You are on page 1of 28

‫الحمد هلل والصالة على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬مواقيت‬

‫الصالة واضحة ‪ ،‬واألساس الذي بنيت عليه معروف ‪ ،‬باستثناء‬


‫ميقات صالة العيد والضحى الذي لم يحسب على معيار محدد‪،‬‬
‫حيث نالحظ اختالف ميقات صالة العيد والضحى بين البلدان‬
‫المختلفة ‪ ،‬فأحببت في البحث أن أدون معيارا موحدا لميقات صالة‬
‫العيد والضحى ‪ ،‬وأستمد في هذا البحث العون من هللا سبحانه‬
‫ب‬
‫اج ُ‬ ‫سلَ َم‪ « :‬هإذَا َ‬
‫طلَ َع َح ه‬ ‫صلَى هللاُ َ‬
‫علَ ْي هه َو َ‬ ‫سو ُل َ ه‬
‫اّلل َ‬ ‫وتعالى ‪ .‬قَا َل َر ُ‬
‫ب ال َ‬
‫ش ْم هس‬ ‫اج ُ‬ ‫َاب َح ه‬ ‫ش ْم هس فَأ َ هخ ُروا ال َ‬
‫صالَةَ َحتَى تَ ْرتَ هف َع‪َ ،‬وإهذَا غ َ‬ ‫ال َ‬
‫صالَةَ َحتَى تَ هغ َ‬
‫يب»‬ ‫فَأ َ هخ ُروا ال َ‬
‫صحيخ البخاري‬
‫ام ٍّر ْال ُج َهنه َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ع ه‬ ‫ع ْق َبةَ بْنَ َ‬ ‫ع ْن أَ هبي هه‪ ،‬قَا َل‪َ :‬‬
‫س هم ْعتُ ُ‬ ‫علَيٍّ‪َ ،‬‬ ‫سى ب هْن ُ‬ ‫ع ْن ُمو َ‬ ‫َ‬
‫سلَ َم َي ْن َهانَا أَ ْن‬
‫علَ ْي هه َو َ‬‫صلَى هللاُ َ‬‫سو ُل هللاه َ‬ ‫ت َكانَ َر ُ‬ ‫عا ٍّ‬ ‫سا َ‬ ‫ث َ‬ ‫َيقُو ُل‪ :‬ثَ َال ُ‬
‫اِغَة‬ ‫س بَ ه‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫طلُ ُع ال َ‬‫ي فهي هه َن‪ ،‬أَ ْو أَ ْن نَ ْقبُ َر فهي هه َن َم ْوتَانَا‪ « :‬هحينَ تَ ْ‬‫ص هل َ‬‫نُ َ‬
‫س‪َ ،‬و هحينَ‬ ‫ش ْم ُ‬‫يرةه َحتَى تَ همي َل ال َ‬ ‫َحتَى تَ ْرتَ هف َع‪َ ،‬و هحينَ يَقُو ُم قَائه ُم َ‬
‫الظ هه َ‬
‫ب»‬‫ب َحتَى تَ ْغ ُر َ‬ ‫س هل ْلغُ ُرو ه‬ ‫ش ْم ُ‬‫َف ال َ‬‫ضي ُ‬ ‫تَ َ‬
‫صحيح مسلم‬
‫ع ٍّة‬
‫سا َ‬‫اّلله‪ ،‬ه َْل هم ْن َ‬ ‫سو َل َ‬ ‫سةَ يَقُو ُل‪ :‬قُ ْلتُ َيا َر ُ‬ ‫ع َب َ‬‫ع ْم َرو بْنَ َ‬ ‫س هم ْعتُ َ‬ ‫َ‬
‫ع ٍّة يُ ْبتَغَى هذ ْك ُرهَا؟ قَا َل‪« :‬نَعَ ْم‪ .‬إه َن‬ ‫سا َ‬ ‫ب همنَ ْاأل ُ ْخ َرى أ َ ْو ه َْل هم ْن َ‬ ‫أَ ْق َر ُ‬
‫ف اللَ ْي هل ْاْل هخ َر‪ ،‬فَإه هن‬ ‫ع َِ َو َج َل همنَ ْالعَ ْب هد َج ْو َ‬ ‫الرب َ‬ ‫ون َ‬ ‫ب َما يَ ُك ُ‬ ‫أَ ْق َر َ‬
‫ع هة فَ ُك ْن؛‬ ‫سا َ‬‫ع َِ َو َج َل فهي ته ْل َك ال َ‬ ‫ت أَ ْن ت َ ُكونَ هم َم ْن يَ ْذ ُك ُر َ َ‬
‫اّلل َ‬ ‫ا ْستَ َ‬
‫ط ْع َ‬
‫طلُ ُع َبيْنَ‬ ‫ش ْم هس‪ ،‬فَإهنَ َها ت َ ْ‬ ‫طلُوعه ال َ‬ ‫ورة َم ْش ُهودَة إهلَى ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ص َالةَ َم ْح ُ‬ ‫فَإه َن ال َ‬
‫ص َالةَ َحتَى تَ ْرتَ هف َع‬ ‫ار‪ ،‬فَدَعه ال َ‬ ‫ص َال هة ْال ُكفَ ه‬
‫عة ُ َ‬ ‫سا َ‬ ‫ي َ‬ ‫ان َو هه َ‬‫ط ه‬‫ش ْي َ‬‫قَ ْرنَي ه ال َ‬
‫ورة َم ْش ُهودَة َحتَى تَ ْعتَ هد َل‬ ‫ض َ‬ ‫ص َالة ُ َم ْح ُ‬ ‫ع َها‪ ،‬ث ُ َم ال َ‬ ‫شعَا ُ‬ ‫َب ُ‬ ‫قهيدَ ُر ْمحٍّ َويَ ْذه َ‬
‫اب‬‫عة ت ُ ْفتَ ُح فهي َها أَ ْب َو ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ار؛ فَإهنَ َها َ‬ ‫ف النَ َه ه‬ ‫ص ه‬ ‫س ا ْعتهدَا َل الر ْمحه بهنه ْ‬ ‫ش ْم ُ‬‫ال َ‬
‫ضو َرة‬ ‫ص َالة ُ َم ْح ُ‬ ‫ص َالةَ َحتَى يَ هفي َء ْالفَ ْي ُء‪ ،‬ث ُ َم ال َ‬ ‫َج َهنَ َم َوت ُ ْس َج ُر فَدَعه ال َ‬
‫ي‬
‫ان َو هه َ‬ ‫ط ٍّ‬‫ش ْي َ‬
‫يب َبيْنَ قَ ْرنَ ْي َ‬ ‫س؛ فَإهنَ َها تَ هغ ُ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫َم ْش ُهودَة َحتَى تَ هغ َ‬
‫يب ال َ‬
‫ار»‬ ‫ص َالة ُ ْال ُكفَ ه‬ ‫َ‬
‫سنن النسائي صححه األلباني‬
‫سةَ السلَ هميه‪ ،‬أَنَهُ قَا َل‪ :‬قُ ْلتُ ‪ :‬يَا‬ ‫عبَ َ‬ ‫ع ْم هرو ب هْن َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن أَبهي أ ُ َما َمةَ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ص هل َما‬ ‫ف اللَ ْي هل ْاْل هخ ُر‪ ،‬فَ َ‬ ‫اّلله‪ ،‬أَي اللَ ْي هل أَ ْس َم ُع؟ قَا َل‪َ « :‬ج ْو ُ‬ ‫سو َل َ‬ ‫َر ُ‬
‫ص ْر‬ ‫ي الص ْب َح‪ ،‬ث ُ َم أَ ْق ه‬ ‫ص هل َ‬ ‫ص َالةَ َم ْش ُهودَة َم ْكتُو َبة‪َ ،‬حتَى ت ُ َ‬ ‫ت‪ ،‬فَإه َن ال َ‬ ‫هشئْ َ‬
‫طلُ ُع َبيْنَ‬ ‫يس ُر ْمحٍّ‪ ،‬أَ ْو ُر ْم َحي هْن‪ ،‬فَإهنَ َها تَ ْ‬ ‫س‪ ،‬فَتَ ْرتَ هف َع هق َ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫طلُ َع ال َ‬ ‫َحتَى تَ ْ‬
‫ص َالةَ‬ ‫ت‪ ،‬فَإه َن ال َ‬ ‫ص هل َما هشئْ َ‬ ‫ار‪ ،‬ث ُ َم َ‬ ‫ص هلي لَ َها ْال ُكفَ ُ‬‫ان‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ط ٍّ‬ ‫ش ْي َ‬‫قَ ْرنَ ْي َ‬
‫ص ْر‪ ،‬فَإه َن َج َهنَ َم‬ ‫َم ْش ُهودَة َم ْكتُوبَة‪َ ،‬حتَى يَ ْع هد َل الر ْم ُح هظلَهُ‪ ،‬ث ُ َم أَ ْق ه‬
‫ت‪ ،‬فَإه َن‬ ‫ص هل َما هشئْ َ‬ ‫س‪ ،‬فَ َ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ت ال َ‬ ‫غ ه‬ ‫ت ُ ْس َج ُر‪َ ،‬وت ُ ْفت َ ُح أَب َْوابُ َها‪ ،‬فَإهذَا َِ ا َ‬
‫ب‬ ‫ص ْر‪َ ،‬حتَى تَ ْغ ُر َ‬ ‫ص َر‪ ،‬ث ُ َم أَ ْق ه‬‫ي ْال َع ْ‬ ‫ص هل َ‬‫ص َالةَ َم ْش ُهودَة‪َ ،‬حتَى ت ُ َ‬ ‫ال َ‬
‫ار»‪،‬‬ ‫ص هلي لَ َها ْال ُكفَ ُ‬ ‫ان‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ط ٍّ‬‫ش ْي َ‬
‫ب َبيْنَ قَ ْرنَ ْي َ‬ ‫س‪ ،‬فَإهنَ َها تَ ْغ ُر ُ‬ ‫ش ْم ُ‬‫ال َ‬
‫سنن أبي داود صححه األلباني‬
‫واضح من األحاديث السابقة أن الصالة مباحة إذا ارتفعت الشمس‬
‫قيد رمح أو قيس رمح ‪ ،‬و"قيد" و"قيس" بمعنى واحد وهو "قدر"‬
‫‪ ،‬والرمح أطواله مختلفة ‪ ،‬فقد قدره وهبة الِحيلي بمقدار ‪5.2‬‬
‫متر ‪ ،‬وقدره حسين العوايشة نقال عن شيخه بمقدار مترين ‪ ،‬وقدره‬
‫الشيخ ابن عثيمين بحوالي متر ‪ .‬وقدره الشيخ عطية سالم صاحب‬
‫شرح بلوغ المرام بمقدار قامة اإلنسان ‪.‬‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه ‪ ،‬كيف نقيس ارتفاع الشمس بالرمح ؟‬
‫هل نحضر رمحا طويال أم قصيرا ؟ هب أننا أحضرنا رمحا‬
‫طويال ‪ ،‬كيف نستخدمه لقياس ارتفاع الشمس بمقدار رمح ؟ هل‬
‫نجعله مالصقا للبطن أو على بعد ذراع ؟ في هذه الحالة يكون وقت‬
‫الظهر قد حان ولم تبلغ الشمس قدر رمح ! ‪.‬‬
‫أم نجعل الرمح بعيدا جدا بحيث يختفي عن األنظار وال يرى إال‬
‫بالمقراب ! ‪ ،‬وإذا أحضرنا رمحا قصيرا طوله متر ووضعناه‬
‫مالصقا للبطن أو على بعد ذراع حتى نشاهد ارتفاع الشمس قدر‬
‫رمح ‪ ،‬عندئذ سيكون ارتفاع الشمس قدر رمح قبل أن تشرق ! ‪،‬‬
‫إذن كيف نقيس ارتفاع الشمس قدر رمح ؟‬

