-لغة :االشتقاق من الشق وهو أخذ الشيء من الشيء أو أخذ شقه ؛ أي نصفه ،و اشتقاق الكالم األخذ فيه يمينا وشماال ، و اشتقاق الحرف من الحرف أخذه منه .ويقال شقق الكالم إذا أخرجه أحسن مخرج. -اصطالحا :له تعاريف متعددة ال تبتعد كثيرا عن المعنى اللغوي ونورد بعضها: 1 -اقتطاع فرع من أصل يدور في تصاريفه حروف ذلك األصل. 2 -أخذ كلمة من أخرى بتغيير ما ،مع التناسب في المعنى. 3 -نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنى وتركيبا ،ومغايرته في الصيغة. ثانيا :شروط االشتقاق: إن علماء النحو و الصرف وضعوا شروطا لصحة االشتقاق نذكر منها: 1 -البد في المشتق اسما كان أو فعال من أن يكون له أصل ،فإن المشتق فرع مأخوذ من لفظ آخر ،كما رأينا في التعاريف ولو كان أصال في الوضع غير مأخوذ من غيره لم يكن مشتقا ،ولكن ما هو هذا األصل المشتق منه ؟ أهو المصدر أم الفعل ،أم شيء آخر .في ذلك خالف بين العلماء. 2-ال بد أن يناسب المشتق األصل في الحروف من حيث عددها وترتيبها ،والمعتبر المناسبة في جميع الحروف األصلية ،فإن االستباق من السبق مثال يناسب االستعجال من العجل في حروفه الزائدة و المعنى وليس مشتقا منه بل من السبق. 3-يجب أن يوافق المشتق األصل في المعنى إما مع زيادة " كالضرب " فإنه للحدث المخصوص والضارب فإنه لذات ما له ذلك الحدث ،وإما بدون زيادة كاشتقاق الضرب من ضرب على مذهب الكوفيين. ثالثا :األصل في االشتقاق اختلف البصريون و الكو فيون في أصل االشتقاق ،فذهب البصريون إلى أن أصله هو المصدر في حين يرى الكوفيون أن الفعل أصل االشتقاق .واحتج كل فريق بجملة من األدلة: أ -حجج البصريين: 1 -إن المصدر إنما سمي كذلك لصدور الفعل عنه. 2 -إن المصدر يدل على شيء واحد وهو الحدث ،أما الفعل فيدل بصيغته على شيئين الحدث و الزمان المحصل ،وكما أن الواحد أصل االثنين فكذلك المصدر أصل الفعل. 3 -إن المصدر يدل على زمان مطلق أما الفعل فيدل على زمان معين وكما أن المطلق أصل للمقيد ،فكذلك المصدر أصل للفعل. 4 -إن المصدر اسم واالسم يقوم بنفسه ويستغنى عن الفعل لكن الفعل ال يقوم بنفسه بل يفتقر إلى االسم وال يستغني بنفسه ،وما ال يفتقر إلى غيره أولى بأن يكون أصال مما ال يقوم بنفسه. 5 -إن المصدر مثال واحد نحو :الضرب" و "القتل" و الفعل له أمثلة مختلفة ب -حجج الكوفيين : 1 -إن المصدر يذكر تأكيدا للفعل نحو :ضربت ضربا ،ورتبة المؤكد (بفتح الكاف) قبل رتبة المؤكد (بكسر الكاف). 2 -إن هناك أفعاال ال مصادر لها وهي :نعم ،بئس ،حبذا ،عسى ،ليس ...فلو كان المصدر أصال لما خال من هذه األفعال الستحالة وجود الفرع من غير أصل. 3 -إن الفعل يعمل في المصدر نحو :ضربت ضربا ،وبما أن رتبة العامل قبل رتبة المعمول وجب أن يكون المصدر فرعا عن الفعل . 4 -إن المصدر يصح لصحة الفعل ويعتل العتالله مثل :ذهب ذهابا ،رمى رميا. و الراجح أن أصل االشتقاق ليس واحدا بل الصحيح أن العرب اشتقت من األسماء واألفعال و الحروف لكن بدرجات متفاوتة، فأكثر ما اشتق منه األفعال ثم األسماء ثم الحروف ،وهذا ما يراه عدد من الباحثين المحدثين. رابعا :فوائد االشتقاق وأغراضه إن االشتقاق يكتسب أهمية بالغة في اللغة العربية ،بل ذهب بعضهم إلى وجوب تقدم تعلمه على علم النحو؛ أي علم التصريف ،وهو نوع من أنواع االشتقاق بل هو أهمها وأكثرها ورودا .