You are on page 1of 23

‫سقراط‬

‫سقراط هو أشهر فيلسوف يوناني‪ ،‬ويعتبر أبا الفلسفة الغربية‪ ،‬وشخصية رئيسية في تطور‬
‫‪.‬الحضارة الغربية‬

‫ولد سقراط في اثينا( ‪ 470‬ق‪.‬م‪399-‬ق‪.‬م و يعتبر احد مؤسسي الفلسفه الغربيه ولقب بابو‬
‫الفلسفه وايضا لقبوه بالنبي و لقد عرف ببساطته و تواضعه في االكل و الشرب ‪ ،‬وكثير كانو‬
‫ت فعلية‪ ،‬لذا فإن االنطباعات وبعض تفاصيل حياته‬ ‫يعتبروه غامض النه لم يترك سقراط كتابا ٍ‬
‫مأخوذة في المقام األول من كتابات تلميذه‪ ،‬أفالطون‪ .‬وهناك إسهامات أخرى أيضا ً من زينوفون‬
‫والكاتب المسرحي المعاصر– أريستوفانيس‪ .‬وقد اتهم البعض ان افالطون كتب عن سقراط‬
‫بصوره مثاليه بعض الشيء ليجعله يبدو أنبل فيلسوف‪ ،‬وكمثال يُعتز به ويتبع‪ .‬ومن الصعب‬
‫تحديد مقدار هذه الزينة‪ ،‬ولكن رغم كل شيء تظ ّل حياة سقراط إلهاما ً عظيما ً للكثيرين‪ .‬كان‬
‫سقراط ابنًا لنحات صخور وصانع تماثيل‪ ،‬وكانت امه قابلة‬

‫و الفتره يلي عاش فيها سقراط كانت فيها الكثير من الفوضى كما عاش وشارك كجندي في‬
‫حولت حلف ديلـوس الذي أنشئ للدفاع ضد خطر الفـرس‪،‬‬
‫حروب البولوبونيز بين أثينـا – التي ّ‬
‫إلى إمبراطوريـة استغاللية للمدن اليونانية –وبين اسبرطة التي رفضت الخضوع لهذا الحلف‬
‫االستغاللي‪ .‬دامـت هذه الحروب من‪ 431‬إلى ‪405‬ق‪ .‬م)‪ .‬مع بعض التقطعات‪.‬‬

‫عالقة سقراط بالسفسطائيون‪:‬‬


‫ظهر السفسطائيون في القرن ‪ 5‬ق م‪ ،‬وهم جماعة من المعلميـن المتفرقين في بالد اليونان‬
‫أكسبتهم أسفارهم الطويلة في المستعمرات االغريقية‪ ,‬ومدن الواليات المختلفة‪ ,‬خبرة في الحياة‬
‫السياسية والنظم االجتماعية واتخذوا التدريس حرفة‪ ،‬فكانوا يرحلون من بلد إلى بلد يلقون‬
‫كرههم‪ ،‬الن‬
‫المحاضرات ويتخذون لهم طلبة ويتقاضون على تعليمهم أجرا وكان هذا من أسباب ِ‬
‫ذلك لم يكن عادة الشعب اليوناني مـن قبلِهم‪ ,‬فكانوا يقومون بتدريس الطالب االغنياء يعلمهم كيف‬
‫ينتصرون في الجدل وامتالك فن االقناع الفصاحة الن اليونان في تلك الفترة كانت تعتمد على‬
‫الجدل في محاكمات و قاعة عامة لكسب القضايا خاصة ان األسس القضائية كانت تحرم اللجوء‬
‫الى المحامين‪ ,‬لذلك كان المواطنين بحاجة الى معلمين لهذه المهارات‪.‬‬

‫وقد كان سقراط من أشد اعداء السفسطائين النهم كانوا يعلمون الناس لقاء االجر‪ ,‬فتقدم سقراط‬
‫ليقوم بتعريف السفسطائـي‪ :‬السفسطائي في رأي سقـراط تاجر يت ّجر في المعارف أي يقوم بنقلها‬
‫من مدينة إلى أخرى‪ ،‬وهذا التعريف يتضمن أن السفسطائيين ليسوا خالقي العلم الذي يتجرون‬
‫فيه وإنما هم مجرد ناقلين له‪.‬‬
‫ومن أهم أعالم السفسطائيين‪ :‬بروتاغوراس‪ ,‬فهو أولهم وزعيمهم‪ ,‬جورجياس وغيرهم‪.‬‬

‫أهم أفكار السفسطائيين‪:‬‬

‫يرى بروتاغوراس‪ :‬أن اإلنسان هو مقياس األشياء جميعا‪ ،‬ما يوجد منها وما ال يوجد‪ .‬ومعنى‬
‫ذلك أن اإلنسان هو الذي يحكم على األشياء الموجودة بأنها موجودة وعلى غير الموجود منها‬
‫بأنه ليس موجودا‪ ,‬فالسفسطائيين ال يرون شيئا اسمه الخطأ وال أحد يناقض آخر‪ ،‬الن االنسان هو‬
‫الحكم الوحيد على إحساساته وعقائده‪ ،‬وإنه مادام ال توجد حقيقة مطلقة‪ ،‬فكل إنسان يحكم بما‬
‫يظن أنه الحقيقة‪.‬‬

‫السفسطائيين و سقراط‪:‬‬

‫كان سقراط من الد أعداء السفسطائيون و الفرق بين السفسطائيين و سقراط‪:‬‬

‫‪-‬السفسطائيين يقولون انهم حكماء اما سقراط سمى نفسه فيلسوف ايمحب للحكمة‬

‫‪-‬السفسطائيين كانوا يخذون االجور مقابل تدريس الطلبة اما سقراط لم يكن يأخذ شيئا‬

‫‪ -‬السفسطائيين نكرو وجود الواقع الخارجي اما سقراط كان يقر على وجود الواقع الخارجي‬

‫‪-‬السفسطائيين برأيهم أنه ال أخالقية بالمعرفة طالما أن االنسان هو مقياس كل شي وبالتالي هو‬
‫الذي يحكم اذا هذا حق ام باطل‪ ,‬وان الحق والباطل والخير وصدق وخيانة وغيرها من المفردات‬
‫المعيارية هي تابعة لالنسان بما ينفعه ويحقق مصالحه‪ ,‬فمثال اذا كان الكذب لتحقيق مصلحته فهو‬
‫صفة جيدة‪ ,‬بينما سقراط قال‪ :‬ان الفضيله هي المعرفه والفضيلة هنا هي القيمه االخالقيه العليا‪.‬‬

‫وجهة نظر سقراط للديمقراطيه‬

‫عند قراءة عن فلسفة سقراط نرى ان االساس له هو المعرفة وانه ال يوجد شخص لديه المعرفة‬
‫الكاملة وهذا كان سبب من اسباب رفض سقراط للديمقراطية‪.‬‬

‫فاعترض سقراط على الحُكم الديمقراطي االثيني الذي ساد عصره بشدة وتهجّم عليه‪ ،‬وأبرز‬
‫عيوبه‪ ،‬لذا‪ ،‬فقد صار الناس جميعا أعداء له‪ .‬فقد انتقد سقراط أسلوب الديمقراطية وطريقة تعيين‬
‫‪.‬موظفي الدولة بواسطة القُرعة والدَور‪ ،‬حيث نترك ‪ -‬بهذا الشكل ‪ -‬مسألة الكفاءة للصدفة والحظ‪.‬‬

‫الن الديمقراطية تقوم على اساس االنتخاب من قبل االشخاص ويرى ان الناس ليس جميعهم‬
‫لديهم الخبرة و التصور المعرفي او حتى الكفاءة العلمية الختيار االشخاص السلطويين واعتبر ان‬
‫الديمقراطية قد تؤدي الى فشل الدولة عن طريق اختيار االشخاص الغير المؤهلين ووضعهم في‬
‫السلطة عن طريق االنتخاب الذي ايضا يأتي من قبل أناس ليس لديهم المعرفة الكاملة لهذا كان‬
‫سقراط ضد الديمقراطية‪.‬‬
‫يقول سقراط ان هناك شيء واحد صالح وهو المعرفة‪ ،‬وشر واحد‪ ،‬وهو الجهل‪.‬‬

‫على سبيل المثال التعليم هو أفضل أمل للديمقراطية‪ .‬فالشعب الذي يفهم السمات المطلوبة في‬
‫زعيم ما‪ ،‬يميز الفرق بين كونه ممثل مخادع أو زعيما مشروعا‪ ،‬ويعرف المسار الذي يجب أن‬
‫يتخذه وهو الفرق بين الديمقراطية الفعالة وبين مبدا سقراط عن الديمقراطية المزيفة‪.‬‬

‫كان سقراط يتحدث عن المعرفة والحاجة إلى الخبراء وكان ينشر أمام المأل أنه اتخذ الكفاءة‬
‫شعارا له‪ ،‬لكن هذا النقد والتهكم والحرب التي شنها سقراط على ديمقراطية أثينا لم تكن بال ثمن‪،‬‬
‫بل كان ثمن ذلك حياته‪.‬‬