‫قبل اإلجابة عن هذا السؤال أود أن أذكر فتاوى بعض العلماء‬


‫بخصوص دخول وقت صالة العيد والضحى ‪.‬‬
‫يقول الشيخ محمد مختار الشنقيطي عن مقدار الرمح ‪ " :‬ذكر‬
‫بعضهم يكون من بين ثالث دقائق من بعد اإلشراق إلى خمس‬
‫دقائق ولكن بعد خمس دقائق قطعا أنه يصيب هذا الوقت وِيادة "‪.‬‬
‫ويقول الشيخ أيضا في موضع آخر " وقيد الرمح عند بعض‬
‫العلماء ما يقارب السبع دقائق من ابتداء اإلشراق" ‪.‬‬
‫أما الشيخ ناصر بن سليمان العمر قال ‪" :‬صالة الضحى تبدأ من‬
‫ارتفاع الشمس ‪ ،‬فإذا ارتفعت الشمس قدر رمح وِال وقت النهي‬
‫ويقدر األن بحدود عشر دقائق على األوسط ألن هناك من يقول‬
‫خمسة عشر دقيقة دقيقة وهناك من يقول خمس دقائق ‪ ،‬األوسط أقل‬
‫شيئ عشر دقائق " ‪.‬‬
‫ويقول الشيخ عبد هللا بن جبرين ‪ " :‬فبعد أن ترتفع الشمس ويطلع‬
‫حاجبها يتوقف عن الصالة حتى ترتفع قيد رمح ويمكن أن يقدر‬
‫ذلك بخمس دقائق أو عشر دقائق على األكثر" ‪.‬‬
‫يقول الشيخ ابن عثيمين ‪" :‬‬
‫فإذا طلعت الشمس فانظر إليها فإذا فإذا ارتفعت قدر رمح يعني قدر‬
‫متر تقريبا في رأي العين فحينئذ خرج وقت النهي ويقدر بالنسبة‬
‫للساعات باثنتي عشرة دقيقة إلى عشر دقائق أي ليس بطويل ولكن‬
‫االحتياط أن يِيد إلى ربع ساعة "‪.‬‬
‫ويقول الشيخ الِيلحي ‪ " :‬بعد طلوع الشمس قدر رمح أي حوالي‬
‫ثلث أو نصف ساعة "‪.‬‬
‫هذه أقوال مجموعة من العلماء عن بداية وقت صالة الضحى أو‬
‫صالة العيد ‪ ،‬ولكنهم لم يبينوا كيفية استخدام الرمح لحساب ارتفاع‬
‫الشمس ‪ ،‬لذلك اختلفت فتاواهم بفترات ِمنية من ‪ 3‬دقائق إلى ‪33‬‬
‫دقيقة من بدء طلوع الشمس حتى ترتفع الشمس قيد رمح ‪.‬‬
‫ال يعد طول الرمح وقصره شرطا لقياس االرتفاع ‪ ،‬فالنبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم قال ‪ :‬قيس رمح أو رمحين ‪ ،‬الحظ أن الرمح في‬
‫الحديث نكرة ‪ ،‬والنكرة تعم الطويل والقصير ‪.‬‬
‫لماذا الرمح بالتحديد ؟ اإلجابة ربما ألن له طرفين محددين‬
‫وواضحين وألنه مستقيم ال اعوجاج فيه ‪ ،‬ويمكن غرس طرفه‬
‫المدبب في األرض ‪ ،‬وليس المقصود استخدام طوله كوحدة أطوال‬
‫بل المقصود استخدامه لقياس ِاوية ارتفاع الشمس ‪ .‬وقد أحسن‬
‫الشيخ ابن عثيمين عندما قال ‪ " :‬قدر رمح يعني قدر متر تقريبا في‬
‫رأي العين "‪ .‬نعم في رأي العين ومما يؤيد ذلك الحديث اْلتي ‪:‬‬
‫علَى‬ ‫ار ن َْر همي غ ََرضا لَنَا َ‬ ‫ص ه‬ ‫غ َالم همنَ ْاأل َ ْن َ‬ ‫س ُم َرة ُ‪ :‬بَ ْينَا أَنَا يَ ْوما َو ُ‬
‫قَا َل َ‬
‫س قَ ْد َر‬
‫ش ْم ُ‬ ‫سلَ َم‪َ ،‬حتَى هإذَا َكانَ ه‬
‫ت ال َ‬ ‫علَ ْي هه َو َ‬ ‫صلَى َ‬
‫اّللُ َ‬ ‫اّلل َ‬ ‫سو هل َ ه‬ ‫ع ْه هد َر ُ‬
‫َ‬
‫َت ‪)......‬‬ ‫اظ هر همنَ ْاألُفُ ه‬
‫ق ا ْس َود ْ‬ ‫عي هْن النَ ه‬ ‫ُر ْم َحي هْن ‪ -‬أَ ْو ثَ َالثَ ٍّة ‪ -‬فهي َ‬
‫هذا جِء من حديث رواه ابن حبان في صحيحه ‪ ،‬وضعفه الشيخ‬
‫األلباني ‪.‬‬
‫لكنني أستشهد به في المعني اللغوي لمعنى (في عين الناظر)‬
‫أي ليس المقصود استخدام الرمح كوحدة أطوال ‪ .‬بل استخدام‬
‫الرمح كوحدة ِوايا‪ .‬ولكن على أي أساس نستخدم الرمح كوحدة‬
‫ِاوية ؟ هذا هو السؤال المحير ‪ ،‬والذي سوف أجتهد ‪ -‬إن شاء هللا‬
‫– لمعرفة كيفية استخدام الرمح كوحدة ِوايا‪.‬‬
‫قبل الدخول في هذا البحث أود أن أوضح أن اإلنسان يستنبط‬
‫الوحدات القياسية من البيئة المحيطة به ‪ ،‬وهذا الوحدات معروفة‬
‫لدى المتعاملين بها ‪ .‬فمثال ال ُمد وحدة لقياس الحجوم في المدينة‬
‫المنورة ‪ ،‬وال ُمد عبارة عن الحجم الذي يمأل كفي اليدين وهما‬
‫مبسوطتان ‪ ،‬وكما هو معروف الصاع يساوي أربعة أمداد ‪.‬‬
‫وفي المدينة المنورة ال توجد ساعات لقياس الِمن ‪ ،‬حيث يستخدم‬
‫ِمن قراءة آيات معينة لتحديد الِمن‪ ،‬هذا أحيانا ‪ .‬كما في الحديث‬
‫اْلتي ‪:‬‬
‫صلَى هللاُ َ‬
‫علَ ْي هه‬ ‫اّلل َ‬ ‫ي َه‬ ‫ع ْنهُ‪« ،‬أَ َن نَ هب َ‬ ‫اّللُ َ‬
‫ي َ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ْن أَن هَس ب هْن َما هلكٍّ َر ه‬ ‫َ‬
‫س َح َرا‪ ،‬فَلَ َما فَ َرغَا هم ْن‬ ‫ع ْنهُ ت َ َ‬
‫اّللُ َ‬
‫ي َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َر ه‬ ‫سلَ َم َوَِ ْيدَ بْنَ ثَا هب ٍّ‬
‫َو َ‬
‫صلَى»‪،‬‬‫صالَةه‪ ،‬فَ َ‬ ‫سلَ َم إهلَى ال َ‬ ‫علَ ْي هه َو َ‬‫صلَى هللاُ َ‬ ‫اّلل َ‬ ‫ام نَبهي َ ه‬ ‫ور هه َما‪ ،‬قَ َ‬‫س ُح ه‬ ‫َ‬
‫ور هه َما َودُ ُخو هل هه َما فهي‬‫س ُح ه‬ ‫فَقُ ْلنَا هألَن ٍَّس‪َ :‬ك ْم َكانَ بَيْنَ فَ َرا هغ هه َما هم ْن َ‬
‫الر ُج ُل خ َْم هسينَ آيَة ‪.‬‬ ‫صالَةه؟ قَا َل‪َ :‬كقَ ْد هر َما يَ ْق َرأ ُ َ‬ ‫ال َ‬
‫وأحيانا يستخدم الناس أعضاء من أجسامهم كوحدة لقياس الطول ‪،‬‬
‫كالذراع والشبر واألصبع ‪.....‬‬
‫اْلن نعرج على قياس ارتفاع الشمس ‪ ،‬الرمح هو أداة للمقارنة‬
‫بغض النظر عن طوله وقصره (أي في رأي العين) ‪ ،‬ولكن في‬
‫رأي العين بماذا نقارنه ؟ هنا يأتي دور االجتهاد ‪ ،‬نحن نريد تحديد‬
‫ِاوية ارتفاع الشمس ‪ ،‬إذن ال مفر من مقارنة الرمح بالشمس‬
‫نفسها ‪ ،‬أي بقطرها الظاهري ألنه في الصحراء والبحار ال يوجد‬
‫جسم يتخذ كوحدة قياس لمعرفة ِاوية ارتفاع الشمس إال الشمس‬
‫نفسها ‪ ،‬فكما ذكرت يستنبط اإلنسان وحدات القياس من البيئة‬
‫المحيطة به ‪ .‬ويتم ذلك بأن نغرس رمحا في أرض مستوية تماما‬
‫عموديا على األرض ‪ ،‬وذلك أثناء طلوع الشمس ‪ ،‬ثم نتجه غربا‬
‫على نفس الخط الواصل بين موضع الشمس الظاهري والرمح‬
‫المغروس ‪ ،‬ونستمر في السير غربا حتى يتساوى طول الرمح‬
‫الظاهري مع قطر الشمس الظاهري ‪ .‬فإذا كان قطر الشمس‬
‫الظاهري = ‪ ,23333‬درجة قوسية وارتفاع الرمح المغروِ في‬
‫األرض عموديا عليها يساوي مترين ‪ ،‬فعلينا أن نتجه غربا في‬
‫االتجاه الواصل من الشمس إلى الرمح بمقدار ‪ 512,9‬مترا عندئذ‬
‫يتساوى قطر الشمس الظاهري مع طول الرمح الظاهري ‪ .‬وإذا‬
‫كان ارتفاع الرمح المغروِ في األرض عموديا عليها يساوي مترا‬
‫ونصف المتر ‪ ،‬فعلينا أن نتجه غربا بمقدار ‪ 161,1‬مترا ‪ ،‬عندئذ‬
‫يتساوى قطر الشمس الظاهري مع طول الرمح الظاهري ‪ .‬أي أن‬
‫طول الرمح ليس إال أداة للمقارنة مع قطر الشمس الظاهري لذلك‬
‫قال العلماء طول الرمح في رأي العين‪ .‬خالصة القول إذا ارتفعت‬
