Professional Documents
Culture Documents
المبحث الوأل مفهوأم خبرالحاد عند العلماء 10......................................................
المطلب الوأل مفهوأم خبر الحاد عند المتكلمين 12..................................................
مفهوأم الخبر12.............................................................................. :
مفهوأم )الحاد(13............................................................................ :
العدد الذي يحصل به التوأاتر13................................................................. :
مفهوأم خبر الحاد 16..........................................................................
الوأل تعريف الباجي16...................................................................... ().
التعريف الثاني 17.............................................................................
المطلب الثاني :مفهوأم خبر الحاد عند المحدثين 18.................................................
المطلب الثاني أقسام خبر الحاد عند المتكلمين 21..................................................
الصطلحا الوأل :قسمة الخبار إلى متوأاتر ،وأآحاد21.............................................. .
الصطلحا الثاني :قسمة الخبار إلى متوأاتر وأمشهوأر وأآحاد21....................................... .
أما حد المشهوأر من الخبار عند الماتريدية فهوأ22................................................. :
وأاتفق جمهوأر المتكلمين على أن المشهوأر قسم من الحاد ،وأاتفقوأا على اعتبار عدد روأاته في تعريفه ثم وأاختلفوأا في
العدد22.................................................................................... .
المستفيض23............................................................................... :
المطلب الثاني :أقسام خبر الحاد عند المحدثين 24..................................................
الخبر المشهوأر 24............................................................................
العزيز28................................................................................... :
الغريب 29...................................................................................
المبحث الوأل احتجاج الصوأليين بخبر الحاد في إثبات الحكام الشرعية30.............................
ما تقوأم به الحجة ليجاب العمل بمقتضى خبر الحاد ،من الكتاب وأالسنة وأالجماع33..................... :
الرد على شبه المخالفين 38.....................................................................
القسم الوأل :المصنفات التي اشتملت على أحاديث العقائد وأغيرها42................................... :
موأقف المام البخاري47...................................................................... :
موأقف المام مسلم 51..........................................................................
موأقف الحافظ ابن حبان 53.....................................................................
القسم الثاني :المصنفات التي خصصت لحاديث العقائد54.......................................... :
&المطلب الوأل في ما يفيده خبر الحاد 59.......................................................
أوألل :ما يفيده الخبر بنفسه 60....................................................................
الدلة التي احتج أصحاب هذا الرأي وأالنظر فيها71................................................. :
الدليل الوأل :استدل به ابن حزم وأتابعه عليه ابن القيم )( وأاللباني )( وأالمين الحاج)(71.....................
الدليل الثاني :أن العمل بخبر الوأاحد وأاجب اتفاقلا ،وأل عمل إل عن علم ،لن ال عز وأجل قال )وأل تقف ما ليس
لك به علم()( وأقال) :قل إنما حرم ربي الفوأاحش ما ظهر منها وأما بطن وأالثم وأالبغي بغير الحق ،وأأن تشركوأا بال
ما لم ينزل به سلطانال وأأن تقوألوأا على ال ما ل تعلموأن()( 74...........................................
الدليل الثالث75............................................................................. :
الدليل الرابع77.............................................................................. :
ثانيلا :ما يفيده خبر الحاد مع اعتبار أموأر خارجية79............................................... :
الوألى :إذا أخبر أحد الصحابة الكرام بخبر بين يدي خلق كثير منهم وألم يكذبوأه ،وأععللم أنه لوأ كان كذبال لعلموأه ،وأل
حامل لهم على سكوأتهم كالخوأف وأالطمع ،يدل ذلك على صدقه قطعلا80.................................
الثانية :ما يفيده الخبر المحفوأف بالقرائن81....................................................... .
الثالثة :إفادة الخبر إذا وأافق أصلل في كتاب ال عز وأجل 84..........................................
المسألة الرابعة :إفادة الخبر المسلسل بالئمة88.................................................... :
المسألة الخامسة :إفادة الخبر المخررج في الصحيحين91............................................. :
إفادة الخبر المشهوأر عند الحنفية96............................................................. :
المطلب الثاني مدى الحتجاج بأخبار الحاد الوأاردة في مسائل العتقاد100.............................
الفرع الوأل :إثبات العقيدة بخبر الحاد 100........................................................
القوأل الوأل :أنه ل تثبت به عقيدة 101...........................................................
أما الجمهوأر القائلوأن بعدم صلحية الخبار الظنية في إثبات العقيدة فيعتمدوأن على دليل يكاد يكوأن بديهيلا106 .
القوأل الثاني :إثبات العقيدة بخبر الحاد108...................................................... :
الرد على شبه المخالفين110................................................................... :
الفرع الثاني :ما توأجبه أخبار الحاد إذا لم تثبت بها العقيدة 119........................................
موأاقف أهل السنة في جملة الصفات الخبرية 139...................................................
التفوأيض 143................................................................................
مذهب التأوأيل 150............................................................................
موأاقف العلماء من الصفات الخبرية الثابتة بأخبار الحاد158.........................................
المطلب الثاني167.......................................................................... :
الفرع الوأل :في عصمة أقوأالهم التبليغية168...................................................... .
الفرع الثاني :عصمة النبي في أفعاله التبليغية 178..................................................
المطلب الثالث 184...........................................................................
المطلب الرابع 190............................................................................
المبحث الثاني 196...........................................................................
المبحث الوأل 206............................................................................
المبحث الثاني 231...........................................................................
المبحث الثالث 237...........................................................................
المبحث الرابع 246............................................................................
المبحث الخامس في الصراط 252................................................................
المطلب الوأل في رؤية ال عز وأجل في الدار الخرة 258............................................
