You are on page 1of 64

‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫امللخص‬
‫ي‬
‫ب باملُ َخ ِّل ِّ‬
‫ِص سنة‬ ‫موضوع البحث دراسة املصحف الذي كتبه اخلطاط املُ َل َّق ُ‬
‫‪353‬هـ = ‪469‬م‪ ،‬دراسة وصفية‪ ،‬تتألف من أربعة مباحث ‪ :‬األول يف التعريف‬
‫باملصحف‪ ،‬وتاريخ كتابته‪ ،‬وكاتبه‪ .‬والثاين يف بيان طريقة رسم الكلامت يف‬
‫املصحف‪ ،‬وعالمات الشكل فيه‪ .‬والثالث يف وصف فواتح السور‪ ،‬وفواصل‬
‫اآليات‪ ،‬واألجزاء واألحزاب ‪ .‬والرابع يف عرض الزخارف الفنية يف املصحف‪.‬‬
‫وانتهى البحث بخامتة تضمنت أهم النتائج‪ ،‬ويف مقدمتها تطابق النص القرآين‬
‫يف املصحف‪ ،‬الذي مر عىل كتابته ما يقرب من ألف عام‪ ،‬مع مجيع املصاحف‬
‫املعروفة اليوم‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪31‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫املقدمة‬
‫سيدنا حممد‪ ،‬وعىل ي‬
‫آله‬ ‫رسول اهللي ي‬ ‫ي‬ ‫احلمدُ هللي َر ِّب العاملني‪ ،‬والصال ُة والسال ُم عىل‬
‫ٍ‬
‫بإحسان إىل يو يم الدين‪ ،‬أما َب ْعدُ‬ ‫وصحابته أمجعني‪ ،‬والتابعني هلم‬ ‫ي‬

‫فإن للمصاحف املخطوطة قيم ًة تارخيي ًة وعلمي ًة وفني ًة كبري ًة‪ ،‬فكل مصحف من‬ ‫َّ‬
‫َي يكي‬ ‫ي‬
‫ِّب عن جهد أهل العرص الذي ُكت َ‬
‫ب فيه‪ ،‬وهو َ ْ‬ ‫تلك املصاحف ُي َعدُّ وثيق ًة ُت َع ِّ ُ‬
‫َشك َْل اخلط وطريقة الرسم وعالمات الضبط يف ذلك العرص‪ ،‬وفواصل اآليات‬
‫وفواتح السور‪ ،‬وغري ذلك مما تشتمل عليه املصاحف‪ ،‬ومن املفيد عقد دراسات‬
‫وصفية وحتليلية لكل مصحف‪ ،‬تكشف عام فيه من اجلوانب املشار إليها‪ ،‬لتكون‬
‫بني أيدي الباحثني َب ْعدَ ٍ‬
‫حني صور ٌة أكثر شموالً ودقة عن شكل املصحف وتطوره‬
‫خالل العصور‪.‬‬
‫وال شك يف أن مصاحف القرون األوىل حتتل الصدارة يف مثل هذه الدراسة‪،‬‬
‫ألهنا تكشف عن جوانب مهمة تتعلق باملصاحف‪ ،‬غاب بعض تفاصيلها عن‬
‫املصادر القديم ُة‪ ،‬ومن هنا جاء‬
‫ُ‬ ‫الدارسني املعارصين‪ ،‬ومل تتوقف عندها طوي ً‬
‫ال‬
‫(‪)1‬‬ ‫ي‬
‫ِص املخطوط سنة ‪353‬هـ = ‪469‬م) ‪ ،‬املحفوظ يف‬ ‫اختياري (مصحف املُ َخ ِّل ِّ‬
‫مكتبة جملس الشورى يف طهران‪ ،‬لدراسته يف هذا البحث‪ ،‬فهو يعود إىل منتصف‬
‫القرن الرابع اهلجري‪ ،‬ويسبق مصحف ابن البواب املخطوط سنة ‪343‬هـ‪ ،‬بنصف‬
‫قرن تقريب ًا‪ ،‬ومل يسبق أن وقف عنده الدارسون‪.‬‬

‫(‪ )3‬أصل هذا البحث ُم َقدَّ ٌم إىل مؤمتر (املخطوطات العربية) الثاين‪ ،‬الذي أقامه قسم اللغة العربية يف كلية‬
‫الرتبية بجامعة تكريت يومي ‪1133/3/31-33‬م‪ ،‬وسيطبع ضمن وقائع املؤمتر‪ ،‬وقد راجعت‬
‫البحث وزدت عليه موضوعات مل تكن فيه‪ ،‬منها (أوهام النسخ وطريقة معاجلتها يف املصحف)‪،‬‬
‫ومنها (القراءة التي ُض يب َط هبا مصحف املخلِص)‪ ،‬ومنها (املصحف الذي اختذه اخلطاط إمام ًا له يف‬
‫النسخ)‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫ويمكن التعريف بمصحف املخلِص من خالل املباحث اآلتية ‪:‬‬


‫المبحث األول ‪ :‬تعريف باملصحف‪ ،‬وتارخيه‪ ،‬وكاتبه‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الرسم والشكل يف املصحف‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬فواتح السور‪ ،‬وفواصل اآليات‪ ،‬واألجزاء واألحزاب‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الزخارف الفنية يف املصحف‬
‫ومن متام التعريف هبذا املصحف وخصائصه الكتابية والفنية موازنته بوثائق‬
‫تارخيية تعود لزمن كتابة املصحف‪ ،‬مثل كتاب (ال ُكت ي‬
‫َّاب) البن درستويه املتوىف سنة‬
‫والر ْق يم يف زمانه‪،‬‬
‫ْل َّ‬‫الشك ي‬
‫‪394‬هـ‪ ،‬الذي حتدث فيه عن أشكال احلروف‪ ،‬وعالمات َّ‬
‫أو نامذج خطية معارصة للمصحف‪ ،‬مثل مصحف ابن البواب الذي َخ َّط ُه سنة‬
‫‪343‬هـ يف مدينة السالم (بغداد)‪.‬‬
‫ويمثل مصحف املُ َخ ِّل يِص مرحلة متقدمة يف تطور شكل املصحف موازنة بام‬
‫كانت عليه املصاحف العثامنية األوىل‪ ،‬املجردة من عالمات الشكل‪ ،‬وفواتح‬
‫السور‪ ،‬ورؤوس اآلي‪ ،‬واخلُ ُموس وال ُع ُشور‪ ،‬ومن املفيد تتبع الظواهر الكتابية‬
‫والفنية التي ظهرت يف هذا املصحف‪ ،‬يف مصاحف القرون السابقة‪ ،‬للكشف عن‬
‫أصول تلك الظواهر‪ ،‬والوقوف عىل ما زاده هذا اخلطاط من ظواهر‪ ،‬أو ما أحدثه‬
‫من تطوير‪.‬‬
‫وقد اعتمدت يف كتابة هذا البحث طريق اإلجياز‪ ،‬واالكتفاء بعدد من األمثلة‬
‫التي ختص كل ظاهرة فيه‪ ،‬حتى ال خيرج البحث عن احلجم الذي يناسب النرش يف‬
‫املجالت العلمية‪ ،‬ألن استيفاء أمثلة كل ظاهرة مما يتعلق بالرسم أو الضبط أو‬
‫العدد سوف يضاعف صفحات البحث‪.‬‬
‫وال يفوتني يف هذا املقام توجيه الشكر إىل األستاذ الفاضل حسني مرعشى‪،‬‬
‫‪35‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫األستاذ يف قسم اللغة العربية وآداهبا يف جامعة شرياز‪ ،‬الذي أرسل يل نسخة‬
‫مصورة من املصحف‪ ،‬وأتاح يل ذلك فرصة دراسته‪ ،‬وتقديم هذا البحث عنه‪،‬‬
‫جزاه اهلل خري ًا‪ ،‬عىل جهوده يف خدمة اللغة العربية والقرآن الكريم وعلومه‪.‬‬
‫واهلل تعاىل ويل التوفيق‪.‬‬
‫تكريت‪3131/33/1 :‬م‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪31‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫املبحث األول‬
‫تعريف باملصحف‪ ،‬وتارخيه‪ ،‬وكاتبه‬
‫يمكن أن يندرج يف التعريف باملصحف بيان عدد أوراقه‪ ،‬وقياس صفحاته‪،‬‬
‫ي‬
‫وعدد سطوره‪ ،‬واخلط الذي ُكت َ‬
‫ب به‪ ،‬والتعريف بكاتبه‪ ،‬وتاريخ خطه‪ ،‬وأكثر هذه‬
‫اجلوانب يف متناول البحث‪ ،‬إال احلديث عن قياس صفحاته‪ ،‬فإن النسخة املصورة‬
‫ال تسمح بالوصف الدقيق لذلك‪ ،‬وإن كانت تبدو ليست كبرية احلجم‪.‬‬
‫ِ‬
‫المصحف‬ ‫ف‬
‫ص ُ‬
‫المطلب األول‪َ :‬و ْ‬
‫أما عدد صفحات املصحف فإن الصفحة األخرية من املصحف التي تتضمن‬
‫سورة الناس حتمل الرقم (‪ ،)944‬لكن العدد احلقيقي للمصحف هو (‪)944‬‬
‫صحيفة‪ ،‬ألن ترقيم املصحف انتقل من الصحيفة (‪ )314‬إىل الصحيفة (‪،)391‬‬
‫وذلك للتشابه احلاصل بني الرقمني (‪ )314‬و(‪ ،)334‬وهذه صورة الرقمني ‪:‬‬

‫ومما يدل عىل أن ذلك ناتج عن خطأ يف الرتقيم‪ ،‬وليس ناجت ًا عن سقوط أوراق‬
‫من املصحف‪ ،‬أن النص القرآين متصل بني هناية الصفحة (‪ )314‬وأول الصفحة‬
‫(‪ ،)391‬فالصفحة األوىل تنتهي بقوله تعاىل من سورة سبأ ‪ ﴿ :‬ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ‬
‫ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﴾‪ ،‬وتبدأ الصفحة الثانية بقوله‬
‫تعاىل ‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ﴾‪.‬‬
‫ويف الصفحة الواحدة تسعة عرش سطر ًا‪ ،‬إال الصفحات التي تتضمن اسم‬
‫السورة‪ ،‬فإن عدد سطورها ينقص سطر ًا واحدة‪ ،‬فتكون ثامنية عرش سطر ًا‪ ،‬أحدها‬
‫السطر اخلاص باسم السورة وعدد آياهتا‪.‬‬
‫ومعدل عدد الكلامت يف السطر الواحد بني ثامين كلامت إىل عرش كلامت‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫ويسبق الصفحة األوىل من املصحف التي تتضمن سورة الفاحتة ُط َّر ٌة مزخرفة‪،‬‬
‫يتوسطها قوله تعاىل من سورة اإلرساء ‪ ﴿ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﴾‪ ،‬ويبدو أن الورقة األوىل من املصحف قد سقطت‪ ،‬وكانت‬
‫تتضمن صدر اآلية املذكورة‪ ،‬وهو قوله تعاىل ‪﴿ :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤﭥ﴾‪( ،‬تنظر صورة رقم ‪ 3‬يف امللحق)‪.‬‬
‫واملصحف مكتوب بخط تغلب عليه مسحة اخلط الكويف‪ ،‬لكن يبدو عد ٌد من‬
‫احلروف قد اكتسى قليالً من الليونة‪ ،‬مما يشري إىل بدء التحول يف كتابة املصاحف‬
‫من اخلط الكويف إىل اخلط اللني‪ ،‬الذي استعمله اخلطاط يف كتابة اآلية يف أول‬
‫املصحف‪ ،‬وكتابة خامتة املصحف‪ ،‬والذي استعمله بعد ذلك ابن البواب يف كتابة‬
‫مصحفه سنة ‪343‬هـ‪ ،‬وقد أطلق بعض الدارسني عىل هذا النوع اجلديد من اخلط‬
‫(‪)1‬‬
‫(شبيه الكويف) ‪.‬‬
‫وسقط من املصحف ست ورقات‪ ،‬تبدأ بالورقة التي َيمل وجهها رقم‬
‫‪،‬‬ ‫(‪ ،)964‬وأوهلا قوله تعاىل من سورة اإلنسان ‪﴿ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﴾‬
‫وينتهي ما سقط من املصحف بالورقة التي َيمل ظهرها الرقم (‪ ، )944‬وآخرها‬
‫قوله تعاىل من سورة الضحى ‪﴿ :‬ﮒ ﮓ ﴾‪ ،‬وقام بعض اخلطاطني بإكامل ما‬
‫سقط من املصحف بخط النسخ‪ ،‬ويف حاشية الصفحة التي انتهى هبا القسم الساقط‬
‫من أصل املصحف كتابة بالفارسية تشري إىل أن إكامل خط الصفحات الساقطة من‬
‫املصحف تم يف شهر حمرم من عام ‪3354‬هـ‪ ،‬وهذه صورة ذلك ‪:‬‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬أيمن فؤاد سيد ‪ :‬الكتاب العريب املخطوط وعلم املخطوطات ‪.315/1‬‬

‫‪31‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫واستعمل اخلطاط املداد األسود يف كتابة املصحف‪ ،‬ويبدو أحيان ًا أقل سواد ًا‬
‫بسبب تقادم الزمن‪ ،‬واستعمل اللون األمحر يف كتابة فواتح السور‪ ،‬إال سورة‬
‫اإلخالص فقد تفنن يف كتابة فاحتتها‪ ،‬واستعمل املداد األمحر أيض ًا يف كتابة‬
‫السجدات يف حوايش الصفحات‪ ،‬وكذلك األسباع وأجزائها‪ ،‬لكنه استعمل املداد‬
‫األسود يف كتابة األجزاء‪ ،‬و ُكتي َب ْت أرقام الصفحات باملداد األمحر‪ ،‬وليس هناك ما‬
‫يؤكد كون ذلك الرتقيم من اخلطاط نفسه‪ ،‬فقد بدت أرقام الصفحات متشاهبة عىل‬
‫صفحات اجلزء الساقط من املصحف‪ ،‬والصفحات األخرى من أصل املصحف‪.‬‬
‫ب المصحف‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف بالخطاط الذي َكتَ َ‬
‫أثبت اسمه يف خامتة املصحف ‪( :‬عيل‬ ‫َب املصحف فهو‪ ،‬كام َ‬ ‫أما اخلطاط الذي َكت َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف هبذا اخلطاط‪،‬‬‫ِص)‪ ،‬ومل أقف عىل ما ُي َع ِّر ُ‬ ‫بن حممد بن عيل بن حممد ال َّط َِّب ُّي املُ َخ ِّل ُّ‬
‫لكن تلقيبه بالطِّبي يشري إىل أنه من أهل ( َط َ يِّبستان) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وإذا َص َّح ْت قراءيت لي َل َقبي يه ‪( :‬املُ َخ ِّل يِص) فإنه قد يشري إىل مهنته أو مهنة والده أو‬
‫بعض أجداده‪ ،‬وهذه صورة اسم اخلطاط كام ورد يف آخر املخطوط ‪:‬‬

‫خي ِّلص الذهب من ي‬ ‫ي‬


‫الغ ِّش ويفصل‬ ‫واملُ َخ ِّلِص نسبة إىل (املُ َخ ِّلص)‪ ،‬وهو الذي ُ َ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫بينهام بالتعليق بالنار ‪.‬‬

‫(‪ )3‬وهي بلدان واسعة كثرية يشملها هذا االسم‪ ،‬خرج من نواحيها َمن ال َيىص كثرة من أهل العلم‬
‫واألدب والفقه‪ ،‬والغالب عىل هذه النواحي اجلبال‪ ،‬ومن أعيان بلداهنا دهستان وجرجان وإسرتاباذ‬
‫وآمل وهي قصبتها‪ ،‬والنسبة إليها (الطِّبي) (ينظر ‪ :‬ياقوت ‪ :‬معجم البلدان ‪ ،33/9‬وابن األثري ‪:‬‬
‫اللباب ‪.)149/1‬‬
‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬السمعاين ‪ :‬األنساب ‪ ،114/5‬والصفدي ‪ :‬الوايف بالوفيات ‪ .343/3‬واشتهر هبذه النسبة‬
‫أبو طاهر حممد بن عبد الرمحن بن العباس البغدادي (ت‪343‬هـ) (ينظر ‪ :‬السمعاين ‪ :‬األنساب ‪= /5‬‬

‫‪31‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫وال يمكن البت يف أصل تلقيب اخلطاط هبذا اللقب‪ ،‬فقد يكون هو ُمُ َ ِّلص ًا‪ ،‬وقد‬
‫يكون بعض آبائه كذلك‪ ،‬وعسى أن تظهر له ترمجة توضح ذلك‪ ،‬و ُت َع ِّر ُفنَا بحياته‪،‬‬
‫وكل ما يمكن قوله اآلن هو أنه من أعيان القرن الرابع اهلجري‪ ،‬فقد أثبت اخلطاط‬
‫تاريخ الفراغ من كتابة املصحف‪ ،‬وهو الرابع عرش من شهر رجب من عام ‪353‬‬
‫من اهلجرة‪ ،‬وهذه صورة خامتة املصحف التي أثبتها بعد سورة الناس ‪:‬‬

‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬


‫ب املصحف قد خضعت‬ ‫وكانت َط َِّبستان التي ينتسب إليها املُ َخ ِّل ُّ‬
‫ِص كات ُ‬
‫الدولة ب ُن ُب َو ْي يه يف تلك‬
‫ي‬ ‫لسلطان البوهييني منذ سنة ‪353‬هـ‪ ،‬فقد دخلها رك ُن‬
‫السنة ‪ ،‬وكان البوهييون قد ترسخ سلطاهنم بعد استيالء أمحد بن ُب َو ْي يه عىل بغداد‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫سنة ‪339‬هـ‪ ،‬وتلقيب اخلليفة املستكفي له بمعز الدولة ‪.‬‬