‫واعتبر ان حكم الديمقراطيه هي تسليم السلطه للشعب وهم الذين يجهلون احكام السلطه و قد‬
‫نادى بحكم االرستقراطية الفكريه وقد قسم الدوله تقسيما ابتدائيا الى (ملكيه ‪ ،‬استبدادية ‪،‬‬
‫)ارستقراطية ‪ ،‬اخر وحده هي الديمقراطيه)‪.‬‬

‫أعرف شيئا ً‬
‫ُ‬ ‫االسلوب السقراطي‪ :‬أنا ال‬
‫يقول سقراط‪" :‬بالنسبة لي‪ ،‬كل ما أعرفه هو أنني ال أعرف شيئاً"‪ .‬هذه المقولة الشهيرة لسقراط‬
‫تمثّل جوهر أسلوبه السقراطي‪ ،‬كان سقراط دائما ً على علم بمحدودية ما يعرفه‪ ,‬غير أنه كان ال‬
‫يقول ذلك ليُعلـن جهله بين الناس‪ ،‬بل ليبرر أن المعرفة الحقيقية ال تكون ممكنة إال إذا ما وعينا‬
‫بجهلنا‪ .‬ولن يعرف االنسان شيئا جديدا حتى يعرف أوال أنه ال يعرف ‪.‬‬

‫وبالتالي لم يتبع سقراط أسلوب التعليم السابق له والقائم على التلقين كما فعل السفسطائيون‪ .‬ولم‬
‫يفرض على المتحاورين رأيا معينا أو حقيقة معينة‪ ،‬وكان يردد أنه يبحث مثل سائر الناس عن‬
‫الحقيقة وال يعرفها‪ ،‬فكانت حكمته أنه يعلم أنه جاهل للحقيقة بينما كان يدّعي اآلخرون معرفتهم‬
‫وهـم جاهلون بها‪ .‬وكان يختلف عن السفسطائيين الذين قاموا بتعليم شبان النبالء في أنه كان‬
‫يتحادث مع زمالئه في كل مكان – في الشارع وفي السوق وفي الجمعيـة الوطنيـة ‪ -‬أي حينما‬
‫وجد اجتماعا للناس‪.‬‬

‫فقد سعى سقراط للتدريس من خالل مسار االستقصاء الذاتي‪ ،‬لم يدّع أن لديه إجابات؛ كان يسأل‬
‫طالبه أسئلة مجردة‪ ،‬ويجبرهم على التفكير بأنفسهم والتشكيك في عقائدهم ومعتقداتهم‪ ,‬حتى‬
‫‪.‬يصلوا للحقيقة‪.‬‬

‫وقد اختار سقراط هذه الطريقة الحوارية حين أخذ يناقش حكماء عصره‪ ،‬فكان يسأل عن معنى‬
‫‪:‬الفضيلة‪ ،‬االخالق‪ ,‬الشجاعة‪ ،‬العدالة‪ . . .‬وبقي يزاول حواره الفلسفي كل يوم من خالل‪:‬‬
‫‪-‬التهكـــم‪ :‬يبدأ سقراط بالتظاهر بالجهل‪ ،‬ويُلقي أسئلة لها طابع السخرية والتهكم‪ ،‬ليُجيب عنها‬
‫المسؤول‪ ،‬ثم يناقش سقـراط هذه االجابات حتى يشككه في معلوماتـه فيوقعه في التناقـض‬
‫والحرج‪.‬‬

‫‪-‬التوليـــد‪ :‬ثم يُلقي سقراط على محدثه أسئلة مرتبة ترتيبا منطقيا بحيث تفضي االجابة‬

‫عليها إلى التوصل إلـى الحقيقة‪ ،‬ويشعر المتحدث أنه قد توصل إليها بنفسه‪.‬‬

‫اعدامه‪:‬‬
‫حكمت ديمقراطية أثينا على سقراط بالموت بتجرع السم‪ .‬ووجهت إليه ثالث تهم هي‪ :‬رفض عبادة‬
‫آلهة المدينة‪ ،‬اإليمان بآلهة جديدة‪ ،‬إفساد الشباب‪.‬‬

‫تتفرع تهم سقراط إلى نوعين‪ :‬أحدهما ديني واآلخر أخالقي‪ ،‬لكن وراء هذا كله أسباب أخرى‬
‫هذه التهم كلها ال أساس لها بالمرة‪' .‬فالتهمة األولى يمكن توجيهها ضد معظـم مفكري اليونان‬
‫السابقين إذ ال يؤمن معظمهم بالديانة القومية‪ ،‬بل كثير منهم ينكر صراحة وجود اآللهة‪ .‬ويكاد‬
‫يكون سقراط هو وحده الذي امتنع عن مثل هذه األقوال‪ ،‬بل بالعكس كان يشترك في تكريم اآللهة‪.‬‬
‫وكان يحث سامعيه في أية مدينة'يتواجد فيها على تكريم اآللهة حسب عادات تلك المدينة ‪3‬‬

‫والت ُهمة الثانية قامت على أن سقراط دعا آلهة جديدة‪ ،‬عندما كان يدّعي سماع صوت سماوي‬
‫‪.‬داخلي يهديه لما يقوله ويفعله‪ ،‬غير أن هذا ال يكفي التهام شخص بالدعوة آلهة جديدة‬

‫أما تهمة إفساد الشباب‪ ،‬فهي كذلك بال سند‪ ،‬فحتى إن أساء بعض تالميذه التصرف مع آبائهم أو‬
‫غيرهم فهو ليس مسؤوال عن ذلك‪.‬‬

‫ولكن الحق أن االتهام الحقيقي الذي كان وراء االتهام الرسمي كان اتهاما آخر‪ ،‬ويبدو أنه كـان‬
‫سياسيا في األصل‪ ،‬إذ ال يخفى على أحد معارضة سقراط النظام الديمقراطـي وتفضيله في مقابل‬
‫ذلك لطريقة الحكم األرستقراطية‪ ،‬والعسكرية التي كانت تتبعها إسبرطة ‪' .‬فلم يقبـل سقراط بنظام‬
‫يسمح بأن يصل إلى الحكم أي فرد من أفراد الشعـب‪ ،‬وبأن يصعد الحـدادون والت ُجار إلى منصة‬
‫الجمعية العمومية ليُدلوا بآرائهم في أمور ال يفقهون فيها شيئا‪.‬‬

‫فقد اعترض سقراط على النظام الديمقراطي االثيني وبشدة وتهجم عليه‪ ,‬وأبرز عيوبه‪ ,‬فقد كان‬
‫هذا النقد والتهكم والحرب التي شنها سقراط على الديمقراطية لم تكن بال ثمن بل كان ثمنها‬
‫حياته‪.‬‬
‫كان القانون األثيني يسمح للمواطن الصادر بحقه حكم أن يقدم عقابًا ً‬
‫بديال للذي حكم عليه به‬
‫وكانت هيئة المحلفين تقرر بعد ذلك‪ ،‬وكان باإلمكان لسقراط أن يَنفذ بجلده باقتراح عقوبة أخف‪،‬‬
‫جرم‪ ،‬فإنه ال يستحق عقابا وإن اقترح‬
‫غير أن سقراط أكد بكبرياء أنه لما كان لم يرتكب أي ٍ‬
‫عقوبة يعني االعتراف بأنه مذنب‪ ,‬و كفيلسوف شعر بأن األهم أن يثبُت على معتقداته‪ ,‬وقد توفرت‬
‫له الفرصة للفرار‪ ،‬لكنه أصر على الرفـض قائال أن الهرب من الموت جُبن‪ ،‬وأن علـى اإلنسان أن‬
‫يُطيع القوانين النها سياج الدولة‪ ،‬في ظلها ينشأ‬

‫األفراد ويحيون‪ ،‬ولئن كان االثينيون ظلموه‪ ،‬فبأي حق يستهين هو بالقوانين ويظلمها‪.‬‬
‫وقد وصف أفالطون إعدام سقراط في حوار فايدو ً‬
‫قائال أن سقراط شرب خليط الشوكران األبقع‬
‫ت قصير قبيل‬‫من دون تردد‪ ،‬فتسلل الخدر شيئ ًا فشيئ ًا في جسده حتى وصل إلى قلبه‪ ،‬وبعد وق ٍ‬
‫خروج نفسه األخير وصف سقراط موته بأنه تحرر للروح من الجسد‪.‬‬
‫أفالطون‪:‬‬

‫فكره السياسي‪:‬‬
‫ضمن آراؤه السياسية في ثالث كتب له وهي‪ )1 :‬السياسي ‪ )2‬الجمهورية ‪ )3‬القوانين‪ .‬وفي هذه‬
‫المؤلفات القيمة أثبت اراء نفيسة من الوجهتين التاريخية والعلمية‪.‬‬
‫كتاب الجمهورية‪ :‬هو أنفس كتاب الفالطون وأعظمها شأنا‪ ,‬في هذا الكتاب يسعى افالطون الى‬
‫ان يطر االفكار التي استفادها من سقراط ويطورها‪ ,‬وقدم فيه صلب فكره السياسي المعروف‬
‫بنظرية المثل ولعل أهم أفكاره في هذه المحاورة فكرة المدينة الفاضلة‪ ,‬تعد المدينة الفاضلة عند‬
‫افالطون أكبر األحالم التي عاشها وحاول تطبيقها على أرض الواقع‪ .‬وهو في هذا حاول أيضًا أن‬
‫ينشأ تلك المدينة ويحدد معالمها ومن يحكمها وفق رؤيته‪.‬‬

