You are on page 1of 15

‫دفاع جديد عن سقراط (‪)1‬‬

‫بقلم ‪ :‬أ ‪ .‬ف ‪ .‬ستون‬


‫ترجمة ‪ :‬محمد عبد الكريم يوسف (‪)2‬‬

‫واجه سقراط (‪ )3‬المحاكمة عام ‪ 399‬قبل الميالد بتهمة عدم الورع والتقوى وإفساد شباب‬
‫أثينا‪ .‬الخطاب الذي كتبه سقراط إلى محكمة مؤلفة من ‪ 500‬رجل ‪ ،‬والذي أعاد أفالطون‬
‫(‪ )4‬صياغته في كتابه " الدفاع " (‪ ، )5‬يعد من الروائع في األدب اإلغريقي وجزء هام من‬
‫شرائع الفكر الغربي ‪.‬‬
‫لكن الخطاب المذكور لم يقنع المحكمة ببراءة سقراط فاعتبرته مذنبا وحكمت عليه بالموت‬
‫باجتراع السم ‪.‬‬
‫في هذا المقال (‪ ، )6‬يحلل الصحفي أ‪.‬ف‪ .‬ستون (‪ )7‬محاكمة سقراط ويعرض بعض‬
‫األفكار التي كانت ستحول مجرى المحاكمة والطريقة التي كان سيربحها بها لو أراد ذلك ‪.‬‬
‫يقدم ستون دفاعا بليغا لمجتمعنا الحالي ومجتمع سقراط على السواء بعد دراسة مجتمع‬
‫أثينا وقيمه وأحاديثه والذي حفظ أفكار سقراط ومعتقداته ألكثر من ألفي عام ‪.‬‬
‫كان ستون لسنوات عديدة الناشر والمحرر لجريدته االسبوعية المحترمة التي تصدر في‬
‫مدينة واشنطن ‪ .‬ظهرت أعماله في مجالت عديدة ورائدة مثل ‪ :‬مجلة هاربر ‪ ،‬مجلة‬
‫األمة ‪ ،‬مجلة نيويورك ‪ .‬يناهز عمرة الحادي والثمانين عاما ‪ .‬درس اللغة االغريقية‬
‫القديمة لكي يقرأ ويكتب عن دروس أثينا العريقة ‪ .‬وهذا المقال مقتبس من كتابة الجديد ‪:‬‬
‫" محاكمة سقراط ‪. " The Trial of Socrates‬‬
‫سؤال ‪ :‬ما أهم اكتشاف حصلت عليه من محاكمة سقراط ؟‬
‫جواب ‪ :‬كان من السهل جدا أن يربح البراءة ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬ما الدليل الذي تعتمده ؟‬
‫جواب ‪ :‬في البداية ‪ ،‬هناك األغلبية الضئيلة التي صوتت لصالح االدانة ‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ماذا كانت نتيجة التصويت ؟‬
‫جواب ‪ :‬لقد كانت نتيجة تصويت هيئة القضاة (‪ )8‬كالتالي ‪ /280/ :‬صوتا يدين سقراط ‪،‬‬
‫‪ 220‬صوتا يبرأ ساحته ‪ .‬كان مقدار الفارق ‪ /30/‬صوتا أو لنقل ما يعادل ‪ %6‬من‬
‫المقترعين ‪ .‬كان بإمكانه أن يحقق تعادل األصوات وكان التعادل في أثينا يطلق سراح‬
‫المتهم ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬هل كان سقراط يدرك هذا األمر ؟‬
‫جواب ‪ :‬طبعا ‪ .‬فهو يعبر في " الدفاع " ألفالطون عن هشاشة الدعوى المقدمة ضده ‪.‬‬
‫يقول لم أكن أتوقع هذه األغلبية الضئيلة ‪.‬كنت أتوقع األغلبية المطلقة ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬لماذا دهش سقراط ؟‬
‫جواب‪ :‬لقد توقع سقراط بوضوح وجود أغلبية ساحقة ضده ‪ .‬اعتقد أنه كان على حق في‬
‫ابداء الدهشة لهذا االقتراع المتقارب ‪ .‬كانت تعاليمه باستمرار معادية للديموقراطية األثنية‬
‫(‪ ) 9‬على الدوام ‪ .‬لو أن الديموقراطية األثنية بعموم أنصارها أو خاصتهم كانت تغرق في‬
‫الجهل واالنحراف كما اعتقد سقراط لكانت حالته ميؤوس منها ‪ .‬ولكن هيئة القضاة ‪،‬‬
‫المنقسمة على نفسها بشكل متقارب ‪ ،‬تدل على أن حالته ليس ميؤوس منها ‪ .‬و أن أمر‬
‫ادانته قسم المحكمة إلى رأيين ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬لماذا تعتقد أن المحكمة انقسمت على نفسها ؟‬
‫جواب ‪ :‬ألن التعبير الحر انتعش في الحياة السياسية واألدبية في أثينا وجعلها مدرسة‬
‫هيالس (‪ )10‬كما يفاخر بذلك بيركليس (‪ )11‬في كتاب ثاكيداس (‪ " )12‬تاريخ الحرب‬
‫البيبلونيزية " (‪ )12‬وتقاطر الفالسفة من عالم البحر األبيض المتوسط لمخاطبة مستمعيها‬
‫المتحمسين ‪ .‬ماذا فعل سقراط في حقيقة األمر؟ لقد انكر انضمامه ألية مؤامرات‬
‫ارستقراطية (‪ ) 13‬أو االنخراط في أعمال عدائية ضد حكومة أثينا ‪ ،‬لكنه لم يقدم أي‬
‫دليل للخصم على ذلك ‪ .‬قام بواجبه كجندي خير قيام ‪ .‬وهم اتهموه بما قال وعلّم ‪ .‬لقد‬
‫كانت محاكمته محاكمة فكرية خالصة ‪ ،‬وهي تناقض تقاليد المدينة األساسية ‪ .‬وهذا ما‬
‫أحزن األثنييين كما يحزن القارئ الحديث اليوم ‪ .‬في الحقيقة ‪ ،‬لو لم يكن سكان أثينا‬
‫يقدرون عاليا حرية التعبير لما انتظروا حتى بلغ سقراط السبعين من عمره ليقدموه‬
‫للمحاكمة ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬ماذا تستنتج من ذلك ؟‬
‫جواب ‪ :‬لو أنه فقط طلب حق ابداء الرأي ؛ لو أنه استشهد بمبادئ أثينا الديموقراطية‬
‫حول نتيجة االقتراع لصالحه وربح البراءة ‪.‬‬
‫األساسية لكان قد ّ‬
‫سؤال ‪ :‬ولكن أين تبدأ المحاكمة في هذه القضية ؟‬
‫جواب ‪ :‬تبدأ من التباين الجوهري بين مقدمات أثينا وتعاليم سقراط ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬كيف تشرح هذا التباين ؟‬
‫جواب ‪ :‬كان هناك قضايا أساسية اختلف فيها سقراط بشدة مع مواطنيه بل وكل المناطق‬
‫االغريقية المتخلفة أو أكثرها ‪ .‬لم يكن سقراط ضد الديموقراطية وحسب بل كان معاديا‬
‫للسياسة بالمفهوم االغريقي ‪ .‬لم يستحسن سقراط فكرة المدينة – الدولة ‪)14( Koinonia‬‬
‫إن حكمتها األكثرية كما يحدث في الديموقراطيات أو األقلية كما يحدث في األوليغارغيات‬
‫(‪ . ) 15‬لم يكن سقراط يعتقد أن الشعب قادر على حكم نفسه بنفسه ‪ .‬لقد رأى أن المجتمع‬
‫االنساني قطيع ‪ .‬والقطيع يحتاج إلى راع ليوجهه ‪ ،‬والراعي ال يستشير قطيعه ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬ما وجهة النظر اإلغريقية التي كانت سائدة ؟‬
‫جواب ‪ :‬لخص أرسطو (‪ )16‬وجهة النظر هذه ‪ ،‬فيما بعد ‪ ،‬عندما أعلن أن االنسان حيوان‬
