Professional Documents
Culture Documents
أحكام الاعتكاف
أحكام الاعتكاف
المقصود باالعتكاف:
االعتكاف في اللغة :الحبس والمكث
ِ
ِه ما َ
هذ واللزم [2] .قال تعالى ﴿ َ
﴾ ُوَ
ن ِفَاك ْ َلَ
ها ع ُم َْ
نتِي أ ُ َّ
الت ِيل َّم
َاث الت
ولو على ً
[األنبياء]52 :فسمى فعلهم عكوفا
أصنام.
حكمه:
االعتكاف سنة ال يجب إال بالنذر ،واألدلة
على ذلك ثابتة بالكتاب ،والسنة،
واإلجماع:
َْ
نأما الكتاب؛فلقوله تعالى إلبراهيم ﴿ أ
َّع
ِ َالر
ُّك َ و ِف
ِين َاك َ ْ
العَ و ِين َّائ
ِف ِلط ْت
ِيَ ل بيَا َِر َه
ط
ِ ﴾ [البقرة] [5]125 :؛ ولقوله ُودالسُّج
ِي
ن ف ُوَ
ِفَاك ُم
ْ ع نتَ
َأَّْ و
هن ُوُ
ِرَاشتب ََ
ال ُتعالى ﴿:و
ِ ﴾ [البقرة].187 : َسَاجِد
المْ
مقصود االعتكاف:
ُ القلب، قال ابن القيم( :لما كان صالح
واستقامته ،على طريق سيره إلى هللا تعالى،
ِ شعثه ِ على هللا ،ولم ً على جمعي
َّته متوقفا
بإقباله بالكلية على هللا تعالى؛ فإن شعث
ه إال اإلقبال على هللا تعالى، ُُّ
القلب ال يلم
ل الطعام والشراب ،وفضول مخالطة ُوُوكان فض
األنام ،وفضول الكالم ،وفضول المنام مما
ٍ ،ويقطعه ِ واده في كل ِتًُ ،ويشت يزيده شَع
َثا
عن سيره إلى هللا تعالى ،أو يضعفه ،أو
يعوقه ،ويوقفه :اقتضت رحمة العزيز
الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما
يذهب فضول الطعام والشراب ،ويستفرغ من
ِقة له عن سيره القلب أخالط الشهوات المعو
إلى هللا تعالى ،وشرعه بقدر المصلحة بحيث
ينتفع به العبد في دنياه وأخراه ،وال
ُّه ،وال يقطعه من مصالحه العاجلة يضر
واآلجلة ،وشرع لهم االعتكاف الذي مقصوده
ُهَّت
وروحه عكوف القلب على هللا تعالى ،وجمعي
عليه ،والخلوة به ،واالنقطاع عن االشتغال
بالخلق واالشتغال به وحده سبحانه ،بحيث
يصير ذكره ،وحبه ،واإلقبال عليه ،في محل
ِ
هموم القلب وخطراته ،فيستولي عليه
كله به ،والخطرات ُّ ُّ
ُ الهم بدلها ،ويصير
كلها بذكره ،والتفكر في تحصيل مراضيه،
ُنسه باهلل بدالً من
ِب منه ،فيصير أ وما يقر
ِده بذلك ألُنسه به يوم َع
ِ بالخلق ،في
ِه ُْ
نسأ
الوحشة في القبور حين ال أنيس له وال ما
يفرح به سواه ،فهذا مقصود االعتكاف
األعظم))[8].
وقت االعتكاف:
جمهور العلماء على أنه في كل وقت مسنون
في رمضان وفي غيره ،وأفضله في رمضان
وآكده في العشر األواخر من رمضان.
ركن االعتكاف:
اختلف الفقهاء في تعداد أركان
االعتكاف،واألقرب :ما ذهب عليه الحنفية،
وأن ركن االعتكاف اللبث في المسجد ؛ إذ
هو جزء العبادة وماهيتها ،وما عدا ذلك
شروط خارجة عن ماهية االعتكاف.
ً إذن السيد
هذا شرط على الراجح وأيضا
للرقيق وإذن الزوج للزوجة هذه شروط
راجحة.
ً.وهو
الثالث :أنه شرط لصحة االعتكاف مطلقا
مذهب المالكية ،وبه قال بعض الشافعية،
ورواية عن أحمد اختارها ابن تيمية وابن
القيم[16].
