You are on page 1of 49

1

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫) ل خير في كثير من نجواهم إل‬
‫من أمر بصدقة‬
‫أو معروف أو إصلحا بين الناس‬
‫ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله‬
‫فسوف نؤتيه أجرا عظيما (‬
‫]النساء‪[114 :‬‬

‫‪2‬‬
‫مقـدمــــة‬

‫حتمية الخلفا‬
‫تقع الخلفات بين الناس ويحدث الخصام بين جميع فئات المجتمع بين الرجل وزوجته‬
‫وبين القريب وقريبه وبين الجار وجاره وبين الشريك وشريكه وبين العشائر بعضها مع‬
‫بعض ‪ ،‬وهذا أمر طبيعي وحتمي ومشاهد ل يمكن إنكاره وأسبابه كثيرة ل حصر لها ‪.‬‬

‫النار من مستصغر الشرر‬


‫وغالبا ما تكون هذه الخلفات في بداياتها اختلفا بسيط يمكن تلفيه لو أحسن الناس‬
‫التصرفا ولكن الشيطان الذي ‪ ) :‬أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في‬
‫التحريش بينهم () رواه مسلم( كما أخبر بذلك الرسول صلى ا عليه وسلم هذا الشيطان‬
‫لن يدع هذه الفرصة تفوت عليه ولن يتوانى هو وأعوانه ‪ -‬النفس المارة بالسوء‬
‫والهوى المتبع وأهل الفساد والشر والنميمة ‪ -‬في التحريش بينهم و إذكاء نار العداوة‬
‫والبغضاء حتى تتحول هذه الشرارة إلى فتنة عظيمة وشر مستطير لها عواقبها الوخيمة ؛‬
‫فيساء الظن ويقع الثم وتحل القطيعة ويفرق الشمل وتهتك العراض وتسفك الدماء‬
‫وتنتهك الحرمات‪.‬‬

‫أصدقاء المس أعداء اليوم‬


‫ويتحول الحال ؛ فبعد المحبة والصفاء تحل العداوة والبغضاء وبعد القرب والوصال تكون‬
‫القطيعة والهجران ويصبح أصدقاء المس أعداء اليوم والمستقبل ‪ ،‬ويفسد ذات بينهم‬
‫وتقع الحالقة التي ل تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين كما اخبر بذلك رسول ا صلى ا‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬

‫أهمية إصلحا ذات البين‬


‫وحيث حرص السلم على وحدة المسلمين وأكد على أخوتهم وأمر بكل ما فيه تأليفا‬
‫لقلوبهم ونهى عن كل أسباب العداوة والبغضاء فقد أمر بالسعي وإصلحا ذات البين بين‬

‫‪3‬‬
‫المتخاصمين وحث عليه وجعل درجته أفضل من درجة الصيام والصدقة والصلة قال‬
‫تعالى ‪ ) :‬إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا ا لعلكم ترحمون (‬
‫]الحجرات ‪. [10‬‬

‫هدي النبياء والصالحين‬


‫وقد كان من هدي النبي صلى ا عليه وسلم السعي في الصلحا بين الناس وكان يعرض‬
‫الصلح على المتخاصمين وقد باشر الصلح بنفسه حين تنازع أهل قباء فندب أصحابه‬
‫وقال ‪ ) :‬اذهبوا بنا نصلح بينهم ( )رواه البخاري(وكان عمر بن الخطاب رضي ا عنه‬
‫يوصي من يوليه ويقول ‪ ) :‬ردوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يحدث بين‬
‫القوم الضغائن ( ‪ ،‬وكذلك كان السلفا رحمهم ا حريصين على هذا الخير ساعين فيه‬
‫يقول الأوزاعي رحمه ا ‪ ) :‬ما خطوة أحب إلى ا عز وجل من خطوة في إصلحا ذات‬
‫البين ( ‪.‬‬

‫تفاخر المشايخ ورؤساء العشائر بهذا العمل‬


‫أيضا كان الرجال العظام والمشايخ وأصحاب الجاه في السابق من أفراد كل قبيلة يندبون‬
‫أنفسهم له ويعتبرونه من تمام الشرفا والسؤدد ؛ يقول قائلهم وقد اشتهر بالصلحا وحل‬
‫النزاع حين نزل بقوم متخاصمين ‪:‬‬

‫)أنا إلى حضرت الشر ينزال ‪ .........‬ومن تاه عن دربه ندله(‬

‫في هذا الزمان‬


‫هذا العمل الجليل الذي كان وظيفة النبياء والعلماء و الصالحين هذا العمل الذي كان عادة‬
‫للمشائخ والرجال العظام هذا العمل الذي كان هدفا ومقصدا لكل صالح مصلح محب للخير‬
‫بين الناس هذا العمل الذي يقطع النزاع وينهي العداوة والبغضاء ويجلب المودة والتآلفا‬
‫بين القلوب ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫هذا العمل الجليل ما مدى أهميته لديك أخي القارئ ؟ هل تدرك فائدته ومميزاته في حل‬
‫الخلفات ؟ وهل تحرص عليه في حل مشاكلك أم تبادر إلى المحاكم والقضاء في أي‬
‫خصومة ؟ وهل تدرك ضرر رفع القضايا إلى المحاكم خاصة إذا كانت بين ذوي قربى أو‬
‫ذوي هيئات من الناس ؟ وهل تراعي حق القرابة والجوار فتسعى أول إلى الصلح ؟وهل‬
‫تبادر إلى التدخل والصلحا بين الناس إذا ما علمت بخصومة بينهم أم تتركهم لهل الشر‬
‫والفساد والنميمة ؟وهل تشجع الناس عند حضور الخصومة إلى التصالح والوفاق ؟وهل‬
‫تدرك كيفية الصلحا بين المتخاصمين بالعدل ؟ وهل تراعي قواعد وآداب الصلحا بين‬
‫الناس؟ وهل تعرفا أساليب وطرق ومهارات السعي بالصلحا ؟‬

‫أسئلة كثيرة نثيرها لنبين مسيس حاجتنا لتعلم‬


‫) فن الصلحا بين الناس (‬

‫‪5‬‬
‫خطـــة البحــث‬
‫إذا شاركتني أخي القارئ أهمية الصلحا وتلمست حاجتنا إليه وأردت القيام بهذا العمل‬
‫الجليل خير قيام وبثقة تامة وخطوات ثابتة وحتى ل تخطئ وتسيء من حيث أردت‬
‫الصلحا فاستمر معنا واقرأ واطلع على ما يوفقنا ا إليه في هذا الموضوع واعلم أننا‬
‫بحاجة إلى ‪:‬‬
‫أن نعرفا المقصود بالصلحا أو الوساطة وأهدافا الصلحا ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن نعرفا طرق إنهاء الخصومات وحل النزاعات والتي منها الصلحا والتراضي‬ ‫‪‬‬

‫والفرق بينها و بين القضاء ولماذا يفضل على القضاء وينصح به ‪.‬‬
‫أن نعرفا ميادين ومجالت هذا العمل ونميز القضايا التي يدخلها الصلح والقضايا‬ ‫‪‬‬

‫التي ل يدخلها الصلح ‪.‬‬


‫أن نعرفا متى يشرع الصلح ويستحب ومتى يحرم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن نعرفا شروط الصلح ومتى يعتبر صحيحا ومتى يعتبر فاسدا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن نعرفا الداب فنحرص عليها والصفات فنتحلى بها والمهارات فنتقنها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن نعرفا خطوات السعي في الصلحا ومراحله ومتطلبات كل مرحلة والتنبيهات‬ ‫‪‬‬

‫المتعلقة بها ‪:‬‬


‫عند العلم بالخصومة أو وقوعها وقبل البدء بالتدخل ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫عند البدء في السعي بالصلحا والتصال المبدئي بالخصوم ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أثناء جلسات الصلحا النفرادية الولى والثانية ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫أثناء الجلسات المشتركة ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬


‫عند التفاق والتراضي والوصول إلى حل ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وفي ختام التفاق والتصالح ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫هذه هي الساسيات وهذه هي خطة البحث والتفاصيل تباعا إن شاء ا تعالى ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تعريفا الصلحا بين الناس والوساطة‬

‫الصلحا بين الناس والوساطة كلمتان متطابقتان في المعنى إلا أن الصلحا مصطلح‬
‫شرعي والوساطة مصطلح إداري قانوني وكل منهما يناسب أن يعرفا به الخر ‪.‬‬

‫تعريفا الصلحا في كتب الشريعة ‪:‬‬


‫) هو السعي والتوسط بين المتخاصمين لجل رفع الخصومة والختلفا عن طريق‬
‫التراضي والمسالمة تجنبا لحدوث البغضاء والتشاحن وإيراث الضغائن ( ‪.‬‬

‫والصلحا ‪:‬‬
‫هو السعي بين الناس بغرض الصلحا فينمي خيرا ويقول خيرا عكس النمام الذي يسعى‬
‫بين الناس بغرض الفساد ‪.‬‬

‫الوساطة بتعريفها الداري ‪:‬‬


‫هي أسلوب من أساليب الحلول البديلة لفض النزاعات يقوم بها شخص محايد يهدفا إلى‬
‫مساعدة الطرافا المتنازعة للجتماع والحوار وتقريب وجهات النظر وتقييمها لمحاولة‬
‫التوصل إلى حل وسط يقبله الطرفان ‪.‬‬

‫وتعريفا آخر للوساطة ‪:‬‬


‫قيام شخص محايد من أصحاب الخبرة والكفاءة والنزاهة بتوظيفا مهاراته المستحدثة‬
‫في إدارة المفاوضات من خلل مجموعة من الجراءات السرية لمساعدة أطرافا النزاع‬
‫على تقريب وجهات نظرهم وتسوية نزاعاتهم بشكل ودي قائم على التوافق والتراضي‬
‫بعيدا عن التقاضي ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وأيضا تعرفا الوساطة ‪:‬‬
‫بأنها مهمة تسهيل التصال بين الفراد ليجاد الحلول لنزاعاتهم ‪.‬‬

‫ويبين القاضي إياس بن معاوية معنى الصلح بأنه التنازل من الطرفين عن بعض الحق‬
‫لجل الصلحا ‪ :‬عن حبيب بن الشهيد قال كنت جالسا عند إياس بن معاوية فأتاه رجل‬
‫فسأله مسألة فطول فيهم فقال إياس إن كنت تريد الفتيا فعليك بالحسن معلمي ومعلم أبي‬
‫وان كنت تريد القضاء فعليك بعبد الملك ابن يعلى وان كنت تريد الصلح فعليك بحميد‬
‫الطويل وتدري ما يقول لك يقول لك حط شيئا ويقول لصاحبك زده شيئا حتى نصلح بينكما‬
‫وان كنت تريد الشغب فعليك بصالح السدوسي وتدري ما يقول لك يقول لك أجحد ما عليك‬
‫ويقول لصاحبك ادع ما ليس لك وادع بينة غيبا ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫سبل إنهاء النزاع والخصومات ولماذا يفضل الصلح على القضاء‬