‫سياسي يعيش في المدينة – الدولة أو المجتمع ‪ .‬وقد أمكن الحياة االجتماعية ألن االنسان‬
‫على خالف باقي الحيوانات يمتلك العقل الذي يعد قوة الحديث المنطقي المقنع ‪ .‬به يستطيع‬
‫اإلنسان أن يميز بين الخطأ والصواب وبه يستطيع اإلنسان أن يعيش بسالم مع مواطنيه‬
‫يحترم أراءهم ويقدر حقوقهم ويجعل الحياة االجتماعية ممكنة ‪.‬‬
‫قال سقراط ‪ :‬إن اإلنسان الذي يعيش وحيدا إما أن يكون متوحشا أو إلها ً‪.‬‬
‫والحصول على المعرفة بالنسبة له ولغالبية اإلغريق لم يكن مطاردة أوزة برية ميتافيزيقية‬
‫للغايات المطلقة المجردة بل كان من اختصاص سقراط ‪ .‬والتراكم المستقر للحكمة نضح‬
‫عن التجربة االنسانية ‪.‬وفي النهاية ‪ ،‬رأى أرسطو أن المدينة مكان يستطيع فيه الناس أن‬
‫يحققوا الح ياة الجيدة كل فرد يحقق قدراته الذاتية كشاعر يكتب التراجيديا أو عامل حرفة‬
‫متواضع أو ‪ ،‬نعم لنقل ذلك ‪ :‬كمتحدث خالد دائم السحر والروعة مثل سقراط ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬من يجب أن يحكم في اعتقاد سقراط ؟‬
‫جواب ‪ :‬لقد كان الحاكم المثالي والمفكر األوحد في نظر سقراط هو الرجل الذي يعرف‬
‫وهذا ما عبر عنه في كتاب " الذكريات ‪ "memorabitia‬ألكسينفون (‪ )17‬وطبعا ‪ ،‬كان‬
‫ذلك البذرة التي طورها أفالطون لتصبح الحقا فكرة الحكم من قبل الملك الفيلسوف ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬هل فكر سقراط بالسعي للحصول على الحكم مدعيا أنه " الرجل الذي يعرف " ؟‬
‫جواب ‪ :‬قالت نبوءة دلفي ‪ Delphic Oracle‬كان سقراط يفاخر بأن ال أحد أكثر حكمة‬
‫منه ‪ .‬لكنه قضى حياته يشرح ويوضح أنه " عرف أنه ال يعرف " وهذا ما رفعه درجة‬
‫واحدة على باقي مواطني أثينا خاصة حينما لم يستطع أحد منهم أن يقابل مستواه في‬
‫المعرفة الحقيقية ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬وهكذا بقيت المدينة بال مرشح ؟‬
‫جواب ‪ :‬تماما ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬وهكذا لم يكن في وسع سقراط إال أن يحتقر الدولة – المدينة ؟‬
‫جواب ‪ :‬حسنا ‪ .‬لقد كان لديه افتتان فضولي باسبرطة (‪ )18‬المنافس والخصم اللدود‬
‫ألثينا‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬لماذا وصفته " بالفضولي " ؟‬
‫جواب ‪ :‬ألن اسبرطة لم تكن بحاجة إلى سقراط ‪ .‬لقد كانت تخشى األجانب واألفكار‬
‫األجنبية والخارجية ‪ .‬كانت مدينة عسكرية قاسية عاش أعضاء طبقتها الحاكمة حياة ثكنات‬
‫الجيش حيث التدريب العسكري المستمر ‪ .‬كانوا أقلية من الناس تقود القطعان البشرية من‬
‫األقنان والعبيد الذين يحرثون حقولهم ‪ .‬عاش التجار والحرفيون ‪ ،‬الذين ينتمون إلى الطبقة‬
‫الوسطى التي كانت تمثل العنصر األكثر حيوية في المجتمع األثني ‪ ،‬حياة صعبة واباحية‬
‫بوضوح على هامش الحياة االسبرطية وحرموا حق المواطنة ‪ .‬لقد خلت اسبرطة من‬
‫الفالسفة وأهل اآلدب والفن ‪ .‬كانت تمتلك شاعرا واحدا أو شاعرين على األكثر ‪ ،‬وكانا‬
‫مشهورين في الغالب بسبب أغاني الحرب وكانت اسبرطة وكريت (‪ )19‬الصحاري‬
‫الثقافية لليونان القديمة ‪ ،‬ونعرف من كتاب " كريتو " (‪ )20‬ألفالطون أن هذه‬
‫األوليغارغيات العسكرية أعجبت سقراط كثيرا وهذا ما لم نجد له تفسيرا منطقيا‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬هل أزعجت هذه اآلراء الواهية مواطني أثينا ؟‬
‫جواب ‪ :‬نعم ‪ .‬ألن كمال ونمذجة اسبرطة كان أحد خصال األغنياء األرستقراطيين الشباب‬
‫الساخطين والذين كرهوا الديموقراطية وحسدوا واحتقروا التجار والحرفيين ممن حققوا‬
‫الثروة ونافسوا النخبة السياسية الخاصة المستوطنة سابقا ‪ .‬وصار سقراط وهو سليل الطبقة‬
‫الوسطى وابن قاطع الصخور معبود الطبقة األرستقراطية الرافضة والمطرودة من أثينا‬
‫وعلى رأسها أفالطون واكسينوفون ‪ .‬في العقد األخير ‪ ،‬وخالل النصف الثاني من حياة‬
‫سقراط ‪ ،‬تمرد الشباب األرستقراطيون بسبب هزائم أثينا العسكرية (‪ )21‬وبسبب التستر‬
‫على االسبرطين و أسقطوا الديموقراطية مرتين ثم صاروا األوالد المشاغبين و فرق‬
‫القمع بيد الدكتاتورية الجديدة الجشعة ‪ .‬لم يحدث أن كانت الحياة والحرية والملكية مهددة‬
‫وعرضة للخطر كما كانت في عهد هذين النظامين المعاديين للديموقراطية ‪ .‬حدث االنقالب‬
‫األول عام ‪ 411‬قبل الميالد وحدث االنقالب الثاني عام ‪ 404‬قبل الميالد بتحريض‬
‫ومباركة من جماعة تدعى " جماعة الثالثين " (‪ )22‬وقد تزعم هذه الجماعة كريتاس‬
‫وتشارميد وهما أقرباء أفالطون وطالب سقراط القدامى وكالهما يظهران كشخصين‬
‫شريفين في الح وارات األفالطونية ‪ .‬ثم قام هذا الهامش المتمرد للمجتمع األثيني بمحاولة‬
‫فاشلة لقلب الديموقراطية مرة ثالثة عام ‪ 402‬قبل الميالد أي قبل محاكمة سقراط بحوالي‬
‫ثالث سنوات فقط ‪ .‬حطمت هذه األحداث الثالثة الثقة لدى مواطني أثينا وجعلتهم أقل‬
‫تسامحا مع اآلخر ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬ولكن لم يكن ل يحاكم سقراط بسبب هذه األحداث ؟ ماذا فعل سقراط عندما اسقطت‬
‫الديموقراطية للمرة الثانية خالل حكم جماعة الثالثين ؟‬
‫جواب ‪ :‬كان هناك مقاومة ضد جماعة الثالثين وكان سقراط يمكن أن يجعل من نفسه بطل‬
‫تلك المقاومة لو أنه تكلم ضد حكمهم أو هرب من المدينة لينضم للمعارضة ‪ .‬لكنه وقف‬
‫على الحياد ‪ .‬لم يدعم الدكتاتوريين ولم يعارضهم (‪.)23‬‬

