Professional Documents
Culture Documents
بيع المرابحة للآمر بالشراء
بيع المرابحة للآمر بالشراء
2
تأسإس أول مآصرف إسإلمآي سإنة 1975م وهو بنك دبي
السإلمآي ،وقد سإبقته مآحاولتا وخاصة في مآصر.
وقد بحثت هذه المصارف عن صيغ مآن المعامآلتا المالية تتوافق
مآع الشريعة ،فكان أهمها بيع المرابحة للمآر بالشراء.
-2هذه الصيغة مآن التعامآل تدل على عدم بذل الوسإع مآن قبل
المنظرين والقائمين على تطبيق الفكر القتصادي السإلمآي -في
تجاوز المتاح والكتفاء بما هو مآوجود دون مآحاولة الوصول
إلى مآا هو أفضل وأصدق تعبيراا عن تميز الفكر القتصادي
السإلمآي ،فكثيرة جداا تلك الكتب التي تتحدث عن فضائل الفكر
القتصادي السإلمآي وبيان تميزه على الفكر القتصادي
الرأسإمالي والفكر القتصادي الشاتراكي .ولكن عند التطبيق لم
يكن هناك مآن صيغ المعامآلتا المالية مآا يبرز هذا التميز
الفكري .وإنما سإارعت المصارف إلى تبني هذه المرابحة ،التي
تتشابه مآع التمويل الذي يجري في البنوك التقليدية ،مآع الوضع
في العتبار أن الحكم الشرعي يختلف في الحكم على هاتين
المعامآلتين :فالتمويل الذي يجري في البنوك التقليدية ربا
مآحض بخلف بيع المرابحة للمآر بالشراء ،فجمهور أهل العلم
على إباحته كما ذكرنا سإابقا.
ومآن الجدير بالملحظة أن فقه المعامآلتا المالية في السإلم
مآليء بصيغ تستطيع أن تبرز هذا التميز ،وخاصة المضاربة التي
تعتبر هدية السإلم إلى الفكر القتصادي البشري ،لكن ظلب
التطبيق يدور في فلك هذه المعامآلة بالرغم مآن الطول النسبي
لتجربة المصارف السإلمآية التي تزيد الن عن الثلثين عامآاا،
3
مآما قد ل يكون مآن اللئق مآعه أن تظل المصارف السإلمآية
حبيسة هذه المعامآلة دون مآحاولة التقدم جدياا نحو صيغ أخرى
توضح تميز الفكر القتصادي في السإلم.
-3هذه المرابحة سإاعدتا على انتشار القتصاد السإتهلكي بين
جموع المتعامآلين مآع المصارف ،وذلك لن هذه المرابحة
تستخدم غالباا في تمويل شاراء المساكن والسياراتا والجهزة
المنزلية ونحو ذلك ،مآما يكشف عن ازدياد الرغبة الجتماعية
في السإتهلك والنفاق والشراء وضمور الرغبة السإتثمارية
النتاجية ،وهذا بدوره يمنع مآن أن يكون لمآوال المصارف
السإلمآية -على ضخامآتها -مآردود إيجابي في السوق النتاجية،
أعني اسإتخدام هذه المآوال في إقامآة مآشاريع مآنتجة تفيد الفرد
والمجتمع وتسد احتياجاتهما المهمة والسإتراتيجية ،ومآما
لشاك فيه أن هذا القتصاد السإتهلكي يدفع بنمط الحياة في
المجتمعاتا السإلمآية ،إلى أن يكون قريباا مآن أسإلوب الحياة في
الغرب مآن ناحية الترفه والبذاخة والسإراف وخاصة لبعض
شارائح المجتمع ذاتا الملءة المالية المعقولة.
أمآا تحليل المرابحة مآن الناحية النفسية فإنه يمكن ذكر مآا
يلي:
قلة الثقة المشاعة بين فئاتا المجتمع المختلفة :لن مآن -1
أسإباب دفع المصارف السإلمآية إلى القبال على المرابحة
وإهمال تفعيل صيغة المضاربة أنها أصيبت بخسائر مآن وراء
تقديمها المال إلى أهل الخبرة لسإتثماره مآضاربة ،وبعض أهل
الخبرة لم يكونوا على المستوى المطلوب مآن المآانة ،فكانوا
4
يقدمآون مآعلومآاتا خلف الواقع ،فيدبدعون أن ناتج المضاربة هو
الخسارة ،وذلك اعتماداا على أن الخسارة في المضاربة
يتحملها رأس المال ،أمآا المضارب فقد خسر جهده.
