You are on page 1of 3

‫نَ‬ ‫ن َ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحمد هلل الذي َّ‬

‫ن‬
‫المجرمي‬ ‫ستبي سبيل‬ ‫للعالمي ِولـن‬ ‫والسيف َرحمة‬
‫ِ‬ ‫المبعوث بالحق‬
‫ِ‬ ‫والسالم عىل‬ ‫من علينا بأن هدانا لهذا الدين والصالة‬
‫ثم ّأما بعد ‪:‬‬

‫والثوة والجاه‪ ،‬إنما هو منهج الطواغيت الكافرين باهلل‬ ‫بالملك والسلطان‪ ،‬ر‬ ‫بي هللا ‪-‬ﷻ‪ -‬نف كتابه العزيز أن اإلستدالل عىل صحة الطريق‪ُ ،‬‬ ‫لقد ّ ن‬
‫ي‬
‫العظيم‪ ،‬وإنه ال يعتقد بهذه األمور دليال عىل صدق الدعاوى إال القوم الفاسقون‪ ،‬الذين يسهل عىل الطواغيت خداعهم‪ ،‬واالستخفاف بعقولهم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ََ َ‬ ‫َََ ُْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُْ ُ ْ َ َ‬ ‫ال َيا َق ْوم َأ َل ْي َ‬
‫قال تعاىل ‪َ ﴿ :‬و َن َاد ٰى ف ْر َع ْو ُن نف َق ْومه َق َ‬
‫ْصون‪ ،‬أ ْم أنا خ ْ ٌث ِّم ْن ه ـٰـذا ال ِذي ه َو‬ ‫ِ‬ ‫ْص َوه ـٰ ِـذ ِه األن َه ُار ت ْج ِري ِمن ت ْح ِ يت ۖ أفال تب‬ ‫س ِ يىل ملك ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬
‫َ ْ َ َ َّ َ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َّ ُ ْ َ ُ َ ْ ً َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ َ َ َ َ ُ ََْ َ ُ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ نٌ َ َ َ َ ُ ُ نُ َ َ ْ َ ُ ْ َِ ي َ َ ْ ِ َ ْ َ ٌ ِّ َ َ‬
‫ِ‬
‫اس ِقي﴾‬ ‫م ِهي وال يكاد ي ِبي فلوال أل ِ يق علي ِه أس ِورة من ذه ٍب أو جاء معه المال ِئكة مق ِثِني )‪ (53‬فاستخف قومه فأطاعوه ۚ ِإنهم كانوا قوما ف ِ‬
‫[الزخرف]‪.‬‬
‫واليوم يعود أهل الضالل إىل منهاجهم القديم‪ ،‬ليستدلوا ألنفسهم ومن يسمع لهم‪ ،‬عىل إتهامهم للدولة اإلسالمية بالزي ــغ والضالل‪ ،‬ولجنودها‬
‫بالظلم والطغيان‪ ،‬بما يراه الناس من تحشد أمم الكفر كلها لحرب الدولة االسالمية‪ ،‬وإجتماعهم عىل قتالها‪ ،‬وإنحسار رقعة تمكينها‪ ،‬وقتل جنودها‬
‫ونس هؤالء‬ ‫ن‬
‫والتمكي‪ ،‬والجماعة والخالفة"‪.‬‬ ‫وأمرائها‪ ،‬حت يقول قائلهم ‪" :‬لو كانت الدولة اإلسالمية عىل حق لما جرى لها ما جرى‪ ،‬عقب الفتح‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الضالون المضلون‪ ،‬أن هذا حال أصحاب دعوة الحق يف كل زمان‪ ،‬أن يبتليهم هللا بأعدائهم ثم تكون لهم العاقبة‪ ،‬كما قال موىس ‪-6-‬‬
‫ِّ ْ ْ َ ِ ُ ُ َ ْ َ‬ ‫ينوا َّ َ ْ‬ ‫بالتمكي نف األرض‪ ،‬وهم نف أوج محنتهم ‪ْ ﴿ :‬اس َ‬
‫من َيش ُاء ِم ْن ِع َب ِاد ِه‬ ‫ورثها‬
‫بالَّل واص ِثوا إن األرض ِلَّل ي ِ‬
‫ِ‬
‫تع ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫لقومه‪ ،‬إذ وعدهم أن العاقبة لهم‪،‬‬
‫ي﴾ [األعراف‪.]128 :‬‬ ‫َو ْال َعاق َب ُة ل ْل ُم َّتق نَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫أقر به الكافر هرقل عظيم الروم‪ ،‬ن‬ ‫وهو ما ّ‬