‫سؤال ‪ :‬ولكن ألم يصور اكسينوفون في كتابه " الذكريات " أو "حياة سقراط "‬
‫(‪ )24‬سقراط على خالف مع كريتياس وجماعة الثالثين ؟‬

‫جواب ‪ :‬هذا صحيح ‪ .‬لكن معارضته لهما كانت ثانوية وسرية ‪ .‬لقد رفض سقراط أن‬
‫يساهم في القاء القبض على الثري المبعد ليون من جزيرة سالميس وكان ليون أحد‬
‫الكثيرين الذين أعدمتهم الدكتاتورية من دون محاكمة فقط بغرض مصادرة أمالكهم ‪ .‬ثم‬
‫استخدمت جماعة الثالثين ملكية ليون لدفع مصاريف الحامية االسبرطية التي احتلت أثينا‬
‫وأبقت الدكتاتوريين في السلطة ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬ألم يكن تصرفه جدير بالثناء ألنه عصيان مدني ؟‬
‫جواب ‪ :‬لقد كان جديرا بالثناء‪ .‬لكنه كان قد نجا من المحاكمة واعتقد أنه كان لن يدان لو أنه‬
‫فعل غير ذلك ‪ .‬لو أنه حذر ليون من الخطر ‪ .‬لو أنه قام باحتجاج شعبي‪ .‬لو أنه ‪ ،‬وهو معلم‬
‫الفضيلة الخالد ‪ ،‬فند األفعال غير القانونية وغير األخالقية لجماعة الثالثين ‪ .‬لو أنه غادر‬
‫المدينة لينضم للمعارضة ‪ .‬لكنه عوضا عن ذلك بقي في المدينة من أول الصراع إلى‬
‫آخره‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬لماذا تشدد على عبارة " بقي في المدينة " ؟‬
‫جواب ‪ :‬في ظل العفو الذي صدر عقب إعادة احياء الديموقراطية لم يكن أي شخص‬
‫ليحاكم باستثناء الحكام األوليغارغيين بسبب أعمال قاموا بها أو أخفقوا في القيام بها أثناء‬
‫الحكم الديكتاتوري ‪ .‬ولكننا نعرف من المرافعات القانونية ‪ ،‬في الجيل التالي ‪ ،‬أن " البقاء‬
‫في المدينة " خالل الصراع كان يعد عمال مشينا وكان يستخدم لتحريض هيئة القضاة ضد‬
‫المتهم ‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لقد ذكرت سابقا أن سقراط بدأ يقلب هيئة المحلفين عليه عمدا‪ .‬أين الدليل على‬
‫ذلك ؟‬
‫جواب ‪ :‬الدليل موجود في دفاع اكسينوفون ودفاع اكسينوفون يختلف عن دفاع أفالطون‬
‫وهو ليس من الروائع‪ .‬لهذا السبب هو أقل قراءة لكنه وصف مختصر للمحاكمة‪ .‬ويبدو‬
‫أنه كتب بعد المحاكمة بوقت قصير لكن وصف أكسنوفون البسيط والسريع يخبرنا بأشياء‬
‫فضل أفالطون أن يحجبها عنا ‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ماذا يضيف أكسينوفون إلى الحكاية ؟‬
‫جواب ‪ :‬يقول أكسينوفون ‪ :‬كل من كان في المحاكمة أصيب بالدهشة من األسلوب الذي‬
‫دافع به سقراط عن نفسه وشعر كل الحضور بأن هذا األسلوب ال يقود إال إلى اإلدانة ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬هل يوافق اكسينوفون على هذا األسلوب ؟‬
‫جواب ‪ :‬يوافق على أن الطريقة التي عرض فيها سقراط دفاعه كانت بالكاد تحقق البراءة ‪.‬‬
‫لكنه يتابع قائال ‪ :‬إن هذا األسلوب يجب أن ال يثير فينا الدهشة واالستغراب ألن سقراط‬
‫أراد أن يموت ‪.‬‬
‫إذا أردت قراءة "الدفاع " و" الكريتو" و"الفيدون" ألفالطون بعد قراءة "دفاع "‬
‫اكسنوفون ستجد أن نسخة أفالطون رغم أنها أكثر حذقا وثيقة الصلة بنسخة اكسينوفون ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬أعط مثاال على ذلك ‪.‬‬
‫جواب ‪ :‬الشيء الذي أغاظ المحكمة أكثر كما يذكر كل من أفالطون واكسينوفون هو‬
‫ادعاء سقراط أن نبوءة دلفي لقبته بأعقل الرجال على حد تعبير اكسينوفون أو كما ذكر‬
‫أفالطون بغموض أكثر أن ال أحد في الكون أكثر حكمة من سقراط ‪.‬ويذكر أفالطون في‬
‫دفاعه أن هيئة المحكمة صرخت بغضب عندما نطق سقراط بذلك ‪ .‬وقد شعر سقراط أنه‬
‫كان من الضروري أن ينكر أنه كان يتبجح بهذا الكالم ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬هل هناك دليل في مكان آخر من دفاع أفالطون يدعم دفاع اكسينوفون ؟‬
‫جواب ‪ :‬نعم في كتاب الكريتو وبعد المحاكمة يشتكي أتباع سقراط أنه أساء الدفاع عن‬
‫نفسه ويقترحون فيما بعد في كتاب الفيدون (‪ )25‬أنه كان يميل إلى االنتحار ‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬كيف رد سقراط على تلك التهمة ؟‬
‫لقد رد باعتراف ثابت ال يتزحزح ‪ .‬أجاب بخطاب جميل لكنه مبهم وغير معقول الجوهر ‪.‬‬
‫لقد ناقش فيه أن الفيلسوف يجب أن ينشد الموت كإنجاز ألنه بالموت وبالموت فقط تتحرر‬
‫الروح من الجسد وتكون في النهاية قادرة على تأمل الفلسفة األبدية الثابتة ‪ .‬ثم يصبح كتاب‬
‫الفيدون أغنية الموت المنتصرة ‪ .‬إنه حوار جميل وال ينكر بالتأكيد أن سقراط اجترع السم ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬لكن ألست تتقدم في المحاكمة إلى األمام ؟‬
‫جواب ‪ :‬هذا صحيح ‪ .‬كانت المحاكمة في أثينا تأخذ شكلين ‪ .‬فقد كان يتعين على هيئة‬
‫القضاة أن تقترع على أمر إدانته أو عدم إدانته في البداية ومن ثم يصوتون على العقوبة ‪.‬‬
‫وفي إجراءات المحاكمة في أثينا كان الحكم يرمي إلى عقوبة والدفاع إلى أخرى ‪ .‬ولم‬
‫تستطع هيئة القضاة أن تجد الفرق بين االثنين ‪ .‬كان يجب أن تختار العقوبة األولى أو‬
‫الثانية وقد اختارت في ذلك الوقت عقوبة الموت ‪ .‬أنئذ ‪ ،‬استمر سقراط في تحدي هيئة‬
‫القضاة مرة أخرى عن طريق طلب عقوبات مضادة لم تأخذها هيئة القضاة على محمل‬
‫الجد‪.‬‬
‫كان األبطال المدنيون واألشخاص البارزون في أثينا يكرمون بوجبات مجانية في قاعة‬
‫المدينة ‪ .‬واقترح سقراط أن تكون عقوبته تناول الوجبات المجانية هناك طوال حياته ‪.‬‬
‫وعندما أثار هذا االقتراح البلبلة واالستهجان طلب أن يدفع لهم غرامة مالية زهيدة ثم في‬
‫نهاية األمر أبدى االستعداد لدفع غرامة مالية كبيرة بعد التوسالت من أفالطون واألتباع‬
‫األخرين وعرضهم العون في جمع المال لدفعه‪.‬‬
‫لكن هيئة القضاة كانت غاضبة جدا لدرجة أنها صوتت لصالح عقوبة الموت ‪ .‬ومن الجدير‬
‫ذكره أن األصوات التي كانت مستعدة للتبرئة صوتت لصالح اإلدانة ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬كيف كان على سقراط أن يقدم دفاعه في رأيك ؟ بماذا كنت ستنصحه لو كنت‬
‫محاميه؟‬
‫جواب‪ :‬في الحقيقة لم تعرف أثينا المحامين بالشكل الذي نعرفه نحن ‪ .‬كان المدعون‬
‫يستطيعون أن يستأجروا كتـّاب األحاديث وكان ديموثين أشهرهم ‪ .‬إال أن سقراط لم يكن‬
‫بحاجة ألي منهم ألنه كان المحاور األذكى في المدينة وكان قادرا على القيام بدفاع ناجح‬
‫لو أنه أراد ذلك ‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬كيف كنت تريده أن يعالج قضيته؟‬
‫جواب ‪ :‬اعتقد أن سقراط أدين ظلما‪ .‬ولم تثبت أي من االدعاءات بقيامه بأعمال سرية أو‬
‫عدائية ضد المدينة ‪ .‬هذه محاكمة للرأي فقط ومحاكمة لما قاله وعلّمه في السنوات األخيرة‬
‫من حياته وبتعاليمه هتك عرض أثمن مبادئ المدينة ‪ .‬كان التعبير الحر القاعدة الحقيقية‬
‫لديموقراطيتها وللمناقشات في مجلس الشورى حيث صنعت القوانين ولمحاكم القضاء التي‬
‫ف سرت فيها هذه القوانين وأولت ‪ .‬لقد كفل التعبير الحر انتاج الروائع التراجيدية والكوميدية‬
‫التي ما زالت تعد من روائع األدب العالمي وصار ممكنا انتاجها على المسارح األثنية ‪.‬‬