‫=‪ ،)114‬وله (املخلصيات) يف احلديث (ينظر ‪ :‬حاجي خليفة ‪ :‬كشف الظنون ‪ ،544/3‬و‪/1‬‬
‫‪.)3634‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬ابن األثري ‪ :‬الكامل يف التاريخ ‪.316/4‬‬
‫(‪ )1‬ينظر املصدر نفسه ‪.164/4‬‬

‫‪31‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫َّس ِخ وطريقة معالجتها في المصحف‬


‫المطلب الثالث ‪ :‬أوهام الن ْ‬
‫ليس يف مصحف املخلِص َن ْق ٌ‬
‫ص يف نص القرآن الكريم‪ ،‬فهو يبدأ بسورة‬
‫الفاحتة‪ ،‬وينتهي بسورة الناس‪ ،‬لكن ضخامة النص القرآين وما فيه من رسوم‬
‫وعالمات‪ ،‬وانفراد اخلطاط بالعمل عادة‪ ،‬قد يسمح بوقوع بعض األخطاء‪ ،‬وهو‬
‫وقفت عىل عدد من األخطاء يف أثناء قراءيت‬
‫ُ‬ ‫ما حصل يف مصحف املخلِص‪ ،‬فقد‬
‫للمصحف‪ ،‬لكن تلك األخطاء تم استدراكها من قبل اخلطاط نفسه عىل ما يبدو‪،‬‬
‫إال مواضع قليلة جد ًا فاته تصحيحها‪.‬‬
‫ي‬
‫ِص إذا فاتته كتابة كلمة كتبها يف موضعها فوق السطر‪ ،‬وقد‬ ‫وكان املُ َخ ِّل ُّ‬
‫أحصيت أربعني موضع ًا جرى إصالحها هبذه الطريقة‪ ،‬وهذه صورة لعدد من تلك‬
‫املواضع ‪:‬‬
‫‪﴿ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ﴾ [آل عمران ‪.]364‬‬
‫‪﴿ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾ [يوسف]‪.‬‬
‫‪﴿ :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﴾ [احلجر ‪.]49‬‬
‫‪ ﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾ [النساء ‪.]311‬‬
‫‪ ﴿ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ﴾ [األحقاف]‪.‬‬
‫وإذا طال النقص فإن اخلطاط ربام أثبته بني السطرين‪ ،‬وذلك يف ‪:‬‬

‫[الفرقان‪]3-1‬‬

‫[النساء ‪]14 – 15‬‬


‫‪33‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫وربام أحس اخلطاط بام يسببه مثل هذه املعاجلة من تشويه ملنظر املصحف‪،‬‬
‫وصعوبة قراءة الكتابة بني السطرين فلجأ يف مكان آخر إىل إحلاق النقص يف حاشية‬
‫الصحيفة بجانب الكتابة كام يف املثال اآليت‪ ،‬ومل أضع صورة الصحيفة كاملة طلب ًا‬
‫لالختصار‪:‬‬

‫[املائدة ‪ ،96‬ص ‪ ،44‬مع مالحظة ضبط (مصدق) بالرفع بدل النصب]‬


‫وإذا كان اخلطأ خيص زيادة عىل النص فإن املخلِص قام بشطب تلك الزيادة‪،‬‬
‫وقد حصل ذلك يف مواضع قليلة ال تتجاوز مخسة مواضع‪ ،‬وقد تكون الزيادة كلمة‬
‫واحدة أو أكثر‪ ،‬ولعل املوضع اآليت يف سورة إبراهيم هو أطول زيادة حصلت يف‬
‫وَض َب عليها اخلطاط ‪:‬‬
‫املصحف‪َ َ ،‬‬

‫﴿ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﴾‬
‫وهذه األخطاء‪ ،‬وإن كانت تؤثر عىل شكل املصحف ومجاله‪ ،‬لكنها ال ُ ي‬
‫خت ُّل‬
‫بالنص‪ ،‬وقد وقع يف املصحف عدد قليل جد ًا من األخطاء التي تؤثر يف سالمة‬
‫النص القرآين‪ ،‬فات اخلطاط تصحيحها‪ ،‬وفات من قرأ يف املصحف ذلك أيض ًا‪،‬‬
‫منها ما يتعلق بالضبط‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫أزواج)‪﴿:‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﴾[األحزاب‪.]9:‬‬ ‫(برفع‬
‫(برفع أحب)‪ ﴿ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ﴾[التوبة‪.]19:‬‬
‫(بنصب األيمن) ‪ ﴿:‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ﴾ [مريم‪.]51:‬‬

‫‪33‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫وال يتعلق اخللل يف ضبط هذه الكلامت بقراءة أو وجه إعرايب ظاهر‪.‬‬
‫ومنها ما يتعلق بسقوط كلمة‪ ،‬فات ناسخ املصحف استدراكها‪ ،‬مثل سقوط‬
‫كلمة (مفرتيات) يف قوله تعاىل يف سورة هود [‪ ،]33‬وموضعها يف آخر السطر ‪:‬‬

‫رحم اهلل عيل بن حممد املخلِص‪ ،‬وغفر لنا وله‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪31‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫املبحث الثاني‬
‫م والشَّكْ ُل يف مصحف املُخَلِّصِيِّ‬
‫الرَّ ْس ُ‬
‫يرتبط ظهور املصحف ألول مرة بعرص َتن يْزيل القرآن الكريم ‪ ،‬فلم يتأخر تدوين‬
‫القرآن عن زمن التنزيل ‪ ،‬لكن الصورة الكاملة للمصحف مل تكتمل إال بعد وفاة‬
‫رسول اهلل ×‪ ،‬إذ إن كتابة القرآن الكريم مرت بمراحل ثالث‪ ،‬تكفلت باحلديث‬
‫املفصل عنها كتب علوم القرآن‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫الر َقا يع يف زمن النبي ×‪.‬‬
‫املرحلة األوىل ‪ :‬كتاب ُت ُه مفرق ًا يف ِّ‬
‫ف يف خالفة أيب بكر الصديق ‪.‬‬ ‫مجعه يف الصح ي‬
‫ُّ ُ‬ ‫املرحلة الثانية ‪ُ ُ ْ َ :‬‬
‫ف يف املصاحف وتوزيعها عىل األمصار اإلسالمية‬ ‫املرحلة الثالثة ‪ :‬نَس ُخ الصح ي‬
‫ُّ ُ‬ ‫ْ‬
‫يف خالفة عثامن بن عفان ‪ ، ‬فتوحدت املصاحف التي بأيدي املسلمني ‪ ،‬وهي‬
‫ي‬
‫ترجع إىل ما ُكت َ‬
‫ب بني يدي النبي ×‪ ،‬وصار رسم الكلامت يف املصاحف العثامنية‬
‫موضع عناية العلامء ‪ ،‬وتعلق به علم رسم املصحف ‪ ،‬وضبطه ‪.‬‬
‫وكانت الكتابة العربية يف عرص صدر اإلسالم خالية من عالمات احلركات‬
‫وني َقاط اإلعجام‪ ،‬وكانت املصاحف العثامنية ُجم َ َّر َد ًة من كل عالمة أو زيادة عىل نص‬
‫سمعت َييى‬
‫ُ‬ ‫القرآن الكريم ‪ ،‬وقد أخرج الداين عن األوزاعي (ت ‪354‬هـ) ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫بن أيب كثري (ت ‪314‬هـ) يقول‪« :‬كان القرآن ُجم َ َّرد ًا يف املصاحف ‪َ ،‬‬
‫فأ َّو ُل ما َأ ْحدَ ُثوا فيه‬
‫ور له ‪ ،‬ثم َأ ْحدَ ُثوا فيها ُن َقط ًا عندَ‬
‫بأس به هو ُن ٌ‬‫النُّ َق َط عىل الياء والتاء ‪ ،‬وقالوا‪ :‬ال َ‬
‫واخلَ َواتي َم» ‪.‬‬
‫اآلي ‪ ،‬ثم َأ ْحدَ ُثوا ال َف َواتي َح ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُمنْت ََهى ي‬
‫ويؤيد ما َب يق َي من مصاحف قديمة ما ورد يف هذه الرواية ‪ ،‬فلدينا مصاحف أو‬

‫(‪ )3‬املحكم ص‪ ،1‬والبيان يف عدِّ آي القرآن ص‪.331‬‬

‫‪34‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫صفحات من مصاحف قديمة خالية من الزيادات التي حدثت يف املصاحف ‪ ،‬إال‬


‫عالمات قليلة ظهرت فيها‪ ،‬قد تكون حادثة فيها‪ ،‬كام يظهر ذلك يف الصحيفة اآلتية‬
‫املصورة من مصحف جامع احلسني يف القاهرة ‪:‬‬

‫(من سورة البقرة اآلية ‪)334-336‬‬


‫ي‬
‫وسوف أتناول يف هذا املبحث جانب الرسم يف مصحف املُ َخ ِّل ِّ‬
‫ِص‪ ،‬ثم جانب‬
‫الشكل فيه‪ ،‬يف مطلبني‪ ،‬وأحتدث يف مطلب ثالث عن القراءة التي ُضبي َط هبا‬
‫املصحف ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الرسم العثماني في مصحف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي‬ ‫ُ‬
‫يمتاز الرسم العثامين بخصائص كتابية حرصها بعض علامء الرسم يف مخسة‬
‫(‪)1‬‬
‫أبواب‪ ،‬هي‪ :‬احلذف‪ ،‬والزيادة‪ ،‬والبدل‪ ،‬واهلمز‪ ،‬والوصل والفصل ‪ .‬و َأ ْو َج َ‬
‫ب‬
‫العلامء وأفتى الفقهاء بوجوب االلتزام بالرسم العثامين يف كتابة املصاحف‪ ،‬قال‬
‫الداين‪ « :‬ي‬
‫َب املصحف عىل ما أحدثه الناس من‬ ‫وسئ َل مالك – رمحه اهلل – هل ُي ْكت ُ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اهلجاء‪ ،‬فقال‪ :‬ال إال عىل الك ْت َبة األوىل ‪ ،»...‬قال الداين‪« :‬وال ُمالف له يف ذلك من‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬ابن وثيق ‪ :‬اجلامع ص ‪.31-33‬‬

‫‪35‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫علامء األمة» ‪.‬‬
‫وقال البيهقي‪َ « :‬من كتب مصحف ًا فينبغي أن َُيافي َظ عىل اهلجاء الذي كتبوا به‬
‫تلك املصاحف‪ ،‬وال خيالفهم فيه‪ ،‬وال ُي َغ ِّ َري مما كتبوه شيئ ًا ‪ ،‬فإهنم كانوا َ‬
‫أكثر عل ًام ‪،‬‬
‫وأعظم أمانة يمنَّا‪ ،‬فال ينبغي أن َن ُظ َّن بأنفسنا استدراك ًا‬ ‫َ‬ ‫وأصدق قلب ًا ولسان ًا‪،‬‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫عليهم» ‪.‬‬
‫ويبدو أن املخلِص مل يلتزم بالرسم العثامين التزام ًا تام ًا يف كتابته للمصحف‪،‬‬
‫خاصة إثبات األلفات املحذوفات‪ ،‬من غري مراعاة لكل ما نص عليه علامء الرسم‬
‫يف ذلك‪ ،‬ولعله يتابع يف ذلك بعض فتاوى علامء العراق يف زمانه‪ ،‬يف جواز كتابة‬
‫املصحف بالرسم القيايس‪ ،‬فقد نقل الداين عن أيب احلسني أمحد بن جعفر بن املنادي‬
‫األو يل» ‪ ،‬ويعني‬
‫(‪)3‬‬ ‫ي‬ ‫بعض ال ُكت ي‬
‫َّاب ال ُي َغ ِّ ُري َر ْس َم املصحف َّ‬ ‫(ت‪336‬هـ) أنه قال ‪«:‬وكان ُ‬
‫قوله هذا أن هناك َم ْن ُي َغ ِّ ُري َر ْس َم املصحف‪ ،‬ويكتب بحسب ما قرره علامء العربية‬
‫من قواعد اهلجاء (اإلمالء)‪ ،‬ويؤكد ذلك ما قاله القايض أبو الطيب الباقالين‬
‫ب عىل الناس َر ْس ٌم ُمصوص‬‫فإن ُك َّل َم ين ا َّد َعى أنه َجيي ُ‬
‫(ت‪919‬هـ) ‪« :‬ويف اجلملة َّ‬
‫(‪)4‬‬
‫يم احلجة عىل دعواه ‪ ،‬وأنَّى له بذلك » ‪.‬‬ ‫ي‬
‫ب عليه أن ُيق َ‬
‫َو َج َ‬
‫َح ْوا يف كتابتهم منحى علامء العربية يف‬
‫ولعل اخلطاطني الذين كتبوا املصاحف ون َ‬
‫مطابقة املرسوم للمنطوق‪ ،‬من أمثال املخلِص وابن البواب البغدادي‪ ،‬قد استندوا‬
‫إىل ما فهموه من كالم هؤالء الفقهاء من جواز كتابة القرآن بالرسم القيايس الذي‬
‫َض َب َط قواعده علامء العربية‪ ،‬وجيد املتتبع للمصاحف املخطوطة يف بلدان املرشق‬

‫(‪ )3‬املقنع ص ‪ ، 319‬وينظر‪ :‬املحكم ص‪. 33‬‬


‫(‪ )1‬شعب اإليامن ‪ ، 134/9‬والسيوطي‪ :‬اإلتقان ‪. 1111/6‬‬
‫(‪ )3‬املحكم ص ‪.‬‬
‫(‪ : )9‬االنتصار ‪594/1‬‬

‫‪31‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫اإلسالمي أمثلة أخرى ملصاحف مل يلتزم خطاطوها بكل خصائص الرسم العثامين‪،‬‬
‫عىل عكس مصاحف املغاربة واألندلسيني الذين كانت هلم معرفة تامة بالرسم‬
‫العثامين والعناية بمؤلفاته‪.‬‬
‫ويطول احلديث إذا قصدنا إثبات كل ما خالف فيه مصحف املخلِص قواعد‬
‫الرسم العثامين‪ ،‬وأكتفي باإلشارة إىل أمثلة من ذلك من فاحتة الكتاب وأول سورة‬
‫البقرة‪ ،‬من خالل اجلدول اآليت ‪:‬‬
‫الرسم في مصحف المخلصي‬ ‫الرسم العثماني‬ ‫اآلية‬ ‫السورة‬ ‫ت‬
‫العاملني‬ ‫﴿ﯮ ﴾‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاحتة‬ ‫‪3‬‬
‫مالك‬ ‫﴿ﭞ﴾‬ ‫‪9‬‬ ‫الفاحتة‬ ‫‪3‬‬
‫الرصاط‬ ‫﴿ ﭨ﴾‬ ‫‪6‬‬ ‫الفاحتة‬ ‫‪1‬‬
‫الكتاب‬ ‫﴿ ﭔ﴾‬ ‫‪1‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪4‬‬
‫غشاوة‬ ‫﴿ﭦ ﴾‬ ‫‪4‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪5‬‬
‫خيادعون‬ ‫﴿ ﭸ﴾‬ ‫‪4‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫شياطينهم‬ ‫﴿ﯤ ﴾‬ ‫‪39‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫طغياهنم‬ ‫﴿ ﯱ﴾‬ ‫‪35‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫الضاللة‬ ‫﴿ﯷ ﴾‬ ‫‪36‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫جتارهتم‬ ‫﴿ ﯻ﴾‬ ‫‪36‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪31‬‬
‫ظلامت‬ ‫﴿ ﭟ﴾‬ ‫‪34‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪33‬‬
‫أصابعهم‬ ‫﴿ ﭳ﴾‬ ‫‪34‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪33‬‬
‫الصواعق‬ ‫﴿ﭷ ﴾‬ ‫‪34‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪31‬‬
‫بالكافرين‬ ‫﴿ ﭽ﴾‬ ‫‪34‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪34‬‬

‫‪31‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫وأبقى املخلِص عدد ًا من األلفات املحذوفات يف الرسم العثامين كام هي‪ ،‬والتي‬
‫اعتاد علامء العربية إثباهتا بحسب قواعدهم‪ ،‬من ذلك حذف ألف (يا) التي للنداء‪،‬‬
‫(يا أهل)‪.‬‬ ‫(يا أهيا)‪ ،‬و‬ ‫فقد رسمها هكذا ‪:‬‬
‫كام َر َس َم يف مصحفه كثري ًا من الكلامت كام هي يف الرسم العثامين‪ ،‬عىل نحو ما‬
‫نجد يف اآليات التي نقلنا منها الكلامت التي أوردناها يف اجلدول‪ ،‬مثل رسمه‬
‫﴿ﯴ﴾ بزيادة الواو وحذف األلف‪ ،‬ورسمه ﴿ﮜ﴾ بالواو بدل األلف‪،‬‬
‫وهناك أمثلة كثرية جد ًا عىل ذلك أكتفي بأمثلة منها يف ما يأيت ‪:‬‬
‫[الطور‪ : ]14 :‬رسم هاء التأنيث تاء مبسوطة‪.‬‬
‫[آل عمران‪ : ]399:‬زيادة ياء‪.‬‬
‫[القمر‪ : ]6 :‬حذف الواو‪.‬‬
‫[األعراف‪ : ]395 :‬زيادة واو‪.‬‬
‫ومن الظواهر الكتابية القديمة التي بقيت يف املصحف توزيع حروف الكلمة‬
‫الواحدة يف آخر سطر وأول السطر الالحق‪ ،‬مثل كلمة ﴿ ﯪ﴾ [‪ ،]39‬وكلمة‬
‫﴿ﭟ﴾ [‪ ،]34‬فجاءت النون يف الكلمة األوىل يف أول السطر الالحق‪ ،‬وكذلك‬
‫التاء من الكلمة الثانية‪(،‬تنظر الصحيفة يف امللحق صورة رقم ‪ ،)9‬ومثل ذلك أيض ًا‪:‬‬

