You are on page 1of 19

‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫رايضيّاتّالقرآنّالكرمي‪ّ،‬املصفوفات ّ‬
‫‪Mathematics in the Holy Quran, Arrays‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الدكتورّاملهندسّخالدّبكرو‬
‫‪ّ Dr.khaled.Bakro@gmail.com‬‬
‫ابحث يف االعجاز العلمي يف القرآن الكرمي‬
‫اخلالصة ّ‬
‫أدى تطور احلاسوب وأدواته لتطور حبوث ودراسات أكثر ختصصاً وعمقاً يف القرآن الكرمي وعلومه‪،‬‬
‫وخصوصاً اليت تبحث يف اجلانب العلمي من إعجازه‪ ،‬فمع تطور علوم العصر وتنوعها وتوسعها وخصوصاً‬
‫العلوم الرايضية واهلندسية‪ ،‬تتوسع معها علوم القرآن الكرمي مبا يتماشى مع هذه العلوم‪.‬‬
‫كل آية من آي القرآن املنري تنشر مثاين من األنوار‪ ،‬نور هدايتها ونور إعجازها‪ ،‬وكل طائفة من‬
‫الناس حسب درجاهتا‪ ،‬أتخذ حظها من أي إشارة أو مشهد من مشاهد القرآن‪ ،‬يف هذا املبحث حظنا أننا‬
‫ُهدينا إىل أن القرآن الكرمي ذكر احلساب واهلندسة وأقسامها ومنها املصفوفات‪ ،‬وألمهية املصفوفة نعتقد أن‬
‫ص ُفوفَة} مثاين يف آيتني‬
‫القرآن أشار إليها من خالل جمموعة من اإلشارات القرآنية‪ ،‬أمهها ذُكر كلمة{ َم ْ‬
‫كرميتني‪ ،‬وخص سورتني عظيمتني أبمساء حتمل معىن الصف{الصف‪ ،‬الصافات}‪ ،‬إذ تعد أساساً رئيساً يف‬
‫العديد من فروع العلم واألحباث وخصوصاً العلوم الرايضية والتقنية احلديثة‪ ،‬كعلوم احلاسوب وتطبيقاته‪ ،‬حيث‬
‫يعتمد عليها يف مبدئه تصميماً ويف عمله برجم ًة وبراجماً‪ ،‬وتعترب املصفوفة البنية األساسية للمعطيات يف أهم‬
‫بيئة برجمية علمية هندسية للبحث والتطوير وجدت حىت اآلن‪ ،‬أال وهو برانمج ماتالب‪.‬‬
‫يظهر من خالل املبحث أن حمتوى القرآن الكرمي من كلمات وحروف وأرقام ميكن صفها على‬
‫شكل مصفوفات متنوعة‪ ،‬ومبا أن آايت القرآن الكرمي مسطورة ومصفوفة على شكل صفوف‪ ،‬فإن املصفوفة‬
‫السطرية هي الشكل املناسب للتعامل مع حمتوايت القرآن الكرمي‪ ،‬سواء كانت حرفية أو عددية‪ ،‬وابلتايل‬
‫ميكن إجراء عدد من العمليات الرايضية واملنطقية عليها‪ .‬إن اإلشارة القرآنية للمصفوفات هو سبق قرآين‬
‫وإعجاز علمي يضاف للرصيد اإلعجازي هلذا الكتاب اجمليد‪ ،‬وميكن اعتبار املصفوفة السطرية أو شعاع‬
‫السطر‪ ،‬البنية الرايضية األساسية للمعطيات القرآنية‪ ،‬وخصوصا املعطيات الرقمية‪.‬‬
‫الكلماتّاملفتاحية‪ّ:‬البنية األساسية للمعطيات الرقمية القرآنية‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي‪ ،‬رايضيات‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬القرآن الكرمي يشري إىل املصفوفات‪.‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫ومبراته ّ‬
‫‪ّ-1‬أهّيّةّاملبحثّ ّ‬
‫للقرآن الكرمي سبق يف اإلشارة إىل بعض احلقائق العلمية والعلوم الكونية‪ ،‬فمع تطور علوم العصر‬
‫وتنوعها وتوسعها تتوسع معها علوم القرآن الكرمي مبا يتماشى مع هذه العلوم‪ ،‬وأحد أهم األسس الرايضية‬
‫هلذه العلوم هو علم املصفوفات‪ ،‬وألمهيتها كبنية للمعطيات مرتبة العناصر‪ ،‬أشار إليها القرآن الكرمي‪ ،‬حناول‬
‫كمختصني إظهار اإلشارة والبينة القرآنية هلذا العلم‪.‬‬
‫أدى تطور احلاسوب وأدواته لتطور حبوث ودراسات أكثر ختصصاً وعمقاً يف القرآن الكرمي وعلومه‪،‬‬
‫وخصوصاً اليت تبحث يف اجلانب العلمي من إعجازه‪ ،‬ولكون القرآن الكرمي بناء فائق التنظيم دقيق الّتتيب‬
‫دقيق الرصف عظيم الصف‪ ،‬البد عند التعامل مع معطياته وحمتوايته من بنية مرتبة ذات أسس علمية رايضية‪،‬‬
‫تساعد على إظهار روائع الّتتيب القرآين والنسق الفين لكل ما احتوى‪ ،‬حيث يتشابه القرآن الكرمي مع‬
‫صفت عناصرها بشكل دقيق وحمكم‪.‬‬ ‫املصفوفة يف كون عناصرها ُمنظمة مرتبة‪ُ ،‬‬
‫يظهر من خالل املبحث أمهية اعتماد املصفوفات كبنية للمعطيات عند التعامل مع حمتوايت القرآن‬
‫الكرمي وخصوصاً املعطيات الرقمية والعدد القرآين‪ ،‬ميكن إجراء العمليات الرايضية واملنطقية عليها‪ ،‬واستخراج‬
‫ما حتتوي من حقائق وأسرار وإعجاز‪ ،‬إذ يعترب اإلعجاز العلمي للقرآن الكرمي الوجه اجلديد لإلعجاز القرآين‪،‬‬
‫ولتعدد الدراسات اليت تبحث فيه‪ ،‬وتنوع الطرق املطبقة‪ ،‬كان البد من أتصيل أحباث املرحلة املقبلة‪ ،‬وتوضيح‬
‫أساسياهتا‪ ،‬وحتقيق التحول العلمي املنهجي يف التعامل مع حمتوايت القرآن الكرمي احلرفية والعددية‪.‬‬