‫اقصد من هذا الموضوع تعريفا القارئ بطرق أفضل من القضاء في حل الخصومات ؛‬


‫فالقضاء كما هو معلوم من أهم الطرق لنهاء الخصومة وقطع النزاع وتأدية الحقوق إلى‬
‫أهلها في كثير من الحالت؛ ولكن هذا السبيل محصور في فئة القضاة ول يسمح به إل‬
‫لهم وعددهم قليل وقضاياهم ل حصر لها ول مجال للتطوع فيه أو المبادرات ‪.‬‬

‫كما أن القضاء له أماكن معينة وإجراءات كثيرة وعلنية غير محببة التي بسببها قد‬
‫يفضل المتخاصمين القطيعة أو الهجر وإبقاء الخصومة وتأجيل المصالحة أو أية سبل‬
‫أخرى على رفع أمرهم إلى القضاء ‪.‬‬

‫وكذلك كثيرا ما يكون رفع الخصومة إلى القضاء يزيد في القطيعة خاصة بين القارب أو‬
‫الجيران قال عمر رضي ا عنه ‪ ) :‬ردوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء‬
‫يحدث بين القوم الضغائن ( ‪ .‬كما أن القاضي ل يتدخل ول ينظر في القضايا إل بعد رفع‬
‫الدعاوى من أحد الخصوم أما قبل ذلك فل وكما هو معلوم ليس كل من تقع بينهم العداوات‬
‫والخصومات يرفعونها إلى القضاء ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫إذاا ما السبيل لنهاء النزاع إذا لم يرفع المر إلى القضاء ؟‬

‫إذا حدثت خصومة أو عداوة بين أقاربك أو جيرانك أو أصدقاءك من حولك وخفت تفاقم‬
‫المر واستفحال الخطب وساءك ما ترى وحرصت على تصفية القلوب و لم تكن قاضيا‬
‫وأردت سبيل للتدخل بستر ومراعاة لخصوصية البيوت والشخاص فعليك بسبيل‬
‫المصلحين هذا السبيل الذي في متناول الجميع وليس محصور بأحد ول يرد عنه راغب‬
‫سواء كان قريبا أو جارا أو صديقا أو أيا كان ‪.‬‬

‫فتستطيع التدخل بسرية ومراعاة للخصوصية مستعينا بال وملحا له بالدعاء أن يوفقك‬
‫لتسوية النزاع ويرزقك الخلص في القول والعمل لوجهه تعالى متسلحا بالكلمة الطيبة‬
‫والموعظة الحسنة والنصيحة الصادقة فتلطفا الجواء وتصفي القلوب وتزيل أسباب‬
‫الخصام وتوفق بين الراء حتى يكون التفاق ويحل الوفاق ويتم التراضي والوئام ‪.‬‬

‫وهذا السبيل سبيل المصلحين له أثار أفضل على المتخاصمين في إنهاء الخصومة‬
‫بالتراضي أفضل بكثير من القضاء في كثير من الحالت وله إلزامية الحكم ونفوذه مثل‬
‫حكم القاضي إذا اتفقوا وتراضوا بشرط بعد التصالح إذا كانت هناك أية استحقاقات أن‬
‫تصدق فقط من قبل القاضي ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫آيات وأحاديث في فضل الصلحا‬

‫‪ ‬قال تعالى ‪ ) :‬غوإإتن غطاإئغفغتاإن إمغن اتلهمتؤإمإنيغن اتقغتغتهلوا غفأ غ ت‬


‫صلإهحوا غبتيغنههغما غفإإتن غبغغتت‬
‫ا غفإإتن غفاغءتت‬‫إإتحغداههغما غعغلى ال هتخغرى غفغقاإتهلوا االإتي غتتبإغي غحاتى غتإفيغء إإغلى أغتمإر ا إ‬
‫ب اتلهمتقإسإطيغن إإانغما اتلهمتؤإمهنوغن إإتخغوةة‬
‫ح ب‬ ‫صلإهحوا غبتيغنههغما إباتلغعتدإل غوأغتقإسهطوا إإان ا غ‬
‫ا هي إ‬ ‫غفأ غ ت‬

‫صلإهحوا غبتيغن أغغخغوتيهكتم غوااتهقوا ا غ‬


‫ا غلغعالهكتم هتترغحهموغن ( ‪] .‬الحجرات‪. [9 :‬‬ ‫غفأ غ ت‬

‫‪ ‬وقال تعالى ‪ ) :‬ل خير في كثير من نجواهم إل من أمر بصدقة أو معروفا أو‬
‫إصلحا بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة ا فسوفا نؤتيه أجراا عظيماا(‪.‬‬

‫]النساء‪[114 :‬‬

‫‪ ‬قال تعالى ‪ ) :‬والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلة إنا ل نضيع أجر‬

‫المصلحين ( ‪].‬العأراف‪. [170 :‬‬

‫‪ ‬وقال الرسول صلى ا عليه وسلم ) أل أخبركم بأفضل من درجة الصيام‬


‫والصلة والصدقة ؟ قالوا بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬إصلحا ذات البين فإن فساد ذات البين‬
‫هي الحالقة ( رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح ‪ ،‬وللترمذي‬
‫) ل أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ( ‪.‬‬

‫‪ ‬وقال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ) :‬إن ا يحب سمح البيع ‪ ،‬سمح‬
‫الشـراء ‪ ،‬سمح القضـاء ( ‪.‬‬

‫‪ ‬والمصطفى صلى ا عليه وسلم يقول ‪ ) :‬اشفعوا تؤجروا ( أخرجه البخاري‬


‫ومسلم ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫سلمى من الناس عليه صدقة كل ا يوم تطلع‬
‫‪ ‬ويقول صلى ا عليه وسلم ‪ ) :‬كل ه‬
‫فيه الشمس ‪ ،‬تعدل بين الثنين صدقة ( أي تصلح بينهما بالعدل · أخرجه‬
‫البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫‪ ‬ويقول رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ) :‬أفضل الصدقة إصلحا ذات البين( ·‬
‫أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب وصححه اللباني ‪.‬‬

‫‪ ‬ويقول صلى ا عليه وسلم ‪ ) :‬ما عمل ابن آدم شيئا ا أفضل من الصلة ‪،‬‬
‫وصلحا ذات البين ‪ ،‬وخلقق حسن ( ·‬

‫‪ ‬والنبي صلى ا عليه وسلم يقول ‪ ) :‬من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا‬
‫نفس ا عنه كربة من هكرب يوم القيامة ‪ ،‬ومن يسر على معسر ي س‬
‫سر ا عليه‬
‫في الدنيا والخرة ‪ ،‬ومن ستر مسلما ا ستره ا في الدنيا والخرة ‪ ،‬وا في‬
‫عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ( ‪ .‬رواه أبو داود وابن ماجه وقال‬
‫اللباني حديث صحيح ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ميادين الصلحا‬
‫ونماذج من إصلحا النبي صلى ا عليه وسلم‬
‫ميادين الصلحا كثيرة وأينما كان الخلفا ندب الصلحا سواء كانوا أزواجا ا أو أقارب أو‬
‫جيران أو أصدقاء أو قبائل وعشائر وسنذكر لكم أمثلة ونماذج من إصلحا النبي قدوتنا‬
‫عليه الصلة والسلم فكان صلحه ‪:‬‬

‫‪1‬ـ في الفراد والجماعات ‪:‬‬


‫حغجاغرإة غفأ هتخإبغر غر ه‬
‫سول ه‬ ‫ضغي ا‬
‫اه غعتنهه أغان أغتهل غ قهغباقء اتقغتغتهلوا غحاتى غتغراغمتوا إباتل إ‬ ‫ستعقد غر إ‬‫ستهإل تبإن غ‬
‫غعتن غ‬
‫صلإهح غبتيغنههتم ( رواه البخاري ‪.‬‬ ‫سلاغم إبغذلإغك غفغقال غ ‪ ) :‬اتذغههبوا إبغنا هن ت‬ ‫صالى ا‬
‫اه غعلغتيإه غو غ‬ ‫ا غ‬‫اإ‬

‫‪2‬ـ في الزواج والزوجات والقارب والرحام ‪:‬‬


‫ت غفغقال غ ‪ ) :‬أغتيغن اتبهن‬ ‫ت غفاإطغمغة غفلغتم غي إ‬
‫جتد غعلإ سايا إفي اتلغبتي إ‬ ‫سلاغم غبتي غ‬
‫اه غعلغتيإه غو غ‬‫صالى ا‬ ‫ا غ‬ ‫سول ه ا إ‬ ‫غجاغء غر ه‬
‫سول ه ا‬
‫اإ‬ ‫ضغبإني غفغخغرغج غفلغتم غيقإلت إعتنإدي ‪ ،‬غفغقال غ ‪ :‬غر ه‬ ‫شتيةء غفغغا غ‬ ‫غعممك إ؟ غقاغلتت‪ :‬غكاغن غبتيإني غوغبتيغنهه غ‬
‫ا ههغو إفي اتلغمتسإجإد‬ ‫سول غ ا إ‬‫سانق‪ :‬اتنهظتر أغتيغن ههغو غفغجاغء غفغقالغ‪ :‬غيا غر ه‬ ‫سالغم لإتن غ‬‫اه غعغلتيإه غو غ‬‫صالى ا‬ ‫غ‬
‫سغقغط إرغداهؤهه غعتن إشمقإه‬ ‫جةع غقتد غ‬‫ضغط إ‬‫سالغم غوههغو هم ت‬ ‫صالى ا‬
‫اه غعغلتيإه غو غ‬ ‫ا غ‬ ‫سول ه ا إ‬ ‫غراقإةد ‪ ،‬غفغجاغء غر ه‬
‫ل‪ :‬قهتم أغغبا هتغرا ق‬
‫ب‪ ،‬قهتم‬ ‫سهحهه غعتنهه غوغيهقو ه‬‫سالغم غيتم غ‬
‫اه غعغلتيإه غو غ‬ ‫صالى ا‬ ‫ا غ‬‫سول ه ا إ‬‫ب غفغجغعل غ غر ه‬ ‫غوأغ غ‬
‫صاغبهه هتغرا ة‬
‫ب( رواه البخاري ‪ .‬ومهمته الساعي في هذا الميدان وصل قطع الرحم بإزالة‬ ‫أغغبا هتغرا ق‬
‫الخلفا وإعادة اللتحام والمودة بين السر المتناحرة ‪.‬‬

