املوضوع
مبقال فاعلية برانمج تربوي يف تنمية االندماج اجلامعي لدى طلبة املرحلة اجلامعية والربانمج من
إقرتاح ابحثة عراقية ،و يتضمن جمموعة من احملاضرات اليت تتضمن أنشطة صفية وال صفية واليت
نفذهتا الباحثة مبشاركة الطلبة ،ودوما يف إطار التعليم العايل مت عرض موضوع اآلليات الدفاعية
لدى طلبة اجلامعة ،وهذه الدراسة أيضا ميدانية مت تطبيقها على عينة قوامها 200طالب من
جامعة حسيبة بن بوعلي ابلشلف_ اجلزائر ،و ابستخدام اختبار تفهم املوضوع ( ، )TATأما
موضوع رؤية نظرية حول أخالقيات املهنة داخل احلرم اجلامعي فلقد حاولت من خالله الباحثة
اإلجابة على مجلة من التساؤالت املتعلقة أبخالقيات املهنة ابلوسط اجلامعي ،ومن أبرز تلك
التساؤالت ،التساؤل حول مصادر األخالق اليت يرتكز عليها األستاذ اجلامعي؟ والدور الرئيسي
لألستاذ اجلامعي ابالعتماد على ميثاق أخالقيات وآداب اجلامعة؟
أما احلديث عن ظاهرة العنف فقد مت تناوهلا من خالل موضوع درجة انتشار مظاهر
وأسباب العنف يف أوساط الطالب من وجهة نظر األساتذة ونظرا لتفشي ظاهرة اختطاف
األطفال يف اآلونة األخرية يف اجلزائر فلقد كان لنا الشرف بنشر موضوع جد هام يتناول أسباب
اختطـ ـ ـ ــاف األطف ـ ـ ــال يف اجلزائر ،ولقد بني الباحثان أن خطورة هذه الظاهرة تتجسد يف التعدي
على حرية الطفل ومبا يرتبط هبا من جرائم أخرى كاملتاجرة ابألعضاء البشرية واالستغالل اجلنسي.
أما اجلانب الديين فقد كان حاضرا يف هذا العدد الثالث من خالل موضوع دور مناظرات
ابن حزم األندلسي يف تثبيت املذهب الظاهري يف األندلس .أما املرأة فلقد كانت حاضرة يف
العدد الثالث من خالل مقال الكتابة النّسائية كرهان من رهاانت احلداثة
ويف ظل اجلانب التعليمي التعلمي تضمن العدد الثالث موضوع معايري تطوير اختبارات
تقومي الكفاءة اللغوية يف اللّغة العربيّة للناطقني بغريها ،عالوة على مقال ابللغة اإلجنليزية حاول
من خالله الباحث اإلجابة على تساؤل عام بشكل عنوان مفاده كيف يكتسب األطفال لغتهم
األم؟
لقد متكنت جملة العلوم اإلنسانية للمركز اجلامعي تندوف من حتقيق جناح كبري على
املستوى األكادميي على الساحة العاملية ،وهذا ما جيسده الكم اهلائل من املقاالت الواردة إلينا من
داخل الوطن ،ومن خارجه طيلة شهور السنة املنصرمة ،2017وكلنا أمل أن تكون سنة 2018
سنة أتلق وجناح أكرب ،وما التوفيق إال ابهلل.
مدير اجمللة
26ديسمرب 2017
مجلة العلوم اإلنسانية مجلة علمية أكاديمية دولية محكمة تعنى بنشر الدراسات
والبحوث في ميدان العلوم اإلنسانية باللغات العربية واالنجليزية والفرنسية و اإلسبانية
على أن يلتزم أصحابها بالقواعد التالية:
-1أن تكون المادة المرسلة للنشر أصيلة ولم ترسل للنشر في أي جهة أخرى.
-2أن يكون المقال في حدود 20صفحة بما في ذلك قائمة المراجع والجداول واألشكال
والصور.
-3يكتب المقال ببرنامج « » Microsoft Wordبالنسق ،RTFوأن يتبع المؤلف
األصول العلمية المتعارف عليها في إعداد وكتابة البحوث وخاصة فيما يتعلق بإثبات
مصادر المعلومات وتوثيق االقتباس.
-5تتضمن الورقة األولى العنوان الكامل للمقال بلغة المقال ،وترجمة لعنوان المقال باللغة
األنجليزية ،كما تتضمن اسم الباحث ورتبته العلمية ،والمؤسسة التابع لها ،الهاتف ،والفاكس
والبريد االلكتروني وملخصين ،في حدود مائتي كلمة للملخصين مجتمعين( ،حيث ال يزيد
عدد أسطر الملخص الواحد عن 10أسطر بخط simplified Arabic 12للملخص
العربي و Times New Roman 12للملخص باللغة االنجليزية)،
ط من نوع Simplified Arabicمقاسة 12بمسافة -6تكتب المادّة العلمية العربية بخ ّ
21نقطة بين األسطر ،العنوان الرئيسي ، Simplified Arabic 14 Grasالعناوين
الفرعية ، Simplified Arabic 12 Grasأ ّما الفرنسية أو اإلنجليزية أو اإلسبانية فتقدّم
ط من نوع Times New Romanمقاسة .12 بخ ّ
-7هوامش الصفحة 02سم لكل الجهات رأس الورقة 1.5سم أسفل الورقة 1.25سم ،
حجم الورقة مخصص ( ،)16 x 23.5أحدهما بلغة المقال والثاني باللغة االنجليزية على
أن يكون أحد الملخصين باللغة العربية.
-8يرقم التهميش واإلحاالت بطريقة آلية Not de finعلى أن تعرض في نهاية
المقال.
-9المقاالت المرسلة ال تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أو لم تنشر.
-10كل مقال ال تتوفر فيه الشروط ال يؤخذ بعين االعتبار وال ينشر مهما كانت قيمته
العلمية.
-11يحق لهيئة التحرير إجراء بعض التعديالت الشكلية على المادة المقدمة متى لزم
األمر دون المساس بالموضوع.
مالحظة:
ترسل المقاالت على عنوان البريد اإللكتروني التالي: -1
journalof.humansciences@gmail.co m
رابط المجلة على الموقع االلكتروني للمركز الجامعي تندوفwww.univ-cut.dz : -2
ألي معلومات إضافية يمكنكم اإلتصال على رقمي الهاتف:
213772462471/213696525435
الفهرس
هندرة المنظمات مشروع تحدي كبير
في دنيا اإلدارة واألعمال
د /سماح بلعيد
جامعة الطارف -الجزائر
ائريين
جمعية العلماء المسلمين الجز ّ
ّ إسهامات
الوطنية من خالل
ّ الهوية
ّ في الحفاظ على
الشهاب والبصائر ()1954- 1931
جريدتي ّ
أ.هاشم كوثر
حمة لخضر.الوادي _ الجزائر
جامعة الشهيد ّ
عقيب
د.محمد السعيد ّ
ّ
حمة لخضر.الوادي _ الجزائر
جامعة الشهيد ّ
د.سعيد عبيدي
جامعة فاس -المغرب
Abstract :
المقدمة:
إن المؤسسات اليومعلى مختلف أنشطتها ،مدعوة أكثر من أي وقت مضى ،إلى تعزيز
وتقوية قدراتها ومكانتها على المدى الطويل ،يصبح من غير العقالني عدم اإللتفاتة إلى مخزون
وعاءالهندرة(العمليات العميقة األثر)،التي ال تعبر عن جهد متراكم أو تراث إداري سابق في نظم
العمل ،بل تعكس البدء األول واإلنطالق الجديد .هندرة بيئة األعمال يفرض على المؤسسة أن تعيد
اختراع نفسها من أجل النجاح دون سواه ...بأيادي مصممي أومهندسيالهندرة.نحاول في هذه
الورقة العلمية تفكيك رموز وأبعاد هذه المطارحة المبتكرة في الفكر التنظيمي المعاصر .
.1الهندرة :تعريف وتحديد :الهندرة كلمة عربية جديدة مركبة من كلمتي هندسة وإدارة وهي تمثل
الترجمة العربية لكلمتي business reengineering1وتعني بالعربي :إعادة الهندسة اإلدارية.
"عرف هامر وجيمس شامبي الهندرة ،بأنها البدء من جديد أي من نقطة الصفر وليس
إصالح وترميم الوضع القائم أو إجراء تغييرات تجميلية تترك البنى األساسية كما كانت
عليه.كمااليعني ترقيق الثقوب لكي تعمل بصورة أفضل بل يعني التخلي التام عن إجراءات العمل
القديمة الراسخة والتفكير بصورة جديدة ومختلفة في كيفية تصنيع المنتجات أو تقديم الخدمات لتحقيق
رغبات العمالء.
الهندرة في تعريف روالند راست وآخرون ،هي إعادة تصميم العمليات بشكل جذري بهدف
تحقيق طفرات كبيرة في اآلداء".
الهندرة في تعريف موسى اللوزي ،هي ذلك اإلنتباه الحاد والحذر في الفجوة التنظيمية بين
التنظيمات القائمة فيما يتعلق بمستويات اآلداء واإلنتاج من خالل العمل على تطوير وتحديث
أساليب العمل بشكل يساعد على إحداث طفرة في اآلداء خالل فترة زمنية قصيرة".
في تعريف آخر للهندرة لدى هامر وجيمس شامبي ،بأنها إعادة التفكير المبدئي
واألساسي وإعادة تصميم العمليات اإلدارية بصفة جذرية بهدف تحقيق تحسينات جوهرية
فائقة وليست هامشية تدريجية في معايير اآلداء الحاسمة مثل التكلفة و الجودة و الخدمة
والسرعة".2
ينطلق مفهوم الهندرة من إحداث تغييرات جذرية في أساليب وطرق العمل في
المنظمات للتناسب مع إيقاع ومتطلبات هذا العصر عصر السرعة والثورة التكنولوجية.كما
يجدر بنا ونحن بصدد الحديث عن الهندرة أن نتطرق إلى إحدى قواعد الفكر اإلبداعي وهي
قاعدة الخروج من الصندوق ،BOXOUT3والتي تنادي العاملين إلى اإلبداع في أعمالهم و
التخلص من القيود التك اررية و الرتابة و النظر إلى األمور المحيطة بأعمالهم نظرة ،شمولية
تساعد على تفجير الطاقات اإلبداعية الكامنة في كل فرد منا".4
مناقشة و استنتاج :على غرار األبنية العلمية واألنساق المعرفية ،التي فهمت و قاربت على
حد سواء ،نظم عمل األفراد( إدارة الموارد البشرية) ومستويات اآلداء التشغيلي للمؤسسات (
تنظيم وعمل ،اقتصاد المؤسسة،)...،هذه العلوم التي تحولت في نظرنا إلى تقليدية ( بعد
ميالد الهندرة)،مع أننا ال ننكر أن هذه العلوم قد أصلحت أشياء وحققت أرصدة وقيم مضافة
لإلنسان وللمؤسسة...لكن الهندرة اليوم آخر مولود علمي مبتكر ،يعتبر األكثر ترجيحا من
طرف أغلبية المتخصصين -على ندرتهم في فهم وجالء مصطلح الهندرة -ليس في مجرد
توجيه الجهود التنظيمية وتعديل األعمال أو التجارب وتصحيح األخطاء وإجراء التحسينات
في خاليا المؤسسة...إن الهندرة تقفز عن كل ذلك وغيره ...الذي أوصل سير المنظمة إلى
اإلنحرافات الكبرى غير الوجيهة،والتي انصبت كافة إصالحاتها وجهودها التحليلية على
اإلنسان( المورد البشري) دون سواه -فبقدر ما ثمنته وامعنت اإلستثمار فيه بسياسات
وبرامج كانت مأمولة جدا وواعدة جدا ،في الحقيقة والفعل قيدته وحاصرته في داخل أيقونة
أو قنينة دون أو ينفك منها :أنظر وتمعن في قنينة القوالب التقليدية:
10 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-تسيير اإلنسان- ،تنمية اإلنسان- ،اإلشراف على آدائه - ،الرقابة على آدائه - ،تدريبه،
-إشراكه - ،تمكينه - ،إدارته - ،تأهيله -،تلمذته مهنيا - ،هندسته(تطويع قدراته وتكييف
مهاراته حتى تتطابق مع الوظيفة).
ال ننكر–من خالل هذه القضايا -أن هذا الجهد الفكري الذي انطلق( منذ منتصف
القرن العشرين ومستم ار إلى يومنا هذا) ،فرض بدرجة كبيرة معطيات وحقائق متزنة تجاه
اإلنسان و المحيط الدائر به في خط العمل ،واخترق بآلة الحفر المعرفي – حقيقة اإلنسان-
رموزه ومكنوناته وأتى على تجارب محققة في زرع مرونة وإحداث توازانات كبرى وصغرى
عميقة األثر في معادلة اإلنسان في مدينة العمل ،لكن ماذا جنينا بعد هذه البوتيكات
العلمية المحققة في شأن اإلنسان -المؤسسة أخص حقل المؤسسة الجزائرية؟
قد أقسو على نفسي وعلى مجتمعي ألقول أن تطبيقات علوم اإلدارة والتنظيم وإدارة
الموارد البشرية ،أحدث مخاضات عسيرة في نظم عمل مؤسستنا(حالة الجزائر) ،لكنها
مخاضات أنجبت جنينا ميتا ،نختصره في اآلتي:
.3الحاجة إلى تطبيق الهندرة في نظم العمل :إن موجة التغيير التي تجتاح بيئة العمل
محليا ودوليا ,فحدث وال حرج فالعولمة واتفاقيات التجارة الحرة والتوجه إلى الخصخصة
وحرب األسعار وقصر عمر المنتج والخدمات في األسواق نتيجة التطوير واإلبتكار المستمر
،يجعل الطريق صعبا أمام الشركات التقليدية و الرافضة للتغيير نحو األفضل .وهنا تبرز
أهمية الهندرة كأحد األساليب اإلدارية والهندسة الحديثة التي تساعد الشركات على مواجهة
هذه المتغيرات وتلبية رغبات وتطلعات عمالئها في عصر المكان فيه للشركات والمنظمات
القابعة في ظل الروتين والبيروقراطية اإلدارية ،مع النظر إلى العمالء من برج عاجي مكدس
باألوراق والمعامالت و اإلجراءات المطولة" .وتعد الهندرة أحدث صيحة في عالم اإلدارة
اليوم ،بعد أن تمكنت عدة شركات رائدة من تحقيق نتائج لم يسبق لها مثيل في عالم التطور
والتحسين المستمرين جراء تطبيق الهندرة ...ولكي تنجح الهندرة في مهمتها ،على ادارة
الشركة أن تمتلك تصو ار واضحا ألهداف التغيير و القدرة على تهيئة العاملين لقبول مبدأ
التغيير الجذري من أجل التطوير ،حتى ال تؤول التجربة إلى الفشل الذي يرجع في الكثير
من الحاالت القليلة إما لسوء فهم الهندرة نفسها وإما لتطبيقها بطريقة خاطئة.وهذا يعني أن
12 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ا لهندرة استخدمت من قبل الكثيرين في غير سياقها لذا يجب أن ال نفاجأ إذا كانت معظم
برامج التغيير تفشل في تحقيق أهدافها" . 5نستخلص حقيقة أن الهندرة تعد من أنفس الموارد
( برمجيات وأنظمة) ،تعتمدها المؤسسات اليوم ،في اإلنتاج أو في تقديم الخدمات .وذلك إما
دعما لجه دها اإلبداعي أو لتغطية النقص في األموال أو للتخفيض من تأثير عامل الخطر.
ومن ثم تطوير األعمال ،متابعة المستجدات ،الوقوف وقفة األبطال مع القوى التنافسية كل
ذلك وغيره ،يحتاج إلى أيادي مهندسي الهندرة ،لمسك المفتاح وفتح الباب...
-1إعادة تصميم الهيكل التنظيمي في المنظمة ،وتحويله من هيكله الرأسي ( العمودي) إلى هيكل
أفقي ،بهدف تفعيل عملية التنسيق بين أعمال المنظمة واختصار قنوات اإلتصال فيها ،ومن ثم زيادة
سرعة نقل وتداول البيانات و المعلومات بين جميع مستويات الهيكل التنظيمي في المنظمة.
-2إعادة تصميم أدوار ومهام ومسؤوليات وصالحيات األعمال و الوظائف وتحويلها من أدوار فردية
إلى أدوار جماعية على شكل فرق عمل يتاح ألعضائها المزيد من اإلستقاللية والحرية والمرونة و
التطوير في آدائها.
-3ضرورة إعطاء فرق العمل في المنظمة قد ار من السلطة يتيح لها مزاولة وممارسة أعمالها بمرونة
وحرية وهذا يستلزم دفع تفويض السلطات من أعلى إلى قاعدة الهرم التنظيمي داخل المنظمة.
ويحقق هذا التفويض بال ريب جودة عالية في آداء الرؤساء و المرؤوسين فضال عن إنجاز األعمال
في الوقت المحدد لها.
-4إعادة تصميم دور اإلدارة الوسطى بتقليص عدد وظائفها بحيث يكون الهيكل التنظيمي أفقيا وليس
عموديا ومن تغيير آلية متابعتها وإشرافها ورقابتها من المباشرة إلى غير المباشرة -أي الرقابة عن
بعد -وعدم التدخل في األعمال التي تشرف عليها اإلدارة الوسطى إال عند الحاجة إلى هذا التدخل
وذلك بتوفير الفرصة كاملة لإلدارة التنفيذية المباشرة المتصلة مباشرة مع قاعدة الهرم التنظيمي للعمل
بمرونة وحرية كاملة.
-5إعادة تصميم أساليب ونماذج التحفيز وداخل المنظمة ،فمادام أسلوب العمل في المنظمة قد تحول
من األسلوب الفردي إلى األسلوب الجماعي،كان لزاما على المنظمة أن تغير من أساليب التحفيز
الفردية إلى أساليب تحفيز جماعية ،أي تعطي الحوافز على أساس ما ينجزه فريق العمل.
-6إعادة تصميم معايير اآلداء،بما يتفق مع أسلوب العمل الجماعي في المنظمة بدال من أسلوب
العمل الفردي .وهذا يتطلب من المنظمة أن تقر معايير اآلداء التالية:
مدة إنجاز المهام و األعمال أ.
سرعة آداء األعمال ب.
تكلفة آداء األعمال ت.
جودة اآلداء وكميته ث.
اإلنجاز،أي تحقيق الهدف من األعمال والوظائف وهو رضى عمالء المنظمة ج.
عن جودة منتجاتها وخدماتها.
-7إدخال تقنية المعلومات على العمل في المنظمة وذلك لتحقيق معدالت آداء وجودة عالية فضال
عن توفر الدقة وخفض التكاليف.
-8إعادة خطوات ومراحل تنفيذ األعمال من بدايتها إلى نهايتها...وفق المبادئ التالية:
أ .دمج المهام و األعمال في مهمة واحدة أو عمل واحد.
ب .تصميم الوظيفة الواحدة بطريقة تمكنها من آداء أكثر من عمل عمل واحد.
ج .إلغاء األعمال و الوظائف غير الضرورية من تصميم هيكلة األعمال والوظائف
القديمة ،فال مجال لإلصالح غير الضروري طبقا لمدخل إعادة الهندسة الذي يعتمد على
التجديد الجذري.
د .تقليل تكلفة األعمال و الوظائف إلى الحدود الدنيا،والتي ال تؤثر تأثي ار مباش ار أو غير
مباشر على جودة األعمال و الوظائف.
ه .تحقيق جودة عالية في آداء األعمال بين خطوات ومراحل التنفيذ.
-9ضرورة تبني القيادات اإلدارية داخل المنظمة مبدأ التجديد و التغيير بجذر وعدم اندفاع.
14 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
.10تقدير انسياب العمل كأسلوب إلعادة هندسة العمليات،إذ يقدر مستوى وجودة اآلداء،الذي تحققه
خطوات أو مراحل العملية لبعضها وذلك من أجل تحقيق هدف العملية وهو القيمة المضافة التي
تقدمها للمنظمة.6
.5الشركات المعنية بتطبيق الهندرة في نظم أعمالها :تحتاج منظمات األعمال المختلفة
الوضع من حيث التدهور أو التطور ،أو التحسين النسبي إلى تطبيق برنامج الهندرة في
أو التنظيم أو العمل الفني نشاطها المتعدد ،سواء المتعلق منها ب التسويق
اإلنتاجي،...نعرض ذلك في اآلتي:
.1.5الشركات ذات الوضع المتدهور:هي الشركات التي تواجه ارتفاعا مطردا في تكاليف التشغيل
مما يبعدها عن المنافسة أو التي تدنت خدماتها إلى مستوى يدفع عمالئها إلى المجاهرة بالشكوى و
التذمر أو الفشل المتكرر لمنتجاتها في األسواق".
.2.5الشركات التي لم تصل إلى التدهور:تتوقع إدارة هذه الشركات بلوغ التدهور في المستقبل
القريب ،إما لسبب مالي أو ظهور منافسين جدد أو التغيير في أذواق العمالء أو في قوانين العمل أو
الشركة"
1
بقاء تهدد التي اإلقتصادية البيئة
ومن ثم البد من تشكيل نظرة مستقبلية استباقية لتجاوز المخاطر واألضرار والحل هو تطبيق الهندرة
في األساليب من أجل اإلحتراز من المخاطر وتالف الضرر والهالك المالي واإلداري والتسويقي. ...
.3.5الشركات التي بلغت قمة النجاح والتقدم :هي الشركات التي تتميز إدارتها بالطموح و اإلبداع
الحقيقي والمزيد من التفوق على المنافسين واكتساح الحصة الزبونية ومضاعفة وتيرة حجم
األعمال...ومن ثم فإن هذه الشركات ال تواجه عراقيل ملموسة وال مؤشرات التدهور...بقدر ما تتطلع
إلى التخلي عن البراديغميات السابقة الناجحة وابتكار أساليب وبراديغميات عمل أكثر نجاحا .إن
إدارة هذه الشركات ال تقتنع بمستوى آدائهاالحالي.هناك الطلبية المتزايدة نحو بلوغ األفضل واألفضل
مرغوب فيه دائما وباستمرار,ومن ثم تقرر أن تكون تطبيقات الهندرة في مثل هذا النموذج من
الشركات لغرض توسيع الفرق بينها وبين منافسيها وتحقيق معدالت قياسية في اآلداء ( اآلداء
النموذجي/المثالي).
من هذه الرسوم البيانية نستخلص اإلختالف بين األنواع الثالث من الشركات التي
فالنوع األول يعبر عن إصابة المنظمة باإلحباط من جراء تحتاج إلى هندرة أعمالها،
اصطدامها بالحواجز و العوائق و المثبطات في وتيرة أعمالها ودورة حياة مشروعها (تدني
الخدمات،فشل المنتج في تحصيل القاعدة السوقية،شكاوي العمالء )...أما النوع الثاني،
تسير فيه المنظمة بمعدالت نجاح ظاهرة في مستوى أعمالها ولكن مؤشرات رابضة في
الطريق ،تتوقع أن تكون حاج از مستقبليا لها ،فتترصد الحل الهندري دون سواه .أما النوع
الثالث :فهو الموديل المأمول و المرغوب الذي تحققه المنظمات في رصيد أعمالها ،وهي
تلجأ إلى الهندرة من أجل اغتنام الفرصة األفضل لبلوغ الريادة ،بعد الثقة الكاملة المحققة
في مستوى اآلداء بالفاعلية والكفاءة العالية والمبدعة ..وال مجال هنا للحديث عن الحواجز و
16 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
العوائق...النجاح دائما باإلنتظار في رؤية هذه المنظمات وهي على موعد معه -موعد
7
موثوق -في المدى القريب"
-.1.6قائد عملية الهندرة :هو المؤسس الذي يتولى زمام المبادرة ،إنطالقا من كونه أحد كبار
المسؤولين التنفيذيين ذوي الصالحيات الكافية إلحداث التغيير الالزم في التنظيم وإقناع األعضاء
بقبول التغييرات التي تحدثها عملية الهندرة...ويستطيع أي مسؤول تنفيذي لديه الصالحيات لتنفيذ تلك
المهمة ،بشرط أن تتوفر فيه الرغبة و الحماس لتطوير وتحديد العمل في الشركة وتحسين وضعها
الحالي و الدور األساسي له،كملهم ومحفز للقيام بهذه العملية وكذلك يقوم بإعطاء إشارة البداية.
.2.6صاحب العملية :يجب أن يتولى مسؤولية توجيه الهندرة أحد المديرين في مستوى عال وذي
مسؤوليات إدارية ميدانية،كما يجب أن يتمتع بشخصية مرموقة ونافذة داخل المنظمة،وإذا كان دور
القائد يتمثل في تنفيذ الهندرة على نطاق واسع فإن دور المدير ( صاحب العملية) يتمثل في توجيه
الهندرة في نطاق أقل وعلى مستوى محدد.
.3.6فريق الهندرة :هم األفراد المختصين بهندرة عملية محددة و الذين يقومون بتشخيص العملية
الحالية وإعادة تصميمها وتنفيذها،وال يستطيع أعضاء أي فريق القيام بالهندرة ألكثر من عملية واحدة
في كل مرة.مما يعني أنه عند الرغبة في الهندرة ألكثر من مجال ،يجب وجود أكثر من فريق عمل
ويكون أعضاء الفريق بسيطا ويتكون من خمسة عشرة أفراد من الداخل ومن الخارج" .
.4.6اللجنة الموجهة :هي لجنة من كبار المديرين ،الذين يختصون بتطوير سياسة واستراتيجية
الهندرة الكلية ومراقبتها وتطبيقها.
.5.6منسق الهندرة :يتمثل دور المنسق في العمل كمساعد رئيسي لقائد العملية،فيما يتعلق
بمشروعات الهندرة .ويجب أن يكون مرتبطا اداريا من حيث المبدأ بالقائد .وهو الشخص المسؤول
8
عن تطوير أساليب الهندرة في المنظمة والتنسيق بين المشروعات المنفصلة"
.7خصائص نظم عمل مؤسسات األعمال بعد تطبيق الهندرة :فور اإلنتهاء من إعداد خرائط
الهندرة في مستوى العمليات المطلوبة ،يتجه التفكير نحو اإلجابة عن الهندرة ماذا غيرت
وماذا لم تغير في تنظيم المؤسسة .إن هذا ما سنوضحهفي الخصائص اآلتية:
-خاصية دمج عدة وظائف في وظيفة واحدة:أي اختفاء خط التجميع بين الوظائف،في تطبيق
الهندرة.
-خاصية الموظفون يتخذون الق اررات :في تطبيق الهندرة أصبح األمر في يد الموظف إلتخاذ القرار
المناسب بدال من اللجوء إلى الرؤساء للحصول على قرار معين.
-خاصية تنفيذ خطوات العمليات حسب طبيعتها:في تطبيق الهندرة يجدر التخلي عن ترتيب
الخطوات المتتالية للعمل وإخضاع الترتيب لطبيعة العملية نفسها.
-خاصية تعدد خصائص العمليات:تنويع مواصفات كل عملية ،لكي تتناسب مع األسواق
والمدخالت اإلنتاجية (مراعاة السوق المتغير والمتنوع و المتسرع).
-خاصية إنجاز العمل في مكانه:في تطبيق الهندرة تتجاوز المنظمات اعتماد نظام العمل على
التخصص الكامل ( المنظمات التقليدية)،حيث يتجه نقل العمل من خالل الوحدات التنظيمية
المناسبة مما يؤدي إلى تحسين اآلداء العام.
-خاصية خفض مستويات الرقابة والمراجعة :أي أن أنشطة الرقابة والمراجعة من األعمال العديمة
القيمة والتي تؤدي الهندرة إلى تقليلها(الرقابة ليست لها قيمة مضافة للعمل) واستبدال الخطوات
الرقابية الصارمة بأساليب الرقابة الكلية أو المؤجلة ويعني ذلك التجاوز عن األخطاء البسيطة و
المحدودة وتأجيل اتخاذ اإلجراءات الالزمة في لحظة اكتشاف األخطاء أو النظر في الحاالت العامة
بدل من الحاالت الفردية.
-خاصية تقليل الحاجة إلى مطابقة المعلومات ،أي تقليص عدد جهات اإلتصال الخارجية لكل
عملية ,وهذا التقليص ،يقلل من فرص اختالف المعلومات والحاجة إلى المطابقة.
18 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-خاصية توفير جهات اتصاالت موحدة يختص بها مدير العملية :أي أن مدير العملية يعمل
كمنسق بين إجراءات العمليات المعقدة والعمالء،حيث يظهر أما العميل كجهة وحيدة مسؤولة عن
العملية بأكملها ومن ثم تقليص جهات ومواقع اإلتصال في خطوات العملية رغم تعقيداتها.
-خاصية الجمع بين المركزية والالمركزية،في تطبيق الهندرة ،استعمال تقنية المعلومات المتطورة
،تساعد في تمكين اإلدارات من العمل بصورة مستقلة وفي نفس الوقت تمكن المنظمة ككل من
اإلستفادة من مزايا المركزية عن طريق ربط جميع تلك اإلدارات بشبكة اتصاالت موحدة".10
استنتاج :إن هذه الخصائص،هي تطبيق واقعي وجدي ومشجع ،يزيل أحالم اليقظة ويحد من
اإلنزالق في مغامرات عديدة سارت إليها عديد من المؤسسات( الجزائرية مثال) بنظم عمل تقليدية
،موصولة بحقن أفكار غير وجيهة وعقول مرتابة...في بحثها عن فرص النجاح.وألن فريق عمل
الهندرة ،هم رأس مال بشري مختلف "...إنهم أشخاص معينون يباشرون نشاطات حساسة ويتعاملون
مع المجهول"11فإن العناية بإيجاد هذه الفرق الحماسية،HOT GROUPSالجاهزة نحو اإلنجازات
الريادية والمغامرة والمهمات الصعبة،واألخذ باقتراحاتهم هو الذي يمكن المؤسسة من القيام بخطوات
إيجابية نحو الرفع من انتاجيتها ورقم أعمالها.
.8أهداف الهندرة :تظهر أهداف الهندرة من خالل األسهم المضافة والتطبيقية ،التي
تنصهر بشكل كبير وعميق مع تطلعات وأهداف مؤسسات األعمال التي تنشد النجاح
والريادة ،ويمكن لنا عرض هذه األهداف بشكل تحليلي غير مسهب في :
-1تحديد األهداف واإلستراتيجيات العامة للمنظمة :هو أهم هدف لمنظومة الهندرة.
-2التوجه إلى العميل باعتباره القوة المحركة لألهداف واإلستراتيجيات :إن رهان مؤسسات
األعمال اليوم هو البحث المستمر عن العمالء والزبائن الدائمين.ورضى الزبون أساس تحقيق القاعدة
الربحية .
- 3التركيز ع لى التغيير السريع بدال من الوقت الطويل الذي تحتاجه مشاريع الجودة :فالتغيير
السريع بند دائم على أجندة المؤسسات ،التي تعتمد مبدأ السرعة والخفة والجودة في اآلداء،ألن
السوق،هو بانتظار العرض والعرض بالمواصفات المطلوبة :ماذا يريد الزبون مني؟وليسأريد تخريج
منتج كذا أو كذا...هذا هو الرهان اليوم.
-4التعرف على العمليات ذات القيمة المضافة والعمليات المساندة لها :يشير هذا الهدف إلى
الركن األساسي في مقاربة فلسفة النجاح ،التي يطمح لها رجال األعمال ومديري الشركات ،فاختيار
العمليات وحسن تصميها وترتيبها بأولوية مطلب ضروري في تطبيق الهندرة.
-5اإلستخدام المناسب لألدوات اإلدارية للتأكد من دقة المعلومات المساندة والمقصود باألدوات
اإلدارية ،الوسائل والتكنولوجيات وتدفق المعلومات،باإلضافة إلى الموارد البشرية المحركة لها.
-6التعرف على العمليات الهامشية والتي ال تضيف قيمة ثم تحليلها:في مؤسسات األعمال هناك
دائما عمليات هامشية زائدة سواء تعلقت بالمستوى الفني (اإلنتاجي) أو اإلداري،البد من جالئها في
مخطط عمل الهندرة.
-7التعرف على الرؤية الجدية التي تتجه إليها المنظمة والتي تمثل تغي ار كليا وليس تغيي ار جزئيا:
تهدف منظومة الهندرة إلى مطاردة النظرة الجدية التي تتجه إليها المنظمة ،ومن ثم محاصرتها بالفهم
العلمي :ماذا تريد المنظمة كيف تتقرر دورة حياة المنظمة...؟.
-8األخذ بالحلول التي تساعد على تمكين العاملين وزيادة مهاراتهم وجعل تقنية المعلومات محو ار
للتغيير :تهدف منظومة الهندرة،إلى تمكين العاملين ،وذلك بتخصيب مهاراتهم وقدراتهم
وخبراتهم،واإلستثمار فيها مثلما تستثمر األرض الفالحية تماما.
-9التركيز على جمع واستحضار البيانات و المبررات و الحجج الكفيلة بإقناع متخذ القرار بأهمية
التنفيذ :قاعدة بيانات صحيحة توسس الق اررات الصحيحة،التي من الضروري أن يعهد إليها صاحب
القرار أثناء عملية التنفيذ.
-10إعداد خطة عمل تشمل المهام و الموارد و الجدول الزمني المناسب للتنفيذ :تهدف منظومة
الهندرة إلى اعتماد خريطة الموارد ،التي تستجلي احتياجات العمليات المطلوبة ومعدل الزمن القياسي
لها .
- 11تحقيق الجودة والسرعة وتخفيض التكلفة وتحسين اآلداء :تهدف الهندرة إلى هندسة نظم
العمل في مؤسسات األعمال،بمعايير الجودة وخفض التكلفة وتالف اإلهتالك ،واعتماد مبدأ التحسين
المستمر لآلداءوحوكمته بالسرعة والرشد والنمطية.
-12التركيز على العمليات ال على الوظائف والمهام و األفراد :تضع منظومة الهندرة في أولويات
برنامجها العملي ،التركيز على تحليل نشاط العمليات ،التي تحقق الدفعة القوية للمنظمة في حجم
أعمالها وسمعتها في السوق ،بدال من التركيز على األفراد وتموقعاتهم في الوظائف والمهام (الغياب،
الصراع في العمل،المحاسبة،المراقبة )...وغيرها من األنشطة التنظيمية ،التي تركز عليها المنظومة
التقليدية في الحضارة التنظيمية".12
. 9المختصر العلمي للمقارنة بين المنظمة التقليدية والمنظمة المهندرة :يحقق تطبيق
الهندرة اإلدارية فوائد عديدة،تعود على التنظيم بكفاءة وفاعلية عالية وبشكل يحافظ على
البقاء واستمرار التنظيمات في مواجهة التحديات الجديدة" .13الجدول اآلتي يرصد بالمختصر
20 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
العلمي (قضايا محددة الداللة) لفوائد الهندرة في دنيا اإلدارة ونظم عمل المؤسسات،ومقارنتها
بنظام عمل المنظمة التقليدية نعرضها في الجدول أدناه:
الجدول 1يبين الفرق بين المنظمة التقليدية والمنظمة المهندرة ( المصدر اجتهاد الباحثة)
تجميع األعمال ذات التخصصات الواحدة في شكل تعزيز نظم العمل بقاعدة التخصص وتقسيم
فرق العمليات،بما يوفر الوقت ويجنب الغموض في العمل(مهام ووظائف مستقلة) ،نتج عنه تضييع
.تقديم األعمال .الجهد و الوقت و الغموض في تقديم األعمال
العمل المستقل( المسؤول).تطلب الهندرة موظفين العمل المراقب( تعيين األفراد في الوظائف وتوقع
قادرين على تأسيس القواعد والتعليمات بأنفسهم )اتباع وانصياع لقواعد العمل
وتحرير إبداعاتهم ومبادرتهم
اإلعداد الوظيفي للموظف يرتكز على التعلم بما يساعد اإلعداد الوظيفي للموظف يرتكز على التدريب
الموظفين على اكتشاف متطلبات العمل بأنفسهم
واإلستعداد المستمر لتنفيذها
تركيز معايير اآلداء والمكافآت على الناتج النهائي تركيز معايير اآلداء والمكافآت على األنشطة
للعمل وبشكل جماعي ،أي تعويض الموظف على أساس الوقت الذي
.يقضيه في العمل
)تركيز معايير الترقية على المقدرة( القدرات الوظيفية تركيز معايير الترقية علىاآلداء
ثقافة المنظمة(أفكار واتجاهات) ترسخ في أذهان ثقافة المنظمة(أفكار واتجاهات) ترسخ في أذهان
العاملين،أنهم مطالبين بتقديم خدمات ذات جودة عالية العاملين،أنهم مطالبين بتقديم خدمات ذات جودة
للعمالء(نوعية الخدمة،رضا الجمهور بالدرجة األولى، عالية للرؤساء
شكل التنظيم ينسابأفقيا،فالهندرة تلغي المستويات اإلدارية شكل التنظيم ينساب هرميا( القمة -القاعدة) ومن
الهرمية،وتكرس التنظيم المنبسط فالواجبات والمهمات ثم فإن العاملين ال يمارسون أعمالهم بحرية
واتخاذ القرارات والمسؤوليات تنقل إلى فريق العمل بدال من .واستقاللية كاملة
اإلدارة التي تحتاج إلى عقد اجتماعات عديدة التخاذ
القرارات.فرق العمل في المنظمات المهندرة تمارس عملها
.بحرية واستقاللية كاملة
األفراد المسؤولون في المنظمة المهندرة هم قياديين األفراد المسؤولون في ظل المنظمة التقليدية هم
.للعاملين وخط العمل،بدال من ممارسة أساليب الرقابة التقليدية مراقبين للعاملين وخط العمل
المديرون موجهين لفرق عمل تمارس صالحيات المديرين هم مشرفين على سيرورة خط العمل
مستقلة،على درجة كبيرة من المرونة والبساطة وتصميمه أيضا
تدرك الباحثة أن تطبيق الهندرة ،كرهان مبتكر في الحضارة التنظيمية الجديدة التي تطلبها مؤسسات
األعمال ،تتطلب توفر مجموعة من العوامل ،نحصرها في اآلتي:
تمثل عوامل نجاح مشروع الهندرة ،حلقات واعية ـتسمح لنا بمراقبة مسارات المنظمة ،والحكم هل
هي أهل لتطبيقات الهندرة أم أن نظم العمل فيها متقهقرة وال تسمح .بإمكان أن نؤسس بشكل مقتضب
لهذه العوامل في اآلتي:
"-يتم البدء في تطبيق الهندرة من اإلدارة العليا فالوسطى فاإلدارة الدنيا.
-التركيز على العمليات وليس اإلدارات وإرضاء الجمهور بدل اإلدارة .
-أن تكون التنظيمات قد طبقت مفهوم إدارة الجودة الشاملة .
-أن تكون حاجة ملحة وقناعة من قبل اإلدارة بالعمل على تطبيق الهندسة اإلدارية .
-التركيز على اإلبداع واإلبتكار ،في العمليات التنظيمية.
-التخطيط العلمي إلنجاح تطبيق الهندرة من خالل دراسة البيئة التنظيمية.
-ابتكار أساليب عمل جديدة وكوادر بشرية ذات مهارة عالية.
-التقليل من مقاومة العاملين للتغيير من خالل توعيتهم بالهندرة وعوائدها اإليجابية
-التركيز على نوعية وتركيب فرق العمل"
22 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
أستطيع القول أن الهندرة هي منهج الطريق إلى النجاح في اإلنجاز،الذي يطمح له
نظريا وتطبيقيا ،مع منهج رجال األعمال ومدراء المؤسسات،وهي منهج يتصافح
األبطال ،الذي ابتكره كوفي ستيفن.
يقول هذا المنهج "اعرف ما تريده ثم ركز جهدك لتحقيقه" ،ويشمل هذا المنهج أساليب
مثل التخطيط القصير والمتوسط وطويل األجل ،ووضع األهداف ووضع السيناريوهات وحفز
الذات وإنهاض الهمة والحماس من خالل حالة ذهنية إيجابية" دائما .إن الواقع يثبت أن
القادرين على وضع األهداف والقادرين على الوصول إليها،يحققون ما يحلمون بالوصول
إليه ،ويطلق على هذا المنهج ب منهج األبطال الذين يزيحون كل عقبة في الطريق لكي
يحققوا التنمية الذاتية .منهج الهدف أساسه اإللتزام والتركيز ،أما نقاط القوة فيه ،أنه يحدد
15
القيم ويضع أولويات تقوم عليها خطة إنجاز األهداف".
يتضمن منهج الهندرة – خريطة األبطال-مراحل وخطوات تمر بها العملية التنظيمية
الشاملة المختصرة في صيغة إعادة هندسة العمليات اإلدارية-وهي مهام وخطوات عمل
محددة ومتسلسلة تقوم على مدخالت وأنشطة ومخرجات كأي مشروع إنساني ناجح ،مطلوب
ومرغوب ومحوكم ومصمم بشكل جيد.من هذا المنطلق سنأتي على حصر هذه المراحل في
الجدول اآلتي:
24 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-4التخطيط إلحداث التغيير (الحل) تشمل هذه المرحلة على خطوات التصميم الفني
واإلجتماعي.
-1التصميم الفني :وهو تصميم حل قادر على تحقيق الرؤية ويشمل:
-بناء نموذج العالقات وجمع معلومات كافية عنها.
-إعادة فحص روابط العالقات أي إمكانية نقل بعض الخطوات من نشاط آلخر.
-إدارة المعلومات وتعني تحديد المعلومات الضرورية إلدارة العمليات.
-توحيد نقاط المعلومات أي تبسيط العمليات وربط النشاطات والخطوات بنظام معلومات موحد.
-تحديد البدائل من خالل إحالل عمليات بسيطة محل عملية معقدة.
تصميم الرقابة لتقليل األخطاء والمخالفات اإلنتاجية
-إعادة اإلنتشار بتحديد أجزاء من العملية لنشرها
-اقرار التطبيق وذلك بتحديد المكان الذي يتم فيه تنفيذ كل عملية
توظيف التقنية التي تعد أحد المفاتيح الثالث للهندرة
-التطبيق الفني أي تحديد احتياجات المنظمة لنظم المعلومات واختيارها وشرائها واختبارها.
.2التصميم اإلجتماعي :يهدف إلى تحديد األبعاد اإلنسانية و النفسية لمشروع الهندرة من
خالل مايلي:
-تغيير المسؤوليات والسلطات
-تحديد خصائص كل مجموعة من العاملين و المهارات المطلوبة.
-اعادة النظر في الوظائف من حيث يتم تشكيلها طبقا لإلحتياجات الجديدة.
-ازالة الفروق بين التنظيم الرسمي وغير الرسمي وتغيير األدوار و المسؤوليات.
-إلغاء اإلدارات الوظيفية التي تؤدي إلى زوال الحدود الفاصلة بين األقسام.
-استبدال نظام األقدمية بنظام المعرفة والتدريب على الفاعلية.
-تصميم النموذج الجديد للعمليات :وهي مرحلة لتحقيق وتنفيذ لتصميمين التصميمين الفني
و االجتماعي تتضمن ما يلي:
-اختبار النظام الجديد لكل عملية بواسطة فريق جديد وتأخذ بتوصياته.
-التطوير أو اإلحالل لكل القوى العاملة.
-عند إقرار صالحية النظامين الفني و اإلجتماعي،يبدأ التدريب المكثف ثم نقل جرعات
التدريب وزيادة فترات التشغيل.
26 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
الهوامش:
28 ديسمبر2017
العدد 03 مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر
الملخص:
هدفت الدراسة إلى توضيح أثر التدريب على إدارة التغيير التنظيمي بالمركز اإلستشفائي الجامعي –
باتنة ، -حيث يتمثل المتغير المستقل في التدريب والمتغير التابع يمثل إدارة التغيير التنظيمي.
وتم إختيار عينة عشوائية بلغت 60موظف وتم الحصول على 45إستبانة ،تم إستخدام المنهج الوصفي
لمالئمة لهذا من النوع من الدراسات ،والتوصل للعديد من النتائج أهمها:
-ال توجد عالقة تأثير لإلحتياجات التدريبية على إدارة التغيير التنظيمي.
-توجد عالقة تأثير لمتطلبات التدريب على إدارة التغيير التنظيمي.
-توجد عالقة تأثير لتقييم نتائج التدريب على إدارة التغيير التنظيمي.
الكلمات المفتاحية :التدريب ،إدارة التغيير التنظيمي ،المركز اإلستشفائي الجامعي -والية باتنة.
Abstract:
The study aimed at clarifying the impact of training on organizational
change management (CHU Batna) where the independent variable in the
training and the variable is the organizational change department.
A random sample of 60 employees was selected and 45 questionnaires were
obtained. The descriptive approach was used to suit this type of study.
- There is no relationship of training needs to organizational change
management.
- There is an impact relationship to training requirements on organizational
change management.
- An impact relationship exists to assess the results of training on organizational
change management.
Key words: Training, Organizational change management , CHU Batna,
29 ديسمبر2017
تأثير التدريب على إدارة التغيير التنظيمي... د .حامدي محمد
مقدمة
إن التدريب هو أساس التغيير حيث ال تكمن أهمية في تحسين أداء األفراد إكسابهم َ
المع ارف الضرورية إلنجاز األعمال فحسب ،بل هو وسيلة لجعل الموارد البشرية أكثر قابلية
للتغيير والتطور ،إذ أنه ال يمكن للتغيرات الهيكلية في المنظمة أن تحدث آثارها اإليجابية إالَ
من خالل كفاءات بشرية تقتنع وتساهم في تفعيل التغيير بها لضمان بقائها واستم ارريتها.
إشكالية الدراسة:
يعتبر التدريب من أهم المقومات التي تسعى إلى تحقيق التغيير التنظيمي داخل
المؤسسات ومن هنا يمكن طرح التساؤل التالي:
ما مدى تأثير التدريب على إدارة التغيير التنظيمي؟
فرضيات الدراسة:
ولإلجابة عن هذه األسئلة ،تقدم الدراسة األجوبة المحتملة المتمثلة في الفرضيات اآلتية:
الفرضية الرئيسية:
-توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية للتدريب على إدارة التغيير التنظيمي .
وتنقسم منها الفرضيات الجزئية التالية:
.1توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية لإلحتياجات التدريبية على إدارة التغيير التنظيمي.
.2توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية لمتطلبات التدريب على إدارة التغيير التنظيمي.
.3توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية لتقييم نتائج التدريب على إدارة التغيير التنظيمي.
أسباب إختيار الدراسة:
اإليمان والثقة بضرورة التغيير وحتميته كوسيلة لإلرتقاء والتنمية والرغبة في اإلطالع
على الدور الذي يلعبه التدريب في إحداث التغيير و تحسيس المنظمات بأهمية اإلعتناء
بالمورد البشري وذلك من خالل تدريبه وتحسين أداءه ومواكبته للتطورات والتغيرات.
أهمية الدراسة :تكمن أهمية الدراسة من خالل:
-تحسيس العاملين في مختلف المستويات التنظيمية بضرورة التدريب والتغيير واألهمية
البالغة لهما .
-التعرف على التدريب والتغيير التنظيمي المحقق داخل المستشفى الحامعي –باتنة.
30 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
أهداف الدراسة :الهدف من خالل هذه الدراسة هو الكشف عن أهمية التدريب ودوره في
إحداث التغيير ومحاولة الوصول إلى توصيات تجعل من عملية التغيير عملية مقبولة لدى
العاملين بصفة عامة.
منهج الدراسة:
لإلجابة عن أسئلة إشكالية البحث ومحاولة إختبار صحة الفرضيات المقترحة ،تم
اإلعتماد على المنهج الوصفي لتحليل البيانات المتعلقة بعينة الدراسة بغرض التعرف على
التدريب وأثره على إدارة التغيير التنظيمي.
المبحث األول :مدخل حول التدريب و إدارة التغيير التنظيمي
يعد التدريب مصد ار هاما من مصادر إعداد الكوادر البشرية وذلك بهدف تكوين كفاءات
وإطارات المستقبل حيث ينعكس إيجابا على تطوير أداء المؤسسة من جميع جوانبها
المختلفة.
المطلب األول :مدخل للتدريب
يتم في هذا المطلب التعرف على مفهوم التدريب و أهم خطوات العملية التدريبية
أوال :مفهوم التدريب
للتدريب عدة مفاهيم بكثرتها وتنوعها فقد إختلف المفكرون في تعريفه لتشابه مضامينه
إلى حد كبير وفيما يلي بعض التعاريف الخاصة به :
التدريب هو عملية إعداد الفرد للعمل المثمر و اإلحتفاظ به على مستوى الخدمة
1
المطلوبة فهو نوع من التوجيه الصادر من إنسان وموجه إلى إنسان أخر .
التدريب هو عملية تهدف إلى مساعدة األفراد على تحسين وتطوير وتنمية خبراتهم
ومهاراتهم وقدراتهم وزيادة معلوماتهم بهدف تغيير أو تعديل سلوكهم أو اتجاهاتهم للتأكد من
2
النواحي اإليجابية في العمل.
هو نشاط مخطط يهدف إلى تزويد األفراد بمجموعة من المعلومات والمهارات التي تؤدي
إلى زيادة معدالت أدائهم 3.وعرف أيضا جهود إدارية وتنظيمية مرتبطة بحالة االستم اررية
تهدف إلى إجراء تغيير مهارة ومعرفة وسلوك خصائص الفرد الحالية أو المستقبلية لكي
يتمكن من الوفاء بمتطلبات عمله أو أن يطور أدائه العملي والسلوكي بشكل أفضل.
31 ديسمبر2017
تأثير التدريب على إدارة التغيير التنظيمي... د .حامدي محمد
ومن خالل التعريفات السابقة يمكن استخالص أن :التدريب يهدف إلى تحسين وتطوير
مهارات األفراد وهو عملية منظمة ومستمرة بهدف الوصول إلى أداء أكثر فاعلية وتحقيق
أهداف الكلية للمنظمة.
ثانيا :خطوات التدريب
تمر عملية التدريب بالعديد من مراحل أهمها:
.1تحديد االحتياجات التدريبية
إن البرنامج التدريبي برنامج مخطط له ويراعي في تخطيط التدريب احتياجات المنظمة
أو الدولة ككل إلعداد األفراد القادرين على القيام بمهام وظيفية ومهنية بدرجة عالية من
الكفاءة والقدرة على أداء المهام.
عرفت االحتياجات التدريبية بأنها مجموعة المؤشرات التي تكشف عن وجود فرق بين
األداء الحالي واألداء المرغوب فيه األفراد وسبب نقص معارف وقدرات ومهارات هؤالء
4
األفراد .
كما يمكن النظر إلى االحتياجات التدريبية على أنها المعرفة أو المهارة التي يجب أن
5
يتعلمها أو يكتسبها الفرد في أداء األعمال المطلوبة منه .
كما يمكن النظر إلى االحتياجات التدريبية بأنها الخلط بين ما يحتاجه األشخاص من
التدريب حتى يتم االرتقاء بشخصياتهم الوظيفية أو المهنية وبين ما يحتاجه التدريب أو
العملية التدريبية حتى يتم انجازها بصورة فعالة.6
.2متطلبات البرنامج التدريبي:
بعد االنتهاء من عملية تخطيط االحتياجات التدريبية تأتي عملية تنفيذ البرامج التدريبية
التي تعتمد على تحديد االحتياجات التدريبية بدقة وإدراك المتدربين للحالة التدريبية
والظروف المادية والغير مادية التي تحيط بالبرنامج.
وفي هذه المرحلة يتم إخراج البرنامج التنفيذي إلى حيز الوجود ،حيث ال يتوقف عند
مرحلة التنفيذ فقط بلى البد من توافر المساعدة للتنفيذ الفعال وهناك تنفيذ داخل المنظمة أو
خارجها .
.3تقييم فعالية برنامج التدريب :تعتبر عملية التقييم هي عملية أساسية لتحديد القيم
الحقيقية للبرنامج التدريبي ،فهي عملية تتضمن الحصول على المعلومات الضرورية التي
32 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
يمكن أن تستخدم في الحكم على صالحية البرنامج التدريبي واألسلوب المتبع في تنفيذه
وأهدافه ومدى تحقيقيه .
يعرف التقييم بأنه عملية إصدار ق ار ار علمي بشأن عمليات التدريب في ضوء األدلة التي
تكشف عنها بالممارسات الميدانية. 7
و تهدف عملية تقييم البرامج التدريبية في األساس إلى اإلرتقاء بها وتطويرها وكما يذكر
أنه بالرغم من أن الغرض األساسي والمباشر للتقويم هو معرفة مدى تحقيق البرنامج التدريبي
ألهدافه المحددة ،فان الغرض النهائي هو توفير البيانات والمعلومات التي يتخذ المديرون
على أساسها ق ارراتهم ويمكن استخدام البيانات في تحديد احتياجات التدريب وتقويم جوانب
القوة والضعف في عملية التدريب ،والكشف عن إسهام كل برنامج من برامج التدريب
المختلفة .
المطلب الثاني :مفهوم إدارة التغيير التنظيمي
يعد مفهوم إدارة التغيير موضوع مثير للجدل بين الباحثين والممارسين في مجال اإلدارة،
ويرجع ذلك لعدة أسباب منها أنه ال يوجد تعريف محدد إلدارة التغيير ،هناك تعدد في مفاهيم و
تعاريف إدارة التغيير التنظيمي نذكر منها:
عرفه خضير كاظم الفريحات على أنه :عملية إدخال تحسين أو تطوير على المؤسسة
بحيث تكون مختلفة عن وضعها الحالي ،وبحيث تتمكن من تحقيق أهدافها بشكل أفضل. 8
عرفه محمود سلمان العميان بأنه :تغيير ملموس في النمط السلوكي للعاملين وإحداث .تغيير
جذري في السلوك التنظيمي ليتوافق مع متطلبات مناخ وبيئة التنظيم الداخلية والخارجية. 9
أما علي السلمي فيعرفه على أنه :إحداث تعديالت في أهداف وسياسات اإلدارة أو في أي
عنصر آخر من عناصر العمل استهدافا أحد أمرين :أولهما مالئمة أوضاع المؤسسة وأساليب
عمل اإلدارة ونشاطاتها مع تغيرات األوضاع الجديدة في المناخ المحيط بها ،وذلك بغرض
إحداث تناسق وتوافق بين المؤسسة والظروف البيئية التي تعمل فيها ،وثانيهما استحداث
أوضاع تنظيمية وأساليب إدارية وأوجه نشاط جديدة تحقق للمؤسسة سبقا عن غيرها من
المؤسسات ،وتوفر لها بالتالي ميزة تنافسية نسبية تمكنها من الحصول على مكاسب وعوائد
.كما عرفه) (Andrew S & Mark Gبقولهما :هو عملية تسعى إلى زيادة 10
أكبر
الفعالية التنظيمية عن طريق توحيد حاجات األفراد للنمو والتطور مع األهداف التنظيمية
33 ديسمبر2017
تأثير التدريب على إدارة التغيير التنظيمي... د .حامدي محمد
كما عرفه Recordoبأنه :عملية 11
باستخدام معارف وأساليب من العلوم السلوكية.
تستخدمها المنظمة لتصميم وتنفيذ وتقييم المبادرات المالئمة للتعامل مع المتطلبات التي
12
تفرضها البيئة الخارجية.
وفي ضوء ما سبق يمكن أن نقول أن إدارة التغيير التنظيمي هي :عملية إحداث
تحسينات على مكون أو أكثر الذي تتكون منه المنظمة ،وذلك من أجل التكيف مع
المتغيرات البيئية التي تحيط بها وتحقيق أفضل أداء للوصول إلى األهداف المرجوة.
المطلب الثالث :عالقة التدريب بالتغيير التنظيمي
تسعى المؤسسات إلى ضرورة تغيير الوضع الحالي من خالل التخلص من القيم
واإلتجاهات والسلوكات الحالية ،ثم العمل على إيجاد الدافعية والحصول على "معارف،
مهارات ،سلوكات " جديدة إلحداث التغييرات المطلوبة ،حيث يتم هذا من خالل تدريب
مواردها البشرية وهذا ما سيتم عرضه في هذا المطلب:
.1دور التدريب في التغيير التنظيمي من خالل مسايرة التكنولوجيا
إن المحيط التكنولوجي هو مجموعة فرعية للنظام الصناعي ،الذي تشتغل فيه المؤسسة
وال يمكن فصله عن المحيط التنافسي االقتصادي والتنظيمي للصناعة ،ويشير مفهوم
التكنولوجيا إلى المعلومات واألساليب والعمليات التي تحويل المدخالت إلى أي نظام
مخرجات.
يعرض المحيط التكنولوجي أفكا ار وتقنيات يمكن للمؤسسة استثمارها ،واختالف
الخصائص التكنولوجية يؤثر على خصائص العمالة ،ولذاك يجب اتخاذ الترتيبات الالزمة
13
لتحقيق الفعالية من استخدام التكنولوجيا والعمالة من خالل الجوانب التالية:
-يرتبط كل نمط أو مستوى تكنولوجي بكفاءات ومهارات تركيبة معينة من الموارد
البشرية.
-عادة ما يرتبط التطوير والتقدم التكنولوجي بعمالة ذات أجور أو نفقات مرتفعة ،مما
يستلزم العمل لتحقيق اإلستغالل األقصى لذلك العمل.
-يستلزم التغيير التكنولوجي عملية اإلعداد المسبق للعاملين من خالل عمليات التدريب
والتعليم ،مما يضمن مقدرة األفراد على التكيف مع الخصائص التكنولوجية الجديدة.
34 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-إختالف النمط أو المستوى التكنولوجي ينعكس على مستويات ومعايير األداء الذي
يلتزم به أفراد المنظمة .إنعكاس التباينات بين األنماط أو المستويات التكنولوجية على نوعية
ومستوى األعمال واألنشطة التي تنعكس على مدى العاملين من قدرات ومهارات ومعارف.
-يترتب على عمليات التطوير أو التغيير التكنولوجي نوعا من الفائض الوظيفي بما يلقي
أعباء إضافية على سياسات وخطط الموارد البشرية
.2دور التدريب في التغيير التنظيمي من خالل تجديد الثقافة التنظيمية
يقصد بالثقافة بشكل عام "جملة األفكار والمعارف والمعاني والقيم والرموز واإلنفعاالت
والوجدانات التي تحكم حياة المجتمع في عالقاته مع الطبيعة والمادة ،وفي عالقات أفراده
ببعضهم وبغيرهم من المجتمعات وبهذه األلوان من الفكر والمعاني والتعبير يتميز المجتمع
14
اإلنساني باعتباره ضائعا وناقال لعناصر الثقافة جيال بعد جيل "
وتعرف الثقافة التنظيمية "تعبير عن مجموعة من مكتسبات أعضاء المنظمة من أنماط
سلوكية وطرق تفكير وقيم واتجاهات ومهارات ناتجة من خالل العالقات االجتماعية والتفاعل
15
المستمر بينهم "
وتمثل الثقافة التنظيمية ذاكرة ومنطق أعضاء المنظمة ،وهي نظام من القيم المشتركة
وهي نقطة مرجعية للتماسك ،هذه المعتقدات والفلسفة األساسية وروح المنظمة تلعب دو ار أهم
16
بكثير من التكنولوجيا والهيكل التنظيمي.
-2تغيير الثقافة التنظيمية :يمكن تعريف التغيير الثقافي على أنه عملية داخلية تهدف
إلى التكيف مع عمليات التغيير الخارجي للمنظمات ،وبالتالي فإن إنجاح التغيير التنظيمي
في المنظمات يعتمد أساسا على مدى تكيف واستجابة المناخ التنظيمي الداخلي ،فحسب
دافيد ويلسون يبدو أن كال من ثقافة المنظمة والتغيير التنظيمي قدرات بروابط قوية ال يمكن
ألي كان الخالص منها .فقد ظهر التغيير الثقافي على شكل مناهج جديدة في اإلدارة تقوم
على قيم ومبادئ خاصة بها كحلقات الجودة اإلدارة بالمشاركة ،فرق العمل ...الخ كل هذا
يأتي معه بثقافة جديدة تستطيع المنظمة دمجها داخلها من خالل إعداد خطة واضحة لتجسيد
يؤدي التدريب دو ار هاما في نقل وممارسة األفكار 17
إجراءات التغيير على المحيط .
والفرضيات األساسية الموجودة ،فالتدريب والثقافة مرتبطان بدقة ويعزز كل منهما اآلخر،
وكل نمط من أنماط الثقافة التنظيمية يعود إلى أحد أشكال ممارسة التدريب.
35 ديسمبر2017
تأثير التدريب على إدارة التغيير التنظيمي... د .حامدي محمد
.3دور التدريب في التغيير التنظيمي من خالل تطوير الكفاءات البشرية
تطوير الكفاءات ليس تقنية جديدة من أجل الحصول على مؤهالت مفيدة ،إنما هو موقف
أو سلوك يجب تبنيه من طرف المنظمة لزيادة كفاءتها التنظيمية والتي ترتبط بمدى
اإلستجابة للتغيرات التي يحدث على مستوى محيطها ،إذ يتم وضع نظام األجور على أساس
الكفاءة لكونها المعيار الوحيد الذي نعتمده عند الزيادة في األجور وتفتح المجال أيضا لترقية
الفرد حيث يعتبر العنصر البشري في الموارد والكفاءات البشرية أحد أهم العوامل المسؤولة
عن تحقيق المؤسسة ألهدافها وضمانا إلستم اررياتها ،ويترتب عن إهمال هذا العنصر وعدم
تهيئته وتحفيزه وتوفير بيئة عمل تؤثر إيجابا على روحه المعنوية ،تحميل المؤسسة لخسائر
مختلفة وفادحة وهذا بالنظر إلى تلك الموارد والكفاءات هي المسؤولة عن إتخاذ وتطبيق
الق اررات اإلستراتيجية التي تهيئ للمؤسسة فرص النجاح والتدريب يلعب دو ار هاما في عملية
18
تطوير الكفاءات ويمكن النظر لذلك من خالل األهداف التي يسعى إلى تحقيقها:
-1أهداف بيداغوجية :وتتمثل في المعارف التي يكسبها المتدربون وتعتبر موردا مهما
لبناء كفاءة األفراد
-2أهداف الكفاءات :وتشير إلى الكفاءات التي يشكلها المتدربون من المزج وتجديد
الموارد "المعارف ،الدراية ..الخ "والتي اكتسبوها من التدريب وتصاغ هذه األهداف بالفترة
على تطبيق العملي للنشاط
-3أهداف التأثير :وتتمثل في تأثيرات التدريب على أداء المنظمة ،ويمكن أن تظهر من
خالل مؤشرات مثل الجودة ،والمخرجات ،ونجاح التغيير ...الخ.
36 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
بريكة ،أربس ،عين التوتة( مع وجود 17شبه قطاع و 61بلدية وكذا يستقبل كل عام عددا
مهما من المرضى من الواليات المجاورة )بسكرة ،خنشلة ،أم البواقي.(...
المطلب الثاني :منهجية الدراسة وخطواتها اإلجرائية
من خالل هذا المطلب سيتم التطرق إلى تعريف و شرح إجراءات الدراسة الميدانية
وتحديد كل من مجتمع و عينة الدراسة باإلضافة لشرح طريقة عمل اإلستبيان المستخدمة في
معالجة البيانات لتقديم فكرة شاملة عن منهجية الدراسة الميدانية.
أوال :مجتمع وعينة الدراسة
يتم تحديد مجتمع وعينة الدراسة الميدانية بهدف قياس تأثير تطبيق عملية التدريب على
إدارة التغيير التنظيمي بالمستشفى الجامعي محل الدراسة.
المجتمع يمثل مجموعة العناصر أو األفراد الذين ينصب عليهم اإلهتمام في البحث ،يتكون
مجتمع ﺍلﺩﺭﺍسة مﻥ موظفي إدارة المستشفى الجامعي بوالية باتنة ،والذي يبلغ عددهم حوالي
250موظف ،ونظ ار لصعوبة الوصول إلى كافة الموظفين في المؤسسة محل الدراسة ،فقد تم
إختيار عينة بلغت 60موظفا ،وتم الحصول على 45إستبيان صالح للمعالجة اإلحصائية وتم
إستبعاد البقية بسبب عدم إسترداد البعض منها ،أو وجود نقص المعلومات في البعض اآلخر.
ثانيا :تقديم أداة الدراسة:
تم اإلعتماد على اإلستبيان للتقصي العلمي والكشف عن جوانب الموضوع ،ألنه يعد من
أكثر األدوات اإلحصائية شيوعا لجمع المعلومات والمهمة في نفس الوقت.
ويعرف اإلستبيان بأنه مجموعة من األسئلة المرتبة حول موضوع معين يتم وضعها في
اإلستمارة ،ترسل لألشخاص المعنيين أو يجري تسليمها باليد تمهيدا للحصول على أجوبة األسئلة
الواردة فيها وبواسطتها يمكن التوصل إلى حقائق جديدة عن الموضوع أو التأكد من معلومات
20
متعارف عليها لكنها غير مدعمة بحقائق.
ولقد تم تصميم هذا اإلستبيان باإلعتماد على بعض الكتب العلمية والدراسات السابقة التي
لها عالقة بموضوع الدراسة ،ويحتوي اإلستبيان في شكله النهائي على قسمين هما:
/1القسم األول :يتضمن الخصائص الشخصية والوظيفية لعينة الدراسة من خالل ستة
متغيرات هي( :الجنس ،العمر ،المستوى التعليمي ،الدرجة الوظيفية ،مدة الخدمة).
37 ديسمبر2017
تأثير التدريب على إدارة التغيير التنظيمي... د .حامدي محمد
/2القسم الثاني :ويتعلق بأثر التدريب في إحداث تغيير تنظيمي في المستشفى الجامعي،
وقد تم تقسيمه كما يلي:
-الجزء األول :ويتعلق بالتدريب ،حيث تم تخصيص مجموعة من الفقرات ،بحيث تحتوي
على ( )12فقرة.
-المحور األول :ويتعلق بمجال اإلحتياجات التدريبية ،ويتكون من ( )03فقرات.
-المحور الثاني :ويتعلق بمتطلبات التدريب ،ويتكون من ( )03فقرات.
-المحور الثالث :ويتعلق بتقييم نتائج التدريب ويضم ( )03فقرات.
-الجزء الثاني :ويتعلق بإدارة التغيير التنظيمي ،حيث تم تخصيص مجموعة من الفقرات،
بحيث تحتوي على ( )12فقرة.
وقد قابل عبارات محاور اإلستبيان مجموعة من الدرجات وفقا لسلم ليكارت والذي يعتبر
من أهم المقاييس المستخدمة لقياس إتجاهات األفراد ،لسهولة تقييمه وتوازن درجاته وأيضا
لقدرته على قياس األثر بين متغيرات الدراسة حيث يشير إلى مدى موافقة أفراد العينة على
كل عبارة ،وقد ترجمت اإلجابات على النحو التالي:
جدول رقم( : )01درجات مقياس ليكرت
غير غير محايد موافق موافق اإلجابة
موافق بشدة موافق بشدة
1 2 3 4 5 الدرجة
المصدر :من إعداد الباحث
وقد تم تفريغ وتحليل بيانات اإلستبيان من خالل اإلصدار 22لبرنامج التحليل اإلحصائي.
ثالثا :ثبات أداة الدراسة :
يقصد بثبات اإلستبيان أن يعطي هذا اإلستبيان نفس النتيجة لو تم إعادة توزيعه أكثر
إن ثبات اإلستبيان يعني اإلستقرارمن مرة تحت نفس الظروف والشروط ،أو بعبارة أخرى َ
في نتائج اإلستبيان وعدم تغييرها بشكل كبير فيما لو تم إعادة توزيعها على أفراد العينة عدة
مرات خالل فترات زمنية معينة.
وقد تم حساب ذلك من خالل ألفا كرونباخ بإستخدام برنامج الحزمة اإلحصائية)،(spss
حيث تم التوصل لقيمة الثبات لجميع فقرات اإلستبيان 0.91وهي نسبة أكبر من ،%60
وهو ما يمثل قيمة جيدة للثبات وعليه تم التأكد من ثبات أداة الدراسة.
38 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
39 ديسمبر2017
تأثير التدريب على إدارة التغيير التنظيمي... د .حامدي محمد
إن معامل التحديد ( )R²يساوي 0.558وهذا يعني أن تطبيق التدريب يفسر ما مقداره
%55.8من التغير الحاصل في إدارة التغيير التنظيمي ،أما النسبة المتبقية فتعود إلى
عوامل أخرى غير المدروسة.
إختبار الفرضيات الجزئية:
من أجل اختبار الفرضيات الجزئية فقد تم اإلعتماد على اإلنحدار المتعدد وإختبار،T
وذلك إلختبار معنوية كل معلمة من معلمات النموذج على حدى ،وذلك عند مستوى معنوية
،%5=αوالجدول أدناه يوضح ذلك كاآلتي:
جدول رقم( :)03اختبار معنوية معامالت االنحدار وفقا إلحصائياتT
مستوى االنحراف
T BETA B
المعنوية()Sig المعياري
40 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
البديلة وقبول الفرضية الصفرية H0معناه ال توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية
لالحتياجات التدريبية على إدارة التغيير التنظيمي.
اختبار الفرضية الجزئية الثانية :
فرضية العدم :H0ال توجد عالقة تأثير لمتطلبات التدريب على إدارة التغيير التنظيمي
عند مستوى معنوية . 5%
الفرضية البديلة : H1توجد عالقة تأثير لمتطلبات التدريب على إدارة التغيير التنظيمي
عند مستوى معنوية. % 5
يوضح الجدول السابق بأن قيمة معامل االنحدار بالنسبة للمتغير المستقل لمتطلبات
التدريب بلغت 0.32والقيمة المعيارية المقابلة لها 0.44وقيمة Tالمقابلة لهذه األخيرة
، 3.23وبلغت قيمة مستوى المعنوية ( )Sigالقيمة 0.00وهي أقل من قيمة مستوى
المعنوية المعتمد 0.05وهي معنوية إحصائيا .وهذا يعني قبول الفرضية البديلة التي تنص
على أنه توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية لمتطلبات التدريب على إدارة التغيير
التنظيمي.
اختبار الفرضية الجزئية الثالثة :
فرضية العدم :H0ال توجد عالقة تأثير لتقييم نتائج التدريب على إدارة التغيير التنظيمي
عند مستوى معنوية . 5%
الفرضية البديلة : H1توجد عالقة تأثير لتقييم نتائج التدريب على إدارة التغيير
التنظيمي عند مستوى معنوية. % 5
يوضح الجدول السابق بأن قيمة معامل االنحدار بالنسبة للمتغير المستقل لتقييم نتائج
التدريب بلغت 0.21والقيمة المعيارية المقابلة لها 0.25وقيمة Tالمقابلة لهذه األخيرة
، 2.10وبلغت قيمة مستوى المعنوية ( )Sigالقيمة 0.04وهي أقل من قيمة مستوى
المعنوية المعتمد 0.05وهي معنوية إحصائيا.
وهذا يعني قبول الفرضية البديلة التي تنص على أنه توجد عالقة تأثير ذات داللة
إحصائية لتقييم نتائج التدريب على إدارة التغيير التنظيمي.
الخاتمة :يعتبر التدريب من أولويات المنظمات الحديثة و من أهم المقومات
األساسية التي تسعى لتحسين أداء الفرد والمؤسسة ،فهو عملية حيوية لرفع األداء
41 ديسمبر2017
تأثير التدريب على إدارة التغيير التنظيمي... د .حامدي محمد
وتحقيق الكفاءة والفعالية وذلك من خالل تنمية وتطوير المهارات والقدرات والمعارف
تعود عليها العامل قبل تلقيه التدريب وهذا ما يسهم بشكل مباشر وفعال في عملية
والتي َ
التغيير التظيمي.
من خالل الدراسة تم التوصل إلى النتائج التالية :
-توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية α =5%للتدريب على إدارة
التغيير التنظيمي.
-ال توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية α =5%لإلحتياجات
التدريبية على إدارة التغيير التنظيمي.
-توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية α =5%لمتطلبات التدريب
على إدارة التغيير التنظيمي.
-توجد عالقة تأثير ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية α =5%لتقييم نتائج التدريب
على إدارة التغيير التنظيمي.
على ضوء تحليل النتائج السابقة يمكن تقديم مجموعة من اإلقتراحات أهمها :
ضرورة توفير المستلزمات والوسائل الضرورية للقيام بعملية التدريب على أحسن وجه.
إهتمام اإلدارة في تحديد اإلحتياجات التدريبية الالزمة .
إعطاء فرصة اإلختيار بين البرامج التدريبية التي تحقق أهداف المستشفى الجامعي –باتنة-
تنويع البرامج والدورات التدريبية بما يخدم حاجة الموظفين.
أن أهداف التدريب تحققت . بعد اإلنتهاء من عملية التدريب يجب تقييم المتدربين لتحقق من َ
يجب التأكد من مدى مالئمة األسلوب التدريبي للمادة التدريبية والفئة المتدربة بغية الوصول إلى
تحقيق التغيير التنظيمي.
الهوامش والمراجع:
هاشم حمدي رضا ،التدريب اإلداري ) المفاهيم و األساليب ( ،الطبعة ،1دار الراية للنشر والتوزيع ،عمان، 1
،2013ص . 21
2حسن أحمد الطعاني ،التدريب اإلداري المعاصر ،دار المسيرة ،الطبعة ،2عمان ،2006 ،ص . 16
3
عبد المنعم شوقي سي عبد الحميد موسى ،التدريب في مجال العالقات اإلنسانية ،فرانكلين للطباعة القاهرة،
دون سنة نشر ،ص . 9
حسن أحمد الطعاني ،مرجع سابق ،ص .29 4
42 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
مدحت محمد أبو النصر ،إدارة العملية التدريبية ،دار الفجر،القاهرة 2008،ق،ص . 138 5
عبد المعطي عساف ،التدريب وتنمية الموارد البشرية ،دار زهران ،عمان ،2008 ،ص .83 6
خضير كاظم حمود وآخرون ،السلوك التنظيمي :مفاهيم معاصرة ،ط ، 1دار إثراء للنشر والتوزيع ،عمان، 8
،1999ص. 52
ماهر صبري ،القيادة التحويلية ودورها في ادارة التغيير ،مجلة اإلدا ةر واإلقتصاد ،العدد ،2009، 78ص .11 12
القريوتي محمد قاسم ،نظرية المنظمة والتنظيم ،دار وائل ،عمان ،2000،ص ص.152 -151 13
عثمان فراج ،الثقافة وعملية التنشئة االجتماعية في الوطن العربي ،مداخلة ضمن الملتقى الدولي حول 14
الثقافة والتسيير ،معهد علوم النفس وعلوم التربية ،جامعة الجزائر ، 2005،ص. 33
سوفي نبيل ،دراسة تحليلية إلتجاهات الموظفين نحو التغيير التنظيمي ،رسالة ماجيستير في علوم التسيير، 15
43 ديسمبر2017
03 العدد مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر
الملخص
هدفت الدراسة إلى التعرف على معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد في مدارس مديرية تربية
: وبالتحديد تحاول الدراسة اإلجابة عن األسئلة اآلتية.شمال الخليل كما يراها معلموها
ما أهم معوقات تعليم مبحث اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها ؟وهل هناك عالقة بين متغيرات
تخصص المعلم وتقديره السنوي وخبرته ؟
وتم التحقق من صدقها وثباتها بالطرق،وطو ار استبيان لجمع البيانات
ّ ،حيث استخدم الباحثان المنهج الوصفي
تكون مجتمع الدراسة
ّ و،)0.90 ( حيث بلغت قيمة معامل الثبات كرونباخ ألفا،التربوية واإلحصائية المناسبة
ً) معلما40( من جميع معلمي ومعلمات مباحث اإلدارة واالقتصاد في مديرية شمال الخليل و البالغ عددهم
.ومعلمة
أظهرت نتائج الد ارسـة أن معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد في مديرية شمال الخليل جاءت
كما أظهرت،) وفق مقياس ليكرت الثالثي2.15( بدرجة متوسطة ( للدرجة الكلية) وبمتوسط حسابي مقداره
) بين تخصص المعلم الجامعي ومعوقات0.05 = α( النتائج وجود عالقة ذات داللة إحصائية عند مسـتوى
،تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد
. فلسطين، اقتصاد معوقات، ادارة:كلمات مفتاحية
Abstract:
This subject aims to identify the obstacles of teaching the subject of Management and
Economics at the directorate of North of Hebron from the point of view of their teachers. The
subject specifically trying to answer the following questions:
What are the main obstacles to teaching the subject of Management and Economics
from the point of view of their teachers? Is there a relationship between the university
specialization of the teacher and obstacles of teaching Subject of Management and
Economics? annual assessment of the teacher and obstacles of teaching between teacher’s experience.
The researchers used the descriptive approach, and designed a questionnaire to collect data,
which were verified in sincerity and persistence ways of educational and appropriate statistical methods,
as the value of reliability coefficient Cronbach alpha is (0.90), and study population consisted of all
teachers assigned to teach the subject of Management and Economics at the Directorate of North
Hebron's (40) teachers.
The results showed that the obstacles of teaching Subject of Management and Economics at the
Directorate of North Hebron came moderately (of the total degree) and a mean of (2.15) according to
Likert scale triple, as results showed a statistically significant relationship at (α = 0.05) between the
university specialization of the teacher and the obstacles of teaching Subject of Management and Economics.
Key words: Management Economy , The standard of the Palestine
44 2017 ديسمبر
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
مقدمة:
منذ أن تم إدراج مبحث اإلدارة و االقتصاد إلى مقررات و ازرة التربية و التعليم
الفلسطينية في العام الدراسي ،2006/2005كمبحث مساند للفرع العلمي و تخصصي للفرع
العلوم اإلنسانية (اإلدارة واالقتصاد ،)2009:وهو محل جدل .وتراوحت اآلراء بين مؤيد
ومعارض للمقرر العلمي ،وثم كان امتحان الثانوية العامة للعام ،2008/2007وما تبعه
من صدمة عقب بروز صعوبات لدي الطلبة في اإلجابة على بعض األسئلة ،واختالف
المحللين عن تفسير وتبرير هذه الصعوبات ،بين إلقاء اللوم على المعلم تارة ،وإلقاء اللوم
على المنهاج تارة أخرى ،واإلصرار على أن األسئلة ال تناسب بيئة طالبنا الفلسطيني .ومع
ظهور الخالفات عاما بعد عام ،واختالف المبررات ،وجدت أن المسألة تتطلب دراسة علمية
مستفيضة قبل إصدار األحكام ونشر التعميمات .في هذه الدراسة المسحية ،قام الباحثان
باستطالع آراء المعلمين حول أهم معوقات تدريس مبحث اإلدارة و االقتصاد ،للوقوف
وتحديد واقع تدريس هذا المبحث ،ولتحديد ما يعانيه المعلم و الطالب من صعوبات في
التعامل معه ،وإلقاء الضوء على واقع مدارسنا بما فيها من معوقات ،وتقديم النصح لتالفي
هذه المعوقات.
مشكلة الدراسة وأسئلتها :يشكل مبحث اإلدارة واالقتصاد أهمية كبيرة للطلبة الراغبين في استكمال
دراستهم الجامعية في تخصصات قريبة منه ،هذه األهمية تأتي من ضرورة إعداد طلبة قادرين على
فهم الحياة العملية الختيار مجال عملهم المستقبلي ،وانطالقا من وعي و ازرة التربية و التعليم
الفلسطينية لها قامت بإدراج مبحث اإلدارة و االقتصاد للصفوف الحادي عشر و الثاني عشر،
الطالع الطلبة على أهم مبادئ هذان المبحثين و دمجهم في الحياة العملية .باإلضافة إلى ذلك،
فإنها توفر للطلبة الذين يرغبون التخصص بهذا الفرع األسس العلمية التي تمكنهم من إنشاء أعماله
الفردية و تأسيس أعمالهم الخاصة .أي أنها توفر جيل قادر على فهم الحياة العملية دون الحاجة إلى
التعمق في التخصص .إذ أنها تعمل على تسليط الضوء على هذا التخصص وتخلق نوع من التوعية
ألهميته ومجاالت عمله وبالتالي تختبر ميولهم وترشدهم إلى اتجاهات أعمالهم المستقبلية.
ومع كل االعتراف بأهمية هذا المبحث ،إال أنه محاط بكثير من التساؤالت عن
أسباب عدم اهتمام بعض الطلبة به ،وعن أسباب تخوف بعضهم اآلخر منه ،وعن أسباب
كثرة الشكوى منه دراسته و أسئلة امتحاناته ،وعن أسباب الصعوبات التي يواجها معلمي
المبحث ،خاصة إذا كانوا غير متخصصين في اإلدارة أو االقتصاد .ومن هنا تظهر عدة
معوقات تحيط بالمبحث سواء ارتبطت بالطلبة أو بالمعلمين أو ربما بأسئلة االمتحان ،األمر
الذي يتطلب الدراسة و البحث ،وتحديد األسباب بدقة ،وتفسيرها وتقديم الحلول و النصح
للتغلب عليها (الخليفة.)2003:
وتحديداً فإن الدراسة الحالية تحاول اإلجابة عن األسئلة الرئيسية اآلتية:
-السؤال األول :ما أهم معوقات تدريس اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في
مديرية شمال الخليل؟ ويتفرع عن هذا السؤال األسئلة الفرعية اآلتية:
▪ ما أهم معوقات تعليم مبحث اإلدارة و االقتصاد و التي تتعلق بالطالب ،بالمعلم ،باالدارة
واالشراف التربوي،بالكتاب المقرر والمنهج،بطرق التدريس ،بمختبر الحاسوب والتجهيزات
بالمجتمع المحلي ،وبالطلبة ذوي االعاقة؟
*السؤال الثاني :هل هناك عالقة بين تخصص المعلم الجامعي وتقديره السنوي وخبرته
التدريسية و معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد؟
أهمية الدراسة :تعتبر هذه الدراسة هي دراسة بكر في مناطق السلطة الفلسطينية –على حد
علم الباحثان -مما يعطيها أهمية من الناحية العملية ،ومع كونها الدراسة األولى في هذا
المجال فقد استمد الباحثان أهميتها من عدة جوانب ومنها:
.1تساعد مشرفي ومعلمي مبحث اإلدارة واالقتصاد على التعرف على معوقات تدريس هذه
المبحث في كل مجال من مجاالت الدراسة.
.2ق د تفيد المختصين في التعرف على معوقات تدريس هذه المبحث في كل مجال من
مجاالت في وضع الحلول المالئمة للتغلب على بعض تلك المعوقات ،أو إيجاد البدائل
التي تحد من البعض اآلخر من تلك المعوقات وبالتالي العمل على تحسين تدريس هذه
المبحث.
.3قد تفيد القائمين على وضع وتطوير المناهج في و ازرة التربية والتعليم العالي الفلسطينية
في تخطيط وتطوير المقررات الدراسية ،وفي وضع االستراتيجيات التي تساعد على
النهوض بتدريس هذه المبحث.
.4قد تفيد مديري ومديرات المدارس في كيفية تسهيل ومساعدة معلم هذه المبحث على
تدريسها.
.5تساعد في تحديد واقع المبحث كما يراه المعلمين ،وبالتالي في وضع الخطط التي تحد
من معوقات تدريس المبحث ،وتساعد على التركيز على جوانب قوته وبالتالي تنميتها.
46 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
.6تشخص واقع مبحث اإلدارة واالقتصاد ،بما يحويه من نقاط قوة وصعوبات التدريس
المتصلة به ،وبالتالي تشكل نقطة انطالق للحد من صعوبات التدريس وتعزيز نقاط
القوة للنهوض بالمبحث من مختلف الجوانب.
حدود الدراسة:
* .الحدود الزمانية :تم تطبيق الدراسة في الفصل األول من العام الدراسي
2016/2017م
* .الحدود البشرية :تم تطبيق الدراسة على 40معلم ومعلمة إدارة واقتصاد في مديرية شمال
الخليل.