‫أعتقد أنه كان في مقدور سقراط أن يحول ذلك الهامش الضيق المكون من ‪ % 6‬والذي‬
‫كان يقف مع االدانة لصالح البراءة لو أنه قدم دفاعة وناقشه معتمدا على حرية التعبير ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬ما الذي يجعلك تعتقد أن سكان أثينا كانوا يدركون أن التعبير الحر هو المبدأ‬
‫األساسي للحكومة ؟‬
‫جواب ‪ :‬عندما يدرك مجتمع ما فكرة ما فإنه سينطق بكلمات تدل عليها ‪ .‬لم يعرف‬
‫الرومان حرية التعبير بالمعنى الذي نعرفه ولذلك هم ال يمتلكون مرادفا لغويا يدل عليها‬
‫ولكن كان لدى اإلغريق القدماء أكثر من أربع كلمات تدل على حرية التعبير ‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ما هذه الكلمات األربعة ؟‬
‫جواب ‪ :‬أقدم هذه الكلمات مؤلفة من كلمتين هما ‪ /‬حرية ‪ eleutheros /‬و ‪ /‬فم‬
‫‪ Stamos /‬وقد وجدت هذه الكلمة ألول مرة في مؤلفات أسخليس (‪ )26‬وترد الكلمة‬
‫الثانية ألول مرة في مؤلفات هيرودوت (‪ )27‬الذي جعل من تأريخه ملحمة نثرية في‬
‫تمجيد الديموقراطية وذكر عرضا لنضال الديموقراطية اإلغريقية وخاصة ديموقراطية أثينا‬
‫ضد الطغيان الفارسي ‪ .‬تلك الكلمة هي ‪ isegoria‬والتي تعني اشتقاقا " الحق المتكافئ في‬
‫الحديث في المجلس " وقد صارت مرادفا لتعبير المساواة السياسية ‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ما هي بقية الكلمات ؟‬
‫جواب ‪ :‬الكلمة التالية هي ‪ parrhasia‬واعتقد أنها من صك أثني خاص وقد كان‬
‫ظهورها األول على حد علمنا في مسرحيات يوربيديس (‪ ، )28‬وتشير الكلمة إلى‬
‫الصراحة التي فاخر بها األثنيون وحقهم في التعبير الحر كمواطنين أحرار في مدينة حرة‪.‬‬
‫لقد كانت راية خفاقة لكلمة تعني ‪ /‬مشاهدي أثينا ‪ /‬وقد استخدم ملتون (‪ )29‬نصا من‬
‫مؤلفات يوربيديس في بداية مؤلفه الرائع ‪ /‬ايروبا جيتكا ‪ )30( /‬الذي يعد أنبل دفاع عن‬
‫الصحافة الحرة في العصر الحديث وكم كان مؤثرا لو أن سقراط استخدم سطورا من‬
‫مؤلفات يوربيديس لكي يجعل هيئة القضاة تحكم بالبراءة ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬ما الكلمة الرابعة ؟‬
‫جواب ‪ :‬الكلمة الرابعة هي ‪ isologia‬وتعني ‪ /‬حرية التعبير المتكافىء‪ . /‬وظهرت في‬
‫التأريخ الذي كتبه بوبوليبس (‪ )31‬ولهذه الكلمة طعم خاص بالنسبة لألمريكيين ‪ .‬لقد كان‬
‫بوبوليبس مؤرج الجامعة اآلخية ‪ The Achaean League‬التي تعد أول حكومة‬
‫فيدرالية في التاريخ ‪ .‬وقد نظر مؤسسو الدستور األمريكي إلى بوبوليبس نظرة الملهم عند‬
‫تأسيس النظام الفيدرالي األمريكي ‪ .‬يعزو بوبولييس استقرار الفيدرالية اإلغريقية وبقاءها‬
‫على قيد الحياة مدة طويلة من الزمن بعد أن عصف الجيشان المقدوني والروماني بالحرية‬
‫اإلغريقية في مكان آخر إلى الحقيقة التي تقول بوجود حرية التعبير المتكافئ بين المدن‬
‫األعضاء وفي الجمعية والمجلس الفيدراليين ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬كيف كان سيناقش قضيته لو أنه أراد البراءة بالتحديد؟‬
‫جواب‪ :‬لو أنني كنت كاتب أحاديثه لكنت جعلته يقول التالي ‪:‬‬
‫يا رجال أثينا ! أيها المواطنون !‬
‫هذه ليست محاكمة لسقراط لكنها محاكمة للفكر والفلسفة وبالتالي هي محاكمة ألثينا ‪ .‬أنتم‬
‫ال تحاكمونني بسبب عمل غير مشروع أو عمل مناف لتقاليد مدينتنا أو هياكلها إذ ليس‬
‫هناك ثمة دليل من هذا القبيل ضدي ‪ .‬أنتم ال تحاكمونني بسبب أعمال قمت بها وإنما بسبب‬
‫أقوالي وتعاليمي ‪ .‬وأنتم تهددونني بالموت ألنكم ال تحبون أفكاري وتعاليمي ‪ .‬هذه محاكمة‬
‫للفكر وهذا شيء جديد مستحدث في تاريخ مدينتنا ‪ .‬وبهذا التصرف تقف أثينا في قفص‬
‫المجرمين وليس سقراط ‪ .‬كل واحد فيكم متهم وخاصة قضاتي ‪ .‬دعوني أكون صريحا ‪.‬‬
‫أنا ال أؤمن ب ما تسمونه حرية التعبير وأنتم تؤمنون بها ‪ .‬أنا أعتقد أنم أراء الناس العاديين‬
‫ليست إال خياالت وظالل شاحبة للحقيقة ال تؤخذ بجدية وهذا سيقود المدينة للضياع ‪.‬‬
‫أعتقد أنه من السخرية تشجيع حرية التعبير وخاصة تلك التي تتحدث أشياء واهية هشة ال‬
‫أصل لها أو تأسيس سياسة مدنية يحكمها عدد من الرؤوس التي ال تشبه إال رؤوس‬
‫الملفوف ‪ .‬أنا ال أؤمن بالديموقراطية وأنتم تؤمنون ‪ .‬هذا امتحان واختبار لكم وليس لي‪.‬‬
‫حرية التعبير عندكم تقوم على االدعاء بأن رأي كل واحد له قيمته وأن األكثرية في‬
‫القيادة أفضل من األقلية ‪ .‬كيف تفاخرون بحرية التعبير وأنتم تقمعونني؟ كيف تستمعون‬
‫إلى رأي االسكافي أو دباغ الجلود عندما تناقشون العدالة في مجلسكم وتكتمون صوتي‬
‫عندما أتحدث ؟ أنتم تفاخرون بأن بوابات أثينا مفتوحة للفالسفة من كل اليونان وحتى من‬
‫العالم الخارجي فهل ستعدمون اآلن أحد فالسفتكم ألنكم ‪ ،‬فجأة ‪ ،‬ال تستطيعون االستماع‬
‫إلى رأيه غير المقبول لديكم ؟أنتم من سيحل به العار من جراء إدانتي وليس أنا‪.‬‬
‫تقولون ‪ :‬إن أفكاري تفسد الشباب وتقودهم إلى الشك والريبة في الديموقراطية ‪ .‬تقولون‬
‫أنني كنت معلم كريتياس وأنتم تتصرفون كما لو كنتم تالمذته‪.‬‬
‫كانت جماعة الثالثين جائرة وكانت تفعل ما يحلو لها وأنتم ت ّدعون أنكم تعيشون في ظل‬
‫القانون وتعملون بموجبه ‪ .‬ألستم تتصرفون مثلهم ؟‬
‫أخبروني اآلن ‪ .‬بأي قانون س ّن في أثينا تريدون حجر التعاليم الفلسفية ؟ أين يمكن أن أجد‬
‫هذا القانون بين شرائع المدينة ؟ متى ناقشتموه ؟ ومتى اقترعتم عليه ؟‬
‫من سعى وراء هذه البشاعة ‪ ،‬كما اسميتموها أنتم بأنفسكم ‪ ،‬في األيام الهادئة عندما كانت‬
‫عقولكم سليمة ؟ إن اختيار حرية التعبير الصادقة ال يأتي بموافقة التعاليم للنظام القائم أو‬
‫الحاكم إن كان فرديا أم متعددا ‪ .‬وليس من الممنوع أن يؤيد االنسان أسوأ الحكام‬
‫الديكاتوريين‪.‬‬
‫حرية الرفض أساس حرية التعبير ‪ .‬هذا هو قانون أثينا وفخر مدينتنا والمجد الذي بناه‬
‫وعاش عليه خطباؤنا حتى اآلن ‪ .‬هل ستديرون ظهوركم له اآلن ؟‬
‫تقولون أنني لم أظهر االحترام ألرباب المدينة ‪ .‬احترسوا كي ال تجعلوا من أنفسكم خاطئين‬
‫بجنحة إدا نتي ‪ .‬أخبروني ‪ .‬كيف تحترمون بيثو ‪ ،‬إله اليقين ‪ ،‬عندما يكبت اليقين ويقمع ؟‬
‫وكيف تحاكمون الفلسفة المنشقة ؟ ألستم تخالفون زيوس أكيروس ‪ ،‬نصير النقاش الحر في‬
‫المجلس وتعصون أوامره عندما تمنعون النقاش الحر بإدانتي ؟‬
‫الفلسفة يا سادتي ليست هشة مثل بني البشر ‪ .‬إنها ال تجترع السم ‪ .‬فلسفتي على سبيل‬
‫المثال ستمنحني الحياة ولكن اسم أثينا الطيب سيلطخ بالعار وأنتم تحطمون تقاليد المدينة‬
‫بإدانتي ‪ .‬انتم من سيلحق به العار وليس أنا ‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ستكون قد تحديتهم بإطراء خفيف‪ .‬اليس كذلك ؟‬
‫جواب‪ :‬نعم لو أن سقراط أثار حرية التعبير كحق أساسي لكل مواطني أثينا لكان قد ضرب‬
‫على الوتر الحساس والعميق ‪ ،‬واعتقد أن المحكمة كانت ستطلق سراحه ‪.‬‬