‫‪ -3‬بين المتداينين ‪:‬‬


‫صالى ا‬
‫اه‬ ‫ا غ‬ ‫سوإل ا إ‬ ‫ضى اتبغن أغإبي غحتدغرقد غدتيانا غكاغن غلهه غعغلتيإه إفي غعتهإد غر ه‬ ‫ب بن مالك أغانه غتغقا غ‬ ‫عن غكتع ق‬
‫سالغم‬
‫اه غعغلتيإه غو غ‬‫صالى ا‬ ‫ا غ‬ ‫سول ه ا إ‬ ‫سإمغعغها غر ه‬‫صغواهتههغما غحاتى غ‬ ‫سالغم إفي اتلغمتسإجإد غفاترغتغفغعتت أغ ت‬ ‫غعغلتيإه غو غ‬
‫فا هحتجغرإتإه‬‫فا إستج غ‬ ‫ش غ‬‫سالغم إإغلتيإهغما غحاتى غك غ‬
‫اه غعغلتيإه غو غ‬ ‫صالى ا‬ ‫ا غ‬ ‫سول ه ا إ‬ ‫غوههغو إفي غبتيقته غفغخغرغج غر ه‬
‫شتطغر‬ ‫ضتع ال ا‬ ‫شاغر إبغيإدإه أغتن غ‬ ‫ا‪ ،‬إ غفأ غ غ‬‫سول غ ا‬‫ب غفغقال غ ‪ :‬غلابتيغك غيا غر ه‬‫ب تبغن غمالإقك غفغقال غ ‪ :‬غيا غكتع ه‬
‫غفغناغدى غكتع غ‬
‫سالغم ‪ :‬قهتم غفاتق إ‬
‫ضه (‬ ‫صالى ا‬
‫اه غعغلتيإه غو غ‬ ‫سول ه ا إ‬
‫ا غ‬ ‫سول غ ا إ‬
‫ا ‪ ،‬غفغقال غ غر ه‬ ‫غفغقال غ غكتعبة‪ :‬غقتد غفغعتل ه‬
‫ت غيا غر ه‬

‫‪13‬‬
‫رواه البخاري ‪ .‬ومثاله في هذا الميدان التدخل لحل مشكلت الديون ‪ ،‬والتوفيق بين‬
‫الطرافا بإيجاد حلول عادلة ومرضية للطرفين ‪.‬‬

‫‪ -4‬في القبائل والطوائفا ‪:‬‬


‫مر رجل من اليهود بمل من الوس والخزرج ‪ ،‬فساءه ما هم عليه من التفاق وا ه‬
‫للفة ‪،‬‬
‫فبعث رج ا‬
‫ل معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم هبعاث وتلك‬
‫س القوم وغضب بعضهم على بعض ‪،‬‬
‫الحروب ‪ ،‬ففعل ‪ ،‬فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفو ه‬
‫وتثاوروا ‪ ،‬ونادوا بشعارهم ‪ ،‬وطلبوا أسلحتهم ‪ ،‬وتواعدوا إلى الحرة ‪ ،‬فبلغ ذلك النبي‬
‫صلى ا عليه وسلم فأتاهم فجعل هيسكنهم ويقول ‪ ) :‬أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟‬
‫( وتل عليهم ) واعتصموا بحبل ا جميعا ا ول تفرقوا واذكروا نعمت ا عليكم إذ كنتم‬
‫أعداء فألفا بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم‬
‫منها كذلك يبين ا لكم آياته لعلكم تهتدون ( ]آل عمران‪ . [103 :‬فندموا على ما كان‬
‫منهم ‪،‬واصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلحا رضي ا عنهم جميعا ا · ومجاله حل القضايا‬
‫القبلية المستعصية ‪.‬‬

‫‪ -5‬في الموال والدماء وفي النزاع والخصومات ‪:‬‬


‫صوقم‬ ‫ت هخ ه‬ ‫سلاغم غ‬
‫صتو غ‬ ‫اه غعلغتيإه غو غ‬ ‫صالى ا‬ ‫ا غ‬ ‫سول ه ا إ‬ ‫سإمع غر ه‬ ‫اه غعتنغها قالت ‪ :‬غ‬ ‫ضغي ا‬ ‫شغة غر إ‬ ‫عن غعاإئ غ‬
‫شتيقء غوههغو غيهقوله‪:‬‬ ‫ضهع الغخغر غوغيتسغتترفإقههه إفي غ‬ ‫صغواهتههغم ‪ ،‬غوإإغذا أغغحهدههغما غيتسغتتو إ‬‫ب غعالإغيقة أغ ت‬‫إباتلغبا إ‬
‫سلاغم ‪ :‬غفغقال غ )أغتيغن اتلهمغتأ غملي غعغلى ا إ‬
‫ال‬ ‫صالى ا‬
‫اه غعلغتيإه غو غ‬ ‫ا غ‬ ‫سول ه ا إ‬ ‫ا ل أغتفغعل ه غفغخغرغج غعلغتيإهغما غر ه‬ ‫غو ا إ‬
‫ي غذلإغك أغغح ا‬
‫ب ( رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫سول غ ا إ‬
‫ا ‪ ،‬غفلغهه أغ ب‬ ‫فا ؟ غفغقال غ ‪ :‬أغغنا غيا غر ه‬
‫غيتفغعل ه اتلغمتعهرو غ‬
‫ومثاله في زماننا فض المنازعات في قضايا الموال ‪ ،‬والراضي ‪ ،‬والعقارات ‪،‬‬
‫والتعديات‪ ،‬والقضايا الزوجية ‪ ،‬والسرية ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫قضايا يشرع فيها الصلحا وقضايا يمتنع فيها الصلحا‬
‫يجب أن تتعرفا يا من تريد الصلحا بين الناس على الحالت التي يشرع الصلحا فيها‬
‫والحالت التي ل ينبغي الصلحا فيها ‪:‬‬

‫حالت يشرع ويستحب السعي في الصلحا فيها بين الناس ‪:‬‬


‫‪ ‬إذا كان المتخاصمون أقاربا ا أو جيران أو من ذوي الهيئات والفضل ‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كانت الخصومة في أمر بسيط ولكن استفحل وتوسع مع طول الخصام وسعي‬
‫أهل الشر والفساد ‪.‬‬

‫إذا أشكل الحق على القاضي ولم يتبين المصيب من المخطئ منها وتقاربت‬ ‫‪‬‬

‫الحجتان ‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كان صاحب الحق غنيا والذي عليه الحق ضعيفا معسرا فيتنازل الغني صلحا‬
‫عن بعض حقه ‪.‬‬

‫‪ ‬إذا طال الخصام في أمر وانقطعت التصالت والعلقات وكثر التشعيب فيه ‪.‬‬

‫‪ ‬إذا وقعت العداوة بين الطرافا وحدثت القطيعة وتجاهل كل طرفا الآخر وهجره ‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كانت الخصومة بين فئات كبيرة من الناس كالقبائل والعشائر وخشي من فصل‬
‫القضاء تعاظم المشكلة ‪.‬‬

‫‪ ‬إذا علم أن القضاء أو الحكم القضائي بغير الصلحا ل ينهي الشكال ول يعود‬
‫بفائدة على الخصوم ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫حالت يمتنع فيها الصلحا بين الخصوم ‪:‬‬
‫‪ ‬يحرم الصلح إذا كان في حق من حقوق ا أو مما ل يجوز العتياض فيه‬
‫كالحدود مثل الزنا واللواط والسرقة فإذا وقعت خصومة في مثل هذه القضايا فل‬
‫يجوز الصلحا فيها أو الشفاعة ول يجوز التنازل لنها حق من حقوق ا ول‬
‫يملك احد إسقاط هذا الحق‪ ،‬أما حقوق العباد فهي تقبل الصلح بالسقاط أو‬
‫المعاوضة عليها ‪.‬‬

‫‪ ‬وكذلك يمتنع الصلح إذا تبين أن احد الخصوم ظالم ومعتد في خصومته وأن قصده‬
‫الضرار بالخرين ونهب حقوقهم ؛ فعندئذ يحرم السعي في الصلح إل أن يراد‬
‫نصحح وتخويفا بال فإن أبى فيجب أن يردع عن فعله ويعاقب ؛ لن الصلح‬
‫تنازل من الطرفين وتجاوز عن بعض الحق فإذا أعطي الظالم وتنازل له المظلوم‬
‫عن بعض حقه وهو مبطل نكون قد أعنا الظالم على المظلوم وكافأناه على ظلمه‬
‫وكان في هذا الصلح سبيل للتحايل لخذ حقوق الناس بغير وجه حق ‪.‬‬

‫بعض شروط الصلح بين المتخاصمين‬


‫‪ .1‬أن ل يشترط في الصلح إذا تم شرطا مخالفا لحكم ا فان كان مخالفا لحكم ا‬
‫فانه ل يجوز لقوله صلى ا عليه وسلم‪ ) :‬أيما شرط ليس في كتاب ا فهو باطل‬
‫‪ ،‬وإن كان مائة شرط ( رواه البخاري ول يتضمن شيئا محرما كأن يكون تحليل‬
‫ما حرم ا أو تحريم ما أحل ا كما قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬
‫) الصلح جائز بين المسلمين إل صلحا حرم حلل أو أحل حراما ( حديث حسن‬
‫صحيح رواه أبو داود والترمذي ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون الصلح قد تم بتراض من الجانبين المتخاصمين لقوله صلى ا عليه‬
‫وسلم ‪ ) :‬ل يحل مال امرئ مسلم إل بطيب نفس منه ( رواه النووي في المجموع‬
‫شرحا المهذب ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون الحق المتنازع فيه من حقوق العباد التي يجوز العتياض عنها ‪ .‬مثل‬
‫الموال والديون والدماء ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الهدافا العامة لمريد الصلحا والثمار المرجوة‬

‫إصلحا ذات البين له أهدافا ماتعة ‪ ،‬وثمار يانعة ‪ ،‬ومن أهمهما قدراا ‪ ،‬وأبعدها‬
‫منزلة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬طلب الجر والثواب من ا تعالى قال تعالى ‪ ) :‬ل خير في كثير من نجواهم إل من‬

‫أمر بصدقة أو معروفا أو إصلحا بين الناس ‪] ( ....‬النساء‪.[114 :‬‬

‫‪ - 2‬تحقيق مبدأ التعاون على البر الذي أمر به رب العالمين قال تعالى ‪) :‬وتعاونوا على‬

‫البر والتقوى ول تعاونوا على الثم والعدوان ‪] ( ....‬المائدة‪. [2 :‬‬

‫‪ - 3‬تحقيق مفهوم الخوة والحرص على توثيق روابط المودة ‪ ،‬وإعادة جسور المحبة‬

‫قال تعالى ‪ ) :‬واعتصموا بحبل ا جميعا ا ول تفرقوا ‪] ( ....‬آل عأمران‪. [103 :‬‬

‫‪ - 4‬الحرص على تماسك المجتمع ‪ ،‬وبث عبير اللفة ‪ ،‬وعبق الرحمة ‪ ،‬وأريج التسامح ·‬

‫‪ - 5‬بذل النصح ‪ ،‬وإسداء التوجيه للبيوت المسلمة بتقوى ا تعالى ‪ ،‬والمحافظة على‬
‫صلة الرحم ‪ ،‬ومراعاة حقوق القرابة ‪ ،‬واحترام مكانة الجار‪ ،‬وتعميق روحا التآخي ·‬

‫‪ - 6‬السعي في الستر على المسلمين قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ) :‬من ستر‬
‫على مسلم ستر ا عليه في الدنيا والخرة ( حديث صحيح رواه أبو داود وابن ماجه ·‬

‫‪ - 7‬الحرص على إقالة عثرات العاثرين ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ - 8‬إحياء هذه السنة الجميلة ‪ ،‬بل المر اللهي في نفوس أهل الخير ‪ ،‬وطلبة العلم ‪،‬‬
‫ومحبي الصلحا ‪.‬‬