‫الشمس بحيث يكون حاجبها األسفل يبعد عن األفق بمقدار هذا‬
‫الرمح الظاهري ‪ ،‬عندئذ نستطيع أن نقول أن الشمس قد ارتفعت‬
‫عن األفق قيد رمح ‪ .‬بمعنى آخر يمكن القول أن ارتفاع الشمس قيد‬
‫رمح معناه أن يكون حاجب الشمس األسفل يبعد عن أفق سطح‬
‫األرض بمقدار قطر الشمس نفسها ‪ ،‬وارتفاع الشمس بمقدار‬
‫رمحين معناه أن حاجب الشمس األسفل يرتفع عن أفق سطح‬
‫األرض بمقدار مثلي قطر الشمس الظاهري ‪....‬وهكذا ‪.‬‬
‫المشاهد للشمس كثيرا يستطيع أن يقدر قطر الشمس الظاهري‬
‫التقريبي فتتولد لديه ملكة يستطيع من خاللها تقدير األبعاد الِاويية‬
‫بين النجوم ليال بمقدار األرماح القوسية ‪ ،‬حيث يساوي الرمح‬
‫القوسي الواحد قطر الشمس الظاهري ‪َ .‬وقَا َل ابْن ُكناسة‪( :‬من‬
‫كواكب ال َع ْقرب ُِبَانيا العَ ْقرب‪ ،‬وهما كوكبان متفرقان أ َ َمام اإل ْكليل‪،‬‬
‫بَينه َما قيدُ ُر ْمح‪ ) .‬المصدر السابق هو تهذيب اللغة لمحمد الهروي‬
‫‪ .‬ووجه االستدالل أن ابن كناسة قدر البعد الِاويي بين الكوكبين‬
‫ليال مع أن الشمس غير ظاهرة حيث تولدت عنده ملكة لقياس البعد‬
‫الِاويي سواء كانت الشمس طالعة أم غائبة ‪ .‬ملحوظة على‬
‫استخدام كلمة " رمح " ‪ :‬إذا قيل ارتفعت الشمس قيد رمح فمعنى‬
‫ذلك أن الرمح وحدة لقياس الِاوية ‪ ،‬وأحيانا يستخدم الرمح كوحدة‬
‫أطوال كما في جمهرة اللغة ألبي بكر األِدي حيث ذكر ما يأتي‬
‫(وبيني وبينه قاب قوس أو قاب رمح أو قيد رمح ) ‪ ،‬وأحيانا‬
‫يستخدم لقياس طول ظله ‪ ،‬وذلك لمعرفة منتصف النهار ومن ثم‬
‫معرفة وقت الظهر والعصر كاْلتي ‪ :‬إذا غرِنا رمحا في األرض‬
‫(طوله مثال ‪ 533‬سنتيمتر ) عموديا على سطح األرض أثناء‬
‫طلوع الشمس ‪ ،‬فإن ظل الرمح يقصر تدريجيا إلى أن يصل منتهاه‬
‫في القصر ‪ ،‬ثم يبدأ الظل في الِيادة تدريجيا يتبع ذلك مباشرة‬
‫ِوال الشمس عن خط الِوال ‪ ،‬وهو وقت الظهر ‪ .‬فإذا كان طول‬
‫ظل الرمح وقت الِوال ‪ 33‬سنتيمتر ‪ ،‬فإن وقت العصر يدخل إذا‬
‫كان طول الظل يساوي طول الرمح المغروِ مع إضافة طول ظل‬
‫الرمح وقت الِوال ‪ .‬أي يساوي ‪ 533‬سنتيمتر ‪ ،‬وقد ورد ذكر‬
‫الرمح لحساب ميقات الصالة في حديث النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫ورة َحتَى َي ْستَ هق َل ه‬
‫الظل‬ ‫ض َ‬‫ص َالةَ َم ْش ُهودَة َم ْح ُ‬
‫ص هل فَإه َن ال َ‬ ‫(‪.....‬ث ُ َم َ‬
‫ص ْر ‪. ) ........‬‬ ‫هبالر ْمحه ث ُ َم أَ ْق ه‬
‫األشكال اْلتية تبين ارتفاع الشمس فوق أفق األرض إلى أن تصل‬
‫قيد رمح ثم رمحين ‪.‬‬
‫ولكن ما هو األساس الذي الذي بنيت عليه حساب أول وقت صالة‬
‫العيد والضحى في برنامج الصالة المعمول على اإلكسل ؟‬
‫كما ذكرت سابقا قيد رمح هو عبارة عن طول الرمح الظاهري‬
‫والذي بدوره يساوي قطر الشمس الظاهري ‪ .‬وقطرالشمس‬
‫الظاهري يتغير حسب بعد األرض عن الشمس أثناء دورانها حول‬
‫الشمس ‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك أن األرض تدور حول الشمس في‬
‫مدار إهليجي وليست في مدار دائري ‪ ،‬مما يترتب عليه أن تكون‬
‫األرض حينا في وضع األوج (أبعد ما يمكن عن الشمس ) ومن ثم‬
‫يكون القطر الظاهري للشمس أصغر ما يمكن ‪ ،‬وحينا آخر في‬
‫وضع الحضيض (أقرب ما يمكن ) ومن ثم يكون القطر الظاهري‬
‫للشمس أكبر ما يمكن ‪ .‬وبين األوج والحضيض يتغير قطر الشمس‬
‫الظاهري بين أكبر قيمة وأصغر قيمة لقطر الشمس الظاهري ‪.‬‬
‫األساس الذي بنيت عليه بداية وقت صالة العيد والضحى في‬
‫المعادلة الفلكية هو أن يكون ارتفاع الشمس عن األفق بعد شروق‬
‫الشمس بمقدار رمح ونصف الرمح ‪ ،‬ولكن من أين أتيت بنصف‬
‫الرمح ؟ أتيت به حتى يكون ارتفاع الحاجب األسفل للشمس عن‬
‫سطح أفق األرض الشرقي بمقدار رمح ‪ ،‬ولكن في الحساب الفلكي‬
‫يحسب ارتفاع الشمس فوق األفق بدءا من مركِ الشمس وليس من‬
‫حاجبها األسفل ‪ ،‬فأخذت في االعتبار نصف الرمح الظاهري الذي‬
‫يساوي بدوره نصف قطر الشمس الظاهري ‪ .‬ونظرا ألن قطر‬
‫الشمس الظاهري يتغير طوال وقصرا كما ذكرت سابقا ‪ ،‬فقد أخذت‬
‫بالحسبان أكبر قطر للشمس الظاهري على مدار السنة ‪ ،‬وذلك‬
‫للتمكن من دخول وقت صالة العيد والضحى ‪.‬‬
‫معادلة قيد رمح هي ‪ :‬قطر الشمس الظاهري ‪ +‬نصف قطر‬
‫الشمس الظاهري ‪ .‬وتساوي ‪ ,31333‬درجة قوسية ‪.‬‬
‫معادلة قيد رمحين هي ‪ x 5 :‬قطر الشمس الظاهري‪+‬نصف قطر‬
‫الشمس الظاهري ‪ .‬ويساوي‪ 1,3222‬درجة قوسية ‪.‬‬
‫وقد اخترت في عملية حساب أول وقت صالة العيد والضحى‬
‫المعيارعندما تكون الشمس على ارتفاع رمح واحد وذلك في‬
‫برنامج اإلكسل المرفق ‪.‬‬
‫مقدار ارتفاع الشمس قيد رمح يختلف مدته الِمنية (بدءا من‬
‫الشروق ) حسب فصول السنة وحسب خط العرض كما في الجدول‬
‫اْلتي ‪ ،‬حيث نالحظ أن المدة الِمنية تِيد بِيادة خط العرض‬
‫وتتغيربتغير فصول السنة‪ .‬إذن من الخطأ أن نحدد مدة ِمنية‬
‫محددة من الشروق إلى وقت صالة العيد والضحى ‪ ،‬فإذا كان‬
‫تحديد أول وقت صالة العيد والضحى بالدقائق ‪ ،‬يصلح لألماكن‬
‫التي عند خط اإلستواء أو القريبة نسبيا منها فإنه ال يصلح لألماكن‬
‫البعيدة عن خط االستواء كما في هذا الجدول ‪.‬‬
‫خط العرض المذكور في الجدول هو شمال ‪ ،‬وخط الطول هو‬
‫شرق ‪.‬‬
‫المدة الِمنية من بداية شروق‬
‫الشمس إلى‬
‫ارتفاع الشمس قيد رمح (بداية وقت‬
‫صالة العيد والضحى )‬
‫التاريخ‬ ‫التاريخ‬
‫خط ‪21/12/2018 21/03/2018‬‬ ‫خط‬
‫ث ق س‬ ‫العرض الطول ث ق س‬
‫‪00:07:28‬‬ ‫‪00:06:51 15‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪00:07:36‬‬ ‫‪00:06:57 15‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪00:08:02‬‬ ‫‪00:07:18 15‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪00:08:55‬‬ ‫‪00:07:55 15‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪00:10:27‬‬ ‫‪00:08:57 15‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪00:13:33‬‬ ‫‪00:10:40 15‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪00:22:35‬‬ ‫‪00:13:43 15‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪00:49:10‬‬ ‫‪00:16:13 15‬‬ ‫‪65‬‬
‫‪01:12:56‬‬ ‫‪00:16:38 15 65.7‬‬

