You are on page 1of 31

‫‪1‬‬

‫المحاضرة السابعة‬

‫األدب في العصر اإلسالمي‬

‫االستاذ‪/‬سياخن م‬
‫‪2‬‬

‫األدب في العصر اإلسالمي‬


‫إن النتاج الثقافي واألدبي الذي ظهر خالل الفترة من بعثة النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم إلى آخر عهد الخلفاء‪ +‬الراشدين يعد األدب في العصر اإلسالمي الذي تأثر‬
‫بلزوم القرآن الكريم وبعثة محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فكان اإلسالم الدين‬
‫الجديد الذي أثر في حياة العرب حيث أخرجهم من ظلمات حياتهم الجاهلية‬
‫الوثنية المادية إلى حياة ربانية جديدة فيها فروض وواجبات دينية مثل الصالة‬
‫والصوم والحج والزكاة وحرمت عليهم الفواحش ومختلف أنواعها ودعاهم إلى‬
‫األعمال الصالحة في الدنيا استعدادا ليوم اآلخرة‪.‬‬
‫فكان أثر الحياة الدينية اإلسالمية في العرب أن حسن إسالمهم وتقيدت حريتهم‬
‫بأوامر الدين الجديد فال سلب وال نهب وال تفاخر باالحتساب واألنساب‪،‬فحدث‬
‫هذا االنقالب الديني اثر كبيرا في حياة العرب الروحية واالجتماعية والسياسية‬
‫والثقافية يتجلى هذا األثر في حياة الشعراء ومضامين شعرهم واللغة العربية‪.‬‬

‫أثر القرآن الكريم في اللغة العربية‪:‬لقد كان ذلك األثر واضحا في أنه‪:‬‬
‫‪ -1‬جمع العرب ووحدهم على لهجة قريش‪.‬‬
‫‪ -2‬حفظ اللغة العربية من الضياع ونشرها في أقطار األرض‪.‬‬
‫‪ -3‬جعل القرآن اللغة العربية لغة حية متداولة في مختلف األوطان‪.‬‬
‫‪ -4‬حول اللغة العربية إلى لغة ذات دين سماوي حيث أحل فيها معاني وألفاظ غير‬
‫معروفة من قبل الفرقان الكفر الصوم الصالة الزكاة التيمم الركوع السجود وغيرها من‬
‫األلفاظ‪.‬‬
‫تخليص اللغة العربية من الوحشية ومن اللفظ الغريب وأقامها في أسلوب معجز من البيان‬
‫والبالغة‪.‬‬
‫أثر الحديث في اللغة العربية‪:‬إن الحديث هو كالم الرسول صلى اهلل عليه وسلم الذي هو‬
‫أفصح العرب فكان اثر الحديث في اللغة العربية واألدب متمثال في‪:‬‬
‫مساعدة القرآن الكريم في انتشار اللغة العربية وحفظها من الضياع‬ ‫‪-1‬‬
‫‪3‬‬

‫وبقائها‪.‬‬
‫توسيع مادة اللغة وتزويدها بألفاظ دينية وفقهية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نشأة الكتابة التاريخية مثل السير والتراجم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الشعر في العصر اإلسالمي‪:‬‬
‫لم تكن مكة تعرف في الجاهلية بالشعر وال بالشعراء وكان ظهور اإلسالم كان حدثا‬
‫جعل ظهور الشعراء في مكة‪ ،‬فوقفوا يحرضون قومهم ضد الرسول ودعوته‪،‬وساعدهم‬
‫في ذلك التحريض شعراء الطائف والشعراء اليهود وشعراء القبائل الذين لم يدخلوا في‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫ومن شعراء قريش الذين وقفوا ضد الرسول الشاعر أبو عزة الجمحي وأبو سفيان بن‬
‫الحارث وعبد اهلل بن الزبعرى وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب‪.‬‬
‫ومن شعراء اليهود الذين شاركوا في إليذاء الرسول الشاعر كعب بن الشرف ‪.‬‬
‫ون سورة الشعراء‬ ‫اء َيتَّبِ ُعهُ ُم اْل َغ ُاو َ‬ ‫وهؤالء هم الذين نزلت فيهم اآليات الكريمة و ُّ‬
‫الش َع َر ُ‬ ‫َ‬
‫ون سورة الشعرار اآلية (‪َ )225‬و ََّأنهُ ْم َيقُولُ َ‬ ‫ِّ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‬ ‫اآلية (‪َ )224‬ألَ ْم تََر ََّأنهُ ْم في ُكل َواد َيه ُ‬
‫يم َ‬
‫ون سورة الشعراء اآلية (‪)226‬‬ ‫َما اَل َي ْف َعلُ َ‬
‫فالقرآن بهذه اآليات يهاجم الشعراء الوثنيين ويستثني من وقفوا مع الرسول ذائدين عنه‬
‫ص ُروا‪ِ +‬م ْن َب ْع ِد‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّل َِّ‬
‫َآمُنوا َو َعملُوا الصَّال َحات َو َذ َك ُروا اللهَ َكث ًيرا َو ْانتَ َ‬ ‫ين َ‬ ‫في قوله تعإلى ِإ الذ َ‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫ون سورة الشعراء اآلية (‪)227‬‬ ‫َأي ُم ْن َقلَ ٍب َي ْن َقلُب َ‬
‫ظلَ ُموا َّ‬
‫ين َ‬
‫َما ظُل ُموا َو َسَي ْعلَ ُم الذ َ‬
‫وقد وقف شعراء المدينة مع الرسول يذودون عنه باللسان فكان الرسول صلى اهلل عليه‬
‫وسلم يدفع الشعراء ويحثهم بالرد على شعراء قريش قصد نصر اإلسالم والدفاع عن‬
‫النبي إذ قال لحسان بن ثابت‪«:‬اهج قريشا فواهلل لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام في‬
‫غلس الظالم»‪ .‬وقال أيضا‪« :‬اهجهم ومعك جبريل روح القدس»‪.‬‬
‫وهذا التشجيع من النبي صلى اهلل عليه وسلم جعل الشعراء يدافعون عن الرسول‬
‫وينافحون عن دعوته ويردون على خصومهم المكيين‪.‬‬
‫ومن هؤالء الشعراء المدافعين عن النبي ثالثة شعراء من األنصار هم ‪:‬حسان بن‬
‫ثابت وكعب بن مالك وعبد اهلل بن رواحة‪ ،‬فكان حسان وكعب يعارضنهم بمثل قولهم‬
‫بالوقائع والمآثر ويعيرانهم بالمثالب‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫وأما عبد بن رواحه فكان يعيرهم بالكفر‪،‬فكان اشد عليهم شعر حسان وكعب وأهون‬
‫عليهم شعر ابن رواحه‪،‬فلما أسلموا كان شعر ابن رواحه أشد عليهم‪.‬‬
‫وكان شعر الشعراء المكيين ال يختلف في مضمونه عن الشعر الجاهلي من حيث الهجاء‬
‫الذي كان ينطوي عليه متداوال في الشعر الجاهلي‪.‬‬
‫وقد سار هؤالء الشعراء على دين أبائهم يتقاسمون السنن الجاهلية التي ورثوها في‬
‫الشعر وغير الشعر‪،‬وإ ن كانت بعض األشعار تفيض بروح الديانات السماوية وقصصها‬
‫الديني إال أنها منحولة وضعت على لسان أمية بن أبي الصلت شاعر ثقيف عدو‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫وبالرغم من هذا الشعر المناهض للدعوة اإلسالمية فإن بعض الشعراء الذين لم يسلموا‬
‫كان في أعماق نفوسهم استعداد للدخول في اإلسالم منهم الشاعر األعشى الذي نسبت‬
‫إليه قصيدة في مدح الرسول صلى اهلل عليه وسلم منها قوله‪:‬‬
‫أغار‪-‬لعمري‪-‬في البالد وأنجدا‬ ‫‪  ‬‬
‫نبي يرى ما ال ترون وذكره‬ ‫‪  ‬‬

‫وإ ن كان اكبر الظن أنها موضوعة فإن األعشى فكر في مدح الرسول وانطلق قاصدا‬
‫إليه إال أن قريش اعترضت طريقه وردته عن ذلك مبينة له أن الخمر محرم في‬
‫اإلسالم واألعشى شارب خمر‪.‬‬
‫وحتى هؤالء الشعراء الذين أذوا النبي فإنهم لما تم فتح مكة أسلم منهم عبد اهلل بن‬
‫الزبعرى وضرار‪ +‬بن الخطاب وكعب زهير‪ ،‬واعتذروا عن إساءاتهم وأعلنوا‪ +‬عن‬
‫إيمانهم وإ سالمهم واعترفوا بما جاء به رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫فهذا عبد اهلل بن الزبعرى اعتذر عما اقترفه محاوال التفكير عن ما بدر منه في‬
‫الجاهلية‪:‬‬
‫راتق ما فتقت إذ أنا بور‬ ‫إن لساني‬
‫يارسول المليك ّ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الغي ومن مال ميله مثبور‬ ‫إذ اجاري الشيطان في سنن‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫فنفسي الفدا وأنت النذير‬ ‫آمن اللحم والعظام بما قلت‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ولما توفي الرسول صلى اهلل عليه وسلم بكاه الشعراء ورثوه بأروع القصائد منها‬
‫ماقاله أبو سفيان‪:‬‬
‫الر ُس ْو ُل‬
‫ض َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َعشَّيةَ قْي َل‪ :‬قَ ْد قُبِ َ‬
‫‪  ‬‬
‫ص ْيَبتَُنا َو َجلَّ ْ‬
‫ت‬ ‫تم ِ‬
‫فَقَ ْد َعظُ َم ْ ُ‬
‫‪  ‬‬
‫‪5‬‬

‫َي ُر ْو ُح بِ ِه َوَي ْغ ُدو ِجْب َرِئْي ُل‬ ‫الو ْح َي َوالتَّْن ِزْي َل ِف ْيَنا‬
‫فَقَ ْدَنا َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ت تَ ِسْي ُل‬ ‫اد ْ‬‫ق َْأو َك َ‬ ‫الخْل ِ‬


‫ُنفُ ْو ُس َ‬ ‫ت َعلَْي ِه‬ ‫ق َما َسالَ ْ‬ ‫َأح ُّ‬
‫ك َ‬ ‫َو َذا َ‬
‫اك‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بِ َما ُي ْو َحى ِإلَْي ِه َو َما َيقُ ْو ُل‬ ‫ك َعَّنا‬‫الش َّ‬


‫ان َي ْجلُو َّ‬ ‫َنبِ ٌّي َك َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الر ُس ْو ُل لََنا َدِلْي ُل‬


‫َعلَْيَنا َو َّ‬ ‫ضالَالً‬ ‫ِ‬
‫َوَي ْهد ْيَنا فَالَ َن ْخ َشى َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الم ْوتَى َع ِدْي ُل‬ ‫ِ‬


‫َولَْي َس لَهُ م َن َ‬ ‫اس َحّياً‬ ‫َفلَ ْم َن َر ِم ْثلَهُ ِفي َّ‬
‫الن ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ورثاه حسان بن ثابت بقوله‪:‬‬


‫مع الر ِ‬
‫سول تََولّى َعنهُ ُم َس َحرا‬ ‫فارقَهُم‬ ‫ساكين َّ‬ ‫َن ِّ‬
‫ََ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫الخ َير َ‬ ‫َأن َ‬ ‫َ‬ ‫الم‬
‫ب َ‬ ‫‪  ‬‬

‫طرا‬ ‫الم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫َو ِر ُ‬ ‫نده رحلي و ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫زق َأهلي ذا لَم ُيؤنسوا َ‬ ‫‪  ‬‬
‫راحلَتي‬ ‫َ‬ ‫َمن ذا الذي ع َ ُ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫الجليس سطا في القَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َّ‬


‫ول َأو َعثَرا‬ ‫ِإذا َ ُ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫يس َيخشاهُ ُمجال ُسهُ‬ ‫ذاك الذي لَ َ‬‫ذا َ‬ ‫‪  ‬‬

‫وكان ب َ ِ‬ ‫ِ‬
‫صرا‪+‬‬
‫الب َ‬
‫مع َو َ‬ ‫عد اِإل لَه َ‬
‫الس َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫النور َن َتب ُعهُ‬
‫كان َ‬ ‫ياء َو َ‬ ‫كان الض َ‬‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫َو َغَّيبوهُ َوَألقَوا فَوقَهُ َ‬


‫الم َدرا‬ ‫واروهُ بِ َمحنَِي ٍة‬‫وم َ‬ ‫َفلَيتَنا َي َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫َولَم ُي ِعش َب َ‬
‫عدهُ ُأنثى َوال َذ َكرا‬
‫‪  ‬‬
‫لَم َي ُتر ِك اللَهَ َخلقاً ِمن َب ِرَّيتِ ِه‬
‫‪  ‬‬

‫كان َأمراً ِم َن ِا ِ‬
‫مر اللَ ِه قَد قُِدرا‬ ‫َو َ‬ ‫الن ّج ِار ُكلِّ ِه ُم‬ ‫َذلت ِر ُ‬
‫قاب َبني َ‬ ‫َّ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫َوَب َّددوهُ ِجهاراً َب َينهُم َه َدرا‬ ‫الناس ُكلِّ ِه ُم‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪  ‬‬
‫دون‬ ‫َوِاقتُس َم الفَ ُ‬
‫يء َ‬ ‫‪  ‬‬