* .الحدود الموضوعية :كما تتحدد هذه الدراسة بكتب مبحث اإلدارة واالقتصاد في فلسطين
للعام الدراسي ،2017/2016وباألداة التي استخدمت في هذه الدراسة.
مصطلحات الدراسة:
مبحث اإلدارة واالقتصاد :هو المبحث الذي يدرس في المرحلة الثانوية للصف الحادي عشر
والثاني عشر ،بالفرع العلمي و بفرع علوم إنسانية ،بحيث يكون كتاب الفصل األول خاص
باإلدارة ،وكتاب الفصل الثاني خاص باالقتصاد.
المعوقات :عرف ابن منظور العائق بـِ " عاقه من الشيء يعوقه :صرفه وحبسه والتعويق
معناه إذا أراد أم اًر صرفه عنه صارف (ابن منظور.)1995:
وفي معجم علوم التربية العائق هو صعوبة يصادفها المتعلم يمكن أن تعوق تعلمه.
وفي هذه الدراسة يمكن تعريفها بأنها :مجموعة من األسباب التي يؤدي وجودها إلى التأثير
السلبي على فاعلية وكفاءة تدريس مبحث العلوم االجتماعية.
مديرية شمال الخليل :هي جزء من مديرية شمال الخليل،التي تضم ثالثة مديريات للتربية:
شمال الخليل ،الخليل ،جنوب الخليل.
معلم اإلدارة واالقتصاد :هو ذلك الشخص المكلف من قبل و ازرة التربية والتعليم العالي
الفلسطينية بتدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد.
48 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
*دراسة د .أبو زيد (" :)2007معوقات توظيف تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في
مناهج المبحث التجارية بالتعليم الثانوي في البحرين".
وركزت على دراسة معوقات توظيف تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في مناهج المبحث
التجارية بالتعليم الثانوي في البحرين ،خاصة أنه ال غنى عن استخدام التكنولوجيا في تدريس
مبحث التجاري التطبيقية لمواكبة تطورات العصر .واستخدم أسلوب التحليل الوصفي للتعرف
على آراء المعلمين و المعلمات حول أهم معوقات تدريس مبحث التجاري ،واختار عينة من
120معلم ومعلمة ( 66معلم 54 ،ومعلمة) ،ووزع استبيان الستطاع أرائهم وأجرى مقابالت
معهم .تمحورت بنود االستبيان حول ستة مجاالت هي :محور مبحث التجاري ،محور
معلمي التجاري ،محور طالب التجاري ،محور فني خاص بتكنولوجيا االتصاالت ،محور
الجوانب التنظيمية و اإلدارية ،محور التجهيزات المادية (أبو زيد.)2007 :
* دراسة الخطب ( " :)2008عالقة معوقات اإلدارة المدرسية باتجاهات المعلمين نحو
التدريس"
تناولت الدراسة عالقة معوقات اإلدارة المدرسية باتجاهات المعلمين نحو التدريس.
ركزت على عالقة متغيرات اتجاهات المعلمين وسنوات الخبرة المهنية والمؤهل العلمي للمعلم
والجنس بمعوقات التدريس بشكل عام .وقد اعتمد الباحث في دراسته على المنهج الوصفي
مقدما أداة واحدة هي االستبيان ،على جزئيين ،األول يحتوي على معلومات خاصة بالمعلمين
والثاني مقسم كذلك إلى محورين األول إداري والثاني فني .وقد طبق االستبيان على عينة
تتكون من 290معلما ومعلمة من المجتمع األصلي للبحث (الخطب.)2008:
لوحظ من خالل استعراض هذه الدراسات أنها لم تتعرض بشكل مباشر لمعوقات
تدريس مباحث االدارة واالقتصاد في المدارس الحكومية كما يراها معلموها وأنما تناول
بعضها جوانب محددة فيما يتعلق بالتكنولوجيا أو االتجاهات نحو التدريس.
إجراءات الدراسة :منهج الدراسة:
تحقيقا ألهداف الدراسة استخدم الباحثان المنهج الوصفي لتحديد معوقات تدريس
مبحث اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها ،نظ ار لمالئمة هذا المنهج لطبيعة الدراسة ،حيث
أن المنهج الوصفي يهدف إلى دراسة الواقع ويهتم بوصفه وصفا دقيقا ويعبر عنه تعبي ار كميا
أو كيفيا ،ألن التعبير الكيفي يصف الظاهرة ويوضح خصائصها ،في حين أن التعبير الكمي
يعطي وصفا رقميا يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها ودرجات ارتباطها مع الظواهر
األخرى المختلفة ،وبالتالي الوصول إلى استنتاجات تساهم في فهم هذا الواقع وتطويره ،األمر
الذي يجعل هذا المنهج أكثر استخداما في الدراسات اإلنسانية.
مجتمع الدراسة وعينتها:
تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي ومعلمات مبحث اإلدارة واالقتصاد للصفوف
( )12 ،11في مديرية شمال الخليل ،والبالغ عددهم ( )40معلما ومعلمة.
جدول رقم ()1
توزيع أفراد عينة الدراسة حسب متغيراتها
النسبة مستوى المتغير المتغير
%55 ذكر
أنثى الجنس
%45
%2.5 دبلوم
بكالوريوس المؤهل
%92.5
العلمي
%5 ماجستير فأعلى
%62.5 5 – 1سنوات
%22.5 10 - 6سنوات
الخبرة
%12.5 15 – 11سنة
%2.5 16سنة فأكثر
مالية %25 محاسبة وعلوم
ومصرفية
%7.5 جغرافيا
%7.5 تكنولوجيا
التخصص
%7.5 أخرى (لغة انجليزية،
فيزياء ،رياضيات)
%47.5 إدارة أعمال
%5 اقتصاد
50 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
معلمي مبحث العلوم االجتماعية والعاملين في الحقل التربوي .وتكونت االسـتبانة من ( )80
فقرة موزعة على كاآلتي:
* المعوقات المتعلقة بالمعلم )10( :فقرات.والمعوقات المتعلقة بالطالب )10( :فقرات
والمعوقات المتعلقة باإلدارة واإلشراف التربوي )10( :فقرات والمعوقات المتعلقة بالكتاب
المقرر و المنهج )10( :فقرات والمعوقات المتعلقة بطرق التدريس )10( :فقرات والمعوقات
المتعلقة بمختبر الحاسوب و التجهيزات )10( :فقرات والمعوقات المتعلقة بالطلبة ذوي
اإلعاقة )10( :فقرات والمعوقات المتعلقة بالمجتمع المحلي )10( :فقرات.
وتم التأكد من ثبات االستبان بإيجاد معامل الثبات كرونباخ ألفا (،)Cronbach-Alpha
حيث بلغت قيمته للدرجة الكلية ( .)0.90في حين بلغت قيم معامل الثبات للمجاالت
الفرعية لالستبيان حسب ما هو موضح في الجدول رقم (.)2
جدول رقم ()2
مصفوفة معامالت الثبات لمجاالت االستبان حسب معادلة كرونباخ ألفا
سنوات 14-11 ،سنوات 20-15 ،سنوات 21 ،سنة فأكثر) ،مستوى المدرسة وله
مستويان (أساسية عليا و ثانوية) ،جنس المدرسة (بنين ،بنات) ،مختبر الحاسوب وله
مستويان (يوجد وال يوجد) ،عدد أجهزة الحاسوب و له أربع مستويات ( 5-1أجهزة-6 ،
10أجهزة 15-11 ،جهاز ،أكثر من 15جهاز) ،والمؤهل العلمي وله ثالث مستويات
(دبلوم ،بكالوريوس ،ماجستير فأعلى) ،التخصص (متغير نصي) ،نصاب المعلمين
التدريسي وله مستويان (نظري و عملي) ،الجامعة التي تخرجت منها (متغير نصي) ،لغة
الدراسة (متغير نصي) ،الحالة االجتماعية و له أربع مستويات (متزوج ،أعزب ،أرمل،
مطلق) ،أما المتغير التابع فهو تقدير معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد في
مديرية شمال الخليل.
52 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
يتضح من قيم المتوسطات الحسابية الواردة في الجدول رقم ( )3أن هذه القيم قد
تراوحت بين ( )1.8و ( )2.27متوسطة ،فقد حصل مجال اإلدارة واإلشراف التربوي على
أعلى متوسط حسابي ومقداره ( ،)2.27وهو بدرجة متوسطة ،يليه مجال المجتمع المحلي فقد
حصل على متوسط حسابي مقداره ( )2.26وهو بدرجة متوسطة ،يليه مجالي الطالب
ومختبر الحاسوب بمتوسط حسابي مقداره ( ،)2.24وهو بدرجة متوسطة أيضا ،يليه مجال
المعلم بمتوسط حسابي مقداره ( ،)2,22وهو بدرجة متوسطة وبفرق 0.02وهو صغير جدا
نسبياً .يليه مجال الكتاب المدرسي والمنهاج فقد حصل على متوسط حسابي مقداره ()2.11
وهو بدرجة متوسطة ،يليه مجال الطلبة ذوي اإلعاقة فقد حصل على متوسط حسابي مقداره
( .)2.06أما اقل متوسط حسابي فكان لمجال طرق التدريس ومقداره ( ،)1.8وهو بدرجة
متوسطة أيضا .في حين بلغ المتوسط الحسابي للدرجة الكلية (لجميع المجاالت) ()2.15
وهو بدرجة متوسطة أيضا.
خالصة القول أن جميع معوقات التدريس بمختلف مجاالتها قد حصلت على
متوسطات حسابية بدرجة متوسطة ومتقاربة القيمة ،أعالها كان في يتعلق بمجال اإلدارة
واإلشراف التربوي ،والمجتمع المحلي ،و أدنها فيما يتعلق بطرق التدريس .أما فيما يتعلق
بمعوقات تدريس اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها لكل مجال على من مجاالت الدراسة،
فقد استخرجت المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لكل فقرة من فقرات هذه
المجاالت ،وكانت كما يلي:
المجال األول :الطالب:
استخرجت المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس اإلدارة واالقتصاد
كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لهذا المجال ،كما هو موضح في الجدول رقم
(.)4
جدول رقم ( )4المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس
اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل
في مجال الطالب مرتبة تنازليا
تظهر النتائج الواردة في الجدول رقم ( )4أن المتوسطات الحسابية لمعوقات تدريس اإلدارة
واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل في مجال الطالب انحصرت بين
( )1.97و ( ،)2.53وأن المتوسط الحسابي العام لجميع فقرات هذا المجال هو (،)2.24
وقد حصلت الفقرة "اعتبار الحصول على العالمات هدفا قائما بذاته مما يدفع الطلبة إلى
حفظ المعلومات ضمانا للنجاح دون الحاجة للبحث واالطالع" ،على أعلى متوسط حسابي
54 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
( )2.53وكانت بدرجة عالية ،في حين حصلت الفقرة "إتاحة الظروف المناسبة ،إمكانات
مادية ومعنوية إلتاحة الفرصة لممارسة عملية االستقصاء" ،على أدنى متوسط حسابي
( )1.97وكانت بدرجة متوسطة .وبذلك يظهر أن جل هم الطالب هو العالمات ،وهو
هدف قصير المدى وأنه ال يكترث باالحتفاظ بمادة علمية تراكمية ،مما ينتج عنه ضعف
حصيلة الطلبة العلمية،وبالتالي يضطر المعلم لشرح ما كان يجب أن من خبرات الطلبة
السابقة ،قبل أن يدخل لصلب المادة العلمية ،مما يشكل عبء عليه في تكرار ما تم عرضه
في مباحث أخرى وفي سنوات سابقة ،ويتسبب بإضاعة الوقت ومضاعفة جهد المعلم.
المجال الثاني :المعلم :استخرجت المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات
تدريس اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لهذا المجال ،كما هو
موضح في الجدول رقم (.)5
جدول رقم ( )5المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس
اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لمجال المعلم مرتبة تنازليا
االنحراف الوسط رقم
الدرجة الفقرة
المعياري الحسابي الفقرة
عالية 0.56 2.7 كثرة أعباء المعلم وتعدد الصفوف التي يدرسها. 11
متوسطة التركيز على النواحي العقلية أكثر من النواحي 12
0.62 2.13
األخرى.
متوسطة نظرة البعض إلى المتعلمين وحشو أدمغتهم 13
0.63 2.15
بالمعلومات.
متوسطة ضعف التنسيق بين معلمي اإلدارة واالقتصاد 14
0.57 2.08
لتبادل المعلومات.
متوسطة تفعيل نظام الحوافز والعقوبات لزيادة اهتمامه 15
0.67 2.15
بالبحث واالطالع.
متوسطة التركيز على المادة النظرية دون االهتمام 16
0.73 2.13
بتطبيقاتها العملية.
متوسطة 0.84 1.9 استخدام معيار واحد لتقييم الطلبة-االمتحانات.- 17
عالية تشجيع اهتمام المعلم باالستذكار الجيد وتنظيم 18
0.54 2.4
الوقت.
عالية التزام المعلم بضرورة إنهاء المقرر في الوقت 19
0.56 2.69
المحدد.
متوسطة المبادرة بعمل مسابقات علمية مرتبطة بمحتوى 20
0.75 1.88
المادة.
متوسطة 0.65 2.22 الدرجة الكلية للمجال
تظهر النتائج الواردة في الجدول رقم ( )5أن المتوسطات الحسابية لمعوقات تدريس
اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل في مجال المعلم انحصرت بين
( )2.7و ( ،)1.88وأن المتوسط الحسابي العام لجميع فقرات هذا المجال هو ( ،)22.2وقد
حصلت الفقرة "كثرة أعباء المعلم وتعدد الصفوف التي يدرسها" على أعلى متوسط ()2.7
وكانت بدرجة عالية في حين حصلت الفقرة "المبادرة بعمل مسابقات علمية مرتبطة بمحتوى
المادة" ،على أدنى متوسط ( )1.88وكانت بدرجة متوسطة ،ويالحظ أن معظم فقرات هذا
المجال كانت بدرجة متوسطة .ويستنتج من ذلك أن عبء المعلم ونصابه من الحصص
وكثرة الصفوف التي يدرسها هو الذي يشكل المعوق الرئيسي له في التدريس ،مما يتطلب
تخفيف نصابه حتى يتمكن من تقديم أفضل ما لديه لطالبه.
وباالعتبار أن معلم اإلدارة واالقتصاد يتعامل مع طلبة المرحلة الثانوية (الصف الحادي
عشر والثاني عشر) ،في كال الفرعين العلمي والعلوم اإلنسانية ،فإن يتعامل مع فئة من
الطلبة التي تحتاج لمعاملة خاصة ،ومع كبر عدد الطلبة التي يتعامل معهم ،وقيامه بالتعامل
مع طلبة سيتقدمون المتحان الثانوية العامة ،يتعرض المعلم لضغوطات كبيرة النتهاء
مقررات طويلة وللتعامل مع عدد كبير من الطلبة ينتمون لفروع مختلفة لالستعداد المتحان
عبء كبير تتطلب من المعلم مضاعفة جهوده للتغلب
ً مصيري ،كل هذه األمور تشكل
عليها ،وهو ما يمثل معوقا رئيسة في مجال عمل المعلم في تدريس مبحث اإلدارة
واالقتصاد.
المجال الثالث :اإلدارة واإلشراف التربوي :استخرجت المتوسطات الحسابية واالنحرافات
المعيارية لمعوقات تدريس اإلدارة واالقتصاد من وجهة نظر معلميها في مديرية شمال الخليل
لهذا المجال ،كما هو موضح في الجدول رقم (.)6
56 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
االنحرا
ف الوسط رقم
الدرجة المعيار الفقرة
الحسابي الفقرة
ي
عالية كثرة القوانين والتعليمات الرسمية التي تحد من حرية 21
0.49 2.63
المعلم على اإلبداع.
عالية قلة تفعيل أنظمة الثواب والعقاب للطلبة بشكل يحفظ 22
0.58 2.63
مكانة المعلم وهيبته.
متوسطة التعليمات المدرسية تحد من تنمية مهارة صنع القرار 23
0.67 2.17
لدى الطلبة.
متوسطة إهمال تقييم الجانب العملي والتركيز على ما يحفظه 24
0.73 2.23
الطالب.
عالية 0.68 2.56 الحكم على عمل المدرس من خالل نسبة نتائج الطلبة. 25
متوسطة 0.56 2.13 قلة تنويع وسائل تقويم الطلبة . 26
متوسطة 0.7 2.03 ضعف إعداد المعلم وتدريبه قبل الخدمة. 27
متوسطة أساليب تقويم المعلم المستخدمة ال تراعي المرونة 28
0.63 2.1
واألصالة في عمل المعلم.
متوسطة قلة اهتمام الجهات المختصة بإعداد المعلم وتدريبه أثناء 29
0.67 1.95
الخدمة.
متوسطة تقييد معلمي اإلدارة واالقتصاد من الشراء المباشر من 30
0.67 2.24
الموازنة المدرسية.
متوسطة 0.64 2.27 الدرجة الكلية للمجال
تظهر النتائج الواردة في الجدول رقم ( )6أن المتوسطات الحسابية لمعوقات تدريس
اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل في مجال اإلدارة واإلشراف
التربوي انحصرت بين المتوسطات ( )2.63و ( ،)1.95وأن المتوسط الحسابي العام لجميع
فقرات هذا المجال هو ( ،)2.27وقد حصلت الفقرتين " كثرة القوانين والتعليمات الرسمية
التي تحد من حرية المعلم على اإلبداع" و " قلة تفعيل أنظمة الثواب والعقاب للطلبة بشكل
يحفظ مكانة المعلم وهيبته" على أعلى متوسط ( )2.63وكانت بدرجة عالية ،في حين
حصلت الفقرة "قلة اهتمام الجهات المختصة بإعداد المعلم وتدريبه أثناء الخدمة " على أدنى
عبء
ً متوسط ( )1.95وكانت بدرجة متوسطة .وذلك يعني أن النظام اإلداري وقوانينه تشكل
على المعلمين ،وذلك ألنه يركز على الطالب أكثر من عناية بالمعلم و تحفيزه على العمل.
ويالحظ هنا أن مجال اإلدارة واإلشراف جاء بدرجات عالية للثالثة بنود ،وهذا يعني أنه يمثل
معيقا رئيسا في عمل المعلم في تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد .وهو ما يتطلب إعادة
النظر في القوانين سواء المتصلة بالعمل أو أنظمة العقاب .وكذلك تغير أساس الحكم على
عمل المعلم ليشمل مجاالت أخرى غير نتائج الطلبة ،خاصة وأن نتائج طلبة الثانوية العامة
مرتبطة بطبيعة أسئلة االمتحان وهي غير متوقعة وتختلف من لسنة ألخرى .وكذلك من
خالل تضمين معايير أخري للحكم على المعلم منها الحصص الصفية ،مشاركته في
األنشطة الالمنهجية ،وغيرها تكون ضمن قوانين تحفر المعلم و تعطيه سلطة معقولة تمكنه
من ضبط الطلبة وتنظم سلوكاتهم في الغرف الصفية ،ون أن يطغى حق الطالب على حق
المعلم في توفير بيئة مالئمة في غرفة الصف أوال ثم في المدرسة كاملة ثانيا.
المجال الرابع :كتاب مبحث اإلدارة واالقتصاد (المنهاج) :استخرجت المتوسطات الحسابية
واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال
(.)7 الخليل لهذا المجال ،كما هو موضح في الجدول رقم
جدول رقم ( )7المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس
اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لكل فقرة من فقرات مجال
الكتاب المدرسي و المنهاج مرتبة تنازليا
رقم
االنحراف الوسط
الدرجة الفقرة الفقر
المعياري الحسابي
ة
عالية طول موضوعات الكتاب المقرر وعدم كفاية الوقت المتاح 31
0.42 2.77
لتدريسها.
متوسطة 0.65 2.13 32عرض موضوعات الكتاب بأسلوب مترابط ومتسلسل.
متوسطة 33قلة األنشطة واألسئلة في الكتاب التي تساعد على تنمية
0.7 2.08
التفكير لدى الطلبة.
متوسطة 0.62 1.97 34ندرة ربط موضوعات الكتاب بالحياة اليومية للطلبة.
متوسطة 0.62 2.03 35مراعاة محتويات الكتاب على تنمية القوى الذهنية للدراسة.
متوسطة 36عدم وجود فلسفة واضحة من أهداف التربية وحاجات
0.69 2.13
المجتمع.
متوسطة 0.71 2.26 37اهتمام الكتاب بالمادة الدراسية يجعل إتقانها غاية في ذاتها.
متوسطة 38االهتمام بطريقة تفكير الطلبة ومهاراتهم لمواكبة عملية
0.53 2.03
التطور.
متوسطة 39تكييف محتوى المنهاج في ضوء حاجات المعلم
0.58 1.97
وخصائصه.
متوسطة 0.71 40االهتمام بتنمية النواحي الجسمية والعقلية والنفسية
1.74
واالجتماعية للطلبة.
متوسطة 0.62 2.11 الدرجة الكلية للمجال
تظهر النتائج الواردة في الجدول رقم ( )7أن المتوسطات الحسابية لمعوقات تدريس اإلدارة
واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل في مجال الكتب الدراسية انحصرت بين
58 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
المتوسطات ( )2.77و ( ،)1.74وأن المتوسط الحسابي العام لجميع فقرات هذا المجال هو
( ،)2.11وقد حصلت الفقرة " طول موضوعات الكتاب المقرر وعدم كفاية الوقت المتاح لتدريسها"
على أعلى متوسط ( )2.77وكانت بدرجة
عالية في حين حصلت الفقرة "االهتمام بتنمية النواحي الجسمية والعقلية والنفسية واالجتماعية للطلبة"
على أدنى متوسط ( )3.251.74وكانت بدرجة متوسطة .ويدل ذلك على طول المقرر و عدم
تناسبه مع عدد الحصص األسبوعية (حصتان فقط) يمثل معوق لتدريس المبحث ،األمر الذي
يتطلب إعادة النظر و العمل على إضافة حصص تتناسب مع طول المقرر ،أو إعادة تنقيح المادة
وتقليصها لتتناسب مع عدد الحصص األسبوعية لتدريس لمبحث.
المجال الخامس :طرق التدريس :استخرجت المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية
لمعوقات تدريس اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لهذا المجال،
كما هو موضح في الجدول رقم (.)8
جدول رقم ( )8المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس اإلدارة واالقتصاد
كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لكل فقرة من فقرات مجال طرق التدريس مرتبة تنازليا
االنحرا
رقم
ف الوسط
الدرجة الفقرة الفق
المعيار الحسابي
رة
ي
متوسطة ضعف معرفة المعلم الطريقة المناسبة للتدريس من بين 41
0.58 1.75
عدة بدائل.
متوسطة ضعف قدرة المعلم على استخدام التقنيات الحديثة في 42
0.63 1.74
التدريس.
متوسطة قلة اهتمام برامج التدريب بتدريب المعلمين على طرق 43
0.57 2.03
التدريس المختلفة.
عالية ضعف خطة الجامعات في تأهيل المعلم على طرق 44
0.54 2.6
التدريس.
منخفضة ندرة اهتمام المعلم بأهداف تدريس مبحث اإلدارة 45
0.74 1.55
واالقتصاد.
متوسطة تكرار المعلم لطريقة التدريس التي اتبعها مع الطلبة في 46
0.62 2.08
العام الماضي.
متوسطة ضعف المعلم باالستراتيجيات الضرورية للتعامل مع 47
0.63 1.83
المفاهيم الحديثة.
منخفضة ضعف التسلسل في عرض المبحث من العام إلى 48
0.55 1.45
الخاص.
منخفضة قلة اهتمام المعلم بنقل المهارة من الكتب إلى التطبيق 49
0.64 1.5
العملي في الحياة اليومية.
منخفضة 0.55 1.45 ضعف اهتمام المعلم بمشاكل الطلبة-الفروق الفردية.- 50
متوسطة 0.61 1.8 الدرجة الكلية للمجال
تظهر النتائج الواردة في الجدول رقم ( )8أن المتوسطات الحسابية لمعوقات تدريس
اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل في مجال طرق التدريس
انحصرت بين ( )2.6و ( ،)1.45وأن المتوسط الحسابي العام لجميع فقرات هذا المجال هو
( ،)1.8وقد حصلت الفقرة " ضعف خطة الجامعات في تأهيل المعلم على طرق التدريس:
على أعلى متوسط ( )2.6وكانت بدرجة عالية ،في حين حصلت الفقرتين "ضعف اهتمام
المعلم بمشاكل الطلبة-الفروق الفردية "-و " ضعف التسلسل في عرض المبحث من العام
إلى الخاص" على أدنى متوسط ( )1.45وكانت بدرجة منخفضة .وذلك ألن طبيعة الدراسة
في الجامعات في كلية التجارة والكليات التي تدرس تخصص اإلدارة أو االقتصاد و
المحاسبة تركز على إعداد كوادر مناسبة للعمل في الشركات وفي واقع عملي يختلف عن
المدارس .ومع قيام مجموعة من هؤالء الخريجين للعمل في مجال التربية نجد أن معلمي
اإلدارة واالقتصاد ال يمتلكون المهارات األساسية الالزمة للتدريس في المدارس ،وأنهم بحاجة
للتأهيل في مجاالت التربية و أساليب التدريس وهم في مرحلة الدراسية الجامعية ،األمر الذي
يتوجب قيام الجامعات بإدراج سياقات تعليمية تربوية في خططها الجامعية لطلبة كلية اإلدارة
و االقتصاد .وإال فإن من واجب و ازرة التربية والتعليم إعداد برامج تأهيلية وتدريبية لمعلمي
المبحث تركز على مجال طرائق التدريس .ومع قيام المشرفين باإلعداد لدورات تدريبية تؤهل
المعلمين للتدريس وتزودهم بمعارف ضرورية تمكنهم من تعويض بعض النقص في مجال
طرق التدريس ،إال أن المعلمين يجدون أنفسهم بحاجة لمزيد من المعارف في هذا المجال.
وهو ما يتطلب من الجامعات إعادة النظر في برامج إعداد المعلمين.
60 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
تظهر النتائج الواردة في الجدول رقم ( )9أن المتوسطات الحسابية لمعوقات تدريس
اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل في مجال مختبر الحاسوب
والتجهيزات انحصرت بين ( )2.8و ( ، )1.93وأن المتوسط الحسابي العام لجميع فقرات
هذا المجال هو ( ، )2.24وقد حصلت الفقرة "قلة تدريب وتأهيل الكوادر البشرية المؤهلة
القادرة على توظيف تكنولوجيا التدريس" على أعلى متوسط ( )2.8وكانت بدرجة عالية ،في
حين حصلت الفقرة "عدم السماح للطالب باستخدام أجهزة الحاسوب المدرسي في إعداد
وسائل تعليمية" على أدنى متوسط ( )1.93وكانت بدرجة متوسطة أيضا .وذلك يدل على
تركز دراسة المعلمين الجامعية على جوانب نظرية بحته أكثر من استخدام التكنولوجيا
الحديثة و تطبيقاتها الحاسوبية ،وهذا ما قامت بالتغلب عليه و ازرة التربية و التعليم من خالل
برامجها التدريبية المختلفة من خالل عدة مشاريع ،منها توظيف التكنولوجيا في التدريس،
مشروع "انتل" .ولكن تبقى مسألة توفير أجهزة حاسوب و أجهزة عرض معلومات في جميع
المدارس حتى يتمكن المعلم من تطبيق ما يمتلكه من مهارات على أرض الواقع.
المجال السابع :الطلبة ذوي اإلعاقة:
استخرجت المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس اإلدارة
واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لهذا المجال ،كما هو موضح في
الجدول رقم (.)10
جدول رقم ( )10المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس
اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لكل فقرة من فقرات مجال
الطلبة ذوي اإلعاقة مرتبة تنازليا
62 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
قدراته ،وهذا بحد ذاته يمثل معيقاً كبي اًر للمعلم في كيفية التعامل معه سواء من ناحية
أكاديمية أو نفسية .حيث أن المعلم ال يستطيع تكليفه بالقيام بأي واجب لعلمه عدم قدرات
ذلك الطالب ،مما يحرمه من فرصة التعلم بنفس طريقة زميله العادي .و يالحظ أيضا أن
الطلبة ذوي اإلعاقة ال ينالون نصيبهم من االهتمام في المدارس وذلك بسبب صغر عددهم،
حيث يتم اعتبارهم عبء ويعاملون بهامشية بشكل مستمر ،مع وجود حاالت واقعية ظهر
فيها إبداع فردي لبعض الطلبة ذوي اإلعاقة وتغلبوا على إعاقتهم ونقص التجهيزات بشكل
عام.
المجال الثامن :المجتمع المحلي:
استخرجت المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس اإلدارة واالقتصاد
كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لهذا المجال ،كما هو موضح في الجدول رقم
(.)11
جدول رقم ( )11المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمعوقات تدريس
اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل لكل فقرة من فقرات مجال
المجتمع مرتبة تنازليا
تظهر النتائج الواردة في الجدول رقم ( )11أن المتوسطات الحسابية لمعوقات تدريس اإلدارة
واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل في مجال المجتمع المحلي انحصرت
بين ( )2.75و ( ،)1.4وأن المتوسط الحسابي العام لجميع فقرات هذا المجال هو (،)2.26
وقد حصلت الفقرة "نظرة األهل لمبحث اإلدارة واالقتصاد على أنه صعب" على أعلى
متوسط ( )2.75وكانت بدرجة عالية ،في حين حصلت الفقرة "سوء عالقة المعلم مع
المجتمع المحلي مما ينعكس على األداء" على أدنى متوسط ( )1.4وكانت بدرجة منخفضة
.وذلك يعني أن المجتمع المحلي غير داعم للمبحث ،ويتخوف منه وينظر لمبحث على أنه
صعب ،وينقل خوفه ألبنائه ،األمر الذي يضيف على أعباء المعلم ،فبدل حصوله على
المساندة يحصل على ضغط خارجي باإلضافة إلى ضغوط طول المقرر وقلة عدد الحصص
وعدم عدالة نظام اإلشراف .فال يحصل على الدعم الخارجي الذي يستحقه وتزداد المعوقات
معيقاً خارجياً آخر كان المعلم في غنى عنه.
ثانيا :سؤال الدراسة الثاني:
هل هناك عالقة بين تخصص المعلم الجامعي و معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد؟
ولإلجابة على هذا السؤال وضعت الفرضية التالية:
" التوجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة ( )0.05= بين متغير معوقات
تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل و متغير
تخصص المعلم الجامعي ".
ولكن قبل البدء في دراسة العالقة ،ال بد من تسليط الضوء على تخصصات المعلمين
المكلفين تدريس المبحث.
يتم إسناد مبحث اإلدارة واالقتصاد لعدد من المعلمين من تخصصات مختلفة،
ويبين جدول ( )12تخصصات المعلمين الجامعية ونسبة كل تخصص في
الدراسة:
جدول رقم ( )12توزيع نسب المعلمين الذين يدرسون مبحث
اإلدارة واالقتصاد حسب التخصص مرتبة تصاعديا
النسبة التخصص الرقم
%5 اقتصاد .1
%7.5 جغرافيا .2
%7.5 تكنولوجيا .3
64 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
الجامعي هو المتغير المستقل ،و اعتبرت معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد متغي ار
تابعا لها ،وبالرجوع لفرضية السؤال التي تفترض أنه "ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية
بين تخصص المعلم الجامعي و معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد عند الداللة
يبين الجدول اآلتي قيمة معامل ارتباط بيرسون بين تخصص اإلحصائية (.")0.05 =α
لمعلمي اإلدارة واالقتصاد في مديرية شمال المعلم الجامعي ومعوقات تدريس المبحث
الخليل:
الجدول رقم ()14
القيمة
0.256- ارتباط معامل
بيرسون للمعوقات و
التخصص
0.029 الداللة مستوى
()α=0.05
وبالنظر للنتيجة نجد أن قيمة معامل ارتباط بيرسون سالبة أي تظهر أن هناك عالقة
عكسية بين التخصص ومعوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد .وبما أن مستوى الداللة
منخفض ترفض فرضية" ال توجد عالقة بين التخصص ومعوقات تدريس مبحث اإلدارة
واالقتصاد" ،ونستنج أن هناك عالقة بين التخصص ومعوقات تدريس المبحث .وبمعنى آخر
كلما اختلف تخصص المعلم عن تخصصات العلوم اإلدارية المباشرة من إدارة أعمال و
اقتصاد ،لغيره من التخصصات القريبة (العلوم المحاسبية و العلوم المالية والمصرفية) تزداد
معوقات تدريس المبحث ،وتصبح المعوقات كبيرة عند التخصصات البعيدة عن مبحث
اإلدارة واالقتصاد مثل التكنولوجيا و الجغرافيا والمادة العلمية من فيزياء ورياضيات ولغة
انجليزية.
الجدول رقم ( )15نتائج اختبار) ) ANOVAلمعوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد
كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل حسب متغير تخصص المعلم الجامعي
ف الداللة قيمة متوسط مجموع درجات
مصدر التباين
اإلحصائية المحسوبة المربعات المربعات الحرية
1.022 1.022 انحدار المعوقات على 1
التخصص
0.029 2.665 0.384 14 38 المتبقي
15.6 39 المجموع
66 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
يتبين من الجدول ( )15وجود عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (=
)0.05بين معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد و تخصص المعلم الجامعي في
مديرية شمال الخليل .ولكن هذه العالقة ال تفسر سوى جزء بسيط من المعوقات ،و البقية
مستترة ضمن بنود أخرى غير ظاهر ضمن الدراسة.
ثالثاً :سؤال الدراسة الثالث :هل هناك عالقة بين تقدير المعلم السنوي و معوقات تدريس مبحث
اإلدارة واالقتصاد؟
ولإلجابة على هذا السؤال وضعت الفرضية التالية:
" ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة ( )0.05= بين متغير معوقات تدريس
مبحث اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل و متغير تقدير المعلم السنوي ".
يظهر الجدول ( )16قيم معامل ارتباط بيرسون بين متغير معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد
ومتغير تقدير المعلم السنوي.
الجدول رقم ()16
القيمة
0.02 معامل ارتباط بيرسون
4 (المعوقات وتقدير المعلم)
0.88 مستوى الداللة ()α=0.05
4
وبالنظر للنتيجة نجد أن قيمة معامل ارتباط بيرسون موجب أي تظهر أن هناك عالقة طردية
بين التقدير السنوي ومعوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد .وبما أن مستوى الداللة مرتفع تقبل
فرضية" ال توجد عالقة بين تقدير المعلم ومعوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد" ،ونستنج عدم
وجود عالقة بين التقدير ومعوقات تدريس المبحث.
رابعاً :سؤال الدراسة الرابع :هل هناك عالقة بين خبرة المعلم التدريسية و معوقات تدريس
مبحث اإلدارة واالقتصاد؟
ولإلجابة على هذا السؤال وضعت الفرضية التالية:
" ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة ( )0.05= بين متغير معوقات
تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل ومتغير خبرة
المعلم التدريسية ".
وبحساب قيمة معامل ارتباط بيرسون بين متغير معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد
ومتغير خبرة المعلم التدريسية وجد بأنه يساوي ()0.126-وعند مستوى الداللة ()α=0.05
68 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
(الطلبة ،المعلم ،اإلدارة واإلشراف التربوي ،الكتاب المدرسي ،طرق التدريس ،مختبر
الحاسوب والتجهيزات ،الطلبة ذوي اإلعاقة ،المجتمع المحلي) حيث بلغ المتوسط الحسابي
للدرجة الكلية ( )2.15بدرجة متوسطة واالنحراف المعياري ( ،)0.64وحصلت جميع
المجاالت درجة متوسطة من وجهة نظر المعلمين ،ولكن كانت أعلى نسبة لمجال اإلدارة
واإلشراف التربوي بمتوسط حسابي ( )2.27وهو بدرجة متوسطة و اعتبر بند كثرة القوانين
والتعليمات الرسمية التي تحد من حرية المعلم على اإلبداع أكبر معوق للمعلم في تدريس هذا
المبحث ،يليه مجال المجتمع المحلي حيث كان بمتوسط حسابي ( )2.26بدرجة متوسطة
أيضا ،بينما حصل مجال طرق التدريس على متوسط حسابي ( )1.8بدرجة متوسطة .وهذا
يعني أن غالبية معوقات تدريس اإلدارة واالقتصاد من وجهة نظر المعلمين متوسطة وال
تشكل في مجملها صعوبة في تدريسهم للمبحث.
اعتبار المعلمين أن طرق التدريس ال تشكل معيق لتدريس المبحث مصدره أن معلمنا
يرفض إلقاء اللوم عليه بأي شكل من األشكال ،وانه متمكن من التدريس وال يوجد لديه
إشكاليات في التعامل مع المادة العلمية ،أما نمط اإلدارة واإلشراف والمجتمع قد تكون معيق
في التدريس ولكن ليس بدرجة كبيرة .هذه النتيجة تظهر أن المعلم يمكن أن يلقي اللوم على
ما يحيطه من ظروف وأنه هو الضحية لبيئة إدارية ومجتمعية ،أما ما لديه من طلبه وكتاب
مدرسي تسير بشكل تام لو تغيرت الظروف .بعبارة أخرى يقول " ال عالقة لطرق المعلم
ا لتدريسية في صعوبات هذه المادة ،وانه يقدم ما لديه بشكل ممتاز ،وان المشكلة خارجية".
وإذا صح الكالم فال بد من البحث عن مجاالت أخرى لم تطرح في الدراسة قد تكون هي
المسببة للخلل .خاصة وأن شكوى الطلبة من امتحان الثانوية العامة لهذا المبحث تزداد عاماً
بعد عام .فال بد من إضافة مجال جديد للدراسة يتمثل في امتحان الثانوية العامة ومدى
توافق أسئلته مع أسئلة الكتاب المدرسي ،وهل يشكل امتحان الثانوية العامة معيق من
معوقات تدريس المبحث أم ال؟ .
ثانيا :مناقشة نتائج السؤال الثاني" :هل هناك عالقة بين تقدير المعلم السنوي ومعوقات
تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد ؟" .
وهو ما يتعلق بفرضية وجود عالقة ذات داللة إحصائية عند ( )α = 0.05بين
تقدير المعلم السنوي ومعوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد.
وأظهرت الدراسة أن هناك عالقة بين معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد
وتخصص المعلم الجامعي ،وأن هناك ارتباط بين التخصص و معوقات التدريس مبحث
اإلدارة واالقتصاد .ولكن تفسير بدرجة منخفضة .وأن هناك أمور أخرى تفسر هذه
المعوقات ولكنها ال تظهر في الدراسة .ونستنج أن هناك عالقة بين التخصص ومعوقات
تدريس المبحث .وبمعنى آخر كلما اختلف تخصص المعلم عن تخصصات العلوم اإلدارية
المباشرة من إدارة أعمال و اقتصاد ،لغيره من التخصصات القريبة (العلوم المحاسبية و
العلوم المالية والمصرفية) تزداد معوقات تدريس المبحث ،وتصبح المعوقات كبيرة عند
التخصصات البعيدة عن مبحث اإلدارة واالقتصاد مثل التكنولوجيا و الجغرافيا والمادة العلمية
من فيزياء ورياضيات ولغة انجليزية.
ثالثا :مناقشة نتائج السؤال الثالث" :هل هناك عالقة بين معوقات تدريس مبحث اإلدارة
واالقتصاد خبرة المعلم التدريسية؟" .
وهو ما يتعلق بفرضية وجود عالقة ذات داللة إحصائية عند ( )α = 0.05بين
خبرة المعلم التدريسية و معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد.
تم قبول فرضية" ال توجد عالقة بين تقدير المعلم ومعوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصا"د،
ونستنج عدم وجود عالقة بين التقدير ومعوقات تدريس المبحث .وانه مهما كان تقدير المعلم
السنوي مرتفع أو منخفض فإن ذلك ال يمثل أي عائق في تدريس المبحث ،ألن غالبية
تقديرات المعلمين السنوية تترواح بين "جيد" وجيد جدا".
رابعا :مناقشة نتائج السؤال الرابع :هل هناك عالقة بين خبرة المعلم التدريسية و معوقات
تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد؟
ولإلجابة على هذا السؤال وضعت الفرضية التالية:
" ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة ( )0.05= بين متغير معوقات
تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد كما يراها معلموها في مديرية شمال الخليل ومتغير خبرة
المعلم التدريسية ".
ونستنج أنه ال توجد ك عالقة بين الخبرة ومعوقات تدريس المبحث .وبمعنى آخر كلما زادت
الخبرة أو قلت فانها ال تمثل عائقا لتدريس المبحث.
النتائج :أظهرت نتائج الد ارسـة أن معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد في مديرية شمال
الخليل جاءت بدرجة متوسطة ( للدرجة الكلية) وبمتوسط حسابي مقداره ( )2.15وفق مقياس
70 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
ليكرت الثالثي ،كما أظهرت النتائج وجود عالقة ذات داللة إحصائية عند مسـتوى (= α
)0.05بين تخصص المعلم الجامعي ومعوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد ،وانه كلما
اختلف تخصص المعلم عن اإلدارة أو االقتصاد زادت معوقات تدريس المبحث لديه ولكن
بدرجة منخفضة ،أي أن معوقات التدريس تزداد كلما اختلف تخصص المعلم عن اإلدارة أو
االقتصاد وذلك لكون مبحث اإلدارة واالقتصاد مادة تخصصية لها مصطلحات ومفاهيم وتقوم
على نظريات علمية ال يمكن أن يوضحا إال من قد تخصص فيها بدراسة جامعية .كما
أظهرت النتائج عدم وجود عالقة بين تقدير المعلم ومعوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد
وذلك ألن معظم تقديرات المعلمين و المعلمات تتراوح بين تقدير جيد وجيد جدا أي أن جميع
المعلمين قادرين على تدريس المبحث بشكل عام ،وكذلك وجود عالقة عكسية بين خبرة
المعلم ومعوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد ،أي انه كلما زاد خبرة المعلم في التدريس
قلت معوقات تدريس مبحث اإلدارة و االقتصاد وهو أمر متوقع لتدريس جميع المباحث،
حيث تزداد قدرات المعلم في تطويع صعوبات التعامل مع الطلبة وتزداد مرونته في التعامل
مع المنهاج.
وأشارت النتائج أيضا إلى أن جميع معوقات التدريس كانت بدرجة متوسطة ،إال أن
مجال اإلدارة واإلشراف التربوي كان أعالها بمتوسط ( )2.27بدرجة متوسطة ،حيث احتلت
فقرتي " كثرة القوانين والتعليمات الرسمية التي تحد من حرية المعلم على اإلبداع" و " قلة
تفعيل أنظمة الثواب والعقاب للطلبة بشكل يحفظ مكانة المعلم وهيبته" على أعلى متوسط
( ،)2.63يليه مجال المجتمع المحلي بمتوسط حسابي ( ،)2.26وقد حصلت الفقرة "نظرة
األهل لمبحث اإلدارة واالقتصاد على أنه صعب" على أعلى متوسط ( )2.75وكانت بدرجة
عالية .بينما اعتبر المعلمين أن مجال طرق التدريس هو أقل مجال يشكل عائقاً لتدريس
المبحث ،حيث أنه حصل على متوسط حسابي مقداره ( )1.8وبدرجة متوسطة أيضا،
وحصلت الفقرتين "ضعف اهتمام المعلم بمشاكل الطلبة-الفروق الفردية "-و " ضعف
التسلسل في عرض المبحث من العام إلى الخاص" على أدنى متوسط ( )1.45وكانت
بدرجة منخفضة .
أي أن أهم المعوقات تدور حول نظام اإلدارة واإلشراف المتبع في مدارس المديرية،
من قوانين و تعليمات ونظم حوافز تؤثر بشكل كبير على دافعية المعلمين في العمل سواء
بشكل ايجابي أو سلبي ،كما أنها تركز بشكل كبير على الطلبة على حساب المعلم مما
يشعر المعلم بالظلم .كما أن عالقة المجتمع المحلي المدرسة ومن ثم بالمعلم ،خاصة نظرة
األهل على أن المبحث صعب .بينما ال يعتبر المعلمين أن طرقهم التدريسية تشكل عائقاً
في تدريس المبحث.
وقد استخلص أنه البد من إسناد المبحث لمعلم متخصص للحد من معوقات التدريس ،كما
أنه يجب إحداث تغيرات في نمط اإلشراف واإلدارية تعمل على الموازنة بين حقوق المعلم وواجباته
وتحفزه على العمل وحقوق الطلبة ولكن ضمن ضوابط وقوانين قائمة على فلسفة الثواب والعقاب ،مما
يساهم في إيجاد بيئة تعليمية تناسب الجميع .وكذلك ضرورة إعداد برامج تدريبية تساعد المعلمين
في تنمية معلوماتهم وقدراتهم المتصلة بتدريس مبحث اإلدارة و االقتصاد ،وتساعدهم في التعامل مع
الطلبة ومع القائمين على الوظائف اإلشرافية و اإلدارية عليهم حتى يتم خلق بيئة عمل تحفزهم على
العمل بجد.
هناك اتساق في نتائج اسئلة الدراسة؛ وهي أن مجاالت الدراسة تشكل جزء من معوقات
تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد ولكن بدرجة متوسطة ،وأن هناك أمور أخرى تشكل عبء لتدريس
المبحث ولكنها ال تظهر في الدراسة .وأن التخصص يرتبط بمعوقات التدريس ولكن بدرجة منخفضة.
األمر المهم الذي يستحق الوقوف عليه هو أن المعلم لم يعتبر أن لديه معيق في التدريس أو
المبحث وأن المعوقات خارجية من بيئة العمل المحيطة سواء داخل المدرسة في نمط اإلدارة أو في
بيئ ة الطالب األسرية .وهذا أمر متوقع في مجتمعاتنا التي يرفض في الفرد االعتراف بضعفه .وأن
يقوم بإسقاط همومه على كل من يحيطه.
التوصيات واالقتراحات:
.1ضرورة تغير قوانين العقوبات التي تحد من أبداع المعلم.
.2إيجاد نظم تحفيز المعلم لحثه على العمل.
.3إيجاد آليات جديدة تربط المجتمع المحلي بالمدرسة وتبقى أسرة الطالب و المجتمع المحلي
على اتصال مباشر ومستمر مع المعلمين بشكل عام و معلم اإلدارة واالقتصاد بشكل خاص.
.4توفير معلمين متخصصين في العلوم اإلدارية واالقتصادية لتدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد.
.5العمل على توثيق الصلة بين المعلمين و القائمين بوظائف اإلدارية و اإلشرافية المباشرة
عليهم.
.6إحداث تغيرات جذرية في نظرة األهل على مبحث اإلدارة واالقتصاد وإطالق حمالت توعية
حقيقية عن أهمية المبحث في الحياة العملية.
.7توفير أنظمة ثواب وعقاب للطلبة تمكن المعلم من ضبط سلوك الطلبة المشاغبين.
72 ديسمبر2017
معوقات تدريس مبحث االدارة... د.ادريس محمد صقر جرادات -أ .ابتسام ابو خلف
.8االستمرار في دراسة معوقات تدريس مبحث اإلدارة واالقتصاد لفترة ثالث سنوات متعاقبة
وإضافة مجاالت أخرى للدراسة (امتحان الثانوية العامة ،الفرع) وغيرها لتحديد األمور األخرى
التي تؤثر في المعوقات.
المراجع:
.1ابن منظور ،أبي الفضل جمال الدين(د.ب) :لسان العرب ،بيروت ،دار صادر.1992
.2الخليفة ،حسن جعفر(2003م) :المنهج المدرسي المعاصر المفهوم .األسس .المكونات.
التنظيمات ،الرياض ،مكتبة الرشد ناشرون.
.3د .أبو السعود محمد احمد ،معوقات استخدام التكنولوجيا التعليمية في تدريس العلوم بالمدارس
االبتدائية في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية ،المؤتمر العلمي األول التربية العلمية القرن
الحادي و العشرين -الجمعية المصرية للتربية العلمية -المجلد األول أغسطس .1997
.4الهيجاء ،فؤاد حسن(2001م) :أساسيات التدريس ومهاراته وطرقه العامة ،عمان ،دار المناهج
.5عالقة معوقات اإلدارة المدرسية باتجاهات المعلمين نحو التدريس ،دراسة رسالة ماجستير غير
منشورة للطالب" مالك يوسف الخطب" 2008
.6د .ناصر المخزني ،معوقات تدريس البالغة في المرحلة الثانوية كما يراها المعلمون والمديرون
والمشرفون التربويين في إقليم جنوب األردن ،رسالة الخليج العربي ،مكتب التربية العربي لدول
الخليج ،العدد.2002 ،83
.7صالح بن عفيف ،معوقات تدريس مبحث التربية اإلسالمية بالمرحلة الثانوية من وجهة نظر
مشرفيها ومعلميها بمكة المكرمة ،رسالة ماجستير ،جامعة أم القرى.2010 ،
.8عبد الرحمن العبدان ،المحاضرة "المعوقات التي تحد من تقدم التعليم الخاص" ،مبنى المكتبة
المركزية الناطقة ،الرياض.1992 ،
.9د .عبد الباقي أبو زيد ،معوقات توظيف تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في مناهج المبحث
التجارية بالتعليم الثانوي ،بحث مقدم للمؤتمر األول لتطوير التعليم قبل الجامعي ،و ازرة التربية
والتعليم ،جمهورية مصر العربية.2007 ،
تهدف الدراسة إلى بيان أثر الغرر في المعامالت المالية المعاصرة على االستقرار
االقتصادي ،وتحدثت فيها عن التأمين التجاري ،وعقود الخيارات المالية ،والتسويق الشبكي،
والمسابقات التجارية ،وكلها تحتوي على الغرر الكثير المؤثر في هذه العقود ،والذي يؤثر
تأثي اًر سلبياً على االستقرار االقتصادي ،ومن أهم اآلثار السلبية في ذلك تفشي البطالة،
والغش والتحايل التجاري ،وخسارة أكثر من يشاركون في هذه المعامالت ،ويجب على األفراد
والمؤسسات والدول مكافحتها واالستعانة بالمتخصصين للبحث عن بدائلها الشرعية حتى
تتخلص من اآلثار السلبية على االقتصاد بشكل عام.
الكلمات المفتاحية :الغرر ـ المعامالت المالية المعاصرة ـ االستقرار االقتصادي
Abstract
The study aims at explaining the effect of deceiving of contemporary
financial transactions on economic stability.
I discussed the commercial insurance, contracts of financial options,
network marketing, and commercial competitions.
All these transactions contain the deceiving actions in these contracts,
which negatively affects economic stability
The most significant negative effects are the widespread of unemployment,
trade fraud, and the loss of the most participants who participate in these
affairs.
Individuals, institutions and countries must fight them and use
specialists to search for their legitimate alternatives so as to eliminate the
negative effects on the economy in general.
Keywords: Deceiving, Contemporary financial Transactions, Economic
Stability.
1ـ في حدود علم الباحث لم يتطرق أحد لجمع المعامالت المالية المعاصرة ذات الغرر
الكثير الذي له آثار سلبية على االستقرار االقتصادي.
2ـ إضافة هذه الدراسة إلى دراسات االقتصاد اإلسالمي والمعامالت المالية المعاصرة.
فرضيات البحث :تفترض الدراسة اآلتي:
1ـ البطالة من أهم آثار الغرر في المعامالت المالية المعاصرة.
2ـ الخسارة االقتصادية لبعض أطراف عقود المعامالت المالية من سمات هذه العقود.
3ـ النمو الكبير لثروات المنظمين للمعامالت المالية المعاصرة المحتوية على الغرر الكثير،
وذلك على حساب غيرهم ممن يتعاملون معهم ،وذلك لوجود الجهالة والقمار والميسر في هذه
المعامالت.
4ـ التأمين التجاري وعقود الخيارات والتسويق الشبكي كلها تحتوي على الغرر الكثير المؤثر
فيها ،والتعامل بها له تأثير سلبي على االستقرار االقتصادي.
منهجية البحث 1 :ـ اعتمدت في بحثي هذا على المنهج االستقرائي واالستنباطي ،حيث قمت
باستقراء المعامالت المالية المعاصرة ،والبحث عما تحتوي منها على الغرر الكثير المؤثر
من عدمه ،ومن ثم استنباط ما يمكن استنباطه من اآلثار السلبية للغر على االستقرار
االقتصادي مستعينا بذلك بالمراجع العلمية التي لها عالقة بهذه الموضوعات.
2ـ اكتفيت في البحث بذكر التعريفات الالزمة للمعامالت المالية المعاصرة التي ذكرتها في
البحث ،ومن ثم توضيح الغرر فيها ،وأخي اًر ذكر اآلثار االقتصادية التي يمكن أن يسببها
الغرر في هذه المعامالت ،ولكل معاملة على حدة.
3ـ لم أتطرق لذكر البدائل الشرعية واالقتصادية للمعامالت التي تحتوي على الغرر المؤثر
إال ما ندر ،ألنها تحتاج إلى بحث مستقل وقد ذكر بعض الباحثين بعض البدائل لذلك كما
فعل ذلك الباحث تريحان ترميجان في بحثه الغرر وتطبيقاته في المعامالت المالية
المعاصرة.
الدراسات السابقة :هناك العديد من الدراسات التي تكلمت عن المعامالت المالية المعاصرة
وبينت أحكامها الشرعية وآراء العلماء والمجامع الفقهية وكتبت في ذلك بحوثاً كثيرة منها
المتوسعة ومنها المختصرة ومن هذه المؤلفات على سبيل المثال ال الحصر:
1ـ موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة ،تأليف /أ.د .علي بن أحمد السالوس.
2ـ المعامالت المالية المعاصرة تأليف /أ.د .وهبة الزحيلي.
76 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
3ـ المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي تأليف /د .محمد عثمان شبير ،وغيرهم
ممن كتب في المعامالت المالية المعاصرة ،وكلها تناولت أحكامها الشرعية ولم تتطرق إلى
آثارها االقتصادية إال ما ندر.
وهناك العديد من الدراسات التي تحدثت عن الغرر في المعامالت المالية المعاصرة منها:
1ـ الغرر وتطبيقاته في المعامالت المالية المعاصرة ،تأليف /تريحان ترميجان ،رسالة
ماجستير ـ جامعة سو ار كرتا المحمدية ـ 2015 / 1437م ،ذكر فيها المعامالت المالية
المعاصرة وتطبيق الغرر فيها ولم يتطرق إلى ذكر أي آثار اقتصادية لذلك.
2ـ أثر الغرر في المعامالت المالية المعاصرة ،تأليف /مالك يوسف القضاة ،وقد ذكر فيها
مجموعة من المعامالت وخاصة التي تتعامل بها المصارف اإلسالمية مثل المرابحة لآلمر
بالشراء والمضاربة والمشاركة واإلجارة المنتهية بالتمليك وخلص إلى أنها تحتوي على الغرر
القليل الذي ال يؤثر في العقود ،علما أنني لم أذكر شيئا من هذه المعامالت التي ذكرت في
هذه الرسالة عدا التأمين.
3ـ أثر عقود الغرر في تدهور االقتصاد ،تأليف /نياز نوري أحمد عبدهللا ،وهي رسالة
ماجستير قدمها الباحث في جامعة بغداد ،وليست مطبوعة أو موجودة على الشبكة
العنكبوتية وإنما الموجود منها مقدمة الباحث وخطة البحث والنتائج والتوصيات التي توصل
إليها الباحث ،وحسب ما ذكره الباحث في خطة البحث فلم يتطرق للمعامالت المالية
المعاصرة وإنما اقتصر على المسائل الفقهية المبثوثة في كتب الفقه والمحتوية على الغرر،
وتحدث عن نوعين من العقود وهي عقود المعاوضات المالية وتحديدا البيع والشراء ،والعقود
المالية التي تحمل معنى المعاوضة مثل عقود الشركات والرهون والوكاالت والضمانات ،ثم
بين آثار هذه العقود على تدهور االقتصاد.
خطة البحث :ويحتوي البحث على مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث وخاتمة:
المقدمة وتحتوي على مشكلة البحث وأهميته وأهدافه وفرضيات البحث ومنهجية البحث
والدراسات السابقة.
التمهيد ويحتوي على التعريف اللغوي واالصطالحي لمفردات عنوان البحث.
المبحث األول :الغرر في التأمين التجاري وأثره على االستقرار االقتصادي.
المبحث الثاني :الغرر في عقود الخيارات وأثره على االستقرار االقتصادي.
المبحث الثالث :الغرر في المسابقات التجارية وأثره على االستقرار االقتصادي.
باألمور غافل عنها( ،)3والغرور :مكاسر الجلد ،والواحدة غر بالفتح ،فيقال :طويت الثوب
()4
. على غرة ،أي على كسرة
2ـ الغرر اصطالحاً :اختلفت عبارات الفقهاء في تعريف الغرر ،فعرفه الكاساني من الحنفية
بقوله( :الغرر هو الخطر الذي استوى فيه طرف الوجود والعدم بمنزلة الشك) ( ،) 5وعند
الشافعية( :الغرر هو ما انطوت عنا عاقبته ،أو ما تردد بين أمرين أغلبهما أخوفهما ،ومنه
المجهول والمبهم ومالم ُي َر قبل العقد)(.)6
ويقول ابن رشد من المالكية( :الغرر ينفي عن الشك أن يكون معلوم الوجود ،معلوم القدر،
مقدو ار على تسليمه)( ،)7وعرفه العنقري من الحنابلة بأنه( :ما انطوت عنا عاقبته ،أو ما تردد
بين أمرين أغلبهما أجرمهما)( ،)8وعرفه ابن القيم بأنه( :ماال يقدر على تسليمه ،سواء كان
موجوداً أو معدوماً)(.)9
وإن اختلفت ألفاظ الفقهاء في تعريف الغرر إال أنها متقاربة المعنى ،حيث تبين أن الغرر
عقد يشتمل على الخطر ،وتعريف ابن رشد من أوضح التعريفات في الغرر حيث شمل
تعريفه الجهل بالمعقود عليه ،وبصفته ومقداره ،وعدم القدرة على تسليمه ،وهذا يشمل جميع
فروع الغرر .وهللا أعلم
ثانياً :تعريف العقد :وهو لغة الشد ،والضمان ،والعهد ،والتوثيق ،والوالية ،والعزم.
الشد يقال :عقد الحبل والبيع والعهد بعقدة :شده وعنقه إليه ،والعقد: () 10
يقول الجوهري:
الضمان والعهد ،والجمل الموثق الظهر ،والعقدة قالدة ،والعقد الخيط ينظم فيه الخرز،
وجمعه عقود ،وقد اعتقد الدر والخرز وغيره إذا اتخذ منه عقداً.
وما حسينة إذ قامت تودعنا ....للبين واعتقدت شذ ار وحرمان.
وأما العقد اصطالحاً :فله معنيان عند الفقهاء :أحدهما عام واآلخر خاص .أما المعنى العام:
هو كل التزام تعهد به اإلنسان على نفسه سواء كان يقابله التزام آخر أم ال ،وسواء كان
()11
التزاماً دينياً كالنذر أو دنيوياً كالبيع ونحوه.
أما المعنى الخاص فقد اختلفت عبارات الفقهاء في تعريفه:
78 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
فعند الشافعية :وهو ربط أجزاء التصرف ،أي اإليجاب والقبول شرعاً( ).
12
وعند الحنابلة :كل اتفاق بين إرادتين أو أكثر على إنشاء التزام أو نقله ،فهو ال يتفق إال من
طرفين أو أكثر( ) ،ولكن كل عباراتهم تدور حول التحقق من وجود إرادتي العاقدين وتوافقهما
13
واإليجاب والقبول.
ثالثاً :تعريف المعامالت المعاصرة :ولتعريف المصطلح فالبد أوال من تعريف المعامالت ،ثم
المعاصرة ليتم تعريف المصطلح كامالً.
1ـ تعريف المعامالت لغة :هي جمع معاملة ،وهي مأخوذة من عاملت الرجل أعامله،
الع َملة :القوم يعملون
والمعاملة في كالم أهل العراق هي المساقاة في كالم الحجازيين ،و َ
بأيديهم ضروريا من العمل(.)14
2ـ المعاملة في االصطالح :تطلق على األحكام الشرعية التي تنظم تعامل الناس سواء في
المال أو النساء ،وخصها بعض العلماء بتنظيم األمور المالية وهو األقرب ،وعرفها محمد
عثمان شبير على أنها( :األحكام الشرعية المنظمة لتعامل الناس في األموال)(.)15
3ـ المعاصرة :هي في اللغة مأخوذة من العصر وهو الزمن الذي ينسب لشخص كعصر
النبي أو لدولة كالدولة األموية أو إلى وقت كالعصر الحديث(.)16
والمقصود به هنا هو العصر الحاضر أو الوقت الحاضر حيث اشتهرت فيه كثير من
المعامالت الحديثة.
4ـ تعريف المعامالت المعاصرة( :وهي القضايا المالية المستحدثة في عصرنا الحاضر
والتي تحتاج إلى اجتهاد فردي أو جماعي إلصدار أحكام شرعية مناسبة لها).
رابعاً :مفهوم االستقرار االقتصادي :االستقرار في اللغة معناه التمكن ( ،) 17قال تعالى:
ع) األنعام ،98وحالة عدم االستقرار هي الفوضى والبلبلة والصخب ( َف ُم ْس َتَقر َو ُم ْس َت ْوَد ٌ
والجلبة ( ،) 18واالستقرار الثبات ،ومنه االستقرار في المكان :الثبات فيه ،واستقرار المهر:
ثبوته(.)19
واالستقرار االقتصادي معناه بقاء الوضع االقتصادي في وضع ثابت ومتوازن بين الدخل
واإلنتاج ليحافظ على المستوى العام لألسعار ،ويبقي على قيمة النقود مستقرة وثابتة ،ولذلك
عرف االستقرار االقتصادي بأنه( :تحقيق التشغيل الكامل للموارد االقتصادية المتاحة ُي َ
وتفادي التغيرات الكبيرة في المستوى العام لألسعار مع االحتفاظ بمعدل نمو حقيقي مناسب
في الناتج القومي)(.)20
وألن المعامالت المالية المعاصرة لها دور كبير في تحقيق النمو االقتصادي ،وفي إيجاد
البيئة االقتصادية المستقرة ،كان البد من دراستها والبحث عن المشكالت التي تجعلها تحيد
عن هدفها ومسارها وعدم تحقيقها لالستقرار االقتصادي الكامل ،ومن أهم هذه المشكالت
مشكلة الغرر ،وقد تناول علماء الشريعة اإلسالمية هذه المشكلة بالبيان والتوضيح ألنواعه
وأحكامه وبينوا آثاره السلبية على المعامالت المالية.
وكما أن للغرر عالقة بالفقه واالقتصاد اإلسالمي ،فله أيضاً عالقة باالقتصاد بشكل عام،
بل نجده في األنظمة االقتصادية األخرى بشكل أوسع وبصورة أعقد ،كما في بعض العقود
المالية في األسواق المالية (البورصات) ،وشركات التأمين ،وبعض معامالت المصارف أو
المؤسسات التجارية.
خامساً :حكم بيع الغرر :والغرر منه الكثير ومنه اليسير ،أما اليسير فمعفو عنه في الشريعة
اإلسالمية ،وأما الكثير فقد ثبتت حرمته بالكتاب والسنة واإلجماع.
أما من الكتاب فقد قال تعالى( :والَ َتأ ُْكُلوْا أَمواَل ُكم بيَن ُكم ِباْلب ِ
اط ِل َوُت ْدُلوْا ِب َها ِإَلى اْل ُح َّكا ِم َ َْ َْ َ
َنت ْم َت ْعَل ُمو َ ) البقرة ،188وبيع الغرر فيه أخذ مال ن اس ِباإل ْثمِ َوأ ُ
ِ الن ِ لِ َتأ ُْكُلوْا َف ِريقاً ِم ْن أَم َو ِ
ال َّ ْ
الغير ظلماً ،وأخذ المال ظلماً من أكله بالباطل وقد نهى هللا عنه.
أما من السنة حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال( :نهى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
عن بيع الغرر)( ،)21وأما اإلجماع فقد أجمعت األمة على حرمة بيع الغرر.
وهذا الحكم في بيع الغرر حكماً مجمالً وهو ينطبق على الغرر الكثير الذي يؤثر في العقد،
وفي مسائله الفرعية يوجد خالفاً كبي اًر بين الفقهاء مكانها كتب الفقه.
والعلة من تحريم الغرر أنه أكل ألموال الناس بالباطل ،وما يؤدي إليه من النزاع وعدم القدرة
على التسليم(.)22
أما الغرر اليسير فإن العلماء متفقون على جوازه إذا وقع ،وذلك ألنه معفو عنه ،قال القرافي
في حكم أنواع الغرر( :وقليله جائز إجماعاً ،كأساس الدار ،وقطن الجبة)( ،)23وقال اإلمام
النووي( :فأما ما تدعو إليه الحاجة ،وال يمكن االحتراز عنه ،كأساس الدار ،وشراء الحامل
مع احتمال أن الحمل واحد أو أكثر ،وذكر أو أنثى وكامل األعضاء أو ناقصها ،وكشراء
الشاة في ضرعها لبن ونحو ذلك ،فهذا يصح بيعه باإلجماع) ،ثم قال( :وقد نقل العلماء
أيضا أشياء غررها حقير ،منها أن األمة أجمعت على صحة بيع الجبة المحشوة وإن لم ير
حشوها ،ولو باع حشوها منفردا لم يصح)(.)24
80 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
المبحث األول :الغرر في التأمين التجاري وأثره على االستقرار االقتصادي ويحتوي على
ثالثة مطالب:
المطلب األول :تعريف التأمين لغة واصطالحاً:
أوالً :تعريف التأمين لغ ًة واصطالحاً :أما لغة فهو مشتق من األمن ،وهو طمأنينة النفس
وزوال الخوف( ،)25ويقال :أمن فالناً على كذا وثق فيه واطمأن عليه ،وأمنه على الشيء
تأميناً جعله في ضمانه(.)26
ثانياً :تعريف التأمين اصطالح ًا :التأمين إما نظاماً أو عقداً ،وهما يختلفان عن بعضهما،
فالتأمين كنظام يقصد به( :تعاون منظم تنظيماً دقيقاً بين عدد كبير من الناس معرضين
لخطر واحد ،حتى إذا تحقق الخطر بالنسبة إلى بعضهم تعاون الجميع في مواجهته،
بتضحية قليلة يبذلها كل منهم ،يتالفون بها أض ار اًر جسيمة تحيق بمن نزل الخطر به
الت ْق َوى
بر َو َّ
(وَت َع َاوُنوْا َعَلى اْل ِ
منهم) ،وهذا من التعاون الذي أمر هللا به الناس حيث قالَ :
()27
عقد متضمن للمعاوضة المالية ،حيث يدفع المستأمن أقساط التأمين ويدفع المؤمن مبلغ
التأمين عند حصول الخطر للمستأمن ،فهو عقد معاوضة مالية ،وهو عقد احتمالي ألن كل
ما يدفعه المؤمن والمستأمن مجهوال بالنسبة لهما ،فقد يدفع المستأمن قسط أو قسطين
ويحصل على مبلغ التأمين كامالً ،وقد يدفع جميع األقساط وال يحصل على شيء ،كذلك
فهو عقد إذعان حيث يخضع المستأمن لجميع الشروط التي يفرضها المؤمن مطبوعة ،وتكاد
()29
تكون هذه الشروط متساوية في جميع شركات التأمين التجاري.
المطلب الثاني :الغرر في عقد التأمين التجاري :المتأمل في واقع الحياة يجد اإلنسان
محاطاً بالمخاطر التي ال حصر لها ،والتي تؤثر عليه مادياً ومعنوياً ،بل قد تؤثر على
المجتمع ككل ،وهذه المخاطر قد تؤدي إلى خسارة الثروات واألموال ،وهذا يؤدي إلى إحجام
األفراد والمجتمع عن االستثمار وإنعاش االقتصاد ،مما يؤدي إلى الركود االقتصادي،
وضعف اإلنتاج ،وألن اإلنسان يريد تحقيق المكاسب فيبحث عما يحافظ على ثروته ومكاسبه
واستثماراته ،فيلجأ إلى شراء األمن من شركات التأمين ،وهي مصلحة عظيمة في ظاهرها،
ولكنها في حقيقتها مفسدة شرعية ظاهرة الحتوائها على المحاذير الشرعية من الغرر والربا
وأكل أموال الناس بالباطل ،وهذه إذا اجتمعت في عقد من عقود المعامالت المالية جعلته
ممنوعاً شرعاً ،ولست بصدد ذكر األدلة على حرمتها ،وتوضيح هذه األدلة ،فقد بينها العلماء
المعاصرون ،وبينتها المجامع الفقهية ،وغيرها ،وما سأذكره هنا هو الغرر الكثير الفاحش
الموجود في عقد التأمين التجاري وأثره على االقتصاد وهو كالتالي:
1ـ الغرر يوجد في عقد التأمين التجاري ويؤثر عليه تأثي ار كبي اًر ،وقد نهى النبي صلى هللا
عليه وسلم عن بيع الغرر ففي حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال( :نهى رسول هللا صلى
هللا عليه وسلم عن بيع الحصاة وبيع الغرر)( ،)30وعن ابن عمر رضي هللا عنهما( :أن
النبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن بيع الغرر)( ،)31وال يكون الغرر محرماً ومنهي عنه
إلى إذا كان في عقود المعاوضات المالية ،والتأمين عقد معاوضة يشتمل على الغرر الكثير
الفاحش ،إذ يشترط في عقد المعاوضة المالية العلم التام بمقدار ما يحصل عليه كمتعاقد،
مع أن عقد التأمين عقد احتمالي ،ألن كال من العاقدين ال يعرف عند إبرام العقد مجموع ما
سيأخذ من المال ،وال مقدار ما سيدفع ،ألن ذلك متوقف على وقوع الخطر أو عدم وقوعه،
وبذلك يكون الغرر واضحاً في عقد التأمين التجاري ،كما أن التأمين التجاري يتضمن الغرر
في األجل كما في التأمين العمري حيث تلتزم شركة التأمين بدفع مبلغ التأمين عند وفاة
82 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
المستأمن وهو أجل مجهول( ،)32ولذا فإن عقد التأمين يحتوي على الغرر الكثير المؤثر في
العقد.
2ـ عقد التأمين التجاري يتضمن القمار والميسر :والقمار والميسر هي من الغرر ،والميسر
هو قمار الجاهلية باألزالم ،فقد قال ابن عباس( :كان الرجل في الجاهلية يخاطر الرجل،
على أهله وماله ،فأيهما قمر صاحبه ذهب بماله وأهله)(.)33
والقمار والمراهنة في القانون( :عقد بين شخصين أو أكثر اختلفوا على أمر بمقتضاه يتفقون
على أن من يظهر صواب رأيه منهم يتسلم من اآلخر مبلغ ًا من المال أو أي شيء
ِ
آمُنوْا ِإَّن َما اْل َخ ْمُر (يا أَُّي َها َّالذ َ
ين َ آخر) ،واإلسالم حرم الميسر كما في قوله تعالىَ :
() 34
من البيع ،ق ال ابن القيم( :فإن المنهي عنه قد اشتغلت فيه الذمتان بغير فائدة ،فإنه لم يتعجل
أحدهما ما يأخذه فينتفع بتعجيله ،وينتفع صاحب المؤخر بربحه ،بل كالهما اشتغلت ذمته
بال فائدة)(.)40
ولو تأملنا كثي اًر في عقد التأمين لوجدناه كذلك ،فهو يتضمن بيع الدين بالدين ،فالمستأمن
يدفع أقساطاً هي دين في ذمته ،وشركة التأمين تدفع مبلغ التأمين عند حصول الخطر وهو
دين في ذمتها ،فهو دين بدين.
ولهذا فإن عقد التأمين التجاري عقد متضمن للغرر الكثير والشتماله على أنواع الغرر ،وهي
غرر الحصول ،وغرر المقدار ،وغرر األجل ،وكونه قد يؤدي إلى النزاع ،ويكون الغرر في
المعقود عليه أصالة ،وهو قسط التأمين ،ومبلغ التأمين وهما معلق حصولهما ومقدارهما على
حصول الخطر ،وهو احتمال قد يقع وقد ال يقع.
والتأمين التجاري بهذه الصورة له مضار اقتصادية كبيرة ،وإن كان في ظاهرة له فوائد ،إال
أنه لو تأملنا في خباياه لوجدنا ضرره أكبر من نفعه ،وهو يؤثر تأثي ار سلبيا على الفرد
والمجتمع ،والشريعة اإلسالمية لم تحرم شيئا وتجعل فيه النفع للناس ،وإنما التحريم جاء لدفع
الضرر عن الفرد والجماعة.
المطلب الثالث :أثر الغرر في التأمين التجاري على االستقرار االقتصادي :ومما ال شك فيه
أن التأمين عملية اقتصادية تعمل على جمع المدخرات وتغطي المخاطر ،ولكن المحرم شرعاً
ال يستفيد منه المجتمع ويجب تجنبه إلى البدائل الشرعية ،وقد ابتكر العلماء المعاصرون في
االقتصاد اإلسالمي بالتعاون مع االقتصاديين والفقهاء بديال جيدا للتأمين التجاري وهو
التأمين التعاوني القائم على التعاون والتبرع ،والغرر ال يؤثر على عقود التبرع حتى ولو كان
غر اًر كثي اًر.
وكما ذكرت آنفا أن الشريعة عندما تحرم شيئا فهي تدفع عن األمة مضرة هذا الشيء كما
يهما ِإ ْثم َكِبير ومَن ِ
ِِ ِ ِ
اف ُع قال تعالى في الخمر والميسرَ( :ي ْسأَُلوَن َك َعن اْل َخ ْم ِر َواْل َمْيس ِر ُق ْل ف َ ٌ ٌ َ َ
اس َوِإ ْث ُم ُه َما أَ ْكَبُر ِمن َّن ْف ِع ِه َما )...البقرة ،219ففيهما نفع إال أن ضررهما أكبر ،ولذلك لِ َّلن ِ
انطِ س ِم ْن َع َم ِل َّ
الشْي َ اب َواأل َْزالَ ُم ِر ْج ٌ
َنص ُ
ِ
حرمها هللا عز وجل فقالِ( :إَّن َما اْل َخ ْمُر َواْل َمْيسُر َواأل َ
وه )....المائدة ،90وكذلك التأمين وإن كان فيه بعض الفوائد االقتصادية سواء َف ِ
اج َتنُب ُ
ْ
لشركات التأمين ،أو للمستأمنين إال أنها تضر كثي ار بالناس ،فالربا والغرر والميسر وأكل
أموال الناس بالباطل كلها تجتمع في هذا العقد ،ولو وجدت واحدة منها في عقد لجعلته
84 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
محرما فكيف بهذا العقد وقد اجتمعت فيه هذا المحرمات ،فحاشا وكال أن تبيح الشريعة عقداً
يحتوي على الربا والغرر والقمار وأكل المال بالباطل ،ولذا فإن من أعظم مساوئ التأمين هو
مخالفته للشريعة والخروج من الحدود الشرعية ،بحيث لو تجاوزنا هذه الحدود اختلت الحياة
االقتصادية واختل التوازن االقتصادي ،والوقوع فيما حرمه هللا عز وجل هو أسوأ ما يقع
اإلنسان فيه ،ومن السوء أن يقع اإلنسان في الربا والميسر والغرر وأكل أموال الناس
بالباطل ،فينزع هللا البركة من المال وتوجب لمن يستحلها عذاب هللا وسخطه ومقته في
اآلخرة.
وهناك مساوئ اقتصادية كثيرة للتأمين التجاري وهي كالتالي:
1ـ تربح شركات التأمين من عملية التأمين أرباحاً طائلة ،ولكن أكثر من يؤمن لدى
الشركات ويدفع األقساط التأمينية يخسرون أموالهم بال فائدة ،وال يحصل على التعويض إلى
القليل ،وهذه الشركات ال تحتفظ باألموال في بلدها ليتم استثمارها واالستفادة منها ،وإنما
تضعها في شركات التأمين الكبرى (إعادة التأمين) لتتضاعف أرباح تلك الشركات حتى أن
ميزانية إحدى هذه الشركات أكثر من ميزانية دول ،ولو حصلت عواصف وأزمات اقتصادية
فإن هذه الشركات تخسر كل ما لديها كما حصل في أزمة الرهن العقاري في نهاية 2008م.
وإن الكثرة الكاثرة في التأمين هي الجماعة الخاسرة في عملية التأمين ،والقلة النادرة هي الفئة
الرابحة ،فإن قد اًر ال يستهان به من أموال األفراد والجماعات والجهات والدول يرمى به في
صناديق التأمين في العالم دون سبب حقيقي لهذا التصرف ،والجميع خاسرون لهذه األموال
دون فائدة ظاهرة وملموسة ،وال يستثنى من هؤالء سوى قلة نادرة ال تعد شيئاً إلى جانب
األعداد الهائلة المؤمن لهم ،هذه القلة النادرة هم أولئك الذين يقع لديهم الحادث المؤمن
ضده ،وال يدفع لهم تعويضاً عن ذلك إال إذا جاوزت تكاليف الحادث ما دفعوه من أقساط مع
اعتبار زمن استثمار هذه األقساط لو لم يدفعوها واستثمروها بأنفسهم حتى ذلك الحين.
والذين يقع لهم الحادث هم من الندرة ،بحيث ال يكادون يذكرون بالنسبة لمجموع المؤمن لهم،
فالرابحون الحقيقيون من وراء خسارة المجموع في عملية التأمين ،هم قادة التأمين في العالم،
لذا فخسارة األمة في التأمين باهظة ،وهي عامة شاملة ،بل إنها من أشد الخسائر
()41
االقتصادية التي منيت بها الشعوب في العصور المتأخرة.
2ـ ال يستطيع الكثير من الناس في بعض البلدان تأسيس مشاريع استثمارية رغم توفر
رؤوس األموال لديهم ،سواء كانت مشاريع استثمارية كبيرة أو متوسطة أو صغيرة ،ألن
قوانين هذه البلدان ال تصرح لقيام أي مشروع إال إذا كان مؤمناً عليها في شركة التأمين،
وشركات التأمين تفرض رسوماً كبيرة فتزيد من كلفة هذه المشاريع فيحجم أصحابها عن
تأسيسها.
3ـ األصل أن شركات التأمين تعمل على تحقيق ادخارات كبيرة تدعم العملية االستثمارية
وتسهم في توفير التمويل الالزم لها عن طريق توظيف هذه المدخرات في صور متعددة
(أسهم ـ سندات ـ عقارات) ،وبذلك يحقق عملية ضخ مستمرة في مختلف الفروع االستثمارية
مما يساعد في إقامة مشاريع جديدة وتشغيل األيدي العاملة ،إال أن هذا ال يتم لألسف في
شركات التأمين التجاري ،بل تقوم الشركات بإيداع األموال في البنوك الربوية ،وجزء من هذه
األموال يتم إيداعها في شركات التأمين العالمية إلعادة التأمين ،فيتم تصدير المدخرات لخارج
البلد فيكون المستفيد هي الدولة المصدرة للتأمين والخاسر هم المساهمون في التأمين الذين
ال يحصل لهم الخطر وال يتلقون أي تعويضات ،وهم األكثرية في العملية التأمينية ،وهذا
أيضاً يربك ميزانية مدفوعات الدول المستوردة ،وال يعوض هذه الخسارة ما قد ترده هذه
الشركات األجنبية من تعويضات عند تحقق الحادث.
4ـ التعمد إلتالف المال للحصول على مبالغ التأمين ،كأن يتسبب في سرقة المال أو حرقه
أو إتالفه ،خاصة إذا كان المال قد كسد أو فسد ،أو أنه ستحصل له خسارة في تجارته
فيعمد إلى إتالفها حتى يحصل على مبلغ التأمين ويعوض خسارته ،وهذا يسبب خسارة على
األفراد وعلى شركات التأمين وعلى اقتصاد البلد التي يوجد بها التأمين( ،وبسبب إغراء المال
والطمع في الحصول على مبالغ التأمين ،أقدم عدد من الموصى لهم بهذه المبالغ ،أو
المستفيدين لها بعد أصحابها على ارتكاب جرائم شنيعة مروعة من اإلحراق والقتل ،فهذا
يفجر الطائرة بمن فيها بالجو لكي يحصل على تأمينها ،وهذا يغرق الباخرة بمن فيها ليحصل
على التأمين)(.)42
5ـ من رواسب االقتصاد الرأسمالي تكدس األموال بأيدي قلة من الناس ،والبقية فقراء أو
متوسطي الدخل ،وال شيء أسوأ على األمة من تكديس الثروة بيد مجموعة من الناس،
والتأمين مما يساعد في تكديس األموال بيد القلة بل يصبح لألغنياء دون الفقراء ،فالفقراء ال
يستطيعون دفع الكلفة التأمينية لكثير من حوائجهم التي ال يحصلون عليها من غير تأمين
إال مع العنت الشديد ،بل إن الكثير يتركون حاجاتهم الضرورية بسبب عجزهم عن دفع
()43
تأمينها.
86 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
6ـ إبطال حقوق اآلخرين وضياع المحافظة الفردية على الممتلكات ،فتستخدم شركات
التأمين أعداداً كبيرة من أشهر المحامين في العالم ،ليتولوا الدفاع عنها بالحق أو بالباطل،
إلبطال حجج خصومها من المؤمن لهم ،وهي ال تقف عند هذا الحد ،ولكنها تستميل كل من
تستطيع ممن له أثر في تقرير الحوادث ،وهي تفعل ذلك إليجاد أي ثغرة تخرج بها من
المسؤولية ،فتتحلل من دفع مبالغ التأمين المستحقة.
()44
كما يتسبب التأمين في وقوع كثير من اإلهمال لدى المؤمن لهم ،الذين ال يعتنون وال
يحافظون على أموالهم وممتلكاتهم المؤمن عليها ،كمحافظتهم على غير المؤمن عليها ،بل
قد يصل األمر بهم إلى حد الرغبة في تلف بعض األعيان المؤمن عليها ،طمعاً في مبلغ
()45
تأمينها الذي قد يفوق قيمتها.
وكذلك إخافة الناس وإرعابهم حتى يسعى الناس لطلب التأمين من هذه الشركات ،وعلى
الرغم من أنها تسمى شركات التأمين إال أنها تزرع الخوف في نفوس األفراد وذلك لتدفعهم
للجوء إلى طلب التأمين ،والناس قد يخشون على استثماراتهم من حوادث المستقبل ،ويخافون
عليها الهالك ،ولكن األصل في المسلم عدم الخضوع لما هو محرم شرعاً ،واإلسالم يراعي
مصلحة الفرد والمجتمع ،وال أشك في ذلك أنه يدعو إلى حماية الممتلكات ،وقد شرع لنا من
األحكام ما يحافظ على حقوقنا ،مثل قطع يد السارق وقتل قاطع الطريق وناهب المال
وغيرها من األحكام ،فهو يدعو إلى حماية األموال ،ويحث على التعاون والتكافل ،ولذا ينبغي
أن نعود إلى شركات التأمين التعاوني القائمة على التكافل والتعاون والتبرع ،بل إن أرباب
التأمين التجاري بدأوا بمنحى التأمين اإلسالمي التعاوني خاصة بعد األزمة المالية ،ولكن
بشكل محدود ،ولكنهم بدأوا بالتفكير في العمل به ،خاصة وأن المصارف اإلسالمية نجحت
في تجاوز األزمة االقتصادية ولم تتأثر بها كثي اًر لعدم ارتباطها بالجهاز المصرفي الربوي،
وليست هذه الفكرة بجديدة ،بل ظهرت نتيجة تطور األعمال االقتصادية وقيام مجموعة من
المصارف اإلسالمية في العالم في سبعينيات القرن الماضي ،فكانت الحاجة للحماية التأمينية
لممتلكات وعمليات هذه المصارف ،فبادر بنك فيصل اإلسالمي السوداني بإنشاء أول شركة
للتأمين التكافلي في العالم عام (1979م) وهي شركة التأمين اإلسالمية ـ السودان ،تالها
قيام الشركة اإلسالمية العربية للتأمين بالمملكة العربية السعودية ،وبعد ذلك شركة البركة
للتأمين اإلسالمي ثم انزاحت التجربة إلى دول العالم اإلسالمي وغير اإلسالمي فقامت
شركات كثيرة وأيضاً نوافذ إسالمية في شركات تأمين تجارية.
