Professional Documents
Culture Documents
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت1
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت1
تمثل المجزوءات األربع المجاالت الكبرى للفلسفة ،مع إمكانية انفتاحها على العلوم اإلنسانية
واإلبستيمولوجيا .تتألف كل مجزوءة من عدد محدد من المفاهيم وذلك تبعا للمسلك.
تتألف هذه المجزوءات من المفاهيم التالية:
بالنسبة لمسلك اآلداب ( 3ساعات في األسبوع) والعلوم اإلنسانية ( 4ساعات في األسبوع):
•مجزوءة الوضع البشري :الشخص – الغير – التاريخ
•مجزوءة المعرفة :النظرية والتجربة -مسألة العلمية في العلوم اإلنسانية (نموذج علم االجتماع) -الحقيقة.
•مجزوءة السياسة :الدولة -العنف – الحق والعدالة.
•مجزوءة األخالق :الواجب – السعادة – الحرية.
ثانيا :ملخصات الدروس مجزوءة الوضع البشري :دروس في الفلسفة :درس /مفهوم الشخص
دروس في الفلسفة :درس /مفهوم الغير دروس في الفلسفة :درس /مفهوم التاريخ مجزوءة المعرفة :دروس في الفلسفة :
درس /مفهوم النظرية و التجربة دروس في الفلسفة :درس /مفهوم علمية العلوم اإلنسانية دروس في الفلسفة :درس /مفهوم
الحقيقة مجزوءة السياسة :دروس في الفلسفة :درس /مفهوم االدولة دروس في الفلسفة :درس /مفهوم العـــــــــــــنف دروس
في الفلسفة :درس /مفهوم الحق والعدالة مجزوءة األخالق :الفلسفة :الواجب دروس الفلسفة :السعادة الفلسفة :الحرية تالتا
:بعض المنهجيات مناهج في الفلسغة :منهجية لتحليل النص الفلسفي .مناهج في الفلسفة :كيفية كتابة نص فلسفي مديل بسؤال
منهجية الكتابة اإلنشائية الفلسفية الخاصة بالقولة
إن منهجية الكتابة في مادة الفلسفة تتجسد عمليا في مجموع الخطوات العامة التي تهيكل الموضوع ،وتشكل
العمود الفقري لوحدته وتماسكه .وبما أن األسئلة تتنوع في السنة النهائية إلى أشكال ثالثة:
النص الموضوع
القولة-السؤال
السؤال المفتوح
فسنحاول فيما يلي إعطاء تصور عام حول كل طريقة على حدة:
*منهجية مقاربة النص
يجب اعتبار النص المادة التي سينصب عليها التفكير ،لذا تجب قراءته قراءة متأنية للتمكن من وضعه
(النص) في سياق موضوعات المقرر؛ وبالتالي اكتشاف أطروحة المؤلف وموقعتها داخل اإلشكاليات المثارة
حول قضية أو إشكاية أو مفهوم ...ويجدر بنا أن نشير ،في هذا المقام ،إلى أن منهجية المقاربة يحددها السؤال
المذيل للنص ،علما بأن النصوص عادة ما تطرح في السنة النهائية للتحليل والمناقشة بالنسبة لجميع الشعب.
وعليه ،نرى أن منهجية مقاربة النص ال تخرج من حيث الشكل على أية كتابة إنشائية (مقدمة ـ عرض ـ
خاتمة) ،إال أن لمقاربة النص الفلسفي خصوصيات تحددها طبيعة مادة الفلسفة نفسها .وسنعمل في التالي على
بسط هذه منهجية هذه المقاربة على ضوء تلك الخصوصيات.
)1طبيعة المقدمة:
إن المقدمة تعتبر مدخال للموضوع ،لذا يجب أن تخلو من كل إجابة صريحة عن المطلوب ،حيث يفترض أال
توحي بمضامين العرض ،ألنها بهذا الشكل تمنع من استكشاف ما هو آت ،وخصوصا ألن المقدمة ستكتسي
شكل إجابة متسرعة.
كما أن المقدمة تعبير صريح عن قدرات وكفايات عقلية ،يمكن حصرها في الفهم (األمر يتعلق هنا بفهم النص
وفهم السؤال) ،وبناء اإلشكالية .وعليه ،يجب أن تشتمل (=المقدمة) على ثالث لحظات أساسية يتم فيها االنتقال
من العام إلى الخاص :أي من لحظة تقديم عام هدفه محاصرة اإلشكالية ) ( cerner la problématique
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
التي يتموقع داخل النص ،تليها لحظة التأطير اإلشكالي للنص ،وبالتالي موقعته (=النص) داخل اإلطار
اإلشكالي الذي يتحدد داخله ،ثم االنتهاء بلحظة ثالثة تتمثل في طرح اإلشكالية من خالل تساؤالت يمكن
اعتبارها تلميحا للخطوات التوجيهية التي ستقود العرض.
علما بأن طرح اإلشكالية ليس مجرد صيغة تساؤلية ،وإنما هو طرح للتساؤالت الضرورية والمناسبة ،والتي
يمكن اعتبار الكتابة الالحقة إجابة عنها .هكذا يمكن االقتصار (أحيانا) على تساؤلين أساسيين :تساؤل
تحليلي(يوجه التحليل) ،وتساؤل نقدي تقويمي (يوجه المناقشة) ،علما بأن هناك أسئلة أخرى يمكن اعتبارها
ضمنية نهتدي بها داخل فترات من العرض ،حفاظا على الطابع اإلشكالي للمقدمة.
إن المقدمة – إذن -ليست استباقا للتحليل ،ذلك ما يحتم الحفاظ على طابعها اإلشكالي ،ومن خالل ذلك الحفاظ
على خصوصية مرحلة التحليل التي يفترض أن تكون لحظة تأمل في النص ،من أجل الوقوف على الطرح
المعروض داخله وإبراز خصوصياته ومكوناته.
)2طبيعة العرض :
يمكن اعتبار العرض إجابة مباشرة على اإلشكالية ،ومن ثمة فإن العرض يتضمن لحظتين كتابيتين أساسيتين،
هما لحظتا التحليل والمناقشة.