‫ففي خط عرض‪ (62,66‬شمال ) في يوم ‪ 51‬من شهر ديسمبر‬


‫لسنة ‪ 5313‬ميالدية إذا أخذنا بأكبر ِمن حدده العلماء المعاصرون‬
‫لبداية وقت صالة العيد والضحى وهو نصف ساعة بدءا من‬
‫الشروق ثم راقبنا الشمس لوجدنا أن جِءا من الشمس تحت األفق‬
‫ولم يكتمل شروقها وذلك بالرغم من مرور ‪ 33‬دقيقة من بداية‬
‫الشروق‪ .‬حيث يكتمل شروق الشمس (حافة الشمس السفلى تمس‬
‫األفق الشرقي) بعد ‪ 33‬دقيقة و‪ 36‬ثانية من بداية الشروق ‪،‬‬
‫وترتفع الشمس قيد رمح (بداية وقت صالة العيد والضحى ) بعد‬
‫ساعة و‪ 15‬دقيقة و‪ 26‬ثانية ‪.‬‬
‫نستنتج من ذلك أن حساب وقت صالة العيد بالمدد الِمنية التي‬
‫ذكرها العلماء ال تصلح لكل ِمان ومكان ‪ ،‬وإذا صلحت في مكان‬
‫ما ‪ ،‬فال تصلح في مكان آخر ‪.‬‬
‫مرفق مع الملف برنامج لحساب مواعيد الصلوات ومنها ميقات‬
‫صالة الضحى (وهو نفس ميقات صالة العيد )‪ .‬وفي نهاية البحث‬
‫سأشرح كيفية استخدام ذلك البرنامج ‪.‬‬
‫قام أحد الباحثين الجِائريين وهو سفيان سنيان بعمل بحث اسمه "‬
‫بذل النصح في بيان قيد الرمحين والرمح " ولي على هذا البحث‬
‫تعقيبات‪ ،‬قبل أن أبينها سأبين طريقة حسابه لبيان معنى الرمح‬
‫والرمحين في بحثه ‪.‬‬
‫فهم الباحث أن معنى الرمحين أن يغرِ رمحا في األرض بعد‬
‫الشروق ‪ ،‬فيأخذ الظل في القصر حتى يصل الظل إلى مثلي طوله‬
‫‪ ،‬عندئذ تكون الشمس على ارتفاع رمحين ‪ ،‬ثم يقصر الظل بعد‬
‫ذلك حتى يكون مساويا لطول الرمح المغروِ ‪ ،‬في هذه الحالة‬
‫تكون الشمس على ارتفاع رمح ‪.‬‬
‫وقد استدل الباحث بالحديث اْلتي ‪:‬‬
‫ص َال هة‬ ‫ع ْن ال َ‬ ‫علَ َم َك َ‬
‫اّللُ َوأَ ْج َهلُهُ أَ ْخ هب ْر هني َ‬ ‫ع َما َ‬ ‫اّلل أَ ْخبه ْر هني َ‬ ‫ي َه‬ ‫فَقُ ْلتُ َيا نَ هب َ‬
‫س‬
‫ش ْم ُ‬ ‫طلُ َع ال َ‬‫ص َالةه َحتَى تَ ْ‬ ‫ع ْن ال َ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ص َالةَ الصبْحه ث ُ َم أَ ْق ه‬ ‫ص هل َ‬ ‫قَا َل َ‬
‫ان َو هحينَئه ٍّذ يَ ْس ُجدُ‬‫ط ٍّ‬ ‫طلُ ُع بَيْنَ قَ ْرنَ ْي َ‬
‫ش ْي َ‬ ‫طلُ ُع هحينَ تَ ْ‬ ‫َحتَى تَ ْرتَ هف َع فَإهنَ َها تَ ْ‬
‫لظل‬ ‫ورة َحتَى يَ ْست َ هق َل ا ه‬ ‫ض َ‬ ‫ص َالةَ َم ْش ُهودَة َم ْح ُ‬ ‫ص هل فَإه َن ال َ‬ ‫ار ث ُ َم َ‬ ‫لَ َها ْال ُكفَ ُ‬
‫ص َال هة فَإه َن هحينَ هئ ٍّذ ت ُ ْس َج ُر َج َهنَ ُم فَإهذَا أَ ْق َب َل ْالفَ ْي ُء‬ ‫ع ْن ال َ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫هبالر ْمحه ث ُ َم أَ ْق ه‬
‫ص ْر‬ ‫ي ْال َع ْ‬
‫ص َر ث ُ َم أَ ْق ه‬ ‫ورة َحتَى ت ُ َ‬
‫ص هل َ‬ ‫ض َ‬ ‫ص َالةَ َم ْش ُهودَة َم ْح ُ‬ ‫ص هل فَإه َن ال َ‬ ‫فَ َ‬
‫ان‬
‫ط ٍّ‬ ‫ش ْي َ‬
‫ب بَيْنَ قَ ْرنَ ْي َ‬ ‫س فَإهنَ َها تَ ْغ ُر ُ‬‫ش ْم ُ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ص َالةه َحتَى تَ ْغ ُر َ‬ ‫ع ْن ال َ‬ ‫َ‬
‫ار ‪ .‬الحديث السابق رواه مسلم ‪.‬‬ ‫َو هحينَئه ٍّذ يَ ْس ُجدُ لَ َها ْال ُكفَ ُ‬
‫استنبط الباحث سفيان من الحديث السابق ما يأتي على حد تعبيره ‪:‬‬
‫(ويفهم من حديث مسلم مع حديث قيد رمح أو رمحين أن وقت‬
‫الضحى يبدأ عندما يصير ظل الرمح المغروِ في األرض مثله‬
‫أومثليه وذلك أن الشمس إذا أشرقت كان ظل كل شيئ طويال حتى‬
‫يكون ضعف أصله ‪ ،‬فيكون للرمح مثال بقدر رمحين وهو أول‬
‫وقت الضحى ‪ ،‬ثم تِيد الشمس في االرتفاع حتى يصير الظل‬
‫مساويا ألصله ‪ ،‬فيكون ظل الرمح مثله وهو الوقت المفضل لصالة‬
‫الضحى ‪).‬‬
‫وقد استدل الباحث سفيان بأحاديث أخرى وهي ‪ :‬الحديث األول ‪-:‬‬
‫اّلل أَي اللَ ْي هل أ َ ْس َم ُع قَا َل‬ ‫سو َل َ ه‬ ‫ب ب هْن ُم َرةَ ْالبَ ْه هِي ه قَا َل قُ ْلتُ يَا َر ُ‬ ‫ع ْن َك ْع ه‬ ‫َ‬
‫صلَى ا ْلفَ ْج ُر‬ ‫ص َالة ُ َم ْقبُولَة َحتَى يُ َ‬ ‫ف اللَ ْي هل ْاْل هخ هر قَا َل ث ُ َم قَا َل ث ُ َم ال َ‬ ‫َج ْو ُ‬
‫س قهيدَ ُر ْمحٍّ أَ ْو ُر ْم َحي هْن ث ُ َم ال َ‬
‫ص َالة ُ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ص َالةَ َحتَى تَ ُكونَ ال َ‬ ‫ث ُ َم َال َ‬
‫س‬‫ش ْم ُ‬ ‫ص َالةَ َحتَى تَ ُِو َل ال َ‬ ‫ام الر ْمحه ث ُ َم َال َ‬ ‫الظل هق َي َ‬‫وم ه‬ ‫َم ْقبُولَة َحتَى َيقُ َ‬
‫س قهيدَ ُر ْمحٍّ أَ ْو ُر ْم َحي هْن ث ُ َم َال‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ص َالة ُ َم ْقبُولَة َحتَى تَ ُكونَ ال َ‬ ‫ث ُ َم ال َ‬
‫س ‪ .‬الحديث رواه أحمد ‪.‬‬ ‫ش ْم ُ‬‫ب ال َ‬ ‫ص َالةَ َحتَى تَ ْغ ُر َ‬ ‫َ‬
‫الحديث الثاني ‪-:‬‬
‫صلَى ْالفَ ْج َر أَ ْم َه َل َحتَى هإذَا‬ ‫سلَ َم هإذَا َ‬ ‫علَ ْي هه َو َ‬ ‫صلَى َ‬
‫اّللُ َ‬ ‫قَا َل َكانَ النَ هبي َ‬