‫أسس أفالطون مدينته الفاضلة ارتباطا بمسلمتين (فرضيتين) هما‪:‬‬

‫أ) الفضيلة هي المعرفة‪ :‬تدور فكرة الكتاب حول مقولة سقراط (ان الفضيله هي المعرفه ) ومقصد‬
‫افالطون بالفضيله حياه افضل لإلنسان و المجتمع واعتبر الفضيله غايه بذاتها وال يقوم مجتمع‬
‫سياسي بدونها‪.‬‬

‫ب) تقسيم العمل هو أنسب السبل لنجاح الحياة االجتماعية‪ ,‬وبنى المدينة هذه على منوال جسم‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫وتتحدث جمهورية افالطون عن تعريف العدالة ونظام‪ ,‬وطبيعة الدولة العادلة وطبيعة االنسان‬
‫العادل‪ .‬والعدالة في تعريف افالطون ان يقوم كل جزء بالمدينة بالعمل المخصص له ومن‬
‫اختصاصه‪ ,‬و عرف افالطون العدل انه هو الشخص الحكيم و الصالح و الشخص المعتدي هو‬
‫الشرير و الج اهل ويعتقد ان االنسان يميل بطبعه الى التعدي اكثر من العداله وان على الدوله تعليم‬
‫الناس حب العداله‪.‬‬

‫العداله االجتماعي هي جزء من العداله الداخليه وهي عدالة النفس‪ ,‬وتصرفات االنسان مصدرها‬
‫‪:3‬‬

‫‪ )1‬الشهوه مثل حب المال و حب الظهور‪ )2 .‬العاطفه هم اشخاص يحبون الشجاعه و النصر‪)3 .‬‬
‫العقل هم اشخاص مهتمين بالفكر‪ .‬افضل دوله هي الدوله التي يحكم فيها العقل على الشهوه و‬
‫العاطفة العداله هي ليست القوه المجرده وليست فقط لالقوياء فقط وانما تعاون من كل افراد‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫وان الدولة ال بد أن تشتمل على طبقات ثالث‪:‬‬

‫طبقة العمال‪ :‬وعليها أن تعمل لتسد حاجات االفراد الطبيعية‪ ,‬طبقة المحاربين وعليها أن تحرس‬
‫العمال وتحميهم‪ ,‬وتدافع عن حدود الدولة وممتلكتها‪ ,‬طبقة الحكام وعليها أن تنظم عالقات االفراد‬
‫بعضها ببعض لخير الجميع‪ ,‬ولم يعن افالطون بطبقى العمال والمحاربين عناية عظيمة بل حصر‬
‫جل اهتمامه في طبقة الحكام التي يجب أن تتألف من رجال عقالء راشدين‪ ,‬ووصف لهم نوع من‬
‫التعليم والتدريب يؤهلهم الى تولى السلطة وأمور الحكم‪.‬‬

‫وبالنسبة للكيانين االقتصادي واالجتماعي للمدينة ظهر في محاورة الجمهورية ما يعرف بشيوعية‬
‫أفالطون وعمل على اذاعته حيث رفض أفالطون نظام الملكية الخاصة ألنها تصرف الناس عن‬
‫االهتمام بالصالح العام فال يهتمون إال بممتلكاتهم ‪ .‬كما رفض أفالطون نظام األسرة ألنه سيشغل‬
‫الناس بأبنائهم وزوجاتهم عن اآلخرين من أبناء المدينة‪.‬‬

‫وكانت الفكرة األساسية التي سادت "جمهوريته" هي أن السلطة يجب أن تقترن بالعرفان وان‬
‫الفيلسوف يجب ان يكون سياسي‪ ,‬وبالتالي فالفالسفة (ونظرا ألن الفضيلة هي المعرفة) وظيفتهم‬
‫الحكم ‪ ،‬ألنهم هم الحكماء القادرون بعقولهم الراجحة على الوصول بسفينة المدينة إلى بر األمان‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬على الفالسفة ان يكونوا ملوكا‪ ,‬وعلى الملوك أن يكونوا فالسفة‪.‬‬

‫وتخيل افالطون بعد ذلك سلسلة من أنواع الحكومة تمر بها الدولة من الكمال الى االضمحالل فقال‬
‫ان الحكومة االرستقراطية الرشيدة التي يسودها العدل هي افضل انواع الحكومات‪ ,‬وتأتي بعدها في‬
‫المرتبة الحكومة التمقراطية وهي الت ي تأثر أعضاؤها بحب المجد والشرف اكثر من تأثرهم بحب‬
‫العدل‪ .‬ثم وضع الحكومة األوليجركية في المرتبة الثالثة‪ ,‬وهي حكومة تكونت عندما تقدمت الثروة‬
‫الخاصة فحكم البالد األغنياء‪.‬‬

‫وظهرت الحكومة الديمقراطية وهي اسوأ انواع الحكم في نظره‪ ,‬ويتضح من هذا ان افالطون فضل‬
‫حكم االستقراط المستنيرين وكره الحكومة الديمقراطية كراهية شديدة‪ ,‬ولعله تأثر في ذلك بمحاكمة‬
‫أثينا ألستاذه سقراط والحكم عليه بالسجن ثم االعدام ظلما وعدوانا‪.‬‬
‫تأثر افالطون بسقراط‪ :‬نرى أن تحديد الفروقات بين سقراط و افالطون يصعب ً‬
‫قليال ألن أغلب‬
‫أفكار سقراط نُقِلت من خالل أفالطون فيتم االعتقاد للوهلة األولى من القراءة أن أفالطون ينقل تأثره‬
‫الكبير بسقراط و أفكاره هي نفس أفكار معلّمه‪ ،‬يوجد مالمح تشابه بين سقراط و افالطون أبرزها‬
‫اهتمامهما بالمعرفة و األخالق و المناداة بالحكم العادل الذي ينبثق عن وجود حاكم فيلسوف معرفته‬
‫ت شمل عدة جوانب في الحياة السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و هذا نتاج مرافقة‬
‫أفالطون لسقراط في حياته‪ ،‬اهتم الطرفان بأنظمة الحكم و نوع الحكومات بلغة متشابهة نوعًا ما‬
‫نظرا لتأثره بإعدام معلّمه سقراط ظهر هذا التأثر بكتابه الجمهورية الذي أغلب مواضيعه تضمنت‬ ‫ً‬
‫‪.‬أفكار سقراط و المناداة بالعدل في األنظمة‬
‫أوجه االختالف ممكن أن تكون من خالل وجهة نظر كل واحد منهما عن الحياة بشكل عام أرى أن‬
‫سقراط كان يرغب بإيصال معلومة و توثيقها في األذهان فقط من خالل ما كان يدور بينه و بين‬
‫بعض األشخاص من حوارات و كانت إجاباته الدائمة عن علمه و معرفته بأنه ال يملك من العلم‬
‫شيء و هو ليس معل ًما إنما لديه فكرة يرغب بتحقيقها في الدولة تحقيقًا للعدل و سعادة الناس‪ ،‬أما‬
‫أفالطون اهتم بالنفس و الذات ككل و اهتم بفن الحوار و الجدل و النظريات و وصف شكل المدينة‬
‫الفاضلة التي يسعى إلى تكوينها من خالل وصف شكل األسر فيها و حياتهم في بيوتهم و أمالكهم و‬
‫تعليمهم و االتفاق فيما بينهم في الحياة بشكل عام أي كان أكثر سالسة من سقراط في طرح‬
‫‪.‬المواضيع و النقاشات‬

‫أثر إعدام سقراط على أفالطون بشكل كبير جدًا و اتجه إلى السياسة بشكل مباشر بالرغم من عدم‬
‫اهتمام ه فيها بالبداية لكن رؤيته للظلم و االستبداد في األحكام أصبح ينادى بالعدل مما جعل لغة‬
‫كتابه الجمهورية تميل بصورة كاملة إلى نفس مطالب سقراط و نقل محاوراته فيه فكانت هذه‬
‫الخطوة بداية ازدياد فكره السياسي‪.‬‬

‫افالطون اتبع نفس طريقة سقراط في الحوار بطرح االسئله طريقة التهكم والتوليد‬

‫واتفق افالطون مع سقراط بفكرة أن المعرفه طريق إلى الفضيله ومسأله أعدام سقراط ادى الى‬
‫مقته لالنضمه السائده في وقته وهذا ما دفعه الى فكرة المدينه فاضله يسودها المثل العليا تمخض‬
‫عنه كتاب الجمهوريه ومن ثم تغيرت بعض قناعات افالطون وتنبه بالحاجة الى الطبقه الحاكمه مما‬
‫جاء بكتاب السياسي ومن تم راى ضروره ملحه لوجود ما يشبه العقد االجتماعي لينضم عالقة‬
‫الساسه باالفراد فكان كتاب القوانين‪.‬‬

