You are on page 1of 80

‫مجلة مجمع اللغة لعربية الرأدني‪ ،‬ع ‪) 70‬ص ‪ 125‬ـ ‪(208‬‬

‫قــراءة في كتاب‪:‬‬
‫"الخأطاء الشائعة في استخدامات حروف الجرر"‬
‫ي"‬
‫ص م‬
‫مارأ "بحث ن م‬
‫للدكتورأ محمود إسماعيل ع م‬
‫د‪ .‬ياسين أبو الهيجاء‬
‫جامعة السراء‬

‫ل مراء في أنن العربية تعيش في عصرنا هذا فوضى لغوية عارمة؛ وأبرز‬
‫أسبابها القإبال غير المسبوق على استخدام اللغة‪ ،‬فوسائل العلم بشتى أنواعها‬
‫تنتشر انتشا ار لم تنتشره من قإبل‪ ،‬يقابل هذا ضعف مستشرر في العربية‪ ،‬لدى من‬
‫ييفُترض أننهم من المختصين فيها‪ ،‬قإبل أن يكون لدى غيرهم‪ ،‬يضاف إلى ذلك أنن‬
‫المؤثرات في الحياة اللغوية خرجت من أيدي المعنيين على أنن هذه الحقائق – على‬
‫م اررتها‪ -‬ل تعني أن ييترك الحبل على الغارب‪ ،‬بل يجب مناقإشة التعبيرات‬
‫والساليب اليمحدثة وتمحيصها‪ ،‬إواجازة ما كان منها لجازته سبيل‪ .‬وهذا يقتضي أن‬
‫يتعالج تلك التعبيرات والساليب معالجة بعيدة من الرفض المسبق‪ ،‬والتهام بخرق‬
‫القوانين اللغوية‪ ،‬ل سيما أن الكثير منها أصبح منتش ارا‪ ،‬والتلويح بالمعجمات في وجه‬
‫تلك الستعمالت‪ ،‬وجعلها سيوف ا مصلتة على رقإابها مرتقاى غير يسير ول مأمون‪ ،‬ل‬
‫من حيث الستقراء المعجمي‪ ،‬ول من حيث استخدامها عند القدماء‪ ،‬وينبغي ألن يغيب‬
‫ت الحضارة الحديثة وما أنتجته من تعبيرات‪ ،‬وأساليب‪ ،‬فضلل عن‬
‫عن كنل هذا معطيا ي‬
‫اللفُاظ‪ ،‬والحتكام في هذه التراكيب إلى المعجم‪ ،‬لن يفُضي إلى شيء ذي بال في‬
‫الكثير منها‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫وقإد قإرأت في هذا الصدد كتاب الدكتور محمود إسماعيل عمار "الخطاء‬
‫الشائعة في استعمالت حروف الجنر"‪ ،‬وهو كتاب طريف في موضوعه‪ ،‬بذل فيه‬
‫مؤلفُه جهدا يستحق الثناء‪ .‬وقإد قإرأته منذ زمن‪ ،‬وسنجلت على حواشيه كثي ار من‬
‫الملحوظات‪ ،‬والنصوص التراثية التي تدفع ما يقول به من تخطئة جملة من التعبيرات‬
‫والساليب‪ ،‬ثم وجدتني أعود إليه‪ ،‬فأقإيد ملحوظات جديدة‪ ،‬وقإد رأيت أن أخرج ذلك‬
‫مخرجاا‪ ،‬يناقإش بعض الراء التي احتج لها المؤنلف في تخطئة بعض الستخدامات‬
‫اللغوية‪ ،‬وقإد عنيت بآراء مجمع اللغة العربية في القاهرة‪ -‬إن كانت منما يمت بصلة‬
‫إلى القضايا المطروحة ‪ -‬تلك الراء المغمورة لدى الكثيرين‪.‬‬

‫لقد دفع المؤلف إلى عمله هذا ما رآه من تونسع في استخدام حروف الجر‪ ،‬إذ‬
‫يقول‪":‬وجدت حروف الجر في لغتنا المعاصرة قإد جرى التوسع فيها‪ ،‬عما عهدته‬
‫العربية من استعمالت ومعان وتراكيب‪ ،‬ورأيت الموضوع –كما قإال ابن جنني‪ -‬جدي ار‬
‫ل‪":‬وقإد تتبعت اللخللل في استعمال حروف‬
‫أن يوضع فيه كتاب ضخم" ‪ .‬ويردف قإائ ا‬
‫)‪(1‬‬

‫الجنر‪ ،‬في لغتنا المعاصرة‪ ،‬كما يظهر في الكتابة والخطابة والشعر… وفي ضوء‬
‫تصنيف هذه الخطاء‪ ،‬تمثل البحث في ستة فصول")‪ .(2‬وينبئ هذا القول بشيئين‪:‬‬
‫أولهما أنن ثمة خللا في استخدام حروف الجر‪ ،‬وثانيهما أنن هذا الخلل مما أحدثه‬
‫المعاصرون‪ ،‬غير أنن المسألة تحتاج إلى تمحيص كبير ورونية عميقة‪ ،‬فيما يجوز ول‬
‫ل‪ .‬وفي هذا البحث أنا لمععنني‬
‫يجوز في هذا الصدد‪ ،‬وهي مرقإاة وعرة كما ذكرت قإب ا‬
‫بأمرين‪ ،‬أولهما وأهمهما استقراء النصوص عند القدماء والمتأخرين وبعض‬
‫المعاصرين‪ ،‬في محاولة لرصد استخدام هؤلء للساليب والتعبيرات موضع التخطئة‪،‬‬

‫‪ () 1‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجر‪.13:‬‬


‫‪ ()2‬نفُسه‪.18 :‬‬
‫‪126‬‬
‫صي سبب هذا الخروج‬
‫صيي بشكل رئيس‪ ،‬وثانيهما محاولة تق ن‬
‫فهذا البحث هو بحث ن ن‬
‫عن المألوف في استخدام حروف الجر‪ ،‬إعن كان لثمة سبب يلوح وراء ذلك‪.‬‬

‫وقإد تخنيرت ست عشرة مسألة‪ ،‬منما يتسع له هذا المقام‪ ،‬بدا لي أنها أكثر‬
‫تداولا بين الكتاب والمثنقفُين؛ لذلك قإدمتها على غيرها‪ .‬وتحمل معالجة هذه المسائل‬
‫فكرة معينة‪ ،‬أل وهي التحنري والتثبت في مسألة تخطئة وتصويب التعبيرات والساليب‬
‫اللغوية لدى المحدثين‪ ،‬فنحن نعاني اليوم من يهنوة هائلة بين اللغويين والمثقفُين‪.‬‬
‫ص‬
‫صنون وراء المعجمات والشواهد اللغوية‪ ،‬والمثقفُون ‪ -‬وعلى الخ ن‬
‫فاللغويون يتح ن‬
‫الكتاب بشتى أصنافهم‪ -‬يرفعون راية شعراء عصر الستشهاد" علينا أن نقول‬
‫وعليكم أن تؤنولوا"‪ ،‬على كثرة الدخلء والمستكتبين في طرف المثقفُين‪ ،‬وقإد تنعدم‬
‫القنطرة التي يلتقي فوقإها الطرفان‪ .‬ويزيد هذه الهوة اتساع ا غياب الهيئة اللغوية التي‬
‫تعمل بمنزلة المصفُاة اللغوية التي تمر من خللها الستخدامات المحدثة‪ ،‬ورأس‬
‫المر الذيوع والتقاط الكتاب والمثقفُين لهذه التعبيرات‪ ،‬ثم نشرها على ألسنتهم‬
‫وأقإلمهم‪.‬‬

‫ومصادر البحث كما أقإرها المؤلف تصنف في أربع مجموعات‪ ،‬وهي‪:‬كتب‬


‫المعجمات‪ ،‬والكتب المعنية بالخطاء اللغوية‪ ،‬والقرآن الكريم والحديث الشريف‬
‫والشعر الجاهلي‪ ،‬وأخي ار كتب النحو للوقإوف على بعض القواعد‪ ،‬أو الستشهاد بما‬
‫ورد فيها‪ .‬وقإد توزعت الخطاء بين تغيير حرف الجر‪ ،‬إواسقاطه‪ ،‬وزيادته‪ ،‬إوادخاله‬
‫على غير مجروره الصلي‪.‬‬

‫وأهم ما ينبغي أن أؤكد عليه مرةا أخرى في هذا البحث أنه بحث نصني بالدرجة‬
‫الولى‪ ،‬وعلى هذا فالطالة في سرد مواضع وجود التركيب أو التعبير موضوع‬

‫‪127‬‬
‫البحث‪ ،‬ليست بالطالة المملة‪ ،‬ول بالزيادة المخنلة‪ ،‬إوانما هي شيء مقصود لذاته‪،‬‬
‫يهدف إلى تتنبع سيرورتها‪ ،‬وأوجه تطورها‪ ،‬ولئن تقاطع هذا مع البحث التاريخي في‬
‫بعض جوانبه‪ ،‬فهو يفُارقإه في انصرافه عن الستقصاء التام للظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫ولست بزاعم بما جمعت من نصوص‪ ،‬أثلب ت‬
‫ت بها تلك الستخدامات‪ ،‬أنن سبب استخدام‬
‫المحدثين لتلك التراكيب أو التعبيرات‪ ،‬إنما هو وقإوع الكنتاب على تلك النصوص‪ ،‬فقد‬
‫يكون ذلك‪ ،‬ولكن ليس بشرط‪ ،‬إوانما هي محاولة لتسجيل سبق القدماء في الخروج‬
‫على تلك القواعد الذهبية التي صاغها اللغويون‪ ،‬وأصحاب المعجمات على رأسهم‪،‬‬
‫ب اليمحلدثين ليسوا بةعدعا من المستخدمين‪ ،‬وأن سبب خروج القدماء قإد يكون‬
‫وأنن اليكنتا ل‬
‫سبب ا يسلكه المحدثون‪ ،‬فيفُضون إلى النتيجة نفُسها‪ .‬وقإد اتخذت ميدان ا للبحث طائفُة‬
‫كبيرة من الكتب‪ ،‬تضنم عشرات المجنلدات‪ ،‬من كتب الدب واللغة والفُقه والتاريخ‬
‫والمعجمات والةسلير والرحلت‪ ،‬وما كان هذا البحث ليظهر لول توفيق ال أو ا‬
‫ل‪ ،‬ودور‬
‫الحاسوب الكبير فيه ثانياا‪ ،‬ولكان استغرق السنوات الطوال قإبل الوصول فيه إلى‬
‫النتائج التي انتهى إليها‪.‬‬

‫‪ ‬ينبغي عليك أنن تفعل كذا‪:‬‬

‫‪128‬‬
‫يقول المؤنلف في ما يغيير فيه حرف الجنر‪ ،‬من الستعمالت الخاطئة‬
‫قإولهم‪":‬ينبغي عليك الحضور‪ ،‬وينبغي عليك أن تستعند للختبار‪ ،..‬وهذا الفُعل‬
‫يتستعمل معه )اللم(‪ ،‬ول تستعمل معه على‪ ،‬قإال تعالى‪":‬ل الشمس ينبغي لها أن‬
‫ب لي ملكا‬
‫يتدرك القمر")يس ‪ (40‬و "وما عنلمناه الشعر وما ينبغي له")يس ‪ (69‬و"وه ع‬
‫ل ينبغي لحرد من بعدي")ص ‪.(35‬‬

‫وعلى ذلك تقول‪":‬ينبغي لك الحضور" و"ينبغي له أن يستعند‪ ،‬ويجوز أن يستخدم‬


‫بدون اللم‪ ،‬فيقال‪ ،‬ينبغي أعن يحضر" "وينبغي أعن يتابع أولياء أمور التلميذ أبناءهم"‪،‬‬
‫طأ زهدي الجارال التركيب‬ ‫وفي النفُي تقول‪":‬ينبغي ألن تتأنخر عن الطائرة" ‪ ،‬وقإد لخ ن‬
‫)‪(3‬‬

‫المذكور من قإبل)‪.(4‬‬

‫إنن أول ما يمكن أن يسنجل في الكلم على هذا التعبير قإلة استخدامه نسبياا‪ ،‬هذا‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى الجتزاء فيه بالمضارع من الماضي"انبغى"‪ ،‬الذي يستخدم‬
‫ناد ار)‪ ،(5‬وبعد تتنبع الفُعل "ينبغي" في عشرات المجلدات‪ ،‬عند القدماء والمتأخرين‬
‫لولجدتيهي ييستخدم على خمسة أوجه‪ ،‬أولها وأكثرها وأشيعها أن يلي "ينبغي" المصدير‬
‫المؤنول؛ "أعن" والفُعل المضارع)‪ ،(6‬وقإد ييفُصل بينها وبين المصدر المؤول بشبه جملة‪،‬‬

‫‪ ( ) 3‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.57:‬‬


‫‪ ( ) 4‬الكتابة الصحيحة‪.49:‬‬
‫) ( وممن استخدمه ابن جنني في "الخصائص"‪ "2/185:‬ومن زعم أن الكاف في ذلك اسم انبغى له‬ ‫‪5‬‬

‫أن يقول ذلك نفُسك" وابن تيمية في"دعرء تعارض العقل والنقل"‪ "6/66:‬إوانما انبغى للعبد أن يفُعلها‬
‫لنها نسبة شريفُة"‪.‬‬
‫) ( ينظرعلى سبيل المثال‪:‬صحيح البخاري‪:‬رقإم‪)3243:‬المناقإب(‪ ،‬سنن الترمذي‪)899:‬الجنائز(‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪)1039‬النكاح(‪)1571 ،‬فضائل الجهاد(‪ ،‬سنن أبي داود‪)1735:‬المناسك(‪)2300 ،‬الجهاد(‪،‬‬


‫‪)4584‬الدب‪ ،‬مسند أحمد‪) )2903 :‬مسند بني هاشم‪)،‬موسوعة الحديث الشريف(‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫مكنونة من جار هو)اللم( ومجرور‪ ،‬نحو‪" :‬ينبغي له أن يفُعل كذا")‪ ،(7‬وهو كثير‬
‫أيضاا‪ ،‬وأقإل منه أعن يكون الجانر هو)على(‪ ،‬على سبيل الجملة المعترضة‪ ،‬نحو)‪" (8‬‬
‫ينبغي "على هذا"‪ ،‬أو"على ما ذكره"‪ " ،‬أو"على قإياسه" أن يكون كذا"‪ ،‬وأندر شيء أن‬
‫ليلي "ينبغي" حرف الجنر "الباء" داخلةا على ضمير المخاطب‪ ،‬ولم أقإع عليه إلن مرة‬
‫واحدة في تاريخ دمشق‪ ،‬في حديث ابن المقرئ‪ ،‬وهو مرفوع إلى النبي صلى ال عليه‬
‫ظ‬
‫وسنلم‪ ،‬إذ جاء فيه ‪":‬يا مقداد هذه لبلرلكة كان ينبغي بك أن يتعلمني حتى تيوقإ ل‬
‫)‪(9‬‬

‫صاحبينا"‪ ،‬وثانيها ةذعكر "ينبغي" دون أن يليها شيء‪ ،‬نحو )‪ " (10‬الحمد ل الذي خلق‬
‫كنل شيء كما ينبغي"‪ ،‬وهو قإليل‪ ،‬وثالثها أن يليها الفُاعل صريحاا‪ ،‬وقإد يليه اسمم مقترمن‬
‫باللم نحو)‪ " (11‬يسعبلحالن اللةذي ل ليعنلبةغي التلعسةبييح إةلن ليه"‪ ،‬و)‪:(12‬ل ينبغي هذا للمتقين"‪،‬‬
‫ع")‪ ،(13‬وهو قإليل أيضاا‪،‬‬
‫وقإد يفُصل بينها وبينه شبهي جملة‪ ،‬نحو‪"،‬ول ينبغي عندي التناز ي‬
‫طأه المؤنلف‪ ،‬وقإد وقإعت عليه في نصوص نادرة عند المتأخرين‪،‬‬
‫ورابعها الذي خ ن‬

‫)( ينظر على سبيل المثال‪:‬صحيح البخاري‪ :‬رقإم‪)2954:‬لبدء الخلق(‪)5672 ،‬الدب(‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪)6493‬التعبير(‪ ،‬صحيح مسلم‪)،264 ،263:‬اليمان(‪ ،3257 ،‬اللقطة‪)4371 ،‬الفُضائل(‪،‬‬


‫‪)4357‬فضائل الصحابة(‪)،‬موسوعة الحديث الشريف(‪.‬‬
‫)( ينظر‪ :‬لسان العرب)سلق(‪ ،‬دلئل العجاز‪ ،218:‬المثل السائر‪ ،353 ،191:‬فصل المقال في‬ ‫‪8‬‬

‫شرح كتاب المثال‪ ،1/186:‬تفُسير القرطبي‪، 13/185 ،7/174 ،3/154:‬عيون النباء‪.52:‬‬


‫)( تاريخ دمشق‪.4/378:‬‬ ‫‪9‬‬

‫طأ مالك‪):‬الجامع(‪) ،‬الحج(‪) ،‬البيوع(‪) ،‬موسوعة الحديث الشريف(‪.‬‬


‫)( مو ن‬ ‫‪10‬‬

‫)( سنن الترمذي‪)3341:‬الدعوات(‪ ،‬وينظر‪ :‬مسند أحمد‪)11184 ،11183:‬باقإي مسند المكثرين‬ ‫‪11‬‬

‫طأ مالك)البيوع(‪) ،‬موسوعة الحديث الشريف(‪.‬‬


‫من الصحابة(‪ ،‬مو ن‬
‫)( البخاري‪)5355:‬اللباس(‪ ،‬ومسلم‪)3868:‬اللباس والزينة(‪ ،‬سنن النسائي‪)762:‬القبلة(‪ ،‬مسند‬ ‫‪12‬‬

‫أحمد‪)16704 :‬مسند الشاميين(‪) ،‬موسوعة الحديث الشريف(‪.‬‬


‫)( ينظر على سبيل المثال‪ :‬صحيح البخاري‪)111:‬العلم(‪)2825 ،‬الجهاد والسير(‪)،2932 ،‬الجزية‬ ‫‪13‬‬

‫والموادعة(‪)4078 ،‬المغازي(‪ ،‬وصحيح مسلم‪)3089:‬الوصية(‪ ،‬ومسند أجمد‪)1834:‬مسند بني‬


‫هاشم(‪) ،‬موسوعة الحديث الشريف(‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫"هكذا ينبغي على أئمة الحانج فمن دونهم"‪ ،‬والمالقي)ت ‪74‬‬ ‫)‪(14‬‬
‫كالقرطبي)‪671‬هـ(‬
‫"فكان ينبغي عليهم أن يقاتلوا عنه وينصروه"‬ ‫)‪(15‬‬
‫‪1‬هـ( في "مقتل الشهيد عثمان"‬
‫"هذا لو قإام بما ينبغي عليه أن يقوم‬ ‫)‪(16‬‬
‫والزرعي )ت ‪751‬هـ(" في "مدارج السالكين"‬
‫به لسيده من حقوقإه"‪.‬‬

‫إنن معالجة هذا التركيب بعيدا من المعنى‪ ،‬هو جهامد في غير ميدان‪ ،‬فـ "ينبغي "‬
‫في كنل أنماط تركيبها ‪ -‬المذكور آنفُ ا ‪ -‬عند القدماء والمتأخرين‪ ،‬باستثناء النمط‬
‫طأه المؤنلف‪ ،‬يختلف عن معنى "ينبغي عليه"؛ من ةقإلبةل أنن النول محمله‬
‫الرابع الذي خ ن‬
‫ب له")‪ ،(17‬ول يخرج في النماط‬
‫إنما على معنى ليصيلح له‪ ،‬أو "ليحيسن به‪ "،‬أو"يستح ن‬
‫المذكورة عن أحد هذه المعاني‪ ،‬أنما تركيب "ينبغي عليه" فيحمل معنى الوجوب‬
‫والقلعسر‪ ،‬والقدماء لم يعرفوا هذا المعنى لـ"ينبغي"‪ ،‬إلن ما وجدناه عند بعض المتأخرين‬
‫في النصوص المذكورة‪ .‬وعلى هذا فإن من يستخدم تركيب "ينبغي عليه"‪ ،‬ييضنمن‬
‫"ينبغي" معنى جديدا هو "يجب"‪ ،‬فهل يجوز هذا التضمين أم ل؟ا تلك هي القضية‪.‬‬

‫لقد أجالز مجمعي اللغة في قإرار ل ليعدم اليجرأة التضميلن )‪ ،(18‬وأصدر في ذلك قإ ار ارا‪،‬‬
‫ولم يتننكب جاندة الصواب‪ ،‬وهذا التعبير تتوافر فيه الشروط الثلثة التي أقإنرها المجمع‬
‫لجواز التضمين‪ ،‬وهي المناسبة بين الفُعلين‪ ،‬ووجود القرينة‪ ،‬وملءمته للذوق العربي‪.‬‬
‫أنما سبب تضمين بعض المتأخرين‪ ،‬وجنل المحدثين "ينبغي" هذا المعنى القعسري‬
‫بشكل واسع‪ ،‬فل ليبعد أن يكون قإد وصل إليهم من الستخدامات الكثيرة لـ"ينبغي"‬

‫‪ ( ) 14‬تفُسير القرطبي‪ ،2/93 )2/418:‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت(‪.‬‬


‫‪ ( ) 15‬التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان‪.196:‬‬
‫‪ ( ) 16‬مدارج السالكين‪.3/441:‬‬
‫‪ ( (17‬ينظر )بغى(‪ :‬الجمهرة‪ ،‬وتهذيب اللغة‪ ،‬واللسان‪.‬‬
‫‪ ( (18‬مجموعة الق اررات العلمية في خمسين عاماا‪ ،60:‬الدورة)‪ (1‬الجلسة)‪.(17‬‬
‫‪131‬‬
‫مقرونةا بحرف الجنر "على" على سبيل الجملة المعترضة‪ ،‬المشار إليه‪ ،‬في النمط‬
‫النول‪ ،‬ثم ينةظر إلى هذا الحرف على أنه لصيقة لهذا الفُعل‪ ،‬فساوى عندهم "يجب‬
‫على"‪ ،‬وقإد يكون وراء ذلك الفُهم الخطأ لمعنى"ينبغي"؛ ذلك أنن جنل السياقإات التي ترد‬
‫فيها‪ ،‬يمكن حملها فيها على معنى الوجوب‪ ،‬خلصة المر يولد هذا التعبير الجديد؛‬
‫عند المتأخرين على استحياء‪ ،‬وعند المحدثين بشكل واسع‪ ،‬والصوب أن ييقبل‪ ،‬وقإد‬
‫ل‪ ،‬إلن في‬
‫أصبح مستخدماا‪ ،‬ول يضير ذلك التعبير الفُصيح القديم‪ ،‬الذي لم يعد متداو ا‬
‫نطاق محدود‪.‬‬

‫يتابع العمل عن كثب‪:‬‬

‫وهذا التعبير أيضا أدرجه المؤلف في باب تغيير حرف الجنر‪ ،‬وذكر‬
‫أنهــم يقولــون‪ :‬المســؤول يتــابع العمــل عــن كثــب أو راقإبــه عــن كثــب‪ ،‬وقإــد‬
‫أش ـ ـ ـرفت علـ ـ ــى تنفُيـ ـ ــذه عـ ـ ــن كثـ ـ ــب‪ ،‬فيسـ ـ ــتعملون "عـ ـ ــن" موضـ ـ ــع" مـ ـ ــن "‬
‫ويستعرض مادة كثب في المعجمات‪ ،‬ويخلص إلى أنها تدل على تجنمــع‪،‬‬
‫وعلى قإرب‪ ،‬واليكثبـة القطعـة المرتفُعـة المجتمعـة‪ ..،‬وييقـال رمـاه مـن كثـب‪،‬‬
‫وطلبــه مــن كثــب عــن قإــرب‪ ،‬ولــذا فالصـ ـواب أن تقــول "يتــابع العمــل مــن‬
‫كثــب"‪ ،‬ويراقإبــه مــن كثــب‪ ،‬وفــي حــديث بــدر "فــارموهم بالنبــل مــن لكثلــب"‪،‬‬
‫جــاء فــي اللســان‪ :‬ويقــال‪ :‬هــو ليعرةمــي مــن لكثلـرب‪ ،‬وةم ـعن لكثلـرم لأي مــن قإيـعررب‬
‫لوتللمتكرن؛ قإال الشاعر‪:‬‬
‫وذا ةم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعن لكثلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرب يرمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫لفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاةن ليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذوداةن‬

‫‪132‬‬
‫وقإال الخآر‪:‬‬
‫ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم تلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعرةم بيكث ـ ـنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب ة‬ ‫ت مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن لكثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب قإلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبي‬
‫لرلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ع‬
‫)‪(19‬‬

‫ل‪ :‬ول محنل لقول المنجد "رماه من كثب أو عن كثب")‪.(20‬‬


‫وييردف قإائ ا‬
‫وقإــد عــرض العــدناني لهــذا الــتركيب "عــن كثــب" مــن قإبــل‪ ،‬وسـ ـنجل اســتخدام‬
‫الحريــري لـه فـي "المقامــة اللزةبيدنيـة"‪ ،‬كمــا ذكــر إجـازة "محيــط المحيـط"‪ ،‬و"أقإــرب المـوارد"‬
‫استعمال جملتي "رماه عن كثب"‪ ،‬و"رماه من كثب"‪ ،‬ويجيـزه بنـااء علــى رأي ابـن جننــي‪،‬‬
‫ب حروف الجنر مادام المعنى ل يتغير‪ ،‬على أنه يــرى أنن اســتخدام مــن‬
‫الذي ييجيز تناو ل‬
‫ص عليها)‪.(21‬‬
‫كثب أعلى؛ لن المعجمات تن ن‬

‫إواذا ينممنا صوب النصوص لفُت نظرنا استئثار الشــعر بــتركيب "عـن كثـب"‬
‫بالدرجة الولى‪ .‬وأنول ما نقع عليه مـن ذلـك مجموعـة مـن البيــات نسـبها عمــرو بـن‬
‫ي لك ـةرب إلــى عمــر بــن الخطــاب )رضــي ال ـ عنــه(‪ ،‬ذكرهــا ابــن عســاكر‪ ،‬وابــن‬
‫معــد ع‬
‫كثير)‪ (22‬ومستهنلها هذا البيت‪:‬‬
‫ت كذا في سال ة‬
‫ف العرب‬ ‫ما إن سمع ل‬ ‫بالغـ ـ ـ ـ ـ ــدةر نةعل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ل‬
‫ت أخـ ـ ـ ـ ـ ــا السـ ـ ـ ـ ـ ــلم‬

‫وجاء أيضا عند بشار)ت ‪167‬هـ( إذ قإال)‪:(23‬‬

‫‪ ()19‬الكنثاب‪ :‬السهم‪.‬‬
‫‪()20‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.95:‬‬
‫‪ ()21‬معجم الغلط اللغوية المعاصرة‪.571:‬‬
‫‪ ()22‬تاريخ دمشق‪ ،46/395:‬والبداية والنهاية‪.2/346:‬‬
‫‪ ()23‬ديوانه‪ ،2/211:‬تحقيق صلح الهواري‪ ،‬دار ومكتبة الهلل‪ ،‬ط ‪.1998 ،1‬‬
‫‪133‬‬
‫والدهير اررم بإصلرح إوافساةد‬ ‫مــن قإ ـنر عين ـ ا رمــاه الــدهير عــن كث ـرب‬

‫وابن المعتز)‪) (24‬ت ‪296‬هـ(‪:‬‬

‫ت مي ارلثه عن كثةب‬
‫فأحرز ي‬ ‫ت الخلفةل عن والرد‬
‫ورث ي‬
‫كما جاء عند المتنبي)ت ‪354‬هـ( )‪:(25‬‬

‫ترمي ام لأار غير ةرعديرد ول لنةك ة‬


‫س‬ ‫إعن ترةمني نكبا ي‬
‫ت الدهر عن كثب‬

‫وقإال في رثاء أخت سيف الدولة‪:‬‬

‫ت وما سنلمت عن كثب‬


‫فقد أطل ي‬ ‫ت سلما لي ألنم بها‬
‫وهل سمع ل‬
‫وهــذه الروايــة ذكرهــا صــاحب "قإــرى الضــيف)‪ ."(26‬وفــي روايــة العكــبري "مــن‬
‫كثب")‪.(27‬‬
‫وأبو فراس الحمداني)ت ‪357‬هـ( )‪:(28‬‬
‫وقإد رأت الموت من عن كثب‬ ‫فوافتك تعثـ ــر في ةمعرةطه ــا‬

‫ي اللرلفاء)ت ‪:(29) (366‬‬


‫واللسةر ن‬
‫ش عن كثةب‬
‫ك يسعويد العي ة‬
‫وقإابلت ل‬ ‫ت‬
‫ف الدهر فانصرف ع‬
‫وجانبتك صرو ي‬

‫‪ ()24‬ديوانه‪ ،66:‬تحقيق عمر الطباع‪ ،‬دار الرقإم‪.‬‬


‫‪ ( )25‬ديوانه‪.2/188:‬‬
‫‪ ()26‬قإرى الضيف‪.1/208:‬‬
‫‪ ( )27‬ديوانه‪.1/92:‬‬
‫‪ ()28‬ديوانه‪ ،30 ،20،:‬دار صادر‪.1966 ،‬‬
‫‪ ()29‬قإرى الضيف‪.2/202:‬‬
‫‪134‬‬
‫والصاحب بن عنباد )ت ‪385‬هـ( وهو من يبلغاء عصره)‪:(30‬‬

‫وفنرجت عنده مضايقها‬ ‫صل الرهان عن كثرب‬


‫فحاز خ ل‬
‫)ت ‪406‬هـ(‪ ،‬إذ يقول‪:‬‬ ‫)‪(31‬‬
‫كما جاء عند الشريف الرضي‬

‫وقإد لألظل بلي الرامولن عن كثةب‬ ‫نفُسي تقيك فكم وقإيتني بيرد‬

‫وقإال‪:‬‬

‫ذكرت قإرب اللقاء عن كثب‬ ‫ولوعرة تحطم الضلوع إذا‬

‫وقإد استخدم أيض ا من كثب)‪:(32‬‬


‫طيل ــى الرج ــال عل ــى الخرص ــان م ــن كث ــب‬ ‫ومع ــررك ص ــافحت أي ــدي الةحم ــام ب ــه‬