‫‪ - 9‬الدعاء الجميل ‪ ،‬والثناء الكبير ‪ ،‬حيث ارتفعت أيدي الناس بالدعاء ‪ ،‬ولسيما من‬
‫هح سلت له قضية ‪ ،‬أو نفست عنه كربة ‪ ،‬أو قدمت له مساعدة ‪ ،‬فما أحسن أن ينام النسان‬
‫ملء عينيه والكفا ترتفع في جنح الليل تدعو له ‪ ،‬وتترضى عنه ‪ ،‬وتثني عليه ·‬

‫‪ - 10‬التمكن من وصل حبال المودة ‪ ،‬وإقامة جسور المحبة بين بيوت كثيرة كان الشقاق‬
‫يدب في أوصالها ‪ ،‬ويتسلل إلى أعماقها ‪ ،‬وأضرمت فيها نيران الفرقة ‪ ،‬وهأرسلت عليها‬
‫ريح الخصومة ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫آداب وصفات الساعي المصلح والوسيط‬
‫‪ ‬أن يستشعر أنها عبادة يقوم بها استجابة لمر ا ) وأصلحوا ذات بينكم (‬
‫]النفال ‪[1:‬ومخلصا له وطلبا لمرضاته ) ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة ا‬
‫فسوفا نؤتيه أجرا عظيما ( ]النساء‪ [114 :‬ومحتسبا الجر من ا إن ا ل يضيع‬
‫اجر المصلحين ‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون ذا خلق ودين محافظا ا على نفسه من الوقوع في المحرمات أو المجاهرة‬
‫صفا بالخلق الكريمة مبتعدا عن الخلق السيئة ل يغتاب ول ينم لن‬
‫فيها تقياا مت ا‬
‫الغيبة والنميمة إفساد والفساد والصلحا ل يجتمعان ‪.‬‬

‫‪ ‬أن يتصفا بروحا المبادرة والحرص على نشر الخير من تلقاء نفسه وعدم انتظار‬
‫دعوة للتوسط ‪ ،‬وليكن قدوته رسول ا صلى ا عليه وسلم حين علم بخصومة‬
‫بين أهالي قباء قال ‪ ) :‬اذهبوا بنا نصلح بينهم ( رواه البخاري‪.‬‬

‫‪ ‬أن يتحلى بالحلم وسعة البال والصبر والتأني وعدم العجلة ‪ .‬لنه سيدخل بين‬
‫أطرافا متخاصمين والخصومة مظنة الظلم والعتداء وطيش العقل وفلتان اللسان‬
‫وليعلم أن مهمته مرهقة فليوطن نفسه على التحمل وسعة الصدر ولين الجانب‬
‫ومقابلة الساءة بالحسان واحتمال ما يصدر من سفه وتطاول وترديد كلم ‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون ذا علم شرعي عالم بما يحل ويحرم والشروط والحكام خاصة في مجال‬
‫الخصومة ‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون خبيرا في مجال النزاع عالما بالوقائع محيطا بالقضية وملبساتها باحثا‬
‫عن مسبباتها عارفا بطرق معالجة المشكلت ووضع الحلول والتسويات العادلة‬
‫المقترحة سواء كانت في مجال المشاكل الزوجية أو العقار أو الديون ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ ‬أن يكون لطيفا ا مع الناس وأن يحرص على استعمال السلوب الحسن والحكمة‬
‫والبصيرة‪ .‬والبعد عن العبارات الجارحة حتى مع العصاة فالتوبيخ والتعيير بالذنب‬
‫مذموم والقصد من التلطفا هو إصلحا العوج ‪ ،‬وسد الخلل ‪ ،‬وبيان الصواب و‬
‫القيام بواجب الصلحا من غير أذى ‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون المصلح محايدا وهذه من أهم الصفات وأكثرها تأثيرا في عملية الصلحا‬
‫لذا وجب أن يحرص على أن ينظر إليه الطرفان بوصفه شخص محايد ل يميل مع‬
‫أيهما حتى لو كان احدهما قريبا أو صديقا أو ذا علقة معه وإذا كانت لك علقة‬
‫مع احدهما فيجب أن يوضح من البداية أن هذه العلقة ل دخل لها ول تأثير في‬
‫هذا النزاع ويجب أن تسعى إلى ترسيخ هذا المفهوم لن الميل يفقدك الفاعلية‬
‫والقدرة على القناع والتأثير ‪.‬ولقد قامت مجموعة من علماء النفس بإجراء‬
‫دراسة حول تأثير الوسيط المحايد في عملية الوساطة وكان من بين النقاط التي‬
‫تعرضت لها المجموعة ) ذلك الثر الكبير الذي يمكن أن يحدث إن نظر احد‬
‫الطرافا إلى الوسيط بوصفه غير محايد ( ‪.‬‬

‫‪ ‬أن يتحرى العدل قال تعالى ‪ ) :‬فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن ا يحب‬
‫المقسطين ( ]الحجرات‪[9 :‬وذلك لن كثيرا من الناس ل يعتمد العدل في الصلح بل‬
‫يصلح صلحا جائرا ظالما فيصلح بين القادر المعتدي والخصم الضعيفا المظلوم‬
‫بما يرضى به القادر صاحب الجاه ويكون له فيه الحظ ويكون الغماض و الحيفا‬
‫على الضعيفا ويظن انه بهذا قد أصلح ‪.‬‬

‫‪ ‬المحافظة على أسرار المتخاصمين ‪ :‬فذلك من الخلق التي يجب على المصلح أن‬
‫يأخذ بها ‪ ،‬وأسل يسمح لنفسه بالتفريط في شأنها أما إذا احتاج إلى إفشاء شيء‬
‫من ذلك لمن يعنيه المر ‪ ،‬أو لمن يمكن الفادة من رأيه فذلك داخل في الصلحا‬
‫؛ يقول المام العالم الفضيل بن عياض في أهمية الستر ‪:‬‬
‫» المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويفضح « ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المهارات التي يحتاجها المصلح‬

‫‪ ‬مهارات ممتازة في التواصل مع الخرين ‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على القناع والتأثير على الخرين ‪.‬‬

‫‪ ‬مهارات في التعامل مع الناس بمختلفا فئاتهم ومستوياتهم ‪.‬‬

‫‪ ‬مهارة الستماع والنصات ‪.‬‬

‫‪ ‬مهارات في تقديم النصيحة والمشورة ‪.‬‬

‫‪ ‬مهارة حل المشكلت والبداع في إيجاد الحلول والتسويات المقترحة ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫خطوات السعي في الصلحا‬
‫ومراحله ومتطلبات كل مرحلة والتنبيهات المتعلقة بها ‪:‬‬

‫أول‪ :‬قواعد وأساسيات عند العلم بالخصومة وقبل البدء بالسعي في‬
‫الصلحا بين الناس ‪:‬‬
‫‪ ‬العلم المتيقن بوقوع الخصومة ‪:‬‬
‫لبد على الراغب في الصلحا بين الخصوم أن يكون ذا علم متيقن بوقوع‬
‫الخصومة ‪.‬‬

‫‪ ‬التصور العام للقضية ‪:‬‬


‫فل بد للمصلح إذا أراد الدخول في قضية ما ‪ -‬أن يكون على تصور عام لها ؛ إذ كيفا‬
‫يدخل في مجاهل ‪ ،‬ومفاوز ل يدرك غورها‪ ،‬ول يسبر مسالكها ؟ ‪ .‬فل بد – إذاا ‪ -‬من‬
‫تصور القضية ‪ ،‬ومعرفة أطرافها ‪ ،‬وأحوال أصحابها ‪ ،‬وما يكتنفها من غموض ‪،‬‬
‫وظروفا ومن ثم ينظر في إمكانية الدخول فيها وهي الخطوة التالية ‪.‬‬

‫‪ ‬النظر في إمكان الدخول في القضية ‪:‬‬


‫فإذا تصور المصلح القضية تصورا عاما نظر في إمكان الدخول فيها ‪ ،‬وجدوى السعي‬
‫في حلها ‪ .‬وقد يحتاج إلى الستشارة والستخارة ؛ فربما تكون القضية فوق طاقته ‪،‬‬
‫وربما يكون دخوله فيها كعدمه ‪ ،‬بل ربما لحقه ضرر دون أدنى فائدة ‪ .‬ومن هنا كان‬
‫التحري ‪ ،‬والتروي ‪ ،‬وحسن النظر متحتما ا قبل الدخول في القضية ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ‬أسل تدخل في قضية بشرط النجاحا ‪:‬‬
‫بل عليك ‪ -‬أيها المصلح ‪ -‬بذل الوسع ‪ ،‬واستنفاد الطاقة ‪ ،‬ثم بعد ذلك وسطن نفسك على‬
‫أن محاولتك ربما ل تفلح ؛ فل يكبر عليك ذلك ‪ ،‬وأعلم بأنك مأجور مثاب ‪ ،‬وليس من‬
‫شرط الصلحا إدراك النجاحا ‪ ،‬وليكتن شعارك ) إإتن أ هإريهد إإلا الإ ت‬
‫صلغحا غما اتسغتغطتع ه‬
‫ت غوغما‬

‫ت غوإإغلتيإه أ هإني ه‬
‫ب ( ]هود‪. [88 :‬‬ ‫غتتوإفيإقي إإلا إبا ا إ‬
‫ل غعغلتيإه غتغواكتل ه‬

‫‪ ‬الدعاء وسؤال ا التوفيق ‪:‬‬


‫فمهما بلغ النسان من الكياسة والفطنة ‪ ،‬والسياسة ‪ ،‬وحسن التصرفا ‪ -‬فإنه ل‬
‫يستغني عن توفيق ا ولطفه ‪ ،‬وإعانته ؛ فليلجأ المصلح إلى ربه وليسأله التوفيق ‪،‬‬
‫والتسديد ‪ ,‬واللطفا ‪ ،‬فإنه ‪ -‬عز وجل ‪ -‬يجيب من دعاه ‪ ،‬ويعين من استعان به‬

‫) وقال ربكم ادعوني استجب لكم ( ]غافر‪. [60 :‬‬

‫‪ ‬اختيار الوقت المناسب للصلح وعدم العجلة ‪:‬‬


‫يجب اختيار الوقت المناسب للصلح بين المتخاصمين حتى يؤتي الصلح ثماره ويكون‬
‫أوقع في النفوس وأحيانا يفضل أن ل تبدأ بالصلحا حتى تبرد القضية ويخفا حدة‬
‫النزاع وينطفئ نار الغضب ثم بعد ذلك تصلح بينهما لكن إذا أبيت إل التدخل فعليك‬
‫بتهدئة النفوس وجبر الخواطر ونزع فتيل الغضب أول ‪.‬‬

‫‪ ‬التدرج في عرض الصلح ‪:‬‬


‫أن يكون الحديث والسعي على مراحل متدرجة وجرعات ‪ ،‬تبدأ خفيفة ‪ ،‬ثم تكثفا بعد‬
‫ذلك ‪ ،‬فيستحسن التمهيد للموضوع ‪ ،‬وجس النبض ‪ ،‬ثم المعاودة بعد مدة من الزمن ‪،‬‬
‫ثم يكثفا الجهد بعد ذلك ؛ ويتأكد التدرج في القضايا المستعصية و الخصوم المتعنتين·‬