‫كتاب القوانين‪:‬‬
‫عرض افالطون في محاورة القوانين نموذجا اخر لمدينة فاضلة اخرى وهي ال تختلف في جوهرها‬
‫عن المبادئ التي قامت عليها المدينة األولى في الجمهورية فهي تعتمد على افراغ ما في عقل‬
‫الفيلسوف من قوانين قادرة ان تحكم من خاللها مدينة تعمل على خير لجميع مواطنيهم واسعادهم‬
‫فشكل افالطون دستور لهذه المدينة (الدولة )الهدف من الدستور تحقيق المثل العليا للمدينة بشرط‬
‫مراعاة طاقة اإلنسان ومقتضيات حياته ‪،‬إن ما يبدو أقرب إلى الصواب‪ ،‬هي أي أن الرجل قد تبين‬
‫له بعد ثالثين عاما من كتابته للجمهورية‪ ،‬أن تحقيق المدينة الفاضلة ال يستقيم فقط بتنصيب ملك‬
‫والمشرع للقوانين التي تنظمها؛ بل‬
‫ِّ‬ ‫فيلسوف على رأس الجمهورية‪ ،‬بحيث يكون هو عقلها اآلمر‬
‫يستقيم ذلك (بناء مدينة فاضلة) بتدارس القوانين الصالحة‪ ،‬والالَّزمة للمدينة الفاضلة‪ ،‬بحيث يكون‬
‫الحاكم والمحكوم معا‪ ،‬يسلكان طبقا لما تنص عليه هذه القوانين‪ ،‬ال مخالفتها‬

‫الفرق بين الجمهوريه و القوانين‪:‬‬


‫‪ -‬استمر افالطون بحثه السياسي في هذا الكتاب من وجهة نظر السياسه العمليه وليست النظريه‬
‫‪ .‬كالجمهورية‬

‫‪ -‬وقد عدل اراءه تعديال جوهريا فقد سمح بالملكيه الخاصه والحياه المنزليه والكن تحت اشراف‬
‫الحكومه‬

‫‪ -‬وكان ضد مبداء الشيوعيه الذي كان في كتابه الجمهوريه الذي كانت فقط لطبقة الحكام الن برائيه‬
‫‪ .‬ان تكوين االسره والملكية قد تكون اسباب لكي تقل والئه للدوله‬

‫‪ -‬وانه يجب اال تستند السلطه الحكوميه على تربية العقليه وحدها بل على تقسيم السكان الى طبقات‬
‫على اساس الثروه في ملكية االراضي بشرط ان تفرض الحكومه حدا للملكية ال يتعداه الفرد وقد‬
‫‪ .‬ركز بكتاب الجمهوريه على التربيه النظريه وحدها وعدم وجود ملكيه‬

‫‪ -‬اقترح نوعا من الحكومه وان تكون بعيدا عن الملكيه المتطرفه وعن الديمقراطيه المتطرفه وقد‬
‫اوقف كال من حكومة الطغاه حتى ال يصبح استبداد والديمقراطيه حتى ال يصبح فوضى ونادى‬
‫بإعطاء كل و طني نصيبا بالحكم يتناسب مع كفايته وان افضل نظام للحكم هو الذي يقوم على اساس‬
‫التوازن بين مختلف القوى واحداث االنسجام في ما بينها بمعنى انها حكومة مختلطة (مزيج بين‬
‫النظام الملكي والنظام الديمقراطي) تجمع بين مبدأ الحكمة والسلطة التي تبقى في الملكيات ومبدأ‬
‫ال حرية الذي يبقى فيه الديموقراطيات وسماها بالجمهورية االرستقراطية الديمقراطية رغم انه كان‬
‫ضد الديمقراطيه في كتاب الجمهوريه وانها اسواء انواع الحكم و هي حكم الطغاه اال انه في كتاب‬
‫القوانين فكانت افضل االنظمه عندما جمعها مع الملكيه‪.‬‬

‫‪ -‬في كتاب الجمهوريه ان من يصح اهم الحكم يجب ان يكونون مختارون اختيارا خاصا ً ومدربون‬
‫تدريبا ً معينا اما في كتاب القوانين خاضعه للقانون الذي يسود الحاكم و المحكوم‪.‬‬

‫التشابه بين الجمهوريه و القوانين‬

‫ان العدل اساس الملك وان الفضيله قوام الدوله وان اساس الفضيله هو التربيه و التعليم وان صالح‬
‫الجماعه فوق مصلحة الفرد‪.‬‬

‫سبب انه غير افكاره من الجمهوريه الى القوانين‪:‬‬

‫سبب المثاليه عند افالطون كانت بسبب االحداث التي شهدها‪ ,‬سببها ردة فعل على اعدام سقراط الن‬
‫جزء كبير من المثالية التي طغت على افالطون سببها تلك الحادثة‪ ,‬واخفاق افالطون في تطبيق‬
‫الجمهورية جعله يعيد قرأته‪ ,‬ف لقد ظل أفالطون بأنه يؤمن الممكن تحقيق هذه الدولة‪ ،‬إال أنه بعد حين‬
‫تراجع عن ذلك وأدرك بأن دولته المثالية هذه ال يمكن أن تتحقق إال على أيادي اآللهة أو أبناء‬
‫اآللهة‪ ،‬ومن ثم يكفي أن تظل مثالً أعلى يجب أن يسعى الناس إلى تحقيقه قدر المستطاع‪.‬‬
‫‪.‬تراجع أفالطون إلى مستوى الواقع المعاش‪ ،‬محاو ً‬
‫ال بذلك أن يصور للناس في محاورته‬
‫القوانين"‪ ،‬فضائل دولته الواقعية الجديدة‪ ،‬والتي هي عنده هذه المرة ال تخلو من الخير الـذي"‬

‫يتفق مع مقتضيات طبيعة النفوس اإلنسانية‪ ،‬وما تتطلبه الحكمة العملية‪.‬‬

‫وعندما رأى افالطون ان النظم االسبرطية تنقصها الثقافه العلميه فعندما دعاه طاغيه سيرقيوز ان‬
‫يكون مستشاره في الحكم وعندما كان معه كان فعال هو الحاكم و حاول ان يطبق ثقافته النظريه او‬
‫التي تميل الى الخياليه لم ينجح وهنا علم الحقيقه ان ارائه تميل الى الخياليه و النظريه اكثر من‬
‫العلميه وانها ال تؤدي الى االصالح السياسي‪.‬‬

‫المرأه وافالطون بكتابه الخامس‪:‬‬


‫المرأة تلعب دور الرجل‪ :‬كان يقصد بان يلغي جسد المرأة نهائيا بحيث يكون فقط أداة لالنجاب‬
‫فقط‪ ...‬وان تكتسب المرأة بعد تحررها الصفات الرجولية كالقدرة على القتال‪ ،‬ومواجهة المعارك‬
‫وممارسة التمرينات‪.‬‬
‫فقد كان افالطون ينادي بالمساواة بين الجنسين‪ ,‬هنا يقصد المساواة باألعمال ً‬
‫مثال تستطيع أن تكون‬
‫المرأة قوية ال تجذبها المشاعر و ال تضعف في أغلب األمور من الممكن أن تنضم للحراس و القتال‬
‫أي هو ال يهتم بالمرأة كمسمى إنما كشخصية قوية يمكن مساواتها بالرجال مع التخلص من مشاعر‬
‫األنثى و عدم مراعاة الفروق الفسيولوجية فقرر أفالطون إلغاء الجسد و اعتبارها مثل الرجال‬
‫تشارك في القتال و األعمال و الحياة السياسية‪.‬‬

‫رأى افالطون في بعض األحيان أن الزواج يقتصر فقط على اإلنجاب الستمرار الحياة و عدم توقف‬
‫النسل ليس العتبار وجود المرأة و تكوينها أسرة‪.‬‬

‫الكهف افالطون‪:‬‬

‫كهف افالطون هي قصة ذكره افالطون في كتابه الجمهورية‪.‬‬

‫قصة الكهف كانت تتحدث عن مجموعه من الناس عاشوا حياتهم في كهف مقيدين بايديهم وارجلهم‬
‫واعنقاهم باالغالل منذ نعومة أظافرهم وال يعرفون شيئا عن العالم الخارجي اال ظالل كانت تظهر‬
‫على حائط تعكس ظاللهم عن طريق القليل من النور فكان خلفهم نار‪ ,‬والناس الذين كانوا بداخل هذا‬
‫الكهف كانوا يعتقدون ان هذه هي الحقيقه ولم يكونوا معترضين على حالهم بل كانوا راضين النهم‬
‫كانوا متوقعين ان هذه الحقيقه وان هذا الشي طبيعي ولكن بيوم من االيام استطاع احدى المساجين‬
‫ان يتحرر وان يفك نفسه وخرج الى النور و رأى الواقع الحقيقي ورجع لكي يخبر اصدقائه ورفاقه‬
‫يلي بالكهف والكن انصدم بردة فعلهم انهم وصفوه بالجنون وهنا قررو ليس فقط ان يكذبوه بل‬
‫قررو ان يقتلوه والرساله وراء هذا المثال انه مو كل شيئ بنشوفوا يكون حقيقه والعالم عباره عن‬
‫وهم وعن صوره مشوهه والكهف كان عباره عن العالم الحسي و الظالل عباره عن المعرفه‬
‫الحسيه اما السجين الذي تحرر ممكن ان نعتبره عالم او فيلسوف وممكن ان نشبهه بسقراط النه‬
‫اعدم عن طريق تجرع السم بسبب انه كان يريد ان يحرر عقولهم من المعتقدات القديمه‪.‬‬

