You are on page 1of 3

‫يعد مفهوم او مصطلح الخطر ”‪ “Risk‬من أحد المعاني والمفاهيم المستجدة فى مواصفة ‪ ISO 9001‬باصدارها الجديد لعام‬

‫‪ ،2015‬ذلك باالضافة الى مصطلح التفكير المبني او القائم على المخاطر ”‪ “Risk Based Thinking‬فهذا المصطلح ليس‬
‫فقط لعائلة المواصفات ‪ ISO 9000‬فقط وانما على علم إدارة المخاطر بشكل عام‪ ،‬واإلصدارات القديمة من مواصفة ‪ISO‬‬
‫‪9000‬لم تذكر كلمة “خطر” بشكل صريح اال فى جزء واحد فقط من المواصفة وكان ضمن المقدمة‪.‬‬

‫لذلك قبل البدء فى تحديث نظام إدارة الجودة كمسؤول عن إدارة الجودة او احد اعضاء االدارة العليا او قبل البدء فى تطبيق‬
‫اإلصدار الجديد من المواصفة ‪ ISO 9001:2015‬البد لك ان تتعرف على المتطلبات الخاصة باإلصدار الجديد والتعرف‬
‫على فوائد اإلنتقال والتحديث الى اإلصدار الجديد للمواصفة ‪ ISO 9001:2015‬والتى كان على رأسها تبنى منهجية التفكير‬
‫المبني على المخاطر‪.‬‬

‫وبعد التعرف على متطلبات اإلصدار الجديد للمواصفة ‪ ISO 9001:2015‬قد يتبادر الى ذهنك العديد من األسئلة كقائد لعملية‬
‫التغيير ومنها‪:‬‬

‫ما هو مفهوم الخطر فى المواصفة‪ ISO 9001:2015‬؟‬ ‫‪‬‬


‫ما هى البنود التى ذكرت ضرورة تحديد الفرص والمخاطر؟‬ ‫‪‬‬
‫هل منهجية التفكير المبنى على المخاطر مجرد متطلب جديد فى المواصفة يزيد قائمة الوثائق؟ ام ان لها اضافة حقيقية‬ ‫‪‬‬
‫الى نظام إدارة الجودة واداة فعالة إلدارة المخاطر؟‬
‫كيف يمكن تحديد المخاطر فى عملية ما؟ وما هى طرق وادوات تقييم المخاطر؟‬ ‫‪‬‬
‫كل هذه االسئلة ستعرف اجابتها فى السطور القادمة وفى البداية سنتحدث عن مفهوم الخطر‪.‬‬

‫مفهوم الخطر‬
‫ال يختلف اثنان على مفهوم الخطر‪ ،‬وبشكل مبسط هو حدث يقع لشئ او لشخص ما‪ ،‬مما قد يؤدي الى احداث تهديد او ضرر او‬
‫اصابة‪ ،‬ومفهوم الخطر في مواصفة ‪ ISO 9001‬يختلف بشكل كامل عن هذا التعريف اللغوي‪ ،‬ألنه فى تلك الحالة يشمل‬
‫الخطر معاني اخري مثل (التهديدات‪ ،‬والفرص)‬

‫فالخطر في مواصفة ‪ ISO 9001:2015‬هو عبارة عن حدث تكون نتيجة نقص في المعلومات مما يؤدي إلى حدوث نتائج‬
‫سلبية أو إيجابية‪ .‬وتمثل التهديدات التي قد تواجه المنظمة (النتائج السلبية)‪ ،‬أما الفرص المتاحة للمنظمة والتي من شأنها مساعدة‬
‫المنظمة فى النمو تمثل (النتائج اإليجابية)‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق فيظهر جليا ً ان تحديد المخاطر والتهديدات والفرص اصبحا أهم متطلبات المواصفة‪ ،‬وال تشترط المواصفة‬
‫وجود نظام محدد إلدارة المخاطر‪ ،‬فاالمر يختلف من منظمة الى اخري على حسب طبيعتها ونشاطها ومدى تداخل وتعقد‬
‫العمليات بها‪ ،‬ويتسم اإلصدار الجديد من المواصفة بالمرونة فى انشاء الوثائق‪ ،‬فلكل منظمة الحرية فى طريقة توثيق عمليات‬
‫تحديد المخاطر وتقييم تلك المخاطر‪.‬‬