‫الهوامش والحواشي‪:‬‬
‫(‪ -)1‬المصدر مجلة حوار األمريكية ‪ ،‬ربعية ‪ ،‬العدد ‪ -4‬عام ‪ 1994‬رقم االصدار ‪82‬‬

‫‪A New Apology for Socrates , Dialogue ,No 4-1991,issue 82.‬‬


‫(‪ -)2‬محمد عبد الكريم يوسف (‪ )-1965‬مواليد قرفيص‪ /‬سورية ‪ .‬مدرب ومترجم وأكاديمي و محاضر في الجامعات‬
‫السورية ‪ /‬رئيس قسم الترجمة سابقا في الشركة السورية لنقل النفط ‪ /‬رئيس دائرة العقود والمشتريات الخارجية سابقا في‬
‫الشركة السورية لنقل النفط ‪ /‬حاليا رئيس دائرة التنمية اإلدارية في الشركة السورية لنقل النفط‪ .‬كاتب في العديد من‬
‫الصحف العربية واألمريكية ‪.‬‬

‫(‪ -)3‬سقراط ( ‪ 469‬ـ ‪ 399‬ق‪.‬م‪ : ).‬فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة‪ ،‬أحد أشهر‬
‫الشخصيات التي نالت اإلعجاب في التاريخ ‪.‬صرف سقراط حياته تما ًما للبحث عن الحقيقة والخير‪ .‬لم يترك أن سقراط أية‬
‫مؤلفات‪ ،‬وقد ع ُِرفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ زينوفون والفيلسوف أفالطون‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫طا‪ .‬وعُرف عنه تواضعه في المأكل‬ ‫ما كتبه عنه أريسطوفانيس وأرسطو ‪ُ .‬ولد سقراط وعاش في أثينا ‪.‬وكان ملبسه بسي ً‬
‫والمشرب‪ .‬وتزوج من زا ْن ِثب التي عُرف عنها حسب الروايات أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها‪ .‬وقد أنجبت له‬
‫طفلين على األقل ‪ .‬كان سقراط يعلم الناس في الشوارع واألسواق والمالعب‪ .‬وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة‬
‫إلى مستمعيه‪ ،‬ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم ‪.‬قُد َّم سقراط للمحاكمة ُووجهت إليه تهمة إفساد الشباب واإلساءة إلى‬
‫التقاليد الدينية ‪.‬وكان سقراط يُلم ُح إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون‪ ،‬وليس‬
‫بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم‪ .‬وقد قضت هيئة المحلَّفين بثبوت التهمة على سقراط وأصدرت حكمها عليه باإلعدام‪.‬‬
‫ونفذ الحكم بك ِّل هدوء متناوالً كوبًا من سم الشوكران ‪.‬وكان يؤمن بأن األسلوب السليم الكتشاف الخصائص العامة هو‬
‫الطريقة االستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة‪ .‬وقد أخذت هذه العملية شكل‬
‫الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية ‪.‬‬

‫(‪ -)4‬أفالطون ( ‪ 427‬ق‪.‬م ‪ 347. -‬ق‪.‬م ) ‪ :‬فيلسوف يوناني قديم‪ ،‬وأحد أعظم الفالسفة الغربيين ‪ ،‬حتى ان الفلسفة الغربية‬
‫اعتبرت انها ماهي اال حواشي ألفالطون ‪ .‬عرف من خالل مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر والفن ‪ .‬كانت‬
‫كتاباته على شكل حوارات ورسائل ‪ .‬يعرف أرسطو الفلسفة بمصطلحات الجواهر‪ ،‬فيعرفها قائال أنها علم الجوهر الكلي‬
‫لكل ما هو واقعي ‪ .‬في حين يحدد أفالطون الفلسفة بأنها عالم األفكار قاصدا بالفكرة األساس الالشرطي للظاهرة ‪ .‬من أشهر‬
‫كتبه ‪ :‬الدفاع ‪ ،‬طيماوس‪ ،‬بارمنيندس‪ ،‬السفسطائي‪ ،‬المائدة ‪ ،‬الجمهورية ‪.‬‬

‫(‪ )5‬الدفاع ‪ :‬دفاع سقراط هو نسخة أفالطون من خطاب ألقاه سقراط للدفاع عن نفسه عام ‪ 399‬قبل الميالد ضد االتهامات‬
‫الموجهة له بإفساد الشباب‪ ،‬وعدم اإليمان باآللهة التي تؤمن بها المدينة‪ ،‬ولكن بشياطين أخرى مستحدثة‪ .‬يصور الدفاع وفاة‬
‫سقراط ‪ ،‬وهو أحد أربع حوارات ألفالطون تروي تفاصيل األيام األخيرة من حياة الفيلسوف ‪ ،‬إلى جانب يوثيفرو‪ ،‬فايدو‪،‬‬
‫كريتو‪ .‬يقسم إلى ثالثة أبواب رئيسية ‪ :‬الباب األول ‪ :‬يروي حكاية دفاع سقراط عن نفسه والباب الثاني دفاع سقراط عن‬
‫نفسه بتشجيع أصدقائه والباب الثالث وداع سقراط بعد إدانته باجتراع السم ‪.‬‬

‫(‪ -)6‬يالحظ القارئ أن هذا المقال كتب على بأسلوب الحوار ( سؤال وجواب ) ‪ .‬يبدو أن الباحث ستون كتب دفاعه الجديد‬
‫على شاكلة الحوارات األفالطونية الواردة في " الدفاع " ‪.‬‬