‫فقد توزعت كلمة (تناجيتم) [املجادلة‪ ]4 :‬عىل سطرين‪ ،‬ومثل ذلك ‪:‬‬

‫كذلك توزعت كلمة (فأرسلنا) [املؤمنون‪ ]33:‬عىل سطرين‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫وال يتسع املقام وال يسمح الوقت بتتبع مجيع ما يتعلق بموضوع الرسم يف هذا‬
‫املصحف كلم ًة كلم ًة‪ ،‬مما وافق فيه اخلَ َّطاط الرسم العثامين‪ ،‬أو خالفه فيه‪ ،‬وهو‬
‫موضوع جدير بالبحث‪ ،‬ويمكن أن يكشف عن مذهب ُكتَّاب املصاحف يف القرن‬
‫الرابع اهلجري يف رسم الكلامت يف املصحف‪.‬‬
‫وعىل الرغم من أن عيل بن حممد املخلِص مل يلتزم يف املصحف بالرسم العثامين‬
‫التزام ًا تام ًا‪ ،‬وأثبت رسم كثري من الكلامت عىل حسب ما تقتضيه قواعد علامء‬
‫العربية يف الرسم اإلمالئي القيايس‪ ،‬فإن من الوارد التساؤل عن املصحف الذي‬
‫اختذه املخلِص إمام ًا له يف عمله‪ ،‬وإىل أي من املصاحف العثامنية اخلمسة ترجع‬
‫أصول هذا املصحف‪.‬‬
‫قد جيد الدارس صعوبة كبرية يف ربط مصحف املخلِص بأحد املصاحف‬
‫العثامنية املشهورة اخلمسة‪ ،‬ملرور أكثر من ثالثة قرون عىل نسخ تلك املصاحف‪،‬‬
‫وما حصل خالهلا من تطور يف الكتابة العربية‪ ،‬وقد ظهر أثر بعض ذلك التطور يف‬
‫مصحف املخلِص‪ ،‬لكن هناك طريقة يمكن أن توصل الباحث يف هذا املضامر إىل‬
‫نتيجة‪ ،‬وهي تتبع طريقة رسم الكلامت التي اختلف رسمها يف املصاحف العثامنية‬
‫يف مصحف املخلِص‪ ،‬ثم النظر يف التشابه بني ما أثبته املخلِص يف مصحفه يف رسم‬
‫تلك الكلامت‪ ،‬وما امتاز به كل مصحف من املصاحف العثامنية اخلمسة يف رسمها‪.‬‬
‫وكان علامء القراءة والرسم قد اعتنوا بحرص الكلامت التي اختلفت املصاحف‬
‫(‪)1‬‬
‫العثامنية يف رسمها‪ ،‬فقد ذكرها أبو عبيد يف كتابه (فضائل القرآن) ‪ ،‬وكذلك فعل‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن أيب داود يف (كتاب املصاحف) ‪ ،‬ومكي بن أيب طالب يف كتابه (اهلداية إىل‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬فضائل القرآن ص ‪.333-314‬‬


‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬كتاب املصاحف ‪.141-195/3‬‬

‫‪31‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بلوغ النهاية) ‪ ،‬والداين يف كتابه (املقنع) ‪ ،‬واملهدوي يف كتابه(هجاء مصاحف‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫األمصار) ‪ ،‬والشريازي يف كتابه(كشف األرسار) ‪ ،‬وغري هؤالء ‪.‬‬
‫مجعت أشهر الكلامت التي اختلفت فيها املصاحف املذكورة يف املصادر‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫السابقة يف اجلدول اآليت‪ ،‬وذكرت أوالً طريقة رسمها يف مصحف املخلِص‪،‬‬
‫ليتسنى املوازنة بني رسمها فيه ورسمها يف املصاحف اخلمسة األخرى ‪:‬‬

‫شامي‬ ‫بصري‬ ‫كوفي‬ ‫مكي‬ ‫مدني‬ ‫المخلصي‬ ‫اآلية‬ ‫السورة‬ ‫ت‬


‫قالوا‬ ‫وقالوا‬ ‫وقالوا‬ ‫وقالوا‬ ‫وقالوا‬ ‫وقالوا اختذ‬ ‫‪336‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪3‬‬
‫وأوىص‬ ‫ووىص‬ ‫ووىص‬ ‫ووىص‬ ‫وأوىص‬ ‫ووىص هبا‬ ‫‪331‬‬ ‫=‬ ‫‪3‬‬
‫سارعوا‬ ‫وسارعوا‬ ‫وسارعوا‬ ‫وسارعوا‬ ‫سارعوا‬ ‫وسارعوا‬ ‫‪333‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪1‬‬
‫قلي ً‬
‫ال‬ ‫قليل‬ ‫قليل‬ ‫قليل‬ ‫قليل‬ ‫إال قلي ً‬
‫ال‬ ‫‪66‬‬ ‫النساء‬ ‫‪4‬‬
‫يقول‬ ‫ويقول‬ ‫ويقول‬ ‫يقول‬ ‫يقول‬ ‫ويقول‬ ‫‪53‬‬ ‫املائدة‬ ‫‪5‬‬
‫الذين‬
‫يرتدد‬ ‫يرتد‬ ‫يرتد‬ ‫يرتد‬ ‫يرتدد‬ ‫من يرتد‬ ‫‪59‬‬ ‫املائدة‬ ‫‪1‬‬
‫ولدار‬ ‫وللدار‬ ‫وللدار‬ ‫وللدار‬ ‫وللدار‬ ‫وللدار‬ ‫‪31‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪1‬‬
‫اآلخرة‬
‫رشكائهم‬ ‫رشكاؤهم‬ ‫رشكاؤهم‬ ‫رشكاؤهم‬ ‫رشكاؤهم‬ ‫رشكاؤهم‬ ‫‪336‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪1‬‬
‫يتذكرون‬ ‫تذكرون‬ ‫تذكرون‬ ‫تذكرون‬ ‫تذكرون‬ ‫تذكرون‬ ‫‪3‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪1‬‬
‫ما كنا‬ ‫وما كنا‬ ‫وما كنا‬ ‫وما كنا‬ ‫وما كنا‬ ‫وما كنا‬ ‫‪93‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪31‬‬
‫وقال‬ ‫قال‬ ‫قال‬ ‫قال‬ ‫قال‬ ‫قال املأل‬ ‫‪45‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪33‬‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬اهلداية إىل بلوغ النهاية ‪.316-313/3‬‬


‫(‪ )1‬ينظر املقنع ص ‪.143-141‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬هجاء مصاحف األمصار ص ‪.311-44‬‬
‫(‪ )9‬ينظر ‪ :‬كشف األرسار ص ‪.315-311‬‬
‫(‪ )5‬أحصيت يف كتايب (رسم املصحف‪ :‬دراسة لغوية تارخيية) الكلامت التي اختلفت يف رسمها‬
‫املصاحف العثامنية ‪ ،‬وعرضت ما قاله العلامء يف بيان سبب اختالف رسمها (ينظر‪ :‬رسم املصحف‬
‫ص ‪.431-643‬‬

‫‪11‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫حتتها‬ ‫حتتها‬ ‫حتتها‬ ‫من حتتها‬ ‫حتتها‬ ‫جتري حتتها‬ ‫‪311‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪33‬‬
‫الذين‬ ‫والذين‬ ‫والذين‬ ‫والذين‬ ‫الذين‬ ‫والذين‬ ‫‪314‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪31‬‬
‫اختذوا‬
‫قال‬ ‫قل‬ ‫قل‬ ‫قال‬ ‫قل‬ ‫قل سبحان‬ ‫‪43‬‬ ‫اإلرساء‬ ‫‪34‬‬
‫منهام‬ ‫منها‬ ‫منها‬ ‫منهام‬ ‫منهام‬ ‫خري ًا منها‬ ‫‪36‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪35‬‬
‫مكني‬ ‫مكني‬ ‫مكني‬ ‫مكنني‬ ‫مكني‬ ‫مكني‬ ‫‪45‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪31‬‬
‫قل‬ ‫قل‬ ‫قال‬ ‫قل‬ ‫قل‬ ‫قل ريب‬ ‫‪9‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪31‬‬
‫أو مل‬ ‫أو مل‬ ‫أو مل‬ ‫أمل‬ ‫أو مل‬ ‫أو مل ير‬ ‫‪31‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪31‬‬
‫هلل‬ ‫اهلل‬ ‫هلل‬ ‫هلل‬ ‫هلل‬ ‫سيقولون هلل‬ ‫‪44‬‬ ‫املؤمنون‬ ‫‪31‬‬
‫هلل‬ ‫اهلل‬ ‫هلل‬ ‫هلل‬ ‫هلل‬ ‫سيقولون هلل‬ ‫‪44‬‬ ‫املؤمنون‬ ‫‪31‬‬
‫قال‬ ‫قال‬ ‫قل‬ ‫قال‬ ‫قال‬ ‫قال كم‬ ‫‪331‬‬ ‫املؤمنون‬ ‫‪33‬‬
‫لبثتم‬
‫قال‬ ‫قال‬ ‫قل‬ ‫قال‬ ‫قال‬ ‫قال إن‬ ‫‪339‬‬ ‫املؤمنون‬ ‫‪33‬‬
‫لبثتم‬
‫ونزل‬ ‫ونزل‬ ‫ونزل‬ ‫وننزل‬ ‫ونزل‬ ‫و ُنزِّ َل‬ ‫‪15‬‬ ‫الفرقان‬ ‫‪31‬‬
‫املالئكة‬
‫فتوكل‬ ‫وتوكل‬ ‫وتوكل‬ ‫وتوكل‬ ‫فتوكل‬ ‫وتوكل‬ ‫‪134‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪34‬‬
‫ليأتيني‬ ‫ليأتيني‬ ‫ليأتيني‬ ‫ليأتينني‬ ‫ليأتيني‬ ‫ليأتيني‬ ‫‪13‬‬ ‫النمل‬ ‫‪35‬‬
‫وقال‬ ‫وقال‬ ‫وقال‬ ‫قال‬ ‫وقال‬ ‫وقال‬ ‫‪34‬‬ ‫القصص‬ ‫‪31‬‬
‫موسى‬
‫وما‬ ‫وما‬ ‫وما عملت‬ ‫وما عملته‬ ‫وما‬ ‫وما عملته‬ ‫‪35‬‬ ‫يس‬ ‫‪31‬‬
‫عملته‬ ‫عملته‬ ‫عملته‬
‫منكم‬ ‫منهم‬ ‫منهم‬ ‫منهم‬ ‫منهم‬ ‫أشد منهم‬ ‫‪13‬‬ ‫املؤمن‬ ‫‪31‬‬

‫وأن‬ ‫وأن‬ ‫أو أن يظهر‬ ‫وأن‬ ‫وأن‬ ‫أو أن يظهر‬ ‫‪16‬‬ ‫املؤمن‬ ‫‪31‬‬
‫بام‬ ‫فبام‬ ‫فبام‬ ‫فبام‬ ‫بام‬ ‫فبام كسبت‬ ‫‪31‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪11‬‬
‫تشتهيه‬ ‫تشتهي‬ ‫تشتهي‬ ‫تشتهي‬ ‫تشتهيه‬ ‫تشتهي‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪13‬‬

‫ذا‬ ‫ذو‬ ‫ذو‬ ‫ذو‬ ‫ذو‬ ‫واحلب ذو‬ ‫‪31‬‬ ‫الرمحن‬ ‫‪13‬‬

‫ذو‬ ‫ذي‬ ‫ذي‬ ‫ذي‬ ‫ذي‬ ‫ذي اجلالل‬ ‫‪44‬‬ ‫الرمحن‬ ‫‪11‬‬

‫‪13‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬
‫وكل‬ ‫وك ً‬
‫ال‬ ‫وك ً‬
‫ال‬ ‫وك ً‬
‫ال‬ ‫وك ً‬
‫ال‬ ‫وك ً‬
‫ال وعد‬ ‫‪31‬‬ ‫احلديد‬ ‫‪14‬‬

‫اهلل‬ ‫هو‬ ‫هو الغني‬ ‫هو الغني‬ ‫اهلل‬ ‫اهلل هو‬ ‫‪19‬‬ ‫احلديد‬ ‫‪15‬‬
‫الغني‬ ‫الغني‬ ‫الغني‬ ‫الغني‬
‫فال‬ ‫وال‬ ‫وال خياف‬ ‫وال خياف‬ ‫فال‬ ‫وال خياف‬ ‫‪35‬‬ ‫الشمس‬ ‫‪11‬‬
‫(‪)1‬‬
‫خياف‬ ‫خياف‬ ‫خياف‬
‫ي‬
‫إن موازنة ما ورد يف املصاحف اخلمسة مع ما ورد يف مصحف املُ َخ ِّل ِّ‬
‫ِص تكشف‬
‫عن قرب هذا املصحف من املصحف الكويف‪ ،‬أكثر من املصاحف األخرى‪ ،‬فحني‬
‫انفرد املصحف الكويف بإثبات ألف قبل الواو يف‪﴿ :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾‬
‫[غافر ‪ ،]16‬نجد أن املخلِص قد وافق املصحف الكويف يف رسم هذه الكلمة كام‬
‫يظهر يف صورة اآلية املذكورة‪:‬‬
‫ي‬
‫الكويف يف مجيع الكلامت املذكورة يف اجلدول‬
‫َّ‬ ‫املصحف‬
‫َ‬ ‫وقد وافق املُ َخ ِّل ُّ‬
‫ِص‬
‫سوى كلمتني انفرد هبام مصحف الكوفة‪ ،‬مها‪﴿ :‬ﭷ ﭸ ﭹ ﴾ يف األنبياء [‪،]9‬‬
‫ت ﮤ﴾ يف يس [‪ ،]35‬فجاءت الكلمة األوىل مرسومة يف مصحف‬ ‫﴿ﮢ َع ِملَ ْ‬
‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬والثانية مرسومة ( َع يم َل ْت ُه)‬ ‫املخلِص ( ُقل)‬
‫ولعله رسمهام جاء بناء عىل قراءهتام عىل هذا النحو‪.‬‬
‫ي‬
‫الشامي يف كلمة واحدة انفرد هبا‪ ،‬وهي (إال قليالً) يف‬
‫َّ‬ ‫املصحف‬
‫َ‬ ‫ووافق املُ َخ ِّل ُّ‬
‫ِص‬
‫‪ ،‬وهي يف مجيع املصاحف (قليل)‪:‬‬ ‫سورة النساء [‪،]66‬‬
‫﴿ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾ ويمكن تفسري عدم موافقة مصحف املخلِص مصحف ًا بعينه‬ ‫‪،‬‬

‫من املصاحف اخلمسة باعتامده عىل أحد االختيارات يف القراءة يف ضبط املصحف‪،‬‬
‫ورسم الكلامت عىل ما يوافقها‪.‬‬

‫(‪ )3‬هذا احلرف من القسم الذي سقط من املصحف وأعيدت كتابته الحق ًا‪ ،‬كام تقدم يف الدراسة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الشكل والنقط في مصحف الم َخلِّ ِ‬


‫ص ِّي‬ ‫ُ‬
‫ص العلامء بالقرآن من الصحابة وكبار التابعني عىل بقاء املصاحف ُجم َ َّر َد ًة كام‬
‫َح َر َ‬
‫كانت ‪ ،‬وأشهر اآلثار املنقولة يف هذا الصدد ما ُر يو َي عن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬أنه‬
‫القرآن‪ ،‬وال َخت يْل ُطوا به ما ليس منه »‪ ،‬ويف رواية «وال َت ْلبي ُسوا يبه ما‬
‫َ‬ ‫قال‪َ « :‬ج ِّر ُدوا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ليس منه»‬
‫لك ن انتشار اإلسالم وإقبال الناس عىل قراءة القرآن ‪ ،‬وظهور اللحن يف لسان‬
‫مح َل العلامء عىل التفكري يف ضبط الكتابة العربية باخرتاع‬
‫العرب ويف قراءة القرآن‪َ َ ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عالمات للحركات ومتييز احلروف املتشاهبة يف الصورة ‪ ،‬ووضع قواعد النحو ‪.‬‬
‫ني جهود العلامء يف القرنني األول‬
‫ولدينا عدد من الروايات التارخيية التي ُت َب ِّ ُ‬
‫والثاين اهلجريني يف اخرتاع الوسائل التي حققت من خالهلا الكتابة العربية متثيل‬
‫ب‬
‫األصوات التي ليس هلا رموز كتابية ‪ ،‬ومتييز احلروف املتشاهبة يف الصورة ‪ ،‬و َتن ُْس ُ‬
‫أكثر املصادر اخرتاع أول نظام لتمثيل احلركات يف الكتابة العربية إىل أيب األسود‬
‫الدؤيل البرصي (ظامل بن عمرو ت ‪64‬هـ) ‪ ،‬فإنه بعد أن رأى ظهور اللحن عىل‬
‫املصحف‬
‫َ‬ ‫ألسنة الناس‪ ،‬ووقوعه يف قراءة القرآن ‪ ،‬اختار كاتب ًا َفطين ًا ‪ ،‬وقال له‪ُ « :‬خ يذ‬
‫خيالف َل ْو َن امليدَ اد ‪ ،‬فإذا َفت َْح ُت َش َفت ََّي فا ْن ُق ْط واحد ًة فوق احلرف ‪ ،‬وإذا‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫وص ْبغ ًا‬
‫ََس ُ ُهتام فا ي‬
‫جعل النقطة يف أسفله‪،‬‬ ‫ي‬
‫فاجعل النقط َة إىل جانب احلرف ‪ ،‬وإذا ك َ ْ‬ ‫َض َم ْم ُت ُه َام‬
‫فإن َأ ْت َب ْع ُت شيئ ًا من هذه احلركات ُغنَّ ًة فا ْن ُق ْط نقطتني ‪ ،‬فابتدأ املصحف حتى أتى‬
‫(‪)3‬‬
‫عىل آخره» ‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرجه أبو عبيد يف فضائل القرآن ص‪ ، 341‬وابن أيب داود يف كتاب املصاحف ‪، 535-539/1‬‬
‫والداين يف املحكم ص‪.31‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الزبيدي‪ :‬طبقات النحويني واللغويني ص‪ ، 33‬والداين‪ :‬املحكم ص‪34‬‬
‫(‪ )3‬ابن األنباري‪ :‬إيضاح الوقف واالبتداء ‪ ، 193/3‬وينظر‪ :‬ابن النديم‪ :‬الفهرست ص‪ ،95‬والداين‪=:‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫ونقل مؤلفو كتب التصحيف رواية مفادها أن التصحيف فشا يف الكتابة العربية‬
‫يف خالفة عبد امللك بن مروان التي امتدت بني سنتي (‪46-65‬هـ) ففزع احلجاج بن‬
‫يوسف الثقفي إىل ُكتَّابيه يف العراق‪ ،‬وكانت واليته عىل العراق بني سنتي (‪45-45‬هـ)‬

