You are on page 1of 272

‫[ ‪] 1‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬

‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫[ ‪] 2‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫‪(1‬‬
‫‪(2‬‬
‫‪(3‬‬
‫‪(4‬‬
‫‪(5‬‬
‫‪(6‬‬
‫‪(7‬‬
‫‪(8‬‬
‫‪(9‬‬
‫‪(10‬‬
‫‪(11‬‬
‫‪(12‬‬
‫‪(13‬‬

‫‪(14‬‬
‫الذي هو حق ال على العبيد‬
‫للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫حفظه ال تعالى‬
‫أوصي بالعناية بهذا الكتاب عناية عظيمة من جهة حفظه‪ ،‬ومن‬
‫جهة دراسته‪ ،‬ومن جهة تأمل مسائله‪ ،‬ومن جهة معرفة ما فيه؛ فإنه‬
‫الحق الذي كان عليه النبياء والمرسلون ومن تبعهم من صالح عباد‬
‫ال‪.‬هل]صالح آل الشيخ[‬
‫]‪ 16‬شريطا مفرغا[‬
‫تفريغ الشأرطة ل يعني الساتغناء عنها‬
‫أعد هذه المادة‪ :‬سالم الجزائري‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫منهجي في هذا التفريغ المبارك‬
‫[ ‪] 3‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫المد ل الذي بنعمه تتم الصاحلاحت‪،‬م والصلةا والسلما على رسوله الكري‪،‬م وعلى آله وصحبه‬
‫أجعي‪،‬م ومن تبعهم بإحساحن إل يوما الدين‪.‬‬
‫أماح بعد‪ :‬فهذه الدروس ألقاحهاح فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ف الدروةا العلمية‬
‫الكثفة لسنة ‪ 1416‬هـ الت أقيمت بسجد شيخ السلما ابن تيمية ف الرياحض‪.‬‬
‫واعتمدت ف التفريغ أشرطة تسجيلت الرغاحئب والنفاحئس باحلزجائر العاحصمة الت بدورهاح سجلتهاح على‬
‫تسجيلت طيبة السلمية باحلرياحض‪،‬م وهي تبلغ ستة عشرةا شريطاح وصوتاح واضح؛ لكن يوجد بعض السقط‬
‫خاحصة عند انتهاحء الوجه الول من الشرطة‪،‬م واستدركت ذلك من تفريغ موقع جاحمع ابن تيمية‪.‬‬
‫حاحولت أن يكون هذا التفريغ حرفياح وهو يتميزج بـ ـ ـ ـ ــ‪:‬‬
‫ث على طلب العلم ف هذا الشرح ووضعهاح ف مقدمة الكتاحب مع‬
‫جع الكلماحت الت ألقيت للح ث‬ ‫‪‬‬
‫التنبيه على مواضعهاح من الشرطة‪.‬‬
‫شكل الياحت وتريهاح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شكل أغلب الحاحديث النبوية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شكل ماح ييششككل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع السئلة والجوبة الت يألقيت تت البواب الناحسبة لاح مع التنبيه على الشرطة الذي يأخذت‬ ‫‪‬‬
‫منهاح‪.‬‬
‫وضع فهرسة للبواب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والباحقي سوف تكتشفونه‪.‬‬
‫وف الخي أشي إل أنن العنوان )كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد( من اختياحري‪.‬هل ساحل الزجائري‬
‫[ ‪] 4‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫كلمات في طــلب العلم‬


‫)‪ ] (ii‬المد ل‪,‬هل والصلةا والسلما على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بداه‪.‬‬
‫أمـاح بعـد‪:‬‬
‫فإن الهتماحما باحلعلم‪،‬م والثرغب فيه‪،‬م والرص عليه‪،‬م والقباحل عليه‪،‬م دليل صحة القلوب؛ لن القلب إذا صنح لنفسه‪،‬م‬
‫وعرف ماح ينفيعه فإنه سيحركص على العلم؛ ذلك لن ال جل جلله مدح أهل العلم‪،‬م ورفعهم على غيهم درجاحت‪،‬م قاحل‬
‫ت﴾]الاحدلة‪،[11:‬م وقاحل جل وعل﴿أجلملن تهجو جقانع ت‬
‫ت آجناءج ال لليعل‬ ‫سبحاحنه﴿يـرفجع ال لهت العذين آمتنوا عملنتكم والعذين تأوتتوا ا لععلم جدرجا ت‬
‫ج جج‬ ‫لج ج‬ ‫ج ج‬ ‫جل ل‬
‫جساعجمدا جوجقائعمما يجلحجذتر اللعخجرةج جويجـلرتجو جرلحجمةج جربعه قتلل جهلل يجلستجعوي العذيجن يجـلعلجتموجن جوالعذيجن جل يجـلعلجتموجن إعنلجما يجـتججذلكتر أتلوتلوا اللجلجباعب﴾]الزجمر‪:‬‬
‫ب(‪.‬‬ ‫‪,[9‬هل فعدما استواء من يعلم مع من ل يعلم‪,‬هل هذا إناح يذكره ويعيه أهل اللباحب؛ )إعنلجما يجـتججذلكر أتلوتلوا اللجلجبا ع‬
‫ت‬
‫وأماح الاحهل فهو ل يعرف أنه جاحهل‪،‬م ويقنع باحلهاحلة‪،‬م ث هو ل يعلم معن العلم وأهية العلم‪،‬م وأنن العلم هو الشرف‬
‫العظم ف هذه الياحةا؛ ولذا قاحل العلماحء‪ :‬من دلئل أهية العلم أن ال جل جلله ماح أمر نبيه أن يدعيوو باحلزادياحد من‬
‫ب عزلدعني ععلمما﴾]طه‪،[114:‬م وماح أمره باحلزادياحد‪،‬م أو بدعاحء الزادياحد من‬ ‫شيء إل من العلم‪،‬م فقاحل سبحاحنه لنبيه ﴿جوقتلل جر ب‬
‫غي العلم‪،‬م وكفى بذلك شرفاح‪.‬‬
‫العلم يشتكر كثيون ف الهتماحما به‪،‬م لكن ل يستوون ف أخذه‪،‬م ول ف طريقة أخذه‪،‬م وهم طبقاحت‪:‬‬
‫فمنهم المتعجل‪ :‬الذي يظن أن العلم يصنل ف أساحبيع‪،‬م أو ف أشهر‪،‬م أو ف سني معدودةا‪،‬م وهذا بعيد عن‬
‫الصواب؛ لن العلم ل ينتكهي حت يوت الرء وبقي من العلم أشياحء كثيةا ل يعلمهاح‪،‬م فإن العلم واسع الطراف‪،‬م واسع‬
‫النباحت‪،‬م وال جل وعل هو ذو العلم الكاحمل‪،‬م وأعطى البشر بجموعهم بعض علمه‪،‬م فهذا يفوت عليه شيء من العلم‪،‬م‬
‫وذاكر يفوت عليه شيء من العلم؛ ولكن بجموعهم لو يجمع علم من فيهاح لكاحن شيئاح قليل جدا من علم ال‪،‬م كماح تضع‬
‫البرةا ف البحر ث ترجهاح ل يتنقص من ماحء البحر شيئاح‪.‬‬
‫وإذا كاحن كذلك‪،‬م فإن روشوماو العلم ل يكن أن يكون بإطلقا؛ بل ينبغي لطاحلب العلم أن يكون متدرجاح فيه؛ والتدرج‬
‫سنة ل بد منهاح‪،‬م هي سنة النب ‪،‬م وهي سنة الصحاحبة‪،‬م وهي سنة أهل العلم بعدهم؛ فاحلنب عليه الصلةا والسلما ماح علثم‬
‫الصحاحبةو العلم جلة واحدةا‪،‬م وإناح علنمهم ف سني عددا‪،‬م ف مكة علمهم أصل الصول‪،‬م الذي به سلمة القلب وصحته‬
‫وسلمة العقل وصحته‪،‬م أل وهو توحيد ال جل جلله والباءةا من كل ماح سوى الرب جل وعل‪،‬م ث بعد ذلك أتى العلم‬
‫سر له وقيثدر له‪.‬‬
‫شيئاح فشيئاح لصحاحبة رسول ال ‪،‬م وكلّ أخذ من العلم بقدر ماح ي ّ‬
‫هكذا أهل العلم من بعد الصحاحبة ل تد أنن أولئك خاحضوا العلم خوضاح واحدا‪،‬م فمنهم من بثرزا ف العربية‪،‬م ومنهم‬
‫من بثرزا ف علم الصول‪،‬م ومنهم من بثرزا ف التفسي‪،‬م ومنهم من بثرزا ف الديث‪،‬م ومنهم من بثرزا ف علوما اللة الخرى‬
‫كاحلصطلح ونوه‪،‬م ومنهم من بثرزا ف الفقه‪،‬م وهكذا ف علوما شت‪.‬‬
‫[ ‪] 5‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وإذا كاحن كذلك‪،‬م كاحنت وصية ابن شهاحب الزجهري‪،‬م الت لبد أن نفظهاح‪،‬م كاحنت وصيته نعم الوصية حيث قاحل‪ :‬من‬
‫رام العلم جملة ذهب عنه جملة إنما يطلب العلم على مر اليام والليالي‪ .‬فاحلتعجلون ل يصلون العلم‪،‬م فل بد‬
‫‪-‬إذن‪ -‬من التدرج‪.‬‬
‫يثم وثم صنف أيضاح من الشباحب‪،‬م أو من طلب العلم وهم التذوقون‪ .‬المتذوقون‪ :‬أهل التذوقا ف أخذ العلم؛ يأت‬
‫ويطلب علماح ماح مدةا قليلة‪،‬م ث يأت ويكم على هذا العلم‪،‬م أو يكم على من يعثلم ذاكر العلم‪،‬م وأيضاح ينتقل إل آخر‪،‬م ث‬
‫يكم على ذلك العلم الخر‪،‬م وعلى من يعثلم ذلك العلم الخر‪.‬‬
‫وهذا دليل نقص ف العلم‪،‬م ونقص ف الدراكر والعقل؛ لن العلوما ل يكم عليهاح إل من حواهاح من جيع جنباحتاح‪،‬م‬
‫وأحاحط من ورائهاح‪ .‬وهذا ل يتأتى لأكثر الشباحب الذين يتذوقون؛ تد أنه ف مدةا من الزجمن أشهر أو سنة حضر عند فلن‬
‫من أهل العلم‪،‬م أو من العّلمي من طلبة العلم‪،‬م فحكم على نفسه‪،‬م أو على ذلك العلم بأنه كذا وكذا‪،‬م ث انتقل إل غيه‪.‬‬
‫صل علماح كثيا؛ ذلك لنه تعنجل‪،‬م وكاحن متذوقاح ف العلم‪،‬م والتذوقا بعن‬ ‫ك‬
‫ث ف الخر تد أن هذا النوع ييأس ول ي ث‬
‫كثرةا التنقل‪،‬م والخذ من هذا بشيء والخذ من ذاكر بشيء‪،‬م هذا ل يكون الرء به عاحلاح‪،‬م ول طاحلب علم‪،‬م وإناح كماح قاحل‬
‫الولون يكون أديباح؛ لنأم عثرفوا الدب بأنه‪ :‬الخذ من كل علم بطرف‪ .‬وهذا ماح ل ينبغي أن ييسلك‪،‬م يعن أن يكون‬
‫طاحلب العلم الذي أراد صحة العلم‪،‬م وصحة السلوكر فيه‪،‬م ل يصلح أن يكون متذوقاح‪.‬‬
‫صل نفسه‪،‬م متدرجاح ف العلم‪،‬م والتأصيل أمره عزجيززج جدا؛ تأصيل العلم وتأصيل‬ ‫إذن فرجع السبيل إل أن يكون مؤ ّ‬
‫طلب العلم وأن يفظ كماح حفظ الولون‪.‬‬
‫أنظر إشن كنت معتبا‪،‬م أنظر كتب التاجم حيث ترجم أولئك الصنفون لهل العلم؛ تد أنه ف ترجة إماحما من الئمة‪،‬م‬
‫وحاحفظ من الفاحظ‪،‬م تد أنأم يذكرون ف أوائل ترجته أنه قرأ الكتاحب الفلنا من الكتب القصيةا من التون الخمتصرةا وقرأ‬
‫الكتاحب الفلنا‪،‬م وحفظ كذا‪،‬م وحفظ كذا‪،‬م لاحذا يذكرون هذا‪،‬م ويعلونه منقبة لولئك؟ لن حفظ تلك التون‪،‬م وقراءةا تلك‬
‫الخمتصرات هي طريقة العلم ف الواقع‪،‬م وهذه سنة العلماحء‪،‬م ومن تركهاح فقد تركر سنة العلماحء ف العلم والتعليم‪،‬م منذ‬
‫تشنعب العلم بعد القرن الرابع الجري‪.‬‬
‫لذا ينبغي لك أن تكون حريصاح على التأنا ف طلب العلم‪،‬م وأن يتككم ماح تسمع وماح تقرأ شيئاح فشيئاح‪.‬‬
‫ومن الهماحت أيضاح ألث يتدخل عقلك إل صورةا صحيحة من العلم‪،‬م ل تتنم بكثرةا العلوماحت‪،‬م بقدر ماح تتم بأشن ل‬
‫يدخل العقل إل صورةا صحيحة للعلم‪،‬م إذا أردت أن تتناحولاح تناحولتهاح باحلحتجاحج أو باحلذكر أو باحلستفاحدةا‪،‬م تناحولتهاح تناحول‬
‫صحيحاح‪،‬م أماح إذا كنت يتدخل ف عقلك مساحئل كثيةا‪،‬م وإذا أتى النقاحش لظت من نفسك أنن هذه السألة فهمتهاح على‬
‫غي وجههاح‪،‬م والثاحنية فهمتهاح على غي وجههاح‪،‬م لاح قيد ل تتم به‪،‬م لاح ضوابط ماح اعتنيت باح‪،‬م فتكون الصور ف الذهن‬
‫كثيةا‪،‬م وتكون الساحئل كثيةا؛ لكن غي منضبطة‪،‬م وليس ذلك باحلعلم‪.‬‬
‫إناح العلم أن تكون الصورةا ف الذهن للمسألة العلمية منضبطة؛ من جهة الصورةا ‪-‬صورةا السألة‪،-‬م ومن جهة الكم‪،‬م‬
‫ومن جهة الدليل‪،‬م ومن جهة وجه الستدلل‪،‬م فهذه الربع تتم باح جدا‪:‬‬
‫الولى‪ :‬صورةا السألة‪.‬‬
‫[ ‪] 6‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الثانية‪ :‬حكم السألة‪،‬م ف أي علم‪ :‬ف الفقه أو الديث أو الصطلح أو الصول أو النحو أو التفسي‪...‬إل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬دليلهاح‪،‬م ماح دليل هذا الذي قاحل كذا وكذا؟‬
‫الرابعة‪ :‬ماح وجه الستدلل؟ استدل بدليل‪،‬م كيف أعمل عقله ف هذا الدليل فاحستنبط منه الكم؟‬
‫فإذا عثودت ذهنك ف هذه الربع سرت مسيا جثيدا ف فهم العلم‪،‬م والذي ييط بذلك الهتماحما باحللغة العربية‪،‬م‬
‫يهتم بألفاحظ أهل العلم وبلغة العلم ل يدركر مراداتم من كلمهم‪.‬‬‫الهتماحما بألفاحظ أهل العلم؛ لنن من ل ث‬
‫هذه كلمة لجل أنن بعض الخوةا طلب بأن تكون مقدمة لذا الدرس حت يتمع من يريد حضور درس التوحيد‪،‬م‬
‫ولو تيأ أن نعل كل يوما عشر دقاحئق ف بياحن وصية ف بياحن شيء ماح تتمون به ذلك مناحسباح إن شاحء ال تعاحل‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وصلى ال وسلم على نبيناح ممد[‬
‫] المد ل‪،‬م والصلةا والسلما على رسول ال‪،‬م وعلي آله وصحبه ومن اهتدى بداه‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأسأل ال جل وعل ل ولكم العلم الناحفع‪،‬م والعمل الصاحل‪،‬م وأن يستعملناح فيماح يب ويرضى‪،‬م وأن يعل العلم حجة‬
‫لناح ل حجة عليناح‪.‬‬
‫هذا وإن من المهممات ف مسي طاحلب العلم أن يعتن بفظ العلم النتوخمب‪،‬م وأعن بفظ العلم النتخمب الذي‬
‫يتصثيده من الكتب أو ماح سعه من العلماحء أو الشاحيخ أو طلبة العلم؛ ذلك أنن تعليم العلم يكون معه فوائد قد ل يدهاح‬
‫الكثرون ف الكتب‪،‬م ولذا لبد من التقييد‪،‬م والتقييد يكون ف دفت خاحص‪،‬م وقلثماح تد أحدا من أهل العلم إل وكاحن له ف‬
‫ك‬
‫سك ّ‬
‫ن الطلب دفتا خاحصاح‪،‬م أوراقا مموعة يكتب فيهاح ماح ينتخمبه من الهثماحت ماح يقرأ أو ماح يسمعه من الشيوخ؛ لنك إذا‬
‫كنت تقرأ ستجد أشياحء كثيةا ليست ملفتة للنظر ولست باحجة إليهاح ف فتتك الت تعيشيهاح‪،‬م وتاحرةا تد أشياحء مهمة‪،‬م‬
‫كذلك ماح تسمعه من العلماحء‪،‬م أو من العلمي فإن ثة أشياحء مهمة وثة من قبيل الوصف؛ الوصف يكن أن ييشدوركر‬
‫براجعة بعض الراجع القريبة ونو ذلك‪ .‬أماح ماح كاحن من قبيل التعاحريف أو التقاحسيم أو التصوير أو ذكر اللف أو ذكر‬
‫الراجح أو ذكر الدليل أو ذكر وجه الستدلل فهذا لبد من تقييده‪.‬‬
‫إذن كاحن من اللوازاما لك أن تتخمذ لك كراسة خاحصة تكتب فيهاح الفوائد؛ والفوائد هذه إماح أن تكون مقروءةا أو‬
‫مسموعة‪.‬‬
‫والذي أريد أن تكتبه ف هذا النتخمب أو الكراسة أن تعتن فيه بكتاحبة التعاحريف أو الضوابط؛ لن العلم نصفه ف‬
‫التعاحريف والضوابط‪،‬م وأن تعتن فيهاح بذكر القيود‪،‬م إذا سعت قيدا ف مسألة فإن القيد أهيته كأهية أصل السألة؛ لنه‬
‫بدون فهم القيد يكون تصور أصل السألة غي جيد؛ بل قد يكون خطأووو فتنزجلاح ف غي منزجلتهاح‪.‬‬
‫أو التقاحسيم‪،‬م تد ف بعض كتب أهل العلم مثل قول بأن هذه السألة تنقسم إل ثلثة أقساحما‪،‬م أو هذه الصورةا لاح‬
‫ثلثة حاحلت‪،‬م باح خس حاحلت‪،‬م لاح حاحلتاحن وكثل حاحلة تنقسم إل حاحلتي‪،‬م يقول ابن القيم رحه ال تعاحل‪ :‬العلم إدراكه‬
‫في إدراك التقاسيم‪.‬‬
‫‪.‬ما بين المعكوفتين من الشريط الول الوجه الثاني‪،‬م وهو بعد باحب فضل التوحيد وماح يكفر من الذنوب )‪1‬‬
‫[ ‪] 7‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فذهنك من السن؛ بل من التأكد أن تعّوده على ضبط التعاحريف‪،‬م ضبط القيود على إدراكر التقسيماحت‪،‬م إذا رأيت‬
‫ي‬
‫ف كلما بعض أهل العلم أن هذه تنقسم إل كذا وكذا فمن الهم أن تسجل ذلك وأن تدرسه أو تتحفظه‪،‬م لن ف‬
‫التقسيماحت ماح يلو السألة‪،‬م وبدون التقاحسيم تدخل بعض الصور ف بعض‪،‬م وتدخل بعض الساحئل ف بعض‪،‬م أماح إذا‬
‫قيّسمت فإن ف التقسيم ماح يوضح أصل السألة؛ لن لكل حاحلة قسماح‪.‬‬
‫وأيضاح من المهمات لك ف مسيكر ف طلب العلم فيماح تقيده أن يكون لك تقييم بعد كل فتةا من الزجمن فيماح كتبته‬
‫ف تلك الكراسة أو الكراساحت‪،‬م ستجد أنك مثل بعد مضثي سنة من طلبك للعلم تستغرب ماح كتبته ف تلك السنة بعد‬
‫مدةا‪،‬م لاحذا؟ لنك أول ماح كتبت كاحنت الكتوباحت‪،‬م كاحنت الساحئل جديدةا عليك‪،‬م فكتبت لتحفظ‪،‬م وبعد أن حفظت‬
‫ودرست وكررت ماح كتبته ف هذه الكراسة‪،‬م صاحرت واضحة وضوح اسك لديك‪،‬م وباحلتاحل فإن العلوماحت تزجيد وكلماح‬
‫ازادادت العلوماحت بفظ ماح سبق يكون الساحبق واضحاح لديك لست متاحجاح لعناحء ف تناحوله من العقل أو الذهن؛ لنه‬
‫صاحر مفوظاح متصثورا بقيوده وبضوابطه‪.‬‬
‫إذن من الهم أن ترتب نفسك ف أن تنتخمب ماح تقرأ أو ماح تسمع أشياحء مهمة تتعلق باح ذكرناح إثماح باحلتعاحريف وإثماح‬
‫باحلتقاحسيم أو باحلدليل أو بوجه الستدلل‪،‬م وهذا يشمل جيع العلوما سواء من ذلك العلوما الصناحعية يعن علوما اللة أو‬
‫العلوما الصلية الت هي القصودةا‪.‬‬
‫حبذا لو تبدأ بذا من اليوما فتجعل لك منتخمباح تنتخمب فيه الفوائد ث تتحفيظهاح‪،‬م ث بعد مدةا ستى أنأاح صاحرت سهلة‬
‫ميسورةا‪،‬م فتنتقل إل غيهاح فيجتمع العلم بعد مدةا‪.‬‬
‫أسأل ال جل وعل أن يعلناح وإياحكم من يثسر عليه العلم ويثسر عليه العمل‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وصلى ال وسلم على نبيناح ممد‪[.‬‬
‫]نفسمية طالب العلم حين يتلقى الدرس[‬
‫] بسم ال الرحن الرحيم‪،‬م المد ل‪،‬م والصلةا والسلما على رسول ال‪،‬م وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بداه‪.‬‬
‫أماح بعد‪:‬‬
‫فموضوع كلمة هذا اليوما عن نفسية طالب العلم حين يتلقى الدرس‪،‬م والستمعون للعلم يتلفون؛ يتلفون من جهة‬
‫رغبتهم فيماح يسمعون‪،‬م ويتلفون أيضاح من جهة استعداداتم‪،‬م فليست الرغباحت واحدةا وليست الستعدادات واحدةا‪.‬‬
‫فاحلرغباحت متلفة‪:‬‬
‫منهم من يستمع للعلم رغبة ف تصيله‪،‬م هذا هو الغاحلب ول المد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومنهم من يستمع للعلم رغبة ف تقييم العلم أو ف معرفة مكاحنته من العلم وحسن تعليمه أو حسن استعداداته‬ ‫‪‬‬
‫للعلوما‪.‬‬
‫ومنهم من يأت مرةا ويتكر عشر مرات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬ماح بي العكوفتي من الوجه الثاحنا من الشريط الثاحنا بعد شرح باحب الوف من الشركر )‪1‬‬
‫[ ‪] 8‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫هذه وفيه رغباحت متنوعة ويهمناح منهاح من يأت للعلم رغبة ف العلم‪،‬م فحي يأت طاحلب العلم للدرس راغباح ف‬
‫الستفاحدةا ينبغي أن يكون على نفسية وحاحلة قلبية خاحصة‪،‬م وحاحلة عقلية أيضاح خاحصة‪.‬‬
‫أثماح الاحلة القلبية والنفسية‪:‬‬
‫فأن يكون قصده من هذا العلم أن يرفــع الهــل عـن نفســه‪،‬م وهـذا هــو الخلص فـ العلــم؛ لن طلـب العلـم عبـاحدةا‪،‬م‬
‫والخلص فيه واجب‪،‬م والخلص فـ العلـم بـأن ينـوي بتعلمـه رفـع الهـل عـن نفسـه‪،‬م وقـد سئل المـاحما أحـد عـن النيـة فـ‬
‫العلم كيف تكون؟ فقاحل‪ :‬أن ينوي رفع الجهل عن نفسه‪.‬‬
‫فإذا كاحن فـ طلبـه للعلـم يـروما أن يكـون معلمـاح‪،‬م أو أن يكـون داعيـاح أو أن يكــون مؤلفـاح ونـو ذلـك فاحلنيـة الصـاحلة فيـه‬
‫والخلص ف ذلك يكون بشيئي‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن ينوي رفع الهل عن نفسه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن ينوي رفع الهل عن غيه‪.‬‬
‫فإذا ل ينو أحد هـذين‪،‬م أو لـ ينوهـاح معـاح‪،‬م فـإنه ليــس بصــاححب نيـة صـحيحة‪،‬م فـإذا راما أحــدناح أن يطلــب العلـم فل بـد‬
‫أن يكوناح ناحوياح رفع الهل عن نفسه‪،‬م وإذا نـوى هـذه النيـة يكـون مستحضـرا ‪-‬بـاحلطبع‪ -‬أن الـ جـل جللـه خلقـه ولـه عليـه‬
‫أمــر ونأــي ف ـ أصــل الصــول أل وهــو حقــه جــل وعل‪ :‬التوحيــد‪،‬م وكــذلك ف ـ المــر والنهــي ف ـ اللل وف ـ ال ـراما‪،‬م وســبب‬
‫القداما على النهياحت ف العقاحئد‪،‬م وكذلك ف السلوكر الهل‪،‬م من أسباحب ذلك الهل‪،‬م ث أسباحب أخرى‪.‬‬
‫فإذا علم ورفع الهل عن نفسه‪،‬م كاحن عاحلاح براد ال جل وعل‪،‬م ث بعد ذلـك يسـتعي الـ جل وعل فـ امتثـاحل يموراوداتـككه‬
‫الشرعية هذا أمر نفسي مهم‪.‬‬
‫والمر النفسي الثاحنا الهم أيضاح‪ :‬أنه حي يتلقى العلم يتلقى وهو واثق من علــم العلــم؛ يعنـ أن يكــون فـ نفســه أن‬
‫الصل ف العلم أنه يعلــم علــى الصـواب‪،‬م فـإذا دخــل وفـ نفسـه أن العلــم يعلــم غلطــاح أو أن معلومـاحته مشوشـة‪،‬م أو أنــه كـذا‬
‫وكذا ماح يضعفه ف العلم‪،‬م فإنه لن يستفيد من ذلك؛ لنه إذا استمع سيستمع بنفس العاحرض‪،‬م فسيأت إذا قـاحل كلمة أخـذ‬
‫ي‬
‫يفكــر بعــدهاح نصــف دقيقــة أو دقيقــة فيمــاح قــاحل‪،‬م قــاحل‪ :‬هــذا صــحيح وف ـ اطلعــاحته‪،‬م وقــد اطلــع كــذا وكــذا مــاح يعــاحرض كلما‬
‫العلم‪،‬م ث ف هذه الدقيقة)‪ (1‬يكون العلم قد أتى بشيء آخر‪،‬م فإذا انتهى هذا من تفسيه سع جلة أخــرى فتكــون مشوشــة‬
‫أيضاح‪،‬م فيدخل ف اعتاضاحت وهذا يرما الستمع العلم‪.‬‬
‫وإذا كاحن عند طاحلب العلم فيماح يسمع إشكاحلت أو إيرادات فيكون عنده ورقـة أو كراسـة بيـ يـديه يكتـب الشـكاحل‬
‫ثـ ل يفكــر فيــه وهــو يســتمع العلــم‪،‬م يكتــب بــث هــذه الســألة‪،‬م الســألة كــذا وكــذا‪،‬م ثـ بعــد ذلــك إذا فــرغ مــن هــذا الــدرس‬
‫يذهب هو ذلك اليوما أو بعده يذهب ويبحث هذه السألة أو يسأل عنهاح‪.‬‬
‫ومن العلوما أنه ليس من شرط العلـم أن يكــون مققـاح‪،‬م وليــس مـن شــرط العلـم أن يكـون مصـيباح دائمـاح‪،‬م فقـد يكـون لـه‬
‫اختيــاحرات أو آراء تــاحلف الشــهور‪،‬م أو يكــون لــه توجيهــاحت غلــط فيهــاح؛ لكــن الشــأن أن يكــون العلــم مشــهودا لــه بــاحلعلم‪،‬م‬
‫مؤصل ف العلم‪،‬م يعرف ماح يتكلم به‪،‬م فإذا عرف ماح يتكلم به وعرف أقـوال النـاحس وعثلم العلـم‪،‬م فإنه قـد يكــون عنـده غفلـة‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الثاحلث )‪1‬‬


‫[ ‪] 9‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ف مسـألة أو فـ حكـم أو نـو ذلـك‪،‬م فيغلوـط مـرةا أو يغلـط فـ تصـور ونـو ذلـك‪،‬م ليـس باحلعجيب؛ لن العلـم بشـر والبشـر‬
‫خطناحءون‪.‬‬
‫إذن الهم أن تتلقى العلم من وثقت بعلمه وأنت ف نفسية غي معاحرضة‪،‬م وهذا يرما كثيين علمـاح واسـعاح؛ حيـث إنأـم‬
‫يتلقون العلم بنفسية السؤال بنفسية من يستشكل‪،‬م ولذا من أكثر السؤال ف حلقاحت العلم ل يكون ميدا‪.‬‬
‫ت مرةا عند الشيخ عبد الرزااقا عفيفي العلمة العروف رحــه الـ تعـاحل‪،‬م وكـاحن عنــده مـن يسـأله عـن السـاحئل‬
‫وقد حضر ي‬
‫ف الجح‪،‬م فإذا أتى مستفتر يستفت فيأت هذا الساحئل ويقول له‪ :‬فـإن كـاحن كـذا‪ .‬يـاحول تعلــم العلـم بطــرح مسـاحئل أخــر غيـ‬
‫السألة الت استفت فيهاح الساحئل‪،‬م فقاحل له الشيخ رحه ال‪ :‬العلم ل يؤتى هكذا‪ ،‬وإنما يؤتى العلم بدراسته‪.‬‬
‫وهذا صحيح؛ لن التعلم حي يضر عند أهـل العلـم فيسـمع فـإنه إذا عــرض لذهنه أنـه ف كـل مـاح يـأت يسـأل أو فـ‬
‫ك ــل م ــاح يس ــمع يع ــتض‪،‬م كم ــاح م ــر معن ــاح ك ــثيا م ــن بعــض الخـ ـوان والشــباحب فـ ـ حلق ــاحت العل ــم؛ ي ــوردون أس ــئلة وي ــوردون‬
‫استشكاحلت طبعاح بسب ماح عنده من العلم سألوا واستشكلوا ولو صبوا لكاحن خيا لم‪.‬‬
‫هذه النفسية تؤثر على الذهن وعلى صفاحئه وعلى تصور العلوما ف أثناحء الدرس‪.‬‬
‫لــذا ينبغــي لنــاح أننــاح حيـ ـ نتلقــى العلــم أن نتلقــاحه بنفســية مــن ليــس عنــده علــم البتــة‪،‬م يســمع ويســمع ويســمع‪،‬م وإذا‬
‫استشكل فيكون بعد ذلك ف مله يقيد ث يبحث أو يسأل عن ذلك‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫طبعاح هذا ف حق من وثقناح بعلمه فأخذناح عنه العلم عن ثقة باح يأت به‪[.‬‬

‫‪.‬ماح بي العكوفتي من الشريط الثاحلث بعد شرح تفسي التوحيد وشهاحدةا أن ل إله إل ال )‪1‬‬
‫[ ‪] 10‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫مقبدمـ ـ ــة الشارح‬


‫)‪ (1‬بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫الحمد ل‪,‬هل الذي بعث عباحده الرسلي بتوحيده‪,‬هل فأقاحموا الجة على العباحد‪،‬م واتفقوا من أثولم إل آخرهم على أنش ل معبود حثق إل ال‪,‬هل‬
‫وعلى أثن عباحدةا غيه باحطلة‪,‬هل وأثنه ماح يعبد غي ال إلث باحلبغي والظلم والعدوان‪،‬م وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له تأكيدا بعد‬
‫تأكيد لبياحن مقاحما التوحيد‪،‬م وأشهد أن ممدا عبد ال ورسوله صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماح كثيا إل يوما الدين‪.‬‬
‫أمـاح بعد‪:‬‬
‫فهذا الكتاحب ‪-‬وهو كتاب التوحيد‪،-‬م للمـاحما المصلح الدد شيخ السلما والسلمي؛ ممد بن عبد الوهـاحب‪,‬هل وهو غن عن‬
‫التعريف؛ لاح جعل ال جل وعل لدعوته من أثر ف شرقا الرض وف غرباح‪،‬م وف شاحلاح وف جنوباح‪،‬م ذلك أنأاح دعوةا ممد بن عبد ال عليه‬
‫الصلةا والسلما‪.‬‬
‫صننف ف‬ ‫وكتاب التوحيد الذي نن الن بصدد شرحه‪,‬هل كتاحب عظيم جدثا‪,‬هل وأجعت العلماحء ‪-‬أعن علماحء التوحيد‪ -‬على أنه ل يي و‬
‫السلما ف موضوعه مثليه‪,‬هل فهو كتاحب وحيد و فريد ف باحبه؛ لثنه ‪-‬رحه ال‪ -‬طرقا ف هذا الكتاحب مساحئلو توحيد العباحدةا‪,‬هل وماح ييضاحثد ذلك‬
‫التوحيد؛ إثماح من أصله‪,‬هل وإثماح ييضاحثد كماحله‪,‬هل وهذا على نو التفصيل الذي ساحقا به الشيخ رحه ال تلك الساحئل والبواب‪,‬هل ل ييوجد ف‬
‫كتاحب على نو سياحقته مموععاح‪.‬‬
‫ولذا طاحلب العلم ل يستغن ألبثتة عن هذا الكتاحب‪,‬هل من جهة معرفته بعاحنيه؛ لثنه مشتمل على الي والديث‪،‬م وقد شبثه بعض‬
‫العلماحء هذا الكتاحب بأنه قطعة من صحيح البخماحري رحه ال‪،‬م وهذا ظاحهر ف أثن الشيخ رحه ال جعل هذا الكتاحب ككتاحب البخماحري؛ من‬
‫جهة أن التجة فيهاح آية وحديث‪،‬م والديث دال على التجة‪,‬هل والية دالة على التجة‪,‬هل وماح بعدهاح يمفثسر لاح‪,‬هل وماح ساحقا من كلما أهل‬
‫العلم؛ من الصحاحبة‪،‬م أو من التاحبعي‪،‬م أو من كلما أئمة السلما‪،‬م فهو على نسق طريقة أب عبد ال البخماحري رحه ال؛ فإنه يسوقا أقوال‬
‫أهل العلم ف بياحن العاحنا‪.‬‬
‫هذا الكتاحب‪،‬م وصننفه إمـاحما الدعوةا ابتداءع ف البصرةا‪،‬م لاح رحل إليهاح‪،‬م وكاحن الداعي إل تأليفه ماح رأى من شيوع الشركر باحل جل جلله‪،‬م‬
‫جع هذا الكتاحب‪،‬م وترير الدلئل‬ ‫ومن افتقاحد التوحيد الق ف السلمي‪،‬م فرأى مظاحهر الشركر الكب‪،‬م والصغر‪,‬هل والفي‪،‬م فاحبتدأ ف البصرةا؛ ش‬
‫لساحئله‪،‬م ذكر ذلك تلميذه وحفيده الشيخ المـاحما عبد الرحن بن حسن رحه ال ف القاحماحت‪،‬م ث حرره الشيخ رحه ال وأكمله لـاح قدما‬
‫ندا‪،‬م وصاحر هذا الكتاحب كتاحب دعوةا‪,‬هل فهو يثل الدعوةا إل التوحيد؛ لن الشيخ رحه ال بني فيه أصول دلئل التوحيد‪،‬م بني فيه معناحه‬
‫وفضله‪،‬م وبني ضده والوف من ضده‪،‬م بني أفراد توحيد العباحدةا وأفراد توحيد الساحء والصفاحت إجاحل‪،‬م وبني الشركر الكب وصورا من الشركر‬
‫الكب‪،‬م وبني الشركر الصغر وصورا من الشركر الصغر‪،‬م وبني الوساحئل‪،‬م وبني حاحية التوحيد ومـاح يكون به‪،‬م وبني أيضاح شيئاح من أفراد توحيد‬
‫الربوبية‪،‬م فهذا الكتاحب ‪-‬كتاحب التوحيد‪ -‬كتاحب عظيم جدا‪،‬م ولذا يعظم أن تعتن به عناحية حفظ‪،‬م ودرس‪،‬م وتأممل؛ لنك أينماح كنت فأنت‬
‫متاحج إليه؛ ف نفسك‪,‬هل أو ف تبليغ العلم لن وراءكر‪،‬م سواء كاحن ذلك ف البيت‪،‬م أما كاحن ف السجد‪،‬م أما كاحن ف العمل‪،‬م أما ف أي جهة‪,‬هل‬
‫فمن فهم هذا الكتاحب‪،‬م فهم أكثر مساحئل توحيد العباحدةا‪،‬م بل فهم يجثلهاح وأغلبهاح‪.‬‬
‫نبتدئ الشرح‪،‬م وقد كنت نظرت ف كيف تكون طريقة شرح هذا الكتاحب‪،‬م والكتاحب ‪-‬كماح تعلمون‪ -‬طويل ل يكن شرحه بتوسط أو‬
‫ببسط ف نو ثاحنية عشر درساح‪ .‬والعلماحء الذين شرحوه ‪-‬وهم يكيثر‪ -‬كاحنوا بي مطيل‪،‬م ومتوسط‪،‬م ومتصر‪ .‬فنظرت ف ذلك‪،‬م فتقرر أن‬
‫يكون الشرح‪:‬‬
‫فيه ذكر للفوائد الت كثيا مـاح تلتبس على طلبة العلم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬من هنا يبدأ الشريط الول )‪1‬‬


‫[ ‪] 11‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وفيه بياحن مناحسبة الي والحاحديث للتجة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫وفيه بياحن وجه الستدلل من الية‪،‬م أو من الديث على القصود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لجاحج مع الصوما ف هذه الساحئل‪،‬م رباح باح ل يطاحلعه كثي منكم ف الشروح‪.‬‬ ‫‪ ‬وفيه ذكر شيء من تقرير ا ك‬
‫وهذه الطريقة الت سنسلكهاح؛ طريقة متصرةا‪،‬م سوف نأت بـاح إن شاحء ال تعاحل‪-‬ونسأله الدد منه‪،‬م والعاحنة‪،‬م والتوفيق‪،-‬م سنأت باح‬
‫على الكتاحب كثله بإذن ال‪،‬م مع عدما الخلل بإفهاحمه‪،‬م وعدما الخـلل بعاحنيه‪ .‬اقرأ‪...‬‬
‫[ ‪] 12‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قاحل شيخ السلما والسلمي مثدد الدعوةا والدثين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحه ال تعاحل‪:‬‬
‫]بسم الله الرحمن الرحيم[‬
‫س إعلل عليجـلعبتتدوعن﴾]الذارياحت‪[56 :‬‬ ‫ع‬ ‫كتـاب التوحيد وقول ال تعالى ﴿وما جخلجلق ت ع‬
‫ت ا لجلن جواللن ج‬ ‫جج‬

‫ت﴾]النحل‪ [36:‬الية‪.‬‬ ‫و قوله تعاحل ﴿جولججقلد بجـجعثلـجنا عفي تكبل أتلمتة جرتسومل أجلن اتلعبتتدوا ال لهج جوالجتجنعتبوا اللطاتغو ج‬
‫ع ع ع ع ع‬
‫سامنا﴾]السراء‪ [23:‬الية‪.‬‬ ‫ك أجلل تجـلعبتتدوا إلل إلياهت جوبا لجوالجديلعن إلح ج‬
‫ضى جرب ج‬ ‫وقوله تعاحل ﴿جوقج ج‬
‫وقوله تعاحل ﴿جوالعبتتدوا ال لهج جوجل تلشعرتكوا بععه جشليمئا﴾]النساحء‪ [36:‬الياحت‪.‬‬
‫ع ع ع‬ ‫عع‬
‫قوله تعاحل‪﴿ :‬قتلل تجـجعالجلوا أجتللت جما جحلرجم جربتكلم جعلجليتكلم أجلل تلشعرتكوا به جشليمئا جوبا لجوالجديلعن إلح ج‬
‫سامنا﴾]النعاحما‪[151 :‬‬
‫الياحت‪.‬‬
‫قاحل ابن مسعود )(‪ :‬من أراد أن ينظر إل وصية ممد الت عليهاح خاحته؛ فليقرأ قوله تعاحل ﴿قتلل تجـجعالجلوا أجتللت جما جحلرجم‬
‫صجراعطي تملستجعقيمما﴾]النعاحما‪ [153 -151:‬الية‪.‬‬ ‫ربتكم جعلجليتكم أجلل تلشعرتكوا بععه جشليمئا﴾ إلى قوله ﴿وأجلن جهجذا ع‬
‫ج‬ ‫ل‬ ‫ج ل‬
‫حاحرر فوـوقاحول ل‪» :‬جيا تمجعاتذ!ُ أجتجلدعري جما جحمق اللمعه جعجلى ا لععجباعد وما‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫ف النب ‪ .‬وعولى و‬ ‫ت كردي و‬‫ووعشن يموعاحذ بشكن وجبورل )( قواحول‪ :‬يكشن ي‬
‫ت‪ :‬ال وووريسوليهي أوشعلويم‪ .‬قواحول‪» :‬جحمق اللمعه جعجلى ا لععجباعد أجلن يجـلعبتتدوه جولج يتلشعرتكوا بععه جشليئا‪.‬هل جوجحمق‬ ‫ع‬
‫حمق العباد جعجلى ال؟هل« قيـشل ي‬
‫ك‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬
‫شلرتهلم‪.‬هل‬
‫س؟ قواحول‪» :‬لج تـبج م‬ ‫ت‪ :‬وياح وريسوول اللثه!ِ أوفولو أيبوثشير الثناح و‬‫ب جملن لج يتلشعرتك بعه جشليئا« قيـشل ي‬‫ا لعجباد جعجلى اللمه أجلن لج يتـجعمذ ج‬
‫فجـيجتمعكتلوا«‪.‬هل أخرجاحه‬
‫]الشرح[‬
‫س إعلل عليجـلعبتتدوعن﴾]الذارياحت‪ ([56 :‬عادة الصثنفي‬ ‫ع‬ ‫قوله) كتـاب التوحيد وقول ال تعاحل﴿وما جخلجلق ت ع‬
‫ت ا لجلن جواللن ج‬ ‫جج‬
‫والؤثلفي أن يضعوا بعد البسملة والمدلة خطبة للكتاحب يذكرون فيهاح طريقتهم ف هذا الكتاحب‪,‬هل ومرادهم من تأليفه‪.‬‬
‫وهاحهناح سؤال معروف‪،‬م وهو أن الشيخ رحه ال خاحلف طريقة الصثنفي‪،‬م فلم يعل للكتاحب خطبة يّبين فيهاح طريقته؛‬
‫س إعلل عليجـلعبتتدوعن﴾]الذارياحت‪ ([56 :‬فأخله من‬ ‫ع‬ ‫بل قاحل)كتـاب التوحيد وقول ال تعاحل﴿وما جخلجلق ت ع‬
‫ت ا لجلن جواللن ج‬ ‫جج‬
‫لطبة‪،‬م والسبب ف ذلك والثسثر فيه ‪-‬فيماح يظهر ل‪ -‬أثن التوحيد الذي سيبثينه الشيخ رحه ال ف هذا الكتاحب هو توحيد‬ ‫اي‬
‫ال جثل جلله‪،‬م وتوحيد ال بيننه ال جثل وعل ف القرآن‪،‬م فكاحن من الدب ف مقاحما التوحيد ألث يعل فاحصل بي الق‬
‫والثدال على الق وكلما الثدال عليه؛ فاحلق الذي ل هو التوحيد‪،‬م والذي دثل على هذا الق هو ال جل جلله‪،‬م والدليل‬
‫البخماحري رحه ال ف صحيحه؛ إشذ ل‬ ‫م‬ ‫صونع‬
‫عليه هو كلمه وكلما رسوله ‪،‬م وهذا من لطاحئف أثر التوحيد على القلب‪،‬م كماح و‬
‫يعل لصحيحه خطبة‪،‬م بل جعل صحيحه مبتدءاع باحلديث‪،‬م ذلك أن كتاحبه كتاحب سثنة‪،‬م ومن العلوما أن الدب ألث ييتقدما‬
‫بي يدي ال ورسوله‪،‬م فلم يقدما كلمه على كلما رسوله ‪،‬م فجعل البخماحري صحيحه مفتتحاح بقول الرسول »إعمنما اللعجماتل‬
‫بالمنيات‪ ,‬وإعنمجما لعتكبل المعرىَتء ما نجـجوىَ«‪،‬م وكتاحبه كتاحب سنة‪،‬م فجعل كتاحبه ف ابتدائه مبتدأ بكلما صاححب السنة عليه‬
‫الصلةا والسلما‪،‬م وهذا من لطيف العاحنا؛ الت يرعاحهاح من نوثر ال قلوبم لعرفة حقه‪،‬م وحق رسوله ‪.‬‬
‫[ ‪] 13‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫)كتاب التوحيد( )التوحيد( مصدر وثحد‪,‬هل يوثحد‪,‬هل توحيدا‪،‬م وقد جاحء هذا اللفظ )التوحيد( بقلة‪،‬م وجاحء ف السنة‬
‫ك تجألعتي قجـلومام‬
‫البخماحري أن النب ثلاح بعث معاحذ بن جبل إل اليمن قاحل» إنم ج‬
‫ث‬ ‫الدعوةا إل توحيد ال؛ كماح جاحء قي صحيح‬
‫ب‪ ،‬فجـليجتكلن أجموجل جما تجلدتعوتهلم إعلجليعه إلى أن يوبحدوا ال«؛ )يولحدوا( مصدره الثتوحيد‪،‬م وف الرواية الخرى من‬
‫أجلهل كعجتا ت‬
‫ج‬
‫معاحذ إل اليمن‪،‬م وهي ف الصحيحي قاحل » فجـليتكن أجوجل ما تجلدتعوهم إعلجيهع‬
‫حديث ابن عباحس هذا؛ الذي فيه قصةي بعثك ر‬
‫تل ل‬ ‫ج ل م ج‬
‫جشجهاجدةت أجلن ل إلهج إلم ال وأن محمدا جرتسوتل ال«‪ ،‬فدثل على أن الثتوحيد هو شهاحدةاي أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول‬
‫ال‪،‬م وتقيق هاحتي الشهاحدتي هو تقيق التوحيد‪.‬‬
‫جعلته واحدا‪،‬م ووثحد السلمون‬ ‫التوحيد‪ :‬جشعل الشيء واحدا‪,‬هل وثحد يعن جعله واحدا‪,‬هل تقول‪ :‬وثحشد ي‬
‫ت التكلم‪ .‬إذا و‬
‫الو؛ إذا جعلوا العبود واحدا وهو ال جل وعل‪.‬‬
‫والتوحيد الطلوب يشمل ماح أمر ال جل وعل ف الكتاحب من توحيده‪،‬م وهو ثلثة أنواع‪:‬‬
‫الول توحيد الربوبية‪،‬م الثاني توحيد اللوهية‪،‬م والثالث توحيد الساحء والصفاحت‪.‬‬
‫توحيد الربوبية‪ :‬معناحه توحيد ال بأفعاحله‪,‬هل أفعاحل ال كثيةا منهاح‪ :‬اللق‪،‬م والنرزاقا‪،‬م والحياحء‪،‬م والماحتة‪،‬م وتدبي اللك‪،‬م‬
‫والنفع‪،‬م والضنر‪،‬م والشفاحء‪،‬م والجاحرةا؛ يي ول ياحر عليه‪،‬م وإجاحبة دعوةا الضطر‪،‬م وإجاحبة دعوةا الداعي‪،‬م ونو ذلك من أفراد‬
‫الربوبية‪ .‬فاحلتفرد بذلك على الكماحل هو الله جل وعل‪ .‬فتوحيد الربوبية توحيد ال بأفعاحله سبحاحنه‪.‬‬
‫وتوحيد اللوهية‪ :‬مأخوذ من أوولهو‪,‬هل ويشأوليه‪,‬هل إكلة‪,‬هل وأيلوهة‪،‬م إذا وعبوود مع البة والتعظيم‪ .‬ييقاحل‪ :‬تأثله‪،‬م إذا عبد معظّماح مباح‪،‬م‬
‫ففشرقا بي العباحدةا واللوهة؛ فإثن اللوهة‪ :‬عباحدةا فيهاح البة والتعظيم والرضى باحلاحل والرجاحء والرغب والرهب‪ .‬فمصدر أوله‪،‬م‬
‫يأله‪,‬هل ألوهة‪،‬م وإلة‪،‬م ولذا قيل توحيد اللية‪،‬م وقيل توحيد اللوهية‪،‬م وهاح مصدران لـ‪ :‬أوولهو ويشأولهي‪ .‬ومعن أوولوه ف لغة العرب‪ :‬عبد‬
‫مع البة والتعظيم‪،‬م والتألمه العباحدةا على ذاكر النحو‪،‬م قاحل الراجزج)‪:(1‬‬
‫ل جدبر الغانيات المـتـلدهع سبللحن واسترجعن من تأبلهي‬
‫يعن من عباحدت‪،‬م فتوحيد اللـهية‪،‬م أو توحيد اللوهية هو توحيد العباحدةا‪،‬م يعن وجشعل العباحدةا لواحد وهو ال جل‬
‫جلله‪.‬‬
‫والعباحدةا أنواع‪،‬م والعباحدةا يفعلهاح العبد‪،‬م وال جل وعل هو الستحق لللوهة وللعباحدةا؛ يعن هو ذو اللوهة وهو ذو‬
‫العباحدةا على خلقه أجعي‪.‬‬
‫توحيد اللوهية هو توحيد ال بأفعاحل العبد؛ أفعاحلك متنوعة الت تفعلهاح تقرباح‪،‬م فإذا توثجهت باح لواحد‪-‬لواحد وهو ال‬
‫جثل وعل‪ -‬كنت موثحدا توحيد اللية‪،‬م فإذا توجه العبد باح ل ولغيه‪،‬م كاحن مشركاح ف هذه العباحدةا‪.‬‬
‫والنوع الثالث من التوحيد توحيد السماء والصفات‪ :‬ومعناحه أن يعتقد العبد أن ال جثل وجلله واحد ف أساحئه‬
‫ض العباحد الو جل وعل ف أصل بعض الصفاحت؛ لكنهم ل يوششوركونه جل وعل‬ ‫وصفاحته ل يماحثل له فيهماح‪،‬م وإن وشرككر بع ي‬
‫ف كماحل العن؛ بل الكماحل فيهاح ل وحده دون من سواه؛ فمثل الخملوقا قد يكون عزجيزجا‪،‬م وال جل جلله هو العزجيزج‪،‬م له؛‬
‫للمخملوقا من صفة العكثزجةا ماح يناحسب ذاته القيةا‪،‬م الوضيعة‪،‬م الفقيةا‪،‬م وال جثل وعل له من كماحل هذه الصفة منتهى ذلك‪،‬م‬
‫‪.‬هو رؤبة بن العجاحج ]فتح اليد ص‪1) [11:‬‬
‫[ ‪] 14‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫سعميع الب ع‬
‫صيتر﴾‬ ‫ليس له فيهاح مثيل‪،‬م وليس له فيهاح مشاحبه على الوجه التاحما؛ قاحل جل وعل ﴿لجي ع ع ع‬
‫س جكمثلله جشليءت جوتهجو ال ل ت ج‬
‫ل ج‬
‫]الشورى‪.[11:‬‬
‫هذه النواع الثلثة من التوحيد‪،‬م ذكرهاح الشيخ رحه ال ف هذا الكتاحب‪،‬م لكن لاح كاحنت التصاحنيف قبله اعتن فيهاح‬
‫ث‬
‫العلماحء ‪-‬أعن علماحء السنة والعقيدةا‪ -‬ببياحن النوعي الول والثاحلث؛ وهو توحيد الربوبية‪،‬م وتوحيد الساحء والصفاحت‪,‬هل هاح‬
‫توحيد الربوبية‪،‬م وتوحيد الساحء والصفاحت؛ لاح اعتن العلماحء بماح‪،‬م ل يبسط الشيخ رحه ال القول فيهماح‪،‬م وإناح بسط‬
‫ث‬
‫القول فيماح الناحس باحجة إليه‪،‬م ويفتقدون التصنيف فيه‪،‬م وهذه طريقة الماحما رحه ال؛ فإن كتاحباحته الخمتلفة‪،‬م وإن مؤلفاحت‬
‫ب فيماح الناحس باحجة إليه‪،‬م ل يكتب لجل‬ ‫الشيخ إناح كاحنت للحاحجة‪،‬م ليست للتكاحثر‪،‬م أو الستكثاحر‪،‬م أو للتفنن‪،‬م وإناح وكتو و‬
‫فرقا‪.‬‬
‫أن يكتب‪،‬م ولكن كتب لجل أن ويدعيوو‪،‬م وبي المرين ش‬
‫فإذن الشيخ رحه ال ف هذا الكتاحب بثي توحيد اللية والعبودية‪،‬م وبني أفراده من التوكل‪،‬م والوف‪،‬م والبة‪،‬م والرجاحء‪،‬م‬
‫والثرغبة‪،‬م ونو ذلك‪،‬م والستعاحنة‪،‬م والستغاحثة‪،‬م والذبح‪،‬م والنذر‪،‬م كل هذه العباحدات ل سبحاحنه دون من سواه‪،‬م و الشيخ‬
‫رحه ال لاح بسط ذلك‪،‬م بثي أيضاح ضدثه؛ وهو الشركر‪.‬‬
‫ث‬
‫فهذا الكتاحب ‪-‬كتاحب التوحيد‪ -‬الذي فيه بياحن توحيد العباحدةا‪،‬م والربوبية‪،‬م والساحء والصفاحت‪،‬م وفيه أيضاح بياحن ضد‬
‫ذلك؛ وضد التوحيد الثشركر‪.‬‬
‫والثشركر‪ :‬اتاحذ الشريك؛ يعن أن يعل واحدا شريكاح لخر‪،‬م يقاحل أششركر بينهماح‪،‬م إذا جعلهماح اثني‪،‬م أو أشركر ف أمره‬
‫غ ويه إذا جعل ذلك المر لثني‪،‬م فاحلشركر فيه تشريك‪،‬م وال جل وعل نأى عن الشركر كماح سيأت‪.‬‬
‫الشركر ف كلما أهل العلم مبّيني ماح دلت عليه النصوص‪،‬م ييقسم إل قسمي باحعتباحر‪،‬م و ييقسم إل ثلثة باحعتباحر‬
‫آخر‪.‬‬
‫الشركر يقسم إل‪:‬‬
‫شركر أكبر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وإل شركر أصغر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و ييقسم أيضاح باحعتباحر آخر إل‪:‬‬
‫شركر أكب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وشركر أصغر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وشركر خفي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والشركر‪ :‬هو اتاحذ الشريك مع ال جل وعل ف الربوبية‪،‬م أو ف العباحدةا‪،‬م أو ف الساحء والصفاحت‪.‬‬
‫والقصود هناح‪،‬م النهي عن اتاحذ الشريك مع ال جل وعل ف العباحدةا‪،‬م والمر بتوحيده سبحاحنه‪.‬‬
‫التقسيم الول‪ :‬أن يكون الشركر أكب وأصغر‪.‬‬
‫‪ ‬الكبر‪ :‬هو الخمرج من اللة‪.‬‬
‫[ ‪] 15‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫‪ ‬والصغر‪ :‬ماح وحكم الشاحر ي‬


‫ع عليه بأنه شركر‪،‬م وليس فيه تنديد كاحمل ييلحقه باحلشركر الكب‪،‬م وعنب عنه بعض‬
‫العلماحء بقوله‪ :‬ماح كاحن وسيلة إل الشركر الكب‪.‬‬
‫على هذا يكون الشركر الكب وثن منه ماح هو ظاحهر‪،‬م وثن منه ماح هو باحطن خفي‪:‬‬
‫الظاهر من الشرك الأكبر كشركر عيبناحد الوثاحن‪،‬م والصناحما‪،‬م وعينباحد القبور‪،‬م والموات‪،‬م والغاحئبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والباطن كشركر التوثكلي على الشاحيخ‪،‬م أو على اللة الخمتلفة‪،‬م أو كشركر وكفر الناحفقي؛ لن الناحفقي يمشركون‬ ‫‪‬‬
‫ف الباحطن‪،‬م فشركهم خفي‪،‬م ولكنه أكب‪،‬م وف الباحطن وليس ف الظاحهر‪.‬‬
‫الشركر الصغر على هذا التقسيم‪،‬م منه ماح هو ظاحهر‪،‬م ومنه ماح هو باحطن خفي‪:‬‬
‫الظاهر من الشرك الصغر ي‬
‫كلبس اللقة واليط‪،‬م وكاحلتماحئم‪،‬م وكاحللوكف بغي ال‪،‬م ونو ذلك من العماحل‬ ‫‪‬‬
‫والقوال‪.‬‬
‫والباطن من ذلك الفي كيسي الرياحء‪،‬م ونو ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فيكون إذن الرياحء على هذا التقسيم‪:‬‬
‫س جوجل يجلذتكتروجن ال لهج إعلل قجعليمل﴾]النساحء‪.[142:‬‬
‫منه ماح هو أكب كرياحء الناحفقي﴿يتـجراتءوجن اللنا ج‬ ‫‪‬‬
‫ب التسميع أو الراءاةا‪.‬‬
‫ومنه رياحء الؤمني رياحء السلمي حيث يتصثنع ف صلته‪،‬م أو ي ث‬ ‫‪‬‬
‫التقسيم الثاني للشركر أن يكون ثلثة أقساحما‪ :‬أكب‪,‬هل أصغر‪,‬هل خفي‪،‬م وهذا التقسيم يعن به أن‪:‬‬
‫‪ ‬الكبر‪ :‬ماح هو مرج من الثلة‪،‬م ماح فيه صشر ي‬
‫ف العباحدةا لغي ال جثل جلله‪.‬‬
‫والصغر‪ :‬ماح كاحن وسيلة لذلك الشركر الكب‪،‬م فيه تنديد ل يبلغ به من نندد أن يرج من السلما‪،‬م وقد وحكم‬ ‫‪‬‬
‫الشاحرع على فاحعله باحلشركر‪،‬م أو حقيقة الاحل أنه ندد وأشركر‪.‬‬
‫الشرك الخفي‪ :‬هو يسي الرياحء ونو ذلك ف هذا التقسيم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من أهل العلم من يقول باحلول‪،‬م ومنهم من يقول باحلثاحنا‪،‬م وهاح متقاحبلن‪،‬م وهاح متساحوياحن؛ أحدهاح يوافق الخر‪،‬م ليس‬
‫بينهماح اختلف‪:‬‬
‫ت من يقول‪ :‬إن الشركر أكب وأصغر‪،‬م فهذا صحيح‪.‬‬ ‫فإذا سع و‬
‫ت ‪-‬وهو قول أئمة الدعوةا‪ :-‬إن الشركر أكب وأصغر وخفي‪،‬م فهذا أيضاح صحيح‪.‬‬ ‫وإذا سع و‬
‫إذا تبي ذلك‪،‬م فاحلشركر ييعنب عنه باحلتنديد‪،‬م ولذا قاحل جل وعل﴿فججل تجلججعتلوا لعلعه جأنجدامدا﴾]البقرةا‪،[22:‬م وقاحل النب‬
‫ك«‪،‬م التنديد منه تنديد أعظم‪،‬م ومنه تنديد ليس فيه‬ ‫ي الذنب أعظم‪،‬م قاحل »أجلن تجلججعجل ل نعمدا جوتهجو جخلججق ج‬
‫حينماح سئل أ م‬
‫صرف العباحدةا لغي ال‪:‬‬
‫فإذا كاحن التنديد ف جعل العباحدةا لغي ال‪،‬م صاحر التنديد أكب‪،‬م صاحر شركاح أكب‪.‬‬
‫وإذا كاحن التنديد فيه جعل غي ال جل وعل كنددا ل ف عمل ول يبلغ ذلك الشركر الكب‪،‬م فإثنه يكون تنديد أصغر‬
‫وهو الشركر الصغر‪.‬‬
‫[ ‪] 16‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫هذه مقدماحت وتعاحريف مهثمة بي يدي شرح هذا الكتاحب العظيم‪.‬‬


‫قال إماحما هذه الدعوةا )كتاب التوحيد‪ ،‬وقول ال تعالى(‪،‬م )قول( هذه كماح ف صحيح البخماحري تنطقهاح‪:‬‬
‫ب قوكل ال‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫‪ ‬إماح على العطف؛ )كتاب التوحيد‪ ،‬وقول ال(‪،‬م يعن وكتاح ي‬
‫‪ ‬أو على الستئناحف؛ )وقويل ال تعاحل(‪.‬‬
‫س إعلل عليجـلعبتتدوعن﴾]الذارياحت‪،([56:‬م هذه الية فيهاح بياحن التوحيد؛‬ ‫ع‬ ‫قاحل )وقول ال تعالى ﴿وما جخلجلق ت ع‬
‫ت ا لجلن جواللن ج‬ ‫جج‬
‫وجه ذلك أنن السلف فثسروا )إعلل عليجـلعبتتدوعن(‪،‬م يعن إلن ليوحثدوكن‪,‬هل دليل هذا الفهم‪،‬م أثن الرسل إثناح يبعثت لجل التوحيد؛‬
‫توحيد العباحدةا‪،‬م فقوله )إعلل عليجـلعبتتدوعن( يعن إلن ليوحدوكن‪.‬‬
‫س إعلل( هذا فيه حصر‪،‬م ومعلوما أن )جما( الناحفية مع )عإلل( تفيد الصر والقصر‪,‬هل معن‬ ‫ع‬ ‫قوله )وما جخلجلق ت ع‬
‫ت ا لجلن جواللن ج‬ ‫جج‬
‫ت الن والنس لغاحية واحدةا هي العباحدةا دون ماح سواهاح‪،‬م ففيه قصر عثلة اللق على العباحدةا‪.‬‬ ‫الكلما‪ :‬وخلق ي‬
‫وقوله )إعلل عليجـلعبتتدوعن(‪،‬م )إعلل( هذه تسثمى أداةا استثناحء يمفنرغ‪,‬هل مفثرغ من أعم الحوال ‪-‬كماح يقول النثحاحةا‪،-‬م يعن وماح‬
‫خلقت الن والنس لشيء أو لغاحية من الغاحياحت أبدا إلث لغاحية واحدةا‪،‬م وهي أن يعبدوكن‪.‬‬
‫وقوله )عليجـلعبتتدوعن( اللما هذه تسثمى لما التعليل؛ ولما التعليل هذه قد يكون العن تعليل غاحية‪،‬م أو تعليل عثلة؛ تعليل‬
‫غاحية يكون ماح بعدهاح مطلوباح؛ لكن قد يكون و قد ل يكون‪،‬م يعن هذه الغاحية‪،‬م ويسميهاح بعض العلماحء لما الكمة‪،‬م وفرقا‬
‫بي العلة والكمة‪،‬م يعن ماح الكمة من خلق الن والنس؟ أن يعبدوا ال وحده دون ماح سواه‪،‬م هذا التعليل بقوله‬
‫ت‪ :‬أحضريته لقرأ‪,‬هل فيكون علة الحضاحر‪،‬م أو‬ ‫)عليـعبتدوعن( قلناح تعليل غاحية؛ مثل قلت ل ك‬
‫ت الكتاحب؟ قل و‬‫ك‪ :‬لماح أحضر و‬‫ي و‬ ‫ج لت‬
‫الكمة من الحضاحر القراءةا‪،‬م قد تقرأ‪،‬م وقد ل تقرأ‪،‬م بلف اللما الت يكون معناحهاح العلة الت يتتب عليهاح معلويلاح‪،‬م والت‬
‫يقول العلماحء ف نوهاح‪ :‬الحكم دائر مع علته وجودا وعدما‪ .‬تلك علة القياحس‪،‬م الت ل يتخمثلف فيهاح العلول عن العلة‪.‬‬
‫فهناح اللما هذه لما علة الغاحية؛ لن من اللق من يوجد وخلقه ال جل وعل‪،‬م لكن عبوود غيه‪،‬م ولما الكمة شرعية؛ ماح‬
‫س إعلل عليجـلعبتتدوعن( نفهم من هذا أثن هذه الية‬ ‫ع‬ ‫بعدهاح يكون مطلوباح شرعاح‪،‬م قاحل جل وعل هناح )وما جخلجلق ت ع‬
‫ت ا لجلن جواللن ج‬ ‫جج‬ ‫ث‬
‫دالة على التوحيد‪،‬م من جهة أثن الغاحية من اللق هو التوحيد‪،‬م والعباحدةا هناح هي التوحيد‪,‬هل حقيقة العباحدةا الضوع والذل‪،‬م‬
‫فإذا انضاحف إليهاح البة والنقياحد‪،‬م صاحرت عباحدةا شرعية؛ قاحل طوورفة ف وصف ناحقة‬
‫ك )‪(1‬‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫ووظيعفاح ووظيعفاح فوـشووقا ومشورر يموعبند‬ ‫ت‬‫يتباحكري عتاحقاحع ناحجياحتر وأوتشـبوـوع ش‬
‫الور‪ :‬الطريق‪،‬م والعثبد‪ :‬هو الذي ذيّلل من كثرةا وطء القداما عليه‪،‬م وقاحل أيضاح ف معلقته‪:‬‬
‫ك )‪(2‬‬
‫ت إكفشراود الوبعكي الوعبنـد‬ ‫ي‬ ‫ويأفكرشد‬ ‫إل أشن تاحومشتن الوعشيةاي يكملهاح‬
‫ي‬
‫يقول‪ :‬هي تباحري إبل كراماح مسرعاحت ف السي وتتبع وظيف‪ -‬ماحبي الرسغ إل الركبة‪ -‬رجلهاح وظيف يدهاح فوقا طريق مذلل باحلسلوكر والوطء )‪1‬‬
‫باحلقداما والوافر والناحسم ف السي ‪].‬عبد ال السي بن أحد بن السي الزجوزانا‪،‬م شرح العلقاحت السبع‪،‬م دار اليقضة العربية بيوت‪،‬م ‪،1969‬م ص‬
‫‪[120.‬‬
‫يقول فتجنبتن عشيت كماح يتجنب البعي الطلي باحلقطران وأفردتن لاح رأت أنا ل أكف عن إتلف الاحل والشتغاحل باحللذات‪ ].‬الزجوزانا‪،‬م شرح )‪2‬‬
‫‪.‬العلقاحت السبع ص ‪[137‬‬
‫[ ‪] 17‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫يعن الذي صاحر ذليل‪،‬م لنه أصيب باحلرض فيجعل بعيدا عن باحقي البعرةا‪،‬م فصاحر ذليل لعدما الخماحلطة‪.‬‬
‫ف الشر ع العباحدةا‪ :‬هي امتثاحل المر والنهي على جهة البة والرجاحء والوف‪.‬‬
‫قاحل بعض العلماحء‪ :‬إن العبادة هي ما تأمر به من غير اقتضاء عقلي‪ ,‬اطراد تعرفي‪ .‬وهذا تعريف الصوليي‪.‬‬
‫وقاحل شيخ السلما ف بياحن معناحهاح‪،‬م ف أول رساحلة العبودية‪ :‬العبادة اسم جامع لما يحبه ال ويرضاه من القوال‬
‫والعمال الظاهرة والباطنة‪.‬‬
‫إذن كدللة هذه الية‪،‬م ن‬
‫أن كنل فرد من أفراد العباحدةا يب أن يكون ل وحده دون ماح سواه؛ لثن الذي خلقهم‪,‬هل خلقهم‬
‫لجل أن يعبدوه‪،‬م فكونأم يعبدون غيه‪،‬م وهو الذي خلقهم هذا من العتداء والظلم؛ لنه ليس ومن يلق كمن ل يلق؛‬
‫قاحل جل وعل ﴿أجفججملن يجلخلتتق جكجملن جل يجلخلتتق﴾]النحل‪.[17:‬‬
‫ت﴾]النحل‪([36:‬‬‫قاحل الشيخ رحه ال )وقوله ﴿جولججقلد بجـجعثلـجنا عفي تكبل أتلمتة جرتسومل جأن اتلعبتتدوا ال لهج جوالجتجنعتبوا اللطاتغو ج‬
‫هذه الية تفسي للية قبلهاح‪,‬هل الية قبلهاح فيهاح بياحن معن العباحدةا‪،‬م فيهاح بياحن الغرض من اللق‪،‬م وأنه لجل العباحدةا‪،‬م هذه‬
‫ت(‪.‬‬ ‫العباحدةا يأرسلت باح الرسل بدليل قوله )جولججقلد بجـجعثلـجنا عفي تكبل أتلمتة جرتسومل جأن اتلعبتتدوا ال لهج جوالجتجنعتبوا اللطاتغو ج‬
‫ت(‪،‬م ففي قوله )اتلعبتتدوا ال لهج( إثباحت‪،‬م وف قوله )جوالجتجنعتبوا‬ ‫يبعثت الرسل باحتي الكلمتي )اتلعبتتدوا ال لهج جوالجتجنعتبوا اللطاتغو ج‬
‫ت( نفي‪،‬م وهذا معن التوحيد‪،‬م وهو أنه مشتمل على إثباحت ونفي‪،‬م ل إلـه إل ال؛ أعبدوا ال واجتنبوا الطاحغوت؛‬ ‫اللطاتغو ج‬
‫لن النفي فيه اجتناحب الطاحغوت‪،‬م وهو كل إلـه يعبد باحلبوغي والظلم والعدوان‪،‬م والثباحت؛ إثباحت العباحدةا ف ال وحده دون‬
‫ت( نفي الشراكر‪.‬‬ ‫ماح سواه‪،‬م ففي قوله )اتلعبتتدوا ال لهج( التوحيد الثبت‪،‬م وف قوله )الجتجنعتبوا اللطاتغو ج‬
‫والطاحغوت‪ :‬فوـوعيلوت من الطغياحن‪،‬م وهو كل ماح جاحوزا به العبد حنده من متبوع أو معبود أو مطاحع‪.‬‬
‫ع ع ع ع ع‬
‫ك أجلل تجـلعبتتدوا‬
‫ضى جرب ج‬ ‫ك أجلل تجـلعبتتدوا إلل إلياهت جوبا لجوالجديلعن إلح ج‬
‫سامنا﴾]السراء‪) ([23:‬جوقج ج‬ ‫ضى جرب ج‬
‫قاحل )وقوله تعالى ﴿جوقج ج‬
‫صى‪،‬م و أمر و وصى فيهماح معن القول دون‬ ‫ضى( ‪-‬كماح فثسرهاح عدد من الصحاحبة‪ -‬هناح بعن أمر و و ن‬ ‫إعلل إعلياهت(‪) ،‬قج ج‬
‫حروف القول‪،‬م فتكون )أجلل تجـلعبتتدوا(؛ )ألن( هناح تفسيية‪،‬م يعن أمر و وصى‪،‬م باحذا؟ بـ‪ :‬ل تعبدوا إل إياحه وباحلوالدين‬
‫إحساحناح‪.‬‬
‫قوله )أجلل تجـلعبتتدوا إعلل إعلياهت(‪ ،‬هذا معن ل إلـه إل ال باحلطاحبقة؛ لثن )لج( النفي ف الملتي وهناح )تجـلعبتتدوا(‪،‬م وف كلمة‬
‫التوحيد إلـه واللـه هو العبود‪،‬م )أجلل تجـلعبتتدوا إعلل إعلياه( يعن يأحصروا العباحدةا فيه وحده دون ماح سواه‪،‬م أمر بذا ووصى بذا‪،‬م‬
‫وهذا معن التوحيد؛ فإن كدللة الية على التوحيد ظاحهرةا؛ ف أنن التوحيد إفراد العباحدةا ل‪،‬م أو تقيق كلمة ل إلـه إل ال‪،‬م‬
‫وهذا الذي دلت عليه هذه الية‪.‬‬
‫ع ع ع‬
‫قاحل)جوبا لجوالجديلعن إلح ج‬
‫سامنا( يعن وأحسنوا باحلوالدين إحساحناح‪.‬‬
‫قاحل)وقوله تعالى ﴿جوالعبتتدوا ال لهج جوجل تلشعرتكوا بععه جشليمئا﴾]النساحء‪ ([36 :‬هذا أيضاح فيه إثباحت ونفي‪،‬م فيه أمر ونأي‪،‬م أنماح‬
‫المر ففي قوله )جوالعبتتدوا ال لهج(‪ ،‬والنهي ف قوله )جوجل تلشعرتكوا بععه جشليمئا(‪ ،‬وقد مثر معك دكللة قوله )العبتتدوا ال لهج( مع النفي‬
‫على توحيد ال‪.‬‬
‫[ ‪] 18‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قوله هناح )جوجل تلشعرتكوا بععه جشليمئا( لحظ أن )لج( هناح ناحفية‪،‬م ومن التقثرر ف علم الصول‪،‬م أنن النفي إذا تسنلط على‬
‫نكرةا فإنه يفيد العموما‪،‬م و)لج( بعدهاح نكرةا‪،‬م وهو الصدر الشستككن ف الفعل؛ لن الفعل الضاحرع مشتمل على مصدر‬
‫ي‬
‫وزامن‪،‬م )جل تلشعرتكوا( يعن ل إشراعكاح به‪،‬م فـ)تلشعرتكوا( متضمنة لصدر‪،‬م والصدر نكرةا‪،‬م فيكون قوله )جل تلشعرتكوا( يعن بأي‬
‫نوع من الشركر‪،‬م )جوجل تلشعرتكوا بععه جشليمئا(‪ ،‬و)جشليمئا( أيضاح هناح نكرةا ف سياحقا النفي‪،‬م )جل تلشعرتكوا بععه جشليمئا(‪،‬م فدثلت على‬
‫عموما الشياحء‪،‬م فصاحر ‪-‬إذن‪ -‬عندناح ف قوله تعاحل )جوجل تلشعرتكوا بععه جشليمئا( وثن عموماحن‪:‬‬
‫‪ ‬الول‪ :‬دنلت الية على النهي عن جيع أنواع الشركر‪،‬م وذلك لن النهي تسثلط على الفعل‪،‬م والفعل فيه‬
‫مصدر يمشستككثن‪،‬م والصدر نكرةا‪.‬‬
‫‪ ‬والثانية‪ :‬أنن مفعول )تلشعرتك(؛ )جشليمئا(‪،‬م و)جشليمئا( نكرةا‪،‬م والنكرةا جاحءت ف سياحقا النهي‪،‬م وذلك يدل على‬
‫عموما الشياحء‪،‬م يعن ل الشركر الصغر مأذوناح به‪،‬م ول الكب‪،‬م ول الفي‪،‬م لكدللة قوله )جل تلشعرتكوا بععه(‪ ،‬وكذلك‬
‫ب‪،‬م ول بصاحل‪،‬م ول بعاحل‪،‬م ول بطاحل‪،‬م ول بقريب‪،‬م ول ببعيد‪،‬م بدللة قوله‬
‫ليس مأذوناح أن يشركر ل بلك‪،‬م ول بن ث‬
‫)‪(1‬‬
‫)جشليمئا( وهذا استدلل ظاحهر الوضوح ف الدللة على التوحيد باحلمع بي النفي والثباحت‪.‬‬
‫ششُيئئا﴾]النأعام‪ [151 :‬اليآات‪(.‬‬ ‫شهرككوا بههه أ‬‫قال)قوله تعالى﴿قكشُل تأأعالأشُوا أأشُتكل أما أحلرأم أرببككشُم أعلأشُيككشُم أألل تك شُ‬
‫)قكشُل تأأعالأشُوا( يآعني يآا ممنَ حررم بعض النأعام‪ ،‬وافترى على ا في ذلك )قكشُل تأأعالأشُوا أأشُتكل أما أحلرأم أرببككشُم‬
‫ششُيئئا( قال العلماء‪) :‬أن( هنا تفسيريآة متعلقة بمحذوف تقديآره وصاكم؛ لنأ‬ ‫شهرككوا بههه أ‬ ‫أعلأشُيككشُم أألل تك شُ‬
‫)أن( التفسيريآة تتعلق كما ذكرت لك بكلمة فيها معنى القول دونأ حروف القول وحددوها بقوله‬
‫صاككم بههه لأأعللككم تأشُعقهكلوأن( في اليآة الولى‪ ،‬ثم )لأأعللككم‬ ‫صاككم( لنأه في آخر اليآ جاء )أذلهككشُم أو ل‬ ‫)أو ل‬
‫تأأذلككرون( في اليآة الثانأية‪ ،‬ثم )لأأعللككم تأتلكقون( في اليآة الثالثة كلها فيها الوصية‪ .‬فإذنأ يآكونأ تقديآر‬
‫الكلم‪ :‬قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم وصاكم أل تشركوا به شيئا‪ .‬يآعني‪ :‬أمركم‪ ،‬والوصية هنا‬
‫ششُيئئا( دللتها‬ ‫شهرككوا بههه أ‬ ‫شرعية‪ ،‬وإذا كانأت الوصية منَ ا شرعية‪ ،‬فهي أمر واجب‪ ،‬فقوله )أألل تك شُ‬
‫‪.‬على التوحيد كدللة آيآة النساء قبلها‬
‫ثم ساق الشيخ رحمه ا أثر ابنَ مسعود قال)قال ابن مسعود‪:‬من أراد أن ينظر إلى وصية محمد‬
‫صى‬ ‫التي عليها خاتمه؛ فليقرأ قوله تعالى(‪) ،‬التي عليها خاتمه(‪ ,‬يآعني التي كانأت منَ آخر مـا و ص‬
‫صى وختم على هذه الوصية‪ ،‬وُفتحت بعد وفاته‬ ‫به‪ ،‬منَ آخر مـا أمر به‪ ,‬يآعني التي لو قُّدر أنأه و ص‬
‫‪. X‬عليه الصلةا والسلم‪ ،‬وانأتقاله إلى الرفيق العلى‪ ،‬لكانأت هذه اليآات التي فيها الوصايآا العشر‬
‫هذا منَ ابنَ مسعود للدّللة على عِظم شأنأ هذه اليآات‪ ،‬التي افتتحت بالنهي عنَ الشرك‪ ،‬والنبي‬
‫ابتدأ دعوته بالأمر بعبادةا ا وحده والنهي على الشرك‪ ،‬واختتمها أيآضا ‪-‬كما دل عليه كلم ابنَ‬
‫مسعود هذا‪ -‬بالمر التوحيد‪ ،‬والنهي عنَ الشرك؛ فدل على أنأ ذلك‪ ،‬أولى المطالب‪ ،‬وأول‬
‫‪.X‬المطالب‪ ،‬وأهم المطالب‬
‫ف النبي ‪ .‬أعألى هحأمالر فأأقاأل لي ‪ :‬أيا كمأعاكذ!ُ أأتأشُدهريِ‬ ‫ت هردي أ‬ ‫قال بعد ذلك )أعشُن كمأعاهذ شُبهن أجبألل )( أقاأل‪ :‬ككشُن ك‬
‫اه أعألى اشُلهعأباهد‬ ‫ق ا‬ ‫سولكهك أأشُعلأكم‪ .‬أقاأل‪» :‬أح ا‬ ‫ت‪ :‬ا أوأر ك‬ ‫ق العباهد أعألى ا؟هلل قكشُل ك‬ ‫اه أعألى اشُلهعأباهد وما ح ا‬ ‫ق ا‬ ‫أما أح ا‬
‫شهرككوا‬ ‫اه أعألى اشُلهعأباهد أأشُن يأشُعبككدوه أولأ يك شُ‬‫ق ا‬‫ششُيئا‪ («.‬هذا موطنَ الشاهد‪) ،‬أح ا‬ ‫شهرككوا بههه أ‬ ‫أأشُن يأشُعبككدوه أولأ يك شُ‬
‫ششُيئا( وهذا قد مرر بيانأ معناه؛ لكنَ الشاهد منَ هذا الحديآث‪ ،‬ومناسبة البتداء؛ ابتداء كتاب‬ ‫بههه أ‬
‫اه أعألى‬ ‫ق ا‬ ‫اه أعألى اشُلهعأباهد؟( ثم قال‪) :‬أقاأل‪» :‬أح ا‬ ‫ق ا‬ ‫ق(‪ ) ،‬أأتأشُدهريِ أما أح ا‬ ‫التوحيد أنأه أتى فيه بلفظ )أح ا‬
‫‪.‬هناح ينتهي الوجه الول للشريط الول ويبدأ الوجه الثاحنا )‪1‬‬
‫[ ‪] 19‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ششُيئا«(‪ ،‬هذا الحق؛ حق واجب ل جل وعل؛ لنأ الكتاب والسنة؛‬ ‫شهرككوا بههه أ‬‫اشُلهعأباهد أأشُن يأشُعبككدوه أولأ يك شُ‬
‫‪.X‬بل ولنأ المرسلينَ جميعا أتوا بهذا الحق وببيانأه‪ ،‬وأنأه أوجب الواجبات على العباد‬
‫اه( هذا حق‬ ‫ق اشُلهعأباهد أعألى ا‬ ‫ششُيئا(‪) ،‬أح ا‬ ‫شهركك بههه أ‬ ‫اه أأشُن لأ يكأعاذ أ‬
‫ب أمشُن لأ يك شُ‬ ‫ق اشُلهعأباهد أعألى ا‬
‫ثم قال )أوأح ا‬
‫أحرقه ا على نأفسه‪ ،‬باتفاق أهل العلم‪ ،‬وبإيآجابه على نأفسه في بعض أقوالهم‪ ،‬كما قاله الشيخ تقي‬
‫‪.‬الديآنَ ابنَ تيمية رحمه ا‬
‫ق اشُلهعأباهد أعألى ا ه‬
‫ا(‬ ‫هـل هذا حق واجب أم ل؟ نأقول‪ :‬نأعم هو حق واجب‪ ،‬لكنَ بإيآجاب ا ذلك )أح ا‬
‫الحق على نأفسه‪ ،‬وا جل وعل يآحصرِم على نأفسه ما يآشاء‪ ،‬بما يآوافق حكمته‪ ،‬ويآوجب على نأفسه ما‬
‫ظالأكموا«‪ ،‬حرم‬ ‫سي‪ ،‬أوأجأعشُلتكهك بأشُينأككشُم كمأحلرئما؛ فألأ تأ أ‬ ‫ت ال ب‬
‫ظشُلأم أعألى نأشُف ه‬ ‫يآشاء بما يآوافق حكمته‪ » ،‬إهلني أحلرشُم ك‬
‫‪.‬ا الظلم على نأفسه‪ ،‬كذلك أوجب على نأفسه أشياء‬
‫ل به‪ ،‬حق تفضّلٍ‪ ،‬ل حق‬ ‫بعض أهل العلم تحاشى لفظ اليآجاب على ا‪ ،‬وقال‪ :‬يآعبرر بأنأه حق يآتفضر ُ‬
‫إيآجاب‪ .‬وهذا ليس بُمتممعيّنَ؛ لأصنأ الحق الواجب‪ ،‬أوجبه ا على نأفسه‪ ،‬والعباد ل يآوجبونأ على ا‬
‫ضل على عباده بذلك‪ ،‬وا‬ ‫جصل وعل شيئا منَ الحقوق‪ ،‬وهو جصل وعل أوجبه على نأفسه؛ لنأه تف ر‬
‫‪.‬جصل جلله ل يآخلف الميعاد‬

‫باب فضل التوحيد وما يكفبر من الذنوب‬


‫ك لجتهلم اللجلمتن جوتهلم تملهتجتدوجن ﴾ا]النعاحما‪.[82 :‬‬ ‫سوا عإيجمانجـتهلم بعظتلتم أتلولجئع ج‬ ‫ع‬ ‫لع‬
‫وقول ال تعاحل ﴿ا ذيجن آجمتنوا جولجلم يجـلب ت‬
‫ك لجته‪ ,‬جوأجمن تمجحممدا‬ ‫عن عباحدةا بن الصاحمت ؛ قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬جملن شعهتد أجمن لج إعلجهج إعلم ال جولحجدهت لج جشعري ج‬
‫ح عملنهت‪ ،‬جوا لججنمةج جحمق‪ ,‬جوالمناجر جحمق؛ أجلدجخلجهت ال‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫سجى جعلبتد اللمه جورسوله جوجكلجمتتهت أجلجقاجها إعجلى جملريججم جوترو ت‬
‫ع‬
‫جعلبتدهت جوجرتسولتته‪ ,‬جوأجمن عي ج‬
‫ا لججنمةج على ما كان من العمل« أخرجاحه‪.‬‬
‫ك جولجهج ال«‪.‬هل‬ ‫ولماح ف حديث كعتباحن‪» :‬فجعإمن ال قجلد جحمرجم جعجلى المناعر جملن جقاجل‪ :‬لج إعلجهج إعلم ال‪ ,‬يجـلبتجعغي بعجذلع ج‬
‫ب!ُ عبلمني شيئام أذكرك وأدعوك‬ ‫وعن أب سعيرد الدري ‪،‬م عن رسول ال ؛ قاحل‪» :‬قال موسى عليه السلم‪ :‬يا ر ب‬
‫به‪.‬هل قال‪ :‬قل يا موسى‪ :‬ل إله إل ال‪.‬هل قال‪ :‬يا رب!ُ كل عبادك يقولون هذا؟هل‪.‬هل قال‪ :‬يا موسى!ُ لو أن السموات‬
‫السبع وعامرهن غيري‪ ،‬والرضين السبع في كفة و)ل إله إل ال( في كفة‪ ،‬مالت بهن ل إله إل ال« رواه ابن‬
‫حباحن والاحكم وصححه‪.‬‬
‫ض‬‫ب اللر ع‬ ‫ت جرتسوجل ال ؛ يقول‪» :‬قال ال تعالى‪ :‬يا ابجن آجدجم لجلو أجتجـليتجعني بعتقرا ع‬ ‫س‪ :‬جسعملع ت‬
‫وللترمذي وحسنه عن أن ت‬
‫ج‬
‫ك بعتقجرابعجها جمغلعفجرمة«‪.‬‬
‫جخجطاجيا ثتمم لجعقيتجعني لج تلشعرتك بي جشليئام لجتجـليتت ج‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باب فضل التوحيد وما يكافر من الذنوب(‪ ،‬التوحيد بأنأواعه له فضل عظيم على أهله‪ ،‬ومنَ‬
‫أعظم فضله أنأه به تُكصفر الذنأوب‪ ،‬ولهذا قال الشيخ رحمه ا في التبويآب )باب فضل التوحيد وما‬
‫يكافر من الذنوب(‪) ،‬ما يكافر(‪) ،‬ما( هنا موصولة؛ موصول حرفي‪ ،‬يآعني تقردر مع ما بعدها‬
‫ب‪ ،‬فالتوحيد يآكفر الذنأوب جميعا‪ ،‬ل يآكفر‬ ‫بمصدر‪ ،‬يآكونأ المعنى‪ :‬باب فضل التوحيد وتكفيِره الذنأو م‬
‫[ ‪] 20‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫بعض الذنأوب دونأ بعض‪ ،‬فإنأ التوحيد حسنة عظيمة‪ ،‬ل تقابلها معصية إل وأحرق نأورُ تلك‬
‫‪.‬الحسنة أثر تلك المعصية‪ ،‬إذا مكُمل ذلك النور‬
‫ب‪ ،‬فالتوحيد يآعني منَ كصمله؛ كرمل )باب فضل التوحيد وما يكافر من الذنوب(‬ ‫يآعني وتكفيرِه الذنأو م‬
‫توحيد الربوبية وتوحيد اللـهية وتوحيد السماء والصفات‪ ،‬فإنأه تُكصفر ذنأوبه ‪-‬كما سيأتي في الباب‬
‫بعده‪ -‬أنأه منَ حقق التوحيد دخل الجنة بغير حسـاب‪ ،‬وكلما زاد التوحيد كلما محا منَ الذنأوب بمقدار‬
‫نَ العبد في الدنأيا وفي الخرةا بمقدار ِعظمه‪ ،‬وكلما زاد العبد في‬ ‫عظمه‪ ،‬وكصلما زاد التوحيد كلما أمِ م‬
‫تحقيق التوحيد كلما كانأ متعصرضّا لدخول الجنة على ما كانأ عليه منَ العمل‪ ،‬لهذا ساق المـام‬
‫‪.‬رحمه ا آيآة النأعام فقال )باب فضل التوحيد وما يكافر من الذنوب وقول ا تعالى(‬
‫منَ أهل العلم منَ قال إنأ قوله )وما يكفر من الذنوب(‪) ،‬ما( هنا موصول اسمي‪ ،‬يآعني والذيآ يآكصفره‬
‫‪.‬منَ الذنأوب‪ ،‬وهذا أيآضا سائغ ظاهر الصحة‬
‫سوا هإيأمانأكهشُم بهظكشُللم أكشُولأئهأك لأكهشُم اشُلأشُمكن أوكهشُم كمشُهتأكدوأن﴾]النأعام‪(:‬‬‫وقول ا تعالى ﴿اللهذيأن آأمكنوا أولأشُم يأشُلبه ك‬
‫الظلم هنا هو الشرك‪ ،‬كما جاء في الصحيحينَ منَ حديآث ابنَ مسعود‪ ،‬أنأ النبي قال في هذه ‪[82)،‬‬
‫اليآة حينما استعظم الصحابة هذه اليآة وقالوا‪ :‬يآا رسول أيآنا لم يآلبس إيآمانأه بظلم؟ فقال‪»:‬ليس الذيِ‬
‫ششُرأك لأظكشُلمم أعهظيمم﴾ ]لقمانأ‪،«[13:‬‬ ‫تذهبون إليه‪ ،‬الظلم الشرك‪ ،‬ألم تسمعوا لقول العبد الصالح ﴿إهلن ال ش‬
‫فالظلم هنا في مراد الشيخ الشرك‪ ،‬فيكونأ معنى اليآة بما يآناسب هذا الباب‪ :‬الذيآنَ آمنوا ولم يآلبسوا‬
‫نَ يآعني موصحمد‪ ،‬لم يآلبس إيآمانأه بشرك‪،‬‬ ‫ضل الذيآ آمم م‬ ‫إيآمانأهم بشرك‪ ،‬أولئك لهم المنَ وهم مهتدونأ‪ ،‬فف ض‬
‫‪.X‬لم يآلبس توحيده بشرك‪ ،‬أنأ له المنَ التام والهتداء التام‬
‫سوا هإيأمانأكهشُم بهظكشُللم(‪ ،‬أنأ قوله )بهظكشُللم( هنا نأكرةا في سياق )لأشُم‬ ‫وجه الدللة أنأ قوله)اللهذيأن آأمكنوا أولأشُم يأشُلبه ك‬
‫سوا(‪ ،‬وهذا يآدل على عموم أنأواع الظلم‬ ‫‪.‬يأشُلبه ك‬
‫هل العموم هنا العموم المخصوص أو العموم الذيآ يآراد به الخصوص؟ هنا يآُراد العموم الذيآ ُيآراد‬
‫‪.‬به الخصوص؛ لنأنا قلنا ‪-‬فيما سبق لك آنأفا‪ -‬أنأ النكرةا في سياق النفي أو النهي تدل على العموم‬
‫‪:‬العموم عند الصوليينَ‬
‫‪.‬تارةا يآكونأ باقيا على عمومه‪ ،‬هذه حالة‬
‫‪.‬وتارةا يآكونأ عموما مخصوصا‪ ،‬يآعني دخله التخصيص‬
‫‪.‬وتارةا يآكونأ عموما مرادا به الخصوص‪ ،‬يآعني لفظه عام ولكنَ يآُراد به الخصوص‬
‫وهذا الثالث هو الذيآ أراد به الشيخ رحمه ا وجه الستدلل منَ اليآة‪ ،‬فيكونأ الظلم هنا ‪-‬صحيح‪-‬‬
‫نأكرةا في سياق )لم( تدل على العموم؛ لكنَ عموم ُمرادد به الخصوص‪ ،‬وهو خصوص أحد أنأواع‬
‫الظلم؛ وهو الشرك‪ ،‬فيصير العموم في أنأواع الشرك‪ ،‬ل في أنأواع الظلم كلها؛ لنأ منَ أنأواع الظلم‬
‫ما هو منَ جهة ظلم العبد نأفسه بالمعاصي‪ ،‬ومنَ جهة ظلم العبد غيره بأنأواع التعديآات‪ ،‬ومنه ما هو‬
‫ظلم منَ جهة حق ا جل وعل بالشرك‪ ،‬فهذا هو المراد بهذا العموم‪ ،‬فيكونأ عموما في أنأواع‬
‫‪.‬الشرك‬
‫وبهذا يآحصل وجه الستدلل منَ اليآة‪ ،‬فيكونأ المعنى‪) :‬اللهذيأن آأمكنوا أولأشُم يأشُلبه ك‬
‫سوا هإيأمانأكهشُم(‪ ،‬يآعني‬
‫توحيدهم‪ ،‬بنوع منَ أنأواع الشرك )أكشُولأئهأك لأكهشُم اشُلأشُمكن أوكهشُم كمشُهتأكدوأن(‪ ،‬و)اشُلأشُمكن( هنا هو المنَ التام‬
‫في الدنأيا‪ ،‬المراد به أمنَ القلب‪ ،‬وعدم حزنأه على غير ا جل وعل‪ ،‬والهتداء التام في الدنأيا‬
‫والخرةا‪ ،‬وكلما صار ثمرم نأقص في التوحيد؛ بغشيانأ العبد بعض أنأواع الظلم الذيآ هو الشرك؛‬
‫الشرك الصغر أو الشرك الخفي‪ ،‬وسائر الشرك‪ ،‬ونأحو ذلك‪ ،‬فيذهب منه منَ المنَ والهتداء بقدر‬
‫‪.‬ذلك‪ ،‬هذا منَ جهة تفسير الظلم بأنأه الشرك‬
‫[ ‪] 21‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ت الظلم بأنأه جميع أنأواع الظلم‪ ،‬كما ذكر ذلك شيخ السلم ابنَ تيمية‪ ،‬فإنأه يآكونأ هناك‬ ‫فإذا فرسر م‬
‫مقابلة بينَ المنَ والهتداء‪ ،‬وبينَ حصول الظلم‪ ،‬فكلما انأتفى الظلم‪ُ ،‬وجد المنَ والهتداء‪ ،‬كلما‬
‫عظم المنَ والهتداء‪ ،‬وإذا زاد الظلم‪ ،‬قل المنَ والهتداء‪ ،‬بحسب‬ ‫كمل التوحيد وانأتفت المعصية‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫‪.‬ذلك‬
‫شهريأك لأكه‪ُ,‬‬‫قال )عنَ عبادةا بنَ الصامت ؛ قال‪ :‬قال رسول ا ‪» :‬أمشُن شههكد أأان لأ إهلأهأ إهلا ا أوشُحأدهك لأ أ‬
‫اه أورسوله أوأكلهأمتكهك أأشُلأقاأها إهألى أمشُريأأم أوكرومح همشُنهك‪،‬‬‫سى أعشُبكد ا‬ ‫سولككه‪ ُ,‬أوأأان هعي أ‬
‫أوأأان كمأحامدا أعشُبكدهك أوأر ك‬
‫ق؛ أأشُدأخلأهك ا اشُلأجناةأ على ما كان من العمل«(‪ ،‬مناسبة هذا الحديآث للباب قوله‬ ‫ق‪ ُ,‬أوالاناأر أح ا‬‫أواشُلأجناةأ أح ا‬
‫)على ما كان من العمل( وقوله )على ما كان( يآعني على الذيآ كانأ عليه منَ العمل‪ ،‬ولو كانأ‬
‫صرا في العمل‪ ،‬وعنده ذنأوب وعصيانأ‪ ،‬فإنأ فضل توحيده ل وشهادته ل بالوحدانأية‪ ،‬ولنبيه‬ ‫مق ّ‬
‫بالرسالة‪ ،‬ونأفي إشراك المشركينَ بعيسى‪ ،‬وإقراره بالغيب وبالبعث‪ ،‬فإنأ ذلك له فضل عليه؛ وهو‬
‫صرا في العمل‪ ،‬وهذا منَ فضل التوحيد على أهله‬ ‫‪.X‬أنأ يآدخله ا الجنة‪ ،‬ولو كانأ مق ّ‬
‫قال )ولهما في حديآث ِعتبانأ‪» :‬فأإ هان ا قأشُد أحارأم أعألى الاناهر أمشُن أقاأل‪ :‬لأ إهلأهأ إهلا ا‪ ُ,‬يأشُبتأهغي بهأذلهأك أوشُجهأ‬
‫ا«‪) ,(.‬أحارأم أعألى الاناهر أمشُن أقاأل‪ :‬لأ إهلأهأ إهلا ا‪ ُ,‬يأشُبتأهغي بهأذلهأك أوشُجهأ ا(‪ ،‬قوله )أمشُن أقاأل‪ :‬لأ إهلأهأ إهلا‬
‫ا( المراد بالقول هنا‪ ،‬الذيآ معه تمام الشروط‪ ،‬كقول النبي »الحبج عرفة« يآعني إذا أتى ببقية‬
‫الركانأ والواجبات‪ ,‬قوله هنا )أمشُن أقاأل‪ :‬لأ إهلأهأ إهلا ا( يآعني باجتماع شروطها‪ ،‬وبالتيانأ بلزمها‪،‬‬
‫)يأشُبتأهغي بهأذلهأك أوشُجهأ ا( ليخرج حال المنافقينَ لنأهم حينَ قالوها ل يآبتغونأ بذلك وجه ا فإنأ ا‬
‫حرم عليه النار‪ ،‬وقوله )أحارأم أعألى الاناهر( التحريآم في نأصوص الكتاب والسرنة ‪-‬تحريآم النار‪ -‬يآأتي‬
‫‪:X‬على درجتينَ‪ :‬الولى تحريآم مؤبد‪ ،‬والثانية تحريآم بعد أمد‬
‫التحريم المؤبد‪ :‬يآقتضي أنأ منَ حررم اُ عليه النار‪ ,‬فإنأه إذا كانأ التحريآم تحريآما مؤبدا فإنأه لنَ‬
‫‪.‬يآدخلها‪ ,‬يآغفر ا له‪ ،‬أو يآكونأ منَ الذيآنَ يآدخلونأ الجرنة بل حساب ول عذاب‬
‫‪.‬إذا كانأ التحريآم بعد أمد‪ ،‬يآعني ربما يآدخلها ثم يآحرم عليه البقاء فيها ‪]:‬التحريم بعد أمد[‬
‫وهذا الحديآث يآحتمل الول‪ ،‬ويآحتمل الثانأي‪) ،‬فأإ هان ا قأشُد أحارأم أعألى الاناهر أمشُن أقاأل‪ :‬لأ إهلأهأ إهلا ا(‪،‬‬
‫والذيآ أتى بالتوحيد‪ ،‬وانأتهى عنَ ضّّده‪ ،‬وكانأت عنده بعض الذنأوب والمعاصي‪ ،‬ومـات منَ غير‬
‫توبة‪ ،‬فهو تحت المشيئة؛ إنأ شاء اُ عرذبه‪ ،‬ثم حصرم عليه النار‪ ،‬وإنأ شاء اُ غفر له‪ ،‬وحررم عليه‬
‫‪.‬النار ابتداءء‬
‫صلء‬ ‫فإذنأ وجه الشاهد منَ الحديآث للباب‪ ،‬أرنأ هذه الكلمة وهي كلمة التوحيد‪ ,‬وسيأتي بيانأ معناها مف ص‬
‫ضل‬ ‫إنأ شاء ا تعالى‪ ،‬هذه الكلمة لما ابتغى بها صاحبها وجه ا‪ ،‬وأتى بشروطها‪ ،‬وبلوازمها‪ ،‬تف ر‬
‫ا عليه‪ ،‬وأعطاه ما يآستحقه منَ أنأره حصرم عليه النار‪ ،‬وهذا فضل عظيم‪ ،‬نأسأل ا جل وعل أنأ‬
‫‪.‬يآجعلنا منَ أهله‬
‫حديآث أبي سعيٍد الخدريآ بعد ذلك فيه )»قال موسى عليه السلم‪ :‬يا رب!ُ علمني شيئا ئ أذكرك‬
‫وأدعوك به‪ .‬قال‪ :‬قل يا موسى‪ :‬ل إله إل ا‪ .‬قال‪ :‬يا ربش!ُ كل عبادك يقولون هذا( في هذا الحديآث‬
‫دللة على أنأ أهل الفضل والرفعة في الديآنَ والخلص والتوحيد قد ُيآنربهونأ على شيء منَ مسائل‬
‫التوحيد‪ ,‬فهذا موسى عليه السلم ‪-‬وهو أحد أولي العزم منَ الرسل‪ ،-‬وهو كليم ا جل وعل‪ ،‬أراد‬
‫شيئا يآختص به غير ما عند الناس‪ ،‬وأعظم ما يآختص به أولياء ا وأنأبيائه ورسله وأولوا العزم‬
‫منهم‪ ،‬هو كلمة التوحيد ل إله إل ا‪ ،‬فأراد شيئا أخص‪ ،‬فعلم أنأه ل أخص منَ كلمة التوحيد؛ فهي‬
‫‪.‬أفضل شيء‪ ،‬وهي التي ُدصل عليها أُولوا العزم منَ الرسل‪ ،‬وممضنَ دونأهم منَ الناس‬
‫)قال يا رب!ُ كل عبادك يقولون هذا؟هلل قال‪ :‬يا موسى!ُ لو ألن السماوات السبع وعامأرهن غيريِ(‬
‫يآعني ومنَ في السماوات السبع؛ منَ الملئكة؛ ومنَ ُعصباد ا غير ا جصل وعل‪) ،‬والرضين السبع‬
‫[ ‪] 22‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫في كفة( يآعني لو تمثلت السماوات أجساما‪ ،‬والرض جسما‪ ،‬والجميع يآوضّع في ميزانأ له كصفتانأ‪،‬‬
‫وجاءت ل إله إل ا في الكصفة الخرى؛ كما قال هنا )و)ل إله إل ا( في كفة( لمالت بهنَ ل إله إل‬
‫ا‪ ,‬ل إله إل ا كلمة توحيد فيها ثِقمدل لميزانأ منَ قالها‪ ،‬وعظم في الفضل لمنَ اعتقدها‪ ،‬وما دلت‬
‫‪.‬عليه‪ ،‬فلهذا قال‪) :‬مالت بهن ل إله إل ا(‬
‫صّور أنأ ذنأوب العبد بلغت ثقل السماوات السبع‪ ،‬وثقل ما فيها منَ الُعرباد‬ ‫وجه الّدللة رأنأه لو تُ ُ‬
‫‪.‬والملئكة‪ ،‬وثقل الرض‪ ،‬لكانأت ل إله إل ا مائلة بذلك الثقل منَ الذنأوب‬
‫وهذا هو الذيآ دل عليه حديآث البطاقة؛ حيث جُعل على أحد العصاةا سجلت عظيمة‪ ،‬فقيل‪ :‬له هل‬
‫فوضّعت في الكفة الخرى‬ ‫لك منَ عمل؟ فقال‪ :‬ل‪ ,‬فقيل‪ :‬بل‪ ،‬ثم أخرجت له بطاقة فيها ل إله إل ا ُ‬
‫وثقلت البطاقة‬ ‫‪.‬فطاشت سجلت الذنأوب ُ‬
‫وهذا الفضل العظيم لكلمة التوحيد إنأما هو لمنَ قويآت في قلبه؛ ذلك أنأها في قلب بعض العباد تكونأ‬
‫مصدق‪ ،‬ل ريآب عنده فيما دلت عليه‪ ،‬معتقد ما فيها‪ ،‬محب لما دلت عليه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قويآة؛ لنأه مخلص فيها‪،‬‬
‫فيقوى أثُرها في القلب ونأوُرها‪ ،‬وما كانأ كذلك فإنأها تُحرق ما يآقابلها منَ الذنأوب‪ ،‬وأما منَ لم يآكنَ‬
‫‪.‬منَ أهل تمام الخلص فيها فإنأه ل تطيش له سجلت الذنأوب‬
‫فإذنأ يآكونأ هذا الحديآث‪ ،‬وحديآث البطاقة‪ ،‬يآدل على أنأ ل إله إل ا ل يآقابلها ذنأب‪ ،‬ول تقابلها‬
‫خطيئة؛ لكنَ هذا في حق منَ كصملها وحصققها بحيث لم يآخالطها في قلبه في معناها ريآب ول تردد؛‬
‫ومعناها مشتمل على الربوبية بالتضمنَ‪ ،‬وعلى السماء والصفات باللزوم‪ ،‬وعلى اللـهية‬
‫‪.‬بالمطابقة‬
‫لت ولو كانأت في ثقل‬ ‫فإذنأ يآكونأ منَ ميآكمُل له النأتفاع بهذه الكلمة‪ ،‬ول يآقابلها ذنأوب وسج ص‬
‫السماوات وما فيها والرض‪ ،‬يآكونأ ذلك في حق منَ كرمل ما دلت عليه منَ التوحيد‪ ,‬وهذا معنى هذا‬
‫‪.‬الحديآث وحديآث البطاقة‬
‫سوأل ا ؛ يقول‪» :‬قال‬ ‫ت أر ك‬‫سهمشُع ك‬
‫س‪ :‬أ‬‫وهذا أيآضا هو الذيآ دل عليه الحديآث الِخر في الباب )عن أن ل‬
‫ششُيئا ئ لأتأشُيتكأك بهقكأرابهأها‬
‫شهركك بي أ‬ ‫طاأيا ثكام لأهقيتأهني لأ تك شُ‬
‫ض أخ أ‬ ‫ا تعالى‪ :‬يا ابأن آأدأم لأشُو أأتأشُيتأهني بهقكأرا ه‬
‫ب الشُر ه‬
‫أمشُغفهأرةئ«(‪ ،‬وهذا منَ فضل التوحيد وتكفيره الذنأوب‪ ،‬ومناسبة هذا الحديآث للباب ظاهرةا‪ ,‬وهي أنأه‬
‫منَ أتى بذنأوب عظيمة ولو كانأت كُقراب الرض خطايآا يآعني كعظم وقدر الرض خطايآا‪ ،‬ولكنَ‬
‫لقي ا ل يآشرك به شيئا‪ ,‬لتى اُ لذلك العبد بمقدار تلك الخطايآا مغفرةا‪ ،‬وهذا لجل فضل التوحيد‬
‫‪.X‬وِعظم فضل ا جل وعل على عباده لنأ هداهم إليه ثم أثابهم عليه‬
‫هذا بعض ماح تيسر وأسأل ال جل وعل ل ولكم التوفيق والرشد والسداد‪.‬‬
‫وصلى ال وسلم وباحركر على سيدناح ممد‪.‬‬

‫‪] (i‬السئلة[‬
‫]س‪ /‬وهذا يقول‪ :‬قوله )وعامرهن غيري( قد يستدل به أهل البدع على أن ال ف كل مكاحن‪،‬م نرجو التوضيح باحركر‬
‫ال فيكم‪.‬‬
‫ج‪ /‬ف قوله جل وعل ف الديث القدسي )يا موسى!ُ لو أن السماوات السبع وعاعمجرتهلن غيري(‪،‬م )السموات السبع(‬
‫معروفة طباحقا بعضهاح فوقا بعض‪,‬هل )وعاعمجرتهلن( هي من العماحرةا العنوية يعن من عمرهاح باحلتسبيح والتهليل وذكر ال‬
‫صابعتع إعلم جوجملج ت‬ ‫ع‬ ‫ت السماء وحمق لجها أجلن تجئع م ع‬
‫ك‬ ‫ط جما فيجها جملوضتع أجلربجعع أج ج‬ ‫وعباحدته‪،‬م وقد جاحء ف الديث الصحيح أن النب قاحل » أجطم ل م ج ت ج ت ج‬
‫[ ‪] 23‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قائم أو جملجتك ساجتد أو جملجتك راكتع« ففيهاح عينماحر كثيون عمروهاح بعباحدةا ال جل وعل‪,‬هل قد قاحل جل وعل ف أول سورةا‬
‫ض يجـلعلجتم عسلرتكلم جوججلهجرتكلم جويجـلعلجتم جما تجلكعستبوجن﴾]النعاحما‪،[3:‬م فاحل جل وعل هو العبود‬
‫ت جوعفي اللجلر ع‬
‫سماوا ع‬ ‫ع‬
‫النعاحما﴿جوتهجو ال لهت في ال ل ج ج‬
‫سبحاحنه ف السموات ومعبود سبحاحنه ف الرض‪.‬‬
‫فقوله هناح )لو أن السماوات السبع وعاعمجرتهلن غيري( يعن من يعمر السموات‪،‬م وال جل وعل ف هذا الستثناحء ف قوله‬
‫)غيري ( يعن إل أناح هذا يتمل أن يكون الستثناحء راجع إل الذات وراجع إل الصفاحت‪،‬م ومعلوما أن الدلة دلت على أن‬
‫ال جل وعل على عرشه مستو عليه باحئن من خلقه جل وعل‪،‬م والسماحوات من خلقه‪.‬‬
‫ف يعلم من ذلك أن قوله وعاحمرهن غيي راجع إل عماحرةا السماحء بصفاحت ال جل وعل وباح يستحقه سبحاحنه من‬
‫)‪(1‬‬
‫التعلق والعبودية‪،‬م وماح فيهاح من علم ال ورحته وقدرته وتصريفه للمر وتدبيه ونو ذلك من العاحنا‪[.‬‬

‫باب من حلقق التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب‬


‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬إعلن عإبلـجراعهيجم جكاجن أتلمةم جقانعمتا لعلعه جحعنيمفا جولجلم يجتك عمجن ا لتملشعرعكيجن﴾]النحل‪.[120:‬‬
‫وقوله‪﴿ :‬جوالعذيجن تهلم بعجربعهلم جل يتلشعرتكوجن﴾]الؤمنون‪.[59 :‬‬
‫ض ا لجباعرجحجة؟هل‬ ‫ت ععلنجد سععيعد بعن جبـيتر رضي ال عنه فجـجقاجل‪ :‬أجيتكم رجأىَ ا لجكوجك ع‬ ‫صليعن بلتن جعلبعد المرلحجمعن جقاجل‪ :‬تكلن ت‬
‫ب المذي انلـجق م‬ ‫ل ج‬ ‫م لج‬ ‫ج ل تجل‬ ‫وعن تح ج‬
‫ك؟هل‬ ‫ك جعجلى جذلع ج‬ ‫ت‪.‬هل جقاجل‪ :‬فججما جحجملج ج‬ ‫ت‪ :‬اجلرتجقلي ت‬ ‫ت؟هل قتـل ت‬‫صنجـلع ج‬‫ت‪.‬هل جقاجل‪ :‬فججماجذا ج‬ ‫صلجتة‪.‬هل جولجعكمني لتعدلغ ت‬ ‫ع‬
‫ت‪ :‬أججما إعمني لجلم أجتكلن في ج‬ ‫ت‪ :‬أجنجا‪.‬هل ثتمم قتـل ت‬‫قتـل ت‬
‫ب‪ ,‬أجنمهت جقاجل‪ :‬لج ترقلـيجةج إعلم عملن جعليتن أجلو‬ ‫صلي ت‬ ‫ت‪ :‬جحمدثجـجنا جعلن بتـجريلجدةج بلعن تح ج‬‫شلعبعمي؟هل قتـل ت‬‫شلعبعمي‪.‬هل جقاجل‪ :‬جوجما جحمدثجتكتم ال م‬ ‫ث جحمدثجـجناهت ال م‬ ‫ت‪ :‬جحعدي ت‬ ‫قتـل ت‬
‫ت النمبعمي‬ ‫ت جعلجمي التجمتم‪.‬هل فجـجرأجيل ت‬ ‫ض ل‬‫س جععن النمبعمي أنه جقاجل‪» :‬عتعر ج‬ ‫سجن جمعن انلـتجـجهى إعجلى جما جسعمجع‪.‬هل جولجعكلن جحمدثجـجنا ابلتن جعمبا ت‬ ‫ت‬
‫تحجمة‪.‬هل جقاجل‪ :‬قجلد أجلح ج‬
‫ت أجنمـتهلم أتممتعي‪.‬هل فجعقيجل علي‪ :‬جهجذا‬ ‫س جمجعهت أججحتد‪.‬هل إعلذ ترعفجع علي جسجواتد جععظيتم‪.‬هل فججظنجـلن ت‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وجمجعهت الرجه ت ع‬
‫ط‪.‬هل جوالنمبمي جوجمجعهت المرتجتل جوالمرتجلجن‪.‬هل جوالنمبمي ولجلي ج‬ ‫م‬ ‫ج‬
‫سبـتعوجن أجللفام يجلدتختلوجن ا لججنمةج بعغجليرع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ت‪.‬هل فجإجذا جسجواتد جعظيتم‪.‬هل فجقيجل لي‪ :‬جهذه أتممتت ج‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫تموجسجى جوقجـلوتمهت‪.‬هل جولجكعن انلظتلر إجلى التفتعق‪.‬هل فجـنجظجلر ت‬
‫ك‪.‬هل جوجمجعتهلم ج ل‬
‫ب«‪.‬هل‬ ‫ب جولج جعجذا ت‬ ‫عحسا ت‬
‫ج‬
‫ضتهلم‪ :‬فجـلججعلمتهتم‬ ‫صعحتبوا جرتسوجل اللمعه ‪.‬هل فجـجقاجل بجـلع ت‬ ‫ع‬
‫ضتهلم‪ :‬فجـلججعلمتهتم المذيجن ج‬ ‫س عفي تأولجئع ج‬
‫ك‪.‬هل فجـجقاجل بجـلع ت‬ ‫ض المنا ت‬ ‫ض فججدجخجل جملنعزلجهت‪.‬هل فججخا ج‬ ‫فنجـجه ج‬
‫المعذيجن تولعتدوا عفي اعللسلجعم فجـلجلم يتلشعرتكوا عبال‪.‬هل جوذججكتروا أجلشجياءج‪.‬هل‬
‫ج جعلجليعهلم جرتسوتل اللمعه فجأجلخبجـتروهت‪.‬هل فجـجقاجل‪» :‬تهتم المعذيجن جولج يجلستجـلرتقوجن‪.‬هل جولج يجلكتجـتوون‪.‬هل جولج يجـتججطيمـتروجن‪.‬هل جوجعجلى جربمعهلم يجـتجـجومكتلوجن«‪ ،‬فجـجقاجم‬ ‫فججخجر ج‬
‫ت عم لنـتهلم« ثتمم جقاجم جرتجلت آجختر فجـجقاجل‪ :‬الدعت ال أجلن‬ ‫صتن‪.‬هل فجـجقاجل‪ :‬يا رسول ال الدعت ال أجلن يجلججعلجعني عم لنـتهلم‪.‬هل جقاجل‪» :‬أجنل ج‬ ‫ع‬
‫عتمكاجشةت بلتن ملح ج‬
‫ك بعجها عتمكاجشةت«‪.‬هل‬ ‫يجلججعلجعني عم لنـتهلم‪.‬هل فجـجقاجل‪» :‬جسبجـجق ج‬
‫]الشرح[‬
‫هذا الباحب )باب من حقق التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب(‪،‬م وقد ذكر ف الباحب قبله )فضل التوحيد وما يكفر‬
‫من الذنوب(‪،‬م وهذا الباحب أرفع رتبة من بياحن فضل التوحيد‪،‬م فإن فضل التوحيد يشتكر فيه أهله‪.‬‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الول من الشريط الرابع من باحب ماح جاحء ف الرقى والتماحئم )‪1‬‬
‫[ ‪] 24‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فلكل من التوحيد فضل‪،‬م ولكل مسلم نصيب من التوحيد‪،‬م وله باحلتاحل نصيب من‬
‫وأهل التوحيد هم أهل السلما‪،‬م ّ‬
‫فضل التوحيد‪،‬م وتكفي الذنوب‪.‬‬
‫أثماح خاحصة هذه المة فهم الذين حققوا التوحيد‪،‬م ولذا عطف هذا الباحب على ماح قبله لنه أخص )باب من حقق‬
‫التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب(‪.‬‬
‫وتقيق التوحيد هو مدار هذا الباحب‪,‬هل تقيقه بعن تقيق الشهاحدتي‪ :‬ل إله إلن ال‪،‬م ممد رسول ال‪ .‬ومعن تقيق‬
‫الشهاحدتي تصفية الدي ‪-‬يعن ماح يدين به الرء‪ -‬من شوائب الشركر والبدع والعاحصي‪.‬‬
‫فصاحر تقيق التوحيد يرجع إل ثلثة أشياحء‪:‬‬
‫الول‪ :‬تركر الشركر بأنواعه الكب والصغر والفي‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬تركر البدع بأنواعهاح‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬تركر العاحصي بأنواعهاح‪.‬‬
‫وتقيق التوحيد صاحر تصفيته من‪ :‬أنواع الشركر‪،‬م وأنواع البدع‪،‬م وأنواع العاحصي‪.‬‬
‫وتقيق التوحيد يكون على هذا على درجتي‪:‬‬
‫درجة واجبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ودرجة مستحبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وعليهاح يكون الذين حققوا التوحيد على درجتي أيضاح‪:‬‬
‫فالدرجة الواجبة‪ :‬أن يتكر ماح يب عليه تركه من الثلثا الت ذكرت؛ يتكر الشركر خفنيه وجليه صغويه وكبيه‪،‬م ويتكر‬
‫البدع ويتكر العاحصي‪،‬م فهذه الدرجة الواجبة‪.‬‬
‫والدرجة المستحبة من تقيق التوحيد‪ :‬وهي الت يتفاحضل فيهاح الناحس من الققي للتوحيد أعظم تفاحضل‪،‬م أل وهي‪:‬‬
‫التوجه أو القصد لغي ال جثل وعل؛ )‪ (1‬يعن أن يكون القلب متوجهاح إل ال بكليته‪،‬م ليس‬ ‫ألث يكون ف القلب شيء من ث‬
‫فيه إلتفاحت إل غي ال؛ نيشطقه ل وفعله وعمله ل؛ بل وحركةي قلبه ل جثل جلله‪،‬م وقد عثب عنهاح بعض أهل العلم ‪-‬أعن‬
‫هذه الدرجة الستحبة‪ :-‬أن يتكر ماح ل بأس به حذرا ماح به بأس‪،‬م يعن ف ماحل أعماحل القلوب‪،‬م وأعماحل اللساحن‪،‬م وأعماحل‬
‫الوارح‪.‬‬
‫فإذن رجع تقيق التوحيد ‪-‬الذي هذا فضله؛ وهو أن يدخل أهله النة بغي حساحب ول عذاب‪،-‬م رجع إل توشيكنكو‬
‫الرتبتي‪،‬م وتقيقه تقيق الشهاحدتي ل إله إل ال‪،‬م ممد رسول ال؛ لن ف قوله ل إله إل ال التياحن باحلتوحيد والبعد عن‬
‫الشركر بأنواعه‪ .‬ولن ف قوله أشهد أن ممدا رسول ال البعد عن العصية والبعد عن البدع؛ لن مقتضى الشهاحدةا بأن‬
‫ممدا رسول ال أن يطاحع فيماح أمر‪،‬م وأن يصندقا فيماح أخب‪،‬م وأن يتنب ماح عنه نأى وزاجر‪،‬م وأن ل يعبد ال إل باح شرع‪.‬‬

‫‪.‬انتهى الشريط الول )‪1‬‬


‫[ ‪] 25‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فمن أتى شيئاح من العاحصي والذنوب ث ل يتب منهاح‪،‬م أو ل يتكنفر له‪,‬هل فإنه ل يقق التوحيدو الواجب‪،‬م وإذا أتى شيئاح‬
‫ت شيئاح من البدع‪،‬م ولكن حثسنهاح بقلبه‪،‬م أو قاحل ل شيء فيهاح‪،‬م فإن‬ ‫من البدع فإنه ل يقق التوحيد الواجب‪،‬م وإذا ل يأ ك‬
‫حركة القلب كاحنت ف غي تقيق التوحيد‪،‬م ف غي تقيق شهاحدةا أنث ممدا رسول ال فل يكون من أهل تقيق التوحيد‪.‬‬
‫كذلك أهل الشركر بأنواعه ليسوا من أهل تقيق التوحيد‪.‬‬
‫وأثماح مرتبة الاحصة الت ذكرتي‪،‬م ففيهاح يتناحفس التناحفسون‪،‬م وماح ثونم إلث عفو ال و مغفرته ورضوانه‪.‬‬
‫)باب من حقق التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب( استدل الشيخ ف هذا الباحب بآيتي وبديث‪.‬‬
‫ك عمجن ا لتملشعرعكيجن﴾‬
‫أماح الية الول قاحل رحه ال )وقول ال تعاحل‪﴿ :‬إعلن عإبلـجراعهيجم جكاجن أتلمةم جقانعمتا لعلعه جحعنيمفا جولجلم يج ت‬
‫]النحل‪ ([120:‬هذه الية فيهاح الدّللة على أنن إبراهيم عليه السلما كاحن مققاح للتوحيد؛ وجه الدللة أن ال جثل وعل‬
‫وصفه بصفاحت‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أنه كاحن أيثمة‪،‬م والمة هو الماحما الذي جع جيع صفاحت الكماحل البشري وصفاحت الي‪,‬هل وهذا يعن أنه ل‬
‫ينقص من صفاحت الي شيئاح‪،‬م وهذا هو معن تقيق التوحيد‪.‬‬
‫سي أثمة‬
‫والنمة تطلق ف القرآن إطلقاحت‪،‬م ومن تلك الطلقاحت أن يكون معن الثمة المـاحما القتدى به ف الي‪،‬م و يّ‬
‫لنه يقوما مقاحما أنمة ف القتداء‪،‬م ولنه يكون من ساحر على سيه غي مستوحش ول متثدد‪،‬م لنه ليس مع واحد فقط وإناح‬
‫هو مع أمة‪.‬‬
‫الوصف الثاني الذي فيه تقيق التوحيد‪ :‬أنه قاحل )جقانعمتا لعلعه جحعنيمفا( وهاحتاحن صفتاحن؛ )جقانعمتا لعلعه( صفة‪,‬هل )جحعنيمفا( صفة؛‬
‫ولكن هذه وهذه متلزامتاحن؛ لن القنوت ل معناحه دواما الطاحعة وملزامة الطاحعة ل جل وعل‪،‬م فهو ملزاما الطاحعة ل جل‬
‫وعل‪،‬م )جحعنيمفا( هذا فيه النفي‪،‬م ففي قوله )جقانعمتا لعلعه( الثباحت ف لزجوما الطاحعة ولزجوما إفراد التوحيد‪،‬م وف قوله )جحعنيمفا( النفي‪.‬‬
‫الونكفثي وهو اليل عن طريق الشركي‪ .‬ماحئل عن طريق الشركي‪,‬هل ماحئل عن هدي وسبيل‬ ‫قاحل العلماحء‪ :‬النيف هو ذو و‬
‫الشركي‪.‬‬
‫فصاحر ‪-‬إذن‪ -‬عنده ديومة وقنوت وملزامة للطاحعة وبـيشعد عن سبيل الشركي‪،‬م ومعلوما أن سبيل الشركي الذي صاحر‬
‫إبراهيم عليه السلما حنيفاح عن ذلك السبيل ‪-‬يعن ماحئل عن ذلك السبيل بعيدا عنه‪,-‬هل معلوما أنه يشتمل على الشركر‬
‫والبدعة والعصية‪،‬م فهي ثلثا أخلقا الشركي؛ شركر وبدعة ومعصية من غي إناحبة ول استغفاحر‪.‬‬
‫ك( هذه هي )يكن(‪،‬م وف النفي يوزا حذف النون ‪-‬نون )يكن(‪ -‬ف‬ ‫ك(‪) ،‬يج ت‬‫ك عمجن ا لتملشعرعكيجن(‪،‬م )لجلم يج ت‬‫قاحل )جولجلم يج ت‬
‫ك عمجن ا لتملشعرعكيجن(‪،‬م وف آية أخرى )ولم يكن من المشركين(‪،‬م )‪ (1‬فهماح جاحئزجان ف اللغة إذا جاحءت‬ ‫مثل هذا )جولجلم يج ت‬
‫)يكن( ف سياحقا النفي كماح هو معلوما‪.‬‬
‫ك عمجن ا لتملشعرعكيجن(‪،‬‬
‫)جولجلم يج ت‬
‫)ا لتملشعرعكيجن( جع تصحيح للمشركر‪،‬م‬
‫والشركر اسم فاحعل الشركر‪،‬م و)الـ(‬
‫ضكري الشومشسكجكد اشلووراكما﴾]البقرةا‪1)[196:‬‬
‫ك لكمن ول يتكن أوشهليه حاح ك‬‫ك‬
‫‪.‬ل أجدهاح ولكن يوجد شواهد كثيةا ف القرآن منهاح ﴿وذل و و ش ش ج ل ي و‬
‫[ ‪] 26‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫‪-‬كماح هو معلوما ف العربية‪ -‬إذا‬


‫جاحءت قبل اسم الفاحعل‪،‬م أو اسم‬
‫الفعول‪،‬م فإنأاح تكون موصولة كماح قاحل‬
‫ابن ماحلك ف اللفية‪:‬‬
‫صركويزة صكـ وـلية وأشل‬
‫ووصكوفزة و‬
‫احل قوشل‬
‫ب الوشفعو ك‬ ‫وووكشوينوهـاح كبيمشعرو ك‬
‫ك عمجن ا لتملشعرعكيجن( يعن ول يكي فاحعل‬ ‫والسم الوصول عند الصوليي يدل على العموما‪،‬م فكاحن إذن العن‪) :‬جولجلم يج ت‬
‫ك عمجن ا لتملشعرعكيجن( على‬ ‫للشركر بأنواعه؛ ل يكي منهم‪،‬م ول يكي من الذين يفعلون الشركر بأنواعه‪ .‬وأيضاح دل قوله )جولجلم يج ت‬
‫أنه ابتعد عنهم‪،‬م لن )معن( تتمل أن تكون تبعيضية؛ فتكون الباحعدةا باحلأجساحما‪،‬م ويتمل أن تكون بياحنية؛ فتكون الباحعدةا‬
‫بعن الشركر‪.‬‬
‫القصود أن الشيخ رحه ال استحضر هذه العاحنا من الية‪،‬م فدلته الية على أنأاح ف تقيق التوحيد‪،‬م قاحل جل وعل‬
‫ك عمجن ا لتملشعرعكيجن( ذلك لأن من جع تلك الصفاحت فقد حقق التوحيد‪،‬م ومن‬ ‫)إعلن عإبلـجراعهيجم جكاجن أتلمةم جقانعمتا لعلعه جحعنيمفا جولجلم يج ت‬
‫حقق التوحيد دخل النة بغي حساحب‪.‬‬
‫ف تفسي إمـاحما الدعوةا الصنف الشيخ ممد بن عبد الوهاحب رحه ال؛ ف تفسيه لخر سورةا النحل؛ فسر هذه الية‬
‫ك الطريق من قلة الساحلكي‪،‬م )جقانعمتا لعلعه( ل للملوكر ول‬ ‫فقاحل رحه ال‪ :‬إنن إبراهيم )جكاجن أتلمةم( لشن ل يستوحش ساحل ي‬
‫ك عمجن ا لتملشعرعكيجن( خلفاح لن كثثر‬ ‫للتجاحر الوتفي‪،‬م )جحعنيمفا( ل ييل ييناح ول شاحل‪،‬م كحاحل العلماحء الفتوني‪،‬م )جولجلم يج ت‬
‫سوادهم وزاعم أنه من السلمي‪.‬‬
‫صبجـتروا جوجما يتـلجلقاجها إعلل تذو جحظظ جععظيتم﴾]فصلت‪:‬‬ ‫ع‬
‫وهو من التفاحسي الرائقة‪،‬م الفاحئقة‪،‬م البعيدةا العاحنا‪،‬م ﴿وججما يتـلجلقاجها إعلل الذيجن ج‬
‫‪.[35‬‬
‫وقاحل بعد ذلك ) وقويله ﴿جوالعذيجن تهلم بعجربعهلم جل يتلشعرتكوجن﴾]الؤمنون‪ (.[59 :‬هذه من آياحت من سورةا الؤمنون‪،‬م فهي ف‬
‫مدح خاحصة الؤمني‪،‬م ووجه الستدلل من الية على الباحب أنه قاحل )جوالعذيجن تهلم بعجربعهلم جل يتلشعرتكوجن(‪.‬هل‬
‫تسلط على الفعل الضاحرع فإنه يفيد عموما‬ ‫)جل يتلشعرتكوجن( نفي للشركر ‪-‬كماح ذكرتي لكم من قبل‪ -‬أنن النفي إذا ن‬
‫الصدر الذي إستكنن ف الفعل؛ يعن كأنه قاحل جل وعل‪ :‬والذين هم بربم ل يفعلون شركاح‪،‬م أو ل يشركون ل بشركر‬
‫أكب‪،‬م ول أصغر‪،‬م ول خفي‪.‬‬
‫والذي ل يشركر هو الوحد‪،‬م فصاحر عندناح لزازما وهو أنن من ل يشركر أي نوع من أنواع الشركر‪،‬م فإنه ماح تركر الشركر إل‬
‫لتوحيده‪.‬‬
‫قاحل العلماحء‪ :‬قثدما هناح قوله )بعجربعهلم(‪) ،‬جوالعذيجن تهلم بعجربعهلم جل يتلشعرتكوجن( لن الربوبية تستلزجما العبودية‪ .‬فصاحر عدما‬
‫الشراكر ف الربوبية معناحه عدما الشراكر ف الطاحعة وعدما الشراكر ف العبودية‪،‬م وهذا وصف الذين حققوا التوحيد؛ لنه‬
‫[ ‪] 27‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫يلزجما من عدما الشراكر ألن يشركر هواه‪،‬م وإذا أشركر الرء هواه أتى باحلبدع أو أتى باحلعصية‪،‬م فصاحر نفي الشركر نفياح للشركر‬
‫بأنواعه‪،‬م ونفياح للبدعة‪،‬م ونفياح للمعصية‪،‬م وهذا هو تقيق التوحيد ل جل وعل‪.‬‬
‫فإذن الية دالة على ماح ترجم به المـاحما رحه ال من قوله )باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير‬ ‫‪.a‬‬
‫حسـاب(‪،‬م وأولئك قاحل فيهم ال جل وعل )جوالعذيجن تهلم بعجربعهلم جل يتلشعرتكوجن(‪.‬هل‬
‫ت‪.‬هل فجعإجذا جسجواتد جععظيتم‪.‬هل فجعقيجل علي‪:‬‬ ‫أنماح الديث فهو حديث طويل‪،‬م وموضع الشاحهد منه؛ قوله عليه الصلةا والسلما )فجـنجظجلر ت‬
‫ب«‪.‬‬ ‫ب جولج جعجذا ت‬ ‫سبـتعوجن أجللفام يجلدتختلوجن ا لججنمةج بعغجليعر عحسا ت‬
‫ك‪.‬هل جوجمجعتهلم ج ل‬‫جهعذهع أتممتت ج‬
‫ج‬
‫صعحتبوا جرتسوجل اللمعه ‪.‬هل فجـجقاجل بجـلع ت‬
‫ضتهلم‪ :‬فجـلججعلمتهتم‬ ‫ع‬
‫ضتهلم‪ :‬فجـلججعلمتهتم المذيجن ج‬ ‫س عفي تأولجئع ج‬
‫ك‪.‬هل فجـجقاجل بجـلع ت‬ ‫ض المنا ت‬ ‫ض فججدجخجل جملنعزلجهت‪.‬هل فججخا ج‬
‫فنجـجه ج‬
‫المعذيجن تولعتدوا عفي اعللسلجعم فجـلجلم يتلشعرتكوا عبال‪.‬هل جوذججكتروا أجلشجياءج‪.‬‬
‫فججخجرجج جعلجليعهلم جرتسوتل اللمعه فجأجلخبجـتروهت‪.‬هل فجـجقاجل‪» :‬تهتم المعذيجن جولج يجلستجـلرتقوجن‪.‬هل جولج يجلكتجـتوون‪.‬هل جولج يجـتججطيمـتروجن‪.‬هل جوجعجلى جربمعهلم يجـتجـجومكتلوجن«( هذه‬
‫ف صفة الذين يدخلون النة بغي حساحب ول عذاب‪،‬م وهذه صفة من صفاحتم‪،‬م وتلك الصفة خاحصة بم ل يلتبس أمرهم‬
‫بغيهم؛ لن هذه الصفة كاحلشاحمة ييعرفون باح‪.‬‬
‫من هم الذين حققوا التوحيد؟ قاحل )تهتم المعذيجن جولج يجلستجـلرتقوجن‪.‬هل جولج يجلكتجـتوون‪.‬هل جولج يجـتججطيمـتروجن‪.‬هل ]جوجعجلى جربمعهلم يجـتجـجومكتلوجن[( فذكر‬
‫أربع صفاحت‪:‬‬
‫الولى أنأم )لج يجلستجـلرتقوجن(‪ :‬ومعن )لج يجلستجـلرتقوجن( ل يطلبون الرقية‪،‬م والطاحلب للرقية ف قلبه ميل للراقي حت‬ ‫‪‬‬

‫يرفع ماح به من جهة السبب‪ .‬وهذا النفي )لج يجلستجـلرتقوجن(؛ لن الناحس ف شأن الرقية تتعلق قلوبم جدا أكثر من تعلقهم‬
‫باحلطب ونوه‪،‬م فاحلرقية عند العرب ف الاحهلية ‪-‬وهكذا حاحل أكثر الناحس‪ -‬لم تعلمزق باح‪،‬م فاحلقلب يتعلق باحلراقي‪،‬م ويتعلق‬
‫باحلرقية‪،‬م وهذا يناحف كماحل التوكل على ال جل جلله‪.‬‬
‫وأماح ماح جاحء ف بعض الرواياحت أنأم الذين )لج يجـلرتقون( فهذا غلط؛ ث‬
‫لن الراقي مسن إل غيه‪،‬م وهي لفظة شاحذةا‪،‬م‬
‫والصواب ماح جاحء ف هذه الرواية من أنأم الذين )لج يجلستجـلرتقوجن(‪ ،‬يعن ل يطلبون الرقية؛ وذلك لن طاحلب الرقية يكون ف‬
‫ع وتوومكرل أو نوع استواحر لذا الذي ويرقي أو للرقية‪.‬‬‫قلبه ميل إل هذا الذي رقاحه وإل الرقية‪،‬م ونوشو ي‬
‫قاحل )جولج يجلكتجـتوون(‪ :‬والكيم مكروه ف أصله؛ لن فيه تعذيباح باحلناحر‪،‬م مع أننه مأذون به شرعاح؛ لكن فيه كراهة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الكي ييدثا القصود دائماح‪،‬م فلهذا تتعلق قلوبم باحلكي‪،‬م فصاحر تعلق القلب بذا الكي من جهة أننه‬
‫والعرب تعتقد أن ن‬
‫سبب يؤثر دائماح‪،‬م ومعلوما أن الكني يؤثر بإذن ال جل وعل إذا اجتمعت السباحب وانتفت الوانع‪ .‬فاحلنفي لجل أن ف‬
‫الكي بصوصه ماح يتعلق الناحس به من أجله‪.‬‬
‫ّ‬
‫قاحل )جولج يجـتججطيمـتروجن(‪ :‬و ّ‬
‫الطويورةا شيء يعرض على القلب من جنراء شيء يدثا أماحمه‪،‬م إماح أن يعله ييقدما على‬ ‫‪‬‬

‫أمرر‪،‬م أو أن ييجم عنه‪،‬م وهذه صفة من ل يكن التوكل ف قلبه عظيماح‪.‬‬


‫قاحل بعدهاح )جوجعجلى جربمعهلم يجـتجـجومكتلوجن(‪ :‬وهي جاحمعة للصفاحت الساحبقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫هذه الصفاحت ل يعن بذكرهاح أن الذين حققوا التوحيد ل يباحشرون السباحب‪،‬م كماح فهمه بعضهم من أن تقيق‬
‫التوحيد أو أن الكماحل أن ل يباحشر سبباح البتة‪،‬م أو أن ل يتداوى البتة‪،‬م هذا غلط؛ لن النب يركقيو عليه الصلةا والسلما‪،‬م‬
‫[ ‪] 28‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ولنه عليه الصلةا والسلما تداوى‪،‬م وأمر باحلتداوى‪،‬م وأمر أيضاح الصحاحبة بأن يكتوي ونو ذلك‪،‬م فليس فيه أن أولئك ل‬
‫يباحشرون السباحب مطلقاح‪،‬م أو ل يباحشرون الدواء‪،‬م إناح فيهاح ذكر هذه الثلثا بصوصهاح؛ لنأاح يكثر تعلق القلب والتفاحته‬
‫إل الراقي أو الكي أو الكاحوي أو إل التطي‪،‬م ففيهاح إنقاحص من التوكل‪.‬‬
‫أماح التداوي فهو مشروع‪،‬م إثماح واجب أو مستحب‪،‬م وف بعض الحوال يكون مباححاح‪،‬م وقد قاحل النب »تداووا عباد ال‬
‫ول تتداووا بحرام«‪،‬م القصود من هذا أن التداوي فعلع‪،‬م يعن أن يفعل التداوي وأن يطلب الدواء‪،‬م ليس خاحرماح لتحقيق‬
‫التوحيد؛ ولكن الذي هو من صفة أهل تقيق التوحيد أنأم ل يستقون ‪-‬بصوص الرقية‪،-‬م ول يكتوون ‪-‬بصوص‬
‫الكيث‪،-‬م ول يتطيون‪،‬م وأثماح ماح عدا ذلك ماح أيكذن به فل يدخل فيماح يتصث به أهل تقيق التوحيد‪.‬‬
‫فإذن يكون الظهر عندي؛ ماح ف هذا الديث أنه مصوص بذه الثلثة )لج يجلستجـلرتقوجن‪.‬هل جولج يجلكتجـتوون‪.‬هل جولج يجـتججطيمـتروجن(‪،‬م أثماح‬
‫السباحب الخرى الأذون باح فل تدخل ف صفة الذين حققوا التوحيد‪.‬‬
‫ت عم لنـتهلم« ثتمم جقاجم جرتجلت آجختر فجـجقاجل‪ :‬الدعت ال أجلن‬
‫صتن‪.‬هل فجـجقاجل‪ :‬الدعت ال أجلن يجلججعلجعني عم لنـتهلم‪.‬هل جقاجل‪» :‬أجنل ج‬ ‫ع‬
‫قاحل )فجـجقاجم عتمكاجشةت بلتن ملح ج‬
‫يجلججعلجعني عملنـتهلم‪.‬هل فجـجقاجل‪» :‬جسبجـجقجك بعجها عتمكاجشتة«( هذا فيه دليل على أنث أهل تقيق التوحيد قليل‪،‬م وليسوا بكثي؛ ولذا جاحء‬
‫عديدهم ف هذا الديث بأنأم سبعون ألفاح‪،‬م قد جاحء ف بعض الرواياحت عند المـاحما أحد وعند غيه‪,‬هل بأنث ال جل وعل‬
‫أعطى النب مع كل ألف من السبعي ألفاح أعطاحه سبعي ألفاح‪,‬هل فيكون العدد قورابة خسة مليي من هذه المـة‪،‬م فإن كاحن‬
‫ذلك الديث صحيحاح ‪-‬وقد صحح إسناحده بعض أهل العلم‪ -‬فإنه ل يكون للعدد ف هذا الديث مفهوما‪،‬م أو كاحن قبل‬
‫سؤال النب أن يزجاد ف عدد أولئك الذين حققوا التوحيد‪.‬‬
‫مـاح معن أن يزجاد ف عددهم؟ يعن أن ال جثل وعل يمن على أناحس من هذه المة أكثر من السبعي ألفاح من سيأتون‪،‬م‬
‫فيوفقهم لعمل تقيق التوحيد‪،‬م وال جل وعل هو الذي يوفق‪،‬م وهو الذي يهدي‪،‬م ث هو الذي ياحزاي فماح أعظمه من‬
‫مسن‪،‬م بثرر‪،‬م كري‪،‬م رحيم‪.‬‬

‫]السئلة[‬
‫]س‪ /‬من يوصي أحد باحلبحث عن راقا يرقي له‪،‬م دون أن يطلب الرقية من الراقي بنفسه‪،‬م هل هذا يدخل ف الذين‬
‫)يجلستجـلرتقوجن(؟‬
‫ج ‪ /‬بسم ال الرحن الرحيم‪،‬م المد ل والصلةا والسلما على رسول ال‪،‬م وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بداه‪.‬‬
‫أماح بعد‪:‬‬
‫فإن قول النب ف وصف السبعي ألفاح الذين يدخلون النة بل حساحب ول عذاب قاحل )تهتم المعذيجن جولج يجلستجـلرتقوجن(‬
‫يعن ل يطلبون الرقية‪،‬م وفوشهم جواب السؤال يتبع فهم التعليل؛ ذلك أن أولئك كاحنوا ل يستقون يعن ل يطلبون الرقية‬
‫لجل ماح قاحما ف قلوبم من الستغناحء باحل وعدما الاحجة إل اللق‪،‬م ول تتعلق قلوبم باحللق ف هذا المر الذي سيفع ماح‬
‫بم‪.‬‬
‫[ ‪] 29‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وكماح ذكرتي لك أنث مدار العلة على تعلق القلب باحلراقي أو باحلرقية ف رفع ماح باحلرقي من أذى أو ف دفع ماح قد‬
‫ييتوقع من السوء‪.‬‬
‫وعليه فيكون الاحلن سواءع؛ يعن إن كاحن طلب بنفسه أو طلب بغيه فإنه طاحلب‪،‬م والقلب متعلق بن طولب منه‬
‫)‪(1‬‬
‫الرقية إماح باحلصاحلة أو بواسطة‪[.‬‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الول من الشريط الرابع من باحب ماح جاحء ف الرقى والتماحئم )‪1‬‬
‫[ ‪] 30‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫باب الخوف من الشرك‬


‫شاءت﴾‬‫ك لعجملن يج ج‬
‫وقول ال عزج وجل‪﴿ :‬إعلن ال لهج جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه جويجـغلعفتر جما تدوجن جذلع ج‬
‫)‪(1‬‬

‫صجناجم﴾]إبراهيم‪[35 :‬‬ ‫وقاحل الليل عليه السلما‪﴿ :‬جوالجنتلبعني جوبجنعلي أجلن نجـلعبتجد اللج ل‬
‫ف عليكم الشرجك الصغر«‪ .‬فسئل عنه فقاحل‪» :‬الرياء«‪.‬‬ ‫ف ما أخا ت‬ ‫وف الديث‪» :‬ألخجو ت‬
‫وعن ابن مسعود ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬من مات وهو يدعو من دون ال ندما‪ ،‬دخل النار«‪ .‬رواه البخماحري‪.‬‬
‫ولسلم عن جاحبر أن رسول ال قاحل‪» :‬جملن لجعقجي ال لج يتلشعرتك بععه جشليئا جدجخجل ا لججنمجة‪ ,‬جوجملن لجعقيجهت يتلشعرتك بععه جشليئا جدجخجل المناجر«‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫الباحب الثاحلث الذي بعد )باب من حقق التوحيد( هو باحب )الخوف من الشرك(‪،‬م وكل من حقق التوحيد‪،‬م فل بد‬
‫أن ياحف من الشركر‪،‬م ولذا سيدي الققي للتوحيد ممد عليه الصلةا والسلما كاحن يكثر من الدعاحء‪،‬م بأن يوبعد عنه‬
‫الشركر‪،‬م وكذلك إبراهيم عليه السلما كاحن من الدعاحء بأن ل يدركه الشركر أو عباحدةا الصناحما‪.‬‬
‫فمناحسبة هذا الباحب لاح قبله ظاحهرةا؛ من أن تقيق التوحيد عند أهله معه الوف من الشركر‪،‬م وقلن من يكون ماحطرا‬
‫بتوحيده‪،‬م أو غي خاحئف من الشركر ويكون على مراتب الكماحل؛ بل ل يوجد‪،‬م فكل مقق للتوحيد‪،‬م كل راغب فيه‪،‬م‬
‫حريص عليه‪،‬م ياحف من الشركر‪،‬م وإذا خاحف من الشركر فإنن الوف ‪-‬وهو فزجع القلب‪،‬م وهلعه‪،‬م وهربه‪،‬م من ذلك الشيء‪-‬‬
‫فإن هذا الذي ياحف من الشركر سيسعى ف البعد عنه‪.‬‬
‫والوف من الشركر يثمر ثرات‪:‬‬
‫منهاح أن يكون متعلماح للشركر بأنواعه‪,‬هل حت ل يقع فيه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومنهاح أن يكون متعلماح للتوحيد بأنواعه‪،‬م حت يقوما ف قلبه الوف من الشركر‪،‬م وويعشيظم‪،‬م ويستمر على ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومنهاح أثن الاحئف من الشركر يكون قلبه دائماح مستقيماح على طاحعة ال‪،‬م مبتغياح مرضاحةا ال‪،‬م فإن عصى‪،‬م أو‬ ‫‪‬‬
‫غفل‪،‬م كاحن استغفاحره استغفاحر من يعلم عكظم شأن الستغفاحر‪،‬م وعكظم حاحجته للستغفاحر؛ لثن الذين يستغفرون أنواع‪،‬م لكن‬
‫من علم حقن ال جل وعل‪،‬م وسعى ف توحيده‪،‬م وتعثلم ذلك‪،‬م وسعى ف الرب من الشركر‪،‬م فإنه إذا غفول وجد أنه أشد ماح‬
‫يكون حاحجةع إل الستغفاحر‪.‬‬
‫بوب الشيخ رحه ال هذا الباحب )باب الخوف من الشرك(‪،‬م وكأنه قاحل لك إذا كنت تاحف من‬
‫بذا‪,‬هل لصلح القلب ث‬
‫الشركر كماح خاحف منه إبراهيم عليه السلما‪،‬م وكماح توعثد ال أهل الشركر بأنه ل يغفر شركهم‪،‬م فإذن تعلنم ماح سيأت ف هذا‬
‫الكتاحب‪،‬م فإن هذا الكتاحب إناح هو لجل الوف من الشركر‪،‬م ولجل تقيق التوحيد‪.‬‬
‫فهذا الكتاحب موضوعز لتحقيق التوحيد‪,‬هل وللخموف من الشركر والبعد عنه‪،‬م فماح بعد هذين الباحبي؛ باحب من حقق‬
‫التوحيد‪،‬م وباحب الوف من الشركر‪,‬هل ماح بعد ذلك تفصيل لاحتي السألتي العظيمتي؛ تقيق التوحيد‪،‬م والوف من الشركر‬
‫ببياحن معناحه وبياحن أنواعه‪.‬‬

‫‪.‬النساحء‪،48:‬م ‪1)( 116‬‬


‫[ ‪] 31‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ذكرتي لك ‪-‬فيماح سبق‪ -‬أن الشركر هو إشراكر غي ال معه ف نوع من أنواع العباحدةا‪،‬م وقد يكون أكب‪،‬م وقد يكون‬
‫أصغر‪،‬م وقد يكون خفياح‪.‬‬
‫قاحل الشيخ رحه ال )وقول ال عزج وجل ﴿إعلن ال لهج جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه جويجـغلعفتر جما تدوجن جذلعجك لعجملن يججشاءت﴾( هذه الية من‬
‫سورةا النساحء فيهاح قوله )إعلن ال لهج جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه(‪.‬‬
‫والغفرةا‪ :‬هي السنت لاح يياحف وقوع أثره‪.‬‬
‫وف اللغة‪ :‬يقاحل غوفوور إذا سووترو ومنه يسّمي ماح يوضع على الرأس مكشغفوورةا؛ لنه يست الرأس ويقيه الثر الكروه من وقع‬
‫السيف ونوه على الرأس‪.‬‬
‫فماحدةا )الغفرةا( راجعة إل ست الثر الذي يياحف منه‪،‬م والشركر أو العصية لاح أثرهاح إثماح ف الدنياح‪،‬م وإثماح ف الخرةا‪،‬م أو‬
‫فيهماح جيعاح‪،‬م وأعظم ماح يوممن به على العبد أن ييغفر ذنبه‪،‬م وذلك بأن يست عليه‪،‬م وأن ييحى أثره‪،‬م فل يؤاخذ به ف الدنياح‪،‬م‬
‫ول يؤاخذ به ف الخرةا‪،‬م ولو ل الغفرةا للك الناحس‪.‬‬
‫قاحل جل وعل هناح )إعلن ال لهج جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه(‪) ،‬جل يجـغلعفتر( يعن أبعدا‪،‬م )جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه( يعن أنه بوعده هذا ل‬
‫يعل مغفرته لن أشركر به‪.‬‬
‫قاحل هناح )إعلن ال لهج جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه(‪:‬‬
‫قاحل العلماحء‪ :‬ف هذه الية دليل على أن الغفرةا ل تكون لن أشركر شركاح أكب أو أشركر شركاح أصغر‪،‬م فإن الشركر ل‬
‫يدخل تت الغفرةا؛ بل يكون باحلوازانة‪،‬م ماح ييغفر إلن باحلتوبة؛ فمن ماحت على ذلك غي تاحئب فهو غي مغفور له ماح فعله‬
‫شاتء(‪.‬هل‬‫ك لعجملن يج ج‬
‫من الشركر‪،‬م قد يغفر غي الشركر كماح قاحل )جويجـغلعفتر جما تدوجن جذلع ج‬
‫فجعلوا الية دليل على أن الشركر الكب والصغر ل يدخل تت الشيئة‪,‬هل وجه الستدلل من الية أن قوله )جل يجـغلعفتر‬
‫أجلن يتلشجرجك بععه(‪) ،‬أجلن يتلشجرجك بععه( هذه )أجلن( موصول حرف مع )يتلشجرجك( كفعل‪،‬م يوتقوندر )أجلن( الصدرية مع ماح بعدهاح من‬
‫الفعل‪ -‬كماح هو معلوما‪ -‬بصدر؛ والصدر نكرةا وقع ف سياحقا النفي‪،‬م وإذا وقعت النكرةا ف سياحقا النفي عثمت‪,‬هل قاحلوا‪:‬‬
‫فهذا يدل على أن الشركر هناح الذي نفي الكب والصغر والفي‪,‬هل كل أنواع الشركر ل يغفرهاح ال جل وعل؛ لعظم خطيئة‬
‫ضل‪،‬م فكيف يتوجه القلب‬ ‫الشركر؛ لن ال جل وعل هو الذي خلق‪،‬م وهو الذي رزاقا‪،‬م وهو الذي أعطى‪،‬م وهو الذي تف ث‬
‫عنه إل غيه؟ ل شك أن هذا ظلم وهو ظلم ف حق ال جل وعل‪،‬م ولذلك ل يغفر‪،‬م وهذا اختياحر شيخ السلما ابن‬
‫تيمية وأكثر علماحء الدعوةا‪.‬‬
‫قاحل آخرون من أهل العلم‪ :‬إن قوله هناح )جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه( دالة على العموما‪،‬م ولكن هذا عموما مصوص؛ هذا‬
‫عموما مراد به خصوص الشركر الكب )جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه( يعن الشركر الكب فقط دون غيه‪،‬م وأثماح ماح دون الشركر‬
‫الكب فإنه يكون داخل تت الشيئة‪،‬م فيكون العموما ف الية مرادا به الصوص‪،‬م لاحذا؟ قاحلوا‪ :‬لن القرآن فيه هذا اللفظ‬
‫)أجلن يتلشجرجك بععه( ونو ذلك‪،‬م يوي راد به الشركر الكب دون الصغر غاحلباح‪,‬هل فاحلشركر غاحلباح ماح يطلق ف القرآن على الكب دون‬
‫ح جيا بجعني إعلسجراعئيجل العبتتدوا ال لهج جرببي جوجربلتكلم إعنلهت جملن يتلشعرلك عبال لعه فجـجقلد جحلرجم ال لهت جعلجليعه ا لججنلةج‬ ‫ع‬
‫الصغر‪،‬م قاحل جل وعل ﴿جوجقاجل ا لجمسي ت‬
‫[ ‪] 32‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫صاتر﴾]الاحئدةا‪،[72:‬م )جملن يتلشعرلك عبال لعه( هناح )يتلشعرلك( أيضاح فعل داخل ف سياحقا الشرط فيكون‬ ‫ع ع ع‬
‫جوجمألجواهت اللناتر جوجما لللظالعميجن ملن جأن ج‬
‫عاحثماح‪ .‬فهل يدخل الشركر الصغر والفي فيه؟ باحلجاحع ل يدخل؛ لن تري النة وإدخاحل الناحر والتخمليد فيهاح إناح هو‬
‫لهل الوت على الشركر الكب‪،‬م فدثلناح ذلك على أن الراد بقوله )جملن يتلشعرلك عبال لعه فجـجقلد جحلرجم ال لهت جعلجليعه ا لججنلةج جوجمألجواهت اللناتر جوجما‬
‫ع ع ع‬
‫صاتر( أنأم أهل الشراكر الشركر الكب‪،‬م فلم يدخل الصغر‪،‬م ول يدخل ماح دونه أو أنواع الصغر‪،‬م فيكون‬ ‫لللظالعميجن ملن جأن ج‬
‫طيـتر أجلو تجـلهعوي بععه البريتح‬ ‫إذن فهم آية النساحء على فهم آية الاحئدةا ونوهاح‪﴿ ،‬ومن يلشعرلك عبال لعه فججكأجنلما جخلر عمن ال ل ع‬
‫سجماء فجـتجلخطجتفهت ال لل‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫جج ل ت‬
‫عفي جمجكاتن جسعحيتق﴾]الجح‪ [31:‬ف الشركر الكب‪،‬م ونو ذلك‪.‬‬
‫فيكون‪ -‬إذن‪ -‬على هذا القول‪،‬م الراد باح نيفي هناح أن يغفر الشركر الكب‪.‬‬
‫ولاح كاحن اختياحر إمـاحما الدعوةا كماح اختياحر عدد من الققي؛ كشيخ السلما وابن القيم وكغيهاح‪ :‬أن العموم هنا‬
‫للكبر و الصغر والخفي؛ بأنواع الشرك‪ .‬قاحما الستدلل بذه الية صحيحاح؛ ث‬
‫لن الشركر أنواع‪،‬م وإذا كاحن الشركر‬
‫بأنواعه ل يغفر فهذا يوجب الوف منه أعظم الوف؛ إذا كاحن الرياحء ل يغفر‪,‬هل إذا كاحن الشركر الصغر؛ اللف بغي ال‪،‬م‬
‫أو تعليق التميمة أو حلقة أو خيط‪،‬م أو نو ذلك من أنواع الشركر الصغر؛ ماح شاحء ال وشئت‪،‬م نسبة النعم إل غي ال‪،‬م‬
‫إذا كاحن ل يغفر؛ فإنه يوجب أعظم الوف منه‪،‬م كذلك الشركر الكب‪.‬‬
‫وإذا كاحن كذلك‪،‬م فيجتمع ‪-‬إذن‪ -‬ف الوف من الشركر من هم على غي التوحيد؛ يعن من يعبدون غي ال‪،‬م‬
‫ويستغيثون بغي ال‪،‬م ويتوجهون إل غي ال‪،‬م ويذبون وينذرون لغي ال‪،‬م ويبون مبة العباحدةا لغي ال‪،‬م ويرجون غي ال‬
‫رجاحء العباحدةا‪،‬م وياحفون خوف السثر من غي ال‪،‬م إل غي ذلك‪،‬م يكون هؤلء أشول باحلوف من الشركر؛ لنأم وقعوا فيماح‬
‫هو متفق عليه ف أنه ل يغفر‪.‬‬
‫كذلك يقع ف الوف‪،‬م ويكون الوف أعظم ماح يكون ف أهل السلما الذين قد يشركون بعض أنواع الشركر من‬
‫الشركر الفي والشركر الصغر بأنواعه وهم ل يشعرون أو وهم ل يذرون‪،‬م فيكون الوف إذا علكم العبد أن الشركر بأنواعه‬
‫ل يغفر وأنه مؤاخذ به؛ فليست الصلةا إل الصلةا يغفر باح الشركر الصغر‪،‬م وليس رمضاحن إل رمضاحن يغفر به الشركر‬
‫الصغر‪،‬م وليست المعة إل المعة يغفر به الشركر الصغر‪.‬‬
‫فإذن يغفر باحذا؟ يغفر باحلتوبة فقط‪،‬م فإن ل يتب فإنه ثث الوازانة بي السناحت وبي السيئاحت‪،‬م وماح ظنكم بسيئة فيهاح‬
‫التشريك باحل مع حسناحت‪،‬م من ينجو من ذلك؟ ليس وثث إل من عظيمت حسناحته فزجادت على سيئة ماح وقع فيه من أنواع‬
‫الشركر‪،‬م ول شك أنن هذا يوجب الوف الشديد؛ لن الرء على خطر ف أنه تيوزان حسناحته وسيئاحته‪،‬م ث يكون ف سيئاحته‬
‫أنواع الشركر‪،‬م وهي ‪-‬كماح هو معلوما عندكم‪ -‬أن الشركر بأنواعه من حيث النس أعظم من الكباحئر؛ كباحئر العماحل‬
‫العروفة‪.‬‬
‫إذن وجه الستدلل من آية النساحء أن قوله جل وعل )إعلن ال لهج جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه( أن فيهاح عموماح يشمل أنواع الشركر‬
‫جيعاح‪،‬م وهذه ل تيغفر‪،‬م فيكون ذلك موجباح للخموف من الشركر‪،‬م وإذا وقع وحصل الشركر ف القلب‪،‬م فإن العبد يطلب‬
‫معرفة أنواعه حت ل يشركر‪،‬م ومعرفة أصناحفه وأفراده حت ل يقع فيهاح‪،‬م وحت يثذر أحباحبه ومن حوله منهاح‪.‬‬
‫[ ‪] 33‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫لذلك كاحن أحب اللق أو أحب الناحس وخي الناحس للناحس من يّذرهم من هذا المر‪،‬م ولو ل يشعروا ولو ل يعقلوا‪،‬م‬
‫خيـجر أتلمتة أتلخعرججلت علللناعس﴾]آل عمران‪[110:‬؛ لنأم يدلمون اللق على ماح ينجيهم‪,‬هل فاحلذي يب للخملق‬
‫قاحل جل وعل ﴿تكلنتتلم ج ل‬
‫يذرهم من الشركر بأنواعه‪،‬م ويدعوهم إل التوحيد بأنواعه؛ لن هذا أعظم ماح يدعى إليه‪.‬‬ ‫النجاحةا هو الذي ّ‬
‫ولذا لاح حصل من بعض القرى ف زامن إمـاحما الدعوةا تردد‪،‬م وشك‪،‬م ورجوع عن مناحصرةا الدعوةا‪،‬م وفهم ماح جاحء به‬
‫ث‬
‫الشيخ رحه ال تعاحل‪،‬م وكتبوا للشيخ‪،‬م وغلظوا‪،‬م وقاحلوا‪ :‬إنن ماح جئت به ليس بصحيح وأثنك تريد كذا وكذا‪،‬م قاحل ف آخرهاح‬
‫ت‬
‫بعد أن شرح التوحيد وضده ورثغب ورهب‪,‬هل قاحل ف آخرهاح رحه ال‪ :‬ولو كنتم تعقلون حقيقة ما دعوتكم إليه لكن ت‬
‫أغلى عندكم من آبائكم وأمهاتكم وأبنائكم ولكنكم قوم ل تعقلون‪.‬‬
‫وهذا صحيح‪،‬م ولكن ل يعقله إلن من عرف حق ال جل وعل‪،‬م رحه ال تعاحل وأجزج له الثوبة وجزجاه عثناح وعن‬
‫السلمي خي الزجاء ورفع درجته ف الهديي والنبيي والصاحلي‪.‬‬
‫ث ساحقا الشيخ رحه ال بعد هذه الية قول ال جل وعل )جوالجنتلبعني جوبجنعلي أجلن نجـلعبتجد اللجلصجناجم( الذي دعاح بذه الدعوةا هو‬
‫إبراهيم عليه السلما‪،‬م ومرن معناح ف الباحب قبله أثن إبراهيم قد حقق التوحيد‪،‬م وقد وصفه ال بأنه كاحن أمة‪،‬م قاحنتاح ل‪،‬م حنيفاح‪،‬م‬
‫ك من الشركي‪،‬م فمن كاحن على هذه الاحل‪،‬م هل يطمئن من أنه لن يعبد غي ال؟ ولن يعبد الصناحما؟ أما يظل‬ ‫وبأنه ل ي ي‬
‫على خوفه؟ حاحل اليكنمل الذين حققوا التوحيد هل هم يطمئنون أما ياحفون؟‬
‫هذا إبراهيم عليه السلما ‪-‬كماح هو ف هذه الية‪ -‬خاحف الشركرو‪،‬م وخاحف عباحدوةا الصناحما‪،‬م فدعاح ال بقوله‪﴿ :‬جوالجنتلبعني‬
‫ب إعنلـتهلن أجلضلجلجن جكعثيمرا عملن اللناعس﴾]إبراهيم‪،[36-35:‬م فكيف بن دون إبراهيم ممن ليس من‬ ‫جوبجنعلي أجلن نجـلعبتجد اللج ل‬
‫صجناجم)‪(35‬جر ب‬
‫السبعي ألفاح وهم عاحمة هذه المة؟ والواقع أن عاحمة المة ل ياحفون من الشركر‪،‬م فمن الذي ياحف؟ هو الذي يسعى ف‬
‫تقيق التوحيد‪.‬‬
‫قاحل إبراهيم التيمي رحه ال ‪-‬من ساحدات التاحبعي‪ -‬لاح تل هذه الية قاحل‪ :‬ومن يأمن البلءج بعد إبراهيم‪ .‬إذا كاحن‬
‫إبراهيم عليه السلما هو الذي حقق التوحيد‪،‬م وهو الذي ويصف باح ويصف به‪،‬م وهو الذي كسر الصناحما بيده‪،‬م وياحف؟‬
‫فمن يأمن البلء بعده؟‬
‫شركر‪،‬م‬
‫الضماحن على أن ل ي ك‬
‫و‬ ‫إذن ماح نث إل غرور وأهل الغرور‪,‬هل وهذا يوجب الوف الشديد‪،‬م لنه ماح يأعطي إبراهيم‬
‫وعلى أن ل يزجيغ قلبه‪،‬م مع أنه سيد الققي للتوحيد ف زاماحنه؛ بل وبعد زاماحنه إل نبيناح فهو سيد ولد آدما‪،‬م ومع ذلك‬
‫خاحف‪.‬‬
‫صجناجم( جع صنم‪.‬‬‫قوله هناح )جوالجنتلبعني جوبجنعلي أجلن نجـلعبتجد اللجلصجناجم(‪،‬م )اللج ل‬
‫والصنم‪ :‬هو ماح كاحن على صورةا مماح يعبد من دون ال‪،‬م ييصّور صورةا على شكل وجه رجل‪،‬م أو على شكل جسم‬
‫حيوان‪،‬م أو رأس حيوان‪،‬م أو على شكل صورةا كوكب أو نم‪،‬م أو على شكل الشمس و القمر ونو ذلك‪،‬م فإذا صور‬
‫صورةا فتلك الصورةا يقاحل لاح صنم‪.‬‬
‫والوثن‪ :‬هو ماح عيبد من دون ال ماح هو ليس على شكل صورةا؛ فاحلقب وثن وليس بصنم‪,‬هل ومشاحهد القبور عند‬
‫يعنباحدهاح هذه أوثاحن وليست بأصناحما‪،‬م وقد يطلق على الصنم أنه وثن كماح قاحل جل وعل ف قصة إبراهيم ف صورةا‬
‫[ ‪] 34‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫العنكبوت ﴿إعنلجما تجـلعبتتدوجن عملن تدوعن ال لعه أجلوجثامنا جوتجلخلتتقوجن إعفلمكا﴾]العنكبوت‪,[17:‬هل قد يطلق على قلة‪،‬م وقاحل بعض أهل العلم‬
‫هم عبدوا الصناحما‪،‬م وعبدوا الوثاحن جيعاح‪،‬م فصاحر ف بعض الياحت ذكر الصناحما لعباحدتم الصناحما‪،‬م وف بعض الياحت ذكر‬
‫الوثاحن لعباحدتم الوثاحن‪,‬هل والول أظهر؛ لنه قد يطلق على الصنم أنه وثن‪،‬م ولذا قاحل النب »اللمتهمم لج تجلججعلل قجـلبعري جوجثنام‬
‫يتـلعبجتد« فدعاح ل ألث يعل قبه وثناح‪،‬م فصاحر الوثن ماح يعبد من دون ال‪,‬هل ماح ليس على هيئة صورةا‪.‬‬
‫قاحل رحه ال )وف الديث‪» :‬أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر«‪ .‬فسئل عنه فقاحل‪» :‬الرياء«( الرياحء‬
‫قسماحن‪ :‬رياحء السلم ورياحء الناحفق‪.‬‬
‫س جوجل يجلذتكتروجن ال لهج إعلل‬ ‫رياء المنافق‪ :‬رياحء ف أصل الدين‪،‬م يعن رواءو بإظهاحر السلما وأبشوط و‬
‫ن الكفر‪,‬هل ﴿يتـجراتءوجن اللنا ج‬
‫قجعليمل﴾]النساحء‪.[142:‬‬
‫سون تلوته لجل التسميع؛ أن يمدح‬
‫حّ‬‫سون صلته من أجل نظر الرجل‪،‬م أو أن ي و‬
‫حّ‬‫ورياء المسلم الموحد‪ :‬أن ي و‬
‫وييسنمع ل لجل التأثي‪ .‬فاحلرياحء مشتق من الرؤية)‪] ،(1‬فماح كاحن من جهة الرؤية‪،‬م يعن‪ :‬أن يسن عباحدةا لجل أن يـيورى من‬
‫التعبدين‪،‬م يطيل ف صلته‪،‬م يطيل ف ركوعه ف سجوده‪،‬م يقرأ ف صلته أكثر من العاحدةا من أجل أن يـيورى ذلك منه‪،‬م يقوما‬
‫الليل لجل أن يقول الناحس عنه أنه يقوما الليل‪،‬م هذا شركر أصغر‪.‬‬
‫والشركر الصغر هذا الذي هو الرياحء‪ :‬قد يكون مبطاح لصل العمل الذي تعبد به‪،‬م وقد يكون مبطاح للزجياحدةا الت‬
‫)‪(2‬‬
‫زاادهاح‪[:‬‬
‫‪ ‬فيكون مبطاح لصل العمل الذي تعبند به إذا ابتدأ النية باحلرياحء؛ يعن فيماح لو صلى دخل الصلةا لجل أن ييرى أنه‬
‫يصلي‪،‬م ليس عنده رغبة ف أن يصلي الراتبة‪،‬م لكن لاح رأى أنه ييرى ولجل أن يمدح باح يراه الناحس منه صلى‪،‬م فهذا‬
‫عمله يعن تلك الصلةا حاحبطة ليس له فيهاح ثواب‪.‬‬
‫‪ ‬وإن جاحء الرياحء ف أثناحء العباحدةا‪،‬م فإن ماح زااده لجل الرؤية يبطل كماح قاحل عليه الصلةا والسلما »جقاجل اللمهت تجـجعالججى‪ :‬أججنا‬
‫أجلغنججى المشجرجكاعء جععن المشلرعك‪.‬هل جملن جععمجل جعجملم أجلشجرجك عفيعه جمععي غجليعري‪ ,‬تجـجرلكتتهت جوعشلرجكهت«‪.‬‬
‫الشاحهد من الديث قوله عليه الصلةا والسلما )أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر( هو أخوف الذنوب الت‬
‫خاحفهاح النب عليه الصلةا والسلما على أهل التوحيد؛ لنأم ماح داموا أهل توحيد فإنأم ليسوا من أهل الشركر الكب‪,‬هل فبقي‬
‫ماح يخماحف عليهم الشركر الصغر‪,‬هل والشركر الصغر تاحرةا يكون ف ّالنيناحت‪،‬م وتاحرةا يكون ف القوال‪,‬هل وتاحرةا يكون ف‬
‫العماحل‪,‬هل يعن ف القلب يكون الشركر الصغر وف القاحل وف الفعاحل أيضاح‪,‬هل وسيأت ف هذا الكتاحب بياحن أصناحف من كل‬
‫واحدةا من هذه الثلثا‪.‬‬
‫إذن النب عليه الصلةا والسلما قاحل )أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر( فهو أخوف الذنوب على هذه‬
‫المة‪,‬هل لاحذا خاحفه وعلوشيكه ال ن‬
‫صلوةاي والنسلويما وكاحن أعظم الذنوب خوفاح؟ لجل أثره وهو أنه ل يغفر‪،‬م ولأجل أن الناحس قد‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الثاحنا )‪1‬‬


‫‪.‬سقط من الشرطة‪،‬م وقد نقلته عن تفريغ جاحمع ابن تيمية )‪2‬‬
‫[ ‪] 35‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫يغفلون عنه‪,‬هل فلهذا خاحفه عليهم عليه الصلةا والسلما‪,‬هل والشيطاحن حرصه على أهل التوحيد أن يدخل فيهم الشركر‬
‫الصغر من جهة الرياحء‪،‬م ومن جهة القوال والعماحل والنياحت‪،‬م أعظم من فرحه بغي ذلك من الذنوب‪.‬‬
‫ت وهجو جيدعو من دون اللمعه‬
‫بعد ذلك ساحقا حديث ابن مسعود قاحل )وعن ابن مسعود ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬من ما ج‬
‫ت وهجو جيدعو من دون اللمعه نعمدام( ودعوةا الّند من دون ال من الشركر‬
‫نعمدام دخجل النار«( وجه الستدلل منه أنه قاحل )من ما ج‬
‫الكب؛ لن الدعاحء عباحدةا‪,‬هل وهو أعظم العباحدةا‪،‬م فقد جاحء ف الديث الصحيح »الدعـاء هو العبادة« وف معناحه حديث‬
‫أنس ف السنن »الدعـاء مخ العبادة« فهو أعظم أنواع العباحدةا‪،‬م فمن ماحت وهو يصرف هذه العباحدةا أو شيئاح منهاح لغي ال‬
‫‪-‬ند من النداد‪ -‬فقد استوجب الناحر‪.‬‬
‫وقوله )دخل النار( يعن كحاحل الكفاحر خاحلدا فيهاح؛ لن الشركر الكب إذا وقع من السلم فإنه ولو كاحن أصلح‬
‫ك جولجتجتكونجلن‬
‫ت لجيجلحبجطجلن جعجملت ج‬ ‫ك جوإعجلى العذيجن عملن قجـلبلع ج‬
‫ك لجئعلن أجلشجرلك ج‬ ‫يبط العمل‪،‬م قد قاحل جل وعل لنبيه﴿جولججقلد تأوعحجي إعلجلي ج‬
‫الصاحلي ي ك‬
‫عملن ا لجخاعسعريجن)‪(65‬جبلع ال لهج جفالعبتلد جوتكلن عمنج اللشاكععريجن﴾]الزجمر‪،[66-65:‬م فلو أشركر النب عليه الصلةا والسلما ‪-‬فإن ال‬
‫صلوةاي والنسلويما لبكط عمله ولكاحن ف‬ ‫عظيم وال أكب وخلقه هم التاحجون إليه‪،‬م العبيد له سبحاحنه‪ -‬فلو أشركر النب وعلوشيكه ال ن‬
‫الخرةا من الاحسرين‪،‬م أفل يوجب هذا الوف منه ودونه من يثدعي الصلح والعلم من الشركر؟ بل قد شاحع ف هذه المة‬
‫أن بعض النتسبي إل العلم يدعو إل الشركر ويض عليه ويبثغض ويكثره ف التوحيد‪،‬م وهذا كماح قاحل ال جثل عل عن‬
‫ب العذيجن جل يتـلؤعمتنوجن عباللعخجرعة جوإعجذا ذتكعجر العذيجن عملن تدونععه إعجذا تهلم يجلستجلبعشتروجن﴾]الزجمر‪:‬‬
‫ت قتـتلو ت‬‫أسلفهم ﴿جوإعجذا ذتكعجر ال لهت جولحجدهت الشجمأجلز ل‬
‫‪.[45‬‬
‫ت وهجو جيدعو من دون اللمعه نعمدام دخجل النار(‪،‬م وذلك يوجب الوف لن قصد السلم‬ ‫فإذن وجه الستدلل ظاحهر‪,‬هل )من ما ج‬
‫بل قصد العاحقل أن يكون ناحجياح من الناحر ومتعثرضاح لثواب ال باحلنة‪.‬‬
‫لفظ )من دون ال( يكثر ف القرآن والسنة‪،‬م و)من دون ال( عند علماحء التفسي وعلماحء التحقيق يراد باح شيئاحن‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن تكون بعن )مع(‪،‬م )من دون اللمعه( يعن مع ال‪،‬م وعنب عن العية بلفظ )من دون اللمعه( لن كل من‬
‫ديكعوي مع ال فهو دون ال جل وعل فهم دونه‪،‬م وال جل وعل هو الكب هو العظيم وف هذا دليل على بشاحعة عمله‪.‬‬
‫ت وهجو جيدعو من دون اللمعه( يعن وهو يدعو إلـهاح غي ال‪،‬م‬
‫والثاني‪ :‬أن قوله )من دون اللمعه( يعن غي ال؛ )من ما ج‬
‫فتكون )من دون اللمعه( يعن أنه ل يعبد ال وأشركر معه غيه؛ بل دعاح غيه استقلل‪،‬م فشملت من دون ال الاحلي‪ :‬من‬
‫دعاح ال ودعاح غيه‪،‬م ومن دعاح غي ال وتوجه إليه استقلل‪.‬‬
‫قاحل )ورواه البخماحري(‪.‬‬
‫)ولسلم عن جاحبر أن رسول ال قاحل‪» :‬جملن لجعقجي ال لج يتلشعرتك بععه جشليئا جدجخجل ا لججنمجة‪ ,‬جوجملن لجعقيجهت يتلشعرتك بععه جشليئا جدجخجل‬
‫المناجر«(‪) .‬جملن لجعقجي ال لج يتلشعرتك بععه جشليئا( ذكرت لكم باحلمس أن قوله أن قوله )لج يتلشعرتك بععه جشليئا( هذا فيه نوعاحن من العموما‪:‬‬
‫عموما ف أنواع الشركر‪,‬هل فهي منفية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وعموما ف التونجه إليهم ف الشوركر بم ف قوله )جشليئا(‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫)جملن لجعقجي ال لج يتلشعرتك( يعن بأي أنواع من الشركر‪.‬‬


‫[ ‪] 36‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫)بععه جشليئا( يعن ل يتوجه إل أي أحد‪,‬هل ل للك ول لنب ول لصاحل ول لن ول لطاحل ول لجر ول لشجر إل غي‬
‫ذلك‪.‬‬
‫)جدجخجل ا لججنمةج( يعن أنن ال جل وعل وعده بدخول النة برحته سبحاحنه وتف م‬
‫ضله وبوعده الصاحدقا الذي ل يولف‪.‬‬
‫قاحل )جوجملن لجعقيجهت يتلشعرتك بععه جشليئا جدجخجل المناجر( فكل مشركر متونعد باحلناحر؛ بل وجه الدللة كماح يستقيم مع استدلل‬
‫الشيخ باحلية بأن من لقي ال وهو على شيء من الشركر الكب أو الصغر أو الفي فإنه سيناحل العقوبة والعذاب ف‬
‫الناحر والعياحذ باحل‪.‬‬
‫قاحل )جوجملن لجعقيجهت يتلشعرتك بععه جشليئا( هذه فيهاح عموما أيضاح كماح ذكرناح؛ لن )جملن( شرطية و)يتلشعرتك( فيهاح نكرةا وهي عاحمة‬
‫لنواع الشركر و)جشليئا( عاحمة ف التوجه إليه‪.‬‬
‫)جملن لجعقيجهت يتلشعرتك بععه جشليئا جدجخجل المناجر( وهناح دخول الناحر هل هو أبدي أما أمدي؟ بسب الشركر‪:‬‬
‫فإن كاحن الشركر أكب وماحت عليه فإنه يدخل الناحر دخول أبدياح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وإن كاحن الشركر ماح دون الشركر الكب أصغر أو خفي فإنه متوعد باحلناحر وسيدخل الناحر ويرج منهاح لنه‬ ‫‪‬‬
‫من أهل التوحيد‪.‬‬
‫هل يدخل الشركر الصغر ف الوازانة أما ل؟ ذكرت لك ف أول الدرس أن الشركر الصغر يدخل ف الوازانة؛ موازانة‬
‫السناحت والسيئاحت‪،‬م وأنه إذا رووجحت حسناحته أنه ل يعنذب على الشركر الصغر؛ لكن هذا ليس ف كل اللق؛ لكن‬
‫منهم من يعذب على الشركر الصغر لن الوازانة بي السناحت والسيئاحت ليست ف كل الوشلق وليست ف كل الذنوب؛‬
‫بل قد يكون من الذنوب ماح يستوجب الناحر ولو وروجحت السناحت على السّيئاحت‪،‬م فإنه يستوجب النة ولكن لبد من أن‬
‫يطنهر ف الناحر‪.‬‬
‫وهذا دليل على وجوب الوف من الشركر؛ لن ومشن لوكقوي ال ييششكريكر بككه وششيئاح ودوخول النثاحور‪,‬هل إذا كاحن كذلك وهذا يشمل‬
‫الشركر الكب و الصغر و الفي فإن الرء يب عليه أن يهروب أشد الرب من ذلك‪.‬‬
‫والشركر الصغر والفي يستعيذ الرء باحل جل وعل منه‪,‬هل ويقول‪ :‬اللهم إنا أعوذ بك أن أشركر بك شيئاح أعلمه‪،‬م‬
‫وأستغفركر ماح ل أعلم‪ .‬لنه إذا علم فأشركر فإنه سيتتب الثر الذي ذكرناحه وهو عدما الغفرةا ففي هذا الدعاحء الذي‬
‫علمناحه رسول ال فيه التفريق بي الشركر الصغر مع العلم والشركر الصغر مع الهل‪,‬هل فقاحل‪ :‬أعوذ بك أن أشركر بك‬
‫شيئاح أعلمه؛ لن أمر الشركر الصغر مع العلم عظيم‪,‬هل فيستعيذ الرء باحل من أن يشركر شركاح أصغرا وماح هو أعلى منه من‬
‫باحب أول وهو يعلم‪،‬م وقاحل‪ :‬وأستغفركر ماح ل أعلم‪,‬هل لن الرء قد يكون شيئاح على فلتاحت لساحنه وهو ل يعلم ول يقصد‬
‫ذلك ويستغفر ال جل وعل منه‪.‬‬
‫هذا يدلكم على أن الشركر أمره عظيم‪،‬م ول يتهاحون أحد بذا المر لن من تاحون باحلشركر وباحلتوحيد فإنه تاحون بأصل‬
‫دين السلما؛ بل تاحون بدعوةا النب ف مكة سني عددا؛ بل تاحون بدعوةا النبياحء والرسلي فإنأم اجتمعوا على شيء أل‬
‫وهو العقيدةا وهو توحيد العباحدةا والربوبية والساحء والصفاحت‪،‬م وأمـاح الشرائع فشت‪.‬‬
‫[ ‪] 37‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ولذا الذر كل الذر من الشركر بأنواعه وأن تتعلم ضدنه‪،‬م وأن تتعلم أيضاح أفراد الشركر وأفراد التوحيد‪،‬م وإناح يستقيم‬
‫العلم بذلك إذا تعلمت الفراد‪،‬م أ ثماح التعلم الجاحل لذلك فهذا ‪-‬كماح يقاحل‪ -‬نن على الفطرةا لكن إذا أتت الفراد رباح‬
‫رأيت بعض الناحس فيماح بي ظهرانيكم يوضون ف بعض القوال أو العماحل الت هي من جنس الشركر وهم ل يشعرون؛‬
‫وذلك لعدما خوفهم وهربم من الشركر‪.‬‬
‫نسأل ال جل وعل العفو والعاحفية‪.‬‬
‫فإذن احرص على تعلم هذا الكتاحب ومدارسته‪،‬م وعلى كثرةا مذاكرته‪،‬م وفهم مـاح فيه من الججح والبيثناحت؛ لنه هو خي‬
‫ماح يكون ف صدركر بعد كتاحب ال جل وعل وسنة نبيه ؛ لن به إن شاحء ال سبباح عظيماح من أسباحب النجاحةا والفلح‪.‬‬
‫هذا وصلى ال وسلم وباحركر على سيدناح ممد‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب الدعاء إلى شهادة أن ل إله إل ال‬