‫‪ّ-2‬مقدّمة ّ‬
‫صف ‪  ‬الكون املسطور وأبدع كائناته وموجوداته كالكتاب املسطور‪ ،‬على شكل أسطر‬
‫مصفوفة‪ ،‬وأقسم هبذا الكتاب‪ ،‬بقوله والكتاب املسطور‪ ،‬وأقسم مبحتوايته بقوله والصافات صفا‪ ،‬ليشد انتباهنا‬
‫إىل حقيقة الكون الكبري وندقق يف سطوره‪ ،‬ونتفكر يف صفوفه‪ ،‬من الذرات إىل اجملرات‪ ،‬فنحد أهنا تكون‬
‫مصفوفة كبرية مرتبة‪ ،‬رتبها بديع السماوات واألرض‪ ،‬ونظمها حبيث حتتوي على مصفوفات أصغر‪ ،‬لنقول ما‬
‫أعظم انظم هذه الصفوف وما أحكمه‪.‬‬
‫كل شيء يف الكون منظم ومرتب حبكمة وعلم وقدر‪ ،‬ومنها كالم ‪ ، ‬القرآن اجمليد‪ ،‬حيث‬
‫يعترب مصفوفة منظمة مرتبة‪ ،‬صفت عناصرها بشكل دقيق وحمكم‪ ،‬حتتوي العديد من املصفوفات اجلزئية‬
‫املرتبة‪ ،‬تظهر من خالهلا روائع الّتتيب القرآين والنسق الفين لكل ما احتوى‪ ،‬من سورة وآية وكلمة وحرف‬
‫ورقم‪ ،‬ال ميكن اإلخالل هبذا الّتتيب أو العبث هبذا التنظيم ألن ذلك سيفقدها معناها ويسلبها هدفه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫‪ّ-3‬اإلحكامّوالّتتيلّمنّخصائصّالقرآنّالكرمي ّ‬
‫القرآن الكرمي كتاب ‪  ‬وقوله وكالمه‪ ،‬ورسالته للناس مجيعاً‪ ،‬أنزله على خامت األنبياء حممد ‪،‬‬
‫وجعله معجزته اخلالدة يتحدى فيها خملوقاته أصحاب العقول واأللباب ومن معهم وخمّتعاهم وأدواهتم أن‬
‫أيتوا بسورة من مثله‪.‬‬
‫أكد ‪ ، ‬على إحكام كتابه وكمال ترابط سوره وآايته حلد تعجز اخلالئق عن اإلتيان مبثله‪ ،‬إذ‬
‫قال ‪:‬‬
‫ت ِمن لم ُد ْن َح ِكيم َخبِري﴾ [ هود‪]1/11 ،‬‬ ‫ت ءايَٰتُه ثُم فُ ِ‬
‫صلَ ْ‬
‫﴿الر كِ َٰتَب أ ِ‬
‫ُحك َم ْ َ َ ُ‬
‫ْ‬
‫وأرجع أمر ترتيبه وتنضيده وحسن نظمه ونظامه وبديع صفه ورصفه إليه ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫﴿ورتلناه ترتيال﴾[الفرقان‪]32/25 ،‬‬
‫والّتتيل للقرآن الكرمي طلب وأمر من منزل القرآن ‪ ،‬إذ يقول‪:‬‬
‫﴿ َو َرتِ ِل الْ ُق ْرءَا َن تَ ْرتِ ًيال﴾ [املزمل‪]4/73 ،‬‬
‫ورتِل إِذا كان َح َسن التنضيد ُمستوي‬
‫ناسق الشيء‪َ ،‬و ْغر َرتَل َ‬‫الّتتيل لغ ًة من (رتل) المرتَ ُل ُح ْسن تَ ُ‬
‫و ُ‬
‫النبات (‪ ،)1‬فالّتتيل‪ :‬التنضيد والتنسيق وحسن النظام (‪ ،)2‬يقول ابن منظور‪ :‬نضد الشيء‪ :‬جعل بعضه على‬ ‫ِ‬
‫‪3‬‬
‫بعضه متسقا‪ ،‬والتنضيد للمبالغة يف وضعه مّتاصفاً ( )‪ .‬فيكون املعىن إان نظمنا اآلايت الكرمية تنضيداً وتنسيقاً‬
‫ورصفاً متناهي الدقة‪ ،‬حبيث يستحيل أن يُرى فيها أي خلل من هذا اجلانب‪ ،‬جانب الّتابط والتنظيم أو‬
‫الّتتيبات والروابط الذي عده العلماء وجهاً من وجوه اإلعجاز القرآين‪.‬‬
‫يتميز كتاب ‪، ‬أبنه بناء عظيم ُحم َكم‪ ،‬نُظمت وصفت حروفه وكلماته تنظيماً وصفاًّ متناهي‬
‫الدقة ضبطاً وتنسيقاً وتوزيعاً وعداًّ‪ ،‬لغوايًّ وبالغياًّ ورقمياًّ وعلمياًّ بصورة مطلقة‪ .‬وهو كالم ‪  ‬وقوله‬
‫وبظهور هذه النسبة فإن كل كلمة فيه معجزة‪ ،‬وما هو إال أحد آايته يف الكون‪ ،‬وكل كائنات الكون آية‪،‬‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ ،‬مجال الدين‪ ،‬لسانّالعرب‪ (،‬بريوت‪ :‬لبنان‪ ،‬دار صادر‪ 1414 ،‬ه ) ابب رتل‪ ،‬ج ‪ ،11‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -2‬القرطيب‪ ،‬حممد‪ ،‬اجلامعّألحكامّالقرآن =ّتفسريّالقرطيب‪(،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار الكتب املصرية‪1384 ،‬ه ‪1964 -‬م)‪ ،‬ج ‪،19‬‬
‫ص‪ .37‬والثعاليب‪ ،‬عبد امللك‪ ،‬فقهّاللغةّوسرّالعربية‪(،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار إحياء الّتاث العريب‪1422 ،‬ه ‪2002 -‬م)‪ ،‬ج ‪،1‬‬
‫ص ‪ .21‬والشوكاين‪ ،‬حممد بن علي‪ ،‬فتح القدير اجلامع بني فين الروايةّوالدراية من علم التفسري‪) ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكر)‪،‬‬
‫ج ‪ 5‬ص‪.316‬‬
‫‪ -3‬ابن منظور‪ .‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .424-423‬ومصطفى‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وآخرون‪ ،‬املعجم الوسيط(إستانبول‪ ،‬تركيا‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬ط‬
‫‪1989 ،2‬م)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.928‬‬

‫‪3‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫يقول النورسي‪" :‬إن الكائنات قد أنشأها وأنشرها صانعها فصيحة بليغة‪ ،‬فكل صورة وكل نوع منها ابلنظام‬
‫املندمج فيه معجزة من معجزات القدرة " (‪.)4‬‬

‫الصفّّصفةّأشياءّاجلنّةّواملالئكةّوأحبّاءّ‪ ‬‬
‫‪َ ّ -4‬‬
‫ص ُفوف (‪.)5‬‬‫لغة‪ :‬ال مسطُْر املُ ْستَوي املستقيم من كل شيء معروف ومجعه ُ‬
‫ف ً‬ ‫الص ُّ‬
‫َ‬
‫لدى البحث يف القرآن الكرمي عن كلمات حتمل معىن الّتتيب أو التنظيم أو التنضيد أو التنسيق أو‬
‫الرصف أو حسن النَظم‪ ،‬مت مالحظة أن احلكيم العليم ‪ ،‬اختار كلمة{صفا}وكلمة{مصفوفة} ليعرب عن‬
‫مجيع هذه املعاين‪ ،‬فقد وصف بكلمة {صفا} من حيب وهم املقاتلني يف سبيله‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬وأقسم ابلصفات‬
‫صفا‪ ،‬واختار لوصف أشياء من اجلنة كلمة {مصفوفة}‪.‬‬

‫‪-5‬املصفوفات ّ‬
‫املصفوفة بنية معطيات حتتوي على عناصر مرتبة ميكن أن تنتمي إىل أصناف خمتلفة‪ ،‬وقد تكون‬
‫أببعاد خمتلفة‪ ،‬تستخدم لتسهيل فهم العديد من األفكار والظواهر العلمية واهلندسية واالقتصادية والتوصل‬
‫حللول هلا‪ ،‬من خالل حتويل هذه األفكار إىل صياغة رايضية‪.‬‬
‫يدخل مفهوم املصفوفة وتطبيقاهتا الواسعة والعديدة أحباث ومسائل كثرية‪ ،‬حيث تعد أساساً رئيساً‬
‫يف األحباث اليت يتطلب حلها املعطيات والعمليات احلسابية الكبرية‪ ،‬حيث ميكن االستفادة من شكلها‬
‫بوضع البياانت واملعطيات بصورة مبسطة وسهلة‪ ،‬ميكن من خالهلا استخالص النتائج املطلوبة بشكل سريع‪،‬‬
‫ابرزا يف إجياد العمليات احلسابية وذلك ابستخدامها حاسوبياً‪،‬‬
‫ومما ال شك فيه فإن املصفوفة تلعب دوراً ً‬
‫وتقوم معظم العلوم احلديثة بدءاً من نظرية املعلومات إىل علوم احلاسوب واالتصاالت وفروعهما‪ ،‬والذكاء‬
‫الصنعي وأقسامه‪ ،‬وعلوم الصورة والصوت والفيديو‪ ،‬والفضاء وغريها يف جزء كبري منها على املصفوفات‪.‬‬
‫‪ّ-6‬تعريفّاملصفوفة ّ‬
‫هي جمموعة من املعطيات املرتبة يف صفوف وأعمدة‪ ،‬يرمز هلا )‪ ،A(m,n‬ويرمز لعناصرها برموز صغرية‬
‫مثل ‪ ،amn‬هلا أشكال مستوحاة من عدد األعمدة أو عدد األسطر‪ ،‬كاملصفوفة املستطيلة وعدد عناصرها هو‬
‫‪ ،m ×n‬واملربعة وعدد عناصرها هو ‪ n2‬وتكون من الدرجة ‪ ،n‬أو حسب العناصر اليت حتويها كالصفرية‬
‫واألحادية‪ ،‬والشكل العام للمصفوفة هو‪:‬‬

‫‪ -4‬النورسي‪ ،‬سعيد‪ .‬كليات رسائل ّالنور‪ّ ،‬إشارات ّاإلعجاز ّيف ّمظان ّاإلجياز‪( ،‬العراق‪ ،‬بغداد‪ :‬مطبعة اخللود‪1409 ،‬ه‬
‫‪ ،)1989‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -5‬ابن منظور‪ ،‬مجال الدين‪ ،‬لسانّالعرب‪ ،‬ابب صفف‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.194‬‬

‫‪4‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫‪a11‬‬ ‫‪a12‬‬ ‫‪........ a1n‬‬