وفي ذلك يقول ابن جني":فالتصريف إنما هو لمعرفة أنفس ببكر فإنك إنما خالفت ٍ الكلم الثابتة ،والنحو إنما هو لمعرفة أحواله المتنقلة ،أال ترى أنك إذا قلت :قام بكر ،ورأيت بكرًا ،ومررت بين حركا ت حروف اإلعراب الختالف العامل ولم تعرض لباقي لكلمة وإذا كان كذلك فقد كان من الواجب على من أراد معرفة النحو أن يبدأ بمعرفة التصريف؛ ألن معرفة ذات الشيء الثابتة ينبغي أن يكون أصال لمعرفة حاله المتنقلة ،إال أن هذا الضرب من العلم لما كان عويصا صعبا بدئ قبله بمعرفة النحو ثم جيء به بعد ليكون االرتياض في النحو موطئا للدخول فيه ،ومعينا على معرفة أغراضه ومعانيه وعلى تصرف الحال". ولالشتقاق فوائد كثيرة منها: 1 -إنه وسع كالم العرب فتمكن الشعراء من التسلط على قوافيهم ،كما تمكن الخطباء من التوسع في خطبهم ،فكثر عندهم السجع .ولواله لما وجد في الكالم صفة لموصوف وال فعل لفاعل. 2 -تمكن النحويون والصرفيون من معرفة الزائد من األصل ومعرفة المجرد من المزيد. 3 -ساعد في تحديد أصالة الكلم ،وكان سبيال إلى معرفة األصيل من الدخيل؛ ألن الكلمة الدخيلة ال نجد لها أصال من ناحية اللف ظ ،وال من ناحية الداللة ،فالصراط والفردوس" وغيرهما من األلفاظ المعربة ال نجد لها أصال في لعربية؛ إذ ال توجد مادة "صراط" ،وال مادة " فردوس " فوجود سلسلة من المشتقات ينبئ بأصالة الكلمة في العربية. أنواع االشتقاق أ -االشتقاق األصغر ( الصغير ) أو العام :هو نزع لفظ من آخر أصل له بشرط اشتراكهما في المعنى واألحرف األصول وترتيبها ،كاشتقاقك اسم الفاعل (ضارب) واسم المفعول (مضروب) و الفعل (تضارب) وغيرها من المصدر (الضرب) على رأي ضرَبَ ) على رأي الكوفيين.البصريين أو من الفعل ( َ وهذا النوع من االشتقاق هو أكثر أنواع االشتقاق ورودا في العربية ،وأكثرها أهمية ،وإذا أطلقت كلمة (االشتقاق) فإنها تنصرف إليه ،وال تنصرف إلى غيره إال بتقييد. وقد تناوله الصرفيون و اللغويون على حد سواء ،إال أن علماء الصرف يتناولونه بالبحث من حيث هيئات الكلمات وصورها في االشتقاق أما علماء اللغة فيبحثون فيه من جهة أخرى؛ أي من حيث اشتراك الكلمتين في الحروف وفي المناسبة بينهما في المعنى دون التفات إلى حركات و سكون .هذا وقد تباينت أراء العلماء في حجم الدائرة التي يشملها االشتقاق من الكلم: أ -فبعضهم قال :الكلم بعضه مشتق وبعضه غير مشتق .فقال الدكتور صبحي الصالح :أما الرأي العلمي الجدير بأن ننتصر له فهو ما ذهب إليه المؤلفون في االشتقاق ( يقصد قطرب واألصمعي وأبا الحسن األخفش وابن دريد والزجاج والرماني وابن خالويه ) من أن بعض الكلم مشتق وبعضه غير مشتق. ب -وقالت طائفة أخرى من متأخري أهل اللغة :الكلم كله مشتق ،ونسب هذا إلى الزجاج. جـ -وطائفة قليلة من الباحثين القدامى قالوا :الكلم كله أصل و ليس منه شيء اشتق من غيره. ب -االشتقاق الكبير ،أو القلب اللغوي ،أو المكاني 1 -تعريفه: هو نوع من أنواع االشتقاق ولع به ابن جني ،ولنتركه يبين لنا معناه بنفسه " :وأما االشتقاق األكبر فهو أن تأخذ أصال من األصول الثالثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحدا تجتمع التراكيب الستة ،وما يتصرف من كل واحد منها عليه ،وإن تباعد شيء من ذلك رد بلطف الصنعة و التأويل إليه ،كما يفعل االشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد" . وقد انفرد ابن جني بتسمية هذا االشتقاق باألكبر. 