‫ما هي عالقة علم الجودة بالمخاطر؟‬


‫فى بدايات التطور الصناعي لم يكن هناك نظم للجودة‪ ،‬بل كان عامل اإلنتاج هو القائم على مراقبة الجودة ايضاً‪ ،‬ومع الثورة‬
‫الصناعية‪ ،‬كانت عملية الفحص الكامل ‪ %100‬هى المنهجية المتبعة فى ذلك الوقت لتقليل خطر “عيوب التصنيع” وللتأكد من‬
‫خلو تلك المنتجات من العيوب‪ ،‬ويظهر جليا ً ان الغرض األساسى من عمليات الفحص هو تقليل نسبة الخطر والتأكد من ان‬
‫المنتجات مطابقة لمتطلبات المستهلكين وكانت عمليات الفحص تنقسم الى‪:‬‬

‫‪ .1‬الفحص النهائي‪ :‬تتم عملية الفحص النهائى لتقليل مخاطر شحن منتجات معيبة للعمالء‪ ،‬وفى كال األحوال فان الفحص‬
‫النهائي او الكلي يمثل هدرا ً للوقت وللمال‪ ،‬فهى ال تمثل اكثر من عملية تصنيف للمنتجات (مقبول او مرفوض) وليس لها‬
‫دور فى منع تكرار حدوث العيب او اصالح الخطأ باالضافة الى احتمالية وجود اخطاء بتمرير منتجات معيبة حيث انها‬
‫تعتمد وبشكل اساسى على الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ .2‬الفحص المرحلي‪ :‬لتقليل مخاطر انتقال منتج معيوب من مرحلة إلى مرحلة تالية‪.‬‬
‫‪ .3‬فحص الواردات (المواد الخام)‪ :‬لتقليل مخاطر استخدام مكونات أو مواد خام معيبة‪.‬‬
‫‪ .4‬تقييم الموردين‪ :‬لتقليل مخاطر استخدام منتجات او مواد خام معيبة من الموردين‪.‬‬
‫‪ .5‬مراجعة التصميمات‪ :‬لتقليل مخاطر إصدار تصاميم ورسوم هندسية غير مطابقة‪ ،‬مما يؤدي الى االخفاق فى تصنيع‬
‫المنتجات طبقا ً لمتطلبات التشغيل ومتطلبات العمالء‪.‬‬
‫‪ .6‬تحليل االعتمادية‪ :‬لتقليل مخاطر توقف المنتجات عن اداء وظائفها خالل فترة عمرها االفتراضى‪.‬‬
‫‪ .7‬مراجعة العقود‪ :‬لتقليل مخاطر ابرام عقود‪ ،‬وال تستطيع الشركة الوفاء بها‪.‬‬
‫فى اإلصدارات القديمة لمواصفة ‪ ISO 9001‬لم يكن مفهوم المخاطر والتفكير المبنى على المخاطر مذكورا ً بشكل صريح‪،‬‬
‫ولكن كان يشار اليه ضمن اشارات ومفاهيم ضمنية‪ ،‬على سبيل المثال متطلبات التخطيط ودورة ديمنج (خطط – افعل – تحقق‬
‫– نفذ) وعمليات التحقق والمراجعة من متطلبات العمالء‪ ،‬وعمليات التحقق من التصميم والتطوير والتحسين المستمر‬
‫ومراجعات اإلدارة‪ ،‬باالضافة الى اتخاذ اإلجراءات الوقائية لتجنب حاالت عدم المطابقة المحتملة‪ ،‬وتحليل الحيود الذى حدث‬
‫بالفعل واى حاالت عدم مطابقة ظهرت بالفعل واتخاذ اإلجراءات التصحيحية الكفيلة بمنع تكرار وقوعها مرة اخري‪.‬‬

‫ومن اهم األهداف الرئيسية لنظام إدارة الجودة العمل كأداة وقائية ؛ لمنع أو تقليل المخاطر الناتجة عن أى خطأ يسبب حيود عن‬
‫المتطلبات األساسية لمنتج أو خدمة ما‪ ،‬ولتفعيل تلك األداة لتشمل نظام الجودة بشكل كامل بدأل من حصرها فى بند اإلجراءات‬
‫الوقائية‪ ،‬والذى كان يخلط بينه وبين اإلجراءات التصحيحية‪ ،‬لذا تم حذف هذا البند واستبداله بمنهجية التفكير المبنى على‬
‫المخاطر عن طريق دمجها ضمن متطلبات التهطيط لنظام إدارة الجودة‪ .‬بند (‪ )6.1‬من مواصفة‪ISO 9001.‬‬

‫وخالصة القوة فان المخاطر (التهديدات والفرص) وجهان لعملة واحدة‪ ،‬فمن خالل تحليل المخاطر يمكن ان تظهر بعض‬
‫الفرص التى تساعد على نمو الشركة‪ ،‬فعلى سبيل المثال قد يؤدي تحليل المخاطر الى اكتشاف خطر مثل “ظهور منافسين جدد‬
‫فى السوق” وبالتالى التأثير على حصة الشركة السوقية‪ ،‬ومن خالل تحليل البيئة والظروف الداخلية والخارجية للمنظمة‬
‫باستخدام ادوات التخطيط االستراتيجى مثل( تحليل الفرص والمخاطر )‪ SWOT‬بند (‪ )4‬سياق المنظمة‪ ،‬نجد ان ذلك التحليل‬
‫قد اسفر عن اكتشاف فرص جديدة للمنظمة من شأنها خلق ميزة تنافسية اخري‪.‬‬