‫= )‪ A(m,n‬حيث ‪ n‬عدد األعمدة‬ ‫‪a21‬‬ ‫‪a22‬‬ ‫‪........ a2n‬‬
‫‪ m‬عدد األسطر‬ ‫‪.‬‬
‫‪am1‬‬ ‫‪a12‬‬ ‫‪........ amn‬‬

‫يف املصفوفة املربعة نسمي اخلط الذي يصل بني العنصرين ‪ a11‬و ‪ ann‬ابلقطر الرئيس‪ ،‬وعناصره‬
‫بعناصر القطر الرئيس‪ ،‬ويعرف حاصل مجع هذه العناصر أبثر املصفوفة الرئيس‪ .‬واخلط الواصل بني العنصرين‬
‫‪ a1n‬و ‪ an1‬ابلقطر الثانوي‪ ،‬وعناصره تسمى عناصر القطر الثانوي‪ ،‬ويعرف حاصل مجع هذه العناصر أبثر‬
‫املصفوفة الثانوي‪ .‬ميكن أن نسمي كل سطر يف املصفوفة بشعاع سطر مركباته هي نفسها مركبات السطر‬
‫وميكن أن نسمي كل عمود فيها بشعاع عمود مركباته هي نفسها مركبات العمود‪.‬‬
‫مصفوفةّالسّطر(شعاعّالسّطر) ّ‬
‫هي جمموعة منتهية من العناصر مرتبة على شكل سطر‪ .‬ميكن اعتبار املصفوفة )‪ A(m,n‬مصفوفة‬
‫السطر على الشكل التايل‪:‬‬
‫أو ] ‪A = [a1 a2 ... ... an‬‬ ‫] ‪A(1,n ) =[ a11 a12 a13 ... a1n‬‬
‫]‪X=[1 2 3 4‬‬ ‫مثال عن مصفوفة سطر (شعاع سطر( املصفوفة العددية التالية‪:‬‬

‫‪ّ-7‬ميّزاتّاملصفوفات ّ‬
‫‪ -‬متتاز املصفوفات كبنية معطيات مرتبة ميكن ببساطة ومرونة التعامل معها وإجراء كثري من العمليات‬
‫عليها كبنية‪ ،‬وعلى عناصرها بشكل مفرد‪.‬‬
‫‪ -‬لكل عنصر موقع مييزه وابلتايل ميكن الوصول ألي عنصر من عناصرها بسهولة‪.‬‬
‫‪ -‬تستخدم يف الكثري من التطبيقات اهلندسية حلل املشاكل املعقدة‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز الربجميات احلديثة بوجود مصفوفات اخلالاي وهي عبارة عن مصفوفة عناصرها خمتلفة ابحلجم‬
‫والنوع تتضمن كل خلية نوعاً من البياانت قد تكون مصفوفات حرفية أو عددية‪ ،‬أو كائنات بسيطة‬
‫أو مصفوفات خالاي أخرى‪ .‬فمثالً قد حتتوي خلية من مصفوفة اخللية مصفوفة حرفية وحتتوي اخللية‬
‫األخرى مصفوفة عددية عادية‪ ،‬بينما حتتوي الثالثة على مصفوفة عددية عقدية‪.‬‬

‫‪ّ-8‬أهمّالعمليّاتّعلىّاملصفوفات ّ‬
‫‪ ‬العمليات الرايضية األساسية كاجلمع والطرح والضرب والقسمة‪ ،‬ابإلضافة إىل الرفع إىل قوة‪.‬‬
‫‪ ‬علميات على أسطر أو أعمد معينة‪ ،‬كجمع عناصر أسطر أو أعمدة معينة‪.‬‬
‫‪ ‬عمليات أخرى كإجياد رتبة املصفوفة واملنقول واملقلوب‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫عمليات البحث عن عنصر وإجياد موقعه‪ ،‬وترتيب العناصر وفرزها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫العمليات املنطقية وذلك حسب طبيعة عناصر املصفوفة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عمليات اإلحصاء واالحتمال على عناصر املصفوفة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إجياد حمدد مصفوفة وهو قيمة عددية ميكن التوصل إليها من خالل طريقة معينة تتعلق مبرتبة املعني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعادة تشكيل مصفوفة إبعادة تعيني أبعادها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-9‬اإلشارةّإىلّاملصفوفاتّيفّالقرآنّالكرمي ّ‬
‫يعد علم الرايضيات نواة معظم العلوم‪ ،‬ولقد ذكر القرآن الكرمي مواضيع خمتلفة تتعلق بفروع هذا‬
‫العلم‪ ،‬منها املصفوفات‪ ،‬إذ تعترب أساس معظم العلوم الرايضية واهلندسية‪ ،‬وخصوصاً فروع الذكاء الصنعي‬
‫الذي تعتمد عليه تقنيات احلاسوب واالتصاالت‪ ،‬حيث تسهل وتبسط التعامل مع املعطيات‪ ،‬ولكل عنصر‬
‫فيها موقع مييزه‪ ،‬وميكن التعامل مع كل عنصر منها بشكل مفرد‪ ،‬وألمهيتها‪ ،‬فقد أشار إليها القرآن الكرمي‬
‫إبشارات خمتلفة يف العديد من اآلايت وهذه اإلشارات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلشارة القرآنية األوىل هي إشارة ضمنية‪ ،‬فالقرآن اجمليد مصفوفة كبرية مرتبة ومنظمة‪ ،‬حتتوي العديد‬
‫من املصفوفات اجلزئية املرتبة‪ ،‬أعجزت املخلوقني مبا احتوت من دقيق إحكام السور‪ ،‬وعظيم ترتيب‬
‫اآلايت‪ ،‬نُسقت كلماهتا تنسيقاً رائعاً‪ ،‬وصيغت حروفها وأرقامها صياغ ًة‪ ،‬فالقرآن الكرمي مصفوفة مرتبة‬
‫من السور‪ ،‬والسورة مصفوفة مرتبة من اآلايت‪ ،‬واآلية مصفوفة مرتبة من الكلمات‪ ،‬والكلمة مصفوفة‬
‫مرتبة من احلروف‪ ،‬ابإلضافة إىل املصفوفات العددية‪ ،‬وغريها من حمتوايت القرآن الكرمي اليت تشهد‬
‫بدقة الّتتيب وبديع التنظيم وعظيم التصنيف الرابين لكتابه‪.‬‬
‫صفان مناذج ألشياء مصفوفة من‬ ‫‪ -2‬ذكرت كلمة {مص ُفوفَة} يف القرآن الكرمي مرتني يف آيتني كرميتني تَ ِ‬
‫َ ْ‬
‫حمتوايت اجلنة‪ ،‬اآلايت هي قوله ‪:‬‬
‫ص ُفوفَة َو َزمو ْج َٰنَ ُهم ِحبُور عِني ﴾ [الطور‪]20/52 :‬‬ ‫ِِ‬
‫ين َعلَ َٰى ُس ُرر م ْ‬
‫﴿ ُمتمكء َ‬
‫ص ُفوفَة ﴾[الغاشية‪]15/88:‬‬ ‫﴿ َو َمنَا ِر ُق َم ْ‬
‫ومما جاء يف تفسري كلمة "مصفوفة‪ ،‬أي منصوبة واحداً إىل جنب واحد‪ ،‬مستوية كأهنا السطور على‬
‫أحسن نظام وأبدع" ّ(‪"ّ،)6‬متكئني فيها على سرر موضوعة على صفوف منتظمة‪ ،‬وعلى خطوط مستوية"‬
‫(‪.)7‬‬

‫‪ -6‬البقاعي‪ .‬برهان الدين إبراهيم‪ ،‬نظمّالدررّيفّتناسبّاآلايتّوالسور‪(،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪1418 ،‬ه )‪ ،‬ابب‬
‫‪ ،17‬جزء ‪ ،8‬ص ‪.220‬‬
‫‪ -7‬طنطاوي‪ .‬سيد‪ ،‬التفسريّالوسيط‪(،‬القاهرة مصر‪ :‬دار هنضة مصر للطباعة والنشر)‪ ،‬ابب ‪ ،17‬جزء ‪ ،1‬ص‪.3986‬‬

