Professional Documents
Culture Documents
الأدب في العصر الإسلامي
الأدب في العصر الإسلامي
المحاضرة السابعة
االستاذ/سياخن م
2
أثر القرآن الكريم في اللغة العربية:لقد كان ذلك األثر واضحا في أنه:
-1جمع العرب ووحدهم على لهجة قريش.
-2حفظ اللغة العربية من الضياع ونشرها في أقطار األرض.
-3جعل القرآن اللغة العربية لغة حية متداولة في مختلف األوطان.
-4حول اللغة العربية إلى لغة ذات دين سماوي حيث أحل فيها معاني وألفاظ غير
معروفة من قبل الفرقان الكفر الصوم الصالة الزكاة التيمم الركوع السجود وغيرها من
األلفاظ.
تخليص اللغة العربية من الوحشية ومن اللفظ الغريب وأقامها في أسلوب معجز من البيان
والبالغة.
أثر الحديث في اللغة العربية:إن الحديث هو كالم الرسول صلى اهلل عليه وسلم الذي هو
أفصح العرب فكان اثر الحديث في اللغة العربية واألدب متمثال في:
مساعدة القرآن الكريم في انتشار اللغة العربية وحفظها من الضياع -1
3
وبقائها.
توسيع مادة اللغة وتزويدها بألفاظ دينية وفقهية. -2
نشأة الكتابة التاريخية مثل السير والتراجم. -3
الشعر في العصر اإلسالمي:
لم تكن مكة تعرف في الجاهلية بالشعر وال بالشعراء وكان ظهور اإلسالم كان حدثا
جعل ظهور الشعراء في مكة ،فوقفوا يحرضون قومهم ضد الرسول ودعوته،وساعدهم
في ذلك التحريض شعراء الطائف والشعراء اليهود وشعراء القبائل الذين لم يدخلوا في
اإلسالم.
ومن شعراء قريش الذين وقفوا ضد الرسول الشاعر أبو عزة الجمحي وأبو سفيان بن
الحارث وعبد اهلل بن الزبعرى وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب.
ومن شعراء اليهود الذين شاركوا في إليذاء الرسول الشاعر كعب بن الشرف .
ون سورة الشعراء اء َيتَّبِ ُعهُ ُم اْل َغ ُاو َ وهؤالء هم الذين نزلت فيهم اآليات الكريمة و ُّ
الش َع َر ُ َ
ون سورة الشعرار اآلية (َ )225و ََّأنهُ ْم َيقُولُ َ ِّ ٍ ِ ِ
ون اآلية (َ )224ألَ ْم تََر ََّأنهُ ْم في ُكل َواد َيه ُ
يم َ
ون سورة الشعراء اآلية ()226 َما اَل َي ْف َعلُ َ
فالقرآن بهذه اآليات يهاجم الشعراء الوثنيين ويستثني من وقفوا مع الرسول ذائدين عنه
ص ُرواِ +م ْن َب ْع ِد َّ ِ ِ ِ ِ اَّل َِّ
َآمُنوا َو َعملُوا الصَّال َحات َو َذ َك ُروا اللهَ َكث ًيرا َو ْانتَ َ ين َ في قوله تعإلى ِإ الذ َ
ِ َِّ ِ
ون سورة الشعراء اآلية ()227 َأي ُم ْن َقلَ ٍب َي ْن َقلُب َ
ظلَ ُموا َّ
ين َ
َما ظُل ُموا َو َسَي ْعلَ ُم الذ َ
وقد وقف شعراء المدينة مع الرسول يذودون عنه باللسان فكان الرسول صلى اهلل عليه
وسلم يدفع الشعراء ويحثهم بالرد على شعراء قريش قصد نصر اإلسالم والدفاع عن
النبي إذ قال لحسان بن ثابت«:اهج قريشا فواهلل لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام في
غلس الظالم» .وقال أيضا« :اهجهم ومعك جبريل روح القدس».
وهذا التشجيع من النبي صلى اهلل عليه وسلم جعل الشعراء يدافعون عن الرسول
وينافحون عن دعوته ويردون على خصومهم المكيين.
ومن هؤالء الشعراء المدافعين عن النبي ثالثة شعراء من األنصار هم :حسان بن
ثابت وكعب بن مالك وعبد اهلل بن رواحة ،فكان حسان وكعب يعارضنهم بمثل قولهم
بالوقائع والمآثر ويعيرانهم بالمثالب.
4
وأما عبد بن رواحه فكان يعيرهم بالكفر،فكان اشد عليهم شعر حسان وكعب وأهون
عليهم شعر ابن رواحه،فلما أسلموا كان شعر ابن رواحه أشد عليهم.
وكان شعر الشعراء المكيين ال يختلف في مضمونه عن الشعر الجاهلي من حيث الهجاء
الذي كان ينطوي عليه متداوال في الشعر الجاهلي.
وقد سار هؤالء الشعراء على دين أبائهم يتقاسمون السنن الجاهلية التي ورثوها في
الشعر وغير الشعر،وإ ن كانت بعض األشعار تفيض بروح الديانات السماوية وقصصها
الديني إال أنها منحولة وضعت على لسان أمية بن أبي الصلت شاعر ثقيف عدو
اإلسالم.
وبالرغم من هذا الشعر المناهض للدعوة اإلسالمية فإن بعض الشعراء الذين لم يسلموا
كان في أعماق نفوسهم استعداد للدخول في اإلسالم منهم الشاعر األعشى الذي نسبت
إليه قصيدة في مدح الرسول صلى اهلل عليه وسلم منها قوله:
أغار-لعمري-في البالد وأنجدا
نبي يرى ما ال ترون وذكره
وإ ن كان اكبر الظن أنها موضوعة فإن األعشى فكر في مدح الرسول وانطلق قاصدا
إليه إال أن قريش اعترضت طريقه وردته عن ذلك مبينة له أن الخمر محرم في
اإلسالم واألعشى شارب خمر.