‫فأه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـةد الس ـ ـ ـ ـ ـ ــلم له ـ ـ ـ ـ ـ ــم مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن كث ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫وعـ ـ ـ ـنرعج علـ ـ ـ ــى الغ ـ ـ ـ ـنر مـ ـ ـ ــن هاش ـ ـ ـ ــم‬

‫وابن زيدون)ت ‪463‬هـ( في قإصيدته المشهورة "أضحى التنائي")‪:(33‬‬

‫ول اختبا ار تجننبناه عن كثب ولكن لعدعتنا على يكره عوادينا‬

‫وأبو الفُتح اليبستي)ت ‪400‬هـ()‪ ،(34‬فيما رواه ابن عساكر‪::‬‬

‫وتصير عن كثب إلى عدم‬ ‫ت من عدم‬


‫مهلا فقد يأوجد ل‬
‫)ت ‪473‬هـ(‪:‬‬ ‫)‪(35‬‬
‫وابن حنيوس‬

‫فللعليتك اليحسنى إليها مرجعا‬ ‫سأعود عن كثب إواعن لم يتب ة‬


‫ق لي‬

‫‪ ()30‬نفُسه‪.2/391:‬‬
‫‪ ()31‬ديوانه‪ ،152 ،1/101:‬و ازرة الرشاد السلمي‪ ،‬إيران‪.‬‬
‫‪ ()32‬نفُسه‪.128 ،1/113:‬‬
‫‪ ( ) 33‬ديوانه‪ 147:‬تحقيق علي عبد العظيم‪ ،‬دار نهضة مصر‪.‬‬
‫‪ ()34‬تاريخ دمشق‪.43/165:‬‬
‫‪ ( ) 35‬ديوانه‪ ،356:‬تحقيق خليل مردم بك‪ ،‬دار صادر‪.1984،‬‬
‫‪135‬‬
‫صـعيبةلعة)‪668‬هــ( فـي "عيـون النبــاء‬
‫وأبو الصلت )ت ‪529‬هـ(‪ ،‬فيما ذكـره ابــن أبـي أي ل‬
‫)‪(36‬‬

‫في طبقات الطباء"‪:‬‬

‫عن كثب قإومس من الحاجب‬ ‫لسعهمم من اللحةظ رمتني به‬

‫وأنشد أبوالعباس أيض ا لفُخر القضاة)‪:(37‬‬

‫وعوده لعماد الدين عن كثب‬ ‫ت‬


‫العبد يذكر موله بما سبق ع‬
‫وقإد استخدمه سبط التعاويذي )ت ‪583‬هـ( تسع مرات)‪ ،(38‬نحو قإوله‪:‬‬

‫بأني سأدركها عن كثـ ــب‬ ‫وقإد حندثتني معالي المور‬

‫وقإوله‪:‬‬

‫ـى بع ــدها عن كث ــب‬ ‫يمعؤةذلنة أن أتو لن ـ ـ‬

‫وقإوله‪:‬‬

‫ليععقييبها والرخاء عن كــثب‬ ‫كم شندرة آيلستع ل‬


‫ك من ف ــررح‬

‫وابن الرنفا )‪586‬هـ ( فيما رواه اللعكري في "شذرات الذهب")‪:(39‬‬

‫بواةو عطف ووصرل منه عن كثب‬ ‫ت خطل ةعذارعيه فأطمعني‬


‫قإ أر ي‬
‫والعماد الصفُهاني)ت ‪597‬هـ()‪:(40‬‬

‫مينس ار فتلح بيت القدس عن كثب‬ ‫ت مصر وأرجو أن تصير بها‬


‫فتح ل‬

‫‪ ( ) 36‬عيون النباء في طبقات الطباء‪.509:‬‬


‫‪ ( ) 37‬نفُسه‪.651:‬‬
‫) ( ديوانه على التوالي‪ ،47 ،46 ،28:‬وينظر‪ .416 ،409 ،357 ،200 ،132 ،58 :‬عني‬ ‫‪38‬‬

‫بتصحيحه مرجليوث‪ ،‬مطبعة المقتطف‪.1903 ،‬‬


‫‪ ( ) 39‬شذرات الذهب‪.3/309:‬‬
‫‪ ( ) 40‬ديوانه‪)170 ،80:‬تحقيق د‪.‬ناظم رشيد‪.(1983،‬‬
‫‪136‬‬
‫وقإال أيضاا‪:‬‬

‫حتم ا ووافقك التوفيق والقدر‬ ‫قإضى القضاء بما نرجوه عن كثب‬

‫‪:‬‬ ‫)‪(41‬‬
‫وقإال ابن سناء الملك)ت ‪608‬هـ(‬

‫ب الصليح إذ نادعته عن لكثلةب‬


‫وألعكثل ل‬ ‫طفُلتعهي فوافتها عواطيفُه‬
‫واستلعع ل‬

‫وروى صاحب الروضتين للسديد الدين بن يزقإلعيلقة)‪635)(42‬هـ(‪:‬‬


‫حسةن الج ازةء لمولى العر ة‬
‫ف عن كثب‬ ‫ويحميل الفُاضيل الطبلع الكريلم على‬

‫كما جاء عند ابن ينباتة)ت ‪768‬هـ( يمدح ابن أبي المواهب)‪:(43‬‬

‫ما أقإرب العز إلن أنها ةهميم‬ ‫قإالت أياديه للحساد عن كثب‬

‫وله أيضا)‪:(44‬‬

‫إذ نازلتنا فيه الليالي عن كثب‬ ‫بينا وفوةد اليعلى والعلم ينزلهم‬

‫وذكر صاحب "ةقإرى الضيف" لحمد بن محمد الكحال)‪:(45‬‬

‫ب التوبيلخ والفُللندا‬ ‫ة‬


‫عج از فتكتس ل‬ ‫فل يتضنيع سرو ار جاء عن كثب‬

‫) ( ابن سناء الملك حياته وشعره‪ ،4:‬تحقيق محمد نصر‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪41‬‬

‫القاهرة‪1967 ،‬م ‪.‬‬


‫‪ ( ) 42‬نفُسه‪) .1/711:‬هذا من قإرى الضيف على الغلب(‬
‫‪ () 43‬ديوانه‪)404:‬دار إحياء التراث(‪.‬‬
‫‪ ( ) 44‬طبقات الشافعية الكبرى‪.10/318 :‬‬
‫‪ ( ) 45‬نفُسه‪.1/506:‬‬
‫‪137‬‬
‫كما ذكر لمحمد بن أحمد العطار)‪:(46‬‬
‫للدين واستيقظت من نومها الةهلميم‬ ‫لهنبت به ريح نصير ال عن كثب‬
‫ي(‪:(47‬‬
‫وللخليل بن أحمد السجز ن‬
‫بملء عينيه فلينظر إلى الباني‬ ‫أو سنره أن يرى رضوان عن كثب‬

‫وجاء في"معجم البلدان")‪ ،(48‬فيما روى أعشى همدان‪:‬‬

‫عين وراء وماء يذهب الللغبا‬ ‫ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب‬

‫أنما المؤلفُات‪ ،‬فأنول ما وقإعت على اسـتخدام تركيـب "عن كثـب" كـان فـي "دلئـل‬
‫للجرجاني)ت ‪474‬هـ(‪ "..‬لن الـدليل عليـه حاضـمر معـه‪ ،‬والشـيء بحيـث‬ ‫)‪(49‬‬
‫العجاز"‬
‫يقع العلم به عن كثب"‪ .‬وجاء في"جمهرة خطب العرب" في حديث "مصاد بــن مــذعور‬
‫"فماله غيرهن نشب وسيثوب عن كثب"‪ ،‬و"المواقإف" لعضد الــدين اليجــي‬ ‫)‪(50‬‬
‫القيني"‪:‬‬
‫"ويحق الحق ويبطل الباطل‪ ،‬مــن ذينـك الــدليلين المتعارضــين عـن كثـب؛‬ ‫)‪(51‬‬
‫)‪756‬هـ(‬
‫أي قإــرب"‪ .‬ونفُــح الطيــب)‪"(52‬فاســتحكم عــن قإــرب واســتغلظ عــن كثــب"‪ ،‬كمــا نجــده فــي‬
‫"الظلل" ‪"53‬وحين تطالع العين آثارهم ومساكنهم عن كثب"‬

‫‪ ( ) 46‬نفُسه‪.2/76:‬‬
‫‪ ( ) 47‬نفُسه‪.4/388:‬‬
‫‪ ( ) 48‬معجم البلدان‪.1/106:‬‬
‫‪ ( ) 49‬دلئل العجاز‪.353:‬‬
‫‪ ( ) 50‬جمهرة خطب العرب‪.1/87:‬‬
‫‪ ( ) 51‬المواقإف‪.107:‬‬
‫‪ ( ) 52‬نفُح الطيب‪5/404:‬‬
‫‪ ( ) 53‬في ظلل القرآن‪)2356:‬طه ‪.(129-128‬‬
‫‪138‬‬
‫وعلــى هــذا فاســتخدام تركيــب"عــن كثــب" وارد وليــس بالقليــل ول بــالمعزول‪ ،‬و"مــن"‬
‫و"ع ــن" تتب ــادلن‪ ،‬عل ــى الرغ ــم م ــن أن المـ ـرادي)ت ‪749‬هـ ــ( ل ــم ي ــورد ذل ــك ف ــي "اللجلن ــى‬
‫ال ـنداةني)‪ ،" (54‬وأورده الهــروي)ت ‪415‬ه ــ( فــي"الزهيــة")‪ ،(55‬فــي صــدر كلمــه عليهــا‪ ،‬كمــا‬
‫أورده ابن هشام )ت ‪761‬هـ( في "اليمغني")‪،(56‬وقإـد رأينـا أن مــن معـاني "كثــب" قإـيـرب"‪ ،‬وقإـد‬
‫استخدمت "عن قإرب"في الشعر كما نجد عند العباس بن الحنف)‪:(57‬‬

‫ك عن قإرب إواعن لم تكن قإيربي‬


‫أناجي ل‬ ‫ق حتى كأنما‬
‫ك الشو ي‬
‫ييوهمني ل‬
‫والشريف الرضي)‪:(58‬‬

‫برعي الناس عن رعي القروم‬ ‫وعن قإرب سيشغلني زماني‬

‫وجاء في تعليــق العكـبري علــى بيــت المتنـبي‪ ،‬آنـف الـذكر"إن ترمنـي نكبـات الـدهر‬
‫عــن كثــب‪"..‬يقــول إن رمــاني الــدهر بنـوائبه عــن قإــرب"‪ ،‬كمــا جــاء اســتخدام "عــن قإــرب"‬
‫)ت ‪42‬‬ ‫‪ ،‬وثمــار القلــوب للثعــالبي‬ ‫)‪(59‬‬
‫فــي " الفُهرســت" لبــن اللنــديم)‪385‬هــ(‬
‫‪9‬هـ( )‪ ،(60‬وتاريخ بغداد للبغـدادي)‪463‬هــ()‪ ،(61‬و"معجـم البلـدان" ليـاقإوت )ت ‪626‬هــ(‬
‫‪ ،‬و"وفيات العيان" لبن خلكان)ت ‪6‬‬ ‫‪ ،‬و"الحلة السيراء" للقضاعي)ت ‪658‬هـ(‬
‫)‪(63‬‬ ‫)‪(62‬‬

‫‪ ( ) 54‬الجنى الداني‪.242:‬‬
‫‪ ( ) 55‬الزهية في علم الحروف‪.278:‬‬
‫‪ ( ) 56‬المغني‪.198:‬‬
‫‪ ( ) 57‬ديوانه‪ ،49:‬تحقيق عمر الطباع‪ ،‬ط ‪.1997 ،1‬‬
‫‪ ( ) 58‬ديوانه‪.2/411:‬‬
‫‪ ( ) 59‬الفُهرست‪.335:‬‬
‫‪ () 60‬ثمار القلوب في المضاف والمنسوب‪.283:‬‬
‫‪ () 61‬تاريخ بغداد‪.10/97 ،7/216 :‬‬
‫‪ ( ) 62‬معجم البلدان‪.401 ،5/78 ،2/539 :‬‬
‫‪ ( ) 63‬الحلة السيراء‪.2/96:‬‬
‫‪139‬‬
‫‪،‬و"الصــابة" للصــبهاني)ت ‪852‬هــ(‪:‬‬ ‫)‪(65‬‬
‫‪81‬هـ()‪ ،(64‬و"مقدمة ابــن خلــدون")ت ‪808‬هــ(‬
‫و"شذرات الذهب"للعكري")ت ‪1089‬هـ()‪.(67‬‬ ‫)‪(66‬‬

‫واليمح ـلدثون مــن المثقفُيــن والكتنــاب أهمل ـوا اســتخدام "مــن كثــب" إهمــالا بنين ـاا"‬
‫واقإتصروا على التركيب الذي خطأه المؤلف‪.‬‬

‫‪ ‬وققعع مديرر المدرسةة على ال ق‬


‫شهادة‪:‬‬

‫ذكــر المؤلــف هــذا التعــبير فــي مســائل تغييــر حــرف الجـ ـنر‪ ،‬وذكــر أنهــم يقولــون‪:‬‬
‫"لونقإع مدير المدرسة على الشهادة‪ ،‬وعلى خطاب التشكر‪ ،‬وأبى أن يوقإنــع علــى الشــكوى‪،‬‬
‫وقإـد حـاول الشــيخ مصـطفُى الغليينــي)ت ‪1944‬هــ( تســويلغ ذلـك بـأنن المقصــولد وضــع‬
‫التوقإيع على الخط‪ ،‬وأجاز بعض المعاصرين تعدية الفُعل بنفُسه‪.‬‬

‫لكــن المعجمــات القديمــة علــى تعديــة الفُعــل ب ــ"فــي"‪ ،‬وعنــد الزمخشــري فــي"أســاس‬
‫البلغة" قإولهم "ونقإع في الكتاب توقإيع ا من المجاز"‪ ،‬وقإال الراغب‪ :‬التوقإيع أثـير الكتابــة‬
‫ي ‪":‬توقإيــع الكــاتب فــي‬
‫فــي الكتــاب‪ ،‬ومنــه اس ـيتعير التوقإيــع فــي القصــص‪ ،‬وقإــال الزهــر ن‬
‫الكتــاب المكتــوب أن يحمــل بيــن تضــاعيف ســطوره مقاصــد الحاجــة"‪ ،‬وعلــى ذلــك نقــول‬
‫وقإنــع المــدرس فــي الشــهادة ووقإــع فــي خطــاب الشــكر‪ ،‬والتعــبير علــى كــل حــال تعــبيمر‬
‫ظم‪ ،‬ويــدخل عليــه‬ ‫إسلمني يمحلدث‪ ،‬نشأ مع تطور وتفُرع الحضارة السلمية ووضع الين ي‬
‫عــدد مــن حــروف الجــر فيتغيــر معنــاه بتغيــر هــذه الحــروف)‪ .(68‬وقإــد لخطنــأ زهــدي الجــار‬

‫‪ ( ) 64‬وفيات العيان‪.6/396 ،3/411 ،2/249 :‬‬


‫‪ () 65‬مقدمة ابن خلدون‪.73 ،63 :‬‬
‫‪ ( ) 66‬الصابة‪.6/440:‬‬
‫‪ () 67‬شذرات الذهب‪.429 ،142 ،4/140 ،4/75 ،344 ،3/306 :‬‬
‫‪ ( ) 68‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.109:‬‬
‫‪140‬‬
‫ال ـ هــذا الــتركيب مــن قإبــل)‪ ،(69‬وأجــاز العــدناني "وقإن ـلع علــى الكتــاب"‪ ،‬بنــاء علــى إجــازة‬
‫المعجم الوسيط‪ ،‬ولم يذكر ذلك أحد من قإبل)‪.(70‬‬

‫ينبغــي قإبــل الخــوض فــي هــذا الــتركيب أن نعــرض لتعريــف التوقإيــع‪ ،‬فهــو –فض ـلا‬
‫عمــا أورده المؤلــف عــن الزهــري وال ارغــب‪ -‬كمــا يــذكر اليمحكــم" التوقإيــع فــي الكتــاب‬
‫ق بالكتــاب بعــد‬
‫ق شيء فيه بعد الفُ ارةغ منه"‪ ،‬وقإال ابن فارس في "اليمجلمل"‪":‬ما يلح ي‬
‫إلحا ي‬
‫الفُراغ منه")‪ ، (71‬وجاء في صبح العشــى)‪ " (72‬قإـال جعفُــر بــن يحيـى"إن قإـدرتم علـى أن‬
‫تجعلوا كتبكم توقإيعارت فافعلوا‪ ،‬ونستخلص من هذا أنن مفُهوم التوقإيـع عنـد القـدماء إنمـا‬
‫هــو كتابــة جملــة أو يجلمـ ـرل مختصـ ـرة مكثنفُــة‪ ،‬تعنبــر عــن معنــى معنيــن‪ ،‬وهــذا يســهم فــي‬
‫إضاءة المسألة؛ ذلك أنن التوقإيع في الكتاب‪ ،‬كما رأينا آنفُاا‪ ،‬إنما هو الكتابة فيــه‪ ،‬وعلــى‬
‫هذا قإالوا ونقإع في الكتاب‪ ،‬أي كتـب فيـه‪ ،‬ولكـنن مفُهوم التوقإيـع قإـد تغنيـر عنـد المحـدثين‪،‬‬
‫فلم ليعد كتابة‪ ،‬إوانما هو رممز‪ ،‬على نحو مخصوص‪ ،‬يشير إلى شخص مــا يتــولى إدارة‬
‫المؤسس ــة المعني ــة بإص ــدار الوثيق ــة المذنيل ــة ب ــالتوقإيع‪ ،‬أو يش ــير إل ــى الش ــخص نفُس ــه‪،‬‬
‫عندما يكتب لحرد ما‪ ،‬وغايته فـي كـنل الحـوال‪ ،‬تأكيـد شخصـية الموقإنـع دفعـا لللبـس‪ ،‬أو‬
‫التزوير‪ ،‬إيذان ا بتحنمله تلبةلعات المكتوب في الوثيقة أو الورقإة‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬

‫والتوقإيــع لــدى القــدماء كــان شــائعا فــي فئــتين؛ الولــى المـ ـراء والساســة ‪ ،‬والثانيــة‬
‫الدباء والمثقفُون؛ ويتضنمن آية أو ةحعكمة‪ ،‬أو شيئ ا من العبارات الدبيــة المكثنفُــة‪ ،‬الــتي‬
‫ييلمــح مــن ورائهــا ثقافــة الموقإيــع‪ ،‬وهــو بع ـيد‪ ،‬وليــد الحضــارة‪ ،‬ومــا أنتجتــه مــن المكاتبــات‪.‬‬
‫وهنا ينبغي التمييز بين التوقإيع على هذا المعنى‪ ،‬وبيـن الخــالتم‪ ،‬الــذي قإــد يكــون التوقإيــع‬

‫‪ ( ) 69‬الكتابة الصحيحة‪.397 :‬‬


‫‪ ( ) 70‬معجم الخطاء الشائعة‪.272 :‬‬
‫) ( ينظر )وقإع(‪:‬تهذيب اللغة ‪ ،3/35‬والمحكم‪ ،2/276:‬ومجمل اللغة لبن فارس‪ ،760:‬و ينظر‬ ‫‪71‬‬

‫اللسان أيضاا‪.‬‬
‫‪ ( ) 72‬صبح العشى‪.2/362:‬‬
‫‪141‬‬
‫ش يحمـل اسـم الشـخص‪ ،‬ومنصـبه إن كـان ذا منصـب‪ ،‬والخـالتم كـان‬
‫يمذنيلل بـه‪ ،‬وهو لنعقـ م‬
‫مقصــو ار علــى فئــة محــدودة أيضـ ـا مــن النــاس دون ســائرهم‪ ،‬تشــبه الفُئــة الــتي يقتصــر‬
‫عليها التوقإيع‪ ،‬ومفُهوم التوقإيع عند المحدثين يقابل هذا الخـالتم‪ ،‬وعلــى الرغــم مـن وجــود‬
‫ل‪ -‬فــي المؤسســات‪ ،‬والــدوائر الحكوميــة‪ ،‬عنــد المحــدثين‪،‬‬
‫هــذا الخــاتم‪ -‬إوان اختلــف قإلي ا‬
‫إلن أنه ل يغني عن التوقإيع "الرمز"‪ ،‬المذكور آنفُاا‪.‬‬

‫ت علــى غيــر اســتخدام لتعــبير "وقإنــع علــى"‪ ،‬منمــا أنكـره المؤلــف‪،‬‬


‫ومــع ذلــك فقــد لوقإعـ ي‬
‫ومنمن استخدم ذلك الطبري)ت ‪310‬هـ( في تاريخه)‪":(73‬وجدته قإد وقإعن على كتابه إليك‬
‫بالهنديــة"‪ .‬وجــاء فــي "تاريــخ بغــداد" للبغــدادي‪ 74‬ت)‪463‬هــ( ‪ ،‬وذكــر ذلــك ابــن عســاكر‬
‫فــي تاريــخ دمشــق)‪" :(75‬قإــال المرزبــاني وحـندثني العبــاس بــن أحمــد النحــوي أن المــأمون‬
‫وقإنـع علـى ظهـر هـذه البيـات…"‪ .‬وجـاء فـي تاريـخ دمشـق)‪ " (76‬فأعـاد الرقإعـة وقإـد وقإنـع‬
‫عليها"‪ ،‬وجاء في نفُح الطيب )‪" (77‬ثم وقإع على ظهر كتابه"‪ ،‬و"ةسلير أعلم النبلء")‪"(78‬‬
‫ويقال أنه)عبد ال بن طاهر( ونقإع بحضرة هارون الرشيد علـى ألـف توقإيـع" "وقإيــل أنـه‬
‫ونقإع مرة على ةرقإاع بصلت"‪ ،‬و"اليمغةرب في يحلى اللمغرب")‪ (79‬لبن سعيد المغربي ‪68‬‬
‫‪ 5‬ه ــ( "وذكــر أنن ابــن يزعهــر وقإــع لــه علــى ورقإــة" ‪ ،‬و"المنتظــم حــتى ‪257‬ه ــ" )‪" (80‬فــإذا‬
‫لرضوا به قإاضيا وقإع على العهد اسمه‪ ،‬فيقدم ففُعل‪ ،‬فقـال النـاس مـا نريـد إل الوابصـني"‪،‬‬
‫فوقإع على الكتاب اسمه وحكم في وقإته بالرصـافة "‪ ،‬وعبـد الـ بـن محمـد بـن قإيـس فـي‬

‫‪ ( ) 73‬تاريخ الطبري‪.1/488:‬‬
‫‪ ( ) 74‬تاريخ بغداد‪ ،6/209:‬وتاريخ دمشق‪.7/274:‬‬
‫‪ ( ) 75‬تاريخ دمشق‪.7/274 :‬‬
‫‪ () 76‬تاريخ دمشق‪.1/20 :‬‬
‫‪ ( ) 77‬نفُح الطيب‪.4/180:‬‬
‫‪ ( ) 78‬سير أعلم النبلء)عبدال بن طاهر(‪.10/685 ،1/328:‬‬
‫‪ ( ) 79‬المغرب في حلى المغرب‪.2/260 :‬‬
‫‪ ( ) 80‬المنتظم‪.11/208:‬‬
‫‪142‬‬
‫"ةقإلرى الضيف)‪ " " (81‬وحين استأذنه لمعاودة بلـده… وقإـع علـى ظهـر رقإعتـه ‪ :‬كننـا نـؤثر‬
‫أطال ال تعالى بقاءك أن تقيم ول تريم"‪.‬‬

‫ومن الشعر قإال بدر الدين الذهبي)ت ‪680‬هـ( )‪:(82‬‬


‫وتمشت نسمة الصـبح إليها‬ ‫ض وقإفُــت أشجارهــا‬‫وريا ر‬
‫ق عليها‬‫بعد أعن ونقإعةت اليوعر ي‬ ‫ت أو ارقإـها شمـيس ال ت‬
‫ضحا‬ ‫طالع ع‬
‫والفُعــل "وقإنعــت" فــي لعيجــز الــبيت الثــاني ليــس المقصــود بــه بنــاء ألحــان الغنــاء علــى‬
‫مواقإعها؛ إذ إنن الفُعل مـن ذلـك "ألعوقإـلع"‪ ،‬ولـم يـرد الفُعـل "لوقإنـع" علـى هـذا المعنـى‪ ،‬ل عنـد‬
‫القدماء ول عند المحدثين‪.‬‬

‫ولس ــت أس ــوق ه ــذه الشـ ـواهد المتفُرقإ ــة لدلن ــل عل ــى أنن المح ــدثين احتلـ ـلذوها ف ــي‬
‫اســتخدامهم لهــذا التعــبير‪ ،‬ولكنهــا إشــارات علــى وجــود اخــتراق للقاعــدة فــي هــذا التعــبير‬
‫عن ــد الق ــدماء‪ ،‬مم ــا يج ــوز لمثل ــه أن يق ــع عن ــد المح ــدثين‪ ،‬كم ــا ذك ــرت م ــن قإب ــل‪،‬عل ــى‬
‫اختلف المعنى‪ ،‬فل مانع من تسويغ" ونقإع على "‪ .‬وثمة ملممح دللي في هذا التعبير؛‬
‫ذلك أن "ونقإع على" ل تختلف عن "ونقإع في" في استبدال حرف جنر بآخر‪ ،‬بل نجد فــي‬
‫ل‬
‫" وقإع على " ملمح ا دللي ا جديـداا‪ ،‬وهو الجـازة للموقإـع عليـه‪ ،‬وعنـدما نسـتخدم لـم يوقإـعن‬
‫على الشهادة‪ ،‬أو المعاملة؛ فذلك يعني أنها لم تيلجز‪.‬‬

‫‪ ‬الزيارة في أثناء العمل رتحُرج الموظف‪:‬‬

‫ناقإش المؤلف هذا التعبير في باب " إسقاط حروف الجنر"‪ ،‬إذ قإال‪":‬ييخةطئ بعض‬
‫الناس حين يقول‪":‬الزيارة ألعثنالء العمةل يتعطنيل الموظف"‪ ،‬أو قإابلت فلن ا أثنالء الرحلة‪.‬‬
‫وأثناء الشيء أوساطه وتضاعيفُه على وزن أفعال مفُردها ةثني بالكسر‪ ،‬وأثناء ليست‬

‫‪ ( ) 81‬قإرى الضيف‪.4/392:‬‬
‫) ( هذان البيتان وقإعت عليهما في البلغة الواضحة)التورية(‪ ،278 :‬ولم أعثر عليهما في غيره‪،‬‬ ‫‪82‬‬

‫وقإد أثبنتهما لن المسألة ل تقوم عليهما‪.‬‬


‫‪143‬‬
‫ظرف ا ول مضافة إلى ما تكسب منه الظرفية‪ ،‬ولهذا يجب أن تقترن بحرف الجر‪،‬‬
‫فيقال‪":‬في أثناء العمل‪ ،‬وفي أثناء الرحلة"‪.‬‬

‫وقإد أجاز لمجمع اللغة العربية في القاهرة استخدام"أثناء" دون حرف الجر‪ ،‬قإياس ا‬
‫ت كذا ثة عنلي كتابي "‪ ،‬بالفراد والنصب على الظرفية‪،‬‬
‫على ما يسمع من قإولهم " ألعنفُلعذ ي‬
‫لكن الرجح عندي استعمال حرف الجنر معها)‪.(83‬‬

‫إواذا نظرنا في إجازة مجمع اللغة هذا السلوب وجدناها على اعتبارين؛ الول أن‬
‫"أثناء" ليست مكان ا مختصاا‪ ،‬إوانما مبهم‪ ،‬و بالستناد إلى ما ورد من قإولهم‪ :‬أنفُذت‬
‫صحاح" واللسان وغيرهما بنصب "ثةعني" على الظرفية‬
‫كذا ةثنلي كتابي" في نسخة من "ال ي‬
‫المكانية سماعاا"‪ .‬وقإد زاد الستاذ عباس حسن أنن "أثناء" مسموعة جمعا بالنصب على‬
‫الظرفية في قإول الشاعر الجاهلي يهجو عمرو بن ماجد‪:‬‬
‫)‪(84‬‬
‫فيخبط أثنالء الظلم فسول‬ ‫ينايم عن التقوى ويوقإظه اللخنا‬

‫وتجدر الشارة في البدء إلى الشاهد الذي زاده الستاذ عباس حسن ولم‬
‫ضحه‪ ،‬وقإد ذكر أننه لشاعر جاهلي يهجو فيه عمرو بن ماجد قإد وقإعت عليه في‬
‫يو ن‬
‫"الغاني" لبي الفُرج )ت ‪356‬هـ(‪ ،‬وهو فيه للحزين الديلي‪ ،‬والحزين لقبه‪ ،‬واسمه‬
‫عمرو بن عبيد‪ ،‬ويهجو فيه عمرو بن عمرو بن الزبير‪ ،‬وهو شاعر حجازي‪ ،‬من‬
‫شعراء الدولة الموية‪ ،‬وتوفي سنة ‪91‬هـ)‪ .(85‬والبيت كما ذكره الستاذ عباس حسن‪،‬‬
‫باختلف القافية في الغاني؛ إذ هي " يجول" مكان "فسول"وهو الصحيح‪.‬‬

‫‪ ( ) 83‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪ .130:‬وينظر الكتابة الصحيحة‪.60:‬‬


‫‪( ) 84‬الق اررات المجمعية في اللفُاظ والساليب‪ ،104:‬والحاشية‪.‬‬
‫‪ ( ) 85‬الغاني‪)15/327:‬أخبار الحزين ونسبه(‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫وقإد وقإعت على هذا الستخدام في بيتين لكعب بن زهير‪ ،‬ذكرهما اليحصري)ت ‪453‬هـ( في "زهر‬

‫الداب"‪ ،‬إذ قإال‪":‬وأصدق بيت قإالته العرب‪ ،‬وأمدحه قإول كعب ابن زهير في رسول ال )صنلى ال عليه وسللمّ(‪:‬‬

‫باليبعرةد كالبعدةر لجنلى ليلـةل الظيلـةم‬ ‫لتجعـري بـه الناقإـةي الدمـايء يمععتلةج لار‬

‫ما يعليم ايلله ةمن ديرن وةمن لكـلرم‬ ‫لففُـلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ةعطالفيعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـةه أو أثن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالء يبعرلدتـةـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـةه‬

‫ل‪ ":‬وقإال الصمعي‪:‬والجهنال ليروون هذا لبي لدعهلبل‪ ،‬واسمه وهب بن‬
‫وأردف قإائ ا‬
‫ربيعة في عبد ال بن عبد الرحمن الزرق والي اليمامة‪ .‬والصواب ما ذكرناه‪ ،‬وهو‬
‫بصفُات النبي)عليه الصلة والسلم( أعلق‪ ،‬وبمدحه أليق" ‪ .‬وقإد نسبهما أيض ا‬
‫)‪(86‬‬