‫‪6‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫خص سورتني عظيمتني تؤكدان على الصف والّتتيل والّتتيب والتنظيم يف كل خلقه وخملوقاته‪ ،‬ويف‬
‫م‬ ‫‪-3‬‬
‫أمور طاعته‪ ،‬السورة األوىل سورة الصافات‪ ،‬أقسم يف أول آية منها ابلصافات‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫﴿ وال َٰم َٰ ِ‬
‫صفًّا ﴾[الصافات‪]1/37 :‬‬ ‫ص مفت َ‬ ‫َ‬
‫وهم اجملموعات من املالئكة أو املصلني أو اجملاهدين املكملني أنفسهم ابالصطفاف يف الطاعة والصالة‪،‬‬
‫وما الصافات إال املصفوفات‪ ،‬وما أشبه أسطرها بصفوف املصلني يف الصالة‪ .‬والسورة الثانية سورة الصف‪،‬‬
‫ذكر فيها حمبته للصافني أنفسهم أو مصفوفني كالبنيان الذي رص بعضه إىل بعض ورصف‪.‬‬
‫‪ -4‬كما قلنا سابقاً أن الّتتيل هو التنضيد والتنسيق وحسن النظام‪ ،‬وأراد ‪  ‬أن يظهر لنا أمهية ترتيل‬
‫مؤكداً وخمصصاً‪:‬‬ ‫األشياء وصفها‪ ،‬وأهنا من األمور العظيمة‪ ،‬فقال ‪‬‬
‫صافُّو َن ﴾[الصافات‪]165/37 :‬‬ ‫﴿ َو إِ مان لَنَ ْح ُن ال م‬
‫وهي من أعظم اإلشارات حيث فيها توكيد وحتدي بذكر{ َو إِ مان لَنَ ْح ُن ال م‬
‫صافُّو َن}‪ ،‬حيث تقول املالئكة‬
‫أننا نصف أنفسنا أو أقدامنا يف الصالة‪ ،‬أو يف أداة الطاعة واخلدمة‪ ،‬أو حول العرش‪ ،‬أو يف اهلواء‬
‫ننتظر األمر اإلهلي‪ ،‬أو يف البحر داعني للمؤمنني‪ ،‬أو يف كل ذلك‪.‬‬
‫وحنن نقول أن ‪  ‬أكد على النَظْم والّتتيب يف نظام الكون‪ ،‬وأنه هو الذي صف مفردات‬
‫كونه ومجيع خلقه أبحسن تقومي وأمجل نَظْم وترتيب ورصف‪.‬‬
‫‪ -5‬مت ذكر كلمة {صفا} يف القرآن الكرمي وهو ‪ 7‬مرات‪ ،‬ابإلضافة إىل أن كلميت {الصافات‪ ،‬الصافون}‬
‫مؤلفة من ‪ 7‬حروف‪ ،‬وهو الرقم الذي خيتص بسر إهلي‪ ،‬ويقوم عليه بناء ونظام الكون والنظام الرقمي‬
‫يف القرآن الكرمي‪ ،‬وهو أحد املعطيات الرقمية األساسية يف إعجاز القرآن الكرمي (‪ ،)9()8‬وابلتايل هذا‬
‫التوافق يعترب من لطائف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ -6‬مت ذكر كلمة {صفا} يف العديد من اآلايت‪ ،‬وجاء يف تفسريها أن الصف على شكل صفوف مستقيمة‬
‫كصفوف املصلني يف الصالة‪ ،‬واليت تشبه صفوف املصفوفة‪ ،‬نذكرها حسب ترتيبها‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫صفًّا لمَق ْد ِجْئ تُ ُم َ‬
‫وان َك َما َخلَ ْق َٰنَ ُك ْم أَموَل َممرة بَ ْل َز َع ْمتُ ْم أَلمن مَّْن َع َل لَ ُكم م ْو ِع ًدا ﴾ [الكهف‪:‬‬ ‫ك َ‬‫ضوا َعلَ َٰى َربِ َ‬ ‫﴿ َوعُ ِر ُ‬
‫‪.]48/18‬‬
‫﴿ فَأ ِْ‬
‫استَ ْعلَ َٰى ﴾[طه‪.]64/20 :‬‬ ‫صفًّا َو قَ ْد أَفْ لَ َح الْيَ ْوَم َم ِن ْ‬ ‫َمجعُوا َكْي َد ُك ْم ثُم ائْتُوا َ‬
‫ِ‬ ‫ض و الطمري َٰ َٰ‬ ‫ِ‬
‫اّللُ‬ ‫ص َالتَهُ َو تَ ْسبِ َ‬
‫يحهُ َو م‬ ‫ص مفت ُكل قَ ْد َعل َم َ‬ ‫اّللَ يُ َسبِ ُح لَهُ َمن ِف ال مس ََٰم ََٰوت َو ْاأل َْر ِ َ ْ ُ َ‬ ‫﴿ أََلْ تََر أَ من م‬
‫َعلِيم ِمبَا يَ ْف َعلُو َن ﴾[النور‪.]41/24 :‬‬
‫﴿ و ال َٰم َٰ ِ‬
‫صفًّا﴾[الصافات‪.]1/37 :‬‬ ‫ص مفت َ‬ ‫َ‬

‫‪ -8‬املهندس عبد الدائم كحيل‪ .‬إشراقات الرقم سبعة يف القرآن الكرمي‪ ،‬اإلصدار األول جلائزة ديب للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ -9‬احلمصي‪ .‬حممود عبد الرزاق‪ ،‬دراسة استقرائية للرقم ‪.7‬‬

‫‪7‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫ِِ‬ ‫ب الم ِذ ِ‬ ‫﴿ إ من م ِ‬
‫صوص ﴾[الصف‪.]4/61 :‬‬ ‫ين يُ ََٰقتلُو َن ِف َسبِيله َ‬
‫صفًّا َكأ مَهنُم بُْن ََٰني م ْر ُ‬ ‫اّللَ ُحي ُّ َ‬
‫حَ ُن ﴾[امللك‪.]19/67 :‬‬ ‫ض َن َما ميُْ ِس ُك ُه من إِمال المر ْ َٰ‬‫ص َٰمفت َو يَ ْقبِ ْ‬
‫﴿ أ ََوَلْ يََرْوا إِ َىل الطمِْري فَ ْوقَ ُه ْم ََٰ‬
‫ص َو ًااب﴾[النبأ‪.]38/78 :‬‬ ‫صفًّا مال يَتَ َكلم ُمو َن إِمال َم ْن أ َِذ َن لَهُ المر ْ َٰ‬
‫حَ ُن َو قَ َال َ‬
‫َٰ ِ‬
‫وح َو الْ َملَئ َكةُ َ‬ ‫الر ُ‬
‫وم ُّ‬ ‫﴿ يَ ْوَم يَ ُق ُ‬
‫صفًّا ﴾[الفجر‪.]22/89 :‬‬ ‫صفًّا َ‬‫ك َ‬ ‫ك َو الْ َملَ ُ‬ ‫﴿ َو َجاءَ َربُّ َ‬
‫والصف إبمجاع الفقهاء هو صف األشياء بضمها مصفوفة بعضها إىل جانب بعض (‪.)10‬‬
‫ويف وصف كتاب ‪ ، ‬يقول‪:‬‬
‫﴿ َوكِتَاب َم ْسطُور ﴾[الطور‪.]2/52 :‬‬
‫كلمة{مسطور}‪ ،‬أي متفق الكتابة بسطور مصفوفة من حروف مرتبة جامعة لكلمات متفقة (‪.)11‬‬
‫ف يف هذا الكتاب املُْق َس ِم به‪ ،‬وقيل هو القرآن‬ ‫والكتاب املسطور‪ :‬معناه ابإلمجاع‪ :‬املكتوب أسطاراً‪ ،‬و ِ‬
‫اختُل َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الكرمي (‪ .)12‬وأي منها يكن هذا الكتاب فجميعها مكتوبة بسطور تشبه صفوف املصفوفة‪.‬‬
‫أيضاً َّند يف حديث رسول ‪  ‬ذكر للصف والصفوف واحلض على التنظيم والّتتيب يف كل‬
‫صفون كما تصف املالئكة عند رهبم؟" قلنا‪:‬‬ ‫األمور‪ ،‬فعن جابر بن َمسَُرة ‪ ،‬قال رسول ‪ " : ‬أال تَ ُ‬
‫وكيف تصف املالئكة عند رهبم؟ قال ‪ " :‬يُتِمون الصفوف املتقدمة ويََّتاصون يف الصف")‪.(13‬‬

‫‪ّ-10‬إعجازّالقرآنّالكرميّيفّاإلشارةّإىلّاملصفوفات‬
‫كل آية من آي القرآن املنري تنشر مثاين من األنوار‪ ،‬نور هدايتها ونور إعجازها‪ ،‬وكل طائفة من‬
‫الناس حسب درجاهتا‪ ،‬أتخذ حظها من أي إشارة أو مشهد من مشاهد القرآن الكرمي‪ ،‬يف هذا املبحث‬
‫حظنا أننا ُهدينا إىل أن القرآن الكرمي ذكر احلساب واهلندسة وأقسامها ومنها املصفوفات‪ ،‬وألمهية املصفوفات‬
‫اليت تعد أساساً رئيساً يف العديد من فروع العلم واألحباث وخصوصاً العلوم الرايضية احلديثة‪ ،‬وأحد أسس‬
‫العلوم التقنية احلديثة‪ ،‬كعلوم احلاسوب وتطبيقاته‪ ،‬حيث يعتمد عليها يف عمله تصميماً ويف عمله برجمة‬
‫وبراجماً‪ .‬ألمهية املصفوفة نعتقد أن القرآن الكرمي أشار إليها من خالل جمموعة من اإلشارات القرآنية‪ ،‬أمهها‬