وحتى هؤالء الشعراء الذين أذوا النبي فإنهم لما تم فتح مكة أسلم منهم عبد اهلل بن
الزبعرى وضرار +بن الخطاب وكعب زهير ،واعتذروا عن إساءاتهم وأعلنوا +عن
إيمانهم وإ سالمهم واعترفوا بما جاء به رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم.
فهذا عبد اهلل بن الزبعرى اعتذر عما اقترفه محاوال التفكير عن ما بدر منه في
الجاهلية:
راتق ما فتقت إذ أنا بور إن لساني
يارسول المليك ّ
ولما توفي الرسول صلى اهلل عليه وسلم بكاه الشعراء ورثوه بأروع القصائد منها
ماقاله أبو سفيان:
الر ُس ْو ُل
ض َّ ِ ِ
َعشَّيةَ قْي َل :قَ ْد قُبِ َ
ص ْيَبتَُنا َو َجلَّ ْ
ت تم ِ
فَقَ ْد َعظُ َم ْ ُ
5
َي ُر ْو ُح بِ ِه َوَي ْغ ُدو ِجْب َرِئْي ُل الو ْح َي َوالتَّْن ِزْي َل ِف ْيَنا
فَقَ ْدَنا َ
وكان ب َ ِ ِ
صرا+
الب َ
مع َو َ عد اِإل لَه َ
الس َ َ َ َ
النور َن َتب ُعهُ
كان َ ياء َو َ كان الض ََ
َولَم ُي ِعش َب َ
عدهُ ُأنثى َوال َذ َكرا
لَم َي ُتر ِك اللَهَ َخلقاً ِمن َب ِرَّيتِ ِه
كان َأمراً ِم َن ِا ِ
مر اللَ ِه قَد قُِدرا َو َ الن ّج ِار ُكلِّ ِه ُم َذلت ِر ُ
قاب َبني َ َّ
شعر الهجرتين :لقد حدث في عهد الرسول صلى اهلل عليه وسلم هجرتان هما الهجرة
األولى إلى الحبشة والهجرة الثانية إلى المدينة،وكان لهاتين الهجرتين انعكاس في
الشعر،لكن لم يكن هذا الشعر مكون من قصائد طويلة وكثيرة إنما في أغلبها عبارة عن
مجموعة مقطوعات وامتد الحديث عن هذه الهجرة الحبشية إلى العصر العباسي األول .
الهجرة إلى الحبشة :لما اشتد األذى والعذاب على المسلمين من كفار قريش طلب الرسول
من المسلمين الهجرة إلى الحبشة قائال لهم «:لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا ال
يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل اهلل فرجا مما أنتم فيه» فكانت هذه أول
هجرة في اإلسالم
ومن الشعر الذي قيل معبرا عن هذه الهجرة قول أبي طالب:
جعفر وعمرو وأعداء العدو األقارب أال ليت شعري كيف في النأي
كريم فال يشقى لديك المجانب تعلم أبيت اللعن انك ماجد
كما جحدت عاد ومدين والحجر وتلك قريش تجحد اهلل حقه
بين األرض بر ذو فضاء وال بحر فإن أنا لم ابرق فال يسعنني
ومن دونه الشرمان ،والبرك أكتع أتيم بن عمر للذي جاء بغضة
من كان يرجو بالغ اهلل والدين أيا رادبا بلغن عني مغلغلة
الهجرة إلى المدينة:والهجرة إلى المدينة لم تكن من أجل المال أو الجاه وأي أي شيء
آخر مادي إنما كانت من أجل وجه اهلل ودعوة الرسول صلى اهلل عليه وسلم ولذلك لم
يخب من استجاب إلى دعوة النبي صلى اهلل عليه وسلم،بل فاز بالغنيمة العظيمة وهي
االهتداء إلى الحق ،.وقد أبو أحمد بن جحش مبينا ذلك:
بذمة من أخشى بغيب وأرهب لما رأتني أم أحمد غاديا
فيمم بنا البلدان ولتنأ يثرب تقول فإما كنت ال بد فاعال
وما يشأ الرحمن فالعبد يركب فقلت لها :بل يثرب اليوم وجهنا
إلى اهلل يوما وجهه ال يخيب إلى اهلل وجهي والرسول ومن يقم
وناصحة تبكي بدمع وتندب فكم قد تركنا من حميم مناصح
ونحن نرى أن الرغائب نطلب ترى أن وترا نأينا عن بالدنا
وللحق لما الح للناس ملحب دعوت بني غنم لحقن دمائهم
إلى الحق داع والنجاح فأوعبوا أجابوا بحمد اهلل لما دعاهم
أعانوا علينا بالسالح وأجلبوا وكنا وأصحابا لنا فارقوا الهدى
على الحق مهدي ،وفوج معذب كفوجين أما منهما فموفق
عن الحق إبليس فخابوا وخيبوا طغوا وتمنوا كذبة وأزلهم
فطاب والة الحق منا وطيبوا ورعنا إلى قول النبي محمد
وال قرب باألرحام إذ ال نقرب نمت بأرحام إليهم قريبة
وأية صهر بعد صهري ترقب فأي ابن أخت بعدنا يأمننكم
وزيل أمر الناس للحق أصوب ستعلم يوما أينا إذ تزايلوا
8
لندرك ثارا بالسيوف القوا ضب ومن اجلنا حلت بمكة حرمة
ويبدو أن هذه األبيات قيلت في إحدى المغازي وربما في قصة التح ألنها تنطوي على
ألفاظ تدل على الحرب.