‫شعر الهجرتين‪ :‬لقد حدث في عهد الرسول صلى اهلل عليه وسلم هجرتان هما الهجرة‬
‫األولى إلى الحبشة والهجرة الثانية إلى المدينة‪،‬وكان لهاتين الهجرتين انعكاس في‬
‫الشعر‪،‬لكن لم يكن هذا الشعر مكون من قصائد طويلة وكثيرة إنما في أغلبها عبارة عن‬
‫مجموعة مقطوعات وامتد الحديث عن هذه الهجرة الحبشية إلى العصر العباسي األول ‪.‬‬
‫الهجرة إلى الحبشة‪ :‬لما اشتد األذى والعذاب على المسلمين من كفار قريش طلب الرسول‬
‫من المسلمين الهجرة إلى الحبشة قائال لهم ‪ «:‬لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا ال‬
‫يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل اهلل فرجا مما أنتم فيه» فكانت هذه أول‬
‫هجرة في اإلسالم‬
‫ومن الشعر الذي قيل معبرا عن هذه الهجرة قول أبي طالب‪:‬‬
‫جعفر وعمرو وأعداء العدو األقارب‬ ‫أال ليت شعري كيف في النأي‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وأصحابه أو عاق ذلك شاغب‬ ‫وهل نالت أفعال النجاشي حعفرا‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪6‬‬

‫كريم فال يشقى لديك المجانب‬ ‫تعلم أبيت اللعن انك ماجد‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وأسباب خير كلها بك الزب‬ ‫تعلم بأن اهلل زادك بسطة‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ينال األعادي نفعها واألقارب‬ ‫وأنك فيض ذو سجال عزيزة‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وقال عبد اهلل بن الحارث‪:‬‬


‫‪    ‬‬

‫كما جحدت عاد ومدين والحجر‬ ‫وتلك قريش تجحد اهلل حقه‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بين األرض بر ذو فضاء وال بحر‬ ‫فإن أنا لم ابرق فال يسعنني‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫أبين ما في النفس إذ بلغ النقر‬ ‫بأرض بها عبد اإلله محمد‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وقال عثمان بن مظعون‪:‬‬


‫‪    ‬‬

‫ومن دونه الشرمان ‪ ،‬والبرك أكتع‬ ‫أتيم بن عمر للذي جاء بغضة‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وأسكنتني في صرح بيضاء تقذع؟‬ ‫أأخرجتني من بطن مكة ىمنا‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ونبري نباال‪ ،‬ريشها لك أجمع‬ ‫تريش نباال‪ ،‬اليواتيك ريشها‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وأهلكت أقواما‪،‬بهم كنت تفزع‬ ‫وحاولت أقواما كراسا ‪ ،‬أعزة‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وأسلمك األوباش ما كنت تصنع‬ ‫ستعلم إن نابتك يوما ملمة‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫و قال عبد اهلل بن الحارث أيضا‪:‬‬


‫‪    ‬‬

‫علي وتأباه علي اناملي‬ ‫أبت كبدي ال أكذبنك قتالهم‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫على الحق ان ال تأشبوه بباطل‬ ‫وكيف قتالي معشرا أدبوكم‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫فأضحوا على امر شديد البالبل‬ ‫نفتهم عباد الجن من حر ارضهم‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫عدي بن سعد عن تقى أو تواصل‬ ‫فإن تك في عدي أمانة‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بحمد الذي ال يطبى بالجعائل‬ ‫فقد كنت ارجو ان ذلك فيكم‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بذي فجر مأوى الضعاف االرامل‬ ‫وبدل شبال شبل كل خبيثة‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وقال عبد اهلل بن الحارث‬


‫‪    ‬‬

‫من كان يرجو بالغ اهلل والدين‬ ‫أيا رادبا بلغن عني مغلغلة‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ببطن مكة مقهور مفتون‬ ‫كل امرء من عباد اهلل مضطهد‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪7‬‬

‫تنجي من الذل والمخزاة والهون‬ ‫أنا وجدنا بالد اهلل واسعة‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫في الممات وعيب غير مأمون‬ ‫فال تقيموا على ذل الحياةوخزي‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫قول النبي وعالوا في الموازين‬ ‫إنا تبعنا رسول اهلل واطرحوا‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وعائد بك ان يعلوا فيطغوني‬ ‫فاجعل عذابك بالقوم الذين بغوا‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الهجرة إلى المدينة‪:‬والهجرة إلى المدينة لم تكن من أجل المال أو الجاه وأي أي شيء‬
‫آخر مادي إنما كانت من أجل وجه اهلل ودعوة الرسول صلى اهلل عليه وسلم ولذلك لم‬
‫يخب من استجاب إلى دعوة النبي صلى اهلل عليه وسلم‪،‬بل فاز بالغنيمة العظيمة وهي‬
‫االهتداء إلى الحق‪ ،.‬وقد أبو أحمد بن جحش مبينا ذلك‪:‬‬
‫بذمة من أخشى بغيب وأرهب‬ ‫لما رأتني أم أحمد غاديا‬
‫‪  ‬‬
‫فيمم بنا البلدان ولتنأ يثرب‬ ‫‪ ‬تقول فإما كنت ال بد فاعال‬
‫‪  ‬‬
‫وما يشأ الرحمن فالعبد يركب‬ ‫‪ ‬فقلت لها ‪ :‬بل يثرب اليوم وجهنا‬
‫‪  ‬‬
‫إلى اهلل يوما وجهه ال يخيب‬ ‫‪ ‬إلى اهلل وجهي والرسول ومن يقم‬
‫‪  ‬‬
‫وناصحة تبكي بدمع وتندب‬ ‫‪ ‬فكم قد تركنا من حميم مناصح‬
‫‪  ‬‬
‫ونحن نرى أن الرغائب نطلب‬ ‫‪ ‬ترى أن وترا نأينا عن بالدنا‬
‫‪  ‬‬
‫وللحق لما الح للناس ملحب‬ ‫‪ ‬دعوت بني غنم لحقن دمائهم‬
‫‪  ‬‬
‫إلى الحق داع والنجاح فأوعبوا‬ ‫‪ ‬أجابوا بحمد اهلل لما دعاهم‬
‫‪  ‬‬
‫أعانوا علينا بالسالح وأجلبوا‬ ‫‪ ‬وكنا وأصحابا لنا فارقوا الهدى‬
‫‪  ‬‬
‫على الحق مهدي‪ ،‬وفوج معذب‬ ‫‪ ‬كفوجين أما منهما فموفق‬
‫‪  ‬‬
‫عن الحق إبليس فخابوا وخيبوا‬ ‫‪ ‬طغوا وتمنوا كذبة وأزلهم‬
‫‪  ‬‬
‫فطاب والة الحق منا وطيبوا‬ ‫‪ ‬ورعنا إلى قول النبي محمد‬
‫‪  ‬‬
‫وال قرب باألرحام إذ ال نقرب‬ ‫‪ ‬نمت بأرحام إليهم قريبة‬
‫‪  ‬‬
‫وأية صهر بعد صهري ترقب‬ ‫‪ ‬فأي ابن أخت بعدنا يأمننكم‬
‫‪  ‬‬
‫وزيل أمر الناس للحق أصوب‬ ‫‪ ‬ستعلم يوما أينا إذ تزايلوا‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪8‬‬

‫ويفتخر بجيد بن عمران الخزاعي بهجرتهم فيقول‪:‬‬

‫كتاب أتى من خير ممل لو كاتب‬ ‫وهجرتنا من أرضنا عندنا بها‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫لندرك ثارا بالسيوف القوا ضب‬ ‫ومن اجلنا حلت بمكة حرمة‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ويبدو أن هذه األبيات قيلت في إحدى المغازي وربما في قصة التح ألنها تنطوي على‬
‫ألفاظ تدل على الحرب‪.‬‬
‫ويرد عبد اهلل بن جحش على مكائد قريش وافتراءاتها حين ادعت أن الرسول صلى اهلل‬
‫عليه وسلم وأصحابه أحل الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وخذوا المال وأسروا‬
‫الرجال‪،‬فيقول‪:‬‬
‫وأعظم منه لو ترى الرشد راشد‬ ‫تعدون قتال في الحرام عظيمة‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وكفر بت واهلل راء وشاهد‬ ‫صدودكم عما يقول محمد‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫لئال يرى هلل في البيت ساجد‬ ‫وإ خراجكم من مسجد اهلل أهله‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ويوم أن كانت غزوة بدر فخر حسان بن ثابت بمؤازرة‬


‫األوس وبني النجار للرسول صلى اهلل عليه وسلم فيقول‪:‬‬
‫بنو النجار في الدين الصليب‬ ‫بنو األوس الغطارف آزرتها‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وفتح مكة رد خصوم الدين وأعداء اإلسالم مفتخرا على قريش بأنه وقومه آزروا النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وقبلوا دعوته ودافعوا عنها‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يقول الحق إن نفع البالء‬ ‫قال اهلل قد أرسلت عبدا‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫هم األنصار عرضتها اللقاء‬ ‫وقال اهلل قد يسرت جندا‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫فقلتم ما نجيب وما نشاء‬ ‫شهدت بت وقومي صدقوه‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫سباء أو قتال أو هجاء‬ ‫لنا في كل يوم من معد‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪9‬‬

‫الخصائص الفنية لشعر الهجرتين‪ :‬لقد وجدت صيغة األمر في شعر الهجرتين في كثير‬
‫من األبيات مثل‪:‬‬
‫فقل كروا قاننا إن كرتنا=من دونها لك نصر الخالق الباري‬
‫أن يخسف االرض بالحوى وفارسه=فاظر الى ربع في االرض غوار‬
‫فذها التعبير بالنبرة العالية يدل يدل على غحساس هؤالء بالغبة والتفوق‪.‬وإ لى‪ +‬فعل‬
‫المر نجد استعمال ضمير الكتكلمين في غير ما نوضع ردده الشعراء في مثل قول‬
‫حسان‪:‬‬
‫إذ حزبت بطرا اشياعها مضر‬ ‫ونحن جندك يوم الزحف من يوم أحد‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫من عثار وجل القوم عثروا‬ ‫فما ونينا وم خمنا وما خبروا‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وياتي التاكيد بحرف إن وق مسبوقة بامر ونهي‬


‫له بالسيوف ميل من كان أميال‬ ‫‪:‬نصرنا واوبنا وقوم ضربنا‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫يجد عندنا مثولى كريما ومؤال‬ ‫فمن يأتنا ويلقاه عنجنابة‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وال في الغنى في دورنا فتموال‬ ‫نجيز فال يخشى البوادر جارنا‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وهذا يدل على الفخر واالعتزاز بانهم اقوياء بين القوم الن الرسول بينهم وهم يدافعون‬
‫عن الحق‪.‬‬
‫ويأتي ضمير الغيبة ليدل على الفرد الغائب ال على الجماعة التي تستدعي الحضور‬
‫فحسان يعبر عن االفتخار بقومه عللى لساتهم وهو المتحدث الغائب فيقول‪:‬‬
‫وصدقوه واهل االرض كفار‬ ‫وقومي هم الذين آووا نبيهم‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫للصالحين مع االمصار انصار‬ ‫ال خصائص قوم هم سلف‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫لما اتاهممكريم االصل مختار‬ ‫ستبشرين بقول بقسم اهلل قولهم‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫نغعم النبي ونعم القسم ونعم الجار‬ ‫اهال وسهال ففي امن وسعة‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫من كان جاالهم دارا وهي الدار‬ ‫فأنزلوه بدار ال يخاف‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫مهاجرين وقسم الجاهد النار‬ ‫وقاسموه بها االموال إذقموا‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫موقف اإلسالم من الشعر والشعراء‪ :‬لقد تجلى موقف اإلسالم في ناحيتين‪:‬‬


‫‪10‬‬

‫الهجوم على الشعراء الذين تعرضوا للدين اإلسالمي في بداية الدعوة اإلسالمية‬
‫وقد وضح اللوم والتهجين في اآليات الموجهة إلى الشعراء المشركين وخاصة الشعر‬
‫الذي انطوى على الفحش وشرب الخمر وغذى الكراهية القبلية‪،‬‬
‫وتجلى هذا الموقف في السنة النبوية أيضا حيث أيد الحديث الشريف موقف القرآن‬
‫الكريم‪.‬وتجلى أنه أنكر الشعر الذي ذم الرسول وتحدث عن الموضوعات‪ +‬المنطوية على‬
‫الهجاء للدعوة اإلسالمية‪ ،‬وأنكر أيضا الشعر الذي يكرس العصبية القبلية والمنافرات‬
‫والهجاء الشخصي الباعث للضغائن في النفوس وكذلك الشعر الماجن المخالف لمبادئ‬
‫اإلسالم‬
‫والناحية الثانية هو التشجيع للشعراء المسلمين لنصرة الدين ومحاربة الكفر والشرك‬
‫وخصوصا في فترة الغزوات ونشر الدعوة وقيام الدولة اإلسالمية‪.‬‬
‫واستثنى الشعراء المؤمنين الصالحين الذين دعوا إلى توحيد اهلل والدفاع عن اإلسالم‬
‫والرسول‪.‬صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫ولما كان الرسول يعمل على توحيد العرب جمعا وكلمة وتهذيب طباعهم فنظر إلى‬
‫الشعر من زاويتين‪:‬‬
‫النظر األولى ‪ :‬أنه اعتبر الشعر سالحا في معركته مع المشركين فحث شعراء المسلمين‬
‫على مهاجمة خصومه بالقصيدة الشعرية ألن الشعر له غاية قد تودي إلى الضرر‬
‫بالدعوة اإلسالمية وحركتها وهذا يدل على الرسول كان يدرك بعد تأثير الشعر في‬
‫نفوس العرب‪.‬‬
‫النظرة الثانية‪ :‬إن الرسول كان معجبا بالشعر انه قال‪«:‬إن لمن الشعر لحكمة و إن من‬
‫البيان لسحرا» ولذلك حث على سماعه وكان يكافئ المحسن ويعفو عن المسيء فاستنشد‬
‫الخنساء وحث حسان على نظم الشعر وعفا عن كعب بن زهير ‪.‬‬
‫ومما يؤكد على أن الرسول كان يستحسن الشعر فقد أصغى إلى شعر أمية بن أبي‬
‫الصلت لما فيه من الحكم فقال ‪ :‬كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم بالرغم من أن أمية‬
‫كان اشد الناس عداوة للنبي والدعوة اإلسالمية‬
‫وكان الرسول يستحسن الشعر الذي فيه ذكر اهلل وحمده والثناء عليه أو ذكر الرسول أو‬
‫مدحه والدفاع عنه مثل شعر حسان بن ثابت الذي يقول فيه مخاطبا أبا سفيان ‪:‬‬
‫‪11‬‬