‫صيجرتة أججنا جوجملن اتلـبجـجععني جوتسلبجحاجن ال لعه جوجما أججنا عملن ا لتملشعرعكيجن﴾]يوسف‪:‬‬
‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬قتل جهعذهع سعبيعلي أجلدتعو إعجلى ال لعه جعجلى ب ع‬
‫ج‬ ‫ج‬ ‫ل‬
‫‪.[108‬هل‬
‫ب‪ ،‬فجـليجتكلن أجموجل جما‬ ‫ك تجألعتي قجـلومام أجلهل كعجتا ت‬
‫وعن ابن عباحس رضي ال عنهماح‪ :‬أن رسول ال لاح بعث معاحذاع إل اليمن‪،‬م قاحل له »إنم ج‬
‫ج‬
‫ض جعلجليعهلم‬ ‫ع‬ ‫تجلدتعوتهلم إعلجليعه جشجهاجدةت أجلن لج إعلجهج إعلم ال )وف رواية‪ :‬إلى أن يوبحدوا ال(‪،‬م فجعإلن تهلم أججطاتعوا لعجذلع ج‬
‫ك‪.‬هل فجأجلعللمتهلم أجمن ال افلـتجـجر ج‬
‫صجدقجةم تـلؤجختذ عملن أجلغنعجيائععهلم فجـتتـجرمد على‬ ‫ت عفي تكل يـوتم وجليـلجتة‪ ،‬فجعإلن هم أججطاتعوا لعجذلع ج ع‬ ‫جخمس صلجوا ت‬
‫ض جعلجليعهلم ج‬ ‫ك فجأجلعللمتهلم أجمن ال افلـتجـجر ج‬ ‫تل‬ ‫م جل ج ل‬ ‫ل ج جج‬
‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عع‬ ‫ع‬ ‫فتـجقرائععهلم‪ ،‬فجعإلن تهلم أججطاتعوا لعجذلع ج ع‬
‫ب«‪ .‬أخرجاحه‪.‬‬ ‫س بج لـيـنجـجها جوبجـليجن اللمه حججا ت‬‫ك‪ ,‬فجإمياجك جوجكجرائجم أجلمجوالهلم‪ ،‬جواتمعق جدلعجوجة ا لجمظلتلوم فجإنمهت لجلي ج‬ ‫ج‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫ح‬‫ب الج ورسوله وتيحمبه الت ورسولهت جيفت ت‬ ‫ولماح عن سهل بن سعد )(‪ :‬أن رسول ال قاحل يوما خيب‪» :‬تأعطيمن الرايةج غدام رجلم يتح م‬
‫س غججدوا على رسوعل ال كلهم يرجو أن تيعطاها‪ ,‬فقال‪:‬‬ ‫س جيدوكون ليجلتجهم مأيهم تيعطاها‪.‬هل فلما أصبحوا النا ت‬ ‫ت النا ت‬ ‫الت على يديعه«‪ .‬فبا ج‬
‫صجق في عيجنيه‪ ,‬ثتلم جدجعا لجهت فجـبجـجرأ كألن لم يكلن به جوججع‪,‬‬ ‫ع‬
‫»أيجن علمي بن أبي طالب؟هل« فقيل‪ :‬هو جيشتكي عيجنيه‪ :‬فأرسلوا إليه‪.‬هلفأوتي به فبج ج‬
‫ب عليهم من حمق اللمعه فيه‪,‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ك حتى تنزجل بساجحتهم‪ ,‬ثم اتدعهم إلى اعلسلم‪ ,‬جوأجلخبلرتهم بما يجج ت‬ ‫فأعطاهت الراية‪ ,‬فقال‪» :‬انتفلذ على عرلسلع ج‬
‫ك عمن تحلمتر النمـجعم«‪.‬هل )يدوكون(‪ ،‬أي‪ :‬يخوضون‪.‬هل‬ ‫ك رتجلم واحدام خيتر ل ج‬ ‫ي اللمهت ب ج‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫فواللمه لجلن يجـلهد ج‬
‫]الشرح[‬
‫هذا الباحب هو )باب الدعاء إلى شهادة أن ل إله إل ال( باحب الدعوةا إل التوحيد‪.‬‬
‫وقد ذكر ف الباحب قبله الوف من الشركر‪،‬م وقبله ذكر فضل التوحيد وماح يكفّر من الذنوب وباحب من حقق التوحيد‬
‫دخل النة بغي حساحب‪.‬‬
‫ولاح ذكر بعده باحب الوف من الشركر اجتمعت معاحل حقيقة التوحيد ف النفس؛ ف نفس الوحد‪،‬م فهل من اجتمعت‬
‫حقيقة التوحيد ف قلبه بأن عرف فضله وعرف معناحه وخاحف من الشركر ومعن ذلك أنه استقاحما على التوحيد وهرب من‬
‫ضده؟ هل يبقى مقتصرا على نفسه أما إنه ل تتم حقيقة التوحيد ف القلب إلن بأن يدعو إل حق ال العظم أل وهو‬
‫إفراده جل وعل باحلعباحدةا وباح يستحقه سبحاحنه وتعاحل من نعوت اللل وأوصاحف الماحل؟‬
‫[ ‪] 38‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫بوب الشيخ رحه بذا الباحب ليدل على أن من تاحما الوف من الشركر ومن تاحما التوحيد أن يدعو الرء إل التوحيد‪،‬م‬ ‫ن‬
‫فإنه ل يتم ف القلب حت تدعو إليه‪،‬م وهذه حقيقة شهاحدةا أن ل إله إلن ال؛ لن الدعوةا إل شهاحدةا أشن ل إله إلن ال‬
‫يعلمت حيث شكهد العبد السلم ل باحلوحدانية‪.‬‬
‫قاحل‪ :‬أشهد أن ل إله إلن ال‪ .‬وشهاحدته معناحهاح اعتقاحده ونيشطقه وإخباحره الغي باح دلت عليه‪،‬م فلبد إذن ف حقيقة‬
‫الشهاحدةا وف تاحمهاح من أن يكون الرء من أن يكون الكلنف الوحد داعياح إل التوحيد‪.‬‬
‫لذا ناحسب أن يذكر هذا الباحب بعد البواب قبله‪.‬‬
‫ث له مناحسبة أخرى لطيفة وهي‪ :‬أثن ماح بعد هذا الباحب هو تفسزي للتوحيد وبياحن أفراده‪،‬م وتفسي للشركر وبياحن أفراده‪،‬م‬
‫فيكون ‪-‬إذن‪ -‬الدعوةا إل شهاحدةا أن ل إله إلن ال‪،‬م الدعوةا إل التوحيد دعوةا إل تفاحصيل ذلك‪،‬م وهذا من الهماحت؛ لن‬
‫كثيين من النتسبي للعلم من أهل المصاحر يسّلمون باحلدعوةا إل التوحيد إجاحل؛ ولكن إذا أتى التفصيل ف بياحن مساحئل‬
‫التوحيد‪،‬م أو جاحء التفصيل لبياحن أفراد الشركر فإنأم ياحلفون ف ذلك وتغلبهم نفوسهم ف مواجهة الناحس ف حقاحئق أفراد‬
‫التوحيد وأفراد الشركر‪.‬‬
‫إذن فاحلذي تيزجت به هذه الدعوةا؛ دعوةا المـاحما الصلح رحه ال أنن الدعوةا إل شهاحدةا أن ل إله إلن ال دعوةا تفصيلية‬
‫ليست إجاحلية‪،‬م أنماح الجاحل فيدعوا إليه كثيون؛ نأتم باحلتوحيد ونبأ من الشركر؛ لكن ل يذكرون تفاحصيل ذلك‪،‬م والذي‬
‫ض هذا المر يعن الدعوةا إل التوحيد عرضه على علماحء المصاحر قاحل‪:‬‬ ‫ذكره المـاحما رحه ال ف بعض رساحئله أنه لاح وعور و‬
‫وافقونا على ماح قلت وخاحلفونا ف مسألتي ف مسألة التكفي وف مسألة القتاحل‪ .‬وهاحتاحن السألتاحن سبب الخماحلفة ماحلفة‬
‫أولئك العلماحء فيهاح أنأماح فرعاحن ومتفرعتاحن عن البياحن والدعوةا إل أفراد التوحيد والنهي عن أفراد الشركر‪.‬‬
‫إذن الدعاحء إل شهاحدةا أن ل إله إلن ال هو الدعاحء إل ماح دنلت عليه من التوحيد‪،‬م والدعاحء إل ماح دنلت عليه من نفي‬
‫الشريك ف العباحدةا وف الربوبية وف الساحء والصفاحت عن ال جل وعل‪.‬‬
‫صل المـاحما رحه ال ف هذا الكتاحب أنواع التوحيد وأفراد توحيد العباحدةا‪،‬م‬ ‫وهذه الدعوةا دعوةا تفصيلية ل إجاحلية‪،‬م ولذا ف ن‬
‫صل الشركر الكب والصغر وبي أفرادا من ذا وذاكر‪.‬‬ ‫وف ن‬
‫يأت تفسي شهاحدةا أن ل إله إلن ال ف الباحب الذي بعده؛ لنه باحب تفسي التوحيد وشهاحدةا أن ل إله إلن ال‪.‬‬
‫صيجرةت أججنا جوجملن اتلـبجـجععني جوتسلبجحاجن ال لعه جوجما أججنا عملن‬
‫قاحل رحه ال )وقول ال تعاحل﴿قتل جهعذهع سعبيعلي أجلدتعو إعجلى ال لعه جعجلى ب ع‬
‫ج‬ ‫ج‬ ‫ل‬
‫ا لتملشعرعكيجن﴾]يوسف‪ ([108 :‬هذه الية من آخر سورةا يوسف هي ف الدعوةا إل ال‪،‬م وسورةا يوسف كماح هو معلوما كمن‬
‫تأملهاح ف الدعوةا إل ال من أولاح إل آخرهاح؛ موضوعهاح الدعوةا‪،‬م ولذا جاحء ف آخرهاح قواعد مهمة ف حاحل الدعاحةا إل ال‬
‫وحاحل الرسل الذين دعوا إل ال‪،‬م وماح خاحلف به الكثرون الرسل‪،‬م واستيئاحس الرسل من نصرهم‪،‬م ونو ذلك من أحوال‬
‫الدعاحةا إل ال‪.‬‬
‫ف آخر تلك السورةا‪,‬هل قاحل ال جل وعل لنبيه )قتلل جهعذهع جسعبيعلي أجلدتعو إعجلى ال لعه جعجلى بجعصيجرةت(‪،‬م )جهعذهع جسعبيعلي( أنن أدعو إل‬
‫ال‪،‬م فمهمة الرسل هي الدعوةا إل ال جل وعل‪,‬هل )جهعذهع جسعبيعلي أجلدتعو إعجلى ال لعه جعجلى بجعصيجرةت( وأحسن القوال قول من دعاح إل‬
‫ستن قجـلومل عململن جدجعا إعجلى ال لعه جوجععمجل‬
‫ال وأحسن العماحل عمل من دعاح إل ال جل وعل‪،‬م ولذا قاحل سبحاحنه ﴿جوجملن أجلح ج‬
‫[ ‪] 39‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫صالعمحا جوجقاجل إعنلعني عملن ا لتملسلععميجن﴾]فصلت‪،[33:‬م قاحل السن البصري رحه ال ف تفسي هذه الية ماح معناحه قاحل‪ :‬هذا‬ ‫ج‬
‫حبيب ال‪،‬م هذا ول ال‪،‬م هذا صفوةا ال من خلقه أجاحب ال ف دعوته ودعاح الناحس إل ماح أجاحب ال فيه من دعوته‪،‬م هذا‬
‫ستن قجـلومل عململن جدجعا إعجلى ال لعه جوجععمجل‬
‫حبيب ال‪ .‬وهذا أمر عظيم ف أن الداعي إل ال هو أحسن أهل القوال قول‪،‬م )جوجملن أجلح ج‬
‫صالعمحا جوجقاجل إعنلعني عملن ا لتملسلععميجن(‪.‬‬
‫ج‬
‫قاحل جل وعل هناح)قتلل جهعذهع جسعبيعلي أجلدتعو إعجلى ال لعه(‪،‬م قوله )أجلدتعو إعجلى ال لعه( هذا موطن الشاحهد فإنه دعاحء إل ال جل‬
‫وعل ل إل غيه‪،‬م وهذه فيهاح فاحئدتاحن‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬أن الدعوةا إل ال دعوةا إل توحيده‪,‬هل دعوةا إل دينه‪،‬م كماح سيأت تفسي هذه الكلمة ف الديثي بعدهاح؛‬
‫حديث ابن عباحس بإرساحل معاحذ إل اليمن‪،‬م وحديث سهل بن سعد ف إعطاحء عليّ الراية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن ف قوله )أجلدتعو إعجلى ال لعه( التنبيه على الخلص‪،‬م وهذا يتاحجه من أراد الدعاحء إل شهاحدةا أن ل إلـه إلن ال‬
‫والدعاحء إل السلما؛ يعن الدعوةا إل السلما‪،‬م يتاحج أن يكون ملصاح ف ذلك‪،‬م ولذا قاحل الشيخ رحه ال ف مساحئل‬
‫هذا الباحب‪ :‬ف قوله )عإجلى ال لعه( تنبيه على الخلص لن كثيين وإن دعوا إل الق فإناح يدعون إل أنفسهم‪،‬م أو نو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫صيجرةت( والبصيةا هي العلم؛ البصيةا للقلب كاحلبصر للعي يبصر باح العلوماحت والقاحئق‪،‬م فكماح أنك باحلعي‬
‫قاحل )جعجلى ب ع‬
‫ج‬
‫صر باحلبصيةا؛ بصيةا القلب والعقل‪،‬م يعن أنه دعاح على علم وعلى يقي وعلى معرفة‬
‫يتبصر الجراما والذوات‪,‬هل فاحلعلوماحت يتب و‬
‫ل يدعي إل ال على جهاحلة‪.‬‬
‫قاحل)أججنا جوجملن اتلـبجـجععني( يعن أدعو أناح إل ال ومن اتبعن من أجاحب دعوت فإنأم يدعون إل ال أيضاح على بصيةا‪،‬م‬
‫وهذا أيضاح من مناحسبة إيراد الية تت هذا الباحب لن من اتبع النب يدعون إل ال‪.‬‬
‫فإذن التبعون للرسول عليه الصلةا والسلما الوحدون لبد لم من الدعوةا إل ال؛ بل هذه صفتهم الت أمر ال نبيه‬
‫أن ييب عن صفته وعن صفتهم‪،‬م قاحل )قتلل( يعن ياح ممد‪,‬هل )جهعذهع جسعبيعلي أجلدتعو إعجلى ال لعه جعجلى بجعصيجرةت أججنا جوجملن اتلـبجـجععني( فهذه إذن‬
‫خصلة أتباحع النبياحء أنأم ل ياحفوا من الشركر فحسب‪،‬م ول يعلموا التوحيد ويعملوا به فحسب؛ بل أنأم دعوا إل ذلك‪.‬‬
‫وهذا أمر حتمي؛ لن من عرف كعظم حق ال جل وعل فإنه يغاحر على حق الرب سبحاحنه وتعاحل‪،‬م يغاحر على حق‬
‫موله‪،‬م يغاحر على حق من أحبه فوقا كل مبوب أن يكون تومجه اللق إل غيه بنوع من أنواع التوجهاحت‪،‬م فلبد ‪-‬إذن‪-‬‬
‫أن يدعو إل أصل الدين وأصل اللة الذي اجتمعت عليه النبياحء والرسلون أل وهو توحيده جل وعل ف عباحدته وف‬
‫ربوبيته وف أساحئه وصفاحته جل وعل وعنزج سبحاحنه‪.‬‬
‫ك تجألعتي قجـلومام أجلهل كعجتا ت‬
‫ب‪،‬‬ ‫ث ساحقا المـاحما رحه ال حديث ابن عباحس انه قاحل)لاح بعث معاحذاع إل اليمن‪،‬م قاحل له »إنم ج‬
‫ج‬
‫فجـليجتكلن أجموجل جما تجلدتعوتهلم إعلجليعه جشجهاجدةت أجلن لج إعلجهج إعلم ال )وف رواية‪ :‬إلى أن يوبحدوا ال(«( هذا موطن الشاحهد وهو أن النب أمر‬
‫معاحذا إذا دعاح أن يكون أول الدعوةا إل شهاحدةا أن ل إله إلن ال‪،‬م وفنسرتاح الرواية الخرى للبخماحري ف كتاحب التوحيد من‬
‫صحيحه قاحل )إلى أن يوبحدوا ال( فشهاحدةا أن ل إله إل ال الدعوةا إليهاح مأمور باح‪،‬م وهي الدعوةا إل التوحيد‪،‬م فاحلنب‬
‫[ ‪] 40‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫عليه الصلةا والسلما أمر معاحذا أن يدعو أهل اليمن وهم من أهل الكتاحب؛ يعن من أهل الكتاحب الذي هو التوراةا‬
‫والنيل؛ بعضهم يهود وبعضهم نصاحرى‪،‬م أنماح الشركون فهم فيهم قليل؛ بل أكثرهم على أحد اتباحع اللتي‪.‬‬
‫قاحل العلماحء ف قوله عليه الصلةا والسلما له )إنمجك تجألعتي قجـلومام أجلهجل كعجتاتب( فيه توطي وفيه توطئة للنفس أن ييهيئ نفسه‬
‫لناحظرتم‪،‬م ومعاحذ بن جبل من العلماحء بدين السلما ومن علماحء الصحاحبة رضوان ال عليهم أجعي‪،‬م فقاحل له عليه الصلةا‬
‫والسلما ذلك ليهيئ نفسه لناحظرتم ولدعوتم‪،‬م ث أمره أن يكون أول الدعوةا إل أن يوحدوا ال جل وعل‪.‬‬
‫ف قوله هناح )فجـليجتكلن أجموجل جما تجلدتعوتهلم إعلجليعه جشجهاجدةت أجلن لج إعلجهج إعلم ال( هذه تقرأ على وجهي‪:‬‬
‫الول‪) :‬فجـليجتكلن أجموتل جما تجلدتعوتهلم إعلجليعه جشجهاجدجة أجلن لج إعلجهج إعلم ال(‪ ،‬فتكون )أجموتل( اسم )يجتكلن( وتكون )جشجهاجدجة( هي الب‪،‬م‬
‫وهذا من جهة العن معناحه‪ :‬أنه أخبه عن الولية‪،‬م فاحبتدأ باحلولية ث أخبه بذلك الول‪.‬‬
‫والضبط الثاحنا أو القراءةا الثاحنية أن تقرأهاح هكذا )فجـليجتكلن أجموجل جما تجلدتعوتهلم إعلجليعه جشجهاجدةت أجلن لج إعلجهج إعلم ال( فيكون‬
‫)أجموجل( خب )يجتكلن( مقدما و)جشجهاجدةت( اسم )يجتكلن( مؤخر مرفوع‪،‬م وهذا معناحه الخباحر عن الشهاحدةا بأنأاح أول مـاح يدعاح إليه‪.‬‬
‫وهذان الوجهاحن جاحئزجان والشهور هو الوجه الثاحنا هذا كبوكعل )أجموجل( منصوبة؛ وذلك لثن مقاحما ذكر الشهاحدةا والبتداء‬
‫باح هو العظم وهو القصود ليلتفت الساحمع والتلقي وهو معاحذ إل ماح يراد أن يب عنه من جهة الشهاحدةا‪.‬‬
‫فإذن موطن الشاحهد من هذا الديث ومناحسبة إيراد هذا الديث ف الباحب هو ذكر أنن أول ماح يدعاح إليه هو التوحيد‬
‫وهو شـهاحدةا أن ل إله إل ال‪.‬‬
‫ثم ساق أيآضا حديآث سهل بنَ سعد الذيآ في الصحيحينَ )أن النبي قال يوم خيبر »كأعهطيان الرايةأ غدائ‬
‫ت‪ ,‬البيتوتة‬ ‫س أيدوكون ليألتهم( با م‬ ‫ت النا ك‬
‫ب اأ ورسوله وكيحابه اك ورسولهك أيفتكح اك على يديهه«‪ .‬فبا أ‬ ‫رجلئ يكهح ا‬
‫س أيدوكون ليألتهم( يآعني يآخوضّونأ في تلك‬ ‫هي الُمكث في الليل معه نأوم أو ليس معه نأوم؛ )با أ‬
‫ت النا ك‬
‫‪. X‬الليلة‪ ,‬باتوا يآعني ظلوا ليل يآتحدثونأ منَ دونأ نأوم لشدةا الفضل الذيآ ذكره عليه الصلةا والسلم‬
‫س أغأدوا على رسوهل ا صلى ا عليه وسلم كلهم يرجو أن كيعطاها‪ ُ,‬فقال‪» :‬أيأن علاي بن‬ ‫قال)فلما أصبحوا النا ك‬
‫ق في عيأنيه‪ ُ,‬ثكلم أدأعا لأهك فأبأأرأ كأشُن لم يكشُن به‬ ‫أبي طالب؟هلل« فقيل‪ :‬هو أيشتكي عيأنيهه‪ :‬فأرسلوا إليه‪ .‬فأوتي به فبأ أ‬
‫ص أ‬
‫أوأجع‪ ُ,‬فأعطاهك الراية‪ ُ,‬فقال‪» :‬انفكشُذ على هرشُسلهأك حتى تنزأل بساأحتهم‪ ُ,‬ثم اكدعهم إلى اهلسلم( هذا موطنَ الشاهد‪،‬‬
‫ق‬
‫ب عليهم من ح ا‬ ‫والمناسبة في إيآراد هذا الحديآث في الباب قال )ثم اكدعهم إلى اهلسلم‪ ُ,‬أوأأشُخبهشُركهم بما يأهج ك‬
‫اه تعالى فيه( الدعوةا إلى السلم هي الدعوةا إلى التوحيد؛ لنأ أعظم أركانأ السلم شـهادةا أنأ ل‬ ‫ا‬
‫ضّرم إليها عليه الصلةا والسلم أنأ يآدعوهم أيآضا إلى حق ا‬ ‫إله إل ا وأنأ محمدا رسول ا‪ ،‬و م‬
‫اه فيه( يآعني في‬
‫ق ا‬ ‫فيه؛ يآعني إلى ما يآجب عليهم منَ حق ا فيه‪ ،‬قال)أوأأشُخبهشُركهم بما يأهج ك‬
‫ب عليهم من ح ا‬
‫السلم منَ جهة التوحيد‪ ،‬ومنَ جهة الفرائض واجتناب المحررمات‪ ،‬ولهذا كانأت الدعوةا إلى السلم‬
‫يآجب أنأ تكونأ في أصله وهو التوحيد وبيانأ معنى الشهادتينَ‪ ،‬ثم بيانأ المحرمات والواجبات؛ لنأ‬
‫‪.‬أصل الصول هو المقردم فهو أول واجب‬
‫‪.‬لحظ أنأ اليآة آيآة سورةا يآوسف فيها بيانأ أنأ كل الصحابة دعاةا إلى ا جل وعل دعاةا إلى التوحيد‬
‫صل فيه نأوع تلك الدعوةا إلى ا جل وعل‬ ‫‪.‬وحديآث معاذ فيه أنأ معاذا كانأ منَ الدعاةا إلى ا‪ ،‬وفُ ّ‬
‫‪.‬وكذلك حديآث سهل بنَ سعد الذيآ فيه قصة علي فيه الدعوةا إلى السلم‬
‫[ ‪] 41‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫صيأرلة أأأنا أوأمشُن اتلبأأعهني(‪،‬‬ ‫فيكونأ هذانأ الحديآثانأ كالتفصيل في قوله في اليآة )أأشُدكعو إهألى ل‬
‫اه أعألى بأ ه‬
‫فالدعوةا على بصيرةا هي الدعوةا إلى شـهادةا أنأ ل إله إل ا‪ ,‬إلى أنأ يآوحدوا ا‪ ,‬الدعوةا إلى‬
‫)‪. (1‬السلم وما يآجب على الِعباد منَ حق ا فيه‬
‫‪X‬‬

‫باب تفسير التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال‬


‫ع‬ ‫وقول ال تعاحل ﴿أتولجئع ج ع‬
‫ك‬‫ب جرب ج‬ ‫ك الذيجن يجلدتعوجن يجـلبتجـتغوجن إعجلى جربعهلم ا لجوسيلجةج أجيبـتهلم أجقلـجر ت‬
‫ب جويجـلرتجوجن جرلحجمتجهت جويججخاتفوجن جعجذابجهت إعلن جعجذا ج‬ ‫ل‬
‫جكاجن جملحتذومرا﴾]السراء‪.[57 :‬‬
‫قوله تعاحل ﴿جوإعلذ جقاجل عإبلـجراعهيتم علجعبيعه جوقجـلوعمعه إعنلعني بجـجراءت عملما تجـلعبتتدوجن)‪(26‬إعلل العذي فجطججرعني فجعإنلهت جسيجـلهعديعني)‪(27‬جوجججعلججها جكلعجمةم جباقعيجةم‬
‫عفي جععقبععه لججع لتهلم يجـلرعجتعوجن﴾ ]الزجخرف‪.[28-26:‬هل‬
‫وقوله‪﴿ :‬اتلجختذوا أجلحجباجرتهلم جوترلهجبانجـتهلم أجلرجبامبا عملن تدوعن ال لعه﴾]التوبة‪.[31 :‬‬
‫ب ال لعه جوالعذيجن آجمتنوا أججشبد تحببا لعلعه﴾]البقرةا‪.[165:‬‬ ‫س جملن يجـتلعختذ عملن تدوعن ال لعه جأنجدامدا يتعحببونجـتهلم جكتح ب‬ ‫وقوله‪﴿ :‬جوعملن اللنا ع‬
‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬
‫سابتهت جعجلى‬ ‫وف الصحيح عن النب ‪ :‬أنه قاحل‪» :‬جملن جقاجل‪ :‬لج إلجهج إلم اللمته‪ ,‬جوجكجفجر بجما يتـلعبجتد ملن تدون اللمه‪ ,‬جحترجم جمالتهت جوجدتمهت‪.‬هل جوح ج‬
‫اللمعه عز وجل«‪.‬هل وشرح هذه التجة ماح بعدهاح من البواب‪.‬هل‬
‫]الشرح[‬
‫)باب تفسير التوحيد وشهادعة أن ل إله إل ال(‪,‬هل منر معناح أنن التوحيد هو شهاحدةا أن ل إله إل ال‪،‬م ولذا قاحل‬
‫العلماحء‪ :‬العطف هناح‪) :‬التوحيد وشهادة أن ل اله إل ال( هذا من عطف التادفاحت؛ ولكن هذا فيه نظر من جهة أن‬
‫النتادف غي موجود ‪-‬التادف الكاحمل‪،-‬م لكن التادف الناحقص موجود‪.‬‬
‫فإذن فهو من قبيل عطف التادفاحت بعناحهاح واحد؛ لكن يتلف بعضهاح عن بعض ف بعض العن‪.‬‬
‫فاحلتوحيد مر معناح تعريفه ف أول الكتاحب‪،‬م وقوله )باب تفسير التوحيد( يعن الكشف واليضاحح عن معن التوحيد‪.‬‬
‫فقد قلت لك إن التوحيد‪ :‬هو اعتقاحد أن ال جل وعل‪:‬‬
‫واحد ف ربوبيته ل شريك له‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واحد ف ألوهيته ل ند له‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سعميتع‬‫س جكعمثللععه جشليءت جوتهجو ال ل‬
‫واحد ف أساحئه وصفاحته ل مكشثل له سبحاحنه و تعاحل‪،‬م قاحل جل وعل﴿لجلي ج‬ ‫‪‬‬
‫البجعصيتر﴾]الشورى‪.[11:‬‬
‫ويشمل ذلك أنواع التوحيد جيعاح‪،‬م فإذن التوحيد اعتقاحد أن ال واحد ف هذه الثلثة أشياحء‪.‬‬
‫)وشهادة أن ل إله إل ال( يعن تفسي شهاحدةا أن ل إله إل ال‪،‬م هذه الشهاحدةا أعظم كلمة قاحلاح مكنلف ول شيء‬
‫أعظم منهاح؛ وذلك لن معناحهاح هو الذي قاحمت عليه الرض والسماحوات‪،‬م وماح تعنبد التعبدون إل لتحقيقهاح ولمتثاحلاح‪.‬‬
‫شهاحدةا أن ل إله إل ال‪ .‬الشهاحدةا‪:‬‬

‫‪.‬انتهى الشريط الثاحنا)‪1‬‬


‫[ ‪] 42‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫تاحرةا تكون شهاحدةا حضور وبصر‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫وتاحرةا تكون شهاحدةا علم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يعن يشهد على شيء حضوره ورآه أو يشهد على شيء علمه‪.‬‬
‫هذان نوعاحن بعن الشهاحدةا‪،‬م فإذا قاحل قاحئل‪ :‬أشهد‪ .‬فيحتمل أنه سيأت بشيء رآه أو بشيء علمه‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل ال هذه شهاحدةا علمية‪،‬م ولذا ف قوله‪ :‬أشهد‪ .‬العلم‪.‬‬
‫والشهاحدةا ف اللغة وف الشرع وف تفاحسي السلف لي القرآن الت فيهاح لفظ )وشكهود( كقوله‪﴿ :‬جشعهجد ال لهت أجنلهت جل إعلجهج إعلل‬
‫تهجو جوا لجمجلئعجكةت جوأتلوتلوا ا لععلعم جقائعمما عبا لعقلسعط جل إعلجهج إعلل تهجو ا لجععزيتز ا لجحعكيتم﴾]آل عمران‪،[18:‬م وكقوله‪﴿ :‬جملن جشعهجد عبا لجحبق جوتهلم‬
‫يجـلعلجتموجن﴾]الزجخرف‪) [86:‬وشكهود( تتضمن أشياحء‪:‬‬
‫الول العتقاد بما سينطق به‪ :‬العتقاحد باح شهده؛ شهد أن ل إلـه إلن ال؛ يعن اعتقد بقلبه معن هذه الكلمة‪،‬م‬
‫وهذا فيه العلم وفيه اليقي؛ لن الشهاحدةا فيهاح العتقاحد‪،‬م والعتقاحد ل يسمى اعتقاحدا إلن إذا كاحن ثن علم ويقي‪.‬‬
‫الثاني التكلم بها ﴿جشعهجد ال لهت أجنلهت جل إعلجهج إعلل تهجو جوا لجمجلئعجكةت جوأتلوتلوا ا لععلعم﴾]آل عمران‪،[18:‬م صاحر اعتقاحدا وصاحر أيضاح إعلماح‬
‫ونطقاح باح‪.‬‬
‫والثالث الخبار بذلك والعلم به‪ :‬وفينطقه بلساحنه من جهة الواجب‪،‬م وأيضاح ل يسمى شاحهدا حت يب غيه باح‬
‫شهد‪.‬‬
‫هذا من جهة الشهاحدةا‪.‬‬
‫فإذن يكون أشهد أن ل إله إلن ال معناحهاح‪ :‬أعتقد وأتكلم وأيعلم وأخب بأن ل إله إل ال‪،‬م فاحفتقت ‪-‬إذن‪ -‬عن حاحل‬
‫العتقاحد‪،‬م وافتقت ‪-‬إذن‪ -‬عن حاحل القول‪،‬م وافتت ‪-‬إذن‪ -‬عن حاحل الخباحر الرد عن العتقاحد‪،‬م فل بد من الثلثة‬
‫متمعة‪.‬‬
‫ولذا نقول ف الياحن أنه اعتقاحد الناحن وقول اللساحن وعمل الوارح والركاحن‪.‬‬
‫ل إله إلن ال هذه هي كلمة التوحيد وهي مشتملة من حيث اللفاحظ على أربعة ألفاحظ‪:‬‬
‫الول‪ :‬ل‪،‬م الثاحنا‪ :‬إله‪ .‬الثاحلث‪ :‬إلل‪.‬هل الرابع لفظ الللة‪ :‬ال‪.‬هل‬
‫أنماح )ل( هناح فهي الناحفية للجنس؛ تنفي جنس استحقاحقا اللوهية عن أحد إلن ال جل وعل‪,‬هل يعن ف ذا السياحقا‪.‬‬
‫ل‬
‫ن زاائدا وهو الصر والقصر‪.‬‬ ‫وإذا أتى بعد النفي )إل( ‪-‬وهي أداةا الستثناحء‪ -‬صاحرت تفيد مع ع‬
‫فيكون العن‪ :‬اللـهية القة أو اللـه الق هو ال باحلصر والقصر‪،‬م ليس ثن إلـه حق إلن هو دون من سواه‪.‬‬
‫وكلمة )إلـه( من جهة الوزان فكوعاحل‪،‬م قاحلوا‪ :‬فعاحل تأت أحياحناح بعن فاحكعل وتأت أحياحناح بعن مفعول‪.‬‬
‫وننظر هناح فنجد كلمة )أولهو( ف اللغة بعن وعبوود‪.‬‬
‫لن اللباحب تنيت ف كنه وصفه وكنه‬ ‫وقاحل بعض اللغويي أولوهو‪,‬هل يألوهي فلن إذا تني‪،‬م وسيمي عندهم اللـه إلـهاح؛ ث‬
‫حقيقته‪ .‬وهذا القول ليس بيد‪.‬‬
‫[ ‪] 43‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫بل الصواب كلمة إلـه فكوعاحل بعن مفعول يعن العبود فإله مهناحهاح العبود‪،‬م ويدل على ذلك ماح جاحء ف قراءةا ابن عباحس‬
‫أنه قرأ ف سورةا العراف ﴿أجتججذتر تموجسى جوقجـلوجمهت عليتـلفعستدوا عفي اللجلر ع‬
‫ض جويججذجرجك وإلـجهجتك﴾]العراف‪ [127:‬كاحن ابن عباحس يقرؤهاح‬
‫هكذا )جويججذجرجك وإلـجهجتك(‪،‬م قاحل‪ :‬لن فرعون كاحن ييعبد ول يكن ويعبد فصوب القراءةا بـ)جويججذجرجك وإلـجهجتك( بعن وعباحدتك‪،‬م‬
‫ك( يعن التقدمي‪.‬‬ ‫وقراءتناح وهي قراءةا السبعة )جويججذجرجك جوآلعجهتج ج‬
‫فهذا معناحه أن ابن عباحس فهم‬
‫اللة معن العباحدةا‪،‬م قد قاحل الراجزج‬
‫ف شعره العروف الذي ذكرته لكم‬
‫من قبل‪:‬‬
‫ل در الغانيات المـ ـمدهع‬
‫ت‬ ‫م‬
‫سمبحن واسترجعن من تألهي‬
‫يعن من عباحدت‪.‬‬
‫فإذن يكون الله هو العبود‪،‬م ل إلـه‬
‫يعن ل معبود‪،‬م إل ال‪،‬م هناح ل‬
‫معبود‪،‬م ل الناحفية للجنس كماح‬
‫تعلمون تتاحج إل اسم وخب؛ لنأاح‬
‫تعمل عمل إنن؛‬
‫جعجمجل إعلن الججعلل علل في نجعكجره‬
‫‪............................‬‬
‫فأين خب ل الناحفية للجنس؟ كثي الناحس من النتسبي للعلم قدنيروا الب‪ :‬ل إله موجود إل ال‪.‬‬
‫وهذا يتاحج إل مقدمة قبله وهو أن التكلمي الشاحعرةا والعتزجلة ومن ورثوا علوما اليوناحن قاحلوا‪ :‬إن كلمة )إلـه( هي‬
‫بعن فاحعل؛ لن فكوعاحل تأت بعن مفعول أو فاحعل‪،‬م فقاحلوا هي بعن آلكـشه واللـكهي هو القاحدر‪،‬م ففسروا اللـه بأنه القاحدر‬
‫الختاع‪،‬م ولذا تد ف عقاحئد الشاحعرةا ماح هو مسطور ف شرح العقيدةا السننوسية الت تسمى عندهم بأما الباهي قاحل‬
‫ماحنصه فيهاح‪ :‬الله هو الستغن عماح سواه الفتقر إليه كل ماح عداه‪ .‬قاحل فمعن ل اله إل ال ل مستغنياح عماح سواه و ل‬
‫مفتقرا إليه كل ماح عداه إل ال‪،‬م ففسروا اللوهية باحلربوبية‪،‬م وفسروا اللـه باحلقاحدر على الختاع أو باحلستغن عماح سواه‬
‫الفتقر إليه كل ماح عداه‪.‬‬
‫وباحلتاحل يقدرون البموجود ل إله موجود؛ يعن ل قاحدر على الختاع واللق موجود إل ال‪,‬هل ل مستغنياح عماح سواه‬
‫ول مفتقرا إليه كل ماح عداه موجود إل ال؛ لن اللق جيعاح متاحجون إل غيهم‪.‬‬
‫وهذا الذي قاحلوه هو الذي فتح باحب الشركر ف السلمي؛ لنأم ظنوا أن التوحيد هو إفراد ال باحلربوبية‪،‬م فإذا اعتقد‬
‫أن القاحدر على الختاع هو ال وحده صاحر موحدا‪،‬م إذا اعتقد أن الستغن عماح سواه والفتقر إليه كل ماح عداه هو ال‬
‫[ ‪] 44‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وحده صاحر عندهم موحدا‪،‬م وهذا من أبطل الباحطل أين حاحل مشركي قريش الذين قاحل جل وعل فيهم ﴿جولجئعلن جسأجللتجـتهلم جملن‬
‫سماوا ع‬ ‫ع‬ ‫سماوا ع‬
‫ت‬ ‫س جوا لجقجمجر جليجـتقولتلن ال لهت﴾]العنكبوت‪ [61:‬وف آية أخرى﴿جولجئلن جسأجللتجـتهلم جملن جخلججق ال ل ج ج‬ ‫شلم ج‬ ‫ض جوجسلخجر ال ل‬ ‫ت جواللجلر ج‬ ‫جخلججق ال ل ج ج‬
‫ض‬‫سجماعء جواللجلر ع‬ ‫ض جليجـتقولتلن جخلججقتهلن ا لجععزيتز﴾]الزجخرف‪،[9:‬م ونو ذلك من الياحت وهي كثيةا كقوله ﴿قتلل جملن يجـلرتزقتتكلم عملن ال ل‬ ‫جواللجلر ج‬
‫سيجـتقوتلوجن ال لهت فجـتقلل أجفججل تجـتلـتقوجن‬ ‫ت ويلخعرج ا لميب ج ع‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫أجلملن يجلملع ت‬
‫ت ملن ا لجحبي جوجملن يتجد بـتر اللجلمجر فج ج‬ ‫ج ا لجحلي ملن ا لجميب ج ت ت ج‬ ‫صاجر جوجملن يتلخعر ت‬‫سلمجع جواللجبل ج‬‫ك ال ل‬
‫ضجلتل﴾]يونس‪ [32-31:‬الياحت من سورةا يونس‪,‬هل هذا معلوما أن مشركي‬ ‫)‪ (31‬فججذلعتكلم ال لهت جربتكلم ا لجحبق فججماجذا بجـلعجد ا لجحبق إعلل ال ل‬
‫قريش ل يكونوا يناحزاعون ف الربوبية‪.‬‬
‫فإذن صاحرت هذه الكلمة دالة على غي ماح أراد أولئك وهو ماح ذكرناحه آنفاح من أن معن ل إله يعن ل معبود‪،‬م‬
‫فيكون الب‪:‬‬
‫إماح أن يكون تقديره موجود‪،‬م فيكون العن ل معبود إل ال‪،‬م وهذا باحطل لنناح نرى أن العبودات كثيةا فقد قاحل جل‬
‫وعل مبا على قول الكفاحر﴿أججججعجل الللعجهةج إعلجمها جواعحمدا﴾]ص‪ [5:‬فاحلعبودات كثيةا والعبودات موجودةا‪،‬م فإذن تقدير الب‬
‫بوجود غلط‪.‬‬
‫ومن العلوما أنث التقرر ف علم العربية أن خب ل الناحفية للجنس يكثر حذفه ف لغة العرب وف نصوص الكتاحب‬
‫والسنة؛ ذلك أن خب ل الناحفية للجنس يحذف إذا كاحن القاحما يدل عليه‪،‬م وإذا كاحن الساحمع يعلم ماح القصود من ذلك‪.‬‬
‫وقد قاحل ابن ماحلك ف آخر باحب ل الناحفية للجنس حينماح ساحقا هذه السألة‪:‬‬

‫الخجبر‬
‫اط ج‬‫اب عإلسجق ت‬
‫جوجشاعج عفي ذجا اللجب ع‬
‫اد مجلع تستقوطععه جظهجــر‬
‫عإذجا اللتمجر ت‬
‫إذا ظهر المراد مع حذف الخبر فإنأك تحذف الخبر لنأ الكلم النأسب أنأ يآكونأ مختصرا‪ ,‬كما قال‬
‫صفأأر‪ ،‬أولأ نأشُوأء‪ ،‬أولأ كغول«‬ ‫ى‪ ،‬ولأ هطيأأرأة‪ ،‬أولأ أهاأمأة‪ ،‬أولأ أهاأمةأ أولأ أ‬
‫عليه الصلةا والسلم »لأ أعشُدأو أ‬
‫‪.‬أيآنَ الخبر؟ كلها محذوفات لنأها معلومة لدى السامع‬
‫فإذنأ الخبر هنا معلوم وهو أنأ الخبر موجودا يآعني يآقدر بموجود لنأ اللـهة ُعبدت مع ا‬
‫ق(‪ ،‬ل إله بحق يآعني ل معبود بحق أو ل معبود حق إل‬ ‫موجودةا‪ ،‬فيقدر الخبر بقولك )بحق( أو )ح ق‬
‫‪.‬ا‪ ،‬إنأ قدرت الظرف فل بأس‪ ،‬أو قدرت كلمة مفردةا حق ل بأس‬
‫ل معبود حق إل ا‪ ،‬هذا كلمة التوحيد‪ ،‬فيكونأ إذنأ كل منَ عبد غير ا جل وعل ُعبد نأعم؛ ولكنَ‬
‫هل عبد بالحق أو ُعبد بالباطل والظلم والطغيانأ والتعديآ؟ ُعبد بالباطل والظلم والطغيانأ والتعديآ‪،‬‬
‫‪.‬وهذا يآفهمه العربي منَ سماع كلمة ل إلـه إلر ا‬
‫ولهذا بئس قوم ‪-‬كما قال الشيخ محمد بنَ عبد الوهاب رحمه ا‪ :-‬بئس قوم أبو جهل أعلم منهم بـ‪:‬‬
‫ل إلـه إلر ا يآفهم هذه الكلمة وأبى أنأ يآقولها‪ ،‬ولو كانأت كما يآزعم كثير منَ أهل هذا العصر وما‬
‫قبله لقالوها بسهولة ولم يآدروا ما تحتها منَ المعانأي؛ لكنَ يآعلم أنأ معناها ل معبود حق إلر ا‪ ،‬وأنأ‬
‫عبادةا غيره إنأما هي بالظلم ولنَ ُيآقر بالظلم على نأفسه‪ ،‬وبالبغي ولنَ يآقر بأنأه باغ متعد‪ ،‬وبالتعديآ‬
‫‪.‬والعدوانأ‪ ،‬وهذا هو حقيقة معنى ل إلـه إلر ا‬
‫[ ‪] 45‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫وفيها الجمع بينَ النفي والثبات كما سيأتي في بيانأ آيآة الزخرف ﴿أوإهشُذ أقاأل إهشُبأراههيكم هلأهبيهه أوقأشُوهمهه إهنلهني‬
‫سيأشُههديهن﴾]الزخرف‪[27-26:‬‬ ‫‪.‬بأأرامء هملما تأشُعبككدوأن)‪ (26‬إهلل اللهذيِ فأطأأرهني فأإ هنلهك أ‬
‫ب أويأشُركجوأن‬ ‫قال المام رحمه ا )وقول ا تعالى ﴿أكشُولأئهأك اللهذيأن يأشُدكعوأن يأشُبتأكغوأن إهألى أربشههشُم اشُلأو ه‬
‫سيلأةأ أأبيكهشُم أأشُقأر ك‬
‫أرشُحأمتأهك أويأأخاكفوأن أعأذابأهك﴾]السراء‪ ([57 :‬هذه اليآة تفسير للتوحيد‪ ،‬وذلك أنأنا عرصفنا التوحيد بأنأه إفراد‬
‫ا بالعبادةا وهو توحيد اللـهية‪ ،‬وهذه اليآة اشتملت على الثناء على خاصة عباد ا لنأهم وحدوا‬
‫ا باللـهية‪ ،‬وهذه مناسبة اليآة للباب فقد وصفهم ا جل وعل )أكشُولأئهأك اللهذيأن يأشُدكعوأن( و)يأشُدكعوأن(‬
‫‪:‬بمعنى يآعبدونأ لنأ الدعاء هو العبادةا والدعاء نأوعانأ كما سيأتي تفصيله‬
‫‪.‬دعاء مسألة‬
‫‪.‬ودعاء عبادةا‬
‫سيلأةأ( هي القصد‬ ‫قال هنا )أكشُولأئهأك اللهذيأن يأشُدكعوأن( يآعني يآعبدونأ‪) ،‬يأشُبتأكغوأن إهألى أربشههشُم اشُلأو ه‬
‫سيلأةأ( )اشُلأو ه‬
‫والحاجة؛ يآعني أنأ حاجاتهم يآبتغونأها إلى ربهم ذيآ الربوبية الذيآ يآملك الجابة‪ ،‬وفي قول ا جل‬
‫وعل في سورةا المائدةا ﴿أيا أأبيأها اللهذيأن آأمكنوا اتلكقوا ل‬
‫اأ أواشُبتأكغوا إهلأشُيهه اشُلأوهسيلأةأ أوأجاههكدوا هفي أسهبيلههه لأأعللككشُم تكشُفلهكحوأن﴾‬
‫]المائدةا‪ [35:‬سئل ابنَ عباس رضّي ا عنهما ‪-‬وهي منَ مسائل نأافع بنَ الزرق المعروفة‪ -‬سئل عنَ‬
‫سيلأةأ( ما معنى الوسيلة؟ قال‪ :‬الوسيلة الحاجة‪ .‬فقال‪ :‬وهل‬ ‫سيلأةأ( في قوله )أواشُبتأكغوا إهلأشُيهه اشُلأو ه‬
‫قوله )اشُلأو ه‬
‫‪:‬تعرف العرب ذلك؟ قال‪ :‬نأعم‪ ،‬ألم تسمعا إلى قول الشاعر ‪-‬وهو عنتر‪ -‬يآخاطب امرأةا‬
‫إلن الرجال لهم إليك وسيلة‬
‫أن يأخذوك تكحلي وتخضبي‬
‫‪.‬يآعني لهم إليك حاجة )لهم إليك وسيلة(‬
‫سيلأةأ( قدم الجار والمجرور على لفظ‬ ‫ووجه الستدلل منَ آيآة المائدةا‪ :‬أنأه قال )أواشُبتأكغوا إهلأشُيهه اشُلأو ه‬
‫سيلأةأ(‪ ،‬وتقديآم الجار والمجرور ‪-‬وحقه التأخير‪ -‬يآفيد للحصر والقصر‪ ،‬وعند عدد منَ علماء‬ ‫)اشُلأو ه‬
‫‪.‬المعانأي يآفيد الختصاص‬
‫وهذا أو ذاك فوجه الستدلل ظاهر في أنأ قوله في آيآة السراء )يأشُبتأكغوأن إهألى أربشههشُم اشُلأوهسيلأةأ( أنأ‬
‫حاجاتهم إنأما يآبتغونأها عند ا‪ ،‬فقد اختص ا عز وجل بذلك فل يآتوجهونأ إلى غيره‪ ،‬وقد حصروا‬
‫‪.‬وقصروا التوجه في ا جل وعل‬
‫وقد جاء بلفظ الربوبية دونأ لفظ اللوهية يآعني قال )يأشُبتأكغوأن إهألى أربشههشُم اشُلأوهسيلأةأ( ولم يآقل يآبتغونأ إلى‬
‫ا الوسيلة؛ لنأ إجابة الدعاء والثابة هي منَ مفردات الربوبية؛ لنأ ربوبية ا على خلقه تقتضي‬
‫‪.‬أنأ يآجيب دعاءهم وأنأ يآعطيهم ُسؤلهم؛ لنأ ذلك منَ أفراد الربوبية‬
‫فإذنأ ظهر منَ قوله )يأشُبتأكغوأن إهألى أربشههشُم اشُلأوهسيلأةأ( أنأ فيها تفسير التوحيد وهو أنأ كل حاجة منَ الحاجات‬
‫إنأما تُنزلها بال جل وعل‪) ،‬يأشُدكعوأن(؛ يآعبدونأ وهم إنأما يآطلبونأ حاجاتهم منَ ا جل وعل‪ ،‬فل‬
‫يآعبدونأ بنوع منَ العبادات ويآتوجهونأ به لغير ا‪ ،‬فإذا نأحروا فإنأما يآنحرونأ يآبتغونأ إلى ربهم‬
‫الحاجة‪ ،‬وإذا صلوا فإنأما يآصلونأ يآبتغونأ إلى ربهم الحاجة‪ ،‬وإذا استغاثوا فإنأما يآستغيثونأ بال‬
‫‪.‬يآبتغونأ إليه الحاجة دونأما سواه‪ ,‬إلى آخر مفردات توحيد العبادةا‬
‫‪.‬فهذه اليآة دالة بظهور على أنأ قوله )يأشُدكعوأن يأشُبتأكغوأن إهألى أربشههشُم اشُلأوهسيلأةأ( أنأه هو بالتوحيد‬
‫وقد استشكل بعض أهل العلم إيآراد هذه اليآة في هذا الباب‪ ،‬وقال‪ :‬ما مناسبة هذه اليآة لهذا الباب؟‬
‫‪.‬وبما ذكرت لك تتضح المناسبة جليا‬
‫قال جل عل )أأبيكهشُم أأشُقأركب أويأشُركجوأن أرشُحأمتأهك أويأأخاكفوأن أعأذابأهك(‪ ،‬وهذه حال خاصة عباد ا أنأهم جمعوا بينَ‬
‫العبادةا وبينَ الخوف وبينَ الرجاء‪ ,‬فيرجونأ رحمته ويآخافونأ عذابه‪ ،‬وهم إنأما توجهوا إليه وحده‬
‫[ ‪] 46‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫دونأما سواه‪ ،‬فأنأزلوا الخوف والمحبة والدعاء والرغب والرجاء في ا جل وعل وحده دونأما‬
‫‪.‬سواه‪ ،‬وهذا هو تفسير التوحيد‬
‫قال رحمه ا )وقوله تعالى‪﴿:‬أوإهشُذ أقاأل إهشُبأراههيكم هلأهبيهه أوقأشُوهمهه إهنلهني بأأرامء هملما تأشُعبككدوأن)‪ (26‬إهلل اللهذيِ فأطأأرهني فأإ هنلهك‬
‫سيأشُههديهن﴾]الزخرف‪ ([27-26:‬وجه الستدلل منَ هذه اليآة في قوله )إهنلهني بأأرامء هملما تأشُعبككدوأن)‪ (26‬إهلل اللهذيِ‬ ‫أ‬
‫فطأرهني( هذه الجملة فيها البراءةا وفيها الثبات؛ البراءةا مما يآعبدونأ‪ ،‬قال بعض أهل العلم‪ :‬تبرأ منَ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫العبادةا والمعبوديآنَ قبل أنأ يآتبرأ منَ العابديآنَ؛ لنأه إذا تبرأ منَ أولئك فقد بلغ به الحممنق والكراهة‬
‫‪.‬والبغضاء والكفر بتلك العبادةا مبلغها العظم‪ ،‬وقد جاء تفصيل ذلك في آيآة الممتحنة كما هو معلوم‬
‫إذنأ مناسبة هذه اليآة للباب أنأ قوله )إهنلهني بأأرامء هملما تأشُعبككدوأن)‪ (26‬إهلل اللهذيِ فأطأأرهني( اشتملت على نأفي‬
‫وإثبات‪ ،‬فهي مساويآة لكلمة التوحيد؛ بل هي ِدللة كلمة التوحيد‪ ،‬ففي هذه اليآة تفسير شهادةا أنأ ل‬
‫إلـه إل ا‪ ,‬ولهذا قال جل وعل بعدها )أوأجأعلأأها أكلهأمةئ أباقهيأةئ هفي أعقهبههه( ما هذه الكلمة ؟ هي قول‪ :‬ل إلـه‬
‫‪.‬إل ا‪ .‬كما عليه تفاسير السلف‬
‫فإذنأ قوله عز وجل )إهنلهني بأأرامء هملما تأشُعبككدوأن( هذا فيه النفي الذيآ نأعلمه منَ قوله )ل إلـه(‪ ،‬فتفسير‬
‫‪:‬شهادةا أنأ ل إلـه إلر ا في هذه اليآة‬
‫‪.‬معناها )إهنلهني بأأرامء هملما تأشُعبككدوأن( )ل إلـه(‬
‫‪.‬معناها )إهلل اللهذيِ فأطأأرهني( )إلر ا(‬
‫فإذنأ في آيآة الزخرف هذه أنأ إبراهيم عليه السلم شرح لهم معنى كلمة التوحيد بقوله )إهنلهني بأأرامء‬
‫‪.‬هملما تأشُعبككدوأن(‬
‫والبراءة هي‪ :‬الكفر والبغضاء والمعاداةا‪ .‬تبرأ منَ عبادةا غير ا إذا أبغضها وكفر بها وعاداها‪،‬‬
‫وهذه لبد منها‪ ،‬ل يآصح إسلم أحد حتى تقوم هذه البراءةا في قلبه؛ لنأه إصنأ لم تقم هذه البراءةا في‬
‫قلبه فل يآكونأ موحدا‪ ،‬البراءةا هي أنأ يآكونأ مبغضا لعبادةا غير ا‪ ،‬كافرا بعبادةا غير ا‪ ،‬معاديآا‬
‫‪.‬لعبادةا غير ا‪ ،‬كما قال هنا )إهنلهني بأأرامء هملما تأشُعبككدوأن(‬
‫أرما البراءةا منَ العابديآنَ فإنأها منَ اللوازم وليست منَ أصل كلمة التوحيد؛ البراءةا منَ العابديآنَ‪ ،‬فقد‬
‫يآعاديآ وقد ل يآعاديآ وهذه لها مقامات منها ما هو ُمكّفر ومنها ما هو نأوع موالةا ول يآصل بصاحبه‬
‫‪.‬إلى الكفر‬
‫صل لك أنأ البراءةا التي هي مُضمرممندة في النفي )ل إله( ُبغض لعبادةا غير ا‪ ،‬وكفر بعبادةا‬ ‫إذنأ تح ر‬
‫‪.‬غير ا‪ ،‬وعداوةا لعبادةا غير ا‪ ،‬وهذا القدر ل يآستقيم إسلم أحد حتى يآكونأ في قلبه ذلك‬
‫‪.‬قال)إهلل اللهذيِ فأطأأرهني( وهذا استثناء كما هو الستثناء في كلمة التوحيد )ل إلـه إلر ا(‬
‫طر دونأ غيره؛ لنأ في ذلك التذكير بأنأه إنأما‬ ‫قال بعض أهل العلم قال )إهلل اللهذيِ فأطأأرهني( ذكر م‬
‫الف ض‬
‫‪.‬يآستحق العبادةا منَ فطر‪ ،‬أما منَ لم يآفِطر ولم يآخلق شيئا فإنأه ل يآستحق شيئا منَ العبادةا‬
‫إذنأ مناسبة هذه اليآة ظاهرةا للباب ووجه الستدلل منها ومعنى البراءةا ومعنى النفي والثبات فيها‬
‫‪.‬وفي كلمة التوحيد‬
‫اه﴾]التوبة‪) (.[31:‬أأشُرأبائبا( جمع رب‪ ،‬والربوبية‬ ‫قال )وقوله ﴿اتلأخكذوا أأشُحأباأركهشُم أوكرشُهأبانأكهشُم أأشُرأبائبا همشُن كدوهن ل‬
‫اه(؛ يآعني مع ا‪ ،‬وذلك‬ ‫هنا هي العبادةا؛ يآعني اتخذوا أحبارهم ورهبانأهم معبوديآنَ‪) ،‬همشُن كدوهن ل‬
‫لنأهم أطاعوهم في تحليل الحرام وتحريآم الحلل‪ ،‬والطاعة منَ التوحيد‪ ،‬فمضردد منَ أفراد العبادةا أنأ‬
‫يآطيع في التحليل والتحريآم فإذا أطاع غير ا في التحليل والتحريآم فإنأه قد عبد ذلك الغير‪ ،‬فهذه‬
‫اليآة فيها ذكر أحد أفراد التوحيد‪ ,‬أحد أفراد العبادةا وهو الطاعة‪ ،‬وسيأتي إيآرادها في باب مستقل‬
‫‪-.‬إنأ شاء ا تعالى‪ -‬مع بيانأ ما تشتمل عليه منَ المعانأي‬
‫[ ‪] 47‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫س أمشُن يأتلهخكذ‬
‫اه﴾]البقرةا‪) ،([165:‬أوهمشُن اللنا ه‬ ‫اه أأنأدائدا يكهحببونأكهشُم أككح ش‬
‫ب ل‬ ‫س أمشُن يأتلهخكذ همشُن كدوهن ل‬
‫قال)وقوله ﴿أوهمشُن اللنا ه‬
‫اه( أثبت ا جل وعل أنأهم اتخذوا منَ دونأ ا أنأدادا؛ يآعني مع ا‬ ‫ب ل‬ ‫اه أأنأدائدا يكهحببونأكهشُم أككح ش‬
‫همشُن كدوهن ل‬
‫أو منَ دونأه أنأدادا جعلوهم يآستحقونأ شيئا منَ العبادات‪ ،‬ووصفهم بأنأهم )يكهحببونأكهشُم( يآعني المشركينَ‬
‫اه(‬ ‫ب ل‬ ‫‪).‬يكهحببونأكهشُم أككح ش‬
‫اه(‪ ،‬المفسرونأ منَ السلف فمنَ بعدهم هنا على قولينَ‬ ‫ب ل‬ ‫‪:‬وقوله هنا )أككح ش‬
‫اه( هي كلها في الذيآنَ اتخذوا أنأدادا؛ يآعني يآحبونأ أنأدادهم أنأدادهم‬ ‫ب ل‬ ‫منهم منَ يآقول‪) :‬يكهحببونأكهشُم أككح ش‬
‫‪.‬كحبهم ل‬
‫اه( يآعني يآحبونأهم كحب المؤمنينَ ل‪ ،‬فالكاف بمعنى ِمضثل هنا كقوله‬ ‫ب ل‬ ‫وقال آخرونأ‪) :‬يكهحببونأكهشُم أككح ش‬
‫﴿ثكلم قأأسشُت قككلوبكككشُم همشُن بأشُعهد أذلهأك فأههأي أكاشُلهحأجاأرهة أأشُو أأأشبد قأشُسأوةئ﴾]البقرةا‪) [74:‬أكاشُلهحأجاأرهة( الكاف هنا اسم بمعنى‬
‫سأوةئ(‬ ‫شبد قأ شُ‬ ‫‪.‬مثل لنأه عطف عليها اسم آخر‪ ,‬قال )أأشُو أأ أ‬
‫ا(‬ ‫ب له‬ ‫يآعني ساووا محبة تلك اللـهة بمحبة ا‪ ،‬فهم يآحبونأ ا حبا عظيما؛ ولكنهم )يكهحببونأكهشُم أككح ش‬
‫يآحبونأ كذلك تلك اللـهة حبا عظيما‪ ،‬وهذا التساويآ هو الشرك‪ ,‬والتسويآة هذه هي التي جعلتهم منَ‬
‫ضأللل‬ ‫أهل النار‪ ،‬كما قال جل و عل في سورةا الشعراء مخبرا عنَ قول أهل النار ﴿أتالله إهشُن ككلنا لأهفي أ‬
‫كمهبيلن)‪(97‬إهشُذ نكأسشويككشُم بهأرشب اشُلأعالأهميأن﴾]الشعراء‪ ،[98-97:‬ومعلوم أنأهم ما سورضوا تلك اللهة برب العالمينَ‬
‫‪.‬في المخلق والررزق و مفردات الربوبية و إنأما سووهم برب العالمينَ في المحبة و العبادةا‬
‫اه( يآعني يآحبونأهم محبة مثل محبتهم ل‪ ،‬وهذا الوجه أرجح منَ‬ ‫ب ل‬‫فإذنأ قوله جل و عل )يكهحببونأكهشُم أككح ش‬
‫‪.‬الوجه الخر الذيآ تقديآره كحب المؤمنينَ ل‪ ,‬و الذيآنَ آمنوا أشد حبا ل‬
‫ف لكلمة التوحيد‪,‬‬ ‫وجه الستدلل لليآة و مناسبتها للباب ظاهرةا‪ :‬في أنأ التشريآك في المحبة منا ٍ‬
‫حمكم ا عليهم بأنأهم اتخذوا أنأدادا منَ دونأ ا‪ ،‬ووصفهم بأنأهم اتخذوا‬ ‫مناف للتوحيد منَ أصله؛ بل م‬
‫‪.‬النأداد في المحبة‪ ،‬والمحبة محركة وهي تبعث على التصرفات‬
‫فإذنأ هنا فيه ذكر للمحبة‪ .‬والمحبة نأوع منَ أنأواع العبادةا ولما لم يآفردوا ا بهذه العبادةا صاروا‬
‫‪.‬متخذيآنَ أنأدادا منَ دونأ ا‪ ،‬وهذا معنى التوحيد ومعنى شهادةا أنأ ل إله إل ا‬
‫ا‪ ُ,‬أوأكفأأر بهأما يكشُعبأكد همشُن كدوهن ا ه‬
‫ا‪ُ,‬‬ ‫ثم قال رحمه ا )وفي الصحيح عنَ النبي ‪ :‬أنأه قال‪» :‬أمشُن أقاأل‪ :‬لأ إهلأهأ إهلا ا ك‬
‫اه عز وجل«(‪.‬في هذا الحديآث بيانأ التوحيد و شهادةا أنأ ل إل ا؛ ذلك‬ ‫سابكهك أعألى ا‬ ‫أحكرأم أمالكهك أوأدكمكه‪ .‬أوهح أ‬
‫أنأ ثمة فرقا بينَ قول ل إله إل ا و بينَ التوحيد وشهادةا أنأ ل إله إل ا‪ ,‬فالتوحيد و الشهادةا أرفع‬
‫درجة ومختلف عنَ مجرد القول‪ ،‬وهذا الحديآث فيه قيد زائد عنَ مجرد القول؛ قال عليه الصلةا‬
‫اه(‬ ‫ا‪ ُ,‬أوأكفأأر بهأما يكشُعبأكد همشُن كدوهن ا‬ ‫‪:X‬والسلم )أمشُن أقاأل‪ :‬لأ إهلأهأ إهلا ا ك‬
‫فيكونأ الواو تعطف ويآكونأ ما بعدها غير ما قبلها؛ لنأ الصل في العطف المغايآرةا‪ ،‬ويآكونأ )أكفأأر‬
‫اك( ومع قوله )أكفأأر بهأما يكشُعبأكد‬ ‫اه( هذه زيآادةا على مجرد القول‪ ،‬فيكونأ قال )لأ إهلأهأ إهلا ا‬ ‫بهأما يكشُعبأكد همشُن كدوهن ا‬
‫اه( يآعني تبررأ مما يآعبد منَ دونأ ا‪ .‬هذا قول‬ ‫‪. X‬همشُن كدوهن ا‬
‫والقول الثانأي الواو هنا ليست عاطفة عطف مغايآرةا شيء عنَ شيء أصل‪ ،‬وإنأما هي منَ باب‬
‫عطف التفسير؛ يآعني يآكونأ ما بعدها بعض ما قبلها‪ ،‬كقوله جل وعل ﴿أمشُن أكاأن أعكد ائوا هلله أوأمألئهأكتههه‬
‫سلههه أوهجشُبهريأل أوهميأكاأل﴾]البقرةا‪) ،[98:‬هجشُبهريأل أوهميأكاأل( بعض الملئكة فعطفهم وخصهم بالذكر‪ ،‬وأظهر‬ ‫أوكر ك‬
‫اسم جبريآل وميكال لبيانأ أهمية هذيآنَ السمينَ وأهمية الملكينَ؛ لنأ أولئك اليهود لهم كلم في‬
‫‪. X‬جبريآل وميكال‬
‫المقصود أنأ يآكونأ العطف هنا عطف خاصٍ بعد عام أو عطف تفسير؛ لنأ ما بعدها داخل في ما‬
‫اك(‬ ‫‪.‬قبلها‪ ،‬وهذا تفسير لقوله )لأ إهلأهأ إهلا ا‬
‫اك( على هذا القول الثانأي متضمنة للكفر بما يآعبد منَ دونأ ا‬ ‫‪.‬فيكونأ إذنأ )لأ إهلأهأ إهلا ا‬
‫[ ‪] 48‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫وهذا هو الذيآ ذكرته لك في معنى البراءةا في آيآة الزخرف )إهنلهني بأأرامء هملما تأشُعبككدوأن)‪ (26‬إهلل اللهذيِ‬
‫فأطأأرهني( قلنا البراءةا تتضمنَ البغض والكفر والمعاداةا؛ الكفر بما ُيآعبد منَ دونأ ا‪ ،‬وهذا تفسير‬
‫‪.‬ظاهر لكلمة التوحيد‬
‫اه( هذا تفسير وهذا الوجه‬ ‫سلمُم )أمشُن أقاأل‪ :‬لأ إهلأهأ إهلا ا ك‬
‫ا‪ ُ,‬أوأكفأأر بهأما يكشُعبأكد همشُن كدوهن ا‬ ‫صلمةاُ وال ر‬ ‫قال معلمضيِه ال ر‬
‫الثانأي هو الظهر والنأسب لسياق الشيخ رحمه ا تعالى؛ بل هو الذيآ يآتوافق مع ما قبله منَ‬
‫‪.‬الدلة‬
‫اه عز وجل( ذلك أنأه صار مسلما‪) ،‬أمشُن أقاأل‪ :‬لأ إهلأهأ إهلا ا ك‬
‫ا‪ ُ,‬أوأكفأأر بهأما‬ ‫سابكهك أعألى ا‬ ‫قال )أحكرأم أمالكهك أوأدكمكه‪ .‬أوهح أ‬
‫اه( صار مسلما‪ ،‬والمسلم ل يآحل دمه إل بإحدى ثلثا ول يآحل ماله؛ ولهذا قال هنا‬ ‫يكشُعبأكد همشُن كدوهن ا‬
‫‪).‬أحكرأم أمالكهك أوأدكمهك(‬
‫إذنأ يآظهر لك منَ هذه الترجمة وما فيها منَ اليآات والحديآث أرنأ تفسير التوحيد وتفسير شهادةا أنأ‬
‫ل إله إل ا يآحتاج منك إلى مزيآد عنايآة ونأظر وتأمل وتأّنأي حتى تفهمه بحجته وببيانأ وجه الحجة‬
‫‪.‬في ذلك‬
‫بعد ذلك قال الشيخ رحمه ا )وشرح هذه الترجمة ما بعدها من البواب( فالكتاب كله هو تفسير‬
‫للتوحيد وتفسير لكلمة ل إله إل ا‪ ،‬وبيانأ ما يآنافي أصل التوحيد وبيانأ ما يآنافي كمال التوحيد‪،‬‬
‫وبيانأ الشرك الكبر والشرك الخفي وشرك اللفاظ‪ ،‬وبيانأ بعض مستلزمات التوحيد؛ توحيد العبادةا‬
‫منَ القرار ل بالسماء والصفات‪ ،‬وبيانأ ما يآتضمنه توحيد العبادةا منَ القرار ل جل وعل‬
‫‪.‬بالربوبية‬
‫‪.‬هذا وآمل منَ الخوةا إذا خرجت أنأ ل يآتبعني أحد لنأ فيه شيئا منَ الحراج‬
‫‪.‬هذا وصلى ا وسلم وبارك على نأبينا محمد‬
‫‪X‬‬

‫باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلء أو دفعه‬


‫ضبرهع أجلو أججراجدعني بعجرلحجمتة جهلل تهلن‬ ‫ضظر جهلل تهلن جكاعشجفا ت‬
‫ت ت‬ ‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬قتلل أجفجـجرجأيلـتتلم جما تجلدتعوجن عملن تدوعن ال لعه إعلن أججراجدنعجي ال لهت بع ت‬
‫ت جرلحجمتععه قتلل جحلسعبي ال لهت جعلجليعه يجـتجـجولكتل ا لتمتجـجوبكتلوجن﴾]الزجمر‪.[38:‬‬‫تملمعسجكا ت‬
‫صشفرر‪ .‬فوـوقاحول‪» :‬جما جهعذهع؟« وقاحول‪:‬‬ ‫ك‬ ‫كك‬
‫ى وريجلع كف يوده وحشلوقةع مشن ي‬
‫ك‬
‫صنلى الي وعلوشيه وووسلنوم ورأو و‬ ‫ب و‬ ‫ك‬
‫صشي أوثن النث ث‬
‫ووعشن كعشمراون بشكن اشلي و ك‬
‫و‬ ‫و‬
‫ت أبدام«‪.‬هل رواه أحد بسند ل‬ ‫ت وهي علليك‪ ،‬ما أجفلـجلح ج‬‫ك للو عم ل‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫كك‬
‫وهذه مون الشوواهنوة‪ .‬فوـوقاحول‪» :‬انلعزلعجها‪ ,‬فجعإنمـجها لج تجعزيتدجك إعلم جولهنما‪ ،‬فإنل ج‬
‫بأس به‪.‬‬
‫وله عن عقبة بن عاحمر)‪ (1‬مرفوععاح‪» :‬من تعللق تميممة‪ ،‬فل أتلم ال له‪ ،‬ومن تعللق ودعة‪ ،‬فل وجدع ال له«‬
‫وف رواية‪» :‬من تعللق تميممة‪ ،‬فقد ألشجرك«‪.‬‬
‫ولبن أب حاحت عن حذيفة ‪ :‬أنه رأى رجلع ف يده خيط من المى‪،‬م فقطعه‪،‬م وتل قوله تعاحل‪﴿ :‬جوجما يتـلؤعمتن أجلكثجـترتهلم‬
‫عبال لعه إعلل جوتهلم تملشعرتكوجن﴾]يوسف‪.[106 :‬‬
‫]الشرح[‬

‫قوله ‪ :‬عن عقبة بن عاحمر صوابه‪ :‬عن عروةا بن عاحمر ‪،‬م كماح ذكره ف التيسيوقد اختلف ف نسبه وصحبته‪].‬العثيمي‪،‬م القول الفيد على )‪1‬‬
‫‪.‬كتاحب التوحيد‪،‬م دار البصيةا السكندرية‪،‬م ص ‪[349‬‬
‫[ ‪] 49‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫هذا بابد شرع به الشيخ رحمه ا في تفصيل ما سبق‪ ،‬فقال )باب من الشرك لبس الحلقة والخيط‬
‫ونحوهما لرفع البلء أو دفعه( هذا شروع في بيانأ التوحيد ببيانأ ضّده‪ ،‬ومنَ المعلوم أنأ الشيء‬
‫‪:‬يآعرف ويآتميز بشيئينَ‬
‫‪.‬بحقيقته‬
‫‪.‬وبمعرفة ضّده‬
‫‪:‬والتوحيد يآتميز بمعرفته في نأفسه؛ بمعرفة معناه وأفراده‪ ,‬وبمعرفة ضّده أيآضا‪ ،‬وقد قال الشاعر‬
‫‪.............................‬‬
‫)‪(1‬و بضدهـا تتميز الش ــياءت‬
‫‪.‬وهذا صحيح فإنأما التوحيد يآعرف حسنه بمعرفة قبح الشرك‬
‫‪:‬والمام رحمه ا بدأ بذكر ما هو مضاد للتوحيد‪ ،‬وما يآضادّ التوحيد منه‬
‫ما يآضاد أصله‪ ،‬وهو الشرك الكبر الذيآ إذا أتى به المكرلف‪ ،‬فإنأه يآنقض توحيده؛ يآعني يآكونأ‬
‫‪. X‬مشركا شركا أكبر مخرجا منَ الملة‪ ،‬هذا يآقال فيه يآنافي التوحيد‪ ،‬أو يآنافي أصل التوحيد‬
‫والثانأي ما يآنافي كمال التوحيد الواجب‪ :‬وهو ما كانأ منَ جهة الشرك الصغر يآنافي كماله‪ ،‬فإذا‬
‫أتى بشيء منه فقد نأافى بذلك كمال التوحيد؛ لنأ كمال التوحيد إنأما يآكونأ بالتخلص منَ أنأواع‬
‫الشرك جميعا‪ ،‬وكذلك الريآاء فإنأه منَ أفراد الشرك الصغر؛ أعني يآسير الريآاء‪ ،‬وهذا يآنافي كمال‬
‫التوحيد‪ ،‬ومنها أشياء يآقول العلماء فيها أنأها نأوع شرك‪ ،‬فيعبرونأ عنَ بعض المسائل منَ الشركيات‬
‫‪.X‬أنأها نأوع شرك أو نأوع تشريآك‬
‫‪:‬فصار عندها في ألفاظها في هذا الباب أربعة‬
‫‪.‬الول‪ :‬الشرك الكبر‬
‫‪.‬الثاني‪ :‬الشرك الصغر‬
‫‪.‬الثالث‪ :‬الشرك الخفي‬
‫الرابع‪ :‬قولهم نوع شرك أو نوع تشريك‪ :‬وذلك منَ مثل ما سيأتي في قوله جل وعل﴿يأشُعهركفوأن نهشُعأم أ‬
‫ت‬
‫اه ثكلم كينهككرونأأها﴾]النحل‪ ،[83:‬وفي نأحو قوله ﴿أأيكشُشهرككوأن أما أل يأشُخلككق أششُيئئا أوكهشُم يكشُخلأكقوأن﴾]العراف‪ [191:‬في‬
‫ل‬
‫‪.‬قصة آدم وحواء حينَ عبرمد ابمنهما للشيطانأ‪ ،‬فهذا في الطاعة كما سيأتي بيانأه مفصل إنأ شاء ا‬
‫‪.‬بدأ الشيخ رحمه ا في تفصيل الشرك ببيانأ صور منَ الشرك الصغر التي يآكثر وقوُعها‬
‫وقردم الصغر على الكبر انأتقال منَ الدنأى إلى العلى؛ لنأ الشبهة في الدنأى ضّعيفة بخلف‬
‫الشبهة في العلى؛ يآعني أنأ تعلق المتعلق بالخيط‪ ,‬تعلق المتعلق بالتميمة‪ ،‬هذا شبهته أضّعف‪،‬‬
‫فتعلق ذلك المتعلق بذلك المتعلق بغير ا إذا مومعى أنأه تعلق بغير ا فإنأه يآكونأ مقدمة مهمة ومنِتجة‬
‫‪.‬للمطلوب في إقناعه بأرنأ التعلق بغير ا في الشرك الكبر أنأه قبيح‬
‫أصما إذا أتى إلى ما هو منَ جهة الشرك الأكبر كالتعلق بالولياء ودعائهم وسؤالهم‪ ،‬أو الذبح للجنَ أو‬
‫الذبح للولياء فإنأه يآكونأ هناك شبهة؛ وهي أصنأ أولئك لهم مقامات عند ا جل وعل‪ ،‬والناس الذيآنَ‬
‫يآتوجهونأ إلى أولئك ويآشركونأ بهم الشرك الكبر المخرج منَ الملة ‪-‬والعياذ بال‪ ،-‬يآقولونأ‪ :‬إنأما‬

‫‪:‬هذا من الشعر الساحئر العروف لب الطيب التنب قاحل )‪1‬‬


‫وبضدها تتبين الشياء‬ ‫ونذيمهم وبهم عرفنا فضله‬
‫ف قصيدةا ييثن باح ويدح باح أباح علي هاحرون بن عبد العزجيزج الكاحتب أحد التنسكة الذين ماحلوا إل التصوف‪ .‬ذكره الشيخ صاحل آل الشيخ ف شرحه‬
‫‪.‬لساحئل الاحهلية‬
‫[ ‪] 50‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫أردنأا الوسيلة هؤلء لهم مقامات عند ا‪ ،‬إنأما أردنأا الوسيلة‪ .‬كحال المشركينَ في زمنَ النبي الذيآنَ‬
‫اه كزشُلأفى﴾]الزمر‪[3:‬‬ ‫‪. X‬قال ا جل وعل فيهم ﴿أواللهذيأن اتلأخكذوا همشُن كدونههه أأشُولهأياأء أما نأشُعبككدكهشُم إهلل لهيكقأشركبوأنا إهألى ل‬
‫فإذنأ الشيخ رحمه ا بدأ بما هو منَ الشرك الصغر انأتقال منَ الدنأى على العلى حتى يآكونأ ذلك‬
‫‪.‬أقوى في الحجة وأمكنَ في النفوس منَ جهة ضّرورةا التعلق بال وإبطال التعلق بغيره‬
‫ب من الشرك( )من( هذه تبعيضية؛ يآعني هذه الصورةا التي في الباب هي بعض‬ ‫قال رحمه ا)با م‬
‫‪.‬الشرك‬
‫هل هي بعض أفراده‪ ,‬أو بعض أنأواعه؟ هي هذه وهذه‪ ،‬فما ذُكر وهو لبُس الحلقة أو الخيط أحد‬
‫نأوعي الشرك وهو الشرك الصغر‪ ،‬وهو أحد أفراد الشرك بعمومه؛ لنأها صورةا منَ صور‬
‫‪.‬الشراك‬
‫قال )باب من الشرك لبس الحلقة أو الخيط ونحوهما( نأحو الحلقة والخيط مثل الخرز والتمائم‬
‫والحديآد‪ ،‬ونأحو ذلك مما قد ُيآلبس‪ ،‬كذلك مما يآعلق أيآضا في البيوت وفي السيارات أو يآعلق على‬
‫‪.‬الصغار‪ ،‬ونأحو ذلك مما فيه لبس أو تعليق‪ ،‬كل ذلك يآدخل في هذا الباب وأنأه منَ الشرك‬
‫صضفر يآعني منَ نأحاس‪،‬‬ ‫الحلقة أو الخيط(‪) ،‬الحلشُقة( إصما أنأ تكونأ منَ ُ‬ ‫باب من الشرك لبس شُ‬ ‫قال ) م‬
‫‪.‬وإصما تكونأ منَ حديآد‪ ،‬أو تكونأ منَ أيآ معدنأ‪ ،‬و)الخيط( مجرد خيط يآعقده في يآده والخيط معروف‬
‫الحلقة والخيط كانأا عند العرب فيها اعتقادات‪ ،‬في أشباههما مثل التمائم وغيرها يآعتقدونأ أنأص منَ‬
‫‪:‬تعلق شيئا منَ ذلك أرثر فيه ونأفع‬
‫‪.‬إرما منَ جهة دفع البلء قبل وقوعه‬
‫‪.‬و إرما منَ جهة رفع البلء أو المرض بعد وقوعه‬
‫‪:‬ولهذا قال الشيخ رحمه ا )لرفع البلء أو دفعه( لنأ الحالتينَ موجودتانأ‬
‫منهم منَ يآعلق قبل أنأ يآأتي البلء ليدفعه‪ ،‬وهو أعظم‪ ،‬أنأ يآعلق خيطا‪ ,‬أنأ يآعلق حلقة‪ ,‬يآلبس حلقة أو‬
‫يآلبس خيطا ليدفع الشيء قبل وقوعه‪ ،‬وهذا أعظم؛ لنأه يآعتقد أنأ هذه الشياء الخسيسة أو الوضّيعة‬
‫‪.‬تدفع قدر ا جل وعل‬
‫وكذلك منها أنأ يآلبس ليرفع البلء بعد حصوله؛ مرض فلبس خيطا ليرفع ذلك المرض‪ ،‬أصابته‬
‫عينَ فلبس خيط ليرفع تلك العينَ‪ ،‬وهكذا في أصناف شتى منَ أحوال الناس في ذلك‪ ،‬واعتقادات‬
‫‪.‬الناس كثيرةا‬
‫هذه )كلبس الحلقة أو الخيط( منَ الشرك‪ ،‬لم كانأ شركا؟ قلنا إنأه شرك أصغر‪ ،‬لم كانأ شركا أصغر؟‬
‫‪.‬لنأه تعصلق قلُبه بها وجعلها سببا لرفع البلء أو سببا لدفعه‬
‫أنأ إثبات السباب المؤثرةا ل يآجوز إلر‬ ‫‪:‬والقاعدةا في هذا الباب‪ :‬ر‬
‫‪.‬أنأ يآكونأ منَ جهة الشرع‪ ،‬ل يآجوز إثبات سبب إل أنأض يآكونأ سببا شرعيا‬
‫‪.‬أو أنأ يآكونأ سببا قد ثبت بالتجربة الواقعة أنأه يآؤثر ظاهرا ل خف صءيا‬
‫فهذا منَ لبس فإنأه جعل سببا ليس بمأذونأ به في الشرع‪ ،‬وكذلك منَ جهة التجربة ل يآحصل ذلك‬
‫على وجه الظهور؛ وإنأما هو مجرد اعتقاد ممنَ لبس في هذا الشيء‪ ،‬فقد يآوافق القدر أنأه يآُشفى حينَ‬
‫لبس أو بعد لبسه أو ُيآدفع عنه أشياء يآعتقد أنأها ستأتيه فيبقى معلقا بذلك ويآثبت أنأ تلك سببا منَ‬
‫‪.‬السباب‪ ،‬وهذا باطل‬
‫إذنأ صار لبس الحلقة والخيط ونأحوهما لرفع البلء أو دفعه شركا أصغر؛ لنأ منَ لبسها تعلق قلبه‬
‫بها وجعلها تدفع أو تنفع أو جعلها تؤثر في رفع الضرر عنه أو في جلب المنافع له‪ ،‬وهذا إنأما‬
‫يآستقل به ا جل وعل وحده إضذ هو النافع الضار‪ ،‬وهو جل وعل الذيآ يآفيض الرحمة ويآفيض‬
‫‪.‬الخير أو يآمسك ذلك‬
‫[ ‪] 51‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫وأما السباب التي تكونأ سببا لمسبباتها فهذه لبد أنأ يآكونأ مأذونأا بها في الشرع‪ ،‬ولهذا بعض‬
‫العلماء يآعبر عما ذكرت بقوله‪ :‬منَ أثبت سببا –يآعني ُيآحدثا المسبرب ُيآحدثا النتيجة‪ -‬لم يآجعله ا‬
‫سببا ل شرعا ول قدرا‪ ,‬فقد أشرك؛ يآعني الشرك الصغر‪ ،‬هذه القاعدةا في الجملة صحيحة‪ ,‬قد‬
‫بعض المثلة قد يآشكل هل تدخل أو ل تدخل‪ ،‬لكنَ هو المقصود منَ هذا الباب؛ أنأ إثبات السباب‬
‫لبد أنأ يآكونأ أتى منَ جهة الشرع وإصما منَ جهة التجربة الظاهرةا‪ ،‬مثل دواء الطبيب‪ ،‬ومثل‬
‫النأتفاع ببعض السباب التي فيها النأتفاع ظاهرا؛ تتدفى بالنار أو تتبرد بالماء‪ ،‬أو نأحو ذلك‪ ،‬هذه‬
‫أسباب ظاهرةا بصينَ أثرها؛ لكنَ إذا كانأ السبب منَ جهة التعلق الذيآ لم يآأذنأ به الشرع فإنأ التعلق‬
‫‪.‬القلبي بشيء لم يآأذنأ به الشرع يآكونأ نأوع شرك إذا كانأ لدفع البلء أو لرفعه‬
‫‪.‬وهذا مراد الشيخ بهذا الباب؛ فإنأ لبس الخيط والحلقة منَ الشرك الصغر‬
‫كل أصناف الشرك الصغر قد تكونأ شركا أكبر بحسب حال منَ فعلها؛ اللبس‪ ،‬تعليق التمائم‪,‬‬
‫الحلف بغير ا‪ ,‬قول ما شاء ا وشئت‪ ،‬ونأحو ذلك منَ العمال والعتقادات والقوال‪ ،‬الصل فيها‬
‫أنأ نأقول أنأها شرك أصغر‪ ,‬قد تكونأ تلك شركا أكبر بحسب الحال؛ يآعني أنأ أعتقد في الحلقة و‬
‫الخيط أنأها تؤثر بنفسها فهذا شرك أكبر‪ ,‬إذا اعتقد أنأها ليست سبب؛ ولكنَ هي تؤثر بنفسها؛ لنأ هذه‬
‫تدفع بنفسها‪ ،‬تدفع المرض بنفسها‪ ،‬تدفع العينَ بنفسها أو ترفع المرض بنفسها‪ ،‬أو ترفع العينَ‬
‫بنفسها‪ ،‬وليست أسبابا؛ ولكنَ هي بنفسها مؤثرةا‪ ،‬فهذا شرك بال شرك أكبر؛ لنأه جعل التصرف‬
‫في هذا الكونأ لشياء مع ا جل وعل‪ ،‬ومعلوم أنأ هذا منَ أفراد الربوبية فيكونأ ذلك شركا في‬
‫‪.‬الربوبية‬
‫إذنأ عماد هذا الباب منَ جهة تعلق القلب‪ ،‬تعلق بهذه الشياء بالحلقة أو الخيط لدفع ما يآسوؤه أو في لرفع‬
‫‪.‬ما حل به منَ مصايآب‬
‫ضرر‬‫ا ك به ك‬ ‫اه إهشُن أأأراأدنهأي ل‬
‫الشيخ رحمه ا ساق بعد ذلك )وقول ا تعالى‪﴿ :‬قكشُل أأفأأرأأشُيتكشُم أما تأشُدكعوأن همشُن كدوهن ل‬
‫ضشرهه﴾]الزمر‪ (.[38:‬قوله جل وعل في هذه اليآة منَ سورةا الزمر )قكشُل أأفأأرأأشُيتكشُم أما‬ ‫شأفا ك‬
‫ت ك‬ ‫أهشُل كهلن أكا ه‬
‫اه(‬‫‪.‬تأشُدكعوأن همشُن كدوهن ل‬
‫العلماء يآقولونأ‪ :‬إنأ الفاء إذا جاءت بعد همزةا الستفهام فإنأها تكونأ عاطفة على جملة محذوفة يآدل‬
‫‪.‬عليها السياق‬
‫اك قكشُل أأفأأرأأشُيتكشُم﴾]الزمر‪[38:‬؛ يآعني قل‬ ‫ت أواشُلأشُر أ‬
‫ض لأيأكقولكلن ل‬ ‫سأماأوا ه‬ ‫سأ أشُلتأكهشُم أمشُن أخلأ أ‬
‫ق ال ل‬ ‫وهذه اليآة أولها ﴿أولأئهشُن أ‬
‫أتُِقّرونأ بأنأ الذيآ خلق السماوات والرض هو ا وحده فتدعونأ غيره؟ فتتوجهونأ لغيره؟ أتقرونأ‬
‫‪.‬بذلك فتفعلونأ هذه الشياء؟ قال جل وعل )قكشُل أأفأأرأأشُيتكشُم أما تأشُدكعوأن همشُن كدوهن ل‬
‫اه(‬
‫أو يآكونأ التقديآر‪ :‬أتقرونأ بأنأ ا هو الواحد في ربوبيته هو الذيآ خلق السموات والرض وحده‪ ،‬إذا‬
‫أقررتم فرأيآتم هذه الشياء التي تتوجهونأ لها منَ دونأ ا‪ ,‬هل تدفع عنكم المضار؟ أو هل تجلب لي‬
‫ضّرا؟ أو تجلب لكم رحمة منَ دونأ إذضنأ ا؟‬
‫إذنأ تكونأ هنا الفاء ترتيبية ترتبت ما بعدها على ما قبلها‪ ،‬وهذا هو المقصود أيآضا منَ الحتجاج؛‬
‫لنأ طريآقة القرآنأ أنأه يآحتج على المشركينَ بما أقروا به منَ توحيد الربوبية على ما أنأكروه منَ‬
‫توحيد اللهية‪ ،‬وهم أقروا بالربوبية فرتب على إقرارهم أنأه يآلزمهم أنأ يآبطلوا عبادةا غير ا جل‬
‫‪.‬وعل‬
‫اه(‪) ،‬تأشُدكعوأن( يآعني تعبدونأ‪ ،‬وقد تكونأ العبادةا بدعاء المسألة‪ ،‬وقد‬ ‫قال )أأفأأرأأشُيتكشُم أما تأشُدكعوأن همشُن كدوهن ل‬
‫يآكونأ بأنأواع العبادةا الخرى‪ ،‬أو نأقول )تأشُدكعوأن( هذه تشمل دعاء المسألة ودعاء العبادةا لنأه حالتانأ‬
‫‪.‬منَ أحوال أهل الشراك بال‬
‫[ ‪] 52‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ا(‬ ‫هنا عامة لنأها هنا اسم موصول بمعنى الذيآ؛ أفرأيآتم الذيآ تدعونأه )أما( )أما تأشُدكعوأن همشُن كدوهن ل ه‬
‫منَ دونأ ا‪ ,‬والذيآ يآدعونأه منَ دونأ ا الذيآ شملته هذه اليآة أنأواع‪ ،‬وهو كل ما ُدعي منَ دونأ ا‬
‫مما جاء بيانأه في القرآنأ‪ ,‬وجاء في القرآنأ بيانأ أنأ الصناف التي أشرك بها منَ دونأ ا جل وعل‬
‫‪:‬وتوجه لها بالعبادةا أنأواع‬
‫الول‪ :‬النأبياء‪ ,‬بعض النأبياء والرسل والصالحونأ كما قال جل وعل في آخر سورةا المائدةا ﴿أوإهشُذ‬
‫سشُبأحانأأك﴾]المائدةا‪[116:‬‬ ‫اه أقاأل ك‬ ‫س اتلهخكذوهني أوأكشمي إهلأأهشُيهن همشُن كدوهن ل‬
‫ت هلللنا ه‬ ‫سى اشُبأن أمشُريأأم أأأأن أ‬
‫ت قكشُل أ‬ ‫أقاأل ل‬
‫اك أياهعي أ‬
‫‪.‬اليآات‪ ،‬فهذا في هذا النوع‬
‫شكركهشُم أجهميئعا ثكلم نأكقوكل‬
‫ونوع آخر‪ :‬اتخذوا الملئكة كما جاء في آخر سورةا سبأ بيانأ ذلك ﴿أويأشُوأم نأشُح ك‬
‫ت أولهبيأنا همشُن كدونهههشُم بأشُل أكاكنوا يأشُعبككدوأن اشُلهجلن أأشُكثأكركهشُم بهههشُم‬
‫سشُبأحانأأك أأشُن أ‬
‫لهشُلأمألئهأكهة أأأهكؤألهء إهلياككشُم أكاكنوا يأشُعبككدوأن)‪(40‬أقاكلوا ك‬
‫‪.‬كمشُؤهمكنوأن﴾]سبإ‪ .[41-40:‬هذا في الملئكة نأوع آخر‬
‫أيضا‪ :‬كانأوا يآتوجهونأ للكواكب؛ الشمس والقمر؛ يآعني طائفة منَ الناس كانأوا يآتوجهونأ لهذه‬
‫‪.‬الشياء فيعبدونأها‬
‫‪.‬أيضا من النواع‪ :‬أنأهم كانأوا يآتوجهونأ للشجار والحجار‬
‫‪.‬ومن النواع‪ :‬أنأهم كانأوا يآتوجهونأ للصنام والوثانأ‬
‫اه( يآدخل فيه توّجه أولئك في كل ما أشركوا به منَ دونأ ا‬ ‫فإذنأ قوله )أأفأأرأأشُيتكشُم أما تأشُدكعوأن همشُن كدوهن ل‬
‫‪.‬جل وعل‪ ,‬في كل ما أشركوا به مع ا جل وعل في نأوع منَ أنأواع العبادةا‬
‫‪.‬يآفيدنأا ذلك في معرفة وجه الستدلل منَ هذه اليآة كما سيأتي‬
‫ضشرهه أأشُو أأأراأدهني بهأرشُحأملة أهشُل كهلن كمشُمهسأكاكت أرشُحأمتههه( أبطل أنأ يآكونأ‬
‫ت ك‬‫شأفا ك‬
‫ضرر أهشُل كهلن أكا ه‬
‫ا ك به ك‬ ‫قال )إهشُن أأأراأدنهأي ل‬
‫ضشرهه(؟ ل يآستطيعونأ‪ ,‬إنأ‬ ‫ت ك‬ ‫شأفا ك‬‫ضرر أهشُل كهلن أكا ه‬ ‫لتلك اللهة بأنأواعها إضّرار أو نأفع‪) ,‬إهشُن أأأراأدنهأي ل‬
‫ا ك به ك‬
‫‪.‬أرادنأي ا جل وعل برحمة هل هذه تدفع رحمة ا؟ ل تستطيع أيآضا‬
‫طل أنأ يآكونأ ثمم ص تعلق فاللهة العظيمة التي ُيآظنَ أنأ لها مقامات عند ا جل وعل موجبة‬ ‫فإذنأ بم م‬
‫‪.‬لشفاعتها‬
‫إذا تبينَ ذلك فقد قال بعض أهل العلم‪ :‬إنأ هذه اليآة في الشرك الكبر‪ِ ،‬فلم جعلها الشيخ رحمه ا‬
‫في صدر بيانأ أصناف منَ الشرك الصغر؟‬
‫‪:‬والجواب على ذلك منَ وجهينَ‬
‫الوجه الول‪ :‬أرنأ إيآراد اليآات في الشرك الكبر منَ جهة معناه والتعلق بغيره‪ ،‬ووجوب التعلق بال‬
‫جل وعل ونأحو ذلك‪ ،‬هذا يآورده السلف فيما هو منَ الشرك الصغر‪ ,‬فاليآات التي في الشرك‬
‫الكبر تومرد في إبطال الشرك الصغر‪ ،‬بجامع أنأ كل الشريآكينَ تعّلق بغير ا جصل وعل‪ ،‬فإذا بطل‬
‫‪.‬في العظم بطل التعلق فيما هو دونه من باب أولى‬
‫‪:‬الثاني‪ :‬أنأ هذه اليآة في الشرك الكبر؛ ولكنَ المعنى الذيآ دارت عليه هو‬
‫‪.‬أنأه في إبطال إضّرار أحٍد منَ دونأ ا‬
‫ضر أنأ مثم منَ يآستطيع أنأ يآرفعه بدونأ إذنأ ا‬ ‫‪.‬أو أرنأ ا إذا أصاب مأحدا ب ُ‬
‫م‬
‫‪.‬أو إذا أراد ا رحمة مم أنأ مثم منَ يآصرف تلك الرحمة بدونأ إذنأه جل وعل‬
‫وهذا المعنى الذيآ هو التعلق بما يآضر وبما يآنفع‪ ،‬هو المعنى الذيآ منَ أجله تعرلق المشرك الشرك‬
‫الصغر بالحلقة أو بالخيط؛ لنأه ما علق الخيط ول علق الحلقة أو لبس الحلقة والخيط إل ص لنأه‬
‫يآعتقد أنأ في الحلقة تأثيرا منَ جهة رفع البلء أو دفع الضر وأنأها تجلب النفع وتدفع الضر‪ ،‬وهذه‬
‫الشياء مهينة أشياء وضّيعة‪ ،‬فإذا نأفي عنَ الشياء العظيمة كالنأبياء والمرسلينَ والملئكة‬
‫[ ‪] 53‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫والصالحينَ أو الوثانأ التي لها روحانأيات كما يآقولونأ‪ ،‬فإنأه انأتفاء النفع والضر عما سواها مما هو‬
‫‪.‬أدنأى لشك أنأه أظهر في البرهانأ وأبينَ‬
‫ضرر( هنا بضر هذه نأكرةا في سياق الشرط‪ ،‬وهذا يآعم جميع أنأواع‬ ‫طبعا في قوله )إهشُن أأأراأدنهأي ل‬
‫ا ك به ك‬
‫‪.‬الضر؛ يآعني فغير ا جل وعل ل يآستطيع أنأ يآرفع ضّرا أنأزله ا إلر بإذنأه سبحانأه‬
‫سللأم أرأأ أ‬
‫ى أركجلئ هفي‬ ‫صشُيهن أأان النابهاي أ‬
‫صللى اك أعلأشُيهه أو أ‬ ‫ثم ساق رحمه ا عدةا أحاديآث قال )أوأعشُن هعشُمأراأن شُبهن اشُلكح أ‬
‫صشُفلر‪ .‬فأأقاأل‪» :‬أما أههذهه؟هلل« أقاأل‪ :‬أههذهه همأن اشُلأواههنأهة‪ .‬فأأقاأل‪» :‬اشُنهزشُعأها‪ ُ,‬فأإ هناأها لأ تأهزيكدأك إهلا أوشُهنئا‪ ،‬فإنلأك لشُو‬
‫يأهدهه أحشُلقأةئ همشُن ك‬
‫هملت وهي علشُيك‪ ،‬ما أأشُفألحأت أبدئا«( مناسبة الحديآث للباب ظاهرةا؛ وهي أنأه عليه الصلةا والسلم مرمأى‬
‫صضفٍر بحسب ما كانأ يآعتقد أهل الجاهلية‪ ،‬فقال عليه الصلةا والسلم )أما‬ ‫مرُجلء ِفي يآمِدِه محضلقمةء ِمضنَ ُ‬
‫‪:X‬أههذهه؟( هذا السؤال‬
‫منَ أهل العلم منَ قال‪ :‬إنأه استفهام إنأكار؛ ولكنَ الرجل ما فهم أنأه إنأكار فهم أنأه استفصال فلذلك‬
‫‪.‬أجاب‪ ،‬فقال‪) :‬همأن اشُلأواههنأهة(‬
‫وقال آخرونأ منَ أهل العلم‪ :‬قوله عليه الصلةا و السلم )أما أههذهه؟( يآحتمل أنأ يآكونأ استفهام‬
‫‪.‬استفصال أو استفهام إنأكار‪ ،‬فلهذا أجاب الرجل فقال‪) :‬همأن اشُلأواههنأهة(‬
‫والستفهام الول يآعني في القول الول للنأكار الشديآد‪ ،‬وهو الظهر منَ حيث دللة السياق عليه؛‬
‫‪. X‬لنأ النبي في السياق ما مذكر الحالة الخرى‬
‫والحالة الخرى التي يآمكنَ أنأ يآكونأ لبسها منَ أجله أنأ تكونأ للتحلي‪ ،‬والتحلي بالصفر غير أنأ‬
‫‪.‬يآلبسه لدفع البلء أو رفعه‬
‫المقصود أنأ الستفصال هنا في قوله )أما أههذهه؟( هذا السؤال ل يآعني أنأه يآحتمل أنأ يآكونأ الّلبس‬
‫شركا ويآحتمل أنأ يآكونأ اللبس غير شرك؛ ولكنَ هذا للنأكار وإذا كانأ استفهام استفصال فإنأه لجل‬
‫أنأه يآكونأ قد يآلبس لجل التحلي‪ ،‬ل لجل التعلق؛ تعلق القلب لذلك‪ ،‬فلما أجاب )همأن اشُلأواههنأهة( تعرينَ‬
‫‪.‬على كل القولينَ أنأه لبسها لجل تعلقه بها لرفع المرض أو لدفعه‬
‫‪.‬والواهنة نأوع مرض منَ المراض يآممهنَ الجسم ويآطرحه وُيآضعف قواه‬
‫فقال عليه الصلةا والسلم )اشُنهزشُعأها( هذا أمر‪ ،‬وإنأكار المنكر يآكونأ باللسانأ إذا كانأ المأمور به‬
‫يآطيع‪ ,‬إذا كانأ المأمور به يآطيع المر فإنأك تأمره باللسانأ ول تنكر عليه باليد‪ ،‬والنبي عليه الصلةا‬
‫‪.‬والسلم له ِوليآة ويآنزع هذا المنكر بيده؛ لكنَ علم منَ حال ذاك أنأه يآمتثل المر‪ ،‬فقال له )اشُنهزشُعأها(‬
‫فل تعارض بينَ هذا وبينَ ما سيأتي منَ أرنأ ُحذيآفة قطع خيطا منَ رجل‪ ،‬فإنأ ذلك مبني على حالٍ‬
‫‪. X‬أخرى‪ ,‬فالنبي عليه الصلةا والسلم أمره فامتثل ذلك المر‬
‫قال )فأإ هناأها لأ تأهزيكدأك إهلا أوشُهنا ئ( يآعني أنأ ضّررها أقرب منَ نأفعها‪ ،‬وهذا في جميع أنأواع الشرك‪ ،‬فإنأ‬
‫‪.‬ما أشرك به ضّرره أعظم منَ نأفعه لو ُفرض أنأ فيه نأفعا‬
‫فقد قاحل العلماحء هناح )انلعزلعجها‪ ,‬فجعإنمـجها لج تجعزيتدجك إعلم جولهنام( يعن لو كاحن فيهاح أثر‪،‬م فإن أثرهاح الضرار بــدنياح‪،‬م وإن أثرهــاح أيضــاح‬
‫الضرار روحياح ونفسياح حيث يتضكعف الروح والنفس عن مقاحبلة الوهن والرض؛ لنه يكون الرء أضعف ويتعلــق بــذه اللشقــة‬
‫أو بذلك اليط‪.‬‬
‫قال )فأإ هناأها لأ تأهزيكدأك إهلا أوشُهنا ئ( وهذا كل منَ أشرك فإنأه منَ ضّرر إلى ضّرر أكثر منه ولو ظنَ أنأه‬
‫‪.‬في انأتفاع‬
‫ثم قال )فإنلأك لشُو همكلت وهي علشُيك‪ ،‬ما أأشُفألحأت أبدائ( هذا القول منه عليه الصلةا والسلم؛ لنأ حال المعّلق‬
‫‪:‬يآختلف‬
‫‪.‬قد يآكونأ علرقها اعتقادا فيها استقلل‬
‫[ ‪] 54‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫‪.‬وقد يآكونأ علرقها منَ جهة التسبصب‬
‫والستقلل إذا كانأ الذيآ رُئي في يآد الصحابي ل شك أنأه منفي؛ ولكنَ العبرةا هنا في هذا اللفظ‬
‫بالفائدةا منه لغيره‪ ،‬فإنأ منَ مات وهي عليه فقد يآحتمل أنأه علقها لجل الستقلل أو علقها لجل‬
‫‪:‬التسبب‪ ،‬وبالتالي يآكونأ الفلح على قسمينَ‬
‫القسم الول‪ :‬الفلح المنفي هو الفلح المطلق‪ ،‬وهو دخول الجنة والنجاةا منَ النار‪ ،‬وهذا في حال‬
‫منَ أشرك الشرك الكبر بأنأ اعتقد أنأ تلك الحلقة منَ الصّفر أو ذلك الخيط الذيآ يآعلق بأنأه يآنفع‬
‫‪.‬استقلل‬
‫أو يكون المنفي نأوع منَ الفلح أو مطلق الفلح؛ درجة منَ درجات الفلح ذلك إذا كانأ فاعله جعل‬
‫سببا مما لم يآجعله ا جل وعل ل شرعا ول قدرا؛ يآعني كانأ مشركا الشرك الصغر‪ ،‬فإنأه يآكونأ‬
‫‪.‬الفلح هنا المراد به مطلق الفلح؛ يآعني درجة منَ درجات الفلح‬
‫‪:‬وهذانأ لفظانأ يآكثرانأ في كتب أهل العلم وفي التوحيد بخصوصه‬
‫‪.‬الول‪ :‬مطلق الشيء‬
‫‪.‬والثاني‪ :‬الشيء المطلق‬
‫يآقول مثل‪ :‬التوحيد المطلق ومطلق التوحيد‪ ،‬السلم المطلق ومطلق السلم‪ ،‬اليآمانأ المطلق‬
‫ومطلق اليآمانأ‪ ،‬الشرك المطلق ومطلق الشرك‪ ،‬الفلح المطلق ومطلق الفلح‪ ،‬الدخول المطلق‬
‫‪.‬ومطلق الدخول‪ ،‬التحريآم المطلق ‪-‬يآعني تحريآم دخول الجنة أو النار‪ -‬ومطلق التحريآم‬
‫‪:‬ومنَ المهم أنأ تعلم أنأ‬
‫الشيء المطلق‪ :‬هو الكامل‪ ،‬اليآمانأ المطلق هو الكامل‪ ،‬السلم المطلق هو الكامل‪ ،‬التوحيد‬
‫‪.‬المطلق هو الكامل‪ ،‬الفلح المطلق هو الكامل‬
‫‪.‬أما مطلق الشيء‪ :‬فهو أقل درجاته أو درجة منَ درجاته‪ ،‬فمطلق اليآمانأ هذا أقل درجاته‬
‫فنقول مثل‪ :‬هذا يآنافي اليآمانأ المطلق؛ يآعني يآنافي كمال اليآمانأ‪ ،‬أو نأقول‪ :‬هذا يآنافي كمال‬
‫‪.‬اليآمانأ‪ ،‬أو نأقول‪ :‬يآنافي مطلق اليآمانأ‪ .‬يآنافي أقل درجات اليآمانأ فهو يآنافي اليآمانأ منَ أصله‬
‫فإذنأ الفلح المنفي يآحتمل أنأ يآكونأ الفلح المطلق‪ ,‬يآعني كل الفلح أو درجة منَ درجاته بحسب‬
‫حال المعلق‪ ،‬فكل منَ لبس حلقة أو خيط ومات عليه منَ غير توبة فإنأه لنَ يآفلح أبدا‪ ،‬لنَ يآفلح؛ يآعني‬
‫لنَ يآكونأ مفلحا‪ ،‬وهذا الفلح بحسب اعتقاده إنأ كانأ معتقدا فيها كما ذكرت أنأها تنفع باستقلل فهو‬
‫‪.‬منَ أهل النار‪ ،‬أو كانأ اعتقد أنأها سبب فهو منَ أهل النار كعصاةا الموحديآنَ‬
‫قال رحمه ا )وله عنَ عقبة بنَ عامر مرفوعءا‪» :‬من تعللق تميمئة‪ ،‬فل أتلم ا له‪ ،‬ومن تعللق ودعة‪ ،‬فل‬
‫وأدع ا له«( المقصود منَ هذا الحديآث ِذكر لفظ التعلق‪ ،‬و)تعللق( يآعني أنأه عرلق وتعرلق قلُبه بما‬
‫عرلق‪ ،‬لفظ )تعللق( يآشمل التعليق وتعّلق القلب بما ُعّلق‪ ،‬فهو لِبس وتعرلق قلبه بما لبس‪ ,‬علق في‬
‫‪.‬صدره وتعلق قلبه بما علق‬
‫قال عليه الصلةا والسلم )من تعللق تميمئة‪ ،‬فل أتلم ا له( والتميمة لها باب يآأتي إنأ شاء ا تعالى؛‬
‫لكنَ هي نأوع خرزات وأشياء توضّع على صدور الصغار‪ ،‬أو يآضعها الكبار لجل دفع العينَ أو‬
‫‪.‬دفع الضرر أو الحسد أو أثر الشياطينَ ونأحو ذلك‬
‫صلمةاُ والرسلمُم ألر ُيآتم ا له؛ لنأ التميمة‬‫قال )من تعللق تميمئة‪ ،‬فل أتلم ا له( وهنا دعا عليه معلمضيِه ال ر‬
‫ُأخذت منَ تمام المر‪ُ ،‬سميت تميمة لنأه ُيآعتقد فيها أنأها تتم المر‪ ،‬فدعا عليه معلمضيِه ال ر‬
‫صلمةاُ والرسلمُم‬
‫‪.‬بأنأ ل يآتم ا جصل وعل له المراد‬
‫[ ‪] 55‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫قال)ومن تعللق ودعة‪ ،‬فل وأدع ا له( والودع نأوع منَ الصدفة والخرز يآوضّع على صدور الناس‪ ،‬أو‬
‫يآعلق على العضد ونأحو ذلك؛ لجل أيآضا دفع العينَ ونأحوها منَ الفات أو رفع العينَ ونأحوها منَ‬
‫‪.‬الفات‬
‫قال )ومن تعللق ودعة‪ ،‬فل وأدع ا له( يآعني فل تركه وذلك‪ ،‬ول جعله مدمعٍة وسكونأ وراحة‪ ،‬ودعاؤه‬
‫‪.‬عليه الصلةا والسلم عليه ذلك لنأه أشرك بال جل وعل‬
‫قال )وفي روايآة‪» :‬من تعللق تميمئة‪ ،‬فقد أشُشأرك«( لنأ تعليق التمائم والتعلق بها شرك أصغر بال جل‬
‫‪.‬وعل وقد يآكونأ أكبر بحسب الحال كما سيأتي‬
‫حرمى‪ ،‬فقطعه‪ ،‬وتل قوله ﴿أوأما‬ ‫قال )ولبنَ أبي حاتم عنَ حذيآفة ‪ :‬أنأه رأى رجلء في يآده خيط ِممنَ ال ُ‬
‫يكشُؤهمكن أأشُكثأكركهشُم هبالله إهلل أوكهشُم كمشُشهرككوأن﴾]يآوسف‪ ([106 :‬مناسبة هذا الحديآث أو الثر للباب ظاهرةا ِمنَ أنأ‬
‫حذيآفة الصحابي رأى رجل في يآده خيط‪ ،‬هذا الخيط )همأن الكحلمى(‪) ،‬همأن( هنا تعليلية؛ يآعني عرلق‬
‫الخيط لجل رفع الحمى أو لجل دفع الحمى‪ ،‬و)همنض( لها استعمالت شتى مر بنا في أول الباب أنأها‬
‫تبعيضية وهنا أيآضا أنأها تعليلية‪ ،‬لها أحوال كثيرةا جمعها ابنَ أم قاسم في نأظمه لبعض حروف‬
‫‪:X‬المعانأي بقوله‬
‫وتعليل وبـدء وانـتهـاء‬ ‫أتتنـا مـ هشُن لتبييـن وبعض‬
‫ومعنـى عن وعلى وفي بعد‬ ‫وزائـدة وإبــدال وفصل‬
‫فمنها أنأ منَ تكونأ للتعليل‪ ،‬فقوله )رأى رجلء في يآده خيط ِممنَ الُحرمى( يآعني لجل دفع الحمى أو‬
‫‪.‬لجل رفع الحمى‪ ،‬فـ)من( تعليل لوضّع الخيط في اليد‬
‫‪.‬قال )فقطعه( وهذا يآدل على أنأ هذا منكر عظيم يآحب لنأكاره ويآجب قطعه‬
‫قال )وتل قوله ﴿أوأما يكشُؤهمكن أأشُكثأكركهشُم هبالله إهلل أوكهشُم كمشُشهرككوأن﴾]يآوسف‪ .([106 :‬قال السلف في هذه اليآة )أوأما‬
‫يكشُؤهمكن أأشُكثأكركهشُم هبالله( يآعني بأنأ ا هو الرب وهو الرزاق وهو المحيي وهو المميت؛ يآعني توحيد‬
‫ج بل ل بد أنأ يآوحد‬‫الربوبية‪) ,‬إهلل أوكهشُم كمشُشهرككوأن( به جل وعل في العبادةا‪ ،‬فليس توحيد الربوبية بُمضن ٍ‬
‫‪.‬ا في العبادةا‬
‫وهذا الدليل في الشرك الكبر‪ ،‬وقد قال المصنف رحمه ا‪ :‬أنأ الصحابة يآستدلونأ بما نأزل في‬
‫)‪. (1‬الشرك الكبر على الشرك الصغر‬

‫‪]:‬السئلة[‬
‫]س‪ /‬وهذا يقول قرأت ف كتاحب من أحد الؤلفي ينقل فيه‪ :‬إذا خفت على ولدكر أو نفسك من العي فضع نقطة‬
‫سوداء على البهة لتصرف عنك العي‪.‬‬
‫ج‪ /‬اعتقاحدات الناحس ف دفع العي ل حصر لاح‪،‬م والاحمع لذلك أنث كل شيء يفعله الناحس ماح يعتقدونه سبباح وليس‬
‫هو بسبب شرعي ول قدري فإنه ل يوزا اتاحذه‪،‬م وهذا يتلف عماح جاحء عن عمر أنه رأى غلماح صغيا حسن الصورةا‬
‫وخاحف عليه العي فقاحل لهله‪ :‬دسوا نونته‪ .‬ففعلوا هذا من إظهاحر عدما السن‪،‬م ليس التدسيم ‪-‬وهو وضع النقطة ف‬
‫بعض الوجه‪،-‬م ليس لجل أن تدفع تلك النقطة العي؛ ولكن لجل أن يظهر بظهر ليس بسن‪،‬م فل تتعلق النفوس‬
‫الشريرةا به‪.‬‬
‫ف إذا وضع هذه النقطة ف الت ذكر لجل اعتقاحد أنأاح تدفع العي هذا من اتاحذ السباحب الشركية الت ل توزا‪.‬‬
‫‪.‬انتهى الشريط الثاحلث )‪1‬‬
‫[ ‪] 56‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫وإ ن كاحن لجل إظهاحر عدما السن فتلك الصورةا الميلة أو ذلك السد العاحف أو نو ذلك فإن هذا ل بأس به وال‬
‫)‪(2‬‬
‫أعلم‪[.‬‬

‫باب ما جاء في الرقى والتمائم‬


‫ض أجلسجفاعرعه‪.‬هل فجأجلرجسجل جرتسولم‪» :‬أجلن لج يج لـبـجقيجمن عفي جرقجـبجعة بجععيتر‬
‫ي ‪،‬م أجنمهت جكاجن جمجع جرتسوعل اللمعه عفي بجـلع ع‬ ‫ع‬
‫ف الصحيح عن جأبي بجشيتر الجنل ج‬
‫صاعر م‬
‫ت«‪.‬هل‬ ‫عقلججدةت عملن جوتجتر‪ ,‬أجلو عقلججدتة‪ ,‬إعلم تقطجع ل‬
‫‪.‬‬
‫ت جرتسوجل ال يجـتقوتل‪» :‬إمن المرجقى جوالمتمائجم جوالتمـجولجةج عشلرك«‪ .‬رواه أحد وأبو داوود‬ ‫وعن ابن مسعود ‪،‬م قاحل‪ :‬قال جسعملع ت‬
‫)المتمائم( شيء يعلق على الولد من العي؛ لكن إذا كاحن العلق من القرآن‪,‬هل فرخص فيه بعض السلف وبعضهم ل‬
‫يرخص فيه ويعله من النهي عنه‪,‬هل منهم ابن مسعود ‪.‬‬
‫لمة‪.‬‬ ‫و)المرقي(‪ :‬هي الت تسمى العزجائم‪،‬م ووخ ن‬
‫ص منهاح الدليل ماح خل من الشركر‪،‬م فقد رخص فيه رسول ال من العي وا ي‬
‫و)التمـجولجةج( شيء يصنعونه يزجعمون أنه يبب الرأةا إل زاوجهاح والرجل إل امرأته‪.‬‬
‫وعن عبد ال بن يعكيم مرفوععاح‪» :‬جملن تجـجعلمجق جشليئام توكعجل إعلجليعه« رواه أحد والتمذي‪.‬‬
‫س ألن جمن عجقد لحيجته‪ ،‬أو‬ ‫ع‬ ‫وروى أحد عن رويفع‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل ل رسول ال ‪» :‬يا ترجوليفع!ُ لعلل الحياةج تج ت‬
‫طوتل بك‪ ،‬فأخبعر النا ج‬
‫تقللد وترما‪ ،‬أو استنجى برجيع دالبة أو علظم‪ ،‬فإن محمدام بريءت منه«‪.‬‬
‫دل رقبة‪ .‬رواه وكيع‪.‬‬ ‫وعن سعيد بن يجوبي‪،‬م قاحل‪ :‬من قطع تميمة من إنسان‪ ،‬كان كعع ل ع‬
‫وله عن إبراهيم‪،‬م قاحل‪ :‬كانوا يكرهون التمائم كللها من القرآن وغير القرآن‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫)باب ما جاء في الرقى والتمائم( تلحظ أن الباحب الأول قاحل فيه المـاحما رحه ال )باب من الشرك لبس الحلقة‬
‫والخيط(‪,‬هل وهناح قاحل )باب ما جاء في الرقى والتمائم(‪،‬م ول يقل‪ :‬باحب من الشركر الرقى والتماحئم؛ ذلك لن الرقى منهاح‬
‫ماحهو جاحئزج مشروع ومنهاح ماح هو شركر‪،‬م والتماحئم منهاح ماح هو متفق عليه أنه شركر ومنهاح ماح قد اختلف الصحاحبة فيه هل‬
‫هو من الشركر أما ل؟ لهذا عثب رحه ال بقوله )باب ما جاء في الرقى والتمائم( وهذا من أدب التصنيف ‪.‬‬
‫الرقى‪ :‬جع رقية‪،‬م والرقية معروفة قد كاحنت العرب تستعملهاح‪،‬م وحقيقتهاح أنأاح أدعية وألفاحظ تزقاحل أو تتل ث يشنوفثي باح‪،‬م‬
‫ومنهاح ماح له أثر عضوي ف البدن‪،‬م ومنهاح ماح له أثر على الرواح‪،‬م ومنهاح ماح هو جاحئزج مشروع‪،‬م ومنهاح ماح هو شركر‪.‬‬
‫والنب عليه الصلةا والسلما وروقى ويرقكوي؛ رقى غيه وروقى نفسه عليه الصلةا والسلما ويرقي أيضاح؛ رقاحه جبيل ورقته‬
‫عاحئشة ونو ذلك‪.‬‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الثاحنا للشريط الساحبع من باحب الشفاحعة )‪2‬‬


‫[ ‪] 57‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فهذا الباحب معقود لبياحن حكم الرقى‪،‬م قاحل )باب ما جاء في الرقى والتمائم(‪،‬م وقد رخثص الشرع من الرقى باحلت‬
‫ليس فيهاح شركر؛ باحلرقى الت خلت من الشركر‪،‬م وقد قاحل بعض الصحاحبة للنب عليه الصلةا والسلما يسأله عن الرقى فقاحل‬
‫س عبالمرقججى جما لجلم يجتكلن عشلرتك«‪.‬هل‬ ‫»الععر ت‬
‫ضوا علجمي ترجقاتكلم‪.‬هل لج بجأل ج‬
‫قاحل العلماحء ‪ :‬الرقية توزا بثلثة شروط يأجع عليهاح‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن تكون باحلقرآن أو بأساحء ال أو بصفاحته‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن تكون باحلكلما العرب أي بلساحن عرب مفهوما؛ ييعلم معناحه‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أن ل يعتقد أنأاح تنفع بنفسهاح؛ بل ال جل وعل هو الذي ينفع باحلرقى‪.‬‬
‫قاحل بعض العلماحء يدخل ف الول السنة أيضاح باح ثبت ف السنة؛ يعن يكون الشرط الول‪ :‬أن تكون من القرآن أو‬
‫باحلسنة أوبأساحء ال وبصفاحته‪.‬‬
‫هذه شروط ثلثة لكون الرقى جاحئزجةا باحلجاحع‪.‬‬
‫إذا ل تكن من الول أو الثاحنا يعن إذا تلف الول أو الثاحنا ففيهاح خلف بي أهل العلم‪.‬‬
‫والثاحلث لبد منه؛ شرط متفق عليه‪،‬م من أن الرقى لبد لن تعاحطاحهاح أن ل يعتقد فيهاح‪.‬‬
‫وأ ثماح من جهة كونأاح بأساحء ال وصفاحته أو باحلكتاحب والسنة أو أن تكون بلساحن عرب مفهوما فإن هذا متلف فيه‪.‬‬
‫وقاحل بعضهم يسوغ أن تكون الرقية باح يعلم معناحه ويصح العن بلغة أخرى‪،‬م ل يشتط أن تكون باحلعربية‪،‬م ول يشتط‬
‫أن تكون من القرآن أو السنة‪.‬‬
‫وهذه مساحئل فيهاح خلف وبث ومن جهة تأثي أيضاح غي القرآن على الرقي‪،‬م وف هذا مساحئل نـيشرجئ تفصيل ذلك‬
‫إل موضع آخر إن شاحء ال‪.‬‬
‫القصود أن الرقى الاحئزجةا هي باحلجاحع هي من أجعت فيه ثلثا شروط‪.‬‬
‫وأنماح الرقى الشركية فهي الت فيهاح استعاحذةا أو استغاحثة بغي ال‪،‬م أو كاحن فيهاح شيء من أساحء الشياحطي‪،‬م أو اعتقد أن‬
‫ا لرقي فيهاح بأنأاح تؤثر بنفسهاح‪،‬م فهذا يكون الرقية غي جاحئزجةا‪،‬م ومن الرقى الشركية‪،‬م قد قاحل عليه الصلةا والسلما »إمن المرجقى‬
‫و‬
‫جوالمتمائجم جوالتمـجولجةج عشلرك« كماح سيأت‪.‬‬
‫ت ضاحبط الاحئزج الشروع‪،‬م‬
‫أن الرقى منهاح ماح هو جاحئزج مشروع ومنهاح ماح هو شركي‪،‬م علم و‬
‫إذن الاحصل من ذلك ن‬
‫وعلمت ماح هو من جهة الشركر‪.‬‬
‫)والتمائم( التماحئم جع تيمة وقد يذكر تفسيهاح متصر من قبل‪،‬م وهي تمع أنواعاح كثيةا‪،‬م فاحلتماحئم تمع كل ماح ييعلنق‬
‫أو ييتخمذ ماح يراد منه تتميم أمر الي للعبد أو دفع الضرر عنه‪،‬م ويوعتقد فيه أنه سبب‪،‬م ول يعل ال جل وعل ذلك الشيء‬
‫سبباح ل شرعاح ولقدرا‪.‬‬
‫فاحلتميمة شيء ييعلق إثماح جلد مثل‪،‬م يكون من جلد خاحص يعلق على الصدر‪،‬م أو يكون فيه أذكاحرا وأدعية وتعومذات‬
‫يتجعل أيضاح معلقة على الصدر أو ف العضد‪،‬م أو خرزاات وحباحل ونو ذلك تعل على الصدر تعلق‪،‬م أو شيء ييعل على‬
‫[ ‪] 58‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫باحب البيت أو يعل ف السياحرةا أو يجعل ف مكاحن ماح‪,‬هل يوجمع التماحئم أنأاح شيء يراد منه تتميم أمر الي وتتميم أمر دفع‬
‫الضر‪،‬م وذلك الشيء ل ييؤذن به شرعاح ول يؤذن به أيضاح قدورا‪.‬‬
‫فإذن كاحلتميمة ليست خاحصة بصورةا معينة؛ بل تشمل أحوال كثيةا‪،‬م تشمل أصناحفاح عديدةا‪.‬‬
‫منهاح ماح هو ف زامنناح الاحضر ماح تراه على كثيين من شيء يعلقونه ف صدورهم‪،‬م يعلق شيء ث تكون جلدةا صغيةا ف‬
‫الصدر‪،‬م أو على العضد‪،‬م أو يربط ف البطن تيمة لدفع مثل أمراض البطن أو السهاحل أو التقميء ونو ذلك‪.‬‬
‫أو شيء يتخمذ ف السياحرةا‪،‬م كماح ترى بعض السياحرات فيهاح رأس دب مثل‪،‬م أو أرنب أو يضع بعض الشكاحل كحذوةا‬
‫الفرس أو يضع خرزا على الراية الماحمية‪،‬م أو يضع مسبحة على شكل معي من خشب ونو ذلك‪،‬م هذه وأصناحفهاح من‬
‫أنواع التماحئم‪،‬م ولاح أشكاحل كثيةا تتلف مع إختلف الزاماحن‪،‬م وييدثا منهاح الناحس شيئاح كثيا‪.‬‬
‫أو يلبس سلسلة وعليهاح شكل عي صغيةا‪،‬م أو يعلق على مدخل الباحب رأس ذئب أو رأس غزجال‪،‬م أو يضع على‬
‫ومطشورقا الباحب حذوةا فرس‪.‬‬
‫هذه من التماحئم الت يريد منهاح أصحاحباح أن تدفع عنهم العي‪،‬م أو أن تلب لم نفعاح‪.‬‬
‫أعلق ول أستحضر هذه العاحنا؛ أعلّق هذا ف السياحرةا للزجينة‪،‬م أعلقه ف البيت للجماحل‪،‬م ونو ذلك‬ ‫بعض الناحس يقول ّ‬
‫من قول طاحئفة قليلة من الناحس‪.‬‬
‫ونقول‪ :‬إن عثلق التماحئم للدفع أو الرفع فإنه شركر أصغر إن إعتقد أنأاح سبب‪,‬هل وإن علقهاح للزجينة فهو منرما لجل‬
‫مشاحبته من يشركر الشركر الصغر‪.‬‬
‫فإذن دار المـر على أن التماحئم كلهاح منهي عنهاح‪،‬م سواء إعتقد فيهاح أو ل يعتقد؛ لن حاحله إن إعتقد فهو ف شرركر‬
‫شبمهج بعجقلوتم فجـتهجو عم لنـتهلم«‪.‬هل‬
‫أصغر‪،‬م وإن ل يعتقد فإنه شـاحبه أولئك الشركي‪،‬م وقد قاحل عليه الصلةا والسلما »جملن تج ج‬
‫ض أوشسوفاحكركه‪ .‬قواحول فوأوشروسول‬‫ي ‪،‬م أونثهي وكاحون وموع وريسوكل اللثكه كف بوـشع ك‬
‫صاحكر ث‬
‫ك‬
‫قاحل رحه ال تعاحل )ف الصحيح عن وأب بوشري الونش و‬
‫ت«( هذا الديث وجه الستدلل منه على أن‬ ‫وريسوعل‪» :‬أجلن لج يج لـبـجقيجمن عفي جرقجـبجعة بجععيتر قعلججدةت عملن جوتجتر‪ ,‬أجلو قعلججدتة‪ ,‬إعلم تقطجع ل‬
‫تعليق القلدةا من الوتر على البعي مأمور بقطعه‪،‬م والمر بقطعه لجل أن العرب تعتقد أنأاح تدفع العي عن البعرةا‪،‬م تدفع‬
‫العي عن الننعم‪،‬م فيعلقون الوتاحر على شكل قلئد ورباح ناحطوا باحلوتاحر أشياحء إثماح خرزا وإثماح شعر أو نو ذلك ليدفع‪،‬م فهذا‬
‫نوع من أنواع التماحئم‪.‬‬
‫ت(‬ ‫فمناحسبة هذا الديث للباحب ظاحهرةا وهي أن قوله )لج يج لـبـجقيجمن عفي جرقجـبجعة بجععيتر قعلججدةت عملن جوتجتر‪ ,‬أجلو قعلججدتة‪ ,‬إعلم تقطجع ل‬
‫ظاحهر ف النهي عن التماحئم وأن هذا النوع يب قطعه‪،‬م لم يب قطعه؟ لن ف تعليقه اعتقاحد أنه يدفع أو يلب النفع‪،‬م‬
‫وهذا العتقاحد اعتقاحد شركي‪.‬‬
‫ت مرُسومل ا يآمُقوُل‪» :‬إان الارأقى أوالاتمائأم أوالتاأولأةأ هششُرك«( هذا‬ ‫قال )وعنَ ابنَ مسعود ‪ ،‬قال‪ :‬قال مسِمضع ُ‬
‫الحديآث فيه التأكيد‪ ،‬قال )إان الارأقى أوالاتمائأم أوالتاأولأةأ هششُرك( ومعلوم أنأ دخول )إان( على الجملة الخبريآة‬
‫يآفيد تأكيد ما تضمنته‪ ،‬و)الارقى( هنا لما دخلت عليها اللف واللم عمت‪ ،‬فهذا الحديآث أفاد أنأ كل‬
‫الرقى منَ الشرك‪ .‬وأنأ كل التمائم منَ الشرك وأنأ كل التولة منَ الشرك‪ ،‬قال‪ :‬إنأ الرقى شرك‪ .‬فكل‬
‫[ ‪] 59‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫الرقى شرك‪ ،‬وقال‪ :‬إنأ التمائم شرك‪ .‬فإذنأ كل التمائم شرك‪ ،‬وقال‪ :‬إنأ التولة شرك‪ .‬فإذنأ كل أنأواع‬
‫‪. X‬الّتولة شرك‬
‫فهذا العموم ُخص في الرقى بالنص وحدها‪ُ ،‬خص في الرقى لقوله »لأ بأأشُ أ‬
‫س هبالارقأأى أما لأشُم يأككشُن هششُرمك«‬
‫‪.‬وبأنأ النبي عليه الصلةا والسلم رقى وُرقي عليه الصلةا والسلم‬
‫فإذنأ الرقى دصل الدليل على أصنأ العموم هاهنا مخصوص‪ ،‬وليس كل أنأواع الرقية شرك؛ بل بعض‬
‫‪.‬أنأواع الرقية وهي التي اشتملت على شرك‬
‫س هبالارقأأى أما لأشُم تأككشُن هششُركا«‪،‬‬ ‫فإذنأ العموم هنا مخصوص بأنأه خرج منَ ذلك ما لم يآكنَ فيه شرك »لأ بأأشُ أ‬
‫ششُرمك‬ ‫‪».‬وفي لفظ آخر قال »لأ بأأشُ أ‬
‫س هبالارقأأى أما لأشُم يأككشُن ه‬
‫أما التمائم فلم يآأت دليل يآخصّ نأوعا منَ نأوع؛ بل يآبقى هذا اللفظ على عمومه )إان الارأقى أوالاتمائأم‬
‫يآخص نأوعا منَ التمائم دونأ نأوع منَ الشرك‪ ،‬فتكونأ إذنأ التمائم بأنأواعها‬ ‫ّ‬ ‫أوالتاأولأةأ هششُرك( فما جاء ما‬
‫شرك؛ لنأ ما لم يآرد فيه تخصيص منَ الشارع فإنأ العموم يآجب أنأ يآبقى؛ لنأ التخصيص شرع‪،‬‬
‫فنبقي العموم على عمومه‬ ‫‪.‬وهذا الشرع لبد أنأ يآأتمي منَ الشارع‪ُ ،‬‬
‫قال )أوالتاأولأةأ(‪ ،‬الّتولة كما فسرها الشيخ رحمه ا )شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها‬
‫والرجل إلى زوجه( نأوع منَ الشرك‪.‬هو يآسمى عند العامة والصرف والعطف‪ ،‬نأوع منَ السحر ُيآصنع‬
‫فيجلب شيئا ويآدفع شيئا بحسب اعتقادهم‪ ،‬وهي في الحقيقة نأوع منَ أنأواع التمائم لنأها ُتصنع‬
‫ويآكونأ الساحر هو الذيآ يآرقي فيها الرقية الشركية‪ ،‬فيجعل المرأةا تحب زوجها أو يآجعل الرجل‬
‫‪.‬يآحب زوجته‬
‫وهذا نأوع منَ أنأواع السحر‪ ،‬والسحر شرك بال جل وعل وكفر‪ ،‬وهذا أيآضا عموم وكل أنأواعه‬
‫‪.‬شرك‬
‫قال )وعنَ عبد ا بنَ ُعمكيم مرفوعءا‪» :‬أمشُن تأأعلاأق أششُيئا ئ كوهكأل إهلأشُيهه«(‪) ،‬أمشُن تأأعلاأق أششُيئا ئ(‪) ،‬أششُيئا ئ( هنا نأكرةا‬
‫في سياق الشرط فتعم جميع الشياء‪ ،‬فكل منَ عرلق شيئا ُوكل إليه‪ ،‬فمنَ أخرج صورةا منَ صور‬
‫يآ شيء منَ الشياء‬ ‫التعليق كانأت الحجة عليه؛ لنأر هذا الدليل عام‪ ،‬فهذا الدليل فيه أنأ منَ تعلق أ ر‬
‫فإنأه يآوكل إليه‪ ،‬والعبد إذا ُوكل إلى غير ا جل وعل فإصنأ الخسارةا أحاطت به منَ جنباته‪ ،‬والعبد‬
‫إنأما يآكونأ عِّزه ويآكونأ فلحه ونأجاحه وُحسنَ قصده وحسنَ عمله أنأ يآكونأ متعّلقا بال وحده؛ يآتعلق‬
‫بال وحده في أعماله‪ ،‬في أقواله‪ ،‬في مستقبله‪ ،‬في دفع المضار عنه‪ ,‬قلبه يآكونأ ُأنأسه بال‪ ،‬وسروره‬
‫‪.‬بال وتعلقه بال وتفويآض أمره إلى ا وتوكله على ا جل وعل‬
‫ومنَ كذلك وتوكل على ا وطرد الخلق منَ قلبه‪ ،‬فإنأه لو كادته السموات والرض منَ بينها لجعل‬
‫‪.‬له منَ بينها مخرجا؛ لنأه توكل وفوض أمره على ا العظيم جل جلله وتقدست أسماؤه‬
‫فقال هنا )أمشُن تأأعلاأق أششُيئا ئ كوهكأل إهلأشُيهه( فإذا تعرلق العبد تميمة ُوِكل إليها‪ ،‬وما ظنك بمنَ ُوكل إلى خرقة أو‬
‫‪.‬إلى خرز أو إلى حذوةا حصانأ أو إلى شكل حيوانأ ونأحو ذلك ل شك أنأ خسارته أعظم الخسارةا‬
‫ت لك منَ أنأه ذكر نأتيجة التعلق وهو أنأه يآوكل إلى‬ ‫قال هنا )أمشُن تأأعلاأق أششُيئا ئ( وجه الستدلل كما ذكر ُ‬
‫‪.‬ذلك الشيء‪ ،‬فمنَ تعلق شيئا ُوكل إليه‪ ،‬وإذا وكل إليه فمعنى ذلك أنأه خسر في ذلك‬
‫الشيخ رحمه ا ‪-‬كما ذكرتُ لك‪ -‬ما صدر الباب بحكم‪ ،‬فيكونأ الستدلل بهذه على ما دلت عليه‬
‫‪.‬الحاديآث‬
‫قال )التمائم شيء يعلق على الولد يتقون به العين( شيء يآشمل أيآ شيء يآعلق دونأ صفة معينة بعض‬
‫العلماء التمائم خرز وبعضهم قال جلدةا ونأحو ذلك‪ ،‬وهذا ليس بجيد؛ بل التمائم اسم يآعم كل ما يآعلق‬
‫‪.‬لدفع العينَ لتقاء الضرر أو لجلب خير نأفسي‬
‫[ ‪] 60‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫قال )لكن إذا كان المعللق من القرآن فراخصّ به بعض السلف(‪) ،‬إذا كان المعللق من القرآن( بمعنى أنأه جعل‬
‫في منزله مصحفا ليدفع العينَ‪ ،‬أو علق على صدره شيئا ‪-‬سورةا الخلص أو آيآة الكرسي‪ -‬ليدفع‬
‫العينَ أو ليدفع الضرر عنه‪ ،‬هذا منَ حيث التعليق تميمة‪ ،‬فهل هذه التميمة جائزةا أم غير جائزةا؟‬
‫قال الشيخ رحمه ا‪ :‬إنأ التمائم إذا كانأت منَ القرآنأ فقد اختلف فيها السلف‪ .‬فقال بعضهم بجوازها‬
‫)رخص فيها بعض السلف(؛ يآعني ببعض السلف بعض كبار الصحابة ومالم إليه بعض أهل العلم‬
‫الكبار‪ ،‬وبعضهم لم يآرخص فيها كابنَ مسعود وكأصحاب ابنَ مسعود الكبار إبراهيم وعلقمة‬
‫‪. X‬ومعِبيدةا والربيع ابنَ خيثم والسود وأصحاب ابنَ مسعود جميعا‪ .‬فالسلف اختلفوا في ذلك‬
‫ومنَ المعلوم أنأ القاعدةا أنأ السلف منَ الصحابة ومنَ بعدهم إذا اختلفوا في مسألة وجب الرجوع‬
‫‪.‬فيها إلى الدليل‬
‫ششُيئا ئ كوهكأل إهلأشُيهه(‪ ,‬إنأ التمائم شرك؛ )إان‬ ‫والدليل درل على أنأ كل أنأواع التمائم منهي عنها )أمشُن تأأعلا أ‬
‫ق أ‬
‫الارأقى أوالاتمائأم أوالتاأولأةأ هششُرك(‪ ,‬فمنَ تعرلق القرآنأ؛ منَ عرلقه كانأ داخل في المنهّي عنه؛ لكنَ لصما كانأ‬
‫معّلقا للقرآنأ بأنأه لم يآشرك لنأه علق شيئا منَ صفات ا جل وعل وهو كلم ا جل وعل‪ ،‬فما‬
‫أشرك مخلوقا؛ لنأ الشرك معناه أنأ ُتشرك مخلوقا مع ا جل وعل‪ ،‬والقرآنأ ليس بمخلوق؛ لنأه‬
‫‪.‬كلم ا جل وعل منه بدأ وإليه يآعود‬
‫فإذنأ صار تعليق التميمة منَ القرآنأ خرجت؛ لجل كونأ القرآنأ ليس بمخلوق منَ العموم‪ ،‬وهو‬
‫‪.‬قوله‪ :‬إنأ التمائم شرك‬
‫فبقي هل هي منهي عنها أم غير منهي عنها؟ قال عليه والسلم )أمشُن تأأعلاأق أششُيئا ئ كوهكأل إهلأشُيهه( ونأهى عنَ‬
‫التمائم بأنأواعها‪ ،‬فدرل ذلك على أنأ تخصيص القرآنأ بالذنأ منَ بينَ التمائم ومنَ بينَ ما يآعلق يآحتاج‬
‫إلى دليل فيه؛ لنأص إبقاء العموم على عمومه هذا إبقاء لدللة ما أراد الشارع الدللة عليه منَ اللفاظ‬
‫‪.‬اللغويآة‪ ،‬والتخصيص نأوع منَ أنأواع التشريآع لبد فيه منَ دليل واضّح‬
‫لهذا صارت الحجة مع منَ يآجعل التمائم التي منَ القرآنأ مما ل ُيآرخص فيه كابنَ مسعود وكغيره‬
‫منَ الصحابة رضّوانأ ا عليهم‪ ،‬وكذلك هو قول عامة أهل العلم‪ ،‬وهو روايآة عنَ المـام أحمد‬
‫‪.‬اختارها المحققونأ منَ أصحابه‪ ،‬وعليها المذهب عند المتأخريآنَ‬
‫بقي أنأ نأقول إنأ في إجازةا اتخاذ التمائم منَ القرآنأ‪ ،‬إنأ في تجويآزها مفاسد‪ ،‬وفي تجويآز اتخاذ‬
‫‪:‬التمائم منَ القرآنأ أنأواع منَ المنكر‬
‫الول‪ :‬أنأه إذا اّتخذت التميمة منَ القرآنأ‪ ،‬فإنأنا إذا رأيآنا منَ عليه التميمة فسيشتبه علينا المر‪ ،‬هل‬
‫هذه تميمة شركية أم منَ القرآنأ؟ وإذا ورد الحتمال فإنأ المنكِر على الشركيات يآضعف يآقول‬
‫احتمال أنأها منَ القرآنأ‪ ،‬فإجازةا تعليق التمائم منَ القرآنأ فيه إبقاء التمائم الشركية؛ لنأ حقيقة‬
‫التميمة التي تعرلق أنأها تكونأ مخفية غالبا في جلد‪ ،‬أو في نأوع منَ القماش ونأحو ذلك‪ ،‬فإذا رأيآنا‬
‫صورةا التعليق وقلنا هذا يآحتمل أنأ يآكونأ كذا‪ ،‬فإذا استفصلت منه وقلت له هل هذه تميمة شركية أو‬
‫منَ القرآنأ‪ ،‬معلوم أنأ صاحب المنكر دائما سيختار أنأ تكونأ منَ القرآنأ حتى يآنجو منَ النأكار؛ لنأه‬
‫يآعتقد في هذه؛ ُيآريآد أنأه يآسلم له تعليقها‪ ،‬فهذا منَ المفاسد العظيمة؛ أنأ في إبقائها إبقاء للتمائم‬
‫‪.‬الشركية‪ ،‬وفي النهي عنها سد لذريآعة الشراك بالتمائم الشركية‪ ،‬ولو لم يآكنَ إل هذا لكانأ كافيا‬
‫الثاني‪ :‬أن الهلة من الناحس إذا علقوا التماحئم من القرآن فإنأم يتعلقون باح؛ يتعلق قلبهم باح‪،‬م ول تكون عندهم‬
‫مرد أسباحب‪،‬م وإن ماح تكون عندهم فيهاح خاحصية من الصاحئص الت تكون بنفسهاح يأت باحلشيء أو تدفع الشيء‪،‬م وهذا‬
‫الشياحء فتح لباحب اعتقاحدات فاحسدةا على الناحس يب أيضاح وصده‪،‬م ومن العلوما أن الشريعة جاحءت بسد الذرائع‪.‬‬
‫[ ‪] 61‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫أيضا من الفاحسد التحققة عاحمة ف ذلك أنه إذا علق شيئاح من القرآن فإنه يتهنه‪،‬م يناحما عليه أو يدخل به مواضع‬
‫قذرةا‪،‬م أو يكون معه ف حاحلت ل يكون من السن أن يكون معه قرآن فيهاح أو آياحت‪،‬م وهذا ماح ينبغي اجتناحبه وتركه‪.‬‬
‫إذن ل تتحصل أن تعليق التماحئم باحلدليل وباحلتعليل ل يوزا‪،‬م فماح كاحن منهاح من القرآن فنقول يرما على الصحيح‬
‫وتعلق تاحئم عاحمة فهذا نقول إنه من الشركر باحل لقول النب )إمن‬‫ول يوزا ويب إنكاحره‪،‬م وماح كاحن منهاح من غي القرآن ن‬
‫المرجقى جوالمتمائجم جوالتمـجولجةج عشلرك(‪،‬م والتخمصيص نوع من العلم يب أن يكون فيه دليل‪.‬‬
‫نقف عند هذا وال أعلم‪،‬م وصلى ال وسلم على نبيناح ممد‪.‬‬
‫س ألن جمن‬ ‫ع‬ ‫وقفناح عند قوله )وروى أحد عن رويفع‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل ل رسول ال ‪» :‬يا ترجوليفع!ُ لعلل الحياةج تج ت‬
‫طوتل بك‪ ،‬فأخبعر النا ج‬
‫عجقد لحيجته‪ ،‬أو تقللد وترما‪ ،‬أو استنجى برجيع دالبة أو علظم‪ ،‬فإن محمدام بريءت منه«( هذا الديث ف باحب ماح جاحء ف الرقى‬
‫والتماحئم فيه ذكر تقملد الوتر وأنن ممدا عليه الصلةا والسلما بريء من تقلد وترا‪.‬‬
‫وقد مر معناح ف أول الباحب ف حديث أب بشي أن النب أرسل أن ل يبقي ف عنق بعي قلدةا من وتر أو قاحل قلدةا‬
‫إل يقطعت‪ .‬وهذا ف معناحه‪.‬‬
‫وقوله )تقللد وترام( التقليد باحلوتر هذا له مفهوما‪،‬م وهو أثن النهي ليس راجع إل القلدةا من حيث هي؛ بل إل القلدةا‬
‫لرقا أو‬‫الت يعتقد فيهاح أنأاح تدفع العي‪،‬م وخص الوتر منهاح هناح لنه كاحن أهل الاحهلية يقلدون الوتاحر وينوطون باح بعض ا ك‬
‫ث‬ ‫ي‬
‫بعض الشعر أو بعض العظاحما لكي تدفع العي عن البعرةا‪،‬م وأن مرد التقليد فإن النب أشعر هديه وأيضاح فيكتلت له قلئد‬
‫وعلق القلئد لبياحن أن ماح أرسله إل مكة هدي‪.‬‬
‫ص باحلوتر فيقاحل القلدةا الت تعل على اليوان أو على غيه إذا كاحنت ماح يعتقد فيهاح أو يتص باح‬ ‫فاحلتقليد هناح يخ ث‬
‫العتقاحدات فإنه ينهى عنهاح‪،‬م ولذا قيدهاح ف حديث أب بشي الول قاحل )لج يج لـبـجقيجمن عفي جرقجـبجعة بجععيتر قعلججدةت عملن جوتجتر( و)عملن(‬
‫هاحهناح بياحنية‪،‬م وكذلك هناح قاحل )أو تقللد وترام(‪،‬م وهذا واضح العن من أنه جعل الوتر الذي قيـّلد تيمة‪.‬‬
‫وقوله ف ذلك )فإن محمدام بريءت منه( هذا من اللفاحظ الت تدثل أن الفعل من الكباحئر؛ لن من الدلة على أن فعل‬
‫ماح من الكباحئر أو عمل ماح أو قول ماح من الكباحئر أن يقاحل فيه‪ :‬ال ورسوله منه بريئاحن‪،‬م أو يتبأ النب منه؛ لن ذلك يدل‬
‫على كع ظم العصية‪،‬م والشركر الصغر من الكباحئر كماح أن الشركر الكب من الكباحئر‪،‬م والكباحئر العملية الت ليس معهاح اعتقاحد‬
‫‪-‬يعن كباحئر من جهة العمل‪ -‬كاحلزجن والسرقة وكشرب المر الت ليس معهاح اعتقاحد‪،‬م هذه من حيث النس أقل مرتبة من‬
‫حيث جنس الرما والكبيةا أقل مرتبة من الشركر الصغر فضل عن الشركر الكب‪،‬م ولذا نقول الشركر الصغر اتاحذ التماحئم‬
‫حب فاحعلهاح حي‬ ‫صو‬ ‫أو نو ذلك هذا جنسه أعظم ‪-‬من حيث الذنب والكبيةا‪ -‬من جنس الكباحئر العملية الت ل وي ش‬
‫فعلهاح اعتقاحد؛ يعن أن يعتقد ف شيء ماح‪،‬م نيريد بذلك تقييد ذلك بنحو المر والزجن وماح أشبه ذلك وأكل الرباح ونوه‪.‬‬
‫قاحل )وعن سعيد بن يجوبي‪،‬م قاحل‪ :‬من قطع تميمة من إنسان‪ ،‬كان كععلدل رقبة‪ (.‬يعن كاحن كتحرير رقبة‪،‬م وهذا فيه فضيلة‬
‫قطع التماحئم؛ وذلك لنأاح شركر باحل جل وعل‪،‬م والشركر الصغر مدخل للناحر من حيث الوعيد‪،‬م والتوعد عليه باحلناحر جاحء‬
‫ت وهجو جيدعو من دون اللمعه نعمدام‬ ‫ف نو قوله جل وعل﴿إعلن ال لهج جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه﴾]النساحء‪،48:‬م ‪،[116‬م ونو قوله »جمن ما ج‬
‫ت جوتهجو يتلشعرتك باللمعه جشليئا جدجخجل المناجر«‪،‬م وإذا قطع التميمة من عنقه فهو ف مقاحما إعتاحقا رقبة‬
‫دخجل النار«‪،‬م وف نو قوله» جملن جما ج‬
‫[ ‪] 62‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ذاكر الذي يقطعت منه التميمة من الناحر؛ لنه استوجب بذلك الفعل الوعيد باحلناحر فإذا قوطع تيمة فكاحن جزجاءه من جنس‬
‫فعله‪,‬هل فكماح أنه أعتق رقبة هذا السلم من الناحر فأيثيب بأن له مثل إعتاحقا رقبة‪.‬‬
‫وهذا القول من سعيد بن جبي ممول على أنه ماح سعه من الصحاحبة رضوان ال عليهم؛ لن هذا ماح ل يقاحل باحلرأي‪،‬م‬
‫وإذا كاحن كذلك فله حكم الرسل‪،‬م فيكون هذا مرسل؛ لنه إذا كاحن ماح يقاحل باحلرأي لن فيه فضيلة خاحصة جعلهاح سعيد‬
‫بن جبي لن قطع تيمة من رقبة إنساحن‪،‬م فيكون ذلك من قبيل الرسل؛ يعن من قبيل الرفوع‪،‬م وسعيد بن جبي تاحبعي من‬
‫أصحاحب بن عباحس فيكون مرسل‪،‬م ففيه ال كلما ف حجية الرسل والمـاحما أحد وماحلك والشاحفعي يتجون باحلرسل وكذلك‬
‫المـاحما أبو حنيفة يتجون باحلرسل‪،‬م منهم من يعل له شروطاح كاحلشاحفعي‪،‬م ومنهم من يتجح باحلرسل إذا كاحن العن معروفاح ف‬
‫الباحب‪،‬م وهذا ماح هو موجود هناح‪.‬‬
‫قاحل بعض أهل العلم قول التاحبعي ف الشياحء الت ل يتدركر باحلجتهاحد ول ييناحط باح الرأي يكون ممول على أنه قول‬
‫صحاحب؛ يعن أنه سعه من الصحاحب فيكون اجتهاحد صحاحب‪.‬‬
‫وهذا ليس يقول بأنه إذا كاحن ممول على أنه سعه من الصحاحب‪،‬م فنقول الصحاحب ل يقوله من جهة الرأي‪،‬م فل بد‬
‫إذن أن يكون سعه؛ لن مثل هذا ل يدخل فيه الجتهاحد‪،‬م والول هو العروف وأن هذه الصيغة من قبيل الرسل‪.‬‬
‫قاحل )وله( لوكيع )عن إبراهيم( وهو النخمعي تلميذ ابن مسعود )قاحل‪ :‬كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير‬
‫القرآن‪ (.‬إبراهيم النخمعي عاحل من أهل الكوفة بعد ابن مسعود‪،‬م وكاحن إذا قاحل )كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن ومن‬
‫غير القرآن(‪) ،‬كانوا( هذا يرجع إل أصحاحب ابن مسعود‪,‬هل إبراهيم النخعي أظنه لم يأخذ من ابن مسعود وإنما أخذ عن‬
‫تلمذة ابن مسعود؛ )‪ (1‬فيعن بقوله كاحنوا يكرهون‪,‬هل أصحاحب ابن مسعود كاحلسود وعلقمة وكاحلربيع ابن خيثم وعبيدةا‬
‫السلماحنا ونو هؤلء‪.‬‬

‫]السئلـة[‬
‫س‪ /‬هذا أيآضا يآسأل يآقول‪ :‬ما حكم منَ يآضع آيآة الكرسي في السيارةا‪ ،‬أو يآضع مجسم فيه أدعية‪،‬‬
‫أدعية ركوب السيارةا أو أدعية السفر وغيرها منَ الدعية؟‬
‫‪:‬ج‪ /‬نأقول‪ :‬هذا فيه تفصيل‬
‫فإنأ كانأ وضّع هذه الشياء ليتحفظها ويآتذكر قراءتها فهذا جائز‪ ،‬كمنَ يآضع المصحف أمام‬
‫‪.‬السيارةا أو يآضعه معه لجل أنأه إذا كانأت فرصة هو أو منَ معه أنأ يآقرأ فيه‪ ،‬فهذا جائز ل بأس به‬
‫لكنَ إنأ وضّعها تعلقا لجل أنأ تدفع عنه فهذا هو الكلم في مسألة تعليق التمائم منَ القرآنأ فل يآجوز‬
‫‪.‬ذلك على الصحيح ويآحرم‬
‫س ‪ /‬ماح رأي فضيلتكم ببعض الوانا الت يكتب عليهاح بعض الياحت‪،‬م والت تباحع ف بعض اللت التجاحرية؟‬
‫‪:‬ج‪ /‬هذه الوانأي يآختلف حالها‬
‫إنأ كانأ يآستخدمها؛ لجل أنأ يآتبرك بما كتب فيها منَ اليآات فيجعل فيها ماء ويآشربه؛ لجل أنأ‬
‫الماء يآلمس هذه اليآات‪ ،‬فهذا منَ الرقية غير المشروعة؛ لنأ الرقية المشروعة ما كانأت اليآات‬
‫في الماء‪ ،‬وهذه اليآات لم تنحلر في الماء؛ لنأها منَ معدنأ أو منَ نأحاس‪ ،‬والتصاق الماء بتلك‬
‫‪.‬قاحل الشيخ عبد العزجيزج ابن باحزا ف شرحه‪ :‬ابراهيم بن يزجيد النخمعي من التاحبعي من أصحاحب أصحاحب ابن مسعود )‪1‬‬
‫[ ‪] 63‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫الكتابات آيآات أو أدعية ل يآجعل الماء بذلك مباركا أو مقروءا فيه‪ ،‬فإذا اُتخذت لذلك فهذا منَ الرقية‬
‫‪.‬غير المشروعة‬
‫وأما إذا أخذها للزيآنة أو لجعلها في البيت أو لتعليقها فهذا كرهه كثير منَ أهل العلم؛ لنأ القرآنأ ما‬
‫نأزل لتزريآنَ به الوانأي أو تزيآنَ به الحيطانأ‪ ،‬وإنأما نأزل للهدايآة ﴿إهلن أهأذا اشُلقكشُرآأن يأشُههديِ لهللهتي ههأي أأشُقأوكم﴾‬
‫‪].‬السراء‪[9:‬‬
‫س‪ /‬بعض الناس يآضع المصحف في درج السيارةا وذلك بقصد أنأ للمصحف أثر في رد العينَ‬
‫والبلء نأرجو التوضّيح؟‬
‫ج‪ /‬إذا كانأ يآقصد منَ وضّع المصحف في درج السيارةا أو على طبلونأ السيارةا المامي أو خلف‬
‫السيارةا أنأ يآدفع عنه وجود المصحف العينَ‪ ،‬فهذا منَ اتخاذ المصحف تميمة‪ ،‬وقد مصر معكم بالمس‬
‫حكم التمائم منَ القرآنأ‪ ،‬وأنأ الصحيح ل يآجوز أنأ يآجعل القرآنأ تميمة ول أنأ يآجعل القرآنأ لوجوده‬
‫يآعني المصحف دافعا للعينَ؛ لكنَ الذيآ يآدفع العينَ قراءةا القرآنأ والدعية المشروعة والستعاذةا بال‬
‫‪.‬جل وعل ونأحو ذلك مما جاء في الرقية‬
‫صل على أنأ وضّع القرآنأ لهذه الغايآة داخل في المنهي عنه‪ ،‬وهو منَ اتخاذ التمائم منَ القرآنأ‪،‬‬ ‫فتح ر‬
‫لصما كانأ القرآنأ غير مخلوق وهو كلم ا جل وعل لم تصر هذه التميمة شركية‪ ،‬وإنأما ُيآنهى عنها‬
‫لنأ النبي لم يآستعمل هذا ولم يآجعل في عنق أحد منَ الصحابة ل الصغار ول الكبار‪ ،‬ول أِذمنأ ول‬
‫وصجه بأنأ يآُجعل القرآنأ في شيء منَ صدورهم أو في عضد أحدهم أو في بطنه‪ ،‬ومعلوم أنأ مثل هذا‬
‫لو كانأ دواءء مشروعا أو رقية سائغة أو تميمة مأذونأ بها لُرّخص فيها‪ ،‬سيما مع شدةا حاجة‬
‫‪. X‬الصحابة إلى ذلك‬
‫وتعليق القرآنأ أيآسر منَ البحث عنَ راق يآرقي ويآطلب منه وربما يآكامفأ على رقيته‪ ،‬فلما كانأ هذا‬
‫أيآسر والنبي لم يآرشدهم إلى اليآسر وقد بعث ميسرا‪ُ ،‬علم مع ضّميمة الدلة التي ذكرتها لكم‬
‫‪. X‬بالمس أرنأ هذا منَ جنس غير المشروع‪ .‬وا أعلم‬
‫هذا ونكتفي بذا القدر ونبدأ بكتاحب التوحيد‪.‬‬
‫س‪ /‬ماح حكم من يضع على السياحرات أو الناحزال عباحرات مثل ماح شاحء ال أو تباحركر ال أو هذا من فضل ربي؟[‬
‫‪.‬ج‪ /‬هذا له نأفس حكم تعليق بعض اليآ أو اليآ على الحيطانأ أو في السيارات أو نأحو ذلك‬
‫‪.‬فإنأ كانأ المقصود منها الرشاد إلى عمل شرعي مسنونأ فهذا مشروع أو مباح‬
‫وأما إنأ كانأ القصد منها الِحفظ أنأ تحفظه وأنأ تحرسه منَ العينَ أو منَ الذى فهذا راجع إلى اتخاذ‬
‫)‪.] (1‬التمائم منَ القرآنأ ونأحوه‬
‫س‪ /‬بعض أصحاب السيارات الخاصة ]كالليموزيآنَ[ وسيارات النقل الكبيرةا يآضعونأ على أطراف[‬
‫السيارةا خرقا سوداء اعتقادا منهم بأنأها حروز تمنعهم الحوادثا‪ ،‬فهل نأقوم بنزعها أم ماذا نأفعل ؟‬
‫ج‪ /‬بسم ا الرحمنَ الرحيم‪ ،‬الحمد ل‪ ،‬والصلةا والسلم على رسول ا وعلى آله وصحبه ومنَ‬
‫‪.‬اهتدى بهداه‬
‫‪:‬أصما بعد‬
‫إذا كانأ المر كما وصفه السائل منَ جهة وضّع تلك الشارات أو الخرق ومنَ جهة اعتقاد أهلها فيها‬
‫فيجب نأزعها‪ ،‬ومنَ نأزعها فله فضل نأزع التمائم منَ أماكنها‪ ،‬أو تخليص أصحابها منها؛ لكنَ هذا‬
‫متوقف على أنأ يآعلم أنأهم وضّعوها لهذا الغرض‪ ،‬فإنأ وضّع الشارات لمثل هذا الغرض غير‬
‫معروف أنأه لجل دفع التمائم‪ ،‬فإذا كانأ بعض الناس يآستعملها لدفع الشر ويآستعملها لنأها تمائم‪،‬‬
‫‪.‬مأخوذ من الوجه الثاحنا للشريط الساحبع من باحب الشفاحعة )‪1‬‬
‫[ ‪] 64‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫فهذه يآجب نأزعها‪ ،‬ومنَ رآها ل يآحل له أنأ يآتعداها حتى يآنزعها لنأها اعتقاد في غير ا ولنأها‬
‫)‪.](1‬نأوع منَ أنأواع المنكر واعتقاد ذلك فيها كبيرةا منَ الكبائر وشرك أصغر بال جل وعل‬
‫‪X‬‬

‫باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما‬


‫ت جوا لعتلزىَ)‪(19‬جوجمجناجة اللثالعثجةج اللتلخجرىَ)‪(20‬أجلجتكلم اللذجكتر جولجهت ا ل تلنجثى)‪(21‬تعلجك إعمذا قعلسجمةت عضيجزىَ﴾‬
‫وقول ال تعاحل ﴿أجفجـجرجأيلـتتلم اللل ج‬
‫]النجم‪.[22-19:‬‬
‫وعن أبي جواقعتد امللليثعمي ‪ ،‬قال‪ :‬خرجنا مع رسول ال إعجلى تحنجـليتن‪ ،‬ونحن حدثاء عهد بكفر‪ ،‬وللمشركين عسلدجرة يعكفون عندها‬
‫ت أجنلـجواتط‪.‬هل فقال‬ ‫ت أجنلـجواتط جكجما لجتهلم جذا ت‬
‫ت أنواط‪ ،‬فمررنا بسدرة‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسوجل ال الججعلل لججنا جذا ج‬
‫ويجـتنطون بها أسلحتهم‪ ،‬يقال لها‪ :‬ذا ت‬
‫رسول ال ‪» :‬ال أكبر!ُ إنها السنن!ُ قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿الججعل لججنا إعلجمها جكجما لجتهلم آلعجهةت جقاجل‬
‫إعنلتكلم قجـلومت تجلججهتلوجن﴾]العراف‪.[138 :‬هل جلتجـلرجكبتمن جسنججن جملن جكاجن قج لـبـلجتكلم «‪ .‬رواه التمذي وصححه‪.‬هل‬
‫]الشرح[‬
‫قال رحمه ا )باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما وقول ا تعالى ﴿أأفأأرأأشُيتكشُم الللأت أواشُلكعلزى﴾‬
‫‪.‬اليآات(‬
‫يآعني ما حكمه؟ )باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما(‬
‫‪.‬الجواب هو مشرك؛ يآعني‪ :‬باب منَ تبرك بشجر أو حجر ونأحوهما فهو مشرك‬
‫وقوله )من تبلرك(‪ ُ,‬التبرك‪ :‬تفّعدل منَ البركة‪ ،‬وهو طلب البركة‪ ،‬والبركة مأخوذةا منَ حيث الشتقاق‬
‫‪.‬منَ مادةا بُُروك أو منَ كلمة بِضركة‬
‫‪.‬أما البروك فبروك البعير يآدلص على ملزمته وثبوته في ذلك المكانأ‬
‫والبِضركة وهي مجمتع الماء يآدل على كثرةا الماء في هذا الموضّع وعلى لزومه له وعلى ثباته في‬
‫‪.‬هذا الموضّع‬
‫‪.‬فيكونأ إذا معنى البركة كثرةا الشيء الذيآ فيه الخير وثباته ولزومه‬
‫فالتبرك‪ :‬هو طلب الخير الكثير وطلب ثباته وطلب لزومه‪ ,‬تبررك يآعني طلب البركة‪ ،‬والنصوص‬
‫في القرآنأ والسنة دصلت على أرنأ البركة منَ ا جل وعل‪ ،‬وأنأ الخلق ل أحد يآبارك أحدا وإنأما هو‬
‫ظم خير منَ نأزل‬ ‫ع ُ‬
‫جل وعل يآبارك قال سبحانأه ﴿تأأباأرأك اللهذيِ نألزأل اشُلفكشُرأقاأن أعألى أعشُبهدهه﴾]الفرقانأ‪[1:‬؛ يآعني م‬
‫الفرقانأ على عبده وكثر ودام وثبت‪﴿ ،‬تأأباأرأك اللهذيِ بهيأهدهه اشُلكمشُلكك﴾]الملك‪ ،[1:‬وقال سبحانأه﴿أوأباأرشُكأنا أعلأشُيهه‬
‫أوأعألى إهشُسأحاأق﴾]الصافات‪ ،[113:‬وقال ﴿أوأجأعلأهني كمأباأرئكا﴾]مريآم‪ ،[131:‬فالذيآ ُيآبارك هو ا جل وعل‪ ،‬فل‬
‫ت على الشيء أو أبارك فعلكم؛ لنأ لفظ البركة ومعنى البركة‪ ،‬إنأما‬ ‫يآجوز للمخلوق أنأ يآقول بارك ُ‬
‫‪.‬منَ ا؛ لنأ الخير كثرته وثباته ولزومه إنأما هو منَ الذيآ بيده المر‬
‫‪:‬والنصوص في الكتاب والسنة دلت على أنأ البركة التي أعطاها ا جل وعل بالشياء‬
‫‪.‬إصما تكونأ الشياء هذه أمكنة أو أزمنة‬
‫‪.‬وإصما أنأ تكونأ تلك الشياء منَ بني آدم؛ يآعني مخلوقات آدمية‬
‫أرما المكنة والزمنة‪ :‬فظاهر أنأ ا جل وعل حينَ بارك بعض الماكنَ كبيت ا الحرام‪ ،‬وكما‬
‫حول بيت المقدس ﴿اللهذيِ أباأرشُكأنا أحشُولأهك﴾]السراء‪ ،[1:‬بالرض المباركة ونأحو ذلك‪ ,‬أصنأ معنى أنأها‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الول من الشريط الثاحمن )‪1‬‬


‫[ ‪] 65‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫المباركة أنأ يآكونأ فيها الخير الكثير اللزم الدائم لها‪ ،‬ليكونأ ذلك أشجع في أنأ يآلزمها أهُلها الذيآنَ‬
‫‪ُ.‬دعوا إليها‬
‫وهذا ل يآعني أنأ ُيآتمسح بأرضّها‪ ،‬أو أنأ ُيآتمسح بحيطانأها‪ ،‬فهذه بركة لزمة ل تنتقل بالذات؛ فبركة‬
‫الماكنَ أو بركة الرض ونأحو ذلك هي بركة ل تنتقل بالذات؛ يآعني إذا لمست الرض أو دفنت‬
‫‪.‬فيها أو تبركت بها فإنأ البركة ل تنتقل بالذات‪ ،‬وإنأما الرض المباركة منَ جهة المعنى‬
‫كذلك بيت ا الحرام هو مبارمك ل منَ جهة ذاته؛ يآعني أنأ ُيآتمسح به فتنتقل البركة‪ ،‬وإنأما هو‬
‫مبارك منَ جهة ذاته منَ جهة المعنى؛ يآعني اجتمعت فيه البركة التي جعلها ا في هذه الِبنية منَ‬
‫‪.‬جهة تعلق القلوب بها وكثرةا الخير الذيآ يآكونأ لمنَ أرادها وأتاها وطاف بها وتعربد عندها‬
‫حتى الحجر السود هو حجر مبارمك‪ ،‬ولكنَ بركته لجل العبادةا؛ يآعني أنأه منَ استلمه تعبّدا مطيعا‬
‫للنبي في استلمه له وفي تقبيله فإنأه يآناله به بركة التباع‪ ،‬وقد قال عمر لصما قصبل الحجر‪ :‬إنأي‬
‫لعلم أنأك حجر ل تنفع ول تضر ‪-‬قوله )ل تنفع ول تضر( يآعني ل يآنقل لحد شيء منَ النفع ول‬
‫‪.‬يآدفع عنَ أحد شيء منَ الضر‪ -‬ولو ل أنأي رأيآت رسول ا يآقبلك ما قبلتك‪ .‬هذا منَ جهة المكنة‬
‫‪X‬‬
‫وأصما الزمنة‪ :‬فمعنى كونأ الزمـانأ مباركا مثل شهر رمضانأ أو بعض أيآام ا الفاضّلة؛ يآعني أنأ‬
‫‪.‬منَ تعبد فيها ومرامم الخير فيها‪ ،‬فإنأه يآناله منَ كثرةا الثواب ما ل يآناله في ذلك الزمانأ‬
‫والقسم الثانأي البركة المنوطة ببني آدم‪ :‬والبركة التي جعلها ا جل وعل في الناس إنأما هي بركة‬
‫فيمنَ آمنَ؛ لنأ البركة منَ ا جل وعل‪ ،‬وجعل بركته للمؤمنينَ به‪ ،‬وسادةا المؤمنينَ هم النأبياء‬
‫والرسل‪ ،‬والنأبياء والرسل بركتهم بركة ذاتية؛ يآعني أنأ أجسامهم مباركة‪ ،‬فال جل وعل جعل‬
‫جسد آدم مباركا‪ ،‬وجعل جسد إبراهيم عليه السلم مباركا‪ ،‬وجعل جسد نأوح مباركا‪ ،‬وهكذا جسد‬
‫عيسى وموسى عليهم جميعا الصلةا والسلم‪ ،‬جعل أجسادهم مباركة؛ بمعنى أنأه لو تبرك أحد منَ‬
‫أقوامهم بأجسادهم إما بالتمسح بها أو بأخذ معمرقها أو بأخذ بعض الشعر فهذا جائز؛ لنأ ا جعل‬
‫‪.‬أجسادهم مباركة‬
‫وهكذا النبي محمد بنَ عبد ا جسده أيآضا جسد مبارك‪ ،‬ولهذا جاءت الدلة في السنة أنأ الصحابة‬
‫‪. X‬كانأوا يآتبركونأ بعرقه‪ ,‬يآتبركونأ بشعره‪ ،‬وإذا توضّأ اقتتلوا على موضّوئه‪ ،‬وهكذا في أشياء شتى‬
‫ذلك لنأ أجساد النأبياء فيها بركة ذاتية يآمكنَ معها نأقل أثر هذه البركة أو نأقل البركة والفضل‬
‫‪.‬والخير منَ أجسادهم إلى غيرهم‬
‫وهذا مخصوص بالنأبياء والرسل‪ ،‬أما غيرهم فلم يآرد دليل على أصنأ ثمم منَ أصحاب النأبياء منَ‬
‫بركتهم بركة ذاتية‪ ،‬حتى أفضل هذه المة أبو بكر وعمر فقد جاء بالتواتر القطعي أرنأ الصحابة‬
‫والتابعينَ والمخضرمينَ لم يآكونأوا يآتبركونأ بأبي بكر وعمر وعثمانأ وعلي بجنس تبركهم بالنبي‬
‫‪. X‬بالتبرك بالشعر أو بالوضّوء أو بالّنخامة أو بالعممرق أو بالملبس ونأحو ذلك‬
‫فعلمنا منَ ذلك التواتر القطعي أصنأ بركة أبي بكر وعمر إنأما هي بركة عمل‪ ،‬ليست بركة ذات تنتقل‬
‫‪ .X‬كما هي بركة النبي‬
‫ولهذا جاء في الحديآث الصحيح الذيآ رواه البخاريآ في صحيحه أنأ النبي قال»إان مأن الشأجر لأما‬
‫بأأرككته كبركهة المسلم«‪ ،‬فدصل على أنأ في كل مسلم بركة‪ ،‬وأيآضا فيه يآعني في البخاريآ قال أحد‬
‫الصحابة‪ :‬ما هذه بأ أاوهل بأرأكهتكشُم يا آأل أبي بكلر‪ .‬هذه البركة التي ُأضّيفت لكل مسلم وأضّيفت لل أبي بكر‬
‫‪. X‬بركة عمل‪ ،‬هذه البركة راجعة إلى اليآمانأ وإلى العلم والدعوةا والعمل‬
‫[ ‪] 66‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫فنقول‪ :‬كل مسلم فيه بركة‪ ،‬هذه البركة ليست بركة ذات‪ ،‬وإنأما هي بركة عمل‪ ،‬بركة ما معه منَ‬
‫‪ .‬السلم واليآمانأ وما في قلبه منَ واليآقانأ والتعظيم ل جل وعل والجلل له‪ ،‬والتباع لرسوله‬
‫‪X‬‬
‫هذه البركة بركة العلم أو بركة العمل أو بركة الصلح ل تنتقل‪ ،‬وبالتالي يآكونأ التبرك بأهل‬
‫الصلح هو القتداء بهم في صلحهم؛ التبرك بأهل العلم هو الخذ منَ علمهم والستفادةا منَ‬
‫علومهم‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ول يآجوز أنأ يآُتبرك بهم بمعنى يآتمسح بهم أو يآُتبرك بريآقهم؛ لنأ أهل الخلق منَ‬
‫‪.‬هذه المة لم يآفعلوا ذلك مع خير هذه المة أبي بكر وعمر وعثمانأ وعلي‪ .‬وهذا أمـر مقطوع به‬
‫تبصرك المشركينَ أنأهم كانأوا يآرجونأ كثرةا الخير ودوام الخير ولزوم الخير وثبات الخير بالتوجه إلى‬
‫‪.‬اللـهة‬
‫‪:‬وهذه اللـهة‬
‫‪.‬يآكونأ منها الصنم الذيآ منَ الحجارةا‬
‫‪.‬ويآكونأ منها القبر منَ التراب‬
‫‪.‬ويآكونأ منها الوثنَ‬
‫‪.‬ويآكونأ منها الشجر‬
‫‪.‬ويآكونأ منها البقاع المختلفة؛ غار أو عينَ ماء أو نأحو ذلك‬
‫ب من تبرك بشجر‬ ‫هذه تبركات مختلفة جميعها تبركات شركية‪ ،‬ولهذا جاء الشيخ رحمه ا قال )با ك‬
‫ب من تبرك بشجر أو حجر( الشجر جمع شجرةا والشجر معروف والحجر‬ ‫أو حجر ونحوهما(‪) ،‬با ك‬
‫معروف‪ ،‬ذلك أنأ المشركينَ كانأوا يآتبركونأ بالشجار والحجار‪ ،‬حتى في أول الدعوةا في هذه‬
‫‪.‬البلد كانأت الشجار كثيرةا التي يآتبرك بها الحجار كثيرةا‬
‫قال )ونحوهما( يآعني نأحو الشجر والحجر مثل البقاع المختلفة أو غار معينَ أو قبر معينَ أو عينَ‬
‫‪.‬ما أو نأحو ذلك منَ الشياء التي ميآعتقد فيها أصل الجهالة‬
‫‪.‬ما حكمه؟ الجواب‪ :‬أنأه مشرك كما صرصح به الشيخ عبد الرحمنَ بنَ حسنَ في شرحه فتح المجيد‬
‫‪.‬باب منَ تبرك بشجر أو حجر ونأحوهما فهو مشرك‬
‫الشراح في هذا الموضّع لم ُيآفصحوا هل المتبرك بالشجر والحجر شرك أكبر؟ أو شرك أصغر؟‬
‫ت‬‫وإنأما أدار المعنى الشيخ سليمانأ رحمه ا في التيسير بعد أنأ ساق تفسير آيآة النجم ﴿أأفأأرأأشُيتكشُم اللل أ‬
‫أواشُلكعلزى﴾]النجم‪ ،[19:‬قال في آخره‪ :‬مناسبة اليآة للترجمة أنأه إنأ كانأ إنأ كانأ التبرك شركا أكبر‬
‫‪.‬فظاهر‪ ،‬وإنأ كانأ شركا أصغر فالسلف يآستدلونأ باليآات التي نأزلت في الكبر على الصغر‬
‫وتحقيق هذا المقام‪ :‬أنأ التبرك بالشجر أو الحجر أو بالقبر أو ببقاع مختلفة قد يآكونأ شركا أكبر وقد‬
‫‪:‬يآكونأ شركا أصغر‬
‫يآكونأ شركا أكبر‪ :‬إذا طلب بركتها معتقدا أنأ هذا الشجر أو الحجر أو القبر إذا تمسح به أو تمررغ‬
‫عليه أو التصق به يآتوسط له عند ا‪ ،‬فإذا اعتقد فيه أنأه وسيلة إلى ا‪ ،‬فهذا اتخاذ إلـه مع ا جل‬
‫وعل وشرك أكبر‪ ،‬وهذا هو الذيآ كانأ يآزعمه أهل الجاهلية للحجار والشجار التي يآعبدونأها‪،‬‬
‫وبالقبور التي يآتبركونأ بها‪ ،‬يآعتقدونأ أنأهم إذا عكفوا عندها وتمسحوا بها وبالقبور أو تثروا التراب‬
‫عليها فإنأ هذه البقعة أو صاحب هذه البقعة أو الرروحانأية؛ الروح التي تخدم هذه البقعة أنأه يآتوسط له‬
‫عند ا جل وعل‪ ،‬فهذا راجع إلى اتخاذ أنأداد مع ا جل وعل‪ ،‬قد قال سبحانأه ﴿أواللهذيأن اتلأخكذوا همشُن‬
‫اه كزشُلأفى﴾]الزمر‪[3:‬‬ ‫‪.X‬كدونههه أأشُولهأياأء أما نأشُعبككدكهشُم إهلل لهيكقأشركبوأنا إهألى ل‬
‫ويآكونأ التبرك شركا أصغر‪ :‬إذا كانأ هذا التبرك بنثر التراب عليه‪ ،‬أو إلصاق الجسم بذلك‪ ،‬أو‬
‫التبرك بعينَ ونأحوها‪ ،‬إذا كانأ منَ جهة أنأه جعله سببا لحصول البركة‪ ،‬بدونأ اعتقاد أنأه يآوصل إلى‬
‫[ ‪] 67‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ا؛ يآعني جعله سببا مثل ما يآجعل لبس التميمة أو لبس الحلقة أو لبس الخيط‪ ،‬جعل تلك الشياء‬
‫سببا‪ ،‬فإذا أخذ تراب القبر ونأثره عليه لعتقاده أنأ هذا التراب مبارك وإذا لمس جسمه فإنأ جسمه‬
‫يآتبارك منَ جهة السببية فهذا شرك أصغر؛ لنأه ما صرف عبادةا لغير ا جل وعل‪ ،‬وإنأما اعتقد ما‬
‫‪. X‬ليس سببا مأذونأا به شرعا سببا‬
‫وأما إذا تمسح بها ‪-‬كما هي الحال الولى‪ -‬تمسح بها وتمرغ بها والتصق بها لتوصله إلى ا جل‬
‫‪-:‬وعل‪ ،‬فهذا شرك أكبر مخرج منَ الملة‪ ،‬ولهذا قال الشيخ سليمانأ ‪-‬كما ذكرت لك‬
‫‪.‬إنأ كانأ الشرك شركا أكبر فظاهر بالستدلل باليآة‬
‫وإنأ كانأ شركا أصغر فالسلف يآستدلونأ بما نأزل في الكبر على ما يآريآدونأ منَ الستدلل في‬
‫‪.‬مسائل الشرك الصغر‬
‫ت أواشُلكعلزى﴾ اليآات(‪) ،‬أأفأأرأأشُيتكشُم اللل أ‬
‫ت أواشُلكعلزى)‪(19‬أوأمأناةأ‬ ‫قال)وقول ا تعالى وقول ا تعالى ﴿أأفأأرأأشُيتكشُم اللل أ‬
‫ت لكم أنأ الهمزةا منَ قبل ‪-‬يآعني بالمس‪ -‬أنأ همزةا الستفهام إذا أتى‬ ‫اللثالهثأةأ اشُلكشُخأرى( هذه الثلثا ذكر ُ‬
‫بعدها فاء فإنأه يآكونأ بينها وبينَ الفاء جملة درل عليها السياق‪ ،‬فمنَ أول سورةا النجم إلى هذا الموضّع‬
‫‪.‬يآدل على المحذوف‬
‫قال )أأفأأرأأشُيتكشُم الللأت أواشُلكعلزى)‪(19‬أوأمأناةأ اللثالهثأةأ اشُلكشُخأرى(‪) ،‬الللأت( هذه صخرةا بيضاء عند أهل الطائف‪ ،‬وما‬
‫ُهدمت إلص بعد أنأ أسلمت ثقيف؛ أرسل لها النبي الُمغيرةا بنَ شعبة فهدمممها وكصسرها‪ ،‬وكانأ عليها‬
‫‪. X‬بيت ولها سدنأة ولها خدم‬
‫ت( صخرةا وصفت أنأها بيضاء‬ ‫‪.‬المقصود أنأ )اللل أ‬
‫ت‬‫ت هذا رجل كانأ يآل ّ‬ ‫وفي قراءةا ابنَ عباس وغيره منَ السلف قرؤوها )اللللت(‪) ،‬أأفأأرأأشُيتكشُم الللت(‪ ,‬والل ر‬
‫‪:‬السويآق‪ ،‬وكانأ يآعطيهم السويآق‬
‫‪.‬في روايآة على صخرةا‪ ،‬فعظموا تلك الصخرةا‬
‫ت لهم السويآق فلما عكفوا على قبره‬ ‫‪.‬وفي روايآة أخرى ‪-‬يآعني على السلف‪ -‬أنأه كانأ يآل ّ‬
‫ت فيكونأ قبر أو صخرةا كانأ يآتعبد عندها‬ ‫ت صخرةا‪ ،‬وإذا ُقرئت الل ر‬ ‫صل منَ هذا أنأ الل م‬
‫فتح ر‬
‫ت السويآق‬ ‫‪.‬ويآتصدق ذاك الذيآ كانأ يآل ص‬
‫و)اشُلكعلزى( شجرةا كانأت بينَ مكة والطائف‪ ،‬وكانأت في الصل شجرةا ثم بني بناء على ثلثا‬
‫سُممرات‪ ،‬وكانأ هناك لها سدنأة وكانأت امرأةا كاهنة هي التي كانأت تخدم ذلك الشرك‪ ،‬ولصما فتح النبي‬ ‫م‬
‫مكة أرسل إليها خالد بنَ الوليد فقطع الشجار الثلثا؛ السمرات الثلثا‪ ،‬وقتل منَ قتل ولما ص رجع‬
‫وأخبر النبي ‪ ،‬قال له »ارجع فإنك لم تصنع شيئا«‪ ،‬فرجع فرآه السدنأة ففروا إلى الجبل‪ ،‬ثم رأى مرأةا‬
‫نأاشرةا شعرها ُعريآانأة ‪-‬هي الكاهنة التي كانأت تخدم ذلك الشرك وُتحضر الجنَ لضّلل الناس في‬
‫‪». X‬ذلك الموضّع‪ ،-‬فرآها فعلها بالسيف حتى قتلها‪ ،‬فرجع إلى النبي قال »تلك الكعلزى‬
‫المقصود أنأ العزى اسم لشجرةا كانأت في ذلك الموضّع‪ ،‬وفي الحقيقة تعلق الناس كانأ بتلك الشجرةا‬
‫وبالمرأةا التي كانأت تخدم ذلك الشرك‪ ،‬فلو قُطعت الشجار وبقيت المرأةا فإنأ المرأةا ستغريآ الناس‬
‫مرةا أخرى بما تذكره لهم أو ما تحكيه لهم أو ما تجيب به مطلبهم عنَ طريآق الجنَ‪ ،‬فيكونأ الشرك‬
‫ما انأقطع‪ ،‬ولهذا قال النبي »تلك الكعلزى«‪ .‬يآعني في الحقيقة هي المرأةا التي تغريآ الناس بذلك وإلص‬
‫‪. X‬فهي شجرةا‬
‫كذلك )أمأناة( قال )أوأمأناةأ اللثالهثأةأ اشُلكشُخأرى(‪) ،‬اشُلكشُخأرى( يآعني الوضّيعة الحقيرةا‪) ،‬أمأناة( هذه أيآضا صخرةا‪،‬‬
‫‪ُ.‬سميت )أمأناة( لكثرةا ما يآُضمنى عليها منَ دماء تعظيما لها‬
‫ت صخرةا ومناةا صخرةا والعصزى شجرةا‪ ،‬وما كانأ يآفعله‬ ‫وجه مناسبة اليآة للترجمة أنأ الل م‬
‫المشركونأ عند هذه الثلثا فهو عينَ ما يآفعله المشركونأ في الزمنة المتأخرةا عند الشجار‬
‫[ ‪] 68‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫والحجار والغيرانأ والقبور‪ ،‬ومنَ قرأ شيئا مما يآصنعه المشركونأ علم غربة السلم في هذه البلد‬
‫قبل هذه الدعوةا‪ ،‬وأنأ الناس كانأوا على شرك عظيم‪ ،‬وإذا تأملت أحوال ما حولك منَ البلد التي‬
‫‪.‬يآنتشر فيها الشرك وجدت منَ اتخاذ الشجار والحجار آلهة وُيآتبرك بها الشيء الكثير‬
‫‪.‬أعظم منَ ذلك اتخاذ القبور آلـهة ُيآتوجه إليها ويآُتعبد عندها‬
‫ثم ساق حديآث أبي مواقٍِد اصللضيثِصي قال )وعنَ أبي مواقٍِد اصللضيثِصي‪ ،‬قال‪ :‬خرجنا مع رسول ا إِملى ُحنمضيٍنَ‪،‬‬
‫ت‬‫ونأحنَ حدثاء عهد بكفر‪ ،‬وللمشركينَ ِسضدمرةا يآعكفونأ عندها ويآمُنطونأ بها أسلحتهم‪ ،‬يآقال لها‪ :‬ذا ُ‬
‫ت أمضنأمواٍط‪ .‬فقال رسول ا‬ ‫ت أمضنأمواٍط مكمما لمهُضم مذا ُ‬
‫أنأواط‪ ،‬فمررنأا بسدرةا‪ ،‬فقلنا‪ :‬يآا رسومل ا اضجمعضل لممنا مذا م‬
‫‪» :‬ا أكبر!ُ إنها السبنن!ُ قلتم والذيِ نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿اشُجأعل لأأنا إهلأئها أكأما لأكهشُم آلهأهةم أقاأل‬
‫إهنلككشُم قأشُومم تأشُجأهكلوأن﴾]العراف‪ .[138 :‬لأتأشُرأكبكان أسنأأن أمشُن أكاأن قأشُبلأككشُم«‪ .‬رواه الترمذيآ وصححه( هذا الحديآث‬
‫حديآث صحيح عظيم‪ ،‬والمشركونأ كانأت لهم سدرةا شجرةا لهم فيها اعتقاد‪ ,‬واعتقادهم فيها يآشمل‬
‫‪: X‬ثلثة أشياء‬
‫‪.‬الول‪ :‬أنأهم كانأوا يآعظمونأها‬
‫‪.‬الثاني‪ :‬أنأهم كانأوا يآعكفونأ عندها‬
‫الثالث‪ :‬أنأهم كانأوا يآنوطونأ بها السلحة رجاء نأقل البركة منَ الشجرةا إلى السلح؛ حتى يآكونأ‬
‫‪.‬أمضى وحتى يآكونأ خيره لحامله أكثر‬
‫وفعلهم هذا شرك أكبر لنأهم عظموها وعكفوا عندها‪ ،‬والعكوف عبادةا وهو ملزمة الشيء على‬
‫‪.‬وجه التعظيم والقربة‪ ،‬والثالث أنأهم طلبوا منها البركة‬
‫‪.‬فصار شركهم أكبر لجل هذه الثلثا مجتمعة‬
‫ت أأشُنأوالط أكأما لأكهشُم‬
‫الصحابة رضّوانأ ا عليهم قالوا يآعني منَ كانأوا حديآثي عهد بكفر قالوا )اشُجأعشُل لأأنا أذا أ‬
‫‪.‬أذاكت أأشُنأوالط( ظنوا أنأ هذا ل يآدخل في الشرك وأنأ كلمة التوحيد ل تهدم هذا الفعل‬
‫ولهذا قال العلماء‪ :‬قد يآغيب عنَ بعض الفضلء بعض مسائل الشرك؛ لنأ الصحابة وهم أعرف‬
‫‪.‬الناس باللغة‪ ،‬هؤلء الذيآنَ كانأ إسلمهم بعد الفتح مخفِميت عليهم بعض أفراد توحيد العبادةا‬
‫فقال رسول ا ) ا أكبر!ُ إنها السنن!ُ قلتم والذيِ نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿اشُجأعل لأأنا إهلأئها‬
‫‪. X‬أكأما لأكهشُم آلهأهةم﴾( شصبه عليه الصلةا والسلم ‪-‬وانأتبه لهذا‪ -‬شصبه المقالة بالمقالة‬
‫معلوم أنأ أولئك عبدوا غير ا؛ عبدوا ذات النأواط‪ ،‬وأصما أولئك فإنأما طلبوا بالقول‪ ،‬والنبي عليه‬
‫الصلةا والسلم شبه القول بقول قوم موسى )اشُجأعل لأأنا إهلأئها أكأما لأكهشُم آلهأهةم( ولم يآفعلوا ما طلبوا ولما‬
‫نأهاهم النبي انأتهوا‪ ،‬ولو فعلوا ما طلبوا لكانأ شركا أكبر؛ لكنَ لما قالوا وطلبوا دونأ فعل صار‬
‫‪. X‬قولهم شركا أصغر؛ لنأه كانأ فيه نأوع تعلق بغير ا جل وعل‬
‫لهذا نأقول‪ :‬إنأ أولئك الصحابة الذيآنَ طلبوا هذا الطلب لما نأهاهم النبي انأتهوا‪ ،‬وهم ل يآعلمونأ أنأ‬
‫‪. X‬هذا الذيآ طلبوه غير جائز‪ ،‬وإلص فل يآظنَ بهم أنأهم يآخالفونأ أمر النبي ويآرغبونأ في معصيته‬
‫فإذنأ صار الشرك في مقالهم‪ ،‬وأصما الفعل فلم يآفعلوا شيئا منَ الشرك‪ ،‬وهذا الذيآ قالوه قال العلماء‪:‬‬
‫‪. X‬هو شرك أصغر وليس بشرك أكبر‪ ،‬ولهذا لم يآأمرهم النبي بتجديآد إسلمهم‬
‫ودل على ذلك قوله )قلتم والذيِ نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى( فشبه المقالة بالمقالة‪ ،‬وقد قال‬ ‫ص‬
‫الشيخ رحمه ا في المسائل‪ :‬إنأهم لم يآكفروا‪ ،‬وأنأ الشرك منه أكبر ومنه أصغر؛ لنأه لم يآأمرهم‬
‫‪.‬عليه الصلةا والسلم بتجديآد السلم‬
‫ظاهر منَ هذا أنأ الشرك الكبر الذيآ كانأ فيه المشركونأ لم يآكنَ راجعا إلى التبرك بذات النأواط‬
‫ت لك إنأ التبرك بالشجر والحجر ونأحو‬ ‫فقط‪ ،‬وإنأما كانأ بالتعظيم والعكوف والتبرك بالتعليق‪ ،‬وقد قل ُ‬
‫ذلك إذا كانأ فيه اعتقاد أنأ هذا الشيء ُيآقّرب إلى ا‪ ،‬وأنأه يآرفع الحاجة إلى ا‪ ،‬أو أنأ تكونأ‬
‫[ ‪] 69‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫حاجاتهم أرجى إجابة‪ ،‬وأمورهم أحسنَ إذا تبركوا بهذا الموضّع‪ ،‬فهذا شرك أكبر‪ ،‬وهذا الذيآ كانأ‬
‫‪:‬يآصنعه أهل الجاهلية لهذا قلت لك إنأ فعلهم يآشمل ثلثة أشياء‬
‫التعظيم ‪-‬تعظيم العبادةا‪ -‬وهذا ل يآجوز إل ل؛ تعظيم أنأ هذا يآتوصل ويآتوسط لهم عند ا جل وعل‬
‫‪.‬وهذا ل يآجوز وهذا منَ أنأواع العبادةا‪ ،‬واعتقاد شركي‬
‫والثانأي أنأهم عكفوا عندها ولزموا‪ ،‬والعكوف والملزمة نأوع عبادةا‪ ،‬فإذا عكف ولزم تقربا‬
‫‪.‬ورجاء ورغبة ورهبة ومحبة هذا نأوع منَ العبادةا‬
‫‪.‬والثالث التبرك‬
‫‪.‬فإذنأ يآكونأ الشرك الكبر ما ضّصم هذه الثلثا‬
‫وإذا تأملت ما يآصنعه عباد القبور والخرافيونأ في الزمنة المتأخرةا وفي زمانأنا هذا‪ ،‬وجدت أنأهم‬
‫يآصنعونأ كما كانأ المشركونأ الولونأ يآصنعوا عند اللت وعند العزى وعند مناةا وعند ذات أنأواط‪،‬‬
‫فإنأهم يآعتقدونأ في القبر؛ بل يآعتقدونأ في الحديآد الذيآ ُيآسريج به القبر‪ ،‬فالمشاهد المختلفة في البلد‬
‫التي يآفشو فيها الشرك أو يآظهر فيها الشرك‪ ،‬تجد أنأص الناس يآعتقدونأ في الحائط الذيآ على القبر‪ ،‬أو‬
‫في الشّباك الحديآديآ الذيآ يآحيط بالقبر‪ ،‬فإذا مسحوا به كأنأهم تمسحوا بالمقبور‪ ،‬واتصلت روحهم‬
‫بأنأه سيتوسط لهم لنأهم عظموه‪ ,‬هذا شرك أكبر بال جل وعل لنأه رجع إلى تعلق القلب في جلب‬
‫النفع وفي دفع الضرر بغير ا جل وعل وجعله وسيلة إلى ا جل وعل كفعل الولينَ الذيآنَ قال ا‬
‫اه كزشُلأفى﴾]الزمر‪[3:‬‬
‫‪.‬فيهم ﴿أما نأشُعبككدكهشُم إهلل لهيكقأشركبوأنا إهألى ل‬
‫ك في أول المقام عليها‪ِ -‬منَ أنأه يآجعل بعض التمسحات أسبابا‪،‬‬ ‫وأصما في الحال الخرى ‪-‬التي نأبهتُ م‬
‫مثل ما ترى بعض الناس الجهلة يآأتي في الحرم ويآتمسح بأبواب الحرم الخارجية‪ ،‬أو ببعض‬
‫‪.‬الجدرانأ‪ ،‬أو ببعض العمدةا‬
‫فهذا إنأ ظنَ أنأ ثمصم روحاء في هذا العمود‪ ،‬أو هناك أحد مدفونأ بالقرب منه‪ ،‬أو ثم منَ يآخدم هذا‬
‫‪.‬العمود منَ الرواح الطيبة ‪-‬كما يآقولونأ‪ ،-‬فتمسح لجل أنأ يآصل إلى ا جل وعل فهذا شرك أكبر‬
‫وأما إذا تمسح باعتقاد أنأ هذا المقام مبارك وأنأ هذا سبب قد يآشفيه‪ ،‬إذنأ قلنا إذا كانأ يآتمسح لجعله‬
‫‪.‬سببا فهذا يآكونأ شركا أصغر‬
‫وإذا كانأ تعلق قلبه بهذا الذيآ المتمسح به والمتبرك به وعظمه ولزمه واعتقد أنأ ثصمة روحا هنا‪ ،‬أو‬
‫)‪. (1‬أنأه يآتوسل به إلى ا فإنأ هذا شركا أكبر‬
‫‪X‬‬
‫]السئلة[‬
‫س‪ /‬ما معنى قولهم الشرك الصغر أكبر منَ الكبائر؟ وكيف يآكونأ كذلك والشرك الكبر منَ [‬
‫‪.‬الكبائر إذ هو منَ الكبائر؟ فنرجوا إزالة الشكال‬
‫‪:‬ج‪ /‬هذا أيآضا أوضّحته بالمس‪ :‬وهو أنأ الكبائر قسمانأ‬
‫‪.‬قسم منها راجع إلى جهة العتقاد والعمل الذيآ يآصحبه اعتقاد‬
‫‪.‬وقسم منها راجع إلى جهة العمل الذيآ ل يآصحبه اعتقاد‬
‫مثال الول الذيآ يآصحبه اعتقاد‪ :‬أنأواع الشرك بال منَ الستغاثة بغيره‪ ،‬ومنَ الذبح لغير ا‪ ،‬ومنَ‬
‫النذر لغير ا نأحو ذلك‪ ،‬هذه العمال ظاهرةا هي كبائر يآصحبها اعتقاد جعلها شركا أكبر‪ ،‬فهي في‬
‫ظاهرها صرف عبادةا لغير ا جل وعل‪ ،‬وقام بقلب صاحبها الشرك بال بتعظيم المخلوق وجعله‬
‫‪.‬يآستحق هذا النوع منَ العبادةا إما على جهة الستقلل أو لجل أنأ يآتوسط‬

‫‪.‬انتهى الشريط الرابع )‪1‬‬


‫[ ‪] 70‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫والقسم الثانأي الكبائر العملية التي تعمل ل على وجه اعتقاد‪ ،‬مثل الزنأا وشرب الخمر والسرقة‬
‫وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يآوم الزحف ونأحو ذلك منَ الكبائر والموبقات‪ ،‬فهذه تعمل دونأ‬
‫‪.‬اعتقاد لهذا صارت الكبائر على قسمينَ‬
‫نأقول‪ :‬الشرك الصغر‪ ،‬ومنَ باب أولى الشرك الكبر هذا جنسه أكبر منَ الكبائر؛ يآعني العملية‪،‬‬
‫فأنأواع الشرك الصغر ولو كانأ لفظيا مثل قول ما شاء ا وشئت‪ ،‬مثل الحلف بغير ا‪ ،‬أو نأسبة‬
‫الّنعم إلى غير ا‪ ،‬أو نأسبة انأدفاع النقم إلى غير ا‪ ،‬أو تعليق التمائم ونأحو ذلك‪ .‬هذه منَ حيث‬
‫الجنس أعظم ‪-‬هي كبائر‪ -‬منَ كبائر العمل الذيآ ل يآصاحبه اعتقاد؛ وذاك لنأ العمال تلك كالزنأا‬
‫والسرقة ونأحوها منَ الكبائر العملية هذه ليس فيها سوء ظنَ بال جل وعل وليس فيها صرف عبادةا‬
‫لغير ا أو نأسبة شيء لغير ا جل وعل‪ ،‬وإنأما هي منَ جهة الشهوات‪ ,‬والخرى هي منَ جهة‬
‫‪.‬العتقاد لغير ا وجعل غير ا جل وعل نأِ صءدا ل سبحانأه وتعالى‬
‫‪.‬وأعظم الذنأب أنأ يآجعل المرء ل نأداصء وهو خلقه جل وعل‬
‫‪X‬س‪ /‬لماذا لم يآبينَ الرسول الشرك للصحابة قبل أنأ يآقعوا فيه في حديآث ذات النأواط؟‬
‫صل والنفي المجمل‪ ،‬والنفي إذا كانأ مجمل فإنأه‬ ‫ج‪ /‬منَ المعلوم أرنأ الشريآعة جاءت بالثبات المف ر‬
‫يآنبني تحته صور كثيرةا ُيآدخلها منَ فهم النفي في الدللة‪ ،‬فل يآحتاج مع النفي على أنأ يآنبه كل فمرد‬
‫‪.‬فرد‬
‫لهذا نأقول منَ فهم ل إله إل ا لم يآُحتج إلى أنأ يآفصل له كل مسألة منَ المسائل‪ ،‬فمثل النذر لغير‬
‫ا ليس فيه حديآث النذر لغير ا شرك‪ ،‬والذبح لغير ا ليس فيه حديآث الذبح لغير ا شرك‪،‬‬
‫ونأحو ذلك منَ اللفاظ الصريآحة‪ ,‬وهكذا في العكوف عند القبور‪ ،‬أو العكوف والتبرك عند الشجار‬
‫والحجار‪ ،‬لم يآأتِ به الشيء الصريآح؛ لكنَ نأفي إلهية غير ا جل وعلى يآدخل فيها عند منَ فهم‬
‫‪.‬معنى العبادةا كل الصور الشركية‬
‫ولهذا الصحابة فهموا ما دخل تحت هذا النفي‪ ,‬ولم يآطلب ذات أنأواط كما للمشركينَ ذات أنأواط إل‬
‫منَ كانأ حديآث عهد بكفر؛ يآعني لم يآسلم إل قريآبا‪ ،‬وهم قلة ممنَ كانأوا مع النبي في مسيره إلى‬
‫‪. X‬حنينَ‬
‫‪:‬والثبات يآكونأ مفصل‪ ,‬وتفصيل الثبات‬
‫‪.‬تارةا يآكونأ بالتنصيص‬
‫وتارةا يآكونأ بالدللة العامة منَ وجوب إفراد ا جل وعل بالعبادةا مثل‪﴿ ،‬اشُعبككدوا ] ل‬
‫اأ[)‪ (1‬أما لأككشُم همشُن إهلأله‬
‫‪.‬أغشُيكرهك﴾)‪ (2‬ونأحو ذلك منَ اليآات‬
‫والدلة الخاصة بالعبادةا كقوله ﴿كيوكفوأن هبالنلشُذهر أويأأخاكفوأن يأشُوئما أكاأن أشبرهك كمشُستأهطيئرا﴾]النأسانأ‪ ،[7:‬وكقوله‬
‫صشل لهأربشأك أواشُنأحشُر﴾]الكوثر‪ ،[2:‬وكقوله ﴿تأشُستأهغيكثوأن أربلككشُم أفاشُستأأجاأب لأككشُم﴾]النأفال‪ ،[9:‬فهذه أدلة إثبات تثبت‬
‫﴿ف أ أ‬
‫أنأ تلك المسائل منَ العبادات‪ ،‬وإذا كانأت منَ العبادات فنقول ل إلـه إل ا يآقتضي بالمطابقة أنأه ل‬
‫‪.‬تصرف العبادةا إل ل جل وعل‬
‫إذنأ فيكونأ ما طلبه أولئك منَ القول الذيآ يآعملوه راجع إلى عدم فهمهم أنأ تلك الصورةا داخلة فيما‬
‫‪ُ.‬نأفي لهم مجمل بقوله إله إل ا‬
‫س‪ /‬فضيلة الشيخ‪ :‬ما حكم التبرك بالصالحينَ وبماء زمزم والتعلق بأستار الكعبة؟‬
‫‪:‬التبرك بالصالحينَ قسمانأ‬