‫فهمي تعبير عن ما يجب ان تكون عليه حركة التفكير الفلسفي‬

‫هدفه بالنهايه الوصول الى المعرفه‬

‫وهذا يتطلب البحث العملي وليس التكهنات وأنه ليس من الضروري كل ما نتوصل اليه من‬
‫المعارف يعتبر حقيقه او انها تكون قطعية الثبوت‬

‫وانه ال يوجد وجه واحد للحقيقة‬

‫بل ان المعرفه والحقيقه تتطلب بحث دائم‪.‬‬


‫ارسطو‬
‫أرسطو(أرسطوطاليس‪):‬‬
‫وتوف يف عام ‪٣٢٢‬ق‪.‬م ‪ ،‬وكان أبوه طبيبا‬
‫ي‬ ‫إستاجيا اليونانية عام ‪ 384‬ق‪.‬م‬
‫ر‬ ‫ولد أرسطو يف‬
‫وبالتال فقد اطلع أرسطو منذ نعومة أظفاره عىل كتب الطب وتأثر‬ ‫ي‬ ‫المقدون ‪،‬‬
‫ي‬ ‫يف البالط‬
‫وبالتال فلم تكن له حقوق سياسية ‪،‬‬
‫ي‬ ‫كأجنب‬
‫ي‬ ‫بمنهجها ‪ ،‬كذلك فقد عاش حياته يف أثينا‬
‫ولم يطمح يف الحكم‪ .‬ثم إنه تتلمذ عىل يد أفالطون‪ ,‬فقد تعرف ارسطو عىل افالطون لما‬
‫ممي اال انه‬
‫كان عمره ‪ 17‬سنه وكان تلميذ افالطون تقریبا ‪ ۲۰‬سنه رغم انه كان تلميذ ر‬
‫(انب احب‬ ‫فف مقولة ارسطو قال ي‬ ‫وبي افالطون ي‬ ‫صارت هناك بعض الخالفات بينه ر‬
‫رفسب كما يرفس‬ ‫اكي منه ) و افالطون وصف ارسطو (انه‬ ‫استاذي ولكن احب الحق ر‬
‫ي‬
‫المهر امه ) وكان منهج ارسطو مختلف عن منهج افالطون‪ ,‬فقد كان افالطون اقرب‬
‫للمثالية‪ ,‬بينما ارسطو اقرب للواقعية‪.‬‬
‫سياس ‪ ,‬وقد أصبحت‬ ‫ي‬ ‫السياس هو أن االنسان حيوان‬
‫ي‬ ‫نقطة االرتكاز عند ارسطو بالفكر‬
‫شهية يف عرص التنوير‪ ,‬وأن االنسان ال يستطيع اال داخل المجتمع‪ ,‬وفي غياب‬‫هذه العبارة ر‬
‫المجتمع ال يمكن ألي شخص تعلم الفضائل األساسية الالزمة لحسن سير العمل في‬
‫الدولة‪ ,‬ومن يعيش المجتمع فهو اما آله أو وحش‪ .‬يصف أرسطو اإلنسان بالحيوان السياسي‪،‬‬
‫حيث يقصد بهذا الوصف أن اإلنسان قادر على التفكير بالعدالة السياسية وبأنماط الظلم السياسي‪ ،‬وكذلك‬
‫التدبير السياسي‪ ،‬وبجانب هذا الوصف‪ ،‬كان ال ينصر أن تحصل المجتمعات على الحرية المطلقة‪ ،‬ألنه يعتقد‬
‫أنها سببا في االنحالل األخالقي ‪-‬كما حصل اليوم في الغرب‪.-‬‬

‫االنسان‪ :‬االنسان مدني بطبعه(حيوان ساسي)‬

‫والعائلة عي اللبنة األساسية في المجتمع ثم مجوعة عائالت تتحول الى قرية ومجوعة قرى تتحول الى مدينة‬
‫والمدينة بحاجة الى سلطة سياسية ‪.‬‬

‫كما أن أرسطو هو أستاذ اإلسكندر األكبر ( المقدوني )‪ ،‬وكان يلقب بالمعلم األول ‪.‬‬

‫مؤلفات أرسطوطاليس‪:‬‬

‫‪ )1‬الدساتير‪ :‬حيث درس أرسطو كل النظم الحكومية القائمة في عصره‪,‬‬


‫الغريقة والغير اغريقية‪ ,‬دراسة وافية ووضع ثمرة دراسته في مؤلف‬
‫الدساتير‪ ,‬ويقال انه بحث و درس النظم الحكومية والدساتير ل ‪150‬‬
‫والية ودولة‪ ,‬ولكن لألسف انه ضاع هذا المؤلف ولم يكتشف منه اال‬
‫دستور أثينا‪.‬‬