2-1لحظة التحليل:
إن هذه المرحلة من المقاربة عبارة عن قراءة للنص من الداخل الستكشاف مضامينه وخباياه ،وبالتالي تفكيك
بنيته المنطقية وتماسكه الداخليين ،كأننا نحاول أن نتأمل عقلية المؤلف لفهم األسباب التي جعلته يتبنى الطرح
الذي تبناه ،ويفكر بالطريقة التي فكر بها .ومن ثمة ،البد من توجيه التحليل باألسئلة الضمنية التالية :ماذا
يصنع المؤلف في هذا النص ،أو ماذا يقول؟ كيف توصل إلى ذلك؟ ما هي الحجاج التي وظفها للتوصل إلى ما
توصل إليه؟
فالسؤال الضمني األول يحتم إبراز الموقف النهائي للمؤلف من اإلشكالية التي عالجه و/أو إبراز طبيعة أهمية
اإلشكالية التي أثارها ...والسؤال الضمني الثاني يدفع إلى التدرج الفكري مع المؤلف ،والسير معه في أهم
اللحظات الفكرية التي وجهت تفكيره .أما السؤال الضمني األخير هو سؤال يستهدف الوقوف عند البنية
الحجاجية التي تبناها المؤلف ،وبالتالي الوقوف عند الحجاج الضمنية والصريحة التي وظفها لدعم أطروحته،
وتحديد خصوصيتها ،وطبيعتها...
فالتحليل – إذن -هو لحظة تأمل في المضامين الفكرية للنص وهو في اآلن ذاته لحظة الكشف عن المنطق
الذي من خالله بنى المؤلف تصوره.
2ـ 2لحظة المناقشة:
إن المناقشة لحظة فكرية تمكن من توظيف المكتسب المعرفي ،بشكل يتالءم مع الموضوع وبطريقة مناسبة...
يجب التأكيد ،في هذا المقام ،على أن المعلومات المكتسبة تؤدي دورا وظيفيا ومن ثم يجب تفادي السرد
واإلستظهار ...وبعبارة أخرى ،علينا أن نستغل المعلومات الضرورية بالشكل المناسب ،بحيث يصبح
مضمون النص هو الذي يتحكم في المعارف وليس العكس .هكذا سنتمكن من اعتبار المناقشة شكال من أشكال
القراءة النقدية ألطروحة النص ،التي تكتسي غالبا صورة نقد داخلي و/أو خارجي تتم فيه مقارنة التصور
الذي يتبناه النص بأطروحات تؤيده وأخرى تعارضه ،وذلك من خالل توظيف سجالي نحرص من خالله على
أن نبرز مواطن التأييد أو المعارضة.
)3طبيعة الخاتمة:
يجب أن تكون الخاتمة استنتاجا تركيبا مستلهما من العرض ،أي استنتاجا يمكن من إبداء رأي شخصي من
موقف المؤلف مبرر(إن اقتضى الحال) دون إسهاب أو تطويل .فمن األهداف األساسية التي يتوخاها تعلم
الفلسفة تعلم النقد واإليمان باالختالف.
منهجية مقاربة السؤال المفتوح:
إن التوجيهات الصادرة في هذا الشأن ،ا تؤكد على تصور منهجي مضبوط لمقاربة السؤال المفتوح،
وهذا أمر يفسح المجال لكثير من التضاربات والتأويالت .ونعتقد أن طريقة السؤال المفتوح هي -
بالعكس -من الطرق ،األكثر استعماال لتقييم التالميذ مقارنة مع طريقة القولة-السؤال .حيث أن
المالحظة الموضوعية تبين أن المواضيع المقترحة – في فرنسا نموذجا – تكاد تنحصر في نوعين :
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
السؤال المفتوح ومقاربة النص .وحتى تكون منهجية مقاربة السؤال المفتوح ،في المتناول سنصحب
الخطوات النظرية بنموذج ،الهدف منه االقتراب من الكيفية التي يمكن من خاللها فهم الجانب
النظري .من أجل ذلك ،نقترح السؤال التالي " :هل يمكن اعتبار الشخصية حتمية اجتماعية ؟"
يمكن أن نالحظ أن هذا السؤال قابل لكي نجيب عليه بالنفي أو اإليجاب أو برأي ثالث يتأرجح بينهما...إلخ.
صحيح أن الفلسفة تفكير نقدي ،إال أنها ،في ذات الوقت ،تفكير عقلي منطقي ينبني على المساءلة ،والفهم،
والتفكير ،قبل إصدار األحكام .وحتى ال يظهر موضوعنا في صورة األحكام القبلية والجاهزة ؛ ال بد من أن
يكتسي صيغة إنشاء ،أي بناء فكري متدرج ينطلق من الفهم إلى النقد ،مستثمرين األطروحات الفكرية
والفلسفية التي نعرفها.
لنتفحص السؤال المطروح أوال:
يالحظ ،أننا إذا أزلنا الطابع االستفهامي للسؤال ( هل] يمكن اعتبار الشخصية حتمية اجتماعية [؟ ) ،نحصل
على العبارة التالية " :يمكن اعتبار الشخصية حتمية اجتماعية " .األمر الذي يستدعي منا ،أوال ،توضيح ما
معنى أن تكون الشخصية حتمية اجتماعية؟ ! قبل أن ننطلق في مناقشة " هل يمكن اعتبارها حتمية اجتماعية ؟
" .ونعتقد أن تسجيل هذه المالحظة األولية سيساعدنا على تمثل الخطوات المنهجية الالحقة.
)1طبيعة المقدمة
ال يجب ،أبدا ،أن ننسى أن هدف المقدمة في الفلسفة ،هو أن نحول الموضوع ،المطروح علينا ،إلى قضية
إشكالية .وعليه ،البد أن يتحول السؤال ذاته ،إلى إشكالية .وذلك بتأطيره ،أوال ،داخل الموضوعة العامة ،ثم
داخل اإلشكالية الخاصة .كما هو الشأن بالنسبة للنص ،أو القولة .لكي تنتهي مقدمتنا ،بالتساؤالت الضرورية،
المستلهمة من السؤال المطروح علينا ذاته .وحتى يكون كالمنا إجرائيا نعود إلى " سؤالنا".
للتأطير اإلشكالي ،للسؤال المقترح ،يمكن أن يتخذ تقديمنا العام ،صيغا متنوعة .كأن نستغل – مثال -التنوع
الداللي لمفهوم الشخصية ،أو نستغل طبيعة الفلسفة وما تتسم به من خصوصية في دراستها للقضايا المتميزة
بطابعها اإلشكالي ،لنخلص بعد ذلك إلى التأطير اإلشكالي للسؤال ،بإظهار أن هذا السؤال يحتم علينا مقاربة
مفهوم الشخصية خصوصا من حيث إشكالية الشخصية وأنظمة بنائها .لننتهي إلى طرح اإلشكالية من خالل
صيغة تساؤلية كاآلتي :ما معنى أن تكون الشخصية حتمية اجتماعية؟ وإلى أي حد يمكن اعتبارها (أي
الشخصية) منتوجا حتميا لمعطيات اجتماعية موضوعية ؟ فال يجب أن ننسى أن المهم في بناء اإلشكالية ،ليس
هو وضع التساؤالت لذاتها ،وال عددها ؛ وإنما التعبير عن التساؤالت التي سنجيب عنها ،والتي لن تؤدي
اإلجابة عنها إلى الخروج عن الموضوع .