‫‪23‬‬
‫‪ ‬الحذر من اليأس ‪:‬‬
‫فربما حاولت المحاولة الولى ‪ ،‬وبذلت وسعك في معالجة المشكلة فأخفقت ؛ فإن كنت‬
‫قصير الانغفس ‪ ،‬ضيق الصدر أيست من العلج ‪ ،‬وتركت المحاولة إلى غير رجعة ‪ .‬أما‬
‫إذا أخذت بسياسة النفس الطويل ‪ ،‬وتدسرجت في مراحل العلج مرحلة مرحلة أوشكت‬
‫أن تصل إلى مبتغاك ‪.‬‬

‫والمسارة ‪:‬‬
‫س‬ ‫‪ ‬سلوك مسلك النجوى‬
‫إن من الخير في باب الصلحا بين الناس أن يسلك به المصلح مسلك النجوى‬
‫والمسار ة فإن من الناس من يصر على أن تكون المبادرة من خصمه وآخر يتأذى من‬
‫س‬
‫نشر مشاكله أمام الناس ومن المعلوم أنه كلما ضاق نطاق الخلفا كان من السهل‬
‫القضاء عليه فلذلك تفضل النجوى في الصلحا قال تعالى ) ل خير في كثير من‬

‫نجواهم إل من أمر بصدقة أو معروفا أو إصلحا بين الناس ( ]النساء‪. [114 :‬‬

‫‪ ‬الوضوحا والصراحة ‪:‬‬


‫والمقصود بالصراحة ألس يساير أحداا من الخصمين على باطل ‪ ،‬وألس غيإعغد أحداا منهما‬
‫وعداا وهو غير قادر على إنفاذه ‪ ،‬إلى غير ذلك مما يستلزم الوضوحا والصدق‪ .‬وليس‬
‫من شرط ذلك أن يشتد المصلح ‪ ،‬أو أن يواجه الخصوم بما يكرهون بحجة أنه صريح‬
‫‪ ،‬بل يحرص على أن تكون صراحته مغلفة بالدب واللباقة ‪ ،‬وأن تكون كلماته‬
‫خفيفة ؛ كما ل ينافي الصراحغة تنميهة الخير‪ ,‬واستعمال المعاريض ‪ ,‬والعبارات‬
‫الواسعة التي تهصلح وتقرب كما ستقرأ في النقطة التالية ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ ‬جواز الكذب لجل الصلحا ‪:‬‬
‫أذن الشارع للمصلح بنوع من الكذب في العبارات وفي المور التي توفق وتقرب‬
‫وتخففا من شدة العداوة وتحببهم إلى بعض قال صلى ا عليه وسلم ) ليس الكذاب‬
‫الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا ( رواه البخاري ‪ .‬ومن أمثلة ذلك أن‬
‫يحاول المصلح تبرير أعمال كل من المتخاصمين وأقوالهما بما يحقق التقارب ‪،‬‬
‫ويزيل أسباب الشقاق والخلفا ‪ ،‬وأحيانا ينفي بعض أقوالهما السيئة فيما بينهما ‪،‬‬
‫وينسب إلى كل منهما من القوال الحسنة في حق صاحبه مما لم يقله مثل أن يقول ‪:‬‬
‫فلن يسلم عليك ويحبك ‪ ،‬وما يقول فيك إل خيرا ونحو ذلك ‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية مراعاة الخواطر وتهدئة النفوس ‪:‬‬


‫ويندرج تحت ذلك أمور كثيرة ‪ ،‬وربما كان بعضها صغيراا ‪ ،‬لكنه قد يغير مسار‬
‫ض الكلمات الجافية المثيرة ‪ ،‬واستعمال ه‬
‫ب بع إ‬ ‫القضية تماما ا ‪ ،‬فيدخل تح غ‬
‫ت ذلك تجن ه‬
‫العبارات اللئقة الجميلة التي تبهج النفس ‪ ،‬وتشرحا الصدر ‪.‬‬
‫ويدخل في ذلك اللمسهة الحانيهة ‪ ،‬والبسمهة الصادقة ‪ ،‬ويدخل فيه استثارة النخوة ‪،‬‬
‫وتحريك العاطفة ‪ ،‬بل قد يدخل فيه العتب والغضب إذا كان ذلك في محله ‪ ،‬وممن يليق‬
‫منه ذلك ‪ .‬ويدخل في ذلك مراعاة العادات ‪ ،‬وفهم الطبائع والنفسيات ‪ .‬فهذه المور‪،‬‬
‫وما جرى مجراها من جملة ما يحتاجه المصلح ‪.‬‬

‫‪ ‬الرفع من قيمة المتخاصمين ‪:‬‬


‫وذلك بإنزالهم منازلهم ‪ ،‬ومناداتهم بأحب أسمائهم إليهم ‪ ،‬والحذر من انتقاصهم ‪ ،‬أو‬
‫الحسط من أقدارهم ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬الحذر من الوقيعة بأحد الخصمين عند الخر ‪:‬‬
‫حتى لو كان ذلك مجاملة ومسايرة لخصمه فهذا منافي لما يجب على المصلح أن‬
‫يتصفا به وهو ضرب من الغيبة المحرمة ‪ ,‬ولنهما ربما اصطلحا‪ ،‬فأخبر كل واحد‬
‫منهما بما قلته في صاحبه ؛ فتحصل على الضرر من غير ما فائدة ‪ ،‬وقديما ا قيل ‪:‬‬
‫ت في العداء‬ ‫ب عاديغته في صاح ق‬
‫ب‪ ...............‬فتصالحا وبقي غ‬ ‫كم صاح ق‬

‫في كل الخطوات عليك دائما بالوعظ والنصيحة وتذكير الخصوم بالعاقبة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فيحسن بالمصلح أن هيذمكر الطرافا المتخاصمة بالعاقبة ؛ فيذكرهم بعاقبة الخصومة ‪,‬‬
‫وما تجلبه من الشقاق ‪ ,‬وتوارث العداوات ‪ ,‬واشتغال القلوب ‪ ,‬وغفلتها عن مصالحها‬
‫‪ .‬ويذكرهم كذلك بالعاقبة الحميدة للصلح في الدنيا والخرة ‪ ,‬ويسوق لهم الثار‬
‫الواردة في ذلك كقوله تعالى ‪ ) : -‬غوأغتن غتتعهفوا أغتقغر ه‬
‫ب إللاتتقغوى ( ]البقرة‪[237 :‬وكقوله ‪) :‬‬
‫صغلغح غفأ غتجهرهه غعغلى‬
‫س ( ]آل عمران‪ [134 :‬وكقوله ‪ ) :‬غفغمتن غعغفا غوأغ ت‬
‫غواتلغعاإفيغن غعتن الانا إ‬
‫ا ( ]الشورى‪ . [40 :‬ويسوق لهم قصصا ا لناس عفوا ‪ ,‬فحصل لهم من العز ‪,‬‬ ‫اإ‬
‫والخير ما حصل ‪ ...‬فذلك يبعث النفوس إلى القصار عن التمادي في الخصام ‪ .‬ول‬
‫بأس بالطالة في النصح والوعظ والكثار من ذكر اليات والحاديث إذا دعت‬
‫الحاجة ‪.‬‬

‫‪ ‬عليك بحسن الستماع ‪:‬‬


‫لن كلا طرفا من الطرافا يزعم أنه على حق ‪ ،‬وأن صاحبه على باطل ؛ فيحتاج كل ب‬
‫واحد منهما إلى غمتن غيستمع إليه ‪ ،‬ويرفق به ‪ ،‬ويأخذ ويعطي معه ‪ .‬بل إن بعض‬
‫الخصوم يكفيه أن يفرغ ما في نفسه من غيظ ‪ ،‬أو كلم ؛ فيشعر بعد ذلك بالراحة ‪،‬‬
‫ويكون مستعداا لما هيراد منه ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ‬أهمية تحديد المشكلة بدقة ‪:‬‬
‫فل تعتمد إل على الحقائق الثابتة ل على العواطفا والتخمينات والراء والشاعات أو‬
‫المشاعر فهذه رغم أنها أشياء مؤثرة في القضية إل أنها تعتبر ثانوية للمشكلة في حد‬
‫ذاتها وعرضه للنكار والرفض أما الحقائق فمن الصعب الجدل بشأنها ‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة معرفة السباب الحقيقية للخصام ‪:‬‬


‫يجب أن تضع في الحسبان دائما أن السبيل إلى الصلحا بين المتخاصمين وإنهائه‬
‫تماما هو معرفة السباب الحقيقية التي أدت إلى نشوب الخصام فان استطعت أن تعرفها‬
‫وتعالجها بشكل يرضي الطرفين كان ما بقي سهل وتضمن بذلك أن يدوم الصلح بينهما‬
‫أما إذا قمت فقط بوعظهم ونصحهم والإلحاحا عليهم بجاهك فقد يستجيبون لك حياءاا‬
‫صوريا ثم ما يلبث أن يرجع الخصام مثل ما كان وأشد ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ويتصالحون صلحا‬
‫ومما يجدر التنبيه إليه أن أطرافا النزاع قد يجدون صعوبة في تقديم المعلومات أو‬
‫إيضاحا السباب الحقيقية التي ليست في صالحهم ‪ .‬فعليك اكتشافها بنفسك واختبار‬
‫المعلومات المقدمة لك بطريقتك ‪.‬‬

‫التنبه إلى المعوقات والصعوبات والستعداد لها ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ل يكن في ظنك أن سبيل الصلحا بين الناس ممهد ومتيسر لكل مصلح وأنه‬
‫سيستجاب لك في كل ما تطلبه وتنصح به بل عليك أن تعود نفسك وتوطنها على‬
‫مواجهة الصعوبات والعقبات والمعوقات الكثيرة والتي منها على سبيل مثال ل‬
‫الحصر ‪ :‬تعنت الخصوم أو احدهما وعدم تنازلهم أو تقبلهم للصلحا أو عدم تجاوب‬
‫الخصمين أو أحدهما في إبداء السباب الحقيقة للنزاع أو ‪ ،‬أو عدم الحضور لمحاولة‬
‫تقريب وجهات النظر بينهما · أو تدخل القارب أو المعارفا بين المتخاصمين بحسن‬
‫أو بسوء نية ؛ أو محاولة الخداع والكذب والخلط في الدعاوى ·‬

‫‪27‬‬
‫‪ ‬ضرورة الحياد والستقللية ‪:‬‬
‫في تعاملك مع الطرافا والتنبه إلى محاولت أطرافا الخصومة لجرك كي تنحاز إلى‬
‫جانبه وتبني موقفه والدفاع عنه ؛ حافظ دائما على استقللك وابق محايدا وحافظ‬
‫على مسافة واحدة معهم حتى ل تفقد قدرتك على التأثير والقناع ‪.‬‬

‫‪ ‬التنبه إلى اختلفا أحوال الناس في تعاملهم عند النزاع والخصومة ‪:‬‬
‫فمنهم المتعنت الصلب ومنهم اللين السهل ومنهم الصادق ومنهم الكاذب ومنهم من‬
‫يتأثر بالمواعظ والحاديث وثواب الخرة ومنهم من تؤثر فيه المصالح الدنيوية أو‬
‫المال أو الكرام والتقدير وهكذا فيجب على المصلح مراعاة ذلك ومعاملة كل خصم بما‬
‫يؤثر فيه ‪.‬‬