()46
المبحث الثاني :الغرر في عقود الخيارات وأثرها على االستقرار االقتصادي :تعتبر عقود
الخيارات من المعامالت المالية المعاصرة التي يتم التعامل بها في األسواق المالية ،وهي من
العقود المستقبلية ،وصورة من صورها ،وهي من األوراق المالية التي ليس لها قيمة ذاتية،
وإنما تستمد قيمتها من األوراق المالية التي يجري عليها االختيار ،فما هي عقود الخيارات؟
وهل يؤثر فيها الغرر؟ وهل لها أثر على االستقرار االقتصادي؟ ويحتوي هذا المبحث على
ثالثة مطالب:
المطلب األول :تعريف وحكم عقود الخيارات:
أوالً :تعريف عقود الخيارات :ويقصد بالخيارات األحقية التي تمنح لصاحب الخيار بأن ينفذ
عقد شراء أو بيع عدد محدد من األوراق المالية بسعر محدد خالل مدة محددة ،أو أن يمتنع
()47
عن ذلك مقابل دفع غرامة محددة.
وعقد الخيار :هو عقد بين طرفين يعطي لمشتريه الحق ـ ـ ال االلتزام ـ ـ أن يشتري أو يبيع
كمية معينة من األسهم أو من سلعة معينة بسعر تنفيذ معين ،خالل فترة سريان العقد ،ويدفع
مشتري الخيار لقاء تلقيه هذا الحق مبلغاً معيناً يسمى (ثمن الخيار) ،وهو مبلغ بسيط من
وعرف بأنه( :عقد يمثل حقاً يتمتع به المشتري ،والتزاماً سعر السهم أو من سعر السلعة.
()48
يقدمه البائع ،فيدفع األول ثمناً مقابل تمتعه بذلك الحق ،ويقبض اآلخر هذا الثمن مقابل
تعهده والتزامه ،وينتج عنه أداة قابلة للبيع والتداول)(.)49
وثمن االختيار ليس جزءاً من ثمن األسهم أو السلع التي يقع عليها االختيار فهو ال يمثل
دفعة مقدمة على ثمن األسهم أو السلع.
()50
ولضمان تنفيذ عقود االختيارات البد من وجود طرف ثالث يكون ضامناً لوفاء كال الطرفين
بالتزامهم ،يقول الدكتور عبد الستار أبو غدة( :االختيارات تمارس فقط في أسواق المستقبليات
باألسهم ،والسلع ،والعمالت ،والمؤشرات ،وهي تقترن دائماً بكفالة جهة ثالثة تضمن وفاء
الطرفين بالتزاماتها ،فهي كفالة مزدوجة األثر مع وحدة الكفيل ،إذا تكفل البائع لصالح
المشتري فيما يترتب في ذمته من التزامات ،وتكفل المشتري لصالح البائع فيما يترتب في
ذمته من التزامات أيضاً ،وهذه الجهة هي غرفة المقاصة أو السمسار)(.)51
وتتنوع عقود الخيارات المالية المعاصرة إلى عدة أنواع ،منها أن يشتري أو يمتنع ،وأن يبيع أم
ال ،وذلك على النحو التالي:
88 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
أ ـ ـ ـ خيار الطلب أو الشراء :وهذا النوع من الخيار حق للمشتري بأن يتسلم األوراق المالية
التي تم العقد عليها ،أو يمتنع عن ذلك مقابل دفع مبلغ معين لمالك األسهم لقاء منحه إياه
هذا الحق ،وفي الغالب فإن قيمة الغرامة يعتمد على العرض والطلب لألوراق المالية،
()52
وبالنظر إلى معنى خيار الشراء يتضح اآلتي:
1ـ ال يتضمن هذا العقد التزام مشتري حق الخيار لتنفيذ الشراء ،وإنما يتضمن حصوله على
حق الشراء الذي له أن يمارسه في أي لحظة يريدها خالل الفترة المحددة.
2ـ يتضمن العقد التزام البائع لحق الخيار بتنفيذ الصفقة عند الطلب بالثمن المحدد في
العقد.
3ـ ثمن الخيار الذي يدفعه مشتري الخيار ال يحتسب كعربون من قيمة السهم المتفق عليه
عند العقد ،كونه ال يسترد بأي حال.
ب ـ ـ ـ خيار البيع ويسمى خيار الدفع أو خيار العرض ،ويعرف على أنه( :عقد بين طرفين،
يخول أحدهما حق بيع أوراق مالية معينة ،أو سلع موصوفة في الذمة ،أو عمالت ،أو غيرها
للطرف اآلخر ،بسعر معلوم ،في تاريخ معلوم ،أو خالل مدة معلومة ،مقابل عوض
معلوم)( ،)53فهو عقد لبيع عدد من األسهم واألوراق المالية بسعر محدد خالل فترة محددة،
وال يجبر على البيع ،إنما هو الخيار ،ألن قابض ثمن الخيار هو الملزم بالشراء في هذه
الحالة أو التنفيذ بشكل عام ،إذا ما قرر مشتري حق البيع التنفيذ وبالسعر المتفق عليه خالل
المدة المحددة ،وهنا كذلك ما يدفعه مقابل تمتعه بحق خيار البيع ،غير مسترد بأي حال(،)54
ولذلك فإن هذا النوع بعكس النوع األول (خيار الشراء) فالمشتري هنا لهذا الخيار هو صاحب
األوراق المالية الذي عرضها للبيع ،كما أن هذا العقد يلزم بائع حق الخيار بالشراء ،إذا قرر
مالك األوراق المالية بيعها ،والذي دفع بائع األوراق المالية لشراء الخيار هو الخشية من
هبوط أسعارها.
ثانياً :حكم عقود الخيارات :من خالل ما ذكرناه في تعريف عقود الخيارات وأنواعها
وماهيتها ،يتبين أن عقود الخيارات ليست عقوداً على سلع أو أسهم أو غيره مما يمكن أن
يباع ،ولكنه مجرد بيع أو شراء الحق في التصرف في المبيع ،فالمبيع هو االختيار نفسه،
وهو ملزم ألحد الطرفين إما بائع االختيار أو مشتريه ،ولذا فإن هذا العقد بصورته الراهنة قد
صدرت ق اررات وفتاوى كثيرة بتحريم بيعه وتداوله وذلك لما تضمنه من الغرر والقمار
والميسر ،حيث جاء في قرار مجمع الفقه اإلسالمي رقم )7/1( 63ما يلي:
(إن عقود االختيارات ،كما تجري اليوم في األسواق المالية العالمية ،هي عقود مستحدثة ال
تنضوي تحت أي عقد من العقود الشرعية المسماة ،وبما أن المعقود عليه ليس ماالً وال
منفع ًة وال حقاً مالياً يجوز االعتياض عنه ،فإنه عقد غير جائز شرعاً ،وبما أن هذه العقود ال
تجوز ابتداء فال يجوز تداولها)( ، )55وجاء في منتدى الندوة السادسة لمجموعة البركة( :تداول
المشاركون الرأي حول بيوع الخيار وشراء حق االختيار ،و أروا أنه غير جائز ،ألن هذا الحق
ليس مما يصح في البيع)( ،)56وجاء في فتاوى وتوصيات الندوة السابعة عشر للمجموعة
المذكورة( :حيث أن محل االختيارات هو حق اختيار الشراء أو البيع لسلعة ما بشروط
محددة لقاء عوض عن ذلك الحق ،وتقوم إدارة المتعاقدين على توقعات متضادة لتقلبات
األسعار ،فإن الندوة انطالقاً من إرادة المتعاقد ومشيئته ليست محالً للعقد وال العوض عنها،
تؤكد على قرار مجمع الفقه اإلسالمي رقم .)7/1( 63
()57
المطلب الثاني :الغرر في عقود الخيارات :وهذه العقود التي يتم تداولها في األسواق المالية
العالمية بأنواعها من عقود الغرر المنهي عنه شرعاً ويمكن توضيحه كما يلي:
أوالً :الغرر كما عرفناه سابقاً هو ما خفيت عاقبته وكان مجهوالً ،ووجه الغرر في عقود
الخيارات هو عدم معرفة حصول العقد من عدمه ،وإن حدث فال يدري متى يحدث،
والمشتري والبائع في هذا سواء ،فمشتري الخيار ال يستخدمه وال يقدم على ممارسته إال في
حالة واحدة وهو ارتفاع األسعار بالنسبة لمشتري حق الشراء ،أو تنخفض بالنسبة لمشتري
حق البيع ،وتغير األسعار في صالحه أمر مجهول له ،وقد يحصل فيمارس حقه في الشراء
أو البيع ،وقد ال يحصل فتذهب عليه فائدة المعقود عليه (حق الخيار) ،ألنه ال يستعمله
حينئذ ،والمعقود عليه إذا خال من الفائدة كان كالمعدوم ،وهذا عين الغرر.
وبالنسبة لمحرر الخيار فهو يقدم على إبرام عقد الخيار سواء أكان خيار بيع أم خيار شراء،
أمالً في أن تكون األسعار خالل فترة الخيار في غير صالح المشتري ،بحيث ال يمارس
المشتري حقه في الشراء أو في البيع ،ليربح ـ أي المحررـ حينئذ ثمن الخيار ،إذ لو تغيرت
األسعار في صالح المشتري ،فإنه سيمارس حقه في الشراء أو في البيع ،وسيضطر المحرر
في حالة خيار الشراء إذا لم يكن مالكاً لألسهم مثالً إلى شراءها من السوق بالسعر المرتفع،
ليسلمها إلى المشتري ،كما سيضطر في حالة البيع إذا لم يمكن له غرض في األسهم إلى
بيعها في السوق بالسعر المنخفض متكبداً في كال الحالتين خسارة تذهب بثمن الخيار الذي
قبضه من المشتري ،وهذا األمر أي إقدام المشتري على ممارسة حقه في الشراء أو البيع أمر
90 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
مجهول للمحرر مبني على أمر مجهول ،وهو تغير األسعار ،قد يقدم المشتري على ممارسة
الخيار ،فال يحصل للمحرر مقصوده من العقد ،وقد ال يقدم على ممارسة الخيار ،فيحصل
للبائع مقصوده ،وكل ذلك غرر بالنسبة له(.)58
فالغرر موجود في الحصول ،أي حصول الربح بسبب ارتفاع السعر وانخفاضه ،فقد يضارب
حامل الخيار على صعود السعر ،فيهبط السعر خالفاً لتوقعه ويخسر ،وقد يضارب على
انخفاض السعر فيرتفع السعر خالفاً لتوقعه فيخسر ايضاً ،وغرر في المقدار ،أي مقدار
الربح بسبب صدق توقعه ،وذلك بسبب عدم معرفة مقدار الفرق بين سعر األصل في تاريخ
التنفيذ ،وبين سعر التنفيذ ،فكلما ازداد الفرق بينهما كلما ازداد ربح أحد الطرفين وازدادت
خسارة الطرفين.
وغرر في األجل ،أي في أجل حدوث الربح ،وذلك يتوقف على تاريخ تنفيذ العقد ،فقد ينفذ
العقد ،وقد ال ينفذ ،وإذا نفذ العقد فال يعلم متى ينفذ ،إذ يتوقف ذلك على رغبة حامل الخيار
تبعاً للحالة السوقية لألصل محل العقد.
كما أن الغرر يقع على مقصود العقد ،وليس على أمر تابع له ،وعالوة على الغرر الفاحش
59
الذي يحيط بعقود الخيارات ،فعقود الخيارات غير المغطاة تتضمن بيع ما ليس عند البائع.
ثانياً :تحتوي عقود الخيارات على القمار ،والقمار من الغرر كما قرر ذلك ابن عبد البر
فقال( :بيع الغرر يجمع وجوهاً كثيرة ،منها :المجهول كله في الثمن والمثمن ،إذا لم يوقف
على حقيقة جملته ...ومن بيوع الغرر بيع اآلبق والجمل الشارد ،واإلبل الصعاب في
المرعى ،وكذلك الرمك (الفرس) والبقر الصغار ...إلخ)( ،)60وخالف في ذلك شيخ اإلسالم
بن تيمية حيث يرى أن الغرر من القمار(.)61
والغرر أعم وأشمل من القمار ،فهو مطلق التردد وعدم التأكد من حصول المعقود عليه من
عدمه ،بينما القمار هو التردد بين حصول الغنم والغرم ،والقمار في عقود الخيار يكمن في
المعقود عليه ،وهو حق المشتري في الممارسة ليكسب ،ويقابله خسارة الملتزم أو حق
المشتري في عدم الممارسة ليخسر ،ويقابله كسب الملتزم (محرر االختيار)( ،)62والتعامل في
عقود الخيارات قائم على القمار والميسر على بائع الخيار وعلى مشتريه في الحاالت التي
تنتهي بالتسوية المالية وهي الغالبة في عقود الخيارات ،أما الحاالت التي تنتهي بتسلم وتسليم
السلعة والثمن فهي نادرة وال يجري فيها القمار ،والقمار الذي هو تردد بين الغرم والغنم
موجود في عقود الخيارات بهذا المعنى ،سواء تحققت توقعات محرر االختيار بانخفاض
األسعار في حالة الشراء أو بارتفاعها في حالة اختيار البيع ،ولذا في هذه الحالة فإن مشتري
الخيار سيخسر ثمن االختيار الذي هو في نفس الوقت ربح لمحرر االختيار ،أو تحققت
توقعات مشتري الخيار وذلك بارتفاع األسعار في حالة اختيار الشراء ،أو بانخفاضها في
حالة اختيار البيع ،وفي هذه الحالة فإن مشتري الخيار سيمارس حقه في الشراء كما
سيمارس مشتري االختيار حقه في البيع ،وحينئذ فإن مشتري الخيار سيقبض من المحرر في
كال نوعي االختيار الفرق بين سعر التنفيذ وسعر السوق الذي سيكون أكثر من المبلغ الذي
دفعه ثمناً لالختيار ،وهذا يمثل ربحاً لمشتري االختيار وخسارة لمحرره(.)63
فكل واحد منهما متردد بين الغنم والغرم ألن البائع يضارب على الهبوط ،والمشتري يضارب
على الصعود ،فإذا جاء يوم التصفية يتقاضى البائع الفرق من المشتري إذا هبط السعر ،أو
يدفع للمشتري الفرق إذا ارتفع السعر وهذا هو القمار الممنوع.
وعقود الخيارات إلى جانب وجود الغرر والقمار فإنهما يحتويان على بيع اإلنسان ماال يملك،
وبيع الكالئ بالكالئ وكالهما محرم في الشريعة وقد بينت ذلك عند الحديث عن الغرر في
التأمين التجاري.
المطلب الثالث :أثر الغرر في عقود االختيارات على االستقرار االقتصادي :لم تحرم الشريعة
اإلسالمية شيئاً إال وضرره أكثر من نفعه ،وعقود االختيارات من العقود المحرمة كما بينت
ذلك سابقاً ،الشتمالها على الغرر والقمار والميسر وأكل أموال الناس بالباطل ،وهي وإن
سميت بيوعاً إال أنها ال تتضمن حكمة مشروعية التبادل ،وال تحقق منفعة التبادل التي
قصدها الشارع من إباحة البيع ،وال تحقق مصلحة المتعاقدين في البيع والشراء ،بل هي
تحتوي على مفاسد اقتصادية يتأثر بها المتعاملون بها ،وال تحقق الهدف من البيع والشراء
ألطراف العقد ،وهي من أدوات المجازفة على األسعار ،وهي من العقود التي تجعل أحد
أطراف العق د في خسارة ،وهذا بالضبط ما يحصل في عقود االختيارات في األسواق المالية
الدولية.
وإن كان هناك بعض الفوائد التي يذكرها الباحثون لعقود الخيارات وهي تلك التي تؤمن
المستثمرين في السوق المالية ،وذلك بحمايتها للمستثمرين من خسارتهم المحتملة ألوراقهم
المالية ،وتساعدهم في جني األرباح سريعاً ،ولذلك فإن المستثمرين في عقود الخيارات ال
يستثمرون استثما اًر حقيقياً فيها ،وإنما يستفيدون من تقلبات األسعار فيربحون فارق السعر
معتمدين على توقعاتهم في االرتفاع واالنخفاض في قيمتها.
92 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
إال أن سوءها وضررها أكثر من منفعتها ،ولم أتطرق هنا لذكر الفوائد واإليجابيات التي
يستفيد منها بعض أطراف العقد وليس الكل ،حيث والبحث يهدف إلى إظهار آثار الغرر
على هذا العقد ،فسأذكر مفاسده وآثاره السلبية على السوق المالية واالقتصاد بشكل عام،
ومن آثارها السلبية ما يلي:
1ـ أنها وسيلة كبيرة للتالعب في أسعار األوراق المالية ،ألن الخيارات قائمة على
المضاربة ،والمضاربة فيها طرفان ،طرف يتوقع انخفاض سعر األوراق المالية ،وطرف آخر
يتوقع ارتفاعها ،فإذا لجأ أحد كبار التجار على البيع على المكشوف وهو يتوقع انخفاض
السعر ،فإن غيره من التجار غالباً ما يحاكونه في هذه السلوك باعتباره قائداً ،األمر الذي
يترتب عليه اتجاه السعر إلى الهبوط ،وبالرغم من ذلك وألن التاجر يتوجس خيفة من تقلبات
السوق وتغير اتجاهات األسعار ،فإنه يلجأ إلى بيع عقود الخيارات ،وبأسعار زهيدة يغري
المشترين على الشراء رغم أنه غير راغب في تسليم األوراق المالية في مثل هذه الظروف،
كونه لن يطالب أحد بتسليم األوراق مالم يرتفع سعرها ،وهكذا يتالعب محرر الخيار
()64
باألسعار حسب مصلحته.
أضف إلى ذلك أن هذه العقود ال تحقق مصلحة طرفي العقد واألصل في العقود أن يستفيد
منها الطرفان البائع والمشتري ،أما هذه فإن ربح طرف يعني خسارة الطرف اآلخر ،والعكس
بالعكس ،وهذا يخالف كافة العقود المتعارف عليها شرعاً وقانوناً والتي تحقق مصلحة أطراف
العقد ،وهذه العملية التي تساعد في تحقيق ربح طرف وخسارة آخر تؤثر سلباً على توزيع
الثروات ،ولذا نجد أنها تتركز في أيدي فئة معينة وهي الفئة الرابحة ،وهؤالء في الغالب هم
المتمرسون في السوق وكبار المستثمرين والمضاربين الذي قد خبروا السوق وعرفوا متى
ارتفاع األسعار ومتى انخفاضها( ،ولذلك فهم يستطيعون تدوير هذه األموال لصالحهم من
خالل تأثيرهم على األسعار وتالعبهم بها ،وبهذا التدوير لألموال الضخمة من قبل كبار
المتعاملين سيؤدي إلى إفالس اآلخرين وهم القاعدة األكثر اتساعاً)(.)65
2ـ من اآلثار السلبية لعقود الخيارات التي يشوبها الغرر والقمار والميسر ،تفشي البطالة في
المجتمع ،وتأثر اإلنتاج االقتصادي ،وذلك ألن عقود الخيارات في األسواق المالية تؤمن
أصحاب رؤوس األموال وتحميهم من مخاطر تقلبات األسعار ،ولذا فإن هذه العقود تصبح
محفزة ألصحاب رؤوس األموال بدفع أموالهم لالستثمار في البورصة ،وتوفر لهم األرباح
الكبيرة عندما تصدق توقعاتهم ،وهذا يؤدي إلى عزف كبير عن توجيه هذه الثروات في
االستثمار الحقيقي واستخدامها في اإلنتاج ،وتشغيل اليد العاملة ،وأما إذا ازداد ربحاً ازداد
تعلقاً بالمضاربة في عقود الخيارات ،فتصير األموال دولة بينهم دون توجيهها لالستثمار
الحقيقي واإلنتاج االقتصادي.
(وهذه العقود هي من أكبر أسباب األزمة المالية التي حصلت في عام 2008ـ 2009م،
كيف ال وهي عقود وهمية ال ينفذ منها إال نسبة ضئيلة وهذا ما أثبته واقع التعامل بها في
األسواق المالية ،فقد ثبت أن ما نسبته %98من هذه العقود ال يجري تنفيذه ،حتى تلك
النسبة لو تم االتفاق على تنفيذها فإنما يكون ذلك بالتصفية على فروق األسعار دون أن
يحصل تبادل حقيقي بين الطرفين ،فال البائع يقبض الثمن ،وال المشتري يقبض السلعة ،إنما
يكتفي أن يأخذ كل واحد منها فرق السعر من اآلخر وبالتالي البد أن يكون واحدا منهما
خاس ار واآلخر رابحاً ،ومن هنا وصف بعض االقتصاديين أن هذه العقود ليست ذات قيمة
اقتصادية واضحة )(.)66
ولو تأملنا في هذه اآلثار السلبية التي يسببها التعامل بعقود الخيارات المالية التضح لنا أن
أكبر المسببات لها هي المضاربات الوهمية على فروق األسعار التي يسودها الغرر الفاحش
الذي نهى عنه النبي صلى هللا عليه وسلم.
واإلسالم ال يرغب في هذه االستثمارات القائمة على الغرر والقمار والميسر والربا وأكل أموال
الناس بالباطل ويحث على االستثمار الحقيقي الذي ينتفع به كل األطراف ،ويرغب في
المشاركة الحقيقية في الربح والخسارة بين أطراف العقد ،ليحقق العدالة في المجتمع
اإلنساني ،ويمنع الربا الذي يهدم اقتصاديات البلدان ،ويلتهم الثروات ،ويحرم نظام المشتقات
المالية التي يسودها الغرر والجهالة ،ويمنع اإلسالم كل ما فيه هالك للمال أو ضياعه
ويحث على ما يحقق للناس الرفاه االقتصادي ويعمل على التوزيع العادل ألموال وثروات
المجتمع.
المبحث الثالث :الغرر في المسابقات التجارية وأثره على االستقرار االقتصادي ويحتوي
على ثالثة مطالب:
المطلب األول :تعريف المسابقات التجارية وأنواعها :وهي مما اُ ِ
ستحدث من المعامالت،
وهي معاوضات مالية تجري بين األفراد ،كأوراق اليانصيب والمسابقات بواسطة االتصاالت
الحديثة ،والمسابقة معاملة تقوم على المنافسة بين شخصين فأكثر في تحقيق أمر أو القيام
به بعوض أو بغير عوض.
94 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
أوالً :تعريف المسابقات التجارية :هي المغالبات التي يقيمها أصحاب السلع والخدمات،
لجذب المشترين إلى أسواق أو متاجر معينة ،أو الترويج لسلع أو خدمات معينة ،أو تنشيط
()67
المبيعات.
والمسابقات التجارية منها ما هو جائز ومنها ما هو غير جائز شرعاً ،وسأكتفي هنا ببيان
المسابقات الغير مشروعة التي تحتوي على الغرر الفاحش والتي لها أثر سلبي على
االقتصاد.
ثانياً :أنواع المسابقات التجارية:
أ ـ أوراق اليانصيب :وأوراق اليانصيب كما عرفها بعضهم أنها لعبة يساهم فيها عدد كبير
من الناس ،كل يدفع مبلغاً صغي ار ابتغاء كسب النصيب ،والنصيب مبلغ أو عدة مبالغ وقد
يكون شيئا أو عدة أشياء توضع تحت السحب ،فيكون لكل مساهم رقم معين ويسحب من
بين هذه األرقام عن طريق الحظ المحض الرقم أو األرقام الفائزة ويصرف الباقي للجهة
()68
المنظمة.
ويتضح من خالل التعريف السابق ألوراق اليانصيب بأنها مسابقة تعتمد على الحظ بشكل
مطلق ،فالذي يشتري ورقة اليانصيب تكاد تكون فرصته للفوز بالجائزة معدومة ،فهي تعتمد
على محض الصدفة ال غير ،وهذه صورة مشابهة لما كانت عليه الجاهلية األولى من ضرب
القداح على أجزاء الجزور قما اًر.
وعملية اليانصيب تنقسم إلى قسمين:
1ـ اليانصيب الخيري :هو الذي تقوم الجهات المنظمة له بعد إعطاء الفائز جائزة اليانصيب
بصرف المبالغ المتبقية في مشاريع الخير المختلفة.
()69
2ـ اليانصيب التجاري :هو الذي تقوم فيه الجهات المنظمة للسباق بعد إعطاء الفائز جائزة
النصيب ،بصرف ما تبقى من أموال للجهة المنظمة التي يكون لها حرية التصرف
70
باألموال.
ب ـ المسابقات بواسطة االتصاالت الحديثة :وهذه المسابقات ال يكاد يخلو بيت من بيوت
المسلمين منها ،وهي تنشط في بعض المواسم مثل رمضان واألعياد ،فتقوم الجهات برصد
عدد من الجوائز يستبق عليها من يجد في نفسه الكفاءة واالهتمام ،وتتوزع موضوعات
المسابقة في الفكر والتاريخ والعلوم و ....وال يعرف المتسابقون بعضهم بعضاً ،وغالباً ما
يكون االشتراك في هذا النوع من المسابقات مفتوحاً للجميع ،ويشترط في المشارك أن يتحمل
سعر المكالمة التي يراد فيها نتيجة اتصاله ويكون هذا المبلغ للجهات المنظمة ،وأما جوائزها
فهي من مجموع االشتراكات التي تدفع على المكالمات(.)71
ولذلك فإن الذي يتصل يغرم قيمة االتصال ،وهو في الغالب يكون ذا سعر مضاعف عن
السعر االعتيادي ،والمتصلون كثر فتربح الجهة المنظمة مبالغ كبيرة والجائزة تكون لعدد
محدد ،وتجعل الناس يتوهمون بأنهم سيربحون فيعتمدون على هذه المعامالت التي تعتمد
على الجهالة والحظ وتدعو إلى الكسل وإهمال العقل في التفكير اإلنتاجي واالستثماري.
المطلب الثاني :الغرر في المسابقات التجارية:
أوالً :الغرر في أوراق اليانصيب :واليانصيب بنوعيه الخيري والتجاري يعتبر نوعاً من أنواع
الغرر والقمار وهو محرم شرعاً ،والغرر ال يجعل العقد محرماً إال إذا كان غر اًر فاحشاً ،وال
شك أن الغرر في أوراق اليانصيب كثي اًر ،وهو في المعقود عليه أصالة ،وهو الجائزة أو
العوض عن الثمن المدفوعة من جهة المشاركين ،إذ أن المشارك يدفع قيمة االشتراك وقد
يربح الجائزة فيكون غانماً ،وقد ال يربح شيئاً فيكون غارماً ،وعين القمار والقمار من الغرر،
إضافة إلى ذلك فاليانصيب من أكل أموال الناس بالباطل ،وتضييع ألوقات الناس وبعثرت
جهودهم وتعطيل لروح البناء واإلنتاج في األمة.
والقائمون على اليانصيب يفترضون موت نوازع الخير وبواعث الرحمة ومعاني البر في
المجتمع ،وال سبيل إلى جمع األموال إال بالقمار واللهو المحظور ،فالذي يستبيحون
()72
اليانصيب كالذين يجمعون التبرعات بفعل المحرمات.
ثانياً :الغرر في المسابقات بواسطة االتصاالت الحديثة :وهذه المسابقات من عقود
المعاوضات المالية ،وهي تحتوي على الغرر الكثير الذي يجعلها محرمة شرعاً وذلك ألن
المتسابق يدفع قيمة االتصال ،ويدفعها مثله آالف المتصلين ،وكل واحد منهم ال يدري هل
سيحصل على الجائزة أم ال ،ولذلك قد يكون في هذه المسابقة غارماً وغانماً ،بل واألكثر
يغرمون وال يفوز إال القلة ،فالذي يغرم ال يحصل على شيء مما دفع ،والذي يغنم يحصل
على شيء أكثر مما دفعه بكثير ،وهذا هو عين القمار والغرر ،والجوائز التي يحصل عليها
المتسابقون هي األصل الذي يؤثر فيه الغرر ،ألنها المعقود عليه أصالة.
المطلب الثالث :أثر الغرر في المسابقات التجارية على االستقرار االقتصادي :ذكرت آنف ًا
أن المسابقات التجارية مثل أوراق اليانصيب والمسابقات عن طريق االتصاالت الحديثة هي
من القمار والغرر والميسر ،ولهما آثار سلبية على االستقرار االقتصادي منها:
96 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
1ـ أن األغلبية من الناس الذين يشاركون في مسابقات أوراق اليانصيب والمسابقات التجارية
عن طريق االتصاالت يخسرون أموالهم ،والرابحون هم القلة القليلة وبنسبة ضئيلة جداً ،وهذا
يعتبر من إهدار األموال فيما ال ينفع وال يفيد ،ولو تم توجيه هذا األموال في االستثمار لكان
أنفع لألفراد والمجتمع.
2ـ تؤدي هذه المسابقات إلى النمو السريع لثروات المنظمين لها ،فيصبحون أثرياء في وقت
وجيز مما يدفع بهم إلى أعمال غير مشروعة مثل غسيل األموال وذلك لتبرير هذه المكاسب،
وإظهارها بمظهر المكاسب الحالل الناتجة عن استثمارات حقيقية ،مع أنها أموال مشبوهة
محرمة تضر بالمجتمع بأكمله.
3ـ المسابقات التجارية من أكبر عوامل انتشار البطالة ،حيث يتفرغ كثير من الشباب لهذه
المسابقات لهثاً وراء المكاسب والجوائز التي ال يعرف هل سيحصلون عليها أم ال ،ونسبة
عدم الحصول عليها ،%99واألصل أن الحكومات والدول الناصحة لرعاياها توفر فرص
العمل الحقيقية لمواطنيها ،وذلك بإنشاء المصانع والمزارع ،والتشجيع عليها ،فتستفيد من هذا
الكادر البشري ،وذلك لتنمية المجتمع وزيادة اإلنتاج وتوجيه المال إلى المسار الصحيح،
والمقصد الشرعي من األموال كلها خمسة أمور :رواجها ،ووضوحها ،وحفظها ،وثباتها،
والعدل فيها ،فالرواج دوران وتداول المال بين أيدي أكثر من يمكن من الناس بوجه حق ،قال
ض يب َت ُغو َن ِمن َف ْض ِل َّ ِ ِ
َّللا) المزمل ،20وقال النبي صلى (وآ َخُرو َن َي ْض ِرُبو َن في ْاألَْر ِ َ ْ
تعالىَ :
عليه وسلم( :ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه أو إنسان أو بهيمة إال
كان له به صدقة)( ،)74()73والقمار والميسر ال تمت إلى هذه المقاصد بصلة ،وهي بعيدة
عنها كل البعد ،بل إن شيوعه وانتشاره يعطل األنشطة االقتصادية المختلفة ،وتنتشر البطالة
بين الناس.
المبحث الرابع :الغرر في التسويق الشبكي وأثره على االستقرار االقتصادي ويحتوي على
ثالثة مطالب:
المطلب األول :تعريف التسويق الشبكي وتكييفه:
أوالً :تعريف التسويق الشبكي :وهو عبارة عن برنامج تسويقي يمنح المشاركين فيه شراء
حق التوظيف ،لمزيد من المشاركين وبيع المنتجات أو الخدمات ،والتعويض عن المبيعات
عن طريق األشخاص الذين قاموا بتجنيدهم ،فضالً عن المبيعات الخاصة بهم(.)75
وقد يختلط مفهوم التسويق الشبكي والتسويق الهرمي ،فالتسويق الهرمي هو نموذج يقوم على
ما يجمع من المشتركين فيها بدفعه على نقد أو خدمة أو معلومة ،مقابل جلب مشتركين
آخرين لالنضمام في المنطقة ،أو تدريبهم لجلب أعضاء آخرين ،والتركيز الرئيسي في هذه
العملية هو جلب مشتركين جدد ،ولذلك سمي هذا النظام بالهرم ،ألن المشتركين الجدد
ُيضافون تحت من سبقهم من المشتركين مما يكون هرماً ،أعاله مؤسس المنظمة أو مندوبه
()76
وأدناه آخر المشتركين انضماماً.
والتسويق الهرمي ال يقوم على بيع وشراء السلع بيعاً حقيقياً ،وإذا دخلت السلعة فإنه يتم بيعها
للمشتركين فقط ،أو لمن أراد االشتراك ،وغالبها قائم على االشتراكات المالية المجردة بين
األعضاء ،وقد قامت القوانين العربية بحظر التسويق الهرمي ،وتصنيفها ضمن معامالت
الغش التجاري ،وهو ممنوع ومحارب في أمريكا ومعظم دول أوروبا وآسيا وجنوب أفريقيا
وغيرها ،وقد تم التحذير منه من مثل هذا النوع من التعامل ،وقد حذر الكثير من
االقتصاديين الغربيين من خطورة هذا النوع على االقتصاد الوطني واإلضرار بمصالح
المتعاملين ،كما حذرت أمريكا من هذا النوع من التسويق الهرمي على الموقع الرسمي على
()77
االنترنت.
ولذلك فالتسويق الهرمي يشترك مع التسويق الشبكي في أنهما يقومان على وعود للمستهلكين
والمستثمرين على جني أرباح كبيرة تستند على تجنيد آخرين لالنضمام لبرنامجهم ،وليس
على أساس استثمار حقيقي أو بيع حقيقي لمنتجاتهم ،فال يوجد مبيعات تجزئة في األسواق
أو للمستهلكين ،بل تقتصر المبيعات على المجندين داخل الهرم.
وتشترط شركات التسويق الشبكي على من سيدخل معهم في هذه الشبكة أن يشتري هو أو ً
ال
من هذا المنتج ،وذلك مقابل حصوله على فرصة للتسويق لمنتجات الشركة ،وحصوله على
العمولة المخصصة مقابل كل شخص يقنعه بالشراء من منتجات الشركة ،والشخص الذي تم
إقناعه بالشراء يحصل على نفس المميزات التي حصل عليها من أقنعه بذلك إن أقنع غيره
بالشراء وهكذا ،وبهذا تتكون شبكة كبيرة من المسوقين كلهم يشترون وكلهم يبحثون عن
العمولة مقابل إقناعهم للمستهلكين وترويجيهم للسلعة.
()78
ثانياً :تكييف التسويق الشبكي حسب صوره وأنواعه ينقسم إلى أقسام:
القسم األول :تكييف ما تتفق عليه أغلب شركات التسويق الشبكي الهرمي هو اشتراط شراء
منتج للشركة للحصول على حق التسويق والحصول من ثم على العموالت ،وتنظيم المشترين
98 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
المسوقين في شبكة وهرم المستويات وطبقات بعضها فوق بعض ،يحصل األعلى درجة
واألقدم عمولة عن شراء وانضمام من تحته ومن تحت تحته وهكذا ،األعلى يحصل على
عمولة عن بيع األقل درجة.
فالمشترون هم المسوقون ،وشراء السلعة غير مقصود بعينه وإنما هو وسيلة لالنضمام إلى
قائمة المسوقين للحصول على الغرض الرئيسي وهو العموالت ،فشراء السلعة في العقد هو
وسيلة وليس غاية.
والقسم الثاني :تكييف ما تدعيه بعض شركات التسويق الشبكي من أنها ال تشترط شراء
المنتج لالنضمام إلى طبقات المسوقين وشبكاتهم وإنما تشترط دفع رسم مالي فقط ،وإنشاء
مركز مالي يتضمن دفع مبلغ مالي للحصول على حق التسويق ،والحصول على العموالت
االحتمالية المعلن عنها مقابل إغراء مجموعة من الناس لشراء المنتج واالنضمام إلى الشبكة
التسويقية ،فاإلعفاء من الشراء هو عن المشتري األول وليس عمن جاء من طريقه.
والقسم الثالث :تكييف التسويق الشبكي إذا كانت األموال الموعود بها المشتري المسوق
قائمة على الوعد والهبة االحتمالية وليست قائمة ومرتبطة بالتسويق.
المطلب الثاني :الغرر في التسويق الشبكي :وبناء على ما سبق من ذكر تكييف التسويق
الشبكي فهو يحتوي على اآلتي:
1ـ الغرر الكثير ألن المشتري ال يقدم على شراء السلعة إال أمالً في الحصول على
العموالت مستقبالً ،واألرباح االحتمالية المجهولة التحقق ،فهو غرر وتغرير.
2ـ يحتوي هذا العقد على القمار والميسر وذلك أن المشتري يبحث عن العموالت االحتمالية
المجهولة وهذه العموالت ممكن أن تزيد فيغنم ،وممكن انخفاضها عما دفعه في الشراء أو
تنعدم فيغرم.
3ـ أكل أموال الناس بالباطل ،وهذه العلة تتحقق في جوهر نظام التسويق القائم على ربط
الناس ونظمهم في طبقات يأكل بعضهم من جهد بعض ،والشركة تأكل من جهد الجميع دون
وجه حق ،فهو أكل لألموال بالباطل ،وشراء المنتج فيه يكون صورياً للوصول إلى العموالت
79
واألموال الموعودة االحتمالية ،وهذا من الحيل المذمومة الستبانة القمار والميسر.
وبناء عليه فإن التسويق الشبكي يحتوي على الغرر الكثير حيث يشتري السلعة للحصول
على عمولة غير متحققة الحصول ،فقد يحصل عليها وقد ال يحصل ،فيخسر ذلك ،فوجوده
مجهول ،وهذا عين الغرر ،ولذلك فإن التسويق الشبكي محرم شرعاً وقد ذهب إلى ذلك
جمهور العلماء المعاصرين ،وهللا أعلم.
المطلب الثالث :أثر الغرر في التسويق الشبكي على االستقرار االقتصادي :وبسبب
المحظورات الشرعية على التسويق الشبكي وأبرزها الغرر ،فإن هناك آثا اًر سلبية للتسويق
الشبكي على االستقرار االقتصادي من أهمها ما يلي:
1ـ عدم تحقيق الكفاءة االقتصادية لمفهوم التسويق ،ومن المعلوم أن مفهوم التسويق الكفء
يجب أن يختصر التكاليف والوقت ويستجيب مع التطور التكنلوجي ،وقد ظهر التسويق
الشبكي وانتشر في الواليات المتحدة األمريكية في الفترة التي سبقت عصر اإلنترنت
واالتصاالت السريعة ،وكانت الحاجة له مدفوعة من التكلفة العالية للتوزيع والشحن والتخزين
التي تتكبدها الشركات المصنعة لمنتجات عدد مستهلكيها قليل ،وتوزيعهم على مستوى
جغرافي كبير ،وقد قام التسويق الشبكي بحل هذه اإلشكالية عن طريق خفض التكاليف
والمصاريف المتعلقة باستئجار معارض ومستودعات وتوظيف مندوبين مبيعات وفنيي
صيانة ،واالنتشار الجغرافي عن طريق نظام شبكة الموزعين.
()80
فمما يثير التساؤالت حول الشركات التي تستخدم هذا النظام في الوقت الحالي ،أن هذا
النظام أساساً نشأ وازدهر في بيئة كانت تحتاج لهذا النوع من التسويق ،ففي الفترة قبل
اإلنترنت وقبل االتصاالت السريعة ،كان من الصعب إن لم يكن مستحيالً إيصال رسالة أو
إقناع مزارع أو فالح في قرية نائية بأهمية منتج قد يسهل حياته ،أو يزيد من إنتاجيته ،وأما
اآلن فمع وجود التقنية أصبح بإمكان المشتري في قرية صغيرة من أقاصي البالد طلب منتج
من الطرف اآلخر من العالم بضغطة زر خالل عشر دقائق ويصله إلى أقرب مدينة كبيرة
إن لم يكن إلى باب بيته خالل أسابيع قليلة ،وبالتالي اختفى الداعي لوجود نظام تسويق
()81
شبكي بالكثافة المرجوة حالياً.
2ـ التسويق الشبكي ليس له من مسمى التسويق الحقيقي نصيب ،حيث يفقد موضوع
الترويج للسلع والخدمات التي يمكن أن تقدمها الشركات والمؤسسات اإلنتاجية ،ولذلك من
المعلوم عند خبراء التسويق أن شركات التسويق الشبكي تكون مبيعاتها لغير ممثلي الشركة
أو الراغبين في الدخول في هذه الشبكة ال يتجاوز إال نسبة ضئيلة جداً ،ولذلك يقول
فيتزباتريك( :أن أضخم شركات التسويق الشبكي تعترف بأن حجم مبيعاتها لغير ممثلي
الشركة والراغبين في إنشاء شبكة تسويقية ال يتجاوز %18فقط)(.)82
100 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
3ـ شركات التسويق الشبكي بيئة خصبة لالحتيال والنصب ،يقول فيتزباتريك( :أن الخداع
هو من السمات المميزة والمتأصلة في جميع أنظمة التسويق الشبكي وهو ضروري وال يمكن
االستغناء عنه لتسويق تلك األنظمة ،فغالبية من يستثمر في التسويق الشبكي يكتشف في
النهاية أنه صفقة خاسرة ،وهذه حقيقة تاريخية مؤكدة ،ويضيف بأننا إذا ما قمنا بإزالة بريق
المشروع التجاري وفرصة تحقيق األرباح الكبيرة من عملية بيع السلعة بالتسويق الشبكي تجد
أنك أمام نموذج غير عملي أو إنتاجي من أساليب البيع ،فالتسويق من فرد لفرد هو نموذج
من الماضي السحيق وليس المستقبل ،والتسويق مباشرة من الفرد ألقربائه أو أصدقائه يتطلب
منهم تغيير عاداتهم الشرائية ،ففي هذا النموذج تكون اختياراتهم للسلع محدودة وال تمثل
التنوع الكبير الموجود في الموالت مثالً ،وغالبية األحيان تكون المنتجات ـ وإن كانت عالية
الجودة ـ منتجات غالية الثمن عن وضعها الطبيعي)(.)83
وهذه األسباب التي توضح عدم جدوى أو كفاءة التسويق من فرد لفرد والتي هي مسؤولة عن
الوضع الحقيقي لشركات التسويق الشبكي التي هي بيع الفرصة الوهمية لتحقيق أرباح كبيرة
للعديد من الراغبين في االستثمار وليس البيع الفعلي للمنتجات.
4ـ التسويق الشبكي يدفع كثير من الناس إلى الشراء من السلع التي تروجها هذه الشركات
طمعاً في الحصول على العموالت التي سيحصلون عليها بتسويقهم لهذه السلع فيما بعد،
وهذا يهدر ثروات المجتمع وينهك اقتصادهم ،ويأخذ وقتهم وجهدهم ،والتي كان في األصل
أن تستخدم هذه األموال وهذه الطاقات وهذه األوقات في التنمية الحقيقية ،وفي االستثمار
الحقيقي الذي يدفع بعجلة التنمية إلى األمام.
يقول الدكتور رضا عبد السالم( :التسويق الشبكي يعتبر استنزافا ألموال المنتج لصالح
شركات التسويق الشبكي ،عن طريق بيع منتجات بأضعاف ما تستحقه ،وإشغال كثير من
الشباب عن التركيز في األعمال التي تعود عليهم وعلى مجتمعهم بالتنمية والتطوير إلى
()84
أعمال تستنزف أموال المجتمع وتضيع أوقات الشباب الطامحين).
5ـ التسويق الشبكي يعد صورة من صور الغش التجاري ،وهو ال يختلف كثي اًر عن التسويق
الهرمي كما ذكرت سابقاً ،والذي منعت منه القوانين واألنظمة ،فالتسويق الشبكي كالهرمي
يجعل أتباعه يحلمون بالثراء السريع ،لكنهم في الواقع ال يحصلون على شيء ،ألنهم
يقصدون سراباً ،بينما تذهب معظم المبالغ التي يتم جمعها من خاللهم إلى أصحاب الشركة
والمستويات العليا في الشبكة.
وأخي اًر فإن التسويق الشبكي بيع للوهم والنصب واالحتيال على الشعوب المهضومة ،وقد
قامت إحدى الدوريات المتخصصة وهي دورية (بورصات وأسواق) إحصاء تناول الموضوع
من جهة أخرى على أساس الرابحين والخاسرين فكان النتيجة كاآلتي:
()85
%75من المشتركين ال يربحون شيئاً وهم طبعاً المستويات األخيرة الرابع والخامس.
%12.5من المشتركين يحصلون على $250وبالتالي يخسرون $350وهم المستوى
الثالث.
%6.25من المشتركين يحصلون على $500وبالتالي يخسرون $100وهم المستوى
الثاني.
أما المستوى األول فهم الرابحون ونسبتهم هي %6.25ولكن أرباحهم تتفاوت من أرباح
بسيطة في المستويات المتأخرة إلى أرباح خيالية عند المستويات األولى.
ولذا فإن التسويق الشبكي كارثة اقتصادية تستهدف الضعفاء والبسطاء والفقراء وتجعلهم
الوهم ،فال هم من حافظ على أمواله ويستثمرها استثما اًر صحيحاً ،والهم الذين يعيشون
األموال التي يحلمون بها ،وهؤالء تذهب أموالهم وممتلكاتهم إلى هذه الشركات يربحون
فتتضاعف أرباحها وتنمو ثرواتها ،فنحن أمام نازلة اقتصادية يجب أن يقف المجتمع وتقف
الدولة لها بالمرصاد وتمنع كل من يفكر في عمل مثل هذه الشركات.
الخاتمة وتحتوي على أهم النتائج والتوصيات وهي كاآلتي:
1ـ مع أن المعامالت المعاصرة لم تكن موجودة في عهد التشريع اإلسالمي ،إال أن الشريعة
اإلسالمية قادرة على معالجة هذه القضايا وتوضيح أحكامها الشرعية.
2ـ الغرر الذي يؤثر في المعامالت المالية المعاصرة هو الغرر الكثير الفاحش ،وهو موجود
في التأمين التجاري وعقود الخيارات والتسويق الشبكي والمسابقات التجارية وكلها محرمة
شرعاً بسبب احتوائها عليه.
3ـ األغلبية من الناس الذين يدخلون في هذه المعامالت المالية يخسرون أموالهم ،وال يجني
األرباح منهم إال القلة ،وذلك بسبب الجهالة والقمار والميسر المفضية إلى أكل أموال الناس
بالباطل.
4ـ تكدس األموال بأيدي قلة من الناس وتعطيلها عن اإلنتاج ،وإبطال حقوق اآلخرين ،ودفع
الناس إلى إهالك أموالهم ألجل الحصول على مبالغ التأمين ،من أهم اآلثار السلبية لعقد
التأمين التجاري.
102 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
5ـ التالعب في أسعار األوراق المالية ،وتفشي البطالة في المجتمع ،وتأثر اإلنتاج التي
تسببها المضاربات الوهمية والمحتوية على الجهالة والقمار هي من أهم آثار الغرر المؤثر
على االستقرار االقتصادي.
6ـ من أهم اآلثار السلبية لالقتصاد من الغرر في التسويق الشبكي هي عدم تحقق الكفاءة
االقتصادية لمفهوم التسويق ،حيث ينحصر التسويق في شبكة محددة هم المسوقين وهم
المستهلكين في نفس الوقت ،وكذلك تعتبر صورة من صور الغش التجاري الذي يؤثر على
استقرار االقتصاد.
7ـ يوصي الباحث المراكز البحثية المتخصصة في االقتصاد اإلسالمي والمعامالت المالية
أن يكثفوا من أبحاث المعامالت المالية إليجاد البدائل المناسبة والخالية من المحظورات
الشرعية المؤثرة تأثي ار سلبياً.
8ـ أوصي الجهات المنظمة لهذه المعامالت سواء جهات حكومية أو خاصة ،جماعية أو
فردية التخلي عن هذه المعامالت والعدول عنها إلى البدائل الشرعية ،وعدم التقليد األعمى
لكل ما يأتي لنا من الخارج ،ففي ديننا ما يغنينا عن هذه التعامالت.
الهوامش:
104 ديسمبر2017
أثر الغرر في عقود المعامالت المعاصرة... د.هاني بن عبد هللا العزي
42خليل ،أيمن ،آثار التأ مين اإليجابية والسلبية ،مرجع سابق ،وينظر أيضا الزحيلي ،وهبة ،الفقه اإلسالمي
وأدلته ( 109/5ـ ،)111ط 2.دار الفكر ،دمشق ـ سورية 1405ـ 1985م.
43المرجع السابق.
44السويلم ،سامي ،وقفات في قضية التأمين( ،من إصدارات شركة الراجحي المصرفية لالستثمار ـ مركز
البحث والتطوير ـ عمان األردن 1423ـ 2002م ،).وخليل ،أيمن ،آثار التأمين اإليجابية والسلبية.
45نفس المرجع.
46إبراهيم ،عثمان الهادي ،التكافل وإعادة التكافل ،ماهيته وتطوراته ومتطلبات نجاحه ،المدير العام لشركة
شيكان للتأمين وإعادة التأمين المحدودة السودان (من منشورات شركة شيكان للتأمين وإعادة التأمين المحدودة
ع2001 ،70م) ،وينظر أيضا عبد الرزاق ،إسماعيل ،التأمين في ضوء الفقه اإلسالمي( ،مكتبة كلية العلوم
اإلسالمية ـ ج بغداد ص 400وما بعدها).
47انظر أحمد ،أحمد محي الدين ،أسواق األوراق المالية وآثارها اإلنمائية ص ،438ط 1415 ،1.ـ 1995م،
سلسلة صالح كامل للرسائل الجامعية.
48حمامي ،عبد الكريم قاسم ،سلسلة االستثمارات الحديثة في خيارات األسهم وخيارات مؤشرات األسهم
ص ،9مطابع الفرزدق التجارية ـ الرياض.
49القري ،محمد علي ،األسهم واالختيارات المستقبليات أنواعها والمعامالت التي تجري فيها ،مجلة مجمع
الفقه اإلسالمي ،العدد السابع 211/1
50نفس المرجع .211/1
51غدة ،عبد الستار ،االختيارات في األسواق المالية في ضوء مقررات الشريعة اإلسالمية ،مجلة مجمع الفقه
اإلسالمي المجلد السابع .331/1
52انظر مهيدات ،محمد فهد ،عقود الخيارات المالية المعاصرة بين المجيزين والمانعين ،من ضمن أدبيات
دائرة اإلفتاء العام ـ األردن.
53العمران ،عبد هللا محمد ،العقود المالية المركبة ،دراسة فقهية تأصيلية وتطبيقية ص ،325دار كنوز إشبيليا
ط1431 ،2.هـ ـ 2010م.
54انظر :جابر ،محمد صالح ،أسواق األوراق المالية وآثارها اإلنمائية ص ،439االستثمار باألسهم والسندات
وتحليل األوراق ص ،255دار الرشيد للنشر ،بغداد 1982م ،ط ،1.ونحو سوق مالية إسالمية ص ،4بحث
مقدم إلى المؤتمر العالمي لالقتصاد اإلسالمي ،المملكة العربية السعودية ،جامعة أم القرى ،كلية الشريعة
والدراسات اإلسالمية2005 ،م.
55قرارات وتوصيات مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ،للدورات من 2ـ ،19ص ،225راجعه د .أحمد عبد
العليم ،الطبعة األولى1432 ،هـ ـ 2011م.
56فتاوى ندوات البركة ص1403 ،110هـ ـ 1417هـ 1981 ،ـ 1997م /جمع د .عبد الستار أبو غدة ،وعز
الدين خوجة ،منشورات مجموعة البركة ،ط.
57حولية البركة ،العدد الثاني ،رمضان 1421هـ ،ص.273،274
58أحكام التعامل في األسواق المالية المعاصرة ص 1053ـ .1054
59الجرف ،محمد سعدو ،عقود الخيارات المالية في الفقه اإلسالمي ص ،41ضمن أبحاث الندوة العلمية
(التحوط في المعامالت المالية الضوابط واألحكام) مجمع الفقه اإلسالمي 26ـ 27ابريل .2016
60ابن عبد البر ،التمهيد 467/8ـ .468
61ابن تيمية ،أحمد بن عبد الحليم ،مجموع الفتاوى .385/28
62اإلسالمبولي ،أحمد محمد ،العقود المستقبلية ورأي الشريعة اإلسالمية فيها ص.277
63انظر أحكام التعامل في األسواق المالية المعاصرة ص.1057
64رضوان ،سمير عبد الحميد ،أسواق األوراق المالية ودورها في تمويل التنمية ص ،321المعهد العالمي
للفكر اإلسالمي ،القاهرة1996 ،1." ،م.
65مهيدات ،محمد فهد ،المضاربات الوهمية (السوقية) ودورها في األزمة المالية ص ،16من أبحاث المؤتمر
العلمي الدولي حول( :األزمة المالية واالقتصادية العالمية المعاصرة من منظور اقتصادي إسالمي ،عمان ـ
األردن 1ـ 2ديسمبر 2010م).
66اإلسالمبولي ،أحمد محمد ،العقود المستقبلية ورأي الشريعة اإلسالمية ص ،78الجامعة األمريكية 2003م.
67با زرعة ،محمود صادق ،إدارة التسويق ص ،487المكتبة األكاديمية 2001م.
68الطحان ،زكريا محمد ،المسابقات والجوائز وحكمها في الشريعة اإلسالمية ،ص( 170رسالة ماجستير)
2001م.
69المسابقات والجوائز وحكمها في الشريعة اإلسالمية ص170
70نفس المرجع.
71سانو ،قطب ،بطاقات المسابقات ص ،26مجمع الفقه اإلسالمي الدورة الرابعة عشر ( 2003/1/11ـ
)2003/1/16الدوحة ـ قطر.
72المسابقات التجارية في الفقه اإلسالمي ص.65
73رواه البخاري ك /المزارعة ( )34/6برقم 2320ومسلم ب /فضل غرس والزرع ( )28/5برقم .4055
74ابن عاشور ،محمد الطاهر ،مقاصد الشريعة اإلسالمية ص ،464دار النفائس للنشر والتوزيع ـ األردن
1421هـ.
75المسابقات التجارية في الفقه اإلسالمي ص.75
76انظر عدنان ،حمزة ،شركات االحتيال ـ النموذج الهرمي (عن طريق بحث التسويق الشبكي ـ رؤية
اقتصادية إسالية بحث منشور في مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمية على موقعها اإللكتروني).
77نفس المرجع السابق.
78ترميجان ،تريحان ،الغرر وتطبيقاته في المعامالت المالية المعاصرة ص.22
79نفس المرجع ص24
80عدنان ،حمزة التسويق الشبكي (رؤية اقتصادية إسالمية)
81انظر هارون ،جاسم ،شركات االحتيال ـ التسويق الشبكي على الموقع اإللكتروني
()http://goog.l//ZqpDbx
82انظر التسويق الشبكي (رؤية اقتصادية إسالمية) منقول منه.
83نفس المرجع السابق
84رمضان ،وائل ،التسويق الشبكي كسب حال أم بيع للوهم ونصب واحتيال ،موقع مجلة الفرقان
()http://goog.l//Zmala3
85نفس المرجع السابق.
106 ديسمبر2017
03 العدد مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر
عبدالحكيم خليل.د.م.أ
أكاديمية الفنون ـ المعهد العالى للفنون الشعبية_ مصر
:الملخص
ه ع ه اععذهدبس ع ه اث ع لهن ع ه انموععلبه اثمنععل هبلص ع هأس ع تسععهذه ععرقه البح ع ه ا
ه هو سعان الهو عث ظهعلذهك ع ه انتثنعمهنع هءع غه س نع ها هوأس، ظهعلذه اهلي ا
ط هبن هيسعنذهب اسعلل ه
ً ه بت. ا ق ف ه انتثنه هب ا ق ف ته أل ىهفيهظلهس ط ةهثق ف ه اهلان
ه البا عهعه ار هيل كبه اهنل ته ا ئ س هالثمن ه ان ث ع ةهبصعلبةهتك علهتقعا ه،إلسس سيهعه السث اله
هفيهظلهنمولن ه ص هن ه اقع ه الءثن ع ع هو انهع ي ه اثعيهيهثسع ه ه ا ع ده.انتثنمهوتطلبق
ه ه. لهن هيسنذهب اثمشئ ه الءثن ع ههو ا ق ف ه ان ت ط هب ق ف ه انتثنمه ار هيه شهف ن ه
ه. ه اه د تهعه اق هعه اثمن:الكلمات االمفتاحية
ه
Abstract :
مقدمة:
يمو ه اك ه اذه اث له اشعه يهبهلسع هنلبوثًع هثق فًع هويعث ه اثه نعلهنهع هنع هنموعلبه
عع ط يهأك ع هنع هكلسع هنع دةهأس سع هوبئ سع هتسععه هبشععهلهن ع هفععيهبمع غه انتثنععمهوتقانع .ه
وب من هسهذه ا بهفعيهتسعت لهوحع ئمهتع ثه ه اشعه يهعلعذهأكنعلهوءع ،هظلع هنمطقثمع ه اه ب ع ه
بهعلهأسععيهفععيهن الهع ه ألواععذهوفععيهطلب ع ه ألولهاتنععمه انع دةه اث ث ع هبط يقع هعلن ع هيسععث ده
نمه هعلذهأكنلهوء .هف من هأ مه انلبوله اث ثيهدبس هوب ثهفعيه انتثنعمه ا بعي،هالاامع ه
فيهنمطقثم ه اه ب هسه سيهن هفقع ه عاياهونعاحمهنع ه عرقه اابسع ت،هونع هاثعذهفكع ةه ال ثنع ه
بهر ه اث لهوفهن هودبسث هن هنمطلقهعلني.
وتهععاهدبسع ه اث ع لهنع ه انموععلبه اثمنععل هحةع ه نع هوءل يع هب امسع هألصع به
ال ثن هفيه اابس ته اثمنلي هفيه انتثنم.هف اث لهكنع هيعمع ه اك ع هوتشع ه ا ع ه اهايعاهنع ه
ه ا ع ظهعلعذهك ع ه انتثنعمه ظهعلذه اهلي ،هوأس ها ه ات دةه لهأس ان والته ا
ه ا ق ف ه انتثنه هب ا ق فع ته أل ع ىهفعيهظعلهسع ط ةهثق فع ه هو سان الهو ث ن هء غه س ن
اهلانع .هف ا ع ظهعل ع هتهث ع هنسععئلا ه اتن ععمهولاععوهال ع ظهعلععذه ليع ه انتثنععمهفععيهعص ع ه
اهلانع هوفععيهعصع ه اق يع ه اصع ةه اععر ه ثلطع هبهع ه ا ق فع تهوتن اءع هف هع ه انتثنهع ت.ه
واهله رقه يه الظ ه اوع ةهو ال حع هو اتل ع هب امسع هالثع لهو السعث دةهنمع هكنع هأ ع بته
هو انخثص .ه ويش ه ا ه اهاياهن ه ا ا
الهأ ه الظ ع ه أل ع ىهو اثععيهالهتقععلهأ ن ع هبععن ها ع لهن ع ه ألاععل لهع ع ه الظ ع ه
ألواععذهالث ع لهو ععيهتلععوه ان ت ط ع هب ع ان هل ه اثمنععل هالنتثنععم.هف ع اث لهءععمغهن ع ه انمولن ع ه
ا ئ س هو ان تكمته اخ صع هالثمن ع ه الءثن ع ع .هو ل هأ عرس هأبهع ده اثمن ع ه ا ئ سع ،هفدسمع هستعاه
أ هاه ع هبهععاي هبئ س ع هكن ع هيش ع ه ا ه ع ه ا ع ا ل هو انهثنععل :ه ا هععاه ألوله ععله ا هععاه اكنععي،ه
و آل ع هيع ت بهبنع هيسعنذهب ا هعاه اك ععي هف ا هعاه ألوله انثن ععلهب ا هعاه اكنعيه ععلهلاعوه انع ت به
هو اثعيهتهعافهفعيه امه يع ه بثلف ه ا م ه اث ث هن هنا ب هونسثش تهوسل د هونمشآتهوغ
اععذه انع ه إلسسع ،هوت ق ععقه اقععابه انم سععبهنع هبف ثع .هفث ق ععقه ععر ه اقععابه اكنععيه انع ت به
ب انمشععآتهوءلدت ع ه ععلهن ع هيهععاهويصععميه انتثنععمهفععيهعععا دهدوله ا ف ع ق.هو ععلهالهيث قععق هعهأ ه
هأوه ات سبه ا ع سيهنع هأبهع ده اثمن ع هو انع ت بهب اشعقه نتثنمه ا ف قهعه الهب سثكن له اشقه آل
اك ععيهو ععله انهع ع ه مع ع .هويع عهت به ععر ه ات س ععبهبنع ع هيس ععنذهب اس ععلل ه إلسسع ع سيه ا ععر هيل ك ععبه
هالثمن ه لهسلل ه سس سيهيل كبهوينشعيهءمًع ه اهنل ته ا ئ س هالثمن ه ان ث ة.هف ا هاه آل
108 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
اذهءمعبهنعمه ا هعاه اكنعي.هفع هينهع هأ هتث قعقهتمن ع ه ءثن ع ع هوت ق عقهحعابهنع ه ا فع ةه اله
به ععاهت ععل ف هس ععلل ه ءثنع ع عيه سسع ع سيهبمع ع غهوحع ع دبهعل ععذه الستع ع اهو إلسثع ع الهبص ععلبةهتك ععلهتق ععا ه
هفعيهعنل ع ه انتثنمهوتطلبق.هفنسعثلىه اه حع ته الءثن ع ع هوط هثهع ه نع هعمصع هأس سع
اثمن ع ه الءثن ع ع هو اثععيهي ثع ذهأ هتن ععره انم مععذه اثطععلب هو إلسثع ءيهو إلبععا عي.هف اسععلل ه
ُبهاهبئ سيهن هأبه ده اثمن ه الءثن ع .هواله وه م هأس هعمعاه ا عايثهعع ه اسعلل ه إلسسع سيه
فدس هي ت به مع هعهأ ه اسعلل هعهبنمولنع ه صع هنع ه اقع ه الءثن ع ع هو انهع ي ه اثعيهيهثسع ه ه
لهن هيسنذهب اثمشئ ه الءثن ع ع هأوه له اهنل ته اث بلي ه اثيهين هبه ،هون ه ا دهن ه
اه ع ه ا ع ده هب اثمشععئ ه ا ق ف ع .هفهععيهعنل ع هت بلي ع هيهثسععبهن ع ه كن ع هتسععنذهن ع هح ععله ا ع ه
اه هنهلس ه خص ث ه اثيهت بذهعل ه .ه نتنلع هن ه اق هو انه ي ه اثيهيمطلقهن ه
ونع ع ع هنمطلع ع ععقها ع ع ع هنشع ع ع ب ه م ع ع ع هن ع ع ع هيسع ع ععنذهعمعع ععاه انثخصص ع ع ع هفع ع ععيهنت ع ع ع له
ألس وبلالء ع ه ام س ع هب اث ايععاهب ا م ع غه ألس سععيهالشخص ع ،هو ععلهن ع هي ععادهأ ه ا ع دهد ععله
انتثنمهين هبهنل تهت بلي هنثش به هفيهبا ي ها ت هوح لهوصلا هاس ه اس دس هن ه اهن ،ه
اه هتث عادهن نعشه خصع ث هفعيه طع به ا ق فع ه اثعيهيمثنعيهاهع ،هواكمع هفعيه طع به و اثيهن ه
اكل ع هيأ هفععيه طع بهثق فع ه انتثنععمبهفهععلهيثشع ب هنععمه آل ع ي هفععيهنقلنع ته خصع هن ععادةه
ولاوهسث ت هاهرقه اهل نله ا ئ ه ان ط هوسث ت هالهل نله اث بلي ه انشث ك .ه
اد هت س ه خص ث هو خص هأح س هد له ط هن ً و م هثق ف ه انتثنمهت ذهعل هسن ً
ان به ار هيه شهف .هواعراوهفعد ه اقع ه الءثن ع ع ه اثعيهيهثسع ه ه عيهفعيه امه يع هن صعل ه
بهنل ع تهت بليع هنشعث ك هنعمه آل ع ي هت حعه ها سع ه ألسع ةهف سعب،ه سنع هت حعه هنع هيسععه ه
فععيهعنل ع ه اثمشععئ ه الءثن ع ع هكهععلهد ععله انتثنععمهو ا ق ف ع ه ال اععاةهن ععله انابسع ،هوءن ع ع ه
ألحع ع ،هو إلعع ع ،هوغ ع ع هنع ع ه انعسسع ع ته اث ععيهتهث ع ع ه ععيه انس ععئلا هعع ع هسق ععله ألسع ع ا به
اخ ص ع هب اثمشععئ ه الءثن ع ع هألف د ع .هفن ع هت نل ع هن ع هنهط ع تهوأبه ع دهوعم ص ع ه ععله اععر ه
يمقله اذه ألف دهد له انتثنم.هو لهفيه امه ي ه ار هي اده اسعلل ه اثمنعل هنع هغ ع قهوي سع ه
دبهعلععذه إلسث ع الهو اسععهيهس ععلهدفععمهعتل ع ه
ان نععشه ا ئ س ع ه اثععيهتتهععلهن ع ه ععر ه اسععلل هح ع ً
اثمن ه اذه ألن .هف اسلل ه إلسس سيهد له انتثنمه لهوا اهاهرقه اهنل ت .ه
ه اثععيهتمطلععقهن ع ه ه الءثن ع ع ه اقلين ع هو اص ع ون ع ه م ع هء ع غتهأ ن ع ه ان ع
اث ع له اشععه يه اععر هيهععماهنمه ع هويععافمهبه ع هفععيهس ع له امهععلذهب اسععلل ه اثمنععل هسو ع ً هان ع ه
ت ثلي هن هنمولن هح ن هأس س هبئ س هسشعه هءن ًهع هبن ن ثهع هوسسثه حعه هبشعهلهنخثصع ه
110 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ه اق هو اه د تهو اثق ا اه انثل بث ه اثيهتعد ه اذه ست حهأوه فش لهك ف هصلبهوأ ه له اث
انسثهاف هفيه طبه اثمن هبلء هع .ه
هنمرهان هبه اهعلذهأ هيهل هاه هظه ه ه يه هف ه وهأ ه اه د تهو اثق ا اهست
حلىهح غبهيهنلهعلذهان ي ه إلسث اله ان ليهو اقلىه انمثت ،ه ص هفيه انت له ا في،ه
هعلذهنل ءه هت اي تهعص ه اهلان .هاكيهت نيه ن هأءلهحن هحابة انتثنمهوحلقه ا
انص اشه ا لي هالشهبهو انتثنم.ه ه
و ي هتاعل هع ه اه د ت هو اثق ا ا هع هبلس ه ا ل ه اذ ه ال ثن هبه هو ان فو هعل ه ه
ووحهه هفيه العث بهع هط يقه اثن له اشه يه اسل ،هوص س هااود هدسثلبًي هوح سلسً ه
ا م غهدوا هعص ي هااي هنثن سه هونثنسه هبهليث ه ا ق ف ه الطم هو اقلن .ه
وفيهظلهن والته ا دهكه ئ هعةل ه ءثن عي هعهيلااهويمنلهفيه انتثنمهوفقه
ل هته نل هنمه سو هثق في هنه هع ه ا ة هو السثق بهد ل هءن عث ،هك هام ًن هعل هن ه
أف ده انتثنمهأ هي بهوي فوهعلذههأ ه الً هنثملع هن ه اه د تهو اثق ا اه انثل بث هنمه ه
اثقل ا هو انش بك هو أل ر هو اهط غ هنم ه آل ي هحصا هتهل ه اق هوسن لال ه اسلل هو التت ته
ه دف هاث ق ق هنط اب ه ا د هن ه و كس ب ه ألدو ب ه انثلحه هنم ،هبلصي هكل ه ر هسش
أية هنط ابه انتثنمهن ه ا د .ه
انتثنمهو ً
هفي ه كثس ب ه اه دة هو ل هي اثك بب ه انص لبه هو انوسو ً هاله نل ه اتل
ةهفيهتكلي ه اه د ت هعهعلذه اثهل هفيه ب إلبدةهو العيهو ال ثن هعهكهل نلهنثنن هوغ هن
ط بهءن ع ه ألس ة،ه انابس ،ه ا ف ...ام .ه
وبم غ هعلذ هنتنلع ه اه د ت ه انهثس هااى ه ا د هو اتن ع هيص ش هاكل هءن ع ه
ًا هعلذهع د ته يخ ه
ثق فثه ه انن مةهاه ه اثيهته شهفيه ط ب ،هونمه امن هيثخليهعمه هت ب ً
اه هعلذ هوءلد هواق هلحه هوح نه هو ليثه ه ا ق ف ه وتق ا ا هو ست ات ه اتن ع هاثنكا هن ه
كهل نلهنعث ةهينه هأ هتس عا هعلذه اثقا هأوه اثخليهب ه اتن ع تهو انتثنه ت .ه
ار هسلفهيهث ه ا اثهفيهظلها ص هعلذهتلح شهدوبه اه د تهو اثق ا اهفيهسش ه
اه هينه ه اثنك ا هعلذ ه اهلي ه ا ق ف هالنتثنمه اق ه اا عن ها ق ف ه اثمن هو اثي هن ه
هبلء ه ب ،هوفثش هاف ق ه انش بك هفي ه ا ة ه ا ق ف هنم ه انتثنه ت ه اا عن ه انص
هو العث ب هو الاث هب ه ألف د هو ألوط هفيه انمولن ت هح هنش به هام هحصا هدع ه اث
نت به هنخ ط ه اص ع تهو اث لبهعل ه ،هن هنمطلقهأ ه ا ق ف ه يهنتنله اخطل ه انن مةه
112 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
دي هوفك ًي هواسً ،ه رقه اخطل ه اثيهتن مهنتثنه هن هأوهنتنلع ه ءثن ع ه
بوا سً هأوهن ً
و يهتهميه ا مل هو آلد بهوط ئقه ا ةهوسلع ه ا ةه الءثن ع هونمولن ه اق هو اه د ته
اثق ا اهو انهثقا ت.ه ه
هبم غ ه اهلل ه اهص ي هوسش ه العادات الشعبية كرهان لنشر قيم تنموية: 1ـ
هأبا هنم هتنسو ه إلسس ه
اثكم هلالء انثطلبة ،هوبم غ هنعسس ت ه ااوا ه ا اي هال هيثه بذ ً
بهليث الطم هو اقلن ،هوبهلهن هفيهت ث ه ا ك هن هح ه يت ب .هف انه ص ةه اسل ن ت نيه
اهلي هو ألص ا ه اذهأبهاه ا اود.
اك هان ي ه ار ت هو اهلي هال هتهمي ه سثه دة هأنت د ه ان حي هوت ليل اث بيم ه اذه
ظ هعلذ ه اث ل هبهله فم ها م غ هت بيم هأفةل .هف ا
عبغ هبال هأ هيهل ه ان حي ه ار ي ها ً
ظهعلذهح ه ا ة بةهو اناس هفيه اه ا هكل .ه أ ه ا ه ان دي هو ا ق ف ه له انا له اسل هال
ويهث هص ح ه اه د تهو اثق ا ا ه اشه هو اق ه إلسس س ه انص ا هاه ه ل ه ا ح ه ألن ه
ح .هو رقه اق هنتثنه هتشهله اهنلده ا ق ه الخ ته ان دي هوالق هو ان دئه ا وا هو أل
إلبس غ دع ئ ه ا مذه اث ث ه ا ق ف هالثمن ه إلسس س ه اش نل .ه
فمتاهأ ه ااوله انثقان هتهنلهعلذه ا غه ا مل ه اشه هوه اثقل اي هون هيثصلهبه ه
.هو يهتس عاهنتثنه هعلذهبفمه انسثلىه ا ق فيهالنل طم ،ه ن هع د تهوتق ا اه ه هن
ه اس ئاة هفي ه انتثنم ،هوتطلي ه إلسث ال ه ا مي ،هو ح ن ه انه بذه وان ي ه انهثقا ت ه اشه
هفيه اثق ببه ا ق فيهب هدوله اه ا .ه ان ل هو ااوا هال مل ه اشه هبن هيس
ار هيهاه ح ن ه اثل صله ا علهب ه اه ئ تهو انمون ته ا ق ف ،ه اه ب و إلس ن ه
و ااوا ه لهن هأستمه اس ل اثهميمهال به ا ق ف تهو ا ة بت.هف ق ف هعص ه اهلان هت نله
أبه ًد هتقم هب ث هتهاده اخصلص ته ا ق ف هاك هن ه هلب اه ا ،هونمه ه اشهلبه اه ب ه
و إلس ن ،هو ي هتمسي هبك ئم ه ا مذ ه اثقل اي هو ا ف هعلذ ه انسثلي ه ان د هو ا واي.ه
وفيهظله نم هنقلالته ا ق ف ه السثه ك هاهص ه اهلان هت قاه اقلىهو اتن ع ته اثقل اي ه
اقابةهعلذه اثة ن ه ان د هو ا واي.
العادات والتقاليد الشعبية في مواجهة تحديات التنمية: 2ـ
ن ه انثلحم هب وا هعل نل هسل هك ة هت فقه ها ك ت هتن د هوعمي و اثت ال هحاه
هفي هبم ه انتثنه ت .هو ص ه ل هن هك س ه رقه اهنل ت ه اثمنلي ه اثي هيص ا ه هت
اثمن هغ هنابوس هنن هيص ه هتهاياهبث ك و امش ه اثه وسيهو أل ه له اثقل اي هاه ح ته
ءثن ع هوثق ف هء دة ،هوكر هع ح ت ه اهنل هو إلسث ال ه ا في هفي هنخثلي هءل س .هوأب اه
نخ ط هتلوه اس س ته اثمنلي :ه
هت ك و هأ ه ل ه ألس ة ه اننثاة ه اثي هك س ه اننوى ه ألول هو ألس سي ه اا ع هاق ه أهع
ءثن ع هتهث هب اه د ت هو اثق ا ا ه انلبوث ،هوت و هألف د ه انتثنم هثق ف ه اثملعه
و ال ث فه ا ك هو العثق د .ه
اق بتهو ان س ه اثيهتمسيهبك ئمه هت ك وه اه ح ته الءثن ع هع هسلسل هن بهع
ه انخثل ه اثي هتاعل ه اذ ه الس قه ل هوس ئل ه إلع امو ه الءثن عي .هن ه
باالً هن ه الس ث ح ،هو ا دي هباالً هن ه اتن ع ،هو اخلف هباالً هن ه اشت ع ...ام.ه
كن هتشتم ه أل ه ل ه اتاياة هن ه اه ح ت ه الءثن ع ه انص ا ها ق ف ت عص ه
اهلان هو اثكملالء ه انثطلبةهعلذ سش هح ه ا دي هو ألس س ه اة ق .ه
هتمش ه اهلان ه اتاياةهثق ف هنث لث هن هءن مه اق ه اثقل اي .هو يهتلظيه اثكملالء ه الهع
انثطلبة هفي ه ان هتهو ه إلسث ال هوتقاي هسلم سثه ك هبهن ت هك ة ،هوبهل ه
ن ا هب ص .هنمهتت له هالهمص ه ا ش هعهوثق فث ه اخ ص هعه ار ه لهأس
تمن ه انتثنه تهوتطلب .ه
ها هيها ه ء ه اش ب هفي هعص ه اهلان ه ا م ه امة ل هن هأءل هبفم ه ألءلبه دهعه
وتقاي ه انميا هن ه اخان ت ه الءثن ع هبقاب ه ءسه هأوالً هن هأءل ه يت د هعنله
ث ب .هف انعسس تهو انص سمه ا اي هتا بهبثكملالء ه اياةه اثطلب،هوتثس بهبمش
هسملي هفيهص لفهن ي ه اش ب .ه
ً اطا
هار هأص ش هن ه اة وب هأ ن ه العي هب اه د ت هو اثق ا ا هو اق ه انص ا هاه هفيه
عنل ه اثمن .هويسثلءب هال اغ هفي هأ هعنل هتمنلي هد ل هنتثنم هن ه انتثنه ت هأ ه
ي ب ه اق ئنل هعلذ ه رق ه اهنل ت ه اثمنلي هأ هيهلسل هعلذ هعل هودبي هبه د ت هوتق ا اه
انتثنمهنلحلعه اثمن هاثذهينه ه سث ن ب هبشهلهء اهن اهيخا ه اهنل ه اثمنلي هون اله
تم ر هبشهلهالهيه حلهنس ته هأوهيعد هبه ه اذه ا شلهفيه اثط ق .ه
ون هث هيتبهعلذه اخ غهو اس س ه اق ئن هعلذهعنل ته اثمن ه ا اغهبعه :ه
هدبس هت بيمه انتثنمهوأ هن الهتشهل .ه 1ع
هو ص ه هونل ح ه هن ه اث ه اثه ف هعلذ هع د ت هوتق ا اق هو تت ت ه ام 2ع
ان ت ط هو اا عن هاهنل ه اثمن هالسث ن ب هفيهن اله اثمن ه انتثنه (.)1ه ه
114 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ه اثه ف هعلذ ه انهثقا ت ه اشه ه اس ئاة هو اثي هينه هأ هتكل هع ئًق هفي هتمن ه 3ع
أن ك هبه مه هأو هتكل هن ت ط هب ه ه ا نلا ه اثي هت نل هحا س هفي هس ل هأف ده
انتثنمه ان دهتمن ث .ه
ه اهنل هعلذ ه اثلع ( )2ه انتثنه هع هكتمغ هن ه امس ج ه ا ق في هالنتثنم هع هبن ا فه 4ع
هو انسثق لهبشهله
عنل ه اثمن ه انمنمهتم ر هواق ق هن هتص ل ه ا هفيه ا ح ه
هيثسنل ه و حش هونسثن .هون هحا هيط أ هعلي هعنل ه اثمن هن هتهاي ت .هف ام
هالع ه هو دبكه هان ه هو اثشهل هو ر هيمثج هعم هتهايل هوت ب اقابة هعلذ ه اث
ت .ه يهثس لس هن ه
ه اثه ف هعلذ هأ ه ل ه التص ل ه اس ئاة هد ل ه انتثنم هن ل ه اثمن هالحم ه ط به 5ع
لهعنل ه اثمن ؛ه هفيهتمو ه اه ح تهو اث ع تهد له انتثنمه و هلهيس
اثذهيثنه ه اتن مهن ه اق هبهنل هبشهلهنمو .ه
هب اسه هع .ه هن ع ةه اثملعهفيه اسه هعهد له انتثنه ته اك 6ع
ه الحلف هعلذ هأ ه ل ه اق ه انثش به هو التت ت هونسثلي ت ه اسلل هو اص ع ته 7ع
اثم فس هب ه اتن ع تهل ته انص اشه انخثل .ه
هالة به هبسن هو ا ه اثه ف هعلذ ه ان ه س من ت ه Mechanismsه ا سن 8ع
الءثن عي( )3هو اثيهتكل هأك هف عل هفيه اتن ع تهو انتثنه ته اثيهتكل هف ه ه
اه ح ت ه ي هع ح ت ه الء هاللء هوتكل ه اه ح ت هحلي هوا ث هيهل هتقس ه
اهنلهبس بهسس ً (.)4هوأ ه رقه ان ه س من ت :ه
هوتط ق ه اقلعا هأو ه اط ق ه اشه ه ه أل خ ب هأو ه اته ت ه ان ادة هاث س أهع
Folkwaysه اثيهتشنل :ه
ه انه ي ه ا سخ هالنن بس ته اه ن هن ل:هتلوه اثيهتثن لهفيهأسن ه ص هالمىه ي1ب
و إلت ه ه .Etiquetteه
ه ألسن ه اخ ص هالسثخا ه ال .ه ي2ب
ه ألع فه:moresه انه ي ه انتثنه ه ان ت ط هب اشهلبه اهن قهب ا ل بهأوه اخطنه ي3ب
و اقلعاه ان ادةهالسلل هو اثيهالهينه ه سثه كه هبسهلا .ه
هبسن هالة ب هن هتكم ه ت ه Techniquesهو اثي هبل سطثه هيثنه ه ه الس ئل ه ا بهع
ه خصيهأ هي مل هعلذهأوائوه اري ه هعلذهأس ألف ده اري هيه فهكلهنمه ه آل
يرعمل هييسثت ل بهاثلحه ته هكن هأسه هيوه و هعا ه ا ح هب امس هألوائوه اري ه
ال هيسثت ل هاثلحه ته .هوينه هن او ه رق ه اثكم ه ت هفي هسللك ت هنه م هن له
اسخ ي ه Ridiculeه هو اق ل هو اق ل ه gonipه هو السثق د ت ه criticismsهأو ه اثه ه
ب ا أ .ه
وت ثل هس س هدع ه اه د ت هو اثق ا ا ه اشه ه اا عن هاهنل ت ه اثمن ه انسثا ن ،ه
هن هتت ببه اث ايثه ام ء هفيه اه ا ،ه هدوب هن كمًي هفيهك
وت س مه اق ه انص ا هاه ً
وفي هطل هثه هتت بب ه اث ايث ه آلس لي .هفقا هتن هتمشئ ه انل طم هفي هتلو ه ااول هعلذه
اث هح ه اث لهبهلهتق ا اقه إليت ب ،هو اهنلهعلذه بق ئه ها هفيهس ل ه ألء له اتاياة،ه
ها هفيه ظهعلذه اق ه اث ث ه اثيهبق وبببه ا ق ف ه اثقل اي هب اثمن ه اش نل هبهافه ا
نعسس ته ااوا ه اهص ي هوأعن له اق دةه انثملبي هف ه .