‫الجزاء‬
‫ُ‬ ‫وعند اهلل في ذاك‬ ‫فأجبت عنه‬
‫ُ‬ ‫هجوت محمداً‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الفداء‬ ‫فشركما لخيركما‬ ‫ٍ‬


‫بكفء‬ ‫أتهجوه ولست له‬
‫ُ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الوفاء‬
‫ُ‬ ‫مين اهلل شيمته‬ ‫هجوت مباركاً براً حنيفاً‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫سواء؟‬
‫ُ‬ ‫ويمدحه و ينصره‬ ‫فمن يهجو رسول اهلل منكم‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وقاء‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬


‫لعرض محمد منكم ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫فإن أبي و والده وعرضي‬
‫‪  ‬‬

‫الدالء‬
‫ُ‬ ‫بحري ال تُ ِّ‬
‫كدره‬ ‫صارم ال عيب فيه‬
‫ٌ‬ ‫لساني‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وري عن الرسول أنه قال‪:‬أصدق كلمة قالتها العرب حين سمع قول الشاعر لبيد بن‬
‫ربيعة‪:‬‬
‫وكل نعيم ال محالة زائل‬ ‫أال كل شيء ما خال اهلل باطل‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫كما كان يستحسن الشعر الذي ينطوي على الدعوة إلى التعفف واإلباء والنخوة والعزة‬
‫والبطولة كما في شعر عنترة بن شداد‪:‬‬
‫حتى أنال به كريم المأكل‬ ‫ولقد أبيت على الطوى وأظله‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وروي أيضا أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم قبل النبوة كان يستمع للشعر ويعتني به‬
‫وذلك حين يحضر سوق عكاظ ليسمع الشعر فقد سمع الشاعر عمرو بن كلثوم‬
‫وهو ينشد معلقته فكان الرسول أدق فهما أكثر إدراكا لمقاصد الشعر ومعانيه‪ ،‬وهناك‬
‫الكثير من الروايات تخبر أن الرسول يحب الشعر كما قال الخليل بن احمد الفراهيدي «‬
‫كان الشعر أحب إلى رسول اهلل من كثير من الكالم» والشعر الذي كان محبوبا عند‬
‫الرسول هو الشعر الذي يدعو إلى اإلسالم وفيه العزة ومكارم األخالق ‪.‬‬
‫أما الشعر الذي كان الرسول يحاربه هو الشعر الذي فيه إثارة لألحقاد ويدعو‬
‫إلى الروح القبلية المنطوي على الفخر الذي يثير الحفائظ ‪.‬‬
‫وبهذا أحال الرسول صلى اهلل عليه وسلم الشعر القبلي إلى الشعر اإلسالمي الذي تتمثل فيه‬
‫المعاني اإلسالمية‪ ،‬وكان حريصا على توجيه الشعراء لنشر المبادئ اإلسالمية‪ ،‬فطرب‬
‫لقصيدة كعب بن بن زهير‪:‬‬
‫متيم إثرها لم يفد مكبول‬ ‫بات سعاد فقلبي اليوم متبول‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪12‬‬

‫ولما قال‪:‬‬
‫مهند من سيوف الهند مسلول‬ ‫إن الرسول لنور يسضاء به‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫يصلح له أصبح‪:‬‬
‫مهند من سيوف اهلل مسلول‬ ‫إن الرسول لنور يسضاء به‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ومن هذا يتبين أن الرسول الكريم كان يرذل الشعر الذي يدعو إلى إثارة العصبية القبلية‬
‫أو الذي يتضمن هجاء ينال العرض أو الكرامة‪،‬ويتبن أيضا أن الوفاء التي أن القاعدة‬
‫التي ينظر من زاويتها إلى الشعر هي‪:‬‬
‫الشعر بمنزلة الكالم حسنه كحسن الكالم وقبيحه كقبيح الكالم؛ مما يدل على أن الشعر في‬
‫اإلسالم لم يكن مرفوضا أو محرما كما يدعي بعض الناس‪.‬‬
‫تأثير اإلسالم في شعراء المخضرمين‪:‬‬
‫لقد شاع عند الباحثين عربا ومستشرقين أن الشعراء المخضرمين لم يتأثروا باإلسالم بل‬
‫اإلسالم لم يؤثر في هؤالء إال أن النصوص الشعرية التي عن هؤالء الشعراء تفند تلك‬
‫الفكرة الن تلك األشعار تفيض بالقيم اإلسالمية ‪.‬‬
‫ومن هؤالء الشعراء الذين كانوا يدافعون عن الدعوة اإلسالمية والرسول الكريم الشاعر‬
‫حسان بن ثابت الذي في مقدمة هؤالء الشعراء ثم كعب بن مالك وعبد اهلل بن رواحة‪.‬‬
‫فحسان بن ثابت منذ دخوله في اإلسالم وهو يدافع عن اإلسالم والرسول راميا سهام‬
‫مضمية أعداء اإلسالم من واليهود ومشركي العرب‪ ،‬فمن قوله يمدح الرسول صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ويهجو أبا سفيان الذي كان قد هجا النبي صلى اهلل عليه وسلم قبل‬
‫إسالمه‪،‬فقال‪:‬‬
‫الجزاء‬
‫ُ‬ ‫وعند اهلل في ذاك‬ ‫فأجبت عنه‬
‫ُ‬ ‫هجوت محمداً‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الفداء‬ ‫فشركما لخيركما‬ ‫ٍ‬


‫بكفء‬ ‫أتهجوه ولست له‬
‫ُ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الوفاء‬
‫ُ‬ ‫أمين اهلل شيمته‬ ‫هجوت مباركاً براً حنيفاً‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫سواء؟‬
‫ُ‬ ‫ويمدحه و ينصره‬ ‫فمن يهجو رسول اهلل منكم‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وقاء‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬


‫لعرض محمد منكم ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫فإن أبي و والده وعرضي‬
‫‪  ‬‬

‫الدالء‬
‫ُ‬ ‫وبحري ال تُ ِّ‬
‫كدره‬ ‫صارم ال عيب فيه‬
‫ٌ‬ ‫لساني‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪13‬‬

‫ومن الشعراء الذين عارضوا الرسول صلى اهلل عليه وسلم وأعرضوا عن اإلسالم في‬
‫بداية األمر إال أنهم تابوا ودخلوا في اإلسالم منهم الشاعر كعب بن زهير الذي تأخر‬
‫عن الدخول في اإلسالم ولما دخل أنشد مدحته الخالدة التي يقول فيها‪:‬‬
‫مهند من سيوف اهلل مسلول‬ ‫إن الرسول لنور يستضاء به‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫فلما أنهى القصيدة كساه النبي صلى اهلل عليه وسلم البردة فسميت تلك القصيدة ب«البردة»‬
‫وحسن إسالم كعب بن زهير فأصدر في شعره بعض المواعظ والحكم مستمدا معانيها‬
‫الذكر الحكيم مثل قوله‪:‬‬
‫القد ُر‬
‫وء له َ‬
‫ي الفَتَى وهو ُم ْخُب ٌ‬ ‫ألع َجَبنِي‬ ‫من َش ٍ‬
‫ْع ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫يء ْ‬ ‫ب ْ‬‫َأع َج ُ‬
‫ت ْ‬ ‫لَ ْو ُك ْن ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫منتشر‬
‫ُ‬ ‫والهم‬
‫ُّ‬ ‫والنفس واحدة ٌ‬
‫ُ‬ ‫ألمور لَْي َس ُم ْد ِر ُكها‬
‫ٍ‬ ‫َي ْس َعى الفتى‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الع ْي ُن َحتَّى َي ْنتَ ِهي األثَُر‬


‫ال تَْنتَ ِهي َ‬ ‫َأم ٌل‬
‫ود لَهُ َ‬
‫اش َم ْم ُد ٌ‬
‫والمرء َما َع َ‬
‫ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ويأتي لبيد بن ربيعة فيدلي بالكثير من األسعار تفيض بمعاني اإلسالم وروحه المثالية‬
‫مما يدل على تغلغل اإلسالم إلى نفسه ففاضت باشعار تنطوي على معاني تضمنها‬
‫القرآن الكريم مثل الحديث عن يوم الحساب والحث على التقوى والعمل الصالح ‪،‬وظل‬
‫داعيا ان يكف االنسان عن السيئات ومرغبا في البااقيات الصالحات كما في قوله‪:‬‬

‫ذن اللَ ِه َريثي َو َع َجل‬ ‫َوبِِإ ِ‬ ‫ِإ َّن تَقوى َربِّنا َخ ُير َن َفل‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بِي َد ِ‬ ‫ِ‬
‫شاء فَ َعل‬
‫الخ ُير ما َ‬ ‫يه َ‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬
‫َأحم ُد اللَهَ فَال ن َّد لَهُ‬
‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫َأض ّل‬
‫شاء َ‬ ‫ِ‬
‫ناع َم البال َو َمن َ‬
‫ِ‬ ‫ير ِاهتَدى‬ ‫الخ ِ‬
‫َمن َهداهُ ُسُب َل َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الز َجل‬‫ِّين ُ‬ ‫ِ‬ ‫َك َحزي ِ‬ ‫ص ٍب ظُ ُ‬ ‫و َرقا ٍ‬


‫الحَبشي َ‬
‫ق َ‬ ‫‪  ‬‬
‫لمانهُ‬ ‫ق ُع َ‬ ‫َ‬‫‪  ‬‬

‫َح َر ٌج في ِمرفَقَيها َكالفَتَل‬ ‫سرةٌ‬


‫زت َوتَحتي َج َ‬ ‫جاو ُ‬‫قَد تَ َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الظ ُّل َع َقل‬‫ق ِإذا ِ‬ ‫عبةَ السا ِ‬ ‫ب الكانِ َس لَم يوَأر بِها‬
‫ُش َ‬ ‫‪  ‬‬
‫تَسلُ ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫كيب َم ِع ٍر دامي اَأل َ‬


‫ظ ّل‬ ‫بَِن ٍ‬
‫‪  ‬‬
‫رو لَ ّما َه َّج َرت‬
‫الم َ‬‫صك َ‬
‫وتَ ُّ‬
‫َ ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫ون قَد ََأب ّل‬ ‫دو َج ٍ‬


‫َأو قَرا بي َع ُ‬ ‫َأجم َرت‬
‫كت َغرزي َ‬ ‫َوِإ ذا َح َّر ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ِ‬
‫َأطراف ُحَبل‬ ‫فَبِ ِخ ٍ‬
‫نزير فَ‬ ‫رابات فَ َز ّرافاتِها‬
‫الغ ِ‬ ‫بِ ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪14‬‬

‫أش َعلى ُك ِّل َو َجل‬ ‫يسِئ ُد السير علَيها ِ‬


‫رابِطُ َ‬
‫الج ِ‬
‫‪  ‬‬
‫ب‬
‫راك ٌ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬‫‪  ‬‬

‫الخلَل‬
‫دون َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َخلةً باقَيةً َ‬ ‫‪  ‬‬
‫السرى‬
‫ف الفَرقَ َد شركاً في ُ‬ ‫حالَ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫نت لَما تَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫كان َع َقل‬
‫َولَقَد َأفلَ َح َمن َ‬ ‫‪  ‬‬
‫عقلي‬ ‫اعقلي ِإن ُك ُ ّ‬ ‫‪  ‬‬

‫يه فَِاشتَ َعل‬


‫ط ال َشيب علَ ِ‬ ‫ُ لِّ َ‬ ‫أسي َأمسى ِ‬
‫واضحا‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫ُ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫ن تََري َر َ‬ ‫‪  ‬‬

‫القلَل‬
‫حم ُ‬ ‫الج َفنةَ ِمن َش ِ‬
‫َأمُأَل َ‬ ‫صم َوقَد‬ ‫الخ ِ‬ ‫ص بِ َ‬ ‫َفلَقَد ِ‬
‫‪  ‬‬
‫ُأعو ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫ير َخ َول‬‫مد ِمن َخ ِ‬ ‫الح ُ‬