ويرد عبد اهلل بن جحش على مكائد قريش وافتراءاتها حين ادعت أن الرسول صلى اهلل
عليه وسلم وأصحابه أحل الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وخذوا المال وأسروا
الرجال،فيقول:
وأعظم منه لو ترى الرشد راشد تعدون قتال في الحرام عظيمة
لئال يرى هلل في البيت ساجد وإ خراجكم من مسجد اهلل أهله
وفتح مكة رد خصوم الدين وأعداء اإلسالم مفتخرا على قريش بأنه وقومه آزروا النبي
صلى اهلل عليه وسلم وقبلوا دعوته ودافعوا عنها ،فقال:
يقول الحق إن نفع البالء قال اهلل قد أرسلت عبدا
الخصائص الفنية لشعر الهجرتين :لقد وجدت صيغة األمر في شعر الهجرتين في كثير
من األبيات مثل:
فقل كروا قاننا إن كرتنا=من دونها لك نصر الخالق الباري
أن يخسف االرض بالحوى وفارسه=فاظر الى ربع في االرض غوار
فذها التعبير بالنبرة العالية يدل يدل على غحساس هؤالء بالغبة والتفوق.وإ لى +فعل
المر نجد استعمال ضمير الكتكلمين في غير ما نوضع ردده الشعراء في مثل قول
حسان:
إذ حزبت بطرا اشياعها مضر ونحن جندك يوم الزحف من يوم أحد
من عثار وجل القوم عثروا فما ونينا وم خمنا وما خبروا
وهذا يدل على الفخر واالعتزاز بانهم اقوياء بين القوم الن الرسول بينهم وهم يدافعون
عن الحق.
ويأتي ضمير الغيبة ليدل على الفرد الغائب ال على الجماعة التي تستدعي الحضور
فحسان يعبر عن االفتخار بقومه عللى لساتهم وهو المتحدث الغائب فيقول:
وصدقوه واهل االرض كفار وقومي هم الذين آووا نبيهم
نغعم النبي ونعم القسم ونعم الجار اهال وسهال ففي امن وسعة
الهجوم على الشعراء الذين تعرضوا للدين اإلسالمي في بداية الدعوة اإلسالمية
وقد وضح اللوم والتهجين في اآليات الموجهة إلى الشعراء المشركين وخاصة الشعر
الذي انطوى على الفحش وشرب الخمر وغذى الكراهية القبلية،
وتجلى هذا الموقف في السنة النبوية أيضا حيث أيد الحديث الشريف موقف القرآن
الكريم.وتجلى أنه أنكر الشعر الذي ذم الرسول وتحدث عن الموضوعات +المنطوية على
الهجاء للدعوة اإلسالمية ،وأنكر أيضا الشعر الذي يكرس العصبية القبلية والمنافرات
والهجاء الشخصي الباعث للضغائن في النفوس وكذلك الشعر الماجن المخالف لمبادئ
اإلسالم
والناحية الثانية هو التشجيع للشعراء المسلمين لنصرة الدين ومحاربة الكفر والشرك
وخصوصا في فترة الغزوات ونشر الدعوة وقيام الدولة اإلسالمية.
واستثنى الشعراء المؤمنين الصالحين الذين دعوا إلى توحيد اهلل والدفاع عن اإلسالم
والرسول.صلى اهلل عليه وسلم.
ولما كان الرسول يعمل على توحيد العرب جمعا وكلمة وتهذيب طباعهم فنظر إلى
الشعر من زاويتين:
النظر األولى :أنه اعتبر الشعر سالحا في معركته مع المشركين فحث شعراء المسلمين
على مهاجمة خصومه بالقصيدة الشعرية ألن الشعر له غاية قد تودي إلى الضرر
بالدعوة اإلسالمية وحركتها وهذا يدل على الرسول كان يدرك بعد تأثير الشعر في
نفوس العرب.
النظرة الثانية :إن الرسول كان معجبا بالشعر انه قال«:إن لمن الشعر لحكمة و إن من
البيان لسحرا» ولذلك حث على سماعه وكان يكافئ المحسن ويعفو عن المسيء فاستنشد
الخنساء وحث حسان على نظم الشعر وعفا عن كعب بن زهير .
ومما يؤكد على أن الرسول كان يستحسن الشعر فقد أصغى إلى شعر أمية بن أبي
الصلت لما فيه من الحكم فقال :كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم بالرغم من أن أمية
كان اشد الناس عداوة للنبي والدعوة اإلسالمية
وكان الرسول يستحسن الشعر الذي فيه ذكر اهلل وحمده والثناء عليه أو ذكر الرسول أو
مدحه والدفاع عنه مثل شعر حسان بن ثابت الذي يقول فيه مخاطبا أبا سفيان :
11
الجزاء
ُ وعند اهلل في ذاك فأجبت عنه
ُ هجوت محمداً
الوفاء
ُ مين اهلل شيمته هجوت مباركاً براً حنيفاً
سواء؟
ُ ويمدحه و ينصره فمن يهجو رسول اهلل منكم
الدالء
ُ بحري ال تُ ِّ
كدره صارم ال عيب فيه
ٌ لساني
وري عن الرسول أنه قال:أصدق كلمة قالتها العرب حين سمع قول الشاعر لبيد بن
ربيعة:
وكل نعيم ال محالة زائل أال كل شيء ما خال اهلل باطل
كما كان يستحسن الشعر الذي ينطوي على الدعوة إلى التعفف واإلباء والنخوة والعزة
والبطولة كما في شعر عنترة بن شداد:
حتى أنال به كريم المأكل ولقد أبيت على الطوى وأظله
وروي أيضا أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم قبل النبوة كان يستمع للشعر ويعتني به
وذلك حين يحضر سوق عكاظ ليسمع الشعر فقد سمع الشاعر عمرو بن كلثوم
وهو ينشد معلقته فكان الرسول أدق فهما أكثر إدراكا لمقاصد الشعر ومعانيه ،وهناك
الكثير من الروايات تخبر أن الرسول يحب الشعر كما قال الخليل بن احمد الفراهيدي «
كان الشعر أحب إلى رسول اهلل من كثير من الكالم» والشعر الذي كان محبوبا عند
الرسول هو الشعر الذي يدعو إلى اإلسالم وفيه العزة ومكارم األخالق .
أما الشعر الذي كان الرسول يحاربه هو الشعر الذي فيه إثارة لألحقاد ويدعو
إلى الروح القبلية المنطوي على الفخر الذي يثير الحفائظ .