2 -مثاله :أورد ابن جني بعض الشواهد على هذا النوع نختار واحدا منها: قال ابن جني " ج ب ر" أين وقعت للقوة و الشدة -منها :جبرت العظم و الفقير إذا قريتهما وشددت منهما. -و الجبر :الملك لقوته وتقويته لغيره. -ومنها :رجل مجرب إذا جرسته األمور ونجدته ،فقويت منته واشتدت شكيمته. -ومنها :الجراب ألنه يحفظ ما فيه. -ومنها :األبجر و البجرة وهو القوي السرة. -ومنه :البرج لقوته في نفسه وقوة ما يليه به. -ومنها :رجبت الرجل إذا عظمته وقريت أمره. -ومنه َ :رج ٌ َب لتعظيمهم إياه عن القتال فيه. -وإذا كرمت النخلة على أهلها فمالت دعموها بالرجبة وهو شيء تسند إليه لتقوى به. -و الراجبة أحد فصوص األصابع وهي مقوية لها. -ولعل ابن جني وجد صعوبة بل استحالة في تعميم فكرته على األلفاظ الرباعية األصولية أو ما يلحق بها فقصر أمثلته على األصول الثالثية. -وفكرة التقاليب تعود إلى الخليل الذي حاول بعبقريته الفذة حصر كل المستعمل من كلمات اللغة العربية معتمدا على تقليب اللفظ إلى كل االحتماالت الممكنة ومبينا المستعمل من هذه التقاليب من غير المستعمل. وعلى نهج الخليل سار ابن دريد وغيره -وعلى أساس فكرة التقاليب هذه رتب معجمه (العين) لكن الخليل لم ير أن التقاليب الستة للكلمة الثالثية تدخل في باب اشتقاق واحد وترجع إلى أصل واحد يجمعها بسبب اشتراكها في الحروف الثالثة مهما يكن موقعها وترتيبها. في ترتيب معاجمهم ،ويظهر أن أستاذ ابن جني أبا علي الفارسي قد استهوته هذه الفكرة ،كما يذكر ابن جني نفسه، وتعسف ابن جني واضح كل الوضوح في المذهب الذي ذهبه وحتى في األمثلة التي استشهد بها ( ) إذ كيف يستطيع المرء أن يجد صلة بين القول و القلو وهو حمار الوحش ،أم كيف يجدها في اللوقة(الزبدة ) واللقوة (العقاب) ؟ -وقد شعر ابن جني نفسه بهذا التكلف حينما تحدث عنه بشيء من الضعف وعدم الجزم .وقد وقف الباحثون إزاء هذا النوع الذي تحمس له ابن جني ثالثة مواقف بين مؤيد ومنكر وواقف موقف وسط. -فقد أيده الزجاج وأنكره السيوطي قائال " :وهذا مما ابتدعه اإلمام أبو الفتح ابن جني ،وكان شيخه أبو علي الفارسي يأنس به يسيرا ،وليس معتمدا في اللغة ،وال يصح أن يستنبط به اشتقاق في لغة العرب ،وإنما جعله أبو الفتح بيانا لقوة ساعده ورد المختلفات إلى قدر مشترك. -أما الذي وقف موقفا وسطا فهو صبحي الصالح لكونه تحفظ على بعض األمثلة التي ذكرها ابن جني في هذا الباب ،وانتهى في بعض األحيان إلى التعمق لكنه مع تحفظه رأى بأن االشتقاق الكبير لم يعرف اللغويون العرب أعظم منه. جـ -االشتقاق األكبر أو اإلبدال اللغوي -تعريفه :هو ما اتحدت فيه أكثر الحروف مع التناسب في الباقي مثل نهق ونعق. ويتميز اإلبدال اللغوي ( االشتقاق األكبر) عن اإلبدال الصرفي الذي يقع لضرورة صوتية ،فاإلبدال الصرفي هو إبدال صوت من كلمة بصوت آخر ،يقع عادة بين األصوات المتقاربة في الحيز والمخرج كإبدال الواو ألفا في