ه اثيهتكل ه ط ًبهالنه ي ه ويش هن هل ه اق ه اذهنتنلع هن ه اثصلبتهو ان
لهت عل هنمه انل حيه و ألاه هو ان لهو انهثقا تهو اث ة ته اثيهتثكل هااىه ا دهن ه
هءاي ةه و اخ ته ا دي هو الءثن ع ،هب ثهتنهم هن ه ث بهأ ا فهوتلءه تها ت هوي
له ال ثن ن تهأوه التت تهأوه اسلل ه اهنليهأوه ال ويه بثلظ يه نه س ت هوتثتساهن ه
ة( .)5ه ةهوغ هن بط يق هن
و اثمن ه انتثنه هب ء ه اذهنتنلع هن ه اق هو انه ي ه ا ا ث .هو يهب ء ه
هوأ هيهلسل هح دبي هعلذ ه لق ه ه ته اذ هأ هياب ه ا علل ه ألف د هوءلد هبهةه ه ا ه
ءثن ع هتثخطذ هااود ه اه ئل هو اق ل هو اهش ة .هو ر ه ا أسن ل ه الءثن عي هباوبق هبأسن له
حثص د هألس هيلف هب ئ هنل ت هاإلسث الهو الد بهوصم ع ه ا وة،هنمهوءلده اا فه هالهنله
و الاثم ه الءثن عي .هف العي هءنل هن ه اثصلبت هو انهثقا ت هو ا ؤى ه اثي هته هنلحيه
إلسس هن ه ا ةهوت ادهسللك ي6ب.هه ه
رق ه اثصلبت هو انهثقا ت هو ا ؤى ه اثي هتكل ه العي ه إلسس سي هأ هن هف ه هأسه ه
توه هفيهنن بس ه ا ةه ا لن هاألف دهفيهنل ح ه هن هع انه ه انه ش.ها ثهي اده العيه
اثمنل هفي هحلغ هدالالت هل ت ه ءثن ع .هن ل ه اق هو التت ت هو انهثقا ت هو اثلءه ته
و الفث ح ته ألس س ه اثيهتشهلهبك ئمهان ه لهس ئاهب ه ألف دهد له انتثنمي7ب.هه ه
فكل ه خص هيتلب هنتنلع هن ه انهثقا ت ه اشخص هو اق ه اذ ه اهنل .هف اق ه
ح هت لل ه رق ه اق ه اذ هسلل هفي هسط ق ه اهنل هفي هصممه هو السثمث ء ت ه أل
اشخص ه
116 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
118 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
120 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ا ثهيم يهأ هتشنله اثمن هتافًق هنث دالًهاألفك بهد له انتثنم،هاثذهسصله اذه
دبء هنثقان هن ه العثن دهعلذه ار تهوت نله انسئلا هفيهتطلي ه ألفك بهعلذهحلغه رقه
اثت ببه اخ ص ،هوسش ه رقه ألفك بهو ااف عهعمه .ه
هعلذ هااوله ه ار هفدسم هسعكا هعلذ هأ هب وا هع د ت هوأسن هءاياة ه ي هنع
ه ءثن عي .هوعمان هتص ش ه رق ه اه د ت هو ألسن ،هننالف هو ئه هااى هنتنلع هن ه ت
ام ،هفدسه هغ اً هن هتمثج هأ ه الً هءاياة هن ه اسلل ه الءثن عي ه ار هي ا هبشهل هسن لاله
وحلعا هو ه ئ هوع د ت هوحل س .هوحا هتكل هبسن هوو ح هك اقل س هو اخطل هو ان دئه
اثلء ه ه إلد بي هعلذهس له ان ل.هواكمه هغ اً هن هتكل هغ هبسن ،هوحنم ،هك اه د ته
ح هو الءثن ع .ه ه ا لن هو انه ي هو امن لالهو اق ه أل
ه اثي هتقل هعل ه ه اها ا ه ه ألس س هأاا هأ المساواة وتكافؤ الفرص: وـ
،هو اثي هت ني ه اذ هن ل ه النث ات ه اخ ص هو ا ل بق ه انصطمه هب هأف ده () 13
الءثن ع
انتثنم .هكن هيث ش هت ه ل ه ر ه ان اأ هتنثم هكل هف د هن هأف د ه انتثنم هبخ ت هب دق هب اقابه
ص هنثن ثل ه
ار هتع ل ها هك غت هوحابت ه ار ت .هويهمي هأ هسهطي هالتن م هفي ه ا ا ي هف ً
وس عي هتن ثل ه اش و ه اثي هيلحهل هف ه .هو ل هن اأ هي ف ه اثلا ا هب هنل ب ه ألف ده
و سثها د ته ،هألسه هن ه رقهنث هوتل هط هً ،هواكم هياعله اذه انس وةهفيه ا به اننملا ه
اكلهف دهنمهغ قهن ه ألف د.هوتلف ه اش و ه اة وبي هاكله ام هسل س هث هنه فنته هعلذه
اسبهأفه اه هوءهلد .
و م ه ث فهب هن هل ه اهالهو انس وة.هف اهالهفيه ال هن هح هفيه ام ل هأس ه
نسثق ،هو ل هحا ه اتهلب ،هأن ه انس وة ه ي ه اثنثم هبتن م ه ا قلق ه اس س هو الحثص دي ه
و الءثن ع هدو هتن مهبس به ااي هأوه الل هأوه ال هأوه اتم هأوه انسثلىه الءثن عي.ه
هف اهال هأ هيم ل هكل هل هاق هاق ،هأن ه انس وةهفهي هأ هيم ل ه اتن م هاقلقه وبنهمي ها
هأبا :هأ ههللاهينن هب انس وهة! اك هء غ:ه" ههللا ينن هب اهال"(،)14ه
نثس وي .هوا هينتهفيه اق ا ً
"و ل هاهنث هب ه ام هأ هت هنل هب اهال"( .)15ه
المشاركة في خدمة المجتمع :أص شهن هل ه انش بك ه اشه هيث ددهويسثخا هفيه زـ
أدب ته اثخط بهو اثمن هنمرهس ه م ته اق ه اهش ي هو هك هحاهسصهعل ه اق ا ه اك ي ه
هوأََح ُنل ه م
اص َ َةه ِّ ِّ نمره اق ه اس د ه ان د هكن هوبدهفيهحللههللاه م ِّ
:يو اري َ ه ْسثَ َت ُبل ها َ ّبِّه ْ َ
َ
الحثص دي هو الءثن ع هوب ه اثطلب ه ااينق طي ه اسل .هف ب ه ااينق ط هيط ش هبهله
هس بق هال هت صذ هفيه نهثس ت ه اثمن هعما هأول هنمهطي هأو هأان .هكن هأ هسن لال هت
انمطق ه اه ب هو إلس ن ،هونمه هتت بب هت م ه ه بت ه اثنن ،هو اثهل هالتن م ،هوس به
هن ه اشه بت ه اشه لي ه اثي هت لا ه اذ هسق ةه هفي ه انن بس ه اه ب هاله ب ،هوغ
اهنل .ه الهأ ه اثمن هو ااينق ط هصمل هنث ان .ه ه
ون هأواذهبك ئمه اثمن ه انسثا ن هس س ه اث ك مهعلذه اهلل ه اهص ي هو اثكملالء ه
انثطلبة هوتلا ا هسخب هثق ف هاق ق هن هط يق ه عثن د ه اك غة هفقب هو ا ءل ه انم سب هفيه
انه ه انم سبهفيه اهنله إلد ب .هف إلد بةهن اةه اشهلب،هوب شله هتنلتهعنل ه اث ايثهفيه
انها .هوغ ا هن هتسثخا ه اقلى ه انس ط ة ه إلد بة هامش ه"ثق ف ه ا س د هو إلفس د" .ه هولاو هأل ه
هأدبى هبخص ئص هونش كل هنتثنهه هو هكراو ه ألدبىه هفي هأ هنمطق ه انل طم
،هاراو هن ه انمطق هأ هيهل هاه هدوبه ب اث ء ته هو انهلح ت ه اثي هتقها هع هتمن هح
يعدوس هبم غهعلذهنه فثه هبنتثنهه ،هو لهدوبهتك نليهنمهءه تهأ ىه( .)21ه
122 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
124 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
126 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ه ئ هوت ط ه هبن هتقاب هن هع د ت ،هو ي ه اثي هتنحلن هبشهل هيتهل هن ه ل هن هنثهلق ته
ل ت ث هيثم سقهنمهبواه ه اه ن هويمست هنمهن هاايه هن هغ ي هنشث ك .
اثملع هب ه ام هأف ًد هوءن ع ت هن هك ه س ًف هوال ه روًل ه
ن هلاو ،هسث ّ هأ ه ّ
واله ه ُن وًح ،هبلهك هن هط هثه ه ا ش ي هون هأصله لقثه ه آلدن ،هفهلهظ ةهح وبي ه
حثةثه ه ا ط ةه إلسس س هو سثلمنثه ه امشنةه الءثن ع .ه
هتملعه
هتملعهفيه اط ئمهو ألنمء هو انل بهو ان للهو انع تهو اطنلا ت.هو س ّس ّ
فيهأسن ه انن بس ته العثق دي هوت ي هفيه اثن ّ ته اطقلس هوت ي هفيه اثتّل ته اسللك ه
وتن يمهفيه انمطلق ته ا ك ي .ه ه
ه ّس ه لقم ك ه وحاهأانشه اق ا ه اذهح وبةه ر ه ال ث فه امنطي،هفق ل":ي هأيه ه ام
هوءلدقهاثذهيثنه هكلهف ده
ّ هلب هوح ئلهاثه بفل "(.)27هو اذهاثن
ن هلك هوأس ذهوءهلم ك ه ً
وكل هنتثنم هن ه اه ش هاسب هن هااي هن ه بدة هوا ي هو ث ب هوب اط يق ه اثي هيهل ه
وي تة ه .هو هر هسل َ و ،هأ ه ا ي هن ه ث ف ه ام ه اذ ه هلب هوح ئل هوتملعه ه اذه
ثق ف ت هوناس ت ه سن ه ل ه اثه بف هال ه اثمم ك ،هو اثه يش هال ه ِّ
الحثثَ ل ،هو اثه و هال ه اثمط ا ،ه ََ
و اثك نل هال ه اثه بذ ،هوب ت هو ح ً هأ هأ ن ه اثس نش ه اايمي هتثنّل هفي هكلس هح وبًي ه
ح وبةه الءلدهس س .ه
هتقا ،هسث ّ هأ هح ن ه اثس نشه اايميهتثنّلهفيه
أنه يقتضي االحترام المتبادل :نن ّ ()2
اثملعهويهث فهب اث ي هوي ث هن هين مه ألف دهن هنهط تهس س ههيقّ ه ال ث فهويق له ّ
كلس ُ
ووءا س هوعقل هونخ ل،هويقابهن هيخثصهب هكله هبهن هنهلس تهثق ف ه نثمالهف ه هحاي ه
هون هثه
ن ح هبتايا ها ح ق هوبؤي هنسثق ل ،ه ي هس ب هوءلدق هوسّ هبق ئ هوعمل ه ليث َ
عثماق.
أنه يقتضي المساواة في الحقوق :فن ه ال حشهأ هح ن ه اثس نشه اايميهتثنّلهفيه ()3
هوسللك هونن بس هعهبنس ه ل هك هاهعالغهوءلدهفألوائوه
ً كلس هيقثةيه اثسل ه انطلق هعه عثق ًد
ها نث هفألوائو هدي ها ه ا ُ ن هس سه ،هو ل هك هاهعالغه وءلد ،هو ل هك هاهعالغ هدي ها ُ
هأبا .
ان ّ ً ُ صلص هثق ف هالهت حذه السثه هفألوائوه ُ صلص هثق ف هالهتق له َ
هاهأبح هأس س ه اتلِّيهأ ه اثس نشه اايميهُي ّ
هاصا إلقامة مجتمع َمدني :ن ه َ
أنه إر ً ()4
اثهادي هو ااينلح ط هوا ي ه انهثقاهوح لله ال ث فه
ا م غه انتثنمه اناسيهو بس غهحلعاق،هف ّ
في ه ا أ هو ا ك هوثق ف ه إلسس هوتقاي ه انل ث ق ه الطم هو اث هس دة ه اق سل ،ه بته
سث ت ت هوح ه سس س هس ءمة هال هتق ل ه اث ءم هوال ه اث يب هوال ه انس ون ،هف اثس نش هع ه ل هعه
اناسي،هونشتمهعلذهت ه لهحلعاق.
ّ ع نلهف علهفيهبم غه انتثنمه
ه انث دل ،هويسثلم ه اثقاي ه و هر ،هسسثخلص هأ ه اثس نش هيسثلءب ه الاث
انشث ،هوياعله اذهأ هتثه بفه اشهلبهوتثق بب.
التكافل والتضامن االجتماعي :ا و ه اثك فل هنشثق هن هن دة هيك لب هو ي هبنهمذه مـ
إلع ا هو امص ب هو اةن ( .)28هكن هوبدت هنشثق ت ه ر ه ال و هفي ه اهايا هن هاي ت ه اق ا ه
اك ي هون هأ ه هنه س ه اثيهوبدتهفيه اق ا ه اك ي ه الاثم هب إلع ا هو ا ة س هو اث ب (،)29ه
هن ْ َي َ ﴾ ( ،) 30هأ هيلثم هبدع اثه ه
هي ْكُ ُل َ
ُّه ْ َ هكم َ هَا َا ْي ِّه ْ هِّ ْل ُ
هيْلُقل َ هأَْح َن ُه ْ هأَي ُ ه﴿و َن ُ
ح ل هته اذَ :
واة سثه هوت ب ثه هكن هوبدتهنشثق ته ر ه ال وهفيه اهاياهن ه ألا ديثهون هأ هنه س ه
فيه ا ايثه لهتنك اهانهمذه الاثم هب إلع ا هو ا ة س هو اث ب ،هون هحلا ه ه":هأس هوك فله
ا ث هكه ت هفيه اتم هوا هوا ق"( )31وح ه ا سللهه ص ه ه اس ب هو إلبه .ه
يخلصه ا اثهنن هس قهأ هسن تها وه اثك فلهفيه ال هو اق ا هو اسم هتثن لهفيه
ك فلهونه للهوا ء ت ه اك فل هالنه لل،هوت ق ق ه رق ه ا ء ته ل ه اثم هعلذه اك فل هتت قه
عه انه لل ( .) 32ه ر ه اثك فل ه الءثن عي هيهمذ ه اثم ه ألف د هو ااوا هو انتثنم هع ه
ا ء ت ه ان دي هو انهملي هاك ف هأف د ه انتثنم ه ( .) 33هويثةش هن ه اثه يف ه اس بق هأ ه
اسن ته ألس س هالثك فله الءثن عيهفيه إلس هتثن لهفيه آلتي(:)34ه ه
ع ه ا ء ت ه ان دي ها هوان هيهلل ،هكن هأس هنسئلل هع ه ه ا د هنسئلل هع ه ي1به
عه ا ء ته انهملي ها هوا ق .ه
ه اق دبي هب انل بده انخصص هاراوه عه ا ء ته ان دي ها ه ااوا هنسئلا هع ه ي2به
عه ا ث هأ هدوب هفي هلاو هي اأ هبها هعتم هحابة ه ا د ،هونسئلا هع هتمو ه
ا ء ته انهملي هاك ف هأف ده انتثنم.ه ه
ه اق دبي هفي ها ا هعا هح ه ع ه ا ء ت ه ان دي ها ه انتثنم هنسئلل هع ه ي3به
ااوا هباوب هأوهفيها ا هعا هك ي ه انل بده انخصص هاراو،هكن هأس هنسئللهع ه
عه ا ء ته انهملي هاك ف هأف ده انتثنم.ه ه
هيثن ل ه انه لل هفي هك ف هأف د ه انتثنم هولاو هأل هك ف هأف د ه انتثنم هي ا مذه ي4به
ع ها ء ته ه انهملي هبل سط ه آل ي ،هكن هأ هأف ده و ا ق ب هفي ها ء ه اذ ه
عها ء ته ه ان دي .ه ه انتثنمه ا ق غهي ث ءل هإل
128 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ه انسه :هويهل هنشثن ًهعلذهن هت ث اله ألس ةه ا هن هأث لهونث ع.ه ه يالبه
ه اثهل :هونن هيالهعلذهأ ن ث هأ هبسللههللاه هءهلهن هتهل ه ألس هاهادهن ه يدبه
انسلن ه اق غة هو اكث ب هس ً هن هأس ب ه اه ل هعم ،هواقا هك ه ألس هي ثاىه
بنببه هاالفهدب (.)40ه ه
:ها ثهيثلف هال دهد له انتثنمهس لهاله اله ل هن ذه لهوأااه ه ا ع ي ه اص ي عبه
هف يس هالن ذ ،هتلف ه ااوا هاألف د ه ا ع ي ه اثي هتعدى ه اذه أف د هأس ت هوال هيث
ان يثه هن ه ألن ذ.ه ه
هعن ًه هوس ل ه سثق ل:هويعياهلاوهن هبوىهع هبسللههللاههأس هح له"هن هواذهالم يوبه
ها ه د هفل ثخرها ه ها هنممالًهفل ثخرهنممالً،هأوها س ها هاوء هفل ثموال،هأوها وا
ها هد ب هفل ثخرهد ب ،هون هأص به يغهغ هلاوهفهلهغ ل"(.)41ه ه د ،هأوها
ه امو ال:هواراو هح ب ه ا قه غ هأ هن هتن ه اك ي هن هين رق ه ا ق ها ثموال هب ه ل ها ه يابه
ه ا قه غهأس ه ل ها هتك هاوء ه ،هوح لهبه ()42
تك ها هاوء هو اث اله اذهه امك ح
.ه ه ()43
و ااةهاواله ثم هألس هن هتن ه اك ي ه
هحة غ ه اايل :هاقلا ه :ه" هأس هأواذ هب انعنم هن هأس سه هفن هتلفي هوعل هدي ه يحبه
.ه ه ()44
فهلذهحة غقهون هت هن الًهفللبثث "
هأدو ته ا ف :ها ثهأ به ا قه غه اذهاقه ا ده ان ث اله ار هيثق ها ف هأوهنهم ه ي به
.ه ه فيهتلف هأدو ته ا ف هحل هح ن هلاوهأوهك ت
()45
130 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
،ه و ان وغة ،هع ه الس ،هكف ه اتل بح هع ه أللى هسث ه اه ب هو اهلبة ،ه ص ح هل ت ه ا
اصاقهفيه اقلل،ه الف غهب العلدهو اههلدههأد غه ألن س ،هص س ه ا ق هلقه(.)46ه
الشعور بالمسؤولية االجتماعية :سقصا هبق ن ه اشهلب هب انسئلا ه الءثن ع ه نـ
ان ت ط هب انش بك ه اشه هفيهعنل تهتمن ه انتثنم،هتلوه اق ن ه ام به هن هد له إلسس ه
تت ق ه ألع غ ه اثي ه بتةذ هام س هأ هيث نل هأع غ هأن هس س هوأن ه اتن ع ه اثي هيه شه
لهتطلي هوتمن ث .هو يهح ن ه ه يت بيهفيهن ه با له هاص اشه انتثنمه ان ده اا لهت
ح هتسثلءبه امهلذهب ال ءبه تت ه .ه اق ق هس به هن ه تت قه ءثن عيهون دئهثق ف هأ
يقللهعمه ه ا سلله ه":كلك هبعهوكلك هنسئللهع هبع ث ".هوبهر هيهل هءن م هن هيث نل ه
إلسس هيف د هوءن ع بهنسعوا هف ةه إلسس هأن س هتثطلبه انسعوا ،هو ااي هأن س هيثطلبه
انسئلا ،هو ألبم غهأن س هيثطل ل ه انسئلا ،هو ا ِّ ف هأن س هتثطلبه انسئلا .
ه ن :ه انصابه هو اشهلبهب انسعوا هيمشنهعماه ا ده إلسس سيهن هنصابي هأس س
الءثن عيهويثن لهفيهءنل ه اخ ته الءثن ع ه اثيهين هبه ه ا دهأوهن ه ألو ن هو امل يه
حيه ار هو هك ه لهعنل هسقله انه ف .هو انصابه أل اثيهيثلق ه اص بهن ه اك به
ا دهيهثناهعلذه اخ ته الءثن ع ،ه الّ هأس هين ره تت ً هل تً هيشه هف هبنس ه لهنصابه
أفه ا هونمشئه ،هوأس ه له اس بهف ن هيمثجهع هأفه ا هن هسث ئج،هوبهر هينهمم هأ هس ادهسلع ه
ن ه انسعوا ه ن :ه
ه ا د هع هأفه ا ها ل ه اسلط ه ه الءثن ع :هو ي هنسعوا املع ه ألول :ه انسعوا
الءثن ع ،هون هتن ل هن هأع فهوتق ا اهوع د تهو أب هع ،هوتثن مه رقه انسعوا هبهلدةه
اسلط هف ه هالق سل هأوه اه ف،هوتكل ه اه ةهف ه هب اة بهو امث ئج .ه
ح :هو يه اثيهيشه هبه هص ابه ا هل،ه ن هبشهلبه البت حه املعه ا سي:ه انسعوا ه أل
ل هح هب ال ءب،هأوهب اما ه ل ه ايهب هل هأن ه ال ءب،هوتشث ه رقه انسعوا ه اهقله انن مه
.وعلذه ا غ هن ه ا وقه ب ه اخ هو اش .هو ا ي هفيه ث بهأاا ن هوت ة ل هع ه آل
ا دي هب ه انسعوا ث ،ها ثهستاهن ً هأ ه انسعوا ه الءثن ع هتهافه اذهنت ده ص حه
ح ه اذ هت ق ق ه اق ن ه ار ت هاإلسس ه ا هل هوت ق ق ه ا ئاة .هب من هتهاف ه انسعوا ه أل
كدسس .هوتسثناهح نثه هن هء لب ه اق ه إلسس س هفيهل ته .هوالهتسثنا هن هع د ته انتثنمه
وتق ا اقهكن ه له ا لهفيه انسعوا ه الءثن ع .هكن هس اوهن هءه هأ ىهأ ه انسعوا ه
الءثن ع هو هك س هالهتهافهسلىه اذهت ق قهااهأدسذهن ه اس ن هو اهاله الّهأسه هبراوه
132 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ب،ه الثل صلهنمهغ ق،هو لك غهبوحه انم فس ه إليت ب ،هث هب السثن غه اذهأس ت هيوطم ه اص
ه ي هوتم غ ،هوبا ي ه إلاس ن ه له اث ببه اه ئليهوتمن هبوحه انش بك ٍّ
هبلد هوابهوتآُا ٍّ
ّ
هو ل ه انابس هو ات نه هالط اب،ه ب انسعوا ه اتن ع ،هث هب السثن غ ه اذ ه انتثنم ه اص
ه م
هتخطذهتلوه ان ال ،هويوه هنلنشه ر ه السثن غهءلًّ هفيه إلاس و الظ هو اهنله اذهن
ب ا خ هالسثن ئو ه اذ هنابس هكر هأو هء نه هكر ،هأو ه اهنل هفيه ك هن ،هو ااف ع هع ه ر ه
ص هاقابقه ٍّ ِّ
اك ه ار هيمثسبه ا ،هوعا ه َح للهأ هنس هب ،هفن ه سثق بهن هحابقهيهاقه سثق ً
ح هاللط ،هيهاقه وح نث ه ار ت ،...هث هب السثن غ هاللط ه اك ،هو ل ه ار هي ا هاًّ هفم ً
ا سلله اك ي هي ُ ه هن ه ُ َهبه إلين ب.
هو الالغ هيهمي هت ءن ه اشهلب هب السثن غ هعلذ هأبح ه اهنل هو اسلل ه ا د ه
بهفيه اهنلهاللط هو اث سيهن هأءل ،هنمه سثها دقه و اتن عيهالنل طم ،هوبن هيهميه إل
هفيهس لهلاوهبان هعمان هيطلبهنم . الثة
هوب ألفك ب هوب اق ،هو الالغ هالق هو ا هب الط ه و الالغ ه ل ه سثن غ هوع ح هب ام
هيمك ه ه اش عهو اهقل،هوعلذه انسل هأ هيهت ه اسلغ.
و انل طم هعهح ن ُ
ف السثن غهاللط ه لهنع هاقلةه اشهلبهوتن ُسهه ،هو اق عاةه اثيهي تكمهعل ه هبم غه
وتمن ه انتثنه ت ،هو م هعاة هعل نل هتعث هأو هتثنث هب السثن غ هاللط ،هون هأ هعل نله
تهميمه السثن غه ي :ه
ه
التربية :اث ب هبن هلنه ه ال سم؛ه يهنصابهأس سيهفيه امنله ا ك هو اشخصي،ه ()1
و الءثن عي هو اس سي ،هو ا واي هو ا اسي ،هو اث ب ه انقصلدة هع هي انابس ب هع ه ي ه انن له
ل ه انهل هو انمهج ه انابسي ،هوب ئ ه انابس ه هبن ل ه رق ه انهن هن ه ا ئ سي هالق
ه اثي هتقل هبندو ب هنهن ًّ
هءا هفي هتهميم ه الالغ هو انل طم ه ا ق ،هو اثيه و امش ط ت ه اص
تش هن ه اه ه اط بهفيه امش ط تهو ألعن له انخثل .
ه السثن غ هاللط هن هأ ه ِّاقَ ه اثي هيتب هعلذ ه انعسس ت ه اث بلي هأ هت به
علذهتمن ثه هااىه اط ب؛هسو ً هان هيث تبهعل ه هن هسللك ته يت ب ،هيم يهغ سه هفيه
س ل ه ام ئ .ه
،هب ه هأ هك ً هنم ه األسرة :ع نله ألس ةهببن هيهاقهبهةه هأ هن هأ هع نلها ()2
يلاا هويه ش هويث بذ هد ل ه ألس ة هأوالً هوأ ً ،هبل هويثهل هويثش ب هك ً هن ه اق هو اه د ته
و اسللك تهن هد له ألس ة.
الهوامش:
هون هث ه ا ثهع هت س تهال ق ف هت ده ألفه له اذهنه س ه هأوهت ببه ألفه لهبثلوه انه سيهباالهن ه 1ه
ن وا هبده اسلل ه اذهن اد تهتطلبي هأوه سثش بي هأوهسلس لب لالء هك ً هن هتمثهيه اذه صا به
أاه هن هن هوغ نة هأوهغ هو ح هعلذهأحلهتقاي .هأسو :هأاناهأبلهايا،ه ا نلاهو ا نمي :ه
دبس هفيه ان هلن ت،ه انتل ه الءثن ع ه اقلن ،ه انتلاه ا ن هو اهش و ،ه اهاده ا سي،ه ان كمه
اقلنيهال لله الءثن ع هو اتم ئ ه اق ة،هن يله 1991هب148ع.149
ه اق سل هنثن ً هفيه ا ه ام هتش هكلن ه" العي"ه اذه اشهله اط هيهو انهث ده ار هيثم ولهن ه 2
سللكه هوأا دي ه هو دبكه هاله ا هن هالاه .هوبم غ هعلذ هلاو هال هتهمذ هكلن ه العي ه م هنت ده
ئاةهأية .ه
ً ألفه له انثهناةهو انقصلدهواك ه اه د تهو اثق ا اه اس
ويه ف Jean comaroffه ه العي هبنس :ه دب هنثةن هفي ه اثط ق ه ا هلي هالاسثلب هو اق سل هفيه
ةه ا لن هكتمغهأص لهن هفهلهأ هاالهت هن ه ا ق ف ه الءثن ع هبه ف هصلب .ه ه ا
sally Engle Merry، Getting Justice and Getting Even: Legal consciousnessه
among working – class Americans، Chicago and London، U. S.A, 1990،
p.3.
هيش ه اة ب ه الءثن عي social controlه اذ ه اط يق ه اثي هن ه اه هي قي هأعة غ ه انتثنمه 3
اه ه هينه ه اثم ع هبسلل ه ألف د .هو م هأ ه ل هعاياةه orderهفي ه انتث نم هون ه علذ ه امو
الة به الءثن عيهويهاه اق سل هأااه رقه أل ه ل.هه ه
ه اش ع هفي ه انتثنه ت ه ا س ط هن ل ه انتثنه ت ه اق وي ه هي ى ه" ن ل هدوبك ي " هأ ه انه ي 4
هتكل هنثل فق هبصلبةهك ةهنمه انه ي ه الءثن ع ه Thihalع villagerهأوه انا ه اص اق ل
ولاوهب انق بس هب انتثنه ته اك ةهو انهقاة.ه ه
ه علذه ل لهنصط ذهأبله اه م :،ه اق ه إلس ن هو اث ب هعهدبس هفيهط ه ه اق هونص دب هودوبه 5ه
هال ي،ه انايم ه انملبة،ه، 1988هب .34ه اث ب ه إلس ن هفيهتكليمه هوتمن ثه ،هنهث ه ب
غ،ه، 2009/5/16ه انصاب:ه اه بهأو هالي .ه هن نلدهعن هن نا،ه العيه اثمنل هو ا 6
غ،ه، 2009/5/16ه انصاب:ه اه بهأو هالي .ه هن نلدهعن هن نا،ه العيه اثمنل هو ا 7
ه ااوب هاك ي هنطلو ،هص اش هأانا هعلي .ه د بة ه اثنه هو ه حثص دي ت ه ا ق هفي هنمون ت هأعن له 8ه
ألا ه ا ا .هعن :هد به ا اوب ه اهلن هالمش هوه اثلايم،ه،2009هبهب257ع .259ه
ه ين هعلذهنه ،هك به اس هو انلبوله اشه ي،هنهث ه ألستلله انص ي ،ه، 2012هبه57ع .59ه 9
هعمة هأانا هص ،هنش بك هك ب ه اس هفي ه د بة ه ئل ه اق ي :هنم ه بة ه ص ه اذ هأس ا ب هاله 10
اممع،هنعتن :ه اق ي ه انص ي :ه ال حمهو انسثق ل،ه10ع 12هأب يله، 1994هنمشلبته ان كمه اقلنيه
ال لله الءثن ع هو اتم ئ ه . 1996ه
هح نل ه انه سيه ات نم،هن دةهي سثق لب .ه 11
134 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
،هد به اش وق،ه اق ة،ه اط ه ه ا س ،ه . 2001ه ه اه سل ،ه اثمن هفيهع ا هنث هب 12ه
صلص هفيهنت له الالاله
ًه ه اها ا ه الءثن ع فكهةهو حه هنقلن ته ه انس وةهو ا ي هوتك فعه ا به 13
ه الهأ هتط قه هيهل هسس ً ، اذه اخان ته الءثن ع هو اثش ل .هو ي هح ن هوا س هنسنا هغ
،هوفيه اك ي هو اهال،هوفي ا ّ غ،هوفيها ي ه ا د.ه ه وتثّةشهنه انه هفيه انس و ةهب ه ام
هسلبةهه ام ل،ه آلي هي90ب .ه 14
هسلبةهه امس غ،ه آلي هي58ب .ه 15
هسلبةه اشلبى،ه آلي هي38ب. 16
هسلبةهالهعن ،ه آلي هي159ب. 17
هن ناه اناهد سي،ه، 2008هب236ع .242ه 18
هءم بهوا و ه،ه" اثمن ه ااينق ط هو ا هله اتنهل هب ان ب"،هعم ص ه اث ل له هن ناه اص 19
ون وبه اثا ل،هب.121
هنا ل هن ناه اه اي:ه" ألبه ده اشنلا هالاينق ط ه ان ل هو اثمن "،هساوةهبهمل ه ااينق ط ه 20
ان ل ،ه الااةه الطم هو اثمن ،هنمشلبته ك هأود دهاإلتص له2001هبه.2021
هفي ه اثمن ه انسثاين هفي ه انتثنه ته ه ع ا ه اهو هع ن هأانا ه إلن ،هدوب ه انش بك ه اشه 21
ان ل ه ا ي هفيه ف يق ،هدبس ته ف يق ،هع .123ه
ه ان ءمه اس بقهس س .ه 22
ه ع ا ه ا سب هع ا ه انهطي ه انتثنم ه اناسي هوأ ا ف ه اثمن ه ا ش ي هفي ه انتثنم ه اه بي ه انعتن ه 23
اهلني ه ألول هالل ه اتنه ت ه أل ل هوتمن ه انتثنه ت ه ان ل هفي ه الط ه اه بي ه إلسهمابي ه
1996هب.34
سي،ه انتثنمه اناسيهعهاتت ،هن بح ت ،هونص ئ قه لهس ث ه الاث ظهبه ؟،هد به اه د ه ه ن ناه ا 24هه
الط ع هو امش هو اثلايم،هب وتها م ،ه اط ه ه ألواذ،ه، 2004ههب.192
25 Contribution à une sociologie de l’association Bruno HAUTENNE
-http:// www.cairn. info/ revue-pensee-plurielle – 2004 - 1-page-
11.htm
ه وأل ه ا ل بهي ث هوءلده آل ،هف هباهن هته يفه آل .هو لهته يفهالهينه هأ هيث هفيهنهمله 26ه
هنه ،هالهيث قق هن هدو هأ هتثسمه ألس ها .هوب اث اي،هكلن ه ،هث ه اث ع ه ألس .ه هفه ه آل
.ه ه ا ق ق ها س هفيه ألس .هفهيه سن ه إلسس هوت فمهع هأس س ث ،هأوءاهفيهل ت هنه س ًهأبابهاآل
ه ،هاثذ هفي هسس ثه .هو ي هال هتكثنل هفي ه ط ح ثه ه ال هب هلل .هو ا ل ب هنم ه آل تثك نل هنم ه آل
هو امل حص ه اثي هال هتخلل هنمه ه خص ه سس س .هواراوه كثش ف هاألس هو ح غة هس طه هعلذ ه ا
ه ل هوس ب هب مي هوب هس سي ،هو ل هن ث ح ها ه ه يقلل ه ا لسلف ه ا سسي هء هبلل هس بت :ه" آل
هبلءلد ".ه ه ل تيهو إلاس
هسلبةه ا ت ت،ه آلي هي13ب .ه 27ه
136 ديسمبر2017
العدد 03 مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر
تعتبر حوادث المرور من أخطر الظواهر المعاصرة التي تعيق التطور والتنمية في المجتمعات ،لما
يترتب عليها من خسائر بشرية واقتصادية وصحية واجتماعية ،وتتضح هذه الظاهرة في الجزائر بشكل ملموس
خاصة على فئة الشباب وهذا ما أكدته عديد اإلحصاءات التي قامت بها األجهزة المختصة من رجال األمن
وغيرهم .ويعد اإلعالم من األساليب الفعالة ذات التأثير على سلوك األف ارد والتي من شأنها أن تقلل من هذه
الظواهر ومخاطرها نظ ار لما تحتويه من رسائل تخاطب العقل والعاطفة .وضمن هذا اإلطار فقد قمنا بدراسة
ميدانية حول اإلعالم األمني ودوره في نشر التوعية األمنية ونخص بالذكر التجربة اإلذاعية لألمن الوطني
ودورها في نشر التوعية المرورية لدى الشباب الجزائري من خالل البرنامج الذي تبثه عبر القناة األولى لإلذاعة
الوطنية والمعنون بـ"ألمنكم"
الكلمات المفتاحية :إذاعة األمن الوطني ،التوعية المرورية ،الشباب الجزائري .
Abstract :
Traffic accidents are one of the most serious contemporary phenomena that
hinder the development and development of societies, resulting in human,
economic, health and social losses. This phenomenon is evident in Algeria,
especially in the youth sector. The media is an effective method that affects
the behavior of individuals and that will reduce these phenomena and their
risks because of the messages that address the mind and emotion. In this
context, we have conducted a field study on the security media and its role in
spreading security awareness, especially the national radio broadcasting
experience and its role in spreading the awareness of the Algerian youth
through the program which is broadcast through the first channel of national
radio.
Keywords: National Security Radio, Traffic Awareness, Algerian Youth.
مقدمة:
تعد ظاهرة حوادث المرور من بين أخطر الظواهر التي تعاني منها مجتمعات العالم،
إذ تصنف من بين األسباب الرئيسية واألولى الرتفاع نسبة الوفيات مقارنة باألسباب األخرى
كاألمراض والحروب والكوارث الطبيعية وغيرها ،فهي بمثابة مرض أو معضلة العصر.
فحسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة يقضي نحو 1.25مليون نسمة نحبهم كل عام
نتيجة هذه الظاهرة وهم من فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم ما بين 15إلى 29سنة ،بينما
جراء تلك
يتعرض من 20إلى 50مليونا من األشخاص اآلخرين إلصابات غير مميتة من ّ
الحوادث يؤدي الكثير منها إلى العجز الدائم ومن خالل هذه اإلحصائيات نجد أن الشباب
يمثل أكثر ضحايا هذه الحوادث وهو بمثابة استنزاف لثروة البلدان وتهديدا لخططها التنموية
المستقبلية ،وتعتبر الجزائر من أولى البلدان التي تعاني من هذه الظاهرة وبذلك فالمسؤولية
تقع على عاتق كافة المؤسسات االجتماعية للعمل على الحد أو محاولة التقليل منها من
خالل توعية هؤالء الشباب و تثقيفهم والمحافظة على سالمتهم المرورية من خالل وضع
استراتيجيات معينة والعمل على متابعتها من خالل تظافر جهود عدة هيئات اجتماعية بدءا
باألسرة والمدرسة و اإلعالم.
إن اإلعالم من أبرز المؤسسات االجتماعية التي لها أهمية كبيرة على حياة األفراد
والجماعات حيث يعمل على نقل المعلومات واألخبار و تبادلها كما له دور هام في التوجيه
و اإلرشاد والتوعية الوقاية من السلوكيات غير المرغوبة وبذلك أصبح يلجأ لإلعالم للقيام
بنشر وبث برامج تعمل إما إلكساب أو تنظيم أو وقاية أو منع لظواهر معينة ترتبط بمصلحة
و التلفزيون وغيرها وذلك بالتعاون مع الفرد والجماعة مثل الصحف والراديو "اإلذاعة"
الهيئات المختصة كاألمن الذي يعنى بالتوعية والوقاية و مواجهة مخاطر حوادث المرور
من خالل استخدام االعالم واالستفادة منه كوسيلة لمخاطبة كافة األفراد بما فيهم الشباب
أو ما يطلق عليه باإلعالم األمني وقد قامت المديرية العامة لألمن مؤخ ار باستخدام اإلذاعة
كأحد وسائل اإلعالم ا لما لها من خصائص تجعل منها وسيلة ناجعة في توصيل رسالة
الشرطة على المباشر وبتكاليف زهيدة وباستعمال لغة بسيطة تفهمها كافة الفئات االجتماعية
وذلك بإطالق فضاء إذاعي بالتعاون مع القناة األولى تنشطها المصلحة الوالئية لألمن
العمومي بالمدرية العامة لألمن الوطني وبناءا على هذه التجربة فإننا نسعى من خالل
دراستنا إلى :
138 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-وصف ظاهرة حوادث المرور في الجزائر والتعرف على مدى وعي الشباب وثقافته
بالمجال المروري
-إلقاء الضوء على الدور الذي يلعبه االعالم األمني للتقليل من مخاطر ظاهرة حوادث
المرور ونخص بالذكر إذاعة األمن الوطني.
-التعرف على مدى مشاركة األفراد في إنجاح عمل إذاعة األمن الوطني للتقليل من هذه
الظاهرة ،
تكمن أهمية هذه الدراسة في:
-أنها تكشف عن أخطر الظواهر االجتماعية التي تعاني منها الجزائر ولفت االنتباه
لخطورتها خاصة على الشباب خاصة وأن الجزائر من الدول األولى التي تعاني من ارتفاع
عدد حوادث المرور
-أنها تلقي الضوء على أحد المؤسسات االجتماعية ذات العالقة المباشرة بظاهرة حادث
المرور والدور الذي تقوم به للحد من هذه الظاهرة أال وهي مديرية األمن الوطني.
ولذلك قمنا بطرح التساؤل الرئيسي التالي ما مدى مساهمة إذاعة األمن الوطني في نشر
التوعية المرورية لدى الشباب الجزائري؟
وتفسيرها للوصول الى نتائج صحيحة تفسر الواقع .كما تمثل مجتمع بحثنا في برنامج إذاعي
يعنى بالمجال المروري تبثه مديرية األمن الوطني من خالل اذاعتها (إذاعة األمن الوطني)
بالمشاركة مع اإلذاعة الوطنية الجزائرية ممثلة في القناة األولى الناطقة بالعربية ،أما عينة
الدراسة فقد اعتمدنا العينة القصدية نظ ار لموضوع الدراسة وخصائصه والذي يعنى بدور
إذاعة األمن الوطني في نشر التوعية المرورية وتمثلت في حلقات من برنامج "ألمنكم "
الذي يهتم بالسالمة المرورية .وبالنسبة للفترة الزمنية فقد اخترنا بعض األعداد من البرنامج
من أكتوبر 2014إلى غاية مارس 2017وقد بلغت 12عددا .كما استخدمنا في هذه
الدراسة أداة تحليل المضمون التي رأينا أنها األنسب نظ ار ألهداف وخصائص الدراسة من
جهة وطبيعة المادة محل الدراسة من جهة أخرى ،حيث أن تحليل المضمون هو وسيلة بحث
لوصف المحتوى الظاهر للرسالة اإلعالمية ،وصفا كميا وموضوعيا ومنهجيا).(1
لقد اتبعنا أسلوب تحليل المضمون الذي يعتبر من أكثر األساليب البحثية المستخدمة
لفهم موضوع وطبيعة الرسائل اإلعالمية للصحف واإلذاعة والتلفزيون ووسائل االتصال
التكنولوجية الحديثة رغبة منا في الوقوف عند المحتوى التوعوي والتثقيفي الذي تتضمنه
برامج إذاعة األمن الوطني –عينة الدراسة-و الكشف عن مدى التزام القائمين على االتصال
في هذه البرامج على بث محتويات توعوية وارشادية تساعد الشباب على احترام قوانين
المرور والتحلي بسلوكات سوية من شأنها أن تجنبهم التعرض للحوادث .ولقد استخدمنا في
تحليل مضمون البرامج وحدة الفكرة(الموضوع) الواردة سواء كانت في كلمة أو جملة أو فقرة
والتي تحمل المعنى المراد قياسه ،كما اخترنا فئات التحليل حسب موضوع دراستنا وقد
صنفت فئات التحليل حسب بيرلسون إلى نوعين رئيسيين يندرج تحت كل منهما عدد من
الفئات التفصيلية ،ودور النوع األول من الفئات الرئيسية حول مضمون مادة االتصال ،أو
المعاني التي تنقلها وتسمى بفئات محتوى االتصال ،ويدور النوع الثاني من الفئات الرئيسية
حول الشكل الذي قدم فيه هذا المضمون وانتقلت من خالل معانيه ويسمى بفئات شكل
()2
االتصال
140 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
• فئة األنواع الصحفية :يتم من خالل هذه الفئة تقسيم المحتوى المراد تحليله إلى األنواع
الصحفية وذلك بتحديد الفن أو الشكل الصحفي أو القالب الذي وضعت فيه المادة اإلعالمية
المبثة
فئة اإلستماالت :نقوم من خالل هذه الفئة بتحديد أهم اإلستماالت العقلية-المنطقية وكذا •
اإلستماالت العاطفية المستخدمة في المضامين محل التحليل.
• فئة اللغة المستخدمة :نحاول من خاللها تحديد اللغة المستخدمة في البرنامج و إن كنات
لغة متخصصة أو عامة لجميع الجمهور.
-2فئات المضمون (ماذا قيل):
فئة الموضوع :نحاول من خاللها تحديد القضايا والموضوعات التي تناولها برنامج •
الدراسة .
• فئة المصدر :نحاول من خاللها رصد المصادر التي اعتمد عليها البرنامج في الحصول
على المادة اإلعالمية أو المعلومات المتعلقة بموضوع الدراسة.
• فئة المجال الجغ ارفي :نحاول من خاللها الكشف عن المجال الجغرافي الذي قوم بتغطيته
بشكل مكثف برنامج الدراسة.
• فئة الفاعلين :نحاول من خاللها معرفة الشخصيات الفاعلة التي لها عالقة بالموضوع
والتي تحلل وتناقش المادة اإلعالمية(المقدمين والمشاركين ).
• فئة الجمهور المستهدف :أي السمات الشخصية لألفراد المذكورين في مواضيع البرنامج ،
كالسن والجنس والمهنة ،وبعض الخصائص النفسية.
الجانب النظري
إن التقدم الحضاري للبلدان وتطورها االقتصادي وكذلك تعقد الحياة االجتماعية وزيادة
الكثافة السكانية فيها يستدعي توسيعا في شبكتها العمرانية وإنشاء طرق جديدة ،ووجود
تسهل عملية التبادالت التجارية واالقتصادية وعملية تنقل األفراد مركبات ووسائل نقل
وغيرها كل هذا م ن شأنه أن يؤدي إلى زيادة في حركة السير على الطرقات ومما يترتب
عنها من مشاكل مرورية وحوادث تنعكس أثارها سلبيا على المجتمعات .وحسب منظمة
الصحة العالمية في التقرير العالمي عن حالة السالمة على الطرق لسنة 2015فإن السبب
الرئيسي للوفيات في العالم والسبب األساسي لوفاة من تتراوح أعمارهم بين 15و 29سنة
هي حوادث المرور ويحتل فيها اإلقليم اإلفريقي المرتبة األولى من حيث عدد الوفيات خاصة
في الدول ذات الدخل الضعيف والمتوسط ( .)3وتعد الجزائر من بين البلدان التي تحصد
سنويا خسائر بشرية ومادية كبيرة جراء حوادث المرور فحسب الموقع الرسمي للمدرية العامة
لألمن الوطني فقد بلغ عدد حوادث المرور المسجلة على المستوى الوطني سنة 2015ما
يقارب 16245حادثا خلفت 809قتيال و 19337جريحا ويعود فيها السبب الرئيسي إلى
العنصر البشري بنسبة .)4(%97.97وقد قدم المختصين العالميين توقعات تشير إلى أن
البلدان المتقدمة ستتمكن خالل الفترة الممتدة بين عامي 2000و 2020من خفض عدد
الوفيات بسبب حوادث المرور بنسبة ،%30كما يتوقعون تدهور الحالة في البلدان الفقيرة
وذات الدخل المتوسط ،إذا لم تبادر إلى وضع خطط فعالة واتخاذ تدابير ناجعة في المستقبل
وعلى الرغم أنه تم تسجيل تراجع في عدد الوفيات الى أقل من 4آالف منذ خمسة القريب
()5
سنوات ،إال أن الجزائر ما تزال تعاني من هذه المعضلة والبد من تكثيف الجهود إليجاد
جهود للتقليل منها .ومن أسباب حوادث المرور نجد:
ونقصد بالمشاة أو الراجلين :األفراد والجماعات الذين يستخدمون الطرقات والشوارع سي ار
على األقدام وقد يقع الحادث المروري نتيجة خطأ في عبور طرقات غير مسموحة للمشاة أو
142 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
الراجلين كالطرقات السريعة وعموما ،فمثل هذه الحوادث تقع لكبار السن والنساء واألطفال
لسوء اختيار وقت ومكان العبور.
السائق :يعد سائق السيارة أو المركبة المتسبب الرئيسي في وقوع حوادث المرور وهذا ما
أثبتته عديد التقارير العالمية ،على الرغم من أنه قد يرجع السبب إلى خلل في المركبة أو
خطأ وسوء تقدير من المشاة إال أن يقظة السائق وتصرفاته السليمة وخبرته المرورية
وسلوكاته الرشيدة من شأنها أن تقلل من وقوع العديد من الحوادث .وهناك بعض الصفات
السلبية التي يتصف بها عديد السائقين ومن شأنها التسبب في وقوع كوارث مرورية نذكر
منها:
عدم الكفاءة والخبرة :فمعظم حوادث المرور ترجع إلى قلة خبرة السائق وعدم تدربه •
ا لكافي أو عدم معرفته بأصول القيادة وآداب الطريق ،وكذلك جهله لعناصر المركبة و عدم
صيانتها بصفة منتظمة
إال في حالة وجود عطب ،لذلك يجب ان يتدرب السائق جيدا قبل منحه رخصة القيادة وأن
()6
يقوم بتطبيق معايير الصيانة الوقائية لمركبتهما
• ضعف اإلحساس بالمسؤولية :توجد نسبة كبيرة من السائقين ممن ال تتمتع بالمستوى
الحضاري المطلوب الحترام اآلخرين من مستخدمي الطريق وال تتحلى بروح المسؤولية ،إذ
البد للسائق من التحلي بروح المسؤولية تجاه نفسه وتجاه اآلخرين وأن يكون واع بأن سالمته
وسالمة غيره من مستعملي الطرق هي المعيار الذي يحدد تصرفاته وسلوكه في قيادة السيارة
أو المركبة بالطريق العام ()7و من بين أهم مظاهر ضعف اإلحساس بالمسؤولية عدم
استعمال حزام األمان فقد أكدت دراسة نشرت في مجلة بريطانية أن استخدام حزام األمان
يقلل من مخاطر اإلصابة بنسبة %65كذلك األمر بالنسبة لسائقي الدراجات واستعمال
خوذة الرأس ،إضافة إلى أن استخدام الهاتف النقال من قبل السائقين يؤدي بهم الى صعوبة
المحافظة على السيارة أو المركبة في وضع السير السليم وتضعف انتباهه عن مختلف
فجوات الطريق وتشتت انتباهه عن إشارات المرور
()8
• ضعف اللياقة الصحية :ال شك ان القيادة الرشيدة تتطلب مجهودا ذهنيا وعضليا ،لذلك
يجب أن يكون السائق خاليا من األمراض العضوية والنفسية ،حتى يكون قاد ار على القيادة
اآلمنة .فالسائق المضطرب أو المرهق جسميا أو نفسيا أو الذي يتعاطى األقراص واألدوية
من شأنها أن تضعف من قدرته على التقدير السليم ،ومن أهم األخطار المرضية التي يمكن
أن تصيب السائق نجد اإلرهاق ،التدهور ،الصداع ،االنفعاالت الحادة خاصة في ظل
االزدحام المروري ،قلة النوم نتيجة األدوية والعقاقير وتعاطي المخدرات وما ينتج عنها من
ضعف في القدرة على التركيز.
• العوامل النفسية :فحسب نظرية التحليل النفسي كما سبق وذكرنا فإن معظم حوادث
المرور ترجع أساسا إلى دوافع الشعورية .
()9
ب – المركبة :يعد الخلل الميكانيكي من أهم المشاكل الظاهرية المتعلقة بالمركبة ،وهو عادة
ما يصيب المركبات القديمة بسبب عدم فاعلية الصيانة لها نظ ار لعدم صالحية بعض
األجزاء منها ،والتي تؤثر مباشرة على قطع الغيار المستبدلة ،كذلك انفجار اإلطارات
المطاطية لعدم مراقبة الضغط في العجالت ،انكسار محاور العجالت ،انقطاع السيور
الخارجية للمحرك أو وقوع خلل في أجهزة الكبح وغيرها.
ج-الطريق أو المحيط :يعتبر المحيط أو الطريق أحد أسباب حوادث المرور حتى وإن لم
يكن بالسبب الرئيسي ،حيث أن عدم صالحية أجزاء من الطريق أو انعدام اإلشارات واالنارة
من شأنه التسبب في حادث خاصة عند سوء األحوال الجوية كتساقط األمطار وهبوب الرياح
وانتشار الضباب أو وقوع زوابع رملية والتي تعيق عملية التحكم في المركبة .وفي الجزائر
تعاني شبكة الطرقات من نقص كبير من الناحية الفنية من إشارات مرورية وتجهيزات أمنية
فضال عن غياب الصيانة وعدم تحسين مخططات السير والنقل مع التوسع العمراني و كذا
نقص حظائر التوقف ،لذلك فتهيئة الطريق وتعزيزها بمختلف اإلشارات والتجهيزات الضرورية
كما أن حوادث المرور تخلف خسائر مادية وبشرية ()10
قد تساعد على تجنب الحوادث
تكون لها أثار سلبية وخيمة على مختلف المجاالت مما يسهم في اختالل على مختلف
المستويات خاصة االقتصادية منها واالجتماعية ومن بين أهم األثار التي تترتب عن حوادث
المرور نجد:
144 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
• أثار اجتماعية :تتمثل في خسارة فرد بالنسبة ألسرته واصدقاءه وذويه ،وخسارة المجتمع
لعنصر منتج وفعال قد يكون العائل األول لألسرة مما ينجر عنه من تفكك لهذه األخيرة
وظهور عدة مشاكل من شأنها أن تتطور لتؤدي لمشاكل أكبر تعود سلبا على المجتمع
(اآلفات االجتماعية)
• أثار اقتصادية :تتمثل هذه األثار في التكاليف االقتصادية التي تصنف إلى نوعين أولها
تكاليف ما يلحق بالعنصر البشري من أضرار وثانيها تكاليف ما يلحق الممتلكات العامة
والخاصة من أضرار وعموما يجمل مجموع هذه التكاليف في إصالح المركبات المتلفة
والمنشآت العامة والممتلكات الخاصة و ما يتعرض له األشخاص من أضرار تصل للوفاة أو
العجز ،وما تنفقه الدولة من أموال على عالج و إعادة تأهيل األشخاص الذين أصيبوا
بالعجز مما يؤثر على االقتصاد (فقدان العناصر الفاعلة والمنتجة) كذلك مختلف المصاريف
الخاصة بعديد األجهزة ذات العالقة بالحوادث من أجهزة األمن والقضاء ....الخ
• أثار طبية :وتتمثل هذه األثار في مختلف الخسائر البشرية من وفاة األشخاص إلى
اإلصابات الجسدية كالشلل الجزئي أو الكلي وغيره من اإلصابات األخرى وخسائر مادية من
()11
أدوية وأجهزة طبية وغيرها والتي يعبر عنها نقدا
نشاط قيادة السيارات أو المركبات الذي ال يزال يعتبر نشاطا ذكوريا في مجتمعنا( . )13وقد
أثبتت عديد الدراسات أن عمر الفرد يلعب دو ار أساسيا في سلوكاته وتصرفاته كسائق؛ حيث
أن السائقين الشباب تزيد مخالفاتهم لقواعد وأنظمة المرور مما ينتج عنه نسبة عالية من
الحوادث باختالف من هم أكبر منهم سنا وذلك راجع لعدة عوامل نفسية ترتبط باالنفعاالت
وغيرها فعادة ما يميل الشباب إلى االثارة واالندفاع خاصة في ظل التقدم التكنولوجي
للتجهيزات المستعملة ،ما يجعلها حاف از ومساعدا لهم على تجريب المغامرة والغوص فيها
معتمدين على الثقة الزائدة في المركبة وتجهيزاتها مما يجعلهم أكثر تعديا على قوانين
وهذا ما أكده صالح عبيدي حول نتائج دراسة ( (daitzmane1978التي ()14
المرور.
عالجت العالقة بين حب المغامرة ومستويات الهرمونات الذكرية حيث تم الوصول إلى نتائج
تؤكد وجود عالقة إيجابية بين الميل الى حب المغامرة والهرمونات الذكرية مقدما بذلك تفسي ار
بسيطا إلشكالية اندفاع السائقين الذكور نحو تلك السلوكات .كما تلعب السلوكات االنفعالية
دو ار كبي ار في ارتكاب السائقين لمخالفات المرور ومن بينها السلوكات العدوانية خاصة عند
الذكور وهذا ما أثبتته دراسة ()Doob et Grossإلى أن الذكور يستعملون منبهاتهم
بمعدل ثالث مرات أكثر من االناث عندما ال يستجيب السائق الموجود أمامهم بسرعة عند
تحول اإلشارة على خضراء ،فمثل هذه السلوكات العدوانية وغيرها من السلوكات األخرى
االنفعالية لها تأثير على حالة السائق خاصة الشباب مما يجعلهم أقل احتراما لقواعد المرور
( .)15كما أن الشباب حسب عبد القادر تومي يجد في التهور أثناء السياقة متعتهم وخير
وسيلة للتعبير عن نشاطهم وهو نوع من أنواع التنفيس عن مشاكلهم فالسياقة المسرعة عند
بعضهم نوع من أنواع المغامرة ،كما أن بعضهم يملك غرو ار زائدا بقيامهم أثناء السياقة
لبعض السلوكات المجحفة بحقوق اآلخرين كإبراز الشخصية بطريقة مميزة والرغبة في اظهار
()16
التفوق على غيرهم في السرعة والقيادة .
مما سبق نجد بأن سلوكات المخاطرة التي يجسدها السائقين أثناء ممارستهم لنشاط السياقة
من افرط للسرعة واهمال إشارات قواعد المرور التي تنظم استعمال الطريق وكذلك تشتت
االنتباه وغيره من شأنه أن يزيد في احتمال التعرض لحوادث المرور لذلك فالمسؤولية
االجتماعية تقع على عاتق الشباب في حد ذاتهم للحد من هذه الظاهرة وذلك بتعديل
سلوكاتهم وهذا يقودنا للقول بوجود شباب ذا وعي كبير بمخاطر السياقة المتهورة وغيرها من
أسباب حوادث المرور وذلك من خالل المساعدات والتربية الصحيحة التي تقدمها كل من
146 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
األسرة والمدرسة والمسجد واالعالم وغيرهم من المؤسسات االجتماعية الفاعلة كما ال يمكن
اغفال دور مدارس تكون السياقة في إرساء سلوكات صحيحة للساقة لدى الشباب عن طريق
في التدريب سواء من الناحية النظرية أو التكوين الجاد والمثمن بالوسائل البيداغوجية
التطبيقية ( .)17
-التعريف باألنشطة المختلفة التي تقدمها أجهزة األمن والتي تدخل في نطاق الخدمات
الحكومية الرسمية التي يحتاجها المواطنون وشرح اإلجراءات الالزمة للحصول عليها.
-توجيه الجمهور لإلجراءات التي يجب اتخاذها لمواجهة خطر أو عند مشاهدة جريمة.
-التسويق للسياسات واألنشطة األمنية المختلفة واالستطالع المنتظم ألراء المواطنين حولها
وذلك للتوصل إلى األساليب المالئمة لتطوير األداء باستمرار.
-التوعية بكل ما هو جديد في نطاق الجرائم وحوادث المرور وغيرها وغرس المفاهيم األمنية
لدى المواطنين وتحصينهم من الوقوع في مثل هذه السلوكات.
-السعي المستمر والمنظم لتشكيل بيئة حاضنة لألنشطة األمنية وخلق رأي عام مساند لها
( .)21ومن بين أهم وسائل اإلعالم األمني نجد :الصحافة ،التلفزيون ،اإلذاعة ووسائل االتصال
الحديثة (مواقع التواصل االجتماعي و المواقع عبر األنترنت ...الخ) وتعد اإلذاعة احد انجع
الوسائل اإلعالمية في مجال التوعية األمنية لحوادث المرور وذلك يرجع إلى خصائصها
ومميزاتها ونذكر منها:
-أن اإلذاعة وسيلة تخاطب كافة شرائح المجتمع بكل فئاته ومستوياته العلمية ،كما أن
االستماع إليها ال يقتضي بالضرورة الجلوس والتفرغ الكامل كالمشاهدة أو القراءة وهذه الميزة
تيسر عملية بث الرسائل التوعوية واألخبار األمنية مما يتيح للمستمع ممارسة أي نشاط آخر
واستخدام بقية الحواس األخرى في نشاط مختلف .
-ميزة اآلنية في اإلذاعة تجعلها الوسيلة األولى لمتابعة االحداث و التداعيات األمنية نظ ار
ألن الحدث األمني فيه قوة و جاذبية ويفرض التشويق والترقب و اإلذاعة لديها كل
اإلمكانيات لنقل هذه األحداث.
-يمكن استخدام الصوت البشري بنبرته ودالالته العميقة في مواضيع التوعية األمنية التي
تحتاج إلى أصوات معبرة وقوية تجسد الحدث وتتبع تفاصيله بكل دقة.
-تتيح إعادة البرامج في اإلذاعة فرصة االستماع مرة ثانية لذا يجد فيها المستمع الفائدة
وثبات المعلومات لذلك تحض برامج التوعية األمنية (الوعي المروري) عبر اإلذاعة بقدر
()22
وافر من الذيوع واالنتشار.
الجانب الميداني:
-1نبذة عن إذاعة األمن الوطني :يعود اإلطالق الرسمي إلذاعة األمن الوطني إلى يوم 21
أكتوبر 2014بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بمقر اإلذاعة الوطنية بالجزائر العاصمة
148 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
بالشراكة مع القناة األولى من ناحية البث تنفيذا للسياسة االعالمية القائمة على الثالثية
"إعالم ،تفاعل ،توعية" وتعد التجربة األولى من نوعها مغاربيا ،وقد صرح مدير االتصال
والعالقات العامة بالمديرية العامة لألمن الوطني عميد أول للشرطة جياللي بوداليا بأن هذه
اإلذاعة تسعى إلى إعطاء صورة حسنة للعمل التوعوي و الوقائي الذي تقوم به المديرية
العامة لألمن الوطني منذ أربع سنوات والتي ترمي الى خلق إعالم تخصصي يتم من خالله
تبليغ رسالة قوية للمواطن مفادها أن األمن هو قضية الجميع .وتبث اإلذاعة حصتين كل
يوم اثنين وخميس ،تختصان باستعراض أنشطة مصالح األمن الوطني عبر كافة واليات
الوطن ،وأركان خاصة بالسالمة المرورية ،فضال عن التواصل مع المستمعين ألجل اإلجابة
عن انشغاالتهم األمنية هما حصة "في الصميم" و "ألمنكم" هذه األخيرة التي يقوم بتنشيطها
عميد الشرطة محمد فياللي والصحفي سليم يوسف والمالزم عربية عبد الرحمان (.)23
-2عرض وتحليل نتائج الجانب الميداني :كما سبق وذكرنا في عنصر اإلشكالية فقد
اعتمدنا في دراستنا هذه على أسلوب تحليل المضمون وسنقوم بعرض ألهم الفئات المعتمدة
وكذا تحليل النتائج التي تم التوصل إليها.
أوال :البيانات األولية للمادة محل الدراسة :تمثلت البيانات في ما يلي:
-عنوان البرنامج محل الدراسة :ألمنكم
-تاريخ بث البرنامج :يوم الخميس
-زمن بث البرنامج :ابتداءا من الساعة الرابعة إلى الساعة الخامسة مساءا
-طبيعة بث البرنامج :يبث البرنامج مباشرة عبر القناة األولى
-فترة بث البرنامج :من خالل االطالع على مجتمع الدراسة من الموقع الرسمي للمديرية
العامة لألمن الوطني الحظنا بأنه قد تم بث البرنامج في الفترة الممتدة من أكتوبر 2014
إلى جويلية 2015في حين تم التوقف عنه مدة شهري أوت وسبتمبر على الرغم من أن
حوادث المرور ظاهرة متكررة يوميا ،كذلك األمر بالنسبة لسنة 2016تم توقيف البث في
شهر أفريل إعادة البث في شهر جانفي 2017أي أن البرنامج ال يتم بثه بصفة مستمرة
ومنتظمة.
-عدد أعداد البرنامج :بلغت أعداد البرنامج 75عددا من تاريخ بداية بثه 21أكتوبر
2014إلى غاية 07ماي .2017
الجدول رقم 01يبين عناوين االعداد عينة الدراسة تاريخ ومدة بثها
• من الجدول أعاله يتضح أن برنامج "ألمنكم" خصص ما يقدر بـ 564دقيقة و 48ثانية من
الزمن لبث عدة مواضيع متعلقة بالمجال المروري بلغت 12عددا من أكتوبر 2014إلى
أفريل 2017وبلغ العدد المعنون بـ "حصة مفتوحة للتحسيس والتوعية بحوادث المرور"
الزمن االكبر بـ 54دقيقة ،و 22ثانية وذلك بنسبة %9.59من النسبة الكلية لألعداد حيث يتم
فتح مختلف وسائل التواصل من هاتف ومواقع التواصل االجتماعي للرد على مختلف
انشغاالت المواطنين واستقبال اقتراحاتهم حول البرنامج وكذلك كل ما له عالقة بمجال
السالمة المرورية.
150 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
152 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
154 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
156 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
اإلذاعة إلى التأثير في كافة فئات المجتمع من مستعملي الطريق سواء السائقين منهم أو
الراجلين بما فيهم فئة الشباب.
-الجزائر من البلدان األولى التي تعاني من ظاهرة حوادث المرور التي تنتج عنها عدة
خسائر مادية وبشرية تتراوح بين العجز والموت في مقدمتها فئة الشباب.
تدني الوعي المروري لدى فئة الشباب بما فيها الشباب الجزائري حول مخاطر حوادث -
المرور وهذا راجع بالدرجة األولى للعامل النفسي من انفعاالت واندفاع وحب للمغامرة
والمخاطرة .
-التوعية المرورية للشباب ومختلف الفئات العمرية مسؤولية جميع المؤسسات االجتماعية
بما فيها أجهزة األمن ووسائل اإلعالم.
-تقوم إذاعة األمن الوطني ببث برنامجين حول التوعية المرورية واألمنية بصفة عامة
وهما برنامج ألمنكم و في الصميم.
-برامج إذاعة األمن الوطني موجهة إلى مخاطبة جميع فئات المجتمع من مستعملي
الطريق بما فيها الشباب وذلك سعيا منها لنشر التوعية لدى جميع المواطنين.
-تعتمد إذاعة االمن الوطني على عدة استراتيجيات إقناعيه تتراوح بين العقلية والعاطفية
مستخدمة عدة استماالت لتوعية الشباب بمختلف مخاطر حوادث المرور،حيث تسعى إلى
تحقيق أهدافها بما فيها احترام القوانين المرورية من أجل القوانين وليس خوفا منها وكذلك
للتقرب أكثر من المواطنين
-تقوم إذاعة األمن الوطني من خالل برامجها(برنامج ألمنكم) بالتعريف بخدماتها كخدمة
الرقم األخضر 1548ونشاطاتها التحسيسية والتوعية لمخاطر حوادث المرور.
-تعتمد إذاعة األمن الوطني على عدة وسائل للتواصل والتفاعل مع المواطنين بما فيها
الوسائل الحديثة كمواقع التواصل االجتماعي (فايسبوك وتويتر) إضافة على الموقع الرسمي
لمديرية األمن الوطني.
خاتمة:
يكتسب اإلعالم أهمية كبرى في التأثير على سلوك االفراد وتوجيههم و كذا تعليمهم أسس
تطوير حياتهم االجتماعية و مواجهة مختلف المشاكل واألخطار التي يمكن أن تعترضهم بما
فيها حوادث المرور ،وقد ظهرت حديثا عدة فروع لإلعالم نظ ار ألهميته ولعديد المؤسسات
التي تعتمد على وسائل االعالم للتقرب من جماهيرها ،ومن بينها المؤسسات األمنية حيث
بالتعريف بمختلف أنشطة السلك األمني مصطلح اإلعالم األمني الذي يهتم ظهر
والتعريف بالجرائم وطرق مواجهتها وكذا المخاطر بما فيها حوادث المرور وما ينجر عنها
من أثار و انعكاسات في مختلف المجاالت خاصة الصحية واالجتماعية واالقتصادية .
ولذلك فقد اهتمت دراستنا بتسليط الضوء على االعالم األمني وخصت بالذكر إذاعة
األمن الوطني في الجزائر ودورها في توعية الشباب حول مخاطر حوادث المرور ،والتي
تعتبر تجربة أولى على المستوى المغاريبي كما أنها تتسم بالفاعلية من خالل المعلومات التي
تقدمها حول المجال المروري ،سواء تعلق األمر بمستعملي الطريق من سائقين وراجلين أو
تجهيزات المركبات والسيارات أو الطرقات ،وكذلك بالشرح المفصل لمختلف القوانين المرورية
وما يترتب عنها من مخالفات لعدم احترامها ،و بذلك فهي تقوم بتحسين صورتها لدى كافة
المواطنين بما فيهم فئة الشباب وفتح جسر للتواصل معه وتثقيفهم مروريا وارشادهم لكسب
سلوكات سوية ومهارة التعامل مع الطريق .
توصيات الدراسة:
-زيادة وتكثيف نشاط إذاعة األمن الوطني من خالل تخصيص أكثر عدد من البرامج التي
تعنى بالسالمة المرورية
-تنسيق نشاطات توعوية مع باقي المؤسسات االجتماعية األخرى كالمدرسة والجامعة
لتنشئة جيل يحترم قواعد المرور ويعنى بالسالمة المرورية.
ضرورة االعتماد على مختصين في علم النفس وعلم االجتماع والمرشدين الدينيين في -
بث الرسائل التوعوية .
158 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
الهوامش :
-1أديب خضور،البحوث اإلعالمية دراسات في المنهجية والسيميولوجيا وتحليل المضمون ،مطبعة خالد بن
الوليد،دمشق،1987،ص70
-2رشدي طعيمة ،تحليل المحتوى في العلوم اإلنسانية مفهومه أسسه استخداماته دار الفكر العربي ،د ب ن
،1987ص.64
-3موجز التقرير العالمي عن حالة السالمة على الطرق 2015لمنظمة الصحة العالمية ص 02متوفر
على الموقع اإللكتروني للمنظمةwww.who.int:
- -4الموقع الرسمي للمدرية العامة لألمن الوطنيhttp://www.dgsn.dz:
مرجع سابق ص 03 -5موجز التقرير العالمي عن حالة السالمة على الطرق 2015لمنظمة الصحة العالمية ،
-6عبد المعطي السيد راضي ،األثار االقتصادية لحوادث المرور،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،
مركز الدراسات والبحوث ،الرياض 2008 ،ص ص -63 56بتصرف -
-7تباني عبير ،الحمالت اإلعالمية االذاعية الخاصة بالتوعية المرورية في الجزائر ،مذكرة مكملة لنيل شهادة
الماجستير في علوم االعالم واالتصال ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر ،2012/2011،ص 134
-8درديش أحمد ،مداني نور الدين أسباب حوادث المرور في الجزائر وطرق الوقاية منها دراسة وصفية
تحليلية ،حوليات جامعة الجزائر ،1ع ،03ج،02ص.191
-9تباني عبير ،الحمالت اإلعالمية االذاعية الخاصة بالتوعية المرورية في الجزائر ،مرجع سابق،صص
- 135 134بتصرف-
-10درديش أحمد ،مداني نور الدين ،مرجع سابق ص .189
-11ياسر عبد هللا العسيري وآخرون ،حوادث السيارات في مدينة الرياض ،جامعة الملك سعود ،المملكة
العربي السعودية ،2009 ،ص04
متوفر على -12عادل بن محمد الكندي،الوعي المروري مفهومه أهميته أهدافه محاوره مؤسساته،
الموقع :https://fr.scribd.com
-13سعد الدين بوطبال ،سمات الشخصية وأثرها على ارتكاب المخالفات المرورية لدى السائقين ،مجلة
الدراسات والبحوث االجتماعية ،ع ، 4جامعة الوادي ،جانفي ،2014ص .146
-14بلخيري وفاء وسعودي عبد الكريم ،دور العوامل النفسية في عدم احترام السائقين لقوانين المرور ،ورقة
مقدمة ضمن فعاليات الملتقى ال وطني حول حوادث المروربين سلوط مستعملي الطريق وتنظيم المرور ،باتنة،
،2013ص.111
-15صالح عبيدي ،العوامل النفسية لحوادث المرور ،ورقة بحثية ضمن الندوة العلمية التجارب العربية
والدولية في تنظيم المرور ،ملركز الدراسات والبحوث ،الجزائر ،2009ص .5
-16عبد القادر تومي ،التهور في السياقة عند الشباب بين المتعة والموت ،مجلة الوقاية والسياقة ،07 ،
الجزائر ،2008،ص 163متوفرة على الموقع التالي: http://www.cnpsr.org.dz
-17بن الشيخ عياش ،المسؤولية االجتماعية وعالقتها بسلوك المخاطرة لدى السائقين ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير تخصص علم نفس العمل والتنظيم ،الجزائر ،2008-2007،ص-101بتصرف-
-18جاسم خليل ميرزا ،االعالم األمني بين النظرية والتطبيق ،ط،1مركز الكتاب للنشر ،القاهرة ،2000 ،
ص– 13بتصرف-
-19الجحني ،علي بن فايز ،االعالم األمني و الوقاية من الجريمة ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،
الرياض ،2000،ص.32
-20جاسم خليل مير از ،مرجع سابق ص17
-21سعد دغمان ،اإلعالم األمني ...التعريف ،الوظائف ،اإلشكاليات متوفر على الموقع اإللكتروني :
https://www.policemc.gov.bh
-22بالسعيد عبدهللا ،بالصحراوي علي ،بن علية هجيرة ،االرشادات االذاعية ودورها في غرس الوعي
المروري ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس ،تخصص اتصال وعالقات عامة ،ورقلة ،2014-2013 ،ص
.19
http://www.djazairess.com -23
160 ديسمبر2017
العدد 03 مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر
الهوية
ّ ائريين في الحفاظ على
جمعية العلماء المسلمين الجز ّ
ّ إسهامات
الشهاب والبصائر ()1954- 1931 الوطنية من خالل جريدتي ّ
ّ
عقيب
د.محمد السعيد ّ
ّ أ .هاشم كوثر
حمة لخضر.الوادي _ الجزائر
جامعة الشهيد ّ حمة لخضر.الوادي _ الجزائر
جامعة الشهيد ّ
Abstract
This study deals with the role of the Association of Algerian Muslim
National Scientists and its contribution to the defense of the elements of the
Algerian national identity and its protection from the various attempts at
falsification and obliteration sought by the French colonial administration to
eliminate all Algerian through Al-Shehab and Al-Basayr newspapers (1931-
1954).
غريبية:
الفرنسية الّت ّ
ّ السياسات
جمعية العلماء في مواجهة ّ
ّ - /1
خصية
للش ّالمكونة ّ
ّ إن االنتماء إلى الجزائر ال يكون ّإال باالنتماء للعناصر
ّ
الناس وتعليمهم اللغة العر ّبية وتاريخهم الوطني
الوطنية ،وتحريرها من أشكال الجهل وتثقيف ّ
ّ
يحس الفرد الجزائري ّأنه ينتمي لهذا المجتمع عليه أن يعيش واقع وأمور دينهم ،وحتّى ّ
162 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
164 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
الوطنية
ّ للمقومات
عملت جمعية العلماء المسلمين على مواجهة المشروع التهديمي ّ
وعملت على إحياء الهوية اإلسالمية العربية للمواطن الجزائري في وجه االنسالخ والتغريب
ففتحت الجمعية مدارسا لتعليم الصغار والكبار الرجال والنساء ،كما هاجم ابن باديس
وعدها ذوباناً للشخصية ُّ
التجنس بالفرنسية ّ وشن حملة شعواء على عملية الفرنسيين وظلمهم َّ
الجمعية إلى
ّ الجزائرية المسلمة ،وطالب بتعليم اللغة العربية والدين اإلسالمي وسعى علماء
ألنها الطريقة
الصالح ّ
السلف ّ
وسنة وهدي ّ
12
التّأصيل والعودة إلى مصادر اإلسالم من قرآن ّ
الوحيدة التي تم ّكن الجزائريين من النهوض واالرتقاء إيمانا بقوله صلى هللا عليه وسّلم:
وفي ذلك يقول الشيخ نبيه"
وسنة ّ
13
تمسكتم بهما كتاب هللا ّ
"تركت فيكم أمرين لن تضّلوا ما ّ
ابن باديس " إن الدين قوة عظيمة ،ال يستهان بها ،وإن الحكومة التي تتجاهل دين الشعب
. تسيء في سياسته ،وتجلب عليه وعليها األضرار
14
166 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
كانت جمعية العلماء إطا ار عاما التقى فيه الجزائريون الذين بغيتهم اإلصالح
وهدفهم خدمة الجزائر ومحاربة االستعمار ،ولذلك نجد الجمعية قد ضمت إلى صفوفها كل
استطاع والعالمة ابن باديس جمع المسلمين الجزائريين اإلصالحية
ّ من يؤمن بالرسالة
بعيدا عن الطائفية ،واحتوى رجال الصوفية وعلماء المذهب اإلباضي بروح األخوية ،فكان
-الرئيس :عبد الحميد بن باديس ،و-نائب الرئيس :محمد البشير اإلبراهيمي- ،الكاتب العام:
محمد األمين العمودي ،و-نائب الكاتب العام :الطيب العقبي ،و-أمين المال :مبارك الميلي،
;لم ينظر فيها إلى مذهب دون آخر وال 17
– نائب أمين المال :إبراهيم بيوض ،وهو إباضي
إلى طريقة دون غيرها ،وال غاية للمصلحين وال أمل لهم غير االتّفاق واالتّحاد ،نظ ار ّ
ألن
الناس بطرق التّفاهمالحق وأعرف ّ
ّ الناس إلى
الجمعية جمعية علماء ،وهم أقرب ّ
ّ
األمة من
ألنها أتت هداية ّ
الجمعية قد بلغت إلى شيء من غايتها فذلك ّ
ّ وإذا كانت
تتكون
بابها ،فخاطبتها بلسانها وقادتها بدينها الذي هو زمام روحها ،والجزء األعظم الذي ّ
يتوجه
األمة ،حيث ّ
السنة وهدي صالح سلف ّ
شخصيتها ،فعالجتها بالكتاب و ّ
ّ منه ،وتحيى به
خصية الجزائرّية ،وحاول طمس الش ّضد ّوجه االستعمار الفرنسي هجمة عنيفة ّ ّ
ومقوماتها الحضارّية من لغة ودين وتاريخ وثقافة ،وأدخلها في ركود ثقافي وانتهج
معالمها ّ
ّ
بالدرجة األولى التّعليم الجزائري ولغته
المتعمد فاستهدف ّ
ّ لذلك سياسة الفرنسة والتّجهيل
العر ّبية.
فبعدما كانت الجزائر في بداية االحتالل تتجاوز نسبة المتعّلمين فيها %40من
األمية إلى نسبة % 90بعد مرور قرن على استيطانه فيها ،حيث ع ّ
طلت ّ س ّكانها وصلت
آنية ،والمدارس ولم ّتدخر في
الزوايا عن أداء دورها التّعليمي والخيري ،وأغلقت الكتاتيب القر ّ
ّ
بالزوايا ،وهو
الدينية المرتبطة ّ ذلك وسيلة وال قانونا ،فانخفض مستوى التّعّلم في المعاهد ّ
22
تعليم كان في أساسه ضعيفا مغلقا ،فأصبحت الثّقافة التي توّفرها لطالبها اجت ار ار لمتون الفقه
الصرف.23
النحو و ّ
وشروحه وتحفيظا للقرآن من غير فهم ،وترديدا لقواعد ّ
األمية في أوساط
ّ شل الحياة الفكرّية ونشر
ستمر االحتالل على نفس الوتيرة في ّ
وا ّ
ياسية ،في الوقتالس ّ
العلمية واالجتماعية و ّ
ّ القوة
الجزائريين حتّى أفقد الجزائر ما يلزمها من ّ
ولما كانت الّلغة
التقدم ّ ،
24
الذي استيقظت فيه األمم األخرى ،وسلكت طريق الثّقافة والعلم و ّ
السلطات اإلستدمارّية حربها عليها واتّخذت موقفا
ركزت ّ
العر ّبية هي وعاء الثّقافة الجزائرّيةّ ،
ألنه
ّ
25
مؤسسات التّعليم ومعاهده في جميع مراحله
عدائيا منها وكان منهجها التخّلي وإبعاد ّ
ّ
168 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
وتمشيا مع هذه
ّ بكل يسر،
الوطنية ّ
ّ خصية
الش ّ تم القضاء عليها يمكن القضاء على ّ متى ّ
الديني فيكل مجاالت الحياة في الجزائر ،فمنع التّعليم ّ
26
السياسة قامت بمالحقة العر ّبية في ّ
ّ
الدين ي وأغلقت الكتاتيب والمدارس االبتدائية
27
طابع ّ
الجمعيات ذات ال ّ
ّ المساجد وأبطلت
عدة مـدن جزائرّية .،حيـث كانتانوية والمعاهد العـلـيا التي كانت منتشرة انتشـا ار كبي ار في ّ والثّ ّ
األدبية ،وهو ما شهد به الرّحالة األلماني فيلهلم شيمبر
ـغويـة و ّ
ينيـة واللـّ ّ
تدرس فيـها العـلـوم ال ّـد ّ
ّ
Filhelm Shmberالذي كان قد زار الجزائر بعد الغزو واالحتالل بحوالي 10أشهر وأ ّكد
حولوا
نسيين قد ّ
أن الفر ّ
أن نسبة المتعّلمين في الجزائر تزيد عن المتعّلمين في جنوب أوربا ،و ّ
ّ
الحد من انتشار المعرفة بين
الكثير من تلك المدارس إلى حظائر وماله ومتاحف من أجل ّ
نسيون زيادة عن ذلك إلى
نسية في التّعليم وعمد الفر ّ
الجزائريين ،بل فرضوا اللغة الفر ّ
28
محاولة فرنسة المحيط الخارجي كذلك للقضاء على التّراث الوطني العربي اإلسالمي حيث
ومؤسساتها
ّ العامة في الجزائر ومدنها وساحاتها وشوارعها
ّ مس التّغيير حتّى مظاهر الحياة
ّ
نسيين مثل :باسكال ،فولتير ،فيكتور هيجو
فأصبحت تحمل أسماء حكماء وجنراالت فر ّ
سانتارنو ،روفيقو ،ميشيل ...الخ ،29ونتيجة لذلك تاه المجتمع الجزائري في بيداء الجهل
كل العلوم والمعارف التي اكتسبتها المجتمعات األخرى
والخمول ،وأصبح محروما من ّ
الراقية.30
ّ
وقد ارتكزت سياسة التّجهيل في الجزائر على القضاء على مصادر تموين التّعليم
اإلسالمية التي كانت تنفق على مراكز التعليم والثّقافة
ّ العربي فاستولت على أمالك األوقاف
ولما وضعت فرنسا يدها عليها اعية الجزائرّية أوقافا ّ
الزر ّ
فقد كانت خمسة أعشار األراضي ّ
الدين اإلسالمي والتّعليم وجعلت اآلالف من األهالي الذين كانوا يعيشون
بسطتها تباعا على ّ
تسمى " فيالق الفقراء
تتجول لطلب رغيف العيش حتّى أصبحت ّ في تلك األراضي جماعات ّ
طلبة واألساتذة وتفرق ال ّ
الدمار االستعماري ّ " وبذلك ماتت معاهد العلم التي سلمت من ّ
31
ونهبت حتّى المكتبات 32لكي ال يبقى للجزائرّيين سبيل واحد ألخذ العلم وتعّلم العر ّبية .
النوادي
أسست ّاإلصالحية الكثير من المدارس و ّ
ّ الدعوة فتحت الحركة وتجسيدا لهذه ّ
المؤسسات حتّى أصبحت
ّ الخاصة لرعاية تلك
ّ الجمعيات
ّ وتكونت
وسخرت المساجد والجوامع ّ ّ
تعد بالمئات وتشمل المدن والقرى واألرياف .
36
الحر " التّعليم القومي " ّ
معاهد التّعليم العربي ّ
وشخصت
ّ الشهاب والبصائر دائما بالحالة التي أصبح عليها التّعليم
كما ّنددت ّ
إن سوءمعيقاته التي لم تقتصر حسبهما على سياسة اإلدارة االستعمارّية فحسب ،بل ّ
تقصير أصحاب المال في اإلنفاق على هذا الجانب زاد األمر سوء وتعقيدا،إذ كانوا ال ينفقون
على التّعليم نصف ما ينفقون على التّدخين ،37وفي الوقت ذاته دعتا إلى ضرورة تطوير
طرق التّعليم التي كانت تقتصر على الحفظ واالستظهار لمتون الّلغة أو ّ
الدين دون التفّقه
سطحيا ،في
ّ دينية فهما
صماء لفهم مسائل ّ
فيها وصقلها باآلداب فأصبحت قواعد اللغة أداة ّ
خاصة إدراكا صحيحا يتوّقف على " حذق اللغة وأساليبها ّ ينية
الد ّ
أن إدراك المسائل ّ
حين ّ
نسية.
السياسة الفر ّ
اإلجتماعية " ،والعمل على مقاومة ّ
38
ّ الدقيقة ،بل وعلى حذق العلوم
ّ
170 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
تتطور
ّ الرذائل التي
السيئة و ّ
األخالقيات ّ
ّ أي مجتمع من المجتمعات من ال يخلو ّ
حتّى تصبح عّلة ومرضا يسري في جسده فينخر تماسكه ووحدته ،والمجتمع الجزائري كغيره
تفشت وسرى مفعولها حتّى من األمم األخرى عانى من اآلفات االجتماعية والخرافات ،التي ّ
أصبحت تش ّكل خط ار كبي ار على واقع ومستقبل البالد والعباد ،لذلك سعى المثّقفون الجزائرّيون
سولت له نفسه كل من ّ وعلى رأسهم المصلحون إلى محاربة مثل هذه اآلفات و ّ
الرد على ّ
الجمعية التي حملت على عاتقها
ّ ترويجها والمساس بكل ما هو جزائرّي ّ
خاصة بعد تأسيس
مما شابه من األباطيل والمنكرات واالنحرافات.