‫حي سأله فأجابه فقال له بعد ذلك ‪" :‬سألتك ‪ :‬هل قاتلتموه فزعمت أنكم قاتلتموه‪ ،‬فتكون الحرب‬
‫ً‬
‫بينكم وبينه سجاال ينال منكم وتنالون منه‪ ،‬وكذلك الرسل تبتىل ثم تكون لهم العاقبة" [متفق عليه]‪ ،‬فال ُينظر إىل حال الموحدين ساعة ابتالئهم‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫بالش‪ ،‬كما ال ُينظر إىل حالهم ساعة ابتالئهم بالخث‪ ،‬وال ُيستدل لهم أو عليهم بسجاالت الحروب‪ ،‬وتقلبات األيام‪ ،‬وال سواء‪ ،‬فقتالنا يف الجنة‬ ‫ر‬
‫وقتىل الكافرين ن يف النار‪.‬‬
‫ّ‬
‫اليوم نشهد اخثاق الفصائل من طواغيت العرب والعجم لينفذوا لهم مشاريعهم المزعومة‪،‬ولم يطل بهم زمان حت بدأوا يفعلون كل ما حذرهم‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫منه المجاهدون‪ ،‬فبدأت التْصيحات تخرج من قادة الفصائل تثا يعلنون فيها رغبتهم يف إقامة "الدولة المدنية" وإرساء الديمقراطية‪ ،‬ثم تكشفت‬
‫َّ‬ ‫ن‬
‫أرسار اللقاءات يف أنطاكيا وإسطنبول عن اتفاقات وقع فيها قادة الفصائل عىل قتال الدولة اإلسالمية لقاء حصولهم عىل الدعم‪ ،‬ومع ذلك استمروا‬
‫والصليبيي‪ ،‬منكرين عزمهم عىل تنفيذ ما تعهدوا ألوليائهم بتنفيذه‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫اعمي أن هذا جزء من خطة خداعهم للطواغيت‬ ‫يف كذبهم ز‬
‫َّ‬
‫وال شك أن قادة تلك الفصائل ارتدوا عن دينهم بمجرد نطقهم بالكفر أو توقيعهم عليه‪ ،‬ولو زعموا أنهم لم يؤمنوا بما قالوه أو وقعوا عليه‪ ،‬وتبعهم‬
‫منتمي إىل طوائفهم المرتدة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫موالي لهم‪،‬‬ ‫لما ثبتت لديهم أفعال قادتهم ثم بقوا‬‫نف كفرهم أتباعهم َّ‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫الت وقعت بها تلك الفصائل عامة بعد أن زين‬ ‫أخ القارئ يف نهاية حديثنا هذا بناءا عىل ما سبق ذكره صورتي من نواقض اإلسالم ي‬ ‫لك ي‬ ‫سنعرض‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫لهم الشيطان سوء عملهم‪ ،‬وأصبحوا مدافعي عىل كفرهم بإستفحال وداعي إليه ‪.‬‬
‫السياىس كلنا يعلم أنه لن يتم دعم تلك الفصائل والصحوات بالسالح والمال من أسيادهم طواغيت العرب والعجم وأجهزة‬
‫ي‬ ‫فعىل الصعيد‬
‫َّ‬ ‫ن‬
‫الت يريدون‪ ،‬وما قول القائل بأن صحوات‬
‫المخابرات‪ ،‬الذين كان لهم السبق يف الميدان قبل عبيدهم‪ ،‬حت يتأكدوا أنها لن توجه إال إىل الجهة ي‬
‫خرجت أمرائهم‬‫األرض نف كل مكان ضحكوا عىل عقول أسيادهم ونهبوا منهم كل تلك األموال ولم ينفذوا لهم مبتغاهم ما ه إال هرطقات وأبواق ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫حت يثبتوا لهم صدق ما هم عليه ‪.‬‬
‫ً‬ ‫خضع ويخضع لجهاز مخابرات‪ ،‬كان ُي َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫خثق فورا بعدد كبث من الجواسيس‬ ‫ه أن كل فصيل‬ ‫الت ال يعيها إال عاقل وصاحب بصثة ي‬‫فالحقيقة المرة ي‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫الذين ينقلون أدق المعلومات عن الفصيل إىل الممو ن‬