‫ص َال هة‬ ‫ارهَا هم ْن َ‬ ‫ق هم ْقدَ ُ‬ ‫س هم ْن هَا ُهنَا َي ْع هني هم ْن هق َب هل ْال َم ْش هر ه‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫َت ال َ‬ ‫َكان ْ‬
‫صلَى َر ْكعَتَي هْن ث ُ َم يُ ْم هه ُل َحتَى‬ ‫ام فَ َ‬ ‫ب قَ َ‬ ‫ص هر هم ْن هَا ُهنَا هم ْن قهبَ هل ْال َم ْغ هر ه‬ ‫ْالعَ ْ‬
‫ارهَا هم ْن‬ ‫ق هم ْقدَ ُ‬ ‫س هم ْن هَا ُهنَا يَ ْعنهي هم ْن قهبَ هل ْال َم ْش هر ه‬ ‫ش ْم ُ‬‫َت ال َ‬ ‫هإذَا َكان ْ‬
‫صلَى أ َ ْربَعا‬ ‫ام فَ َ‬ ‫ب قَ َ‬ ‫ص َالةه الظ ْه هر هم ْن هَا ُهنَا يَ ْعنهي هم ْن قهبَ هل ْال َم ْغ هر ه‬ ‫َ‬
‫س َو َر ْك َعتَي هْن َب ْعدَهَا َوأَ ْربَعا قَ ْب َل‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ت ال َ‬ ‫َوأَ ْربَعا قَ ْب َل الظ ْه هر إهذَا َِ الَ ْ‬
‫علَى ْال َم َال هئ َك هة ْال ُمقَ َر هبينَ‬ ‫ص ُل َبيْنَ ُك هل َر ْك َعتَي هْن هبالت َ ْس هل هيم َ‬ ‫ص هر َي ْف ه‬ ‫ْال َع ْ‬
‫ي‬
‫ض َ‬ ‫ع هلي َر ه‬ ‫َوالنَبهيهينَ َو َم ْن تَبهعَ ُه ْم هم ْن ْال ُمؤْ همنهينَ َو ْال ُم ْس هل همينَ قَا َل قَا َل َ‬
‫سلَ َم‬ ‫علَ ْي هه َو َ‬ ‫صلَى َ‬
‫اّللُ َ‬ ‫ع النَبهي ه َ‬ ‫طو ُ‬ ‫ع ْش َرةَ َر ْك َعة تَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ع ْنهُ ته ْل َك هس َ‬ ‫اّللُ َ‬ ‫َ‬
‫يب ب ُْن‬ ‫ع ْن أَ هبي هه قَا َل قَا َل َح هب ُ‬ ‫علَ ْي َها َحدَثَنَا َو هكيع َ‬ ‫ار َوقَ َل َم ْن يُدَا هو ُم َ‬ ‫هبالنَ َه ه‬
‫ت َأل َ هبي إه ْس َحاقَ هحينَ َحدَثَهُ َيا أَ َبا هإ ْس َحاقَ َي ْس َوى َحدهيث ُ َك َهذَا‬
‫أَ هبي ثَا هب ٍّ‬
‫هك ذَهَبا ‪ .‬رواه أحمد‬ ‫هم ْل َء َم ْس هجد َ‬
‫الحديث الثالث ‪-:‬‬
‫س هم ْن‬ ‫ش ْم ُ‬‫َت ال َ‬ ‫سلَ َم هإذَا َكان ْ‬ ‫علَ ْي هه َو َ‬ ‫صلَى َ‬
‫اّللُ َ‬ ‫سو ُل َ‬
‫اّلله َ‬ ‫فَقَا َل َكانَ َر ُ‬
‫َت‬‫صلَى َر ْكعَتَي هْن َو هإذَا َكان ْ‬ ‫ص هر َ‬ ‫هَا ُهنَا َك َه ْيئَته َها هم ْن هَا ُهنَا هع ْندَ ْال َع ْ‬
‫صلَى‬‫صلَى أَ ْربَعا َو َ‬ ‫س هم ْن هَا ُهنَا َك َه ْيئَته َها هم ْن هَا ُهنَا هع ْندَ الظ ْه هر َ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ال َ‬
‫ص ُل َبيْنَ ُك هل‬ ‫أَ ْربَعا قَ ْب َل الظ ْه هر َوبَ ْعدَهَا َر ْك َعتَي هْن َوقَ ْب َل ْال َع ْ‬
‫ص هر أ َ ْر َبعا َي ْف ه‬
‫س هلينَ ‪"....‬‬ ‫علَى ْال َم َالئه َك هة ا ْل ُمقَ َربهينَ َوالنَبهيهينَ َو ْال ُم ْر َ‬
‫َر ْكعَتَي هْن بهالت َ ْس هل هيم َ‬
‫رواه الترمذي‬
‫وقد استدل الباحث سفيان من األحاديث السابقة لرأيه حيث ذكر‬
‫مايأتي ‪ :‬وبالتالي فإن القياس في هذه المسألة دليل قوي يؤكد‬
‫صحة ما انتهيت إليه آنفا من أن معنى قيد الرمح والرمحين هو أن‬
‫يكون ظل الشيئ مثله أو مثليه كما هي الحال في صالة العصر ‪.‬‬
‫وقد توصل الباحث سفيان إلى أن الشمس تكون على قيد رمحين‬
‫عندما تكون على ارتفاع ‪ 56,26‬درجة فوق األفق ‪ .‬وتكون على‬
‫قيد رمح عندما تكون على ارتفاع ‪ 22‬درجة فوق األفق ‪.‬‬
‫الرد على الباحث سفيان‬
‫‪ -1‬حديث "حتى ترتفع الشمس قيد رمح ‪ ...‬ليس له عالقة بظل‬
‫الشمس ال من قريب وال من بعيد ‪ ،‬الدليل األول ‪:‬‬
‫ار ن َْر همي غ ََرضا لَنَا‬ ‫غ َالم همنَ ْاأل َ ْن َ‬
‫ص ه‬ ‫س ُم َرة ُ‪َ :‬ب ْينَا أَنَا يَ ْوما َو ُ‬ ‫قَا َل َ‬
‫سلَ َم‪َ ،‬حتَى هإذَا َكانَ ه‬
‫ت‬ ‫علَ ْي هه َو َ‬ ‫صلَى َ‬
‫اّللُ َ‬ ‫سو هل َ ه‬
‫اّلل َ‬ ‫ع ْه هد َر ُ‬ ‫علَى َ‬ ‫َ‬
‫اظ هر همنَ ْاألُفُ ه‬
‫ق‬ ‫عي هْن النَ ه‬‫س قَ ْد َر ُر ْم َحي هْن ‪ -‬أَ ْو ثَ َالثَ ٍّة ‪ -‬فهي َ‬ ‫ال َ‬
‫ش ْم ُ‬
‫َت ‪ )......‬هذا الحديث ضعيف ولكني أستدل به من حيث‬ ‫ا ْس َود ْ‬
‫الوجه اللغوي ‪ ،‬ووجه االستدالل " في عين الناظر من األفق "‬
‫أي أن الناظر ال ينظر إلى الظل بل ينظر إلى األفق الشرقي ‪.‬‬
‫‪َ -5‬وقَا َل ابْن ُكناسة‪( :‬من كواكب ال َع ْقرب ُِ َبانيا ال َع ْقرب‪ ،‬وهما‬
‫كوكبان متفرقان أَ َمام اإل ْكليل‪َ ،‬بينه َما قيدُ ُر ْمح‪) .‬‬
‫المصدر السابق هو تهذيب اللغة لمحمد الهروي ‪.‬‬
‫وجه االستدالل أن ابن كناسة كان يقيس المسافة الِاويية بين‬
‫كوكبي العقرب ليال وقدرها بمقدار رمح ‪ ،‬وبداهة كوكبا‬
‫العقرب ليس لهما ظل ‪ .‬والشمس غير طالعة ‪.‬‬
‫‪ -3‬األحاديث التي ذكرها الباحث سفيان لمعرفة أول وقت‬
‫الضحى ليست صريحة ‪ ،‬بل هي اجتهادات من صاحب‬
‫البحث ‪ ،‬وقد وقع الباحث في حيرة عندما استنبط أن وقت‬
‫صالة ركعتي الضحى بعد الشروق يساوي وقت العصر بعد‬
‫الغروب ‪ ،‬حيث اضطر أن يخالف اإلجماع بعدم وجوب‬
‫إضافة ظل الشاخص (الذي له ظل ) وقت الِوال إلى طول‬
‫ظل الشاخص لمعرفة وقت العصر ‪ ،.‬هذا عند الجمهور ‪ ،‬أما‬
