بسم هللا الرحمن الرحيم مولد النبى صلى هللا عليه وسلم لإلمام العالم السيد جعفر البرزنجي
رضى هللا عنه مولد البرزنجي أبتدىء اإلمالء
باسم الذات العلية مستدرا فيض البركات على ما أناله وأواله * وأثنى بحمد موارده سائغة هنية ممتطيا من الشكر الجميل مطاياه * وأصلي وأسلم على النور الموصوف بالتقدم واألولية المتنقل في الغرر الكريمة والجباه * واستمنح هللا تعالى رضوانا يخص العترة الطاهرة النبوية ويعم الصحابة واألتباع ومن وااله * وأستجديه هداية لسلوك السبل الواضحة الجلية وحفظا من الغواية في خطط الخطاء وخطاه * وأنشر من قصة المولد النبوي برودا حسانا عبقرية ناظما من النسب الشريف عقدا تتحلى المسامع بحاله * وأستعين بحول هللا تعالى وقوته القوية فإنه ال حول وال قوة إال باهلل عطر اللهم روضه الشريف بعرف شذي من صالة وتسليم اللهم صل وسلم وبارك عليه فأقول :هو سيدنا محمد بن عبد هللا بن عبد المطلب واسمه شيبة الحمد حمدت خصاله السنية ،ابن هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة الذي ينتمي االرتقاء لعلياه * ابن قصي واسمه مجمع سمي بقصي لتقاصيه في بالد قضاعة القصية ،إلى أن أعاده هللا تعالى إلى الحرم المحترم فحمى حماه * ابن كالب واسمه حكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر واسمه قريش وإليه تنسب البطون القرشية ،وما فوقه كناني كما جنح إليه الكثير وارتضاه * ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس وهو أول من أهدى البدن إلى الرحاب الحرمية وسمع في صلبه النبي صلى هللا عليه وسلم ذكر هللا تعالى ولباه * ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ،وهذا سلك نظمت فرائده بنان السنة السنية ،ورفعه إلى الخليل إبراهيم عليه السالم أمسك عنه الشارع وأباه * وعدنان بال ريب عند ذوي العلوم النسبية ،إلى الذبيح إسماعيل عليه السالم نسبته ومنتماه * فأعظم به من عقد تألقت كواكبه الدرية ،كيف ال والسيد األكرم صلى هللا عليه وسلم واسطته المنتقاة نسب تحسب العال بحاله قلدتها نجومها الجوزاء حبذا عقد سؤدد وفخار أنت فيه اليتيمة العصماء وأكرم به من نسب طهره هللا تعالى من سفاح الجاهلية ،أورد الزين العراقي وارده في مورده الهني ورواه حفظ اإلله كرامة لمحمد آباءه األمجاد صونا السمه تركوا السفاح فلم يصبهم عاره من آدم وإلى أبيه وأمه سراة سرى نور النبوة في أسارير غررهم البهية ،وبدر بدره في جبين جده عبد المطلب وابنه عبد هللا عطر اللهم روضه الشريف ،بعرف شذي من صالة وتسليم اللهم صل وسلم وبارك عليه ولما أراد هللا تبارك وتعالى إبراز حقيقته المحمدية ،وإظهاره جسما وروحا بصورته ومعناه * نقله إلى مقره من صدفة آمنة الزهرية ،وخصها القريب المجيب بأن تكون أما لمصطفاه * ونودي في السموات واألرض بحملها ألنواره الذاتية ،وصبا كل صب لهبوب صباه * وكسيت األرض بعد طول جدبها من النبات حلال سندسية ،وأينعت الثمار وأدنى الشجر للجاني جناه * ونطقت بحمله كل دابة لقريش بفصاح األلسن العربية ،وخرت األسرة واألصنام على الوجوه واألفواه * وتباشرت وحوش المشارق والمغارب ودوابها البحرية ،واحتست العوالم من السرور كأس حمياه * وبشرت الجن بإظالل زمنه وانتهكت الكهانة ورهبت الرهبانية ،ولهج