‫وسأهلم أن يضعوا هلذه احلروف املشتبهة يف الصور عالمات متيز بينها ‪ ،‬فوضعوا‬
‫اط أفراد ًا وأزواج ًا‪ ،‬ويقال ‪ :‬إن نرص بن عاصم هو الذي قام بذلك‪ ،‬وكانت‬
‫النِّ َق َ‬
‫(‪)1‬‬
‫وفاته سنة ‪41‬هـ ‪.‬‬
‫ومىض قرن من الزمان و ُكتَّاب املصاحف يستعملون َن ْق َط اإلعراب الذي‬
‫اخرتعه أبو األسود الدؤيل ‪ ،‬لكن استعامل ني َقاط اإلعجام إىل جانب ني َقاط اإلعراب‬
‫أثقل الكتاب َة وأتعب ال ُكتَّاب‪ ،‬حلاجتهم إىل لونني أو أكثر من ي‬
‫احل ْ يِّب ‪ ،‬وقد ُي َش ِّو ُ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ط اإلعجام ‪ ،‬مما جعل عامل‬ ‫ط اإلعراب بنَ ْق ي‬
‫ذلك عىل القارئ ‪ ،‬الحتامل التباس َن ْق ي‬

‫العربية اخلليل بن أمحد الفراهيدي (ت‪341‬هـ) ُي َفك ُِّر يف طريقة جديدة لعالمات‬
‫احلُ ْم ير التي استعملها أبو‬
‫احلركات ‪ ،‬فاستعمل احلروف الصغرية بدالً من النِّ َقاط ْ‬
‫األسود الدؤيل‪.‬‬
‫الشك ُْل الذي يف الكتب يمن َع يم يل‬
‫ونقل الداين عن حممد بن يزيد املِّبد أنه قال‪َّ « :‬‬
‫اخلليل‪ ،‬وهو مأخوذ من ُص َو ير احلروف‪ ،‬فالضمة واو صغري ُة الصورة يف أعىل‬
‫احلرف ‪ ،‬لئال تلتبس بالواو املكتوبة ‪ ،‬والكَسة ياء حتت احلرف ‪ ،‬والفتحة ألف‬
‫(‪)2‬‬
‫مبطوحة فوق احلرف» ‪.‬‬
‫وذكر الداين أيض ًا أن اخلليل بن أمحد جعل عالمات للهمزة والتشديد َّ‬
‫والروم‬

‫= املحكم ص‪.4-6‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬محزة األصفهاين‪ :‬التنبيه عىل حدوث التصحيف ص‪ ،14‬وأبو أمحد العسكري‪ :‬رشح ما يقع‬
‫فيه التصحيف والتحريف ص‪ ،33‬والصفدي‪ :‬تصحيح التصحيف وحترير التحريف ص‪.39-33‬‬
‫(‪ )1‬املحكم ص‪.4‬‬

‫‪14‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫واإلشامم ‪ ،‬فجعل عىل احلرف املشدَّ د ثالث يسنَّات( ﹽ)‪ ،‬وأخذه من أول شديد ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫فإذا كان خفيف ًا جعل عليه رأس خاء (خ) ‪ ،‬وأخذه من أول خفيف ‪.‬‬
‫وإذا نظرنا يف نيقاط اإلعجام يف مصحف املخلِص وجدنا أنه استعمل نقاط‬
‫اإلعجام عىل نحو ما استقر عليه العمل هبا عند املشارقة‪ ،‬يف احلروف التي اختلف‬
‫املشارقة واملغاربة يف نقطها‪ ،‬فالفاء منقوطة بواحدة من فوقها‪ ،‬والقاف منقوطة‬
‫باثنتني من فوقها أيض ًا‪ ،‬وهذه صورهتام يف املصحف ‪:‬‬

‫﴿ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ﴾‬ ‫﴿ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ﴾‪،‬‬ ‫﴿ﭧ﴾‪،‬‬


‫الر ْقم‪ ،‬وهي العالمات التي توضع عىل احلروف‬
‫وخال املصحف من عالمات َّ‬
‫املهملة‪ ،‬زيادة يف متييزها عن احلروف املعجمة‪ ،‬قال ابن درستويه ‪« :‬النَّ ْق ُط عىل‬
‫ي‬
‫وَض ٌب قد جيري‬ ‫َضبني ‪َ :‬ن ْق ٌط َحم ْ ٌض‪ ،‬كنَ ْقط الباء والتاء والثاء والياء والنون‪ْ َ ،‬‬
‫ط‪ ،‬كر ْق يم احلاء والراء والسني والصاد والعني‪ ،‬ويف كل واحد من النَّ ْق ي‬
‫ط‬ ‫َجمرى النَّ ْق ي‬
‫َ‬
‫(‪)3‬‬
‫والر ْق يم ما يقع فوق احلرف وما يقع حتته» ‪.‬‬
‫َّ‬
‫واحلروف املهملة يف الكتابة العربية التي هلا نظري منقوط سبعة‪ ،‬هي ‪ :‬ح د ر س‬
‫ص ط ع‪ ،‬وقد اكتفى كثري من ُكت ي‬
‫َّاب العربية يف الزمن القديم يف متييزها عن غريها‬
‫بإعجام مماثالهتا‪ ،‬وتركها خالية من اإلعجام‪« ،‬وبالغ اللغويون يف نقط املهمل‬
‫(‪)4‬‬
‫بخالف جهة نظريه أو تصويره حتته صغري ًا » ‪.‬‬
‫أما عالمات احلركات فإن املخلِص استعمل العالمات التي ابتكرها اخلليل‪،‬‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املحكم ص‪.6‬‬


‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه ص‪.4‬‬
‫(‪ )3‬كتاب الكتاب ص ‪.45‬‬
‫(‪ )9‬اجلعِّبي ‪ :‬مجيلة أرباب املراصد ص ‪.465‬‬

‫‪15‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫وحلت حمل نقاط اإلعراب التي وضعها الدؤيل‪ ،‬وهي تشمل ‪ :‬احلركات الثالث‪،‬‬
‫والتنوين‪ ،‬والشدة‪ ،‬واهلمزة‪ ،‬واملدة‪ ،‬وهذا بيان لتلك العالمات يف املصحف‪:‬‬
‫عالمة السكون‪:‬‬
‫أما السكون فإن املخلِص مل يستعمل له عالمة‪ ،‬وترك احلروف الساكنة ُغ ْف ً‬
‫ال‬
‫(‪)1‬‬
‫من غري عالمة‪ ،‬ألن السكون عَدَ ُم احلركة ‪ ،‬فهو ال يمثل صوت ًا معين ًا ‪ ،‬ولعل ذلك‬
‫(‪)2‬‬
‫ال ‪ ،‬لكن‬ ‫هو الذي جعل بعض ُن َّقاط العراق ال يضعون للسكون عالمة أص ً‬
‫مجهور النُّ َّقاط استعملوا للسكون عالمة‪ ،‬لتمييز احلرف املحرك من غريه‪ ،‬واستعمل‬
‫(‪)3‬‬
‫اخلليل وسيبويه للسكون رأس خاء ‪ ،‬أخذوه من أول (خفيف) ‪ ،‬لكن ظهرت‬
‫عالمات ُأخرى ٱ ْس ُت ْع يم َل ْت يف املصاحف للداللة عىل السكون‪ .‬و َذك ََر الداين أربع‬
‫(‪)4‬‬
‫عالمات للسكون‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫‪َ .3‬ج َّر ٌة فوق احلرف املُ َسكَّن‪ ،‬وهو مذهب أهل األندلس‪.‬‬
‫‪َ .1‬د َار ٌة صغرية فوق احلرف‪ ،‬وهي الصفر الذي جيعله أهل احلساب عىل‬
‫العدد املعدوم‪ ،‬وهو مذهب أهل املدينة‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .3‬رأس خاء‪ ،‬مأخوذة من أول خفيف ‪ ،‬وهو مذهب أهل العربية ‪:‬‬
‫اخلليل وسيبويه ومن تابعهام‪.‬‬
‫‪ .9‬هاء ‪ ،‬وهو مذهب بعض أهل العربية ‪.‬‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬ابن يعيش‪ :‬رشح املفصل ‪.64/4‬‬


‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الداين‪ :‬املحكم ص‪ ،56‬واجلعِّبي‪ :‬مجيلة أرباب املراصد ص‪ ،454‬والتنيس‪ :‬الطراز ص‪.44‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬سيبويه‪ :‬الكتاب ‪ ،364/9‬والداين‪ :‬املحكم ص‪4‬و‪ ،53‬وأبو داود‪ :‬كتاب أصول الضبط‬
‫ص‪.94‬‬
‫(‪ )9‬ينظر ‪ :‬املحكم ص‪ ،51-53‬وأبو داود‪ :‬كتاب أصول الضبط ص‪.94-95‬‬
‫(‪ )5‬ذكر ابن درستويه أن عالمة احلرف الساكن جيم غري معقفة وال حمققة مأخوذة من أول جيم اجلزم‬
‫(كتاب ال ُكتَّاب ص‪ ، )44‬وأشار إىل ذلك أبو داود يف كتاب أصول الضبط (ص‪. )95‬‬

‫‪11‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫عالمات الحركات ‪:‬‬


‫استعمل املخلِص احلروف الصغرية للحركات الثالث‪ ،‬فالفتحة ألف صغرية‬
‫مستوية فوق احلرف‪ ،‬والكَسة مثلها حتت احلرف‪ ،‬والضمة واو صغرية فوق‬
‫احلرف‪ ،‬لكن الضمة قد تبدو أشبه بالراء الصغرية‪ ،‬وهو ما قد يفَس قول ابن‬
‫صور للحركات والسكون‬ ‫ٌ‬ ‫درستويه يف كتابه ال ُكتَّاب ‪« :‬فأما الشكل الذي هو‬
‫فأربعة أشياء‪ :‬الفتحة ‪ ،‬والضمة ‪ ،‬والكَسة ‪ ،‬والوقفة‪ ،‬وهي ُر ُقو ٌم مشتقة من‬
‫غري ُحم َ َّق َق ٍة يف الوجوه الثالثة ‪ ،‬وهي‬
‫حروف أسامئها ‪َ ،‬ف َر ْق ُم احلركات الثالث را ٌء ُ‬
‫مأخوذة من راء احلركة ‪ ،‬وقد يزيدَ ْ‬
‫ت عىل َر ْق يم الضمة عالمة ُت َف ِّر ُق بينها وبني غريها‬
‫(‪)1‬‬
‫مأخوذة من الواو‪ ،‬الشرتاك الضمة والواو يف اللفظ واملخرج » ‪.‬‬
‫ويالحظ يف املصحف أن املخلِص جعل الفتحة قبل األلف صغرية قائمة ( )‪،‬‬
‫وجعل الكَسة كذلك يف بعض املواضع‪ ،‬خاصة قبل ياء املد‪ ،‬وهذه صورة‬
‫للحركات الثالث يف املصحف ‪:‬‬

‫﴿ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ﴾ [البقرة‪]156 :‬‬

‫﴿ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ﴾ [البقرة‪]141:‬‬

‫عالمة التنوين‪:‬‬
‫عالمة التنوين يف املصحف حركتان‪ ،‬لكن املخلِص جعلهام مرتاكبتني‬
‫ومستويتني‪ ،‬من غري مالحظة لتغيري وضعهام مع كل حكم من أحكام النون‬
‫َص علامء‬
‫الساكنة والتنوين من حيث اإلظهار واإلدغام واإلخفاء والقلب‪ ،‬ون َّ‬

‫(‪ )3‬كتاب ال ُكتَّاب ص ‪.44‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫الضبط عىل أن عالمتي التنوين ترسامن مرتاكبتني قبل حروف احللق الستة (ء هـ ع‬
‫(‪)1‬‬
‫ح غ خ )‪ ،‬ومتتابعتني قبل بقية احلروف ‪ ،‬وهذه نامذج من صور التنوين يف‬
‫مصحف املخلِص ‪:‬‬
‫التنوين املرفوع ‪:‬‬
‫﴿ ﰒﰓﰔﰕ﴾‬
‫التنوين املنصوب ‪:‬‬
‫﴿ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ﴾‬
‫التنوين املجرور ‪:‬‬
‫﴿ﯧ ﯨﯩ﴾‬
‫ومما اعتنى به علامء الضبط بيان موضع عالمتي تنوين النصب من األلف املبدلة‬
‫(‪)2‬‬
‫منه عند الوقف‪ ،‬وذكروا أربعة مذاهب يف ذلك‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫أن جتعل العالمتان مع ًا عىل األلف‪ ،‬مع انفصاهلام عنها‪.‬‬
‫أن جتعال مع ًا عىل احلرف الذي قبل األلف‪.‬‬
‫أن توضع احلركة عىل حرفها‪ ،‬وعالمة التنوين عىل األلف‪.‬‬
‫أن توضـع عالمـة الـحــركـة علـى حرفها‪ ،‬ثم تعاد مع عالمة التنوين فتوضعان‬
‫عىل األلف‪.‬‬
‫وأخذ املخلِص باملذهب الثاين‪ ،‬فجعل عالمتي التنوين املنصوب عىل احلرف‬
‫الذي قبل األلف‪ ،‬كام هو واضح يف مثال التنوين املنصوب الذي أوردته قبل قليل‪.‬‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬الداين ‪ :‬املحكم ص‪ ،64-64‬واملقنع ص‪ ،331-314‬وأبو داود ‪ :‬كتاب أصول الضبط ص‬
‫‪ ،39-31‬والتنيس ‪ :‬الطراز ص‪.94‬‬
‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬الداين ص‪ ،63 – 61‬وأبو داود ‪ :‬كتاب أصول الضبط ص ‪.11-13‬‬

‫‪11‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫عالمة الشدة‪:‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫التشديد هو عالمة اإلدغام ‪ ،‬وللتشديد عند علامء الضبط املتقدمني عالمتان‬
‫األوىل‪ :‬رأس شني من غري نقاط هكذا‪ ،) ( :‬فوق احلرف ‪ ،‬وهي التي اخرتعها‬
‫(‪)3‬‬
‫اخلليل‪ ،‬وذكرها سيبويه ‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬دال فوق احلرف إذا كان مفتوح ًا ‪ ،‬وحتته إذا كان مكسور ًا ‪ ،‬وأمامه إذا‬
‫كان مضموم ًا ‪ ،‬وبعضهم جيعل معها عالمات احلركات ‪ ،‬وهو مذهب أهل املدينة ‪،‬‬
‫ال َم ية‬ ‫وتابعهم عليه أهل األندلس(‪ ،)4‬ووصف ابن وثيق هذه العالمة بأهنا ُ‬
‫مثل ُق َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ال ُّظ ُف ير ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫واشتهرت العالمة األُوىل عند املشارقة يف املصاحف وغريها ‪.‬‬
‫وقال نرص اهلوريني‪« :‬إذا كان احلرف املشدَّ د مكسور ًا َف َل َك يف وضع اخلَ ْف َض ية‬
‫حتت الشدة طريقان‪ :‬إما أن تضعها حتت احلرف ‪ ،‬وهو أحسن ‪ ، ...‬وإما أن تضعها‬
‫فوق احلرف وحتت الشدة ‪ ،‬وهذه الطريقة الثانية للمشارقة فقط يف املكسور ‪ ،‬وهي‬
‫طريقة املغاربة يف املفتوح واملضموم جيعلون الفتحة والضمة فوق احلرف وحتت‬
‫الشدة ‪ ،‬فيكون شكل املفتوح عندهم عىل صورة شكل املكسور عندنا عىل الطريقة‬
‫(‪)7‬‬
‫الثانية ‪ ،‬فتن َّبه هلذا ‪. » ...‬‬