‫‪ -10‬ابن عباس‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬تنويرّاملقباسّمنّتفسريّابنّعباس‪ ،‬مجعه جمد الدين الفريوز آابدي(بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1412‬ه ‪1992 ،‬م)‪ ،‬ابب ‪ ،6‬ج ‪ ،2‬ص ‪.141‬‬
‫‪ -‬البقاعي‪ ،‬نظمّالدرر‪ ،‬ابب ‪ ،1‬جزء ‪ ،8‬ص ‪.215‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ - 12‬الثعاليب‪ ،‬عبد الرحن‪ّ،‬اجلواهرّاحلسانّيفّتفسريّالقرآن‪(،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار إحياء الّتاث العريب‪1422 ،‬ه ‪2002 ،‬م)‪،‬‬
‫ابب ‪ ،1‬جزء ‪ ،3‬ص ‪.498‬‬
‫‪ -‬مسلم‪ ،‬مسلم بن احلجاج‪ ،‬صحيحّمسلم‪ ،‬حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار احلديث‪1994 ،‬م)‪ ،‬حديث‬ ‫‪13‬‬

‫رقم ‪ ،651‬ج ‪ ،2‬ص ‪.421‬‬

‫‪8‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫ص ُفوفَة} مثاين يف آيتني كرميتني‪ ،‬وخص سورتني عظيمتني أبمساء حتمل معىن الصف {الصف‪،‬‬
‫{م ْ‬
‫ذُكر كلمة َ‬
‫الصافات}‪ ،‬وهذا يعترب سبق قرآين وإعجاز علمي يضاف للرصيد اإلعجازي هلذا الكتاب اجمليد‪.‬‬

‫‪-11‬صفّحمتوايتّالقرآنّالكرميّعلىّشكلّمصفوفاتّسطريةّ ّ‬
‫لنظهر روائع الّتتيب القرآين والنسق الفين لكل ما احتوى‪ ،‬من سورة وآية وكلمة وحرف ورقم‪ ،‬وأن‬
‫كل واحدة منها بناء منظم أو جتمع مرتب‪ ،‬يضم عدد من اجملموعات اجلزئية املنظمة املرتبة‪ ،‬وال ميكن اإلخالل‬
‫هبذا التنظيم أو العبث هبذا الّتتيب‪ ،‬ألن ذلك سيفقدها معناها ويسلبها هدفها‪ ،‬فاآلية جمموعة مرتبة ومصفوفة‬
‫ومنضبطة إبحكام على شكل صف سطري‪ ،‬مؤلفة من حروف مرصوفة بنظم دقيق تشكل الكلمات‪ ،‬ترتبط‬
‫ببعضها بالغياًّ وحنوايًّ وصوتياًّ وعلمياًّ‪ ،‬ابإلضافة الرتباطها الرقمي بسلسلة من العالقات الرايضية العددية‪.‬‬
‫ميكن تشكيل مصفوفات أبنواع خمتلفة من حمتوايت القرآن الكرمي‪ ،‬منها حرفية حتتوي على كلمات‬
‫أو حروف‪ ،‬ومنها عددية حتتوي أرقام‪ ،‬ومنها حرفية عددية‪ ،‬لكن معظمها مصفوفات سطرية أو شعاع‬
‫السطر‪ ،‬ألن نَظْ َم القرآن الكرمي وتنزيله على شكل آايت‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ك ءَايََٰت بَيَِٰنَت َوَما يَ ْك ُف ُر ِهبَا إِمال الْ ََٰف ِس ُقو َن ﴾[البقرة‪]99/2 :‬‬
‫َنزلْنَا إِلَْي َ‬
‫﴿ َولَ َق ْد أ َ‬
‫إذاً مبا أن آايت القرآن الكرمي مسطورة ومصفوفة على شكل صفوف‪ ،‬وأن اآلية جمموعة مرتبة‬
‫ومصفوفة ومنضبطة إبحكام على شكل صف سطري‪ ،‬ابلتايل نتعامل معها بكل ما حتتوي من معطيات‬
‫حرفية أو عددية‪ ،‬سواءً كانت هذه املعطيات حروف أو كلمات‪ ،‬أو أرقام كلمات اآلية أو أرقام حروفها‪ ،‬أو‬
‫أرقام انجتة عن عدد حروف كلماهتا‪ ،‬أو أي أرقام أخرى انجتة عنها أو مستخرجة أو مستنبطة منها‪ ،‬أو حمولة‬
‫عنها‪ ،‬على أهنا أي مصفوفة سطرية أحادية البعد أو شعاع السطر‪ ،‬ومنه ميكن اعتبارها البنية الرايضية األساسية‬
‫للمعطيات القرآنية‪ ،‬وخصوصا املعطيات الرقمية‪.‬‬
‫‪ّ1-12‬أمثلةّعنّاملصفوفاتّيفّالقرآنّالكرمي ّ‬
‫نعرض فيما يلي بعض األمثلة عن أنواع املصفوفات اليت ميكن تشكيلها من آايت القرآن الكرمي‪:‬‬
‫‪ -‬مصفوفة حرفية‪ ،‬عناصرها كلمات نص قرآين أو آية‪ ،‬وكمثال مصفوفة كلمات اآلية ﴿ بِ ْس ِم اللم ِه المر ْ َٰ‬
‫حَ ِن‬
‫المرِحي ِم ﴾[الفاحتة‪.]1/1 :‬‬
‫]=‪A‬‬
‫[ بسم هللا الرحن الرحيم‬
‫ص َم ُد‬
‫اّللُ ال م‬
‫‪ -‬مصفوفة حرفية‪ ،‬عناصرها حروف كلمة أو آية أو نص قرآين‪ ،‬كمثال مصفوفة حروف اآلية ﴿ م‬
‫﴾[الصمد‪.]2/112 :‬‬
‫[ ا ل ل ه ا ل ص م د ]=‪A‬‬

‫‪9‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫‪ -‬مصفوفة عددية‪ ،‬عناصرها عدد مرات تكرار آية أو كلمة أو حرف يف نص قرآين‪ ،‬كمثال مصفوفة عدد‬
‫مرات تكرار أمساء هللا{هللا‪ ،‬الرحن‪ ،‬الرحيم} يف سورة الفاحتة‪ ،‬حيث يتكرر كل منها مراتن‪.‬‬
‫[ ‪A=] 2 2 2‬‬

‫‪ -‬مصفوفة عددية‪ ،‬عناصرها عدد كلمات نص قرآين أو آية‪ ،‬كمثال مصفوفة عدد كلمات اآلايت السبعة‬
‫لسورة الفاحتة [الفاحتة‪.]1/1 :‬‬
‫[ ‪A=])10(7 )3(6 )5(5 )3(4 )2(3 )4(2 )4(1‬‬
‫‪ -‬مصفوفة عددية‪ ،‬عناصرها عدد حروف كلمات آية أو نص قرآين‪ ،‬كمثال مصفوفة عدد حروف كلمات‬
‫اآلية﴿ بِ ْس ِم اللم ِه المر ْحََٰ ِن المرِحي ِم ﴾[الفاحتة‪.]1/1 :‬‬
‫‪A=] 6 6‬‬ ‫[ ‪4 3‬‬

‫‪ -‬مصفوفة عددية‪ ،‬عناصرها عدد حروف كلمات جمموعة من اآلايت هلا نفس عدد الكلمات‪ ،‬قد تكون‬
‫متتالية يف سورة واحدة‪ ،‬وقد تكون يف سور خمتلفة‪ ،‬وكمثال املصفوفتان ‪.C ،B‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ض ََٰح َها ﴾‬
‫س َو ُ‬ ‫مم ِ‬‫﴿ َو الش ْ‬
‫=‪B‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫﴿ َو الْ َق َم ِر إِذَا تَ َٰلَ َها ﴾‬
‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مها ِر إِ َذا َج َٰلم َها ﴾‬
‫﴿ َو الن َ‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫﴿ َو المْي ِل إِ َذا يَ ْغ ََٰش َها ﴾[الشمس‪]4-1/91 :‬‬
‫ك ي وِم ِ‬
‫الدي ِن ﴾[الفاحتة‪]4/1 :‬‬ ‫ِِ‬
‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫﴿ َمَٰل َ ْ‬
‫=‪C‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫﴿ إِ من إِ ََٰهلَ ُك ْم لَ ََٰوِحد ﴾[الصافات‪]4/37 :‬‬
‫‪ّ6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫﴿ ذُو الْ َع ْر ِش الْ َم ِج ُ‬
‫يد ﴾[الربوج‪]15/85 :‬‬