‫‪.‬الشيخ قاحل‪ :‬ربكم)‪1‬‬


‫‪.‬العراف‪،59:‬م ‪،65‬م ‪،73‬م ‪،85‬م هود‪،50:‬م ‪،61‬م ‪،84‬م الؤمنون‪،23:‬م ‪2) 32‬‬
‫[ ‪] 71‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫تبرك بذواتهم‪ ،‬بعرقهم‪ ،‬بسورهم؛ يآعني بقية الشراب‪ ،‬بلعابهم الذيآ اختلط بالنوى مثل أو ببعض‬
‫الطعام‪ ،‬أو التبرك بشعرهم‪ ،‬أو نأحو ذلك‪ ،‬فهذا ل يآجوز وهو منَ البدع المحدثة‪ ،‬وقد ذكرت لكم أرنأ‬
‫الصحابة رضّوانأ ا عليهم لم يآكونأوا يآعملونأ مع أبي بكر وعمر وعثمانأ وعلي ‪-‬وهم سادةا أولياء‬
‫‪.‬هذه المة‪ -‬شيئا منَ ذلك‪ ،‬وإنأما فعله الُخلوف الذيآنَ يآفعلونأ مال يآؤمرونأ ويآتركونأ ما أُِمروا به‬
‫والقسم الثانأي بركة عمل‪ :‬وهي القتداء بالصالحينَ في صلحهم‪ ،‬والستفادةا منَ أهل العلم‪ ،‬التأثر‬
‫‪.‬بأهل الصلح‪ ،‬وهذا أمر مطلوب‪ ،‬والتبرك بالصالحينَ بهذا المعنى مطلوب شرعا‬
‫‪. X‬أما التبرك بالذات كما كانأ يآفعل مع النبي فهذا ليس لحد إل للنبي عليه الصلةا والسلم‬
‫شرب ماء زمزم بما جاء به الدليل ولما جاء به الدليل ل بأس به‪ ،‬فالنبي‬ ‫أما التبرك بماء زمزم فإنأ ُ‬
‫عليه الصلةا والسلم قال في ماء زمزم »إنها طعام طعم وشفاء سقم« فمنَ شربها طعاما أو شفاء سقم‬
‫شرب بما دل عليه الدليل‪ ,‬كذلك شربها لغرض منَ الغراض التي يآريآد أنأ يآحققها لنفسه فهذا أيآضا‬
‫‪».‬جائز؛ لنأ النبي عليه الصلةا والسلم قال‪» :‬ماء زمزم لما شرب له‬
‫فإذنأ‪ :‬أنأ يآجعل ماء زمزم سببا لشياء يآريآدها‪ ،‬فهذا راجع إلى أنأه ُأذنأ به شرعا‪ ،‬ولو شرب ماء‬
‫آخر مثل‪ ،‬ماء صحة وأراد بشرب هذا الماء أنأ يآحفظ القرآنأ‪ ,‬فيكونأ هذا اعتقادا خاطئا؛ لنأ ما‬
‫‪.‬جاء فيه الدليل هو الذيآ يآجعل ذلك السبب مؤثرا أو جائزا أنأ يآُعتقد أنأه مؤثر‬
‫أما التعلق بأستار الكعبة رجاء البركة هذا منَ وسائل الشرك ومنَ الشرك الصغر كما ذكرت لكم‬
‫‪.‬بالمس إذا اعتقد أنأ ذلك التبرك سبب‬
‫ظم قدره عند ا وأنأ الكعبة يآكونأ‬ ‫أما إذا اعتقد أنأ الكعبة ترفع أمره إلى ا أو أنأه إذا فعل ذلك مع ُ‬
‫بها شفاعة عند ا أو نأحو تلك العتقادات التي فيها اتخاذ الوسائل إلى ا جل وعل فهذا يآكونأ‬
‫‪.‬التبرك على ذاك النحو شرك أكبر‬
‫ولهذا يآقول كثير منَ أهل العلم‪ :‬إنأ أنأواع هذا التبرك بحيطانأ المسجد المحرم أو بالكعبة ونأحو ذلك‪،‬‬
‫أو بمقام إبراهيم التمسح بذلك رجاء البركة منَ وسائل الشرك؛ بل هو منَ الشرك‪ ،‬منَ وسائل‬
‫الشرك الكبر‪ ،‬بل هو منَ الشرك يآعني الشرك الصغر كما قرر ذلك المـام الشيخ محمد بنَ‬
‫)‪.](1‬إبراهيم رحمه ا‬
‫س‪ /‬وهذا يآقول ما رأيآكم في امرأةا طلبت منَ قريآب لها ذاهب إلى مكة أنأ يآشتريآ لها كفننا منَ [‬
‫هناك وأنأ يآغسل الكفنَ بماء زمزم‪ ،‬يآقول وهذا المر منتشر وجزاكم ا خيرا؟‬
‫ج‪ /‬هذا تبرك بما يآباع في مكة واعتقاد فيه‪ ،‬وهذا باطل‪ ،‬ول يآجوز؛ لصنأ ما يآباع في مكة ليس له‬
‫خصوصية في البركة وليس له خصوصية في النفع؛ بل هو وما يآباع في غيره سواء‪ ،‬هو وما يآباع‬
‫‪.‬في غير الحرم سواء‬
‫وأما غسله بماء زمزم لرجاء أنأ يآكونأ ذلك الكفنَ فيه بركة ماء زمزم فكذلك هذا غلط؛ لنأ بركة‬
‫ماء زمزم مقيدةا بما ورد فيه الدليل‪ ،‬ليست بركة عامة إنأما هي بركة خاصة بما جاء فيه الدليل‪،‬‬
‫ولهذا الصحابة رضّوانأ ا عليهم لم يآكونأوا يآستعملونأ ماء زمزم إل فيما جاءت به الدلة منَ مثل‬
‫»ماء زمزم لما شرب له« ومنَ مثل قوله عليه الصلةا والسلم في زمزم »إنما طعام طعم وشفاء‬
‫‪.‬سقم«‪ ،‬أما التبرك بها في غير ذلك فهذا ليس له أصل شرعي‬
‫س‪ /‬وهذا يآقول ما حكم الغتسال بماء زمزم والماء المقروء فيه بالقرآنأ في بيوت الخلء؟‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الول من الشريط الاحمس )‪1‬‬


‫[ ‪] 72‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ج‪ /‬ل بأس في ذلك؛ لنأه ليس فيه قرآنأا مكتوبا وليس فيه المصحف مكتوبا‪ ،‬وإنأما فيه الريآح النفس‬
‫الهواء الذيآ خالطه المصحف أو خالطته القراءةا‪ ،‬ومنَ المعلوم أنأ أهل مكة في أزمنتهم الولى‬
‫‪.‬كانأوا يآستعملونأ ماء زمزم ولم يآكنَ عندهم غير ماء زمزم‬
‫فالصواب أنأ ل كراهة في ذلك وأنأه جائز والماء ليس فيه قرآنأ إنأما فيه نأفس بالقرآنأ وفرق بينَ‬
‫)‪.] (1‬المقامينَ‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء في الذبح لغير ال‬


‫سعكي جوجملحجياي جوجمجماعتي لعلعه جر ب‬
‫ب ا لجعالجعميجن)‪(162‬جل جشعري ج‬
‫ك لجهت﴾الية]النعاحما‪.[163-162 :‬‬ ‫﴿قتل إعلن ع‬
‫صجلتي جونت ت‬
‫ج‬ ‫ل‬ ‫وقول ال تعاحل‪:‬‬
‫صبل لعجربجك جوانلجحلر﴾]الكوثر‪.[2 :‬‬
‫وقوله‪﴿ :‬فج ج‬
‫ىَ تملحعدثام‪.‬هل لججعجن اللمهت جملن لججعجن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ت‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫عن علي ‪،‬م قاحل‪ :‬جحمدثجني رسول ال بأجلربجتع جكلجمات »لججعجن اللمهت جملن جذبججح لغجليعر اللمه‪.‬هل لججعجن اللمهت جملن آجو ج‬
‫جوالعجديلعه‪.‬هل لججعجن اللمهت جملن جغيمـجر ا لجمجناجر‪ «.‬رواه مسلم‬
‫وعن طاحرقا بن شهاحب‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب« قاحلوا‪ :‬وكيف ذلك‬
‫ياح رسول ال؟ قاحل‪» :‬مر رجلن على قوم لهم صنم ل يجوزه أحد حتى يقرب له شيئما‪ ،‬فقالوا لحدهما‪ :‬قرب‪.‬هل قال‪ :‬ليس عندي‬
‫شيء أقربه‪.‬هل قالوا له‪ :‬قرب ولو ذبابام‪.‬هل فقرب ذبابما‪ ،‬فخلوا سبيله‪ ،‬فدخل النار‪.‬هل فقالوا للخر‪ :‬قرب‪.‬هل فقال‪ :‬ما كنت لقرب لحد‬
‫شيئام دون ال عز وجل‪.‬هل فضربوا عنقه‪ ،‬فدخل الجنة« رواه أحد‬
‫]الشرح[‬
‫‪.‬قال بعد ذلك‪ :‬باب ما جاء في الذبح لغير ا منَ الوعيد وأنأه شرك بال جل وعل‬
‫وقول الشيخ رحمه ا )باب ما جاء في الذبح لغير ا(‪) ،‬الذبح( معروف وهو إراقة الدم‪ ،‬و)لغير‬
‫‪.‬ا( اللم هذه يآعني متقربا به إلى غير ا‪ ،‬ذبح لجل غير ا‬
‫‪:‬الذبح فيه شيئانأ مهمانأ‪ ،‬وهما نأكتة هذا الباب وعقدته‬
‫‪.‬الول‪ :‬الذبح باسم ا‪ ،‬أو الذبح بالهلل باسم ما‬
‫‪.‬والثاني‪ :‬أنأ يآذبح متقربا لما يآريآد أنأ يآتقرب إليه‬
‫‪.‬فإذنأ ثمرم تسمية‪ ،‬ومثم القصد‬
‫أما التسمية فظاهر أنأ ما ذكر اسم ا عليه فإنأه جائز ﴿فأكككلوا هملما كذهكأر ا شُ‬
‫سكم ل‬
‫اه أعلأشُيهه إهشُن ككنتكشُم هبآِأياتههه‬
‫كمشُؤهمهنيأن﴾]النأعام‪ ،[118:‬وأنأ ما لم يآذكر اسم ا عليه فهذا الذيآ أُِهرل لغير ا؛ يآعني ذكر غير اسم‬
‫اه بههه‬‫اه﴾]البقرةا‪﴿ ،[173:‬أوأما أكههلل لهأغشُيهر ل‬ ‫‪﴾(2).X‬ا عليه فهذا أهل لغير ل به‪﴿ ،‬أوأما أكههلل بههه لهأغشُيهر ل‬
‫التسمية على الذبيحة منَ جهة المعنى استعانأة‪ ،‬فإذا سمصى ام فإنأه استعانأ في هذا الذبح بال جل‬
‫وعل؛ لنأ الباء في قولك بسم ا‪ .‬يآعني أذبح متبركا ومستعينا بكل اسم ل جل وعل‪ ،‬أو بال جل‬
‫‪.‬وعل الذيآ له السماء الحسنى‬
‫‪.‬فإذنأ جهة التسمية جهة استعانأة‬
‫وفأما القصد فهذه جهة عبوديآة ومقاصد‪ .‬فذبح بسم ا ل‪ ،‬كانأت الستعانأة بال والقصد منَ الذبح‬
‫‪. X‬أنأه لوجه ا تقرب ل جل وعل‬
‫‪.‬مأخوذ من الوجه الثاحنا للشريط الساحبع من باحب الشفاحعة )‪1‬‬
‫‪.‬الاحئدةا‪،3:‬م النحل‪2)( 115:‬‬
‫[ ‪] 73‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫‪:‬فصارت الحوال عندنأا أربعة‬
‫‪.‬الول‪ :‬أنأ يآذبح بسم ا ل‪ ،‬وهذا هو التوحيد‬
‫‪.‬الثانية‪ :‬أنأ يآذبح بسم ا لغير ا‪ ،‬وهذا شرك في العبادةا‬
‫‪.‬الثالثة‪ :‬أنأ يآذبح بسم غير ا لغير ا‪ ،‬وهذا شرك في الستعانأة‪ ،‬وشرك في العبادةا أيآضا‬
‫‪.‬الرابعة‪ :‬أنأ يآذبح بغير بسم ا ويآجعل الذبيحة ل وهذا شرك في الربوبية‬
‫فإذنأ الحوال عندنأا أربعة إما أنأ يآكونأ تسمية مع القصد ل حل وعل وحده وهذا هو التوحيد وهو‬
‫‪.‬العبادةا‬
‫‪:‬فالواجب أنأ يآذبح ل قصدا‪ ،‬تقربا‪ ،‬وأنأ يآسمي ا على الذبيحة‬
‫‪.‬فإنأ لم يآسمّ ا جل وعل وترك التسمية عمدا فإنأ الذبيحة ل تحل‬
‫وإنأ لم يآقصد بالذبيحة التقرب إلى ا جل وعل ول التقرب لغيره‪ ،‬وإنأما ذبحها لجل أضّياف عنده‬
‫أو لجل أنأ يآأكلها؛ يآعني ذبحها لقصد اللحم لم يآقصد بها التقرب فهذا جائز وهو منَ المأذونأ فيه؛‬
‫‪.‬لنأ الذبح فيه ل ُيآشترط فيه أنأ يآنويآ الذابح التقرب بالذبيحة إلى ا جل وعل‬
‫فإذنأ صار عندك في المسألة الولى أو الحالة الولى‪- :‬مهمة‪ -‬أنأ تعلم أنأ ذكر اسم ا على الذبيحة‬
‫واجب‪ ،‬وأنأ يآكونأ قصدك بالتقرب بهذه الذبيحة ‪-‬إنأ نأويآت بها تقربا‪ -‬أنأ يآكونأ ل ل لغيره‪ ،‬وهذا‬
‫مثل ما ُيآذبح منَ الضّاحي أو ُيآذبح منَ الهديآ أو نأحو ذلك مما يآذبحه المرء تعظيما ل جل وعل‪،‬‬
‫عقيقة‪ ،‬ونأحو ذلك مما أمر به شرعا فهذا تذبحه ل؛ يآعني أنأ يآقصد التقرب ل بالذبيحة‪ ،‬فهذا منَ‬
‫‪.‬العبادات العظيمة التي يآحبها ا حل وعل‪ ،‬وهي عبادةا النحر والذبح‬
‫قد يآذبح بسم ا؛ لكنَ أريآدها للضّياف أريآدها للحم آكل لحما ولم أتقرب بها لغير ا‪ ،‬أيآضا لم‬
‫أتقرب بها ل‪ ،‬فنقول‪ :‬هذه الحالة جائزةا لنأه سمى بسم ا ولم يآذبح لغير ا فليس داخل في الوعيد‬
‫‪.‬ول في النهي؛ بل ذلك منَ المأذونأ فيه‬
‫الحال الثانية‪ :‬أنأ يآذبح بسم ا ويآقصد بالتقرب أنأ هذه الذبيحة لغير ا‪ ،‬فيقول مثل بسم ا ويآنحر‬
‫الدم‪ ،‬وهو يآنويآ بإزهاق النفس وبإراقة الدم يآنويآ التقرب لهذا العظيم المدفونأ‪ ،‬لهذا النبي أو لهذا‬
‫الصالح‪ ،‬فهو لو ذبح بسم ا فإنأ الشرك حاصل منَ جهة أنأه أراق الدم تعظيما للمدفونأ‪ ،‬تعظيما‬
‫لغير ا‪ ،‬كذلك يآدخل فيه أنأ يآذكر اسم ا على الذبيحة أو على المنحور ويآكونأ قصده بالذبح أنأ‬
‫يآتقرب به للسلطانأ أو للملوك أو لمير ما‪ ،‬وهذا يآحدثا عند بعض الباديآة أو كذلك بعض الحضر‬
‫إذا أرادوا أنأ يآعظموا ملكا قادما‪ ,‬أميرا قادما‪ ,‬أو أنأ يآعظموا سلطانأا أو شيخ قبيلة فإنأهم يآستقبلونأه‬
‫بالِجممال‪ ،‬يآستقبلونأه البقر‪ ,‬يآستقبلونأه بالشياه يآعني بالضأنأ‪ ،‬الخرفانأ‪ ،‬ويآذبحونأها في وجهه فيسيل‬
‫صد بها غير ا جل وعل وهذه‬ ‫الدم عند إقباله‪ ،‬هذا ذبح ولو سمى ا عليه لكنَ تكونأ الذبيحة قُ ِ‬
‫أفتى العلماء بتحريآمها؛ لنأ فيها إراقة دم لغير ا جل وعل فل يآجوز أكلها ومنَ باب أولى قبل‬
‫ذلك ل يآجوز تعظيم أولئك بمثل هذا التعظيم؛ لنأ إراقة الدم إنأما يآعظم به ا حل وعل وحده؛ لنأه‬
‫هو الذيآ سبحانأه يآستحق العبادةا والتعظيم بهذه الشياء وهو الذيآ أجرى الدماء في العروق سبحانأه‬
‫‪.‬وتعالى‬
‫الحال الثالثة‪:‬أنأ يآذكر غير اسم ا وأنأ يآقصد بالذبيحة غير ا جل وعل‪ ،‬فيقول مثل باسم المسيح‬
‫ويآحّرك يآده ويآقصد بها التقرب للمسيح‪ ،‬فهذا الشرك جمع شرك الستعانأة وشركا في العبادةا‪ ،‬أو أنأ‬
‫يآذبح باسم البدويآ أو باسم الحسينَ أو باسم السيدةا زيآنب أو باسم العيدروس أو باسم المرغنانأي أو‬
‫نأحو ذلك منَ الناس الذيآنَ توجه إليهم بعض الخلق بالعبادةا‪ ،‬فيذبح باسمها ويآقصد بها هذا المخلوق؛‬
‫م‬
‫‪.‬يآعني يآنوى حينَ ذبح أنأ يآريآق الدم تقربا مم لهذا المخلوق‬
‫‪:‬فهذا الشرك جاء منَ جهتينَ‬
‫[ ‪] 74‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫‪.‬الجهة الولى‪ :‬جهة الستعانأة‬
‫‪.‬والجهة الثانأية‪ :‬جهة العبوديآة والتعظيم وإراقة الدم لغير ا جرل وعل‬
‫والرابع‪ :‬أنأ يآذبح باسم غير ا ويآجعل ذلك ل جل وعل‪ ،‬وهذا نأادر‪ ،‬وربما حصل منَ أنأه يآذبح‬
‫البدويآ‪ ,‬أو يآذبح للعيدروس أو يآذبح للشيخ عبد القادر أو نأحو ذلك ثم يآنويآ بهذا أنأ يآتقرب إلى ا‬
‫‪.‬جل وعل‪ ،‬وهذا في الحقيقة راجع إلى الشرك في الستعانأة والشرك في العبادةا‬
‫قال شيخ السلم ابنَ تيمية رحمه ا في معرض كلم له في هذه المسائل قال‪ :‬ومعلوم أنأ الشرك‬
‫‪.‬في العبوديآة أعظم منَ الستعانأة بغير ا‪ .‬فهذه المراتب أعظمها كلها شرك بال جل وعل‬
‫والحالة الثانأية صورةا منها أنأ يآذبح لسلطانأ أو نأحوه‪ .‬بعض العلماء ما أطلق عليها أنأها شرك وإنأما‬
‫‪.‬قال تحرم لجل أنأه ل يآقصد بذلك تعظيم ذلك كتعظيم ا جل وعل‬
‫المقصود أنأ الشرك يآقصد الذبح لغير ا شرك في العبوديآة والشرك بذكر غير اسم ا على‬
‫ق أوإهلن‬ ‫اه أعلأشُيهه أوإهنلهك لأفه شُ‬
‫س م‬ ‫الذبيحة شرك في الستعانأة‪ ،‬ولهذا قال جل وعل ﴿أوأل تأأشُكككلوا هملما لأشُم يكشُذأكشُر ا شُ‬
‫سكم ل‬
‫شأياهطيأن لأكيوكحوأن إهألى أأشُولهأيائهههشُم لهيكأجاهدكلوككشُم أوإهشُن أأطأشُعتككموكهشُم إهنلككشُم لأكمشُشهرككوأن﴾]النأعام‪[121:‬؛ يآعني إنأ أطعتموهم‬
‫ال ل‬
‫‪.‬في الشرك فإنأكم لمشركونأ كما أنأهم مشركونأ‬
‫‪.‬نأكمل إنأ شاء ا بقية الباب غدا بإذنأ ا‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬
‫المد ل‪،‬م والصلةا والسلما على رسول ال‪،‬م وعلى آله وصحبه‪،‬م ومن اهتدى بداه‪.‬‬
‫‪:‬أما بعد‬
‫فأنأبه على مسألة أل وهي أنأ الكلم في مسائل التوحيد تقريآرا واستدلل وبيانأ وجه الستدلل منَ‬
‫‪.‬المور الدقيقة‪ ،‬والتعبير عنها يآحتاج إلى دقة منَ جهة المعّبر وأيآضا منَ جهة المتلقي‬
‫أقول هذا لنأ بعض الخوةا استشكلوا بالمس وقبله واليوم أيآضا بعض العبارات‪ ،‬ومدار‬
‫الستشكال أنأهم ما درققوا فيما قيل؛ إما أنأ يآحذفوا قيدا‪ ،‬أو يآحذفوا كلمة‪ ،‬أو يآأخذ المعنى الذيآ دل‬
‫‪.‬عليه الكلم ويآعبر عنه بطريآقته‪ ،‬وهذا غير مناسب‬
‫لهذا يآنبغي أنأ يآكونأ المتلقي لهذا العلم دقيقا فيما يآسمع؛ لنأ كل مسألة لها ضّوابطها ولها قيودها‪،‬‬
‫وأيآضا بعض المسائل يآكونأ الكلم عليها تارةا مجمل‪ ،‬وفي بعض ما سمعه المتلقي يآكونأ سمع أحد‬
‫الحوال وهي فيها تفصيل‪ ،‬ويآكونأ الكلم عليها منَ حيث الجمال غير الكلم عليها منَ حيث‬
‫‪.‬التفصيل‬
‫‪.‬نأواصل الحديآث على باب ما جاء في الذبح لغير ا‬
‫ب اشُلأعالأهميأن)‬
‫سهكي أوأمشُحأيايِ أوأمأماهتي هلله أر ش‬ ‫صألهتي أونك ك‬ ‫قال المام رحمه ا تعالى )وقول ا تعالى‪﴿ :‬قكشُل إهلن أ‬
‫‪(162‬أل أشهريأك لأهك﴾اليآة]النأعام‪ ([163-162 :‬هذه اليآة فيها أنأ عبادةا الصلةا وعبادةا النسك وهو‬
‫الذبح ل جل وعل‪ ،‬وقال هنا )قكشُل إهلن( و)هإن( منَ المؤكدات‪ ،‬ومجيء التأكيد في الجمل الخبريآة‬
‫معناه أرنأ منَ خوِطب بذلك منكر لهذا المر أو منرزل منزلة المنكر له‪ ،‬ولهذا يآكونأ الستدلل بهذه‬
‫اليآة على أنأه خوطب بها منَ يآنكر أنأ الصلةا ل وحده استحقاقا وأنأ الذبح ل وحده استحقاقا‪ ،‬وهم‬
‫المشركونأ‪ ،‬فدصل على أنأ هذه اليآة في التوحيد؛ يآعني في توحيد الذبح لجل ا جل وعل وأنأ الذبح‬
‫‪.‬لغيره مخالف لما يآستحقه الرب جل وعل‬
‫سهكي( والنسك هو الذبح أو النحر؛ يآعني التقرب بالدم‪ ،‬والتقرب بالدم ل‬ ‫صألهتي أونك ك‬‫قال هنا )قكشُل إهلن أ‬
‫جل وعل عبادةا عظيمة؛ لنأ الذبائح أو المنحورات ‪-‬البل؛ البقر‪ ،‬الغنم منَ الضأنأ والماعز‪ -‬هذه‬
‫‪.‬مما تعظم في نأفوس أهلها‬
‫[ ‪] 75‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫‪:‬ونأحُرها تقربا ل جل وعل والصدقة بها عبادةا عظيمة‬
‫‪.‬فيها إراقة الدم ل‬
‫‪.‬وفيها تعلق القلب بحسنَ الثواب منَ ا جل وعل‬
‫‪.‬وفيها حسنَ الظنَ بال تبارك وتعالى‬
‫‪.‬وفيها التخلص منَ الشّح والرغب فيما عند ا سبحانأه بإزهاق نأفس ما هو عزيآز عند أهله‬
‫ولهذا كانأ النحر والذبح منَ العبادات العظيمة التي يآحبها ا جل وعل‪ ،‬وهذه اليآة دلرت على أنأ‬
‫‪.‬النحر والصلةا عبادتانأ؛ لنأه جعل النسيكة ل‪ ،‬وا جل وعل له منَ أعمال خلقه العبادات‬
‫سهكي( فيه دللة على أنأر الّنسك عبادةا منَ العبادات وأنأه مستمحق‬ ‫فلهذا صار وجه الدللة أنأ قوله )أونك ك‬
‫‪.‬ل جل وعل‬
‫سهكي( لم الستحقاق‬ ‫ب اشُلأعالأهميأن( اللم هنا المتعلقة بقوله )قكشُل إهلن أ‬
‫صألهتي أونك ك‬ ‫‪.‬قوله )هلله أر ش‬
‫‪:‬لنأ اللم في اللغة وفيما جاء منَ الستعمال في القرآنأ‬
‫ساهكيأن﴾]الكهف‪[79:‬؛ يآعني يآملكونأها‬ ‫سهفينأةك فأأكانأشُت لهأم أ‬ ‫‪.‬تأتي لم الِمضلك﴿أألما ال ل‬
‫‪.‬أو تكونأ لم الختصاص وهو شبه الملك‬
‫‪.‬أو تكونأ لم الستحقاق مثل﴿اشُلأحشُمكد هلله﴾ يآعني جميع أنأواع المحامد مستحمقة ل‬
‫سهكي‪ ...‬هلله( يآعني مستحمصقة ل جل وعل‬ ‫صألهتي أونك ك‬ ‫‪.‬كذلك اللم هنا )قكشُل إهلن أ‬
‫قال سبحانأه )أوأمشُحأيايِ أوأمأماهتي هلله(‪ ،‬وهنا )أوأمشُحأيايِ أوأمأماهتي هلله( تكونأ اللم هذه ‪-‬مع أنأها واحدةا‪-‬؛‬
‫لكنَ لكي يآكونأ معناها رجوعها للول غير معناها في رجوعها للمحيى والممات‪ ،‬فإنأ ا جل وعل‬
‫سهكي أوأمشُحأيايِ أوأمأماهتي هلله( المحيى والممات‬ ‫صألهتي أونك ك‬ ‫قال في هذه اليآة منَ آخر سورةا النأعام )قكشُل إهلن أ‬
‫يآعني الحياء والماتة وهذه بيد ا جل وعل ول ِملكا فهو الذيآ يآملكها سبحانأه لنأها منَ أفراد‬
‫‪.‬ربوبيته جل وعل على خلقه‬
‫فهذه اليآة بما اشتملت عليه منَ هذه اللفاظ الربع دلت على توحيد اللـهية وعلى توحيد لربوبية؛‬
‫سهكي( هذا توحيد اللـهية‪) ,‬أوأمشُحأيايِ أوأمأماهتي( هذا توحيد الربوبية ل‪ ,‬اللم إذا‬ ‫صألهتي أونك ك‬ ‫)قكشُل إهلن أ‬
‫أرجعتها للوليينَ الصلةا والنسك صار معناها الستحقاق‪ ،‬وإذا أرجعتها للخير صار معناها‬
‫سهكي( ل استحقاقا‪) ،‬أوأمشُحأيايِ أوأمأماهتي( ل ملكا‬ ‫صألهتي أونك ك‬‫الِملك‪ ،‬ولهذا يآقول أهل التفسير هنا )قكشُل إهلن أ‬
‫‪.‬وتدبيرا وتصرفا‬
‫قال )هلله أرشب اشُلأعالأهميأن)‪(162‬أل أشهريأك ألهك( وهذا وجه استدلل ثالث بحيث قال )أل أشهريأك ألهك( يآعني في ما‬
‫مر؛ ل شريآك له في الصلةا والنسك فل يآتوجه بالصلةا والنسك إلى أحد مع ا جل وعل أو منَ‬
‫دونأه‪ ،‬وكذلك لشريآك له في الملك في المحيى والممات؛ بل هو المتفرد سبحانأه بأنأواع الجلل‬
‫‪.‬وأنأواع الكمال وهو المستحق للعبادةا وهو ذو الملكوت العظم‬
‫صشل لهأربشأك أواشُنأحشُر( فأمر بالصلةا وأمر بالنحر‪ ،‬وإذا‬ ‫صشل لهأربشأك أواشُنأحشُر﴾]الكوثر‪ ([2 :‬قال )فأ أ‬ ‫قال )وقوله‪﴿ :‬فأ أ‬
‫أمر به فهو داخل في حد العبادةا؛ لنأ العبادةا اسم جامع لكل ما يآحبه ا ويآرضّاه منَ القوال‬
‫والعمال الظاهرةا والباطنة‪ ،‬والصلةا أمر بها ا جل وعل وهي محبوبة لديآه إذنأ‪ ،‬والنحر أمر ا‬
‫جل وعل به فهو محبوب ومرضّي له إذنأ‪ ،‬فيكونأ إذنأ النحر عبادةا ل جل وعل‪ ،‬وفي التعريآف‬
‫الخر أنأص العبادةا هي كل ما يآتقرب به العبد جل وعل ممتثل به المر والنهي‪ ،‬صادق على هذا؛‬
‫‪.‬لنأ النحر يآعمل تقربا إلى ا جل وعل بامتثال المر والنهي‬
‫طشُيأناأك اشُلأكشُوثأأر﴾]الكوثر‪) ،[1:‬اشُلأكشُوثأأر( هو الخير العظيم الذيآ منه النهر الذيآ في‬ ‫قال سبحانأه ﴿إهلنا أأشُع أ‬
‫صشل لهأربشأك أواشُنأحشُر( الفاء هذه سببية؛ يآعني بسبب ذلك أشكر ا جل وعل بتوحيده بأنأ صلص‬ ‫الجنة‪) ,‬فأ أ‬
‫[ ‪] 76‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫إلى ربك الذيآ أعطاك ذلك الخير الكثير وتقرب إليه بالنحر وبمنسك النسائك ل سبحانأه؛ لنأ الخير‬
‫‪.‬إنأما أسداه جل وعل وحده‬
‫صشل‬ ‫إذنأ وجه الدللة منَ هذه اليآة على هذا الباب أنأ النحر عبادةا وقد قال ا جل ا وعل )فأ أ‬
‫لهأربشأك أواشُنأحشُر( يآعني وانأحر لربك‪ ،‬فصار النحر لغير ا والذبح لغير ا خارج عمصا أمر ا به‪ ،‬فهو‬
‫‪.‬إذا صرف للعبادةا لغير ا جل وعل‬
‫ى‬
‫اك أمشُن آأو أ‬ ‫اك أمشُن أذبأأح لهأغشُيهر ا ه‬
‫ا‪ .‬لأأعأن ا‬ ‫قال رحمه ا )عنَ علي ‪ ،‬قال‪ :‬أحادثأهني رسول ا بهأ أشُربألع أكلهأما ل‬
‫ت »لأأعأن ا‬
‫اك أمشُن أذبأأح‬‫اك أمشُن أغياأر اشُلأمأناأر‪ «.‬رواه مسلم( الشاهد منَ هذا قوله )لأأعأن ا‬ ‫اك أمشُن لأأعأن أوالهأدشُيهه‪ .‬لأأعأن ا‬‫كمشُحهدثئا‪ .‬لأأعأن ا‬
‫اه( وهذا وعيد يآدل على أنأ الذابح لغير ا ملعونأ‪ ،‬واللعنَ هو الطرد والبعاد منَ رحمة ا‬ ‫لهأغشُيهر ا‬
‫جل وعل‪ ،‬فإذا كانأ ا هو الذيآ لعنَ فيكونأ قد طرد وأبعد منَ رحمة ا الخاصة‪ ,‬يآكونأ جل وعل‬
‫قد طرد وأبعد هذا الملعونأ منَ رحمته جل وعل الخاصة‪ ،‬أصما الرحمة العامة فهي تشمل المسلم‬
‫‪.X‬والكافر وجميع أصناف الخلق‬
‫اه( كأنأ النبي عليه الصلةا والسلم قال داعيا على‬ ‫اك أمشُن أذبأأح لهأغشُيهر ا‬
‫وإنأ كانأ دعادء باللعنَ عليه )لأأعأن ا‬
‫منَ ذبح لغير ا جل وعل باللعنَ وهو الطرد والبعاد منَ رحمة ا جل وعل‪ ،‬هذا يآدل على أنأ‬
‫الذبح لغير ا منَ الكبائر‪ ،‬ومنَ المعلوم اقترانأ ذنأب منَ الذنأوب باللعنَ يآدل على أنأه منَ الكبائر منَ‬
‫كبائر الذنأوب‪ ،‬وهذا ظاهر منَ جهة أنأ الذبح لغير شرك بال عز وجل يآستحق صاحبه اللعنة‬
‫‪.‬والطرد و البعاد منَ رحمة ا جل وعل‬
‫اه(‪ ,‬اللم هذه يآعني منَ أجل غير ا تقربا إليه وتعظيما‪ ،‬فذبح لغير ا‬ ‫اك أمشُن أذبأأح لهــأغشُيهر ا‬ ‫فقوله )لأأعأن ا‬
‫تقربا إلى ذلك الغير وتعظيما إلى ذلك الغير‪ ,‬وهذا وجه مناسبة هذا الحديآث لباب ما جاء في الذبح‬
‫‪.‬لغير ا يآعني منَ الوعيد وأنأه شرك ومنَ الوعيد أنأ صاحبه ملعونأ‬
‫الحديآث الخر قال )وعن طارق بن شهاب‪ ،‬أن رسول ا قال‪» :‬دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل‬
‫في ذباب« قالوا‪ :‬وكيف ذلك يا رسول ا؟هلل قال‪» :‬مر رجلن على قوم لهم صنم ل يجوزه أحد حتى يقرب له‬
‫شيئ ئا‪ ،‬فقالوا لحدهما‪ :‬قرب‪ .‬قال‪ :‬ليس عنديِ شيء أقربه‪ .‬قالوا له‪ :‬قرب ولو ذبابئا‪ .‬فقرب ذبابئا‪ ،‬فخلوا سبيله‪،‬‬
‫فدخل النار‪ .‬فقالوا للخر‪ :‬قرب‪ .‬فقال‪ :‬ما كنت لقرب لحد شيئائ دون ا عز وجل‪ .‬فضربوا عنقه‪ ،‬فدخل الجنة«‬
‫رواه أحمد( وجه الدللة منَ هذا الحديآث أنأ التقريآب للصنم بالذبح كانأ سببا لدخول النار‪ ،‬وذلك منَ‬
‫حيث ظاهر المعنى أنأ منَ فعله كانأ مسلما فدخل النار بسبب ما فعل وهذا يآدل على أنأ الذبح لغير‬
‫ا شرك بال جل وعل‪-‬شرك أكبر‪-‬؛ لنأ ظاهر قوله دخل النار يآعني استوجبها مع منَ يآخلد‬
‫‪.X‬فيها‬
‫ووجه الدللة أيآضا أنأ تقريآب هذا الذيآ ل قيمة له ‪-‬وهو الذباب‪ -‬يآدل على أنأ منَ قررب ما هو أبلغ‬
‫وأعظم منفعة وأعظم عند أهله وأغلى أنأه سبب أعظم لدخول النار‪ ,‬وقوله هنا )قارهب( يآعني اذبح‬
‫ظ هنا أنأهم لم يآكرهوهم بالفعل‪ ،‬فالحديآث لم يآدلر على أنأهم ُأكرهوا؛ لنأه قال )ملر رجلن‬ ‫تقربا‪ ،‬واضلمح ض‬
‫على قوم لهم صنم ل يجوزه أحد حتى يقارب له شيئا(‪ ,‬فظاهر قوله )ل يجوزه أحد( يآعني أنأهم ل يآأذنأونأ‬
‫لحد بمجاوزته عند ذلك الطريآق حتى يآقرب وهذا ليس إكراها إذ يآمكنَ أنأ يآقول سأرجع منَ حيث‬
‫‪.‬أتيت‪ ،‬ول يآجوز ذلك الموضّع ويآتخلص منَ ذلك‬
‫وهذا يآدل على أنأ الكراه بالفعل لم يآحصل منَ أولئك)‪ (1‬فل يآدخل هذا في قوله ﴿إهلل أمشُن أكشُكهرهأ أوقأشُلبكهك‬
‫صشُدئرا﴾]النحل‪[106:‬؛ لنأه ليس في الحديآث دللة ‪-‬كما هو ظاهر‪-‬‬ ‫شأرأح هباشُلككشُفهر أ‬ ‫كم شُ‬
‫طأمئهنن هبا شُ هليأماهن أولأهكشُن أمشُن أ‬
‫على حصول الكراه وإنأما قال )ملر رجلن على قوم لهم صنم ل يجوزه أحد حتى يقارب له شيئا(‪) ،‬ل‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الاحمس )‪1‬‬


‫[ ‪] 77‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫يجوزه أحد( ما صفة عدم السماح بعدم المجاوزةا؟ هل هو أنأه ل يآجوزه حتى يآقتل أو يآقرب؟ أو ل‬
‫يآجوزه حتى يآقرب أو يآرجع؟‬
‫بعض العلماء استظهر منَ قوله في آخر الحديآث منَ قتلهم لحد الرجلينَ‪ :‬أنأه ل يآجوزه حتى يآُقتل‪،‬‬
‫وأنأ هذا عُلم بالسياق‪ ،‬فصار ذلك نأوع إكراه‪ .‬فلهذا استشكلوا كونأ هذا الحديآث دال على أنأص منَ‬
‫‪.‬فعل هذا الفعل يآدخل النار مع أنأه مكره‬
‫والجواب عنَ هذا الشكال‪ :‬أنأ هذا الحديآث على هذا القول ‪-‬وهو أنأه حصل منهم الكراه بالقتل‪ -‬أنأ‬
‫هذا الحديآث فيمنَ كانأ قبلنا‪ ،‬ورفع الكراه أو جواز قول كلمة الكفر أو عمل الكفر مع اطمئنانأ‬
‫‪.‬القلب باليآمانأ هذا خاص بهذه المة‪ ,‬هذا أجاب به بعض أهل العلم‬
‫أنأ السياق ليس بمتعينَ على أنأهم هددوه بالقتل‪ ،‬وإذا كانأ غير متعينَ بأنأهم‬
‫والثانأي وهو ما قدمتُ‪ :‬ص‬
‫عينَ‪ ،‬ودللة قوله هنا )فضربوا عنقه( يآعني فيمنَ‬ ‫هددوه بالقتل فإنأه ل يآُحمل على شيء مجمل لم يآُ ر‬
‫‪.‬لم يآقرب فدخل الجنة ربما لنأه أهانأ صنمهم بقوله )ما كنت لقرب لحد شيئا دون ا عز وجل(‬
‫‪:‬لهذا لستشكل هذا الحديآث طائفة منَ أهل العلم وهو بحمد ا ليس فيه إشكال؛ لنأه‬
‫‪.‬إصما أنأ ُيآحمل على أنأه كانأ فيمنَ كانأ قبلنا فل وجه إذا لدخول الكراه‬
‫أو ُيآحمل على أنأهم لم يآكرهوه حينَ أراد المجاوزةا ولكنَ قتلوه لجل قوله )لم أكن لقرب لحد شيئا‬
‫‪.‬دون ا عز وجل(‬
‫إذنأ هذا الباب وهو قوله )باب ما جاء في الذبح لغير ا( ظاهر في الدللة على أنأ التقرب لغير ا‬
‫جل وعل بالذبح أنأه شرك بال جل وعل في العبادةا‪ ،‬فمنَ ذبح لغير ا تقربا وتعظيما فهو مشرك‬
‫‪.‬الشرك الكبر المخرج منَ الملة‬
‫‪X‬‬
‫]السئلة[‬
‫]س‪ /‬وهذا يقول‪ :‬يقول‪ :‬أهلي يذبح الذبيحة يوزاعهاح على الساحكي لدفع البلء فهل توزا تلك النية؟‬
‫ج‪ /‬هذا فيه تفصيل‪ :‬ذلك أن ذبح الذباحئح إذا كاحن‪:‬‬
‫من جهة الصدقة ول يكن لدفع شيء متونقع أو لرفع شيء حاحصل ولكن من جهة الصـدقة وإطعــاحما الفقـراء‪،‬م فهـذا ل‬
‫بأس به‪،‬م داخل ف عموما الدلة الت فيهاح الض على الطعاحما وفضيلة إطعاحما الساحكي‪.‬‬
‫وأمــاح إن كــاحن الذبــح؛ لن بــاحلبيت مريضــاح فيذبــح لجــل أن يرتفــع مــاح بــاحلريض مــن أذى‪،‬م فهــذا ل يـ ـوزا ويـ ـرما‪ .‬قــاحل‬
‫العلماحء‪ :‬سدا للذريعة‪ .‬ذلك لنث كثيين يذبون حي يكون بم مرض لظنهم أن الــرض كـاحن بسبب الـن أو كاحن بسبب‬
‫مــؤشذ مــن الــؤش ذين‪،‬م إذا ذبــح الذبيحــة وأراقا الــدما فــإنه ينــدفع شــره أو يرتفــع مــاح أحــدثا‪،‬م وهــذا ل شــك أنــه اعتقــاحد م ـرما ول‬
‫يوزا‪.‬‬
‫والذبيحة لرفع الرض والصدقة باح عن الريض‪ .‬قاحل العلماحء‪ :‬هــي حـراما ول تـوزا ســدا للذريعـة‪،‬م وللشــيخ العلمـة ســعد‬
‫بن حد بن عتيق رساحلة خاحصة ف الذبح للمريض‪.‬‬
‫كـذلك إذا كـاحن الذبـح لـدفع أذى متوقـع مثل كـاحن باحلبلــد داء معيـ فذبـح لــدفع هــذا الـداء‪،‬م أو كـاحن فـ الهـاحت الـت‬
‫حول البيت ونث شيء يؤذي‪،‬م فيذبح ليندفع ذلك الــؤذي؛ إمـاح لـص مثل يتسـلط علــى الـبيوت‪،‬م أو أذى يـأت للـبيوت فيذبـح‬
‫ويتصدقا باح لجل أن يندفع ذلك الذى‪،‬م هذا أيضاح غي جاحئزج ومنهـي عنـه سدا للذريعـة؛ لن مـن النـاحس مـن يذبح لـدفع‬
‫أذى الن وهو شركر باحل جل وعل‪.‬‬
‫[ ‪] 78‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫صــل مــن ذلــك أنث قــول النــب »داووا مرضــاكم بالصــدقة« فيمــاح رواه أبــو داوود وغيه‪،‬م وقــد حســنه بعــض أهــل‬
‫فــإذن ت ن‬
‫العلــم وضــعفه آخــرون‪،‬م أن معنـ )داووا مرضاكم بالصـدقة( يعنـ بغيـ إراقـة الـدما‪،‬م فيكــون إراقــة الــدما مصــوص مــن ذلــك مــن‬
‫الداواةا باحلصدقة؛ لجل ماح فيه من وسيلة إل العتقاحدات الباحطلة‪.‬‬
‫ومعلوم أنأ الشريآعة جاءت لسد الذرائع جميعا ‪-‬يآعني الذرائع الموصلة إلى الشرك‪ ،-‬وجاءت أيآضا‬
‫بفتح الذرائع الموصلة إلى الخير‪ ،‬فما كانأ منَ ذريآعة يآوصل إلى الشرك والعتقاد الباطل فإنأه ُيآنهى‬
‫)‪.] (1‬عنه‬
‫س ‪ /‬فضيلة الشيخ ماح يقع فيه كثي من الناحس أنه إذا حصل له أمر‪،‬م وناح منه‪،‬م فإنه يب عليه أن يتصدقا‪.‬‬
‫ج ‪ /‬الصــدقة ف ـ مثــل هــذا ليــس لــاح حكــم الوجــوب‪،‬م والشــكر لـ جــل وعل علــى نعمــه‪،‬م إذا ينّـوي العبــد مــن بلء‪،‬م أو‬
‫حصــلت لــه مســرن ةا يكــون تــاحرةا باحلســجود‪،‬م وتــاحرةا باحلصــلةا‪،‬م أو باحلصــدقة شــكرا لـ ـ جــل وعل علــى نعمــه‪،‬م وهــذا كلــه مــن‬
‫الستحب‪،‬م وليس من الواجب‪،‬م إل إذا كاحن ث نذشر‪،‬م نذر أنه إن يّني من كذا وكذا‪،‬م فإنه سيتصــدقا‪،‬م فهنـاح يكـون ألـزجما نفســه‬
‫بعباحدةا أل وهي الصدقة إذا حصل له كذا وكذا؛ فتكون واجبة باحلنذر‪.‬‬
‫أماح أصل الصدقة فهو مستحب‪،‬م وإذا كاحنت ف مقاحبلة نعمة‪،‬م أو اندفاحع نقمة‪،‬م فهي أيضــاح مســتحبة‪،‬م وليســت بواجبــة‪،‬م‬
‫ل تب إل إذا نذر و تقق الشرط‪ .‬نعم‪.‬‬
‫س ‪ /‬فضـ ــيلة الشـ ــيخ إذا كـ ــاحن الذبـ ــح ل يـ ـ ـوزا لـ ــدفع الـ ــرض فكيـ ــف نمـ ــع بينـ ــه وبيـ ـ ـ الـ ــديث‪» :‬داووا مرضـ ــاكم‬
‫بالصدقة«؟‬
‫ج‪ /‬هذا أجبت عنه باحلمس‪.‬‬
‫س‪ /‬وهذا يآقول‪ :‬عندنأا عادةا وهي أنأ منَ حصل بينه وبينَ شخص عداوةا أو بغضاء بتعدّ منَ أحدهما‬
‫على الخر‪ ،‬فيطلبونأ منَ أحدهما أنأ يآذبح ويآسمونأ ذلك ذبح صلح‪ ،‬فيذبح؛ يآحضرونأ معهم منَ‬
‫حصلت معه هذه العداوةا‪ ،‬فما حكم ذلك؟‬
‫ج‪ /‬ذبح الصلح الذيآ تعمله بعض القبائل في صورته المشتهرةا المعروفة ل يآجوز؛ لنأهم يآجعلونأ‬
‫الذبح أمام منَ يآريآدونأ إرضّاءه‪ ،‬ويآريآقونأ الدم تعظيما له أو إجلل لرضّائه‪ .‬وهذا يآكونأ محرما؛‬
‫لنأه لم يآُِرق الدم ل جل وعل وإنأما أراقه لجل إرضّاء فلنأ‪ ،‬وهذا الذبح محرم والذبيحة أيآضا ل‬
‫‪.‬يآجوز أكلها؛ لنأها لم تُهمرل أو لم تذبح ل جل وعل وإنأما ذبحت لغيره‬
‫فإنأ كانأ الذبح أنأ هذا صفته منَ جهة التقرب والتعظيم صار شركا أكبر‪ ،‬وإنأ لم يآكنَ منَ جهة‬
‫‪.‬التقرب والتعظيم صار محرما؛ لنأه لم يآمخلص منَ أنأ يآكونأ لغير ا‬
‫فصار عندنأا في مثل هذه الحالة وكذلك في الذبح للسلطانأ ونأحوه في المسألة التي مرت علينا‬
‫بالمس أنأ يآكونأ الذبح في مقدمة وأنأ يآراق الدم بقدومه وبحضرته‪ ،‬هذا قد يآكونأ على جهة التقرب‬
‫والتعظيم‪ ،‬فيكونأ الذبح حينئذ شركا أكبر بال جل وعل؛ لنأه ذبح وإراقة الدم تعظيما للمخلوق‬
‫‪.‬وتقربا إليه‬
‫وإنأ لم يآذبح تقربا أو تعظيما وإنأما ذبح لغايآة أخرى مثل الرضّاء ولكنه شابه أهل الشرك في ما‬
‫‪.‬يآذبحونأه تقربا وتعظيما‪ ،‬فنقول الذبيحة ل تجوز ول تحل والكل منها حرام‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الول من الشريط الرابع‪،‬م من باحب ماح جاحء ف الرقى والتماحئم )‪1‬‬
‫[ ‪] 79‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ويآمكنَ للخوةا الذيآنَ يآشيع عندهم في بلدهم أو في قبائلهم مثل هذا الذيآ المسمى ذبح الصلح ونأحوه‬
‫أنأ يآبدلوه بخير منه وهو أنأ تكونأ وليمة للصلح‪ ،‬فيذبحونأ للضيافة يآعني يآذبحونأ ل بحضرةا منَ‬
‫يآريآدونأ إرضّاءه‪ ،‬ويآدعونأهم ويآكرمونأهم‪ ،‬وهذا منَ المر المرغب فيه أنأ يآكونأ الذبح كما يآذبح‬
‫‪.‬المسلم عادةا لضيافة أضّيافه ونأحو ذلك‬
‫س ‪ /‬فضيلة الشيخ يوجد بعض الساحعاحت مكتوب عليهاح لفظ الللة‪،‬م فهل يوزا الدخول باح إل اللء؟ وجزجاكم ال ـ‬
‫خيا‪.‬‬
‫ج ‪ /‬العلماء يآقولونأ‪ :‬ويآكره دخوله الخلء بشيء فيه ذكر ا‪ ،‬في آداب دخول الخلء في الفقه‪،‬‬
‫‪.‬فاصطحاب شيء مما فيه ذكر ا إلى الخلء مكروه‪ .‬نأكتفي‬
‫س‪ /‬وهذا يآقول ما الحكم إذا ذبح العبد ذبيحة منَ أجل أنأ ا قد شاف مريآضه وخرج منَ [‬
‫المستشفى؟‬
‫ج‪ /‬هذا يآرجع إلى نأيته في ذبح هذه الذبيحة‪ ،‬فإذا كانأت بعد النأتهاء منَ المرض وبعد إنأ ارتفع‬
‫‪:‬المرض وعوفي وشفي ذلك المريآض بفضل ا جل وعل وبنعمته‪ ،‬فهذا يآختلف حاله‬
‫إذا قصد أنأها شكر ا جل وعل يآتصدق بلحمها فهذا حسنَ لأنأ المرض قد انأتهى وارتفع فهو ل‬
‫يآقصد بها الستشفاء‪ ،‬وإنأما هي نأوع شكر ل جل وعل أو دعا عليها أحدا منَ أقربائه أو منَ ما‬
‫‪.‬يآحبونأ ذلك المريآض ونأحو ذلك فهذا منَ باب الكرام‬
‫وإما إذا كانأ مقاصده أو نأياته في هذا الذبح أنأ يآدفع رجوع هذا المرض مرةا أخرى‪ ،‬أو إنأ يآدفع‬
‫شيئا منَ انأتكاسات المرض أنأ يآدفع شيئا مما يآخاف فهذا داخل في عدم الجواز سدا لذريآعة‬
‫)‪.] (1‬العتقادات الباطلة‬
‫‪X‬‬

‫باب ل تيذبح ل في مكان تيذبح فيه لغير ال‬


‫س جعجلى التلـلقجوىَ عملن أجلوعل يجـلوتم أججحبق أجلن تجـتقوجم عفيعه عفيعه عرججاتل يتعحببوجن أجلن يجـتجطجلهتروا‬ ‫ع‬
‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬لج جتتقلم عفيهع جأجبدام لججملسجتد أتبس ج‬
‫ب التمطلبهعريجن﴾]التوبة‪.[108 :‬‬ ‫جوالت يتعح ب‬
‫ضمحاعك ‪،‬م قاحل‪ :‬نججذجر جرتجتل ألن يجـلنجحجر إبعلم عببتـجوانجةج‪،‬م فسأل النب فقاحل‪» :‬جهلل جكاجن عفيجها جوثجتن عملن ألوجثاعن ا لججاعهلعيمعة‬ ‫وعن جثاعبت بن ال م‬
‫ع ع‬ ‫عع‬ ‫ع ع ع‬
‫يتـلعبجتد؟هل«‪.‬هل قاتلوا‪ :‬لج‪.‬هل قاجل‪ :‬فجهلل جكاجن فيجها عيتد ملن ألعجيادهلم؟هل قاتلوا‪ :‬لج‪.‬هل قاجل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ألوف بنجلذعرجك جفإنمهت لج جوجفاءج‬
‫لعنعلذتر في جملععصيجعة ال جولج عفيجما لج يجلملعتك ابتن آجدجم«‪ .‬رواه أبو داوود‪،‬م وإسناحده على شرطهماح‬
‫]الشرح[‬
‫قاحل المـاحما رحــه الـ بــاحب )باب ل يتذبح ل بمكـان يتذبـح فيـه لغيـر الـ(‪،‬م وقـوله هنــاح )ل يذبـح لـ( هــذا علــى جهــة‬
‫النفي الشتمل على النهي؛ لن من أساحليب اللغـة العربية أنـه يـ تكر صـراحة النهـي إلـ صـريح النفـي ليـدل بدللـة أبلـغ علـى‬
‫أن النفي والنهي جيعاح مقصودان‪،‬م فكأنه ل يصح أن يقع أصل‪،‬م ولذا أتى بصيغة النفي )باب ل يذبح ل(‬
‫وقاحل بعض أهل العلم يتمل أن تكون على وجه النهي )باب ل يذبح ل بمكان يذبح فيه لغير ال(‪.‬‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الثاحنا للشريط الساحبع من باحب الشفاحعة )‪1‬‬


‫[ ‪] 80‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وق ـوله )لـ(؛ )ل يذبــح لـ( يعن ـ أنــه تكــون النســيكة أو أن تكــون الذبيحــة م ـراد بــاح وجــه ال ـ جــل وعل‪،‬م )بمكــان‬
‫يذبح فيه لغير ال(‪،‬م قاحل المـاحما )بمكان( والباحء هناح لاح معنـ زاائـد علـى كلمـة )فـ(‪ ،‬وهـذا العنـ الزجائـد أنأـاح أفهمـت معنـ‬
‫الظرفية ومعن الاحورةا جيعاح؛ لن الباحء تكون للمجاحورةا أيضاح كماح تقول‪ :‬مــررت بزجيـد؛ يعنـ بكـاحن قريـب مـن مكــاحن زايــد أو‬
‫مكاحن ماحور لكاحن زايد‪،‬م والظرفية بـ)ف( تفيد أنه ف نفس الكاحن‪،‬م واستعماحل حرف الباحء يفيد أنه ماحور لذلك الكاحن‪.‬‬
‫وهذان العنياحن جيعاح مقصودان وهو أن ل يذبح ل‪:‬‬
‫‪ ‬بجاحورةا الكاحن الذي يذبح فيه لغي ال‪.‬‬
‫‪ ‬ول ف نفس الكاحن الذي يذبح فيه لغي ال‪.‬‬
‫لن الميع فيهاح اشتاكر مع الذين يذبون لغي ال جل وعل‪.‬‬
‫قاحل هناح )باب ل يذبح ل بمكان يذبح فيه لغير ال( صورةا السألة أثن مكاحناح ماح يذبح فيه لغي ال‪،‬م مثل عنــد قــب أو عنــد‬
‫مشــهد أو عنــد مكــاحن مع ظثـم‪,‬هل الشــركون أو الرافيــون اعتــاحدوا أن يكــون هــذا الكــاحن مــاح يتقربــون فيــه باحلذبــح لــذا الصــنم أو‬
‫الوثن أو القب أو البقعة‪...‬إل آخــره‪،‬م فـإذا كـاحنوا يتقربــون لــذا الكــاحن للقــب أو نـوه‪،‬م ويـذبون لصــاححب هـذا القــب يعنـ مــن‬
‫أجله‪،‬م فإنه ل يـل أن يذبـح السـلم الوثحـد فـ هـذا الكـاحن‪،‬م ولـو كاحنت ذبيحتـه ملصـاح فيهاح ل جـل وعل؛ لنـه يكـون قد‬
‫شاحب وه أولئك الشركي ف تعظيم المكنة الت يتعبدون فيهاح بأنواع العباحدات ويصرفونأاح لغي ال جل وعل‪.‬‬
‫فاحلذبح ل وحده دوناح سواه بإخلص ف الكاحن الذي يتقرب فيه لغي ال ل يثل ول يوزا؛ بـل هــو مـن وسـاحئل الشــركر‬
‫وماح يغري بتعظيم ذلك الكاحن‪،‬م وحكمه أنه محرم ووسيلة من وسائل الشرك‪.‬‬
‫قاحل الشيخ رحه ال تعاحل ورفع درجاحته ف النة )وقول ال تعالى‪ :‬لج جتتقلم عفيهع جأجبدام( هذا النهي عن القياحما ف مسجد‬
‫س جعجلى التلـلقجوىَ عملن أجلوعل يجـلوتم أججحبق أجلن تجـتقوجم عفيعه( مسجد الضرار يأقيم إرصاحدا وماحدةا‬ ‫ع‬
‫الضرار الذي بناحه الناحفقون‪،‬م )لججملسجتد أتبس ج‬
‫ل ورسوله وتفريقاح بي الؤمني‪،‬م فهو مكاحن يأقيم على الياحنة وعلى مضاحدةا السلما وأهله‪،‬م فلهذا لاح كاحنت هذه غاحية من‬
‫أقاحمه فإن مشاحركتهم فيه باحلصلةا ل توزا؛ لنه إقرار لم أو تكثي لسوادهم وإغراء للناحس باحلصلةا فيه‪،‬م فنهى ال جل‬
‫وعل نبيه ونأى الؤمني عن أن يصلوا ف مسجد الضرار‪.‬‬
‫مناسبة الية للباحب ظاحهرةا وهو أن ال جل وعل نأى عن أن ي و‬
‫صلي النب ف مسجد الضرار‪،‬م ومعلوما أن صلته عليه‬
‫الصلةا والسلما وصلةا الؤمني معه هي خاحلصة ل جل وعل دون من سواه‪،‬م وينأوا مع أنأم ملصون ليس عندهم نية‬
‫الضرار ول التفريق ول الرصاحد؛ لكن نأوا لجل هذه الشاحركة والشاحبة الت تغري بإتياحن ذلك الكاحن‪.‬‬
‫وهذه هي الصورةا الوجودةا فيمن ذبح ل بكاحن يذبح فيه لغي ال؛ فإنه وإن كاحن ملصاح لكن دعاح إل تعظيم ذلك‬
‫الكاحن بفعله‪.‬‬
‫هناح إشكاحل أو إيراد وهو أنه جاحء الذن عن الصحاحبة باحلصلةا ف الكنيسة‪،‬م )‪(1‬وقد صلى عمر ف كنيسة بيت‬
‫القدس‪،‬م والصحاحبة رضوان ال عليهم منهم من صلى ببعض كناحئس البلد‪،‬م فصلتم ف الكناحئس ل جل وعل أليست‬
‫مشاحبة للصلةا ف مسجد الضرار أو للذبح ل ف مكاحن يذبح فيه لغي ال؟‬

‫‪.‬قاحل ابن عبد الب ف التمهيد ج ‪5‬ص ‪ :229‬وكذلك أحعوا على أن من صلى ف كنيسة أو بيعة ف موضع طاحهر أن صلته ماحضية جاحئزجةا)‪1‬‬
‫[ ‪] 81‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الواب‪ :‬أن هذا اليراد ليس بوجيه؛ ذلك أن النهي عن صلةا النب ف مسجد الضرار وعن الذبح ل ف مكاحن يذبح‬
‫فيه لغي ال هذا لجل أن صورةا العباحدةا واحدةا‪,‬هل فصورةا الذبح من الوحد ومن الشركر واحدةا وهي إمرار السكي ‪-‬آلة‬
‫الذبح‪ -‬على الوضع وإزاهاحقا الدما)‪ (2‬ف ذلك الكاحن‪،‬م وهذا يصل من الوحد ومن الشركر غي الوحد‪،‬م الصورةا واحدةا‪،‬م‬
‫ولذا ل ييزج بي هذا وهذا‪،‬م كذلك صلةا النب لو صلى والصحاحبة ف مسجد الضرار صلتم مشاحبة من حيث الصورةا‬
‫لصلةا الناحفقي رجع الختلف إل اختلف ماح ف القلب‪,‬هل والنياحت ومقاحصد القلوب ل يتشرح للناحس ولذا تقع الفسدةا‬
‫ول تصل الصلحة‪.‬‬
‫وأماح الصلةا ف الكنيسة فإن صورةا الفعل متلفة؛ لن صلةا النصاحرى ليست على هيئة وصورةا صلةا السلمي‪،‬م فيعلم‬
‫من رأى السلم يصلي أنه ل يصلي صلةا النصاحرى وليس فيه إغراء بصلةا النصاحرى ومشاحركتهم فيهاح‪،‬م فهذا الفرقا بي‬
‫السألتي‪.‬‬
‫ضمحاعك ‪،‬م قال‪ :‬نججذجر جرتجتل ألن يجـلنجحجر إبعلم عببتـجوانجةج‪ ،‬فسأل النبي فقال‪» :‬جهلل جكاجن عفيجها جوثجتن عملن ألوجثاعن ا لججاعهلعيمعة‬
‫قاحل )وعن جثاعبت بن ال م‬
‫صيجعة ال‬ ‫يـعبتد؟هل«‪.‬هل قاتلوا‪ :‬لج‪.‬هل قاجل‪ :‬فهل جكاجن عفيها ععيتد عمن ألعياعدعهم؟هل قاتلوا‪ :‬لج‪.‬هل قاجل رسول ال ‪ :‬أو ع‬
‫ف بعنجلذعرجك جفإنمهت لج وجفاء لعنعلذتر في ملع ع‬
‫ج‬ ‫ج ج‬ ‫ل‬ ‫ل ج ل‬ ‫ج‬ ‫جل‬ ‫ت لج‬
‫جولج عفيجما لج يجلملعتك ابتن آجدجم«‪.‬هل رواه أبو داوود‪ ،‬وإسناده على شرطهما( هذا الديث فيه أن رجل نذر أن ينحر إبل ببوانة‪,‬هل‬
‫)بوانة( اسم موضع؛ نذر أن ينحر ف هذا الوضع‪،‬م والنب عليه الصلةا والسلما استفصله؛ لن القاحما يقتضي الاحستفصاحل‪،‬م‬
‫يتباحدر للذهن ل خص هذا الرجل بوانة بأن ينحر فيهاح البل؟ ل؟ قد يكون لن فيهاح عيدا من أعياحدهم أو لن فيهاح وثن‬
‫من أوثاحن الاحهلية يعبد أو كاحن ف ذلك الوضع؟ لن التخمصيص ف الغاحلب يكون لغرض العباحدةا‪،‬م لذا استفصله النب‬
‫عليه الصلةا والسلما )فقال‪» :‬جهلل جكاجن عفيجها جوثجتن عملن ألوجثاعن ا لججاعهلعيمعة يتـلعبجتد؟هل«‪.‬هل قاتلوا‪ :‬لج( هذا السؤال يدل على أنه لو تلثف‬
‫هذا الوصف ل يزج؛ لو وجد هذا الوصف وهو أنه كاحن ثة وثن من أوثاحن الاحهلية يعبد ل يزج النحر ف ذلك الوضع‪،‬م‬
‫وهو الراد من إيراد هذا الديث ف الباحب‪.‬‬
‫)»جهلل جكاجن عفيجها جوثجتن عملن ألوجثاعن ا لججاعهلعيمعة يتـلعبجتد؟هل«‪.‬هل قاتلوا‪ :‬لج‪.‬هل( نستفيد من ذلك أنه لو كاحن فيهاح وثن لنع ذلك الرجل من‬
‫النحر وهو دللة التجة‪,‬هل )قاجل‪ :‬فجهلل جكاجن عفيجها ععيتد عملن ألعجياعدعهلم؟هل( العيد هو الكاحن أو الزجماحن الذي يعود أو يعاحد إليه‪،‬م فاحلعيد‬
‫قد يكون مكاحنياح بأنه اسم للمكاحن الذي يعتاحد اليء إليه ويرجع إليه ف وقت معتاحد‪،‬م ولذا قاحل النب ف الكاحن »ل‬
‫تجعلوا قبري عيدا«يعن هذا الكاحن ل تعلوه مكاحناح تعتاحدون اليء إليه‪،‬م وكذلك الزامنة تكون أعياحدا لنه تعود ف وقت‬
‫معي‪،‬م فقوله )هلل جكاجن عفيجها ععيتد عملن ألعجياعدعهلم؟هل(؛ يعن عيد مكاحنا؛ لنه قاحل )هلل جكاجن عفـيجها ععيتد عملن ألعجياعدعهلم؟هل( ويتمل أيضاح‬
‫أن بكون عيدا زاماحنياح‪.‬‬
‫وأعياحد الشركي من ناححية المكنة أو الزامنة معلوما أنأاح راجعة إل أدياحنأم ودينهم شركي‪،‬م فإذن يكون العن أنأم‬
‫يتعبدون ف تلك العياحد بعباحداتم الشركية وماح يفعل ف أعياحد الشركي وأعظم ماح يفعل التقرب باحلذبح وإراقة الدماحء‪،‬م‬
‫فدل على أن مشاحركة الشركي ف مكاحن يتقربون فيه لغي ال بصورةا مشاحبة لفعلهم ظاحهرا أن هذا ل يوزا؛ لنه مشاحركة‬
‫لم ف الفعل الظاحهر ولو كاحن ملصاح ل يذبح إل ل أو ل يصلي إل ل جل وعل‪.‬‬

‫‪.‬الشيخ يريد‪ :‬إراقة الدما وإزاهاحقا الروح )‪2‬‬


‫[ ‪] 82‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فقاحل رسول ال )ألوعف بعنجلذعرجك جفإنمهت لج جوجفاءج لعنعلذتر في جملععصيجعة ال( قاحل العلماحء قوله هناح )جفإنمهت لج جوجفاءج لعنعلذتر في جملععصيجعة ال(‬
‫ترتيب ماح بعد الفاحء على ماح قبلهاح باحلفاحء يدلث على أن سبب الذن باحلوفاحء باحلنذر أنث ماح قبله ليس بعصية‪،‬م والاحستفصاحل‬
‫يدل على أن الذبح ل ف مكاحن فيه وثن يعبد أو ف عيد من أعياحد الشركي يدل ذلك على أنه معصية ل جل وعل‪،‬م‬
‫وبذا يستقيم ماح أراده الشيخ رحه ال من الستدلل والستشهاحد بذا الديث تت ذلك الباحب‪.‬‬
‫‪X‬‬
‫]السئلة[‬
‫س ‪ /1‬هل يآدخل في )باب ل يذبح ل بمكان يذبح فيه لغير ا( ما يآحصل وخاصة في أوربا [‬
‫وأمريآكا منَ شراء كثير منَ المسلمينَ لكنائس القديآمة ثم تعديآلها لتكونأ مساجد أو هدم الكنيسة وبناء‬
‫‪.‬مسجد مكانأها؟ نأرجو التوجيه وجزاكم ا خيرا‬
‫ج‪ /‬ل يآدخل في ذلك لنأ مسجد النبي الذيآ الصلةا فيه مضاعفة ُأقيم على مكانأ فيه قبور‬
‫‪.X‬المشركينَ‪ ،‬بعد أنأ ُنأبشت تلك القبور وأزيآل الرفات أقيم المسجد في ذلك المكانأ‬
‫والكنيسة التي ُعبد فيها غير ا جل وعل إذا ُحولت إلى مسجد فهذا منَ أعظم الطاعات‪ ،‬ومنَ أحب‬
‫‪.‬العمال ل جل وعل‬
‫وذكرت لكم أنأ الفرق بينَ هذه وبينَ )ل يذبح ل بمكان يذبح فيه لغير ا( أنأ الذبح صورته‬
‫مشتركة الصورةا الظاهرةا واحدةا‪ ،‬وإنأما الختلف في النيات ولهذا ُمنع منَ ذلك‪ ،‬وأما عبادةا‬
‫‪.‬المسلمينَ وصلتهم وهيئة مساجدهم وجلوسهم إلى آخر تلك الهيئات مخالف لما عليه النصارى‬
‫فإبدال الكنيسة بمسجد هذا أمر مطلوب إذا تمكنَ المسلمونأ منه‪ ،‬وهذا الذيآ فعله المسلمونأ في‬
‫)‪.] (1‬النأدلس؛ بل وفي بعض البلد الخرى كالشام ومصر‬
‫‪X‬‬

‫باب من الشرك النذر لغير ال تعالى‬


‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬تيوتفوجن عبالنللذعر جويججخاتفوجن يجـلومما جكاجن جشبرهت تملستجعطيمرا﴾]النساحن‪.[7 :‬‬
‫صاتر﴾]البقرةا‪.[270 :‬‬‫ال جيلعجلتمهت جوجما لللظالععميجن عملن‬
‫أجنل ج‬ ‫وقوله‪﴿ :‬جومجا جألنفجلقتلم معلن جنفججقةت جأول جنجذلرتلم عملن جنلذتر جفعإلن ج‬
‫ال‪ ،‬فليطعله‪ ،‬ومن نذر أن يعصيج ال‪،‬‬ ‫يطيع ج‬
‫أن ج‬ ‫نذجر ل‬ ‫وف الصحيح عن عاحئشة رضي ال عنهاح‪،‬م أن رسول ال قاحل‪ » :‬ل‬
‫من ج‬
‫فل يعصعه«‪.‬هل‬
‫]الشرح[‬
‫قال )باب من الشرك النذر لغير ا(‪) ،‬من الشرك(‪) ،‬من( ها هنا تبعيضية‪) ,‬من الشرك النذر(‪,‬‬
‫)النذر( مبتدأ مؤخر‪ ,‬النذر لغير ا كائنَد منَ الشرك‪ ،‬والشرك هنا المقصود به الشرك الكبر؛‬
‫النذر لغير ا شرك أكبر بال جل وعل‪ ،‬ووجه كونأ النذر شركا بال جل وعل أنأص النذر المطلق‬
‫والمقيرد إيآجاب عبادةا على المكلف؛ لنأ النذر هو إلزام المكلف نأفسمه بعبادةا ل جل وعل‪ ،‬هذه حقيقة‬
‫‪.‬النذر‪ ،‬فالنذر إلزام بعبادةا‪ ،‬فهو عبادةا و يآلزم المرء نأفسه بعبادةا إما مطلقا أو بقيد‬
‫ويآدل أيآضا على أنأ النذر عبادةا أنأ ا جل وعل مدح الذيآنَ يآوفونأ بالنذر فقال‪) :‬كيوكفوأن هبالنلشُذهر‬
‫أويأأخاكفوأن يأشُوئما أكاأن أشبرهك كمشُستأهطيئرا( فهذا يآدل على أنأ الوفاء بالنذر أمر مشروع واجب أو مستحب‪،‬‬

‫‪.‬من الوجه الثاحنا من الشريط الساحدس )‪1‬‬


‫[ ‪] 83‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫وهو محبوب ل جل وعل؛ يآعني منَ حيث الدللة‪ ،‬وإل فإنأ الوفاء بالنذر واجب لنأه إلزام‬
‫يطيع اأ‪ ،‬فليطعشُه(‬
‫أ‬ ‫من نذأأر أنشُ‬
‫‪.‬بالطاعة‪ ،‬وقد قال عليه الصلةا والسلم ) شُ‬
‫‪.‬فإذنأ الوفاء بالنذر مدح ا أهله وإذا كانأ كذلك فيكونأ عبادةا لنأه محبوب ل جل وعل‬
‫ا أيعشُألكمكه( هذا يآدل على محبة ا جل وعل لذلك‬ ‫ن أ‬‫ن أنشُذلر أفهإ ل‬ ‫وكذلك قوله )أوأما أأشُنأفقشُكتشُم هم شُ‬
‫ن أنفأأقلة أأشُو أنأذشُركتمشُ هم شُ‬
‫الذيآ حصل منهم تعظيما ل جل وعل للنفقة‪ ،‬وإنأ كانأ كذلك فإنأه عبادةا منَ العبادات وإذا صُرف‬
‫‪.‬النذر لغير ا جل وعل كانأ شركا بال جل وعل‬
‫هاهنا سؤال معروف في هذا المقام‪ :‬وهو أنأ النذر مكروه‪ ،‬قد كره النبي النذر وسئل عنه فكرهه‬
‫‪X‬وقال »إنه ل يأتي بخير«‪ ،‬فكيف إذنأ يآكونأ عبادةا وقد كرهه عليه الصلةا والسلم؟‬
‫‪.‬والجواب‪ :‬أنأ النذر قسمانأ‪ :‬نأذر مطلق‪ ،‬ونأذر مقيد‬
‫والنذر المطلق‪ :‬هو أنأ يآلزم العبد نأفسه بعبادةا ل حل وعل‪ ،‬هكذا بل قيد؛ يآعني يآقول مثل‪ :‬ل علي‬
‫فيلزم نأفسه‬
‫نأذر أنأ أصلي ركعتينَ‪ ,‬ليس في مقابله شيء يآحدثا في المستقبل أو شيء حدثا له‪ُ ،‬‬
‫بعبادةا صلةا أو عبادةا صيام أو نأحو ذلك‪ ،‬فهذا النذر المطلق وهو إلزام العبد نأفسه بطاعة ل حل‬
‫وعل أو بعبادةا ليس هو الذيآ كرهه عليه الصلةا والسلم؛ لنأ الذيآ كرهه وصفه بقوله »إنما‬
‫‪:‬يستخرج به من البخيل« وهذا هو‬
‫مقابل بشيء يآحدثه ا جل وعل له‬ ‫النذر المقيد‪ :‬الذيآ يآجعل إلزام نأفسه بطاعة ل جل وعل م‬
‫ويآقدره ويآقضيه له‪ ،‬يآقول مثل إنأ شفى ا مريآضي فلله علي نأذر أنأ أتصدق بكذا وكذا‪ ،‬إنأ نأجحت‬
‫فسأصلي ليلة‪ ,‬إنأ عينت في هذه الوظيفة فسأصوم أسبوعا ونأحو ذلك‪ ،‬فهذا كأنأه يآشترط به على ا‬
‫جل وعل‪ ،‬فيقول‪ :‬يآا ربي إنأ أعطيتني كذا وكذا صمت لك‪ ,‬إنأ أنأجحتني صليت أو تصدقت‪ ,‬إنأ‬
‫شفيت مريآضي فعلت كذا وكذا‪ ،‬وهذا بالمقابلة‪ ،‬وهذا الذيآ وصفه النبي عليه الصلةا والسلم بقوله‬
‫)إنما يستخرج به من البخيل( لنأ البخيل هو الذيآ ل يآعمل العبادةا حتى يآقاضّى عليها‪ ،‬فصار ما‬
‫أعطاه ا منَ النعمة أو دفع عنه منَ النقمة كأنأه في حس ذلك الناذر قد أعطي الجر وأعطي ثمنَ‬
‫‪.‬تلك العبادةا‬
‫وهذا يآستحضره كثير منَ العوام و الذيآنَ يآستعملونأ النذور فإنأهم يآظنونأ أنأ حاجاتهم ل تحصل إل‬
‫بالنذر‪ .‬وقد قال شيخ السلم رحمه ا وغيره منَ أهل العلم‪ :‬إنأ منَ ظنَ أنأه ل تحصل حاجة منَ‬
‫حاجاته إل بالنذر فإنأه في اعتقاد محرم؛ لنأه ظنَ أنأ ا ل يآعطي إل بمقابل‪ ،‬وهذا سوء ظنَ بال‬
‫‪.‬جل وعل‪ ،‬وسوء اعتقاد فيه سبحانأه وتعالى؛ بل هو المتفضل المنعم على خلقه‬
‫فإذنأ إذا تبينَ ذلك‪ ،‬فالنذر المطلق ل يآدخل في الكراهة‪ ،‬وإذا قلنا النذر عبادةا فنظر فيه إلى جهة‬
‫المطلق وإلى جهة عدم التقييد فيما إذا قيد ووفي بالنذر فإنأه يآكونأ قد تعبد ا بتلك العبادةا وألزم‬
‫نأفسه بها‪ ،‬فيكونأ النذر على ذلك نأذرا يآظهر أنأه عبادةا ل جل وعل‪ ،‬والكراهة إنأما جاءت لصفة‬
‫العتقاد ل لصفة أصل العبادةا‪ ،‬فإنأه في النذر المقيد إذا قال إنأ كانأ كذا وكذا فلله عليص كذا وكذا‬
‫الكراهة راجعة إلى ذلك التقييد ل إلى أصل النذر‪ ،‬دصل على ذلك التعليل حيث قال »فإنما يستخرجه‬
‫‪.‬له من البخيل« إذنأ فل إشكال إذنأ‪ ،‬والنذر عبادةا منَ العبادات العظيمة‬
‫وهنا قاعدة في أنأواع الستدلل على أنأ عمل منَ العمال صرفه لغير ا جل وعل شرك أكبر‪،‬‬
‫‪:‬وذلك أنأ الستدلل له نأوعانأ‬
‫فكل دليل منَ الكتاب أو السنة فيه إفراد ل بالعبادةا يآكونأ دليل على أنأ كل عبادةا ل تصلح إل ل‪،‬‬
‫هذا نأوع منَ الدلة‪ ،‬كل دليل فيه إفراد ا جل وعل بالعبادةا‪ ،‬يآصلح أنأ تستدل به على أنأ عبادةا ما‬
‫ل يآجوز صرفها لغير ا جل وعل‪ ،‬بأيآ مقدمة؟ بأنأ تقول دل الدليل على وجوب صرف العبادةا ل‬
‫وحده وعلى أنأه ل يآجوز صرف العبادةا لغير ا جل وعل‪ ،‬وأنأ منَ صرفها لغير ل جل وعل فقد‬
‫[ ‪] 84‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫أشرك‪ ،‬وتلك العبادةا الخاصة مثل عندنأا هنا النذر تقول هذه عبادةا منَ العبادات‪ ،‬فهي داخلة في ذلك‬
‫‪.X‬النوع منَ الدلة‬
‫والنوع الثانأي منَ الستدلل‪ :‬أنأ تستدل على المسائل بأدلة خاصة وردت فيها‪ ،‬تستدل على الذبح‬
‫بأدلة خاصة وردت في الذبح‪ ،‬تستدل على وجوب الستغاثة بال وحده دونأ ما سواه على أدلة‬
‫‪.X‬خاصة بالستغاثة‪ ,‬وعلى أدلة خاصة بالستعاذةا ونأحو ذلك‬
‫فإذنأ الدلة على وجوب إفراد ا بجميع أنأواع العبادةا تفصيل وإجمال وعلى أنأ صرفها لغير ا‬
‫‪.‬شرك أكبر يآستقيم بهذيآنَ النوعينَ منَ الستدلل‬
‫استدلل عام بكل آيآة أو حديآث فيها أمر بإفراد ا بالعبادةا والنهي عنَ الشرك فتُدخل هذه الصورةا‬
‫‪.‬فيها لنأها عبادةا بجامع تعريآف العبادةا‬
‫‪.‬والثانأي أنأ تستدل على المسألة بخصوص ما ورد فيها منَ الدلة‬
‫لهذا قال الشيخ رحمه ا هنا )باب الشرك النذر لغير ا( واستدلص عليها بخصوص أدلة وردت في‬
‫‪.‬النذر‬
‫ضى أرببأك أألل تأشُعبككدوا إهلل إهلياهك﴾]السراء‪،[23:‬‬ ‫واليآات التي قصدمها في أول الكتاب كقوله جل وعل ﴿أوقأ أ‬
‫ششُيئئا﴾‬‫شهرككوا بههه أ‬ ‫اأ أوأل تك شُ‬‫س إهلل لهيأشُعبككدوهن﴾]الذاريآات‪ ،[56 :‬وكقوله ﴿أواشُعبككدوا ل‬ ‫ت اشُلهجلن أوا شُ هلن أ‬ ‫وكقوله ﴿أوأما أخلأشُق ك‬
‫]النساء‪ ،[36:‬وكقوله ﴿قكشُل تأأعالأشُوا أأشُتكل أما أحلرأم أرببككشُم أعلأشُيككشُم أألل تكشُشهرككوا بههه أششُيئئا﴾]النأعام‪ ،[151 :‬هذه أدلة تصلح‬
‫لنأ تستدل بها على أنأ صرف النذر لغير ا شرك‪ ,‬فتقول‪ :‬النذر لغير ا عبادةا وا جل وعل‬
‫نأهى أنأ تصرف العبادةا لغيره‪ ،‬وأنأ منَ صرف العبادةا لغير ا فهصو مشرك‪ ،‬وتقول‪ :‬النذر عبادةا‬
‫‪.‬لنأه كذا وكذا لنأه داخل في حد العبادةا حيث إنأه يآرضّاه ا جل وعل ومدح الموفينَ به‬
‫الدليل الخاص أنأ تستدل بخصوص ما جاء في الكتاب والسنة منَ الدلة على النذر‪ ،‬ولهذا الشيخ‬
‫‪.‬هنا أتى بالدليل التفصيلي وفي أول الكتاب أتى بالدلة العامة على كل مسائل العبادةا‬
‫وهذا منَ الفقه الدصقيق في التصنيف وفِقضِه الدلة الشرعية منَ أنأ المستدل على مسائل التوحيد يآنبغي‬
‫له أنأ يآدرك التنويآع؛ لنأ في تنويآع الستدلل وإيآراد الدلة منَ جهة ومنَ جهة أخرى ثالثة ورابعة‬
‫ما يآضعف حجة الخصوم الذيآنَ يآدعونأ الناس لعبادةا غير ا وللشرك به جل وعل‪ ،‬وإذا أتيت مرةا‬
‫ك أو‬ ‫بدليل عام ومرةا بدليل خاص ونأوصعت فإنأه يآضيق‪ ،‬أما إذا ليس ثم دليل واحد فربما أوصمله ل م‬
‫نأاقشك فيه فيحصل ضّعف عند المستدل‪ ،‬أما إذا أنأتبه لمقاصد أهل العلم وحفظ الدلة فإنأه يآقوى‬
‫سلأأنا أواللهذيأن آأمكنوا هفي اشُلأحأياهة البدشُنأيا أويأشُوأم‬
‫صكر كر ك‬ ‫على الخصوم وا جل وعل وعد عباده بالنصر ﴿إهلنا لأأنن ك‬
‫يأكقوكم اشُلأشُشأهاكد﴾]غافر‪ ،[59:‬وقد قال الشيخ رحمه ا في كشف الشبهات‪ :‬والعامي منَ الموحديآنَ يآغلب‬
‫اللف منَ علماء المشركينَ‪ .‬وهذا صحيح فإنأ عند العوام الذيآنَ علموا مسائل التوحيد وأخذوها عنَ‬
‫‪.‬أهلها عندهم منَ الحجج ووضّوح البينات في ذلك ما ليس عند بعض المتعلمينَ‬
‫قال)وقول ا تعالى‪) :‬كيوكفوأن هبالنلشُذهر(( وجه الستدلل ظاهر وهو أنأ ا جل وعل مدح الموفينَ‬
‫بالنذر‪ ،‬ومدحه للموفينَ بالنذر يآقتضي أنأ هذه العبادةا محبوبة له جل وعل وأنأها مشروعة وما كانأ‬
‫‪.‬كذلك فهو منَ أنأواع العبادات فيكونأ صرفه لغير ا جل وعل شرك أكبر‬
‫ع ع‬
‫صاتر﴾]البقرةا‪ ([270 :‬دال على أن‬ ‫ال جيلعجلمت ته جوجما لللظالعميجن ملن أجنل ج‬
‫كذلك )قوله‪﴿ :‬جوجما أجلنجفلقتلم عملن جنجفجقتة جألو جنجذلرتلم عملن جنلذتر جفعإلن ج‬
‫ال جيعلجلتمته( وعنظم أهله‪،‬م وهذا يدل على أن الوفاحء به عباحدةا مبوبة ل جل وعل‪.‬‬ ‫النذر عظمه ال جل وعل بقوله )فجعإلن ج‬
‫ال‪ ،‬فليطعله‪ ،‬ومن نذر أن‬
‫يطيع ج‬
‫أن ج‬‫نذجر ل‬ ‫قاحل )وف الصحيح عن عاحئشة رضي ال عنهاح‪،‬م أن رسول ال قاحل‪ » :‬ل‬
‫من ج‬
‫ال‪ ،‬فليطعله(‬
‫يطيع ج‬
‫أن ج‬‫نذجر ل‬ ‫يعصي ال‪ ،‬فل يعصعه«( وجه الدللة من هذا الديث أنث النب أوجب الوفاحء باحلنذر فقاحل ) ل‬
‫من ج‬ ‫ج‬
‫[ ‪] 85‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وذلك إياحب الوفاحء باحلنذر الذي يكون على طاحعة؛ كأن يقول‪ :‬ل علني أن أصلي كذا وكذا‪ .‬هذا يب عليه أن يوف بذا‬
‫النذر أو أن يكون نذرا مقيدا فيقول‪ :‬إن شفى ال مريضي فلله علي أن أتصدقا باحئة ر‪ .‬فهذا يب عليه أن يوف بنذره‬
‫ل جل وعل‪،‬م وإياحب ذلك يدل على أنه عباحدةا مبوبة لن الواجب من أنواع العباحدات‪،‬م وأن ماح كاحن وسيلة إليه فإنه أيضاح‬
‫عباحدةا لن الوسيلة للوفاحء باحلنذر هو النذر‪،‬م فلول النذر ل يأت الوفاحء‪،‬م فأيوجب الوفاحء ولجل أن الكلف هو الذي ألزجما‬
‫نفسه بذه العباحدةا‪.‬‬
‫قاحل)ومن نذر أن يعصي ال‪ ،‬فل يعصه( لن إياحب الكلف على نفسه معصية ل جل وعل‪,‬هل هذه معاحرضة لنهي‬
‫ال جل وعل عن العصياحن‪،‬م وإذا نذر العبد العصياحن فإن النذر ‪-‬كماح هو معلوما ف الفقه‪ -‬قد انعقد ويب عليه أن ل‬
‫يفي بتلك العصية لكن يب عليه أن يكفر عن ذلك كفاحرةا يي ومل ذلك باحب النذر ف كتب الفقه‪.‬‬
‫ال‪ ،‬فليطعله( وهذا ظاحهر‪،‬م‬
‫يطيع ج‬
‫أن ج‬‫نذجر ل‬ ‫القصود من هذا أن استدلل الشيخ رحه ال باحلشّق الول وهو قوله ) ل‬
‫من ج‬
‫وكذلك ف قوله )ومن نذر أن يعصي ال‪ ،‬فل يعصه( وأوجب عليه كفاحرةا يي فهذا يدل على أن أصله منعقد‪،‬م وإناح انعقد‬
‫لكونه عباحدةا‪،‬م وإذا كاحن عباحدةا فصرفهاح لغي ال شركر أكب به جل وعل‪.‬‬
‫النذر ل جل وعل عباحدةا عظيمة ‪-‬كماح ذكرناح‪،-‬م والنذر لغي ال جل وعل أيضاح عباحدةا‪،‬م فإذا توجه الناحذر لغي ال‬
‫باحلنذر فقد عبده‪،‬م وإذا توجه الناحذر ل جل وعل باحلنذر فقد عبد ال جل وعل‪,‬هل فاحلنذر إذا كاحن ل أو كاحن لغي ال فهو‬
‫عباحدةا‪،‬م فإذا كاحن ل فهو عباحدةا ل جل وعل‪،‬م وإذا كاحن لغي ال فهو عباحدةا لذلك الغي‪.‬‬
‫ونكتفي بذا القدر وأسأل ال جل وعل ل ولكم النتفاحع‪،‬م وصلى ال وسلم وباحركر على نبيناح ممد‪.‬‬
‫‪X‬‬
‫]السئلة[‬
‫س‪ /‬هل يآعتبر نأذر مطلق أم مقيد إذا حصل للعبد منفعة مثل نأجح أو حصل على وظيفة ونأذر أنأ [‬
‫‪.‬يآصوم ثلثة أيآام ل سبحانأه وتعالى مع العلم أنأه لم يآنذر قبل نأجاحه أو حصوله على الوظيفة‬
‫ج‪ /‬الجواب‪ :‬بسم ا الرحمنَ الرحيم‪ ،‬الحمد ل والصلةا والسلم على رسول ا‪ ،‬وعلى آله‬
‫‪:‬وصحبه ومنَ اهتدى بهداه أما بعد‬
‫النذر الطلق‪ :‬هو الذي ل يعلق بشيء سيحصل ف الستقبل‪.‬‬
‫والنذر القيد‪ :‬هو العلق الذي علق الوفاحء به بصول من ال جل وعل للعبد‪،‬م وهذا يكون ف الستقبل؛ إن شفى‬
‫ال مريضي فسأصوما ثلثة أياحما‪،‬م إن نحت فسأصوما‪,‬هل هذا هو النذر العلق القيد‪.‬‬
‫أماح الطلق فهو أن ينذر نذرا ل جل وعل تبرا منه‪،‬م إثماح بسبب حاحدثة حدثت أو نعمة تثددت‪،‬م أو نقمة اندفعت‬
‫)‪(1‬‬
‫أو بدون سبب‪،‬م فهذا كله يدخل ف الطلق أثماح القيد فهو العلق بشرط ف الستقبل‪[.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب من الشرك الستعاذة بغير ال‬


‫رججهقام﴾]الن‪[6 :‬‬ ‫ادوهتلم‬
‫الجبن فججز ت‬
‫ال بمجن ع‬
‫ون عبرعجج ت‬
‫وذ ج‬
‫ال بمجن العلنسع جيعت ت‬
‫ان رعجج ت‬
‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جوجألنهت جك ج‬

‫‪.‬من الوجه الثاحنا الشريط الساحدس )‪1‬‬


‫[ ‪] 86‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫سعت رسوول ال يـيقويل »من نجـزجل ملنعزلم فجقاجل‪ :‬أجتعوذت بعجكلعما ع‬
‫ت اللمعه‬ ‫ك‬
‫ج‬ ‫جل ج ج‬ ‫و‬ ‫وعن خولة بنت حكيم رضي ال عنهاح قاحلت‪ :‬و ش ي و ي‬
‫ضلرهت جشليتء‪ ,‬جحتمجى يجـلرجحجل عملن جملنعزلععه جذلعجك« رواه مسلم‬
‫ت عملن جشمر جما جخلججق‪ ,‬لجلم يج ت‬
‫المتاما ع‬
‫م‬
‫]الشرح[‬
‫بســم ال ـ الرحــن الرحيــم‪،‬م المــد ل ـ رب العــاحلي‪،‬م وأشــهد أن ل إلــه إل ال ـ وحــده ل ش ـريك لــه‪،‬م اللــك الــق الــبي‪،‬م‬
‫وصلى ال وسلم وباحركر على نبيناح ممد‪،‬م نشهد له باحلرسـاحلة‪،‬م وبـأنه بلغهـاح وأدى الماحنـة‪،‬م ونصـح المـة‪،‬م وجاحهـد فـ الـ حـق‬
‫الهاحد‪،‬م وتركناح بعده على بيضاحء ليلهاح كنهاحرهاح ل يزجيغ عنهاح إل هاحلك‪،‬م صلى ال على نبيناح ممد‪،‬م وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫تسليماح كثيا إل يوما الدين‪.‬‬
‫أماح بعد‪:‬‬
‫فهذا الباحب ترجه المـاحما رحه ال تعاحل بقوله )باب من الشرك الستغاثة بغير ال( وهذا الباحب مع البــاحب الــذي قبلــه‬
‫والبواب أيضاح الت سلفت كلهاح ف بياحن قصد هذا الكتـاحب وبيـاحن الغــرض مـن تـأليفه وأن التوحيـد إنـاح يعـرف بضـده‪،‬م فمـن‬
‫طلب التوحيد فليطلب ضد التوحيد؛ لنه ‪-‬أعن التوحيـد‪ -‬يمـع بيـ الثبـاحت والنفـي يمـع بيـ اليـاحن باحل وبيـ الكفـر‬
‫باحلطاحغوت‪،‬م فمن جع بي هذين فإنه قد عرف التوحيد‪،‬م ولذا شيخ رحه ال فصثل ف أفراد توحيـد العبـاحدةا وفصـثل فـ أفـراد‬
‫الشـركر‪،‬م ثفبيـ أصـناحف الشــركر الصــغر القـول والعمـل وبيـ أصناحف الشــركر الكـب العملي و الاحعتقـاحدي‪،‬م فـذكر الذبـح لغيـ‬
‫ال وذكر النذر لغي ال والذبح والنذر عباحدتاحن عظيمتاحن‪،‬م وعباحدةا الذبح وعباحدةا النذر ظاحهرةا‪:‬‬
‫عباحدةا الذبح فعلية عملية‪.‬‬
‫إنشاحء وعملية وفاحءع‪.‬‬
‫والنذر قولية ع‬
‫فذكر العملياحت أو الذبح من العملياحت؛ يعن من أنواع الشركر الكـب الذي يكــون مـن جهـة العمـل‪،‬م وذكـر النـذر لغيـ‬
‫ال وهو يصل باحلقول‪.‬‬
‫ب ال لعه جوالعذيجن‬
‫والذبح والنذر‪،‬م العمل والقول كل منهماح معه اعتقاحد تعظيم الخملوقا كتعظيم الله جل وعل﴿يتعحببونجـتهلم جكتح ب‬
‫ب ا لجعالجعميجن﴾]الشعراء‪.[98-97:‬‬
‫سبويتكلم بعجر ب‬ ‫ع‬ ‫آجمتنوا أججشبد تحببا لعلعه﴾]البقرةا‪،[165:‬م وقاحل﴿جتال لعه إعلن تكلنا لجعفي ج ت ع‬
‫ضجلل تمبيتن)‪(97‬إلذ نت ج‬
‫وعطف على ذلك )باب من الشرك الستعاذة بغير ال( والستعاحذةا بغي الـ تكــون بـاحلقول الـذي معـه اعتقــاحد‪،‬م فهـي‬
‫مناحسبة لنش تكون بعد )باب من الشرك النذر لغير ال(‪.‬‬
‫وقوله رحه ال )من الشرك( من هاحهناح تبعيضية ‪-‬كماح ذكرناح فيماح سـبق مـن هـذه البـواب‪،-‬م وهـذا الشـركر هـو الشــركر‬
‫الكب؛ من الشركر الكب الستعاحذةا بغي ال أن الستعاحذةا بغي ال شركر أكب باحل جل جلله‪.‬‬
‫الستعاذة‪ :‬طلب العياحذ‪،‬م يقاحل‪ :‬استعاحذ إذا طلب العياحذ‪،‬م والعياحذ طلب ماح يؤمّن من الشر‪،‬م الفرار مــن شــيء مــوف إلـ‬
‫ماح يؤمّن منه أو إل من يؤمّن منه‪.‬‬
‫ويقاحبلهاح اللياحذ وهو الفرار إل طلب الي أو التوجه و العتصاحما والقباحل لطلب الي‪.‬‬
‫[ ‪] 87‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وماحدةا استفعل مثل ماح هاحهناح استعاحذ ‪-‬وكماح سيأت‪،-‬م استغاحثا‪,‬هل استعاحن‪ -‬ونــو هـذه الـاحدةا هـي موضـوعة ف الغـاحلب‬
‫للطلــب‪،‬م فغــاحلب ميــء الســي والتــاحء للطلــب؛ استســقى إذا طلــب الســقياح‪،‬م واســتغاحثا إذا طلــب الغــوثا‪،‬م واســتعاحذ إذا طلــب‬
‫العياحذ‪.‬‬
‫قلناح ف الغاحلب؛ لنأاح تأت أحياحناح للدللة على كثرةا الوصف ف الفعل كماح ف قوله تعاحل ﴿جوالستجـغلجنى ال لهت﴾]التغــاحبن‪،[6:‬م‬
‫)الستجـغلجنى( ليس معناحهاح طلب الغن‪،‬م وإناح جاحء باحلسي والتاحء هناح للدللة على كعوظم التصـاحف باحلوصـف الـذي اشـتمل عليـه‬
‫)‪(1‬‬
‫الفعل وهو الغن‪.‬هل‬
‫فهذه الاحدةا‪ :‬استغاحثا‪،‬م واستعاحذ‪،‬م واستعاحن‪،‬م وأشباحه ذلك فيهاح طلب‪،‬م والطلـب مـن أنـواعه التـوجه والـدعاحء إذا طلـب فإن‬
‫هناحكر مطلوباح منـه‪،‬م والطلـوب منـه لـاح كـاحن أرفـع درجـة مـن الطـاحلب كاحن الفعـل المتـوجه إليـه يسـمى دعـاحء‪،‬م ولـذا فـ حقيقـة‬
‫اللغة وف دللة الشرع‪:‬‬
‫الستعاذة‪ :‬طلب العوذ أو طلب العياحذ‪،‬م هو الدعاحء الشتمل على ذلك‪.‬‬
‫والستغاثة هو طلب الغوثا دعاحء مشتمل على ذلك‪.‬‬
‫وهكذا ف كل ماح فيه طلب نقول‪ :‬إنه دعاحء‪ .‬وإذا كاحن دعاحء فإنه عباحدةا والعباحدةا ل جـل وعل باحلجــاحع ولـاح دلـت عليـه‬
‫ك أجلل تجـلعبتتدوا إعلل إعيلـاهت﴾]السـراء‪،[23:‬م ﴿جوالعبتـتدوا‬ ‫ساعججد لعلعه فججل تجلدتعوا جمجع ال لعه أججحمدا﴾]الن‪،[18:‬م ﴿جوقج ج‬
‫ضى جرب ج‬ ‫النصوص ﴿جوأجلن ا لجم ج‬
‫ال لهج جوجل تلشعرتكوا بععه جشليمئا﴾]النساحء‪.[36:‬‬
‫إذن فكل فعل من الفعاحل أو قول من القوال فيه طلب عباحدةا ل؟ لنه دعاحء لن كل طلب دعاحء‪.‬‬
‫فاحلذي يطلب شيئاح‪:‬‬
‫‪ ‬إذا طلبه مكن مقاحرن فيقاحل هذا التماحس‪.‬‬
‫‪ ‬إذا طلبه من هو دونه يقاحل هذا أمر‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا طلبه من هو أعلى منه فهذا دعاحء‪.‬‬
‫والستعيذ والسـتغيث لشـك أنـه طـاحلب مـن هـو أعلـى منـه لـاحجته إليـه‪،‬م فلهـذا كـل دليل فيـه ذكـر إفـراد الـ جـل وعل‬
‫باحلدعاحء والعباحدةا دليل على خصوص هذه السألة وهي أنث الستعاحذةا عباحدةا من العبــاحدات العظيمــة‪،‬م وإشذ كــاحنت كــذلك فــإن‬
‫إفراد ال باح واجب‪.‬‬
‫قــاحل هنــاح )من الشــرك السـتعاذة بغيـر الـ(‪،‬م وقـوله )السـتعاذة بغيـر الـ( هــذا الغيـ يشــمل كــل مــاح يتــوجه النــاحس إليــه‬
‫باحلشركر‪،‬م ويدخل ف ذلك باحلونلية ماح كاحن الشركون الاحهليون يتوجهون إليه بذلك من الن واللئكة ومن الصاحلي ومــن‬
‫الشجاحر والحجاحر ومن النبياحء والرسل إل غي ذلك‪.‬‬
‫هل قوله هناح )باب من الشرك الستعاذة بغير ال( )الستعاذة بغير ال( هل هذا القصود منــه‪ :‬أن الســتعاحذةا جيعــاح‬
‫ل تصلح إل ل‪،‬م وأنه لو استعاحذ بخملوقا فيماح يقدر عليه أنه يدخل ف الشركر؟‬
‫الجواب‪ :‬هذا فيه تفصيل‪.‬‬

‫‪.‬انتهى الشريط الاحمس )‪1‬‬


‫[ ‪] 88‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ـوجه‬
‫ومن أهل العلم من قاحل‪ :‬الستعاحذةا ل تصلح إل ل‪،‬م وليس ثوم استعاحذةا بخملوقا فيماح يقدر عليه؛ لن الستعاحذةا تـ م‬
‫القلـب واعتصــاحمه والتجـاحؤه ورغبــه ورهبــه فيهــاح هـذه العــاحنا جيعـاح‪،‬م فهـي تـوجمزه للقلـب‪،‬م وهــذه العـاحنا جيعــاح ل تصـلح إل لـ‬
‫جل وعل‪.‬‬
‫وقــاحل آخــرون‪ :‬قــد جــاحءت أدلــة بــأنه يســتعاحذ بــاحلخملوقا فيمــاح يقــدر عليــه لن حقيقــة الســتعاحذةا طلــب انكفــاحف الشــر‪،‬م‬
‫طلب العياحذ وهــو أن يعيـذ مـن شـر أحـدقا بـه‪،‬م وإذا كـاحن كـذلك ف إنه قد يكـون الخملـوقا يلـك شيئاح مـن ذلـك‪،‬م قاحلوا فـإذن‬
‫تكون الستعاحذةا بغي ال شركاح أكب إذا كـاحن ذلـك الخملـوقا ل يقـدر علـى أن يعيـذ أو ل يقـدر علـى العـاحذةا مـاح طلـب إل‬
‫ال جل وعل‪.‬‬
‫والذي يظهر من ذاكر أن القاحما ‪-‬كماح ذكرت لك فيه تفصيل‪،-‬م وذاكر أن الستعاحذةا فيهاح عمل ظاحهر وعمل باحطن‪:‬‬
‫فاحلعمل الظاحهر أن يطلب أن يطلب العوذ أن يطلب العياحذ وهو أن يعصم من هذا الشر أو ينجو من هذا الشر‪.‬‬
‫وفيهــاح عمــل بــاحطن وهــو تــوجه القلــب وســكينته واضــطراره وحــاحجته إلـ ـ هــذا الســتعاحذ بــه واعتصــاحمه بــذا الســتعاحذ بــه‬
‫وتفويض أمر ناحته إليه‪.‬‬
‫إذا كاحن هذان ف الستعاحذةا‪:‬‬
‫فإذا قيل الستعاذة ل تصـلح إل لـ؛ يعنـ ل تصـلح إل بـاحل‪،‬م ل يسـتعاحذ بخملــوقا مطلقــاح يعنـى أنـه ل يسـتعاحذ بـه مــن‬
‫ت‪،‬م باحلجــاحع ل يصـلح إل لـ‬
‫جهة النوعي جيعاح؛ لن منه القلب ‪-‬يعن النوعي معاح‪-‬؛ لن منه عمل القلب الذي وصــف ي‬
‫جل وعل‪.‬‬
‫وإذا قيل الستعاذة تصلح باحلخملوقا فيماح يقدر عليه فهذا لـاح جـاحء فـ بعـض الدلـة مــن الدللـة علـى ذلــك‪،‬م وهـذا إنــاح‬
‫يراد منه الستعاحذةا باحلقول ورغب القلب ف أن يشيلص ماح هو فيه من البلء‪،‬م وهذا يوزا أن يتوجه به إل الخملوقا‪.‬‬
‫فــإذن حقيقــة الســتعاحذةا تمــع الطلــب الظــاحهر وتمــع العنـ البــاحطن‪،‬م ولــذا اختلــف أهــل العلــم فيهــاح‪،‬م فاحلــذي ينبغــي أن‬
‫يكون منك دائماح على ذيكر أن توجه أهل العباحدات الشركية لن يشركون به من الوليـاحء أو الـن أو الصــاحلي أو الطـاحلي‬
‫أو غي ذلك أنأم جعوا بي القول باحللساحن وبي أعماحل القلوب الت ل تصلح إل ل جل وعل‪.‬‬
‫وبذا يبطل مـاح يقـوله أولئـك الرافيـون مـن أنث السـتعاحذةا بـم إنـاح هـي فيمـاح يقـدرون عليـه‪،‬م وأنث الـ أقـدرهم علـى ذلـك‪،‬م‬
‫فيكون إبطاحل مقاحلم راجعاح إل جهتي‪:‬‬
‫الهة الول أن يبطل قولم ف الستعاحذةا وف أشباحههاح أن هذا اليشت أو هذا الن يقدر على هذا المر‪،‬م وإذا ل يقتنــع‬
‫بذلك أو حصل هناحلك إيراد اشتباحه فيه‪.‬‬
‫فاحلعظم أن يتوجه الورد إل الدلة السـنية أن يتـوجه إلـ أعمـاحل القلــب وأن هـذا الـذي تـوجه إلـ ذلـك اليشـت أو الــول‬
‫قد قاحما بقلب من العبودياحت ماح ل يصلح إل ل جل جلله‪.‬‬
‫إذن فنقــول الســتعاحذةا لغي ـ ال ـ شــركر أكــب لنأــاح صــرف العبــاحدةا لغي ـ ال ـ جــل جللــه‪،‬م فــإن كــاحن ذلــك ف ـ الظــاحهر مــع‬
‫طمأنينة القلب باحل وتوجه القلب إل ال وحسن ظن باحل وأن هذا العبد إناح هو سبب أن القلب مطمئــن فيمــاح عنــد الـ‪،‬م‬
‫فإن هذه تكون استعاحذةا باحلظاحهر‪،‬م وأماح القلب فإن ل تقم به حقيقة الستعاحذةا وإذا كاحن كذلك كاحن هذا جاحئزجا‪.‬‬
‫[ ‪] 89‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ال مبـجن الجعـبن جفجزتادوهتـلم جرجهقـام﴾]الــن‪) ([6:‬وججألنته(‬


‫ون عبعرججـ ت‬
‫س جي تعـوذت ج‬ ‫قاحل رحه ال )وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جوجألنته كج ج‬
‫ان عرججالت بمجن العنلـ ع‬
‫هذه معطوفة على أول السورةا وهو ماح أوحى ال جل وعل إل نبيه ﴿قتلل تأوعحجي إعلجلي أجنلهت السـتججمجع نجـجفـتر عمـلن ا لعجـبن﴾]الــن‪،[1:‬م ثـ‬
‫ال مبـجن الجعـبن جفجزتادوهتـلم جرجهقـام( ومعنـ )جرجهقام( هنــاح يعنـ خوفــاح واضــطراباح فـ‬
‫ون عبرعججـ ت‬
‫وذ ج‬
‫س جي تعـ ت‬
‫النلـ ع‬ ‫بعد آياحت )جوجألنته كج ج‬
‫ان عرججالت بمـجن ع‬
‫القلب أوجب لم الرهاحقا والرهق ف البدان والرواح‪،‬م فلماح كاحن كذلك تعاحظمت الــن وزااد شــرمهاح‪،‬م قــاحل )جوجألنته جكـ ج‬
‫ان عرججـ ت‬
‫ال‬
‫الجبن( وقد كاحن الشركون إذا نزجلوا بـواد أو بكـاحن مـوف كـاحنوا يعتقـدون أن لكـل مكـاحن مـوف‬ ‫ون عبرعججالت بمجن ع‬ ‫وذ ج‬‫س جيتع ت‬‫اللن ع‬‫بمجن ع‬
‫جن أو سيثد من الن يدما ذلك الكاحن هو له ويسيطر عليه‪،‬م فكاحنوا إذا نزجلوا وادياح أو مكاحناح قاحلوا نعوذ بسـيد هــذا الـوادي‬
‫ان عرججـالت‬ ‫من سفهاحء قومه يعنون الن فعاحذوا باحلن لجل أن يكفن عنهم الشــر مــدةا مقــاحمهم‪،‬م لــذا قــاحل جــل وعل )جوجألنته كجـ ج‬
‫وه ـلم( يعن ـ زااد الــنم النــسو خوفــاح واضــطراباح وتعبــاح ف ـ النفــس‬ ‫اد ت‬‫وه ـلم جرجهق ـام(‪،‬م )جفزج ت‬
‫اد ت‬‫ون عبعرجج ـالت بم ـجن الجع ـبن جفزج ت‬
‫س جيعت ـوذت ج‬
‫مب ـجن العنل ـ ع‬
‫والرواح وإذا كاحن كذلك كاحن هذا ماح هو من العقوبة عليهم‪،‬م والعقوبة إناح تكون على ذنب‪،‬م فدلت الية على ذما أولئــك‪،‬م‬
‫وإناح يذموا لأنأم صرفوا تلك العباحدةا لغي ال جــل وعل‪،‬م والـ ســبحاحنه أمــر أن ييســتعاحذ بــه دون مـاح سـواه فقــاحل ســبحاحنه ﴿قتلل‬
‫ات الشـلجياطعينع)‪(97‬‬ ‫ك معـلن جهمجـزج ع‬
‫ب جأعتـوذت بعـ ج‬ ‫س﴾]النــاحس‪.[1:‬وقــاحل ﴿قتـلل جر ب‬ ‫ب ا لجفلجـعق﴾]الفلــق‪،[1:‬مـ وقــاحل ﴿قتـلل أجعتـوذت بعـجر ب‬
‫ب النلـا ع‬ ‫أجتعوذت بعجر ب‬
‫غ جفاسلـجتعلذ‬
‫ان نجـزل ت‬‫ون﴾]الؤمنــون‪[98-97:‬ـ واليــاحت فـ ذلــك كــثيةا كقـوله ﴿وجإع لمـا يجلنزججغنلـكج عمـجن الشـلليجط ع‬ ‫ضتر ع‬ ‫ح ت‬
‫ب[ جأن جي ل‬ ‫وذ عبكج ]جر ب‬ ‫جوجأعت ت‬
‫فعلم من التنصيص على الستعاحذ به وهو ال جـل وعل علــى أنث السـتعاحذةا حصـلت بـاحل وبغيه وأن الـ أمــر نـبيه‬ ‫بال﴾)‪ (1‬ي‬
‫أن تكــون اســتعاحذته بــه وحــده دون م ـاح س ـواه‪،‬م وذكــرتي لكــم أصــل الــدليل ف ـ ذلــك أن الســتعاحذةا عبــاحدةا وإذا كــاحنت عبــاحدةا‬
‫فتدخل فيماح دلت عليه لياحت من أفراد العباحدةا باحل وحده‪.‬‬
‫ادوهتلم رججهقام( وثـم قــول آخــر ‪-‬وهــو قــول قتــاحدةا وبعــض الســلف‪ -‬مــن أن )جرجهقام( معنــاحه إثــاح ؛ فزجادوهــم إثــاح‬
‫وف قوله )فججز ت‬
‫وهــذا أيضــاح ظــاحهر مــن جهــة الســتدلل إذا كــاحنت الســتعاحذةا موجبــة للث ـ‪،‬م فهــي إذن عبــاحدةا إذا ص ـرفت لغي ـ ال ـ وعبــاحدةا‬
‫مطلوبة إذا حرفت ل جل جلله‪،‬م وهذا يستقيم مع التجة من أن الستعاحذةا بغي ال شركر‪.‬‬
‫ت اللمعه المتاممـات‬ ‫ت رسوجل ال يـتقوتل »من نجـزجل ملنعزلم فجقاجل‪ :‬أجتعوذت بعجكلعما ع‬ ‫ع‬
‫ج‬ ‫جل ج ج‬ ‫ج‬ ‫قاحل )وعن خولة بنت حكيم رضي ال عنها قالت‪ :‬جسملع ت ج ت‬
‫ضلرهت جشليتء‪ ,‬جحتمـجى يجـلرجحـجل عمـلن جملنعزلعـعه جذلعـجك« رواه مسـلم( وجــه الدللــة مــن هــذا الــديث أن النــب بثيـ فضــل‬ ‫عملن جشمر جما جخلججق‪ ,‬لجلم يج ت‬
‫الســتعاحذةا بكلمــاحت الـ ـ فقــاحل )جمـ ـلن نجـ ـجزجل جملنـ ـعزلم فجقــاجل‪ :‬أجعتــوذت بعجكلعجمــاعت اللـم ـعه المتاممـ ـاتع عمـ ـلن جشـ ـمر جمــا جخلـج ـجق( وجعــل الســتعاحذ منــه‬
‫الخملوقاحت الشريرةا‪،‬م والستعاحذ به هو كلماحت ال‪،‬م وقد استدل أهل العلم ‪-‬حي نــاحظروا العتزجلــة وردوا عليهــم‪ -‬اسـتدلوا بـذا‬
‫الديث على أن كلماحت ال ليست بمخملوقة قاحلوا‪ :‬لن الخملوقا ل يستعاحذ به والستعاحذةا به شـركر‪.‬كماح قاحله المـاحما أحـد‬
‫وغيه من أئمة السنة‪.‬‬
‫فــوجه الدللــة مــن الــديث إجــاحع أهــل الســنة علــى الســتدلل بــه علــى أن الســتعاحذةا بــاحلخملوقا شــركر‪،‬م وأنــه لــاح أمــر‬
‫باحلستعاحذةا بكلماحت ال فإن كلماحت ال جل وعل ليست بمخملوقة‪.‬‬
‫ات( هنــاح‪ :‬الكلمــاحت‬ ‫ت اللمعه المتاممـ ع‬ ‫قاحل)جملن نجـجزجل جملنعزلم فجقاجل‪ :‬أجتعوذت بعجكلعماعت اللمعه المتامماتع عملن جشر جما جخلججق( فاحلقصــود ب ــ)جكلعما ع‬
‫ج‬ ‫م‬ ‫ج‬
‫الكونية الت ل ياحوزاهن بر ول فاحجر وهي القصودةا بقـوله جـل وعل﴿قتل لجـو جكـاجن ا لبلحـر عم جدامدا لعجكلعمـا ع‬
‫ت جربـي لجنجعفـجد ا لبجلحـتر قجـلبـجل‬ ‫ج‬ ‫ج ت‬ ‫ل ل‬

‫‪.‬العراف‪،200:‬م فصلت‪1) 36:‬‬


‫[ ‪] 90‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ت جكلعجمــا ت‬
‫سبـجعةت أجبلتحتر جما نجعفجد ل‬ ‫ع عع‬ ‫ت‬ ‫ت رببي﴾]الكهف‪،[109:‬م ﴿ولجو أجنلما عفي اللجر ع ع‬ ‫ع‬
‫ت‬ ‫ض ملن جشجججرة أجقلجلمت جوا لبجلحتر يجتمبدهت ملن بجـلعده ج ل‬ ‫ل‬ ‫جل ج‬ ‫أجلن جتنجفجد جكلجما ت ج‬
‫ال لعه﴾]لقماحن‪.[27:‬‬
‫ت جربـجك عصـلدمقا جوجعـلدمل﴾ هــذه‬ ‫ت جكلعجمـا ت‬
‫صـلدمقا جوجعـلدمل جل تمبجـبدجل لعجكلعجمـاتععه﴾]النعــاحما‪،[115:‬م وفـ قـراءةا ﴿جوتجلمـ ل‬ ‫ت جكلعجمةت جربـ ج‬
‫ك ع‬ ‫﴿جوتجلم ل‬
‫الية ف الكلماحت الشرعية وكذا ف الكلماحت الكونية‪.‬‬
‫ات( يعنـ الكلمــاحت الكونيــة‪،‬م )عمـلن جشـمر جمـا جخلجـجق( يعنـ مــن شــر الــذي خلقــه الـ جــل‬ ‫إذن فقوله )أجتعوذت بعجكلعما ع‬
‫ت اللمـعه المتاممـ ع‬ ‫ج‬
‫وعل‪،‬م وهذا العموما القصود من شر الخملوقاحت الت فيهاح شر‪،‬م وليست كل الخملوقاحت فيهاح شر؛ بل ث ملوقاحت طيبة ليس‬
‫فيهاح شر كاحلنة واللئكة والرسل والنبياحء والولياحء‪،‬م وهنــاحكر ملوقـاحت خيلقـت وفيهـاح شـر فاحسـتعيذ بـاحل جـل وعل بكلمـاحت‬
‫ال جل وعل من شر النفس الشريرةا والخملوقاحت الت فيهاح شر‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب من الشرك أن يستغيث بغير ال أو أن يدعو غيره‬


‫سسـلك‬‫ت جفعإنلـكج عإذام بمـجن الظلـعالعمينج )‪(106‬ـ جوعإن جيلم ج‬‫ك جولج جيضـتبرجك فجـعإن فججع لـ ج‬ ‫ون الـع جمـا لج جيلنجفعتـ ج‬
‫ع عملن دت ع‬‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جولج جتلد ت‬
‫شاءت عملن ععجباعدهع جوتهجو الغجتفــوتر اللرعحيــمي﴾]يــونس‪- 106 :‬‬ ‫ب بععه جمن يل ج‬ ‫ف جلته عإلل تهوج وإعلن يعرلدجك بعجخليتر فجلج رالد لعجف ل ع ع ع‬
‫ضله يتصي ت‬ ‫ج‬ ‫ج ت‬ ‫ل جكاشع ج‬
‫ضرظ جف ج‬
‫ال عب ت‬
‫ت‬
‫‪.[107‬‬
‫وه جوالشتكتروا لجهت إعلجليعه تـلرججتعوجن﴾‬
‫اعتبتد ت‬
‫ق جو ل‬
‫الرلز ج‬
‫ال ب‬‫ل لج يجلملعتكوجن لجتكلم عرلزقأ جفلابجتتغوا ععلنجد ع‬ ‫وقوله‪﴿ :‬إعلن العذين تجلدتعوجن عمن تدوعن ا ع‬
‫ل‬ ‫ج‬
‫]العنكبوت‪.[17:‬‬
‫القجيامجـ عة جوتهـلم جعـلن تدجعــائععهلم غجــافعتلوجن)‪ (5‬جوإعجذا تحعشـجر‬
‫جيبت لجـته عإلــى يجـولعم ع‬ ‫ون الـع جمـن لل جيسلـجت ع‬‫وق ـوله‪﴿ :‬جومجـلن جأضـجلب عمملـن يجـلدتعوال معـن دت ع‬
‫س جكاتنوا لجتهلم أجلعجداءم جوجكاتنوا بعععبجاجعدعتهلم جكافععريجن﴾ ]الحقاحف‪.[6-5:‬‬ ‫اللنا ت‬
‫ل﴾]النمل‪.[62 :‬‬ ‫ض أجعءلجهت لمع ا ع‬ ‫السوءج جويجلججعلتتكلم تخلججفاءج الجلر ع‬
‫ف ب‬ ‫ش ت‬ ‫ضجطرل عإجذا دججعتاه جوجيكل ع‬
‫الم ل‬
‫جيبت ت‬ ‫وقوله‪﴿ :‬جألمن يت ع‬
‫ج‬
‫روى الطبانا بإسناحده‪ :‬أنه كاحن ف زامن النب مناحفق يـؤذي الــؤمني‪،‬م فقـاحل بعضــهم‪ :‬قومـوا بنـاح نسـتغيث برســول الـ مـن‬
‫هذا الناحفق‪ .‬فقاحل النب ‪» :‬إنه ل يستغاث بي‪ ،‬إنما يستغاث بال«‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫قـوله )باب من الشــرك أن يسـتغيث بغيـر الـ أو يـدعو غيـره(‪،‬م )مـن الشــرك( ‪-‬كمــاح ذكرنــاح فيمــاح ســبق‪ -‬يعنـ الشــركر الكــب‪،‬م‬
‫)أن يستغيث( يعن الستغاحثة؛ لن )أن( مع الفعل تؤول بصدر‪ :‬باحب من الشركر الستغاحثة بغيـ الـ أو اســتغاحثةز بغيـ الـ‬
‫أو دعاحء أو دعوةا غيه أو دعاحء غيه‪ .‬وهذا ظاحهر ف أن الستغاحثة كماح ذكرناح طلب‪،‬م والطلب نــوع مــن أنـواع الــدعاحء‪،‬م ولــذا‬
‫قــاحل العلمــاحء‪ :‬إن فـ قـوله )أو يــدعو غيــره( بعــد )أن يسـتغيث بغيــر الـ( فيــه عطــف للعــاحما علــى الــاحص‪،‬م ومــن العلـوما أن‬
‫الاحص قد يعطف على العاحما وأن العاحما قد يعطف على الاحص‪.‬‬
‫وق ـوله )أن يســتغيث بغيــر ال ـ( هــذا أحــد أف ـراد الــدعاحء كمــاح ذكرنــاح؛ لن الســتغاحثة طلــب والطلــب دعــاحء‪،‬م )أو يــدعو‬
‫غيره( هذا عاحما الذي يشمل الستغاحثة ويشمل الستعاحذةا ويشمل أصناحفاح كثيةا من أنواع الدعاحء‪.‬‬
‫[ ‪] 91‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫)أن يستغيث( الســتغاحثة هـي طلـب الغــوثا‪،‬م والغــوثا يصــل لـن وقـع فـ شـدةا وكــرب يشـى معــه الضــرثةا الشـديدةا أو‬
‫اللكر‪،‬م فيقاحل أغاحثه إذا فزجع إليه وأعــاحنه علــى مــاح بــه وخلثصــه منــه‪،‬م كمــاح قــاحل جــل وعل فـ قصـة موســى ﴿جف ل‬
‫اسجتجغجاثته الـذعي معـلن‬
‫شـعيعجعتعه عجلجـى الــذعي معـلن عجـتدبوعه﴾]القصــص‪) [15:‬اسلـجتجغجاثته الــذعي عمـلن شـعيعجعتعه( يعنـ مــن كــاحن مــن شــيعة موســى طلــب الغــوثا مــن‬
‫موسى على من كاحن من عدوا لماح جيعاح‪،‬م فأغاحثه موسى عليه السلما‪.‬‬
‫فــإذن الســتغاحثة طل ــب الغ ــوثا‪،‬م وطل ــب الغ ــوثا ل يص ــلح إل م ــن الـ ـ فيم ــاح ل يق ــدر علي ــه إل الـ ـ ج ــل جلل ــه؛ لن‬
‫الستغاحثة يكن أن تطلب من الخملوقا لنه يقدر عليهاح‪.‬‬
‫بعض العلماحء يقول‪ :‬نضبط ذلك بقولناح الستغاحثة شركر أكب إذا استغاحثا باحلخملوقا فيماح ل يقدر عليه ذلك الخملوقا‪.‬‬
‫وقاحل آخرون‪ :‬الستغاحثة شركر أكب إذا استغاحثا باحلخملوقا فيماح ل يقدر عليه إل ال‪.‬‬
‫وهاحتاحن متلفتاحن‪،‬م والصح منهمـاح الخيةا؛ لن الــرء إذا اسـتغاحثا بـاحلخملوقا فيمـاح ل يقـدر عليـه إل الـ‪،‬م والخملــوقا يعلـم‬
‫أن ل يقدر عليه إل ال فإنه شركر أكب باحل جل وعل‪،‬م أو ف حقيقة المر أنه ل يقدر عليه إل ال‪.‬‬
‫أماح قول من قاحل من أهل العلم أن الستغاحثة شركر أكب إذا اسـتغاحثا بـاحلخملوقا فيمـاح ل يقـدر عليـه‪،‬م فـإن هـذا يوـكريد عليـه‬
‫أن ثــة أشــياحء قــد يكــون فـ الظــاحهر يقــدر عليهـاح الخملــوقا لكــن فـ القيقــة ل يقــدر عليهــاح‪،‬م فــإذن يكــون هــذا الضــاحبط غيـ‬
‫منضبط‪.‬‬
‫لن مثل من وقـع فـ شـدةا وهـو فـ غـرقا مثل وتـوجه لرجـل يـراه بأنه يغيثـه‪،‬م فقـاحل استغيث بـك استغيث بـك وذاكر ل‬
‫يســن الســباححة ول النــاحء مــن الغــرقا فهــذا اســتغاحثا بــاحلخملوقا فيمــاح ل يقــدر عليــه الخملــوقا‪ .‬فهــل يكــون شــركاح أكــب؟ ل‪,‬هل‬
‫لـم؟ لن الغاحثة عاحدةا من الغرقا ونوه يصلح أن يكون الخملوقا قاحدرا عليهاح‪.‬‬
‫فيكون الضاحبط الثاحنا هو الصحيح هو أن يقاحل‪ :‬الستغاثة شرك بغير ال شرك أكبر إذا كان استغاث فيما ل يقدر عليه إل‬
‫ال‪.‬‬
‫أماح إذا استغاحثا فيماح يقدر عليـه غيـ الـ مـن الخملــوقي؛ لكـن هـذا الخملـوقا العيـ لـ يقـدر علـى هـذا الشـيء‪،‬م فإنه ل‬
‫يكون شركاح؛ لنه ماح اعتقد ف الخملوقا شيئاح ل يصلح إل ل جل جلله‪.‬‬
‫فإذن نقول الستغاحثة بغي ال‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كاحنت فيماح ل يقدر عليه إل ال فهي شركر أكب‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا كــاحنت فيمــاح يقــدر عليــه الخملــوقا فهــي جــاحئزجةا‪،‬م كمــاح حصــل مــن صــاححب موســى إكذ اســتغاحثا بوســى عليــه‬
‫السلما‪.‬‬
‫قاحل )أو يدعو غيره( الدعاحء كماح ذكرت لك هو العباحدةا‪،‬م والدعاحء نوعاحن‪ :‬دعاحء مسألة ودعاحء عباحدةا‪.‬‬
‫نعن بدعاء المسألة‪ :‬ماح كاحن فيه طلـب وفيـه سـؤال يرفـع يـديه لـ جل وعل ويـدعو‪،‬م هـذا يسـمى دعـاحء مسـألة‪،‬م وهـو‬
‫الذي يغلب عند عاحمة السلمي ف تسمية الدعاحء‪،‬م إذا قيل دعاح فلن يعن سأل ربه جل وعل‪.‬‬
‫والنوع الثاحنا دعاء العبادة‪ :‬كماح قاحل جل وعل ﴿جوأجلن ا لجمجساعججد لعلعه فججل تجلدتعوا جمجع ال لعه أججحمدا﴾]الن‪،[18:‬م يعن ل تعبدوا‬
‫مع ال أحدا أو ل تسألوا مع ال أحدا‪،‬م وكماح قاحل النب »الدعاءت هو العبادة«‪.‬‬
‫[ ‪] 92‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫دعاحء السألة غي دعاحء العباحدةا؛ دعاحء العباحدةا كحاحل من صلى‪،‬م كحـاحل مـن زاكـى‪،‬م كــل صـنف مــن أصـناحف العبـاحدةا يقــاحل‬
‫له دعاحء؛ لكنه دعاحء عباحدةا‪.‬‬
‫قاحل العلماحء‪ :‬دعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة‪ ،‬ودعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة‪.‬‬
‫يعن أن من سأل ال جل وعل شيئاح فهو دارع دعاحء مسألة وهذا متضمن أنه يعبد الـ؛ لن الـدعاحء دعـاحء السـألة أحـد‬
‫أنواع العباحدةا‪،‬م فدعاحء السألة متضمن للعباحدةا لنه جل وعل يب من عباحده أن يسألوه‪.‬‬
‫دعـاحء العبـاحدةا مسـتلزجما لـدعاحء الســألة؛ يعنـ مــن صـلى فيلـزجما أنــه أنشــأ الصـلةا أنـه يســأل الـ القبـول يســأل الـ الثـواب‪،‬م‬
‫فيكون دعاحء السألة متضمن لدعاحء العباحدةا و دعاحء العباحدةا مستلزجما لدعاحء السألة‪.‬‬
‫إذا تقرر ذلك فهذا التفصيل أو هذا التقسيم مهم جـدا فـ الجـة فـ القــرآن وفـ فهـم الجـجح الـت يريـدهاح أهــل العلـم؛‬
‫لنــه قــد حصــل مــن الرافيي ـ والــداعي إل ـ الشــركر أنأــم يؤولــون اليــة الــت ف ـ الــدعاحء باحلســألة‪،‬م أو اليــة الــت ف ـ الســألة‬
‫باحلدعاحء‪.‬‬
‫وإذا تــبي لــك ذلــك يعن ـ مــاح ذكرنــاح فــإنه ل انفكــاحكر ف ـ القيقــة بي ـ دعــاحء الســألة ودعــاحء العبــاحدةا ‪،‬م فهــذا هــو ذاكر إمــاح‬
‫باحلتضمن أو باحللزجوما‪،‬م ومعلوما أن دللة التضمن واللزجوما دللت لغوية واضحة جاحءت ف القرآن وجاحءت ف السنة‪.‬‬
‫ث ساحقا الشيخ رحه ال بعض الدلة علـى أن الدعاحء إنـاح ييتـوجه بـه إلـ الـ وأنـه الستغاحثة إنـاح ييتـوجه باح إلـ ال جـل‬
‫وعل فيماح ل يقدر عليه إل ال‪.‬‬
‫ضرظ جف ج‬
‫ل‬ ‫ال عب ت‬
‫ك ت‬‫س ج‬‫سل‬‫ين )‪ (106‬جوعإن يجمل ج‬
‫الظعالمع ج‬
‫ك عإذام مبجن ل‬
‫ت جفعإلن ج‬
‫ضربجك جفعإن جفجعل ج‬‫ال جما جل جيلنجفتعكج جوجل جي ت‬
‫ون ع‬ ‫ع عملن تد ع‬ ‫قاحل )﴿جوجل جتلد ت‬
‫ب بععه جمن يلجشاءت عملن ععجباعدعه جوتهجو الغجتفوتر اللرعحيمي﴾]يونس‪([107- 106 :‬‬ ‫اشفج جلته عإلل ته جو وإعلن ]يعرلدجك[)‪ (1‬بعجخليتر فجلج رالد لعجف ل ع ع ع‬
‫ضله يتصي ت‬ ‫ج‬ ‫ج ت‬ ‫جك ع‬
‫ك جولج جيضـتبرجك(‪،‬م )جولج تجـلدتع( هــذا نأــي‪،‬م والنهــي تــوجه إلـ الفعــل )تجـلدتع( وإذا‬‫ون الـع جمـا لج جيلنجفعتـ ج‬ ‫قاحل ف أولاح )جولج جتلد ت‬
‫ع عملن دت ع‬
‫كاحن كذلك فإنه يعم أنواع الدعاحء‪،‬م وقد ذكرت لك أن الـدعاحء منـه دعـاحء مسـألة ومنــه دعـاحء عبـاحدةا؛ لن النكـرةا إذا جـاحءت‬
‫ع( نكرةا لنأاح فعل مشتمل على مصــدر‪،‬م والصــدر‬
‫ف سياحقا النهي أو ف سياحقا النفي أو ف سياحقا الشرط فإنأاح تعمث‪،‬م و)جتلد ت‬
‫حدثا نكرةا‪،‬م فإذن هذا يعم نوعي الدعاحء وهذا مراد الشيخ أو أحد مراداته من الستدلل بذه الية‪.‬‬
‫ال( يعن نأى ال جل وعل أن يتوجه لغي ال بدعاحء الســألة أو بــدعاحء العبــاحدةا؛ يعنـ بــاحلطلب أو‬
‫ون ع‬
‫ع عملن دت ع‬
‫)جوجل جتلد ت‬
‫بأي نوع من أنواع العباحدات‪،‬م فل طلـب يصـلح فيمـاح ل يقـدر عليـه إل منـه جـل وعل ويـدخل فـ ذلـك السـتعاحذةا ويــدخل‬
‫ف ذلك الستغاحثة الت هي طلب الغوثا‪.‬‬
‫كــذلك دعــاحء العبــاحدةا بــأنواعه مــن الصــلةا والزجكــاحةا والتســبيح والتهليــل والســجود وتلوةا القــرآن ل تصــلح إل لـ‪،‬م كــذلك‬
‫الذبح النذر أنواع أعماحل القلوب التوكل مبة العباحدةا ورجاحء العباحدةا وخوف السر كلهاح أنواع العباحدةا من أنواع دعاحء العبــاحدةا‪،‬م‬
‫فهذه الية دلت على النهي أن يتوجه أحد إل من هو دون ال جل وعل بدعاحء مسألة أو بدعاحء عباحدةا‪.‬‬
‫وكاحن أعظم هذا النهي أن وجه إل الصطفى الذي هو إمـاحما التقي وإمـاحما الوحدين‪.‬‬
‫ال( تشمل مع ال أو مون دون ال استقلل‪.‬‬
‫ال( ذكرت لك من قبل أنه قوله )معلن تدونع ع‬
‫ع معلن تدونع ع‬
‫قاحل )وججل جتلد ت‬
‫‪.‬الشيخ قاحل‪ :‬يسسك )‪1‬‬
‫[ ‪] 93‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ضبرجك( يعن الذي ل ينفعك ول يضركر‪،‬م و)جمـا( تشمل العقلء وغي العقلء يعن تشـمل أن ييعنـ‬ ‫قاحل)جما لج جيلنجفتع ج‬
‫ك جولج جي ت‬
‫بــاح اللئكــة والنبيــاحء والرســل وييعنـ بــاح الصــاحلون وييعنـ بــاح مــاح ل يعقــل كاحلصــناحما والحجــاحر والشــجاحر ‪،‬م وهــذا مــن جهــة‬
‫دللة اللغة‪.‬‬
‫ت( يعن إن دعوت من دون ال أحدا‪،‬م وذلك الحد موصوف بأنه ل ينفعك ول‬ ‫قاحل ال جل وعل لنبيه )جفعإن فججعل ج‬
‫ين(‪،‬م وهذا إذا كاحن ف حق النب عليه الصلةا والسلما الذي كمثل ال له التوحيد إذا حصل منه‬ ‫الظعالمع ج‬ ‫يضركر )جفعإلن ج‬
‫ك عإذام مبجن ل‬
‫الشركر فإنه يصبح ظاحلاح ويصبح مشركاح وحاحشاحه عليه الصلةا والسلما من ذلك‪،‬م فهذا تويف لن هو دونه من ل يعصم‬
‫ول يعط العصمة من ذلك‪.‬‬
‫قاحل )جفعإن فججعلتج( يعن إن دعوت من دون ال ماح ل ينفعك ول يضركر‪،‬م )فجعإلنكج عإذام( يعن بسبب تلك الدعوةا من‬
‫الظاحلي‪،‬م والظاحلون جع تصحيح للظاحل والظاحل اسم فاحعل للظلم‪،‬م والظلم الراد به هناح الشركر كماح قاحل جل وعل ﴿إعلن‬
‫شلرجك لجظتلتم جععظيتم﴾]لقماحن‪.[13:‬‬
‫ال ب‬
‫ف جلته عإلل تهوج( الغرض من أن يسأل أحزد غوي ال ف إناحء ماح به طلب كشف‬ ‫ل جكاشع ج‬
‫ضرظ جف ج‬
‫ال عب ت‬
‫ك ت‬‫س ج‬
‫سل‬‫ث قاحل )جوعإن يجمل ج‬
‫الضر‪،‬م الغرض من أن تستغيث بغي ال طلب كشف الضر‪،‬م الغرض من أن يستعيذ بغي ال طلب كشف الضر؛ ولذا‬
‫ضرظ جف ج‬
‫ل‬ ‫ال عب ت‬
‫ك ت‬‫س ج‬
‫سل‬‫ذكر ال جل وعل القاحعدةا العاحمة ف ذلك الت تقطع عروقا الشركر من القلب حيث قاحل )جوعإن يجمل ج‬
‫اشفج جلته عإلل تهجو(‪،‬م إذا مسك ال بضر فمن يكشف الضر؟ يكشفه من قدثره ومن قضاحه عليك‪،‬م فهذا يقطع التوجه لغي‬ ‫جك ع‬
‫ال تعاحل ولكن ماح داما أنه أذن فيماح يقدر عليه الخملوقا أن يتوجه عليه بطلب الغوثا أو طلب المسقياح أو نو ذلك يكون‬
‫من ريخص به والمد ل‪.‬‬
‫ال عبضتظر(‪،‬م )عبضتظر( هناح أيضاح نكرةا جاحءت ف سياحقا الشرط فيعم جيع أنواع الضر‪،‬م سواء كاحن‬
‫سكج ت‬
‫سل‬‫قاحل )جوعإن جيلم ج‬
‫ضيرا ف الدين أو كاحن ضرا ف الدنياح‪،‬م سواء كاحن ضرا ف الدنياح من جهة البدان أو من جهة الموال أو من جهة الولد‬
‫ف جلهت عإلل تهجو(‬
‫اش ج‬
‫ل كج ع‬
‫ال عبضتظر( بأي نوع من أنواع الضر )جف ج‬
‫سكج ت‬
‫سل‬‫أو من جهة العراض أو من أي شيء‪،‬م فـ)إن عن جيلم ج‬
‫ف القيقة الذي يكشف الضر هو ال جل وعل‪،‬م ل يكشف البلوى إل ال سبحاحنه وتعاحل‪،‬م وإذا كاحن الخملوقا يقدر‬
‫على ذلك الكشف فإناح هو من جهة أنه سبب جعله ال سبباح يقدر على أن يكشف بإذن ال جل وعل‪،‬م وإل‬
‫فاحلكاحشف ف القيقة هو ال جل وعل‪،‬م والخملوقا ولو كاحن يقدر فإناح قدر بإقدار ال له إذ هو سبب من السباحب‪،‬م‬
‫فإذن ول يكشف على القيقة إل ال جل وعل‪.‬‬
‫وإذا تبي ذلك ظهر لك وجه استدلل الصنف لذه الية هو مناحسبة الية للتجة من عدةا جهاحت كماح ذكرناح‪.‬‬
‫وه جوالشتكتروا لجهت﴾]العنكبوت‪ ([17 :‬الدعاحء من أعظم ماح يتعلق به اللق‬
‫اعتبتد ت‬
‫ق جو ل‬ ‫قاحل )وقوله تعاحل ﴿جفلابجتتغوا ععلنجد ع‬
‫ال الربلز ج‬
‫إذا كاحن من جهة طلب الرزاقا؛ لن طلب الرزاقا أعظم أسباحب الياحةا‪،‬م فإذا ل يكن عنده رزاقا يوشك على اللكر‪،‬م ولذا‬
‫ذكر الماحما هذه الية الت فيهاح توحيد طلب الرزاقا ل؟ لن معظم حاحل الستغيثي إناح هي لطلب الرزاقا‪،‬م والرزاقا اسم عاحما‬
‫يشمل ك شل ماح يصلح أن يرزاقا؛ يعن أن ينح ويعطى‪،‬م فيدخل ف ذلك الصحة والعاحفية‪،‬م يدخل ف ذلك الاحل الطعاحما‪،‬م‬
‫يدخل ف ذلك البيت‪،‬م يدخل ف ذلك الدواب‪،‬م ويدخل ف ذلك أنواع ماح يتاحجه الرء‪.‬‬
‫[ ‪] 94‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ق( مفعول و)ععلند‬


‫ال الربلزجق( أصل تركيب الكلما فاحبتغوا الرزاقا عند ال‪،‬م و)لابجتغتوا( فعل أمر و)الربلز ج‬
‫قاحل )جفلابجتتغوا ععلنجد ع‬
‫ال( الصل أن يتأخر على الفعول؛ قاحل علماحء العاحنا من علوما البلغة‪ :‬إن تقدي ماح حمقه التأخي يفيد الختصاحص‪,‬هل‬
‫ع‬
‫ال الربلزجق(‬
‫فاحبتغوا عند ال الرزاقا واجعلوا ذلك البتغاحء متصاح باحل جل وعل‪،‬م هكذا يفهم العرب هذه الية )جفلابجتتغوا ععلنجد ع‬
‫يعن فليكن ابتغاحؤكم الرزاقا من عند ال وحده فل تستغيثوا بغيه ف طلب رزاقا ول تستنجدوا بغيه ف طلب رزاقا وإناح‬
‫ذلك ل جل وعل‪.‬‬
‫وه( ليجمع أصناحف السؤال باح يشمل دعاحء السألة ودعاحء العباحدةا‪.‬‬
‫اعتبتد ت‬
‫ث قاحل )وج ل‬
‫القجيامج عة جوتهلم جعلن تدجعائععهلم جغافعتلوجن(( دللة‬
‫يب جلته عإلى جيولعم ع‬
‫ج ت‬‫سجت ع‬
‫ال جمن لل جي ل‬ ‫ث قاحل ) وقوله )جوجملن جأضجبل عملمن يجلدعتوال عمن دت ع‬
‫ون ع‬
‫ال( فهي ظاحهرةا ف أن ث داعي وث مدعو والدعو‬ ‫الية ظاحهرةا ف الدعاحء؛ لن ال قاحل )جوجملن جأضجبل عملمن يجلدعتوال عمن دت ع‬
‫ون ع‬
‫القجيامج عة جوتهلم جعلن تدجعائععهلم جغافعتلوجن)‪ (5‬جوإعجذا‬ ‫يب جلته عإلى جيولعم ع‬
‫ج ت‬‫سجت ع‬
‫ال جمن لل جي ل‬ ‫غي ال جل وعل )جوجملن جأضجبل عملمن يجلدعتوال عمن دت ع‬
‫ون ع‬
‫س جكاتنوا لجتهلم أجلعجداءم جوجكاتنوا بعععبجاجعدعتهلم جكافععريجن(‪.‬هل‬ ‫ع‬
‫تحشجر اللنا ت‬
‫وجه دللة من الية أن استعمل كلمة )جيلدتعوال( فجاحء الوصف بأبشع الضلل على من دعاح من دون ال أمواتاح غي‬
‫أحياحء‪،‬م والدليل على أنه أراد الموات ول يرد الصناحما والحجاحر أنه قاحل )جمن لل جيلسجتعجيبت جلته عإلى يجلوعم القعجيجامعة( فجعل غاحية‬
‫الستجاحبة إل يوما القياحمة؛ النع من الستجاحبة إل يوما القياحمة‪،‬م وهذه ف الموات لن الشيت إذا كاحن يوما القياحمة ينشر‬
‫وصاحر يسمع ويرباح أجاحب من طلبه إشذ هو حي يكون ف ذلك القاحل حي وهو كاحن قاحدرا‪،‬م وأماح الشيت ‪-‬من هو ف البزاخ‪-‬‬
‫فهو الذي يصدقا عليه وصف ال جل وعل بقوله )جمن لل جيلسجتعجيبت جلته عإلى يجلوعم القعجيجامعة(‪.‬‬
‫ولفظ )جمن( ف اللغة الصل فيه أنأاح للعقلء‪،‬م هكذا يقول النحاحةا‪.‬‬
‫ونقول الصح‪ :‬أن يقاحل )جمن( الصل فيهاح ف اللغة لن ويعلم؛ )‪ (1‬يعن عند علماحء النحو يقولون من للعقلء وماح‬
‫لغي العقلء والصح أن نقول من لن يعلم لنأاح يدخل فيهاح ال جل وعل ف بعض الياحت‪.‬‬
‫ياحطبون ويعلمون وييعلم منهم‪,‬هل قاحل )عإلى جيولعم‬ ‫فإذن )جمن( لن يصح أن يعلم وهؤلء هم من كاحنوا بشرا ياحكطبون و و‬
‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫القعجيجام عة جوتهلم جعلن تدجعائعهلم جغافتلوجن( وهذا الوصف ليس للصناحما إناح هو للموات ث قاحل )جوإجذا تحشجر اللنا ت‬
‫س جكاتنوا لجتهلم أجلعجداءم‬
‫غيـتر أجلحجياتء جوجما يجلشعتتروجن أجلياجن يت لـبـجعتثوجن)‪ (21‬جوإعلجتهتكلم إعلجهت‬ ‫جوجكاتنوا بعععبجاجعدعتهلم جكافععريجن( ولذلك قاحل حل وعل ف سورةا النحل ﴿أجلمجوا ت‬
‫ت جل‬
‫جواعحتد﴾]النحل‪.[22-21:‬هل‬
‫وء﴾]النمل‪ ([62 :‬هذه الية من سورةا النمل فيهاح أن‬ ‫الس ج‬
‫شفت ب‬ ‫ضجطلر عإذجا دجعجتاه جوجيلك ع‬
‫يب المت ل‬
‫ج ت‬‫قاحل )وقوله‪﴿ :‬جألمن يت ع‬
‫ضجطرل عإجذا دججعتاه( هذا ف الدعاحء دعاحء السألة‪،‬م قاحل )جوجيلك ع‬
‫شفت‬ ‫الم ل‬ ‫الضطر ف الدعاحء إناح هي ل جل وعل‪،‬م قاحل )جألمن يت ع‬
‫جيبت ت‬
‫وء( وكشف السوء يكون تاحرةا باحلستغاحثة وتاحرةا بغي ذلك‪،‬م ولذا يكون هذا القدر مكن الية يصلح كماح ترجم به‬
‫الس ج‬
‫ب‬
‫ج ت‬
‫يب‬ ‫السوءج( هذا ف الستغاحثة‪،‬م و )جألمن يت ع‬
‫ف ب‬ ‫ش ت‬
‫الؤلف رحه ال من اللفظي لفظ الستغاحثة والدعاحء لقوله )جوجيلك ع‬
‫ض أجعءلجهت لمجع اعل( وهذا استفهاحما إنكاحري‬
‫اه( هذا ف دعوةا غي ال معه‪،‬م قاحل بعدهاح )جويجلججعلتتكلم تخلججفاءج الجلر ع‬
‫ضجطرل عإذجا دججع ت‬
‫الم ل‬
‫ت‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الساحدس )‪1‬‬


‫[ ‪] 95‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ل ( ينكر عليهم أن يتخمذ إله مع ال‪،‬م بأي شيء؟ بأن يدعوا غي ال أو يتوجهوا ف كشف السوء لغي ال‬ ‫)أجعءلجهت لمع ا ع‬
‫ج‬
‫فيماح يقدر عليه إل ال‪،‬م )أجعءلجهت لمع ا ع‬
‫ل قمعليلم جما تججذلكتروجن(‪.‬‬ ‫ج‬
‫قاحل )روى الطبانا بإسناحده‪ :‬أنه كاحن ف زامن النب مناحفق يؤذي الؤمني‪،‬م فقاحل بعضهم( بعضهم هناح هو أبو بكر‬
‫الصديق كماح جاحء ف بعض الرواياحت )قوموا بناح نستغيث برسول ال من هذا الناحفق‪ .‬فقاحل النب ‪» :‬إنه ل يستغاث بي‪،‬‬
‫إنما يستغاث بال«( من طلب الصحاحبة الستغاحثة باحلنب هذا طلب جاحئزج لنأم طلبوا الغاحثة من النب عليه الصلةا‬
‫والسلما فيماح يقدر عليه؛ لن عليه الصلةا والسلما ف هذا القاحما يقدر أن ييغيث باحلمر بقتل الناحفق أو المر بسجنه أو‬
‫بتهديده أو بأخذ عقوبة عليه؛ لنه كاحن يؤذي الؤمني بتعزجير أو بغيه‪،‬م فإذن استغاحثتهم إناح هي ف قولم )قوموا بنا‬
‫نستغيث برسول ال( استغاحثتهم برسول ال فيماح يقدر عليه لكن النب علمهم الدب ف ذلك وعلمهم الكمل ف ذلك‬
‫حيث قاحل )إنه ل يستغاث بي إنما يستغاث بال(‪،‬م وحقيقة الستغاحثة على وجه الكماحل إناح هي باحل جل وعل ل بنبيه‬
‫فكاحن حصل منهم نوع إلتفاحت للنب عليه الصلةا والسلما فيماح يقدر عليه‪،‬م فبي لم أن الواجب عليهم أن يستغيثوا باحل‬
‫جل وعل أول فقاحل )إنه ل يستغاث بي( و)ل يستغاث بي( هذا نفي فيه معن النهي؛ يعن ل تستغيثوا ب إناح أستغيث باحل‬
‫ف شر ذلك الناحفق عنهم‪.‬‬ ‫ف هذا المر‪،‬م وإذا أغاحثهم ال جل وعل ك ث‬
‫هذا الديث بعض العلماحء قاحل إن ف إسناحده ابن ليعة وحاحله معروف‪،‬م وإيراد الئمة أئمة الديث للحاحديث الت‬
‫قد يكون إسناحد بعض مقاحل هذا هو الصواب إذا كاحن ماح ف الديث من العن قد عضدته الدلة من القرآن أو من‬
‫السنة‪،‬م وماح ف هذا الديث من قوله النب عليه الصلةا والسلما )إنه ل يستغاث بي إنما يستغاث بال(‪,‬هل قد دلت عليه‬
‫الياحت الت سلفت‪،‬م وهذا صنيع أهل الديث‪،‬م صنيع الراسخمون ف العلم من أهل الديث كماح قاحل شيخ السلما ابن‬
‫تيمية ف معرض كلما له ف الفتاحوى قاحل‪ :‬أهل الديث ل يستدلون بديث ضعيف ف أصل من الصول؛ بل إماح ف‬
‫تأييده ‪-‬يعن ف تأييد ذلك الصل‪ -‬أو ف جزجء من الفروع‪ .‬وهذا هو صنيع الشيخ رحه ال ف هذا الكتاحب‪،‬م فإنأم‬
‫يستدلون بأحاحديث هي من جهة العن الت اشتملت عليه صحيحاح‪،‬م فقد ساحقا شيخ السلما ابن تيمية هذا الديث‬
‫مستدل به ف رده على البكري العروف باحلستغاحثة‪،‬م كتاحب الستغاحثة الكبى أو الرد على البكري‪،‬م وقاحل‪ :‬إن هذا حديث‬
‫هو ف معن ماح جاحء ف النصوص‪.‬‬
‫فقوله عليه الصلةا والسلما )إنه ل يستغاث بي( يعن ل تستغيثوا ب إناح استغيثوا باحل؛ لن )يستغاث( نفي وهناح‬
‫يراد به النهي‪.‬‬
‫هذا الباحب ظاحهر ف الناحسبة لاح قبله ولاح بعده أيضاح ف أثن الستغاحثة بغي ال نوع من أنواع الدعاحء‪،‬م وأن الدعاحء‬
‫عباحدةا وإن الستغاحثة عباحدةا وصرف العباحدةا لغي ال جل وعل كفر وشركر‪.‬‬
‫ب جدلعجوة اللداعع إعجذا جدجعاعن‬ ‫ك ععباعدي جعبني فجعإبني قجعري ع‬
‫ب أتجي ت‬
‫ت‬ ‫يدل على أن الدعاحء عباحدةا قول ال جل وعل ﴿جوإعجذا جسأجلج ج ج‬
‫ب جدلعجوة اللداعع إعجذا جدجعاعن( الجاحبة؛ إجاحبة الدعوةا يكون ف السؤال؛‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬
‫فجـليجلستججيتبوا لي جولليتـلؤمتنوا بي﴾]البقرةا‪ [186:‬وقوله )أتجي ت‬
‫يعن إذا سئل أجاحب‪،‬م ويكون أيضاح باحلعطاحء والثاحبة فيماح إذا عيبكود‪،‬م فيجيب الدعوةا بإعطاحء الساحئل سؤله‪،‬م وييب أيضاح‬
‫الدعاحء بإثاحبة الداعي العاحبد على عباحدته‪.‬‬
‫[ ‪] 96‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ولذا يفسر السلف الياحت الت فيهاح إجاحبة الدعاحء ونو ذلك بأن فيهاح إعطاحء سؤل الساحئل وإثاحبة العاحبد؛ لن‬
‫ب جدلعجوة اللداعع إعجذا جدجعاعن( فهناح )جدجعاعن( يعن سألن أو عبدنا مع‬ ‫ع‬
‫الصحاحبة والسلف يعلمون أن الدعاحء يشمل هذا وهذا )أتجي ت‬
‫أنأاح ف السؤال ظاحهرةا ف الدعاحء بينة‪.‬‬
‫والياحت ف مثل ذلك كثيةا كقوله جل وعل –قاحل إبراهيم عليه السلما‪﴿-‬جوأجلعتجعزلتتكلم جوجما تجلدتعوجن عملن تدوعن ال لعه جوأجلدتعو‬
‫جرببي جعجسى أجلل أجتكوجن بعتدجعاعء جرببي جشعقبيا﴾]مري‪،[48:‬م وقاحل بعدهاح جل وعل﴿فجـلجلما العتجـجزلجتهلم جوجما يجـلعبتتدوجن﴾]مري‪،[49:‬م إبراهيم عليه‬
‫السلما قاحل )جوأجلعتجعزلتتكلم جوجما تجلدتعوجن(‪,‬هل قاحل ال )فجـلجلما العتجـجزلجتهلم جوجما يجـلعبتتدوجن( فدل على أن الدعاحء هو العباحدةا‪،‬م والعباحدةا هي‬
‫الدعاحء‪،‬م والدعاحء يفسر تاحرةا بدعاحء السألة ودعاحء العباحدةا وهذا حاحصل وهذا حاحصل من هؤلء لصناحمهم وأوثاحنأم‪.‬‬
‫الباحب الذي بعده وهو باحب قول ال تعاحل ﴿أجيتلشعرتكوجن جما جل يجلخلتتق جشليمئا جوتهلم يتلخلجتقوجن﴾]العراف‪.[191:‬نعم‪...‬‬
‫‪X‬‬
‫[ ‪] 97‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫باحب قول ال تعاحل﴿أجيتلشعرتكوجن جما جل يجلخلتتق جشليمئا جوتهلم يتلخلجتقوجن)‪ (191‬جوجل يج ل‬


‫سجتعطتيعونج‬
‫ن﴾]العراف‪[192-191:‬‬
‫صترو ج‬
‫يجـلن ت‬ ‫صرما جولج أجنلـتف ج‬
‫ستهلم‬ ‫لجتهمل جن ل‬
‫وقوله‪﴿ :‬جوالعذيجن تجلدتعوجن عملن تدونععه جما يجلملعتكــوجن عمـلن قعطلعميـتر)‪(13‬إلن تجـلدتعوتهلم لم يجلسـجمتعوا تدجعـاجءتكلم جولجـلو جسـعمتعوا جمـا السـتجججاتبوا لجتكـلم‬
‫ك عمثللت جخعبيرر﴾]فاحطر‪،[13:‬م‬ ‫جويجـلوجم العقجياجمعة يجلكتفتروجن بععشلركعتكلم جولج يجـنجبئت ج‬
‫ت جربجـاععيجتتهت‪،‬م فقــاحل‪» :‬جكليـ ج‬
‫ف يتـلفعلـتح قج ـلومت جشـمجوا‬ ‫س رضــي الـ عنــه قــاحل‪ :‬شــجح النــب يجـلوجم أتتحـتد‪،‬م و تكعسـجر ل‬ ‫وفـ الصــحيح‪،‬م عــن أنـ ر‬
‫س لججك عمجن الجلمعر جشليءت﴾ ]آل عمران‪.[128 :‬‬ ‫نجبيمـتهلم؟هل«‪،‬م فنزجلت‪﴿ :‬لجلي ج‬
‫ع‬
‫وفيه‪ :‬عن ابن عمر رضي ال عنهماح أنه سع رسول ال يقول‪ :‬إعجذا رفجع رأجسه من المركوع مجن المركععة العخرعة من الفجـر يقـول‪:‬‬
‫شـليءت﴾]آل‬ ‫ك عم جن الجلمـعر ج‬ ‫س لجـ ج‬
‫ك الحمـد‪.‬هل فــأنزجل الــ‪﴿ :‬لجليـ ج‬ ‫اللهمم الجع لن فلنـام وفلنـام وفلنـما‪ ,‬بعـجدما يقـول سـمجع اللمـه لمـن جحعمـجده ربمنـا ولـ ج‬
‫عمران‪.[128:‬‬
‫ك عمـجن الجلمـعر جشـليءت﴾‬
‫س لجـ ج‬
‫وف رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والاحرثا ابن هشاحما‪،‬م فنزجلت‪﴿ :‬لجلي ج‬
‫]آل عمران‪[128 :‬‬

‫وفيه‪ :‬عن أب هريرةا ‪،‬م قاحل‪ :‬قاحما فيناح رسول ال حي أنزجل عليه‪﴿ :‬وأنعذلر جعشيرتج ج‬
‫ك القجربين﴾ ]الشــعراء‪،[214 :‬م فقــاحل‪:‬‬
‫ب لج أتلغنعـي جعلنتكـلم‬ ‫ستكلم ]عمجن الـ[‪.‬هل لج أتلغنعـي جعلنتكـلم عمـجن الـ جشـليئجام‪.‬هل يجـا بجنعـي جعلبـعد ا لتمطمعلـ ع‬ ‫ش )أو كلمة نحوها( الشتجـتروا أجنلـتف ج‬ ‫شجر قتـجريل ت‬ ‫»جيا جملع ج‬
‫ك عمجن اللمعه جشليئام‪.‬هل يـجـا جفاعطجمـةت‬‫ك عمن ال جشليئام‪.‬هل يا صعفيمةت جعمةج رسوعل اللمعه لج أتلغعني جعلن ع‬
‫م جت‬ ‫ج ج‬
‫ع‬
‫ب لج أتلغني جعلن ج ج‬ ‫س بلجن جعلبعد ا لتمطملع ع‬
‫مجن ال جشليئام‪.‬هل جيا جعمبا ت‬
‫ع‬
‫ت جرتسوعل اللمعه جسعليعني بعجما عشلئعت‪.‬هل لج أتلغعني جعلنعك عمجن ال جشليئام«‪.‬هل‬ ‫بعلن ج‬
‫]الشرح[‬
‫هــذا البــاحب )بــاب قــول ال ـ تعــالى﴿أجيتلش ـعرتكوجن جمــا جل يجلخلتـتق جش ـليمئا جوته ـلم يتلخلجتقــوجن)‪ (191‬جولج جيسلـجتعطيعت ج‬
‫ون جلهت ـلم جنص ـلرما﴾( هــذا‬
‫الباحب إيراده بعد البواب التقدمة من أحسن اليراد وأعظمهاح فقهـاح ورســوخاح فـ العلـم؛ ذلــك أثن برهـاحن وجــوب توحيـد الـ‬
‫جل وعل ف إلـهيته هو ماح يرككوزج ف الفطر من أن ال جل وعل واحد ف ربوبيته‪،‬م والربوبية وأثن ال واحد ف ربوبيته هذه يقر‬
‫باح الشركون ويقر باح كل أحد‪،‬م فهي البهاحن على أن الستحق للعباحدةا هو من تونحد ف الربوبية‪،‬م فهذا الباحب والباحب الــذي‬
‫بعده أيضاح برهاحن لستحقاحقا ال العباحدةا وحده دون ماح سواه بدليل فطري ودليل واقعي ودليل عقلي‪.‬‬
‫ومــن العل ـوما أن الدلــة العقليــة عنــدناح أهــل الســنة والماحعــة نأخــذهاح مــن الكتــاحب والســنة؛ لن ف ـ الكتــاحب والســنة مــن‬
‫الدلة العقلية ماح يغن عن تكملف أدلة عقلية أخرى لن تأمل ذلك ف نصوص الوحيي‪.‬‬
‫فهذا الباحب ف بياحن أن الذي يلق هو ال وحده والـذي يـرزاقا هــو الـ وحــده والـذي يلـك هـو الـ وحــده وأن غيـ الـ‬
‫جل وعل ليس له نصيب من اللق وليس له نصيب من النرزاقا وليس له نصيب مـن الحياحء وليــس لـه نصـيب مـن الماحتة‬
‫س لججك عمـجن الجلمـعر جشـليءت(‪،‬م حــت أعلــى اللــق مقاحمــاح‬
‫وليس له نصيب من المر وليــس لــه ملــك حقيقــي فـ أمــر مــن المــور )لجلي ج‬
‫س لججك عمجن الجلمعر جشـليءت( يعنـ لســت ماحلكــاح لشــيء مــن المــر‪،‬م ليــس‬ ‫وهو النب عليه الصلةا والسلما قاحل له ال جل وعل )لجلي ج‬
‫مــن المــر شــيء تلكــه‪،‬م اللما هنــاح لما اللــك‪،‬م فمــن الــذي يكلــك إذن؟ هــو ال ـ جــل وعل‪،‬م فــإذا كــاحن النــب عليــه الصــلةا‬
‫والسلما يينفى عنه ذلك فإثن نفيه عمن هو دونه من باحب أول‪.‬‬
‫[ ‪] 98‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫والـذين توثجهـوا إلـ أصــحاحب القبــور أو إلـ الصــاحلي والوليــاحء والنبيــاحء فـ داخلهـم زاشعـزم بـأنأم يلكــون أشـياحء‪،‬م إثمـاح أن‬
‫يلكوا شيئاح من الرزاقا أو يلكوا شيئاح من التوسط والشفاحعة بدون إذن من ال جل وعل ومشيئته‪.‬‬
‫فإذن هذا الباحب أحد البواب الت فيهاح البهاحن على استحقاحقا الـ للعبـاحدةا وحـده دون مـاح سـواه‪،‬م والقــرآن فيـه كثي مـن‬
‫الباهي على أ ثن الستحق للعباحدةا هو ال جل وعل وحده دون ماح سواه‪،‬م فمن تلك الدلة والباهي مـاح فـ القـرآن مـن أدلة‬
‫فيهــاح إقـ ـرار الشــركي بتوحيــد الربوبيــة‪،‬م كــل ذلــك النــوع مــن الدلــة فيــه دليــل علــى أنن الســتحق للعبــاحدةا هــو مــن أقررتـ ـ لــه‬
‫باحلربوبية‪.‬‬
‫ومن الدلة والباهي على ذلك ماح ف القرآن من أن ال جل جلله نصر رسله وأولياحءه على أعدائهم وأثن كل طاحئفة‬
‫من طوائف الشركر ذلت وخضعت وغلبت أماحما طوائف أهل الياحن أماحما جند ال جل وعل من الرسل وأتباحع الرسل‬
‫والنبياحء‪،‬م وهذا نوع آخر من الدلة أنه ماح من طاحئفة موحدةا بعث ال جل وعل إماحمهاح ورسولاح بقتاحل الشركي إل‬
‫وظهرت عليهم‪,‬هل إل وغلبتهم حت صاحرت العاحقبة لم‪،‬م وهذا أمر ف القرآن كثي وأدلته كثيةا‪,‬هل قصص النبياحء‪،‬م وقصص‬
‫القرى‪،‬م وكل قرية خاحلفت رسولاح عوقبت وهكذا كل القرى‪،‬م هذا دليل على أن التوحيد هو الق وأثن الشركر باحطل‪.‬‬
‫من الدلة نوع آخر ف القرآن‪-‬من الباهي نوع آخر ف القرآن‪ -‬كمن أن الخملوقا ضعيف‪،‬م أن العاحبد الذي يســمع هــذا‬
‫القرآن‪,‬هل كل ملوقا‪,‬هل كـل مكلـف يعلـم مــن نفسـه الضــعف‪،‬م وأنـه جـاحء إلـ اليــاحةا بغيـ إختيــاحره؛ بـل الـ جـل وعل هــو الــذي‬
‫أتى به إل هذه الياحةا‪،‬م وأنه سيخمرج من هذه الياحةا بغي إختياحره أيضاح‪،‬م فهو أيضاح مقهور‪،‬م ويعلم قطعاح أن الذي قهــره وأذلــه‬
‫وجعله على هذه الاحلة ليس هو تلك اللة إناح هو ال جل وعل وحده هو الذي ييي وييت‪،‬م وهذا إقرار عاحما يعلمــه كــل‬
‫أحد من فطرته‪.‬‬
‫مــن الدلــة و ال ـباهي أ ثن ال ـ جــل وعل لــه الســاحء الســن ولــه الصــفاحت العل وأنــه ذو النعــوت الكاحملــة وذو النعــوت‬
‫الليلة ‪-‬نعوت اللل ونعوت الماحل ونعوت الكماحل‪،-‬م وهو سبحاحنه كـل الكمــاحل الطلـق فـ كـل إسـم لــه وفـ كـل نعــت‬
‫ووصف له‪،‬م له الكماحل الطلق الذي يعتيه نقص ف وجه من الوجوه‪.‬‬
‫هــذا البــاحب ذكــر فيــه الشــيخ رحــه ال ـ أحــد أن ـواع أدلــة الربوبيــة أو براهي ـ التوحيــد‪،‬م وأنــه ال ـ جــل وعل هــو الواحــد ف ـ‬
‫ربوبيته‪.‬‬
‫والباحب الذي يليه هو باحب قول ال تعاحل ﴿إعجذا فتـبزجع جعلن قتـتلوبععهلم جقاتلوا جماجذا جقاجل جربتكلم جقاتلوا ا لجحلق جوتهجو ا لجعلعبي ا لجكعبيتر﴾]سبإ‪:‬‬
‫‪ [23‬فيه دليل على عظمة ال جل وعل ف صفاحته‪.‬‬
‫وف هذا الكتاحب تنويع أيضاح ‪-‬كماح سيأت‪ -‬براهي التوحيد ‪-‬توحيد العباحدةا‪ -‬بأدلة من القرآن متنوعة‪،‬م ونكمل إن‬
‫شاحء ال ف الدرس القاحدما شرح هذا الباحب‪،‬م والذي يليه‪،‬م وصلى ال وسلم وباحركر على نبيناح ممد‪.‬‬
‫)‪ (1‬بسم ال الرحن الرحيم‪،‬م المد ل والصلةا والسلما على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بداه‪.‬‬
‫صرما﴾]العراف‪:‬‬
‫ون جلتهلم جن ل‬ ‫)باحب قول ال تعاحل﴿أجيتلشعرتكوجن جما جل يجلخلتتق جشليمئا جوتهلم يتلخلجتقوجن)‪ (191‬وججل جي ل‬
‫سجتعطيعت ج‬
‫‪،[192-191‬م وقوله‪﴿ :‬جوالعذيجن تجلدتعوجن عملن تدونععه جما يجلملعتكوجن عملن قعطلعميتر﴾]فاحطر‪ ([13:‬ذكرناح لكم باحلمس أن هذا‬

‫‪.‬من هناح يبتدئ الشريط الساحبع )‪1‬‬


‫[ ‪] 99‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الباحب مع الباحب الذي يليه مناحسبته لكتاحب التوحيد أثن هذين الباحبي هاح برهاحن للتوحيد؛ برهاحن لستحقاحقا ال حل وعل‬
‫العباحدةا وحده و على بطلن عباحدةا ماح سواه‪،‬م وهذا البهاحن هو بتقرير أثن ال حل وعل واحد ف ربوبيته‪،‬م ودليل ذلك‬
‫الفطرةا ودليل ذلك العقل ودليل ذلك أيضاح النص من الكتاحب والسنة‪،‬م فل أحد ينكر أن ال جل وعل هو ماحلك اللك‪،‬م‬
‫وهو الذي بيده تصريف المر كيف يشاحء‪،‬م إل شرذمة قليلة من الناحس ‪-‬كماح قاحل الشهرستاحنا وغيه‪ -‬ل يصح أن تنسب‬
‫لم مقاحلة‪.‬‬
‫فاحلناحس مفطورون على القرار باحلرب وعلى القرار بأنأم‪،‬م وإذا كاحن كذلك فإن الجة عليه ف وجوب توحيد‬
‫اللوهية أن ال جعل ف فطرهم القرار بأن ال واحد ف ربوبيته‪،‬م ولذا الشركون ل ينكرون أن ال جل جلله واحد ف‬
‫خلقه واحد ف ورشزاقه؛ يعن أنه هو اللقا وحده‪،‬م و أنه هو الرزااقا وحده‪،‬م وأنه جل وعل هو الذي ييي و ييت‪،‬م وهو‬
‫الذي يي ول ياحر عليه‪،‬م وهو الذي بيده ملكوت السماحوات و الرض‪،‬م وهو الذي ينبت النباحت‪،‬م وهو الذي يينزجل الاحء‪،‬م‬
‫إل آخر أفراد تدبيه جل وعل للمر وأفراد توحيد الربوبية‪.‬‬
‫فاحلبهاحن على أثن ال هو الستحق للعباحدةا وحده أنه جل وعل هو ماحلك اللك وحده‪،‬م وهو الذي يدبر هذا‬
‫اللكوت وحده‪،‬م وهو الذي خلق العباحد والعباحد صاحئرون إليه‪،‬م وأماح اللة الت توجه إليهاح العباحد باحلعباحدةا من النبياحء‬
‫والولياحء واللئكة فإناح هم ملوقون مربوبون ل يلقون شيئاح وهم يلقون‪،‬م وأيضاح ل يستطيعون نصرا لن سألم‪،‬م وإناح‬
‫ذلك ل جل وعل‪.‬‬
‫فإذا كاحن أولئك ليس لم من المر شيء‪،‬م وليس لم من اللك شيء‪،‬م وليس لم من اللق شيء‪،‬م وليس لم من‬
‫تدبي المر شيء‪،‬م وإناح تدبي أمر السماحوات وتدبي أمر الرض بيد ال وحده دوناح سواه‪،‬م فإن الذي يستحثق العباحدةا‬
‫وحده هو الذي يفعل تلك الفعاحل‪،‬م وهو الذي يتصف بتلك الصفاحت‪،‬م هو الذي وثحده العباحد ف ربوبيته‪.‬‬
‫فإذا كاحن كذلك يب أن يكون إذن واحدا ف أفعاحلم لكي ل يتوجهوا ف العباحدةا إل إليه وحده‪.‬‬
‫وهذا كثي ف القرآن جدا‪،‬م فإنك تد ف القرآن أثن أعظم الدلة والباهي على الشركي ف إبطاحل عباحدتم لغي ال‬
‫وف إحقاحقا عباحدةا ال وحده دوناح سواه أنأم يقرون بتوحيد الربوبية‪،‬م فاحلقرار بتوحيد الربوبية برهاحن توحيد اللية‪،‬م فاحل جل‬
‫وعل احتجح ف القرآن على الشركي باح أقروا به من توحيد الربوبية على ماح أنكروه من توحيد اللـهية‪.‬‬
‫ت‬‫سمع واللجبلصار ومن يلخعرج ا لحلي عمن ا لميب ع‬
‫ك ال ل ل ج ج ج ج ج ج ل ت ت ج ل ج‬ ‫سجماعء جواللجلر ع‬
‫ض أجلملن يجلملع ت‬ ‫ولذا قاحل جل وعل ﴿قتلل جملن يجـلرتزقتتكلم عمن ال ل‬
‫ت عملن ا لجحبي جوجملن يتجد بـتر اللجلمجر فججسيجـتقوتلوجن ال لهت فجـتقلل أجفججل تجـتلـتقوجن﴾]يونس‪[31:‬؛ يعن أتقرون بذلك فل تتقون الشركر‬
‫ج ا لجميب ج‬
‫جويتلخعر ت‬
‫ت لكم أن الفاحئدةا أتت بعد المزجةا فهي تعطف ماح بعدهاح على جلة مذوفة دثل عليهاح السياحقا‪،-‬م )أجفججل‬ ‫‪-‬لنا ذكر ي‬
‫تجـتلـتقوجن( يعن أتقرون بأن ال واحد ف ربوبيته فل تتقون الشركر به؟ ﴿فججذلعتكتم الت جربتكتم الجحبق﴾ باحعتافكم وبإيقاحنكم‪،‬م‬
‫ضلجتل﴾]يونس‪،[32:‬م وهذا نوع احتجاحج باح أقروا به وهو توحيد الربوبية على ماح أنكروه وهو‬ ‫﴿فججماجذا بجـلعجد الجحبق إعلل ال ل‬
‫توحيد اللـهية‪.‬‬
‫ع ع ع‬ ‫عع‬
‫كذلك الياحت العظيمة ف سورةا النمل قاحل جل وعل﴿قتلل ا لجحلمتد ل له جوجسجلتم جعجلى عجباعده الذيجن ا ل‬
‫صطججفى جءآل لهت ج ل‬
‫خيـتر أجلما‬
‫سجماعء جماءم فجأجنلـبجلتـجنا بععه جحجدائعجق جذا ج‬
‫ت بجـلهججتة جما جكاجن لجتكلم أجلن تـلنبعتتوا جشجججرجها‬ ‫ض جوأجنلـجزجل لجتكلم عمجن ال ل‬ ‫سموا ع‬
‫ت جوالجلر ج‬ ‫يتلشعرتكوجن )‪ (59‬أجلملن جخلججق ال ل ج ج‬
‫[ ‪] 100‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫أجإعلجهت جمجع ال لعه بجلل تهلم قجـلوتم يجـلععدتلوجن﴾]النمل‪) [60-59:‬أجإعلجهت جمجع ال لعه( هناح إنكاحر عليهم‪،‬م أنكر لاحذا؟ لن ماح سبق يقرون به‪،‬م‬
‫سموا ع‬
‫ت جوالجلر ج‬
‫ض( يقرون بأن الذي خلقهاح هو ال‪،‬م فإذن كيف يتخمذون إلاح مع ال‪،‬م كاحن هذا إنكاحر‪,‬هل من‬ ‫)أجلملن جخلججق ال ل ج ج‬
‫الذي أنزجل لم من السماحء ماحء فأنبت لم به حدائق ذات بجة؟ هو ال‪،‬م فإذن كيف يتخمذون إلاح معه‪،‬م ولذا قاحل جل‬
‫وعل )أجإعلجهت جمجع ال لعه(‪,‬هل هذا إنكاحر عليهم‪،‬م )بجلل تهلم قجـلوتم يجـلععدتلوجن( يعن يعدلون باحل غويه أو يعدلون غي ال جل وعل به؛‬
‫يعن يساحوون هذا بذا‪،‬م أو )يجـلععدتلوجن( يعن يصرفون عن الق وييصرفون عنه إل غيه‪،‬م فكيف يعدلون عن الق ل غيه أو‬
‫ض قجـجرامرا جوجججعجل عخلجلججها أجنلـجهامرا جوجججعجل لججها‬
‫كيف يعدلون باحل غيه من اللة وهكذا الية الت بعدهاح قوله ﴿أجلملن جججعجل الجلر ج‬
‫جرجواعسجي جوجججعجل بجـليجن البجلحجريلعن جحاعجمزا﴾]النمل‪،[61:‬م جواب الشركي على هذا السؤال )أجلملن( جوابم هو ال‪،‬م قاحل جل وعل‬
‫ضجطلر عإذجا دجعجتاه﴾]النمل‪ [62:‬رجع من‬
‫يب المت ل‬
‫ج ت‬‫﴿أجإعلجهت جمجع ال لعه بجلل أجلكثجـترتهلم لج يجـلعلجتموجن﴾]النمل‪،[61:‬م ث قاحل جل وعل ﴿جألمن يت ع‬
‫السوءج‬
‫ف ب‬ ‫ش ت‬‫ضجطرل عإجذا دججعتاه جوجيكل ع‬ ‫الم ل‬
‫جيبت ت‬ ‫الياحت الت ف الفاحقا وفيماح حولم إل الشيء الذي يعلمونه علم اليقي ﴿جألمن يت ع‬
‫ت البجـبر جوالبجلحعر‬ ‫ل قجعليلم ما تججذلكروجن﴾]النمل‪،[62 :‬م ث قاحل جل وعل ﴿أجلمن يلـلهعديتكم عفي ظتلتما ع‬ ‫ض أجعءلجهت لمع ا ع‬ ‫جويجلججعلتتكلم تخلججفاءج الجلر ع‬
‫ج‬ ‫ل‬ ‫ج ت‬ ‫ج‬
‫ح بتلشمرا بجـليجن يججدلي جرلحجمتععه أجعءلجـهت لمجع ال تجـجعاجلى الت جعلما يتلشعرتكوجن )‪ (63‬أجلمن يجـلبجدتؤا الجخلجق ثتلم يتععيتدهت جوجمن يلـلرتزقتتكلم عمجن‬ ‫ع‬
‫جوجمن يبـلرستل البرجيا ج‬
‫صاعدعقيجن﴾]النمل‪،[64-63:‬م وف القيقة أنه ل برهاحن لم‪،‬م ولذا‬ ‫سماعء والجر ع ع‬
‫ض أجءلجـهت لمجع ال قتلل جهاتتوا بتـلرجهانجتكلم إعلن تكلنتتلم ج‬ ‫ال ل ج ج ل‬
‫قاحل ف آية الؤمنون ﴿جوجملن يجلدعت جمجع ال لعه إعلجمها آجخجر جل بتـلرجهاجن لجهت بععه فجعإنلجما عحجسابتهت ععلنجد جربعه﴾]المؤمنون‪) ،[117:‬جل بتـلرجهاجن لجهت بععه(‬
‫فكل إله ل برهاحن له‪,‬هل )جل بتـلرجهاجن لجهت( يعن ل حجة قاحئمة على إنه إلـه وإناح اتذه البشر باحلطغياحن وباحلظلم‪،‬م ﴿جوجملن يجلدعت جمجع‬
‫ال لعه إعلجمها آجخجر جل بتـلرجهاجن لجهت بععه فجعإنلجما عحجسابتهت ععلنجد جربعه إعنلهت جل يتـلفلعتح الجكافعتروجن﴾]المؤمنون‪ ،[117:‬فهذا الباحب قاحئم على هذه‬
‫الجة‪،‬م ولذا من أعظم الجة على الشركي وعلى الذين توجهوا إل الموات توجهوا إل القبورين بطلب تفريجح الكرباحت‬
‫وطلب إغاحثة اللهفاحت وطلب إناحح الاحجاحت وسؤال ماح يتاحجه الناحس‪،‬م أعظم الجة عليهم أشن تتجح عليهم بتوحيد‬
‫الربوبية‪.‬‬
‫وهؤلء الشركون ف هذه الزامنة زاادوا ‪-‬كماح قاحل الشيخ رحه ال ف القواعد الربع‪ -‬زاادوا على مشركي الاحهلية‬
‫بأنأم اعتقدوا أن لتلك اللة‪,‬هل لتلك الموات‪,‬هل أن لم تصرفاح ف الكون أيضاح‪،‬م فنسبوا إليهم شيئاح من الربوبية ول يعلوا‬
‫توحيد الربوبية أيضاح خاحلصاح‪.‬‬
‫وهذا البهاحن برهاحن عظيم ينبغي لك أن تتوسع ف دلئله وأن تعلم الجة ف القرآن منه؛ لن القرآن كثيا ماح يتثجح‬
‫بذا البهاحن وهو توحيد الربوبية على ماح ينكره الشركون وهو توحيد اللية‪.‬‬
‫من ذلك ماح ساحقه الشيخ رحه ال ف هذا الباحب قاحل )باحب قول ال تعاحل﴿أجيتلشعرتكوجن جما جل يجلخلتتق جشليمئا جوتهلم يتلخلجتقوجن﴾(‬
‫هذا إنكاحر وتوبيخ لم كيف يشركون الذي ل يلق وهم يلقون ومن الذي خلقهم هو ال جل وعل هو الذي خلق من‬
‫عبدوا وهو الذي خلق العاحبد أيضاح‪،‬م فاحلذي يستحق العباحدةا وحده دون ماح سواه إناح هو ال ذو اللل والكراما‪،‬م قاحل )وجل‬
‫صرما( لن النصر ف القيقة إناح هو من عند ال جل وعل‪،‬م لو أراد ال أن ينع نصر الناحصر لنعه‪.‬‬
‫ون جلتهلم جن ل‬
‫سجتعطيعت ج‬
‫جي ل‬
‫قــاحل )وقـوله‪﴿ :‬جوالـعذيجن تجـلدتعوجن عمـلن تدونعـعه جمـا يجلملعتكــوجن عمـلن قعطلعميـتر)‪(13‬إلن تجـلدتعوتهلم لم يجلسـجمتعوا تدجعــاجءتكلم﴾ اليــاحت( قــاحل )جمـا‬
‫يجلملعتكوجن عملن قعطلعميتر( وهذا موطن الشاحهد‪،‬م وقوله )جما يجلملعتكوجن عملن قعطلعميتر(حــت هــذا القطميـ وهــو غلف النـواةا أو البــل‬
‫[ ‪] 101‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الواصـل مـن أعلـى النـواةا إلـ ظهـر الثمـرةا هـذا ل يلكـونه‪،‬م فغيه مـاح هـو أعلـى منـه مـن بـاحب أولـ وأولـ‪،‬م وحـت هـذا الشـيء‬
‫القيـ ـ ل يلك ــون م ــاح ل يت ــاحجه الن ــاحس ول يطلب ــونه‪،‬م فكي ــف إذن يطلب ــون منه ــم أشــياحء ل يلكونأ ــاح؟ قــاحل جــل وعل هن ــاح‬
‫)جوالعذيجن تجلدتعوجن عملن تدونععه جما‪.‬هل‪.‬هل‪.‬هل(‪) ،‬العذيجن ( إســم موصــول يعــم كــل مــاح دعــي مــن دون الـ ‪-‬اللئكــة أو النبيــاحء والرســل أو‬
‫الصــاحلي مــن المـوات أو الطــاحلي أو الــن أو الصــناحما والشــجاحروالحجاحر‪-‬؛ كــل مــاح دعــي ومــاح دعــي فــإنه ل يلــك ولــو‬
‫قطميا ل يلك هذا‪،‬م فإذن ل يسأل؟ فاحلواجب أن يتوجه باحلسؤال لن يلك‪.‬‬
‫ذلك ذكر الشيخ رحه ال بعد ذلك عدةا أحاحديث ف هذا الباحب‪،‬م وهذه الحاحديث مـدارهاح علـى بيـاحن قـول ال جـل‬
‫س لججك عمجن الجلمعر جشليءت﴾]آل عمـران‪، [128 :‬م ووجــه الســتدلل مــن هــذه الحــاحديث وإيـراد هــذه اليــة‪ :‬أن هــذا النفــي‬ ‫وعل ﴿لجلي ج‬
‫توجه إل رسول ال وهو عليه الصلةا والسلما سيد ولد آدما‪،‬م ليس لك ياح ممد مــن المــر شــيء‪،‬م واللما فـ قـوله لــك لما‬
‫الستحقاحقا أو لما اللك؛ يعن ل تستحق شيئاح أو ل تلك شيئاح يعنـ ل تسـتحقه بـذاتك وإنـاح بـاح أمـر الـ جـل وعل وبـاح‬
‫أذن به‪،‬م فتعظيم النب ومبة النب عليه الصلةا والسلما هي فرع عن مبة ال وعــن تعظيـم الـ جـل وعل‪،‬م فمـاح هــو أبعـد أو‬
‫أعظم ماح أذن ال به فليس لـه ذلــك‪،‬م أو كــذلك الكلــك؛ كملــك الشـياحء أو يملــك شـيء مــن المــر فـإنه ليـس لـه عليـه الصــلةا‬
‫س لججك عمجن الجلمعر جشليءت(‪،‬م ولــو كـاحن لــه عليــه الصـلةا والســلما مــن المــر شـيء لنصـر نفسـه‬ ‫والسلما ‪,‬هل ذلك قاحل جل وعل )لجلي ج‬
‫ب جعلجليعهـلم‬ ‫وأصحاحبه يوما أحد ولكن ف يوما أحد حصل ماح حصل فأنزجل ال جل وعل قوله ﴿لجيس لج ج ع‬
‫ك ملن اللجلمعر جشـليءت أجلو يجـتتـو ج‬ ‫ل ج‬
‫أجلو يتـجعبذبجـتهلم فجعإنلـتهلم جظالعتموجن﴾]آل عمران‪.[128:‬‬
‫كذلك الديث الخر لاح لعـن النـب فـ قنـوت الفجـر فلنـاح وفلنـاح مـن النـاحس الـذين آذوا الـؤمني نـزجل قـول ال جـل‬
‫س لججك عمجن الجلمعر جشليءت(؛ يعن لست تلك شيئاح من المر ‪.‬‬ ‫وعل )لجلي ج‬
‫وهكذا الديث الذي بعده‪.‬‬
‫وهـذه الحــاحديث دالـة علـى أن النـب نيفــي عنـه أن يلـك شـيئاح مـن ملكــوت الــ‪،‬م وإذا كـاحن كـذلك فـإنه عليـه الصــلةا‬
‫والســلما قــد بلـثـغ ذلــك وبثينــه‪،‬م ومــن هــو دونــه عليــه الصــلةا والســلما مــن بــاحب أولــ‪،‬م فاحللئكــة أول ـ أن ينفــى عنهــم ذلــك‪،‬م‬
‫والنبياحء أول أن ينفى عنهم ذلك‪،‬م وكذلك الصاحلون من أتباحع الرسل وأتباحع ممد كذلك أول أن يينفى عنهم ذلك‪.‬‬
‫فإذا كاحن كذلك بطلت كل التومجهاحت إل غي ال جل و عل‪،‬م ووجب أن ييتوجه باحلعباحدةا وبأنواع العباحدةا مــن الــدعاحء‬
‫والستغاحثة والستعاحذةا والذبح والنذر وأنواع التوثجهاحت إل الق جل وعل وحده دون ماح سواه‪.‬‬
‫ك القجربين﴾]الشــعراء‪،[214 :‬مـ قــاحل النــب ‪» :‬يا معشــر قريـش اشـتروا أنفسـكم‪ ،‬ل‬ ‫الديث الخي لاح نزجلت ﴿وأنعذلر جعشيرتج ج‬
‫ث‬
‫أغني عنكم من ال شيئام‪ ،‬يـا عبـاس بن عبـدالمطلب ل أغنـي عنـك مـن الـ شـيئام‪ ،‬يـا صـفية عمـة رسـول الـ ل أغنـي عنـك مـن الـ‬
‫شيئام‪ ،‬يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ل أغني عنعك من ال شيئام« وهذا ظاحهر ف أن النب عليـه الصـلةا والسـلما‬
‫ل يستطيع أن يفعل شيئاح باح ينفع به القربي إل ماح جعل ال له من الرسـاحلة وبلغ وأداء الماحنة‪،‬م وأمـاح أنـه يغنـ عنهـم مـن‬
‫ال شيئاح؛ يغن عنهم العذاب يغن عنهم النكاحل يغن عنهـم العقوبــة فـاحل جـل وعل لـ يعـل لحــد مـن خلقـه مـن ملكــوته‬
‫شيء‪،‬م وإناح هو سبحاحنه التفرد باحللكوت والبوت والتفرد باحلكماحل والماحل واللل‪.‬‬
‫[ ‪] 102‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫باب قول ال تعالى‪﴿:‬جحلتى إعجذا فتـبزجع جعلن قتـتلوبععهلم جقاتلوا جماجذا جقاجل جرببتكلم جقاتلوا اللجحلق جوتهجو اللجعلعبي اللجكعبيتر﴾‬
‫]سبأ‪.[23:‬هل‬