قال ابن رشد( :والسبب في اختالفهم أن
اعتكاف رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -إنما
وقع في رمضان ،فمن رأى أن الصوم المقترن
باعتكافه هو شرط في االعتكاف،وإن لم يكن
الصوم لالعتكاف قاال:البد من الصوم مع
االعتكاف ،ومن رأى أنه إنما اتفق ذلك
ً ل-ه ً ال على أن ذلك كان مقصودا اتفاقا
عليه الصالة والسالم في االعتكاف ،قال:ليس
ً سبب آخر من الصوم من شرطه،ولذلك أيضا
وهو اقترانه مع الصوم في آية
واحدة ])[17ولعل ذكر االعتكاف في آيات
الصيام له داللة ولكن ال يكفي الشتراطه،
فقد تكون لالستحباب ،فالراجح -وهللا أعلم -
ما ذهب إليه أهل القول األول من عدم
اشتراط الصوم لصحة االعتكاف ،مع تأكد
استحبابه ،وهللا أعلم.
مكان االعتكاف:
•قال ابن قدامة ( :ال يجوز االعتكاف إال
في مسجد تقام الجماعة فيه ،ألن الجماعة
واجبة واعتكاف الرجل في مسجد التقام فيه
الجماعة يفضي إلى أحد أمرين :إما ترك
الجماعة الواجبة وإما خروجه إليها
ً مع إمكان التحرز فيتكرر ذلك منه كثيرا
منه وذلك مناف لالعتكاف إذ هو لزوم
ُعتكف واإلقامة على طاعة هللا) [18].
الم
•وقد اشترط بعض العلماء أن يكون المسجد
ً إن كان يتخلل أيام اعتكافه صالة
جامعا
جمعة.
الخروج من المسجد:
•إذا أخرج المعتكف بعض بدنه لم يبطل
اعتكافه وال يترتب عليه شيء باتفاق
األئمة ،ودليل ذلك حديث عائشة ل.
ُ عليه
ِ الثاني :الخروج ألمر طاعة
ِ ال تجب
ٍ ونحو ذلك فالِ جنازة ِ مريٍ
ض وشهود كعيادة
َ ذلك في ابتداء يفعله إالَّ أن يشترط
ِه مثل أن يكون عنده مريض يحب أن اعتكاف
ده أو يخشى من موته فيشترط في ابتداء يعوَ
ِذلك فال بأسَ به.
اعتكافه خروجه ل
ً.أو أن يكون
االشتراط :إما أن يكون عاما
ً.
خاصا
مبطالت االعتكاف:
أوال :الجماع وهذا محل إجماع كما ذكر ابن
المنذر وابن حزم وابن هبيرة ذكروا
اإلجماع في ذلك.
سادسا :الردة.
مباحات االعتكاف:
•يباح للمعتكف أن يأكل ويشرب داخل
المسجد باتفاق الفقهاء.
ما ُ
يكره للمعتكف:
•كل ما يؤدي إلى إبطال االعتكاف بال
عذر.
•البصاق في المسجد:
ً،
اختلفوا على أقوال :منها التحريم مطلقا
وكفارتها دفنها .وهو ظاهر مذهب الحنفية،
وبه قال النووي] ،[37وهو مذهب الحنابلة،
ومنها أنها تجوز للمحتاج ،وال تجوز لغير
المحتاج.وبه قال بعض الشافعية.
ومن أدلة الكراهة:ما رواه أنس -رضي هللا
عنه -أن النبي -صلى هللا عليه وسلم -
قال" :البزاق في المسجد خطيئة،
وكفارتها دفنها"[38].
مسائل:
مسألة :استحباب الخباء:
يستحب للمعتكف رجالً كان أو امرأة أن
يستتر بشيء.وعليه بوب البخاري :باب
األخبية في المسجد [40].لما روى أبو سعيد
الخدري -رضي هللا عنه -أن رسول هللا -صلى هللا
عليه وسلم " : -اعتكف في قبة تركية على
سدتهاقطعة حصير ،وألنه أخفى لعمله.
رابط
الموضوع
: https://www.alukah.net/sharia/0/4325
1/#ixzz5olcrInFt