‫‪ -‬مصفوفة عددية(مصفوفة خالاي حتتوي كلمات وأرقام)‪ ،‬عناصرها كلمات نص قرآين أو آية وعدد حروف‬
‫كلماهتا‪ ،‬وكمثال املصفوفة ‪ D‬حيث عناصرها كلمات آية وجمموع حروفّكلماهتا‬
‫صلَ َٰوِة و ِمن ذُ ِريمِىت ربمنا و تَ َقبمل دع ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ رِ‬
‫اء ﴾[إبراهيم‪ّ .]40/14 :‬‬ ‫َ َ َ ْ َُ‬ ‫اج َع ْل ِىن ُمق َيم ال م َ‬
‫ب ْ‬ ‫َ‬
‫=‪D‬‬ ‫رب اجعلين مقيم الصلوه و من ذرييت ربنا و تقبل دعا‬
‫‪3 4 1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2 1 6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ّ2-12‬العمليّاتّعلىّمصفوفاتّالقرآنّالكرمي ّ‬
‫ميكن إَّناز وتطبيق عدد من العمليات احلسابية واملنطقية على املصفوفات اليت مت تشكيلها من‬
‫حمتوايت القرآن الكرمي ومن هذه العمليات هي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫‪ -1‬عمليات البحث‪ :‬ميكن تطبيق كل أنواع البحث على املصفوفات‪ ،‬حبث عن (عدد‪ ،‬حرف‪ ،‬كلمة‪،‬‬
‫عبارة‪ ،‬آية‪)... ،‬‬
‫‪ -2‬اإلحصاء‪ :‬ميكن استخدام عدد من العمليات اإلحصائية على املصفوفات‪.‬‬
‫‪ -3‬االحتمال‪ :‬ميكن استخدام عدد من قوانني االحتماالت على املصفوفات‪.‬‬
‫‪ -4‬النسب والتناسب على عناصر املصفوفات (اآلايت والكلمات واألرقام ‪.)....‬‬
‫‪ -5‬العمليات احلسابية على املصفوفات العددية املذكورة سابقاً‪.‬‬
‫مثالّاآلية‪:‬‬
‫الذ ْكَر َوإِ مان لَهُ َحلَِفظُو َن ﴾[احلجر‪.]15/9 ،‬‬
‫﴿ إِ مان َحنن نَمزلْنا ِ‬
‫ُْ َ‬
‫إن أي معطيات ميكن أن نستخرجها من اآلية ميكن صفها على شكل مصفوفة سطرية‪ ،‬وميكن تنفيذ أي‬
‫من العمليات املذكورة السابقة عليها‪ ،‬وكمثال سوف نستخرج منها املصفوفات السطرية التالية ‪A1, A2,‬‬
‫‪ ،A3‬وننفذ عليها عدد من العمليات‪:‬‬
‫حلَِفظُو َن]=‪A1‬‬ ‫[ إِ مان َحنن نَمزلْنا ِ‬
‫الذ ْكَر َو إِ مان لَهُ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫‪A2=] 6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫[‪3‬‬
‫ن]=‪A3‬‬ ‫[إ ن ا ن ح ن ن ز ل ن ا ا ذ ك ر و إ ن ا ل ه ل ح ف ظ و‬
‫املصفوفة ‪ A1‬حرفية حتتوي كلمات اآلية‪ ،‬عدد عناصرها ‪ 8‬بعدد كلمات اآلية‪.‬‬
‫املصفوفة ‪ A3‬حرفية حتتوي حروف اآلية‪ ،‬عدد عناصرها ‪ 28‬بعدد حروف اآلية‪.‬‬
‫املصفوفة ‪ A2‬عددية حتتوي عدد حروف كلمات اآلية عدد عناصرها ‪.8‬‬
‫املصفوفة ‪ A1‬حتتوي على عنصرين متشاهبني ومها العنصر األول والعنصر السادس‪ ،‬الكلمة{إان}‪.‬‬
‫املصفوفة ‪A3‬حتتوي على ‪ 6‬عناصر حرف األلف‪ ،‬و ‪ 7‬حرف النون‪ ،‬و ‪ 4‬حرف الالم‪.‬‬
‫املصفوفة ‪ A2‬حتتوي على ‪ 3‬عناصر رقم ‪ ،3‬و عنصران رقم ‪ ،5‬وعنصر واحد األرقام ‪1،2،6‬‬
‫جبمع عناصر املصفوفة ‪ A2‬حنصل على العدد ‪ ،28‬وهو يقبل القسمة على سبعة ‪.7‬‬
‫بصف عناصر املصفوفة ‪ A2‬حنصل على العدد ‪ ،62315533‬وهو يقبل القسمة على سبعة ‪.7‬‬

‫مالحظةّ‪: ‬‬
‫‪ -1‬عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكرمي‪ ،‬نلتزم طريقة العد واإلحصاء اعتماداً على الرسم وليس‬
‫اللفظ وذلك وفقاً للرسم األول أو الرسم العثماين برواية حفص عن عاصم(وهو املنهج املتبع من‬
‫الباحثني عند احصاء حروف وكلمات القرآن الكرمي)‪ ،‬وابعتبار حرف الواو كلمة (بعض الباحثني‬

‫‪11‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫يدمج حرف الواو مع الكلمة الالحقة)‪ ،‬ابستخدام برانمج ِ‬


‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي (‪ ،)14‬الذي‬
‫يعتمد املصحف اإللكّتوين جملمع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف ابملدينة املنورة‪،‬‬
‫‪ ،www.qurancomplex.org‬والذي يستخدم نفس معطيات برانمج إحصاء القرآن الكرمي (‪.)15‬‬
‫طاملا أن القرآن الكرمي معجزة خالدة‪ ،‬فهو متعدد وجوه اإلعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم‬ ‫‪-2‬‬
‫من رسوم املصحف الشريف‪ ،‬ويستوعبها مجيعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة‬
‫واإلتقان‪ ،‬لكن الرسم األول (العثماين) هو رسم توقيفي كتب على هيئته ألسرار خص ‪  ‬هبا‬
‫كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية‪ ،‬لذلك يؤكد العلماء على عدم اخلروج على الرسم العثماين‪،‬‬
‫إذ نقل السيوطي يف االتقان عن اإلمام أحد أنه قال‪ :‬حيرم خمالفة مصحف اإلمام يف واو أو ايء أو‬
‫ألف أو غري ذلك (‪.)16‬‬

‫‪ّ-12‬برانمجّ‪ّ(MATRIX LABORATORY)ّMATLAB‬خمتبّاملصفوفة ّ‬
‫ماتالب برانمج حاسويب يسمى برانمج خمترب املصفوفة‪ ،‬وهو عبارة عن أداة تطبيقية متطورة يتميز‬
‫أبن العنصر الذي خنزن فيه املعطيات هو املصفوفة‪ ،‬حيث ال حنتاج إعطاء أية أبعاد هلذه املصفوفة‪ ،‬فهو لغة‬
‫مصفوفات عالية املستوى‪ ،‬ويعترب الربانمج األشهر يف األوساط العلمية‪ ،‬كيف ال وهي اليت أشار لنا من علم‬
‫اإلنسان ما ل يعلم ‪ ‬إليها‪ ،‬مؤكداً أن الصف والتنظيم من أهم أسس بناء الكون‪.‬‬
‫يعد برانمج ماتالب أحد أهم الربامج اليت تتيح بيئة برجمية عالية املستوى تستخدم حلل املسائل العلمية‬
‫التقنية والصناعية واالقتصادية واهلندسية مهما بلغت من التعقيد‪ ،‬ابإلضافة لبيئة حماكاة ومنذجة لألنظمة‬
‫اهلندسية املختلفة لنمذجة أي مسألة أو ظاهرة‪ ،‬وحيللها أببسط الطرق وأحدثها وأيسرها برجمة‪ ،‬وميكنهّإجراء‬
‫احلساابت الرايضية واملنطقية على مجيع أنواع اجملموعات واألنظمة العددية‪ ،‬وتطوير جمموعة برامج وتطبيقات‬
‫خمتلفة كاملة وواسعة ومعقدة‪ ،‬حيث لديه إمكانية التعامل مع اللغات الربجمية األخرى والربامج األخرى‪،‬‬
‫حيث حيتوي على واجهات تفاعلية ‪.Graphical User Interface‬‬
‫أصبح برانمج ماتالب أهم املقومات األساسية للدراسة األكادميية اهلندسية والعلمية والبحث العلمي‬
‫والتطوير الصناعي‪ ،‬واعتُمد كمادة أساسية لبناء التفكري اهلندسي والربجمي السليم للمهندس يف كثري من‬
‫جامعات العال‪ ،‬وال غىن عنه ألي طالب أو ابحث أو مهندس‪ ،‬حيث مت تزويده بكمية كبرية من األدوات‬