‫لي‪ ،‬خاصة يف ظل الْصاعات عىل السلطة داخل كل فصيل‪ ،‬وسىع كل متنفذ فيه إىل السيطرة‬
‫لي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الممو ن‬ ‫عىل خط الدعم عن طريق إرضاء‬
‫ن‬ ‫فبعد هذا أصبحت تلك الفصائل لعبة بأيدي مخابرات العالم وأجهزته‪َّ ،‬‬
‫وعليه إذا حاول أي‬‫ِ‬ ‫تحولت إىل مجرد أوراق تفاوض يف أيدي الطواغيت‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫التمرد ُيستدىع قادته فورا للقاء أسيادهم فإن لم يعودوا للطاعة المطلقة يجري إبالغهم بصعوبة االستمرار يف تمويلهم‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫فصيل إبداء أي نوع من‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫يعت قطع الدعم عنهم وحجب الرواتب عن أتباعهم‪ ،‬مع ما يعنيه ذلك من احتمال تحولهم إىل فصائل أخرى ال زال تمويلها مستمرا‪،‬‬ ‫ما ي‬
‫سيفكر ألف مرة قبل أن يقرر معصية أي أمر يأتيه من أولياء نعمته‪ .‬وهكذا رأينا تفرغ تلك الفصائل‪.‬‬
‫الت يحكمها الجيش النصثي ـ هذا إلرضاء‬ ‫فق فثة من الفثات إىل أن أصبحت روتينية ‪ ،‬وبالمقابل لم يفتح هؤالء العبيد أية من القرى والبلدان‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫أسيداهم الذين لقـنوهم إىل أين ستوجه تلك البوصلة نف قتالهم الموحدين‪ ،‬وتركهم قتال ر‬
‫المش ن‬
‫كي‪ ،‬وخث شاهد عىل هذا ما حدث يف ريف حلب‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الشماىل يف األيام القليلة الماضية واإلتفاقات الحاصلة مع األمثكان والروس عىل تسليم المناطق ‪ ،‬وهذا نفسه ما حدث يف حلب ومنطقة الساحل‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫وريف حلب الجنوب‪ ،‬وهذا ما يحدث اليوم نف الغوطة ُ‬
‫الشماىل‪ ،‬وهكذا رأينا جبهات كاملة يمنع فيها‬
‫ي‬ ‫حمص‬ ‫وريف‬ ‫ان‬‫ر‬‫حو‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫يحدث‬ ‫أن‬ ‫توقع‬ ‫وي‬ ‫ي‬ ‫ِي‬
‫فتح أي معركة ضد الجيش النصثي ليت مكن من نقل قواته منها إىل جبهات أخرى مشتعلة ثم يعود إليها بعد سنوات ليستلم المناطق من‬
‫ن‬
‫الداعمي‪ ،‬والسعيد من اتعظ بغثه‪،‬‬ ‫يهجرهم وأهاليهم ومن وثق بهم إىل مناطق أخرى بعد أن يتحصلوا عىل اإلذن بذلك من‬ ‫الصحوات‪ ،‬بعد أن ِّ‬
‫وهللا ال يهدي القوم الكافرين‪.‬‬
‫ن‬ ‫سببي من نواقض اإلسالم وقعت فيها صحوات ن‬ ‫ن‬ ‫نف سياق آخر متكرر لكل ذي ّ‬
‫الْصار وفصائل العار يف‬ ‫لب وصاحب عقل وبصثة نعرض أهم‬ ‫ي‬
‫الساحة الحاصلة‪.‬‬
‫بغي ما أنزل هللا ‪:‬‬
‫• الحكم ر‬
‫فثاهم يحكمون‬ ‫كل هذه الفصائل تحتها أرض تسيطر عليها وتحت قيادتهم الشعب ‪ُ ،‬حكم الفصائل سار فيهم‪ ،‬يتحاكمون إليهم‪ ،‬ويقضون بينهم ن‬
‫يثل هللا بها من سلطان وهذه ردة ظاهرة وكفر بواح ويدل عىل ذلك ‪:‬‬ ‫بينهم بأحكام لم ن ن‬