المطلب الثاني :رؤية ال عز وأجل في الدنيا 268...................................................
الخاتمة 278.................................................................................
المقدمة
وأتحت هذا الصل معان :منها الحد :بمعنى الوأاحد ،وأهوأ أوأل العدد ،وأمنها الحد :فرد من المتعدد،
يقال :جاء أحد الرجلين ،وأالحاد من العدد من وأاحد إلى تسعة) .(7وأهذا هوأ المراد من المعاني
السابقة ،وأهوأ مبني على أن الحاد على وأزن )أدبفدعال( من أوأزان جمع القلة ،إوأانما سمي جمع قلة لنه
()1مقاييس اللغة ،أبوأ الحسن أحمد بن فارس)ت 395هـ(تحقيق عبد السلم هاروأن طبعة دار الفكر ) 1979خبر( .2/239
()2هوأ محمد بن مكرم )ابن منظوأر( النصاري ) 711هـ( كان فاضلل في الدب ،مليح النشاء ،وأكان عارفال بالنحوأ وأاللغة وأالتاريخ وأالكتابة ،انظر ترجمته في بغية الوأعاة،
السيوأطي .1/248
()3لسان العرب .جمال الدين محمد بن مكرم )ابن منظوأر( )ت 630هـ( مصوأرة عن طبعة بوألق )خبر( .5/308وأانظر تاج اللغة وأصحاحا العربية ،إسماعيل بن حماد
الجوأهري .تحقيق أحمد عبد الغفوأر عطار طبعة دار العلم -لبنان /1987م )خبر( .2/641وأالمفردات في غريب القرآن .أبوأ القاسم الحسين بن محمد )الراغب
الصبهاني( )ت 502هـ( تحقيق محمد سيد كيلني ) (141طبعة دار المعرفة -بيروأت.
()4هوأ محمد بن محمد أبوأ الفيض مرتضى الزبيدي)1205هـ( علمة باللغة وأالحديث وأالرجال وأالنساب ،وأله في كل علم تصانيف .انظر ترجمته في العلم ،الزركلي
.7/297
()7انظر لسان العرب ،ابن منظوأر )دوأدحد( ،4/460وأالقاموأس المحيط ،الفيروأزآبادي )دوأدحدد( 1/273وأالصحاحا ،الجوأهري 2/548وأتاج العروأس ،الزبيدي 2/287
)(1
ل يذكر إل حيث يراد به بيان القلة.
وأقال ابن عقيل)) :(2وأجمع القلة يدل حقيقة على ثلثة فما فوأقها إلى العشرة،وأجمع الكثرة يدل على ما
)(3
فوأق العشرة إلى غير نهاية(
وأبهذا يتضح ما يعنيه )الخبر( وأما يعنيه )الحاد(عند اللغوأيين.
)(4
فالخبر ما ينقل عن الغير ،وأالحاد عدد دوأن العشرة حقيقة ،وأيستعمل مجا از فيما فوأق ذلك.
إوأاذا أضيف الخبر إلى الحاد أريد به :ما ينقله العدد اليسير عن الغير.
أما )خبر الحاد( مركبال فهوأ اصطلحا سيأتي شرحه عند الكلم على مفهوأمه عند أهل الصطلحا
المعنيين بهذا المر.
إل أنا قبل أن نغادر الكلم على هذا المفهوأم اللغوأي ننبه إلى أن أهل الصطلحا ل يلزمهم أن
يتقيدوأا بالعدد الذي ديدل عليه صيغة جمع القلة لسببين:
الوأل :أنه يحق لهل الصطلحا أن يتعارفوأا على تحديد عدد يزيد على العشرة .وأليس في اللغة ما
يمنع ذلك.
الثاني :أن صيغة جمع القلة محصوأرة فيما دوأن العشرة على الحقيقة ،وأتستعمل مجا الز فيما فوأق ذلك.
فل يلزم من هذه الصيغة التقيد بعدد معين. )(5
()1جمع التكسير :ما دل على أكثر من اثنين بتغيير ظاهر -كرجل وأرجال ،-أوأ مقدر -دكعفبلك -للمفرد وأالجمع فالضمة في مفرده كضمة )قعبفل( وأالضمة في جمعه
كضمة )عأسد( .وأجمع التكسير على قسمين :جمع قلة ،وأجمع كثرة ،انظر شرحا ابن عقيل .2/452
()2هوأ عبد ال بن عبد الرحمن )ابن عقيل( القرشي الهاشمي ،قاضي القضاة ،نحوأي الديار المصرية تفنن في علوأم القراءات وأالتفسير وأالعربية وأالعروأض ،وأكان إمامال في
العربية وأالبيان ،وأتكلم في الصوأل وأالفقه كلمال حسنلا ،مات بالقاهرة سنة ) 769هـ( وأدفن بالقرب من المام الشافعي .انظر ترجمته في بغية الوأعاة ،السيوأطي .48-2/47
مفهوم الخبر:
استعمل المتكلموأن لفظ الخبر في معنى خاص ،وأاختلفوأا في ضبطه بعبارة تميزه عما عداه من
الكلم.
()1
فقال جمهوأر المتقدمين من طوأائف المتكلمين وأفرقهم الخبر :كلم يحتمل الصدق وأالكذب.
وأاعترض عليه بخبر ال تعالى ،لنه كلم ل يحتمل الكذب ،فل يدخل في التعريف المذكوأر .وأعلى
هذا يكوأن التعريف غير جامع لفراده.
وألدفع هذا العتراض عأدخل حرف العطف )أوأ( في الحد بدل من الوأاوأ ،وأفعسسر بأن المراد قبوأعله
المحظوأرين فيلحدهما فأيهما وأقع فهوأ الخبر ،ل أنه يقبل أحدهما على البهام أوأ الترديد
)(1
التعاريف ،فالترديد حاصل بين أقسالم المعررف ،أي أن حرف العطف )أوأ( هنا تقسيمي وأليس تردديلا.