‫لكعب أبو العباس التادلني )ت ‪609‬هـ( في "الحماسة المغربية")‪ ، (87‬وقإد ضبط "أثناء"‬
‫بالفُتح‪ .‬كما نسبه المرزباني)ت ‪384‬هـ( في "معجم الشعراء" لكعب أيضاا‪ ،‬غير أنه‬
‫روى البيت الثاني " وفي عطافيه مع أثناء ريطته")‪ .(88‬ولعنل تغيير الرواية جاء‬
‫لتتماشى مع القاعدة الشائعة في استخدام "أثناء"‪ ،‬وقإد نسب الجاحظ)ت ‪255‬هـ(‬
‫وكذا ابن قإتيبة)ت ‪276‬هـ( في "الشعر والشعراء")‪.(90‬‬ ‫)‪(89‬‬
‫البيت الول لبي دهبل‬

‫وعلى الرغم مما جاء في اللسان)‪" :(91‬و الثيعنـي‪:‬واحد ألعثناء الشيء لأي‬
‫تضاعيفُه؛ تقول‪ :‬لأنفُذت كذا ثةعنـلي كتابـي لأي فـي ل‬
‫طنيه" فلم أقإع‪-‬على كثرة البحث‪-‬‬
‫على استخدام مماثل لـ"ثةعني"‪ ،‬ل عند القدماء ول عند المحدثين‪.‬‬

‫)( زهر الداب‪ .4/1162:‬تحقيق د‪.‬زكي مبارك‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪،‬ط ‪.4‬‬ ‫‪86‬‬

‫) ( الحماسة المغربية‪ .1/70:‬تحقيق د‪.‬محمد رضوان الداية‪ ،‬دار الفُكر دمشق‪،‬ط ‪.1991 ،1‬‬ ‫‪87‬‬

‫) ( معجم الشعراء‪ .231:‬للمرزباني محمد بن عمران‪ ،‬تحقيق عبد السلم فراج‪.‬‬ ‫‪88‬‬

‫) ( رسائل الجاحظ‪.2/244 :‬‬ ‫‪89‬‬

‫)( الشعر والشعراء‪ .2/614:‬وقإد نسب علي الجارم البيت الول في "البلغة الواضحة" لعبدال بن‬ ‫‪90‬‬

‫رواحة‪ .‬في الكلم على الجناس‪.267 :‬‬


‫‪ () 91‬اللسان‪) :‬ثني(‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫على أننا إذا ما ننقبنا في النصوص عن استخدام " أثناء" ظرفاا‪،‬دون حرف‬
‫الجر‪،‬وقإعنا على ذلك كثي ار عند المتأخرين‪ ،‬وممن أساغ هذا الستخدام اليقضاعي)ت‬
‫‪658‬هـ( في"الحنلة السيراء" كثي ار)‪":(92‬وكتب به‪ ..‬في أسره أثناء مخاطبة"‪"،‬وتسيير‬
‫الكلم الغنر أثناء المشارق"‪" ،‬وصرفوا هشاما المؤنيد‪ ،‬وسلمان المستعين أثناء ذلك‬
‫يجوس خلل الندلس"‪.‬والقرطبي)‪) (93‬ت ‪671‬هـ(‪ ..":‬اعتراض ا بليغ ا أثناء القول"‪" ،‬و‬
‫ص ال تعالى فيه أثناء أدائه" والتزرعي)‪751‬هـ( في"زاد‬
‫يسنبح أثناء التكبير" ‪"،‬لم يع ة‬
‫ت أثناء ال ت‬
‫طهر" ‪.‬و"الصواعق المرسلة")‪":(95‬استدراك مفُسدة‬ ‫"واذا طينلق ع‬
‫إ‬
‫)‪(94‬‬
‫المعاد"‬
‫لبن كثير)ت ‪774‬هـ(‪":‬وتلنقى الناس أبا‬ ‫)‪(96‬‬
‫النهي أثناء ذلك"‪ ..‬و"البداية والنهاية"‬
‫جعفُر المنصور أثناء طريق مكة"‪" ،‬وقإد بلغ مؤنس ا أثناء الطريق"‪ .‬وخبايا الزوايا‬
‫)ت ‪794‬هـ( "ذكرها في هذا الباب أثناء التعليل" ‪"،‬إذا مات المستأجر‬ ‫)‪(97‬‬
‫للزركشي‬
‫أثناء المدة"‪ .‬ومقدمة ابن خلدون)‪) (98‬ت ‪808‬هـ(‪":‬ويدركه أثناء ذلك"‪" ،‬وتسقى أثناء‬
‫إمهائها"‪.‬‬

‫ي)ت ‪758‬هـ( في "نفُح الطيب")‪ ":(99‬ما اندرلج له أثناء‬


‫وقإد استخدمه اللمنقر ن‬
‫مدحه" "وللنسيم أثناء ذلك المنظر" "ونفُث به أثناء زفراته" " وسيأتي لهذا النمط مزيد‬

‫‪ ( ) 92‬الحنلة السيراء‪ .2/7 ،205 ،1/141:‬وينظر‪.389 ،219 ،207 ،83 ،29 :‬‬
‫‪ ( ) 93‬تفُسير القرطبي‪.408 ،307 ،2/242:‬وينظر‪.20/201 ،6/160 :‬‬
‫‪ ( ) 94‬زاد المعاد‪.5/633 :‬‬
‫)( الصواعق المرسلة‪.1/375 :‬‬ ‫‪95‬‬

‫)( البداية والنهاية‪ .11/166 ،10/80 :‬وينظر‪.14/269 .199 /11:‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪ ( ) 97‬خبايا الزوايا‪.311 ،118:‬‬


‫‪ ( ) 98‬مقدمة ابن خلدون‪ ،525 ،92:‬وينظر‪.553 ،538:‬‬
‫)( نفُح الطيب‪ .126 ،92 ،6 ،1/2:‬وينظر ايضاا‪،314 ،3/78 ،477 ،440 ،331 ،2/326 :‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪.475 ،402 ،104 ،6/8 ،328 ،263 ،177 ،5/153 ،308 ،285 ،249 ،245 ،277 ،4/38‬‬

‫‪146‬‬
‫أثناء الكتاب"‪ ،‬و استخدم القلقشندي)ت ‪821‬هـ( "أثناء" عشرات المرات)‪ ،(100‬ولكنه‬
‫أوردها مرة واحدة دون أن يسبقها حرف جنر‪ ،‬إذ قإال)‪ … "(101‬المحنل الثاني أثناء الولية‬
‫"‪ .‬وفتح الباري للعسقلني)ت ‪852‬هـ(‪":(102) :‬ما لم يترجم له أثناء الكلم" و" ما فيه فائدة‬
‫للحنبلي )‪884‬هـ(‪":‬واستدبرهم أثناء الصلة"‪ .‬والتاج‬ ‫)‪(103‬‬
‫أثناء الحديث"‪ .‬والمبدع‬
‫ك‬
‫والكليل للعبدري)ت ‪897‬هـ( ‪):‬ويكاد يقتصر عليه("ثم قإال أثناء كلمه"‪"،‬من ش ن‬
‫)‪(104‬‬

‫أثناء صلته" ‪"،‬أجاز الكلم أثناء الذان" ‪"،‬ثم ذكر ذلك أثناء النافلة"‪ .‬و"الشباه‬
‫والنظائر في الفُقه" للسيوطي)ت ‪911‬هـ(‪":‬لو نوى أثناء النهار" و" فسافر أثناء‬
‫للدمشقي)ت ‪978‬هـ(‪":‬وينتجر أثناء ذلك"‪ .‬وكشف‬ ‫)‪(106‬‬
‫النهار")‪ .(105‬والدارس‬
‫ي أثناء ما‬
‫ي أثناء الطهارة" أ ع‬
‫لمنصور بن يونس اليبهوتي)ت ‪1105‬هـ(‪" :‬أ ع‬
‫)‪(107‬‬
‫القناع‬
‫ي أثناء الوقإعة" وقإد استخدم أيض ا السلوب الخر‬
‫ذكر" ‪ "،‬إوان ارتند أثناء عبادته" ‪"،‬أ ع‬
‫لسيدي‬ ‫)‪(109‬‬
‫في العبارة نفُسها‪ ،‬إذ يقول)‪":(108‬أي في أثناء مدة الجازة"‪ .‬والشرح الكبير‬
‫أحمد الدردير)ت ‪1201‬هـ(‪ ":‬يد الماسح أثناء مسحه" ‪"،‬يعني أثناء الوقإت" ‪ "،‬أي‬

‫) ( صبح العشى‪ :‬ينظر على سبيل المثال‪،286 ،222 ،220 ،212 ،139 ،131 ،1/95:‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪.3/548 ،2/353‬‬
‫‪ ( ) 101‬نفُسه‪.5/405:‬‬
‫‪ ( ) 102‬فتح الباري‪.8/489 ،2/478:‬‬
‫)( المبدع‪.1/373:‬‬ ‫‪103‬‬

‫) ( التاج والكليل‪ .427 ،300، ،1/230:‬وينظر‪،187 ،162 ،135 ،133 ،2/10 ،516 :‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪.6/260 ،5/254 ،4/127 ،2/418‬‬


‫‪ () 105‬الشباه والنظائر‪.114 ،26:‬‬
‫‪ ( ) 106‬الدارس‪.118:‬‬
‫‪ ( ) 107‬كشف القناع‪.542 ،4/203 ،212 ،3/84 ،322 ،223 ،1/86،91 :‬‬
‫( ( نفُسه‪.4/31:‬‬ ‫‪108‬‬

‫) ( الشرح الكبير‪ .443 ،179 ،1/145:‬وينظر‪،476 ،473 ،432 ،105 ،2/12 ،550 /1:‬‬ ‫‪109‬‬

‫‪.4/32،62 ،3/547‬‬
‫‪147‬‬
‫)ت ‪1221‬هـ(‪ ":‬إوان ل‬ ‫أثناء الصلة"‪ .‬وحاشية البجيرمي‬
‫)‪(110‬‬
‫ط أر له أثناء فعله"‪"،‬فأنه‬
‫بإقإامته أثناء ما منر" "إذا عمل جنازة أثناء الصلة" و"لعود المريض أثناء النهار"‪.‬‬
‫وصديق القنوجي)ت ‪1307‬هـ( في "أبجد العلوم")‪":(111‬أخذهم أثناء المدارسة"‪"،‬كثير‬
‫من الملكة أثناء التعليم"‪" ،‬مبثوثة أثناء ذلك"‪ .‬والستقصا لخبار دول المغرب‬
‫القإصى)‪ ،(112‬لبي العباس الناصري)ت ‪1315‬هـ( "وفي نفُسه أثناء هذا "‪،‬‬
‫"والسلطان يعقوب أثناء هذا كله يغادي لشريلش و يراوحها"‪" ،‬وهلك السلطان يوسف‬
‫أثناء ذلك"‪ ،‬وفي أدب الرحلت جاء في "رحلة ابن جبير")‪)(113‬ت ‪614‬هـ( إذ‬
‫استخدمها مرة واحدة كذلك‪":‬ظهر الهلل أثناء فرج السحاب"‪ ،‬وسائر استخداماته على‬
‫)ت ‪779‬هـ(‪ ":‬ويغنون أثناء ذلك"‪"،‬أصابتني‬ ‫)‪(115‬‬
‫القاعدة)‪ ،(114‬و عند ابن بطوطة‬
‫في سورة القصص" فبالجحفُة‬ ‫)‪(116‬‬
‫أثناء ذلك حنمى"‪ .‬كما نجده في تفُسير الجللين‬
‫نزلت أثناء الهجرة"‪.‬‬

‫وقإد استخدم سيد قإطب )ت ‪1966‬هـ( "أثناء" فيما أحصيته في"الظلل"‪،‬‬


‫)‪ (63‬مرة‪ ،‬وقإد حاول جهده أن يلتزم التعبير الفصح‪ ،‬ولكن نند منه استخدامان خالف‬
‫و"‬ ‫فيهما ذلك)‪:(117‬و" ل يخطرنن بباله أثناء هذه الجهود البالغة …" ‪،‬‬

‫) ( حاشية البجيرمي‪،111 ،106 ،4/85 ،314 ،3/159 ،121 ،2/80 ،471 ،370 ،1/266:‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪.211 ،185‬‬
‫)( أبجد العلوم‪.348 ،276 ،1/110:‬‬ ‫‪111‬‬

‫)( الستقصا لخبار دول المغرب القإصى‪.84 ،61 ،1/45:‬وينظر‪،119،160 ،113 ،103 :‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪.90 ،52 ،16 ،3/14 ،103 ،2/11،97 ،205 ، 187‬‬


‫( ( رحلة ابن جبير‪.127:‬‬ ‫‪113‬‬

‫( ( نفُسه‪:‬ينظر‪.223 ،219 ،217 ،159،160 ،135 ،124 ،119 ،116:‬‬ ‫‪114‬‬

‫)( ابن بطوطة‪.2/662 ،1/378:‬‬ ‫‪115‬‬

‫( ( تفُسير الجللين‪:‬مستهل سورة القصص‪.‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪ () 117‬في ظلل القرآن)على التوالي(‪.1629 ،1147:‬‬


‫‪148‬‬
‫والذي أمند فليب وقإلب السد بالمرطبات والدوية والزواد أثناء مرضهما"‪ .‬كما‬
‫استخدمه طه حسين)ت ‪1973‬هـ( في عنوان أول فصل في كتابه "حديث الربعاء‪،‬‬
‫إذ وسمه بـ " أثنالء قإراءةة الشعر الحديث"‪ ،‬وهو يستخدم التركيبين أيضاا‪ ،‬ففُي كتابه‬
‫"القدر" نجده يقول في أوائل فصل "النف")‪:(118‬عاهدت اللهة أثناء حزنها ثم يقول‬
‫في منتصفُه)‪ ":(119‬وفي أثناء العشاء شكا كادور ألماا"‪ ،‬كما استخدمها أحمد أمين‪ ،‬في‬
‫كتابه"حياتي")‪..":(120‬كل ما يلقاه أثناء حياته"‪ ،‬ومحمود شاكر)‪":(121‬ولكني انصرفت‬
‫عن ذلك أثنالء الكتابة"‪.‬‬

‫بقي أمران‪ ،‬أولهما أنه بالرغم من هذه النصوص كلها فمن المرنجح أن للترجمة‬
‫دو ار مهما في ترسيخ هذا التعبير‪ ،‬وبالتحديد كلمة "‪ ،"during‬وثانيهما أن ثمة كلمة‬
‫أخرى مرادفة لـ"أثناء" وقإد استخدمها القدماء مجرورة وغير مجرورة أل وهي "ةخلل" أو‬
‫"لخللل"‪ ،‬نحو قإوله تعالى‪ "(122):‬فجاسوا خلل الديار" وقإوله تعالى)‪ ":(123‬ولوضعوا‬
‫خللكم يبغونكم الفُتنة"‪ ،‬وقإول الشاعر الموي نصر بن سنيار‪ ":‬أرى خللل الرماةد‬
‫ض نارر"‪ ،‬وجاء في اللسان)‪"(124‬قإال ايللحياني‪ ":‬جلسنا خللل الحني‪ ،‬وخللل دوةر‬
‫ومي ل‬
‫القوم؛ أي جلسنا بيلن البيوت‪ ،‬ووسط الدور‪ ،‬قإال‪:‬وكذلك يقال سرنا لخللل العدو‬
‫وخلللهم؛ أي بينهم"‪ ،‬وهذا يقنوي هذا الستخدام لثناء دون حرف الجنر‪ .‬وعلى هذا‬
‫فلئن يسيجل خرومج لحيةني عند القدماء في استخدام "أثناء" دون أعن يسبقها حرف جنر‪،‬‬

‫‪ ( ) 118‬القللدر)زدج(‪) ،272:‬منشورة في مجلة الكاتب المصرية(‪.‬‬


‫‪ ( ) 119‬نفُسه‪.373 :‬‬
‫‪ () 120‬حياتي‪ ،53:‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط ‪.1971 ،2‬‬
‫‪ ( ) 121‬أباطيل وأسمار‪.219:‬‬
‫‪ () 122‬السراء‪.5:‬‬
‫‪ ( ) 123‬التوبة‪.47:‬‬
‫‪ ( ) 124‬اللسان‪) :‬خلل(‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫فمن الجلني أنن المتأخرين‪ ،‬وعلى الخص بعد القرن السابع‪ ،‬قإد خرجوا على هذا‬
‫الستخدام خروج ا واسعاا‪ ،‬ول مجال لتخطئة المحدثين في استعمالها على هذا الوجه‪.‬‬

‫ت الطلعب خاصةة الممتازين‪:‬‬


‫‪ ‬شجع ر‬

‫ذكر المؤلف هذا السلوب في باب ما يأسقط منه حرف الجر‪ ،‬ومثله‪:‬قإرأت الكتب‬
‫ل‪:‬خاصة اسم على وزن فاعلة‪ ،‬يستعمل بمعنى‬
‫خاصةا كتب الدب‪ ،‬ويردف قإائ ا‬
‫المصدر‪ ،‬ويفُيد ما تفُيده "ولسيما" في التعبير غالباا‪ ،‬والرجح جنره بالباء‪ ،‬فقد يسمع أبو‬
‫العباس ثعلب وهو يقول‪":‬إذا يذكر الصالحون فبخاصرة أبو بكر‪ ،‬إواذا ذكر الشراف‬
‫فبخاصة علي"‪ ،‬والمؤلف يختاره لن المعجم الوسيط اختاره‪ ،‬فقد جاء فيه‪":‬يقال‬
‫بخاصة فلن أي خصوصا فلن"‪ .‬وهو بخلف استعماله مفُردا بعد تمام الجملة‪ ،‬فإنه‬
‫يكون منصوبا على الحالية أو المصدرية‪ ،‬أو مفُعولا لجله‪ ،‬كما تقول فعلت ذلك بك‬
‫صية أو خاصة أو خصوصية)‪.(125‬‬ ‫ة‬
‫خ ن‬

‫وهو يرند على العدناني إجازته ترك هذه الباء‪ ،‬ويعند دليله على ذلك متهافتاا؛ ذلك‬
‫أن ما ذكره من نفُي الصعوبة عند النطق بهذه الصيغة دون الباء ييوجب أن لنعنزل عن‬
‫لولى أن ييقال‪:‬‬
‫نصف اللغة‪ ،‬فما أكثر الكلمات المختصرة وهي خطأ؛ لذلك كله فا ل‬
‫ب وبخاصة كتب الدب)‪.(126‬‬ ‫ر‬
‫ت الطلب وبخاصة الممتازون‪ ،‬وقإرأت الكت ل‬
‫شجع ي‬

‫‪ ( ) 125‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.134:‬‬


‫‪ ( ) 126‬نفُسه‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫بادئ ذي لبدء هذا السلوب من الساليب التي ناقإشها مجمع اللغة العربية‬
‫باعتبارها من الساليب المحدثة‪ ،‬وقإد أجاز استخدام خاصة وخصوصاا‪ ،‬وجاء في‬
‫قإ ارره أن خاصة اسم مصدر‪ ،‬أو مصدر جاء على فاعله‪ ،‬كالعافية‪ ،‬وأن خصوص ا‬
‫مصدر‪ ،‬ولها في الستعمال صور‪ ،‬منها‪:‬‬

‫ب" ‪ ،‬وفي مثل هذا تنصب خاصة على أنها‬ ‫‪ " -1‬أحب الفُاكهة وخاصةا العن ل‬
‫مصدر‪ ،‬قإام مقام الفُعل‪ ،‬وما بعدها مفُعول به‪.‬‬

‫ب " دون واو‪ ،‬ومثــل هــذا تنصــب فيــه خاصــة‬


‫‪ " -2‬أحــب الفُاكهــة خاص ـةا العن ـ ل‬
‫على أنها حال وما بعدها مفُعول به‪.‬‬

‫ب "‪ ،‬وفي مثل هذا تنصب خصوص ا على‬


‫‪ " -3‬أحب الفُاكهة وخصوص ا العن ل‬
‫أنها مصدر قإام مقام الفُعل‪ ،‬وما بعدها مفُعول به‪ .‬وزاد الستاذ محمد خلف‬
‫ال أحمد)ت ‪1983‬م( عضو المجمع استعمالين آخرين‪ ،‬لم تذكرهما‬
‫اللجنة‪ ،‬وهما "أح ت‬
‫ب التفُالح واللبناني منه خاصة‪ ،‬والثاني يعجبني التفُايح‬
‫واللبناني خاصاة"‪ ،‬وخنرج الشيخ الصوالحي عضو المجمع "خاصة" هنا‬
‫على الحال‪ ،‬ورده عباس حسن لوجود الواو)‪.(127‬‬

‫ومن عجرب أن هذا الذي عنده الدكتور عمار خطأا واستبدل به "بخاصة‬
‫وبعامة"‪ ،‬عنده الدكتور إحسان الننص غير فصيح على شيوعه بين الكتاب اليوم‪ ،‬ول‬
‫نجده في أساليب العرب اليقدامى‪ ،‬وبعد أن ذكر الدكتور إحسان قإول ثعلب آنف‬
‫الذكر‪ ،‬قإال معلقاا‪" :‬وهذا قإول يروي من طريق السماع‪ ،‬ولم نتحقق من صحة نسبته‬

‫) ( محاضر جلسات الدورة)‪.295:(37‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪151‬‬
‫ل‪":‬ومهما يكن من أمر فإن الفصح‬
‫إلى اللغوي المشهور‪ ،‬ثعلب"‪ ،‬وأردف قإائ ا‬
‫استعمال هذين اللفُظين‪":‬عامة وخاصة" مجردين عن الباء الجارة")‪.(128‬‬

‫إواذا عدنا إلى هذه المسألة كان علينا إن نقول إنن ترجيح الدكتور عمار‬
‫استخدام خاصة مسبوقإة بحرف الجر "الباء" ل يحجة مقنعة تسنده‪ ،‬كما أنن رد الدكتور‬
‫إحسان له‪ ،‬إواثبات استخدم "خاصة" دون الباء ل يمثل ردا مقنع ا لغيره من‬
‫الستخدامات‪ ،‬ول يقنل ما ذهب إليه العدناني ‪ -‬في سهولة نطق هذه الصيغة دون‬
‫الباء ‪ -‬يبعدا عن تمثل هذا السلوب‪.‬‬

‫صة‬
‫وعلينا ههنا أن نذكر شيئين‪ ،‬الول أن السلوب الذي تستخدم فيه خا ن‬
‫بأنماطه المختلفُة هو يمحلدث على الغلب‪ ،‬وقإد دخل إلى العربية من النجليزية‪ ،‬ومن‬
‫ت عليه عند‬
‫كلمة ""‪ ،especially‬على وجه التحديد‪ ،‬والستخدام النادر الذي وقإع ي‬
‫القدماء ‪ -‬كما سيأتي – ل يعني بحال أن استخدام المحدثين صدى له‪ ،‬والشيء‬
‫الثاني أن "خصوصاا" تختلف عن "خاصة"‪ ،‬فقد استخدمها المتأخرون استخداما‬
‫ظاه ارا‪ ،‬كما يستخدمها المحدثون‪ ،‬إذ استخدموها منصوبة وجعلوا ما يليها منصوب ا أو‬
‫مرفوعاا‪ ،‬كما أدخلوا عليها حرف الجنر‪.‬‬

‫ص يتيم للعشى وهو من‬


‫أما عن استخدام "خاصة" فقد وجدتها في ن ص‬
‫المتأخرين‪" :‬أما البطيخ فينجب عندهم نجابة وخاصةا الصفُر")‪.(129‬‬

‫) ( مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬المجلد الحادي والسبعون‪ ،1996 .‬الصفُحة‪:‬‬ ‫‪128‬‬

‫‪.487‬‬
‫)( صبح العشى‪.4/467:‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪152‬‬
‫أنما "خصوص" فقد استخدمها المتأخرون كثي ار على الوجه المذكورة آنفُ ا‬
‫ي )ت ‪616‬هـ( في "المسائل‬ ‫وأول ما وقإعت عليه من استخدامها كان عند اليعكلبر ن‬
‫الخلفية"‪ ،‬إذ يقول‪":‬بل يستدل بالظاهر على الخفُي خصوص ا في الشتقاق")‪،(130‬‬
‫ت قإبل الشين كراهية الهمزتين بينهما ألف خصوصا بعد‬
‫وفي "التبيان "‪.." :‬فجعل ع‬
‫)‪(131‬‬

‫ت خصوصا في الياء بعد‬ ‫الياء"‪ ،‬وفي "اتللباب "‪":‬فلو يحرلك ع‬


‫ت لتوالت الحركات وثليقل ع‬
‫)‪(132‬‬

‫ل"‪ ،‬و‬
‫الكسرة"‪،‬و" عوامل السماء أقإوى من عوامل الفعال خصوصا إذا كانت أفعا ا‬
‫الرضي في "شرح الكافية")ت ‪686‬هـ(‪ :‬فإذا قإلت أحب زيدا ول سيما راكب ا أو على‬
‫و القلقشندي)‪821‬هـ( في‬ ‫الفُرس‪،‬فهو بمعنى خصوصا راكباا")‪،(133‬‬
‫"أفضى إلى الهلللكة خصوص ا أسرار الملوك"‪" ،‬والجري على‬ ‫)‪(134‬‬
‫"صبح العشى"‬

‫واللمقلةر ن‬
‫ي )ت ‪758‬هـ( في"نفُح‬ ‫قإواعد العربية خصوص ا عرب الحجاز‪،‬‬
‫" قإراءاته بعد كل صلة خصوص ا صلة الجمعة"‪" ،‬من يدري كمن ل‬ ‫)‪(135‬‬
‫الطيب"‬
‫"في إرسال‬ ‫)‪(136‬‬
‫يعلم خصوصا الحديث عن خير البشر"‪ ،‬وياقإوت في"خزانة الدب"‬
‫المثل على أنواعه خصوص ا أهل النشا"‪.‬‬

‫‪ ( ) 130‬مسائل خلفية في النحو‪.61:‬‬


‫‪ ( )131‬التبيان‪.1/227:‬‬
‫‪ ()132‬اللباب‪ ،2/36 ،1/519:‬وينظر‪.301 ،70 :‬‬
‫‪ ()133‬شرح الكافية‪.1/248:‬‬
‫)( صبح العشى‪ ،212 ،1/142:‬وينظر‪،5/180 ،4/323 ،3/419 ،2/210 ،1/319 ،245 :‬‬ ‫‪134‬‬

‫‪.12/74 ،351 ،11/289 ،9/367 ،7/268‬‬


‫) ( نفُح الطيب‪ ،905 ،2/56:‬وينظر‪.480 ،137 ،7/136 ، ،5/354 ،2/530 ،5/152 ،1015 :‬‬ ‫‪135‬‬

‫‪ ( ) 136‬خزانة الدب‪.1/214:‬‬
‫‪153‬‬
‫وقإد جاء هذا التركيب أيض ا في كتب الفُقه والتفُسير كما في "تفُسير‬
‫الطبري")ت ‪310‬هـ( )‪"(137‬حدثنا ةبشر‪ ..‬ثم ربك للمتقين خصوص ا القول في تأويل‬
‫قإوله تعالى"‪ ،‬و"قإواطع الدلة في الصول" للسمعاني)‪)(138‬ت ‪" (489‬ذكرها أليق بهذا‬
‫الموضع خصوصا مسألة استصحاب الحال"‪ " ،‬من أصحاب أبي حنيفُة خصوصا‬
‫"مذهب الحضر خصوص ا إذا كانت‬ ‫)‪(139‬‬
‫العراقإيون"‪ ،‬و"تفُسير القرطبي" )‪671‬هـ(‬
‫الحالة…" و"المجموع" للنووي)‪676) (140‬هـ(" "يخرج كل يوم إلى البقيع خصوص ا يوم‬
‫"كشهر رمضان خصوص ا الليالي"‬ ‫)‪(141‬‬
‫الجمعة"‪ ،‬و"الفُروع" للمقدسي )ت ‪762‬هـ(‬
‫)‪(142‬‬
‫"لسيما الجر خصوصا صاحب العائلة"‪ ،‬و"فتح الباري" لبن حجر)ت ‪852‬هـ(‬
‫"سقي الماء خصوص ا ماء زمزم" "التي رتب عليها الجواب خصوص ا المقاتلة" "في‬
‫صدور الصحابة خصوص ا الفُاتحة" "لم ينقل عنهم خلف في الجواز خصوص ا أهل‬
‫"قإد استفُاضت به خصوص ا حديث‬ ‫)‪(143‬‬
‫المدينة"‪ .‬و"المبدع" للحنبلي )ت ‪884‬هـ(‬
‫عثمان" "وييلسنن التكبير في ليلتي العيدين خصوصا في الفُطر"‪ ،‬و"مغني المحتاج‬
‫للخطيب اليشعربيني )ت ‪977‬هـ( )‪ "(144‬وهو منتظر الصلة وخصوص ا إذا قإربت"‪"،‬‬
‫‪،‬و"فتح القدير للشوكاني)ت ‪1250‬هـ( )‪"(145‬والتأسيس خير من التأكيد خصوص ا في‬

‫‪ ( ) 137‬تفُسير الطبري‪.25/72:‬‬
‫‪ ( ) 138‬قإواطع الدلة في الصول‪،46 ،2/34:‬‬
‫‪ ( ) 139‬تفُسير لقرطبي‪.13/259:‬‬
‫‪ ()140‬المجموع‪.8/203:‬‬
‫‪ ()141‬الفُروع‪.2/498 ،1/493:‬‬
‫)(فتح الباري‪ ،511 ،457 ،4/105 ،3/492:‬وينظر‪،7/154 ،6/609 ،6/415 ،5/214:‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪.10/533 ،489 ،9/126 ،479 ،8/40 ،247‬‬


‫‪ ()143‬المبدع‪.7/114 ،1/123:‬‬
‫‪ () 144‬مغني المحتاج‪.1/188:‬‬
‫‪ ( ) 145‬فتح القدير‪،3/353 1/63،75:‬‬
‫‪154‬‬
‫كلم ال" "حتى يعلم بحكمه خصوص ا في أمور الدين"‪"،‬ذكر سبحانه تعظيم القرآن‬
‫خصوص ا هذه السورة"‪.‬‬