‫ٍ‬
‫ان َس َّو َل َل ُه ْم َوَأ ْم َ ٰىل َل ُه ْم (‪َ )25‬ذ ٰ ل َك ب َأ َّن ُه ْم َق ُالوا ل َّلذ َ‬
‫ين‬
‫َّ ْ َ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ي ل ُه ُم ال ُهدى ۙ الشيط‬
‫ِّ َ ْ َ َ َ َّ نَ َ‬ ‫َّ َّ َ َ ُّ َ َ َ ْ‬
‫ين ْارتدوا ع ٰىل أد َب ِار ِهم من بع ِد ما تب‬ ‫أ ‪ -‬قول هللا ‪-‬ﷻ‪ِ ﴿ : -‬إن ال ِذ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ْ َ َّ ُ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َّ َ َّ ُ َ ُ ُ ُ ن‬
‫َ‬
‫ض األم ِر ۖ والَّل يعلم ِإرسارهم﴾‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يعك ْم ِ يف بع‬
‫ْ‬ ‫ك ِرهوا ما نزل الَّل سن ِط‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ رْ ُ ن ُ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫شك ِ يف حك ِم ِه أحدا﴾‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ْ‬
‫ون ِه ِمن و ِ يىل وال ي ِ‬ ‫ب ‪ -‬قول هللا ‪-‬ﷻ‪﴿ : -‬أب ِْص ِب ِه وأس ِمع‪ ،‬ما لهم من د ِ‬
‫الدين َما َل ْم َي ْأ َذن به َّ ُ‬
‫الَّل﴾‪.‬‬ ‫َ ْ َ ُ ْ رُ َ َ ُ رَ َ ُ َ ُ ِّ َ ِّ‬
‫ج ‪ -‬قول هللا ‪-‬ﷻ‪﴿ : -‬أم لهم رسكاء رسعوا لهم من‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َّ َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ َ ُ َ َ ْ ُ ِّ َّ ِّ ُ ْ َ َ َ َّ ُ‬
‫ون ِه أ ْو ِل َي َاء ۗ ق ِليال َّما تذك ُرون﴾‪.‬‬ ‫د ‪ -‬قول هللا ‪-‬ﷻ‪﴿ : -‬ات ِبعوا ما أ ِنزل ِإليكم من ربكم وال تت ِبعوا ِمن د ِ‬
‫يما﴾‪.‬‬‫يما َش َج َر َب ْي َن ُه ْم ُث َّم َال َيج ُدوا نف َأ ْن ُفسه ْم َح َر ًجا م َّما َق َض ْي َت َو ُي َس ِل ُموا َت ْسل ً‬ ‫وك ف َ‬ ‫َ َ َ َ ِّ َ َ ُ ْ ُ َ َ َّ ُ َ ِ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫ه ‪ -‬قول هللا ‪-‬ﷻ‪﴿ : -‬فال وربك ال يؤ ِمنون حت يحكم ِ‬
‫َ َ َ‬
‫اس ال َي ْعل ُمون﴾‪.‬‬ ‫ْ ُ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َّ َ ْ ُ ُ َّ َّ ُ َ َ ِّ ُ ْ َ ِّ ُ َ َ َّ َ ْ رَ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫لَّل أمر أال تعبدوا ِإال ِإياه ذ ِلك الدين القيم ول ِكن أ كث‬ ‫و ‪ -‬قول هللا ‪-‬ﷻ‪ِ ﴿ : -‬إ ِن الحكم ِإال ِ ِ‬
‫َ ْ َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ َ َّ ْ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ ْ َ ْ ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الَّل ِإل ْي َك﴾‪.‬‬ ‫ض ما أنزل‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫وك َع ْن َب ْ‬ ‫ز ‪ -‬قول هللا ‪-‬ﷻ‪﴿ : -‬وأ ِن احكم بينهم ِبما أنزل الَّل وال تت ِبع أهواءهم واحذرهم أن يف ِتن‬
‫يقض ن‬ ‫لشع هللا والذي ن‬ ‫المبدل ر‬ ‫ّ‬
‫بي العباد بغث ما أنزل هللا واعلم يا عبد هللا أنهم استحلوا الحكم‬ ‫ي‬ ‫وغث ذلك من اآليات كلها تدل عىل كفر وردة‬