‫‪ -14‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬برانمج ِ‬


‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ -15‬املهندس عبد الدائم كحيل‪ .‬برانمجّإحصاءّالقرآنّالكرميّحسبّالرسمّاألول‪ ،‬اإلصدار ‪3.5‬‬
‫‪ -16‬عبد الرحن السيوطي‪ .‬اإلتقان ّيف ّعلوم ّالقرآن‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬اهليئة املصرية العامة‬
‫للكتاب‪1394 ،‬ه )‪1974 ،‬م‪.)443/2( ،‬‬

‫‪12‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫واملكاتب ‪ ،Tool boxes‬ومكتبة ضخمة من الدوال الرايضية اجلاهزة املساعدة ملختلف التخصصات العلمية‬
‫واهلندسية‪ ،‬حيث ميكن من خالله تنفيذ األمور التالية (‪:)17‬‬
‫‪ّ1-12‬بعضّميّزاتّبرانمجّ‪MATLAB‬‬

‫ميتلك العديد من الطرق للتعامل مع املصفوفات وأقوى طرق اإلدخال والتوسعة‪ ،‬وإعادة ترتيب بعض‬ ‫‪o‬‬
‫أجزاء املصفوفة أحادية وثنائية األبعاد والعمليات اليت جتري عليها‪.‬‬
‫يدعم املصفوفات متعددة األبعاد ( ‪.(n-D arrays‬‬ ‫‪o‬‬
‫تكمن قوته احلقيقية يف القدرة على التعامل مع األرقام والنصوص‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫يعاجل السالسل الرمزية وهي مصفوفات عددية خاصة من قيم ‪(American Standard ( ASCII‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪ Code for Information Interchange‬ميكن التعامل معها بكل أدوات التعامل مع املصفوفات‪،‬‬
‫حيث ميكن استخراج البياانت العددية من السالسل الرمزية‪ ،‬وحتويل النتائج العددية إىل سالسل رمزية‪.‬‬
‫‪ّ2-12‬برانمجّماتالبّوحمتوايتّالقرآنّالكرمي ّ‬
‫ميكن استخدام برانمج ماتالب مع حمتوايت القرآن الكرمي احلرفية والرقمية لالستفادة من خصائصه‬
‫ومميزاته يف اظهار املعاين واللطائف والفوائد وكشف ماحيمل من أسرار وحقائق وإعجاز‪ ،‬ومبا أننا اعتربان أن‬
‫املصفوفة السطرية أو شعاع السطر‪ ،‬هو البنية الرايضية األساسية للمعطيات القرآنية‪ ،‬وخصوصا املعطيات‬
‫الرقمية‪ ،‬وابلتايل ميثل برانمج ماتالب البيئة األفضل عند التعامل مع املعطيات الرقمية للنص القرآين‪ ،‬واجراء‬
‫العمليات عليها‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫اآلية﴿ بِ ْس ِم اللم ِه المر ْحََٰ ِن المرِحي ِم ﴾[الفاحتة‪]1/1 :‬‬
‫يتم ادخال كلمات اآلية كمصفوفة عناصرها كلمات‪ ،‬وذلك من خالل توليد بياانت سلسلة حرفية‬
‫‪ ،String Data‬إذ يكفي أن نكتب اسم املتغري يليه إشارة املساواة والسلسلة احلرفية بني إشاريت تنصيص كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -17‬عبد الكرمي البيكو‪ .‬الدليلّاملرجعيّوالتعليميّ‪(ّ،MATLAB 6.5‬سوراي‪ ،‬حلب‪ :‬دار شعاع للنشر)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫وابلتايل ميكن تنفيذ عدد من العمليات عليها‪ ،‬وميكن إجياد عدد حروف كل كلمة‪ ،‬والشفرة املثاين‬
‫لكل كلمة‪ ،‬وأيضاً إجياد شفرة أسكي لكل حرف ‪) ASCII‬الشفرة األمريكية القياسية لتبادل املعلومات‬
‫)‪ (American Standard Code for Information Interchange‬كما يلي‪:‬‬

‫‪ّ-13‬اخلالصةّ‬
‫نظم اخلالق ‪ ‬الكون بكل دقائقه وأشيائه وذراته تنظيماً بديعاً على أحسن ما يكون الّتتيل‬
‫والتنظيم والّتتيب والصف‪ ،‬وفصل يف كتابه كل شيء بياانً مفصالُ واضحاً منظماً دقيقاً‪ ،‬ونظم آايت وكلمات‬
‫وحروف وأرقام كتابه‪ ،‬تنظيماً متناهي الدقة‪ ،‬وجعلها آية التحدي للثقلني‪ ،‬خصوصاَ أصحاب العقول‬
‫واأللباب‪ ،‬ومن معهم وخمّتعاهم وأدواهتم أن أيتوا بسورة من مثله‪.‬‬
‫يسعى البحث لوضع جمموعة من األسس والقواعد العلمية املنهجية تكون مرجعاً لألحباث والدراسات‬
‫مع الدراسات العلمية والرايضية مع حمتوايت القرآن الكرمي احلرفية والرقمية‪ ،‬تساعد على التحكم هبا وضبطها‪،‬‬
‫ومرتكزاً للباحثني يف دراساهتم العددية واإلحصائية‪ ،‬وتكرمياً للقرآن الكرمي فيكون العمل معه وبه منظماً موثقاً‪،‬‬
‫ووسيلة مادية بدالئل علمية وإميانية‪ ،‬لكل من أحب التأكد من صدق هذه الدراسات ليكون القلب مطمئناً‪،‬‬
‫ونبين عقيدتنا على أسس صلبة ومتينة‪.‬‬
‫مت استخالص مما سبق جمموعة من النتائج أمجلناها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أرجع احلكيم العليم ‪ ،‬أمر ترتيل كتابه وتنضيده وحسن نظمه ونظامه وبديع صفه ورصفه إليه‬
‫‪ ،‬فقال‪ ﴿ :‬ورتلناه ترتيال ﴾[الفرقان‪.]32/25 ،‬‬
‫‪ ‬اختار احلكيم العليم ‪ ،‬كلمة{صفا} وكلمة{مصفوفة} ليعرب عن معاين الّتتيب والتنظيم والتنسيق‬
‫والتنضيد والرصف وحسن النَظم‪.‬‬
‫‪ ‬وصف من حيب وهم املقاتلني يف سبيله‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬بكلمة {صفا}‪ ،‬وأقسم ابلصفات صفا‪ ،‬واختار‬
‫لوصف أشياء من اجلنة كلمة {مصفوفة}‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫‪ ‬أشار القرآن الكرمي إىل املصفوفات من خالل جمموعة من اإلشارات القرآنية‪ ،‬أمهها ذُكر كلمة‬
‫{مصفوفة}مثاين‪ ،‬يف آيتني كرميتني‪ ،‬وخص سورتني عظيمتني أبمساء حتمل معىن الصف ومها سوريت‬
‫{الصف‪ ،‬الصافات}‪.‬‬
‫‪ ‬قال اإلمام الرازي (حممد بن عمر بن احلسن بن احلسني التيمي الرازي امللقب بفخر الدين الرازي‬
‫خطيب الري (ت‪606 :‬ه ))‪ ،‬عن سورة البقرة‪ " :‬ومن أتمل يف لطائف نظم هذه السورة ويف بدائع‬
‫ترتيبها علم أن القرآن الكرمي كما أنه معجز حبسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو أيضا بسبب‬
‫ترتيبه ونظم آايته ولعل الذين قالوا إنه معجز بسبب أسلوبه أرادوا ذلك إال أين رأيت مجهور املفسرين‬
‫معرضني عن هذه اللطائف غري منتبهني هلذه األسرار " (‪ .)18‬وككتاب منظم ومرتب إىل آايت‬
‫وسور‪ ،‬حمتوى القرآن الكرمي من كلمات وحروف وأرقام ميكن صفها على شكل مصفوفات متنوعة‪.‬‬
‫‪ ‬مبا أن آايت القرآن الكرمي مسطورة ومصفوفة على شكل صفوف‪ ،‬وأن اآلية جمموعة مرتبة ومصفوفة‬
‫ومنضبطة إبحكام على شكل صف سطري‪ ،‬فإن املصفوفة السطرية هي الشكل املناسب للتعامل‬
‫مع حمتوايت القرآن الكرمي‪ ،‬سواء كانت حرفية أو عددية‪.‬‬
‫‪ ‬ميكن اعتبار املصفوفة السطرية أو شعاع السطر‪ ،‬البنية الرايضية األساسية للمعطيات القرآنية‪،‬‬
‫وخصوصا املعطيات الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬إن وضع املعطيات الرقمية يف النص القرآين يف مصفوفة قد يكون أكثر فائدة عند التعامل معها‬
‫وخصوصاً يف أحباث اإلعجاز العلمي العددي‪.‬‬
‫‪ ‬ميكن أن نكون من كل آية عدة مصفوفات سطرية‪ ،‬حرفية وعددية‪.‬‬
‫‪ ‬ميكن إَّناز وتطبيق عدد من العمليات الرايضية واملنطقية على املصفوفات اليت مت تشكيلها من‬
‫حمتوايت القرآن الكرمي‪.‬‬