‫(‪ – )7‬ستون ‪ :‬باحث ومترجم وصحفي أمريكي يعمل ويعيش في الواليات المتحدة يمتلك صحيفة أسبوعية تحمل اسمه ‪.‬‬
‫متخصص في األدب والفلسفة القديمة وينشر أبحاثه األكاديمية المتخصصة في المجلة األمريكية المعروفة " هاربر" ‪.‬‬

‫(‪ -)8‬هيئة القضاة ‪ :‬لم تكن محاكم أثينا القضائية محاكم قضاة متخصصين في القانون بل محاكم محلفين مختاريخ بالقرعة‬
‫من المواطنين العاديين من ذوي العقل والحكمة والفطنة ‪ .‬وفي كل عام يختار بالقرعة المواطنين المؤهلين ما يعادل‬
‫‪ /6000/‬عضوا ممن يبدون استعدادهم للخدمة كقضاة محلفين ‪ .‬ويراعى دائما عدد المواطنين في القبائل األثنية وكانوا‬
‫يوزعون على عشرة محاكم يتراوح عدد القضاة المحلفين في كل محكمة بين ‪ 201 /‬عضوا ‪ /‬أو ‪ 401 /‬عضوا ‪ /‬أو ‪501/‬‬
‫عضوا ‪ /‬وكانت المحاكم مستقلة ال سلطان عليها وكان من الصعب رشوة أعضائها ‪.‬‬

‫(‪ -)9‬الديموقراطية األثنية ‪ :‬هو عن نوع من نظام الحكم ‪ ،‬أو نوع من اإلطار الدستوري ‪ ،‬يوجد فيه نوع ما من البنية‬
‫أن السيطرة المؤسساتية قانونيًّا لصالح مجموعة أثينا واحدة ‪ ،‬وهي مجموعة األغلبية‪.‬‬ ‫التحتية لحقوق فردية متساوية ‪ ،‬إال ّ‬
‫وإذا لم تكن هذه المجموعة مجموعة األغلبية‪ .‬وفي اإلمكان إطالق اسم نظام ديمقراطي على مثل هذا النظام ‪ ،‬ديمقراطية‬
‫من نوع مختلف ‪ .‬ك لمة ديموقراطية وعند البحث عن تاريخ الكلمة فاننا نجد أنها ذات أصل يوناني ‪:‬ديموس (شعب)‬
‫وكراتوس (سلطة) أي ‪: Democracy‬ذات أصل يوناني‪ :‬ديموس (شعب) وكراتوس (سلطة) أي‪ :‬سلطة الشعب‪ .‬وأشهر‬
‫نماذج الديمقراطية ذلك الذي عرفته أثينا ‪ ،‬خاصة خالل القرنين الخامس والرابع قبل الميالد‪ .‬وقد قامت الديمقراطية األثينية‬
‫على مبادئ رئيسية ثالثة‪ :‬المساواة السياسية ‪ ،‬والمساواة االجتماعية ‪ ،‬وحكومة الشعب‪.‬‬
‫(‪ -)10‬مدرسة هيالس ‪ :‬مدرسة مسؤولة عن النهضة الفكرية واألدبية والفلسفية في اليونان القديمة كافة ‪.‬‬

‫(‪ )11‬بيركليس ( ‪ 490‬ق‪.‬م ‪ 429 -‬ق‪.‬م ) ‪ :‬سياسي يوناني أثيني ‪ .‬يشرف على مدينة أثينا القديمة ‪ .‬معبد رائع يدعى‬
‫بارثينون ‪,‬يقوم على هضبة تسمى اكروبوليس ‪ ,‬وهو تذكار دائم وخالد للرجل الذي بناه ‪ ,‬بيريكليس ‪ .‬اعظم الساسة في‬
‫اليونان القديمة ‪ .‬هذا الرجل المحبوب جدا الذي اشتهر بوسامته وطيبته وحزمه عند الضرورة ‪ .‬وشجاعته في القتال ‪,‬‬
‫وسماحته في النصر ‪ ,‬وصل إلى السلطة كرئيس للحزب الشعبي في أثينا سنة ‪ 460‬ق‪.‬م ‪ .‬وقد انتخب عضوا في مجلس‬
‫العموم الذي كان يحكم الدولة في تلك االيام ‪ .‬وسرعان ما اظهر براعة سياسيه فضال عن االستقامة والنزاهة المطلقتين ‪.‬‬
‫وفي غضون عامين بات ابرز اعضاء الحكومة ‪ ,‬وبقى كذلك طوال الثالثين سنة التالية‪ .‬تميز حكمه بمنجزاته السلمية ‪,‬‬
‫على الرغم من اضطراره لخـــــوض الحرب بين آن وآخر‪ .‬في عهده كانت خلفيات االعضاء المنتخبين لمختلف المجالس‬
‫الحاكمة تخضع للتدقيق الشديد للتأكد من صالحيتهم للخدمة العامة ‪ ,‬بحيث يقضى على اغراء السرقة او العبث بالحسابات ‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه كان مصمما على جعل عصره عصرا ذهبيا ‪ ,‬فزين اثينا بالمباني الجميلة وفي طليعتها البارثيون ‪ .‬وشجع‬
‫الفنون على اختالف انواعها ‪ ,‬وكان من اصدقائه النحات فيدياس‪ ,‬والكاتبان المسرحيان أرسطوفانيس وسوفوكليس ‪ .‬وشجع‬
‫الفالسفة على المجاهرة بآرائهم مهما بد وا مثيرين للجدل والمناقشة ‪ ,‬من امثال سقراط الذي لم تبدأ مشاكله اال بعد وفاة‬
‫بيريكليس بداء الطاعون سنة ‪ 429‬ق‪.‬م ‪ .‬ففقد االثينيون سياسيا عظيما ومصلحا فذا‪.‬‬

‫(‪ -)12‬ثاكيديدس (‪ 460‬ق‪.‬م‪ 395 – .‬ق‪.‬م‪ : ).‬مؤرخ إغريقي شهير‪ ،‬صاحب كتاب تاريخ الحرب البلوبونيزية ويعد أول‬
‫المؤرخين اإلغريق الذين أعطوا للعوامل االقتصادية واالجتماعية أهمية خاصة ‪ .‬وقع عليه عبء كتابة تاريخ حقبة شاذة‬
‫من حياة الحضارة التي ترعرع في ربوعها‪ .‬كما وانه كان أول من وصف المناعة حيث انه حصل وأصيبت أثينا بالطاعون‬
‫والحظ ان الذين اصيبوا بالطاعون وشفوا منه لم يعد اليهم المرض‪.‬‬

‫(‪ - )13‬الحرب البلوبونيزية ‪ :‬بدأت الحرب (‪ 431‬ق‪.‬م‪ 403 -.‬ق‪.‬م‪ ).‬بسبب التوسعات االستعمارية والتجارية ألثينا على‬
‫حساب كورنث حليفة اسبرطة فاندلعت الحرب أما عن جماعة أثينا فكانت تتكون من‪ :‬أثينا – يوبويا – الجزر الكيكالدية –‬
‫المدن األيونية (وكلها شكلت االتحاد الديلي)‪ ،‬باإلضافة ألكارنايا وثيساليا‪ .‬أم حلفاء إسبرطة فكانوا‪ :‬أغلب البيلوبونيزوس –‬
‫بويوتيا – مقدونيا – فوكيس‪ .‬بينما بقيت أمكنة مثل إبيروس وأيتوليا وكريت كذلك أرغوس وأخايا (الوحيدتان في‬
‫البيلوبونيسوس) على الحياد‪ .‬وكتب ثوكيديدس أكبر مرجع يعتمد عليه لهذه الحرب‪ ،‬ولم تكن الحرب األولى المسماة‬
‫بالبيلوبونيزية فقد كانت هناك حرب قبلها عام ‪ 460‬ق‪.‬م‪ .‬وكانت بين أثينا والمدن البيلوبونيزية وانضمت اسبرطة بعد ‪5‬‬
‫أعوام‪.‬‬

‫(‪ -)14‬المدينة الدولة ‪ :‬وهو النظام السياسي الذي اتبعه االغريق في اقامة دولتهم وقد كانت المدينة الدولة مستقلة استقالال‬
‫ذاتيا كامال لها جمعية شعبية وقيادة عسكرية ومجلس شورى ومحاكم مثل ‪ :‬اسبرطة – اثبنا – طيبة ‪.‬‬