)2طبيعة العرض
ينقسم العرض إلى مرحلتين ،وبالتالي لحظتين فكريتين متكاملتين:
مرحلة فهم القضية المطروحة علينا لتقييمها ،ويجب في ذلك أن نستغل مكتسبنا المعرفي واألطروحات التي
درست .حيث يجب أن تنم كتابتنا عن تأطير فكري للقضية التي سنناقشها .ومن أجل ذلك ،يجب أن تبتعد
كتابتنا عن العموميات و"الكالم المبتذل" الذي يمكن أن نجده عند "أي كان" .إال أنه ،في ذات الوقت يجب أن
نتحاشى الطابع السردي ،الذي ال ينم إال عن الحفظ واالستظهار .فنعمل ،بالتالي ،عن االستثمار الوظيفي الجيد
للمدروس (في الفصل أو خارجه).
وبالنسبة "لسؤالنا " يتعلق األمر هنا بإظهار تميز الخطاب السوسيوثقافي في التأكيد على الحتمية االجتماعية
للشخصية وأهمية التنشئة االجتماعية في بنائها (توظيف نماذج من األطروحات السوسيوثقافية) ،مع الحرص
على إبراز اقتراب بعض التصورات السيكولوجية من هذا التمثل .حيث ،أن المدرسة السلوكية – مثال – تنفي
دور االستعدادات الفطرية ،والمؤهالت الفردية ،في بناء الشخصية .كما تتميز المدرسة الالشعورية ،بتنويع
مكونات الشخصية ،إلى جانب فطري (الهو )وآخر ثقافي (األنا واألنا األعلى) والتأكيد على توجيه الجانب
الثقافي للفطري .مما يؤكد التفاف العلوم اإلنسانية (باستثناء المدرسة الشعورية) حول حتمية الشخصية .ويمكن
اإلشارة إلى وجود أطروحات فلسفية – قريبة من العلوم اإلنسانية -تؤكد على الحتمية االجتماعية لإلنسان
(الماركسية مثال ).
ليتم بعد ذلك االنتقال إلى مرحلة البحث عن األطروحات النقيض ،وبالتالي ،االستغالل الوظيفي الجيد
لألطروحات ،التي ترى رأيا مناقضا لما تم طرحه سابقا بعيدا -كذلك -عن الحشو والسرد واالستظهار...
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
ويتعلق األمر بالنسبة " لسؤالنا " باألطروحات الفكرية التي تتمثل الشخصية ،وبالتالي اإلنسان ،بعيدا عن
اإلكاراهات االجتماعية المباشرة ،أو النفسية ،الناجمة عن تلك اإلكراهات .ويتعلق األمر -في هذا الصدد -
بالخطاب الفلسفي الذي يربط الشخصية بالوعي (كانط وديكارت مثال) ،والخطاب الفلسفي ،الذي ينفي عن
اإلنسان ،كل ثبات ،فيرى الشخصية في تجدد أصيل ،وفي ديمومة (برغسون) .أو يرى أن ليس لإلنسان ماهية
ثابتة ،ألن "اإلنسان يوجد أوال ،ثم يحدد ماهيته بعد ذلك" معبرا عن إرادته وحريته (سارتر ).
)3طبيعة الخاتمة
ما ننفك ،نؤكد على أن الخاتمة ،البد أن تتوزع إلى استنتاج ،ورأي شخصي .فاالستنتاج يجب أن يكون دائما
مستلهما من العرض فيعتبر ،بالتالي ،حصيلة ،ومالحظة موضوعية للتنوع الفكري الذي يشوب النظرة إلى
القضايا ذات الطبيعة الفلسفية .األمر الذي يعطي لنا ،كذلك ،الفرصة لندلي بدلونا في األمر ،ونعطي رأيا في
الموضوع .إال أن هذا الرأي ،البد أن يكون مبررا باقتضاب ،فنوظف -من أجل ذلك -ما نعرفه من
أطروحات .وفي كل األحوال يجب أن نتحاشى اآلراء الفضفاضة من قبيل "األجدر أن نتبنى ما ذهب إليه
الخطاب الفلسفي ".أو "وفي هذا الموضوع يستحسن أن نتفق مع الخطاب السوسيوثقافي... ".إلخ ،ألن هذا،
كما يالحظ ،كالم يحتاج إلى بعض التوضيح.
منهجية مقاربة القولة
من الطرق التي تم اختيارها -إذن -لمساءلة المترشحين ،الجتياز امتحان الباكلوريا في مادة الفلسفة ،طريقة
القولة-السؤال .وفي هذا اإلطار ،وجب التنبيه إلى بعض الصعوبات ،التي يمكن أن نجدها في مقاربة القولة،
والتي يمكن أن نحصر أهمها فيما يلي:
تعودنا على طريقة مقاربة النص طيلة الدورة األولى ،مما يؤدي إلى تعميم هذه المقاربة على القولة
la citation .
حجم القولة (الصغير) الذي ال يساعدنا كثيراعلى إدراك مضمون القولة بسرعة.
فهم السؤال المذيل للقولة ،وبالتالي موقعته بشكل من األشكال داخل المكتسب المعرفي السابق.
ولتخطي هذه الصعوبات ،وغيرها ،البد أن ندرك ،أوال وقبل أي شيء ،أن السؤال المذيل للقولة سؤال يتألف
من مطلبين :مطلب يفترض فيه ،أن يدفع بنا نحو الكشف عن األطروحة المتضمنة في القولة ،وبالتالي
استخراجها .ثم مطلب يدفع بنا نحو مناقشة القولة ،وبالتالي تقييم األطروحة المفترض أن تتضمنها القولة .
وسنحاول ،فيما يلي ،تقديم تصور نظري حول الخطوات المنهجية المتوقعة من مقاربة القولة.
1.طبيعة المقدمة
إن من خصوصيات الفلسفة ،أنها التدرس إال القضايا ذات الطبيعة اإلشكالية .ومن ثمة ،ال بد أن نعمل -في
مستوى المقدمة -على تحويل القولة إلى قضية إشكالية .وذلك ما يجعل طريقة التقديم ،في مقاربة القولة،
قريبة من طريقة التقديم في مقاربة النص .ويستحسن ،في صياغة اإلشكالية ،أن تتنوع األسئلة إلى نوعين
أسئلة ذات طبيعة ماهوية ،وأسئلة ذات طبيعة نقدية تقويمية .بما أن المطلوب منا ،أوال ،هو استخراج أطروحة
القولة ،فالسؤال الماهوي ،يتيح إمكانية التعمق في القولة و"الغوص" داخلها ،بدل أن نحوم حولها .أما األسئلة
ذات الطبيعة النقدية ،فهي توفر مناسبة لالبتعاد النسبي عن القولة ،وبالتالي إبراز قيمتها الفلسفية والفكرية على
ضوء معطيات قبلية ،وبالتالي أطروحات اكتسبناها سابقا.