صام وأصلها من صوم ،والتاء طاء في اصطلح و أصلها اصطلح واختلف النحاة في عدد حروفه. أما اإلبدال اللغوي فهو أوسع من حيث الحروف حيث أنه يشمل حروفا غير موجودة في األول ،واختلفوا في القدر ،فمنهم من قال :يشمل جميع حروف الهجاء ،وضيق مجاله آخرون بأن تكون الحروف متعاقبة متقاربة المخرج. -أراء العلماء فيه: -اعتبره بعضهم نوعا خاصا من أنواع االشتقاق كابن جني و السيوطي. -في حين ذهب آخرون إلى إنكاره ،فقال بعضهم :إن اإلبدال يتنافى وطبيعة االشتقاق ،واعتبروه ليس إال ظاهرة صوتية تقوم على استبدال بعض الحروف ببعضها ألسباب: -الخطأ في السمع. -التطور الصوتي في الحرف المبدل. -التصحيف الناتج عن قلة االعجام قديما. ومن أمثلة االشتقاق األكبر :صهل – زأر – سعل .فهذه األفعال الثالثة كل منها يدل على صوت ،األول صوت الحصان ،و الثاني صوت األسد ،و الثالث صوت اإلنسان . وبالمقارنة بين كل وما يقابله نالحظ أن (ص .ز .س ) أحرف صفيرية و(الهاء ،والهمزة ،والعين ) أحرف حلقية ،والالم المشتركة في فعلين أخت الراء في الفعل الثالث (زأر) فهي انحرافية. نص تطبيقي حول االشتقاق: يقول ابن جني ":هذا موضع لم يسمه أحد من أصحابنا ،غير أن أبا علي كان يستعين به ويخلد اليه ،مع اعواز االشتقاق األصغر ،لكنه مع هذا لم يسمه .وانما كان يعتاده عند الضرورة ،ويستودع اليه ويتعلل به ،وانما هذا التقليب لنا نحن ،وستراه ،فتعلم أنه لقب مستحسن وذلك أن االشتقاق عندي على ضربين ،كبير وصغير ،فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم كأن تأخذ أصال من األصول فتتقراه ، فتجمع بين معانيه وان اختلفت صيغه ومبانيه ،وذلك كتركيب ( س ل م) فانك تأخذ منه معنى السالمة في تصرفه ،نحو سلم، يسلم ،سالم سلمان ،سلمى ،السالمة والسليم أطلق عليه تفاؤال بالسالمة ،وعلى ذلك بقية الباب اذا تأولته... أما االشتقاق األكبر فهو أن تأخذ أصال من األصول الثالثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحدا تجتمع التراكيب الستة و ما يتصرف من كل واحد منها عليه ،وان تباعد شيء من ذلك (عنه) رد بلطف الصنعة والتأويل اليه كما يفعل االشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد ،وقد كنا قدمنا ذكر طرف من هذا الضرب من االشتقاق في أول هذا الكتاب ،عند ذكرنا أصل الكالم والقول وما يجيء من تقليب تراكيبهما نحو ( :ق س و)( ،ق و س) (،و ق س) ( ،و س ق) ( ،س و ق) وأهمل (س ق و) وجميع ذلك الى القوة واالجتماع منها القسوة وهي شدة القلب واجتماعه ،ومنها القوس لشدتها واجتماع طرفيها ،ومنها الوقس البتداء الجرب و ذلك ألنه يجمع الجلد ويقحله ،ومنه الوسق للحمل ذلك الجتماعه وشدته"... الخصائص ج 2 التحليل: يتحدث ابن جني في نصه عن ظاهرة لغوية تحدث نتيجة التصاريف المتنوعة للكلمة وتقليباتها المختلفة و هي تعتبر احدى خصائص اللغة العربية وعامال هاما -ان لم نقل أساسيا ـ من عوامل زيادة الثروة االفرادية في هذه اللغة ونعني بها :االشتقاق. فذكر لنا أنواعه :الصغير والكبير معرفا كل واحد منهما ومبتدئا بالصغير الذي حدده انطالقا من أربعة عناصر أساسية تدخل في تكوينه ،وهي: -الحروف األصلية :المثال الذي قدمه ،الجذر( س ل م) -ترتيب هذه الحروف :ألن