‫َارتي َو َ‬ ‫فارقَت‬ ‫حم ُد لَ ّما َ‬ ‫َولَقَد تَ َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بِ ٍ‬
‫َألوك فََب َذلنا ما َسَأل‬ ‫َأرسلَتهُ ُّأم‬ ‫ٍ‬
‫‪  ‬‬
‫َو ُغالم َ‬ ‫‪  ‬‬

‫فَِاشتَوى لَيلَةَ ٍ‬
‫ريح َوِاجتَ َمل‬ ‫َأو َنهَتهُ فََأتاهُ ِرزق‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بَِي َدي ُك ِّل َه ٍ‬


‫ضوم ذي َن َزل‬ ‫ض ٍة‬‫عار َ‬ ‫يس ِمن ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫من شواء لَ َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الج َمل‬
‫يس َ‬‫ِإَّنما َيجزي الفَتى لَ َ‬ ‫جوزيت قَرضاً فَِا ِ‬
‫جز ِه‬ ‫َ‬ ‫فَِإذا‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الع َمل‬
‫َأصحاب َ‬
‫ُ‬ ‫ِإَّنما ُين ِج ُح‬ ‫العيس َعلى ِعاّل تِها‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َأعم ِل‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وصيم ال َك َسل‬
‫ُ‬ ‫أم ُر تَ‬ ‫وِا ِ‬
‫عص ما َي ُ‬ ‫َ‬ ‫مت َرحيالً فَِارتَ ِحل‬ ‫َوِإ ذا ُر َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫اَألمل‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِإ َّن ِ‬ ‫فس ِإذا َح َّدثتَها‬ ‫كذ ِب َ‬ ‫وِا ِ‬
‫فس ُيزري ب َ‬ ‫دق َ‬ ‫ص َ‬ ‫‪  ‬‬
‫الن َ‬ ‫َ‬‫‪  ‬‬

‫َِّ ِ‬ ‫َغير َأن ال تَ ِ‬


‫خزها بِالبِِّر لله َ‬
‫اَألجل‬ ‫َوِا ُ‬‫‪  ‬‬
‫كذَبنها في التُق‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ور َوِاعتَ َدل‬


‫عد فَ ٍ‬
‫َوتَ َد ّجى َب َ‬‫‪  ‬‬
‫السرى‬ ‫طال ُ‬ ‫يل ِإذا طا َل‬ ‫َوِاضبِ ِط اللَ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫فَي َد ّعي في م ٍ‬
‫بيت َو َم َحل‬ ‫العاجج ُز ِمن لُ َّجتِ ِه‬‫ب العا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫ره ُ‬‫َي َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ِ‬
‫ضم َح ّل‬ ‫فَِإذا ما َح َ‬
‫ض َر اللَي ُل ا َ‬ ‫‪  ‬‬
‫طلَ َعت‬ ‫مس لَ ّما َ‬ ‫رن ال َش ِ‬ ‫طال قَ ُ‬‫طا َل‬ ‫‪  ‬‬

‫اَألين ِارتَ َحل‬


‫شاء َعلى ِ‬ ‫ُكلما َ‬
‫َّ‬
‫ماض َه ُّمهُ‬ ‫ٍ‬ ‫َوَأخو القَ َفر ِة‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫المبتَ َذل‬ ‫صد ِ‬ ‫مر ِ‬ ‫عاط ِ‬


‫ِ‬ ‫جودد ِمن ص ِ‬ ‫ومجو ٍ‬
‫ق ُ‬ ‫ق َ‬ ‫الن ُ‬
‫ف ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫بابات ال َكرى‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫‪  ‬‬

‫َوقَ َدرنا ِإن َخنى َد ٍ‬


‫هر َغ َفل‬ ‫السرى‬ ‫طال ُ‬ ‫قالل َه ِّجدنا فَقَد َ‬ ‫قا َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ص ٍ‬
‫لب قَد َن َحل‬ ‫شاس ٍ‬ ‫ف ِ‬ ‫اَألرض بِ َد ٍّ‬ ‫َيتَّقي‬
‫حت ُ‬
‫لوع تَ َ‬
‫ض ٍ‬ ‫َو ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫اُألول‬ ‫بِالتَ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫بح َ‬ ‫الص ِ‬
‫باشير م َن ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫َفلَ ّما َع َّر َس َحتّى هجتُهُ‬ ‫‪  ‬‬

‫اليهو ِد ِّ‬ ‫ِ‬ ‫نزِل ِه‬


‫صل‬ ‫الم َ‬
‫ي ُ‬ ‫بَِي َديه َك َ‬ ‫‪  ‬‬
‫اَألحالس في َم ِ‬
‫َ‬ ‫لم ُس‬
‫َي َ‬ ‫‪  ‬‬

‫سمعُ قَولي َحَّيهَل‬‫َولَقَد َي َ‬ ‫‪  ‬‬


‫َيتَمارى في الَّذي ُق ُ‬
‫لت لَه‬
‫‪  ‬‬
‫‪15‬‬

‫النهَل‬‫غليس َ‬ ‫ي تَ َ‬ ‫رد َ‬‫ِإ َّن ِمن ِور ِد‬ ‫‪  ‬‬


‫اط القَطا‬ ‫بل فُر ِ‬
‫فَ َو َردنا َقب َل ّ‬ ‫‪  ‬‬

‫ول قَد َك َمل‬ ‫عد َح ٍ‬ ‫بِ ٍ‬


‫َأنيس َب َ‬ ‫رم ِ‬ ‫ِ‬
‫‪  ‬‬
‫هد لَهُ‬
‫ض ال َع َ‬ ‫الع َ‬
‫طام َي َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَهَ َرقنا لَهُما في داِئ ٍر‬


‫شيش بِ َ‬
‫البلَل‬ ‫واحيه َن ٌ‬ ‫ض‬
‫ل َ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ثَلَ َمتهُ ُك ُّل ٍ‬


‫ريح َو َسَبل‬ ‫َأعضاد ِه‬
‫ِ‬ ‫من َعلى‬ ‫راس ُخ ِ‬
‫الد ِ‬ ‫ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫عطن من يرجو ِ‬ ‫ِ‬ ‫عافَتا الماء َفلَم ُن ِ‬


‫العلَل‬ ‫ِإَّنما ُي ُ َ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫عطنهُما‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وار ٍد‬


‫صواهُ قَد َمثَل‬ ‫صاد ٍر َوهم ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫رناهما في ِ‬ ‫َأصد ُ‬‫ثَُّم َ‬ ‫‪  ‬‬

‫جد َوِاحتََفل‬ ‫ُكلَّما الح بَِن ٍ‬ ‫ف ِمن ِعرفانِه‬ ‫ِ‬


‫الشار ُ‬ ‫رز ُم‬
‫تَ ُ‬
‫َ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وطناً ُيسَأ ُل َعنهُ ما فَ َعل‬ ‫م ِ‬ ‫ضينا نا ِج‬


‫ناجحا‬
‫َ‬‫‪  ‬‬
‫ضينا فَقَ َ‬‫فَ َم َ‬ ‫‪  ‬‬

‫صبري َوَن َقل‬ ‫السيف َ‬


‫ِ‬
‫دان َ‬ ‫بِ َع ِ‬ ‫صحبي ُكلُّهُم‬
‫َولَقَد َيعلَ ُم َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ربوع ِمتَل‬
‫ون بِ َم ٍ‬ ‫الج َ‬ ‫ف َ‬
‫ِ‬
‫َأعط ُ‬ ‫أش َعلى فَر ِ‬
‫رجج ِه ُم‬ ‫رابِطُ َ‬
‫الج ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫المحتََبل‬ ‫ب َغير َ ِ‬ ‫ِ‬


‫طويل ُ‬ ‫صاح ٌ ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫عد ُمني‬
‫َولَقَد َأغدو َوما َي َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ك ال َك َفل‬ ‫الحار ِك َمحبو ُ‬ ‫ِ‬ ‫غبطُ‬ ‫ُم َ‬ ‫‪  ‬‬


‫َأسرهُ‬
‫ديد ُ‬ ‫جه َش ٌ‬‫ساهم الو ِ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫‪  ‬‬

‫صهَل‬‫زو َ‬ ‫الح َّي ِم َن َ‬


‫الغ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ط َر َ‬‫َ‬ ‫‪  ‬‬
‫وت َي ٍ‬
‫عبوب ِإذا‬ ‫ش الص ِ‬
‫َ‬ ‫بِ َ‬
‫َأج ِّ‬
‫‪  ‬‬

‫الس ِ‬ ‫َأسيل َك ِ‬‫بِ ٍ‬ ‫ِ َّ‬


‫المنتَ َخل‬
‫نان ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫الز َّج ُيباري ظلهُ‬
‫طر ُد ُ‬‫َي ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫الو َشل‬
‫ماء َ‬‫الصفا ُ‬ ‫هر َ‬ ‫ظ ِ‬ ‫َز َّل َعن َ‬ ‫‪  ‬‬
‫حض َكما‬ ‫الم ِ‬ ‫َو َعالهُ َزَب ُد َ‬ ‫‪  ‬‬

‫َأجدِلّياً َك ُّرهُ َغ ُير َو َكل‬


‫َ‬ ‫لج ٌم سوذانِقاً‬ ‫و َك َّأني م ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ير فَ َشل‬ ‫ذم ِة في َغ ِ‬ ‫الج َ‬‫ب ال ِج‬ ‫ِئ‬


‫صا ُ‬ ‫ب في ِش َّرتِ ِه‬ ‫ق الثَعلَ َ‬‫غر ُ‬‫ُي ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫اَألخد ّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اُألول‬
‫ريات َ‬ ‫َ‬ ‫َأو َر ِ‬
‫ئيس‬
‫‪  ‬‬
‫من َنسا الناشط ِإذ ثََّورتُهُ‬ ‫‪  ‬‬

‫ياض َو ِر َجل‬ ‫رابيع ِر ٍ‬ ‫ِمن َم ِ‬ ‫الندى‬


‫ض لَمجاً في َ‬ ‫لم ُج ِ‬
‫البار َ‬ ‫َي ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫طن ِإذا َيعدو َز َمل‬ ‫الب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ُم ِد ٌّل َسنِ ٌ‬


‫ق َ‬ ‫الح ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫ق‬ ‫هو َش ّح ٌ‬‫فَ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ط َفل‬
‫يايات ال َ‬
‫اَألرض َغ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َو َعلى‬ ‫يه ِ‬
‫قافالً‬ ‫يت علَ ِ‬ ‫َّ‬
‫‪  ‬‬
‫فَتَ َدل ُ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫صل‬ ‫ٍ‬
‫َيتَّقيني بِتَليل ذي ُخ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫يه ثانِياً‬‫بت علَ ِ‬
‫َوتَ ََّأي ُ َ‬‫‪  ‬‬

‫الجَبل‬ ‫َمرقَ ٍب َي َفرعُ‬ ‫لَم َِأقل ِإاّل علَ ِ‬


‫َأطراف َ‬
‫َ‬ ‫‪  ‬‬
‫يه َأو َعلى‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫وم تَبتَلي ما في ِ‬
‫الخلَل‬ ‫ُك َّل َي ٍ‬ ‫حامَيةٌ ِمن َجعفَر‬ ‫ومعي ِ‬
‫‪  ‬‬
‫ََ‬ ‫‪  ‬‬
‫‪16‬‬

‫صل‬ ‫ين ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يل ِ‬ ‫وقَبي ٌل ِمن ُعقَ ٍ‬


‫غاب َو َع َ‬ ‫َكلُيوث َب َ‬ ‫‪  ‬‬
‫ق‬
‫صاد ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫رس َو َز َجل‬‫ذات َج ٍ‬ ‫حلبوهُ َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ق‬ ‫راخ ِ‬


‫صاد ٌ‬ ‫ص ٌ‬
‫َ‬ ‫‪  ‬‬
‫فَ َمتى َينقَع ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫قُ َ ِ‬
‫صل‬ ‫الب َ‬
‫ردمانّياً َوتَركاً َك َ‬ ‫‪  ‬‬
‫العرى‬‫فراء تُرتى بِ ُ‬ ‫خمةً َذ َ‬ ‫فَ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫صل‬ ‫رباء ِإذا ِ‬‫ُك َّل ِح ٍ‬ ‫الججنثِ ُّي ِمن َعوراتِها‬ ‫َأح َكم ال ِ‬
‫ُأكرهَ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ات َك ِ‬ ‫وم ِرّن ٍ‬ ‫وم مَنعوا ِ‬ ‫َّ‬


‫آرام تَُبل‬ ‫َُ‬ ‫‪  ‬‬
‫جاملَهُم‬ ‫ُكل َي ٍ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ِ‬
‫جد بَِأطراف َ‬
‫اَألسل‬ ‫َوِاحفَظوا َ‬
‫الم َ‬ ‫‪  ‬‬
‫يس قَ َّدموا‬ ‫قَ َّدموا ِإذ قا َل‬
‫قال قَ ٌ‬ ‫‪  ‬‬

‫ِ‬ ‫دو ِ‬
‫كس َن َكل‬ ‫قدام ِإذا الن ُ‬
‫ثَُّم ِإ ٌ‬ ‫‪  ‬‬
‫صاد ٍ‬
‫ق‬ ‫رقاص و َع ٍ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ين ِإ‬‫َب َ‬ ‫‪  ‬‬