2.طبيعة العرض
يتنوع العرض إلى لحظتين فكريتين مسترسلتين :لحظة القراءة ولحظة التقييم (أو النقد).
1.2لحظة القراءة:
وهي لحظة مكاشفة القولة ،وبالتالي اللحظة الفكرية التي يجب أن نلزم فيها القولة على التفتق للبوح
بأطروحتها أو الخطاب الذي تحمله ،أو التصور الذي تعرضه ..أو هذه األمور كلها مجتمعة .وهذه القراءة
تتنوع بدورها إلى قراءتين :سنصطلح على تسميتهما تباعا بالمقاربة المفاهيمية ،و المقاربة الفكرية .ثم تليهما
مباشرة لحظة االعالن عن األطروحة المتضمنة في القولة.
1.1.2المقاربة المفاهيمية :
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
وهي لحظة وقوف عند المفاهيم األساسية ،للقولة التي يمكن اعتبارها مفاتيح ضرورية للكشف عن أطروحة
القولة .إال أنه يجب الحرص على أن تبتعد القراءة في المفاهيم ،عن الشرح اللغوي والخطاب العمومي
المبتذل ،وأن تحاول الرقي إلى مستوى التنظير الفلسفي .خصوصا وأن المفترض ،أنه يتم التعود على هذه
المقاربة ،أثناء توظيف النصوص داخل الفصل .عالوة على أن هذه مقاربة ،يجب أن نتعود عليها في السنة
الثانية أدب ،على اعتبار أن أحد األسئلة المذيلة لنصوص االختبار ،قد يحتم علينا ذلك( .بدل شرح "عبارة"،
يمكن أن يطلب من تالميذ السنة الثانية شرح مفهوم أو مفاهيم من النص)...
2.1.2المقاربة الفكرية :
وهي اللحظة الفكرية ،التي يجب أن نحول فيها القولة ،إلى "مقوالت" فكرية وبالتالي "أطر" نستطيع أن
نوسعها فكريا وفلسفيا ،حتى نجعلها تأخذ طابع الخصوصية .وبذلك نحول خطاب القولة "المقضب" إلى
خطاب رحب ،باعتباره ،يحمل في مكنوناته أبعادا فكرية ،وفلسفية ،اليستطيع أن يكتشفها إال من كلف نفسه
عناء التأمل ،والتفكر ،والتدبر.
بعد ذلك ،نستطيع الكشف عن أطروحة القولة ،في صورة استنتاج ،يظهر أن هذه اللحظة كانت ثمرة للمجهود
الفكري الذي قمنا به أثناء القراءة السابقة .
2.2لحظة التقييم
بما أننا -اآلن -نعرف األطروحة التي كانت القولة تخفيها في طياتها ؛ فإن ما يتوجب القيام به مباشرة -بعد
ذلك -هو االنفتاح على المكتسب المعرفي السابق ،وبالتالي البحث عن األطروحات التي تسير في توجه
القولة .ونحن نعتبر أن هذه المرحلة ليست تقييما ،أو نقدا مطلقا ،ألن في ذلك نوع من اإلتمام للمرحلة السابقة.
فاألطروحات التي سنأتي بها كنماذج ،ال تأتي لتزكي طرح القولة فحسب ،وإنما لتزكي كذلك القراءة التي قمنا
بها ،وتبين لماذا حددنا أطروحة القولة في موقف دون آخر ،أو لماذا تندرج في خطاب فكري معين دون
الخطابات األخرى ...إلخ
لتأتي بعد ذلك لحظة التقييم الحاسم ،والتي تتجلى في البحث عن النقيض ،واالمعارض ) ( l'antithèseفي
المكتسب المعرفي ،واستثماره ،بشكل يظهر بأن الموقف الذي تتبناه القولة ليس بالموقف النهائي.
)3طبيعة الخاتمة
كثيرا ما يتم االستخفاف بالخاتمة ونحن نعتبرها لحظة حاسمة من لحظات الموضوع .فهي لحظة تفكر فيما
سبق ولحظة تعبير عن الذات .لذا نعتبر الخاتمةاستنتاجا منبثقا من اللحظات الفكرية السابقة ،وبالتالي تعبير
عن رأينا الشخصي من موقف القولة .رأي ينطلق من الحق األسمى (الذي ال يتناقض مع روح الفلسفة )الذي
نملكه ،في أن نكون مع ،أو ضد ،أي خطاب أو تصور إال أن ذلك اليجب أن يكون بطرقة جزافية مفتعلة وال
بطريقة مسهبة.
رابعا :مواقف الفالسفة و التعاريف مجزوءة األخالق
تعد األخالق من التوجيهات و الوصايا و القواعد التي تهدف إلى تقويم اعوجاج السلوك اإلنساني و تنظيم
الحياة االجتماعية ،ولقد اهتمت الفلسفة بموضوع األخالق مند العصور القديمة خاصة مع "سقراط" و
"أرسطو" ،إذ انصب اهتمام الباحثين في مجال األخالق إلى جعل السلوك متأسسا على الفضائل و تنظيم
السلوكيات الغريزية و التخلص من الشهوات و األهواء العشوائية التي تقود إلى الفوضى ،إن الهدف األسمى
الذي تتوخى األخالق بلوغه هو تحقيق السعادة ،و ذلك بضمان الحرات الضرورية لتحقيق الحاجيات دون
اإلخالل بالواجبات ،غير إن التفكير في األخالق يطرح عدة إشكاليات من بينها :هل األخالق مطلقة و شاملة
و موحدة بين جميع الناس ،أم أن لكل مجتمع أخالقه و بذلك تكون نسبية؟ و هل يعتمد تطبيق األخالق على
اإللزام أم االلتزام؟
الواجب
هل يكون اإلنسان ملزما بالقيام بالواجب تحت إكراه سلطة خارجية ،أم أن الواجب ينبع من التزام ذاتي و
خضوع إرادي ؟
"كانط" رقابة العقل هي التي تفرض على اإلنسان االلتزام بالواجب ،وينبغي أن يتأسس الواجب على اإلرادة
الطيبة وتوخي الخير في كل سلوك،
"ج.ماري غويل" الواجب نابع من الحياة وقوانينها ويرتبط بقدرة اإلنسان وشعوره بما يستطيع القيام به دون
أي إكراه ،وكل قدرة تنتج واجبا .