‫لبن‬ ‫)‪(146‬‬
‫كما جاء في كتب التاريخ والمعاجم‪ ،‬كما في "تاريخ دمشق"‬
‫عساكر)ت ‪571‬هـ( "كان عالما بالقراءة خصوصا بقراء أبي عمرو"‪"،‬وبنى بها المير‬
‫)ت ‪6‬‬ ‫المظفُر‪ ..‬خصوص ا لهل الحديث"‪ ،‬و"وفيات العيان")‪(147‬لبن لخيلكان‬
‫‪81‬هـ("كان ماه ار في فنون عديدة خصوص ا علم الحساب" "كان أحد أئمة الدب‬
‫خصوص ا اللغة"‪" .‬وقإد ذكرته الشعراء خصوص ا أبا عبادة البحتري"‪ ،‬و"سير أعلم‬
‫للذهبي)ت ‪748‬هـ(" تكلموا فيه بالقبائح خصوصا الزهاد"‪"،‬القراءة في‬ ‫النبلء"‬
‫)‪(148‬‬

‫المحراب خصوص ا ليالي رمضان"‪ ،‬حفُظ أسماء الرجال خصوص ا من تأخر زمانه"‪،‬‬
‫و"مقدمة ابن خلدون)‪)(149‬ت ‪808‬هـ("وكثر هؤلء في القإاليم المنحرفة‪ ..‬خصوص ا بلد‬
‫)‪(150‬‬
‫الهند"‪"،‬وفيهم الكثير من المنتحلين للعلوم وخصوص ا علوم اللسان"‪" ،‬الدرر الكامنة"‬
‫لبن حجر العسقلني )‪852‬هـ("من اعتقد عقيدة ابن تيمية حنل دمه خصوصا‬
‫الحنابلة" "واشتغل بالعلم خصوص ا العربية" "وكان محبوب ا للناس خصوص ا أهل‬
‫واعلم أن الشراقإيين من‬ ‫)‪(151‬‬
‫الحديث"‪ ،‬و" كشف الظنون للحاج خليفُة)‪1069‬هـ(‬
‫الحكماء كالصوفيين‪..‬خصوص ا المتأخرين"‪" ،‬اشتغل بتتبع التواريخ خصوص ا‬

‫‪ ( ) 146‬تاريخ دمشق‪.255 ،51/254:‬‬


‫) ( وفيات العيان‪ ،6/117 ،323 ،3/203:‬وينظر‪،5/169 ،257 ،256 ،184 ،4/68:‬‬ ‫‪147‬‬

‫‪.237 ،7/220‬‬
‫‪ ()148‬سير أعلم النبلء‪.23/136 ،20/132 ،14/250:‬‬
‫‪ ( ) 149‬مقدمة ابن خلدون‪.583 ،109 :‬‬
‫)( الدرر الكامنة‪ ،311 ،2/191 ،1/171 :‬وينظر‪،5/30 ،188 ،4/124 ،4/32 ،2/318:‬‬ ‫‪150‬‬

‫‪.231 ،220 ،6/45 ،236‬‬


‫‪ ()151‬كشف الظنون‪.،2/2018 ،1/414:‬‬
‫‪155‬‬
‫المامة لبني هاشم خصوص ا بني العباس" "في علوم‬
‫)‪(152‬‬
‫الوفيات" و"شذرات الذهب"‬
‫كثيرة خصوص ا الفُقه" "كان إمام ا في علوم شتى خصوص ا اللغة"‪ ،‬و"التحفُة اللطيفُة"‬
‫)ت ‪902‬هـ( )‪،(153‬وتأسف الناس وخصوص ا أهل‬ ‫لللسلخاوي‬
‫المدينة"‪" ،‬يستحضر من الحاديث شيئا كثي ار خصوصا المتعلقة بالوراد"‪ ،‬و"عجائب‬
‫)‪1822‬م("كانوا بمنزلة أولده خصوص ا الولين" "صاروا‬ ‫الثار")‪ (154‬لللجبرتي‬
‫يفُتشون على من بقي منهم خصوص ا في الكرتلية" ‪ ،‬و"أبجد العلوم")‪(155‬للقنوجي )ت ‪13‬‬
‫‪07‬هـ("سبب حرمان الرزق خصوص ا الكذب"‪" ،‬في المشرب والصلح خصوص ا‬
‫المتأخرين منهم" "صاحب العلوم العقلية خصوصا المام فخر الدين الرازي"‪،‬‬
‫و"الستقصا" للناصري)‪1315‬هـ( )‪" (156‬واستحنر القتل في المسلمين وخصوص ا قإينراء‬
‫القرآن"‪ ،‬تقبض على قإواد الفُساد خصوص ا أحمد بن عبد الحق"‪.‬‬

‫لياقإوت‬ ‫أما جنر "خصوص" أو إضافتها فإننا نقع عليها في "معجم البلدان"‬
‫)‪(157‬‬

‫الحموي )ت ‪626‬هـ("خرج من أصبهان من العلماء والئمة في كل فن ‪..‬وعلى‬


‫الخصوص علنو السناد" "أندة كثيرة المياه والرساتيق والشجر‪ ..‬وعلى الخصوص‬

‫)( شذرات الذهب‪ ،2/131 ،367 ،1/3:‬وينظر‪،56 ،91 /3 ،187 ،260، 123 ،2/12،45:‬‬ ‫‪152‬‬

‫‪.169 ،4/6 ،438 ،399 ،233 ،165 ،145‬‬


‫)( التحفُة اللطيفُة في تاريخ المدينة الشريفُة‪ :‬ينظر‪ ،127 ،1/102:‬وينظر‪،444 ،322 :‬‬ ‫‪153‬‬

‫‪.142 ،134 ،77 ،2/75‬‬


‫)( عجائب الثار‪ ،245 /2 ،1/459:‬وينظر‪،3/170 ،602 ،548 ،334 ،2/330 ،249 :‬‬ ‫‪154‬‬

‫‪.479،487 ،477 ،171‬‬


‫) ( أبجد العلوم‪،182 ،2/154 ،1/133:‬وينظر‪،3/25 ،568 ،2/546 ،2/513 ،2/406:‬‬ ‫‪155‬‬

‫‪.161 ،62،112 ،3/56‬‬


‫)( الستقصا في أخبار دول المغرب القإصى‪ ،2/174 ،1/77:‬وينظر‪،93 ،3/6 ،191 :‬‬ ‫‪156‬‬

‫‪.73 ،158 ،129 ،118‬‬


‫‪ ( ) 157‬معجم البلدان‪ ،264 ،1/209:‬وينظر‪،493 ،2/201:‬‬
‫‪156‬‬
‫لبن الثير )ت ‪637‬هـ("وأن تحكم فيهم بحكم ال‬ ‫شجر التين"‪ ،‬و"الملثل السائر‬
‫)‪(158‬‬

‫الذي قإضاه على لسان سعد في بني قإريظة والنضير وعلى الخصوص البيت المقدس"‪،‬‬
‫)ت ‪756‬هـ("لها من الهيئات‬ ‫لللقزويني‬ ‫)‪(159‬‬
‫و"اليضاح في علوم البلغة"‬
‫لبن‬ ‫)‪(160‬‬
‫والجوارح وعلى الخصوص ما يكون قإوام اغتياله للنفُوس"‪ ،‬و"مغني اللبيب‬
‫ـ("واذا تولوا الكيل أو الوزن هم على الخصوص أخسروا" و"صبح‬
‫هشام )‪761‬ه إ‬
‫" والقإلع وعلى الخصوص إذا كانت الخيانة‪ ،"..‬و"عجائب‬ ‫)‪(161‬‬
‫العشى‬
‫الثار")‪"(162‬تعطلت من المانرة وعلى الخصوص طريق بغداد" "على ما كانوا عليه‬
‫وعلى الخصوص أنن دين السلم‪."..‬‬

‫ومما ل شك فيه أن السياق الذي ترد فيه "خاصة" وأخواتها‪ ،‬ليس غريب ا عن‬
‫العربية‪ ،‬ومن الساليب الفُصيحة التي استبدلوها به" أسلوب "لسيما"‪ ،‬وكان يمكن‬
‫للمترجمين أن يستخدموها‪ ،‬غير أنهم اختاروا عليها خاصة وأخواتها‪ ،‬ولعل انصرافهم‬
‫عن "لسيما" كان لتركيبها‪ ،‬وكثرة ما يقع من الختلف في ضبط السم بعدها‪.‬‬

‫قإصارى القول أن السلوب الذي ترد فيه خاصة قإد شاع على ألسنة الكتاب‬
‫ق القدمايء إليه‪،‬‬
‫والمثقفُين‪ ،‬وليس من الحكمة تخطئته‪ ،‬والوقإوف في وجهه‪ ،‬وقإد لسلب ل‬
‫غير أن الشكال الذي يؤخذ بعين العتبار هو إعراب هذه الصيغ‪ ،‬وقإد رأينا المجمع‬
‫يقسمها باعتبارات مختلفُة‪ ،‬ول أراه أصاب فيما ذهب إليه‪ .‬فإذا أردنا أن نتمثل الدللة‬
‫الحقيقية لهذه الساليب‪ ،‬علينا النظر إليها باعتبارين‪ ،‬حسب ما بين أيدينا من‬
‫ق بحرف جنر‪ ،‬وهذه جميع ا‬ ‫الستخدامات‪ ،‬النمط الول ويشمل الصيغ التي ل تيعسلب ي‬
‫‪ ( ) 158‬المثل السائر‪.231:‬‬
‫‪ ( ) 159‬اليضاح في علوم البلغة‪.294:‬‬
‫‪ ( ) 160‬مغني اللبيب‪778:‬‬
‫‪ () 161‬صبح العشى‪8/275:‬‬
‫‪ () 162‬عجائب الثار‪ ،2/255 ،1/172:‬وينظر‪.431 ،2/383:‬‬
‫‪157‬‬
‫فيما يظهر مصادر نائبة عن أفعالها‪ ،‬ودللة ذلك أعبلين‪ ،‬وقإد تخنرج على الحال ‪،‬‬
‫ويكون ما بعدها مفُعولا به‪ ،‬أنما النمط الثاني فهو المسبوق بحرف الجر‪ ،‬نحو بخاصة‬
‫وعلى الخص وبالخص‪ ،‬وهذه ل مفُنر من إعراب الذي يليها مبتدأ مؤخ ارا‪ ،‬وشبه‬
‫الجملة خبمر مقدم‪.‬‬

‫ونزيد أن هذا السلوب يؤدى على الوجه التي جاءت في قإرار المجمع‪ ،‬وما زاده‬
‫ص‪،‬‬ ‫الستاذ محمد خلف ال أحمد‪ ،‬ونضيف إليه كما نرى عند الكتاب والمثقفُين‪ :‬أليخ ن‬
‫وعلى وجه الخصوص‪ ،‬وخصوصي‪ ،‬وعلى وجه التخصيص وعلى الخص وفي‬
‫صيصاا‪ ،‬وكل هذا مستخدم ومتداول ومن‬ ‫ة‬
‫الخص وبشكل خاص وبالخصوص وخ ن‬
‫اليسير الوقإوع عليه‪.‬‬

‫‪ ‬لم تعجبني السطور فشطبتها ‪:‬‬

‫يذكرهــذا التعــبير ممــا أســقط منــه حــرف الج ـنر‪ ،‬يقــول المؤلــف‪":‬يقــول النــاس شــطبت‬
‫ل‪ ،‬ومنــه‬ ‫السطور‪ ،‬ويشطب التلميذ الخطأ"‪ ،‬وهذا الفُعل يستعمل متعدي ا بمعنى لشـنقه طــو ا‬
‫ل‪ ،‬ولزمـ ا بمعنـى لع لدلل لوتلـلرلك‪ ،‬يقـال‪:‬شـطب عن الشـيء‬ ‫لشطللبت المـ أرةي الجريـد شـقته طـو ا‬
‫ب الميــر عــن مقتلــه‪ ،‬بمعنــى عــدل عنــه‪ ،‬وعلــى ذلــك‬ ‫لع ـلدلل عنــه‪،‬وفــي الحــديث‪:‬فشــط ل‬
‫فالصـواب أن يقــال شــطب عــن الســطور‪ ،‬ويشــطب التلميــذ عــن الخطــأ ‪ .‬وأجــاز مجمــع‬
‫القاهرة شطب الكلمـة طمســها عــدولا عنهـا اعتمـادا علــى مــا قإــاله اليشـهاب اللخفُـاةجي فـي‬
‫طأ الجــار الـ مــن قإلعبـيل هــذا‬
‫ب فولقإه لمند عليه لخطنا ‪ ،‬وقإد لخ ن‬
‫)‪(163‬‬
‫شفُاء الغليل "لشطللبه ولشطل ل‬
‫الستخدام )‪.(164‬‬

‫وقإــد أجــاز مجمــع اللغــة العربيــة هــذا الســتخدام‪ ،‬ووافــق عليــه فــي الــدورة الرابعــة‬
‫والخمســين‪ .(165) .‬وقإـندم الــدكتور شـوقإي ضــيف بحثـا فــي ذلــك‪ ،‬ولعـلرض للســتخدامات‬

‫‪ () 163‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.143:‬‬


‫‪ ( ) 164‬الكتابة الصحيحة‪.178:‬‬
‫‪ ()165‬الدورة )‪ :(54‬وينظر‪":‬كتاب اللفُاظ والساليب‪.321 ،106:‬‬
‫‪158‬‬
‫ب(‪ ،‬وذكــر أنن كــل هــذه الســتعمالت ومــا ييطــوى فيهــا مــن معنــى‬
‫طل‬‫الحديثــة لكلمــة)لش ـ ل‬
‫اللغاء‪ ،‬ل توجد في المعجمات‪ ،‬غير أنه يوجد فيها مــا هــو منهــا بســبب؛ إذ يوجــد فيهــا‬
‫طبة‬ ‫التشــطبة واحــدة يشـ ل‬
‫طب الســيف؛ أي الخطــوط والط ارئــق فــي لمتعنــه‪ ،‬ويوجــد أرض يملشـ ن‬
‫طب"‪ .‬واسـ ــتعمالهم‬
‫إذا خـ ـطن فيهـ ــا السـ ــيل خطوطـ ـاا‪ ،‬واشـ ــتقوا منهـ ــا الفُعـ ــل الربـ ــاعي "شـ ـ ن‬
‫ط‪،‬‬
‫طب الثلثـي بمعنـى خـطن ييخـ ن‬
‫ب ليشـ ي‬
‫طل‬ ‫الربـاعي "شـ ن‬
‫طب" بهـذا المعنـى يتيـح إضـافة شـ ل‬
‫ولنما كان هذا الخطن يستلزم إلغالءها‪ ،‬لسلموا هذا الصنيع إلغاء‪ ،‬ثم اتسعوا في استعمالها‪،‬‬
‫ص علــى العــام عــن طريــق‬
‫فجعلوهــا تــدنل علــى اللغــاء مطلق ـاا‪ ،‬مــن بــاب إطلق الخــا ن‬
‫المجاز المرسل)‪ .(166‬وما ذكره الدكتور شوقإي ضيف لم يتننكب جادة الصواب‪.‬‬

‫طلمـلس" محمــد العــدناني )‪ ،(167‬فبعــد أن اســتعرض معانيهــا‬


‫ب بمعنــى " ل‬
‫طل‬‫وقإــد أنيــد لشـ ل‬
‫في المعجمات‪ ،‬لعنرج على قإول الخفُاجي في "شفُاء الغليل"‪ ،‬وهو ما استند إليه المجمــع‬
‫في إجازتها على هذا المعنى‪ ،‬وقإد استشهد بقول ابن العيد الظاهر‪:‬‬

‫ت هذا لغلط‬
‫وقإل ي‬ ‫ت فولقإه‬
‫ت شطب ي‬
‫جئ ي‬

‫ب بمعنــى ألغــى لــم تســتخدم –فيمــا اطلعــت‬


‫طل‬‫أنمــا النصــوص فتنــبئ أنن اســتخدام لشـ ل‬
‫عليه‪-‬أنما استخدام عبارة "شـطب عنه" فلعلـه نـادمر‪ ،‬وقإـد أعيـاني البحـث‪ ،‬ولـم أقإـع علـى‬
‫استخدام لها‪ .‬على أنن فــي العربيـة مــاندة صـميمة تفُيـد معنـى الشــطب وال ازلــة أل وهـي‬
‫إفســاد النصــوص‬ ‫)‪(168‬‬
‫الترميج‪ ،‬وهو –كما جاء في التهذيب والمجمل والمحكــم واللســان‬
‫بعد تسويتها وكتابتها بالتراب ونحوه‪ ،‬يقال‪:‬لرلملج ما كتب بالتراب حتـنـى فســد‪ ،‬وهــذه مــاندة‬

‫‪ () 166‬نفُسه‪.107:‬‬
‫)( معجم الخطاء الشائعة‪.130 :‬‬ ‫‪167‬‬

‫)( تهذيب اللغة ‪ ،11/73:‬مجمل اللغة‪ ،2/419:‬المحكم‪،7/422 :‬و اللسان‪):‬رمج(‪ .‬وينظر‪" :‬كتاب‬ ‫‪168‬‬

‫الفعال" للسعدي )ت ‪515‬هـ(‪.2/51 ،‬‬


‫‪159‬‬
‫ل يكــاد يســتخدمها أحــد مــن القــدماء ول مــن المحــدثين‪ ،‬فيمــا اطلعــت عليــه‪ .‬واســتخدام‬
‫"ش ــطب" بمعن ــى ألغ ــى مس ــتخدمة اس ــتخدام ا واس ــع ا ف ــي عصـ ـرنا ولي ــس م ــن الحكم ــة‬
‫تخطئتها‪ ،‬والتمنسك بصيغة لنلدلر استخدامها عند القدماء‪ ،‬فضلا عن المحدثين‪.‬‬

‫‪ ‬تخررجت في قسم الجغرافيا ‪ -‬كلية الداب‪:‬‬

‫وهذا منما يأسقط منه حرف الجر أيضاا‪ ،‬يقول المؤلف‪ ":‬يكثر إسقاط حرف الجر‬
‫من المرتبة الثانية في مثل هذه الحالة‪ ،‬فيقول أحدهم ‪:‬تخرجت في قإسم الجغرافيا –‬
‫كلية الداب‪ ،‬أو في قإسم الكيمياء‪-‬كلية العلوم‪ .‬وهذه المواضع تستحق دخول حرف‬
‫الجر على الجزء الثاني من العبارة فيقال بكلية الداب أوفي كلية الداب)‪.(169‬‬

‫إنن لسعلك المؤلف هذا السلوب في الخطاء‪ ،‬من الغرابة بمكان‪ ،‬فهذا أسلوب يكاد‬
‫ك من ابتداع المحدثين‪ ،‬ومن المؤكد أنه نتاج‬ ‫يكون عالمياا‪ ،‬وهو أسلوب ل ش ن‬
‫طة الفُاصلة‬
‫ت هذه اللشعر ل‬
‫الحضارة الغربية‪ .‬وهو ل يعارض العربية الفُصيحة؛ إعذ لغلد ع‬
‫مصطلح ا له دللته‪ ،‬ليس في هذا النمط من التعبيرات فحسب‪ ،‬ولكن في كنل متعنلقين‪،‬‬
‫تعنلق الجزء بالكنل؛ ولهذا نرى‪:‬السعودية‪-‬الرياض‪ ،‬وو ازرة التربية – المدارس الخاصة‪،‬‬
‫وما إلى ذلك من التعبيرات‪ .‬ول مجال مطلق ا لتخطئة هذه الساليب‪ ،‬وهذه الشرطة –‬
‫كما يذكر‪ -‬يتنبئ بانضواء الصغر تحت الكبر‪ ،‬والجزء تحت الكنل‪ ،‬ول يشترط أن‬
‫يكون الول هو الكبر‪ ،‬فقد يقال قإسم الجغرافيا – كلية الداب ‪،‬أو العكس‪ .‬أنما حرف‬
‫الجنر "في" فيحند من هذه المكانية‪ ،‬إذ ل يمكن أن يكون العكس‪ ،‬هذا من باب‪ ،‬ومن‬
‫باب آخر فإنن الشرطة الفُاصلة مصطلح مخصوص‪ ،‬على حين يدنل حرف الجنر "في"‬
‫على الظرفية على نحرو غير مخصوص؛ فقسم الجغرافيا في كلية الداب كما هو في‬
‫الجامعة‪ ،‬كما هو المدينة‪.‬‬

‫‪ ( ) 169‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.154:‬‬


‫‪160‬‬
‫قإصارى القول أنن هذا أسلوب يمكن أن ييدرج ضمن الساليب التي أنتجتها‬
‫الحضارة الحديثة‪ ،‬والتقسيمات الدارية الحديثة في شنتى مناحي الحياة‪ ،‬ول مجال‬
‫لتخطئته وقإد أصبح أسلوبا عالمياا‪.‬‬

‫‪ ‬اليوم ‪ 15‬رمعحُقرم‪:‬‬

‫وهــذا منمــا أســقط منــه حــرف الج ـنر‪ ،‬يقــول المؤلــف‪" ":‬يكتــب كــثير مــن النــاس علــى‬
‫خطابـ ــاتهم أو مـ ــن المـ ــوظفُين علـ ــى معـ ــاملتهم فيقولـ ــون‪ :‬اليـ ــوم ‪ 15‬محـ ــرم‪ ،‬واليـ ــوم‬
‫‪ 9‬ربيع الول‪ ،‬أو الربعـاء ‪ 30‬كــانون الول أو الســبت ‪ 13‬شـنوال‪ ..‬ويجـب أن تســبق‬
‫الشهر كلمة "من"؛ لن اسم الشهر ليـس تمييـ از للعـدد الـذي يمثـل ترتيـب اليـوم بيـن أيـام‬
‫الشهر‪ .‬والمقصود أن يقال‪ :‬هذا اليوم هو الخامس عشر مثلا من الشهر أو مــن شــهر‬
‫)‪(170‬‬
‫كذا‪ ،‬وعلى ذلك فالصواب اليوم ‪ 15‬من المحرم ‪ ،‬و ‪ 30‬من كانون الول‪.‬‬

‫ب ــادئ ذي لب ــدء إن ت ــدوين التاريـ ــخ بالطريقـ ــة الـ ــتي ذكرهـ ــا المؤل ــف ه ــو مـ ــن عم ــل‬
‫اليمحدثين‪ ،‬فالقدماء‪ ،‬والمتأخرون كانوا يكتبون التاريخ كتابة حرفية‪ ،‬ل رمــو از رياضــية‪،‬‬
‫والمحـدثون يجنحـون إلـى السـلوب المـذكور اختصـا ار للجهـد‪ ،‬وهو أسـلوب عـالمني فـي‬
‫التأريــخ‪ ،‬ل تســتقنل بــه العربيــة وحــدها‪ ،‬غيــر أنن الكتـنـاب إذا كتبــوه كتابــة حــاكوا القــدماء‪،‬‬
‫فه ــم مثلا ل يكتب ــون الخ ــامس عش ــر مح ــرم‪ ،‬ب ــل م ــن المح ــرم‪ ،‬إلن إذا وض ــعوا بينهم ــا‬
‫لشــرطة‪ ،‬كــذا‪ :‬الخــامس عشــر‪/‬المحــرم‪ ،‬وهــذا أقإــل مــن ذلــك‪ .‬وقإــد اجــت أز المحــدثون مــن‬
‫طرق القدماء في تدوين التاريخ بذكر حرف الجر "من" قإبل الشهر‪ ،‬على الرغم مــن أن‬
‫ت‪،‬‬‫القــدماء أنرخـ ـوا علــى غيــر صــورة‪ ،‬لمــا مضــى‪ ،‬ومــا ســيأتي مــن الشــهر‪ ،‬نحــو‪:‬لخلـ ـ ع‬
‫ت‪ ،‬ولبةقعيـ ـ ـلن‪ ،‬كمـ ــا اسـ ــتخدموا لنوةل اللشـ ـ ـعهةر‪ :‬لنوةل ليلـ ـ ـرة منـ ــه‪ ،‬لوةليغنرتةـ ـ ـةه‪،،‬‬
‫لولخلـ ـ ـعولن‪ ،‬لولبةقليـ ـ ـ ع‬

‫‪ ( ) 170‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.162:‬‬


‫‪161‬‬
‫ت ليلةم واحــدةم منــه قإـالوا لليلـرة بقيـ ع‬
‫ت أوللسـ ارره أولسـلرره‪ ،‬فـإذا بقــي نهــامر‬ ‫وليمستهلنله‪ ،‬فإن لبقلي ع‬
‫قإالوا لخةر يورم منه‪ ،‬أو لةلسعلةخةه أو اعنةسلةخةه‪ .‬وكنل هذا ما عاد ييسمع‪.‬‬

‫عل ــى أنن المؤل ــف ل ــو تتنب ــع اس ــتخدام المت ــأخرين للتاري ــخ‪ ،‬لم ــا خط ــأ المح ــدثين ف ــي‬
‫اســتخدامهم المــذكور‪ ،‬فقــد افت ـنن هــؤلء فــي تــأريخهم‪ .‬فــإذا كــان المؤلــف قإــد أنكــر علــى‬
‫المحدثين إضافة الرموز الرقإمية إلى الشهر‪ ،‬فقــد أضــافها القــدماء كتابـة‪ ،‬وعلـى الرغـم‬
‫مــن أنن النحــويين أجــازوا إضــافة العــدد المركــب إلــى معــدوده‪ ،‬غيــر التمييــز‪ ،‬واســتثنوا‬
‫اثنــتي عش ـرة‪ ،‬واثنــي عشــر‪ ،‬إل أن المتــأخرين خرقإ ـوا هــذه القاعــدة أيض ـاا‪ ،‬فأضــافوا كــل‬
‫العداد إلى معدوداتها‪ ،‬مفُردة ومركبة‪ ،‬ومعطوفة‪.‬‬

‫لبن أبي هاشم ت)‪3‬‬ ‫)‪(171‬‬


‫وأول ما يطالعنا من هذا الستخدام في "أخبار النحويين"‬
‫‪49‬هــ( "وأنــا أســمع ســابلع عشـلر ربيـرع الخــر"‪"،‬وأنــا أســمع فــي شــهر ربيــع الول""وصــح‬
‫)‪(172‬‬
‫ذلـ ـ ــك عشـ ـ ــر ربيـ ـ ـرع الخـ ـ ــر"‪ .‬كمـ ـ ــا جـ ـ ــاء فـ ـ ــي كتـ ـ ــب الدب كمـ ـ ــا فـ ـ ــي "الغـ ـ ــاني"‬
‫للصفُهاني)ت ‪356‬هـ(‪ ،‬إذ جاء فيه" "ثم دخل إليــه ثــانلي شـوارل فأنشــده‪ ،"..‬و "المثــال‬
‫)ت ‪369‬هـ ــ("‪..‬وأنـ ــا‬ ‫)‪(173‬‬
‫فـ ــي الحـ ــديث النبـ ــوي" لجعفُـ ــر بـ ــن حيـ ــان‬
‫" وذلــك فـي‬ ‫أسـمع فـي يــوم الربعـاء سـابلع عشـلر جمـادى الخـرة‪ "..‬و"المسـتطلرف‬
‫)‪(174‬‬

‫تاسلع عشلر شهةر رمضان المعظم"‪ .‬كما جاء في "نفُح الطيــب)‪ "(175‬يـوم الثنيـن لخمـس‬
‫رجـرب ســنة اثنــتين‪ " "..‬تــوفي يــوم الخميــس حــادي عشــر ش ـوال"‪"،‬وتــوفي ‪..‬ثــاني عشــر‬

‫)( أخبار النحويين‪.55 ،41 ،11:‬‬ ‫‪171‬‬

‫) ( الغاني)أخبارعلي بن جبلة العكوك(‪.20/41:‬‬ ‫‪172‬‬

‫)( كتاب المثال في الحديث النبوي‪.305:‬‬ ‫‪173‬‬

‫) ( المستطرف في كنل فن مستظرف‪.1/473:‬‬ ‫‪174‬‬

‫) ( نفُح الطيب‪.،383 ،396 ،1/240:‬وينظر‪،4/334 ،4/524 ،958 ،933 ،2/49 ،5/21 :‬‬ ‫‪175‬‬

‫‪.6/88 ،427 ،345،383 ،343 ،37 ،5/21 ،4/522 ،516 ،382‬‬


‫‪162‬‬
‫"ثــم تــولى الخلفــة بعــده أخــوه المعتضــد بــال أبــو‬ ‫)‪(176‬‬
‫رجــب‪ ."..‬و "صــبح العشــى"‬
‫الفُتح‪ ..‬سابع عشر شعبان‪ ..‬وتوفي عاشر جمادى الولى … "‪" ،‬مؤرخة بثاني عشــر‬
‫شهةر صفُر‪."..‬‬

‫وقإد بدا ذلك واضحا في كتب التاريخ كما في " المنتظم" لبن الجوزي)‪)(177‬ت ‪5‬‬
‫‪97‬هـ( "توفي يوم الجمعة تاسع محرم‪" ،"..‬توفي ثــامن وعشـرين محـرم‪" ،"..‬وفــي ثــاني‬
‫" اربـلع عشـلر ربيـةع‬ ‫)‪(178‬‬
‫عشر محرم جاء نظام الملـك" و" الكامـل " للشـيباني)‪ 630‬هـ(‬
‫الول وثــب المختــار بالكوفــة"‪" ،‬فــي هــذه الســنة ثــاني عشــر صــفُر"‪ .‬و" الروضــتين "‬
‫)ت ‪665‬هـ ـ("ومــات حــادي عشــر ش ـوال"‪"،‬ونــزل حمــاة ثــاني عش ـرر ش ـوال"‪،‬‬ ‫للمقدســي‬
‫)‪(179‬‬

‫)‪774‬هــ( "بويــع لــه ‪..‬فــي اربــع عشــر ربيــع الول"‪"،‬‬ ‫) ‪( 180‬‬


‫"البدايــة والنهايــة" لبــن كــثير‬
‫"ثاني عشر صفُر أحضـر القضـاة أبـا عبـدال"‪ ،‬و "مـآثر الناقإـة " للقلقشـندي)‪)(181‬ت ‪8‬‬
‫‪21‬هـ( " توفي ثالث عشر شـعبان"‪"،‬وتــوفي فـي ســابع عشــر رجــب"‪ ،‬و"النجـوم ال ازهـرة "‬
‫لبــن تلعغــري بةـ ـعردي)‪)(182‬ت ‪874‬ه ــ( ‪"،‬ليلــة الخميــس خــامس شـ ـوال"‪"،‬وقإعــت فــي ثــامن‬

‫) ( صبح العشى‪.7/347 ،280 :‬وينظر"‪،8/338 ،7/249 ،127 ،5/27 ،389 ،3/275:‬‬ ‫‪176‬‬