‫وف الصحيح عن أب هريرةا عن النب ‪،‬م قـاحل‪»:‬إذا قضى الـ المـر فـي السـماء‪ ،‬ضـربت الملئكـة بأجنحتهـا خجضـجعانام لقـوله‪،‬‬
‫ع جعـلن قتـلـتـوبععهلم قـجـاتلوا جمـاجذا قجـاجل جربتكـلم قجـاتلوا ا لجحـلق جوتهـجو ا لجععلـبي ا لجكبعيـتر﴾]ســبأ‪:‬‬
‫كأنه سلسلة على صفوان‪ ،‬ينفذهم ذلـك‪﴿:‬جحتـلـى إعجذا فتـبز ج‬
‫‪ ،[23‬فيســمعها)‪ (1‬مســترق الســمع‪ ،‬ومســترق الســمع هكــذا بعضــه فــوق بعــض‪ ،‬وصــفه ســفيان بكفــه‪ ،‬فحرفهــا وبــدد بيــن أصــابعه‪،‬‬
‫فيســمع الكلمــة‪ ،‬فيلقيهــا إلــى مــن تحتــه ثــم يلقيهــا الخــر إلــى مــن تحتــه‪ ،‬حــتى يلقيهــا علــى لســان الســاحر أو الكــاهن‪ ،‬فربمــا أدركــه‬
‫الشهاب قبل أن يلقيها‪ ،‬وربما ألقاها قبـل أن يـدركه‪ ،‬فيكـذب معهـا مئة جكلذبة‪ ،‬فيقـال‪ :‬أليـس قـد قـال لنـا يـوم كـذا وكـذا‪ :‬كـذا وكـذا؟هل‬
‫فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء«‪.‬‬
‫وعن النوثاس بن كسمعاحن )(‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬إذا أراد ال تعالى أن يوحي بالمر تكلمم بالوحي‪ ،‬أخذت السماوات منه‬
‫صعقوا وخروا ل سجدما‪ ،‬فيكون أول من‬
‫رجفة )أو قال‪ :‬رعدة شديدة( خوفام من ال عز وجل‪.‬هل فإذا سمع ذلك أهل السماوات ع‬
‫ملئكتها‪ :‬ماذا‬
‫ت‬ ‫يرفع رأسه جبريل عليه السلم‪ ،‬فيكلمه ال من وحيه بما أراد‪ ،‬ثم يمر جبريل على الملئكة‪ ،‬كلما مر بسماء‪ ،‬سأله‬
‫قال ربنا يا جبريل؟هل فيقول جبريل‪ :‬قال الحق‪ ،‬وهو العلي الكبير‪.‬هل فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل‪ ،‬فينتهي جبريل بالوحي إلى‬
‫حيث أمره ال عز وجل«‬
‫]الشرح[‬
‫هذا الباحب ‪-‬كماح ذكرناح باحلمس‪ -‬مناحسبته لكتاحب التوحيد أن فيه برهاحناح على أن الستحق للعباحدةا هو ال جل جلله‬
‫ذلك أنه هو التصف بصفاحت الكماحل واللل‪،‬م وهذا الباحب فيه كذكر لصفة أو لصفاحت اللل ل جل وعل‪،‬م وال‬
‫سبحاحنه كثل من ف السماحوات ومن ف الرض خاحئف منه وكجزل منه ف القيقة إشذ هو الليل سبحاحنه‪،‬م ولذلك كاحن‬
‫العرف به ف السماحء اللئكة فإن اللئكة ﴿يججخاتفوجن جربلـتهلم عملن فجـلوقععهلم جويجـلفجعتلوجن جما يتـلؤجمتروجن﴾]النحل‪،[50:‬م وقاحل وعل ف‬
‫وصفهم أيضاح ﴿جوتهلم عملن جخلشيجتععه تملشعفتقوجن﴾]النبياحء‪،[28:‬م فصفاحت اللل ل جل وعل وصفاحت الكماحل له سبحاحنه‬
‫وصفاحت الماحل له سبحاحنه هذه كلهاح دلئل على أنه هو الستحق للعباحدةا وحده دون ماح سواه‪،‬م فمن التصف باحلعظمة‬
‫على كماحلاح؟ من الذي ييهاحب منه ويياحف على القيقة؟ من الذي يكون كل ماح ف السماحوات وماح ف الرض على وفق‬
‫أمره؟ هو ال جل وعل‪.‬‬
‫ع جعلن قتـتلوبععهلم‬
‫إذن هو جل وعل ذو الساحء السن وذو الصفاحت العلى‪،‬م ولذا قاحل جل وعل ف آية سبأ )جحلتى إعجذا فتـبز ج‬
‫ع( يعن أزايل الفزجع عن قلوب اللئكة‪،‬م فاحللئكة مع أنأم مقربون‬ ‫جقاتلوا جماجذا جقاجل جربتكلم جقاتلوا ا لجحلق جوتهجو ا لجعلعبي ا لجكعبيتر(‪،‬م )فتـبز ج‬
‫إل أنأم شديدوا العرفة باحل جل وعل‪،‬م شديدوا العلم به‪،‬م عظيم علمهم باحلرب جل وعل‪،‬م وماح يعلمونه عن ال جل وعل‬
‫أنه هو الباحر وأنه هو الليل سبحاحنه وأنه ذو اللكوت‪،‬م فلهذا يشتد فزجعهم منه سبحاحنه؛ لنه ل كغن بم عنه جل وعل‬
‫طرفة عي‪.‬‬

‫‪.‬قاحرئ التم قاحل‪ :‬فيسمع الكلمة )‪1‬‬


‫[ ‪] 103‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫والصفاحت الت فيهاح هذا البهاحن هي صفاحت اللل ل جل وعل‪،‬م وصفاحت اللل هي الصفاحت الت تورثا الوف ف‬
‫القلب؛ لن الصفاحت تنقسم إل أقساحما متنوعة بإعتباحرات‪،‬م ومن تقسيماحت الصفاحت أنأاح تنقسم إل صفاحت جلل وصفاحت‬
‫جاحل‪.‬‬
‫فاحلصفاحت الت تدثا ف القلب الوف واللع والرهبة من الرب جل وعل هذه تسمى صفاحت اللل‪،‬م والذي يتصف‬
‫بصفاحت اللل على القيقة هو ال جل وعل؛ لنه هو الكاحمل ف صفاحته سبحاحنه‪،‬م فإذا كاحن كذلك كاحن الكاحمل ف‬
‫صفاحته هو الستحق للعباحدةا‪ .‬وأثماح البشر‪,‬هل أثماح الخملوقي فإنأم ناحقصون ف صفاحتم يعلمون أن حياحتم ليست حياحةا كاحملة‪،‬م‬
‫وإناح هي حياحةا إذا عرض لاح أي عاحرض صاحر الخملوقا مشيتة‪،‬م وإذا عرض له أي عاحرض صاحر مريضاح‪،‬م إذا عرض له أي‬
‫عاحرض صاحر ضعيفاح ل يستطيع أن يعمل شيء‪،‬م فهم ضعاحف فقراء متاحجون ليست لم صفاحت الكماحل‪،‬م وهذا ودليل‬
‫نقصهم ودليل عجزجهم ودليل أنأم مقهورون مربوبون‪،‬م فيجب أن يتوجه العباحد إل من له صفاحت الكماحل ونعوت اللل‬
‫والماحل‪،‬م وهو ال جل وعل وحده سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫هذا الراد من هذا الباحب وهذا ظاحهر بمد ال‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب الشفاعة‬
‫س لجتهلم عملن تدونععه جولعيي جوجل جشعفيتع لججع لتهلم يجـتلـتقوجن﴾‬
‫شتروا إعجلى رجبهعلم لجلي ج‬
‫حج‬‫ختافونج جألن تي ل‬ ‫وقوله ال عزج وجل‪﴿ :‬جوجألنعذلر عبعه لالعذ ج‬
‫ين جي ج‬
‫]النعاحما‪[51 :‬‬
‫شجفاجعةت ججعميمعا﴾]الزجمر‪.[44:‬‬ ‫وقوله‪﴿ :‬قتلل لعلعه ال ل‬
‫وقوله‪﴿ :‬جملن جذا العذي يجلشجفتع ععلنجدهت إعلل بععإلذنععه﴾]البقرةا‪.[255:‬‬
‫ضى﴾]النجم‪.[26:‬‬ ‫شاءت جويجـلر ج‬‫ت جل تـغلعني جشجفاجعتتـتهلم جشليمئا إعلل عملن بجـلععد أجلن يجألجذجن ال لهت لعجملن يج ج‬
‫سماوا ع‬ ‫ت ع‬ ‫ع‬
‫وقوله‪﴿ :‬جوجكلم ملن جملجك في ال ل ج ج‬
‫ض جوجما لجتهلم عفيعهجما عملن عشلرتك‬ ‫ت جوجل عفي اللجلر ع‬ ‫سماوا ع‬ ‫تع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫لع‬
‫قوله‪﴿ :‬قتلل الدتعوا ا ذيجن جزجعلمتتلم ملن تدون ال له جل يجلملتكوجن مثلـجقاجل جذلرة في ال ل ج ج‬
‫جوجما لجهت عملنـتهلم عملن ظجعهيتر)‪(22‬جوجل جتنجفتع اللشجفاجعةت ععلنجدهت إعلل لعجملن أجعذجن لجهت﴾]سبإ‪.[23-22:‬هل‬
‫قاحل أبو العباحس رحه ال تعاحل‪ :‬نفى ال عما سواه كل ما يتعلق به المشركون‪ ،‬فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه‪ ،‬أو‬
‫ضى﴾‬ ‫يكون عونام ل‪ ،‬ولم يبق إل الشفاعة‪ ،‬فبين أنها ل تنفع إل لمن أذن له الرب‪ ،‬كما قال تعالى‪﴿ :‬جوجل يجلشجفتعوجن إعلل لعجملن الرتج ج‬
‫]النبياحء‪,[28:‬هل فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة‪ ،‬كما نفاها القرآن وأخبر النبي ‪» :‬أنه يأتي فيسجد لربه‬
‫ويحمده ‪-‬ل يبدأ بالشفاعة أولم ‪ -‬ثم يقال له‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬واشفع تشفع«‬
‫وقاحل له أبو هريرةا‪ :‬من أسعد الناحس بشفاحعتك ياح رسول ال؟ قال‪» :‬من قال ل إله إل ال خالصام من قلبه«‪.‬هل‬
‫فتلك الشفاحعة لهل الخلص بإذن ال ول تكون لن أشركر باحل‪.‬‬
‫وحقيقته أن ال سبحاحنه هو الذي يتفضل على أهل الخلص‪،‬م فيغفر لم بواسطة دعاحء من أذن له أن يشفع‪.‬‬
‫ليكرمه ويناحل القاحما المود‪.‬‬
‫[ ‪] 104‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فاحلشفاحعة الت نفاحهاح القرآن ماح كاحن فيهاح شركر‪ .‬ولذا أثبت الشفاحعة بإذنه ف مواضع‪ .‬وقد بي النب أنأاح ل تكون‬
‫إل لهل التوحيد والخلص‪ .‬انتهى كلمه رحه ال‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫هذا باحب الشفاحعة‪،‬م وإيراد هذا الباحب بعد الباحبي قبله مناحسب جدا‪،‬م ذلك أن الذين يسألون النب عليه الصلةا و‬
‫السلما ويستغيثون به ويطلبون منه أو يسألون غيه من الولياحء أو النبياحء إذا أقمت عليهم الجة باح يذكر من توحيد‬
‫الربوبية‪،‬م قاحلوا‪ :‬نن نعتقد ذلك؛ ولكن هؤلء مقربون عند ال معظمون‪،‬م ورفعهم جل وعل عندهم ولم الاحه عند الرب‬
‫جل وعل‪،‬م وإذا كاحنوا كذلك فهم يشفعون عند ال؛ لن لم جاحهاح عنده‪،‬م فمن توجه إليهم أرضوه باحلشفاحعة وهم من‬
‫رفعهم ال‪،‬م ولذا يقبل شفاحعتهم‪.‬‬
‫فكأن الشيخ رحه ال رأى حاحل الشركي وحاحل الرافيي واستحضر حججهم وهو كذلك؛ إذ هو أوشخبوـشر أهل هذه‬
‫العصور التأخرةا بججح الشركي‪.‬‬
‫استحضر ذلك فقاحل ل يبق إل الشفاحعة لم إذا حاحججتم فهذا باحب الشفاحعة‪.‬‬
‫والشفاحعة ف الصل مأخوذةا من الشفع‪،‬م والشفع هو الزجوج؛ لن الشاحفع طاحلب‪،‬م فصاحر مع صاححب الطلب الصلي‬
‫شفعاح‪،‬م فواحد يريد شيئاح فأتى الثاحنا يشفع له فصاحر شفعاح‪،‬م فيسميت شفاحعة لنه بعد أن كاحن صاححب الطلب واحدا صاحر‬
‫شفعاح بعد أن كاحن فردا‪،‬م فسميت شفاحعة لذلك‪.‬‬
‫والشفاحعة هي الدعاحء‪،‬م وطلب الشفاحعة هو طلب الدعاحء‪،‬م فإذا قاحل قاحئل‪ :‬أستشفع برسول ال‪ .‬كأنه قاحل‪ :‬أطلب‬
‫من الرسول أن يدعو ل عند ال‪ .‬فاحلشفاحعة طلب‪،‬م ولذا من استشفع فقد طلب الشفاحعة‪،‬م فاحلشفاحعة دعاحء‪،‬م وهي الدعاحء‬
‫أيضاح‪.‬‬
‫فلهذا صاحر كل دليل تقدما لناح‪،‬م وكل دليل ف الكتاحب أو ف السنة فيه إبطاحل أن يدعى مع ال جل وعل إلـهاح آخر‬
‫يصلح أن يكون دليل للشفاحعة؛ يعن لبطاحل الستشفاحع باحلوتى وباحلذين غاحبوا عن دار التكليف‪،‬م لن حقيقة الشاحفع أنه‬
‫طاحلب‪،‬م وأن حقيقة الستشفع أنه طاحلب‪،‬م فاحلشاحفع ف ظن الستشفع يدعو‪،‬م والستشفع يدعو من أراد منه الشفاحعة؛ يعن‬
‫إذا أتى آ رت إل قب النب أو قب ول أو نو ذلك فقاحل‪ :‬استشفع بك أو أسألك الشفاحعة‪ .‬يعن طلب منه ودعاحه أن‬
‫يدعوا له‪.‬‬
‫فلهذا صاحر صرفهاح أو صاحر التوجه باح إل غي ال جل وعل شركر أكب؛ لنأاح ف القيقة دعوةا لغي ال؛ لنأاح ف‬
‫القيقة سؤال من هذا الشيت‪،‬م سؤال والتوجه باحلطلب والدعاحء من غي ال جل وعل‪،‬م فيتوجه إل غي ال باحلسؤال والطلب‬
‫والدعاحء‪.‬‬
‫ت معناحهاح‪،‬م وأنن التوجه إل غي ال باحلشفاحعة ‪-‬يعن بطلب الشفاحعة‪ -‬شركر أكب إذا كاحن هذا‬‫إذن فاحلشفاحعة عرف و‬
‫التونجه إليه من الموات‪،‬م أماح إذا كاحن حياحد فإنه ف دار التكليف ييطلب منه أن يشفع عند ال بعن أن يدعيوو وقد ياحب‬
‫يدعاحءه وقد ل ياحب‪،‬م أو كماح يصل أن يشفع بعض الناحس لبعض باحلشفاحعة السنة أو باحلشفاحعة السيئة‪،‬م من يشفع‬
‫شفاحعة حسنة ومن يشفع شفاحعة سيئة‪،‬م فهذا يصل لنأم ف دار تكليف ويقدرون على الجاحبة‪،‬م وقد أذن ال ف طلب‬
‫[ ‪] 105‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الشفاحعة منهم بأن يدعوا‪،‬م لذا كاحن الصحاحبة ف عهد النب رباح أتى بعضهم النب عليه الصلةا والسلما وطلب أن يشفع‬
‫له ‪-‬يعن أن يدعوا له‪.-‬‬
‫مسألة الشفاحعة من الساحئل الت تفى على كثيين‪،‬م ولذا وقع بعض أهل العلم ف أغلط من جهة طلب الشفاحعة‬
‫من النب عليه الصلةا والسلما‪،‬م فأوردوا قصصاح ف كتبهم فيهاح استشفاحع باحلنب عليه الصلةا والسلما دون إنكاحر ‪-‬كماح‬
‫فعل النووي وكماح فعل ابن قدامة ف الغن ونو ذلك‪،-‬م وهذا ل يعثد خلفاح ف السألة؛ لن هذا اللف راجع إل عدما‬
‫فهم حقيقة هذا المر‪.‬‬
‫ومسألة الشفاحعة مسألة فيهاح خفاحء‪،‬م ولذا يقول أهل العلم من أئمة الدعوةا رحهم ال‪ :‬إقاحمة الجة ف مساحئل‬
‫التوحيد تتلف بسب قوةا الشبهة‪،‬م فأقل الشبهاحت ورودا وأيسر الججح قدوماح على الخماحلف فيماح يتعلق بأصل دعوةا غي‬
‫ال معه‪،‬م وباحلستغاحثة بغي ال وف الذبح لغي ال ونو ذلك‪،‬م ومن أكثرهاح اشتباحهاح إل على القق من أهل العلم مسألة‬
‫الشفاحعة‪.‬‬
‫ولذا الشيخ رحه ال أتى بذا الباحب وقاحل )باب الشفاعة(‪،‬م وبي لك باح ساحقا من الدلة من الكتاحب والسنة أن‬
‫الشفاحعة ل تصح إل بشروط‪،‬م فاحلشفاحعة الت تنفع فإنأاح ل تصح إل بشروط‪،‬م وكذلك هناحكر شفاحعة منفية‪،‬م ليست كل‬
‫شفاحعة تقبل‪،‬م وإناح هناحكر شفاحعة تقبل وهناحكر شفاحعة ترمد‪،‬م تقبل بشروط وترمد أيضاح بأوصاحف‪.‬‬
‫فإذن صاحر عندناح أن الشفاحعة قسماحن ف القرآن والسنة‪ :‬شفاحعة منفية وشفاحعة مثبتة‪.‬‬
‫أماح الشفاعة المنفية‪ :‬فهي الت نفاحهاح ال جل وعل عن أهل الشراكر‪،‬م كماح ساحقا الشيخ رحه ال أول الدليل قاحل‬
‫س لجتهلم عملن تدونععه جولعيي جوجل جشعفيتع﴾]النعاحما‪ ([51 :‬فهذه‬
‫شرتوا إعجلى جربعهلم لجلي ج‬
‫حج‬‫ون جألن تي ل‬ ‫)وقول ال عزج وجل ﴿جوجألنعذلر عبعه لالعذينج جي ج‬
‫ختاف ج‬
‫الشفاحعة منفية‪،‬م وهي منفية عن الميع‪،‬م عن الذين ياحفون؛ عن أهل التوحيد وعن غيهم‪.‬‬
‫أماح عن أهل التوحيد فهي منفية إل بشروط وهي إذن ال للشاحفع أن يشفع ورضاحه جل وعل عن الشاحفع وعن الشفوع له‪.‬‬
‫س لجتهلم عملن تدونععه جولعيي جوجل جشعفيتع( يعن أنن الشفيع ف القيقة هو ال جل جلله دون ماح سواه‪،‬م‬
‫فإذن قوله هناح )لجلي ج‬
‫لخرى ﴿قتلل لعلعه اللشجفاجعةت ججعميمعا﴾]الزجمر‪،[44:‬م فاحلشفاحعة جيعاح ملك ل‪،‬م وأهل الياحن وغيهم ف‬
‫ولذا أعقبهاح باحلية ا ي‬
‫القيقة ليس لم من دون ال ول ول شفيع‪،‬م ليس أحد يشفع لم من دون ال جل وعل؛ بل لبد أن تكون الشفاحعة‬
‫باحل؛ يعن بإذنه وبرضاحه‪.‬‬
‫فإذن إذا تقرر ذلك‪،‬م فإنه إذا ينفيت الشفاحعة عن أحد سوى ال جل وعل وأن الذي يلك الشفاحعة إناح هو ال جل‬
‫وعل وحده‪،‬م فإذن بطل التعلق ‪-‬تعلق قلوب أهل الذين يسألون الوتى الشفاحعة‪ -‬بطل تعلقهم بسألة الشفاحعة لن‬
‫الشفاحعة ملك ل وهذا ل يلكهاح‪.‬‬
‫هل تنفع الشفاحعة مطلقاح أما لبند أيضاح من قيود؟ نعم الشفاحعة تنفع؛ لكن ل بند من شروط‪،‬م ولذا أورد اليتي‬
‫سماوا ع‬ ‫ت ع‬ ‫ع‬ ‫ع عع‬ ‫ع‬ ‫لع‬
‫ت جل‬ ‫بعدهاح‪،‬م قاحل جل وعل ﴿جملن جذا ا ذي يجلشجفتع علنجدهت إعلل بعإلذنه﴾]البقرةا‪،[255:‬م قاحل )وقوله‪﴿ :‬جوجكلم ملن جملجك في ال ل ج ج‬
‫ضى﴾]النجم‪ ([26:‬فوجه الستدلل من الية الول أن فيهاح قيد‬ ‫تـغلعني جشجفاجعتتـتهلم جشليمئا إعلل عملن بجـلععد أجلن يجألجذجن ال لهت لعجملن يج ج‬
‫شاءت جويجـلر ج‬
‫[ ‪] 106‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الذن؛ فليس أحد أن يشفع إل بشرط أن يأذن ال له )جملن جذا العذي يجلشجفتع ععلنجدهت إعلل بععإلذنععه( يعن ل أحد يشفع عند ال‬
‫إل بإذنه ل اللئكة ول النبياحء ول القربون‪،‬م وإناح ال جل وعل هو الذي يلك الشفاحعة‪.‬‬
‫إذا كاحن كذلك وأنه ل بد من إذنه جل وعل‪،‬م فمن الذين يأذن ال جل وعل لم؟‬
‫ل أحد ‪-‬إذن‪ -‬يبتدئ باحلشفاحعة دون أن يؤذن له‪،‬م فإذا كاحن كذلك فإذن رجع المر إل أنن ال هو الذي يوفق‬
‫للشفاحعة وهو الذي يأذن باح‪،‬م ول أحد يبتدئ باحلشفاحعة‪.‬‬
‫ضى( يرضى قول الشاحفع‬ ‫كذلك الية الخرى قاحل)إعلل عملن بجـلععد أجلن يجألجذجن ال لهت لعجملن يج ج‬
‫شاءت( يعن من الشاحفعي )جويجـلر ج‬
‫ويرضى أيضاح عن الشفوع له‪.‬‬
‫هذه الشروط فاحئدتاح ‪-‬وهي فاحئدةا هذا الباحب‪ -‬أنه ل أحد يتعلق ‪-‬إذن‪ -‬بأثن هذا الذي يطلبت منه الشفاحعة أن له‬
‫مقاحماح عند ال يلك به أن يشفع كماح يعتقد أهل الشركر ف أنث آلتهم تشفع ول بد أن تشفع‪،‬م فاحعتقاحد الشركي الذين‬
‫يبعث إليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم سواء أكاحنوا من الميي أو من أهل الكتاحب يعتقدون أن من توجهوا له‬
‫باحلشفاحعة من اللة أنه يشفع جزجماح‪،‬م إذا يتوجه إليه وكل له وتقرب إليه باحلعباحدات وطيلبت فيه الشفاحعة عند ال فاحنه يشفع‬
‫جزجماح‪،‬م وأن ال جل وعل ل يرد شفاحعته‪.‬‬
‫فهذه الياحت فيهاح إبطاحل لدعوى أولئك الشركي ف أنه وثم أحد يلك الشفاحعة بدون إذن ال وبدون رضاحه عن الشفوع له‪.‬‬
‫وإذا ثبت انه ل أحد يلكهاح وأن من يشفع إناح يشفع بإكراما ال له وبإذنه جل وعل له‪،‬م فإذن كيف يتعلق التعلق‬
‫بذا الخملوقا؟ إناح يتعلق باحلذي يلك الشفاحعة‪،‬م ولذا شفاحعة النب عليه الصلةا والسلما يوما القياحمة حاحصلة لكن نطلبهاح‬
‫من؟ نطلبهاح من ال؛ فنقول‪ :‬اللهم شفّع فيناح نبيك‪ .‬لنه هو الذي يفتح وييلهم النب عليه الصلةا والسلما أن يشفع ف‬
‫فلن وفي فلن؛ ف من سألوا ال أن يشفع لم النب عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫لذا أعقبهاح الشيخ رحه باحل بآية سبأ قاحل )وقوله ﴿قتلل الدتعوا العذيجن جزجعلمتتلم عملن تدوعن ال لعه جل يجلملعتكوجن عمثلـجقاجل جذلرةت عفي‬
‫ض جوجما لجتهلم عفيعهجما عملن عشلرتك جوجما لجهت عم لنـتهلم عملن ظجعهير﴾]سبإ‪،([22:‬م هذه ثلثا حاحلت‪:‬‬ ‫ت جوجل عفي اللجلر ع‬
‫سماوا ع‬
‫ال ل ج ج‬
‫الحالة الولى‪ :‬أن يدعوا الذين زاعموهم من دون ال‪،‬م وأن ينظروا هل يلكون مثقاحل ذرةا ف السماحوات أو ف‬
‫الرض‪،‬م قاحل جل وعل )جل يجلملعتكوجن عمثلـجقاجل جذلرةت عفي اللسجماجواعت جوجل عفي اللجلرض(‪،‬م فإذن كاللك الستقلل لم نيكفيو‪،‬م وهذه هي‬
‫الاحلة الول‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬قاحل )جوجما لجتهلم عفيعهجما عملن عشلرتك( أيضاح نيكفوي أن يكونوا شركاحء ل في ياللك في تدبي السماحوات والرض‪،‬م‬
‫في مكلك شيء ف السماحوات والرض‪.‬‬
‫يفنفي أول أن يلكوا استقلل‪.‬‬
‫يونفي ثاحنياح أن يلكوا شركة‪.‬‬
‫قاحل جل عل بعدهاح )جوجما لجهت عملنـتهلم عملن ظجعهيتر( الظهي هو العاحون والؤازار والوزاير‪،‬م قاحل )جما لجته( جل وعل )عم لنـتهلم(‬
‫يعني من تلك اللة من وزاير ول معاحون؛ لأنه يتباحدر إل ذهن بعض الناحس أن ثة من يعي ال على أمره مثل اللئكة أو‬
‫[ ‪] 107‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫مثل النبياحء‪،‬م فإذا يتيوّجه إل أولئك باحلدعاحء وباحلطلب كاحن التوجه إل من يعي ال‪،‬م فيكون إذا طلب من ال فإن ال ل‬
‫يرده لأنه يعينه‪.‬‬
‫بنوا ذلك على تشبيه الاحلق جل وعل باح يصل من الخملوقي‪،‬م فإن اللك ف هذه الدنياح أو الاحكم أو المي إذا‬
‫كاحن له من يعينه ومن ظاحهره وشفع لحد فإنه ل يرد شفاحعة لنه يتاحجه؛ فلجل هذه الاحجة ل يرد أي عمل أو اللك‬
‫شفاحعة من له ظهي‪،‬م من كاحن له ظهي‪،‬م فيظن الشركون أن بعض تلك اللة معاحونة ال جل وعل‪،‬م فنفى ال هذا العتقاحد‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫شجفاجعةت علنجدهت إعلل لجملن أجعذجن لجهت‬ ‫الاحهلي‪،‬م ونفى أخيا آخر اعتقاحد وهو أن تلك اللة كماح الشفاحعة قاحل جل وعل ﴿جوجل جتنجفتع ال ل‬
‫جحلتى إعجذا فتـبزجع جعلن قتـتلوبععهلم جقاتلوا جماجذا جقاجل جربتكلم جقاتلوا ا لجحلق جوتهجو ا لجععلبي ا لجكعبير﴾]سبإ‪،[23:‬م فنفى آخر ماح نفى الشفاحعة وأثبتهاح‬
‫)‪(1‬‬
‫بشرط قاحل )جوجل جتنجفتع اللشجفاجعةت ععلنجدهت إعلل لعجملن أجعذجن لجهت(‪.‬‬
‫فاحلشفاحعة تنفع بشرط أن يأذن ال‪،‬م فإذن ل يبتدئ هذا الشاحفع فيشفع‪.‬‬
‫فإذا كاحن كذلك توجثه السؤال إذن الن‪ :‬من يأذن ال لم؟ إذا كاحن ليس له شريك‪،‬م وليس له ظهي‪،‬م وليس عنده‬
‫شفيع إل بإذنه‪،‬م فمن ذا الذي ‪-‬إذن‪ -‬يشفع عنده بإذنه‪،‬م من هم‪،‬م ومن الذي يأذن له ال جل وعل؟‬
‫الواب ف ماح قاحله شيخ السلما ابن تيميه فيماح ساحقه الشيخ رحه ال بعد ذلك‪.‬‬
‫إذن فاحلياحت الت سبقت من أول الباحب إل هناح رتبهاح الماحما رحه ال ترتيباح موضوعياح‪،‬م فاحلياحت اليوول وجه الستدلل‬
‫منهاح أثن الشفاحعة مكلك ل ‪-‬الية الول والثاحنية‪ -‬وأنه ليس لحد شيء من الشفاحعة؛ يعن ليس أحد يلك شيئاح من‬
‫الشفاحعة‪،‬م فإذا كاحن ل يلك إذن من يشفع‪،‬م كيف يشفع؟ يشفع بأن يعطى الشفاحعة‪،‬م يؤذن له باحلشفاحعة‪،‬م يكرما باحلشفاحعة‪.‬‬
‫من يشفع؟ هل يشفع استقلل؟ نفى شفاحعة الستقلل وأثبت الشفاحعة بشرطي وهو شرط الذن والرضى‪.‬‬
‫شفع فيه؟ هذه ثلثة‬ ‫إذا كاحن كذلك فمن الذي يؤذن له؟ ومن الذي يرضى له أن يشفع؟ ومن الذي يرضى عنه أن ي ث‬
‫أسئلة جواباح ف كلما شيخ السلما‪،‬م حيث قاحل الصنف رحه ال‪) :‬قاحل أبو العباحس‪ :‬نفى ال عما سواه كل ما يتعلق به‬
‫المشركون‪ ،‬فنفى أن يكون لغيره عملك أو قسط منه أو يكون عونام ل‪ ،‬ولم يبق إل الشفاعة‪ ،‬فبين أنها ل تنفع إل لمن أذن له‬
‫الرب‪ ،‬كما قال‪﴿ :‬جوجل يجلشجفتعوجن إعلل لعجملن الرتج ج‬
‫ضى﴾]النبياحء‪،[28:‬م فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة‪ ،‬كما‬
‫نفاها القرآن(‪،‬م )منتفية يوم القيامة( يعن عن جيع اللق إل لن أثبت ال جل وعل له الستحقاحقا أو أن يكون ناحئل تلك‬
‫الشفاحعة؛ يعن الصل ل شفاحعة إل لن رضي ال قوله أو أذن له جل وعل‪،‬م قاحل )كما نفاها القرآن وأخبر النبي أنه يأتي‬
‫فيسجد لربه ويحمده(‪.‬‬
‫قول الشيخ رحه ال )فهذه الشفاعة التي يضنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن( يعن منتفية‬
‫بدون شروط لن الشركي يعتقدون أنأاح تصل بدون إذن من ال ول رضاحه؛ لن الشاحفع عندهم يلك الشفاحعة‪،‬م ولكن‬
‫هي تصل باحلشرط كماح أثبت ذلك الكتاحب والسنة‪.‬‬
‫قاحل )يأتي فيسجد لربه ويحمده ل يبدأ بالشفاعة أول ثم يقال له ارفع رأسك وقل تيسمع وسل تتعطى واشفع تشفع‪ ،‬وقال له‬
‫أبو هريرة‪ :‬من أسعد الناس بشفاعتك؟هل قال‪» :‬من قال ل إله إل ال خالصا من قلبه«(‪.‬‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الساحبع )‪1‬‬


‫[ ‪] 108‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فاحلدليل الول من السنة ف أثن النب وهو سيد ولد آدما ل يشفع حت يؤذن له‪،‬م )يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع‬
‫وسل تعط واشفع تشفع( هذا ف دليل الذن‪،‬م من الذي يؤذن له؟ يؤذن للنب عليه الصلةا و السلما ويؤذن لغيه‪،‬م ل‬
‫يبتدئون وإناح يستأذنون ف الشفاحعة فيؤذن لم ل؟ لنأم ل يلكونأاح وإناح الذي يلكهاح عند ال إناح هو ال جل وعل‬
‫سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫من الذي يؤذن ف الشفاحعة فيه؟ من الذين يرضى عنه ف الشفاحعة؟ جاحء باحلديث الخر حيث قاحل أبو هريرةا للنب‬
‫صنلى ال عليه وسلم )من أسعد الناحس بشفاحعتك؟ قاحل‪» :‬من قال ل إله إل ال خالصا من قلبه«( فهذا الذي يرضى‬
‫و‬
‫عنه فيشفع فيه بعد إذن ال جل وعل هو صاححب الخلص؛ هم أهل التوحيد‪.‬‬
‫فإذن تلك الشفاحعة منتفية عن أهل الشركر ولذا قاحل )فتلك الشفاعة لهل الخلصا بإذن ال ول تكون لمن أشرك‬
‫بال(‪.‬هل‬
‫فإذا كاحن كذلك يكون الدي توجه إل الوتى؛ إل الرسل أو إل النبياحء أو إل الصاحلي أو الطاحلي يطلب منهم‬
‫الشفاحعة فإنه مشركر؛ لنه توجه باحلدعاحء لغي ال‪،‬م وأولئك ل يلكون الشفاحعة وإناح يشفعون بعد الذن والرضى‪،‬م والرضى‬
‫يكون عن أهل التوحيد وأهل التوحيد هم الذين ل يسألون الشفاحعة أحدا من الوتى‪.‬‬
‫فإذن كل من سأل مشيتاح الشفاحعة فقد حرما نفسه الشفاحعة لنه أشركر باحل جل وعل‪،‬م والشفاحعة الثبتة إناح هي لهل‬
‫الخلص ليس لهل الشركر فيهاح نصيب‪.‬‬
‫ونقف عند هذا وصلى ال وسلم على نبيناح ممد‪.‬‬
‫بقي ف باحب الشفاحعة السطر الخيةا من كلما شيخ السلما ابن تيمية‪،‬م فوقفناح عند قوله )وحقيقته( يعن حقيقة‬
‫الشفاحعة )أن ال سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الخلصا‪ ،‬فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع‪ ،‬ليكرمه وينال‬
‫المقام المحمود( هذا ف حقيقة الشفاحعة‪،‬م فإنناح ذكرناح لكم أن الشفاحعة ينفي أن يلكهاح أحد إل ال جل وعل ﴿قتلل لعلعه‬
‫س لجتهلم عملن‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫ال ل‬
‫شجفاجعةت ججميمعا﴾]الزجمر‪،[44:‬م لما هذه لما اللك يعن الذي يلك الشفاحعة هو ال جل وعل‪،‬م فقاحل ﴿لجلي ج‬
‫تدونععه جولعيي جوجل جشعفيتع﴾]النعاحما‪،[51 :‬م فإثن الشفاحعة إناح هي ل تباحركر وتعاحل‪،‬م وجاحء ف الدلة أن الشفاحعة منفية عن الشركي‬
‫وأن الشفاحعة الناحفعة إناح هي لهل الخلص بشرطي الذن والرضى‪.‬‬
‫إذا تقرر ذلك فماح حقيقة الشفاحعة؟ يعن ماح حقيقة حصولاح وكيف تصل؟‬
‫الواب ف كلما شيخ السلما ابن تيمية ف قوله )حقيقته أن ال سبحانه هو الذي يتفضمل على أهل الخلصا(‬
‫ضل ال جل وعل عليهم وهم أهل الخلص‪،‬م حيث جاحء ف حديث أبو هريرةا‪ :‬قاحل‬
‫يعن الذين يشفع لم إناح ذلك بتف ث‬
‫عليه الصلةا والسلما »أسعد الناس بشفاعتي من قال ل إله إل ال خالصا من قلبه« أو قاحل »خالصا من قلبه‬
‫ونفسه«‪،‬م فأهل الخلص هم الذين ييكرمهم ال باحلشفاحعة‪،‬م فاحلتفضل باحلشفاحعة هو ال جل وعل‪.‬‬
‫فإذا ثبت ذلك انقطع القلب من التعلق بغي ال لجل الشفاحعة‪،‬م فإن الذين توجهوا إل العبودات الخمتلفة ‪-‬إل‬
‫الولياحء إل الصاحلي إل اللئكة إل غي ذلك‪ -‬توجهوا إليهم رجاحء الشفاحعة‪،‬م كماح قاحل جل وعل عنهم ﴿جويجـتقوتلوجن جهتؤجلعء‬
‫[ ‪] 109‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫تشجفجعاتؤجنا ععلنجد ال لعه﴾]يونس‪،[18:‬م فإذا بطل أن تكون لم الشفاحعة وأن التفضل باحلشفاحعة هو ال جل وعل فإن ال جل‬
‫جلله إناح يتفضل على أهل الخلص فيغفر لم بواسطة من دعاح‪،‬م بواسطة دعاحء الذي أذن له أن يشفع‪.‬‬
‫وهاحهناح سؤال‪ :‬كل ل يتفضل ال عليهم أن غفر لم بدون واسطة الشفاحعة؟‬
‫والواب عند ذلك ماح ذكره شيخ السلما هناح بقوله )ليكرمه( فهو إظهاحر فضل الشاحفع‪،‬م إظهاحر إكراما ال جل وعل‬
‫للشاحفع ف ذلك القاحما‪،‬م إشذ ‪-‬كماح هو معلوما‪ -‬أن الشاحفع الذي يقبلت شفاحعته ليس ف القاحما مثل الشفوع له فاحل جل‬
‫وعل ييظهر إكرامه لن أذن له أن يشفع‪،‬م وييظهر رحته باحلشاحفع؛ لن الشاحفع له قرابة يريد أن يشفع لم‪،‬م له أحباحب يريد‬
‫أن يشفع لم‪،‬م لذلك الشفاحعة يوما القياحمة لهل الكباحئر ليست خاحصة باحلنب ؛ بل يشفع للنبياحء وتشفع اللئكة ويشفع‬
‫أيضاح الصاحلون‪،‬م فهذه شفاحعاحت متلفة ف أهل الكباحئر بإكراما ال جل وعل للشاحفع ورحة باحلشاحفع‪،‬م وأيضاح رحة باحلشفوع‬
‫له وإظهاحر فضل ال جل وعل على الشاحفع والشفوع له‪.‬‬
‫هذه هي حقيقة الشفاحعة أثن ال جل وعل يتفضل فيقبل الشفاحعة بإذنه‪،‬م يتفضل على الشاحفع ويكرمه بأن يشفع‪،‬م‬
‫يتفضل ويرحم الشفوع له فيقبل فيه الشفاحعة‪.‬‬
‫فإذن هي كلهاح دالة ‪-‬لن كاحن له قلب‪ -‬على عظم ال جل وعل وتفرده باحللك وتفرده بتدبي المر وأنه الذي يي‬
‫ول ياحر عليه سبحاحنه وتعاحل‪،‬م هو الذي له الشفاحعة كلهاح‪،‬م هو الذي له ملك المر كله‪،‬م ليس لحد منه شيء‪،‬م وإناح‬
‫ييظهر فضله وييظهر إحساحنه وييظهر رحته ويظهر كرمه لتتعلق القلوب به‪.‬‬
‫فبطل إذن أن يكون ثة تعلق للقلب لغي ال جل وعل لجل الشفاحعة‪،‬م فاحلذين تعلقوا باحلولياحء أو تعلقوا باحلصاحلي‬
‫أو باحلنبياحء أو باحللئكة لجل الشفاحعة هذه هي حقيقة الشفاحعة من أنأاح فضل من ال جل وعل وإكراما‪.‬‬
‫فإذا كاحنت كذلك وجب أن تتعلق القلوب به سبحاحنه وتعاحل ف رجاحء الشفاحعة؛ إذ هو التفضل باح على القيقة‪،‬م‬
‫والعباحد مكرمون باح ل يبتدئون باحلقول ول يسبقون باحلقول‪،‬م وإناح يلون وياحفون ويثنون على ال ويمدون حت يؤذن لم‬
‫باحلشفاحعة‪.‬‬
‫ث قاحل شيخ السلما )فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك( الت نفاحهاح القرآن ف مثل قوله جل وعل ﴿لجلي ج‬
‫س‬
‫لجتهلم عملن تدونععه جولعيي جوجل جشعفيتع﴾]النعاحما‪،[51 :‬م هذه شفاحعة منفية‪،‬م هي الشفاحعة الت فيهاح شركر‪،‬م كذلك الشفاحعة للمشركي‬
‫منفية لنأم ل ييرض عنهم‪.‬‬
‫فاحلشفاحعة الت فيهاح شركر من جهة الطلب أو من جهة من سئل له بأن ذلك مشركاح فإنأاح منفية عن أهلهاح ل‬
‫تنفعهم‪.‬‬
‫فإذن يثبت ف ذلك أن الذي هو حقيق باحلشفاحعة هو الذي أنعم عليه باحلخلص ووفقه لتعظيمه وتعليق القلب به‬
‫وحده دون ماح سواه‪.‬‬
‫فإذن كل مشركر الشفاحعة عنه منفية؛ كل مشركر الشركر الكب فاحلشفاحعة عنه منفية؛ لن الشفاحعة فضل من ال‬
‫لهل الخلص‪.‬‬
‫أماح الشفاحعة الثبتة فهي الت أثبتت؛ يعن جاحء إثباحتاح بشرط الذن والرضى‪.‬‬
‫[ ‪] 110‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قاحل شيخ السلما بعد ذلك )ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع( وهذه هي الشفاحعة الثبتة‪،‬م أثبتهاح بإذنه ف‬
‫مواضع يعن بشرط الذن‪.‬‬
‫والذن‪ :‬إذن كونا وإذن شرعي‪.‬‬
‫فاحلأذون له ل يكن أن تصل له الشفاحعة إلث أن يؤذن ال له كوناح بأن يشفع‪،‬م فإذا منعه ال كوناح أن يشفع ماح‬
‫حصلت منه الشفاحعة ول تركر باح لساحنه‪.‬‬
‫كذلك الذن الشرعي ف الشفاحعة بأن تكون الشفاحعة ليس فيهاح شركر وأن يكون الشفوع له ليس من أهل الشركر‪،‬م‬
‫ويص من ذلك أبو طاحلب حيث يشفع له النب عليه الصلةا والسلما ف تفيف العذاب عنه‪،‬م فهي شفاحعة ف النتفاحع‬
‫باحلخراج من الناحر إناح هي ف تفيف العذاب‪،‬م وهي خاحصة هذه باحلنب عليه الصلةا والسلما باح أوحي ال جل وعل إليه‬
‫وأذن له بذلك‪.‬‬
‫قاحل رحه ال ف آخر كلمه )وقد بين النبي أنها ل تكون إل لهل التوحيد والخلصا وهذه هي الشفاعة المثبتة(‪.‬‬
‫فتبي ف هذا الباحب أن الشفاحعة الت تعلقت باح قلوب الرافيي والتعلقون بغي ال أن ذلك باحطل وأن قولم‬
‫﴿جويجـتقوتلوجن جهتؤجلعء تشجفجعاتؤجنا ععلنجد ال لعه﴾]يونس‪،[18:‬م هذا قول باحطل إشذ الشفاحعة الت تنفع إناح هي لهل الخلص‪،‬م وماح داما أنأم‬
‫طلبوا الشفاحعة من غي ال فقد سألوا غي ال جل وعل الشفاحعة وهذا مؤكذزن برماحنأم من الشفاحعة فإناح هي لهل‬
‫الخلص‪.‬‬
‫وخلصة الباحب أن تعلق أولئك باحلشفاحعة إناح هو عليهم ليس لم؛ لنأم لاح تعلقوا باحلشفاحعة حرموهاح لنأم تعلقوا‬
‫بشيء ل يأذن ال جل وعل به شرعاح بأن استخمدموا الشفاحعاحت الشركية وتوجهوا إل غي ال وتعلقت قلوبم بغي ال‪.‬‬
‫‪X‬‬
‫]السئلة[‬
‫]س‪ /‬رجل عنده ولد مريض مرضاح ل يد له علج فقاحل‪ :‬أذهب إل مكة وأضع ولدي عند البيت أدعو له باحلشفاحء‪،‬م‬
‫ث وقت الظهر سوف أعزجما ماحئة شخمص من فقراء الرما على الغداء وأقول‪ :‬ادعوا ال أن يشفي ولدي‪ .‬فماح رأيكم ف هــذا‬
‫العمل؟‬
‫ج‪ /‬هذا العمل فيه‪ :‬تصدقا ودعوةا الفقراء إل الطعاحما‪،‬م وفيه طلب الدعاحء منهم لولده‪.‬‬
‫والتصدقا باحلطعاحما هذا مـن جنـس الشـروع كمـاح ذكــرت لكـم‪،‬م فـإن كـاحن فيـه مـن الذباحئـح فعلـى التفصـيل الذي مـر مـن‬
‫قبل سواء أكاحنت دجاحجاح أو كاحن ضأناح أو غي ذلــك مــاح ييذبـح يعنـ مــاح فيــه إراقـة دما‪،‬م وإن كــاحن أطعمهـم طعاحمـاح لشـباحعهم‬
‫والتصدقا عليهم‪،‬م هذا هو القصد‪.‬‬
‫وطلب منهم الدعاحء‪،‬م وهي السألة الثاحنية فهذا راجع إل‪ :‬هل يشرع طلب الدعاحء من الغي بذه الصفة؟‬
‫والظاحهر أن هذا من جنس ماح هو غي مشروع‪،‬م وإذا قلناح‪ :‬غي مشروع يعن ماح ليس بسـتحب ول واجـب‪،‬م وهــل يـوزا‬
‫ذلك أما ل؟‬
‫طلب الدعاحء من الخرين قاحل العلماحء فيه‪ :‬الصل فيه الكراهة‪.‬‬
‫[ ‪] 111‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫والذي يتأمل)‪ (1‬ماح روي عن الصحاحبة وعـن التاحبعي فيمـن طلـب منهـم الـدعاحء أنأـم قهـروه ونأــوه‪،‬م وقـاحلوا‪ :‬أنن أنبيـاحء؟‬
‫كماح قاحل حذيفة‪،‬م وكمـاح قاحل معـاحذ‪،‬م وكمـاح قاحل غيهـاح‪،‬م وماحلـك بـن أنـس ورحــه إمـاحما دار الجـر كـاحن ربـاح طيلكـب منـه الـدعاحء‬
‫فنهــى مــن طلــب منــه الــدعاحء‪،‬م لــ؟ لنــه إذا عــرف عنــد النــاحس أن فلنــاح يطلــب منــه الــدعاحء بصوصــه‪،‬م فــإن القلــوب تتعلــق‬
‫بذلك‪،‬م وإناح يتعلق ف طلب الدعاحء باحلنبياحء أماح من دونأم فل يتعلق بم ف هذا المر‪.‬‬
‫لــذا اختــاحر شــيخ الســلما ابــن تيميــة رحــه ال ـ أن طلــب الــدعاحء مــن الســلم الــي يكــون مشــروعاح إذا قصــد بــه نفــع‬
‫الــداعي ونفــع الــدعو لــه‪،‬م إذا قصــد الطــاحلب أن ينفــع الهــتي‪،‬م ينفــع الــداعي وينفــع الــدعو لــه فهــذا مســن وطــاحلب لنفســه‪،‬م‬
‫فهذا من الشروع‪،‬م وهذا هو الذي ييمل عليه ماح جاحء ف السنة فيماح رواه أبو داود والتمذي وغيهاح أن النب قاحل لعمر لــاح‬
‫أراد أن يعتمر قاحل له‪»:‬ل تنسنا يا أخي من دعائك« وهذا الديث إسناحده ضعيف‪،‬م وقد احتجح به بعض أهل العلــم‪،‬م وظــاحهر‬
‫أن معناحه أن النب أراد أن ينفع عمر بذه الدعوةا‪،‬م فاحلطاحلب للدعاحء متاحج إل غيه‪.‬‬
‫القصود من هذا أن فعل هذا الساحئل لجل ولده الوشول تركه لجل أل يتعلق قلبه بأولئك ف دعاحئهم‪.‬‬
‫ومن العلج الناحسب أن يلتزجما بي الركن والقاحما يعن بي الجر السود وبي آخر حد باحب الكعبة وهــو اللتوـزجما‪،‬م يلـتزجما‬
‫ويلصق بطنه وصدره وخده ببيت ال جل وعل‪،‬م ويقف باحلباحب مبتاح منيبـاح سـاحئل الـ جـل وعل‪،‬م منقطعــاح عـن اللـق‪،‬م عاحلــاح‬
‫أنه ل يشفي من الداء ف القيقة إل ال جل جلله‪،‬م وأنه جل وعل هو الذي يشفي وهو الذي يعاحف كماح قاحل ﴿جما يجـلفتجلح‬
‫ال لهت علللناعس عملن جرلحجمتة فججل تملمعسجك لججها جوجما يتلمعسلك فججل تملرعسجل لجهت عملن بجـلععدهع﴾]فاحطر‪،[2:‬م فهذا أعظم أثرا إن شاحء ال من فعله الــذي‬
‫يريد أن يفعله من دعوةا أولئك‪،‬م فاحلتضرع ل ف أوقـاحت الجاحبة وفـ المـاحكن الفاحضـلة وفـ الزامنة الفاحضـلة نرجـو أن يكـون‬
‫)‪( 2‬‬
‫معه إجاحبة الدعاحء وشفاحء الرض‪[.‬‬
‫]س‪ /‬ماح الفرقا بي التوسل والشفاحعة؟ نرجو التوضيح وجزجاكم ال خيا‪.‬‬
‫ج ‪ /‬بسم ال الرحن الرحيم‪،‬م المد ل‪،‬م والصلةا والسلما على رسول ال‪،‬م وعلى آله وصحبه ومن إهتدى بداه‪.‬‬
‫أماح بعد‪:‬‬
‫التوسل هو إتاحذ الوسيلة‪،‬م والوسيلة هي الاحجة نفيسهاح أو من يوصل إل الاحجة‪،‬م قد يكون ذلك التوسل باحستشــفاحع؛‬
‫يعنـ بطلــب الشــفاحعة؛ يعنـ يصــل إلـ حــاحجته ‪-‬بســب ظنــه‪ -‬باحلستشــفاحع‪،‬م وقــد يصــل إلـ حــاحجته ‪-‬بســب ظنــه‪ -‬بغيـ‬
‫الستشــفاحع‪،‬م فيتوســل مثل باحلــذوات يســأل الـ باحلــذات‪،‬م يســأل الـ باحلــاحه‪،‬م يســأل الـ برمــة فلن‪،‬م مثل مــاح يقــول‪ :‬أســألك‬
‫اللهم بنبيك ممد‪،‬م بعد وفاحته عليـه الصـلةا والسـلما‪،‬م أو يقـول‪ :‬أسـألك اللهـم بأب بكـر أو بعمـر أو باحلمـاحما أحـد أو باحبن‬
‫تيمية ‪-‬أو إل آخره‪ -‬باحلول الفلنا‪،‬م بأهل بدر‪،‬م بأهل بيعة الرضوان‪،‬م يسأله بم‪.‬‬
‫هــذا هــو الــذي يســمونه توســل‪،‬م وهــذا التوســل معنــاحه أنــه جعــل أولئــك وســيلة‪،‬م وأحياحنــاح يقــول لفــظ )الرمــة( أســألك‬
‫برمتهم أسألك باحههم ونو ذلك‪.‬‬
‫أماح الستشفاع فهو أن يسألم الشفاحعة‪،‬م يطلب منهم أن يشفعوا له‪.‬‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الرابع )‪1‬‬


‫‪.‬مأخوذ من الوجه الول من الشريط الرابع من باحب ماح جاحء ف الرقى والتماحئم )‪2‬‬
‫[ ‪] 112‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫صل مــن ذلـك أن التوسـل يتلـف عــن الستشــفاحع؛ فـإن الستشـكفع طـاحلب للشـفاحعة‪،‬م والشـفاحعة إذا طلبهـاح مــن العبــد‬ ‫وت ن‬
‫فيكــون قـد ســأل غيـ الــ‪،‬م وأمــاح التوســل بســب العيــرف ‪ -‬يعــرف الســتعماحل‪ -‬التوســل يســأل الـ لكـن يعــل ذلــك بوســيلة‬
‫أحد‪.‬‬
‫فاحلستشفاحع سؤال لغي ال‪،‬م وأماح الوسيلة فهي سؤال ال بفلن برمته باحهه‪.‬‬
‫والتوسل باحلذوات وباحلاحه وباحلرمة ل يوزا لنه إعتداء ف الدعاحء ولنه بدعة مدثة‪،‬م وهو وسيلة إل الشراكر‪.‬‬
‫وأمــاح الستشــفاحع بــاحلخملوقا الــذي ل يلــك الــدعاحء وهــو اليــت أو الغــاحئب أو نــو ذلــك فهــذا طلــب ودعــاحء لغيـ الـ وهــو شــركر‬
‫أكب‪.‬‬
‫فاحلتوسل بسب العرف هذا من البدع الدثة ومن وساحئل الشركر‪.‬‬
‫وأماح طلب الشفاحعة من غي ال فهو دعاحء غي ال وهو شركر أكب‪.‬‬
‫الــاحهليون والرافيــون والقبوريــون يســمون عبــاحداتم جيعــاح مــن طلــب الشــفاحعة ومــن الذبــح والنــذر ومــن الســتغاحثة ودعــاحء‬
‫الوتى يسمونأاح توسل‪،‬م وهذا غلط على اللغة وعلى الشرع‪.‬‬
‫والكلما فـ أصــله مــاح يصــح العنـ بــه لغــة‪،‬م وبيـ التوســل والشــفاحعة فـ أصــل مــاح يصــح لغــة‪،‬م أمــاح إذا أخطــأ النــاحس وســو‬
‫)‪( 1‬‬
‫العباحدات الخمتلفة توسل فهذا غلط من عندهم‪[.‬‬
‫]س‪ /‬وهذا يقول بعض العلماحء أجاحزا التوسل ودليلهم حديث إل الأعمى‪،‬م فكيف يرد عليهم وجهاحزاكم ال خيا ؟‬
‫ج‪ /‬حديث العمى رواه التمذي وغيه وهو حديث حسن‪،‬م وهناحكر رواية أخرى طويلة ف معجم الطبانا الصغي لذا‬
‫الديث‪،‬م وفيهاح زاياحدةا‪ :‬أن أحد الصحاحبة وهو عثماحن بي حنيف أنه أرشد إل استعماحل ذلك الدعاحء بعد وفاحته عليه‬
‫الصلةا والسلما‪.‬‬
‫القدر الول وهو أن العمى توسل باحلنب عليه الصلةا والسلما ف حياحته‪،‬م هذا صحيح وجاحر على الصول‪،‬م توسل‬
‫باحلنب عليه الصلةا والسلما ف حياحته توسل بدعاحئه‪،‬م وهو عليه الصلةا والسلما يلك ذلك ويستطيعه ويقدر عليه‪.‬‬
‫أماح توسل باحلنب عليه الصلةا والسلما أي بدعاحئه أو بذاته بعد وفاحته فإنه ل يوزا أنه من طلب الشيء ماح ل يلكه‪.‬‬
‫والرواية الت باحلطبانا الصغي ضعيفة وفيهاح ماحهيل‪،‬م ولذلك ليست بجة ف ماح وردت ف استعماحل الصحاحبة ذلك بعد وفاحته‪.‬‬
‫والذي يدل على أيضاح عن ذلك خاحص باحلعمى وعلى أصل الستشفاحع أنه رحة من ال جل وعل للمستشفع‬
‫وفضل منه عليه وإزاالة عماح به أن ذلك العمى رأى النور و أبصر بعد دعاحء النب عليه الصلةا والسلما له‪،‬م وتوجه ذلك‬
‫العمى إل ال جل وعل أن ييب فيه دعاحء نبيه عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫الصحاحبة الخرون الذين كاحنوا مكفوفي ل يدعوا بذا الدعاحء‪،‬م فكاحن ف الدينة أناحس عده كفت أبصاحرهم‪،‬م منهم ابن‬
‫أما مكتوما وجاحعة فماح دعوا بذا الدعاحء‪،‬م وإناح كاحن ذلك خاحصة بذلك العمى‪.‬‬
‫فاحلعلماحء لم بذلك توجيهاحن‪:‬‬

‫مأخوذ من الوجه الثاحنا للشريط الساحبع من نفس الباحب )باحب الشفاحعة( )‪1‬‬
‫[ ‪] 113‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫التوجيه الول‪ :‬أن ذلك الدعاحء كاحن خاحصاح بذلك العمى بدليل عدما استعماحل بقية الصحاحبة ذلك الدعاحء‪،‬م وعدما‬
‫إرشاحد النب عليه الصلةا والسلما لم أن يزجال ماح بم من عمى البصر بذلك الدعاحء‪.‬‬
‫والتوجيه الثاني‪ :‬أن ذلك خاحص بياحته عليه الصلةا والسلما‪،‬م ول يكون بعد وفاحته عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫وهذا الثاحنا والول جيعاح ظاحهرةا صحيحة والصحاحبة فهموا ذلك‪.‬‬
‫ولذا ثبت ف البخماحري وغيه أثن عمر لاح أجدبوا قاحل وهو يطب الستسقاحء قاحل‪ :‬اللهم إناح كناح إذا أجدبناح توسلناح‬
‫بنبيك‪،‬م وإثناح نتوسل إليك اليوما بعم نبيك‪،‬م ياح عباحس قم فاحدع ال لناح‪.‬‬
‫قاحل العلماحء انتقل عمر من الفاحضل وهو النب عليه الصلةا والسلما إل الفضول وهو العباحس عم النب عليه الصلةا‬
‫والسلما لعلة شرعية‪،‬م وهو أن الدعاحء من الي مكن وأماح من غي الي ‪-‬حياحةا الدنياح العروفة‪ -‬فإنه غي مكن‪،‬م وإل يكون‬
‫)‪(1‬‬
‫عمر انتقل من الفاحضل إل الفضول بغي علة شرعية‪،‬م وهذا متنع فقهاح للصحاحبة رضوان ال عليهم‪[.‬‬

‫ت جولجعكلن الللهج يجـلهعدي جملن يج ج‬


‫شاءت﴾‬ ‫ك جل تجـلهعدي جملن أجلحبجلب ج‬
‫باحب قول ال تعاحل‪﴿ :‬إعنل ج‬
‫]القصص‪[56:‬‬

‫وف الصحيح عن ابن السيب‪،‬م عن أبيه‪،‬م قاحل‪ :‬لاح حضرت أباح طاحلب الوفاحةا‪،‬م جاحءه رسول ال وعنده عبد ال بن‬
‫أب أمية وأبو جهرل‪،‬م فقاحل له‪»:‬يا عم!ُ قل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬كلمة أحاج لك بها عند ال« فقاحل له ‪ :‬أترغب عن ملة عبد‬
‫الطلب؟ فأعاحد عليه النب ‪،‬م فأعاحدا‪،‬م فكاحن آخر ماح قاحل ‪ :‬هو على ملة عبد الطلب‪،‬م وأب أن يقول‪ :‬ل إله إل ال ‪ .‬فقاحل‬
‫النب ‪» :‬لستغفرن لك ما لم أنه عنك«‪.‬‬
‫كيجن جولجلو جكاتنوا تأوعلي قتـلرجبى﴾]التوبة‪[113:‬‬
‫فأنزجل ال عزج وجل‪﴿ :‬ما جكاجن عللنلبعبي والعذين آمتنوا أجلن يستجـغلعفروا لعلملشعرع‬
‫جل ت ت‬ ‫ج ج ج‬ ‫ج‬
‫ت جولجعكلن ال لهج يجـلهعدي جملن يججشاءت﴾]القصص‪.[56:‬‬ ‫ك جل تجـلهعدي جملن أجلحبجلب ج‬‫وأنزجل ال ف أب طاحلب ﴿إعنل ج‬
‫]الشرح[‬
‫ت جولجعكلن ال لهج يجـلهعدي جملن يججشاءت﴾]القصص‪.([56:‬‬ ‫ك جل تجـلهعدي جملن أجلحبجلب ج‬
‫)باحب قول ال تعاحل ﴿إعنل ج‬
‫مناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد أثن الداية من أعزج الطاحلب وأعظم ماح تعلق به الذين تعلقوا بغي ال أن يكون لم‬
‫النفع ف الستشفاحع وف التوجه ف الدنياح والخرى‪،‬م والنب عليه الصلةا والسلما ‪-‬وهو سيد ولد آدما وهو أفضل اللق‬
‫عند ربه جل وعل‪ -‬نفي عنه أن يلك الداية وهي نوع من أنواع الناحفع‪،‬م فدثل على أنه عليه الصلةا والسلما ليس له من‬
‫المر شيء كماح جاحء ف ماح سبق ف باحب قول ال تعاحل ﴿أجيتلشعرتكوجن جما جل يجلخلتتق جشليمئا جوتهلم يتلخلجتقوجن﴾]العراف‪ [191:‬ف‬
‫س لججك عمجن الجلمعر جشليءت﴾]آل عمران‪.[128 :‬‬
‫سبب نزجول قول ال تعاحل ﴿لجلي ج‬
‫فإذا كاحن النب عليه الصلةا والسلما ليس له من المر شيء ول يستطيع أن ينفع قرابته‪,‬هل »يا فاطمة بنت محمد سليني‬
‫من مالي ما شئت ل أغني عنك من ال شيئا« إذا كاحن هذا ف الصطفى وأنه ل يغن من ال جل وعل من أحباحبه شيئاح‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الثاحنا للشريط الساحبع )‪1‬‬


‫[ ‪] 114‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وعن أقاحربه شيئاح‪،‬م وأنه ل يلك شيئاح من المر وأنه ليس بيده هداية التوفيق‪،‬م فإنه أن ينتفي ذلك وماح دونه عن غي النب‬
‫من باحب أشول‪،‬م فبطل إذن كل تعلق للمشركي من هذه المة بغي ال جل وعل؛ لن كل من تعلقوا به هو دون النب‬
‫عليه الصلةا والسلما باحلجاحع‪.‬‬
‫فإذا كاحنت هذه حاحل النب عليه الصلةا والسلما وماح ينفي عنه فإن نفي ذلك عن غيه من باحب أول‪.‬‬
‫ت جولجعكلن ال لهج يجـلهعدي جملن يججشاءت﴾]القصص‪،([56:‬م )جل( هناح ناحفية‪،‬م‬
‫ك جل تجـلهعدي جملن أجلحبجلب ج‬ ‫قاحل هناح )باحب قول ال تعاحل ﴿إعنل ج‬
‫وقوله )تجـلهعدي( الداية النفية هناح هي هداية التوفيق واللاحما الاحص والعاحنة الاحصة‪،‬م هي الت ييسميهاح العلماحء هداية‬
‫التوفيق واللاحما‪،‬م ومعناحهاح أثن ال جل وعل يعل هداية التوفيق‪،‬م معناحهاح أن ال جل وعل يعل ف قلب العبد من العاحنة‬
‫الاحصة على وقبول الدى ماح ل يعله لغيه‪،‬م فاحلتوفيق إعاحنة خاحصة لن أراد ال توفيقه‪،‬م بيث يقبل الدى ويسعى فيه‪،‬م‬
‫فجعل هذا ف القلوب ليس إل النب ؛ إذ القلوب بيد ال يقلبهاح كيف يشاحء‪،‬م حت من أحب ليستطيع عليه الصلةا‬
‫والسلما أن يعله مسلماح مهتدياح‪،‬م فكمن أنفع قرابته له أبو طاحلب ومع ذلك ل يستطع أن يهديه هداية توفيق‪،‬م فاحلنفي هناح‬
‫هو هداية التوفيق‪.‬‬
‫والنوع الثاحنا من الداية التعلقة باحلكلف هداية الدللة والرشاحد‪،‬م وهذه ثاحبتة للنب بصوصه‪،‬م ولكل داع إل ال‬
‫ت تملنعذتر جولعتكبل قجـلوتم جهاتد﴾]الرعد‪،[7:‬م وقاحل جل وعل ف نبيه عليه الصلةا‬ ‫ولكل نب ورسول‪،‬م قاحل جل وعل ﴿إعنلجما أجنل ج‬
‫والسلما ﴿وإعنلجك جلتجـلهعدي إعجلى عصراتط مستجعقيتم)‪(52‬عصراعط ال لعه﴾]الشورى‪،[53-52:‬م )جلتجـلهعدي( يعن تدل وترشد إل صراط‬
‫ج‬ ‫تل‬ ‫ج‬ ‫ج‬
‫مستقيم بأبلغ أنواع الدللة وأبلغ أنواع الرشاحد‪،‬م الدللة والرشاحد الؤنيدان باحلعجزجات والباهي والياحت الدالة على صدقا‬
‫ذلك الاحدي وصدقا ذلك الرشد‪.‬‬
‫فإذن الداية النتفية هي هداية التوفيق‪،‬م وهذا يعن أن النفع وطلب النفع ف هذه الطاحلب الهمة يب أن يكون من‬
‫ال جل وعل‪،‬م وأن ممدا عليه الصلةا والسلما مع كعظم شأنه عند ربه وكعظم مقاحمه عند ربه وأنه سيد ولد آدما وأنه‬
‫أفضل اللق عليه الصلةا والسلما وأشرف النبياحء والرسلي إل أنه ل يلك من المر شيئاح عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫فبووطل ‪-‬إذن‪ -‬تعلق القلوب ف الطاحلب الهمة ف الداية وف الغفرةا وف الرضوان وف البعد ‪-‬بعد الشرور‪ -‬وف جلب‬
‫اليات إل باحل جل وعل فإنه هو الذي تتعلق القلوب به جل وعل خضوعاح وإناحبة ورغباح ورهباح وإقباحل عليه وإعراضاح‬
‫عماح سواه سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫قاحل بعد ذلك )وف الصحيح عن ابن السيب‪،‬م عن أبيه‪،‬م قاحل‪ :‬لاح حضرت أباح طاحلب الوفاحةا‪،‬م جاحءه رسول ال ( إل أن‬
‫قاحل)فقاحل له »يا عم!ُ قل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬كلمة أحاجم لك بها عند ال« فقاحل له ‪ :‬أترغب عن ملة عبد الطلب؟ فأعاحد عليه‬
‫النب ‪،‬م فأعاحدا‪،‬م فكاحن آخر ماح قاحل ‪ :‬هو على ملة عبد الطلب‪،‬م وأب أن يقول‪ :‬ل إله إل ال‪ (.‬ف هذا القدر من الفاحئدةا‬
‫أن هذه الكلمة كلمة )ل إله إل ال( ليست مردةا عن العن‪،‬م تنفع من قاحلاح ولو ل ييكقنر بعناحهاح‪،‬م والعرب كاحنوا لصلبتهم‬
‫وعزجتم ورجولتهم ومعرفتهم باح يقولون كاحنوا إذا تكلموا بكلما يعون ماح يتكلمون به‪،‬م يعون كل حرف وكل كلمة خوطبوا‬
‫به أو نطقوا به هم‪،‬م فلماح قيل لم قولوا ل إله إل ال مع أنأاح كلمة يسيةا لكن أبوا؛ لنأم يعلمون أن هذه الكلمة معناحهاح‬
‫إبطاحل إلـهة من سوى ال جل وعل‪،‬م ولذا قاحل جل وعل ﴿إعنلـتهلم جكاتنوا إعجذا عقيجل لجتهلم لج إعلجهج إعلل الت يجلستجلكبعتروجن)‪ (35‬جويجـتقوتلوجن‬
‫[ ‪] 115‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫صلدجق التملرجسعليجن﴾]الصاحفاحت‪[37-35:‬الياحت‪،‬م وكذلك قوله ف أول‬ ‫ت‬ ‫أجئعلنا لجتاعرتكوا آل عهتعنا لع ج ع‬


‫شاعتر جملجتنون)‪ (36‬بجلل ججاءج عبالججحبق جو ج‬ ‫جج‬ ‫ج‬
‫سورةا ص فجاحء قول ال جل وعل مبا عن قولم ﴿أججججعجل الللعجهةج إعلجمها جواعحمدا﴾]ص‪ [5:‬استنكروا ل إله إل ال‪،‬م وهذا هو‬
‫الذي حصل مع أب طاحلب حيث قاحل له النب )قل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬كلمة أحاجم لك بها عند ال( فلو كاحنت مردةا من العن‬
‫عندهم أو يكن أن يقولاح دون اعتقاحد وماح فيهاح ورضى باح فيهاح ويقي وانتفاحء الريب لقاحلاح؛ ولكن ليس هذا هو القصود‬
‫من قول ال بل القصود وهو قولاح مع تاحما اليقي باح وانتفاحء الريب والعلم والبة إل آخر الشروط‪.‬‬
‫)فقاحل له ‪ :‬أترغب عن ملة عبد الطلب( وهذا فيه والعياحذ باحل ضرر جليس السوء على الاحلس له‪،‬م )فكاحن آخر ماح‬
‫قاحل هو على ملة عبد الطلب وأب أن يقول ل إله إل ال ‪ .‬فقاحل النب ‪» :‬لستغفرن لك ما لم أنه عنك«( وهذا هو موطن‬
‫الشاحهد من هذا الديث‪،‬م ومناحسبة هذا الديث لذا الباحب أن النب قاحل )لستغفرن لك( واللما هناح هي الت تقع ف‬
‫جواب القسم‪،‬م فوثم قسم مقدر تقديره‪ :‬وال لستغفرن لك‪ .‬وحصل من النب أن استغفر لعمه؛ ولكن هل نفع عنمه‬
‫صنلى ال عليه وسلم له؟ ل ينفعه ذلك‪،‬م وطلب الشفاحعة والستشفاحع هو من جنس طلب الغفرةا‪،‬م‬ ‫استغفاحر النب و‬
‫فاحلستغفاحر طلب الغفرةا‪،‬م والشفاحعة قد يكون منهاح طلب الغفرةا فيردت‪،‬م يرثد ذلك لن الطلوب له الستشفع له هو مشركر؛‬
‫لن الستشفع له الشفوع له مشركر باحل‪،‬م والستغفاحر والشفاحعة ل تنفع أهل الشركر‪،‬م والنب ل يلك أن ينفع مشركاح‬
‫بغفرةا ذنوبه أو أن ينفع أحدا من توجه إليه بشركر ف إزاالة ماح به من كرباحت أو جلب اليات له‪،‬م لذا قاحل )لستغفرن‬
‫لك ما لم أتنهج عنك( فأنزجل ال عزج وجل﴿جما جكاجن عللنلبعبي جوالعذيجن آجمتنوا أجلن يجلستجـغلعفتروا لعلتملشعرعكيجن جولجلو جكاتنوا تأوعلي قتـلرجبى عملن بجـلععد جما‬
‫ب ا لججعحيعم﴾]التوبة‪.[113:‬‬ ‫صجحا ت‬ ‫تجـبجـيلجن لجتهلم أجنلـتهلم أج ل‬
‫وهذا ظاحهر ف القاحما أن ال جل وعل نأى النب أن يستغفر للمشركي‪.‬‬
‫وكلمة )جما جكاجن( ف الكتاحب والسنة تأت على استعماحلي‪:‬‬
‫الستعماحل الول‪ :‬النهي‪ .‬والستعماحل الثاحنا‪ :‬النفي‪.‬‬
‫النهي‪ :‬مثل هذه الية وهي قوله )جما جكاجن عللنلبعبي جوالعذيجن آجمتنوا أجلن يجلستجـغلعفتروا لعلتملشعرعكيجن( هذا نأي عن الستغفاحر لم‪،‬م‬
‫ون علجينفعتروا كجلافة﴾]التوبة‪.[122:‬‬ ‫وكذلك قوله ﴿جما كج ج‬
‫ان المتلؤعمتن ج‬
‫)‪( 1‬‬
‫والنفي‪ :‬كقوله﴿جوجما كتلنا متهلعلعكي القترجىَ عإلل جوجألهتلهجا جظعالتمونج﴾]القصص‪ [59:‬ونو ذلك من الياحت‪.‬‬
‫فإذن )جما جكاجن( من القرآن تأت على هذين العنيي‪،‬م وهناح الراد باح النهي؛ نأي أن يستغفر أحد لشركر‪.‬‬
‫وإذا كاحن كذلك فاحليت الذي هو من الولياحء‪،‬م من النبياحء‪،‬م من الرسل فإذا ينهي ف الياحةا الدنياح أن يستغفر لشركر‪،‬م‬
‫فهو أيضاح لو فرض أنه يقدر على الستغفاحر ف حاحل البزاخ فإنه لن يستغفر لشركر توجه إليه باحلستشفاحع أو توجه إليه‬
‫باحلستغاحثة أو باحلذبح أو باحلنذر أو تأله أو توكل عليه أو أنزجل به حاحجاحته من دون ال جل وعل‪.‬‬
‫ت جولجعكلن ال لهج يجـلهعدي جملن يججشاءت﴾]القصص‪([56:‬‬
‫ك جل تجـلهعدي جملن أجلحبجلب ج‬
‫قاحل )وأنزجل ال ف أب طاحلب‪﴿ :‬إعنل ج‬
‫‪X‬‬
‫]السئلة[‬

‫‪.‬انتهى الشريط الساحبع )‪1‬‬


‫[ ‪] 116‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫]س‪ /‬ماح حكم عمل احتفاحل بسيط ب مناحسبة انتهـاحء عقـد أحـد العـاحملي باحلشـركة‪،‬م سـواء كـاحن مسـلماح أو غيـ مسلم‪،‬م‬
‫وحجة بعضهم ف عمل الحتفاحل لغي السلم أنـه مـن باحب دعــوته إلـ السلما‪،‬م مـع العلـم أنـه خلل وجــوده فـ العمـل لـ‬
‫يقدما له كتاحب أو شريط لدعوته السلما من يتجون لذا القول‪،‬م وجزجاكم ال خيا ؟‬
‫ن‬
‫ج‪ /‬تلك الحتفاحلت القصود منهاح إكراما من أقيمت له‪،‬م فـإذا كـاحن مسلماح فإكراما السلم مـن حقــوقه الستحبنة‪،‬م وإذا‬
‫كاحن غي مسلم فله حاحلتاحن‪:‬‬
‫الاحلة الول‪ :‬أن يكون من ل يظهر للسلما عــداوةا؛ بـل وأظهــر فـ السـلما رغبـة وهــو مسـاحل لهـل الســلما ومــب‬
‫لهل الي‪،‬م مب لهل الدين والصلح‪،‬م كماح يظهـر مـن بعضــهم‪،‬م فهـذا الغــاحلب علــى قلبـه أنـه يوصـلح أن يـدعى للســلما؛‬
‫لنه قريب سوكلوم من البغضاحء والعداوةا الت تجزجه عن قبول الق لو عرض عليه‪.‬‬
‫فهذا النـوع إذا كاحن قصـد مـن عمل الحتفـاحل أن يكـون بدايـة لدعوته وأن يكــون فـ الحتفـاحل شيء مـن الـدعوةا إلـ‬
‫السلما ب بياحن ماحسنه وبيـاحن بطلن الديـاحن الخـرى ونـو ذلـك‪،‬م فهـذا بسـوب قصـد فاحعله‪،‬م وأصـل الكـراما لغيـ السلم ل‬
‫يوزا‪.‬‬
‫وأمــاح إن كــاحن معاحديــاح أو لـ يظهــر قبــول للســلما‪،‬م أو عيـرف مــن سـيته حيـ بقــي أنــه ‪-‬يعنـ حيـ بقــي تلــك الــدةا فـ‬
‫الؤسسة أو الشركة‪ -‬أنـه ل يـب اليـ؛ بل ربـاح أظهـر صـدودا عـن أهـل اليـ‪،‬م وأظهـر عـدما قبـولر لبعـض أوامـر الشــرع الت‬
‫ي حكــم بــاح‪،‬م فهــذا ل ي ـوزا إكرامــه؛ لن إكرامــه مــن م ـوالته؛ وم ـوالته ‪-‬م ـوالةا الكــاحفر مرمــة‪-‬؛ لنــه يك ـرما مــع بقــاحئه علــى‬
‫عداوته وعلى بغضه‪.‬‬
‫والصل ف هذا قول ال جل وعل ﴿لج يجـ لنـجهاتكتم الت جععن العذيجن لجلم يتـجقاتعتلوتكلم عفي البديعن جولجلم يتلخعرتجــوتكلم عمـلن عديـجـاعرتكم أجلن تجـبجـبروتهـلم‬
‫ب التملقعسـعطيجن)‪ (8‬إعنلجمـا يجـ لنـجهــاتكتم التـ جعـعن الـعذيجن أجلخجرتجـوتكم بمـلن عديجـاعرتكلم جوظجـاجهتروا جعلجـى إعلخجراعجتكـلم أجلن تجـجولـلوتهلم‬
‫طوا إعلجليعهلم إلن الج يتعح ب‬
‫جوتـلقعس ت‬
‫جوجملن يجـتجـجولتهلم فجتأولجئعجك تهتم اللظالعتموجن﴾]المتحنة‪ [9-8:‬فهذه الياحت فيهاح بياحن حاحل الصنفي؛ لذا النب كاحن ربــاح أجــاحب دعـوةا‬
‫ث علـى الديـة للجـاحر‪،‬م وهـذا لجـل الـتغيب‬ ‫يهودي أو يهودية‪،‬م ورباح أتى بعض أهل الكتاحب‪،‬م وربـاح أهـدى إليهـم‪،‬م بـل وحـ ن‬
‫ف الي‪،‬م والتغيب ف السلما‪.‬‬
‫القصــود أن الك ـراما بتلــك الفلت ل ي ـوزا‪،‬م إل إذا كــاحن وثنـ مصــلحة شــرعية راجحــة يقــدّرهاح أهــل العلــم إذا وصــف‬
‫)‪(1‬‬
‫الاحل لم‪،‬م وأماح ماح عدا ذلك فل يوزا إقاحمة الفلت لم؛ لنأاح نوع موالةا للكفاحر‪،‬م نعم‪[.‬‬

‫باب ما جاء أن سبب تكفلرع بني آدم وتركعهم دينهم هو الغلو في الصالحين‬
‫اب لج جتلغتلوال عفي عدينعتك لم جولج تجـتقوتلوا جعجلى اعل إعلل الجحلق﴾]النساحء‪.[171 :‬‬
‫وقول ال عزج وجل‪﴿ :‬جيا جألهجل الكعجت ع‬
‫وف الصحيح عن ابن عباحس رضي ال عنهماح ف قول ال تعاحل‪﴿ :‬جوجقاتلوا جل تججذترلن آلعجهتجتكلم جوجل تججذترلن جوبدا جوجل تسجوامعا جوجل‬
‫ضبلوا جكتثيمرا﴾]نوح‪ [24-23:‬قاحل‪ :‬هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح‪ ،‬فلما هلكوا‪ ،‬أوحى‬ ‫ث جويجـتعوجق جونجلسمرا)‪ (23‬جوقجلد أج ج‬
‫يجـتغو ج‬

‫‪.‬من الوجه الثاحنا من الشريط الساحدس )‪1‬‬


‫[ ‪] 117‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫الشيطان إلى قومهم‪ :‬أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابما‪ ،‬وسموها بأسمائهم‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬ولم تعبد‪ ،‬حتى إذا‬
‫هلك أولئك‪ ،‬ونسي العلم‪ ،‬عبدت‪.‬هل وقاحل ابن القيم قاحل غي واحد من السلف‪ :‬لاح ماحتوا عكفوا على قبورهم ث صوروا تاحثيلهم ث طاحل‬
‫عليهم المد فعبدوهم‪.‬‬
‫وعن عمر أن رسول ال قاحل »ل تطروني كما أطرت النصارىَ ابن مريم‪ ،‬إنما أنا عبد فقولوا‪ :‬عبد ال ورسوله«‪ .‬أخرجاحه‪.‬‬
‫وقاحل قاحل رسول ال ‪» :‬إياكم والغلو‪ ،‬فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو«‬
‫ولسلم عن ابن مسعود‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬هلك المتنطعون«‪ .‬قاحلاح ثلثاح‪.‬‬

‫هذا )باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين(‪ ،‬هذا الباب جاء بعد‬
‫البواب قبله منَ أول الكتاب إلى هنا‪ ،‬والشيخ رحمه ا بصينَ أصول فيما سبق؛ بصينَ شيئا منَ‬
‫البراهينَ على التوحيد‪ ،‬وبينَ ما يآتعلق به المشركونأ وأبطل أصول اعتقاداتهم بالشريآك أو الظهير‬
‫أو الشفيع ونأحو ذلك‪ ،‬فإذا كانأ هذا العتقاد مع ما ُأورد منَ النصوص بهذه المثابة منَ الوضّوح‬
‫والبيانأ وأنأ النصوص دالة على ذلك دللة واضّحة‪ ،‬فكيف ‪-‬إذنأ‪ -‬دخل الشرك كيف صار الناس‬
‫إلى الشرك بال جل وعل‪ ،‬والدلة على انأتفائه وعلى عدم جوازه وعلى بطلنأه واضّحة ظاهرةا‪،‬‬
‫اأ‬ ‫وأنأ الرسل جميعا بعثت ليعبدوا ا وحده دونأ ما سواه ﴿أولأقأشُد بأأعشُثأنا هفي ككشل أكلملة أر ك‬
‫سوئل أأشُن اكشُعبككدوا ل‬
‫ضلألأةك﴾]النحل‪[36:‬؟ فما سبب الغوايآة‪ ،‬ما‬ ‫ت فأهمشُنكهم لمشُن أهأدى اك وأمنهكهشُم أمشُن أحقلشُت أعلأشُيهه ال ل‬ ‫أواشُجتأنهكبوا ال ل‬
‫طاكغو أ‬
‫سبب الشرك؟ هذا الذيآ بُّينَ منَ أوضّح الواضّحات‪ ,‬البواب السالفة دالة بظهور ووضّوح على‬
‫‪.‬إحقاق عبادةا ا وحده وعلى إبطال عبادةا كل منَ سوى ا جل جلله وتقدست أسمائه‬
‫فإذنأ ما سبب وقوع الشرك؟ كيف وقع الشرك في المم؟‬
‫جاء الشيخ رحمه ا بهذا الباب وما بعده ليبينَ أنأ سبب الشرك وسبب الكفر هو الغلو الذيآ نأهى ا‬
‫جل وعل عنه ونأهى عنه رسوله سوادء في هذه المة أم في أمم منَ قبل‪ ،‬فسبب وقوع الشرك هو‬
‫‪.X‬الغلو في الصالحينَ‪ ،‬هذا أحد أسباب وقوع الكفر والشرك؛ بل هو سببها العظم‬
‫قال هنا )باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين( هذا ذكر للسباب بعد‬
‫‪.‬ذكر الصول والعقائد‬
‫قال هنا )هو الغلو في الصالحين( الغلو مأخوذ منَ غل في الشيء‪ ،‬يآغلو ُغلُءصوا إذا جاوز به حصده‪،‬‬
‫وقد جاء في الحديآث أنأ النبي لما رمى الجمرات بحصيات قال »بمثل هذه فارموا وإياكم والغلو«‬
‫يآعني مجاوزةا الحد حتى في حجم تلك الحصاةا وفي مقدار الحصى‪ ،‬قال )بمثل هذه فارموا( فإذا‬
‫جاوز في المثلية بأنأ رمى بكبيرةا فإنأه قد غل؛ يآعني جاوز الحرد الذيآ ُحصد له في ذلك‪ .‬فإذنأ الغلو هو‬
‫‪.X‬مجاوزةا الحد‬
‫قال هنا )الغلو في الصالحين( معناه أنأ سبب كفر بني آدم وتركهم ديآنهم الذيآ أمرهم ا به هو‬
‫‪.‬مجاوزةا الحد الذيآ ُأذنأ به في الصالحينَ‬
‫والصالحونأ يآشمل النأبياء والرسل ويآشمل أيآضا الولياء ويآشمل كل منَ اتصف بالصلح في‬
‫المم‪ ،‬وأصل كلمة )الصالحونأ( أصلها جمع الصالح‪ ،‬والصالح هو اسم منَ قام به الصلح‪،‬‬
‫‪:‬والصلح في الكتاب والسنة‬
‫‪.‬تارةا يآكونأ بمعنى نأفي الفساد؛ ما يآقابل الفساد‬
‫‪.‬وتارةا بمعنى ما يآقابل السيئات‬
‫‪.‬فيقال صالح بمعنى ليس بذيآ فساد‪ ،‬ويآقال أيآضا صالح بمعنى ليس بسيئ‪ ،‬فهذا جاء وهذا جاء‬
‫[ ‪] 118‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫والصالحونأ هنا المراد بهم أهل الصلح؛ يآعني أهل الطاعة والخلص ل جل وعل الذيآنَ اجتنبوا‬
‫الفساد واجتنبوا السيئات‪ ،‬وهم الذيآنَ اشتركوا في فعل الطاعات وتر ك المحرمات أو كانأوا منَ‬
‫السابقينَ بالخيرات‪ ،‬فاسم الصالح يآقع شرعا على المقتصد وعلى السابق بالخيرات؛ فالمقتصد‬
‫‪.‬صالح والسابق بالخيرات صالح وكقل درجات عند ا جل وعل‬
‫قال )هو الغلو في الصالحين( يآعني مجاوزةا الحد في الصالحينَ‪ ,‬ما هو الحد الذيآ أمِذنأ به الشرع‬
‫في الصالحينَ حتى نأعلم ما الذيآ يآكونأ مجاوزةا له؟ الصالحونأ أُِذنأ في حقهم بأنأ يآحصبوا في ا وأنأ‬
‫يآوقروا في ا وأضنأ ُيآقتدى بهم في صلحهم وفي علمهم‪ ،‬وإذا كانأوا منَ الرسل والنأبياء فإنأه يآؤخذ‬
‫‪.‬بشرائعهم وبما أمروا به ويآتبع ذلك ويآقتدى بآثارهم‬
‫هذا هو الحد الذيآ ُأذنأ به؛ احترام ومحبة ومولةا لهم ودفع عنهم ونأصرةا لهم ونأحو دلك منَ‬
‫‪.‬المعانأي‬
‫أما الغلو فيـهم بأنأ يآجاوز ذلك الحد فهو بحر ل ساحل له‪ ،‬فمما حصل منَ الغلو فيه أنأهم ُجعلت‬
‫فيهم خصائص اللهية‪ُ ،‬جعل بعض البشر أنأه يآعلم سر اللوح والقلم‪ ،‬وأنأه منَ جوده الدنأيا وضّرتها‬
‫‪:‬كما قال البوصيريآ في قصيدته المشهورةا‬
‫ضلرتها‬
‫فإن من جودك الدنيا و ت‬
‫ومن علومك علم اللوح والقلم‬
‫‪.‬وهذا ليس إلص ل جل وعل‪ ،‬وهدا منَ الغلو المنهي عنه‬
‫‪:‬كذلك قوله في النبي عليه الصلةا والسلم غاليا فيه أعظم الغلو قال‬
‫لو ناسبت قدره آياتته عظما‬
‫أحيى اسمه حين يدعى دارس الرمم‬
‫يآقول إنأ النبي عليه الصلةا والسلم لم يآعط آيآة تناسب قدره‪ ،‬قال الشصراح حتى القرآنأ ل يآناسب قدر‬
‫النبي ‪ ،‬والعياذ بال‪ ،‬يآقولونأ القرآنأ المتلو بخلف غير المتلو عند الشاعرةا؛ لنأهم يآفرقونأ بينَ هذا‬
‫‪.X‬وهذا‬
‫فهذا البوصيريآ يآقول )لو ناسبت قدره( يآعني النبي عليه الصلةا والسلم )لو ناسبت قدره آياته‬
‫عظما( يآعني في العظمة )أحيى اسمه حين يدعى دارس الرمم( لكانأ ل يآناسب قدره إل إذا ذكر‬
‫اسمه على مضيت قد درس وذهب رميمه في الرض وذهبت عظامه لتجمعت هذه العظام وحيي‬
‫لجل ذكر اسم النبي عليه‪ ،‬وهذا منَ أنأواع الغلو الذيآ يآحصل منَ الذيآنَ يآعبدونأ غير ا جل وعل‬
‫ويآتوجهونأ إلى النأبياء والرسل فيجعلونأ في حقهم منَ خصائص اللوهية ما ل إذنأ لهم به؛ بل هو‬
‫منَ الشرك الكبر بال جل وعل ومنَ سوء الظنَ بال ومنَ تشبيه المخلوق بالخالق‪ ،‬وهذا كفر‬
‫‪.X‬والعياذ بال‬
‫يآقابل ذلك ‪-‬هناك حد مأذونأ به‪ ،‬و هناك غلو‪ -‬والحالة الثالثة الجفاء‪ ،‬الجفاء في حق الصالحينَ‬
‫‪.‬وهذا بعدم موالتهم وعدم احترامهم وعدم إعطائهم حرقهم وترك محبة الصالحينَ‬
‫‪.‬فكل تقصير في المر يآعصد جفاء وكل زيآادةا فيه يآعد غلوا‬
‫اب أل أتشُغكلواشُ‬ ‫ينككشُم﴾]النساء‪ ([171 :‬قوله )أيا أأشُهأل الكهأت ه‬ ‫قال )وقول ا عز وجل‪﴿ :‬أيا أأشُهأل الكهأت ه‬
‫اب أل أتشُغكلواشُ هفي ده ه‬
‫وا هفي‬ ‫اب أل أتغشُكل شُ‬ ‫ينككشُم( مناسبته للباب ظاهرةا؛ أيآ أنأه نأهى أهل الكتاب عنَ الغلو فقال )أيا أأشُهأل ه‬
‫الكأت ه‬ ‫هفي ده ه‬
‫وا( هنا فعل جاء في سياق النهي وهذا يآعم جميع‬ ‫ينككشُم( ووجه الستدلل أنأه قال )أل أتشُغكلواشُ(‪ ،‬و)أتغشُكل شُ‬ ‫هد ه‬
‫[ ‪] 119‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫وا هفي دههينككمشُ( يآعني ل تغلوا بأيآ نأوع منَ أنأواع الغلو في الديآنَ‪ ،‬فنهوا‬ ‫أنأواع الغلو في الديآنَ‪) ،‬أل أتغشُكل شُ‬
‫‪.‬عنَ أيآ نأوع منَ أنأواع الغلو‪ ،‬هذا موطنَ الشاهد ووجه الستدلل منَ اليآة على الحديآث‬
‫صا‬ ‫وإذا كانأ كذلك دخل في هذا العموم الغلو في الصالحينَ‪ ،‬والمتأمل لحال أهل الكتاب ولما ق ص‬
‫جل وعل منَ أخبارهم يآجد أنأهم قد غلوا في صالحيهم‪ ,‬قد غل النصارى في عيسى وفي أمه وفي‬
‫‪.‬حواريآيه‪ ،‬وقد على اليهود أيآضا في عزيآر وفي أصحاب موسى وفي أحبارهم وفي رهبانأهم وهكذا‬
‫فحصل الغلو منَ أهل الكتاب‪ ،‬تارةا بأنأ جعلوا الرسل والنأبياء لهم خصائص اللوهية منَ جهة‬
‫سيكح اشُبكن أمشُريأأم أوأقاأل اشُلأم ه‬
‫سيكح أيا بأهني‬ ‫التوجه لهم‪ ،‬وقد قال ا جل وعل ﴿لأقأشُد أكفأأر اللهذيأن أقاكلوا إهلن ل‬
‫اأ كهأو اشُلأم ه‬
‫اك أعلأشُيهه اشُلأجنلةأ أوأمأشُأواهك اللناكر أوأما هلل ل‬
‫ظالههميأن همشُن‬ ‫شهرشُك هبالله فأقأشُد أحلرأم ل‬ ‫اأ أرشبي أوأربلككشُم إهنلهك أمشُن يك شُ‬‫سأراهئيأل اشُعبككدوا ل‬ ‫إه شُ‬
‫اأ أثالهكث ثأألثألة﴾]المائدةا‪ ،[73-72:‬وفي آخر سورةا المائدةا أيآضا قال ا‬ ‫صالر)‪(72‬لأقأشُد أكفأأر اللهذيأن أقاكلوا إهلن ل‬ ‫أأن أ‬
‫اه أقاأل ك‬
‫سشُبأحانأأك﴾‬ ‫س اتلهخكذوهني أوأكشمي إهلأأهشُيهن همشُن كدوهن ل‬ ‫ت هلللنا ه‬‫ت قكشُل أ‬‫سى اشُبأن أمشُريأأم أأأأن أ‬ ‫اك أيا هعي أ‬‫جل وعل ﴿أوإهشُذ أقاأل ل‬
‫]المائدةا‪[116:‬؛ يآعني تنزيآها وتعظيما لك أنأ أقول لهم ذلك وذلك منَ الشرك فكيف أقول لهم ذلك قال‬
‫سي أوأل أأشُعلأكم أما هفي‬ ‫ت قكشُلتكهك فأقأشُد أعلهشُمتأهك تأشُعلأكم أما هفي نأشُف ه‬
‫ق إهشُن ككن ك‬ ‫س هلي بهأح ر‬ ‫سشُبأحانأأك أما يأككوكن هلي أأشُن أأكقوأل أما لأشُي أ‬ ‫﴿أقاأل ك‬
‫اأ أرشبي أوأربلككشُم﴾]المائدةا‪،[117-116:‬‬ ‫ت لأكهشُم إهلل أما أأأمشُرتأهني بههه أأشُن اشُعبككدوا ل‬ ‫ب)‪(116‬أما قكشُل ك‬ ‫ت أعللكم اشُلكغكيو ه‬ ‫سأك إهنلأك أأشُن أ‬ ‫نأشُف ه‬
‫وهذا كله في التوحيد‪ ،‬فحصل أنأ غل أتباع الرسل وأتباع النأبياء في النأبياء والرسل وغلوا أيآضا‬
‫في الصالحينَ منَ أتباعهم وجعلوا لهم بعض خصائص اللهية؛ جعلوا لهم الشفاعة جعلوا لهم‬
‫نأصيبا منَ الملك أو أنأهم يآدبرونأ المر أو أنأهم يآصرفونأ شيئا منَ الملكوت‪ ،‬فيعتقد النأ بعض‬
‫الصوفية أنأ للكونأ أقطابا أربعة وأنأ ربما في ربع العالم المسئول عنَ فلنأ وفي الربع الثانأي‬
‫المسؤول عنَ فلنأ وإلى آخره‪ ،‬فجعلوا لهم نأصيبا منَ الملك‪ ،‬جعلوا لهم نأصيبا منَ الربوبية‪،‬‬
‫وجعلوا لهم أيآضا نأصيبا منَ اللهية فتقربوا إليهم بأنأواع القربات منَ الذبح والستغاثة والتذلل‬
‫والخضوع والمحبة والتوكل والرغب والرهب وخوف السر‪ ،‬إلى آخر أنأواع العبادات القلبية‬
‫‪.‬والعملية‬
‫قال رحمه ا )وفي الصحيح عنَ ابنَ عباس رضّي ا عنهما في قول ا تعالى‪﴿ :‬أوأقاكلوا أل تأأذكرلن‬
‫سئرا)‪ (23‬أوقأشُد أأ أ‬
‫ضبلوا أكلثيئرا﴾]نأوح‪ ،[24-23:‬قال‪ :‬هذه‬ ‫ق أونأ شُ‬ ‫آلهأهتأككشُم أوأل تأأذكرلن أو ائدا أوأل ك‬
‫سأوائعا أوأل يأكغو أ‬
‫ث أويأكعو أ‬
‫أسماء رجال صالحين من قوم نوح‪ ،‬فلما هلكوا‪ ،‬أوحى الشيطان إلى قومهم( إلى آخر ما قال رحمه ا‬
‫تعالى‪ ،‬هذه القصة أو هذا الثر عنَ ابنَ عباس رضّي ا عنهما محمول على الصرفع؛ لنأ هذا خبر‬
‫‪.‬غيبي وهذا الخبر الغيبي فيه أنأه ل يآستقى إل منَ مشكاةا النبوةا‬
‫وود وسواع ويآغوثا ويآعوق ونأسر هذه أسماء رجال صالحينَ منَ قوم نأوح‪ ,‬نأوح عليه السلم أتى‬
‫بالرسالة بأنأ يآعبد ا وحده دونأ ما سواه بالتوحيد‪ ،‬فكيف دخل الشرك في قوم نأوح؟‬
‫‪-:‬في القرآنأ ذكدر لصلينَ منَ أصول الشرك ‪-‬ومثم غيرهما أيآضا‬
‫‪.‬الصل الول‪ :‬شرك قوم نأوح‪ .‬والصل الثاني‪ :‬شرك قوم إبراهيم‬
‫وشرك قوم نأوح كانأ بالصالحينَ؛ بالغلو في الصالحينَ وأرواح الصالحينَ‪ ،‬فجاءهم الشيطانأ منَ‬
‫جهة روح ذلك العبد الصالح وأثر تلك الروح وأنأ منَ تعلق به فإنأه يآشفع له‪ ,‬ثم ساقهم منَ ذلك‬
‫‪.‬التعظيم إلى الصور والنأصاب والوثانأ والصنام‬
‫والنوع الثانأي شرك قوم إبراهيم‪ ،‬وذلك شرك في تأثير منَ جهة النظر في الكواكب ومنَ يآؤثر‬
‫ويآحرك‪ ،‬فهذا شرك في الربوبية وما تبعهم منَ الشرك في اللهية؛ لنأهم جعلوا لتلك الكواكب‬
‫‪.‬أصناما وجعلوا لها صورا‪ ،‬جعلوها أوثانأا فعبدوها منَ دونأ ا جل وعل وتوجهوا إليها‬
‫وأما قوم نأوح فكانأ شركهم في الصالحينَ‪ ،‬في الغول في الصالحينَ‪ ،‬كما قال ابنَ عباس هنا في‬
‫بيانأ أصل وقوع هذا الشرك ) فلما هلكوا‪ ،‬أوحى الشيطان إلى قومهم‪ :‬أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا‬
‫[ ‪] 120‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫يجلسون فيها أنصاب ئا‪ ،‬وسموها بأسمائهم‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬ولم تعبد‪ ،‬حتى إذا هلك أولئك‪ ،‬ونسي العلم‪ ،‬عبدت‪ .‬قال ابنَ‬
‫القيم قال غير واحد منَ السلف‪ :‬لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم‬
‫‪.‬المد فعبدوهم(‬
‫الشاهد منَ هذا أنأ أولئك توجهوا إلى الصور ‪-‬صور الصالحينَ‪ -‬فكانأوا أهل علم يآعلمونأ أنأهم إذا‬
‫اتخذوا الصور فإنأهم لنَ يآعبدوها؛ لكنَ كانأت الصور تلك للصالحينَ والمعظمينَ وسيلة وطريآق‬
‫وسبب لضنأ ُعبدت في المستقبل لما نأسي العلم‪ ،‬والشيطانأ ربما أتى إلى الصورةا فجعل في عيني‬
‫الناظر إليها والمخاطب لها أنأها تتحدثا وأنأ فم المصرور يآتكلم وأنأه ُيآسمع ُ منه وأنأه ُيآسمع منه كلما‬
‫ونأحو ذلك منَ الشياء وأصناف التصرفات التي تجعل القلوب تتعلق بتلك الصروحانأيات ‪-‬كما يآقول‪-‬‬
‫‪.‬وتلك الرواح‪ ،‬فُيغرى أولئك بهم‬
‫وهذا هو الذيآ حصل عند القوم الذيآنَ عكفوا على القبور وعبدوا أهلها مع ا جل وعل‪ ،‬يآأتي‬
‫ت إلى القبر الفلنأي فكصلمني أبي‪ .‬وهو شيطانأ نأطق على لسانأ أبيه‪ ،‬وربما تصور‬ ‫ويآقول‪ :‬ذهب ُ‬
‫بصورةا أبيه فخرج له في ظلم ونأحوه‪ ،‬فيحدثه أبوه بصوته الذيآ يآعرفه‪ ،‬أو يآحدثه العالم أو الولي‬
‫‪.‬بصوته الذيآ يآعرفه منه‪ ،‬فتقع الفتنة وهذا منَ الشيطانأ‬
‫ولهذا قال ابنَ عباس هنا كلمة بينَ السبب في ذلك فقال )أوحى الشيطان إلى قومهم( والوحي إلقاء في‬
‫الخفاء‪ ،‬الشيطانأ ما يآتحدثا علنا‪) ,‬أوحى( يآعني ألقى في خفاء‪ ,‬الوحي هو إلقاء الخبر في خفاء‪،‬‬
‫‪.‬فألقى في روعهم‪ ,‬ألقى في أنأفسهم‪ ,‬ذلك المر فكانأ سببا للشرك بال جل وعل‬
‫أول المر ما ُعبدت‪ُ ,‬جعلت وسائل الشرك منَ الصور والنأصاب والتسمية بأسماء الصالحينَ‪،‬‬
‫وكانأ ذلك وسيلة إلى الشرك‪ ،‬لم ُتعبد جعلوا الوسائل؛ لكنَ عندهم منَ العلم ما يآحجزهم أنأ يآعبدوا‬
‫‪.‬أولئك الصالحينَ؛ لكنَ لما نأسي العلم ُعبدت‬
‫وهذا الفعل الذيآ فعلوه بإيآحاء الشيطانأ كانأ منَ الغلو في أولئك الصالحينَ‪ ،‬وهذا وجه الشاهد منَ‬
‫أنأهم لصما ماتوا عكفوا على قبورهم أو صوروا تلك الصور أو نأصبوا النأصاب في أماكنهم ويآكونأ‬
‫أنأشط لهم في العبادةا أو العلم؛ ولكنهم لما فعلوا ذلك كانأ ذلك سببا منَ أسباب العبادةا؛ لنأهم غلوا في‬
‫‪.‬الصالحينَ‪ .‬وهذا مراد الشيخ رحمه ا منَ إيآراد هذا الثر‬
‫قال)وعنَ عمر أنأ رسول ا قال »ل تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم‪ ،‬إنما أنا عبد فقولوا‪ :‬عبد ا‬
‫ورسوله«(‪ ،‬قوله )ل تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم( فيه نأهي عنَ إطرائه عليه الصلةا‬
‫‪.X‬والسلم‬
‫‪.‬والطراء‪ :‬هو مجاوزةا الحد ‪-‬أيآضا‪ -‬في المدح‬
‫الغلو عام في أشياء كثيرةا قد يآكونأ في المدح‪ ،‬قد يآكونأ في الذم‪ ،‬قد يآكونأ في الفهم‪ ،‬قد يآكونأ في العلم‪ ،‬قد‬
‫‪.‬يآكونأ في العمل‬
‫لكنَ الطراء الغلو في المدح‪ ،‬الغلو في الثناء‪ ،‬الغلو في الوصف‪ ،‬والنبي عليه الصلةا والسلم نأهى‬
‫‪.‬عنَ إطرائه كإطراء النصارى ابنَ مريآم‪ ،‬وقال )إنما أنا عبد فقولوا عبد ا ورسوله(‬
‫قوله هنا )كما أطرت النصارى ابن مريم(‬
‫الكاف هنا بعض الناس يآظنَ أنأها كاف المثلية؛ يآعني ل تطرونأي بمثل ما أطرت النصارى ابنَ‬
‫مريآم ويآقول‪ :‬إنأ النصارى أطرت ابنَ مريآم في شيء واحد وهو أضنأ قالوا إنأه ولد ل جل وعل‪.‬‬
‫والنبي عليه الصلةا والسلم فهي أنأ تجعل له رتبة البنوةا‪ ،‬فإذا كانأ كذلك ما عداه فجائز وهذا هو‬
‫‪:X‬قول الخرافيينَ‪ ،‬كما البوصيريآ في هذا المقام‬
‫جدلع ما ادعته النصارىَ في نبيهم‬
‫[ ‪] 121‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫واحكم كما شئت فيه واحتكم‬


‫‪.‬يآعني ل تقل إنأه ولد ل أو أنأه ابنَ ا‪ ،‬وبعد ذلك قل ما شئت غير ملوم وغير مثصرب عليك‬
‫الوجه الثاحنا‪- :‬وهو الفهم الصحيح وهو الذي يدل عليه السياحقا‪ -‬أن الكاحف هناح هي كاحف القياحس‪،‬م ل تطرونا‬
‫إطرا عء كماح أطرت النصاحرى ابن مري‪،‬م وكاحف القياحس هي كاحف التمثيل الناحقص بأن يكون هناحكر وشبوهز بي ماح بعدهاح وماح‬
‫قبلهاح ف أصل الفعل )ل تطروني كما أطرت( فهناح نأى أن يطرى عليه الصلةا والسلما كماح حصل أن النصاحرى أطرت‪،‬م فهو‬
‫تثيل للحدثا باحلدثا‪،‬م ل تثيل أو نأي عن نوع الطراء‪،‬م قاحل )ل تطروني كما أطرت( فنهى عن إطرارء له عليه الصلةا‬
‫والسلما لجل أن النصاحرى أطرت ابن مري فقاحدهم ذلك إل الكفر والشركر باحل وادعاحء أنه ولد ل جل وعل‪،‬م ولذا قاحل‬
‫)إنما أنا عبد فقولوا عبد ال ورسوله(‪.‬‬
‫فإذن الكاحف هناح ليست كاحف التمثيل الكاحمل بأن يكون ماح بعدهاح ماحثل لاح قبلهاح تاحماح؛ يعن ف الوصف‪،‬م وإناح هي‬
‫كاحف التمثيل الذي يكون ماح بعده مشتكر مع ماح قبله ف العن‪،‬م وهي القياحسية الت تمعهاح العلة‪،‬م ولذا يقول الفقهاحء كماح‬
‫هو العلوما‪ :‬هذا كذا كهذا‪،‬م يقول مثل‪ :‬نبيذ غي التمر والعنب كنبيذ التمر والعنب‪ .‬مساحواةا بي هذا وهذا لوجود أصل‬
‫العن بينهماح‪،‬م وهناح نأي عن الطراء لجل وجود أصل الطراء ف الشتاكر بي إطراء النصاحرى وماح سثببه من الشركر وإطراء‬
‫ماح لو أطري النب ماح سيسببه من الشركر‪.‬‬
‫والمة ف أكثر من طوائفهاح خاحلفت ذلك وأطرت النب إطراءع حت بلغ أن جعلوا من علومه علم اللوح والقلم‪،‬م وأن‬
‫جعلوا من جوده الدنياح وضرتاح‪،‬م وأن جعلوا له من اللك نصيب عليه الصلةا والسلما وتعاحل عماح يقول الظاحلون علوا‬
‫كبيا‪.‬‬
‫أرشدهم بقوله )إنما عبد فقولوا عبد ال ورسوله( وهذا هو الكماحل ف حقه عليه الصلةا والسلما وأن يكون رسول‪،‬م‬
‫هذا أشرف مقاحماحته عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫قاحل الؤلف )وقاحل قاحل رسول ال ‪» :‬إياكم والغلو‪ ،‬فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو«( هذا نأي عن الغلو بأنواعه وأن‬
‫من قبلناح إناح أهلكهم الغلو؛ أهلكهم من جهة الدين وأهلكهم أيضاح من جهة الدنياح أنأم غلو ف دينهم‪،‬م فاحلغلو سبب‬
‫لكل شر والقتصاحد سبب ف كل فلح وخي‪،‬م والغلو منهي عنه بميع صوره ف القوال والعماحل‪،‬م أقوال القلب وأعماحل‬
‫القلوب‪،‬م وكذلك أقوال اللساحن وأعماحل الوارح فاحلغلو سبب للهلكر هلكر العبد ف دينه ودنياحه‪.‬‬
‫قاحل )ولسلم عن ابن مسعود‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬هلك المتنطعون«‪ .‬قاحلاح ثلثاح( هذه الكلمة )هلك المتنطعون(‬
‫يعن الذين تنطعوا فيماح يأتون به ‪-‬ف أفعاحلم أو أقوالم‪،-‬م وهم الذين جاحوزاوا الد ف ذلك‪،‬م وابتغوا علم شيء أو تكلفوا‬
‫شيئاح ل يأذن به ال‪،‬م فزجادوا عماح أذن لم فأتوا بأشياحء ل يؤذن لم فيهاح‪.‬‬
‫والتنطع والطراء والغلو متقاحربة يمعهاح الغلو؛ الغلو يشمل الطراء ويشمل التنطع‪،‬م فكل تنطع وكل إطراء غلو‪،‬م‬
‫والغلو اسم جاحمع لذه جيعاح‪.‬‬
‫فاحلشيخ رحه ال ف هذا الباحب ب ثي أن سبب كفر بن آدما وسبب تركهم دينهم هو الغلو ف الصاحلي بأن جاحوزاوا الد‬
‫فيهم‪.‬‬
‫[ ‪] 122‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫جاحوزا قوما نوح الد ف الصاحلي فيهم فعكفوا على قبورهم وألوهاح فصاحرت آلة‪.‬‬
‫والنصاحرى غلت ف رسولم عيسى عليه السلما وف الواريي وف البطاحرقة حت جعلوهم آلة مع ال جل وعل‬
‫يستغيثون بم ويؤلونأم ويسألونأم ويعبدونأم‪.‬‬
‫وكذلك ف هذه المة جعل للنب عليه الصلةا والسلما نصيب من خصاحئص الله وهذا هو عي ماح نأى عنه عليه‬
‫الصلةا والسلما بقوله )ل تطروني كما أطرت النصارىَ المسيح بن ريم إنما عبد فقولوا عبد ال ورسوله(‪.‬‬
‫وف هذا القدر كفاحية وأسأل ال ل ولكم عموما النتفاحع والعلم والعمل‪،‬م وصلى ال وسلم وباحركر على نبيناح ممد‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد ال عند قبر رجل صالح‪ ،‬فكيف إذا عبده؟هل!ُ‬
‫ت لرسول ال وككنيسةع رأوتشهاح كبأرض اشلبوشكة‪،‬م وماح فيهاح من الصور‪،‬م فقاحل‪» :‬تأولجئع ع‬
‫ك‪ ,‬إعجذا‬ ‫ف الصحيح عن عاحئشة‪،‬م أن أيثما وسلوومةو ذووكور ش‬
‫وو‬ ‫و و و‬
‫ك عشجراتر ا لجخلعق ععلنجد ال« فهؤلء‬‫صور تأولجئع ع‬
‫ك ال م ج ج‬‫صموتروا عفيعه تعل ج‬ ‫ع ع‬
‫ح أو العبد الصالح‪ ،‬بجـنجـلوا جعلججى قجـلبعره جملسجدام‪ ،‬جو ج‬
‫مات عفيعهم الرجل ال ع‬
‫صال ت‬
‫ت مت ت م‬
‫جعوا بي الفتنتي‪ :‬فتنة القبور‪،‬م وفتنة التماحثيل‪.‬‬
‫صةع لوهي وعولى ووشجكهكه‪ .‬فوكإوذا اشغتوثم باح كوشوفوهاح فقاحل وهو كذلك‪» :‬لجلعجنة‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫ولماح عنهاح‪،‬م قاحلت‪ :‬لاح نزجل برسول ال ‪،‬م طوفوق يوطشوريح يخي و‬
‫غيـور أونثهي يخكشوي أوثن يـيتثوخموذ‬ ‫اللمهت على الليـتهوجد والنمصارىَ‪.‬هل اتمجختذوا قتـبور أجنلبعيائععهم م ع‬
‫ك أيبشكروزا قو شـبـيرهي‪,‬هل وش‬ ‫ساججد« ييوثذير وماح و‬
‫صنوـعيوا‪،‬م وولويولو وذل و‬ ‫تج ج لجج‬ ‫ج ج ج ج‬
‫ومشسجداع‪ .‬أخرجاحه‬ ‫ك‬
‫س‪,‬هل وويهوو يـويقويل‪» :‬إعمني جأبلـجرأت إعجلى ال أجلن يجتكوجن علي عملنتكلم‬ ‫ت كبوشم ر‬ ‫ب قوـشبول أوشن وييو و‬‫ولسلم عن جندب بن عبد ال‪،‬م قاحل‪ :‬وكسشع ي ك‬
‫ت النث ث‬
‫ت أججبا بجلكتر جخعليلم‪.‬هل أجلج جوإعمن جملن‬‫ت تمتمعخذام عملن أتممعتي جخعليلم لجتمجخلذ ت‬ ‫ل‪ ,‬جكجما اتمجخجذ عإبلـجراعهيجم جخعلي م‬
‫ل‪ ,‬جولجلو تكلن ت‬ ‫جخعليتل‪ ,‬فجعإمن ال قجعد اتمجخجذعني جخعلي م‬
‫ك«‪.‬‬ ‫ساعججد‪.‬هل إعمني أجنلـجهاتكلم جعلن جذلع ج‬ ‫ع‬ ‫جكاجن قج لـبـلجتكم جكاتنوا يـتمعختذوجن قتـبور أجنلبعيائععهم م ع‬
‫ساججد‪ ,‬أجلج فجلج تجـتمختذوا ا لتقتبوجر جم ج‬
‫تج ج لجج‬ ‫ج‬ ‫ل‬
‫فقد نأى عنه ف آخر حياحته‪،‬م ث إنه لعن ‪-‬وهو ف السياحقا‪ -‬من فعله‪ .‬والصلةا عندهاح من ذلك وإن ل يب مسجد وهو‬
‫معن قولاح‪ :‬يخكشوي أوثن يـيتثوخموذ ومشسكجدعا‪.‬‬
‫فإن الصحاحبة ل يكونوا ليبنوا حول قبه مسجدعا‪،‬م وكل موضع قصدت الصلةا فيه‪،‬م فقد اتذ مسجدعا‪،‬م بل كل موضع يصلى‬
‫ض جملسعجدام جوطجتهورام«‪.‬‬ ‫فيه‪،‬م يسمى مسجدعا‪،‬م كماح قاحل ‪ » :‬جععلج ل ع‬
‫ت لجي الجلر ت‬ ‫ت‬
‫ولحد بسند جيد عن ابن مسعود )( مرفوععاح‪ » :‬م‬
‫إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء‪ ،‬والذين يتخذون القبور‬
‫مساجد«‪ .‬ورواه أبو حاحت ف صحيحه‪.‬‬

‫]الشرح[‬
‫هذا )باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد ا عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده(‪ ،‬هذا الباب مع‬
‫البواب بعده في بيانأ أنأ النبي كانأ حريآصا على هذه المة وكانأ بالمؤمنينَ عليه الصلةا والسلم‬
‫رءوفا رحيما‪ ،‬ومنَ تمام حرصه على المة أنأ حذرهم كل وسيلة منَ وسائل الشرك التي تصل بهم‬
‫إلى الشرك‪ ،‬وسد جميع الذرائع الموصلة إلى الشرك‪ ،‬وغلظ في ذلك وشصدمد فيه وأبدى وأعاد حتى إنأه‬
‫‪.X‬ب صينَ ذلك ذلك خشية أنأ يآفوته تأكيده وهو في النزع وهو يآعانأي سكرات الموت عليه الصلةا والسلم‬
‫[ ‪] 123‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫فهذه البواب في بيانأ وسائل الشرك الكبر‪ ،‬وأنأ الشرك الكبر له وسائل وله ذرائع يآجب سدها‬
‫ويآجب منعها رعايآة وحمايآة للتوحيد؛ ولنأ النبي عليه الصلةا والسلم غصلظ فيمنَ يآفعلونأ شيئا منَ‬
‫‪.‬تلك الوسائل أو الذرائع الموصلة إلى الشرك‬
‫‪.‬هذا الباب في بيانأ أحد الوسائل الموصلة إلى الشرك والذرائع التي يآجب منُعها‬
‫قال رحمه ا )باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد ا عند قبر رجل صالح(‪ ،‬صورةا ذلك‪ :‬أنأ يآأتي إلى‬
‫قبر رجل صالح يآعلم صلحه ‪-‬إما أنأ يآكونأ منَ النأبياء والمرسلينَ‪ ،‬أو أنأ يآكونأ منَ صالحي هذه‬
‫المة‪ ،‬أو صالحي أمة غير هذه المة‪ -‬فيتحصرى ذلك المكانأ لكي يآعبد ا وحده دونأ ما سواه)‪ ،(1‬فيأتي‬
‫إلى هذا القبر أو يآأتي إلى هذه البقعة لكي يآعبد ا فيها رجاء بركة هذه البقعة‪ ،‬وهذا يآروج عند كثيريآنَ‬
‫في أ صنأ ما حول القبور ‪-‬قبور الصالحينَ أو قبور النأبياء‪ -‬مبارك وأنأ العبادةا عندها ليست كالعبادةا عند‬
‫غيرها‪ ،‬والنبي عليه الصلةا والسلم غصلظ في ذلك مع أنأ المغرلظ عليه لم يآعبد إل ا جل وعل ولم يآعبد‬
‫صاحب القبر؛ لكنه اتخذ ذلك المكانأ رجاء بركته ورجاء تنزل الرحمات ‪-‬كما يآقولونأ‪ -‬ورجاء تنزل‬
‫النسمات والفضل منَ ا عليه واختاره لجل بركته؛ ولكنه لم يآعبد إل ا جل وعل‪ ،‬ومع ذلك لعنَ‬
‫صنف الذيآنَ يآتخذونأ قبور أنأبيائهم وصالحيهم مساجد‬ ‫‪.X‬النبي ذلك ال ّ‬
‫وقوله هنا )فيمن عبد ا( يآعني لم يآشرك بال‪ ،‬عبد ا وحده‪ ،‬صلى ل مخلصا‪ ،‬أو دعا ل مخلصا‪،‬‬
‫أو تضصرع واستغاثا واستعاذ ل جل وعل مخلصا عند قبر رجل صالح؛ لكنه تحرى القبر لجل‬
‫‪.‬البركة‬
‫والرجل الصالح ‪-‬كما سبق أنأ ذكرنأا‪ -‬هو المقتصد الذيآ أتى بالواجبات وابتعد عنَ المحرمات‪،‬‬
‫‪.‬وأعلى منه درجة السابق بالخيرات‪ ،‬فالصالحونأ منَ الرجال والنساء مقامات هم درجات عند ا‬
‫وبعض أهل العلم يآعبرونأ بتعريآف الرجل الصالح بقوله‪ :‬الصالح منَ عباد ا هو القائم بحقوق ا القائم‬
‫بحقوق عباده‪ .‬وهذا صحيح؛ ولنأ المقتصد قائم بحقوق ا قائم بحقوق عباده‪ ،‬أتى بالواجبات وانأتهى عنَ‬
‫‪.‬المحرمات‪ ،‬وأعظم منه درجة السابق بالخيرات‬
‫فأهل السبق بالخيرات منَ عباد ا الصالحينَ ل يآجوز أنأ تعظم قبورهم وأنأ ُيآغلى فيها بظنَ أنأ‬
‫البقعة التي حول القبر بقعة مباركة؛ لنأ هذا جاء فيه الوعيد الذيآ يآأتي في هذا الباب وغلظ فيه‬
‫‪.‬عليه الصلةا والسلم‬
‫قال )فكيف إذا عبده؟( يآعني هذا التغليظ جاء فيمنَ اتخذ قبور النأبياء والصالحينَ مساجد‪ ،‬ومنَ أسرج‬
‫على القبور أو منَ عظم القبور وعظم منَ فيها وعبد ا جل وعل عندها؛ عبد ا وحده‪ ،‬جاء فيه‬
‫‪.‬اللعنَ وجاء فيه أنأه منَ شرار الخلق عند ا‬
‫فكيف إذا توصجه ذلك العابد‪ ،‬إلى ذلك القبر يآدعوه‪ ،‬أو يآرجوه‪ ،‬أو يآخافه‪ ،‬أو يآأمل منه‪ ،‬أو يآستغيث‬
‫به‪ ،‬أو يآصلي له‪ ،‬أو يآذبح له‪ ،‬أو يآستشفع به؟ لشك أنأ هذا أعظم وأعظم في التغليظ منَ عبادةا ا‬
‫‪.‬وحده عند قبر رجل صالح‬
‫لهذا قال الشيخ رحمه ا منَ تأمل هذه الحاديآث التي سترد فإنأه – هذا مقتضى كلم الشيخ في‬
‫التبويآب‪ -‬يآجد أنأ التغليظ يآكونأ أشد وأشد لو كانأ في القلوب إيآمانأ ومحبة للنبي يآكونأ أشد وأشد إذا‬
‫صلي له هل هو بمنزلة منَ صلى عنده؟ ذاك وسيلة وهذا غايآة هذا‬ ‫ُعبد صاحب ذلك القبر‪ ،‬فإذا ُ‬
‫شرك أكبر‪ ،‬فأولئك شرار الخلق عند ا مع أنأهم فعلوا وسائل الشرك ووسائل المحرمات‪ ،‬فكيف‬
‫بمنَ فعل الشرك الكبر بعينه وتوجه إلى قبور الصالحينَ واتخذها أوثانأا مع ا جل وعل؟ لشك‬
‫أنأ هذا أبلغ وأبلغ في التغليظ؛ وذلك لنأه منَ الشرك الكبر المخرج منَ ملة السلم إذا فعله‬
‫‪.X‬مسلم‬
‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الثاحمن )‪1‬‬
‫[ ‪] 124‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫قال )فكيف إذا عبده؟(‪) ،‬عبده( يآعني عبد القبر أو عبد الرجل؛ لنأ العبادةا ‪-‬عبادةا القبوريآينَ‪ -‬تارةا‬
‫تتوجه إلى القبر‪ ،‬وتارةا تتوجه إلى صاحب القبر؛ بل وتارةا توجه إلى ما حول القبر‪ ،‬فالبنية المحاطة‬
‫بالقبور في قبور الولياء عندهم التي بنيت على القبور وصارت مشاهد تارةا تتخذ تلك الستور الحديآديآة‬
‫أنأها آلهة‪ ،‬فإذا تمسحوا بها رجوا منها البركة واتخذوها وسيلة إلى ا جل وعل‪ ،‬يآعكفونأ عندها‬
‫فيتخذونأ تلك المشاهد أوثانأا يآعبدونأها ويآرجونأها ويآخافونأها‪ ،‬وإذا ضّم أحدهم إلى صدره تلك المشاهد‬
‫أو الحديآد أو الستور ونأحو ذلك فكأنأه صار مقصربا عند ا وقبلت وسيلته تلك‪ ،‬وهذا نأوع منَ أنأواع‬
‫‪.‬اتخاذ المشاهد أوثانأا‬
‫كذلك اتخاذ القبور أوثانأا‪ ،‬أو اتخاذ الرجل الصالح الذيآ هو متبرئ منَ أولئك ومنَ عبادتهم له‬
‫يآتخذونأهم آلهة مع ا إذا توجهوا إليهم بالعبادةا‪ ،‬وقد علمنا أنأ العبادةا معناها واسع‪ ،‬وأنأه قد تكونأ‬
‫بالصلةا له‪ ،‬أو بدعوته‪ ،‬بسؤاله‪ ،‬بطلبه كشف المدلهمات أو جلب الخيرات‪ ،‬أو الذبح له‪ ،‬أو وضّع‬
‫‪.‬النذور له ونأحو ذلك منَ أنأواع العبادةا‬
‫‪.‬وهذا هو الواقع عند أولئك الذيآنَ يآعبدونأ الوثانأ وقبور الصالحينَ‬
‫قال)في الصحيح عنَ عائشة‪ ،‬أنأ أُصم مسلمممةم مذمكمر ض‬
‫ت لرسول ا مكِنيمسةء مرأمضتمها ِبأرض اضلمحبممشِة‪ ،‬وما فيها منَ الصور‪،‬‬
‫فقال عليه الصلةا والسلم‪» :‬كأولأئههك‪ ُ,‬إهأذا مات هفيههكم الاركجكل ال ا‬
‫صالهكح أو العبد الصالح‪ ،‬بأنأشُوا أعلأأى قأشُبهرهه أم شُ‬
‫سهجدائ‪،‬‬
‫ق هعشُنأد ا«( أم سلمة رضّي ا عنها لما كانأت في الحبشة‬ ‫صأوأر كأولأئههك ه‬
‫شأراكر اشُلأخشُل ه‬ ‫صاوكروا هفيهه تهشُلأك ال ا‬‫أو أ‬
‫رأت كنيسة‪ ،‬ورأت في تلك الكنيسة صور الصالحينَ‪ ،‬فذكرت ذلك لرسول ا فقال )كأولأئههك‪ ُ,‬إهأذا مات‬
‫صالهكح(‪ ،‬قد يآكونأ نأبيا منَ أنأبيائهم أو عبدا منَ عباد ا الصالحينَ فيهم‪ ،‬ماذا عملوا معه؟‬ ‫هفيههكم الاركجكل ال ا‬
‫‪.X‬قال )بأنأشُوا أعلأأى قأشُبهرهه أمشُسهجدائ( فيجعلونأ المسجد وهو مكانأ العبادةا في اللغة بما يآدخل فيه الكنيسة‬
‫مكانأ العبادةا يآقال له مسجد‪ ،‬والمسجد مكانأ السجود‪ ،‬والسجود هو الخضوع والتذلل ل جل وعل‪،‬‬
‫فالمسجد يآطلق على كل مكانأ يآعبد فيه‪ ،‬كل مكانأ يآتخذ لعبادةا ا جل وعل‪ ،‬كما قال النبي »كجهعلأشُت‬
‫ض أمشُسهجدائ أوطأكهورائ« فمكانأ العبادةا يآقال له مسجد‬ ‫‪.X‬لهأي الأشُر ك‬
‫‪.‬فالكنيسة هنا قال النبي عليه الصلةا والسلم في شأنأها بنوا على قبره مسجدا يآعني مكانأ للعبادةا‬
‫فإذنأ الكنائس ُبنيت على القبور ‪-‬قبور أولئك الصالحينَ‪ -‬وصوروا فيها الصور‪ ،‬جعلوا صورةا ذلك‬
‫العبد جعلوا على قبره أو فوق قبره على الحائط؛ لكي يآدلوا الناس على عبادةا ا بتعظيم ذلك الرجل‬
‫الصالح وتعظيم قبره‪ ،‬فاتخذوا البناء على القبور الذيآ هو وسيلة منَ وسائل الشرك الكبر ومنَ‬
‫البدع التي يآحدثها الخلوف بعد النأبياء‪ ،‬اتخذوا ذلك فوق القبور وتعصبدوا فيها‪ ،‬قال عليه الصلةا‬
‫ق هعشُنأد ا جل وعل(‪) ،‬أولئهك( الخطاب لم سلمة‪ ،‬والخطاب إذا توجه إلى‬ ‫والسلم )كأولأئههك ه‬
‫شأراكر اشُلأخشُل ه‬
‫ق هعشُنأد ا( منَ هم شرار الخلق عند ا؟ هم‬ ‫مؤنأث تكسر فيه الكاف ‪-‬كاف الخطاب‪) -‬كأولأئههك ه‬
‫شأراكر اشُلأخشُل ه‬
‫ظموا الصالحينَ فبنوا على قبورهم مساجد‪ ،‬هل في هذا الحديآث أنأهم توجهوا بالعبادةا لولئك‬ ‫الذيآنَ ع ص‬
‫الصالحينَ؟ ل؛ إنأما عظموا قبور الصالحينَ وجعلوا لهم صورا‪ ،‬فجمعوا بينَ فتنتينَ فتنة القبور‬
‫‪.‬وفتنة الصور‬
‫‪.‬وفتنة الصور وسيلة منَ وسائل حدوثا الشرك‬
‫وكذلك فتنة القبور بالبناء عليها‪ ،‬وبتعظيمها‪ ،‬وبإرشاد الناس لها‪ ،‬هذا وسيلة إلى أنأ يآعتقد في‬
‫صاحب القبر أنأ له شيئا منَ خصائص اللهية‪ ،‬أو أنأه يآتوسط عند ا جل وعل في الحاجات‪ ،‬كما‬
‫‪.‬حصل ذلك فعل‬
‫قال المصنف المام رحمه ا )فهؤلء جمعوا بين فتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل( وهذا هو الواقع‪،‬‬
‫‪.‬وهذا التغليظ في أنأهم شرار الخلق عند ا‬
‫[ ‪] 125‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫هذا نأفهم منه التحذيآر التحذيآر عند المة أنأ يآبنوا على قبر أحد مسجدا لنأه إنأ ُبني على قبر أحد‬
‫مسجد فإنأه منَ بنى ذلك ودل الخلق على تعظيم ذلك القبر فإنأه منَ شرار الخلق عند ا‪ ،‬وقد قال‬
‫‪».‬عليه الصلةا والسلم »لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع‬
‫ق هعشُنأد ا( وهذا تغليظ فيمنَ عبد ا في‬ ‫فإذا وجه الدللة منَ هذا الحديآث أنأه قال )كأولأئههك ه‬
‫شأراكر اشُلأخشُل ه‬
‫‪.‬الكنيسة التي فيها القبور و الصور‪ ،‬والقبور والصور منَ وسائل الشرك بال جل وعل‬
‫طمرُح‬ ‫ق يآم ض‬ ‫قال)ولهما عنها( يآعني عنَ عائشة )قالت‪ :‬لما نأزل برسول ا ( يآعني نأزل به الموت ) م‬
‫طف ِ م‬
‫ى‪ .‬اتاأخكذوا‬ ‫صار أ‬ ‫شفممها فقال وهو كذلك‪» :‬لأشُعأنة ا‬
‫اك على اشُليأكهوأد أوالنا أ‬ ‫صةء لمهُ معملى موضجِهِه‪ .‬فمإ ِمذا اضغتمصم بها ك م‬
‫ُخِمي م‬
‫قككبوأر أأشُنبهأيائهههشُم أمأساهجأد«( هذا الحديآث منَ أعظم الحاديآث التي فيها التغليظ في وسائل الشرك وبناء‬
‫‪.X‬المساجد على القبور واتخاذ قبور النأبياء والصالحينَ مساجد‬
‫ووجه ذلك أنأه عليه الصلةا والسلم وهو في ذلك الغم وتلك الشدةا ونأزول سكرات الموت به عليه‬
‫الصلةا والسلم يآعانأيها لم يآفعل عليه الصلةا والسلم؛ بل اهترم اهتماما عظيما وهو في تلك الحال‬
‫بتحذيآر المة منَ وسيلة منَ وسائل الشرك‪ ،‬وتوجيه اللعنَ والدعاء على اليهود والنصارى بلعنة‬
‫ا؛ لنأهم اتخذوا قبور أنأبيائهم مساجد‪ ،‬سبب ذلك أنأه عليه الصلةا والسلم يآخشى أنأ ُيآتخذ قبره‬
‫‪.‬مسجدا كما اتخذت قبور النأبياء قبله مساجد‬
‫ومنَ اتخذ قبور النأبياء مساجد؟ شرار الخلق عند ا منَ اليهود والنصارى الذيآنَ لعنهم النبي عليه‬
‫صارأى(‪ ،‬واللعنة هي الطرد والبعاد منَ رحمة ا‪،‬‬ ‫اك على اشُليأكهوأد أوالنا أ‬
‫الصلةا والسلم‪ ،‬فقال )لأشُعأنة ا‬
‫وذلك يآدل على أنأهم فعلوا كبيرةا منَ كبائر الذنأوب وهذا كذلك؛ فإنأ البناء على القبور واتخاذ قبور‬
‫النأبياء مساجد هذا منَ وسائل الشرك وهو كبيرةا منَ الكبائر‪ ،‬قال‪) :‬اتاأخكذوا قككبوأر أأشُنبهأيائهههشُم أمأساهجأد(‪،‬‬
‫فإذنأ سبب اللعنَ أنأهم اتخذوا قبور النأبياء مساجد‪ ،‬والنبي عليه الصلةا والسلم يآلعنَ ويآحذر وهو‬
‫في ذلك الموقف العصيب‪ ،‬فقام ذلك مقام آخر وصية أوصى بها عليه الصلةا والسلم أل ُتتخذ‬
‫‪.‬القبور مساجد فخالف كثير منَ الفئام في هذه المة خالفوا وصية عليه الصلةا والسلم‬
‫‪:‬قال )اتاأخكذوا قككبوأر أأشُنبهأيائهههشُم أمأساهجأد( اتخاذ القبور مساجد يآكونأ على أحد ثلثة صور‬
‫الصورة الولى‪ :‬أنأ يآسجد على القبر؛ يآعني يآجعل القبر مكانأ سجوده‪) ،‬اتاأخكذوا قككبوأر أأشُنبهأيائهههشُم أمأساهجأد(‬
‫يآعني جعلوا القبر مكانأ السجود‪ ،‬هذه صورةا‪ ،‬وهذه الصورةا في الواقع لم تحصل بانأتشار؛ لنأ‬
‫قبور النأبياء في اليهود والنصارى لم تكنَ مباِشرةا للناس يآمكنَ أنأ يآصلوا على القبر وأنأ يآسجدوا‬
‫صّلوا عليها مباشرةا؛ لكنَ قوله )اتاأخكذوا قككبوأر أأشُنبهأيائهههشُم‬ ‫عليه؛ بل كانأوا يآعظمونأ قبور أنأبيائهم فل يآ م‬
‫أمأساهجأد( أبلغ صورةا أنأ يآتخذ القبر نأفسه مسجدا يآعني يآصلي عليه مباشرةا‪ ،‬وهذه أفضع تلك النأواع‪،‬‬
‫‪.‬وهي التي تدل على أعظم وسيلة منَ وسائل الشرك والغلو بالقبر‬
‫الصورة الثانية‪ :‬أنأ يآصلي إلى القبر‪ ،‬أنأ يآتخذ القبر مسجدا؛ يآعني أنأ يآكونأ أمام القبر يآصلي إليه‪،‬‬
‫فإنأه اتخذ القبر ‪-‬وما حوله له حكمه‪ -‬اتخذه مكانأا للتذلل والخضوع‪ ،‬والمسجد ل يآعنى به مكانأ‬
‫السجود ووضّع الجبهة على الرض فقط وإنأما يآعني به مكانأ التذلل والخضوع‪ ،‬فاتخذوا قبورهم‬
‫مساجد يآعني جعلوها قبلة لهم‪ ،‬ولهذا نأهى النبي أنأ يآصلى إلى القبر لجل أنأ الصلةا إليه وسيلة‬
‫منَ وسائل التعظيم‪ ،‬وهذا يآوافق قول الشيخ رحمه ا في الباب )باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد ا‬
‫عند قبر رجل صالح( قوله عند قبره نأفهم منَ هذه الصورةا التي هي أنأ يآكونأ أمامه القبر بينه وبينَ‬
‫‪.X‬القبلة تعظيما للقبر‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬أنأ يآتخذ القبر مسجدا بأنأ يآجعل القبر في داخل بناء وذلك البناء هو المسجد‪ ,‬فإذا‬
‫دفنَ النبي قام أولئك بالبناء عليه‪ ،‬فجعلوا حول قبره مسجدا واتخذوا ذلك المكانأ للتعبد وللصلةا فيه‪،‬‬
‫‪.‬هذه هي الصورةا الثالثة‪ ،‬وهي أيآضا موافقته لقول الشيخ رحمه ا )عند قبر رجل صالح(‬
‫[ ‪] 126‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫‪.‬وهذا يآبينَ لك بعض المناسبة في إيآراد هذا الحديآث تحت الباب‬
‫صنأكعوا( يآعني ما سبب اللعنَ؟ لماذا لعنَ النبي عليه الصلةا والسلم اليهود‬ ‫قال‪) :‬قالت عائشة‪ :‬يكأحاذكر أما أ‬
‫والنصارى في ذلك المقام العظيم ‪-‬وهو أنأه في سكرات الموت‪-‬؟ السبب أنأه يآريآد أنأ يآحذر الصحابة‬
‫صنأكعوا( وقد قبل الصحابة رضّوانأ ا عليهم تحذيآره وعملوا بوصيته‬ ‫‪.‬منَ ذلك‪ ،‬قالت )يكأحاذكر أما أ‬
‫قالت‪) :‬أولأكولأ أذلأك أكشُبهرأز قأشُبكرهك(‪) ،‬أكشُبهرأز قأشُبكرهك( يآعني ُأظهر وجعل قبره مع سائر القبور في البقيع أو نأحو‬
‫ذلك؛ ولكنَ كانأ منَ العلل التي جعلتهم ل يآنقلونأه عليه الصلةا والسلم منَ مكانأه الذيآ ُيآتوفى فيه‬
‫ساهجأد«‬ ‫ى‪ .‬اتاأخكذوا قككبوأر أأشُنبهأيائهههشُم أم أ‬‫صار أ‬ ‫اك على اشُليأكهوأد أوالنا أ‬‫قوله هنا عليه الصلةا والسلم )»لأشُعأنة ا‬
‫ك أضبِرمز قمضبُرُه( فهذه أحد العلتينَ‬ ‫ُ‬ ‫صنمُعوا‪ ،‬ولمُولم مذا م‬‫‪.‬يآُمحصذُر مما م‬
‫‪». X‬والعلة الثانأية قول أبي بكر إنأه سمع النبي يآقول‪» :‬إان النبياء كيقبرون حيث كيقبضون‬
‫قالت )أغشُيأر أأناهك أخهشي( هنا أو )كخشي( ُتروى بالوجهينَ‪) ،‬أغشُيأر أأناهك أخهشي( يآعني عليه الصلةا والسلم‬
‫شي أأان يكتاأخأذ‬
‫سهجدائ( يآعني أنأ يآتخذ قبره مسجدا‪ ،‬ويآجوز أنأ ويآجوز أنأ تقرأها )أغشُيأر أأناهك كخ ه‬ ‫)أأان يكتاأخأذ أم شُ‬
‫‪.‬أمشُسهجدائ( يآعني خشي الصحابة أنأ يآتخذ قبره مسجدا‪ ،‬وهذا تنبيه على إحدى العلتينَ‬
‫الصحابة رضّوانأ ا عليهم قبلوا هذه الوصية‪ ،‬وجعلوا دفنه عليه الصلةا والسلم في مكانأه‪،‬‬
‫وحجرةا عائشة التي ُدفنَ فيها عليه الصلةا والسلم كانأت عائشة تقيم أو أقامت جدارا بينها وبينَ‬
‫‪.‬القبور‪ ،‬فكانأت غرفة عائشة فيها قسمانأ قسم فيه القبر وقسم هي فيه‬
‫كذلك لما توفي أبو بكر وُدفنَ بعد رسول ا ‪-‬منَ جهة الشمال‪ ،-‬كانأت أيآضا في ذلك المقام في‬
‫‪.X‬جزء منَ الغرفة منَ الحجرةا‬
‫‪.‬ثم بعد ذلك لما دفنَ عمر تركت الحجرةا رضّي ا عنها‬
‫ثم أغلقت الحجرةا‪ ،‬فلم يآكنَ ثم باب فيها يآدخل وإنأما كانأ فيها نأافذةا صغيرةا‪ ،‬وكانأت الحجرةا ‪-‬كما‬
‫صص وإنأما كانأت منَ البناء الذيآ كانأ في عهده عليه‬ ‫تعلمونأ‪ -‬منَ بناء ليس محمجر ول منَ بناء ُممج ص‬
‫‪.‬الصلةا والسلم منَ خشب ونأحو ذلك‬
‫ثم بعد ذلك لما جاءت الزيآادةا في المسجد النبويآ في عهد الوليد بنَ عبد الملك‪ ،‬وكانأ أمير المديآنة‬
‫يآوم ذاك عمر بنَ عبد العزيآز رحمه ا‪ ،‬وأخذوا شيئا منَ ُحمجر زوجات النبي عليه الصلةا‬
‫والسلم‪ ،‬بقيت حجرةا النبي عليه الصلةا والسلم كذلك‪ ،‬فأخذوا منَ الروضّة ‪-‬روضّة المسجد‪-‬‬
‫أخذوا منها شيئا وجعلوا عليه بناء‪ ،‬فبنوه منَ ثلثا جهات‪ ،‬جدار آخر غير الجدار الول‪ ،‬بنوه منَ‬
‫ثلثا جهات‪ ،‬وجعلوا الجهة التي تكونأ شمال ‪-‬يآعني منَ جهة الشمال‪ -‬جعلوها مسنمة؛ جعلوها‬
‫‪:‬مثلثة قائمة هكذا‪ ،‬وصار عندنأا النأ جدارانأ‬
‫‪.‬الجدار الول مغلق تماما‪ ،‬وهو جدار حجرةا عائشة‬
‫والجدار الثانأي الذيآ ُعِمل في زمنَ عمر بنَ عبد العزيآز رحمه ا ورضّي عنه في زمنَ الوليد بنَ‬
‫عبد الملك‪ ،‬جعلوا جهة الشمال ‪-‬وهي عكس جهة القبلة‪ -‬جعلوها مسنمة؛ لنأه في تلك الجهة جاءت‬
‫التوسعة وسعوها منَ جهة الشمال‪ ،‬فخشوا أنأ يآكونأ ذلك الجدار مربعا يآعني مسامتا للمستقِبل؛‬
‫فيكونأ إذا استقبله أحد استقبال للقبر‪ ،‬فجعلوه مثلثا يآبعد كثيرا عنَ الجدار الول وهو جدار حجرةا‬
‫‪.‬عائشة؛ لجل أنأ ل يآمكنَ أحد أنأ يآستقبل لبعد المسافة؛ ولجل أنأ الجدار صار مثلثا‬
‫ثم بعد ذلك بأزمانأ جاء جدار ثالث أيآضا وُبني حول ذيآنك الجداريآنَ‪ ،‬وهو الذيآ قال فيه ابنَ القيم‬
‫رحمه ا تعالى في النونأية في وصف دعاء النبي في قوله »اللهم ل تجعل قبريِ وثنا يعبد«‬
‫‪:X‬قال‬
‫فأجاب رب العالمين دعاءه‬
‫[ ‪] 127‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وأحاطه بثلثة الجدران‬


‫حتى غدت أرجاؤه بدعائه‬
‫في عزة وحماية وصيان‬
‫فالنبي عليه الصلةا والسلم صار قبره في ثلثة جدرانأ‪ ،‬وكل جدار ليس فيه باب‪ ،‬ول يآمكنَ لحد‬
‫حتى في زمنَ الصحابة أنأ ‪-‬يآعني في زمنَ المتأخريآنَ منهم في عهد الوليد وما قبله‪ -‬ل يآمكنَ أنأ‬
‫‪.‬يآدخل ويآقف على القبر بنفسه؛ لنأه صار مثم جدارانأ وكل جدار ليس له باب‬
‫ثم بعد ذلك وضّع الجدار الثالث وهذا الجدار أيآضا كبير مرتفع إلى فوق‪ُ ،‬وضّعت عليه القبة فيما‬
‫‪.‬بعد‪ ،‬وهذا الجدار أيآضا ليس له باب‬
‫فل يآستطيع النأ أحد أنأ يآدخل إلى القبر أو أنأ يآصل القبر أو أنأ يآتمسح بالقبر أو أنأ يآرى قبر النبي‬
‫‪.‬عليه الصلةا والسلم‬
‫ت‬‫ثم بعد ذلك وضّع السور الحديآديآ هذا‪ ،‬وهذا السور الحديآديآ بينه وبينَ الجدار الثالث ‪-‬الذيآ ذكر ُ‬
‫لكم‪ -‬بينه نأحو متر ونأصف في بعض المناطق ونأحو متر في بعضها وبعضها نأحو متر وثمانأينَ إلى‬
‫متريآنَ في بعضها‪ ،‬يآضيق ويآزداد؛ لكنَ منَ مشى فإنأه يآمشي بينَ ذلك الجدار الحديآديآ وذلك الجدار‬
‫‪.‬الثالث‬
‫فقبر النبي عليه الصلةا والسلم‪ ،‬عمل المسلمونأ بوصيته عليه الصلةا والسلم‪ ،‬وُأبعد تماما فل‬
‫‪.‬يآمكنَ أنأ يآصل أحد إلى القبر‪ ،‬ول يآمكنَ أيآضا أنأ ُيآتخذ ذلك القبر مسجدا‬
‫ولهذا لصما جاء الخرافيونأ في الدولة العثمانأية جعلوا التوسعة التي هي منَ جهة الشرق جعلوا فيها‬
‫ممر لكي يآمكنَ منَ يآريآد أنأ يآطوف بالقبر أو أنأ يآصلي في تلك الجهة‪ ،‬ذلك الممر الشرقي ‪-‬الذيآ‬
‫هو قدر متريآنَ أو نأحو ذلك أو يآزيآد قليل‪ ،-‬ذلك الممر الشرقي في عهد الدولة السعوديآة الولى وما‬
‫بعدها ُمنع منَ الصلةا فيه‪ ،‬فكأنأه ُأخرج منَ كونأه مسجدا؛ لنأه إذا كانأ منَ مسجد النبي عليه الصلةا‬
‫والسلم‪ ،‬فل يآجوز أنأ يآمنعوا أحدا منَ الصلةا فيه‪ ،‬فلما منعوا أحدا منَ الصلةا فيه جعلوا له حكم‬
‫المقبرةا ولم يآجعلوا له حكم المسجد‪ ،‬فل يآمكنَ لحد أنأ يآصلي فيه بل يآغلقونأه وقت الصلةا أصما وقت‬
‫‪.‬السلم أو وقت الزيآارةا فإنأهم يآفتحونأه للمرور‬
‫فإذنأ تبينَ بذلك أنأ قبر النبي عليه الصلةا والسلم لم ُيآتخذ مسجدا‪ ،‬وإنأما دخلت الغرف في التوسعة‬
‫في عهد التابعينَ في المسجد؛ ولكنَ جهُتها الشرقية خارجة عنَ المسجد فصارت كالشيء الذيآ دخل‬
‫في المسجد؛ ولكنَ حيطانأ متعددةا تمنع أنأ يآكونأ القبر في داخل مسجد النبي ‪ ،‬وإنأما أربع جدارات‬
‫‪.X‬تفصل بينَ المسجد وبينَ قبر النبي يآعني مكانأ الدفنَ‬
‫وأعظم منَ ذلك مما يآدل على أخذ الصحابة والتابعينَ ومنَ بعدهم بوصية النبي هذه‪ ،‬وسد الطرق‬
‫الموصلة إلى الشرك به عليه الصلةا والسلم‪ ،‬وباتخاذ قبره مسجدا‪ :‬أنأهم أخذوا منَ الروضّة‬
‫الشريآفة أخذوا منَ الروضّة التي هي روضّة منَ ريآاض الجنة كما قال عليه الصلةا والسلم »ما‬
‫بين بيتي ومنبريِ روضة من رياض الجنة« أخذوا منها قدر ثلثة أمتار لكي يآقوم الجدار الثانأي ثم يآقوم‬
‫الجدار الثالث ثم يآقوم السور الحديآديآ وأكثر منَ ثلثة أمتار‪ ،‬فهذا منَ أعظم التطبيب وهو أنأهم‬
‫أخذوا منَ الروضّة وأجازوا أنأ يآأخذوا منَ المسجد لجل أنأ يآحمى قبر النبي عليه الصلةا والسلم‬
‫‪.X‬منَ أنأ يآتخذ مسجدا‬
‫وهذا ول شك منَ أعظم الفقه فيمنَ فعل ذلك‪ ،‬ومنَ رحمة ا جل وعل في هذه المة‪ ،‬ومنَ إجابة‬
‫‪».‬دعوةا النبي عليه الصلةا والسلم بقوله فيما سيأتي بعد هذا الباب »اللهم ل تجعل قبريِ وثنا يعبد‬
‫[ ‪] 128‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫صارجىَ اتمجختذوا قتـتبوجر أجنلبعجيائعهلم جمجساججد« ييوثذير وماح و‬
‫صنوـعيوا( فإنه‬ ‫إذن فقوله عليه الصلةا والسلما )»لجلعجنة اللمهت على الليجـتهوجد جوالنم ج‬
‫عليه الصلةا والسلما ل ينتخمذ قبه مسجدا‪.‬‬
‫واليوما الوجود قد يكون صورته عند غي التأمل وغي الفقيه صورته صورةا قب ف داخل مسجد‪،‬م وف القيقة ليست‬
‫صورته وليست حقيقته قب ف داخل السجد؛ لوجود الدران الخمتلفة الت تفصل بي السجد وبي القب؛ ولن الهة‬
‫الشرقية منه ليست من السجد‪،‬م وهذا لاح جاحءت التوسعة الخيةا كاحن مبتدؤهاح من جهة الشماحل بعد نأاحية الجرةا بكثي‬
‫ث‬
‫حت ل تكون الجرةا ف وسط السجد من جهة أنه يكون ثة توسعة من جهة الشرقا وث الروضة من جهة الغرب فتكون‬
‫وسط السجد فيكون ذلك من اتاحذ قبه مسجدا عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫القصود من هذا البياحن الهم ‪-‬الذي ينبغي أن تعيه جيدا‪ -‬أن قب النب عليه الصلةا والسلما ماح أتذ مسجدا‬
‫ولكن وصيته عليه الصلةا والسلما من التحذير قد أتذ باح ف مسجده وف قبه؛ ولكن خاحلفتهاح المة ف قبور الصاحلي‬
‫من هذه المة فاحتذوا قبور بعض آل البيت مساحجد وعظموهاح كماح يتعظم الوثاحن‪.‬‬
‫ت كبوشم ر‬
‫س‪,‬هل وويهوو يوـيقويل‪» :‬إعمني جأبلـجرأت إعجلى ال أجلن‬ ‫ب قوـشبول أوشن وييو و‬ ‫قاحل )ولسلم عن جندب بن عبد ال‪،‬م قاحل‪ :‬وكسشع ي ك‬
‫ت النث ث‬
‫ت تمتمعخذام عملن أتممعتي جخعليلم لجتمجخلذ ت‬
‫ت أججبا بجلكتر‬ ‫يجتكوجن علي عملنتكلم جخعليتل‪ ,‬فجعإمن ال قجعد اتمجخجذعني جخعلي م‬
‫ل‪ ,‬جكجما اتمجخجذ عإبلـجراعهيجم جخعلي م‬
‫ل‪ ,‬جولجلو تكلن ت‬
‫جخعليلم‪.‬هل«( سبب ذلك أن اللة هي أعظم درجاحت البة وهي الت تتخملل الروح وتتخملل القلب وشغاحف الصدر بيث ل‬
‫ت تمتمعخذام عملن‬‫يكون وث مكاحن لغي ذلك الليل‪،‬م لذا النب عليه الصلةا والسلما ليس له من أصحاحبه خليل‪،‬م قاحل )جولجلو تكلن ت‬
‫ت أججبا بجلكتر جخعليلم( وجه الشاحهد من هذا الديث قوله بعد ذلك )أجلج جوإعمن جملن جكاجن قج لـبـلجتكلم جكاتنوا يجـتمعختذوجن قتـتبوجر‬ ‫أتممعتي جخعليلم لجتمجخلذ ت‬
‫ك( وهذا أيضاح جاحء ف رواية أخرى أيضاح »كانوا يتخذون‬ ‫ساعججد‪.‬هل فعإمني أجنلـجهاتكلم جعلن جذلع ج‬ ‫ع‬ ‫أجنلبعيائععهم م ع‬
‫ساججد‪ ,‬أجلج فجلج تجـتمختذوا ا لتقتبوجر جم ج‬‫ج لجج‬
‫قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد « وهذا هو الذي وقع ف هذه المة‪،‬م وهذا وسيلة من وساحئل الشركر‪،‬م مناحسبته للباحب ظاحهرةا‬
‫من أن تري اتاحذ قبور النبياحء والصاحلي مساحجد مع أنه قد يكون العاحبد ل يعبد إل ال لنأاح وسيلة من وساحئل الشركر‬
‫الكب‪،‬م والوساحئل تفضي إل ماح بعدهاح‪،‬م وقد تقرر ف القواعد الشرعية وأجع عليهاح الققون أثن سد الذرائع الوصلة إل‬
‫الشركر وإل الرماحت واجبة‪،‬م فإن الذريعة الت توصل إل مرما يب سمدهاح لن الشريعة جاحءت لسد الصول وسد الذرائع‬
‫بسد أصول الرماحت وسد الذرائع إليهاح‪،‬م فيجب أن ييغلق كل باحب من أبواب الشركر باحل ومن ذلك اتاحذ قبور النبياحء‬
‫والصاحلي مساحجد‪.‬‬
‫ولهذا ل تصح الصلة في مسجد يبن على قب‪،‬م السجد الذي يبن على قب فإنه ل تصح الصلةا فيه؛ لن ذلك‬
‫مناحف لنهي النب فاحلنب عليه الصلةا والسلما‪،‬م النب عليه الصلةا والسلما نأى وهم فعلوا‪،‬م والنهي توجه إل بقعة الصلةا‬
‫فبطلت الصلةا‪،‬م فاحلذي يصلي ف مسجد أقيم على قب صلته باحطلة ل تصح لقوله عليه الصلةا والسلما )أجلج فجلج تجـتمعختذوا‬
‫ا لتقتبوجر جمجساعججد( يعن باحلبناحء عليهاح وباحلصلةا حولاح )فعإمني أجنلـجهاتكلم جعلن جذلعجك(‪.‬هل‬
‫قاحل)فقد نهى عنه في آخر حياته‪ ،‬ثم إنه لعن ‪-‬وهو في السياق‪ -‬من فعله‪.‬هل والصلة عندها من ذلك وإن لم يبن مسجد‬
‫وهو معنى قولها‪ :‬تخعشجي أجمن يتـتمجخجذ جملسعجدام‪ (.‬يعن الصلةا عند القبور ل توزا سواء صلى إليهاح أو صلى عندهاح رجاحء بركة‬
‫ذلك الكاحن أو ل يرج بركة ذلك الكاحن وإناح صلى صلةا ناحفلة غي صلةا الناحزاةا عندهاح‪،‬م كل هذا ل يوزا سواء كاحن ث‬
‫[ ‪] 129‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫بناحء على القب كمسجد أو كاحن قبا أو قبين ف غي بناحء عليهماح فإن الصلةا ل توزا‪،‬م ولذا جاحء ف الصحيح أن النب‬
‫عليه الصلةا والسلما قاحل »اجعلوا من صلتكم في بيوتكم ول تجعلوها قبورا« وف البخماحري أيضاح معلقاح من كلما عمر أنه‬
‫رأى أوونس يصلي عند قب فقاحل له‪ :‬القوب القب‪ .‬يعن احذر القب‪,‬هل احذر القب‪،‬م وهذا يدل على أن الصلةا عند القبور ل‬
‫توزا لنأاح وسيلة من وساحئل الشركر‪،‬م وأعظم إذا كاحن ث بنياحن واتاحذ لاح حول القب من البنية مسجدا للصلةا والدعاحء‬
‫والقراءةا ونو ذلك‪.‬‬
‫قاحل )وهو معنى قولها‪ :‬تخعشجي أجمن يتـتمجخجذ جملسعجدام‪ .‬فإن الصحاحبة ل يكونوا ليبنوا حول قبه مسجدعا‪،‬م وكل موضع‬
‫ض جملسعجدام‬ ‫قصدت الصلةا فيه فقد اتذ مسجدعا‪،‬م بل كل موضع يصلى فيه‪،‬م يسمى مسجدعا‪،‬م كماح قاحل ‪» :‬جععلج ل ع‬
‫ت لجي الجلر ت‬ ‫ت‬
‫جوطجتهورام«(‪.‬هلوهذا ظاحهر‪.‬‬
‫قاحل )ولحمد بسند جيد عن ابن مسعود )( مرفوعما‪» :‬إنم من شرار الناس من تدركهم الساعةت وهم أحياء‪،‬‬
‫والذين يتخذون القبور مساجد«‪.‬هل ورواه أبو حاتم( يعن ابن حباحن )في صحيحه( وجه الشاحهد من هذا أنه قاحل‬
‫)والذين يتخذون القبور مساجد( يعن أنأم من شرار الناحس‪،‬م فاحلذين يتخمذون القبور مساحجد من شرار الناحس‪،‬م وذلك‬
‫لن اتاحذ القبور مساحجد كماح ذكرناح وسيلة من وساحئل الشركر باحل جل وعل‪،‬م وقوله )والذين يتخذون القبور مساجد(‬
‫هذا يعم كل متخمذ القب مسجدا ‪-‬سواء اتذه باحلصلةا عليه أو باحلصلةا إليه أو باحلصلةا عنده‪ -‬فذلك القصد للصلةا‬
‫صود ف شرار الناحس الذين وصفهم النب عليه الصلةا والسلما بذلك‪.‬‬ ‫عند القب يعل من قو و‬
‫ومناحسبة هذا الديث للباحب ظاحهرةا؛ فإنه ذكر أن من شرار الناحس الذين يتخمذون القبور مساحجد‪،‬م والقصد من اتاحذ‬
‫القب مسجد أن يعبد ال عند قب ذلك الرجل الصاحل‪،‬م فكيف حاحل الذي توجه إل النب عليه الصلةا والسلما باحلعباحدةا؟‬
‫القب ل يلص إليه‪،‬م والستغاحثة باحلنب عليه الصلةا والسلما وتأليه النب عليه الصلةا والسلما هذا قد يقع بسب‬
‫العتقاحدات وبسب الناحداةا‪،‬م كماح حصل من الاحهلي مناحداةا اللئكة واتاحذ اللئكة آلة مع ال جل جلله‪،‬م كذلك اتاحذ‬
‫الولياحء معبودين هل هؤلء من خياحر الناحس عند ال؟ بل هم أشر من الذين وصفهم النب عليه الصلةا والسلما بقوله‬
‫) من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء‪ ،‬والذين يتخذون القبور مساجد( فإن الذي اتذ القب مسجدا ملعون بلعنة‬
‫النب عليه الصلةا والسلما ولو كاحن ل يعبد إل ال جل وعل‪،‬م فكيف حاحل الذي عبد صاححب ذلك القب؟‬
‫نسأل ال جل وعل العاحقبة والسلمة من كل وساحئل الشركر‪،‬م تأمل هذا مع ماح فشاح ف بلد السلمي من البناحء على‬
‫القبور والقباحب عليهاح‪،‬م ومن بناحء الشاحهد وتعظيم ذلك وتوجيه الناحس إليهاح‪،‬م وذكر الكاحياحت الطويلة ف مناحقب أولئك‬
‫الولياحء‪،‬م وف إجاحبتهم للدعوات وإغاحثتهم للهفاحت ونو ذلك‪،‬م يتبي لك غربة السلما أشد غربة ف هذه الزامنة وماح‬
‫قبلهاح‪،‬م كيف إذا قاحلوا إن ذلك جاحئر وذلك توحيد؛ بل كيف إذا اتموا من نأاحهم عن ذلك بعدما العرفة وعدما الفهم وهو‬
‫يدعوهم إل ال جل وعل وهم يدعونه إل الناحر نسأل ال السلمة والعاحفية‪ .‬نعم‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانام تعبد من دون ال‬
‫[ ‪] 130‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ب اللمعه جعلججى قجـلوتم اتمجختذوا قتـتبوجر‬ ‫سوول اللثكه قاحل‪» :‬اللمتهمم لج تجلججعلل قجـلبعري جوجثنام يتـلعبجتد‪ ,‬الشتجمد غج ج‬
‫ض ت‬ ‫روى ماحلك ف الوطأ‪،‬م أوثن ور ي‬
‫أجنلبعجيائععهلم جمجساعججد«‬
‫يلت لم‬ ‫ولبن جرير بسنده‪،‬م عن سفياحن‪،‬م عن منصورر‪،‬م عن ماحهد‪﴿ :‬أجفجـجرجأيلـتتلم اللل ج‬
‫ت جوا لعتلزىَ﴾]النجم‪ .[19 :‬قاحل‪ :‬كاحن م‬
‫السويق‪،‬م فماحت‪،‬م فعكفوا على قبه‪ .‬وكذا قاحل أبو الوزااء‪،‬م عن ابن عباحرس‪ :‬كاحن يلتم السويق للحاحج‪.‬‬
‫وعن ابن عباحس رضي ال عنهماح‪،‬م قاحل‪» :‬لججعجن جرتسوتل ال جزائعجراعت ا لتقتبوعر جوالتمتمعخعذيجن جع جلليـجها الجمجساعججد جوالمسترجج«‪ .‬رواه أهل‬
‫السنن‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫)باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون ال( الغلو ف قبور الصاحلي وسيلة من وساحئل‬
‫الشركر؛ بل يصل الغلو إل أن يكون شركاح باحل جل وعل وأن ييصني ذلك القب وثناح يعبد‪،‬م فاحلغلو درجاحت مثر عليناح ف‬
‫البواب قبله بعض الغلو ف القبور‪،‬م وهناح بثي أن الغلو يصل إل أن يصثي تلك القبور أوثاحناح تعبد من دون ال‪.‬‬
‫قلناح أن الغلو هو ماحوزاةا الد‪،‬م والقبور ‪-‬قبور الصاحلي وغي الصاحلي‪ -‬صفتهاح ف الشرع واحدةا‪،‬م ل ييزج الشرع ول‬
‫يأ كت دليل ف الشريعة بأن قب الصاحل ييزج عن قب غيه؛ بل القبور تتساحوى هذا وهذا ل يفرقا بي قب صاحل وبي قب‬
‫طاحل؛ بل الصفة واحدةا وهي إماح أن يكون القب ف ظاحهره مسنماح وإماح أن يكون مربعاح‪،‬م وهذه الصورةا من حيث الظاحهر‬
‫واحدةا‪.‬‬
‫نأى النب عليه الصلةا والسلما عن الكتاحبة عليهاح وعن تصيص القب وعن رفع القب وف أنواع من السنن الت جاحءت‬
‫ف أحكاحما القبور‪،‬م وهذا لجل سد الطرقا الت توصل إل الغلو ف قبور الصاحلي‪.‬‬
‫فإذن ماحوزاةا الد ف قبور الصاحلي هي ماحوزاةاي ماح أكمر به أو ينأي عنه ف القبور؛ لن قبور الصاحلي ل تتلف عن‬
‫قبور غي الصاحلي‪،‬م فالغلو فيها‪:‬‬
‫يكون باحلكتاحبة عليهاح‪،‬م يكون برفعهاح‪،‬م يكون باحلبناحء عليهاح‪،‬م يكون بأن تتخمذ مساحجد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يكون الغلو فيهاح ‪-‬ذلك الذي سبق كله من جهة الوساحئل؛ يكون الغلو ف قبور الصاحلي بأن يعل القب‬ ‫‪‬‬
‫وسيلة من الوساحئل الت تقّرب إل ال جل وعل‪،‬م ويعل القب أو من ف القب شفيعاح لم عند ال جل وعل‪،‬م يعل‬
‫القب له حق أن يينذر له‪،‬م أو أن ييذبح له‪،‬م أو أن يستشفع بتابه إعتقاحدا أنه وسيلة عند ال جل وعل‪،‬م ونو ذلك‬
‫من أنواع الشركر الكب باحل تباحركر وتعاحل‪.‬‬
‫لذا الغلو ف قبور الصاحلي يكون بجاحوزاةا ماح يأذن فيهاح‪:‬‬
‫من الاحوزاةا ماح هو من الوساحئل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن الاحوزاةا ماح هو من إتاحذهاح أوثاحناح من دون ال جل وعل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ولذا قاحل رحه ال )باب ما جاء أمن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا( وقوله )يصيرها( يعن يعلهاح؛ قد يكون‬
‫جعل الوساحئل للغاحياحت يعن أن الغلو صاحر وسيلة لتاحذهاح أوثاحناح‪،‬م وقد يكون أن الغلو جعلهاح وثنناح يعبد من دون ال جل‬
‫وعل‪.‬‬
‫[ ‪] 131‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وهذا هو الذي حصل ويرى ف البلء من أن القبور صاحرت أوثاحناح تعبد من دون ال لاح أقيمت عليهاح الشاحهد القباحب‬
‫ث‬
‫ودعي الناحس إليهاح ويذبح لاح ويقبلت النذور لاح وصاحر يطاحف حولاح ويعكف عندهاح‪،‬م ونو ذلك من أنواع الشركر الكب‬
‫باحل‪.‬‬
‫ب اللمعه جعلججى قجـلوتم اتمجختذوا‬ ‫سوول اللثكه قاحل‪» :‬اللمتهمم لج تجلججعلل قجـلبعري جوجثنام يتـلعبجتد‪ ,‬الشتجمد غج ج‬
‫ض ت‬ ‫قاحل )روى ماحلك ف الوطأ‪،‬م أوثن ور ي‬
‫قتـتبوجر أجنلبعجيائععهلم جمجساعججد«(‪،‬م قوله )اللمتهمم لج تجلججعلل قجـلبعري جوجثنام يتـلعبجتد( هذه استعاحذةا ودعاحء لوف أنش يقع ذلك‪،‬م ولو كاحن ذلك ل‬
‫أن ل يجعل القب وثناح يعبد كماح‬ ‫يقع أصل ول يكن أن يقع لاح دعاح النب عليه الصلةا والسلما بذلك الدعاحء العظيم؛ بل دعاح ش‬
‫جعلت قبور غيه من النبياحء والرسلي عليه الصلةا والسلما‪،‬م فإن عددا من قبور النبياحء والرسلي عليهم الصلةا والسلما‬
‫)‪(1‬‬
‫ماتخمذت أوثاحناح تيعبد‪.‬‬
‫قاحل )اللمتهمم لج تجلججعلل قجـلبعري جوجثنام يتـلعبجتد( معن ذلك أنث القب يكن أن يكون وثناح يعبد‪،‬مقاحل عليه الصلةا والسلما )اللمتهمم لج‬
‫تجلججعلل قجـلبعري جوجثنام يتـلعبجتد(‪،‬م فاحلغاحية أن يكون القب وثناح يعبد‪،‬م ودعاح النب بأن ل يكون‪،‬م والوسيلة إل ذلك ماح جاحء بعد ذلك‬
‫ب اللمعه جعلججى قجـلوتم اتمجختذوا قتـتبوجر أجنلبعجيائععهلم جمجساعججد( وهذا هو الغلو؛ غلو الوساحئل‪،‬م فاحتاحذ قبور النبياحء مساحجد‬ ‫قاحل )الشتجمد غج ج‬
‫ض ت‬
‫يصير تلك القبور أوثاحناح‪،‬م فاحلنب عليه الصلةا والسلما ف هذا الديث جع بي ذككر الوسيلة والتنفي‬ ‫غلو من غلو الوساحئل ّ‬
‫منهاح واشتداد غضب ال على من فعلهاح‪،‬م وذكر نأاحية ماح تصل إليه بأصحاحباح تلك الوسيلة وهي أن تكون القبور أوثاحناح‬
‫تعبد من دون ال جل وعل‪.‬‬
‫فإذن هذا الديث فيه بياحن أن القب يكن أن يكون وثنناح‪.‬‬
‫والرافيون يقولون‪ :‬القبور ل يكن أن تكون أوثاحناح‪،‬م والوثاحن هي أوثاحن الاحهلية وأصناحما الاحهلية‪.‬‬
‫إن الاحهليي إذا كاحنوا تعلثقوا بأصناحما وبأحجاحر وبأشجاحر وبغي ذلك من الشياحء‪،‬م واعتقدوا فيهاح ووصلوا فيهاح‬ ‫ونقول‪ :‬ث‬
‫إل الشركر الكب‪،‬م مع أن البر العقلي والبر النفسي غي قوي فيهاح‪،‬م فلن تتخمذ قبور الصاحلي والنبياحء والرسلي أوثاحناح‬
‫أو أن يتوجه إل أصحاحباح باحلعباحدةا ذلك من باحب أول؛ لن تعلمق القلوب باحلصاحلي أول من تعلقهاح باحلحجاحر‪،‬م تعلمق‬
‫القلوب باحلنبياحء والرسلي أول من تعلقهاح باحلن أو تعلقهاح باحلشجاحر أو الحجاحر أو نو ذلك‪.‬‬
‫فإذن سبب الشركر ووسيلة الشركر ف القبور أول وأظهر من النظر ف الصناحما ونو ذلك؛ لنأاح جيعاح من جهة‬
‫اعتقاحد القلب وتأثي تلك الصناحما والوثاحن ف الاحلي جيعاح ف الشفاحعة عند ال‪،‬م فأولئك الشركون يقولون ف آلتهم ماح‬
‫نعبدهم إل ليقربوناح إل ال زالفى‪،‬م وقاحلوا أيضاح ﴿جويجـتقوتلوجن جهتؤجلعء تشجفجعاتؤجنا ععلنجد ال لعه﴾]يونس‪.[18:‬‬
‫وأهل العصر أو العصور الت فشاح فيهاح الشركر إذا سألتهم يقولون‪ :‬هذا توسل وهذا استشفاحع‪ .‬والاحل واحدةا‪،‬م‬
‫والسبيل الذي جعل تلك القبور أوثاحناح هو اتاحذ تلك مساحجد و البناحء عليهاح و الث على ميئهاح وذكر الكراماحت الت‬
‫تصل عندهاح أو إجاحبة الدعوات عندهاح أو التبكر باح إل غي ذلك‪.‬‬
‫ت جوا لعتلزىَ﴾]النجم‪.[19:‬هل قال‪:‬‬ ‫قاحل )ولبن جرير بسنده‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن منصوتر‪ ،‬عن مجاهد قال في قوله‪﴿ :‬أجفجـجرجأيلـتتلم اللل ج‬
‫يلت لهم السويق‪ ،‬فمات‪ ،‬فعكفوا على قبره‪.‬هل وكذا قال أبو الجوزاء‪ ،‬عن ابن عباتس‪ :‬كان يلتب السويق للحاج( الشاحهد قول‬ ‫كان ب‬

‫‪.‬انتهى الشريط الثاحمن )‪1‬‬


‫[ ‪] 132‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ت السويق لم على قراءةا )أجفجـجرجأيلـتتلم الللتل جوا لعتلزىَ( ووجه‬ ‫ماحهد )مات فعكفوا على قبره( لجل أنه رجل كاحن ينفعهم بكلو ث‬
‫الناحسبة ظاحهر من أن صلح ذلك الرجل جعلهم يغلون ف قبه فعكفوا على قبه‪،‬م والعكوف على القبور يصيهاح أوثاحناح‪،‬م‬
‫ضر‪،‬م هذا معن العكوف‪.‬‬ ‫العكوف معناحه لزجوما القب بتعظيمه واعتقاحد البكة ف لزجومه والثواب والنفع ودفع ال م‬
‫قاحل )وعن ابن عباحس رضي ال عنهماح‪،‬م قاحل‪» :‬لججعجن جرتسوتل ال جزائعجراعت ا لتقتبوعر جوالتمتمعخعذيجن جع جلليـجها الجمجساعججد جوالمسترجج«‪ .‬رواه‬
‫أهل السنن( وجه الدللة من الديث ظاحهرةا أن النب لعن التخمذين على القبور الساحجد والسرج‪،‬م الساحجد مر معن‬
‫الكلما عليهاح‪،‬م والثسرج لنأاح وسيلة لتعظيم تلك القبور ونوع من أنواع الغلو فيهاح‪،‬م يفتسرج القبور ويعل عليهاح ف الزجمن‬
‫الاحضي القناحديل‪،‬م واليوما تعل عليهاح النوار العظيمة الت تبي أن هذا الكاحن مقصود وأنه مطلوب وييجعل عليهاح من عقود‬
‫اللمباحت وعقود النوار والكشاحفاحت الت تسطع ماح يدلث الناحس على تعظيم هذا القب‪،‬م فهؤلء ملعونون بلعنة رسول ال ‪،‬م‬
‫فل يوزا أن تتخمذ السرج على القبور؛ لن اتاحذ الثسرج على القبور من نوع الغلو فيهاح؛ ولنه يوجه الناحس إليهاح وذلك قد‬
‫يكون بعده أن تتخمذ آلة وأوثاحناح مع ال جل وعل‪ .‬نعم‬

‫باب ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد وسدبه كل طريق يوصل إلى الشرك‬
‫ف جرعحيتم)‬ ‫ص جعلجليتكلم عبا لتملؤعمعنيجن جرتءو ت‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬لججقلد ججاجءتكلم جرتسوتل ملن جأنتفستكلم جععزيتز جعلجليه جما جعنتبلم جحعري ت‬
‫ظيعم﴾]التوبة‪.[129-128 :‬‬ ‫ش الع ع‬ ‫‪ (128‬فجعإن تجـجوللوا فجـتقلل جحلسبعجي الت لج إعلجهج إعلل تهجو جعلجليعه تجـجولكل ت‬
‫ب الجعلر ع ج‬ ‫ت جوتهجو جر ب‬
‫صلجتجتكلم تج لـبـلتغتعني‬ ‫ع‬
‫صملوا جعلجمي فعإمن ج‬ ‫عن أب هريرةا ‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬لج تجلججعتلوا بتـتيوتجتكلم قتـتبورما‪ ,‬جول تجلججعتلوا قجـلبعري عيدما‪ ,‬جو ج‬
‫ث تكلنتتلم«‪ .‬رواه أبو داوود بإسناحد حسرن ورواته ثقاحت‬ ‫جحلي ت‬
‫وعن علي بن السي ‪،‬م أنه رأى رجلع ييء إل فرجة كاحنت عند قب النب ‪،‬م فيدخل فيهاح‪،‬م فيدعو‪،‬م فنهاحه‪،‬م وقاحل‪ :‬أل‬
‫ع‬
‫صملوا جعلجمي‪ ،‬فإن‬ ‫أحدثكم حديثاحع سعته من أب عن جدي عن رسول ال ‪،‬م قاحل‪» :‬ل تتخذوا قجـلبعري عيدام‪ ،‬ول بتـتيوتجتكلم قتـتبورام‪ ،‬جو ج‬
‫تسليمكم يبلغني أين تكلنتتلم«‪ .‬رواه ف الخمتاحرةا‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫هذا الباب منَ جنس البواب قبله في حمايآة النبي عليه الصلةا والسلم جناب التوحيد وفي سده كل‬
‫سككشُم أعهزيمز أعلأشُيهه‬ ‫سومل همشُن أأنفك ه‬ ‫طريآق يآوصل إلى الشرك‪ ،‬وأتى بآيآة براءةا وقول ا تعالى )لأقأشُد أجاأءككشُم أر ك‬
‫ف أرهحيمم(‪ ،‬قوله )أعهزيمز أعلأشُيهه أما أعنهبتشُم( يآعني عزيآز عليه معنمتُُكم‪،‬‬ ‫صّ أعلأشُيككشُم هباشُلكمشُؤهمهنيأن أركءو م‬
‫أما أعنهبتشُم أحهري م‬
‫عزيآز عليه العنت؛ يآعني أنأ تكونأوا في عنت ومشقة هذا عزيآز عليه ل يآرغب فيه عليه الصلةا‬
‫صّ أعلأشُيككشُم( فهو عليه الصلةا والسلم عزيآز عليه عنت أمته وهذا يآؤديآ أنأ يآأمرهم‬ ‫والسلم‪) ,‬أحهري م‬
‫بكل خير وأنأ يآنهاهم عنَ كل شر‪ ،‬وأنأ يآحمي حمى ما أمرهم به وما نأهاهم عنه؛ لنأ الناس إذا‬
‫أقدموا على ما ُنأهوا عنه فإنأهم أقدموا على مهلكتهم وأقدموا على ما فيه عنتهم في الدنأيا وفي‬
‫الخرى‪ ،‬والنبي عليه الصلةا والسلم عزيآز عليه عنتهم‪ ،‬عزيآز عليه أنأ يآقعوا في وبال عليهم وفي‬
‫صّ أعلأشُيككشُم( لنأ هذه وهذه متلزمة‪ ،‬ومنَ حرصه علينا عليه‬ ‫مشقة عليهم‪ ،‬ولهذا قال بعدها )أحهري م‬
‫الصلةا والسلم ومنَ كونأه يآعز عليه عنتنا عليه الصلةا والسلم أضنأ محمى ِحمى التوحيد وحمى‬
‫[ ‪] 133‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫جناب التوحيد وسد كل طريآق قد نأصل بها إلى الشرك عليه الصلةا والسلم‪ ،‬وهذا وجه الستدلل‬
‫‪.‬منَ اليآة على الباب‬
‫وأما حديآث أبي هريآرةا فوجه الشاهد منه )أول تأشُجأعكلوا قأشُبهريِ هعيدائ( والعيد يآكونأ عيدا مكانأيا كما جاء‬
‫هنا ويآكونأ عيدا زمانأيا‪) ،‬ل تأشُجأعكلوا قأشُبهريِ هعيدائ( يآعني مكانأا تعودونأ إليه في وقت معلوم منَ السنة‪،‬‬
‫ظم النبي عليه‬ ‫أو في أوقات معلومة تعتادونأ المجيء إلى القبر‪ ،‬فإصنأ هذا قد يآوصل إلى أنأ يآع ر‬
‫الصلةا والسلم وأنأ ُيآجعل تعظيمه كتعظيم ا جل وعل‪ ،‬فإنأ اتخاذ القبور عيدا منَ وسائل‬
‫صلأتأككشُم تأشُبلككغهني أحشُيكث ككشُنتكشُم(‬ ‫‪.‬الشرك‪ ،‬ولهذا قال )أو أ‬
‫صالوا أعلأاي فإ هان أ‬
‫وكذلك حديآث على بنَ الحسينَ في هذا المعنى أنأه قال )أل أحدثكم حديآثا سمعته منَ أبي عنَ جديآ‬
‫بورا«( في معنى ما قبله‪ ،‬ونأهى الرجل الذيآ‬ ‫عنَ رسول ا قال »ل تتخذوا قأشُبهريِ هعيدائ‪ ،‬ول بككيوتأككشُم قك ك ئ‬
‫كانأ يآعتاد المجيء فرجة كانأت عند القبر؛ لنأ اعتياده أنأ يآدعوا عند القبر هذا نأوع غلو ونأوع‬
‫وسيلة منَ وسائل تعظيم القبور واتخاذها عيدا‪ ،‬وهذا منَ وسائل الشرك‪ ،‬فحمى النبي عليه الصلةا‬
‫والسلم حمى التوحيد‪ ،‬مومحمى جنابه وسد كل طريآق توصل إلى الشرك‪ ،‬حتى في قبره عليه‬
‫‪.X‬الصلةا والسلم‬
‫إذا كانأ كذلك فمنَ باب أولى قبور الصالحينَ وقبور النأبياء والمرسلينَ غيره عليه الصلةا والسلم‬
‫‪.‬فإنأهم أولى بذلك؛ لنأه أفضل خلق ا عليه الصلةا والسلم‬
‫فالذيآ حصل أنأ هذه المة لم تقبل في كثير منَ فئامها حمايآة النبي عليه الصلةا والسلم ذلك‪،‬‬
‫واتخذت القبور مساجد‪ ،‬واتخذت القبور عيدا؛ بل بنيت عليها المشاهد؛ بل أسرجتها؛ بل قبلت لها‬
‫ف حولها وجعلت كالكعبة وجعلت المكنة حولها مقدسة أعظم منَ تقديآس بقاع‬ ‫الذبائح والنذور وطي م‬
‫ا المباركة؛ بل إنأ عصباد القبور تجد عندهم منَ الذل والخضوع والنأابة والرغب والرهب حينَ‬
‫يآأتونأ إلى قبر النبي أو قبر الرجل الصالح أو قبر الولي ما ليس في قلوبهم إذا كانأوا في خلوةا مع ا‬
‫‪.X‬جل جلله وهذا عينَ المحاصدةا ل جل وعل ولرسوله ‪ ،‬وصلى ا وسلم وبارك على نأبينا محمد‬

‫باب ما جاء أن بعض هذه المة يعبد الوثان‬


‫ت جويجـتقوتلوجن لعلعذيجن جكجفتروا جهتؤجلعء أجلهجدىَ عمن‬
‫ت واللطاتغو ع‬ ‫صيبا عمن ا لعكجتا ع ع ع ع ع‬
‫ب يتـلؤمتنوجن با لجلب ج‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫وقوله تعاحل‪﴿ :‬أجلجلم تجـجر إعجلى الذيجن تأوتتوا نج م ل‬
‫العذيجن آجمتنوا جسعبيمل﴾]النساحء‪.[51 :‬‬
‫ير جوعججبجد‬
‫از ج‬
‫الخجن ع‬
‫ب جعجلليعه جوجججعجل عملنتهتم القعجردججة جو ج‬
‫ض ج‬
‫ال جوغج ع‬
‫ند ال مجن لجعنجهت ت‬
‫ك جمتثجوبمة عع ج‬ ‫وقوله تعاحل‪﴿ :‬تقلل جهلل تأجنبتئتكلم عب ج‬
‫شرظ عملن ذجعل ج‬
‫اغوتج﴾]الاحئدةا‪.[60 :‬‬
‫الط ت‬
‫ج‬
‫وقوله تعاحل‪﴿ :‬جقاجل العذيجن غجلجتبوا جعجلى أجلمعرعهلم لجنجتلعخجذلن جعلجليعهلم جملسعجمدا﴾]الكهف‪.[21:‬‬
‫ب‬‫ضم‬ ‫وعن أب سعيد )(‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬جلتتمبععتمن جسنججن من كان قبجلكم جحلذجو القذة بالقذة‪ ,‬حمتى لو جدجخلوا تجحجر ج‬
‫لججدخلتتموهت«‪.‬هل قلنا‪ :‬يا رسوجل ال‪ ,‬اليهوجد والنصاجرىَ؟هل قال‪» :‬فمن« ؟هل‪.‬هل أخرجاحه‬
‫شاعرقجـجها جوجمجغاعربجـجها‪.‬هل جوإعمن أتممعتي جسجليبـلتتغ تملتكها‬ ‫ع‬
‫ولسلم عن ثوباحن )(‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬إعمن اللمهج جزجوىَ لي الجلر ج‬
‫ض‪.‬هل فجـجرأجيل ت‬
‫ت جم ج‬
‫ط جعلجليعهلم جعتدموا‬ ‫ت ربي علمعتي أجلن لج يـلهلعجكها بع ت ت‬
‫سنجة بجعاممة‪.‬هل جوأجلن لج يت ج‬
‫سلم ج‬ ‫ت ج ج‬ ‫ض‪.‬هل جوإعمني جسأجل ت جم م‬ ‫ت ا لجك لنـجزيلعن الجلحجمجر جوا ج‬
‫لبلـيج ج‬ ‫ي علي عم لنـجها‪.‬هل جوأتلععطي ت‬
‫جما تزعو ج‬
‫ك أجلن لج‬‫ك علممتع ج‬ ‫ضاءم فجعإنمهت لج يتـجرمد‪.‬هل جوإعمني أجلعطجليتت ج‬
‫ت قج ج‬ ‫ضلي ت‬ ‫عملن عسجوىَ أجنلـتفعسعهلم‪.‬هل فيجلستجعبيجح بجـلي ج‬
‫ضتجـتهلم‪.‬هل جوإعمن جرمبي جقاجل‪ :‬جيا تمجحممتد إعمني إعجذا قج ج‬
‫[ ‪] 134‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ىَ أجنلـتفعسعهلم‪.‬هل يجلستجعبيتح بجـلي ج‬