كيف يتكون لدى اإلنسان الوعي بالواجبات؟ وما مصدر اإلحساس بضرورة احترام الواجب؟
"ج.ج .روسو" اإلحساس بضرورة احترام الواجبات فطري في اإلنسان ،إن اإلنسان يعرف الخير بشكل
فطري وال يحتاج للدين والمجتمع والثقافة ليتعلم ما هو خير .
"نيتشه" الوعي األخالقي باحترام الواجب مصدره العالقات االجتماعية فبين الدائن و المدين (في القرض)
يحضر تأنيب الضمير الذي يلزم الفرد بإرجاع ما أخذه من الغير.
هل احترام الواجب نابع من سلطة المجتمع ،أم ينبغي على اإلنسان االلتزام بواجبات تجاه اإلنسانية جمعاء؟
هل الواجب يرتبط بكل مجتمع و يختلف من مجتمع آلخر ،أم انه مرتبط باإلنسان عموما؟
"إميل دور كايم" احترام الواجب مصدره سلطة المجتمع ،بمعنى أن المجتمع يفرض رقابته على األفراد لكي
يقوموا بالواجبات.
"برغسون" ال بد من توفر سلطة المجتمع من اجل احترام الواجب ،وال بد من االنفتاح على الواجبات
الكونية التي تتجاوز انغالق المجتمع.
السعادة
"الفارابي" السعادة هي أعظم الخيرات ،إن اإلنسان ال يحقق سعادته إال باالجتماع والتعاون والتكامل
وااللتزام باألخالق الفاضلة .
"أرسطو" السعادة خير نسعى إليه من أجل ذاته ،وتتحقق سعادة الفرد بالتزامه باألخالق الفاضلة ،ثم إن
السعادة حسب تنبني على االجتهاد والجد و ليس اللهو.
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
"كانط" السعادة تصور كامل مجرد بينما حياة اإلنسان تنبني على كل ما هو جزي و تجريبي ،إذن السعادة
بمثابة مثال للخيال ال يمكن تحقيقه.
هل التقدم اإلنساني يؤدي إلى تحقيق السعادة ،أم إلى االبتعاد عنها؟
"ج.ج .روسو" أدى االنتقال من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع ،فقدان اإلنسان سعادته وتحول البحث عنها
إلى شقاء دائم .
"هيوم" تتحقق السعادة من خالل تنمية الدوق والسمو بمشاعر اإلنسان وعواطفه واالهتمام بالمتعة الجمالية
مع ظهور الفنون الجميلة وتطورها .
"راسل" ال تتجلى السعادة إال ضمن العالقات االجتماعية التي تجعل الذات تهتم بالغير وتتعاطف معه،
وينبغي استشعار الواجب في التعامل مع اآلخرين .
"االن" السعادة واجب على اإلنسان تجاه ذاته وهي غاية يمكن بلوغها ،وهي كذلك واجب نحو الغير بإسعاده
وإبعاد كل أشكال القلق واالستياء والشقاء والملل ...
الحرية
"اليبنتز" يعد لفظ الحرية صعب التحديد إذ يتداخل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي و لذلك يصبح
ً
مفهوما غامضا و ملتبسا ،إذ نجد حاالت يُنظر عادة إليها بأنها تناقض الحرية و مع دلك نجد اإلنسان حرا في
ظلها و بالمقابل نجد حاالت يعتقد أنها تعبر عن الحرية ورغم ذلك ال تخلو من إكراه ،و قد تكون عوائق
الحرية طبيعية كما قد تكون اجتماعية .
"ابن رشد" الفعل اإلنساني يتصف بحرية جزئية مصدرها القدرة التي يتمتع بها على القيام بأفعاله ،لكن هناك
عوامل تحد من حرية اإلنسان و تتمثل في النظام الذي تخضع له الطبيعة.
"موريس ميرلوبونتي" ال يتمتع المرء بحرية مطلقة وال يخضع بشكل كلي للضرورة ،فكل إعالن لحرية
مطلقة هو مجرد وهم ،وكل نفي التام للحرية يظل كذلك خاطئ.
ما هو المجال الذي تكون فيه إرادة اإلنسان حرة؟ هل تكون إرادة اإلنسان حرة في المجال المعرفي أم في
المجال األخالقي؟
'إم .كانط" كل كائن عاقل هو كائن يتمتع بحرية اإلرادة والقدرة على القيام بالفعل األخالقي ،وال معنى للفعل
األخالقي في غياب الحرية واالرادة .
"نيتشه" إن اإلرادة الحقيقية تتمثل هي إرادة الحياة و تنبني على تلبية الرغبات و الشهوات الغريزية و إعادة
االعتبار للجانب الجسدي في اإلنسان.
هل يعتبر القانون مساعدا على تحقيق الحرية أم عائقا أمام وجودها؟ هل هناك وجود لحرية في غياب قانون
يدافع عنها؟
"مونتيسكيو" ليست الحرية هي القيام بكل ما يريده اإلنسان ،بل الحرية هي القيام بما تسمح به القوانين،
فالقانون ال يعارض الحرية بل ينظمها .
"حنا أرندت" السياسة و الحياة االجتماعية هي مجال ممارسة الحرية الفعلية ،و في غياب تنظيم سياسي ال
يمكن الحديث عن حضور للحرية.
مجزوءة المعرفة
إن كل عملية فكرية تستوجب وجود ذات عارفة متصفة بالوعي و العقل و في المقابل موضوع معرفة ،و
المعرفة تحتم على العالم أن يلتزم الحياد في بنائه للمعارف حتى تكون موضوعية و لذا ينبغي التخلي عن
وجهته الخاصة و شعوره الخاص في تعامله مع موضوع الدراسة ،فالمعرفة ليست معطيات جاهزة و
تلقائية بل هي نتاج لمجهود إنساني تتدخل في إنشائه عوامل ووسائل متعددة ،فسواء تعلق األمر بمعرفة
الطبيعة أو معرفة اإلنسان ذاته،و ينبغي على اإلنسان احترام مناهج تؤهله إلى إثبات الحقيقة و توصله إلى
معرفة ذات قيمة موضوعية ،إن التقييم العلمي و المعرفي لإلنسان أتاح له فرصة السيطرة على العالم م
مكنه من فهم ألغازه ،فابتداء من القرن 17عرف العالم ثورات علمية بفضل اعتماد المنهج التجريبي،
كانت لهذه الثورات اثر واضح في تقدم اإلنسانية .غير أن هذه العلوم تطرح إشكاالت فيما يتعلق بطريقة
إنشائها أو التأكد من صدقها ،ويتجسد ذلك خصوصا من خالل إشكال بناء النظرية العلمية و اعتماد
التجارب إلثبات صدقها ،كما يُطرح إشكال آخر يتعلق بعلمية العلوم اإلنسانية إلى جانب إشكال تحديد
مفهوم الحقيقة ضمن مجال البحث العلمي .