بخبره كل حبر خبير وفي حال حسنه تاه * وأوتيت أمه في المنام فقيل لها :إنك قد حملت بسيد العالمين وخير البرية ،فسميه إذا وضعته محمدا ألنه ستحمد عقباه عطر اللهم روضه الشريف ،بعرف شذي من صالة وتسليم اللهم صل وسلم وبارك عليه ولما تم من حمله شهران على مشهور األقوال المروية ،توفي بالمدينة المنورة أبوه عبد هللا * وكان قد اجتاز بأخواله بني عدي من الطائفة النجارية ،ومكث فيهم شهرا سقيما يعانون سقمه وشكواه * ولما تم من حمله على الراجح تسعة أشهر قمرية ،وآن للزمان أن ينجلي عنه صداه * حضر أمه ليلة مولده الشريف آسية ومريم في نسوة من الحظيرة القدسية ،فأخذها المخاض فوضعته صلى هللا عليه وسلم نورا يتألأل سناه ومحيا كالشمس منك مضيء أسفرت عنه ليلة غراء ليلة المولد الذي كان للدين سرور بيومه وازدهاء مولد كان منه في طالع الكفر وبال عليهم ووباء يوم نالت بوضعه إبنت وهب من فخار ما لم تنله النساء وأتت قومها بأفضل مما حملت قبل مريم العذراء وتوالت بشرى الهواتف أن قد ولد المصطفى وحق الهناء هذا وقد استحسن القيام عند ذكر مولده الشريف أئمة ذوو رواية وروية فطوبى لمن كان تعظيمه صلى هللا عليه وسلم غاية مرامه ومرماه عطر اللهم روضه الشريف ،بعرف شذي من صالة وتسليم اللهم صل وسلم وبارك عليه وبرز صلى هللا عليه وسلم واضعا يديه على األرض رافعا رأسه إلى السماء العلية موميا بذلك الرفع إلى سؤدده وعاله * ومشيرا إلى رفعة قدره على سائر البرية وأنه الحبيب الذي حسنت طباعه وسجاياه * ودعت أمه عبد المطلب وهو يطوف بهاتيك البنية فأقبل مسرعا ونظر إليه وبلغ من السرور مناه * وأدخله الكعبة الغراء وقام يدعو بخلوص النية ويشكر هللا تعالى على ما من به عليه وأعطاه * وولد صلى هللا عليه وسلم نظيفا مختونا مقطوع السر بيد القدرة اإللهية طيبا دهينا مكحولة بكحل العناية عيناه * وقيل ختنه جده عبد المطلب بعد سبع ليال سوية وأولم وأطعم وسماه محمدا وأكرم مثواه عطر اللهم قبره الكريم ،بعرف شذي من صالة وتسليم اللهم صل وسلم وبارك عليه وظهر عند والدته خوارق وغرائب غيبية إرهاصا لنبوته وإعالما بأنه مختار هللا تعالى ومجتباه * فزيدت السماء حفظا ورد عنها المردة وذوو النفوس الشيطانية ورجمت نجوم النيران كل رجيم في حال مرقاه * وتدلت إليه صلى هللا عليه وسلم األنجم الزهرية ،واستنارت بنورها وهاد الحرم ورباه * وخرج معه صلى هللا عليه وسلم نور أضاءت له قصور الشام القيصرية فرآها من بطاح مكة داره ومغناه * وانصدع اإليوان بالمدائن الكسروية الذي رفع أنوشروان سمكاه وسواه * وسقط أربع وعشر من شرفاته العلوية ،وكسر ملك كسرى لهول ما أصابه وعراه * وخمدت النيران المعبودة بالممالك الفارسية لطلوع بدره المنير وإشراق محياه * وغاضت بحيرة ساوة وكانت بين همذان وقم من البالد العجمية وجفت إذ كف واكف موجها الثجاج ينابيع هاتيك المياه * وفاض وادي سماوة وهي مفازة في فالة وبرية لم يكن بها قبل ماء ينقع للظمآن اللهاه * وكان مولده صلى هللا عليه وسلم بالموضع المعروف بالعراص المكية والبلد الذي ال يعضد شجره وال يختلى خاله * واختلف في عام والدته صلى هللا عليه وسلم وفي شهرها وفي يومها على أقوال للعلماء مروية والراجح أنها صبيحة يوم االثنين ثاني عشر شهر ربيع