‫(‪ )3‬اخلليل‪ :‬العني ‪.14/3‬‬


‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الداين‪ :‬املحكم ص‪ 94‬واملقنع ص ‪ ، 333‬وأبو داود‪ :‬كتاب أصول الضبط ص‪ ، 51‬والتنيس‪:‬‬
‫الطراز ص‪.44‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬سيبويه‪ :‬الكتاب ‪ ،364/9‬والداين‪ :‬املحكم ص‪.6‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬الداين‪ :‬املحكم ص‪.51‬‬
‫(‪ )5‬اجلامع ص‪.341‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬الداين‪ :‬املحكم ص‪ ،94‬وأبو داود ‪ :‬كتاب أصول الضبط ص‪.51‬‬
‫(‪ )4‬املطالع النرصية ص‪.114‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫واستعمل املخلِص رأس الشني عالمة للحرف املشدد‪ ،‬وموضعها فوق احلرف‪،‬‬
‫ي‬
‫احلرف‪ ،‬لكن حتت‬ ‫وج َع َل الكَسة معها حتت احلرف‪ ،‬والضمة والفتحة َ‬
‫فوق‬ ‫َ‬
‫الشدة‪ ،‬وهذه أمثلة من املصحف للحركات مع الشدة ‪:‬‬
‫الشدة مع الفتحة ‪:‬‬

‫﴿ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ﴾‬
‫الشدة مع الضمة ‪:‬‬
‫﴿ﭥ ﭦﭧ ﴾‬ ‫‪،‬‬ ‫﴿ﭑﭒ ﭓ ﴾‬
‫الشدة مع الكَسة ‪:‬‬
‫﴿ﮆ ﮇ ﮈ﴾ ‪ ﴿ ،‬ﮩ ﮪ﴾‬
‫وتدل طريقة املخلِص يف وضع احلركات مع الشدة عىل َّ‬
‫أن وضع الفتحة‬
‫والضمة فوق احلرف‪ ،‬حتت الشدة‪ ،‬ليست طريقة خاصة باملغاربة كام ذكر نرص‬
‫اهلوريني‪ ،‬بل هي مرشقية األصول‪.‬‬
‫واملشهور استعامل رأس الشني عالمة للتشديد فوق احلرف املشدد‪ ،‬ووضع‬
‫عالمات احلركات معها‪ ،‬الفتحة والضمة فوق الشدة‪ ،‬والكَسة حتت احلرف‪،‬‬
‫ووجدت يف مصحف قديم ُمطوط يف إشبيلية سنة (‪619‬هـ) أن الكاتب وضع‬
‫عالمة الفتحة فوق احلرف حتت الشدة‪ ،‬كام يظهر بشكل واضح يف اسم اهلل املعظم‬
‫)‪.‬‬ ‫يف املصحف ‪( :‬‬
‫ومل تتحدث كتب الضبط عن هذا املذهب كثري ًا‪ ،‬وأشار إليه الشيخ نرص‬
‫وح َّذ َر املشارقة من أن يقع اللبس لدهيم بينه‬
‫اهلوريني عىل أنه مذهب ألهل املغرب‪َ ،‬‬
‫وبني التشديد املكسور‪ ،‬ألن أهل املرشق قد يضعون الكَسة فوق احلرف حتت‬
‫الشدة‪ ،‬خاصة يف غري املصحف‪ ،‬فيقع اللبس‪ ،‬فقال ‪« :‬فتنبه هلذا‪ ،‬لئال ترى مثل‬

‫‪41‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬
‫(‪)1‬‬
‫ذلك يف كتابتهم وشكلهم فتظنه مكسور ًا‪ ،‬مع أنه مفتوح» ‪.‬‬
‫عالمة الهمزة ‪:‬‬
‫اهلمزة أحد حروف العربية الثامنية والعرشين‪ ،‬وهي التي نجدها يف أول ترتيب‬
‫احلروف ( أ ب ت ‪ ،)...‬وكان ُي ْط َل ُق عليها لفظ (األلف)‪ ،‬ألن «لفظة األلف كانت‬
‫(‪)2‬‬
‫ُمتصة باهلمزة» ‪ ،‬ثم غلب إطالق لفظ األلف عىل مدة الفتحة يف مثل (كان)‪،‬‬
‫وصارت اهلمزة ُمتصة باحلرف األول من األبجدية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫واهلمزة حرف مستثقل يف النطق «ألنه َب ُعدَ ُمرجها» ‪ ،‬ومن ثم فإن كثري ًا من‬
‫وهنا أو ُي َس ِّه ُل َ‬
‫وهنَا يف النطق‪ ،‬بحذفها أو إبداهلا واو ًا أو ياء أو ألف ًا‪،‬‬ ‫خي ِّف ُف َ‬
‫العرب كانوا ُ َ‬
‫(‪)4‬‬
‫والتسهيل«لغة قريش وأكثر أهل احلجاز‪...،‬والتحقيق لغة متيم وقيس» ‪،‬‬
‫وانسحب ذلك عىل طريقة رسمها‪ ،‬فرسمها أهل التحقيق ألف ًا أينام وقعت‪ ،‬وبأي‬
‫حركة حتركت‪ ،‬ورسمها أهل التسهيل ألف ًا يف أول الكلمة‪ ،‬وبحسب ما تؤول إليه‬
‫(‪)5‬‬
‫يف التخفيف يف املواضع األخرى ‪.‬‬
‫وجرى أكثر رسم اهلمزة عىل مذهب أهل التسهيل‪ ،‬قال الداين ‪« :‬إن أكثر الرسم‬
‫ورد عىل التخفيف‪ ،‬والسبب يف ذلك كونه لغة الذين َو ُلوا نسخ املصاحف زمن‬
‫عثامن ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬وهم قريش ‪ ...‬فلذلك ورد أكثر الرسم عىل التسهيل‪ ،‬إذ هو‬
‫(‪)6‬‬
‫املستقر يف طباعهم واجلاري عىل ألسنتهم» ‪.‬‬

‫(‪ )3‬املطالع النرصية ص‪.114‬‬


‫(‪ )1‬اإلسرتاباذي ‪ :‬رشح الشافية ‪.311/3‬‬
‫(‪ )3‬سيبويه ‪ :‬الكتاب ‪.594/3‬‬
‫(‪ )9‬ابن يعيش ‪ :‬رشح املفصل ‪.314/4‬‬
‫(‪ )5‬ينظر ‪ :‬الفراء ‪ :‬معاين القرآن ‪ ،339/1‬و‪ ،31/3‬وابن الَساج ‪ :‬كتاب اخلط ص ‪ ،334‬وابن جني ‪:‬‬
‫رس صناعة اإلعراب ‪.96/3‬‬
‫(‪ )6‬املحكم ص ‪.35‬‬

‫‪43‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫و ُق ير َئ القرآن بتحقيق اهلمزة وتسهيلها‪ ،‬واحتاج من يقرأ بالتحقيق إىل متييز‬


‫األلفات والواوات والياءات التي ُتنْ َط ُق مهز ًة‪ ،‬عن تلك التي ُتنْ َط ُق حسب داللة‬
‫رموزها‪ ،‬وكانت املصاحف األوىل جمردة من أي عالمة للهمزة‪ ،‬ومل يستعمل أبو‬
‫األسود الدؤيل عالمة هلا‪ ،‬لكن بعض ُن َّق ي‬
‫اط املصاحف بعده استعملوا هلا نقطة‬
‫حل ْم َر ية ‪ ،‬واخرتع اخلليل هلا عالمة‪ ،‬وهي رأس العني ‪ ،‬وصار‬ ‫ي‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بالص ْف َرة أو ا ُ‬
‫ُّ‬
‫للهمزة يف املصاحف عالمتان ‪ :‬النقطة بالصفرة أو احلمرة‪ ،‬ورأس العني‪ ،‬وغلب‬
‫استعامل رأس العيـن بـعــد زوال استعمـال النقــاط للداللة عىل احلركات‬
‫والعالمات األخرى‪.‬‬
‫واستعمل املخلِص رأس العني للداللة عىل اهلمزة يف مصحفه‪ ،‬لكنه مل‬
‫يستعملها يف مجيع مواضع اهلمزة‪ ،‬واكتفى أحيان ًا بوضع احلركة يف موضع اهلمزة‪،‬‬
‫ويطول تتبع صور رسم اهلمزة يف املصحف‪ ،‬ومن ثم سأقترص عىل ذكر أمثلة‬
‫لطريقة إشارته إىل اهلمزة ‪:‬‬
‫‪.3‬عالمة اهلمزة يف أول الكلمة ‪ :‬اكتفى املخلِص باستعامل احلركة للداللة عىل‬
‫اهلمزة يف أول الكلمة‪ ،‬فيضع الفتحة فوق األلف للداللة عىل اهلمزة املفتوحة‪،‬‬
‫والضمة فوق األلف للداللة عىل اهلمزة املضمومة‪ ،‬والكَسة حتت األلف للداللة‬
‫عىل اهلمزة املكسورة‪ ،‬وذلك نحو ‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫﴿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾ ‪ ﴿ ،‬ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ﴾ ‪ ﴿ ،‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ﴾‬
‫‪.1‬عالمة اهلمزة املمدودة يف أول الكلمة ‪ :‬استعمل املخلِص األلف الصغرية‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬الداين ‪ :‬املحكم ص‪394‬و‪ ،394‬وأبو داود ‪ :‬كتاب أصول الضبط ص‪ 331‬و‪ ،339‬وابن‬
‫وثيق ‪ :‬اجلامع ص‪.364‬‬
‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬ابن درستويه ‪ :‬كتاب الكتاب ص‪ ،44‬والقلقشندي ‪ :‬صبح األعشى ‪.363/3‬‬

‫‪43‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫القائمة‪ ،‬بعد األلف‪ ،‬للداللة عىل اهلمزة املمدودة‪ ،‬وذلك نحو ‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫﴿ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ ‪ ﴿ ،‬ﭳ ﴾ ‪ ﴿ ،‬ﯼ ﯽ﴾‬
‫‪.3‬عالمة اهلمزة املتوسطة ‪ :‬استعمل املخلِص رأس العني للداللة عىل اهلمزة‬
‫املتوسطة الساكنة بعد ضمة‪ ،‬وكذلك املفتوحة بعد ضمة‪ ،‬واملكسورة بعد فتحة‪ ،‬نحو ‪:‬‬

‫﴿ ﮩ﴾ ‪﴿ ،‬ﯬ ﯭ ﯮ﴾ ‪ ﴿ ،‬ﮛ﴾‬
‫وإذا وقعت اهلمزة املتوسطة بعد ألف فإن املخلِص مل يرسم هلا صورة إذا كانت‬
‫مفتوحة‪ ،‬ورسمها عىل الواو إذا كانت مضمومة‪ ،‬وقد يرسم املكسورة ياء من غري‬
‫رأس العني‪ ،‬وذلك يف نحو‪:‬‬

‫﴿ ﭓ ﭔ﴾‪ ﴿ ،‬ﮗ﴾‪ ﴿ ،‬ﭻ﴾‪﴿ ،‬ﯘ﴾ ‪ ﴿ ،‬ﭫ﴾‬


‫‪.9‬عالمة اهلمزة يف آخر الكلمة ‪ :‬اكتفى املخلِص برسم عالمة احلركة للداللة‬
‫عىل اهلمزة املفتوحة أو املضمومة أو املكسورة بعد األلف يف آخر الكلمة‪ ،‬وذلك نحو ‪:‬‬
‫﴿ ﭨ ﭩ﴾‬ ‫﴿ ﮨ﴾ ‪ ﴿ ،‬ﭗ﴾ ‪،‬‬ ‫﴿ﯓ﴾ ‪،‬‬

‫عالمة المدة ‪:‬‬


‫حرف ساك ٌن‬
‫ٌ‬ ‫إذا وقع بعد أحد حروف املد الثالثة الواو والياء واأللف مهز ٌة أو‬
‫ُمفف أو مشدد فإن أهل الضبط يضعون فوق حروف املد َم َّط ًة داللة عىل زيادة‬
‫(‪)1‬‬
‫متكينهن ‪ ،‬واستعمل املخلِص تلك العالمة يف مصحفه يف مواضع املد الواجب‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الداين‪ :‬املحكم ص‪ ،59‬وأبو داود‪ :‬كتاب أصول الضبط ص‪ ،314‬والتنيس‪ :‬الطراز ص‪.314‬‬

‫‪41‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫املتصل‪ ،‬وهو ما كانت فيه حرف املد واهلمزة يف كلمة واحدة‪ ،‬وظهرت تلك‬
‫العالمة يف صور الكلامت التي أوردهتا قبل قليل يف ما وقعت فيه اهلمزة بعد ألف‪،‬‬
‫وكذلك ظهرت يف نحو ‪:‬‬

‫﴿ ﭤ﴾ ‪ ﴿ ،‬ﮎ ﮏﮐ﴾‬ ‫﴿ ﭾ﴾‪،‬‬ ‫﴿ﯴ﴾ ‪،‬‬


‫ومل يستعمل املخلِص عالم ًة هلمزة الوصل‪ ،‬وترك ألفها من غري عالمة‪ ،‬كذلك‬
‫فعل ابن البواب يف مصحفه الذي خطه يف مدينة بغداد سنة ‪343‬هـ‪.‬‬
‫مصحف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي‪:‬‬ ‫ضبِ َ‬
‫ط بها‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬القراءة التي ُ‬
‫ُ ُ‬
‫ي‬
‫للقرآن الكري يم‪ ،‬هي قراءة نافع‪ ،‬وابن كثري‪ ،‬وابن عامر‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫قراءات‬ ‫سبع‬
‫اشتهرت ُ‬
‫وأبو عمرو‪ ،‬وعاصم‪ ،‬ومحزة‪ ،‬والكسائي‪ ،‬و ُأ ْيحل َق ْت هبا ثالث قراءات أخرى‪ ،‬هي‬
‫قراءة أيب جعفر‪ ،‬ويعقوب‪ ،‬وخلف‪ ،‬وكانت املصاحف ‪-‬خاصة يف العصور‬
‫املتأخرة ‪ُ -‬ت ْض َب ُط بإحدى هذه القراءات‪.‬‬
‫مصحف ما يقتيض تتبع الكلامت املختلف فيها‬
‫ٌ‬ ‫وحتديد القراءة التي ُضبي َط هبا‬
‫بني القراء يف ذلك املصحف‪ ،‬والنظر يف القراءة التي تتطابق مع ما موجود يف‬
‫املصحف‪ ،‬يف مجيع الكلامت املختلف فيها‪ ،‬وحني وازنت بني ما ورد يف املصحف‬
‫يف سورة البقرة من قراءات وبني قراءات القراء العرشة مل تتطابق واحدة منها مع‬
‫طريقة ضبط الكلامت املختلف فيها يف املصحف‪ ،‬وهو ما يدفع إىل التساؤل عن‬
‫حقيقة القراءة التي ُضبي َط هبا املصحف‪ ،‬وقبل حماولة اإلجابة عىل هذا التساؤل أذكر‬
‫عدد ًا من القراءات الواردة يف املصحف‪ ،‬يف سورة البقرة‪ ،‬وموازنتها بقراءات‬
‫القراء العرشة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫(‪ ﴿:)3‬ﭼ ﭽ﴾[البقرة‪ ، ]4:‬قرأ نافع وابن كثري وأبو عمرو (وما ُخي ي‬
‫َاد ُع َ‬
‫ون)‬
‫باأللف‪ ،‬وقرأ الباقون من العرشة‪ ،‬وهم عاصم ومحزة والكسائي وابن عامر وأبو‬
‫(‪)1‬‬
‫جعفر ويعقوب وخلف ‪( :‬وما َخيْدَ ُع َ‬
‫ون) ‪.‬‬
‫(خيْدَ ُع َ‬
‫ون) بغري ألف‪ ،‬وهذه صورة ذلك يف املصحف ‪:‬‬ ‫ويف مصحف املخلِص ‪َ :‬‬
‫‪ ،‬ويعني ذلك أن القراءة يف املصحف موافقة لواحدة من قراءات‬
‫عاصم ومحزة والكسائي وابن عامر وأيب جعفر ويعقوب وخلف‪.‬‬
‫(‪ ﴿ :)1‬ﭝ ﭞ ﴾ [البقرة‪ ، ]34 :‬قرأ يعقوب (فال خ َ‬
‫وف) بفتح الفاء من غري‬
‫(‪)2‬‬
‫تنوين‪ ،‬وقرأ بالرفع والتنوين ‪.‬‬
‫‪ ،‬بالرفع والتنوين‪ ،‬موافق ًا قراءة‬ ‫خوف)‬
‫ٌ‬ ‫ويف مصحف املخلِص (فال‬
‫غري يعقوب من العرشة‪.‬‬
‫(‪ ﴿ :)3‬ﭲ﴾ [البقرة‪ ، ]45:‬قرأ نافع وأبو جعفر وعاصم والكسائي‬
‫(‪)3‬‬
‫ويعقوب ( ُت َفا ُد ُ‬
‫وهم) بألف‪ ،‬وقرأ الباقون (تفدوهم) بغري ألف ‪.‬‬
‫‪ ،‬موافق ًا قراءة‬ ‫ويف مصحف املخلِص ( َت ْفدُ ُ‬
‫وهم) من غري ألف ‪:‬‬
‫ابن كثري وأيب عمرو وابن عامر ومحزة وخلف‪.‬‬
‫(‪﴿ :)9‬ﮣ ﴾ [البقرة‪ ، ]44:‬قرأ محزة والكسائي وخلف‪ ،‬ويف رواية عن أيب‬
‫ِّب يئ َيل) بفتح اجليم والراء‪ ،‬ومهزة مكسورة‪ ،‬وقرأ ابن كثري‬ ‫(ج ْ َ‬
‫بكر عن عاصم َ‬
‫(ج يِّبيل) بفتح اجليم وكَس الراء من غري مهزة‪ ،‬وقرأ الباقون ي‬
‫(ج ْ يِّب َيل) بكَس اجليم‬ ‫َ ْ‬
‫(‪)4‬‬
‫والراء من غري مهزة ‪.‬‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬ابن اجلزري ‪ :‬تقريب النرش ‪.994/1‬‬


‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬املصدر نفسه ‪.951/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬املصدر نفسه ‪.954/1‬‬
‫(‪ )9‬ينظر ‪ :‬املصدر نفسه ‪.961/1‬‬

‫‪45‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫بفتح اجليم والراء‪ ،‬ومهزة‬ ‫ِّب يئ َيل) ‪:‬‬


‫(وج ْ َ‬
‫ويف مصحف املخلِص َ‬
‫مكسورة‪ ،‬موافق ًا قراءة محزة والكسائي وخلف وأيب بكر عن عاصم‪.‬‬
‫(‪﴿ :)5‬ﮯ﴾ [البقرة‪ ، ]111:‬قرأ محزة والكسائي وخلف وأبو بكر ( َي َّط َّه ْر َن)‬
‫(‪)1‬‬
‫بتشديد الطاء واهلاء‪ ،‬وقرأ الباقون ( َي ْط ُه ْر َن) بسكون الطاء وضم اهلاء ‪.‬‬
‫‪ ،‬موافق ًا قراءة غري املذكورين من‬ ‫ويف مصحف املخلِص ( َي ْط ُه ْر َن) ‪:‬‬
‫القراء العرشة‪.‬‬
‫(‪﴿ :)6‬ﯯ ﯰ ﴾ [البقرة‪ ،]141:‬قرأ عاصم بتخفيف الصاد‪ ،‬والباقون‬
‫(‪)2‬‬
‫بتشديدها ‪.‬‬
‫‪ ،‬موافق ًا‬ ‫ويف مصحف املخلِص (ت ََّصدَّ ُقوا) بتشديد الصاد ‪:‬‬
‫قراءة غري عاصم من القراء العرشة‪.‬‬
‫(‪﴿ :)4‬ﮤ﴾ [البقرة‪ ، ]145:‬قرأ محزة والكسائي وخلف (وكتابي يه) بالتوحيد‪،‬‬
‫وقرأ الباقون (و ُك ُتبي يه) باجلمع ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ ،‬موافق ًا قراءة غري الثالثة املذكورين‪:‬‬ ‫ويف مصحف املخلِص (و ُك ُتبي يه)‪:‬‬
‫محزة والكسائي وخلف‪.‬‬
‫وقد تكفي هذه األمثلة السبعة يف استخالص نتيجة مفادها أن القراءة التي يف‬
‫مصحف املخلِص ال تتوافق بجميع حروفها مع إحدى القراءات العرش‪ ،‬ويتضح‬
‫ذلك من اجلدول اآليت الذي ُي َل ِّخ ُ‬
‫ص ما ورد يف األمثلة املذكورة ‪:‬‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬املصدر نفسه ‪.964/1‬‬


‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬املصدر نفسه ‪.946/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬املصدر نفسه ‪.944/1‬‬

‫‪41‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫الكلمة‬
‫ُكتُبِ ِه‬ ‫تَص َّ‬
‫َّدقُوا‬ ‫يَط ُْه ْر َن‬ ‫يل‬‫ِ‬
‫َج ْبـ َرئ َ‬ ‫وه ْم‬
‫تَـ ْف ُد ُ‬ ‫َخ ْوف‬ ‫يَ ْخ َد ُعو َن‬
‫القارئ‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫نافع‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ابن كثير‬

‫‪‬‬ ‫حفص‬ ‫أبو بكر‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫عاصم‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫حمزة‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الكسائي‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫أبو عمرو‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ابن عامر‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫أبو جعفر‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫يعقوب‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫خلف‬

‫وال خيفى عىل القارئ حني النظر يف اجلدول عدم التطابق الكامل َمليا ورد يف‬
‫مصحف املخلِص من قراءات مع القراءات العرش مجيع ًا‪ ،‬فليس ثم قراءة إال وقد‬
‫خالفها بموضعني أو أكثر‪ ،‬ويدعو ذلك إىل البحث عن تفسري هلذه الظاهرة املتعلقة‬
‫(‪)1‬‬
‫بالقراءة التي ُضبي َط عليها املصحف ‪.‬‬
‫ولعل البحث يف تأريخ القراءات القرآنية يمكن أن يقدم تفسري ًا مقبوالً لتلك‬
‫الظاهرة‪ ،‬ويتعلق ذلك بام قام به ابن جماهد البغدادي املتوىف سنة ‪319‬هـ من متييز‬

‫(‪ )3‬استوقفني ضبط كلمة (فيخرج) يف قوله تعاىل ‪﴿ :‬ﮯ ﮰ ﮱ﴾ يف البقرة [‪ ،]49‬وكلمة‬
‫(تنكحوا) يف قوله تعاىل ‪ ﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ﴾ يف البقرة [‪ ،]113‬فلم يستقم ضبط الكلمتني‬
‫مع أي من القراءات الصحيحة املشهورة أو الشاذة‪ ،‬فلعله خطأ من الكاتب‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫سبع قراءات صحيحة مشهورة مجعها يف كتابه (السبعة يف القراءات)‪ ،‬ومن ثم قيل‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إن ابن جماهد أول َمن َس َّب َع السبعة ‪ ،‬وكانت القراءات املشهورة املقروء هبا قبله‬
‫كثرية العدد‪ ،‬وهي متثل اختيارات القراء الذين عاشوا يف القرنني الثاين والثالث‪،‬‬
‫قال مكي ابن أيب طالب ‪« :‬إن الرواة عن األئمة من القراء كانوا يف العرص الثاين‬
‫والثالث كثري ًا يف العدد‪ ،‬كثري ًا يف االختالف‪ ،‬فأراد الناس يف العرص الرابع أن‬
‫يقترصوا من القراءات التي توافق املصحف عىل ما َي ْس ُه ُل حفظه وتنضبط به‬
‫(‪)2‬‬
‫القراءة ‪ ...‬وأول من اقترص عىل هؤالء [السبعة] أبو بكر بن جماهد» ‪.‬‬
‫وقال أبو الفضل الرازي وهو يتحدث عن قراء األمصار اخلمسة ‪ :‬مكة واملدينة‬
‫والكوفة والبرصة والشام‪« :‬عىل أن الناس قد كانوا يؤلفون يف القراءات يف ما بعد‬
‫األئمة اخلمسة‪ ،‬فيقدِّ مون فيها ما شاؤوا عدد ًا من األئمة‪ ،‬من اخلمسة وغريهم‪ ،‬ومل‬
‫ٍ‬
‫بحال ‪ ...‬عىل نحو ما نجده يف كتاب أيب حاتم وأيب عبيد‬ ‫التسبيع‬
‫ُ‬ ‫يكونوا يممَّا يعرفون‬
‫وغريمها‪ ،‬فإنك جتد يف كل واحد عدد ًا كثري ًا من األئمة وحروفهم جتاوز اخلمسة‬
‫(‪)3‬‬
‫والسبعة والعرشة ‪. » ...‬‬
‫وإذا كانت القراءات قبل ابن جماهد كثرية العدد‪ ،‬وهي تشمل ما قرأ به القراء‬
‫(‪)4‬‬
‫العرشة‪ ،‬وما اختاره غريهم من القراء وعلامء القراءة يف القرنني الثاين والثالث ‪،‬‬
‫فإن القراءة التي ُضبي َط هبا مصحف املخلِص يمكن أن تكون واحدة من تلك‬
‫القراءات أو االختيارات التي أخرجها من دائرة اإلقراء هبا اقتصار ابن جماهد عىل‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬ابن اجلزري ‪ :‬غاية النهاية ‪.334/3‬‬


‫(‪ )1‬اإلبانة ص ‪.94-94‬‬
‫(‪ )3‬معاين األحرف السبعة ص ‪ ،316‬وينظر ‪ :‬ابن اجلزري ‪ :‬النرش ‪.39/3‬‬
‫(‪ )9‬ينظر عن تلك االختيارات البحث املوسوم ‪ :‬االختيار يف قراءة القرآن‪ ،‬ضمن كتاب ‪ :‬أبحاث يف‬
‫علوم القرآن (ص ‪.)43-35‬‬

‫‪41‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫السبعة‪ ،‬لكن حتديد صاحب تلك القراءة َيتاج إىل دراسات تتعلق بوصف‬
‫القراءات واالختيارات القديمة التي قرأ هبا سوى العرشة‪ ،‬وهو ما ال تزال‬
‫(‪)1‬‬
‫الدراسات حوله حمدودة ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )3‬الحظ الدكتور طيار آلتي قوالج هذه الظاهرة يف (املصحف الرشيف املنسوب إىل عثامن بن عفان‬
‫‪ )‬نسخة متحف طوب قايب رساي‪ ،‬الذي نرشه سنة ‪3914‬هـ = ‪1114‬م‪ ،‬وقال (ص ‪ )46‬يف‬
‫الدراسة التي كتبها عن هذه املسألة يف مقدمة املصحف ‪( :‬إشارات التشكيل والتنقيط يف مصحف‬
‫طوب قايب ال تتفق بكاملها مع أي من القراءات السبع أو العرش املشهورة)‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫املبحث الثالث‬
‫فواتح السور‪ ،‬وفواصل اآليات‪ ،‬واألجزاء واألحزاب‬
‫كانت املصاحف العثامنية جمردة من العالمات‪ ،‬خالية من فواتح السور‪،‬‬
‫وعالمات رؤوس اآليات‪ ،‬واألجزاء واألحزاب‪ ،‬كام تقدمت اإلشارة إىل ذلك عند‬
‫احلديث عن عالمات احلركات‪ ،‬وك يَر َه عدد من علامء القرون األوىل الزيادة عىل‬
‫نص القرآن ما ليس منه‪ ،‬لكن العلامء ترخصوا يف إثبات فواتح السور‪ ،‬وعالمات‬
‫رؤوس اآليات‪ ،‬واألجزاء واألحزاب‪ ،‬وعا ُ املخلِص يف عرص ارتفعت فيه‬
‫الكراهة‪ ،‬وأثبت اخلطاطون تلك الزيادات يف املصاحف‪ ،‬وتابعهم املخلِص يف‬
‫ذلك‪ ،‬عىل النحو اآليت ‪:‬‬
‫(‪ )3‬فواتح السور ‪:‬‬
‫كتب املخلِص يف فاحتة كل سورة اسم السورة وعدد آياهتا‪ ،‬باملداد األمحر‪ ،‬من‬
‫(‪)1‬‬
‫غري زخرفة‪ ،‬عىل هذا النحو ‪:‬‬

‫وخص فاحتة سورة اإلخالص بزخرفة متميزة‪ ،‬كام خصها بطريقة متميزة يف‬
‫اخلط‪ ،‬وهذه صورة فاحتتها ‪:‬‬

‫(‪ )3‬أخطأ املخلِص يف كتابة اسم سورة األنبياء‪ ،‬فكتب مكاهنا سورة طه‪ ،‬لكنه أثبت عدد آياهتا عىل‬
‫الصواب‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫ويستثنى من ذلك أول الفاحتة‪ ،‬وأول سورة البقرة‪ ،‬فقد اكتفى بالزخرفة التي‬
‫جعلها يف أول السورتني‪ ،‬من غري أن تظهر يف داخلها كتابة‪ ،‬وهذه صورهتا ‪:‬‬

‫و ُي َعدُّ ما فعله املخلِص يف فواتح السور مرحلة متقدمة يف موقف كتاب‬


‫املصاحف من الفواتح‪ ،‬فلم تكن للسور يف املصاحف األوىل فواتح‪ ،‬وكان ال ُكت ُ‬
‫َّاب‬
‫يرتكون سطر ًا بني السورتني من غري كتابة يشء فيه‪ ،‬ثم ظهرت السلسلة يف موضع‬
‫(‪)1‬‬
‫ذلك السطر ‪ ،‬واعتنى اخلطاطون بزخرفتها‪ ،‬ثم ظهرت يف املرحلة الالحقة كتابة‬
‫اسم السورة وعدد آياهتا‪ ،‬كام هو يف هذا املصحف‪ ،‬لكن املخلِص مل يرسم زخارف‬
‫يف فواتح السور‪ ،‬سوى الفاحتة والبقرة واإلخالص‪ ،‬واستقر األمر بعد ذلك عىل‬
‫إثبات فواتح السور‪ ،‬قال الداين‪« :‬والناس يف مجيع أمصار املسلمني ‪ ...‬ال يرون‬
‫(‪)2‬‬
‫بأس ًا برسم فواتح السور وعدد آهيا ‪. » ...‬‬
‫وذكر املخلِص يف فواتح السور عدد آيات كل سورة‪ ،‬موافق ًا باجلملة عدد أهل‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الكوفة ‪ ،‬لكنه وقع يف بعض األوهام ‪ ،‬هذا إذا كان قد رسم فواتح السور بيده‪.‬‬

‫(‪ )3‬املحكم ص‪ ، 34‬والبيان يف عدِّ آي القرآن ص‪331‬‬


‫(‪ )1‬املقنع ص ‪.314-314‬‬
‫(‪ )3‬ذكر أن عدد آيات سورة الكهف ‪ ،333‬وهو موافق لعدد أهل البرصة‪ ،‬وهي عند أهل الكوفة ‪331‬‬
‫(ينظر‪ :‬الداين‪ :‬البيان ص ‪ ،)344‬وحصل مثل ذلك يف عدد آيات سورة النمل‪ ،‬والصافات‪،‬‬
‫والقتال‪ ،‬ولعله َو يه َم يف ذلك‪.‬‬
‫(‪ )9‬من ذلك أنه ذكر أن عدد آيات سورة ق‪ ،91‬والصواب ‪ ،95‬وأن عدد آيات سورة الطور ‪=،91‬‬

‫‪53‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫(‪ )3‬عالمات رؤوس اآليات ‪:‬‬


‫مل تكن يف املصاحف العثامنية األُوىل عالمات تدل عىل رؤوس اآليات ‪ ،‬وأول ما‬
‫ٱ ْس ُت ْع يم َل يف املصاحف للداللة عليها النِّ َقاط الثالث عند رأس اآلية ‪ ،‬فقد أخرج‬
‫أبو عبيد القاسم بن سالم يف (فضائل القرآن) وغريه ‪ ،‬عن َييى بن أيب كثري (ت‬
‫‪314‬هـ) أنه قال‪« :‬ما كانوا يعرفون شيئ ًا مما ُأ ْح يد َ‬
‫ث يف هذه املصاحف إال هذه النُّ َق َط‬
‫(‪)1‬‬
‫الثالث عند رؤوس اآليات » ‪.‬‬
‫واستعمل املخلِص يف مصحفه تلك النُّ َق َط للداللة عىل رؤوس اآليات‪ ،‬يف أكثر‬
‫‪ ،‬واستعمل يف سورة الفاحتة‬ ‫املواضع‪ ،‬وقد يزيد عددها عن الثالث لتكون أربع ًا‬
‫وأول البقرة الدوائر املزخرفة‪ ،‬من غري إثبات رقم يف داخلها‪ ،‬وت ََر َك فراغ ًا يف موضع‬
‫(‪)2‬‬
‫بعض رؤوس اآلي ‪ ،‬وهذه نامذج لرؤوس اآليات يف املصحف‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫﴿ﯯﯰﯱﯲﯳﯴ﴾﴿ﯲﯳﯴ﴾﴿ﭵﭶﭷﭸ﴾‬
‫وٱ ْس ُت ْع يم َل يف املصاحف القديمة إىل جانب النِّ َقاط الثالث عالمات للداللة عىل‬
‫أعداد اآليات ‪ ،‬وهو ما ُي َس َّمى باخلُ ُموس وال ُع ُشور ‪ ،‬وذلك بوضع عالمة عند رأس‬
‫كل مخس آيات أو عرش آيات‪ ،‬وقد أخرج الداين عن األوزاعي قال‪« :‬سمعت قتادة‬

‫=والصواب ‪ ،94‬وأن عدد آيات سورة املجادلة ‪ ،14‬والصواب ‪( 11‬ينظر‪ :‬الداين ‪ :‬البيان ص‬
‫‪.)191 ،133 ،133‬‬
‫(‪ )3‬فضائل القرآن ص‪ ،345‬وينظر‪ :‬والداين‪ :‬املحكم ص‪ ،34-36‬والبيان يف عدِّ آي القرآن ص‪.333‬‬
‫(‪ )1‬ظهرت يف الصفحات العرش األوىل من املصحف‪ ،‬ومواضع أخرى متفرقة‪ ،‬دوائر محراء صغرية عند‬
‫رؤوس اآليات‪ ،‬لكنها ظهرت أيض ًا يف غري رؤوس اآلي‪ ،‬وقد يشري ذلك إىل أن أحد ًا زاد هذه‬
‫الدوائر يف وقت الحق‪ ،‬أما عالمات رؤوس اآلي يف املصحف فهي النقاط‪ ،‬والراجح أهنا من صنع‬
‫املخلِص‪ ،‬فقد ظهرت يف أكثر املواضع وقد أخذت مساحة من السطر‪ ،‬مما يؤكد أن رسمت يف وقت‬
‫كتابة املصحف‪ ،‬وليست مقحمة يف وقت الحق‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬
‫(‪)1‬‬
‫رشوا» ‪ ،‬وقد ك يَر َه عدد من علامء السلف‬ ‫يقول‪َ :‬بدَ ُؤوا َفنَ َّق ُطوا ‪ ،‬ثم َ َّ‬
‫مخ ُسوا ‪ ،‬ثم َع َّ ُ‬
‫من الصحابة والتابعني التعشري يف املصحف ‪ ،‬وهو استعامل عالمات للداللة عىل‬
‫أعداد اآليات‪ ،‬عند كل رأس عرش آيات عالمة‪.‬‬
‫ومع ما أبداه عدد من العلامء من حتفظ عىل استعامل عالمات اخلُ ُموس‬
‫وال ُع ُشور‪ ،‬فإن ُكت َ‬
‫َّاب املصاحف واخلطاطني استعملوا تلك العالمات‪ ،‬ملساعدة‬
‫القارئ يف املصحف عىل تالوة حزبه‪ ،‬أو الوقوف عند املوضع الذي يبحث عنه يف‬
‫للخ ُموس‪ ،‬وعالم ًة‬
‫املصحف‪ ،‬وقد َر َس َم املخلِص يف حاشية املصحف عالم ًة ُ‬
‫للع ُشور‪ ،‬وتتميز عالمة الع ُشور ي‬
‫بك َ يِّب صورهتا بالنسبة لعالمة اخلُ ُموس‪ ،‬وهذه صور‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫من تلك العالمات ‪:‬‬
‫عالمة اخلُ ُموس ‪:‬‬
‫عالمة ال ُع ُشور ‪:‬‬