)(2
وأدفع هذا العتراض أيضال بزيادة القيد )لذاته( فقالوأا :الخبر :كلم يحتمل الصدق وأالكذب لذاته
وأفسر بأن المراد دخوأل الصدق وأالكذب فيه لحتماله لهما من حيث أنه نسبة شيء إلى شيء ،مع
)(3
قطع النظر عن صدق قائله أوأ كذبه إوأان كان مع النظر إلى ذلك قد ل يحتمل كلل منهما.
()1انظر مقالت السلميين وأاختلف المصلين،المام أبوأ الحسن علي بن إسماعيل الشعري) 330هـ(2/152تحقيق محيي الدين عبد الحميد،مطبعة النهضة مصر
1950م،وأالمعتمد في أصوأل الفقه،أبوأ الحسين محمد بن علي البصري المعتزلي ،تحقيق محمد حميد عبد ال 544-2/542المطبعة الكاثوأليكية بيروأت 1965م إوأاحكام
الفصوأل في أحكام الصوأل،أبوأ الوأليد سليمان بن خلف الباجي)274هـ( 34تحقيق عبد ال محمد الجبوأري مؤسسة الرسالة الطبعة الوألى 1409هـ .وأشرحا اللمع في أصوأل
الفقه ،أبوأ إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي ) 476هـ(،2/567تحقيق عبد المجيد تركي ،طبعة دار الغرب السلمي بيروأت 1988 -م .وأالرشاد إلى قوأاطع الدلة في
أصوأل العتقاد ،إمام الحرمين عبد الملك بن عبد ال الجوأيني ) 478هـ( ،2/567تحقيق محمد يوأسف موأسى )(411مطبعة دار السعادة -مصر .1950-وأالتمهيد في
أصوأل الفقه ،أبوأ الخطاب محفوأظ بن أحمد الكلوأذاني الحنبلي) 510هـ(10-3/9تحقيق محمد بن علي بن إبراهيم مطبعة دار المدني جدة 1985م وأالمحصوأل في علم
أصوأل الفقه ،فخر الدين محمد بن عمر الرازي) 606هـ( تحقيق طه جابر العلوأاني ،1/2/307مطابع جامعة محمد بن سعوأد الرياض .1980وأتيسير التحرير ،محمد أمير
بادشاه الحسني الحنفي ،على كتاب )التحرير في أصوأل الفقه( للكمال محمد بن عبد الوأاحد )ابن الهمام( السكندري الحنفي ) 861هـ( 3/340طبعة ،البابي الحلبي )
19332هـ( .وأشرحا أحمد بن قاسم العبادي الشافعي ) 994هـ( على شرحا جلل الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي ) 864هـ( على الوأرقات في أصوأل الفقه لمام
الحرمين ،وأهوأ في حاشية إرشاد الفحوأل إلى تحقيق الحق من علم الصوأل،محمد بن علي الشوأكاني) 1255هـ( - 167طبعة دار الفكر بيروأت.
()2انظر المراجع السابقة وأالتمهيد في الرد على الملحدة وأالمعطلة وأالرافضة وأالخوأارج وأالمعتزلة ،أبوأ بكر محمد بن الطيب بن الباقلني ) 403هـ(تحقيق رتشرد مكارثي
()3انظر تيسير التحرير ،أمير بادشاه 35/24وأفوأاتح الرحموأت ،عبد العلي محمد بن نظام الدين النصاري ) 1119هـ( وأهوأ شرحا مسلم الثبوأت في أصوأل الفقه لمحب ال
وأدفع هذا العتراض أيضال بالعدوأل عن )الصدق وأالكذب( إلى التصديق وأالتكذيب فقالوأا :الخبر كلم
)(1
يحتمل التصديق وأالتكذيب ،فقد يصردق المخبر وأهوأ كاذب ،وأقد يكرذب وأهوأ صادق.
مفهوم )الحاد(:
وأيراد به عند المتكلمين :العدد من الروأاة الذين ل يوأجب خبرهم العلم.
وأيعنوأن بالعلم :اليقين العقلي الذي يوأجب حصوأل القطع بصدق مضموأنه ،إوأان تخلف عنه ذلك
الحصوأل بالفعل)،(2فوأقع التكذيب مكابرة أوأ جحوأدا.
أوأ هوأ العدد من الروأاة الذين ل يحصل بهم التوأاتر.
وأيتبين مما سبق أن ضبط العدد المقصوأد يتوأقف على ضبط العدد الذي يحصل به التوأاتر .وأهذا
يحتم علينا أن نبحث في عدد التوأاتر.
ابن عبد الشكوأر الحنفي .مع المستصفى الغزالي 2/102طبعة دار العلوأم -بيروأت.
()1انظر التمهيد في تخريج الفروأع على الصـوأل ،جمال الدين عبد الرحيم بـن الحسـن السنوأي الشافعـي ) 772هـ( تحقيق محمد حسن هيتوأ 443 ،مؤسسة الرسالة -
بيروأت 1987م.
()2شرحا العبادي ،179وأانظر تعريف العلم في ستصفى الغزالي 27 - 1/24إوأاحكام المدي 1/12
()3انظر التمهيد ،الكلوأذاني 28-3/22وأ البحر المحيط في أصوأل الفقه ،بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي )794هـ( تحقيق د .عبد القادر العاني -وأعمر سليمان
الشقر 241 /4طبعة الكوأيت 1409هـ .وأحاشية العطار ،حسن بن محمد )1250هـ( على جمع الجوأامع للتاج عبد الوأهاب بن السبكي )771هـ( وأبها مشه تقرير لعبد
الرحمن الشربيني ،وأتقريرات لمحمد بن علي المالكي 151-2/150 .مطبعة البابي-مصر 1385هـ.