‫‪.12/257 ،11/405‬‬
‫)( المنتظم لبن الجوزي‪ ،9/36 ،87 ،6/370:‬وينظر‪،103 ،8/100 ،135 ،7/57،91 :‬‬ ‫‪177‬‬

‫‪.189 ،10/146 ،177 ،101 ،276 ،189‬‬


‫)( الكامل‪ .9/50 ،4/27:‬وينظر‪،278 ،8/41 ،290 ،207 ،194 ،7/73 ،6/84 ،5/50 :‬‬ ‫‪178‬‬

‫‪.،48 ،9/25‬‬
‫) ( الروضتين في أخبار الدولتين‪ ،385 ،1/92:‬وينظر‪.450 ،2/160 ،360 ،331 :‬‬ ‫‪179‬‬

‫)( البداية والنهاية‪ .80 /12، ،8/237 :‬وينظر‪،13/51 ،342 ،232 ،52 12/2 ،11/262 :‬‬ ‫‪180‬‬

‫‪.322 ،216 ،167 ،125 ،84 ،14/117 ،13/335‬‬


‫)( مآثر الناقإة‪ .46 /2، ،1/335:‬وينظر‪،155 ،150 ،144 ،104 ،72 ،47 41 ،2/3 :‬‬ ‫‪181‬‬

‫‪،250 ،174 ،159‬وانظر‪.215 ،2/178:‬‬


‫)( النجوم الزاهرة‪ .،3/51، 324 ، :‬وينظر‪.7/58 ،5/265 172 /3 ،2/88 :‬‬ ‫‪182‬‬

‫‪163‬‬
‫"تــوفي فــي ثــاني عشــر‬ ‫)‪(183‬‬
‫عشر شوال"‪"،‬في ثالث عشرين شوال" و" شذرات الــذهب "‬
‫ي‬
‫ي مح ـنرم‪" ،"..‬وتــوفي ثــامن لععش ـلر ع‬
‫ربيــع الول" "إلــى أن أس ـره يــوم الحــد خــاملس لععش ـلر ع‬
‫صفُر‪.‬‬

‫وجــاء فــي كتــب الفُقــه والةسـ ـلير والعلم‪ :‬كمــا فــي "ســيرة ابــن إســحاق" محمــد ابــن‬
‫لحمــد‬ ‫)‪(185‬‬
‫إســحاق)‪(184‬ت ‪151‬هــ‪.." ،‬فــي أول شـوال"‪ .‬و "مســائل المــام أحمــد "‬
‫ابن حنبل )ت ‪266‬هـ("ومات رابع ربيع الخر‪" "..‬وجـاءت زلزلتـان فـي دمشـق‪ ..‬ثـامن‬
‫لبــن أبـي أصـيبعة )ت ‪668‬هــ(""‬ ‫)‪(186‬‬
‫رجب"‪ ،‬و"عيون النباء فـي طبقــات الطبــاء"‬
‫وك ــان ت ــاريخه تاس ــع عش ــر ش ــهر رمض ــان" "ك ــان م ــوت الحكي ــم ث ــامن عش ــر جم ــادى‬
‫لبــن خلنكــان )ت ‪681‬هــ("كــانت ولدتــه فــي عاشــر‬ ‫)‪(187‬‬
‫الولــى"‪ ،‬و "وفيــات العيــان "‬
‫رمضــان"‪"،‬تــوفي ثــالث وقإيــل ثــاني شــهر ربيــع الول"" ‪،‬وجــاء فــي "ســير أعلم النبلء "‬
‫لل ــذهبي )ت ‪748‬هـ ــ( "وم ــات ف ــي عاش ــر رمض ــان"‪" ،‬ت ــوفي ف ــي ث ــامن وعشـ ـرين‬ ‫)‪(188‬‬

‫رمضــان"‪ ،‬و"زاد المعــاد " لليزرعــي)‪)(189‬ت ‪751‬هــ( "فلمــا كــان يــوم الثنيــن ثــاني عشــر‬
‫ربيـع الول‪" "..‬وكـانت وقإعـة أحــد يــوم السـبت فـي ســابع شـوال سـنة‪" ،"..‬و" مقدمــة ابـن‬

‫)( شذرات الذهب‪ .2/141 ،359 ،،1/96:‬وينظر‪،412 ،141 ،115 ،2/53 ،364 ،116 /1 :‬‬ ‫‪183‬‬

‫‪.347 ،287 ،285 ،223 ،4/83 ،134 ،76 ،3/60 ،364 ،281 ،143‬‬
‫) ( سيرة ابن إسحاق‪.3/290:‬‬ ‫‪184‬‬

‫) ( مسائل المام أحمد‪ ،68 ،1/65:‬وينظر‪.70 ،69 :‬‬ ‫‪185‬‬

‫) ( عيون النباء في طبقات الطباء‪ .،406 ،344 :‬وينظر‪.760 ،737 ،731 ،706 ،657 :‬‬ ‫‪186‬‬

‫) ( وفيات العيان‪ .،114 ،1/112:‬وينظر‪،3/77 ،2/528 ،299 ،296 ،212 ،1/147 :‬‬ ‫‪187‬‬

‫‪.331 ،111 ،5/67 ،382 ،176 ،4/120 ،450 ،3/142‬‬


‫)(سير أعلم النبلء‪ .18/301 ،13/110 :‬وينظر‪،10/429 ،8/261 ،6/6/218 4/400 :‬‬ ‫‪188‬‬

‫‪.18/301 ،546 ،17/247 ،16/84 ،479 ،360 ،289 ،14/16 ،532 ،13/110 ،580‬‬
‫)( زاد المعاد‪ ،243 ،3/58 :‬وينظر‪.391:‬‬ ‫‪189‬‬

‫‪164‬‬
‫)‪808‬هـ ــ("وتحويـ ــل السـ ــنة الولـ ــى فـ ــي ثـ ــاني رجـ ــب‪،"..‬‬ ‫)‪(190‬‬
‫خلـ ــدون‬
‫"الـ ــدرر الكامنـ ــة")‪ (191‬للعسـ ــقلني ) ت ‪852‬ه ـ ــ( "مـ ــات فـ ــي ثـ ــاني عشـ ــر شـ ــهر ربيـ ــع‬
‫ي رمضان"‪.‬‬
‫الخر"‪"،‬ومات في رابع لعشر ع‬

‫"انتهــت كتــابتي فــي ثــالث ذي‬ ‫)‪(192‬‬


‫كمــا جــاء أيضـ ـا فــي "الصــابة للعســقلني"‬
‫للســيوطي‬ ‫)‪(193‬‬
‫الحجــة ‪" "..‬وفرغــت منــه فــي تاســع عشــر شـ ـوال‪ ،"..‬طبقــات الحفُــاظ‬
‫ي رمضــان"‪.‬‬
‫‪911‬هـ ـ "مــات أبــو الزنــاد ســابع عشــر رمضــان"‪" ،‬مــات فــي تاســع لععشـ ـلر ع‬
‫الــدارس للدمشــقي)‪)(194‬ت ‪978‬ه ــ( " تــوفي ثــاني صــفُر"‪" ،‬تــوفي ثــاني عشـ ـرين شــهر‬
‫رمضــان" و"رحلــة ابــن بطوطــة")‪":(195‬ولمــا كــان اربــع ش ـوال وصــل الســلطان‪" ،"..‬وفــي‬
‫تاسع جمادى الولى خرج السلطان"‪.‬‬

‫)‪(196‬‬
‫كم ــا ج ــاء ف ــي المع ــاجم المخصوص ــة‪ ،‬كم ــا ف ــي "أبج ــد العل ــوم القن ــوجي"‬

‫)ت ‪1307‬هـ( " ولد تاسع عشر من رمضان‪ " ،"..‬يوةللد حــاد ل‬
‫ي عشـلر يجمــادى الولــى‪"..‬و"‬
‫للحاج خليفُة )ت ‪1069‬هـ( "فـرغ منــه فـي خمــس وعشـرين رمضـان‪"..‬‬ ‫)‪(197‬‬
‫كشف الظنون‬

‫) ( مقدمة ابن خلدون‪.338:‬‬ ‫‪190‬‬

‫)( الدرر الكامنة‪ .5/230 ،335 ،330 :‬وينظر‪،107 ،101 ،2/96 ،162 ،1/116 :‬‬ ‫‪191‬‬

‫‪.6/243 ،361 ،330 ،5/230 ،3/11 ،187 ،147 ،2/112‬‬


‫)( الصابة‪.4/770 ،6/728:‬‬ ‫‪192‬‬

‫) ( طبقات الحفُاظ‪ 564630 ، ،1/63:‬هـ ‪،477 ،463 ،433 ،406 ،343 ،437 ،410‬‬ ‫‪193‬‬

‫‪.،519 ،516 ، ،487‬‬

‫) ( الدارس‪ .270 ،1/77:‬وينظر‪ ، ، ،201 ،172 ،163 ،158 ،100 ،204 ،88 :‬وانظر‬ ‫‪194‬‬

‫‪.370 ،371 ،326 ،250 ،249 ،248 ،244 ،246 ،243 ،1/224‬‬
‫)( رحلة ابن بطوطة‪ ،595 ،2/580 :‬وينظر‪.،1/37 :‬‬ ‫‪195‬‬

‫)( أبجد العلوم‪ .،3/11 ،1/368:‬وينظر‪.3/20 ،2/1053 ،2/1345 ،93 /3 :‬‬ ‫‪196‬‬

‫‪165‬‬
‫ي محــرم"‪ ،‬و"الةفُعهةرســت لبــن النــديم)‪)(198‬ت ‪385‬ه ــ(‪،‬‬
‫"فــرغ مــن تــأليفُه فــي إحــدى ولععشــر ع‬
‫)‪(199‬‬
‫)ةس ــنان ب ــن ث ــابت ب ــن قإيـ ـنرة("وت ــوفي ح ــادي عش ــر ذي القع ــدة‪ ،"..‬و" معج ــم البل ــدان "‬
‫ليــاقإوت الحمــوي )ت ‪626‬ه ــ( "ومــات فــي خــامس رجــب"‪ ،‬مــات خمــارتكين فــي اربـ ـةع‬
‫صفُرر" "‪ ..‬مات ثاني عشر ربيع الخر"‪.‬‬

‫على أنن هناك من المؤرخين من التزم المنهج القديم فـي تــأريخه‪،‬ولـم ليةحـعد عنـه‪،‬‬
‫في كنل استخداماته‪ ،‬كالطبري في تاريخه‪.‬‬

‫خلص ــة المس ــألة أن ــه ل يج ــوز تخطئ ــة م ــن ي ــؤرخ بإض ــافة الرم ــوز الرقإمي ــة إل ــى‬
‫الشهر‪ ،‬فهو كما منر‪ ،‬أسلوب عالمي ل تستقنل به العربية‪ ،‬وكما رأينا فكثير من الكنتاب‬
‫العــرب القــدماء والمتــأخرين لــم يلــتزموا أســلوب ا واحــدا فــي التأريــخ‪ ،‬بــل أنرخ ـوا علــى غيــر‬
‫وجه‪ ،‬وفي هذا أيض ا لسعةم لمن يستخدم من المحدثين هذا النمط من التاريخ‪.‬‬

‫شريوعر القثقَّافعةة‪:‬‬
‫‪ ‬عنتععج عن هذا القدنعةم ر‬

‫ذكر المؤنلف هذه المسألة منما زيد فيه حرف الجر‪ ،‬إذ يقول‪ ":‬يقولون نتج عــن هــذا‬
‫صب إل العدايء والكراهية"‪ .‬وهــذا الســلوب مــن‬
‫الدعم شيوع الثقافة‪ ،‬ولن لينيتج عن التع ن‬
‫الس ــاليب المجازي ــة‪ ،‬وه ــو أس ــلوب ح ــديث‪ ،‬لن أص ــل الفُع ــل نت ــج ي ــدنل عل ــى ال ــولدة‬
‫والوض ــع ف ــي ع ــالم الحيـ ـوان‪ ،‬ث ــم اس ــتعير بع ــد ذل ــك إل ــى مع ــارن عـ ـندة‪ ،‬وي ــرى الس ــتاذ‬

‫)( كشف الظنون‪ .2/2033 ،1/156:‬وينظر‪،833 ،759 ،698 ،602 ،592 ،1/548 :‬‬ ‫‪197‬‬

‫‪.1643 ،1495 ،1345 ،1368 ،1312 ،1251 ،1180 ،1053 ،2/1028‬‬


‫) ( الفُهرست‪.421 :‬‬ ‫‪198‬‬

‫)( معجم البلدان‪ .55 ،2/15 ،1/72:‬وينظر‪،55 ،15،42 /2 ، ،424 ،158 ،456 ،1/424 :‬‬ ‫‪199‬‬

‫‪،349 ،246 ،178 ،7 ،4/4 ،422 ،3/383 ،486 ،481 ،406 ،241 ،231 ،98 ،57‬‬
‫‪319 ،5/222 ،484 ،363 ،278 ،254‬‬
‫‪166‬‬
‫العدناني تبادل "من" و"عن" في هذه التعبيرات اعتمادا علـى أن يقـال نتـج الشـيء مـن‬
‫الشــيء بمعنــى خــرج‪ ،‬ولــم أجــد ذلــك فيمــا بيــن يــدي مــن المعجمــات‪ ،‬وقإــد وجــدتها تــورد‬
‫هذا الفُعل‪:‬‬

‫‪ -‬مبنيا لما لم ييلسلم فاعله فيقال ينتةلج ع‬


‫ت الناقإة‪.‬‬

‫‪ -‬مجردا مبني ا للمعلوم‪ ،‬فيقولون لنتللجها صاحيبها‪.‬‬

‫وكل التعبيرين يدنل على أن الفُعل في أصله متعصد‪ ،‬ول حاجة لوجود حرف الجر‬
‫معه؛ ولهذا فإن الراجح عندي تعديته بنفُسه وعدم الحاجة إلى حرف جر‪ ،‬وأنهم أدخلـوا‬
‫حـرف الجـر فيـه علـى الفُاعــل‪ ،‬كمــا يــدل علـى ذلـك المعنـى ولهـذا صـنح أن نقـول‪ ":‬لنتلـلج‬
‫هذا الدعيم شيوعل الثقافةة‪ ،‬لوتيعنتةيج المناقإشةي لجودةل الفُلعهم)‪.(200‬‬

‫بادئـ ا إنن مــا أورده العــدنانني مــن وجــود"نتــج منــه" لــم أقإــع عليــه فــي المعجمــات‪،‬‬
‫ت‬
‫واســتخدام "نتــج منــه" قإليــل جــداا‪ ،‬فــالوقإوع عليــه مــن الصــعوبة بمكــان‪ ،‬علــى أننــي وقإعـ ي‬
‫عليه في بعض المصـننفُات‪ ،‬منهــا المستقصــى فــي أمثـال العـرب للزمخشــري)‪(201‬ت ‪53‬‬
‫ب من ناتةج لسعقرب من حائل"‪ ،‬و"منهاج الطالبين" ليحيــى بــن شــرف النــووي‬ ‫ر‬
‫‪8‬هـ"أل عخلي ي‬
‫)‪(202‬‬

‫)ت ‪676‬ه ـ ــ(" مـ ــا لنتـل ـ ـلج مـ ــن نصـ ــاب"‪ ،‬و"شـ ــرح فتـ ــح القـ ــدير" للسيواسـ ــي)‪)(203‬ت ‪68‬‬
‫لعلـي بـن عبـد الكـافي‬ ‫)‪(204‬‬
‫‪1‬هـ("لينتـمج مـن الشـكل الثـالث بعـض القـاذورات"" و"البهـاج"‬
‫النسبكي )ت ‪756‬هـ( "ما لنتج من نكاح نور الشرع لصافي بنات الفُكر"‪ ،‬و "التعريفُات"‬

‫‪ () 200‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪ ،248:‬وانظر ‪:‬الكتابة الصحيحة‪.356 :‬‬


‫‪ ( ) 201‬المستقصى في أمثال العرب‪)1/112:‬رقإم ‪.(437‬‬
‫‪ ( ) 202‬منهج الطالبين‪.1/30:‬‬
‫‪ ( ) 203‬شرح فتح القدير‪.1/85:‬‬
‫‪ ( ) 204‬البهاج‪.1/17:‬‬
‫‪167‬‬
‫للجرجاني)‪)(205‬ت ‪816‬هـ(" وربي ليس بآفل لينتج مــن الثــاني الكــوكب ليــس بةلربــي"‪ "،‬و"‬
‫)‪(207‬‬
‫المستطلرف)‪)(206‬ت ‪850‬هـ( "إذا لنتج من صـلب الفُحـل عشـرة أبطــن"‪"،‬فتـح البــاري"‬
‫)‪852‬ه ــ( "لنن الـ ـلدر لينتــج مــن العيــن‪ ،‬بخلف مــا إذا كــان اللبــن فــي إنــاء"‪ ،‬و"صــبح‬
‫العشـ ـ ــى" وزان الوليـ ـ ــات بمـ ـ ــا ينتـ ـ ــج مـ ـ ــن مقدمـ ـ ــة فعلـ ـ ــه وقإـ ـ ــوله"‪" ،‬ومـ ـ ــا نتـ ـ ــج مـ ـ ــن‬
‫الينصــاب"‪،‬و"المنهــج القــويم" للهيتمــي)‪)(208‬ت ‪974‬هــ("نتــج مــن مائــة شــاة"‪"،‬مــا نتــج مــن‬
‫نصاب"‪ ،‬و"فتح القدير" الشوكاني)‪)(209‬ت ‪1250‬هـ("إذا لنتج من صلبه عشرة"‪.‬‬

‫طأه المؤنلف محدث تماماا‪ ،‬وعلى الغلب هو وليد‬


‫وبعد‪ ،‬فهذا التركيب الذي خ ن‬
‫الترجمة؛ ذلك أن ليس ثمة فعل يمكن أن يكون "نتج" قإد تضمن معناه‪ ،‬يتعندى بـ"عــن"‪،‬‬
‫ص ـلدلر" أو "أس ـفُللر" إلن أنن كــثي ار مــن اســتخداماته‬
‫إوان كــان "يســتخدم أحيان ـ ا فــي معنــى " ل‬
‫علــى غيــر ذلــك‪ ،‬وهــو مســتخدم عنــد المحــدثين اســتخدام ا واســعاا‪ ،‬وليــس مــن الحكمــة‬
‫تخطئت ــه‪ ،‬ويمكنن ــا أعن نقب ــل التن ــاوب بي ــن "ةمـ ـعن" و"لعـ ـعن" ههن ــا‪ ،‬ل م ــن قإبي ــل م ــا ذك ــر‬
‫العدناني‪ ،‬ولكن من قإبيل الستقراء لستخدامات المحدثين ‪.‬‬

‫‪ ‬دخول حُرف الجر على كافة‪:‬‬

‫يذةك ـلر منمــا زيــد فيــه حــرف الج ـنر‪ ،‬يقــول المؤلــف‪ :‬يقولــون عمنم ـ ي‬
‫ت الخــبلر علــى كافــة‬
‫ف‬
‫المــوظفُين‪ ،‬وســلمت علــى كافنــة الحاض ـرين‪ ،‬واحتفُيــت بكافــة الــزملء‪ .‬ييــدخلون حــر ل‬
‫الج ـنر علــى كافــة‪ ،‬والنحــاة يوجبــون نصــبها علــى الحــال فهــي ل تنصــرف عنــدهم عــن‬

‫‪ ()205‬التعريفُات‪ ،‬للجرجاني‪.265:‬‬
‫‪ ( ) 206‬مستطرف‪.2/172:‬‬
‫‪ ( ) 207‬فتح الباري‪.12/131 ،5/144:‬‬
‫‪ ( ) 208‬المنهج القويم‪.3/233 ،1/455:‬‬
‫‪ ()209‬فتح القدير ‪.2/82:‬‬
‫‪168‬‬
‫الحاليــة‪ ،‬ويمنعــون دخــول " ال" عليهــا أو إضــافتها‪ ،‬ويســتظهر بـرأي الحريــري فــي يدنرة‬
‫ي‬‫اللغـنواص الــذي بــالغ فــي النكيــر علــى مــن أخرجهــا غيــر مخــرج الحاليــة‪ ،‬ولكــن اللحريــر ن‬
‫وقإع فيما أنكره حين قإال‪":‬وتشهد الية باتفُاق كافة أهل الملل"‪.‬‬

‫ويستعرض رأي بعض اللغـويين والمفُسـرين ممـا يؤيـد مـا ذهـب إليـه‪ ،‬ويسـتخلص‬
‫من ذلك ثلثة أمور ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ما لورلد من استعمال كافة على خلف شرط النحاة عند الفُقهاء والمصننفُين‬
‫والعامة هو سهو أو تساهل في الستعمال‪ ،‬ل ييعتلند به ول يقاس عليه‪.‬‬

‫ت لل بنـعي‬‫‪ -2‬أن الروايــة بقـول عمـر بــن الخطـاب ‪ -‬رضـي الـ عنـه ‪" -‬قإـد جعلـ ي‬
‫لكاةكلــة علــى كافــة المســلمين لكــل عــام مــائتي مثقــال ذهبـ ا " متناقإضــة‪ .‬وتــروى‬
‫ص اليلوةس ـني فــي يروح المعــاني‬
‫ص ـنبان ون ـ ن‬
‫ص ال ل‬
‫مجــرورة بالضــافة كمــا فــي ن ـ ن‬
‫) قإد جعلت لل بني كاةكلــة علــى كافــة بيــت مـال المسـلمين…(‪ ،‬ممــا يضــعف‬
‫ص‪.‬‬
‫الحتجاج بالن ن‬

‫‪ -3‬أن كافة لم تللةرعد في القرآن الكريم إل على شرط النحاة)‪.(210‬‬

‫وهذا رأي زهدي الجار ال من قإبل‪ ،‬إذ يقول‪":‬كلمة كانفة ل تضاف ول تدخل عليها‬
‫اللم‪ ،‬بل تأتي دوم ا في آخر الجملة منصوبة على الحال")‪.(211‬‬

‫‪ ( ) 210‬ا الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.257:‬‬


‫‪ ()211‬الكتابة الصحيحة‪.313 :‬‬
‫‪169‬‬
‫وقإــد أجــاز مجمــع اللغــة العربيــة اســتعمال " كافــة " فــي الحــال وفــي غيرهــا‪ ،‬يمعنرف ـةا‬
‫ومننكراة‪ ،‬ولغيـر العاقإـل اسـتنادا إلـى اسـتعمالت فصـيحة قإديمـة")‪ .(212‬وقإلـلدلم عبـد السـلم‬
‫هــارون)ت ‪1988‬م( بحثـ ـ ا فــي اســتعمال كافــة ذكــر اختلف العلمــاء فــي اســتعمالها‪،‬‬
‫تعنقبهـ ــا فـ ــي السـ ــتعمال القرآنـ ــي‪،‬والحـ ــديث الشـ ـريف‪ ،‬وفـ ــي كتـ ــب اللغـ ــويين والمفُنسـ ـرين‬
‫صـلد اســتخدامعين لــ" كافــة" مخــالفُعين لمــا عليــه يجـنل اللغــويين والنحــاة‪ ،‬الول‬
‫والنحــاة‪ .‬لولر ل‬
‫في كلم عمر بن الخطــاب ‪ -‬رضــي الـ عنـه‪ -‬المــذكور آنفُـاا‪ ،‬والثــاني للزمخشــري فـي‬
‫خطبتـه لكتـاب المفُصـل‪ ،‬وينتهــي إلــى إجــازة اسـتخدام كافـة؛ فــي الحـال ومعنرفـة ولغيـر‬
‫العاقإل‪ ،‬ومضافة ومسبوقإة بحرف الجنر)‪.(213‬‬

‫ل‪ ،‬ويظهــر‬
‫بادئـ ا ل مـراء فــي أن الســتخدام العلــى والفصــح لــ"كافــة" أن تــأتي حــا ا‬
‫ذلك الستخدايم المبنكر لهـا‪ ،‬فــي القـرآن الكريـم)‪(214‬والحـديث الشـريف)‪ .(215‬غيــر أنن هـذا‬
‫ل يمنــع أنن ثمــة اســتخدام ا يمغــاي ارا‪ ،‬يوةجــد منــذ الةقــدم‪ ،‬وشــاع عنــد المتــأخرين‪ ،‬وســالد عنــد‬
‫ايلمحلدثين‪.‬‬

‫وسنتناول ههنا مذهبعين في الخروج على القاعدة الفصح لســتخدام "كافــة"‪ ،‬الول‬
‫إضــافتها‪ ،‬والثــاني دخــول حــرف الجـنر عليهــا‪ .‬أنمــا الول فلعـنل أول مــا يصــادفنا منــه مــا‬

‫‪ ( ) 212‬الق اررات المجمعية في اللفُاظ والساليب‪ ،267:‬وكتاب اللفُاظ والساليب‪.3/69:‬‬


‫)( كتاب اللفُاظ والساليب‪.3/70:‬‬ ‫‪213‬‬

‫)( وردت في القرآن الكريم كذلك خمس مرات‪)208:‬البقرة(‪)36 ،‬التوبة( مرتين‪)122 ،‬التوبة(‪،‬‬ ‫‪214‬‬

‫‪)28‬سبأ(‪.‬‬
‫) ( ينظر الحديث في‪:‬صحيح البخاري)الصلة( رقإم‪ ،419:‬ومسلم )المساجد ومواضع الصلة(رقإم‪:‬‬ ‫‪215‬‬

‫‪) ،812‬الضاحي( رقإم‪ ،3659:‬و)التوبة( رقإم‪) ،3964 :‬صفُات المنافقين( رقإم‪،4984 ،4983:‬‬
‫سنن الترمذي)السير( رقإم‪ ،1474 :‬و)تفُسير القرآن( رقإم‪ ،3037:‬سنن النسائي)الغسل والتيمم( رقإم‪:‬‬
‫‪ ،429‬وسنن أبي داود)الحدود( رقإم‪ ،3875:‬مسند أحمد)مسند العشرة المبشرين بالجنة( رقإم‪،908:‬‬
‫الشريف(‪.‬‬ ‫‪) ،1238‬موسوعة الحديث‬
‫‪170‬‬
‫)ت ‪110‬هـ ـ ــ(إذ‬ ‫ي‬ ‫طـ ـ ـةب الع ـ ــرةب" ع ـ ــن الحس ـ ــن اللب ع‬
‫ص ـ ــر ن‬ ‫روي ف ـ ــي "لجمهل ـ ــرةي يخ ل‬
‫ب أنم‬
‫قإال ‪":‬وجعله رسولا إلـى كافـة خلقه" والحسـن مـن أفصـةح العـرب‪ ،‬وهو بعـيد لربيـ ي‬
‫)‪(216‬‬

‫سلمة )زوج النبني صنلى ال عليه وسنلم(‪ ،‬قإـال الشـافعي‪":‬لــو أشــاء أقإــول‪":‬إنن القـرآن لنـلزلل‬
‫بلغ ـةة الحس ـةن ليقعلــت")‪ ، (217‬كمــا جــاء فــي "ســر صــناعة الع ـراب" لبــن جننــي)‪39) (218‬‬
‫"كافــة اللغــات" "كافــة أصــحابنا"‪ .‬و"دلئــل‬ ‫)‪(219‬‬
‫‪4‬ه ــ("كافــة أصــحابنا"‪ ،‬و"الخصــائص"‬
‫العجاز" لليجرجاني )ت ‪471‬هـ( )‪":(220‬كافة الوقإــات" "كافــة العلمــاء"‪ ،‬و"نفُــح الطيــب‬
‫للمقنـ ـ ــري")‪" (221‬كافـ ـ ــة أهـ ـ ــل البلـ ـ ــد" "كافـ ـ ــة الخلـ ـ ــق"‪ ،‬و" صـ ـ ــبح العشـ ـ ــى")‪" (222‬كافـ ـ ــة‬
‫المستخدمين" "كافة سامعيه" "كافة اللبةرنية" "كافة اللخلق"‪ .‬و"اليمسـتل ع‬
‫طلرف" للبشــيهي)ت‬
‫‪850‬هـ( )‪"(223‬كافة الخلق"‪.‬‬

‫وقإد ورد هذا الستعمال في كتب التاريخ كما فـي "تاريــخ بغـداد" للبغـدادي)‪(224‬ت ‪4‬‬
‫‪63‬هـ ـ ـ "كافـ ــة أصـ ــحابه"‪"،‬كافـ ــة أصـ ــحابنا"‪"،‬كافـ ــة أهلهـ ــا"‪ ،‬و"تاريـ ــخ دمشـ ــق")‪571‬ه ـ ــ(‬
‫)‪"(225‬كافـ ــة النـ ــام"‪"،‬وروى عنـ ــه كاف ـ ــة أهله ـ ــا"‪"،‬و أريـ ــت كافـ ــة شـ ــيوخه"‪" ،‬تنـ ــاوله كاف ـ ــة‬

‫) ( جمهرة خطب العرب‪)2/492 :‬مقام الحسن عند النضر بن عمرو(‪.‬‬ ‫‪216‬‬

‫) ( غاية النهاية‪.1/235:‬‬ ‫‪217‬‬

‫) ( سنر صناعة العراب‪.181 ،1/128:‬‬ ‫‪218‬‬

‫) ( الخصائص‪.388 ،2/15:‬‬ ‫‪219‬‬

‫) ( دلئل العجاز‪.521 ،289:‬‬ ‫‪220‬‬

‫) ( نفُح الطيب‪.6/353 ،428:‬‬ ‫‪221‬‬

‫) ( صبح العشى‪ ،461 ،451 ،6/287 ،3/567:‬وينظر‪،400 ،380 ،347 ،264 ،8/244:‬‬ ‫‪222‬‬

‫‪.157 ،10/139 ،9/305 ،139 ،14 ،12 ،9/11‬‬


‫) ( المستطرف‪.1/9:‬‬ ‫‪223‬‬

‫)( تاريخ بغداد‪ ،4/343 ،3/213 ،2/106:‬وينظر‪.13/119 ،12/312 ،8/216 :‬‬ ‫‪224‬‬

‫)( تاريخ دمشق‪.56/249 ،55/174 ،5/157 ،1/4:‬‬ ‫‪225‬‬

‫‪171‬‬
‫أصحابه"‪ ،‬و "الروضتعين في أخبار الدولتين" للمقدسي)‪665(226‬هـ "كافة المراء"‪"،‬كافة‬
‫التج ـ ــار"‪" ،‬كاف ـ ــة الن ـ ــاس"‪ ،‬و"وفي ـ ــات العي ـ ــان لب ـ ــن لخلنك ـ ــان )‪681‬هـ ـ ــ( )‪" :(227‬كاف ـ ــة‬
‫المصـريين"‪"،‬كافــة عبيـةدةه"‪ ،‬و"تاريـخ الخلفُـاء" للسـيوطي)‪(228‬هــ"كافـة العلمـاء"‪ ،‬و"شــذرات‬
‫ص"‪ ،‬و"عجائب الثــار")‪18‬‬
‫"كافة شيوخنا"‪"،‬كافة السلميين"‪"،‬كافة الخوا ن‬
‫)‪(229‬‬
‫الذهب"‬
‫"كافة علماء السلم"‪"،‬كافة الرعايا"‪"،‬كافة أهالي مصر"‪.‬‬ ‫)‪(230‬‬
‫‪22‬هـ(‬