‫ه حجة عليهم ال لهم‪.‬‬ ‫بمثرات ي‬‫بغث ما أنزل هللا ِ‬

‫• والؤهم للفصائل المرتدة ‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫فليس من فصيل من الفصائل المقاتلة نف الشام إال وله والء لجهة قوية ّ‬
‫تموله ماديا وإعالميا‪ ،‬فجيش اإلسالم تمويله من آل سلول والجيش الحر‬ ‫ي‬
‫تمويل ر‬ ‫ً‬
‫تمول بل ّأن حلف الناتو كان مشاركا مع تلك الفصائل ومن ليس له ّ‬ ‫تمول واإلمارات ّ‬ ‫تمول وقطر ّ‬ ‫تمويله من تركيا وهكذا فأمريكا ّ‬
‫مبارس تعاون‬
‫أكث ممن ُيدعمون ُ‬
‫وي ّ‬
‫مولون‪.‬‬ ‫بل اندمج مع فصيل أو ر‬

‫َْ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ َ َّ ُ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ ٰ َ ْ َ َ َۘ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ ُ َ ْ ۚ َ َ َ َ َ َّ ُ ِّ ُ ْ َ َّ ُ ْ ُ ْ ۗ َّ َّ َ َ‬
‫الَّل ال َي ْه ِدي الق ْو َم‬ ‫أ ‪ -‬يقول ‪-‬ﷻ‪﴿ : -‬يا أيها ال ِذين آمنوا ال تت ِخذوا اليهود والنصارى أو ِلياء بعضهم أو ِلياء بعض ومن يتولهم منكم ف ِإنه ِمنهم ِإن‬
‫الظالم نَ‬ ‫َّ‬
‫ي﴾‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫َ َ ٰ َ ً ِّ ْ ُ ْ َ َ َ َّ ْ َ َّ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ُ ُ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ ْ َ ن ْ َ َ‬
‫اب ه ْم خ ِالدون * َول ْو‬ ‫يقول ‪َّ -‬ﷻ‪﴿ َّ : -‬ترى ُك ِثثا َمنهم يت َّو َل ُون ُال ِذ َين كفر َوا ۚ ل ِبئ َس ما ْقدم َت ل ُهم َأنفسهم أن س ِخط الَّل علي ِهم و ِ يف الع ِ‬
‫ذ‬ ‫ب‪-‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُْ ُ َ‬
‫اسقون﴾‬ ‫الَّل والن ِ يت وما أ ِنزل ِإلي ِه ما اتخذوهم أو ِلياء ول ـ ِـكن ك ِثثا منهم ف ِ‬ ‫كانوا يؤ ِمنون ِب ِ‬
‫َ‬
‫اب م ْن َق ْبل ُك ْم َو ْال ُك َّف َار أ ْول َي َاء َو َّات ُقوا َّ َ‬ ‫ُ‬
‫َ ُ ْ ُ ُ ً َ َ ً َ َّ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َ َّ ُ َّ َ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ ُّ َ َّ َ َ ُ‬
‫الَّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُت ‪ -‬يقول هللا ‪-‬ﷻ‪﴿ : -‬يا أيها ال ِذين آمنوا ال تت ِخذوا ال ِذين اتخذوا ِدينكم هزوا ول ِعبا ِمن ال ِذين أوتوا ال ِكت ِ‬
‫ي﴾‪.‬‬‫إ ْن ك ْن ُت ْم ُم ْؤمن نَ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ ْ نَ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َّ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ َ َّ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫لَّل عليكم سلطانا م ِبينا﴾‪.‬‬ ‫ون المؤ ِم ِني أت ِريدون أن تجعلوا ِ ِ‬‫ج ‪ -‬يقول هللا ‪-‬ﷻ‪﴿ : -‬ياأيها ال ِذين آمنوا ال تت ِخذوا الك ِاف ِرين أو ِلياء ِمن د ِ‬
‫ن‬ ‫َّ‬