‫(‪ -)15‬األوليغارغيات ‪ :‬أو حكم األقلية هي شكل من أشكال الحكم بحيث تكون السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة‬
‫من المجتمع تتميز بالمال أو النسب أو السلطة العسكرية‪ .‬الكلمة "أوليغارغية" مشتقة من الكلمة اليونانية أوليغارخيا‪.‬‬
‫وغالبا ما تكون األنظمة و الدول األوليغاركية مسيطر عليها من قبل عائالت نافذة معدودة تورث النفوذ و القوة من جيل‬
‫ألخر‪ .‬وقد كان أفالطون هو أول من أشار إلى حكم األوليغارغية وذلك في كتابه "الجمهورية" حيث قسم أنظمة الحكم إلى‪:‬‬
‫الدولة المثالية "جمهوريته" ثم الدولة الديمقراطية ثم األوليغارغية ثم عاد في كتابه "السياسة" وقدم تقسيما أنضج وأوضح‬
‫هو من ستة أنواع‪ :‬منها ثالثة تتقيد وتحترم القانون وثالثة ال تلتزم بالقانون ومنها حكم األوليغارغية‪ .‬وجاء أرسطو بعد‬
‫أفالطون وقدم مزيدا من التفاصيل لمواصفات حكم القلة فقال أنها تشترط نصابا ماليا ً معينا ً في الذي يتمتع بصفة المواطن‪.‬‬
‫وأضاف أرسطو أن نوع الحكم يتوقف على الثروة والملكية‪ ،‬ويتوقف مدى اتساع الحكومة األوليغارغية على مدى اتساع‬
‫طبقة أصحاب األمالك‪ .‬وبهذا يكون أرسطو قد م ّهد الستخدام هذا المصطلح كمرادف لحكم األثرياء أو البلوتوقراطية‪ ،‬إال‬
‫أن األوليغارغية ال تعني دائما ً حكم القلة األثرياء‪ ،‬وإنما هي مصطلح أوسع يشمل أيضا ً أي ميزة أخرى غير الثراء‪ .‬وفي‬
‫رأي أرسطو أن األوليغارغية تنتهي دائما ً بحكم الطغيان وتصبح مشكلتها الرئيسية هي االستئثار بالسلطة‪ .‬ويستخدم هذا‬
‫التعبير في العصر الحديث لوصف الحكومات التي تعتمد على نفوذ أجنبي‪ ،‬أو التي ليس لها رصيد جماهيري بحيث تعتمد‬
‫على دوائر التأثير في السلطة مثل رجال المال أو الصناعة‪.‬‬

‫(‪ -)16‬أرسطو ‪ :‬ولد أرسطو عام ‪ 384‬قبل الميالد في مدينة (ستاغيرا) في شمال اليونان‪ ،‬وكان والده طبيبا مقربا من‬
‫البالط المقدوني‪ ،‬وقد حافظ أرسطو وتالميذه من بعده على هذا التقارب‪ .‬وقد كان لوالده تأثير كبير عليه لدخوله مجال‬
‫التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة على دقة المالحظة والتحليل‪ .‬وفي عام ‪ 367‬رحل أرسطو إلى اثينا‬
‫لاللتحاق بمعهد افالطون‪ ،‬كطالب في البداية‪ ،‬وكمدرس فيما بعد‪ .‬وكان افالطون قد جمع حوله مجموعة من الرجال‬
‫المتفوقين في مختلف المجاالت العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك‪ .‬ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى‬
‫رغبتهم في إثرا وتنظيم المعارف اإلنسانية‪ ،‬وإقامتها على قواعد نظرية راسخة‪ ،‬ثم نشرها في مختلف االتجاهات‪ ،‬وكان‬
‫هذا هو التوجه المعلن لتعاليم وأعمال أرسطو‪.‬‬

‫(‪ -)17‬اكسينوفون ‪ :‬هو مؤرخ يوناني وكاتب فلسفي‪ ،‬عاش بين القرنين الثالث الثاني ق م‪ .‬وكان أحد تالميذ سقراط‬
‫واشترك مع الفرس في حروبهم وله كتاب يدعى األناباسيس والذي اشتهر به حيث أرخ لرحلة تقهقره مع رجال قورش‬
‫األصغر آلالف الكيلومترات درس الفلسفة على يد سقراط ‪.‬ثم حارب في فارس وبلغ مرتبة عسكرية عليا‪ ،‬وقاد جيشا ً قوامه‬
‫‪ 10.000‬جندي يوناني في طريق العودة إلى الوطن‪ .‬وعقب هذه الخدمة الحربية انصرف اكسينوفون إلى حياة الكتابة‬
‫الجدية في التاريخ‪ ،‬فوضع قصة الحملة الفارسية التي قادها قورش األصغر بعنوان األناباسيس ‪ ،‬وتاريخا ً لليونان منذ‬
‫حوالي السنة ‪ 400‬بعنوان الهيلينيكا‪ ،‬وكتابا ً عن سقراط بعنوان أشياء جديرة بالتذ ّكر‪ .‬وكتب أيضا ً ندوة س َّجل فيها مناقشات‬
‫مع سقراط باإلضافة إلى كتاب الذكريات ‪.‬‬

‫(‪ - )18‬اسبرطة ‪ :‬مدينة يونانية كانت تعرف بأنها دولة مدينة في اليونان القديمة تقع على جانب نهر يوروتاس في جنوب‬
‫شرق إقليم بيلوبونيز‪ .‬ظهرت على أنها كيان سياسي حول القرن العاشر قبل الميالد‪ ،‬عندما غزاها ‪ Dorians‬خالل ‪650‬‬
‫قبل الميالد‪ ،‬أصبحت النزعة العسكرية مهيمنة على السلطة في اليونان القديمة‪ .‬تأسست حوالي عام ‪900‬قبل الميالد ‪ ،‬عبر‬
‫تجمع أربع قرى هي ‪ :‬لمناي ‪ ،‬ميسوا‪ ،‬كينوسورا ‪ ،‬بيتاني ‪.‬واشتهرت اسبرطة بمجتمعها العسكري الذي ينشأ أبناءه بصفة‬
‫أساسية على القتال‪ .‬ووفقًا لألساطير اليونانية‪ ،‬فمؤسس اسبرطة هو الكديمون ‪ ،‬ابن زيوس وقد سماها على اسم زوجته‬
‫ابنة يوروتاس‪.‬‬

‫(‪ – )19‬كريت ‪ :‬هي أكبر الجزر اليونانية وخامس أكبر جزيرة في البحر األبيض المتوسط ‪.‬وموقعها تقريبًا ‪ °35‬ش‪°24 ،‬‬
‫كيلومترا مربعًا وعدد سكانها أقل من نصف‬
‫ً‬ ‫ق‪ .‬وهي تطل جنوبًا على بحر إيجه وعلى رغم أن مساحتها ال تزيد عن ‪8336‬‬
‫مليون نسمة فهي من أهم جزر اليونان من حيث أهميتها الحضارية‪ .‬تنتصب فيها سلسلة جبلية ممتدة من الشرق إلى الغرب‬
‫مترا فوق سطح البحر‪.‬‬ ‫وتحدها شواطئ صخرية‪ .‬وأعلى قمة فيها هي قمة بسيلوريتيس التي يصل ارتفاعها إلى ‪ً 2456‬‬
‫وعلى هذه السلسلة تنتشر بساتين الزيتون والكرمة وتزرع فيها الذرة والتبغ ‪.‬وتعتبر هذه الجزيرة احدى أربع جزر كبرى‬
‫في البحر األبيض المتوسط وهي تتمتع بموقع استراتيجي هام أكسبها مكانة ممتازة بين سائر الجزر اليونانية‪ ،‬وذلك لقربها‬
‫من القارات الثالث آسيا و أفريقيا وأروربا ‪ ،‬حيث كانت في العصور الوسطى مركز التقاء لحضارات مختلفة لشعوب هذه‬
‫القارات‪ ،‬كما جعلها مستودعا ً تجاريا ً هاما ً‪.‬‬