‫َألحقَتهُم بِالثَلَل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫صداء َ‬ ‫َو ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫صلقَةً‬‫صلَقنا في ُمراد َ‬ ‫فَ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫بن َش َكل‬‫َجعفٌَر تُدعى َو َرهطُ ِا ِ‬ ‫غام َرت‬‫العرقوب لَ ّما َ‬


‫لَيلَةُ ُ ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫عدما َأطلَ َع َنجداً َو ََأبل‬ ‫َب َ‬ ‫َأنعمنا َعلى َسي ِِّد ِهم‬ ‫ثَُّم َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بِ َمقامي َوِلساني َو َج َدل‬ ‫ق فََّرجتُهُ‬ ‫ضِّي ٍ‬‫قام َ‬ ‫وم ٍ‬


‫‪  ‬‬
‫ََ‬ ‫‪  ‬‬

‫ثل َمقامي َو َز َحل‬ ‫َز َّل َعن ِم ِ‬ ‫قوم الفي ُل َأو فَّيالُهُ‬
‫‪  ‬‬
‫لَو َي ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫الد َحل‬‫ق فَ َ‬‫فاثور ُأفا ٍ‬


‫ِ‬ ‫ين‬ ‫عمان ِمّني م ِ‬ ‫الن ِ‬
‫َب َ‬‫‪  ‬‬
‫وط ٌن‬ ‫َ‬ ‫َولَدى ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫الد َول‬
‫بل ُ‬ ‫الن ِ‬
‫اَأللس ُن َك َ‬
‫ُ‬ ‫فَِالتَقى‬ ‫َأنص ُرها‬ ‫ِ‬
‫ِإذ َد َعتني عامٌر ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫المقتَ ِعل‬ ‫ِ‬


‫العصل َوال ب ُ‬
‫ِ‬
‫يس بِ ُ‬‫لَ َ‬ ‫وم ِرشقاً صاِئباً‬ ‫يت القَ َ‬ ‫فَ َر َم ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫اَأليل‬ ‫كلح اَألرو َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات علَيها ِ‬ ‫ِ ٍ‬


‫ق منهُم َو َ‬ ‫َ‬ ‫تُ ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫ض‬ ‫ناه ٌ‬ ‫َرقَمّي َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ير ُيغضي َوُي َجل‬ ‫طِ‬ ‫ق ال َ‬‫َك َعتي ِ‬ ‫فَِانتَضلنا وِابن سلمى ِ‬
‫قاع ٌد‬
‫‪  ‬‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ُك ُّل َم ٍ‬ ‫واله ُ ِ‬


‫ب َه َمل‬ ‫ص َّ‬ ‫حجوم ِإذا ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫يام َم َعهُم‬
‫بانيق ق ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫تاج ِإذا قا َ‬
‫قالل فَ َعل‬ ‫ند ذي ٍ‬ ‫ِع َ‬ ‫‪  ‬‬
‫َأذر ِع ِهم‬
‫الديباج َعن ُ‬ ‫َ‬ ‫حس ُر‬
‫تَ ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫الو َحل‬ ‫ِ‬ ‫َكروايا ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫بع َه َّمت ب َ‬ ‫الط ِ‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬
‫شيهُ ُم‬‫فَتََولوا فاتراً َم ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫يش َب َجل‬‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اآلن م َن َ‬ ‫َب َجلي َ‬ ‫‪  ‬‬
‫فَ َمتى َأهلك فَال َأحفلُهُ‬ ‫‪  ‬‬

‫دير طو ُل َع ٍ‬
‫يش َأن ُي َم ّل‬ ‫َو َج ٌ‬ ‫ياة قَد َمِللنا طولَها‬ ‫ِمن ح ٍ‬
‫َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ِ‬
‫زء ذو َجلَل‬ ‫َو ِم َن اَألرزاء ُر ٌ‬ ‫‪  ‬‬
‫فارقَني‬ ‫َأرب َد قَد َ‬‫َوَأرى َ‬ ‫‪  ‬‬

‫الع َسل‬‫ين ُح ٌلو َك َ‬


‫اَألدن َ‬
‫َو َعلى َ‬ ‫مقٌر ُمٌّر َعلى َأعداِئ ِه‬ ‫م ِ‬
‫ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪17‬‬

‫هر ِإلَي ِهم فَِابتَهَل‬


‫الد ُ‬
‫ظ َر َ‬‫َن َ‬ ‫ساد ٍة ِمن قَو ِم ِه‬
‫روم َ‬‫في قُ ٍ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الن َفل‬ ‫الح ّز ِاز ِمن ِ‬


‫َأهل َ‬ ‫َوَأبو َ‬ ‫فََأخي ِإن َش ِربوا ِمن َخ ِ‬
‫ير ِهم‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫المختََزل‬ ‫ِ‬
‫هض ُ‬ ‫ض َن َ‬ ‫ض َينهَ ُ‬ ‫ناه ٌ‬ ‫‪  ‬‬
‫َأفز َعهُ‬
‫ك فَقَد َ‬ ‫البر َ‬
‫رك‬ ‫ذع ُر َ‬
‫َي َ‬ ‫‪  ‬‬

‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬
‫ضب اَألَفل‬ ‫ق بِ َ‬ ‫َدَن َس اَألسُؤ ِ‬
‫‪  ‬‬
‫َأطراف ال ُذرى‬‫دم ٌن َيجلو بِ‬
‫ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫وهذا التحول الذي آل إليه لبيد بن ربيعة لهو من تالوته للقرآن الكريم فكان اثره‬
‫واضح المعالم في شعره‪.‬‬
‫وأما الشعر المخضرم اآلخر الذي عرف بالهجاء المقذع فهو الحطيئة الذي لما جاء‬
‫اإلسالم خفف من حدة لسانه وأصبح يراعي حرمة اإلسالم فيذكر أثناء مدحه الثناء على‬
‫اهلل فيقول‪:‬‬
‫ض ّر ِار‬ ‫الحقيقَ ِة َنفّ ٍ‬
‫اع َو َ‬ ‫امي َ‬ ‫تى‬ ‫ِ ِ‬ ‫الح ُ َِّ ِ ِإ‬
‫‪  ‬‬
‫مد لله ّني في جوار فَ ً‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ياء َوال ُيغضي َعلى ِ‬


‫عار‬ ‫ِمن الح ِ‬ ‫كر َم ٍة‬ ‫رف ِإاّل ِع َ‬
‫َ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫ند َم ُ‬ ‫ط َ‬‫ال َيرفَعُ ال َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ويصف التقى والعمل الصالح فيرى السعادة في نعيم اآلخرة التي ينال‬
‫بالتقوى‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫‪    ‬‬

‫عيد‬
‫الس ُ‬ ‫َولَ ِك َّن التَ َّ‬
‫قي ُه َو َ‬ ‫‪  ‬‬
‫عادةَ َجمع ٍ‬
‫مال‬ ‫َ‬ ‫الس َ‬
‫ست َأرى َ‬ ‫َولَ ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫ند اللَ ِه ِلَألتقى َم ُ‬


‫زيد‬ ‫َ ِع َ‬ ‫‪  ‬‬
‫وتَقوى اللَ ِه َخير ِ‬
‫الزاد ُذخراً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫َولَ ِك َّن الَّذي َيمضي َب ُ‬


‫عيد‬
‫‪  ‬‬
‫َوما ال ُب َّد َأن َيَأتي قَ ٌ‬
‫ريب‬
‫‪  ‬‬

‫فهذا الشعور الحطيئي يدل على ان الحطيئة تاثر بالسالم إلى درجة أنفاضت اشعاره‬
‫بالروح اإلسالمية‪.‬‬
‫ومن الشعراء المخضرمين الذين استضاءوا بتعاليم اإلسالم الشاعر النابغة الجعدي فأكثر‬
‫إذ تحول من ظلمات الوثنية إلى نور اإلسالم إ يقول‪:‬‬ ‫الحديث عن نعمة اهلل عليه‬
‫بِالهُدى َوقَ َو ِارعٌ تُْتلى ِم َن القُ ْر ِ‬
‫آن‬ ‫أح َمد‬ ‫ت َحتَّى َج َ‬
‫اء ْ‬ ‫َو َع َم ْر ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ِم ْن سيب ال َح ِرٍم َوالَ َمَّن ِ‬


‫ان‬ ‫ت ِم اإلسالم ثَوبا و ِ‬
‫اس ًعا‬ ‫ًْ َ‬ ‫َولَبِ ْس ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪18‬‬

‫ويعبر عن إيمانه بوحدانية اهلل فيثني عليه مستعينا بألفاظ من القرآن الكريم‪ ،‬فيتحدث عن‬
‫خلق السماوات واألرض وخلق االنسان والبعث و االمم البائدة واعظا لتكون عبرة‬
‫وعظة‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫ظلَما‬
‫فسهُ َ‬ ‫َمن لَم َي ُقلها فََن َ‬‫‪  ‬‬
‫مد ِللَ ِه الَ َش ِري َ‬
‫يك لَهُ‬
‫ك‬ ‫الح ُ‬
‫َ‬ ‫‪  ‬‬

‫فر ُج الظُّلَما‬ ‫و ِفي ِ‬


‫الليل َنهاراً ُي ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫النهار‬ ‫الموِل ِج اللي َ‬
‫الليلل في‬ ‫ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بن تَحتَها ِد َعما‬ ‫ِ‬


‫َأرض َولَم َي ِ‬ ‫ماء َعلى ال‬ ‫الس َ‬
‫ِ‬
‫ض الراف ِع َ‬
‫ِ‬
‫الخاف ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫َأرحام ماء حتّى ي ِ‬ ‫ِ‬


‫ص َير َدما‬ ‫ِ ً َ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫ص ِّو ِر في ال‬ ‫الم َ‬ ‫ق ِ ِئ‬
‫البار ُ‬ ‫الخال ِ‬
‫‪  ‬‬

‫الن َسما‬
‫اَألبشار َو َ‬
‫َ‬ ‫ق ِمنها‬ ‫َيخلُ ُ‬ ‫قد ُرها‬‫ِمن ُنطفَ ٍة قَ َّدها ُم ّ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ت لَحماً َكساهُ َفالتَأما‬


‫ثُ َّم َ‬ ‫ب‬‫صٌ‬ ‫ِ‬
‫‪  ‬‬
‫امها َع َ‬ ‫ثَُّم عظاماً َأقَ َ‬ ‫‪  ‬‬

‫شاراً َو ِجلداً تَخالُهُ ََأدما‬


‫‪  ‬‬
‫ق َأب‬ ‫والعقاِئ َ‬
‫يش َ‬ ‫الر َ‬‫ثَُّم َكسا ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ق ال َكِلما‬‫ق َشتّى َوفََّر َ‬ ‫َأخالَ َ‬ ‫المعايِ َش َوال‬


‫ون َو َ‬ ‫الصوت َواللَ َ‬‫َ‬ ‫َو‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫َواللَ ِه َجهراً َش َ‬
‫هادةً قَ َسما‬
‫‪  ‬‬
‫ت الَ ُب َّد َأن َسَي َ‬
‫جم ُع ُكم‬ ‫ثُ َّم َ‬ ‫‪  ‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َوِاعتَص ُموا‪ِ +‬إن َو َجدتُُم ع َ‬
‫صما‬
‫‪  ‬‬
‫اآلن ما َبدا لَ ُك ُم‬
‫فَائتَم ُروا َ‬ ‫‪  ‬‬

‫صمةً ِمنهُ ِإالَّ ِل َمن َر ِحما‬


‫ع َ‬
‫ِ‬ ‫اَألرض والس ِ‬
‫ماء َوال‬ ‫ِ َ َ‬ ‫هذ ِه‬
‫ِفي ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بادت َو َخ ُّد َها َر ِغما‬


‫فَ ِار َس َ‬ ‫ون إلى‬ ‫يا َُّأيها ُ‬
‫الناس َهل تََر َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫َك ََّأنما َ‬
‫كان ُملكهُم ُحلُما‬
‫‪  ‬‬
‫شاء ُك ُم‬
‫ون َ‬ ‫َأمسوا َعبِيداً َي َ‬
‫رع َ‬ ‫ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫الع ِرما‬ ‫ي ُبنون ِمن ُد ِ ِ ِ‬ ‫ب ِإذ‬ ‫رين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ون َسيله َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫مآر ُ‬ ‫من َسَبأ الحاض َ‬ ‫‪  ‬‬

‫والع َدما‬ ‫فَم ِّزقُوا ِفي البِ ِ‬


‫أساء َ‬ ‫الب َ‬
‫الهون َوذاقُوا َ‬
‫َ‬ ‫‪  ‬‬
‫الد واعتََرفُوا‬ ‫ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫نيان ُمنهَ ِدما‬


‫الب ُ‬‫ط َوَأضحى ُ‬‫َ‬ ‫اَألراك بِ ِه َ‬
‫الخم‬ ‫در َواَألرا َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫َوُب ِّدلُوا الس َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫َي َفرق ِم َن اللَ ِه ال َي َخف َأثَما‬ ‫ماء َو َمن‬ ‫اَألرض والس ِ‬