النظرية العلمية
التجربة و التجريب
"كلود برنارد" يركز على دور التجربة والمالحظة لبناء المعرفة العلمية مع االلتزام بخطوات المنهج
التجريبي(المالحظة ثم الفرضية فالتجربة ).
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
"روني طوم" التجربة تحتاج إلى العقل والخيال ،ويتجلى دور العقل في بناء المعرفة من خالل صياغة
الفرضية ،مع إمكانية القيام بتجارب ذهنية .
العقالنية العلمية
" ألبير انشتاين" العقل مصدر المعرفة العلمية وذلك ألنه ينتج مبادئ وأفكار ،وتبقى التجربة بمثابة أداة
مساعدة إلثبات صدق النظرية .
"غاستون باشالر" تعد المعرفة العلمية نتيجة تكامل عمل كل من العقل والتجربة ،العقل ينتج أفكارا
وتصورات ،تعمل التجربة على استخالص المعطيات الحسية .
"بيير تويلي" تعدد التجارب واالختبارات في وضعيات مختلفة ،يضفي االنسجام على النظرية كما ينبغي
على النظرية أن تخضع لمبدأ التماسك المنطقي .
"كارل بوبر" لكي تكون النظرية علمية ينبغي أن تخضع لمعيار القابلية للتكذيب وذلك بوضع افتراضات
تبين مجال النقص في النظرية .
العلوم اإلنسانية
"جون بياجي" يواجه الباحث في العلوم اإلنسانية مشكل تحديد المنهج المناسب إلى جانب التخلص من
الذاتية ،و ينتج عن هذا الوضع المتداخل صعوبة تحقيق الموضوعية .
"فرانسوا باستيان" يؤكد على ضرورة الفصل بين الذات والموضوع وااللتزام بالحياد ،وذلك بتأمل
الظواهر باعتبارها أشياء ويقتدي بالعلوم التجريبية .
هل يمكن اعتماد الفهم والتفسير في دراسة العلوم اإلنسانية؟ و كيف يساهم التفسير و الفهم في بناء
المعرفة ضمن العلوم اإلنسانية؟
"ك .ل .ستراوس" البحث في مجال العلوم اإلنسانية ال يستطيع أن يصل إلى تفسير دقيق للظواهر ،كما ال
يستطيع أن يصل إلى تنبؤ صحيح بما ستكون عليه .
"فلهلم دلتاي" يرفض تقليد العلوم التجريبية كما يرفض اعتماد التفسير في دراسة الظواهر اإلنسانية ،و
يؤكد على ضرورة بناء منهج يناسب الظواهر اإلنسانية .
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
هل تعتب ر العلوم اإلنسانية بمثابة نموذج ينبغي لباقي العلوم أن تقتدي به؟ كيف يمكن للعلوم اإلنسانية أن
تتخلص من حضور الذاتية في النتائج؟
"ورنيي -طولرا" إن العلوم اإلنسانية ال يمكنها أن تصل إلى معرفة حقيقية للظواهر اإلنسانية إال بهذا
التداخل بين الذات و الموضوع ،فال ينبغي أال تطغى هذه الذاتية على البحث فتغير من نتائجه و تأول
داللته .
"م .ميرولو بونتي" كل إنسان ينطلق من وجهة نظره الخاصة ومن فهمه الخاص إن حضور الذات
مركزي في تكوين كل معارف اإلنسان .
الحقيقة
"بليز باسكال" هناك حقائق مصدرها العقل ويتم البرهان عليها ،وحقائق مصدرها القلب ويتم اإليمان أو
التسليم بها ،إن العقل يحتاج إلى حقائق القلب لينطلق منها بوصفها حقائق أولى .
"غاستون باشالر" الرأي عائق معرفي يمنع الباحث من الوصول إلى الحقيقة التي يتوخاها ،إن الحقيقة
العلمية تنبني على بحث علمي خاضع لمنهجية دقيقة تسمو به فوق .
"ديكارت" الحدس واالستنباط أساسا المنهج المؤدي إلى الحقيقة ،الحدس نفهم به حقيقة األشياء بشكل
مباشر واالستنباط هو استخراج معرفة من معرفة سابقة نعلمها .
"اسبينوزا" الحقيقة معيار لذاتها إذ بفضل معرفتها نستطيع تجنب الخطأ والوهم ،فشرط معرفة نقيض
الشيء هو معرفة الشيء ذاته .
"مارتن هايدغر" كل انحراف على الحقيقة يجعل اإلنسان يتيه ويضل عن الفهم السليم لألشياء وينتج
التيه بسبب اعتماد اإلنسان على األفكار المسبقة في فهمه لألشياء .
"فايل" نقيض الحقيقة التي يهددها ليس الخطأ بل العنف الذي يؤدي إلى رفض اآلخر والدخول في صراع
معه وإيقاف التفكير واالستبداد بالرأي،
مجزوءة السياسة
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
يعد مفهوم السياسة من الموضوعات التي اهتمت بها الفلسفة لكونها تتناول التنظيم االجتماعي ووضع
ضوابط للسلوك اإلنساني ،إنها المجال الذي يرتبط بامتالك السلطة و ممارستها من خالل مؤسسات تهدف
إلى تدبير الشأن العام ،ويمكن تقسيم االهتمام بالسياسة إلى مجالين مختلفين يتمثل األول في المجال
الفلسفي الذي يتناول موضوع السياسة من ناحية نظرية يهدف من خاللها إلى تحديد ما ينبغي أن يكون،
لذلك فان معظم النظريات الفلسفية في السياسة اتصفت بالمثالية و توخت التنظير لدولة مثالية ،و انتقاد ما
هو قائم في الواقع ،أما المجال الثاني فيتجلى في الممارسة التطبيقية للسياسة في الواقع من قبل رجل
السياسة و تعتمد عدة مؤسسات تتحدد مهمتها في الحفاظ على حقوق الناس و إقامة العدل و القضاء على
العنف .