الدين ّ
تطهير المجتمع و ّ
ذلك الواقع ليس باألمر الغريب إذا ما نظرنا إلى األسباب التي ّأدت إلى ذلك ،ولعّلنا نستطيع
إرجاعها إلى :
الشهاب هي زيارة األضرحة ومن أكثر الظواهر المبتدعة خطورة والتي نقلتها لنا ّ
قوسية
ط ّ الدين والعقيدة ،حيث راجت هذه الممارسات ال ّ
والقبور الرتباطها أساسا بجانب ّ
48
حتّى أصبحت عادة متج ّذرة ومتوارثة لدى الكثير من الجزائرّيين وفي مختلف جهات الوطن
السلطات
الصالحين من جهة وتشجيع ّ الناتج أساسا عن التّقديس المفرط لألولياء و ّوّ
خاصة بهم تسهيال
ّ محالت
االستعمارية لكتّاب األحجية والتّمائم ،حيث رّخصت لهم بفتح ّ
الطرقيين
ّ لنشاطهم في الوقت الذي كانت تغلق فيه المدارس العر ّبي ة 49فقد جعل بعض
ألنهم عملوا المنكرات ،وعندما يزورون شيخ
للزوار الذين يطمعون في البركة ّ
مقرات ّزواياهم ّ
ويتقربون بذلك إلى ّ
الشيخ ّ وتحل مشاكلهم
ّ طريقة تتحّقق لهم حسب زعمهم مآربهم وأمانيهم
ال ّ
انية فتغفر ذنوبهم وخطاياهم بحيث يكون واسطة يدعوا لهم نيابة عنهم ّ ،
وكأنها صكوك غفر ّ
50
172 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ومن ناحية أخرى ّأدى غياب األخالق في المجتمع الجزائري إلى اختالط الحابل
الشهاب صو ار عديدة
قدمت ّ بالنابل ودخلت عليه ظواهر غريبة لم تكن مألوفة من قبل ،وقد ّ
52
ّ
مما ينافي العرف
عن تج ّذر الخرافات والبدع في المجتمع من ذلك ما كان يرتكب في األفراح ّ
الراقصات وما يتبع ذلك من أنواع وانعكاسات
الشريعة ،حيث كانت تجلب اآلالت و ّو ّ
الراقصات وما
المسكرات حيث ذكرت جلب أناس أقاموا زفاف قريب لهم فاستقدموا 30من ّ
تطرق له مقال آخر عنونه صاحبه عليهن ،وهو ما ّ
53
ّ يلزمهن من آالف الفرنكات التي تصرف
ّ
طبقة البرجوازّية
الناس هم األغنياء من أصحاب ال ّ
أن أولئك ّ
بـ " نظرة في البدع " إذ أوضح ّ
عامة األهالي من الجزائرّيين كانوا ال يقوون
ألن ّ
نسيينّ ، الذين تأثّروا بسلوكات ومعامالت الفر ّ
كل هاته األموال في زفاف وعلى المسكرات على توفير قوت يومهم حتّى يصرفوا ويب ّذروا ّ
النساء.
والمومسات من ّ
الدجالون فيه
يدسها ّ
افية التي كان ّ عششت في ذهنها األفكار الخر ّ
أما المرأة التي ّ
ّ
ويستغلون غفلتها وسذاجتها فقد كانت تلجأ لهم لحماية زوجها أو أبنائها من ّ
السحر اعتقادا
يطانية المختلفة كحشو األعتاب
الش ّ منها ّأنهم يملكون القدرة على ذلك ّ ،
فيزودونها بالوسائل ّ
عما
السقوف والمأكل والمشرب بما يمدونها به عّلها تحّقق ما كانت تصبو إليه ،فضال ّ
55
و ّ
طواف حول القبور والعكوف عند القبب من قبور األولياء
النسوة من ال ّ
كانت تقوم به بعض ّ
وهنا يمكننا اإلشارة إلى سبب آخر من األسباب التي ّأدت إلى مثل هذه األفكار
األئمة الذين كان دورهم
الموجه من العلماء و ّ
الديني و ّ
والممارسات المنحرفة وهو غياب الوازع ّ
الشهاب
الصحيحة حتّى كتبت ّ الدين ّ
الناس وتوضيح مباديء ّالمنوط بهم هو تنوير عقول ّ
يتخبط
المتردية التي أصبح ّّ الوضعية
ّ مقاال سنة 1926تتساءل فيه " أين العلماء" 59أمام
فيها المجتمع الجزائري نتيجة االعتقاد بالخرافات وطغيان ال ّ
طر ّقية واالنحراف إلى
تبنى المصلحون والعلماء الذين عادوا إلى
أن األمر لم يستمر بعد أن ّ الجاهلي ة ،غير ّ
60
ّ
خاصة ما تعّلق
الشامل ّ الشيخان ابن باديس واإلبراهيمي فكرة اإلصالح ّ
الجزائر وعلى رأسهم ّ
أهمها
الشعائر المستحدثة ّالعامة و ّ
ّ كل طاقاتهم لمحاربة البدع
وسخروا ّّ بالعقيدة والمجتمع
طرق وضالالتها التي
النذور ،ووقفت في وجه بدع ال ّالحج واالستسقاء و ّ
بدع الجنائز والمقابر و ّ
مستقر.61
ّا استحكمت في المجتمع وأصبحت دينا
174 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
صار بفعل الخرافات والبدع والمنكرات إسالما يدعو إلى التّواكل والتّكاسل وعدم مجاراة األمم
األمة كالفرد تصاب باألمراض كما يصاب لشيخ البشير اإلبراهيمي " ّ المتطورة ،ويقول ا ّ
63
ّ
أن الفرد إذا مرض يجب أن يختار له طبيب حسن ماهر ليكونوتعالج كما يعالج ،كما ّ
األمة إذا مرضت فالواجب أن
لنصحه أثر في نفس المريض ولعالجه فعال في دائه ،فكذلك ّ
64
األطباء وأحسنهم لعالجها "
ّ ينتدب لها أمهر
النهوض
مبنية على ضرورة ّ
هكذا كانت قناعة رجال اإلصالح في الجزائر ،قناعة ّ
مما أصبح يعانيه في شتّى مجاالت الحياة ،لذلك استهدفت الحركة
بالوطن وتخليصه ّ
للنهوضكل نواحي القطر الجزائري ّ
الجمعية نشر دعوتها في ّ
ّ خاصة بعد تأسيس
اإلصالحية ّ
ّ
مقوماته الشعب الجزائري ّ
مهدد بفقدان ّ بأن ّ
لما شعرت ّ وسياسيا ّ
ّ قافيا
عقائديا وث ّ
ّ بالمجتمع
تهدد المجتمع العربي
الدين والّلغة كما أنذرت من ظاهرة التّفرنس التي ّ
األساسية المتمّثلة في ّ
ّ
األمية .65وعلى صعيد آخر المتفشية فيه كالجهل والبطالة و ّ
ّ المسلم ومن اآلفات االجتماعية
رقية المنحرفة
ط ّ الجزائري من سطوة ال ّ
هام ومؤثّر في إنقاذ المجتمع ّ
قام علماء اإلصالح بدور ّ
الصفوف
مقوماته وتحرير العقول وتوحيد ّ
واستنهاضه من كبوته وتجديد عقيدته وإحياء ّ
ومواجهة المؤامرات وربطوه بكيانه الحضاري العربي واإلسالمي ّ
وردوا شبهات المبتدعين،66
هابيين لمحارة أفكارهم وممارساتهم الضاّلة
الش ّ
وشنوا عليهم حربا ضروسا وتتالت دعوات ّ
ّ
الشكوى
التوسل إليها وتقبيلها و ّ
طواف حول القبور و ّ
الزيارات وال ّ
واإلحجاب عن المنكرات من ّ
جمعية العلماء
ّ الشرك باهلل وقد كان تأسيس
ألن ذلك يدخل في باب ّ ّ
67
إليهم واالستغاثة بهم
أكده رئيسها في اجتماع تأسيسها حيثطرفين وهو ما ّ
الصراع بين ال ّ
المسلمين إيذانا ببداية ّ
الضال بالهداية والحكمة
الجمعية فهي إصالح الفاسد وتقويم المعو ّج وإرشاد ّ
ّ أما غاية
قال " ّ
المحبة والوئام ،وإصالح شؤون أهل العلم ّ
ولم شعثهم وتنظيم هدايتهم " .68اعتبر ّ في دائرة
الشيخ
الغلو في ّ
السلف ومبناها كّلها على ّوفية بدعة لم يعرفها ّ طرق ّ
الص ّ المصلحون ّ
أن ال ّ
الشيخ إلى ماهنالك من استغالل ومن تجميد
الشيخ وأوالد ّ
الشيخ وخدمة دار ّ
التحيز ألتباع ّ
و ّ
انجر عنها
دية والتي ّ
التعب ّ
للشعور فانتقدوها من حيث ممارساتهم ّ
69
للعقول وإماهة للهمم وقتل ّ
خاصا ال
تعدت آثارها الحياة االجتماعية لذلك حاربوها وانتهجوا في ذلك أسلوبا ّ
آفات كثيرة ّ
يودون
مبكر ما للعلم من أثر فيما ّ
الجمعية ومصلحوها في وقت ّ
ّ لقد أدرك رجال
ثم إلى
الوطنية لدى أفراد مجتمعهم وإعدادهم من ّ
ّ النهوض به من تعميق الوعي بال ّذات ّ
روادها أمثال الشيخ ابن
األمية ،وشرع ّ
ضد الجهل و ّ
التّحرير واالستقالل ،فقادوا حملة واسعة ّ
باديس والبشير اإلبراهيمي والطيب العقبي وغيرهم في إلقاء الدروس في المساجد وفتح
الجمعية أن تنهض بالتّعليم العربي على
ّ المدارس في مختلف أرجاء البالد ،فاستطاعت
األمة وفي الوقت نفسهالمطهرة وربطه منهجا وموضوعا بواقع ّ
ّ السنة
أساس من الكتاب و ّ
القومية وتطوير األدب العربي والتّعريف
ّ وبث الثّقافة
عملت على إحياء الّلغة العربية ونشرها ّ
الجمعية حتّى أصبحت مركز إشعاع ثقافي بما كانت ّ وتطورت مدارس
ّ بالتّاريخ اإلسالمي
وثقافية كان العلماء يسهمون من خاللها في تنوير
ّ دينية وملتقيات فكرّية
تحيي من احتفاالت ّ
العقول ونشر التوعية الدينية واالجتماعية لمختلف فئات المجتمع الجزائري. 71كما لعبت
الصحافة اإلصالحية دو ار بار از في مواجهة سياسات الطر ّقية وإرشاد المجتمع الجزائري
الجمعية استقام للفكر اإلصالحي طريقه فأصدر العلماء
ّ وتوجيهه وشحذ هممه فبعد تأسيس
نسيون 04صحائف أخرى بعد ّ
الشهاب وجريدة اإلصالح ببسكرة بحيث كّلما كان الفر ّ
المطهرة، 73 الشريعة
دي ة و ّ
المحم ّ طلون لها صحيفة أصدرت أخرى مكانها وهي ّ
السنة يع ّ
72
ّ ّ
أن األثر
ثم البصائر التي طال عمرها من 1935حتى ، 1939غير ّ السوي ّ الصراط
و ّ
75 74
ّ
الشهاب وجريدة البصائر لما احتوتاه من مواضيع كشفت واقع الفرد
البالغ كان لمجّلة ّ
سولت الجزائري السياسي واالجتماعي واالقتصادي والثقافي وتوّلت أقالمهما مقاومة ّ
كل من ّ
بمقومات المجتمع الجزائري وخصوصياته ووحدته وإلى جنب الحركة له نفسه المساس ّ
القلمية كانت هناك حركة أخرى تسايرها وتؤازرها وتغ ّذيها وهي حركة التّعليم التي انتشرت
ّ
بالمراكز المهمة من عمالة قسنطينة ،فدروس العلم كانت تجتذب أفواجا من الشباب ودروس
176 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
أن من
الجمعية ّ
ّ الفنية والخيرّية رأى أقطاب
الجمعيات ّ
ّ النوادي و
ألهمية ّ
ّ ونظ ار
المقدس في
ّ تخول المجتمع الجزائري حّقه
تماعية ّ
أعظم وسائل اإلصالح لتكوين وحدة اج ّ
الجمعيات في جميع أنحاء الوطن ،كونها تعمل على تحسين
ّ النوادي و
الحياة هو تعميم ّ
المستوى العلمي واالقتصادي من خالل حصول التّعارف العام و ّ
الود المتبادل، 77فأنشأت
الجمعيات في المدن والقرى وكان أبرزها :نادي
ّ الجمعية وفي مدة قصيرة عشرات النوادي و
كجمعية الشباب
ّ فتعددت كذلك
أما الجمعيات ّالترقي،نادي صالح باي ،النادي اإلسالمي ّ ،
78
وجمعية
ّ وجمعية التّعليم
ّ كيكدية ،79
الس ّ وجمعية المؤاخاة ّ
ّ ياضية القسنطينية
الجمعية الر ّ
ّ الفني و
80
وجمعية المؤاخاة الجزائرّية
ّ اإلسالمية
ّ الدينّية
الجمعية ّ
ّ وجمعية اإلسعاف و
ّ التّعاون المنزلي
ألن فيها شيئا من الشبان فاستجابوا وأقبلوا عليها ألنها أقرب إلى أمزجتهم و ّ
ودعت إليها ّ
ظمتبالشباب وقامت بحق هللا فيهم فن ّ
ّ التّسلية والمرح ،وفي ظل هذه الجواذب التقت الجمعية
وتعرفهم بأنفسهم وقيمتهم ومنزلتهم في األمة وتجمع
لهم فيها محاضرات تهذب بها أخالقهم ّ
الجمعيات" آثار
ّ ّقوتهم ودروسا تعّلمهم بها دينهم ولغتهم وتاريخهم ،فكان لمشروع "النوادي و
الشابة تساوي آثار المدرسة في األطفال وتفوق آثار المساجد في الشيوخ والكهول
ّ في الفئة
يؤدون واجبات
يؤدون حق هللا ،وإلى ميادين العمل ّ
الشبان إلى المسجد ّ
ومن النوادي خرج ّ
المجتمع .
الدينية كاالحتفال بالمولد
ّ جمعية العلماء بإحياء المناسبات
ّ ومن جهة أخرى ّ
اهتمت
ينية
الد ّ
ألنها ال تمّثل صورة من صور الوحدة ّ النبوي الشريف وبليلة القدر وختم القرآن الكريم ّ
كل سنة حتّى يطولالوطنية ،وقد كان الهدف من إحيائها في ّ
القومية و ّ
ّ فحسب ،بل الوحدة
تعهد المجتمع بإحياء هذه المظاهر
أن ّالدهور ،و ّ
مر األزمنة و ّ
األمة على ّ
التّماسك بين أفراد ّ
أمة 81من جهة
كل ّ
وطنية ّ
ّ يضر بتلك الوحدة التي هي رمز
كل شيء قد ّ من شأنه أن يبعد ّ
ظروف من جهة أخرى .
واالستفادة وأخذ العبرة والعظة ومقاومة طغيان ال ّ
الخاتمة :
الهوامش:
1
الشهاب :ج ، 3م 3 ، 11جوان ، 1935ص 163
ّ :
شخصيات
ّ الصّديق :شخصيات فكرية وأدبية هذه مواقفنا من ثورة التّحرير الجزائرية،الصالح ّ
محمد ّّ :2
األمة ،الجزائر .109 ، 2002 ،التحرير الجزائرّية " ،شركة دار ّ
أدبية " هذه مواقفنا من ثورة ّ
فكرّية و ّ
3
الشهاب ،ط ،1دار الغرب االسالمي ،بيروت ، 2000 ،ص .58
مقدمة مجّلة ّ
:عبد الرحمان شيبان ّ :
4
:أبو القاسم سعد هللا :الحركة الوطنية الجزائرية ،ج ،2ط ،3الجزائر ، 1986 ،ص 63-62
5
:عبد القادر فضيل ومحمد الصالح رمضان :إمام الجزائر عبد الحميد بن باديس ،شركة دار االمة
للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ، 2010 ،ص32
6
:البصائر :العدد 16 ،103جانفي .1950
القومية الجزائرية ،ترجمة مازن صالح
ّ : 7أندري ديرليك :عبد الحميد بن باديس مفكر االصالح وزعيم
مطبقاني ،عالم األفكار ،الجزائر ،2013 ،ص 264
8
:نفسه ،ص 267-266
9
:عبد الرحمان شيبان :المصدر السابق ،ص .71
10
:تعني فيلق عسكري
11
:عبد الرحمان شيبان :المصدر السابق ،ص 61
12
:أندري ديرليك :المرجع السابق ،ص 225
13
طأ
:رواه اإلمام مالك في المو ّ
14
األمة ،الجزائر 1996 ،م ،ص .43
:أحمد بن نعمان .الهوية الوطنية ـ الحقائق والمغالطات ،دار ّ
15
:أندري ديرليك :المرجع السابق ،ص 276
16
السنة األولى ،العدد ،3جانفي 1936
:البصائر ّ :
17
:Jacques Carret : L'Association des Oulémas d'Algérie,Alem el Afkar , Alger ,
2008 , p37
18
:الشهاب :ج ،8م ، 12نوفمبر ، 1936ص .143
: 19تاريخ الجزائر المعاصرة :ترجمة عيسى عصفور ،ديوان المطبوعات الجزائرّية ،الجزائر ، 1982 ،
ص.143
178 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
20
ائرية ،ج ، 3ط ،3الجزائر ، 1986 ،ص101
الوطنية الجز ّ
ّ :أبو القاسم سعد هللا :الحركة
21
السبق ،ص 60-59 :عبد الرحمان شيبان :المصدر ّ
22
محمد األمين بلغيث :تاريخ الجزائر المعاصر دراسات ووثائق ،دار مدني ،الجزائر ،2009 ،ص
ّ :
118
23
محمد الميلي :الشيخ مبارك الميلي ( حياته العلمية و نضاله الوطني ) ،ط ، 1دار الغرب اإلسالمي
ّ
،2001ص .28
24
الشهاب :ع ، 1م ، 1نوفمبر ، 1925ص 10
ّ :
25
مقدمة لنيل شهادة
الشيخ عبد الحميد بن باديس " ،مذ ّكرة ّ
الدعوة عند ّ
منهجية ّ
ّ الطيب شارف " :
ّ :
الدين ،
كلية أصول ّ
محمد ّ ،الدراجي ّ
الدين (إشراف ) دّ .تخصص أصول ّ
اإلسالمية ّ
ّ الماجستير في العلوم
جامعة الجزائر ، 2000 – 1999 ،ص 13
26
ائرية 1956 – 1931دراسة تربوية للشخصية
خصية الجز ّ
الش ّ
:تركي رابح عمامرة :ال ّتعليم القومي و ّ
الجزائرية ،ط ، 2الشركة الوطنية للنشر
و التوزيع الجزائر ،1981 ،ص 93
27
الشهاب :ج ، 4م ، 9مارس ، 1933ص 189- 188
ّ :
28
قافية في الجزائر المعاصرة " ،مجلة الثقافة ،ع ، 8الجزائر ،ماي
:أبو العيد دودو " :الحركة الثّ ّ
، 1972ص 47
29
السابق ،ص 13
الطيب شارف :المرجع ّ
ّ :
30
:الشهاب :ع ، 4م ، 1نوفمبر ، 1925ص 97
31
موذجية ،مصر ،ص 146
ّ الن
إفريقية ،المطبعة ّ
ّ :احمد رمزي :اإلستعمار الفرنسي في شمال
32
الطيب شارف :المرجع السابق ،ص 18
ّ :
: 33تركي رابح عمامرة :التعليم القومي ،املرجع السابق ،ص 168
شهاب :ج ، 1م ، 11املصدر السابق ،ص 11 - 10
: 34ال ّ
Patrick Weil : op . cit , p 13: 35
40
:البصائر :ع ، 90السنة الثالثة ،قسنطينة 10 ،ديسمبر ، 1937ص 08
41
الشهاب :ع ، 4م 16 ، 1جمادى األولى 1344هـ 03 /ديسمبر ، 1925ص 77
ّ :
42
الشهاب :ج ، 6م ، 7جوان ، 1931ص 357
ّ :
43
السابق ،ص 78الشهاب ،ع ، 4م ، 1المصدر ّ
ّ :
44
الشهاب :ج ، 3م 2 ، 13ماي ، 1937ص 138 ّ :
45
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في النهضة الحديثة ،دار
ّ :محمد بن سمينة :صفحات من إسهامات
مدني ،الجزائر ،ص27
46
:محمد البشير اإلبراهيمي :المصدر السابق ،ص32
: 47عمار طالبي :ابن باديس حياته وآثاره ،ط ،1الشركة الجزائرّية للتأليف والنشر ، 1968 ،ص
ص467-466
48
السابق ،ص 82
الشهاب :ع ، 4م ، 1المصدر ّ
ّ :
49
مقدمة لنيل شهادة
الشيخ عبد الحميد بن باديس " ،رسالة ّ جباري " :الفكر ّ
السياسي عند ّ :مسعود ّ
الدين ،جامعة
كلية أصول ّدراجي ّ ،
محمد ّ
الدين ،إشراف دّ . تخصص أصول ّ
اإلسالمية ّ
ّ الماجستير في العلوم
الجزائر ، 2002 – 2001 ،ص 17
50
الطيب شارف :المرجع السابق ،ص 08
ّ :
51
الشهاب :ع ، 56م ، 2أكتوبر ،1926ص 346
ّ :
52
الشهاب :ع ، 15م ، 1مارس ، 1926ص 314
ّ :
53
الشهاب :ع ، 4م ، 1المصدر السابق ،ص 78
ّ :
54
:نفسه ،ص78
55
السابق ،ص 400
الشهاب :ج ، 6م ، 7المصدر ّ
ّ :
56
الشهاب :ع ، 56م ، 2المصدر السابق ،ص 11
ّ :
طرق ّ
57
وفية في الجزائر و قد بلغ عدد مريديها حوالي ، 6000و القادرّية :
الص ّ العمارّية :من أبرز ال ّ
ّ :
الدين الجيالني المولود في مدينة جيالن بالعراق سنة 1079م وانتقلت إلى إفريقيا
الشيخ محي ّتنسب إلى ّ
وأسس الشيخ مختار الكبير زاويتها الكبرى في " م ازرات " ثم انقسمت الطريقة بعد وفاته وقد قامت هذه الطريقة
الدين والد األمير عبد القادر ويأتي تواجدها في
أهم رموزها الشيخ محي ّ
الدينية ،ومن ّ
الدعوة ّ
على العلم و ّ
بقية العماالت .ينظر :صالح
أن لها تواجد في ّ الطيبية في عمالة وهران كما ّ
ّ طريقة = =
الدرجة الثانية بعد ال ّ
الصليبية في الجزائر ،ج ، 1الزيتونة لالعالم والنشر ،الجزائر ،
عوض :صالح عوض :معركة االسالم و ّ
،1989ص 211 - 210
58
الشهاب :ع ، 60م 07 ، 2أكتوبر ، 1926ص 396
ّ :
59
:نفسه ،ص 396
60
السابق ،ص 09
الطيب شارف :المرجع ّ ّ :
61
السابق ،ص 68
محمد البشير اإلبراهيمي :لمصدر ّ
ّ :
62
الشهاب :ج ، 11م ، 10أكتوبر ، 1934ص 483
ّ :
180 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
63
الوطنية في
ّ للشيخ عبد الحميد بن باديس لسان اإلسالم و العروبة و
الشهاب ّ
:تركي رابح عمامرة " :مجّلة ّ
يخية
الدراسات التّار ّ
الجزائر 1939-1925و دورها في نهضة الجزائر الحديثة " مجّلة ال ّذاكرة ،ع ، 5مجّلة ّ
للمقاومة و الثّورة الجزائرّية ،المتحف الوطني للمجاهد ،الجزائر ،أوت ، 1998ص 114
64
الصديق :المرجع السابق ،ص 99ّ الصالح
محمد ّ ّ :
65
محمد البشير اإلبراهيمي على نهج جمعية
السياسي للشيخ ّ
الدور اإلصالحي و الّنشاط ّ
:إبراهيم مهديد ّ :
العلماء المسلمين الجزائريين ، 1944 – 1931ط ، 1دار قرطبة ،الجزائر ،2011 ،ص 22
طر ق ّ
66
مقدمة
وفية في الجزائر ، 1954 – 1931مذ ّكرة ّ
الص ّ :عبد العزيز موهوبي :رجال اإلصالح و ال ّ
حباسي ،قسم التّاريخ ،جامعة
الشاوش ّ
لنيل شهادة الماجستير في التّاريخ الحديث والمعاصر ( ،إشراف ) .د ّ
الجزائر ، 2012 – 2011 ،ص 91
67
الشهاب :ج ، 9م ، ، 5أكتوبر ، 1929ص 11
ّ :
68
:عبد العزيز موهوبي :المرجع السابق ،ص 94
69
:الشهاب :ج ،4م ،13جوان ، 1937ص 178
70
:عبد العزيز موهوبي :المرجع السابق ،ص 96
71
:محمد بن سمينة :المرجع السابق ،ص ص 32-31
72
األول منها بقسنطينة في 01مارس1933م واستمرت 04أشهر صدر خاللها 13عددا :ظهر العدد ّ
73
:صدر العدد األول منها بقسنطينة في 17جويلية 1933وتوّقفت بقرار من السلطات الفرنسية في 29أوت
1933
74
:ظهر العدد األول منها بقسنطينة في 11أوت 1933وتوقفت بقرار من االدارة الفرنسية في 08جانفي
1934
75
:عبد المالك مرتاض :المقاومة الوطنية في الجزائر ،1962 – 1830ج ،1دار هومة الجزائر ،
، 2009ص 362
76
محمد البشير اإلبراهيمي :المصدر السابق ،ص 52
ّ :
77
الشهاب :ج ، 4م ، 5ماي ، 1929ص 44 ّ :
Le reformisme musulman en Algérie de 1925 – 1940( essai d : Ali Merad : 78
267histoire religieuse et social) , les editions El Hikma , Alger , 2010, p
Ibid , p166 : 79
80
الشهاب :ع ، 13م ، 1فيفري ، 1926ص ص .315 – 259
ّ :
81
الشهاب :ج ، 5م ، 7ماي ، 1931ص 309
ّ :
Abstract :
Lean educated in his collection the zealous student on what gains him inside
of room studious any what directs to him before the guidepost instructional
programs of ruler matches and his age stage,. As that there is circumstances and
social influencing outside the teacher effect on the academic achievement whether
with superiority or in the failure, and who the most important the family which role
in the academic achievement for her plays sons. So educated not in isolation about
the hostage climate who prefers and perceives in him, so availability of the suitable
atmosphere most impact on the academic achievement so the social hostage climate
so that level culture of the family and her possibilities and range estimated her on
assistance of the student in his collection the zealous student, and passage educated
in hostage circumstances other than place or problems perceived looting on
collection educated and leads him sometimes to what the scholastic leakage
introduces in. And seek each of the family and the school to investigation of the
academic excellence, so the scholastic climate and the hostage climate prefers on the
academic achievement for educated whether in the catalysis and the encouragement
and the positive results or in the delay and thus the failure.
Key words: The academic achievement- family- educational program- The end of primary
education
مقدمة:
يعتبر التحصيل الدراسي حاصل العملية التعليمية التعلمية ،ويحظى بأهمية بالغة في
حياة المتعلم والمعلم ،وكذا األسرة التي توليه مكانة عالية في تقييم مدى اجتهاد وتفوق
أبنائها ،فهناك من يعتبر أن التحصيل الدراسي هو ما يتوصل إليه من نتائج ملموسة أي ما
يتعارف عليه بالمعدل ،وهذا ما نجده غالبا في ذهنية األسر الجزائرية ،حيث يعتبرون إن
التحصيل يقاس بمعدالت نهاية الفصل أو نهاية السنة أو االنتقال من مرحلة دراسية إلى
أخرى فنجدهم يسخرون كل إمكانياتهم المادية والمعنوية ألجل دفع أبنائهم لتحقيق أحسن
النتائج .ومن خالل النتائج المحصل عليها يتمكن المتعلم من االنتقال من المرحلة الحاضرة
إلى المرحلة التي تليها .كما نجد اتجاها أخر في دراسة التحصيل الدراسي والذي يركز أساسا
على ما يحصله المتعلم من معارف ومكتسبات علمية ومعرفية دون التركيز على النتائج.
ويستند المتعلم في تحصيله الدراسي على ما يكتسبه داخل حجرة الدراسة أي ما يوجه إليه
من قبل المعلم من برامج تعليمية مسطرة تتالءم ومرحلته العمرية ،فيحصل كما من المعارف
والمعلومات يحاول استثمارها أثناء التقويم المرحلي الذي يكون بمثابة محطة للتقييم وإعطاء
نتائج تمكن المتعلمين من االنتقال إلى المرحلة الموالية.
كما أن هناك ظروف ومؤثرات اجتماعية خارج المدرسة تأثر على التحصيل الدراسي سواء
بالتفوق أو باإلخفاق ،ومن أهمها األسرة التي تلعب دو ار في التحصيل الدراسي ألبنائها.
فالمتعلم ليس بعزلة عن المناخ األسري الذي يؤثر ويتأثر به ،فتوفر الجو المناسب أكثر
تأثي ار على التحصيل الدراسي فالمناخ المجتمعي األسري بحيث أن مستوى ثقافة األسرة
وإمكاناتها ومدى قدرتها على مساعدة الطالب في تحصيله الدراسي ،وكذلك توفر المناخ
األسري المهيأ للتحصيل والقائم على التفاعالت االيجابية بين الطالب ووالديه وأخوته فضال
عن الرعاية والتوجيه االيجابي األسري لألبناء كلها ظروف وعوامل وجودها يؤدي إلى تحقيق
التفوق .كما ان مرور المتعلم بظروف أسرية غير مستقرة أو مشاكل تؤثر سلبا على تحصيل
المتعلم و تقوده في بعض األحيان إلى ما يعرف بالتسرب المدرسي .وتسعى كل من األسرة
التفوق الدراسي ،فالمناخ المدرسي والمناخ األسري يؤثران على والمدرسة إلى تحقيق
التحصيل الدراسي للمتعلمين سواء بالتحفيز والتشجيع والنتائج االيجابية أو بالتأخر وبالتالي
اإلخفاق.
تتمثل أهمية موضوعنا هذا في تسليط الضوء على ذلك الدور الذي تلعبه كل من األسرة
والمدرسة ف ي التأثير على التحصيل الدراسي للمتعلم ،وما ينجر على متابعة األسر ألبنائهم
أثناء تمدرسهم من خالل التواجد المستمر لألولياء في الحياة الدراسية ألبنائهم ومساهمتهم في
ترسيخ المعارف والمكتسبات وتنميتها واستثمارها ألجل المتعلم .وانطالقا من هذا المسعى
جاءت دراستنا هذا كمحاولة لإلجابة على التساؤل التالي :هل هناك متابعة مستمرة من قبل
األسر للتحصيل الدراسي ألبنائهم طيلة فترة التمدرس في المرحلة االبتدائية أم أن هناك
تركيز في مرحلة دون األخرى؟ وما مدى تأثير هذه المتابعة على المتعلم؟
لالجابة عن اشكاليتنا هذه قسمنا عملنا الى ثالث مباحث رئيسة مقسمة الى مطالب ،المبحث
االول حول التحصيل الدراسي تعريفه والمفاهيم المتعلقة به ،والمبحث الثاني حول العالقة
بين االسرة والمدرسة ودور كل واحدة منهما في التحصيل الدراسي للمتعلمين ،والمبحث
الثا لث متعلق بالدراسة الميدانية التي شملت متابعة تالميذ نهاية مرحلة التعليم االبتدائي في
10مدارس ابتدائية وذلك باستعمال كل من تقنية المالحظة و المقابلة ،التي تم إجرائها مع
المعلمين واألولياء.
-1المبحث األول :التحصيل الدراسي في الطور االبتدائي
-1 -1مفهوم التحصيل الدراسي :يعتبر التحصيل الدراسي هو العائد الملموس الذي
يحرزه االستثمار في مجال التعليم ،باعتباره الناتج المباشر عن العملية التعليمية التعلمية،
ويتأثر التحصيل الدراسي للمتعلمين بعوامل عديدة منها الداخلية المتعلقة بالمتعلم في حد
ذاته ،ومنها ما يتعلق بالعوامل البيئية المحيطة بالمتعلم سوءا أكانت البيئة القريبة من األفراد
وهي األسرة أو ما دونها من مؤثرات خارجية كالمجتمع وجماعة الرفاق والمؤسسات الدينية
(المسجد -المدارس القرآنية .)......وتعدد التعاريف الخاصة بالتحصيل الدراسي وتنوعت
ونجد من بينها :التعريف الذي قدمه عبد الرحمان عيساوي « التحصيل الدراسي يعني
مقدار المعرفة التي حصلها الفرد نتيجة التدريب والمرور بخبرات سابقة ،]1[ »...وما
يالحظ من خالل هذا التعريف انه يركز اكثر على التحصيل المعرفي الذي يكتسبه المتعلم،
دون التطرق الى الجانب القويمي الرقمي أي بمعنى الدرجات المحصل عليها من قبل
المتعلمين .وهناك من يستخدم مصطلح التحصيل الدراسي لإلشارة إلى درجة أو مستوى
184 ديسمبر2017
التحصيل الدراسي عند تالميذ نهاية مرحلة التعليم اإلبتدائي .. أ .مالح رقية
الطالب في مجال دراسي عام أو متخصص ،فهو يمثل اكتساب النجاح الذي يحرزه
المعارف والمهارات وكذا القدرة على استخدام هذه األخيرة في مواقف حالية أو مستقبلية]2[ .
ويرى صالح الدين عالم « التحصيل الدراسي تعبير عن مدى استيعاب الطالب لما تعلموه
من خبرات معينة في مادة دراسية مقررة ،ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها التالميذ في
إن التحصيل االختبارات المدرسية في نهاية العام أو االختبارات التحصيلية » []3
الدراسي هو مجموعة الخبرات المعرفية والمهارات التي يستطيع التلميذ أن يستوعبها ويحفظها
ويتذكرها عند الضرورة مستخدما في ذلك عوامل متعددة كالفهم واالنتباه والتكرار الموزع على
فترات زمنية معينة ]4[ .باعتبار ان المتعلم يتلقى كما من المعارف والمعلومات يوميا خالل
العملية التعليمية ىالتعليمية ،فانه يكتسب مجموعة مهارات وموارد مختلفة باختالف المواد
واألطوار التعليمية ،ولذلك تهعمل المدرسة على اجراء اختبارات تحصيلية تهدف الى قياس
مدى استيعاب المتعلمين لهذه المكتسبات ووايضا قدرتهم على استغاللها واثمارها في حل
مشكالت مطروحة من اخبارات تقويمية خالل نهاية فصل أو عام دراسي ،يتم من خالل
نتائجها تحديد مستوى المتعلمين.
-1-2العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي :تتاثر عملية التحصيل الدراسي للمتعلمين
بجملة من العوامل والمؤشرات ،التي تتفاوت في مدى تأثيرها على تحصيل المتعلم سواءا
تعلق األمر بالمؤثرات الداخلية المتعلقة بالحالة النفسية والجسدية لهذا المتعلم ،أو ما يحيط
به من عوامل خارجية كالبيئة المحيطة من المدرسة والشارع وجماعة الرفاق.ومن أهم هذه
العوامل نذكر ما يلي:
أ -العوامل الذاتية :ونقصد بها كل ما تعلق بالمتعلم في حد ذاته ،حيث نجد أن
للمتعلم خصائص جسمية وعقلية متميزة وخاصة به ،تتحكم الى حد ما بالتحصيل
الدراسي لهذا المتعلم ،فالصحة المتزنة التي يتمتع بها المتعلم تساهم بشكل كبير
في تحصيله ،فقوة السمع والبصر والحالة الجسدية الجيدة تزيد في التحصيل
الدراسي الجيد للمتعلمين ،كما تلعب التغذية الصحية في حياة المتعلم دو ار هاما
فهي تزيد من قوة االستيعاب لدى المتعلم ولها عالقة مباشرة مع القدرات الجسمية
التي تم التحدث عنها سابقا وكذا مع القدرات العقلية التي كلما تطورت لدى المتعلم
زاد التحصيل الدراسي لديه وتحسنت نتائجه المدرسية .اضافة الى العوامل المذكورة
نجد ان الثقة بالنفس والرغبة في الدراسة تحفز المتعلم وترفع من نسبة تحصيله
الدراسي.
ب - -العوامل المتعلقة باألسرة :إن البيئة األسرية المحيطة بالمتعلم لها ادوار رئيسية
في حياته اليومية ونموه الجسمي والعقلي والعاطفي النفسي ،فاألسرة تساهم بشكل
جلي في التطورات التي تحدث في حياة المتعلم منذ نشاته فهي تلقنه المبادئ
األساسية وتعمل على تنشئته تنشئة سليمة ،فدور األسرة في حياة الطفل يمثل
منعطفا في حياته التعليمية فالتحفيز الذي يقوم به الوالدين تجاه ابنهم يزيد بشكل
واضح في تحصيله الدراسي وتزيد من ثقته بنفسه ،وهذا االهتمام يعزز مكانته
داخل مجموعة الرفاق وكذا بالمدرسة .اال ان االختالالت واالضطرابات التي تمس
حياة المتعلم داخل اسرته تؤثر عليه بشكل مباشر وتضعف تحصيله الدراسي ،
سواءا اكان ذلك نتيجة للتفكك االسري كالطالق او المشاكل والحالفات الداخلية
التي تعاني منها مختلف االسر كمشكل السكن والعمل وعدم القدرة على توفير
الحاجات الضرورية لالبناء ،ويحمل المتعلم كل هذه الظروف في ذهنه الى
المدرسة ،مما يشتت انتباهه وينقص من تحصيله الدراسي ويخلق مجموعة من
المخلفات التي تزيد من تشابك المشاكل في حياة المتعلمين سواءا في الحاضر او
المستقبل.
ت -العوامل المتعلقة بالمدرسة :المدرسة هي المسئول المباشر على التحصيل الدراسي
للمتعلمين ،وخاللها تتم العملية التعليمية التي يشارك فيها مجموعة من الفاعلين
التربويين الذي يؤدي كل واحد منها الدور المنوط به ،وتعمل المدرسة على تعليم
وتلقين المتعلمين مجموعة من المبادئ والمعارف التي يتم استغاللها بشكل أو
باخر سواءا باالنتقال من صف الى اخر ،او من مستوى تعليمي الى مستوى
أخر ،ويمثل المناخ المدرسي الذي ان يتوفر على المؤهالت واإلمكانيات التي تزيد
من التحصيل الدراسي للمتعلمين وفاعليتهم ساءا داخل او خارج محيط المدرسة،
186 ديسمبر2017
التحصيل الدراسي عند تالميذ نهاية مرحلة التعليم اإلبتدائي .. أ .مالح رقية
-المعلم والمناهج الدراسية :المعلم ضمن المقاربة بالكفاءات يعتبر موجه للعملية التعليمية
التعلمية ،وتناط به أدوار مهمة تعتمد اساسا على كفائته العلمية والمهنية ،فيعمل على زيادة
دافعية المتعلم وحماسه نحو التحصيل الدراسي ،ومن اهم مهامه تحفيز المتعلمين وتعزيز
قدراهم والعمل على ارشادهم وتوجيههم ومساعدتهم للعمل داخل الصف وتحقيق التعلمات
المستهدفة ،وبذلك زيادة في تحصيلهم الدراسي .ويعمل هذا المتعلم على تقديم برامج ومناهج
تعليمية مسطرة ضمن منظومة تربوية تعليمية ،هذه االخيرة التي تشمل مجموعة من الخبرات
والنشاطات المخطط لها والتي تعمل المدرسة على تطبيقها على ارض الواقع ومساعدة
المتعلمين على تحصيل المعارف والمعلومات المنشودة .فاذا كانت المناهج التعليمية مبينية
على اسس تراعي مراحل النمو المختلفة للمتعلمين وفروقهم الفردية ،وادى خالل توصيل
محتوياتها المعلم دو ار تيسيريا فاعال فان التحصيل الدراسي لدى المتعلمين سينمو بشكل
جيدا. تحصيال ويحقق واضح
– االدارة والبيئة الفيزيقية المدرسية :كل ما يحيط بالمتعلم من مؤثرات يرتبط بشكل او
باخر بتحصيله الدراسي ،فالجو الداخلي للقسم بما يحتويه من ح اررة واضاءة ورطوبة وتهوية
لها تاثير على صحة المتعلم وتركيزه ،فكلما كان القسم يتوفر على العوامل المادية المريحة
والبعيدة عن الفوضى واالضطرابات فان التركيز على التحصيل يكون اكبر ،وتساهم االدارة
المدرسية في توفير هذه المؤهالت الصفية ،وذلك من خالل توفير كل ما يتطلبه القسم من
تجهيزات تمكن المتعلم من مزاولة دراسته في أحسن االحوال ،اال ان العدد الكبير للمتعلمين
والفوضى التي تنجر عن ذلك تسبب تدني في مستوى التحصيل لدى بعض المتعلمين ،كما
تتسب الظروف المحيطة بالمتعلم في تحديد اتجاه مستوى التحصيل .فعامل المدرسة وما
تشكله من بيئة محيطة للمتعلم لها من االهمية البالغة في التاثير على الحياة الدراسية للمتعلم
وتساهم بشكل أو باخر في تدني أو تحسن التحصيل الدراسي.
يتأثر مستوى التحصيل الدراسي بمجموعة من العوامل التي تختلف حدة تأثيراتها ،اال انها
تساهم في ارتفاع أو انخفاض مستوى التحصيل الدراسي ،فكل من العوامل الذاتية التي تشكل
الدافعية الداخلية نحو التحصيل وتتازر معها الظروف الخارجية التي تتشكل من التأثيرات
األسرية والبيئة المدرسية لتشكل مع بعض ما يؤثر على درجة التحصيل الدراسي للمتعلمين.
188 ديسمبر2017
التحصيل الدراسي عند تالميذ نهاية مرحلة التعليم اإلبتدائي .. أ .مالح رقية
ويعتمد عليها اعتمادا كليا في اكتساب المبادئ والقواعد األساسية التي تشكل شخصيته
مستقبال ،فهي أساس البناء الذاتي والنفسي واالجتماعي والعقلي والخلقي لالفراد ،ودور
المدرسة يكون موازيا لدور األسرة ومكمال لمهمتها فالمدرسة تبدأ من حيث انتهت
األسرة،وعمل المدرسة يكون ناقصا اذا لم يكلل بالتعاون والتضامن األسري الذي يضمن
للمتعلم بيئة تعليمية توافقية تكاملية ،ال يجتاحها أي نوع من التناقضات.وتكمن أهمية الدور
األسري في التأثيرات التي تظهر على سلوك الطفل داخل البيئة المدرسية ،ومدى تفاعله
معها واالستجابة الفعلية لها.
وخارجها ،وهنا يظهر دور المدرسة الفعلي الذي يقحم الطفل في جملة من العالقات
والتفاعالت التعلمات الجديدة التي تكتسي طابعا أكثر تنظيما وتوجيها من الحياة داخل
األسرة.فالطفل بطبيعته يكتسب ما يتلقاه من المحيط الخارجي بسهولة وسالسة«...الن الطفل
بطبيعته فعال الى درجة شديدة ومسألة التربية هي مسألة الهيمنة على فعالياته وامتدادها
بالتوجيه.فب التوجيه واالستعمال المنظم تميل فعالياته نحو النتائج القيمة بدال من تصبح
مبعثرة او متروكة]6[ »....
لقد تطورت العالقة بين األسرة والمدرسة واصبحت عالقة تكاملية ال يمكن الحدهما
االستغناء عن دور االخر في استكمال مهمته التربوية التوجيهية ،والعمل على تكوين
شخصية الطفل من كل جوانبها ،فعزل المدرسة عن االسرة أمر غير مقبول ضمن المنظومة
التربوية الحديثة ،كما يؤكد جون ديوي على ذلك «التربية ليست اعداد للحياة فحسب وانما
هي الحياة نفسها» .فعزل الفرد عن الجماعة يشكل تناقضا داخل العملية التربوية ألن هدفها
هو دمج الطفل داخل الجماعة ،الدور الذي يقع على عاتق جميع األطراف االجتماعية على
رأسها األسرة والمدرسة ،فيتوجب توطيد العالقة بينهما لتحيد مسؤوليات وواجبات كل منهما
واألدوار التربوية واالجتماعية التي تأديانها.
190 ديسمبر2017
التحصيل الدراسي عند تالميذ نهاية مرحلة التعليم اإلبتدائي .. أ .مالح رقية
إال أن أهم المناخات وأكثرها تأثي ار على التحصيل الدراسي هو المناخ المجتمعي
األسري بحيث أن مستوى ثقافة األسرة وإمكاناتها ومدى قدرتها على مساعدة الطالب في
تحصيله الدراسي,وكذلك توفر المناخ األسري المهيأ للتحصيل والقائم على التفاعالت
االيجابية بين التلميذ ووالديه وأخوته فضال عن الرعاية والتوجيه االيجابي األسري لألبناء
كلها ظروف وعوامل وجودها يؤدي إلى تحقيق التفوق .وفي مسح أجراه كوالنجيلو و دوتمان
حول الدراسات التي تعرضت ألسر الطالب المتفوقين مع االهتمام بخصائص هذه األسر
والعالقة بين اآلباء واألبناء خاللها ,وقد تبين أن اسر الطالب المتفوقين تتميز بتشجيع
االهتمامات والنشاطات اإلبداعية وإعطاء الحرية الكافية لألبناء في اتخاذ ق ارراتهم وباتجاه
ايجابي من قبل الوالدين نحو المدرسة والمدرسين والنشاطات العقلية وبمشاركة الوالدين في
بعض النشاطات الال منهجية او المنهجية لألبناء]7[ .
وقد أوضح بعض الباحثين أن التنشئة المجتمعية القائمة على تشجيع األبناء
على االستقالل المبكر عن الوالدين يؤدي إلى تنمية الطموحات المبكرة عند األبناء والى
تحقيق تفوق دراسي في المراحل المتقدمة من التعليم وخاصة التعليم الجامعي.
وعن أهمية المستوى االجتماعي –االقتصادي وأثره على االنجاز المدرسي ,أشار
بيكر Bekerالى ضرورة عزل اثر المستوى االجتماعي -االقتصادي عند دراسة اثر
المتغيرات المختلفة في التحصيل الدراسي وهكذا يعطي بيكر أهمية للمستوى االجتماعي
واالقتصادي في التحصيل الدراسي إذ يأتي التالميذ في المدرسة من مستويات اقتصادية
اجتماعية متباينة ومن أوصاف ثقافية متعددة والشك انه ترتبط بكل مستوى من هذه
المستويات قيم وأنماط وسلوك واتجاهات متمايزة وال شك أيضا في أن انتماء الطفل إلى
مستوى اجتماعي -اقتصادي معين يؤثر بصور مختلفة في الظروف التي تحيط به في
المدرسة وفي العالقات التي تنشا بينه وبين زمالءه بل في دافع االنجاز والتحصيل]8[ .
وبهذا فالظروف والمتغيرات التي تخص االسرة يبقى لها االثر البالغ في التأثير على مستوى
التحصيل الدراسي للمتعلمين،ليس هذا فقط وانما ما يحث داخل االسرة من مشكالت
واضطرابات تحدد مباشرة أسباب تذبذب وتدهور مستوى التحصيل عند المتعلم وكذا نشاطه
وحيويته داخل الفصل الدراسي.
192 ديسمبر2017
التحصيل الدراسي عند تالميذ نهاية مرحلة التعليم اإلبتدائي .. أ .مالح رقية
أ -المالحظة المباشرة :ان البحث في موضوع المتابعة األسرية وعالقتها بالتحصيل
الدراسي للمتعلمين استوجب استعمال تقنية المالحظة المباشرة،التي تكمن أهميتها في المراقبة
الدقيقة والمباشرة لسلوك أو ظاهرة ما ،ألجل الحصول على معلومات مفصلة لتشخيص دور
المتابعة األسرية الدائمة أو المؤقتة على التحصيل الدراسي للمتعلمين ،وذلك من خالل
التواجد الدائم داخل بعض المؤسسات التعليمية التي تمت في الدراسة ،وكذا داخل األقسام
التعليمية .وتمت المالحظة المباشرة عن طريق التواجد في االدارات الخاصة بالمدارس
االبتدائية سواءا في أيام الدراسة العادية أو خالل نهاية الفصل ،وتم التركيز على نهاية
الموسم الدراسي اقتراب االمتحانات سواءا التجريبية أو الرسمية لمرحلة نهاية التعليم
االبتدائي.
ب -المقابلة الموجهة :وتعرف بأنها « محادثة موجهة أي أنها ليست لمجرد الرغبة في
المحادثة ذاتها يقوم بها فرد مع اخر أو مع أفراد بهدف حصوله على أنواع من المعلومات
الستخدامها في بحث علمي أو االستعانة بها في عملية التوجيه والتشخيص ،والعالج أو
هي أداة لجمع المعلومات التي تمكن الباحثين من االجابة على تساؤالت البحث أو اختيار
فروضه وتعتمد على مقابلة الباحث للمستجيب وجها لوجه بغرض طرح عدد من األسئلة
لإلجابة عنها وتعتبر المقابلة استبيانا شفويا»[]10
وكانت المقابالت الموجهة مع فئتي المعلمين وأولياء التالميذ أقسام السنة الخامسة من التعليم
االبتدائي ،وذلك بغرض جمع أكبر قدر من المعلومات المتعلقة بأراء المعلمين حول
الفروقات التي تفرضها المتابعة األسرية من عدمها على مستوى أداء المتعلم داخل الصف،
ولمعرفة الفترات الزمنية التي تتركز فيها هذه المتابعة ،مع التركيز على محاولة معرفة
الطرف الذي يتابع المتعلم سواء األب أو األم أو غيرهما من أفراد األسرة،كما كانت
المقابالت موجهة إلى أولياء األمور للتالميذ .وقد شمل دليل المقابلة على 15سؤاال مفتوح.
واستعملنا المقابلة الموجهة نظ ار للتوافد المتكرر لالولياء خاصة في نهاية الفصل أ نهاية
السنة ،وذلك من خالل تركيزهم على معرفة تحصيل ابناءهم الدراسي ومحاولتهم لشرح
ظروفهم االسرية والمعيشية والمجهودات التي يبذلونها الجل تحقيق االنتقال والنجاح .
وتساعد المقابلة الموجهة على معرفة بعض المعلومات حول االسرة وظروفها وطريقة تنشئتها
الطفالها ،وكذا طموحاتهم وما ينتظرونه من المعلمين ،وما يقومون به الجل تحسين االداء
الدراسي البنائهم.
-3-4نتائج الدراسة الميدانية :تتأثر النتائج الدراسية للمتعلمين بجملة من العوامل
والمتغيرات ،منها ما تعلق بالبيئة المدرسية ومكوناتها المختلفة من معلم وجماعة الرفاق
وتجهيزات مادية مختلفة ،ومنها ما تعلق بباقي مؤسسات التنشئة االجتماعية على رأسها
األسرة ،التي تؤدي أدوا ار مختلفة ومتكاملة في حياة أطفالها منذ البدايات األولى الى غاية
سن النضج ،ودراستنا الحالية التي قمنا بها عبر مراحل مختلفة أفرزت جملة من النتائج نذكر
من بينها:
-1تتأثر النتائج الدراسية للمتعلمين بالحالة األسرية ،فمن خالل المقابالت والمتابعات
الميداني ة للنتائج الدراسية تبين لنا ان نتائج التالميذ وفعاليتهم داخل الصف الدراسي تتأثر
تأث ار مباش ار بالوضعية االجتماعية واالقتصادية التي تعيشها األسر في تلك الفترة سواء من
خالفات بين الوالدين كمشاكل الطالق مثال ،أو تدني المستوى االقتصادي وصعوبة الحصول
على االدوات أو الكتب المدرسي.
-2عدم توفر الوقت لدى األولياء بسبب االنشغاالت اليومية يحول دون تفقدهما لألبناء
المتمدرسين (خاصة الرجال منهم وكذالك منع النساء من الذهاب الى المدارس للسؤال عن
ابنائهم بسبب العادات والتقاليد) وهذا ما فتح المجال امام االبناء الستغالل الفرصة والتهاون
في أداء الواجبات خاصة المنزلية منها.
-3عدم إدراك أهمية العالقة بين األسرة والمدرسة من قبل األولياء ،واعتقادهم الجازم بأن
دور التعليم من مهمة المدرسة وال دخل لألسر به ،وان التحصيل الدراسي تقع مسؤوليته
كاملة على المدرسة.
194 ديسمبر2017
التحصيل الدراسي عند تالميذ نهاية مرحلة التعليم اإلبتدائي .. أ .مالح رقية
-4عدم تقبل المعلمين للزيارات المتكررة لألولياء واعتبارها تدخل في شؤون العمل ،وهذا ما
تسبب في مواجهات بين االولياء والمعلمين مما جعل العالقة تكاد تنعدم بين الطرفين .وعدم
رغبة المعلمين في استقبال األولياء خاصة معلمي أقسام االمتحان.
-5اقتران متابعة األولياء البنائهم ونتائجهم الدراسية بنهاية كل فصل ،او نهاية الموسم
الدراسي ،وخاصة باقتراب امتحان نهاية السنة واالمتحانات الرسمية ،مما يشكل ضغطا على
المعلم والمتعلم على حد سواء ،فعد المتابعة المنتظمة للنتائج ومحاولة ايجاد الحلول لبعض
المشاكل الدراسية بالتنسيق بين األسر والمدرسة ،يولد شرخا في التحصيل الدراسي للمتعلم .
–6اقتناع بعض االسر بان الدخول الى المدرسة والسؤال عن االبناء ليس ام ار هينا ،وانه
فقط من مهمة االولياء الذين يملكون مستوى عالي في التعليم ،وان اولياء االمور الغير
متعلمين أو الذي ال يملكون شهادات ال يمكنهم االطالع على نتائج ابنائكم ويوكلون المهمة
كلها الى المدرسة.
الخاتمة:
األسرة والمدرسة أهم مؤسستين للتنشئة االجتماعية ،بتواجدهما وأدائهما لألدوار المنوطة
بكل واحدة منهما على أكمل وجه ،اال ان العالقة بينهما الزالت محصورة في إرسال واستقبال
ذلك الطفل الصغير ،وتلقينه مجموعة من المعارف والمعلومات ،وتوفير جملة من االمكانيات
المادية والجل استمرار العملية التعليمية التعلمية ،بيد ان العالقة بينهما من المفروض ان
تتعدى ذلك وتتسع لتشمل جوانب أخرى من حياة المتعلم ،وال تقتصر على تواجد االولياء في
حفالت تكريم ابنائهم المتفوقين ،او بعد تلقي استدعاءات من المدارس الجل أبنائهم
المتهاونين ،فتواجد األسر المستمر في الحياة المدرسية وإحساس المتعلم بنوع من االهتمام
من قبل أسرته ،وتيقنه من أن هناك عالقة دائمة تربط المدرسة عامة ومعلمه خاصة بأسرته
بحياته الخاصة تشعره بنوع من الثقة وحب البيئة المدرسية ،التي كانت في مخيلته مكان
مضطر للذهاب إليه صباحا والخروج منه مساءا ليعود إلى البيت الذي ال عالقة له مطلقا
بالوسط الذي كان فيه.
إن بناء عالقات جدية ومنظمة بين أسرة المتعلم ومدرسته ،والعمل على التعاون المستمر
بينهما ليس فقط ألجل التحصيل الدراسي في حد ذاته وإنما ألجل بناء شخصية الطفل
المتوازنة التي تدرك أهمية كل من المدرسة واألسرة في حياته ،ورفع أدائه التعليمي والتربوي.
الهوامش:
[ ]1عبد الرحمان عيساوي :علم النفس التربوي ،دار النهضة العربية بيروت ،2004 ،دط ،ص .84
[ ]2صالح الدين عالم محمود :االختبارات والمقاييس التربوية والنفسية ،دار الفكر ،األردن ،2006 ،ص
.216
[ ]3عالم ،صالح الدين ، 1971 ،القدرات العقلية المهمة في الرياضيات البحتة في المدرسة الثانوية ،رسالة
ماجستير ،عين شمس القاهرة.
[ ]4الطاهر سعد هللا ،عالقة القدرة على التفكير أالبتكاري بالتحصيل الدراسي ،الجزائر ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،1991 ،ص .146
[ ]5جون ديوي ،المدرسة والمجتمع ،ترجمة أحمد حسن الرحيم ،دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر،
ط ،2،1978ص 53
[]6جون ديوي ،المدرسة والمجتمع ،ترجمة أحمد حسن الرحيم ،دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر،
ط ،2،1978ص .56
[ ]7مقال لمنيرة بنت خميس بن حمد المعمرية ،أثر البيئة في التحصيل الدراسي للطالب ،بحث اجرائي ص2
[ ]8مقال لمنيرة بنت خميس بن حمد المعمرية ،أثر البيئة في التحصيل الدراسي للطالب ،بخث اجرائي ص3
[ ]9شفيق محمد ،البحث العلمي والخطوات المنهجية العداد البحوث االجتماعية .المكتب الجامعي الحديث،
االسكندرية .1998ص 108
[ ]10محمد خليل عباس واخرون ،مدخل الى مناهج البحث والتربية وعلم النفس ،دار المسيرة للنشر والتوزيع
والطباعة ،ط ،1عمان . 2007 ،ص 250
196 ديسمبر2017
03 العدد مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر
:الملخص
تسعى الباحثة لتسليط الضوء على فاعلية برنامج تربوي مقترح ومطور من قبلها في تنمية
والبرنامج الذي إقترحته الباحثة وطبقته على طلبة،االندماج الجامعي لدى طلبة المرحلة الجامعية
المجموعة التجريبية يتضمن مجموعة من المحاضرات التي تتضمن أنشطة صفية وال صفية والتي
إذ اعتمد البرنامج على محاضرات( نظرية وعملية )أعدتها الباحثة،نفذتها الباحثة بمشاركة الطلبة
ووضعت لهذه المحاضرات خططاً تدريسية يومية باالعتماد على المصادر والمراجع العلمية الحديثة
.والتي وضحت من خاللها أهم المبادئ التي تهدف إلى تنمية القيم الجامعية عند الطلبة
. طلبة المرحلة الجامعية، االندماج الجامعي، برنامج تربوي:الكلمات المفتاحية
Abstract :
المقدمة:
مبن أهبم الم ارحبت التبي تتفق الدراسات والنظريات السيكولوجية على أن مرحلة الشببا
يعيشببها الفببردو والتببي تحببدد مسببيرته ومببنهج حياتببه حيببر تشببهد هببذه المرحلببة ت ي برات عضببوية
ونفسية واجتماعية ووجدانية سريعة وواضحةو كما أن هبذه المرحلبة تمثبت مسباحة عريضبة مبن
نسبببة السببكان فببي كببت المجتمعبباتو والمسببتقبت المببالمور والرصببيد االسببتراتيجي والثببرو البش برية
الحقيقية التي ُي ْعتَ َم ُد عليها في بناء الوطن .
إن الفروق الموجود بين تقاليد وعادات ومفاهيم الثقافة األصلية ،وببين تقاليبد وعبادات
َّ
ومفبباهيم اقافببة المجتمببع الجببامعي لببكلت مشببكلة كبيببر للثيببر مببن هبكالء الطلبببة ،تلب المشببكلة
التي أارت في رؤيتهم وتصورهم الثقافي واالجتماعي ،والتي أابرت بالتبالي فبي مبدى انبدماجهم
فيه ،فهم يقفون حائرين أمام االختيار بين نمطين مختلفين إلى حد كبير من األساليب الثقافية
واألنماط السلوكية.
وعلى هذا االساس َبنت الباحثة إحساسها بضرور إختيارها لعنوان بحثها الموسوم :
(فاعلية برنامج تربوي في تنمية االندماج الجامعي لدى طلبة المرحلة الجامعية) .
اهمية البحث
ينظر إلى عملية االندماج على أنها عملية تساعد على إاراء األنا واستقرار وتوطيد اإلحساس
المتحور بالهوية (غرينبرغو وغرينبرغ.)116 :2008،
وألببار الببباحثون فببي مجببار العالقببات االجتماعيببة بببين المجموعببات أمثببار بببانتون وبببور
( )Banton & Borthd, 1969وكامببت ليفبين ( ،)Campdell Levine, 1972إلبى أن
الجماعات التي تعيش جنباً إلى جنب على الرغم من اخبتالف اقافاتهبا وتباينهبا يمكبن أن تفيبد
إلببى حببد كبيببر إذا مببا أردنببا معرفببة طبيعببة ونوعيببة العالقببات السببائد بينهببا ،فهببت ي لببب عليهببا
198 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
طابع التعاون أو المنافسة أو الصراع ،وإلى أي حد حققت هذه الجماعات فيما بينها نوعباً مبن
التليف الثقافي ( )Acculturationوالتمثبت الثقبافي ( )Assimilationممبا يسباعد علبى إلقباء
الضوء على طبيعة المشكالت التي تواجهها تل الجماعات (إسماعيت.)10 :1986 ،
ويككببد هببذا ال برأي وجهببة نظببر فيجببا ( )Vegaوزمالئببه القائلببة بببالن عمليببة االنببدماج تعنببي
اندماج الطالبب فبي المجتمبع الجبامعي والتليبف لبنمط العبيش السبائد فبي ذلب المجتمبع ،وذلب
ألن الطلبة قد يكونون أكثر عرضة للعبود إلبى ديبارهم أو االنتقبار إلبى مكبان ذخبر ،إذا فشبلوا
في االندماج في الحيا االجتماعية للبلد المضيف (.)Vega & Others 2004, p13
إن لل ببت مرحل ببة خصائص ببها ومتطلباته ببا ونروفه بباو إذ إن المرحل ببة الجامعي ببة تحت بباج إل ببى
وّ
وتوجيه وهنا يظهر دور الجانب التوجيهي التوعية واإلرلادو إذ تعمت المجتمعات جميعا ٍ ٍ
إعداد
علببى احت بواء هببذه الفأببة مببن أجببت االسببتفاد مببن طاقبباتهم وإمكانيبباتهم كببونهم يتمتعببون بقابليببة
وطاقة عالية تعمت على الت يير والتطوير والتجديدو فهم قادرون على تطور المجتمع وتنميتبهو
مما يجعت المجتمع قاد ار على االنتاج والتطور والحركة باستمرارو فهبم يمتبازون ببدورين األور
هببو اإلنتبباج والثبباني بوصببفهم قببو ضبباغطة نحببو التطببور فببي المجبباالت المختلفببة ( الخالببديو
. ) 70 :2012
هدف البحث:ـ يهدف البحث الحالي إلى ما يأتي :اللشف عن اار برنامج تربوي •
في تنمية االندماج الجامعي لدى طلبة المرحلة الجامعية.
حدود البحث :يتحدد البحر الحالي بطلبة المرحلة االولى في كلية التربية للعلوم •
االنسانية في جامعة تلريت للعام الدراسي . 2017 – 2016
تحديد المصطلحات :وردت في هذه الدراسة عدداً من المصطلحات نتناولها •
بالبيان في الفقرات التالية :ب
*و يمثت هذا التعريف في نظر الباحثة التعريف النظري في تطبيق البرنامج.
*اما التعريف االجرائي:ب فهو مجموعة من الدروس التي اختارتها الباحثة من قصص القرذن
اللريم لتنمية النسق القيمي لدى طالبات الصف الرابع االعدادي
( :)Arkoff 1968تفاعببت الطالبب اإليجببابي مبع جماعتبه أو كليتببهو والبذي يظهببر -1
بوض ببوح ف ببي إنج ببازه األك بباديمي وارتقائ ببه الشخص ببيو فالطال ببب المتواف ببق م ببع حيات ببه
الجامعي ببة ه ببو ال ببذي يحص ببت عل ببى مع ببدالت د ارس ببية عالي ببةو وي ببتم فص ببوله الد ارس ببية
بنجاح حتى التخرج (الجابريو بال )8:
(دافيــــــــــــدوف :)1983محاولب ب ب ب ب ببة التوافب ب ب ب ب ببق ب ب ب ب ب ببين متطلبب ب ب ب ب ببات الب ب ب ب ب ببذات والبيأب ب ب ب ب ببة -2
الجامعية(دافيدوف. )625 :1983:
:)Astinمقببدار الجه ببد النفسببي والترب ببوي الببذي يقض ببيه الطالببب ف ببي (1993 -3
خبرات أكاديميةو وبذل فإن الطالب يندمج بدرجة عاليةو هو الذي يحرص على أن
يكون مستواه الدراسي جيداًو ويقضي وقتاً كثي اًر في الحرم الجامعيو ويشبار بفاعليبة
والطلبب ب ب ببة فب ب ب ببي المنظمب ب ب ببات الطالبيب ب ب ببةو ويتفاعب ب ب ببت مب ب ب ببع أعضب ب ب بباء هيأب ب ب ببة التب ب ب ببدري
اآلخرين()Astin,1993:66
عربيات ( : )2001هو مدى إنسجام الطالب وتوافقه مع الحيا الجامعية في كافة -4
مجاالته األكاديمية والتربوية والنفسية واالنفعالية واالجتماعية داخت إطار الجامعة(
عربياتو .) 20 : 2001
200 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
التعريف النظري :هو قدر الطالب على خلق روح االنسجام والتنباغمو فبي تحقيبق التوافبق
األكباديمي بينببه وبببين زمالئبهو فببي تلببوين عالقبة وديببة متلافأببة فبي جميببع مجبباالت الحيببا
الجامعيب ببة متمسب ببكاً بب ببالقيم الثقافيب ببة السب ببلوكية مسب ببتنداًو علب ببى األسب بباتذ وط ارئب ببق التب ببدري
متميب بعيببد عببن صبراعات الهويببة والتعصببب واألنظمببة الصببفيةو مببن أجببت تحقيببق أسب
داخت المكسسة الجامعية.
خلفية نظرية
احتماالت اإلقصاء والتهميش ليتنباغم ومفهبوم التثباقف ومبا لبه دور اساسبي فبي تشبكيت عمليبة
االندماج وهي عمليبة تمتبد فبي ال مبان والمكبان بحيبر يصبعب حصبرها فبي حبدود معينبةو ألن
التثاقف يحصت من تبادر التالايرات بما يكدي إلى االتصار بين مجموعات وأضعاف عمليات
االختالف ككت (كاتبيو .)316 :2015
النظببر عببن يشببير االنببدماج إلببى الجهببود المبذولببة لضببمان تلببافك الفببرص للجميببعو ب ب
اخببتالف خلفيبباتهم الثقافيببةو مببن أجببت التوافببق السببليم فببي الحيببا وهببي عمليببة متعببدد األبعبباد
تهدف إلى تهيأة الظروف والمشاركة الفعالة لجميبع أفبراد المجتمبع فبي جميبع مجباالت الحيبا و
إذ أنه يشكت عملية دينامية لتع ي العالقات االيجابيبة ببين األفبراد التبي تمكبن األلبخاص مبن
المشاركة في التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية واحترام النبوع والتعدديبة والتسبامح وعبدم
التميي واللجوء إلى العنف والمساوا في الفرص والتضامن واألمن(دسوقيو . )73 :1974
ويشبكت االنبدماج مجموعبة مبن التبدابير التبي يتبناهبا المجتمبع لقببور عضبو جديبد ضببمنه
وتسببهيت عمليببة قبولببه وتعتبببر الجامعببات مببن أهببم مجبباالت االنببدماج للدارسببين األجانببب فضبالً
الجبدد مبن االنبدماج واالخبتالط عن الصب داقة ومكبان السبكن وهبذا ببدوره يعنبي تمكبين الطبال
في البيأة الجامعية بكبت مبا تحويبه هبذه البيأبة واكتسبابهم الثقبة بالنفسبهمو وتوسبيع ذفباق التفاعبت
الجببدد االجتمبباعي مببن مختلببف الثقافببات والفأببات وتحجببيم حبباج الع لببة التببي يشببعر الطببال
بهاو واالستفاد من المعرفة وتحقيق النجاح (كاتبيو.)847 :2015
يتضمن االندماج في العالقات الخلو من الن اعات مع اآلخرين (كوريو )274 :2011و
ويرى فرويد ( )Freudإن الفبرد المتمتبع ببالتوافق النفسبيو هبو القبادر علبى االرتيباح والحبب و
العمت المنتج) ) et, al, ,Schwebel 48 :1990و والذي تعمبت أجه تبه النفسبية الثالابة (
)ld Ego Super, Egoبانسبجام وأن تلبون األنبا قويبة ( البداهريو )16 : 2008و وأن
األولببى األولببى مببن حيببا الفببرد هببي التببي تتلببون فيهببا المعببالم أو األس ب السببنوات الخم ب
للشخصيةو وتنمو فيها نوات التوافبق الجيبد أو البرديء ( الهبابطو ) 48 :1989و وببذل فإنبه
202 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ويسببتمر الفببرد إحساسببه بإنسببانيته مببن خببالر اتصبباله ببباآلخرينو فهببو يحتبباج إلببيهم ليع ب ز
اسببتمرار وجببودهو ويببدخت فببي عالقببات لخصببية مببن أجببت أبنبباء كيانببهو فهببو كمببا يقببومو مببورايو
وجببود ضببروري فببي وسببط اجتمبباعي واقببافي وحضبباري وهببو ال يسببتطيع أن يكببون فببي ع لببةو
ويساوي حرمان الفرد من الحدير مع اآلخرين ومشاركتهم في الحيا تجريده من اإلنسانيةو وال
يتحقق له الشعور بالرضا واألمن والحب واالحترام واالرتيباح والصبداقة إال مبن خبالر االنتمباء
للجماع ببة ال ببذي يكم ببن ف ببي تلوين ببه النفس ببيو فه ببو بحاج ببة إل ببى احتب برام ال ببذات والتق ببدير والح ببب
والنجبباحو وهببي حاجببات تببكدي أدوا ار مهمب ًة فببي تلببوين الجماعببات وبقائهببا عببن طريببق التفاعببت
بب ببين أف ب براد الجماعب ببة الواحب ببد أو بب ببين الجماعب ببات المختلفب ببةو وبهب ببذا المعنب ببى يقب ببور ماسب ببلوو (
)Maslowإن الحاجببات ال تتحقببق إال مببن خببالر االتصببار ببباآلخرينو فاإلنسببان يحتبباج إلببى
رعايببة اآلخبرين وحبببهم وعطفهببم كمببا يحتبباج إلببى التعبباون معهببم لتحقيببق أهببداف قببد يعجب عببن
تحقيقها لمفردهو ( حمدو2014و. ) 11 -10:
وكببذل يبقببى الفببرد عرضببة للخببوف مببن الوحببد واالنفصببار االجتمبباعيو وهببذا الخببوف لببه
الشببديد إذا واجهتب ُبه حالببة مببن أهميببة سببيكولوجية كبيببر و ويمكببن أن يتعببرال للقلببق واالضببط ار
لالنها أن ينفصت عن اآلخرينو وبخاصة إذا كان االنفصار بشكت فجائي ولم يبتم التمهيبد لبهو
ومب ببن الطبيعب ببي أن يشب ببعر الشب ببخص بعب ببدم االرتي ب بباح عن ب ببدما ال يشب بببع حاجاتب ببه العقالني ب ببة أو
االرتباطيةو وقد أُجريت محاوالت عديده لترتيب هذه الحاجبات حسبب أهميتهباو أو أولويتهباو إ ْذا
حسبب أهميتهباو وكبان قبام ويب و ( )Weiss, 1968و بترتيبهبا حسبب نوعهبا البونيفي ولبي
إن تصببح متخصصب ًةو وبالنتيجبة فبال نتوقبع مبن عالقبة معينبة
من رأيه أن العالقات تميت إلى ْ
إن تشبع كت الحاجات االرتباطية أو الحاجات العقالنيةو فبال واج قبد يشببع حاجبات ال تشببعها
صحيحو فالصداقة قد تشبع حبباجببات ال يشبعها ال واج . الصداقة والعك
دراهات هابقة:
الدراهات العربية
هدفت الدراسة إلبى معرفبة مسبتوى البذكاء الوجبداني ومسبتوى االنبدماج الجبامعي ومبن ابم
التعرف على نوع العالقة بين الذكاء الوجداني واالندماح الجامعي والفرق في الذكاء الوجداني
واالندماج الجبامعيو وتلونبت عينبة الد ارسبة مبن ( )340طالبباً وطالببة مبن التخصبص العلمبي
واإلنسبانيو وقبد تبنبى الباحبر مقيباس ببار أون ( )1997للبذكاء الوجبداني وقبام بإعبداد مقيباس
لالندماج الجامعي وقد استخدم الباحر مجموعة من الوسائت اإلحصائية مثت االختببار التبائي
لعينة واحد ولعينتين ومعامت ارتباط بيرسونو ومن أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج هبو
م ببن البببذكاء م ببن االنبببدماج الج ببامعي ومس ببتوى م ببنخف أن الطلب ببة ل ببديهم مس ببتوى م ببنخف
الوجداني كما توصلت الدراسة إلى وجود عالقة ارتباطية موجبه بين مسبتوى البذكاء الوجبداني
واالنببدماج الجببامعي لببدى طلبببة الجامعببةو إذ بل ببت قيمببة معامببت االرتببباط ( )0.85وهببي درجببة
تشببير إلببى وجببود ارتببباط ايجببابي قببوي بببين الببذكاء الوجببداني واالنببدماج الجببامعي أي كلمببا قلببت
صحيح (القاضيو .)2012:27 مهارات الفرد في الذكاء الوجداني كان أقت اندماجا والعك
204 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
الباحثببة بتصببميم اس ببتمار لببملت مجموع ببة مببن األسببألة موزع ببة عل ببى مجموع ببة أجبب اء ،منه ببا
خصببائص االنببدماج االجتمبباعي واالقتصببادي للعينببة مثببت األسببألة الخاصببة بببال واج ،وأنمبباط
العالقب ببات األوليب ببة واالنتمب بباء للمكسسب ببات االجتماعيب ببة والتطوعيب ببة والمشب بباركة فب ببي النشب بباطات
االجتماعي ببة ،والبع ببد الثق ببافي مث ببت درج ببة إتق ببان أفب براد العين ببة لل ببة العربي ببة واألرميني ببة وم ببدى
استخدامها ،واتجاهات العينة عن مبدى تمسبكهم بهبويتهم وبعباداتهم وتقاليبدهم واقبافتهم وتبرااهم
وبلببع عببدد أف براد العينببة ( )213فببرداً ،والببذين يقطنببون فببي منبباطق مختلفببة فببي مدينببة ّ
عمببانو
األسبباليب اإلحصببائية البسببيطة ،باإلضببافة إلببى برنببامج ((SPSS اسببتخدمت الباحثببة بع ب
كالتلرار ،والنسب المأوية ،والمتوسطات الحسابية ،والجداور المتقاطعة ومربع كايو وتوصلت
النتببائج إلببى أن األرمببن مببن األقليببات التببي ما ازلببت تحببتفا بهويتهببا اإلانيببة علببى الببرغم مببن قلببة
عببدد أفرادهبباو كمببا واسببتطاع األرمببن االنببدماج بببدرجات متفاوتببة اجتماعيبباً واقافيبباً واقتصببادياً
وسياسياً في المجتمع األردني (ديركربديان.)2003،
الفصل الثالث
ألهميته و الذي يعد االساس
ُ منهجية البحث :اختارت الباحثة المنهج التجريبي
في تقدم العلوم التربوية والنفسية كما هو الشالن في ذل في العلوم الطبيعية واإلنسانية األخرى
العلوم اإلنسانية من حير الحدااة ،ومن أكثرها تمي اً من حير ،وهو في القمة بين البحو
النتائج ،وألدها دق ًة صعوبة من حير التطبيق ( .فان دالين .) 348 : 1985 ،
أوالً :التصميم التجريبي :أختارت الباحثة هذا النوع من التصميم ،و بالذات التصميم
التجريبي ذا المجموعتين التجريبية والضابطة ذات االختبار القبلي والبعدي ،لما يتمي ِ
به
هذا التصميم على غيره من التصاميم بوجود المجموعات الضابطة ،إذ لالن هذا األمر أن
ي يد االختالف بين المجموعات إلى المت ير المستقت دق ًة و وضوحاً ( .داوود وعبد الرحمن ،
.) 259 : 1990
ثانياً :مجتمع البحث :مجتمع هذا البحر يتحدد بطلبة كلية التربية للعلوم االنسانية في
جامعة تلريت للعام الدراسي . 2017 – 2016
ثالثاً :عينة البحث :لعت من أبرز خطوات البحر أختيار عينة الدراسة ،فجمع البيانات عن
مجتم ٍع كامت أمر م َّ
تعذر ،لذا يلجال الباحر إلى عينة من هذا المجتمع يستعين بها في جميع ٌ ُ
بياناته .لذل تم اختيار ( )40طالبا وطالبة من طلبة اقسام (الج رافية والتاريخ وعلوم القران
وعلم النف ) لتمثت عينة للبحر .
خامساً :أداة البحث :اتبعت الباحثة خطوات محدد في إعداد هذه األدا وبما يتالئم مع
مت يرات هذا البحر وعلى النحو اآلتي :
من ضمن أهم أهداف البحر الحالي هو بناء برنامج تربوي ،و لتحقيق هذا الهدف
قامت الباحثة باالطالع على مجموعة من الدراسات والتي تضمنت بناء برامج في
ٍ
اختصاصات مختلفة عن البحر الحالي لعدم توفر برنامج جاه ( حسب علم الباحثة ) في
موضوع االندماج الجامعي و بناءاً عليه حددت الباحثة عناصر البرنامج وخطوات بنائه في
ضوء ما يالتي :
من أهم خطوات بناء البرامج على اختالف أنواعها سواء كانت إرلادية أو تعليمية
أم تربوية تتمثت في تحديد أهدافها ،وعليه فالن البرنامج في البحر الحالي يهدف إلى تنمية
االندماج الجامعي لدى طلبة المرحلة الجامعية.
206 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-الهدف :تتضمن كت محاضر من المحاضرات هدفاً تسعى الباحثة إلى تحقيقه من خالر
تقديم المحاضر للطلبة.
-طريقة التنفيذ :تتضمن مجموعة من النشاطات الصفية والالصفية تقوم بها الباحثة
وبمشاركة الطلبة ،ومن هذه المحاور محاضر نظرية أعدتها الباحثة باالعتماد على
المصادر العلمية توضح من خاللها أهم المبادئ التي تهدف إلى تنميتها عند الطلبة وو
األمثلة ونشاطاً صفياً ( النمذجة ) ،وعرال محاضر صوتية تتضمن عرال بع كذل
حير تقوم الباحثة بتوجيه مجموعة من األسألة ومناقشتها مع الطلبة.
البيتي :يتلون من سكار او سكالين موجهة للطالبات وتطلب الباحثة منهن -الواج
تحضيره ومناقشته في المحاضر القادمة.
من أجت إجراء صدق البرنامج اعتمدت الباحثة (الصدق الظاهري)،فعرضت البرنامج
بصي ته األولية و الذي تلون على ( )14جلسة على عدد من المختصين في التربية و علم
،لبيان ذرائهم في مدى صالحية البرنامج في مواده وأنشطته في تنمية االندماج النف
الجامعي لدى طلبة المرحلة الجامعية ،و تعديت و حذف أو إضافة ما يرونه مناسباً من
المحاضرات .و لقد حصت البرنامج على نسبة أتفاق ( )100%إذ وافق عليه جميع
المحكمين.
ألج ببت بن بباء مقي بباس االن ببدماج الج ببامعي ك ببان عل ببى الباحث ببة االط ببالع عل ببى مق ببايي
لالن ببدماج الج ببامعي ول ببم تج ببد إال مقي بباس (القاض ببي و )2012و وه ببذا المقي بباس ال ي ببتالئم
البحر الحالي لذا كان عليها بناء مقياس لقياس االندماج الجامعي وفقباً للخطبوات اآلتيبة
:
بعببد االطببالع علببى الد ارسببات والبحببو ذات العالقببةو وإج براء اسببتبيان اسببتطالعي
والقيباس والتقبويمو وعينبة مبن مفتوح على مجموعة مبن الخببراء المتخصصبين بعلبم البنف
طلبة جامعة تلريت من التخصصات العلمية واإلنسانية من كال الجنسين من أجبت جمبع
ِ
أكبر قدر ممكن من المجاالت الخاصة بمقياس االندماج الجامعي و وهي كما ياتي :
الصــدق الظــاهري :تببدر هببذه العمليببة علببى التحليبت المنطقببي للفقبرات والتثبببت مببن أنهببا تمثببت
الصفة المراد قياسها (اإلمام وذخبرونو . )245 :1990لبذى قامبت الباحثبة بعبرال االختببار
بصببورته األوليببة علببى مجموعببة مببن الخب براء والمختصببين فببي مجببار العلببوم التربويببة والنفسببية
إلب ببداء ذرائه ببم م ببن خ ببالر الحك ببم عل ببى وض ببوح التعليم ببات وم ببدى تحقيقه ببا لله ببدف المطل ببو
وصالحية الفقرات في قياسها لالندماج الجامعي ،وقد استعملت الباحثبة مرببع كباي للتالكبد مبن
صالحية الفقرات.
القبو التميي يبة للفقبرات التحليل اإلحصائي للفقرات االندماج :استخدمت الباحثبة فبي حسبا
المكونة للمقياس أسلو المجمبوعتين المتطبرفتين وأسبلو عالقبة الفقبر بالدرجبة اللليبة ،وفيمبا
يلي توضيح لإلجراءات المتبعة في كت أسلو .
208 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ول رال التحقق من القو التميي ية للفقرات قامت الباحثة بتطبيقها علبى عينبة مكونبة مبن
ٍ
وطالبة ومن كال التخصصين (العلمي واإلنساني) وبعد تصحيح اسبتجاباتهم تبم ( )300طالباً
ترتيببب االسببتمارات تنازليباً وفببي ضببوء الترتيببب اختببارت الباحثببة ( )27%مببن الببدرجات العليببا
و( )27%م ببن ال ببدرجات ال ببدنيا ،إذ تش ببير األدبي ببات إل ببى ان أعتم بباد ه ببذه النس بببة ف ببي اختي ببار
المجموعببات المتطرفببة ألغبراال التحليببت مببن لببالنها أن تقببدم لنببا مجمببوعتين بالقصببى مببا يمكببن
من حجم وتماي ( فرج .)149 : 1980 ،
ضمت كت من المجمبوعتين ( )81اسبتمار وببذل حصبلت الباحثبة علبى مجمبوعتين وقد ّ
األول ببى تمث ببت المجموع ببة العلي ببا والثاني ببة تمث ببت المجموع ببة ال ببدنيا ،واس ببتعانت الباحث ببة ببرن ببامج
( )t. testللمجموعببة الحقيبببة اإلحصببائية ( )SPSSإذ تببم معالجببة البيانببات وذل ب بحسببا
العليا والمجموعة الدنيا لعينتين مستقلتين.
أنهرت النتائج أن جميع الفقرات صالحة إذ تبين أن قيمتها التائية المحسوبة أكببر مبن
القيمة التائية الجدولية البال ة ( )1.96عند مستوى داللة ()0.05
-2أهلوب عالقة الفقرة بالدرجـة الكليـة :مبن مكلبرات صبدق البنباء ارتبباط درجبة كبت فقبر
فببي االختبببار ِب ِم َح ب ٍّ داخلببي وهببو درجببة المقيبباس الللببي ( أبببو حطببب )104 :1973 ،إذ
الفق برات فببي قياسببها للظبباهر السببلوكية يسببتخدم معامببت االتسبباق الببداخلي لتحديببد مببدى تجببان
كببت فقببر وتمتبباز هببذه الطريقببة بعببد ممي ب ات فهببي تقببدم لنببا مقياس باً متجانس باً فببي فق ارتببه لتقببي
البعببد السببلوكي نفسببه الببذي يقيسببه المقيبباس ككببت ،وقدرتببه فببي إب براز الت برابط بببين الفق برات ( .