‫صـ ــة‪ ،‬فنجـ ــد ذلـ ــك فـ ــي"تفُسـ ــير‬


‫أنمـ ــا كتـ ــب التفُسـ ــير والفُق ــه والـ ــتراجم والمعـ ــاجم المخت ن‬
‫الطــبري")‪" :"(231‬كافــة المســلمين"‪"،‬كافــة لعلب ـلدة الوثــان"‪ .‬و"تفُســير القرطــبي" )‪"(232‬كافــة‬
‫المشــايخ" "كافــة المســلمين"‪ "،‬كافــة العلمــاء"‪،‬وةقإ ـلرى الضــيف")‪ (233‬كافــة المســلمين""كافــة‬
‫حاضرته" "كافة الشباه"‪.‬و"طبقات الحفُـاظ"للســيوطي)‪)(234‬ت ‪911‬هــ( "كافــة شــيوخنا"‪،‬‬
‫و"فت ــح الب ــاري" للعس ــقلني ت ‪852‬ه ـ ـ)‪"(235‬كاف ــة أص ــحابه"‪"،‬كاف ــة الن ــاس"‪"،‬كاف ــة أه ــل‬

‫)( الروضتين في أخبار الدولتين‪ ،243 ،72 ،1/44:‬وينظر‪،234 /382،2 ،344 ،1/306:‬‬ ‫‪226‬‬

‫‪.4/85 ،3/176 ،289‬‬


‫) ( وفيات العيان‪.6/132 ،2/56:‬‬ ‫‪227‬‬

‫)( تاريخ الخلفُاء‪.1/27:‬‬ ‫‪228‬‬

‫)( شذرات الذهب‪.2/194 ،353 ،1/265:‬‬ ‫‪229‬‬

‫) ( عجائب الثار‪ ،238 ،237 ،2/226:‬وينظر‪.3/171 ،431 ،424 ،414:‬‬ ‫‪230‬‬

‫) ( تفُسير الطبري‪.7/279 ،2/132:‬‬ ‫‪231‬‬

‫)( تفُسير القرطبي‪ ،3/85 ،2/23 ،1/15:‬وينظر‪،205 ،5/116 ،4/300 ،3/381 ،170:‬‬ ‫‪232‬‬

‫‪.12/47 ،9/203 ،8/76 ،364 ،321 ،314‬‬


‫) ( قإرى الضيف‪.4/450 ،4/445 ،1/303:‬‬ ‫‪233‬‬

‫)( طبقة الحفُاظ‪،1/315:‬‬ ‫‪234‬‬

‫)( فتح الباري‪.468 ،9/129 ،317 ،2/29:‬‬ ‫‪235‬‬

‫‪172‬‬
‫"كافــة الخلــق" "كافــة الخليــق" و"أبجــد‬ ‫التفُسير" "كافة العلمـاء"‪ ،‬و"كشــف الظنــون"‬
‫)‪(236‬‬

‫العلوم)‪ " :(237‬كافة الخلق"‪ "،‬كافة بيت أهل النبوة"‪"،‬كافة المم"‪.‬‬

‫صــا لخبــار‬ ‫ة‬


‫ونجــد هــذا الســتخدام يظهــر عنــد الكتــاب المحــدثين‪ ،‬كمــا فــي "العستعق ل‬
‫يدلول المغــرب القإص ــى" )‪" (238‬كافــة قإبائــل المغ ــرب"‪" ،‬كافــة قإبائــل ال ــبربر"‪"،‬كافــة أه ــل‬
‫المغ ــرب"‪ ،‬و"تاري ــخ الدول ــة اللعلةني ــة" لمحم ــد فري ــد)‪ "(239‬وأقإطع ــه كاف ــة ال ارض ــي"‪" ،‬كاف ــة‬
‫منقــولته"‪" ،‬كافــة قإبائــل الصــقالبة"‪ ،‬وفــي "الظلل")‪" (240‬كافــة الشــؤون" "كافــة العلقإــات"‬

‫"كافـ ــة الروابـ ــط"‪ ،‬وجـ ــاء عنـ ــد محمـ ــد الغ ازلـ ــي)ت ‪1996‬م( "وأنن كافنـ ــة مـ ــا اعختللقل ـ ـهي‬
‫)‪(241‬‬

‫ضل‪."..‬‬ ‫الدنجالون من التفُا ي‬

‫أنمــا المــذهب الخــر فهــو دخــول حــرف الجـ ـنر علــى "كافــة" وأول مــا نرصــده منهــا‬
‫"علــى كافــة المــة"‪ ،‬و"رحلــة ابــن‬ ‫)‪(242‬‬
‫حــرف الجـ ـنر "علــى"‪ ،‬كمــا فــي "تاريــخ الطــبري"‬
‫جبير")ت ‪614‬هـ( )‪"(243‬وأمين على كافة اليلحرم الباقإيــات" و"التــدوين فــي أخبــار قإزويــن"‬
‫لعب ــد الكري ــم ب ــن محم ــد القزوين ــي)ت ‪623‬هـ ــ( )‪"(244‬عل ــى كاف ــة الم ــؤمنين"‪ ،‬و"الكام ــل"‬
‫)( كشف الظنون‪.1876 ،2/951 ،1/13:‬‬ ‫‪236‬‬

‫)( أبجد العلوم‪.214 ،3/179 ،1/62:‬‬ ‫‪237‬‬

‫)( الستقصا لخبار دول المغرب القإصى‪ ،251 ،235 ،1/218:‬وينظر‪،1/20 ،273 :‬‬ ‫‪238‬‬

‫‪.259 ،249 ،231 ،225 ،203 ،167 ،102 ،89 ،80‬‬


‫)( تاريخ الدولة العلية‪ ،125 ،124 ،118:‬وينظر‪،211 ،206 ،198 ،191 ،172 ،165:‬‬ ‫‪239‬‬

‫‪.230 ،226 ،224‬‬


‫) ( في ظلل القرآن‪)179 :‬البقرة ‪)433 ،(188‬آل عمران(‪ ،1230،‬وينظر‪)1231:‬النعام ‪،(150‬‬ ‫‪240‬‬

‫‪)3849‬النفُطار ‪.(7‬‬
‫صب والتسامح بين المسيحية والسلم"‪.13:‬‬
‫) ( "في التع ن‬
‫‪241‬‬

‫) ( تاريخ الطبري‪.5/377:‬‬ ‫‪242‬‬

‫) ( رحلة ابن جبير‪.163:‬‬ ‫‪243‬‬

‫) ( التدوين في أخبار قإزوين‪.1/151:‬‬ ‫‪244‬‬

‫‪173‬‬
‫"علــى‬ ‫)‪(246‬‬
‫للشيباني)‪"(245‬على كافة الناس"‪" ،‬على كافة اليحرم"‪ ،‬و"الروضتين" ‪665‬هـ"‬
‫كافـ ــة المسـ ــلمين"‪"،‬علـ ــى كافـ ــة النـ ــاس"‪"،‬علـ ــى كافـ ــة أوليائنـ ــا"‪ ،‬و"سـ ــير أعلم النبلء"‬
‫للــذهبي)‪748)(247‬ه ــ( "علــى كافــة أقإ ارنــه" و"مــآثر الناقإــة" للقلقشــندي )‪"(248‬علــى كافــة‬
‫" م ــا ف ــرض الـ ـ عل ــى كافن ــة أه ــل الس ــلم م ــن الجه ــاد"‬ ‫)‪(249‬‬
‫الم ــة"‪ ،‬و"نفُ ــح الطي ــب"‬
‫و"صبح العشى)‪"(250‬على كافة من قإبلك من المسلمين" "على كافة خلقه وعباده" "بعد‬
‫قإراءة السجل على كافة الناس" و"شذرات الذهب")‪":(251‬على كافة العباد"‪.‬‬

‫صــاص )ت ‪370‬هــ( " ‪"،‬علــى كافــة المــة"‪،‬‬


‫للج ن‬ ‫كمــا جــاء فــي "أحكــام القـرآن"‬
‫)‪(252‬‬

‫طبق ــات الش ــافعية الك ــبرى لب ــن قإاض ــي ش ــهبة)‪) (253‬ت ‪851‬هـ ــ( "عل ــى كاف ــة الفُلس ــفُة"‪،‬‬
‫المستصـ ــفُى للغ نازلـ ــي)‪)(254‬ت ‪505‬هـ ــ( "علـ ــى كافـ ــة هـ ــذه المـ ــة"‪"،‬علـ ــى كافـ ــة أصـ ــحابه"‪،‬‬
‫و"طبقــات الحنابلــة" لبــن أبــي ليععلــى)‪)(255‬ت ‪521‬هــ("علــى كافــة الخلــق"‪"،‬علــى كافــة أهــل‬

‫) ( الكامل‪.10/383 ،9/424:‬‬ ‫‪245‬‬

‫) ( الروضتين‪.3/176 ،382 ،380 ،45 :‬‬ ‫‪246‬‬

‫) ( سير أعلم النبلء‪.15/468 ،13/409:‬‬ ‫‪247‬‬

‫) ( مآثر الناقإة‪.71 ،8 ،1/1 :‬‬ ‫‪248‬‬

‫) ( نفُح الطيب‪.2/1097:‬‬ ‫‪249‬‬

‫) ( صبح العشى‪ ،244 ،8/243 ،6/431:‬وينظر‪،305 ،302 ،9/287 ،283 ،8/244:‬‬ ‫‪250‬‬

‫‪.11/55 ،424 ،407 ،10/268‬‬


‫)( شذرات الذهب‪.4/361:‬‬ ‫‪251‬‬

‫)( أحكام القرآن‪.312 ،4/287 :‬‬ ‫‪252‬‬

‫( ( طبقات الشافعية الكبرى‪.6/249:‬‬ ‫‪253‬‬

‫)( المستصفُى‪.267 ،229 ،1/47:‬‬ ‫‪254‬‬

‫)( طبقات الحنابلة‪.202 ،2/63:‬‬ ‫‪255‬‬

‫‪174‬‬
‫العلــم" تفُســير القرطــبي)‪)(256‬ت ‪671‬ه ــ"علــى كافــة المســلمين"‪ ."،‬المواقإــف لعضــد الــدين‬
‫اليجي)‪) (257‬ت ‪756‬هـ( "على كافة المة"‪.‬‬

‫ونقع عليه عند المحدثين مبك ار فــي "الستقصــا" للناصــري)‪1315‬هــ( )‪"(258‬علــى كافــة‬
‫"علــى كافــة البلد""علــى كافــة ســفُراء الـدول"‪"،‬علــى‬ ‫)‪(259‬‬
‫أهل مصره"‪" ،‬تاريخ الدولة العلية"‬
‫كافة حدود الدولة"‪.‬‬

‫أنمــا اقإترانهــا بحــرف الجـنر "مــن" فنقــع عليــه فــي "تاريــخ بغــداد")‪" (260‬مــن كافــة شــيوخه"‪.‬‬
‫القرطبي" )‪"(262‬مــن كافــة‬ ‫"من كافة ولة المر"‪ ،‬و"تفُسير‬ ‫)‪(261‬‬
‫و"الروضتين " ‪665‬هـ"‬
‫العلماء"‪ ،‬عجائب الثار)‪":(263‬من كافة علماء السلم"‪ .‬و"مقدمة ابن يخلدون)‪ "(264‬من‬
‫صــبح العشــى)‪"(266‬‬ ‫ة‬
‫كافة الناس"‪ ،‬قإلرى الضعيف "وأنا أحوج من كافــة حاضـرته"‪ "،‬و" ي‬
‫)‪(265‬‬

‫"من كافة المؤمنين" "من كافة يمتللوةلي الدواوين"‪ ،‬وعند المحلدثين نراه يظهــر فــي "تاريــخ‬
‫الدولة العلية)‪"(267‬من كافة الشروط"‪ ،‬وفي "الظلل" )‪"(268‬من كافة العلقإات"‪.‬‬

‫)( تفُسير القرطبي‪.2/23:‬‬ ‫‪256‬‬

‫)( المواقإف‪.3/574:‬‬ ‫‪257‬‬

‫) ( الستقصا‪.3/11:‬‬ ‫‪258‬‬

‫)( تاريخ الدولة العلية‪ ،274 ،260 ،172:‬وينظر‪.631 ،488 ،385 ،328 ،300 :‬‬ ‫‪259‬‬

‫‪ ( ) 260‬تاريخ بغداد‪.1/286:‬‬
‫‪ ( ) 261‬الروضتين‪.2/234:‬‬
‫‪ ( ) 262‬تفُسير القرطبي‪.3/85:‬‬
‫‪ ( ) 263‬عجائب الثار‪.2/226:‬‬
‫‪ ( ) 264‬مقدمة ابن خلدون‪.377:‬‬
‫‪ ( ) 265‬قإرى الضيف‪.4/445:‬‬
‫‪ ( ) 266‬صبح العشى‪.367 ،10/326:‬‬
‫‪ ( ) 267‬تاريخ الدولة العلية‪.352:‬‬
‫‪ ( ) 268‬في ظلل القرآن‪.433:‬‬
‫‪175‬‬
‫كما نجد اقإتران "إلى" بـ"كافة" كما منر في قإول الحسن البصري"‪":‬وجعله رسولا إلــى‬
‫كاف ـ ـ ــة خلق ـ ـ ــه"‪ ،‬وك ـ ـ ــذا ف ـ ـ ــي " أحك ـ ـ ــام القـ ـ ـ ـرآن" للجص ـ ـ ــاص)‪"(269‬إل ـ ـ ــى كاف ـ ـ ــة الن ـ ـ ــاس"‬
‫و"الروض ــتين)‪"(270‬إل ــى كاف ــة البش ــر"‪".‬و" تفُس ــير القرط ــبي )‪)(271‬ت ‪671‬هـ ــ("إل ــى كاف ــة‬
‫"إلى كافة الورى" و"عجائب‬ ‫)‪(272‬‬
‫ضد الدين اليجي)ت ‪756‬هـ(‬
‫الخلق" و"المواقإف" لع ي‬
‫"إلــى كافــة أهــالي مصــر""إلــى كافــة المشــايخ""إلــى كافــة العلمــاء"‪ ..‬مــآثر‬ ‫)‪(273‬‬
‫الثــار"‬
‫الناقإـة للقلقشـندي)‪)(274‬ت ‪821‬هــ( "إلـى كافـة النـام"‪ ،‬و"تاريـخ الدولة العليـة")‪" (275‬إلـى‬
‫كافــة الــولة"‪"،‬إلــى كافــة الممالــك"إلــى كافــة البلد"‪ ،‬و"طبقــات الشــافعية الكــبرى" لبــن‬
‫قإاضـ ــي شـ ــهبة)‪)(276‬ت ‪851‬هـ ــ( " إلـ ــى كافـ ــة العـ ــرب"‪"،‬و نفُـ ــح الطيـ ــب)‪"(277‬إلـ ــى كافـ ــة‬
‫الخلق"‪.‬‬

‫كمــا نجــدها مقترنــة بــ" عــن " كمــا فــي "المستصــفُى" للغ نازلــي)‪)(278‬ت ‪505‬هــ( "عــن‬
‫)ت ‪671‬ه ــ( "عــن كافــة المشــايخ"‪" ،‬و"صــبح‬ ‫)‪(279‬‬
‫كافــة أصــحابه"‪ ،‬و"تفُســير القرطــبي"‬

‫‪ ()269‬أحكام القرآن‪.1/69 :‬‬


‫‪ ( ) 270‬الروضتين‪.4/85:‬‬
‫‪ ( ) 271‬تفُسير القرطبي‪.14/213:‬‬
‫‪ ( )272‬المواقإف‪.1/5:‬‬
‫‪ ()273‬عجائب الثار‪.431 ،414 ،2/238:‬‬
‫‪ ( ) 274‬مآثر الناقإة‪.3/381:‬‬
‫‪ ( ) 275‬تاريخ الدولة العلية‪.255 ،253 ،198:‬‬
‫‪ ( ) 276‬طبقات الشافعية الكبرى‪.238 ،6/236:‬‬
‫‪ ( ) 277‬نفُح الطيب‪.6/353:‬‬
‫‪ ( ) 278‬المستصفُى‪.267 :‬‬
‫‪ ( )279‬تفُسير القرطبي‪،1/15:‬‬
‫‪176‬‬
‫العشـ ـ ــى)‪"(280‬عـ ـ ــن كافـ ـ ــة خـ ـ ــدمه" "عـ ـ ــن كافـ ـ ــة جنـ ـ ــد المسـ ـ ــلمين"‪ ،‬و"مـ ـ ــآثر الناقإـ ـ ــة"‬
‫"عـن‬ ‫)‪(282‬‬
‫للقلقشندي)‪"(281‬عـن كافــة النــاس"‪ ،‬و عنـد المحــدثين فــي "تاريـخ الدولـة العليــة"‬
‫كافة القإاليم"‪.‬‬

‫"فـ ــي كافـ ــة أصـ ــحابه"‪ ،‬و"النجـ ــوم‬ ‫)‪(283‬‬


‫ت ب ـ ــ"فـ ــي " كمـ ــا فـ ــي "أحكـ ــام الق ـ ـرآن"‬
‫ويج ـ ـلر ع‬
‫ال ازهـ ـرة")‪"(284‬فـ ــي كافـ ــة الجنـ ــاد"‪ .‬و" اليحلن ــة الةسـ ـليراء)‪"(285‬فـ ــي كافـ ــة محـ ــاولته"‪ ،‬و"نفُـ ــح‬
‫)‪(287‬‬
‫الطيـ ــب)‪ "(286‬وبـ ــرز إليـ ــه المهـ ــدي فـ ــي كافـ ــة أهـ ــل البلـ ــد"‪ "،‬و"الكامـ ــل" للشـ ــيباني‬
‫‪630‬هـ " في كافة الناس"‪ ،‬صبح العشى)‪)(288‬ت ‪821‬هـ(‪:‬في كافــة رعيتــه‪" ،‬فــي كافــة‬
‫أمــوره" "فــي كافــة جنــوده " و"دلئــل العجــاز")‪ (289‬فــي كافــة الوقإــاف"‪ .‬وعنــد المحــدثين‬
‫نجــده فــي "تاريــخ الدولــة العليــة")‪ (290‬فــي كافــة الجهــات"‪"،‬فــي كافــة متعلقــاتهم"‪"،‬فــي كافــة‬
‫بلد آسيا‪ ،‬وفــي "الظلل")‪" (291‬فــي كافـة الشـؤون"‪" ،‬فــي كافـة الروابـط" "فـي كافـة أنحـاء‬
‫الجسم"‪.‬‬

‫‪ ( ) 280‬صبح العشى‪.10/420 ،9/78:‬‬


‫‪ ( ) 281‬مآثر الناقإة‪.1/30:‬‬
‫‪ () 282‬تاريخ الدولة العلية‪.380 ،165:‬‬
‫‪ ( ) 283‬أحكام القرآن‪.5/321 :‬‬
‫‪ ( ) 284‬النجوم الزاهرة‪.5/153:‬‬
‫‪ ( ) 285‬الحلة السيراء‪.2/260:‬‬
‫‪ ( )286‬نفُح الطيب‪.2/225 ،1/428:‬‬
‫‪ ( )287‬الكامل‪.9/338:‬‬
‫‪ ( ) 288‬صبح العشى‪ ،107/ 12 ،10/315 ،6/488:‬وينظر‪.13/7 :‬‬
‫‪ ( )289‬دلئل العجاز‪.233:‬‬
‫‪ ( ) 290‬تاريخ الدولة العلية‪ ،273 ،271 ،226:‬وينظر‪.600 ،495 ،471 ،463 :‬‬
‫‪ ()291‬في ظلل القرآن‪.3849 ،1230 ،179:‬‬
‫‪177‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإن خروج الكتاب على القاعدة الصيلة لـ"كافة"‪ ،‬ل يمكن أن يكون "سهوا‬
‫أو تساهلا في الستعمال ل يعتد به ول يقاس عليه‪ ،‬كما يقول المؤلف‪ ،‬بل هو توسع‬
‫في مذهب ألنسس له القدماء‪ ،‬وأساغه المحدثون‪.‬‬

‫‪ ‬دخول من على أسماء الزمان )لقَّيته من أول وهلة()*(‪:‬‬

‫وهــذا منمــا زيــد فيــه حــرف الجـنر ‪ ،‬والمؤلــف يتــابع العــدناني فيمــا يقــول مــن تخطئتــه‬
‫قإول القائـل ظننتــه مــن أول لوعهلـرة طبيبــاا))‪ ،(292‬والصـواب "أنولل لوعهلـة"‪ ،‬ويقــاس علــى ذلــك‬
‫"أول مـ ـنرة" و"أولل لحظ ــة" و"أول س ــفُرة" و"أول لق ــاء"‪ ،‬وقإ ــد ج ــاءت ه ــذه التع ــبيرات ف ــي‬
‫المثال العربية من غير أن تقترن باللم أو بمن أو بغيرهما من حروف الجر)‪.(293‬‬

‫بادئ ذي لبدء‪ ،‬قإضية دخول "ةمعن" على أسماء الزمان معــدودةم فــي قإضــايا الخلف‬
‫بيــن نحــويي البصـ ـرة والكوفــة‪ ،‬إواذا عــدنا إلــى مســائل الخلف وجــدنا الكــوفيين ‪ -‬كمــا‬
‫يــذكر النبــاري – يجيــزون اســتعمال "ةمــن" فــي الزمــان والمكــان‪ ،‬ورند ذلــك البص ـريون‪،‬‬
‫واحتـج الكوفيــون بآيــة كريمـة‪ ،‬وبيـت مــن الشـعر‪ ،‬أنمـا اليـة فقــوله تعــالى‪":‬للمعسـجمد أييسـس‬
‫على التقوى من أول يوم…"‪ ،‬أنما البيت فلزهير‪ ،‬وهو‪:‬‬

‫ألعقإلوعيلن من ةحلجرج وةلمن لدعهر‬ ‫لةلمن اليديار بةقيننةة الةحعجةر‬

‫واحتــج البصـريون علــى أنن "ةمــن" فــي المكــان نظيــر "يمـعذ" فــي الزمــان‪ ،‬وكمــا ل‬
‫يجــوز أن تقــول "مــا ســرت مــذ بغــداد" ‪ ،‬فكــذلك ل يجــوز أن تقــول "مــا رأيتــه مــن يــوم‬
‫الجمعة"‪ .‬وأنيد النباري مذهب البصريين‪ ،‬ورد ما ذهب إليه الكوفيون‪ ،‬وخنرج "ةمن" فــي‬

‫)*( ينظر أيضاا‪ :‬مسألة "ما رأيته من يوم الجمعة"‪:‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.99:‬‬
‫‪ () 292‬معجم الخطاء الشائعة ‪ .274 ،263‬وينظر الكتابة الصحيحة‪.402 :‬‬
‫‪ ()293‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.253:‬‬
‫‪178‬‬
‫الية المـذكورة علـى أنهـا علـى حـذف المضـاف إواقإامـة المضـاف إليه مكـانه‪ ،‬والتقـدير"‬
‫من تأسيس أول يوم"‪ ،‬كما لرند رواية بيت زهير‪ ،‬وقإال الراويةي الصــحيحةي "مــذ يحلجـرج ومـذ‬
‫)‪(294‬‬
‫دهر "‪ ،‬ولو يسنلم به على رواية الكوفيين لنول على أنه " من لمير حجـرج ومـن لدعهـةر"‬
‫‪ ،‬وهذا تشندد ينقضه الواقإع اللغوي‪ ،‬كما جاء في الية الكريمــة وبيـت زهيــر‪ ،‬وغيـر ذلـك‬
‫من الشواهد‪.‬‬

‫وقإال إميل يعقوب‪":‬والحق أنني لم أجد هذا التعبير "لول وهلة" إلن في‬
‫المعجم الوسيط؛ لذلك أرى أنن الفصلح القويل "لةقييته أولل وهلة")‪.(295‬‬

‫والمعاجم تؤنيد ما جاء به الدكتور عنمار‪ ،‬جــاء فــي اللســان‪ " ،‬ولةقــيته أللول لوعهلـرة‬
‫ي أللول شيء‪ ،‬وقإـيل‪ :‬هو ألنول ما تـراه‪ .‬وفــي الــحديث‪ :‬فلقــيته أللول لوعهل رة‬ ‫ةر‬
‫ولولهلة ولواهلة؛ أل ن‬
‫لأي أللول شــيء‪ ،‬و اللوعهلــة الـ ـلمرة مــن الفُـ ـلزع‪ ،‬لأي لق ــيته أللول فلعزلعــة فلةزعتهــا بلقــاء ةإنســان"‪،‬‬
‫والمعاجم المشهورة تنهج هذا النهج)‪.(296‬‬

‫إواذا أعرضــنا عــن المعجمــات وننقبنــا فــي النصــوص‪ ،‬كــان أول مــا يسـ ـنجل أنن‬
‫"لوعهللة" لم تلةرعد ل في القرآن الكريم‪ ،‬ول فـي كتــب ال ي‬
‫صـحاح‪ ،‬ووجـدناها بعــد ذلــك تســتخدم‬
‫على أنماط مختلفُة‪ ،‬في طائفُة شـنتى مـن الكتــب‪ ،‬أنمـا "مـن أول وهلـة" فقـد رويـت فــي "‬
‫الغاني" على لسان ينصيب الشاعر المـوي)ت ‪108‬هـ( " فاسـتحيوا أن يجيبـوهن مـن‬
‫أول وهلــة")‪ .(297‬وجــاء فــي " لســان العــرب" نفُســه؛ إعذ لنلقـلل قإــولل ابــن بـنري" جــاء إلـني مــن‬

‫)( النصاف في مسائل الخلف‪.1/370 :‬‬ ‫‪294‬‬

‫)( معجم الخطأ والصواب‪.274:‬‬ ‫‪295‬‬

‫) ( اللسان "وهل"‪ ،‬وينظر ‪ :‬الجمهرة ‪ ،3/472‬والتهذيب‪ ،6/420 :‬ومجمل اللغة‪ ،765 :‬والمحكم‪:‬‬ ‫‪296‬‬

‫‪.4/425‬‬
‫)( الغاني‪.1/341:‬‬ ‫‪297‬‬

‫‪179‬‬
‫أول وهلة" )‪ ،(298‬كما ينقل اللســان عـن ســيبويه" مــن أول وهلـة"‪ ،‬إذ يقـول‪ ":‬قإــال ســيبويه‬
‫لدالي ـهي يمعلـ ـةحقةم لــه بجعفُــر ول ــيس لكلمعـ ـند؛ ل‬
‫لن ذلــك مبنـ ـيي عل ــى فللعـ ـنل مــن لأول وهلــة)‪،(299‬‬
‫صـ ا منســوب ا إلــى ســيبويه أيضـ ا " إوانمــا بنــي مــن أول وعهلــة علــى‬
‫وينقــل عــن ابــن ســيده ن ن‬
‫الســكون")‪ ، (300‬ولــم أقإــع علــى ذلــك عنــد ســيبويه‪ ،‬كمــا ينقــل عــن ابــن ةســيده "وهــذا هــو‬
‫السابق إلينا من أول وهلة")‪.(301‬‬

‫)ت ‪ "(597‬بلغتـم المـر‬ ‫)‪(302‬‬


‫وجاء هذا الستخدام في "المنتظم" لبن الجوزي‬
‫الــى أميــر المــؤمنين مــن أول وهلــة"‪ ،‬و"نفُــح الطيــب"للمقلــري ‪" (303) 758‬مــا هــذا الوثــوب‬
‫)ت ‪77‬‬ ‫)‪(304‬‬
‫علــى المــدح مــن أول وهلــة"‪ ،‬و"طبقــات الشــافعية الكــبرى" للتســبكي‬
‫‪"(1‬مـ ــا يعـ ــرف علـ ــى البديهـ ــة مـ ــن أول وهلـ ــة" "التفُضـ ــيل بيـ ــن البلـ ــدين مـ ــن أول وهلـ ــة"‬
‫و"تفُسير ابن كثير ")ت ‪774‬هـ( )‪" (305‬لتدنل على التأنيث من أول وهلة" " أي لم يمكنوا‬
‫أن يمنعـوا فــي الهــرب‪ ،‬بــل الشــاة مــن أول وهلــة " "لنمــا رجعـوا مــا عرفـوا مــن أول وهلــة"‪،‬‬
‫"فل يفُهـ ــم مـ ــن أنول وهلـ ــة حـ ــتى‬ ‫)‪(306‬‬
‫و"خ ازنـ ــة الدب" لبـ ــن حنجـ ــة الحمـ ــوي)ت ‪(837‬‬

‫)( اللسان )رهط(‪.‬‬ ‫‪298‬‬

‫)(اللسان‪)3/151:‬قإرد(‪ ،‬وهو في المحكم ‪ ،6/308‬وما في سيبويه يختلف عن هذا‪ ،‬ولم يذكر‬ ‫‪299‬‬

‫سيبويه "وهلة"‪ ،‬ينظر الكتاب‪.4/424:‬‬


‫) ( اللسان‪)15/352:‬هبا(‪ ،‬والنص فيه بعض التحوير والتغيير‪ ،‬ولم يذكر سيبويه"وهلة"‪ ،‬ينظر‬ ‫‪300‬‬