األول من عام الفيل الذي صده هللا تعالى عن الحرم وحماه عطر اللهم روضه الشريف ،بعرف شذي من صالة وتسليم اللهم صل وسلم وبارك عليه وأرضعته صلى هللا عليه وسلم أمه أياما ثم أرضعته ثويبة األسلمية التي أعتقها أبو لهب حين وافته عند ميالده عليه الصالة والسالم ببشراه * فأرضعته مع ابنها مسروح وأبي سلمة وهي به حفية وأرضعت قبله حمزة الذي حمد في نصرة الدين سراه * وكان صلى هللا عليه وسلم يبعث إليها من المدينة بصلة وكسوة هي بها حرية إلى أن أورد هيكلها رائد المنون الضريح وواراه * قيل على دين قومها الفئة الجاهلية وقيل أسلمت أثبت الخالف ابن مندة وحكاه * ثم أرضعته صلى هللا عليه وسلم الفتاة حليمة السعدية وكان قد رد كل من القوم ثديها لفقرها وأباه * فأخصب عيشها بعد المحل قبل العشية ودر ثديها بدر در لبنه اليمين منهما ولبن اآلخر أخاه * وأصبحت بعد الهزال والفقر غنية وسمنت الشارف لديها والشياه * وانجاب عن جانبها كل ملمة ورزية وطرز السعد برد عيشها الهني ووشاه عطر اللهم قبره الكريم ،بعرف شذي من صالة وتسليم اللهم صل وسلم وبارك عليه وكان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر بعناية ربانية فقام على قدميه في ثالث ومشى في خمس ،وقويت في تسع من الشهور بفصيح النطق قواه * وشق الملكان صدره الشريف لديها وأخرجا منه علقة دموية وأزاال منه حظ الشيطان وبالثلج غساله * ومآله حكمة ومعاني إيمانية ثم خاطاه وبخاتم النبوة ختماه * ووزناه فرجح بألف من أمته أمة الخيرية ونشأ صلى هللا عليه وسلم على أكمل األوصاف من حال صباه * ثم ردته إلى أمه وهي به غير سخية حذرا من أن يصاب بمصاب حادث تخشاه * ووفدت عليه حليمة السعدية في أيام خديجة السيدة الرضية فحباها من حبائه الوافر بحياه * وقدمت عليه يوم حنين فقام إليها وأخذته األريحية وبسط لها من ردائه الشريف بساط بره ونداه * والصحيح أنها أسلمت مع زوجها والبنين والذرية وقد عدهما في الصحابة جمع من ثقاة الرواة عطر اللهم قبره الكريم ،بعرف شذي من صالة وتسليم اللهم صل وسلم وبارك عليه ولما بلغ صلى هللا عليه وسلم أربع سنين خرجت به أمه إلى المدينة النبوية ثم عادت فوافتها باألبواء أو بشعب الحجون الوفاة * وحملته حاضنته أم أيمن الحبشية التي زوجها بعد من زيد بن حارثة مواله * وأدخلته على عبد المطلب فضمه إليه ورق إليه وأعال رقيه وقال إن البني هذا شأنا عظيما ،فبخ بخ لمن وقره ووااله * ولم تشك في صباه جوعا وال عطشا قط نفسه األبية وكثيرا ما غدا فاغتذى بماء زمزم فكفاه * ولما أنيخت بفناء جده عبدالمطلب مطايا المنية كفله عمه أبو طالب شقيق أبيه عبد هللا * فقام بكفالته بعزم قوي وهمة وحمية وقدمه على النفس والبنين ورباه * ولما بلغ صلى هللا عليه وسلم اثنتي عشرة سنة رحل به عمه أبو طالب إلى البالد الشامية وعرفه الراهب بحيرا بما حازه من وصف النبوة وحواه * وقال إني أراه سيد العالمين ورسول هللا ونبيه قد سجد له الشجر والحجر وال يسجدان إال لنبي أواه * وإنا لنجد نعته في الكتب القديمة السماوية وبين كتفيه خاتم النبوة قد عمه النور وعاله * وأمر عمه برده إلى مكة تخوفا عليه من أهل دين اليهودية فرجع به ولم يجاوز من الشام المقدس بصراه عطر اللهم قبره الكريم ،بعرف شذي من صالة