()1انظر في سرد القوأال وأنقاشها :إحكام الفصوأل ،الباجي 245-243وأشرحا اللمع الشيرازي ،2/574وأمحصوأل الرازي 387-380 / 1/2إوأاحكام المدي ،269/
()3انظر الفصوأل في الصوأل ،أحمد بن علي الرازي الجصاص ) 370هـ( تحقيق دكتوأر عجيل جاسم ،3/53الطبعة الوألى ،.1985التمهيد ،الباقلني .385إوأاحكام
الفصوأل ،الباجي 245-243وأشرحا اللمع ،الشيرازي 2/574الرشاد ،الجوأيني 415وأالوأصوأل إلى الصوأل ،أحمد بن علي )ابن برهان( البغدادي ) 518هـ( تحقيق عبد
الحميد أبوأ زنيد 2/174مطبعة المعارف الرياض 1984م،وأالمحصوأل ،الرازي 381-1/2/380إوأاحكام المدي 2/269وأكشف السرار شرحا المنار أبوأ البركات عبد ال
بن أحمد أحمد النسفي ) 710هـ( ،2/6طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت 1986 -م.وأكشف السرار ،البخاري 2/261المسوأدة في أصوأل الفقه ،أحمد بن محمد بن
أحمد الحراني الدمشقي)ابن تيمية() 745هـ( تحقيق محمد محيي الدين ،235مطبعة المدني -القاهرة 1964 ،م.
()4هوأ حجة السلم محمد بن محمد أبوأ حامد الغزالي )505هـ( أحد المة العلم في علم الكلم وأالفقه وأأصوأله وأالتصوأف وأغيرها من العلوأم ،وأله في علم تصانيف،
()5المستصفى .1/75
()6هوأ القاضي أبوأ بكر محمد بن أحمد )شمس الئمة السرخسي( ) 483هـ( من كبار الحنفية ،أشهر كتبه )المبسوأط( ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي ).(6/208
()7بلوأغ السوأل في الصوأل ،أبوأ بكر محمد بن أحمد السرخسي ) 483هـ( تحقيق أبوأ الوأفا الفغاني ،1/294طبعة بيروأت .1973
()2هوأ القاضي أبوأ بكر محمد بن الطيب )ابن الباقلني( المالكي الصوألي المتكلم ،صاحب المصنفات ،وأأوأحد وأقته في فنه أخذ علم النظر عن أبي عبد ال بن مجاهد
الطائي ،صاحب المام الشعري ،وأكانت له بجامع المنصوأر في بغداد حلقة عظيمة ،كان وأرده في الليل عشرين تروأيحة ،في الحضر وأالسفر ،فإذا فرغ منها كتب خمسال
وأثلثين وأرقة من تصنيفه ،توأفي ببغداد ) 403هـ( ،انظر ترجمته في العبر في خبر من غبر ،محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ) 748هـ( تحقيق محمد السعيد بن بسيوأني
زغلوأل ،2/207طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت ،لم يذكر سنة الطبع.
()3انظر المسألة في حلية العلماء في معرفة مذهب العلماء ،أبوأ بكر محمد بن أحمد الشاشي القفال تحقيق ياسين دراكه 130-8/128الطبعة الوألى ،لمكتبة الرسالة
1988
()4التمهيد .384،385وأانظر نحوأه في المعتمد ،البصري 562-2/561إوأاحكام الفصوأل ،الباجي 243-241وأالرشاد ،الجوأيني 415-414وأالتمهيد من الكلوأذاني
30-3/28وأ شرحا البدخشي 2/310المسمى )مناهج العقوأل( محمد بن الحسن البدخشي،وأهوأ شرحا لمنهاج الصوأل في علم الصوأل للقاضي أبي عبد ال محمد بن عبد
)(1
الول تعريفا الباجي.
)(2 )خبر الحاد :ما لم يقع العلم بمخبره ضروأرة من جهة الخبار به ،إن كان الناقـلوأن لـه جمـاعة(.
د
وأمراد الباجي -رحمه ال -في هذا التعريف حصر خبر الحاد في الخبرالذي يروأيه الوأاحد أوأ
الجماعة وأل يحصل لنا بمجرد كوأنه خب ار علم ضروأري بصدق مضموأنه.
وأيريد الباجي أن يخرج الخبر المتوأاتر لن العلم الضروأري بصدق مضموأنه يحصل بمجرد كوأنه
خب لرا.
وأيريد بقوأله )من جهة الخبار به( الشارة إلى أن من أخبار الحاد ما يوأقع العلم الضروأري بصدق
مضموأنه ل من جهة كوأنه خب لرا ،بل من طرق خارجية أخرى تدل على صدقه ضروأرة مثل موأافقته
ل .كأن ينقل أحدهم عن عالم أنه قال )الوأاحد نصف الثنين( فنجد من أنفسنا العلم
لما ثبت عق ل
بصدق مخبره ضروأرة ،وألكن هذا العلم الضروأري يحصل بالخبر من جهة كوأنه موأافقا لما يعلم
ضروأرة ل من جهة كوأنه خب الر فقط.
وأيدخل هذا الخبر في تعريف خبر الحاد بل ريب ،لنه ما أفاد العلم الضروأري بمجرد الخبار به بل
بدليل آخر خارج عن ذلك.
التعريفا الثاني
ل،أوأ أفاده بالقرائن المنفصلة عنه.