‫الكتاب ‪.415 ،4/412‬‬


‫)( اللسان ‪)13/336‬قإرن(‪ ،‬ولم يذكره المحكم‪.‬‬ ‫‪301‬‬

‫)( المنتظم‪.5/129:‬‬ ‫‪302‬‬

‫) ( نفُح الطيب‪.3/511 :‬‬ ‫‪303‬‬

‫)( طبقات الشافعية الكبرى‪.9/368 ،5/275:‬‬ ‫‪304‬‬

‫)( تفُسير ابن كثير‪.4/14 ،3/545 ،2/11:‬‬ ‫‪305‬‬

‫)( خزانة الدب‪.2/383 :‬‬ ‫‪306‬‬

‫‪180‬‬
‫ضـ ـلحه" و"فتــح الب ــاري")‪ (307‬لبــن لحلج ــر)ت ‪" (852‬تس ــتلزم الــدخول م ــن أول وهلــة"‬ ‫يو ن‬
‫"القي ـ ـ ــام ب ـ ـ ــذلك م ـ ـ ــن أول وهل ـ ـ ــة" "الطم ـ ـ ــع ف ـ ـ ــي تملكه ـ ـ ــا م ـ ـ ــن أنول وهل ـ ـ ــة"‪ ،‬و"النجـ ـ ــوم‬
‫ال ازهـ ـرة")‪(308‬لبــن تغــري بــردي)ت ‪" (874‬فانكس ــروا مــن أول وهلــة" "أراد النــزول إليــه‬
‫ول يتفُهم من أنول وهلة"‪ ،‬وعجائب الثار)‪1) (310‬‬ ‫)‪(309‬‬
‫بعساكره من أول وهلة" و"المزهر"‬
‫‪822‬هـ(‪ ،‬واستعملهم من أول وهلة في الفُروسية"‪.‬‬

‫أما استخدام"لوعهللة" مع حرف جنر غير "ةمــن"‪ ،‬فنجــد " لول وهلـة " تـيـروى عــن‬
‫أبي عمرو بن العلء في الغاني"‪ ":‬وما كـانت عشـيرته لةتيسـللمه لول وهلـة")‪ ، (311‬كمــا‬
‫نج ــدها عن ــد القض ــاعي ف ــي "الحل ــة الةسـ ـليراء")‪) (312‬ت ‪"،(658‬ح ــتى ح ــالت لول وهل ــة‬
‫حايله"‪ .‬ونجدها في كتابات المتأخرين كــالمنقري)‪" ،(313‬فــدخلت لول وهلـة" كمــا اســتخدم‬
‫)‪(315‬‬
‫"لول مـرة"‪ ،‬إذ قإــال "فغـ از عبــد الرحمــن لول مـرة وليتــه"‪ ،‬وابــن خلــدون‬ ‫)‪(314‬‬
‫أيضـ ا‬
‫"فيجنربهــا لنول وهلــة" "مــا يوافقهــا مــن الخبــار لول وهلــة" "فيهلــك لول وهلــة"‪ .‬كمــا‬
‫"وان ظهــر لول وهلــة"‪ ،‬كمــا اســتخدمها مجــرورة‬
‫إ‬
‫)‪(316‬‬
‫نجــدها عنــد العقــاد مــن المحــدثين‬

‫) ( فتح الباري‪ ،5/88 ،441/ 4 ، 3/119:‬وينظر‪،10/444 ،7/170 ،328 /6:‬‬ ‫‪307‬‬

‫‪.13/351 ،454 ،441 ،414 ،11/366‬‬


‫) ( النجوم الزاهرة‪.16/43 ،13/82:‬‬ ‫‪308‬‬

‫)( المزهر‪.1/450:‬‬ ‫‪309‬‬

‫)( عجائب الثار‪.2/83:‬‬ ‫‪310‬‬

‫)( الغاني‪) 11/31:‬أخبار النابغة ونسبه(‪.‬‬ ‫‪311‬‬

‫) ( الحنلة السيراء‪.1/176:‬‬ ‫‪312‬‬

‫) ( نفُح الطيب‪.6/353:‬‬ ‫‪313‬‬

‫) ( نفُسه‪.1/344:‬‬ ‫‪314‬‬

‫) ( مقدمة ابن خلدون ‪ ،187 ،‬وينظر‪.359:‬‬ ‫‪315‬‬

‫) ( خلصة اليومية والشذور‪.16:‬‬ ‫‪316‬‬

‫‪181‬‬
‫باللم‪ ،‬إذ يقول)‪ …":(317‬ل يتكنرر بهذه النسبة في ألنيةة جماعرة يقعي عليهــا النظـير للوهلـةة‬
‫الولــى"‪ ،‬وســيد قإطــب )‪" (318‬الــذي يتبــادر إلــى الــذهن لول وهلــة" "يطــالع الفُك ـرة كأنمــا‬
‫لول وهل ــة" "ال ــذي تنكـ ـره الفُطـ ـرة لول وهل ــة"‪ ،‬واس ــتخدم محم ــود ش ــاكر"لول مـ ـرة"‪ ،‬إذ‬
‫يقول)‪ ..":(319‬مطعمه ومشربه لول مرة بين الغرباء"‪ ،‬على الرغم من أنه استخدم "أول‬
‫"هذه أول مرة أستبيح لنفُسي‪."..‬‬ ‫)‪(320‬‬
‫منرة"‪،‬‬

‫أنما "في أول وهلة" فنجدها في "البيان والتبيين" للجاحظ")‪" (321‬ولم تسمح لك‬
‫صدلقإه عن الخبر في أول وهلــة"‪،‬‬
‫‪310‬هـ" ل‬
‫)‪(322‬‬
‫الطباع في أول وهلة"‪ ،‬و"تاريخ الطبري"‬
‫"وأعطـ ــاك سـ ــماعه فـ ــي أول وهلـ ــة"‪،‬‬ ‫)‪(323‬‬
‫و"المثـ ــل السـ ــائر"‪ ،‬لبـ ــن الثيـ ــر )ت ‪(637‬‬
‫وتفُســير القرطــبي )‪671 (324‬هــ"بــل حكــم بإيمــانهم فــي أول وهلــة" "كمــا تقــول لرجــل غننــي‬
‫"وبأول وهلــة مــن العتــذار"‪،‬‬ ‫)‪(325‬‬
‫وقإع في أول وهلة"‪ ،‬كما نجد عنده أيض ا "بأنول وهلة"‬
‫و"وفيـات العيـان" لبـن خلنكـان)‪681 (326‬هــ"حـتى أدهـش ذلـك الصـولي فـي أول وهلـة"‬
‫)‪(327‬‬
‫ابن كثير" )‪774‬هــ(‬ ‫"أعطيتموه هذا المال في أول وهلة"‪ ،‬و"تفُسير‬

‫) ( عبقرية المسيح‪.158:‬‬ ‫‪317‬‬

‫)( في ظلل القرآن‪)835:‬المائدة ‪)1297 ،(1/2‬العراف‪)2293 ،(54/‬الصافات‪ ،(86/‬وينظر‪:‬‬ ‫‪318‬‬

‫‪.3822 ،3804 ،3597 .3373 ،3289 ،3274 ،3165‬‬


‫) ( أسمار وأباطيل‪.76:‬‬ ‫‪319‬‬

‫) ( نفُسه‪.321:‬‬ ‫‪320‬‬

‫) ( البيان والتبيين‪.1/87:‬‬ ‫‪321‬‬

‫) ( تاريخ الطبري‪.5/436:‬‬ ‫‪322‬‬

‫) ( المثل السائر‪.2/393:‬‬ ‫‪323‬‬

‫) ( تفُسير القرطبي‪.11/34:‬‬ ‫‪324‬‬

‫) ( تفُسير القرطبي‪.7/331:‬‬ ‫‪325‬‬

‫) ( وفيات العيان‪.7/104 ،4/360:‬‬ ‫‪326‬‬

‫) ( تفُسير ابن كثير‪.3/489:‬‬ ‫‪327‬‬

‫‪182‬‬
‫"أي أصـ ــعبه فـ ــي أول وهلـ ــة"‪ ،‬والتعريفُـ ــات)‪ 816 (328‬هــ ـ للجرجـ ــاني "يفُهـ ــم منـ ــه معنـ ــى‬
‫صــل فــي أول وهلــة"‪ ،‬و"صــبح العشــى")‪ (329‬للقلقشــندي"ولــم تســمح لــك الطبيعــة فــي‬
‫مح ن‬
‫أول وهلـة"‪ ،‬و"خ ازنــة الدب")‪837 (330‬هــ"مـا يتخيـل فـي أول وهلـة" "إلــى قإبولهــا فــي أول‬
‫وهلــة"‪ ،‬و"فتــح البــاري)‪ "(331‬ل يــدرك فــي أول وهلــة" "وتقلــق فــي أول وهلــة" "فمنهــم مــن‬
‫أول وهلة"‪ ،‬و"شذرات الذهب")‪1089 (332‬هـ"حتى أدهش‬ ‫أدركه في‬
‫ذلك الصولي في أول وهلة" "وكان من أطاعه في أول وهلة"‪.‬‬

‫" وقإـ ــالوا تمـ ــام‬ ‫)‪(333‬‬


‫كمـ ــا اسـ ــتخدمت "عنـ ــد أول وهلـ ــة فـ ــي" البيـ ــان والتـ ــبيين"‬
‫الضيافة الطلقإةي عند أول وهلة"‪ ،‬و"الغاني")‪) (334‬مـن كلم اليمغليـرة بــن يشـععلبة("فيأخــذه‬
‫"فيأخــذه عنــد أول وهلــة" "أعطيتمــوه عنــد‬ ‫)‪(335‬‬
‫عنــد أول وهلــة فيقتلــه"‪ ،‬وتاريــخ الطــبري‬
‫"لقيتــه أنول ذي‬ ‫)‪(336‬‬
‫أول وهلــة"‪ ،‬كمــا اســتخدمت "أول ذي وهلــة" فــي مجمــع المثــال‬
‫وهلة؛ أي أول من ذهب وهمي إليه"‪.‬‬

‫) ( التعريفُات‪.68:‬‬ ‫‪328‬‬

‫) ( صبح العشى‪.2/350:‬‬ ‫‪329‬‬

‫) ( خزانة الدب‪.2/16 ،1/318:‬‬ ‫‪330‬‬

‫) ( فتح الباري‪ ،210 ،7/134 ،1/20:‬وينظر‪.10/437:‬‬ ‫‪331‬‬

‫)( شذرات الذهب‪.4/66 ،1/342:‬‬ ‫‪332‬‬

‫) ( البيان والتبيين‪ ،1/20:‬وينظر أيضاا‪ :‬المستطرف‪.1/395:‬‬ ‫‪333‬‬

‫) ( الغاني‪.17/138:‬‬ ‫‪334‬‬

‫) ( تاريخ الطبري‪.4/188 ،3/219:‬‬ ‫‪335‬‬

‫) ( مجمع المثال‪.210:‬‬ ‫‪336‬‬

‫‪183‬‬
‫"والــى‬
‫وقإــد تصـنرف ســيد قإطــب فــي "وهلــة" تصـرف ا بنينـ ا ؛ فــذكر "منــذ أول وهلــة"‪ ،‬إ‬
‫)‪(337‬‬

‫وهلــة الحشــر"‪ ،‬و"هــذا أول تنــبيه بعــد وهلــة النــداء"‪ ،‬و"تنــبئ عــن وهلــة المفُاجــأة"‪،‬و "كمــا‬
‫ترتفُع عن وهلة الخوف والفُزع"‪.‬‬

‫وه ــذا كلتــه ييظةهـ ـير تلصـ ـتر ل‬


‫ف الق ــدماء من ــذ عص ــر أب ــي العلء ف ــي "لوعهل ــة"‪ ،‬ول مج ــال‬
‫لتخطئــة المحــدثين فــي اســتخدامهم "مــن أول وهلــة" وأنماطهــا الــتي م ـنر ذكرهــا‪ ،‬وكــون‬
‫ص صراحة على هذه الستخدامات‪ ،‬ل يعني خطأها‪ ،‬وقإـد رأيناهــا فــي‬
‫المعجمات لم تن ن‬
‫ص عليها المصننف‪.‬‬
‫لسان العرب مستخدمة‪ ،‬ولم ين ن‬

‫‪ ‬أنا كطالب أقردر أساتذتي‪:‬‬

‫وهذا منما ةزيلد فيها حرف الجر ‪ ،‬يقول المؤلف‪":‬يقولون أنا كطالب أقإندر‬
‫أساتذتي‪ ،‬وهو كشخصية متميزة جديرة بالتفُوق"‪ .‬والصل في الكاف هذه أن تفُيد‬
‫التشبيه‪ ،‬وهو الكثر في استعمالها‪ ،‬ول تحمل في التعبيرات السابقة على معنى من‬
‫معانيها‪ ،‬إل على هذا الصل‪ ،‬والتشبيه يقتضي المغايرة؛ لنه اشتراك شيئين في‬
‫صفُة أو أكثر‪ ،‬ولكنه ل يستوعب سائر الصفُات‪.‬‬

‫وهو يستشهد بقول قإيلدامة بن جعفُر‪" :‬إنه من المور المعلومة أنن الشيء ل‬
‫ييشنبه بنفُسه ول بغيره من كل الجهات" )‪ .(338‬ومتأمل المثلة السابقة ليةجيد المشنبه هو‬
‫لععين المشنبه به‪ ،‬ول يختلف ما قإبل كاف التشبيه عما بعدها‪ ،‬فالمتحدث هو الطالب‪،‬‬
‫والغائب المتحلدث عنه هو الشخصية المتميزة‪ ،‬وأحمد هو المتفُوق‪ ،‬وكذا في بقية‬

‫)( في ظلل القرآن) على التوالي(‪/55)2013:‬يوسف(‪/19)3364 ،‬ق(‪/2)3599 ،‬الطلق(‪،‬‬ ‫‪337‬‬

‫‪/2)3726‬الجن(‪/145)487 ،‬آل عمران(‪.‬‬


‫‪ ( ) 338‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.261:‬‬
‫‪184‬‬
‫المثلة‪ ،‬فليس هناك مغايرة بل اتحاد من كل وجه‪ ،‬وهذا ل يتأتى في التشبيه‪ ،‬وكل ما‬
‫ف صفُةا من صفُات المشنبه كان يمكن‬
‫في المر أن التشبيه في المثلة المذكورة لكلش ل‬
‫أن تعرب حالا أو خب ار أو تسبق بلفُظ " لكونه" أو "بصفُته"‪ ،‬فيستقيم التركيب‪ ،‬ول‬
‫حاجة إلى كاف التشبيه‪ ،‬لنها زائدة‪ ،‬ول تتفُق مع الذوق العربي‪ ،‬واستعمالت الكاف‬
‫ب أحترم‬
‫)على الحالية(‪ ،‬وأنا طال م‬ ‫بعانمة‪ ،‬فيقال أنا طالب ا أحترم أساتذتي‬
‫أساتذتي )على الخبرية(‪ ،‬أو لكوني طالباا‪ ،‬أو بصفُتي طالب ا أحترم أساتذتي)‪.(339‬‬

‫بادئ ا لقد كان هذا السلوب من الساليب التي ناقإشها مجمع اللغة العربية في‬
‫القاهرة‪ .‬وقإد قإدم فيه الستاذ عبدال لكننون)ت ‪1988‬م(‪ ،‬عضو المجمع بحثا إلى‬
‫مؤتمر الدورة )‪ 1973 (38‬بعنوان "الكاف التمثيلية")‪ .(340‬وبعد استعراضه لمعاني‬
‫الكاف‪ ،‬أجاز الكاف في السلوب المذكور على أربعة أوجه؛ الول أن تدنل على‬
‫التعليل‪ ،‬كقولهم "الوالي كأحد رجال السلطة يجب أن يحتفُظ بهيبته"‪ ،‬والتقدير لنه من‬
‫رجال السلطة‪ ،‬والثاني زائدة كقوله تعالى "ليس كمثله شيء"‪ ،‬والثالث أن تكون‬
‫تشبيهاا‪ ،‬كقول أبي لحنيان في البحر المحيط "ةمثيلك ل يفُعل كذا"‪ ،‬وهو من باب‬
‫المبالغة‪ ،‬والرابع أن تكون هذه الكاف اسم ا بمعنى "مثل"‪ ،‬فتصبح الكاف في قإولنا "أنا‬
‫كباحث" منصوبة على الحال‪.‬‬

‫وقإد رند مجلس المجمع البحث‪ ،‬غير أنه يأعيد النظر في هذا السلوب من‬
‫جديد بعد أربع سنوات في الدورة )‪ ،(42‬إذ قإندم محمد رفعت)ت ‪1984‬م( بحث ا أثنى‬
‫فيه على ما جاء في بحث "عبد ال كنون" النف الذكر‪ ،‬وانتهى إلى إجازة هذا‬

‫‪ ( ) 339‬نفُسه‪.‬‬
‫‪ () 340‬الكاف التمثيلية‪ ،‬الدورة)‪.6:(37‬‬
‫‪185‬‬
‫السلوب من وجهين)‪(341‬؛ أولهما أن تكون الكاف للتشبيه‪ ،‬وأن تكون زائدة‪ ،‬كقول‬
‫بعض العرب‪":‬كيف تصنعون ال ةقإط‪ ،‬قإال‪ :‬كهنين"‪ ،‬أما التشبيه عنده فللمبالغة‪.‬‬

‫ل‪ ":‬لسنا مكلفُين تخريج كلم عامي يشيع‬


‫وقإد عارضه محمد بهجة الثري قإائ ا‬
‫على ألسنة الناس"‪ ،‬وأنيده علي النجدي ناصف)ت ‪1982‬م(‪ ،‬وسعيد الفغاني‪ ،‬إذ قإال‬
‫الفغاني إننا منذ ثلثين عاما أو يزيد نسمي هذه الكاف الكاف الفُرنسية‪ ،‬والتعبير‬
‫الصحيح أن يقال باعتباري باحث ا أو بصفُتي باحث ا)‪.(342‬‬

‫وقإد أنيد عباس حسن هذا السلوب‪ ،‬وقإال هذا التعبير منصوص على صحته‬
‫عند القدماء‪ ،‬كما جاء في باب التجريد عند ابن الثير )‪ ، (343‬وانتهت المناقإشات إلى‬
‫لقإبول المجمع هذا السلوب‪ ،‬وجاء في قإ ارره‪ ":‬يجيز المجمع قإول اليكنتاب ‪" :‬أنا كباحث‬
‫أقإرر كذا على أحةد وجهين‪ ،‬أن تكون الكاف للتشبيه‪ ،‬وأن تكون زائدة")‪.(344‬‬

‫وقإد أحسن المجمع إذ أجاز هذا السلوب‪ ،‬على ما في قإ ارره ‪ -‬كما سنرى‬
‫‪، -‬على الرغم من أنن القدماء لم يستخدموه كما استخدمه المحدثون‪ .‬وقإد تتبعت ما‬
‫أشار إليه الستاذ عباس حسن مما جاء في باب التجريد‪ ،‬وهو تعليق لبن الثير‬
‫على قإورل لبي علي الفُارسي نصه)‪ " (345‬أن في النسان معنى كامن ا فيه‪ ،‬كأنه‬
‫حقيقته ومحصوله‪ ،‬فيخرج ذلك المعنى إلى ألفُاظها مجردا من النسان كأنه غيره‪،‬‬
‫وهو هو بعينه‪،‬نحو قإولهم‪ ":‬لئن لقيت فلنا لتلقين به السد‪ ،‬ولئن سألته لتسألن منه‬

‫‪ () 341‬في أصول اللغة‪.3/189 :‬‬


‫‪ ()342‬في أصول اللغة )الحاشية(‪.3/187 :‬‬
‫‪ ()343‬نفُسه‪.‬‬
‫‪ ()344‬في أصول اللغة‪ ،3/183 :‬صدر في الدورة )‪ (42‬في الجلسة الثانية للمؤتمر‪.‬‬
‫‪ ( ) 345‬المثل السائر‪.409:‬‬
‫‪186‬‬
‫البحر‪ ،‬وهو عينه السد والبحر"‪ .‬وقإد رند ابن الثير كلم الفُارسي في عده هذا من‬
‫التجريد‪ ،‬وقإال "هذا تشبيه مفُرد الداة‪ ،‬إذ يحسن تقدير التشبيه فيه‪ ،‬وبيان ذلك أنك‬
‫تقول‪ :‬لئن لقيت فلنا لتلعلقللينن به كالسد‪ ،‬ولئن سألته لتسألن منه كالبحر"‪ ،‬ولئن كان‬
‫هذا الذي قإصده عباس حسن‪ ،‬فهو مختلف جدا عن طبيعة هذا السلوب؛ ذلك أن ما‬
‫ض له النحاة حينما تكلموا على الكاف‬
‫ذكره ابن الثير تشبيهم خالص‪ ،‬وقإد لعلر ل‬
‫السمية‪ ،‬كقول الشاعر"… ولن ليعنلهى ذوي شطط كالطعن‪ "..‬وقإول آلخلر" إوانك لم‬
‫يفُخر عليك كفُاخر" و " ورحنا بكابن الماء"‪ .‬وحال هذا السلوب على غير ذلك كما‬
‫سنرى‪.‬‬

‫أما قإول الثري إن هذا السلوب عامني فقد تننكب جادة الصواب؛ لن العامة‬
‫ل تعرفه إوانما يستخدمه المثقفُون‪ ،‬وقإد شاع على ألسنتهم وأقإلمهم‪.‬‬

‫إنن هذا السلوب دخيل إلى العربية بل شك‪ ،‬وقإد دخل من النجليزية‪ ،‬وعلى وجه‬
‫الخصوص كلمة "‪ ،"as‬كالتي في عنوان كتاب" آرون وايلد فسكي"‪،‬الذي صدر سنة‬
‫‪1984‬م‪" "MOSES AS A POLITICAL LEADER " ،‬موسى كزعيم سياسي‪ ".‬وليس‬
‫ثمة طائل من البحث عن استخدام القدماء له‪ .‬غير أن ما يجدر التوقإف عنده في قإرار‬
‫المجمع إنما هو تخريجه له على وجهين‪ ،‬وقإد جانب جاندة الصواب في تخريجه هذه‬
‫الكاف على الزيادة‪ ،‬فيما أرى؛ فل محنل للزيادة ههنا‪ ،‬والشواهد التي تحمل هذا المعنى‬
‫نادرة‪ ،‬واضطراب النحويين فيها بارد في مصنفُاتهم‪ ،‬ولم يحتذها أحد‪ ،‬فضلا عنما تفُضي‬
‫إليه من الللبس‪.‬‬

‫أما التشبيه فلعل الناظر فيه أول وهلة ينفُر منه ويرنده؛ ذلك أنن القول أنا كوزير‪،‬‬
‫يعني أنني لست وزي ارا‪ ،‬وقإد قإال ذلك الدكتور أحمد عمار في أثناء مناقإشة أسلوب" أكرم‬

‫‪187‬‬
‫الضيف بوصفُي عربياا")‪ ، (346‬غير أننا إذا أنعمنا النظر‪ ،‬وجدنا فيه ملمح ا للتشبيه‪ ،‬على‬
‫" أنا كوزير أصنع كذا "‬ ‫غير ما ذهب إليه الدكتور عمار وغيره‪ ،‬فالقول‬
‫ي شخص مثله يتبنوأ‬
‫يدل على أنن هذا الشخص بما ييسند إلى نفُسه من الفُعل يشبه أ ن‬
‫هذا المنصب‪ ،‬والتشبيه على هذا ليس خالصاا؛ أي أن المسألة ليست تشبيها وحسب‪،‬‬
‫كما رأينا في قإرار المجمع‪ ،‬بل نجد أنن "الكاف" ههنا يشحنت بمعنى مستحدث‪ ،‬هو‬
‫الحديث عن الوظيفُة أو المهنة أو الصفُة أو المقام الذي يتحدث منه القائل‪ ،‬وهذا‬
‫ملممح قإريمن لهذا السلوب‪ ،‬وقإد تسنرب إلى كتابات أكابر الكنتاب المحدثين‪ ،‬يقول‬
‫ت إلى تقييد حنريته‪ ،‬وكنفُه عن السترسال‪،‬‬
‫العنقاد في كتابه عن غاندي ‪":‬اضطر ع‬
‫)‪(347‬‬

‫في دعوة لتحول بين الحكومة كحكومة وبين القيام بعمرل من العمال"‪ .‬كما جاء عند‬
‫سنيد قإطب في "الظلل"‪ ،‬إذ جاء فيه)‪":(348‬سواء أدعوها كأفراد أو كتشكيلت تشريعية"‬
‫"وتننهي إلى اندثارها كأمة‪ ،‬إوان بقيت كأفراد" "فلن يمكن أن يعاملوهم كبشر عاديين"‬

‫"فإذا يحةج ل‬
‫ب عن هذا المصدر فقد خصائصه كإنسان خبير"‪.‬‬

‫وبعد‪ ،‬فهذا أسلوب مترجم كما يذكــر‪ ،‬ولعـل أنولل مـن ترجمــه لـم تسـعفُه عربيتــه‬
‫أن يق ــول "أن ــا باحثـ ـ ا أو وزيـ ـ ارا‪ ،‬أو بوص ــفُي باحثـ ـ ا أو وزيـ ـ ار أص ــنع ك ــذا" فاس ــتخدم ه ــذه‬
‫الكاف‪ ،‬على هذا المعنى‪ ،‬فشاع هــذا الســلوب‪ ،‬وعلينــا ألن نقـنر اســتخدامه وحســب‪ ،‬بــل‬
‫وحداثته أيضاا‪ ،‬ول غضاضة في ذلك‪.‬‬

‫‪ ( ) 346‬محاضر جلسات الدورة)‪.485:(42‬‬


‫‪ ( ) 347‬غاندي‪.45:‬‬
‫) ( في ظلل القرآن‪)1057 :‬النعام ‪)1797 ،(16‬يونس ‪)2264، (49‬الكهف ‪،(21‬‬ ‫‪348‬‬

‫‪)3858‬المطفُفُين ‪.(16‬‬
‫‪188‬‬
‫‪ ‬ولد الرسول صلى ال عليه وسلم في ربيع الول‪:‬‬

‫وهذا من إدخال حرف الجنر على غير مجروره الصلي يقول المؤلف‪:‬‬
‫"يقولون ولد الرسول في ربيع الول‪ ،‬وكانت الدراسة في ربيع الخر‪ ،‬وفي ربيع الخر‬
‫زرت القاهرة‪ ،‬والخطأ في هذه التعبيرات عدم ذكر كلمة شهر قإبل أحد الربيعين؛ إذ ل‬
‫بد من أن يقال شهر ربيع الول وشهر ربيع الخر‪ ،‬وذلك لن الربيع ربيعان‪ ،‬ربيع‬
‫الشهور وربيع الزمنة )الفُصول(‪ ،‬ولكي ل يلتبس أحد هذين الربيعين بالخر يجب‬
‫أن تذكر كلمة شهر قإبل ربيع الشهور‪ ،‬ومما يستشهد به في هذا الصدد‪ ،‬قإول الراعي‬

‫التنلمعير ن‬
‫ي )ت ‪90‬هـ(‪:‬‬

‫)‪(349‬‬
‫ب يينتعجلن الغمام المتاليا‬
‫جنائ ي‬ ‫ي ربيرع عليهيم‬
‫ت بها لشعهلر ع‬
‫أللرنب ع‬

‫وهو يتبع في هذه التخطئة عباس أبو السعود في "أزاهير الفُصحى")‪.(350‬‬

‫ت هذه المسألة والمسائل التي تليها لبيان ما يمكن أن يبلغه‬


‫بادئ ا لقد أثب ن‬
‫التشندد اللغوي‪ ،‬ولعنل الكثير يعجب من تخطئتها‪ ،‬إوالن لما كنت تطنرقإت إليها‪.‬‬

‫ليجنح المؤلف للستشهاد ببيت للراعي النميري‪ ،‬وهذه كتب التاريخ عند‬
‫القدماء ميدانا رحبا لثبات غير ما ذهب إليه؛ ذلك أن السياق يظهر بشكل ل يحتمل‬

‫)( الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.313:‬‬ ‫‪349‬‬

‫‪ ( ) 350‬أزاهير الفُصحى‪ ،71:‬دار المعارف‪.1970 ،‬‬


‫‪189‬‬
‫انللبس المقصود بالربيع؛ ولعل القدماء ذكروا كثي ار "شهر" قإبل ربيعي الشهور‬
‫لستخدامهم ربيعي الزمنة‪ .‬ولكن هذا ل يعني أنهم التزموا ذلك‪ ،‬ومن ثم كان عدم‬
‫ذكر " شهر" قإبل أحد الربيعين خطأ‪ .‬فالكنتاب كما الننساخ لم يكونوا يؤرخون بالفُصول‬
‫بل بالشهور‪.‬‬

‫صيها‪ ،‬وهي في ذلك أدنى إلى‬


‫ومؤلفُات التاريخ معنية بذكر التواريخ وتق ن‬
‫تجننب الللبس‪ ،‬إن كان المر كما ذكر المؤلف‪ ،‬فإذا تصفُحناها وجدنا الطبري في‬
‫تاريخه)ت ‪ - ،(310‬وهو أكثر المؤرخين ممن اطلعت على مؤلفُاتهم التزام ا بذكر‬
‫"شهر" قإبل ربيععي الشهور‪ -‬يذكر ربيععي الشهور كثي ار من دون أن يذكر قإبلهما‬
‫"شهر"‪ ، (351).‬إذ جاء فيه"غ از رسول ال في قإول جميع أهل السير فيها في ربيع الول‬
‫بنفُسه غزوة البواء" "وزعم الواقإدي أن في ربيع الول من هذه السنة تزوج عثمان بن‬
‫عفُان أم كلثوم بنت رسول ال … وأنه في ربيع الول من هذه السنة غ از رسول ال‬
‫غزوة أنمار"‪ ،‬ويكاد ابن الجوزي)ت ‪ (597‬ل يذكر "شهر" قإبل ربيععي الشهور في‬
‫"المنتظم")‪ "، (352‬وجلس يوم الخميس مستهل ربيع الخر فخلع عليه" " وعقد المعتمد‬
‫يوم الثنين لعشر بقين من ربيع الول لبي أحمد أخيه على ديار مضر " " توفي‬
‫محمد في ربيع الول من هذه السنة"‪ ،‬وكذا الشيباني)ت ‪ (630‬في "الكامل")‪ " (353‬قإال‬
‫ابن إسحاق ولد رسول ال يوم الثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الول" "‬
‫فقدما المدينة في ربيع الول بغرته" "فقتل أشرس في ربيع الخرة سنة ثمان‬

‫) ( تاريخ الطبري‪ ،187 ،54 ،2/14 :،‬وينظر‪،438 ،341 ،253 ،341 ،253 ،241 :‬‬ ‫‪351‬‬

‫‪.516 ،492‬‬
‫‪ ( ) 352‬المنتظم‪ ،15 ،14 ،5/8:‬وينظر‪.44 ،42 ،32 ،31 ،30 ،23 ،22 ،16 :‬‬
‫) ( الكامل‪ ،241 ،3/94 ،1/355 :،‬وينظر‪.513 ،275 ،273 ،272 :‬‬ ‫‪353‬‬