‫‪ ‬عليكم بالمتابعة حتى النهاية ‪:‬‬


‫لحل النزاع ‪ ،‬وعدم تركه معلقا ‪ ،‬فتترك للشيطان الفرصة الذهبية ليعيد الخلفا‬
‫والنزاع فتذهب الجهود سدى ‪.‬‬

‫‪ ‬وأخيرا قد تحتاج إلى تطبيق كل خطوة من خطوات السعي في الصلحا والى تجريب‬
‫كل وسيلة وقد ل تحتاج إل إلى نصيحة وكلمة طيبة فقط كل ذلك يعتمد على توفيق‬
‫ا ثم تقبل الخصوم واستعدادهم للصلح والى طبيعة المشكلة ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عند البدء في الصلحا والتصال المبدئي بالطرافا والجتماع‬
‫بهم ‪:‬‬

‫‪ ‬التأكد من تعاملك فقط مع الخصوم المعنيين بالقضية ‪:‬‬


‫أو موكلين بمهمة التفاوض وان يكونوا كاملي الهلية لن التصالح مع الصغير أو‬
‫المجنون أو السكران ل يقبل ويجب كذلك التأكد من صحة وكالة الوكيل‪,‬وأن يكون ذا علم‬
‫متيقن بهم حتى ل يقع في الخطأ فيعقد الصلح مع شخص فضولي ل دخل له فيكون وجود‬
‫الصلح كعدمه ‪.‬‬

‫‪ ‬تحييد وإبعاد كل من ل يريد الصلحا أو يقفا حائل دونه ‪:‬‬


‫أن ت حرص على إبعاد كل من ظهر منه لدد وتشغيب في الخصومة ممن ل أهمية لوجوده‬
‫إذ ل يحل إدخال اللدد على المسلمين ‪.‬‬

‫‪ ‬الستعانة بمن يفيد ويرغب في إنهاء النزاع ‪:‬‬


‫سواء من أقارب الطرافا ‪ ،‬أو من أصدقائهم ‪ ،‬أو معارفهم ‪ ،‬أو من له تأثير عليهم ‪.‬‬
‫وهيراعى في ذلك أن يكون أولئك من ذوي الرأي والبصيرة والحكمة خاصة من عرفا‬
‫حرصه ورغبته في الصلحا وحسنت نيتهم وصدق حالهم ‪.‬‬

‫‪ ‬ينبغي استقبال الخصوم بالبشاشة واللين ‪:‬‬


‫ومحاولة التخفيفا من حدة غضبهم ‪ ،‬والتغاضي عن الساءات التي قد تحصل من بعضهم‬
‫وإتباع الطرق الصحيحة في مناقشتهم وذلك باختيار اليات والحاديث المناسبة ‪،‬والكلمات‬
‫التوجيهية ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ ‬تقييم الشخصيات ‪:‬‬
‫ويقوم المصلح في هذا التصال المبدئي بمعرفة شخصيات الخصوم ونفسياتهم فإن شعر‬
‫بأ ن كل طرفا يتعامل مع الحقائق ويحترم الطرفا الخر ‪ .‬فهذا يعني أن هناك فرصة‬
‫جيدة للتوصل إلى صلح سريع أما إن ركز كل طرفا جهده على النيل من الطرفا الخر‬
‫فهذا يعني أن المصلح سيبذل جهدا مضنيا في مهمته ‪.‬‬

‫‪ ‬خطة وأهدافا الجراءات العملية ‪ :‬التي ينبغي أن تسعى إلى تحقيقها حتى تصل إلى‬
‫هدفك الساسي وهو الصلحا بين الخصوم ‪:‬‬

‫‪ -1‬إعادة الحوار بين الطرفين خاصة أن كثيراا من الخصومات يحصل فيها قطيعة وهجر‬
‫وانعدام التواصل وبالتالي سوء الفهم للمواقفا ‪.‬‬

‫‪ -2‬إقناعهما بضرورة التوصل إلى حل وسط مرضي وتوضيح أن ذلك هو سبيل الصلحا‬
‫أن يخرج الجميع متصالحين ومحققين مكاسب من اتفاقهم والتأكيد على أن أساس الصلح‬
‫وقاعدته هو تنازل من الطرفين عن بعض حقوقهما حفاظا على بقاء حبل المودة وإزالة‬
‫لسباب العداوة والضغينة ‪.‬‬

‫‪ -3‬السماحا لهما بتفريغ كل المشاعر السلبية في منتهى السرية ‪ .‬وإبداء المصلح شيئا من‬
‫التعاطفا مع كل الطرفين بهدفا تضميد الجراحا وتهدئة النفوس وجبر الخواطر ‪.‬‬

‫‪ -4‬دفع الجانبين إلى التركيز على القضايا والحقائق بدل من العواطفا والقاويل‬
‫والشاعات ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -5‬حمل الطرفين على التركيز على المصالح المتبادلة والهدافا المشتركة والعلقات‬
‫الوثيقة والتركيز على نقاط التفاق بدل من الصراعات ‪.‬‬

‫‪ -6‬إقناع الطرفين بان عملية الصلحا ذات أهمية وستنجح في فض النزاع وقطع‬
‫الخصومة إضافة إلى إزالة الضغينة والعداوة و عودة العلقات السابقة الحميمة ‪.‬‬

‫‪ -7‬حمل الطرفين على التقدم بحلول مقترحة للنزاع يرضي بها الطرفان وتقريب وجهات‬
‫النظر وإيجاد مربع اتفاق بين الخصوم ) مربع التفاق سوفا يتم بيانه لحقا ( ‪.‬‬

‫‪ -8‬إقناع الطرفين بأن الطرفا الخر يمكنه أن يرضى ويتواءم مع التفاق النهائي ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أولى الجلسات النفرادية ‪:‬‬

‫النفراد بكل طرفا على حدة ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫فاللقاء الفردي بكل واحد من الطرافا ربما يحسن في بعض الحالت ؛ حتى ل يحصل‬
‫الصراع والعراك في بداية المر ؛ فيتعذر الصلحا‪ .‬فإذا حصل اللقاء الفردي كان ذلك‬
‫سببا ا لن يقفا الهم ت‬
‫صلإهح على حقيقة المر ‪ ،‬وما يريده كل طرفا من الخر ‪.‬‬

‫اختيار المكان المناسب لهذه الجلسات ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫حيث إن مكان الخصوم أحيانا ا ل يناسب للسعي في الصلح فيها لما يحيط بهم من‬
‫ظروفا اجتماعية وأقارب ‪ ،‬أو ذوي نيات سيئة أو كاره للصلحا لذلك يمكن الترتيب‬
‫ومتابعة الخصوم والحديث إليهم في غير مقر إقامتهم ·‬

‫من أهدافا هذه الجلسات ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫من أهدافا الجلسات النفرادية بين المتخاصمين إعطاء فرصة للستماع للخصم‬
‫ومراعاة مشاعره والتخفيفا منها وإبداء التعاطفا مع كل الطرفين وتليين قلبيهما إلى‬
‫قبول الصلح مع الثناء على لسان أحدهما للخر ‪ .‬ومحاولة المصلح تبرير أعمال كل‬
‫من المتخاصمين وأقوالهما بما يحقق التقارب ‪ ،‬ويزيل أسباب الشقاق والخلفا ‪،‬‬
‫وأحيانا ينفي بعض أقوالهما السيئة فيما بينهما ‪ ،‬وينسب إلى كل منهما من القوال‬
‫الحسنة في حق صاحبه مما لم يقله مثل أن يقول ‪ :‬فلن يسلم عليك ويحبك ‪ ،‬وما‬
‫يقول فيك إل خيرا ونحو ذلك ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ ‬عليك بحسن الستماع وأكررها للتأكيد ولهميتها في هذه المرحلة بالذات ‪:‬‬
‫لن كلا طرفا من الطرافا يزعم أنه على حق ‪ ،‬وأن صاحبه على باطل ؛ فيحتاج كل ب‬
‫واحد منهما إلى غمتن غيستمع إليه ‪ ،‬ويرفق به ‪ ،‬ويأخذ ويعطي معه ‪ .‬بل إن بعض‬
‫الخصوم يكفيه أن يفرغ ما في نفسه من غيظ‪ ،‬أو كلم ؛ فيشعر بعد ذلك بالراحة ‪،‬‬
‫ويكون مستعداا لما هيراد منه ‪.‬‬

‫ينبغي أن يطرحا المصلح السئلة التالية أو أية أسئلة أخرى تساعد على فهم‬ ‫‪‬‬
‫قضية النزاع وتصورها تصورا كامل ليجاد الحل المناسب والعادل لهما ‪:‬‬

‫‪ -1‬ما هي قضية النزاع وكيفا نشب النزاع بين الطرفين ومتى وما هي أسبابه وما‬
‫هي التبعات التي حدثت وأثرت عليهما أو زادت في حدة النزاع ؟ ‪.‬‬
‫‪ -2‬شكل الخسارة والضرار التي لحقت بهما وتعرض لها كل الطرفين من جراء هذا‬
‫النزاع ؟‪.‬‬
‫‪ -3‬المور التي يسعى الطرفان لحلها ؟‪.‬‬
‫‪ -4‬التسوية أو الحل المقترحا من وجهه نظر كل طرفا وما هو الحل الذي يطلبه كل‬
‫طرفا وما الذي يمكن أن يقبل به ؟ ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫رابعا ‪ :‬ثاني الجلسات النفرادية وتبادل الراء والمطالب ‪:‬‬

‫ستعرفا الطرفان في هذه المرحلة على بعض السباب التي أدت إلى نشوب النزاع‬
‫ه‬ ‫‪‬‬
‫مع تبرير بعض التصرفات التي قد تزيد الشقة وستهعرفا كل طرفا على مطالب‬
‫الطرفا الخر وستؤكد على أهمية التركيز على الحقائق ل العواطفا كما يجب أن‬
‫تشعرهما بأنهما يسيران في الطريق الصحيح لنهاء خصومتهم وحل قضيتهم بما‬
‫يرضي الطرفين ‪.‬‬

‫أن تذكر كل طرفا بأنه يحب أن يسعى لن يكون أكثر تجاوبا وأكثر اعتدال في‬ ‫‪‬‬
‫مطالبه وشروطه ‪.‬‬

‫يجب أن تبرز أهمية المرونة والتسامح لتجنب الطرق المسدودة فيما بعد ؛ وهو‬ ‫‪‬‬
‫ما يعد أحد العوامل الساسية لنجاحا مسعاك ‪.‬‬

‫عدم مواجهة بعضهم بعضا ا فيما يدعيه كل منهما على الخر ‪ ،‬منعا ا لزيادة الفرقة‬ ‫‪‬‬
‫والشقاق بينهما ‪.‬‬