‫أبو حنيفة فيضيف طول الظل وقت الِوال إلى مثلي طول‬
‫الشاخص ‪ ،‬أي أن اإلجماع انعقد على عدم إهمال طول الظل‬
‫وقت الِوال من اإلضافة لحساب وقت العصر ‪ .‬ولكن‬
‫الباحث خالف إجماع األمة بإهمال طول الظل وقت الِوال ‪.‬‬
‫والذي حمله على مخالفة اإلجماع هو أن ِاوية العصر‬
‫متغيرة ومرتبطة بطول ظل الشاخص وقت الِوال ‪ ،‬فإذا‬
‫ف طول ظل الشاخص وقت الِوال فعندئذ تكون ِاوية‬ ‫ُح هذ َ‬
‫العصر مساوية ‪ 22‬درجة ‪ ،‬أي تكون الشمس على ارتفاع‬
‫قيد رمح (حسب ِعمه ) ‪ ،‬فاضطر إلى أن يحذف طول الظل‬
‫وقت الِوال حتى ينسجم ذلك مع بحثه ‪ ،‬ومن المعلوم أن‬
‫طول ظل الشمس وقت الِوال يتغير يوميا على مدار السنة ‪.‬‬
‫وتكون الِاوية ‪ 22‬صالحة لوقت العصر إذا كانت الشمس‬
‫عمودية على المكان وقت الِوال ‪ .‬وهذا يحدث فقط في‬
‫األماكن التي تقع بين مداري الجدي والسرطان مرتين فقط في‬
‫السنة لخط العرض المحدد ‪.‬‬
‫‪ -2‬الِاوية ‪ 22‬التي اعتمدها صاحب البحث لقيد رمح ( لحساب‬
‫وقت صالة العيد والضحى ووقت صالة العصر ) ترتب على‬
‫ذلك انعدام وقت صالة العيد والضحى ووقت صالة العصر‬
‫في فصل الشتاء في معظم أنحاء النصف الشمالي للكرة‬
‫األرضية ‪ ،‬كذلك انعدام الوقتين المذكورين في فصل الصيف‬
‫في معظم أنحاء النصف الجنوبي من الكرة األرضية ‪.‬‬
‫والسبب في ذلك أن الشمس وقت الِوال في هذه األماكن ال‬
‫تصل إلى ارتفاع ‪ 22‬درجة ‪ .‬فاضطره إلى أن يقول " وبعد‬
‫عدة محاوالت خلصت إلى صعوبة وضع قاعدة عامة لكل‬
‫األقطار وأقرب ما يصلح في هذا أن يأخذ اإلنسان وقت‬
‫الشروق ووقت الِوال ويجعل الضحى عند مضي نصف‬
‫الوقت من الشروق إلى الِوال ‪ ،‬ألنني وجدت أن صيرورة‬
‫الظل مثليه بعد الشروق يتجاوِ أحيانا سدس النهار ِمنيا ‪،‬‬
‫وكذا في بعض األحيان ال يبلغ الظل مثل أصله إال بعد مضي‬
‫أكثر من نصف الوقت ما بين الشروق والِوال ‪ ،‬أي أكثر‬
‫من ربع النهار ِمنيا وبالتالي فال بد من الرجوع إلى مراصد‬
‫الفلك اإلسالمية لتحديد المواقيت بالدقة المطلوبة ‪.....‬‬
‫الحظ أن الباحث نقض بحثه بيده ثم ألقى المهمة على عاتق‬
‫مراصد الفلك اإلسالمية لتحديد مواقيت الصالة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الباحث خطأ العلماء عندما قال عنهم " فهوالء العلماء‬
‫األفاضل فسروا الحديث بأن األضحى قيد رمح للتعجيل‬
‫والفطر قيد رمحين ليتسع الوقت وهو خطأ بين فلو كان فيه‬
‫رمحان لألضحى ورمح للفطر لكان صحيح المعنى على‬
‫األقل ‪.....‬‬
‫للرد على الباحث بخصوص هذا الشأن ‪ ،‬نرجع إلى آخر عيد‬
‫شهده النبي صلى هللا عليه وسلم في المدينة المنورة ‪ ،‬وهو‬
‫عيد الفطر في يوم االثنين األول من شوال للعام العاشر من‬
‫الهجرة النبوية الموافق للثالثين من ديسمبر عام ‪631‬‬
‫بالتقويم الجولياني ‪ .‬في هذا اليوم السعيد أعلى ارتفاع للشمس‬
‫وقت الِوال هو ‪ 25‬درجة و ‪ 52‬دقيقة و ‪ 25‬ثانية هذا‬
‫بالتقدير الستيني ‪ ،‬ولو حولناه إلى تقدير عشري لكان‬
‫‪ 25،212333333‬درجة أي أقل من ‪ 22‬درجة وبهذا‬
‫يستحيل أن تبلغ الشمس قيد رمح في يوم العيد هذا طبقا‬
‫لطريقة الباحث سنيان ! ‪ ،‬وهل النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫عندما يقول" قيد رمح" يقول شيئا افتراضيا ليس له وجود ؟‬
‫حاشاه من ذلك ‪.‬‬
‫‪ -6‬يقول الباحث " وأنبه أخي الكريم لهذه الرسالة أن ما انتهيت‬
‫إليه قد يصعب هضمه ‪ ،‬ال لضعف أدلته ولكن ألجل أن يكتشف‬
‫خطأ أطبقت عليه األمة اليوم !! ‪.‬‬
‫ويرد على ذلك بأن الباحث وقع في خطأين ‪ ،‬األول تخطيئ‬
‫األمة جمعاء بأنها تصلي العيد والضحى قبل ميقاتهما (وهذا‬
‫هو الهدف من بحثه ) ‪ ،‬والثاني تخطيئ األمة اإلسالمية‬
‫بميقات العصر الذي تعتمده ‪ ،‬إذ يريد أن يقدم ميقات العصر‬
‫على ميقاته الصحيح باعتماد الِاوية ‪ 22‬للعصر ‪ .‬وهذا‬
‫التخطيئ العام لألمة اإلسالمية مخالف لقول النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم "‬
‫علَى ْال َج َما َ‬
‫ع هة‬ ‫ض َاللَ ٍّة أَبَدا ‪َ ،‬ويَدُ َ ه‬
‫اّلل َ‬ ‫علَى َ‬ ‫اّللُ أ ُ َمتهي َ‬ ‫لَ ْن يَ ْج َم َع َ‬
‫ار " ‪.‬‬‫شذَ فهي النَ ه‬ ‫شذَ َ‬ ‫َه َكذَا ‪َ -‬و َرفَ َع يَدَ ْي هه ‪ -‬فَإهنَهُ َم ْن َ‬
‫المستدرك على الصحيحين للحاكم – صححه الشيخ األلباني‬
‫أال يكفي الباحث أن عمل أهل المدينة المنورة حجة قوية‪،‬‬
‫النص اْلتي منقول عن بحث للباحثة رجاء بنت صالح‬
‫باسودان بعنوان " عمل أهل المدينة (حقيقته وأثره في‬
‫اختالف الفقهاء )‬
‫"‬
‫‪ - 1‬القاضي عبد الوهاب أ ‪ -‬إجماع أهل المدينة نقال حجة‬
‫تحرم مخالفته ‪ ،‬ومن طريق االجتهاد مختلف في كونه حجة ‪،‬‬
‫والصحيح عندنا أنه يرجح به على غيره ‪ ،‬وال يحرم الذهاب‬
‫إلى خالفه‪.‬‬