‫ضتجـتهلم‪.‬هل جولجعو الجتججمجع جعلجليعهلم جملن بعأجقلجطاعرجها جحتمجى يجتكوجن‬ ‫ع ع‬ ‫سنجتة بجعاممتة‪.‬هل جوأجلن لج أتجسلم ج‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ط جعلجليعهلم جعتدموام ملن سجو ج‬ ‫أتلهلجكتهلم ب ج‬
‫ضتهلم بجـلعضام«‪.‬ورواه البقاحنا ف صحيحه‪،‬م وزااد‪» :‬وإنما أخاف على أمتي الئمة المضلين‪ ،‬وإذا‬ ‫ك بجـلعضما‪ ,‬جويجلسعبي بجـلع ت‬ ‫ضتهلم يتـلهلع ت‬
‫بجـلع ت‬
‫وقع عليهم السيف‪ ،‬لم يترفع إلى يوم القيامة‪ ،‬ول تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين‪ ،‬وحتى جتعبد فئام من أمتي‬
‫الوثان‪ ،‬وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلثون‪ ،‬كلهم يزعم أنه نبي‪ ،‬وأنا خاتم النبيين ل نبي بعدي‪ ،‬لج تجـجزاتل جطائعجفةت عملن أتممعتي جعجلى‬
‫ضمرتهلم جملن جخجذلجتهلم‪.‬هل جحتمجى يجألتعجي أجلمتر اللمعه تبارك وتعالى«‪.‬‬ ‫ا لجحمق منصورة‪.‬هل لج يج ت‬
‫]الشرح[‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪،‬م المد ل رب العاحلي‪،‬م وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له هو اللك الق البي‪،‬م‬
‫وأشهد أن ممدا عبده ورسوله صلى ال عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بداهم إل يوما الدين‪.‬‬
‫أماح بعد‪:‬‬
‫فهذا )باب ما جاء أن بعض هذه المة يعبد الوثان( وكتاحب التوحيد من أول ماح أخذناح إل هذا الوضع ذكر فيه الماحما‬
‫ممد بن عبد الوهاحب رحه ال مساحئل كثيةا من بياحن وجوب معرفة التوحيد والعلم به والوف من الشركر‪،‬م وبياحن بعض‬
‫أفراد التوحيد وبعض أفراد الشركر الكب والصغر‪،‬م ث بي شيئاح ماح يتعلق بوساحئل ذلك وماح يتعلق باحلصور الخمتلفة الت‬
‫وقعت من هذا الشركر ف المم قبلناح وعند الاحهليي يعن ف الميي وف أهل الكتاحب‪،‬م وكذلك ماح وقع ف هذه المة‪،‬م ث‬
‫ذكر وساحئل ذلك وطرقه الوصلة إل الشركر وساحئل الشركر الت توصل إليه وطرقا الشركر الت توصل إليه‪.‬‬
‫بعد هذا يأت احتجاحج الشركي والرافيي من أثن هذه المة حاحهاح ال جل وعل من أن تعود إل عباحدةا الوثاحن‪،‬م‬
‫فاحستحضر بعد كل ماح سبق أن قاحئل يقول له‪ :‬كل هذا صحيح؛ ولكن هذه المة عصمت أن تقع ف الشركر الكب‪،‬م‬
‫صملوجن عفي ججعزيرعة ا لجعر ع‬
‫ب‪.‬هل جولجعكلن عفي التملحعري ع‬ ‫س أجلن يجـلعبتجدهت ا لتم ج‬ ‫ع‬ ‫وذلك لقول النب عليه الصلةا والسلما »إعمن ال م‬
‫ش‬ ‫ج ج‬ ‫شليجطاجن قجلد أجي ج‬
‫صملوجن عفي ججعزيجرعة ا لجعجرعب( علمناح أن عباحدةا الشيطاحن‬
‫س أجلن يجـلعبتجدهت ا لتم ج‬ ‫ع‬ ‫بج لـيـنجـتهلم« فلماح قاحل عليه الصلةا والسلما )إعمن ال م‬
‫شليجطاجن قجلد أجي ج‬
‫ل تكون ف هذه المة وأن الشركر الكب ل يكون‪ .‬هكذا قاحل الرافيون‪.‬‬
‫والواب‪ :‬أن هذا الحتجاحج ف غي موضعه وفهم ذلك الدليل وذلك الديث ليس على ذلك النحو‪،‬م وجواب ماح‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫قاحلوا من أن قوله عليه الصلةا والسلما )إعمن ال م‬
‫س الشيطاحن‬ ‫صملوجن في ججعزيجرة ا لجعجرب( تقول أجي ج‬ ‫س أجلن يجـلعبتجدهت ا لتم ج‬
‫شليجطاجن قجلد أجي ج‬
‫والشيطاحن ل يعلم الغيب وهو حريص على إغواء بن آدما ﴿جلجلحتجنعجكلن ذتبريلـتجهت إعلل قجعليمل﴾]السراء‪،[62:‬م هو أيس؛ ولكن ل‬
‫ييؤيسهي ال جل وعل أيس بنفسه لاح رأى عزج السلما ولاح رأى ظهور التوحيد على الكفر ف جزجيرةا العرب‪،‬م فأيس لاح رأى‬
‫ث‬
‫صملوجن( أن الصلون‬ ‫م‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ت‬
‫ج جت ت ج‬ ‫د‬
‫ج‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ل‬ ‫ج‬
‫أ‬ ‫س‬‫ع‬‫ي‬‫ج‬‫أ‬ ‫)‬ ‫له‬‫و‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫إن‬ ‫ث‬ ‫العرب‬ ‫ةا‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫زج‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫يعبد‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫وعل‬ ‫ذلك؛ ولكن ل يؤيسه ال جل‬
‫لشك أنأم آمرون باحلعروف ناحهون عن النكر لن الصلي هو الذي أقاحما الصلةا ومن أقاحما الصلةا فإن الصلةا تنهى عن‬
‫الفحشاحء والنكر‪،‬م وأعظم النكر الذي سينكره الصلي هو الشركر باحل جل وعل‪،‬م فإن الشيطاحن ييأس أن يعبده من قاحما‬
‫باحلصلةا على حقيقتهاح وأقاحمهاح كماح أراد ال جل وعل‪.‬‬
‫فإذن نقول هذا الديث ليس فيه أن العباحدةا عباحدةا الشيطاحن ل تكون ف هذه المة بل فيه أن الشيطاحن أيس لاح رأى‬
‫عزج السلما؛ ولكنه ل يؤثيس ولذا لاح كاحن بعد وفاحةا النب عليه الصلةا والسلما بقليل وارتدت طاحئفة من العرب كاحن ذلك من‬
‫[ ‪] 135‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫عباحدةا الشيطاحن؛ لن عباحدةا الشيطاحن بطاحعته كماح قاحل جل وعل ﴿أجلجلم أجلعجهلد إعلجليتكلم جيا بجعني آجدجم أجلن جل تجـلعبتتدوا ال ل‬
‫شليجطاجن إعنلهت لجتكلم‬
‫جعتديو تمعبيتن﴾]يس‪،[60:‬م وعباحدةا الشيطاحن كماح ف تفسي الية بطاحعته ف المر والنهي‪،‬م طاحعته ف الشركر وطاحعته ف تركر الياحن‬
‫وتركر لوازامه‪.‬‬
‫إذن هذا الدليل استحضره الماحما رحه ال وقاحل‪ :‬إن هذا الدليل ليس واقعاح كماح زاعمه أولئك‪،‬م والدليل على ذلك‬
‫التفسي ماح جاحء ف الدلة أن بعض هذه المة يعبد الوثاحن‪،‬م فيصحح ماح فهمناح من أن معن الديث أن الشيطاحن أيس‬
‫بنفسه ول يـيوؤنيس وكإياحسه بنفسه لجل عدما إطلعه على علم الغيب مع حرصه على دعوةا الناحس إل عباحدةا غي ال تباحركر‬
‫وتعاحل وجل وتقدس‪.‬‬
‫قاحل الماحما رحه ال )باب ما جاء أن بعض هذه المة يعبد الوثان( يعن أن عباحدةا الوثاحن واقعة ف هذه المة بنص‬
‫النب كماح وقعت ف المم الساحلفة‪،‬م فهذه المة تقع فيهاح عباحدةا غي ال جل وعل‪،‬م وقوله )باب ما جاء( يعن من‬
‫النصوص ف الكتاحب وف السنة‪،‬م )ما جاء أمن بعض هذه المة(‪،‬م )بعض هذه المة( هذا التبعيض؛ لن عباحدةا الوثاحن ل تكن‬
‫من المة كلهاح‪،‬م وإناح كاحنت من بعض هذه المة‪،‬م وإل فل تزجال طاحئفة من هذه المة ظاحهرةا على الق كماح قاحل عليه‬
‫الصلةا والسلما )ول تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ل يضرهم من خذلهم إلى قيام الساعة(‪،‬م فإذن قوله )بعض هذه‬
‫المة يعني ذلك البعض المرذول( فنفهم منه أن هناحكر من يقوما باحلستمساحكر باحلمر الول الذي كاحن عليه الرسول وكاحن‬
‫عليه صحاحبته ف أمر التوحيد وأمر العباحدةا والسنن‪،‬م )بعض هذه المة( القصود بقوله )هذه المة( أمة الدعوةا أما أمة‬
‫الجاحبة؟‬
‫إذا قلناح‪ :‬أمة الدعوةا فل شك أن هناحكر من أمة الدعوةا وهم جيع الناحس؛ بل من الن و النس أن منهم من عبد‬
‫الوثاحن واستمر على عباحدتاح بعد بعثة النب ول يرض ببعثته ول يقبل ذلك‪.‬‬
‫وإذا قلناح‪ :‬إن الراد باحلمة أمة الجاحبة يعن أن من أجاحب الرسول ف دعوته تتقاحدما بم العهود حت يرتدوا على‬
‫أدباحرهم ويتكوا دينهم كماح جاحء ف باحب سلف ف أن سبب كفر بن آدما وتركهم دينهم الغلو ف الصاحلي‪.‬‬
‫فإذن الظاحهر هناح أن قوله )بعض هذه المة يعبد الوثان( يعن به أمة الجاحبة ف أنأم يتكون دينهم ويتوجهون إل‬
‫الوثاحن يعبدونأاح‪.‬‬
‫والوثاحن جع وثن‪،‬م والوثن هو كل شيء توجه إليه الناحس باحلعباحدةا‪،‬م إماح بأن يدعوه مع ال جل وعل‪،‬م أو أن يستغيثوا‬
‫به‪،‬م أو أن يعتقدوا فيه أنه ينفع ويضر بدون إذن ال جل وعل‪،‬م أو أنه ييرجى رجاحء العباحدةا ويياحف منه كخموف من ال جل‬
‫وعل خوف السر ونو ذلك من الشياحء‪،‬م من اعتقد فيه ذلك فذلك الشيء وثن من الوثاحن‪،‬م وقد يكون راضياح بتلك‬
‫العباحدةا وقد ل يكون راضياح بتلك العباحدةا‪.‬‬
‫والوثن ليس يمصورا على شكل صورةا‪.‬‬
‫والصنم هم ماح كاحن على شكل صورةا كماح سبق أن ذكرناح‪.‬‬
‫فاحلفرقا بي الوثاحن والصناحما هي اللة الت صورت على شكل صور؛ كأن يعل لشيء من الشياحء صورةا ويعبدهاح‬
‫أو يعل لرجل من الرجاحل كبوذا ونوه صورةا ويسجد لاح ويعبدهاح هذه أصناحما‪،‬م أو أن تكون أوثاحناح والوثاحن هي الشياحء‬
‫[ ‪] 136‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الت تعبد‪،‬م قد يكون جدارا‪،‬م قد يكون قبا‪،‬م قد يكون رجل مشيتاح‪،‬م قد يكون صفة من الصفاحت يتخمذهاح معبودةا من دون‬
‫ال فكل ماح توجه إليه العباحد بنوع من أنواع العباحدةا فهو وثن من الوثاحن‪.‬‬
‫قاحل )وقوله تعاحل‪﴿ :‬أجلجم تجـر إعجلى العذين تأوتتوا نجعصيمبا عملن ا لعكجتاعب يتـلؤعمتنوجن عبا لعجلبعت واللطاتغوعت﴾( )ا لعجلبت( اسم عاحما لكل‬
‫ج‬ ‫ج‬ ‫ل ج‬
‫ماح فيه ماحلفة لمر ال جل وعل وأمر رسوله ف العتقاحد‪.‬‬
‫قد يكون البت سحرا‪،‬م وهذا هو الذي فنسرهاح كثي من السلف بأن البت السحر‪.‬‬
‫وقد يكون البت الكاحهن‪.‬‬
‫وقد يكون الشيء الرذول الذي يضر صاححبه‪.‬‬
‫ت( يعن يؤمنون باحلسحر ويؤمنون باحلباحطل وعباحدةا غي ال جل وعل‪) ،‬يتـلؤعمتنوجن‪.‬هل‪.‬هل‪.‬هل‬ ‫ع ع ع ع‬
‫ت واللطاتغو ع‬
‫)يتـلؤمتنوجن با لجلب ج‬
‫باللطاتغوعت( والطاحغوت مشتق من الطغياحن وهو ماحوزاةا الد‪،‬م فاحلطاحغية هو الذي تاحوزا الد ف أمر الدين بأن جعل ماح ل‬
‫له‪.‬‬
‫ولذا يعّرف ابن القيم رحه ال الطاحغوت بأنه‪ :‬كل ما تجاوز به العبد حده‪ ،‬من معبود أو متبوع أو مطاع‪.‬‬
‫فإذا )تاحوزا به العبد حده(؛ يعن حد ذلك الشيء الذي توجهوا إليه ‪-‬الذي أيكذن به شرعاح له‪ -‬تاحوزاا الد به‪,‬هل‬
‫فتوجهوا إليه باحلعباحدةا‪،‬م اعتقدوا فيه بعض خصاحئص اللية من أنه يغيثهم كيف ماح شاحء‪،‬م ومن أنه يلك وغشوثهم‪,‬هل ويلك‬
‫الستشفاحع لم‪،‬م ويلك أن يغفر لم‪،‬م وأن يعطيهم‪،‬م ويلك أن يقربم إل ال جل وعل ونو ذلك ماح ل يلكه العبودون‪،‬م‬
‫فإن ذلك ماحوزاةا بذلك عن الد الذي يجعل له ف الشرع‪،‬م ماحوزاةا الد ف العبودين أو التبوعي‪،‬م )ماح تاحوزا العبد حده من‬
‫معبود أو متبوع(‪،‬م )أو متبوع( مثل العلماحء أو القاحدةا ف أمر الدين‪،‬م إذا تاحوزا الناحس بم حدهم فصاحروا يتبعونأم ف كل ماح‬
‫قاحلوا وإن أحلوا لم الراما وحرموا عليهم اللل أو جعلوا لم السنة بدعة أو البدعة سنة وهم يعلمون أصل الدين ولكنهم‬
‫خاحلفوا لجل ماح قاحل فلن فإن هذا قد يتيّوزا به حثده‪،‬م فإن حد التبوع ف الدين أن يكون آمرا باح أمر به الشرع‪،‬م ناحهياح عن‬
‫ماح نأى عنه الشرع‪،‬م فإذا أحل الراما أو حثرما اللل فإنه ييعتب طاحغوتاح‪،‬م ومن اتبعه فإنه يكون قد تاحوزا به حده وقد أقثر‬
‫بأنه طاحغوت واتذه كذلك‪،‬م )أو مطاحع( يطاحع كذلك من المراء واللوكر والكاحما والرؤساحء الذين يأمرون باحلراما فيطاحعون‬
‫ويأمرون بتحري اللل فيطاحعون ف ذلك‪،‬م مع علم الطيع باح أمر ال جل وعل به‪،‬م فهؤلء اتذوهم طواغيت لنأم‬
‫جاحوزاوا بم حدهم‪.‬‬
‫قاحل )يتـلؤعمتنوجن عبا لعجلبعت جواللطاتغوعت( فيدخل ف الطاحغوت كل هذه النواع الذين عبدوا والذين اتبعوا والذين أطيعوا‪.‬‬
‫وجه الناحسبة من هذه الية للباحب أثن ذلك وهو الياحن باحلبت والطاحغوت حصل ووقع من الذين أوتوا نصيباح من‬
‫الكتاحب ‪-‬من اليهود والنصاحرى‪،-‬م والنب عليه الصلةا والسلما أخب أن ماح وقع ف المم قبلناح سيقع ف هذه المة كماح‬
‫ب لججدخلتتموهت( فمثل‬
‫ضم‬‫قاحل ف حديث أب سعيد الت )جلتتمبععتمن جسنججن من كان قبجلكم جحلذجو القذة بالقذة‪ ,‬حمتى لو جدجخلوا تجحجر ج‬
‫بشيء صغي وهو دخول جحر الضب الذي ل يكن أن ييفعل تنبيهاح على أن ماح هو أعلى من ذلك سيقع من هذه المة‬
‫كماح وقع من المم قبلناح‪.‬‬
‫[ ‪] 137‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ت جويجـتقوتلوجن لعلعذيجن جكجفتروا جهتؤجلعء أجلهجدىَ عمن العذيجن‬ ‫صيبا عمن ا لعكجتا ع ع ع ع ع‬
‫ت واللطاتغو ع‬
‫ب يتـلؤمتنوجن با لجلب ج‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫قاحل )أجلجلم تجـجر إعجلى الذيجن تأوتتوا نج م ل‬
‫آجمتنوا جسعبيمل( وهذا حصل من هذه المة‪،‬م فإن منهم من آمن باحلسحر‪،‬م ومنهم من آمن بعباحدةا غي ال‪,‬هل ومنهم من أطاحع‬
‫العلماحء والمراء ف تليل ماح حرما ال‪,‬هل وتري ماح أحل ال‪،‬م فكاحنوا بذلك متبعي سنن من كاحن قبلهم‪,‬هل وحصل منهم إياحن‬
‫باحلبت والطاحغوت‪,‬هل كماح حصل من المم قبلهم‪.‬‬
‫الخجنازع ج‬
‫ير‬ ‫القرججدجة جو ج‬
‫ب عججلليعه جوجججعلج عملنهتتم ع‬
‫ض ج‬
‫ال جوجغ ع‬
‫ند ال جمن لجعنجهت ت‬ ‫قاحل )وقوله تعاحل‪﴿ :‬تقلل جهلل تأجنبتئكتلم عب ج‬
‫شظر عملن جذعلكج جمتثوبجمة عع ج‬
‫وت(‪,‬هل على هذه القراءةا )جوعججبجد‬ ‫وت﴾]الاحئدةا‪ ([60 :‬وجه الشاحهد من هذه الية قوله جل وعل )جوجعجبجد ج‬
‫الطاغت ج‬ ‫الطاغت ج‬
‫جوجعجبجد ج‬
‫ال( إل أن قاحل )وججعجبجد‬
‫اغوتج( مفعول )جعجبجد(‪,‬هل و)جعجبجد( تكون معطوفة على قوله )لجعجن(؛ )جمن لجعنجهت ت‬
‫الط ت‬
‫وت( فإن ) ج‬
‫الطاغت ج‬
‫ج‬

‫وت(‪,‬هل يعن كأنه قاحل بتقدي وتأخي‪ :‬من لعنه ال ومن عبد الطاحغو و‬
‫ت‪,‬هل وعباحدةا الطاحغوت وقعت ف أولئك اللعوني‪,‬هل‬ ‫اغ ج‬
‫الط ت‬
‫ج‬
‫وباح أن ماح وقع ف المم الساحلفة بب النب سيقع ف هذه المة فإنناح نعلم أن ف هذه المة من سيعبد الطاحغوت كماح‬
‫عبدهاح أولئك‪،‬م وعباحدةا الطاحغوت عاحمة ‪-‬كماح ذكرناح‪ -‬يدخل فيهاح عباحدةا الوثاحن من عباحدةا القبور وتأليه أصحاحباح والتوسل‬
‫بم إل ال جل وعل؛ يعن الستشفاحع بم إل ال جل وعل أو طلب الشفاحعة منهم‪،‬م ونو ذلك من الوساحئل الشركية‬
‫أو ماح هو من الشركر الكب‪،‬م فحصلت عباحدةا للوثاحن من القبور ومن الشاحهد ومن الشجاحر ومن الحجاحر ونو ذلك ماح‬
‫اعتقد فيه الهلة الذين تركوا دين ممد عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫قاحل )وقوله تعاحل‪﴿ :‬جقاجل العذيجن غجلجتبوا جعجلى أجلمعرعهلم لجنجتلعخجذلن جعلجليعهلم جملسعجمدا﴾]الكهف‪ ([21:‬قصة أصحاحب الكهف‬
‫معروفة‪،‬م وهذه الملة بعض آية من قصة أصحاحب الكهف‪،‬م ولاح حصل أشن جعلهم ال جل وعل آية ﴿جولجبعتثوا عفي جكلهعفعهلم‬
‫ث عمائجتة عسجنيجن جوالزجداتدوا تعلسمعا﴾]الكهف‪،[25:‬م ث أحياحهم ال جل وعل واطلع الناحس أنأم مكثوا أحياحء هذه الدةا الطويلة‬ ‫ثجلج ج‬
‫أنأم أماحتم ال ث أحياحهم اعتقدوا فيهم‪،‬م ولاح اعتقدوا فيهم وماحتوا تناحزاعوا ف أمرهم‪،‬م فمنهم من قاحل افعلوا لم كذا ابنوا‬
‫عليهم بنياحناح‪،‬م ومنهم من قاحل اجعلوا لم فناحء ودارا وعّظموا مكاحنأم‪،‬م واختلف الناحس فيهم ف ذلك الزجماحن‪،‬م قاحل ال جل‬
‫وعل )جقاجل العذيجن غجلجتبوا جعجلى أجلمعرعهلم لجنجتلعخجذلن جعلجليعهلم جملسعجمدا( من الذين غلبوا على أمرهم؟ اختلف الفسرون ف ذلك‪.‬‬
‫سلكيمو ذلك الزجماحن حصل منهم تعظيم لصحاحب الكهف﴿فجـجقاتلوا ابلـتنوا جعلجليعهلم بتـ لنـجيامنا﴾]الكهف‪:‬‬‫فقاحل قاحئلون‪ :‬هم يم ش‬
‫‪،[21‬م وقاحلوا اتذوا عليهم مسجدا تعظيماح لم وكدللة للناحس عليهم‪،‬م فإذا كاحن هذا القول راجحاح فإن من وساحئل الشركر‬
‫باحل ويؤدي إل عباحدةا تلك القبور والعتقاحد ف أصحاحب الكهف‪،‬م وهذا القدر حصل ف هذه المة‪.‬‬
‫والقول الثاحنا‪ :‬أن )العذيجن غجلجتبوا جعجلى أجلمعرعهلم( هم الشركون؛ يعن أتباحع ذلك الّدين لعتقاحدهم الاحهلي ولاح ف‬
‫قلوبم من الشركر والبدع الت خاحلفوا باح أنبياحئهم قاحلوا ابنوا عليهم مسجدا كماح قاحل جل وعل هناح )جقاجل العذيجن غجلجتبوا جعجلى‬
‫أجلمعرعهلم لجنجتلعخجذلن جعلجليعهلم جملسعجمدا(‪.‬‬
‫والقول الثاحلث وهو الذي رجحه ابن كثي رحه ال أن )العذيجن غجلجتبوا جعجلى أجلمعرعهلم( هم الكباء والمراء وأصحاحب النفوذ‬
‫فيهم؛ يعن الذين كاحنت لم الغلبة ف المر‪،‬م والذي له الغلبة ف المر هو الذي يلك المر والنهي ف الناحس وهم الكباء‬
‫وأصحاحب النفوذ وملوكر ذلك الزجماحن وأمراء ذلك الزجماحن‪،‬م فأولئك عثظموا أولئك الصاحلي قاحلوا )لجنجتلعخجذلن جعلجليعهلم جملسعجمدا(‬
‫حصل هذا ف تلك المة وماح داما أنه حصل فإنه سيحصل ف هذه المة؛ لنه ماح من خصلة من الشركر حصلت ف‬
‫[ ‪] 138‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫المم قبلناح إل وحصلت ف هذه المة حت ادعى بعض هذه المة هو ال جل وعل وأن ال يل فيه ونو ذلك؛ بل قد‬
‫ادعوا أن روح الله تتناحسخ ف أناحس معيني كماح هو اعتقاحد طوائف من الباحطنيي ونو ذلك‪.‬‬
‫وهذا كماح قاحل عليه الصلةا والسلما )جلتتمبععتمن جسنججن من كان قبجلكم جحلذجو القذة بالقذة‪ ,‬حمتى لو جدجخلوا تجحجر( وهذا‬
‫الديث وهو حديث أب سعيد الدري أن رسول ال ‪,‬هل قاحل )جلتتمبععتمن جسنججن من كان قبجلكم( قوله )جسجنن( هذه تروى هكذا‬
‫)جسجنن( بفتحتي فتح السي والنون‪.‬‬
‫وتروى أيضاح )تسجنن(‪،‬م واليسنن يسثنة وهي الطريقة؛ يعن كأنه قاحل ولتتثبكعيثن يسنن من كاحن قبلكم يعن طرائق من كاحن‬
‫قبلكم يعن ف الدين‪.‬‬
‫وعلى الضبط الخر الذي أقرأ به )جلتتمبععتمن جسنججن من كان قبجلكم( النسونن مفرد وهو السبيل والطريق يعن لتتبعن‬
‫سبيل من كاحن قبلكم‪.‬‬
‫واللما ف قوله )جلتتمبععتمن( هي الواقعة ف جواب القسم‪،‬م نفهم من وجود اللما أثن النب عليه الصلةا والسلما أقسم‬
‫على ذلك؛ فقاحل مؤكدا وال لتتبعن وسنن من كاحن قبلكم؛ لن اللما هذه واقعة ف جواب القسم‪،‬م فإذا رأيت اللما هذه‬
‫الفتوحة فهي الواقعة ف جواب القسم؛ بل أقسم عليه والقسم مذوف واللما واقعة ف جوابه‪،‬م ل أقسم عليه الصلةا‬
‫والسلما؟ ليؤكد هذا المر تأكيدا عظيماح بأن هذه المة ستتبع طريقة وسبيل من كاحن قبلهاح من المم‪،‬م وهذا تذير لن‬
‫المم الساحلفة إماح أن تكون من أهل الكتاحب ‪-‬اليهود والنصاحرى‪،-‬م وهؤلء قد وصفهم ال جل وعل بأنأم مغضوب‬
‫عليهم وضاحلون‪،‬م فإذا ياتذت سبيلهم سبيل ف هذه المة معن ذلك أن هذه المة تعرضت للغضب واللعنة‪،‬م وهذا حصل‬
‫ف هذه المة فإن منهم من سلك سبيل اليهود ومنهم من سلك سبيل)‪ (1‬النصاحرى‪،‬م ولذا قاحل بعض السلف‪ :‬من فسد‬
‫من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من تعبادنا فيه شبه من النصارىَ‪ .‬لن اليهود خاحلفوا على علم‪،‬م والنصاحرى‬
‫ضاعليجن﴾]الفاحتة‪،[7:‬م والغضوب عليهم هم اليهود‬ ‫ضو ع‬
‫ب جعلجليعهلم جولج ال ل‬ ‫خاحلفت على ضللة‪،‬م وقد قاحل جل وعل ﴿غجليعر الجمغل ت‬
‫والضاحلون هم النصاحرى كماح فسرهاح النب ‪.‬‬
‫قاحل )حذو القذة بالقذة ( يعن من التساحوي‪،‬م القذةا والقذةا تكون ف السهم‪،‬م وتكون هذه مساحوية لتلك ل تفرقا‬
‫بي واحدةا والخرى‪،‬م فإذا نظرت ف هذه ونظرت ف هذه وجدت أنأماح متماحثلن وجدت أن هذه وهذه متماحثلتاحن ل‬
‫فرقا بينهماح‪،‬م وهذا هو الواقع فإن ف هذه المة وقع التماحثل‪،‬م ففي هذه المة حصل مثل ماح حصل من المم قبلناح ف‬
‫أبواب الربوبية وف أبواب اللوهية وف الساحء والصفاحت وكذلك ف العمل وكذلك ف السلوكر وكذلك ف أفعاحل ال جل‬
‫وعل‪،‬م فكل شيء كاحن فيمن قبلناح وقع ف هذه المة نسأل ال جل وعل السلمة‪.‬‬
‫ب لججدخلتتموهت«‪.‬هل قلنا‪ :‬يا رسوجل ال‪ ,‬اليهوجد والنصاجرىَ؟هل قال‪:‬‬
‫ضم‬‫قاحل النب عليه الصلةا والسلما )»حمتى لو جدجخلوا تجحجر ج‬
‫»فمن«؟هل أخرجاحه( يعن البخماحري ومسلم‪،‬م وجه الدللة من هذا الديث ظاحهرةا؛ بل عماحد هذا الباحب على هذا الديث‬
‫من أن كل يكشف ر وشركر وقع ف المم الساحلفة فسيقع ف هذه المة‪،‬م المم الساحلفة عبدت الوثاحن وكفرت باحل جل وعل‬
‫فسيقع ف هذه المة من يعبد الوثاحن ومن يكفر باحل جل وعل ف الربوبية وف اللية وف الساحء والصفاحت وف أفعاحل‬
‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط التاحسع )‪1‬‬
‫[ ‪] 139‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ال جل وعل وف الكم والتحاحكم‪،‬م وهكذا ف أنواع كثيةا ماح حصل فيمن قبلناح حت ف أمور السلوكر والبدع؛ بل حت ف‬
‫أمور الخلقا والعاحدات الت قد تتصل باحلدين فإنه سلكت هذه المة مسلك المم قبلهاح ماحلفة نأي النب ‪.‬‬
‫قاحل بعد ذلك )ولسلم عن ثوباحن )(( وساحقا الديث حديث ثوباحن وهو حديث طويل ووجه الشاحهد منه قوله عليه‬
‫الصلةا والسلما )وإنما أخاف على أمتي الئمة المضلين( والئمة الضلون هم الذين اتذهم الناحس أئمة‪,‬هل قد يكون من‬
‫جهة الدين‪،‬م وقد يكون من جهة الكولية ‪-‬يعن ولية ا ي‬
‫لكم‪،-‬م والئمة الضلون يلكون زاماحما الناحس فيضلون الناحس باحلبدع‬
‫وباحلشركياحت ويي ّسنونأاح لم حت تغدوا ف أعينهم حقاح‪،‬م وكذلك أصحاحب النفوذ وأصحاحب الكم فإنأم إذا كاحنوا مضلي‬
‫فإن بيدهم المر الذي يعلهم ويفرضون على الناحس أشياحء وييلزجمونأم بأشياحء مضاحدةا لشرع ممد من أمور العقيدةا‬
‫والتوحيد ومن أمور السلوكر والعمل ومن أمور الكم والتحاحكم‪،‬م وهكذا وقع ف هذه المة وخوف النب عليه الصلةا‬
‫والسلما من الئمة الضلي وقع ماح خاحف منه عليه الصلةا والسلما فكثر الئمة الضلون ف المة؛ الئمة الضلون من‬
‫جهة التباحع والئمة الضلون من جهة الطاحعة‪.‬‬
‫قاحل )وإذا وقع عليهم السيف‪ ،‬لم يرفع إلى يوم القيامة ول تقوم الساعة حتى يلحق حيم من أمتي بالمشركين‪ ،‬وحتى تعبد‬
‫فئام من أمتي الوثان( هذا نص صحيح من رواية البقاحنا ف صحيحه قاحل )حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين( يلحق‬
‫باحلشركي هل هو من جهة تركر بلد السلمي والذهاحب إل أرض الشركي؟ أما يلحقوا باحلشركي ف الصفاحت والصاحل؟‬
‫يتمل هذا وهذا )حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين( يعن من جهة تركر بلد السلما والذهاحب إل بلد الشركي رضى‬
‫بم وبدينهم‪،‬م أو )حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين( من جهة الصفاحت فيشركون كماح أشركر الشركون ويورتدون على‬
‫أدباحرهم‪.‬‬
‫قاحل )حتى تعبد فئام من أمتي الوثان( الفئاحما هي الماحعاحت الكبيةا‪،‬م قاحل )حتى تعبد فئام من أمتي الوثان( وهذا‬
‫ظاحهر الناحسبة للباحب ف قول الشيخ رحه ال ف الباحب )باب أن ما جاء أن بعض هذه المة يعبد الوثان(‪.‬‬
‫إل أن قاحل عليه الصلةا والسلما ف هذا الديث )لج تجـجزاتل جطائعجفةت عملن أتممعتي جعجلى ا لجحمق منصورة‪.‬هل لج يج ت‬
‫ضمرتهلم جملن جخجذلجتهلم‪.‬هل‬
‫جحتمجى يجألتعجي أجلمتر اللمعه تبارك وتعالى( )لج تجـجزاتل جطائعجفةت عملن أتممعتي جعجلى ا لجحمق منصورة( هذه الطاحئفة النصورةا هي الت قاحل فيهاح عليه‬
‫الصلةا والسلما ف حديث آخر »لج تجـجزاتل جطائعجفةت عملن أتممعتي جظاعهعريجن جعجلى الجحمق«‪،‬م وهي الت قاحل فيهاح عليه الصلةا والسلما‬
‫»جوجستجـلفتجعرتق هذه اللمة جعجلى ثلتث جوجسلبععيجن فعلرقجةم‪.‬هل تكلمجها عفي المناعر‪ ,‬إعلم جواعحجدمة‪.‬هل جوعهجي ا لجججماجعةت« فاحلطاحئفة النصورةا هي الفرقة الناحجية‬
‫وهي الماحعة بمع أحاحديث النب عليه الصلةا والسلما‪،‬م وسيت منصورةا لن ال جل وعل نصرهاح على من ناحوأهاح‬
‫صيرهاح الذي وعدت به ليس نصرا باحلسناحن ولكنه نصر باحلجة والبياحن‪،‬م فهم وإن هزجموا ف بعض العاحركر‬ ‫باحلجة والبياحن‪،‬م نو ش‬
‫أو يأدينت دولتهم ف بعض الحياحن فهم الظاحهرون على من سواهم باحلجة والبياحن‪،‬م وهم النصورون باح أعطاحهم ال جل‬
‫وعل من الجة والنصوص والصواب والق على من سواهم فهم على الق وسواهم على الباحطل‪.‬‬
‫هذان اللفظاحن فرقة ناحجية وطاحئفة منصورةا اساحن لشيء واحد وإناح هو من باحب تنوع الصفاحت‪،‬م فقاحل عنهاح الطاحئفة‬
‫صتر ترتسلججنا جوالعذيجن‬ ‫ع ع ع‬
‫النصورةا هناح )لج تجـجزاتل جطائجفةت ملن أتممتي جعجلى ا لجحمق منصورة( لنأاح موعودةا باحلنصر كماح قاحل جل وعل﴿إعلنا لججنن ت‬
‫ت جكلعجمتتـجنا لعععجباعدجنا ا لتملرجسعليجن)‬
‫آجمتنوا عفي ا لجحجياعة البدنلـجيا جويجـلوجم يجـتقوتم اللجلشجهاتد﴾]غاحفر‪ ،[59:‬فهم منصورون‪،‬م كماح قاحل أيضاح﴿جولججقلد جسبجـجق ل‬
‫[ ‪] 140‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫صوتروجن)‪(172‬جوإعلن تجنجدجنا لجتهلم ا لجغالعتبوجن﴾]الصاحفاحت‪،[173-171:‬م فقولم هو النصور وهو الظاحهر‬


‫‪(171‬إعنلـتهلم لجتهلم ا لجمن ت‬
‫وحجتهم هي الظاحهرةا‪،‬م وقد يكون من النصر والتمكي ف أرض ال ماح أعطاحهم ال جل وعل من ذلك‪،‬م وهم أيضاح الفرقة‬
‫الناحجية الت جاحءت ف حديث الفتاقا‪،‬م ناحجية يعن موعودةا باحلنجاحةا من الناحر‪،‬م فهم موصوفون باحلنصر وموصوفون باحلنجاحةا‬
‫من الناحر‪،‬م وموصوفون باحلنصر على عدوهم باحلجة والبياحن‪،‬م وقد يكون مع ذلك نصر باحلسيف والسناحن ونو ذلك‪ .‬نعم‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء في السحر‬


‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جوجلجقلد عجعلتموا لججمعن اشلجتجرتاه جما جلته عفي الخعرجة عملن خججلتق﴾ الية‬
‫]البقرةا‪.[102 :‬‬
‫وقوله‪﴿ :‬يتـلؤعمتنوجن عبا لعجلبعت جواللطاتغوعت﴾]النساحء‪ .[51:‬قاحل عمر‪ :‬البت‪ :‬السحر‪،‬م والطاحغوت‪ :‬الشيطاحن‪ .‬وقاحل جاحبر‪:‬‬
‫الطواغيت كهاحن كاحن ينزجل عليهم الشيطاحن‪،‬م ف كل حي واحد‪.‬‬
‫سلحتر‪,‬‬ ‫ت« قالوا‪ :‬جيا رتسوجل اللمعه وجما تهمن؟هل جقاجل‪» :‬ال م ع‬ ‫وعن أب هريرةا ‪،‬م أن رسول ال جقاجل‪» :‬الجتجنعبوا السلبع ا لموبعجقا ع‬
‫شلرتك بال‪.‬هل جوال م‬ ‫ج‬ ‫ج‬ ‫ت م ج ت‬
‫ت‬‫ت ا لجغافعلج ع‬
‫ف ا لملحصجنا ع‬ ‫س المعتي حرجم ال إعلم عبا لحمق‪ ,‬وأجلكل الربا‪ ,‬وأجلكل ماعل ا ليعتيعم‪ ,‬والتمـوملي يـوجم المزلح ع‬
‫جوقجـلتتل النمـلف ع‬
‫ف‪ ,‬جوقجلذ ت ت ج‬ ‫ج ج جل‬ ‫ج ج ت مج ج ت ج ج‬ ‫جم‬
‫ا لتملؤعمجناعت«‪.‬هل‬
‫وعن جندب مرفوععاح‪ :‬حد الساحر ضربتهت بالسيف‪ .‬رواه التمذي‪،‬م وقاحل‪ :‬الصحيح أنه موقوف‪.‬‬
‫وف صحيح البخماحري عن باحلة بن عبدةا‪،‬م قاحل‪ :‬كتب عمر بن الطاحب ‪ :‬أن اقتلوا كل ساححر وساححرةا‪ .‬قاحل‪ :‬فقتلناح‬
‫ثلثا سواحر‪.‬‬
‫فقتلت‪ .‬وكذلك صح عن جندب‪ .‬قاحل‬
‫وصح عن حفصة رضي ال عنهاح‪،‬م أنأاح أمرت بقتل جاحرية لاح سحرتاح‪،‬م ي‬
‫أحد‪ :‬عن ثلثة من أصحاحب النب ‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باب ما جاء في السحر ( ومناحسبة ذكر السحر لكتاحب التوحيد أن السحر نوع من الشركر‪،‬م وقد قاحل عليه‬
‫الصلةا والسلما »من سحر فقد أشرك«‪،‬م فاحلسحر أحد أنواع الشركر الكب باحل جل وعل؛ فمناحسبته ظاحهرةا أنه مضاحدّ‬
‫لصل التوحيد‪.‬‬
‫والسحر ف اللغة هو عباحرةا عماح خفي وليطف سببه‪,‬هل خفي يعن صاحر سبب ذلك الشيء خفياح ل يقع بظهور وإناح‬
‫يقع على وجه الفاحء‪،‬م ولذا سي آخر الليل وسوحرا لذلك‪،‬م وكذلك قيل ف أشكلة آخر الليل سحور وذلك لنأاح تقع على‬
‫وجه الفاحء وعدما الشتهاحر والظهور من الناحس‪.‬‬
‫فهذه اللفظة )كسشحزر( وماح أشتقت منه تدل على خفاحء ف الشيء‪،‬م ولذا فإنه ف اللغة ييطلق السحر على أشياحء‬
‫كثيةا‪:‬‬
‫منهاح ماح يكون ف جهة القاحل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومنهاح ماح يكون من الفعل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومنهاح ماح يكون من جهة العتقاحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ ‪] 141‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وسيأت ف هذا الباحب الذي بعده عن بياحن شيء من أنواع السحر ماح يتصل بذلك‪.‬‬
‫وأماح السحر الذي هو كفر أو شركر أكب باحل جل وعل فهو استخمداما الشياحطي والستعاحنة باح لصول أمر بواسطة‬
‫التقرب لذلك الشيطاحن بشيء من أنواع العباحدةا‪.‬‬
‫والسحر عرفه الفقهاحء بقولم‪ :‬السحر هو رقى وعزجائم وعقد ينفث فيهاح فيكون سحرا يضر حقيقة ويرض حقيقة ويقتل‬
‫حقيقة‪.‬‬
‫فإذن حقيقة السحر أنه استخمداما للشياحطي ف التأثي‪،‬م ول يكن للساححر أن يصل إل انفاحذ سحره حت يكون متقرباح‬
‫إل الشياحطي‪،‬م فإذا تقرب إليهاح خدمته الن ‪-‬يعن شياحطي الن‪ -‬بأن أثرت ف بدن السحور‪،‬م فلكل سحر خاحدما من‬
‫الشياحطي يدمه‪،‬م ولكل ساححر مستعاحن به من الشياحطي‪،‬م فل يكن للساححر أن يكون ساححرا على القيقة إل وهو‬
‫يتقرب إل الشياحطي‪.‬‬
‫ولذا نقول‪ :‬السحر شركر باحل جل وعل‪.‬‬
‫وهناحكر شيء قد يكون ف الظاحهر أنه سحر ولكنه ف الباحطن ليس بسحر‪،‬م وهذا ليس الكلما فيه‪،‬م وإناح الكلما فيماح‬
‫كاحن من السحر باحلستعاحنة باحلشياحطي وباحستخمداما الرقى والتعويذات والعقد والنفث فيهاح‪،‬م وقد قاحل جل وعل ﴿جوعمن جشبر‬
‫ت( هن السواحر اللت يعقدن العقد وينفث فيهاح‪،‬م يخصت الناحثا بذلك‬ ‫النلـبفاجثاعت عفي العتجقعد﴾]الفلق‪،[4:‬م و)النلـبفاجثا ع‬
‫باحلستعاحذةا؛ لن الغاحلب ماح يستخمدمه ف الاحهلية وعند أهل الكتاحب أن الذي يستخمدمه النساحء‪،‬م فجرى ذلك مرى‬
‫الغاحلب‪،‬م قاحل جل وعل)عمن جشبر النلـبفاجثاعت عفي العتجقعد(‪،‬م و)النلـبفاجثات( جع نفاحثة صيغة مباحلغة ف النفث لنأاح تكثر النفث ف‬
‫العقدةا وتنفث برقى وتعاحزاي وتعويذات تستخمدما فيهاح الن لتخمدما هذه العقدةا الت فيهاح شيء من بدن السحور أو فيهاح‬
‫شيء يتعلق باحلسحور حت يكون ذلك مؤثرا فيه‪.‬‬
‫وقد سحر يهودي النب ف يمشط ويمشاحطة؛ أي ف شيء من شعره‪،‬م وحت ييل للنب عليه الصلةا والسلما أنه يفعل‬
‫الشيء ول يفعله من جهة نساحئه عليه الصلةا والسلما؛ يعن كاحن سحر ذلك اليهودي مؤثرا ف بدنه عليه الصلةا‬
‫والسلما؛ لكنه ل يكن مؤثرا ف علمه ول ف عقله ول ف روحه عليه الصلةا والسلما‪،‬م وإناح ف بدنه ييل إليه أنه قد واقع‬
‫نساحئه وهو ل يواقع ونو ذلك‪.‬‬
‫شجياعطيتن جعجلى‬
‫هذا السحر الذي فيه استخمداما الشياحطي شركر وكفر باحل جل وعل‪،‬م قد قاحل سبحاحنه ﴿اتلـبجـتعوا جما تجـ لتـتلو ال ل‬
‫تملعك تسلجليجماجن﴾]البقرةا‪،[102:‬م والذي تلته الشياحطي على ملك سليماحن هو ماح قرأوا ف كتب السحر وماح يتصل بذلك من‬
‫عمل السحر قاحل جل وعل ﴿وما جكجفر سلجيماتن ولجعكلن ال ل ع‬
‫شجياطيجن جكجفتروا يتـجعلبتموجن اللنا ج‬
‫س البسلحجر﴾]البقرةا‪ [102:‬فعلل كفر‬ ‫جج ج ت لج ج‬
‫ت﴾]البقرةا‪،[102:‬م قاحل سبحاحنه ﴿جوجما‬ ‫سلحجر جوجما أتنلعزجل جعجلى الجملججكليعن بعجبابعجل جهاترو ج‬
‫ت جوجماترو ج‬ ‫الشياحطي بقوله ﴿يتـجعلبتموجن اللنا ج‬
‫س ال ب‬
‫يتـجعلبجماعن عملن أججحتد جحلتى يجـتقولج إعنلجما نجلحتن عف لتـنجةت فجلج تجلكتفلر﴾]البقرةا‪ [102:‬فإذن تعلم السحر‪،‬م تعلمه من جهة فهم كيف يكون‬
‫السحر وكيف ويعمل السحر ل يكون إل باحلكفر والشركر؛ لكن هناحكر مرتبة أنه يتعلم ذلك نظرياح ول يعمله‪،‬م وهناحكر مرتبة‬
‫أنه يتعلمه ويعمله ولو مرةا‪،‬م وهناحكر مرتبة الساححر الذي يتعلم ويعمله دائماح‪،‬م قاحل جل وعل )جوجما يتـجعلبجماعن عملن أججحتد جحلتى يجـتقولج‬
‫إعنلجما نجلحتن ع لفتـنجةت فجلج تجلكتفلر( فدثل على أن تعلمه بجرده كفر‪.‬‬
‫[ ‪] 142‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ولذا نقول‪ :‬الصحيح أن تعلم السحر ولو بدون عمل شركر وكفر باحل جل وعل بنص الية‪،‬م ل؟ لنه ل يكن أن‬
‫يتعلم السحر إل بتعلم الشركر باحل جل وعل وكيف يشركر‪،‬م وإذا تعلم الشركر فهو مشركر باحل جل وعل‪.‬‬
‫بعض العلماحء يقول السحر قسماحن كقول الشاحفعي وغيه‪:‬‬
‫منه ماح يكون باحلستعاحنة باحلشياحطي فهذا كفر وشركر أكب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومنه باح يكون باحلدوية والتدخيناحت فهذا فسق ومرما‪،‬م ول يكفر فاحعله إل إذا استحله‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وهذا التقسيم من الشاحفعي ومن تبعه هو من جهة الواقع؛ يعن نظروا ف الذين ياحرسون ذلك‪،‬م فمنهم من يقول أنه‬
‫ساححر وليس كذلك من جهة السحر الشرعي القيقي؛ يعن السحر الذي يوصف ف الشرع‪،‬م فيقول هو ساححر وهو‬
‫يستخمدما أدوية وتعويذات‪،‬م وف القيقة هو مشعوذ ل يصدقا عليه اسم الساححر‪،‬م وهذا فيماح يفعل يؤثر عن طريق الدوية‪،‬م‬
‫وأماح الصرف والعطف يعن جلب مبة امرأةا لزجوجهاح أو صرف مبة الرأةا لزجوجهاح أو العكس فهذا من القسم الول؛ لنه‬
‫من نواقض السلما‪،‬م فاحلسحر من نواقض السلما؛ لنه شركر باحل ومنه الصرف والعطف؛ لنه ل يكن لحد أن يصل‬
‫إل روح وقلب من ييراد صرفه أو العطف إليه إل باحلشركر؛ لن الشيطاحن هو الذي يؤثر على النفس ولن يدما الشيطاحن‬
‫النسي الساححر إل بعد أن يشركر باحل جل وعل‪.‬‬
‫صل أن السحر بميع أنواعه فيه استخمداما للشياحطي واستعاحنة باح‪،‬م والشياحطي ل تدما إل من تقرب إليهاح‪,‬هل‬
‫إذن فتح ن‬
‫يتقرب إليهاح بأي شيء؟ باحلذبح‪،‬م يتقرب إليهاح بأي شيء؟ باحلستغاحثة‪,‬هل يتقرب إليهاح باحلستعاحذةا ونو ذلك يعن يصرف‬
‫إليهاح شيئاح من أنواع العباحدةا‪.‬‬
‫ت أن الساححر بسب ماح وصف ذلك الكاحتب ل يصل إل حقيقة السحر‬ ‫ت ف بعض كتب السحر فوجد ي‬ ‫بل قد نظر ي‬
‫ب ال جل وعل ونبيه ‪.‬‬ ‫وتدمه الن كماح ينبغي حت ييهي القرآن وييهي الصحف‪،‬م وحت يكفر باحل ويس ث‬
‫وهذا قد ذكره بعض أيضاح من قد اطلع على حقيقة الاحل‪.‬‬
‫إذن نقول السحر شركر باحل سبحاحنه وتعاحل‪،‬م وكل ساححر مشركر‪،‬م وقتل الساححر فيهاح سيأت على الصحيح أنه قتل رثدةا‬
‫ل قتل تعزجير كماح سيأت‪.‬‬
‫فاحلشيخ رحه ال عقد هذا الباحب )باب ما جاء في السحر( لبياحن تلك السألة‪.‬‬
‫اشجترجتاه جما جلته عفي الخعجرة معلن جخجلتق﴾ الية ]البقرةا‪ ([102 :‬وجه الستدلل بذه‬
‫قاحل )وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جوجلجقلد جععلمتوا جلمجعن ل‬
‫الية قوله )جما جلته عفي الخعرجة عملن خججلتق( يعن ماح له ف الخرةا من نصيب‪،‬م اللقا بعن النصيب‪،‬م )جلجمعن اشلجتجرتاه( يعن اشتى‬
‫السحر‪،‬م والشتاء فيه دفع شيء؛ يعن أن يأخذ شيئاح ويدفع عوضه‪،‬م حقيقة الشراء أن تشتي سلعة مثل تدفع ثنهاح تأخذ‬
‫يمثمناح وتدفع ثناح‪.‬‬
‫والساححر اشتى‪،‬م من تعلم السحر‪،‬م اشتى أي شيء؟ اشتى السحر بدل أي شيء بدل توحيده‪،‬م فاحلثمن هو‬
‫التوحيد‪،‬م الثمن هو الياحن باحل وحده والثمن هو السحر؛ ولذا قاحل جل وعل هناح )جوجلجقلد عجعلتموا لججمعن اشلجتجرتاه( يعن من دفع‬
‫ق( يعن من نصيب‪،‬م وهكذا الشركر‬
‫لت‬‫دينه عوضاح عن ذلك الشيء الذي أخذه وهو السحر‪،‬م )مجا جلهت عفي الخعجرة معلن جخ ج‬
‫[ ‪] 143‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ليس له ف الخرةا من نصيب‪،‬م فوجه الستدلل ظاحهر من أن الساححر قد جعل دينه عوضاح عن ذلك الذي اشتاه وتعنلمه‬
‫وعمل به‪.‬‬
‫ت﴾]النساء‪ .[51:‬قال عمر‪ :‬الجبت‪ :‬السحر( وهذا في ذم أهل‬ ‫ت أوال ل‬
‫طاكغو ه‬ ‫قال )وقوله‪﴿ :‬يكشُؤهمكنوأن هباشُلهجشُب ه‬
‫الكتاب‪ ،‬فإنأ أهل الكتاب لما آمنوا بالسحر ذمهم ا جل وعل ولعنهم وغضب عليهم‪ ،‬وهذا يآكثر في‬
‫‪.‬اليهود‪ ،‬يآكثر السحر واستعمال السحر في اليهود‪ ،‬ولهذا ذمهم ا جل وعل ولعنهم وغضب عليهم‬
‫وإذا كانأ ا جل وعل ذمهم ولعنهم وغضب عليهم لجل )قال عمر بنَ الخطاب ‪ :‬الجبت السحر(‬
‫ذلك فهذا يآفيد أنأه منَ المحرمات ومنَ الكبائر‪ ،‬وإذا كانأ فيه إشراك بال جل وعل فظاهدر أنأه شرك‬
‫‪.X‬بال جل وعل وهكذا جميع أصنافه كذلك‬
‫قال )والطاغوت‪ :‬الشيطانأ( يآعني الجبت اسم عام يآشمل أشياء كثيرةا كما ذكرنأا ومنَ أبرزها‬
‫وأظهرها عند اليهود السحر‪ ،‬فيؤمنونأ بالجبت يآعني السحر؛ لنأه هو أظهر الشياء عندهم‪،‬‬
‫ويآؤمنونأ بالطاغوت يآعني بالشيطانأ وهو كل ما توجهوا إليه بالطاعة وبعده عنَ الحق وعنَ‬
‫‪.‬الصواب‬
‫)قال جابر ‪-‬يعن ابن عبد ال‪ :-‬الطواغيت كاهن كان ينزل عليهم الشيطان‪ ،‬في كل حي واحد( وهذا يأت بياحنه ف‬
‫باحب ماح جاحء ف الكهاحن‪.‬‬
‫ت« قالوا‪ :‬جيا جرتسوجل اللمعه جوجما تهمن؟هل جقاجل‪» :‬ال م‬
‫شلرتك عبال‪.‬هل‬ ‫قاحل )وعن أب هريرةا ‪،‬م أن رسول ال جقاجل‪» :‬الجتجنعبوا السلبع ا لموبعجقا ع‬
‫ت م ج ت‬
‫جوالمسلحتر«( وجه الستدلل من ذلك أن السحر من الوبقاحت‪.‬‬
‫والوبقاحت هي الت يتوبق صاححبهاح وتعله ف هلكر وخساحر ف الدنياح وف الخرةا‪،‬م وهي أكب الكباحئر هذه السبع‪.‬‬
‫وعطف السحر على الشركر باحل ليس عطفاح بي متغاحيرين ف القيقة‪،‬م وإناح هو عطف بي خاحص وعاحما‪،‬م فاحلشركر باحل‬
‫يكون باحلسحر ويكون بغيه‪،‬م فعوطف السحر على الشركر للتنصيص عليه‪،‬م والسحر ‪-‬كماح ذكرناح‪ -‬أحد أفراد الشركر باحل‬
‫جل وعل‪.‬‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫وعطف الاحص على العاحما أمثلته كثيةا كقوله جل وعل﴿جملن جكاجن جعتدبوا ل لعه جوجمجلئعجكتععه جوترتسلعه جوعجلبعريجل جوميجكاجل فجعإلن ال لهج‬
‫جعتديو لعلجكافععريجن﴾]البقرةا‪،[98:‬م هناح عطف جبيل وميكاحل على اللئكة وهذا من عطف الاحص على العاحما‪.‬‬
‫قاحل بعد ذلك )وعن جندب مرفوععاح‪ :‬حد الساحر ضربتهت بالسيف‪ .‬رواه التمذي‪،‬م وقاحل‪ :‬الصحيح أنه موقوف(‪،‬م‬
‫ضلرجبة( حد الساححر ضربة باحلسيف‪،‬م فعلى رواية‬
‫ضلربتهت( وهو الصح‪،‬م ورويت ) ج‬
‫ضربتهت بالسيف(‪،‬م يرويت هكذا ) ج‬
‫)حد الساحر ج‬
‫)ضربة( ل يكون لاح مفهوما؛ يعن إن ماحت بضربة أو يضرب ضربتي أو ثلثا لن العدد ل مفهوما له‪.‬‬
‫صل بي ساححر وساححر فقاحل )حد الساحر(‪،‬م ول يأكت ف أدلة الكتاحب والسنة‬
‫قوله )حد الساحر( هناح ل يف ّ‬
‫التفصيل ف اسم الساححر الذي ييثد أو وصف باحلكفر بي نوع ونوع من التأثي‪،‬م فاحلنواع الت يستخمدمهاح النسحرةا ماح‬
‫يصدقا عليه أنه سحر ف التأثي‪،‬م وف المراض‪،‬م وف التفريق‪،‬م وف التأثي على العقول وعلى القلوب‪،‬م ونو ذلك من أنواع‬
‫التأثي الفي الذي يكون باحستخمداما الشياحطي أو بأمور خفية‪،‬م فهذا كله ل يفرقا فيه بي فاحعل وفاحعلـ والدلة ماح فرقت‪.‬‬
‫فلهذا قاحل العلماحء‪ :‬الصحيح أن الساححر من أي نوع حده أن يقتل‪.‬‬
‫وهل حده حد كفر وردةا أو حد لجل أنه قوـتوول فيكون حددا لجل القتل أو حد تعزجير؟‬
‫[ ‪] 144‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫اختلف العلماحء ف ذلك والصحيح ف هذه أنه ف الميع حثد ردةا؛ لن حقيقة السحر لبثد أن يكون فيه إشراكر‬
‫باحل جل وعل‪،‬م فمن أشركر باحل جل وعل فقد ارتد وحثل دمه وماحله‪.‬‬
‫شيخ السلما له تفصيل يقول فيه ماح مقتضاحه‪ :‬إن الساححر قد ل تدركر حقيقة سحره‪،‬م فيتكر أمره ف قتله إل‬
‫الماحما‪،‬م إذا رأى الصلحة ف قوـشتلككه قوـتوـلوهي وإن ل يور الصلحة ف قتله ل يقتله؛ ويعن باحلصلحة الصلحة الشرعية‪.‬‬
‫صل ف ذلك أنه وث أقوال ف حّد الساححر‪:‬‬ ‫فتح ن‬
‫الول‪ :‬أنه يقتل مطلقاح رثدةا؛ لنه ل يكون السحر إل بشركر‪.‬‬
‫والقول الثاني‪ :‬أنه يقتل رثدةا إذا كاحن سحره بشركر‪،‬م ويقتل حثدا إذا كاحن سحره أدى إل قتل غيه بغي ماح فيه إشراكر‬
‫مثل الدوية وتعويذات ونو ذلك الت ذكرناح‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬القول الذي عيكزجي لشيخ السلما من أنه كاحلزجنديق يتكر أمره إل الماحما بسب ماح يراه إن رأى الصلحة‬
‫الشرعية ف قشتله قتله وإل عاحقبه باح دون القتل‪.‬‬
‫قاحل )وف صحيح البخماحري عن باحلة‪،‬م قاحل‪ :‬كتب عمر بن الطاحب ‪ :‬أن اقتلوا كل ساححر وساححرةا‪ .‬قاحل‪ :‬فقتلناح‬
‫ثلثا سواحر( هذا ظاحهر ف المر بقتل الساححر والساححرةا بدون تفصيل؛ ولن حقيقة السحر ل تكون إل بشركر باحل‬
‫جل وعل وذلك رثدةا‪.‬‬
‫قال )وصح عنَ حفصة رضّي ا عنها‪ ،‬أنأها أمرت بقتل جاريآة لها سحرتها‪ ،‬فقُِتلت‪ .‬وكذلك صح‬
‫عنَ جندب‪ .‬قال أحمد‪ :‬عنَ ثلثة منَ أصحاب النبي ( يآعني أنأ الساحر يآجب أنأ يآقتل وهذا حده‪،‬‬
‫سواء قلنا يآقتل لحد الردةا أو يآقتل لحد القتل أو يآقتل تعزيآرا‪ ،‬فالصحابة رضّوانأ ا عليهم أفتوا بقتله‬
‫‪.X‬وأمروا بقتله‪ ،‬وذلك بدونأ تفريآق‪ ،‬وهذا هو الواجب أنأ ل يآفرق بينَ نأوع ونأوع‬
‫والواجب على المسلمين أضنأ يآحذروا السحر بأنأواعه وأنأ يآتعاونأوا في البلغ براءةا للذمة وإنأكارا‬
‫للمنكر عنَ كل منَ يآعملونأ عنده شعوذةا أو استخداما لشيء منَ الخرافات أو السحر ونأحو ذلك؛ لنأه‬
‫كما قال الئمة ما يآدخل السحرةا إلى بلد إل ويآفشوا فيها الفساد والظلم والعتداء والطغيانأ‪ ،‬ذلك‬
‫لنأهم يآستخدمونأ الشياطينَ فتطيع الشياطينَ السحرةا‪ ،‬أعاذنأا ا منهم ومنَ أقوالهم وأعمالهم‬
‫‪.‬وتأثيراتهم‬
‫‪X‬‬
‫]السئلة[‬
‫س‪ /‬هل يآجوز الذهاب للعلج عند منَ يآزعم أنأه يآعالج بمساعدةا جنَ مسلمينَ‪ ،‬وهل هذه المساعدةا [‬
‫منَ الجنَ للقارئ منَ الستعانأة الجائزةا أم المحرمة؟‬
‫ج‪ /‬الستعاحنة باحلن ‪-‬سواء أكاحنوا مسلمي أو غي مسلمي‪ -‬وسيلة من وساحئل الشركر‪،‬م والستعاحنة معناحهاح طلب‬
‫العاحنة‪،‬م ولذا من التقرر عند أهل العلم أنأم ل يطلبون العاحنة من مسلمي الن‪،‬م فلم يطلب العاحنة منهم الصحاحبة‬
‫رضوان ال عليهم وهم أوشول أن تدمهم الن وأن تعينهم‪.‬‬
‫وأصل العاحنة من الن من أسباحب إغراء النس باحلتوسل إل الن وبرفعة مقاحمه وباحلستمتاحع به‪،‬م وقد قاحل جل‬
‫ضجنا عببجـلع ت‬
‫ض جوبجـلجغلجنا‬ ‫س جوجقاجل أجلولعجياتؤتهم بمجن اعلنل ع‬
‫س جربلـجنا الستجلمتججع بجـلع ت‬ ‫شجر العجبن قجلد الستجلكثجـلرتتم بمجن اعلنل ع‬
‫شترتهلم ججعميمعا جيا جملع ج‬
‫وعل﴿جويجـلوجم يجلح ت‬
‫ت لججنا﴾]النعاحما‪،[128:‬م فحصل الستمتاحع ‪-‬كماح قاحل الفسرون‪ -‬من الن باحلنس لن النسي يتقرب إليه‬ ‫أجججلججنا العذي أجلجل ج‬
‫[ ‪] 145‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ن يدمه‪،‬م وقد يكون مع ذلك‬ ‫ويضع له ويذل ويكون ف حاحجته‪،‬م ويصل الستمتاحع من النسي باحلن بأن ال ن‬
‫الستمتاحع ذب زح من النس للجن و تقرب بأنواع العباحدات أو ‪-‬والعياحذ باحل‪ -‬باحلكفر باحل جل وعل بإهاحنة الصحف أو‬
‫باحمتهاحنه أو نو ذلك‪.‬‬
‫ولذا نقول أن تلك الستعاحنة بأنواعهاح ل توزا‪،‬م منهاح ماح هو شركر وهي الستعاحنة بشياحطي الن يعن الكفاحر‪،‬م ومنهاح‬
‫ماح هو وسيلة إل الشركر وهو الستعاحنة بسلمي الن‪.‬‬
‫بعض أهل العلم كشيخ السلما ابن تيمية قاحل‪ :‬إن الن قد تدما النسني‪،‬م وهذا القاحما فيه نظر و تفصيل ذلك أن‬
‫ذكر ف آخر كتاحب النبوات أن أولياحء ال ل يستخمدمون الن إل باح فعله معهم رسول ال بأن أمرهم ونأاحهم‪،‬م أماح طلب‬
‫خدمتهم وطلب إعاحنتهم فإنه ليس من سجاحياح أولياحء ال وليس من أفعاحل أولياحء ال‪ .‬قاحل‪ :‬مع قد تنفع الن النس وقد‬
‫تقدما له بعض الدمة ونو ذلك‪.‬‬
‫وهذا صحيح‪،‬م فحصل أن القاحما فيه تفصيل‪:‬‬
‫فإذا كاحن الستخمداما بطلب الدمة فهذا وسيلة إل الشركر إذا توجه إل جن مسلماح‪،‬م ول يوزا أن يؤتى إل أحد‬
‫يقرأ يعرف من أنه يستخمدما الن السلمي‪.‬‬
‫وإذا كاحنت الن تدما بعض الناحس بدون طلبه فإن هذا قد يصل؛ لكن ل يكن من خلق أولياحء ال ول ماح سثخمره‬
‫ال جل وعل لاحصة عباحده‪،‬م فل بد أن يكون عند هذا نوع خلل حت كاحنت الن يتكثر من خدمته وإخباحره باحلمور ونو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫فإذا كاحن ذلك بطلب منه فهذا ل يوزا وهذا نوع من أنواع الرماحت؛ لنه نوع استمتاحع‪.‬‬
‫وإذا كاحن بغي طلب منه فينبغي له أن يستعيذ باحل من الشياحطي‪،‬م فيستعيذ باحل من شر مردةا الن؛ لنه قد يكون‬
‫بعد ذلك فيه ‪-‬يعن فيماح فعل ف قبول ذلك الب واعتماحده عليه وأنسه به لاح تعلمه الن منه‪ -‬ليكون فيه فتح على‬
‫أبواب قلبه بأن يتوسل باحلن أو أن يستخمدمهم‪.‬‬
‫إذا تبي‪،‬م فإن خب الن عند أهل العلم ضعيف ل يوزا الحتجاحج به عند أهل الديث‪،‬م وذكر ذلك أيضاح الفقهاحء‪،‬م‬
‫وهذا صحيح لثن البناحء على الب وتصديق الب هو فرع عن تعديل الخمكب‪،‬م والن غاحئب وعدالته غي معروفة وغي‬
‫معلومة عند الساحمع‪،‬م فإذا بن الب عن من جاحء به له من الن وهو ل يرهم ول يتحقق عدالتهم إل باح سع وهي ل‬
‫تكفي‪،‬م فإنه قد يكون قد قبل خب الفاحسق‪،‬م ولذا قاحل جل وعل﴿ياأجيبـجها العذين آمتنوا إعلن جاءتكم جفاعستق بعنجبتإ فجـجتبـيلـتنوا أجلن ت ع‬
‫صيتبوا‬ ‫ج ج‬ ‫جج ل‬ ‫ج ج‬ ‫ج‬
‫قجـلومما بعجججهالجتة فجـتتلصبعتحوا جعجلى جما فجـجعلتتلم جناعدعميجن﴾]الجرات‪،[6:‬م والذين يقبلون إخباحر الن وإعلما الن ببعض الوادثا حصل‬
‫منهم مفاحسد متنوعة كثيةا‪،‬م حيث إنأم جزجموا بصحة ماح أخبتم به الن‪،‬م فرباح حصل منهم قيل وقاحل ‪-‬يعن من الناحس ف‬
‫ذلك الذين يأخبوا بذلك‪ -‬ويصل بعد ذلك من جرائهاح مفاحسد‪،‬م وقد تفرقت بعض البيوت من جثراء خب قاحرئ جاحهل‬
‫بأ نن هذا الذي فعل كذا هو فلن باحعتباحر الب الذي جاحءه‪،‬م ويكون الب الذي جاحءه من الن خب ككذب‪،‬م ويكون هو‬
‫اعتمد على نبأ هذا الذي ل يعلم عدالته وبن عليه وأخب عليه وصاحر من جرائه فرقة واختلف وتفرقا وشتاحت ف‬
‫البيوت‪،‬م ونعلم أنه قد تثبت ف الديث الصحيح الذي رواه مسلم رحه ال‪ :‬أن إبليس ينصب عرشه على الاحء ويبعث‬
‫[ ‪] 146‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫سراياحه فيكون أحب جنوده إليه من يقول له فرقت بي الرأةا وزاوجهاح‪ .‬وهذا ف جلة التفريق بي الرأةا وزاوجهاح؛ لنه هو‬
‫الغاحلب وأحب ماح يكون لعدو ال أن يفرقا بي الؤمني‪،‬م ولذا جاحء ف الديث الصحيح الذي رواه أيضاح مسلم وغيه أن‬
‫النب قاحل »إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم«‪.‬‬
‫فهذه السألة يب عليكم كطلبة علم أن تسعوا ف إنكاحرهاح‪،‬م وأن تبذلوا الهد فإقاحمة الجة على من يستخمدما الن‬
‫ويتذ ثرع أن بعض العلماحء أباحح ذلك‪،‬م وهذا وسيلة من وساحئل الشركر ل جل وعل‪.‬‬
‫واقرأوا أول كتاحب تاريخ نجد لبن بشر حيث قاحل‪ :‬إن بسبب دخول الشركر إل قرى ند أن كاحن بعض الباحدية إذا‬
‫أتى وقت الصاحد أو أتى وقت خرف النخميل فإنأم يقطنون باحنب تلك القرى والودية ومعهم بعض العشاحب‪،‬م فإذا‬
‫كاحنوا كذلك رباح سألم جهلة تلك القرى حت حببوا إليهم بعض الفعاحل من جثراء سؤالم؛ حببوا لم بعض الشركياحت أو‬
‫بعض البدع‪،‬م ث شيئاح فشيئاح حت فشاح ذلك‪.‬‬
‫وعليه يكون من أسباحب انتشاحر الشركر ف هذه الدياحر يعن ف ند وماح حولاح ‪-‬بسب ماح ذكر ابن غنام‪ -‬يعن من‬
‫جهة التطببي الهلة أو من جهة القراء الشعوذين أو القراء الهلة‪.‬‬
‫وقد حصل أيضاح ف هذا أن بعض من يستخمدما الن كثر عنده الناحس‪،‬م ولاح كثر عنده الناحس صاحر يعاحل علجاح‬
‫ناحفعاح‪،‬م وبعد ذلك تسخمرت له فئاحت من الن أكثر من ضعف تأثيه‪،‬م فلماح ضعف تأثيه وعرف أن ماح عنده من الاحلت‬
‫الت تأتيه للقراءةا أو للعلج ل يستطع شيئاح صاحر تعلقه باحلن أكثر‪،‬م ول زاال ينحدر ماح ف قلبه من قوةا اليقي وعدما‬
‫العتماحد بقلبه على الن حت اعتمد عليهم شيئاح فشيئاح‪،‬م ث حرفوه والعياحذ باحل عن السنة وعن ماح يب أن يكون ف‬
‫القلب من توحيد ال وإعظاحمه وعدما استخمداما الن ف الغراض الشركية‪،‬م فجعلوه يستخمدما الن ف هذه أغراض شركية‬
‫وأغراض ل توزا باحلتفاحقا‪.‬‬
‫ص يده‪،‬م ووساحئل الشركر يب عليناح أن ننكرهاح‪،‬م وساحئل الغواية يب أن ننكرهاح‪،‬م ووجود من‬
‫فإذن هذا ماح يب وو ش‬
‫يستخمدما الن ويعلن ذلك ويطلب خدمتهم باحلخباحر هذا مبن على الهل ف القيقة باحلشرع وعلى جهل بوساحئل الشركر‬
‫)‪(1‬‬
‫وماح ييصلح التمعاحت وماح يفسدهاح وال الستعاحن‪[.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب بيان شيء من أنواع السحر‬


‫قاحل أحد‪ :‬حدثناح ممد بن جعفر‪،‬م حدثناح عوف‪،‬م عن حياحن بن العلء‪،‬م حدثناح قطن بن قبيصة‪،‬م عن أبيه‪،‬م أنه سع النب قاحل‪ » :‬م‬
‫إن‬
‫ض‪،‬م والبت‪ :‬قاحل السن‪ :‬رنة‬ ‫ط كف الشر ك‬ ‫العيافة‪ ،‬والطملرق‪ ،‬والطيرة من الجبت«‪ .‬قاحل عوف‪ :‬الشعكوياحفوةي وزاشجير الطثشكي والطثشريقا اشلو ث‬
‫ط ييو ث‬
‫الشيطاحن‪ .‬إسناحده جيد‪ .‬ولب داود والنساحئي وابن حباحن ف صحيحه السند منه‪.‬‬
‫سلحعر جزاجد جما‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫س تشلعبجةم مجن ال م‬ ‫وعن ابن عباحس رضي ال عنهماح‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬جمعن اقلـتجبج ج‬
‫س تشلعبجةم مجن النمتجوم‪ ،‬فقد اقلـتجبج ج‬
‫جزاجد«‪ .‬رواه أبو داود‪،‬م وإسناحده صحيح‪.‬‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الثاحنا للشريط الساحدس‪،‬م وهناح ينتهي الشريط )‪1‬‬


‫[ ‪] 147‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ث عفيجها فجـجقلد جسجحجر‪ ،‬جوجملن جسجحجر فجـجقلد أجلشجرجك‪ ،‬جوجملن تجـجعلمجق جشليئام تومكجل‬ ‫وللنساحئي من حديث أب هريرةا‪ » :‬جملن جعجقجد عتلقجدةم ثتمم نجـجف ج‬
‫إلجليعه«‪.‬‬
‫س«رواه مسلم‪.‬‬ ‫ضته؟هل عهجي النمعميجمةت ا لجقالجةت بجـليجن المنا ع‬
‫وعند ابن مسعود‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬أجلج جهلل أتنجـبمئتتكلم جما ا لجع ل‬
‫حرام«‪.‬‬ ‫ولماح عن ابن عمر رضي ال عنهماح‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬إعمن من اللبجـجياعن ع‬
‫لس ل‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باب بيان شيء من أنواع السحر( لاح ذكر الماحما رحه ال تعاحل ماح جاحء ف السحر وماح اتصل بذلك من يحكمه‬
‫وتفصيل الكلما عليه‪،‬م ذكر أن السحر قد يأت ف النصوص ول ييراد منه السحر الذي يكون باحلشركر باحل جل وعل‪.‬‬
‫فإن اسم السحر عاحما ف اللغة يدخل فيه ذلك السم الاحص الذي فيه استغاحثة باحلشياحطي وتقرب إل الشياحطي‬
‫وعباحدةا الشياحطي لتخمدما الساححر‪،‬م وقد يكون بأساحء أيوخر يطلق عليهاح الشاحرع أنأاح سحر وليست كاحلسحر الول ف‬
‫القيقة ول ف الكم‪،‬م وهو درجاحت‪.‬‬
‫فمماح يسمى سحرا البياحن‪،‬م والبياحن كماح جاحء ف آخر الباحب )إعمن من اللبجـجياعن لسع ل‬
‫حرام(‪,‬هل البياحن ليس سحرا فيه استعاحنة‬
‫باحلشياحطي ولكنه داخل ف حقيقة السحر اللغوية؛ لنه تأثي خفي على القلوب‪،‬م فإن الرجل البليغ ذا البياحن وذا اليضاحح‬
‫ب الق باحطل والباحطل حقاح ببياحنه‪،‬م فيسمي سحرا لفاحء‬ ‫وذا اللساحن الميل الفصيح يؤثر على القلوب حت يسبيهاح ورباح قوـلو و‬
‫وصوله إل القلوب‪،‬م وقشلب الرأي وفهم الخماحطب من شيء إل آخر‪.‬‬
‫كذلك ماح ذكر من أن الطيةا من السحر فاحلطيةا نوع اعتقاحد‪،‬م كذلك العياحفة وهي شبيهة باح أو بعض أنواعهاح‪،‬م‬
‫كذلك الط ف الرمل‪،‬م ونو ذلك من الشياحء الت رباح أطلق عليهاح أنأاح سحر وهي ليست كاحلسحر الول ف الد‬
‫لكم‪.‬‬ ‫والقيقة ول ف ا ي‬
‫إذن هذا الباحب قاحل فيه الماحما رحه ال تعاحل )باب بيان شيء من أنواع السحر( وأنواع السحر منهاح ماح هو شركر أكب‬
‫باحل جل وعل‪،‬م والراد إذا قلناح السحر وهذه هي القيقة العرفية‪.‬‬
‫وهناحكر ف ألفاحظ الشرع أشياحء يكون الرجع فيهاح إل القيقة اللغوية‪،‬م وهناحكر أشياحء يكون الرجع فيهاح إل القيقة‬
‫العرفية‪،‬م ويكون هناحكر أشياحء الرجع فيهاح إل القيقة الشرعية‪.‬‬
‫وهناح ف هذا الباحب فيماح يشمل ماح يطلق عليه لغة أنه سحر‪،‬م ويطلق عليه عرفاح أنه سحر‪،‬م ويطلق عليه شرعاح أنه‬
‫سحر‪.‬‬
‫فإذن التفريق بي هذه النواع مهم‪،‬م ولذا ذكر الماحما هذا الباحب حت تفّرقا بي نوع وآخر‪،‬م فاحلد الذي فيه حد‬
‫الساححر ضربه باحلسيف ل ينطبق على كل هذه النواع الت ستذكر؛ لنأاح سحر لغة وليست بسحر شرعاح‪.‬‬
‫إن العيافة‪ ،‬والطمرلق‪ ،‬والطيرة من الجبت(‪) ،‬العيافة( مأخوذةا من‬ ‫صنلى ال عليه وسلم ) م‬
‫قاحل ف الديث الول قاحل النب و‬
‫عياحف الشيء وهو تركه‪،‬م عاحف الشيءو يعاحفه إذا تركه فلم تشبغككه نفسه‪.‬‬
‫والعياحفة كماح فسرهاح وعشوف وزاشجير الطثشكي‪،‬م وهذا أحد تفسي العياحفة‪،‬م وزاجر الطي أشن يثركر طيا حت ينظر إل أين‬
‫تتحركر ويزججر الطي ف حركته‪،‬م ث يفهم من ذلك الزججر هل هذا المر الذي سييقدما عليه أنه أمر ممود أو أمر مذموما‪،‬م أو‬
‫[ ‪] 148‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫لبت وهو السحر ل؟ وذكرت لكم ذكرت لكم أن معن‬ ‫يثطلع بقيقة زاجر الطي على مستقبل الاحل‪،‬م فهذا نوع من ا ك‬
‫البت هو الشيء الرذول الثطرح الذي يصرف الواحد عن الق‪.‬‬
‫والسحر شيء خفي يؤثر على النفوس‪،‬م والعياحفة من التأثر باحلطي وبزججرهاح وباحنتقاحل من هناح إل هناح أو بركتهاح شيء‬
‫خفي دخل ف النفس فأثر عليهاح من جهة القداما أو الكف‪،‬م فصاحر نوعاح من السحر لجل ذلك‪،‬م وهو جبت لنه شيء‬
‫مرذول أثدى إل القباحل أو المتناحع‪.‬‬
‫والّطيوـورةا أعم من العياحفة؛ لن العياحفة على حسب تفسي عوف وهو أحد تفسياتاح متعلق باحلطي وحده‪،‬م وأماح الطيةا‬
‫فهو اسم عاحما لاح فيه تشاحؤما أو تفاحؤل بشيء من الشياحء‪.‬‬
‫وسيأت باحب مستقل لذكر أحكاحما الطّيةا وصورتاح وماح يقي منهاح يأت إن شاحء ال تعاحل‪.‬‬
‫وحقيقة الطيةا أنه يرى شيئاح كاحن ف الول من الطي تركر ييناح أو يساحرا‪،‬م فلماح رآه تركر ييناح قاحل هذا تفاحؤل أنن‬
‫سأنح ف هذا العمل أو ف هذا السفر‪،‬م وإذا رآه تركر كشاحل قاحل هذا معناحه أنا سأنضمر ف هذا السفر أو سيصيبن‬
‫مكروه فرجع‪،‬م وقد قاحل عليه الصلةا والسلما »من رمدته الطيرةت عن حاجته فقد أشرك«‪،‬م قد يتشاحءما بركة شيء‪،‬م بكلمة‬
‫يسمعهاح‪،‬م بشيء ف الو‪,‬هل بتصاحدما سياحرةا أماحمه‪,‬هل بسواد ف الو حصل أماحمه أو ف ذلك اليوما الذي سينتقل فيه‪،‬م أو تشاحءما‬
‫بشيء حصل له ف أول زاواجه ونو ذلك من أنواع التشاحؤما‪،‬م أو التشاحؤما باحلشهر أو باحلياحما‪،‬م هذا كله من أنواع الطيةا‪.‬‬
‫ومت يكون طيةا؟ إذا رده عن حاحجته أو جعله يـيشقبكيل عن حاحجته‪،‬م فإذا تشاحءما وذلك التشاحؤما حينماح سشيطر على قلبه‬
‫جعله يقبل أو يجم فإنه يكون متطيا‪.‬‬
‫وكذلك ف باحب التفاحؤل إذا رأى شيئاح فجعله ذلك الشيء يقدما ولو لذلك الشيء أنه رآه لاح جعله يقدما‪،‬م فإن ذلك‬
‫أيضاح من الطيةا وهو نوع من أنواع التأثيات الفية على القلوب‪،‬م وذلك ضرب من السحر‪.‬‬
‫وأثماح اللطرق فهو مأخوذ من وضع طرقا ف الرض وهي ف الطوط‪،‬م فيأت بطوط متنوعة ويطهاح ف الرض‪،‬م‬
‫خطوط كثيةا ليس لاح عدد‪،‬م ث يبدأ الكاحهن الذي يستخمدما الطوط فيمسح خطاح خطاح‪،‬م أو يسح خطي خطي بسرعة‪،‬م‬
‫ث ينظر ماح بقي فيقول هذا الذي بقي يدل على كذا وكذا‪،‬م هذا الذي بقي يدل على أنك ستغتن‪،‬م يدل على أنك‬
‫سيصيبك كذا وكذا ونو ذلك‪،‬م وهو نوع من أنواع الككهاحنة‪،‬م والكهاحنة ضرب من السحر‪.‬‬
‫ض‪،‬م والبت‪ :‬قاحل السن‪ :‬رنة الشيطاحن( وهو من أنواع السحر؛ لن الشيطاحن‬ ‫ط كف الشر ك‬
‫ط ييو ث‬
‫قاحل هناح )والطثشريقا اشلو ث‬
‫يدعو إل ذلك بصوته وبعويله‪.‬‬
‫نقف عند هذا‪،‬م ونكمل إن شاحء ال يوما السبت ونرجوا من يوما السبت مع طول الزجمن أن ننتهي من هذا الكتاحب‬
‫إن شاحء ال تعاحل ف السبوع القاحدما‪،‬م قد نتصر بعض الختصاحر ف بعض البواب لجل أن ينهى الكتاحب مع عدما‬
‫إخلل ‪-‬إن شاحء ال‪ -‬بقاحصد الؤلف رحه ال تعاحل وأجزجل له الثوبة‪.‬‬
‫هذا وأسأل ال ل ولكم العلم الناحفع والعمل الصاحل والقباحل على اليات وصلى ال وسلم وباحركر على نبيناح ممد‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪.‬انتهى الشريط التاحسع )‪1‬‬


‫[ ‪] 149‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‪،‬م المد ل‪،‬م والصلةا والسلما على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بداه‪.‬‬
‫اللهم علمناح ماح ينفعناح وانفعناح باح علمتناح وزادناح علماح وعمل ويقيناح وصلحاح ياح أرحم الراحي‪.‬‬
‫أماح بعد‪:‬‬
‫] قد ذكرناح أن هذا الباحب عقده الماحما رحه ال تعاحل لبياحن أن هناحكر من العمـاحل مـاح أطلـق عليـه أنــه سـحر‪،‬م ولكـن ل‬
‫يشتكر مع السحر ف الذي ف الباحب قبلـه فـ جيـع الحكاحما‪،‬م ثـ إن بعـض هـذه النـواع يهـل كـثي مـن السـلمي أنأـاح مـن‬
‫الســحر فتــاحرةا يــدخلونأاح ف ـ غي ـ بــاحب الســحر‪،‬م وهــي مــع الســحر مشــتكة فـ حقيقتــه وف ـ بيــاحن أصــله أو ف ـ أصــله ووضــعه‬
‫)‪(1‬‬
‫اللغوي‪[.‬‬
‫س تشلعبجةم عمجن النمتجوعم‪ ،‬فقد‬ ‫وقفناح عند قوله )وعن ابن عباحس رضي ال عنهماح‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬جمعن اقلـتجبج ج‬
‫سلحعر جزاجد جما جزاجد«‪ .‬رواه أبو داود‪،‬م وإسناحده صحيح( هذا فيه بياحن أن تعلم النجوما تعلم للسحر‪،‬م‬ ‫ع‬
‫س تشلعبجةم مجن ال م‬ ‫اقلـتجبج ج‬
‫ويأت ف باحب خاحص )باب ما جاء في التنجيم( أنواع تعلم النجوما وماح جعل ال جل وعل النجوما له‪.‬‬
‫س تشلعبجمة( يعن من تعلم بعض من علم النجوما؛ لن الشعبة هي الطاحئفة من الشيء أو جزجء من‬ ‫قوله هناح)جمعن اقلـتجبج ج‬
‫سلحعر‬ ‫ع‬
‫س تشلعبجةم مجن ال م‬
‫أجزجائه فكل جزجء من أجزجاء علم النجوما الذي هو علم التأثي نوع من أنواع السحر‪،‬م قاحل )فقد اقلـتجبج ج‬
‫جزاجد جما جزاجد( يعن كل ماح زااد ف تعلم علم النجوما كلماح زااد ف تعلم السحر حت يصل إل آخر حقيقة علم التأثي ‪-‬كماح‬
‫يسمونه‪ -‬فيصبح سحرا وكهاحنة حقيقة‪.‬‬
‫ويأت أن التنجيم منه‪,‬هل علم التأثي وهو جشعل الكواكب والنجوما ف حركتهاح والتقاحءهاح وافتاقهاح وطلوعهاح وغروباح مؤثرةا‬
‫ف الوادثا الرضية أو دالة على ماح سيحدثا ف الرض‪،‬م فيجعلونأاح دالة على علم الغيب‪،‬م دالة على الغيباحت‪.‬‬
‫وهذا القدر من السحر؛ لنه يشتكر معه ف حقيقته لنه جشعزل للتأثي لمر خفي‪.‬‬
‫ث عفيجها فجـجقلد جسجحجر‪ ،‬جوجملن جسجحجر فجـجقلد أجلشجرجك‪ ،‬جوجملن تجـجعلمجق جشليئام‬
‫قاحل )وللنساحئي من حديث أب هريرةا‪ » :‬جملن جعجقجد عتلقجدةم ثتمم نجـجف ج‬
‫ث عفيجها فجـجقلد جسجحجر( أثن عقد العقد والنفث فيهاح من أنواع السحر‪،‬م والنفث القصود به‬ ‫تومكجل إلجليعه«( قوله )جملن جعجقجد عتلقجدةم ثتمم نجـجف ج‬
‫هناح النفث الذي فيه استعاحذةا واستعاحنة باحلشياحطي‪،‬م فليس كل نفث ف عقدةا يعقد السحر؛ بل لبد أن يكون النفث‬
‫ضر الن عند تلوته وتدما هذه العقدةا السحرية‪.‬‬
‫بأدعية معينة ورقى شركية وتعويذات وكلما وشت ي‬
‫ث عفيجها فجـجقلد جسجحجر( على ماح كاحن يتعاحطاحه الناحس الردةا ف ذلك الزجماحن؛ زاماحن النب عليه الصلةا‬
‫)جملن جعجقجد عتلقجدةم ثتمم نجـجف ج‬
‫والسلما من النفث ف العقد كماح قاحل جل وعل﴿جوعمن جشبر النلـبفاجثاعت عفي العتجقعد﴾]الفلق‪ [4:‬وهن السواحر‪.‬‬
‫قاحل )فجـجقلد جسجحجر( لن الن يدما هذا السحر باحلنفث ف العقدةا‪،‬م وفاحئدةا العقدةا عند السحرةا أنه ل ينحشل السحر‬
‫ماح دامت معقودةا‪،‬م فينعقد المر الذي أراه السحر بشيئي‪ :‬العقدةا وباحلنفث‪ .‬العقدةا عقدةا حبل أو خيط أو نو ذلك‪،‬م‬
‫وباحلنفث فيهاح باحلدعية الشركية والستعاحنة باحلشياحطي‪.‬‬

‫‪.‬سقط من الشرطة‪،‬م وقد نقلته عن تفريغ جاحمع ابن تيمية )‪1‬‬


‫[ ‪] 150‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ومن المور الهمة أن يتعلم ف هذا الباحب أن العقد هذه تاحرةا تكون مرئية واضحة‪،‬م وتاحرةا تكون صغيةا جدا‪،‬م ]وماح‬
‫كاحن صغيا جدا أو ماح كاحن مرئياح فإنه ينبغي لن اطلع عليه أو نظر فيه أن يل العقدةا فينتهي تأثي السحر بإذن ال أو‬
‫)‪(1‬‬
‫يضعف تأثيه‪[.‬‬
‫قاحل )جوجملن جسجحجر فجـجقلد أجلشجرجك( هذا عاحما؛ لنه رنتب جزجاء على فعل بصيغة )جملن( كأنه قاحل‪ :‬كل من سحر فقد‬
‫أشركر‪ .‬يعن سحر بذلك النحو الذي يذكر وهو أن يعقد عقدةا ث ينفث فيهاح‪،‬م )جملن جسجحجر فجـجقلد أجلشجرجك( هذا دليل لاح ذكرناح‬
‫لكم ف الباحب قبله أثن كل سحر يعثد من أنواع الشركر؛ لنه ل يكن أن يدثا السحر إل باحلنفث ف العقد أو‬
‫باحستحضاحر الن وبعباحدةا الن ونو ذلك وهذا شركر باحل‪،‬م ]قوله )جوجملن جسجحجر فجـجقلد أجلشجرجك( ليس معناحه أنه أشركر بعقد‬
‫العقدةا مثل‪،‬م وإناح )فجـجقلد أجلشجرجك( يعن حي سحر‪ .‬ومن العلوما أنه قبل أن يعقد العقدةا وينفث فيهاح فل بد من تعلمه؛‬
‫ولذا يكون مشركاح قبل أن يعقد وينفث ماح داما أنه تعلم ذلك ليعمل به فإنه مشركر باحل؛ لن تعلمه فيه الشركر باحل جل‬
‫)‪(2‬‬
‫وعل‪[.‬‬
‫قاحل )جوجملن تجـجعلمجق جشليئام تومكجل إلجليعه( هذا مر معناح مثاحله ومعن هذا الديث وأن القلب إذا تعلق شيئاح بعن أحبه‬
‫ورضيه وتعلق القلب به فإنه يوكل إليه وييعل هو السبب الذي من أجله ييء نفعه أو ييء ضره‪.‬‬
‫ومعلوما أن كل السباحب الشركية تعود فاحعلهاح أو على الراضي باح باحلضر ل باحلنفع‪،‬م والعبد إذا تلى عن ال جل‬
‫ضنر أعظم الضرر‪،‬م فسعاحدةا العبد وكعظم صلح‬ ‫وعل ووكل إل نفسه أو وكل إل غي ال جل وعل فقد خاحب وخسر و ي‬
‫قلبه وعظم صلح روحه بأن يكون تعلقه باحل جل وعل وحده‪.‬‬
‫وقوله هناح )جوجملن تجـجعلمجق جشليئام تومكجل إلجليعه( فإن من تعلق باحل فإن ال كاحفيه‪،‬م من تعلق قلبه باحل إنزجال لوائجه باحل ورغباح‬
‫فيماح عند ال ورهباح ماح ياحفه ويؤذيه ‪-‬يعن يؤذي العبد‪-‬؛ فإنس ال جل وعل كاحفيه ومن يتوكل على ال فهو حسبه‪،‬م وإذا‬
‫تعلق العبد إل غي ال فإنه يكون إل ذلك العبد‪،‬م والعباحد فقراء إل ال وال جل وعل هو ول النعمة وول الفضل ﴿جيا‬
‫س أجنلـتتلم ا لتفجقجراءت إعجلى ال لعه جوال لهت تهجو ا لغجنعبي ا لجحعميتد﴾]فاحطر‪،[15:‬م فمن أنزجل حاحجته باحل أفلح‪،‬م ومن تعلق قلبه باحل أفلح‪،‬م‬
‫أجيبـجها اللنا ت‬
‫وأ ثماح من تعلق باحلرافاحت أو تعلق باحلمور الشركية كاحلسحر وكاحلذهاحب إل الولياحء وطلب الدد منهم أو طلب الغاحثة‬
‫منهم فإنه يوكل إل الخملوقا‪،‬م ومن وكل إل الخملوقا فإنه يضره ذلك أعظم الضرر كماح قاحل جل وعل ﴿يجلدتعوا لججملن ج‬
‫ضبرهت‬
‫ب عمن نلـلفعععه﴾]الجح‪.[13:‬‬ ‫أجقلـجر ت‬
‫قاحل بعد ذلك )وعند ابن مسعود‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬أجلج جهلل أتنجـبمئتتكلم جما ا لجعلضته؟هل عهجي النمعميجمةت ا لجقالجةت بجـليجن المناعس«رواه‬
‫العضجله(‪) ,‬هل‬ ‫العضلته( هكذا تروى ف كتب الديث )العجضلته(‪،‬م وف كتب غريب الديث واللغة تنطق هكذا ) ع‬ ‫مسلم(‪،‬م ) ج‬
‫أنبئكم ما الععضجله( لشباحههاح ف وزانأاح‪،‬م وهي كماح فسرهاح النب عليه الصلةا والسلما )النمعميجمةت ا لجقالجةت بجـليجن المنا ع‬
‫س(‪.‬‬
‫ضه ف اللغة يطلق على أشياحء منهاح السحر‪,‬هل والنميمة القاحلة بي الناحس نوع من أنواع السحر وهي كبيةا‬
‫وأصل الوع ش‬
‫من الكباحئر ومرما من الرماحت‪،‬م ووجه الشبه بي النميمة و بي السحر أثن تأثي السحر ف التفريق بي التحاحبي أو ف‬

‫‪.‬سقط من الشرطة‪،‬م وقد نقلته عن تفريغ جاحمع ابن تيمية )‪1‬‬


‫‪.‬سقط من الشرطة‪،‬م وقد نقلته عن تفريغ جاحمع ابن تيمية )‪2‬‬
‫[ ‪] 151‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫جع التفاحرقي تأثيه على القلوب خفي‪،‬م وهذا عمل النماحما فإنه يفرقا بي الحباحب؛ لجل كلما يسوقه لذا وكلما يسوقه‬
‫لذاكر فيفرقا بي القلوب ويعل العداوةا والبغضاحء بي قلب هذا وهذا‪،‬م فحقيقة النميمة كماح قاحل جل وعل عن‬
‫السحر﴿فجـجيتجـجع لتموجن عم لنـتهجما جما يتـجفبرتقوجن بععه بجـليجن الجملرعء جوجزلوعجعه﴾]البقرةا‪،[102:‬م والنميمة هي القاحلة بي الناحس‪،‬م وهذا كماح هو ظاحهر‬
‫من أنواع السحر وهذا النوع مرما لنه كبيةا من الكباحئر؛ لن النميمة نوع من أنواع الكباحئر‪،‬م والكباحئر من أعظم الذنوب‬
‫العملية‪.‬‬
‫حرام«(‪،‬م )إعمن من اللبجـجياعن ع‬
‫لسلحرام( قاحل‬ ‫قاحل )ولماح عن ابن عمر رضي ال عنهماح‪،‬م أنث رسول ال قاحل‪» :‬إعمن من اللبجـجياعن ع‬
‫لس ل‬
‫عن البياحن إن منه ماح هو سحر‪.‬‬
‫والقصود باحلبياحن هناح التبيي عماح ف النفس باحللفاحظ الفصيحة البثينة الت تأخذ الساحمع والقلوب‪،‬م فتسحر القلوب‬
‫فتقلب رباح الق باحطل والباحطل حقاح‪،‬م حت يغدو ذلك الذي ييعثد من أهل البياحن والفصاححة يغدو ف قلوب الناحس أن ماح‬
‫قاحله هو الق وأن ماح ل يقله أو رده هو الباحطل‪،‬م وهذا ضرب وهذا ضرب من السحر؛ لنه تأثي خفي على النفوس‬
‫باحللفاحظ‪،‬م هذا التأثي الفي بقلب الق باحطل وقلب الباحطل حقاح تأثيه خفي كتأثي السحر ف الفاحء‪،‬م ولذا قاحل )إعمن من‬
‫حرام(‪.‬‬‫اللبجـجياعن لسع ل‬
‫حرام( على جهة الذما‪.‬‬ ‫والصحيح من أقوال أهل العلم أن هذا فيه ذما للبياحن وليس مدحاح له‪،‬م قاحل )إعمن من اللبجـجياعن ع‬
‫لس ل‬
‫وبعض أهل العلم قاحل إن ذلك على جهة الدح؛ لنه يصل باحلتأثي إل أن كيثر تأثيا باحلغاح كتأثي السحر ف النفوس‪،‬م‬
‫والتأثي الباحلغ إن كاحن من جهة البياحن يقولون فإنه جاحئزج‪،‬م وهذا من جهة الدح له وبياحن عظم تأثيه‪.‬‬
‫ولكن هذا فيه نظر‪،‬م والظاحهر أنه لاح جعل البياحن سحرا علمناح أن الشرع ذمه‪،‬م ولذا أورد الشيخ رحه ال ف هذا‬
‫ث‬
‫الباحب الذي اشتمل على أنواع من الرماحت‪،‬م فاحلذي يستغل ماح أتاحه ال جل وعل من اللساحن والبياحن والفصاححة ف قلب‬
‫الباحطل حقاح وف قلب الق باحطل‪،‬م هذا ل شك أنه من أهل الوعيد ومذموما على فعله؛ لن البياحن إناح يقصد به نصرةا‬
‫الق ل أن يعل ماح أبطله ال جل وعل حقاح ف أنفس الناحس وف قلوبم‪ .‬نعم‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء في الكهان ونحوهم‬


‫صمدقجهت بعجما‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫روى مسلم ف صحيحة جعلن بجـلع ع‬
‫ض أجلزجواعج النمبمي ‪،‬م جععن النمبمي ‪،‬م قاحل‪ :‬جقاجل‪» :‬جملن أججتى جعمرافام فج ج‬
‫سأجلجهت جعلن جشليء فج ج‬
‫صلجةت أجلربجععيجن يومما«‪.‬هل‬
‫يجـتقوتل‪ ،‬لجلم تـلقبجلل لجهت ج‬
‫صمدقجهت بعجما يجـتقوتل‪ ,‬فجـجقلد جكجفجر بعجما أتنلعزجل جعجلى تمجحممتد«‪.‬هل رواه أبو داوود‪.‬‬ ‫ع‬
‫وعن أب هريرةا )(‪،‬م عن النب ‪،‬م قاحل‪» :‬جملن أجتججى جكاهنما‪ ,‬فج ج‬
‫صمدقجهت بعجما يجـتقوتل‪ ,‬فجـجقلد جكجفجر بعجما أتنلعزجل‬ ‫ع‬
‫وللربعة‪،‬م والاحكم‪،‬م وقاحل‪ :‬صحيح على شرطهما‪ .‬عن أب هريرةا‪» :‬جملن أججتى جعمرافام أو جكاهنما‪ ,‬فج ج‬
‫جعجلى تمجحممتد «‪.‬‬
‫ولب يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاحع‬
‫سحر‬ ‫وعنَ عمرانأ بنَ حصينَ مرفوعءا‪ :‬ليس منا منَ متطير أو تُطير له‪ ،‬أو تكهنَ أو ُتكهنَ له‪ ،‬أو سحر أو ُ‬
‫صصدقمهُ بِمما يآمُقوُل‪ ,‬فمقمضد مكفممر بِمما أُضنأِزمل معملى ُممحصمٍد ‪.‬رواه البزار بإسناد جيد ورواه‬
‫له‪ ،‬وممضنَ أممتى مكاِهنءا‪ ,‬فم م‬
‫‪.X‬الطبرانأي في الوسط بإسناد حسنَ منَ حديآث ابنَ عباس دونأ قوله‪) :‬وممضنَ أممتى‪ ( ...‬إلى آخره‬
‫[ ‪] 152‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قال البغوي‪ :‬العراف‪ :‬الذي يدعي معرفة المور بقدماحت يستدل باح على السروقا ومكاحن الضاحلة ونو ذلك‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الكاحهن‪ .‬والكاحهن‪ :‬هو الذي يب عن الغيباحت ف الستقبل‪.‬‬
‫‪.‬وقيل‪ :‬الذيآ يآخبر عما في الضمير‬
‫وقاحل أبو العباحس ابن تيمية‪ :‬العراف‪ :‬اسم للكاحهن والنجم والرماحل ونوهم‪،‬م من يتكلم ف معرفة المور بذه الطرقا‪.‬‬
‫وقاحل ابن عباحس ف قوما يكتبون )أباح جاحد( وينظرون ف النجوما‪ :‬ماح أرى من فعل ذلك له عند ال من خلقا‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫)باب ما جاء في الكهان ونحوهم( هذا الباحب أتى بعد أبواب السحر؛ لن حقيقة عمل الكاحهن أنه يستخمدما الن‬
‫لخباحره باحلمور الغيبة‪،‬م إماح الت غاحبت ف الاحضي أو المور الغيبة ف الستقبل الت ل يعلمهاح إل ال جل جلله‪،‬م‬
‫فاحلكاحهن يتمع مع الساححر ف أثن كلث منهماح يستخمدما الن لغرضه ويستمتع باحلن لغرضه‪.‬‬
‫ومناحسبة الباحب لكتاحب التوحيد أن الككهاحنة استخمداما الن كفر وشركر أكب باحل جل وعل؛ لنه ل يوزا أن‬
‫يستخمدما الن ف مثل هذه الشياحء واستخمداما الن ف مثل هذه الشياحء ل يكون إل بأن يتقثرب إل الن بشيء من‬
‫العباحدات‪،‬م فاحلكهاحن لبد حت ييدموا بذكر المور الغيبة لم أن يتقربوا إل الن ببعض العباحدات؛ إثماح باحلذبح أو الستغاحثة‬
‫أو باحلكفر باحل جل وعل بإهاحنة الصحف أو بسب ال أو نو ذلك من العماحل الشركية الكفرية‪.‬‬
‫فاحلكهاحنة صنعة مضاحدةا لصل التوحيد‪،‬م والكاحهن مشركر باحل جل وعل؛ لنه يستخمدما الن ويتقثرب إل الن‬
‫باحلعباحدات حت تدمه الن‪،‬م حت تبه الن باحلغيباحت‪،‬م هذا ل يكن إل أن يتقرب إل الن بأنواع العباحدات‪.‬‬
‫وأصل الكثهاحن ف الاحهلية كاحنوا كماح مثر معناح ف حديث جاحبر ف باحب سبق أن الكهاحنة كاحنت منتشرةا ف بلد‬
‫العرب ف الزجيرةا و ف غيهاح‪،‬م والكهاحن أناحس ييندعى فيهم الوولية والصلح عندهم وأن عندهم علم ماح سيكون ف‬
‫الستقبل‪،‬م أو عندهم علم الغيباحت الت ستحدثا للناحس أو تدثا ف الرض‪،‬م ولذا كاحنت العرب تعثظم الكهاحن وكاحنت‬
‫تاحف من الكهاحن وكاحنت تعطي الكهاحن أجرا عظيماح لجل ماح ييب عنه‪،‬م والكاحهن ‪-‬كماح ذكرناح‪ -‬ل يصل إل حقيقة‬
‫عمله بأن يب عن المور الغيبة إل باحستخمداما الن‪،‬م والتقرب إل الن التقرباحت الشركية؛ فتستمتع الن به من جهة ماح‬
‫صرف لاح من العباحدةا‪،‬م ويستمتع هو باحلن من جهة ماح يبه به الن من المور الغيبة‪.‬‬
‫صدقا فيهاح عن طريق استاقا السمع‪،‬م فإن بعضهم يركب بعضاح حت يسمعوا‬ ‫والن تصل إل المور الغيبة الت تو ش‬
‫الوحي الذي يوحيه ال جل وعل ف السماحء‪،‬م فرباح أدركر الشهاحب الن قبل أن يعطي الكلمة لن تته‪،‬م ورباح أدركر‬
‫الشهاحب الن بعد أن ألقى الكلمة فتأت هذه الكلمة للجن فيعطونأاح الكاحهن فيكذب معهاح الكاحهن أو تكذب معهاح‬
‫الن ماحئة كذبة حت يعظم شأن الكاحهن وتعظم عباحدةا النس للجن‪.‬‬
‫وقبل بعثه النب عليه الصلةا والسلما كاحن استاقا السمع كثيا جدا‪،‬م وبعد بعثته عليه الصلةا والسلما يحرست‬
‫السماحء من أن تستقا الن السمع؛ لجل تنزجل القرآن والوحي حت ل يقع الشتباحه ف أصل الوحي والنبثوةا‪،‬م وبعد وفاحةا‬
‫النب عليه الصلةا والسلما يقع الستاقا؛ ولكنه قليل باحلنسبة لاح كاحن عليه قبل البعثة‪.‬‬
‫فصاحرت عندناح أحوال استاقا السمع ثلثة‪:‬‬
‫[ ‪] 153‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قبل البعثة كثي جدا‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫وبعد بعثة النب عليه الصلةا والسلما ل يصل استاقا من الن‪،‬م وإن حصل فهو ناحدر ف غي وحي ال‬ ‫‪‬‬
‫جل وعل بكتاحبه لنبيه‪.‬‬
‫والاحلة الثاحلثة بعد وفاحته عليه الصلةا والسلما رجع استاقا السمع أيضاح؛ ولكنه ليس باحلكثرةا الت كاحنت‬ ‫‪‬‬
‫قبل ذلك لن السماحء ملئت حرساح شديدا وشهباح‪.‬‬
‫وال جل وعل بي ذلك ف القرآن ف آياحت كثيةا من أن النجوما والشهب ترمي الن كماح قاحل جل وعل ﴿إعلل جمعن‬
‫ع‬
‫صودةاز للجن‪.‬‬ ‫ب تمعبيتن﴾]الجر‪ [18:‬ونو ذلك من الياحت الت فيهاح أن الشهب يمشر و‬ ‫سلمجع فجأجتلـبجـجعهت شجها ت‬
‫الستجـجرجق ال ل‬
‫تبينت لك حقيقة الكاحهن‪،‬م إذا ظهر ذلك فاحلكاحهن قد يطلق عليه العراف‪،‬م وهذا السم الكاحهن أو العراف اساحن‬
‫متداخلن‪،‬م قد يكون أحدهاح يدل على الخر‪،‬م وعند بعض الناحس أو ف بعض الفئاحت ييستخمدما الكاحهن للخباحر باح‬
‫يصل ف الستقبل‪،‬م وييستخمدما كلمة أو لفظ العراف لن ييب عن الغاحئب عن العي ماح حصل ف الاحضي مثل مكاحن‬
‫السروقا أو الساحرقا من هو ونو ذلك ماح هو غاحئب عن النظاحر‪،‬م وإناح يعلمه العراف بواسطة الن‪.‬‬
‫والصحيح ف ذلك ماح ذكره شيخ السلما ابن تيمية أن العراف‪ :‬اسم للكاحهن والنجم والرمثاحل ونوهم‪،‬م من يتكلمون‬
‫ف معرفة المور بتلك الطرقا‪،‬م من تكلم بعرفة المور الغيبة إماح الاحضية أو الستقبلة بتلك الطرقا ‪-‬طريق التنجيم‪،‬م أو‬
‫طريق الط ف الرمل‪،‬م أو طريق الطرقا على الصى‪،‬م أو الط ف الرمل بطريق الطرقا‪،‬م أو باحلودع أو نو ذلك من‬
‫الساحليب أو باحلشبة الكتوب عليهاح أباح جاحد‪،‬م ونو ذلك من قراءةا الفنجاحن أو قراءةا الكف‪ -‬كل من يب عن المور‬
‫الغيبة بشيء يعله وسيلة لعرفة المور الغيبة يسمى كاحهناح ويسمى عثرافاح؛ لنه ل يصل له أميره إل بنوع من أنواع‬
‫الكهاحنة‪ .‬وسيأت ذلك إن شاحء ال‪.‬‬
‫قاحل رحه ال )باب ما جاء في الكهان ونحوهم( يعن من العثرافي والنجمي والذين يثطون ف الرمل والذين يكتبون على‬
‫الشب ونو ذلك‪.‬‬
‫ت‬
‫قاحل )روى مسلم ف صحيحة وعشن بوـشعض أوشزاوواكج النث ث‬
‫صمدقجته‪ ،‬لجلم تـلقبجلل لجهت‬ ‫ب ‪،‬م قاحل‪ :‬وقاحول‪» :‬جملن أججتى جعمرافام فج ج‬
‫سأجلجهت جعلن جشليء فج ج‬ ‫ك ك‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫ب ‪،‬م وعن النث ث‬
‫صلجةت أجلربجععيجن‬ ‫ت‬ ‫ع‬
‫صلجةت أجلربجعيجن يومما«( هذا الديث نبه الشراح على أن لفظه ف مسلم )جملن أججتى جعمرافام فج ج‬
‫سأجلجهت جعلن جشليء‪ ،‬لجلم تـلقبجلل لجهت ج‬ ‫ج‬
‫صمدقجهت( ف هذا الديث موجودةا ف مسند الماحما أحد‪،‬م فاحلشيخ رحه ال ذكر هذا‬ ‫صمدقجهت(‪،‬م وكلمة )فج ج‬ ‫يومما( بدون كلمة )فج ج‬
‫اللفظ وعزجاه لسلم على طريقة أهل العلم ف عزجو الديث لحد صاححب الصحيح إذا كاحن أصله فيهماح لتاحد الطريق أو‬
‫نو ذلك‪.‬‬
‫صلجةت أجلربجععيجن يومما( هذا الديث فيه جزجاء الذي يأت العثراف فيسأل‬ ‫ت‬
‫صمدقجته‪ ،‬لجلم تـلقبجلل لجهت ج‬ ‫)جملن أججتى جعمرافام فج ج‬
‫سأجلجهت جعلن جشليء فج ج‬
‫العراف‪،‬م وقلناح إن العراف يشمل اسم الكاحهن ونو ذلك‪،‬م فـ)جملن أججتى جعمرافام فججسأجلجهت( بجرد سؤال ول يصدقه فإنه ل تقبل له‬
‫صلةا أربعي يوماح‪.‬‬
‫صلجةت أجلربجععيجن يومما( أنأاح تقع مزجئة ل يب عليه قضاحؤهاح؛ ولكن ل ثواب له فيهاح؛‬ ‫والقصود من قوله )لجلم تـلقبجلل لجهت ج‬
‫صله حي أتى العثراف فسأله عن شيء‪،‬م يقاحبل ثواب الصلةا أربعي يوماح‪،‬م فأسقط هذا هوذا‪،‬م‬ ‫لن الذنب والث الذي ح ث‬
‫[ ‪] 154‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ويدل ذلك على عظم ذنب الذي يأت العراف فيسأله العراف عن شيء ولو ل يصدقه‪،‬م وهذا عند أهل العلم ف حق من‬
‫أتى العراف فسأله عن شيء رغبة ف الطلع‪.‬‬
‫أماح من أتى العراف فسأله للنكاحر عليه وحت يتحقق أنه عثراف فل يدخل ف ذلك؛ لن الوساحئل لاح أحكاحما‬
‫القاحصد‪.‬‬
‫الاحلة الثاحنية أن يأت العراف فيسأل عن شيء فإذا أخبه الكاحهن أو العراف صثدقه باح يقول‪ .‬فاحلديث الول عن بعض‬
‫صلجةت أجلربجععيجن يومما(‪،‬م والديث الثاحنا فيه أنه )جكجفجر بعجما أتنلعزجل جعجلى تمجحممتد( فيتضح باحلديثي ث‬
‫أن‬ ‫أزاواج النب فيه أنه )لجلم تـلقبجلل لجهت ج‬
‫الاحلة الثاحنية هي من أتى العراف والكاحهن فسأله عن شيء فصدقه أنه كفر باح أنزجل على ممد وأنه ل تقبل له صلةا أربعي‬
‫يوماح‪.‬‬
‫وهذا الاحل يدل على أن الذي أتى الكاحهن أو العراف فصدقه‪,‬هل أنه ل يرج من اللة؛ لنه حد عليه الصلةا والسلما‬
‫عدما قبول صلته أربعي يوماح‪،‬م والكاحفر الذي يحكم عليه أنه كاحفر كفرا أكب ومرتد وخاحرج من اللة فإن صلته ل تقبل‬
‫بتاحتاح حت يرجع إل السلما‪.‬‬
‫صلجةت أجلربجععيجن يومما( على أن قوله )جكجفجر بعجما أتنلعزجل جعجلى تمجحممتد(‬ ‫قاحل طاحئفة من أهل العلم دل قوله )فج ج‬
‫صمدقجته‪ ،‬لجلم تـلقبجلل لجهت ج‬
‫أنه كفر أصغر وليس باحلكفر الخمرج من اللة‪,‬هل وهذا القول صحيح‪،‬م وهو الذي يتعي الميع بي النصوص فإن قول النب‬
‫صلجةت أجلربجععيجن يومما( يدل على أنه ل يرج من‬ ‫ت‬
‫صمدقجته‪ ،‬لجلم تـلقبجلل لجهت ج‬‫سأجلجهت جعلن جشليء فج ج‬ ‫عليه الصلةا والسلما )جملن أججتى جعمرافام فج ج‬
‫صمدقجهت بعجما يجـتقوتل‪ ,‬فجـجقلد جكجفجر بعجما أتنلعزجل جعجلى تمجحممتد( يدل على كفره‪،‬م فعلمناح‬ ‫ع‬
‫السلما‪،‬م والديث الخر وهو قوله )جملن أجتججى جكاهنما‪ ,‬فج ج‬
‫بذلك على أن كفره كفر أصغر وليس كفر مرج من اللة‪.‬‬
‫وهذا أحد القوال من مسألة كفر من أتى الكاحهن فصدقه باح يقول‪.‬‬
‫والقول الثاحنا أنه يتوقف فيه فل يقاحل يكفر كفر أكب ول يقاحل أصغر‪،‬م وإناح يقاحل هو كفر إتياحن الكاحهن وتصديقه‬
‫كفر باحل جل وعل ويسكت عن ذلك‪،‬م ويطلق القول كماح جاحء ف الحاحديث‪,‬هل وهذا لجل التهديد والتخمويف وهذا حت‬
‫ل يتجاحسر الناحس على هذا المر‪ .‬وهذا هو مذهب الماحما أحد‪,‬هل ف النصوص عنه‪.‬‬
‫والقول الثاحلث من أقوال أهل العلم ف ذلك أن الذي يصدقا الكاحهن كاحفر كفرا أكب‪،‬م كفره مرج من اللة إذا أتى‬
‫الكاحهن فسأله فصدقه‪,‬هل أو صدقا الكهاحن باح يقولون‪,‬هل قاحل طاحئفة من أهل العلم كفره كفر مرج من اللة‪,‬هل وهذا القول فيه‬
‫نظر من جهتي‪:‬‬
‫صلجةت أجلربجععيجن يومما( يدل على أنه‬
‫الجهة الولى‪ :‬ماح ذكرناحه من الدليل؛ من أن قوله عليه الصلةا والسلما )لجلم تـلقبجلل لجهت ج‬
‫ل يكفر الكفر الكب‪,‬هل ولو كاحن كفر الكفر الكب يثد عدما قبول صلته تلك الدةا من الياحما‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أن تصديق الكاحهن فيه شبهة‪,‬هل وادثعاحء علم الغيب أو تصديق أحد من يدعي علم الغيب كفر باحل جل‬
‫وعل كفر أكب؛ لكن هذا الكاحهن الذي ادعى علم الغيب ‪-‬كماح نعلم أنه يب باحلمور الغيبة فيماح سبق فيه‪,-‬هل عن طريق‬
‫استاقا الن للسمع‪,‬هل فيكون ‪-‬إذن‪ -‬هو نقل ذلك الب عن الن‪,‬هل والن نقلوه عمن سعوه ف السماحء‪،‬م وهذه شبهة قد‬
‫[ ‪] 155‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫يأت الت الذي يأت للكاحهن ويقول أناح أصدقه فيماح أخب من الغيب؛ لنه قد جاحءه علم ذلك الغيب من السماحء عن‬
‫طريق الن‪،‬م وهذه الشبهة تنع من التكفي ‪-‬تكفي تصديق الكاحهن‪,‬هل تكفي من صدثقا الكاحهن‪,-‬هل الكفر الكب‪.‬‬
‫فصاحر عندناح أيضاح أن القول الظهر أن كفره كفر أصغر وليس بأكب لدللة الحاحديث ولظهور التعليل ف ذلك‪.‬‬
‫قاحل )فجـجقلد جكجفجر بعجما أتنلعزجل جعجلى تمجحممتد( وهو القرآن؛ لنه قد جاحء ف القرآن وماح بينه النب عليه الصلةا والسلما من‬
‫السنة أن الكاحهن والساححر والعراف ل يفلحون وأنأم إناح يكذبون ول يصدقون‪.‬‬
‫قاحل )ولبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفام‪ ،‬وعن عمران بن حصين مرفوعما‪ :‬ليس منا من تجطير أو تطير له(‬
‫يأت ف باحب ماح جاحء ف التطي )أو تكهن أو تتكهن له(‪،‬م )ليس منا( يدل على أن الفعل مرما‪،‬م وبعض أهل العلم يقول إن‬
‫قوله عليه الصلةا والسلما )ليس منا( يدل على أنه من الكباحئر‪،‬م فقاحل )ليس منا من جتطير أو تتطير له( والطيةا من الكباحئر‬
‫)أو تكهن( يعن ادعى علم الغيب وادعى أنه كاحهن أو أخب بأمور من الغيبة يدع من رآه بأنه كاحهن‪،‬م قاحل)أو تتكهن له(‬
‫صمدقجهت بعجما يجـتقوتل‪ ,‬فجـجقلد جكجفجر بعجما‬ ‫ع‬
‫يعن من رضي أن يتكهن له فأتى فسأل عن شيء )أو جسحر أو تسحر له‪ ،‬وجملن أججتى جكاهنما‪ ,‬فج ج‬
‫أتنلعزجل جعجلى تمجحممتد(‪،‬م وهذا كله لجل أثن تصديق الكاحهن فيه إعاحنة له على الشركر الكب باحل جل وعل‪،‬م هذا حكم الذي‬
‫يأت الكاحهن‪.‬‬
‫أماح الكاحهن فذكرناح حكمه فإنه شركر الشركر الكب باحل؛ لنه ل يكن له أن يب باحلمور الغيبة إل بأن يشركر‪.‬‬
‫)قال البغوي العراف الذي يدعي معرفة المور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك( هذا الذي‬
‫ذكرناح من أن العراف عند بعض أهل العلم من يب بأمور سبقت لكنهاح خفية غيبية عن الناحس؛ لكنهاح من حيث الوجود‬
‫وقعت ف ملكوت ال‪.‬‬
‫قاحل )وقيل هو الكاهن( يعن أن العراف و الكاحهن اساحن لشيء واحد‪.‬‬
‫قاحل) والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل‪ ،‬وقيل الذي يخبر عن ما في الضمير‪ ،‬وقال أبو العباس ابن تيمية‪:‬‬
‫العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم( النجم هو الذي يستخمدما علم التأثي‪،‬م يقول ظهر نم كذا والتقى بنجم‬
‫كذا فمعناحه أنه سيحدثا كذا وكذا‪،‬م أو إذا ولد فلن أو إذا ولد لفلن ولد ف برج كذا فإنه سيحصل كذا وكذا له من‬
‫الفتم والفقر أو السعاحدةا أو الشقاحوةا ونو ذلك‪،‬م فيستدلون على حركة النجوما على حاحل الرض وحاحل الناحس فيهاح‪،‬م‬
‫وسيأت تفصيله إن شاحء ال‪ .‬قاحل )والرمال( الرماحل هو صاححب الطرقا أو يط ف الرمل أو يستخمدما الصى على الرمل‬
‫يقاحل رثماحل‪,‬هل )ونحوهم( يعن من مثل الذين يقرؤون الكف ويقرؤون الفنجاحن‪،‬م أو ف هذا العصر الذين يكتبون ف الصحف‬
‫والرائد واللت البوج وماح يصل ف ذلك البج‪،‬م وأنت إذا ولدت ف هذا البج معناحه سيحصل لك ف هذا الشهر كذا‬
‫وكذا‪،‬م هذا كلهاح من أنواع الكهاحنة كماح سيأت‪.‬‬
‫قال ) وقال ابن عباس في قوم يكتبون )أبا جاد( وينظرون في النجوم‪ :‬ما أرى من فعل ذلك له عند ا من‬
‫خلق( ذلك لنأ كتابة )أبا جاد( والنظر في النجوم يآعني للتأثير نأوع منَ أنأواع الكهانأة‪ ،‬والكهانأة‬
‫‪.‬محرمة وكفر بال جل وعل‬
‫بقي أنأ نأقول‪ :‬إنأ أصناف الكهانأة كثيرةا جدا وجامعها الذيآ يآجمعها أنأه يآستخدم الكاهنَ وسيلة‬
‫ظاهريآة عنده لُيقنع السائل بأنأه وصل إليه العلم عنَ طريآق أمور ظاهريآة علمية‪ ،‬تارةا يآقول عنَ‬
‫[ ‪] 156‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫طريآق النجوم‪ ،‬وتارةا يآقول عنَ طريآق الخط أو عنَ طريآق الطرق‪ ،‬أو عنَ طريآق المومدع‪ ،‬أو عنَ‬
‫طريآق الفنجانأ‪ ،‬أو عنَ طريآق الكف‪ ،‬أو عنَ طريآق النظر في الرض في حصى يآجعله‪ ،‬أو عنَ‬
‫‪.‬طريآق الخشب ونأحو ذلك‪ ،‬هذه كلها وسائل يآغّر بها الكاهنَ منَ يآأتيه‬
‫صل العلم ذاك؛ لكنَ العلم جاءه عنَ طريآق الجنَ فهذه الوسيلة إنأما هي‬ ‫في الحقيقة هي وسائل ل تح ّ‬
‫وسيلة للضحك على الناس‪ ،‬وسيلة لكي يآظنَ الظانأ أنأها تؤديآ إلى العلم‪ ،‬وأنأ هؤلء أصحاب علم‬
‫‪.‬وفهم بهذه المور‬
‫صل على العلم الغيبي عنَ طريآق خط أو عنَ طريآق فنجانأ أو عنَ طريآق‬ ‫وفي الواقع هو ل يآتح ر‬
‫النظر في البروج أو نأحو ذلك‪ ،‬وإنأما يآأتيه العلم عنَ طريآق الجنَ‪ ،‬وهو ُيآظهر هذه الشياء حتى‬
‫‪.‬يآحصل على المقصود‪ ،‬حتى تصدقه الناس أنأه ل يآستخدم الجنَ ولكنه ولي منَ الولياء‬
‫كيف يآستنتج هذه المغيبات كيف يآستنتج المغيبات منَ هذه المور الظاهريآة؟ في بعض البلد‬
‫كغرب إفريآقيا وبعض شمالها ونأحو ذلك‪ ،‬وهذا منتشر أيآضا في الشرق وفي كثير منَ البلد‪،‬‬
‫يآجعلونأ منَ يآتعاطى هذه الشياء ولصيا منَ الولياء‪ ،‬ويآقولونأ الملئكة تخبره بكذا‪ ،‬فهو ل يآفعل الفعل‬
‫إل بإرشاد منَ الملئكة‪ ،‬فالذيآنَ يآفعلونأ هذه الفعال منَ المور السحريآة أو الكهانأية عندهم أنأهم‬
‫أولياء‪ ،‬ولهذا ترى بعض الشراح يآذكر في مقدمة هذه البواب أنأ أولياء ا جل وعل ل يآتعاطونأ‬
‫‪.‬الشرك ول يآتعاطونأ مثل هذه المور‪ ،‬فأولياء ا مقريدونأ بالشرع وليسوا منَ أولياء الجنَ‪ .‬نأعم‬
‫‪X‬‬
‫]السئلة[‬
‫]س‪ /‬هناحكر رجل ف منطقتناح يأت إليه الناحس عند فقشـد أمـوالم‪،‬م فيعطيهــم خيطـاح معقـدا‪،‬م ويقـرأ عليــه‪،‬م ويطلــب منهــم أن‬
‫يضعوه ف الكاحن الذي فقده‪،‬م فماح حكم ذلك؟ وماح حكم الصلةا خلفه؟‬
‫ج‪ /‬هذا منَ الِكهانأة؛ لنأ هذا الذيآ يآعمل هذه الشياء عراف‪ ،‬أو كاهنَ‪ ،‬وقد يآكونأ ساحرا ‪-‬أيآضا‪،-‬‬
‫فل يآجوز عمل مثل هذا العمل‪ ،‬ول يآحل لحد أنأ يآعينَ أحدا يآردعي معرفة شيء منَ علم الغيب‪،‬‬
‫والصلةا خلفه ل تجوز؛ لنأ هذا إما أنأ يآكونأ عرافا‪ ،‬أو كاهنا‪ ،‬أو ساحرا‪ ،‬وهؤلء ل تجوز‬
‫)‪.] (1‬الصلةا خلفهم‪ .‬نأعم‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء في النشرة‬


‫عن جاحبر‪،‬م أن رسول ال سئل عن النشرةا؟ فقاحل‪» :‬هي من عمل الشيطان«‪ .‬رواه أحد بسند جيد‪،‬م وأبو داوود‪.‬‬
‫وقاحل‪ :‬سئل أحد عنهاح فقاحل‪ :‬ابن مسعود يكره هذا كله‪.‬‬
‫يؤخذ عن امرأته‪،‬م أيل عنه أو ينشر؟ قاحل‪ :‬ل بأس‬‫وف البخماحري عن قتاحدةا‪ :‬قلت لبن السيب‪ :‬رجل به طب أو ث‬
‫به‪،‬م إناح يريدون به الصلح‪،‬م فأماح ماح ينفع‪،‬م فلم ينه عنه‪.‬‬
‫وروي عن السن‪،‬م أنه قاحل‪ :‬ل يل السحر إل ساححر‪.‬‬
‫قاحل ابن القيم‪ :‬النمشرةا‪ :‬حل السحر عن السحور‪،‬م وهي نوعاحن‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬حل بسحر مثله‪،‬م وهو الذي من عمل الشيطاحن‪،‬م وعليه يمل قول السن‪،‬م فيتقرب الناحشر والنتشر إل‬
‫الشيطاحن باح يب‪،‬م فيبطل عمله عن السحور‪.‬‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الول من الشريط الول تت باحب ماح جاحء ف الذبح لغي ال )‪1‬‬
‫[ ‪] 157‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫والثاني‪ :‬النشرةا باحلرقية والتعوذات والدوية والدعوات الباححة‪،‬م فهذا جاحئزج‪.‬‬


‫]الشرح[‬
‫)باب ما جاء في النشرة(‪,‬هل النشرةا متعلقة باحلسحر وأصلهاح من النششر وهو قياحما الريض صحيحاح‪،‬م النشرةا اسم لعلج‬
‫السحور‪،‬م سيت ينشرةا لنه ينتشر باح أي يقوما ويرجع إل حاحلته العتاحدةا‪.‬‬
‫وقول الشيخ رحه ال هناح )باب ما جاء في النشرة( يعن من التفصيل يعن وهل النشرةا جيعاح وهي حل السحر‬
‫مذمومة؟ أو أن منهاح ماح هو مذموما ومنهاح ماح هو مأذون به؟‬
‫ومناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد ظاحهرةا‪،‬م وهي أنه كماح أن السحر شركر باحل جل وعل يقدح ف أصل التوحيد‪،‬م‬
‫وأن الساححر مشركر الشركر الكب باحل‪،‬م فاحلمنشرةا الت هي حل السحر قد يكون من ساححر‪،‬م وقد يكون من غي ساححر‬
‫باحلدوية الأذون باح أو الدعية ونو ذلك‪،‬م فإذا كاحن من ساححر فإنأاح مناحقضة لصل التوحيد ومناحفية لصله‪.‬‬
‫فإذن الناحسبة ظاحهرةا ف الصلة بي هذا الباحب وباحب ماح جاحء ف السحر‪،‬م وكذلك مناحسبتهاح لباحب التوحيد؛ لن‬
‫كثيين من يستعملون النشرةا ييشركون باحل جل وعل‪.‬‬
‫والنشرةا ‪-‬كماح سعتم‪ -‬ف الباحب قسماحن‪ :‬نشرةا جاحئزجةا ونشرةا منوعة‪.‬‬
‫النشرة الجائزة ‪ :‬هي ماح كاحنت باحلقرآن أو باحلدعية العروفة أو باحلدوية عند الطباحء ونو ذلك‪،‬م فإن السحر يكون‬
‫كماح ذكرناح عن طريق الن‪،‬م والسحر يصل منه إمرار حقيقة ف البدن‪،‬م ويصل منه تغيي حقيقة ف العقل والذهن والفهم‪،‬م‬
‫وإذا كاحن كذلك فإنه يعاح ول باحلضاحدات الت تزجيل ذلك السحر‪،‬م فمماح يزجيله القرآن‪،‬م والقرآن هو أعظم ماح ينفع ف إزاالة‬
‫السحر‪،‬م كذلك الدعية والوراد ونو ذلك ماح هو معروف من الرقى الشرعية‪.‬‬
‫ونوع من السحر يكون ف البدن يعن من جهة عضوية فهذا أحياحناح يعاحول باحلرقى والدعية والقرآن‪،‬م وأحياحناح يعاحول‬
‫عن طريق الطباحء العضويي‪،‬م وذلك لن السحر ‪-‬كماح قلناح‪ -‬يرض حقيقة فإذا أزايل الرض أو سبب الرض فإنه يبطل‬
‫السحر‪،‬م ولذا قاحل لك ابن القيم ف آخر الكلما )والثاني النشرة بالرقية والتعويذات والدوية والدعوات المباحة فهذا جائز(‬
‫لنه يصل منه الرض وإذا كاحن كذلك فإنه يعاحل باح أذن به شرعاح من الرقى والدوية الباححة‪.‬‬
‫والقسم الثاني من النشرة‪ :‬وهي الت من أنواع الشركر أن ييننشر عنه ‪-‬بغي الطريق الول‪ -‬بطريق السحر‪،‬م فيحل‬
‫السحر بسحر آخر‪،‬م يل السحر الول بسحر آخر‪،‬م وذكرناح أن السحر ل ينعقد أصل إل بأن يتقرب الساححر إل الن‬
‫أو أن يكون الن يدما الساححر الذي يشركر باحل دائماح فيخمدما‪،‬م كذلك حل السحر ل بد فيه من إزاالة سببه وهو خدمة‬
‫شياحطي الن للسحر‪،‬م وهذا ل يكن إل الن‪،‬م فإن الساححر الثاحنا الذي يـينوّشر السحر ويرفع السحر لبد أن يستغيث أو‬
‫يتوجه إل بعض جنه ف أن يرفع أولئك الن الذين عقدوا هذا السحر أن يرفعوا أثره‪،‬م فصاحر إذن هذه الهة أنأاح من‬
‫حيث العقد والبتداء ل يكون إل باحلشركر باحل‪،‬م ومن حيث الرفع والنشر ل تكون إل باحلشركر باحل جل وعل‪،‬م ولذا قاحل‬
‫)ل يحل السحر إل ساحر( يعن ل يل السحر بغي الطريق الشرعية العروفة إل ساححر‪،‬م ل يأت أحد ويقول أناح أحل‬
‫ب ذلك السحور؟ قاحل‪ :‬ل‪،‬م إذن فهو‬ ‫السحر هل تستخمدما القراءةا والتلوةا والدعية؟ قاحل‪ :‬ل‪،‬م قاحل‪ :‬أنت طبيب تيكط م‬
‫[ ‪] 158‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ك أثر الن ف ذلك السحر ول‬ ‫ساححر‪،‬م إذا ل يستخمدما الطريق الثاحنية فإنه ل يكن أن يل السحر إل ساححر؛ لنه ف م‬
‫يكن إل عن طريق شياحطي الن الذين يؤثرون على ذاكر‪.‬‬
‫قاحل )عن جاحبر‪،‬م أن رسول ال سئل عن النشرةا؟ فقاحل‪» :‬هي من عمل الشيطان«(‪،‬م )سئل عن النشرة(؛ الساحئل سأله‬
‫عماح كاحن معهودا معروفاح عندهم ف هذا السم وهو اسم النشرةا‪،‬م والذي كاحن معروفاح معهودا هو أن اسم النشرةا إناح هو‬
‫من جهة الساححر‪،‬م النشرةا عند العرب هو حل السحر بثله‪،‬م هذه هي النشرةا عند العرب‪،‬م ولذا سئل النب عليه الصلةا‬
‫والسلما عن النشرةا فقاحل )هي من عمل الشيطان( وقاحل العلماحء )الـ( ألف ولما التعريف ف قوله )النشرة( هذه للعهد؛ يعن‬
‫النشرةا العهود استعماحلاح وهي حل السحر بثله‪،‬م فقاحل عليه الصلةا والسلما )هي من عمل الشيطان()‪ (1‬لن رفع السحر‬
‫ل يكون إل بعمل شيطاحن جن ولذا قاحل عليه الصلةا والسلما هي يعن الرفع والنشر من عمل الشيطاحن؛ لن العقد‬
‫أصل من عمل الشيطاحن والرفع والنشر من عمل الشيطاحن‪.‬‬
‫فإذن هو سؤال عن النشرةا الت كاحنت تستخمدما ف الاحهلية‪.‬‬
‫)رواه أحمد بسند جيد وأبو داود وقال سئل أحمد عنها فقال‪ :‬ابن مسعود يكره هذا كلله(‪،‬م )يكره هذا كلله( يعن أن تكون‬
‫النشرةا عن طريق التماحئم الت فيهاح القرآن؛ لنه مثر معناح فيماح سبق أن ابن مسعود كاحن يكره جيع أنواع التماحئم حت من‬
‫القرآن كماح قاحل إبراهيم النخمعي رحه ال‪ :‬كاحنوا يكرهون التماحئم كلهاح من القرآن ومن غي القرآن‪ .‬يعن أصحاحب ابن‬
‫مسعود‪،‬م وابن مسعود كذلك‪،‬م فاحبن مسعود كاحن يكره التماحئم من القرآن وهو أن يعلق شيء من القرآن لي غرض لدفع‬
‫العي أو لزاالة السحر ورفع الضرر‪،‬م لذا المـاحما أحد لاح قاحل أبو داود )سئل أحمد عنها( يعن عن النشرةا الت تكون‬
‫باحلتماحئم من القرآن )فقال‪ :‬ابن مسعود يكره هذا كله(‪.‬‬
‫أماح النشرةا باحستخمداما النفث والرقية من غي تعليق‪،‬م فل يكن للماحما أحد ول لبن مسعود أن يكرهوا ذلك؛ لن‬
‫النب عليه الصلةا والسلما استخمداما ذلك وأذن به عمل ف نفسه وكذلك ف غيه عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫يؤخذ عن امرأته‪،‬م أيل عنه أو ينشر؟ قاحل‪ :‬ل‬ ‫قاحل )وف البخماحري عن قتاحدةا‪ :‬قلت لبن السيب‪ :‬رجل به طب أو ث‬
‫بأس به‪،‬م إناح يريدون به الصلح‪،‬م فأماح ماح ينفع‪،‬م فلم ينه عنه‪ (.‬يريد ابن السيب بذلك ماح ينفع من النشرةا باحلتعوذات‬
‫والدعية والقرآن والدواء الباحح ونو ذلك‪،‬م أماح النشرةا الت هي باحلسحر فاحبن مسعود)‪ (2‬أرفع من أن يقول‪ :‬إنأاح جاحئزجةا ول‬
‫ينه عنهاح‪ .‬والنب عليه الصلةا والسلما يقول )هي من عمل الشيطان(‪.‬‬
‫)لهذا قال ل بأس به إنما يريدون به الصلح فأما ما ينفع فلم ينهج عنه(‪،‬م )أما ما ينفع( يعن من الدوية الباححة ومن الرقى‬
‫والتعويذات الشرعية وقراءةا القرآن ونو ذلك فهذا ل ينه عنه؛ بل أذن فيه‪.‬‬
‫إذن فاحلسحر بلء‪،‬م وسئل ابن السيب عن هذا الذي به طب ‪-‬يعن سحر‪ -‬أو يأثخذ عن امرأته بصرف القلب‬
‫ب الذي به‪،‬م أو ذلك الخذ عن امرأته بأي‬ ‫عنهاح‪ :‬أييومل عنه أو يينثشر بأصل الل والنشر؟ يعن أيوزا أن ييرفع ذلك الطو ث‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط العاحشر )‪1‬‬


‫‪.‬الشيخ حفظه ال يريد ابن السيب )‪2‬‬
‫[ ‪] 159‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وسيلة؟ فقاحل‪ :‬نعم؛ ماح ينفع فلم ينه عنه إناح يريدون به الصلح‪ .‬ومعلوما أنه يريد بذلك ماح أذن به ف الشرع من القسم‬
‫الذي ذكرناحه فيه من جوازا من استخمداما الرقى والتعوذات والدوية والدعوات الباححة‪.‬‬
‫قاحل )وروي عن الحسن‪ ،‬أنه قال‪ :‬ل يحل السحر إل ساحر‪ (.‬وهذا بيثناح معناحه‪.‬‬
‫) قال ابن القيم‪ :‬النشرة‪ :‬حل السحر عن المسحور‪ ،‬وهي نوعان‪ :‬حل بسحر مثله‪ ،‬وهو الذي من عمل الشيطان‪ ،‬وعليه‬
‫يحمل قول الحسن( هذه حقيقة النشرةا الشركية‪،‬م قاحل )فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب( كماح ذكرناح لكم‬
‫سلفاح‪،‬م )فيبطل عمله عن المسحور( هذه حقيقة النشرةا الشركية‪،‬م قاحل )والثاني‪ :‬النشرة بالرقية والتعوذات والدوية والدعوات‬
‫المباحة‪ ،‬فهذا جائز(‪.‬‬
‫إذا تبي ذلك فإن حكم حل السحر بثله أنه ل يوزا ومرما؛ بل هو شركر باحل جل وعل؛ لنه ل يل السحر إل‬
‫ساححر‪.‬‬
‫بعض العلماحء من أتباحع الذاهب يرى جوازا حل السحر بثله إذا كاحن للضرورةا كماح قاحل فقهاحء مذهب الماحما أحد‬
‫ف بعض كتبهم‪ :‬ويوزا حل السحر بثله ضرورةا‪.‬‬
‫وهذا القول ليس بصواب؛ بل هو غلط لن الضرورةا ل تكون جاحئزجةا ببذل الدين والتوحيد عوضاح عنهاح‪.‬‬
‫معروف أثن الصول المسة أثويلاح ‪-‬يعن الت جاحءت باح الشرائع‪ -‬حفظ الدين‪،‬م وماح هو دونأاح مرتبة ل يبذل ماح هو‬
‫أعلى لتحصيل ماح هو أدن‪،‬م وضرورةا الفاحظ على النفس هذه ل شك أنأاح من الضرورياحت المس لكنهاح دون حفظ‬
‫الدين مرتبعة‪،‬م ولذا ل يقدما ماح هو أدن على ماح هو أعلى‪،‬م أو أن ييبذل ماح هو أعلى لتحصيل ماح هو أدن من الضرورياحت‬
‫المس‪،‬م والنفس ل يوزا حفظهاح باحلشركر‪،‬م وهذا أن يوت هو على التوحيد ل شك أنه خي له من أن يعاحف وقد أتى‬
‫بشركر باحل جل وعل‪.‬‬
‫والسحر ل يكون إلن بشركر‪،‬م والذي يأت الساححر ويطلب منه حل السحر هذا معناحه أنه رضي قوله وعمله ورضي‬
‫أن يعمل به ذاكر ورضي أن يشركر ذاكر باحل لجل منفعته‪،‬م وهذا غي جاحئزج‪.‬‬
‫صل أن السحر وقوعاح وأنن السحر نششرا ل يكون إل باحلشركر الكب باحل جل وعل وعليه‪،‬م فل يوزا أن يل‬ ‫فإذن ت ث‬
‫ل من جهة الضرورةا ول من غي الضرورةا من باحب أول بسحر مثله؛ بل يل وينشر باحلرقى الشرعية‪ .‬نعم‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء في التطير‬


‫ال جوجلكتلن جألكجثجرتهلم جل جيلعجلتمونج﴾]العراف‪.[131 :‬‬‫ند ع‬ ‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جأجل عإلنمجا جطعاتئترلهم عع ج‬
‫ون﴾]يس‪.[19 :‬‬ ‫وقوله‪﴿ :‬جقتالوا جطعائترتكلم جمجعكتلم جأعئلن تذبكرلتلم جبلل جألنتلم جقولتم تم ل‬
‫سرعتف ج‬
‫صجفجر«‪ .‬أخرجاحه‪،‬م وزااد مسلم‪» :‬جولج نجـلوءج‪ ،‬جولج تغوجل«‪.‬‬ ‫ع‬
‫ىَ‪ ،‬جولج طيجـجرجة‪ ،‬جولج جهاجمةج‪ ،‬جولج ج‬ ‫وعن أب هريرةا ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬لج جعلدجو ج‬
‫ىَ‪ ،‬جولج عطيجـجرجة‪ ،‬جويتـلععجبتعني ا لجفألتل «‪ .‬قاحلوا‪ :‬وماح الفأل؟ قاحل‪ » :‬ا لجكلعجمةت الطميمبجةت«‬
‫س‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪ » :‬لج جعلدجو ج‬ ‫ولماح عن أن ر‬
‫سنتـجها ا لجفألتل جولج تجـترمد تملسعلمما‪ ،‬جفإذا‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬
‫ولب داود ‪-‬بسند صحيح‪ -‬عن عيقبة بن عاحمر‪،‬م قاحل‪ :‬ذتكجرت المطيجـجرةت علنجد رسول ال فقاحل‪» :‬ألح ج‬
‫ك«‪.‬‬ ‫ت جولج جحلوجل جولج قتـموجة إلم بع ج‬ ‫ت ولج يلدفجع السيجئا ع‬
‫ت إلم أنل ج‬ ‫رجأىَ أحتدتكم ما يلكرهت فجـلليـتقل اللمتهم لج يألعتي عبا لح ع‬
‫سجنات إلم أنل ج ج ج ت م م‬ ‫جج‬ ‫ج ج لج ج ج ج ل م ج‬
‫[ ‪] 160‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫وعن ابن مسعود مرفوععاح‪ » :‬المطيجـجرة عشلرتك‪ ،‬المطيجـجرةت عشلرتك‪ ،‬المطيجـجرةت عشلرتك‪ ،‬جوجما عممنا إلم جولجعكمن ال يتلذعهبتهت عبالتمـجومكعل« رواه أبو داود والتمذي‬
‫وصححه‪ .‬وجعل آخره من قول ابن مسعورد‪.‬‬
‫ولحد من حديث ابن عمرو‪» :‬من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك«‪ .‬قاحلوا‪ :‬فماح كفاحرةا ذلك؟ قاحل‪» :‬أن تقول‪ :‬اللهم ل خير إل‬
‫خيرك ول طير إل طيرك ول إله غيرك«‪ .‬وله من حديث الفضل بن عباحس‪» :‬إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك«‪.‬هل‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باب ما جاء في التطير( ومثر معناح أن الكطيوـورةا من أنواع السحر‪،‬م ولذا جاحء الشيخ رحه ال بذا الباحب مع‬
‫البواب التعلقة باحلسحر؛ لنأاح من أنواعه لنص الديث‪.‬‬
‫ومناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد أثن التطي نوع من الشركر باحل جل وعل بشرطه‪،‬م والشركر الذي يكون من جهة‬
‫التطي مناح ر‬
‫ف لكماحل التوحيد الواجب لنه شركر أصغر‪،‬م وحقيقة التطي أنه التشاحؤما أو التفاحؤل بركة الطي من السوانح‬
‫والبوارح أو النطيح أو القعيد‪،‬م أو بغي الطي ماح يدثا إذا أراد أحد أن يذهب إل مكاحن أو يضي إل سفر أو يعقد له‬
‫خياحرا‪،‬م فيستدل باح يدثا له من أنواع حركاحت الطيور أو باح يدثا له من الوادثا أن السفر سفر سعيد فيمضى فيه‪،‬م أو‬
‫أثنه سفر سيء وعليه فيه وووباحل فيجع عنه‪.‬‬
‫ولذلك ضاحبط الطيةا الشركية الت من قاحمت ف قلبه وحصل له شرطهاح وضاحبطهاح فهو مشركر الشركر الصغر ماح جاحء‬
‫ف آخر الباحب؛ أنه قاحل عليه الصلةا والسلما )إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك( فاحلطيةا شركر وهي الت تقع ف القلب ويبن‬
‫عليهاح الرء مضاحءع ف الفعل أو رددا عن الفعل‪.‬‬
‫ل‪ -‬من البيت وحصل أماحمه ‪-‬وهو ينوي سفر أو ينوي رحلة أو ينوي القياحما بصفقة تاحرةا ونو‬ ‫فإذا خرج ‪-‬مث ع‬
‫ذلك‪ -‬فحصل أماحمه حاحدثا‪،‬م فهذا الاحدثا الذي حصل أماحمه من تصاحدما سياحرةا أو اعتداء من واحد على آخر أو نو‬
‫ذلك‪،‬م جعل من هذا الاحدثا ف قلبه شؤماح‪،‬م ث استدل بذا الاحدثا على أنه سيفشل ف سفره أو ف تاحرته أو أنه‬
‫ض فقد حصل له التطي الشركي‪،‬م أثماح إذا وقع ذلك ف قلبه مرد وقوع‪،‬م وحصل‬ ‫سيصيبه مكروه ف سفره‪،‬م فإذا رجع ول ي ك‬
‫له نوع تشاحؤما؛ ولكنه مضى وتوكل على ال فهذا ل يكاحد يسلم منه أحد‪،‬م وكماح جاحء ف حديث ابن مسعود )جوجما عممنا إلم‬
‫جولجعكمن ال يتلذعهبتهت عبالتمـجومكعل( كماح سيأت‪.‬‬
‫إذن فهذه حقيقة التطي الشركي وضاحبطه‪،‬م وبياحن أن التطي اسم عاحما ليس خاحصاح باحلطي وحركاحتاح‪.‬‬
‫مثر معناح العياحفة فيماح سبق ف )باحب ماح جاحء ف شيء من أنواع السحر(‪،‬م وأن العياحفة متعلقة باحلطي كماح فسرهاح عوف‬
‫العراب بقوله‪ :‬العياحفة زاجر الطي‪ .‬متعلقة باحلطي من حيث أنه يركر الطي ويزججرهاح حت ينظر أين تتحركر‪.‬‬
‫وأماح الطيةا فهو أن يتشاحءما أو يتفاحءل ويعن أو يرجع بركة تصل أماحمه ولو ل يزججر أو يفعل‪،‬م أو بشيء يصل‬
‫أماحمه إثماح من الطي أو من غيه‪.‬‬
‫قاحل الشيخ رحه ال )باب ما جاء في التطير( يعن من أنه شركر باحل جل وعل إذا أمضى أو رند‪،‬م وكفاحرةا التطي إذا‬
‫وقع ف القلب‪،‬م ونو ذلك من الحكاحما‪.‬‬
‫[ ‪] 161‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ون﴾]العراف‪ ([131 :‬هذه بعض آية من آية‬ ‫ال جوجلتكلن جألكجثرجتهلم لج جيلعجلمت ج‬‫ند ع‬ ‫قاحل )وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جألج عإلنجما طجعاتئرتلهم عع ج‬
‫عع‬
‫ال جوجلكتلن‬
‫ند ع‬ ‫سنجةت جقاتلوا لججنا جهذه جوإعلن ت ع ل‬
‫صبـتهلم جسيبئجةت يجطليلـتروا بعتموجسى جوجملن جمجعهت جأجل عإلنمجا جطعاتئترلهم عع ج‬ ‫ع‬
‫سورةا العراف﴿فجإذاج ججاءجتلـتهتم الجح ج‬
‫جألكجثجرتهلم جل جيلعجلتمونج﴾]العراف‪،[131 :‬م يعن إذا أتاحهم خصب وسعة وزاياحدةا ف الرزااقا )جقاتلوا لججنا جهعذهع( يعن نن الستحقون‬
‫صبـتهلم جسيبئجةت( يعن أصاحبم جدب أو نقص ف الرزااقا أو بلء قاحلوا‪ :‬هذا بسبب شؤما موسى ومن معه‪،‬م فهم‬ ‫لاح‪،‬م )جوإعلن ت ع ل‬
‫الذين بسببهم وبسبب أقوالم وأعماحلم حصل لناح هذا السوء وهذه الويلت‪ .‬فتطيوا بم؛ يعن جعلوهم سبباح لاح حصل‬
‫ال(‪،‬م )جطعاتئترلهم( يعن ماح يطي عنهم من عمل صاحل أو طاحل وأنأم يستحقون‬ ‫ند ع‬ ‫لم‪،‬م قاحل جل وعل )جأجل عإلنمجا جطعاتئترلهم عع ج‬
‫ال( يعن أن سبب‬
‫ند ع‬
‫السناحت أو يستحقون السيئاحت كل هذا عند ال جل وعل‪،‬م أو أن معن قوله )جأجل عإلنجما طجعاتئرتلهم عع ج‬
‫ماح يأتيهم من السناحت أو ماح يأتيهم من السيئاحت أن ذلك من جهة القضاحء و القدر فهو عند ال جل و عل‪.‬‬
‫ومناحسبة هذه الية لذا الباحب أن هذه الصلة من صفاحت أعداء الرسل من صفاحت الشركي‪،‬م فاحلتطي من صفاحت‬
‫أهل الشراكر‪،‬م من صفاحت أعداء الرسل‪،‬م وإذا كاحن كذلك فهو مذموما ومن خصاحل الشركي الشركية‪،‬م وهذا هو سبب إيراد‬
‫الية تت هذا الباحب من جهة أنه خصلة من خصاحل أعداء الرسل‪،‬م وليست من خصاحل أتباحع الرسل‪،‬م وإناح أتباحع الرسل‬
‫فإنأم يعلقون ذلك باح عند ال من القضاحء والقدر‪،‬م أو باح جعله ال جل وعل من ثواب أعماحلم أو العقاحب على أعماحلم‬
‫كماح قاحل أل إن طاحئرهم عند ال‪.‬‬
‫وكذلك ماح أورده من الية الثاحنية وهي قوله )وقوله‪﴿ :‬جقتالوا طجعائرتتكلم جمجعتكلم﴾الية]يس‪ ([19:‬وهي من سورةا يس )جقتالوا‬
‫جطعائترتكلم جمجعكتلم جأعئلن تذبكرلتلم( الذي تطثي أولئك هم الشركون أصحاحب تلك القرية حيث قاحلوا‪﴿ :‬إعلنا تجطجيلـلرجنا بعتكلم لجئعلن لجلم جتنتجـتهوا‬
‫ب أجعليتم﴾]يس‪[18:‬؛ قاحل أتباحع الرسل )جقتالوا طجعائرتتكلم جمجعتكلم جأعئلن ذتبكلرتلم( يعن حقيقة سبب‬ ‫جلنـرجمنلتكم ولجيم ل ع‬
‫سنلتكلم ملنا جعجذا ت‬ ‫جل ت ج ل ج جج‬
‫السيئاحت عليكم أو سبب قدوما السناحت عليكم هذه من شيء فيكم‪،‬م فاحلسوء الذي سيناحلكم والعقاحب الذي سيناحلكم‬
‫ملزاما لكم ملزامة ماح يطي عنكم لكم‪،‬م فماح يطي عنكم من عمل سوء ومن معاحداةا للرسل وتكذيب للرسل‪،‬م هذا ملزاما‬
‫لكم وستتطيون به‪،‬م قاحل )جطعائرتتكلم جمجعتكلم( لنه من جهة أنأم فعلوا السيئاحت وكثذبوا الرسل وهذا سيقع عليهم وباحله‪.‬‬
‫ومناحسبة هذه الية للباحب كمناحسبة الية قبلهاح من أنن هذه هي قواحولة الشركي وأعداء الرسل‪.‬‬
‫صج ج‬
‫فر«‪ .‬أخرجاحه‪،‬م زااد مسلم‪» :‬جولج‬ ‫ع‬
‫قاحل )وعن أب هريرةا ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬لج جعلدجوىَ‪ ،‬جولج طيجـجرجة‪ ،‬جولج جهاجمةج‪ ،‬جولج ج‬
‫نجـلوءج‪ ،‬جولج تغوجل«( مناحسبة هذا الديث للباحب قوله )جولج عطيجـجرجة( ومن العلوما أن النفي هناح ليس هو وجود الطيةا؛ لن الطيةا‬
‫موجودةا من جهة اعتقاحد الناحس ومن جهة استعماحلاح؛ ولكنهاح باحطلة‪،‬م كذلك العدوى موجودةا من جهة الوقوع‪.‬‬
‫ولذا قاحل العلماحء النفي هناح راجع إل ماح تعتقده العرب ويعتقده أهل الاحهلية بأن )لج( ناحفية للجنس واسهاح مذكور‬
‫وخبهاح مذوف لجل العلم به‪،‬م فإن الاحهليي يناحزاعون ف أصل وجود هذه الشياحء‪،‬م فإناح الاحهليي يؤمنون بوجود هذه‬
‫الشياحء ويؤمنون أيضاح بتأثيهاح‪،‬م فاحلنفي ليس هو وجودهاح وإناح هو تأثيهاح‪،‬م فيكون التطبيق هناح ل عدوى مؤثرةا بطبعهاح‬
‫ونفسهاح‪،‬م وإناح تنتقل العدوى بإذن ال جل وعل‪،‬م وأهل الاحهلية يعتقدون أن العدوى تنتقل بنفسهاح‪،‬م فأبطل ذلك ال جل‬
‫وعل‪،‬م فأبطل ذلك لعتقاحد‪،‬م فقاحل عليه الصلةا والسلما )لج جعلدجوىَ( يعن مؤثرةا بنفسهاح‪،‬م )جولج عطيجـجرجة( مؤثرةا أيضاح‪،‬م فإن‬
‫الطيةا شيء وهي يكون ف القلب ل أثر له ف قضاحء ال وف قدره‪،‬م فحركة الطاحئر ييناح أو شاحل أو الساحنح أو الباحرح أو‬
‫[ ‪] 162‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫النطيح أو القعيد ل أثر لاح ف حكم ال وف ملكوت ال وف قضاحئه وقدره‪،‬م فإذن الب قوله تقدره بقوله‪ :‬ل طيةا مؤثرةا؛‬
‫بل الطيةا شيء وهي‪،‬م ول هاحمة ول صفر إل آخر الديث‪.‬‬
‫ت لكم أن خب‬ ‫وسبق أن ذكر ي‬
‫)ل( الناحفية للجنس يذف كثيا ف‬
‫لغة العرب كماح قاحل بن ماحلك ف‬
‫آخر باحب ل الناحفية للجنس ف‬
‫اللفية‪:‬‬
‫الخجبر‬
‫اط ج‬‫اب عإلسجق ت‬
‫جوجشاعج عفي ذجا اللجب ع‬
‫اد مجلع تستقوطععه جظهجــر‬
‫عإذجا اللتمجر ت‬
‫‪.‬وهذا مهم في العربية‬
‫ى‪ ،‬أولأ هطيأأرأة( يآعني ل عدوى مؤثرةا بنفسها؛ بل بإذنأ ا‬ ‫قال )ولهما عنَ أنأ ٍ‬
‫س‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ا ‪ » :‬لأ أعشُدأو أ‬
‫شُ‬
‫جل وعل ول طيرةا مؤثرةا أصل‪ ،‬وإنأما ذلك راجع إلى قضاء ا وقدره‪ ،‬قال)أويكشُعهجبكهني اشُلفأأكل‪ .‬قالوا‪ :‬وما الفأل؟‬
‫قال‪» :‬اشُلأكلهأمةك الطايابأةك«(‪) ،‬اشُلفأأشُكل( كانأ عليه الصلةا والسلم يآحبه وفسره بأنأه الكلمة الطيبة‪ ،‬لنأ الكلمة‬
‫الطيبة إذا سمعها فتفاءل بها أنأه سيحصل له كذا وكذا منَ الخيرات‪ ،‬ففيها أنأها حسنَ ظّنَ بال جل‬
‫وعل‪ ،‬الفأل حسنَ ظنَ بال‪ ،‬والتشاؤم سوء ظنَ بال جل وعل‪ ،‬ولهذا صار الفأل ممدوحا ومحمودا‬
‫وصار الشؤم مذموما‪ ،‬والفأل ممدوح منَ جهة أنأه فيه تحسينَ الظنَ بالرب جل وعل‪ ،‬وهذا مأمور‬
‫العبد به‪ ،‬لهذا كانأ عليه الصلةا والسلم يآتفاءل‪ ،‬وكل ذلك منَ تعظيم ا جل وعل وحسنَ الظنَ به‬
‫‪.X‬وتعلق القلب به وأنأه ل يآفعل للعبد إل ما هو أصلح له‬
‫قال )ولبي داود ‪-‬بسند صحيح‪ -‬عنَ عُقبة بنَ عامر‪ ،‬قال‪ :‬كذهكأر ه‬
‫ت الطايأأرةك هعشُنأد رسول ا فقال‪» :‬أشُح أ‬
‫سنكأها‬
‫اشُلفأأشُكل«( الطيرةا يآعني التأثر بالكلمة؛ لنأنا ذكرنأا لكم أنأ الطيرةا عامة تشمل القوال والعمال التي‬
‫تحصل أمام العبد‪ ،‬فإذا كانأ مثم تطير فإنأ أحسنه الفأل يآعني أنأ يآقع في قلبه أنأه سيحصل له كذا وكذا‬
‫منَ جراء كلمة سمعها أو منَ جراء فعل حصل له أحسنَ ذلك الفأل‪ ،‬وغيره مذموم‪ِ ،‬لم كانأ الفأل‬
‫محمودا وممدوحا ومأذونأا به؟ لما ذكرنأا منَ أنأمه إذا تطير متفائل فإنأه محسنَ الظنَ بال جل وعل‪،‬‬
‫وأصما الفأل في نأفسه فهو مطلوب لنأ التفاؤل يآشرح الصدر وُيآونأس العبد وُيآذهب الضيق الذيآ‬
‫ُيآوحيه الشيطانأ ويآسببه الشيطانأ في قلب العبد‪ ،‬والشيطانأ يآأتي للعبد فيجعله ميآتوهم أشياء وأشياء‬
‫‪.‬كلها في مضررته‪ ،‬فإذا فتح العبد على قلبه باب التفاؤل أبعد عنَ قلبه باب تأثير الشيطانأ على النفس‬
‫‪X‬‬
‫سهلما ئ( هذا خبر لكنه مضمنَ للنهي‪ ،‬وقد ذكرت لكم أنأ النهي قد‬ ‫سهلمئا(‪) ،‬لأ تأكراد كم شُ‬ ‫قال)أولأ تأكراد كم شُ‬
‫ُيآعدل عنه للخبر‪ ،‬كما أصنأ المر قد يآعدل عنه إلى الخبر لتأكيد النهي ولتأكيد المر‪ ،‬قال﴿أوله يأ شُ‬
‫سكجكد أما‬
‫ض همشُن أدالبة﴾]النحل‪ [49:‬هذا خبر لكنه كالمر المؤكد‪ ،‬هذا خبر مثبت‪،‬‬ ‫ت أوأما هفي الأشُر ه‬ ‫سأماأوا ه‬
‫هفي ال ل‬
‫والخبر المنفي كقوله هنا )لأ تأكراد كمشُسهلما ئ( هذا خبر؛ لكنَ فيه النهي أنأ ترد الطيرةا مسلما عنَ حاجته‪،‬‬
‫‪.‬فإذا رصدته عنَ حاجته فقد حصل له الشرك بالتطير‬
‫ت أولأ أحشُوأل أولأ قكاوةأ‬
‫ت إلا أشُن أ‬ ‫ت أولأ يأشُدفأكع ال ا‬
‫سياأئا ه‬ ‫ت إلا أشُن أ‬ ‫قال )أفإذا أرأأى أأحكدككشُم أما يأشُكأرهك فأشُليأقكشُل اللاكهام لأ يأأشُهتي هباشُلأح أ‬
‫سأنا ه‬
‫‪.‬إلا بهأك( هذا دعاء عظيم في دفع ما يآأتي للقلب منَ أنأواع التشاؤم وأنأواع الطيرةا‬
‫[ ‪] 163‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ششُرمك‪ ،‬أوأما همانا إلا أولأهكان ا يكشُذههبكهك‬


‫ششُرمك‪ ،‬الطايأأرةك ه‬ ‫قال )وعنَ ابنَ مسعود مرفوعءا‪ » :‬الطايأأرة ه‬
‫ششُرمك‪ ،‬الطايأأرةك ه‬
‫ششُرمك( يآعني الشرك الصغر بال جل وعل‪ ،‬قال )أوأما همانا إلا( يآعني إل وقد‬ ‫هبالتاأواكهل«( قال )الطايأأرةك ه‬
‫أتى ِلقلبه بعض التطير؛ لنأ هذا منَ الشيطانأ والشيطانأ يآأتي القلوب فيغريآها بما يآفسدها ومنَ ذلك‬
‫التطير‪) ،‬أوأما همانا إلا( يآعني ويآعرض له ذلك )أولأهكان ا يكشُذههبكهك هبالتاأواكهل( لنأ حسنات التوكل وإتيانأ‬
‫‪.‬العبد بواجب التوكل يآذهب عنه كيد الشيطانأ بالتطير‬
‫فالواجب على العبد إذا عرض له شيء منَ التشاؤم أنأ ل يآرجع عصما أراد عمله؛ بل يآعظم التوكل‬
‫على ا جل وعل؛ لنأ هذه الشياء التي تحصل ل تدل على المور المغيبة لنأها أمور طرأت‬
‫‪.‬ووافقت هكذا أمام العبد وليس لها أثر فيما يآحصل في مستقبل‬
‫قاحل )ولحد من حديث ابن عمرو‪» :‬من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك«( هذا الضاحبط ذكرناحه لكم ف أول‬
‫الباحب؛ أن ضاحبط كون الطيةا شركاح أن تيرند التطي عن حاحجته‪،‬م فإذا ل ترده عن حاحجته فإنه ل يستأنس لاح فل حرج عليه‬
‫ف ذلك‪،‬م إ لث أن عظمت ف قلبه فرباح دخلت ف أنواع مرماحت القلوب‪،‬م والذي يب أن يذهبه باحلتوكل وتعظيم الثرغب‬
‫فيماح عند ال وحسن الظن باحل جل وعل‪،‬م )قالوا‪ :‬فما كفارة ذلك؟هل قال‪ :‬أن تقولوا اللهم ل خير إل خيرك ول طير إل طيرك(‪،‬م‬
‫)ل طير إل طيترك( يعن لن يصل إل قضاحؤكر الذي قضيته‪،‬م أو لن يصل وييقضى إلن ماح قدرته على العبد‪،‬م والعلم ‪-‬علم‬
‫الغيباحت‪ -‬إناح هو عند ال جل وعل‪ .‬نعم‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء في التنجيم‬


‫ت تيهتجدىَ‬ ‫ث‪ :‬جعلها زينةم للسماء‪ ,‬ورجومام للشياطين‪ ,‬وعلما ت‬‫قاحل البخماحري ف صحيحه‪ :‬قاحل قتاحدةا‪ :‬جخلجق ال هذه النجوم لثل ت‬
‫ع نصيبهت وتكلف ما ل علم لهت به‪.‬هل انتهى‬
‫ك أخطأ وأضا ج‬ ‫بها‪ ,‬فمن تأوجل فيها غير ذل ج‬
‫وكره قتاحدةا تعلم مناحزال القمر‪ .‬ول يرخص ابن عيينة فيه‪ .‬ذكره حرب عنهماح‪ .‬ورخص ف تعلم الناحزال أحد وإسحاحقا‪.‬‬
‫وعن أب موسى‪،‬م قاحل رسول ال ‪» :‬ثلثة ل يدخلون الجنة‪ :‬مدمن الخمر‪ ،‬وقاطع الرحم‪ ،‬ومصدق بالسحر« رواه أحد وابن‬
‫حباحن ف صحيحه‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫‪.‬يآعني في حكم التنجيم وأنأه منقسم إلى جائز ومحرم )باب ما جاء في التنجيم(‬
‫والمحرم منه نأوع منَ أنأواع السحر وهو كفر وشرك بال جل وعل‪ ،‬فالتنجيم هو ادعاء معرفة‬
‫‪.‬المغيبات عنَ طريآق النجوم‪ ،‬هذا التنجيم المذموم المحرم الذيآ هو منَ أنأواع الكهانأة والسحر‬
‫‪:‬وفيما يآتعلمه الناس أو فيما هو موجود عند الناس وعند الخلق التنجيم ثلثة أنأواع‬
‫الول‪ :‬التنجيم الذيآ هو اعتقاد أنأ النجوم فاعلة مؤثرةا بنفسها‪ ،‬وأنأ الحوادثا الرضّية منفعلة نأاتجة‬
‫عنَ النجوم وعنَ إرادات النجوم‪ ،‬وهذا تأليه للنجوم‪ ،‬وهو الذيآ كانأ يآصنعه الصابئة ويآجعلونأ لكل‬
‫نأجم وكوكب صورةا وتمثال وتمِحّل فيها أرواح الشياطينَ فتأمر أولئك بعبادةا تلك الصنام والوثانأ‪،‬‬
‫‪.‬وهذا بالجماع كفر أكبر وشرك كشرك قوم إبراهيم‬
‫النوع الثاني منَ التنجيم‪ :‬هو ما يآسمى علم التأثير‪ ،‬وهو الستدلل بحركة النجوم والتقائها‬
‫وافتراقها وطلوعها وغروبها الستدلل بذلك على ما سيحصل في الرض‪ ،‬فيجعلونأ حركة النجوم‬
‫دالة على ما سيقع مستقبل في الرض‪ ،‬والذيآ يآفعل هذه الشياء ويآحسنها يآقال له المنجم‪ ،‬وهو منَ‬
‫أنأواع الكرهانأ؛ لنأ فيه أنأه يآخبر بالمور المغصيبة عنَ طريآق الستدلل بحركة الفلك وتحرك‬
‫[ ‪] 164‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫النجوم‪ ،‬وهذا النوع محرم وكبيرة من الكبائر‪ ،‬وهو نأوع منَ أنأواع الكهانأة‪ ،‬وهي كفر بال جل و‬
‫عل؛ لنأ النجوم ما خلقت لذلك‪ ،‬وهؤلء تأتيهم الشياطينَ فتوحي إليهم بما يآريآدونأ وبما سيحصل‬
‫‪.‬في المستقبل ويآجعلونأ حركة النجوم دليل على ذلك‬
‫وقد ُأبطل قول المنجمينَ في أشياء كثيرةا منَ الواقع‪ ،‬ونأحو ذلك كما في فتح عصموريآة في قصيدةا أبي‬
‫‪:‬تمام المشهورةا‬
‫السيف أصدق إنباءم من الكتب‬
‫‪...................................‬‬
‫‪.‬وغيرها‬
‫النوع الثالث ماح يدخل ف اسم التنجيم‪ :‬ماح يسمى بعلم التسيي؛ علم التسيي وهو أن يعلم النجوما وحركاحت‬
‫النجوما لجل أن يعلم القبلة والوقاحت وماح يصلح من الوقاحت للزجرع وماح ل يصلح‪،‬م والستدلل بذلك على وقت هبوب‬
‫الرياحح‪،‬م وعلى الوقت الذي أجرى فيه سنته أنه يصل فيه من الطر كذا ونو ذلك‪،‬م فهذا يسمى علم التسيي‪،‬م فهذا‬
‫رثخص فيه بعض العلماحء‪،‬م وسبب التخيص فيه أنه يعل النجوما وحركتهاح أو التقاحءهاح أو افتاقهاح أو طلوعهاح أو غروباح‬
‫يعل ذلك وقتاح وزامناح ل يعله سبباح‪،‬م فيجعل هذه النجوما علمة على زامن يصلح فيه كذا وكذا‪،‬م وال جل وعل جعل‬
‫ت جوعبالنللجعم تهلم يجـلهتجتدوجن﴾]النحل‪،[16:‬م فهي علمة على أشياحء يصل طلوع النجم‬ ‫النجوما علماحت كماح قاحل﴿وجعجلما ت‬
‫ج ج‬
‫الفلنا يصل أنه بطلوع النجم الفلنا يدخل وقت الشتاحء‪،‬م ليس بسبب طلوعه لكن حي طلع استدللناح بطلوعه على‬
‫دخول الوقت‪،‬م وإل فهو ليس بسبب لصول البد وليس بسبب لصول الر وليس بسبب للمطر وليس بسبب لناحسبة‬
‫ت‪،‬م فإذا كاحن كذلك فل بأس به قول أو تعملماح لنه يعل النجوما‬ ‫غرس النخمل أو زارع الزجروعاحت ونو ذلك؛ ولكنه وق ز‬
‫وظهورهاح وغروباح يعلهاح أزامنة وذلك مأذون به‪.‬‬
‫ث‪ :‬جعلها زينةم للسماء( كماح قاحل جل‬ ‫)قاحل البخماحري ف صحيحه‪ :‬قاحل قتاحدةا‪ :‬جخلجق ال هذه النجوم لثل ت‬
‫ت‬
‫صاعبيجح جوعحلفمظا﴾]فصلت‪،[12:‬م قاحل )ورجومام للشياطين( والياحت على ذلك كثيةا‪،‬م‬ ‫سجماءج البدنلـجيا بعجم ج‬
‫وعل﴿جوجزيلـلنا ال ل‬
‫قاحل)وعلمات يهتدىَ بها( حيث قاحل جل وعل﴿أجلمن يلـلهعديتكلم عفي ظتلتجماعت البجـبر جوالبجلحعر﴾]النمل‪،[63:‬م وقاحل جل‬
‫وعل)جوجعجلجماتت جوعبالنللجعم تهلم يجـلهتجتدوجن( ونو ذلك من الياحت‪،‬م فهي علماحت يهتدى باح‪،‬م يهتدى باح على أي شيء؟ أو‬
‫يهتدى باح إل أي شيء؟ يهتدى باح إل الهاحت جهة القبلة‪,‬هل جهة الشماحل‪,‬هل جهة الغرب‪,‬هل جهة الشرقا‪،‬م يهتدى باح أيضاح‬
‫على التاحهاحت حيث يتعرف أن البلد الفلنية ف اتاحه النجم الفلنا‪،‬م فإذا أراد الساحئر ليل ف البحر يتجه نو اتاحه هذا‬
‫النجم فيعلم أنه متجه إل تلك البلدةا ونو ذلك ماح أجرى ال سنته به‪.‬‬
‫قاحل)فمن تأوجل فيها غير ذلجك أخطأ وأضاجع نصيبهت وتكلف ما ل علم لهت به( وهذا صحيح؛ لن النجوما خلق من خلق‬
‫ال ول نفهم سرهاح إل باح أخب ال جل وعل به‪,‬هل فماح أخبناح به أخذناحه‪،‬م وماح ل يب به فل يوزا أن نكلف فيه ذلك‪،‬م‬
‫ولذا قاحل عليه الصلةا والسلما »إذا تذكر القدر فامسكوا‪ ،‬وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا‪ ،‬وإذا ذكرت النجوم فامسكوا«‪،‬م والراد‬
‫هناح بذكر النجوما يعن ف غي ماح جاحء به الدليل‪،‬م إذا ذكر القدر ف غي ماح جاحءت به الدلة فأمسكوا‪،‬م وإذا ذكر أصحاحب‬
‫ف غي ماح جاحء به من فضلهم وحسن صحاحبتهم وساحبقتهم ونو ذلك من الدليل فأمسكوا‪،‬م وكذلك إذا ذكرت النجوما‬
‫وماح فيهاح بغي ماح جاحء به الدليل فأمسكوا؛ لن ذلك ذريعة لمور مرمة‪.‬‬
‫[ ‪] 165‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قاحل )وكره قتاحدةا تعلم مناحزال القمر‪ .‬ول يرخص ابن عيينة فيه‪ .‬ذكره حرب عنهماح‪ .‬ورخص ف تعلم الناحزال أحد‬
‫وإسحاحقا‪ (.‬ال جل وعل جعل القمر مناحزال كماح قاحل ﴿جوالجقجمجر قجلدلرجناهت جمجناعزجل جحلتى جعاجد جكالعتلرتجوعن الجقعديعم﴾]يس‪،[39:‬م له‬
‫ثاحن وعشرين منزجل ينزجل ف كل يوما منزجلة منهاح‪,‬هل تعلم هذه الناحزال هل هو جاحئزج أما ل؟‬
‫منعه بعض السلف كراهة‪.‬‬
‫ورخص فيه طاحئفة من أهل العلم وهو الصحيح؛ لنه جل وعل امتم على عباحده بذلك قاحل ﴿]تهجو العذي جججعجل‬
‫ع‬ ‫ضياء والجقمر تنورا وقجلدرته[ )‪ (1‬مجناعزجل علتجـلعلجموا جعجدجد ال ب ع‬
‫شم ع‬
‫ب﴾]يونس‪ [5:‬وظاحهر الية أن حصول‬ ‫سا ج‬ ‫سنيجن جوالح ج‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫س ج م ج جج م ج‬ ‫ال ل ل ج‬
‫الثنة به ف تعلمه وذلك دليل الوازا‪.‬‬
‫قاحل )وعن أب موسى‪،‬م قاحل رسول ال ‪» :‬ثلثة ل يدخلون الجنة‪ :‬مدمن الخمر‪ ،‬وقاطع الرحم‪ ،‬ومصدق بالسحر«(‬
‫ووجه الستدلل من هذا الديث قوله )ومصدق بالسحر( وقد مر معناح أن التنجيم نوع من أنواع السحر كماح قاحل عليه‬
‫س تشلعبجةم عمجن المسلحعر جزاجد جما جزاجد« وإذا صدقا باحلنجوما فإنه مصدقا‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫الصلةا والسلما »جمعن اقلـتجبج ج‬
‫س تشلعبجةم مجن النمتجوم‪ ،‬فقد اقلـتجبج ج‬
‫باحلسحر‪،‬م والصدقا باحلسحر ل يدخل النة‪،‬م قاحل هناح )ثلثة ل يدخلون الجنة‪ :‬مدمن الخمر( وإدماحن المر من الكباحئر‪،‬م قاحل‬
‫)وقاطع الرحم( وهي من الكباحئر‪،‬م )ومصدق بالسحر( وهو أيضاح من الكباحئر‪.‬‬
‫ضيعون‬‫مما يدخل في هذا العصر بوضوح مع غفلة الناس عنه‪ :‬ماح يكثر ف اللت ماح يسمونه البروج‪،‬م ي و‬
‫صفحة أو أقل منهاح ف الرائد يعلون عليهاح رسم بروج السنة‪ :‬برج السد والعقرب والثور إل آخره‪،‬م ويعلون أماحما كل برج‬
‫ماح سيحصل فيه‪،‬م فإذا كاحن الرء أو الرأةا مولودا ف ذلك البج يقول سيحصل لك ف هذا الشهر كذا وكذا وكذا‪،‬م وهذا هو‬
‫التنجيم الذي هو التأثي الستدلل باحلنجوما والبوج على التأثي ف الرض وعلى ماح سيحصل ف الرض‪،‬م وهو نوع من‬
‫الكهاحنة‪،‬م ووجوده ف اللت والرائد على ذلك النحو وجود للكهاحن فيهاح‪،‬م فهذا يب إنكاحره إنكاحرا للشركياحت ولدعاحء‬
‫معرفة الغيب وللسحر وللتنجيم؛ لن التنجيم من السحر كماح ذكرناح‪،‬م يب إنكاحره على كل صعيد‪،‬م ويب أيضاح على كل‬
‫مسلم أن ل ييدخله بيته‪،‬م وأن ل يقرأه ول يطلع عليه؛ لنه وإن رأى تلك البوج وماح فيهاح‪،‬م ولو أن يعرف ذلك معرفة فإنه‬
‫يدخل ف النهي من جهة أنه أتى إل الكاحهن غي منكر له‪.‬‬
‫فإذا أتى إل هذه البوج وهو يعرف البج الذي يولد فيه؛ ولكن يقول سأطلع ماحذا قاحلوا عن أو ماحذا قاحلوا سيحصل‬
‫لن ولد ف هذا البج‪،‬م فإنه يكون كمن أتى كاحهناح فسأله فإنه ل تقبل له صلةا أربعي ليلة‪.‬‬
‫وإذا أتى وقرأ وهو يعلم برجه الذي يولد فيه أو يعلم البج الذي يناحسبه وقرأ ماح فيه‪،‬م فهذا سؤال فإذا صدقه به فقد‬
‫كفر باح أنزجل على ممد‪.‬‬
‫وهذا يدلك على غربة التوحيد بي أهله‪،‬م وغربة حقيقة هذا الكتاحب كتاحب التوحيد حت عند أهل الفطرةا وأهل هذه‬
‫الدعوةا‪،‬م فإنه يب إنكاحر ذلك على كل صعيد‪،‬م وأن ل يؤّث الرء نفسه ول من ف بيته بإدخاحل شيء من الرائد الت فيهاح‬
‫ذلك ف البيوت؛ لن هذا معناحه إدخاحل للكهنة إل البيوت‪،‬م وهذا والعياحذ باحل من الكباحئر‪،‬م فواجب إنكاحر ذلك وتزجيقه‬
‫والسعي فيه بكل سبيل حت ييدحض أولئك؛ لن علم التنجيم أهل البوج أولئك هم من الكهنة‪،‬م والتنجيم له معاحهد‬
‫‪.‬الشيخ قاحل‪ :‬والقمر قدرناحه )‪1‬‬
‫[ ‪] 166‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫معمورةا ف لبناحن وف غيهاح‪،‬م يتعلم فيهاح الناحس حركة النجوما وماح سيحصل بساحباحت معروفة وجداول معينة‪،‬م ويبون بأنه‬
‫ماح كاحن من ف البج الفلنا فإنه سيحصل كذا وكذا عن طريق تعلرم وهي يغرهم به رؤوسهم وكهاحنأم‪.‬‬
‫فاحلواجب على طلبة العلم أن يسعوا ف تبصي الناحس ف ذلك باحلكلماحت وبعد الصلوات وف خطب المع؛ لن‬
‫هذا ماح كثر البلء به وأهل النكاحر فيه قليل‪،‬م والتنبيه عليه ضعيف وال الستعاحن‪ .‬نعم‪.‬‬
‫‪X‬‬
‫باب ما جاء في الستسقاء بالنواء‬
‫وقاحل ال تعاحل ﴿جوتجلججعتلوجن عرلزقجتكلم أجنمتكلم تجكمذتبوجن﴾]الواقعة‪.[82:‬‬
‫ب‪ ,‬جوالطملعتن‬ ‫وعن أب ماحلك الأشعري ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬أجلربجتع عفي أتممعتي عملن أجلمعر ا لججاعهلعيمعة ل يجـ لتـرتكونجـتهمن‪ :‬ا لجفلخر عفي الجلحسا ع‬
‫ج‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ت‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ب قجـلبجل جملوتعجها‪ ,‬تـجقاتم يجـلوجم ا لقجياجمة جوجع جلليـجها سلرجباتل ملن قجطجران‪,‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عفي الجنلسا ع‬
‫ب‪ ,‬جواللستلسجقاءت عبالنمتجوم‪ ,‬جوالنمـجياجحةت«‪،‬م وووقاحول‪» :‬المنائجحةت إعجذا لجلم تجـتت ل‬ ‫ج‬
‫جودلرعت ملن جججرب«‪ .‬رواه مسلم‪.‬هل‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ولماح عن زايكد بكن خاحلكرد ‪،‬م قاحل‪ :‬صثلى لوناح رسويل ال صلووةا الصبكح كباحشلوديبكيكة على إكثشكر ساحكء وكاحنو ك‬
‫ف أوقشـبوول وعولى‬ ‫صور و‬‫ت مون اللثشيكل‪ .‬فوـلوثماح انش و‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫ثش ي ش و‬ ‫و‬ ‫وي‬ ‫و‬ ‫و ش وش ش و‬
‫صبججح عملن ععجباعدي تملؤعمتن عبي جوجكافعتر‪.‬هل فجأجمما جملن جقاجل‪:‬‬ ‫الثناحكس فوـوقاحول‪» :‬جهلل تجلدتروجن جماجذا جقاجل جربمتكلم؟« وقاحليوا‪ :‬ال وووريسوليهي أوشعلويم‪ .‬وقاحول‪» :‬وقاحول‪ :‬أج ل‬
‫ب «‪.‬‬ ‫ك جكافعتر عبي تملؤعمتن عبا لجكلوجك ع‬ ‫ب‪.‬هل جوأجمما جملن جقاجل‪ :‬تمعطلرجنا عبنجـلوعء جكجذا جوجكجذا‪ ,‬فججذلع ج‬ ‫ك تملؤعمتن عبي جكافعتر عبا لجكلوجك ع‬
‫ضعل ال جوجرلحجمتععه‪ ,‬فججذلع ج‬
‫تمعطلرجنا بعجف ل‬
‫صجدجق نجـلوءت جكجذا جوجكجذا‪ .‬فأنزجل ال هذه الياحت ﴿فججل أتقلعستم بعجمجواقععع‬ ‫ضتهلم‪ :‬لججقلد ج‬ ‫ولماح من حديث ابن عباحس معناحه‪،‬م وفيه‪ :‬جوجقاجل بجـلع ت‬
‫سهت إعلل ا لتمطجلهتروجن)‪ (79‬جتنعزيتل عمن‬ ‫ب جملكتنوتن)‪(78‬جل يججم ب‬ ‫النبتجوعم)‪(75‬جوإعنلهت لججقستم لجلو تجـلعلجتموجن جععظيتم)‪(76‬إعنلهت لجتقلرآتن جكعريتم)‪(77‬عفي كعجتا ت‬
‫ج‬
‫ون )‪(81‬جوتجلججعتلوجن عرلزقجتكلم أجنمتكلم تجكمذتبوجن﴾]الواقعة‪.[82-75:‬هل‬ ‫يث جألنتلم تملدعهتن ج‬ ‫المعينج)‪ (80‬جأجفعبهججذا الحجعد ع‬ ‫ب العج ج‬‫جر ب‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باب ما جاء في الستسقاء بالنواء( والستسقاحء باحلنواء هو نسبة السقياح إل النواء‪،‬م والنواء هي النجوما‪،‬م ييقاحل‬
‫للنجم نوء‪،‬م والعرب والاحهليون كاحنوا يعتقدون أن النجوما والنواء سبب ف نزجول الطر فيجعلونأاح أسباحباح‪،‬م ومنهم ‪-‬وهم‬
‫ت لك ف حاحلة الطاحئفة الول من النجمي الذين‬ ‫طاحئفة قليلة‪ -‬من يعل النوء والنجم هو الذي يأت باحلطر‪،‬م كماح ذكر ي‬
‫يعلون الفعولت منفعلة عن النجوما وعن حركتهاح‪.‬‬
‫فقـ ـوله رحــه الـ ـ )بــاب مــا جــاء فــي الستســقاء بــالنواء( يعنـ ـ بــاحب مــاح جــاحء فـ ـ نكشسـ ـوبة المســقياح إلـ ـ النــوء‪،‬م وعنبـ ـ بلفــظ‬
‫الستسقاحء لنه جاحء ف الديث والستسقاحء باحلنجوما‪.‬‬
‫ومناحسبة هذا الباحب لاح قبله من البواب أن باحلنواء نوع من التنجيم لنه نسبة السقياح إل النجم؛ وذلك أيضاح من‬
‫السحر لن التنجيم من السحر بعناحه العاحما‪.‬‬
‫ومناحسبة ذلك لكتاحب التوحيد أثن الذي ينسب السقياح والفضل والنعمة الذي أتاحه حينماح جاحءه الطر وينسب ذلك‬
‫ب النعمة إل غي ال جل‬ ‫ت قليبه عن ال جل وعل إل غيه‪،‬م ومتعّلق قلبه بغيه‪،‬م وناحس ز‬ ‫إل النوء وإل النجم هذا ملتف ز‬
‫ف لكماحل التوحيد فإن كماحل التوحيد‬ ‫وعل)‪ (1‬ومعتقد أن النجوما أسباحب لذه السبنباحت من نزجول الطر ونوه‪،‬م وهذا مناح ر‬
‫و‬
‫الواجب يوجب على العبد أن ينسب النعم جيعاح إل ال وحده وأن ل ينسب شيئاح منهاح إل غي ال ولو كاحن ذلك الغي‬

‫‪.‬انتهى الشريط العاحشر )‪1‬‬


‫[ ‪] 167‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫سبباح‪،‬م فينسب النعمة إل يمسديهاح ولو كاحن من أجرى ال على يديه تلك النعم سبباح من السباحب فإنه ل ينسبهاح إل غي‬
‫ال جل وعلى‪،‬م كيف وأن النجوما ليست بسبب أصل‪،‬م ففي ذلك نوعاحن من التعدي‪:‬‬
‫أول أنأاح ليست بأسباحب‪.‬‬
‫والثاني أن يعلهاح ال جل وعل أسباحباح ويتنسب النعم والفضل السقياح إليهاح‪.‬‬
‫وهذا مناحف لكماحل التوحيد وكفر أصغر باحل جل وعل‪.‬‬
‫قاحل )وقاحل ال تعاحل ﴿جوتجلججعتلوجن عرلزقجتكلم أجنمتكلم تجكمذتبوجن﴾]الواقعة‪ ([82:‬قاحل علماحء التفسي‪ :‬معن هذه الية وتعلون‬
‫شكر رزاقكم‪،‬م شكر ماح رزاقكم ال من النعم ومن الطر أنكم تكذبون بأن النعمة من عند ال بنسبتهاح لغي ال جل وعل؛‬
‫تاحرةا لنسبتهاح إل غي ال جل وعل‪ .‬والواجب شكرا لنعم ال جل وعل‪،‬م وشكرا ل جل وعل على ماح رزاقا و أنعم‬
‫ضل أن يتنسب النعم جيعاح إل ال‪،‬م وأن ينسب الفضل إل الرب وحده دون ماح سواه‪.‬‬
‫وتف ث‬
‫قاحل )وعن أب ماحلك الأشعري ‪،‬م أنث رسول ال قاحل‪» :‬أجلربجتع عفي أتممعتي عملن أجلمعر ا لججاعهلعيمعة ل يجـ لتـترتكونجـتهمن( وقوله )عملن أجلمعر‬
‫ا لججاعهلعيمعة( هذا دليل على ذمهاح وأنأاح من شعب الاحهلية‪،‬م ومن العلوما أثن شعب الاحهلية جيعاح مطلوب من هذه المة أن‬
‫تبتعد عنهاح؛ لن خصاحل أهل الاحهلية مذمومة كماح جاحء ف صحيح البخماحري من حديث ابن عباحس أن النب قاحل »أبغض‬
‫الرجال إلى ال ثلثة‪ :‬ملحد في الحرم ومطلب دم امرئ بغير حظق لعتيهريق دمه‪ ،‬ومبتغ في السلم سنة الجاهلية« فكل شعبة من‬
‫شعب أهل الاحهلية إذ يأرجعت إل أهل السلما بعد أن أنقذهم ال من ذلك ببعثة النب عليه الصلةا والسلما وظهور‬
‫القرآن والسنة وبياحن الحكاحما فإنه مبتغ ف السلما سنة الاحهلية وهو من أبغض الرجاحل إل ال جل وعل‪.‬‬
‫إذن قوله )عملن أجلمعر ا لججاعهلعيمعة( هذا دليل الذما وليس الخباحر بأنأاح باحقية دليل الباححة‪,‬هل قاحل )ل يجـ لتـترتكونجـتهمن‪ :‬ا لجفلختر عفي‬
‫الجلحجساعب( يعن على وجه التكب والرفعة‪،‬م )جوالطملعتن عفي الجنلجساعب( باحلطعن ف نسب فلن وفلن والتكذيب بنسب فلن‬
‫وفلن بغي دليل شرعي ومن غي حاحجة شرعية‪،‬م فإن القاحعدةا الت ذكرهاح الماحما ماحلك وغيه من أهل العلم أن الناحس‬
‫مؤتنون على أنساحبم‪،‬م فإذا كاحن ل يتتب على ذكر النسب وأن فلناح ينتسب إل آل فلن أو إل القبيلة الفلنية إذا ل‬
‫يتتب عليه أثر شرعي إعطاحء حق لغي أهله أو بياثا أو بعقد نسبة أو بزجواج ونو ذلك فإنن الناحس مؤتنون على‬
‫أنساحبم‪،‬م أماح إذا كاحن له أثر فل ب ثد من الثباحت سيماح إذا كاحن ماحلفاح لاح هو شاحئع متواتر عند الناحس‪،‬م فاحلطعن ف النساحب‬
‫من أمور الاحهلية‪,‬هل قاحل)جواللستعلسجقاءت عبالنمتجوعم( وهو نسبة السقياح إل النجوما‪،‬م ويشمل أيضاح قوله الستسقاحء باحلنجوما يشمل‬
‫ماح هو أعظم من ذلك وهو أن يتطلب السقياح من النجوما كحاحل الذين يعتقدون أن الوادثا الرضية تصل باحلنجوما‬
‫نفسهاح‪،‬م وأن النجوما هي الت يتدثا القدرات الرضية و النفعلت الرضية‪.‬‬
‫ب قجـلبجل جملوتعجها‪ ,‬تـجقاتم يجـلوجم ا لعقجياجمعة جوجع جلليـجها عسلرجباتل عملن قجعطجراتن‪ ,‬جوعدلرعت عملن جججرب«‪.‬‬ ‫ع‬
‫قاحل )»جوالنمـجياجحةت«‪،‬م ث وقاحول‪» :‬المنائجحةت إعجذا لجلم تجـتت ل‬
‫رواه مسلم( النمـجياجحةت من الكباحئر وهي رفع الصوت عند الصيبة وشق اليب و نو ذلك‪،‬م وهي مناحفية للصب الواجب ومن‬
‫خصاحل الاحهلية‪.‬‬
‫قاحل )ولماح وعشن وزايشكد بشكن وخاحلكرد ‪،‬م‬
‫صشبكح‬
‫صلووةا ال ث‬ ‫قاحل‪ :‬و‬
‫صثلى لوناح وريسويل ال و‬
‫[ ‪] 168‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ت كمون اللثشيكل‪.‬‬ ‫بكاحشلديبكيكة على إكثشكر ك‬
‫ساحء وكاحنو ش‬
‫و‬ ‫يو ش و‬
‫ف أوقشـبوول وعولى الثناحكس فوـوقاحول‪:‬‬
‫صور و‬
‫فوـلوثماح انش و‬
‫»جهلل تجلدتروجن جماجذا جقاجل جربمتكلم؟« وقاحليوا‪ :‬ال‬
‫صبججح عملن‬‫وووريسوليهي أوشعلويم‪ .‬وقاحول‪» :‬وقاحول‪ :‬أج ل‬
‫ععجباعدي تملؤعمتن عبي جوجكاعفتر‪.‬هل فجأجمما جملن جقاجل‪:‬‬
‫ك تملؤعمتن‬‫ضعل ال جوجرلحجمتععه‪ ,‬فججذلع ج‬ ‫تمعطلرجنا بعجف ل‬
‫ب‪.‬هل جوأجمما جملن جقاجل‪ :‬تمعطلرجنا‬ ‫عبي جكافعتر عبا لجكلوجك ع‬
‫ك جكافعتر عبي تملؤعمتن‬ ‫عبنجـلوعء جكجذا جوجكجذا‪ ,‬فججذلع ج‬
‫عبا لجكلوجكعب«( قوله )على إكثشكر سواحكء‬
‫ت كمون اللثشيكل( ساحء يعن مطر‪,‬هل‬
‫وكاحنو ش‬
‫الطر يطلق عليه ساحء؛ لنه يأت من‬
‫جهة العلو ويقاحل له ساحء كماح قاحل‬
‫الشاحعر‪:‬‬
‫إذا نزل السماءت بأرض قوم‬
‫رعيناه وإن كانوا غضابا‬
‫‪.‬يآعني إذا نأزل المطر‬
‫ف( يآعني منَ صلةا الصبح )أمضقبممل معملى الصنا ِ‬
‫س فممقامل‪» :‬أهشُل تأشُدكروأن أماأذا أقاأل أرباككشُم؟«‬ ‫قال )فملمصما اضنأ م‬
‫صمر م‬
‫مقاُلوا‪ :‬ا مومرُسولُهُ أمضعلمُم‪ (.‬هذه منَ الكلمات التي تقال في حياته عليه الصلةا والسلم‪ ،‬وبعد وفاته‬
‫عليه الصلةا والسلم فإذا سئل المرء عما ل يآعلم فليقل ل أدريآ أو فليقل ا أعلم‪ ،‬ول يآقل ا‬
‫ورسوله أعلم؛ لنأ ذكر علم النبي عليه الصلةا والسلم مقيد بحياته الشريآفة عليه الصلةا والسلم‪،‬‬
‫صبأأح همشُن هعأباهديِ كمشُؤهممن هبي أوأكافهمر( هنا قسم العباد إلى قسمينَ‬ ‫‪):‬مقامل‪ :‬مقامل‪ :‬أأ شُ‬
‫مؤمن بال جل وعل‪ :‬وهو الذيآ نأسب هذه النعمة وأضّافها إلى ا جل وعل‪ ،‬وشكر ا عليها‪،‬‬
‫‪.‬وعرف أنأها منَ عند ا‪ ،‬فشكر ذلك الرزق ومحِمد ا وأثنى عليه به‬
‫والصنف الثاحنا كافر ‪ :‬ولفظ كاحفر اسم فاحعل الكفر أو اسم من قاحما به الكفر‪،‬م وهذا قد يصدقا على الكفر الصغر أو الكفر‬
‫الكب‪.‬‬
‫فهم انقسموا إل مؤمني وإل كاحفرين‪.‬‬
‫الكاحفرون منهم من كفر كفرا أصغر‪،‬م ومنهم من كفر كفرا أكب‪:‬‬
‫فاحلذي كفر كفرا أصغر‪ :‬هو الذي قاحل )تمعطلرجنا عبنجـلوعء جكجذا جوجكجذا( يعتقد أن النوء و النجم والكوكب سبب ف الطر‪،‬م‬
‫فهذا كفره كفر أصغر؛ لنه ماح اعتقد التشريك و الستقلل؛ ولكنه جعل ماح ليس سبباح ونسب النعمة لغي ال‪،‬م وقوله من‬
‫أقوال أهل الكفر وهو كفر أصغر باحل جل و عل كماح قاحل العلماحء‪.‬‬
‫[ ‪] 169‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫والصنف الثاحنا كاحفر بكفر أكب‪ :‬وهو الذي اعتقد أن الطر اثر من آثاحر الكواكب والنجوما وأنأاح هي الت تفضلت‬
‫باحلطر وهي الت تركت بركة لاح توجه إليهاح عاحبدهاح فأنزجلت الطر إجاحبة لدعوةا عاحبدهاح‪،‬م وهذا كفر أكب باحلجاحع لنه‬
‫اعتقاحد ربوبية وألية غي ال جل وعل‪.‬‬
‫قاحل)فجأجمما جملن جقاجل‪ :‬تمعطلرجنا بعجفلضعل ال جوجرلحجمتععه‪ ,‬فججذلعجك تملؤعمتن عبي جكافعتر عبا لجكلوجكعب( لنه نسب النعمة ل وحده‪،‬م ونسبة النعمة‬
‫ل وحده دلت على إياحنه‪.‬‬
‫ت لك الباحء ف قوله )تمعطلرجنا عبنجـلوعء‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫قاحل )جوأجمما جملن جقاجل‪ :‬تمطلرجنا عبنجـلوء جكجذا جوجكجذا‪ ,‬فججذلجك جكافتر عبي تملؤمتن عبا لجكلوجكعب( وكماح ذكر ي‬
‫جكجذا( إن كاحنت للسببية لن الباحء تأت للسبب مطرناح بسبب نوء كذا وكذا فهذا كفر أصغر‪،‬م وأماح إذا كاحن الراد أن النوء‬
‫هو الذي أتى باحلطر إجاحبة لدعوةا عاحبديه أو لرحته باحلناحس هذا كفر أكب باحل جل جلله‪.‬‬
‫صودوقا نـوشوءي وكوذا وووكوذا‪ .‬فأنزجل ال هذه الية ﴿فججل‬
‫ضيهشم‪ :‬لووقشد و‬ ‫قاحل )ولماح من حديث ابن عباحس معناحه‪،‬م وفيه‪ :‬وووقاحول بوـشع ي‬
‫أتقلعستم بعجمجواعقعع النبتجوعم﴾ إل قوله ﴿جوتجلججعتلوجن عرلزقجتكلم أجنمتكلم تجكمذتبوجن﴾]الواقعة‪ ([82-75:‬وهذا ظاحهر‪.‬‬
‫هنا تنبيه في هذه المسألة وهو ما يآحصل أحيانأا منَ بعض الناس منَ أنأهم يآقولونأ‪ :‬في الوسم‬
‫‪-‬مثل‪ -‬يآأتي مطر‪ ،‬والوسم جاء معناه أنأ الريآاح فيه مطر ونأجم ]الصسِهيل[ طلع فسيحصل كذا ونأحو‬
‫‪:‬ذلك‪ ،‬فهذا القول بما علمتم له حالت‬
‫الحال الولى أنأ يآقول ذلك لجل أنأ النجم أو البرج الذيآ أتى هو زمنَ جعل ا سنته فيه أنأه يآأتي‬
‫فيه المطر‪ ،‬فإذا كانأ هذا القول بأنأ الوسم جاء معناه هذا وقت المطر‪ ،‬وإنأ شاء ا يآجيء المطر‬
‫‪.‬ونأحو ذلك‪ ،‬فهذا جعل للوسم زمنا وهذا جائز‬
‫وأما إذا قال في ذلك الوسم جاء يآأتي المطر أو طلع النجم الفلنأي يآأتينا كذا وكذا‪ ،‬بجعل هذا‬
‫الفصل كالبرج أو ذلك النجم سببا‪ ،‬فهذا كفر‪ ،‬ونأسبةد للنعمة لغير ا‪ ،‬واعتقاد تأثير أشياء ل تأثير‬
‫‪.‬لها‬
‫فينبغي أنأ نأفرق بينَ ما يآستعمله العوام فيه أنأ المطر والبرد والصيف ونأحو ذلك في تعلقه بالنجوم‬
‫تعلق الزمنَ ووقت وظرف‪ ،‬وما بينَ نأسبته للشرك والضلل الفعال للنجوم إما استقلل وإما على‬
‫‪.‬وجه التسبب‬
‫‪X‬‬