‫ِ َ َ‬ ‫ك‬ ‫يا ِ‬
‫مال َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫عف َعّني ُأغال َدماً َكثِما‬ ‫فسي وِإ الَّ‬ ‫مت َن ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫تَ ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫َ‬ ‫ظلَ ُ‬‫مرٌؤ قَد َ‬ ‫ِّني ا ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫الص ِرما‬
‫طلي َ‬ ‫ب أص َ‬ ‫سف ِل َيا ِر ِّ‬
‫َ َ‬ ‫الد َر ِك ال‬ ‫ين في َ‬ ‫ِ‬
‫ُأطر ُح بِال َكاف ِر َ‬
‫َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وعها ُع ُمما‬ ‫ج ِ ِ‬ ‫والح ِد ِيد ِم َن ال‬ ‫ِ‬


‫وز طواالً ُج ُذ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬
‫بالقار َ‬ ‫َيرفَعُ‬
‫‪  ‬‬

‫وف ِل ِ‬
‫لناس ما َز َعما‬ ‫اللَ ِه م ٍ‬
‫ُ‬ ‫ك َّ‬
‫إن‬ ‫وددي قُم وار َكبن ِ‬
‫بَأهل َ‬ ‫ُنو ِ َ َ َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪19‬‬

‫ومن خالل هذه النصوص تالحظ أن الشعراء المخضرمين قد تأثروا عميقا باإلسالم‬
‫والتزموا بتعاليمه ودافعوا عن رسوله وحثوا الناس على األخذ بتعاليم اإلسالم وأن‬
‫يتزودوا بالتقوى والعمل الصالح‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫الشعر في عهد الخلفاء الراشدين‪:‬‬


‫لم‪++‬ا ج‪++‬اء عه‪++‬د الخلف‪++‬اء الراش‪++‬دين ك‪++‬ان الن‪++‬اس دخل‪++‬وا جميع‪++‬ا في دين اإلس‪++‬الم فوق‪++‬ف الهج‪++‬اء‬
‫بين المك‪++ +‬يين والم‪++ +‬دنيين ب‪++ +‬الرغم من قي‪++ +‬ام ح‪++ +‬روب ال‪++ +‬ردة اال أن ذل‪++ +‬ك الهج‪++ +‬اء لم يع‪++ +‬د إلى‬
‫المي‪++‬دان الن تل‪++‬ك الح‪++‬روب س‪++‬رعان م‪++‬ا انطف‪++‬أت نيرانه‪++‬ا إال م‪++‬ا ك‪++‬ان في نج‪++‬د عن‪++‬د الحطيئ‪++‬ة‬
‫وه‪++‬و خ‪++‬ير من يمث‪++‬ل ش‪++‬عراء األع‪++‬راب حيث ال نج‪++‬د عن‪++‬ده يختل‪++‬ف في ش‪++‬عره إب‪++‬ان اإلس‪++‬الم‬
‫من المع‪++‬اني الجاهلي‪++‬ة‪،‬وألن‪++‬ه ك‪++‬ان من المس‪++‬ارعين إلى ال‪++‬ردة فهج‪++‬ا أب‪++‬ا بك‪++‬ر إال ان‪++‬ه دخ‪++‬ل‬
‫اإلس‪++ +‬الم لكن نزع‪++ +‬ة الش‪++ +‬ر ال ت‪++ +‬زال في‪++ +‬ه تمث‪++ +‬ل في هجائ‪++ +‬ه لألش‪++ +‬راف م‪++ +‬ا جع‪++ +‬ل عم‪++ +‬ر بن‬
‫الخطاب يحبسه حتى يكف عن هجاء الناس‪.‬‬
‫ولم يختلف عن الحطيئة الشاعر الشماخ بن ضرار‪،‬فهو كثير الهجاء والوصف والخمر‪.‬‬
‫ولقد اتجه العرب إلى الفتح فحققوا النصر على الدولة الفارسية واستولوا على مصر‬
‫والشام التابعتين للدولة البيزنطية وانحصر الشعر في الرثاء بصورة تأبين تتخللها الدعوة‬
‫إلى تقوى اهلل ورثاء الخلفاء والشهداء‪،‬فمن رثاء للخلفاء قول الشاعر بن ضرار في رثاء‬
‫عمر ابن الخطاب‪:‬‬
‫له األرض تهتز العضاة بأسوق‬ ‫أبعد ٍ‬
‫قتيل بالمدينة أظلمت‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫يد اهلل في ذاك األديم الممز ِ‬


‫ق‬ ‫جزى اهلل خيراً من إمام وباركت‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ليدرك ما قدمت باألمس يسبق‬ ‫ٍ‬


‫نعامة‬ ‫فمن يسع أو يركب جناحي‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫بواثق من أكمامها لم تفتق‬ ‫قضيت أموراً ثم غادرت بعدها‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫فهو يدعو لعمر أن يجزيه اهلل خير على ما قدمه للرعية من أحكام األمور‪.‬‬
‫ويعبر لبيد بن ربيعة بالمواعظ مخوفا من الموت ويوم الحساب وداعيا إلى التقوى والعمل‬
‫الصالح إذ قال"‬
‫نعيم ال َمحالة َ زاِئ ُل‬
‫وكل ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫شيء ما َخال اللّه ِ‬
‫باط ُل‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫أال ُك ُّل‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫األن ِ‬
‫ام ُل‬ ‫ُد َو ْيهة ٌ تصفَُّر ِمنها َ‬ ‫دخ ُل َب َينهُ ْم‬
‫ف تَ ُ‬‫سو َ‬ ‫ُّ‬
‫وكل َُأن ٍ‬
‫‪   ‬‬
‫اس ْ‬ ‫‪  ‬‬

‫عند اإللَ ِه الم ِ‬


‫حاص ُل‬ ‫ت َ‬ ‫إذا ُك ِّشفَ ْ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫‪   ‬‬
‫سيعلم سعيهُ‬ ‫ُ‬ ‫وكل امرىء ٍ َي ْوماً‬ ‫‪  ‬‬

‫والبيت األول معناه في الية الكريمة في قوله تعإلى‪:‬‬


‫ْجاَل ِل َواِإْل ْك َر ِام الرحمن (‪)27‬‬ ‫ُك ُّل من َعلَْي َها فَ ٍ‬
‫ك ذُو ال َ‬
‫ان (‪َ )26‬و َي ْب َقى َو ْجهُ َربِّ َ‬ ‫َْ‬
‫والبت الثاني من قوله تعإلى‪:‬‬
‫‪21‬‬

‫الش ِّر َوالْ َخ ْي ِر فِ ْتنَةً َوِإل َْينَا ُت ْر َجعُو َن االنبياء(‪)35‬‬ ‫س ذَاِئَقةُ الْمو ِ‬
‫ت َو َن ْبلُو ُك ْم بِ َّ‬ ‫َْ‬ ‫ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫والبيت الثالث استمده من قوله تعإلى‪:‬‬
‫ص َل َما فِي ُّ‬
‫الص ُدو ِر العاديات (‪)10‬‬ ‫َأفَاَل َي ْعلَ ُم ِإ َذا ُب ْعثِ َر َما فِي الْ ُقبُو ِر (‪َ )9‬و ُح ِّ‬
‫واما النابغة الجعدي فيتحدث عن خلق السماوات واالرض وخلق االنسان والبعث‬
‫والقرون البائدة واالمم الخالية مستمدا معانيه من القرآن الكريم فيقول‪:‬‬
‫من لم يقلها فنفسه ظلما‬ ‫له‬ ‫شريك‬ ‫الحمد هلل ال‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الظلما‬ ‫يفرج‬ ‫نهارا‬ ‫يل‬ ‫المولج الليل في النهار وفي الل‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫أرض ولم يبن تحتها دعما‬ ‫الخافض الرافع السماء على ال‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫أرحام ماء حتى يصير دما‬ ‫الخالق البارئ المصور في ال‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫يخلق منها األبشار والنسما‬ ‫مقدرها‬ ‫قدها‬ ‫نطفة‬ ‫من‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫فالتأما‬ ‫كساه‬ ‫ثمت لحما‬ ‫عصب‬ ‫أقامها‬ ‫ثم عظاما‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫أدما‬ ‫تخاله‬ ‫وجلدا‬ ‫شارا‬ ‫ثم كسا الريش والعقائق أب‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫أخالق شتى وفرق الكلما‬ ‫والصوت واللون والمعايش وال‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫قسما‬ ‫شهادة‬ ‫جهرا‬ ‫واهلل‬ ‫ثمت ال بد أن سيجمعكم‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫واعتصموا‪ +‬إن وجدتم عصما‬ ‫فائتمروا اآلن ما بدا لكم‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫عصمة منه إال لمن رحما‬ ‫في هذه األرض والسماء وال‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫رغما‬ ‫فارس بادت وخدها‬ ‫يا أيها الناس هل ترون إلى‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫حلما‬ ‫ملكهم‬ ‫كان‬ ‫كأنما‬ ‫أمسوا عبيدا يرعون شاءكم‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫يبنون من دون سيله العرما‬ ‫من سبأ الحاضرين مآرب إذ‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫هون وذاقوا البأساء والعدما‬ ‫فمزقوا في البالد واعترفوا ال‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ط وأضحى البنيان منهدما‬ ‫وبدلوا السدر واألراك به الخم‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫يفرق من اهلل ال يخف أثما‬ ‫يا مالك األرض والسماء ومن‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫تعف عني أغال دما كثما‬ ‫إني امرؤ قد ظلمت نفسي وإ ال‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫أسفل يا رب أصطلي الصرما‬ ‫أطرح بالكافرين في الدرك ال‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫جوز طواال جذوعها عمما‬ ‫يرفع بالقار والحديد من ال‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪22‬‬

‫اهلل موف للناس ما زعما‬ ‫نودي قم واركبن بأهلك إن‬


‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫شعر الفتوحات اإلسالمية‪:‬‬


‫لقد انطلق الفتح اإلسالمي في عهد النبي صلى اهلل عليه وسلم حيث كانت النتيجة ان الدعوة‬
‫اإلسالمية ان دخلت معظم القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية اإلسالم بعد كفاح‬
‫مرير وجهاد كبير وبذلك تحققت المرحلة األولى للفتح اإلسالمي وتعد هذه المرحلة بمثابة‬
‫القاعدة التي تنطلق منها جيوش الفتح اإلسالمي إلى االمم األخرى خارج الجزيرة العربية‬
‫باعتبار اإلسالم عالمي جاء إلى كافة الناس فوق الكرة األرضية‪.‬‬
‫الجهاد‪:‬‬
‫فخرج العرب من جزيرتهم قاصدين تحقيق الهدف الذي سعى الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫إليه وهو نشر الدعوة اإلسالمية خارج الجزيرة واجب مقدس وعلى المسلمين ان‬
‫يحرصوا على تنفيذ ه وان يعملوا جاهدين لتحقيقه فخاض المسلمون اشرس المعارك‬
‫والمالحم البطولية‬
‫وانشغال المسلمين بالفتح الذي استنفذ منهم كل الطاقة وانضم إلى هذه الميادين شباب‬
‫وشيوخ وفيهم من الشعراء فزاد الفتح من جذوة الشعر اتقادا لما فتح امام الشعر من‬
‫مجاالت الواسعة وكانت المواقف المألوفة لدى الشعراء في الجاهلية‪.‬‬
‫وأثناء الجهاد كانوا ينظمون قصائد حماسية مدوية تعبر عن انتصاراتهم ويمدحون‬
‫شجاعتهم مبينين من خاللها الرسالة التي قاموا بأدائها هلل ولدينه‪.‬‬
‫فاستولوا على دولتين هما دولة الفرس الساسانية ودولة الروم البيزنطية فقضوا على‬
‫الدولة الفارسية وأخذوا من الروم الشام ومصر‬
‫ومن األسماء ‪.‬التي لمعت في معركة القادسية اسم أبي محجن الثقفي الذي أبلى فيها بالء‬
‫حسنا وقال‪:‬‬
‫بأنا نحن أكرمهم سيوفا‬ ‫لقد علمت ثقيف غير فخر‬
‫‪ ‬وإ‪  ‬ن أطلق أجرعهم حتوفا‬ ‫‪ ‬فإن أحبس قد عرفوا بالئي‬
‫وكان من فرسان الفتح اإلسالمي الذين أطاحوا ‪  ‬‬
‫برؤوس أبطال عمرو بن معديكرب‬ ‫‪ ‬‬
‫الزبيدي حيث كانت له أثار في القادسية واليرموك ونهاوند من شعره‪:‬‬
‫كنا الحماة بهن كاألشطان‬ ‫والقادسية‪ 7‬حين زاحم رستم‬
‫‪23‬‬