‫ووضع املخلِص عالمة تبني موضع اخلُ ُموس وال ُع ُشور يف اآليات‪ ،‬وهي دائرة‬
‫صغرية بالصفرة‪ ،‬وإن كانت غري ظاهرة يف بعض املواضع‪ ،‬وهذه صورهتا ‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫واستعمل ابن البواب يف مصحفه عالمات اخلُ ُموس وال ُع ُشور‪ ،‬عىل نحو ما‬
‫استعملها املخلِص‪ ،‬لكنه زاد عليه بوضع حرف من حروف املعجم داخل عالمة‬
‫العشور‪ ،‬بحساب اجلُ َّم يل‪ ،‬والتزم ابن البواب بوضع ثالث نقاط عند رأس كل آية‬
‫‪ ،‬فإذا بلغت مخس ًا رسم شبه دائرة مذهبة يف داخلها حرف (هـ) ‪ ،‬داللة‬ ‫هكذا‬
‫فإذا بلغت اآليات عرش ًا وضع‬ ‫عىل عدد اخلَ ْم ي‬
‫س يف حساب اجلُ َّمل هكذا‬

‫(‪ )3‬املحكم ص‪ 1‬و ‪ ،35‬والبيان يف عد آي القرآن ص‪.331‬‬

‫‪51‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫يف داخل الدائرة حرف (ي) الذي يدل عىل العرشة يف حساب اجلُ َّمل هكذا‬
‫مرت مخس ُأخرى‬ ‫فإذا انقضت مخس آيات أخرى وضع عالمة ل َ‬
‫لخ ْمس‪ ،‬فإذا َّ‬
‫وضع يف داخل الدائرة حرف (ك) الذي يدل يف حساب اجلُ َّمل عىل عدد العرشين ‪،‬‬
‫وهكذا يستمر وضع العالمات داخل النص إىل آخر السورة‪.‬‬
‫والتزم ابن البواب أيض ًا بوضع دائرة مزخرفة يف حاشية الصحيفة مقابل السطر‬
‫الذي فيه الدائرة التي تدل عىل العشور ‪ ،‬و َكت َ‬
‫َب فيها العقود ‪ ،‬فمقابل حرف الياء‬
‫(عرش)‪ ،‬ومقابل الكاف (عرشون)‪ ،‬ثم (ثالثون)‪ ،‬و(أربعون) وهكذا إىل آخر‬
‫السورة‪ ،‬هكذا ‪:‬‬

‫وتبدو طريقة ابن البواب أكثر وضوح ًا يف الداللة عىل أعداد اآليات‪ ،‬من خالل‬
‫استعامل حروف املعجم للداللة عىل األعداد‪ ،‬لكن املخلِص مل يستعملها‪ ،‬ولعله‬
‫(‪)1‬‬
‫كان يستحرض كراهة بعض علامء السلف الستعامل حساب اجلُ َّم يل يف عَدِّ اآلي ‪،‬‬
‫وقد تطورت طريقة وضع عالمات عَدِّ اآلي حتى انتهت إىل استعامل رقم لكل آية‪،‬‬
‫كام نرى يف املصاحف املطبوعة‪.‬‬
‫(‪ )1‬األجزاء واألحزاب ‪:‬‬
‫اعتنى علامء القرآن من التابعني بإحصاء كلامت القرآن وحروفه وتقسيمه عىل‬
‫احلجاج بن يوسف الثقفي مجع احلُ َّفاظ وال ُق َّراء يف‬
‫َّ‬ ‫أجزاء وأحزاب‪ ،‬و ُي ْر َوى أن‬
‫البرصة‪ ،‬وكان منهم احلسن البرصي‪ ،‬وأبو العالية الرياحي‪ ،‬ونرص بن عاصم الليثي‪،‬‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬أبو عبيد‪ :‬فضائل القرآن ص‪ ،349‬والداين‪ :‬املحكم ص‪ ،35‬والبيان يف عد آي القرآن‬
‫ص‪.331‬‬

‫‪54‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫وعاصم اجلحدري ‪ ،‬ومالك بن دينار ‪ ،‬وطلب منهم أن َي ُعدُّ وا كلامت القرآن‬


‫(‪)1‬‬
‫وحروفه ‪ ،‬ففعلوا ‪.‬‬
‫وكان يف كل مرص من األمصار اخلمسة‪ :‬مكة واملدينة والكوفة والبرصة والشام‬
‫(‪)2‬‬
‫علامء ُيرجع إليهم يف عَدِّ آي القرآن ويف جتزئته وحتزيبه ‪ ،‬وظهر من خالل ذلك‬
‫يع ْل ُم ال َعدَ يد القرآين الذي ُكتي َب ْت فيه مؤلفات كثرية ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ومل يكن ُكت ُ‬


‫َّاب املصاحف يف القرون األوىل يثبتون األجزاء واألحزاب يف‬
‫املصاحف‪ ،‬لكنهم شعروا بعد ذلك بفائدة حتزيب القرآن للقارئ‪ ،‬قال األندرايب‬
‫(أمحد بن أيب عمر ت ‪941‬هـ ) ‪« :‬والفائدة للقارئ يف معرفة أجزاء القرآن أنه إذا‬
‫ف ذلك قدَّ ر أوراده يف الرتاويح وغريها تقدير ًا واحد ًا‪ ،‬فإذا أحب أن خيتم‬
‫َع َر َ‬
‫القرآن يف عرشة قرأ كل يوم وليلة ُع ْرش ًا منه ‪ ،‬فإذا أحب أن خيتمه يف عرشين قرأ كل‬
‫يوم وليلة جزء ًا من أجزاء العرشين ‪ ،‬وكذلك يفعل إذا أحب أن خيتمه يف ثالثني أو‬
‫(‪)4‬‬
‫أقل منها أو أكثر ‪ ،‬إن شاء اهلل» ‪ ،‬وقال علم الدين السخاوي‪« :‬وقد ُق ِّس َم القرآن‬
‫كل يوم جزء ًا‬ ‫العزيز عىل ثالث مئة وستني جزء ًا ملَي ْن يريدُ يح ْف َظ القرآن ‪ ،‬فإذا َح يف َظ َّ‬
‫َح يف َظ القرآن يف َسن ٍَة ‪ ،‬وهذه األجزاء أسداس األحزاب ‪ ،‬يعني أحزاب ستني» ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫وأثبت املخلِص من األجزاء أسباع القرآن وأنصافها باحلمرة‪ ،‬عىل حوايش‬


‫الصفحات‪ ،‬وهذه صورة ذلك ‪:‬‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الداين‪ :‬البيان يف عد آي القرآن ص‪ ،49‬والسخاوي‪ :‬مجال القراء ‪ ،316/3‬والزركيش‪:‬‬


‫الِّبهان ‪.151-194/3‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الداين‪ :‬البيان يف عدِّ آي القرآن ص‪. 41-64‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬ابن النديم‪ :‬الفهرست ص‪ ،91‬والداين‪ :‬البيان يف عد آي القرآن ( الدراسة ) ص‪.4-9‬‬
‫(‪ )9‬اإليضاح ص‪.141‬‬
‫(‪ )5‬مجال القراء ‪.363/3‬‬

‫‪55‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫وأثبت املخلِص أيض ًا أجزاء ثالثني‪ ،‬بعضها باحلمرة‪ ،‬وبعضها بالسواد‪ ،‬من غري‬
‫ص عىل رقم اجلزء‪ ،‬وهذه صورة ذلك ‪:‬‬
‫أن َينُ َّ‬

‫‪،‬‬
‫وسار ابن البواب عىل هنج املخلِص يف إثبات أسباع القرآن عىل حوايش‬
‫املصحف‪ ،‬وكذلك أجزاء الثالثني وزاد أجزاء الستني‪ ،‬وهذه صورة األسباع ‪:‬‬

‫ورصح ابن البواب بأرقام األجزاء‪ ،‬وهذه صورة ذلك ‪:‬‬

‫(‪ )4‬مواضع السجدات ‪:‬‬


‫والسنَّ ُة السجو ُد عند‬
‫ورد يف القرآن الكريم األمر بالسجود يف عدد من اآليات ‪ُّ ،‬‬
‫قراءة تلك املواضع ‪ ،‬أو سامع تالوهتا ‪ ،‬وهو ما يعرف بسجود التالوة ‪ ،‬واعتنى‬
‫املخلِص بإثبات عالمة للسجدة يف حوايش الصفحات‪ ،‬يف عدد من مواضع‬
‫السجدات‪ ،‬وليس مجيعها‪ ،‬من غري إطار مزين‪ ،‬وهذه صورة ذلك‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫ووضع ابن البواب عالمة السجدة يف إطار مزخرف عىل هذا النحو‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪51‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫املبحث الرابع‬
‫الزخارف الفنية يف مصحف املُخَلِّصِيِّ‬
‫اتفق العلامء عىل تعظيم املصاحف‪ ،‬واستحباب حتسني كتابتها وتبيينها‬
‫(‪)1‬‬
‫وإيضاحها ‪ ،‬واستعمل خطاطو املصاحف األشكال اهلندسية والنباتية واأللوان‬
‫يف تزيينها‪ ،‬ويظهر ذلك يف لوحات فنية بديعة يف أول املصحف وخامتته‪ ،‬ويف فواتح‬
‫السور‪ ،‬و ُأ ُط ير الصفحات‪ ،‬وحاويات عالمات رؤوس اآليات واألجزاء‬
‫واألحزاب ونحوها‪.‬‬
‫وكانت املصاحف األوىل تقترص عىل نص القرآن الكريم‪ ،‬وكانت الكتابة جمردة‬
‫من العالمات والزيادات التي حصلت يف املصاحف يف العصور الالحقة‪ ،‬وهناك‬
‫َمن كره تلك الزيادات من الصحابة والتابعني‪ ،‬لكن الرضورة العملية أوجبت‬
‫إثبات عالمات احلركات ونقاط اإلعجام‪ ،‬حتى ال يقع قارئ القرآن يف اللحن وهو‬
‫يقرأ القرآن‪ ،‬وكذلك الرغبة يف تيسري القراءة عىل القارئ أدت إىل إثبات عالمات‬
‫رؤوس اآلي واألجزاء ونحوها‪ ،‬ثم إن الشعور بتعظيم القرآن وإكرامه جعل‬
‫ون املصاحف بتلك اللوحات الفنية البديعة‬ ‫ون خطوطهم‪ ،‬و ُي َز ِّينُ َ‬
‫جي ِّو ُد َ‬
‫اخلطاطني ُ َ‬
‫التي تبعث يف النفس الشعور بجالل القرآن الكريم‪ ،‬إىل جانب ما ُت يشي ُع ُه معاين‬
‫اآليات من رغبة ورهبة‪ ،‬وطمأنينة وإخبات‪.‬‬
‫وال خيلو مصحف املخلِص من استعامل الزخارف الفنية يف تزيني صفحاته‪،‬‬
‫وإن كانت بصورة أقل مما فعله ابن البواب يف مصحفه‪ ،‬فقد اقترص املخلِص عىل‬
‫تزيني فاحتة املصحف‪ ،‬وأول سورة الفاحتة وأول البقرة‪ ،‬وعالمات اخلموس‬

‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬ابن أيب داود ‪ :‬كتاب املصاحف ‪ ،515/1‬والنووي ‪ :‬التبيان ص‪.343‬‬

‫‪51‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫والعشور‪ ،‬وخامتة املصحف‪ ،‬ومل يزين فواتح السور‪ ،‬ومل يصنع َشمس ٍ‬
‫ات (أي‬ ‫ْ َ‬
‫حاويات) للسجدات واألجزاء واألحزاب‪.‬‬
‫والزخارف التي أودعها املخلِص يف مصحفه جديرة بالتحليل والدراسة‪ ،‬وهي‬
‫وإن كانت تبدو قليلة‪ ،‬لكنها تبني قدرة فنية لدى املخلِص‪ ،‬والتي جتلت أيض ًا يف‬
‫اخلط الكويف اجلميل الذي كتب به املصحف‪ ،‬وسوف أكتفي بعرض نامذج من‬
‫الزخارف الفنية يف املصحف‪ ،‬تتجىل فيها الزخارف النباتية واألشكال اهلندسية ‪:‬‬
‫فاحتة املصحف‬

‫أول سورة البقرة‬

‫‪51‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫اخلموس والعشور‬

‫فاحتة سورة اإلخالص‬

‫وال يعني قويل ‪ :‬إن الزخارف الفنية يف مصحف املخلِص أقل مما هي عليه يف‬
‫مصحف ابن البواب أن اجلهود التي بذهلا املخلِص يف رسم تلك الزخارف كانت‬
‫حمدودة‪ ،‬فيكفي للتدليل عىل اجلهد الكبري يف إنجاز تلك الزخارف أن عالمة‬
‫اخلُ ُموس بلغت يف املصحف (‪ )551‬عالمة‪ ،‬وال ُع ُشور (‪ )513‬عالمة‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يكون يف الصفحات املفقودة من أصل املصحف‪ ،‬والتي أعيدت كتابتها بخط‬
‫النسخ (‪ )53‬عالمة للخموس‪ ،‬و(‪ )93‬عالمة للعشور‪ ،‬وذلك يعني أن املخلِص‬
‫رسم بحدود (‪ )3395‬عالمة‪.‬‬
‫‪ ،‬والعشور‬ ‫وال شك يف أن رسم كل عالمة من عالمات اخلموس‬
‫َيتاج وقت ًا وجهد ًا قد يساوي الوقت واجلهد الذي َيتاج خط املصحف نفسه‪.‬‬
‫وليس هنـاك مـا يشيـر إلـى أن مـزخـرفـ ًا غيـر الـمخلـِص قـام بتلك الزخارف‪،‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫اخلامة‬
‫كشفت هذه الدراسة الوجيزة عن أهم اخلصائص التي متيز هبا مصحف‬
‫ي‬
‫املُ َخ ِّل ِّ‬
‫ِص‪ ،‬من الناحية الكتابية‪ ،‬واملوضوعية‪ ،‬والفنية‪ ،‬والتي تتلخص يف النقاط‬
‫اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .3‬يتميز املصحف بإثبات تاريخ كتابته يف خامتته‪ ،‬وهو شهر رجب من سنة‬
‫‪353‬هـ (=‪469‬م)‪ ،‬وهو تاريخ متقدم‪ ،‬إذ تقل املصاحف املؤرخة من تلك احلقبة‪.‬‬
‫ي‬
‫ب به املصحف مرحلة من مراحل تطور اخلط العريب‬ ‫‪ .1‬يمثل اخلط الذي ُكت َ‬
‫وانتقاله من اخلط الكويف ذي اخلطوط املستقيمة إىل اخلطوط اللينة‪ ،‬فعىل الرغم من‬
‫ي‬
‫ب به‪ ،‬فإن مظاهر التغري يف رسم‬ ‫غلبة مسحة اخلط الكويف عىل اخلط الذي ُكت َ‬
‫احلروف نحو الليونة بارزة فيه‪.‬‬
‫‪ .3‬برزت يف املصحف ظاهرة استعامل الرسم القيايس يف كثري من الكلامت التي‬
‫متيز رسمها يف املصاحف العثامنية باحلذف والزيادة والبدل‪ ،‬ويبدو أن ذلك استند‬
‫إىل ما ذهب إليه بعض العلامء يف ذلك الوقت من جواز كتابة املصحف بالرسم‬
‫القيايس‪ ،‬خاصة إثبات األلفات املحذوفات‪.‬‬
‫‪ .9‬حافظ املخلِص عىل كتابة كثري من الكلامت بالرسم العثامين‪ ،‬من حيث‬
‫حذف بعض احلروف أو زيادهتا أو إبداهلا‪ ،‬ويبدو املصحف أكثر ارتباط ًا باملصحف‬
‫الكويف‪ ،‬كام يدل عىل ذلك دراسة الكلامت التي اختلف يف رسمها املصاحف‬
‫العثامنية اخلمسة‪.‬‬
‫‪ .5‬مل تتضح القراءة التي َض َب َط هبا املخلِص املصحف‪ ،‬وقد أظهر تتبع القراءات‬
‫الواردة يف سورة البقرة عدم توافق ضبط الكلامت يف السورة مع أي من القراءات‬
‫العرش املشهورة‪ ،‬وهناك احتامل قوي أن يكون املصحف قد ُضبي َط بام يوافق أحد‬