‫س جملن يجـتلعختذ عملن تدوعن الللعه جأنجدامدا يتعحببونجـتهلم جكتح ب‬


‫ب الللعه﴾]البقرة‪[165:‬‬ ‫باب قول ال تعالى﴿جوعملن اللنا ع‬
‫سادججها‬
‫شولجن جك ج‬
‫خج‬‫ارتة جت ل‬
‫جج‬ ‫وها جوعت ج‬
‫ال لاقجتجرلفتمت ج‬
‫يرتكتلم جوجألموج ت‬
‫شج‬ ‫اجكتلم جوجع ع‬
‫اؤتكلم جوعإخلجوتانكتلم جوجألزجو ت‬
‫اؤتكلم جوجألبجن ت‬
‫ان جآب ت‬
‫وقوله﴿قتلل عإن كج ج‬
‫ال عبجألمرعهع﴾]التوبة‪.[24:‬‬ ‫صوا حجلتى جيلأعتيج ت‬ ‫ال جوجرتسولععه جوجعجهادت عفي جسعبعيلعه جفجتجرلب ت‬
‫ب عإجلليكتلم عمجن ع‬
‫اكتن جتلرضجلوجنهجا جأجح ل‬
‫سع‬ ‫جوجم ج‬
‫ب إعلجليعه عملن جولجعدهع جوجوالععدهع جوالمنا ع‬
‫س أجلججمععيجن«‪.‬هل أخرجاحه‪.‬‬ ‫ع‬
‫أن رسول ال قاحل‪» :‬لج يتؤلمتن أججحتدتكلم جحمتى أجتكوجن أججح م‬ ‫عن أنس‪،‬م ث‬
‫ب إليعه عممما عسواتهما‪ ,‬وألن‬ ‫ث جملن تكمن فيعه جوجججد بهن جحلجوجة الليمان‪ :‬أجلن جيكوجن اللمهت ورسوتله أح ل‬ ‫ولماح عنه‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول »جثل ت‬
‫ف في المنار«‬ ‫ب الجملرءج ل يتعحبمهت إلم ل‪ ,‬وألن جيكجرجه ألن جيعوجد في التكفعر بعد إلذ أنجقتذه ال منه كما يكجرهت ألن تيقجذ ج‬ ‫ع‬
‫يتح م‬
‫أحد جحلجوجة الليمان جحمتى‪.«....‬هل إلى آخره‬ ‫وفى رواية »ل يجدت ت‬
‫[ ‪] 170‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫وعن ابن عباحس قاحل‪ :‬من أحب ف ال‪،‬م وأبغض ف ال‪،‬م ووال ف ال‪،‬م وعاحدى ف ال‪،‬م فإناح يتناحل ولية ال بذلك‪،‬م ولن يد عبد‬
‫طعم الياحن ‪ -‬وإن كثرت صلته وصومه– حت يكون كذلك‪،‬م وقد صاحرت عاحمة مؤاخاحةا الناحس على أمر الدنياح وذلك ل ييدي‬
‫على أهله شيئعاح‪ .‬رواه ابن جرير‬
‫ت عبعهتم الجلسجبابت﴾] البقرةا‪،[166 :‬م قاحل‪ :‬الودةا‪.‬‬
‫وقاحل ابن عباحس ف قوله تعاحل‪﴿ :‬جوجتجقلطجع ل‬
‫]الشرح[‬
‫هذا الباب والبواب التي بعده شروع منَ المام الشيخ محمد بنَ عبد الوهاب رحمه ا في ذكر‬
‫العبادات القلبية وما يآجب منَ أنأ تكونأ تلك العبادات ل جل وعل‪ ،‬فهذا في ذكر واجبات التوحيد‬
‫‪.‬ومكملته وبعض العبادات القلبية وكيف يآكونأ إفراد ا جل وعل بها‬
‫وابتدأها بباب المحبة وأنأ العبد يآجب أنأ يآكونأ ا جل وعل أحب إليه منَ كل شيء حتى منَ نأفسه‪،‬‬
‫ق بالمحبوب بما يآكونأ معه امتثال‬ ‫وهذه المحبة المراد منها محبة العبادةا‪ ،‬وهي المحبة التي فيها تعلّ د‬
‫للمر رغبة واختيارا‪ ،‬ورغب إلى المحبوب‪ ،‬واجتناب النهي رغبة واختيارا‪ ،‬فمحبة العبادةا هي‬
‫المحبة التي تكونأ في القلب‪ ،‬يآكونأ معها الرغب والرهب‪ ،‬يآكونأ معها الطاعة‪ ,‬يآكونأ معها السعي‬
‫في مراضّي المحبوب والبعد عما ل يآحب المحبوب‪ ،‬والموحد ما أتى للتوحيد إلى بشيء وقر في‬
‫قلبه منَ محبة ا جل وعل لنأه دلته ربوبية ا جل وعل وأنأه الخالق وحده وأنأه ذو الملكوت‬
‫وحده وأنأه ذو الفضل والنعمة على عباده وحده منَ أنأه محبوب‪ ،‬وأنأه يآجب أنأ ُيآحب‪ ،‬وإذا أحب‬
‫العبد ربه فإنأه يآجب عليه أنأ يآوحده بأفعال العبد‪ ,‬أنأ يآوحد ا بأفعاله ‪-‬يآعني أفعال العبد‪ -‬حتى يآكونأ‬
‫‪.‬محبا له على الحقيقة‬
‫لذلك نأقول‪ :‬المحبة التي هي منَ العبادةا هي المحبة التي يآكونأ فيها إتباع للمر والنهي ورغب‬
‫‪.‬ورهب‬
‫‪:‬ولهذا قال طائفة منَ أهل العلم المحبة المتعلقة بال ثلثة أنأواع‬
‫محبة ال على النحو الذي وصفناح‪،‬م هذا نوع من العباحدات الليلة‪،‬م ويب إفراد ال جل وعل باح‪.‬‬
‫والنوع الثاحنا محبة في ال وهو أن يب الرسل ف ال عليهم الصلةا والسلما‪،‬م وأن يب الصاحلي ف ال‪,‬هل يب‬
‫ف ال وأن يبغض ف ال‪.‬‬
‫والنوع الثاحلث محبة مع ال وهذه مبة الشركي للـهتهم؛ فإنأم يبونأاح مع ال جل وعل‪،‬م فيتقربون إل ال رغباح‬
‫ورهباح نتيجة مبة ال‪،‬م ويتقربون إل اللـهة رغباح ورهباح نتيجة لبتهم لتلك اللـهة‪.‬‬
‫ويتضح القاحما بتأمل حاحل الشركي وعبدةا الوثاحن وعبدةا القبور ف مثل هذه الزامنة‪،‬م فإنك تد التوجه لقب الول ف‬
‫قلبه من مبة ذلك الول وتعظيمه ومبة سدنة ذلك القب ماح يعله ف رغب ورهب وف خوف وف طمع وف إجلل حي‬
‫يعبد ذلك الول أو يتوجه إليه بأنواع العباحدةا؛ لجل تصيل مطلوبه‪،‬م فهذه هي مبة العباحدةا الت صرفهاح لغي ال جل وعل‬
‫شركر أكب به؛ بل هي عماحد الدين؛ بل هي عماحد صلح القلب فإن القلب ل يصلح إل بأن يكون مباح ل جل وعل‬
‫وأن تكون مبته ل جل وعل أعظم من كل شيء‪.‬‬
‫فاحلبة؛ مبة ال وحده هذه ‪-‬يعن مبة العباحدةا‪ -‬هذه من أعظم أنواع العباحدات‪،‬م وإفراد ال باح واجب‪.‬‬
‫[ ‪] 171‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫والبة مع ال مبة العباحدةا هذه شركية‪،‬م من أحب غي ال جل وعل معه مبة العباحدةا فإنه مشركر الشركر الكب باحل جل‬
‫وعل‪.‬‬
‫هذه النواع الثلثة هي البة التعلقة باحل‪.‬‬
‫أماح النوع الثاحنا من أنواع البة وهي البة التعلقة بغي ال من جهة البة الطبيعية‪،‬م وهذا أذن فيه الشرع وجاحئزج؛ لن‬
‫البة فيهاح ليست مبة العباحدةا والرغب والرهب الذي هو من العباحدةا‪،‬م وإناح هي مبة للدنياح‪،‬م وذلك كمحبة الوالد لولده‬
‫والولد لوالده والرجل لزجوجته والقاحرب لقرباحئهم والتلميذ لشيخمه والعلم لبناحئه ونو ذلك من الحوال‪،‬م هذه مبة طبيعية‬
‫ل بأس باح؛ بل ال جل وعل جعلهاح غريزجةا‪.‬‬
‫ب ال لعه﴾]البقرةا‪ ([165:‬قوله‬ ‫س جملن يجـتلعختذ عملن تدوعن ال لعه جأنجدامدا يتعحببونجـتهلم جكتح ب‬ ‫قاحل الماحما رحه ال )باب قول ال تعالى ﴿جوع ج‬
‫من اللنا ع‬
‫س جملن يجـتلعختذ عملن تدوعن ال لعه جأنجدامدا(‪,‬هل )جأنجدامدا( يعن أشباحهاح ونظراء و أشكوفاحء يعن يساحوونأم ف البة‪،‬م لذا قاحل )يتعحببونجـتهلم‬
‫)جوعمنج اللنا ع‬
‫ب ال لعه(‪:‬‬ ‫جكتح ب‬
‫وأحد وجهي التفسي ف قوله )يعحببونجـهم جكح ب ل ع‬
‫ب الشركون النداد كحب الشركي ل‪.‬‬ ‫ب ال ه( يعن ي ث‬ ‫ت تل ت‬
‫ب ال لعه( معناحه يب الشركون النداد كحب الؤمني ل‪.‬‬ ‫والوجه الثاحنا من التفسي أن قوله )يتعحببونجـتهلم جكتح ب‬
‫ب ال لعه( بعن مثل؛ يعن يبونأم مثل حب ال وهي كاحف‬ ‫والوجه الول أظهر‪،‬م والكاحف فيه هناح ف قوله )جكتح ب‬
‫الساحواةا ومثلية الساحواةا‪،‬م ولذا قاحل جل وعل ف سورةا الشعراء مبا عن قول أهل الناحر ﴿جتال لعه إعلن تكلنا لجعفي ج‬
‫ضجلتل تمعبيتن)‬
‫ب الجعالجعميجن﴾]الشعراء‪،[98-97:‬م قاحل العلماحء‪ :‬سووهم برب العاحلي ف البة بدليل هذه الية‪،‬م ول‬
‫سبويتكلم بعجر ب‬ ‫ع‬
‫‪(97‬إلذ نت ج‬
‫يسووهم برب العاحلي ف اللق والرزاقا وأفراد الربوبية‪.‬‬
‫صوا جحلتى‬
‫اد عفي سجعبعيلعه جفجترجلب ت‬
‫ال جوجرستعولعه جوعجهج ت‬ ‫اؤتكلم﴾( إل قوله )﴿جأحج ل‬
‫ب عإجلليتكلم عمجن ع‬ ‫اؤتكلم جوجألبجن ت‬ ‫قاحل )وقوله﴿قتلل عإن كج ج‬
‫ان آبج ت‬
‫ال عبجألمعرعه﴾]التوبة‪ ([24:‬هذا يدل على أن مبة ال جل وعل واجبة‪،‬م وأثن مبة ال يب أن تكون فوقا كل مبوب وأن‬
‫جيلأعتجي ت‬
‫ال جوجرستعوله‬ ‫اؤتكلم( إل أن قاحل )جأحج ل‬
‫ب عإجلليتكلم عمجن ع‬ ‫اؤتكلم جوجألبجن ت‬ ‫يب ال أعظم من مبته لي شيء‪،‬م قاحل جل وعل )قتلل عإن كج ج‬
‫ان جآب ت‬
‫ال عبجألمعرعه(‪,‬هل وهذا وعيد‪،‬م فيدل على أن تقدي مبة غي ال على مبة ال كبيةا من‬
‫صوا جحلتى يجلأعتجي ت‬
‫اد عفي سجعبعيلعه جفجترجلب ت‬
‫جوعجهج ت‬
‫الكباحئر ومرما من الرماحت؛ لن ال توعد عليه وحكم على فاحعله باحلفسق والظلل‪.‬‬
‫فاحلواجب لتكميل التوحيد أن يب العبد ال ورسوله فوقا كل مبوب‪،‬م ومبة النب عليه الصلةا والسلما هي مبة ف‬
‫ال ليست مبة مع ال؛ بل هي مبة ف ال لن ال الذي أمرناح بب النب عليه الصلةا والسلما‪،‬م ومبته ‪-‬إذن‪ -‬ف ال؛‬
‫يعن ف ال لجل مبة ال؛ فإن من أحب ال جل وعل أحب رسله‪.‬‬
‫ب إعلجليعه عملن جولجعدهع جوجوالععدهع جوالمنا ع‬
‫س أجلججمععيجن«( قوله )لج‬ ‫ع‬
‫أن رسول ال قاحل‪» :‬لج يتؤلمتن أججحتدتكلم جحمتى أجتكوجن أججح م‬
‫قاحل )عن أنس‪،‬م ث‬
‫ب إعلجليعه عملن جولجعدهع جوجوالععدهع جوالمناعس أجلججمععيجن( يعن أن تكون ماحب‬ ‫ع‬
‫يتؤلمتن أججحتدتكلم( يعن الياحن الكاحمل‪،‬م وقوله )جحمتى أجتكوجن أججح م‬
‫ب غيي فحت أكون ف نفسه أحب إليه وأعظم ف نفسه من ولده ووالده والناحس أجعي‪،‬م وف حديث‬ ‫مقدمة على ماح ث‬
‫عمر العروف أنه قاحل للنب عليه الصلةا و السلما‪ :‬إل من نفسي‪ .‬فقاحل »يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك«‪،‬م‬
‫فقاحل عمر‪ :‬أنت الن أحب إل من نفسي‪ .‬قاحل »فالن يا عمر«؛ يعن كملت الياحن‪،‬م فقوله )لج يتؤلعمتن أججحتدتكلم(يعن‬
‫[ ‪] 172‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الياحن الكاحمل حت يقدما مبة النب عليه الصلةا والسلما على مبة الولد والوالد والناحس أجعي‪،‬م ويظهر هذا باحلعمل فإذا‬
‫كاحن يقدما ماحب هؤلء على ماح فيه مرضاحةا ال جل وعل وعلى ماح أمر به عليه الصلةا والسلما‪،‬م فإن مبته النب علبه‬
‫الصلةا والسلما تكون ناحقصة؛ لن البة مركة كماح قاحل شيخ السلما ف كتاحبه قاعدة في المحبة يقول‪ :‬البة هي الت‬
‫تركر‪ .‬فاحلذي يب الدنياح يتحركر إل الدنياح‪،‬م والذي يب العلم يتحركر للعلم‪،‬م الذي يب ال جل وعل مبة عباحدةا ورغب‬
‫ورهب يتحركر طاحلباح لرضاحته ويتحركر مبعدا على ماح فيه مساحخط الرب جل وعل‪،‬م كذلك الذي يب النب عليه الصلةا‬
‫والسلما على القيقة فإنه الذي يسعى ف إتباحع سنته وف امتثاحل أمره و ف اجتناحب نأيه والهتداء بديه والقتداء بسننه‬
‫عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫ب إليعه عممما‬
‫ث جملن تكمن فيعه جوجججد بهن جحلجوجة الليمان‪ :‬أجلن جيكوجن اللمهت ورسوتله أح ل‬
‫قاحل )ولماح عنه‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول »جثل ت‬
‫ف في المنار«(‬ ‫ب الجملرءج ل يتعحبمهت إلم ل‪ ,‬وألن جيكجرجه ألن جيعوجد في التكفعر بعد إلذ أنجقتذه ال منه كما يكجرهت ألن تيقجذ ج‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫سواتهما‪ ,‬وألن يتح م‬
‫والستدلل به ظاحهر على أن مبة ال ورسوله يب أن تكون مقدمة على مبة ماح سواهاح‪،‬م وأنأاح من كماحل الياحن وأن العبد لن‬
‫يد كماحل الياحن إل بذلك‪.‬‬
‫قاحل )وفي رواية »ل يجدت أحدت جحلجوجة الليمان جحمتى‪.«....‬هل إل آخره( القصود باحللوةا هناح اللوةا الناحتة عن‬
‫تصيل كماحله؛ لن الياحن له حلوةا‪,‬هل حلوةا توجد ف الروح‪،‬م وكلماح سعى العبد ف تكميل إياحنه اشتد ووشجده لذه اللوةا‬
‫واشتد شعوره بتلك اللوةا واللذةا الت تكون ف القلب‪.‬‬
‫قاحل )وعن ابن عباحس قاحل‪ :‬من أحب ف ال‪،‬م وأبغض ف ال‪،‬م ووال ف ال‪،‬م وعاحدى ف ال‪،‬م فإناح تناحل ولية ال‬
‫بذلك( هذه مبة ف ال راجعة إل المر والنهي‪،‬م وهي من أقساحما البة‪.‬‬
‫)أحب ف ال( يعن كاحنت مبته لذلك البوب لجل أمر ال‪.‬‬
‫)أبغض ف ال( يعن كاحن بغضه لذلك البوغض لجل أمر ال‪.‬‬
‫)ووال ف ال( كاحنت موالته للعقد الذي كاحن بينه وبي ذاكر ف ال جل وعل من أخوةا إياحنية‪.‬‬
‫قاحل)وعاحدى ف ال( يعن لاح حصل بينه وبي ذاكر الذي خاحلف أمر ال إماح بكفر أو باح دونه‪.‬‬
‫قاحل )فإناح تناحل وولية ال بذلك( يعن إناح يكون العبد ولياح من أولياحء ال بذا الفعل وهو أن يوال ف ال وأن يعاحدي‬
‫ف ال جل وعل‪.‬‬
‫والوولية باحلفتح هي البة والنصرةا‪،‬م وال وولية يعن أحب مبة ونصر نصرةا‪.‬‬
‫وأماح الكولية باحلكسر فهي اللك والماحرةا‪.‬‬
‫قاحل جل وعل﴿تهجنالعجك ا لجوجليجةت لعلعه ا لجحبق﴾]الكهف‪،[44:‬م يعن البة والنصرةا إناح هي ل جل وعل وليست لغيه‪.‬‬
‫والكولية باحلكسر هي الماحرةا ونو ذلك‪.‬‬
‫فقوله )فإناح تناحل وولية ال بذلك( يعن مبة ال ونصرته بذلك بأن يأت باحلبة ف ال والبغض ف ال‪.‬‬
‫قاحل)ولن يد عبد طعم الياحن ‪-‬وإن كثرت صلته وصومه– حت يكون كذلك‪،‬م وقد صاحرت عاحمة مؤاخاحةا الناحس‬
‫على أمر الدنياح وذلك ل ييدي على أهله شيئاحع( الؤاخاحةا والبة ف الدنياح هذه تراد للدنياح‪،‬م والدنياح قصيةا زاائلة وإناح يعتيهاح‬
‫[ ‪] 173‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫أهل الغرور‪،‬م وأماح أهل العرفة باحل والعلم باحل وأهل كماحل توحيده وأهل إكماحل الياحن وتقيق التوحيد فإناح تكون ماحبم‬
‫مشاحعرهم القلبية وأنواع العلوما والعاحرف الت تكون ف القلب وأنواع العباحدات والقاحماحت والحوال الت تكون ف القلب‬
‫يكون ذلك كله تبعاح لمر ال ونأيه ورغبة ف الخرةا‪،‬م أماح الدنياح لاح أهلون وهي مرتلة عنهم وهم مقبلون على أمر‬
‫آخرتم‪،‬م ولذلك لن تدي البة ف الدنياح على أهلهاح شيئاح إناح الذي يدي هو الب ف ال والرغب ف الخرةا‪.‬‬
‫ت عبعهتم الجلسجبابت﴾]البقرةا‪،[166:‬م قاحل‪ :‬الودةا( لثن الشركي كاحنوا‬
‫قاحل )وقاحل ابن عباحس ف قوله تعاحل‪﴿ :‬جوجتجقلطجع ل‬
‫يشركون بآلتهم ويبونأاح ويظنون أنأاح ستشفع لم يوما القياحمة لجل مودتم لاح ومبتهم وستتقطع تلك السباحب وتلك‬
‫اب( يعن كل ماح ظنوا‬
‫ت عبعهتم الجلسجب ت‬
‫الباحل الدعاحةا الوهومة يوما القياحمة ولن يدوا نصيا‪،‬م وال جل وجلله قاحل )جوجتجقلطعج ل‬
‫ع ع‬ ‫ع‬
‫ت عبهعتم‬ ‫سبباح ناحفعاح ينفعهم عند ال فإنه سينقطع يوما القياحمة ﴿إعلذ تجـبجـلرأج الذيجن أتتببعتعوا مجن الذيجن اتلـبجـتعوا جوجرتأوا الجعجذا ج‬
‫ب جوجتجقلطجع ل‬
‫اللسجبابت﴾]البقرةا‪ .[166:‬نعم‬
‫ج‬

‫]آل عمران‪:‬‬ ‫باب قول ال تعالى﴿إعنلجما جذلعتكلم اللشليجطاتن يتجخبوتف أجلولعجياءجهت فججل تججخاتفوتهلم جوجخاتفوعني إعلن تكلنتتلم تملؤعمعنيجن﴾‬
‫‪[175‬‬

‫سى تأجولعئكج جألن‬


‫ال جفجع ج‬
‫ش عإلل ج‬
‫خ ج‬
‫لجة جوجآتى الزلجكجاة جوجللم جي ل‬
‫الص ج‬
‫ام ل‬‫الخرع جوجأجق ج‬
‫اليولعم ع‬
‫ال جو ج‬
‫آمجن عب ع‬
‫ال جملن ج‬
‫اججد ع‬
‫س ع‬
‫وقوله﴿عإلنمجا جيلعمتتر جم ج‬
‫جيكتتونوا معجن المتلهجتعدينج﴾] التوبة‪.[18:‬هل‬
‫ال﴾]العنكبوت‪ [10:‬الية‪.‬هل‬
‫اس كججعجذابع ع‬
‫الن ع‬
‫ال جججعلج عفلتجنجة ل‬
‫ي عفي ع‬
‫ال جفعإجذا أتوذع ج‬
‫آملنا عب ع‬
‫اس جملن جيتقولت ج‬
‫الن ع‬
‫وقوله ﴿جوعمجن ل‬
‫ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط ال‪ ،‬وأن تحجمدهم على رزق ال‪ ،‬وأن تذمهم على ما‬
‫وعن أب سعيد مرفوعاحع‪» :‬إن من ل‬
‫لم يؤتك ال‪ ،‬إن رزق ال ل يجره حرصا حريص‪ ،‬ول يردبه كراهية كاره«‪.‬‬
‫وعن عاحئشة رضي ال عنهاح‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬من التمس رضى ال بسخط الناس؛ رضي ال عنه وأرضى عنه الناس‪ ،‬ومن‬
‫التمس رضى الناس بسخط ال‪ ،‬سخط ال عليه وأسخط عليه الناس«رواه ابن حباحن ف صحيحه‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫ف أأشُولهأياأءهك فأأل تأأخاكفوكهشُم أوأخاكفوهني إهشُن ككشُنتكشُم كمشُؤهمهنيأن﴾]آل عمرانأ‪(:‬‬ ‫باب قول ا تعالى ﴿إهنلأما أذلهككشُم ال ل‬
‫ششُي أ‬
‫طاكن يكأخشو ك‬
‫‪.‬هذا الباب في بيانأ عبادةا الخوف )‪[175‬‬
‫ومناسبته لكتاب التوحيد ظاهرةا وهي أنأ خوف العبد منَ ا جل وعل عبادةا منَ العبادات التي‬
‫أوجبها ا جل وعل‪ ،‬فالخوف والمحبة والرجاء عبادات قلبية واجبة وتكميلها تكميل للتوحيد‪،‬‬
‫‪.‬والنقص فيها نأقص في كمال التوحيد‬
‫‪:‬والخوف منَ غير ا جل وعل يآنقسم‬
‫‪.‬إلى ما هو شرك‬
‫‪.‬وإلى ما هو محرم‬
‫‪.‬وإلى ما هو مباح‬
‫‪:‬فهذه ثلثة أقسام‬
‫[ ‪] 174‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫القسم الول الخوف الشركي ‪ :‬وهو خوف السر؛ يعن أن ياحف ف داخله من هذا الخموف منــه‪،‬م وخــوفه لجــل مــاح‬
‫عند هذا الخموف منه ماح يرجوه أو ياحفه من أن يسه سرا بشيء‪،‬م أو أنه يلك له ف آخرته ضرا أو نفعاح‪:‬‬
‫فــاحلوف الشــركي متعلــق ف ـ الــدنياح بخمــوف الســر بــأن يــاحف أن يصــيبه ذلــك اللــه بش ـورث‪،‬م وذلــك شــركر‪،‬م وربــاح يــأت‬
‫تفصيله‪.‬‬
‫والوف التعلق باحلخرةا؛ خاحف غي ال‪،‬م وتعلق خــوفه بغيـ الـ؛ لجــل ذلـك؛ لجـل أنـه والــوف أن ل ينفعــه ذلــك‬
‫اللــه ف ـ الخ ـرةا‪،‬م فلجــل رغبــة فـ أن ينفعــه ذلــك اللــه ف ـ الخ ـرةا وأن يشــفع لــه وأن يقربــه منــه ف ـ الخ ـرةا وأن يبعــد عنــه‬
‫العذاب ف الخرةا خاحف منه‪،‬م فأنزجل خوفه به‪.‬‬
‫فاحلوف من العباحدات العظيمة الت يب أن ييفرد ال باح‪،‬م وسيأت مزجيد تفصيل لذلك‪.‬‬
‫والخوف المحرم وهو القسم الثاني ‪ :‬وهو أن يـاحف مـن ملـوقا باحمتثـاحل واجـب أو البعـد عـن مـرما مـاح أوجبـه الـ أو‬
‫حرمه‪،‬م يـاحف مـن ملــوقا فـ أداء فـرض مـن فرائض الـ‪،‬م يـاحف مـن ملـوقا فـ أداء واجـب مـن الواجبـاحت؛ ل يصـلي خوفـاح‬
‫من ملــوقا‪،‬م ل يضـر الماحعة خوفـاح مـن ذما الخملــوقا لـه أو استنقاحصـه لـه‪،‬م فهـذا مـرما‪،‬م قاحل بعـض العلماحء‪ :‬وهـذا مـن أنـواع‬
‫الشركر‪ .‬يتكر المر والنهي الواجب بشرطه خوفاح من ذما الناحس أو من تركر مدحهم له أومــن وصــمهم بأشـياحء‪،‬م فهــذا خــوف‬
‫رجع على الاحئف بتكر أمر ال‪,‬هل وهذا مرما؛ لن الوسيلة إل الرما مرمة‪.‬‬
‫النوع الثالث الخوف الطبيعي المأذون به‪ :‬وهذا أمر طبيعي كـاحلوف مـن عـدو أو خـوف مـن وس بيع‪,‬هل أو خـوف مـن‬
‫ناحر‪،‬م أو خوف من مؤذي ومهلك ونو ذلك‪.‬‬
‫ف أجلولعجياءجهت فججل تججخاتفوتهلم جوجخاتفوعني إعلن تكلنتتلم تملؤعمعنيجن﴾]آل عمران‪([175:‬‬ ‫قاحل )باحب قول ال تعاحل ﴿إعنلجما جذلعتكلم ال ل‬
‫شليجطاتن يتجخبو ت‬
‫وجه الستدلل من هذه الية أنه قاحل )فججل تججخاتفوتهلم( وهذا نأي والنهي للتحري‪،‬م ونأى عن إنزجال عباحدةا الوف بغيه‬
‫وهذا يدل على أنه نأي عن أحد أفراد الشركر‪,‬هل قاحل )جوجخاتفوعني إعلن تكلنتتلم تملؤعمعنيجن( وأمر باحلوف فدل أن الوف عباحدةا من‬
‫العباحدات‪,‬هل وتوحيد ال بذه العباحدةا توحيد‪،‬م وإشراكر غي ال معه ف هذه العباحدةا شركر ولذا قاحل )فججل تججخاتفوتهلم جوجخاتفوعني إعلن‬
‫تكلنتتلم تملؤعمعنيجن(‪.‬‬
‫والوف من اللق ‪-‬كماح ذكرناح‪ -‬ف تركر فريضة الهاحد إناح يكون من جثراء الشيطاحن‪،‬م فاحلشيطاحن وهو الذي يوف‬
‫الؤمني من أولياحئه‪،‬م ويوف أهل التوحيد وأهل الياحن من أعداء ال جل وعل لكي يتكوا الفريضة‪،‬م فلهذا صاحر ذلك‬
‫الوف مرماح يعن الوف من العداء الذي يتتب عليه تركر فريضة من فرائض ال ‪-‬من الهاحد وغيه‪.-‬‬
‫والواجب أن ل ياحف العبد إل ربه جل وعل‪،‬م وأن ينزجل خوفه به‪،‬م وأن ل ياحف أولياحء الشيطاحن‪.‬‬
‫ف أجلولعجياءجهت( معناحهاح على الصحيح من التفسي أو على الراجح‪ :‬يوفكم‬ ‫وقوله جل وعل هناح)إعنلجما جذلعتكلم ال ل‬
‫شليجطاتن يتجخبو ت‬
‫ف( مذوف دل عليه السياحقا‪،‬م الفاحعل هو الشيطاحن‪،‬م‬
‫أولياحءه‪,‬هل يعن يوف أهل الياحن أولياحء الشيطاحن‪,‬هل ففاحعل )يتجخبو ت‬
‫س أولياحوءه؛ أولياحء الشيطاحن؛ يعن يعل الشيطاحن أهل التوحيد ف خوف من أعدائهم‪،‬م لذا قاحل‬ ‫ف الشيطاحين الناح و‬
‫يو ي‬
‫لع‬ ‫السلف ف تفسيهاح )يجخبو ت ع‬
‫ف أجلولجياءجهت( يعن يوفكم أولياحءه‪،‬م وهذا الظاحهر من الياحت قبلهاح كقوله ﴿ا ذيجن جقاجل لجتهلم اللنا ت‬
‫س‬ ‫ت‬
‫إعلن اللناجس قجلد جججمتعوا لجتكلم جفالخجشلوتهلم فجـجزاجدتهلم عإيجمامنا جوجقاتلوا جحلسبتـجنا ال لهت جونعلعجم ا لجوعكيتل﴾]آل عمران‪.[173:‬‬
‫[ ‪] 175‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ش عإلل‬
‫خ ج‬
‫الزجكجاة جوجللم جي ل‬
‫لجة جوآتجى ل‬
‫الص ج‬
‫ام ل‬‫ال جواليجلوعم الخععر جوجأجق ج‬
‫آمجن عب ع‬
‫ال جملن ج‬ ‫قاحل الشيخ رحه ال )وقوله﴿عإلنجما يجلعتمرت جم ج‬
‫ساجعجد ع‬
‫ال( وهذا نفي واستثناحء ومثر معناح أن ميء أداةا الستثناحء‬
‫ش عإلل ج‬
‫خ ج‬
‫ال﴾]التوبة‪ ([18:‬وجه الدللة من الية قوله )جوجللم جي ل‬
‫ج‬
‫بعد النفي يدل على الصر والقصر‪،‬م فإذن الية دالة بظهور على أن الشية يب أن تكون ف ال‪،‬م وأن ال أثن على‬
‫ص من الوف‪.‬‬‫أولئك بأنأم جعلوا خشيتهم ف ال وحده دون ماح سواه‪،‬م والشية أخ ث‬
‫ال﴾]العنكبوت‪[10:‬‬
‫اب ع‬
‫الناسع جكعججذ ع‬
‫ي فعي الع جججعجل فعلتجنجة ل‬
‫آملنا بعالع جفعإذجا تأوذع ج‬
‫ول ج‬
‫اس مجلن جيقت ت‬
‫الن ع‬
‫قاحل)وقوله ﴿جومعجن ل‬
‫الية( جعل فتنة الناحس كعذاب ال بأن خاحف منهاح وتركر ماح أوجب ال عليه أو أقدما على ماح حرما ال عليه خشية من‬
‫كلما الناحس‪.‬‬
‫»إن من ضعشف اليقي أن ترضي الناحس بسخمط ال‪،‬م وأن تومدهم على رزاقا ال‪،‬م وأن‬
‫قاحل )وعن أب سعيد مرفوععاح‪ :‬ث‬
‫تذمهم على ماح ل يؤتك ال‪،‬م إن رزاقا ال ل يره حرص حريص‪،‬م ول يردمه كراهية كاحره«( وجه الستدلل بذا الديث‬
‫قوله )إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط ال(‪,‬هل )من ضعف اليقين( يعن من أسباحب ضعف الياحن والذي‬
‫يضعف الياحن الرماحت لن الياحن يزجيد باحلطاحعة وينقص باحلعصية‪,‬هل فدثل على أن إرضاحء الناحس بسخمط ال معصية وذما‬
‫ومرما؛ لن هذا الذي أرضى الناحس بسخمط ال خاحفهم أو رجاحهم‪,‬هل هذا مناحسبة إيراد الديث ف الباحب‪.‬‬
‫قاحل )وعن عاحئشة رضي ال عنهاح‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬من التمس رضى ال بسخط الناس؛ رضي ال عنه وأرضى عنه‬
‫الناس‪ ،‬ومن التمس رضى الناس بسخط ال‪ ،‬سخط ال عليه وأسخط عليه الناس«رواه ابن حباحن ف صحيحه( هذا جزجاء الذي‬
‫أفرد ال بعباحدةا الوف‪،‬م وجزجاء الذي ل ييشككمل التوحيود ف عباحدةا الوف‪،‬م فاحلذي التمس رضى ال بسخمط الناحس هذا‬
‫عظم ال وخاحفه‪,‬هل ول يعل فتنة الناحس كعذاب ال‪,‬هل بل جعل عذاب ال أعظم فخماحف ال وخشيه وطمع فيماح عنده‪,‬هل ول‬
‫يلتفت إل الناحس ول يرفع بم رأساح‪,‬هل قاحل )ومن التمس رضى الناس بسخط ال سخط ال عليه و أسخط عليه الناس( لنه‬
‫ارتكب ذنباح أن خاحف الناحس وجعل خوفه من الناحس سبباح لعمل الرما أو تركر فريضة من فرائض ال‪،‬م ولذا قاحل )من التمس‬
‫رضى الناس بسخط ال( فكاحن جزجاءه أن سخمط ال عليه‪,‬هل وأسخمط عليه الناحس‪.‬‬
‫نقف عند هذا وأسأل ال جل وعل ل ولكم التوفيق والسداد وأن يثيبكم على طول مقاحما اللوس‪،‬م وهي أياحما‬
‫قليلة؛ لكن تكتسبون فيهاح إن شاحء ال ماح تقصرون به مدةا القراءةا ف أشهر طويلة ف ماح لو فيـّرقت هذه الدروس ويجعلت‬
‫ف دروس كل أسبوع أو كل أسبوع درس أو درسي أو ثلثة رباح لن تتم كتاحب التوحيد إل بعد زامن طويل‪،‬م فهذه مدةا‬
‫أياحما قليلة مدةا أربعة أو خسة‪،‬م فثاحبروا واصبوا وجزجاكم ال خيا‪،‬م ونفعكم باح علمتم وزاادكم علماح وعمل‪ .‬وال ول التوفيق‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪X‬‬
‫عع‬ ‫ع‬
‫باحب قول ال تعاحل‪﴿ :‬جوجعجلى اللله فجـتجـجولكتلوا إعلن تكنتتلم تملؤمني ج‬
‫ن﴾]الاحئدةا‪[23:‬‬

‫وقوله ﴿إعنلجما ا لتملؤعمتنوجن العذيجن إعجذا ذتكعجر ال لهت جوعجلج ل‬


‫ت قتـتلوبتـتهلم جوإعجذا تلعيج ل‬
‫ت جعلجليعهلم آياتهت جزاجدتلـتهلم عإيجماجمنا جوجعجلى جربعهلم يجـتجـجولكتلوجن﴾‬
‫]النفاحل‪.[2:‬‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الاحدي عشر )‪1‬‬


‫[ ‪] 176‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ك عمجن التملؤعمعنيجن﴾]النفال‪.[64:‬هل‬ ‫ال جوجملن اتلـبجـجع ج‬
‫ك ت‬ ‫ستب ج‬
‫وقوله‪﴿ :‬جيا أجبيهجا النلعببي حج ل‬
‫وقوله‪﴿ :‬جوجملن يجـتجـجولكلل جعجلى ال لعه فجـتهجو جحلسبتهت﴾]الطلق‪.[3:‬هل‬
‫ع‬
‫وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪) :‬حسبنا ال ونعم الوكيل( قالها إبراهيم حين ألقي في النار‪ ،‬وقالها محمد حي قاحلوا له‪﴿ :‬إلن اللنا ج‬
‫س‬
‫شلوتهلم فجـجزاجدتهلم عإيجمامنا جوجقاتلوا جحلسبتـجنا ال لهت جونعلعجم ا لجوعكيتل﴾]آل عمران‪[173:‬الية‪ .‬رواه البخماحري والنساحئي‪.‬‬
‫قجلد جججمتعوا لجتكلم جفالخ ج‬
‫]الشرح[‬
‫‪.‬بسم ا الرحمنَ الرحيم‪ ،‬الحمد ل‪ ،‬والصلةا والسلم على رسول ا وصحبه ومنَ اهتدى بهداه‬
‫‪.‬اللهم إنأا نأسألك علما نأافعا وعمل صالحا‬
‫اللهم نأصور قلوبنا بطاعتك‪ ,‬وألهمنا ذكرك‪ ،‬واجعلنا منَ الشاكريآنَ لنعمك المتبعينَ لشرعك‪ ،‬يآا أرحم‬
‫‪.‬الراحمينَ‬
‫‪:‬أما بعد‬
‫اه فأتأأولككلوا إهشُن ككنتكشُم كمشُؤهمهنيأن﴾] المائدةا‪ ،([23:‬وهذا الباب عقده المام‬
‫فهذا )باب قول ا تعالى ﴿أوأعألى ل‬
‫المصلح المجدد الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه ا في هذا الكتاب العظيم كتاب التوحيد‪ ،‬عقده‬
‫لبيانأ أصنأ التوكل على ا فريآضة منَ الفرائض وواجب منَ الواجبات‪ ،‬وأصنأ إفراد ا جل وعل به‬
‫‪.‬توحيدد‪ ،‬وأنأ التوكل على غير ا شرك مخرج منَ الملة‬
‫والتوكل على ا شرط في صحة السلم‪ ،‬وشرط في صحة اليآمانأ‪ ،‬فالتوكل عبادةا عظيمة‪ ،‬فعقد‬
‫‪.‬هذا الباب لبيانأ هذه العبادةا‬
‫وحقيقة التوكل على ا جل جلله أنأ العبد يآعلم أنأ هذا الملكوت إنأما هو بيد ا جل وعل ُيآصّرُفه‬
‫كيف يآشاء‪ ،‬فيفصوض المر إليه ويآلتجئ إليه بقلبه في تحقيق مطلوبه‪ ،‬وفي الهرب منَ ما يآسوغه‪،‬‬
‫يآلتجئ في ذلك ويآعتصم بال جل جلله وحده‪ ،‬فينزل حاجته بال ويآفوض أمره إلى ا‪ ،‬ثم يآعمل‬
‫‪.‬السبب الذيآ أمر ا به‬
‫فحقيقة التوكل في الشرع تجمع‪ :‬تفويآض المر إلى ا جل وعل وفعل السباب؛ بل إصنأ نأفس‬
‫اليآمانأ سبب منَ السباب؛ بل إنأ نأفس اليآمانأ سبب منَ السباب التي يآفعلها المتوكلونأ على ا؛‬
‫‪.‬بل إنأ نأفس التوكل على ا جل وعل سبب منَ السباب‬
‫فالتوكل حقيقته في الشرع تجمع عبادةا قلبية عظيمة وهي تفويآض المر إليه واللتجاء إليه‪ ،‬والعلم‬
‫بأنأه ل أمر إل أمره ول بشيء إل بما قدره وأذنأ به كونأا‪ ،‬ثم ِفعل السبب الذيآ أوجب ا جل وعل‬
‫فعله أو أمر بفعله‪ ،‬فترك فعل السباب يآنافي حقيقة التوكل الشرعية‪ ،‬كما أنأ العتماد على السبب‬
‫‪.‬وترك تفويآض المر إلى ا جل وعل يآنافي حقيقة التوكل الشرعية‬
‫فالمتوكل في الشرع هو منَ عمل السبب وفصوض المر إلى ا جل وعل في النأتفاع بالسبب وفي‬
‫‪.‬حدوثا المسربب منَ ذلك السبب وفي بتوفيق ا وإعانأته‪ ،‬فإنأه ل حول ول قوةا إل به جل وعل‬
‫والتوكل كما قال المام أحمد‪ :‬عمل القلب‪ .‬فالتوكل عبادةا قلبية محضة‪ ،‬ولهذا صار إفراد ا جل‬
‫‪.‬وعل بها واجبا‪ ،‬وصار صرفها لغير ا جل وعل شرك‬
‫‪:‬و التوكل على غير ا جل وعل له حالنأ‬
‫الحال الولى‪ :‬أنأ يآكونأ شركا أكبر‪ ،‬وهو أنأ يآتوكل على أحد منَ الخلق فيما ل يآقدر عليه إل ا‬
‫جل جلله‪ ،‬يآتوكل على المخلوق في مغفرةا الذنأب‪ ,‬يآتوكل على المخلوق في تحصيل الخيرات‬
‫الخرويآة‪ ،‬أو يآتوكل على المخلوق في تحصيل ولد له‪ ،‬أو تحصيل وظيفة له‪ ،‬يآتوكل عليه بقلبه‬
‫وهو ل يآقدر على ذلك الشيء‪ ،‬وهذا يآكثر عند عباد القبور وُعصباد الولياء فإنأهم يآتوجهونأ إلى‬
‫[ ‪] 177‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫الموتى بقلوبهم‪ ،‬يآتوكلونأ عليهم؛ بمعنى يآفوضّونأ أمر صلحهم فيما يآريآدونأ في الدنأيا والخرةا‬
‫‪.‬على أولئك الموتى وعلى تلك اللهة والوثانأ التي ل تقدر منَ ذلك على شيء‬
‫‪.‬فهذا عبادةا صرفت لغير ا جل وعل وهو شرك أكبر بال جل‪ ،‬مناف لصل التوحيد‬
‫النوع الثاني‪ :‬أنأ يآتوكل على المخلوق فيما أقدره ا جل وعل عليه‪ ،‬يآتوكل على مخلوق فيما أقدره‬
‫ا عليه‪ ،‬وهذا نأوع شرك؛ بل هو شرك خفي وشرك أصغر‪ ،‬ولهذا قال طائفة منَ أهل العلم‪ :‬إذا‬
‫قال توكلت على ا وعليك فإنأ هذا شرك أصغر‪ ،‬ولهذا قالوا ل يآجوز أنأ يآقول توكلت على ا ثم‬
‫عليك؛ لنأ المخلوق ليست له نأصيب منَ التوكل إنأما هو تفويآض المر واللتجاء بالقلب إلى منَ‬
‫‪.‬بيده المر وهو ا جل وعل‪ ،‬والمخلوق ل يآستحق شيئا منَ ذلك‬
‫‪.‬فإذنأ التوكل على المخلوق فيما يآقدر عليه هذا شرك خفي ونأوع شرك أصغر‬
‫والتوكل على المخلوق فيما ل يآقدر عليه المخلوق‪ ،‬وهذا يآكثر عند عباد القبور والمتوجهونأ إلى‬
‫‪.‬الولياء والموتى‪ ،‬هذا شرك مخرج منَ الملة‬
‫وحقيقة التوكل الذيآ ذكرنأاه ل يآصلح إل ل جل وعل؛ لنأه تفويآض المر إلى منَ بيده المر‪،‬‬
‫والمخلوق ليس بيده المر‪ ,‬التجاء القلب وطمع القلب ورغب القلب في تحصيل المطلوب‪ ،‬إنأما‬
‫يآكونأ ذلك ممنَ يآملكه وهو ا جل وعل‪ ،‬أما المخلوق فل يآقدر على شيء استقلل‪ ،‬وإنأما هو‬
‫سبب‪ ،‬فإذا كانأ سببا ل يآجوز التوكل عليه؛ لنأ التوكل عمل القلب‪ ،‬وإنأما يآجعله سببا بأنأ يآجعله‬
‫شفيعا يآجعل واسطة ونأحو ذلك‪ ،‬فهذا ل يآعني أنأه متوكل عليه‪ ،‬فيجعل المخلوق سببا فيما أقدره ا‬
‫عليه ولكنَ يآفوض أمر النفع بهذا السبب إلى ا جل وعل‪ ،‬فيتوكل على ا ويآأتي بالسبب الذيآ هو‬
‫‪.‬النأتفاع منَ هذا المخلوق بما جعل ا جل وعل له منَ النأتفاع أو منَ القدرةا ونأحو ذلك‬
‫اه فأتأأولككلوا إهشُن ككنتكشُم كمشُؤهمهنيأن﴾] المائدةا‪ ([23:‬هذه اليآة فيها‬ ‫قال المام رحمه ا )باب قول ا تعالى ﴿أوأعألى ل‬
‫اه(‬ ‫المر بالتوكل‪ ،‬ولما أمر به علمنا أنأه منَ العبادةا‪ ،‬ولصما قدم الجار والمجرور في قوله )أوأعألى ل‬
‫قدمه على ما يآتعلق به وهو الفعل )تأأولككلوا( دل على وجوب إفراد ا جل وعل بالتوكل‪ ،‬وأنأ‬
‫‪.‬التوكل عبادةا يآجب أنأ تحصر وتقصر في ا جل وعل‪ ,‬هذا وجه الدللة منَ اليآة‬
‫ودليل آخر في هذه اليآة وهو قوله )إهشُن ككنتكشُم كمشُؤهمهنيأن( جعل اليآمانأ ل يآصصح إل بالتوكل‪ ،‬قال‬
‫اه فأتأأولككلوا( يآعني أفردوا ا بالتوكل وحده إنأ كنتم مؤمنينَ‪ ،‬فجعل الشرط )إهشُن ككنتكشُم‬ ‫)أوأعألى ل‬
‫‪.‬كمشُؤهمهنيأن ( فأفردوا ا بالتوكل‪ ،‬فجزاء الشرط هو إفراد ا بالتوكل‪ .‬فصارت دللة اليآة منَ جهتينَ‬
‫سلههميأن﴾‬ ‫وكذلك قوله جل وعل في آيآة سورةا يآونأس ﴿إهشُن ككشُنتكشُم آأمشُنكتم هباله فأأعلأشُيهه تأأولككلوا إهشُن ككشُنكتم بم شُ‬
‫]يآونأس‪ ،[84:‬قال )فأأعلأشُيهه تأأولككلوا( أفرد التوكل به جل وعل وأمر به‪ ،‬فقدم الجار والمجرور بما يآفيد‬
‫الحصر والقصر والختصاص بال جل وعل‪ ،‬ثم جعل إفراد التوكل به جل وعل شرط في صحة‬
‫سلههميأن(‬ ‫‪.‬السلم فقال )إهشُن ككشُنكتم بم شُ‬
‫فهذه اليآتانأ دلتا على أنأ التوكل عبادةا وأنأ أفراد ا به جل وعل واجب وأنأه شرط في صحة‬
‫السلم وشرط في صحة اليآمانأ‪ ،‬وهذا كله يآدل على أنأ انأتفاءه ُمضذهب لصل التوحيد ومناف‬
‫‪.‬لصله إذا توكل على غير ا فيما ل يآقدر عليه إل ا جل جلله‬
‫اك أوهجلأشُت قككلوبككهشُم أوإهأذا تكلهيأشُت أعلأشُيههشُم آياتكهك أزاأدشُتكهشُم هإيأماأئنا أوأعألى أربشههشُم‬
‫قال )وقوله ﴿إهنلأما اشُلكمشُؤهمكنوأن اللهذيأن إهأذا كذهكأر ل‬
‫يأتأأولككلوأن﴾]النأفال‪ ([2:‬وجه الدللة منَ اليآة أنأه وصف المؤمنينَ بهذه الصفات الخمس‪ ،‬وآخرها‬
‫قوله )أوأعألى أربشههشُم يأتأأولككلوأن(‪ ،‬وظاهر منَ دللة اليآة حيث قدم الجاصر والمجرور على أنأهم أفردوا‬
‫التوكل بال جل وعل‪ ،‬فوصف المؤمنينَ بهذه الصفات فدل على أنأ هذه هي أعظم مقامات أهل‬
‫اليآمانأ‪ ،‬وأنأ هذه العبادات الخمس هي أعظم المقامات‪ ،‬وهذا عظيم التنبه له إضذ كل أمور الديآنَ‬
‫والعبادات والفروع العملية التي يآعملها العبد إنأما هي فرع عنَ تحقيق هذه الخمس التي جاءت في‬
‫[ ‪] 178‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫اك أوهجلأشُت قككلوبككهشُم( وهذه الصفة تجمع الكلمات الشرعية وتجمع‬ ‫هذه اليآة )إهنلأما اشُلكمشُؤهمكنوأن اللهذيأن إهأذا كذهكأر ل‬
‫‪.‬الديآنَ جميعا؛ لنأ ذكر ا فيه القرآنأ وفيه السنة‬
‫سكب أ‬
‫ك‬ ‫ي حأ شُ‬‫ك اك أوأمشُن اتلبأأعأك همأن الكمشُؤهمهنيأن﴾]النأفال‪ ،([64:‬قوله )أيا أأبيأها النلهب ب‬ ‫سكب أ‬ ‫ح شُ‬‫ي أ‬ ‫قال )وقوله‪﴿ :‬أيا أأبيأها النلهب ب‬
‫ب هو الكافي‪ ،‬والكلمة المشابهة لها‬ ‫اك( يآعني كافيك ا وكافي منَ اتبعك منَ المؤمنينَ؛ لنأ المحضس م‬
‫سب بسكونأ السينَ‪) ,‬أيا‬ ‫ب كذا؛ يآعني بناءء على كذا‪ ،‬وأما الكافي فهو الح ض‬ ‫)محمسب(‪ ،‬تقول‪ :‬هذا بِمحمس ِ‬
‫سكبأك اك أوأمشُن اتلبأأعأك همأن الكمشُؤهمهنيأن( يآعني كافيك ا وكافي منَ اتبعك منَ المؤمنينَ‪ .‬وجه‬ ‫ح شُ‬
‫ي أ‬‫أأبيأها النلهب ب‬
‫اه فأكهأو‬‫سب منَ توكل عليه‪ ،‬قال جل وعل ﴿أوأمشُن يأتأأولكشُل أعألى ل‬ ‫مناسبة هذه اليآة لهذا الباب أنأ ا مح ض‬
‫ب منَ توركل عليه‪ ،‬فدصل أنأ ا جل وعل أمر عباده بالتوكل عليه حتى‬ ‫أحشُسبكهك﴾]الطلق‪ ،[3:‬فال حضس ُ‬
‫‪.‬يآكونأ كافيهم منَ أعدائهم وحتى يآكونأ جل وعل كافي المؤمنينَ منَ المشركينَ‬
‫سكبأك اك( يآعني كافيك ا‪ ،‬ولهذا أعقبها باليآة الخرى وهي قوله جل‬ ‫ح شُ‬‫ي أ‬ ‫قال جل وعل )أيا أأبيأها النلهب ب‬
‫اه فأكهأو أحشُسبكهك(‬ ‫‪.‬وعل )أوأمشُن يأتأأولكشُل أعألى ل‬
‫والتوكل على ا جل وعل ‪-‬كما ذكرنأا لك‪ -‬يآرجع إلى فهم توحيد الربوبية وإلى عظم اليآمانأ‬
‫بتوحيد الربوبية‪ ،‬فإنأ بعض المشركينَ قد يآكونأ عنده التوكل على ا الشيء العظيم‪ ،‬والتوكل على‬
‫‪.‬ا منَ العبادات التي ُتطلب منَ المؤمنَ‪ ،‬ومنَ العبادات الواجبة والعبادات العظيمة‬
‫لهذا نأقول‪ :‬إنأ إحداثا التوكل في القلب يآرجع إلى التأمل في آثار الربوبية‪ ،‬فكما كانأ العبد أكثر‬
‫تأمل في ملكوت ا وفي السماوات والرض وفي النأفس وفي الفاق‪ ،‬كانأ علمه بأنأ ا هو ذو‬
‫الملكوت‪ ،‬وأنأه هو المتصرف‪ ،‬وأنأ نأصره لعبده شيء يآسير جدا بالنسبة إلى ما يآجريآه ا جل وعل‬
‫ظم أمره ونأهيه‪،‬‬ ‫في ملكوته‪ ،‬فُيعظم المؤمنَ بهذا التدبر ا جل وعل‪ ،‬ويآُضعِظم التوكل عليه‪ ،‬ويآع ّ‬
‫‪.‬ويآنظر أنأ ا جل جلله ل ُيآعجزه شيء في الرض ول في السماء سبحانأه وتعالى‬
‫اه فأكهأو أحشُسبكهك﴾]الطلق‪ ([3:‬رصتب الحضسب ‪-‬وهو الكفايآة‪ -‬بالتوكل عليه‪ ،‬وهذا‬ ‫قال )﴿أوأمشُن يأتأأولكشُل أعألى ل‬
‫‪.‬فضيلة التوكل وفضيلة المتوكلينَ عليه‬
‫اك أونهشُعأم اشُلأوهكيكل( قالها إبراهيم حين ألقي في النار‪ ،‬وقالها محمد حينَ‬ ‫قال )وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪) :‬أح شُ‬
‫سبكأنا ل‬
‫اك أونهشُعأم اشُلأوهكيكل﴾]آل عمرانأ‪،([173:‬‬ ‫ششُوكهشُم فأأزاأدكهشُم هإيأمائنا أوأقاكلوا أح شُ‬
‫سبكأنا ل‬ ‫س قأشُد أجأمكعوا لأككشُم أفاشُخ أ‬
‫قالوا له‪﴿ :‬إهلن اللنا أ‬
‫اك أونهشُعأم اشُلأوهكيكل(‪ ،‬فإذا تحقق العبد التوكل على ا‬ ‫سبكأنا ل‬ ‫هذا يآبينَ عظم الكلمة وهو قول المؤمنَ )أح شُ‬
‫وحققه في القلب معناه أنأه حقق هذا النوع منَ التوحيد ‪-‬توحيد التوكل في النفس‪ ،-‬فإنأ العبد إذا‬
‫أعظم رجاءه في ا وتوكله على ا فإنأه وإنأ كادته السماوات والرض ومنَ فيهنَ فإنأ ا سيجعل‬
‫اك( يآعني كافينا ا )أونهشُعأم اشُلأوهكيكل( يآعني‬ ‫سبكأنا ل‬‫له منَ أمره ُيآسرى وسيجعل له منَ بينها مخرجا‪) ،‬أح شُ‬
‫ونأعم الوكيل ربنا‪ ,‬هذه كلمة عظيمة قالها إبراهيم عليه السلم في الكرب وقالها النبي عليه الصلةا‬
‫س قأشُد أجأمكعوا لأككشُم أفاشُخأششُوكهشُم فأأزاأدكهشُم هإيأمائنا( وذلك‬ ‫والسلم وأصحابه في الكرب لما )أقاأل لأكهشُم اللنا ك‬
‫س إهلن اللنا أ‬
‫‪.X‬لعظم توكلهم على الرب جل وعل‪ .‬نأعم‬
‫‪X‬‬

‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬أجفجأجعمتنوا جملكجر الللعه فججل يجألجمتن جملكجر الللعه إعلل اللجقلوتم اللجخاعسترو ج‬
‫ن﴾]العراف‪،[99:‬م‬

‫ن﴾]الحجر‪.[56:‬هل‬ ‫ط عملن جرلحجمعة جربعه إعلل ال ل‬


‫ضابلو ج‬ ‫وقوله‪﴿ :‬جوجملن يجـلقنج ت‬
‫وعن ابن عباحس رضي ال عنهماح‪،‬م أن رسول ال سئل عن الكباحئر ؟ فقاحل‪ » :‬م‬
‫الشرك بال‪ ،‬واليأس من روح ال‪،‬‬
‫والمن من مكر ال«‬
‫[ ‪] 179‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وعن ابن مسعود‪،‬م قاحل‪ » :‬أكبر الكبائر‪ :‬الشراك بال والمن من مكر ال‪ ،‬والقنوط من رحمة ال‪ ،‬واليأس من روح ال«‪.‬هل‬
‫رواه عبد الرزااقا‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باحب قول ال تعاحل‪﴿ :‬أجفجأجعمتنوا جملكجر ال لعه فججل يجألجمتن جملكجر ال لعه إعلل ا لجقلوتم ا لجخاعستروجن﴾]العراف‪،[99:‬م وقوله‪﴿ :‬جوجملن‬
‫ضابلوجن﴾]الجر‪،([56:‬م )باحب قوله تعاحل( الية الول والية الثاحنية جيعاح‪،‬م فاحلباحب منعقد لليتي‬ ‫ط عملن جرلحجمعة جربعه إعلل ال ل‬
‫يجـلقنج ت‬
‫جيعاح لتصاحلماح‪،‬م والراد بذا الباحب بياحن أثن المع بي الوف والرجاحء واجب من واجباحت الياحن ول يتم التوحيد إل‬
‫بذلك‪،‬م فاحنتفاحء المع بي الوف والرجاحء هذا مناح ر‬
‫ف لكمل التوحيد‪،‬م فاحلواجب على العبد أن يعل خوفه مع الرجاحء وأن‬
‫يعل رجاحءه مع الوف وأن ل يأمن الكر كماح ل يقنط من رحة ال جل وعل‪.‬‬
‫فاحلية الول وهي قول ال تعاحل )أجفجأجعمتنوا جملكجر ال لعه فججل يجألجمتن جملكجر ال لعه إعلل ا لجقلوتم ا لجخاعستروجن( فيهاح أن الشركي من‬
‫صفاحتم أنأم أمنوا عقاحب ال فلم ياحفوا‪،‬م والواجب باحلقاحبل بأن تكون قلوبم خاحئفة وجلة من ال جل وعل‪،‬م قاحل سبحاحنه‬
‫)أجفجأجعمتنوا جملكجر ال لعه( يعن أيعلمون تلك اليثولت وفعل ال جل وعل باحلمم الساحبقة قصهاح ال ف سورةا العراف فأمنوا مكر‬
‫و‬
‫ص عليهم القصص والنباحء قاحل )فججل يجألجمتن‬ ‫ث‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫و‬ ‫حولم‬ ‫اح‬‫م‬ ‫في‬ ‫ذر‬
‫ي‬ ‫م‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫وجود‬ ‫مع‬ ‫المن‬ ‫ال؟ فإذا كاحن كذلك وحصل منهم‬
‫جملكجر ال لعه إعلل ا لجقلوتم ا لجخاعستروجن(‪.‬‬
‫والمن من مكر ال هو ناحتجح عن عدما الوف وتركر عباحدةا الوف‪،‬م وعباحدةا الوف قلبية؛ الوف خوف العباحدةا من‬
‫ال جل جلله ‪،‬م وهذا الوف إذا كاحن ف القلب فإن العبد سيسعى ف مراضي ال ويبتعد عن مناحهي ال‪،‬م وسيعّظم ال‬
‫جل وعل ويتقرب إليه باحلوف؛ لن خوف عباحدةا‪،‬م ويكون عباحدةا بعاحنا منهاح‪:‬‬
‫أن يتقرب إل ال جل وعل باحلوف‪.‬‬
‫وأن يتقرب إل ال جل وعل بعدما المن من مكر ال‪،‬م وذلك أن ال هو ذو البوت‪،‬م فعدما المن من مكر ال‬
‫راجع إل فهم صفاحت ال جل وعل وأساحءه الت منهاح القهاحر والباحر وهو الذي يي ول ياحر عليه‪،‬م ونو ذلك من‬
‫صفاحت الربوبية‪.‬‬
‫ومكر ال جل وعل من صفاحته الت تطلق مقيدةا‪،‬م فاحل جل وعل يكر بن مكر وأولياحئه وأنبياحئه وبن مكر بدينه؛‬
‫لنأاح ف الصل صفة نقص؛ لكن تكون صفة كماحل إذا كاحنت باحلقاحبلة؛ لنأاح فيهاح حينئذ إظهاحر العزجةا والقدرةا والقهر‬
‫والبوت وساحئر صفاحت اللل‪.‬‬
‫فمكر ال جل وعل من صفاحته الت يتصف باح؛ لكن يكون ذلك على وجه التقييد نقول‪ :‬يكر بأعداء رسله يكر‬
‫بأعدائه‪,‬هل يكر بن مكر به ونو ذلك‪.‬‬
‫وحقيقة مكر ال جل وعل ومعن هذه الصفة أن ال جل وعل أنه يستدرج العبد وييلي له حت إذا أخذه ل يفلته‪،‬م‬
‫ييسر له المور حت يظن أنه ف مأمن غاحية المن‪،‬م فيكون ذلك استدراجاح ف حقه فقاحل النب عليه الصلةا والسلما »إذا‬
‫رأيتم ال يعطي العبد وهو مقيم على معاصيه فاعلموا أن ذلك استدراج« وهذا ظاحهر من معن الكر لن ف معن‬
‫الكر والكيد وأمثاحلماح معن الستدراج‪،‬م ل ترادف ف اللغة‪،‬م بل هناحكر فروقا بي الكر والستدراج‪،‬م والكيد والستدراج‪،‬م‬
‫[ ‪] 180‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ونو ذلك؛ لكن نقول هذا من جهة التقريب‪،‬م فاحلكر فيه استدراج وفيه زاياحدةا أيضاح على الستدراج حت يكون قلب ذلك‬
‫الستدرج آمناح من كل جهة‪.‬‬
‫ط عملن جرلحجمعة جربعه إعلل ال ل‬
‫ضابلوجن﴾]الجر‪ ([56:‬هذا فيه أثن صفة الضاحلي أنأم يقنطون من رحة‬ ‫قاحل )وقوله‪﴿ :‬جوجملن يجـلقنج ت‬
‫ال جل وعل‪،‬م ومعن ذلك باحلفهوما أثن صفة التقي وصفة الهتدين أنأم ل يقنطون من رحة ال؛ بل يرجون رحة ال جل‬
‫وعل‪.‬‬
‫والمع بي الوف والرجاحء واجب شرعاح‪،‬م فإن الوف عباحدةا والرجاحء عباحدةا‪،‬م واجتماحعهماح ف القلب واجب‪،‬م فل بد‬
‫أن يكون هذا وهذا جيعاح ف القلب حت تصح العباحدةا‪.‬‬
‫ومن هناح اختلف العلماحء أي الوف أو الرجاحء يغلب‪،‬م هل يغلب العبد جاحنب الرجاحء أو يغلب جاحنب الوف؟‬
‫والتحقيق أن الاحلة تتلف‪،‬م فإذا كاحن العبد ف حاحلة الصحة والسلمة فإنه إماح أن يكون مسددا مساحرعاح ف اليات‬
‫فهذا يتساحوى ‪-‬يعن يب أن يتساحوى‪ -‬ف قلبه الوف والرجاحء ياحف ويرجو لنه من الساحرعي ف اليات‪.‬‬
‫وإذا كاحن ف حاحل الصحة والسلمة وعدما دنو الوت من أهل العصياحن فاحلواجب عليه أن يغّلب جاحنب الوف‬
‫ف على العصية‪.‬‬ ‫حت ينك ث‬
‫وأماح إذا كاحن ف حاحل الرض ‪-‬وهي الاحل الثاحنية‪ -‬فإنه مرض الخموف فإنه يب عليه أن يعظم جاحنب الرجاحء على‬
‫الوف فيقوما ف قلبه الرجاحء و الوف؛ لكن يكون رجاحءه أعظم من خوفه وذلك لقول النب عليه الصلةا والسلما »ل‬
‫يمت أحدكم إل وهو يحمسن الظن بربه تعالى« وذلك من جهة رجاحئه ف ال جل جلله‪.‬‬
‫ومن هناح اختلفت كلماحت أهل العلم‪:‬‬
‫فتجد أن بعضهم يقول يب أن يتساحوى الوف والرجاحء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وبعض السلف يغثلب جاحنب الوف على جاحنب الرجاحء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وبعض السلف يقول يغثلب جاحنب الرجاحء على جاحنب الوف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وهي أقوال متباحينة ظاحهرا لكنهاح متفقة ف القيقة؛ لن كل قول منهاح يرجع إل حاحلة ماح ذكرناح‪.‬‬
‫فمن قاحل يغثلب جاحنب الوف على الرجاحء فهو ف حق الصحيح العاحصي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن قاحل يغلب الرجاحء على الوف فهو ف حق الريض الذي ياحف اللكر أو من ياحف الوت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن قاحل يساحوى بي الوف والرجاحء فنظر إل حاحل السددين الساحرعي ف اليات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خيـرا ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ت‬ ‫ساعرتعوجن في ا ل ج ل ج‬ ‫وهذه الاحلة الت هي حاحل السددين هي الت وصف ال جل وعل أهلهاح بقوله﴿إنلـتهلم جكاتنوا يت ج‬
‫ك العذيجن يجلدتعوجن يجـلبتجـتغوجن إعجلى‬ ‫جويجلدتعونجـجنا جرغجمبا جوجرجهمبا جوجكاتنوا لججنا جخاعشععيجن﴾]النبياحء‪،[90:‬م ونيوه قوله جل وعل ف سورةا السراء﴿أتلولجئع ج‬
‫ع‬
‫ب جربجك جكاجن جملحتذومرا﴾]السراء‪،[57 :‬م وهذا ظاحهر من ذلك‪.‬‬ ‫ب جويجـلرتجوجن جرلحجمتجهت جويججخاتفوجن جعجذابجهت إعلن جعجذا ج‬
‫جربعهمت ا لجوسيلجةج أجيبـتهلم أجقلـجر ت‬
‫فاحلشيخ رحه ال عقد هذا الباحب لبياحن وجوب أن يتمع الوف والرجاحء ف القلب‪،‬م كماح ذكرناح لك باحلمس هذه‬
‫أبواب متتاحلية لبياحن حاحلت القلب والعباحدات القلبية وأحكاحما ذلك‪.‬‬
‫[ ‪] 181‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قاحل )وعن ابن عباحس رضي ال عنهماح‪،‬م أن رسول ال سئل عن الكباحئر؟ فقاحل‪ » :‬م‬
‫الشرك بال‪ ،‬واليأست من جروح ال‪،‬‬
‫والمنت من مكر ال«( وجه الشاحهد من ذلك أنه جعل اليأس من روح ال ‪-‬وهو عدما الرجاحء؛ ذهاحب الرجاحء من القلب‬
‫وعدما أو تركر التياحن بعباحدةا الرجاحء‪ -‬جعله من الكباحئر‪،‬م وجعل المن من مكر ال ‪-‬وهو ذهاحب الوف من ال جل‬
‫وعل‪ -‬من الكباحئر‪،‬م وهي كباحئر ف القلب‪،‬م وهي كباحئر من جهة أعماحل القلوب‪.‬‬
‫واجتماحعهماح جيعاح بأن ل يكون عنده رجاحء ول خوف فهذه كبيةا أعظم من تركر الوف وحده من ال أو تركر‬
‫الرجاحء وحده من ال جل وعل‪،‬م ولذا قرن بينهماح ف هذا الديث حيث قاحل )سئل عن الكباحئر؟ فقاحل‪ » :‬م‬
‫الشرك بال‪،‬‬
‫واليأس من رجوح ال‪ ،‬والمنت من مكر ال«( وبذا يتبي لك الفرقا بي اليأس والمن‪,‬هل اليأس من روح ال أو القنوط من رحة‬
‫ت‬
‫ال‪،‬م والمن من مكر ال‪،‬م من أن اليأس راجع إل تركر عباحدةا الرجاحء‪،‬م والمن من مكر ال راجع إل تركر عباحدةا الوف‬
‫واجتماحعهماح واجب من الواجباحت‪،‬م وذهاحبماح أو النتقاحص منهماح نقص ف كماحل توحيد من قاحما ذلك بقلبه‪.‬‬
‫قاحل )وعن ابن مسعود‪،‬م قاحل‪» :‬أكبر الكبائر‪ :‬الشراك بال‪ ،‬والمن من مكر ال‪ ،‬والقنوط من رحمة ال‪ ،‬واليأس من جرلوح‬

‫ال«( فيهاح ماح ف الديث قبله لكن هناح ف ث‬


‫صل ف القنوط من رحة ال واليأس من روح ال‪،‬م فجعل القنوط من رحة ال‬
‫شيئاح وجعل اليأس من روح ال شيئاح آخر‪،‬م وهذا باحعتباحر بعض الصفاحت ل باحعتباحر أصل العن‪،‬م فإن القنوط من الرحة‬
‫واليأس من الروح بعن واحد؛ لكن يتلفاحن من حيث ماح يتناحوله هذا ويتناحوله هذا‪،‬م فاحلقنوط من رحة ال عاحما لن الرحة‬
‫أعم من الروح‪،‬م والرحة تشمل جلب النعم ودفع النقم‪،‬م وروح ال جل وعل يطلق ف الغاحلب ف اللص من الصاحئب‪،‬م‬
‫فقوله )القنوط من رحمة ال( هذا أعم ولذا قثدمه‪،‬م فيكون ماح بعده من عطف الاحص على العاحما‪،‬م أو أن يكون هناحكر‬
‫ترادف ف أصل العن واختلف ف الصفاحت‪،‬م أو بعض ماح يتعلق باحللفظ‪.‬‬
‫لذا نقول‪ :‬هذا الديث مع الديث قبله مع اليتي دللتهماح على ماح أراد الشيخ من عقد هذا الباحب واحدةا‪،‬م‬
‫ودللة الميع أ ثن الوف والرجاحء واجب اجتماحعهماح ف القلب وإفراد ال جل وعل بماح‪،‬م والقصود خوف العباحدةا ورجاحء‬
‫العباحدةا‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب من اليمان بال الصبر على أقدار ال‬


‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جوجملن يتـلؤعملن عبال لعه يجـلهعد قجـلبجهت جوالت بعتكبل جشليتء جععليتم﴾]التغاحبن‪ ،[11:‬قاحل علقمة‪ :‬هو الرجل تصيبه‬
‫ويسلم‪.‬هل‬
‫الصيبة‪،‬م فيعلم أنأاح من عند ال‪،‬م فيضى ث‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫وف صحيح مسلم عن أب هريرةا‪،‬م أن رسول ال ‪ ،‬قال‪» :‬اثلـنججتاعن عفي المنا ع‬
‫ب جوالنمـجياجحةت جعجلى‬ ‫سع‬‫س تهجما بعهلم تكلفتر‪ :‬الطملعتن في النم ج‬
‫ا لجميمعت«‪.‬‬
‫ب‪.‬هل جوجدجعا بعجدلعجوىَ ا لججاعهلعيمعة«‪.‬‬ ‫ب ا لتختدوجد‪ ,‬جوجشمق ا لتجتيو ج‬ ‫ضجر ج‬ ‫س عممنا جملن ج‬ ‫ولماح عن ابن مسعود مرفوعاحع‪» :‬لجلي ج‬
‫ك جعلنهت‬
‫سج‬ ‫شمر أجلم ج‬‫خيـجر جعمججل لجهت ا لعتتقوبجةج في المدنلـجيا‪ ,‬جوإعجذا أججراجد بعجعلبعدعه ال م‬ ‫عع‬
‫وعن أنس ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬إعجذا أججراجد ال بعجعلبده ا ل ج ل‬
‫بعجذنلبععه جحمتى يتـجوافى بععه يجـلوجم العقجياجمعة«‪.‬‬
‫[ ‪] 182‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ضى‪ ,‬جوجملن جسعخ ج‬


‫ط فجـلجهت‬ ‫وقاحل النب »إعمن ععظجم ا لجزاعء مع عظعم ا لبلجعء‪ ,‬وإعمن ال إعجذا أجحب قجـومام ابلـتجلجتهم‪ ,‬فجمن ر ع‬
‫ضجي فجـلجهت المر ج‬ ‫ل جل ج‬ ‫ج م ل‬ ‫ج ج‬ ‫ج جج ج ج‬
‫المسجختط« حسنه التمذي‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫)باب من اليمان بال الصبر على أقدار ال(‪,‬هل الصب من القاحماحت العظيمة والعباحدات الليلة الت تكون ف القلب وف‬
‫اللساحن وف الوارح‪،‬م وحقيقة العبودية ل تثبت إل باحلصب؛ لن العباحدةا أمر ونأي وابتلء‪,‬هل فاحلعباحدةا أمر شرعي أو نأي‬
‫شرعي‪،‬م هذا الدين أمر شرعي أو نأي شرعي أو أن يصيب العبد بصيبة قدرية‪.‬‬
‫فحقيقة العباحدةا أن يتثل المر الشرعي وأن يتنب النهي الشرعي وأن يصب على الصاحئب القدرية الت ابتلى ال‬
‫جل وعل العباحد باح‪.‬‬
‫ولذا البتلء حاحصل باحلدين‪،‬م وحاحصل باحلقدار‪،‬م فباحلدين كماح قاحل جل وعل لنبيه ف الديث القدسي الذي رواه‬
‫ض بلعن عحجماتر قاحل‪ :‬قاحل رسول ال »قال ال تعالى‪ :‬إعنمجما بجـجعثلتتجك جلبلـتجلعيججك جوجأبلـتجلعجي بعجك« فحقيقة بعثة النب عليه‬
‫مسلم عن ععجيا ع‬
‫الصلةا والسلما البتلء‪،‬م والبتلء يد معه الصب‪،‬م والبتلء الاحصل ببعثته باحلوامر والنواهي‪.‬‬
‫إذن فاحلواجباحت تتاحج إل صب‪،‬م والنهياحت تتاحج إل صب‪،‬م والنهياحت والقدار الكونية تتاحج إل صب‪،‬م والقدار‬
‫الكونية تتاحج إل صب‪.‬‬
‫ولذا قاحل طاحئفة من أهل العلم‪ :‬إن الصب ثلثة أقساحما‪:‬‬
‫صب على الطاحعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وصب على العصية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وصب على أقدار ال الؤلة‬ ‫‪‬‬
‫ولاح كاحن الصب على الصاحئب قليل ويظهر عدما الصب أفرد الشيخ رحه ال تعاحل هذا الباحب لبياحن أنه من كماحل‬
‫التوحيد ومن الواجب على العبد أن يصب على أقدار ال؛ لن التسخمط ‪-‬تسخمط العباحد وعدما صبهم‪ -‬كثيا ماح يظهر‬
‫ف حاحل البتلء باحلصاحئب‪،‬م فعقد هذا الباحب لبياحن أن الصب واجب على أقدار ال الؤلة‪،‬م ونبه بذلك أن الصب على‬
‫الطاحعة واجب وأن الصب على العصية واجب‪.‬‬
‫وحقيقة الصب البس ف اللغة ومنه قولم‪ :‬قد يقتل فلناح صبا إذا يحبس أو يربط وقتل دون يمباحرزاةا ول قتاحل‪.‬‬
‫ويقاحل للصب الشرعي إنه صب؛ لن فيه البس وهو حبس اللساحن عن التشكي‪،‬م وحبس القلب عن السخمط‪،‬م‬
‫وحبس الوارح عن إظهاحر السخمط من لطم الدود وشق اليوب ونو ذلك‪،‬م فحبس هذه الشياحء هو حقيقة الصب‪.‬‬
‫فاحلصب ‪-‬إذن‪ -‬حبس اللساحن عن التشكي‪،‬م وحبس القلب عن التسخمط‪،‬م وحبس الوارح عن إظهاحر التسخمط بشق‬
‫أو نو ذلك‪.‬‬
‫قاحل الماحما أحد رحه ال‪ :‬يذكر الصب ف القرآن ف أكثر من تسعي موضعاح‪،‬م والصب من الياحن بنزجلة الرأس من‬
‫السد ل ثن من ل صب له على الطاحعة ول صب له عن العصية ول صب له على أقدار ال الؤلة فإنه يفوته أكثر الياحن‪.‬‬
‫[ ‪] 183‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قاحل )باب من اليمان بال( يعن من خصاحل الياحن باحل )الصبر على أقدار ال(‪،‬م والياحن له شعب كماح أن‬
‫الكفر له شعب‪،‬م فنبه بقوله أن )من اليمان بال الصبر( على أن من شعب الياحن الصب‪،‬م ونبه ف الديث الذي ساحقه‬
‫عن صحيح مسلم أن النياححة من شعب الكفر‪،‬م فيقاحبل كل شعبة من شعب الكفر شعبة من شعب الياحن‪،‬م فاحلنياححة‬
‫على اليت شعبة من شعب الكفر يقاحبلهاح ف شعب الياحن الصب على أقدار ال الؤلة‪.‬‬
‫)وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جوجملن يتـلؤعملن عبال لعه يجـلهعد قجـلبجهت﴾]التغاحبن‪ ،[11:‬قاحل علقمة‪ :‬هو الرجل تصيبه الصيبة‪،‬م فيعلم أنأاح من‬
‫ويسلم‪.‬هل( هذا تفسي من علقمة ‪-‬أحد التاحبعي‪ -‬لذه الية‪،‬م وهو تفسي ظاحهر الصحة والصواب‪،‬م وذلك‬ ‫عند ال‪،‬م فيضى ث‬
‫أثن قوله )جوجملن يتـلؤعملن عبال لعه يجـلهعد قجـلبجهت( إناح سيق ف سياحقا ذكر ابتلء ال باحلصاحئب فـ)جملن يتـلؤعملن عبال لعه( يعن يعّظم ال جل وعل‬
‫ويتثل أمره ويتنب نأيه )يجـلهعد قجـلبجهت( للصب‪,‬هل )يجـلهعد قجـلبجهت( لعدما التسخمط‪,‬هل )يجـلهعد قجـلبجهت( للعباحدات‪،‬م ولذا قاحل )هو الرجل‬
‫تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند ال( وهذا هو الياحن باحل )فيرضى ويسلم(‪.‬‬
‫والصاحئب من القدر‪،‬م والقدر راجع إل حكمة ال جل وعل‪،‬م والكمة ‪-‬حكمة ال جل وعل‪ -‬هي وضع المور‬
‫ف مواضعهاح الوافقة للغاحياحت المودةا منهاح‪،‬م فاحلكمة بعاحمة مرتبطة باحلغاحياحت المودةا من وضع المر ف موضعه‪،‬م فمن‬
‫وضع المر ف غي موضعه فقد ظلم‪،‬م ومن وضع المر ف موضعه عدل‪،‬م وقد يكون غي حكيم عاحدل؛ ولكن غي‬
‫حكيم‪،‬م إذا وضع المر ف موضعه الوافق للغاحية المودةا منه فذاكر هو الكيم‪،‬م وال جل وعل منفي عنه الظلم ويمثبت له‬
‫كماحل العدل سبحاحنه حيث يضع المور مواضعهاح‪،‬م ويمثوبت له جل وعل كماحل الكمة حيث إثن وضعه المور ف‬
‫مواضعهاح موافق للغاحياحت المودةا منهاح‪،‬م فنعمل بذلك أن الصيبة إذا أصاحبت العبد فإن الي له فيهاح‪،‬م إماح أن يصب فيؤجر‪،‬م‬
‫وإماح أن يتسخمط فيؤزار على ذلك‪،‬م وهذا ف حق الاحسرين‪،‬م فاحل جل وعل له الكمة من البتلء باحلصاحئب‪.‬‬
‫لذا يب على العبد أن يعلم أن ماح جاحء من عند ال هو قدر ال جل وعل وقضاحءه الوافق لكمته فيجب الصب على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫قاحل)يعلم أنها من عند ال( يعن أن ال هو الذي أتى باح‪،‬م وهو الذي أذن باح قدرا وكوناح )فيرضى ويسلم(‪،‬م‬
‫والرضى باحلصيبة مستحب وليس بواجب‪،‬م ولذا يتلط على كثيين الفرقا بي الرضى والصب‪.‬‬
‫وتحرير المقام في ذلك‪:‬‬
‫أن الصبر على الصاحئب واجب من الواجباحت؛ لن فيه تركر التسخمط على قضاحء ال وقدره‪.‬‬
‫والرضى هذا له جهتاحن‪:‬‬
‫الهة الول‪ :‬راجعة إل فعل ال جل وعل‪،‬م فيضى بقدر ال الذي هو فعله‪،‬م يرضى بفعل ال‪،‬م يرضى بكمة ال‪،‬م‬
‫يرضى باح قسم ال جل وعل ‪-‬يعن بقسمة ال‪،-‬م هذا الرضى بفعل ال جل وعل واجب من الواجباحت‪،‬م وتركه مرما‬
‫ومناحف لكماحل التوحيد‪.‬‬
‫والرضى باحلقتضى الرضى باحلصيبة ف نفسهاح هذا مستحب‪،‬م ليس واجباح على العباحد أن يرضوا باحلرض‪،‬م أن يرضوا‬
‫بفقد الولد‪،‬م أن يرضوا بفقد الاحل؛ لكن هذا مستحب‪،‬م وهو رتبة الاحصة من عباحد ال‪.‬‬
‫ولكن الرضى بفعل ال جل وعل الرضى بقضاحء ال من حيث هو هذا واجب‪،‬م أماح الرضى باحلقتضى فإنه مستحب‪.‬‬
‫[ ‪] 184‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ولذا قاحل علقمة هناح‪ :‬هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند ال‪ ،‬فيرضى‪-‬يعن على قضاحء ال‪ -‬ويسلم‪-‬لعلمه‪-‬‬
‫أنها من عند ال جل جلله‪ .‬وهذا من خصاحل الياحن‬
‫قاحل )وف صحيح مسلم عن أب هريرةا‪،‬م أن رسول ال ‪ ،‬قال‪» :‬اثلـنججتاعن عفي المناعس تهجما بععهلم تكلفتر«( يعن خصلتاحن من‬
‫ب( من شعب الكفر‪،‬م )جوالنمـجياجحةت( من شعب‬ ‫سع‬ ‫ع‬
‫شعب الكفر قاحئمتاحن ف الناحس وستبقياحن ف الناحس‪،‬م )الطملعتن في النم ج‬
‫الكفر‪.‬‬
‫وجه الشاحهد من هذا الديث قوله )والنمـياحةت جعجلى ا لميم ع‬
‫ت(‪،‬م والنياححة ماحلفة للصب‪،‬م والصب الواجب فيه حبس‬ ‫ج‬ ‫ج ج ج‬
‫الوارح من لطم الدود وشق اليوب ‪-‬ونو ذلك‪ -‬وحبس اللساحن عن التشكي والعويل وهذا هو النياححة‪،‬م فاحلنياححة من‬
‫شعب الكفر لنأاح مناحفية للصب‪،‬م وكونأاح من شعب الكفر ل يدل أن من قاحمت به فهو كاحفر الكفر الطلق الخمرج من‬
‫اللة؛ بل يدل على أن من قاحمت به قاحمت به خصلة من خصاحل الكفاحر وشعبة من شعب الكفر‪،‬م ولذا قاحل هناح )اثلـنججتاعن‬
‫عفي المناعس تهجما بععهلم تكلفتر( فنثكر كلمة )تكلفتر(‪.‬‬
‫والقاعدة ف فهم ألفاحظ )الكفر( الت تأت ف الكتاحب والسنة أن الكفر إذا أتى معرفاح باحللف واللما فإن الراد به‬
‫الكفر الكب‪،‬م وإذا أتى الكفر منثكر كفر كلمة هكذا دون اللف واللما فإنه يدل على أن الصلة تلك من شعب الكفر‬
‫ومن خصاحل أهل الكفر وأن ذلك كفر أصغر‪،‬م‬
‫كماح قاحل عليه الصلةا والسلما »ل ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم أعناق بعض« يعن لن ذلك من خصاحل‬
‫الكفاحر‪،‬م ونو ذلك قوله »سباب المسلم فسوق وقتاله كفر« هذا ف الكفر الصغر‪.‬‬
‫وأماح الكفر العرف باحللف واللما فاحلقاحعدةا الت حررهاح الئمة كشيخ السلما وغكيه أنه أتى فياد به الكفر الكب‬
‫كقوله عليه الصلةا والسلما »بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلة «‪.‬‬
‫ب‪.‬هلجوجدجعا بعجدلعجوىَ الججاعهلعيمعة«( يدل على أن‬
‫ب ا لتختدوجد‪ ,‬جوجشمق ا لتجتيو ج‬ ‫س عممنا جملن ج‬
‫ضجر ج‬ ‫قاحل )ولماح عن ابن مسعود مرفوعاحع‪» :‬لجلي ج‬
‫س عممنا( تدل أن الفعل من الكباحئر‪،‬م ولذا‬ ‫من فعل هذه الفعاحل فهو ليس من أهل الياحن‪،‬م وقد ذكرت لكم أن كلمة )لجلي ج‬
‫نقول‪ :‬تركر الصب وإظهاحر التسخمط كبي من الكباحئر‪،‬م والعاحصي تنقص الياحن؛ لن الياحن يزجيد باحلطاحعة وينقص باحلعصية‪،‬م‬
‫)‪(1‬‬
‫ونقص الياحن قد ينقص كماحل التوحيد؛ بل إن تركر الصب مناحف لكماحل التوحيد الواجب‪.‬‬
‫ك‬
‫سج‬ ‫خيـجر جعمججل لجهت ا لعتتقوبجةج في المدنلـجيا‪ ,‬جوإعجذا أججراجد بعجعلبعدعه ال م‬
‫شمر أجلم ج‬
‫عع‬
‫قاحل )وعن أنس‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬إعجذا أججراجد ال بعجعلبده ا ل ج ل‬
‫جعلنهت بعجذنلبععه جحمتى يتـجوافى بععه يجـلوجم العقجياجمعة«( هذا فيه بياحن حكمة ال جل وعل الت إذا استحضرهاح الصاحب فإنه يعظم عنده‬
‫الصب ويتحلى بذه العباحدةا القلبية العظيمة وهي تركر التسخمط والرضى بفعل ال جل وعل وقضاحئه؛ لن العبد إذا أيريد به‬
‫بعشرةا أشياحء‪ :‬ومنهاح أن تعجل له العقوبة‬
‫الي فإن العقوبة يتثعل له ف هذه الدنياح؛ لن رفع أثر العقوبة عن العبد يكون ش‬
‫ف الدنياح‪،‬م يعن يعاحقب ف الدنياح برض بفقد ماحل بصيبة؛ لن ماحلفة أمر ال ف ملكوته ل بد أن تقع له عقوبة إشن ل‬
‫يغفر ال جل وعل ويتجاحوزا‪،‬م فإذا كاحنت العقوبة ف الدنياح فإنأاح أهون من أن تكون ف البزاخ أو تكون يوما القياحمة‪،‬م ولذا‬

‫‪.‬انتهى الشريط الاحدي عشر )‪1‬‬


‫[ ‪] 185‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ب منه«‪،‬م ولذا‬ ‫ع‬


‫جاحء ف الديث الخر الذي رواه البخماحري وغيه قاحل عليه الصلةا والسلما »من يرد ال به خيرا يتص ل‬
‫صب ببلء أو ل يرض ونو ذلك‪،‬م وقد قاحل عليه الصلةا والسلما ف‬ ‫كاحن بعض السلف يتهم نفسه إذا رأى أنه ل ي و‬
‫المى ‪-‬مثل‪» -‬ل تسبوا الحمى فو الذي نفسي بيده إنها لتنفي الذنوب على العبد كما ينفي الكير خبث الحديد« ففي‬
‫الصاحئب كنعم‪،‬م الصاحئب فيهاح كنعم على العبد‪،‬م وال جل وعل له الكمة الباحلغة فيماح يصلح عبده الؤمن‪.‬‬
‫ط‬‫ضى‪ ,‬جوجملن جسعخ ج‬ ‫قاحل )وقاحل النب »إعمن ععظجم ا لجزاعء مع عظعم ا لبلجعء‪ ,‬وإعمن ال إعجذا أجحب قجـومام ابلـتجلجتهم‪ ,‬فجمن ر ع‬
‫ضجي فجـلجهت المر ج‬ ‫ل جل ج‬ ‫ج م ل‬ ‫ج ج‬ ‫ج جج ج ج‬
‫ضى( يعن الرضى من ال عليه على أن الرضى عباحدةا؛ لن رضى ال عن العبد إشذ‬ ‫ط«( دل قوله )ر ع‬
‫ضجي فجـلجهت المر ج‬ ‫سجخ ت‬
‫ج‬ ‫فجـلجهت ال م‬
‫رضي عنه دال على أن ذلك الفعل مبوب له‪،‬م وذلك دليل أنه من العباحدات‪،‬م وكذلك الملة الثاحنية دليل على أن السخمط‬
‫مرما قاحل )جوجملن جسعخجط فجـلجهت المسجختط( يعن من ال جل وعل‪.‬‬
‫وحقيقة السخمط على ال جل وعل أن يقوما ف قلبه عدما مبة ذلك الشيء وكراهة ذلك الشيء وعدما الرضى به‬
‫واتاحما الكمة فيه‪،‬م فمن قاحمت به هذه الشياحء متمعة فقد سخمط‪،‬م يظهر أثر السخمط على اللساحن أو على الوارح‪،‬م‬
‫يظهر السخمط ف القلب من جهة عدما الرضى باحلوامر‪،‬م عدما الرضى باحلنواهي‪،‬م عدما الرضى باحلشرع‪،‬م فيتسخمط المر‪،‬م‬
‫يتسخمط النهي‪،‬م يتسخمط الشرع‪،‬م فهذا كبيةا من الكباحئر ولو امتثل ذلك‪،‬م فإن تسخمطه وعدما الرضى بذلك قلباح دليل على‬
‫ض بأصل الشرع وسكخموطه بقلبه‬‫انتفاحء كماحل التوحيد ف حقه‪،‬م وقد يصل باحلبعض إل انتفاحء التوحيد من أصله إذا ل ير و‬
‫واتم الشرع أو اتم ال جل وعل ف حكمه الشرعي‪ .‬نعم‬

‫باب ما جاء في الرياء‬


‫صالعمحا جوجل‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫احتد فججملن جكاجن يجـلرتجوا لجقاءج جربه فجـلليجـلعجملل جعجممل ج‬‫شتر عملثتلتكلم تيوحجي إعجللي أجلنمجا عإجلتهكتلم عإجلته جو ع‬ ‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬تقلل عإلنمجا جأجنا جب ج‬
‫يتلشعرلك بعععجباجدةع جربعه أججحمدا﴾]الكهف‪.[110:‬‬
‫شلرعك‪ ،‬جملن جععمجل جعجملم أجلشجرجك عفيعه جمععي غجليعري‪ ,‬تجـجرلكتتهت‬ ‫شجرجكاعء جععن ال م‬ ‫وعن أب هريرةا مرفوعزاح‪» :‬جقاجل اللمهت تجـجباجرجك جوتجـجعالججى‪ :‬أججنا أجلغنججى ال م‬
‫جوعشلرجكته«‪ .‬رواه مسلم‬
‫شلرتك‬ ‫ف جعلجليتكلم ععلنعدي عمجن ا لجمعسيعح المدمجاعل؟هل« جقالوا‪ :‬بجـلججى‪.‬هل فجـجقاجل‪» :‬ال م‬ ‫وعن أب سعيد مرفوعاحع‪ :‬فجـجقاجل‪» :‬أجلج أتلخبعترتكلم بعجما تهجو أجلخجو ت‬
‫صلجتجهت لعجما يجـجرىَ عملن نجظجعر جرتجتل إليه« رواه أحد‬ ‫صملي فجـيتـجزيمتن ج‬
‫ا لجخفمي‪ :‬يجـتقوجم المرتجلت يت ج‬
‫ع‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باب ما جاء في الرياء( يعن من الوعيد وأنه شركر باحل جل وعل‪.‬‬
‫والرياحء حقيقته من الرؤية وهي البصرية‪،‬م وذلك أن يعمل عمل العباحدةا لكي ييرى أنه يعمل‪،‬م يعمل العمل الذي هو‬
‫من العباحدةا إماح صلةا أو تلوةا أو ذكر أو صدقة أو حجح أو جهاحد أو أمر ونأي أو صلة رحم أو نو ذلك ل لطلب ماح‬
‫عند ال؛ ولكن لجل أن ييرى لجل أن يراه الناحس على ذلك فيثنوا عليه به‪،‬م هذا هو الرياحء‪.‬‬
‫وقد يكون الرياحء ف أصل السلما كرياحء الناحفقي‪.‬‬
‫[ ‪] 186‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فاحلرياحء على درجتي‪:‬‬


‫الدرجة الولى‪ :‬رياحء الناحفقي بأن ييظهر السلما وييبطن الكفر لجل رؤية اللق‪،‬م وهذا مناحف للتوحيد من أصله‬
‫س جوجل يجلذتكتروجن ال لهج إعلل قجعليمل﴾]النساحء‪،[142:‬م )يتـجراتءوجن‬
‫وكفر أكب باحل جل جلله لذا وصف ال الناحفقي بقوله﴿يتـجراتءوجن اللنا ج‬
‫س ( يعن الرياحء الكب الذي هو إظهاحر أصل السلما وشعب السلما وإبطاحن الكفر وشعب الكفر‪.‬‬ ‫اللنا ج‬
‫والنوع الثاني من الرياء‪ :‬أن يكون الرجل مسلماح أو الرأةا مسلمة ولكن يرائي بعمله أو ببعض عمله‪،‬م فهذا شركر‬
‫ك لعجملن‬
‫خفي‪،‬م وذلك الشركر مناحف لكماحل التوحيد‪،‬م وال جل وعل قاحل ﴿إعلن ال لهج جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه جويجـغلعفتر جما تدوجن جذلع ج‬
‫يججشاءت﴾)‪ (1‬على اختياحر من قاحل إن قوله )جل يجـغلعفتر أجلن يتلشجرجك بععه( يدخل فيه الشركر الفي والصغر‪.‬‬
‫وحي عإجليل أجلنجما إعجلهتتكلم عإجلته جو ع‬
‫احتد‬ ‫قاحل الشيخ رحه ال )باحب ماح جاحء ف الرياحء وقول ال تعاحل‪﴿ :‬تقلل عإلنجما أججنا بج ج‬
‫شرت عملثتلكتلم تي ج‬
‫صالعمحا جوجل يتلشعرلك بعععجباجدةع جربعه أججحمدا﴾]الكهف‪ ([110:‬قوله )جوجل يتلشعرلك بعععجباجدعة جربعه أججحمدا(‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫فججملن جكاجن يجـلرتجوا لجقاءج جربه فجـلليجـلعجملل جعجممل ج‬
‫هذا نأي عن الشراكر‪،‬م قاحل )جوجل يتلشعرلك( هذا نأي‪،‬م والنهي هناح عاحما لميع أنواع الشركر الت منهاح شركر الرياحء‪،‬م ولذا يستدثل‬
‫السلف بذه الية على مساحئل الرياحء كماح أوردهاح الماحما رحه ال تعاحل هناح؛ لنه قاحل )فججملن جكاجن يجـلرتجوا لعجقاءج جربعه فجـلليجـلعجملل‬
‫صالعمحا جوجل يتلشعرلك بعععجباجدعة جربعه أججحمدا( يعن باح يشمل شركر الراءاةا‪،‬م فإن الرياحء شركر وقوله )جوجل يتلشعرلك( وهذا عموما يعم‬ ‫جعجممل ج‬
‫أنواع الشركر جيعاح؛ لن )يلشعرلك( نكرةا جاحءت ف سياحقا النهي فعمت أنواع الشركر‪,‬هل وقوله )أجحمدا( يعم جيع اللق براءاةار‬
‫ج‬ ‫ت‬
‫أو بتسمع أو بغي ذلك‪.‬‬
‫فدللة الية ظاحهرةا على الباحب الراءاةا نوع من أنواع الشركر الصغر نوع من الشركر الفي‪,‬هل تاحرةا نقول الرياحء شركر‬
‫أصغر باحعتباحر أنه ليس بأكب مرج من اللة‪،‬م وتاحرةا نقول الرياحء شركر خفي لنه ليس بظاحهر وإناح هو باحطن خفي ف قلب‬
‫العبد‪،‬م ولذا تد أن كثيين من أهل العلم يعبون عن الشركر الصغر بيسي الرياحء‪،‬م وتاحرةا يعبون عن الشركر الفي باحلرياحء؛‬
‫ذلك لن الشركر يتلف من حيث الطلقا ‪-‬كماح ذكرناح لكم ف أول هذا الشرح‪ -‬من عاحل إل آخر تاحرةا يقسمون‬
‫الشركر إل أكب وأصغر ومنهم من يقسمه إل أكب وأصغر وخفي‪،‬م وكل له اصطلحه وكل القوال صواب‪.‬‬
‫شلرعك‪ ،‬جملن جععمجل جعجملم أجلشجرجك عفيعه جمععي غجليعري‪,‬‬ ‫شجرجكاعء جععن ال م‬
‫قاحل )وعن أب هريرةا مرفوعزاح‪» :‬جقاجل اللمهت تجـجباجرجك جوتجـجعالججى‪ :‬أججنا أجلغنججى ال م‬
‫تجـجرلكتتهت جوعشلرجكهت«( هذا الديث يدل على أن الرياحء مردود على صاححبه وأن ال جل وعل ل يقبل العمل الذي خاحلطه الرياحء‪،‬م‬
‫صلوا ف ذلك فقاحلوا‪ :‬الرياحء إذا عرض للعباحدةا فله أحوال‪:‬‬ ‫والعلماحء ف ث‬
‫فإماح أن يعرض للعباحدةا من أولاح‪،‬م فإذا عرض للعباحدةا من أولاح فإن العباحدةا كلهاح باحطلة‪،‬م مثل أن يصلي؛ أنشأ الصلةا‬
‫لنظر فلن‪,‬هل ل يرد أن يصلي الراتبة لكن لاح رأى فلناح ينظر إليه فصلى الراتبة لكي يراه‪,‬هل فهذا عمله حاحبط؛ يعن هذه‬
‫الركعتي حاحبطة وهو مأزاور على مراءاته ومرتكب الشركر الفي‪,‬هل الشركر الصغر‪.‬‬
‫والاحل الثاحنية أن يكون أصل العباحدةا ل؛ ولكن خلط ذلك العاحبد عمله برياحء مثل أطاحل الركوع وأكثر التسبيح لجل‬
‫من يراه‪،‬م أطاحل القراءةا والقياحما لجل أن يراه فهذا القدر الواجب من العباحدةا له‪،‬م وماح عدا ذلك فهو حاحبط؛ لنه راء ف‬

‫‪.‬النساحء‪،48:‬م ‪1)( 116‬‬


‫[ ‪] 187‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الزجياحدةا على الواجب‪،‬م فيحبط ذلك الزجائد وهو آث عليه‪،‬م ل يؤجر عليه ويبط ول ينتفع منه‪،‬م ويؤزار على إشراكه وعلى‬
‫مراءاته‪،‬م هذا ف العماحل أو ف العباحدات البدنية‪،‬م أماح العباحدات الاحلية فيخمتلف الاحل عن ذلك‪.‬‬
‫قاحل هناح )جملن جععمجل جعجملم أجلشجرجك عفيعه جمععي غجليعري‪ ,‬تجـجرلكتتهت جوعشلرجكهت( يعن بميع أنواع الشوركي وبميع أنواع العماحل‪،‬م )جملن‬
‫جععمجل جعجملم(‪,‬هل )جعجملم( هذه نكرةا جاحءت ف سياحقا الشرط فعمت جيع العماحل ‪-‬العماحل البدنية والعماحل الاحلية‬
‫والعماحل الت اشتملت على ماحل وبدن‪-‬؛ البدنية كاحلصلةا والصياحما‪،‬م والاحلية كاحلزجكاحةا والصدقة‪،‬م والشتملة على بدن وماحل‬
‫كاحلجح والهاحد ونو ذلك‪،‬م هذا يعم الميع )جملن جععمجل جعجملم( يعن أنشأه‪,‬هل )أجلشجرجك عفيعه جمععي غجليعري(؛ جعله ل ولغي ال‬
‫جيعاح فإن ال جل وعل أغن الشركاحء عن الشركر‪،‬م ل يقبل إل ماح كاحن له وحده سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫ف جعلجليتكلم ععلنعدي عمجن ا لجمعسيعح المدمجاعل؟هل« جقالوا‪ :‬بجـلججى‪.‬هل فجـجقاجل‪:‬‬
‫قاحل )وعن أب سعيد مرفوعاحع‪ :‬فجـجقاجل‪» :‬أجلج أتلخبعترتكلم بعجما تهجو أجلخجو ت‬
‫صلجتجهت لعجما يجـجرىَ عملن نجظجعر جرتجتل إليه«( هذا فيه بياحن أن هذا النوع من الشركر هو‬ ‫صملي فجـيتـجزيمتن ج‬
‫ع‬
‫شلرتك ا لجخفمي‪ :‬يجـتقوجم المرتجتل يت ج‬
‫»ال م‬
‫أخوف من السيح الدجاحل عند النب على هذه المة؛ ذلك أن أمر السيح أمر ظاحهر بثي والنب عليه الصلةا والسلما‬
‫بي ماح ف شأنه وبي صفته وحذر المة منه وأمرهم أن يدعوا آخر كل صلةا باحلستعاحذةا من شثر السيح الدجاحل ومن‬
‫فتنة السيح الدجاحل؛ لكن الرياحء هذا يعرض للقلب كثيا‪،‬م والشيطاحن يأت إل القلوب‪،‬م وهذا الشركر يقود العبود شيئاح فشيئاح‬
‫عن مراقبة ال جل وعل ويتجه إل مراقبة الخملوقي‪،‬م لذلك صاحر أخوف عند النب من السيح الدجاحل‪،‬م ث فسره بقوله‬
‫صلجتجهت لعجما يجـجرىَ عملن نجظجعر جرتجتل(‪ .‬نعم‬
‫صملي فجـيتـجزيمتن ج‬
‫ع‬
‫شلرتك ا لجخفمي‪ :‬يجـتقوجم المرتجلت يت ج‬
‫)ال م‬

‫باب من الشرك إرادة النسان بعمله الدنيا‬


‫ف إعلجيعهم أجلعمالجهم عفيها وهم عفيها جل يـبجخسوجن)‪(15‬تأولجئع ج ل ع‬
‫س‬‫ك ا ذيجن لجلي ج‬ ‫وقاحل ال تعاحل‪﴿ :‬جملن جكاجن يتعريتد ا لجحجياجة البدنلـجيا جوعزيجنتجـجها نتـجو ب ل ل ج ت ل ج ج ت ل ج ت ل ت‬
‫صنجـتعوا عفيجها جوجباعطلت جما جكاتنوا يجـلعجمتلوجن﴾]هود‪.[16-15 :‬‬ ‫لجتهلم عفي العخجرةع إعلل اللناتر جوجحبع ج‬
‫ط جما ج‬
‫س عبتد‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬
‫س عبتد الجخميصة تجع ج‬ ‫س عبتد المدرهم تجع ج‬
‫س عبتد المدينار تجع ج‬ ‫وف الصحيح عن أب هريرةا قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬تجع ج‬
‫ل‪,‬‬‫انتعقش‪.‬هل جطوبى لعبتد آعخذ بععناعن فرسعه في سبيعل ا ع‬ ‫س‪ ,‬وإذا عشي ج‬ ‫ط سعخ ج ع‬ ‫ع‬
‫ج‬ ‫ج‬ ‫ك فل ت ج‬ ‫س وانتججك ج‬ ‫ط‪ ,‬تجع ج‬ ‫الخميلة‪ :‬إن أعطجي رضجي وإن لم يتـلع ج ج‬
‫ث رأتسهت مغبرتة قدماته‪ ,‬إن كان في الحراسعة كان في الحراسعة‪ ,‬وإن كان في الساقة كان في الساقة‪.‬هل إعن استأجذجن لم يؤجذلن له‪ ,‬وإن‬ ‫أشع ت‬
‫شمفلع«‪.‬‬ ‫جشجفجع لم يت ج‬
‫]الشرح[‬
‫هذا الباحب باحب عظيم من أبواب هذا الكتاحب ترجه الماحما رحه ال بقوله )باب من الشرك إرادة النسان بعمله‬
‫الدنيا(‪،‬م )من الشرك( يعن الشركر الصغر‪،‬م أن يريد النساحن بأعماحله الت يعملهاح من الطاحعاحت الدنياح ول يريد باح الخرةا‪،‬م‬
‫وإرادةا النساحن الدنياح ‪-‬يعن ثواب الدنياح‪ -‬أعم من حاحل الرياحء‪،‬م فاحلرياحء حاحلة واحدةا من أحوال إرادةا النساحن الدنياح؛ فهو‬
‫يصلي أو يزجيد ويزجين ف صلته لجل الرؤية ولجل الدح؛ لكن هناحكر أحوال أخر لرادةا الناحس بأعماحلم الدنياح‪،‬م لذا‬
‫عطف الشيخ رحه ال هذا الباحب على الذي قبله ليبي أن إرادةا النساحن الدنياح تأت ف أحوال كثيةا أعم من حاحل الرياحء‬
‫باحلاحصة؛ لكن الرياحء جاحء فيه الديث وخاحفه النب عله الصلةا والسلما على أمته فهو ف وقوعه كثي والوف منه جلل‪.‬‬
‫[ ‪] 188‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وهذا الباحب اشتمل على الكم بأثن إرادةا النساحن بعمله الدنياح من الشركر وقوله )إرادة النسان ( يعن أن يعمل‬
‫العمل وف إرادته بعثه على العمل ثواب الياحةا الدنياح‪،‬م فهذا من الشركر باحل جل وجلله‪،‬م وسيأت تفصيل أحوال ذلك‪.‬‬
‫ســوجن)‪(15‬تأولجئعـ ج‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫قــاحل )وقــاحل الـ تعــاحل‪﴿ :‬جمـلن جكــاجن يتعريـتد ا لجحيـجـاجة الـبدنلـجيا جوعزيجنتجـجهــا نتـجو ب ع‬
‫ك‬ ‫ف إلجليعهـلم أجلعجمــالجتهلم فيجهــا جوتهـلم فيجهــا جل يتـلبجخ ت‬
‫صـنجـتعوا عفيجهــا جوجباعطـلت جمـا جكــاتنوا يجـلعجملـتـوجن﴾]هــود‪ ([16-15 :‬هــذه اليــة ‪-‬آيــة ســورةا‬ ‫ط جمـا ج‬ ‫س لجتهلم عفي العخجرعة إعلل اللناتر جوجحبعـ ج‬ ‫لع‬
‫ا ذيجن لجلي ج‬
‫هود‪ -‬مصوصة بقوله تعاحل ﴿جملن جكاجن يتعريتد الجعاعجلجةج جعلجلجنا لجهت عفيجها جما نججشاءت لعجمن نبعريتد﴾]السراء‪ [18:‬فهي مصوصة بــن شــاحء‬
‫ف إعلجليعهـلم أجلعجمــالجتهلم عفيجهـا( يعنـ مــن أراد الـ جــل وعل لــه ذلــك‪،‬م‬
‫ال جل وعل قــاحل هنــاح )جملن جكاجن يتعريـتد ا لجحيـجـاجة الـبدنلـجيا جوعزيجنتجـجهــا نتـجو ب‬
‫ومن شاحءه ال‪،‬م فهذا العموما الذي هناح مصوص بآية السراء وآية سورةا الشورى‪.‬‬
‫الذين يريدون الياحةا الدنياح أصل وقصدا وتركاح هم الكفاحر‪،‬م ولذا نزجلت هذه الية ف الكفاحر؛ لكن لفظهاح يشــمل كــل‬
‫من أراد الياحةا الدنياح بعمله الصاحل‪.‬‬
‫ولــذا جــع المــاحما ممــد بــن عبــد الوهــاحب رحــه الـ فـ رســاحلة لــه أحـوال النــاحس فيهــاح قــاحل الســلف تفسـيا لــذه اليــة‪،‬م‬
‫وجعل كلما السلف يتناحول أربعة أنواع من الناحس كلهم يدخل ف هذا الوعيد‪:‬‬
‫النوع الول ‪ :‬من ركبوا هذا الشركر الصغر وأرادوا بعملهم الياحةا الدنياح؛ أنــه يعمـل العمـل الصـاحل وهــو فيــه ملـص لـ‬
‫جل وعل؛ ولكن يريد به ثواب الدنياح ول يريد ثواب الخرةا‪ .‬مثل يتعبد ال جل وعل باحلصلةا وفيهاح ملص ل أداهاح على‬
‫طواعية واختياحر وامتثاحل لمر ال؛ لكن يريد منهاح أن يصح بدنه‪،‬م أو وصل رحه وهو يريد منه أن يصل له ف الدنياح الذكر‬
‫الطيب والصلة ونو ذلك‪،‬م أو عمل أعماحل من التجاحرةا والصدقاحت وهو يريد بذلك تاحرةا لكــي يكــون عنــده مــاحل فيتصـدقا‬
‫وهو يريد بذلك ثواب الدنياح‪،‬م فهذا النوع عمل العباحدةا امتثاحل للمر وملصــاح فيهــاح لـ؛ ولكنـه طـاحمع فـ ثـواب الـدنياح‪،‬م وليــس‬
‫له هة ف الخرةا‪،‬م ول يعمل هرباح من الناحر وطمعاح ف النة‪،‬م فهذا داخل ف هذا النوع‪،‬م وداخل ف قوله )جملن جكــاجن يتعريـتد ا لجحيجــاجة‬
‫ف إعلجليعهلم أجلعجمالجتهلم عفيجها جوتهلم عفيجها جل يتـلبجختسوجن(‪.‬‬
‫البدنلـجيا جوعزيجنتجـجها نتـجو ب‬
‫والعماحل الت يعملهاح العبد ويستحضر فيهاح ثواب الدنياح على قسمي‪:‬‬
‫القسم الول‪ :‬أن يكون العمل الذي عمله واستحضر فيه ثواب الدنياح وأراده ول يرد ثواب الخرةا ل يرّغب الشــرع‬
‫فيه بذكر ثواب الدنياح‪،‬م مثل الصلةا والصياحما ونو ذلك من العماحل والطاحعاحت‪،‬م فهذا ل يوزا له أن يريد به الدنياح ولــو أراد‬
‫به الدنياح فإنه مشركر ذلك الشركر‪.‬‬
‫والقسم الثاني‪ :‬أعماحل رتب الشاحرع عليهاح ثواباح ف الدنياح ورثغب فيهاح بذكر ثواباح لاح ف الدنياح‪،‬م مثل صلة الرحم وبــر‬
‫الوالــدين ونــو ذلــك وقــد قــاحل عليــه الصــلةا والســلما »من سلره أن تيبسـط لـه فــي رزقـه وتينسـأ لـه فـي أثـره فليصــل رحمـه«‪،‬م فهــذا‬
‫النوع إذا استحضر ف عمله حي يعمل هذا العمل استحضر ذلك الثواب الدنيوي‪،‬م وأخلص ل فـ العمــل‪،‬م ولـ يستحضــر‬
‫الثواب الخروي‪،‬م فهو داخل ف الوعيد فهـو مـن أنـواع هـذا الشـركر؛ لكن إذا استحضـر الثـواب الـدنيوي والثـواب الخـروي‬
‫معاح‪،‬م لـه رغبة فيمـاح عنـد الـ فـ الخـرةا يطمـع النـة ويهـرب مـن النـاحر واستحضـر ثـواب هـذا العمـل فـ الـدنياح‪،‬م فـإنه ل بأس‬
‫بذلك؛ لن الشرع ماح رغب فيه بذكر الثواب ف الدنياح إل للحض عليه »فمن قتــل قـتيل فلـه ســلبه« فقتــل القتيــل فـ الهــاحد‬
‫لكي يصل على السلب هذا؛ ولكن قصده من الهاحد الرغبة فيهاح عند ال جل وعل ملصاح فيه لوجه ال‪،‬م لكـن أتـى هـذا‬
‫[ ‪] 189‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫من زاياحدةا التغيب له ول يقتصر على هذه الدنياح‪،‬م بل قلبه معلق أيضاح بـاحلخرةا‪،‬م فهــذا النــوع ل بــأس بــه ول يـدخل فـ النــوع‬
‫الول ماح ذكره السلف ف هذه الية‪.‬‬
‫ف إعلجليعهـلم أجلعجمــالجتهلم عفيجهـا‬
‫النوع الثاني‪ :‬ماح ذكره السلف ماح يدخل تت هــذه اليــة )جملن جكــاجن يتعريـتد ا لجحيـجـاجة الـبدنلـجيا جوعزيجنتجـجهــا نتـجو ب‬
‫صـله مـن الاحل‪،‬م مثـل أن يدرس‬ ‫ع‬
‫جوتهلم فيجها جل يتـلبجختسوجن ( أنه يعمل العمل الصـاحل لجل الـاحل‪،‬م فهـو يعمـل العمل لجـل مـاح ي ث‬
‫يتعلم العلم الشرعي لجل الوظيفة فقط‪،‬م وليس ف هه رفع الهاحلة عن نفسه ومعرفة العبد بأمر ربه ونأيه والرغب فـ النــة‬
‫وماح يقرب منهاح والرب من الناحر وماح يقرب منهاح‪،‬م فهـذا داخـل ف ذلـك‪،‬م أو حفـظ القـرآن ليكــون إماحمـاح ف السـجد ويكـون‬
‫له النرزاقا الذي يأت من بيت الاحل‪،‬م فغرضه من هذا العمل إناح هو الاحل‪،‬م فهذا ل يعمل العمل صاحلاح‪،‬م وإناح العمل الذي ف‬
‫ظاحهره أنه صاحل؛ ولكن ف باحطنه قد أراد به الدنياح‪.‬‬
‫والنوع الثالث‪ :‬أهل الرياحء الذين يعملون العماحل لجل الرياحء‪.‬‬
‫والنــوع الرابــع ‪ :‬الــذين يعملــون العمــاحل الصــاحلة ومعهــم نــاحقض مــن ن ـواقض الســلما‪،‬م يعمــل أعمــاحل صــاحلة يصــلي‬
‫ويزجكي ويتصدقا ويقرأ القرآن ويتلو؛ ولكن هو مشركر الشركر الكب‪،‬م فهذا وإن قاحل إنه مؤمن فليس بصاحدقا ف ذلك؛ لنــه‬
‫لو كاحن صاحدقا لوثحد ال جل وعل‪.‬‬
‫فهــذه بعــض النـواع الــت ذكــرت بتفســي هــذه اليــة وكلهــاح داخلــة تــت قـوله )جمـلن جكــاجن يتعريـتد ا لجحيـجـاجة الـبدنلـجيا جوعزيجنتجـجهــا(‬
‫فهؤلء جيعاح أرادوا الياحةا الدنياح وزاينتهاح ول يكن وهـ شم فـ رضــى الـ جـل وعل وطلـب الخـرةا مـن أصــله بـذلك العمـل الـذي‬
‫عملوه‪.‬‬
‫ك العذين لجيس لجهم عفي العخرةع‬
‫هنا إشكال أورده بعض أهل العلم‪ :‬وهو أثن ال جل وعل قاحل ف الية الت تليهاح )تأولجئع ج‬
‫ج‬ ‫ج ل ج تل‬
‫صنجـتعوا عفيجها جوجباعطتل جما جكاتنوا يجـلعجمتلوجن( وأثن هذه ف الكفاحر الصليي أو ف من قاحما به مكفر‪،‬م أماح السلم‬ ‫إعلل اللناتر جوجحبع ج‬
‫ط جما ج‬
‫الذي قاحمت به أراد الدنياح فإنه ل يدخل ف هذه الية؟‬
‫س‬ ‫والواب‪ :‬أنه يدخل لن السلف أدخلوا أصناحف من السلمي ف هذه الية‪،‬م والوعيد بقوله )تأولجئع ج ل ع‬
‫ك ا ذيجن لجلي ج‬
‫لجتهلم عفي العخجرةع إعلل اللناتر( فيمن كاحنت إرادته الياحةا الدنياح فلم يتقرب إل ال جل وعل بشيء‪،‬م )جملن جكاجن يتعريتد ا لجحجياجة البدنلـجيا‬
‫ف إعلجليعهلم أجلعجمالجتهلم عفيجها جوتهلم عفيجها جل يتـلبجختسوجن( فهؤلء أرادوا الدنياح بكل عمل وليس معهم من الياحن والسلما‬‫جوعزيجنتجـجها نتـجو ب‬
‫مصحح لصل أعماحلم‪،‬م فهؤلء ملدون ف الناحر‪،‬م أماح الذي معه أصل الياحن وأصل السلما الذي يصح به عمله فهذا‬
‫قد يبط العمل؛ بل يبط عمله الذي أشركر فيه وأراد به الدنياح‪،‬م وماح عداه ل يبط لن معه أصل الياحن الذي يصحح‬
‫العمل الذي ل ياحلطه شركر‪.‬‬
‫فإذن فهذه الية فيهاح الوعيد‪،‬م وهذا الوعيد يشمل كماح ذكرناح أربعة أصناحف‪،‬م وكماح قاحل أهل العلم‪ :‬إن العبةا هناح‬
‫باحللفظ ل بصوص السبب‪،‬م فهي وإن كاحنت ف الكفاحر لكن لفظهاح يشمل من أراد الياحةا الدنياح من غي الكفاحر‪.‬‬
‫س عبتد‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬
‫س عبتد المدرهم تجع ج‬ ‫س عبتد المدينار تجع ج‬
‫قاحل )وف الصحيح عن أب هريرةا قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬تجع ج‬
‫س عبتد الخميلة‪.‬هل‪.‬هل‪.‬هل( إل آخر الديث‪،‬م وجه الشاحهد من ذلك أنه دعاح على عبد الديناحر وعلى عبد الدرهم‬ ‫ع ع‬
‫الجخميصة تجع ج‬
‫وعلى عبد الميصة‪،‬م وعبد الديناحر هو الذي يعمل العمل لجل الديناحر‪،‬م ولو ل الديناحر لاح تركت هته ف العمل‪،‬م ولول‬
‫[ ‪] 190‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫هذه الميصة لاح تركت هته ف العمل‪،‬م فأراد العمل وعمل لجل هذا الديناحر‪،‬م لجل هذه الدنياح‪،‬م لجل الدراهم‪،‬م لجل‬
‫الاحه‪،‬م لجل الكاحنة‪،‬م لجل الميصة الميلة ونو ذلك‪،‬م وقد ساحه النب عليه الصلةا والسلما عاحبدا للديناحر‪،‬م فدل ذلك‬
‫على أنه من الشركر؛ لن العبودية درجاحت منهاح عبودية الشركر الصغر ومنهاح عبودية الشركر الكب‪.‬‬
‫فاحلذي يشركر بغي ال جل وهل الشركر الكب وعاحبد له أهل الوثاحن عبدةا الوثاحن‪،‬م وأهل الصليب عبدةا للصليب‪.‬‬
‫وكذلك من يعمل الشركر الصغر ويتعلق قلبه بشيء من الدنياح فهو عاحبد لذلك‪،‬م يقاحل عبد هذا الشيء؛ لنه هو‬
‫الذي حركر هته‪،‬م ومعلوما أن العبد مطيع لسيده‪,‬هل مطيع له أينماح وجهه توجه‪،‬م فهذا الذي حركته وهته للدنياح وللديناحر‬
‫وللدرهم عبد لاح؛ لن هته معلقة بتلك الشياحء‪،‬م وإذا وجد لاح سبيل تركر إليهاح‪،‬م بدون النظر هل يوافق ذلك أمر ال جل‬
‫وعل أما ل يوافق أمر ال جل وعل وشرعه‪ .‬نعم‪.‬‬

‫باب من أطاع العلماء والمراء في تحريم ما أحل ال أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم‬
‫أربابام‬
‫وقاحل ابن عباحس‪ :‬يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء‪ ،‬أقول‪ :‬قال رسول ال ‪ ،‬وتقولون‪ :‬قال أبو بكر وعمر؟هل !ُ‬
‫وقاحل أحد بن حنبل‪ :‬عجبت لقوم عرفوا السناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان‪ ،‬وال تعالى يقول‪﴿ :‬فجـليجلحجذلر العذيجن‬
‫ب أجعليتم﴾]النور‪ ،[63:‬أتدري ما الفتنة؟هل الفتنة الشرك‪ ،‬لعله إذا رجلد بعض قوله أن‬ ‫صيبجـتهلم جعجذا ت‬‫صيبـتهم ع لفتـنجةت أجو ي ع‬
‫ل ت‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫يتجخالتفوجن جعلن أجلمعره أجلن ت ج ل‬
‫ع‬
‫يقع في قبله شيء من الزيغ فيهلعك‪.‬هل‬
‫وعن عدي بن حاحت‪ :‬أنه سمع النبي يقرأ هذه الية‪﴿ :‬اتلجختذوا أجلحجباجرتهلم جوترلهجبانجـتهلم أجلرجبامبا عملن تدوعن ال لعه جوا لجمعسيجح ابلجن جملريججم جوجما‬
‫شعرتكونج﴾]التوبة‪ ،[31:‬فقلت له‪ :‬إنا لسنا نعبدهم‪.‬هل قال‪ » :‬أليس يحرمون‬ ‫احدام لج إعجلجه عإلل تهوج تسلب ج‬
‫حجانته جعملا تي ل‬ ‫تأعمتروا إعلل علجيلعتبتدوا إلهام وج ع‬
‫ما أحل ال فتحرمونه‪ ،‬ويحلون ما حرم ال فتحلونه ؟هل«‪.‬هل فقلت‪ :‬بلي‪.‬هل قال‪ » :‬فتلك عبادتهم «‪.‬هل رواه أحد والتمذي وحسنه‪.‬هل‬
‫]الشرح[‬
‫) باب من أطاع العلماء والمراء في تحريم ما أحل ال أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابام( هذا الباحب‬
‫والبواب بعده ف بياحن مقتضياحت التوحيد ولوازاما تقيق شهاحدةا أن ل إله إل ال‪،‬م وأن شهاحدةا أن ل إله إل ال تقتضي‬
‫وتستلزجما أن يكون العبد مطيعاح ل جل وعل فيماح أحل وفيماح حرما؛ مل للحلل ومرماح للحراما‪،‬م ل يتحاحكم إل إليه جل‬
‫وعل‪،‬م ول ييوّكم ف الدين إل شرع ال جل وعل والعلماحء وظيفتهم تبيي معاحنا ماح أنزجل ال جل وعل على رسوله ‪،‬م‬
‫وليست وظيفة العلماحء الت أذن لم باح ف الشرع أنأم يللون ماح يشاحءون أو يرمون؛ بل وظيفتهم الجتهاحد ف فقه‬
‫النصوص وأن يبينوا ماح أحل ال وماح حرما ال جل وعل‪،‬م فهم أدوات ووساحئل لفهم نصوص الكتاحب والسنة‪،‬م ولذلك‬
‫طاحعتهم تبع لطاحعة ال ورسوله‪،‬م يطاحعون فيماح فيه طاحعة ل جل وعل ولرسوله‪،‬م وماح كاحن ف المور الجتهاحدية فيطاحعون؛‬
‫لنأم هم أفقه باحلنصوص من غيهم‪،‬م فتكون طاحعة العلماحء والمراء من جهة الطاحعة التبعية ل ولرسوله‪.‬‬
‫أماح الطاحعة الستقللية فليست إل ل جل وعل حت طاحعة النب عليه الصلةا والسلما إناح هي تبع لطاحعة ال جل‬
‫وعل‪،‬م فإن ال هو الذي أذن بطاحعته وهو الذي أمر بطاحعة رسوله ‪،‬م وهذا معن الشهاحدةا له بأنه رسول ال‪،‬م قاحل جل وعل‬
‫[ ‪] 191‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫﴿جملن يتعطلع اللرتسوجل فجـجقلد أججطاجع ال لهج﴾]النساحء‪،[80:‬م وقاحل جل وعل ﴿جوجما أجلرجسلجنا عمن لرتسوتل إعلل لعيتجطاجع بععإلذعن اعل﴾]النساحء‪[64:‬‬
‫فإذن الطاحعة الستقللية هذه من العباحدةا‪،‬م وهي نوع من أنواع العباحدةا‪،‬م فيجب إفراد ال جل وعل باح‪،‬م وغي ال جل وعل‬
‫فإناح يطاحع؛ لن ال جل وعل أذن بطاحعته‪،‬م ويطاحع فيماح أذن ال به ف طاحعته‪،‬م فاحلخملوقا ل يطاحع ف معصية ال؛ لن ال‬
‫ل يأذن أن يطاحع ملوقا ف معصية الاحلق جل وعل‪،‬م وإناح يطاحع فيماح أطاحع ال جل وعل فيه على النحو الذي يأت‪.‬‬
‫إذن هذا الباحب عقده الشيخ ليبي أن الطاحعة من أنواع العباحدةا؛ بل إن الطاحعة ف التحليل وف التحري هذه هي معن‬
‫اتاحذ الرباحب حيث قاحل ال جل وعل )اتلجختذوا أجلحجباجرتهلم جوترلهجبانجـتهلم أجلرجبامبا عملن تدوعن ال لعه جوا لجمعسيجح ابلجن جملريججم( وماح سيأت من بياحن‬
‫حديث عدي بن حاحت ‪.‬‬
‫ع‬
‫قاحل رحه ال )باب من أطاع العلماء والمراء(‪،‬م )العلماء والمراء( هم أولو المر لقوله جل وعل ﴿أجطيتعوا ال لهج‬
‫جوأجعطيتعوا اللرتسوجل جوأتلوعلي اللجلمعر عملنتكلم﴾]النساحء‪،[59:‬م قاحل العلماحء أولو المر يشمل من له المر ف حياحةا الناحس ف دينهم وهم‬
‫العلماحء وف دنياحهم وهم المراء‪,‬هل وقد قاحل هناح جل وعل )جوأتلوعلي اللجلمعر عملنتكلم( ول يكرر فعل الطاحعة‪،‬م قاحل ابن القيم‬
‫وغيه‪ :‬دل هذا على أن طاحعة أول المر ليست استقلل وإناح يطاحعون ف طاحعة ال ورسوله ‪،‬م فإذا أمروا بعصية فإنه ل‬
‫طاحعة لخملوقا ف معصية الاحلق‪ .‬والمور الجتهاحدية الت ليس فيهاح نص من الكتاحب والسنة فإنأم يطاحعون ف ذلك لاح‬
‫أذن ال به ف ذلك ولاح ف ذلك من الصاحل الرعية ف الشرع‪،‬م إذن من أطاحع العلماحء والمراء هناح ذكر هذا الباحب لجل‬
‫أن الطاحعة نوع من أنواع العباحدةا‪،‬م وهذه العباحدةا يب أن ييفرد ال جل وعل باح‪،‬م فمن أطاحع غي ال على هذا النحو الذي‬
‫ذكره الشيخ فقد أشركر الشركر الكب باحل جل وعل‪،‬م قاحل )من أطاع العلماء والمراء في تحريم ما أحمل ال( يعن ف تري‬
‫الذي أحل ال؛ فيكون هناحكر حلل ف الشرع فيحرمونه يرمه العاحل أو يرمه المي فيطيعه الناحس وهم يعلمون أنه حلل؛‬
‫لكن يطيعونه ف التحري‪،‬م واللل يعن الذي أحله ال‪،‬م أحل ال أكل البزج فيقولون البزج حراما عليكم ديناح‪،‬م فل تأكلوا‬
‫البزج تديناح‪،‬م ويرمونه لجل ذلك‪،‬م فهذا طاحعة لم ف تري ماح أحل ال‪,‬هل قاحل )أو تحليل ما حرم ال فقد اتخذهم أربابا(‪،‬م )أو‬
‫تحليل ما حرم ال( يعن أحلوا ماح ييعلم أن ال حرمه حرما ال المر فأحله العلماحء أو أحله المراء‪،‬م فمن أطاحع عاحلاح أو أميا‬
‫ف اعتقاحد أ ثن المر حلل وهو يعلم أنأاح حراما وأن ال حرمهاح فقد اتذه رباح من دون ال جل وعل‪.‬‬
‫إذن هناح ف هذا الباحب حكم‪،‬م وهناحكر شرط‪:‬‬
‫فالحكم قوله ف آخره )فقد اتخذهم أربابا( فهو جزجاء الشرط‪.‬‬
‫والشرط قوله )من أطاع العلماء والمراء(‪.‬‬
‫وضابط هذا الشرط ماح بينهماح وهو قوله )في تحريم ما أحل ال‪ ,‬أو تحليل ما حرمه( وهذا يستفاحد منه ‪-‬يعن من‬
‫اللفظ‪ -‬أنأم عاحلون باح أحل فحرموا طاحعة عاحلون باح حرما فأحلوه طاحعة لولئك‪.‬‬
‫وقوله ف آخره )فقد اتخذهم أربابا( ذلك لجل آية سورةا براءةا قاحل )اتلجختذوا أجلحجباجرتهلم جوترلهجبانجـتهلم أجلرجبامبا عملن تدوعن‬
‫ال لعه( وحديث عدي بن حاحت ف ذلك‪.‬‬
‫والرباحب جع الرب‪،‬م والرب والله لفظاحن يفتقاحن؛ لن‪:‬‬
‫[ ‪] 192‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الرب‪ :‬السيد اللك التصرف ف المر‪.‬‬


‫والله‪ :‬هو العبود‪.‬‬
‫وقد سئل الصنف الماحما ممد بن عبد الوهاحب رحه ال عن الفرقا بي الله والرب ف مثل هذه السياحقاحت ف نو‬
‫قوله ﴿جولج يجألتمترتكلم أجلن تجـتلعختذوا الجملجئعجكةج جوالنلبعبييجن أجلرجبامبا أجيجألتمترتكلم عبالتكلفعر بجـلعجد إعلذ أجنلـتتلم تملسلعتموجن﴾]آل عمران‪،[80:‬م وف نو قوله‬
‫)اتلجختذوا أجلحجباجرتهلم جوترلهجبانجـتهلم أجلرجبامبا عملن تدوعن ال لعه(‪ :‬ماح معن الربوبية هناح؟‬
‫قاحل‪ :‬الربوبية هناح بعن اللوهية‪,‬هل بعن العبود؛ لن من أطاحع على ذلك النحو فقد عبد‪،‬م لقول النب لعدي عندماح‬
‫قاحل‪ :‬إناح لسناح نعبدهم‪ .‬فعدي فهم من كلمة )أجلرجبامبا( العباحدةا‪،‬م وقاحل النب مقررا لذلك‪» :‬أليس يحرمون‪«...‬إل آخره‪،‬م‬
‫فهو إقرارا منه عليه الصلةا والسلما؛ لن معن الربوبية هناح العبودية‪.‬‬
‫فإذن قاحل الشيخ رحه ال حينماح سئل قاحل‪ :‬اللوهية والربوبية أو كلمة الرب والله من اللفاحظ الت إذا اجتمعت‬
‫افتقت وإذا افتقت اجتمعت؛ )‪ (1‬يعن كلفظ الفقي والسكي وكلفظ السلما والياحن وكنحوهاح‪،‬م ل؟ لن اللهو ييطلق‬
‫على العبود‪،‬م والرب جاحء ف نصوص كثيةا إطلقا الرب على العبود‪،‬م كماح ذكرناح ف الياحت وف الديث‪،‬م وكقوله عليه‬
‫الصلةا والسلما ف مساحئل القب »فيأتيه ملكان فيسألنه من ربك؟هل« يعن من معبودكر؛ لن البتلء ل يقع ف الرب الذي‬
‫هو الاحلق الرازاقا اليي الميت‪.‬‬
‫فإذن لفظ الرباحب واللة إذا اجتمعت افتقت وإذا افتقت اجتمعت‪،‬م فقد يطلق على الرباحب آلة‪,‬هل على اللة‬
‫أرباحباح‪،‬م وهل هذا الطلقا لجل اللغة ‪-‬يعن أن أصله ف اللغة يدخل هذا ف هذا وهذا ف ذاكر‪-‬؟ أما أنه لجل اللزجوما‬
‫والتضمن؟‬
‫الظاحهر ‪-‬عندي‪ -‬الخي‪ :‬يعن أنه لجل اللزجوما والتضمن فإن الربوبية مستلزجمة لللوهية‪،‬م واللوهية متضمنة للربوبية‪،‬م‬
‫فإذا يذكر الله فقد تضمن ذلك ذكر الرب‪،‬م وإذا ذكر الرب فاحستلزجما ذلك ذكر الله‪،‬م ولذا قاحل جل وعل هناح)جولج يجألتمترتكلم‬
‫أجلن تجـتلعختذوا الجملجئعجكةج جوالنلبعبييجن أجلرجبامبا( يعن آلة لستلزجاما لفظ الربوبية لللية‪،‬م وكذلك قوله )اتلجختذوا أجلحجباجرتهلم جوترلهجبانجـتهلم أجلرجبامبا(‬
‫يعن آلة معبودين كماح أتى تفصيله ف الديث‪.‬‬
‫قاحل )وقاحل ابن عباحس‪ :‬يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء‪ ،‬أقول‪ :‬قال رسول ال ‪ ،‬وتقولون‪ :‬قال أبو بكر وعمر؟هل!ُ(‬
‫هذا الديث رواه الماحما أحد بإسناحد صحيح‪،‬م وإسناحده عن عبد الرزااقا عن معمر عن طاحووس عن ابن عباحس أو نو‬

‫فاحعلم أن الربوبية‪،‬م واللوهية‪ :‬يتمعاحن‪،‬م ويفتقاحن‪،‬م كماح ف قوله ﴿أعوذ برب الناس‪ ،‬ملك الناس‪ ،‬إله الناس﴾ وكماح يقاحل رب العاحلي‪،‬م وإلهث )‪1‬‬
‫الرسلي؛ وعند الإفراد‪ :‬يتمعاحن‪،‬م كماح ف قول القاحئل‪ :‬من ربك؟‬
‫مثــاحله‪ :‬الفقيـ والســكي‪،‬م نوعــاحن فـ قـوله‪﴿ :‬إنما الصدقات للفقـراء والمسـاكين﴾]التوبــة‪،[60:‬مـ ونــوع واحــد فـ قـوله‪» :‬افـترض عليهـم صـدقة‪،‬‬
‫تؤخذ من أغنيائهم‪ ،‬فترد إلى فقرائهم « إذا ثبت هذا‪،‬م فقول اللكي للرجل ف القب‪ :‬من ربك ؟ معناحه من إثلـك؛ لن الربوبيـة الـت أقـر باح الشـركون‪،‬م‬
‫ماح يتحن أحد باح‪،‬م وكذلك قوله‪﴿ :‬الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إل يقولوا ربنا ال﴾]الجح‪،[40:‬م وقوله‪﴿:‬قل أغير ال أبغي ربام﴾]النعــاحما‪:‬‬
‫‪[164‬وقوله‪﴿ :‬إمن الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا﴾]فصلت‪ -30:‬الحقاحف‪.[13:‬‬
‫فاحلربوبية ف هذا‪،‬م هي‪ :‬اللوهية‪،‬م ليست قسيمة لاح‪،‬م كماح تكون قسيمة لاح عند القتان؛ فينبغي‪ :‬التفطن لذه السألة‪].‬الدرر السنية الزجء الول ص‬
‫‪[107-106‬‬
‫[ ‪] 193‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ذلك‪،‬م وقد ذكر إسناحده شيخ السلما ابن تيمية ف موضع من الفتاحوى بنصه فذكر السناحد والتم‪،‬م )‪ (2‬وغاحلب من خرجوا‬
‫كتاحب التوحيد قاحلوا إن هذا الثر ل أصل له بذا اللفظ‪،‬م وهذه جراءةا منهم حيث أنأم ظنوا أن كل كتب الديث بي‬
‫أيديهم‪،‬م ولو تتبعوا كتب أهل العلم لوجدوا أثن إسناحده والكم عليه موجود ف كتبهم‪.‬‬
‫القصود ماح اشتمل عليه هذا الثر وهو قوله)يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول ال وتقولون قال‬
‫أبو بكر وعمر( الواجب على السلم أنه إذا سع حديثاح عن النب وعلم فقهه أو بينه له أهل العلم فإنه ل يتكر ذلك‬
‫الديث والذي فقهه لقول أحد كاحئناح من كاحن‪،‬م ذا كاحن)‪] (2‬الديث ظاحهرا ف الدللة على ذلك‪،‬م وكاحن القول الخر ل‬
‫دليل عليه‪،‬م أماح إذا كاحنت السألة اجتهاحدية ف الديث من جهة الفهم‪،‬م فهذا ماحله واسع‪،‬م وابن عباحس رضي ال عنهماح‬
‫يحمل كلمه هذا على أن هؤلء الذين قاحلوا له تلك القاحلة‪،‬م قاحلوا له‪ :‬قاحل أبو بكر وعمر[‪(3) .‬عاحرضوا قوله ف التعة بقول‬
‫أب بكر وعمر الذي هو مناحقض لصريح قول النب ‪،‬م ومعلوما أن أباح بكر وعمر رضي ال عنهماح كاحناح يذهباحن إل أثن إفراد‬
‫الجح أفضل من التمتع‪،‬م وابن عباحس كاحن يوجب التمتع ويسوقا الدلة ف ذلك‪،‬م وقول أب بكر وعمر أخذ به طاحئفة من‬
‫أهل العلم كماحلك وغيه؛ بل قاحل طاحئفة إن إفراده الجح وسفره مرةا أخرى للعمرةا خي له من أن يمع بي حجح وعمرةا ف‬
‫سفرةا واحدةا كماح هو اختياحر شيخ السلما واختياحر غيه من الققي‪.‬‬
‫القصود من ذلك أن كلما ابن عباحس هذا ليس ف السألة الفقهية؛ يعن فقه كلما ابن عباحس فيماح أراده الشيخ ليس‬
‫فيماح يتعلق بسألة التمتع والفراد؛ ولكن ف مسألة عموما لفظه وهو أنه ل يعاحرض قول النب عليه الصلةا والسلما الظاحهر‬
‫معناحه بقول أحد ل دليل له على قوله ولو كاحن ذلك القاحئل أباح بكر وعمر رضي ال عنهماح‪،‬م فكيف بن دونأماح من‬
‫التاحبعي أو من الصحاحبة فكيف بأئمة أهل الذاهب وأصحاحب أهل الذاهب رحهم ال تعاحل‪،‬م واحتاما العلماحء وأهل‬
‫الذاهب واجب؛ لكن أجع أهل العلم على أن من استباحنت له سنة من سنن الرسول ل يكن له أن يتكهاح لقول أحد‬
‫كاحئناح من كاحن‪.‬‬
‫قاحل)وقاحل أحد بن حنبل‪ :‬عجبت لقوم عرفوا السناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان( سفياحن بن سعيد بن‬
‫مسروقا الثوري أحد العلماحء العروفي وكاحن له مذهب وكاحن له أتباحع‪،‬م قاحل الماحما أحد )عجبت لقوم عرفوا السناد وصحته(‬
‫يعن ف ذلك الديث الذي تناحزاعوا فيه‪,‬هل ويذهبون إل رأي سفياحن‪,‬هل فقوله )يذهبون إلى رأي سفيان( يدل على أن‬
‫سفياحن ل يكن له مستند على ماح ذهب إليه‪،‬م وهو عاحل من العلماحء وأحد الزجثهاحد الصاحلي الشهورين؛ ولكن قد تفاحه‬

‫قاحل أحد أخبناح عبدالرزااقا حدثناح معمر عن الزجهري عن ساحل قاحل سئل ابن عمر عن متعة الجح فأمر باح فقيل له إنك تاحلف أباحكر فقاحل عمر ل )‪2‬‬
‫يقل الذي تقولون إناح قاحل عمر إفراد الجح من العمرةا فإنأاح أت للعمرةا أو أن العمرةا ل تتم ف أشهر الجح إل أن يهدي وأراد أن يزجار البيت ف غي‬
‫أشهر الجح فجعلتموهاح أنتم حراماح وعاحقبتهم الناحس عليهاح وقد أحلهاح ال وعمل باح رسول ال فإذا أكثروا عليه قاحل أفكتاحب ال أحق أن تتبعوا أما‬
‫عمر وكاحن ابن عباحس يأمر باح فيقولون إن أباح بكر وعمر ل يفعلهاح فيقول يوشك أن تنزجل عليكم حجاحرةا من السماحء أقول لكم قاحل النب وتقولون‬
‫قاحل أبو بكر وعمر ]ابن تيمية‪،‬م مموعة الفتاحوى‪،‬م دار اليل‪،‬م ط ‪،1‬م ‪1418‬هـ‪1997-‬ما‪،‬م )ما ‪/13‬ج ‪/26‬ص ‪[(31‬‬
‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الثاحنا عشر ()‪2‬‬
‫‪.‬سقط من الشرطة‪،‬م ونقلته من تفريغ جاحمع ابن تيمية )‪3‬‬
‫[ ‪] 194‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫السنة فيكون حكم برأيه أو بتقعيد عنده‪,‬هل لكن السنة جاحءت بلف ذلك‪،‬م فل يسوغ أن يعل رأي سفياحن ف مقاحبل‬
‫الديث النبوي على النب ‪.‬‬
‫ب أجعليتم﴾]النور‪ ،[63:‬أتدري‬ ‫صيبـتهم ع لفتـنجةت أجو ي ع‬
‫صيبجـتهلم جعجذا ت‬ ‫ل ت‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫قاحل )وال تعاحل يقول‪﴿ :‬فجـليجلحجذلر الذيجن يتجخالتفوجن جعلن أجلمعره أجلن ت ج ل‬
‫ما الفتنة؟هل الفتنة الشرك‪ ،‬لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قبله شيء من الزيغ فيهلك( إذا رثد بعض قول النب عليه الصلةا‬
‫غ ال لهت‬
‫والسلما بقول أحد يشى عليه أن يعاحقب فيقع ف قلبه الزجيغ‪،‬م قاحل ال جل وعل عن اليهود ﴿فجـلجلما جزاتغوا أججزا ج‬
‫قتـتلوبجـتهلم﴾]الصف‪،[5:‬م فهم زااغوا بحض إرادتم واختياحرهم مع بياحن الججح وظهور الدلئل والباهي‪,‬هل لكن لاح زااغوا أزااغ‬
‫ال قلوبم عقوبة منه لم على ذلك‪,‬هل وهذا معن )فجـليجلحجذلر العذيجن يتجخالعتفوجن جعلن أجلمعرهع أجلن تعصيبجـتهلم عف لتـنجةت( يعن نوع شركر‪,‬هل وقد‬
‫يصل ذلك إل الشركر الكب باحل جل وعل‪،‬م إذا كاحن ف تليل الراما مع العلم بأنه حراما‪،‬م وتري اللل مع العلم بأنه‬
‫حلل‪.‬‬
‫قاحل )وعن عدي بن حاحت‪ :‬أنه سع النب يقرأ هذه الية‪﴿ :‬اتلجختذوا أجلحجباجرتهلم جوترلهجبانجـتهلم أجلرجبامبا عملن تدوعن ال لعه جوا لجمعسيجح ابلجن‬
‫احدام﴾]التوبة‪[31:‬الية‪،‬م فقلت له‪ :‬إناح لسناح نعبدهم( فيه أنأم فهموا من معن قوله)أجلرجبامبا(‬ ‫جملريججم جوجما تأعمرتوا إعلل علجيلعتبتدوا إلهام جو ع‬
‫أنه معناحه العبودين‪،‬م )قاحل عليه الصلةا والسلما »أليس يحرمون ما أحل ال فتحرمونه‪ ،‬ويحلون ما حرم ال فتحلونه ؟هل«‪.‬هل‬
‫فقلت‪ :‬بلى‪.‬هل قال‪» :‬فتلك عبادتهم«‪.‬هل رواه أحد والتمذي وحسنه( هذا الديث فيه بياحن أن طاحعة الحباحر والرهباحن قد‬
‫تصل إل الشركر الكب واتاحذ أولئك أرباحباح ومعبودين‪.‬‬
‫والحبار‪ :‬هم العلماحء‪ .‬والرهبان‪ :‬هم العيبثاحد‪.‬‬
‫وطاحعة الحباحر ف التحليل والتحري على درجتي‪:‬‬
‫الدرجة الولى‪ :‬أن يطيع العلماحء أو المراء ف تبديل الدين؛ يعن ف جعل الراما حلل وف جعل اللل حراماح‪،‬م‬
‫فيطيعهم ف تبديل الدين وهو يعلم أن الراما قد حرمه ال؛ ولكن أطاحعهم تعظيماح لم‪،‬م فحثلل ماح أحلوه طاحعة لم‬
‫وتعظيماح وهو يعلم أنه حراما‪،‬م حلل يعن اعتقد أنه حلل وأمضى أنه حلل وهو حراما ف نفسه‪،‬م أو حثرما تبعاح لتحريهم‬
‫وهم يعلم أن ماح حرموه من اللل أنه غلط وأن اللل حلل؛ ولكنه حرما تبعاح لتحريهم‪،‬م هذا يكون قد أطاحع العلماحء أو‬
‫المراء ف تبديل أصل الدين‪،‬م فهذا هو الذي اتذهم أرباحباح‪،‬م وهو الكفر الكب والشركر الكب باحل جل وعل‪،‬م وهذا هو‬
‫الذي صرف عباحدةا الطاحعة إل غي ال‪،‬م ولذا قاحل الشيخ سليماحن رحه ال ف شرحه لكتاحب التوحيد قاحل‪ :‬الطاعة هنا في‬
‫هذا الباب المراد بها طاعة خاصة وهي الطاعة في تحليل الحرام أو تحريم الحلل‪ .‬وهذا ظاحهر‪.‬‬
‫الدرجة الثانية‪ :‬أن يطيع ش‬
‫البـور أو يطيع المي أو يطيع الرهباحن ف تري اللل أو ف تليل الراما من جهة العمل‪،‬م‬
‫أطاحع‪،‬م وهو يعلم أنه عاحصي بذلك ومعتف باحلعصية؛ لكن اتبعهم عمل وقلبه ل يعل اللل حراماح‪،‬م وقلبه ل يعل طاحعة‬
‫أولئك ف قلبهم اللل حراماح متعيناح أو ساحئغاح؛ ولكن أطاحعهم حباح له ف العصية أو حباح له ف ماحراتم؛ ولكن ف داخله‬
‫اللل هو اللل والراما هو الراما فماح بندل الدين‪،‬م قاحل شيخ السلما رحه ال‪ :‬هذا له حكم أمثاحله من أهل الذنوب‪.‬‬
‫[ ‪] 195‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وهاحتاحن الدرجتاحن هاح من كلما شيخ السلما ابن تيمية على هذه الية‪،‬م هذا وأمثاحله له حكم أمثاحله من أهل‬
‫الذنوب والعصياحن؛ لنه ماح حثرما اللل ول أحثل الراما وإناح فعل الراما من جهة العصياحن‪،‬م وجعل اللل حراماح من جهة‬
‫العصياحن ل من جهة تبديل أصل الدين‪.‬‬
‫والرهباحن عباحدتم هي عباحدةا العثباحد‪،‬م ويريد الشيخ رحه ال بذكر الرهباحن وبإيراده للية التنبيه على أن الطاحعة ف‬
‫تليل الراما وتري اللل جاحءت أيضاح من جهة الرهباحن ‪-‬من جهة العباحد‪،-‬م وهذا عند التصوفة والطرقا الصوفية وأهل‬
‫الغلةا وأهل الغلو ف التصوف والغلةا ف تعظيم رؤساحء الصوفية؛ فإنأم أطاحعوا مشاحيهم والعثباحد والولياحء الذين زاعموا‬
‫أنأم أولياحء أطاحعوهم ف تغيي اللة‪،‬م فهم يعلمون أن السنة هي كذا وكذا وأثن خلفهاح بدعة‪،‬م يعلمون ذلك‪،‬م فأطاحعوا‬
‫تعظيماح للشيخ تعظيماح للعاحبد‪،‬م أو يعلمون أن هدا شركر ف القرآن والدلئل عليه ظاحهرةا؛ لكن تركوه وأباححوا ذلك الشركر‬
‫وأحلوه؛ لن شيخمهم ومقندمهم ورئيس طريقتهم أحله‪،‬م وهذا كاحن ف ند كثيا إباحن ظهور الشيخ بدعوته‪،‬م وهو موجود ف‬
‫كثي من المصاحر‪،‬م وهو نوع من اتاحذ أولئك العباحد أرباحباح من دون ال جل وعل‪.‬‬
‫وهذا القاحما أيضاح فيه تفصيل على نو درجتي اللتي ذكرتماح عن شيخ السلما رحه ال‪.‬‬

‫ك وججما أتلنعزجل معلن جقلبعلكج‬


‫آمتنوا بعجما تألنزعجل عإجللي ج‬ ‫باب قول تعالى‪﴿ :‬جأجللم جت جر إعجلى اللعذ ج‬
‫ين جيلزتعتمونج جألنتهلم ج‬
‫للم‬ ‫ضج‬ ‫ضلهتلم ج‬ ‫ان جأن يت ع‬
‫يد الشلليجط ت‬
‫اغوتع وججقلد تأعمرتوا جألن جيلكتفرتوا عبهع جوتيعر ت‬‫حاكجتموا إعجلى الطل ت‬ ‫يدونج جألن جيجت ج‬
‫تيعر ت‬
‫ك‬‫صبدوجن جعلن ج‬ ‫عع‬ ‫جبععيدام)‪ (60‬جوإعجذا عقيجل لجتهلم تجـجعالجلوا إعجلى جما جأنجزجل الت جوإعجلى اللرتسوعل جرأجيل ج‬
‫ت التمجنافقيجن يج ت‬
‫ت أجيلعديعهم ثتلم جاءوجك يلحلعتفوجن عبا ع‬
‫ل إعلن أمجرلدجنا إعلل‬ ‫صيبجةت بعجما قجلدجم ل‬‫ف إعجذا أجصاب لـتـتهم بم ع‬‫صتدومدا)‪ (61‬فججكلي ج‬
‫ل جت ج‬ ‫جج‬ ‫ت‬
‫سامنا جوتجـلوعفيمقا﴾]النساء‪.[62-60:‬هل‬ ‫إلح ج‬
‫ع‬

‫ض جقاتلوا إعنلجما نجلحتن تملصلعتحوجن﴾]البقرةا‪.[11:‬‬


‫اللر ع‬
‫ستدوا فعي ج‬ ‫وقوله‪﴿ :‬جوعإجذا قع ج‬
‫يل جلهتلم جل تلف ع‬
‫ب عمجن التملحعسعنيجن﴾]العراف‪:‬‬ ‫لعحهجا والدتعوهت جخومفا وطجمعا إعلن رلحم ج ع‬
‫ت ال قجعري ت‬ ‫ل ج جم ج ج‬ ‫وقوله‪﴿ :‬جو لج تلف ع‬
‫ستدوا فعي الجلرضع جبلعجد عإصل ج ج‬
‫‪.[56‬‬
‫وقوله‪﴿ :‬أجفجتحلكجم ا لججاعهلعيلعة يج لـبـتغوجن جوجملن أجلحجستن عملن ال لعه تحلكمما لعجقلوتم تيوقعتنوجن﴾]الاحئدةا‪.[50:‬‬
‫وعن عبد ال بن عمر‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬لج يتـلؤعمتن أججحتدتكم حتى جيكوجن هواهت تجـبجـمعا لما عجلئ ت‬
‫ت بععه«‪ .‬قاحل النووي‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫حديث صحيح‪،‬م رويناحه ف كتاحب )الجة(‪،‬م بإسناحد صحيح‪.‬‬

‫قاحل الشيخ صاحل آل الشيخ عند شرحه لذا الديث ف الربعي النووية‪ :‬هذا الديث حديث مشهور؛ وذلك لكونه ف كتاحب التوحيد‪،‬م قاحل عليه )‪1‬‬
‫ت بععه( وهذا حديث حسن‪،‬م كماح حسنه هناح النووي‪،‬م بل قاحل)حديث حسن‬ ‫الصلةا والسلما )لج يتـلؤعمتن أججحتدتكم حتى جيكوجن هواهت تجـبجـمعا لما عجلئ ت‬
‫ك جل يتـلؤعمتنوجن جحلتى يتجحبكتموجك عفيجما جشجججر بج لـيـنجـتهلم ثتلم جل يجعجتدوا عفي جأنتفعسعهلم‬
‫صحيح(‪،‬م وسبب تسينه أنه ف معن الية وهي قوله جل وعل﴿فججل جوجرب ج‬
‫[ ‪] 196‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وقاحل الشعب‪ :‬كاحن بي رجل من الناحفقي ورجل من اليهود خصومة‪،‬م فقاحل اليهودي نتحاحكم إل ممد –لنه عرف أنه‬
‫ل يأخذ الرشوةا‪ -‬وقاحل الناحفق‪ :‬نتحاحكم إل اليهود –لعلمه أنأم يأخذون الرشوةا‪ -‬فاحتفقاح أن يأتياح كاحهناح ف جهينة‬
‫فيتحاحكماح إليه‪,‬هل فنزجلت ﴿جأجللم جترج إعجلى لالعذينج جيلزعتتمونج﴾الية‪.‬‬
‫وقيل نزجلت ف رجلي اختصماح‪,‬هل فقاحل أحدهاح نتافع إل النب ‪,‬هل وقاحل الخر‪ :‬إل كعب بن الشرف‪,‬هل ث ترافعاح إل‬
‫عمر‪,‬هل فذكر له أحدهاح القصة‪ .‬فقاحل للذي ل يرض برسول ‪ :‬أكذلك؟ قاحل‪ :‬نعم‪,‬هل فضربه باحلسيف فقتله‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫هذا الباحب من البواب العظيمة الهمة ف هذا الكتاحب؛ وذلك لن إفراد ال جل وعل باحلووحدانية ف ربوبيته وف إليته‬
‫يتضمن ويقتضي ويستلزجما ‪-‬جيعاح‪ -‬أن ييفرد ف الكم‪،‬م كماح أنه جل وعل ل حكم إل حكمه ف ملكوته‪،‬م فكذلك يب أن‬
‫لكم سبحاحنه‬ ‫لكم وإليه ا ي‬
‫يكون ل حكم إل حكمه فيماح يتخماحصم فيه الناحس وف الفصل بي الناحس‪،‬م فاحل جل وعل هو ا و‬
‫ل الجعلعبي الجكعبيعر﴾]غاحفر‪ ،[12:‬وقاحل جل وعل ﴿إععن التحلكتم إعلل لل﴾)‪ ،(2‬فتوحيد ال‬
‫وتعاحل‪،‬م قاحل جل وعل ﴿جفالحلكم ع‬
‫ت ت‬
‫جل وعل ف الطاحعة وتقيق شهاحدةا أن ل اله إل ال وأن ممدا رسول ال ل يكون إل بأن يكون العباحد مّكمي لاح أنزجل ال‬
‫جل وعلى رسوله‪،‬م وتركر تكيم ماح أنزجل ال على رسوله بكم الاحهلية؛ بكم القواني أو بكم سواليف الباحدية أو بكل‬
‫حكم ماحلف لكم ال جل وعل‪،‬م هذا من الكفر الكب باحل ج ثل جلله وماح يناحقض كلمة التوحيد أشهد أن ل إله إل ال‬
‫وأن ممدا رسول ال‪.‬‬
‫لذا عقد الشيخ رحه ال هذا الباحب أن الكم باح أنزجل ال فرض‪،‬م وأن تركر الكم باح أنزجل ال وتكيم غي ماح أنزجل‬
‫ال ف شؤون التخماحصمي وتنزجيل ذلك منزجلة القرآن أن ذلك شركر أكب باحل جل وعل وكفر مرج من ملة السلما‪.‬‬
‫قاحل الماحما الشيخ ممد بن إبراهيم رحه ال ف أول رساحلته تكيم القواني‪ :‬إن من الكفر الكب الستبي تنزجيل‬
‫القاحنون العي منزجلة ماح نزجل به الروح المي على قلب سيد الرسلي ليكون حكماح بي العاحلي مناحقضة وماحدةا لاح نزجل من‬
‫رب العاحلي‪ .‬أو نو ماح قاحل رحه ال تعاحل‪.‬‬
‫فل شك أن إفراد ال باحلطاحعة‪،‬م إفراد ال باحلكم‪،‬م وتقيق شهاحدةا أن ل اله إل ال ممدا رسول ال يقتضي أن ل‬
‫يكم إل بشرعه‪.‬‬
‫فلهذا الكم باحلقواني الوضعية أو الكم سواليف الباحدية هذا كله من الكفر الكب باحل جل وعل‪،‬م وتكيم‬
‫القواني كفر باحل جل وعل لقوله تعاحل هناح ف هذه الية )جأجللم جترج إعجلى لالعذينج جيلزعتتمونج جألنتهلم ج‬
‫آمتنوا بعجما أتلنزعجل عإجلليكج جوجما أتلنزعجل عملن‬
‫وت(‪.‬‬
‫الطاغت ع‬
‫اكتموا إعجلى ل‬
‫حج‬ ‫ون جألن جيجت ج‬
‫يد ج‬
‫ك تيرع ت‬
‫جقلبعل ج‬
‫فإذن مناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد ظاحهرةا وهي أثن التحاحكم إل غي شرع ال هذا قدح ف أصل التوحيد‪،‬م وأن‬
‫الكم بشرع ال واجب فإن تكيم القواني أو سواليف الباحدية أو أمور الاحهلية هذا مناحف لشهاحدةا أن ل إله إل ال وأن‬

‫ع‬ ‫ت جويت ب‬
‫سلتموا تجلسليمما﴾]النساحء‪ [65:‬وتسي الديث‪،‬م بجيء آية فيهاح معناحه مذه ي‬
‫ب كثي من التقدمي من أهل العلم كاحبن جرير‬ ‫ضلي ج ج‬ ‫جحجرمجا عملما قج ج‬
‫‪.‬الطبي‪،‬م وجاحعة من حذاقا الئمة والدثي‬
‫‪.‬النعاحما‪،57:‬م يوسف‪،40:‬م ‪2) 67‬‬
‫[ ‪] 197‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ممدا رسول ال‪،‬م فإن من مقتضياحت شهاحدةا أن ممدا رسول ال أشن يطاحع فيماح أمروا وأن يصدقا فيماح أخب وأن يتنب ماح‬
‫عنه نأى وزاجرـ وأن ل يعبد ال إل باح شرع‪.‬‬
‫فاحلكم بي التخماحصمي هذا لبد أن يرجع فيه إل حكم من خلق التخماحصمي ومن خلق الرض والسماحوات‪،‬م‬
‫فاحلكم الكونا القدري ل جل وعل‪،‬م كذلك الكم الشرعي ل جل وعل‪،‬م فيجب أن يكون العباحد ليس بينهم إل تكيم‬
‫أمر ال جل وعل؛ إشذ ذلك هو حقيقة التوحيد ف طاحعة ال جل وعل ف مساحئل التخماحصم بي اللق‪.‬‬
‫ك جوجما تألنعزلج عملن جقلبعلكج﴾(‪،‬م قوله‬
‫آمتنوا عبمجا تألنعزلج عإجللي ج‬
‫ون جألنهتلم ج‬ ‫قاحل رحه ال )باحب قول ال تعاحل ﴿جأجللم جت جر إعجلى لالعذ ج‬
‫ين جيزلتعمت ج‬
‫اكتموا‬
‫حج‬‫ون جألن جيجت ج‬
‫يد ج‬
‫)يجـلزعتتموجن( يدل على أنأم وكوذوبة‪،‬م فل يتمع الياحن مع إرادةا الكم والتحاحكم إل الطاحغوت‪،‬م قاحل )تيرع ت‬
‫يدونج( هذا ضاحبط مهم وشرط ف نفي أصل الياحن عمن حاحكم إل الطاحغوت‪:‬‬
‫اغوتع(‪،‬م وقوله )تيعر ت‬
‫عإجلى الطل ت‬
‫فإن من تاحكم إل الطاحغوت قد يكون بإرادته وهي الطواعية والختياحر والرغبة ف ذلك وعدما الكراهة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد يكون بعدما إرادته‪،‬م بأن يكون مبا على ذلك وليس له ف ذلك اختياحر وهو كاحره لذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فالول‪ :‬هو الذي ينتفي عنه الياحن‪،‬م ل يتمع الياحن باحل وباح أنزجل إل النب وماح أنزجل من قبله مع إرادةا التحاحكم‬
‫اغوتع(‬ ‫حاكجمتوا عإجلى الطل ت‬ ‫ون جألن جيجت ج‬ ‫إل الطاحغوت‪،‬م فاحلرادةا شرط؛ لن ال جل وعل جعلهاح ف ذلك مساحقا الشرط‪،‬م فقاحل )تيعر ت‬
‫يد ج‬
‫و)جألن جيجتجحجاكتموا ( هذا مصدر يعن يريدون التحاحكم إل الطاحغوت‪،‬م والطاحغوت اسم لكل ماح تاحوزا به العبد حده من متبوع‬
‫أو معبود أو مطاحع‪.‬‬
‫قاحل جل وعل )جوجقلد تأعمرتوا أجلن جيلكتفتروا بععه( يعن أن يكفروا باحلطاحغوت‪،‬م أن يكفروا بكل تاحكم إل غي شرع ال جل‬
‫وعل‪،‬م فاحلمر باحلكفر باحلتحاحكم إل الطاحغوت هذا أمر واجب ومن أفراد التوحيد ومن أفراد تعظيم ال جل وعل ف‬
‫ربوبيته‪،‬م فمن تاحكم إل الطاحغوت بإرادته فهذا انتفى عنه الياحن أصل كماح دثلت عليه الية‪،‬م قاحل )جوجقلد تأعمرتوا أجلن جيلكتفتروا بععه‬
‫ضلتهلم ضججللم جبعيدام( دل ذلك على أن هذا من وحي الشيطاحن ومن تسويله‪.‬‬ ‫ان جأن تي ع‬
‫الشليجط ت‬
‫يد ل‬‫جوتيرع ت‬
‫ض جقاتلوا إعنلجما نجلحتن تملصلعتحوجن﴾]البقرةا‪ ([11:‬الفساحد ف الرض‬
‫اللر ع‬
‫ستدوا فعي ج‬ ‫قاحل )قوله تعاحل‪﴿ :‬جوعإجذا قع ج‬
‫يل جلهتلم جل تلف ع‬
‫بتحكيم غي شرع ال وباحلشراكر باحل‪،‬م فاحلرض إصلحهاح باحلشريعة وباحلتوحيد‪,‬هل وإفساحدهاح باحلشركر بأنواعه الذي منه الشركر‬
‫ف الطاحعة‪،‬م ولذا ساحقا الشيخ هذه الية تت هذا الباحب لجل أن يبي لك أن صلح الرض باحلتوحيد الذي منه إفراد‬
‫ال جل وعل باحلطاحعة وأن ل ياحوكم إل إل شرعه‪،‬م وأن إفساحد الرض باحلشركر الذي منه أن ييعل حكم غي ال جل‬
‫وعل جاحئزجا ف التحاحكم إليه‪.‬‬
‫ستدوا فعي‬ ‫لحعجها﴾]العراف‪ ([56:‬والية الت قبلهاح )جوعإذجا قع ج‬
‫يل جلتهلم لج تلف ع‬ ‫صج‬
‫ض جبلعجد عإ ل‬
‫اللر ع‬ ‫قاحل )وقوله ﴿جو جل تلف ع‬
‫ستدوا فعي ج‬
‫اللرضع جقاتلوا إعنلجما نجلحتن تملصلعتحوجن( ظاحهرةا ف أن من خصاحل الناحفقي أنأم يسعون ف الشركر وف وساحئله وأفراده‪،‬م ويقولون إناح‬‫ج‬
‫نن مصلحون‪،‬م وف القيقة أنأم هم الفسدون ولكن ل يشعرون؛ لنأم إذا أرادوا الشركر ورغبوا فيه وحاحكموا وتاحكموا إل‬
‫غي شرع ال فإن ذلك هو الفساحد‪،‬م والسعي فيه سعي ف الفساحد‪.‬‬
‫قاحل )وقوله ﴿أجفجتحلكجم ا لججاعهلعيلعة يج لـبـتغوجن جوجملن أجلحجستن عملن ال لعه تحلكمما لعجقلوتم تيوقعتنوجن﴾]الاحئدةا‪ ([50:‬الاحهلية يكم بعضهم‬
‫على بعض؛ يعن البشر يسثن شريعة فيجعلهاح حاحكمة‪،‬م وال جل وعل هو الذي خلق العباحد وهو أعلم باح يصلحهم وماح‬
‫[ ‪] 198‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فيه العدل ف الفصل بي تاحصماحتم والفصل ف أقضيتهم وخصوماحتم‪،‬م فمن حاحكم إل شرائع الاحهلية فقد حثكم البشر؛‬
‫ومعن ذلك أنه اتذه مطاحعاح من دون ال أو جعله شريكاح ل جل وعل ف عباحدةا الطاحعة‪،‬م والواجب أثن العبد يعل حكمه‬
‫ل جأبلـتجعغي جحجكمما﴾‬
‫وتاحكمه إل ال جل وعل دون ماح سواه‪،‬م وال جل وعل حكمه هو أحسن الحكاحما ﴿أجفجـ جلغيـر ا ع‬
‫ج‬
‫ستن عملن ال لعه تحلكمما لعجقلوتم تيوقعتنوجن(‪,‬هل فدنل على أن حكم غيه إناح هو كماح قاحل‪:‬‬
‫]النعاحما‪،[114:‬م وقاحل هناح )جوجملن أجلح ج‬
‫طاحئفة زاباحلة أذهاحن وناحتة أفكاحر ل تساحوي شيئاح عند من عقل تصرف ال جل وعل ف ملكه وملكوته‪،‬م وأن ليس ث‬
‫حكم إل حكم الرب جل وعل‪.‬‬
‫هذه السألة وهي مسألة التحاحكم إل غي شرع ال من الساحئل الت يقع فيهاح خلط كثي خاحصة عند الشباحب؛‬
‫وذلك ف هذه البلد وف غيهاح‪،‬م وهي من أسباحب تفثرقا السلمي؛ لن نظر الناحس فيهاح ل يكن واحدا‪.‬‬
‫والواجب أن يتحثر طاحلب العلم ماح دلت عليه الدلة وماح بني العلماحء من معاحنا تلك الدلة وماح فقهوه من أصول‬
‫الشرع والتوحيد وماح بينوه ف تلك الساحئل‪.‬‬
‫ومن أوجه اللط ف ذلك أنأم جعلوا السألة ف مسألة الكم والتحاحكم واحدةا؛ يعن جعلوهاح صورةا واحدةا‪،‬م وهي‬
‫متعددةا الصور‪:‬‬
‫فكمن صورهاح أن يكون هناحكر تشريع لتقني مستقل يضاحهى به حكم ال جل وعل؛ يعن قاحنون مستقل يشنرع‪،‬م هذا‬
‫ضيعه كفر‪،‬م والواضع له ‪-‬يعن الشّرع‪،‬م والنساحن لذلك‪،‬م وجاحعل هذا التشريع منسوباح إليه‪ -‬وهو الذي‬ ‫التقني من حيث وو ش‬
‫حكم بذه الحكاحما‪،‬م هذا الشّرع كاحفر‪،‬م وكفره ظاحهر؛ لنه جعل نفسه طاحغوتاح فدعاح الناحس إل عباحدته وهو راض ‪-‬عباحدةا‬
‫الطاحعة‪.-‬‬
‫وهناحكر من يكم بذا التقني‪،‬م هذه الاحلة الثاحنية‪.‬‬
‫فاحلشّرع حاحلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن يكم بذلك التشريع حاحلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن يتحاحكم إليه حاحلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن يعله ف بلده ‪-‬من جهة الدول‪ -‬هذه حاحلة رابعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وصاحرت عندناح الحوال أربعة‪.‬‬
‫الشّرع ومن أطاحعه ف جعل اللل حراماح والراما حلل ومناحقضة شرع ال هذا كاحفر‪،‬م ومن أطاحعه ف ذلك فقد اتذه‬
‫رباح من دون ال‪.‬‬
‫والاحكم بذلك التشريع فيه تفصيل‪:‬‬
‫فإن حكم مرةا أو مرتي أو أكثر من ذلك‪،‬م ول يكن ذلك ديدناح له‪،‬م وهو يعلم أنه عاحص؛ يعن من جهة القاحضي‬
‫الذي حكم يعلم أنه عاحص وحكم بغي شرع ال‪،‬م فهذا له حكم أمثاحله من أهل الذنوب‪،‬م ول يكنفر حت يستحل‪،‬م ولذا‬
‫تد أن بعض أهل العلم يقول‪ :‬الكم بغي شرع ال ل يكفر به إل إذا استحل‪ .‬فهذا صحيح؛ ولكن ل تنزجل هذه الاحلة‬
‫[ ‪] 199‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫على حاحلة التقني والتشريع‪،‬م فاحلاحكم كماح قاحل ابن عباحس‪ :‬كفر دون كفر ليس الذي يذهبون إليه‪،‬م هو كفر دون كفر؛‬
‫يعن من حكم ف مسألة‪،‬م أو ف مسألتي بواه بغي شرع ال‪،‬م وهو يعلم أنه عاحص ول يستحل‪،‬م هذا كفر دون كفر‪.‬‬
‫أماح الاحكم الذي ل يكم بشرع ال بتاحتاح‪،‬م ويكم دائماح ويلزجما الناحس بغي شرع ال‪،‬م فهذا‪:‬‬
‫حاكجمتوا عإجلى‬
‫ون جألن جيجت ج‬ ‫من أهل العلم من قاحل يكفر مطلقاح ككفر الذي سثن القاحنون؛ لن ال جل وعل قاحل )تيعر ت‬
‫يد ج‬
‫وت( فجعل الذي يكم بغي شرع ال مطلقاح جعله طاحغوتاح‪،‬م وقاحل )جوجقلد تأعمرتوا أجلن جيلكتفتروا بععه(‪.‬‬
‫الطاغت ع‬
‫ل‬
‫ومن أهل العلم من قاحل‪ :‬حت هذا النوع ل يكفر حت يستحل؛ لنه قد يعمل ذلك ويكم وهو ف نفسه عاحصي‪،‬م‬
‫فله حكم أمثاحله من الدمني على العصية الذين ل يتوبوا منهاح‪.‬‬
‫والقول الول من أن الذي يكم دائماح بغي شرع ال وييلزجما الناحس بغي شرع ال أنه كاحفر هو الصحيح عندي‪،‬م وهو‬
‫ب قد كفر‬ ‫قول الد الشيخ ممد بن إبراهيم رحه ال ف رساحلة تكيم القواني؛ لنه ل يصدر ف الواقع من قل ر‬
‫باحلطاحغوت؛ بل ل يصدر إل من عثظم القاحنون وعظم الكم باحلقاحنون‪.‬‬
‫الاحل الثاحلثة حاحل التحاحكم‪,‬هل الاحلة الول ‪-‬ذكرناح‪ -‬حاحل الشّرع‪،‬م الاحل الثاحنا حاحل الاحكم‪.‬‬
‫الاحل الثاحلثة حاحل التحاحكم؛ يعن الذي يذهب هو وخصمه ويتحاحكمون إل قاحنون‪،‬م فهذا فيه تفصيل أيضاح وهو‪:‬‬
‫إن كاحن يريد التحاحكم له رغبة ف ذلك ويرى أن الكم بذلك ساحئغ وهو يريد أن يتحاحكم إل الطاحغوت ول يكره‬
‫ذلك‪،‬م فهذا كاحفر أيضاح؛ لنه داخل ف هذه الية‪،‬م ول يتمع ذلك كماح قاحل العلماحء إرادةا التحاحكم إل الطاحغوت مع‬
‫الياحن باحل؛ بل هذا ينفي هذا وال جل وعل قاحل )جأجللم جترج إعجلى لالعذينج جيلزعتتمونج(‪.‬‬
‫الاحلة الثاحنية أنه ل يريد التحاحكم؛ ولكنه حاحكم إماح بإجباحره على ذلك كماح يصل ف البلد الخرى أنه يب أن‬
‫يضر مع خصمه إل قاحض يكم باحلقاحنون‪،‬م أو أنه علم أن الق له ف الشرع‪،‬م فرفع المر إل القاحضي ف القاحنون لعلمه‬
‫أنه يوافق حكم الشرع‪،‬م فهذا الذي رفع أمره ف الدعوةا على خصمه إل قاحض قاحنونا لعلمه أن الشرع يعطيه حقه وأن‬
‫القاحنون وافق الشرع ف ذلك‪:‬‬
‫فهذا الصح أيضاح عندي أنه جاحئزج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وبعض أهل العلم يقول يشركه ولو كاحن الق له‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال جل وعل وصف الناحفقي بقوله ﴿جوعإن يلتكلن لجتهم الجحمق يجألتتوا إعلجليعه تملذعععنيجن﴾]النور‪،[49:‬م فاحلذي يرى أن الق ثبت له ف‬
‫الشرع وماح أجاحزا لنفسه أن يتافع إل غي الشرع إل لنه يأتيه ماح جعله ال جل وعل له مشروعاح‪،‬م فهذا ل يدخل ف إرادةا‬
‫التحاحكم إل الطاحغوت‪،‬م فهو كاحره ولكنه حاحكم إل الشرع‪،‬م فعلم أن الشرع يكم له فجعل الكم الذي عند القاحنونا‬
‫جعله وسيلة ليصاحل الق الذي ثبت له شرعاح إليه‪.‬‬
‫هذه ثلثا أحوال‪.‬‬
‫[ ‪] 200‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الاحل الرابع حاحل الدولة الت تكم بغي الشرع؛ تكم باحلقاحنون‪,‬هل الدول الت تكم باحلقاحنون أيضاح بسب كلما‬
‫الشيخ ممد بن إبراهيم وتفصيل الكلما ف هذه السألة ف فتاحويه قاحل أو مقتضى كلمه وحاحصله‪ :‬أن الكفر باحلقاحنون‬
‫فرض‪،‬م وأن تكيم القاحنون ف الدول‪:‬‬
‫إن كاحن خفياح ناحدرا فاحلرض أرض إسلما؛ يعن الدولة دولة إسلما‪،‬م فيكون له حكم أمثاحله من الّشركياحت‬ ‫‪‬‬
‫الت تكون له ف الرض‪.‬‬
‫قاحل‪ :‬إن كاحن ظاحهرا فاحشياح فاحلدار دار كفر؛ يعن الدولة دولة كفر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فيصبح الكم على الدولة راجع إل هذا التفصيل‪:‬‬
‫إن كاحن تكيم القاحنون قليل وخفياح‪،‬م فهذا لاح حكم أمثاحله من الدول الظاحلة أو الت لاح ذنوب وعصياحن‪،‬م‬ ‫‪‬‬
‫وظهور أو وجود بعض الشركياحت ف دولتهاح‪.‬‬
‫وإن كاحن ظاحهرا فاحشياح ‪-‬الظهور يضاحده الفاحء والفشو يضاحده القلة‪ -‬قاحل‪ :‬فاحلدار دار كفر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وهذا التفصيل هو الصحيح؛ لنناح نعلم أنه ف دول السلما صاحر هناحكر تشريعاحت غي موافقة لشرع ال جل وعل‪،‬م‬
‫والعلماحء ف الزامنة الول ماح حكموا على الدار بأنأاح دار كفر ول على تلك الدول بأنأاح دول كفرية؛ ذلك لن الشركر له‬
‫أثر على الدار ‪-‬إذا قلناح الدار يعن الدولة‪ -‬فمت كاحن ظاحهرا فاحشياح فاحلدولة دولة كفر‪،‬م ومت كاحن قليل ظاحهرا وينكر‬
‫فاحلرض أرض إسلما والدار دار إسلما‪،‬م وباحلتاحل فاحلدولة دولة إسلما‪.‬‬
‫وهذا التفصيل يتضح به هذا القاحما‪،‬م وبه تمع بي كلما العلماحء‪،‬م ول تد مضاحدةا بي قول عاحل وعاحل‪،‬م ول تشتبه‬
‫السألة إن شاحء ال تعاحل‪.‬‬

‫باب من جحد شيئام من السماء والصفات‬


‫ت جوإعلجليعه جمجتاعب﴾]الرعد‪.[30:‬‬
‫الرحلجمن قتلل تهجو جرببي لج إعلجهج إعلل تهجو جعلجليعه تجـجولكل ت‬ ‫وقوله ال تعاحل‪﴿ :‬جوتهلم جيكلتفرت ت‬
‫ون عب ل‬
‫وف صحيح البخماحري‪ :‬قاحل علي‪:‬حدثوا الناحس باح يعرفون‪،‬م أتريدون أن يكذنب ال ورسوله؟!ِ‪.‬‬
‫وروى عبد الرزااقا عن معمر عن ابن طاحووس عن أبيه عن ابن عباحس‪ :‬أنه رأى رجل انتفض –لاح سع حديثاح عن‬
‫النب ف الصفاحت‪,‬هل استنكاحرا لذلك‪ -‬فقاحل‪ :‬ماح فوـورقا هؤلء؟ يدون رقة عند مكمه‪,‬هل ويهلكون عند متشاحبه‪.‬انتهى‪.‬‬
‫ون عبالرللحمجن﴾]الرعد‪.[30:‬‬ ‫ولاح سعت قريش رسول ال يذكر الرحن‪،‬م أنكروا ذلك‪،‬م فأنزجل ال فيهم‪﴿ :‬جوتهلم جيلكتفتر ت‬
‫]الشرح[‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪،‬م المد ل‪،‬م والصلةا والسلما على رسول ال وآله وصحبه ومن اهتدى بداه‪.‬‬
‫أماح بعد‪:‬‬
‫فهذا الباحب ترجم له إماحما هذه الدعوةا بقوله )باب من جحد شيئا من السماء والصفات( يعن وماح يلحقه من‬
‫الذما‪،‬م وأن جحد شيئاح من الساحء والصفاحت مناح ر‬
‫ف لصل التوحيد ومن خصاحل الكفاحر والشركي‪.‬‬
‫[ ‪] 201‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وقد ذكرناح لكم فيماح سبق أثن توحيد اللية عليه براهي‪،‬م ومن براهينه توحيد العرفة والثباحت‪ :‬وهو توحيد الربوبية‬
‫وتوحيد الساحء والصفاحت‪،‬م فمن أدلة توحيد اللية توحيد الربوبية كماح سبق أن مر معناح ف )باحب قول ال تعاحل﴿أجيتلشعرتكوجن‬
‫جما جل يجلخلتتق جشليمئا جوتهلم يتلخلجتقوجن﴾]العراف‪.([191:‬‬
‫وكذلك توحيد الساحء والصفاحت برهاحن على توحيد اللية‪،‬م ومن حصل عنده ضلل ف توحيد الساحء والصفاحت‪،‬م‬
‫فإن ذلك سيتبعه ضلل ف توحيد الإلهية‪،‬م ولذا تد أن البتدعة الذين ألدوا ف أساحء ال وف صفاحته من هذه المة‬
‫‪-‬من الهمية والعتزجلة والرافضة والشاحعرةا والاحتريدية ونو هؤلء‪ -‬تد أنأم لاح انرفوا ف باحب توحيد الساحء والصفاحت ل‬
‫يعلموا حقيقة معن توحيد اللية؛ ففسروا الله بغي معناحه‪،‬م وفسروا ل إله إل ال بغي معناحهاح الذي دلت عليه اللغة ودل‬
‫عليه الشرع‪،‬م وكذلك ل يعلموا متعلقاحت الساحء والصفاحت وآثاحر الساحء والصفاحت ف ملك ال جل وعل وسلطاحنه‪.‬‬
‫لذا عقد الشيخ رحه ال هذا الباحب؛ لجل أن يبي لك أن تعظيم الساحء والصفاحت من كماحل التوحيد‪،‬م وأن‬
‫ف لصل التوحيد‪،‬م فاحلذي يحد اساح سى ال به نفسه أو ساحه به رسوله وثبت ذلك عنه‬ ‫جحد الساحء والصفاحت مناح ر‬
‫ون عبالرللحمجن(‪.‬‬
‫وتيقنه‪،‬م فإنه يكون كاحفرا باحل جل وعل‪،‬م كماح قاحل سبحاحنه عن الشركي )جوتهلم جيلكتفتر ت‬
‫والواجب على العباحد ‪-‬على أهل هذه اللة‪ -‬أن يؤمنوا بتوحيد ال جل وعل ف أساحئه وصفاحته‪،‬م ومعن الياحن‬
‫باحلتوحيد هذا ‪-‬يعن بتوحيد ال ف أساحئه وصفاحته‪ -‬أن يتيقن ويؤمن بأن ال جل وعل ليس له مثيل ف أساحئه‪،‬م وليس له‬
‫س جكعمثلعلعه جشليءت جوتهجو اللسعميتع البجعصيتر﴾]الشورى‪ [11:‬فنفى وأثبت‪،‬م فنفى أن ياحثل ال‬
‫مثيل ف صفاحته‪،‬م كماح قاحل جل وعل ﴿لجلي ج‬
‫شيء جل وعل‪،‬م وأثبت له صفت السمع والبصر‪،‬م قاحل العلماحء‪ :‬قدما النفي قبل الثباحت على القاحعدةا العربية العروفة أن‬
‫التخملية تسبق التحلية حت ليتخملى القلب من كل براثن التمثيل ومن كل ماح كاحن يعتقده الشركون الاحهلون من تشبيه ال‬
‫بلقه أو تشبيه خلق ال به‪،‬م فإذا خلى القلب من كل ذلك من براثن التشبيه والتمثيل أثبت ماح يستحقه ال جل وعل من‬
‫الصفاحت‪،‬م فأثبت هناح صفتي وهاح السمع والبصر‪،‬م وسبب ذكر السمع والبصر هناح ف مقاحما الثباحت دون ذكر غي السمع‬
‫والبصر من الصفاحت أو دون ذكر غي اسم السميع والبصي من الساحء؛ لن صفت السمع والبصر مشتكة بي أكثر‬
‫الخملوقاحت الية‪،‬م وجل الخملوقاحت الية الت حياحتاح باحلروح باحلنفس وليست حياحتاح باحلنماحء فإن السمع والبصر موجود فيهاح‬
‫جيعاح‪،‬م فاحلنساحن له سع وبصر‪،‬م وساحئر أصناحف اليواناحت كل له سع وبصر‪،‬م الذباحب له سع وبصر يناحسبه‪،‬م والبعي له سع‬
‫وبصر يناحسبه‪،‬م وساحئر الطيور والسمك ف الاحء‪،‬م والدواب الصغيةا والشرات كل له سع وبصر يناحسبه‪.‬‬
‫ومن التقرر عند كل عاحقل أن سع هذه اليواناحت ليس متماحثل‪،‬م وأن بصرهاح ليس متماحثل‪،‬م وأن سع اليوان ليس‬
‫ماحثل لسمع النساحن‪،‬م فسمع النساحن رباح كاحن أبلغ وأعظم من سع كثي من اليواناحت‪،‬م وكذلك البصر‪.‬‬
‫فإذا كاحن كذلك كاحن اشتاكر الخملوقاحت الت لاح سه وبصر ف السمع والبصر اشتاكر ف أصل العن‪،‬م ولكل سع‬
‫وبصر باح قيّدر له وماح يناحسب ذاته‪،‬م فإذا كاحن كذلك ول يكن وجود السمع والبصر ف اليوان وف النساحن مقتضياح لتشبيه‬
‫اليوان باحلنساحن‪،‬م فكذلك إثباحت السمع والبصر للملك الي القيوما ليس على وجه الماحثلة للسمع والبصر ف النساحن‬
‫أو ف الخملوقاحت‪،‬م فلله جل وعل سع وبصر يليق به‪،‬م كماح أن للمخملوقا سع وبصر يليق بذاته القيةا الوضيعة‪،‬م فسمع ال‬
‫[ ‪] 202‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫كاحمل مطلق من جيع الوجوه ل يعتيه نقص‪،‬م وبصره كذلك‪،‬م واسم ال السميع هو الذي استغرقا كل الكماحل من صفة‬
‫السمع‪،‬م وكذلك اسم ال البصي هو الذي استغرقا كل الكماحل ف صفة البصر‪.‬‬
‫فدل ذلك على أن النفي مقثدما على الثباحت‪،‬م والنفي يكون ممل والثباحت يكون مفصل‪.‬‬
‫فاحلواجب على العباحد أن يعلموا أن ال جل جلله متصف باحلساحء السن وباحلصفاحت العلى‪،‬م وأن ل يحدوا شيئاح‬
‫من صفاحته‪،‬م ومن جحد شيئاح من أساحء ال وصفاحته فهو كاحفر؛ لن ذلك صنيع الكفاحر والشركي‪.‬‬
‫والياحن باحلساحء والصفاحت يقوى اليقي باحل‪،‬م وهو سبب لعرفة ال والعلم به؛ بل إنن العلم باحل ومعرفة ال جل‬
‫وعل تكون بعرفة أساحئه وصفاحته وبعرفة آثاحر الساحء والصفاحت ف ملكوت ال جل وعل‪،‬م وهذا باحب عظيم رباح يأت له‬
‫زاياحدةا إيضاحح عند )باحب قوله تعاحل ﴿جولعلعه اللجلسجماءت ا لتحلسجنى جفالدتعوهت بعجها﴾]العراف‪.([180:‬‬
‫إذن تلنخمص هناح أن قوله )باب من جحد شيئا من السماء والصفات( صلة ذلك بكتاحب التوحيد من جهتي‪:‬‬
‫الجهة الولى‪ :‬أن من براهي توحيد العباحدةا توحيد الساحء والصفاحت‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬أن جحد شيء من الساحء والصفاحت شركر وكفر مرج من اللة إذا ثبت السم أو ثبت الصفة وعلم أن‬
‫ال جل وعل أثبتهاح لنفسه وأثبتهاح له رسوله ث جحدهاح أصل ‪-‬يعن نفاحهاح أصل‪،-‬م فإن هذا كفر؛ لنه تكذيب‬
‫باحلكتاحب وباحلسنة‪.‬‬
‫ون عبالرللحمجن﴾]الرعد‪[30:‬الية( )‪،(1‬م )اللرحلجمن( من أساحء ال جل وعل‪،‬م والشركون‬
‫قاحل )وقوله ال تعاحل‪﴿ :‬جوتهلم جيلكتفتر ت‬
‫والكفاحر ف مكة قاحلوا ل نعلم )الرحاحن( إل رحاحن اليماحمة‪،‬م فكفروا باحسم ال )الرحن( وهذا كفر بنفسه‪,‬هل و لذا قاحل جل‬
‫الرحلجمن( يعن باحسم ال )الرحن(‪،‬م وهذا اسم من أساحء ال السن‪،‬م وهو مشتمل على صفة الرحة؛‬ ‫وعل )جوتهلم جيكلتفرت ت‬
‫ون عب ل‬
‫لن الرحن مشت ّق أو فيه صفة الرحة‪,‬هل ومبن على وجه الباحلغة‪،‬م فاحلرحن أبلغ ف اشتماحله على صفة الرحة من اسم الرحيم‪،‬م‬
‫ولذا ل يتس نم به على القيقة إل ال جل وعل‪،‬م فهو من أساحء ال العظيمة الت ل يشركه فيهاح لحد‪,‬هل أماح الرحيم فقد‬
‫ف جرعحيتم﴾]التوبة‪.[128 :‬‬
‫أطلق ال جل وعل على بعض عباحده بأنأم رحاحء و أن نبيه رحيم كماح قاحل ﴿عبا لتملؤعمعنيجن جرتءو ت‬
‫السم والصفة بينهماح ارتباحط من جهة أثن كل اسم ل جل وعل مشتمل على صفة‪،‬م أساحء ال ليست جاحمدةا‬
‫‪-‬ليست مشتملة على معاحرن‪-‬؛ بل كل اسم من أساحء ال مشتمل على صفة‪،‬م فاحلسم من أساحء ال يدل على مموع‬
‫شيئي باحلطاحبقة وهاح الذات والصفة الت اشتمل عليهاح السم‪،‬م ويدل على أحد هذين ‪-‬الذات أو الصفة‪ -‬باحلتضمن‪.‬‬
‫ولذا نقول‪ :‬كل اسم من أساحء ال متضمن لصفة من صفاحت ال‪،‬م ومطاحبقة السم لعناحه لنه دال على كل من‬
‫الذات وعلى الصفة‪،‬م الذات التصفة باحلصفة‪,‬هل حت اسم )ال(؛ لفظ الللة )ال( الذي هو علم على العبود بق جل‬
‫وعل مشتق على الصحيح من قول أهل العلم مشتق؛ لن أصله الله ولكن أطلق ال تفيفاح لكثرةا دعاحئه وندائه بذلك‬
‫ف أصل العربية فهو مأخوذ من الله وهي العباحدةا‪،‬م ال هو العبود ليس اساح جاحمدا بل هو مشتق من ذلك‪.‬‬
‫وهكذا جيع الصفاحت الت ف الساحء كلهاح‪,‬هل وهكذا جيع الصفاحت الت تتضمنهاح الساحء كلهاح دالة على كماحل ال‬
‫جل وعل على عظمته‪.‬‬