وتسليم اللهم صل وسلم وبارك عليه ولما بلغ صلى هللا عليه وسلم خمسا وعشرين سنة سافر إلى بصرى في تجارة لخديجة الفتية ومعه غالمها ميسرة يخدمه ويقوم بما عناه * ونزل تحت شجرة لدى صومعة نسطورا راهب النصرانية فعرفه إذ مال إليه ظلها الوارف وآواه * وقال ما نزل تحت هذه الشجرة قط إال نبي ذو صفات تقية ورسول قد خصه هللا بالفضائل وحباه * ثم قال لميسرة أفي عينيه حمرة استظهارا للعالمة الخفية فأجابه بنعم فحق لديه ما ظنه وتوخاه * ثم قال لميسرة ال تفارقه وكن معه بصدق وعزم وحسن طوية فإنه ممن أكرمه هللا تعالى بالنبوة واجتباه * ثم عاد إلى مكة فرأته خديجة مقبال وهي بين نسوة في علية وملكان على رأسه الشريف من ضح الشمس قد أظاله * وأخبرها ميسرة بأنه رأى ذلك في السفر كله وبما قاله الراهب وأودعه إليه من الوصية وضاعف هللا في تلك التجارة ربحها ونماه * فبان لخديجة بما رأت وما سمعت أنه رسول هللا إلى البرية فَ َخ َ طبَتْه لنفسها لتشم من اإليمان به طِ يب َرياه * َطب أبو هواه * وخ َ فَأَخبَ َر أَعمامه بما َدعته إليه هذه البَرة النقية ،فَرغِبوا فيها ِلفَضْل ودِين و َجمال ومال و َحسب ونسب كل من القَ ِ وم يَ َ طالب وأثنى عليه صلى هللا عليه وسلم بعد أن َحمِ َد هللا بمحامِ َد سنية ،وقال :وهو وهللا بَ ْعد له نَبأ ٌعظي ٌم ،يح َمد فيه س َراه * فزوجها منه سماه عطروأو َل َدها كل أوالدِه إال الذي باسم الخليل َ عليه الصالة والسالم أبوها ،وقيل :عمها ،وقيل :أخوها لسابق سعادتها األزلية ْ ، صالَة و ت َسلِيم اللهم ص ِل و س ِلم و بارك عليه ولما بلغ صلى هللا عليه وسلم خمسا وثالثين سنة بَنَت اللهم قَب َْره الكَريم بعَ ْرف شذِي مِ ن َ عظ َم القِيل والقَال ،وتحالفوا إلنصدا ِع َها بالسيول األبطحية ،وتَنَازَ عوا في َرفِع الحجر األسود ،فكل أراد َرفعَه ورجاه * و َ ِ ريش الكعبة ق ٌ صائِب وأَنَاه ،فَ َحكَم بتحكيم أَو ِل َداخل من باب على ال ِقت َال ،وقَ ِويَتْ العصبية ثم تداعوا إلى اإلنصاف ،و فوضوا األمر إلى ذِي َرأي َ ضاه * وأخبروه بأنهم َرضوه أن يكون السدنة الشيبية ،فكان النبي صلى هللا عليه وسلم أَو َل َداخل ،فقالوا :هذا األمين ،وكلنا ي ْقبله ْ وير َ ب الح ْكم في هذا المل ِِم َو َوليه ،فوضع الحجر في ثَوب ،ثم أ َ َمر أَن ت َرفَعه القبائل جميعا إلى مرت َقاه * فَ َرفعوه إلى َم َقر ِه من ر ِ كن صاحِ َ َ صالَة و ت َسلِيم هاتيك البَنِية ،ووضعه صلى هللا عليه وسلم بيده الشريفة في موضعه اآلن وبَنَاه عطر اللهم قَب َْره الكَريم بعَ ْرف شذِي مِن َ سنة على أوفق األقوال المروية َ ،بعثَه هللا ت َعالى للعالمين بشيرا اللهم ص ِل و س ِلم و بارك عليه ولما كَمل صلى هللا عليه وسلم أربعون َ سناه * ضاء َ ق صبح َ ونذيرا فَ َعمهم ِبرحْ َماه * َوبدِى َء إلى تمام ستة أشهر بالرؤيا الصادقة الجلية ،فكان ال يَرى رؤيا إال جاءت مثل فَلَ ِ ب إليه الخَالء ،فكان يَتَعَبد بحراء وإنما ابتدى َء بالرؤيا تمرينا للقوى البشرية ،لئال يَ ْف َجأَه ال َم َلك بِ َ صريحِ النبوةِ ،فال ت َ ْقواه ق َواه * َوحبِ َ درية ،وثَم أقوا ٌل :لسبع ، ووافَاه * وذلك في يوم االثنين لسب َع عشرة َخلت من شهر الليلة ال َق ِ ق َ الليالي الع َددِية ،إلى