‫‪13‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫االختيارات التي اختارها بعض علامء القراءة‪ ،‬قبل أن جيمع ابن جماهد الناس عىل‬
‫القراءات السبع‪.‬‬
‫‪ .6‬استعمل املخلِص يف ضبط املصحف عالمات اخلليل بن أمحد التي استقر‬
‫استعامل ال ُكتَّاب هلا يف املصاحف وغريها منذ وقت مبكر‪َ ،‬‬
‫ومت َ َّي َز استعامله هلا‬
‫بميزات‪ ،‬منها ‪ :‬وضع الفتحة والضمة حتت الشدة فوق احلرف‪.‬‬
‫‪ .4‬اعتنى املخلِص بإثبات عالمات رؤوس اآليات‪ ،‬بوضع أربع نقاط عند‬
‫رأس اآلية‪ ،‬والنص عىل اخلموس والعشور‪ ،‬واإلشارة إىل أسباع القرآن وأنصافها‪،‬‬
‫وكذلك أجزاء ثالثني‪ ،‬والسجدات يف حوايش الصفحات‬
‫‪ .4‬ذكر املخلِص يف فاحتة كل سورة اسم السورة وعدد آياهتا‪ ،‬وهو يوافق يف‬
‫ذلك عدد أهل الكوفة يف اجلملة‪.‬‬
‫هذه هي املعامل الرئيسة للمصحف‪ ،‬وهي حتتمل دراسة أوسع مما تقدم‪ ،‬تستويف‬
‫الكالم عن ظواهره الكتابية وغريها‪ ،‬واهلل تعاىل ويل التوفيق‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪13‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫مناذج مصورة من مصحف املُخَلِّصِيِّ‬


‫الصورة رقم (‪ : )1‬فاحتة املصحف‬

‫‪11‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫الصورة رقم (‪ : )2‬سورة الفاحتة‬

‫‪14‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫الصورة رقم (‪ :)3‬أول سورة البقرة‬

‫‪15‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫الصورة رقم (‪ :)4‬الصفحة الثانية من سورة البقرة‬

‫‪11‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫الصورة رقم (‪ :)5‬آخر آل عمران وأول النساء‬

‫‪11‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫الصورة رقم (‪ :)6‬صفحة من سورة األنفال‬

‫‪11‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫الصورة رقم (‪ : )7‬الصفحة األخرية من النص الساقط‬


‫من املصحف‪ ،‬وهي خبط النسخ‬

‫‪11‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫الصورة رقم (‪ : )8‬سورة اإلخالص‬

‫‪11‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫الصورة رقم (‪ :)9‬الصفحة األخرية من املصحف‬


‫سورة الفلق والناس‪ ،‬وخامتة املصحف‬

‫‪13‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫فهرس املصادر واملراجع‬


‫أوالً ‪ :‬المصاحف المخطوطة مرتبة تاريخياً ‪:‬‬
‫‪ ‬المصحف الشريف المنسوب إلى عثمان بن عفان ‪ ،‬يف مسجد احلسني بالقاهرة ‪ ،‬دراسة وحتقيق‬
‫األستاذ الدكتور طيار آلتي قوالج ‪ ،‬مركز األبحاث للتاريخ والفنون والثقافة اإلسالمية ‪،‬‬
‫إستانبول ‪3931‬هـ = ‪1114‬م‪.‬‬
‫‪ ‬المصحف الشريف المنسوب إلى عثمان بن عفان ‪ ،‬يف متحف طوب قايب رساي ‪ ،‬دراسة‬
‫وحتقيق األستاذ الدكتور طيار آلتي قوالج ‪ ،‬مركز األبحاث للتاريخ والفنون والثقافة اإلسالمية‪،‬‬
‫إستانبول ‪3914‬هـ = ‪1114‬م‪.‬‬
‫‪ ‬مصحف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي (الطبري)‪ ،‬نسخة مخطوطة‪ ،‬حمفوظة يف مكتبة جملس الشورى‪ ،‬طهران‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ ‬مصحف ابن البواب(علي بن هالل)‪ :‬حمفوظ يف مكتبة چسرتبتي ‪ ،‬رقم (ك ‪ )36 /‬طبعة مصورة‬
‫مع دراسة للمسترشق ( دي ‪ .‬إس ‪ .‬رايس ) ‪ ،‬جنيف ‪3441‬م ‪ ،‬ترجم الدراسة أمحد األرفيل ‪،‬‬
‫توزيع الرشكة الرشقية للنرش والتوزيع ‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫‪ ‬مصحف إشبيلية‪ ،‬يف مكتبة ميونخ‪ ،‬مكتوب باخلط األندليس‪ ،‬تاريخ اخلط ‪619‬هـ يف مدينة إشبيلية‬
‫باألندلس (نسخة إلكرتونية‪ ،‬ينظر الرابط ‪.)http://daten.digitale-sammlungen.de :‬‬
‫ثانياً ‪ :‬الكتب‬
‫‪ ‬ابن األثير (علي بن محمد) ‪ :‬أ‪ .‬الكامل يف التاريخ‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‬
‫‪3931‬هـ = ‪1114‬م‪ .‬ب‪.‬اللباب يف هتذيب األنساب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت ‪3911‬هـ = ‪3441‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اإلستراباذي (محمد بن الحسن )‪ :‬شرح الشافية ‪ ،‬حتقيق حممد الزفزاف وآخرين ‪ ،‬مطبعة حجازي‪،‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪ ‬ابن األنباري ( أبو بكر حممد بن القاسم ) ‪ :‬إيضاح الوقف واالبتداء في كتاب اهلل عز وجل ‪ ،‬حتقيق‬
‫د‪ .‬حميي الدين عبد الرمحن رمضان ‪ ،‬جممع اللغة العربية ‪ ،‬دمشق ‪3341‬هـ = ‪3443‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬األندرايب (أمحد بن أيب عمر) ‪ :‬اإليضاح في القراءات ‪ ،‬حتقيق منى عدنان غني ‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫كلية الرتبية للبنات ‪ ،‬جامعة تكريت ‪3913‬هـ = ‪1111‬م‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫‪ ‬أيمن فؤاد سيد (دكتور) ‪ :‬الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات‪ ،‬الدار املرصية اللبنانية‪،‬‬
‫القاهرة ‪3934‬هـ = ‪3444‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الباقالين ( حممد بن الطيب )‪ :‬االنتصار للقرآن ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد عصام القضاة ‪ ،‬دار الفتح للنرش‬
‫والتوزيع عامن ‪ ،‬ودار ابن حزم بريوت ‪3911 ،‬هـ =‪1113‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬البيهقي(أمحد بن احلسني)‪ :‬شعب اإليمان ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬عبد العيل عبد احلميد حامد ‪ ،‬مكتبة الرشد‪،‬‬
‫الرياض ‪3913‬هـ = ‪1113‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬التنيس ( حممد بن عبد اهلل )‪ :‬الطراز في شرح ضبط الخراز ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬أمحد بن أمحد رششال ‪ ،‬جممع‬
‫امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف ‪ ،‬املدينة املنورة ‪3911‬هـ =‪1111‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اجلعِّبي ( إبراهيم بن عمر )‪ :‬جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد ‪ ،‬حتقيق د‪.‬‬
‫حممد خضري مضحي الزوبعي ‪ ،‬دار الغوثاين للدراسات القرآنية ‪ ،‬دمشق ‪3933‬هـ ‪1131‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬ابن جني ( أبو الفتح عثامن )‪ :‬سر صناعة اإلعراب ‪ ،‬حتقيق مصطفى السقا وآخرين ‪ ،‬البايب احللبي‬
‫بمرص ‪3349‬هـ = ‪3459‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬حاجي خليفة (مصطفى بن عبد اهلل) ‪ :‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت ‪3933‬هـ = ‪3441‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محزة بن احلسن األصفهاين ‪ :‬التنبيه على حدوث التصحيف ‪ ،‬حتقيق حممد أسعد طلس ‪ ،‬دمشق‬
‫‪3464‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬اخلليل بن أمحد الفراهيدي‪ :‬كتاب العين ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬مهدي املخزومي و د‪ .‬إبراهيم السامرائي ‪،‬‬
‫دار الرشيد للنرش ‪ ،‬بغداد ‪3911‬هـ = ‪3441‬م ‪.‬‬
‫عد آي القرآن ‪ ،‬حتقيق غانم قدوري احلمد ‪،‬‬
‫‪ ‬الداين ( أبو عمرو عثامن بن سعيد) ‪ :‬أ‪ .‬البيان في ِّ‬
‫مركز املخطوطات والرتاث والوثائق ‪ ،‬الكويت ‪3939‬هـ = ‪3449‬م ‪ .‬ب‪ .‬المحكم في نقط‬
‫المصاحف ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬عزة حسن ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪3934‬هـ = ‪3444‬م ‪ .‬ج‪ .‬المقنع في معرفة‬
‫مرسوم مصاحف أهل األمصار ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حاتم صالح الضامن ‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية ‪ ،‬بريوت‬
‫‪3931‬هـ = ‪1133‬م‪.‬‬
‫‪ ‬أبو داود ( سليامن بن نجاح )‪ :‬كتاب أصول الضبط وكيفيته على جهة االختصار ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬أمحد بن‬
‫أمحد بن معمر رششال ‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف ‪ ،‬املدينة املنورة ‪3914‬هـ ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫‪ ‬ابن أيب داود (عبد اهلل بن سليامن السجستاين) ‪ :‬كتاب المصاحف‪ ،‬حتقيق د‪.‬حمب الدين عبد‬
‫السبحان واعظ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بريوت ‪3913‬هـ = ‪1111‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ابن درستويه ( عبد اهلل بن جعفر )‪ :‬كتاب ال ُكتَّاب ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬إبراهيم السامرائي و د‪ .‬عبد احلسني‬
‫الفتيل الكويت ‪3344‬هـ = ‪3444‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬الرازي ( أبو الفضل عبد الرمحن بن أمحد) ‪ :‬معاني األحرف السبعة‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حسن ضياء الدين‬
‫عرت‪ ،‬دار النوادر ‪3933‬هـ = ‪1131‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الزبيدي (أبو بكر حممد بن احلسن) ‪ :‬طبقات النحويين واللغويين‪ ،‬حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم‪،‬‬
‫دار املعارف بمرص ‪3443‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الزركيش ( حممد بن عبد اهلل )‪ :‬البرهان في علوم القرآن ‪ ،‬ط‪ ، 1‬حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم ‪،‬‬
‫عيسى البايب احللبي ‪ ،‬القاهرة ‪3441‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬السخاوي (عيل بن حممد) ‪ :‬جمال القراء وكمال اإلقراء‪ ،‬حتقيق د‪.‬عيل حسني البواب‪ ،‬مكتبة‬
‫الرتاث‪ ،‬مكة املكرمة ‪3914‬هـ = ‪3444‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الَساج ( حممد بن الَسي )‪ :‬كتاب الخط ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬عبد احلسني الفتيل ‪ ،‬جملة املورد مج‪5‬‬
‫ع‪ ، 3‬بغداد ‪3346‬هـ = ‪3446‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬الشريازي (حممد بن حممود بن حممد) ‪ :‬كشف األسرار في رسم مصاحف األمصار‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حاتم‬
‫صالح الضامن‪ ،‬دار عباد الرمحن‪ ،‬القاهرة ‪3931‬هـ = ‪1133‬م‪.‬‬
‫‪ ‬السمعاين ( عبد الكريم بن حممد ) ‪ :‬األنساب‪ ،‬ط‪ ،3‬حتقيق عبد اهلل عمر البارودي‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫بريوت ‪3444‬م‪.‬‬
‫‪ ‬سيبويه ( أبو برش عمرو بن عثامن )‪ :‬الكتاب ‪ ،‬حتقيق عبد السالم حممد هارون ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ ‬السيوطي (جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر) ‪ :‬اإلتقان في علوم القرآن ‪ ،‬حتقيق‪ :‬مركز‬
‫الدراسات القرآنية ‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف ‪ ،‬املدينة املنورة ‪3916‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ‬الصفدي (صالح الدين خليل بن أيبك) ‪ :‬أ‪ .‬تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ‪ ،‬حتقيق السيد‬
‫الرشقاوي ‪ ،‬مكتبة اخلانجي بالقاهرة ‪3914‬هـ = ‪3444‬م ‪ .‬ب‪ .‬الوافي بالوفيات‪ ،‬حتقيق أمحد‬
‫األرناؤوط وتركي مصطفى‪ ،‬دار إحياء الرتاث‪ ،‬بريوت ‪3911‬هـ = ‪1111‬م‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫(ذو الحجة ‪3414‬ﻫ)‬ ‫العدد السادس عشر‬ ‫مجلة معهد اإلمام الشاطبي للدراسات القرآنية‬

‫‪ ‬أبو عبيد ( القاسم بن سالم )‪ :‬فضائل القرآن ‪ ،‬حتقيق مروان عطية وآخرين ‪ ،‬دار ابن كثري ‪ ،‬دمشق‬
‫‪3911‬هـ =‪3444‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬العسكري (أبو أمحد احلسني بن عبد اهلل )‪ :‬شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ‪ ،‬حتقيق عبد‬
‫العزيز أمحد ‪ ،‬البايب احللبي بمرص ‪3463‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬غانم قدوري احلمد ‪ :‬أ‪.‬رسم المصحف ‪ :‬دراسة لغوية تارخيية‪ ،‬مؤسسة املطبوعات العربية‪،‬‬
‫بريوت ‪3911‬هـ = ‪3441‬م‪ .‬ب‪.‬المصاحف المخطوطة ‪ :‬تعريف هبا وبيان قيمتها التارخيية‬
‫والعلمية والفنية (بحث)‪ ،‬جملة معهد اإلمام الشاطبي‪ ،‬العدد الثاين عرش‪ ،‬ترشين الثاين ‪1133‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الفراء ( أبو زكريا َييى بن زياد )‪ :‬معاني القرآن ‪ ،‬حتقيق حممد عيل النجار وآخرين ‪ ،‬دار الكتب ‪،‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪ ‬القلقشندي(أمحد بن عيل)‪ :‬صبح األعشى في صناعة اإلنشا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪3914‬هـ‬
‫= ‪3444‬م‪.‬‬
‫‪ ‬مكي بن أيب طالب القييس ‪ :‬أ‪.‬اإلبانة عن معاني القراءات‪ ،‬حتقيق د‪ .‬عبد الفتاح إسامعيل شلبي‪،‬‬
‫مكتبة هنضة مرص ‪ .3461‬ب‪ .‬اهلداية إىل بلوغ النهاية‪ ،‬حتقيق حممد عثامن‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت ‪1133‬م‪.‬‬
‫‪ ‬املهدوي (أبو العباس أمحد بن عامر) ‪ :‬هجاء مصاحف األمصار‪ ،‬حتقيق د‪.‬حاتم صالح الضامن‪،‬‬
‫دار ابن اجلوزي‪ ،‬الرياض ‪3931‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬ابن النديم ( حممد بن إسحاق )‪ :‬الفهرست ‪ ،‬حتقيق رضا ـ جتدد ‪ ،‬طهران ‪3443‬م‪.‬‬
‫‪ ‬نرص اهلوريني‪ :‬المطالع النصرية للمطابع العصرية في األصول الخطية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بوالق ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪3411‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬النووي ( َييى بن رشف )‪ :‬التبيان في آداب حملة القرآن‪ ،‬حتقيق حممد رضوان عرقسويس‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت ‪3913‬هـ = ‪.1111‬‬
‫اج إليه من رسم المصحف ‪ ،‬حتقيق غانم‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬ابن وثيق (إبراهيم بن حممد اإلشبييل)‪ :‬الجامع ل َما يُ ْحتَ ُ‬
‫قدوري احلمد ‪ ،‬دار عامر ‪ ،‬عامن ‪3914‬هـ = ‪1114‬م‬
‫‪ ‬ياقوت بن عبد اهلل احلموي ‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ ‬ابن يعيش ( يعيش بن عيل )‪ :‬شرح المفصل ‪ ،‬الطباعة املنريية ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‬ ‫ف الم َخلِّ ِ‬
‫ص ِّي المخطوط سنة ‪151‬هـ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‬ ‫ص َح ُ ُ‬
‫ُم ْ‬

‫فهرس املوضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضــــــــوع‬
‫‪33‬‬ ‫امللخص ‪.......................................................................................‬‬

‫‪39‬‬ ‫املقدمة ‪..........................................................................................‬‬

‫‪34‬‬ ‫املبحث األول ‪ :‬تعريف باملصحف‪ ،‬وتارخيه وكاتبه‬


‫‪34‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬وصف املصحف ‪....................................................‬‬

‫‪34‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف باخلطاط الذي كتب املصحف ‪......................‬‬

‫‪13‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬أوهام النسخ وطريقة معاجلتها يف املصحف ‪.............‬‬

‫‪19‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬الرسم والشكل يف مصحف املخلِص‬


‫‪15‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬الرسم العثامين يف مصحف املخلِص‪.........................‬‬

‫‪33‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬الشكل والنقط يف مصحف املخلِص‪.........................‬‬

‫‪99‬‬ ‫ضبط هبا مصحف املخلِص‪..................‬‬


‫املطلب الثالث‪ :‬القراءة التي ُ‬
‫‪51‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬فواتح السور‪ ،‬وفواصل اآليات‪ ،‬واألجزاء واألحزاب‬

‫‪54‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬الزخارف الفنية يف مصحف املخلِص‬


‫‪63‬‬ ‫اخلامتـة ‪..........................................................................................‬‬

‫‪63‬‬ ‫نامذج مصورة من مصحف املخلِص‪...............................................‬‬

‫‪41‬‬ ‫فهرس املصادر واملراجع‪..........................................................‬‬

‫‪46‬‬ ‫فهرس املوضوعات‪.......................................................................‬‬

‫‪11‬‬

You might also like