هوأ خبر ل يفيد بنفسه العلم سوأاء لم يفده أص ل
اختار هذا التعريف صاحب تيسير التحرير)(3وأ الشوأكاني) ،(4وأنسبه إلى الجمهوأر .وأيراد في هذا
التعريف حصر خبر الحاد في نوأعين من الخبار:
()1الباجي :هوأ أبوأ الوأليد سليمان بن خلف التجيبي القرطبي الباجي المالكي ،برع في فنوأن الحديث وأالفقه وأالصوأل وأالنظر ،وأصنف في كل علم تصانيف كثيرة ،وأوألي
القضاء في أماكن عديدة ،توأفي ) 474هـ( ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي .2/332
()1الصحيح :ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله وأسلم من شذوأذ وأعلة وأانظر قوأاعد التحديث من فنوأن مصطلح الحديث ،محمد جمال الدين القاسمي )232
()2الحسن :ما روأاه عدل خفيف الضابط متصل السند غير معل وأل شاذ وأانظر حاشية لقط الدرر على شرحا متن نخبة الفكر 49-48 ،وأأصوأل الحديث ،د-محمد
عجاج الخطيب 332طبعة دار الفكر -بيروأت .1975 -وأعلوأم الحديث وأمصطلحه ،د-صبحي صالح 156 ،دار العلم للمليين -بيروأت .1981
()3الضعيف :ما لم يوأجد فيه شروأط الصحة وأل شروأط الحسن.انظر المنهاج في شرحا صحيح ملم بن الحجاج ،أبوأ زكريا محي الدين يحيى بن شرف النوأوأي )(676
1/22تحقيق عبد ال أحمد أبوأ زينه ،طبعة دار الشعب القاهره 1973 -م.
()4نخبة الفكر في مصطلح أهل الثر ص ،23في حاشية شرحها لقط الدرر للشيخ عبد ال بن حسين خاطر العدوأي .مطبعة عبد الحميد حنفي-مصر 1355هـ.
)(1
أما الحديث في اللغة فمعناه الجديد ،ضد القديم ،وأمعناه الخبر.
وأيقوأل أبوأ البقاء )) :(2الحديث اسم من التحديث ،وأهوأ الخبار .ثم عسسمي به قوألل أوأ فعل أوأ تقرير
)(3
نسب إلى النبي عليه الصلة وأالسلم.
وأيقوأل الدكتوأر صبحي الصالح) :وأمعنى الخبار في وأصف الحديث كان معروأفال للعرب في الجاهلية
)(4
منذ كانوأا يطلقوأن على أيامهم المشهوأرة اسم الحاديث(.
وأأما الخبر فقد تقدم أنه النقل عن الغير.
وأقد لحظ جمهوأر المحدثين هذا الترادف اللغوأي في الصطلحا أيضلا .فجعلوأا الخبر وأالحديث
مترادفين على معنى اصطلحي وأاحد وأهوأ :ما أضيف إلى النبي صلى ال عليه وأسلم من قوأل أوأ
)(5
فعل أوأ صفة(.
ثم لحظ المحدثوأن إلى جانب هذا الترادف اللغوأي أن الروأاة لم يكتفوأا بنقل ما أضيف إلى النبي صلى
)(6
ال عليه وأسلم بل ععنوأا معه بنقل وأروأاية أقوأال الصحابة وأكبار التابعين ،وأالروأاية إخبار هنا وأهناك
فظهر إطلق الخبر في بعض الحيان على ما نقل عن الصحابة أوأ التابعين ،ملحظين بذلك
مدلوأل الخبر في اللغة ،أما "الحديث" عند الطلق فل يراد به ما أضيف إلى غير النبي صلى ال
عليه وأسلم إل بقرينة.
وأبهذه الميزة التي اختص بها لفظ )الحديث( شاع معناه الصطلحي وأغلب على مفهوأمه اللغوأي عند
أهل الحديث ،وأظهر القوأل بأن كل حديث خبر وأليس كل خبر حديثلا .لن الخبر يصدق على كل ما
وأيختص الحديث بما جاء عن النبي )(8
وأتابعيهم )(7
جاء عن النبي صلى ال عليه وأسلم وأصحابته
()2هوأ أيوأب بن موأسى الحسيني )1095هـ( كان من قضاة المذهب الحنفي ،وأتوأفي وأهوأ قاض بالقدس .انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .1/382
()7ما نقل عن الصحابي من قوأله أوأ فعله يسمى الموأقوأف في اصطلحا المحدثين .انظر لقط الدرر .104
()8ما نقل عن التابعي من قوأله أوأ فعله يسمى المقطوأع في اصطلحا المحدثين .انظر لقط الدرر .104
)(1
صلى ال عليه وأسلم ،وأيصدق عليه أنه خبر.
وألكن إذا أضيــف لف ــظ الخبر إلى الحــاد حصل منهما اصطلحا خاص ينصرف به الخــبر إلى ما
أضيف إلى النبي صلى ال عليه وأسلم خاصة بنقل الحــاد ،وأل يكاد يستعمل مطلقاد في ما أضيف
إلى صحابي أوأ تابعي.