‫إيجاد مربع التفاق ‪:‬‬

‫من الساليب الدارية الحديثة في حل النزاع والتي يناسب أن يتعلمها المصلح ويطبقها‬
‫خاصة في النزاعات التي تكون على حقوق ) أموال أو أراضي أو عقار ونحوه ( إيجاد ما‬
‫يطلق عليه مربع اتفاق ‪ .‬ففي موقفا الصراع يتخذ الطرفان موقفين متضادين تماما‬
‫بعيدين عن أي حل ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫>‪>-----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫موقفا الطرفا) ‪(2‬‬ ‫موقفا الطرفا )‪( 1‬‬

‫وفي العادة يكون الحل الذي سيرضاه كل طرفا وسطا بين ما يرغبه فعليا وما يمكنه‬
‫قبوله‬

‫موقفا الطرفا )‪<----------------------------------------------------------------(1‬‬


‫ما يمكن أن يقبله‬ ‫ما يرغبه الطرفا )‪(1‬‬

‫ما يرغبه الطرفا )‪(2‬‬ ‫ما يمكن أن يقبله‬


‫>‪----------------------------------------------------------------‬موقفا الطرفا )‪(2‬‬

‫وعندما يتداخل الموقفان نحصل على مربع التفاق‬

‫مربع التفـــاق ]‬ ‫[‬

‫<‪---------------------------------------------------‬‬
‫ما يمكن أن يقبلـه‬ ‫ما يطلبه الطرفا ) ‪( 1‬‬
‫‪>---------------------------------------------‬‬
‫ما يطلبه الطرفا ) ‪( 2‬‬ ‫ما يمكن أن يقبلـــه‬

‫وأي اتفاق بين الطرفين في مربع التفاق هذا سوفا يكون مقبوله‬

‫‪35‬‬
‫ودورك أيها المصلح هو تحريك الطرفين في اتجاه مربع التفاق ولكي تنجح في ذلك‬
‫سوفا يفيدك أن تعرفا ‪:‬‬
‫‪ -1‬ليس فقط ما يرغبه كل طرفا ولكن أيضا ما يمكن أن يقبل به ‪.‬‬
‫‪ -2‬وأيضا ما هما مستعدان على التخلي عنه أو المقايضة به أو المساومة بشأنه‬
‫بحيث يمكنهما التحرك في اتجاه مربع التفاق ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومعرفة ما يمكن أن يطلب عوضا إذا ما قرر ووافق الطرفان على استخدام‬
‫أسلوب المساومة ‪.‬‬
‫ومن المفيد أن تعرفا انه كلما عمد احد الطرفين إلى أسلوب المساومة مالت القضية‬
‫إلى الحل أكثر ؛ وأي تسوية يتم التوصل إليها في إطار مربع التفاق عادة ما تحقق‬
‫مبدأ فائز فائز )المقصود بمبدأ فائز فائز هو أن يشعر الخصمان كلهما أنهما قد كسبا‬
‫وربحا في هذا التفاق والصلح ( ومن ثم التصالح وهذا لن الطرفان يرضيان‬
‫بالتسوية داخل الحدود المقبولة بالنسبة لهما ‪.‬‬

‫‪ ‬الخصم المتعنت ‪:‬‬


‫من أساليب مفاوضة الخصوم المتعنتين ومساومتهم للتخفيفا من حدة مواقفهم أو‬
‫التوسط في مطالبهم وشروطهم ‪:‬‬
‫‪ .1‬العتماد والتوكل على ا والصبر والتحمل ‪.‬‬
‫‪ .2‬الوعظ والنصيحة وتذكيره بفضيلة العفو والتسامح والصلح وبيان أجره عند ا‬
‫عز وجل وذكر اليات والحاديث التي تحث على ذلك ‪.‬‬
‫‪ .3‬الجلسات النفرادية مع الخصم المتعنت والتدرج في عرض الصلح عليه كما‬
‫ذكرنا ‪.‬‬
‫‪ .4‬الستعانة بالقارب ممن يرغبون في الصلحا وخاصة ممن لهم مكانة عند هذا‬
‫الخصم ‪.‬‬
‫‪ .5‬الرفع من قيمة الخصم ‪.‬‬
‫‪ .6‬أيضا كذلك مناقشة الطلبات والشروط والمطالبة بترتيبها من حيث الهمية‬

‫‪36‬‬
‫‪ .7‬ومناقشة صحة وقوة ما يستند إليه ومدى قوة موقفه وهل من صالحه التعنت أم‬
‫الصلح وبيان مزايا الصلح على القضاء وبيان موقفه لو رفع المر من القضاء ‪.‬‬
‫‪ .8‬مطالبته بطرحا القتراحات والحلول وعروض التسوية ‪.‬‬

‫هذه بعض الساليب في مواجهة الخصم المتعنت وهي تختلفا باختلفا الشخص وقد‬
‫يتناسب مع شخص أن تأتي إليه بأسلوب الوعظ والنصح وقد يتناسب مع أخر الستعانة‬
‫بالقارب أو أكابر الناس كل ذلك يعتمد على طبيعة الشخص )راجع قواعد وأساسيات عند‬
‫العلم بالخصومة وقبل البدء بالصلحا ( ‪.‬‬

‫وحين تطرحا القتراحات من كل الطرفين وحين يتم إيجاد مربع اتفاق يرضى بها‬ ‫‪‬‬

‫الطرفين نكون قد انتقلنا إلى مرحلة جديدة ذات أهمية وهي مرحلة الجلسات‬
‫المشتركة ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫خامسا ‪ :‬أثناء الجلسات المشتركة ‪:‬‬
‫مكان انعقاد الجتماع ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب أن ينعقد الجتماع المبدئي في مقر الوسيط ؛ فإن لم يكن ففي أي مكان محايد ‪.‬‬

‫الـتأكد من حضور الجميع‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫التأكد من حضور الخصوم وكل من له علقة بالقضية أو يلحقه ضرر من الصلح الذي‬
‫سيتم ‪.‬‬
‫المحافظة على آداب المجلس ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وأن يؤكد و يطلب من الحضور عدم التطاول على بعض وشتم وبعض وخلط الدعاوي‬
‫والحجج ‪.‬‬

‫ويبادر المصلح عند بداية الجتماع بالحديث وافتتاحا الحوار ويبدأ بخطبة الصلح ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ويفضل أن يطيل فيها للتأثير وكانت العرب ل ترى بأسا من إطالة خطبة الصلح ول‬
‫يعدونه من الطناب الممل قيل لقيس بن خارجة ‪ :‬ما عندك في حمالت داحس ؟ قال ‪:‬‬
‫عندي قرا كل س نازل ‪ ،‬ورضا كل س ساخط ‪ ،‬وخطبة من لدن مطلع ال س‬
‫شمس إلى أن تغرب ‪،‬‬
‫آمر فيها بالستواصل وأنهى عن التقاطع ‪.‬‬

‫‪ ‬وعليك في هذه الخطبة تذكير الخصوم بالعاقبة ‪:‬‬


‫فيحسن بالمصلح أن هيذمكر الطرافا المتخاصمة بالعاقبة ؛ فيذكرهم بعاقبة الخصومة ‪,‬‬
‫وما تجلبه من الشقاق ‪ ,‬وتوارث العداوات ‪ ,‬واشتغال القلوب ‪ ,‬وغفلتها عن مصالحها‬
‫‪ .‬ويذكرهم كذلك بالعاقبة الحميدة للصلح في الدنيا والخرة ‪ ,‬ويسوق لهم الثار‬
‫الواردة في ذلك كقوله – تعالى ‪ ) : -‬غوأغتن غتتعهفوا أغتقغر ه‬
‫ب إللاتتقغوى ( ]البقرة‪[237 :‬‬
‫س ( ]آل عمران ‪ [134 :‬وكقوله ‪ ) :‬غفغمتن غعغفا غوأغ ت‬
‫صلغغح‬ ‫وكقوله ‪ ) :‬غواتلغعاإفيغن غعتن الانا إ‬
‫اإ ( ]الشورى‪ . [40 :‬ويسوق لهم قصصا ا لناس عفوا ‪ ,‬فحصل لهم من‬ ‫غفأ غتجهرهه غعغلى ا‬
‫العز‪ ,‬والخير ما حصل ‪ .‬وهكذا…‬

‫‪38‬‬
‫‪ ‬والتأكيد على أن الصلح في غالب أحواله فيه تضحية وتنازل من الجانبين ‪:‬‬
‫ونزول عن بعض الحق المدعى لذا فهو يغلب عليه عدم الرضى الكامل والباطن بين‬
‫المتصالحين أو احدهما إل انه بمقابل ذلك يبين لهم ما يحصل للمتصالحين بعد إبرامه‬
‫من إنهاء النزاع واستحقاق لما اتفق عليه مما ينتج عنه من استقرار للملك‬
‫والحقوق وزوال الخصومات واختصار للجهد والوقت وإصلحا ذات البين ‪.‬‬

‫ويحرص على التركيز على أهمية المور التية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يجب أن يؤكد أنه ليس قاضيا أو حكما وأن هدفه الصلحا وأنهم لم يجتمعوا في هذا‬
‫المكان كي يسعى احد الطرافا لقناعه أو إقناع الطرفا الخر بأنه هو المصيب وأن‬
‫الخر هو المخطئ كما يجب أن يخبرهم أن الصلح لن يؤتي ثماره إن أصر احد‬
‫الطرفين على التعنت والتمسك بوضعه المبدئي في محاولة لثبات خطأ الطرفا الخر‪.‬‬

‫وبعد ذلك يبدأ كل طرفا بعرض وبيان موقفه وهي إحدى النقاط بالغة الهمية إذ‬ ‫‪‬‬
‫أن الخلفا قد يكون قد نشب بين الجانبين منذ شهور كما انه يرجح أن يكون‬
‫التصال قد انقطع بينهما ؛ أما الن فقد أصبح كل طرفا قادرا على شرحا قضيته‬
‫مباشرة للطرفا الخر وهي نقطة نفسية وحساسة وبالغة الهمية بالنسبة‬
‫للطرفين إذ أن كل طرفا سيشعر بالرتياحا بعد أن افرغ كل ما في جعبته وهذا‬
‫يعني أن الحالة المعنوية لكل الطرفين قد باتت مرتفعة وأن الطريق قد أصبح‬
‫ممهدا للتوصل إلى حل وسط ‪.‬‬
‫ا‬

‫فإن قام احد الطرفين بطرحا نقطة ما لثارة الجدل ولكن بدون دليل فيجب أن يذكره‬ ‫‪‬‬
‫المصلح بلطفا بأنه ل يصح التعامل إل مع الحقائق المثبتة وأن الظنون‬
‫والتخمينات ل يعتد بها ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫سادسا ‪ :‬فإذا تم التفاق والتراضي والوصول إلى حل مقبول من‬
‫الطرفين فيجب التنبه إلى أمور ‪:‬‬

‫‪ ‬الحذر من إلحاق الضرر بأيق من الخصوم ‪:‬‬


‫وذلك بالحرص على أسل يترتب على الصلحا إضرار بأحد الطرافا قال رسول ا صل‬
‫ا عليه وسلم ) ل ضرر ول ضرار ( ‪ ،‬ول بد حتى في الصلح من مراعاة العدل‬
‫وعدم الظلم والتعدي قال تعالى ) ‪....‬فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن ا يحب‬
‫المقسطين ( ]الحجرات‪. [9 :‬‬