‫وليس بعيدا عنا إعالن مرتدي الصحوات يف الشام انتهاء الدولة اإلسالمية‪ ،‬وتفاخر بعض مرتدي تنظيم القاعدة بفعل إخوانه الصحوات [غدرهم‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫وه يف خضم المعارك مع النظام النصثي]‪ ،‬زاعما قدرته عىل إنهاء وجود الدولة اإلسالمية يف واليات العراق‪ ،‬كما فعل إخوانه يف الشام‪،‬‬ ‫بالدولة‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ي ً‬
‫ولم تمر أياما طويلة عىل هذه المزاعم واالدعاءات‪ ،‬حت مكن هللا ‪-‬ﷻ‪ -‬للدولة اإلسالمية يف األرض‪ ،‬وأعاد بها الخالفة‪ ،‬وجمع إليها أشتات‬
‫وأذل هللا صحوات الردة‪ ،‬وأشغلهم ببعضهم‪ ،‬وألق عليهم رداء الخزي‪ ،‬ولباس الذل والمهانة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫الموحدين يف مشارق األرض ومغاربــها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إن هؤالء الحمق يتوقعون أن يغث إعالنهم البائس من حقائق الواقع عىل األرض‪ ،‬أو ِّ‬
‫يحسن من صورة جيشهم المنهار الذي شكلوه بعد إبادة‬
‫ّ‬
‫ظان ن‬
‫ي أن هذا اإلعالن سيساعد جيشهم المتهالك عىل التماسك‬ ‫األساىس أو بعد إندماجهم بغثهم من الفصائل واأللوية أو قوات نخبهم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫جيشهم‬
‫لمدة أطول‪ ،‬وال يدركون أن حال الدولة اإلسالمية اليوم هو أفضل بكثث من حالها قبل فتح الموصل قبل ثالثة أعوام‪.‬‬
‫ً‬
‫ختاما نقول إن ترقيع الكفر الواضح الْصي ــح الذي وقعت فيه فصائل الصحوات لهو أعظم من جريمة الردة نفسها! فالمرتد إن ارتد عن دينه لن‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫الداىع له!‪.‬‬
‫ي‬ ‫يْص إال نفسه؛ أما المرقع للكفر بمثابة‬
‫ماج بهم الهوى ّ‬ ‫فنذكر أصحاب العقول المنتكسة‪ ،‬والقلوب المرتكسة‪ ،‬الذين َ‬ ‫ّ‬
‫حت عبدوه‪ ،‬وأفضت بهم األيام إىل أن أصبحوا دعاة عىل أبواب‬
‫َ ُّ َ َّ َ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫آمنوا‬ ‫فيه عمال محمودا غث مردود بقوله ‪-‬ﷻ‪﴿ : -‬يا أيها ال ِذين‬ ‫والولوج‬ ‫مستساغا‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫جهنم‪ ،‬ومن أتبعهم قذفوه فيها ‪ْ ،‬الذي بات الكفر عندهم أم‬
‫ََ َ َ ُ َ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ ن‬ ‫ُ َ ْ ُ ُّ ُ ْ َ ُ ُّ َ ُ َ َّ َ َ ْ ُ ْ نَ َ َّ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ْ َ‬
‫هللا وال يخافون لومة‬ ‫يل ِ‬ ‫َمن ي ْرتد ِمنكم عن ِد ِين ِه فسوف يأ ِ يب هللا ِبقو ٍم ي ِحبهم وي ِحبونه أ ِذل ٍة عىل المؤ ِم ِني أ ِعزٍة عىل الك ِاف ِرين يج ِ‬
‫اهدون ِ يف س ِب ِ‬
‫ال ِئم﴾ [المائدة‪.]54 :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الناس ال َي ْعلمون‪.‬‬
‫ِ‬
‫كن ر َ‬
‫أكث‬ ‫غالب عىل أمره ول َّ‬
‫ِِ‬
‫ٌ‬ ‫وهللا‬
‫ن‬
‫‪#‬كلمات_ يف_دين_الصحوات‬

‫|| مستنقع الصحوات ||‬

‫السبت ‪ 28 /‬رجب ‪ 1439‬ه ـ‬

‫الموافق ل ـ ـ‪ 14/‬أبريل ‪ 2018‬م ـ‬

You might also like