وأقد تابع المحدثوأن أهل الصطلحا في تعرف هذا التركيب -أعني )خبر الحاد(-
)(2
يقوأل الحافظ ابن حجر :خبر الحاد ما لم يجمع شروأط التوأاتر
وأيقوأل القاسمي) :أما خبر الوأاحد فهوأ ما لم يوأجد فيه شروأط المتوأاتر ،سوأاء كان الراوأي له وأاحدال أوأ
)(3
أكثر(
()1الماتريدية :أتب ــاع أبــي منصوأر محمـد بن أحمد الماتريدي ) 333هـ ــ( من أئمة علماء الكلم ،ينسب إلى )ماتريد( محلة بسمرقند وأآراء مدرسته تتفق مع الشعرية في
أصل العقيدة وأتختلف معها في مسائل فرعية جزئية معدوأدة ،وأأكثر الماتريدية .يتعبدوأن في الفقه على مذهب الحنيفة .انظر الروأضة البهية بين الشعرية وأالماتريدية،
()2نهاية السوأل في شرحا منهاج الصوأل ،عبد الرحيم بن الحسن السنوأي ) 772هـ( وأهوأ شرحا للمنهاج لناصر الدين عبد ال بن عمر البيضاوأي ) 685هـ( وأمعه
حاشية الشيخ محمد بخيت المطيعي 3/61طبعة عالم الكتب -بيروأت -لم يذكر سنة الطبع.
واتفق جمهور المتكلمينا على أنا المشهور قسم منا الحاد ،واتفقوا على اعتبار عدد رواته
في تعريفه ثم واختلفوا في العدد.
فذهب جمهوأرهم إلى أن عدد المشهوأر ما زاد على الثلثة في كل طبقاته.
)(3
قال المدي :وأهوأ ما نقله جماعة تزيد على الثلثة وأالربعة
وأالشوأكاني. )(4
وأ اختار بعض المتكلمين في عدد المشهوأر أن يكوأن ثلثة فأكثر .وأ منهم النصاري
)(5
وأالجلل )(8
وأوأافقه ابن السبكي )(7
في عدد المشهوأر) :أقله اثنان( )(6
وأقال أبوأ إسحاق الشيرازي
)(9
المحلي.
وأالمختار ما ذهب إليه الجمهوأر لنه اصطلحا ل مشاحة فيه فنختار اصطلحا الجمهوأر تجنبال
()2انظر أصوأل السرخسي ،1/231،293وأكشف السرار ،النسفي ،13-2/11وأكشف السرار البخاري ،370-2/369وأتيسير التحرير ،أمير بادشاه ،38-3/37
()3الحكام ،2/274وأانظر نحوأه في جمع الجوأامع مع حاشية العطار 2/156وأنهاية السوأل ،السنوأي 318-2/317وأالبحر المحيط ،الزركشي 250-4/249
()6هوأ أبوأ إسحاق إبراهيم بن علي بن يوأسف الشيرازي الشافعي ،انتهت إليه رياسة المذهب الشافعي في عصره لم يحج وألم يذهب إلى الحج لنه كان فقي الر متعففال قانعال
باليسير توأفي) 476هـ(وأانظر ترجمته في العبر الذهبي 2/334وأطبقات الشافعية السنوأي 2/8
()8انظر حاشية العطار ،2/156وأابن السبكي هوأ تقي الدين أبوأ الفتح محمد بن عبد اللطيف ) 771هـ( الفقيه المحدث الديب القارئ تفقه على وأالده الشيخ المام تقي
()9انظر حاشية العطار 2/156وأالجلل المحلي هوأ محمد بن أحمد بن محمد المحلي الشافعي ) 864هـ( أصوألي مفسر كان شديد الذكاء مهيبال صداعال بالحق يوأاجه
بذلك الظلمة وأالحكام ،وأيأتوأن إليه فل يأذن لهم ،عرض عليه القضاء الكبر فامتنع ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .6/230
للضطراب وأتوأحيدال للصطلحا.
المستفيض:
يكثر عند جمهوأر المتكلمين إطلق المستفيض وأالمشهوأر بمعنى وأاحد وأ يكثر التفريق بينهما عند
الماتريدية وأيبدوأ لي -وأال أعلم -أن من فرق بينهما من غيرهم اعتبر فيه رأيهم .لنهم لما انفردوأا
في صوأرة المشهوأر السابقة ،بعدت الشقة بين المشهوأر في اصطلحهم وأبين خبر الوأاحد .وألعلهم
لحظوأا أن اصطلحا الجمهوأر في عدد المشهوأر يقرب بينهما ،فاحتاجوأا إلى اصطلحا يميزه عن
المشهوأر في اصطلحهم .وأمن هنا حصل الجمع وأالتفريق بينهما عند المتكلمين .يدل على ذلك أنه
يقع في اصطلحا الماتريدية أن المستفيض من خبر الحاد .وأالمعروأف في اصطلحهم أن المشهوأر
قسم بين المتوأاتر وأالحاد كما سبق.
قال في تيسير التحرير) :وأمن خبر الحاد قسم يسمى المستفيض :وأهوأ ما روأاه ثلثة فصاعدا.(...
ثم قال) :وأالمشهوأر ما كان آحادال في الصل متوأات الر في القرن الثاني وأالثالث. )(1
فبين المشهوأر وأالمستفيض عموأم مخصوأص من وأجهع لصدقهما على ما روأاه الثلثة فصاعدال ما لم
يتوأاتر في القرن الوأل ،ثم توأاتر في أحد القرنين المذكوأرين ،وأانفراد المستفيض إذا لم ينته في القرن
الثاني وأالثالث إلى حد التوأاتر .وأانفراد المشهوأر فيما روأاه اثنان في القرن الوأل ثم توأاتر في الثاني
)(2
وأالثالث(.
)(
المطلب الخامس :أقسام خبر الحاد عند المحدثينا
سبق أن المحدثين استطردوأا لما بحثوأا في قسمة الخبر على متوأاتر وأآحاد .وأأنهم خالفوأا أهل
الصطلحا في بعض ما يتعلق بهذا التقسيم.
وأمن ذلك مخالفتهم في تحديد كل قسم من أقسام خبر الحاد.