‫‪ ‬ضرورة الرضا على ما تم التفاق عليه من قبل الخصوم ‪:‬‬


‫لن المقصود من الصلح هو إنهاء الخصومة وقطعها فإذا انعدم التراضي وأجبر أحد‬
‫الطرفين على ما ل يريد ظل النزاع قائما ولم تحصل فائدة جهود الصلحا ثم إن‬
‫الصلح يكون فيه غالبا تنازل عن بعض حق المدعى وهذا تبرع والتبرع ل يكون إل‬
‫برضا من الشخص قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) ل يحل مال امرئ مسلم إل‬
‫بطيب نفس منه ( ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫سابعا ‪ :‬بعد التفاق والتصالح ‪:‬‬

‫‪ ‬مشروعية توثيق عقد الصلح والشهاد عليه ‪:‬‬


‫حيث أن هذا الجراء سبب من أسباب درء الخصومات وقطع المنازعات فان غالب‬
‫الخصومات ترجع إلى عدم وجود بينه عند أحد الخصوم أو كلهما ‪.‬وينبغي عند توثيق‬
‫الصلح الذي تم مراعاة التي ‪:‬أن يكون مبدوءاا ببسم ا الرحمن الرحيم وأن يكتب‬
‫أسماء المتصالحين كاملة وأن تشتمل الوثيقة على الشارة إلى نوع المصالحة‬
‫والمور التي اشتملت عليها وذكر الشروط والمستثنيات ونحو ذلك وكذا ذكر من قام‬
‫بالمصالحة فيما بينهم وأن يذكر الشهود بأسمائهم ويشير إلى حضورهم إن كانوا‬
‫حاضرين وقت كتابة الوثيقة وأن تشتمل الوثيقة على ذكر تاريخ اليوم والشهر والسنة‬
‫وأن تشتمل وثيقة الصلح على المضاء من أطرافا النزاع والشهود ومن قام‬
‫بالصلحا وكاتب الوثيقة وينبغي أن يجعل للوثيقة أكثر من نسخة كأن تكون‬
‫للخصمين نسختان ويحتفظ المصلح بنسخة عنده ‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن ينبه الجميع أنه إذا وقع الصلح بشروطه من شأنه أن يسقط الحقوق ‪:‬‬
‫والدعاوى التي جرت من أجلها المصالحة وأن يؤمن لكل من الطرفين ملكية الشياء‬
‫التي سلمها إليه الفريق الخر أو الحقوق التي اعترفا بها ‪ .‬مع العلم أن اثر الصلح‬
‫يقتصر على الحقوق التي تناولها وحسم الخصومة فيها دون غيرها ‪.‬‬

‫‪ ‬وأن يتم تنفيذ ما أتفق عليه ‪:‬‬


‫فلبد من الصلح المبرم بين طرفين أو أكثر من إلزام بما اتفق عليه وتنفيذ لثاره‬
‫المترتبة على ذلك حيث أن وقوع الصلح مجردا عن آثاره المترتبة على وقوعه‬
‫وإبرامه وعدم تنفيذها يجعله قريبا من الصلح الجوفا ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬وإذا لم يتم تنفيذ ما اتفق عليه ‪:‬‬
‫في حالة وقوع الصلح بين المتصالحين والنتهاء من إبرامه وإمضاءه ولم يحصل‬
‫من ذلك تنفيذ عملي للصلح كأن يكون ناتجا عنه مماطلة وظلم من أحد أطرافا‬
‫الخصومة فانه يجوز للخر أن يطلب إما تنفيذ للصلح المتفق عليه مع المكان أو‬
‫فسخ الصلح لنه تبيسنا بذلك ظلم الخصم الخر وإيراده المشاقة وإيقاع الضرر بخصمه‬
‫والضرر يزال ‪.‬‬

‫‪ ‬التأكيد على أطرافا الخصومة بعدم التحدث ‪:‬‬


‫بما حصل من الخصومة وأل يذكراه لكائن من كان وان يحتسب كل منها ذلك عند ا‬
‫تعالى وكذلك أل يغتاب خصمه أو يسبه أو يشتمه في حضوره أو غيابه ‪.‬‬

‫‪ ‬وأن يطلب المصلح من الطرفين بعد التفاق البراء عن كل حق رضوا بتجاوزه‬


‫في الدنيا والخرة ‪.‬‬

‫والحمد ل رب العالمين ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الخـــاتمة‬

‫تم بحمد ا النتهاء من كتابة هذا البحث في ‪ 1428 / 10 / 17‬هـ‬


‫هذا البحث الذي كان في بدايته رغبة مني فقط في تعلم هذا الفن وإتقانه ‪.‬‬
‫وخوفا من ضياع الجهد بسبب النسيان كانت من عادتي في دراسة أي فن أن‬
‫أعد فيه بحثا ليبقى لي مرجعا متى ما أردت استذكاره ومراجعته ‪.‬‬

‫فكانت أولى خطواتي البحث والطلع في كتب الصلح والصلحا في الشريعة‬


‫السلمية وكذلك في كتب الدارة وفنون التفاوض والوساطة وأيضا في بعض‬
‫المقالت في النترنت ‪.‬‬

‫وقمت بتجميع هذه المعلومات وتلخيصها وضبط المهم منها حتى أصبحت‬
‫عندي معلومات كثيرة ومتشعبة تحتاج إلى تأليفا بينها فكنت أرتبها وفق ما‬
‫يلهمني ربي فكان هذا التقسيم الذي في اعتقادي لم يكن على نسق سابق حيث‬
‫لم اطلع على أي كتاب يبين كيفية الصلحا بين الناس وفق هذه الطريقة بذكر‬
‫أحكامه وآدابه وقواعده وتقسيمه إلى خطوات من بداية السعي إلى نهاية‬
‫التفاق والتصالح ‪ ،‬فهي اجتهادات مني قد أكون أصبت فيها وقد تجد بعض‬
‫الخطاء التي هي من طبيعة البشر‪.‬‬

‫وأنا أجزم أن بحثي هذا ينقصه الكثير وقد تكون عليه ملحظات لكنني كذلك‬
‫متوقع أنه سيضيفا لك الكثير في هذا الميدان وسيوضح لك كثيرا مما قد يخفى‬
‫عليك يا من ترغب في الصلحا وقد تكون لديك إضافات وأفكار وطرق تجد‬

‫‪43‬‬
‫أهمية إضافتها في البحث وضرورة اتبعاها فأن استطعت أن تكون ايجابيا‬
‫وتنفع أخاك المسلم فل تحرمني منها وأرجو أن تراسلني على بريدي‬
‫اللكتروني وتزودني بما عندك ‪.‬‬

‫أخوكم في ا‬
‫فهد بن فريج المعل‬
‫‪Fahd1398@hotmail.com‬‬

‫‪44‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ ‬كتاب الصلح وأثره في إنهاء الخصومة في الفقه السلمي محمد محجوب عبد النور ‪.‬‬

‫‪ ‬كتاب التحكيم في الشريعة السلمية ‪.‬‬

‫‪ ‬كتاب الصلح في الخصومات احمد صالح البراك ‪.‬‬

‫‪ ‬كتاب أسرار قوة التفاوض روجر داوسون ‪.‬‬

‫‪ ‬كتاب تسوية الصراعات مترجم ماكس ايه ايجرت وويندي فالزون ‪.‬‬

‫‪ ‬كتاب كيفا تصبح مفاوضا ناجحا جيمس ج باترسون ‪.‬‬

‫‪ ‬مقال معالم في إصلحا ذات البين محمد الحمد موقع السلم اليوم ‪.‬‬

‫‪ ‬سي دي الموسوعة الشعرية كتاب الصناعتين لبي هلل العسكري ‪.‬‬

‫‪ ‬قانون الوساطة لتسوية النزاعات المدنية ‪.‬‬

‫‪ ‬مقال إصلحا ذات البين لسلمان يحيى المالكي ‪.‬‬

‫‪ ‬خطبة الصلحا بين الناس لمحمد صالح المنجد ‪.‬‬

‫‪ ‬مقال فضل الصلحا بن الناس لعبدا السويلم من موقع صيد الفوائد ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ ‬خطبة إصلحا ذات البين للشيخ صالح بن حميد‪.‬‬

‫‪ ‬كتيب دور الجهات غير القضائية في إصلحا ذات البين لناصر بن مسفر الزهراني ‪.‬‬

‫‪ ‬مقال آداب وصفات لجان الصلحا لخالد غنائم ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪3‬‬ ‫مقـدمــــة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪6‬‬ ‫خطـــة البحــث‬ ‫‪-2‬‬
‫‪7‬‬ ‫تعريف الصإلحا بين الناس والوساطة‬ ‫‪-3‬‬
‫‪9‬‬ ‫سبل إنهاء النزاع والخصومات ولماذا يفضل الصلح‬ ‫‪-4‬‬
‫على القضاء‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -5‬آيات وأحاديث في فضل الصإلحا‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -6‬ميادين الصإلحا ونماذج من إصإلحا النبي صإلى‬
‫ا عليه وسلم‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -7‬قضايا يشرع فيها الصإلحا وقضايا يمتنع فيها‬
‫الصإلحا‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -8‬بعض شروط الصلح بين المتخاصإمين‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -9‬الهأداف العامة لمريد الصإلحا والثمار المرجوة‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -10‬آداب وصإفات المصلح والوسيط‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -11‬المهارات التي يحتاجها المصلح‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -12‬خطوات السعي في الصإلحا‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -13‬أول‪:‬ا قواعد وأساسيات عند العلم بالخصومة‬
‫وقبل البدء بالسعي في الصإلحا بين الناس‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -14‬ثانيا ‪:‬ا عند البدء في الصإلحا والتصال المبدئي‬
‫بالطراف أو الجتماع بهم‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -15‬ثالثا ‪:‬ا أولى الجلسات النفرادية‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -16‬رابعا ‪:‬ا ثاني الجلسات النفرادية وتبادل‬
‫الراء والمطالب‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -17‬خامسا ‪:‬ا أثناء الجلسات المشتركة‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -18‬سادسا ‪:‬ا فإذا تم التفاق والتراضي والوصإول‬
‫إلى حل مقبول من الطرفين‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -19‬سابعا ‪:‬ا بعد التفاق والتصالح‬

‫‪47‬‬
‫‪44‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪-20‬‬
‫‪46‬‬ ‫المراجع والمصادر‬ ‫‪-21‬‬

‫المؤلف في سطور‬

‫فهد بن فريج بن عويض المعل الوابصي البلوي‬


‫ولد في تبوك عام ‪1398‬هـ‬
‫متزوج وله ولدان وبنت‬

‫حاصل على شهادة الليسانس بتقدير جيد جدا‬


‫من كلية الشريعة الجامعة السلمية سنة ‪1421‬هـ‬

‫‪48‬‬
‫حاصل على دبلوم عام التربية من جامعة الملك عبدالعزيز‬
‫درس في عدة مدارس في محافظة العل وقراها وكذلك في تبوك‬
‫ويدرس حاليا في ثانوية الملك سعود في تبوك‬

‫‪49‬‬

You might also like