وبهذا أحال الرسول صلى اهلل عليه وسلم الشعر القبلي إلى الشعر اإلسالمي الذي تتمثل فيه
المعاني اإلسالمية ،وكان حريصا على توجيه الشعراء لنشر المبادئ اإلسالمية ،فطرب
لقصيدة كعب بن بن زهير:
متيم إثرها لم يفد مكبول بات سعاد فقلبي اليوم متبول
12
ولما قال:
مهند من سيوف الهند مسلول إن الرسول لنور يسضاء به
يصلح له أصبح:
مهند من سيوف اهلل مسلول إن الرسول لنور يسضاء به
ومن هذا يتبين أن الرسول الكريم كان يرذل الشعر الذي يدعو إلى إثارة العصبية القبلية
أو الذي يتضمن هجاء ينال العرض أو الكرامة،ويتبن أيضا أن الوفاء التي أن القاعدة
التي ينظر من زاويتها إلى الشعر هي:
الشعر بمنزلة الكالم حسنه كحسن الكالم وقبيحه كقبيح الكالم؛ مما يدل على أن الشعر في
اإلسالم لم يكن مرفوضا أو محرما كما يدعي بعض الناس.
تأثير اإلسالم في شعراء المخضرمين:
لقد شاع عند الباحثين عربا ومستشرقين أن الشعراء المخضرمين لم يتأثروا باإلسالم بل
اإلسالم لم يؤثر في هؤالء إال أن النصوص الشعرية التي عن هؤالء الشعراء تفند تلك
الفكرة الن تلك األشعار تفيض بالقيم اإلسالمية .
ومن هؤالء الشعراء الذين كانوا يدافعون عن الدعوة اإلسالمية والرسول الكريم الشاعر
حسان بن ثابت الذي في مقدمة هؤالء الشعراء ثم كعب بن مالك وعبد اهلل بن رواحة.
فحسان بن ثابت منذ دخوله في اإلسالم وهو يدافع عن اإلسالم والرسول راميا سهام
مضمية أعداء اإلسالم من واليهود ومشركي العرب ،فمن قوله يمدح الرسول صلى اهلل
عليه وسلم ،ويهجو أبا سفيان الذي كان قد هجا النبي صلى اهلل عليه وسلم قبل
إسالمه،فقال:
الجزاء
ُ وعند اهلل في ذاك فأجبت عنه
ُ هجوت محمداً
الوفاء
ُ أمين اهلل شيمته هجوت مباركاً براً حنيفاً
سواء؟
ُ ويمدحه و ينصره فمن يهجو رسول اهلل منكم
الدالء
ُ وبحري ال تُ ِّ
كدره صارم ال عيب فيه
ٌ لساني
13
ومن الشعراء الذين عارضوا الرسول صلى اهلل عليه وسلم وأعرضوا عن اإلسالم في
بداية األمر إال أنهم تابوا ودخلوا في اإلسالم منهم الشاعر كعب بن زهير الذي تأخر
عن الدخول في اإلسالم ولما دخل أنشد مدحته الخالدة التي يقول فيها:
مهند من سيوف اهلل مسلول إن الرسول لنور يستضاء به
فلما أنهى القصيدة كساه النبي صلى اهلل عليه وسلم البردة فسميت تلك القصيدة ب«البردة»
وحسن إسالم كعب بن زهير فأصدر في شعره بعض المواعظ والحكم مستمدا معانيها
الذكر الحكيم مثل قوله:
القد ُر
وء له َ
ي الفَتَى وهو ُم ْخُب ٌ ألع َجَبنِي من َش ٍ
ْع ُ
يء ْ ب َْأع َج ُ
ت ْ لَ ْو ُك ْن ُ
منتشر
ُ والهم
ُّ والنفس واحدة ٌ
ُ ألمور لَْي َس ُم ْد ِر ُكها
ٍ َي ْس َعى الفتى
ويأتي لبيد بن ربيعة فيدلي بالكثير من األسعار تفيض بمعاني اإلسالم وروحه المثالية
مما يدل على تغلغل اإلسالم إلى نفسه ففاضت باشعار تنطوي على معاني تضمنها
القرآن الكريم مثل الحديث عن يوم الحساب والحث على التقوى والعمل الصالح ،وظل
داعيا ان يكف االنسان عن السيئات ومرغبا في البااقيات الصالحات كما في قوله:
ذن اللَ ِه َريثي َو َع َجل َوبِِإ ِ ِإ َّن تَقوى َربِّنا َخ ُير َن َفل
بِي َد ِ ِ
شاء فَ َعل
الخ ُير ما َ يه َ َ
َأحم ُد اللَهَ فَال ن َّد لَهُ
َ
َأض ّل
شاء َ ِ
ناع َم البال َو َمن َ
ِ ير ِاهتَدى الخ ِ
َمن َهداهُ ُسُب َل َ
الظ ُّل َع َقلق ِإذا ِ عبةَ السا ِ ب الكانِ َس لَم يوَأر بِها
ُش َ
تَسلُ ُ
ِ
َأطراف ُحَبل فَبِ ِخ ٍ
نزير فَ رابات فَ َز ّرافاتِها
الغ ِ بِ ُ
14
الخلَل
دون َ َّ ِ ِ
َخلةً باقَيةً َ
السرى
ف الفَرقَ َد شركاً في ُ حالَ َ