الدولة
يتربع مفهوم الدولة عرش الفلسفة السياسية ،لما يحمله من أهمية قصوى سواء اعتبرناه كيانا بشريا ذو
خصائص تاريخية ،جغرافية ،لغوية ،أو ثقافية مشتركة؛ أو مجموعة من األجهزة المكلفة بتدبير الشأن
العام للمجتمع .وتعد الدولة مدافعة عن حقوق اإلنسان ومنظمة للعالقات االجتماعية وضامنة لألمن ،و
لكنها في نفس الوقت تمارس سلطات على اإلنسان و تحد من حرياته .فإن دل االعتبار الثاني على شيء
فإنما يدل على كون الدولة سيف على رقاب المواطنين وعلى هؤالء االمتثال واالنصياع،
"أرسطو" :ال يمكن لإلنسان أن يعيش منعزال ما دام يحتاج لآلخرين ،لذلك وجب الخضوع لتنظيم يهدف
إلى خدمة المصالح العامة ،وتظل الدولة أهم من الفرد .
"اسبينوزا" ليس الهدف من الدولة االستبداد واإلخضاع ،بل هدفها ضمان حقوق الناس وتوفير حرياتهم،
شريطة أال يتصرفوا ضد سلطتها .
"هيغل" تقوم الدولة بخدمة األفراد وبشكل تنظيمي توفر لهم حقوقهم ،وتبقى أهم من الفرد باعتبارها
أفضل وجود لإلنسان .
كيف ينبغي للحاكم أن يتعامل مع شعبه؟ هل يجب أن يقوم بكل ما يضمن له السلطة و االستمرارية ،أم
ينبغي أن يكون قدوة لشعبه؟
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
" ماكيافيلي" على الحاكم أن يستخدم كل الوسائل للتغلب على خصومه وبلوغ غايته ،وعليه أن يعرف كيف
يخضع الناس لسلطته بالقانون والقوة معا .
"ابن خلدون" على الحاكم أن يكون القدوة لشعبه يحترم األخالق الفاضلة ويدافع عن الحق ،وعليه أن
يتعامل بحكمة واعتدال مع شعبه .
من أين تستمد الدولة مشروعيتها ،هل من الدفاع عن الحقوق أم من اللجوء إلى العنف؟ و كيف يتم تدبير
العنف داخل الدولة؟ أليس االعتماد على العنف دليل على عدم مشروعية الدولة؟
"ماكس فيبر" الدولة وحدها من تمتلك حق ممارسة العنف وذلك إلخضاع الناس للقانون ومن هنا فإن
العنف الذي تمارسه الدولة يعتبر مشروعا .
"عبد هللا العروي" كل دولة تعمل على إخضاع الشعب لسلطاتها بالقوة والعنف وال يجمع عليها الناس وال
يكون الحاكم مختارا من طرف الشعب ال تعتبر دولة شرعية ،والعكس صحيح .
العنف
"ج .ج .روسو" العالقات االجتماعية تتصف بممارسات كثيرة للعنف ،و مصدر العنف هو الدفاع عن
الملكية الخاصة .
"لورنتز" يشترك اإلنسان مع الحيوان في الجوانب العدوانية ،ويتصف الحيوان بامتالك كوابح طبيعية
عصبية ،أما كوابح اإلنسان فهي ثقافية .
"كلوزفتش" الحرب هي ممارسة العنف اتجاه الغير بهدف إخضاعه إلرادة الذات ،الحرب سلوك عدواني
يقتصر على اإلنسان فقط .
هل يتراجع العنف مع تقدم التاريخ ،أم العكس؟ و ما هو نوع العنف المتحكم في التاريخ؟
"انغلز" هناك عنف سياسي وعنف اقتصادي هدفه اإلنتاج وامتالك وسائل اإلنتاج ،وغالبا ما يحدد الثاني
األول ما دام العنصر االقتصادي اساس التطور .
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
"فرويد "السلطة الناتجة عن اتحاد واتفاق الجماعة هي مصدر الحق والقانون ،والقانون بمثابة عنف
جماعي يوجه ضد المتمردين بهدف الحفاظ على الحقوق .
هل هناك عنف مشروط أم إن كل إشكال العنف مرفوضة؟ من يمتلك حق ممارسة العنف؟ هل يحق للشعب
مواجهة عنف الدولة بعنف مضاد(الثورة)؟
"كانط" تمرد الشعب واستخدامه للعنف يؤدي إلى الفوضى وتضيع معها كل الحقوق ،إن الحاكم وحده من
يملك حق استخدام العنف .
"فايل" العنف سلوك حيواني عدواني يحط من قدر اإلنسان ،انه مشكل أمام الفلسفة ،إذ تعد الفلسفة
صراع فكري ال جسدي .
الحق و العدالة
هل أصل الحق طبيعي تماسس على القوة ،أم أن مصدره ثقافي مستمد من القوانين و تشريعات المجتمع؟
"هوبز" كان اإلنسان قبل تكوين الدولة والمجتمع يتمتع بحق طبيعي يخوله استخدام القوة للوصول إلى ما
يستطيع الحصول عليه ،بسبب هذه الفوضى فضل اإلنسان االنتقال إلى حالة المجتمع من خالل تعاقد
اجتماعي،
"ج.ج.روسو" كان اإلنسان يتمتع بحقوقه في حالة الطبيعة ،ومع تغير األحداث جاء المجتمع فكان التعاقد
االجتماعي مصدرا لحقوق ثقافية .
"اسبينوزا" العدالة هي تجسيد للحق وتحقيق له فال توجد حقوق خارج إطار القوانين ،ولهذا يُمنع على
الحاكم خرق القانون ألنه هو من يسهر على تطبيقه .
" آالن" أساس التمتع بالحقوق هي العدالة ،والعدالة هي القوانين التي يتساوى أمامها كل األفراد بغض
النظر على اختالفاتهم .
هل يكفي تطبيق القانون والعدالة لينال كل فرد حقه؟ أم البد من استحضار اإلنصاف؟ وهل ينبغي تطبيق
القانون بشكل حرفي ،أم البد من اتخاذ خصوصية كل حالة؟
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
"أرسطو" العدالة ينبغي أن تتجه نحو اإلنصاف ومعنى ذلك أن يتم تطبيق القانون وفق فهم سليم مع
مراعاة ظروف اإلنسان دائما وحسب الحالة الخاصة .
"راولس" تتأسس العدالة على مبادئ أخالقية منها مبدأ الواجب الذي يلزم اإلنسان االتصاف بالعدل،
والعدالة حسب هي المساواة النابعة من أساس طبيعي ،ومستندة على اتفاق يتم بموجبه صياغة قوانين
تتوخى اإلنصاف ،وتنبني العدالة على مبدأين المساواة في الحقوق و الواجبات .