‫‪ّ-14‬اخلامتة ّ‬
‫يظهر من خالل املبحث أن القرآن الكرمي أشار إىل أحد أهم أسس العلوم الرايضية احلديثة‪ ،‬واليت‬
‫يعتمد عليها احلاسوب يف عمله تصميماً ويف عمله برجمة وبراجماً‪ ،‬وهي املصفوفات‪ ،‬وهذا يعترب سبقاً علمياًّ‬
‫قرآنياًّ‪ ،‬يضاف إىل الرصيد اإلعجازي العلمي للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫أنمل أن يكون هذا املبحث لبنة من األمهية مبكان يف األحباث اليت تبحث يف العالقة بني احلاسوب‬
‫والقرآن الكرمي‪ ،‬وأحباث اإلعجاز العلمي والعددي يف القرآن الكرمي‪ ،‬واليت نعتقد أن معظم الدراسات القرآنية‬

‫‪ -18‬السيوطي‪ .‬اإلتقانّيفّعلومّالقرآن‪.289/2 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫ستكون فيها يف السنوات القادمة‪ ،‬وابلتايل وضع أسس أحباث املرحلة القادمة من أحباث إعجاز كتاب ‪‬‬
‫‪ ،‬فضالً عن املسامهة يف اجلهود اليت تصب يف خدمة القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ّ‬
‫‪ّ-15‬املراجعّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّ‬
‫‪ -‬القرآنّالكرمي‪ ،‬مصحف املدينة النبوية‪ ،‬حسب الرسم العثماين‪.‬‬
‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ ،‬الدكتور املهندس خالد بكرو‪ّ.‬‬ ‫ِّ‬
‫برانمجّالشفرةّاملثاينّللقرآنّالكرمي‪ .‬موقع ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪/http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr‬‬
‫‪ -‬برانمجّإحصاءّالقرآنّالكرميّحسبّالرسمّاألول‪ّ،‬اإلصدار ‪ ،2017 ،3.5‬موقع أسرار اإلعجاز‬
‫‪/http://www.kaheel7.com/ar‬‬ ‫العلمي‪ ،‬املهندس عبد الدائم الكحيل‪.‬‬
‫‪ -‬ابن عباس‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬تنويرّاملقباسّمنّتفسريّابنّعباس‪ ،‬مجعه‪ :‬جمد الدين أبو طاهر حممد بن يعقوب‬
‫الفريوز آابدي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬لبنان‪1412 ،‬ه ‪1992-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬حممد بن مكرم بن علي‪ ،‬مجال الدين ابن منظور األنصاري‪ ،‬لسانّالعرب‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار‬
‫صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ 1414 ،‬ه ‪.‬‬
‫‪ -‬البقاعي‪ ،‬برهان الدين إبراهيم البقاعي‪ ،‬نظمّالدّررّيفّتناسبّاآلايت ّوالسور‪ ،‬حتقيق عبد الرزاق‬
‫غالب املهدي‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البيكو‪ ،‬عبد الكرمي‪ ،‬الدليلّاملرجعيّوالتّعليمي ‪ ،MATLAB 6.5‬دار شعاع للنشر‪ ،‬حلب‪ ،‬سوراي‪.‬‬
‫‪ -‬الثعاليب‪ ،‬عبد الرحن بن حممد بن خملوف الثعاليب‪ ،‬اجلواهرّاحلسانّيفّتفسريّالقرآن‪ ،‬دار إحياء الّتاث‬
‫العريب‪-‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ 1418 ،‬ه ‪.‬‬
‫‪ -‬الثعاليب‪ ،‬عبد امللك بن حممد بن إمساعيل‪ ،‬فقهّالغة وسرّالعربية‪ ،‬دار إحياء الّتاث العريب‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫لبنان‪1422 ،‬ه ‪2002 -‬م‬
‫‪ -‬السيوطي‪ ،‬عبد الرحن بن الكمال جالل الدين السيوطي (ت‪ 911 :‬ه )‪ ،‬اإلتقانّيفّعلومّالقرآنّ‬
‫الكرمي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1394 ،‬ه ‪،‬‬
‫‪1974‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشوكاين‪ ،‬حممد بن علي بن حممد‪ ،‬فتح القدير اجلامع بني فين الروايةّوالدراية من علم التفسري‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫‪ -‬القرطيب‪ ،‬حممد بن أحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي‪ ،‬اجلامعّألحكامّالقرآنّ=ّتفسريّ‬


‫القرطيب‪ ،‬دار الكتب املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪1384 ،‬ه ‪1964 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الطويل‪ ،‬جمدي‪ ،‬املصفوفاتّالنّظريةّوالتّطبيق‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1419 ،2‬‬
‫ه ‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املناوي‪ ،‬أحد حممد زين‪ ،‬قطوف اإلميان من عجائب إحصاء القرآن الكرمي‪ ،‬موقع طريق القرآن الكرمي‪،‬‬
‫ط ‪1436 ،1‬ه ‪2015-‬م‪.‬‬
‫‪http://www quranway.com‬‬
‫‪ -‬النورسي‪ ،‬بديع الزمان سعيد النورسي‪ ،‬كلياتّرسائلّالنور‪ّ،‬إشاراتّاإلعجازّيفّمظانّاإلجياز‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬مطبعة اخللود‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪1409 ،‬ه ‪1989 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬طنطاوي‪ ،‬حممد سيد‪ ،‬التّفسريّالوسيط‪ ،‬دار هنضة مصر للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬مسلم‪ ،‬مسلم بن احلجاج بن مسلم القشريي النيسابوري‪ ،‬صحيحّاإلمامّمسلم‪ ،‬حتقيق حممد فؤاد عبد‬
‫الباقي‪ ،‬دار احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مصطفى‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وآخرون‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬حتقيق جممع اللغة العربية‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الدعوة إستانبول‪،‬‬
‫‪1989‬م‪.‬‬ ‫تركيا‪،‬‬

‫‪17‬‬
2017 ‫ سبتمبر‬،5 ‫ المجلد‬،3 ‫ العدد‬،IJASAT ‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات‬

Mathematics in the Holy Quran, Arrays


Dr. Khaled Bakro
Dr.khaled.Bakro@gmail.com

ABSTRACT

Holy Quran is the first one that refers to some of the scientific facts
and the science of the universe. from these signs is one of the most important
principles of modern mathematics and science, a matrices science, that
consider the most basics element in many branches of science and research,
particularly computational science and modern technology, as computer
sciences and its applications, so the computer depends on it in its design and
programs.
Because of the importance of matrix as an arranged data structure of
elements, we found that Holy Quran refers to it many times, the main sign is
the word {‫مصفوفه‬: array, Masfofa} in two Verses, and Allah gave two names
of súrat that carry the meaning of aligning {‫ الصافات‬،‫ الصف‬،Al-Saf, Al-
Saaffaat}. these are scientific miracles of Holy Quran.
We found that Holy Quran contents from letters, words, numbers, can
be aligned in matrix forms. These matrix forms have many types, but the
shape of Qur'anic verses are in rows, so line matrix is tha appropriate form
to deal with the contents of the Holy Quran, literal or numerical, in addition
we can apply on it many of mathematical and logical operations.
Holy Quran is an ultra-arranging building, accurate arrangement, and
organized in great way, this means that we must adopt the matrices as data
structure when we deal with contents of the Holy Quran, especially digital
data and Qur'anic number, to help in extracting it contains from facts,
benefits, miracles, and secrets, and we can consider line matrix the main
structure of Qur'anic data especially digital data.

Key words: Arrays are Main Structure of Qur'anic Digital Data, Sciences
Miracles of Holy Quran, Mathematics in Holy Quran, Holy Quran Refers to
Arrays.

18
‫المجلة الدولية للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،5‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

You might also like