‫والطاعنين مجامع األضغان‬ ‫الضاربين بكل أبيض مخذم‬


‫‪  ‬‬
‫المكشوح المرادي ابن أخت عمرو بن‬ ‫‪ ‬‬
‫وممن له بالء حسن في القادسية قيس بن‬
‫معديكرب حين قتل رستم قائد الفرس في معركة القادسية صور بالءه في المعركة ويذكر‬
‫قتل رستم فيقول‪:‬‬
‫بكل مدجج كالليث سامي‬ ‫جلبت الخيل من صنعاء تردي‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إلى اليرموك فالبلد الشامي‬ ‫إلى وادي القرى فديار كلب‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مسومة دوابرها دوامى‬ ‫وجئن القادسية بعد شهر‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأبناء المرازبة الكرام‬ ‫فناهضنا هنالك جمع كسري‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قصدت لموقف الملك الهمام‬ ‫فلما أن رأيت الخيل جالت‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫بسيف ال أفل وال كهام‬ ‫فأضرب رأسه فهوى صريعاً‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وفعل الخير عند اهلل نامي‬ ‫وقد أبلى اإلله هناك خيراً‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فالحديث يجري على لسان الشاعر عن الجهاد عقب قتل رستم قائد الجيوش الفارسي في‬
‫موقعة القادسية‪ .‬وان كانت اللمسة الدينية خافتة في عذه االبيات فإنها واضحة السير في‬
‫شعر الفتوح كله‪.‬‬
‫الوصية‪ :‬وإ لى جانب الحديث عن الجهاد نجد الحديث عن الوصية بتقوى اهلل وبالبر‬
‫بالوالدين واجتناب النميمة واضح المعالم كما في شعر عبدة بن الطبيب إذ يوصي فيقول‪:‬‬
‫يع ِطي َّ ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وي ْمَنعُ‬
‫اء َ‬ ‫ب َم ْن َي َش ُ‬ ‫الرغا َ‬ ‫ُْ‬ ‫‪  ‬‬
‫ُأوصي ُك ُم بِتُقَى اِإل لَه فَِإ َّنهُ‬ ‫‪ ‬‬

‫ط َوعُ‬
‫ين اَأل ْ‬ ‫ِإ َّن اَألب َّر ِمن ِ‬ ‫اع ِة ِ‬
‫َأمر ِه‬ ‫وبِبِِّر َو ِال ِد ُك ْم َو َ‬
‫البن َ‬
‫َ َ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫ط َ‬ ‫‪ ‬‬

‫بَأمر ِه ما َي ْ‬
‫صَنعُ‬ ‫ت َي َداهُ ِ‬
‫ضاقَ ْ‬
‫َ‬ ‫َأهلُهُ‬
‫‪  ‬‬
‫صاهُ ْ‬ ‫ِإ َّن ال َكبِ َير ِإذا َع َ‬ ‫‪ ‬‬

‫ِ‬ ‫الض َغ ِ‬ ‫الض ِغ َينةَ ال تَ ُك ْن ِمن شْأنِ ُك ْم‬


‫وضعُ‬ ‫ِإ َّن َّ َ‬
‫ائن لْلقَ َر َابة تُ َ‬ ‫‪  ‬‬
‫َو َد ُعوا َّ‬
‫‪ ‬‬

‫الم ْنقَعُ‬
‫ام ُ‬‫ِّم ُ‬
‫ك الس َ‬ ‫ص ًحا َذا َ‬
‫ُمتََن ِّ‬ ‫صوا الَِّذي ُي ْز ِجي َّ‬
‫الن َماِئ َم َب ْيَن ُك ْم‬ ‫اع ُ‬
‫َو ْ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اَألخ َدعُ‬
‫وق ْ‬ ‫الع ُر َ‬
‫ث ُ‬ ‫َح ْرًبا كما َب َع َ‬ ‫‪  ‬‬
‫ُي ْز ِجي َعقَ ِارَبهُ ِلَي ْب َع َ‬
‫ث َب ْيَن ُك ْم‬
‫‪ ‬‬

‫ِإل ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ان ال َي ْش ِفي َغِلي َل فَُؤ ِاد ِه‬


‫َع َس ٌل ب َماء في ا َناء ُم َش ْع َشعُ‬ ‫‪  ‬‬
‫َح َّر َ‬‫‪ ‬‬

‫َب ْي َن القَوابِ ِل َ ِ‬
‫بالع َد َاوة ُي ْن َشعُ‬ ‫َ‬ ‫صبُِّيهُ ْم‬ ‫ْأمُنوا َق ْو ًما َي ِش ُّ‬
‫ب َ‬ ‫ال تَ َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪24‬‬

‫ومن خالل هذه النصوص التي تفيض بأضواء اإلسالم عند الشعراء المخضرمين يدل على‬
‫أن اإلسالم كان متعمقا في نفوس الناس من بدو وحضر وكان االثر البالغ في نفوس‬
‫الشعراء حيث اتضح في شعرهم‪.‬‬

‫ب‪-‬رثاء الشهداء‪ :‬ولم يكن شعر الفتوحات كله حماسة وحديث عن الجهاد‪،‬انما نجد من‬
‫الشعراء من كانت له مراث في الشهداء وفي من فقدوا في المعارك ‪،‬من هذه االشعار‬
‫قول كثير بن الغزيزة التميمي في من اصيبوا في معارك الطالقان وجوزجان لعهد عمر‬
‫بن الخطاب وفيها يقول‪:‬‬
‫وز ِ‬
‫جان‬ ‫بالج َ‬ ‫مص ِار َ ِ ٍ‬ ‫َّح ِ‬
‫ع فتْية ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ت‬‫استهلّ ْ‬
‫اب إذا ْ‬ ‫َسقَى ُم ْز ُن الس َ‬
‫هناك اَأل ْق َر ِ‬
‫عان‬ ‫َ‬ ‫‪َ   ‬‬
‫أباد ُه ُم‬ ‫‪ ‬إلى القَصر ْي ِن من رستاق ُخ ٍ‬
‫وط‬ ‫ُ ْ‬ ‫َْ‬
‫الي َمانِي‬
‫ق َ‬ ‫للب ْر ِ‬ ‫حنين ِ‬
‫القلب َ‬ ‫‪َ   ‬‬ ‫أكون َج ِز ْع ُ‬
‫ت إالّ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬وما بي ْ‬
‫أن‬
‫ولن َأراه ولن َي َرانِي‬
‫‪  ‬‬ ‫اللقاء‬
‫َ‬ ‫ور بِ ُرْؤ َيتِنا ُي َر ِّجي‬
‫وم ْحُب ٍ‬
‫َ‬
‫‪ ‬‬
‫يت له َب َكانِي‬
‫ت ولو ُن ِع ُ‬ ‫َب‪ َ  ‬ك ْي ُ‬ ‫الموت قَْبلي‬
‫ُ‬ ‫أخ أصاب‬ ‫ب ٍ‬ ‫ور َّ‬
‫ُ‬
‫‪ ‬‬
‫اس ِمي ْأم َكَنانِي‬
‫فما ْأد ِري أبِ ْ‬ ‫‪  ‬‬
‫َ‬ ‫‪ ‬دعاني دعوةً والخي ُل تَْر ِدي‬
‫ت عليه َخ َّوار ِ‬ ‫‪َ ‬ع‪َ  ‬‬
‫العَن ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ط ْف ُ‬ ‫‪ ‬فكان َ‬
‫إجابتي َّإياهُ ِّأني‬
‫ذات العنظوان‬‫بهن الخي ُل ُ‬‫‪ّ   ‬‬ ‫ت وقد تََولَّ ْ‬
‫ت‬ ‫َد َع ْو َ‬ ‫‪َّ  ‬‬
‫وأي فَتًى‬
‫ك غاشيةَ الس ِ‬
‫ِّنان‬ ‫ف عن َ‬ ‫ُي‪َ  ‬‬
‫ط ّر ُ‬ ‫تدعو‬
‫ت ُ‬ ‫إذا ما ُم ُّ‬ ‫‪َّ  ‬‬
‫وأي فَتًى‬
‫ك ذا ص ُد ٍ‬ ‫َأهِل ْك فلم َأ ُ‬
‫ان‬ ‫الح ْر ِب َ‬
‫الع َو ِ‬ ‫ران في َ‬ ‫عن اَأل ْق ِ‬ ‫‪  ‬‬ ‫وف‬ ‫ُ‬ ‫فإن ْ‬ ‫‪ْ ‬‬
‫أج َع ْل على قَ ْو ِمي ِل َساني‬
‫ولم ْ‬ ‫‪  ‬‬ ‫ق ِع ْر َس جاري‬
‫ط ُر َ‬ ‫‪ ‬ولم ِ‬
‫ُأدل ُج َأل ْ‬
‫ِ‬
‫البَن ِ‬
‫ان‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ  ‬‬ ‫ولكني إذا ما َه َاي ُجونِي‬ ‫‪ِّ  ‬‬
‫الجار ُم ْرتَفعُ‬
‫َ‬ ‫َمنيعُ‬
‫‪ِ   ‬‬ ‫ت ِق ْرني‬
‫وَأقضي واحداً ما قد قضاني‬ ‫استَْب َسْل ُ‬
‫وي ْك َر ُهني إذا ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫أن تَ ْف ِقداني‬
‫ك َم ّرةً ْ‬ ‫‪ِ   ‬‬
‫سُأوش ُ‬ ‫‪ ‬فال تَ ْستَْب ِع َدا َي ْو ِمي ِّ‬
‫فإني‬
‫الجَن ِ‬
‫ان‬ ‫ِ‬
‫ت من خوف َ‬ ‫‪ ‬وإ‪ْ  ‬ن أ ْشف ْق ُ‬ ‫وي ْدر ُكني الَّذي ال ُب َّد منه‬
‫‪ُ ‬‬
‫تُ‪  ‬ر ْك َن بدار ُم ْعتََر ِك َّ‬
‫الزمان‬ ‫الت‬
‫نوائح ُم ْع َو ٌ‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬وتَْب ِكيني‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪25‬‬

‫كالبقَ ِر ال ِه َج ِ‬
‫ان‬ ‫َّ ِ‬ ‫ائس بالعرا ِ‬
‫َس َواجي الط ْرف َ‬ ‫هات‬
‫ق ُمَن ْهَن ٌ‬ ‫َحَب ُ‬
‫اه ِدياني‬‫المَبَّي ِن فَ ْ‬ ‫‪ِ َّ   ‬‬
‫وللر َشد ُ‬ ‫َأعاذلَتَ َّي ِم ْن لَ ْوٍم َد َعاني‬
‫‪ِ  ‬‬
‫الخ ْي ِر وانِي‬
‫بعيد َ‬ ‫‪َ  ‬‬
‫ون ْف ُع ُكما ُ‬ ‫قريب‬
‫ٌ‬ ‫ص ْوتُكما‬ ‫‪ِ  ‬‬
‫وعاذلَتَ َّي َ‬
‫َ‬
‫األوطان‪ :‬وعبروا عن الحنين إلى األهل والديار ‪  ‬واالفتخار بما حققوا من االنتصارات‬ ‫و‪ -‬الحنين إلى ‪ ‬‬
‫ما يتصف بت هؤالء الجنود المجاهدون من الشجاعة واإلقدام الن المسلمين انتزعتهم الفتوحات‬
‫من أوطانهم وباعدهم عن ذويهم فان الشعر جرى على السنة بعضهم معبرا الحنين إلى األهل‬
‫والوطن ‪،‬فهذا الشاعر‬
‫برغمي وان لم أدرك الطرف انظر‬ ‫اكرر طرفي نحو نجد وإ نني‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫إذا أمطرت عود ومسك وعنبر‬ ‫حنينا إلى ارض كأن ترابها‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ج‪ -‬الشكوى‪ :‬لقد تعرض بعض الجنود‪ /‬أثناء الفتح إلى الظلم من الوالة والعمال منه ما‬
‫نجده نجده عند يزيد بن الصعق الذي أرسل شكوى إلى عمر بن الخطاب تخص‬
‫أصحاب الخراج الذين أثروا ثراء غير مشروع من أعمالهم‪،‬فيقول‪:‬‬
‫فأنت أمين اهلل في النهي واألمر‬ ‫ابلغ امير المؤمنين رسالة‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫د‪-‬وصف طبيعة البالد المفتوحة‪:‬ووصفوا ما شاهدوه من المعاقل والحصون والحيوانات‬


‫وتحدثوا عم ما أحل بهم من األمراض كالطواعين‪.‬وبالرغم‪ +‬من أن الجهاد لم يمكن‬
‫الشعراء من االلتفات إلى طبيعة المناطق المفتوحة إال أن نجد بعضهم وصفوا تلك‬
‫المناطق من ذلك الوصف قول الشاعر زياد بن حنظلة حين سقطت الشام في يد القائد‬
‫المسلم فيقول مصورا تلك البالد‪:‬‬
‫وعيشا خصيبا ما تعد مآكله‬ ‫والقت اليه الشام افالذ بطنها‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ومن الشعراء الذين أعجبتهم مظاهر الطبيعة الشاعر نافع بن االسود قطبة التميمي‬
‫أعجب بريف الري وأبهجه فقال‪:‬‬
‫لها زينة من عيشها المتواتر‬ ‫رضينا بريف الري والري بلدة‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ومن الشعراء الذين تضايق من البرد في مرو الشديد البرودة فوصف اهل هذه المنطقة‬
‫مشفقا عليهم حيث رآهم يبحثون عن الدفء فيدسون أيديهم في اثواب غليظة فيبدون‬
‫كأنهم أسرى فيقول معبرا عن هذه الهيئة ‪:‬‬
‫‪26‬‬

‫ارض تتابع ثلجها المذرور‬ ‫وارى بمرو الشاهجان تنكرت‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ه‪-‬وصف العمران‪ :‬ولم يكن الوصف للطبيعة بل كان من الشعراء من التفت إلى الحديث‬
‫عن العمران فنجد الشاعر حارثة بن النمر الذي شهد بعض كنائس الروم في الشام‬
‫فنطق قائال‪:‬‬
‫أحساب عاتي الروم باألقدام‬ ‫اله باليرموك قوم طحطحوا‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الفتوحات‪:‬تميز شعر الفتح بطوابع موضوعية وشكلية فمن‬ ‫خصائص شعر‬