‫‪.‬انتهى الشريط الثاحنا عشر )‪1‬‬


‫[ ‪] 203‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فاحلعبد الؤمن إذا أراد أن يكمل توحيده فلييعظم العناحية باحلساحء و الصفاحت؛ لن معرفة السم والصفة يعل العبد‬
‫يراقب ال جل وعل وتؤثر هذه الساحء والصفاحت ف توحيده وقلبه وعلمه باحل ومعرفته‪،‬م كماح سيأت ف تقاحسيم الساحء‬
‫والصفاحت‪.‬‬
‫قاحل)وفي صحيح البخاري‪ :‬قال علي‪:‬حدثوا الناس بما يعرفون‪ ،‬أتريدون أن يكذلب ال ورسوله؟هل!ُ( هذا فيه دليل على أن‬
‫بعض العلم ل يصلح لكل أحد‪،‬م فإن من العلم ماح هو خاحص ولو كاحن ناحفعاح ف نفسه ومن أمور التوحيد؛ لكن رباح ل‬
‫يعرفه كثي من الناحس‪،‬م وهذا من مثل بعض أفراد توحيد الساحء والصفاحت‪،‬م من مثل بعض مباححث الساحء و الصفاحت‪،‬م‬
‫وذكر بعض الصفاحت ل جل وعل فإنأاح ل تناحسب كل أحد‪،‬م حت إثن بعض التجهي إل العلم قد ل تطرح عليهم بعض‬
‫الساحئل الدقيقة ف الساحء والصفاحت؛ ولكن يؤمرون باحلياحن بذلك إجاحل‪،‬م والياحن باحلعروف والعلوما الشتهر ف الكتاحب‬
‫و السنة‪،‬م أماح دقاحئق البحث ف الساحء والصفاحت فإناح هي للخماحصة ول تناحسب العاحمة ول تناحسب البتدئي ف طلب‬
‫العلم؛ لن منهاح ماح يشكل ومنهاح ماح قد يؤول بقاحئله إل أن يكذب ال ورسوله كماح قاحل هناح علي )حدثوا الناس بما‬
‫يعرفون أتريدون أن يكذب ال ورسوله(‪.‬‬
‫فمناحسبة هذا الثر بذا الباحب أن من أسباحب جحد الساحء والصفاحت أن يدثا الرء الناحس باح ل يعقلونه من‬
‫الساحء والصفاحت‪،‬م الناحس عندهم إياحن إجاحل باحلساحء والصفاحت يصح معه توحيدهم وإياحنأم وإسلمهم‪،‬م فاحلدخول ف‬
‫تفاحصيل ذلك غي مناحسب‪،‬م إل إذا كاحن الخملص يعقل ذلك ويعيه‪،‬م وهذا ليست باحلة أكثر الناحس‪.‬‬
‫ولذا الماحما ماحلك رحه ال لاح يحّدثا عنده بديث الصورةا فنهي التحدثا بذلك؛ لن العاحمة ل يسنون فهم مثل‬
‫هذه الباححث‪،‬م وهكذا ف بعض الساحئل ف الساحء و الصفاحت ل تناحسب العاحمة‪،‬م فقد يكون سبب الحد أن حدثت من‬
‫ل يعقل البحث فيؤول به ذلك ‪-‬وهو أن البحث فوقا عقله‪،‬م وفوقا مستواه‪،‬م وفوقا ماح تقدمه من العلم‪ -‬أن يؤدى به‬
‫ذلك إل أن يحد شيئاح من العلم باحل جل وعل‪،‬م أو أن يحد شيئاح من الساحء و الصفاحت‪.‬‬
‫فاحلواجب على السلم وخاحصة طاحلب العلم أن ل يعل الناحس يكذبون شيئاح ماح قاحله ال جل وعل أو أخب به رسوله‬
‫‪،‬م ووسيلة ذلك التكذيب أن يّدثا الناحس باح ل يعرفون‪،‬م يدثا الناحس بديث ل يبلغه عقولم‪،‬م كماح جاحء ف الديث‬
‫الخر »ما أنت محدث قوما حديثا ل تبلغه عقولهم إل إذا كان لبعضهم فتنة«‪،‬م وقد بوب على ذلك البخماحري ف‬
‫الصحيح ف كتاحب العلم لقوله‪ :‬باحب من تركر بعض الختياحر ماحفة أن يقصر فهم بعض الناحس عنه فيقفوا فيماح أشد منه‪.‬‬
‫وهذا من المر الهم الذي ينبغي للمعلم وللمتحدثا وللواعظ وللخمطيب أن يعيه؛ ف أن يدثا الناحس باح يعرفون و‬
‫أن يعل تقوية التوحيد‪،‬م وإكماحل توحيدهم والزجياحدةا ف أياحنأم باح يعرفون ل باح ينكرون‪.‬‬
‫قاحل ) وروىَ عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس‪ :‬أنه رأىَ رجل انتفض –لما سمع حديثا عن النبي‬
‫في الصفات‪ ,‬استنكارا لذلك‪ -‬فقال‪ :‬ما فجـجرتق هؤلء؟هل يجدون رقة عند محكمه‪ ,‬ويهلكون عند متشابهه( هذا لاح ل يعرف هذه‬
‫الصفة انتفض لنه فهم من هذه الصفة الماحثلة أو التشبيه فخماحف من تلك الصفة‪،‬م والواجب على السلم أنه إذا سع‬
‫صفة من صفاحت ال ‪-‬ف كتاحب ال أو ف سنة النب ‪ -‬أن يريهاح يمرى جيع الصفاحت‪،‬م وهو أن إثباحت الصفاحت ل جل‬
‫وعل إثباحت بل تكييف‪,‬هل إثباحت بل تثيل‪,‬هل فإثباحتناح للصفاحت على وجه تنزجيه ال جل وعل عن الكيل والنظي ف صفاحته‬
‫[ ‪] 204‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وأساحئه‪،‬م فله من كل اسم وصفة أعلى وأعظم ماح يشتمل عليه من العن‪،‬م ولذا قاحل ابن عباحس هناح )ما فرق هؤلء؟هل( يعن‬
‫ماح سبب خوف هؤلء‪,‬هل لاحذا فوـورقيوا؛ خاحفوا من هذه الصفة ومن إثباحتاح؟ )يجدون رقة عند محكمه( يعن إذا خوطبوا باحلكم‬
‫الذي يعرفون‪،‬م ايلكم هو ماح يعلم والذي يعلم هو ساحمعه‪،‬م هذا هو الكم‪،‬م )يجدون رقة عند محكمه( يعن إذا خوطبوا‬
‫باح يعلمونه وجدوا ف قلوبم رقة لذلك‪،‬م )ويهجلكون عند متشابهه( فإذا سعوا ف الكتاحب أو السنة شيئاح ل تعقله عقولم‬
‫هلكوا عنده وخاحفوا وفوـورقيوا وأنولوا ونفوا أو جحدوا‪،‬م وهذا من أسباحب الظلل‪.‬‬
‫وهناح استعمل ابن عباحس رحه ال و استعمل كلمة )الكم( وكلمة )التشاحبه( يريد باح هناح‪:‬‬
‫المحكم الذي ييعلم؛ يعلمه ساحمعه‪.‬‬
‫والمتشابه الذي يشبه علمه على ساحمعه‪.‬‬
‫والقرآن والعلم جيعاح والشريعة كلهاح مكمة‪،‬م وكلهاح متشاحبة‪،‬م ومنهاح مكم ومنهاح متشاحبه‪،‬م فهذه ثلثة أقساحما‪:‬‬
‫صلجلت عملن لجتدلن جحعكيتم جخعبيتر)‪(1‬أجلل تجـلعبتتدوا إعلل ال لهج﴾‬ ‫ب أتلحعكجم ل‬
‫ت آجياتهت ثتلم فت ب‬ ‫ع‬
‫فالول المحكم‪ :‬كماح قاحل جل وعل﴿الر كجتا ت‬
‫]هود‪،[2-1:‬م فاحلقرآن كله مكم‪،‬م بعن أن معناحه واضح وأن ال جل وعل أحكم فل اختلف فيه إل بتباحين‪،‬م وإناح بعضه‬
‫يصدقا بعضاح كماح قاحل جل وعل ﴿جولجلو جكاجن عملن ععلنعد غجليعر ال لعه لججوججتدوا عفيعه الختعجلمفا جكعثيمرا﴾]النساحء‪.[82:‬‬
‫والقرآن والشريعة أيضا متشابه كله‪ :‬بعن أن بعضه يشبه بعضاح فهذا الكم وهذه السألة تشبه تلك لنأاح تسري‬
‫معهاح ف قاحعدةا واحدةا‪،‬م فنصوص الشريعة يصدقا بعضهاح بعضاح ويؤول بعضهاح إل بعض‪،‬م وقد قاحل جل وعل ﴿ال لهت نجـلزجل‬
‫أجلحجسجن ا لجحعديعث كعجتامبا تمتججشابعمها جمجثانعجي تجـلقجشععبر عملنهت تجتلوتد العذيجن يجلخجشلوجن جربلـتهلم﴾]الزجمر‪،[23:‬م قاحل )كعجتامبا تمتج ج‬
‫شابعمها( فاحلقرآن متشاحبه؛‬
‫صل بعضاح‪,‬هل هذه قصة وهذه قصة‪,‬هل هذه‬
‫يعن بعضه يشبه بعضاح‪،‬م هذا خب ف النة وهذا خي النة‪،‬م وبعض الخباحر يف ّ‬
‫تصدقا وهذه وتزجيدهاح تفصيل‪،‬م وهكذا ف كل ماح ف القرآن‪.‬‬
‫والقرآن أيضا والشريعة والعلم منه محكم ومنه متشابه باحعتباحر ثاحلث‪ :‬فاحلكم والتشاحبه هناح هو الذي جاحء ف آية‬
‫شابعجها ت‬
‫ت﴾]آل عمران‪،[7:‬م منه مكم‬ ‫ت تهلن أتبم ا لعكجتا ع‬
‫ب جوأتجختر تمتج ج‬ ‫ب عملنهت آجيا ت‬
‫ت تملحجكجما ت‬ ‫آل عمران ﴿هو العذي أجنلـزجل جعلجي ج ع‬
‫ك ا لكجتا ج‬ ‫ج ل‬ ‫تج‬
‫وهو الذي أتضح لك علمه‪،‬م ومنه متشاحبه وهو الذي اشتبه عليك علمه‪،‬م وبذا نعلم بأن ليس عندناح ف عقيدةا أهل السنة‬
‫والماحعة أتباحع السلف الصاحل ليس عندهم شيئاح من التشاحبه الطلق الذي ل يعلمه أحد‪،‬م بعن أن ثة مسألة من مساحئل‬
‫التوحيد أومن مساحئل العمل يشتبه علمهاح على كل المة‪،‬م هذا ل يوجد بل رباح اشتبه على بعض الناحس وبعضهم يعلم‬
‫العن‪،‬م كماح قاحل جل وعل ﴿جوجما يجـلعلجتم تجألعويلجهت إعلل ال لهت جواللراعستخوجن عفي الععلعم﴾]آل عمران‪ [7:‬على أحدي وجهي الوقف‪.‬‬
‫فهذا التشاحبه الوجود الذي هو قسيم للمحكم هذا يشتبه على بعض الناحس‪،‬م فإذا اشتبه عليك علم شيء من‬
‫التوحيد أو من الشريعة فإن الواجب أن ل تفرقا عنده وأن ل تاحف‪،‬م وأن ل تتهم الشرع أو يقع ف قلبك شيء من الزجيغ‬
‫لن الذين يتبعون التشاحبه بعن ل يؤمنون به فإن هؤلء هم الذين ف قلوبم زايغ‪،‬م وهذا هو الذي عناحه ابن عباحس حي‬
‫قاحل)يجدون رقة عند محكمة ويهلكون عند متشابهه( يريد به هذا الوجه من أن الذين يهلكون عند التشاحبه هم أهل‬
‫شابجهج عملنهت ابلتعجغاءج ا ل ع لفتـنجعة جوابلتعجغاءج تجألعويلععه﴾]آل عمران‪:‬‬
‫الزجيغ الذين قاحل ال جل وعل فيهم ﴿فجأجلما العذيجن عفي قتـتلوبععهلم جزيلتغ فجـيجتلبعتعوجن جما تج ج‬
‫‪،[7‬م فأهل الزجيغ يستعملون ف التشاحبه هاحتي الطريقتي‪:‬‬
‫[ ‪] 205‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫إماح أن يبتغوا باحلتشاحبه الفتنة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫وإماح أن يبتغوا باحلتشاحبه التأويل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والواجب أن يرثد التشاحبه على الكم‪،‬م فنعلم أن الشريعة تصدقا بعضهاح بعضاح وأن التوحيد بعضه يدل على بعض‪،‬م‬
‫كاحلقاحعدةا العروفة ف الصفاحت الت ذكرهاح عدد من الئمة كاحلطاحب وشيخ السلما ف التدمرية‪ :‬أن القول في بعض‬
‫الصفات كالقول في بعض‪ ،‬وأن القول في الصفات كالقول في الذات يحتذىَ في حذوه وينهج فيه على منواله‪.‬‬
‫ون عبالرللحمجن﴾]الرعد‪:‬‬
‫قاحل )ولاح سعت قريش رسول ال يذكر الرحن‪،‬م أنكروا ذلك‪،‬م فأنزجل ال فيهم‪﴿ :‬جوتهلم جيلكتفتر ت‬
‫‪ ([30‬فإنكاحر الصفة أو إنكاحر السم بعن عدما التصديق بذلك هذا جحد‪،‬م وهذا يتلف عن التأويل‪،‬م فاحلتأويل واللاحد‬
‫له مراتب يأت بياحنأاح إن شاحء ال تعاحل‪.‬‬

‫باب قول ال تعالى ﴿يجـلععرتفوجن نعلعجمتج الللعه ثتلم تينعكترونجـجها جوأجلكثجـترتهلم الجكافعترو ج‬
‫ن﴾]النحل‪[83:‬‬

‫قاحل ماحهد ماح معناحه‪ :‬هو قول الرجل‪ :‬هذا ماحل‪،‬م ورثته عن آباحئي‪.‬‬
‫وقاحل عون بن عبد ال‪ :‬يقولون‪ :‬لول فلن‪،‬م ل يكن كذا‪.‬‬
‫وقاحل ابن قتيبة‪ :‬يقولون هذا بشفاحعة آلتناح‪.‬‬
‫صبججح عملن ععجباعدي تملؤعمتن عبي‬
‫وقاحل أبو العباحس –بعد حديث زايد بن خاحلد الذي فيه‪» :‬أن ال تعاحل قاحل‪ :‬أج ل‬
‫جوجكافعتر‪.‬هل‪ «..‬الديث‪،‬م وقد تقدما‪ :-‬وهذا كثي ف الكتاحب والسنة‪،‬م يذما سبحاحنه من يضيف إنعاحمه إل غيه ويشركر به‪.‬‬
‫اللح حاحذقاحع‪،‬م ونو ذلك ماح هو جاح ر على ألسنة كثي‪.‬‬ ‫قاحل بعض السلف‪ :‬هو كقولم كاحنت الريح طيبة و ث‬
‫]الشرح[‬
‫هذا الباحب من البواب العظيمة ف هذا الكتاحب خاحصة ف هذا الزجمن لشدةا الاحجة إليه‪،‬م وترجه الصنف رفع ال‬
‫مقاحمه ف النة بقوله )باحب قول ال تعاحل ﴿يجـلععرتفوجن نعلعجمتج ال لعه ثتلم تينعكترونجـجها﴾]النحل‪ ([83:‬فوصف الكفر ف سورةا النحل‬
‫‪-‬الت تسمى سورةا الّنعم‪ -‬وصفهم بأنأم )يجـلععرتفوجن نعلعجمتج ال لعه ثتلم تينعكترونجـجها(‪،‬م وإنكاحر الّنعمة بأن تنسب لغي ال‪،‬م إنكاحرهاح‬
‫بأشياحء‪،‬م ومن ذلك أن يتنسب إل غي ال وأن يعل النفصل ف النعمة غي الذي أسداهاح هو ال جل جلله‪.‬‬
‫فاحلواجب على العبد أن يعلم‪ :‬أن كل النعم من ال جل وعل‪،‬م وأن كماحل التوحيد ل يكون إل بإضاحفة كل نعمة إل‬
‫ال جل وعل‪،‬م وأن إضاحفة النعم إل غي ال نقص ف كماحل التوحيد ونوع شركر باحل جل وعل‪.‬‬
‫ولذا تكون مناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد أن ثة ألفاحظاح يستعملهاح كثي من الناحس ف مقاحبلة النعم‪،‬م أو ف‬
‫مقاحبلة اندفاحع النقم‪،‬م فيكون ذلك القول منهم نوع شركر باحل جل وعل؛ بل شركر أصغر باحل جل وعل‪.‬‬
‫فنبه الشيخ رحه ال بذا الباحب على ماح يناحف كماحل التوحيد من اللفاحظ‪،‬م وأن نسبة النعم إل ال جل وعل واجبة‪.‬‬
‫قاحل )يجـلععرتفوجن نعلعجمتج ال لعه ثتلم تينعكترونجـجها(‪،‬م أخذ بعض أهل العلم من هذه الية أثن لفظ العرفة إناح يأت ف الذما‪،‬م وأن‬
‫الناحفع هو العلم‪،‬م وأن العرفة تستعمل ف القرآن وف السنة غاحلباح ف ماح يذما من أخذ العلوماحت‪،‬م كقول ال جل وعل‬
‫ب يجـلععرتفونجهت جكجما يجـلععرتفوجن جأبلـجناءجتهلم﴾]النعاحما‪،[20:‬م قوله ف هذه الية )يجـلععرتفوجن نعلعجمتج ال لعه ثتلم تينعكترونجـجها(‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫﴿الذيجن آتج لـيـجناتهلم ا لكجتا ج‬
‫[ ‪] 206‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وهذا من جهة الكثرية‪،‬م وإل فقد ورد أن العرفة بعن العلم كماح جاحء ف صحيح مسلم ف حديث ابن عباحس أن‬
‫ب‪ ،‬فجـليجتكلن أجموجل جما تجلدتعوتهلم إعلجليعه أن يعرفوا ال فإن‬
‫ك تجألعتي قجـلومام أجلهل كعجتا ت‬
‫ج‬ ‫النب لاح بعث معاحذا إل اليمن قاحل له » إنم ج‬
‫هم عرفوا ال« فهذا يدل أن بعض من روى الديث من التاحبعي جعل معن العلم باحلعرفة وهم حجة ف هذا القاحما‪،‬م‬
‫فيدل على أن استعماحل العرفة بعن العلم ل بأس به‪.‬‬
‫هذا الباحب معقود للفاحظ يكون استعماحلاح من الشركر أصغر؛ ذلك أن فيهاح إضاحفة النعمة لغي ال‪،‬م وال جل وعل‬
‫قاحل ﴿جوجما بعتكلم عملن نعلعجمتة فجعمن ال لعه﴾]النحل‪،[53:‬م وهذا نص صريح ف العموما بأن ميء النكرةا ف سياحقا النفي يدل على‬
‫الظهور ف العموما‪،‬م فإشن يسبقت النكرةا بـ)عملن( حرف جر ‪-‬الذي هو شبيه باحلزجائد‪ -‬فيكون العموما نصاح فيه‪،‬م والتنصيص ف‬
‫العموما بعن أنه ل ويرج شيء من أفراده‪،‬م فدلت الية على أنه ل يرج شيء من النعم أياح كاحن ذلك الشيء ‪-‬صغيا كاحن‬
‫أو كبيا عظيماح جليل أو حقيا وضيعاح‪ -‬ل يكون إل من ال جل وعل‪،‬م فكل النعم صغرت أو عظمت هي من ال جل‬
‫وعل وحده‪،‬م وأماح العباحد فإناح هم أسباحب تأت النعم على أيديهم‪،‬م يأت واحد ويكون سبباح ف إيصاحل النعمة إليه‪،‬م أو يكون‬
‫سبباح ف معاحلتك‪،‬م أو سبباح ف تعيينك‪،‬م أو سبباح ف ناححك‪،‬م أو نو ذلك‪،‬م ل يدل على أنه هو ول النعمة وهو الذي‬
‫أنعم‪،‬م فإن ول النعمة هو الرب جل وعل‪،‬م وهذا من كماحل التوحيد‪،‬م فإن القلب الوحد يعلم أنه ماح وث شيئاح ف هذا‬
‫س عملن جرلحجمتة فججل‬
‫اللكوت إل وال جل وعل هو الذي يفتحه وهو الذي يغلق ماح شاحء‪،‬م كماح قاحل سبحاحنه ﴿جما يجـلفتجلح ال لهت علللنا ع‬
‫تملمعسجك لججها جوجما يتلمعسلك فججل تملرعسجل لجهت عملن بجـلععدهع﴾]فاحطر‪،[2:‬م فكل النعم من ال جل وعل والعباحد أسباحب ف ذلك‪.‬‬
‫فاحلواجب ‪-‬إذن‪ -‬أن تنسب النعمة إل السدي ل على السبب لن السبب لو أراد ال جل وعل لبطل كونه‬
‫سبباح‪،‬م وهذا السبب إذا كاحن آدمياح فقلبه بي أصبعي من أصاحبع ال جل وعل لو شاحء لصدقا عن أن يكون سبباح أو أن‬
‫ينفعك بشيء‪،‬م فاحل جل وعل هو ول النعمة‪.‬‬
‫قد قاحل شيخ السلما رحه ال تعاحل‪ :‬ماح من أحد تعلق بخملوقا إل وخذل‪ .‬ماح من أحد تعلق بخملوقا ف حصول‬
‫شيء له واندفاحع مكروه عنه إل خذل‪،‬م وهذا ف غاحلب السلمي‪،‬م وذلك لن الواجب على السلم أن يعّلق قلبه باحل وأن‬
‫يعلم أن النعم إناح هي من عند ال‪،‬م والعباحد أسباحب يسخمرهم ال جل وجلله‪،‬م وهذا هو حقيقة التوحيد ومعرفة تصرف‬
‫ال جل وعل ف ملكوته‪.‬‬
‫قاحل )قال مجاهد ما معناه‪ :‬هو قول الرجل‪ :‬هذا مالي‪ ،‬ورثته عن آبائي‪.‬هل( هذا القول )مالي ورثته عن آبائي( مناحف‬
‫لكماحل التوحيد ونوع شركر؛ لنه نووسب هذا الاحل إليه ونسبه إل آباحئه‪،‬م وف الواقع أن هذا الاحل أندما ال به على آباحئه ث‬
‫أنعم ال به على هذا الؤمن إشذ جعل ال القسمة ‪-‬قسمة الياثا‪ -‬تصل إليه‪،‬م وهذا كله من فضل ال جل وعل ومن‬
‫نعمته‪،‬م والوالد سبب ف إيصاحل الاحل إليك‪،‬م ولذا ف قسمة الياثا ل يوزا للوالد أن يقسم الياثا أو لصاححب الاحل أن‬
‫ل العذي‬
‫يقسم الياثا على ماح يريد هو؛ لن الاحل ف القيقة ليس ماحل له‪،‬م كماح قاحل جل وعل ﴿وءاتتوتهم بمن لماعل ا ع‬
‫جج‬
‫جءاجتاتكلم﴾]النور‪،[33:‬م فهو ماحل ال جل وعل يقسمه كيف يشاحء‪،‬م إن ال قسم بينكم أخلقكم كماح قسم بينكم أرزااقكم‪.‬‬
‫[ ‪] 207‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فاحلواجب على العبد أن يعلم أن ماح وصله من الاحل أو وصله من النعمة عن طريق آباحئهم هو من فضل ال جل‬
‫وعل ونعمته‪،‬م ووالده أو والدته أو قريبه سبب من السباحب‪،‬م فيحمد ال جل وعل على هذه النعمة‪،‬م ويسأل ال جل‬
‫وعل ذلك السبب‪،‬م ويقاحبل ذلك السبب بزجائه إماح بدعاحء وإماح بغيه‪.‬‬
‫قاحل )وقال عون بن عبد ال‪ :‬يقولون‪ :‬لول فلن‪ ،‬لم يكن كذا(‪،‬م )لول فلن( كقول القاحئل‪ :‬لول الطياحر لذهبناح ف هلكة‪،‬م‬
‫لول الساحئق كاحن ماحهرا لذهبناح ف كذا وكذا‪،‬م أو يقول‪ :‬لول أن الشيخ كاحن معّلماح وأفهمناح السألة لاح فهمناحهاح أبدا‪،‬م أو‬
‫ت‪،‬م ونو ذلك من اللفاحظ الت فيهاح تعليق حصول المر بذه الواسطة‪،‬م والمر إناح حصل‬ ‫ك‬
‫يقول‪ :‬لول الدير الفلنا ليفصشل ي‬
‫بقضاحء ال وبقدره وبفضل ال وبنعمته من حصول النعم أو اندفاحع الكروه والنقم‪.‬‬
‫ولذا الواجب على العبد أن يوحد فيقول‪ :‬لو ل ال ث فلن‪ .‬فيجعل مرتبة فلن ثاحنية ول يعل مرتبة فلن هي‬
‫الول أو الوحيدةا؛ لن ال جل وعل هو السدي باحلنعم التفضل باح‪.‬‬
‫)لول فلن لم يكن كذا( هناح قاحل )فلن( من جهة كثرةا الستعماحل‪،‬م أماح ف الواقع فقد يأت )لول( ف استعماحلاح‬
‫باحلناحس أو يتعلق باحلماحدات ‪-‬بيت أو نو ذلك بسياحرةا أو طياحرةا من جهة صناحعتهاح‪،-‬م أو التعلق ببقاحع‪،‬م أو التعلق بشيء‬
‫من خلق ال؛ مطر‪،‬م ماحء‪،‬م سحاحب‪،‬م هواء‪،‬م ونو ذلك‪،‬م فنسبة النعمة إل إنساحن أو إل بقعة أو إل فعل فاحعل أو إل صنعة‬
‫أو إل ملوقا كل ذلك من نسبة النعم إل غي ال‪،‬م وهو نوع من أنواع الشركر ف اللفظ‪،‬م وهو من الشركر الصغر باحل جل‬
‫وعل‪،‬م كماح سيأت ف الباحب بعده إن شاحء ال‪.‬‬
‫قاحل )قال ابن قتيبة‪ :‬يقولون هذا بشفاعة آلهتنا(‪،‬م )هذا بشفاعة آلهتنا( يعن إذا حصلت لم نعمة؛ جاحءتم أمطاحر‪،‬م‬
‫جاحءهم الاحل‪،‬م نحوا ف تاحرتم‪،‬م إذا حصل لم ذلك تذكروا أنأم توجهوا للولياحء‪،‬م أو توجهوا للنبياحء‪،‬م أو توجهوا للصناحما‬
‫أو للوثاحن‪،‬م تذكروا أنأم قد توجهوا إليهم فصرفوا لم شيئاح من العباحدةا‪،‬م فقاحلوا‪ :‬اللة شفعت فلذلك جاحءناح هذا الي‪،‬م‬
‫فيتذكرون آلتهم وينسشون أن التفضل بذلك هو ال جل وعل وأن ال سبحاحنه ل يقبل شفاحعة شركية من تلك الشفاحعاحت‬
‫الت يذكرونأاح‪.‬‬
‫قاحل )وقاحل أبو العباحس –بعد حديث زايد بن خاحلد الذي فيه وقد تقدما‪ :-‬وهذا كثي ف الكتاحب والسنة‪،‬م يذما‬
‫اللح حاحذقاحع‪،‬م ونو‬
‫سبحاحنه من يضيف إنعاحمه إل غيه ويشركر به‪ .‬قاحل بعض السلف‪ :‬هو كقولم كاحنت الريح طيبة و ث‬
‫ذلك ماح هو جاحر على ألسنة كثي‪(.‬‬
‫وهذا باحب ينبغي الهتماحما به وتنبيه الناحس عليه؛ لن نعم ال عليناح ف هذه البلد؛ بل نعم ال على أهل الياحن ف‬
‫كل مكاحن كثيةا ل حصر لاح‪،‬م ولذا الواجب أن تنسب النعم إل ال جل وعل وأن ييذكر باح وأن ييشكر؛ لن من درجاحته‬
‫ث﴾]الضحى‪[11:‬ـ أول درجاحت‬ ‫شكر النعمة أن تضاحف إل من أسداهاح هذه أول الدرجاحت ﴿جوأجلما بعنعلعجمعة جرب ج‬
‫ك فججحبد ل‬
‫التحديث باحلنعمة أن تقول هذا من فضل ال هذه نعمة ال‪،‬م فإذا التفت القلب إل ملوقه فإنه يكون قد أدركر هذا النوع‬
‫من الشركر الناحف لكماحل التوحيد‪ .‬نعم‬

‫ججعتلوا لعللعه جأنجدامدا جوأجنلـتتلم تجـلعلجتموجن﴾]البقرةا‪[22:‬‬


‫باب قول ال تعالى ﴿فججل تج ل‬
‫[ ‪] 208‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وقاحل ابن عباحس ف الية‪ :‬النداد هو الشركر‪،‬م أخفى من دبيب النمل على صفاحةا سوادء ف ظلمة الليل‪،‬م وهو أن تقول‪ :‬وال‬
‫وحياحتك ياح فلن‪،‬م وحياحت‪،‬م وتقول‪ :‬لول كليبة هذا‪،‬م لتاحناح اللصوص‪،‬م ولول البط ف الدار‪،‬م لتى اللصوص‪،‬م وقول الرجل لصاححبه‪ :‬ماح شاحء‬
‫ال وشئت‪،‬م وقول الرجل‪ :‬لول ال وفلن‪،‬م ل تعل فيهاح فلناحع‪،‬م هذا كله به شركر‪ .‬رواه ابن أب حاحت‪.‬‬
‫ف بعغجليعر ال فقد جكجفجر أو ألشجرجك«‪ .‬رواه التمذي وحسنه‪،‬م وصححه الاحكم‬ ‫وعن عمر بن الطاحب ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬جملن جحلج ج‬
‫وقاحل ابن مسعود‪ :‬لن أحلف باحل كاحذباحع أحب إلي من أن أحلف بغيه صاحدقاحع‪.‬‬
‫وعن حذيفة ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬ل جتقوتلوا جما جشاءج ال جوجشاءج فتلجتن جولجعكلن تقوتلوا جما جشاءج ال ثتمم جشاءج فتلجتن«رواه أبو داووود‬
‫بسند صحيح‬
‫وجاحء عن إبراهيم النخمعي‪ :‬أنه ويكره‪ :‬أعوذ باحل وبك‪،‬م ويوزا أن يقول‪ :‬باحل ث بك‪ .‬قاحل‪ :‬ويقول‪ :‬لول الي ث فلن‪،‬م ول تقولوا‪ :‬لول ال‬
‫وفلن‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باحب قول ال تعاحل ﴿فججل تجلججعتلوا لعلعه جأنجدامدا جوأجنلـتتلم تجـلعلجتموجن﴾]البقرةا‪ ،([22:‬فيه بياحن أن هناحكر ألفاحظاح فيهاح التنديد‪،‬م‬
‫والتنديد معناحه أن تعل غي ال ندا له‪،‬م فيكون التنديد ف نسبة النعم إل غي ال‪،‬م ويكون التنديد ف اللف بغي ال‪،‬م‬
‫ويكون التنديد ف قول ماح شاحء ال وشاحء فلن‪،‬م وغي ذلك من اللفاحظ‪.‬‬
‫فهذا الباحب فيه بياحن أن التنديد يكون ف اللفاحظ‪،‬م والتنديد هناح الراد به التنديد الصغر الذي هو شركر أصغر ف‬
‫اللفاحظ‪،‬م وليس التنديد الذي هو الشركر الكب‪،‬م وقوله جل وعل )فججل تجلججعتلوا لعلعه جأنجدامدا جوأجنلـتتلم تجـلعلجتموجن( هذا عاحما يشمل‬
‫اتاحذ النداد ف باحلشركر الكب و يشمل أيضاح اتاحذ النداد بأنواع الشراكر الت دون ف الشركر الكب؛ لن قوله )جأنجدامدا(‬
‫هذا يعم جيع أنواع التنديد‪،‬م والتنديد منه ماح هو مرج من اللة‪،‬م ومنه ماح ل يرج من اللة‪.‬‬
‫ولذا ساحقا عن ابن عباحس أنه قاحل )النداد هو الشركر أخفى من دبيب النمل( فجعل ماح يدخل ف هذه الية‬
‫الشركر الفي أو شركر اللفاحظ الت تفى على كثي من الناحس‪.‬‬
‫ومناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد ظاحهرةا من أن حقيقة التوحيد أل يكون ف القلب إل ال جل وعل وألث يتلفظ‬
‫بشيء فيه جعلوا غي ال جل وعل شريكاح له‪،‬م أو ندا له كمن حلف بغي ال‪،‬م أو كمن قاحل ماح شاحء ال وشاحء فلن أو لو‬
‫ل كليبة هذا لتاحناح اللصوص ونو هذه اللفاحظ‪.‬‬
‫الول ظاحهر وهو تبع للباحب قبله؛ يعن كلما ابن عباحس على الية ث قاحل ف آخره )ل تجعل فيها فلنا هذا كله به‬
‫شرك( يعن ل تقل لول ال وفلن‪،‬م قل لول ال لصل كذا وكذا‪،‬م هذا هو الكمل‪،‬م فاحلذي ينبغي ف استعماحل هذه‬
‫اللفاحظ أن تنسب إل ال‪.‬‬
‫فظهر لناح هناح أثن ثة درجتي جاحئزجةا‪،‬م وغي ذلك ل يوزا‪ .‬وهاحتاحن الدرجتاحن‪:‬‬
‫الول هي الكاحملة‪،‬م وهي أن يقول‪ :‬لول ال لاح حصل كذا‪.‬‬
‫والاحئزج أن يقول‪ :‬لول ال ث فلن لاح حصل كذا‪،‬م هذه جاحئزجةا وهي توحيد بعله مرتبة فلن ناحزالة عن مرتبة نعمة ال‬
‫جل وعل أو إنعاحما ال؛ لكن هذا ليس هو الكماحل‪،‬م ولذا قاحل ابن عباحس هناح )ل تجعل فيها فلن(‪.‬‬
‫[ ‪] 209‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫لن الكماحل أن تقول‪ :‬لو ل ال لتاحناح اللصوص‪،‬م لول نعمة ال لاح حصل كذا‪،‬م لول فضل ال لاح حصل كذا هذه‬
‫هي الرتبة الكاحملة‪.‬‬
‫والوازا أن تقول لول ال ث فلن‪.‬‬
‫وأماح الذي ل يوزا والذي قاحل فيه ابن عباحس )كله به شركر( أن يقول‪ :‬لول ال وفلن‪ .‬باحلواو لن الواو تفيد‬
‫التشريك بي العطوف والعطوف عليه دون ترارخ ف الرتبة‪،‬م أماح )يث( فتفيد التاخي ف الرتبة أو التاخي ف الزجمن‪،‬م هذا ماح‬
‫هو معلوزما ف هذا البحث ف حروف العاحنا من النحو‪.‬‬
‫فلهذا صاحر قول القاحئل‪ :‬لول ال وفلن‪ .‬شركر أو ماح شاحء ال وشاحء فلن أن هذا شركر أصغر‪.‬‬
‫ب بعد ذلك‪.‬‬ ‫والواجب أن يقول‪ :‬لول ال‪ .‬أو أن يقول‪ :‬ماح شاحء ال وحده‪ .‬كماح سيأت ف باح ر‬
‫صل لناح أثن الكماحل أن ينسب ذلك إل ال جل وعل‪،‬م وأثن الاحهزج أن يقول‪ :‬لول ال ث فلن‪.‬‬ ‫فإذن ت ث‬
‫ف بعغجليعر ال فقد جكجفجر أو ألشجرجك«‪ .‬رواه التمذي‬
‫قاحل )وعن عمر بن الطاحب ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬جملن جحلج ج‬
‫ف بعغجليعر ال( يعن عقد اليمي بغي ال جل وعل )فقد جكجفجر أو ألشجرجك(‪.‬‬ ‫وحسنه‪،‬م وصححه الاحكم( )جملن جحلج ج‬
‫واليمي‪ :‬هي تأكيد الكلما لعظم به بي التكلم والخماحطب‪،‬م يؤكد الكلما بعظم به بأحد حروف القسم الثلثا‪:‬‬
‫الواو أو الباحء أو التاحء‪.‬‬
‫فاحليمي أو اللف يكون بتأكيد الكلما بعظم به باحلواو أو باحلباحء أو باحلتاحء‪ .‬والواجب أن ل يؤكد الكلما إل باحل‬
‫جل وعل؛ لن العظم على القيقة هو ال جل وعل‪،‬م وأماح البشر فليسوا بعظمي بيث ييلف بم‪،‬م وإناح رباح عظموا‬
‫بشيء يناحسب ذاتم‪،‬م تعظيم البشر اللئق‪،‬م أماح التعظيم الذي يصل إل الد الذي ييلف به‪،‬م فهذا إناح هو ل جل وعل‪.‬‬
‫فإذن الواجب أل يؤكد الكلما إل باحل جل وعل إذا أراد اللف‪،‬م إذا أراد أن يكون حاحلفاح فليحلف باحل‪،‬م فليؤكد‬
‫الكلما باحل جل وعل باحستخمداما أحد الرف الثلثة الواو أو الباحء أو التاحء‪.‬‬
‫وأماح إذا استخمدما غي هذه الحرف كلفظ )ف( ونو ذلك فإنه ل يعد حلفاح‪،‬م إل إن كاحن ف قلبه أنه يي ولكنه‬
‫أخطأ التعبي فاحلعبةا ماح ف التفسي من العاحنا‪،‬م وأماح ماح ف اللفظ فإنه ف القاحما يؤول إل ماح ف القلب‪.‬‬
‫ف بعغجليعر ال فقد جكجفجر أو ألشجرجك( لاحذا كفر أو أشركر؟ لنه عظم هذا الخملوقا كتعظيم ال جل‬ ‫لذا قاحل هناح )جملن جحلج ج‬
‫وعل ف اللف به‪،‬م ويكفره وشركه شركر أصغر‪،‬م وقد يصل إل أن ييشركر باحللف شركاح أكب إذا عنظم اللوف به كتعظيم‬
‫ال جل وعل ف العباحدةا‪.‬‬
‫فإذن صاحر حقيقة اللف بغي ال أنه تعظيم لذلك اللوف به ف اللف‪،‬م فإذا انضاحف إل ذلك أن اللوف به‬
‫معظم ف العباحدةا صاحر شركاح أكب؛ كحلف الذين يعبون الوثاحن بأوثاحنأم فإنه شركر أكب؛ لنه يعظم ذلك الوثن أو ذلك‬
‫القب أو تلك البقعة أو ذلك الشهد أو ذلك الول يعظمه كتعظيم ال ف العباحدةا‪،‬م فيكون حلفه حلفاح بعظم به ف‬
‫العباحدةا‪.‬‬
‫فإذن صاحر هناح الشركر الصغر حاحصل بجرد اللف بغي ال‪،‬م فكل من حلف بغي ال فهو مشركر الشركر الصغر‪،‬م‬
‫قد يصل ف بعض الحوال أن يكون مشركاح الشركر الكب إذا كاحن يعبد هذا الذي حلف به‪.‬‬
‫[ ‪] 210‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وهناحكر يي بغي ال ف اللفظ‪،‬م فهذه أيضاح شركر وإن ل يعقد القلب اليمي‪،‬م كمن يكون دائماح على لساحنه استعماحل‬
‫اللف باحلنب أو باحلكعبة أو باحلماحنة أو باحلول ونو ذلك وهو ل يريد حقيقة اليمي‪،‬م وإناح يري على لساحنه مرى ف‬
‫اللغو‪،‬م فهذا أيضاح شركر لنه تعظيم لغي ال جل وعل‪.‬‬
‫قاحل )وقال ابن مسعود‪ :‬لن أحلف بال كاذبام أحب إلمي من أن أحلف بغيره صادقام‪ (.‬هذا لجل كعظم اللف بغي ال‬
‫جل وعل‪،‬م وأ ثن اللف بغي ال شركر‪،‬م وأماح الكذب فإنه كبيةا والشركر الصغر هذا من أعظم الكباحئر‪،‬م فلهذا استحب أن‬
‫يكذب مع التوحيد وأن ل يصدقا مع الشركر؛ لن حسنة التوحيد أعظم من سيئة الكذب؛ ولن سيئة الشركر أشنع من‬
‫سيئة الكذب‪.‬‬
‫قاحل )وعن حذيفة ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬ل جتقوتلوا‪ :‬جما جشاءج ال جوجشاءج فتلجتن جولجعكلن تقوتلوا‪ :‬جما جشاءج ال ثتمم جشاءج فتلجتن«رواه‬
‫أبو داووود بسند صحيح( هذا من جهة الرشاحد إل ماح ينبغي أن يقاحل‪،‬م فل تعل مشيئة العبد مقاحكرنة مشتكة مع مشيئة‬
‫ال‪،‬م فاحلواجب أن ينزجه العبد لفظه حت يعظم ال جل وعل‪،‬م والقلب العظم ل جل وعل ل يكن أن يستعمل لفظاح فيه‬
‫جعل لخملوقا ف مرتبة ال جل وعل ف الشيئة أو ف اللف أو ف الصفاحت ونو ذلك‪،‬م لذا قاحل )ل جتقوتلوا‪ :‬جما جشاءج ال‬
‫ع‬
‫جوجشاءج فتلجتن( وهذا النهي للتحري؛ لن هذا التشريك ف الشيئة هذا شركر أصغر باحل جل وعل‪،‬م قاحل)جولجكلن تقوتلوا‪ :‬جما جشاءج‬
‫ال ثتمم جشاءج فتلجتن( لن )ثتمم ( تفيد التاخي ف الشيئة‪،‬م وهذا لن مشيئة العبد تبع لشيئة ال جل وعل قاحل تعاحل ﴿جوجما‬
‫ب ا لجعالجعميجن﴾]التكوير‪،[29:‬م فمشيئة العبد ناحقصة ومشيئة ال كاحملة قاحل‪:‬‬
‫شاءج ال لهت جر ب‬
‫شاتءوجن إعلل أجلن يج ج‬
‫تج ج‬
‫قاحل )وجاء عن إبراهيم النخعي‪ :‬أنه يجكره‪ :‬أعوذ بال وبك(‪،‬م )أعوذ بال وبك( لثن الواو تقتضي التشريك باحلستعاحذةا‪،‬م‬
‫والستعاحذةا ‪-‬كماح ذكرناح‪ -‬لاح جهتاحن‪ :‬جهة ظاحهرةا‪،‬م وجهة باحطنة‪.‬‬
‫أماح الهة الباحطنة‪ :‬وهي اللتجاحء والعتصاحما والرغب والرهب وإقباحل القلب على الستعاحذ به‪،‬م فهذا ل تصلح إل ل‪،‬م‬
‫والعتماحد ف الستعاحذةا على الخملوقا فيماح أقدره ال على هذا جاحئزج؛ لن الستعاحذةا باحلخملوقا ظاحهرت فيماح أقدره ال‬
‫عليه ظاحهرا هذا جاحئزج‪،‬م لذا كاحن يكره أن يقول أعوذ باحل وبك‪،‬م والكراهة استعماحل السلف يراد غاحلباح الرما‪،‬م وقد ترد لغي‬
‫الرما؛ ولكن يستعملونأاح فيماح ل نص فيه‪.‬‬
‫ك‬‫ك جكاجن جسيبئتهت ععلنجد جرب ج‬
‫وميء الكراهة بعن التحري ف القرآن ف قوله تعاحل لاح ذكر الكباحئر ف سورةا السراء ﴿تكبل جذلع ج‬
‫جملكترومها﴾]السراء‪،[38:‬م وف القراءةا الخرى ﴿تكبل جذلعجك جكاجن جسيبئجةت ععلنجد جربجك جملكترومها﴾ )جملكترومها( أي مرماح التحري‬
‫الشديد‪.‬‬
‫قاحل )ويجوز أن يقول بال ثم بك( لاح فيهاح من التاخي‪،‬م قاحل )ويقول‪ :‬لول الت ثم فلن‪ ،‬ول تقولوا‪ :‬لول ال‬
‫وفلن(‪.‬‬

‫باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بال‬


‫ض‪.‬هل جوجملن لجلم‬ ‫ع‬ ‫صتدلق‪.‬هل جوجملن تحلع ج‬
‫ف لجهت عباللمه فجـلليجـلر ج‬
‫عن ابن عمر‪،‬م أن رسول ال جقاجل‪» :‬لج تجحلعتفوا عبآِبائعتكم‪.‬هل من حلج ج ع‬
‫ف عباللمه فجـليج ل‬ ‫ج ل جل ج‬ ‫ل‬
‫س عمجن اللمعه«‪.‬هل رواه ابن ماحجه بسند حسن‪.‬‬ ‫يـر ع ع‬
‫ض باللمه‪ ,‬فجـلجلي ج‬
‫جل ج‬
‫[ ‪] 211‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫]الشرح[‬
‫)ابن ماحجه(‪ :‬وماحوجشه أمه‪،‬م وآخرهاح هاحء وصل ووقفاح‪،‬م فل يقاحل‪ :‬رواه ابن ماحجةو بسند حسن‪،‬م أو روى ابن ماحجة‪،‬م هذا‬
‫غلط‪.‬‬
‫والصواب أن تقول‪ :‬وروى ابن ماحجه بسند حسن؛ لن الاحء هناح ليست لجل السكون ف التاحء)‪،(1‬م ]وإناح هي أصــلية‬
‫ف اسم أمه رحه ال تعاحل ورحهاح‪.‬‬
‫هذا باحب ماح جاحء فيمن ل يقنع باحللف باحل‪،‬م لاح كاحن تعظيم ال جـل وعل فـ قلـب العبـد الــؤمن واجباح‪،‬م كـاحن الرضـى‬
‫بكلما أكثـ د فيــه الكلما بــاحللف بــاحل كــاحن ذلــك مطلوبــاح ومــأمورا بــه‪،‬م ومــن لـ يقنــع بــاحللف بــاحل فقــد فــاحته تعظيــم الـ جــل‬
‫وعل وتعظيم شرعه‪.‬‬
‫والواجب أن يقنع بكلما حلـف عليـه باحل تعظيمـاح للل الـ جل وعل كمـاح قـاحل‪) :‬آمنـت باحل وكـذبت عينـ( فيمـن‬
‫حلف له باحل‪،‬م فاحلواجب على العبد أنش إذا حلف له باحل أن يرضى؛ لن ف ذلك تعظيماح للرب جل وعل‪.‬‬
‫)باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بال(‪:‬‬
‫لفظ )لم يقنع( استفاحد منه كثي من الشراح بأن الراد[)‪ (2‬بذا الباحب ماح يكون عند توثجه اليمي على أحد‬
‫التخماحصمي‪،‬م فإنه إذا كاحن ف الصومة وتوجهت ف اليمي باحلدعوةا‪،‬م فإن الواجب على الخر أن يقنع باح وحولف به الخر‬
‫باحل جل وعل‪،‬م فخمصوا ماح جاحء من الدليل وخص هذا الباحب بسألة ف الدعاحوي؛ يعن اليمي عند القاحضي‪.‬‬
‫وقاحل بعض أهل العلم‪ :‬إن الديث عاحما‪،‬م والديث حسنه طاحئفة من أهل العلم كماح ذكر الشيخ رحه ال‪،‬م فقوله‬
‫ض( هذا عاحما ف كل حلف سواء أن كاحن عند القاحضي أو ل يكن عند القاحضي‪،‬م وهذا القول أوجه‬ ‫ع‬ ‫)جوجملن تحلع ج‬
‫ف لجهت عباللمه فجـلليجـلر ج‬
‫وأصوب ظاحهرا؛ لن سبب الرضى باحلكلما الذي حلف عليه باحل التعظيم ل جل وعل‪،‬م فإن تعظيم ال ف قلب العبد‬
‫ن عليه؛ لكن يصدقه ول ييظهر تكذيباح له لتعظيم ال‬ ‫يعله يصثدقا من حلف له باحل ولو كاحن كاحذباح؛ لكن له أن ل يب و‬
‫ض‪،‬م فليجعل توحيده وتعظيمه ل جل وعل له‪،‬م وكذب ذاكر ف اللف باحل عليه‪.‬‬ ‫ع‬ ‫جل وعل‪،‬م جملن تحلع ج‬
‫ف لجهت عباللمه فجـلليجـلر ج‬
‫وقاحل طاحئفة من أهل العلم ‪-‬وهذا هو الثاحلث‪ :-‬إن هذا راجع إل من يعرف صدقه ف اليمي‪،‬م أماح من كاحن فاحجرا‬
‫فاحسقاح ل يباحل إذا حلف أن يلف كاحذباح فإنه ل يب تصديقه؛ لن تصديقه والاحلة هذه مع قياحما اليقي أو القرائن العاحمة‬
‫ض( فتعلق قوله‬ ‫ع‬ ‫صتدلق‪.‬هل جوجملن تحلع ج‬
‫ف لجهت عباللمه فجـلليجـلر ج‬
‫بكذبه ليس بداخل ف الديث‪،‬م لقوله ف أول الديث )من حلج ج ع‬
‫ف عباللمه فجـليج ل‬ ‫جل ج‬
‫ض( يعن فيمن‬ ‫ع‬ ‫صتدلق(‪،‬م فتعلق )جملن تحلع ج‬
‫ف لجهت عباللمه فجـلليجـلر ج‬
‫ف لجهت عباللمعه فجـلليـرض( باح قبلهاح وهو قوله )من حلج ج ع‬
‫ف عباللمه فجـليج ل‬ ‫جل ج‬ ‫جل ج‬ ‫)جوجملن تحلع ج‬
‫س عمجن اللمعه(‪،‬م فيدل على أن فعله من الكباحئر؛ لن قوله‬ ‫كاحن صاحدقاح‪،‬م )ومن لجم يـر ع ع‬
‫ض باللمه(‪ ,‬من ل يرض باحليمي باحل‪،‬م )فجـلجلي ج‬
‫ج ج ل ل جل ج‬
‫س عمجن اللمعه( هذا ملحق لفعله باحلكباحئر‪.‬‬
‫)لجلي ج‬
‫وهذا الباحب فيه نوع تردد عند الشراح‪،‬م والظاحهر ف الراد منه أن الماحما الصنف رحه ال ذكره تعظيماح ل جل وعل‪،‬م‬
‫وقد ذكر ف الباحب قبله )من حلف بغي ال( وأن حكمه أنه مشركر‪،‬م فهذا فيه أن اللف باحل يب تعظيمه‪،‬م وأن ل‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الثاحلث عشر)‪1‬‬


‫‪.‬سقط من الشرطة‪،‬م وقد نقلته عن تفريغ جاحمع ابن تيمية )‪2‬‬
‫[ ‪] 212‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫يلف الرء باحل إل صاحدقاح‪،‬م وأن ل يلف بآباحئه‪،‬م وأن ل يلف بغي ال‪،‬م ومن يحلف له باحل فواجب عليه الرضى تعظيماح‬
‫لسم ال وتعظيماح لق ال جل وعل حت ل يقع ف قلبه استهاحنة باحسم ال العظم وعدما اكتاثا به أو باحلكلما الؤكد‬
‫به‪.‬‬
‫فصاحر عندناح ‪-‬إذن‪:-‬‬
‫أن كثيا من أهل العلم جعلوا قول الصنف )باحب ماح جاحء ف من ل يقنع باحللف باحل( أنه عند القاحضي إذا توجه‬
‫باحليمي على أحد التخماحصمي‪.‬‬
‫وأن طاحئفة من أهل العلم قاحلوا ف قوله ومن حلف له باحل فليض أن هذا عاحما ف كل من حلف له باحل لنه يب‬
‫عليه الرضى‪.‬‬
‫وآخرون قاحلوا يـيوفنرقا بي من ظاحهره الصدقا ومن ظاحهره الكذب‪.‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫باب قول‪ :‬ما شاء ال وشئت‬


‫ت جوتجـتقوتلوجن‪ :‬جوا لجكلعبجعة فجأججمجرتهتم النمبعمي إجذا‬‫عن قتيلة‪ :‬أجمن يجـتهوعدميا أججتى النمبعمي ‪،‬م فجـجقاجل‪ :‬إنمتكلم تلشعرتكوجن تجـتقوتلوجن‪ :‬جما جشاءج اللمهت جوعشلئ ج‬
‫ت‪ .‬رواه النساحئي وصححه‪.‬‬ ‫بع ا لجكلعبجعة جويجـتقوتلوجن جما جشاءج اللمهت ثتمم عشلئ ج‬ ‫ع‬
‫أججراتدوا أجلن يجلحلتفوا أجلن يجـتقوتلوا جوجر م‬
‫وله أيضاحع عن ابن عباحس‪،‬م أن رجلع قاحل النب ‪ :‬ماح شاحء ال وشئت فقاحل‪»:‬أجعلتني ل ندجما؟هل!ُ بل ما شاء الت‬
‫وحده«‪.‬هل‬
‫ولبن ماحجه‪ :‬عن الطفيل أخي عاحئشة لمهاح قاحل‪ :‬رأيت كأنا أتيت على نفر من اليهود‪،‬م قلت‪ :‬إنكم لنتم القوما‬
‫لول أنكم تقولون‪ :‬عزجير بن ال قاحلوا‪ :‬وأنتم لنتم القوما لول أنكم تقولون‪ :‬ماح شاحء ال وشاحء ممد‪ .‬ث مررت بنفر من‬
‫النصاحرى‪،‬م فقلت‪ :‬إنكم لنتم القوما لول أنكم تقولون‪ :‬السيح ابن ال‪ .‬قاحلوا‪ :‬وإنكم لنتم القوما لول أنكم تقولون‪ :‬ماح‬
‫شاحء الله وشاحء ممد‪ .‬فلماح أصبحتي‪،‬م أخبت باح من أخبت‪،‬م ث أتيت النب ‪،‬م فأخبته‪،‬م قاحل‪» :‬هل أخبرتج بها أحدام‬
‫؟«‪ .‬قلت نعم قاحل‪ :‬فحمد ال‪،‬م وأثن عليه‪،‬م ث قاحل‪» :‬أما بعد‪ ،‬فإن طفيلم رأىَ رؤيا أخبر بها من أخبر منكم‪ ،‬وإنكم قلتم كلمة‬
‫كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها‪ ،‬فل تقولوا‪ :‬ما شاء محمد‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬ما شاء ال وحده«‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫هذا الباحب ترجه بقوله )باب قول ما شاء ال وشئت( وهذه السألة مر الكلما عليهاح ف )باحب قول ال تعاحل‬
‫﴿فججل تجلججعتلوا لعلعه جأنجدامدا جوأجنلـتتلم تجـلعلجتموجن﴾]البقرةا‪ ([22:‬وأن قول القاحئل )ما شاء ال وشئت( شركر ف اللفظ وتشريك ف‬
‫الشيئة‪،‬م فهذا من الشركر الصغر‪.‬‬
‫الباحب واضح من حيث ماح اشتمل عليه؛ لكن فيه فاحئدةا أو فيه فوائد‪:‬‬
‫[ ‪] 213‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ت جوتجـتقوتلوجن‪ :‬جوا لجكلعبجعة‬


‫منهاح أن قوله ف حديث قتيلة )أجمن يجـتهوعدميا أججتى النمبعمي ‪،‬م فجـجقاجل‪ :‬إنمتكلم تلشعرتكوجن تجـتقوتلوجن‪ :‬جما جشاءج اللمهت جوعشلئ ج‬
‫بع ا لجكلعبجعة جويجـتقوتلوجن جما جشاءج اللمهت ثتمم عشلئ ج‬ ‫ع‬
‫ت‪ .‬رواه النساحئي وصححه( فيه من‬ ‫فجأججمجرتهتم النمبعمي إجذا أججراتدوا أجلن يجلحلتفوا أجلن يجـتقوتلوا جوجر م‬
‫الفوائد ماح قاحله الشيخ رحه ال ف مساحئل الباحب قاحل فيه‪ :‬فهم النساحن إذا كاحن له هوى‪ .‬فهؤلء اليهود هم أهل الشركر‬
‫يقولون عزجير بن ال ويشركون باحل جل وعل؛ لكنهم مع كونأم مشركي نقموا على أهل السلما أنأم يشركون‪،‬م وهذا‬
‫لجل الطعن فيهم‪،‬م فاحلوى وطلب تنمقص أهل السلما والنقد عليهم‪،‬م أو ماحطبتهم باح يسوؤهم هذا كاحن قصدا لم‪،‬م ولذا‬
‫فهموا من أين يدخلون‪،‬م فأهل السلما أهل التوحيد فقاحلوا لم )إنمتكلم تلشعرتكوجن( وهم أهل الشركر؛ لكن فيه أن صاححب‬
‫الوى قد يفهم الصواب‪،‬م فإذا فهم الصواب فإن الواجب أن ييقبل منه؛ لن الؤمن يب عليه أن يقبل الق من جاحء به‬
‫ولو كاحن يهودياح أو نصرانياح‪،‬م فهذا اليهودي ‪-‬أو النصاحرى كماح سيأت‪ -‬هؤلء توجهوا إل الؤمني باحلقدح فيهم باحلشركر‪،‬م ول‬
‫ينع النب من وقبول الق الذي قاحلوه أنأم يهود؛ بل قبل ماح جاحء به ذلك اليهودي‪،‬م فأوصاحهم بأن يتكوا ذلك التنديد‪.‬‬
‫وهذا فيه أن الق هو ضاحلة الؤمن أين وجده أخذه‪،‬م فل ينعه من قبول الق أن قاحله مشركر أو قاحله كاحفر أو قاحله‬
‫فاحسق أو قاحله مبتدع أو قاحله ضاحل إذا كاحن الكلما ف نفسه حقاح؛ لنه كماح قاحل النب عليه الصلةا والسلما »الحكمة ضالة‬
‫المؤمن أينما وجدها أخذها«‪.‬‬
‫قاحل )وله أيضاح( والديث الذي بعده واضح‪.‬‬
‫ث قاحل ) ولبن ماحجه عن الطفيل أخي عاحئشة لمهاح قاحل‪ :‬رأيت كأنا أتيت على نفر من اليهود‪،‬م قلت‪ :‬إنكم لنتم‬
‫القوما لول أنكم تقولون‪ :‬عزجير بن ال‪،‬م قاحلوا‪ :‬وأنتم لنتم القوما لول أنكم تقولون‪ :‬ماح شاحء ال وشاحء ممد‪ (.‬هذا ف أن‬
‫صاححب الوى أو صاححب اللة الباحطلة قد يرثد على صاححب الق بأن عنده باحطل كماح أن عند ذلك باحطل‪،‬م فإذا واجهه‬
‫بذلك فاحلواجب عليه أن يتجرد للحق وأن ل يرد الق لجل أن من أتى به صاححب باحطل‪.‬‬
‫فاحلقاحعدةا عند أهل السنة والياحن أن البدعة ل ترد ببدعة‪،‬م والباحطل ل يرد بباحطل‪،‬م وكثي ماح حصل معهم نقص ف‬
‫تاحريخ السلما وحصلت الشبهاحت وقويت بعض الضللت من جهة أن من ووجه بق وكاحن الذي واجهه بذلك‬
‫صاححب باحطل أنه رثد عليه الق فصاحر معن ذلك أنه ل يقبل الق‪،‬م ث صاحر يوجه الدلة ف لبطاحل ذلك الق‪،‬م وهذا كماح‬
‫فعله طاحئفة من أهل البدع والواجب أيضاح أن ل ترد البدعة ببدعة‪،‬م وأن ل ترد البدعة إل بق‪،‬م وإذا جهل الرء كيف يرد‬
‫البدعة بق فيصب حت يتعلم أو يسأل أهل العلم‪،‬م وليس من الواجب عليك أن ترد مباحشرةا؛ بل إذا ووجهت بق ولو‬
‫لل فاحقشـوبل‪،‬م فإبليس؛ الشيطاحن قيكبل منه بعض الق الذي جاحء به وأرشد إليه أباح هريرةا‪،‬م وهؤلء اليهود‬
‫ضن‬‫كاحن من أضل ال م‬
‫والنصاحرى ف هذين الديثي قبل منهماح يعن من تلك الطاحئفتي حقاح أرشدوناح إليه ف أعظم الساحئل وأجل الطاحلب وهو‬
‫توحيد ال جل جلله‪.‬‬
‫هذه الساحئل ليست من الشركر الكب بل من الصغر دثل عليه قوله ف آخره )قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا‬
‫أن أنهاكم عنها ( والشركر ف اللفاحظ أتى باحلتدريجح بلف ‪-‬يعن نفي الشركر ف اللفاحظ وتري الشركر ف اللفاحظ‪ -‬أتى‬
‫باحلتدريجح ف تاحريخ بعثة النب عليه الصلةا والسلما وتبليغه أمته باحلوامر والنواهي‪،‬م أماح الشركر الكب فقد نفاحه من أول‬
‫[ ‪] 214‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الرساحلة‪،‬م أماح شركر اللفاحظ وبعض أنواع الشركر الصغر فأتى باحلتدريجح‪،‬م فكاحن اللف باحلباحء جاحئزجا ث نأاحهم عليه الصلةا‬
‫والسلما عن ذلك‪،‬م وكذلك قول ماح شاحء ال وشئت ث نأاحهم عن ذلك‪.‬‬
‫ولذا قاحل الصنف ف مساحئل كتاحب التوحيد‪ :‬فيه أن الشركر فيه أكب وأصغر لقوله )يمنعني كذا وكذا(‪.‬‬
‫وأماح الشركر الكب فل يوزا أن يؤخر إنكاحره أو أن ينع عنه ماحنع‪.‬‬
‫أماح شركر اللفاحظ فقد تكون الصلحة والفقه ‪-‬فقه الدعوةا‪،-‬م وفق ترتيب الهم والهم وتقدي الهم على الهم أن‬
‫يؤخر بعضه لتتم الصلحة العظمى‪.‬‬
‫أماح الشركر الكب فل مصلحة تبقى مع وجوده‪ .‬نعم‬

‫باب من سبم الدهر فقد آذىَ ال‬


‫ك عملن ععلتم إعلن تهلم إعلل‬
‫الدلهرت جوجما لجتهم بعجذلع ج‬
‫حجيا جوجما يتهلعلتكجنا إعلل ل‬ ‫وقول ال تعاحل ﴿جوجقتالوا جما عهجي عإلل جحجيتاتجنا الدبلنجيا نجمت ت‬
‫وت جوجن ل‬
‫يجظتبنوجن﴾]الاحثية‪.[24:‬‬
‫عع‬
‫ب المدلهجر‪.‬هل جوأججنا المدلهتر‪.‬هل‬
‫سم‬‫وف الصحيح عن أب هريرةا رضي ال عنه عن النب ‪،‬م قاحل‪» :‬قال امللهت تعالى‪ :‬يتـلؤذيني ابلتن آجدجم‪.‬هل يج ت‬
‫ب اللمليجل جوالنمـجهاجر«‪ .‬وف رواية‪» :‬لج تجتسمبوا المدلهجر‪.‬هل فجعإمن اللمهج تهجو المدلهتر«‪.‬‬
‫أتقجـلم ت‬
‫]الشرح[‬
‫ب الدهر فقد آذىَ ال(؛ الدهر هو الزجماحن؛ اليوما‪،‬م والليلة‪,‬هل أساحبيع‪،‬م الشهر‪،‬م السنون‪،‬م العقود‪،‬م هذا‬
‫)باب من س م‬
‫هو الدهر‪،‬م وهذه الزامنة مفعوولة؛ مفعول باح ل فاحعلة‪،‬م فهي ل تفعل شيئاح وإناح هي مسخمرةا؛ يسخمرهاح ال جل جلله‪،‬م‬
‫ب هذه السني‬ ‫وك ّل يعلم أن السني ل تأت بشيء‪،‬م وإناح الذي يفعل هو ال جل وعل ف هذه الزامنة‪،‬م ولذا صاحر س ث‬
‫سبداح لن تصرف فيهاح وهو ال جل جلله‪.‬‬
‫لذا عقد هذا الباحب باح يبي أن سب الدهر يناحف كماحل التوحيد‪،‬م وأن سب الدهر يعود على ال جل وعل‬
‫ب لن تصرف بذا الدهر‪.‬‬ ‫باحليذاء؛ لنه س ّ‬
‫ومناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد ظاحهرةا‪،‬م وهو أن سب الدهر من اللفاحظ الت ل توزا‪،‬م والتخملص منهاح واجب‪،‬م‬
‫واستعماحلاح مناحف لكماحل التوحيد‪،‬م وهذا يصل من الهلة كثيا‪،‬م فإنه إذا حصل لم ف زاماحن شيئاح ل يسرهم سبوا ذلك‬
‫الزجماحن‪،‬م ولعنوا ذلك اليوما أو لعنوا تلك السنة أو لعنوا ذلك النهاحر ونو ذلك من اللفاحظ الوبيلة‪،‬م أو شتموا الزجماحن وهذا ل‬
‫يتوجه إل الزجمن؛ لن الزجمن شيء ل ويفعل وإناح ييفعل فيه وهو أذية ل جل وعل‪.‬‬
‫)باب من سب الدهر( السب يكون بأشياحء‪،‬م والسب ف أصله التنقص أو الشتم‪،‬م فيكون بتنقص الدهر‪،‬م أو يكون‬
‫بلعنه‪،‬م أو بشتمه‪،‬م أو بنسبة النقاحئص إليه‪،‬م أو بنسبة الشر إليه‪،‬م ونو ذلك‪،‬م وهناح كله من أنواع سبه‪،‬م وال جل وعل هو‬
‫الذي يقلب الليل والنهاحر‪.‬‬
‫عع‬
‫ب‬
‫سم‬‫قاحل )فقد آذىَ ال( ولفظ )آذىَ ال( لجل الديث ‪-‬حديث أب هريرةا‪) -‬قال امللهت تعالى‪ :‬يتـلؤذيني ابلتن آجدجم‪.‬هل يج ت‬
‫ب اللمليجل جوالنمـجهاجر( ففيه رعاحية للفظ الديث‪.‬‬ ‫المدلهجر‪.‬هل جوأججنا المدلهتر‪.‬هل أتقجـلم ت‬
‫[ ‪] 215‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫سب الدهر ‪-‬كماح ذكرناح‪ -‬مرما وهو درجاحت‪،‬م وأعله لعن الدهر؛ لن توجه اللعن إل الدهر أعظم أنواع السبة‬
‫وأعظم أنواع اليذاء‪،‬م وليس من مسبة الدهر وصف السني باحلشدةا‪،‬م ول وصف اليوما باحلسواد‪،‬م ول وصف الشهر‬
‫باحلنحس ونو ذلك‪،‬م لن هذا مقثيد وهذا جاحء ف القرآن ف نو قوله جل وعل ﴿عفي أجلياتم نجعحجساتت لعنتعذيجقتهلم جعجذاجب ا لعخلزعي﴾‬
‫]فصلت‪،[16:‬م )عفي أجلياتم نجعحجساتت ( وصف ال جل وعل الياحما بأنأاح نساحت‪،‬م القصود ف أياحما نساحت عليهم‪،‬م وصف الياحما‬
‫باحلنحس؛ لنه جرى عليهم فيهاح ماح فيه نس عليهم‪،‬م ونو ذلك قوله جل وعل ف سورةا القمر ﴿عفي يجـلوعم نجلح ت‬
‫س تملستجعمظر﴾‬
‫س( أو يقول يوما أسود أو سنة سوداء‪،‬م هذا ليس من سب الدهر لن القصود بذا الوصف ماح‬ ‫]القمر‪،[19:‬م )يجـلوعم نجلح ت‬
‫حصل فيهاح كاحن من صفته كذا وكذا على هذا التكلم‪.‬‬
‫وأماح سبه أن ينسب الفعل إليه فسب الدهر لجل أنه فعل به ماح يسوؤه‪،‬م فهذا هو الذي يكون أذية ل جل وعل‪.‬‬
‫الدلهتر﴾]الاحثية‪ ([24:‬هذه الية‬ ‫قاحل)وقول ال تعاحل ﴿جوجقتالوا مجا هعيج عإلل حججيتاتجنا الدبلنجيا جنتموتت جوجن ل‬
‫حجيا وججما تيلهعلكتجنا عإلل ل‬
‫ظاحهرةا ف أ ثن نسبة الشياحء إل الدهر هذه من خصاحل الشركي أعداء التوحيد‪،‬م فنفهم منه أن خصلة الوحدين أن ينسبوا‬
‫الشياحء إل ال جل وعل ل ينسبوا الهلكر إل إل الدهر؛ بل ال جل وعل هو الذي ييي وييت‪.‬‬
‫عع‬
‫ب المدلهجر‪.‬هل جوأججنا‬
‫سم‬ ‫قاحل )وف الصحيح عن أب هريرةا رضي ال عنه عن النب ‪،‬م قاحل‪» :‬قال امللهت تعالى‪ :‬يتـلؤذيني ابلتن آجدجم‪.‬هل يج ت‬
‫ب المدلهجر‪.‬هل‬ ‫سم‬ ‫المدلهتر«(‪،‬م قوله هناح )جوأججنا المدلهتر( ل يعن أن الدهر من أساحء ال جل وعل؛ ولكنه رتبه على ماح قبله فقاحل )يج ت‬
‫ب ل؛ لن الدهر ويفعل الي جل‬ ‫ب الدهكر وس ّ‬ ‫جوأججنا المدلهتر(؛ لن حقيقة المر أن الدهر ل يلك شيئاح ول يفعل شيئاح‪،‬م فوس م‬
‫وعل فيه‪،‬م ف الزجماحن ظرف للفعاحل وليس مستقل‪،‬م فلهذا ل يفعل ول يرما ول يعفي ول يكرما ول يهلك وإناح الذي يفعل‬
‫هذه الشياحء ماحلك اللك التفرد باحللكوت وتدبي المر الذي يي ول ياحر عليه‪.‬‬
‫إذن فقوله )جوأججنا المدلهتر( هذا فيه نفي نسبة الشياحء إل الدهر‪،‬م وأن الشياحء تنسب إل ال جل وعل‪،‬م فيجع مسبة‬
‫الدهر إل مسبة ال جل وعل؛ لن الدهر ل ملك له وال هو الفاحعل‪.‬‬
‫ب اللمليجل جوالنمـجهاجر( والليل والنهاحر هاح الدهر‪،‬م فاحل جل وعل هو الذي يقلبهماح‪،‬م فليس لماح من المر‬ ‫قاحل )أتقجـلم ت‬
‫شيء‪.‬نعم‬

‫باب التلسمبي بقاضي القضاة ونحوه‬


‫ك الجلملجعك‪ ،‬لج جمالع ج‬
‫ك إعلم اللمهت«‪.‬‬ ‫سممجى جملع ج‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ب قاحل‪» :‬إمن أجلخجنع الستم علنجد اللمه جرتجلت تج ج‬ ‫ك ك‬ ‫ك‬
‫وف الصحيح وعشن أوب يهوريشـوروةا وعن النث ث‬
‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫وقاحول يسشفوياحين‪ :‬كمثشلي وشاحوهاحشن وشاحشه‪ .‬وف رواية‪» :‬أجلغيج ت‬
‫ظ جرتجتل جعجلى اللمه يجـلوجم ا لقجياجمة‪ ,‬جوأجلخبجثتهت«‪ .‬قوله‪) :‬أوشخنووع(‪،‬م يعن‪ :‬أوشو و‬
‫ضوع‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫)باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه(‪.‬‬
‫التوحيد يقتضي من الوحد الؤمن باحل جل وعل أن يـيوعظّومه‪،‬م وأن ل يعل ملوقاح ف منزجلة ال جل وعل فيماح يت ث‬
‫ص‬
‫ف قاحما به أو شيء يكون عليه‪،‬م ككون القاحضي هو رئيس القضاحةا أو‬‫به‪،‬م وتاحرةا يعل الخملوقا من منزجلة ال ليشبهة وص ر‬
‫أعلم القضاحةا فييجعل ف اللفظ والتسمية قاحضياح للقضاحةا‪.‬‬
‫[ ‪] 216‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فلهذا نبه الشيخ رحه ال على أن التسمي باحلساحء الت معناحهاح إناح هو ل جل وجلله أن هذا ل يوزا‪،‬م والتوحيد‬
‫يقتضي أن ل يوصف باح إل ال وأن ل يسمى باح إل ال جل وعل‪،‬م فتسمية غي ال بتلك الساحء ‪-‬الت ستأت‪ -‬ل‬
‫توزا ومرما؛ بل هي أخنع الساحء وأوضع تلك الساحء وأبغض الساحء إل ال جل جلله‪.‬‬
‫قاحل )باب اللتسبمي بقاضي القضاة ونحوه( قوله )اللتسبمي( يشمل ماح إذا سى نفسه أو ساحه غيه به فرضي‪،‬م أماح‬
‫إذا ساحه غيه به فلم يرض فإنه ل يدخل ف الذما لعدما الرضى‪،‬م فإذا يسي بذلك فيلحق الوعيد السمي ومن رضي بذلك‬
‫السم‪.‬‬
‫)بقاضي القضاة ونحوه( ونو قاحضي القضاحةا مثل‪ :‬ملك الملكر‪,‬هل شاحهاحن شاحه ونو ذلك‪،‬م القضاحةا كثيون‪،‬م قاحضي‬
‫القضاحةا هو الذي يقضي بي القضاحةا‪،‬م تقول قاحضي السلمي؛ يعن الذي يقضي بي السلمي‪،‬م قاحضي الرياحض يعن الذي‬
‫يقضي ف الصوماحت الت بي أهل الرياحض‪،‬م فقاحضي القضاحةا لفظ حقيقة معناحه الذي يقضي بي القضاحةا‪،‬م وهذا إناح هو ل‬
‫جل جلله هو الذي يقضي بي العباحد بي القضاحةا وبي العبيد‪،‬م فهو قاحضي القضاحةا على القيقة سبحاحنه وتعاحل‪،‬م فيتلخجبر‬
‫عنه بذلك؛ لن قاحضي القضاحةا ليس من أساحء البشر‪،‬م فاحلذي يقضي بي القضاحةا هو ال جل جلله‪.‬‬
‫والذين أطلقوا هذه التسمية على كبي القضاحةا أو على كبي العلماحء ل يعنون باح أن ذاكر يقضي بي القضاحةا‪،‬م وإناح‬
‫يعنون باح أنه وصل إل مرتبة ف القضاحء أو ف العلم أعلى من درجة القاحضي‪،‬م فصاحر قاحضي القضاحةا‪،‬م كماح شاحع ف الزجمن‬
‫التأخر ف الدولة العثماحنية أنأم يسمون الفت شيخ السلما‪،‬م ووكيل الفت وكيل شيخ السلما تسمية خاحصة‪،‬م وهذا انتشر‬
‫ف بلد السلمي ‪-‬أعن التسمية بقاحضي القضاحةا ونوه‪ -‬من نو القرن الرابع الجري إل أوقاحت متأخرةا قريبة من هذا‬
‫الزجماحن‪.‬‬
‫فإذن الواجب على العبد أن ل يعل هذه التسمية جاحرية على لساحنه‪،‬م ول أن يرضى باح‪.‬‬
‫كذلك ماحلك اللكر أو وشاحوهاحشن وشاحشه؛ يعن ملك الملكر‪،‬م هذا فيه تسمية البشر باح يتص باحل‪،‬م فإن الملكر الذي‬
‫يلكهاح هو ال جل وعل‪،‬م والملكر واسعة‪،‬م وإناح البشر يطلق عليه أنه ماحلك للشيء العي‪،‬م وليس ماحلكاح لكل شيء‪،‬م‬
‫فاحلذي يلك كل شيء هو ال وحده‪،‬م والبشر يلكون باحلضاحفة بعض الشياحء‪،‬م وكذلك اللك باحلضم ‪-‬وهو نفاحذ المر‬
‫ي‬
‫والسيطرةا‪ -‬فإنه يكون ف بعض الرض وليس ف كل الرض‪،‬م فاحلذي يلك يقاحل عنه ملك أو ماحلك إذا كاحن يلك كملكاح‬
‫أو ملك إذا كاحن يلك يملكاح بعن نفاحذ المر‪،‬م ويضاحف إل بقعته‪،‬م فيقاحل ملك الملكة العربية المسعودية‪،‬م ملك الردن‬
‫ونو ذلك‪.‬‬
‫وأماح الطلقا العاحما‪،‬م ملك الملكر‪،‬م أو وشاحوهاحشن وشاحشه‪،‬م فإن الملكر منهاح ماح هو على الرض‪،‬م ومنهاح غي ذلك‪،‬م وهذا‬
‫إناح هو ل جل وعل‪،‬م فاحلتوحيد يوجب أن ل يتسمى بذلك أحد وأن ل ييرضى بتسمية أحد بذلك‪،‬م حت لو وجدته ف‬
‫بعض الكتب فل تنقله كماح وجدته‪،‬م قد يغلط بعض الباححثي‪،‬م وبعض طلبة العلم فينقل قول عن بعض أهل العلم‬
‫التقدمي من يتجوزاون ف مثل هذه اللفاحظ‪،‬م وفيه قاحل قاحضي القضاحةا كذا‪،‬م وكاحن قاحضي القضاحةا كذا ول يغيه‪،‬م والواجب‬
‫أن يغيه تعظيماح ل جل وعل‪،‬م وأماحنة النقل الذي يدعون هي ف مرتبة دون توحيد ال جل وعل بكثي كثي‪،‬م فاحلواجب‬
‫تغيي ذلك وهناح من توحيد ال وتغيي اشتاكر غي ال اشتاكر اللف مع ال جل وعل ف حقه فيماح يزجعمه بعض اللق‪.‬‬
‫[ ‪] 217‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ك الجلملجعك«(‬ ‫سممجى جملع ج‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬


‫ب قاحل‪» :‬إمن أجلخجنع الستم علنجد اللمه جرتجتل تج ج‬ ‫ك ك‬
‫قاحل هناح )وف الصحيح وعشن أوب يهوريشـوروةا وعن النث ث‬
‫ك‬
‫ك‬‫ك إعلم اللمهت( وهذا حصر )لج جمالع ج‬ ‫ك الجلملجعك‪ ،‬لج جمالع ج‬ ‫سممجى جملع ج‬ ‫)أجلخجنع( يعن أشوضع وأحقر وأبعد الساحء عند ال )جرتجلت تج ج‬
‫ك إعلم اللمهت( يعن اكللك إناح هو ل وحده‪.‬‬ ‫ك‬
‫إعلم اللمهت( يعن اللك أو اللك )لج جمالع ج‬
‫ي‬
‫وهناحكر فرقا بي وماحكلك وومكلك‪.‬‬
‫ك الشيءو يعن اقتناحه وصاحر متصاح به؛ من اكللك‪،‬م وهذا راجع إل التصرف‬ ‫ك‬
‫فماحلك اسم فاحعل من الشلك‪،‬م وملو و‬
‫باحلعياحن‪.‬‬
‫وأماح اللك باحلضم‪،‬م فاحلسم منه الكلك وهو الذي ينفذ أمره ونأيه‪،‬م فيجع اسم الكلك أو الشلك إل العاحنا‪.‬‬
‫ي‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ي‬
‫فصاحر عندناح يملكاح وكملكاح‪،‬م اكللك راجع إل العياحن‪،‬م واليلك راجع إل العاحنا‪،‬م هذا ف قول عدد من مققي أهل‬
‫اللغة‪.‬‬
‫)وقاحول يسشفوياحين‪ :‬كمثشلي وشاحوهاحشن وشاحشه‪ .‬وف رواية‪» :‬أجلغيجتظ جرتجتل جعجلى اللمعه يجـلوجم ا لعقجياجمعة‪ ,‬جوأجلخبجثتهت«( وسبب كونه أغيض رجل‬
‫وأخبث رجل أنه جعل نفسه ماحثل ل جل وعل ف الق بذه التسمية‪ .‬نعم‬

‫باب احترام أسماء ال تعالى وتغيير السم لجل ذلك‬


‫كونى وأباح اشلووكم‪،‬م فقاحل له النب ‪» :‬إعمن ال تهجو ا لجحجكلم جوإعلجليعه ا لتحلكتم«‪ .‬فقاحول‪ :‬إكثن قوـشوكمي إكوذا‬ ‫عن أب يشوريشرح‪،‬م أنه كاحن ي ش‬
‫ي‪,‬هل فوـوقاحول‪» :‬جما أجلحجسجن جهجذا فججما لججك عمجن ا لجولجعد؟«‪ .‬قلت‪ :‬يشوريشزح‬ ‫ت بوشـيـنوـيهم فوـركضي ككلو الشوفكريوق ش ك‬
‫ش‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ش‬ ‫ك‬
‫و‬ ‫ح‬
‫و‬ ‫ف‬
‫و‬ ‫اشختوـلويفوا ف وشيكء أوتـيشوك‬
‫نا‬
‫و‬ ‫و‬ ‫ش‬
‫ت‪ :‬يشوريشزح قاحول‪» :‬فأجنلجت أجتبو تشجريلعح« رواه أبو داود وغيه‪.‬‬ ‫ك‬
‫وويمشسلزم وووعشبيد ال‪ .‬قاحول‪» :‬جفملن أجلكجبرتتهلم؟«‪ .‬قلت‪ :‬قاحول قيـشل ي‬
‫]الشرح[‬
‫)باب احترام أسماء ال تعالى وتغيير السم لجل ذلك( هذا الباحب فيه الرشاحد إل الدب الذي يب أن يصدر من‬
‫قلب الوحد ومن لساحنه‪،‬م فإن الوحد متأدب مع ال جل جلله‪،‬م ومتأدب مع أساحئه‪،‬م متأدب مع صفاحته‪،‬م متأدب مع‬
‫دينه‪،‬م فل يهزجل ‪-‬مثل‪ -‬بشيء فيه ذكر ال‪،‬م ول ييلقي الكلمة عن ال جل وعل هكذا دون أن يتدبر ماح فيهاح‪،‬م وكذلك ل‬
‫يسمى أحدا بأساحء ال ويغي السم لجل هذا‪،‬م فأساحء ال جل وعل يب احتامهاح ويب تعظيمهاح‪،‬م وكمن احتامهاح أن‬
‫يعل ماح ل يصلح إل ال منهاح ل وحده وأن ل يسمى به البشر‪.‬‬
‫قاحل )باب احترام أسماء ال تعالى( هذا الحتاما قد يكون مستحباح من جهة الدب‪،‬م وقد يكون واجباح‪،‬م فأساحء‬
‫ال تعاحل يب احتامهاح؛ بعن يب أن ل تتهن‪،‬م ويستحب احتامهاح أيضاح فيماح كاحن من الدب أن ل يوصف به غي‬
‫ل فجعإنلـجها عملن تجـلقجوىَ‬
‫الرب جل وعل‪،‬م وهذا راجع إل تعظيم شعاحئر ال جل جلله قاحل سبحاحنه ﴿ومن يـعظبم جشعائعر ا ع‬
‫جج ل تج ل ج ج‬
‫خيـتر لجهت ععلنجد جربعه﴾]الجح‪،[30:‬م قاحل أهل العلم‪ :‬الشعاحئر‬ ‫ب﴾]الجح‪،[32:‬م وقاحل جل وعل ﴿ومن يـعظبم حرما ع‬
‫ت ال فجـتهجو ج ل‬ ‫ج ج ل ت ج ل ت تج‬ ‫التقتلو ع‬
‫جع شعيةا وهي كل ماح أشعر ال بتعظيمه‪،‬م كل ماح أشعر ال؛ يعن أعلم بتعظيمه فهو شعيةا‪،‬م وماح أشعر ال بتعظيمه أساحء ال‬
‫جل وعل فيجب احتامهاح وتعظيمهاح‪.‬‬
‫[ ‪] 218‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫لذا يستدل أهل العلم على وجوب أن ل تتهن أساحء ال من جهة وجودهاح ف الرائد وف الوراقا أن ترمى أو أن‬
‫توضع ف أمكنة قذرةا يستدلون على وجوب احتاما ماح فيه اسم من أساحء ال ف هاحتي اليتي وباحلقاحعدةا العاحمة ف ذلك‪.‬‬
‫فإذن )احترام أسماء ال تعالى( من الدب الذي قد يكون واجباح وقد يكون مستحباح‪،‬م )وتغيير السم لجل ذلك(‪.‬‬
‫ساحقا ف هذا الديث وهو قوله )عن أبي تشجريلتح‪ ،‬أنه كان يتكلجنى جأبا ا لجحجكم(‪.‬‬
‫)يتلكجنى( هي الفصيحة أثماح ييوكنن فهذه ضعيفة‪،‬م تقول فلن ييشكون بكذا‪،‬م أماح ييوكنن فليست بيدةا لن ييشكون هي الت‬
‫كاحن عليهاح غاحلب الستعماحل فيماح ذكره أهل اللغة‪.‬‬
‫)تيكلجنى جأبا ا لجحجكم(‪,‬هل الكم من أساحء ال جل وعل وال جل وعل ل يلد ول يولد‪،‬م فتكنيته بأب الكم غي لئقة‪:‬‬
‫لن الكم من أساحء ال‪،‬م وال جل وعل ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد هذا من جهة‪.‬‬
‫لكم‪،‬م أثن هذا فيماح فيه فصل بي التخماحصمي راجع إل من له‬ ‫ومن جهة أخرى أن الووكم وهو بلوغ الغاحية ف ا ي‬
‫الكم وهو ال جل جلله‪،‬م وأماح البشر فإنأم ل يصلحون أن يكونوا يحثكاحماح أو أن يكون الواحد منهم حكماح على وجه‬
‫الستقلل‪،‬م ولكن يكون حكماح على وجه التبع‪،‬م ولذا أنكر النب عليه الصلةا والسلما عليه هذه التسمية‪،‬م فقاحل له )إعمن‬
‫ال تهجو ا لجحجكلم( ودخول )تهجو( بي لفظ الللة وبي اسه )ا لجحجكلم( يدل على اختصاحصه بذلك كماح هو مقرر ف علم‬
‫العاحنا؛ لن )تهجو( هذا الضمي عماحد أو ضمي فصل ل مل له من العراب‪،‬م فاحئدته أن يشي و‬
‫صر أو أن ييعل الثاحنا متص‬
‫باحلول‪.‬‬
‫ع ع‬
‫لكم هذا‬
‫لكم الذي يفيد استغراقا صفاحت ا ي‬ ‫قاحل )جوإلجليه ا لتحلكتم( يعن أن ا ي‬
‫لكم إليه ل إل غيه‪،‬م فلهذا لفظ ا و‬
‫ليس إل إل ال جل وعل‪.‬‬
‫ت بوشـيـنوـيهم فوـركضي ككلو الشوفكريوق ش ك‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫ي‪,‬هل فوـوقاحول‪» :‬جما‬
‫ش و و‬ ‫ذاكر الرجل علل )فقاحول‪ :‬إكثن قوـشومي إكوذا اشختوـلويفوا ف وششيء أوتيـشوكنا فووحوكشم ي‬
‫سجن جهجذا( راجع ل إل الكم راجع إل الصلح؛ وهو أن يصلح بينهم فيضى كل الفريقي‪،‬م فحكم‬ ‫أجلحجسجن جهجذا«( )جما أجلح ج‬
‫بينهم‪،‬م هل حكم بينهم باحلشرع أو باح عنده يعن باح يراه؟ الواب أنه حكم فيهم باح يراه‪،‬م ولو كاحن الكم بينهم باحلشرع‬
‫لاحزا إطلقا الكم على من يكم بي التخماحصمي باحلشرع‪،‬م أماح إطلقه على الفاحصل بي التخماحصمي بغي الشريعة‪،‬م فإن‬
‫هذا ماحلف للدب‪.‬‬
‫)فوـوقاحول‪» :‬جما أجلحجسجن جهجذا فججما لججك عمجن ا لجولجعد؟«‪ .‬قلت‪ :‬يشوريشزح وويمشسلكزم وووعشبيد ال‪ .‬قاحول‪» :‬جفملن أجلكجبرتتهلم؟«‪ .‬قلت‪ :‬قاحول‬
‫لكم أو الاحكم أو نو ذلك إل إذا‬ ‫ت أجتبو تشجريلعح«( بذا نقول من الدب أن ل يسمى أحدا باح و‬ ‫ح قاحول‪» :‬فأجنل ج‬ ‫ت‪ :‬يشوريش ز‬
‫قيـشل ي‬
‫كاحن منّفذا لحكاحما ال جل جلله‪،‬م لذا قاحل سبحاحنه ﴿جوإعلن عخلفتتلم عشجقاجق بجـلينععهجما جفابلـجعتثوا جحجكمما عملن أجلهلععه جوجحجكمما عملن أجلهلعجها﴾‬
‫]النساحء‪،[35:‬م ثسى البعوثا من هذا وهذا حكماح لنأماح يكماحن باحلشرع‪،‬م فاحلذي يكم باح حكم به ال الذي هو الكم‬
‫يقاحل له وحكم؛ لنه حكم يكم من له الكم وهو ال جل جلله‪،‬م فيسوغ إطلقا ذلك ول بأس به؛ لن ال جل وعل‬
‫وصف من يكم بشرعه بأنه حاحكم والذين يكمون بأنأم حكاحما وهم القضاحةا قاحل جل وعل ف سورةا البقرةا ﴿جوتلدتلوا بعجها‬
‫إعجلى التحلكاعم لعتجألتكتلوا فجعريمقا عملن أجلمجواعل اللناعس عباعلثلعم جوأجنلـتتلم تجـلعلجتموجن﴾]البقرةا‪،[188:‬م قاحل )جوتلدتلوا بعجها إعجلى التحلكاعم( وهو جع الاحكم‬
‫ساحغ إطلقا ذلك؛ لنه يكم باحلشرع‪.‬‬
‫[ ‪] 219‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫القصود بذلك أن الدب ف هذا الباحب أن ل يسمى أحد بشيء يتص ال جل وعل به‪،‬م ولذلك أتبع هذا الباحب‬
‫الذي قبله لجل هذه الناحسبة‪،‬م فتسمية ملك الملكر مشاحبة لتسمية أباح الكم من جهة أن ف كل منهماح اشتاكر ف‬
‫التسمية؛ لكن فيهاح اختلف أن أباح الكم راجع إل شيء يفعله هو وهو أنه يكم فيضون بكمه‪،‬م وذاكر ملك الملكر‬
‫ادعاحء ليس له شيء ولذا كاحن أخنع اسم عند ال جل جلله‪ .‬نعم‬

‫باب من هزل بشيء فيه ذكر ال أو القرآن أو الرسول‬


‫ب قتلل جأبال وآياتععه جوجرتسولـععه تكلنتتلم تجلستجـلهعزتئوجن﴾]التوبة‪.[65:‬‬ ‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جولجئعلن جسجألتجـتهلم جليجـتقوتلن إعنلجما تكلنا نجتخو ت‬
‫ض جونجـلجع ت‬
‫عن ا بن عمر وممد بن كعب وزايد بن أسلم وقتاحدةا‪،‬م دخل حديث بعضهم ف بعض‪ :‬أنه قاحل رجل ف غزجوةا تبوكر‪:‬‬
‫ماح رأيناح مثل قرائناحع هؤلء‪،‬م أرغب بطونعاح‪،‬م ول أكذب ألسناح‪،‬م ول أجب عن اللقاحء )يعني رسول ال وأصحابه القراء (‪.‬‬
‫فقاحل له عوف بن ماحلك‪ :‬كذبت‪،‬م ولكنك مناحفق‪،‬م لخبن رسول ال ‪ .‬فذهب عوف إل رسول ال ليخمبه‪،‬م فوجد القرآن‬
‫قد سبقه‪،‬م فجاحء ذلك الرجل إل رسول ال وقد أرتل وركب ناحقته‪،‬م فقاحل‪ :‬ياح رسول ال!ِ إناح كناح نوض ونتحدثا حديث‬
‫الركب نقطع به عناح الطريق‪ .‬قاحل ابن عمر‪ :‬كأنا أنظر إليه متعلقاحع بنسعة ناحقة رسول ال ‪،‬م وإن الجاحرةا تنكب رجليه‪،‬م وهو‬
‫يقول ‪ :‬إناح كناح نوض ونلعب‪ .‬فيقول له رسول ال ‪﴿ :‬جأبال وآياتععه جوجرتسولـععه تكلنتتلم تجلستجـلهعزتئوجن)‪(65‬لج تجـلعتجعذتروال قجلد جكجفلرتلم بجـلعجد‬
‫عإيجمانعتكلم﴾]التوبة‪ ،[66-65:‬ماح يلتفت إليه وماح يزجيده عليه‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باب من هزل بشيء فيه ذكر ال أو القرآن أو الرسول(‪.‬‬
‫التوحيد الاحلص ف القلب؛ بل أصل التوحيد ل ياحمع الستهزجاء باحل جل وعل وبرسوله وباحلقرآن؛ لن الستهزجاء‬
‫معاحرضة والتوحيد موافقة‪.‬‬
‫ولذا قاحل بعض أهل العلم‪ :‬الكفاحر نوعاحن‪:‬‬
‫ضوجن﴾]النبياحء‪.[24:‬‬ ‫معرضون كمن قاحل ال فيهم ﴿بجلل أجلكثجـترتهلم جل يجـلعلجتموجن ا لجحلق فجـتهلم تملععر ت‬ ‫‪‬‬
‫ومعارضون وهم الاحدلون أو الذين يعاحرضون بأنواع العاحرضاحت لجل إطفاحء نور ال‪،‬م ومن ذلك الستهزجاء‬ ‫‪‬‬
‫ونوه‪.‬‬
‫فاحلتوحيد استسلما وانقياحد وقبول وتعظيم‪،‬م واليزجأ والستهزجاء بشيء فيه ذكر ال أو القرآن أو الرسول هذا معاحرضة؛‬
‫لنه مناحف للتعظيم‪،‬م ولذا صاحر كفرا أكب باحل جل وعل‪،‬م ل يصدر الستهزجاء باحل أو برسوله أو باحلقرآن من قلب موحد‬
‫أصل؛ بل لبد أن يكون إماح مناحفقاح أو كاحفرا مشركاح‪.‬‬
‫قاحل )باب من هزل( الزجل خلف الد‪،‬م وصفته أن يتكلم بكلما فيه الوزجل والستهزجاء والعيب إماح باحل أو باحلقرآن‬
‫أو باحلرسول ‪،‬م وقول الشيخ رحه ال هناح )باب من هزل بشيء( الباحء هذه هل هي الت ييذكر بعدهاح وسيلة الوزجل؟ أو الباحء‬
‫الت يذكر بعدهاح ماح هوزجل فيه؟‬
‫[ ‪] 220‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الظاحهر هو الثاحنا‪.‬‬
‫الول‪) :‬باب من هزل بشيء فيه ذكر ال أو القرآن أو الرسول( يعن ذكر ال هاحزال ذكر القرآن بشيء فيه هزجل‬
‫ذكر الرسول بشيء فيه هزجل؛ يعن هزجل وهو يذكر هذه الشياحء‪.‬‬
‫والثاني‪) :‬من هزل بشيء فيه ذكر ال( يعن كاحن الستهزجأ به أو الهزجول به هو ذكر ال أو القرآن أو الرسول‪.‬‬
‫ومعلوما أن العن هو الثاحنا؛ لن الشيخ يريد أن الستهزجئ به هو ال أو الرسول أو القرآن تباحعاح لنص الية‪.‬‬
‫ف لصل‬ ‫فمناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد ظاحهرةا؛ وهو أن الزجل والستهزجاء باحل أو باحلرسول أو باحلقرآن مناح ر‬
‫و‬
‫التوحيد وكفر مرج من اللة؛ لكن بضاحبطه وهو ماح ذكرناحه من أثن الستهزجاء وهو الستنقاحص واللعب والسخمرية يكون باحل‬
‫جل جلله أو يكون باحلرسول أو يكون باحلقرآن وهذا هو الذي جاحء فيه النص قاحل جل وعل ﴿جولجئعلن جسجألتجـتهلم جليجـتقوتلن إعنلجما‬
‫ب جأبال وآياتععه جوجرتسولـععه تكلنتتلم تجلستجـلهعزتئوجن)‪(65‬لج تجـلعتجعذتروال قجلد جكجفلرتلم بجـلعجد عإيجمانعتكلم﴾]التوبة‪ ،[66-65:‬فمن‬
‫ض جونجـلجع ت‬
‫تكلنا نجتخو ت‬
‫استنقص ال جل وعل أو هوزجل بذكره ل جل وعل؛ يعن حينماح ذكر ال جل وعل استهزجأ أو هوزجل ول ييظهر التعظيم ف‬
‫ذلك فتنقص ال جل وعل كماح يفعله بعض الفسقة والذين يقولون الكلمة ل يلقون لاح باحل توي ببعضهم سبعي خريفاح‪،‬م‬
‫أو هزجل باحلقرآن أو استهزجأ باحلقرآن أو باحلسنة؛ يعن باحلنب عليه الصلةا والسلما فإنه كاحفر الكفر الكب الخمرج من اللة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫هذا ضاحبط هذا الباحب‪.‬‬
‫ب للدين أو اللعن‬ ‫ويرج عن ذلك ماح لو استهزجأ باحلدين‪،‬م فإن الستهزجاء باحلدين فيه تفصيل‪ :‬فإن الستهزجئ أو الساح ث‬
‫للدين أو الستهزجئ باحلدين قد يريد دين الستهزجأ به ول يريد دين السلما أصل فل يرجع استهزجاؤه إل واحد من الثلثة‪.‬‬
‫ولذا نقول‪:‬‬
‫الكفر يكون أكب فيمن استهزجأ إذا كاحن بأحد الثلثة الت ذكرناح ونصت عليهاح الية‪،‬م أو كاحن راجعاح إل أحد‬
‫الثلثة‪.‬‬
‫أماح إذا كاحن استهزجاء بشيء خاحرج عن ذلك فإنه يكون فيه تفصيل‪:‬‬
‫فإن هزجل باحلدين فيينظر هل يريد دين السلما أو يريد فلن‪،‬م مثل يأت واحد من السلمي ويقول يستهزجئ مثل بيئة‬
‫أحد الناحس‪،‬م وهيئته يكون فيهاح التزجاما باحلسنة فهل هذا يكون مستهزجئاح الستهزجاء الذي يرجه من اللة؟ الواب‪ :‬ل؛ لن‬
‫هذا الستهزجاء راجع إل تدين هذا الرء وليس راجعاح إل الدين أصل‪،‬م فيعرف بأن هذا سنة عن النب ‪،‬م فإذا علم أنه سنة‬
‫وأقر بذلك وأن النب فعله‪،‬م ث استهزجأ؛ بعن استنقص أو هزجأ باحلذي اتبع السنة مع علمه بأنأاح سنة وإقراره بصحة كونأاح‬
‫سنة‪،‬م فهذا رجع إل الستهزجاء باحلرسول‪.‬‬
‫كذلك الستهزجاء بكلماحت قد يكون مرجعهاح إل القرآن وقد ل يكون مرجعهاح إل القرآن ويكون فيه تفصيل‪.‬‬
‫فإذن إذا سمعت الستهزاء أو قرأته‪:‬‬

‫‪.‬انتهى الشريط الثاحلث عشر )‪1‬‬


‫[ ‪] 221‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فإذا كاحن راجعاح إل الستهزجاء باحل أو بصفاحته أو بأساحئه أو باحلرسول عليه الصلةا والسلما أو باحلقرآن فإن هذا‬
‫كفر‪.‬‬
‫فإن كاحن الستهزجاء غي ذلك‪،‬م فتنظر ف التفصيل‪:‬‬
‫إن كاحن راجعاح إل أحد الثلثة فهو كفر أكب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وإن كاحن غي ذلك فإنه يكون مرماح ول يكون كفرا أكب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب جأبال وآياتععه جوجرتسولـععه تكلنتتلم تجلستجـلهعزتئوجن)‪(65‬لج تجـلعتجعذتروال‬ ‫قاحل )وقول ال تعاحل ﴿جولجئعلن جسجألتجـتهلم جليجـتقوتلن إعنلجما تكلنا نجتخو ت‬
‫ض جونجـلجع ت‬
‫قجلد جكجفلرتلم بجـلعجد عإيجمانعتكلم﴾]التوبة‪ ([66-65:‬هذه الية نص ف أن الستهزجئ باحل وباحلرسول وبآياحت ال جل وعل‬
‫‪-‬والقصود باح آياحت ال جل وعل الشرعية القرآن‪ -‬أن هذا الستهزجئ كاحفر وأنه ل ينفعه اعتذاره بأنه كاحن ف هزجل ولعب؛‬
‫بل هو كاحفر لن تعظيم ال جل وعل وتوحيده يوجب عليه أل يستهزجئ‪.‬‬
‫إذن قوله )لج تجـلعتجعذتروال قجلد جكجفلرتلم بجـلعجد عإيجمانعتكلم( هو دليل كفر الستهزجئ‪.‬‬
‫وهذه الية نزجلت ف الناحفقي‪،‬م وبعض أهل العلم قاحل‪ :‬ليست ف الناحفقي‪ .‬وهذا غلط وليس بصواب؛ ذلك‬
‫لسباحب ومنهاح أن هذه السورةا الت منهاح هذه الية هي ف حاحل الناحفقي؛ ولن السياحقا سباحقه ولاحقه يدل على أن‬
‫الضماحئر فيهاح ترجع إل الناحفقي قاحل جل وعل قبل هذه الية ف سورةا براءةا ﴿يجلحجذتر التمجنافعتقوجن أجلن تجـنجـلزل جعلجليعهلم تسوجرةت تـنجببئتـتهلم‬
‫ب﴾]التوبة‪،[65-64:‬م‬ ‫ج جما تجلحجذترون)‪(64‬جولجئعلن جسجألتجـتهلم جليجـتقوتلن إعنلجما تكلنا نجتخو ت‬
‫ض جونجـلجع ت‬ ‫بجما في قتـتلوبععهلم قتعل الستجـلهعزتئوا إعلن ال تملخعر ت‬
‫فهذه ظاحهرةا ف أن سباحقهاح ف الناحفقي فاحلضمي ف قوله )جولجئعلن جسجألتجـتهلم( يعن من يذكر قبل هذه الية وهم الناحفقون لقوله‬
‫)يجلحجذتر التمجنافعتقوجن( ث قاحل بعدهاح )جولجئعلن جسجألتجـتهلم(‪،‬م وكذلك ماح بعدهاح من الياحت ف الناحفقي ف قوله جل وعل ﴿التمجنافعتقوجن‬
‫ضوجن أجيلعديجـتهلم﴾]التوبة‪،[67:‬م والدلة على ذلك كثيةا‪.‬‬ ‫ف جويجـلقبع ت‬ ‫ض يألمروجن عبالملنجكعر ويـ لنـهوجن جععن المعرو ع‬ ‫ت بـع ت ع‬ ‫ع ع‬
‫ج لت‬ ‫ت جج ج ل‬ ‫ضتهلم ملن بجـلع ت ج ت ت‬ ‫جوالتمجنافجقا ج ت‬
‫فاحلصواب ف ذلك‪ :‬أ ثن الراد بؤلء أنأم الناحفقون‪،‬م وأماح أهل التوحيد فإنه ل يصدر منهم استهزجاء أصل‪،‬م ولو استهزجأ‬
‫لعلمناح أنه غي معظ رم ل وأن توحيده ذهب أصل؛ لن الستهزجاء يطرد التعظيم‪،‬م والدليل الذي ذكره ف سبب النزجول‬
‫وقصة النزجول ظاحهرةا‪.‬‬
‫فاحلواجب على السلمي جيعاح وعلى طلبة العلم خاحصة أن يذروا من الكلما؛ لن الكثيين يتكلمون بكلما ل‬
‫يلقون له باحل خاحصة ف ماحلس بعض إل الي وطلبة العلم‪،‬م رباح استهزجؤوا أو رباح تكلموا بكلما فيه شيء من الزجل أو‬
‫شيء من الضحك‪،‬م وكاحن ف أثناحء هذا الكلما فيه ذكر ال أو فيه ذكر القرآن أو فيه ذكر بعض العلم‪،‬م وهذا ماح ل يوزا‪،‬م‬
‫وقد يدخل أحدهم ف قول النب عليه الصلةا والسلما »وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ل يلقي لها بال يهوي بها في النار سبعين‬
‫خريفا« نسأل ال جل وعل السلمة والعاحفية‪.‬‬
‫فاحلواجب على العبد أن يعظم ال وأن ل يتلفظ بلساحنه إل بكلما عقله قبل أن يقوله لن اللساحن هو مورد اللكة‪،‬م‬
‫قاحل معاحذ للنب عليه الصلةا والسلما‪ :‬أو إناح ياح رسول ال مؤاخذون باح نقول؟ »قال ثكلتك أمك يا معاذ‪ ،‬وهل يكب الناس‬
‫في النار على مناخرهم ‪-‬أو قاحل على وجوههم‪ -‬إل حصائد ألسنتهم« فاحل ال ف اللساحن ف أثنه أعظم الوارح خطرا ك نماح‬
‫يسهل أو يتساحهل به أكثر الناحس‪,‬هل فاححذر ماح تقول خاحصة فيماح يتعلق باحلدين أو باحلعلم أو بأولياحء ال أو باحلعلماحء أو‬
‫[ ‪] 222‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫بصحاحبة النب عليه الصلةا والسلما أو باحلتاحبعي‪,‬هل فإثن هذا مورده خطي‪،‬م وال الستعاحن‪،‬م وقد عظمت الفتنة‪،‬م والناحجي من‬
‫سلمه ال جل وعل‪.‬نعم‬

‫ضرلاءج مجسلتلهت لجيجقتولتنل هجذجا لعي جوجما‬ ‫باحب قول ال تعاحل‪﴿ :‬وجلجئعنل أجذجقلنجاهت رجحل جمةم معنلا معنل بجعلدع ج‬
‫ت إعجلى جرببي إعلن علي ععلنجدهت لجلتحلسجنى فجـجلنتـنجبئجلن اللعذيجن جكجفتروا بعجما‬ ‫ساجعةج جقائعجمةم جولجئعلن ترعجلع ت‬
‫أجظتبن ال ل‬
‫ظ﴾]فصلت‪[50:‬‬ ‫ب غجعلي ت‬‫جععمتلوا جولجنتعذيجقنلـتهم بملن جعجذا ت‬
‫قاحل ماحهد‪ :‬هذا بعملي‪،‬م وأناح مقوقا به‪ .‬وقاحل ابن عباحس‪ :‬يريد‪ :‬من عندي‪ .‬وقاحل آخرون‪ :‬علي علم من ال أنا له‬
‫أهل‪.‬‬
‫وقوله‪﴿ :‬قواحول عإلنجما تأعوتتيتهت جعجلى ععلتم ععلنعدي﴾]القصص‪،[78:‬م قاحل قتاحدةا‪ :‬علي علم من بوجوه الكاحسب‪،‬م وقاحل‬
‫آخرون‪ :‬على علم من ال أنا له أهل‪،‬م معن قول ماحهد‪ :‬أوتيته على شرف‪.‬‬
‫ث‬ ‫ع جوأجلعجمى فجأججراجد اللمهت أجلن يجـلبتجعليجـتهلم‪.‬هل فجـبجـجع ج‬ ‫صا جوأجقلـجر ج‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫وعن أب هريرةا ‪،‬م أنه سع النب يقول ‪» :‬إعمن ثجلجثجةم من بجني إعلسجرائيجل‪.‬هل جأبلـجر ج‬
‫عع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫س‪.‬هل جقاجل‪:‬‬ ‫ب جعمني المذي قجلد قجذجرني المنا ت‬ ‫ستن جويجلذجه ت‬ ‫ستن جوجلتد جح ج‬ ‫ك؟هل جقاجل‪ :‬لجلوتن جح ج‬ ‫ب إعلجلي ج‬
‫ي جشليء أججح م‬ ‫صا فجـجقاجل‪ :‬أج م‬ ‫إعلجليعهلم جمجلكام‪.‬هل فجأجتججى ا ج‬
‫لبلـجر ج‬
‫ك؟هل جقاجل‪ :‬اعلبعتل )أجلو اللبجـجقتر‪.‬هل جش م‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ك إعلسجحـاتق(‬ ‫ب إعلجلي ج‬‫ي ا لجماعل أججح م‬ ‫سنام‪.‬هل جقاجل‪ :‬فجأج م‬ ‫سنام جوجللدام جح ج‬ ‫ب جعلنهت قججذترهت‪.‬هل جوأتلعطجي لجلونام جح ج‬ ‫سجحهت فججذجه ج‬ ‫فججم ج‬
‫)‪(1‬‬

‫ت‬ ‫فجأتلععطجي جناقجةم عت ج‬


‫ب جعمني‬ ‫ستن جويجلذجه ت‬ ‫ك؟هل جقاجل‪ :‬جشجعتر جح ج‬ ‫ب إعلجلي ج‬‫ي جشليء أججح م‬ ‫ع فجـجقاجل‪ :‬أج م‬ ‫ك عفيجها‪.‬هل جقاجل‪ :‬فجأجتججى الجقلـجر ج‬ ‫شجراءج‪.‬هل فجـجقاجل‪ :‬جباجرجك اللمهت لج ج‬
‫ك؟هل جقاجل‪ :‬اللبجـجقتر‪.‬هل فجأتلععطجي بجـجقجرمة‬ ‫ي ا لجماعل أججح م‬
‫ب إعلجلي ج‬ ‫سنام‪.‬هل فجقاجل‪ :‬فجأج م‬
‫ع‬
‫ب جعلنهت‪.‬هل جوأتلعطجي جشجعرام جح ج‬ ‫سجحهت فججذجه ج‬ ‫س‪.‬هل جقاجل‪ :‬فججم ج‬
‫ع عع‬
‫جهـججذا المذي قجذجرني المنا ت‬
‫ع عع‬ ‫ت‬ ‫حاعملم‪.‬هل فجـجقاجل‪ :‬بارجك اللمهت لج ج ع‬
‫صعري فجأتبلصجر به المنا ج‬
‫س‪.‬هل‬ ‫ك؟هل جقاجل‪ :‬أجلن يجـترمد اللمهت إعلجمي بج ج‬ ‫ب إعلجلي ج‬ ‫ي جشليء أججح م‬ ‫ك فيجها‪.‬هل جقاجل‪ :‬فجأجتججى الجلعجمجى فجـجقاجل‪ :‬أج م‬ ‫جج‬ ‫ج‬
‫ك؟هل جقاجل‪ :‬ا لغجنجم‪.‬هل فجأتلععطي جشاةم واعلدام‪.‬هل فجأتنلتعج جهـجذاعن وولمجد جهـجذا‪.‬هل فججكاجن لعهجذا وادت‬ ‫ع‬
‫ج ج‬ ‫ج ج جج ج‬ ‫ج‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫ب إعلجلي ج‬‫ي ا لجماعل أججح م‬ ‫سجحهت فجـجرمد اللمهت إعلجليه بج ج‬
‫صجرهت‪.‬هل جقاجل‪ :‬فجأج م‬ ‫فججم ج‬
‫عمجن اعلبععل‪.‬هل جولعجهجذا جواتد عمجن اللبجـجقعر‪.‬هل جولعجهجذا جواتد عمجن ا لغجنجعم‪.‬هل‬
‫لبـرصا عفي ع‬
‫غ لعجي الليجـلوجم إعلم عباللمعه‬ ‫ت عبيج ا لعحجباتل عفي جسجفعري‪.‬هل فجلج بجلج ج‬ ‫صوجرتعه جوجهليئجتععه فجـجقاجل‪ :‬جرتجلت عملسعكيتن‪.‬هل قجعد انلـجقطججع ل‬ ‫ت‬ ‫جقاجل‪ :‬ثتمم إعنمهت أجتججى ا جل ج ج‬
‫سجن جوا لجماجل‪ ,‬بجععيرام أجتجـبجـلمتغ بعه عفي جسجفعري‪.‬هل فجـجقاجل‪ :‬ا لتحتقوتق جكعثيجرةت‪.‬هل فجـجقاجل لجته‪:‬‬ ‫ع‬
‫سجن جوا لجلجد ا لجح ج‬ ‫ك‪ ,‬بالمذي أجلعجطاجك اللملوجن ا لجح ج‬
‫ك‪.‬هل أجسأجلت ج ع ع‬
‫ثتمم بع ج ل‬
‫ت جهـججذا ا لجماجل جكاعبرام جعلن جكابعتر‪.‬هل‬ ‫س؟هل فجعقيرام فجأجلعجطاجك اللمهت عمز وجمل الجماجل؟هل فجـجقاجل‪ :‬إعنمجما جوعرثل ت‬ ‫صا يجـلقجذترجك المنا ت‬ ‫ك‪.‬هل أجلجلم تجتكلن جأبلـجر ج‬‫جكأجمني أجلععرفت ج‬
‫ت‪.‬هل‬ ‫صيمـجرجك اللمهت إعلججى جما تكلن ج‬ ‫فجـجقاجل‪ :‬إعلن تكلن ج ع‬
‫ت جكاذبما‪ ,‬فج ج‬
‫ت‪.‬هل‬ ‫صيمـجرجك اللمهت إعلججى جما تكلن ج‬ ‫ع عفي صورتععه فجـجقاجل لجهت عمثلل ما جقاجل لعهجذا‪.‬هل ورمد جعلجيعه عمثلل ما رمد جعلجى جهجذا‪.‬هل فجـجقاجل‪ :‬إعلن تكلن ج ع‬ ‫جوأججتى الجقلـجر ج‬
‫ت جكاذبام فج ج‬ ‫ج جج ل ج ج ج ج‬ ‫جج‬ ‫ت ج‬
‫جقاجل‪ :‬وأجتى الجعمى عفي ع‬
‫غ لعجي الليجـلوجم إعلم‬ ‫ت بعجي ا لعحجباتل عفي جسجفعري‪.‬هل فجلج بجلج ج‬ ‫صوجرتعه فجـجقاجل‪ :‬جرتجتل عملسعكيتن جوابلتن جسعبيتل‪.‬هل انلـجقطججع ل‬ ‫ت‬ ‫ج جج لج ج‬
‫صعري‪.‬هل فجتخلذ جما‬ ‫ت أجلعجمجى فجـجرمد اللمهت إعلجمي بج ج‬ ‫صجرجك‪ ,‬جشامة أجتجـبجـلمتغ بعجها عفي جسجفعري‪.‬هل فجـجقاجل‪ :‬قجلد تكلن ت‬ ‫ك بج ج‬ ‫ك‪ ,‬عبالمعذي جرمد جعلجلي ج‬ ‫ك‪.‬هل أجلسأجلت ج‬‫عباللمعه ثتمم بع ج‬
‫ط‬ ‫ك جوتسعخ ج‬ ‫ضجي ال جعلن ج‬ ‫ك‪.‬هل فجعإنمما ابلـتتعليتتم‪.‬هل فجـجقلد ر ع‬ ‫ت‪.‬هل فجـجواللمعه لج أجلججهتدجك الليجـلوجم جشليئام أججخلذتجهت لعلمعه‪.‬هل فجـجقاجل‪ :‬أجلمعس ل‬ ‫ع جما عشئج ج‬ ‫عشلئ ج‬
‫ل‬ ‫ك جمالج ج ج‬ ‫ت‪.‬هل جوجد ل‬
‫صاعحبجـليجك‪.‬هل« أخرجاحه‪.‬‬ ‫جعلججى ج‬
‫]الشرح[‬

‫هاح‪ :‬اكلبكيل‪ .‬وووقاحول الآوخير‪ :‬اشلبوـوقير‪ .‬كماح ف صحيح مسلم)‪1‬‬ ‫ص أوكو الوقشـور و‬
‫ع قواحول أووحيد يو‬ ‫ك‬
‫‪.‬إلث أوثن اولبشـور و‬
‫[ ‪] 223‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫هذا الباحب كاحلبواب الت قبله ف بياحن وجوب تعظيم ال جل وعل ف اللفاحظ‪،‬م وأن النعم يتنسب إليه وأن يشكر‬
‫عليهاح فتعزجى إليه‪،‬م ويقول العبد هذا أنعم ال علي به‪،‬م والكذب ف هذه الساحئل أو أن يتكلم الرء بكلما ليس موافقاح‬
‫للحقيقة‪،‬م أو هو ماحلف لاح يعلمه من أن ال جل وعل أنعم عليه بذلك‪،‬م هذا قد يؤديه إل الهاحلك وقد يسلب ال جل‬
‫وعل عليه النعمة بسبب لفظه‪،‬م فاحلواجب على العبد أن يتحرزا ف ألفاحظه خاحصة باح يتصل باحل جل وعل أو بأساحئه‬
‫وصفاحته أو بأفعاحله وإنعاحمه أو بعدله وحكمته‪،‬م هذا ويب على العبد أن يكون متحرزاا ف ذلك‪،‬م والتحرزا ف ذلك من‬
‫كماحل التوحيد؛ لنه ل يصدر التحرر إل من قلب معثظم ل‪،‬م مثل ل‪،‬م مبت ل؛ يعلم أن ال جل جلله مثطلع عليه‪,‬هل‬
‫وأنه سبحاحنه هو ول الفضل وهو ول النعاحما وهو الذي يستحق أن يوثل فوقا كل جليل‪،‬م ويستحق أن ييب فوقا كل‬
‫مبوب‪،‬م وأن ييعثظم فوقا كل معظم‪.‬‬
‫فاحل جل جلله يب توقيه وتعظيمه ف اللفاحظ‪،‬م ومن ذلك ماح يقوله الشيخ هذا الباحب حيث قاحل )باحب قول ال‬
‫تعاحل‪﴿ :‬جوجلعئلن جأذجلقجنتاه جرلحمجمة عملنا عملن جبلععد ضجلرجاء جملسلتته جلجيتقتوللن جهجذا لعي﴾]فصلت‪،[50:‬م قاحل ماحهد ف تفسيهاح‪ :‬هذا بعملي وأناح‬
‫مقوقا به(؛ يعن نسب النعمة إل نفسه أو نسب استحقاحقا النعمة إليه وأنه يستحق ذلك وأن ال جل وعل ل يتفضل‬
‫عليه بذا الشيء‪,‬هل أو أنه تفضل عليه لنه مستحق لذا النعاحما‪،‬م مستحق للماحل‪،‬م مستحق للجاحه‪,‬هل مستحق لرفعة القدر‬
‫عند الناحس‪،‬م فصاحر إليه ذلك الشيء؛ من الاحل والرفعة والسمعة الطيبة لنه مستحق لذلك الشيء بفعله وجهده ونو‬
‫ذلك‪،‬م ماح قد يطرأ على قلوب ضعفاحء الياحن وضعفاحء التوحيد‪.‬‬
‫والواجب أن يعلم العبد أنه فقي غي مستحق لشيء على ال جل وعل‪،‬م وأنه ال هو الرب الستحق على العبد أن‬
‫يشكره وأن يذكره وأن ينسب النعم إليه‪،‬م وأماح العبد فليس مستحقاح ف الدنياح لق واجب على ال جل وعل‪،‬م إل ماح أوجبه‬
‫ال جل وعل نفسه‪.‬‬
‫فهذا الذي قاحل‪ :‬هذا بعملي وأناح مقوقا به‪ .‬يعن بعد أن أتته رحة من بعد الضراء قاحل )هذا بعملي وأناح مقوقا به(‬
‫وهذا يدخل فيه كثي ماح يصل ف ألفاحظ الناحس‪،‬م كقول الطبيب مثل هذا الذي حصل من شفاحء الريض هذا بسبب‬
‫عملي‪،‬م أو ناححي وتول هذا المر هذا بسبب جهدي وبسبب تعب‪،‬م ماح يعل أن فعل ال جل وعل فيه ذلك بسبب‬
‫استحقاحقه‪،‬م أو أن ينسى ال جل وعل وينسب الشياحء إل نفسه‪,‬هل ولذا قاحل )وقال ابن عباس‪ :‬يريد‪ :‬من عندي( يعن‬
‫هذا ل‪،‬م يقول من عندي أناح الذي أتيت بذا الاحل أو بذه النعمة‪،‬م وهذا من عندي ول ييتفضل علي به‪.‬‬
‫إذن فدخل ف هذا الوصف الذي جاحء ف الية نوعاحن من الناحس‪:‬‬
‫من ينسب الشيء إل نفسه ول ينسبه إل ال جل وعل أصل‪.‬‬
‫والثاحنا أن ينسبه إل نفسه من جهة الستحقاحقا‪,‬هل وأنه يرى نفسه مستحقاح لذلك الشيء على ال جل وعل‪،‬م كماح‬
‫يصل من بعض الغرورين؛ أنه لو أطاحع ال واتقاحه وحصلت له نعمة فيقول‪ :‬حصلت ل النعمة من جراء استحقاحقي‬
‫للنعمة فأناح العاحبد ل جل وعل‪،‬م ول يستحضر أن ال جل وعل يرحم عباحده‪،‬م ولو حاحسبه على عمله ل تقم عباحداته‬
‫وعمله بنعمة من النعم الت أسداهاح ال جل وعل له‪.‬‬
‫[ ‪] 224‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فاحلواجب ‪-‬إذن‪ -‬على العبد أن ينسب النعم جيعاح ل‪،‬م وأن يشعر بأنه ل يستحق شيئاح على ال‪,‬هل وإناح ال هو‬
‫الستحق للعبودية‪،‬م هو الستحق للشكر‪،‬م هو الستحق للجلل‪،‬م والعبد فقي مذنب مهماح بلغ‪،‬م وأنظر إل أب بكر‬
‫الصديق كيف علمه النب عليه الصلةا والسلما أنه يقول ف آخر صلته‪» :‬اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ول يغفر‬
‫الذنوب إل أنت فاغفر لي«‪ .‬هذا أبو بكر علمه عليه الصلةا والسلما أن يقول )اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا(‪,‬هل فكيف‬
‫باحل الساحكي أمثاحلناح أو أمثاحل أكثر هذه المة؟ كيف يظنون ف أنفسهم أنأم يستحقون على ال شيئاح؟‬
‫فإذن تاحما التوحيد أن يكينل الو العبيد‪،‬م وأن يعظم العبد ربه تباحركر وتعاحل‪،‬م وأن ل يعتقد أنه مستحق للنعم أو إناح‬
‫أوتيهاح بهده وجهاحده وعمله وذهاحبه وميئه؛ بل هو فضل ال يؤتيه من يشاحء وال ذو الفضل العظيم‪.‬‬
‫فعل العبد سبب وهذا السبب قد يتخملف وقد يكون مؤثرا‪،‬م وكاحن مؤثرا بإذن ال جل وعل‪،‬م فرجع المر إل أنه‬
‫فضل ال يؤتيه من يشاحء‪.‬‬
‫قاحل‪) :‬وقوله‪﴿ :‬جقاجل عإلنجما أتوتعيتتته جعجلى ععلتم ععلنعدي﴾]القصص‪،[78:‬م قاحل قتاحدةا‪ :‬علي علم من بوجوه الكاحسب(‬
‫ع‬ ‫ع ع‬
‫هذا ف قصة قاحرون قاحل جل وعل ﴿إعلن جقاتروجن جكاجن ملن قجـلوم تموجسى فجـبجـجغى جعلجليعهلم وجءاتج لـيـجناهت مجن التكتنوعز جما إعلن جمجفاتعجحهت‬
‫صبجعة أتلوعلي التقلوةع﴾]القصص‪ [76:‬إل أن قاحل ﴿جقاجل عإلنجما أتوتعيتتته جعجلى ععلتم ععلنعدي﴾]القصص‪،[78:‬م قاحل‬ ‫جلتجـتنوأت عبالعت ل‬
‫قتاحدةا على علم من بوجوه الكاحسب‪،‬م وهذا يصل لكثي من أغناحهم ال جل وعل وصاحروا ف تاحرةا عظيمة‪،‬م ينسب‬
‫الشيء إل نفسه‪،‬م فيقول أناح خبي‪،‬م أناح أفهم‪،‬م أناح عندي علم بوجوه الكاحسب‪،‬م ونو ذلك‪،‬م وينسى أن ال جل وعل هو‬
‫الذي تفضل ولو منع السبب الذي فعله من التأثي ل يصر شيئاح‪،‬م فاحل جل وعل هو الذي تفضل عليه‪،‬م وهو الذي وفقه‬
‫وهو الذي هداه للفكرةا‪،‬م وهو الذي جعل السبب مؤثرا‪،‬م فاحل هو النعم ابتداء وهو النعم ختاحماح‪.‬‬
‫فاحلواجب ‪-‬إذن‪ -‬أن يتخمثلص العبد من رؤية نفسه‪،‬م وأن يعلم أنه ل حول ول قوةا إل باحل فإنأاح كنزج من كنوزا النة‪.‬‬
‫فهذا الباحب معقود لاح ذكرناح من تليص لاح من تليص القلب واللساحن من ألفاحظ اعتقاحدات باحطلة يظن الرء فيهاح أنه‬
‫مستحق أشياحء على ال جل وعل‪،‬م والتوحيد هو أن يكون العبد ذليل خاحضعاح بي يدي ال‪،‬م يعلم أنه ل يستحق شيئاح‬
‫على ال جل وعل وإناح هو فضل ال يؤتيه من يشاحء‪.‬‬
‫قاحل )وقال آخرون ‪ :‬علي علم من ال أني له أهل( وهذا يشمل أحد الدرجتي اللتي ذكرتماح‪.‬‬
‫قاحل )معني قول مجاهد ‪ :‬أوتيته على شرف(‪.‬‬
‫ث ساحقا حديث أب هريرةا الطويل والدللة من ظاحهره أن ال جل وعل عاحف هؤلء؛ ولكنه لاح عاحفاحهم نسباح اثناحن‬
‫منهم النعمة إل أنفسهم‪،‬م وثاحلث نسبهاح إل ال فجزجى ال الخي خيا وأداما عليه النعمة‪،‬م وعاحقب ذينك الرجلي‪،‬م وهذا‬
‫فضل ال ينعم ث يثبت النعمة ف من شاحء ويصرف النعمة عمن يشاحء‪.‬‬
‫ومن أسباحب ثباحت النعمة‪ :‬أن يعظم العبد ربه‪،‬م وأن يعلم أن الفضل بيد ال‪،‬م وأن النعمة هي نعمة ال‪.‬‬
‫ث ف ختاحما هذا الباحب الوصية بأن تكون حذرا ف اللساحن‪،‬م حذرا فيماح تتكلم به‪,‬هل وأن تعلم أن كل خي إناح هو من‬
‫ت هاحلكاح ومن الاحسرين‪,‬هل فإثن العبد‬‫ال‪،‬م وأن ل حول ول قوةا إل باحل‪،‬م ولو سلبك ال العناحية منه جل وعل طرفة عي لكن و‬
‫[ ‪] 225‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫أحوج ماح يكون إل العتاف والعلم بأساحء ال وبصفاحته وبآثاحر ذلك ف ملكوته‪،‬م وبربوبيته جل وعل على خلقه‪،‬م وبعباحدته‬
‫حق عباحدته‪.‬‬
‫أسأل ال ل ولكم النور ف القلوب والصواب ف القوال والعماحل والعتقاحدات وصلى ال وسلم وباحركر على نبيناح ممد‪.‬‬

‫ل لجهت شترجكجاءج فعيمجا جءاتجاهت جما فجـتجـجعالى الت‬


‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬فجلجملا جءاتجاهت جما صجالعحام ججعج ج‬
‫ن﴾]العراف‪[190:‬‬ ‫جعلما يتلشعرتكو م‬
‫قاحل ابن حزجما‪ :‬اتفقوا على تري كل اسم معبد لغي ال‪،‬م كعبد عمرو‪،‬م وعبد الكعبة‪،‬م وماح أشبه ذلك‪،‬م حاحشاح عبد‬
‫الطلب‪.‬‬
‫وعن ابن عباحس ف الية‪،‬م قاحل‪ :‬لاح تغشاحهاح آدما‪،‬م حلت‪،‬م فأتاحهاح إبليس‪،‬م فقاحل‪ :‬إنا صاححبكماح الذي أخرجتكماح من‬
‫النة‪،‬م لتطيعاحنا أو لجعلن له قرنا أّيل‪،‬م فيخمرج من بطنك‪،‬م فيشقه‪،‬م ولفعلن‪،‬م يوفهماح‪،‬م سياحه عبد الاحرثا‪،‬م فأبياح أن‬
‫يطيعاحه‪،‬م فخمرج ميتاح‪ .‬ث حلت‪،‬م فقاحل مثل قوله‪،‬م فأبياح أن يطيعاحه‪،‬م فخمرج ميتاح‪،‬م ث حلت فأتاحهاح‪،‬م فذكر لماح‪،‬م فأدركهماح‬
‫اهجما﴾]العراف‪ .[190:‬رواه ابن أب حاحت‬ ‫يما جءاجت ت‬
‫اء عف ج‬ ‫حب الولد‪،‬م فسمياحه عبد الاحرثا‪،‬م فذلك قوله‪﴿ :‬جججع ج‬
‫ل جلته شتجرجك ج‬
‫وله بسند صحيح عن قتاحدةا‪،‬م قاحل‪ :‬شركاحء ف طاحعته‪،‬م ول يكن ف عباحدته‪.‬‬
‫صعالحام﴾]العراف‪،[189:‬م قاحل‪ :‬أشفقاح أن ل يكون إنساحناحع‪.‬‬ ‫وله سند صحيح عن ماحهد‪،‬م ف قوله‪﴿ :‬جلعئلن جءاجتليجتجنا ج‬
‫وذكر معناحه عن السن وسعيد وغيهاح‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪،‬م المد ل حق حده‪،‬م وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪،‬م وأشهد أن ممدا عبده‬
‫ورسوله صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماح كثيا إل يوما الدين‪.‬‬
‫أماح بعد‪:‬‬
‫ل جلته تشرججك ج‬
‫اء‬ ‫صعالحام جججع ج‬ ‫اهمجا ج‬‫فهذا الباحب ترجه الصنف الماحما رحه ال تعاحل بقوله )باحب قول ال تعاحل‪﴿ :‬جفجلملا جءاجت ت‬
‫اهمجا فجـتجـجعالى الت جعلما يتلشعرتكومن﴾]العراف‪ ([190:‬فمناحسبة هذا الباحب للبواب قبله أنه وتلك البواب بعن واحد‬ ‫يما جءاجت ت‬
‫عف ج‬
‫وذلك العن أن شكر النعمة ل جل وعل فيماح أنعم به يقتضي أن يتنسب إليه جل وعل‪،‬م وأن يمد عليهاح ويثن عليه‬
‫باح‪،‬م وأن تستعمل ف مراضيه جل وعل‪،‬م وأن يتحدثا بنعمة ال‪،‬م فاحلذي ينسب النعم إل نفسه‪،‬م هذا ل يقق التوحيد‪،‬م‬
‫فإنه جع بي تركر تعظيم ال جل وعل وماح بي ادعاحء شيء ليس له‪،‬م كذلك الذي يعتقد ف غيه الذي هو النعم عليه‬
‫كقول القاحئل‪ :‬لو ل فلن ل يكن كذا‪،‬م أو نو تلك العباحرات الت تدخل ف قوله تعاحل ﴿فججل تجلججعتلوا لعلعه جأنجدامدا جوأجنلـتتلم‬
‫ت ال لعه ثتلم تينعكترونجـجها﴾]النحل‪،[83:‬م هذه وأمثاحلاح راجع إل عدما شكر النعمة‪،‬م‬ ‫تجـلعلجتموجن﴾]البقرةا‪ [22:‬وف قوله ﴿يجـلععرتفوجن نعلعجم ج‬
‫ومن شكر النعم أن ال جل وعل إذا أنعم على عبد يولد وجعله سليماح معاحف ورزاقه بتلك النعمة الت هي نعمة الولد أشن‬
‫يشكر ال عليهاح‪.‬‬
‫[ ‪] 226‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ومن عدما شكر النعمة تلك ونسبتهاح إل غي ال أن ييعّبد الولد لغي ال جل وعل‪،‬م فإن هذا مضاحد للعتاف بأن‬
‫لد لول أو لعبد صاحل‪،‬م وهو يعن‬ ‫النعم ذلك الولد هو ال جل وجلله‪،‬م وقد يصل ذلك إل حد الشركر الكب إذا وعنبد الو و‬
‫حقيقة العبودية الت هي أن هذا عبد لذاكر؛ لن ذاكر إله‪،‬م كمن يعبد لبعض الشاحيخ فيقول عبد السيد ويعنون به السيد‬
‫البدوي‪،‬م ويقولون عبد زاينب وعبد علي وعبد عمرو‪،‬م ونو ذلك من الساحء الت فيهاح اعتقاحدات‪.‬‬
‫فمن عبد لغي ال جل وعل فإن هذا يناحف شكر النعمة‪،‬م ولذا أتبع الشيخ رحه ال هذا الباحب البواب قبله لاح‬
‫يشتكر معهاح ف هذا العن‪،‬م وأن الواجب على العبد أن يقق التوحيد وأن ل ينسب النعم لغي ال جل وعل‪،‬م وإن وقعت‬
‫منه ذلك فيجب عليه أن يباحدر باحلتوبة وأن ل يقيم على ذلك‪.‬‬
‫اهجما فجـتجـجعالى الت جعلما يتلشعرتكومن﴾]العراف‪:‬‬
‫يما جءاجت ت‬
‫اء عف ج‬
‫ل جلته شتجرجك ج‬ ‫قاحل )باحب قول ال تعاحل‪﴿ :‬جفجللما جءاجت ت‬
‫اهجما صجعالحام جججع ج‬
‫اهجما صجعالحام( الضمي هناح يرجع إل آدما وحواء‪،‬م والذي عليه عاحمة السلف أن القصة ف آدما وحواء‬ ‫‪ ([190‬قوله )جفجللما جءاجت ت‬
‫حت قاحل الشاحرح الشيخ سليماحن بن عبد ال رحه ال‪ :‬فإن نسبة ذلك إل غي آدما وحواء هو من التفاحسي البتدعة‪.‬‬
‫والذي يعرفه السلف أن الضمي يرجع إل آدما وحواء‪،‬م وسياحقا الية ل يقتضي غي ذلك إل بأوجه من التكلف‪،‬م ولذا‬
‫قاحل الماحما الشيخ ممد بن عبد الوهاحب رحه ال اعتمد هذا الذي عليه عاحمة السلف ففسر هذه الية بأن الراد باح آدما‬
‫صعالحام( يعن من جهة اللقة؛ لنه كاحن يأتيهماح ولد‬
‫وحواء‪،‬م )جفجللما جءاجتاهتجما( يعن آتى الي آدوما وحواء صاحلاح‪،‬م وقوله ) ج‬
‫فيموت أو يكون معيباح فيموت‪،‬م فاحل جل وعل رزاقهماح هذا الولد الصاحل السليم ف خلقته السليم ف بنيته‪،‬م وكذلك هو‬
‫يما‬
‫اء فع ج‬
‫ل( يعن آدما وحواء )جلهت( يعن ل جل وعل‪،‬م )تشرججك ج‬
‫ل جلهت(‪،‬م )ججعج ج‬
‫صاحل لماح من جهة نفعهماح‪،‬م قاحل جل وعل )ججعج ج‬
‫اء( جع الشريك‪،‬م والشريك ف اللغة هو القصود بذه الية يعن هذه الية فيهاح لفظ الشركاحء‪،‬م‬
‫اهجما(‪،‬م وكلمة )تشرججك ج‬
‫جءاجت ت‬
‫والقصود باح معن الشركة ف اللغة‪،‬م ومعن الشركة ف اللغة اشتاكر اثني ف شيء‪،‬م فجعل ل شركاحء فيماح آتاحهاح؛ حيث سياح‬
‫ذلك الولد عبد الاحرثا‪،‬م والاحرثا هو إبليس ذلك أن إبليس كماح سعتم ف القصة هو الذي قاحل إن ل تسمياحه عبد‬
‫الاحرثا لفعلن ولفعلن ولجعلن له قرنا أّيل وهو ذكر الوعل‪،‬م وف هذا تديد بأن يشق بطن الما فتموت ويوت أيضاح‬
‫الولد‪،‬م فلماح رأت حواء ذلك وأنأاح قد ماحت لاح عدةا بطون فأطاحعت الشيطاحن ف ذلك‪،‬م فصاحرت الشركة شركة ف الطاحعة‪،‬م‬
‫وآدما وحواء عليهماح السلما قد أطاحع الشيطاحن من قبل حيث أمرهاح بأن يأكل من الشجرةا الت نأاحهاح ال جل وعل عنهاح‪،‬م‬
‫فوقوع طاحعة الشيطاحن من آدما وحواء عليماح السلما‪,‬هل وقوع ذلك منهماح ل يكن هذه هي أول مرةا كماح جاحء ف الديث أن‬
‫النب عليه الصلةا والسلما قاحل »خدعهما مرتين« وهذا هو العروف عند السلف‪.‬‬
‫يما جءاجتاهتجما( من جهة النتشريك ف الطاحعة‪،‬م ومعلوما أن كل عاحص هو مطيع‬
‫فيكون ‪-‬إذن‪ -‬قوله )تشجرجكاءج عف ج‬
‫للشيطاحن‪،‬م وكل معصية ل تصدر من العبد إل ووث نوع تشريك حصل ف الطاحعة‪،‬م لنه إماح أن يطيع هواه وإماح أن يطيع‬
‫الشيطاحن‪،‬م ولذا قاحل شيخ السلما وغيه من الققي‪ :‬إنه ماح من معصية يعصي باح العبد ربه إل وسببهاح طاحعة الشيطاحن‬
‫أو طاحعة الوى؛ وذلك نوع تشريك‪ .‬وهذا الذي حصل من آدما وحواء عليهماح السلما فهذا ل يقتضي نقصاح ف‬
‫مقاحمهماح‪،‬م ول يقتضي شركاح باحل جل وعل‪،‬م وإناح هو نوع تشريك ف الطاحعة‪،‬م والعاحصي جاحئزجةا ‪-‬يعن العاحصي الصغاحر‪-‬‬
‫جاحئزجةا على النبياحء كماح هو معلوما عند أهل العلم‪،‬م فإن آدما نب مكلم‪،‬م وصغاحر الذنوب جاحئزج على النبياحء ول تقدح ف‬
‫[ ‪] 227‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫كماحلم؛ لنأم ل يستقيمون عليهاح بل يسرعون وينيبون إل ال جل وعل‪،‬م ويكون حاحلم بعد ماح وقع منهم ذلك أعظم‬
‫من حاحلم قبل أن يقع منهم ذلك؛ لنأم يكون لم مقاحماحت إياحنية واعتاف باحلعبودية أعظم وخضوع بي يدي ال‬
‫أعظم‪،‬م ومعرفة بتحقيق ماح يب ل جل وعل وماح يستحب أعظم‪.‬‬
‫إذن هذه القصة كماح ذكرناح صحيحة‪،‬م وآثاحر السلف الكثيةا تدل عليهاح‪،‬م والسياحقا أيضاح سياحقا الياحت ف آخر سورةا‬
‫العراف يدل عليهاح‪.‬‬
‫والشكاحل الذي أورده بعض أهل التفسي من التأخرين ف أن آدما وحواء جعل ل شركاحء هذا نص الية ول ينع؛‬
‫ولن التشريك هناح تشريك كماح قلناح فيماح يدل عليه العن اللغوي ليس شركاح أصغر‪،‬م وليس ‪-‬وحاحشاحهم‪ -‬شركاح أعظم من‬
‫ت تجتكوتن جعلجليعه جوعكيلم﴾]الفرقاحن‪:‬‬
‫ت جمعن اتلجخجذ إعلججههت جهجواهت أجفجأجنل ج‬
‫ذلك وإناح هو تشريك ف الطاحعة‪،‬م كماح قاحل جل وعل ﴿أججرءجيل ج‬
‫ض لهت الت جعجلى ععلتم﴾]الاحثية‪،[23:‬م فكل من جعل‬ ‫ت جمعن اتلجخجذ إعلججههت جهجواهت جوأج ج‬
‫‪،[43‬م وكماح قاحل أيضاح ف آية أخرى ﴿جأفجرءجيل ج‬
‫هواه منتبعاح فقد جعله مطاحعاح‪،‬م وهذا نوع تأليه؛ لكن ول يقاحل عبد غي ال أو أله أشركر أو شركر باحل جل وعل؛ لكن هو‬
‫نوع تشريك‪،‬م فكل طاحعة للشيطاحن أو للهوى فيهاح هذا النوع من التشريك‪،‬م إشذ الواجب على العبد أن يعظم ال جل وعل‬
‫وأن ل يطيع إل أمره جل وعل وأمر رسوله ‪.‬‬
‫فإذن ظاحهر أن القصة ل تقتضي نقصاح ف مقاحما آدما عليه السلما ول ف مقاحما حواء؛ بل هو ذنب من الذنوب تاحباح‬
‫منه كماح حصل منهماح أول مرةا ف الكل من الشجرةا‪.‬‬
‫بل إثن أكلهماح من الشجرةا وماحلفة أمر ال جل وعل أعظم من هذا الذي حصل منهماح هناح وهو تسمية الولد عبد‬
‫الاحرثا؛ وذلك أن الطاحب الول كاحن من ال جل وعل لدما مباحشرةا‪،‬م خاحطبه ال جل وعل ونأاحه عن أكل هذه‬
‫الشجرةا‪،‬م وهذا خطاحب متوجه إل آدما بنفسه‪.‬‬
‫وأماح هذه التسمية فإنه ل يينوه عنهاح مباحشرةا‪،‬م وإناح يفهم النهي عنهاح من وجوب حق ال جل وعل‪،‬م فذاكر القاحما زااد‬
‫على هذا القاحما من جهة خطاحب ال جل وعل على الباحشر لدما‪.‬‬
‫وهذا أمر معروف عند أهل العلم ولذا فسر قتاحدةا كلمة شركاحء بقوله كماح نقل الشيخ حيث قاحل‪) :‬وله بسند‬
‫صحيح عن قتاحدةا‪،‬م قاحل‪ :‬شركاحء ف طاحعته‪،‬م ول يكن ف عباحدته( وهذا هو الصحيح ف تفسي الية‪.‬‬
‫قاحل الماحما ) قال ابن حزم‪ :‬اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير ال‪ ،‬كعبد عمرو‪ ،‬وعبد الكعبة‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬حاشا عبد‬
‫المطلب( قول ابن حزجما )اتفقوا( يعن أجعوا‪،‬م يعن أجع أهل العلم ‪-‬فيماح علمه هو‪ -‬أن التعبيد لغي ال مرما؛ لن فيه‬
‫إضاحفة النعمة لغي ال وفيه أيضاح إساحءةا أدب مع الربوبية واللية فإن تعبيد الناحس لغي ال جل وعل هذا غلط من جهة‬
‫العن وأيضاح فيه واهتضاحما أو نوع اهتضاحما لقاحما الربوبية‪،‬م ولذلك وحيرما ف هذه الشريعة هذه التسمية؛ بل وف شرائع النبياحء‬
‫جيعاح‪،‬م فاحتفق أهل العلم على ذلك وأن كل اسم معبد لغي ال كعبد عمر وعبد الكعبة وعبد علي وغي ذلك من الساحء‬
‫فإن هذا مرما ول يوزا وماح أشبه ذلك‪.‬‬
‫قاحل )حاشا عبد‬
‫المطلب(‪،‬م قوله )حاشا‬
‫[ ‪] 228‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫عبد المطلب( يعن ل‬


‫يمعوا عليه فإن من أهل‬
‫العلم من قاحل تكره التسمية‬
‫بعبد الطلب ول ترما؛ لن‬
‫النب عليه الصلةا والسلما‬
‫قاحل ف غزجوةا حني‬
‫أنا النبي ل كذب‬
‫أنا ابن عبد المطلب‬
‫وقاحلوا جاحء ف أساحء‬
‫الصحاحبة من اسه عبد‬
‫الطلب ولذا قاحلوا ل‬
‫يرما‪،‬م وهذا القول ليس‬
‫بصحيح ف أن عبد‬
‫الطلب تكره التسمية به‬
‫ول ترما‪،‬م وماح استدلوا به‬
‫ليس بوجيه وذلك أن قول‬
‫النب عليه الصلةا والسلما‬
‫أنا النبي ل كذب‬
‫أنا ابن عبد المطلب‬
‫هذا من جهة الخباحر‪،‬م والخباحر ليس فيه تعبي مباحشر بإضاحفة ذلك الخملوقا إل غي خاحلقه‪،‬م وإناح هو إخباحر وباحب‬
‫الخباحر أوسع من باحب البتداء كماح هو معلوما‪.‬‬
‫وأماح تسمية بعض الصحاحبة بعبد الطلب‪،‬م فاحلققون من الرواةا يقولون إن من سي بعبد الطلب صحة اسه الطلب‬
‫بدون التعبيد؛ ولكن نقلت لعبد الطلب لنه شاحع التسمية بعبد الطلب دون الطلب فوقع خطأ ف ذلك‪،‬م وبث هذه‬
‫الساحئل ومله كتب الديث وكتب الرجاحل فنمر عن ذلك‪.‬‬
‫وقاحل بعده )وعن ابن عباحس ف ]معن[ الية‪،‬م قاحل‪ :‬لاح تغشاحهاح آدما‪،‬م حلت‪،‬م فأتاحهاح إبليس‪،‬م فقاحل‪ :‬إنا صاححبكماح(‬
‫يما جءاجتاهتجما﴾]العراف‪ .[190:‬رواه ابن أب حاحت‪،‬م وله بسند‬
‫ل جلهت تشجرجكاءج عف ج‬
‫إل آخر القصة‪،‬م قاحل )فذلك قوله‪﴿ :‬ججعج ج‬
‫صحيح عن قتاحدةا‪،‬م قاحل‪ :‬شركاحء ف طاحعته‪،‬م ول يكن ف عباحدته‪ (.‬وهذا دليل على التفريق بي الشركر ف الطاحعة والشركر ف‬
‫العباحدةا‪.‬‬
‫الشركر ف العباحدةا كفر أكب مرج من اللة‪.‬‬
‫[ ‪] 229‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫أماح الشركر ف الطاحعة فله درجاحت يبدأ من العصية والرما وينتهي باحلشركر الكب‪،‬م فاحلشركر ف الطاحعة درجاحته كثيةا‪،‬م‬
‫ليس درجة واحدةا‪،‬م فيحصل شركاح ف الطاحعة فتكون معصية‪،‬م ويصل شركر ف الطاحعة فيكون كبيةا‪،‬م ويصل شركر ف‬
‫الطاحعة ويكون كفر أكب ونو ذلك‪.‬‬
‫أماح الشركر ف العباحدةا فهو كفر أكب باحل جل جلله‪.‬‬
‫ولذا فرقا أهل العلم بي شركر الطاحعة وشركر العباحدةا‪،‬م مع أن العباحدةا مستلزجمة للطاحعة‪،‬م والطاحعة مستلزجمة أيضاح‬
‫للعباحدةا؛ لكن ليس ف كل درجاحتاح‪.‬‬
‫صعالحام﴾]العراف‪ ([189:‬يعن ف الية قبلهاح ﴿لنجتكونجلن عمجن‬ ‫قاحل )وله سند صحيح عن مجاهد‪ ،‬في قوله‪﴿ :‬جلعئلن جءاجتليجتجنا ج‬
‫اللشاكععريجن﴾]العراف‪،[189:‬م )قال‪ :‬أشفقا أن ل يكون إنسانام( يعن خاحفاح أن يكون له كماح قاحل الشيطاحن له قرناح أثيل أو‬
‫خلقته متلفة أو يرج حيواناح أو قردا أو نو ذلك‪،‬م فقاحل )جلعئلن جءاجتليجتجنا صجعالحام( يعن ولدا صاحلاح سليماح من الفاحت‪،‬م سليماح‬
‫من اللقة الشينة‪،‬م فوعد أن يكون من الشاحكرين فلماح آتاحهاح صاحلاح عثبد ذلك للحاحرثا خوفاح من أن يكون الشيطاحن‬
‫يتسلط عليه باحلوت أو الهلكر أخذتماح شفقة الوالد على الولد‪،‬م فكاحن ذلك خلف شكر تلك النعمة؛ لن من شكر‬
‫ضل به‪ .‬نعم‬‫نعمة الولد أن يعنبد الولد ل الذي أنعم به وأعطاحه وتف ن‬

‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬جولعللعه اللجلسجماءت اللتحلسجنى جفالدتعوهت بعجها وجذج تروا اللذعينج يتلحعدتونج عفي‬
‫سمجائعهع﴾الية]العراف‪[180:‬‬
‫أج ل‬
‫ون عفي جأسلجمعائعه﴾]العراف‪ :[180:‬يشركون‪.‬‬ ‫ذكر ابن أب حاحت عن ابن عباحس‪﴿ :‬تيل ع‬
‫حتد ج‬
‫وعنه‪ :‬سوا اللت من الله‪،‬م والعزجى من العزجيزج‪ .‬وعن العمش‪ :‬يدخلون فيهاح ماح ليس منهاح‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫ون عفي أجلسمجعائ عه جسيتلججزلوجن جما جكاتنوا يجـلعجمتلوجن﴾‬
‫حتد ج‬ ‫)باحب قول ال تعاحل‪﴿ :‬جولعلعه اللجلسجماءت ا لتحلسجنى جفالدتعوهت بعجها جوجذتروا اللعذ ج‬
‫ين تيل ع‬
‫]العراف‪ ([180:‬هذا الباحب ف وجوب تعظيم أساحء ال السن‪،‬م وأن من تعظيمهاح أن ل ييلحد فيهاح وأن يدعى ال جل‬
‫وعل باح‪.‬‬
‫والساحء السن هي السنة الباحلغة ف السن نأاحيته‪،‬م فاحللق يتسمون بأساحء لكن قد ل تكون حسنة أو قد تكون‬
‫لسن ف الساحء يكون راجعاح إل أثن الصفة الت اشتمل عليهاح ذلك‬ ‫حسنة ولكن ليست باحلغة ف السن نأاحيته؛ لن ا ي‬
‫السم تكون حقاح فيمن تسمى باح‪،‬م ويكون قد بلغ نأاحية ذلك الوصف‪،‬م والنساحن لو تسمى باحسم فيه معن فإنه ل يينظر‬
‫فيه إل أن العن قد اشتملت عليه خصاحله‪،‬م فيسمى صاحلاح وقد ل يكون صاحلاح‪،‬م ويسمى خاحلدا وقد ل يكون خاحلدا‪،‬م‬
‫ويسمى ممدا وقد ل يكون كثي خصاحل المد‪،‬م وهكذا فإن النساحن قد يسمى بأساحء لكن قد تكون ف حقه حسن‪.‬‬
‫وال ـ جــل وعل لــه الســاحء الســن الباحلغــة ف ـ الســن نأــاحيته‪،‬م وهــي الســاحء الشــتملة علــى الصــفاحت صــفاحت الكمــاحل‬
‫واللل والمــاحل والقــدرةا والعـزجةا والــبوت وغيـ ذلــك‪،‬م ولــه مــن كــل اســم مشــتمل علــى صــفة أعلــى وأعظــم الصــفة والعنـ‬
‫الذي اشتملت عليه الصفة‪،‬م والناحس وأهل العلم إذا فسروا الســاحء السـن فإنـاح تقريـب ليــدلوا النــاحس علــى أصـل العنــ‪،‬م أمــاح‬
‫[ ‪] 230‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫العن بكماحله فإنه ل يعلمه أحد إل ال جل جلله‪،‬م ولذا)‪ ] (1‬قــاحل عليــه الصــلةا والســلما فـ دعــاحئه‪»:‬ل نحصي ثنــاء عليــك‬
‫أنت كما أثنيت على نفسك«‪.‬‬
‫فاحلنـاحس حيـ يفســرون أسـاحء الـ جـل وعل فـإنأم يفســرون ذلـك بـاح يقوـّرب إلـ الفهــاحما العنــ‪،‬م أمــاح حقيقــة العنـ علـى‬
‫كماحله فإنأم ل يعونه؛ لن ذلك من الغيب‪،‬م وكذلك الكيفية فإنأم ل يعونأاح؛ لن ذلك من الغيب‪.‬‬
‫فاحل جل وعل له الساحء السن‪،‬م والصفاحت العل‪،‬م ومن الساحء ماح ل يكون حسناح[)‪ (2‬إل بقيد مثل الصاحنع والتكلم‬
‫والريد والفعاحل أو الفاحعل ونو ذلك‪،‬م فهذه الساحء ول تكون كماحل إل بقيد‪:‬‬
‫ف أن يكون متكلماح باح شاحء إذا شاحء‪،‬م باح تقتضيه الكمة وتاحما العدل‪،‬م فهذا يكون ممودا‪،‬م ولـذا ليـس مــن أسـاحء الـ‬
‫التكلم‪.‬‬
‫كذلك الصاحنع قد يصنع خيا‪،‬م وقد يصنع غي ذلك‪،‬م وال جـل وعل ليـس مـن أســاحئه السـن الصـاحنع لشـتماحله علــى‬
‫هذا وهذا‪،‬م فإذا أطلق من جهة الب فيعن به ماح يقيد باحلعن الذي فيه كماحل‪.‬‬
‫كــذلك فاحعــل أو ف ثعــاحل‪،‬م فــإن الفعــاحل قــد يفعــل أشـياحء ل توافــق الكمــة‪،‬م وقــد يفعــل أشــياحء ل يريــدهاح؛ بــل مــب عليهــاح‪،‬م‬
‫والكماحل أن يفعل مــاح يريــد ول يكــون مـبا لكمـاحل عزجتــه وقهــره‪،‬م ولــذا قــاحل الـ جـل وعل عــن نفســه ﴿فجـلعاتل لعجمـا يتعريـتد﴾)‪،(3‬م‬
‫لن تقييد كونه فعاحل لاح يريد هذا هو الكماحل‪.‬‬
‫فيه أشياحء كثيةا من ذلك معروفة ف مباححث الساحء والصفاحت‪.‬‬
‫وأساحء ال السن تنقسم باحعتباحرات من جهة العن‪.‬‬
‫قاحل طاحئفة من أهل العلم‪:‬‬
‫إن منهــاح أســماء الجمــال ‪ :‬وأســاحء المــاحل لـ جــل جللــه هــي الســاحء الشــتملة علــى حســن فـ الــذات أو حســن فـ‬
‫العن وبكّر باحلعباحد والخملــوقي‪،‬م فيكـون مـن أسـاحء المـاحل صـفاحت الـذات‪،‬م واسـم الـ الميـل‪،‬م ويكــون مـن أساحء المـاحل الـب‬
‫والرحيم والودود ونو ذلك والسن وماح أشبه ذلك‪.‬‬
‫ومن أسماء ال ما هـو مـن الجلل ‪ :‬يقــاحل هــذه أســاحء اللل‪،‬م وأســاحء اللل لـ هــي الــت فيهــاح مــاح يــدل علــى جلل‬
‫الــ‪،‬م وهــو عظمتـه وعزجتــه جـل وعل وجللــه حـت يــل مثـل القهــاحر والبـاحر والقــدير والعزجيــزج ونــو ذلــك والقيــت وأشـباحه هـذه‬
‫الساحء فهذه أساحء اللل‪.‬‬
‫وهناحكر أساحء ف تقسيماحت متلفة يتطلب من كلما ابن القيم رحه ال أو من كلما الشراح‪.‬‬
‫فإن القصود ‪-‬إذن‪ -‬أثن العبد الؤمن الوحد أن يتعنرف إل ال جل وعل بأساحئه وصفاحته‪،‬م ول يتم حقيقــة التوحيــد فـ‬
‫قلب العبد حت يعلم أساحء ال جل وعل ويعلم صفاحت ال جل وعل‪،‬م فإن العلم باح تتم به حقيقة التوحيد‪.‬‬
‫والعلم باح على مراتب‪:‬‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول للشريط الرابع عشر)‪1‬‬


‫‪.‬سقط من الشرطة‪،‬م وقد نقلته عن تفريغ جاحمع ابن تيمية )‪2‬‬
‫‪.‬هود‪،107:‬م البوج‪3)16:‬‬
‫[ ‪] 231‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫منهاح أن يعلمهاح إثباحتاح؛ يعن يثبت ماح أثبت ال لنفسه‪،‬م وماح أثبته له رسوله ‪،‬م فيـؤمن أن هـذا السـم مـن أسـاحء الـ‪،‬م وأن‬
‫هذه الصفة من صفاحت ال جل وعل‪.‬‬
‫والثـاحنا أن يسـأل الـ جـل وعل بأسـاحء الـ وصـفاحته بـاح يوافـق مطلـوبه؛ لن السـاحء والصـفاحت نتعبـد لـ جل وعل بـاح‬
‫بأن فاحدعوه باح ‪-‬كماح جاحء ف هذه الية وسيأت بي ذلك إن شاحء ال‪.-‬‬
‫الثــاحلث م ــن الي ــاحن باحلســاحء والص ــفاحت أن ينظ ــر إلـ ـ آث ــاحر أس ــاحء الـ ـ وص ــفاحته فـ ـ اللك ــوت‪،‬م ف ــإذا نظ ــر إلـ ـ الس ــاحء‬
‫والصفاحت ف اللكوت وتأمل ذلك علــم أن كــل شـيء مـاح خل الـ باحطــل‪،‬م وأن الــق الثـاحبت اللزاما هـو الـ جـل وعل‪،‬م وأن‬
‫سوى ال هو الباحطل وزاائل وآيل إل اللكر‪،‬م ﴿تكبل جشليتء جهالعتك إعلل جولججههت﴾]القصص‪.[88:‬‬
‫قاحل )جولعلعه اللجلسجماءت ا لتحلسجنى( اللما هناح ف قوله )جولعلعه( هي لما السـتحقاحقا؛ يعنـ السـاحء السـن الباحلغــة فـ الســن‬
‫نأاحيته مســتوحقة لـ جــل وعل والـ مســتحق ذلــك‪،‬م قــاحل )جفالدتعوهت بعجها( يعنـ إذا علمتــم أن الـ هــو الســتحق لــذلك وآمنتــم‬
‫بــذلك فــاحدعوه بــاح وهــذا أمــر‪،‬م وقـ ـوله )فجــالدتعوهت بعجهــا( الــدعاحء هنــاح فيســر باحلثنــاحء والعبــاحدةا وفســر باحلسـ ـؤال والطلــب‪،‬م وكلهــاح‬
‫صــحيح‪،‬م فإننــاح نــدعو الـ بــاح يعنـ نمــده ونثنـ عليــه بــاح‪،‬م فنعبــده متوســلي إليــه بــذه الســاحء والصــفاحت‪،‬م باحلســاحء الســن‬
‫واشتملت عليه من الصفاحت العل‪،‬م والثاحنا أن نسأل باح؛ يعن إذا كاحن لناح مطلـوب نتـوجه إلـ الـ فنسـأله بتلـك السـاحء بـاح‬
‫يوافــق الطلــوب‪،‬م فــإذا ســألناح ال ـ الغف ـرةا نــأت بصــفاحت المــاحل‪،‬م إذا ســألناح ال ـ النص ـرةا نــأت بصــفاحت اللل‪،‬م وهكــذا فيمــاح‬
‫يتناحسب‪،‬م وهناحكر تفصيلت أيضاح لذا المر‪.‬‬
‫القصود أن قوله جل وعل )جفالدتعوهت بعجها( يعن اسألوه بـاح أو أعيـدوه وأثنـوا عليــه بـاح جـل وعل‪،‬م فيشـمل دعـاحء السـألة‬
‫ودعاحء العباحدةا‪.‬‬
‫والباحء ف قوله )بعجها( يعن متوسلي باح‪،‬م هي باحء الوسيلة‪.‬‬
‫ون عفـي جأسـلجمعائعه(‪،‬م )جذتروا ( يعن ـ أترك ـوا‪،‬م وهــذا يعن ـ أن الســلم واجــب عليــه أن يبتعــد عــن حــاحل‬
‫حـتد ج‬
‫)جوذجتروا لالـعذينج تيل ع‬
‫الذين يلحدون ف أساحء ال جل وعل‪،‬م واللاحد ف أساحء ال هو اليـل والعـدول باح عـن حقاحئقهـاح إلـ مـاح ل يليـق باحل جـل‬
‫وعل‪.‬‬
‫وهذا اللاحد مراتب‪:‬‬
‫من مراتب اللاحد ف أسـاحء ال وصـفاحته أن يسـمى البشـر العبــودين يسـميهم بأسـاحء ال‪،‬م كمـاح سـوه اللت مـن اللـه‪،‬م‬
‫والعزجى من العزجيزج‪،‬م ونو ذلك‪.‬‬
‫ومــن اللــاحد ف ـ أســاحء الـ ـ أن يعــل لـ ـ جــل وعل ولــد‪،‬م وأن يضــاحف الخملــوقا إليــه إضــاحفة الولــد إل ـ والــده‪،‬م كحــاحل‬
‫النصاحرى ذا نوع من اللاحد ف أساحء ال جل وعل ف صفاحته‪.‬‬
‫ومــن اللـاحد إنكـاحر السـاحء والصــفاحت‪،‬م أو إنكــاحر بعـض ذلـك‪،‬م كمـاح فعلــت الهميـة الغلةا فـإنأم ل يؤمنــون باحسـم مــن‬
‫أساحء ال ول بصفة من صفاحت ال إل الوجود والوجــود؛ لن هـذه الصــفة هـي الـت يسـتقيم معهــاح برهـاحنأم بلــول العـراض‬
‫عن الجساحما ودليل ذلك على الوحدانية كماح هو معروف ف موضعه‪.‬‬
‫[ ‪] 232‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ومن اللاحد أيضاح واليل باح عن الق الثاحبت الذي يب ل جل وعل فيهـاح أن تـؤول وتصــرف عـن ظاحهرهـاح إلـ معــاحنا‬
‫ل يوزا أن تصرف إليهاح‪،‬م فيكون ذلك من التأويل‪.‬‬
‫وال ـواجب اليــاحن باحلســاحء والصــفاحت‪،‬م وإثبــاحت الســاحء والصــفاحت‪،‬م واعتقــاحد مــاح دلــت عليــه‪،‬م وتــركر التعــرض لــاح بتأويــل‬
‫ونــوه‪،‬م وهـذا قاحعـدةا السلف؛ فنـؤمن بـاح ول نصــرفهاح عـن حقاحئقهـاح بتأويـل أو بجـاحزا أو نـو ذلـك‪،‬م كمـاح فعـل العتزجلـة وفعلتـه‬
‫الشاحعرةا والاحتريدية وطوائف‪.‬‬
‫كل هذا نوع من أنواع اللاحد‪.‬‬
‫وإذا تقرر ذلك فيكون اللاحد ‪-‬إذن‪ -‬منه ماح هو كفر ومنه ماح هو بدعة بسب الاحل الذي ذكرناح‪.‬‬
‫فاحلــاحل الخيةا وهــي التأويــل وادعــاحء الــاحزا فـ الســاحء والصــفاحت هــذه بــدع وإلــاحد ل يصــل بأصــحاحبه إلـ الكفــر‪،‬م أمــاح‬
‫نفي وإنكاحر ومد الساحء والصفاحت كحاحل الهمية فهذا كفر‪،‬م وهكذا فعل النصاحرى ومشركي العرب‪.‬‬
‫ون عفي جأسلجمعائعه﴾]العراف‪ :[180:‬يشركون‪ (.‬يعن يعلون اللت من‬ ‫قاحل )ذكر ابن أب حاحت عن ابن عباحس‪﴿ :‬تيل ع‬
‫حتد ج‬
‫الله‪،‬م فيناحدون اللت وعندهم أنأم ناحدوا الله فصاحر شركاح‪.‬‬
‫قاحل )وعنه‪ :‬سوا اللت من الله‪،‬م والعزجى من العزجيزج‪ .‬وعن العمش‪ :‬يدخلون فيهاح ماح ليس منهاح‪ (.‬وهذه مرتبة من‬
‫مراتب اللاحد ف الساحء؛ لن ال جل وعل له الساحء السن‪،‬م فمن أدخل اساح ل يثبت ف الكتاحب والسنة أنه من أساحء‬
‫ال فقد ألد؛ لنه ماحل وعدل عن الق الذي يب ف الساحء والصفاحت إل غيه‪،‬م والق هو أن يتثكبت ل ماح أثبته لنفسه‬
‫إ شذ ل أحد أعلم باحل من ال جل جلله وتعاحظم شأنه‪،‬م وكذلك ل أحد أعلم من اللق باحل جل وعل من رسوله ممد ‪،‬م‬
‫فمن أدخل فيهاح ماح ليس منهاح فقد ألد‪،‬م كمن قاحل ف أساحء ال الاحكر والستهزجئ والصاحنع وجعل ذلك من الساحء السن‬
‫فإن ذلك ل يوزا‪،‬م وإطلقا هذه الساحء على ال جل وعل ل يوزا‪،‬م ومنهاح ماح يوزا بتقييد ف باحب الخباحر‪.‬‬
‫ومباححث هذا الباحب طويلة لتصاحلاح باحلساحء والصفاحت‪،‬م وهي معروفة ف مبحث توحيد الساحء والصفاحت‪ .‬نعم‬

‫]السئلة[‬
‫]س‪ /‬نرى عباحرةا مكتوبة على بعض السياحرات‪ :‬ياح رضى ال ورضىاحلوالدين‪.‬‬
‫ج‪ /‬قوله )ياح رضى ال ورضى الوالدين( فيهاح غلط من جهتي‪:‬‬
‫الجهة الولى‪ :‬أنــه نــاحدى رضـى الــ‪،‬م ومنــاحداةا صــفاحت الـ جــل وعل ب ـ)يــاح( النــداء ل تـوزا؛ لن الصــفة فـ هــذا القــاحما‬
‫غي الذات ف مقاحما النداء؛ ولذا إناح ينـاحدى الـ جل وعل التصـف باحلصــفاحت‪،‬م وقـد نـصث شيخ السـلما ابن تيمية ف رده‬
‫على البكري‪،‬م وغيييه من أهل العلم على أن منـاحداةا الصـفة مـرما باحلجـاحع‪،‬م فإذا كاحنت الصـفة هـي الكلمـة ‪-‬كلمة ال جل‬
‫وعل‪ -‬كاحن كفرا باحلجاحع؛ لن من ناحدي الكلمة يعن باح عيسي عليه السلما فيكــون تأليهــاح لغيـ الـ ‪-‬جـل وعل‪،‬م ورضـى‬
‫ال جل وعل صفة من صفاحته‪،‬م فل يوزا نداء الصفة‪.‬‬
‫والمؤاخذة الثانية‪ :‬ف تلك الكلمة أنه جعل رضى الوالدين مقروناح برضى ال جل وعل باحلواو‪،‬م والنسب هناح أن يكون‬
‫العطف بـ)يثمث(‪،‬م يقول‪ :‬مثل أسأل ال رضاحه ث رضى الوالدين‪،‬م وإن كاحن استعماحل الواو ف مثل هذا السياحقا ل بأس به؛‬
‫[ ‪] 233‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ك أجلل تجـلعبتتدوا إعلل إعلياهت‬ ‫صيتر﴾]لقماحن‪،[14:‬م وقاحل جل وعل ﴿جوقج ج‬


‫ضى جرب ج‬ ‫ج‬ ‫لن ال جل وعل قاحل ﴿أجلن الشتكلر علي جولعجوالعجديل ج‬
‫ك إعلجلي الم ع‬
‫جوعبا لجوالعجديلعن إعلحجسامنا﴾]السراء‪ [23:‬ولن الواو هناح تقتضي تشريكاح ف أصل الرضى‪،‬م وهذا الرضى يكن أن يكون من الوالدين‬
‫)‪(1‬‬
‫أيضاح‪،‬م فيكون التشريك بأصل العن ل الرتبة‪،‬م نعم‪[.‬‬

‫باب ل يقال‪ :‬السلم على ال‬


‫ل من ععبادعه‪ ,‬السلتم على‬ ‫‪،‬م قاحل‪ :‬كناح إذا كنا مع النبي في الصلعة قلنا‪ :‬السلم على ا ع‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ف الصحيح عن ابن مسعود‬
‫فلتن وفلن‪ ,‬فقال النبي ‪ » :‬ل تقولوا السلتم على ال‪ ,‬فعإمن الج هجو السلتم«‪.‬‬
‫ع‬
‫]الشرح[‬
‫)باب ل يقال السلم على ال( ومناحسبة هذا الباحب للباحب الذي قبله أثن تركر قول السلما على ال هو من تعظيم‬
‫الساحء السن ومن العلم باح؛ ذلك أن النسلما هو ال جل جلله والسلما من أساحئه سبحاحنه وتعاحل‪،‬م فهو التصف‬
‫باحلسلمة الكاحملة من كل نقص وعيب‪،‬م وهو النزجه والبوعد عن كل آفة أو نقص أو عيب‪،‬م فله الكماحل الطلق ف ذاته‬
‫وصفاحته الذاتية وصفاحته الفعلية جل وعل‪.‬‬
‫والسلما ف أساحء ال معناحه أيضاح الذي يعطى السلمة ويعل السلمة‪،‬م وأثر هذا السم ف ملكوت ال أثن كل‬
‫سلمة ف ملكوت ال من كل شر يؤذي اللق فإنأاح من آثاحر هذا السم السلما‪،‬م فإنه لكون ال جل وعل هو السلما‬
‫فإنه يفيض السلمة على العباحد‪.‬‬
‫إذا كاحن كذلك فاحل جل جلله هو الذي يفيض السلمة‪،‬م وليس العباحد هم الذين يعطون ال السلمة‪،‬م فإن ال جل‬
‫س أجنلـتتتم ا لتفجقجراءت إعجلى ال لعه جوال لهت تهجو ا لغجنعبي‬
‫وعل هو الغن عن خلقه‪،‬م هو الغن باحلذات والعباحد فقراء باحلذات ﴿جيا أجيبـجها اللنا ت‬
‫ا لجحعميتد﴾]فاحطر‪،[15:‬م فاحلعبد هو الذي يعوطى السلمة وال جل وعل هو الذي يسلم‪.‬‬
‫لذا كاحن من الدب الواجب ف جناحب الربوبية وأساحء ال وصفاحته أل يقاحل‪ :‬السلما على ال؛ بل أن يقاحل‪ :‬السلما‬
‫عليناح وعلى عباحد ال الصاحلي‪،‬م السلما على فلن وعلى فلن‪،‬م السلما عليك ياح فلن ونو ذلك‪،‬م فتدعو له بأن يباحركر‬
‫باحسم ال السلما أو أن تل عليه السلمة‪.‬‬
‫فإذن وجه مناحسبة هذا الباحب للذي قبله ظاحهرةا‪،‬م ومناحسبته لكتاحب التوحيد أن الدب مع أساحء ال جل وعل‬
‫وصفاحته أل ياحطب بذا الطاحب‪،‬م وأل يقاحل السلما على ال؛ لن ف هذا نقصاح ف تقيق التوحيد‪،‬م فتحقيق التوحيد‬
‫الواجب أن ل يتقاحل هذه الكلمة لن ال غن عن عباحده‪،‬م والفقراء هم الذين يتاحجون السلمة‪.‬‬
‫ل من ععبادعه‪ ,‬السلتم على‬ ‫قاحل )في الصحيح عن ابن مسعود ‪ ،‬قال‪ :‬كنا إذا كنا مع النبي في الصلعة قلنا‪ :‬السلم على ا ع‬
‫ت‬ ‫م‬
‫فلتن وفلن(‪،‬م )السلتم على اعل من ععبادهع( قاحلوهاح مع كونأم موحدين عاحلي بق ال جل وعل‪،‬م قاحلوهاح ظناح أنأاح تية ل‬
‫ل من ععبادهع(‬ ‫توي ذلك العن‪،‬م فجعلوهاح من باحب التحية‪،‬م والتحية ف هذه الشريعة مرتبطة باحلعن‪،‬م فـ)السلم على ا ع‬
‫ت‬
‫كأنأم قاحلوا تية ل من عباحده‪،‬م وهذا العن وإن كاحن صحيحاح من حيث القصد لكنه ليس صحيحاح من حيث اللفظ؛ لن‬

‫‪.‬من الوجه الثاحنا من الشريط الساحدس )‪1‬‬


‫[ ‪] 234‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫هذا اللفظ ل يوزا من جهة أن ال جل وعل هو السلما كماح قاحل النب عليه الصلةا والسلما‪،‬م والعباحد مسنلمون هم الذين‬
‫سلمهم ال جل وعل ويفيض عليهم السلما وهم الفقراء التاحجون‪،‬م فليسوا هم الذين يعطون ال السلما‪،‬م فمعن )السلتم‬
‫ل( يعن السلمة تكون على ال من عباحده‪،‬م وهذا ل شك أنه باحطل‪،‬م وإساحءةا ف الدب كماح يب ل جل وعل ف‬ ‫على ا ع‬
‫ل‪ ,‬فعإمن الج هجو السلتم(‬‫ربوبيته وأساحئه وصفاحته‪،‬م لذا قاحل لم النب عليه الصلةا والسلما‪) :‬ل تقولوا السلم على ا ع‬
‫ت‬
‫نأاحهم وهذا النهي للتحري‪،‬م ول يوزا لحد أن يقول‪ :‬السلما على ال؛ لن السلما على ال يمقت ر‬
‫ض اهتضاحما جناحب‬
‫الربوبية وتوحيد الساحء والصفاحت‪.‬‬
‫إذا كاحن كذلك فماح معن قولك حي تسلم على أحد‪ :‬السلما عليك ياح فلن‪،‬م أو السلما عليكم ورحة ال وبركاحته؟‬
‫فهذه تية الؤمني ف الدنياح وف الخرةا ﴿تجعحليتتـتهلم يجـلوجم يجـلجقلونجهت جسجلتم﴾]الحزجاب‪.[44:‬‬
‫قاحل بعض أهل العلم‪ :‬إثن معناحهاح ‪-‬وهذا هو أحد العنيي‪ -‬معن السلما عليكم يعن كل اسم ل جل وعل‬
‫عليكم؛ يعن اسم السلما عليكم‪،‬م فيكون ذلك تبكاح بأساحء ال جل وعل وصفاحته‪،‬م فاحسم السلما عليكم؛ يعن اسم ال‬
‫عليكم‪،‬م فيكون ذلك تبكاح بكل الساحء‪،‬م ومنهاح اسم ال جل وعل السلما‪.‬‬
‫والثاحنا ماح قاحله آخرون من أهل العلم أن قول القاحئل السلما عليكم ورحة ال؛ يعن السلمة الت اشتمل عليهاح اسم‬
‫السلما عليكم‪،‬م نسأل ال أن يفيضهاح عليكم‪،‬م أو أن يكون العن كل سلمة عليكم مّن‪،‬م فإنك لن تد من إل السلمة‪،‬م‬
‫وهذا يصدقا حي تنكر تقول سلما عليكم ورحة ال وبركاحته؛ يعن كل سلمة من ستأتيك يعن فلن أخكفركر ف عرضك‬
‫ولن أخفركر ف ماحلك ولن أخفركر ف نفسك‪.‬‬
‫وكثي من السلمي يقول هذه الكلمة وهو ل يعي معناحهاح؛ كيف أنه حي قاحل لن أتاحه السلما عليكم كأنه عاحهده‬
‫بأنه لن يأتيه منه إل السلمة ث هو يفر هذه الذمة ورباح أضره أو تناحول عرضه أو تناحول ماحله أو نو ذلك‪.‬‬
‫فهذا فيه التنبيه على فاحئدةا مهمة وهو أن طاحلب العلم باحلصوص؛ بل عاحقل بعاحمة إذا نطق بكلما ل بد أن يتبي ماح‬
‫معن هذا الكلما‪،‬م فكونه يستعمل كلماح ل يعي معناحه هذا من العيب وليس من أخلقا الرجاحل أصل؛ أن يتكلمون‬
‫بكلما ول يعون معناحه‪،‬م فيأت بكلما ث ينقضه ف فعله وف قوله‪،‬م هذا ليس من أفعاحل الذين يعقلون‪،‬م فضل عن أن يكون‬
‫من أفعاحل أهل العلم أو طلبة العلم الذين يعون عن ال جل وعل شرعه ودينه‪.‬‬
‫فإذن صاحر هناح قولن‪،‬م وكل القولي صواب‪،‬م فإن قول القاحئل السلما عليكم يشمل الول والثاحنا‪،‬م فتبكر بكل اسم‬
‫من أساحء ال وتبكر باحسم ال السلما الذي من آثاحره السلمة عليك ف دينك ودنياحكر فهو دعاحء لك باحلسلمة ف الدين‬
‫وف الدنياح ف العضاحء وف الصفاحت والوارح إل آخر ذلك‪،‬م أو أن تكون باحلعن الثاحنا كل منهماح صحيح‪.‬‬

‫باب قول‪ :‬اللهم اغفر لي إن شئتج‬


‫ت‪.‬هل عليجـلععزلم‬ ‫في الصحيح عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال قال‪» :‬لج يجـتقجل أججحتدتكتم‪ :‬اللمتهمم الغعفلر علي إعلن عشلئ ج‬
‫ت‪.‬هل اللمتهمم الرجحلمعني إعلن عشلئ ج‬
‫المسألةج‪ ,‬فجعإلن الج لج تملكعرجه لجهت«‪.‬هل ولمسلم‪» :‬جولليتـجعظععم المرلغبجةج‪.‬هل فجعإمن اللمهج لج يجـتجـجعاظجتمهت جشليءت أجلعجطاهت«‪.‬هل‬
‫]الشرح[‬
‫[ ‪] 235‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ت( حقيقة التوحيد أن يوّحد العبد رنبه جل وعل بتماحما الذل والضوع‬
‫قاحل )باب قول‪ :‬اللهم اغفر لي إن شئ ج‬
‫والبة وأن يتضرع إل ال جل وعل ويتذلل إليه ف إظهاحر فقره التاحما إليه وأثن ال جل وعل هو الغن عماح سواه‪.‬‬
‫وقول القاحئل )اللهم اغفر لي إن شئت(‪،‬م يفهم منه أنه مستغن عن أن يغفر له كماح يأت العزجيزج أو التكب من الناحس‬
‫فيقول للخر ل يريد أن يتذلل له فيقول افعل هذا إن شئت يعن إن فعلت ذلك فحسن وإن ل تفعل فلست بلّح‬
‫عليك ولست بذي إكراما فهو مناحف‪,‬هل هذا القول مناحف لاحجة الذي قاحلاح إل آخر‪،‬م ولذا كاحن فيهاح عدما تقيق للتوحيد‪،‬م‬
‫ومناحفاحةا لاح يب على العبد ف جناحب ربوبية ال جل وعل أن يظهر فاحقته وحاحجته لربه‪،‬م وأنه ل غن به عن مغفرةا ال وعن‬
‫غن ال وعن عفوه وكرمه وإفضاحله وكنعمه طرفة عي‪.‬‬
‫فقول القاحئل )اللهم اغفر لي إن شئت( كأنه يقول‪ :‬لست متاحجاح‪،‬م إن شئت فاحغفر‪،‬م وإن ل تشأ فلست بحتاحج‪.‬‬
‫وهذا فعل أهل التكب وأهل العراض عن ال جل وعل ولذا حرما هذا اللفظ وهو أن يقول أحد‪ :‬اللهم اغفر ل إن‬
‫شئت‪.‬‬
‫ولذا ساحقا الديث قاحل )ف الصحيح عن أب هريرةا‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬لج يجـتقجل أججحتدتكتم‪ :‬اللمتهمم الغعفلر علي إعلن عشلئ ج‬
‫ت‪.‬هل‬
‫ت‪.‬هل عليجـلععزلم المسألةج‪ ,‬فجعإلن الج لج تملكعرجه لجهت«‪،‬م ولسلم‪» :‬جولليتـجعظععم المرلغبجةج‪.‬هل فجعإمن اللمهج لج يجـتجـجعاظجتمهت جشليءت أجلعجطاهت«(‬
‫اللمتهمم الرجحلمعني إعلن عشلئ ج‬
‫قوله )عليجـلععزلم المسألةج( يعن ليسأل سؤال عاحزاما‪،‬م سؤال متاحج‪،‬م سؤال متذلل‪،‬م ل سؤال مستغرن مستكب‪،‬م فليعزجما السألة‬
‫وليسأل سؤال جاحد متاحج متذلل فقي يتاحج إل أن يعطى ذلك‪،‬م والذي سأل؛ سأل أعظم الساحئل وهي الغفرةا والرحة من‬
‫ال جل وعل‪،‬م فيجب عليه أن يعظم هذه السألة ويعظم الرغبة وأن يعزجما السألة فإن ال ل مكره له‪،‬م فاحل جل وعل ل‬
‫أحد يكرهه لتماحما عناحه وناحما عزجنه وقهره وجبوته وتاحما كونه مقيتاح سبحاحنه وتعاحل‪،‬م وهذا من آثاحر الساحء والصفاحت‪.‬‬
‫لذا ل يوزا ف الدعاحء أن يواجه العبد ربه بذا القول‪ :‬اللهم اغفر ل إن شئت‪،‬م اللهم ارحن إن شئت‪.‬‬
‫وهذا واضح ظاحهر ف الدعاحء الذي فيه الخماحطبة كهذا الطاحب‪،‬م اللهم اغفر ل إن شئت‪،‬م هو ياحطب اله جل وعل فيقول‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ولذا قاحل بعض أهل العلم‪ :‬إن هذا يتقيد باحلدعاحء الذي فيه خطاحب‪،‬م أماح الدعاحء الذي ليس فيه خطاحب فيكون‬
‫التعليق باحلشيئة ليس تعليقاح لجل عدما الاحجة أو منبئاح لعدما الاحجة ‪-‬كهذا الدعاحء‪ -‬بل هو للتبكر‪،‬م كمن يقول‪ :‬رحه‬
‫ال إن شاحء ال‪،‬م أو غفر ال له إن شاحء ال‪،‬م أو ال يعطيه من الاحل كذا وكذا إن شاحء ال ونو ذلك‪،‬م فهذا قاحلوا‪ :‬ل‬
‫يدخل ف هذا النوع؛ لنه ليس على وجه الطاحب وليس على وجه الستغناحء‪.‬‬
‫ولكن الدب يقتضي أن ل يستعمل هذه العباحرةا ف الدعاحء مطلقاح؛ لنأاح وإن كاحنت ليست بواجهة فإنأاح داخلة ف‬
‫تعليق الدعاحء والشيئة‪،‬م وال جل وعل ل مكره له‪،‬م فعموما العن الستفاحد من قوله )فجعإلن الج لج تملكعرجه لجهت( عموما هذا التعليل‬
‫ت( أعظم‪،‬م ولكن القول الخر داخل أيضاح ف علة النهي ومعن‬ ‫يشمل هذه وهذه‪،‬م فل شك أن قول)اللمتهمم الغعفلر علي إعلن عشلئ ج‬
‫النهي‪،‬م ولذا ل يسوغ استعماحله‪.‬‬
‫وقول النب عليه الصلةا والسلما لن عاحده كماح رواه البخماحري ومسلم وغيهاح قاحل لن عاحده وقد أصاحبته المى قاحل‬
‫»طهوتر إن شاء ال« قاحل‪ :‬بل هي حى تفور‪ ...‬إل آخر كلمه‪،‬م هذا قوله عليه الصلةا والسلما )طهور إن شاء ال(‬
‫[ ‪] 236‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫هذا ليس فيه دعاحء وإناح هو من جهة الب‪،‬م قاحل يكون طهوعرا إن شاحء ال‪،‬م فهو ليس بدعاحء وإناح هو خب‪،‬م فاحفتقا عن‬
‫أصل السألة‪.‬‬
‫قاحل طاحئفة أيضاح من أهل العلم من شراح البخماحري وقد يكون قوله )طهور إن شاء ال( للبكة فيكون ذلك من جهة‬
‫التبكر‪،‬م كقوله جل وعل مبا عن قول يوسف ﴿الدتختلوا عملصجر إعلن جشاءج ال لهت جءاعمعنيجن﴾]يوسف‪،[99:‬م وهم قد دخلوا مصر‪،‬م‬
‫وكقوله جل وعل ﴿لجتجلدتخلتلن ا لجملسعججد ا لجحجراجم إعلن جشاءج ال لهت آعمعنيجن تمجحلبعقيجن ترتءوجستكلم جوتمجق ب‬
‫صعريجن ل تخافون﴾]الفتح‪ .[27:‬نعم‬

‫باب ل يقول‪ :‬عبدي وأمتي‬


‫ي‪ ,‬جولج‬ ‫ع‬ ‫ف الصحيح عن أب هريرةا‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬لج يجـتقلل أججحتدتكتم‪ :‬أجطلععلم جربم ج‬
‫ك‪.‬هل جولليجـتقلل‪ :‬جسيمدي‪ ,‬وجملولج ج‬
‫ضلئ جربم ج‬
‫ك‪.‬هل جو م‬
‫يجـتقلل أججحتدتكم‪ :‬جعلبعدي‪ ,‬وأججمعتي‪ ,‬جولليجـتقلل‪ :‬فجـجتاجي‪ ,‬وفجـجتاعتي‪ ,‬وغتلجعمي«‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫)باب ل يقول‪ :‬عبدي وأمتي( هذا الباحب مع البواب قبله وماح بعده كلهاح ف تعظيم ربوبية ال جل وعل وتعظيم‬
‫أساحء ال جل وعل وصفاحته؛ لن تعظيم ذلك من كماحل التوحيد‪،‬م وتقيق التوحيد ل يكون إل بأن يعظم ال جل وعل‬
‫ف ربوبيته وف إليته وف أساحئه وصفاحته‪،‬م فتحقيق التوحيد ل يكون إل باحلحتاس من اللفاحظ الت يكون فيهاح إساحءةا أدب‬
‫مع ربوبيته ال جل وعل على خلقه أو مع أساحء ال جل وعل وصفاحته‪،‬م ولذا عقد هذا الباحب فقاحل )باب ل يقول‬
‫عبدي وأمتي( العبودية عبودية البشر ل جل وعل عبوديته حقيقية‪،‬م وإذا قيل‪ :‬هذا عبد ال‪ .‬فهو عبد ل جل وعل إماح‬
‫ض إعلل‬ ‫سموا ع‬ ‫ع‬
‫ت جوالجلر ع‬ ‫قهرا أو اختياحرا فكل من ف السماحوات والرض عبد ل جل وعل كماح قاحل ﴿إعلن تكلل جملن في ال ل ج ج‬
‫صاتهلم جوجعلدتهلم جعلدا)‪(94‬جوتكلي آعتيعه يجـلوجم العقجياجمة فجـلردا﴾]مري‪ [95-93:‬فعبودية اللق‬ ‫ع‬
‫ءاتي اللرلحجمعن جعلبدا)‪ (93‬فجـجقلد أجلح ج‬
‫ل جل وعل ظاحهرةا؛ لنه هو الرب وهو التصرف وهو سيد اللق وهو الدثبر لشؤونأم‪،‬م فاحل جل وعل هو التفرد بذلك‬
‫سبحاحنه‪.‬‬
‫فإذا قاحل الرجل لرقيقه‪ :‬هذا عبدي‪،‬م وهذه أمت‪ .‬كاحن ف نسبة العبودية عبودية أولئك له‪،‬م وهذا فيه مناحفاحةا لكماحل‬
‫الدب الواجب مع ال جل وعل‪،‬م ولذا كاحن هذا اللفظ غي جاحئزج عند كثي من أهل العلم‪،‬م ومكروه عند طوائف آخرين‪.‬‬
‫فإذن سبب النهي عن لفظ )عبدي وأمت( ماح ذكرناح من تعظيم الربوبية وعدما اهتضاحما عبودية اللق ل جل وعل‪.‬‬
‫ك‪.‬هل جولليجـتقلل‪ :‬جسيمعدي‪,‬‬
‫ضلئ جربم ج‬ ‫قاحل )ف الصحيح عن أب هريرةا‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬لج يجـتقلل أججحتدتكتم‪ :‬أجطلععلم جربم ج‬
‫ك‪.‬هل جو م‬
‫وجملولججي‪ ,‬جولج يجـتقلل أججحتدتكم‪ :‬جعلبعدي‪ ,‬وأججمعتي‪ ,‬جولليجـتقلل‪ :‬فجـجتاجي‪ ,‬وفجـجتاعتي‪ ,‬وغتلجعمي«( هذا النهي ف هذا الديث اختلف فيه أهل العلم‬
‫على قولي‪:‬‬
‫الول‪ :‬أنه للتحري؛ لن النهي الصل فيه للتحري إل إذا صرفه عن ذلك الصل صاحرف‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬النهي هناح للكراهة؛ وذلك لنه من جهة الدب؛ ولنه جاحء ف القرآن من قول يوسف عليه السلما‬
‫ث عفي البسلجعن بعلضجع عسعنيجن﴾]يوسف‪[42:‬؛ ولن الربوبية هناح القصود باح‬
‫شليجطاتن عذلكجر جربعه فجـلجبع ج‬
‫ساهت ال ل‬ ‫﴿الذتكلرعني ععلنجد جرب ج‬
‫ك فجأجنل ج‬
‫[ ‪] 237‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫يناحسب البشر‪،‬م فرب الدار ورب العبد هو الذي يلك أمره ف هذه الدنياح‪،‬م فلهذا قاحلوا النهي للكراهة وليس للتحري‪،‬م مع ماح‬
‫جاحء ف بعض الحاحديث من جوازا أو من تويزج إطلقا بعض اللفاحظ‪.‬‬
‫قاحل )جولليجـتقلل‪ :‬جسيمعدي‪ ,‬وجملولججي( السياحدةا مع كون ال جل وعل هو السيد؛ لكن السياحدةا للضاحفة ل بأس باح؛ لن‬
‫للبشر سياحدةا تناحسبه‪،‬م )وجملولججي( الول يأت على معاحرن كثيةا‪،‬م وأن ياحطب البشر بقوله مولي أجاحزاه طاحئفة من أهل العلم‬
‫ي(‪،‬م وقد جاحء ف صحيح مسلم النهي عن أن يقول مولي »ل تقولوا‬ ‫ع‬
‫بناحء على هذا الديث قاحل )جولليجـتقلل‪ :‬جسيمدي‪ ,‬وجملولج ج‬
‫مولي إنما مولكم ال« أو نو ذلك‪،‬م)‪ (1‬وهذا الديث أعثله بعض أهل العلم أنه يقول باحلعن فهو شاحذ من جهة اللفظ‬
‫وهو معاحرض لذا الديث الذي هو نص ف إجاحزاةا ذلك‪.‬‬
‫ي( ونو ذلك؛ لن هناحلك سياحدةا تناحسب‬ ‫ع‬
‫ي( هناح )جسيمدي‪ ,‬وجملولج ج‬
‫فيكون إذن الصحيح جوازا إطلقا لفظ )جملولج ج‬
‫ي( هناحكر ماح يناحسب البشر من ذلك‪،‬م فليست ف مقاحما ربك أو عبدي وأمت؛ لن ذلك أعظم درجة‬ ‫البشر‪،‬م وقول )جملولج ج‬
‫وواضح أن فيهاح اختصاحص العبودية باحل جل وعل‪،‬م وإطلقا ذلك على البشر ل يوزا‪.‬‬
‫قاحل )جولج يجـتقلل أججحتدتكم‪ :‬جعلبعدي‪ ,‬وأججمعتي‪ ,‬جولليجـتقلل‪ :‬فجـجتاجي‪ ,‬وفجـجتاعتي‪ ,‬وغتلجعمي( لجل ماح ذكرناح‪.‬‬
‫فتحصل من ذلك أن هذه اللفاحظ ‪-‬كماح ذكرناح‪ -‬يب أن ييتزا فيهاح ماح ل يكون معه الدب مع مقاحما ربوبية ال‬
‫جل وعل وأساحئه سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫وعليه فل يكون جاحئزجا أن يقول‪ :‬عبدي وأمت‪ .‬أو أن يقول‪ :‬أطع ربك وضئ ربك‪.‬‬
‫هذا كله متص باحلتعبي باحلربوبية للمكنلفي‪،‬م أماح إضاحفة الربوبية إل غي الكلف فل بأس باح؛ لن حقيقة العبودية ل‬
‫تتصور فيهاح‪،‬م كأن تقول رب الدار ورب النزجل ورب الاحل ونو ذلك‪،‬م فإن الدار والنزجل والاحل ليست بأشياحء مكنلفة باحلمر‬
‫والنهي‪،‬م فلهذا ل تنصرف الذهاحن أو يذهب القلب إل أن ثة نوع من عبودية هذه الشياحء لن أضيفت إليه؛ بل إن‬
‫ذلك معروف بأنه إضاحفة ملك؛ لنأاح ليست ماحطبة باحلمر والنهي وليست يصل منهاح خضوع أو تذلل‪.‬‬
‫فإذن يقيدا النهي الوارد ف ذلك بتعبي الكلف‪،‬م أو يقاحل مكلف وضئ ربك أو أناح رب هذا الغلما‪،‬م أو نو ذلك‬
‫من اللفاحظ الت ل تناحسب الدب‪ .‬نعم‬