تغيير ترتيب الحروف يؤدي الى تغيير الجذر. -المعنى األصلي للجذر :وهو معنى السالمة. -االختالف في الصيغة :فصيغة سليم هي فعيل ،وصيغة السالمة الفعالة وصيغة سلمى فعلى... وهي العناصر التي اعتمد عليها معظم علماء اللغة العربية في تحديدهم لالشتقاق الصغيرفقالوا أنه ":أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنى ومادة أصلية و هيئة تركيب لها ليدل بالثانية على معنى األصل بزيادة مفيدة" ونستخلص وجود عالقة في هذ ا النوع من االشتقاق بين المشتق والمشتق منه أو بين الكلمة األصلية والكلمة المشتقة، وتناسبا بينهما في اللفظ والمعنى. من المعلوم أن أصل المشتقات هو المصدر -وهو رأي علماء المدرسة البصرية -وأن المشتقات هي الفعل الماضي ،الفعل المضارع ،فعل األمر ،اسم الفاعل ،اسم المفعول ،الصفة المشبهة باسم الفاعل ،اسم التفضيل ،صيغ المبالغة ،اسم المكان ،اسم الزمان ،اسم اآللة. ولقد ضبط النحاة في هذا النوع من االشتقاق مقاييس دقيقة للحصول على المشتقات المختلفة التي تتولد وتتفرع من األصل المشتق منه و ذلك بالتقيد بمجموع العناصر التي ذكرت سالفا. -أما النوع الثاني لالشتقاق ،المسمى االشتقاق الكبير وهي تسمية يذكر ابن جني أنه أول من وضعها ،لكن الفكرة كانت معروفة عند شيوخه ،وأول من ابتدعها الخليل بن أحمد الفراهيدي حين عمد الى حصر الكلمات في اللغة العربية .يعتمد في االشتقاق الكبير على: -تقليب األصول الثالثية و هي عملية تنتج ست تقاليب والمثال الذي قدمه هو ( ق س و) ( ،ق و س ) ( ،و ق س ) ( ،و س ق ) ( ،س ق و ) ( ،س و ق) -التمييز بين المهمل والمستعمل من هذه األصول ،حيث أهمل ابن جني الجذر ( س ق و) -اشتر اك كل التقاليب مع ما يشتق من كل تقليب ،باالشتقاق الصغير ،في المعنى العام .وذكر لنا ابن جني المعنى العام الذي تشترك فيه تقاليب (ق س و) وهو القوة واالجتماع. في األخير نقول أن االشتقاق الصغير وسيلة لغوية هامة لوضع الكلمات في اللغة العربية واثراء القاموس اللغوي العربي خاصة بالمصطلحات العلمية العربية للتعبير عن المفاهيم العلمية في مختلف العلوم والفنون و التي تفد الينا يوميا باآلالف من الدول المتطورة و بلغاتها .خاصة اذا علمنا أن عدد الجذور في اللغة العربية يصل الى ستة آالف جذر ،اضافة الى عدد الصيغ التي تملك ها للفعل الواحد ،حيث تنص كتب اللغة أن فعال واحدا يمكن أن يحمل عدة صيغ وهي فعل ،أفعل ،فاعل ،استفعل ،افعل (بتشديد الالم ) افعال ( بتشديد الالم ) ،افعوعل ،افعول ( بتشديد الواو ) ،انفعل ،افتعل ،تفعل ،تفاعل ،فعلل ،تفعلل . ويمكن أن نشتق من كل صيغة عدة صيغ أخرى .في حين يبقى االشتقاق الكبير وسيلة هامة الحصاء الكلمات في اللغة العربية وتوجد أنواع أخرى من االشتقاق ،منها :االشتقاق الكبار (النحت) -سنفرد له درسا خاصا -واالشتقاق االبدالي. -االشتقاق االبدالي :وهو أن يتفق المشتق والمشتق منه في بعض الحروف ويختلفان في بعضها لكن يشترط في الحرفين الذين يختلفان فيه أن يكونا من مخرج واحد في الجهاز الصوتي ـ وهو شرط لم يأخذ به كل العلماء ـ مثل :نعق الغراب ونهق الحمار اذ يختلفان في حرفي العين والغين ويدالن على معنى متقارب. المركز الجامعي ميلة ::قسم اللغة العربية وآدابها