‫(‪ -)20‬كريتو ‪ :‬هو حوار للفيلسوف اإلغريقي أفالطون ‪.‬وهو محادثة بين سقراط وصديقه الثري كريتو بشأن العدالة ‪،‬‬
‫الظلم ‪ ،‬والرد المناسب على الظلم‪ .‬يعتقد سقراط أن الظلم ال ينبغي أن يجابه بالظلم‪ ،‬ويرفض عرض كريتو لتمويل هروبه‬
‫من السجن‪ .‬يحتوي هذا الحوار بيان قديم لنظرية العقد االجتماعي للحكومة‪.‬‬

‫(‪ -)21‬انظر الحاشية رقم (‪.)13‬‬

‫(‪ -)22‬جماعة الثالثين ‪ :‬جماعة دكتاتورية أوليغارغية تعادي الحياة الديموقراطية قامت بعدة انقالبات عسكرية على أثينا‬
‫الديموقراطية بتحريض من اسبرطة ‪.‬‬

‫(‪ -)23‬لقد بقي سقراط على الحياد طوال سنوات الدكتاتورية ويذكر التاريخ أنه ذات مرة رفض االمتثال لحكومة الثالثين‬
‫بالمساعدة في القبض على ليون الثري اليوناني من جزيرة سالميس ‪ .‬رفض سقراط القيام بأي عمل مناف للقانون ‪.‬هناك‬
‫من يعتبر بقاء سقراط في أثينا أثناء االنقالب األوليغارغي دليل على التعاطف معهم ‪.‬‬

‫(‪ -)24‬الذكريات ‪ :‬كتاب في الفلسفة والتاريخ ألفه اكسينوفون تلميذ سقراط‪ .‬يذكر فيه ذكريات الطالب وانطباعاته عن‬
‫أستاذه‪ .‬ويسميه بعض الباحثين " حياة سقراط " ‪.‬‬

‫(‪ -)25‬الفيدون ‪ :‬حوار فلسفي ألفالطون يختتم فيه قصة محاكمة وموت سقراط في القرن الرابع قبل الميالد ‪ .‬يعرض‬
‫أفالطون الحوار كما يرويه فيدو تلميذ سقراط ‪ .‬يبدأ الوصف بوصول تالميذ سقراط مع الفجر إلى المكان الذي شرب فيه‬
‫السم ‪ .‬يحاول الكتاب أن يظهر مبدأ الخلود على أنه مبدأ عقالني معتمدا على اعتبارين رئيسيين ‪ :‬األول‪ -‬يأخذ الوجود شكل‬
‫الصراع الال منتهي لألضداد وبذلك تولد الحياة من الموت والموت من الحياة ‪ .‬والثاني – المعرفة ذكرى ألن الموت ال‬
‫يحدث إال بانفصال الروح عن الجسد وهذا االنفصال ال يتم إال بعد قبول الجسد بمواد غريبة تحدث الموت ‪ .‬وفي نهاية‬
‫النقاش يستحم سقراط ويجلس منتظرا الخادم ومعه السم ثم يودع زوجته وأوالده ثم يشرب السم فيصرخ تالمذته بقود لكن‬
‫سقراط يسخر منهم قائال ‪ :‬لقد أبعدت النساء لكي ال أسمع هذه الصرخات ‪ .‬يسير قليال حتى تثقل قدماه ثم يستلقي ويموت بعد‬
‫دقائق قليلة ‪.‬‬

‫(‪ )26‬أسخيلوس ‪ :‬كاتب مسرحي يوناني ويعتبر من مؤسسي اللون التراجيدي في األدب اليوناني‪ .‬ويعتبر إسخيلوس من‬
‫واحد من أقدم ثالث كتاب مسرح يونانيين وهم سوفوكليس و اوريپيدس ‪.‬كتب العديد من المسرحيات التي جسدت التاريخ‬
‫اليوناني ويقدر عددها بحوالي سبعين مسرحية ولم يصلنا في الوقت الحالي منها سوى سبع مسرحيات‪ .‬ويُعَدُّ أسخيلوس أه ّم‬
‫كتّاب المأساة اإلغريقية على اإلطالق‪ ،‬وهو مؤسسها بالمعنى الفني ‪ ،‬وأقدم فرسانها المعروفين‪.‬‬

‫(‪ )27‬هيرودوت ‪ :‬كان مؤرخا إغريقيا يونانيا ًآسيويا ً عاش في القرن الخامس قبل الميالد (حوالي ‪ 484‬ق‪.‬م ‪- 425‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫اشتهر باألوصاف التي كتبها ألماكن عدّة زارها حول العالم المعروف آنذاك ‪ ،‬وأناس قابلهم في رحالته وكتبه العديدة عن‬
‫السيطرة الفارسية على اليونان‪ .‬عرف هيرودوت بفضل كتابه تاريخ هيرودوت الذي يصف فيه أحوال البالد واألشخاص‬
‫التي القاها في ترحاله حول حوض البحر المتوسط‪ .‬كما زار مختلف أنواع مسارح المعارك كما إن موضوع كتابه‬
‫األساسي هو الحروب بين اإلغريق والفُرس أو الميديين‪ ،‬ولعله كان حاضرا ً شخصيا ً في بعض المعارك مثل معركة‬
‫ماراثون ومعركة سالميس ‪.‬‬

‫(‪ -)28‬يوربيديس ‪ :‬يُعتبر يوربيديس ( ‪ 480‬ق‪.‬م ‪ 406 -‬ق‪.‬م ) ثالث شاعر مسرحي تراجيدي اغريقي حسب التسلسل‬
‫الزمني لظهور هؤالء الكتاب‪ .‬كان يوربيديس معاصراً للروائيين اليونانيين إسخيلوس وسوفوكليس ‪ ،‬وكان ثالثتهم من‬
‫أشهر روائيي اليونان القديمة ‪ .‬وكان يوربيديس رساما ً ‪ ،‬إال أنه أحترف األدب في سنين حياته األخيرة ‪ ،‬وقد كتب عددا ً‬
‫كبيرا ً من المسرحيات ‪ ،‬وبقيت حوالي ‪ 20‬مسرحية يُعتقد أنه كاتبها ‪ .‬وقد كان لها تأثير عميق ودائم في المسرح الغربي ‪.‬‬
‫ومن اشهرها ‪ :‬ألسيستيس ‪ ،‬وميديا ‪ ،‬وهيبوليتوس ‪ ،‬وأوريستيس ‪ ،‬والكترا ‪ ..‬و وكل هذه المسرحيات سميت بأسماء‬
‫شخصيات شهيرة في الميثولوجيا اإلغريقية اليونانية أو التاريخ القديم ‪ .‬وتتميز كل هذه المسرحيات بمهارة حبكتها ‪،‬‬
‫وموضوعها الدرامي ‪ ،‬وسهولة حوارها ‪ ،‬ومحتواها المأساوي التراجيدي‪.‬‬

‫(‪ – )29‬ملتون ‪ :‬شاعر وعالم إنجليزي من القرن ‪ ،17‬يعرف أكثر لقصيدة " الفردوس المفقود " التي كتبها في عام‬
‫‪1667.‬أصيب في فترة الحقة من حياته بالعمى‪ ،‬وكتب حول ذلك قصيدة مكونة من ‪ 14‬بيتا ً شعريا ً ‪.‬إلى جانب جيفري‬
‫تشوسر وويليام شكسبير‪ ،‬يعتبر جون ميلتون من أبرز شعراء األدب اإلنجليزي‪.‬‬

‫(‪ – )30‬ايروباجيتكا ‪ :‬قاض من قضاة المحكمة العليا عند اليونان القديمة ‪.‬‬

‫(‪ -)31‬بوليبوس (‪ 201-120‬قبل الميالد ) ‪ :‬مؤرخ اغريقي شارك في التحالف األثيني في اليونان وأخذ رهينة إلى روما ‪.‬‬
‫ساعد بوليبوس في تنظيم االدارة في المدن اليونانية بعد الغزو الروماني ‪ .‬يقع تأريخه في أربعين جزءا ‪ .‬كان بوليبوس يبذل‬
‫جهدا مضنيا للوصل إلى الحقيقة ‪.‬‬

You might also like