‫باب ل يتردم من سأل ال‬


‫طوهت‪ ،‬جمعن الستجـجعاجذ بال فأجععيتذوهت‪ ،‬جوجملن جدجعاتكم فأجعجيتبوته‪,‬‬
‫عن ابن عمر رضي ال عنهماح‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬جوجملن جسأججل بال فأجلع ت‬
‫صنججع إعلجليتكم جملعتروفام فججكافعتئوته‪ ,‬فعإلن جلم تجعجتدوا ما تجكافعتئونجهت جفالدتعوا لجهت جحمتى تجـجرلوا أجنمتكم قجلد جكافألتتموته«‪.‬هل رواه أبو داود والنساحئي بسند‬
‫جوجمن ج‬
‫صحيح‪.‬‬
‫]الشرح[‬

‫ي )‪1‬‬ ‫جاحء ف صحيح مسلم بلفظ‪ :‬كتاحب اللفاحظ من الدب وغيهاح‪ /‬باحب حكم إطلقا لفظة العبد والمة والول‪» :‬ولج يـتقعل ا لعبتد لع ع ع‬
‫سيمده‪ :‬جملولج ج‬
‫ج ج جل ج‬
‫‪».‬فجعإمن جملولجتكتم اللمهت جعمز جوججمل‬
‫[ ‪] 238‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫)باب ل يرمد من سأل بال( هذا الباحب مع الباحب الذي قبله ومع ماح سبق ‪-‬كماح ذكرناح‪ -‬كلهاح ف تعظيم ال جل‬
‫وعل وربوبيته وأساحئه وصفاحته؛ لن تعظيم ذلك من إكماحل التوحيد ومن تقيق التوحيد‪.‬‬
‫ومن سأل باحل جل جلله فقد سأل بعظيم‪،‬م ومن استعاحذ باحل فقد استعاحذ بعظيم؛ بل استعاحذ بن له هذا اللكوت‬
‫وله تدبي المر بن كل ماح تراه وماح ل تراه عبزد له جل وعل‪،‬م فكيف يرد من جعل ماحلك كل شيء وسيلة حت تقبل‬
‫سؤاله‪،‬م ولذا كاحن من ‪-‬التعظيم الواجب‪ -‬أن ل يرد أحد سأل باحل جل وعل‪،‬م فإذا سأل سؤال وجعل ال جل وعل هو‬
‫الوسيلة فإنه ل يوزا أن ييرد تعظيماح ل جل وعل‪،‬م والذي ف قلبه تعظيم ل جل وعل ينتفض إذا ذكر ال كماح قاحل‬
‫سبحاحنه ﴿إعنلجما ا لتملؤعمتنوجن العذيجن إعجذا ذتكعجر ال لهت جوعجلجلت قتـتلوبتـتهلم﴾]النفاحل‪[2:‬بجرد ذكر ال تل القلوب لعلمهم باحل جل وعل‬
‫وماح يستحق وعلمهم بتدبيه وملكوته وعظمة صفاحته وأساحئه جل وعل‪.‬‬
‫فإذا سأل أحد باحل فإن قلب الوحد ل يكون رادا له؛ لنه معظم ل مل ل جل وعل‪،‬م فل يرد أحدا جعل وسيلته‬
‫إليه رب العزجةا سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫أهل العلم قاحلوا‪ :‬الساحئل باحل قد تب إجاحبته وويرما رده‪،‬م وقد ل يب ذلك‪،‬م وهذا القول قول شيخ السلما ابن‬
‫تيمية واختياحر عدد من الققي بعده‪،‬م وهو القول الثاحلث ف السألة‪.‬‬
‫أماح القول الول‪ :‬فهو من سأل باحل وحيروما أن يرد مطلقاح‪.‬‬
‫والقول الثاني‪ :‬أن من سأل باحل استحب إجاحبته وكره رده‪.‬‬
‫والقول الثالث‪ :‬ماح ذكرناح عن شيخ السلما أنه قد يكون واجباح وقد يكون مستحباح‪،‬م وقد ل يكون كذلك يعن يكون‬
‫مباححاح‪.‬‬
‫تفصيل شيخ السلما ظاحهر؛ وذلك أنه أراد باحلة الوجوب أن يتوجه السؤال لعي ف أمر معي؛ يعن أل يكون‬
‫الساحئل سأل عددا من الناحس باحل ليحصل على شيء‪،‬م فلهذا ل يدخل فيه الساحئل الفقي الذي يأت ويسأل هذا ويسأل‬
‫هذا ويسأل هذا ويسأل هذا‪،‬م أو من يكون كاحذباح ف سؤاله‪،‬م فيقول‪ :‬يب إذا توجه لعي ف أمر معي‪،‬م أماح إذا توجه‬
‫لفلن وفلن وفلن عدد فإنه ل يكون توجه لعي‪،‬م فإنه ل يب عليه أن يؤتيه مطلبه‪،‬م ويوزا له أن يرد سؤاله‪.‬‬
‫وإذا كاحن كذلك فتكون الاحلة على هذه الحوال تكون ثلثة‪:‬‬
‫حاحل يرما فيهاح رد الساحئل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وحاحل يكره فيهاح رد الساحئل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وحاحل يباحح فيهاح رد الساحئل باحل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هذا كلما شيخ السلما‪.‬‬
‫يرما رد الساحئل باحل إذا توجه لعي ف أمر معي‪،‬م خصك بذا التوجه وسألك باحل أن تعينه‪،‬م وأنت طبعاح قاحدر على أن تأتيه‬
‫مطلوبه‪.‬‬
‫ويستحب فيماح إذا كاحن التوجه ليس لعي كاحن يسأل فلن وفلن وفلن‪.‬‬
‫ويباحح فيماح إذا كاحن من سأل باحل يعرف منه الكذب‪.‬‬
‫[ ‪] 239‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فصاحرت إذن عندناح القوال ثلثة ف أصلهاح‪:‬‬


‫يرما رد الساحئل ويب إعطاحؤه هذا واحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الثاحنا يستحب ويكره رده‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والثاحلث هو التفصيل‪،‬م وهذا الثاحلث هو قول شيخ السلما وعدد من الققي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقوله هناح )باب ل يرد من سأل بال( فيه عموما لجل الديث الوارد‪.‬‬
‫قاحل)عن ابن عمر رضي ال عنهماح‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬جوجملن جسأججل بال فأجلعتطوهت«( لاحذا؟ تعظيماح ل جل وعل‪.‬‬
‫)جمعن الستجـجعاجذ بال فأجععيتذوهت( من استعاحذ منك باحل فيجب أن تعيذه‪،‬م من قاحل‪ :‬أعوذ باحل منك‪ .‬تعظيماح ل جل جلله تيبه‬
‫إل ذلك وتتكه؛ لن من استعاحذ باحل فقد استعاحذ بأعظم مستعاحذ به‪،‬م ولذا ف قصة الونية الت دخل عليهاح النب عليه‬
‫الصلةا والسلما‪،‬م فلماح دخل عليهاح واقتب منهاح عليه الصلةا والسلما قاحلت له‪ :‬أعوذ باحل منك‪ .‬فاحبتعد عنهاح عليه الصلةا‬
‫والسلما وقاحل »لقد استعذت بجمجعاذ الحقي بأهلك«‪ .‬استعاحذت باحل منه فتكهاح عليه الصلةا والسلما‪.‬‬
‫قاحل)جوجملن جدجعاتكم فأجعجيتبوهت( عاحمة أهل العلم)‪ (1‬على أن هذا مصوص بدعوةا العرس وليس ف كل الدعوات‪،‬م وأماح‬
‫)‪(2‬‬
‫ساحئر الدعوات فهي على الستحباحب‪.‬‬
‫صنججع إعلجليتكم جملعتروفام فججكافعتئوهت( من صنع إليك معروفاح فكاحفئه؛ كاحفئه بنس معروفه؛ إن كاحن معروفه من جهة‬ ‫قاحل )جوجمن ج‬
‫الاحل فكاحفئه من جهة الاحل؛ يعن باح يشمل الداياح الخمتلفة‪،‬م إن كاحن معروفه من جهة الاحه فكاحفئه من جهة الاحه فيكون‬
‫من جهة الدية‪.‬‬
‫سبب ذلك وصلته باحلتوحيد كماح قاحل الققون أثن الذي صنع له معروف فيكون ف قلبه ميل ونوع تذلل وخضوع ف‬
‫قلبه واستواح لذا الذي صنع إليه العروف‪.‬‬
‫ومعلوما أن تقيق التوحيد أن يكون القلب خاحلياح من كل ماح سوى ال جل جلله‪،‬م وأن يكون ذله وخضوعه وعرفاحنه‬
‫باحلميل هو ل جل وعل‪.‬‬
‫وتليص القلب من ذلك يكون باحلكاحفئة على العروف‪،‬م وأنه إذا أدى إليك معروفاح فخمّلص القلب من رؤية ذلك‬
‫العروف بأن ترد إليه معروفه‪،‬م ولذا قاحل )فعإلن جلم تجعجتدوا ما تجكافعتئونجهت جفالدتعوا لجهت جحمتى تجـجرلوا أجنمتكم قجلد جكافألتتموهت(‪،‬م )جحمتى تجـجرلوا أجنمتكم‬
‫قجلد جكافألتتموهت ( لجل أن يتخملص القلب من أثر ذلك العروف‪،‬م فتى أنك دعوت له ودعوت له ودعوت له بقدر ترجو‬
‫معه بأنك قد كاحفأته‪،‬م وهذا لتخمليص القلب ماح سوى ال جل وعل وهذه مقاحماحت ل يدركهاح إل أرباحب الخلص وتقيق‬
‫التوحيد‪ .‬جعلناح ال وإياحكم منهم‪.‬‬

‫بابت ل تيسأل بوجه ال إل الجنة‬


‫عن جاحبر‪،‬م قاحل‪ :‬رسول ال ‪»:‬لج يتلسأجتل بعجولجعه ال إعلم ا لججنمةت«‪.‬هل رواه أبو داوود‪.‬‬

‫‪ .‬وقد خاحلف الظاحهرية فقاحلوا أنأاح تب ف كل الدعوات]العثيمي‪،‬م القول الفيد‪،‬م ص ‪1) [562‬‬
‫‪.‬انتهى الشريط الرابع عشر )‪2‬‬
‫[ ‪] 240‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫]الشرح[‬
‫الشيخ رحه ال صنع هذا كصنيع البخماحري ف صحيحه‪،‬م والبخماحري ف صحيحه على ثلثة أصناحف‪:‬‬
‫ب كذا‪.‬‬
‫تاحرةا يضيف فيقول باح ي‬ ‫‪‬‬
‫ب وتكمل‪.‬‬
‫وتاحرةا يقول باح ز‬ ‫‪‬‬
‫ب وتسكت ث تكمل الكلما‪.‬‬ ‫أو تقول باح ش‬ ‫‪‬‬
‫وهذه ثلثة أصناحف ف البخماحري جاحرية ف هذا الكتاحب‪.‬‬
‫هذا )باب ل تيسأل بوجه ال إل الجنة( ومناحسبته لكتاحب التوحيد ظاحهرةا من أن تعظيم صفاحت ال جل وعل‬
‫‪-‬سواء ف ذلك صفاحت الذات أو صفاحت الفعل‪ -‬هذا من تقيق التوحيد ومن كماحل الدب والتعظيم ل جل وعل‪،‬م فإن‬
‫تعظيم ال جل جلله‪،‬م وتعظيم أساحئه وتعظيم صفاحته يكون بأناحء وأشياحء متنوعة ومن ذلك أنك ل تسأل باحل أو بوجه‬
‫ال أو بصفاحت ال جل جلله إل الطاحلب العظيمة الت أعلهاح النة‪،‬م فقاحل )باب ل تيسأل بوجه ال إل الجنة(‪,‬هل )ل‬
‫تيسأل( هذا نفي‪،‬م والنفي هناح مضمن النهي الؤكد كأنه قاحل‪ :‬ل ويسأل بوجه ال إل النة‪،‬م أو ل وتسأل بوجه ال إل النة‪،‬م‬
‫فعدل عن النهي إل النفي لكي يتضمن أن هذا منهي عنه وأنه ل يسوغ وقوعه أصل )ل تيسأل بوجه ال إل الجنة(‪،‬م‬
‫فلو فرض أنه يتاحر هل سيقع أو ل يقع فإنه ينفى وقوعه أصل لاح يب من تعظيم ال جل جلله وتعظيم توحيده‬
‫وتعظيم أساحء ال جل وعل وصفاحته‪.‬‬
‫)ل تيسأل بوجه ال(‪،‬م وجه ال جل جلله صفة ذات من صفاحته سبحاحنه وهو غي الذات‪،‬م الوجه صفة من‬
‫الصفاحت وهو ماح يواوجه به‪,‬هل الوجه ف اللغة ماح يواجه به‪،‬م وهو ممع أكثر الصفاحت ف اللغة‪،‬م الوجه ماح يواجه به ويكون‬
‫ممعاح لكثر الصفاحت‪ .‬فاحل جل وعل متصف باحلوجه متصف به على ماح يليق بلله معظمته نثبت ذلك إثباحتاح نعلم‬
‫أصل العن ولكن كماحل العن أو الكيفية فإنناح نوككل ذلك إل عاحله وإل التصف به جل جلله؛ ولكن نثبت على أصل‬
‫صيتر﴾]الشورى‪.[11:‬‬ ‫سعميع الب ع‬ ‫عدما التمثيل والتعطيل كماح قاحل جل وعل ﴿لجي ع ع ع‬
‫س جكمثلله جشليءت جوتهجو ال ل ت ج‬
‫ل ج‬
‫)إل الجنة ( النة هي دار الكرامة الت أعدهاح ال جل وعل للمكلفي من عباحده الذين أجاحبوا رسله ووحدوه‬
‫وعملوا صاحلاح‪،‬م وهي أعظم مطلوب؛ لن الصول عليهاح حصول على أعظم ماح يسر به العبد‪،‬م ولذا كاحن من غي الساحئغ‬
‫واللئق بل كاحن من غي الاحئزج أن ييسأل ال جل وعل بنفسه أو بوجهه أو بصفة من صفاحته أو باحسم من أساحئه السن‬
‫إل أعظم مطلوب‪،‬م فإن ال جل جلله ل ييسأل بصفاحته الشياحء القيةا الوضيعة؛ بل يسأل أعظم الطلوب وذلك لكي‬
‫يتناحسب سؤال مع وسيلة السؤال‪،‬م وهذا معن هذا الباحب ف أن تعظيم صفاحت ال جل وعل ف أن ل تدعو ال باح إل ف‬
‫المور الليلة‪،‬م فل تسأل ال جل وعل بوجهه أو باحسه العظم أو نو ذلك ف أمور حقيةا وضيعة ل تناحسب تعظيم‬
‫ذلك السم‪.‬‬
‫قاحل )عن جاحبر‪،‬م قاحل‪ :‬رسول ال ‪» :‬لج يتلسأجتل بعجولجعه ال إعلم ا لججنمتة«‪.‬هل رواه أبو داوود( وهذا ظاحهر فيماح بوب له‬
‫الماحما الصنف رحه ال تعاحل‪،‬م وقد قاحل العلماحء هناح‪ :‬إن وجه ال جل جلله ييسأل به النة‪،‬م ول يوزا أن يسأل به غيهاح‬
‫إل ماح كاحن وسيلة إل النة أو كاحن من المور العظيمة الت هي من جنس السؤال باحلنة أو من لوازاما السؤال باحلنة‬
‫[ ‪] 241‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫كاحلنجاحةا من الناحر وكاحلتثبيت عند السؤال ونو ذلك‪،‬م فاحلمر الطلوب النة أو ماح يقاحرب إليهاح من قول أو عمل‪،‬م والنجاحةا‬
‫من الناحر أو ماح يقاحرب إليهاح من قول أو عمل‪،‬م هذا يوزا أن نسأل ال جل وعل إياحه متوسل بوجهه العظيم سبحاحنه‬
‫وتعاحل‪.‬‬
‫وأماح غي الوجه من الصفاحت أو من الساحء فاحلدب أن ل تسأل إل ف الطاحلب العظيمة‪،‬م وإذا كاحن ث شيء من‬
‫الطاحلب الوضيعة أو الت تتاحجهاح ماح ليس بعظيم فل يكن وث توسل بصفاحت ال الليلة العظيمة؛ بل تقول‪ :‬اللهم أعطن‬
‫كذا‪،‬م اللهم أسألك كذا‪،‬م ونو ذلك‪.‬‬
‫أماح التوسل بصفاحت ال العظيمة كاحلوجه وكاحسه العظم ونو ذلك فإن ذلك يتص باحلطاحلب العاحلية باح بي السم‬
‫العظم والصفاحت العظمى مع الطاحلب العاحلية من الناحسبة وال أعلم‪ .‬نعم‬

‫باب ما جاء في الـ )لو(‬


‫ان جلجنا معجن الجلمرع جشيلتء جما قتعتلجنا جها تهجنا﴾]آل عمران‪.[154:‬‬ ‫وقوله ال تعاحل‪﴿ :‬جيتقولت ج‬
‫ون جلول جك ج‬
‫وقوله‪﴿ :‬لالعذينج جقتالوا علخلجوعانهعلم جوجقجعتدوا لجول جأجطاعتجونا مجا قتعتتلوا﴾]آل عمران‪.[168:‬‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ك جشليءت‬ ‫ك جوالستجعلن عباللمه‪.‬هل جولج تجـلعججزلن‪.‬هل جوإعلن أج ج‬
‫صابج ج‬ ‫ف الصحيح عن أب هريرةا ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬الحعر ل‬
‫صا جعلججى جما يجـ لنـجفعت ج‬
‫شليجطاعن«‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ح جعجمجل ال م‬ ‫ت كذا لجكجان كذا جوجكجذا‪.‬هل جولجكلن قتلل‪ :‬قججدتر اللمه‪.‬هل جوجما جشاءج فجـجعجل‪.‬هل فجعإمن لجلو تجـلفتج ت‬
‫فجلج تجـتقلل‪ :‬لجلو أجمني فجـجعل ت‬
‫]الشرح[‬
‫)باب ما جاء في الـ)لو((‪،‬م قلب الوحد؛ قلب الؤمن ل يكون مققاح مكّمل للتوحيد حت يعلم أثن كل شيء‬
‫بقضاحء ال جل وعل وبقدره‪،‬م وأثن ماح فعله سبب من السباحب‪،‬م وال جل وعل مضى قدره ف خلقه‪،‬م وأنه مهماح فعل فإنه‬
‫لن يجزج قدر ال جل وعل‪،‬م فإذا كاحن كذلك كاحن القلب معّظماح ل جل وعل ف تصرفه ف ملكوته‪،‬م وكاحن القلب ل‬
‫ياحلطه تن أن يكون شيء فاحت على غي ماح كاحن‪،‬م وأنه لو فعل أشياحء لتغي ذلك الساحبق؛ بل الواجب أن يعلم أن قضاحء‬
‫ض وأن ماح سبق من الفعل قد قدره ال جل وعل وقدر نتاحئجه‪،‬م فاحلعبد ل يكنه أن يرجع إل الاحضي‬ ‫ال ناحفذ وأن قدره ماح ر‬
‫فيغي‪،‬م وإذا استعمل لفظ )لو( أو لفظ )ليت( وماح أشبههاح من اللفاحظ الت تدل علة الندما وعلى التحسر على ماح فاحت‬
‫فإن ذلك ييضعف القلب ويعل القلب متعلقاح باحلسباحب منصرفاح من اليقاحن بتصريف ال جل وعل ف ملكوته‪،‬م وكماحل‬
‫التوحيد إناح يكون بعدما اللتفاحت إل الاحضي‪،‬م فإن الاحضي الذي حصل‪:‬‬
‫إماح أن يكون مصيبة أصيب باح العبد فل يوزا له أن يقول‪ :‬لو كاحن فعلت كذا لاح حصل كذا؛ بل الواجب عليه أن‬
‫يصب على الصيبة وأن يرضى بفعل ال جل وعل ويستحب له الرضى باحلصيبة‪.‬‬
‫وإذا كاحن ماح أصاحبه ف الاحضي معصية فإن عليه أن يساحرع ف التوبة والناحبة‪،‬م وأن ل يقول لو كاحن كذا ل يكن كذا؛‬
‫بل يب عليه أن يساحرع ف التوبة والناحبة حت يحو أثر العصية‪.‬‬
‫فإن ماح مضى من القدر للعبد ماح حاحلن‪:‬‬
‫إماح أن يكون مصاحئب‪،‬م إماح أن يكون ذلك الذي مضى مصاحئب فحاحلاح كماح ذكرناح‪.‬‬
‫[ ‪] 242‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وإماح أن يكون مصاحئب ومعاحصي‪،‬م فاحلواجب عليه أن ينيب وأن يستغفر وأن يقبل على ال جل جلله‪،‬م قد قاحل‬
‫صالعمحا ثتلم الهتججدىَ﴾]طه‪[82:‬‬
‫ب جوجءاجمجن جوجععمجل ج‬
‫ع‬
‫سبحاحنه ﴿جوإعبني لجغجلفاتر لجملن جتا ج‬
‫الشيطاحن يدخل على القلب فيجعله يسيء الظن بربه جل وعل وبقضاحئه وقدره‪،‬م وإذا دخلت إساحءةا الظن باحل‬
‫ض يعف التوحيد ول يقق العبد ماح يب عليه من الياحن باحلقدر والياحن بأفعاحل ال جل جلله‪،‬م ولذا عقد الصنف هذا‬
‫الباحب؛ لن كثيين يعتضون على القدر من جهة أفعاحلم؛ يظنون أنأم لو فعلوا أشياحء لتغي الاحل‪،‬م وال جل وعل قد قثدر‬
‫الفعل وقثدر نتيجة فاحلكل موافق لكمته سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫ين جقتالوا‬
‫ان جلجنا معجن الجلمرع جشيلتء جما قتعتلجنا جها تهجنا﴾]آل عمران‪،[154:‬م وقوله‪﴿ :‬لالعذ ج‬ ‫قاحل )وقوله ال تعاحل‪﴿ :‬جيتقولت ج‬
‫ون جلول جك ج‬
‫علخلجوعانهعلم جوجقجعتدوا لجول جأجطاعتجونا مجا قتعتتلوا﴾]آل عمران‪ ([168:‬ذكرناح أن قول )لو( ف الاحضي أن هذا ل يوزا وأن هذا مرما ودليل‬
‫ذلك من اليتي‪،‬م ومناحسبة اليتي للباحب ظاحهرةا وهو أن التحسر على الاحضي باحلتياحن بلفظ لو إناح كاحن من خصاحل‬
‫اللمعر شجليتء جما تقعتلجنا هجا هتجنا( وقاحل )لالعذينج جقتالوا علخلجوعانهعلم جوجقجعتدوا لجو‬ ‫الناحفقي قاحل جل وعل عن الناحفقي )جيتقتولونج جللو كج ج‬
‫ان جلجنا عمجن ج‬
‫اعونجا جما تقعتتلوا( وهذا ف قصة غزجوةا أحد كماح هو معروف‪،‬م فهذا من كلما الناحفقي‪.‬‬
‫جأجط ت‬
‫فيكون ‪-‬إذن‪ -‬استعماحل )لو( من خصاحل النفاحقا وهذا يدل على حرمتهاح‪.‬‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ك‬ ‫ك جوالستجعلن عباللمه‪.‬هل جولج تجـلعججزلن‪.‬هل جوإعلن أج ج‬
‫صابج ج‬ ‫قاحل )ف الصحيح عن أب هريرةا ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬الحعر ل‬
‫صا جعلججى جما يجـ لنـجفعت ج‬
‫ت كذا لجكجان كذا وجكجذا‪.‬هل جولجعكلن قتلل‪ :‬قجلدتر اللمهت‪.‬هل جوجما جشاءج فجـجعجل‪.‬هل فجعإمن لجلو تجـلفتجتح جعجمجل المشليجطاعن«( وجه‬
‫جشليءت فجلج تجـتقلل‪ :‬لجلو أجمني فجـجعل ت‬
‫ك‬ ‫ت لجكجان كذا وجكجذا( )لو( هناح كاحنت على الاحضي )أج ج‬
‫صابج ج‬ ‫ك جشليءت فجلج تجـتقلل‪ :‬لجلو أجمني فجـجعل ت‬ ‫مناحسبة هذا الديث قوله)جوإعلن أج ج‬
‫صابج ج‬
‫ت لجكجان كذا( هذا لنه سوء ظن ولنه فتح عمل الشيطاحن‪،‬م فاحلشيطاحن‬ ‫جشليءت فجلج تجـتقلل( وهذا النهي للتحري )لجلو أجمني فجـجعل ت‬
‫يأت الصاحب فيغريه بـ)لو( حت إذا استعملناح ضعف قلبه وعجزج وظن أنه سيغي من قدر ال شيئاح‪،‬م وهو ل يستطيع أن‬
‫يغي من قدر ال شيئاح؛ بل قدر ال ماحض ولذا أرشده عليه الصلةا والسلما أن يقول‪) :‬قجلدتر اللمهت‪.‬هل جوجما جشاءج فجـجعجل(؛ لن‬
‫ذلك راجع إل قدره وإل مشيئته‪.‬‬
‫هذا كله من النهي والتحري راجع إل ماح كاحن من استعماحل )لو( أو )ليت( وماح شاحبهماح من اللفاحظ ف التحسر‬
‫على الاحضي وتن أن لو فعل كذا حت ل يصل له ماح سبق‪،‬م كل ذلك فيماح يتصل باحلاحضي‪.‬‬
‫أماح الستقبل أن يقول‪ :‬لو فعلت كذا وكذا‪،‬م ف الستقبل‪،‬م فإنه ل يدخل ف النهي؛ وذلك باحستعماحل النب عليه‬
‫الصلةا والسلما لذلك حيث قاحل مثل »لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة« ونو ذلك من‬
‫الدلة‪،‬م فاحستعماحل )لو( ف الستقبل الصل فيه الوازا إل إن اقتن بقول القاحئل )لو( يريد الستقبل‪ :‬اعتقاحد أن فعله‬
‫سيكون حاحكماح على القدر؛ كاحعتقاحد بعض الاحهليي‪ :‬لو حصل ل كذا لفعلت كذا‪ .‬تكبا وأنفة واستعظاحماح لفعلهم‬
‫وقدرتم‪،‬م فإن هذا يكون من النهي؛ لن فيه تبا‪،‬م وفيه تعاحظماح‪،‬م والواجب على العبد أن يكون ذليل؛ لن القضاحء‬
‫ع‬ ‫والقدر ماح ر‬
‫ض‪،‬م وقد يصل له الفعل‪،‬م ولكن ينقلب على عقبيه‪،‬م كحاحل الذي قاحل ال جل وعل فيه ﴿جوم لنـتهم لملن جعاجهجد الج‬
‫ضلععه بجعختلوا بععه جوتجـجوللوا لوتهم بملععر ت‬
‫ضوجن)‪(76‬فجأجلعجقبجـتهلم‬ ‫صلدقجلن ولجنججكتونجلن عمجن ال ل‬
‫صالععحيجن)‪ (75‬فجـلجلما جءاجتاتهم بمن فج ل‬ ‫لجئعلن جءاجتاجنا عمن فج ل‬
‫ضلععه لجنج ل‬
‫نعجفامقا عفي قتـتلوبععهلم إعجلى يجـلوعم يجـلجقلونجهت بعجما أجلخلجتفوا الج بعجما جوجعتدوهت جوبعجما جكاتنوا يجلكعذتبوجن﴾]التوبة‪ [77-75:‬فإنأم قاحلوا‪ :‬لو كاحن لناح كذا‬
‫[ ‪] 243‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ضوجن(‪،‬م فهذا فيه نوع تكم على‬‫وكذا وكذا لفعلناح كذا وكذا‪،‬م فلماح أعطاحهم ال جل وعل الاحل )بجعختلوا بععه جوتجـجوللوا لوتهم بملععر ت‬
‫القدر وتعاحظم‪،‬م فاحستعماحل )لو( ف الستقبل إذا كاحنت ف الي‪،‬م مع رجاحء ماح عند ال باحلعاحنة على أسباحب الي‪،‬م فهذا‬
‫جاحئزج‪.‬‬
‫أماح إذا كاحن على وجه التجب والستعظاحما فإنه ل يوزا؛ لن فيه نوع تكمم على القدر‪ .‬نعم‪.‬‬

‫]السئلة[‬
‫]س‪ /‬كيف نثرج قول النب »لول أنا لكان عمي في الدرك السفل من النار«؟‬
‫ج‪ /‬قول القاحئل‪ :‬لول فلن لكاحن كذا‪ .‬يمنع منه وصاحر شركاح لفظياح ونوع تشريك؛ لنه نسبة للنعمة لغي ال جل وعل‪،‬م‬
‫يقول‪ :‬لول فلن لصاحبن كذا‪،‬م ولول فلن أنه كاحن جيدا معي لكاحن حصل ل كذا وكذا‪،‬م أو لو ل السياحرةا أنأاح قوية لكاحن‬
‫هلكت‪،‬م أو لو ل كذا لكاحن كذا‪ .‬ماح فيه تعليق دفع النقم أو حصول النعم لحد من الخملوقي‪.‬‬
‫والواجب على العباحد أن ينسبوا النعم إل ال عزج وجل؛ لنه هو الذي يسدي النعم‪،‬م قاحل جل وعل ف سورةا النعم‬
‫ضبر فجعإلجليعه تجلجأجتروجن﴾]النحل‪ [53:‬و قاحل جل وعل أيضاح ف السورةا نفسهاح ﴿يجـلععرتفوجن‬ ‫﴿جوجما بعتكلم عملن نعلعجمتة فجعملن ال لعه ثتلم إعجذا جم ل‬
‫ستكلم ال ب‬
‫ت ال لعه ثتلم تينعكترونجـجها﴾]النحل‪،[83:‬م فاحلواجب على العبد السلم أن ينسب النعم إسداءع وتفضيل وإنعاحماح ل جل وعل‪،‬م‬ ‫نعلعجم ج‬
‫وأن يتعلق قلبه باحلذي جعل تلك النعم تصل إليه‪،‬م والناحس أو اللق و السباحب إناح هي فضل من ال جل وعل جعلهاح‬
‫أسباحباح‪،‬م ففلن من الناحس جعله ال سبباح لكي يصل إليك النفع عن طريقه‪،‬م أماح الناحفع ف القيقة فهو ال جل وعل‪،‬م إذا‬
‫اندفعت عنك نعمة فاحلذي دفعهاح هو ال جل وعل بواسطة سبب ذلك الخملوقا ‪-‬إماح آدمي وإماح غي آدمي‪،-‬م فيجب‬
‫نسبة النعم إل ال جل وعل‪،‬م فل تنسب نعمة لغيه سبحاحنه‪،‬م ومن نسبهاح لغيه سبحاحنه فهو داخل ف قول ال جل وعل‬
‫ت ال لعه ثتلم تينعكترونجـجها(‪.‬‬
‫)يجـلععرتفوجن نعلعجم ج‬
‫وأماح الديث الذي ف الصحيح من أن النب سئل‪ :‬هل نفعت عمك أباح طاحلب بشيء؟ قاحل»هو في ضحضاح من‬
‫النار‪ ،‬ولول أنا لكان من في الدرك السفل من النار«‪،‬م قوله عليه الصلةا والسلما )لول أنا( هذا فيه ذكر لعمله عليه الصلةا‬
‫والسلما‪،‬م وافتقا عن قول القاحئل لول فلن لصل كذا من جهتي‪:‬‬
‫الجهة الولى‪ :‬أن ذلك القاحئل هو الذي حصلت له النعمة أو اندفعت عنه النقمة‪،‬م والنب هناح يب عن صنيعه بعمه‬
‫وأثن عمه اندفعت عنه النقمة‪،‬م فذاكر ف التحدثا الذي تعلق قلبه باحلذي نفعه أو دفع عنه الضر‪،‬م وأماح قول النب فهو‬
‫إخباحر عن نفعه لغيه‪،‬م فليس فيه تعلق للقلب ف اندفاحع النقمة أو حصول النعمة بغي ال جل وعل‪،‬م هذا وجه‪.‬‬
‫فيكون إذن معن ذلك أن الوجه الذي نأى عنه للعلة الت من أجلهاح نأى عن قول )لول أناح(‪,‬هل أن يكون فيهاح نسبة‬
‫صل له النعمة‪،‬م وهذا غي وارد ف قول النب عليه الصلةا والسلما‬ ‫النعمة إل غي ال من جهة تعلق القلب بذلك الذي ح ث‬
‫)لول أنا لكان من الدرك السفل من النار( لنه عليه الصلةا والسلما ليس هو الذي حصلت له النعمة إناح هو مي عن‬
‫فعله لعمه‪.‬‬
‫[ ‪] 244‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الوجه الثاني ف ذلك‪ :‬أن النب عليه الصلةا والسلما قد بني أن نفعه لعمه من جهة الشفاحعة‪،‬م فهو يشفع لعمه حت يكون‬
‫ف ضحضاحح من الناحر‪،‬م فقوله )لول أنا لكان في الدرك السفل من النار( يعن لول شفاحعت‪ .‬ومعلوما بنصوص الشرع أنه عليه‬
‫الصلةا والسلما ييكرما باحلشفاحعة ويعطي الشفاحعة‪،‬م فهو ساحئل وهو سبب من السباحب‪،‬م والتفضل حقيقة هو ال جل وعل‪،‬م فكأنه‬
‫قاحل عليه الصلةا والسلما بضميمة علمناح أنه يشفع لعمه كأنه قاحل‪ :‬لول أن ال شفعن فيه لكاحن ف الدركر السفل من الناحر‪.‬‬
‫فليس فيه باحلوجهي جيعاح تعليق للقلب بغي ال جل وعل ف حصول النعم أو اندفاحع النقم‪،‬م ثماح يكون ف قول‬
‫صناحع لصل كذا‪،‬م‬
‫القاحئل‪ :‬لول فلن لصل كذا أو لول السياحرةا لصل كذا أو لول الطياحر لصل كذا أو لول البيت كاحن يمو ث‬
‫)‪(1‬‬
‫ونو ذلك ماح فيه تعلق قلب من حصلت له النعمة باحلخملوقي‪ – .‬وال أعلم ‪[-‬‬

‫باب النهي عن سب الريح‬


‫ك عملن جخليعر جهعذعه المريعح‬ ‫سمبوا المريجح‪ ,‬فعإجذا جرجأيلـتتلم ما تجلكجرتهوجن فجـتقوتلوا‪ :‬امللتهمم إعمنا نجلسأجلت ج‬ ‫ب ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬ل تج ت‬ ‫عن أتبجي بعن جكلع ت‬
‫م‬
‫ت بعه« صححه التمذي‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ك ملن جشمر جهذه المريعح جوجشمر ما فيجها جوجشمر ما أتمجر ل‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ت بعه جونجـلعوذت بع ج‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫جوجخليعر ما فيجها جوجخليعر ما أتمجر ل‬
‫]الشرح[‬
‫ب النهي عن سب الريح ( الريح ملوقا من ملوقاحت ال مسخمر‪،‬م وهي واحدةا الرياحح‪،‬م يريهاح ال جل وعل كماح يشاحء‪،‬م‬ ‫)با ت‬
‫وهي ل تلك شيئاح‪،‬م كاحلدهر ل يلك شيئاح ول يدبر أمرا‪،‬م فسب الريح كسب الدهر‪،‬م يرجع ف القيقة إل أذية ال جل‬
‫وعل؛ لن ال هو الذي يصّرف الريح كيف يشاحء‪،‬م يأت باحلريح بأمر مكروه فيذّكر العباحد باحلتوبة والناحبة‪،‬م ويذكر العباحد‬
‫بأمر قدرته عليهم وأنه ل غن لم عنه جل وعل طرفة عي‪،‬م ويأت باحلريح فيجعلهاح رياححاح‪،‬م فيسخمرهاح جل وعل لاح فيه من‬
‫مصلحة العباحد‪،‬م فاحلريح إذا ل تلك شيئاح‪،‬م فهذا الباحب عقدةا لبياحن تري سب الريح كماح عقد ماح قبله لبياحن أثن سب الدهر‬
‫ل يوزا ومرما لنه أذية ل جل وعل‪.‬‬
‫وهذا الباحب من جنس ذاكر؛ لكن هذا يكثر وقوعه‪،‬م فأفرده بكثرةا وقوعه وللحاحجة إل التنبيه عليه‪.‬‬
‫ب النهي عن سب الريح( النهي للتحري‪،‬م وسب الريح يكون بشتمهاح أو بلعنهاح‪،‬م وكماح ذكرناح لكم ف باحب‬ ‫قاحل )با ت‬
‫صتر جعاتعيجتة)‪(6‬جسلخجرجها جسلبجع لججياتل جوثججمانعيجةج أجلياتم‬ ‫صلر ج‬ ‫الدهر ليس من سبهاح أن توصف باحلشدةا كقول ال جل وعل ﴿بععريتح ج‬
‫ف لاح ووصفهاح باحلشدةا أو وصفهاح باحلوصاحف الت يكون فيهاح شر‬ ‫صتر جعاتعيجتة( هذا وص ز‬ ‫سومما﴾]الاحقة‪،[7-6:‬م )بععريتح ج‬
‫صلر ج‬ ‫تح ت‬
‫ت جعلجليعه إعلل جججعلجلتهت جكاللرعميعم﴾]الذارياحت‪ [42:‬ليس هذا من النهي عنه‪.‬‬ ‫على من أتت عليه كقوله ﴿جما تججذتر عملن جشليتء أجتج ل‬
‫ك عملن جخليعر‬ ‫ب بكن وكشعب ‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬ل تج ت‬
‫سمبوا المريجح‪ ,‬فعإجذا جرجأيلـتتلم ما تجلكجرتهوجن فجـتقوتلوا‪ :‬امللتهمم إعمنا نجلسأجلت ج‬ ‫ر‬
‫قاحل)عن أيوث‬
‫جهعذعه المريعح جوجخليعر ما عفيجها جوجخليعر ما أتعمجرلت بععه«( هذا يدل على أن الريح يكون فيهاح أمر‪،‬م ويكون عليهاح أمر ونأي‪،‬م وال جل‬
‫صكريفهاح ‪-‬أيضاح‪ -‬جل وعل عمن يشاحء‪،‬م فهي مسخمرةا بأمره جل وعل‪،‬م واللئكة هي الت‬ ‫وعل يرسل الرياحح كيف يشاحء‪،‬م ويو ش‬
‫تصّرف الريح بأمره جل وعل‪،‬م فللريح ملئكة تصرفهاح كيف شاحء ربناح جل وعل وتقدس وتعاحظم‪،‬م فيهاح خي وقد يكون‬
‫فيهاح عذاب‪،‬م ولذا قاحل عليه الصلةا والسلما )إعجذا جرجأيلـتتلم ما تجلكجرتهوجن فجـتقوتلوا( فأرشدهم إل القول الت‪،‬م وماح يكرهون قد‬

‫‪.‬مأخوذ من الوجه الول من الشريط الثاحمن )‪1‬‬


‫[ ‪] 245‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫يكون من جهة صفة الريح‪،‬م وقد يكون من جهة لون الريح ‪-‬يعن صفتهاح من جهة السرعة أو التاحه‪،-‬م وقد يكون من‬
‫جهة لونأاح وقد يكون من جهة أثرهاح‪،‬م والنب عليه الصلةا والسلما كاحن إذا رأى شيئاح ف السماحء أقبل وأدبر ودخل وخرج‬
‫ويرئي ذلك ف وجهه حت تطر السماحء فييوسنر عنه ويسر عليه الصلةا والسلما‪،‬م قاحلت له عاحئشة‪ :‬ياح رسول ال لاح ذاكر قاحل‪:‬‬
‫ض تملمعطترجنا‬
‫ضا تملستجـلقبعجل أجلوعديجتععهلم جقاتلوا جهجذا جعاعر ت‬
‫»ألم تسمعي لقول أولئك‪-‬أو كماح قاحل عليه الصلةا والسلما‪﴿ -‬فجـلجلما جرأجلوهت جعاعر م‬
‫ب أجعليتم)‪ (24‬تجدبمتر تكلل جشليتء بعأجلمعر جربـجها﴾]الحقاحف‪.«[25-24:‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫بجلل تهجو جما الستجـلعججلتتلم بعه عريتح فيجها جعجذا ت‬
‫فإذن الوف من ال جل جلله إذا ظهرت هذه الوادثا أو التغييات ف السماحء أو ف الرض واجب‪،‬م وال جل‬
‫وعل يتعثرف إل عباحده باحلرخاحء كماح أنه يتعنرف إل عباحده باحلشدةا حت يعرفوا ويعلموا ربوبيته وقهره وجبوته ويعلم حلمه‬
‫وتردده ورحته أيضاح لعباحده‪.‬‬
‫ك عملن جخليعر جهعذعه المريعح جوجخليعر ما‬
‫فإذن إذا رأى العبد ماح يكره يدع إل ال واستغاحثا باحل وسأل ال بقوله )»امللتهمم إعمنا نجلسأجلت ج‬
‫عفيجها جوجخليعر ما أتعمجرلت بععه جونجـلعوذت بعجك عملن جشمر جهعذعه المريعح جوجشمر ما عفيجها جوجشمر ما أتعمجرلت بععه« صححه التمذي(‪.‬‬
‫بذا نكون قد أخذناح هذا اليوما تسعة أبواب‪،‬م ويبقى عندناح تسعة أبواب نكملهاح غدا إن شاحء ال‪،‬م وباح تاحما الكتاحب‪.‬‬
‫أسأل ال جل وعل أن يهلكم مباحركي‪،‬م وأن ينفع بكم وباح تعلمتم‪،‬م وأن يعلناح وإياحكم من ورثة جنة النعيم وأن‬
‫يغفر لناح ذنوبناح وإسرافناح ف أمرناح‪،‬م وأن يعل وسيلتناح التوحيد وأن يعل وسيلتناح إليه الخلص‪،‬م فإناح مذنبون ولول رحة ال‬
‫جل وعل للكناح‪،‬م اللهم فاحغفر جاح‪،‬م وصلى ال وسلم وباحركر على نبيناح ممد‪.‬‬

‫غيـجر اللجحبق ظجلن اللججاعهلعيلعة يجقتولتونج هجلل لجنجا معنج الجملرع شجيل تء‬ ‫ع‬
‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬يجظتبنوجن عباللله جل‬
‫قتلل إعنل الجملرج كتلبهت لع﴾الية]آل عمران‪،[154:‬م وقوله‪﴿:‬الظلانعينج بعالع جظنل السل لوءع عجلجيلهعمل دجائعرجةت‬
‫السلولءع﴾الية]الفتح‪[6:‬‬

‫سر هذا الظنَ بأنأه سبحانأه ل يآنصر رسوله‪ ،‬وأنأ أمره سيضمحل‪،‬‬ ‫قال ابنَ القيم في اليآة الولى‪ :‬فُ ّ‬
‫وفسر بأنأ ما أصابه لم يآكنَ بقدر ا وحكمته‪ ،‬ففسر بإنأكار الحكمة وإنأكار القدر وإنأكار أنأ يآُتِرم أممر‬‫ُ‬
‫رسوله وأنأ يآظهره على الديآنَ كله‪ ،‬وهذا هو ظنَ السوء الذيآ ظنه المنافقونأ والمشركونأ في سورةا‬
‫الفتح‪ ،‬وإنأما كانأ هذا ظنَ السوء؛ لنأه ظنَ غير ما يآليق به سبحانأه وما يآليق بحكمته وحمده ووعده‬
‫‪.X‬الصادق‬
‫فمنَ ظنَ أنأه يآديآل الباطل على الحق إدالة مستقرةا يآضمحل معها الحق‪ ،‬أو أنأكر أنأ يآكونأ ما جرى‬
‫بقضائه وقدره‪ ،‬أو أنأكر أنأ يآكونأ قدره لحكمة بالغة يآستحق عليها الحمد؛ بل زعم أنأ ذلك لمشيئة‬
‫‪.‬مجردةا‪ ،‬فذلك ظنَ الذيآنَ كفروا‪ ،‬فويآل للذيآنَ كفروا منَ النار‬
‫وأكثر الناس يآظنونأ بال ظنَ السوء فيما يآختص بهم‪ ،‬وفيما يآفعله بغيرهم‪ ،‬ول يآسلم منَ ذلك إل منَ‬
‫‪.‬عرف ا وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده‬
‫‪.‬فليعتنَ اللبيب الناصح لنفسه بهذا‪ ،‬وليتب إلى ا‪ ،‬وليستغفره منَ ظنه بربه ظنَ السوء‬
‫ولو فتشت منَ فتشت‪ ،‬لرأيآت عنده تعنّتاء على القدر وملمة له‪ ،‬وأنأه كانأ يآنبغي أنأ يآكونأ كذا وكذا‪،‬‬
‫فمستقل ومستكثر‪ ،‬وفتش نأفسك‪ ،‬هل أنأت سالم؟‬
‫[ ‪] 246‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وإل فإني ل إخالـك ناجـيام‬ ‫فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة‬


‫]الشرح[‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪،‬م المد ل الذي له المد كله ف ربوبيته وإليته وف أساحئه وصفاحته‪،‬م له المد على أفعاحله‬
‫‪-‬أفعاحل الكمة والحساحن‪،‬م وأفعاحل العدل‪ -‬فهو ول الفضل وول النعمة‪،‬م وله المد على ماح أنزجل على رسوله ‪،‬م فله‬
‫المد كله‪،‬م وإليه ويرجع المر كله‪،‬م تباحركر ربناح وتعاحل وتقدس‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪،‬م وأشهد أن ممدا عبد ال ورسوله وصفيه وخليله‪،‬م صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وصحبه وسلم تسليماح كثيا إل يوما الدين‪.‬‬
‫أماح بعد‪:‬‬
‫غيـجر ا لجحبق ظجلن ا لججاعهلعيلعة جيتقتولونج جهلل جلجنا معجن الجلمرع جشيلتء تقلل عإلن الجلمرج تكملته‬ ‫ع‬
‫فهذا )باحب قول ال تعاحل‪﴿ :‬يجظتبنوجن عبال له جل‬
‫السلوعء﴾الية]الفتح‪،([6:‬م هذا الباحب ذكر فيه الماحما‬
‫السولعء جعجلليهعلم جدعائرجتة ل‬
‫ال جظلن ل‬
‫ين عب ع‬ ‫ل﴾الية]آل عمران‪،[154:‬م وقوله‪ ﴿ :‬ل‬
‫الظعان ج‬ ‫ع‬
‫الصنف هاحتي اليتي‪.‬‬
‫ومناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد أثن ال جل وعل موصوف بصفاحت الكماحل وله جل وعل أفعاحيل الكمة‬
‫وأفعاحل العدل وأفعاحل الرحة والب جل وعل‪،‬م فهو سبحاحنه كاحمل ف أساحئه‪،‬م كاحمل ف صفاحته‪،‬م كاحمل ف ربوبيته‪،‬م ومن كماحله‬
‫ف ربوبيته وف أساحئه وصفاحته أنه ل يفعل الشيء إل لكمة باحلغة‪،‬م والكمة ف ذلك هي أنه جل وعل يضع المور‬
‫مواضعهاح الت توافق الغاحياحت المودةا منهاح‪،‬م وهذا دليل الكماحل‪،‬م فاحل جل وعل له صفاحت الكماحل وله نعوت اللل‬
‫والماحل‪،‬م فلهذا وجب لكماحله جل وعل أن ييظثن به ظن الق‪،‬م وأن ل يظن به ظن النسوء؛ يعن أن يعتقد فيه ماح يب‬
‫للله جل وعل من تاحما الكمة وكماحل العدل وكماحل الرحة جل وعل وكماحل أساحئه وصفاحته سبحاحنه وتعاحل‪،‬م فاحلذي‬
‫يظن به جل وعل وعلى أنه يفعل الشياحء ل عن حكمة‪،‬م فإنه قد ظن به ظن الننقص وهو ظن السوء الذي ظنه أهل‬
‫الاحهلية‪.‬‬
‫ف للتوحيد‪،‬م وقد يكون مناحفياح لكماحل التوحيد‪:‬‬‫فإذن يكون الظن باحل غي الق مناح ر‬
‫فمنه ماح يكون صاححيبه خاحرج عن ملة السلما أصل‪،‬م كاحلذي يظثن باحل غي الق ف بعض مساحئل القدر كماح‬
‫سيأت‪.‬‬
‫ف لكماحل التوحيد بأن يكون غي مؤمرن باحلكمة أو بأفعاحل ال جل وعل النوطة باحلعلل الت هي‬ ‫ومنه ماح هو مناح ر‬
‫منوطة بكمته سبحاحنه الباحلغة‪.‬‬
‫ولذا قاحل جل وعل ﴿فجلع لعه التحلجةت البجعالغجةت فجـلجلو جشاءج لججهجداتكلم أجلججمععيجن﴾]النعاحما‪،[149:‬م ف الرد على القدرية الشركية‪،‬م‬
‫وقد قاحل أيضاح جل وعل ﴿عحلكجمةت جبالعغجةت فججما تـغلعن النبتذتر﴾]القمر‪،[5:‬م فاحل جل وعل موصوف بكماحل الكمة وكماحل المد‬
‫على أفعاحله؛ لن أفعاحل ال جل وعل قسماحن‪:‬‬
‫أفعاحل ترجع إل الكمة والعدل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وأفعاحل ترجع إل الفضل والنعمة والرحة والب باحللق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ ‪] 247‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فاحل جل وعل يفعل هذا وهذا‪،‬م وحت وأفعاحله الت هي أفعاحل بر وإحساحن هي منوطة باحلكم العظيمة‪،‬م وكذلك‬
‫الفعاحل الت قد يظهر للبشر أنأاح ليست ف صاحلهم أو ليست موافقة للحكمة فإن ظنن الق باحل جل وعل أن ييظن به‬
‫وأن يعتقد أنه ليس ث شيء من أفعاحله إل وهو موافق لكمته جل وعل العظيمة إذ هو العزجيزج القهاحر الفعاحل لاح يريد‪.‬‬
‫إذن فاحلواجب تقيقاح للتوحيد أن ييوظن العبد باحل جل وعل ظن الق‪،‬م وأماح ظن النسوء فهو ظن الاحهلية الذي هو‬
‫مناحف لصل التوحيد ف بعض أحواله أو مناحف لكماحل التوحيد‪.‬‬
‫ف‬‫فتجم الؤلف رحه ال بذا الباحب ليبي لك أن ظن النسوء باحل جل وعل من خصاحل أهل الاحهلية وهو مناح ر‬
‫لصل التوحيد أو مناحف لكماحله بسب الاحل‪.‬‬
‫غيـجر ا لجحبق ظجلن ا لججاعهلعيلعة﴾]آل عمران‪ ([154:‬الظن يطلق ويراد به العتقاحد أو‬ ‫ع‬
‫قاحل هناح )باحب قول ال تعاحل ﴿يجظتبنوجن عبال له جل‬
‫يراد به ماح يسبق إل الوووهم؛ يعن ماح يسبق إل الذهن‪،‬م فهم يعتقدون أو يسبق إل أذهاحنأم لاح معهم من الشركر أثن ال جل‬
‫وعل ليست أفعاحله أفعاحل حق‪،‬م وال سبحاحنه هو الق وأفعاحله كلهاح أفعاحل الق‪،‬م وذلك الظن ظن الاحهلية‪،‬م فكل من ظن‬
‫باحل غي الق فقد ظنن ظن الاحهلية؛ بعن ظن باحل جل وعل غي الكماحل فهذا هو ظن الاحهلية‪،‬م وظن أهل التوحيد‬
‫والسم ‪-‬يعن يعتقدون ويعلمون ويسبق إل أذهاحنأم‪ -‬ف أي فعل يصل لم أن ال جل وعل موصوف باحلكماحل‬
‫وباحلكمة الباحلغة‪.‬‬
‫ون جهلل جلجنا عمجن الجلمرع جشليتء( وهذا فيه إنكاحر للحكمة أو إنكاحر للقدر‪،‬م قل إن‬
‫فنسر ذلك جل وعل بقوله )جيقتتول ج‬
‫المر كله ل‪،‬م وهذا ف حاحل الرد على هؤلء الناحفقي أو الشركي‪.‬‬
‫السلوعء﴾الية]الفتح‪ ([6:‬منر معناح ف كلما ابن القيم من كلما‬
‫السولعء جعجلليهعلم جدعائرجتة ل‬
‫ال جظلن ل‬
‫ين عب ع‬ ‫قاحل )وقوله‪ ﴿ :‬ل‬
‫الظعان ج‬
‫الصنف أن السلف فسروا هذا الظن السوء بأحد ثلثة أشياحء‪،‬م وكلهاح صحيح‪،‬م فظن النسوء الذي يظنه الاحهليون يشمل‬
‫هذه الشياحء جيعاح‪.‬‬
‫أماح الول‪ :‬فهو إنكاحر القدر‪.‬‬
‫وأماح الثاني‪ :‬فهو إنكاحر الكمة‪.‬‬
‫وأماح الثالث‪ :‬فهو إنكاحر نصر ال جل وعل لرسوله أو لدينه أو لعباحده الصاحلي‪.‬‬
‫فهذه ثلثة أشياحء‪.‬‬
‫ووجه قوله إنكاحر القدر ظناح باحل ظن ال نسوء‪ :‬أن تقدير المور قبل وقوعهاح‪،‬م هذا من آثاحر عزجةا ال جل وعل وقدرته‪،‬م فإن‬
‫العاحجزج هو الذي تقع معه المور استئناحفاح عن غي تقدير ساحبق‪،‬م وأماح الذي ل يصل معه أمر حت يقّدوره قبل أن يوقوعه فيقع‬
‫على وفق ماح قدر‪،‬م فهو ذو الكماحل وهو ذو العزجةا وهو الذي ل يغاحولب ف ملكوته‪،‬م ولذا قاحل الشاحعر ف وصف رجل كاحمل‬
‫قاحل‪:‬‬
‫ت وبعض القوم يآخلق ثم ل يآفريآ‬ ‫ت تفريآ ما خلق م‬ ‫لنأ م‬
‫اللق هناح التقدير؛ يعن لنت تقطع ماح قدرت‪،‬م وبعض القوما ‪-‬وهم الناحقصون إماح لعدما قدرتم أو لعدما عزجتم أو‬
‫لهلهم‪ -‬وبعض القوما يلق؛ يعن يقّدر الشياحء ث ل يفري‪،‬م ث ل يستطيع أن يقطعهاح على وفق ماح يريد‪.‬‬
‫[ ‪] 248‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫إذن فإنكاحر القدر هو ظن باحل جل وعل ظن السوء ل؟ لن فيه نسبة النقص ل جل وعل‪،‬م وال جل وعل هو‬
‫الكاحمل ف أساحئه‪،‬م الكاحمل ف صفاحته جل وعل‪،‬م الذي يي ول ياحر عليه‪،‬م والذي له المر كله‪،‬م والذي إليه المر كله كماح‬
‫قاحل هناح )تقلل عإلن الجلمرج تكبلته عل(‪،‬م فلهذا كاحن كل ماح يصل من الرب جل وعل ف بريته هو موافق لقدره الساحبق الذي هو‬
‫دليل كماحل حكمته وعلمه وخلقه وعموما مشيئته‪.‬‬
‫أماح التفسي الثاحنا فهو إنكاحر الكمة‪ :‬وحكمة ال جل وعل ثاحبتة باحلكتاحب والسنة وبإجاحع السلف‪،‬م واسم ال‬
‫)الكيم( مشتمل على صفة الكمة‪،‬م فإنه جل وعل‪:‬‬
‫حكيم بعن حاحكم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وحكيم بعن مككم للمور‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وحكيم بعن أنه ذو الكمة الباحلغة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهذه ثلثة تفسيات لسم ال الكيم‪،‬م وكلهاح صحيحة وكلهاح يستحقهاح ال جل وعل‪:‬‬
‫فإنه جل وعل حكيم بعن حكم وحاحكم‪.‬‬
‫ت آيا تهت﴾]هود‪،[1:‬م وقاحل ﴿ما تجـرىَ عفي جخلعق اللرلحمعن عمن تجـجفاو ت‬
‫ت﴾]اللك‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ك‬
‫وحكيم بعن مكم كماح قاحل ﴿كجتا ت‬
‫ت‬ ‫ج‬ ‫ج ج‬ ‫ب أتلحكجم ل ج‬
‫ض﴾]يونس‪،[101:‬م ونو ذلك من‬ ‫سماوا ع‬ ‫ع‬
‫ت جوالجلر ع‬ ‫‪ [3‬لجل إحكاحمه‪،‬م وقاحل سبحاحنه وتعاحل أيضاح ﴿قتلل اتنلظتتروا جماجذا في ال ل ج ج‬
‫دليل إحكاحمه جل وعل لاح خلق‪.‬‬
‫والثاحلث أنه ذو الكمة‪،‬م والكمة ف صفة ال جل وعل تيـوفنسير ‪-‬كماح ذكرت لكم‪ :-‬بأنأاح وضع المور ف‬
‫مواضعهاح الوافقة للغاحياحت المودةا منهاح‪.‬‬
‫ولذا نقول‪ :‬إن أهل السنة والماحعة‪-‬أهل الثر‪،‬م الفقهاحء باحلكتاحب والسنة‪ -‬قاحلوا‪ :‬إن أفعاحل ال جل وعل معللة‪،‬م‬
‫وكل فعل يفعله ال جل وعل لعلة من أجلهاح فعل‪،‬م وهذه العلة هي حكمته سبحاحنه وتعاحل‪،‬م فإن أفعاحل ال جل وعل‬
‫منوطة باحلعلل‪.‬‬
‫وهذا أنكره العتزجلة لنأم قدرية‪،‬م وأنكره الشاحعرةا لنأم جبية‪،‬م فقاحلوا‪ :‬إن أفعاحل ال جل وعل ليست مرتبطة باحلكوكم‬
‫ويفعل ل عن حكمة وهذا سوء ظن باحل جل وعل‪.‬‬
‫ولذا أورد الشيخ رحه ال هذا الباحب ليبي لك أن تقيق التوحيد وتقيق كماحل التوحيد أن توقن باحلكمة الباحلغة ل‬
‫جل وعل‪،‬م ومن نفي الكمة ف أفعاحل ال فهو مبتدع‪،‬م توحيده قد انتفى عنه كماحله؛ لن بدعته شنيعة‪،‬م وكل البدع تنفي‬
‫كماحل التوحيد ومنهاح ماح ينفي أصل التوحيد‪،‬م هذا الثاحنا‪.‬‬
‫والتفسي الثاحلث ف ظن أهل الاحهلية وأهل النفاحقا ظن السوء باحل جل وعل‪ :‬أن ال جل وعل ل ينصر رسوله‬
‫سبحاحنه وتعاحل‪،‬م وأنه جل وعل ل ينصر كتاحبه‪،‬م أو أنه جل وعل يعل رسوله أو دينه ف اضمحلل حت يذهب ذلك‬
‫ت نب‬ ‫الدين‪،‬م هذا ظن سوء باحل جل وعل‪،‬م ولذا كاحن من براهي النبوات أثن كل نب اندعى النبوةا اضمحل أمره‪،‬م ل يأ ك‬
‫يقول‪ :‬أناح نب يوحى إل من السماحء‪ .‬وهو كاحذب ف دعواه إل ويذل إل ويضمحل أمره‪،‬م فكاحن من براهي النبوات عند‬
‫أهل السنة أن كل نب قاحل إنه مرسل من عند ال جل وعل أيّيد باحلباهي والياحت والبيناحت وينصر على عدوه ويجعل دينه‬
‫[ ‪] 249‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫صتر ترتسلججنا جوالعذيجن آجمتنوا عفي ا لجحجياعة البدنلـجيا جويجـلوجم يجـتقوتم اللجلشجهاتد﴾‬
‫وأهل دينه ف عزجةا على من سواهم‪،‬م كماح قاحل جل وعل ﴿إعلنا لججنن ت‬
‫صوتروجن)‪(172‬جوإعلن تجنجدجنا لجتهلم‬ ‫ع‬ ‫]غاحفر‪،[59:‬م وقاحل جل وعل ﴿ولججقلد سبـجق ل ع ع ع ع‬
‫ت جكلجمتتـجنا لعجبادجنا ا لتملرجسليجن)‪(171‬إعنلـتهلم لجتهلم ا لجمن ت‬ ‫ج جج‬
‫ا لجغالعتبوجن﴾]الصاحفاحت‪،[173-171:‬م فظمن الاحهلية أن الي أو الدين سيضمحل وأنأم إذا بذلوا إطفاحء ذلك المر وحاحربوه‬
‫بكل ماح أتوا من وسيلة وقاحوموه فإنه سينتهي‪،‬م وهذا مع كونه عمل مرماح باح يشتمل على الظلم فإنه أيضاح سوء ظن باحل‬
‫جل وعل غرور باحلقوةا وباحلنفس‪،‬م وال جل وعل ناحصر رسله‪،‬م وال جل وعل ناحصر عباحده الؤمني؛ ولكن قد يبتلي ال‬
‫جل وعل الؤمني بأن يكونوا ف غي نصر زامناح طويل‪،‬م قد يبلغ مئاحت السني كماح حصل ف قصة نوح عليه السلما فوـلوبك و‬
‫ث‬
‫ك‬ ‫ر‬ ‫كك‬
‫ي وعاحعماح ث نصره ال جل وعل وهذا يصل كماح ذكر ابن القيم من كثي من أهل الصلح؛ بل‬ ‫ف وسنوة إكلن وخشس و‬
‫كف قوـشومه أولش و‬
‫من كثي من الناحس؛ بل قد يصل من بعض النتسبي إل العلم ف أنواع شت من سوء الظن باحل جل وعل‪،‬م وسبب‬
‫حصول ذلك الظن السيئ ف القلوب عدما العلم باح يستحقه ال جل وعل وماح أوجبه ال جل وعل من الصب والناحةا‬
‫ونو ذلك من الواجباحت‪.‬‬
‫فإذن السألة متصل بعضهاح ببعض فاحلذي ياحلف ماح أمر ال جل وعل به شـرعاح فيمـاح يتصـل بنصـرةا)‪] (1‬الـدين فـإنه قـد‬
‫يقع ف سوء ظن باحل جل جلله‪،‬م وهذا ماح يناحف كماحل التوحيد الواجب‪.‬‬
‫فهذه ‪-‬إذن‪ -‬ثلثة أشياحء ظنهاح أهل الاحهلية‪،‬م وكلهاح باحطلة‪،‬م وكلما ابن القيم رحه ال يدور على ذلك‪،‬م ولذا يب‬
‫عليك أن تتحرزا كثيا‪،‬م وأن تتس من سوء الظن باحل جل وعل‪.‬‬
‫فيماح ذوكر ‪-‬ف آخر الكلما‪ -‬ابن القيم رحه ال من أن[)‪ (2‬بعض الناحس قد يصل له الشيء فيى أنه يستحق أكثر‬
‫منه‪،‬م وقد يصل له الشيء بقضاحء ال وبقدره فيظن أنه ل يستحق ذلك الشيء أو أن ذلك الفروض أن يصاحب به غيه‬
‫وأنه ل يصاحب بذلك‪،‬م فينظر إل فعل ال جل وعل وقضاحئه وقوودره على وجه التاحما‪،‬م وقونل من يسلم باحطناح وظاحهرا من‬
‫ذلك‪،‬م فكثيون قد يسلمون ظاحهرا؛ ولكن ف الباحطن يقوما بقلوبم ظن الاحهلية واعتقاحد النسوء‪،‬م ولذا قاحل جل وعل ف‬
‫ع‬
‫الية الت ف صدر الباحب )يجظتبنوجن عبال له جل‬
‫غيـجر ا لجحبق ( والظن مله القلب‪.‬‬
‫لذا يب على الؤمن أن يلص قلبه من كل ظن باحل غي الق وأن يتعلم أساحء ال جل وعل وأن يتعلم الصفاحت‬
‫وأن يتعلم آثاحر ذلك ف ملكوت ال؛ حت ل يقوما بقلبه إل وأن ال جل جلله هو الق وأن فعله حق‪،‬م حت ولو كاحن ف‬
‫أعظم شأن وأصيب بأعظم مصيبة أو يأهي بأعظم إهاحنة فإنه يعلم أنه ماح أصاحبه لتماحما ملك ال جل وعل وأنه يتصرف‬
‫ف خلقه كيف يشاحء‪،‬م وأن العباحد مهماح بلغوا فإنأم يظلمون أنفسهم‪،‬م وال جل وعل يستحق الجلل والتعظيم‪.‬‬
‫ت‪ :‬هذا ل‬ ‫ص قلبك من كل ظن وسوء باحل جل وعل بأن قل و‬ ‫ب العلم‪،‬م وخلّ ش‬
‫ك أيهاح السلم وخاحصة طاحل و‬ ‫فخملّ ش‬
‫ص قلب و‬
‫يصلح‪،‬م وهذا الفعل عليه كذا وكذا‪،‬م ول يصلح أن يعطى الاحل‪،‬م أو أن تسد فلناح وفلناح‪.‬‬
‫فإن كل ذلك سوء ظن باحل جل وعل‪،‬م ولذا قاحل العلماحء ف معن قول النب »إياكم والحسد فإنه يأكل‬
‫الحسنات كما تأكل النار الحطب« قاحلوا سبب ذلك أن الاحسد ظن أن هذا الذي أعطاحه ال جل وعل ماح أعطاحه ل‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الاحمس عشر )‪1‬‬


‫‪.‬سقط من الشرطة‪،‬م ونقلته من تفريغ جاحمع ابن تيمية )‪2‬‬
‫[ ‪] 250‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫يستحق هذه النعمة‪،‬م فحسده وتن زاوالاح منه فصاحر ف ظن سوء باحل جل وعل‪،‬م فلهذا أكل السناحت ظمنه كماح أكلت‬
‫الناحر الطب‪.‬‬
‫نسأل ال جل وعل السلمة والعاحقبة من كل ظن بغي الق فيه جل وعل‪،‬م ونسأله أن يعلناح من العّظمي له ومن‬
‫البجلي لمره ونأيه العظمي لكمته سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء في منكري القدر‬


‫وقاحل ابن عمر‪ :‬والذي نفس ابن عمر بيده‪ ،‬لجلو كان لجحعدعهلم عمثلجل أتتحتد جذجهبام ثم أجنلـجفجقهت في سبيل ال جما قجبعلجهت ال عملنهت جحمتى‬
‫يتـلؤعمجن با لجقجدعر‪ ،‬ثم استدلم بقول النبي »اليمان ألن تـلؤعمجن بال جوجملجئعجكتععه جوتكتتبععه جوترتسلععه جوا لجيوعم العخعر جوتـلؤعمجن با لجقجدعر جخليعرهع جوجشمرهع«‪.‬‬
‫وعــن عبــاحدةا بــن الصــاحمت‪،‬م أنــه قــاحل لبنــه‪ :‬يــاح بنــ!ِ إنــك لــن تــد طعــم اليــاحن حــت تعلــم أ ثن مــاح أصــاحبك لـ ـ يكــن‬
‫ليخمطئــك‪،‬م ومــاح أخطـأكر لـ يكــن ليصــيبك‪،‬م ســعت رســول الـ يقــول‪» :‬إعمن أجموجل جما جخلجـجق الـ ا لجقلجـجم‪.‬هل فقـال‪ :‬أتلكتتـ ل‬
‫ب‪.‬هل قـال‪ :‬رب!ُ‬
‫ب مقـادير كـل شـيء حــتى تقــومج السـاعة«‪،‬م يــاح بنــ!ِ ســعت رســول الـ يقــول‪»:‬مـن مـات علـى غيــر هـذا‪،‬‬ ‫وجمــاذا أجلكتتـ ت‬
‫ب؟هل قـال‪ :‬الكتتـ ل‬
‫فليس مني‪«.‬‬
‫وف ـ روايــة لحــد‪ » :‬إعمن أجموجل جمــا جخلجـجق الـ تعــالى القلــم‪ ،‬فقــال لــه‪ :‬أكتــب‪ ،‬فجــري فــي تلــك الســاعة بمــا هــو كــائن إلــى يــوم‬
‫القيامة«‪.‬‬
‫وف رواية لبن وهب‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره‪ ،‬أحرقه ال بالنار«‪.‬‬
‫ت‪ :‬كف نوـشفكسي وششيءز كمشن الشوقودكر فووحثدثشكن بكوشيء‬ ‫ت أيوب بن وكشع ر‬
‫ب‪,‬هل فوـيقشل ي‬
‫ك‬
‫وف السند والسنن عن ابكن الثديشـلومثي‪،‬م قاحل‪ :‬أتوـشي ي ث و‬
‫ك‬ ‫ر‬ ‫ك‬
‫ك‬
‫صاحبو و‬ ‫ت كمثشول أييحد وذوهبواحع وماح قوبكلوهي ال توـوعاحول كمشن و‬
‫ك وحثت تيـشؤمون باحلشوقودكر‪،‬م ووتوـشعلووم أثن وماح أ و‬ ‫لووعثل ال ييشذهبوهي ومشن قوـشلكب‪،‬م فوقاحول‪ :‬لوشو أشنفشق و‬
‫ك‪,‬هل ولوو مت عولى وغ كي هوذا لويكشن ك‬ ‫ك ك‬ ‫ك‬
‫ولش يويكشن لييشخمكطئو و‬
‫ت وعشبود ال‬ ‫ت مشن أوشهكل الثناحور‪ .‬قاحل‪ :‬فأتوـشي ي‬ ‫و‬ ‫ك ووأوثن وماح أشخوطأوكر ولش يويكشن لييصيبو و و ش ي ث و ش و‬
‫ت‪،‬م فكلهم حدثن بثل ذلك عن النب ‪ .‬حديث صحيح رواه الاحكم ف‬ ‫بن مسعورد وحوذيـوفةو بن الشيماحكن ووزايود بن ثواحبك ر‬
‫ش و‬ ‫و و ش ي ي ش و وو‬
‫صحيحه‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫ب ما جاء في منكري القدر ( ومناحسبة هذا الباحب للذي قبله ماح ذكرناح أن إنكاحر القدر سوء ظن باحل جل‬
‫هذا )با ت‬
‫وعل‪،‬م ويكون هذا الباحب كاحلتفصيل لاح اشتمل عليه الباحب الذي قبله‪.‬‬
‫ومناحسبته للذي لكتاحب التوحيد ظاحهرةا وهي أن الياحن باحلقدر واجب ول يتم توحيد العبد حت يؤمن باحلقدر‪،‬م‬
‫وإنكاحر القدر كفر باحل جل وعل يناحف أصل التوحيد‪،‬م كماح قاحل ابن عباحس رضي ال عنهماح‪ :‬القدر نظام التوحيد فمن‬
‫كلذب بالقدر نقض تكذيتبه توحيجده‪ .‬يعن الياحن باحلقدر هو النظاحما يعن السلك الذي تتمع فيه مساحئل التوحيد من‬
‫يقوما عق يدهاح ف القلب‪،‬م فإذا كذب باحلقدر معن ذلك انقطع السلك فنقض ذلك التكذيب أمور التوحيد‪،‬م وهذا ظاحهر؛‬
‫فإن أصل الياحن أن يؤمن باحلركاحن الستة الت منهاح الياحن باحلقدر كماح ذكر ذلك الشيخ ف حديث ابن عمر‪.‬‬
‫[ ‪] 251‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫قاحل )باب ما جاء في منكري القدر(؛ القدر ف اللغة‪ :‬هو التقدير كماح هو معروف‪،‬م وهو وضع الشيء ف نو ماح باح‬
‫يريده واضعه‪،‬م قندر الشيء تقديرا وقدرا‪.‬‬
‫وف العقيدةا عنرفه بعض أهل العلم بقوله‪ :‬إن القدر هو علم ال الساحبق باحلشياحء‪،‬م وكتاحبيته لاح ف اللوح الفوظ‪،‬م‬
‫وعموما مشيئته جل وعل‪،‬م وخليقه للعياحن والصفاحت القاحئمة باح‪.‬‬
‫وهذا التعريف صحيح؛ لنه يشمل مراتب القدر الربعة‪،‬م فاحلقدر الياحن به إياحن بأربع مراتب‪،‬م وهذه الراتب على درجتي‪:‬‬
‫الول والثاحنية من الراتب تسبق وقوع القندر‪:‬‬
‫وهي الياحن باحلعلم الساحبق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والياحن بكتاحبة ال جل وعل لعموما الشياحء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ف جسنجتة« )قجلدر جمجقادير الخلق( يعن‬
‫ض بعجخلمعسيجن أجل ج‬ ‫كماح قاحل »إن ال قجلدر مجقاعدير الخللق قجـلبل أجلن يلخلتجق السماوا ع‬
‫ت جوالجلر ج‬ ‫مج ج‬ ‫ج ج‬ ‫جج ج‬
‫كتبهاح‪،‬م هذان المران الياحن باحلعلم الساحبق والياحن باحلكتاحبة تسبق وقوع القدر‪،‬م فأنت تؤمن باح وهي ساحبقة للوقوع‪.‬‬
‫وأماح ماح يقاحرن وقوع القدر‪،‬م ماح يقاحرن القضاحء فهذا له مرتبتاحن‪:‬‬
‫الول منهماح هي مرتبة عموما الشيئة‪،‬م فإن ال جل وعل ماح شاحء كاحن وماح ل يشأ ل يكن‪،‬م والعبد ل يشاحء‬ ‫‪‬‬
‫وشيئاح فيحصل إل إذا كاحن ال جل وعل قد شاحءه ﴿جوجما تججشاتءوجن إعلل أجلن يججشاءج ال لهت إعلن ال لهج جكاجن جععليمما جحعكيمما﴾‬
‫ب ا لجعالجعميجن﴾]التكوير‪،[29:‬م فمشيئة العبد تاحبعة لشيئة ال جل‬
‫شاءج ال لهت جر ب‬ ‫]النساحن‪،[30:‬م وقاحل ﴿جوجما تج ج‬
‫شاتءوجن إعلل أجلن يج ج‬
‫وعل‪.‬‬
‫وكذلك الرتبة الخيةا الت تقاحرن وقوع القدر‪ :‬الياحن بأن ال جل وعل خاحلق كل شيء للعياحن‬ ‫‪‬‬
‫وللصفاحت الت تقوما باحلعياحن‪،‬م فاحلعياحن مثل الذوات هذه ال جل وعل هو خاحلقهاح‪،‬م هذا باحتفاحقا أهل السلما؛‬
‫يعن أن ال جل وعل هو الاحلق للنساحن الاحلق للحيوان الاحلق للسماحء للرض‪،‬م وكذلك الياحن أن الصفاحت الت‬
‫تقوما بتلك العياحن ال جل وعل هو الاحلق لاح‪،‬م ومن ذلك أفعاحل العباحد‪،‬م فأفعاحل العباحد معاحنا‪،‬م ففعل العبد داخل‬
‫ف عموما خلقه جل وعل‪،‬م ﴿ال لهت جخالعتق تكبل جشليتء﴾]الزجمر‪،[62:‬م وكلمة )جشليتء( عندناح تيـوعنرف بأنأاح ماح يصلح أن يعلم‪،‬م‬
‫فكل ماح يصح أن يعلم يقاحل له شيء ولذا يدخل ف عموما قول )ال لهت جخالعتق تكبل جشليتء( العباحد وأفعاحل العباحد‪.‬‬
‫فهذه أربع مراتب‪.‬‬
‫إنكاحر القدر الذي بوب له الشيخ رحه ال يصدقا على إنكاحر أي مرتبة من هذه‪,‬هل أنكر الرتبة الول فهو منكر‪،‬م الثاحنية‬
‫هو منكر‪،‬م أو الثاحلثة أو الرابعة فهو منكر للقدر‪،‬م ول يقاحل لحد أنه مؤمن باحلقدر إل إذا سلم باح جيعاح وآمن باح جيعاح لدللة‬
‫النصوص‪.‬‬
‫فمنهم من منكري القدر القدرية الغلةا‪،‬م وإذا قيل القدرية ‪-‬يعن نفاحةا القدر‪ -‬الذين نفوا العلم‪،‬م أنكروا العلم الساحبق‪،‬م‬
‫فهم كفاحر يناحف فعلهم أصل التوحيد فمن أنكر العلم الساحبق هذا أنكر القدر إنكاحرا انتفى معه أصل التوحيد‪.‬‬
‫وكذلك من ينكر الكتاحبة‪،‬م فإن إنكاحر الكتاحبة الساحبقة مع العلم باحلنصوص الدالة عليهاح مناحف لصل التوحيد ول‬
‫يستقيم معه الياحن‪.‬‬
‫[ ‪] 252‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وأماح الرتبتاحن الخيتاحن ‪-‬عموما الشيئة وعموما اللق‪ -‬فهذه إنكاحر عموما خلق ال للفعاحل هذا ماح جرى من العتزجلة‬
‫ونوهم‪،‬م وبيّدعوا بذلك وظللوا وجيعل لنكاحرهم لتلك الرتبة يناحف كماحل التوحيد ول ييكم عليهم باحلكفر والروج من‬
‫السلما بذلك‪.‬‬
‫فإذن إنكاحر القدر صاحر منه ماح هو كفر مرج من التوحيد مرج من اللة‪،‬م ومنه ماح هو دون ذلك ويكون مناحفياح لكماحل‬
‫التوحيد‪.‬‬
‫بذا يظهر صلة هذا الباحب بكتاحب التوحيد‪.‬‬
‫ع‬ ‫ع ع‬
‫قاحل )وقاحل ابن عمر‪ :‬والذي نفس ابن عمر بيده‪ ،‬لجلو كان لجحعدهلم مثلجل أتتحتد جذجهبام ثم أجنلـجفجقهت في سبيل ال جما قجبعلجهت ال ملنهت‬
‫جحمتى يتـلؤعمجن با لجقجدعر(ل؟ لثن ال جل وعل ل يقبل إل من مسلم‪،‬م السلما شرط لصحة قبول العماحل‪،‬م ومن أنكر القدر ول‬
‫حرد ذهباح‪،‬م )ثم استدلم بقول النبي »اليمان ألن تـلؤعمجن بال جوجملجئعجكتععه جوتكتتبععه جوترتسلععه‬
‫يؤمن باحلقدر فإنه ل يقبل منه لو أنفق مثل أي ي‬
‫جوا لجيوعم العخعر جوتـلؤعمجن با لجقجدعر جخليعرهع جوجشمرهع«(‪ ،‬هناح ف قوله )تـلؤعمجن با لجقجدعر جخليعرهع جوجشمرهع( القدر منه ماح هو خي ومنه ماح هو شر؛‬
‫خي باحلنسبة لبن آدما وشر باحلنسبة لبن آدما‪،‬م فاحلكنلف قد يكون عليه قدور هو باحلضاحفة إليه خي‪،‬م وقد يكون عليه القدر‬
‫باحلضاحفة إليه شر‪،‬م وأماح باحلنسبة لفعل ال جل وعل فاحل جل وعل أفعاحله كلهاح خي؛ لنأاح موافقة لكمته العظيمة‪،‬م فلهذا‬
‫جاحء ف الديث أن النب قاحل ف ثناحئه على ربه »الشر ليس إليك« فاحل جل وعل ليس ف فعله شر فاحلشر باح يضاحف‬
‫إل العبد أصيب العبد بصيبة فهي شر باحلنسبة إليه أماح باحلنسبة لفعل ال فهي خي لنأاح موافقة لكمة ال جل وعل‬
‫الباحلغة وال سبحاحنه وتعاحل له المر كله‪.‬‬
‫قاحل)وعن عباحدةا بن الصاحمت‪،‬م أنه قاحل لبنه‪ :‬ياح بن!ِ إنك لن تد طعم الياحن حت تعلم أثن ماح أصاحبك ل يكن‬
‫ليخمطئك‪،‬م وماح أخطأكر ل يكن ليصيبك( وهذا لن القضاحء والقدر قد يفرغ منه يعن تقدير المور قد فرغ منه‪،‬م وال جل‬
‫وعل قد قدر الشياحء وقدر أسباحباح‪،‬م فاحلسبب الذي سيفعله الخمتاحر من عباحد ال مقدر كماح أن نتيجته مقدرةا‪،‬م ومن الياحن‬
‫ف للقول باحلقدر؛ يعن القول باحلب‬ ‫باحلقدر الياحن بأن ال جل وعل جعلك متاحرا وأنك لست مبورا‪،‬م فاحلقول باحلب مناح ر‬
‫ل يستقيم مع الياحن باحلقدر‪،‬م ل نن الياحن باحلقدر إياحن معه الياحن بأن العبد متاحر ليس بجب؛ لن التكليف وقع بذلك‪.‬‬
‫والبية طاحئفتاحن‪:‬‬
‫طائفة غلة‪ :‬وهم الهمية وغلةا الصوفية الذين يقولون إن العبد كاحلريشة ف مهب الريح وحركاحته حركاحت‬
‫إضطرارية‪.‬‬
‫ومنهم طائفة ليست بالغلة ‪ :‬وهم الشاحعرةا ونوهم الذين يقولون باحلب ف الباحطن وباحلختياحر ف الظاحهر‪،‬م‬
‫ويقولون‪ :‬إنن العبد له كسب؛ وهو أن يكون العبد ف الفعل الذي فعله مل لفعل ال جل وعل‪،‬م فييفعل به فيكون هو‬
‫مل للفعل ويضاحف الفعل إليه على جهة الكسب على ماح هو معروف ف موضعه من التفاحصيل ف كتب العقيدةا الطولة‪.‬‬
‫قاحل ف ذلك ذكر مرتبة الكتاحبة )سعت رسول ال يقول‪» :‬إعمن أجموجل جما جخلججق ال ا لجقلججم‪.‬هل فقال‪ :‬أتلكتت ل‬
‫ب‪.‬هل قال‪ :‬رب!ُ وجماذا‬
‫ب؟هل قال‪ :‬الكتتلب مقادير كل شيء حتى تقومج الساعة«( هذا فيه دليل على مرتبة الكاحتبة‪.‬‬
‫أجلكتت ت‬
‫[ ‪] 253‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وقوله )إعمن أجموجل جما جخلججق ال ا لجقلججم( معناحه على الصحيح عند الققي‪ :‬إنه حي خلق ال القلم‪،‬م فـ)أجموجل( هناح ظرف‬
‫بعن حي‪،‬م و)إعمن( اسهاح ضمي ]الشاحن[ مذوف‪،‬م إنه أول ماح خلق ال القلم فقاحل له اكتب؛ يعن حي خلق ال القلم‬
‫قاحل له أكتب‪،‬م فيكون قول أكتب هذا من جهة الظرفية؛ يعن حي خلق ال القلم قاحل له أكتب‪.‬‬
‫وأماح أول الخملوقاحت‪،‬م فاحلعرش ساحبق ف اللق على القلم كماح قاحل عليه الصلةا والسلما الديث الذي ف الصحيح‬
‫ف جسنجتة وكان عرتشهت على الماء« فهمناح من قوله )إعمن أجموجل‬
‫ض بعجخلمعسيجن أجل ج‬ ‫»قجلدر ال مجقاعدير الخللق قجـلبل أجلن يلخلتجق السماوا ع‬
‫ت جوالجلر ج‬ ‫مج ج‬ ‫ج ج‬ ‫ج ج ج‬
‫جما جخلججق ال ا لجقلججم‪.‬هل فقال‪ :‬أتلكتتلب( أنه حي خلق قاحل له أكتب والعرش كاحن قبل ذلك‪.‬‬
‫فإذن الكتاحبة كاحنت بعد اللق مباحشرةا ‪-‬بعد خلق القلم‪ -‬أماح العرش فكاحن ساحبقاح والاحء كاحن ساحبقاح أيضاح‪.‬‬
‫ولذا نقول الصحيح‪ :‬أن العرش ملوقا قبل القلم كماح قاحل ابن القيم رحه ال ف النونية‬
‫كتب القضاء به من الديان‬ ‫والناس مختلفون في القلم الذي‬
‫قولن عند أبي العل الهمذاني‬ ‫هل كان قبل العرش أو بعده‬
‫عند الكتابة كان ذا أركان‬ ‫والحق أن العرش قبله لنـه‬
‫إل آخر ماح ف هذا الباحب من مباححث ف الياحن باحلقدر‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫باب ما جاء في المصج بورين‬


‫ب يجلخلتتق جكجخلعقي؟هل فجـليجلختلقوا جذمرمة‪.‬هل أجلو لعيجلخلتتقوا‬ ‫ع‬
‫وعن أب هريرةا ‪،‬م قاحل‪ :‬رسول ال ‪» :‬جقاجل اللمهت تعالى‪ :‬جوجملن أجظللجتم ممملن جذجه ج‬
‫جحبمةم‪.‬هل أجلو لعيجلخلتتقوا جشععيجرمة« أخرجاحه‪.‬‬
‫ضاعهئوجن بعجخلعق‬
‫س جعجذابام يجـلوجم اللقجياجمعة‪ ,‬المعذيجن يت ج‬
‫ولماح عن عاحئشة رضي ال عنهاح‪،‬م أنث رسول ال قاحل‪» :‬أججشمد المنا ع‬
‫اللمعه«‪.‬‬
‫صموجرجها‬ ‫ولماح عن ابن عباحس رضي ال عنهماح‪ :‬سعت رسول ال يقول‪» :‬تكل مصوتر عفي المناعر‪.‬هل يجعل لجه بعتكل ت‬
‫صوجرة ج‬
‫ت لج ت ت م ت‬ ‫م ت جم‬
‫ب بها عفي جججهنمجم«‬
‫فس يتـجعمذ ت‬
‫نجـ ل ت‬
‫س بعجناعفخ«‪.‬هل‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬
‫ف أجلن يجـ لنـتفجخ فيجها المروجح يجـلوجم ا لقجياجمة‪.‬هل جولجلي ج‬ ‫صوجرةم عفي المدنلـجيا تكلم ج‬ ‫صموجر ت‬
‫ولماح عنه مرفوعاح»جملن ج‬
‫صوجرمة إعلم طججملستجـجها‪،‬م جولج‬ ‫ك جعلججى جما بجـجعثجعني جعلجليعه جرتسوتل اللمعه ‪ :‬أن لج تججد ج‬
‫ك‬
‫ولسلم وعشن أوكب اشلوثياحكج‪،‬م قاحل‪ :‬وقاحول كل وعلثي‪ .‬أجلم جأبلـجعثت ج‬
‫ع ت‬
‫قجـلبرام تملشعرفام إعلم جسمويلـتجهت ‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باب ما جاء في المصورين( والصورون جع تصحيح للمصّور‪،‬م والصور هو الذي يفعل إحداثا الصور؛‬
‫يعن هو الذي يقوما باحلتصوير‪،‬م والتصوير معناحه التشكيل؛ تشكيل الشيء حت يكون على هيئة صورةا‪،‬م والصورةا قد تكون‬
‫صورةا لدمي أو لغي آدمي من حيوان أو لنباحت أو لماحد أو لسماحء أو أرض‪،‬م فكل هذا يقاحل له مصور‪،‬م إذا كاحن يشكل‬
‫بيده شيئاح على هيئة صورةا ‪-‬صورةا معروفة‪.-‬‬
‫[ ‪] 254‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وقوله )باب ما جاء في المصورين ( يعن من الوعيد‪،‬م ومن الاحديث الت فيهاح أنأم جعلوا أنفسهم أندادا ل جل‬
‫وعل‪،‬م وعموما ماح ذكرناح ف معن الصور هذا من جهة العن‪،‬م أماح من جهة الكم فسيأت بياحن التفصيل إن شاحء ال‪.‬‬
‫مناحسبة الباحب لكتاحب التوحيد‪ :‬أن التوحيد هوأن ل ييعل ل ند فيماح يستحقه جل وعل‪،‬م والتصوير تنديد من جهة‬
‫أن الصور جعل فعله ندا لفعل ال جل وعل‪،‬م ولذا يدخل الرضى بصنيع الصّور ف قول ال جل وعل ﴿فججل تجلججعتلوا لعلعه‬
‫جأنجدامدا جوأجنلـتتلم تجـلعلجتموجن﴾]البقرةا‪ [22:‬إشذ ذلك حقيقته أنه جعل هذا الصّور شريكاح ل جل وعل ف هذه الصفة‪،‬م مع أن‬
‫تصويره ناحقص وتصوير ال جل وعل على جهة الكماحل؛ لكن من جهة العتقاحد ماح جعل هذا الخملوقا مصّورا وال جل‬
‫وعل هو الذي ينفرد باحلتصوير سبحاحنه وتعاحل ‪-‬يعن بتصوير الخملوقاحت كماح يشاحء‪ -‬كاحن من كماحل التوحيد أن ل ييرضى‬
‫باحلتصوير وأن ل يفعل أحد هذا الشيء؛ لن ذلك ل جل وعل‪،‬م فاحلتصوير من حيث الفعل مناحف لكماحل التوحيد‪،‬م وهذا‬
‫هو مناحسبة إيراد هذا الباحب ف هذا الكتاحب‪.‬‬
‫والناحسبة الثاحنية له أن التصوير وسيلة من وساحئل الشركر باحل جل وعل‪،‬م والشركر ووساحئله يب وصدهاح وغلق الباحب؛‬
‫لنأاح يشتدثا ف الناحس الشراكر أو وساحئل الشراكر‪.‬‬
‫فصاحر ‪-‬إذن‪ -‬التصوير له جهتاحن‪:‬‬
‫الجهة الولى‪ :‬جهة الضاحهاحةا بلق ال والتمثثل بلق ال جل وعل وبصفته واسه‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنه وسيلة للشراكر‪,‬هل الصورةا من حيث هي وسيلة‪،‬م قد ل يشركر باحلصورةا العينة الت عملت؛ ولكن الصورةا‬
‫من حيث النس هي وسيلة ‪-‬ول شك‪ -‬من وساحئل الشراكر‪،‬م وشركر كثي من الشركي كاحن من جهة الصور‪،‬م فكاحن من‬
‫تقيق التوحيد أن ل تقثر الصور لجل أن الصورةا وسيلة من وساحئل الشركي ف عباحداتم‪.‬‬
‫ب يجلخلتتق جكجخلعقي؟هل فجـليجلختلقوا جذمرمة‪.‬هل أجلو‬ ‫ع‬
‫قاحل )وعن أب هريرةا ‪،‬م قاحل‪ :‬رسول ال ‪» :‬جقاجل اللمهت تعالى‪ :‬جوجملن أجظللجتم ممملن جذجه ج‬
‫لعيجلخلتتقوا جحبمةم‪.‬هل أجلو لعيجلخلتتقوا جشععيجرمة« أخرجاحه( هذا الديثفيه معن وفيه تثيل‪:‬‬
‫ب يجلخلتتق جكجخلعقي( فصاحر الظلم معلقاح بأن العبد يلق كخملق ال جل وعل‪،‬م‬ ‫ع‬
‫أماح العن‪ :‬وهو قوله )جوجملن أجظللجتم ممملن جذجه ج‬
‫والقصود بذلك يصور كتصوير ال جل وعل للقه‪،‬م ث قاحل معّجزجا )فجـليجلختلقوا جذمرمة‪.‬هل أجلو لعيجلخلتتقوا جحبمةم‪.‬هل أجلو لعيجلخلتتقوا جشععيجرمة(‬
‫معلوما أن الذثروةا من حيث هي ذرةا‪،‬م هذا يكن أن يتعمل بأي شيء وترمي فتاهاح ف الضوء والشمس أنأاح ذرةا‪،‬م وكذلك‬
‫البة ‪-‬يعن حبة النطة حبة الب أو حبة الرزا‪ -‬مكن أن تصنع؛ ولكن ل يكن أن تكون كخملق ال جل وعل‪،‬م وكذلك‬
‫الشعيةا يكن أن تصنع شكل وأن تصور شكل؛ لكن يعجزج فيهاح الياحةا‪،‬م فمثل كحب الب أو الشعي أو الرزا أو نو ذلك‬
‫ينبت فيماح إذا وضع ف الرض الذي هو من خلق ال جل وعل‪،‬م أماح ماح صنعه الخملوقا فإنه ل تكون فيه حياحةا‪،‬م فاحلرزا‬
‫الصناحعي مثل الذي تأكلونه لو يرمي ف الرض لاح خرج منه ساحقا ولاح خرج له جذر ولووماح كاحنت منه حياحةا‪،‬م وأماح الذي‬
‫يكون من خلق ال جل وعل فهو الذي أودع فيه سر حياحةا ذلك النس من الخملوقاحت‪.‬‬
‫ولذا قاحل بعض أهل العلم‪ :‬إن هذا على وجه التعجيزج‪،‬م فاحلذي يلق كخملق ال جل وعل هذا من جهة ظنه‪،‬م أماح‬
‫من جهة القيقة فإنه ل أحد يلق كخملق ال‪،‬م ولذا صاحر ذلك مشبهاح نفسه باحل جل وعل‪،‬م فصاحر أظلم اللق‪.‬‬
‫[ ‪] 255‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫استدل ماحهد وغيه من السلف بقوله )فجـليجلختلقوا جذمرمة‪.‬هل أجلو لعيجلخلتتقوا جحبمةم‪.‬هل أجلو لعيجلخلتتقوا جشععيجرمة( على أن تصوير ماح ل حياحةا‬
‫فيه أو ماح ل روح فيه مرما؛ لنه هناح قاحل )فجـليجلختلقوا جذمرمة‪.‬هل أجلو لعيجلخلتتقوا جحبمةم‪.‬هل أجلو لعيجلخلتتقوا جشععيجرمة( فذكر البة والشعيةا قاحلوا‬
‫ب ونو ذلك ل يوزا‪.‬‬ ‫فتصوير الشجاحر وتصوير الو ث‬
‫وجهور العلماحء على خلف ذلك وأثن المر ف هذا الديث للتعجيزج وليس لهة التعليل‪،‬م ولذا قاحل ف الديث‬
‫ف أجلن يجـلنـتفجخ عفيجها المروجح( علمناح‬‫س بعجنافعتخ( فلماح قاحل )تكلم ج‬ ‫ع‬ ‫صوجرةم عفي المدنلـجيا تكلم ج‬
‫ف أجلن يجـ لنـتفجخ فيجها المرو ج‬
‫ح جولجلي ج‬ ‫الذي بعده قاحل )جملن ج‬
‫صموجر ت‬
‫أ نن النهي من جهة التصوير كاحن منصباح على ماح فيه روح يعن على ماح حياحته بلول الروح فيه‪،‬م أماح ماح حياحته باحلنماحء‬
‫كاحلزجروعاحت والشجاحر ونوهاح فليس داخل ف ذلك‪.‬‬
‫ضاعهئوجن بعجخلعق‬
‫س جعجذابام يجـلوجم اللقجياجمعة‪ ,‬المعذيجن يت ج‬
‫قاحل )ولماح عن عاحئشة رضي ال عنهاح‪،‬م أنث رسول ال قاحل‪» :‬أججشمد المنا ع‬
‫اللمعه«( هذا فيه تنبيه للعلة‪،‬م وهذه العلة هي الضاحهاحت بلق ال جل وعل وهي أحد العلتي اللتي من أجلهماح يحرما‬
‫التصوير‪،‬م فاحلتصوير يحّرما وصاحر صاححبه من أشد الناحس عذاباح لجل أنه يضاحهي بلق ال جل وعل؛ ولن الصورةا وسيلة‬
‫للشركر‪.‬‬
‫الضاحهاحةا بلق ال جل وعل الت يرّتب عليهاح بأن يكون فاحعلهاح أشد الناحس عذاباح يوما القياحمة ف هذا الديث عند‬
‫كثي من العلماحء‪ :‬أنأاح ماح كاحنت على وجه الكفر‪،‬م وتكون الضاحهاحةا ف التصوير كفرا ف حاحلتي‪:‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬أن يصور صنماح ليعبد‪،‬م أو يصور إلاح ليعبد‪،‬م أو يصور إلاح يعبد ف الواقع‪،‬م فيصور لهل البوذية صورةا‬
‫بوذا‪،‬م أو يصور للنصاحرى السيح أو يصور أما السيح ونو ذلك‪،‬م فتصوير ماح ييعبد من دون ال جل وعل مع العلم أنه‬
‫ييعبد هذا كفر باحل جل وعل؛ لنه صور وثناح ليعبد وهو يعلم أنه يعبد‪،‬م فيكون شركاح أكب وكفرا باحل جل وعل‪.‬‬
‫والدرجة الثانية ‪ :‬أن يصور الصورةا ويزجعم أنأاح أحسن من خلق ال جل وعل‪،‬م فيقول هذه أحسن من خلق ال‪،‬م أو‬
‫ت ف خلقي وتصويري ماح فعل ال جل وعل‪،‬م فهذا كفر أكب وشركر أكب باحل جل جلله‪.‬‬ ‫أناح فيـشق ي‬
‫ضاعهئوجن بعجخلعق اللمعه(‪.‬‬
‫س جعجذابام يجـلوجم اللقجياجمعة‪ ,‬المعذيجن يت ج‬
‫وهذا هو الذي يحل عليه الديث وهو قوله )أججشمد المنا ع‬
‫ويدخل فيه أيضاح من ضاحهى باحلتصوير عاحمة باح ل يرجه من اللة؛ كاحلذي يرسم بيده أو ينحت التمثاحل وينحت‬
‫الصورةا‪،‬م ماح ل يدخل ف الاحلتي الساحبقتي فهو كبيةا من الكباحئر وصاححبهاح ملعون ومتوعد باحلناحر‪.‬‬
‫قاحل )ولماح عن ابن عباحس رضي ال عنهماح‪ :‬سعت رسول ال يقول‪» :‬تكل مصوتر عفي المناعر‪.‬هل يجعل لجه بعتكل صورةت‬
‫ت لج ت ت م ت ج‬ ‫م ت جم‬
‫فس( أفاحد أثن ذلك التصوير وقع لشيء تله النفس وهو اليواناحت أو الدمي‪،‬م‬ ‫ب بها عفي جججهنمجم«( قوله )نجـ ل ت‬
‫فس يتـجعمذ ت‬
‫صموجرجها نجـ ل ت‬
‫ج‬
‫صموتر عفي المناعر( هذا يفيد أن التصوير كبيةا من الكباحئر‪.‬‬ ‫ولذا صاحر الوعيد منصباح على ذلك‪،‬م وقوله )تكمل تم ج‬
‫س بعجناعفتخ«( لن الروح إناح‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫صوجرةم عفي المدنلـجيا تكلم ج‬
‫ف أجلن يجـ لنـتفجخ فيجها المرو ج‬
‫ح يجـلوجم ا لقجياجمة‪.‬هل جولجلي ج‬ ‫قاحل )ولماح عنه مرفوعاح»جملن ج‬
‫صموجر ت‬
‫هي ل جل وعل‪.‬‬
‫صوجرةم إعلم طججملستجـجها‪،‬م جولج‬ ‫ك جعلججى جما بجـجعثجعني جعلجليعه جرتسوتل اللمعه ‪ :‬أن لج تججد ج‬
‫ك‬
‫)ولسلم وعشن أوكب اشلوثياحكج‪،‬م قاحل‪ :‬قواحول كل وعلثي‪ .‬أجلم جأبلـجعثت ج‬
‫ع ت‬
‫قجـلبرام تملشعرفام إعلم جسمويلـتجهت«( ف هذا الديث التنبيه على العلة الثاحنية من علت تري التصوير وهو أنه وسيلة من وساحئل الشركر‪،‬م‬
‫ووجه الستدلل من هذا الديث أنه قرن ف المر؛ قرن بي الصورةا والقب الشرف‪،‬م وبقاحء القب الشرف وسيلة من‬
‫[ ‪] 256‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وساحئل الشركر‪،‬م وكذلك للقتان بقاحء الصورةا أيضاح وسيلة من وساحئل الشركر‪،‬م فاحلنب عليه الصلةا والسلما بعث علياح بأن ل‬
‫يدع صورةا إل طمسهاح؛ لن الصورةا من وساحئل الشركر‪،‬م وأل يدع قبا مشرفاح إل سواه لن بقاحء القبور مشرفة يدعو إل‬
‫تعظيمهاح وذلك من وساحئل الشركر‪.‬‬
‫هناحكر خلف ف بعض مساحئل التصوير مله كتب الفقه‪،‬م والفتوى من جهة التصوير الديث هذا الذي يكون‬
‫باحللت إماح ماح يرج منهاح ثاحبتاح كاحلكاحميا الفورية أو ماح يبقى على الورقا‪،‬م أو ماح يكون منهاح متحركاح كاحلتصوير باحلفيديو أو‬
‫التلفزجيون أو نو ذلك‪،‬م وهذا مل الكلما عليه كتب الفقه‪.‬‬

‫باب ما جاء في كثرة الحلف‬


‫احجفتظوا أجليمانجتكلم﴾]الاحئدةا‪.[89:‬‬
‫وقول ال تعاحل‪﴿ :‬جو ل‬
‫سلجععة‪ ,‬جملمجحجقةت عللكسب« أخرجاحه‪.‬‬ ‫ع‬
‫ف جم لنـجفجقةت لل م‬‫ت وريسوول اللثكه يوـيقويل‪» :‬ا لجحلع ت‬ ‫ك‬
‫وعن أب يهوريشـوروةا وقاحول‪ :‬وسشع ي‬
‫ب أجعليتم‪ :‬تأشيمط زان‪ ،‬وعائل مستكبر‪ ،‬ورجل‬ ‫وعن سولماحن‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬ثجلجثجةت لج يتجكلمتمتهتم ال‪ ,‬جولج يتـجزمكيعهلم‪ ,‬جولجتهلم جعجذا ت‬
‫جعل ال بضاعته‪ ،‬ل يشتري إل بيمينه‪ ،‬ول يبيع إل بيمينه«‪ .‬رواه الطبانا بسند صحيح‪.‬‬
‫وف الصحيح عن عمران بن حصي ‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬خيتر أممتي قجرني‪ ,‬ثمم الذين جيلونهم‪ ,‬ثمم الذين جيلونهم‪.‬هل ‪-‬قال‬
‫ععمراتن‪ :‬فل أدري أذكجر بعجد قرعنه مرتين أو ثلثام‪.-‬هل ثمم إمن بعجدكم قومام يشهدون ول تيستشهدون ويخونون ول يتـلؤتججمنون‪ ,‬وجينذرون ول‬
‫سجمن«‪.‬‬
‫جيفون‪ ,‬وجيظهر فيهم ال م‬
‫س قجرني‪ ,‬ثمم الذين جيلونهم‪ ,‬ثمم الذيجن جيلوجنهم‪.‬هل ثمم جيجيءت أقوامت جتسبعتق شهادةت‬
‫وفيه عن ابن مسعود‪،‬م أن النب قاحل‪» :‬خيتر المنا ع‬
‫أحعدهم جيميجنه وجيمينتهت شهادجته«‪.‬هل قال إبراهيم‪ :‬وكانوا جيضعربوجننا على الشهادعة والجعهد ونحن صغار‪.‬هل‬
‫]الشرح[‬
‫هذا )باب ما جاء في كثرة الحلف( ومن الظاحهر والبي أن القلب العظم ل جل جلله الذي إذا ذكر ال وجل قلبه‬
‫أنه ل يستعمل اللف‪،‬م وكثرةا اللف ل تاحمع كماحل التوحيد‪،‬م فإن من وكيمل التوحيد ف قلبه أو قاحرب الكماحل ل يكون‬
‫جاحعل ل جل وعل ف يينه؛ يعل ال جل وعل ف يينه إذا تكلم تكلم باحللف وإذا باحع باحع باحللف وإذا اشتى‬
‫اشتى باحللف ونو ذلك‪،‬م فهذا ليس من التعظيم الواجب ل جل وعل‪.‬‬
‫فإن الواجب على العبد أن يعظم ال جل وعل أو ل يكثر اليمي والقصود باحليمي‪،‬م واللف هناح اليمي النعقدةا‬
‫الت عقدهاح صاححبهاح‪،‬م أماح لغو اليمي فإن هذا معفو عنه مع أن الكماحل فيه والستحب أن يّلص الوحد لساحنه وقلبه من‬
‫كثرةا من كثرةا اللف ف الكراما ونوه بلغو اليمي‪.‬‬
‫فمناحسبة هذا الباحب لكتاحب التوحيد ظاحهرةا وهي أن تقيق التوحيد وكماحل التوحيد ل ياحمع كثرةا اللف‪،‬م فكثرةا‬
‫اللف مناحفية لكماحل التوحيد‪،‬م واللف هو كماح ذكرناح تأكيد المر بعنظم وهو ال جل جلله‪،‬م فمن أكد وعقد اليمي‬
‫باحل جل وعل وأكثر من ذلك وأكثر فإنه ل يكون معّظماح ل جل جلله له‪،‬م إشذ ال سبحاحنه وتعاحل يب أن يصاحن اسه‬
‫[ ‪] 257‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ويصاحن اللف به واليمي به إل عند الاحجة إليهاح‪،‬م أماح كثرةا ذلك؛ كثرةا ميئة على اللساحن فهو ليس من صفة ليس من‬
‫صفة أهل الصلح‪.‬‬
‫احجفتظوا أجليمانجتكلم( وهذا المر للوجوب؛ لنه وسيلة لتحقيق تعظيم ال‬
‫ولذا أمر ال جل وعل يفظ اليمي‪،‬م فقاحل )جو ل‬
‫احجفتظوا أجليمانجتكلم( هذا إياحب بأن يفظ العبد يينه‪،‬م فل يلف عاحقدا اليمي إل‬
‫جل وعل وتقيق كماحل التوحيد‪،‬م فقوله )جو ل‬
‫على أمر شرعي بثي‪،‬م أماح أن يلف دائماح ويعل ال جل وعل ف يينه فهذا ليس من تعظيم أساحء ال جل جلله‪.‬‬
‫سوول اللثكه يوـيقويل‪» :‬ا لجحلع ت‬
‫ف جملنـجفجقةت عللمسلجععة‪ ,‬جملمجحجقةت عللكسب« أخرجاحه( وسبب‬ ‫ت ور ي‬
‫ك‬
‫قاحل )وعن أب يهوريشـوروةا قواحول‪ :‬وسشع ي‬
‫ذلك أنه نوع عقوبة أثن هذا الذي يبيع باحللف فإنه وتنفق سلعته ولكن كشسيبه ييحق لن مق الكسب يكون نوع عقوبة‬
‫لجل أنه ل يفعل الواجب من تعظيم ال جل وعل‪.‬‬
‫ب أجعليتم‪ :‬تأشيمط زان( يعن من‬
‫قاحل‪ ):‬وعن سولماحن‪،‬م أن رسول ال قاحل‪» :‬ثجلجثجةت لج يتجكلمتمتهتم ال‪ ,‬جولج يتـجزمكيعهلم‪ ,‬جولجتهلم جعجذا ت‬
‫شطه الشيب وقلبه متعلق باحلزجناح والعياحذ باحل‪،‬م فإنه ليس عنده من الدواعي للزجناح ماح يعله يقبل عليه‪،‬م ليس كحاحل من كاحن‬
‫شاحباح‪،‬م فهو قد وووخطوهي الشيب‪،‬م)‪ (1‬فيكون إذن ف قلبه حب العصية وليست مسألة غلبة الشهوةا‪،‬م ولذا كاحن من أهل هذا‬
‫الوعيد العظيم؛ لن ل يكلمهم ال ول يزجكيهم وله عذاب أليم‪.‬‬
‫والصفة الثاحنية قاحل )عائل مستكبر( هذا النوع الثاحنا وهو من جنس الول‪،‬م فإن الستكباحر كماح قاحل العلماحء يكون‬
‫إستكباحرا للذات ويكون استكباحرا للصفاحت‪،‬م فإذا كاحن استكباحرا للصفاحت فهذا مرما ولكنه أهون كمن يكون ذا جاحه ورفعة‬
‫فتكب لجل ماحوله من الاحه والرفعة‪،‬م فهذا ل يوزا لكن عنده ماح ييوقع ف قلبه الشبهة والفتنة باحلتكب أو الستكباحر‪،‬م أو‬
‫يكون ذا جاحل‪،‬م أو يكون ذا سعة ونو ذلك‪،‬م فعنده سبب يعله يتكب وهذا يكثر ف أهل الغن‪،‬م فأهل الغن يكون كثيا‬
‫عندهم نوع تكب على من كاحنوا من أهل الفقر أو ليسوا من أهل الغن‪،‬م فهذا عنده وصف جعله يتكب؛ لكن العظم أن‬
‫يكون تكبه ف الذات؛ لشن ليس عنده صفة تعله متكبا‪،‬م وهذا هو النوع الول وهو استكباحر للذات‪،‬م يرى نفسه كبيا‬
‫ويتعاحظم وهو ليس عنده شيء من الصفاحت يعله كذلك‪،‬م فهذا يكون كفعله كبيةا من الكباحئر العظيمة ويدخل ف هذا‬
‫الديث‪،‬م ولذا قاحل )وعائل مستكبرا ( لن العاحئل وهو الفقي الكثي العياحل ليس عنده من لصفاحت ماح يكون الستكباحر‬
‫شبهة عنده أو لجل تلك الصفاحت أو يكون وث فتنة عنده إل لاح قاحما ف نفسه البيثة من الكب‪.‬‬
‫قاحل )ورجل جعل ال بضاعته‪ ،‬ل يشتري إل بيمينه‪ ،‬ول يبيع إل بيمينه( وهذا موطن الشاحهد من الديث‪،‬م وهو ظاحهر ف‬
‫أنه مذموما وأنه صاححب كبيةا؛ لنه جعل ال بضاحعته ويبيع باحليمي ويشتي باحليمي وهذا ل ياحمع كماحل التوحيد؛ بل ل‬
‫ياحمع تعظيم ال جل وعل التعظيم الواجب فيكون مرتكباح لرما‪.‬‬
‫والديث الذي بعضه واضح وكذلك الذي بعده‪،‬م وآخره قول إبراهيم النخمعي )قال إبراهيم‪ :‬وكانوا جيضعربوجننا على‬
‫الشهادعة والجعهد ونحن صغار‪.‬هل( هذا فيه تأديب السلف لولدهم ولذراريهم على تعظيم ال جل وعل‪،‬م فإن الشهاحدةا‬

‫‪.‬خاحلط سواود شعره )‪1‬‬


‫[ ‪] 258‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫والعهد واجب أن تكون مع التعظيم ل جل وعل والوف من لقاحئه والوف من الظلم‪،‬م فكاحنوا يؤّدبون أولدهم على‬
‫)‪(1‬‬
‫ذلك حت يتمرنوا وينشأوا على تعظيم توحيد ال وتعظيم أمر ال ونأيه‪.‬‬
‫‪X‬‬

‫بابت ما جاء في ذعممة ال وذممة نبيه‬


‫يدجها جوقجلد جججعلتتتم الج جعلجليتكلم جكعفيلم إعلن الج يجـلعلجتم جما‬ ‫ان جبلعجد جتولعك ع‬
‫الليمج ج‬
‫ضوا ج‬ ‫دتلم جوجل جتلنتق ت‬‫اه ب‬ ‫وقوله تعاحل‪﴿ :‬جوجألوتفوا بعجعهلعد ع‬
‫ال عإجذا عج ج‬
‫تجـلفجعتلوجن﴾]النحل‪.[91:‬هل‬
‫ص عته عبتجـلقجوىَ ال وجملن جمجعهت عمجن التملسلععميجن‬ ‫صاهت في جخا م‬ ‫ش أو سرلية ألو ج‬ ‫وعن بـيريشودوةا‪،‬م قاحل‪ :‬كاجن رسوتل ال إذا أممر أميرام على ججلي ت‬
‫و‬
‫ت‬‫تغلوا تغدعروا ول تجلمثتلوا‪ ,‬ول تجـلقتتـتلوا جوليدما‪ ,‬فإذا لجعقي ج‬ ‫خجيرام‪ ،‬فقال‪ :‬الغتزوا بعلسم ال في سبيعل ال‪ ,‬جقاتعتلوا جملن جكجفجر بال‪ ,‬الغتزوا ول ج ب‬
‫ف ع لنـتهلم‪ ،‬ثم الدعتتهلم إلى السلعم‬ ‫صاتل )أو عخلجتل( فأيمتهن ما أججاتبوجك فاقلـبجلل عم لنـتهلم وتك م‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬
‫جعتدتوجك مجن التملشعركيجن فالدعتتهلم إلى ثلث خ ج‬
‫ع‬
‫ك فإمن لجتهلم ما‬ ‫فإن أججاتبوجك فاقلـبجلل عم لنـتهلم‪ ،‬ثم الدعتتهلم إلى التمجحوبعل عملن جداعرعهلم إلى جداعر التمجهاعجعريجن‪ ,‬وألخبعلرتهلم أنهم إن فجـجعتلوا ذل ج‬
‫ب التملسلععميجن يجلجعري جعلجليعهلم تحلكتم ال‬ ‫لعلتمجهاعجعريجن جوجعلجليعهلم ما جعجلى التمجهاعجعريجن‪ ,‬فإلن أبجـلوا ألن يجـتججحموتلوا منها فأجلخبعلرتهلم أنمـتهلم يجتكوتنوا كألعرا ع‬
‫ج‬
‫تعالى‪ ,‬ول يكون لجتهلم في الغجعنيجمعة وا لجفيعء جشليءت إلم أن يتججاعهتدوا مع التملسلععميجن‪ ,‬فإلن هم أبجـلوا فاسألهم الجعلزية‪ ،‬فإن هم أججاتبوجك‬
‫صنت فجأججراتدوجك ألن تجلججعجل لهم ذملجة ال وعذممةج جنبيمعه‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫فاقلـبجلل عم لنـتهلم وتك م‬
‫ت أجلهجل ح ل‬ ‫صلر ج‬ ‫ف ع لنـتهلم‪ ،‬فإلن هم أبجـلوا جفالستجعلن بال جوجقاتلتهلم‪.‬هل وإذا جحا ج‬
‫صجحابعتكلم أجلهجولن عملن ألن‬ ‫ع‬
‫ك‪ ,‬فإنمتكلم ألن جتلخفتروا عذممتتكلم جوعذممة أ ل‬ ‫صجحابع ج‬‫ك وعذجمة أ ل‬ ‫فل تجلججعجل لجتهلم عذممةج ال وعذممةج نجبعيمعه ولعكلن الججعلل لجتهلم عذممتج ج‬
‫صتن فأجراتدوجك ألن تتنزلهم على تحلكعم ال فل تـلنعزلتتهلم على تحلكعم ال ولكن أنلعزلتهلم‬ ‫ع‬ ‫تلخعفروا عذمةج ال وعذمةج ع ع‬
‫ت ألهجل ح ل‬ ‫صلر ج‬‫نبيه‪ ,‬وإذا جحا ج‬ ‫م‬ ‫ت م‬
‫ب تحلكجم ال فيعهلم أم ل« رواه مسلم‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ك فجعإنم ج‬‫على تحلكعم ج‬
‫ك لج تجلدعري أ تصي ت‬
‫]الشرح[‬
‫هذا باحب عظيم من البواب الخيةا ف هذا الكتاحب وهو )باب ما جاء في ذمة ال وذمة نبيه (‪.‬‬
‫ع‬ ‫ك‬
‫صنت فجأججراتدوجك ألن تجلججعجل‬‫ت أجلهجل ح ل‬ ‫وذشكير الماحما رحه ال لذا الباحب لجل حديث بريدةا الذي ساحقه وفيه )وإذا جحا ج‬
‫صلر ج‬
‫ك‪ ,‬فإنمتكلم ألن جتلخعفتروا عذممتتكلم جوعذملة‬ ‫لهم ذملجة ال وعذممةج جنبيمعه فل تجلججعجل لجتهلم عذممةج ال وعذممةج نجبعيمعه ولعكلن الججعلل لجتهلم عذممتج ج‬
‫ك وعذجمة أ ل‬
‫صجحابع ج‬
‫ألصجحابعتكلم أجلهجولن عملن ألن تلخعفتروا عذممةج ال وعذممةج نبيععه( وهذا لجل تعظيم الرب جل وعل وتعظيم رسوله فإن تعظيم ال جل‬
‫وعل ف مناحجاحته وف سؤاله وف العباحدةا له جل وعل وف التعاحمل مع الناحس هذا كله من كماحل التوحيد‪،‬م وهذا الباحب من‬
‫جهة التعاحمل مع الناحس كماح جاحء ف الباحب الذي قبله‪،‬م فاحلباحب الذي قبله وهو )باب ما جاء في كثرة الحلف( متعلق بتعظيم‬
‫ال جل وعل حي التعاحمل مع الناحس‪،‬م و)باب ما جاء في ذمة ال وذمة نبيه( متعلق باحلتعاحمل مع الناحس ف الاحلت الوعكسرةا‬
‫الصعبة وهي حاحل الهاحد‪،‬م فنونبه على أن تعظيم الرب جل وعل يكون ف التعاحمل ف أعصب الاحلت وهو الهاحد فإن‬
‫العبد يكون موقرا ل مل ل معظماح لساحئه وصفاحته‪،‬م ومن ذاكر أن تعظم ذمة ال وذمة نبيه‪،‬م والذمة بعن العهد وذمة ال‬
‫يعن عهد ال وعهد نبيه‪،‬م فإنه إذا كاحن يعطي بعهد ال ث يفر فقد خفر عهد ال جل وعل وفجر ف ذلك‪،‬م وهذا مناحف‬
‫لكماحل التوحيد الواجب؛ لن الواجب علىاحلعبد أن يـيوعّظم ال جل جلله وأن ل يفر عهده وذمته؛ لنه إذا أعطى بذمة‬

‫‪.‬انتهى الشريط الاحمس عشر )‪1‬‬


‫[ ‪] 259‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫ال فإنه يب عليه أن يوف بذه النعمة مهماح كاحن حت ل يينسب النقص لعدما تعظيم ذثمة ال جل جلله ومن أهل‬
‫السلما‪.‬‬
‫لذا كاحن إعطاحء مثل هذه الكلمة مثل كثرةا اللف‪،‬م فل يوزا أن تعل ف العهد ذمة ال وذمة نبيه كماح ل يوزا‬
‫كثرةا الياحن؛ لن ف كل منهماح ونقصاح ف تعظيم الرب جل جلله‪.‬‬
‫يدجها﴾]النحل‪ ([91:‬العهد ف‬
‫ان جبلعجد جتلوعك ع‬
‫ضوا الجليجم ج‬
‫دتلم وججل جتلنقت ت‬
‫اه ب‬
‫ال عإجذا عج ج‬
‫قاحل )وقوله تعاحل‪﴿ :‬جوجألوفتوا عبعجلهعد ع‬
‫قوله )وججأولتفوا بعجعهلعد الع( فيّسر باحلعقد وفيّسر باحليمي‪:‬‬
‫فاحلعهد بعن العقد كماح قاحل جل وعل ﴿أجلوتفوا عبالجعلهعد إعلن الجعلهد جكاجن جملستئولم﴾]السراء‪،[24:‬م وقاحل جل وعل ﴿جيا أجيبـجها‬
‫دتلم( بأنأاح العقود الت‬
‫اه ب‬ ‫العذيجن آجمتنوا أجلوتفوا عبالعتتقوعد﴾]الاحئدةا‪ ،[1:‬فاحلعقد والعهد بعن؛ فلهذا فسر )جوجألوتفوا بعجعهلعد ع‬
‫ال عإجذا عج ج‬
‫تكون بي الناحس‪.‬‬
‫يدجها(‪.‬‬‫ان جبلعجد جتلوعك ع‬ ‫سر العهد هناح بأنه اليمي ودثل عليه قوله بعدهاح )جولج جتلنتق ت‬
‫ضوا الجليجم ج‬ ‫وفي ّ‬
‫فيجب الوفاحء باحلعهد ويب الوفاحء باحليمي تعظيماح لق ال جل وعل‪،‬م لن من أعطى اليمي ل فإن معناحه أنه أنكد‬
‫وفاحءه بذا الشيء الذي تكلم به؛ أكد ذلك باحل جل جلله‪،‬م فإذا خاحلف وأنخر فمعن ذلك أنه ل يعظم ال تعظيماح‬
‫يدجها جوقجلد‬
‫ان جبلعجد جتولعك ع‬
‫الليمج ج‬
‫ضوا ج‬ ‫خاحف بسببه من أن ل يقيم ماح يب ل جل وعل من الوفاحء باحليمي‪،‬م ولذا قاحل )جوجل جتلنتق ت‬
‫جججعلتتتم الج جعلجليتكلم جكعفيلم( حي استشهدت ال جل جلله أو حي حلفتم باحل جل جلله‪،‬م ولذا كثفاحرةا اليمي واجبة على ماح هو‬
‫مفصل ف موضعه من كتب الفقه‪.‬‬
‫والديث ظاحهر الّدللة على ذكرناح؛ ففيه تعظيم ال جل جلله بأن يعطى العبد الناحس بذمة ال وذمة نبيه ؛ بل أن‬
‫يعطى بذمته هو‪.‬‬
‫وف هذا تنبيه عظيم لهل التوحيد وطلبة العلم الذين يهتمون بذا العلم ويعرف الناحس منهم أنأم يهتمون بذا العلم‬
‫أل يبيدر منهم ألفاحظ أو أفعاحل تدثل على عدما وتوثمكلهم كبذا العلم فإن التوحيد هو مقاحما النبياحء والرسلي ومقاحما أولياحء ال‬
‫الصاحلي‪،‬م فأن يتعلم طاحلب العلم مساحئل التوحيد ث ل تظهر على لساحنه أو على جوارحه أو على تعاحمله ل شك أن هذا‬
‫يرجع ولو ل يشعر يرجع إل اتاحما ذلك الذي حله من التوحيد أو من العلم الذي هو علم النبياحء والرسلي عليهم‬
‫الصلةا والسلما‪.‬‬
‫صنت فجأججراتدوجك ألن تجلججعجل لهم ذملجة ال وعذممةج جنبيمعه فل تجلججعجل لجتهلم عذممةج ال وعذممةج‬ ‫ع‬
‫ت أجلهجل ح ل‬ ‫فتوذنكر قول النب هناح )وإذا جحا ج‬
‫صلر ج‬
‫نجبعيمعه( لجل أنه قد ييدخل على أهل السلما وأو على الدين ف نفسه من جهة فعلهم‪،‬م فيخمفرون هذه الذمة فيجه اخفاحر‬
‫ذلك إل اتاحما ماح حلوه من السلما ومن الدين‪،‬م فهذه مسألة عظيمة فتستحضر أن الناحس ينظرون إليك خاحصة ف هذا‬
‫الزجماحن ‪-‬الذي هو زاماحن شبه وزاماحن فتم‪ -‬ينظرون إليك أنك تمل يسثنة‪،‬م تمل توحيدا‪،‬م تمل علماح شرعياح‪،‬م فل تعاحملهم‬
‫إل بشيء يكون معه تعظيم الرب جل وعل‪،‬م وتعل أولئك يعظمون ال جل وعل بتعظيمك له‪،‬م ول تفر ف اليمي ول‬
‫ص لثر ماح تمله من العلم والدين‪.‬‬ ‫ك‬
‫تفر ف ذمة ال‪،‬م أو تكون ف الشهاحدةا حاحئفاح أو ف التعاحمل حاحئفاح؛ لن ذلك يمشنق ز‬
‫[ ‪] 260‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫ع‬
‫صتن فأجراتدوجك ألن تتنزلهم على تحلكعم ال فل‬
‫ت ألهجل ح ل‬ ‫فتذكر هذا‪،‬م وتذكر أيضاح قوله عليه الصلةا والسلما هناح )وإذا جحا ج‬
‫صلر ج‬
‫ب تحلكجم ال فيعهلم أم ل أو نجلحجو هذا( وذلك حت إذا كاحن‬ ‫ع‬ ‫تـلنعزلتتهلم على تحلكعم ال ولكن أنلعزلتهلم على تحلكعم ج‬
‫ك فجعإنم ج‬
‫ك لج تجلدعري أ تصي ت‬
‫غلظ فيكون الغلط منسوباح إل من وحوكوم ‪-‬إل هذا البشر‪،-‬م ول يكون منسوباح إل يحشكم ال‪،‬م فيصد الناحس عن دين ال‪،‬م‬
‫وكم من الناحس من يملون سنة أو علماح أو يملون استقاحمة يسيئون بأفعاحلم وأقوالم؛ لجل عدما تعلمهم أو فهمهم ماح‬
‫يب ل جل وعل وماح يب لسنة النب وماح يدعوهم إليه الرب الكري جل وعل وتعاحل وتقدس‪.‬‬
‫نبأ إل ال جل وعل من كل نقص‪،‬م ونسأله أن يعفو ويتجاحوزا ويرحناح جيعاح‪.‬‬

‫باب ما جاء في الإقسام على ال‬


‫جعلن تجلنجدب بن عبد ال ‪،‬م قاحل ‪ :‬قاحل رسول ال »جقاجل جرتجل‪ :‬جواللمعه لج يجـغلعفتر اللمهت لعتفلجتن‪،‬م فقال الت عز وجل‪ :‬جملن ذجا‬
‫ت جعجملججك« رواه مسلم‬ ‫ت لعهت‪.‬هل جوأجلحبجطل ت‬
‫الذي جيجتجأللى جعلجمي أجلن لج أجلغعفجر لعتفلجتن‪.‬هل فجعإمني قجلد غججفلر ت‬
‫ع‬
‫ت تدنلـجياهت جوآعخجرتجهت‪.‬‬
‫وف حديث أب هريرةا أن القاحئل رجل عاحبد‪ .‬قاحل أبو هريرةا‪ :‬تججكلمجم بعجكلعجمتة أجلوبجـجق ل‬
‫]الشرح[‬
‫)باب ما جاء في القسام على ال( القساحما على ال يكون على جهتي‪:‬‬
‫جهة فيها التأل والتكب والتجب ورفعة هذا التأل نفسه حت يعل له على ال حق‪,‬هل وهذا مناحف لكماحل التوحيد‪،‬م وقد‬
‫يناحف أصله‪،‬م وصاححبه متوعد باحلعقاحب الذي جاحء ف مثل هذا الديث‪،‬م فهذا يتأل فيجعل ال جل وعل يكم باح اختاحره هو‬
‫من الكم‪،‬م فيقول‪ :‬وال ل يصل لفلن كذا‪ .‬تكبا واحتقاحرا للخرين فييد أن يعل حكم ال جل وعل كحكمه تألياح‬
‫واستبعاحدا أن يفعل جل وعل ماح ظنه هو‪،‬م فهذا التأل و الستبعاحد نوع تكم ف ال جل وعل وف فعله‪،‬م وهذا ليصدر من‬
‫قلب معظم ل جل وعل‪.‬‬
‫والحال الثانية أن يقسم على ال جل جلله ل على جهة التأل؛ ولكن على جهة أنه ماح ظنه صحيح‪،‬م ف أمر‬
‫وقع له أو ف أمر يواجهه‪،‬م فهذا يقسم على ال أن يكون كذا ف الستقبل على جهة التذلل والضوع ل ل على جهة‬
‫التأل‪،‬م وهذا هو الذي جاحء فيه الديث »ومن عباد ال ومن أقسم على ال لبلره« لنه أقسم على ال ل على جهة‬
‫التعاحظم والتكب والتأل؛ ولكن على جهة الاحجه والفتقاحر إل ال‪،‬م فحي وأقسم أقسم متاحجاح لل ال وأكد ذلك باحل و‬
‫أساحئه من جهة طنه السن باحل جل وعل‪،‬م فهذا جاحئزج ومن عباحدال من أقسم على ال لبره؛ لنه قاحما ف قلبه من‬
‫العبودية ل والذل الضوع ماح جعل ال جل وعل ييبه ف سؤاله ويعطيه طلكبووته ورغبته‪.‬‬
‫وأماح الاحل الول فهي حاحل التكب التّفع الذي يظن أنه بلغ مقاحماح بيث يكون فعل ال جل وعل تبعاح لفعله‪،‬م فتكب واحتكر‬
‫غيه‪.‬‬
‫فبهذا التفصيل يتضح ماح جاحء ف هذا الباحب من الديث‪.‬‬
‫قاحل )جعلن تجلنجدب بن عبد ال ‪،‬م قاحل ‪ :‬قاحل رسول ال »جقاجل جرتجل‪ :‬جواللمعه لج يجـغلعفتر اللمهت لعتفلجتن‪،‬م فقال الت عز وجل‪ :‬جملن ذجا‬
‫الذي جيجتجأللى جعلجمي أجلن لج أجلغعفجر لعتفلجتن«( هذا الذي قاحل )جواللمعه لج يجـغلعفتر اللمهت لعتفلجتن( كاحن رجل صاحلاح‪،‬م والخر كاحن رجل فاحسقاح‪،‬م‬
‫ع‬
‫[ ‪] 261‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فقاحل هذا الرجل الصاحل‪) :‬جواللمعه لج يجـغلعفتر اللمهت لعتفلجتن(؛ لن فلن هذا كاحن رجل فاحسقاح مريدا كثي العصياحن‪،‬م متأل هذا العاحبد‬
‫وعظم نفسه وظن أنه بعباحدته إل ال جل وعل بلغ مقاحماح يكون متحكماح فيه بأفعاحل ال جل وعل وأل يرد شيء طلبه ‪،‬م أو‬
‫له أن يتحكم ف اللق‪،‬م وهذا يناحف حقيقة العبودية الت هي التذلل ل جل وعل‪،‬م فاحل سبحاحنه وتعاحل عاحقبه فقاحل )جملن ذجا‬
‫الذي يججتجأللى جعلجمي( يعن يتعاحظم ويتكب علثي ويلف علي فيقسم علني؛ لن يتأل من اللكنية وهي اللف ومنه قوله تعاحل منه‬ ‫ع‬
‫ص أجلربجـجععة أجلشتهتر فجعإلن جفاتءو فجعإلن الج غجتفوتر جرعحيتم﴾]البقرةا‪،[226:‬م واليلء من اللية وهي‬ ‫قوله تعاحل ﴿لعلعذين يـلؤتلوجن عمن نب ع‬
‫سائعهم تجـجربت ت‬
‫ج‬ ‫جت‬
‫ت جعجملججك(‬ ‫ت لعهت‪.‬هل جوأجلحبجطل ت‬
‫اللف‪،‬م فـ)جيجتجأللى( يعن يلف على جهة التكب والتعاحظم‪،‬م )أجلن لج أجلغعفجر لعتفلجتن‪.‬هل فجعإمني قجلد غججفلر ت‬
‫فيغفرللطاحل ويأحبط عمل ذلك الرجل العاحبد‪.‬‬
‫وهذا يبي لك كعظم شأن ماحلفة تعظيم ال جل وعل‪،‬م وكعظم ماحلفة توحيد ال سبحاحنه وتعاحل‪،‬م فهذا الرجل‬
‫الفاحسق‪،‬م هذا الرجل الطاحل‪،‬م الرجل الفاحسق أتاحه خي من حيث ل يشعر‪،‬م وقيلت فيه حقه كلمة بسب الظاحهر أنأاح مؤذية‬
‫ضوعة بي الناحس‪،‬م حيث شهد عليه هذا الصاحل بقوله )جواللمعه لج يجـغلعفتر‬ ‫له‪،‬م أنأاح فيهاح من الحتقاحر و الزادراء له ماح يعله ف و‬
‫اللمهت لعتفلجتن (؛ فكاحنت هذه الكلمة الت ساحءته وكاحن فيهاح إيذاء له كاحنت فيهاح مصلحة عظيمة له أن غفر له ذنبه‪.‬‬
‫ولذا نبه الشيخ ف مساحئل الباحب بسألة معناحهاح أن من البتلء و اليذاء وكلما الناحس ف الكنلف ‪-‬ف الشخمص‪-‬‬
‫ماح يكون أعظم أسباحب الي له‪،‬م )‪ (1‬ولذا ليست العبةا باححتقاحر الناحس ول بكلمهم ول بإيذائهم ول بتصنيفهم للناحس أو‬
‫بقولم هذا فلن كذا وهذا فلن كذا‪،‬م العبةا بقيقة المر باح عند ال جل جلله‪.‬‬
‫فاحلواجب على العباحد جيعاح أن يعّظموا ال وأن يبتوا إليه و أن يظنوا أنأم أسوء اللق‪،‬م حت يقوما ف قلوبم أنأم‬
‫أعظم حاحجة ل جل وعل وأنأم ل يوفوا ال حقه‪.‬‬
‫أماح التعاحظم باحلنفس والتعاحظم باحلكلما والدح والثناحء ونو ذلك فليس من صنيع اللي ل جل وعل الاحئفي من‬
‫تقلب القلوب‪،‬م فاحل جل وعل يقلب القلوب ويصّرفهاح كيف يشاحء‪،‬م فاحلقلب الخمبت النيب يذر وياحف دائماح أن يتقلب‬
‫قليبه‪،‬م فينتبه للفظه‪،‬م وينتبه لظه‪،‬م وينتبه لسمعه‪،‬م وينتبه لركاحته لعل ال جل وعل ان ييته غي مفتون ول مزجي‪ .‬نعم‬

‫باب ل يتستشفع بال على خلقه‬


‫ت الشمووايل فواحشستوشسكق لووناح‬ ‫عن جبي بن مطعم ‪،‬م قاحل‪ :‬جاحء أوشعراكب إل النب ‪،‬م فقاحول‪ :‬ياح رسوول ال!ِ ينأكوك ك‬
‫ت النشـيفس‪،‬م وجاحع الشعكياحيل‪،‬م وهلووك ك‬
‫و وو‬ ‫ي‬ ‫و وي‬ ‫و ز‬
‫ف وذلكك ف وجوهك‬ ‫ك‬
‫ك‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫و و و و ي وث ي و ث ي و و ي ي‬‫ح‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫زا‬ ‫ماح‬‫ف‬ ‫«‪,‬‬ ‫ال‬ ‫سبحان‬ ‫ال‪،‬‬ ‫سبحان‬ ‫»‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫سو‬ ‫ر‬
‫و وي ي‬‫ل‬ ‫قاح‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ك وعولى‬‫ك وبك و‬‫رنبك فكإثناح نوشستوششفيع باحل وعلوشي و‬
‫ك‪ ,‬إنه ل يتلستجلشجفتع بال جعجلى أججحتد«وذكر الديث‪ .‬رواه أبو دوواد‬ ‫ك أجتجلدعري جما ال؟هل إعمن جشألجن ال أجلعظجتم عملن جذلع ج‬ ‫صوحاحبككه‪,‬هل يثث قاحول‪» :‬جويلجح ج‬
‫أو ش‬
‫]الشرح[‬
‫)باب ل تيستشفع بال على خلقه(‪،‬م )ل يستشفع( يعن ل ييعل ال شفيعاح على اللق؛ لن شأن ال جل وعل أعظم‬
‫وأجل من أن يستشفع به وييعل واسطة للنتفاحع بأحد من اللق‪،‬م فاحلشفاحعة العروفة‪ :‬تأت إل أحد وتطلب أن يكون‬
‫شفيعاح عند آخر؛ لن ذلك الخر هو الذي يلك ماح تريد والنفع عنده‪،‬م وهذا يكون واسطة ول يستطيع أن ينفعك بنفسه‬
‫‪.‬وهي السألة الاحمسة‪ :‬أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره المور إليه )‪1‬‬
‫[ ‪] 262‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫إل بأن يتوسط‪،‬م وال جل جلله ل يوزا أن يظن به ذلك الظن لن ظن وسوء باحل جل جلله‪،‬م وال سبحاحنه ل يصلح‬
‫أن ييعل واسطة لحد أو إل أحد من اللق أو على أحد من اللق؛ بل هو جل وعل الذي يلك المور جيعاح‪.‬‬
‫ف لكماحل‬ ‫فاحلستشفاحع باحل على اللق؛ يعن أن يعل ال واسطة يتونسط العبد بربه على أحد من اللق هذا مناح ر‬
‫التوحيد‪،‬م وعمل وقول من القوال الناحفية لتعظيم ال جل وعل التعظيم الواجب‪،‬م ولذا لاح ذكر الشيخ رحه ال حديث‬
‫ك‬ ‫جبي ابن مطعم كاحن الشاحهد منه أنه قاحل العراب للنب عليه الصلةا والسلما )جفالستجلسعق لججنا رلبك فعإمنا نجلستجلشعفتع بال جعلجلي ج‬
‫وبعجك جعجلى ال( يعن )نجلستجلشعفتع بال( نعل ال جل وعل واسطة يتوسط لناح عندكر حت تدعو‪،‬م وال جل وعل هو اللك‬
‫الي القيوما‪،‬م اللك الق البي‪،‬م الذي نواصي العباحد بيديه يصرفهاح كيف يشاحء‪،‬م شأن ال أعظم من أن يستشفع به على‬
‫أحد من خلقه؛ بل الرجل أو الكلف يستشفع بأحد من اللق عند ملوقا آخر يتاحجه ف شيء‪،‬م وال جل وعل هو‬
‫الذي يلك الشياحء جيعاح‪،‬م وهو الذي يصرف القلوب‪،‬م هو الذي بيده اللك واللكوت‪،‬م هو الذي بيده مقاحليد السموات‬
‫والرض وبيده خزجائن كل شيء ﴿جوعإن بملن جشليتء إعلل ععلنجدجنا جخجزائعنتهت جوجما نتـنجـبزلتهت إعلل بعجقجدتر جملعتلوتم﴾]الجر‪,[21:‬هل فاحلعباحد هم‬
‫التاحجون إل ال‪،‬م وشأن ال أعظم من ذلك إكذ الخملوقا حقي وضيع باحلنسبة إل الرب جل جلله‪،‬م وهو ‪-‬هذا الخملوقا‪-‬‬
‫ل يصلح أن ييعل ال جل وعل واسطة عنده حت يقبل هذه الواسطة؛ بل شأن ال جل وعل أعظم من ذلك‪.‬‬
‫ولذا كاحن سيد اللق وسيد ولد آدما عليه الصلةا والسلما رادا على هذا العراب حيث قاحل له العراب )إعمنا نجلستجلشعفتع‬
‫بال جعلجليجك وبعجك جعجلى ال‪.‬هل قاجل جرتسوتل ال ‪» :‬سبحان ال‪ ،‬سبحان ال«‪ ,‬فووماح وزااول ييوسبثيح(‪,‬هل سبحاحن ال؛ يعن تنزجيهاح وتعظيماح ل‪،‬م‬
‫تنزجيهاح وإبعاحدا ل عن كل وصف سوء أو شاحئبة نقص‪،‬م سبحاحن ال؛ يعن أسبح ال تسبيحاح‪،‬م أسبح ال وأنزجهه تنزجيهاح وأبّعده‬
‫تبعيدا عن كل شاحئبة نقص وعن كل ظن سوء به جل وعل‪،‬م فماح زاال يكررهاح حت يعرف ذلك ف وجوه أصحاحبه من شدةا‬
‫تسبيحه وتنزجيهه لربه جل وعل‪،‬م وهذا من الغضب ل جل جلله‪،‬م صلى ال وسلم على نبيناح ممد فماح كاحن أعلمه بربه وماح‬
‫كاحن أعرفه بربه‪.‬‬
‫)يثث قاحول‪» :‬جويلجحجك أجتجلدعري جما ال؟هل إعمن جشألجن ال أجلعظجتم عملن جذلعجك‪ ,‬إنه ل يتلستجلشجفتع بال جعجلى أججحتد«( فاحل جل وعل من علم‬
‫أساحءه وعلى الصفاحت الستحقة له جل وعل فإنه لن يدور باحطره ظمن وسشوء به جل وعل أو اسنتقاحص له جل وعل‪.‬‬
‫إذن هذا الباحب فيه كماح ف البواب قبله ماح يتحرزا به الوحد من اللفاحظ الت فيهاح يسوء ظن باحل جل وعل وتنقص‬
‫لقاحما الربوبية ل جل جلله‪ .‬نعم‬

‫باب ما جاء في حماية النبي حمى التوحيد وسدبه طرق الشرك‬


‫ك‬ ‫ك‬
‫ت وسيثيدناح‪ .‬فوقاحول‪» :‬ال م‬
‫سيمتد ال‬ ‫ت ف ووفشد بوكن وعاحمر إكول وريسوكل ال ‪،‬م فوـيقلناح‪ :‬أونش و‬ ‫عن عبد ال بن الشخمي ‪،‬م قاحل‪ :‬انشطولوشق ي‬
‫ض قجـلوعلكتم جولج يجلستجلجعريجـمنكلم المشليجطاتن«‪ .‬رواه‬ ‫ل‪ .‬فوـوقاحول »تقوتلوا بعجقلوعلكم أجلو بجـلع ع‬
‫ضلع ووأوشعظويموناح طوشو ع‬ ‫تبارك وتعالى«‪ , .‬قيـشلناح‪ :‬ووأوفش و‬
‫ضيلناح فو ش‬
‫أبو داوود بسند جيد‪.‬‬
‫[ ‪] 263‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫س تقوتلوا عبقولعتكلم ول‬


‫وعن أنس ‪ :‬أن ناحس احع قاحلوا‪ :‬ياح رسول ال ياح خيناح وابن خيناح!ِ وسيدناح وابن سيدناح!ِ فقاحل»ياأميها المنا ت‬
‫ب ألن تجـلرفجـتعوني فجـلوجق جملنعزلجعتي التي أنزلني ال جعمز جوججمل« رواه النساحئي بسند‬ ‫ع‬ ‫يجلستجـلهعويجـنمتكلم ال م‬
‫شليجطاتن‪ ,‬أنا محمتد جعلبد ال جوجرتسوتله‪ ,‬ما أح م‬
‫جيد‪.‬‬
‫]الشرح[‬
‫)باب ما جاء في حماية النبي حمى التوحيد وسده طرق الشرك(؛ النب عليه الصلةا والسلما وحى وحرس جناحب‬
‫التوحيد‪،‬م ووحى حى التوحيد‪،‬م وسد طريق توصل إل الشركر‪،‬م فإن ف سنة النب عليه الصلةا والسلما من الدلئل على‬
‫قاحعدةا سد الذرائع ماح يبلغ ماحئة دليل أو أكثر‪،‬م وأعظم الذرائع الت يب أن تسد ذرائع الشركر الت توصل إليه‪،‬م ومن تلك‬
‫الذرائع قول القاحئل‪ :‬أنت سيدناح وابن سيدناح‪،‬م وخيناح وابن خيناح ونو ذلك‪،‬م فإن هذا فيهاح التعظيم الذي ل يوزا أن يواوجه‬
‫بشر‪،‬م فإن النب هو سيد ولد آدما كماح أخب به عليه الصلةا والسلما؛ لكن كره الواجهة كماح سيأت‪.‬‬
‫إذن فحماحية النب حى التوحيد وسده طرقاو الشركر‪:‬‬
‫كاحن ف جهة العتقاحدات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وكاحن ف جهة العماحل والفعاحل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وكاحن ف جهة القوال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فإذا تأملت سنته وماح جاحء ف هذا الكتاحب ‪-‬كتاحب التوحيد‪ -‬وجدت أنه عليه الصلةا والسلما‪:‬‬
‫سد الباحب ف العتقاحدات الباحطلة‪.‬‬
‫ب اللمعه جعلججى قجـلوتم اتمجختذوا قتـتبوجر أجنلبعجيائععهلم جمجساعججد«‪.‬‬ ‫وسد الباحب ف الفعاحل الباحطلة كقوله »الشتجمد غج ج‬
‫ض ت‬
‫وسد الباحب أيضاح ف القوال الت توصل إل الغلو الذموما فقاحل »ل تطروني كما أطرت النصارىَ ابن مريم إنما أنا عبد‬
‫فقولوا عبد ال ورسوله«‪.‬‬
‫وهذا الباحب أيضاح من ذلك ف بياحن حى الرسول حى التوحيد فيماح يتعلق باحلقول الذي قد يتبعه اعتقاحد‪.‬‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫سيمتد‬ ‫ت ف ووفشد بوكن وعاحمر إكول وريسوكل ال ‪،‬م فوـيقلناح‪ :‬أونش و‬
‫ت وسيثيدناح‪ .‬فوقاحول‪» :‬ال م‬ ‫قاحل )عن عبد ال بن الشخمي ‪،‬م قاحل‪ :‬انشطولوشق ي‬
‫ض قجـلوعلكتم جولج يجلستجلجعريجـمنكلم المشليجطاتن«‪.‬‬
‫ل‪ .‬فوـوقاحول »تقوتلوا بعجقلوعلكم أجلو بجـلع ع‬
‫ضلع ووأوشعظويمنواح طوشو ع‬ ‫ال تبارك وتعالى«‪ , .‬قيـشلناح‪ :‬ووأوفش و‬
‫ضيلناح فو ش‬
‫رواه أبو داوود بسند جيد( ف هذا الديث أن إطلقا لفظ )السيد( على البشر هذا مكروه‪،‬م وماحطبته بذلك يب‬
‫سمدهاح‪،‬م فل ياحطب أحد بأن يقاحل له‪ :‬أنت سيدناح‪ .‬على جهة المع؛ وذلك لن فيهاح نوع تعظيم‪:‬‬
‫من جهة الخماحطبة يعن الطاحب الباحشر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والهة الثاحنية من جهة استعماحل اللفظ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والنب عليه الصلةا والسلما سيد كماح قاحل عن نفسه »أنا سيد ولد آدم ول فخر« ولكن ماحطبته عليه الصلةا‬
‫والسلما مع كونه سيدا؛ لكنه كرههاح ومنع منهاح لن ل تؤدي إل ماح هو أعظم من ذلك من تعظيمه والغلو فيه عليه‬
‫الصلةا والسلما‪.‬‬
‫[ ‪] 264‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فهذا مناحسبة هذا الديث لذا الباحب أثن ف قوله عليه الصلةا والسلما )المسيمتد ال تبارك وتعالى( مع كونه عليه‬
‫حى كحى التوحيد وسند الطرقا الوصلة إل الشركر‬ ‫الصلةا والسلما هو سيد ولد آدما ماح يفيد أنه عليه الصلةا والسلما و‬
‫)‪(1‬‬
‫ومنهاح طريق الغلو ف اللفاحظ‪.‬‬
‫والقول للرجل بأنه سيد ونو ذلك إذا كاحن على وجه الخماحطبة له والضاحفة إل المع فهذا أشمدهاح‪،‬م وإذا كاحن بدون‬
‫الخماحطبة له ولفظ المع فإنه أهون منه‪،‬م وماح وذكر العلماحء أن قوله عليه الصلةا والسلما )المسيمتد ال تبارك وتعالى( أنه ييره‬
‫كراهة شديدةا أن يقاحل لبشر إنه السيد هكذا باحللف واللما وكلمة سيد؛ لن هذا قد يفهم منه استغراقا معاحنا السياحدةا‬
‫لن البشر له سياحدةا تصه؛ لكن اللف واللما هناح قد ييفهم منه استغراقا ألفاحظ السياحدةا‪.‬‬
‫ولذا ترى أن الذين يشركون ببعض الولياحء كاحلسيد البدوي يعظمون كلمة السيد‪،‬م ويكثر عندهم التعبي باحلسيد‬
‫ويريدون به السيد البدوي‪،‬م فيكثر عندهم عبد السيد ونو ذلك‪،‬م ول يريدون به ال جل وعل ولكن يريدون به ذلك‬
‫الذي اتذوه معبودا‪،‬م وتوجهوا إليه ببعض أنواع العباحدةا‪،‬م فيفهمون من كلمة السيد أنه ذو السياحدةا وذو التصرف ف المر‪،‬م‬
‫وهذا هو الذي اعتقدوه من أثن للبدوي ولمثاحله أن لم تصرفاح ف الرض وقبول للمطاحلب ف الاحجاحت‪.‬‬
‫ض قجـلوعلكتم جولج يجلستجلجعريجـمنكلم المشليجطاتن«(؛ لن هذا فيه‬
‫ل‪ .‬فوـوقاحول »تقوتلوا بعجقلوعلكم أجلو بجـلع ع‬
‫ضلع ووأوشعظويموناح طوشو ع‬ ‫)قيـشلناح‪ :‬ووأوفش و‬
‫ضيلناح فو ش‬
‫الثناحء والدح باحلواجهة‪،‬م وهذا من الشيطاحن‪،‬م فاحلشيطاحن هو الذي يفتح هذا الباحب أن ييدح أحد ويعنظم ف مواجهته‪،‬م‬
‫لذلن؛ لن كل أحد تلى عن )ل حول ول قوةا إل باحل( وتلى عن الزادراء باحلنفس‬ ‫وذلك حت يعظم ف نفسه فيأتيه ا ك‬
‫والذل والضوع الذي يعلمه ال من قلبه فإنه ييوذل ويأتيه المر على غرةا‪،‬م ولذا نأى النب أن يقاحل بثل ذلك القول‬
‫مواجهة‪،‬م ونأى عن الدح؛ لن فيه إضرارا باحلتكلم وأضرارا باحلقول فيه ذلك الكلما‪.‬‬
‫قاحل )وعن أنس ‪ :‬أن ناحساحع قاحلوا‪ :‬ياح رسول ال ياح خيناح وابن خيناح!ِ وسيدناح وابن سيدناح!ِ فقاحل‪» :‬يا أميها المنا ت‬
‫س تقوتلوا‬
‫ب ألن تجـلرفجـتعوني فجـلوجق جملنعزلجعتي التي أنزلني ال جعمز جوججمل«‪ .‬رواه‬ ‫ع‬ ‫عبقولعتكلم ول يجلستجـلهعويجـنمتكلم ال م‬
‫شليجطاتن‪ ,‬أنا محمتد جعلبد ال جوجرتسوله‪ ,‬ما أح م‬
‫النساحئي بسند جيد( هو عليه الصلةا والسلما كماح وصفوه؛ هو خيهم وهو سيدهم عليه الصلةا والسلما؛ لكنه حى‬
‫الناحب جناحب التوحيد وحى كحى التوحيد حت ل يستدل أحد بعده عليه الصلةا والسلما بذا الكلما على أنه يوزا أن‬
‫يقاحل لن ظن الناحس فيه ذلك؛ بل سد الباحب ف نفسه وهو سيد ولد آدما وهو خيهم عليه الصلةا والسلما وأفضلهم؛‬
‫ولكن سد الباحب حت ل يدخل أحد منه بإقراره هذا الفعل فيعنظم أحد ويدخل الشيطاحن إل ذلك العظم وإل الضم‬
‫فيجعل القلوب تتعلق بذلك العظم حت ييشوركر به حت يعظم باح ل يوزا له من التعظيم‪.‬‬
‫هذا الباحب كاحلاحمع لاح يب من سد الذرائع الوصلة للشركر‪،‬م وهذا واجب على السلم أنن كل طريق أو سبيل يعل‬
‫نفسه تتعاحظم ‪-‬من نفسه لنفسه أو من اللق له‪ -‬يب عليه أن سيده؛ لنه أعظم مقاحماحت الشرف لك أن يعلم ال جل‬
‫وعل منك أنك متذلل خاحضع بي يديه‪،‬م وأنك خاحئف وكجشل تدعوه راغباح راهباح‪،‬م هذه صفة الينلص من عباحد ال جل وعل‬
‫خيـرا ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ت جويجلدتعونجـجنا جرغجمبا جوجرجهمبا جوجكاتنوا لججنا‬ ‫الذين وعدهم ال جل وعل باحليات قاحل سبحاحنه ﴿إنلـتهلم جكاتنوا يت ج‬
‫ساعرتعوجن في ا ل ج ل ج‬
‫جخاعشععيجن﴾]النبياحء‪،[90:‬م والشوع نوعاحن‪:‬‬

‫‪.‬انتهى الوجه الول من الشريط الساحدس عشر والخي ()‪1‬‬


‫[ ‪] 265‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫خشوع ف القلب‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫وخشوع ف الوارح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وخشوع القلب باحلتطاحمن والذل والضوع بي يدي ال‪.‬‬
‫ض جخاعشجعةم﴾]فصلت‪.[39:‬نعم‬ ‫وخشوع الوارح بسكونأاح كماح قاحلب جل وعل ﴿جوعملن آجياتععه أجنل ج‬
‫ك تجـجرىَ الجلر ج‬

‫ض ججعميمعا قجـلب ج‬
‫ضتتهت‬ ‫باب ما جاء في قول ال تعالى‪﴿ :‬وومواح قجدجرتوا الج حجقل قجدلرعهع جواللجلر ت‬
‫شعرتكوجن﴾]الزجمر‪[67 :‬‬ ‫ت بعيجعمينععه تسلبجحانجهت جوتجـجعاجلى جعلما يت ل‬
‫ت جمطلعوجيا ت‬ ‫يجـلوجم اللعقجياجمعة وال ل‬
‫سجمجوا ت‬
‫ت‬‫عن ابن مسعود ‪،‬م قاحل‪ :‬جاحء حبـر من الحباحر إل رسول ال‪،‬م فقاحل ‪ :‬ياح يمميد !ِ إناح ند أن ال يعل السماحوا ك‬
‫ثو و‬ ‫و وث‬ ‫و و وشز‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫صبورع‪،‬م وووساحئور اشلوشلكق وعلووى إك ش‬
‫صبورع‪،‬م‬ ‫صبورع‪،‬م ووالثثـورى وعلووى إك ش‬ ‫صبورع‪،‬م ووالشوماحءو وعلووى إك ش‬‫صبورع‪،‬م ووالثشوجور وعلووى إك ش‬
‫ي وعلوى إك ش‬
‫صبورع‪،‬م ووالوورض و‬ ‫وعلووى إك ش‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫ض‬ ‫ع‬
‫ت نوـوواجيذهي‪،‬م تصديقاحع لقول الب‪،‬م يثث قوـورأو‪﴿»:‬جوجما قججدتروا اللمهج جحمق قجلدعره جوالجلر ت‬ ‫ك النب وحثت بوود ش‬ ‫ضكح و‬ ‫ك‪ .‬ف و‬‫فوـيوـيقويل‪ :‬أووناح الشومل ي‬
‫ضتتهت يجـلوجم ا لعقجياجمعة﴾ الية« متفق عليه‪.‬‬ ‫ججعميعام قجـلب ج‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫ك‪،‬م أناح ال‪.‬‬ ‫صبورع‪،‬م يثث يوـيهثزجيهثن فوـيوـيقويل‪ :‬أونواح الشومل ي‬‫وف رواية لسلم‪ :‬وواشلبواحول ووالثشوجور وعلووى إك ش‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫صبورع‪،‬م وووساحئور اشلوشلكق وعلووى إك ش‬
‫صبورع‪.‬‬ ‫ى وعلووى إك ش‬ ‫وف رواية للبخماحري‪ :‬يعل الثسوماحووات وعلووى إك ش‬
‫صبورع‪،‬م ووالشوماحءو ووالثثـور و‬
‫ت يجـلوجم ا لعقجياجمعة‪.‬هل ثتمم يجألتختذتهمن بعيجعدعه ا ليتلمنججى‪.‬هل ثتمم يجـتقوتل‪ :‬أججنا‬
‫ولسلم عن ابن عمر مرفوعاحع ‪» :‬يطلعوي اللمهت جعمز وجل السماوا ع‬
‫ج ج م مج ج‬ ‫ج‬
‫ك‪.‬هل أجيلجن ا لججمباتروجن؟هل أجيلجن‬‫ضيجن السبع ثتمم يجألتختذتهمن بععشجمالععه‪.‬هل ثتمم يجـتقوتل‪ :‬أججنا ا لجملع ت‬
‫ك‪.‬هل أجيلن ا لجباروجن؟هل أجيلن ا لمتججكبـروجن؟هل ثتم يطلعوي الجر ع‬
‫ج‬ ‫مج‬ ‫ج ت مت‬ ‫ا لجمل ت ج ج م ت‬
‫ع‬
‫ا لتمتججكبمـتروجن؟هل«‪.‬‬
‫وروي عن ابن عباحس‪،‬م قاحل ‪ :‬ماح السماحوات السبع والرضون السبع ف كف الرحن إل كخمردلة ف يد أحدكم‪.‬‬
‫وقاحل ابن جرير‪ :‬حدثن يونس‪،‬م قاحل‪ :‬أخبناح ابن وهب‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل ابن زايد‪ :‬حدثن أب‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال ‪» :‬ما‬
‫السماوات السبع في الكرسي إل كدراهم سبعة ألقيت في ترس«‬
‫قاحل‪ :‬وقاحل أبو ذر ‪ :‬سعت رسول ال يقول‪» :‬ما الكرسي في العرش إل العرش إل كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري‬
‫فلة من الرض«‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود‪،‬م قاحل‪ :‬بي السماحء والت تليهاح خسماحئة عاحما‪،‬م وبي كل ساحء وساحء خسماحئة عاحما‪،‬م وبي السماحء‬
‫الساحبعة والكرسي خسماحئة عاحما وبي الكرسي والاحء خس مئة عاحما‪،‬م والعرش فوقا الاحء‪،‬م وال فوقا العرش‪،‬م ل يفي عليه‬
‫شيء من أعماحلكم‪ .‬أخرجه ابن مهدي عن حاحد بن سلمة عن عاحصم عن زار عن عبد ال‪ .‬ورواه بنحوه السعودي عن‬
‫عاحصم عن أب وائل عن عبد ال‪ .‬قاحله الاحفظ الذهب رحه ال تعاحل‪،‬م قاحل‪ :‬وله طرقا‪.‬‬
‫وعن العباحس بن عبد الطلب ‪،‬م قاحل‪ :‬قاحل رسول ال »هل تدرون كم بين السماء والرض ؟هل قلنا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪.‬هل‬
‫قال‪ :‬بينهما مسيرة خمسمائة سنة‪ ،‬ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة‪ ،‬وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة‪ ،‬وبين‬
‫السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعله كما بين السماء والرض‪ ،‬وال تعالى فوق ذلك‪ ،‬وليس يخفى عليه شيء من‬
‫أعمال بني آدم «‪ .‬أخرجه أبو دواد وغيه‪.‬‬
‫[ ‪] 266‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫وصلى ال وسلم على نبيناح ممد‪.‬‬


‫]الشرح[‬
‫ت جمطلعوجيا ت‬
‫ت‬ ‫ضتتهت يجـلوجم ا لعقجياجمعة وال ل‬
‫سجمجوا ت‬ ‫ض ججعميمعا قجـلب ج‬ ‫هذا )باحب ماح جاحء ف قول ال تعاحل‪﴿ :‬جوجما قججدتروا الج حجلق جقلدعر ع‬
‫ه جواللجلر ت‬
‫بعيجعمينععه تسلبجحانجهت جوتجـجعاجلى جعلما يتلشعرتكوجن﴾]الزجمر‪ ([67 :‬هذا الباحب ختم به أماحما هذه الدعوةا شيخ السلما والسلمي ممد بن عبد‬
‫الوهاحب رحه ال تعاحل كتاحب التوحيد‪،‬م ووخشتيمه هذا الكتاحب بذا الباحب وخشتزم عظيم؛ لن من علم حقيقة ماح اشتمل عليه‬
‫هذا الباحب من وصف ال جل وعل وعظمة ال جل وعل فإنه ل يلك إل أن يويذنل ذل حقيقياح ويضع خضوعاح عظيماح‬
‫للرب جل جلله‪،‬م والصحيح والواقع من حاحل اللق أنأم ل يوّقروا وماح قدروا ال جل وعل‪:‬‬
‫ل من جهة ذاته وقدرته وصفاحته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ول من جهة حكمته وبعثه لرسله‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قاحل جل وعل ﴿جوجما قججدتروا الج جحلق قجلدعرهع إعلذ جقاتلوا جما أجنلـجزجل الت جعجلى بججشتر عملن جشليتء﴾]النعاحما‪،[91:‬م فهذا ف النزجال؛ ف‬
‫إنزجال الكتاحب وف إرساحل الرسول‪.‬‬
‫ضتتهت يجـلوجم ا لعقجياجمعة(‪،‬م )جوجما جقجدتروا الج‬
‫ض ججعميمعا قجـلب ج‬ ‫وقاحل جل وعل ف بياحن صفة ذاته‪,‬هل قاحل )جوجما قججدتروا الج حجلق جقلدعر ع‬
‫ه جواللجلر ت‬
‫جحلق جقلدعرعه( يعن ماح عنظموه حق تعظيمه‪،‬م ولو عظموه حق تعظيمه لاح عبدوا غيه ولاح أطاحعوا غيه ولعبدوه حق العباحدةا‬
‫ولذلوا له ذل وخضوعاح دائماح وأناحبوا إليه بشوع وخشية؛ ولكنهم )جما جقجدتروا الج جحلق جقلدعرعه( يعن ماح عظموه حق تعظيمه‬
‫الذي يب لقدره جل وعل وعظم ذاته سبحاحنه وتعاحل وصفاحته‪.‬‬
‫ضتتهت يجـلوجم ا لعقجياجمعة( فإن عقل‬ ‫ض ججعميمعا قجـلب ج‬ ‫ث بي جل وعل شيئاح من صفة ذاته العظيمة الليلة فقاحل سبحاحنه )جواللجلر ت‬
‫النساحن ل يكن أن يتحمل صفة ال جل وعل على ماح هو عليه‪،‬م وال جل وعل بثي لك بعض صفاحته فقاحل سبحاحنه‬
‫ت بعيجعمينععه( فإذا نظرت إل هذه الرض ‪-‬على كعظمهاح وعلى غرور أهلهاح‬ ‫ت جمطلعوجيا ت‬ ‫ضتتهت يجـلوجم ا لعقجياجمعة وال ل‬
‫سجمجوا ت‬ ‫ض ججعميمعا قجـلب ج‬
‫)جواللجلر ت‬
‫فيهاح‪،-‬م ونظرت إل حجمهاح وإل سعتهاح وإل ماح فيهاح فهي قبضة الرحاحن جل وعل؛ يعن ف داخل قبضة الرحاحن جل‬
‫ضتتهت يجـلوجم ا لعقجياجمعة( فنفهم من ذلك أن كف الرحاحن جل وعل‬ ‫ض ججعميمعا قجـلب ج‬
‫وعل يوما القياحمة كماح وصف ذلك بقوله )جواللجلر ت‬
‫وأن يد الرحاحن جل وعل أعظم من هذا‪،‬م وكذلك السماحوات مطوياحت كطي السجل ف كف الرحاحن جل وعل‪،‬م كماح قاحل‬
‫سعجبل لعلتكتت ع‬
‫ب جكجما بججدألجنا أجلوجل‬ ‫سجماءج جكطجبي ال ب‬ ‫ت بعيجعمينععه( وقاحل ف آية سورةا النبياحء ﴿يجـلوجم نجطلعوىَ ال ل‬ ‫ت جمطلعوجيا ت‬ ‫سجمجوا ت‬ ‫سبحاحنه هناح )وال ل‬
‫الجخلعق نتععيتدهت﴾]النبياحء‪،[104:‬م فهذه صفاحت ال جل جلله هذه صفاحته فإن الرض الت يتعاحظمهاح أهلهاح والسماحوات الت‬
‫يتعاحضمهاح من نظر فيهاح هي صغيةا وآيلة ف الصغر إل أن تكون ف كف الرحاحن جل وعل‪،‬م وال سبحاحنه وتعاحل أعظم‬
‫من ذلك وأجثل؛ بل هو سبحاحنه وتعاحل الواسع الميد الذي له المد كله وله الثناحء كله‪.‬‬
‫ويبي لك ذلك؛ يبي لك عظمة الرب ف ذاته وعظمة الرب جل وعل ف صفاحته إذا تأملت هذه الحاحديث‪،‬م فإنك‬
‫إذا نظرت ف هذه الرض‪،‬م ونظرت سعة هذه الرض‪،‬م وغرور أهل الرض باح غرور أهل الرض ف الرض بذه الرض‬
‫وبسعتهاح وبقواهم فيهاح‪،‬م نظرت إل أن الرض باحلنسبة إل السماحء أنأاح صغيةا‪،‬م وأن بي الرض وبي السماحء الول مسيةا‬
‫خسماحئة سنة ف مسي الراكب السريع‪،‬م وكذلك بي السماحء الول والسماحء الثاحنية مسيةا خسماحئة ألف سنة‪،‬م وهكذا‬
‫[ ‪] 267‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫حت تنتهي السبع السماحوات‪،‬م والرض باحلنسبة للسماحوات صغيةا‪،‬م ولذا منثل السماحوات السبع النب عليه الصلةا والسلما‬
‫ف الكرسي الذي هو فوقا ذلك وهو أكب بكثي من السماحوات‪,‬هل بقوله )إن السماوات السبع كدراهم سبعة ألقيت في ترس(‬
‫يعن هذه السماحوات صغيةا جدا باحلنسبة إل الكرسي؛ بل كدراهم سبعة ألقيت ف ترس‪،‬م والتس مكتنفهاح متقوس عليهاح‪،‬م‬
‫ض جوجل جيؤوتدهت عحلفظتتهجما﴾]البقرةا‪:‬‬ ‫ت جواللجلر ج‬‫سماوا ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫فهي صغيةا فيه وهو واسعهاح كماح قاحل جل وعل عن الكرسي ﴿جوسجع تكلرسيبهت ال ل ج ج‬
‫‪.[255‬‬
‫فاحلرض الت أنت فيهاح‪،‬م وأنت فيهاح ف نقطة صغيةا صغيةا هي باحلنسبة إل السماحء هذا وصفهاح‪،‬م والرض‬
‫والسماحوات باحلنسبة للكرسي هذا وصفه‪،‬م والكرسي أيضاح فوقه ماحء‪،‬م وفوقا ذلك العرش عرش الرحاحن جل وعل‪،‬م والكرسي‬
‫باحلنسبة إل العرش كحلقة ألقيت ف فلةا من الرض‪،‬م فهو متناحهي الصغر باحلنسبة إل عرش الرحاحن الذي الرحاحن جل‬
‫وعل مستو عليه وهو فوقه سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫ولو تأملوا صفة الرب جل وعل وماح يب له من اللل وماح هو عليه سبحاحنه وتعاحل من صفاحت الذات ومن‬
‫صفاحت الفعل وماح هو ف ذلك على الكماحل العظم‪،‬م فإنأم سيحتقرون أنفسهم‪،‬م وسيعلمون أنه ماح وث ينجيهم ويشرفهم‬
‫إل أن يكونوا عبيدا له وحده دون ماح سواه‪.‬‬
‫فهل يعبد الخملويقا الخملووقا؟ الواجب أن يعبد الخملويقا هذا الذي هو متصف بذه الصفاحت العظيمة‪،‬م فهو القيق‬
‫بأن يذل له‪،‬م وهو القيق بأن يطاحع‪،‬م وهو القيق أن يل‪،‬م وهو القيق بأن يسأل‪،‬م وهو القيق بأن يبذل كل ماح يلكه‬
‫العبد ف سبيل مرضاحته جل وعل‪،‬م إذ هذا من قدره حق قدره ومن تعظيمه حق تعظيمه‪.‬‬
‫فإذا تأمل العبد صفاحت الربوية وصفاحت اللل وصفاحت الماحل ل جل وعل‪،‬م وأن ذات ال جل وعل عظيمة‪،‬م وأنه‬
‫سبحاحنه وتعاحل مستو على عرشه باحئن من خلقه على هذا العظم‪،‬م وجد أنه ماح وث إل أنه يتوجه إليه باحلعباحدةا وأل يعبد إل هو‪،‬م‬
‫وأن من عبد الخملوقا القي الوضيع فإنه قد ناحزاع ال جل وعل ف ملكه وناحزاع ال جل وعل ف إليته‪،‬م ولذا يق أن يكون‬
‫من أهل الناحر الخملدين فيهاح عذاباح دائماح؛ لنه توجه إل هذا الخملوقا الضعيف وتركر الرب العلي القاحدر على كل شيء‬
‫سبحاحنه وتعاحل‪.‬‬
‫ت ربك العزجيزج الكيم التصف بصفاحت اللل وهو جل وعل فوقا عرشه يأمر وينهى ف‬ ‫ت ذاكر تأمل و‬
‫ث إذا تأمل و‬
‫ملكوته الواسع ‪-‬الذي الرض وككششبه ل شيء ف داخل ذلك اللكوت‪ -‬يفيض رحته ويفيض ف نعيمه على من شاحء‪،‬م‬
‫ويرسل عذابه على من شاحء‪،‬م وينّعم من شاحء‪،‬م ويصكرف البلء عن من شاحء‪،‬م وهوسبحاحنه ول النعمة والفصل‪،‬م فتى أفعاحل‬
‫ال جل وعل ف السماحوات وترى عبودية اللئكة ف السماحوات؛ تراهاح متجهة إل هذا الرب العظيم الستوي على عرشه‬
‫صابعتع إعلم جوجملج ت‬ ‫ع‬ ‫طت السماء وحمق لجها أجلن تجئع م ع‬
‫ك راكع أو‬‫ك قائم أو جملج ت‬ ‫ط جما فيجها جملوضتع أجلربجعع أج ج‬ ‫كماح قاحل عليه الصلةا والسلما »أج م ع م ج ت ج ت ج‬
‫جملجتك جساعجد « وهذا لجل تعظيمهم لمر ال‪،‬م فتنظر إل نفوذ أمر ال ف ملكوته الواسع الذي ل نعلم منه ماح هو لناح من‬
‫هذه الرض وماح هو قريب منهاح؛ بل نعلم بعض ذلك‪،‬م وال جل وعل هو التصف‪.‬‬
‫ث تنظر إل أن ال جل وعل هذا الليل العظيم التصف بذا اللك العظيم أنه يتوجه إليك أيهاح العبد القي الوضيع‬
‫فيأمركر بعباحدته وهي شرف لك لو شعرت‪،‬م ويأمركر بتقواه فهو شرف لك لو شعرت‪،‬م ويأمركر بطاحعته وذاكر شرف لك لو‬
‫[ ‪] 268‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫شعرت‪،‬م فإنه إذا علمت حق ال وعلمت صفاحت ال‪،‬م وماح هو عليه من العلو الطلق ف ذاته وصفاحته جل وعل‪،‬م وف نفوذ‬
‫أمره ف هذه السموات السبع الت هي ف الكرسي كدراهم ألقيت ترس‪،‬م ث ماح فوقا ذلك‪،‬م والنة والناحر وماح ف ذلك‪،‬م‬
‫وجدت أنك ل تتماحلك إل أن تضع له جل وعل خضوعاح اختياحرياح‪،‬م وأن تذل له‪،‬م وأن تتوجه إل طاحعته‪،‬م وأن تتقرب إليه‬
‫باح يب‪،‬م وأنك إذا تلوت كلمه تلوت كلما من ياحطبك به ويأمر وينهى به‪،‬م فيكون حينئذ التوقي غي التوقي ويكون‬
‫التعظيم غي التعظيم‪.‬‬
‫ولذا كاحن من أسباحب رسوخ الياحن ف القلب وتعظيم الرب جل وعل أن يتأمل العبد ويتفكر ف ملكوت السموات‬
‫ض﴾]يونس‪،[101:‬م وقاحل جل وعل‬ ‫سماوا ع‬ ‫ع‬
‫ت جوالجلر ع‬ ‫والرض كماح أمر ال جل وعل بذلك حي قاحل ﴿قتلل اتنلظتتروا جماجذا في ال ل ج ج‬
‫ض جوجما جخلججق الت عملن جشليعء﴾]العراف‪،[185:‬م وقاحل أيضاح جل وعل‬ ‫ت جوالجلر ع‬ ‫سموا ع‬ ‫ع‬ ‫)‪ (1‬ع‬
‫﴿أججولجلم ]يجـلنظتتروا[ في جملجتكوت ال ل ج ج‬
‫ب)‪(190‬العذيجن‬ ‫لوعلي اللجلجبا ع‬
‫ت عت‬
‫ف ال لليعل والنلـجهاعر جليا ت‬
‫ج‬ ‫ج‬
‫ض والختعجل ع‬ ‫ف وصف النلص من عباحده ﴿إعلن عفي جخلعق ال ل ع‬
‫سجماجوات جواللجلر ع ج‬ ‫ي‬
‫ت جهجذا باعطمل سبحانج ج ع‬ ‫سماوا ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ب‬ ‫ك فجقجنا جعجذا ج‬ ‫ض جربلـجنا جما جخلجلق ج ج ت ل ج‬ ‫ت جواللجلر ع‬ ‫يجلذتكتروجن ال لهج قجيامما جوقتـتعومدا جوجعجلى تجتنوبعهلم جويجـتجـجفلكتروجن في جخلعق ال ل ج ج‬
‫ع ع ع‬ ‫ع‬
‫صاتر﴾]آل عمران‪ [191-190:‬إل آخر دعواتم‬ ‫ك جملن تلدخعل اللناجر فجـجقلد أجلخجزيلـتجهت جوجما لللظالعميجن ملن أجنل ج‬ ‫اللناعر)‪ (191‬جربلـجنا إعنل ج‬
‫وهم يذكرون ال قياحماح وقعودا وعلى جنوبم يتفكرون‪،‬م ومع ذلك سيسألون النجاحةا من الناحر‪،‬م فهم ف ذل وخضوع لاح عرفوا‬
‫من أثاحر توحيد الربوبية ولاح عرفوا من أثاحر توحيد اللوهية ف القلب وف النفس‪.‬‬

‫‪.‬وقاحل ف الية قبلهاح‪﴿ :‬أججولجلم يجـتجـجفلكتروا﴾]العراف‪1) [184:‬‬


‫[ ‪] 269‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫الخاتـ ــمة‬

‫أسأل ال جل وعل ف ختاحما هذا الكتاحب أن يزجى عناح مؤلفه الماحما الشيخ ممد بن عبد‬
‫الوهاحب خي الزجاء‪،‬م أن يزجيه عن السلمي خي الزجاء‪،‬م وكل من ساحهم ف شرح هذا الكتاحب باح‬
‫أفهمناح من معاحنيه‪،‬م فإنه وال لكتاحب عظيم إشتمل على ماح به ناحةا العباحد لو شعروا‪،‬م وقثرب الماحما‬
‫رحه ال فيه من نصوص الكتاحب والسنة وأفهمناح دلئلهاح باح جاحزاوا منه النجاحةا بعفو ال جل وعل‬
‫وكرمه‪.‬‬
‫هذا ووصية أخيةا نتم باح هذا اللس الباحركر وهذا الدرس الباحركر الذي يعثزج علثي أن أفاحرقا‬
‫فيه هذه الوجه وطلبة العلم‪،‬م أوصي باحلعناحية بذا الكتاحب عناحية عظيمة من جهة حفظه ومن‬
‫جهة)‪ (1‬دراسته ومن جهة تأمل مساحئله ومن جهة معرفة ماح فيه؛ فإنه الق الذي كاحن عليه النبياحء‬
‫والرسلون ومن تبعهم من صاحل عباحد ال‪.‬‬
‫هذا واعتنوا رحكم ال بذلك أعظم العناحية‪،‬م فإن فيه خيكم لو تعقلون‪،‬م ووال إن النصراف‬
‫عنه لنذير سوء ‪،‬موإن القباحل عليه لنذير بشرى ومؤذن باحلي والبشرى‪.‬‬
‫وهذا وأسأل ال أن ينفعن وإياحكم باح سعناح‪،‬م وأن يغفر لناح زاللناح وخطلناح‪،‬م وأن يعفو عناح ماح‬
‫أخطأناح فيه‪،‬م وأن يعلناح من العفو عنهم‪،‬م ونسأل ال التساحمح‪،‬م وأن يعلناح من الققي لتوحيده‬
‫وأنه ل حول لناح ول قوةا لناح إل به‪.‬‬
‫اللهم فكن لناح ياح كري‪،‬م اللهم فكن لناح ياح كري‪،‬م اللهم فكن لناح ياح كري‪.‬‬
‫هذا وأستودعكم ال الذي ل تضيع ودائعه‪،‬م وصلى ال وسلم وباحركر على نبيناح ممد‪.‬‬

‫العلى‪ .‬آمي )‪1‬‬ ‫‪.‬وبكى الشيخ ‪-‬حفظه ال‪،-‬م جعناح ال وإياحه ف الفردوس‬
‫[ ‪] 270‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬

‫فهرست كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد‬


‫الموضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع الص‬
‫فحــ‬
‫ة‬
‫‪01‬‬ ‫منهجي في هذا التفريغ المبارك‪................................................................................‬‬
‫‪03‬‬ ‫كلمات في طلب العلم‪..........................................................................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫مقددمــــــة الشارح‪.....................................................................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫س إعلل عليجـلعبتتدوعن﴾]الذارياحت‪................................[56:‬‬ ‫ع‬ ‫كتـاب التوحيد وقول ال تعالى ﴿وما جخلجلق ت ع‬
‫ت ا لجلن جواللن ج‬ ‫جج‬
‫‪15‬‬ ‫باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب‪........................................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫باب من حقققَّ التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب‪.................................................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫باب الخوف من الشرك‪........................................................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫باب الدعاء إلى شهادة أن ل إله إل ال‪.........................................................................‬‬
‫‪34‬‬ ‫باب تفسير التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال‪....................................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلء أو دفعه‪...............................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫باب ما جاء في الرقى والتمائم‪.................................................................................‬‬
‫‪56‬‬ ‫باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما‪........................................................................‬‬
‫‪64‬‬ ‫باب ما جاء في الذبح لغير ال‪.................................................................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫باب ل ييذبح ل في مكان ييذبح فيه لغير ال‪....................................................................‬‬
‫‪74‬‬ ‫باب من الشرك النذر لغير ال تعالى‪..........................................................................‬‬
‫‪78‬‬ ‫باب من الشرك الستعاذة بغير ال‪.............................................................................‬‬
‫‪81‬‬ ‫باب من الشرك أن يستغيث بغير ال أو أن يدعو غيره‪........................................................‬‬
‫‪87‬‬ ‫باب قول ال تعالى﴿أجيتلشعرتكوجن جما جل يجلخلتتق جشليمئا جوتهلم يتلخلجتقوجن﴾]العراف‪................................................[191:‬‬
‫‪91‬‬ ‫ع جعلن قتـتلوبععهلم جقاتلوا جماجذا جقاجل جربتكلم جقاتلوا ا لجحلق جوتهجو ا لجعلعبي ا لجكعبيتر﴾]سبأ‪:‬‬
‫باب قول ال تعالى‪﴿:‬جحلتى إعجذا فتـبز ج‬
‫‪....................[23‬‬
‫‪92‬‬ ‫باب‬
‫الشفاعة‪...................................................................................................‬‬
‫‪101‬‬ ‫شاءت﴾]القصص‪:‬‬ ‫ت جولجعكلن ال لهج يجـلهعدي جملن يج ج‬ ‫ك جل تجـلهعدي جملن أجلحبجلب ج‬ ‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬إعنل ج‬
‫‪.....................................[56‬‬
‫‪104‬‬ ‫باب ما جاء أن سبب يكفكر بني آدم وترككهم دينهم هو الغلو في الصالحين‪........................................‬‬
‫‪108‬‬ ‫باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد ال عند قبر رجل صالح‪ ،‬فكيف إذا‬
‫عبده؟!‪....................................‬‬
‫‪116‬‬ ‫باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون ال‪.......................................‬‬
‫‪118‬‬ ‫باب ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد وسدده كل طريقَّ يوصل إلى الشرك‪..........................‬‬
‫‪119‬‬ ‫باب ما جاء أن بعض هذه المة يعبد الوثان‪...................................................................‬‬
‫‪125‬‬ ‫باب ما جاء في‬
‫السحر‪.........................................................................................‬‬
‫‪130‬‬ ‫باب بيان شيء من أنواع السحر‪...............................................................................‬‬
‫‪135‬‬ ‫باب ما جاء في الكهان ونحوهم‪................................................................................‬‬
‫‪139‬‬ ‫باب ما جاء في‬
‫النشرة‪.........................................................................................‬‬
‫‪142‬‬ ‫باب ما جاء في‬
‫التطير‪.........................................................................................‬‬
‫[ ‪] 271‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫‪145‬‬ ‫باب ما جاء في‬
‫التنجيم‪.........................................................................................‬‬
‫‪148‬‬ ‫باب ما جاء في الستسقاء بالنواء ‪.............................................................................‬‬
‫‪150‬‬ ‫ب ال لعه﴾]البقرةا‪...............................[165:‬‬ ‫س جملن يجـتلعختذ عملن تدوعن ال لعه جأنجدامدا يتعحببونجـتهلم جكتح ب‬‫باب قول ال تعالى﴿جوعملن اللنا ع‬
‫‪154‬‬ ‫ف أجلولعجياءجهت فججل تججخاتفوتهلم جوجخاتفوعني إعلن تكلنتتلم تملؤعمعنيجن﴾]آل عمران‪..............[175:‬‬ ‫شليجطاتن يتجخبو ت‬ ‫باب قول ال تعالى﴿إعنلجما جذلعتكلم ال ل‬
‫‪156‬‬ ‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬جوجعجلى ال لعه فجـتجـجولكلتوا إعلن تكنتتلم تملؤعمعنيجن﴾]الاحئدةا‪.......................................................[23:‬‬
‫‪159‬‬ ‫ط عملن جرلحجمعة جربعه﴾]الجر‪.......................[56:‬‬ ‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬أجفجأجعمنتوا جملكجر ال لعه﴾]العراف‪،[99:‬م وقوله‪﴿ :‬جوجملن يجـلقنج ت‬
‫‪161‬‬ ‫باب من اليمان بال الصبر على أقدار ال‪.....................................................................‬‬
‫‪165‬‬ ‫باب ما جاء في الرياء‪.........................................................................................‬‬
‫‪166‬‬ ‫باب من الشرك إرادة النسان بعمله الدنيا‪......................................................................‬‬
‫‪169‬‬ ‫باب من أطاع العلماء والمراء في تحريم ما أحل ال أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا‪......................‬‬
‫‪174‬‬ ‫ك﴾]النساحء‪-60:‬‬ ‫باب قول تعالى‪﴿ :‬أجلجلم تجـجر إعجلى العذيجن يجـلزعتتموجن أجنلـتهلم آجمتنوا بعجما أتنلعزجل إعلجلي ج‬
‫‪......................................[62‬‬
‫‪178‬‬ ‫باب من جحد شيئا من السماء‬
‫والصفات‪.......................................................................‬‬
‫‪182‬‬ ‫ت ال لعه ثتلم تينعكترونجـجها جوأجلكثجـترتهلم الجكافعتروجن﴾]النحل‪.........................................[83:‬‬ ‫باب قول ال تعالى ﴿يجـلععرتفوجن نعلعجم ج‬
‫‪185‬‬ ‫باب قول ال تعالى ﴿فججل تجلججعتلوا لعلعه جأنجدامدا جوأجنلـتتلم تجـلعلجتموجن﴾]البقرةا‪:‬‬
‫‪.........................................................[22‬‬
‫‪187‬‬ ‫باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بال‪..........................................................................‬‬
‫‪189‬‬ ‫باب قول‪ :‬ما شاء ال وشئت‪...................................................................................‬‬
‫‪190‬‬ ‫باب من س بب الدهر فقد آذى ال‪................................................................................‬‬
‫‪192‬‬ ‫باب القتس دمي بقاضي القضاة ونحوه‪.............................................................................‬‬
‫‪193‬‬ ‫باب احترام أسماء ال تعالى وتغيير السم لجل ذلك‪...........................................................‬‬
‫‪194‬‬ ‫باب من هزل بشيء فيه ذكر ال أو القرآن أو‬
‫الرسول‪..........................................................‬‬
‫‪197‬‬ ‫سلتهت﴾]فصلت‪................................................[50:‬‬ ‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬جولجئعلن أججذقلـجناهت جرلحجمةم عملنا عملن بجـلععد ج‬
‫ضلراءج جم ل‬
‫‪200‬‬ ‫صاعلحام جججعلج لجهت تشجرجكاءج ﴾]العراف‪.................................................[190:‬‬ ‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬فجـلجلما جءاجتاتهجما ج‬
‫‪203‬‬ ‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬جولعلعه اللجلسجماءت ا لتحلسجنى جفالدتعوهت بعجها﴾الية]العراف‪.................................................[180:‬‬
‫‪206‬‬ ‫باب ل يقال‪ :‬السلم على ال‪...................................................................................‬‬
‫‪208‬‬ ‫باب قول‪ :‬اللهم اغفر لي إن شئ تت‪..............................................................................‬‬
‫‪209‬‬ ‫باب ل يقول‪ :‬عبدي‬
‫وأمتي‪.....................................................................................‬‬
‫‪210‬‬ ‫باب ل ييربد من سأل‬
‫ال‪........................................................................................‬‬
‫‪212‬‬ ‫بابب ل ييسأل بوجه ال إل الجنة‪................................................................................‬‬
‫‪213‬‬ ‫باب ما جاء في الـ‬
‫)لو(‪.......................................................................................‬‬
‫‪216‬‬ ‫باب النهي عن سب‬
‫الريح‪......................................................................................‬‬
‫‪217‬‬ ‫سلوعء﴾الية]الفتح‪:‬‬ ‫ل ظجلن ال ل‬ ‫باب قول ال تعالى‪﴿ :‬يظتبنوجن عبال لعه جغيلـر ا لحبق﴾الية]آل عمران‪،[154:‬م وقوله‪﴿:‬اللظاعنين عبا ع‬
‫ج‬ ‫ج ج‬ ‫ج‬
‫[ ‪] 272‬كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬
‫‪WWW.IslamWay.com‬‬
‫‪...........[6‬‬
‫‪221‬‬ ‫باب ما جاء في منكري القدر‪..................................................................................‬‬
‫‪224‬‬ ‫ص دورين‪....................................................................................‬‬ ‫باب ما جاء في الم ت‬
‫‪227‬‬ ‫باب ما جاء في كثرة الحلف‪...................................................................................‬‬
‫‪228‬‬ ‫بابب ما جاء في كذبمة ال وذبمة نبيه ‪..........................................................................‬‬
‫‪230‬‬ ‫باب ما جاء في القسام على‬
‫ال‪................................................................................‬‬
‫‪231‬‬ ‫باب ل ييستشفع بال على‬
‫خلقه‪..................................................................................‬‬
‫‪232‬‬ ‫باب ما جاء في حماية النبي حمى التوحيد وسدده طرقَّ الشرك‪...............................................‬‬
‫‪234‬‬ ‫باب ما جاء في قول ال تعالى‪﴿ :‬جوجما قججدتروا الج جحلق قجلدعرهع ﴾]الزجمر‪[67 :‬الية‪................................................‬‬
‫‪238‬‬ ‫الخاتـــمة‪..................................................................................................‬‬
‫‪239‬‬ ‫فهرست كفاية المستزيد بشرح كتاب‬
‫التوحيد‪....................................................................‬‬

You might also like