مجزوءة األخالق
تعد األخالق من التوجيهات و الوصايا و القواعد التي تهدف إلى تقويم اعوجاج السلوك اإلنساني و تنظيم
الحياة االجتماعية ،ولقد اهتمت الفلسفة بموضوع األخالق مند العصور القديمة خاصة مع "سقراط" و
"أرسطو" ،إذ انصب اهتمام الباحثين في مجال األخالق إلى جعل السلوك متأسسا على الفضائل و تنظيم
السلوكيات الغريزية و التخلص من الشهوات و األهواء العشوائية التي تقود إلى الفوضى ،إن الهدف
األسمى الذي تتوخى األخالق بلوغه هو تحقيق السعادة ،و ذلك بضمان الحرات الضرورية لتحقيق
الحاجيات دون اإلخالل بالواجبات ،غير إن التفكير في األخالق يطرح عدة إشكاليات من بينها :هل األخالق
مطلقة و شاملة و موحدة بين جميع الناس ،أم أن لكل مجتمع أخالقه و بذلك تكون نسبية؟ و هل يعتمد
تطبيق األخالق على اإللزام أم االلتزام؟
الواجب
هل يكون اإلنسان ملزما بالقيام بالواجب تحت إكراه سلطة خارجية ،أم أن الواجب ينبع من التزام ذاتي و
خضوع إرادي ؟
"كانط" رقابة العقل هي التي تفرض على اإلنسان االلتزام بالواجب ،وينبغي أن يتأسس الواجب على
اإلرادة الطيبة وتوخي الخير في كل سلوك،
"ج.ماري غويل" الواجب نابع من الحياة وقوانينها ويرتبط بقدرة اإلنسان وشعوره بما يستطيع القيام به
دون أي إكراه ،وكل قدرة تنتج واجبا .
كيف يتكون لدى اإلنسان الوعي بالواجبات؟ وما مصدر اإلحساس بضرورة احترام الواجب؟
"ج.ج .روسو" اإلحساس بضرورة احترام الواجبات فطري في اإلنسان ،إن اإلنسان يعرف الخير بشكل
فطري وال يحتاج للدين والمجتمع والثقافة ليتعلم ما هو خير .
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
"نيتشه" الوعي األخالقي باحترام الواجب مصدره العالقات االجتماعية فبين الدائن و المدين (في القرض)
يحضر تأنيب الضمير الذي يلزم الفرد بإرجاع ما أخذه من الغير.
هل احترام الواجب نابع من سلطة المجتمع ،أم ينبغي على اإلنسان االلتزام بواجبات تجاه اإلنسانية
جمعاء؟ هل الواجب يرتبط بكل مجتمع و يختلف من مجتمع آلخر ،أم انه مرتبط باإلنسان عموما؟
"إميل دور كايم" احترام الواجب مصدره سلطة المجتمع ،بمعنى أن المجتمع يفرض رقابته على األفراد
لكي يقوموا بالواجبات.
"برغسون" ال بد من توفر سلطة المجتمع من اجل احترام الواجب ،وال بد من االنفتاح على الواجبات
الكونية التي تتجاوز انغالق المجتمع.
السعادة
"الفارابي" السعادة هي أعظم الخيرات ،إن اإلنسان ال يحقق سعادته إال باالجتماع والتعاون والتكامل
وااللتزام باألخالق الفاضلة .
"أرسطو" السعادة خير نسعى إليه من أجل ذاته ،وتتحقق سعادة الفرد بالتزامه باألخالق الفاضلة ،ثم إن
السعادة حسب تنبني على االجتهاد والجد و ليس اللهو.
"كانط" السعادة تصور كامل مجرد بينما حياة اإلنسان تنبني على كل ما هو جزي و تجريبي ،إذن السعادة
بمثابة مثال للخيال ال يمكن تحقيقه.
هل التقدم اإلنساني يؤدي إلى تحقيق السعادة ،أم إلى االبتعاد عنها؟
"ج.ج .روسو" أدى االنتقال من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع ،فقدان اإلنسان سعادته وتحول البحث
عنها إلى شقاء دائم .
"هيوم" تتحقق السعادة من خالل تنمية الدوق والسمو بمشاعر اإلنسان وعواطفه واالهتمام بالمتعة
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
"راسل" ال تتجلى السعادة إال ضمن العالقات االجتماعية التي تجعل الذات تهتم بالغير وتتعاطف معه،
وينبغي استشعار الواجب في التعامل مع اآلخرين .
"االن" السعادة واجب على اإلنسان تجاه ذاته وهي غاية يمكن بلوغها ،وهي كذلك واجب نحو الغير
بإسعاده وإبعاد كل أشكال القلق واالستياء والشقاء والملل ...
الحرية
"اليبنتز" يعد لفظ الحرية صعب التحديد إذ يتداخل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي و لذلك يصبح
مفهوما غامضا و ملتبسا ،إذ نجد حاالت يُنظر عادة إليها بأنها تناقض الحرية و مع دلك نجد اإلنسان حرا ً
في ظلها و بالمقابل نجد حاالت يعتقد أنها تعبر عن الحرية ورغم ذلك ال تخلو من إكراه ،و قد تكون عوائق
الحرية طبيعية كما قد تكون اجتماعية .
"ابن رشد" الفعل اإلنساني يتصف بحرية جزئية مصدرها القدرة التي يتمتع بها على القيام بأفعاله ،لكن
هناك عوامل تحد من حرية اإلنسان و تتمثل في النظام الذي تخضع له الطبيعة.
"موريس ميرلوبونتي" ال يتمتع المرء بحرية مطلقة وال يخضع بشكل كلي للضرورة ،فكل إعالن لحرية
مطلقة هو مجرد وهم ،وكل نفي التام للحرية يظل كذلك خاطئ.
ما هو المجال الذي تكون فيه إرادة اإلنسان حرة؟ هل تكون إرادة اإلنسان حرة في المجال المعرفي أم في
المجال األخالقي؟
'إم .كانط" كل كائن عاقل هو كائن يتمتع بحرية اإلرادة والقدرة على القيام بالفعل األخالقي ،وال معنى
للفعل األخالقي في غياب الحرية واالرادة .
منهجية الكتابة و تلخيص شامل لجميع المجزوأت
" نيتشه" إن اإلرادة الحقيقية تتمثل هي إرادة الحياة و تنبني على تلبية الرغبات و الشهوات الغريزية و
إعادة االعتبار للجانب الجسدي في اإلنسان.
هل يعتبر القانون مساعدا على تحقيق الحرية أم عائقا أمام وجودها؟ هل هناك وجود لحرية في غياب
قانون يدافع عنها؟
" مونتيسكيو" ليست الحرية هي القيام بكل ما يريده اإلنسان ،بل الحرية هي القيام بما تسمح به القوانين،
فالقانون ال يعارض الحرية بل ينظمها .
"حنا أرندت" السياسة و الحياة االجتماعية هي مجال ممارسة الحرية الفعلية ،و في غياب تنظيم سياسي
ال يمكن الحديث عن حضور للحرية.