‫)‪2‬كتاب السياسة‪ :‬يبدو الكتاب من عنوانه كتا ًبا سياس ًيا‪ ،‬إال أنه يثبت نظرية أن‬
‫ال شيء في حياة اإلنسان غير مرتبط بالسياسة‪ ،‬فكل تفاصيل المجتمع تتدخل‬
‫السياسة بها بشكل مباشر‪.‬‬
‫صمم الكتاب ليكون شر ًحا وافيًا لفن الحكم و لشكل الدولة وسياساتها ودور كل جزء منها‬
‫ُ‬
‫في المنظومة العامة‪ ،‬بما يشمل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬ودور الفرد‬
‫والمجتمع والتربية في شكل الدولة‪ .‬يف كتاب السياسه قال ارسطو ان افضل نظام حكم‬
‫اط و السبب ان‬‫االوليغارش و الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫هو النظام المختلط الذي يجمع بي النظام‬
‫ه نتيجة ان الفقراء يثورون ضد االغنياء فافضل حل‬ ‫الت تحدث ي‬ ‫أسباب الثورات ي‬
‫الفقيه‪ ,‬وكان الحل هو الجمع ربي‬ ‫ر‬ ‫ان نجد موازنه ربي القله الغنيه و االغلبيه‬
‫اط‪، .‬واقر ارسطو العبوديه إلكمال هذه السعاده‬ ‫االوليغارس والديمقر ي‬
‫ي‬ ‫النظامي‬
‫ر‬
‫الن الناس مختلفون يف القوى الفكريه والقوى العقليه رغم من أنه قال أن هناك‬
‫من العبيد من هم أفضل من األحرار|‪ ,‬فخلق فريق منهم سيدا وخلق فريق اخر‬
‫مسودا رقيقا ‪ ،‬والن عقلية تلك الفكرة كانت منسجمة مع هذه الطريقة ان‬
‫الطبيعة قسمت الناس فئات فكانت هذه العقلية ه المهيمنة ف تلك ر‬
‫الفية‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وصعب عىل ارسطو ان يعارضها‪.‬وكان ارسطو اول من كتب يف االسس االقتصاديه‬
‫اليوه ربي االفراد من العوامل‬‫وخطرها عىل النظم السياسيه حيث قال ‪ :‬ان توزي ع ر‬
‫ه يف الغالب اال مشاحنات‬ ‫ر‬
‫الب تؤثر يف شكل الحكومه وان الثورات ما ي‬ ‫المهمه ي‬
‫بي الذين يملكون كثي من ر‬
‫اليوه والذين ال يملكون اال قليال‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وبي‬
‫وقد فصل ارسطو طاليس ربي السلطات التشيعيه و الفضائيه و التنفيذيه ر‬
‫الكثي قبل ارسطو تقسيم الحكومه‬ ‫ر‬ ‫واجبات كل منها واختصاصاتها وقد حاول‬
‫وغيه ربي حكومة‬‫فمي افالطون ر‬ ‫بدان ر‬
‫ي‬ ‫منهم افالطون والكن قسموها تقسيم‬
‫ر‬
‫االكييه اما ارسطو قسمها تقسيم‬ ‫وبي الحكومة‬
‫الفرد و حكومة االقليه وبينها ر‬
‫بف ال االن وحلل الحكومه من جهة عدد االفراد و عىل االغراض‬ ‫ر ر‬
‫دقيق وحب ي‬
‫مي ربي النوع الصالح و الفاسد وان الدولة يجب ان‬ ‫الب تعمل عىل تحقيقها و ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫تعمل عىل اسعاد الجميع وان تعمل عىل اسعاد افرادها وتحقيق مصالحهم‬
‫الذاتيه‪.‬‬
‫وقد قسم ارسطو االنظمه السياسيه عىل اساس انه كان يميل ال الواقعيه وكان‬
‫سداس للحكم حيث‬ ‫ي‬ ‫كبيه وقدم ارسطو تقسيم‬‫يعط لسيادة القانون اهميه جدا ر‬
‫ي‬
‫وكيف‪ ,‬وهو ان اذا كان الذي يحكم‬
‫ي‬ ‫كم‬
‫استند يف تصنيفه للحكومات ال معيارين ي‬
‫الملك و النظام الفاسد هو االستبدادي ‪ ،‬اما اذا كان‬
‫ي‬ ‫فرد هنا يكون النظام الصالح‬
‫اوليغاررس ‪ ،‬اما اذا كان يحكم‬
‫ي‬ ‫اط و الفاسد‬
‫الحاكم قلة فالنظام الصالح ارستقر ي‬
‫اط فوضوي‬ ‫ر‬
‫اط معتدل والنظام الفاسد الديمقر ي‬ ‫كيه فالنظام الصالح هو ديمقر ي‬
‫(غي دستوري) وبالنسبة الرسطو اسواء انواع الحكومه االستبداديه و الحكومه‬ ‫ر‬
‫االوليغارس و‬
‫ي‬ ‫الديمقراطيه المتطرفه اما افضل انواع الحكم هو المختلط (‬
‫اط‪).‬‬
‫الديمقر ي‬
‫المدرسه المشائيه بعد وفاة افالطون‬
‫يىل خال ارسطو‬ ‫المقدون ي‬
‫ي‬ ‫يىل كان والد االسكندر‬
‫وكان ارسطو طبيب لفيلبوس ي‬
‫فيه طويله وجعل ابن اخته‬ ‫يدرس االسكندر المقدون واقام ارسطو ف مقدونيا ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫المقدون وبعد ذالك حدث خالف ربي االسكندر‬
‫ي‬ ‫ايضا يكون طبيبا مع االسكندر‬
‫والب لم تعجب‬‫ر‬ ‫ر‬
‫الب قالها ابن اخت ارسطو ي‬ ‫و ابن اخته نتيجت بعض العبارات ي‬
‫وف الوقت الذي جعل ابن اخته ان ياخذ مكانه رجع‬ ‫المقدون فاعدمه ي‬
‫ي‬ ‫االسكندر‬
‫ال اثينا ووجد ان اكادمية افالطون يديرها شخص اخر وتضايق ارسطو الن كان‬
‫برائيه هو االنسب ليديرها من بعد افالطون ومن هنا ذهب ال احد الحدائق‬
‫ً‬
‫ليدرس طالبه واسس مدرستا ليدرس الطالب وابرز االقوال تقول انها سميت‬
‫يمش واستمر يدرس يف حدائق‬ ‫ي‬ ‫بالمدرسه المشائيه النه كان يدرس طالبه وهو‬
‫لوقيون يف اثينا وظل يدير مدرسته ‪ ١٣‬عام ‪.‬‬
‫نقد ارسطو الفالطون‬
‫‪-١‬نقد ارسطو طاليس مبادئ افالطون فيما يخص روابط االرسه و ر‬
‫اليبيه العامه‬
‫والملكيه الذاتيه وقال ارسطو ان الغاء روابط االرسه والملكيه الذاتيه تضيق حياة‬
‫الفرد وتمنع الروابط االجتماعيه‪.‬‬
‫وخيهم كوحده اجتماعيه وقال‬‫‪-٢‬ورفض ايضا الفكره الخياليه القائله بمصالحهم ر‬
‫توفي أعىل درجات السعاده لشعبها ‪.‬‬
‫ه ر‬ ‫ارسطو ان وظيفة الدوله ي‬
‫افالطون وارسطو و الفرق‬
‫‪-١‬افالطون كان يميل ال القضايا االرساقيه اما ارسطو كان يميل ال الواقعيه و‬
‫القضايا العقليه‬
‫‪ -٢‬كان افالطون خياليا شاعرا ودمج ربي السياسه و االخالق عىل عكس ارسطو‬
‫كان ارسطو منطقيا ونظاميا وعمليا يف آرائه وابحاثه‬
‫‪ -٣‬وكان يعتي افالطون ان السلطه السياسيه نشأة نتيجة الحاجه اما ارسطو يعتي‬
‫ه النواة االساسيه لقيام المجتمع ثم‬ ‫الطبيع وان االرسه ال الحاجه ي‬
‫ي‬ ‫انه من‬
‫السلطه السياسيه ‪.‬‬
‫‪ -٤‬يف كتاب السياسه قال ارسطو ان افضل نظام حكم هو النظام المختلط الذي‬
‫القواني قال‬
‫ر‬ ‫اط اما افالطون يف كتاب‬
‫االوليغارس و الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫يجمع ربي النظام‬
‫اط ‪.‬‬
‫الملك االرستقر ي‬
‫ي‬ ‫افضل نظام حكم هو‬
‫‪ -٥‬واسس ارسطو المدرسه المشائيه يف قبال افالطون الذي اعتمد عىل االرساق‬
‫وه يف قصة الكهف‬ ‫يف الوصول ال الحقيق ي‬
‫ر‬
‫الب امتازت بسمو مداركها اما ارسطو‬
‫المؤمني بحكم االقليه ي‬
‫ر‬ ‫‪-٦‬كان افالطون من‬
‫مشيكي ر‬
‫اشياكا فعليا يف ادارة شؤن‬ ‫فقد قال ان افضل انواع الدول اذا كان افرادها ر‬
‫ر‬
‫بالدهم‪.‬‬
‫اوجه الشبه‪:‬‬
‫الديب للظاهرة السياسية و اعتمدوا‬
‫ي‬ ‫التفسي‬
‫ر‬ ‫لقد رفض كل من أفالطون و أرسطو‬
‫تفسيا وضعيا للظاهرة السياسية حيث يلتقيان يف البحث حول مواضيع‬ ‫ر‬
‫السياسة‪ ،‬الدولة‪ ،‬الحاكم و المحكوم حيث أبرزا طرق تأسيس الدولة و مواصفات‬
‫السياس حيث يلتقيان أيضا يف تصنيف أنظمة الحكم ربي أنظمة واقعية‬
‫ي‬ ‫الحاكم‬
‫و أنظمة مثالية‪.‬‬
‫اوجه االختالف‪:‬‬
‫يختلف أفالطون عن أرسطو من حيث المنهج و الرؤية حيث ر‬
‫اقيح أفالطون‬
‫واقع بينما ارسطو له‬ ‫غي‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ماينبع أن يكون و اقيح تصورا للدولة ر‬
‫ي‬ ‫منهجا مثاليا‬
‫مثال أما فيما يخص شكل الدولة‬
‫واقع ي‬
‫ي‬ ‫رؤية واقعية يف ان تكون الدولة تدار بشكل‬
‫يمي ربي أنظمة الحكم الحكم‬
‫فإن أفالطون يراها دولة مركزية مثالية بينما أرسطو ر‬
‫الصالحة و الفاسدة عىل أساس المصلحة العامة أو الخاصة كما يختلف أفالطون‬
‫عن أرسطو يف صاحب السيادة حيث اعط أفالطون السيادة للحاكم الفيلسوف‬
‫الذي يحكم بدون قانون بينما أرسطو أعط السيادة للقانون‪.‬‬
‫أنا لست سقراطا يا أثينا‪ :‬هذا المقولة الرسطو عندما كانت ستنتهي حياته بشكل‬
‫سقراطي‪ ,‬حيث أن أحد الكهنة رفع دعوة على ارسطو‪ ,‬وادراك ارسطو ان مصيره‬
‫تجرع السم و حكم اإلعدام‪ ,‬ولن ارسطو قال لهم انا لست سقراط ثاني لن ادع‬
‫أثينا تقتل الفلسفة مرتين‪ ,‬حيث رفع احد رجال الدين دعوة عليه بأنه يتكلم عن‬
‫االلهة مثل تهمتة سقراط فاغلب التهم التي وجهت لسقراط وجهت أيضا الرسطو‪,‬‬
‫وبالتالي قال ارسطو مقولته الشهيرة انه لن يتجرع سم الشوكران االبقع كما فعل‬
‫أستاذ استاذه سقراط ليس جبنا ولكن الن أثينا سوف تتمادى هكذا على الفالسفة‪,‬‬
‫فهرب من أثينا‪ .‬وعندما هرب أصيب بمرض خطير والبعض يقول بأنه شرب‬
‫السم ليتخلص من االلم الن المرض بدا يفتك في جسمه ‪ ,‬والقسم االخر يقول ان‬
‫المرض هو الذي قتله‪.‬‬
‫الفلسفة الهلنستية‬
‫الكلبية‪-‬االبيقورية‪-‬الرواقية‬
‫الفلسفة الهلينستية هي اسم لمجموعة متنوعة من المذاهب والحركات الفلسفية التي ازدهرت بعد‬
‫وفاة اإلسكندر األكبر‪ ،‬وقد أُط ِلق اسم الحقبة الهلنستية على الحقبة التي أمست فيها الثقافة اليونانية‬