فوجدتا المصارف نفسها تتعرض للخسارة بسبب ثقتها في
هؤلء المضاربين فعمدتا إلى صيغة ل يكون للثقة فيها وجود
أو تأثير ،ففعبلت المرابحة.
ومآن ناحية أخرى فإن بعض القطاعاتا المنتجة خاصة
الحرفيين وصغار الصناع ل تحبذ المضاربة؛ نظراا لما يتطلبه
ذلك مآن تقديمهم بياناتا وافية عن نشاطهم وأسإرار عملهم،
وهذا قد يشكل هاجساا لهم ،مآن كون هذه المعلومآاتا قد تأنقل
إلى الجهاتا الحكومآية فتفرض عليهم أعباء أكبر كالضرائب
ونحو ذلك .أو تأنقل إلى مآنافسيهم في السوق مآما قد
يعرضهم إلى الخسارة .فكان الحلب المآثل لهم هو التعامآل
بصيغة المرابحة التي تعكس قلة الثقة المتبادلة بين أطراف
المجتمع المختلفة وازدياد الهوبأة بين تلك الطراف؛ مآما أدى
إلى رواجها وانتشارها.
قلة روح المخاطرة والمغامآرة المقبولة :وأعني بالمقبولة -2
تلك التي يحتاجها الفرد لتحقيق أهدافه وغاياته ،ففي بعض
الحيان يكون التغيير الكبير والتطور الواسإع للفرد والمجتمع
ناتجاا عن هذه المخاطرة وتلك المغامآرة .أمآا في المرابحة
فقد حصر المصرف -وهو عبارة عن مآجموعة مآن الفراد
القائمين على إدارته-حصر المصرف نفسه في عملية ربحها
مآضمون دون مآخاطرة حقيقية ،ودون أن يحاول طرق صيغ
5
أخرى مآن المعامآلتا تكون أرباحها أضعاف ربح المرابحة ،لكنها
تحتوي على قدر مآقبول مآن المخاطرة ،فكان الربح على قدر
المخاطرة.
لقد فعبلت بعض المصارف السإلمآية في أول نشاطها ،فعبلت
المضاربة وحققت أرباحاا هائلة تفوق بمراحل مآا تحققه
المرابحة ،لكنها سإرعان مآا تقوقعت في قوقعة المرابحة نظراا
لقلة مآخاطرها – أو انعدامآها-وضمان الربح فيها.
إن اللعب على المضمون – وهو التعبير الشائع الدارج-أصبح في
كثير مآن الحيان هو المظهر الواضح جداا في مآعظم تعامآلتنا
ولشاك أن هذا يقيد إبداعنا وطموحنا وأفكارنا وإنجازاتنا
ويجعلنا نتكل على إنجازاتا السابقين والسحب مآنها بدلا مآن أن
نضيف إليها.
إن عدم مآغادرة خانة اللعب على المضمون يصب في النهاية في
خسارة المجتمع لنه يجعل الطاقاتا مآعطلة والفكار مآقيدة،
مآما يجعل المجتمع كأنه بحر راكد ل تجري فيه مآياه
جديدة.
على أنه ينبغي التنبيه أنه ل تعد المضاربة في سإوق السإهم مآن
نوع المخاطرة المحمودة .وذلك لعدم اعتمادها في الغلب
العمب على قواعد مآنطقية وأسإس واضحة؛ لن الرغبة
المحمومآة في الربح هي التي تقود هذه المضاربة ،مآما يفتح
المجال واسإعاا للشائعاتا وغيرها مآن السإاليب الملتوية في أن
تؤثر في المضارباتا الواقعة في سإوق السإهم.
6
والخلصة أن مآعامآلة بيع المرابحة للمآر بالشراء تعكس قيماا
اجتماعية تعيش بين الناس وتؤثر في نشاطاتهم وأعمالهم ،كما
تعكس أيضاا نواحي نفسية تدور في نفوس المتعامآلين ،ولها تأثير في
توجهاتهم واتجاهاتهم.
ومآما هو جدير بالذكر أن جمهور الفقهاء والمجامآع الفقهية
أصدروا نداءاتا وتوجيها مآتكررة إلى المصارف السإلمآية بالخروج
مآن قوقعة هذه المرابحة وعدم الكثار مآنها وإلى تفعيل صيغ مآن
المعامآلتا الخرى ذاتا النفع العميم والفائدة الكبيرة للفرد
والمجتمع ،والتي تميز المصارف السإلمآية تميزاا واضحاا وجلياا عن
غيرها مآن المصارف .وهذا يؤكد صدق التحليل الجتماعي والنفسي
الذي سإقناه لهذه المعامآلة.
7