نت لَما تَ ِ ِ ِ
كان َع َقل
َولَقَد َأفلَ َح َمن َ
عقلي اعقلي ِإن ُك ُ ّ
القلَل
حم ُ الج َفنةَ ِمن َش ِ
َأمُأَل َ صم َوقَد الخ ِ ص بِ َ َفلَقَد ِ
ُأعو ُ
بِ ٍ
َألوك فََب َذلنا ما َسَأل َأرسلَتهُ ُّأم ٍ
َو ُغالم َ
فَِاشتَوى لَيلَةَ ٍ
ريح َوِاجتَ َمل َأو َنهَتهُ فََأتاهُ ِرزق
الج َمل
يس َِإَّنما َيجزي الفَتى لَ َ جوزيت قَرضاً فَِا ِ
جز ِه َ فَِإذا
الع َمل
َأصحاب َ
ُ ِإَّنما ُين ِج ُح العيس َعلى ِعاّل تِها َ
ِ
َأعم ِل
وصيم ال َك َسل
ُ أم ُر تَ وِا ِ
عص ما َي ُ َ مت َرحيالً فَِارتَ ِحل َوِإ ذا ُر َ
اَألمل ِ الن ِ ِإ َّن ِ فس ِإذا َح َّدثتَها كذ ِب َ وِا ِ
فس ُيزري ب َ دق َ ص َ
الن َ َ
فَي َد ّعي في م ٍ
بيت َو َم َحل العاجج ُز ِمن لُ َّجتِ ِهب العا ِ
َ ُ
ره َُي َ
ِ
ضم َح ّل فَِإذا ما َح َ
ض َر اللَي ُل ا َ
طلَ َعت مس لَ ّما َ رن ال َش ِ طال قَ ُطا َل
ص ٍ
لب قَد َن َحل شاس ٍ ف ِ اَألرض بِ َد ٍّ َيتَّقي
حت ُ
لوع تَ َ
ض ٍ َو ُ
ف َ
ربوع ِمتَل
ون بِ َم ٍ الج َ ف َ
ِ
َأعط ُ أش َعلى فَر ِ
رجج ِه ُم رابِطُ َ
الج ِ
الو َشل
ماء َالصفا ُ هر َ ظ ِ َز َّل َعن َ
حض َكما الم ِ َو َعالهُ َزَب ُد َ
اَألخد ّ ِ ِ ِ ِ
اُألول
ريات َ َ َأو َر ِ
ئيس
من َنسا الناشط ِإذ ثََّورتُهُ
ط َفل
يايات ال َ
اَألرض َغ ُ ِ َو َعلى يه ِ
قافالً يت علَ ِ َّ
فَتَ َدل ُ َ
صل ٍ
َيتَّقيني بِتَليل ذي ُخ َ
يه ثانِياًبت علَ ِ
َوتَ ََّأي ُ َ
وم تَبتَلي ما في ِ
الخلَل ُك َّل َي ٍ حامَيةٌ ِمن َجعفَر ومعي ِ
ََ
16
قُ َ ِ
صل الب َ
ردمانّياً َوتَركاً َك َ
العرىفراء تُرتى بِ ُ خمةً َذ َ فَ َ
صل رباء ِإذا ُِك َّل ِح ٍ الججنثِ ُّي ِمن َعوراتِها َأح َكم ال ِ
ُأكرهَ َ
َ
ِ
جد بَِأطراف َ
اَألسل َوِاحفَظوا َ
الم َ
يس قَ َّدموا قَ َّدموا ِإذ قا َل
قال قَ ٌ
ِ دو ِ
كس َن َكل قدام ِإذا الن ُ
ثَُّم ِإ ٌ
صاد ٍ
ق رقاص و َع ٍ
َ
ٍ ين ِإَب َ
عدما َأطلَ َع َنجداً َو ََأبل َب َ َأنعمنا َعلى َسي ِِّد ِهم ثَُّم َ
ثل َمقامي َو َز َحل َز َّل َعن ِم ِ قوم الفي ُل َأو فَّيالُهُ
لَو َي ُ
الد َول
بل ُ الن ِ
اَأللس ُن َك َ
ُ فَِالتَقى َأنص ُرها ِ
ِإذ َد َعتني عامٌر ُ
ير ُيغضي َوُي َجل طِ ق ال ََك َعتي ِ فَِانتَضلنا وِابن سلمى ِ
قاع ٌد
َ َ ُ َ
تاج ِإذا قا َ
قالل فَ َعل ند ذي ٍ ِع َ
َأذر ِع ِهم
الديباج َعن ُ َ حس ُر
تَ ُ
دير طو ُل َع ٍ
يش َأن ُي َم ّل َو َج ٌ ياة قَد َمِللنا طولَها ِمن ح ٍ
َ
ِ
زء ذو َجلَل َو ِم َن اَألرزاء ُر ٌ
فارقَني َأرب َد قَد ََوَأرى َ
المختََزل ِ
هض ُ ض َن َ ض َينهَ ُ ناه ٌ
َأفز َعهُ
ك فَقَد َ البر َ
رك ذع ُر َ
َي َ
الع ِ ِ م ِ
ضب اَألَفل ق بِ َ َدَن َس اَألسُؤ ِ
َأطراف ال ُذرىدم ٌن َيجلو بِ
ُ
وهذا التحول الذي آل إليه لبيد بن ربيعة لهو من تالوته للقرآن الكريم فكان اثره
واضح المعالم في شعره.
وأما الشعر المخضرم اآلخر الذي عرف بالهجاء المقذع فهو الحطيئة الذي لما جاء
اإلسالم خفف من حدة لسانه وأصبح يراعي حرمة اإلسالم فيذكر أثناء مدحه الثناء على
اهلل فيقول:
ض ّر ِار الحقيقَ ِة َنفّ ٍ
اع َو َ امي َ تى ِ ِ الح ُ َِّ ِ ِإ
مد لله ّني في جوار فَ ً َ
ويصف التقى والعمل الصالح فيرى السعادة في نعيم اآلخرة التي ينال
بالتقوى ،فيقول:
عيد
الس ُ َولَ ِك َّن التَ َّ
قي ُه َو َ
عادةَ َجمع ٍ
مال َ الس َ
ست َأرى َ َولَ ُ
فهذا الشعور الحطيئي يدل على ان الحطيئة تاثر بالسالم إلى درجة أنفاضت اشعاره
بالروح اإلسالمية.