أن أَتاه فيه َ ص ِريح الح ِ أو ألربع وعشرين منه ،أو لثمان خلت من شهر مولده الذي بدا فيه َبدر م َحياه * فقال له :اقرأ ،فأبى فَغَطه غطة قَوية ،ثم قال له :اقرأ سي ْلقى إليه ِب َج ْمعيه َ ،ويقَابله ِب ِجد واجتهاد ،فأبى َفغطه ثانية حتى بلغ منه الجهد وغطاه ثم قال له اقرأ فأبى فغطه ثالثة ليتوجه إلى ما َ ت الشذية ،ثم أ ْن ِزلت عليه { يَا أَي َها المدثِر } فجاءه ويتلقاه * ثم فَت ََر الوحي ثالث سنين ،أو ثالثين شهرا ،ليشتاق إلى انتشاق هَاتِيكَ النفَ َحا ِ ِجبْريل بها ونَا َداه * فكان لنبوته في تقدم { ا ْق َرأْ بِاس ِْم َربِكَ } شَا ِه ٌد على أن لها السابقية ،والتقدم على رسالته بالبشارة والن َ ذارةِ لمن َدعاه صاحب صالَة و ت َسلِيم اللهم ص ِل و س ِلم و بارك عليه وأول من آمن به من ِ الرجال :أبو بكر َ عطر اللهم قَب َْره الكَريم ب َع ْرف شذِي مِن َ علي ،و من النِساء :خديجة التي ثبت هللا بها قَلبه َو َو َقاه * ومن الموالي :زيد ابن حارثة ،ومن الصبيان َ :والص ِديقية ،ومن ِِ الغَار سعي ٌد ،و َ طلحة ٌ ،وابن ق ما أواله * ثم أَسلَ َم :عثمان ،و َ سع ٌد ،و َ عذبه في هللا أمية ،وأَوالَه َمواله أبو بكر من ال ِعتْ ِ األرقاء :بِالَ ٌل الذي َ صفِية ،وغيرهم ممن أ َ ْنهلَه الص ِديق َرحِ يق التصديق َو َ سقاه * وما زَ الت عِبادته صلى هللا عليه وسلم وأصحابه َم ْخفِية عوف ،وابن العمة َ َ اب آلهتهم وأ َ َم َر ِب َر ِ فض ما سِوى الوحدانية ، ع َ ع ِبما تؤْ َمر } فَ َج َه َر ِبدعاء الخ َْل ِ ق إلى هللا * ولم َيبْع ْد منه قَومه حتى َ نز َل عليه { فَا ْ ص َد ْ حتى أ ِ ِب عليه عمه أبو فَت َجرؤا على مبَارزَ ت ِه بال َع َداوةِ و أذاه * واشتد البَالء على المسلمين ،فهاجروا في سنة خمس إلى الناحية النجاشية َ ،و َحد َ ض عليه قيام بعض الساعات الليلية ،ثم ن ِس َخ بقوله تعالى { :فَا ْق َرءواْ َما تَيَس َر مِ ْنه َوأَقِيموا طالب ،فَ َهابَه كل من القَ ِ وم وت َحا َماه * وف ِر َ وركعتان بالعَشِية ،ثم نسِخ بإيجاب الصلوات ال َخ ْم ِس في ليل ِة َمسْراه * ومات أبو طالب في ِ ركعتان بالغَدا ِة ِ الصالَة َ } * وف ِر َ ض عليه عظمت بموته الرزية َ ،وت َلته خديجة بعد ثالث ،وشد البالء على المسلمين َوثِيقَ عراه ،وأَوقَعتْ ق ٌ ريش به نصف شوال من العاشرة َو َ صلى هللا عليه وسلم كل أذية ،وأَم الطائف يَدْعو ثَقِيفا ،فلم يحْ سِنوا باإل َجاب ِة ق َِراه * فأ َ ْغروا به السفهاء والعَبيد فسبوه بألسنة بَذية َ ،و َر َم َوه صبية ،فقال ( :إنِي أرجو أن سأله َملَك ِ الجبَال في إهالك أهلها ذوي العَ َ ضبت بال ِدماء نَ ْعاله * ثم عاد إلى مكة َحزينا ،فَ َ بالحجارة حتى خ ِ سري َ صالَة و ت َسلِيم اللهم ص ِل و س ِلم و بارك عليه ثم أ يخرج هللا من أصالبهم من يَت َواله ) عطر اللهم قَب َْره الكَريم بعَ ْرف شذِي مِ ن َ ور َحاب ِه القدسية ،وع ِر َج به إلى السموات ،فرأى آدم في األولى وقد َجللَه بِروحِ ه و َجسد ِه يَقظة من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى ِ الص ِديق صباه * وفي الثالثة يوسف ِ وتي الح ْك َم في ِ الوقَار وعاله * وفي الثانية عيسى ابن البَتو ِل البرةِ النقية ،وابن خَالتِ ِه يَحيى الذي أ َ َ ب في األم ِة اإلسرائيلية ،وفي السادسة بصورته الجمالية ،وفي الرابعة إدريس الذي َرفع هللا َمكانه وأعاله * وفي الخامسة هارون الم َحب َ عافاه * ثم سالم ِة القلب وحس ِْن الطوية ،و َح ِف َ ظه هللا من نار النمرو ِذ و َ موسى الذي كَلمه هللا ونَا َجاه * وفي السابعة إبراهيم الذي جاء َربه ب َ ب األ ْن ِ وار ضية ،إلى َمقَ ِام المكافَ َح ِة الذي قَربه هللا فيه وأدناه * وأَما َ ط لَه حج َ يف األ ْق ِ الم بِاألمور ال َم ْق ِ ص ِر َ إلى ِسد َْرةِ الم ْنت َهى إلى أن َ سمِ َع َ عليه وعلى أمتِ ِه خَمسينَض َط اإلدالل في الم َجالي الذاتية ،وفَ َر َ سا َ س َ ط له ب َ أراه * وبَ َ ال َجاللِية ،و أ َ َراه بِعَ ْينَ ْي َرأ ِس ِه من َحض َْرةِ الربوبِية ما َ صدقَهعا َد في لَ ْيلَته و َ عملية ،ولها أَجْ ر الخَمسين َك َما شَاءه في األزَ ِل وقَ َ ضاه * ثم َ ض ِل فَردتْ إلى َخ ْمس َ صالة * ثم ا ْن َهل َ س َحاب الفَ ْ ضله الشيْطان و ْغواه عطر اللهم قَب َْره الكَريم ب َع ْرف شذِي مِ ن َ صالَة ْش ،وارت َد َم ْن أ َ ع ْقل َ وروية ،وكَذ َبتْه ق َري ٌ الص ِديق بمسراه * وكل ذِي َ ِ اخت َصهم ض نفسه على القَبَائِل بأَنه َرسول هللا في األيام الموسِمية فآ َمنَ به سِتة ٌمِن األ ْن ِ صار ْ ع َر َ و ت َسلِيم اللهم ص ِل و س ِلم و بارك عليه ثم َ ص َرفوا ،و َ ظ َه َر اإلسالم بال َمدين ِة ،فكانت َم ْع ِقلَه و َم َأواه * عش ََر َرجال و بايعوه بَيعة َح ِقية ،ثم ا ْن َ ضاه * و َحج مِ ْنه ْم في القَابِ ِل إثنَا َ هللا بِ ِر َ سراه * حاج َحة َ َزرجية ،فبا َيعوه وأم َر عليهم إثنا عش ََر نقيبا َج ِ وامرأتان منَ القَبائ ِل األوسِي ِة والخ ِ ِ سبْعونَ ،أوثالثة ٌ، و َقد َِم علي ِه في الثالث َ ْش أن َي ْل َحقَ صلى هللا وفارقوا األ َ ْوطان َ ،ر ْغ َبة فيما أعِد لمن ه َج َر الك ْف َر ون ََاواه * وخافت ق َري ٌ َ من مكة ذوو الملة اإلسالمية ، وها َج َر إليهم ْ وردوهظه هللا من َك ْي ِدهِم ونجاه * وقد أذِنَ له في الهجرةِ ،فَرقَبَه الم ْش ِركون لِي ِ ص َحابِ ِه على الف َْورية ،فَأْت َ َمروا بِقَتْ ِل ِه ،فح ِف َعليه وسلم بِأ ْ الص ِديق فيه بال َمعِية وأقاما فيه ثالثا تَحْ مي راب و َحثاه * وأَم َ غار ث َ ْور وفازَ ِ ياض ال َمنِية ،فَخ ََر َج عليهم ونَث َ َر على رؤو ِس ِهم الت َ َ بِزَ عْمِ ِهم حِ ض له س َراقة ،فابت َه َل فيه إلى هللا و َدعاه * ال َحمائِم والعناكِب حِ َماه * ثم خ ََر َجا منه وهو صلى هللا عليه وسلم على َخي ِْر َمطِ ية ،وتعر َ صالَة و ت َسلِيم اللهم سأله األمانَ ،فَ َمنَ َحه إياه عطر اللهم قَب َْره الكَريم ب َع ْرف شذِي مِ ن َ ض الصلب ِة القَوية و َ فَساخَتْ قَوائم يَ ْعبو ِبه في ْ األر ِ ص ِل و س ِلم و بارك عليه و َمر صلى هللا عليه وسلم بق َديْد على ِأم َم ْعبَد الخزاعِية ،وأراد ابتياع َلحم لبن أو منها ،فلم يكن خِ باؤهَا لشيء صبْناه *فنظر إلى شاة في البيت قد خَلفَها ال َج ْهد عن الرعية ،فا ْست َأذنها في َح ْل ِبها ،فأ ِذنَتْ وقالَتْ :لو كان بها َحلَبٌ أل َ َ من ذلك َحواه * اإلنا َء وغادره َل َديها آية َجلِية ،ب و َمأل َ ِوم وأ َ ْرواه * ثم َحلَ َ سقى كالا من القَ ِ ب،و َوولِيه ،فَ َدرتْ و َحلَ َ عا هللا َم ْواله َ ع منها ود َ الض ْر َ س َح ِ فَ َم َ ت ت َ ِبض ب َق ْ ط َرة َل ِبنية ؟ !فقالت َ :مر ِبنا وب بالبي َِب ِبه ال َع َجب إلى أقصاه * وقا َل :أنى َلكِ هذا ،وال َحل َ فجا َء أبو َم ْعبَد ورأى اللبنَ ،فَذه َ باركٌ كَذا وكذا جثْمانه و َم ْعناه * فَقال هذا صاحِ ب ق َريْش ،وأ َ ْق َ س َم بِك ِل آل ِهية بأنه لَو َرآه ،آل َمنَ به واتبَعَه و َدنَاه * وقَد َِم صلى هللا َرج ٌل م َ س َمس ِْج َدها علىأرجاؤها الزكِية وتَلَقاه األ ْنصار ،ونَزَ ل بِقبَاء وأس َ عشَر َربيع األول ،وأ ْش َرقَتْ به ْ عليه وسلم ال َمدينَة َيَ ْو َم االثنين ثاني َ اس خ َْلقا صالَة و ت َسلِيم اللهم ص ِل و س ِلم و بارك عليه وكان صلى هللا عليه وسلم أ ْكم َل الن ِ ت َ ْقواه عطِ ر اللهم قَب َْره الكَريم ب َع ْرف شذِي مِ ن َ حاجباه *فار قَ ْد منِ َح الز َج َج ِ ض اللَ ْو ِن م ْش َربا ِبح ْم َرة وا ِس َع ال َع ْينَي ِْن أ َ ْك َحلَهما ،أ َ ْه َد َ ب األ َ ْش ِ ع القا َم ِة ،أ ْبيَ َ سنية َ ،م ْرب ِو َ وصفات َ وخلقا ذا ذات ِ سنَ الع ِْرنَي ِْن أ َ ْقناه * بَعِي َد ما س ْه َل الخَدي ِْن يرى في أ َ ْن ِف ِه بَ ْعض احْ ديْداب َ ،ح َ بين ذا َج ْب َهة هِاللِية َ ، سنَه ،وا ِس َع ال َج ِ مفَل َج األَس ِ ْنان ،وا ِس َع الف َِم َح َ ش ْعره إلى الشحْم ِة األذنية ،وبَينَ َكتِف ْي ِه عظِ ي َْم الرأْ ِس َ ، ض ْخ َم الكَرادِيس ،قلي َل ِ لحم العَقِب ،كَث ال ِلحْ يَة َ ، ط ال َكتِفَي ِْن َ ، س ْب َ بَيْنَ ال َم ْن َكبَي ِْن َ ، ت المِ سْكية ،و َيتَكَفأ ْ في مِشي ِت ِه ،كأَنما َي ْن َحط من َ صبب ارتقاه ع ْرفه ْ أطيَب من النفَحا ِ ع َرقه كاللؤلؤ ،و َ خَات َم النبو ِة قد عمه النور وعاله * و َ صبي ِ ،فَي ْعرف َمسه له من بين ِ الصبْية ويدْراه رأس ال َ ضعها على ِ ع ْب َهرية ،ويَ َ سائر اليوم َرائِحة َ َ صافِح المصافِح بِيَ ِد ِه فَيَجد منها * وكانَ ي َ أر قبله وال بَع َده مِ ثله ،وال بَش ٌَر يَراه * وكان صلى هللا عليه وسلم القمر في الليل ِة البدرية ،يقول نَاعِته :لم َ َ * يَت َألأل َوجْ هه الشريف تألل َؤ س ِرية ،ويحب الفقراء والمساكين ويجلس صف نَعله ،ويَ ْرقع ثَوبه ،ويَحلِب شات َه ،ويسير في خِ د َم ِة أَهل ِه بِس َ ِيرة َ شَدي َد الحياءِ والتواضع يَ ْخ ِ معهم َ ،ويعود َمرضاهم ويشَيع َجنائزَ هم ،وال يحقر فقيرا أ َدقعه الف ْقر وأ ْشواه * وي ْقبل ال َم ْعذ َِرةِ ،وال يقَا ِبل أحدا بما يكره ،ويمشي مع َلف أصحابِه ويقول ( :خَلو َ ظهري للمالئك ِة ضاه * ويَمشي خ َ األرمل ِة وذوي العبودية ،وال يَهاب الملوكَ ،ويغضب هلل تعالى ويَرضى ل ِِر َ ِي الحجر من الجوع ،وقد أوت َ َ صب على بطنِ ِه َرس ،والبغلةَ َ ،وحِ مارا بعض الملوكِ إليه إهداه * ويَع ِ البعير ،والف َ َ الروحانية ) ،ويَركب غو َ ،ويبدأ من لَقيه بالسالم َ ،ويطيل الجبَال بأن تكون له ذهبا فَأباه * وكان صلى هللا عليه وسلم يقِل الل َ وراو َدتْه ِ َ َزائن األرضية ، َمفاتي َح الخ ِ ض ِل ،ويَمزح وال يقول إال حقا يحِ به هللا تعالى ويَرضاه * وها هنا ب الج َمعِية ،ويتألف أه َل الشرفِ ،وي ْك ِرم أهل الفَ ْ قصر الخ َ ط