ال وبعي وذخرون )36 : 1981 ،
اعتمدت الباحثة في التحليت اإلحصائي للفقرات على إيجاد معامت االرتباط بين الفقر
والدرجة الللية لالختبار فبعد أن تم تصحيح استجابات أفراد العينة البال بة ( )300طالبباً
تمييب الفق برات، وطالبببة ،الببذين طبببق علببيهم مقيبباس االنببدماج الجببامعي ألغبراال حسببا
وت ببم إيج بباد معام ببت االرتب بباط ب ببين درج ببات أفب براد العين ببة ودرج بباتهم الللي ببة عل ببى االختب ببار
العالقة ،فتبين أن جميع فقرات االختببار واستخدم الباحر معامت ارتباط بيرسون لحسا
دالة إحصائياً بعد معالجتها باالختبار التائي لمعامالت االرتباط وأن القيمة الجدولية عند
مسبتوى داللبة ( )0.05ودرجبة حريبة ( )298تسباوي ( )0.195حيبر تراوحبت معببامالت
االرتببباط بببين (53و35-0و)0ووفق باً لمعيببار ايبببت ( )Ebel,1972والببذي يككببد علببى أن
قبب ب ببور معامب ب ببت االرتبب ب بباط بالدرجب ب ببة اللليب ب ببة إذا كب ب ببان معامب ب ببت ارتباطهب ب ببا (19و )0فب ب ببالكثر
(. (Ebel,1972:406
الثبات :يعد الثبات من الخصائص المهمة ألدوات القياسو فهو يشير الى درجة االسبتقرار او
االتساق في الدرجة المتحققة على ادا القياس مع الب من (الببطش وفريبدو )134 :2007وإن
ابببات االختبببار يعنببي أنببه يشببير إلببى مببدى االرتببباط بببين أداء المفحببوص فببي االختبببار وأدائببه
لالختبار نفسه في مناسبة أخرى أو في اختبار مكافئ له .
األفب براد ف ببي نفب ب النت ببائج إذا م ببا أعي ببد عل ببى نفب ب والثب ببات يعن ببي أن ببه يعط ببي نفب ب
الظروف ( عبد الرحمن.)696 :1983 ،
أ -إعادة االختبار :ولتحقيق ذل قامت الباحثة بتطبيق االختبار علبى عينبة بل بت ()50
طالب باً وطالبببة وقببد اختيببرت بطريقببة عش بوائيةو وذل ب بإعبباد تطبيببق االختبببار بفببارق أسبببوعين
علببى العينببة نفسببها بعببد الحصببور علببى االسببتمارات واسببتخراج الببدرجات فببي كببال التطبيقببينو
اسب ببتخدمت الباحثب ببة معامب ببت ارتبب بباط بيرسب ببون بب ببين درجب ببات االختبب ببار وكب ببان معامب ببت االرتبب بباط
( )0.88وهببو معامببت ابببات عببار يمكببن الركببون إليببه إذ يشببير المختصببون فببي القيبباس النفسببي
إلببى أن معامببت الثبببات كلمببا اقتببر مببن ( )1در علببى دقببة المقيبباس واسببتق ارراه لقيبباس السببمة
المراد قياسها (جابر وكانمو . )213 :1989
210 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
علبى عينبة اسبتطالعية قوامهبا ( )30طالبباً ب -طريقة التجزئة النصفية :تم تطبيق المقايي
الثببات بطريقبة التج ئبة النصبفية إذ تبم تقسبيم فقبرات تبم حسبا وطالب ًةو وبعد تطبيق المقبايي
معامبت االرتبباط ببين فقبرات المقياس إلى نصفين والمعدر ( )24فقر للت نصفو وتبم حسبا
النصفين وقد بلع معامت االرتباط بهذه الطريقة (84و. )0
:وبعد االنتهاء من إجبراءات بنباء المقيباس أصببح يتلبون بصبورته الصيغة النهائية للمقيا
النهائية من ( )48فقر .وكما في الجدور االتي :
الفصل الرابع
• نتائج البحث ومناقشتها
ستقوم الباحثة في هذا الفصت بعرال نتائج البحر ومناقشتها و فضال عن عرال
االستنتاجات والتوصيات والمقترحات و وفيما يلي عرضاً مفصالً للنتائج وحسب تسلسلها في
فرضيات البحر .وكانت نتائج البحر كما يلي-:
هدفي البحر :اللشف عن اار البرنامج التعليمي في تنمية االندماج الجامعي .
المتوسطات الحسابية لعينة البحر في مجاالت مقياس االندماج قامت الباحثة بحسا
الجامعي الستة قبت البرنامج وبعده و وبعد ذل استخدمت االختبار التائي لعينتين مترابطتين
لللشف عن الفروق و وكانت النتائج كما في الجدور االتي :
212 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
• تفسير النتائج
-1إن البرنامج ألذي إقترحته الباحثة وطبقته على طلبة المجموعة التجريبية يتضمن
مجموعة من المحاضرات وألتي تتضمن أنشطة صفية وال صفية وألتي نفذتها الباحثة بمشاركة
الطلبة ،إذ اعتمد البرنامج على محاضرات( نظرية وعملية )أعدتها الباحثة ووضعت لهذه
المحاضرات خططاً تدريسية يومية باالعتماد على المصادر والمراجع العلمية الحديثة والتي
وضحت من خاللها أهم المبادئ التي تهدف إلى تنمية القيم الجامعية عند الطلبة و كذل
األمثلة والقصص النبوية ونشاطاً و فضال عن استعمار استراتيجية ( تتضمن عرال بع
النمذجة ) وعرال محاضر صوتية كذل استخدمت الباحثة استراتيجية االسألة الصفية وذل
بتوجيه مجموعة من األسألة ومناقشتها مع الطلبة و إذ كان للطلبة مشاركة فاعلة في تطبيق
خطوات البرنامج .
-2لقد است رق البرنامج فتر طويلة نسبيا بواقع (سبعة) أسابيع لطلبة المجموعة
التجريبية ولمد ( ) 45دقيقة للمحاضر الواحد .
-3إعتمدت الباحثة تنوعاً واسعاً في الطرائق والوسائت واألساليب التدريسية التي تم
إستعمالها في عرال محتوى البرنامج النظري والتي ونفت من أجت خدمة البرنامج و ومن
هذه الطرائق واالساليب و طريقة التعلم التعاوني و وطريقة التعلم النشط و وطريقة المناقشة
الجماعية و وطريقة االنشطة التعليمية الصفية والالصفية و وطريقة لعب األدوار (النمذجة) .
-4وللون الذي طبق البرنامج هو الباحثة بنفسها فقد تعامت معها طلبة المجموعتين
بحر ٍ
ية و وهذا مما ساعد على تنمية االندماج الجامعي لدى طلبة المجموعة التجريبية .
األهتنتاجات
إستناداً إلى النتائج التي تم التوصت إليها استنتجت الباحثة النقاط اآلتية :ب
2ب تالاير البرنامج التربوي المستخدم في هذا البحر و المعد من قبت الباحثة و هذا
يتفق مع األفتراال األساسي الذي إعتمدته الباحثة حور إمكانية تنمية القيم .
3ب أابتت القصص القرذنية فعاليتها في تنمية القيم األربعة ( التسامح ،الحياء ،
الصدق ،التواضع).
التوصيات
في ضوء النتائج التي تم التوصت إليها ،فقد وضعت عدداً من التوصيات ،منها :ب
-1االهتمام بالبرامج التربوية في مراحت التعليم المختلفة من اجت تنمية المت يرات
التربوية والنفسية المختلفة .
-2االهتمام بمت ير االندماج الجامعي وخاصة في المراحت االولى في الجامعة .
المقترحات
1ب إجراء دراسة مماالة على مراحت دراسية اخرى تتناور الموضوع نفسه.
.2دراسة العالقة االرتباطية بين االندماج الجامعي وغيره من المت يرات .
المصادر:
أبو حطبو فكادو سيد عثمان()1973و التقويم النفسيو مكتبة االنجلو المصرية :القاهر . -1
إسماعيت ،فاروق مصطفى ()1986و العالقات االجتماعية بين الجماعات العرقيةو دراسة في التليف -2
والتمثيت االجتماعيو (إعداد /أحمد أبو زيد) ط3و دار قطري بن الفجاء للنشر والتوزيع ،الدوحة.
214 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
والتقويمو جامعة ب دادو مطابع دار الحرية للطباعة اإلمامو مصطفى محمودو وذخرون ()1990و القيا -3
والنشرو ب داد.
البطشو محمد وليدو فريد وكامت ابو زينة ()2007و منهج البحث العلمي تصميم البحث والتحليل -4
االحصائيو ط1و دار المسير للنشر والتوزيع والطباعةو عمانو االردن.
حمدو نادره جميت ()2014و صورة الذات وعالقتها بالتفاعل االجتماعيو ب داد :دار اللتب والواائق -5
بب دادو مكتبة اليمامة للطباعة والنشر .
جابرو جابر عبد الحميدو أحمد خيري كانم ()1989و مناهج البحث في التربية وعلم النفس ،دار -6
النهضة العربيةو القاهر .
الجابريو عبد المريد عبد( بال )و التوافق مع الحياة الجامعية وعالقتت باحتمالية التسرب الدراهي لدى -7
عينة من طالب الجامعة كلية اآلداب جامعة حلوان ص ص (. )31 -1
الخالديو أمت إبراهيم ()2012و أهاهيات اإلرشاد والصحة النفسيةو ب داد دار اللتب والواائق . -8
داودو ع ي جناو وعبدالرحمنو انور حسين ( )1990منهج البحث التربويو جامعة ب دادو وزار التعليم -9
العالي والبحر العاليو العراق .
الداهريو صالح حسن أحمد ()2008و أهاهيات التوافق النفسي واالضطرابات السلوكية واالنفعاليةو -10
والنظرياتو ط1و عمان :دار صفاء للنشر والتوزيع. االس
دسوقيو كمار ()1973و علم النفس ودراهة التوافقو دار النهضة العربية بيروت. -11
دافيدافو لندا ()1983و علم النفس العامو ترجمة سيد الطوا و محمود عمر ونجيب خ امو ط4و -12
القاهر :دار الدولية للنشر والتوزيع .
ديركربديان ،ذردا فريج نيشان ()2003و الهوية واالندماج لألرمن في األردن ،رسالة ماجستير (غير -13
منشور ) ،كلية الدراسات العليا ،الجامعة األردنية.
ال وبعيو عبدالجليت وذخرون ()1981و االختبارات والمقاييس النفسيةو دار اللتب للطباعة والنشرو -14
والتوزيعو جامعة الموصت .
واالهتحسانو رسالة سفيانو علي محمود ()2010و التوافق النفسي واالجتماعي وعالقتت بالح -15
ماجستير غير منشور و جامعة عين لم و مصر.
العبيديو مجمد جاسم ()2009و المدخل إلى علم النفس العامو دار الثقافة للنشر والتوزيعو الطبعة -16
األولىو عمان .
عربياتو أحمد عبد الحليم ()1001و بناء برنامج إرشادي للتكيف مع الحياة الجامعيةو أطروحة دكتوراه -17
غير منشور و كلية التربيةو الجامعة المستنصريةو ب داد و العراق .
غرينبرغ و غرينبرغ ،ليونو وربيكا ()2008و التحليل النفسي للمهجر والمنفىو ترجمة :تحرير السماويو -18
دار المدى للثقافة والنشر ،دمشق .
فان دالينو وبوليودو ( )1985مناهج البحث في التربية وعلم النفسو ترجمة نبيت نوفت واخرونو ط3و -19
مكتبة االنجلو المصريةو القاهر .
النفسي ،ط ،1دار الفلر العربي ،القاهر . فرج ،صفوت ()1980و القيا -20
المحيطو دار الحديرو القاهر . الفيروزذباديو مجد الدين محمد بن يعقو ( )2008القامو -21
القاضىو عدنان محمد عبد ()2012و دراهة مقارنة في جودة الحياة فقا لتشكيل الهوية لدى طلبة -22
المرحلة اإلعدادية و رسالة ماجستير غير منشور و كلية التربيةو الجامعة المستنصريةو ب دادو العراق .
كاتبيو هاديا عادر ( )2015االندماج االجتماعي لدى عينة من متعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها -23
في الجامعة األردنيةو مجلد 34العدد . 3
كوريو جيرالد ()2011و النظرية والتطبيق في اإلرشاد والعالج النفسيو ترجمة سامح وديع الخفاشو -24
ط1و عمان :دار الفلر .
الهابطو محمد السيد()1989و دعائم صحة الفرد النفسيةو ط1و السكندريةو مصر :المكتب الجامعي -25
الحدير .
المصادر األجنبية:
1- Astin,, A. W. (1993) What matters most in college ? San Francisco
Jossey – Bass san francisco , U S A .
– 2- Eble , R. L. ( 1972 ) , Essential of Educational measurement . 2nd
ed , New jersey , prentice – Hill .
3- Vega, W., Sribney, W., Aguilar, G., &Kolody, B. (2004).12-Month
Prevalence of DSM-III-R Psychiatric Disorders among Mexican
Americans: Nativity, Social Assimilation, and Age Determinants. The
Journal of Nervous and Mental Disease .
216 ديسمبر2017
03 العدد مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر
مالل خديجة.د
الجزائر- 2 جامعة وهران
:الملخص
و تم إجراء هذه، " استهدفت الدراسة موضوع "اآلليات الدفاعية لدى طلبة الجامعة
و باستخدام، طالب من جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف200 الدراسة على عينة قوامها
: تم التوصل إلى النتائج التالية، )TAT( اختبار تفهم الموضوع
: اآلليات الدفاعية المستخدمة من طرف الطلبة كالتالي-1
و تدل على الصراعات الداخلية% 20.42 نسبتها: الرقابة-
و تدل على الصراعات العالئقية،% 20.59 نسبتها: المرونة-
و تدل على تجنب الصراعات، % 52.82 نسبتها: التجنب-
و تظهر على شكل اضطرابات اللغة و اإلدراك،% 6.16 نسبتها: العمليات األولية-
تختلف اآلليات الدفاعية المستخدمة تبعا الختالف جنس الطالب الجامعي-2
. اختبار تفهم الموضوع، طلبة الجامعة، اآلليات الدفاعية:الكلمات االمفتاحية
Abstract :
This study aims to reveal the defense mechanisms among university
students. This research was conducted with 200 students of Hassiba
Benbouali University of Chlef. The study used the "Thematic Apperception
tests TAT" technique . We got the following results:
1.The defense mechanisms used by university students are as follows:
- Control (A): 20.42 % which show the internal conflicts.
- The lability (B): 20.59 % which show the relational conflicts
- The methods of inhibiting (C) : 52.82 % which show the avoidance
of conflicts
- Primary processes (E): of 06.16 % it appears in language
disturbances as form and perception.
2.Defence mechanisms differ according to the gender of the university
student.
Key words: Defense mechanisms, University students , Thematic apperception test TAT
217 2017ديسمبر
اآلليات الدفاعية لدى طلبة الجامعة د .مالل خديجة
مقدمة :
نظ ار للتغيرات الهائلة التي مست المجتمع ،و التطورات في مختلف الميادين االقتصادية ،
االجتماعية ،الثقافية و التكنولوجية ....الخ .و التي جعلت هذا العصر يتسم بالكثير من
الضغوطات حتى سمى " عصر القلق" و "الضغوطات".
و يختلف استيعاب هذه الضغوط بين األفراد حسب اختالف التكوين الشخصي لكل فرد ،
فكل فرد في هذا المجتمع يحمل خصوصيات ثقافية و اجتماعية خاصة بأسرته و بمجتمعه
،باإلضافة إلى ماضيه و خبراته في هذه الحياة ،بحيث أن حياة الفرد مجرد سلسلة من
المحاوالت للوصول إلى حالة االتزان و التوافق.
وألن نجاح الطالب يعتمد بالدرجة األولى على تكيفه مع ما يحيط به ،كان لزاما عليه
البحث عن وسائل توافقية – مباشرة و غير مباشرة – لتحقيق التوازن بين إشباع حاجاته
بشكل ال يتعارض مع تقاليد و ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه ،لذا اهتمت العديد من
الدراسات بالطالب الجامعي و ذلك من خالل معرفة ما يعانيه من مشكالت سلوكية و نفسية
و معرفة أساليب التوافق معها ،نظ ار للطبيعة التراكمية لهذه المشكالت و إسهامها في سوء
التكيف ،و تعتبر اآلليات الدفاعية من أهم األساليب غير المباشرة التي يلجأ إليها الطالب
الجامعي لتحقيق تكيفه ،فهي تعبر عن مجموعة من العمليات التي يتخصص فيها الدفاع
218 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
و التي تستخدم من طرف األنا تبعا لنمط اإلصابة ،المرحلة التكوينية ،و أيضا تبعا لدرجة
،كما أنها مجمل العمليات ضد األخطار الخارجية و األخطار 1
ارصان الصراع الدفاعي
الداخلية ،أي كل ما يهدد توازن الذات ، 2و تهدف هذه العمليات إلى المحافظة على نوع
من االستقرار التلقائي للفرد اتجاه التأثيرات الداخلية ( النزوات) و الخارجية (المتطلبات
3
المحيطية)
وفق إشكالية البحث ،حيث تأخذ األهداف وجهة أخرى مختلفة عن األهداف العيادية التي
9
تتحرى الوجهة التشخيصية و العالجية
ظهرت كلمة "دفاع " Défense :الول مرة عام 1894في أعمال فرويد حول
"عصابات الدفاع "Psychonévrose de défense :و " الكف ،العرض ،و القلق:
،" Inibition.Symptome et Angoisseبحيث انه استعمله كوصف عام لجميع الحيل
،و يمثل مجمل العمليات الهادفة إلى اختزال و 10
التي يستخدمها األنا في حاالت الصراع
إزالة كل تعديل من شأنه تعريض الفرد للخطر ،و ينصب الدفاع بشكل عام على اإلثارة
الداخلية (النزوة) و بشكل أكثر وضوح على التصورات التي ترتبط بها النزوة ،و على تلك
11
الوضعية القادرة على إطالق هده اإلثارة بشكل يتعارض مع التوازن و يشكل إزعاجا لألنا
و الدفاع كما تعرفه "أنا فرويد "Anna Freud:هي عبارة عن كل فعل يهدف الى
في حين يعرفه "بيرون "Perron :انه مجمل العمليات 12
ضمان أمن األنا لتجنب األلم
13
ضد األخطار الخارجية و األخطار الداخلية ،أي كل ما يهدد توازن الذات
و مهما تعددت نماذج الدفاعات فان قطبي الصراع هما دوما األنا و النزوة ،بحيث
يمكن اعتبار النزوة ذاتها كمصدر خطر على األنا –خطر داخلي ، -و من الممكن رد كل
خطر إلى عالقة الفرد مع العالم الخارجي ،فالنزوة هنا ليست خطر إال بمقدار األذى
14
الواقعي الذي يمكن أن يؤدي إلى إشباعها
و بالتالي فان عملية الدفاع هي من اختصاص األنا الذي يهدف إلى مجابهة
األخطار الداخلية و الخارجية التي تسعى الى تهديد االستقرار الداخلي ،بحيث تتمثل مهمة
األنا في الحفاظ على التوازن النفسي باستعمال وسائل خاصة تتمثل في آليات و ميكانيزمات
220 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
،و حسب "شابير "Chabert:فالدفاع هو مجموع العمليات الهادفة للتقليل من 15
الدفاع
حدة الصراع النفسي الداخلي بشكل يحول دون صعوده إلى حيز الشعور ،في حين أن
آليات الدفاع هي األنماط المختلفة للعمليات التي يمكن أن يتخصص الدفاع فيها ،أي
16
األشكال العيادية لهذه العمليات الدفاعية
و تعتبر اآلليات الدفاعية أنماطا مختلفة من العمليات التي يمكن للدفاع أن يختص
فيها ،و تتنوع اآلليات الدفاعية السائدة تبعا للمرحلة التكوينية ،و تبعا لدرجة ارصان
الصراع الدفاعي ، 17و يرى "شازو "Chazaud :ان االختالفات في الدفاع و خصوصياته
تتعلق بمستوى تنظيم األنا و بطبيعة الضغط الذي يرغب بحماية نفسه منه ،في حين يرى
"ناشت" ( )Nachtأن اآلليات الدفاعية المستعملة من طرف األنا تختلف وفقا لما إذا كانت
18
في خدمة أنا منظم أو غير منظم
و هذا ال يعني أن حالة السواء تخلو من اآلليات الدفاعية بحيث تؤكد " شنتوب
"Shentoub:أنه يجب علينا أن نتقبل انه ال يوجد تنظيم نفسي بأي درجة ممكنة من
السواء إال إذا وجدنا فيه مجاال آلليات الدفاع ،19كما ترى أن اآلليات الدفاعية هي مجموعة
من العمليات التي يختص بها األنا ،و التي تهدف إلى المحافظة على نوع من االستقرار
التلقائي ) (Homéostasieللفرد اتجاه التأثيرات الداخلية (النزوات) و الخارجية (المتطلبات
المحيطية ) ،و يرى بيرون أن الفرد يستعمل اآلليات الدفاعية من اجل التوازن و التكيف
20
و بما أن مفهوم آليات الدفاع هو مفهوم تحليلي ،فهناك اتجاهين سائدين حول
كيف يتجلى هذا المفهوم من خالل التقنيات االسقاطية :
االتجاه األول :اتجاه الباحث روجي بيرون ،الذي اهتم بتحديد و تعريف مفهوم
22
آليات الدفاع تماشيا مع مادة التقنيات االسقاطية
و يرى بيرون انه من المعتاد دراسة الدفاع في التقنيات االسقاطية ،أي األساليب
المستعملة من طرف الشخص بطريقة الشعورية أو ما قبل شعورية لتجنب االستدعاءات
المؤلمة أو التصورات الخطيرة ،و يرى أن استعمال مفهوم آليات الدفاع كما هو مستعمل
في نظرية التحليل النفسي بالنسبة للتقنيات االسقاطية هو استخدام غير متبصر ،23بحيث
انه يتم في هذا المجال االصطدام بثالثة أشكال من الصعوبات ،و هي كاآلتي :
الصعوبة األولى :تكمن في شمولية المفهوم ،حيث يرى بيرون انه رغم الجهود
التي بذلتها "آنا فرويد" فان مفهوم آليات الدفاع مازال موضوع جدال بين المحللين النفسيين ،
و هو ما يجعل استعماله التقني جد صعب
الصعوبة الثانية :تكمن في مادة التقنية االسقاطية مقارنة بفعالية الحصص التحليلية
للتوصل إلى اآلليات الدفاعية ،بحيث يعترض بيرون على التناقض الوارد في أن المحلل
النفساني يحتاج عدة حصص للتوصل إلى اآلليات الدفاعية التي يزعم األخصائي التوصل
24
اليها في ساعة واحدة من خالل التقنية االسقاطية
االتجاه الثاني :هو اتجاه الباحثة "فيكا شنتوب" ،و التي قامت بوضع بنود شبكة
تحليل قصص الختبار تفهم الموضوع مرتبطة باليات الدفاع رغم عدم التطابق الحرفي ،
فأساليب بناء القصة تستجيب للعمليات الفكرية و الخطاب الذي يسمح ببناء قصة منطقية
27
،في حين تستجيب آليات الدفاع في الوقت الحالي تماشيا مع نشاط اللذة 26
و رغم االختالف بين عبارات شبكة التحليل و مفردات آليات الدفاع القريبة منها في
المعنى ،إال أن "شنتوب" تعتبرهما كوجهين لعملة واحدة ،فالتعرف على نوع البنود
(السياقات) عند بناء قصة في اختبار تفهم الموضوع يساعد على معرفة اآلليات الدفاعية
222 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
المستعملة ،و هو ما جعل االخصائيين االسقاطيين يعتبرون هذه البنود او اساليب بناء
28
القصة كصيغة إجرائية آلليات الدفاع
.1مواصفات عينة الدراسة األساسية :تم االعتماد في اختيار أفراد العينة األساسية على
طريقة المعاينة التطوعية ،إذ أن أهداف الدراسة تتطلب تطوع الطالب(ة) الجامعي(ة)
إلجراء اختبار تفهم الموضوع االسقاطي ،و قد تطوع أكثر من 300طالب(ة) جامعي (ة)
للدراسة ،إال انه تم اإلبقاء على 200طالب(ة) جامعي(ة) متوسط سنهم 22.81بانحراف
معياري يساوي . 2.24
29
جدول ( :) 01اللوحات المخصصة للراشدين
تتمثل تعليمة االختبار حسب " ف .شنتوب" ) (Shentoub Vفي التعليمة التالية :
30أي " :تخيل(ي) قصة " Imaginer une histoire à partir de la planche
انطالقا من اللوحة " ،و بالدارجة " :تخيل(ي) حكاية من كل لوحة "
الموضوع على شبكة الفرز لـ "فيكا شنتوب يتم االعتماد في تفريغ نتائج اختبار تفهم
( ، " ) Shentoub Vو تمثل شبكة الفرز مجموعة من السياقات الدفاعية التي يستعملها
الفرد في ارصان القصة ،و ذلك من خالل تحديد وزن و وظيفة كل سياق في خطاب
المفحوص ،ارتباطه باإلشكالية أو مع سياقات أخرى.31
و تعتبر شبكة الفرز كمرجعية هامة من اجل تقييم و تحديد خصوصية الفرد في
بناء كل قصة ،32و لقد طرأت تعديالت كثيرة على شبكة الفرز األصلية التي عرضتها "
ف .شنتوب" ) (Shentoub Vعام ، 1954بحيث توصلت بالتعاون مع "ر .دوبراي"
إلى آخر شكل لها عام ،33 1990كما طرأت عدة تعديالت فيما بعد حول هذه الشبكة
آخرها عام 2001من طرف " ك.شابير "
34
و تحتوي شبكة الفرز على 04سالسل مختلفة ،تمثل كل منها السياقات الدفاعية
35
التي يستعملها الفرد للتعامل مع الصراعات التي تثيرها الصور
.1عرض نتائج التساؤل األول :ينص هذا التساؤل على " ما هي اآلليات الدفاعية
األكثر استخداما من طرف الطلبة الجامعيين " ،و لإلجابة عن هذا التساؤل تم
استخدام التك اررات و النسب و المئوية و كانت النتائج كما يلي :
و قد كشفت نتائج الدراسة على أن سياق " التجنب ) " (Cهو السياق النفسي األكثر
استخداما من طرف الطلبة الجامعيين ،تليه كل من سياق المرونة و الرقابة ،و أخي ار سياق
العمليات األولية .
224 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
و تمثلت السياقات الفرعية للتجنب ) ، (Cو التي تم استخدامها من طرف الطلبة بالترتيب
التالي :
سياقات الكف ) : (CIمن خالل ظهور النزعة العامة لإليجاز(، )CI1 •
:من خالل ظهور الهيئة الدالة على العواطف السياقات النرجسية ()CN •
( )CN3والتعبير عن ما هو مشعور به ذاتيا ()CN1
سياق االستثمار المفرط للواقع الخارجي ( : )CFمن خالل التأكيد على الحياة •
اليومية و التشبث بالواقع الخارجي (. )CF1
و ظهور سياق التجنب ) (Cبنسبة كبيرة لدى الطلبة يبين فشلهم في ارصان الصراعات نظ ار
للعالقة بين كل من آليات التجنب و العديد من االضطرابات النفسية ،و هو ما أشارت إليه
دراسة كل من النيال ،عبد هللا ( ،36 )1997شكري ( ،37 )1999عبة ( ،38 )2012و قد
اتفقت هذه النتيجة مع دراسة مخزم ( ،39 )2013و التي توصلت إلى أن الدفاعات الشائعة
هي الكف و التجنب ،إضافة إلى بروز التنظيمات الحدية النرجسية .
و قد ظهر سياق المرونة ) (Bلدى الطلبة من خالل استخدامهم للسياقات الفرعية بالترتيب
التالي :
سياق التمسرح و التهويل ( : )B2من خالل الدخول المباشر في التعبير و •
التعاليق الشخصية (. )B2.1
سياق استثمار العالقة ( : )B1من خالل التأكيد على العالقات بين الشخصية و •
القصص الحوارية ()B1.1
و تشير هذه السياقات إلى قدرة الطلبة على التحكم في الصراعات النفسية و العالئقية و
معالجتها ،و تعتبر آليات المرونة من الدفاعات الناضجة التي يدل حضورها على جودة
التنظيم النفسي للفرد ،و قد أقرت العديد من الدراسات كدراسة فايون ( )2000 : Vaillant
41على أن اضطراب التنظيم النفسي للفرد يقترن بوجود 40و بيلتري ()2002 : Pellitteri
آليات مرونة أقل .
بينما ظهر سياق الرقابة ( )Aلدى الطلبة من خالل استخدامهم للسياقات الفرعية بالترتيب
التالي :
سياق الرجوع إلى الواقع الخارجي ( )A1بالوصف مع التمسك بالتفاصيل •
(. )A1.1
سياق استثمار الواقع الداخلي ( )A2بالتأكيد على الصراعات الداخلية ،الذهاب •
بين التعبير النزوي و الدفاع (.)A2.4
السياقات الهجاسية ( )A3من خالل الشك ،التحفظات الكالمية ،التردد بين •
التأويالت المختلفة ،االجترار(. )A3.1
و يعتبر سياق الرقابة ( )Aمن الدفاعات الصلبة التي تشير إلى التنظيم الهجاسي لدى الفرد
،و يعتبرها العديد من الباحثين مثل اندروس و بولوك ( ) 1989 : Andrews.Pullock
،بلوش ( ، ) 1993 : Blochبوش و غيره ( ، ) 1995 :Bush et collبوغرن و غيره
( ،42 ) 2002 : Bogren et collدراسة جياللي ( ،43 )2012العبيدي ()2015
44مؤش ار على سوء التكيف من خالل ظهور االضطرابات النفسية كونها تستنزف الطاقة
النفسية للفرد على صراعاته النفسية بدل استثمارها في مواضيع أخرى .
،مالل و بن طاهر 46
و يتفق كل من بن خليفة ( ،45 )2007عبد الرحمان ش()2012
إلى شيوع استعمال الرقابة بكثرة ،باإلضافة إلى التجنب ،في حين أكدت 47
()2014
على وجود آليات الدفاع الهجاسية إضافة إلى آليات التجنب التالية 48
دراسة مخزم ()2013
:الكف و النرجسية .
و استخدام الطلبة لسياقي المرونة و الرقابة بدرجة تساوي تقريبا استخدامهم لسياق التجنب
يشير إلى وجود مقروئية متوسطة ،أي وجود عالقة اتصالية بين الطالب و عالمه الداخلي
من جهة و مع اآلخرين من جهة أخرى ،و رغم تأثير آليات التجنب على النزوات العدوانية
و اللبيدية إال أن هذا لم يمنع ظهور العمليات األولية ( )Eلدى العينة .
بحيث ظهر سياق العمليات األولية ( )Eلدى الطلبة من خالل استعمالهم للسياقات الفرعية
بالترتيب التالي :
سياق تشوه اإلدراك ( : )E1من خالل إدراك مواضيع مفككة أو أشخاص مرضى •
( ، )E1.4إغفال موضوع ظاهر(. )E1.1 و مشوهين
سياق كثافة االسقاط ( : )E2من خالل ذكر الموضوع السيئ ،موضوع •
االضطهاد (. )E2.2
و قد كان استخدام الطلبة لسياق العمليات األولية بنسبة قليلة مؤش ار على توازنهم و قدرتهم
على تفريغ هواماتهم رغم التجنب و الرقابة ،و تعتبر آليات العمليات األولية ( )Eمن
،لذا الدفاعات الهشة التي يؤثر وجودها بكثرة على تكيف الفرد و توازن جهازه النفسي
226 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
و لتوضيح اتجاه الفروق بين الذكور و اإلناث ،تم الكشف عن نسبة توزيع السياقات النفسية
لدى الجنسين ،و كانت النتائج كما يلي :
يتضح من خالل الجدول أن الطلبة الذكور يستخدمون كل من سياق الرقابة ) (Aو المرونة
( )Bو العمليات األولية ( )Eأكثر من اإلناث ،في حين تستخدم الطالبات سياقات التجنب
( )Cأكثر من الذكور ،و هو ما يتفق مع دراسة كل من هولي ( ) 1999 : HOLIو
"فاربر" و " بوليت" ( ، 51 )2002بينما كان استخدام كل من سياق الرقابة ،سياق المرونة
،سياق العمليات األولية لصالح الذكور .و بناءا على هذه النتائج يمكن القول بوجود فروق
دالة في نوع اآلليات الدفاعية تعزى الختالف جنس الطالب الجامعي.
كما توصلت الدراسات السابقة أيضا إلى وجود اختالف بين الجنسين ،سواء من ناحية
وزن استعمال نفس السياق النفسي أو استعمال سياقات مختلفة ،إذ يرى كل من خشخوش
( ،52 )2009دريوش ( )2007إلى وجود اختالف بين الجنسين بحيث أن الذكور
يستخدمون التجنب ،ثم الصالبة ،ثم المرونة و أخي ار العمليات األولية ،بينما اإلناث
يستخدمن التجنب ،الصالبة ،العمليات األولية ،و أخي ار المرونة ،بينما ترى دريوش
إلى اختالف (53 )2007أن اإلناث يستخدمن الرقابة أكثر من الذكور ،باإلضافة
استعمالهم لسياقات التجنب إذ يميل الذكور لسياقات استثمار الواقع الخارجي بينما تميل
اإلناث إلى السياقات النرجسية أكثر .كما توصلت الدراسات إلى أن اإلناث يستعملن
دفاعات ناضجة أكثر من الذكور ،رغم أنهن يلجأن للبحث أكثر عن الدعم االجتماعي و
أن اإلناث يتميزن بسمات الشخصية 54
التفريغ االنفعالي ،إذ يرى التوري ()1993
االنفعالية عكس الذكور فإنهم يتميزون باالتزان .
و تمثل الدفاعات عموما الوسائل التي يستعملها الجهاز النفسي للحفاظ على توازنه
أمام الصراعات الداخلية و الضغوط و التهديدات من العالم الخارجي ،بحيث تتطور هذه
الدفاعات و تنضج انطالقا من مراحل النمو األولى من حياة الفرد .
و تعد عقدة األوديب وراء أكثر نماذج الصراع الدفاعي تنوعا ،إذ تظهر فيها عالقات الطفل
مع والديه أين يميل الطفل إلى أمه و تميل الطفلة إلى أبيها ،ليتم في األخير حل عقدة
االوديب بتقمص الطفل ألبيه نتيجة قلق الخصاء ،أما الفتاة فيتم ذلك بالرغبة في الحصول
على طفل من األب ،و هذا االختالف بين الجنسين في مرحلة الطفولة المبكرة يؤدي إلى
اختالف الدفاعات المستخدمة من طرفهما ،و التي ستميز التنظيم النفسي لكل منهما
مستقبال .
الهوامش:
البالنش جان ،بونتاليس ج . )1987(.تر:مصطفى حجازي .معجم مصطلحات التحليل النفسي- .1
ط -2المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع .بيروت .ص132:
2. Perron roger.(1985) : Genèse de la personne.1édition.PUF. France. p :74
شرادي نادية : )2011( .التكيف المدرسي للطفل و المراهق على ضوء التنظيم العقلي.ط.2 .3
ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر،ص46:
شربي ابيال ليلى : )2013(.الميكانيزمات الدفاعية و تقدير الحياة الذاتية عند المدمنين .رسالة .4
ماجستير غير منشورة .قسم علم النفس .جامعة الجزائر ،2ص25:
5. Chabrol Henri , Callahan Stacey. (2004) : Mécanismes de défense et
coping .DUNOD ,Paris.p :76
المصري إبراهيم سليمان : )2014( .تقدير الذات و عالقته بالصحة النفسية لدى طلبة الخدمة .6
االجتماعية في جامعة القدس المفتوحة .دراسات نفسية و تربوية .عدد .13مخبر تطوير الممارسات النفسية
و التربوية .ورقلة .ص 148-131 :
228 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
عوض هللا رفيق : )2004(.الضغط النفسي و عالقته بالتوافق النفسي االجتماعي لدى طالب .7
جامعات الجزائر و طالب جامعات فلسطين .أطروحة دكتوراه دولة .قسم علم النفس.جامعة وهران ،2ص118:
8. Anzieu Didier.Chabert Catherine ,(2007) : Les méthodes projectives - PUF-
PARIS.p :29
سي موسي عبد الرحمان ،بن خليفة محمود ( :)2008علم النفس المرضي التحليلي و االسقاطي - .9
ج -1ديوان المطبوعات الجامعية -الجزائر .ص173:
شرادي نادية .التكيف المدرسي للطفل و المراهق على ضوء التنظيم العقلي.مرجع سبق ذكره .10
،ص42:
البالنش جان ،بونتاليس ج .معجم مصطلحات التحليل النفسي .مرجع سبق ذكره ،ص244: .11
12. Freud Anna.(2001) : Le moi et les mécanismes de défense .(TR : Anne
Berman) .15édition.PUF.France .p :41
13. Perron roger. Genèse de la personne.Op.cit. p :41
14. Vanier Alain.(2003) :Lexique de psychanalyse.Armand Colin. Paris.p :20
شرادي نادية .التكيف المدرسي للطفل و المراهق على ضوء التنظيم العقلي.مرجع سبق ذكره .15
،ص45:
.16البالنش جان ،بونتاليس ج .معجم مصطلحات التحليل النفسي ,مرجع سبق ذكره ،ص491 :
17. Laplanche J.Pontalis JB.(1967) :Vocabulaire de psychanalyse.PUF. Paris.
p :134
.18شرادي نادية .التكيف المدرسي للطفل و المراهق على ضوء التنظيم العقلي .مرجع سبق ذكره
،ص47:
.19نفس المرجع،ص46:
.20نفس المرجع،ص48 :
.21سي موسي عبد الرحمان ،زقار رضوان : )2015(.العنف االرهابي ضد الطفولة و المراهقة .
ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر ،ص83 :
.22شرادي نادية .التكيف المدرسي للطفل و المراهق على ضوء التنظيم العقلي .مرجع سبق ذكره
،ص78:
.23سي موسي عبد الرحمان ،زقار رضوان ,العنف االرهابي ضد الطفولة و المراهقة .مرجع سبق
ذكره ،ص83 :
.24شرادي نادية .التكيف المدرسي للطفل و المراهق على ضوء التنظيم العقلي .مرجع سبق ذكره
،ص80:
.25نفس المرجع،ص25:
سي موسي عبد الرحمان ،زقار رضوان .العنف االرهابي ضد الطفولة و المراهقة .مرجع سبق .26
ذكره ،ص83:
شرادي نادية .التكيف المدرسي للطفل و المراهق على ضوء التنظيم العقلي .مرجع سبق ذكره .27
،ص83:
28. Gramer Phebe . (2004) : Storytelling,Narrative, and the Thematic
Apperception Test . The Guildford Press. New York.p :87
سي موسي عبد الرحمان ،بن خليفة محمود .علم النفس المرضي التحليلي و االسقاطي .مرجع سبق .29
ذكره .ص169:
30. Shentoub Vica et coll .(1998) : Manuel d'utilisation du TAT-DUNOD-
Paris. P :27
31. IPID. P :67
32. Brelet F, Chabert C, (2003): Nouveau manuel du TAT- édition DUNOD-
Paris.p :23
سي موسي عبد الرحمان ،بن خليفة محمود .علم النفس المرضي التحليلي و االسقاطي -مرجع .33
سبق ذكره.ص188:
34. Brelet F, Chabert C, Nouveau manuel du TAT.Op.cit .p :57
35. Azoulay Catherine ,(2003) :La feuille de dépouillement du TAT - des
origines à nos jours- in PSYCHOLOGIE CLINIQUE ET PROJECTIVES-
BOULOGNE-P:21_59
النيال مايسة .إبراهيم هشام عبد هللا.)1997(.أساليب مواجهة ضغوط أحداث الحياة وعالقتها .36
ببعض االضطرابات االنفعالية لدى عينة من طالب وطالبات جامعة قطر .المؤتمر الدولي الرابع لإلرشاد
النفسي بجامعة عين شمس ،المجلد .1
محمود عباس : )1989(.الموجز في الصحة النفسية .دار المعرفة الجامعية . عوض .37
اإلسكندرية،ص118:
عبة ليلية : )2012( .دراسة البروفيل السيكولوجي لدى المنتحر عن طريق تقنية التشريح .38
النفسي .رسالة ماجستير .قسم علم النفس .جامعة الجزائر ،2ص142:
مخزم كهينة : )2013( .دراسة فعالية اختبار AT9في تشخيص السير النفسي على ضوء .39
اختبار الرورشاخ .قسم علم النفس .جامعة الجزائر،2ص225:
40. Chabrol Henri , Callahan Stacey. Mécanismes de défense et coping .
Op.cit . p :76
المصري إبراهيم سليمان : )2014( .تقدير الذات و عالقته بالصحة النفسية لدى طلبة الخدمة .41
االجتماعية في جامعة القدس المفتوحة .مرجع سبق ذكره .ص 148-131 :
42. Chabrol Henri , Callahan StaceyMécanismes de défense et coping
.Op.cit.p :83
.43جياللي سليمان : )2012( .اإلنتاج االسقاطي عند المراهق – دراسة لعينة من مراهقين يطلبون
مساعدة نفسية باستعمال اختباري الرورشاخ و تفهم الموضوع .-رسالة ماجستير غير منشورة .قسم
علم النفس .جامعة تيزي وزو،ص193:
.44العبيدي عفراء إبراهيم خليل : )2015( .الكمالية العصابية و عالقتها باالستقرار النفسي لدى طالب
الجامعة .مجلة علو م اإلنسان و المجتمع .عدد .14ص187-157 :
.45بن خليفة محمود : )2007(.علم النفس المرضي و التقنيات االسقاطية – دراسة نماذج التوظيف
النفسي لدى راشدين ذوي معاناة نفسية -أطروحة دكتوراه في علم النفس العيادي .قسم علم النفس.
جامعة الجزائر ،2ص200:
230 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
.46عبد الرحمان شميسة : )2012(.التوظيف النفسي للراشدين في إطار نظرية النماذج الوبائية –
دراسة عيادية مقارنة بين أنماط السلوك في ضوء التقنيات االسقاطية -رسالة ماجستير .قسم علم
النفس .جامعة الجزائر ، 2ص269:
.47مالل خديجة .بن طاهر بشير : )2014(.السياقات النفسية عند الطلبة الجامعيين من خالل اختبار
. TATمجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية .العدد . 17كلية العلوم االجتماعية .ورقلة .ص -67 :
79
.48مخزم كهينة .دراسة فعالية اختبار AT9في تشخيص السير النفسي على ضوء اختبار الرورشاخ
.مرجع سبق ذكره ،ص225 :
.49دريوش عائشة سمية : )2007( .الصدمة النفسية و نوعية السير النفسي عند مراهقين ضحايا
فيضانات باب الوادي .رسالة ماجستير غير منشورة .قسم علم النفس .جامعة الجزائر 217، 2
.50مرداس سميرة : )2008( .التصورات الجنسية عند المراهقة المغتصبة .رسالة ماجستير غير
منشورة .قسم علم النفس .جامعة الجزائر ، 2ص269 :
51. Chabrol Henri , Callahan Stacey. Mécanismes de défense et coping
.Op.cit.p :75
.52خشخوش صالح : )2009( .التوظيف النفسي لدى المراهقين الجانحين .رسالة ماجستير غير
منشورة .قسم علم النفس .جامعة الجزائر ، 2ص189:
.53دريوش عائشة سمية .الصدمة النفسية و نوعية السير النفسي عند مراهقين ضحايا فيضانات باب
الوادي .مرجع سبق ذكره ،2ص217:
.54بركات زياد : )2014(.عالقة أنماط الشخصية بالسلوك العدواني لدى عينة من طلبة الجامعات
الفلسطينية .دراسات العلوم التربوية .مجلد .41العدد .1الجامعة األردنية .ص 272-256 :
الملخص:
على اعتبار الجامعة المجتمع المصغر وهي مؤسسة ذات دور تعليمي وتربوي مسؤولة
على نشر األخالق وتوعية الطالب داخل الحرم الجامعي ،فهي المسؤولة عن االلتزام األخالقي في
األداء ،سواء بين العمال أو الطلبة أو األساتذة.
ومنه نتطرق في هته الورقة البحثية إلى أخالقيات المهنة بالوسط الجامعي ،وما هي مصادر
األخالق التي يرتكز عليها األستاذ الجامعي؟ وما هو الدور الرئيسي لألستاذ الجامعي باالعتماد على
ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة؟
الكلمات المفتاحية :األخالق ،المهنة ،أخالقيات المهنة ،الجامعة األستاذ الجامعي.
Abstract:
The university is a small community, an educational and educational
institution responsible for spreading ethics and educating students on
campus. It is responsible for the moral obligation to perform, whether
among workers, students or teachers.
From which we discuss the research paper to the ethics of the profession
in the university, and what are the sources of ethics on which the university
professor? What is the main role of the university professor based on the
?charter of ethics and ethics of the university
Keywords: Ethics, Profession ethics, University Professor
مقدمة:
في خضم ما تشهده الجامعة بصفة عامة والجامعة الجزائرية بصفة خاصة ،من
وتزايد عدد الطلبة والخربجين ،ووجود انتشار واسع عبر أرجاء الوطن وتوسع مهامها
عالقات إنسانية ومهنية بين اإلدارة والطالب واألستاذ فالبد من وجود حلقة ربط مهنة ،أال
وهي األخالق ،فاألخالق ضرورة من ضروريات الحياة ومطلب أساسي لتنظيم المجتمع
واستق ارره ،وغيابها تعني غلبة شريعة الغاب.
وعلى اعتبار الجامعة المجتمع المصغر وهي مؤسسة ذات دور تعليمي وتربوي
مسؤولة على نشر األخالق وتوعية الطالب داخل الحرم الجامعي ،فهي المسؤولة عن
االلتزام األخالقي في األداء ،سواء بين العمال أو الطلبة أو األساتذة.
وتأتي هذه الورقة البحثية لتسلط الضوء على أخالقيات المهنة بالوسط الجامعي ،وما
هي مصادر األخالق التي يرتكز عليها األستاذ الجامعي؟ وما هو الدور الرئيسي لألستاذ
الجامعي باالعتماد على ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة؟
1تعريف األخالق :هي العادات التي يكتسبها الفرد نتيجة تعرضه لمؤثرات األسرة والمدرسة
1
والمجتمع والبيئة وتنطبع في نفسه ويمثلها في تصرفاته وفي المواقف.
-2اخالقيات المهنة :هي مجموعة من القواعد واألداب السلوكية واألخالقية التي يجب أن
تصاحب اإلنسان المحترف في مهنته ،وتجاه عمله ،وتجاه المجتمع ،هي معايير تعد أساسيا
2
لسلوك أفراد المهنة،و يجب االلتزام بها.
-3اإلستاد الجامعي :هو مختص يستجيب لطلب اجتماعي ،يتحكم في عدد ال بأس به من
المعرفة وكذا المعرفة العملية ،وهو عامل حر في اختياراته البيداغوجية ،مع الحرص على
جعل جدية المبادرة واالستقاللية توا فق وبكل حساسية منفعة.
إذا األستاذ الجامعي مختص يستجيب للطلب العالمي ،مطالب بأداء المهمة السامية
المتمثلة في التعليم الذي يسبق البحث وكل النشاطات المهنية األخرى فهو المكون،الباحث
،الخبير،واإلداري فأداؤه مرتبط بهده المهام ،هذا األخير مرتبط بالمجهود الذي يقدمه في
جميع المهمات السابقة فتحديده وتقيميه ليس باألمر السهل فنلجأ إلى العديد من األنظمة
والمعايير.
-4الجامعة :يرى علماء التنظيم التربوي أنه ال يوجد تعريف قائم بذاته أو تحديد شخصي
أو عالمي لمفهوم الجامعة لذلك فإن كل مجتمع ينشىء جامعته ويحدد بها أهدافه بناءا على
4
ما تملية مشاكله ومطامحه وتوجهه السياسي واالقتصادي واالجتماعي.
بناءا على التعاريف السابقة وتماشيا مع مدلولها الوظيفي في هذه الورقة البحثية
ومن خالل النظرة العامة للجامعة تجدر بنا اإلشارة إلى أن تعريفات الجامعة نسبية في
مجملها نظ ار لما تحمله هذا المصطلح من تباين في المفاهيم فهناك من تعتبرها " المصدر
األساسي للخبرة والمحور الذي يدور حوله النشاط الثقافي في اآلداب والعلوم والفنون"
فمهما كانت أساليب التكوين وأدواته فإن مهمة الجامعة ينبغي أن تكون دائما هي توصيل
المعرفة اإلنسانية في مجاالتها النظرية والتطبيقية وتهيئة الظروف الموضوعية لتنمية
الخبرة الوطنية التي ال يمكن بدونها أن يحقق المجتمع أي تنمية حقيقية في الميادين
5
األخرى.
-5الجامعة الجزائرية:
يعتبر المشرع الجزائري الجامعة مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تساهم في تعميم ونشر
المعارف وإعدادها وتطويرها وتكوين اإلطارات الالزمة لتنمية البالد (المرسوم رقم 544/83
المؤرخ في 1983/09/24من الجريدة الرسمية ولذلك فقد وضعها تحت وصاية الدولة في
234 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-6الطالب الجامعي :هو جزء من المنظومة الجامعية وهو المستهدف األساسي من العملية
التعلمية التعليمية ،وهو مطالب بالحضور بغرض التنمية وتطوير مستواه ومهاراته التي تؤهله
وتجعله قاد ار على التكيف مع محيطه وعلى أداء دوره على أكمل وجه.
أ -وظيفة تعليمية :وأهمها وظيفة التدريس ،وهذه الوظيفة تشترط وجود عدد من لطالب
ب -وظيفة بحثية :وتوكل وظيفة البحث العلمي للجامعة زيادة على وظيفتها التعليمية.
ج -وظيفة تثقيفية :تضطلع الجامعة بمهمة نشر الثقافة ،هذا من خالل قيامها بأنشطة علمية
إن األبنية الجامعية مصممة بحيث أنها تالءم جهة ،طبيعة العملية التعليمية على المستوى
وعليه نقول ان الجامعات للجامعة الجزائرية وظائف فعالة وحيوية تأسست من اجلها
حيث نجد من بين وظائفها ما يلي:
8
ومن بين األهداف التي تنص عليها الجامعة:
✓ تقديم تعليم عالي وتكوين متخصص ودائم للقوى البشرية الالزمة للتنمية الوطنية
في المهن والوظائف المختلفة والتخصصات المطلوبة في جميع ميادين المعرفة.
✓ ترقية الثقافة الوطنية واإلنسانية والنشاط الفكري بصفة عامة بما تملكه الجامعة من
رصيد ثقافي وعلمي وبيداغوجي وبما تضمنه من كفاءات،فهي مجتمع المثقفين
والعلماء وهي قبل غيرها معنية بهذا الميدان الخطير الذي تنعكس فيه الشخصية
الوطنية للمجتمع الذي نعيش فيه وتزدهر فهي القادرة على احتواء التراث الوطني
والقومي والعالمي والعمل على إحيائه وترقيته للمساهمة في التنمية الوطنية والموارد
البشرية.
236 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
✓ تطوير البحث العلمي وتنمية وخلق الروح العلمية لدى الطالب والمدرسين على
السواء ،والعمل على إرساء قواعده واستمرار يته لكون البحث العلمي ضروريا لرفع
مستوى هيئة التدريس في الجامعة بيداغوجيا وعلميا وعمليا ومستوى التعليم عند
الطلبة فهي تعمل على خلق التوازن بين عملية التعليم من جهة والبحث العلمي من
جهة أخرى.
ثالثا :صفات األستاد الجامعي :تمثل الفئة التي يتعامل معها األستاد الجامعي صعوبة
حقيقية في عمله ،بل قد يثار الجدل بالفعل حول من هم عمالء األستاذ ،هل هو الطالب
فقط؟ أم الجهات التي يتعامل معها؟
9
ومنه نتدرج على بعض الصفات األساسية لألستاذ الجامعي وهي:
-1األمانة والصدق :ينبغي أن يتسم أستاذ الجامعة باألمانة والصدق في تعامالته مع
اآلخرين ،األمانة العلمية والتعليمية والصدق في القول والعمل.
-4العدالةّ .
البعد الثاني :واجبه أن يسهم في تربية طالبه ويهيئ الظروف لنموه المعرفي والخلقي نموا
صحيحا.
10
خامسا -الفوائد المترتبة على االلتزام األخالقي في الجامعة:
-1األهتمام باألخالق يسهم في تحسين المجتمع ككل :وهدا يؤدي إلى تكافئ الفرص
للناس ،ويسود التعامل الجيد واالحترام...الخ
-2االلتزام باألخالقيات يسهم في شيوع الرضا االجتماعي :وهدا نتيجة لعدالة العالقات
والمعامالت والتوزيع الثروة بالتساوي...الخ
-3أخالقيات العمل تدعو البيئة المواتية لروح الفريق وزيادة اإلنتاجية :وهدا ما يعود
بالنفع على الفرد والمنطقة والمجتمع.
-4إدارة األخالقيات بكفاءة تشعر العاملين واألساتذة بالثقة بالنفس :وهدا ما يقلق من
القلق والتوتر والضغوط ويزيد من االستقرار المهني.
-5االلتزام الخلقي بالمنظمة يؤمنها ضد المخاطر :من خالل التمسك بالقوانين والشريعة
...الخ
238 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
إذا فالعالقة وثيقة ووطيدة ،فمن غير الطالب واألستاذ ال تقوم العملية البحثية ،ومن
غير البحث العلمي ال نصل إلى التقدم الفكري والعلمي المنشود ،ولكي تستقيم هذه العالقة ال
بد من:
-أن يكون األستاذ الجامعي مختص نفسي اجتماعي قبل كل شئ ،من اجل احتواء
الطالب.
-إرشاد الطالب وتعليمه صفات الباحث العلمي من خالل تربية(النمو والزيادة) الجوانب
النفسية للطالب والتي تتجلي في الجوانب العقلية والمعرفية واألخالقية...الخ.
فقد ربطت العلم باألخالق نظ ار لقوة العالقة التي تجمعهما ألن العلم بال أخالق كالشجرة
بال أوراق.
ولو رجعنا إلى تاريخ الحضارات واألمم والفكر االجتماعي الفلسفي للفالسفة مثل أرسطو
وأفالطون وديكارت وغيرهم ،اتفقوا على نقطة واحدة لبقاء هذه الحضارات واألمم وتلخصت
في كلمة " األخالق" فكم من دولة زالت وانحطت بسبب فساد أخالقها على ذر الشاعر الذي
يقول " :إنما األمم األخالق ما بقيت إن ذهبت أخالقهم هم ذهبوا "
ويقول مارتن لوتر " "Marten Loutherالناشط السياسي األمريكي " ليست سعادة
البالد بوف رة إيرادها وال بقوة حصونها وال بجمال بنائها ،وإنما بعدد المهذبين من أبنائها،
وبعدد الرجال ذوي التربية واألخالق فيها ".
سابعا :التوصيات
-عدم القيام بأية سلوكيات مخلة باألخالق اإلسالمية أو اآلداب العامة داخل الجامعة.
-عدم اإلساءة إلى سمعة الجامعة ،بأي تصرف غير الئق يصدر منه داخل أو خارج الحرم
الجامعي ،ألن إساءة سمعة الجامعة هو إساءة لسمعته.
-السعي وراء الهدف السامي والنبيل الذي جاء لغرضه األستاذ والطالب وهو طلب العلم
دون ملل وال كلل ،فجنود العلم ال يملوم وال يكلون سالحهم وزادهم هو علمهم.
ونتمنى الوصول إلى تغذية راجعة ايجابية بين الطالب واألستاذ الجامعي ،تؤدي إلى دفع
البحث العلمي إلى األمام سواء من الناحية العلمية البحثية أو من الناحية األخالقية التي تمد
بصور للمجتمع وتساهم في بنائه.
الهوامش:
- 1عقيقي محمد صديقي :أخالق المهنة ،وكالة هرم للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،ص.31 ،
2
-نفس المرجع،ص.33 ،
3
-شطايبي حنان :الجركة النقابية العمالية في الجامعة الجزائرية دافع أو معرقل لألداء البيداغوجي ،مدكرة
ماجستير ،تحت اشراف ،عبد الكريم بن أعراب ،جامعة قسنطينة.2009،2010 ،
240 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-الهاشمي لوكيا وآخرون :اشكالية الديمقراطية في الجامعة الجزائرية " .منشورات جامعة قسنطينة ،فيفري 4
، 2001ص .77
-الهاشمي لوكيا و آخرون ،مرجع سابق ،ص . 78 5
6
-زوليخة طوطاوي :الجو السائد في الجامعة الجزائرية وعالقته برضا االستاد الجامعي ،جامعة الجزائر،
1993ص.13 ،
7
-نادية ابراهيمي :دور الجامعة الجزائرية في تنمية الرأس المال البشري ،رسالة ماجستير ،كلية العلوم
االقتصاديو والتجارية والتسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف الجزائر ،2012،2013،ص,68
8
-رضا رميلي :الوضعية االجتماعية لألسرة واثرها على التحصيل الدراسي للطلبة الجامعين ،رسالة
ماجستير ،كلية العلوم االنسانية واالجتماعية جامعة الجزائر ،2006 ،2ص.199 ،
9
-عبد الرحمن حنكة ،الميداين :األخالق االسالمية ،ط ،1978 ،1ص.20 ،
10
-كايد الفاهمي " :األخالق المهنية رؤية عصرية ،1899 ،ص.15 ،
:الملخص
ففأ أوسفال ال فنب مف هدفت هذه الدراسة التعرف على درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف
)72 طبقت علفى عينفة منةنفة مف،وأثر متغير الجنس فأ ذلك، وجهة نظر األساتذة بمدينة المسيلة
أسففتاذا وأسففتاذة ولتهقيففل أهففداف الد ارسففة اسففتند الباذلففاو اسففتبانة تقففيس ذلففك منةنففة م ف مجففالي
: وخلصت نتائج الدراسة إلى. )المظاهر واألسباب
ففأ أوسفال ال فنب مف وجهفة نظفر األسفاتذة بمدينفة المسفيلة درجة انتشار مظاهر وأسفباب العنف-
كما أظهرت عد وجةد ففرو، كانت متةس ة فأ مجال المظاهر وبمستةى عال فأ مجال األسباب
ذات داللة إذصائية فأ درجة انتشار مظاهر وأسباب االنهفراف ففأ أوسفال ال فنب مف وجهفة نظفر
. األساتذة بمدينة المسيلة تعزى لمتغير الجنس
. ال لبة، األساتذة، العن:الكلمات االمفتاحية
Abstract :
The study aimed at identifying the degree of prevalence of the
manifestations and causes of violence among students from the point of view
of teachers in the city of Masila, and the impact of the gender variable in
this, applied to a sample of (72) professors and professors to achieve the
objectives of the study used a questionnaire that measures it consists of two
areas ). The results of the study concluded:
- The degree of prevalence of manifestations and causes of violence among
students from the point of view of professors in the city of Mesila was
medium in the field of appearances and high level in the field of causes, and
also showed no significant differences in the degree of prevalence of
manifestations and causes of deviation among students from the point of
view of teachers in the city of Mesila attributed Sex variable.
.Key words: Keywords: violence, teachers, students
242 2017ديسمبر
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
مقدمة:
علففى د ارسففة سففلة لقففد اهففتي النليففر م ف علمففاي الففناس و التربيففة و علمففاي االجتمففا
األفراد و تااعلهي داخل الجماعات و المجتمعات المنتلاة واالهتما األكبفر كفاو منصفبا علفى
السف ففلةكات ايف ففر العادذف ففة ،و هف ففذا مف ففا ذعف ففرف بالسف ففلة االو أ أو الاف ففرد ذقف ففة ب فعف ففال و
سففلةكات خارجففة ع ف عففادات و تقاليففد مجتمعففج و يتجسففد اثففر هففذا األخيففر فففأ أفعففال العن ف
فيجعل منج فردا عفدوانيا دفد ذ فر مف خنلهفا ناسفج ومجتمعفج ،و دفد تعفددت كفةر السفلة
أالنه ارفففأ م ف فففرد إلففى أخففر ولعففةد ذلففك إلففى مجمةعففة م ف العةامففل التففأ تهففدد علففى أسففا
الس و الجنس و البيئة االجتماعية و المستةى اللقافأ و الماد لألسرة...الخ
وتعتبففر مرذلففة المراهقففة أكلففر تجسففيد لهففذه السففلةكات ،فففالمراهل فففأ هففذه المرذلففة ذهففاول
إظهار ناسج وإثبات شنصفيتج سفةاي داخفل األسفرة أو المدرسفة أو المهفير النفارجأ بسفلةكات
الئقة او اير الئقة مع ديي المجتمع ،فهذه المرذلة تعتبر مرذلة ذرجة لدى المراهقي ،والتأ
خصةكا فأ الةسر المدرسأ ،و ضم هذا اإلطار جفاي هفة تظهر النليرم مظاهر العن
ففأ المرذلففة مةضفة الد ارسفة لمهاولفة معرففة أهففي األسفباب التفأ تفبد بففال نب إلفى العنف
المتةس ة و كذا تبياو أهي مظاهر هذه االنهراف و عليج ذمن طرح التساؤل العا :
فأ أوسال ال نب م وجهة نظر األساتذة ,وإلى أ -ماهأ مظاهر وأسباب العن
مستةى وكلت درجة انتشارها ؟
ف ف ففأ األوس ف ففال ولع ف ففل العدي ف ففد مف ف ف الد ارس ف ففات أش ف ففارت إل ف ففى انتش ف ففار ظ ف ففاهرة العنف ف ف
فففأ الةدففت الهاضففر هاجسففا إو علففى المسففتةى ال ن ية،وعليففج فقففد أكففبهت ظففاهرة العن ف
الاففرد أو الجمففاعأ أو المجتمعففأ ..لففذا ارت ف ى الباذلففاو أو تنففةو الد ارسففة الهاليففة للتعففرف
فأ أوسال ال نب م وجهة نظر األساتذة بمدينفة على درجة انتشار مظاهر وأسباب العن
المسيلة.
أهميةةة الدراسةةة :تنبلففل أهميففة هففذه الد ارسففة م ف مهاولففة كشففاها ع ف درجففة انتشففار مظففاهر
فأ أوسال ال نب مف وجهفة نظفر األسفاتذة بمدينفة المسفيلة ،وبفذلك ننفةو دفد وأسباب العن
فففأ أوسففال المبسسففات التربةلففة الجزائرلففة،ولمن ألقينففا ال ففةي علففى مظففاهر وأسففباب العن ف
تهديد أهمية الدراسة الهالية فأ النقال التالية :
243 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
ت تأ أهمية هذه الدراسة م أهمية تناولها لمجتمع ومةضة لي تتناولها دراسات مهليفة أخفرى
م ف دبففل ،وهففة درجففة انتشففار مظففاهر وأسففباب االنه فراف فففأ أوسففال ال ففنب م ف وجهففة نظففر
نتففائج الد ارسففة الهاليففة وتةظياهففا ف ففأ كيايففة اس ففتاادة األسففاتذة بمدينففة المسففيلة ذمن ف تةظيف ف
مف مسفتةى القائمي علفى تسفيير اإلدارة المدرسفية ففأ تهديفد لليفات مقترذفة ففأ كيايفة التنايف
فأ المبسسات التربةلة . العن
. تعد هذه الدراسة استنماال للجهةد المبذولة فأ تنمية البهث االجتماعأ فأ ميداو العن
أهداف الدراسة وأسئلتها :هدفت هذه الدراسة التعرف على درجة انتشار مظاهر وأسفباب
فأ أوسال ال نب م وجهة نظفر األسفاتذة بمدينفة المسفيلة ،وأثفر متغيفر :الجفنس ففأ العن
ذلك.وذلك م خنل اإلجابة ع األسئلة التالية :
ففأ أوسفال ال فنب مف وجهفة نظفر األسفاتذة -1ما درجفة انتشفار مظفاهر وأسفباب العنف
بمدينة المسيلة.
-2هل تةجفد ففرو ذات داللفة إذصفائية في وجهفات نظفر أففراد عينفة الد ارسفة إااي درجفة
فففأ أوسففال ال ففنب م ف وجهففة نظففر األسففاتذة بمدينففة انتشففار مظففاهر وأسففباب العن ف
المسيلة تعزى لمتغير الجنس ؟
التعريفةةات اإلجرائيةةة :اسففتند الباذلففاو فففأ هففذه الد ارسففة عففدة مصف لهات مف ال ففرور
تعرلاها ،وهأ :
ففأ أوسفال درجة انتشةار :العنمفة النليفة علفى اسفتبانة درجفة انتشفار مظفاهر وأسفباب العنف
ال نب م وجهة نظر األساتذة بمدينة المسيلة .
العنةةف:هففة السففلة العففدوانأ فففأ مسففايرة المعففايير االجتماعيففة المتعففارف عليهففا فففأ المجتمففع
،ولقصففد بففج فففأ الد ارسففة الهاليففة كففل مففاذقة بففج بعففأ ال ففنب م ف مظففاهر وأسففباب العن ف
جةانب ذلك فأ أداة الدراسة الهالية . وتي ديا
أسففندت إلففيهي مهمففة التففدرلس م ف السففنة األولففى ذتففى أسةةاتذة التعلةةيث اليةةانو :هففي الففذي
السنة اللاللفة ثفانة وهفي القفائمةو بعمليفة التفدرلس بصفاة رسفمية ففأ الةدفت الفراه ،وبصفاتهي
لدى طلبة التعليي اللانة . الائة األولى تهديد درجة انتشار مظاهر وأسباب العن
244 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
طلبة اليانوية :هي طلبة ناجهةو فأ مرذلة التعلفيي المتةسفر و ي ازلفةو د ارسفتهي ففأ اللناولفات
الهنةميف ففة لمف ففدة ثف ففنع سف ففنةات وتقف ففع ضف ففم ومن قف ففة مدينف ففة المسف ففيلة فف ففأ السف ففنة الد ارسف ففية
.2014/2013
محةددات الدراسةة :ادتصفرت الد ارسفة الهاليفة علفى عينفة مف األسفاتذة ففأ المفدار اللانةلفة
فأ مدينة المسيلة بالجزائر ،وتتهدد نتائج هذه الدراسة درجة كفد األداة المسفتندمة وثباتهفا
،وكففد اسففتجابة أففراد عينففة الد ارسففة لاقفرات األداة ،وبففذلك تنففةو نتففائج هففذه الد ارسففة كففالهة
للتعميي اإلذصائأ لج وعلى المجتمعات المماثلة لج فقر .
يتناول هذا الجزي عرضا لإلطار النظر والدراسات السابقة ذات العندة :
م فرتبر بعففد مسففايرة المعففايير االجتماعيففة -1مفهةةوم العنةةف :داذففة فقففد أشففار 1أو "العن ف
ولا ففل علم ففاي االجتمففا اس ففتندا هففذا المصف ف لل ففدال مف ف اسففتندا الس ففلة الشففاذ ،نظف ف ار
الرتبال المص لل األخير بالمرض الناسأ أكلر م ارتباطج بعد التةافل أو الص ار ." ،
االنه فراف ب نففج "السففلة العففدوانأ الم فرتبر بشففدة اناعالهففا لففدى بعففأ ولعففرف سةةةيبر بريةةة
هةالسفلة العفدوانأ الفذ ذنفر عف تعفارلح يت فل أو العنف األفراد" 2ولعفل ممفا تقفد مف
المعايير العامة المتعارف والمتال عليها فأ المجتمع .
بانففج ظففاهرة اجتماعيففة ومف ثففي ومف خففنل التعففارلح السففابقة ذمن ف أو نعففرف العن ف
تهففدع فففأ ذالففة اخففتنل النظففا االجتمففاعأ شفففأ شففنل مجمةعففة مف التصفرفات واألوكففاف
اير مقبةلة اجتماعيا بهيث ال تساير القيي والعادات و تقاليد المجتمع العامة.
-2أنواع و أشكال العنف :
التأ ذمن أو تةجد ففأ -1-2أنواع العنف :اختلات لراي ألباذلي ذةل تهد يد انةا العن
المجتمع فهنا م يرى أو هنا ثنثة أنةا :
أ-العنف الفرد :ظاهرة شنصية ألنج ذعد مرتب فا بنصفائف فردذفة للشفنف ذاتفج ،أ أو
ينبففع فففأ هففذه الهالففة مف ذات الشففنف وربمففا ذصففلل العامففل البيةلففةجأ والة ارثففة فففأ العنف
،فإذا لي ذن سببا متصفن فذلك ففاو التاسفير ففأ هفذه الهالفة دفد يرجفع إلفى تاسير هذه العن
245 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
المففبثرات اللقافيففة و االجتماعيففة فففأ تااعلهففا مففع النصففائف الةراثيففة للشففنف بصففةرة تففبد
الارد اير طبيعأ ب بيعتج أو انج ذعد بعيدا ع ،و ليس معنى هذا أو العن إلى العن
االجتماعية. المةاد
ب-العنف سبب موقف :فأ هذه الهالة ذمن أو ذاسر باعتباره وظياة لةطف ة القفةى العاملفة
الففذ ذنففةو فيففج الاففرد جففزيا متنففامن ،وبعففأ النففارجأ ع ف الاففرد أو المةد ف فففأ المةد ف
دففد تتشففنل دففةة دففاهرة ذمن ف أو تففدفع الاففرد إلففى االعتففداي علففى القةاعففد المةضففةعة المةاد ف
نتيجففة الص ف ار اللقففافأ الففذ ذظهففر فففأ كففةر بسففبب المةد ف للسففلة ,ودففد يت فراكي العن ف
متعددة.
ج-العنةف المةنظث :و الفذ ذنفةو علفى شفنل نسفل اجتمفاعأ دفائي ذسفتند إلفى ثقاففة فرعيففة
فأ أربعة كةر: يبد االى ظهةر جماعات منظمة تمار العن
-1العنةةف العرضةةي :ذ لففل هففذا النففة علففى االنه ارفففات التففأ تتميففز باالسففتم اررلة أو أنهففا
خاكية اير منامة للارد ،فهة ذهدع م ذي ألخفر ففالارد هنفا ال ذعفانأ ظفروف ناسفية
استنشاف.3 ل ذنةو اندفاعج للعدواو بسبب الن أو تربةلة أسرلة داهرة تدفعج للعن
لتهقيل أهداف مادذة ،أو ذاجات ناسفية دوو -2العنف المحترف :يلج األفراد إلى العن
أالنه ارف ففأ ف ففأ الا ففرد ع ففادة اجتماعي ففة ،إذ االناص ففال عف ف األسف فرة ،و د ففد ذص ففبل الس ففلة
ذسففت يع تهقيففل أا ارضففج أالعف طرلففل الةسففائل الغيففر مشففروعة كالسففردة ،و العنصففر الاعففال
ف ففأ اذتف فراف الع ففدواو ان ففج الةس ففيلة السف فرلعة للهص ففةل عل ففى الراب ففات المادذ ففة و الهاج ففات
الناسية .
-3العنةةف المةةنظث :ذقففة هففذا النففة علففى العمففل الجمففاعأ م ف اجففل تهقيففل أهففداف معينففة
ةسائل و طر اير مشروعة ،بهيث ذشعر الارد ب و إشباعج لهاجاتفج االجتماعيفة ال ذنفةو
إال ع طرلل االنتماي إلى جماعة معينة و المشاركة فأ نشاطها و ادتسا انائمها .
-4العنف الجماعي :ذيث ذصفبل السفلة العفدوانأ كفاة مميفزة لمجتمفع معفي و هفذا النفة
أك ففبل كل ففر ذ ففة ار ف ففأ المجتم ففع الي ففة و ع ففادة م ففا ذنل ففر ف ففأ فتف فرة األام ففات مف ف العنف ف
االجتماعية و االدتصادذة و السياسية ذيث ذنلر الاقر و الهرماو.4
246 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
:-3- 2العنةف والعةةدوا :فالعفدواو سفلة ذسففتهدف ذقفة ا خفرل بالسففلب أو التجفاوا ودففد
يتنف ففذ شف ففنن مادذف ففا كال ف ففرب ،والتنسف ففير ،والهف ففد ،أو يتنف ففذ شف ففنن معنةلف ففا كالشف ففتي والسف ففب
والسنرلة ،والعدواو فأ المدرسة م دبل التنميذ ذيث هنا مظاهر السلة العفدوانأ الفذ
دففد ذنففةو مةجهففا للمففدر بالسففب والشففتي وإثففارة الاةضففى فففأ الهجفرة الد ارسففية وذتففى التقففابأ
باأليففد وال ففرب ،ودففد ذنففةو مةجهففا نهففة المدرسففة بناملهففا ،كتنسففير أثاثهففا أو النتابففة علففى
جدرانها أو سردة األجهزة والعبث بنل ما فيها .ودد دامت النلير م الدراسات لمهاولة تاسير
ظففاهرة العدوانيففة ،فهنففا مف يرجففع سففبب هففذه الظففاهرة إلففى عندففة األب بال اففل القائمففة علففى
العقفاب فففأ التنشففئة االجتماعيففة ،وهنففا مف يرجففع سففبب هففذه الظففاهرة إلففى نمففر التسففامل إااي
عدوانية ال ال فأ األسرة ،أما بالنسفبة للمفراهقي وففأ المدرسفة بصفاة خاكفة دفد ذنفةو سفبب
العدواو نابع م ذب المراهل للشهرة ي امنئج ،فهة ذقةل باستازاا المدر و تعد عليفج
أمففا امنئففج ليقففال عنففج أنففج شففجا ،كمففا ذمن ف أو ذنففةو سففبب العففدواو هففة دافففع شففد انتبففاه
الجنس ا خر .
-4-2العدوا و االغتصاب :هذا النة ذعد شنن م أشنال السلة االنهرافأ ففأ المجتمفع
العفا ،وففأ المدرسفة اللانةلفة ،وهففة ذعبفر عف كففل عندفة جنسفية خارجففة عف إطفار العندففة
الزوجية سةاي األمر بالزنفا أو مقدماتفج وتعفةد أسفباب هفذه الظفاهرة إلفى مجمةعفة مف األسفباب
5
منها:
-عد ديا التنشئة االجتماعية األسرلة على األخن الااضلة و االلت از الدينأ .
-استهتار المهير األسر وانهنلج.
-تع ففرض المف فراهقي إل ففى وس ففائل اإلعفففن األجنبي ففة و متابع ففة البف فرامج اإلباذي ففة و الشفففذوذ
الجنسأ.
-مظففاهر العففر للاتيففات المراهقففات فففأ المففدار المتةس ف ة و التاففن فففأ إظهففار ماففاتنه
وأماك معينة م الجسي.
-اياب دور اإلدارة فأ ضبر السلة االجتماعأ للتنميذ داخل المدرسفة و عفد القفدرة علفى
مهاربة السلة المنهرف لسبب م األسباب.
-التقليد األعمى للنماذ السلةكية المعروضة فأ األفن السينمائية التليازلةنية
-3أسباب و مظاهر العنف:
247 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
6
فيما يلأ: 1-3أسباب العنف :وتتملل أسباب العن
أ-التانك األسر والننفات الزوجية وإشغال الألباي ع األ ناي ،ذهر المراهقي م التةجفج الصفهيل
واإلرشاد والمتابعة لسلةكهي فأ هذه الاترة الهساسة التأ تت لب متابعة مستمرة.
ب -متابعففة الةسففائل اإلعنميففة المليئففة ب ف لةاو االعففدواو كالا ففائيات واالنترنففت والمجففاالت واألفففن
الهاب ة .....الخ.
-الت ففدليل الما ففرل مف ف ا ب ففاي لأل ن ففاي ت ففدفعهي للتغاض ففأ عف ف مهاس ففبتهي عل ففى أخ ففائهي
والتسف ففاهل باألخ ف ففاي السف ففلةكية فف ففأ البداذة،وهف ففذا يف ففدفع األ نف ففاي لممارسف ففة أل ف فةاو م ف ف السف ففلة
أالنهرافأ بشنل أكبر بهيث ينعد العقاب والمهاسبة والتشدد.
د-ايففاب القففدوة الهسففنة التففأ يبهففث عنهففا الاففرد المراهل،ولففذا نج فده يبهففث ع ف القففدوة خففار
يئت ففج .ولس ففا اختي ففار تل ففك الق ففدوة،ذيث ذن ففةو رفق ففاي الس ففةي ه ففي التةج ففج ال ففذ يتج ففج نه ففةه
الشنف المراهل ولت ثر بج.
هف ف-االسففتعدادات أالنهرافيففة العدوانيففة المةجففةدة فففأ فت فرة مففا دبففل المراهقففة أ انعففدا التربيففة
الهسنة فأ مرذلة ما دبل الدخةل فأ المراهقة ولذا فاو التربية الدينية المةجهفة تعتبفر ذفاج از
دةلا أما المغرلات التأ تدفع إلى االنهراف .
248 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-4المعنفةةو الشةةبح الحقيقيةةين :كليففر م ف ال ارشففدي يتبففاهةو بمففا ذقةمففةو بففج م ف أعمففال
ط ففيي ف ففأ فتف فرة ش ففبا هي الت ففأ عاشف فةا فيه ففا ود ففامةا ه ففذه األعم ففال دوو إذ ففداع ض ففرر ظ ففاهر
ألناسهي أو انهراف ولقع فأ ن فا هفذه الائفة الشفنف المفرح الفذ دفد ذنسفر اجفا ناففذة أو
يتلففل سففيارة جديففدة ولنف فففأ ماعففدا ذلففك فهففة ذسففلك سففة عادذففا ،فالشففبج المنهففرف هففة الففذ
8
تنلر أخ ائج وال ت ر ا خرل بشنل أو بآخر
-5سيرورة االنزالق في طرية العنةف :السفلة العفدوانأ ال ذمنف اعتبفاره عنافا مفا لفي تتفةفر
عمليات التالية :
249 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
ب-العوامةةل النفسةةية :الشففك أو جمففع العةامففل ال بنففةو لهففا ثمففة خ ففر إال بارتباطهففا بالعامففل
الناسأ ،الذ يدفع ولةجفج إلفى سفلة معفي ،ولتعفي علينفا ذفل نفدر خ فر العةامفل الناسفية
فأ السلة أو نتعرف على ذقيقة السلة اإلنسانأ وهذا السلة ففأ الةادفع سفةاي كفاو سفلةكا
منهرفا ليس إال مهاولة ناسية ذيةلة تسعى إلى تهقيل تنو الارد مع مقت يات الهياة فهفذه
العملية تتي ب رلقة ال شعةرلة ال ذهس بفاه الافرد ففأ أول األمفر ثفي تتنفذ طرلقهفا إلفى الشفعةر
فتبدو مظاهر السلة الذ يت ثر يج المجتمفع بالرضفأ إذا جفاي خاضفعا لقيفةده و أذنامفج أو
بالسففنر إذا خففر ع ف ال ففنمر المتعففارف عليففج ف ففأ المجتم ففع وهففذا الن ففة ه ففة مففا ن ففل علي ففج
بالسففلة المنهففرف وأكففبهت العةامففل الناسففية ال تعنففأ علمففاي الففناس فقففر وإنمففا اتجاهففج إلففى
علي اإلج ار والهديث ع العلي الذ ذقة على نقف أسباب الجرلمفة وإلفى د ارسفة الجرلمفة و
إلففى د ارسففة العةامففل الناسففية و معرفتهففا فنش ف ففذلك علففي الففناس الجنففائأ وهففة العلففي الففذ ذقففة
10
المنهرفي . بهث أسباب الجرلمة فأ نقة
ودفد أظهفرت نتفائج الشنصفية عنفد األطافال بسفبب تغيفر األسفباب المنزليفة التفأ تففبد
بالشفقاي العفائلأ أو السفلة األ فة ايفر إلى التةتر فلبت أو الذي نشئةا فأ مناالهي تتص
12
م األطاال الذي نشئةا فأ يةت تتةفر فيها اللقة و الهناو و الهب السليي ادل تني
ب -عوامةةل البيئةةة الخارجيةةة :الجانففب المةرفةلففةجأ فففأ المسففن وهففة تن ي ففج و تعميمففج
وطرلقة نائج و عدد ارففج و اتسفاعج و طرلقفة تهةلتفج وكااذفة إمنانياتفج و مرافقفج …الفخ مف
تلك الجةانفب التفأ تعتبفر كلهفا مف العةامفل البيئيفة النارجيفة التفأ تفبد دو ار ذ فيل او يتسفع
250 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
بالنسف ففبة لننه ف فراف كمف ففا أو ا لجانف ففب الاسف ففيةلةجأ فف ففأ المسف ففن وهف ففة مف ففا ذغف ففرف بالعندف ففات
اإلنسانية واالتصاالت ي أفراد وذدات المسن والجفة المةجفةد داخفل هفذا اإلطفار المفاد ال
ذمن أو ذعتبر م العةامل النارجية وإنما هأ مبثرات يئية داخلية واضهة ,م جهة أخفرى
فففاو طبيعففة العندففات واالتصففاالت اإلنسففانية القائمففة فففأ إطففار المجتمففع الصففغير إنمففا ذغففذيها
13
ولشنلها العةامل البيئية النارجية أ المبثرات المرفةلةجية للمسن
-3-7العوامةةل التريويةةة :والمقصفةد بالعةامففل التربةلففة هفة مجمةعففة العةامففل التفأ تففبد فففأ
أو عفامن مف عةامفل االنهفراف وهفذه العةامفل شنصية الارد والتفأ دفد تنفةو سفببا ففأ العنف
هأ:
أ-المدرسة :تعتبر مبسسفة تربةلفة اجتماعيفة ولننهفا دفد تاشفل ففأ تهقيفل وظائاهفا ودفد يرجفع
ذلفك إلفى عةامفل متعفددة دفد ترجفع إلفى المدرسفة أو الافرد أو االثنفي معفا,إو معاملفة المدرسففي
ودسففةتهي دففد ذجعففل م ف المدرسففة ملي ف ار شففرطيا لأللففي والعقففاب ولجففد ال اففل فففأ الهففروب م ف
المدرسة الةسيلة المناسبة لناأ التةتر والقلل ودد ذاشل الجهاا المدرسأ فأ تهقيل التسفاند
14
والتنامل الةظياأ ي ادوار العاملي بالمدرسة.
و يففنعنس اثففر ذلففك فففأ عففد التعففاوو يففنهي علففى اكتشففاف مشففننت األطاففال فففأ ودففت مبنففر
و تص ففبل المدرس ففة ف ففأ ه ففذه الهال ففة اد ففل جاذ ي ففة ل ففبعأ التنمي ففذ ال ففذي ذج ففدوو ف ففأ البيئ ففة
النارجيفة أكلفر متعففة لتهقيفل رابفاتهي فيهربففةو مف المدرسففة إلفى المنفاطل الجاذبففة ممفا ذسففهل
تعرض ففهي لنعتف فراف وخاك ففة إذا اجتمعف فةا م ففع أك ففدداي الس ففةي بالمدرس ففة وخارجه ففا ذي ففث أو
واو دور األب دور رئيسأ فأ ضماو انتظا األكدداي م العةامل التأ تساعد على االعن
ال ال فأ دراستج ومةاظبتج على الذهاب إلى المدرسة بغير انق ا وهفذا ذسفاهي مسفاهمة ففأ
تنياج مع أسرتج مسايرتج لمجتمع المدرسة.
ب -وسائل التريية :هأ إذدى العةامل الهامة التأ تبد إلى سلة العن :فالترفيج واللعفب
همففا شففيئاو ذهتففا إليهمففا ال اففل ذيففث أو اللعففب وسففيلة ال اففل للتعبيففر ع ف مشففاعره الذاتيففة
ومشففاعره عف العففالي الففذ ذعففيي فيففج لففذلك اهتمففت الففدول المتقدمففة ةسففائل الترفيففج واسففتغنل
ودففت الا فراف ألطاالهففا وشففبا ها ،كمففا فففأ ذلففك أهميففة وخ ففةرة فففأ ناففس الةدففت فقففد تبففي م ف
الدراسات المنتلاة لعد تةفر وسفائل الترفيفج وسفةي اسفتغنل ودفت الافراف علفى بعفأ الظفةاهر
كمفا أو وسفائل اإلعفن المنتلافة دفد تنفةو مف العةامفل االجتماعية ةجج عفا وظفاهرة العنف
251 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
المففبثرة عل ففى ال اففل إو ل ففي نقففل بشففنل كبي ففر خاكففة الم ارهففل باعتب ففار أو هففذه المرذلففة ج ففد
ذساسف ففة ودف ففد يرتاف ففع النليف ففر مف ففنهي إلف ففى السف ففلة المنهف ففرف وم ف ف هف ففذا الةسف ففائل دور األفف ففن
السينمائية التأ تعتبر إذدى وسائل الترفيفج المهبفذة لفدى المفراهقي وتجفذب انتباههي,وتسفتهةذ
15
على تانيرهي.