‫‪190‬‬
‫" لسبع عشرة خلت من‬ ‫)‪(354‬‬
‫وثلثين" ‪ ،‬وابن كثير)ت ‪ (774‬في "البداية والنهاية(‬
‫ربيع الول نقله الحافظ ابن دحية" "فخرج إليهم‪ ..‬لثنتي عشرة خلت من ربيع الول" "‬
‫ومات لعشر خلون من ربيع النول" ‪ ،‬واللعكري)ت ‪1089‬هـ( في "شذرات الذهب"‬
‫)‪(355‬‬

‫" قإدم النبي المدينة ضحى يوم الثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الول " " وفي‬
‫ربيع الول منها غزوة بني النضير " " فيها توفي النبي في وسط نهار الثنين في‬
‫" فنسأ المحنرم وجعله‬ ‫)‪(356‬‬
‫ربيع الول" ‪ ،‬واللجلبرتي)ت ‪1822‬م( في "عجائب الثار‬
‫كبيسا وآخره إلى صفُر وصفُر الى ربيع الول وهكذا" " وقإد كان سافر في أواخر ربيع‬
‫الول لقلعة كريد" " وفي ثالث عشر ربيع الول سنة ثمان ومائة ألف ورد أمر بتزيين‬
‫أسواق مصر" ‪ ،‬وقإد أنرخ القلقشندي كثي ار في "صبح العشى ولم يلتزم ذكر "شهر"‬
‫"كانوا ينزلون دومة الجندل أول يوم من ربيع‬ ‫)‪(357‬‬
‫قإبل ربيع الشهور‪ ،‬وأغفُل ذلك كثي ار‬
‫الول" " وسلم المر لمعاوية لخمس بقين من ربيع الول سنة إحدى وأربعين وقإيل‬
‫في ربيع الخر" " وتوفي بالرصافة لسرت خلولن من ربيع الول سنة خمس وعشرين‬
‫ومائة"‪.‬‬

‫وقإد ننقبت في كلم الننساخ ‪ ،‬فرأيت محقق كتاب "اليجلمل" المنسوب إلى‬
‫الخليل ييثبت في مستهنل الكتاب نسخة مصورة لختام إحدى المخطوطات التي اعتمد‬
‫عليها في التحقيق‪ ،‬وكان فيها " الثاملن عشلر من ربيع الخر سنة اثنين وعشرين‬

‫)( البداية والنهاية‪ ،5/256 ،4/2 ،2/260 :،‬وينظر‪،342 ،6/340 ،310 ،305 ،6/301 :‬‬ ‫‪354‬‬

‫‪.331 ،154 ،7/102‬‬


‫) ( شذرات الذهب‪ ،14 ،11 ،1/9 :‬وينظر‪.267 ،220 ،163 ،71 ،55 ،52 ،35:‬‬ ‫‪355‬‬

‫) ( عجائب الثار‪ ،49 ،45 ،1/8 :‬وينظر‪.76 ،75 ،62 ،61 ،60 ،57 ،51 :‬‬ ‫‪356‬‬

‫) ( صبح العشى‪،274 ،273 ،272 ،271 ،270 ،270 ،269 ،268 ،3/266 ،1/468 :‬‬ ‫‪357‬‬

‫‪.276 ،275‬‬
‫‪191‬‬
‫وسبعمائة")‪ .(358‬وجاء في خاتمة إعراب لمنية الشنفُرى تمت القصيدة بشرحها‪ ،‬وكان‬
‫ذلك يوم الخميس خاملس عشلر من ربيع الخر)‪.(359‬‬

‫بعد ذلك ليس ثمة متسعم لقبول مـا جـاء به المؤلـف ول غيـره فـي هـذا الصـدد‪ ،‬وهـذا‬
‫الللبس متوهم‪ ،‬وفضلا عنما يذكر فليس ثمة ربيع أول وآةخر للشهور‪.‬‬

‫‪ ‬هذه القَّضية مطروحُة على بساط البحُث‪:‬‬

‫وهذا منما أدخل حرف الجر على غير مجروره الصلي‪ ،‬يقولون هذه القضية‬
‫مطروحة على بساط البحث‪ ،‬ووضع القضية على بساط الدراسة‪ ،‬وعرض المر على‬
‫بساط التداول‪ ،‬وكلها من الساليب المترجمة؛ ولذا فالولى طرح الموضوع للبحث‬
‫ووضع القضية للدراسة)‪.(360‬‬

‫وهذا المذهب من الغرابة بمكان أيضاا‪ ،‬وهو يمنثل تشنددا لغوي ا رأيناه في مناقإشة‬
‫مسألة "الجانب المني"‪ ،‬فهذا تعبير ل يعيبه شيء‪ ،‬وهو على الغلب مترجم كما ذكر‬
‫المؤلف‪ ،‬ولكن هذا ل يزري به‪ ،‬ول ينتقص من إساغته‪ .‬فالتعبير بلغي استعاري في‬
‫لغته الصلية‪ ،‬وقإد ترجم على هذا المعنى‪ ،‬والعحجر عليه تشندد ل موجب له‪ ،‬ولو‬
‫انتبعنا هذا المنحى لنقضنا الكثير من التعبيرات‪ .‬وعلى الرغم من كونه مترجم ا فإن‬
‫مثله ممكن الوقإوع في اللغة‪.‬‬

‫‪ () 358‬كتاب الجمل‪ ،‬تحقيق فخر الدين قإباوة‪.‬‬


‫‪ ( ) 359‬إعراب لمية الشنفُرى‪.148:‬‬
‫‪ () 360‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.319:‬‬
‫‪192‬‬
‫)‪(361‬‬
‫وقإد وقإعت على هذا التعبير في كتاب "المثال من الكتاب والسنة" للترمذي‬
‫)ت ‪315‬هـ( بساط النربوبية‪" ،‬بساط العبودية" وقإد روى صاحب الغاني قإول عبد ال‬
‫بن ينلمعير الثقفُي)‪:(362‬‬

‫للذاتةةه أنماطيهي ونماةريقإه‬ ‫ت‬


‫إذا ما بساط اللهو يمند وقإينرب ع‬

‫وقإال الشريف الرضي)‪:(363‬‬

‫يطوي بساط اللغلسق المظلةم‬ ‫يا من رأى البرق على النلعم‬

‫وجاء في خطبة سعيد بن أحمد المنقري "… وأوقإع الرحمن واقإعة الصبح على بساط‬
‫النور)‪ " (364‬وقإد روى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" عن المرزباني عن العباس بن‬
‫‪:‬‬
‫)‪(365‬‬
‫أحمد النحوي أنه لونقإع على ظهر هذه البيات‬
‫للمودات بينهم وضعـوه‬ ‫إنما مجلس الندامى بســاطم‬
‫من حديث ولذة رفعـوه‬ ‫فإذا ما انتهوا إلى مـا أرادوا‬

‫وجاء في "المدهش" لبي الفُرج الجوزي ت ‪597‬هـ )‪"(366‬بساط الحزن" و"بساط‬


‫"بساط التكليف" ‪،‬‬ ‫)‪(367‬‬
‫النبساط"‪ ،‬كما جاء في "تلبيس إبليس" لبي الفُرج ت ‪597‬هـ‬
‫"بساط الفُقر"‪" ،‬بساط الةبطالة"‪ .‬و"النهاية في غريب الثر" للجزري ت ‪606‬هـ "بساط‬
‫‪ ( ) 361‬المثال من الكتاب والسنة‪.150:‬‬
‫‪ ( ) 362‬الغاني‪.6/213:‬‬
‫‪ ( ) 363‬ديوانه‪.2/266 :‬دار الجيل بيروت‪،‬شرح يوسف فرحات ط ‪.1995 ،1‬‬
‫‪ ( ) 364‬جمهرة خطب العرب‪.3/223 :‬‬
‫‪ () 365‬تاريخ دمشق‪ .7/274:‬ولم أجد لهذا الشاعر ذك ار في معجم الشعراء للمرزباني‪.‬‬
‫‪ ( ) 366‬المدهش‪.483 ،461 ،174:‬‬
‫‪ ( ) 367‬تلبيس إبليس‪.389 ،218 ،128:‬‬
‫‪193‬‬
‫القرب")‪ ، (368‬وفي "الفُوائد" للزرعي)‪" " (369‬بساط العز ‪ ،‬و"بساط الرضا"‪ ،‬و"بساط‬
‫الجهل"‪ .‬و في "صبح العشى")‪:(370‬بساط الوحي‪ ،‬و"العدل"‪ ،‬و"الملك"‪ ،‬وجاء في‬
‫"بساط النبساط"‪" ،‬السعد"‪" ،‬العتاب"‪" ،‬الرفق"‪" ،‬الوفاء" ‪" ،‬التذلل"‪،‬‬ ‫)‪(371‬‬
‫"نفُح الطيب"‬
‫"السرور"‪" ،‬الجلل"‪" ،‬النور"‪ .‬وجاء في "شفُاء العليل")‪ (372‬لليزرعي "بساط الخلق"‪،‬‬
‫"المر" "الحاطة"‪" ،‬المر" و"النهي"‪" ،‬التكليف"‪.‬‬

‫وهذا كنله يؤكد أنن التعبير عربي ل يقدح فيه كونه مترجماا‪ ،‬ومن الممكن وقإوعه‬
‫في التعبيرات العربية على سبيل الستعارة البلغية أيض ا كما رأينا في التعبير‬
‫السابق‪ ،‬ورنده غاية في التشندد‪ ،‬الذي يضنر باللغة أكثر منما يخدمها‪.‬‬

‫ق اللجوء السياسي‪:‬‬
‫‪ ‬حُصل على حُ ر‬

‫وهذا من دخول حرف الجنر على كلمة زائدة‪ ،‬يقول المؤنلف‪":‬يقولون حصل على‬
‫ق القراءة في‬
‫ق القإامة في الدولة‪ ،‬ويتمتع بح ن‬
‫ق اللجوء السياسي‪ ،‬ووافقوا على ح ن‬
‫حن‬
‫ق( فيما يبدو مترجمة عن اللغات‬
‫المكتبة من لديه بطاقإة عضوية"‪ .‬فكلمة )ح ن‬
‫الجنبية‪ ،‬ول يحتاج إليها التعبير العربي‪ ،‬ولذا يمكن حذفها ودخول حرف الجنر على‬
‫ما بعدها‪ ،‬فيقال‪ ":‬حصل على اللجوء السياسي‪ ،‬ووافقوا على القإامة في الدولة")‪.(373‬‬

‫‪ ()368‬النهاية في غريب الثر‪.2/232:‬‬


‫‪ ( (369‬الفُوائد‪.179 ،178 ،65:‬‬
‫)( صبح العشى)على التوالي(‪ ،12/12 ،8/104 ،6/461:‬وينظر‪،457 ،107 ،17 :‬‬ ‫‪370‬‬

‫‪.131 ،12/48 ،330 ،185 ،171 ،31 ،11/24‬‬


‫‪ ()371‬نفُح الطيب‪.7/336 ،481 ،6/57 ،435 ،261 ،196 ،5/93 ،175 ،107 ،1/69:‬‬
‫‪ ( ) 372‬شفُاء العليل‪.278 ،268 ،267 ،253 ،1/4:‬‬
‫‪ ( ) 373‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.320:‬‬
‫‪194‬‬
‫وهذا الذي يقوله المؤنلف يننم عن وضع هذا التعبير في غير موضعه‪،‬‬
‫ق اللجوء السياسي‪،‬‬
‫فالمسألة ليست لغوية ههنا فحسب‪ ،‬وثمة اختلف كبير بين ح ن‬
‫واللجوء السياسي‪ ،‬وثمة من يحصل على اللجوء السياسي‪ ،‬لننه موارل للدولة التي لجأ‬
‫ق لسبب أو لخر‪،‬‬
‫ق له فيه‪ ،‬وثمة من ييحلرم هذا الح ن‬
‫ي سبب آخر‪ ،‬ول ح ن‬
‫إليها‪ ،‬أو ل ن‬
‫ق‪ .‬وهذا ل يرتبط باللجوء وحده‪ ،‬بل نجد‬
‫ص على هذه الح ن‬
‫فالمسألة مناطها قإانون ين ن‬
‫ق أخذ جنسية ما‪ ،‬أو التنازل عنها‪ ،‬وتعبيرات كثيرة‬
‫ق التعليم والتعبير عن الرأي‪ ،‬وح ن‬
‫حن‬
‫ق مصطلح قإانوني أنتجته‬
‫نحو هذا تتعنلق في مجالت شنتى‪ .‬وعلى ذلك فكلمة ح ن‬
‫الحضارة الحديثة‪ ،‬قإبل أعن يكون معجمياا‪ ،‬ومن الخطأ بمكان أن نزنج بالمعنى‬
‫المعجمي في هذا التعبير؛ ومن ثم نحكم عليه بالزيادة المخنلة‪ ،‬لنن ذلك ل يراعي‬
‫السياق الذي ترد فيه هذه التعبيرات‪.‬‬

‫‪ ‬عودة الطراف إلى طاولة المفاوضات ‪:‬‬

‫وهذا من دخول حرف الجنر على كلمة زائدة أيضاا‪ ،‬يقول المؤنلف‪":‬يقولون‬
‫عودة الطراف إلى طاولة المفُاوضات‪ ،‬وطرح القضية على طاولة البحث‪ ،‬ودعاه‬
‫إلى طاولة الجتماع‪ .‬وهذه تعبيرات حديثة في اللغة العربية‪ ،‬دخلت إليها بالترجمة‬
‫عن اللغات الوروبية‪ ،‬وكلمة طاولة إيطالية الصل‪ ،‬وهي هنا ل لزوم لها في‬
‫التعبير‪ ،‬والولى أن يقال‪ ،‬عودة الطراف إلى المفُاوضات‪ ،‬وطرح القضية للبحث" ‪.‬‬
‫)‪(374‬‬

‫والقضية ههنا أيض ا لم توضع في إطارها‪ ،‬فكلمة"طاولة" لم يعرفها العرب إلن‬


‫حديثاا‪ ،‬ولم يكونوا يجتمعون ول يبحثون أمورهم على الطاولت‪ ،‬وتعبير طاولة البحث‪،‬‬

‫‪ ( ) 374‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪.324 :‬‬


‫‪195‬‬
‫والمفُاوضات‪ ،..‬مصطلحات لها معنى مخصوص عند المحدثين‪ ،‬بل نجد تعبيرات‬
‫في هذا المجال أكثر تحديداا‪ ،‬نحو بحثوا أمورهم على الطاولة المستديرة‪ ،‬فكنلها‬
‫مصطلحات ذات معنى محندد‪ ،‬ومن ثلنم تخطئتها ليست من الصواب في شيء‪ ،‬فهي‬
‫تعبيرات أنتجتها الحضارة الحديثة‪ ،‬ول مسنوغ لرندها‪.‬‬

‫أبرز المصادر والمراجع‬

‫طلرف في كنل فنن مستظلرف‪ ،‬تحقيق د‪.‬مفُيد‬


‫البشيهي‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬المست ع‬ ‫‪-‬‬
‫قإميحة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1986 ،2‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬ابن الثير‪ ،‬نصر ال بن محمد‪ ،‬المثل السائر‪ ،‬تحقيق محمد محيي الدين عبد‬
‫الحميد‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪)1995 ،‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪196‬‬
‫‪ -‬الزهري‪ ،‬أبو منصور محمد بن أحمد‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السلم هارون‪،‬‬
‫الدار المصرية للتأليف‪.‬‬

‫‪ -‬الصفُهاني‪ ،‬أبو الفُرج‪ ،‬الغاني‪ ،‬تحقيق سمير جابر‪ ،‬دار الفُكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪)1989‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬موفق الدين أبو العباس‪ ،‬عيون النباء في طبقات الطباء‪،‬‬
‫تحقيق د‪ .‬نزار رضا‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت)مكتبة التاريخ والحضارة السلمية‬
‫‪.( cd‬‬

‫‪ -‬البغدادي‪ ،‬أحمد بن علي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬بيروت‪) .‬مكتبة التاريخ‬
‫والحضارة السلمية ‪.‬‬

‫‪ -‬الترمذي‪ ،‬محمد بن علي‪،‬المثال من الكتاب والسنة‪ ،‬تحقيق د‪ .‬السيد الجميلي‪ ،‬دار‬


‫ابن زيدون‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1985 ،1‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬ابن تغري‪ ،‬بردي‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة‪،‬‬
‫المؤسسة المصرية للتأليف‪،‬مصر‪) .‬مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬الجاحظ‪ ،‬عمرو بن بحر‪ ،‬البيان والتبيين‪ ،‬تحقيق فوزي عطوي‪ ،‬دار صعب‪،‬‬
‫بيروت‪،‬ط ‪)1968 ،1‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬جار ال‪ ،‬زهدي‪ ،‬الكتابة الصحيحة‪ ،‬الهلية للنشر‪ ،‬بيروت‪.1977 ،‬‬

‫‪ -‬ابن جبير‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت)مكتبة‬
‫التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬الجبرتي‪ ،‬عبد الرحمن بن حسن‪ ،‬تاريخ عجائب الثار في التراجم والخبار‪ ،‬دار‬
‫الجيل‪ ،‬بيروت)مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد‪ ،‬التعريفُات‪ ،‬تحقيق إبراهيم البياري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪1405 ،1‬هـ‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ -‬الجرجاني‪ ،‬عبد القاهر‪ ،‬دلئل العجاز‪ ،‬تحقيق محمود شاكر‪ ،‬دار المدني‪ ،‬جندة‪،‬‬
‫ط ‪.1992 ،3‬‬

‫‪ -‬الجزري‪ ،‬المبارك بن محمد‪ ،‬النهاية في غريب الثر‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محمود الطناحي‪،‬‬


‫المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪.1979 ،2‬‬

‫‪ -‬الجمحي‪ ،‬محمد بن سلم‪ ،‬طبقات فحول الشعراء‪ ،‬تحقيق محمود شاكر‪ ،‬دار‬
‫المدني‪ ،‬جدة‪.‬‬

‫‪ -‬ابن جني‪ ،‬أبو الفُتح‪ ،‬أسرار العربية‬

‫الخصائص‪ ،‬تحقيق محمد علي النجار‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬ابن الجوزي‪ ،‬عبد الرحمن بن علي‪ ،‬المنتظم في تاريخ الملوك والمم‪ ،‬دار صادر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪1358 ،1‬هـ)مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬حاج خليفُة‪ ،‬مصطفُى بن عبدال‪ ،‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفُنون‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م)مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬ابن حجر العسقلني‪،‬أحمد بن علي‪ ،‬الصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬تحقيق علي بن‬
‫محمد البجاوي‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1992 ،1‬مكتبة التاريخ والحضارة‬
‫السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة‪ ،‬تحقيق د‪.‬محمد خان‪ ،‬مطبعة مجلس دائرة‬
‫المعارف العثمانية‪ ،‬حيدر أباد‪ -‬الهند‪ ،‬ط ‪.1972 ،2‬‬

‫‪ -‬فتح الباري‪ ،‬تحقيق محمد فؤاد عبد الباقإي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1379 ،‬هـ‪.‬‬
‫)مكتبة الفُقه وأصوله ‪(cd‬‬

‫‪ -‬الحموي‪ ،‬ياقإوت بن عبدال‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬دار الفُكر‪ ،‬بيروت)مكتبة التاريخ‬


‫والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪198‬‬
‫‪ -‬ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪،‬ط ‪،5‬‬
‫‪)1984‬مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬الحنبلي‪ ،‬إبراهيم بن محمد‪ ،‬المبدع‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪)،1400 ،‬مكتبة‬


‫الفُقه وأصوله ‪(cd‬‬

‫‪ -‬الحموي‪ ،‬عبد ال بن محمد‪ ،‬ةخزانة الدب‪ ،‬تحقيق عصام شعيتو‪ ،‬دار ومكتبة‬
‫الهلل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1987 ،1‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬ابن لخيلكان‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬وفيات العيان وأنباء الزمان‪ ،‬تحقيق د‪.‬إحسان عباس‪،‬‬
‫دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1968 ،1‬مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬الدردير‪،‬سيدي أحمد‪ ،‬الشرح الكبير‪ ،‬تحقيق محمد عليش‪ ،‬دار الفُكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫)مكتبة الفُقه وأصوله ‪(cd‬‬

‫‪ -‬الدمشقي‪ ،‬عبد القادر بن محمد‪ ،‬الدارس في تاريخ المدارس‪ ،‬تحقيق إبراهيم شمس‬
‫الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1410 ،1‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬الذهبي‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬سير أعلم النبلء‪ ،‬تحقيق شعيب أرناؤوط‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1413 ،9‬هـ)مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬الزمخشري‪ ،‬محمود بن عمر‪ ،‬المستقصى في أمثال العرب‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬


‫بيروت‪،‬ط ‪)1987 ،2‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬النسبكي‪ ،‬أبو نصر عبد الوهاب‪ ،‬طبقات الشافعية الكبرى‪ ،‬د‪.‬محمود الطناحي‪ ،‬هجر‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬الجيزة‪ ،‬ط ‪1992 ،2‬م)مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬السيوطي‪ ،‬جلل الدين عبد الرحمن‪ ،‬المزهر في علوم اللغة‪ ،‬تحقيق فؤاد علي‬
‫منصور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ط ‪)1998 ،1‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬الشباه والنظائر في الفُقه‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1403 ،1‬هـ‪).‬مكتبة‬
‫الفُقه وأصوله ‪(cd‬‬

‫‪199‬‬
‫‪ -‬شاكر‪ ،‬محمود‪ ،‬أباطيل وأسمار‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬المؤسسة السعودية‪ ،‬مصر‪,‬‬

‫‪ -‬الشيباني‪ ،‬محمد بن محمد‪ ،‬الكامل في التاريخ‪ ،‬تحقيق أبو الفُداء عبد ال القاضي‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1995 ،2‬مكتبة التاريخ والحضارة السلمية‬
‫‪.( cd‬‬

‫‪ -‬صفُوت‪ ،‬محمد زكي‪،‬جمهرة خطب العرب‪ ،‬محمد أبو الفُضل إبراهيم‪ ،‬المكتبة‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت)مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير‪ ،‬تفُسير الطبري‪ ،‬دار الفُكر‪ ،‬بيروت‪1405 ،‬هـ‪) .‬مكتبة‬
‫الفُقه وأصوله ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬ابن عساكر‪ ،‬تاريخ دمشق‪ ،‬دار الفُكر‪ ،‬تحقيق محب الدين العمروي‪،1995 ،‬‬
‫ومركز التراث ‪.(cd‬‬

‫العدناني‪ ،‬محمد‪،‬معجم الغلط اللغوية المعاصرة‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪.1989‬‬

‫‪ -‬معجم الخطاء الشائعة‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬ط ‪.1985 ،2‬‬

‫‪ -‬العنقاد‪ ،‬عباس محمود‪ ،‬خلصة اليومية والشذور‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1970‬‬

‫‪ -‬العكبري‪ ،‬أبو البقاء‪ ،‬مسائل خلفية في النحو‪ ،‬تحقيق محمد خير حلواني‪ ،‬دار‬
‫الشرق العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1992 ،1‬مكتبة النحو والصرف ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬التبيان في إعراب القرآن‪ ،‬تحقيق علي البنجاوي‪ ،‬إحياء الكتب العربية‪.‬‬

‫‪ -‬اللعكري‪،‬عبد الحي بن أحمد‪ ،‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬


‫بيروت)مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬عمار‪ ،‬محود إسماعيل‪ ،‬الخطاء الشائعة في استعمالت حروف الجنر‪ ،‬دار عالم‬
‫الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط ‪.1998 ،1‬‬

‫‪200‬‬
‫‪ -‬الفُراهيدي‪ ،‬الخليل بن أحمد‪ ،‬الجمل في النحو ‪ ،‬تحقيق فخر الدين قإباوة‪ ،‬دار الجيل‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪.1995 ،5‬‬

‫‪ -‬القرطبي‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬تفُسير القرطبي‪ ،‬أحمد البردوني‪ ،‬دار الشعب‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط ‪1372 ،2‬هـ‪) .‬مكتبة الفُقه وأصوله ‪(cd‬‬

‫‪ -‬القزويني‪ ،‬محمد بن سعد‪ ،‬اليضاح في علوم البلغة‪ ،‬دار إحياء العلوم‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط ‪)1998 ،4‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬القضاعي‪ ،‬أبو عبد ال محمد‪ ،‬كتاب الحلةن الةسيراء‪ ،‬تحقيق د‪ .‬حسين مؤنس‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1985 ،2‬م)مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬القلقشندي‪ ،‬أحمد بن علي‪ ،‬صبح العشى في صناعة النشا‪ ،‬د‪.‬يوسف الطويل‪،‬‬


‫دار الفُكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط ‪)1987 ،1‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬القنوجي‪ ،‬صديق بن حسن‪ ،‬أبجد العلوم الوشني المرقإوم‪ ،‬تحقيق عبد الجبار زكار‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪،‬بيروت ط ‪)1978 ،2‬مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬ابن قإيس‪ ،‬عبدال بن محمد‪ ،‬ةقإلرى الضيف‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد ال بن حمد المنصور‪،‬‬
‫أضواء السلف‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط ‪)1997 ،1‬مكتبة الدب ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬ابن كثير‪ ،‬إسماعيل بن عمر‪،‬البداية والنهاية‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬بيروت‬


‫‪)1992‬مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫تفُسير ابن كثير‪ ،‬دار الفُكر‪ ،‬بيروت‪1401 ،‬هـ )مكتبة الفُقه وأصوله ‪.(cd‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬المتنبي‪،‬أحمد بن الحسين‪ ،‬ديوانه‪ ،‬شرح العكبري‪ ،‬تحقيق مصطفُى السقا‬


‫وزملؤه‪،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ -‬المحامي‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬تاريخ الدولة العلية العثمانية‪ ،‬تحقيق‪ ،‬د‪.‬إحسان حقي‪ ،‬دار‬
‫النفُائس‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪2،1403‬هـ)مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪201‬‬
‫‪ -‬المقدسي‪ ،‬عبد الرحمن ابن إسماعيل‪ ،‬الروضتين في أخبار الدولتين‪ ،‬تحقيق إبراهيم‬
‫الزيبق‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1997 ،1‬مكتبة التاريخ والحضارة السلمية‬
‫‪.( cd‬‬

‫‪ -‬اللملقري‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬نفُح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬تحقيق د‪.‬إحسان‬
‫عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1968 ،1‬مكتبة التاريخ والحضارة السلمية ‪cd‬‬
‫(‪.‬‬

‫‪ -‬المناوي‪ ،‬محمد عبد الرؤوف‪ ،‬التعاريف‪ ،‬تحقيق د‪.‬محمد رضوان الداية‪ ،‬دار الفُكر‬
‫المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1410 ،1‬هـ )مكتبة الفُقه وأصوله ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬الميداني‪ ،‬أبو الفُضل‪ ،‬مجمع المثال‪ ،‬تحقيق محمد أبو الفُضل إبراهيم‪ ،‬دار الجيل‪،‬‬
‫بيروت‪،‬ط ‪.1987 ،2‬‬

‫‪ -‬الناصري‪ ،‬أبو العباس أحمد‪ ،‬كتاب الستقصا لخبار دول المغرب القإصا‪ ،‬تحقيق‬
‫جعفُر الناصري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط ‪)1997 ،1‬مكتبة التاريخ‬
‫والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬ابن النديم‪ ،‬محمد ابن إسحاق‪ ،‬الفُهرست‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪)1978 ،‬مكتبة‬
‫التاريخ والحضارة السلمية ‪.( cd‬‬

‫‪ -‬النووي‪ ،‬محيي الدين بن شرف‪ ،‬المجموع‪ ،‬تحقيق محمود مطرحي‪ ،‬دار الفُكر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪)1996 ،1‬مكتبة الفُقه وأصوله ‪.(cd‬‬

‫‪ -‬الهروي‪ ،‬علي بن محمد‪ ،‬الزهية في علم الحروف‪ ،‬تحقيق عبد المنعم المنلوحي‪،‬‬
‫‪.1981‬‬

‫‪ -‬الهروي‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬الزاهر‪ ،‬تحقيق د‪.‬محمد اللفُي‪ ،‬و ازرة الوقإاف‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫ط ‪1399 ،1‬هـ‪) .‬مكتبة الفُقه وأصوله ‪(cd‬‬

‫‪ -‬ابن هشام ‪،‬جمال الدين بن يوسف‪ ،‬أوضح المسالك إلى ألفُية بن مالك‪ ،‬دار الجيل‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪1979 ،5‬‬
‫‪202‬‬
‫‪ -‬مغني اللبيب‪ ،‬تحقيق مازن المبارك وزميله‪ ،‬دار الفُكر‪ ،‬بيروت‪.1985 ،‬‬

‫الهمداني‪ ،‬محمد بن عبد الملك‪ ،‬تكملة تاريخ الطبري‪ ،‬ألبرت يوسف كنعان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السلمية‬ ‫المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪)1958 ،1‬مكتبة التاريخ والحضارة‬
‫‪.( cd‬‬

‫‪ -‬يعقوب‪ ،‬إميل‪ ،‬معجم الخطأ والصواب في اللغة‪ ،‬دار العلم للمليين‪ ،‬ط ‪.1983 ،1‬‬

‫الموسوعات‪:‬‬

‫موسوعة الحديث الشريف‪ ،‬الصدار النول‪ ،‬شركة صخر‪ ،‬لبرامج الحاسوب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬كتب مجمع اللغة العربية في للقَّاهرة‪:‬‬

‫الق اررات المجمعية في اللفُاظ والساليب‪،‬محمد شوقإي أمين‪ ،‬إوابراهيم الترزي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الهيئة العامة لشؤون المطابع الميرية‪.1989،‬‬

‫كتاب اللفُاظ والساليب‪ ،‬محمد شوقإي أمين‪ ،‬مصطفُى حجازي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫في أصول اللغة الجزء الثالث‪ ،‬مصطفُى حجازي‪ ،‬وضاحي عبد الباقإي‪ ،‬الهيئة‬ ‫‪-‬‬
‫العامة لشؤون المطابع الميرية‪ ،‬ط ‪،1‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ ‬المجلت‪:‬‬

‫‪ -‬مجلة محمع اللغة العربية بدمشق‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬المجلد الحادي والسبعون‪.‬‬
‫‪،1996‬الصفُحة‪.487 :‬‬

‫‪ -‬مجلة الكاتب المصرية‪ ،‬المجموعة الكاملة لمجلة الكاتب ‪ ،1948-1945‬الهيئة‬


‫المصرية العامة للكتاب‪ ،‬المجلد السادس‪.1999 ،‬‬

‫‪203‬‬
204

You might also like