‫ملكا ً مشتركا ً بين جميع بلدان البحر األبيض؛ إذ انتشرت هذه الثقافة إلى مصر وسورية وصوالً‬
‫إلى روما وإسبانيا‪.‬‬
‫وتعدُّ الفلسفةُ الهلنستيّة من أهم الحقب في تاريخ الحضارة الغربية‪ ،‬وهي امتدادٌ للفلسفة اليونانية‬
‫ولكنها تختلف عنها من خالل صرف اهتمامها عن المشاغل السياسية لتصبَّ ذلك االهتمام في‬
‫اكتشاف القواعد العامة للسلوك البشري‪ ،‬وبذلك أيضًا اختلفت ع ّما قبل السقراطية التي انشغلت‬
‫بالمسائل الطبيعية‪.‬‬
‫وأهم المذاهب والمدارس الفكرية التي ظهرت في هذه الحقبة‪ :‬الكلبية واألبيقورية والرواقية‪.‬‬
‫وهذه المدارس بدأت تظهر بعد فترة او مرحلة فلسفة أرسطو وخاصة في العصر الهلنستي بعد‬
‫فتوحات االسكندر األكبر واختالط اليونانيين مع الشرق‪.‬‬
‫ومن هنا نجد أن االسكندر األكبر كان نقطة تحول مهمة جدا في التاريخ البشري كله‪ ,‬فهو قام‬
‫بعملية نقل عملي للفكر السياسي بصورة جذرية وكبيرة‪ .‬فقبل االسكندر األكبر كان التركيز بالفكر‬
‫السياسي اليوناني على دولة المدينة والقوميات والطبقات وكان اغلب الفالسفة و اهمهم ارسطو‬
‫كانوا ينظرون الى الشرق على انهم برابرة‪.‬‬
‫ففتوحات االسكندر األكبر عملت تحوال هائال مع فتح الدول اليونانية على الدولة الشرقية|‪,‬‬
‫وصارت بذلك الثقافة اليونانية تذهب الى الشرق والثقافة الشرقية تذهب لليونان‪ ,‬ثم من اليونان‬
‫انتقلت في مرحلة الحقة الى الدول األخرى وخاصة منطقة البحر المتوسط‪.‬‬
‫وهنا بدأ التفكير و بدأت تصعد فلسفة تركز على فكرة المواطنة العالمية وفكرة المساواة والهم من‬
‫ذلك كله التركيز على فكرة فلسفة ادارة الحياة وعلى فلسفة الحياة نفسها‪.‬‬
‫فكانت موضوعات الفلسفة في هذا العصر في االهتمام بكيفية الوصول الى السعادة وكيف يبلغها‬
‫االنسان ويحافظ عليها‪.‬‬
‫وهنا شهدت الفلسفة انتقال مهم من صعيد التنظير واالهتمام بالدمينة المثالية والدولة‬
‫المثالية الى االهتمام باإلنسان وادارة حياته وكيف تكون انسان فاضل او جيدا‪.‬‬
‫المدرسة الكلبية‪ :‬أسسها الفيلسوف اليوناني أنتستانس ‪ 366-446‬ق|‪.‬م الذي‬
‫تتلمذ على يد غورغياس فنشأ على السفسطة ثم عرف سقراط ولزمه وتتلمذ‬
‫على يده‪ ,‬وبعد اعدامه كان هو من اشهر من غضب وصدم على اعدامه إلى‬
‫جانب افالطون‪.‬‬
‫اما تسميتها بالكلبية فهناك عدة آراء‪ ,‬أشهرها أنهم ينبحون في وجه التقاليد‬
‫اس الفضيلة ينبحون‬
‫حر ُ‬
‫االجتماعية‪ ,‬يتخذون من اسمهم تشبيها فيقولون‪ :‬إنهم ّ‬
‫على الرذيلة كما ينبح الكلب الحارس عند الخطر‪.‬‬
‫ملخص فلسفة هذه المدرسة‪ :‬أنهم رفضوا كافة العادات والتقاليد والقيود االجتماعية‬
‫مثل (اللباقة في االكل واللبس والرفاهية ‪...‬وغيره)‪ .‬ويرون ان كل الماديات الخارجية‬
‫ال توصل الى السعادة الحقيقية‪ ,‬بل ان السعادة الحقيقية تكمن في االستقالل عنها ‪,‬‬
‫باختصار ترى هذه المدرسة ان السعادة ليست بالسلطة وال في المال وال في الجاه‪,‬‬
‫بل السعادة الحقيقية تكمن في الترفع عن كل تلك الماديات‪.‬‬
‫أن الفضيلةَ هي الشي ُء‬‫وان السعادة تكمن في الوصول الى الفضيلة والقيم االخالقية‪ ,‬و ّ‬
‫الوحيد الضروري للحياة‪ ,‬و الحرية هي القيمة الرئيسية و حتى يصل االنسان اليها البد‬
‫له من الكتفاء الذاتي (ان ال تكون بحاجة شيئ) حالة الطبيعة األولى‪ ,‬وان الزهد من‬
‫للحرية‪.‬‬ ‫باالضافة‬ ‫والرئيسية‬ ‫العليا‬ ‫القيم‬ ‫اكثر‬
‫وأشهر مثال او قصة تعبر او تشرح مذهب المدرسة الكلبية‪ :‬هي القصة‬
‫للفيلسوف الكلبي ديوجينس عاصر افالطون ‪ ...‬عاصر ارسطو ‪ ...‬عاصر انتيتانس‪,‬‬
‫وهو أحد رواد المدرسة الكلبية وعرفت أيضا بالمدرسة التشاؤمية وهو أحد تالميذ‬
‫الفيلسوف أنتستانس وتبزر قيمة ديوجينس بأنه يعد أبو المدرسة التشاؤمية الساخرة في‬
‫السياسة‪ ,‬وقد كان زاهدا غير مكترث بملذات الحياة وتفاصيلها‪ ,‬فقد كان يعيش في‬
‫برميل ال يمتلك أي شيء سوا عصا ومعطف يرتديه وكيس خبز‪ ,‬وتقول الروايات أن‬
‫الكسندر جاءه وهو يقف امام برميله ويستمتع بحرارة الشمس‪ ,‬وسأله االسكندر ان كان‬
‫يتمنى أي شيء‪ ,‬وأجابه ديوجين وتهكم أنه يريد أن يتنحى االسكندر جانبا حتى ال‬
‫يحجب عنه ضوء الشمس‪ ,‬وبهذا برهن ديوجين على أنه أغنى وأسعد من االسكندر‬
‫األكبر النه يمتلك كل ما يتمناه‪.‬‬
‫كالباف لكنه اختار هذا السلوب‬ ‫منل ويسطيع ان يكون‬ ‫رغم انه يستطيع العيش زف ز ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫من الحياة وهذا االختيار جاء مقصودا لتحقيق فلسفته عىل ارض الواقع‪ .‬ولذلك هو‬
‫فيلسوف له اراء عميقة وذكية وليس مجنون !‬
‫وبالتال هو‬ ‫واقع‪...‬‬ ‫ديوجين اختار نمط من الحياة يعكس فلسفته بشكل‬ ‫زز‬ ‫الجوهر‪:‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عنه‪.‬‬ ‫يتحدث‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫عمىل‬
‫ي‬ ‫نموذج‬ ‫تطبيق‬ ‫اراد‬
‫ه التنشئة السياسية فهو يرى ان النسان يولد‬ ‫ز‬
‫الت هاجمها ديوجنن ي‬ ‫من اهم القضايا ي‬
‫حر ** لكن التنشئة السياسية او االجتماعية تقيد االنسان وتكبل عقله وقدراته‬
‫وبالتال هدف من هذا الرأي بابراز اهمية العودة للحياة االول‪** .‬‬
‫ي‬
‫السابق‬
‫ي‬ ‫باف الفلسفة‬
‫امن بمبدأ المساواة للجميع‪ ،‬فكل الناس احرار ومتساوين عكس ي‬
‫الذين قسموا الناس لمعادن وطبقات‪** .‬احد تلميذه كان مدرسا او استاذا لزينون‬
‫الرواف‪ ،‬ومن هنا جاءت همزة الوصل ز‬
‫بي المدرسة الكلبية والمدرسة الرواقية‪.‬‬ ‫ي‬
‫ي أنشأه الفيلسوف اليوناني أبيقور وسميت‬
‫المدرسة االبيقورية‪ :‬مذهبٌ فلسف ٌّ‬
‫بذلك نسبة السمه ابيقور ‪ 271-317‬ق‪.‬م ولد في جزيرة ساموس اليونانية ‪.‬‬
‫كان والده يعمل معلما وبدأ دراسة الفلسفة في السن الرابع عشر‪ .‬وبعدها فسن‬
‫السن الثامن عشر غادر الى اثينا ورأى المدارس الفلسفية اكاديمية افالطون‬
‫واكاديمية ارسطو‪.‬‬
‫وكان يجتمع مع تالميذه في حديقة لذلك أطلق عليهم فالسفة الحديقة‪ ,‬وقاموا‬
‫بزراعة الحديقة بالخضار والف واكة (الطعام) لتحقيق عملية االكتفاء الذاتي‪.‬‬
‫هذه المدرسة ضمت ذكورا واناثا وفتحها للجميع على خالف القواعد الطبقية‬
‫الصارمة التي عرفتها اثينا‪.‬‬
‫فلسفة االبيقوريين‪ :‬أنهم يرون أن السعادة ال تكمن بتقبل األلم والشرور كما قال‬
‫الكلبييون والرواقيون‪ ,‬بل السعادة تكمن في تجنب تلك الشرور واالالم‪ ,‬إذ يرون ّ‬
‫أن‬
‫غايةَ الحياة هي اللذة؛ وأنّها الخير الوحيد واأللم هو الشر الوحيد‪ ،‬والمقصود باللذة في‬
‫هذا المذهب هو التحرر من األلم‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق تحقيق المتعة والملذات الحسية‬
‫والملذات العقلية ويتحقق ذلك عن طريق تحقيق المتعة العقلية المتمثلة في الفكر‬
‫والفضيلة وتحقيق القيم األخالقية والملذات الجسدية ولكن باعتدال في المتع وعدم‬
‫االغراق خاصة بالمتع الحسية التي تؤدي إلى فساد االنسان‪ ,‬فاللذة عندهم تجمع بين‬
‫الزهد والمنفعة‪ ،‬وقد دعوا إلى الحياة السعيدة دون أن تستعبد اإلنسان شهوته‪.‬‬
‫ف االبيقورية تعني البساطة واالعتدال باللذات المتواضعة التي تنعم االنسان بالسلم‬
‫الداخلي والصحة النفسية‪ ,‬فالسؤال الرئيسي عند االبقورين هو كيف تعيش حالة سالم‬
‫داخلي؟‪.‬‬
‫نظرية ابيقور الدينية يقر بوجود االلهة ويرى ان االلهة تعيش بالفضاء بين الذرات‬
‫ولكن يقر بالوقت نفسه على حياد االله‪ .‬فااللهة برأيه خلقت الكون وتركت االمور‬
‫لتجري بمجراها‪ .‬وبالتالي اراد اثبات نظرية وصل اليها ضمن رسائله وهي مواجهة‬
‫الخوف من االلهة الذي كان سائد عند اليونان فيقول ليس هناك ما يخيفنا من االلهة‪.‬‬
‫فاراد الغاء الخوف من االلهة من خالل نظرية حياد االلهة‪ .‬وذلك كان كردة فعل‬
‫لمواجهة الخوف من الموت بقوله الموت ال يستحق أن نقلق ألجله‪ .‬وهذه الفلسفة‬
‫مزدوجة عنده خوف االنسان من الدين والموت‪.‬‬
‫ودعا بذلك ابيقور لمضاعفة متع االنسان بالحياة وتقليل ما يحدث له االلم وما يحدث له‬
‫األلم هو الخوف من االلهة والموت‪.‬‬
‫ويرون أن الوظيفة الرئيسة للسلطة السياسية او الدولة هي تحقيق االمن وحماية الناس‪،‬‬
‫مع التركيز في نفس الوقت على فلسفة عدم تدخل السلطة في كل شيء وترك مجال‬
‫لتحقيق الناس لرغباتهم‪ .‬والملك الجيد في نظرهم هو من يحقق ويسمح بتحقيق الرغبات‬
‫ويكثرها ويسعى لتقليل االلم‪ .‬وهذا اقرب لليبرالية السياسية‪|.‬‬