وأمع أن المحدثين اعتبروأا عدد النقلة في قسمة الخبار إلى مشهوأر وأعزيز وأغريب ،إل أنهم لم يتفقوأا
مع المتكلمين تمامال في تحديد كل من هذه القسام وأفي ما يترتب على هذا التقسيم.
فوأصف الخبر عند المحدثين بالشهرة أوأ العزة أوأ الغرابة ل يعني صحة الخبر عندهم.
يقوأل الحافظ ابن حجر) :المشهوأر وأالعزيز وأالغريب فيها المقبوأل وأهوأ ما يوأجب العمل وأفيها المردوأد
)(1
وأهوأ الذي ل يترجح صدق المخبر به(.
وأيختلف هذا المر عند المتكلمين لن المشهوأر عندهم أعلى رتبة من الصحيح الذي يروأيه العدل
الضابط .وأيفيد عند بعضهم طمأنينة النفس إلى صدق مضموأنه .أما الصحيح الذي يروأيه العدل
الضابط فل يفيد هذه الفادة كما سيأتي بيانه.
وأمهما يكن من أمر فإن المحدثين قسموأا خبر الحاد إلى مشهوأر وأعزيز وأغريب.
&لوأ ذكرت اللغوأي قبل عند المتكلمين&
الخبر المشهور
أما المشهوأر لغة :اسم مفعوأل من )شهرت المر( إذا أعلنته وأأظهرته.
قال الجوأهري :وأالشهرة وأضوأحا المر ) .(2وأسمي بذلك لظهوأره وأوأضوأحه وأشيوأعه.
وأللخبر المشهوأر عند المحدثين عدة تعريفات يجب دراستها لنبين منها ما يخص البحث.
التعريف بملحظة المعنى اللغوأي للشهرة:
فالخبر المشهوأر:ما اشتهر عند العلماء وأاستفاض بينهم بالنقل.
)(3
وأالمقصوأد بالشتهار في هذا التعريف الشتهار اللغوأي ،دوأن النظر إلى عدد نقلته.
وأتفرع عن ملحظة المعنى اللغوأي لوأصفه بالشهرة ثلثة أموأر:
()1انظر شرحا نخبة الفكر مع لقط الدرر .33 -32وأنحوأه في فتح المغيث لشرحا ألفية الحديث ،أبوأ عبد ال محمد بن عبد الرحمن السخاوأي ) 902هـ( ،تحقيق علي
الطبري 1992وأتدريب الراوأي في شرحا تقريب النوأادي ،جلل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوأطي ) 911هـ( 2/273 حسين علي 4/9الطبعة الثانية ،دار المام
طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت .1989 -وأفتح الملهم ،شرحا صحيح مسلم ،شبير أحمد الديوأبندي العثماني 1/7مطبعة جيد بريس ،دهلي.
()3انظر اختصار علوأم الحديث مع شرحه الباعث الحتيث ،أحمد محمد شاكر) (160وأتدريب الراوأي ،السيوأطي ) (2/173شرحا على القاري على نخبة الفكر في
مصطلحات أهل الثر للحافظ ابن حجر 32 ،طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت 1978 -م .وأفتح الملهم ،شبير أحمد ) (1/6وأقوأاعد التحديث ،القاسمي )(124
الوأل :إدخال المتوأاتر في أقسام الخبر المشهوأر ،لن الخبر المتوأاتر تصدق عليه الشهرة بالمعنى
)(2
اللغوأي .وأمثاله قوأل ابن الصلحا)) :(1وأمن المشهوأر المتوأاتر(....
)(4
وأقوأل الحافظ ابن كثير)) :(3قد يكوأن المشهوأر متوأات ار أوأ مستفيضا(...
وأحاصل المر :أن المشهوأر ينقسم إلى قسمين إذا أردنا من الشهرة معناها اللغوأي المشهوأر المتوأاتر
-وأهوأ المتوأاتر عند المتكلمين -
وأالمشهوألر مطلقا :وأهوأ أقوأى من خبر الحاد ،وأدوأن المتوأاتر .وأربما يقيد أحيانال بالستفاضة فيقال:
ف
)المشهوأر المستفيض( ليتميز عن المشهوأر المتوأاتر ،وأقد يكتفي البعض بالتمييز وأحده فيعرر د
)(5
ض بما يرعرف به المشهوأر.
المستفي د
المر الثاني:
تقسيم الخبر المشهوأر إلى قسمين) :المشهوأر الصطلحي ،وأالمراد به ما انتشر وأشاع عند
)(6
المحدثين ،وأالمشهوأر عند غيرهم من العلماء(
وأمثال المشهوأر عند المحدثين :ما أخرجه البخاري بإسناده عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن
)(7
رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم :قنت شه الر بعد الركوأع يدعوأ على رعل وأذكوأان(
)(8
وأمثال المشهوأر عند الفقهاء حديث )ما أحل ال شيئا أبغض إليه من الطلق(
وأمثال المشهوأر بين العامة ما أخرجه مسلم من حديث أنس رضي ال عنه مرفوأعا) :من دل على
)(9
خير فله مثل أجر صاحبه(.
وأقد صنف المحدثوأن في جمع الحاديث المشهوأرة ،وأيقع في كثير من مصفاتهم المشهوأر باعتبار
()1هوأ الحافظ أبوأ عمروأ عثمان بن عبد الرحمن )ابن الصلحا( )643هـ( برع في الفقه وأأصوأله على مذهب الشافية.كما برع في الحديث وأعلوأمه .وأوألي مشيخة دار
()2انظر التقيد وأاليضاحا لما أطلق وأأغلق من كتاب ابن الصلحا ،الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي ) 806هـ( ،225طبعة دار الحديث -مكة 1984 -م.