-1التلفزيةةو والفيةةديو :هففة جهففاا السففهر الففذ تسففلل إلففى كففل يففت ووكففلت رامجففج إلففى
كففل طاففل وانعففدمت السففي رة علففى رامجففج ممففا جعلففج أخ ففر تف ثي ار علففى فئففة المفراهقي وأوسففع
انتشا ار ينهي ولذلك اهتي علماي الجرلمة أثره على انهرافهي وجعلهي يرلدوو أو ذعلمةا إلى أ
ذفد ذسففت يع هفذا الجهففاا أو ذسفة األفففراد المشفاهدي بعففأ األنمفال اإلجراميففة وإلفى أ ذففد
ذس ففتجيب األفف فراد إل ففى ه ففذا الا ففرض بم ففا ذجعله ففي يب ففادروو إل ففى تقلي ففد ه ففذه األنم ففال الس ففلةكية
العدوانية،خاكففة بعففد أو أكففبهت الجرلمففة وبرامجهففا والةجبففة الشففهية التففأ ذقففدمها التلازلففةو
وكل ودت وفأ كل مناو وهأ تناسب كل ذو وكل س وكل طبقة
-2الكتةةب الرخيصةةة :تملففل الب فةالت الاردذففة أو الةكففةل إلففى النجففاح واللففروة ب ففر ايففر
للصف ار في رادية واير مشروعة ،تبد بالمراهقي إلى إساية فهي الهقائل ودفد تنلفل مةادف
ديي المجتمع وبي هذه الب ةالت الاردذة.
-8الدراسات السابقة :وهنا بعأ الدراسات ذات العندة بمةضة الدراسة فمنها :
قةةةام الروينةةةي )1989د ارسففة هففدفت التعففرف ذجففي مشففنلة المشففاجرات ال ن يففة فففأ
المرذلة المتةس ة بالنةلت ،وأسفبا ها والظفروف المصفاذبة لهفا ،ودفد تةكفل ففأ هفذه الد ارسفة
إلى وجةد عندة اذجا ية ي القسةة فأ عقاب األطاال والادة العدواو لدى ال نب .
)2000د ارس ففة مش ففننت المراهق ففة واالنه ارف ففات اي ففر الةاعي ففة ف ففأ وأجةةةرل المنةةةدالو
المففدار اللانةلففة فففأ العفف ار ،وم ف أه ففي النتففائج الت ففأ خرجففت هففا الد ارسففة أو (% 10مفف
ال نب الذي أجرلت عليهي الدراسة ال يةاظبةو على الدوا الرسمأ اليةمأ ثي ينق عةو عف
المدرسففة بسففبب المش فاكل المنزليففة ،ينمففا الففذي انق ع فةا بسففبب سففةي معاملففة المدرسففة لهففي
ةسففائل اإلعففن تجففاوات 46 فنانففت نسففبتهي )%6ودففد ينففت الد ارسففة أو نسففبة المتف ثرل
لغت (%14م طنب المرذلة اللانةلة . (%ونسبة المدخني
252 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
)2001مظففاهر السففلةكات االنهرافيففة فففأ الةسففر المدرسففأ ،وم ف أهففي وفففأ د ارسففة المني ف
داذة تعاطأ المنفدرات ،ففال نب الفذي يفدخنةو النتائج التأ خرجت ها الدراسة أو التدخب
بعيدا ع أنظار والديهي والذجدوو المتابعة والمسايلة عنفد تفركهي للمنفزل ،فهفذا ذشفجعهي علفى
تعاطأ المندرات تشجيع امنئهي ورفقاي السةي.
د ارس ففة الس ففميل )2005والت ففأ اس ففتهدفت معرف ففة دور االدارة المدرس ففية ف ففأ مةاجه ففة ظ ففاهرة
عف داللففة الاففرو فففأ درجففة انتشففار أسففباب ومظففاهر االنهفراف االنهفراف األمنففأ ،والنشف
األمنأ فأ االوسال الشفبانية تعفزى لمتغيفر المسفمى الفةظياأ ،وتفي ت فةلر اسفتبانة منةنفة مف
ثففنع مهففاور تقففيس ذلففك مظففاهر االنه فراف األمنففأ ،أسففبابج ،مقترذففات للهففد م ف مظففاهر
االنهراف ) ،طبقت على جميع مدير ومرشد و معلمفأ المفدار اللانةلفة الهنةميفة بمدينفة
ففي مظففاهر االنه فراف األمنففأ فففأ المرتبففة األولففى الرلففاض ،وأسففارت نتففائج الد ارسففة أو م ف
التاهففير ،والتففدخي والمعاكسففات و المشففاجرات ففي ال ففنب والهففروب م ف المنففزل والمدرسففة
ففي أسففباب مظففاهر االنهفراف الانففر رفقففاي السففةي ،اهمففال البيففت والمنففدرات .فففأ ذففي مف
،االستندا الغير مقن األنترنت وكذا وجةد فرو ذات داللة إذصائية ي المتةس ات ذةل
درجة انتشفار أسفباب ومظفاهر االنهفراف األمنفأ ففأ االوسفال الشفبانية تعفزى لمتغيفر المسفمى
الةظياأ تعزى لمتغير المسمى الةظياأ .
ود ارس ففة زراقةةةة )2005اس ففتهدفت معرف ففة العند ففة ففي األسف فرة والس ففلة االنه ارف ففأ لله ففدع
)94فقفرة ،طبقفت علفى عينفة المراهقة ،ودامت الباذث بناي استبانة تقيس ذلك منةنفة مف
دةامها )110تلميذ و )46ذدثا،وتةلت الدراسة :تةجفد عندفة طردذفة في طبيعفة العندفات
األسف فرلة واالنهراف،كم ففا تب ففي أو هن ففا ف ففرو ذات دالل ففة إذص ففائية ففي المجم ففةعتي فيم ففا
ذنففف كل فرة الشففجار ففي الةالففدي و اإلخففةة و عففد تلبيففة ذاجففات الهففدع ،ورفففأ األعمففال
التأ ذهبها و الشعةر بعد الرابفة و التقبفل مف طفرف األهل،وكفذا وجفةد ففرو جةهرلفة ذات
دالل ف ف ة إذصف ففائية ف ففي المجمف ففةعتي فف ففأ مف ففا ذنف ففف العندف ففة ف ففي الةالف ففدي و االشف ففت ار فف ففأ
الق اررات،ووجففةد فففرو ذات داللففة إذصففائية ففي المجتمففع فففأ مففا ذنففف المظهففر الجسففمانأ
ووجففةد فففرو ذات داللففة إذصففائية ففي المجتمففع فففأ مففا ذنففف الرعاذففة العاطايففة و الهففب و
االهتما .
253 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
تعقيب على الدراسات السابقة :بعد أو تي عرض الد ارسفات السفابقة نلهفو جةانفب عفدة مف
تلففك الد ارسففات ومففا تناولتففج مف مةضففةعات ،ومففا اسففتندمتج مف أدوات ومففا تةكففلت إليففج مف
نتائج ذيث تنةعت الدراسات منها علفى علفى المسفتةى العربفأ ،والمهلفأ ،واختلافت مف ذيفث
المةضففةعات والم ففنهج المسففتند ،والعين ففة ،والمجتمففع ومف ف خففنل ع ففرض الد ارسففات الس ففابقة
.ودفد أففاد ننذو ب و معظي الدراسات السابقة أشارت إلى مظاهر وأسباب مظاهر االعنف
الباذلاو م الدراسات السابقة فأ ت ةلر أداة الدراسة الهالية ،وتاسير النتفائج ،أمفا عف تميفز
الدراسة الهالية ع الدراسات السابقة كةنها الدراسة األولى التأ ت بل على المدار اللانةلفة
بمدينة المسيلة بالجزائر ،وعلى عينة م أساتذتها.
وخنك ففة ماس ففبل ،لق ففد أان ففت الد ارس ففات العربي ففة معلةم ففات الب ففاذلي ،مف ف ذي ففث تق ففدذي
النلاية النظرلة الةاسعة ،وهذا ب بيعة الهال ذنمف دورهفا ففأ تعزلفز الد ارسفة الهاليفة وإن فا
مسففاراتها ،راففي وجففةد االختنفففات فففأ األهففداف أو األدوات أو األسففاليب،إو لتنففة الد ارسففات
لففدى الشففاب ،لففذا فقففد أكسففت السففابقة وتناولهففا مظففاهر كلي فرة م ف المظففاهر المتعلقففة بففالعن
ففأ الباذلاو سعة فأ اإلطن على كفل جةانفب الد ارسفة فيمفا يتعلفل مظفاهر وأسفباب العنف
المدرسة اللانةلة.
)72أسففتاذا ففبعأ ثانةلففات عينةةة الدراسةةة:تنةنففت عينفة الد ارسففة فففأ كففةرتها النهائيفة مف
مدينففة مسففيلة م ف المجمففة األكففلأ وتبلففغ نسففبتج ف ف ،)٪10.28وبمففا أو البهففةع الةكففاية
تمت ففاا بف ف و عيناته ففا تن ففةو كبيف فرة ونظف ف ار الس ففتهالة الج ففرد الش ففامل لقل ففة الةد ففت ،ت ففي اختي ففارهي
بال رلقة العشةائية البسي ة.
254 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
255 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
ثبةات األداة:تففي الت كفد مف ثبففات األداة عف طرلففل ذسفاب االتسفا الففداخلأ للاقفرات باسففتندا
معادلففة ألاففا كرونبففا ،ودففد تفراوح اللبففات األداة كنففل ، )0.617وهففذا يففدل علففى اللبففات الجيففد
لألداة .
مفتاح التصحيح :تي االعتماد على المعيار التالأ للهني علفى تقفديرات المتةسف ات الهسفا ية
وتي تقسيي درجات التقدير الى ثنع مستةلات مرتاعة ،متةس ة ،مننا ة ) باالعتمفاد علفى
المعادلة التالية :
الهد األعلى للبدائل – الهد األدنى للبدائل /عدد المستةلات = 1.33=3/1-5
المدل األول 2.33=1.33+1:
المدل الياني 3.67=1.33+2.34:
المدل اليالث 5 = 1.33+3.68:
فتصبل التقديرات بعد ذلك كالتالأ :
)2.33مبش اًر مننا اً. -1أدل م أو ذساو
)3.67مبش اًر متةس اً. )2.34وأدل م -2أكبر م أو تساو
)3.68مبش اًر مرتاعاً . -3أكبر م أو تساو
رن ف ففامج )SPSSلتهلي ف ففل ومعالج ف ففة البيان ف ففات المعالجةةةةةات اإلحصةةةةةائية :ت ف ففي اس ف ففتندا
ح) ،معامففل االرتبففال يرسففةوT-test، إذصائياً،المتةسففر الهسففا أ )،االنهفراف المعيففار
،تهليل التباي األذاد .
عرض النتائج ومناقشتها فأ ما ذ تأ عرض للنتائج وفقاً لتسلسل تساؤالت هذه الدراسة:
256 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
ففأ أوسفال ال فنب يت ل م الجدول ردي )02ما يلأ :أو درجة انتشار أسباب العنف
مف وجهففة نظففر األسففاتذة بمدينففة المسففيلة جففايت فففأ المرتبففة األولففى درجففة عاليففة ذيففث لففغ
المتةس ففر الهس ففا أ ل ففج )3.66ينم ففا ج ففاي مه ففةر األس ففباب المظ ففاهر ف ففأ المرتب ففة اللاني ففة
بمتةسر ذسا أ لغ )3.27ووفقا للمهك الذ وضفعج الباذلفاو ففاو درجفة انتشفار مظفاهر
فأ أوسال ال نب م وجهة نظر األساتذة بمدينة المسيلة كانت درجة متةس ة . االعن
كما تي ذساب المتةس ات الهسا ية واالنه ارففات المعيارلفة لنفل الاقفرات ولنفل فقفرة علفى ذفدة
فأ كل مجال .
المتوسططططططططططططططططططط االنحطططططططططططططططرا
الرتبة الدرجة المظاهر الرقم
المعياري الحسابي
المشططططططططاجرات بططططططططين
2 عالية 1.185 3.68 05
التالميذ
257 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
التحطططططططري الجنسطططططططي
7 متوسطة 1.252 3.15 09
واالغتصاب.
يت ل م الجدول )03أو مجال المظاهر ذصل على متةسر ذسفا أ دفدر ف
)3.27وهفذا يفدل علففى :أو درجفة انتشفار مظففاهر االنهفراف ففأ أوسففال ال فنب مف وجهففة
نظففر األسففاتذة بمدينففة المسففيلة جففايت درجففة متةسف ة ،إال أو بعففأ المظففاهر ذصففلت علففى
درجففة عاليففة " الت ففاول ".علففى أعلففى متةس ففر فقففد ذسففا أ دففدر )3.71وانه فراف معيففار
)1.316ث ف ففي يلي ف ففج المش ف ففاجرات ف ففي التنمي ف ففذ بمتةس ف ففر د ف ففدر )3.68وانهف ف فراف معي ف ففار
) 1.185ولع ففزو الباذل ففاو ذل ففك لعند ففة المعلم ففي بالتنمي ففذ أكل ففر بإعتب ففارهي الائ ففة المعني ففة
ت اول ال نب عليهي سةاي أكاو لاظيا كاالهانة والشتي ،أو كفاو الت فاول فعليفا كال فرب أو
الها األذى بالجسد أو الممتلنات .
وجففةد و تتاففل نتففائج الد ارسففة الهاليففة مففع د ارسففة الشففهب ).2000الففذ اكتش ف
اللاظفأ والاعلففأ المشفاجرات في ال فنب أناسففهي أو في المعلمفي وال لبففة الت فاول و العنف
أو ففي ال ففنب وأذف ففد أطف فراف العملي ففة التعليميف ففة فف ففأ المغفففرب .وكف ففذا م ففع د ارس ففة السف ففميل
)2005وال ف ففذ ذ ف ففدد درج ف ففة انتش ف ففار مظ ف ففاهر االنهف ف فراف األمن ف ففأ المتملل ف ففة ف ف ففأ الت ف ففاول
والمشففاجرات ففي ال لبففة نسففبة انتشففار كبي فرة ففي أوسففال ال ففنب م ف وجهففة نظففر المعلمففي
والمرشدي .
258 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
المتوسططططط االنحطططططططططططططططططططرا
الرتبة الدرجة األسباب الرقم
المعياري الحسابي
يت ففل م ف الجففدول )4أو مجففال األسففباب ذصففل علففى متةسففر ذسففا أ دففدر ف ف
ففأ أوسفال ال فنب مف وجهفة نظفر )3.69وهذا يدل على أو درجفة انتشفار أسفباب العنف
األسففاتذة بمدينففة المسففيلة جففايت درجففة عاليففة ،إال أو بعففأ المظففاهر ذصففلت علففى درجففة
عاليف ففة " رفقةةةةاء السةةةةوء ".وعلف ففى أعلف ففى متةسف ففر ذسف ففا أ دف ففدر ف ف ف )4.07وانه ف فراف معيف ففار
.)1.053ولففر الباذلففاو أو هففذا العامففل ينبففا بن ففةرة تتبففع الرفقففاي وخاكففة رفقففاي السففةي
،ولعل هذا ذساهي فأ التنشئة االجتماعية فم شب على شأي شاب عليج
259 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
و تتال نتائج الدراسة الهالية مع م امي القرلو النرلي والسنة النبةلة هذاو األخيفراو
مف اللففذاو رك ف از بشففنل كبيففر علففى هففذا الجانففب لم ف يرلففد الاففنح والنجففاح بعيففدا ع ف العن ف
خنل القدوة الهسنة.
-هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين وجهةات نظةر أفةراد عينةة الدراسةة إزاء أ درجةة
انتشار مظاهر وأسباب العنف في أوساط الطالب من وجهة نظةر األسةاتذة بمدينةة المسةيلة
تعزل لمتغير الجنس ؟
)ONE WAY ANOVA لإلجابة ع هذا السبال تي اذجاد تهليل التباي األذاد
جدول رقث :)05يبين نتائج تحليل التباين األحاد الختبار الفروق في درجة انتشار
مظاهر وأسباب العنف في أوساط الطالب من وجهة نظر األساتذة بمدينة المسيلة تعزل
لمتغير الجنس .
تشير النتائج فأ الجدول ردي )05إلى عد وجةد فرو ذات داللة إذصائية عند مستةى
الداللة )α=0.05ي متةس ات استجابات أفراد عينفة الد ارسفة ذفةل درجفة انتشفار مظفاهر
فففأ أوسففال ال ففنب م ف وجهففة نظففر األسففاتذة بمدينففة المسففيلة تعففزى لمتغيففر وأسففباب العن ف
الجنس ،.وذلك استنادا إلفى دفيي ف) المهسفةبة فهفأ ايفر دالفة إذصفائيا عنفد مسفتةى داللفة
،)α=0.05ولعفزو الباذلفاو ذلففك إلفى كففةو أففراد العينفة ذكففة ار أو إناثفا ال ذنتلاففةو ففأ وجهففة
نظرهي ولقروو ب و:
ف ففأ أوس ففال ال ففنب مف ف وجه ففة نظ ففر ه ففي اي ففر -درج ففة انتش ففار مظ ففاهر وأس ففباب العنف ف
منصصة لجنس معي فن تميفز في الفذكر واألنلفى ففأ ذفدة انتشفار الظفاهرة واسفتاهالها ففأ
260 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
الةسففر ال ن ففأ ،وعليففج إو كافففة االسففاتذة لففديهي مصففدادية فففأ تهديففد درجففة انتشففار مظففاهر
ذكر/أنلففى) درجففة عاليففة لنففةنهي لففديهي ناففس المعففايير وناففس مففع كففل مف الجنسففي العنف
التةجج والقيي .
261 ديسمبر2017
درجة انتشار مظاهر وأسباب العنف ... د / .نوال بوضياف /خيرالدين بن خرور
الهوامش:
كالل،اإلدارة المدرسية ودورها التربة فأ مةاجهة المندرات -.الرلاض ،ل،2001،،1 المني ،مهمد -1
.ص. 114
- 2المرجع نفسه ،ص. 129
- 3المندالو ،مهمد أذمد ،مشننت المراهقي واالنهرافات اير الةاعية _.دار الهاد لل باعة والنشر
والتةالع ،يروت . 2001 ،ص. 251
-- 4المندالو ،مهمد أذمد ،المرجع ناسج .ص25
- 5ناس المرجع .ص. 26
-انظر (Http://www.starties.com.13:00.17/03/2012): 6
- 7ا ارردة ،فيروا مامأ ،مهاضرات فأ علي اجتما التربية -.دار هاي الدي للنشر و التةالع ،الجزائر،
ل .2008، 1ص.126
-8خلي ففل مينائي ففل مع ففةض ،س ففينةلةجية النم ففة و ال اةل ففة و المراهق ففة -.دار الان ففر الج ففامعأ ،االس ففنندرلة ،
ل ،2د ) ،ص.149
- 9مهمد جا ر سامية ،االنهراف و المجتمع ،مهاولة لنقد نظرلة علي االجتما و الةادع االجتماعأ -.
االسنندرلة ،دل .1994،ص94
- 10كندة تميي ،العةامل المبدذة النهراف االذداع د لة االرشاد االجتماعأ ) دسي علي االجتما -،كلية
االداب و العلة االنسانية ،جامعة دمشل ،بهث منشةر .2005 ،ص.46
- 11مهمد جا ر ،سامية ،االنهراف و المجتمع ،مهاولة لنقد نظرلة علي االجتما ،الةادع االجتماعأ -.
االسنندرلة،دل . 1994 ،ص. 121
- 12كندة تميي ،مرجع سا ل .ص.47
- 13مهمد جا ر ،سامية ، )1994االنهراف و المجتمع ،مهاولة لنقد نظرلة علي االجتما و الةادع
االجتماعأ ،دل ،االسنندرلة ،ص.126
–كندة تميي ،مرجع سا ل .ص 4814
ص15.161 -مهمد جا ر سامية،مرجع سا ل .
262 ديسمبر2017
العدد 03 مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر
ملخص:
يعد االختطاف من الجرائم الخطيرة التي تعاني منها العديد من الدول خاصة النامية
منها ،ومن صور الخطف نجد جريمة خطف األطفال وقتلهم ألغراض غير مشروعة التي
ازداد انتشارها في المجتمع الجزائري ،وتتجسد خطورتها في التعدي على حرية الطفل وبما
يرتبط بها من جرائم أخرى كالمتاجرة باألعضاء البشرية واالستغالل الجنسي .مما لفت أنظار
الباحثين والمختصين في شتى المجاالت لدراسة هذه الظاهرة للوقوف على أسبابها والعوامل
المؤدية النتشارها وللبحث عن طرق للحد منها والعمل على وقاية المجتمع من آثارها
السلبية.
الكلمات المفتاحية :االختطاف ،األطفال ،اختطاف االطفال
Abstract:
Kidnapping is considered one of the serious crimes of many
countries, especially developing ones. Kidnappings and killings of
children for illegal purposes, which have become increasingly
prevalent in Algerian society, their seriousness is reflect of the
freedom of the child and related crimes such as trading in human
organs and sexual exploitation. Drew the attention of researchers and
specialists in various fields to study this phenomenon.
Keywords : Kidnapping, children, children Kidnapping
مقدمـــــــــة:
الجريمة ظاهرة إنسانية عرفها اإلنسان منذ القدم ،بمختلف أشكالها وأنماطها ،وقد
بحث العلماء بمختلف تخصصاتهم في أسبابها وطرق عالجها وسبل الوقاية منها.لكن هذه
األخيرة تطورت وتفاقمت نتائجها التي أثقلت كاهل المجتمع ،ومن بين أخطر تلك الجرائم
جرائم خطف األشخاص أين يقوم المجرم بالتعدي على حرية األشخاص وعلى حق الفرد
في الحياة وحقه في التمتع بالحرية دون قيد أو شرط ،وقد تنامت هذه الظاهرة بشكل ملفت
للنظر لتمس شريحة األطفال مما سبب زعزعة في استقرار وأمن المجتمع وأقلق راحة
األولياء خوفا على أطفالهم.
وفي هذه الورقة البحثية سنحاول إلقاء الضوء على جريمة خطف األطفال من خالل تحديد
تعرفها ،أسبابها وعوامل انتشارها ،أغراضها وخصائصها ،وأخي ار مدى انتشارها في المجتمع
الجزائري.
-1مفهوم جريمة اختطاف األطفال:
وتعتبر جريمة الخطف من الجرائم المهمة والخطيرة التي عاقبت القوانين القديمة والحديثة
مرتكبيها بأشد العقوبات فشريعة حمورابي قبل آالف السنين نصت في المادة الرابعة عشر
منها ( إذا اختطف رجل ابن رجل صغير فانه يقتل )
والشريعة االسالمية حرمت اختطاف المسلم وغير المسلم واحتجازه لتلبية مطالب
مشروعة وغير مشروعة واستخدام هؤالء الرهائن كوسيلة فقط ألغراض سياسية أو غيرها وان
اختطاف المدنيين واحتجازهم يعتبر نوع من أنواع البغي الذي نهى هللا عنه وحرمه كأنه
3
يتنافى مع مبادئ العدل والرحمة التي جاء بها اإلسالم لإلنسانية .
أما بالنسبة لموقف الفقه من تعريف االختطاف فقد وردت العديد من التعريفات اخترنا منها
ما يلي :
عرف األستاذ عبد الوهاب عبد هللا أحمد المعمري مصطلح االختطاف على أنه" :األخذ
السريع باستخدام قوة مادية أو معنوية أو عن طريق الحيلة واالستدراج لما يمكن أن يكون
محال لهذه الجريمة وإبعاده عن مكانه أو تحويل خط سيره بتمام السيطرة عليه".
ويعرفه األستاذ كمال عبد هللا محمد ":هو األخذ السريع باستخدام كافة أشكال القوة أو بطريق
التحايل أو االستدراج لما يمكن أن يكون محال لهذه الجريمة وإبعاد المجني عليه من مكانه
أو تغيير خط سيره وذلك بإتمام السيطرة عليه دون الفصل بين الفعل وبين الجرائم الالحقة له
بغض النظر عن كافة الدوافع".
االختطاف اصطالحا :تعددت التعاريف المعطاة لالختطاف بحسب االتجاهات المختلفة
التي تناولت المصطلح وسنعرض بشيء من التفصيل آراء العلماء على اختالف مشاربهم
العلمية لمصطلح االختطاف:
-االختطاف عند علماء النفس :يعرف االختطاف من وجهة نظر نفسية إحداث الفزع عند
االعتداء على الضحية برضاها أو دون رضاها ويرتبط الخطف دائما باألطفال والنساء أو
المولى عليه أو عليها ويكون ذالك قص ار وعنوة.
-االختطاف عند علماء االجتماع :يرتبط مفهوم االختطاف عند علماء االجتماع بإنقاص
الذوات االجتماعية وكلمة إنقاص ال تعني بالضرورة الموت أو القضاء على الشخص
المختطف بل تحمل معاني اإلنقاص تعطيل الدور االجتماعي لألفراد أو تعطيل الدور
االقتصادي لألشياء .والدور االجتماعي هنا هو ما يقوم به األفراد من واجبات تجاه المجتمع
واآلخرين ومن هنا فإن علماء االجتماع يعتبرون االختطاف ظاهرة تدخل ضمن تخصص
علم اجتماع الجريمة
واالنحراف وقد تفيد جدا في المجال السياسي كظاهرة إعالمية وسياسية تكون ذات معنى عند
البعض وتحمل دالالت عند البعض اآلخر.4
أما قانونا فمفهوم االختطاف في التشريع الجزائري على أنه ذلك االعتداء المتعمد على
الحرية الفردية للشخص ،وذلك بحجزه وتقييده بعد خطفه من مكان تواجه ونقله إلى وجهة ال
5
يعلمها ،سواء باستعمال القوة أو العنف أو بدونهما لمدة قد تطول وقد تقصر.
وقد جاء في المادة 326من قانون العقوبات الجزائري ":كلمة خطف أو أبعد قاص ار لم يكمل
الثامنة عشر وذلك بدون عنف أو تهديد أو تحايل أو شرع في ذلك فيعاقب بالحبس لمدة من
سنة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية من 500إلى 2000دج.
ومن هنا البد من توفر عنصرين:
*الضحية:حيث اشترطت المادة 326أن تكون الضحية قاص ار لم تكتمل الثامنة عشره ،وال
يهم إن كانت ذك ار أو أنثى.
6
*المظاهر المادية :وتتمثل في فعل الخطف أو األبعاد بدون عنف أو تهديد أو تحايل.
وقد اقترحت مفوضية األمم المتحدة التعريف العملي التالي ":االختطاف هو نقل طفل دون
الثامنة عشر أو حجزه أو القبض عليه أو أخذه أو اعتقاله أو احتجازه أو أسره ،بصفة مؤقتة
أو دائمة ،باستعمال القوة أو التهديد أو الخداع بغية إلحاقه بصفوف قوات مسلحة أو
7
جماعات مسلحة أو إشراكه في القتال أو استغالله في األغراض الجنسية أو العمل القسري"
أسباب انتشار جريمة اختطاف األطفال. -1
إن جريمة اختطاف األطفال يرجع وجودها إلى عوامل متعددة نظ ار لطبيعة هذه الجريمة
ويمكن أن نجملها من خالل الفروع التالية:
الفرع األول :العامل النفسي كسبب النتشار جريمة اختطاف األطفال.
يقوم التفسير النفسي للقيام بالسلوك اإلجرامي وبفعل االختطاف تحديدا على أساس أن الصلة
تعود أساسا إلى الخلل واالضطراب في التكوين النفسي ،حيث يكون الفاعل مصاب بأمراض
نفسية وعقلية و تحت ضغوطات نفسية وانفعاالت فكل فعل إجرامي حسب علماء النفس ما
هو إال داللة وتعبير عن صراعات نسبية تدفع صاحبها إلى الجريمة ،خاصة الدوافع
8
الالشعورية.
وما هو مالحظ أيضا أن حوادث االختطاف التي تكون تحت تأثير العامل النفسي يرتكبها
الجاني بمفرده ،وفي جريمة اختطاف األطفال تتدخل مجموعة من الدوافع للقيام بهذه الجريمة
المثيرة،كدافع االنتقام كما قد يكون وراء ذلك هو إشباع الغرائز الجنسية ،واألهم الضمير
األخالقي أصابه الشذوذ والضعف جراء سوء العالقات و اإلشباع البيولوجي والتجارب
الصادمة المؤلمة 9.ومن بين العوامل أيضا نجد:
االنتقام:هناك من األفراد من ال يتوان عن ارتكاب سلوكات إجرامية في سبيل إشباع ✓
الميل إلى االنتقام ومما يفسر الجريمة واالنحراف أيضا التشبع بتقاليد سائدة في الوسط
10
المحيط تجعل العنف أسلوبا للشجاعة.
و يتميز هذا النوع من االختطاف بأنه يأخذ وقتا طويال في تنفيذه أو قد يكون لمدة قصيرة
ألن األرجح و الغالب هو طول المدة ألن المنتقم يبقى لسنوات يترصد بفريسته ،وفي هذه
الحاالت غالبا ما يكون األطفال عرضة لها .ويكون الهدف هنا هو تحقيق هدف و طمع
نفسي و هو الثأر.
وهناك نوع آخر بارز من االختطاف االنتقامي وهو الذي يكون في حالة الطالق في حالة
الزواج المختلط ،والزواج المختلط هو زواج جزائري أو جزائرية بطرف أجنبي .وتتمثل العملية
في قيام أحد األطراف بخطف األوالد ،والعودة بهم إلى بلده وحرمان الطرف اآلخر منهم.
وعرفت هذه الظاهرة انتشا ار فائقا بسبب تزايد الهجرة مما أدى إلى ارتفاع عدد األطفال
المخطوفين .مع العلم أن نسبة الجزائريين تشكل نسبة مرتفعة في الدول األجنبية خاصة
األوروبية منها .وتعد مسالة الطالق في الزواج المختلط مشكلة مؤلمة خاصة مع الدول التي
تعتمد تطبيق القانون اإلسالمي في األحوال الشخصية بحيث يأخذ الطفل أغلب األحيان
جنسية األب ،و هو ما يحدد القانون الواجب التطبيق.
وال بد من اإلشارة أن مثل هذا الفعل اإلجرامي يخلف آثا ار سلبية على شخصية الضحية
وعلى اثر هذا يقول الطبيب النفساني" هيرفي شابليبه" " :إن اختطاف الطفل يعد فعليا
احتجاز رهينته مما يدخل الطفل في حالة من الهشاشة النفسية وقت حدوث المشكلة وكذلك
مستقبال" وبهذا يكون اختطاف األبناء فعال انتقاميا محضا ،يهدف إلى إبداء الطرف الثاني
11
بإبعاده عن فلذات كبده و االستحواذ على الحضانة.
✓ فعل األذى حبا باألذى :يتوافر ذلك عند المراهقين ألنهم يشعرون باالرتياح والمتعة
في إيذاء اآلخرين.
✓ الغيرة :قد تكون السبب وراء عدة جرائم.
✓ الشعور بالقص الجسماني أو النفسي :قد تتكون الجريمة من مركب النقص لدى
الفرد ،إذ يشعر أنه أقل شأنا من اآلخرين بعيب جسدي أو نفسي فيقابل بالعنف كل
من يعتقد أنهم يوجهون له اإلهانات بسبب هذا العيب
✓ الغرور:هناك بعض أعمال العنف و الجريمة ترتكب من قبل أفراد يتميزون بالغرور
12
مما يجعلهم شغوفين بممارسة العنف.
دافع االعتداء الجنسي: ✓
وهو عملية االختطاف الذي يكون الدافع منها االعتداء جنسيا على المخطوف ،ويكون
أكثر عرضة له األطفال ،وهذا ما تؤكده نسبة األطفال المختطفين يوميا في الجزائر
حيث يتم العثور على جثث أغلبهم معتدى علهم جنسيا ،مقتولين حتى ال يتمكنوا من
التعرف على الفاعل.
و هذه الظاهرة ليست إال مرضا نفسيا ناتجا عن الكبت االجتماعي الحاصل في مجتمعنا
حيث تفشت هذه الظاهرة بكثرة وبشكل مبالغ في أوساط مجتمعنا اإلسالمي خاصة ما يعرف
بالشذوذ الجنسي ) ) Les pédophilesمع العلم أنها ظاهرة عربية عنه قادمة من البلدان
الغربية .و هذا ناتج عن مجموعة من المؤشرات في المجتمع الجزائري والتي من الممكن أن
تكون قد ساهمت في إيجاد هذه الظاهرة .في مقدمتها ما أطلق عليه بالتحدي الحضاري
ويعد هذا الناتج من سلبيات العولمة ،واألمراض و العقد النفسية و األزمات األخالقية
المغذي األساسي لهذه الجريمة ،وهذا ما يجعل الجريمة عابرة لألوطان ،وغياب ثقافة
13
التبليغ وترتب الثقافة الالمباالة و األنانية مغذي ثانوي لها.
هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن ضحايا االختطاف يتميزون بخصائص تجعلهم فريسة
سهلة منها طبيعة هذه المرحلة التي يتميز الطفل فيها بقلة الوعي واإلدراك ،وبالتالي سهولة
خداعه والتغرير به.
فالمشاكل التي قد تعانيها األسرة من تفكك وانفصال الوالدين ما ينتج عنه إهمال الطفل وعدم
رعايته إضافة إلى جهل األبوين بأساليب التربية السليمة فالمعاملة القاسية أو التدليل المفرط
14
سيؤثر مباشرة في تكوين شخصية الطفل .
هذا من جهة كما نجد أن للمستوى المعيشي المتدني أثر في دفع األفراد إلى ارتكاب الجرائم
بحثا عن المال كاختطاف األطفال من األسر الثرية طلبا للفدية ،كما نجد أن البيئة المدرسية
لها دور كذلك في إنتاج المجرمين حيث أكدت الد ارسات أن أغلب المجرمون هم من ال
يستطيعوا التكيف مع البيئة المدرسية ،وهذا نتيجة سوء المعاملة التي يتلقاها من معلميه.كما
أثبتت الدراسات تأثير جماعة الرفاق في سلوك الفرد فالسلوك اإلجرامي ينجم عن مخالطة
أصدقاء منحرفين.
كما أن التطور التكنولوجي ودخول األنترنت كل بيت تقريبا كان من بين أهم أسباب انتشار
15
الجريمة.
الفرع الثالث :االنحالل األخالقي والديني كسبب لجريمة اختطاف األطفال.
إن انهيار القيم األخالقية له أسوأ األثر في المجتمعات ما يرفع معدل الجريمة ويسهل على
األفراد ارتكابها كون ليس لديه قيم أخالقية تمنعه من القيام بذلك،وغياب الوازع الديني من
أكبر وأخطر األشياء التي تؤدي الرتكاب الجريمة ،فال رادع لإلنسان يرجعه عن ارتكابها،
فالوازع الديني أقوى شيء ممكن يمنع اإلنسان من ارتكاب الجرائم ،كما قيل قديما على يد
أحد الفالسفة الغربيين " الدين أفيون الشعوب" ،أي يؤثر فيهم حتى درجة التخدير فينصاعون
ألحكامه دون تفكير ،فال أحد يقوى على مخالفة تعاليم دينه ،فالوازع الديني أقوى ما يمكن أن
يمنع اإلنسان من ارتكاب الجريمة ،ومنه انهيار الوازع الديني هو فتح المجال للقيام بالجرائم
دون رادع حتى و إن كانت القيام بخطف طفل واالعتداء على حريته وعلى كافة حقوقه...
الفرع الرابع المتاجرة باألعضاء البشرية:
وتعد هذه الجريمة ظاهرة جديدة عرفت فقط مع بدايات القرن الواحد و العشرين ،ولم يكن لها
سابقة قبل ذلك و ذلك يعد التطورات التي عرفها المجال الطبي و الجراحي حاليا .حيث
اتخذت بعض الجماعات المحترفة هذه العمليات أسلوبا لالسترزاق من خالل المتاجرة
باألعضاء البشرية ،حيث غالبا ما تكون األعضاء المستأصلة من الضحية :القلب ،الكليتين،
العينين .............وهذا النوع من العمليات يتطلب دراسات و إمكانيات جثيمة ،لذا فهي
16
تدخل في إطار الجريمة المنظمة ،والناس الواقفين عليها ليسوا بأناس بسطاء.
أ/جريمة خطف طفل حديث الوالدة :وهي كل من خطف طفال حديث العهد بالوالدة أو
إخفاءه أو إبداله بغيره أو عزاه إلى غير أمه ،والعقوبة في مثل هذا النوع من الجريمة تختلف
بناءا على حياة الطفل إذا كان حيا أو ميتا.
ب /جريمة خطف طفل من غير تحايل وال إكراه:
وهي كل من خطف طفال من غير تحايل وال إكراه بنفسه أو بواسطة غيره.
ج /جريمة خطف طفل بالتحايل أو اإلكراه:
وهي كل من خطف طفال بالتحايل واإلكراه أو أخفاه أو انتزعه من مكانه الذي وضع فيه
18
تحت رعاية متوليه لإلشراف عليه باإلكراه أو التحايل.
انتشار جريمة اختطاف األطفال في المجتمع الجزائري: -4
لقد تنامت جريمة اختطاف األطفال بشكل مطرد في العديد من المجتمعات العربية ،خاصة
بعد التغيرات التي شهدها العالم العربي في مساره السياسي أو االقتصادي،و الجزائر كدولة
في المحيط العربي ،وبعد تعرضها لمجة إرهاب عنيفة دامت أكثر من عشر سنوات ،ونتيجة
عدم استق ار اقتصادها واضمحالل دور المدرسة ومؤسسات المجتمع المدني في التربية
والتوعية ،وتراجع دور األولياء في الرعاية والتربية والمراقبة ساهم بشكل كبير في تنامي
ظاهرة اختطاف األطفال ،حتى غدت في السنوات األخيرة ظاهرة حركت المجتمع المدني
وطبقاته السياسية ،وفيما يلي عرض لتطور هذه الظاهرة في المجتمع الجزائري:19
سنة 2000شهدت تسجيل 28حالة اختطاف تمت في شهر واحد ،وسنة 2002تم تسجيل
اختطاف 117حالة منهم 71فتاة كل يوم ومنه نرى أن الفتيات هن أكثر استهدافا.
أما في سنة 2004فان عدد األطفال هذا قد تضاعف ليصل ، 168غير أن المصالح
المختصة سجلت 41حالة اختطاف تمت في غضون األربعة أشهر األولى من عام .
2008
ومن دون شك أن هذه األرقام عرفت تطو ا ر مذهال بحيث نجد سنة 2000و 2002أن
العدد قد تضاعف.مما يزيد عن خمسين مرات وهو أمر ينذر بالخطر.
وإذا ما قارنا استفحال الظاهرة مع سنة 2004فإننا نجد أن الرقم يتطور بزيادة تقدر ب45
حالة اختطاف جديدة.
وان إحصائيات مصالح األمن تشير إلى تسجيل 14حالة اختطاف منهم األطفال خالل
شهر جانفي سنة 2008من بينهم 9بنات و 5ذكور ،عادوا إلى أسرهم وأضافت ذات
المصالح أن الضحايا تعرضوا في مجملهم لالعتداء الجنسي.
800طفل اختطف في الجزائر خالل خمس سنوات بين 2009-2005أغلبهم انتهكت
أعراضهم.
تسجيل أكثر من 2000حالة اختطاف أطفال خال سنة ،2010وقد تبين أن %3من
20
االختطافات دافعها السحر والشعوذة.
كما سجلت المصالح األمنية منذ سنة 2001إلى 2012أكثر من 900حالة خطف
األطفال تتراوح أعمارهم بين 4و 6سنوات ،وسجلت في هذا إلطار مصالح األمن سنة
52 2015حالة اختطاف لألطفال بينهم 22طفال تعرضوا للقتل ،وعلية تصبح الحصيلة
21
منذ 2014إلى 247 2015طفل تعرضوا للخطف.
خاتمة:
تعتبر جريمة اختطاف األطفال من الجرائم الخطيرة الدخيلة على مجتمعنا الجزائري ،كونها
تحدث تأثي ار بالغا على الفرد والمجتمع والدولة ،وهي من الجرائم المعقدة التي ال يمكن فهمها
إال من خالل التعمق أكثر في دراسة المجتمع الجزائري ،وللحد من هذه الجرائم البد من
التعامل بحزم مع المجرمين والعمل على نشر الوعي ألخالقي داخل المجتمع وإشراك جميع
مؤسسات المجتمع المدني في إيجاد سياسة وقائية لمنع تفاقم الظاهرة أكثر في مجتمعنا.
الهوامش:
5
-فاطمة الزهراء جزار .مرجع سابق .ص .24
6
-فوزية مصبايح.ظاهرة اختطاف األطفال في المجتمع الجزائري( بين العوامل واآلثار) .أعمال المؤتمر
الدولي السادس :الحماية الدولية للطفل -طرابلس.2014/11/22/20-
-تقرير مفوضية األمم المتحدة لحقوق االنسان عن اختطاف األطفال في إفريقيا .ص.5 7
8
-محمد عل سكيكر .العلوم المؤثرة في الجريمة والمجرم .دار الفكر الجامعي .مصر .2008 .ط .1ص
102-100
9
-فوزية مصبايح .مرجع سابق.
10
-فوزي أحمد بن دريدي.العنف لدى التالميذ في المدارس الثانوية الجزائرية.جامعة نايف للعلوم األمنية.
السعودية .2011.ص134
11
-عصام ملكاوي .مرجع سابق.
12
-فوزي أحمد بن دريدي .مرجع سابق .ص .134-133
13
-عصام ملكاوي .مرجع سابق.
14
-فاطمة الزهراء جزار .مرجع سابق .ص .31-32
15
-أبحاث الندوة العلمية السادسة.النظريات الحديثة في تفسير السلوك اإلجرامي.جامعة نايف للعلوم
األمنية.السعودية .1957.ص 111-109
16
-عصام ملكاوي .مرجع سابق.
17
-فوزية مصبايح .مرجع سابق.
18
-مركز الدراسات والبحوث.مكافحة االتجار باألشخاص واالعضاء البشرية.جامعة نايف للعلوم األمنية.
السعودية.ط .1.2005ص 109-92
19
-محمد الصالح روان .جريمة االختطاف وعقوبة االعدام .إشكالية فضاعة جريمة قتل الطفل المختطف
وتجميد تنفيذ عقوبة اإلعدام في قانون العقوات والقانون الدولي لحقوق اإلنسان .دفاتر السياسة والقانون .العدد
.2017 .18ص 258
20
-فاطمة الزهراء جزار .مرجع سابق .ص 130
21
-محمودي قادة .االجراءات الجزائية الخاصة بمكافحة جريمة خطف األطفال .مجلة أفاق للدراسات
القانونية المقارنة .سعيدة .الجزائر .العدد .206 .،1ص .13
الملخص:
الفقه هو علم ينظم المجتمع البشري عامة ،ويعد أحد أهم خصائص األمة اإلسالمية،
تعددت مذاهبه وأشهرها المذاهب األربعة :المذهب المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي،
لعل أبرزها المذهب الظاهري .هذا األخير موضوع
إضافة إلى المذاهب المندثرة (المندرسة) و ّ
دراستي .وفيها سأحاول أن أعرف بالمذهب موضحا نشأته وأصوله ،ودور مناظرات ابن حزم
في انتشاره في بالد االندلس .
الكلمات المفتاحية :الفقه ،األمة اإلسالمية ،المذاهب ،المذهب الظاهري.
.
Abstract :
Fiqh is a science which regulates human society in general, and
it is one of the most important characteristics of Islamic nation. Its has
numerous doctrines , the famous one are Al-Maliki, AL Hambali, Al-
Sha'fiai . In addition to the crumbling doctrines, Perhaps the most
prominent one as the Dahiri doctrine .
The subject of this study is define the doctrine, and Explaining
its inception and assets, and the role of the scientific debate Ibn Hazm
for spread in Andalusia country .
Keywords : Fiqh, Islamic nation, doctrines; Dahiri doctrine
275 ديسمبر2017
دور مناظرات ابن حزم األندلسي في تثبيت المذهب الظاهري ... د .مبارك بشير
مقـدمـة:
شهدت الفترة العباسية نشاطا فكريا غير محدود ،ففي الجانب المذهبي َعرفت
هذه المرحلة تعدد المذاهب الفقهية بعدما كانت حركة الفقه مقتصرة على مذهبي أهل الرأي
وأهل الحديث ،حيث خلفتها مذاهب لها أعالمها ومناهجها منها ما بقي إلى اليوم والمتمثلة
في المذاهب األربعة المشهورة( :المذهب المالكي ،والمذهب الحنفي ،والمذهب الشافعي،
والمذهب الحنبلي) ،ومنها ما بقي من أتباعها إال القليل ومن مؤلفاتها الكثير ،ومن ذلك
المذهب الظاهري المنسوب لداود بن علي الظاهري .
نشأ المذهب الظاهري وترعرع في بغداد ثم ما لبث أن أخذت رقعته الجغرافية في
التوسع إلى أن وصل بالد المغرب اإلسالمي .اعتبا ار لذلك كان موضوع المذهب الظاهري
هو محور دراستنا هذه الموسومة بـ " :دور مناظرات ابن حزم األندلسي في تثبيت المذهب
". الظاهري في األندلس. ".
تتمحور اإلشكالية التي تطرحها الدراسة في :المناظرة العلمية والمذهب
الظاهري بالمغرب اإلسالمي ،ولإلجابة عن هذه اإلشكالية يترتب علينا اإلجابة عن تساؤالت
فرعية أهمها:
-إلى من ينسب المذهب الظاهري ؟
-ما هي أهم أصوله ؟
-ما المقصود بالمناظرة العلمية ؟
-كيف ساهمت المناظرة العلمية في انتشار المذهب الظاهري باألندلس؟
-هل اقتصر ذلك على ابن حزم فقط ؟
276 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
عرف المذهب الظاهري رواجا بالمشرق خالل الفترة الممتدة ما بين القرن الثالث
والرابع هجريين (09-10مـ) حيث أصبح المذهب الرابع بعد المذهب الشافعي ،والحنفي،
بفعل تأثير مجموعة من العوامل منها :اإلسراف في استخدام القياس ،تأثُر () 9
والمالكي
. مؤسس المذهب اإلمام داود باإلمام الشافعي في األخذ بالنصوص
()10
واضع نواة المذهب ومؤسسه هو داود بن علي الظاهري (،) 11أول من جهر
بالظاهر ،ونفى القياس في األحكام قوال ،واضطر إليه فعال ،فسماه دليال ( ،) 12يقول ابن
النديم ":وهو أول من استعمل قول الظاهر وأخذ بالكتاب والسنة ،وألغى ما سوى ذلك من
أمه أصبهانية ،وقع اختالف في مكان والدته
الرأي والقياس ، "...عرف باألصبهاني ألن ّ
()13
فقيل أنه ولد بالكوفة ،ونشأ ببغداد( ،)14وقيل أنه ولد في بلدة كاشان من منطقة أصفهان(،)15
أيضا باسم قشان( ،)16كما وقع اختالف حول سنة والدته فذكر الخطيب البغدادي
التي وردت ً
والذهبي أنه ولد سنة (200هـ815/مـ)( ،)17في حين ذكر صاحب كتاب طبقات الفقهاء أنه
. ولد سنة (202هـ817/مـ)
()18
تتلمذ داود على يد مجموعة من فطاحل العلماء منهم :سليمان بن حرب ،وعمرو
بن مرزوق ،والقعنبي ّ ،
وحدث عنه كثر منهم :ابنه أبو بكر محمد بن داود ،وزكرياء () 19
الساجي(. )20
278 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
لداود مصنفات كثيرة فاقت ثمانية عشر ألف ورقة" ( ،) 21أذكر منها على سبيل
المثال ال الحصر" :كتاب "اإليضاح" ،وكتاب "اإلفصاح" ،وكتاب "األصول" ،وكتاب "الدعوى
صنف كتابين في فضائل الشافعي والثناء عليه ( ،) 23هذه المؤلفاتوالبينات" ، ...كما ّ
() 22
وغيرها كان لها أثر إيجابي على الحياة الفكرية خاصة ّأنه اتخذ لنفسه طريقا ومنهجا مستقال
سار عليه في تدوين مصنفاته وفي استنباط األحكام الشرعية من األصلين خالف فيه منهج
علماء زمانه ،وبذلك فتح المجال أمام فقهاء بقية المذاهب لمناظرته األمر الذي انعكس إيجابا
على الحياة العلمية بالعالم اإلسالمي مشرقا ومغربا .
فعال في خدمة المذهب الظاهري بعد وفاته؛ فعنهم انتقل المذهب إلى البالد اإلسالمية فمثال
طلبة العلم بالمغرب لم يكتفوا بما أخذوه من عل ٍم عن شيوخهم فشدوا الرحال إلى المشرق ولما
دخلوا بغداد التقوا بهؤالء األعالم فأخذوا عنهم مختلف فنون العلم،كما أخذوا عنهم أصول
مذهب داود ولما رجعوا إلى بلدانهم نشروا ما أخذوه من علم.
زيادة على هذا كان لهؤالء األعالم تأثير على بعض فقهاء المذاهب األخرى
فنصوص التاريخ وخاصة منها كتب التراجم أوردت مجموعة من األسماء التي كانت على
انتقل في مذهب مالك فاضطرت لتركه وانتحلت المذهب الظاهري مثل أبا نصر يوسف
()33
آخر حياته من مذهب مالك إلى مذهب داود الظاهري فتقدم فيه ّ
وتمم كتاب "اإليجاز" لمحمد
بن داود( ،)34وجعفر بن مسرور أبو القاسم األجزاري المعروف بابن المشاط قال عياض":
كان يحسن الرد على الملحدين وكان يذهب مذهب مالك ويجيده ،ثم انتقل إلى المذهب
الشافعي ثم إلى مذهب داود ،ثم قول ابن سريج ،ثم قول أبو بكر بن داود ،ثم قول ابن
المغلس وعليه مات ،حتى قال بعضهم فيه :ابن المشاط يطلب مذهبه ولم يجده ،توفي سنة
. (349هـ960/مـ)"
()35
إذن حسب داود بن علي وابن حزم فإن أصول المذهب الظاهري المعتمدة في
استنباط األحكام الشرعية أربعة( :الكتاب ،والسنة ،واإلجماع ،وخبر الواحد) ،إذ لم يأخذا
ببقية األصول المعتمدة عند بقية أئمة المذاهب الفقهية السنية األخرى ،وسار على نهجهما
من جاء بعدهم من فقهاء المذهب.
طل أحدإن اعتماد فقهاء المذهب الظاهري على األصول األربعة سابقة ذكر قد ع ّ ّ
أهم وسائل االجتهاد -القياس -المعتمد في استنباط األحكام الشرعية ،كما خالفوهم في طريقة
فهم النص ،هذا الواقع – رفض القياس -انجر عنه عقد مناظرات علمية بين فقهاء المذهب
الظاهري وبقية أئمة المذاهب في مقدمتهم أئمة المذهب المالكي ،فانعكس ذلك إيجابا على
الحياة الفكرية في بالد اإلسالم مشرقا ومغربا .والسؤال المطروح هو كيف ساهمت مناظرات
ابن حزم العلمية في انتشار وتثبيت المذهب الظاهري بالغرب اإلسالمي ؟
280 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
لقد تضافرت مجموعة من العوامل ساعدت على استمرار المذهب الظاهري وانتشاره
في بالد المغرب خالل الفترة الممتدة ما بين القرن (04-07هــ13-10 /مـ) ،إذ مثلت هذه
الفترة أزهى فتراته في المنطقة (فترة ابن حزم وفترة دولة الموحدين) ،فالمرحلة التي تلتها
عرفت تراجع واضح في أتباع المذهب بعدما سقطت دولة الموحدين .فمعروف تاريخيا أن
أي مذهب فقهي إذ تبنته سلطة سياسية فأكيد سيكتب له النجاح ،فالمذهب الظاهري بعد
القرن السابع هجري (10مـ) لم يجد من يقوم به كما كان عليه أيام خلفاء بني عبد المؤمن.
إن سيادة المذهب بالمنطقة تأثر بعاملين رئيسيين هما :المناظرات العلميةإذن ّ
وموقف دولة الموحدين منه ،وفي هذه الورقة البحثية سأحاول أن أبين دور مناظرات ابن حزم
في ذلك .
-اصطالحا :للمناظرة عدة مفاهيم أذكر منها تعريف الباجي الذي رفع من شأنها وجعلها
ضرورة ال يمكن االستغناء عنها لتصحيح العلوم فقال" :وهذا العلم من أرفع العلوم وأعظمها
شأنا ،ألنه السبيل إلى معرفة االستدالل وتمييز الحق من المحال ،ولوال تصحيح الوضع في
ً
المعوج من
الجدل لما قامت حجة وال اتضحت محجة وال علم صحيح من السقيم وال ُ
المستقيم" ،أما ابن خلدون فقد ّ
صنفها في خانة العلوم األكثر فائدة "وهو لعمري علم جليل ()45
الفائدة في معرفة مآخذ األئمة وأدلتهم وميزات المطالعين له على االستدالل فيما يرومون
. ()46
االستدالل عليه"..
شرع اإلسالم المناظرة في قوله تعالى " :
لقد ّ
أيضا " :
وقوله ً
()47
. ()48
إن التراث اإلسالمي مليئ بنماذج ال تعد وال تحصى من المناظرات ،لكن ما يهمني
في دراستي المناظرات العلمية التي عقدت ببالد المغرب ،حيث جرت مناظرات في فترة
مبكرة على عهد األغالبة بين الحنفية والمالكية كتلك التي جرت بين الفقيه الحنفي أبو محرز
بن عبد هللا ،والفقيه المالكي أسد بن الفرات حول موضوع تحريم النبيذ ( ،) 49كما جرت
مناظرات بين الشيعة والمالكية أيام العبيديين حيث ناظر الفقيه المالكي أبو عثمان سعيد بن
282 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
أحد علماء الشيعة ( )51أبو العباس المعجوقي أخ أبو عبد هللا الشيعي ،فلم يهب ()50
الحداد
أسياده وناظره مناظرة العلماء فكان جهور الصوت ،فصيح اللسان ،من سمعه تتمنى أن ال
يسكت ( ،)52أما باألندلس فاألمثلة كثيرة منها المناظرات التي كان يعقدها الفقيه أبو عمر
أحمد بن عبد الملك بن المكوي( ،)53فلو تكلمت عن كل المناظرات التي عقدت ببالد المغرب
واألندلس لطال الحديث عنها ،لذلك سأركز على نماذج من المناظرات العلمية التي عقدها
فقهاء المذهب الظاهري في بالد المغرب دفاعا عن أصول مذهبهم وتثبيتا الستم اررية وجوده
في المنطقة.
تعالى ":
. "
()54
ولما كانت المناظرة من الوسائل الرئيسة في الدفاع عن األفكار اعتمد عليها فقهاء
ّ
المذهب الظاهري في بالد المغرب لنشر مذهبهم فعقدوا لذلك مناظرات مع خصومهم كان لها
سهل
دور كبير في سيادته بالمنطقة ،فأئمة المذهب المالكي جهلوا أسسها ومبادئها هذا ما ّ
مهمة الداوديين والحزميين فكثر عدد المنتسبين لهم .
لتوضيح دور المناظرات في تثبيت المذهب الظاهري في بالد المغرب سأركز على
المناظرات التي عقدها ابن حزم مع خصومه من فقهاء ،وفالسفة ،ومتصوفة ،ذلك أن ابن
حزم لعب دوا ار كبي ار في إعادة إحياء المذهب وتدوينه بعدما ظل يراوح مكانه فترة من الزمن
فرتّب أصوله ودافع عنه بعد ضعفه في بغداد على الرغم من المعارضة الشديدة التي القاها
من فقهاء عصره .
إن تركيزي على ذكر مناظرات ابن حزم دون بقية فقهاء المذهب راجع إلى وفرة
المادة العلمية التي ترجمت البن حزم وتطرقت للمناظرات التي خاضها ،أما باقي فقهاء
المذهب فكتب التراجم لم تقدم لهم تراجم وافية واكتفت بذكر أسمائهم ،ومواطن سكناهم،
وانتحالهم للمذهب الظاهري ولم تتطرق لخوضهم المناظرات إال في القليل النادر .
كان ابن حزم بعيد عن المناظرة في سن السادسة عشرة ال يعرف عنها شيء
فاضطر خوضها بعد حضوره أحد الحلقات العلمية ببلنسية وفيها سأل الحاضرين في مسألة
فقهية ثم أجاب عليها فاعترض لقوله أحدهم مقلال من شأنه ،حينئذ اعتكف على دراسة العلم
لشهور ثم عاد لنفس الموضع -مجلس العلم ببلنسية -فناظر وأبدع( ،)55وفي رواية أخرى
قيل أنه عكف على دراسة العلوم لما صلى في المسجد ركعتين بعد صالة العصر فوجهت له
انتقادات ،فانصرف إلى التعلم مدة تزيد عن ثالث سنوات معتكفا على موطأ مالك وغيره،
. ()56
ولما نبغ أصبح يناظر مناظرة العلماء
بعد أحداث بلنسية استوى عود ابن حزم في العلم وأصبح يتقن المناظرة والجدل،
فأخذ ينتقل في األندلس ينشر فيها آرائه الفقهية (المذهب الظاهري) فنّقح المذهب وجادل
عنه ،وناظر من خالفه فيه إلى أن مات ( ،)57وقد نجح في ذلك نجاحا كبي ار حيث عجز
فقهاء المذهب المالكي عن مجاراته .
. ()59
ومحدث
هذه الميزات استطاع من خاللها ابن حزم جذب الشباب إليه وإلى مذهبه في كل
مكان ،فأخذوا عنه أفكاره وآرائه التي كان لها أثر في توجهاتهم المذهبية( .)60فالفقيه الظاهري
ومكن له من البقاء ده ار طويال رغم إنكار بعض
استطاع أن يبعث الحيوية في مذهبه ّ
الفقهاء له ولمذهبه خاصة المالكيين منهم عن طريق المناظرة والتدوين .
سجلت النصوص مناظرات اضطر ابن حزم لخوضها مع الفقهاء دفاعاً عن لقد ّ
آرائه ودح اًر لحجج معارضية بغية تثبيت أفكاره وكسب األنصار إلى جانبه ،فارتكز على
284 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
أسلوب راقي تميز بالوضوح وعدم التكلف ومحاولة الوصول إلى هدفه قائم على أساس
االسترسال في الرد على مخالفيه بتكرار الحجج ،أما ما أعيب عليه في الجدال الحدة والعنف
فمعروف عنه () 61
والسخرية ،فكان سليط اللسان مع مخالفيه من المالكية وأهل الكتاب
الحماس الزائد فهو مناظر عنيد ال يرحم خصومه يستهدف من وراء ذلك خدمة أفكاره
. وآرائه
()62
كان ابن حزم وراء دعوة خصومه للمناظرة بأسلوب فيه تقليل من شأنهم حيث
خاطبهم قائالً " :فمن استطاع إنكا ار فليبرز صفحته وليناظر مناظرة العلماء فمن عجز عن
ذلك فليسأل سؤال المتعلمين أو ليسكت سكوت أهل الجهل"( ،)63لذلك قالوا أن لسانه وسيف
الحجاج شقيقان( ،)64فابن حزم لم يتأدب مع خصومه في الجدال بل استعمل معهم عبارات
قاسية .
أسلوبه هذا أدخله في صدامات مع خصومه المالكية الذين اتهمهم بالتقليد فكان
الجدال بين الطرفين محتدما ،فجاءت حججه قوية في حين جاءت حجج خصومه ضعيفة
فعجزوا على مناظرته نتيجة جهلهم طرق الجدل"...ولم يكن باألندلس من يشتغل بعلمه،
()65
فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكالمه"...
إن مناظرات ابن حزم مع المالكية كثيرة لذلك سأكتفي بذكر نماذج جرت بأرض
ّ
األندلس منها:
حول أتباع المناظرة التي دارت بينه وبين الفقيه المالكي أبو الوليد بن البارية
()66
هذا األخير عارض أفكار ابن حزم في ميورقة وحاول الحد من نفوذه بعد دخوله ()67
مالك
إليها سنة (430هـ1038/مـ)( ،)68فجرت بينهما دارت َمجرياتها في مجلس أبي العباس أحمد
بن رشيق حاكم المدينة ،تفوق فيها ابن حزم( ،)69بعدما وقع الفقيه المالكي في زلة ،فأمر
. والي المدينة بسجنه ثم عفا عنه
()70
إن هذه المناظرة وغيرها ساعدت على انتشار المذهب الظاهري في ميورقة
بمساعدة حاكمه ابن رشيق "وبعد دخول أبو محمد ابن حزم ميورقة بسعي أبي العباس بن
رشيق في ذلك ففشا مذهبه"(. )71
بقرطبة، ()72
والمناظرتان التي جرتا بينه وبين الفقيه المالكي مكي بن أبي طالب
دارت األولى حول مسألة هل أسقط عثمان بن عفان رضي هللا عنه ستة أحرف من جملة
األحرف السبعة المنزلة ؟ فأجاب ابن حزم إجابة طويلة شافية هذا مختصرها ":وأما دعواهم
أن عثمان رضي هللا عنه أسقط ستة أحرف من جملة األحرف السبعة المنزل بها القرآن من
عند هللا عز وجل فعظيمة من عظائم اإلفك والكذب ،ويعيد هللا عثمان رضي هللا عنه من
الردة بعد اإلسالم ولقد أنكر أهل التعسف على عثمان رضي هللا عنه أقل من هذا مما ال
. ()73
نكره فيه أصال فكيف لو ظفروا له بمثل هذه العظيمة ومعاذ هللا من ذلك"...
قدم ابن حزم ردا حول هذه المسألة الق بمقامه كفقيه خلص فيه أن أمهات لقد ّ
المؤمنين زوجات رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أفضل من جميع الخلق كله بعد المالئكة
والنبيين عليهم السالم هذا مختصره " :فأجبناه بأن قلنا له وباهلل تعالى نتأيد أن هذا
االعتراض ليس بشيء لوجوه :أحدهما :أن ما بين درجة أبي بكر ودرجة علي في الفضل
ا لموجب لعلو درجته في الجنة على درجة علي ،ليست من التباين بحيث هو ما بين درجة
النبي صلى هللا عليه وسلم وبين درجة أبي بكر في الفضل الموجب لعلو درجته عليه السالم
. على درجات سائر الصحابة رضي هللا عنهم"...
()75
إضافة إلى مناظرته للقاضي والفقيه المالكي الليث بن أحمد بن حريش العبدري
القرطبي( ،)76قيل دار موضوعها حول تعامل الفقيه بالحديث النبوي الشريف( ،)77لكن بعد
رجوعي إلى كتاب اإلحكام أشاطر الرأي الثاني القائل بأن موضوعها دار حول تعامل الفقيه
بالحديث النبوي "قال أبو محمد وقد قال بعضهم قد صح ترك جماعات من الصحابة
والت ابعين لكثير مما بلغهم من حديث النبي صلى هللا عليه وسلم فال يخلو من أن يكونوا
286 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
تركوه مستخفين به وهذا كفر من فاعله أو يكونوا تركوه لفضل علم كان عندهم فهذا أولى أن
. يظن بهم ...لوجب أن يكون من فعل ذلك ملعونا بلعنة هللا عز وجل"...
()78
رد ابن حزم على هذه المسألة قائال ":فنحن نقول لعن هللا كل من كان عنده
لقد ّ
علم من هللا تعالى ورسوله صلى هللا عليه وسلم وكتمه عن الناس كائنا من كان ومن نسب
هذا إلى الصحابة رضوان هللا عليهم فقد نسبهم إلى اإلدخال في الدين وكيد الشريعة وهذا
. أشد ما يكون من الكفر "...
()79
في إن رد ابن حزم هذا خالف فيه الفقيه المالكي الليث بن أحمد بن حريش
()80
ّ
مجلس القاضي عبد الرحمن بن أحمد بن بشر بحضور كبير لفقهاء المذهب المالكي ،لكن
صدقوه ،قال ابن حزم ":وذلك أني قلت له لقد نسبت
لم يعارضه أحد بل صمتوا والقليل منهم ّ
إلى مالك رضي هللا عنه ما لو صح عنه لكان أفسق الناس وذلك أنك تصفه بأنه أبدى إلى
الناس المعلول والمتروك والمنسوخ من روايته وكتمهم المستعمل والسالم والناسخ حتى
مات...وهذه صفة من يقصد إفساد اإلسالم والتدليس على أهله وقد أعاذه هللا من ذلك بل
. كان عندنا أحد األئمة الناصحين لهذه الملة "...
()81
إضافة إلى مجموعة من المناظرات التي ال يتسع المجال لذكرها كتلك التي
كانت مع الفقيه والقاضي أبو عبد هللا بن عوف ،والفقيه محمد بن سعيد ،هذا األخير طلب
المعونة من الفقيه أبي الوليد الباجي في مناظرة ابن حزم( ،) 82بعدما عجز على مقارعته
ومجاراته .
من خالل النماذج التي قدمتها حول مناظرات ابن حزم في بالد المغرب يظهر
أنها كانت مع فقهاء المذهب المالكي فالنصوص لم تذكر مناظراته مع غير المالكية ،ذلك
أن المذهب المالكي كان سائدا بالمغرب واألندلس أيام ابن حزم من جهة ،ومن جهة أخرى
االختالف الجوهري في التوجه الفكري للمدرستين الظاهرية والمالكية تولد عنه معارضة التي
تحولت بدورها إلى جدال صراع .
كما نستنتج من تلك النماذج قصور ملكة فقهاء المذهب المالكي في المناظرة،
فلم يكن لديهم إلمام شامل بفنون العلم لذلك عجزوا تماما أما ابن حزم فقابلوا كالمه بالسكوت
صدقه وهذا ما اعترف بها كبير فقهاء المذهب المالكي أبو الوليد الباجي(:)83
ومن تكلم منهم ّ
" فإني لما رأيت بعض أهل عصرنا عن سبل المناظرة ناكبين وعن سنن المجادلة عادلين،
خائضين في ما لم يبلغهم علمه ولم يحصل لهم فهمه ،مرتبكين ارتباك الطالب ألمر ،
والقاصد إلى نهج ال يهتدي طريقه ،أزمعت على أن أجمع كتابا في الجدل يشتمل على جمل
أبوابه وفروع أقسامه وضروب أسئلته وأنواع أجوبته ،وأعفيته من التطويل الممل للمريد
. ()84
واالختصار "...
إن مناظرات ابن حزم كان لها دو ار كبي ار في انتشار المذهب الظاهري في بالد
إذن ّ
المغرب حيث تزايد وتضاعف عدد المنتسبين لمذهبه في حياته وبعد وفاته ،على أيديهم
انتشر فكره وحفظت كتبه فلوالهم لما وصلت إلينا رغم ضياع الكثير منها لسبب أو آلخر،
كما كان لها دور في شهرته ليس باألندلس فقط بل بالعالم اإلسالمي كله .
إن أتباع ابن حزم الذين تأثروا بفكره بعد تلك المناظرات حافظوا على استمرار
تواجد المذهب في المنطقة حيث خدموه عن طريق التعريف به وبأمهات كتبه ،ودافعوا عنه،
ولق ّّنوا تالمذتهم أصوله "...وأصبح المذهب الظاهري الحزمي حركة فكرية كبرى دافع عنها
ّ
أنصارها وحاربها خصومها حتى بداية العصر الموحدي. "...
()85
والقائمة اآلتية توضح أبرز من تأثروا بالمذهب الظاهري الحزمي في بالد المغرب
واألندلس وسعوا في خدمته والدفاع عنه ما بقوا على قيد الحياة ومن هؤالء:
-محمد بن عبد هللا بن طالب الظاهري المتوفى بعد سنة (423هــ1031/مـ) كان على
مذهب داود القياسي(.)86
-مسعود بن سليمان أبو الخيار الشنتريني المتوفى سنة (426هـ1034/مـ) داودي المذهب
ال يرى التقليد(.)87
-هشام بن غالب الغافقي أبو الوليد الوثائقي المتوفى سنة (438هـ1046/مـ) "،مال لمذهب
. ()88
داود بن علي األصفهاني
-ابن الريوالي القاسم بن الفتح بن محمد أبو محمد المتوفى سنة (451هـ1059/مـ)(.)89
288 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-عبد الرحمن بن أحمد بن خلف أبو أحمد بن الحوات المتوفى سنة (460هـ.)90()1067/
-اإلمام الظاهري ابن اإلمام أبو محمد سفيان بن أحمد بن عبد هللا المتوفى سنة
(465هـ1072/مـ) (.)91
-فضل بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم من أهل قرطبة يكنى أبا رافع ،وهو ولد الحافظ
. أبو محمد بن حزم توفي سنة (479هـ1086/مـ)
()92
من ميورقة أصله من قرطبة اختص بابن حزم وروى عنه" :روى عن أبو ()94
-الحميدي
محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري ،واختص به ،وأكثر عنه ،وشهر بصحبته،)95("...
صاحب كتاب "جذوة المقتبس في تاريخ علماء األندلس" من أكثر المتأثرين بفكر شيخه
توفي ببغداد سنة (488هـ1095/مـ)(.)97 ()96
ابن حزم
-علي بن سعيد العبدري أبو الحسن الميورقي ،أخذ عن أبو محمد بن حزم ،رحل إلى
المشرق كان ظاهري المذهب( ،)98إن ما لفت انتباهي هو اختالف النصوص حول وفاته،
فقيل أنه توفي سنة (491هـ1097/مـ) وقيل أنه كان حيا سنة (491هـ1097/مـ)(.)99
إذن كان البن حزم دور في خدمة المذهب الظاهري فنشرهّ ،
ودونه ،ودافع عنه،
لكن هذا ال ينفي مشاركته في تراجعه ببالد المغرب ،فابن حزم كان سليط اللسان مع
معارضيه فلم يتأدب معهم ما جعل البعض ُي ْع ِرض عن مصنفاته ،والبعض اآلخر أقدم على
شنع
إحراقها ،واتجه كثير منهم إلى التأليف انتقادا للمذهب وأئمته كأبو بكر بن العربي الذي ّ
على الظاهرية وابن حزم في كتابه (العواصم من القواصم)" الظاهرية أمة سخيفة تسورت
على مرتبة ليست لها وتكلمت بكالم لم نفهمه ...ولما عدت وجدت القول بالظاهر قد مأل به
. ()100
المغرب سخيف كان من بادية اشبيلية يعرف بابن حزم"...
-نتائج الدراسة :من خالل دراستنا هذه يمكننا الخروج بالنتائج التالية:
-كل األفكار المشرقية وجدت طريقا لها إلى بالد المغرب بفعل تضافر مجموعة من
العوامل في مقدمتها الرحلة في طلب العلم .
-كانت بالد المغرب أرض بور خصبة ،كل ما زرع فيها حتما سينمو ويتطور ،والمذهب
الظاهري مثال ٍ
كاف على ذلك .
-تعتبر منطقة المغرب اإلسالمي من المناطق الخصبة في الجانب المذهبي حيث عرفت
دخول مختلف المذاهب سواء المشهورة منها أو المندرسة .
-يعتبر داود بن علي مؤسس المذهب المشرق في حين يعتبر ابن حزم هو مدونه وباعثه
من جديد ببالد المغرب .
-كان للمناظرات العلمية وخاصة الحزمية منها دو ار كبي ار في انتشار المذهب الظاهري ببالد
المغرب .
إن خدمة للمذهب الظاهري في بالد المغرب لم تقتصر على ابن حزم فقط بل سبقه في ّ -
قدموا الكثير
ذلك منذر بن سعيد البلوطي وقاسم بن هالل ،وبعد وفاته برز ثلة من األعالم ّ
للمذهب في مقدمتهم ابنه .
-اإلحاالت:
-1ابن منظور ،لسان العرب ،دار المعارف ،النيل ،القاهرة ،دت ،ص . 2767
-2شوقي ضيف وآخرون ،المعجم الوسيط ،مجمع الّلغة العربية اإلدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث ،مكتبة
الشروق الدولية ،ط 2004 ،04مـ ،ص . 578
-3نسبة إلى إصبهان ،حدودها كانت ما بين أطراف همذان ،وماه ونهاوند إلى أطراف كرمان وما بين أطراف
الري وقومس إلى أطراف فارس وخوزستان ،بها خمسة آالف قرية وسبع مدائن .ينظر :األصبهاني أبو نعيم،
ّ
تاريخ أصبهان ( ذكر أخبار أصبهان) ،تحقيق كسروي حسن ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط ،01
1990مـ ،ص . 33 -32
-4عبد القادر بوعقادة ،المذاهب الفقهية المندثرة وأثرها في التشريع اإلسالمي في القرنين الثاني والثالث للهجرة
( 08و 09للميالد) ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الماج ستير في التاريخ الوسيط ،إشراف موسى لقبال ،جامعة
الجزائر ،ص . 227
290 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-5من قرى مرو ،ويقال لها بهارين ،ينظر :ياقوت الحموي ،معجم البلدان ،دار صادر بيروت ،لبنان1977 ،
مـ ،م ،01ص . 514
-6عبد القادر بوعقادة ،المرجع السابق ،ص ،227نقال عن (خورشيد :دائرة المعارف اإلسالمية ،م ،04ص
)246وعن (بطرس البستاني ،دائرة المعارف ،بيروت ،ج ،05ص . )636
-7عبد الحميد بك نافع ،ذيل خطط المقريزي ،تحقيق خالد عزب ،محمد السيد حمدي ،مدرسة الدار العربية
للكتاب ،ط ،01يناير 2006مـ ،ص . 67
-8أنخيل جنالث بالنثيا ،تاريخ الفكر األندلسي ،نقله عن اإلسبانية حسين مؤنس ،مكتبة الثقافة الدينية،
القاهرة ،مصر1955 ،مـ ،ص . 238
-9محمد أبو زهرة ،تاريخ المذاهب اإلسالمية في السياسة والعقائد وتاريخ المذاهب الفقهية ،دار الفكر العربي،
مصر القاهرة ،د ت ،ص . 511
-10عبد الباقي السيد عبد الهادي " ،المذهب الظاهري نشأته وتطوره بالمغرب واألندلس حتى نهاية
الموحدين " ،الجمعية المصرية للدراسات التاريخية حولية سيمنار التاريخ اإلسالمي الوسيط ،ع 1433 ،02هـ/
2012مـ ،ص . 191
11
-داود بن علي بن خلف اإلمام ،أبو سليمان البغدادي الفقيه الظاهري ،أصبهاني األصل البحر الحافظ،
الع المة ،عالم الوقت ،المعروف باألصبهاني ،مولى أمير المؤمنين المهدي رئيس أهل الظاهر .ينظر:
الخطيب البغدادي (463 -392هـ1070-1001/مـ) ،تاريخ مدينة السالم وأخبارها ومحدثيها وذكر ق ّطانها
العلماء من غير أهلها ووارديها ،تحقيق بشار عواد معروف ،بيروت ،لبنان ،ط 2001 ،01مـ ، ،ج ،09
ص /. 342الذهبي ،ميزان االعتدال في نقد الرجال ،تحقيق علي محمد البجاوي ،دار المعرفة ،بيروت،
لبنان ،د ت ،ج ،03ص - 26الذهبي ،سير أعالم النبالء ،تحقيق علي أبو زيد ،مؤسسة الرسالة ،بيروت،
لبنان ،ط 1417( ،11ه – 1996مـ) ،ج ،13ص . 97
-12الزركلي خير الدين ،األعالم قاموس تراجم ألشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين،
،دار العلم للماليين ،بيروت ،لبنان ،ط 2002 ،15مـ ،ج ،02ص /. 333الخطيب البغدادي ،المصدر
السابق ،ج ،09ص . 348
-13ابن النديم ،كتاب الفهرست في أخبار العلماء والمصنفين من القدماء والمحدثين وأسماء ما صنفوه من
الكتب ،الفن الرابع من المقالة السادسة في أخبار داود وأصحابه ،تحقيق رضا تجدد ،د ت ،ج ،06ص
. 271
-14الذهبي ،سير أعالم ،المصدر السابق ،ج ،13ص . 103 -98
Omar a. Farrukh Member of the Arab Academy , Damascus(Syria), -15
Zaharism,A Hstory of Muslim Philosophy, Volume 01, Book 03, Al Isllam.org
published On Books On Islam and Muslims, p 68.
-16مدينة قرب أصبهان تذكر مع قم ،أهلها شيعة إماميه ،بين قم وقاشان اثنا عشرة فرسخا ،وبين قاشان
وأصبهان ثالثة مراحل ،ينظر :ياقوت الحموي اإلمام شهاب الدين ابي عبد هللا الرومي البغدادي ،معجم
البلدان ، ،دار صادر بيروت ،لبنان ،د ت ،م ، 04ص . 297 -296
-17الخطيب البغدادي ،المصدر السابق ،ج ،09ص /349الذهبي ،السير ،المصدر السابق ،ج ،13ص
.98
-18الش ارزي أبو إسحاق الشافعي(476هـ1083/مـ) ،طبقات الفقهاء ،تحقيق إحسان عباس ،دار الرائد العربي،
بيروت ،لبنان ،د ت ،ص . 92
-19الخطيب البغدادي ،المصدر السابق ،ص /342الذهبي ،المصدر السابق ،ص . 98
-20الخطيب البغدادي ،المصدر نفسه ،نفس الصفحة /الذهبي ،المصدر نفسه ،نفس الصفحة.
-21ابن النديم ،المصدر السابق ،ص /. 271الذهبي ،المصدر السابق ،ص .102
-22الذهبي ،المصدر السابق ،ص . 104
-23الشرازي ،المصدر السابق ،ص . 92
-24الخطيب البغدادي ،المصدر السابق ،ج ،09ص / 349 -348الذهبي ،المصدر السابق ،ج ،13
ص /. 107ابن النديم ،المصدر السابق ،ص . 271
-25الخطيب البغدادي ،المصدر السابق ،ص . 348
-26مقبرة بغداد بالجانب الغربي دفن فيها جماعة كثيرة من الصحابة .ينظر :الذهبي ،المصدر السابق ،ج
،13ص .103
-27الشرازي المصدر السابق ،ص . 92
-28الخطيب البغدادي ،المصدر السابق ،ص . 349
-من أعالم الظاهرية بالمشرق ،العالمة البارع ذو الفنون أبو بكرّ ،
29
حدث عن أبيه ،وعباس الدوري ،وأبي
قالبة الرقاشي ،وأحمد بن أبي خيثمة ،له بصر تام بالحديث ،وبأقوال الصحابة ،كان يجتهد وال يقلد أحدا.
ينظر :الذهبي ،المصدر السابق ،ج ،13ص . 109
-30الخطيب البغدادي ،المصدر السابق ،ج ،03ص . 159
-31الذهبي ،المصدر السابق ،ج ،13ص . 114
-32الخطيب البغدادي ،المصدر السابق ،ص . 167
-33أبا نصر يوسف بن عمر بن محمد بن يوسف ،ولد سنة (305هـ917/مـ) ،وتوفي سنة (356هـ966/مـ)،
من أسرة آل حماد ،قاضي بغداد وآخر من ولى القضاء بها من ولد حماد بن زيد ،كان بارًعا في األدب
والكتابة حسن الفصاحة واسع العلم بالّلغة والشعر .ينظر :القاضي عياض بن موسى بن عياض السبتي ت
(544هـ1149/مـ) ،ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعالم مذهب مالك ،تحقيق الدكتور محمد بن
شريف ،د ت ،ص -ص / 263 -261الشرازي ،المصدر السابق ،ص . 179
-34القاضي عياض ،المصدر السابق ،ص . 263
292 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-35القاضي عياض أبي الفضل بن موسى اليحصبي السبتي (544 -476هـ 1149-1083 /مـ) ،جمهرة
تراجم الفقهاء المالكية ،الحلقة األولى رجال المالكية من كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعالم
مذهب مالك ،رتبه واختصره وه ّذبه الدكتور قاسم علي سعد ،دار البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء التراث ،ط
2002 ،01مـ ،ج ،01ص . 378
-36طه عبد المقصور عبد الحميد أبو عبية ،المرجع السابق ،م ،01ص . 156
-37ابن حزم علي بن سعيد األندلسي ت (457هـ1064/مـ) ،المحلى باآلثار ،تحقيق عبد الغفار سليمان
البندراني ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،د ت ،ج ،01ص . 50
-38فرج هللا عبد الباري ،مناهج البحث وآداب الحوار والمناظرة ،دار األفاق العربية ،القاهرة ،ط،01
2004مـ ،ص . 139
-39وردت المناظرة بأسماء عدة منها الجدل والخالفيات ،قال الباجي":الكلمة الجامعة جدل أو حتى "النظر"
يمكن إرجاعها إلى أنواع المجادلة الواقعة تحت جنس كلمة (الجدل) هذه الكلمة ُي َعَب ْر عنها بثالث كلمات
مختلفة ،فيمكننا أن نطلق كلمة جدل على أصول الفقه ،وكلمة الخالفيات لفروع الفقه ،وعبارة آداب البحث
لشروط المناظرة وقواعدها(.أبو الوليد الباجي (403-474هـ1081-1112/مـ) ،كتاب المنهاج في ترتيب
الحجاج ،تحقيق عبد المجيد تركي ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت ،لبنان ،ط 1987 ،02مـ ،ص /).07
أركانها هي :موضوع المناظرة ،وجود طرفي المناظرة ،العلم بموضوعها ،معرفة قوانينها وقواعدها ،أن تكون بما
هو متعارف عليه ،فإذا كان الكالم على عرف الفقهاء ،فال يتم التناظر إلى عرف النحاة أو الفالسفة وغيرهم.
(علي حبرشية ،آداب الحوار والمناظرة ،دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،المنصورة ،ط1989 ،01مـ، ،
ص / .) 66 -65تهدف المناظرة إلى عدم تتبع سقطات المتناظرين ،بيان الحجج والبراهين حول المسائل
المطروحة .السيد الجميلي ،مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره ،دار الكتاب العربي بيروت ،لبنان ،ط ،01
1985مـ ،ص. 12
-40ستيفن الجنسون ،من أجل التفوق في المناظرات دليل خوض المناظرات على نمط بطوالت العالم
لمناظرات الجامعات ،المؤسسة الدولية لتعليم المناظرة ،نيويورك2009 ،مـ ،ص . 16
-41علياء هاشم ذنون المشهداني ،فقهاء المالكية دراسة في عالقاتهم العلمية في األندلس والمغرب حتى
منتصف القرن السادس للهجرة الثاني عشر للميالد ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في فلسفة التاريخ
اإلسالمي ،جامعة الموصل ،إشراف مزاحم عالوي الشاهري2003 ،م ،ص . 124
-42مفتاح يونس الرباصي ،المؤسسات التعليمية في العصر العباسي األول (232-132هـ-749/
846مـ) ،منشورات جامعة 07أكتوبر اإلدارة العامة للمكتبات والمطبوعات والنشر ،مصراتة ،ليبيا ،ط ،01
2010مـ ،ص . 203 -202
-43محمد األمين الشنقيطي ،آداب البحث والمناظرة ،مكتبة ابن تيمية ،القاهرة ،د ت ،ق ،01ص .03
-44االشنقيطي ،المرجع نفسه ،نفس الصفحة .
-45أبو الوليد الباجي474( ،ه1081/م) ،كتاب المنهاج في ترتيب الحجاج ،تحقيق عبد المجيد تركي ،دار
الغرب اإلسالمي ،بيروت ،لبنان ،ط 1987 ،02م ،ص . 08
-46ابن خلدون عبد الرحمن ،مقدمة ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان2004 ،م ،ص 439
.