‫عام ‪ ٣٠٠‬ق‪.‬م‪ ،‬وهي مذهب‬ ‫المدرسة الرواقية‪ :‬نشأت هذه الفلسفة قرابةَ ِ‬
‫فلسفي وإحدى الفلسفات المستجدة في هذه الحقبة‪ ،‬وهي معاصرة لألبيقورية‬
‫ومعارضة لها‪ ،‬وأسسها الفيلسوف اليوناني زينون ( ‪ 334‬ق‪.‬م‪ 262 – .‬ق‪.‬م ) هو‬
‫من أصل فينيقي الذي كان أحد الفالسفة الكلبيين ولكنه انفصل عنهم‪ ,‬وسبب‬
‫تسمي تهم بالرواقيون يعود ألنهم كانوا يعقدون اجتماعاتهم في األروقة في مدينة‬
‫أثينا‪.‬‬
‫والرواقيون يدعون إلى التناغم مع الطبيعة‪ ،‬والصبر على المشاق‪ ،‬واألخذ بأهداب‬
‫الفضيلة‪ ،‬ألن الفضيلة هي إرادة هللا‪ .‬بحيث تركز الفلسفة الرواقية على التناغم كإطار‬
‫لفهم طبيعة االشياء وكأس لوب للتخلص من الكدر الذي تسببه االحاسيس‪ .‬والسعادة‬
‫ليست اللذة والبعد المادي كما عرف عند االبيقورية بل باالعراض عن الملذات‪.‬‬
‫ويعد السالم مبدأ من أهم المبادئ الرواقية‪ ،‬فاإلنسان يجب أن يعيش في حالة سالم‬
‫عقلي‪ ،‬وداخلي‪ ،‬كنوع من التصالح مع الذات‪ ،‬فالقدر هو الذي يحدد كل شيء في‬
‫الحياة‪ ،‬وعلى اإلنسان أن يتقبل هذه االقدار األلم ‪ ,‬الشرور‪ ,‬المرض وغيره‪ ،‬وإال‬
‫سيشقى‪.‬‬
‫وتميزت المدرسة الرواقية بأنهم آمنوا بعدم وجود فرق بين المادة والروح فال وجود‬
‫اال لطبيعة واحدة للوجود‪ ,‬فهم يروا ان كل البشر عبارة عن عالم مصغر للعالم الكوني‪,‬‬
‫فالرواقيين آمنوا بوجود بوحدة الوجود على عكس أفالطون بأن الواقع أو العلم يتكون‬
‫من ثنائية عالم المثل والعالم الحسي‪\.‬‬
‫تطور الفلسفة الرواقية عبر التاريخ‪:‬‬
‫تطورت الفلسفة الرواقية على مر العصور‪ ،‬ومن أهم المحطات التي مرت بها‪:‬‬
‫الفترة المبكرة‪ :‬لم تصلنا معظم كتابات الرواقيين المبكرة‪ ،‬ويصعب تحديد آراء‬
‫مفكريهم والتمييز بينها‪ ،‬على الرغم من أن المصادر ذكرت أن كتابات الفالسفة‬
‫الرواقيون كانت غزيرة‪ ،‬تتجاوز المئات‪.‬‬
‫الرواقية الجديدة‪ :‬تطورت الفلسفة الرواقية بشكل كبير في اإلمبراطورية‬
‫الرومانية‪ ،‬وظهر ما يعرف بـ الرواقيين الجدد‪ ،‬وعلى الرغم من أن الفالسفة‬
‫الرواقيين المتأخرين لم يأتوا بأفكار جديدة‪ ،‬إال أنهم نالوا شهرة كبيرة‪ ،‬وكان‬
‫السؤال المحوري لفلسفته‪ ،‬هو "كيف أعيش"‪ ،‬ودعوا إلى سمو النفس والترفع‬
‫عن لذائذ الحياة‪.‬‬
‫الرواقية المتأخرة (فترة ما بعد الميالد)‪ :‬وهي آخر مراحل تطور الفلسفة‬
‫الرواقية‪ ،‬وأشهر الرواقيين المتأخرين هو ابكتيتوس وهو من أكبر أساتذتهم عاش‬
‫بين (‪130–50‬م)‪ ،‬ويُذكر أنه كان عبدًا‪ ،‬عذبه سيده وبتر ساقه‪ ،‬استطاع توظيف‬
‫مبادئ الرواقية التي تدعو إلى التصالح مع الواقع‪ ،‬وتقبُّل القدر‪ ،‬ومن أشهر‬
‫تعاليمه أن أخالق اإل نسان هي سعادته التي تعتمد على قوة مقاومته‪ ،‬وكل ما‬
‫نتعرض له في الحياة ليس سوى تمارين لترويض النفس وتدريبها‪.‬‬
‫الفالسفة الرواقيون هنالك العديد من الفالسفة الرواقيين‪ ،‬والذين نالوا شهرة كبيرة في تاريخ‬
‫الفلسفة‪ ،‬وأهمهم‪:‬‬
‫خريسبوس‪ :‬وهو من الفالسفة الرواقيين المتأخرين‪ ،‬عمل على دراسة مؤلفات زينو‪ ،‬وقام‬
‫بإعادة صياغتها‪ ،‬وتقديمها بشكل جديد‪ ،‬أثرت آراؤه على الفالسفة الالحقين‪ ،‬وعرف بصعوبة‬
‫كتاباته؛ لذلك لم يكن مقروؤًا بشكل كبير‪ ،‬ولم تصلنا معلومات دقيقة عن مؤلفاته؛ ألنها‬
‫اندثرت‪.‬‬
‫سينيكا‪ :‬ويعد من أهم الفالسفة الرواقيين في عصر اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬كتب باللغة‬
‫الالتينية‪ ،‬وله العديد من الكتابات‪ ،‬فهو يؤمن بثالثة أنواع للحياة‪ :‬حياة النظرية وحياة المتعة‬
‫وحياة السياسة‪ ،‬وكان في كتابته يهتم بتقديم العزاء لإلنسان على ما يصيبه من نوائب الدهر‪.‬‬
‫ماركوس أوريليوس‪ :‬وهو فيلسوف‪ ،‬وشاعر إمبراطور روماني‪ ،‬كتب أهم كتاب في الفلسفة‬
‫الرواقية‪ ،‬وهو التأمالت‪ ،‬وهو عبارة عن مجموعة من الشذرات الفلسفية‪ ،‬الموجهة إلى النخب‬
‫الفكرية في زمنه‪ ،‬باإلضافة إلى أنه كان يخاطب نفسه فيها‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬نستنتج أن الفلسفة الرواقية هي من أشهر الفل سفات‪ ،‬نادت بالعديد من المبادئ الهامة؛‬
‫فهي تسعى إلى اصطناع الفضيلة بهدف تقويم سلوك اإلنسان‪ ،‬وترويضه على ضبط نفسه‪،‬‬
‫وانتشرت بشكل كبير في حقبة اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬ومن أشهر الفالسفة الرواقيين سينيكا‪،‬‬
‫وماركوس أوريليوس‪.‬‬

You might also like