ومن الشعراء المخضرمين الذين استضاءوا بتعاليم اإلسالم الشاعر النابغة الجعدي فأكثر
إذ تحول من ظلمات الوثنية إلى نور اإلسالم إ يقول: الحديث عن نعمة اهلل عليه
بِالهُدى َوقَ َو ِارعٌ تُْتلى ِم َن القُ ْر ِ
آن أح َمد ت َحتَّى َج َ
اء ْ َو َع َم ْر ُ
ويعبر عن إيمانه بوحدانية اهلل فيثني عليه مستعينا بألفاظ من القرآن الكريم ،فيتحدث عن
خلق السماوات واألرض وخلق االنسان والبعث و االمم البائدة واعظا لتكون عبرة
وعظة ،فيقول:
ظلَما
فسهُ َ َمن لَم َي ُقلها فََن َ
مد ِللَ ِه الَ َش ِري َ
يك لَهُ
ك الح ُ
َ
الن َسما
اَألبشار َو َ
َ ق ِمنها َيخلُ ُ قد ُرهاِمن ُنطفَ ٍة قَ َّدها ُم ّ
َواللَ ِه َجهراً َش َ
هادةً قَ َسما
ت الَ ُب َّد َأن َسَي َ
جم ُع ُكم ثُ َّم َ
َك ََّأنما َ
كان ُملكهُم ُحلُما
شاء ُك ُم
ون َ َأمسوا َعبِيداً َي َ
رع َ ُ
عف َعّني ُأغال َدماً َكثِما فسي وِإ الَّ مت َن ِ ِإ ِ
تَ ُ
َ ظلَ ُمرٌؤ قَد َ ِّني ا ُ
الص ِرما
طلي َ ب أص َ سف ِل َيا ِر ِّ
َ َ الد َر ِك ال ين في َ ِ
ُأطر ُح بِال َكاف ِر َ
َ
وف ِل ِ
لناس ما َز َعما اللَ ِه م ٍ
ُ ك َّ
إن وددي قُم وار َكبن ِ
بَأهل َ ُنو ِ َ َ َ
19
ومن خالل هذه النصوص تالحظ أن الشعراء المخضرمين قد تأثروا عميقا باإلسالم
والتزموا بتعاليمه ودافعوا عن رسوله وحثوا الناس على األخذ بتعاليم اإلسالم وأن
يتزودوا بالتقوى والعمل الصالح.
20
فهو يدعو لعمر أن يجزيه اهلل خير على ما قدمه للرعية من أحكام األمور.
ويعبر لبيد بن ربيعة بالمواعظ مخوفا من الموت ويوم الحساب وداعيا إلى التقوى والعمل
الصالح إذ قال"
نعيم ال َمحالة َ زاِئ ُل
وكل ٍ ُّ شيء ما َخال اللّه ِ
باط ُل ُ
ٍ أال ُك ُّل
األن ِ
ام ُل ُد َو ْيهة ٌ تصفَُّر ِمنها َ دخ ُل َب َينهُ ْم
ف تَ ُسو َ ُّ
وكل َُأن ٍ
اس ْ
الش ِّر َوالْ َخ ْي ِر فِ ْتنَةً َوِإل َْينَا ُت ْر َجعُو َن االنبياء()35 س ذَاِئَقةُ الْمو ِ
ت َو َن ْبلُو ُك ْم بِ َّ َْ ُك ُّل َن ْف ٍ
والبيت الثالث استمده من قوله تعإلى:
ص َل َما فِي ُّ
الص ُدو ِر العاديات ()10 َأفَاَل َي ْعلَ ُم ِإ َذا ُب ْعثِ َر َما فِي الْ ُقبُو ِر (َ )9و ُح ِّ
واما النابغة الجعدي فيتحدث عن خلق السماوات واالرض وخلق االنسان والبعث
والقرون البائدة واالمم الخالية مستمدا معانيه من القرآن الكريم فيقول:
من لم يقلها فنفسه ظلما له شريك الحمد هلل ال
أرض ولم يبن تحتها دعما الخافض الرافع السماء على ال
عصمة منه إال لمن رحما في هذه األرض والسماء وال
تعف عني أغال دما كثما إني امرؤ قد ظلمت نفسي وإ ال
وفعل الخير عند اهلل نامي وقد أبلى اإلله هناك خيراً
فالحديث يجري على لسان الشاعر عن الجهاد عقب قتل رستم قائد الجيوش الفارسي في
موقعة القادسية .وان كانت اللمسة الدينية خافتة في عذه االبيات فإنها واضحة السير في
شعر الفتوح كله.
الوصية :وإ لى جانب الحديث عن الجهاد نجد الحديث عن الوصية بتقوى اهلل وبالبر
بالوالدين واجتناب النميمة واضح المعالم كما في شعر عبدة بن الطبيب إذ يوصي فيقول:
يع ِطي َّ ِئ ِ ِ
وي ْمَنعُ
اء َ ب َم ْن َي َش ُ الرغا َ ُْ
ُأوصي ُك ُم بِتُقَى اِإل لَه فَِإ َّنهُ
ط َوعُ
ين اَأل ْ ِإ َّن اَألب َّر ِمن ِ اع ِة ِ
َأمر ِه وبِبِِّر َو ِال ِد ُك ْم َو َ
البن َ
َ َ َ
ط َ
بَأمر ِه ما َي ْ
صَنعُ ت َي َداهُ ِ
ضاقَ ْ
َ َأهلُهُ
صاهُ ْ ِإ َّن ال َكبِ َير ِإذا َع َ
الم ْنقَعُ
ام ُِّم ُ
ك الس َ ص ًحا َذا َ
ُمتََن ِّ صوا الَِّذي ُي ْز ِجي َّ
الن َماِئ َم َب ْيَن ُك ْم اع ُ
َو ْ
اَألخ َدعُ
وق ْ الع ُر َ
ث ُ َح ْرًبا كما َب َع َ
ُي ْز ِجي َعقَ ِارَبهُ ِلَي ْب َع َ
ث َب ْيَن ُك ْم
َب ْي َن القَوابِ ِل َ ِ
بالع َد َاوة ُي ْن َشعُ َ صبُِّيهُ ْم ْأمُنوا َق ْو ًما َي ِش ُّ
ب َ ال تَ َ
24
ومن خالل هذه النصوص التي تفيض بأضواء اإلسالم عند الشعراء المخضرمين يدل على
أن اإلسالم كان متعمقا في نفوس الناس من بدو وحضر وكان االثر البالغ في نفوس
الشعراء حيث اتضح في شعرهم.