‫ب ‪ -‬إجماع أهل المدينة على ضربين ‪ :‬نقلي واستداللي ‪.‬‬

‫النقلي ‪ :‬ومنه نقل شرع مبتدأ من جهة النبي‬ ‫‪-1‬‬


‫صلى هللا عليه وسلم إما من قول ‪ ،‬أو فعل ‪ ،‬أو إقرار ‪.‬‬
‫فالقول ‪ :‬كنقلهم الصاع والمد واألذان واإلقامة واألوقات‬
‫واألحباس والمنبر ونحوه ‪ .‬والفعل ‪ :‬كنقلهم العمل المتصل‬
‫في عهدة الرقيق ‪ ،‬وغير ذلك ‪ .‬واإلقرار ‪ :‬كتركهم أخذ‬
‫الِكاة من الخضراوات مع أنها كانت تِرع بالمدينة ‪ ،‬ولم‬
‫يأخذ النبي صلى هللا عليه وسلم وال الخلفاء من بعده منها‬
‫ِكاة ‪ .‬وهذا النوع من إجماعهم حجة يلِم عندنا المصير‬
‫إليه ‪ ،‬وترك األخبار والمقاييس له ‪ ،‬ال اختالف بين أصحابنا‬
‫فيه ‪.‬‬

‫‪ -5‬االستداللي ‪ :‬وهو إجماعهم من طريق االستدالل‬


‫‪ )......................‬انتهى بحث رجاء بنت صالح ‪.‬‬
‫وجه االستدالل بعمل أهل المدينة بالنسبة لميقات العيدين ‪،‬‬
‫هو أن أهل المدينة من عهد الصحابة الكرام إلى اْلن ال‬
‫يؤخرن صالة العيدين عدة ساعات ولم يؤثر عنهم ذلك مع‬
‫أن شعيرة صالة العيدين تتكرر سنويا ‪ ،‬ولو فرض أن أهل‬
‫المدينة قدموا وقت صالة العيدين عن ميقاتها لضج أناس‬
‫وحدثت فتنة ولنقلت أخبارها إلينا وكذلك األمر بالنسبة‬
‫لميقات صالة العصر المعمول به في المدينة المنورة والذي‬
‫يعده الباحث سفيان بأنه خطأ ألن هذا الباحث يتبنى ِاوية ‪22‬‬
‫للعصر ‪ ،‬وللعلم المدينة المنورة ال تكون فيها ِاوية العصر‬
‫مساوية ‪ 22‬درجة أبدا لسبب بسيط وهو أنها تقع شمال مدار‬
‫السرطان ‪ ،‬ومن ثم ال تكون الشمس عمودية عليها ‪.‬‬
‫‪ - 5‬الوقت الذي حدده الباحث سفيان لبداية أول وقت‬
‫الضحى (الشمس قيد رمحين حسب بحثه ) ‪ -‬مدته طويلة قد‬
‫تصل إلى عدة ساعات من بعد شروق الشمس ‪ .‬بل أحيانا ال‬
‫تصل الشمس إلى هذا االرتفاع في بعض األماكن في كثير‬
‫من بالد أوربا ‪ ،‬خاصة في شهر ديسمبر ‪ ،‬أما قيد رمح‬
‫(حسب الباحث سفيان ) فمدته أطول من الرمحين حيث ال‬
‫تصل الشمس إلى هذا االرتفاع في المدينة المنورة في أواخر‬
‫شهر نوفمبر وشهر ديسمبر كامال وأوائل شهر يناير‬
‫‪.‬الخالصة ‪ ،‬الِمن الحقيقي لبداية وقت العيد والضحى ليس‬
‫بالطويل كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه هللا ‪ ،‬وكما‬
‫هو موجود في بحثنا هذا ‪ ،‬وقد حدث أن تأخر أحد األئمة عن‬
‫صالة العيد فأنكر عليه الصحابي عبد هللا بن بسر ذلك ‪:‬‬
‫اّلل ب ُْن بُ ْس ٍّر‬ ‫الر َح هبي قَا َل خ ََر َج َ‬
‫ع ْبدُ َ ه‬ ‫َحدَثَنَا َي هِيدُ ب ُْن ُخ َمي ٍّْر َ‬
‫اس هفي َي ْو هم‬ ‫سلَ َم َم َع النَ ه‬‫علَ ْي هه َو َ‬
‫اّللُ َ‬ ‫صلَى َ‬ ‫سو هل َ ه‬
‫اّلل َ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫اح ُ‬
‫ص ه‬ ‫َ‬
‫طا َء ْ ه‬
‫اإل َم هام فَقَا َل هإنَا ُكنَا قَ ْد فَ َر ْغنَا‬ ‫ض َحى فَأ َ ْن َك َر هإ ْب َ‬ ‫هعي هد فه ْ‬
‫ط ٍّر أَ ْو أَ ْ‬
‫عتَنَا َه هذ هه َوذَ هل َك هحينَ الت َ ْسبهيحه ‪ .‬رواه أبو داود وصححه‬ ‫سا َ‬ ‫َ‬
‫األلباني ‪.‬‬
‫والدليل على صحة كالم الشيخ بن عثيمين (أن مدة خروج‬
‫الكراهة وبداية صالة الضحى ليس بالطويل من بعد‬
‫اإلشراق) ‪ -‬الحديث اْلتي‪:‬‬
‫سلَ َم َم ْن‬‫علَ ْي هه َو َ‬ ‫صلَى َ‬
‫اّللُ َ‬ ‫اّلل َ‬ ‫سو ُل َ ه‬ ‫ع ْن أَن هَس ب هْن َما هلكٍّ قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫َ‬
‫س ث ُ َم‬ ‫طلُ َع ال َ‬
‫ش ْم ُ‬ ‫اّللَ َحتَى تَ ْ‬ ‫صلَى ْالغَدَاةَ فهي َج َما َ‬
‫ع ٍّة ث ُ َم قَعَدَ يَ ْذ ُك ُر َ‬ ‫َ‬
‫سو ُل َ ه‬
‫اّلل‬ ‫َت لَهُ َكأ َ ْج هر َح َج ٍّة َو ُ‬
‫ع ْم َرةٍّ قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫صلَى َر ْكعَتَي هْن َكان ْ‬ ‫َ‬
‫سلَ َم تَا َم ٍّة تَا َم ٍّة تَا َم ٍّة ‪ " .‬رواه الترمذي وحسنه‬ ‫علَ ْي هه َو َ‬ ‫صلَى َ‬
‫اّللُ َ‬ ‫َ‬
‫الشيخ األلباني رحمه هللا ‪.‬‬
‫وصالة الضحى إذا صليت في أول وقتها فتسمى صالة‬
‫اإلشراق (هي نفسها صالة الضحى ) ‪ .‬وفي موقع اإلسالم‬
‫سؤال وجواب ما يأتي ‪:‬‬
‫وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه هللا عن صالة اإلشراق‬
‫وصالة الضحى فأجاب ‪" :‬سنة اإلشراق هي سنة الضحى ‪،‬‬
‫لكن إن أديتها مبكرا من حين أشرقت الشمس وارتفعت قيد‬
‫رمح فهي صالة اإلشراق‪ ،‬وإن كان في آخر الوقت أو في‬
‫وسط الوقت فإنها صالة الضحى ‪ ،‬لكنها هي صالة الضحى ؛‬
‫ألن أهل العلم رحمهم هللا يقولون‪ :‬إن وقت صالة الضحى من‬
‫ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبيل الِوال "‪.‬‬
‫وجه االستدالل بما سبق أن بداية وقت الضحى بعد اإلشراق‬
‫قصيرة ‪ ،‬حتى أن البعض سماها صالة اإلشراق ‪ ،‬وهذا‬
‫مخالف لما خلص إليه الباحث سفيان ‪.‬‬
‫وقت انتهاء صالة العيد والضحى‬
‫ينتهي وقت صالة العيد والضحى إذا بدأت الشمس تدخل في‬
‫خط الِوال السماوي ‪ ،‬بمعنى آخر إذا مست حافة‬
‫الشمس الغربية خط الِوال السماوي فقد انتهى وقت الضحى‬
‫والعيد ‪ ،‬وبدأ وقت الِوال الذي تكره فيه صالة النوافل والدليل‬
‫سو ُل َ‬
‫اّلله ‪-‬‬ ‫سئه َل َر ُ‬
‫على ذلك حديث النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ُ :‬‬
‫ف اللَ ْي هل ْاْل هخ هر‬
‫سلَ َم ‪ : -‬أَي اللَ ْي هل أَ ْس َم ُع ؟ قَا َل ‪َ " :‬ج ْو ُ‬ ‫صلَى هللاُ َ‬
‫علَ ْي هه َو َ‬ ‫َ‬
‫ي ْالفَ ْج َر ‪ ،‬ث ُ َم َال َ‬
‫ص َالةَ َحتَى تَ ُكونَ‬ ‫‪ ،‬ث ُ َم ال َ‬
‫ص َالة ُ َم ْقبُولَة َحتَى ت ُ َ‬
‫ص هل َ‬
‫الظل‬
‫وم ه‬ ‫س قَ ْيدَ ُر ْمحٍّ ‪ ،‬أ َ ْو ُر ْم َحي هْن ‪ ،‬ث ُ َم ال َ‬
‫ص َالة ُ َم ْقبُولَة َحتَى َيقُ َ‬ ‫ش ْم ُ‬‫ال َ‬
‫س ‪ "...‬المعجم الكبير‬ ‫ص َالةَ َحتَى تَ ُِو َل ال َ‬
‫ش ْم ُ‬ ‫ام الر ْمحه ‪ ،‬ث ُ َم َال َ‬ ‫هق َي َ‬
‫للطبراني – قال األلباني صحيح لغيره ‪.‬‬
‫ويستمر وقت الكراهة إلى أن تغادر الشمس كليا خط الِوال‬
‫السماوي ‪ ،‬أو بمعنى آخر أن تخرج الحافة الشرقية للشمس‬
‫من خط الِوال ‪ ،‬وعندئذ يدخل وقت الظهر الشرعي ‪،‬‬
‫والدليل على ذلك حديث النبي صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫اء )‬
‫س َم ه‬ ‫ع ْن بَ ْ‬
‫ط هن ال َ‬ ‫س َ‬
‫ش ْم ُ‬ ‫ص َالةه الظ ْه هر إهذَا َِ الَ ْ‬
‫ت ال َ‬ ‫( َو َو ْقتُ َ‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬
‫والوقت الذي تمكث فيه الشمس داخل خط الِوال السماوي‬
‫(بطن السماء) يتغير على مدار السنة والجدول التالي يوضح‬
‫ذلك ‪:‬‬

‫دقيقة‬ ‫ثانية‬
‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫االنقالب الربيعي‬
‫‪2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫االنقالب الصيفي‬
‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫االنقالب الخريفي‬
‫‪2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫االنقالب الشتوي‬

‫الشكل اْلتي يوضح بداية دخول الشمس في خط الِوال‬


‫السماوي (بطن السماء ) والصورة مأخوذة بواسطة برنامج‬
‫ستاليريوم الفلكي‬
‫الشكل اْلتي يوضح وجود الشمس في منتصف خط الِوال‬
‫السماوي تماما‬
‫الشكل اْلتي يوضح خروج الشمس من خط الِوال السماوي‬
‫ويمكن معرفة دخول الشمس في بطن السماء ببناء جدار عموديا‬
‫على األرض مع مراعاة أن يكون اتجاهه من الشمال إلى الجنوب‬
‫‪ ،‬وعندما تشرق الشمس تكون جهة الجدار الشرقية مضاءة‬
‫بالشمس في حين تكون الجهة الغربية للجدار ظال ‪ .‬وإذا صار‬
‫الجانبان الشرقي والغربي مضاءين فقد دخلت الشمس في بطن‬
‫السماء ودخل وقت الكراهة ويستمر ذلك لمدة دقيقتين وعدة ثوان ‪.‬‬
‫وإذا صار الجانب الشرقي ظال فقد ِالت الشمس عن بطن السماء‬
‫ودخل وقت الظهر ‪.‬أي أن وقت الكراهة يدخل قبل أذان الظهر‬
‫الشرعي بحوالي دقيقتين ونصف ‪ .‬ويمكن معرفة دخول السماء في‬
‫بطن السماء بطريقة ثانية ‪ ،‬وذلك بغرِ شاخص عموديا على سطح‬
‫األرض في وقت الضحى ‪ ،‬عندئذ نشاهد أن طول الظل يقصر‬
‫وقبيل الِوال يقصر طول الظل بمعدل أقل وعندما نالحظ أن طول‬
‫الظل يثبت في الطول مع مرور الِمن في هذه اللحظة نعرف أن‬
‫الشمس في بطن السماء ‪ ،‬فإذا ِاد الطول بمرور الِمن أدنى ِيادة‬
‫عندئذ نعرف أن الشمس ِالت عن بطن السماء ودخل وقت الظهر‬
‫‪.‬‬
‫بعض الفلكيين يذكر بأن وقت الظهر يحين بعد اجتياِ مركِ‬
‫الشمس خط الِوال السماوي مباشرة ‪ ،‬وأنا أعتقد بأن هذا مجانب‬
‫للصواب ‪ ،‬ألنهم في هذه الحالة يجعلون وقت الِوال متناهيا في‬
‫ع ْن‬
‫َ‬ ‫الصغر ‪ ،‬وهذا مخالف لحديث النبي صلى هللا عليه وسلم "‬
‫ام ٍّر ْال ُج َهنه َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ع ه‬‫ع ْق َبةَ بْنَ َ‬ ‫ع ْن أَ هبي هه‪ ،‬قَا َل‪َ :‬‬
‫س هم ْعتُ ُ‬ ‫علَيٍّ‪َ ،‬‬ ‫سى ب هْن ُ‬ ‫ُمو َ‬
‫سلَ َم َي ْن َهانَا أَ ْن‬
‫علَ ْي هه َو َ‬‫صلَى هللاُ َ‬
‫سو ُل هللاه َ‬ ‫ت َكانَ َر ُ‬ ‫عا ٍّ‬ ‫سا َ‬ ‫ث َ‬ ‫َيقُو ُل‪ :‬ثَ َال ُ‬
‫اِغَة‬ ‫س بَ ه‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫طلُ ُع ال َ‬ ‫ي فهي هه َن‪ ،‬أَ ْو أَ ْن نَ ْقبُ َر فهي هه َن َم ْوتَانَا‪ « :‬هحينَ تَ ْ‬‫ص هل َ‬‫نُ َ‬
‫س‪َ ،‬و هحينَ‬ ‫ش ْم ُ‬‫يرةه َحتَى تَ همي َل ال َ‬ ‫َحتَى تَ ْرتَ هف َع‪َ ،‬و هحينَ يَقُو ُم قَائه ُم َ‬
‫الظ هه َ‬
‫ب» " والنبي صلى هللا عليه‬ ‫ب َحتَى تَ ْغ ُر َ‬ ‫س هل ْلغُ ُرو ه‬ ‫ش ْم ُ‬‫َف ال َ‬‫ضي ُ‬ ‫تَ َ‬
‫وسلم عندما يذكر ساعة ‪ ،‬فمعناه أنه يذكر ِمنا يدرك بالحس‬
‫البشري ‪ ،‬فالنبي صلى هللا عليه وسلم ال يقول عن ِمن بأنه ساعة‬
‫وهو في حقيقته متنا ٍّه في الصغر ‪ ،‬مقترب من الصفر ‪ ،‬ال يدرك‬
‫بالحس البشري ‪.‬‬

‫شرح برنامج الصالة‬


‫مرفق برنامج لحساب مواقيت الصالة مشتمال ميقات بداية صالة‬
‫الضحى (وهو نفس ميقات العيد ) ‪ ،‬والبد من وجود برنامج‬
‫األوفيس على جهاِك ‪ ،‬ألن البرنامج معمول على اإلكسل ‪.‬‬
‫بداية ال بد أن تعرف مقدار خط الطول وخط العرض للمكان الذي‬
‫تريد حساب مواقيت الصالة له ‪.‬‬
‫إذا كنت تعرف خط الطول وخط العرض لمكانك بالنظام العشري ‪،‬‬
‫فضع خط العرض في الخلية ‪ D132‬وخط الطول في الخلية‬
‫‪ ، E132‬فإذا كان خط الطول وخط العرض الذي حصلت عليه هو‬
‫بالنظام الستيني أي بالدرجات والدقائق والثواني ‪ ،‬فالبد أن تحوله‬
‫إلى النظام العشري ‪ ،‬والبرنامج يقوم بتحويل ذلك بسهولة ‪ .‬ضع‬
‫درجة خط الطول في الخلية ‪ ، E 139‬ودقيقة خط الطول في الخلية‬
‫‪ ، E140‬وثواني خط الطول في الخلية ‪ ، E141‬ثم ضع درجة‬
‫خط العرض في الخلية ‪ ، D139‬ودقائق خط العرض في الخلية‬
‫‪ ، D140‬وثواني خط العرض في الخلية ‪ . D141‬ثم انسخ الخليتين‬
‫‪ E142 ، D142‬وضعهما في الخليتين ‪ E132 ، D132‬على‬
‫الترتيب ‪ .‬بعد كتابة خط الطول وخط العرض في الخليتين‬
‫السابقتين يقترح عليك البرنامج فرق التوقيت المناسب حيث تجده‬
‫في الخلية ‪ F134‬قم بنسخه ووضعه في الخلية ‪ F132‬هذا في‬
‫التوقيت المعتاد وهو الشتوي ‪ ،‬أما في التوقيت الصيفي فأضف‬
‫ساعة واحدة لفرق التوقيت المقترح ‪ِ .‬اويتا الفجر والعشاء‬
‫الموجودتان في البرنامج يمكن تعديلهما حسب المعيار الذي تتبناه‬
‫الدولة التي تقيم فيها ‪ ،‬فمصر تتبنى الِاوية ‪ 19.2-‬للفجر والِاوية‬
‫‪ 15.2-‬للعشاء ‪ ،‬واألردن يتبنى الِاوية ‪ 13-‬للفجر والعشاء ‪،‬‬
‫والسعودية تتبنى الِاوية ‪ 13.2-‬للفجر أما العشاء فتحدده بمدة‬
‫ِمنية ثابتة مقدارها ساعة ونصف الساعة من بعد ميقات المغرب ‪.‬‬
‫وفي قطاع غِة يتبعون النظام المصري في ميقاتي الفجر والعشاء‬
‫‪ ،‬أما في الضفة فيتبعون النظام األردني في ميقاتي الفجر والعشاء ‪.‬‬
‫ومن جهتي بعد اطالعي على كثير من البحوث بخصوص الفجر‬
‫الصادق أن الِاوية ‪16.2-‬هي األقرب للفجر الصادق هذا‬
‫بخصوص الصالة ‪ ،‬أما بخصوص الصيام فاألحوط هو الِاوية ‪-‬‬
‫‪ . 13‬أما بالنسبة لصالة العشاء فالِاوية ‪ 15.2-‬تكفي تماما‬
‫لدخول وقت العشاء ‪.‬‬
‫خطوط الطول تقسم إلى شرق(شرق خط جرينتش ) وإلى غرب‬
‫(غرب خط جرينتش ) ‪ .‬بالنسبة للبرنامج المرفق ‪ ،‬إذا كانت‬
‫خطوط الطول شرق فضعها باإلشارة ‪ +‬وإذا كانت خطوط الطول‬
‫غرب فضعها باإلشارة ‪. -‬‬
‫أما خطوط العرض فهي شمال وجنوب ‪ ،‬المقصود بالشمال هو‬
‫شمال خط االستواء ‪ ،‬والمقصود بالجنوب هو جنوب خط االستواء‬
‫‪ .‬في البرنامج ضع خط العرض الشمالي باإلشارة ‪ +‬وخط العرض‬
‫الجنوبي باإلشارة ‪. -‬‬
‫تنويه ‪ :‬برنامج مواقيت الصالة المرفق هو من تصميم الفلكي محمد‬
‫مجدي ‪ ،‬وأنا أضفت له ميقات الضحى (الذي هو نفس ميقات العيد‬
‫) ‪ ،‬وللعلم الفلكي محمد مجدي يأخذ بالرأي الذي يقول بدخول وقت‬
‫الظهر بعبور مركِ الشمس خط الِوال السماوي ‪ ،‬وقد بينت فيما‬
‫سبق خطأ ذلك ‪ ،‬ولتالفي هذا الخطأ عليك يا أخي الكريم أن تضيف‬
‫لوقت الظهر في هذا البرنامج دقيقة واحدة واثنتي عشرة ثانية‬
‫للتمكن من دخول ميقات الظهر الشرعي ‪.‬‬
‫وأخيرا ‪...‬هذا ماأحببت أن أنبه إليه المسلمين لينتفعوا به ‪ ،‬فما كان‬
‫في هذا البحث من صواب وسداد فمن هللا سبحانه وتعالى وما كان‬
‫فيه من خطأ وِلل فمني ومن الشيطان ‪ .‬وأرجو من هللا سبحانه‬
‫ي ‪ ،‬إنه سميع قريب‬‫ي ومن كان له فضل عل َ‬
‫وتعالى أن يرحم والد َ‬
‫مجيب الدعوات ‪.‬‬
‫كتبه ‪ /‬أبو داود سليمان ناصر عودة‬
‫التاريخ ‪ 56‬من جمادى األولى ‪1239‬‬
‫الموافق ‪ 13‬من فبراير ‪5313‬‬

You might also like