َ الصالة وي ِ اإليضاح م ْنت َهاه عطِ ر اللهم قَب َْره الكَريم بعَ ْرف شذِي ِ ف بِنَا َجواد ال َمقَا ِل عن االطِ را ِد في ال َح ْلب ِة البيانية ،وبَلَ َغ ظاعِن اإلمالءِ في فَدافِ ِد َوقَ َ صالَة و ت َسلِيم اللهم ص ِل و س ِلم و بارك عليه اللهم يا باسِط اليدين بالعَطِ ية ،يا من إذا رفِعتْ إليه أكف العَب ِد كَفاه * يا من تَنَزه في ذاتِه مِ ن َ وصفاتِه األ َحدِية عن أن يكون له فيها نظائِر وأ ْشباه * يا من تفَر َد بال َبقاءِ وال ِق َد ِم واألزَ لِية ،يا من ال ي َرجى َ غيْره ،وال ي َعول على سِواه * ِ ت الشكِأنواركَ الق ْدسِية التي أزا َحتْ من ظلما ِ ش َده واست َهداه * نَسْألكَ اللهم بِ ِ درتِه ال َقيومِ ية ،وأر َ ش َد بِفضْله من است َْر َ يا من است َن َد األنام إلى ق َ ورتِه وأولهم ب َم ْعناه * وبآلِه كَواكِب أ ْم ِن البَ ِرية ،وسفينَ ِة السال َم ِة ت الم َحمدِية ،ومن هو آخِ ر األنبِياءِ بص َ دجاه * ونَت ََوسل إليكَ بش ََرفِ الذا ِ صوصية ِ ب والخ سه ْم هلل ي ْبت َغونَ فَضْال من هللا * وبِ َح َملَ ِة ش َِريعَتِ ِه أولي ال َمناقِ ِ صحابه أولِي ال ِهدايَ ِة واأل ْف َ ضلِية ،الذينَ بَذلوا نفو َ والنجاةِ * وبأ ْ طلَ َبه ومناه ، الحاضرينَ َم ِْ نجح لِكل من إلخالص النية ،وت ِ ،الذين ا ْست َ ْبشَروا بن ْع َمة وفضل من هللا * أن ت َوفِقَنا في األ ْقوا ِل واألعْما ِل ْ ظنَناه * وت َ ْكفينا كل م ْدلَ ِهمة وبَلِية ،وال تجْ عَ ْلنا مِ م ْن أ ْهواه هَواه * ت واأل ْدواءِ القَ ْلبية ،وت َح ِققَ لنَا من اآلمال ما بِكَ َ صنا من أَس ِْر الش َهوا ِ وت َخ ِل َ عنا كل ذ ْنب َجنَيْناه * وت َعم َج ْمعَنا هذا من خَزائ ِِن مِ نَحِ كَ السنِية ،بِ َرحْ َمة و َم ْغف َِرة ، قين قطوفا دانِيَة َجنِية ،وت َ ْمحو َ وتدني لنا من حس ِْن اليَ ِ األجْر لِمن َجعَ َل هذا ال َخيْر في هذا ال َي ْو َم وأجْ راه * اللهم َ ت ،وأ َ ْ صلِح الرعاة َ والرعِية ،وأعْظِ ِم آمن الروعا ِ عم ْن سِواكَ غِناه * اللهم ِ ديم َ وت َ ب ورباه * وا ْغف ِْر لِناسِج هذ ِه البرو ِد الم َحبرة ال َم ْولدية س َ غيْثا َيعم ا ْنسِياب َ سيْب ِه الس ْب َ وسائر ِبال ِد المسلِمين آمِ نَة َرخِ ية ،وا ْسقِنا َ َ اجْ َع ْل َهذِا ال َب ْل َد َ ،سيدنا َج ْعف َِر من إلى البرزنجي نِ ْسبَت َه وم ْنت َماه ،و َح ِق ْق له الف َْوزَ بِق ْربِكَ والرجا َء واألمنية ،واجْ عَ ْل َم َع المقَربين َمقيلَه وسكناه * واسْت ْر له ص ِل وس ِلم على أو ِل قابل للتجلي من ال َحقِي َق ِة صغَاه * اللهم َسمعه إليه وأ ْ صاخ َ وقارئها ،ومن أ َ َ ِ صره ،وعيه ،وكاتِبها عجْ زَ ه ،و َح ْعيْبه ،و َ َ ص َره ووااله ،ما ش ِنفتْ اآلذان مِن َوص ِف ِه الد ِري بأ ْقراط َج ْوه َِرية ،وت َ َحلتْ صدور ال َمحافِل المنِيفَ ِة ِبعقو ِد صحْ ِب ِه ومن نَ َ الكلية ،وعلى آله و َ سال ٌم صفون ،و َ عما يَ ِب العِزةِ َ سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين سبحان ر ِبكَ ر ِ ضل الصالةِ والتسليم على َ حاله * وأ ْف َ ب العالمين تم نثر مولد البرزنجي وبالخير عم ويليه بمشيئة هللا سبحانه نظم البرزنجي في المولد الشريف سلينَ ،وال َحمد هلل ر ِ على الم ْر َ