ب-رثاء الشهداء :ولم يكن شعر الفتوحات كله حماسة وحديث عن الجهاد،انما نجد من
الشعراء من كانت له مراث في الشهداء وفي من فقدوا في المعارك ،من هذه االشعار
قول كثير بن الغزيزة التميمي في من اصيبوا في معارك الطالقان وجوزجان لعهد عمر
بن الخطاب وفيها يقول:
وز ِ
جان بالج َ مص ِار َ ِ ٍ َّح ِ
ع فتْية ُ َ َ تاستهلّ ْ
اب إذا ْ َسقَى ُم ْز ُن الس َ
هناك اَأل ْق َر ِ
عان َ َ
أباد ُه ُم إلى القَصر ْي ِن من رستاق ُخ ٍ
وط ُ ْ َْ
الي َمانِي
ق َ للب ْر ِ حنين ِ
القلب َ َ أكون َج ِز ْع ُ
ت إالّ َ وما بي ْ
أن
ولن َأراه ولن َي َرانِي
اللقاء
َ ور بِ ُرْؤ َيتِنا ُي َر ِّجي
وم ْحُب ٍ
َ
يت له َب َكانِي
ت ولو ُن ِع ُ َب َ ك ْي ُ الموت قَْبلي
ُ أخ أصاب ب ٍ ور َّ
ُ
اس ِمي ْأم َكَنانِي
فما ْأد ِري أبِ ْ
َ دعاني دعوةً والخي ُل تَْر ِدي
ت عليه َخ َّوار ِ َ عَ
العَن ِ
ان َ ط ْف ُ فكان َ
إجابتي َّإياهُ ِّأني
ذات العنظوانبهن الخي ُل ُّ ت وقد تََولَّ ْ
ت َد َع ْو َ َّ
وأي فَتًى
ك غاشيةَ الس ِ
ِّنان ف عن َ ُيَ
ط ّر ُ تدعو
ت ُ إذا ما ُم ُّ َّ
وأي فَتًى
ك ذا ص ُد ٍ َأهِل ْك فلم َأ ُ
ان الح ْر ِب َ
الع َو ِ ران في َ عن اَأل ْق ِ وف ُ فإن ْ ْ
أج َع ْل على قَ ْو ِمي ِل َساني
ولم ْ ق ِع ْر َس جاري
ط ُر َ ولم ِ
ُأدل ُج َأل ْ
ِ
البَن ِ
ان ِ ِ ولكني إذا ما َه َاي ُجونِي ِّ
الجار ُم ْرتَفعُ
َ َمنيعُ
ِ ت ِق ْرني
وَأقضي واحداً ما قد قضاني استَْب َسْل ُ
وي ْك َر ُهني إذا ْ َ
أن تَ ْف ِقداني
ك َم ّرةً ْ ِ
سُأوش ُ فال تَ ْستَْب ِع َدا َي ْو ِمي ِّ
فإني
الجَن ِ
ان ِ
ت من خوف َ وإْ ن أ ْشف ْق ُ وي ْدر ُكني الَّذي ال ُب َّد منه
ُ
تُ ر ْك َن بدار ُم ْعتََر ِك َّ
الزمان الت
نوائح ُم ْع َو ٌ
ُ وتَْب ِكيني
25
كالبقَ ِر ال ِه َج ِ
ان َّ ِ ائس بالعرا ِ
َس َواجي الط ْرف َ هات
ق ُمَن ْهَن ٌ َحَب ُ
اه ِديانيالمَبَّي ِن فَ ْ ِ َّ
وللر َشد ُ َأعاذلَتَ َّي ِم ْن لَ ْوٍم َد َعاني
ِ
الخ ْي ِر وانِي
بعيد َ َ
ون ْف ُع ُكما ُ قريب
ٌ ص ْوتُكما ِ
وعاذلَتَ َّي َ
َ
األوطان :وعبروا عن الحنين إلى األهل والديار واالفتخار بما حققوا من االنتصارات و -الحنين إلى
ما يتصف بت هؤالء الجنود المجاهدون من الشجاعة واإلقدام الن المسلمين انتزعتهم الفتوحات
من أوطانهم وباعدهم عن ذويهم فان الشعر جرى على السنة بعضهم معبرا الحنين إلى األهل
والوطن ،فهذا الشاعر
برغمي وان لم أدرك الطرف انظر اكرر طرفي نحو نجد وإ نني
إذا أمطرت عود ومسك وعنبر حنينا إلى ارض كأن ترابها
ج -الشكوى :لقد تعرض بعض الجنود /أثناء الفتح إلى الظلم من الوالة والعمال منه ما
نجده نجده عند يزيد بن الصعق الذي أرسل شكوى إلى عمر بن الخطاب تخص
أصحاب الخراج الذين أثروا ثراء غير مشروع من أعمالهم،فيقول:
فأنت أمين اهلل في النهي واألمر ابلغ امير المؤمنين رسالة
ومن الشعراء الذين أعجبتهم مظاهر الطبيعة الشاعر نافع بن االسود قطبة التميمي
أعجب بريف الري وأبهجه فقال:
لها زينة من عيشها المتواتر رضينا بريف الري والري بلدة
ومن الشعراء الذين تضايق من البرد في مرو الشديد البرودة فوصف اهل هذه المنطقة
مشفقا عليهم حيث رآهم يبحثون عن الدفء فيدسون أيديهم في اثواب غليظة فيبدون
كأنهم أسرى فيقول معبرا عن هذه الهيئة :
26
ه-وصف العمران :ولم يكن الوصف للطبيعة بل كان من الشعراء من التفت إلى الحديث
عن العمران فنجد الشاعر حارثة بن النمر الذي شهد بعض كنائس الروم في الشام
فنطق قائال:
أحساب عاتي الروم باألقدام اله باليرموك قوم طحطحوا
توظيف كلمات معبرة عن األلوان لتشكيل الصورة +الفنية من هذه األلوان التي
تكررت ألفاظها في شعر الفتوحات فكانت لها دالالت :
األبيض للداللة على لمعان السيوف القاطعة
األسود للداللة على شدة الحرب والعنف
األصفر للداللة بنبال المعة في الشمس
وكذلك تمازج هذه األلوان فكانت لها على األرض الغنية بالخير كثيرة الجمال.