‫صورا متعددها مثل‪ :‬تطوير منتجات وخدمات جديد‪ ،‬تحسين االنتاجية وتقليل الفواقد فى الوقت والمال‪،‬‬
‫ً‬ ‫وتأخذ هذه الفرص‬
‫اكتساب عمالء جدد‪ ،‬فتح اسواق جديدة‪ ،‬كل هذه الفرصة يمكن اقتناصها من خالل تحليل المخاطر وتمثل الجانب اإليجابي من‬
‫الخطر‪ ،‬وايضا ليس كل خطر ينطوي على جوانب ايجابية تؤدي الى فرص‪.‬‬

‫بنود المواصفة ‪ISO 9001:2015‬والتى تشير إلى تحديد المخاطر‬


‫هناك (‪ )7‬سبعة بنود ضمن اإلصدار الجديد من المواصفة ‪ ISO 9001:2015‬والتى تتطلب تحديد المخاطر والفرص‪:‬‬

‫‪ .1‬نظام إدارة الجودة وعملياته بند)‪(4.4.1‬‬


‫‪ .2‬القيادة واإللتزام بند)‪(5.1.2‬‬
‫‪ .3‬التركيز على العميل بند)‪(5.1.1‬‬
‫‪ .4‬اإلجراءات لتحديد المخاطر والفرص بند)‪(6.1‬‬
‫‪ .5‬التحليل والتقييم بند)‪(9.1.3‬‬
‫‪ .6‬مدخالت اجتماع اإلدارة بند)‪(9.3.2‬‬
‫‪ .7‬حاالت عدم المطابقة واإلجراءات التصحيحة بند)‪(10.2.1‬‬
‫أسئلة رئيسية تساعد على تحديد المخاطر بالمؤسسة‬
‫هناك أداوات خاصة بتحديد وتقييم المخاطر وذلك على حسب نوع النشاط أو الصناعة‪ ،‬وسنحاول سرد بعض االسئلة المبدئية‬
‫التي قد تساعد أثناء تحديد للمخاطر وتبني منهجية التفكير على المخاطر‪:‬‬

‫ُعرض مؤسستنا للخطر ويمنعها من تحقيق أهدافها؟‬


‫‪ .1‬ما الذي يمكن أن ي ِّ‬
‫‪ .2‬كيف يمكن لهذة المخاطر أن تؤثر على أدائنا؟‬
‫‪ .3‬ما هي اإلجراءات التي يمكن أن نتخذها الحتواء هذة المخاطر؟‬
‫‪ .4‬كيف يمكن معرفة أن هذة المخاطر تم احتوائها بشكل كامل؟‬
‫‪ .5‬كيف يمكن التأكد من سالمة اإلجراءات المتخذة الحتواء هذة المخاطر؟‬
‫‪ .6‬كيف يمكن منع حدوث هذة المخاطر مرة أخرى؟‬
‫هناك عدة خيارات للتعامل مع المخاطر‪:‬‬

‫‪ .1‬إما عن طريق تجنب المخاطر‪.‬‬


‫‪ .2‬تحمل المخاطر من أجل الحصول على الفرص الممكنة‪.‬‬
‫‪ .3‬حذف المصدر الرئيسي للخطر‪.‬‬
‫‪ .4‬تغيير االحتماالت والعواقب الناتجة عن الخطر‪.‬‬
‫‪ .5‬تقاسم الخطر‪.‬‬
‫‪ .6‬تحمل المخاطر بناء على قرارات معتمدة على حقائق‪.‬‬
‫التفكير المبني على المخاطر ليس جديدًا وإنما هو عملية منطقية نمارسها بشكل يومي بد ًءا من اختيار نوع المالبس وفقًا لحالة‬
‫ويسارا قبل عبور الطريق لتفادي خطر اإلصابة بالسيارات وغيرها من‬ ‫ً‬ ‫مرورا بالنظر يمينًا‬
‫ً‬ ‫الطقس قبل الذهاب إلى العمل‪،‬‬
‫النماذج الحياتية اليومية‪.‬‬

‫يبقى األمر األهم والتحدي األكبر‪ ،‬وهو كيفية تطبيق هذة المنهجية وتحويلها إلى ثقافة داخل المؤسسات؟‬

You might also like