47
-سورة النحل ،اآلية رقم. 125 :
-48سورة العنكبوت ،اآلية رقم .46:
-49علياء هاشم ذنون المشهداني ،المرجع السابق ،ص . 138
50
الحداد المغربي ،صاحب سحنون ،وهو أحد -شيخ المالكية ،أبو عثمان ،سعيد بن محمد بن صبيح بن ّ
ذم التقليد ،له مواقف جليلة للذب عن
المجتهدين ،كان بح ار في الفروع ،ورأسا في لسان العرب ،بص ار بالسننّ ،
الرد على المدونة ،توفي سنة
صنف في ّ
اإلسالم والسنة ،حيث ناظر أبا العباس المعجوقي الشيعي ،قيل ّأنه ّ
(302هـ914/مـ) وله ثالث وثمانون سنة .ينظر :الذهبي ،سير ،المصدر السابق ،ج ،14ص – ص
. 214 -205
-علياء هاشم ذنون المشهداني ،المرجع السابق ،ص . 140 51
294 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
-62عبد المجيد تركي ،مناظرات في أ صول الشريعة اإلسالمية بين الباجي وابن حزم ،ترجمة وتحقيق وتعليق
عبد الصبور شاهين ،مراجعة محمد عبد الحليم محمود ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت ،لبنان ،ط ،01
1986مـ ،ص .59
-63ابن حزم علي بن سعيد ،الرد على ابن النغرلة اليهودي ورسائل أخرى ،تحقيق إحسان عباس ،مكتبة دار
العروبة ،القاهرة1960 ،مـ ،ص . 148
-64الذهبي ،المصدر السابق ،ج ،18ص . 199
-65المصدر نفسه ،ص .540
-66أبو عبد هللا بن عوف من أهل ميورقة ،فقيه على مذهب مالك وعليه دارت الفتيا .ينظر :ابن األبار أبو
عبد هللا بن أبي بكر القضاعي البلنسي ،كتاب التكملة لكتاب الصلة ،طبع في مدينة مجريط بمطبع رسارة،
1889مــ ،م ،02ص . 523
-67القاضي عياض .ترتيب المدارك ،المصدر السابق ،تحقيق سعيد أحمد أعراب1983 ،مـ ،ج ،08ص
. 258
-68عبد المجيد تركي ،المرجع السابق ،ص . 54 -53
-علياء هاشم ذنون المشهداني ،المرجع السابق ،ص . 142 69
-70القاضي عياض ،المصدر السابق ،ج ،08ص /. 158عبد المجيد تركي ،المرجع السابق ،ص -53
. 54
-71ابن األبار القضاعي البلنسي( 658ه1260 /مـ) كتاب التكملة لكتاب الصلة ،طبع في مدينة مجريط
بمطبعة رسارة1889 ،م ،م ،02ص . 523
-72بن حيوس بن محمد بن مختار أبو محمد القيسي القيرواني ثم األندلسي القرطبي ،اإلمام المحقق أستاذ
القراء والمجودين ،ولد سنة (355هـ 965/مـ) ،له مؤلفات عدة في علوم القرآن منها ":التبصرة في القرآات،
مشكل إعراب القرآن ،الرعاية في التجويد )...توفي 437هـ1045/مـ) .ينظر :ابن الجزري الدمشقي الشافعي،
ت (833هـ1429/مـ) ،غاية النهاية في طبقات القراء ،تحقيق ج .برجستراسر ،دار الكتب العلمية ،بيروت،
لبنان،ط 2006 ،01مـ ،ج ،02ص . 271 -270
-73ابن حزم األندلسي ،اإلحكام ،المصدر السابق ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،تقديم إحسان عباس ،دار
األوقاف الجديدة ،بيروت ،لبنان ،ج ،04ص /.162سمير قدوري" ،الردود على ابن حزم باألندلس والمغرب
من خالل مؤلفات علماء المالكية" ،مجلة األحمدية ،العدد الثالث عشر ،محرم 1424هـ2003/مـ ،ص -286
. 287
-74ابن حزم األندلسي ،الفصل في الملل واألهواء والنحل ،تحقيق محمد إبراهيم نصر ،و وعبد الرحمن بن
عميرة ،دار الجيل بيروت ،لبنان ،ط 1996 ،02مـ ،ج ،04ص . 199
-75ابن حزم األندلسي ،الفصل ،المصدر السابق ،ج ،04ص /ص /. 202 – 199سمير قدوري،
المرجع السابق ،ص . 288 -287
-76من أهل قرطبة يكنى بأبي الوليد ،عالما في الرأي والحديث ،استقضى بالمرية ،ولد سنة (305هـ917/مـ)
وتوفي سنة (428مـ1036/مـ) .ينظر :ابن بشكوال ،المصدر السابق ،م ،02ص .119
-علياء هاشم ذنون المشهداني ،المرجع السابق ،ص. 142 – 141 77
-86أبو زيد القيرواني أبو محمد عبد هللا ت (386هـ996/مـ) ،ال ّذ ُّب عن مذهب مالك في غير شيء من
أصوله وبعض مسائل من فروعه وكشف ما لبس به بعض أهل الخالف ،وجهله من محاج األسالف ،دراسة
وتحقيق محمد العلمي ،مركز الدراسات واألبحاث وإحياء التراث ،الرابطة المحمدية للعمل ،الرباط ،المغرب
األقصى ،ط 2011 01مـ ،م ،01ص .61
-87أبو زيد القيرواني ،المصدر السابق ،ص .61
-88ابن بشكوال ،المصدر السابق ،م ،02ص -. 288 -287أبو زيد القيرواني ،المصدر السابق ،م ،01
ص .61
-89أبو زيد القيرواني ،المصدر السابق ،م ،01ص . 62
-90المصدر نفسه ،نفس الصفحة .
-91المصدر نفسه ،نفس الصفحة .
-92ابن بشكوال ،المصدر السابق ،م ،02ص . 104
296 ديسمبر2017
المركز الجامعي تندوف -الجزائر مجلة العلوم اإلنسانية
د.سعيد عبيدي
جامعة سيدي محمد بن عبد هللا بفاس /المغرب
الملخص:
النهضة؛ ولم يتبلور
النسائية لم تظهر في مجتمعاتنا العربية إال في مرحلة ّ
إن الكتابة ّ
لتحوالت اجتماعية وسياسية على صلة وثيقة كتجربة إال في الخمسينيات من القرن ّ
السالف ،تبعاً ّ
المؤسسات والمجاالت ومن هنا كانت االنطالقة، ّ وتحوله المفصلي ،فبدأت المرأة تلج
بموضوع المرأة ّ
الزمن ،وبالتّاليوكانت عملية الكشف عن انشغاالت أخرى كانت متوارية ،محتشمة قبل عقود من ّ
التّوجه نحو حياة أخرى لها معنى جديد بعيد عن الوظائف التّقليدية التي ارتبطت بقدرّية المرأة.
ويسعى الباحث من خالل هذا المقال تسليط الضوء على واقع الكتابة النسائية كرهانمن
رهانات عصر النهضة الذي يطرح في "ذاته إشكالية؛ حيث ّإنه حقل أدبي جديد داخل حقل األدب
الرفض والحضور والغياب ،تأرجح منتجته المرأة التي ُّ
تعد جزًءا العربي المعاصر ،تأرجح بين القبول و ّ
النهضة األولى. من القضايا المطروحة على ِّ
محك البحث من أيام ّ
ّ
النسائية ،عصر النهضة ،األدب العربي المعاصر.الكلمات المفتاحية :الكتابة ّ
Abstract :
Women's writing did not appear in our Arab societies except in the
Renaissance. It did not crystallize as an experiment until the 1950s, following social
and political transformations closely related to the subject of women and its
transformation into a hinge. Others were hidden, decent decades ago, and therefore
towards another life with a new meaning far from the traditional functions
associated with the potency of women.
In this article, the researcher seeks to shed light on the reality of women's
writing as a renaissance of the Renaissance bets, which is presented in itself as
problematic. It is a new literary field in the field of contemporary Arabic literature,
oscillating between acceptance, rejection, presence and absence. On the test of
research from the early Renaissance.
المقدمة:
المؤسسات والمجاالت ومن هنا كانت االنطالقة ،وكانت عملية الكشف عن انشغاالت أخرى
ّ
على ما تقوم به األنثى ،وما تَتَّصف به ،وتنضبط إليه ،األمر الذي يستدعي ،إلى الذاكرة؛
ذاكرة القارئ ،وبطريقة الإرادية ،وظيفتها الجنسية ،وذلك لفرط ما استخدم اللفظ لوصف
كل ما تكتبه المرأة ال يمكنه إالّ أن يكون نسويا ،وفي أحسن حاالته يكون نسويا
ألن ّ
نسويا؛ ّ
القدوس "أدب
سماه إحسان عبد ّ
حين أطلق على ما كتبته المرأة "أدب األظافر الطويلة" ،كما ّ
أن مصطلح
الناقدة خالدة سعيد والتي أ ّكدت على ّ
رفضا مطلقا ،ومن ذلك ما ذهبت إليه ّ
هي مركزية األدب ال ّذكوري ،فهو مصطلح شديد العمومية وشديد الغموض ،وهو من
التّسميات الكثيرة التي تشيع بال تدقيق ،...وإذا كانت عملية التّسمية ترمي أساسا إلى
مركزية مفترضة".4
الرفض للمصطلح عند طائفة من األديبات؛ فمثال ترفض األديبة المغربية خناثة
ويظهر هذا ّ
فهي ترى ّأنه "من حيث المبدأ ليس هناك تصنيف ألدبين نسائي و رجالي" ،وهو ما ّ
زكاه 7
الراحل محمد شكري إذ ذهب إلى ّأنه "ليست هناك كتابة نسائية محضة
الكاتب المغربي ّ
العصور ،فقد كانت مقموعة داخل األسرة وخارجها وفي المجتمع ،ويصعب عليها اآلن أن
كل الحواجز التي وضعت في طريقها ،فهي تناضل وتكافح من أجل إثبات ذاتها.
تتخطى ّ
النساء".8
مقارنة مع ما تكتبه بعض ّ
النهضة ِّ
محك البحث من أيام ّ منتجته المرأة التي ُّ
تعد جزًءا من القضايا المطروحة على
ّ
النسائي
النقدية التي حاولت االقتراب من إشكاليات األدب ّ
أن التّصورات ّ
األولى ،...والظاهر ّ
جزِّئ التي أنتجت هذا الّلون ِّمن األدب تنزع إلى رفض هذا المصطلح "األدب ّ
النسائي" الذي ُي ّ
األقطار العربية -على مستوى التّراكم واألجناس األدبية والتيمات المهيمنة والجرأة في
الكتابة -ال يمكن حصره ،وذلك من خالل كتابتها في مواضيع لم تكن مطروقة من قبل،
السير الذاتية،
النسائية العربية ،حيث دخلت المرأة مجال كتابة ّ
أهم قفزة تحّققها الكتابة ّ
وتلك ّ
الجنسي ،وغيرها من االقتحامات األخرى التي تجعل أدب المرأة العربية ذا حضور فعلي
الخاصة إلى ال ّذات وإلى المجتمع والعالم ،وذلك في اختالفها المشروع عن
ّ التّفرد في رؤيتها
المعضدة والمخالفة".11
ّ الرؤى األخرى
غيرها من ّ
ٍ أي زمن مضى "بدورها كم ِّنت ِّ ِّ فالمرأة اليوم ُّ
خطاب يبلغ صوتها جة ُ وعيا من ِّّ
أشد ً
السائد،
قصة ،ورواية) في تغيير ّ
جتمع ،فهي تُدرك دور أشكال التّمثيل األدبي (شعرّ ،
بالم َ
ُ
واالنتصار على رواسب "ثقافة الموؤودة"؛ من أجل تكريس "ثقافة المولودة " ، 12فبالكتابة
الرغم من
وتبصر وإحقاق ،وعلى ّ مؤِّّكدة لحضورهاِّّ ،
محركة للمنسي من أخبارها بوعي وإدراك ّ
النساء بغية ولوج لقد حاولت المرأة العربية في كتاباتها نشر الوعي وروح ِّّ
النضال في أوساط ّ
النسائية في الوطن العربي أحسن المراتب" ،فقد تجّلى هذا الوعي في مستوى ِّ
نمو الحركات ّ
ّ
وشوقهن
ّ قتهن يكتبن "عن ذو َّ
اتهن وحر ّ ْ فالنساء حين
النقص) " ّ ،
14
(العطالة ،الدونيةّ ،
كينونتهن تكون الكتابة في أبسط تجّلياتها هي عاتهن إلى إثبات حضور َّ
هن وتكديس ُّ
وتطل َّ
ّ
الرحب، ِّ
المبدعة عبر الكتابة حياتها الجديدة ووالدتها الجديدة لالمتداد في الواقع اإلنساني ّ
ُ
وأشكال الحصار".15
ِّ
حق المرأة إذن ومن خالل كتاباتها "أن تُ ِّّ
عبر حقيق ًة عن ما تريد أن تَعنيه ،وأن من ِّّ
الرجل َّ
بهويتها وتجربتها التي تختلف جسديًّا وثقافيًّا ونفسيًّا وُلغويًّا عن هوية ّ
تقول ما يتعلق ّ
وتجربته ،وأن تسمع صوتها المقموع والمكبوت والمستلب داخل لغة ليست لغتَها ،وأن تحكي
تجربتها وشعورها ،وتنسج رؤيتها للعالم في أشكال ّفنية تتالءم مع جسدها ونفسها وثقافتها
ولغتها ،وهذا ليس مستحيالً إذا انطلْقنا ِّمن أن اللغة اإلنسانية أغنى مما َن ِّ
عتقد؛ إذ ُيمكنها أن ّ
السائدة هي
أن اللغة األدبية ّ
الرجال والنساء بشكل مختلف ،ولتكن البداية بافتراض ّ
تقول ّ
بعيدا عن
الم ارَقبة ً الرجلِّ ،
حق المرأة أن تقول وأن تكتب خارج ُ
ومن ّ ويراقبها ّ
ذكورية َيصنعها ُ
. 16
الفنية ورؤاه الحياتية"
أشكاله ّ
بالهين ،هربت ِّمن سياف مسرور ،وضغط القبيلة التي أرادت فوق جسر الكتابة شو ً
طا ليس ّ
أن تكون جزءا من متاعها وم ِّ
تعتها فقط فلم تسلم من جرابها أسلحتها المعروفة لإلعالن عن ُ ً
وجودها الجديد ،بل امتشَقت سيف الكتابة ،وبارزت به صفحات بيضاء أسالت فوقها عبير
ِّ
استشهادها ،ففي معبد الكتابة ،تصّلي الذات المبدعة في محراب االنعتاق من أنين الواقع
وانجراحاته ،هكذا تغتسل في محبرة الوجود ،تحيط بها طقوس تسكر من معيني الخيال ،وفي
هذا الفضاء الفضفاض تنشر عالمات االستفهام والتّعجب رداؤها ،كّلما غزت حقيقة أدبية
مصطلحات".17
ظين الفتين،
وحضور ملحو َ
ًا اكما
السنوات األخيرة" ،تر ً
النسائيَّة في ّ
لقد حّققت الكتابة ّ
هذا اإلسهام ُيعتبر عالمة تغيُّر في أفق الكتابة اإلبداعية ،وفي محتواها وتشكيلها األسلوبي
الهوية الجنسيَّة المختلفة؛ بقدر ما هو تَجسيد لكفاءة تعبيريَّة ،ولخبرة فنيَّة في
ّ الشريك ذي
ّ
ِّ
النابض بالحياة ،والمسكون باالفتتان عاشًقا َ
ومعشوًقا".18 الجسد ّ
تصوير َ
الرفع من مكانة المرأة مجتمعيا وأدبيا ،وفي التّأثير على صناعة القرار الفكري والثّقافي،على
ّ
ومتغيراته ،فقد
ّ بمستجدات واقعها
ّ النسائية الحديثة
األدب والمعرفة" ،وإذا ما ربطنا الكتابة ّ
أن الكتابة عرفت تجديدا كبي ار على مستوى اللغة وطرائق التّخييل والكتابةّ ،
ضدا على نلمس ّ
وجريئة مع أحالم
طقوس الكتابة الكالسيكية ،وقد شهدت األلفية الثالثة أقالما نسائية ثائرة ّ
(امرأة من هذا العصر ،)2010/إضافة إلى كتابات ليلى العثمان ،وكتابات رجاء صانع.
الحرية والكرامة
ّ كتابات يمكن وصفها بكونها صوتا ثورياً مزدوجاً ،فهي ثورة من أجل
المؤسسات .وفي
الرجل و ّ
طنة بثورة تقويض صورة المرأة التي فرضها المجتمع و ّ
والعدالة ،ومب ّ
نستدل بحصيلة
ّ تطو ار الفتا في مجاالت الفكر واألدب ،ولنا أن
أن المرأة قد حّققت ّ
نسجل ّ
أن ّ
تتوخى هذه
ّ وأفق مفتوح لالشتغال والتّنوع والغيرية ،ناجم عن عمق التّجربة ودّقة الفهم.
أن التّقابل
النص -بعيدا عن جنس المنتج ،كما ّ
الداخل -أي داخل ّ
تتحدد من ّ
بأن شرعيته ّ
ّ
السعي لبيان االختالف بينهما داخل وحدة إبداعية مشتركة لمساءلة الوجود،
فكرة الفصل إلى ّ
الهوامش:
-1نازك األعرجي ،صوت األنثى ،دار األهالي ،دمشق ،سوريا ،1997 ،ص.31 :
-2فيرجينيا وولف ،الثقافة العالمية ،المجلس األعلى للفنون واآلداب ،الكويت ،العدد ،7السنة الثانية ،المجلد
الثاني ،نونبر ،1982 ،ص.26 :
-3انظر :أشرف توفيق ،اعترافات نساء أديبات ،دار األمين ،القاهرة ،الطبعة األولى ،1998 ،ص.11:
-4حسن نجمي ،شعرية الفضاء السردي المتخيل والهوية في الرواية العربية ،المركز الثقافي العربي ،الدار
البيضاء ،المغرب ،ص .173
-5انظر :زهور كرام ،السرد النسائي العربي :مقاربة في مفهوم الخطاب ،شركة المدارس للنشر والتوزيع،
الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،2004 ،ص.94 :
-6نفسه ،ص.94:
-7حسام الخطيب ،حول الرواية النسائية في سورية ،مجلة المعرفة ،العدد ،166 ،ص.81:
-8انظر الحوار الذي أجراه اإلعالمي والشاعر المغربي عبد الحق بن رحمون مع الروائي المغربي محمد
شكري والمنشور بجريدة الزمان اللندنية ،بتاريخ.1987/12/05 :
-9مباركة بنت البراء ،األدب النسائي حقل أدبي جديد داخل حقل األدب العربي المعاصر ،أفروديت (األنثى
والكتابة) ،العدد الثاني ،2005،ص.9 :
-10عبد الرحيم العالم ،الفوضى الممكنة :دراسات في السرد العربي الحديث ،دار الثقافة ،ص.236-237 :
-11زهور كرام ،في ضيافة الرقابة ،منشورات الزمن ،المغرب ،2001 ،ص.37 – 36 :
-12زهرة الجالصي ،ما بعد الكتابة النسائية ،آفاق ،العدد ،2002 ،67 :ص.34 :
-13نجاة المريني ،عالمات نسائية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،2006 ،ص.19 – 18 :
-14زهور كرام ،السرد النسائي مقاربة في مفهوم الخطاب ،ص.24 :
-15توفيق مصباح ،من يدفع النساء للكتابة ،جريدة الصحراء 16 ،يونيو ،2001 ،ص.4 :
-16حسن المودن ،الكتابة والمرأة ،مجلة أفروديت (األنثى والكتابة) ،العدد الثاني ،ص.45 :
نموذجا" ،أفروديت (األنثى والكتابة)،
ً -17همس اليراع ،شغب الكينونة الموغلة في الجرح الثقافي "الشعر
العدد الثاني ،2005،ص.11 -10 :
-18عبد الحميد عقار ،صوت الفردانية ،ضمن كتاب :الكتابة النسائية :محكي األنا محكي الحياة ،مجموعة
من المؤلفين ،اتحاد كتاب المغرب ،يوليوز ، 2007 ،ص.4 -3 :
-19سعيد يقطين ،الكتابة النسائية صوتا وصدى ،صحيفة العرب ،عدد ،9815بتاريخ،2015/02/01 :
ص.13 :
-20محمد داود ،فوزية بن جليد ،كريستين ديتريز ،الكتابة النسوية :التلقي ،الخطاب والتمثالث ،منشورات
المركز الوطني للبحث في األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ،وهران ،2010 ،ص.544 :
ملخص:
الهدف من العملية التعليمية هو غرس القيم واألفكار والمعارف والخبرات واالتجاهات ،وتغيير
السلوك ،وتحسين األداء،وتنطلق هذه العملية من التخطيط والتصميم إلى التنفيذ ثم التقويم؛ ترتكز
العملية التعليمية على ركائز أساسية ،هي :المتعّلم ،والمعلم ،والمدرسة ،والمنهج ،والتقويم هو أحد
عناصر المنهج الستة المتمثلة في :األهداف ،والمحتوى ،والوسائل التعليمية ،وطرائق التدريس،
واألنشطة التعليمية ثم التقويم.
تهدف هذه الورقة إلى عرض موضوع اختبارات التقويم لتعليم اللغة العربية للناطقين
بغيرها،واستعراض التحديات والعقبات التي تواجه تعليم اللغة العربية لغير أصحابها ومناقشتها ،بغية
تبادل الخبرات والمعلومات والمعارف في هذا المجال بهدف التطوير والتحسين للوصول إلى الجودة
المرجوة.
الكلمات المفتاحية :معايير التطوير ،االختبارات ،التقويم ،الكفاءة اللغوية.
Abstract :
The objective of the teaching process is instilling values, knowledge,
experiences, and opinions as well as changing behaviour and improving
performance. This process starts from planning to implementation and ends with
evaluation. The teaching process relies on essential pillars which are: the teacher, the
learner, the school, and the methodology. As far as evaluation is concerned, it is one
of the six elements of methodology including: the objectives, the content, the
pedagogical means, the didactic methods, the teaching activities, and evaluation.
This research aims to present evaluation tests for teaching Arabic to non-Arabic
speakers and to shed light on the challenges and the obstacles facing the teaching of
Arabic to foreign speakers. The discussion of this subject aims to exchange
experiences, information, and knowledge in the field for development improvement,
and achieving the desired quality.
Keywords: developmental criteria, evaluation, language efficiency.
مقدمة :
تعد مهنة التدريس والتعليم من أشرف المهن ،وأعظمها شأنا ،وأرفعها قدرا ،وأشدها
تعقيدا ،إذ هي عبارة عن خلق جديد للعقول واألفكار،وتنشئة حديثة للسلوك
والتصرفات،وتصنيع للرؤى واالتجاهات والميول ،والعواطف والمشاعر ،والخبرات والمعارف،
وعلى قدر تطورها وازدهارها ،أو تدنيها وتخلفها يتنبأ بمستقبل الشعوب واألمم والدول ،وهي
عبارة عن ممارسات وأنشطة وعمليات ذات صبغة تنظيمية مقننة تلتزم بضوابط ومعايير
محددة ،تهدف إلى بناء العقول ،وتطوير السلوك واالتجاهات والميول ،وغرس القيم والمشاعر
والعواطف ،وتنمية كافة نواحي اإلنسان المادية والمعنوية ،األخالقية والسلوكية ،واالجتماعية
واالقتصادية والثقافية ،وكما يقال "تبدأ جودة المؤسسة التعليمية من جودة أساليب تقييم نمو
المتعلمين التعليمي ،ومتابعتهم وتقييم فعالية المؤسسة التعليمية نفسها من حيث ما قدمته
للمتعلمين".1
ونظ ار لما حققه العالم من تقدم وازدهار ونمو وتغير في كل مجاالت الحياة ،في سرعة ملفتة،
وانتشار واسع وشموله كل مجاالت الحياة البشرية ،2منها المجال التعليمي ،وإبداع نظريات
علمية وتقنيات تعليمية التي هي عبارة عن " تطبيق المبادئ العلمية في العملية التعليمية
بالتركيز على المتعلم وليس الموضوع ،واالستخدام الواسع للوسائل السمعية البصرية" ،3فإنه
ال بد من تطوير وسائل وأدوات وأساليب التقويم لتتناسب المنجزات العلمية ،ولتواكب
المستجدات الهائلة ،ولتستجيب للتطور التقني ،و "تتباين أساليب التقويم وأدواته بتباين
استراتيجيات التدريس وأهدافها ،وبطريقة تعكس قدرتها على توفير البيانات الصادقة والدقيقة،
فلم تعد النظرة التقليدية للتقويم...تناسب المتطلبات الحالية والمستقبلية للتربية واحتياجاتها
المتغيرة في هذا القرن " ، 4ونتيجة للتطور في استراتيجيات التعليم ،وفي مناهجه وأهدافه
ووسائله المستحدثة ،وطرائقه الجديدة فال بد من أن ينعكس ذلك على التقويم وأدواته وأساليبه
المختلفة ،ألن العملية التعليمية منظومة متكاملة في عناصرها وركائزها ،فيعتبر القرن
الحادي والعشرون قرنا للتطور الهائل في مجال التدريس وأساليبه"،ولقد شهدت استراتيجيات
التدريس تطو ار كبي ار في مطلع القرن الحادي والعشرين ،وقد واكب ذلك تطور في
استراتيجيات التقويم وأدواته التي يستخدمها المعلم...وأصبحت عملية التقويم جزءا من عملية
التعليم ،توجهها ،وتعززها ،وتصحح مسارها ،وتطلب ذلك التحول إلى أساليب ونظم تنمي
الشخصية المتكاملة والمتوازنة للمتعلم ،وما يمتلكه من مهارات وظيفية وفهم عميق".5
ويمثل التقويم عنص ار أساسيا ومقوما هاما وجزء ال يتج أز في عملية التعلم ،حيث يواكبها في
جميع مساراتها ومراحلها ،وهناك ترابط وثيق بين عناصر المنهج بينها عالقة أسرية ،فهي
تتكامل فيما بينهما حتى تبني الصرح العلمي المتين المتماسك" ،إن مكونات المنهج التي هي
األهداف ،والمحتوى ،وأنشطة التعلم ،والتقويم بحكم صلتها ،وطبيعة تطويرها ،ووحدة غرضها
الذي تنشده جميعها ،وهو التعلم ،ترتبط جميعها بعالقات عضوية ومنطقية ،ففي بداية كل
منهج ،أو وحدة ،أو موضوع ،توجد األهداف التربوية العامة والخاصة ،حيث تمثل ما يقصد
المربون تحقيقه من مهارات فكرية ،واجتماعية ،وحركية ،وقيم واتجاهات لدى التالميذ ،وهذه
األهداف تتطلب معلومات ومعارف مختلفة حسب نوع المهارة أو القدرة التي تحقق كل منها،
هنا يختار المختصون ،ما يسمى بالمحتوى ...ولترجمة األهداف والمحتوى إلى مهارات
محسوسة يتجه المربون إلى اختيار وتطوير أنشطة التعلم وخبراته ،ثم يتولى المعلم بعد قيام
التالميذ بها تقويم مدى تعلمهم ،أو مدى ما تحقق من أهداف المنهج لديهم".6
المطلب األول :تحرير المصطلحات:
أوال :الفروق بين التطوير ،واإلصالح ،أما التطوير فقد جاء في تكملة معجم تاج العروس ما
يلي " :التطوير ...ينقلب من صورة إلى أخرى ،أو يتحول من كفة إلى أخرى ،7" ،ثم نقل
كالم الشعراوي في الطبقات الكبرى د ،2ص ،28في ترجمة أبي الحسن "إنه كان كثير
التطورات ،ندخل عليه بعض األوقات نجده جنديا ،ثم ندخل فنجده سبعا ،ثم ندخل فنجده
قيال" ،8،ومن ذلك نستخلص أن التطوير هو التجول واالنقالب من هيئة إلى هيئة أخرى،
"طوره:
ومن صفة أخرى ،ومن حالة إلى حالة أخرى ،وفي المعجم الوسيط جاء ما يليَّ :
تحول من طور إلى طور ،التطور:
تطورَّ :
حوله من طور إلى طور ،وهو مشتق من الطورَّ ،
َّ
310 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
التغيير التدريجي الذي يحث في فئة الكائنات الحية وسلوكها ،ويطلق أيضا :على التغيير
التدريجي الذي يحدث في تركيب المجتمع ،أو العالقات ،أو النظم ،أو القيم السائدة فيه"،9
وفي المجال التربوي ،التطوير هو "عملية تحويل مواصفات التصميم إلى صبغة مادية ،وهو
أحد مكونات تكنولوجيا التعليم ،أو هو استخدام لغة أو نظام تأليف لتصميم وتطوير
10
التعليم"؛
وأما عملية اإلصالح ،فأصل الكلمة" :صلح ...زال عنه الفساد ،صلح الشيء :كان نافعا أو
مناسبا ...أصلح في عمله أو أمره :أتى بما هو صالح نافع ،وأصلح الشيء :أزال فساده
...الصالح :االستقامة ،والسالمة"،11واصطالحا ،فهو عبارة عن "النظر في النظام التربوي،
بما في ذلك النظام التعليمي ومناهجه ،من خالل إجراء الدراسات التقويمية ،ثم البدء في
عملية التطوير وفق مقتضيات المرحلة الراهنة والرؤى المستقبلية للنظام التربوي ،في هذه
الحالة تكون االتجاهات العالمية ،ومظاهر التجديد التربوي من أهم األمور التي توضع في
االعتبار" ،12ومن خالل ما سبق ندرك أن عملية اإلصالح سابقة لعملية التطوير وممهدة
لها.
ثانيا :الفروق بين االختبار واالمتحان ،أما االختبار فهو "جملة من التجارب لتحديد النسبة
المئوية لسمات معينة عند شخص معين أو فريق من الناس ،منه االختبار العقلي المقنن
لقياس القدرات الخاصة والعامة ،واالستعدادات لدى الطالب أو الطالب ،االختبار هو أداة
للقياس تتألف مجموعة من التمارين ،وقع اختيارها على ضوء أهداف ...قياس درجة تحققها
قبل التعلم( ،اختبارات توجيهية) ،أو أثنائه( ،اختبارات تشخيصية) ،أو إثر انتهاء مسارات
التعلم" ،13وبين االختبار واالمتحان تقارب في المعنى والداللة.
ثالثا :الفروق بين التقويم والتقويم و القياس:
لنبدأ بالكلمة األخيرة وهي القياس ،وإذا رجعت إلى المعاجم العربية نجدها تذكر بأنها من
قيس ،القياس :التقدير ،القياس :المقدار ،قاس :قدر ،و"يقال :قاسيت بين شيئين :إذا قادت
بينهما ...القائس :الذي يقيس ،ويتعرف غورها بالميل الذي يدخله فيها ...قاس رمح ،أي
قدر رمح" ،14وعند علماء التربية ،القياس هو "عملية يقدر بها أداء المتعلم بالنسبة لخاصية
ولتوضيح 15
معينة ،باستخدام أداة مالئمة أو مقياس مناسب يعبر عن القياس بقيمة رقمية"،
هذه الفروق نأتي بمثال تطبيقي ،فنقول :اشترك مجموعة من الدارسين أربعة مثال في اختبار
واحد ،لتقويم هدف واحد ،في مستوى واحد ،وفي ظروف واحدة ،وبأساليب موحدة ،فحصل
األول على 30من ،50والثاني على 35من ،50والثالث على 25من ،50والرابع على
22من ،50فعلى حسب مفهوم القياس ،نقول ،إن الدارس األول والثاني نجحا بتفوق،
والثالث نجح لكن بصعوبة ،والرابع راسب ،وعلى حسب مفهوم التقويم ،فإننا نستعمل
التعبيرات التحسين ،التشجيع ،ويجب بذل جهد أكثر ،مستوى أقل من المتوقع منه ،فنقول :إن
األول والثالث هما على اتجاه صحيح ،ويسيران سي ار جيدا ،يجب عليهما مواصلة الجهد في
االتجاه ،ويستحقان التشجيع ،وأما الثالث فإنه يسير ببطء ،وعليه أن يحاول أكثر ،ويجب
تشجيعه ،والرابع إن مستواه التحصيلي أقل بكثير مما هو متوقع منه ،فعليه أن يبذل جهودا
أكثر للتحسين من مستواه وتطوير أدائه ،ومع ذلك يشجع.
وأما التقويم ،أصله التقويم بالواو ،حسب ما جاء في لسان العرب ،ولما وقعت الواو مكسورة
قبل ياء قلبت الواو ياء ،فصارت الكلمة تقييم ،قال ابن منظور" :القيمة واحدة القيم ،وأصله
الواو ،ألنه يقوم مقام الشيء ،والقيمة :ثمن الشيء بالتقويم ،تقول :تقاوموه فيما بينهما ،وإذا
انقاد الشيء ...وقد قامت األمة مائة دينار ،أي بلغ قيمتها مائة دينار ...االستقامة :التقويم،
لقول أهل مكة :استقمت المتاع ،أي قومته ،وفي الحديث :قالوا يا رسول هللا :لو قومت لنا،
فقال :هللا هو المقوم ،أي :لو سعرت لنا ،وهو من قيمة الشيء ،أي :حددت لنا قيمتها".16
والتقويم في اصطالح التربويين هو "عملية يتم بها إصدار الحكم على مدى وصول العملية
التعليمية ألهدافها ،ومدى تحقيقها ألغراضها ،والعمل على كشف نواحي النقص في العملية
التربوية ،أثناء سيرها ،والعملية التي يلجأ إليها المعلم لمعرفة مدى نجاحه في تحقيق
األهداف ،مستخدما أنواعا مختلفة من األدوات التي يتم تحديد نوعها على ضوء الهدف المراد
312 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
التعليم والتعلم حيث "أشارت البعض الدراسات إلى أن الفرد يتعلم عن طريق الكالم بنسبة
،% 23وعن طريق االستماع بنسبة ،% 25وعن طريق القراءة بنسبة ،%35وعن طريق
الكتابة بنسبة ،%17ولكل مهارة دورها المحدد في تعلم التالميذ ،والوصول بهم إلى المستوى
المطلوب من التعلم الهادف ،وتعد مهارات القراءة والكتابة من المهارات األساسية التي تساعد
المتعلم على التعلم في مراحله األولى".26
والفرق بين المهارة والكفاءة أن الكفاءة جاءت من "الكفء :المماثل ،والقوي القادرة على
تصريف العمل ...الكفاءة :المماثلة في القوة والشرف ...الكفاءة في العمل القدرة عليه،
وحسن تصريفه" ،27وعلى هذا المفهوم فإن الكفاءة هي المقدرة على الشيء ،وإجادته وحسن
التصرف فيه ،فالكفاءة اللغوية هي القدرة على استعمال اللغة استعماال مناسبا ،وإتقانها
وحسن استخدامها لتحقيق عملية التواصل والتفاهم وتحقيق المنى ،والتعبير عن األفكار
والرؤى ،وكشف المشاعر واألحاسيس والعواطف ،والميول واالتجاهات والمواقف ،بين المهارة
والكفاءة تقارب لحد الترادف ،وتشابه في المعنى والداللة ،ويمكن القول بأن المهارة والكفاءة
هي مجموعة من القدرات والمواهب والسلوكيات التي يكتسبها التلميذ خالل مسيرته التعليمية
"نتيجة مروره ببرنامج دراسي معين".28
المطلب الثاني :خطوات عملية التقويم و معاييره:
أوال :خطوات التقويم29،عملية التقويم تمر بعدة خطوات ،تنطلق من:
-1تحديد الهدف من القياس والتقويم ،مثال أن يكون الهدف هو قياس مهارة القراءة
الصحيحة السليمة لدى الدارس ،أو قياس قدرة التلميذ على أداء مهارة التعبير الشفهي أو
الكتابي ،أو اختباره لتقويم مهارة االستماع ،فأهداف التقويم عديدة ومتنوعة ،فقد تكون:
توجيهية حيث يتم بناء على نتائج التقويم يوجه التالميذ للتركيز على مهارة ما ،ومن -
وظائف التقويم البديل أنه يهدف إلى "مراقبة وتوثيق تقدم المتعلمين نحو تحقيق مستويات
معيارية أكاديمية"30؛
314 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
تصنيفية فيصنف التالميذ إلى مجموعات بناء على نتائج التقويم ،وتقديرية بأن يعطى -
التلميذ تقدي ار معينا،ولتحديد مستوى التحصيل التعليمي ،وللتعرف على كفاءة التلميذ وخبراته
وقدراته في المهارات اللغوية.
-لترقية التلميذ إلى صف أو مستوى تعليمي أرفع من مستواه الحالي ،إثر تحليل نتائج
التقويم ،وهذا أحد وظائف التقويم البديل ،حيث يهدف إلى "منح المتعلمين شهادات تخرج
توثق تحصيلهم ومهاراتهم".31
-إلثارة الدافعية إلى التعلم لدى التلميذ ،ذلك عند ما يكتشف أن مستواه تحسن بكثير ،وهو
يسير في اتجاه صحيح ،ومما هو طالب به في أسلوب التقويم البديل أن يكون التقويم محفزا،
أي يثير دوافع الطالب ،ويحفزهم للتعلم واالندماج واألنشطة التي تتطلب إنجاز المهام ،وأن
يكون منشطا ،حيث يؤدي إلى تفاعل الطالب مع بعضهم البعض ،ومع المعلمين ،ومع
الخبراء والمفكرين والعلماء32؛
-لتشخيص نقاط الضعف والقوة ،وجوانب القصور والكمال ،بناء على تحليل نتائج التقويم،
ومن أهداف التقويم البديل أنه يسعى إلى "تقديم بيانات ومعلومات عن أداء المتعلمين ،تؤثر
في عملية التعليم والمناهج".33
-للتنبؤ للمستقبل ،بعد تحديد مواطن الضعف والقوة والقصور والكمال ،ذلك لـ "إن الحياة
المتطورة لمتغيرة في هذا العصر تدعو الناس إلى التأمل والتفكير والتطلع إلى المستقبل ،عن
طريق االستدالل المنطقي ،والخيال الحر ،يرسم صورة ذهنية للغد ،وهذا األساس يعتمد على
قدرة المخطط على التصور الكامل"34؛
-إلعطاء المعلم والمؤسسة التعليمية فكرة عن مدى تحقق األهداف المرسومة.
-لتحسين أداء المتعلم والمعلم والمؤسسة التعليمية ،وتطوير العملية التعليمية.
-خلق الثقة في المعلم وفي المتعلم وفي المؤسسة التعليمية ،عندما تتحقق األهداف
التعليمية التي تم قياس من أجلها.
-دعوة المعلم أو المتعلم والمؤسسة التعليمية إلى مراجعة أدائها ،إذا لوحظ بناء على تحليل
نتائج التقويم ،أن الهدف أو األهداف لم تتحقق ،أو تحققت بشكل أقل بكثير من المفترض
والمتوقع ،فال بد من القيام بما يسمى التغذية الراجعة ،وهذا واحد من وظائف وأهداف التقويم
البديل ،حيث يسعى إلى "المحاسبة التربوية للمعلمين واإلدارة التربوية ،حول أداء الطلبة".35
-التعرف على وسائل تعليمية فعالة وناجعة في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين
بها ،فهناك وسائل تقليدية ،ولكن بعد التطور الذي تحقق في مجال التعليم في كل جوانبه
وميادينه ،بما في ذلك مجال وسائل التقويم ،حيث إننا "نلجأ إلى استخدام وسائل تعين
التالميذ على فهم موضوع الدراسة ،وتقرب إلى أهانهم ما قد يكون بعيدا عنها ،وتصور لهم
كثي ار من المعلومات الصعبة الغامضة ،ومن هذه الوسائل :األفالم ،والنماذج ،والصور،
والرسوم التوضيحية والبيانية ،والمصورات ،والالفتات ،والخرائط ،والتسجيالت ،وغيرها من
الوسائل واآلالت التكنولوجية الحديثة" ،36فعملية التقويم تساهم في معرفة مدى فعالية هذه
الوسائل ودورها في اقتصاد الوقت وتوفير الجهد.
-2تحديد مجاالت القياس والتقويم ،كأن يختار مهارة القراءة أو التعبير الشفهي أو التعبير
الكتابي ،أو مهارة االستماع.
-3التخطيط لتنفيذ القياس والتقويم ،من خالل تقسيم عملية التقويم إلى مراحل ،لكل مرحلة
نشاط خاص بها ،مع مراعاة خاصية التدرج من السهل إلى الصعب ،ومن المعلوم إلى
المجهول ،ومن المركب إلى المفرد أو العكس ،ومن المحسوس إلى المعنوي ،ومن المادي
إلى التجريدي.
-4تحديد أدوات وأساليب التقويم ،كاالختبارات المقالية ،واالختبارات الشفهية ،أو
الموضوعية ،أو أسلوب المالحظة ،وغيرها.
-5تنفيذ عملية التقويم.
-6تحليل بيانات التقويم ،وذلك بالتصحيح ،وفقا للهدف المراد الوصول إليه ،فالذي يريد أن
يقيس مهارة القراءة فعليه أن يركز عليها ،وال يصرف تركيزه إلى مهارات أخرى ،غير أنه ال
يقفل عنها أيضا.
316 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
والتربوية ،يمكن من خالل تطبيقها التعرف الصورة الحقيقية للموضوع المراد تقويمه"، 39
وهي:
أوال :أن يرتبط بأهداف التعلم ،الهدف األساسي من تعلم اللغة ،هو التواصل والتفاهم
والتخاطب ،والتعبير عن النفس وعن المشاعر والعواطف واألحاسيس ،وبث األفكار والرؤى
واالتجاهات والميول والمواقف ،فاللغة وعاء للمعارف ،وركن من أركان عملية التفكير،
ووسيلة للتخاطب والتواصل ،وتكتسب اللغة العربية مزية على بقية اللغات ،ذلك كونها لغة
القرآن ،وبذلك يمكن القول بأنها اللغة الرسمية لإلسالم والمسلمين ،وكثي ار منهم يقبل على
تعلمها ال لشيء آخر غير بغية فهم القرآن والديني اإلسالمي قبل أي شيء آخر ،ولكن
أهداف تعلم هذه اللغة قد تتعدد ،فيكون هناك من يتعلمها لهدف سياسي ،أو اقتصادي ،أو
ثقافية ،أو علمي ،فال بد أن يراعي هدف كل واحد من المتعلمين ،غير أنه من المفترض أن
يكون الرئيسي هو تعلم اللغة من معرفة اللغة ،فالذي يتقن اللغة يحقق هدفه أيا كان،
اقتصاديا ،سياسيا ،و أو اجتماعيا وثقافيا.
ثانيا :أن يتصف بالصدق ،ويقصد به التقويم من أجل الحصول على نتائج والتعرف على
هدف معين من أهداف التعلم ،والحصول على تطابق بين ما تم القيام به في الواقع وما
يجب أن يقوم بالفعل ،ذلك إذا الهدف من التعلم مثال هو تقويم فهم الدارس ألفكار نص
مقروء أو مسموع ،واألداة المستعملة في التقويم قياس قدرة الدارس على االستذكار والحفظ،
فال يمكن أن يتصف هذا التقويم بالصدق مهما ،للتباين بين المقصود والهدف من التعلم
الذي هو فهم المقروء أو المسموع ،واألداء لتقويم الحفظ واالستذكار ،فبينهما بون بعيد وهوة
شاسعة ،وبعبارة أخرى الصدق "هو ارتباط النشاط ارتباطا وثيقا باألهداف التربوية ،ومساعدته
على تغيير السلوك في اتجاه األهداف المرغوبة ،مع مراعاة أن معرفة الشيء ال تعني
بالضرورة القدرة على فعله ،وتحدد درجة صدق النشاط بمقدار ما يحقق فعال من تغيير في
ومما يساعد على تحقق 40
السلوك الذي يرتبط بالهدف الذي يدعي أن النشاط يحقق" ،
خاصية الصدق في التقويم ما يلي:
318 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
-1تحديد الهدف التعليمي بوضوح ،وتحديد الهدف من التقويم أيضا للتأكد من مدى تحققه
أو عدمه ،ويقصد علماء التربية بتحديد الهدف على أنه "رسم األهداف العامة والخاصة
والسلوكية المراد تحقيقها من خالل موقف تعليمي معين".41
-2التأكد من تحقق الهدف التعليمي قبل التقويم ،ذلك من خالل عملية التعلم والتعليم.
-3تضمن االختبار على عدد كبير وكاف ومناسب من األسئلة لقياس األهداف التعليمية،
كاألسئلة التحريرية ،و المقالية ،والموضوعية.
-4اختيار أدوات التقويم واالختبار بصورة جيدة ،مما يساعد على كشف الهدف ،وتكون هذه
األدوات مالئمة للهدف ،فاألسئلة الموضوعية ال تناسب تقويم قياس القدرة على التعبير
الخطي والكتابي والشفهي ،وال تساعد تقويم مدى تطور الدارس في مهارة التعبير عامة،
والتعبير الخطي الكتابي بخاصة.
-5تحديد واختيار األهداف التي يسعى لتقويمها ،فإذا الهدف قياس قدرة المتعلم في مهارة
القراءة ،أو الكتابة ،أو االستماع ،قياس قدراته على فهم النص أو تطبيق القاعدة مثال ،فيحدد
بوضوح.
-6مالئمة القياس لتقويم األداء اللغوي ،الذي هو "قدرة الفرد على األداء اللغوي الصحيح
قراءة وكتابة وتحدثا وتعبيرا" ،42أي إذا كان الهدف مركب أيضا يحدد ،ألن ال يحدث اللبس،
فال بد من التأكد من مالئمة القياس للتقويم ،إذا كان الهدف من التقويم قياس الفهم ،فال يمر
عبر التعبير ،والعكس كذلك ،إذا كان الهدف من القياس تقويم التعبير ،فال يستعمل أداة
الفهم ،وكذلك القراءة ،واالستماع.
-7توزيع الدرجات بصورة صحيحة وسليمة ،ومتوازنة حسب أولويات األهداف المقومة،
وحسب صعوبة األسئلة وسهولتها ،فمثال إذا طلب المعلم من الدارسين ذكر سبعة أشياء،
ووزع على سبعة أشياء خمسة درجات ،فيكون بعيدا من الصدق في توزيع هذه الدرجات.
ثالثا :أن يكون موضوعيا ،ويقصد به التخلي عن الذاتية وعن كل المؤثرات من التحيز
واألهواء وما تملي عليه النفس البشرية من العواطف والمشاعر واألحاسيس ،والتحلي بالعلمية
والشفافية ،فمثال جمال الخط ورداءته يؤثران ،وحسن التنظيم وسوئه قد يؤثران ،والحشو
والثرثرة ،واإليجاز قد يؤثران ،والعالقات الحميمة أو العدائية قد تؤثر في التقويم والقياس،
فبدل أن يقوم األداء باعتبار الهدف ،فيذهب يقوم ما هو خارج من الدائرة بعيد من الهدف،
وال بد من التخلي عن كل ذلك ،وهذا قد يدفع المدرس على التغاضي عن األخطاء
والقصور ،أو يوقعه في اإلفراط والتشديد وتضيق الخناق على الدارس ،ويساعد على ذلك
عدة أمور ،منها:
-1إخفاء اسم المتعلم ،وتحذير الدارسين من ترك إشارات وعالمات تدل على صاحب
االختبار.
-2عد ترك بعض اإلشارات المهمة أو عالمات على االختبار للمصحح الثاني.
-3تجنب التصحيح عند التعب ،أو الجوع ،أو الحزن ،أو الفرح ،أو الغضب ،أو أية حالة
تجعل المصحح غير طبيعي ،وتخرج من السيطرة والتحكم على نفسه.
-4اعتماد التصحيح المجزوء ،بحيث يقوم بتصحيح السؤال األول لكافة الدارسين ،ثم الثاني،
ثم الثالث ،وهكذا إلى آخر األسئلة.
المتكرر
ّ رابعا :أن يتصف بالثبات ،ويقصد بالثبات الحصول على نفس النتائج مع القياس
الثبات ،وفي نفس الظروف ،وباستعمال نفس األداة واألساليب الكاشفة عن تحّقق الهدف،
ومما يساعد على تحقيق ذلك:
-1استعمال مستوى لغة مالئمة لمستوى الدارسين ومداركهم.
-2توضيح معاني المفردات المستعملة في األسئلة قبل االختبار ،وتوحيد معانيها بين
المصححين.
-3التأكد من الربط بين السؤال والهدف المقوم ،فال يتم قياس الفهم بتقويم القراءة أو التعبير،
وهكذا العكس.
-4وصياغة السؤال وكتابته بشكل مباشر من المقدمات.
320 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
أوال :تجزئة السؤال المتضمن عدة أمور ،إلى عدة أجزاء ،فمثال :ال يتم صياغة سؤال واحد
في نحو :ضع عنوانا لهذا ،واشرح المفردات التي تحته ،وهات بمفرد الكلمات الموضوعة بين
القوسين ،واستخرج منه فعلين مضارعين ،وجملتين اسميتين ،وحرفي جر ،وثالثة أحرف
نصف ،كل هذا في سؤال واحد ،بل ال بد من التجزئة كاآلتي:ضع عنوانا للنص ،اشرح
المفردات التي تحتها خط ،هات بمفرد الكلمات الموضوعة بين القوسين ،استخرج من النص
فعلين مضارعين ،استخرج من النص جملتين اسميتين ،استخرج من النص حرفي جر،
وثالثة أحرف نصف.
ثانيا :تجنب االبتداء بأسئلة صعبة ،وذلك بمراعاة التدرج من السهل إلى الصعب ،وتوفير
الظروف المالئمة المادية والنفسية المطمئنة للمقومين ،وتحرير أسس التصحيح قبل تنفيذ
االختبار وإشراك الدارسين في مناقشتها واالتفاق معهم في شأنها في االختبار.
خامسا :أن يكون مرن،بمعنى قابل للتغيير والتعديل ،والحذف واإلضافة ،و "المرونة هي
إحدى مكونات التفكير اإلبداعي ،تعني قدرة الفرد على االنتقال من فئة إلى أخرى من
األفكار" ،43وهي تعني بكل إيجاز "القابلية للتكيف وفق المواقف المتغيرة"44؛
سادسا :أن يكون متنوعا ،نقصد بذلك تنويع أساليب التقويم وأدواته ،حسب الهدف منه ،وأال
يظل المعلم معتمدا على أسلوب واحد ،أو طريقة واحدة عند قيامه بوضع أسئلة اختبار
التقويم ،ألن أساليب التدريس مختلفة ،وأن طرائق التدريس المستعملة أيضا متنوعة ،وأن
أهداف التدريس ليست واحدة ،فهناك هدف تطوير مهارة القراء ،أو مهارة الكتابة ،أو مهارة
التعبير ،أو مهارة االستماع ،فعلى ذلك يكون فيه:
-1اختبار لتقويم مهارة التعبير الكتابي ،تكوين جمل مفيدة اسمية أو فعلية ،قصيرة،
متوسطة ،وطويلة ،ثم فقرات قصيرة ،متوسطة وطويلة ،ثم نصوص قصيرة ،متوسطة فطويلة،
مع مراعاة سالمة اللغة ،وااللتزام بقواعدها النحوية والصرفية.
-2اختبار لتقويم مهارة التعبير الشفهي ،وهو ما يعرف بالسلوك اللغوي ،أو ما يمسى
بالنشاط اللغوي الذي هو كل "ممارسات لغوية ،يقوم بها المتعلمون داخل القسم وخارجه،
تساعدهم على نموهم اللغوي ،منها ما هو مرتبط بالمنهج ،ومنها ما هو نشاط خارجه،
كاإلذاعة المدرسية ،وما يقوم فيها من موضوعات ،والصحافة المدرسية ،والمشاركة في
الندوات واللقاءات ،والمناظرات التي تتاح فيها الفرصة للتعبير".45
-3اختبار لتقويم مهارة القراءة ،من خالل محاولة التعرف على قدرة الدارس في التمييز بين
الحروف المتشابهة أو المقاربة في الرسم والصورة أو النطق.
-4اختبار لتقويم مهارة االستماع ،من خالل االستماع إلى قراءات أو كالم بمستويات
متدرجة ،بطيء ،متوسط في السرعة ،وسريع.
-5اختبار لتقويم اإلدراك والمعرفة اللغوية ،وهي ما يعرف بعملية اكتساب اللغة التي هي
عبارة "عملية نقل خبرات اآلخرين ،وتلقيها بواسطة القراءة أو التعلم أو التدرب النطقي أو
الكتابي ،بقصد الوصول إلى مرحلة أفضل من المرحلة السابقة".46
-6اختبار لتقويم الحصيلة المعجمية ،من خالل محاولة التعرف على خزينة الدارس اللغوية،
أذكر م اردف ما يلي ،هات بضد ما يلي ،ما مفرد ،أو ما جمع ما يلي؟ ،اشرح الكلمات
التالية ،ما معنى الكلمات التالية؟ بمعنى تقويم نشاط الدارس ،والنشاط هو عبارة عن "جهد
عقلي أو بدني يبذله المتعلم ويشارك فيه برغبة في سبيل إنجاز هدف ما ،وإشباع حاجاته،
وفق خطة مقصودة ومخطط لها ،وهو في ذلك ليس منفصال عن المنهج الدراسي ،بل هو
جزء من عناصره في ظل المفهوم الحديث له ،ومنه ما هو موجه بهدف إثراء أجزاء معينة
داخل المنهج ،ومنه ما هو حر".47
-7اختبار لتقويم الشجاعة األدبية ،من خالل استخدام اللغة وخطاب الجمهور دون خوف أو
خجل؛
التي تشمل: 48
-8عدم اإلقفال عن األسئلة الموضوعية،
-أسئلة االختيار من متعدد ،التي "تقوم على أساس قدرة التلميذ على اختيار اإلجابة
الصحيحة من بين عدة إجابات تعرض له ،يتكون السؤال من جزأين أساسين ،مقدمة للسؤال
322 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
ثم استجابات أو بدائل ال تقل عن أربعة بدائل متساوية في الطول ،ترتبط جميعها بمشكلة
موضوع السؤال ،ويختار التلميذ من بينها البديل المناسب".49
-أسئلة ملء الفراغ ،وهي عبارة عن "األسئلة يطلب فيه من التلميذ أن يضع الكلمة
المناسبة مكان النقط ،معتمدا على االسترجاع ،ويهدف إلى قياس قدرات متنوعة لدى
التالميذ ،كالتعرف والتطبيق واالستنتاج والتحليل ،يفضل أن تكون في نهاية السؤال ،وليس
في أوله ،وأن تكون واضحة المعاني ،بعيدة عن الغموض ،ال تحتمل أكثر من معنى".50
-أسئلة مزاوجة ،مطابقة" ،تعتبر من أهم االختبارات الموضوعية ،بسبب انخفاض عامل
التخمين ،وتتكون من عمودين ،أحدهما يمثل المثير ،واآلخر يمثل االستجابة ،على التلميذ
أن يختار من العمود األول ما يناسب في العمود الثاني ،ويراعى فيه أن يكون عدد
االستجابات أكثر من عدد المثيرات ،باتباع األسلوب المنطقي في ترتيب االستجابات ومراعاة
لمستويات التالميذ وقدراتهم".51
-أسئلة الصواب والخطأ ،وهي عبارة عن أسئلة "تعطى للتلميذ عبارات ،ثم يطلب منه ما
إذا كانت صحيحة أم خاطئة ،يفضل فيها أن تكون كل عبارة خاصة بعرض فكرة واحدة،
ويراعى أن توزع األسئلة بين الصواب والخطأ بطريقة تحد من التخمين إلى أقصى درجة
ممكنة".52
-9اختبار لتقويم القدرة على الشرح والتفسير والتوضيح ،ويستعمل فيه "أسئلة تحرير كتابي،
التي هي أسئلة كتابية يطلب فيها من التالميذ تنظيم إجابتهم ،باستخدام لغتهم الخاصة ،وهذا
النوع يظهر قدرة التلميذ على التعبير ،والربط بين األفكار ،والعرض المنطقي للموضوع الذي
يتضمنه السؤال ،سهلة في إعدادها ،وما زالت لها السيادة في تقويم كثير من المواد الدراسية
المختلفة".53
-10اختبار تقويم القدرة على التعليل ،ويستعمل فيه األسئلة التبريرية ،التي "هي أسئلة
تستهدف قياس قدرة التالميذ على التوصل إلى االستدالالت ،وتقديم المبررات واألدلة التي
تثبت صحة المعلومات التي يقدم إليهم ،أو التي يقدمونها من خالل أنشطتهم وقراءاتهم".54
-11اختبار القدرة على التمييز بين المتشابهات أو الضدين ،والربط بين المقاربين
المترادفين ،ويستعمل فيه أسئلة التمييز التي هي "أسئلة يوجهها المعلم إلى تالميذه ،قصد
التعرف على قدراتهم في التمييز بين األشياء ،واألفكار ،والحقائق ،والمفاهيم ،وعلى هذا
األساس يستطيع المعلم أن يطور من أدائه في التدريس".55
-12ومن بين أساليب القياس التي ينبغي أال يقفل عنها عند اختبار التقويم ،األسئلة
االختيارية ،وهي عبارة عن "أسئلة يختارها التلميذ من بين مجموعة أسئلة متاحة له ،يقصد
بذلك اختيار التلميذ األسئلة التي يشعر بقدرته على حلها دون غيرها ،قد تكون في بداية
الدرس ،وتسمى تمهيدية ،وقد تكون في نهاية الدرس ،وتسمى األسئلة التلخيصية ،وفي جميع
األحوال ،يالحظ على األسئلة التدرج والتنوع فيما تقيسه من جوانب التعلم".56
-13ومن أساليب التقويم التي يستعملها األساتذة في قسم اللغة العربية بجامعة
وفقا للنظام التعليمي الجديد L. M.Dأي الليسانس ،و الماستر، نغاوندري،الكاميرون
والدكتوراه ،Ph.Dحيث يتم تكليف الطالب بكتابة تقارير تخرج آخر السنة الثالثة من
المرحلة الجامعية ،ويعرف بتقرير الليسانس ،وأوراق عمل ،فيقوم الطالب بكتابة أبحاث أو
أوراق عمل لكل مادة من المواد التي يدرسونها في كل فصل دراسي ،وتعرف هذه األعمال
بالعمل الخاص بالطالب ويرمز لها " ، TPEيطلب المعلم من طالبه إعداد ورقة عمل حول
موضوع معين ،أو بحث في مصادر مختلفة للمعلومات ...وهذا يساعد الطالب على العمل
كما أن هذا األسلوب يمكن 57
كمجموعات ،ونحو أداء أفضل ،وترسخ المعلومات أكثر"،
الطالب على تطوير التعبير الكتابي ،وتنمية هذه المهارة ،كما يساعد المعلم للتعرف على
األخطاء الصوتية والصرفية واألسلوبية التي يكثر وقوعها لدى الطالب ،ويقوم بتصحيحهم
وتقويمهم لتحسين أدائهم وتطوير أعمالهم ،من خالل التوجيهات والتغذية الراجعة ،وهذا
األسلوب جزء مما يسمى بالتقويم الحديث البديل.
-14ومن أساليب التقويم التي ينبغي االستفادة منها في تقويم مهارات تدريس اللغة العربية
لغير الناطقين بها ،استخدام أسلوب التقويم الحديث (البديل) ،وهذا النوع من أسلوب التقويم،
324 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
له عدة تسميات ،منها :التقويم األصيل ،أو الواقعي ،أو الحقيقي ،والتقويم القائم على األداء،
والتقويم البنائي ،والتقويم الكيفي ،وتقويم الكفاءة ،والتقويم المتوازن ،والتقويم المباشر ،والتقويم
و"التقويم البديل :تقييم ال يعتمد على توظيف االختبارات 58
الطبيعي ،وغيرها من التسميات،
التحصيلية التقليدية التي تتطلب من المجيب فقط استدعاء المعلومات من الذاكرة التي سبق
له دراستها ،وإنما يعتمد على أساليب وأدوات غير تقليدية ،تشمل :اختبا ار األداء ،حقائب
اإلنجاز ،المقابالت ،األوراق البحثية ،صحائف الطالب ،العروض العلمية والشفوية ،التقويم
59
الذاتي ،تقويم األقران ،المشروعات".
سابعا :أن يكون شامال ،نقصد بذلك أن يكون التقويم شامال ألنواعه ،التشخيصي القبلي الذي
يهدف إلى معرفة مستوى الدارس قبل انطالق عملية التعلم ،وتحديد هذا المستوى ،والتقويم
التكويني ،هو يسعى إلى التعرف على مدى تحسن مستوى الدارس بناء على مستواه الذي
حدده التقويم التشخيصي القبلي ،وهذا التقويم يكون مصاحبا للعملية التعليمية ،فيكون أثناء
الدرس ،ومساي ار لكل مراحل العملية التعليمية ،والهدف من التعرف على جوانب القصور
والضعف ليتدارك منها قبل فوات األواني ،ويشمل التقويم الختامي الذي يكون في نهاية السنة
الدراسية ،أو نهاية المرحلة الدراسية ،أو نهاية الحصة التعليمية ،يهدف إلى التعرف على ما
تحقق من األهداف التعليمية ،ومواطن الخلل والضعف حتى يتم إصالحها ،لتسحين
المستوى ،وهو ما يسمى بالنشاط العالجي الذي هو "عمل ينفذه التالميذ الذين يواجهون
صعوبات في التعلم ،ومن شأن هذا العمل اإلسهام في معالجة وتذليل الصعوبات( ،إما بأن
)يأخذ شكل إعادة تدريس بصورة أكثر مالئمة لهذه الفئة من التالميذ مع ضرورة تنفيذ مثل
هذه األنشطة بإشراف المعلم وتوجيهه " ، 60و"التقويم الشامل هو الذي تنادي به التربية
الحديثة ،والذي يمتد ليشمل جميع جوانب شخصية الطالب في إطار برنامج شامل ومتوازن
للتقويم ،ال يقتصر على نوع واحد من أساليب التقويم ،وجمع البيانات ،وإنما تنوع فيه
61
األساليب ،حسب تنوع األهداف وأنماط السلوك المراد قياسه"
كما أن التقويم الشامل يكون بشموله عناصر المنهج ،من األهداف ،والوسائل ،والطرائق،
وأساليب التقويم وأدواته ومعاييره (تقويم التقويم) ،وأال يقتصر على تقويم الدارس في مستواه
التحصيلي ،بل يكون بالتقويم الوظيفي ،وتقويم المدرس ،وتقويم البيئة االجتماعية والثقافية
والظروف المكانية و الزمانية التي يمكن أن تؤث ار سلبا أو إيجابا على تحصيل الدارسين.
ويكون التقويم الشامل أيضا باحتواء المهارات اللغوية كلها ،فيكون جزء منه مخصص للتقويم
مهارة القراءة ،ويتضمن أيضا مهارة الكتابة واإلمالء ،ومهارة االستماع ،ومهارة التعبير
الكتابي والشفهي (التحدث).
وكذلك يكون شامال لكل أنشطة التعلم والتعليم ،وهي "كل نشاط يقوم به المعلم أو المتعلم ،أو
هما معا ،لتحقيق األهداف التعليمية المحددة للمنهج ،المتمثلة في النمو الشامل والمتكامل
للمتعلم ،سواء تم هذا النشاط داخل غرفة الصف أو خارجه ،طالما أن بتم تحت إشراف
المدرس".62
ثامنا :أن يتصف التقويم بالعمق ،بمعنى أال يركز على السطحيات والقشور ،بل عليه يغوص
في العمق ،ليشكل المشاكل الحقيقية ،التي تؤثر في العملية التعليمية سلبا أو إيجابا.
تاسعا :أن يكون التقويم هادفا ،وأسمى أهداف التقويم هو أن يكون:
-1لتحسين األداء من خالل التعرف على مناحي الضعف للتقليل منها ،وتكثير جوانب
القوة ،وكذلك التعرف على صعوبات التعلم ،وهي عبارة عن "اضطرابات في واحدة أو أكثر
من العمليات األساسية التي تتضمن فهم استخدام اللغة المكتوبة ،أو اللغة المنطوقة التي
تبدو في اضطرابات االستماع والتفكير والكالم ،والقراءة ،والكتابة (اإلمالء ،والتعبير،
والخط)".63
-2لتطوير المستوى واالرتقاء به ورفعه إلى أعلى سقف المتوقع من خالل التعرف على
مواطن القصور والخلل وتشجيع الدارس على مواصلة بذل جهود أكثر إلصالح هذا الخلل،
وجبر القصور ،وإجراء ما يسمى بالتغذية الراجعة التي "تشمل المعلومات والبيانات المتعلقة
بعناصر النظام التعليمي عموما ،والتي يتم من خاللها إجراء أية تعديالت أو تطويرات في
326 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
هذا النظام ،وغالبا ما يتم الحصول على هذه المعلومات والبيانات من خالل وصف
مخرجات النظام ،وتحليلها في ضوء معايير خاصة مستقاة من أهداف النظام .بعبارة أخرى
فإن التقويم في أي نظام تعليمي ،هو الذي يعطي المؤشرات على مدى تحقيق أهداف هذا
النظام وإنجازها ،وهو الذي يبين اإليجابيات والسلبيات في أي جزء من أجزاء النظام ،تمهيدا
التخاذ الق اررات واإلجراءات المناسبة للتغليف على السلبيات".64
-3لتعديل المعوج ،وتغيير االنحراف ،وتدارك القصور ،ومعالجة صعوبات التعليم التي
هي عبارة عن "اإلعاقات التي تحول دون الوصول إلى تحقيق األهداف المرجوة من العملية
التعليمية ،قد تكون صعوبات مرتبطة بالتلميذ نفسه ،سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية أو
نفسية ،وقد تكون مرتبطة بعملية التعلم نفسها ،كأساليب التدريس المستخدمة ،أو شخصية
المعلم ،أو المناخ السائد داخل المدرسة".65
عاشرا :أن يصاغ التقويم بأسلوب واضح محدد ،بأن تصاغ أسئلة التقويم بشكل صحيح
واضح دقيق غير محتمل ألكثر من معنى ،ويجب تجنب التعميمات ،وما يوقع في
التخمينات ،وتعدد األفكار في سؤال.
حادي عشر :أن يركز في التقويم المهارات اللغوية على خصوصيات الدارسين ،خاصة
الخصوصيات اللغوية ،فهناك بعض التباينات والفوارق واالختالفات بين اللغة العربية ولغات
األم للدارس غير العربي ،كما أن هناك بعض جوانب التشابه والتوافق بين اللغتين ،العربية
ولغة األم للدارس ،سواء كان هذا االختالف على المستوى الصوتي أو الصرفي أو
األسلوبي ،يركز على هذا الجانب في المنهج والبرنامج المقرر لتدريس اللغة العربية لغير
الناطقين بها ،ثم يراعى اختبار الدارسين ،فمثال بين اللغة العربية و الفالتية بعض االختالف
على المستوى الصوتي ،هناك أصوات عربية غير موجدة في اللغة الفالتية ،وفي المقابل
أوات فالتية غير موجودة في اللغة العربية ،كما نوضح ذلك في الجدول اآلتي:
أوال :األصوات المشتركة الموجودة في كلتا اللغتين:
ي ه و ن ل م ك س ف ز ر د ت ب أ الصوت العربي
y h w n l m k f s z r d t b a المقابل الفالتي
ثانيا :األصوات الخاصة باللغة العربية وغير موجودة في الفالتية:
غ ع ظ ط ذ ش ص ض ث ح خ الصوت
العربي
ثالثا :األصوات الخاصة بالفالتية ،غير موجودة في العربية:
mb dj nd gn ng x p z v c الصوت الفالتي
وعند القيام باختبار التقويم ،وقياس مستوى الدارسين ،ال بد من األخذ في االعتبار هذه
الفوارق ،خاصة التمييز بين األصوات الخاصة بكل لغة ،الخاصة باللغة العربية من حيث
نطقها نطقا صحيحا وسليما ،وعدم الخلط بينها وبين أصوات لغته األم ،فغالبا ما يالحظ
إبدال صوت ( )cالموجودة في الفالتية بصوت ش العربية ،وعدم التمييز بين ()sالفالتية
وأصوات (ث ،وش ،وص) العربية ،كلها تنطق لدى الدارس الفالتي صوتا واحدا هو (س،)s
أو عدم التمييز بين صوت (ز )zالفالتية وأصوات (ج ،ز ،وذ ،وظ) العربية ،كلها تنطق
إما زاي خالصة ،أو جيما العربيتين ،أو الخلط بين صوت ( )zالفالتية ،وصوت (ط)
66
العربية ،وكذلك الخلط بين صوت ( )ngالمركبة الفالتية بصوت (غ) المفردة العربية،
ولعالج هذه المشكلة ينبغي فعل ما يلي:
-1تكثيف اختبار قياس قدرات الدارس على التمييز وعدم الخلط بين هذه األصوات عن
طريق اختبار بأسلوب القراءة الجهرية ،فهن خاللها يمكن اكتشاف هذه المشكلة وتتبعها
والقيام بتصحيح الدارسين لمعالجتها.
-2تكثيف أسلوب االختبارات الشفهية ،كالمناقشات ،والمناظرات ،والمالحظات ،فالمالحظة
هي :المشاهدة العيانية والمتابعة عن كثب ألداء التلميذ عند قيامه بتنفيذ نشاط من األنشطة
التي تتطلب التحدث والتعبير الكالمي الشفهي ،وتعتبر المالحظة " من أهم أدوات تقويم
المتعلم ،فعن طريق أسلوب المالحظة ،يتم وصف ما يقوم به المتعلم فعال في المواقف
الطبيعية ،والتعرف على ما يتوافر لديه من نواتج تعلم".67
328 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
وعن طريق المناقشات والمناظرات يكتشف جوانب ضعف التالميذ في التمييز بين األصوات
الخاصة باللغة العربية ،واألصوات الخاصة في لغتهم األم ،كما أن هذا األسلوب أيضا ينمي
في التلميذ الشجاعة األدبية ،والقدرة على التعبير عن أفكاره وميوله وآرائه في مواقف شتى،
ويزيل عنه آفة الخوف " ،وتفيدنا بمعرفة مدى تقدم الطالب في مستواهم التحصيلي ،وكذلك
يعتمد هذا النوع على الحوار المباشر بين المعلم والطالب ،وهو يتطلب توجيه أسئلة معدة
سلفا لهذا النوع من االختبارات ،ومن مزاياه ،تنمي الثقة بالنفس ،والقدرة على التعبير ،وتمنح
الطالب شجاعة أدبية للتكلم ،وتشجيع التنافس بين الطالب"68؛
ثاني عشر :أن يتصف باالستم اررية ،وتعني "استم اررية التقويم ،أن التقويم عملية مستمرة،
تسبق العملية التعليمية ،وتالزمها ،وتتابعها ،وال تقتصر على التقويم النهائي فقط الذي يتم
في صورة امتحان آخر العام ،يتكون عملية التقويم عملية بنائية ،أثناء تنفيذ المنهج ،وعملية
إجمالية في نهاية المنهج ،بحيث تكون النتائج منهما هو المحصلة النهائية للتلميذ" ،69وبعبارة
أخرى أن استم اررية هي " عملية تربوية مستمرة تهدف إلى إصدار حكم على التحصيل
الدراسي للطالب ،بمعنى آخر يمثل دورات متعاقبة من التعليم والتقويم والمراجعة ،ومعاودة
التعليم ثم التقويم ،وهكذا حتى يتأكد المعلم من تحقيق كل الطالب لجميع المهارات األساسية
المرسومة".70
ثالث عشر :أن يتصف بالواقعية ،أي أن يقوم التقويم أو يهدف إلى "حل مشكالت واقعية لها
صلة بحياة الطالب".71
رابع عشر :أن يكون التقويم مناسبا لمستوى الدارسين ،ووسائل التعليم المستخدمة ،ويكون
منظما مناسبا للمحتوى المدروس؛ ويستفيد من تكنولوجية الحديثة في مجال التقويم و
التقنيات التعليمية التقويمية ،ويكون متتابعا مراعيا األساليب التعليمية المتبعة ،و األنشطة
التعليمية المصاحبة.
هذه أهم معايير التقويم التي ينبغي مراعاتها واإلكثار منها ،في عملية تقييم الطلبة في
مهارات اللغة العربية التي هي مهارة القراءة ،ومهارة الكتابة ،ومهارة االستماع ،ومهارة التعبير
الكتابي أو الشفهي ،وبخاصة عند تقييم دارسي اللغة العربية من غير الناطقين بها.
الهوامش:
شحاتة ،صفاء محمد ،أسس تقييم أداء المتعلمين وقياس فعالية المؤسسة التعليمية ،مدخل تقييم القيمة -1
المضافة ،المجلة الدولية لألبحاث التربوية ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،العدد ،2012 ،21 :ص.153
-2الفنيش ،أحمد ،أصول التربية؛ دار الكتاب الجديد المتحدة ،بيروت ،لبنان ،ط ،2004 ،3ص.63-62
-3شنان ،فريدة ،وآخرون ،المعجم التربوي ،المركز الوطني للوثائق التربوية ،و ازرة التربية الوطنية ،الجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،بدون :ط ،ت ،ص .135
-4المغذوي ،عادل ،أساليب التقويم في ضوء استراتيجيات التدريس الحديثة ،بدون :م ،ط ،ت ،ص.2:
-5المصدر نفسه ،ص.2:
-6مجهول المؤلف ،المناهج أسسها ،عناصرها ،تنظيماتها ،بدون :م ،ط ،ت ،ص.52:
-7دياب ،وهيب ،تكلمة معجم تاج العروس ،بدون :م ،ط1417 ،1هـ ،1996ص.107
-8المصدر نفسه،ص.107:
-9اإلدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث ،المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العربية بالقاهرة ،مكتبة الشروق
الدولية ،ط1425 ،4هـ ،2004ص.570-569
-10شنان وآخرون مصدر سابق ،ص .43
-11المعجم الوسيط ،مصدر سابق ،ص.521
-12شنان وآخرون ،مصدر سابق ،ص .118
-13المصدر نفسه ،ص .59
-14ابن منظور ،لسان العرب ،تصحيح عبد الوهاب ،أمين محمد و العبيدي ،محمد الصادق ،دار إحياء
التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي ،بيروت ،لبنان ،ط1419 ،3هـ ،1999ص.370
-15شنان وآخرون ،مصدر سابق ،ص.86
-16ابن منظور ،مصدر سابق ،ج ،11ص.358
-17شنان وآخرون ،مصدر سابق ،ص.60
-18ابن منظور ،مصدر سابق ،ج ،11ص.357-356
-19المصدر نفسه ،ج ،11ص.358
-20شنان ،مصدر سابق ،ص .61
330 ديسمبر2017
معايير تطوير اختبارات تقويم الكفاءة اللغوية... أ.جمال بلبكاي /د.سعيد علي
-21أعطانيوس ،ميخائيل ،التقويم التربوي الحديث ،منشورات جامعة سبها ،الجماهيرية العربية الليبية الشعبية
االشتراكية العظمى ،ط ،1995 ،1ص.63
-22الكثيري ،راشد بن حمد ،و النصار ،صالح بن عبد العزيز ،المدخل للتدريس ،قسم المناهج وطرق
التدريس ،كلية التربية ،جامعة الملك سعود ،ط1426 ،1هـ 279 ،2005؛ ص.288
-23المعجم الوسيط ،مصدر سابق ،ص.889
-24ابن منظور ،مصدر سابق ،ص .207
-25سرحان ،الدمرداش ،كامل ،منير ،المناهج ،بدون :م ،ط ،1972 ،ص.287
-26هبال ،نوري عبد هللا ،دور اللغة العربية في تنمية المهارات اللغوية لدى المتعلمين ،المؤتمر الدولي الثالث
للغة العربية ،المحور الثالث ،االستثمار في اللغة العربية على مستوى التعلم العام ،بدون :م ،ط ،ت ،ص .2
-27المعجم الوسيط ،مصدر سابق ،ص .791
-28الكثيري ،راشد بن حمد ،و النصار ،صالح بن عبد العزيز ،مصدر سابق.279 ،
-29يراجع أعطانيوس مصدر سابق ،ص ،242-241الفنيش ،أحمد علي ،و زيدان ،محمد مصطفى،
التوجيه الفني التربوي ،منشورات الشركة العامة للنشر والتوزيع واإلعالن ،طرابلس ،ج،ع ،ل ،ش ،إ ،ط،1
1399هـ .82-1979،81
-30السباح ،ماهر علي ،أساليب التقويم في التعليم ،قسم علم النفس ،كلية التربية ،جامعة الملك سعود ،و ازرة
التعليم العالي ،بدون :ط1434-1433 ،هـ ،2013-2012ص.46
-31المصدر نفسه ،ص.46
-32المصدر نفسه.55 ،
-33المصدر نفسه ،ص.46
-34الفنيش ،أحمد علي ،وزيدان ،محمد مصطفى ،مصدر سابق ،ص .54
-35المصدر نفسه ،ص ،46ويراجع:الحطيب ،رداح وآخرون،اإلدارة واإلشراف التربوي اتجاهات حديثة ،بدون:
م ،ط1407 ،2هـ ،1987ص.267-261
-36سرحان ،الدمرداش ،كامل ،منير ،مصدر سابق ،ص.27
-37يراجع :المصدر نفسه ،ص 179؛ و الفنيش ،أحمد علي ،و زيدان ،محمد مصطفى ،ص- 87 ،77-70
.88
-38مجهول المؤلف ،مصدر سابق ،ص.88:
-39شنان وآخرون ،مصدر سابق ،ص.38
-40المصدر السابق.140 ،
-41المصدر نفسه ،ص .42
-42المصدر نفسه ،ص .102
-43المصدر السابق ،ص .68
-44الفنيش ،أحمد علي ،و زيدان ،محمد مصطفى ،مصدر سابق ،ص.19
-45المصدر نفسه ،ص.5
-46المصدر نفسه ،ص.4
-47المصدر نفسه ،ص.4
-48الجقندي ،عبد السالم عبد هللا ،دليل المعلم العصري في التربية وطرق التدريس،دار قتيبة للطباعة والنشر
والتوزيع ،دمشق ،سوريا1428 ،هـ ،2008ص.203-298
-49شنان وآخرون ،مصدر سابق ،ص .112
-50المصدر نفسه ،ص.113
-51المصدر نفسه ،ص.114
-52المصدر نفسه؛ ص .115
-53المصدر نفسه ،ص ،114ويراجع :الجقندي ،عبد السالم عبد هللا ،مصدر سابق ،ص .197-194
-54شنان وآخرون ،مصدر سابق ،ص .114
-55المصدر نفسه ،ص .114
-56المصدر نفسه ،ص .114
-57السباح ،مصدر سابق ،ص.31
58
المصدر نفسه ،ص.34
-59المصدر نفسه ،ص.35
-60شنان وآخرون ،مصدر سابق ،ص.7
-61العتيبي ،عمار بن مرزوق ،إشراف البشر ،محمد بن فهد ،بحث عن التقويم المستمر ،قسم المناهج وطرق
التدريس ،جامعة الملك سعود ،المملكة العربية السعودية ،الفصل الدراسي الثاني1431 ،هـ ،ص.21
-62شنان وآخرون ،مصدر سابق ،ص.5
-63المصدر نفسه.45 ،
-64العتيبي ،مصدر سابق ،ص .12
-65شنان وآخرون ،مصدر سابق.45 ،
-66اللبودي ،منى إبراهيم ،تشخيص بعض صعوبات القراءة والكتابة لدى تالميذ المرحلة االبتدائية واستراتيجية
عالجها ،بدون :م ،ط ،ت ،ص.154-149
-67العتيبي ،مصدر سابق ،ص.11
-68السباح ،مصدر سابق ،ص.31
-69شنان وآخرون ،مصدر سابق ،ص .37
-70العتيبي ،مصدر سابق ،ص .23
-71السباح ،مصدر سابق ،ص.52
332 ديسمبر2017
Journal of Human Sciences – University Center of Tindouf - Algeria N° 0 3
Abstract :
This paper aims to answer the question how do children acquire
their mother tongue? In fact the question has been seen from different
points of view. In other words, there have been three major theories
that attempted to look for a reasonable answer. In this study I will
present these three proposals which are: The behaviourist theory
introduced by the American Psychologist "B.F Skinner", the
mentalistic theory set up by the linguist "Noam Chomsky", the last
one is the cognitive theory founded by the Genevan Psychologist"Jean
Piaget".
Keywords :Children, Mother tongue, Behaviourist theory, Mentalistic
theory, Cognitive theory.
:الملخص
تهدف هذه الورقة إلى اإلجابة على السؤال كيف يكتسب األطفال لغتهم األم؟ والواقع
كانت هناك ثالث نظريات، وبعبارة أخرى.أن المسألة قد شوهدت من وجهات نظر مختلفة
في هذه الدراسة سوف أقدم هذه المقترحات الثالثة.رئيسية حاولت البحث عن إجابة معقولة
والنظرية الذهنية،" نظرية السلوكيات التي قدمها علم النفس األمريكي "بف سكينر:التي هي
وآخر واحد هو النظرية المعرفية التي أسسها،"التي وضعتها لغوي "نعوم تشومسكي
."جينيفان علم النفس "جان بياجيه
النظرية، نظرية منتلستيك، نظرية بيهافيوريست، اللغة األم، األطفال:الكلمات المفتاحية
.المعرفية
Introduction:
Although the adult’s speech was clearly understandable the child did
not imitate the whole sentences because “children are unable to
produce sentences out of the rules of their developing grammar.”5
From all what we have said, we infer that neither imitation nor
positive and negative reinforcement explain human linguistic
development.
two types for speech which are the egocentric and the socialized one.
In the egocentric speech children talk just because they find pleasure
in doing so or they talk together without having intention to what
others are saying. As far as thinking is concerned, Piaget divided
thought into intelligent and autistic which are described as directed
and undirected .The former refers to the thought that is mainly based
on experience and logic ,whereas the second focused on the images,
myths and unreal things.
Conclusion:
Behaviourist principles (imitation, reinforcement), nativist and
cognitive theories are all crucial theories that have to some extent tried
to find out the ambiguous reality hidden beyond the way children
acquire their first language or more precisely from where the
knowledge of language comes. Yet, no one of these theories has
perfectly succeeded. Simply, because each theory has viewed this
complex process process from different angles.
References
1
-Victoria Fromkin ,Robert Rodman,NinaH yams , An Introduction to Language,
Michael Rosenberg, 9e,2009, p. 324.
2
-Jeremy Harmer, the Practice of English Language Teaching, Longman, Third
Edition, p. 69.
3
-Ibid. p. 69.
4
-Victoria Fromkin, Robert Rodman, Nina Hyams, op, cit.p. 326.
5
-Ibid. 326.
7
-Victoria Fromkin, Robert Rodman, Nina Hyams, op, cit.p .326.
8
-John Lyons, op, cit. p. 230.
9
-Muriel Saville Troike, Introducing Second Language Acquisition, Cambridge
Introductions to Language and Linguistics, 2009.p.47.
10
-Maria Teresa Guasti, Language Acquisition, Massachusetts, 2002, p.17-18.
11
-Ibid. p. 18.
12
-l.Burben Robert and Maria Williams, psychology for Language Teachers,
Cambridge University Press, 1997, p.22.
13
-Phillips Strazny, Encyclopedia Linguistics, Great Britain, Fitzroy Dearborn
.2005, p.09.
Note:
Editor
Pr. Mounir Kattel
Editorial Board
Dr Andellah Hamadinna Dr Fatima yahyaoui
Dr Mouhamed Boudali Dr Malika Jamaa
Pr Nourdine Manouni Pr Belhadj Belkhir Pr Mahmoud Kriffar
ISSN: 2571-9807
Journal of
Human Sciences
International Academic Journal Quarterly Court issued by
University center of Tindouf- Algeria
N° 03
December 2017