القسم :استعان الشعراء بألوان القسم الجديدة التي وردت في القرآن الكريم
استخدمت في المفاهيم للحياة االسالمية كما هواضح في شعر أبي صخر
الهذلي :
امات واحيا والذي أمره االمر اما والذي اضحك وابكى والذي
َأحَيا{
ات َو ْ ك َو َْأب َكى{َ }43و ََّأنهُ ُه َو َ
َأم َ لقد تأثر باألية القرانية التالية َو ََّأنهُ ُه َو ْ
َأض َح َ
:}44وأنه هو أضحك وأبكى{ }43وأنه هو أمات وأحيا{ }44سورة النجم
وغيره من الشعراء الذين استعملوا اسلوب القسم القرآني.
الدعاء:لقد تفنن الشعراء االسالميون في أدعيتهم وابتهاالتهم الدينية منها توحيد
اهلل والثناء عليه وذلد حين تضيق بهم الحياة فيتضرعون الى اهلل طلبا للمغفرة
والرحمة.
ولذلكفالدعاء هوالمالذ حين زلل االقدام وتحيق بهم االخطاء.
القصص :لقد وردت في القرآ ،الكثير من القصص الجذابة بسلوبها فعمد اليها
الشعراء واستفادوا منها في تعبيراتهم باستحاءها وادخالها في شعرهم .من ذلك
ان الشاعر عبد بن الحارث يهجو قريشا حين جحدت حق اهلل:
وتلك قريش تجحد اهلل حقه=كما جحدت عاد ومدين والحجر
التكرار :سمة بارزة في الشعر في صدر االسالم وربما يعود الى تأثر الشعراء
بأسلوب القرآن الكريم الذي اعتمد في التعبير عن كثير من الواقف من اجل
التقرير والتاكيد لذلك انتهج الشعراء في االسلوب قصد اإلفهام واإلقناع.
االقتباس :وعمد الشعراء لالقتباس من األسلوب القرآني قصد االرتقاء الى الذروة
في التعبير وليس القصد من االقتباس هو تقليد القرآن في معالجة الموضوعات.
األفكار:من االفكار البي تناولها القرىن الكريم هي أن الملك والحكم هلل وحده ىال
راد ألمره وال تبديل لقضائه.فعمد الشعراء الى هذه الفكرة وأداروها في شعرهم
وغيرها من االفكار مثل الفناء والبقاء هلل وفكرة حتمية الموت على كل الخالئق
و والهداية والضالل والبعث والنشور والحساب والجزاء يوم القيامة.
29
الصور:من الصور التي في محلية الشعراء هي النور والضياء ةلبقمر والنجوم
الن هذه الناصر لها أهمية في حياة العرب في بيئة ذات رهبة الظالم.لذا نجدد
الشاعر في عصر صدر اإلسالم يستوحي تلك العناصر ويدرجها في شعره حين
يمدح النبي صلى اهلل عليه وسلم .وحين يتمثل صورة من الصور في حباته.
بناء القصيدة في العصر اإلسالمي
تحررت القصيدة في العصر اإلسالمي من الكثير من االلتزامات التي كانت تتبعها
القصيدة الجاهلية مثل مخاطبة االثنين التي كانت متداولة عند الشعراء الجاهليين قفي
الكثير من القصائد وكذلك تحررت من الحديث عهن الناقة والجمل والصحراء والرحلة
وأصبحت القصيدة تكاد تخلو من تلك األلفاظ.
واستبدوا الحديث عن مقدمة الوقوف على األطالل والغزل بمقدمات دينية وانتشرت
المقدمات الدينية في العصر األموي وكادت تغيب مقدمة القصيدة الجاهلية من الشعر في
العصور الموالية.
من هذه المقدمات الجديدة مقدمة الشاعر عبد اهلل بن األحمر االزدي حيث يقول:
وهيمت
وهيمنت بعض األلفاظ في مطالع القصائد مثل وما اشتق منها مثل حسان بن ثابت
حين هجا أبا لهب :
كنت ر ِ
اغما أبا لَ ٍ ِ
أدى ،وِإ ْن َ َ سي ْعلو بما ّ
َ بأن ُم َح ّمداً
هب! ْأبل ْغ ّ َ
الهجين ُّ
الضراغما ت
طاو ْع َ وإ ْن َ
َ َوحيداًَ ،و َ قد كذبتهُ وخذلتهُ كنت ْ
منعت المظالما منهم ٍ ِ
َ وفي سرها ْ هاشم أرومة كنت حراً فيولو َ
ْ
ك هاشماع عن َ
فد ْ
منهمَ ، ّ
َو َم َأوى الخنا ْ ك ورثتهُ
ولكن لحياناً أبو َ
كأب من اللؤم جاثِم
ت في ٍ
َ وُ غو ِد ْر َ هاشم للمكر ِ
مات وِلْل ُعلى ُ ٌ
ت َِ س َم ْ
ونجد هنا اللفظ في مطالع كعب بن مالك مثل قوله:
وحان غداة الشعب والحين واقع ابلغ أبيا أنه قال رأيه
وقوله:
30
ونجد من التراكيب التي حرص الشعراء على استعمالها وتكرارها في مطالع قصائد وهي:
أيا راكبا ونجد في قول حسان بن ثابت:
عن النأي عبد شمس وهاشما يا راكبا إما عرضت فبلغن
وبرز في أسلوبهم تيار جديد هو المناقشة المنطقية والمناصرة الفكرية وهو مستمد من
أسلوب القرآن ظاهر في كثير من سور مثل سورة البقرة والتوبة
فعمد الشعراء في العصر العباسي إلى هذا األسلوب مثل ما نجد في شعر حسان بن
ثابت في قوله:
وعند اهلل في ذالك الجزاء هجوت محمدا وأجبت عه
ومن ذلك نجد حسان بن ثابت يصدر قصيدة في هجاء ابي سفيان بقوله:
هو الغصن ذو األفنان ال الواحد الوغد ابلغ ابا سفيان ان محمدا
الواقف وذلك ان القرآن سهل اللغة لفهم الدين .فكانت تلك السهولة تطغى النبرات
الموسيقية في القصيدة منناحية أخرى بدات االوزان الخفيفة تستولى على مكانة في
القصيدة بداية من العصر االسالمي الى العصور الموالية.
===============