‫الطوابع الموضوعية‪+:‬‬
‫الكشف عن أثر العقيدة في النفوس‬ ‫‪‬‬
‫تحميل العربي المسلم التضحية من أجل الدين اإلسالمي‬ ‫‪‬‬
‫تصوير التغيير الذي أحدثه االسالم في الوجدان الفردي والقبلي‬ ‫‪‬‬
‫توحيد الوجدان نحو الهدف السامي ومعالجة الخطر الخارجي‬ ‫‪‬‬
‫التعبير عن انطالق العربي المسلم الفاتح في األرض‬ ‫‪‬‬
‫عكس إحساس العرب الفاتحين في المناطق المفتوحة‬ ‫‪‬‬
‫تمكين العربي المسلم من اكتشاف ذاته ومعرفة قدراته‬ ‫‪‬‬
‫تصوير مدى اإليمان العميق والتصديق بالغيب‬ ‫‪‬‬
‫اكتشاف أثر اإلسالم في نفوس الناس عند األمم األخرى‬ ‫‪‬‬
‫االلتزام بمبادئ وغايات‬ ‫‪‬‬
‫توفر عناصر الصدق وحرارة التعبير واالقتدار على التأثير‬ ‫‪‬‬
‫وأما من حيث الطوابع الشكلية فهي‪:‬‬
‫العفوية في التعبير باإليجاز والقصر‬ ‫‪‬‬
‫البعد عن التكلف والصنعة‬ ‫‪‬‬
‫البساطة في التعبير دون الزخرفة والزينة‬ ‫‪‬‬
‫القرب في النسج من األسلوب الشعبي‬ ‫‪‬‬
‫توظيف كلمات كرموز مثل الغبار والعين والنار وذكر النباتات للتعبير عن الحنين‬ ‫‪‬‬
‫‪27‬‬

‫توظيف كلمات معبرة عن األلوان لتشكيل الصورة‪ +‬الفنية من هذه األلوان التي‬ ‫‪‬‬
‫تكررت ألفاظها في شعر الفتوحات فكانت لها دالالت ‪:‬‬
‫األبيض للداللة على لمعان السيوف القاطعة‬ ‫‪‬‬
‫األسود للداللة على شدة الحرب والعنف‬ ‫‪‬‬
‫األصفر للداللة بنبال المعة في الشمس‬ ‫‪‬‬
‫وكذلك تمازج هذه األلوان فكانت لها على األرض الغنية بالخير كثيرة الجمال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خصائص في العصر اإلسالمي‬


‫تميز الشعر في العصر اإلسالمي من حيث الموضوعات بما يلي‪:‬‬
‫الحث على الجهاد‬ ‫‪‬‬
‫الدعوة إلى اإلسالم‬ ‫‪‬‬
‫الدعوة إلى األعمال الصالحة‬ ‫‪‬‬
‫الدفاع عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪‬‬
‫التعبير عن هول الفتوحات‬ ‫‪‬‬
‫التعبير عن الغزوات‪+‬‬ ‫‪‬‬
‫رثاء الخلفاء‬ ‫‪‬‬
‫رثاء الشهداء‬ ‫‪‬‬
‫وأما من حيث الشكل الفني فانه لم يحدث تغيير في هيكلة القصيدة بل سارت على‬
‫نهج القصيدة الجاهلية وعبرت على نفس األغراض مستخدمة اللغة التي كانت في‬
‫الشعر الجاهلي أحيانا لكن الشيء الذي حدث في القصيدة أنها زادت ‪:‬‬
‫إثراء في المعاني االستعانة بمعاني القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وتخلت عن بعض المعاني التي تتناقض مع تعاليم اإلسالم‬
‫استخدام األلفاظ الجديدة التي استعملها القرآن مثل الصالة والصيام والزكاة‬ ‫‪‬‬
‫والكفر‪...‬الخ‪.‬‬
‫االستعانة بأسلوب القرآن والحديث في التراكيب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪28‬‬

‫القسم‪ :‬استعان الشعراء بألوان القسم الجديدة التي وردت في القرآن الكريم‬ ‫‪‬‬
‫استخدمت في المفاهيم للحياة االسالمية كما هواضح في شعر أبي صخر‬
‫الهذلي ‪:‬‬
‫امات واحيا والذي أمره االمر‬ ‫اما والذي اضحك وابكى والذي‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫َأحَيا{‬
‫ات َو ْ‬ ‫ك َو َْأب َكى{‪َ }43‬و ََّأنهُ ُه َو َ‬
‫َأم َ‬ ‫لقد تأثر باألية القرانية التالية َو ََّأنهُ ُه َو ْ‬
‫َأض َح َ‬
‫‪ :}44‬وأنه هو أضحك وأبكى{‪ }43‬وأنه هو أمات وأحيا{‪ }44‬سورة النجم‬
‫وغيره من الشعراء الذين استعملوا اسلوب القسم القرآني‪.‬‬
‫الدعاء‪:‬لقد تفنن الشعراء االسالميون في أدعيتهم وابتهاالتهم الدينية منها توحيد‬ ‫‪‬‬
‫اهلل والثناء عليه وذلد حين تضيق بهم الحياة فيتضرعون الى اهلل طلبا للمغفرة‬
‫والرحمة‪.‬‬
‫ولذلكفالدعاء هوالمالذ حين زلل االقدام وتحيق بهم االخطاء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القصص ‪:‬لقد وردت في القرآ‪ ،‬الكثير من القصص الجذابة بسلوبها فعمد اليها‬ ‫‪‬‬
‫الشعراء واستفادوا منها في تعبيراتهم باستحاءها وادخالها في شعرهم‪ .‬من ذلك‬
‫ان الشاعر عبد بن الحارث يهجو قريشا حين جحدت حق اهلل‪:‬‬
‫وتلك قريش تجحد اهلل حقه=كما جحدت عاد ومدين والحجر‬
‫التكرار‪ :‬سمة بارزة في الشعر في صدر االسالم وربما يعود الى تأثر الشعراء‬ ‫‪‬‬
‫بأسلوب القرآن الكريم الذي اعتمد في التعبير عن كثير من الواقف من اجل‬
‫التقرير والتاكيد لذلك انتهج الشعراء في االسلوب قصد اإلفهام واإلقناع‪.‬‬
‫االقتباس‪ :‬وعمد الشعراء لالقتباس من األسلوب القرآني قصد االرتقاء الى الذروة‬ ‫‪‬‬
‫في التعبير وليس القصد من االقتباس هو تقليد القرآن في معالجة الموضوعات‪.‬‬
‫األفكار‪:‬من االفكار البي تناولها القرىن الكريم هي أن الملك والحكم هلل وحده ىال‬ ‫‪‬‬
‫راد ألمره وال تبديل لقضائه‪.‬فعمد الشعراء الى هذه الفكرة وأداروها في شعرهم‬
‫وغيرها من االفكار مثل الفناء والبقاء هلل وفكرة حتمية الموت على كل الخالئق‬
‫و والهداية والضالل والبعث والنشور والحساب والجزاء يوم القيامة‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫الصور‪:‬من الصور التي في محلية الشعراء هي النور والضياء ةلبقمر والنجوم‬ ‫‪‬‬
‫الن هذه الناصر لها أهمية في حياة العرب في بيئة ذات رهبة الظالم‪.‬لذا نجدد‬
‫الشاعر في عصر صدر اإلسالم يستوحي تلك العناصر ويدرجها في شعره حين‬
‫يمدح النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬وحين يتمثل صورة من الصور في حباته‪.‬‬
‫بناء القصيدة في العصر اإلسالمي‬
‫تحررت القصيدة في العصر اإلسالمي من الكثير من االلتزامات التي كانت تتبعها‬
‫القصيدة الجاهلية مثل مخاطبة االثنين التي كانت متداولة عند الشعراء الجاهليين قفي‬
‫الكثير من القصائد وكذلك تحررت من الحديث عهن الناقة والجمل والصحراء والرحلة‬
‫وأصبحت القصيدة تكاد تخلو من تلك األلفاظ‪.‬‬
‫واستبدوا الحديث عن مقدمة الوقوف على األطالل والغزل بمقدمات دينية وانتشرت‬
‫المقدمات الدينية في العصر األموي وكادت تغيب مقدمة القصيدة الجاهلية من الشعر في‬
‫العصور الموالية‪.‬‬
‫من هذه المقدمات الجديدة مقدمة الشاعر عبد اهلل بن األحمر االزدي حيث يقول‪:‬‬
‫وهيمت‬

‫وهيمنت بعض األلفاظ في مطالع القصائد مثل وما اشتق منها مثل حسان بن ثابت‬
‫حين هجا أبا لهب ‪:‬‬
‫كنت ر ِ‬
‫اغما‬ ‫أبا لَ ٍ ِ‬
‫أدى‪ ،‬وِإ ْن َ َ‬ ‫سي ْعلو بما ّ‬
‫َ‬ ‫بأن ُم َح ّمداً‬
‫هب! ْأبل ْغ ّ‬ ‫َ‬
‫الهجين ُّ‬
‫الضراغما‬ ‫ت‬
‫طاو ْع َ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬وإ ْن َ‬
‫َ‬ ‫َوحيداً‪َ ،‬و َ‬ ‫قد كذبتهُ وخذلتهُ‬ ‫كنت ْ‬
‫منعت المظالما‬ ‫منهم‬ ‫‪  ‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬‬
‫َ‬ ‫وفي سرها ْ‬ ‫هاشم‬ ‫أرومة‬ ‫كنت حراً في‬‫ولو َ‬
‫ْ‬
‫ك هاشما‬‫ع عن َ‬
‫فد ْ‬
‫منهم‪َ ،‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ّ  ‬‬
‫َو َم َأوى الخنا ْ‬ ‫ك ورثتهُ‬
‫ولكن لحياناً أبو َ‬
‫كأب من اللؤم جاثِم‬
‫ت في ٍ‬
‫َ‪ ‬و‪ُ  ‬غو ِد ْر َ‬ ‫هاشم للمكر ِ‬
‫مات وِلْل ُعلى‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ت ِ‬‫‪َ ‬س َم ْ‬
‫‪  ‬ونجد هنا اللفظ في مطالع كعب بن مالك مثل‪  ‬قوله‪:‬‬
‫وحان غداة الشعب والحين واقع‬ ‫ابلغ أبيا أنه قال رأيه‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وقوله‪:‬‬
‫‪30‬‬

‫رسال تقص عليهم التبيان‬ ‫مبلغ األنصار عني آية‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ونجد من التراكيب التي حرص الشعراء على استعمالها وتكرارها في مطالع قصائد وهي‪:‬‬
‫أيا راكبا ونجد في قول حسان بن ثابت‪:‬‬
‫عن النأي عبد شمس وهاشما‬ ‫يا راكبا إما عرضت فبلغن‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وبرز في أسلوبهم تيار جديد هو المناقشة المنطقية والمناصرة الفكرية وهو مستمد من‬
‫أسلوب القرآن ظاهر في كثير من سور مثل سورة البقرة والتوبة‬
‫فعمد الشعراء في العصر العباسي إلى هذا األسلوب مثل ما نجد في شعر حسان بن‬
‫ثابت في قوله‪:‬‬
‫وعند اهلل في ذالك الجزاء‬ ‫هجوت محمدا وأجبت عه‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫فشركما لخيركما الفداء‬ ‫أتهجوه ولت له بكفء‬


‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ومن ذلك نجد حسان بن ثابت يصدر قصيدة في هجاء ابي سفيان بقوله‪:‬‬
‫هو الغصن ذو األفنان ال الواحد الوغد‬ ‫ابلغ ابا سفيان ان محمدا‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫فهذه االلفاظ ترددت في شعر الشعراء اإلسالميين‪.‬‬


‫األلفاظ"‪ :‬لقد وسع االسالم في الكثير من داللة األلفاظ التي كانت متداولة في العصر‬
‫الجاهلي واكتسبت معاني جديدة ودخلت مصطلحات جديدة في القاموس الشعري االسالمي‬
‫مثل الكفر واإليمان والوحي والقرآن والرسالة والجنة والنار والتقوى والجهاد والقيامة‬
‫والشهيد والمسجد والصالة والفيء والجزية والحالل والحرام‪.‬‬
‫المعاني ‪ :‬لقد تطورت الحياة العربية في العصر اإلسالمي مما الى اختراع معاني جديدة‬
‫تتناسب والحياة الجديدة عبرت ألفاظ من الحياة الدينية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫واإلدارية ‪.‬من مثل كلمات الحزم والسعيد والشقي والتوبة والتوحيد فكل هذه المعاني وان‬
‫كانت مجودة من قبل فغنها لم تنطوي على المعنى القديم مثال ان الحزم هو التقوى وليس‬
‫المعنى المعروف بين الناس والسعيد هو الفائز بالجنة‪.‬‬
‫الموسيقى الشعرية‪ :‬واما الموسيقى الشعرية لم تتغير في االسالم عن مثيلها في العصر‬
‫الجاهلي اال أن تلمس بعض السهولة في االافاظ حيث اصبح الى السهولة في كثير من‬
‫‪31‬‬

‫الواقف وذلك ان القرآن سهل اللغة لفهم الدين‪ .‬فكانت تلك السهولة تطغى النبرات‬
‫الموسيقية في القصيدة منناحية أخرى بدات االوزان الخفيفة تستولى على مكانة في‬
‫القصيدة بداية من العصر االسالمي الى العصور الموالية‪.‬‬

‫===============‬

You might also like