()3هوأ الحافظ إسماعيل بن عمروأ )ابن كثير الدمشقي( )774هـ( مؤرخ فقيه .صاحب التفسير وأالبداية وأالنهاية.انظر العلم ،الزركلي ).(1/318
()5انظر المراجع السابقة وأفتح المغيث وأالسخاوأي ،94وأمحاسن الصطلحا البلقيني ص ) (16وأقوأاعد التحديث القاسمي ) (125وأ)حديث الحاد( مل خاطر ص )
()6انظر الباعث الحثيث،أحمد شاكر ،160وأالتقيد وأاليضاحا للعراقي)(224تدريب الراوأي،السيوأطي 2/73وأأصوأل الحديث بالخطيب 365
()7في كتاب الوأتر 7/1003وأفي كتاب المغازي 4090-29/4088وأمسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة /54بعد ،677وأالنسائي في الكبرى ،كما في تحفة
()8أخرجه ابن ماجة في كتاب الطلق 16/2043ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي وأانظر تخريجه موأسعال في حديث الحاد مل خاطر .31
()9في كتاب المارة ،1893 /38وأأبوأ داوأد في الدب 124/5193وأالترمذي في كتاب العلم 14/2670وأانظر تخريجه موأسعال في :حديث الحاد ،مل خاطر 32
معناه اللغوأي عند غير المحدثين ،أما الحاديث المشهوأرة بالمعنى الصطلحي فلم أر من جمعها أوأ
)(1
حاوأل جمعها كما جمعت الحاديث المتوأاترة.
المر الثالث:
عدم اعتبار الصحة في المشهوأر إذا أردنا الشهرة اللغوأية فقد يشتهر الحديث وأهوأ صحيح.
وأقد يشتهر وأهوأ موأضوأع ل أصل له.
)(2
وأمثال الموأضوأع منه) :استاكوأا عرضلا(.
وأقد يطلق بعض المحدثين الشهرة على الحديث وأيريدوأن بها الشهرة اللغوأية الخاصة أعني انتشار
الحديث عن إمام من أئمة الحديث المشهوأرين نحوأ قوألهم" :حديث مشهوأر من حديث فلن" يريدوأن
بذلك شهرته عنه ،فينبغي التنبه إلى هذا كي ل يلتبس بالمشهوأر عن النبي صلى ال عليه وأسلم ،وأقد
نقل الحافظ ابن الصلحا وأغيره من المحدثين مثل هذا القوأل عن الحافظ أبي عبد ال بن مندة .
)(4) (3
وأقبل أن أنتقل إلى التعريف الثاني للمشهوأر أذسكر بأن المشهوأر بتعاريفه السابقة التي اعتبر فيها
العلماء الشهرة اللغوأية ليس هوأ الخبر المشهوأر الذي ذكره المتكلموأن.
وأما يقال في الحتجاج بالخبر المشهوأر إوأافادته ليس المراد به هذا ،لن الشهرة اللغوأية ل تستلزم
الصحة كما سبق -فضلل عن إفادة العلم النظري أوأ علم الطمأنينة:
إذن فالشهرة المرادة هي الشهرة باعتبار عدد الدندقدلة ،فيتعين البحث في تحديد عددها.
التعريف بملحظة عدد النقلة:
اختلفا المحدثونا في تحديد عدد الشهرة على قولينا:
فاختار جمهوأر المحدثين في تحديدها بما زاد على اثنين فأكثر ما لم يبلغ درجة التوأاتر.
()3ابن مندة :هوأ أبوأ عبد ال محمد بن إسحاق بن محمد العبدي الصبهاني ) 395هـ( صاحب التصانيف طوأف الدنيا ،وأجمع وأكتب ما ل ينحصر ،وأسمع من ألف
وأسبعمائة شيخ ،وأبقي في الرحلة وأطلب العلم بضعال وأثلثين سنة.انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،2/187وأالعلم ،الزركلي .6/253
()4انظر التقييد وأاليضاحا ،العراقي ،229وأمنهج النقد ،نوأر الدين عتر .416
)(5
وأابن حجر) (4في النخبة )(3
في اللفية وأالسخاوأي) (2في شرحها )(1
وأهوأ اختيار الحافظ العراقي
)(8
وأغيرهم. )(7
في التدريب )(6
وأالسيوأطي
وأوأافق بعض المحدثين رأي جمهوأر المتكلمين في تحديده ،فقالوأا عدد الشهرة ما زاد على ثلثة فأكثر،
)(11
وأالبلقيني. )(10
وأالزرقاني )(9
وأمنهم الحافظ ابن كثير
وأيبدوأ لي أن المسألة اصطلحيه ل سبيل فيها إلى النزاع وأالستدلل وأالترجيح.
وألهذا التوأافق بين رأي بعض المحدثين وأ رأي جمهوأر المتكلمين أختار تعيين ما زاد على الثلثة
عددا للشهرة ،لن المتكلمين هم الذين تكلموأا على الحجية وأالفادة من الخبار ،وألن قسمة الخبر إلى
متوأاتر وأمشهوأر قسمة عقلية ،وأقد نص غير وأاحد من المحدثين على أن التوأاتر وأالشهرة ليسا من
)(12
مباحث علم السناد
وأالحاصل :أن المختار في تعريف المحدثين للخبر المشهوأر أنه):ما زاد نقلته على ثلثة في جميع
طبقات السند ما لم يبلغ درجة التوأاتر(.
العزيز:
لشتقاق هذا الوأصف من العزة مفهوأمان :القوأة ،وأالقلة.
()1هوأ عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن ،أبوأ الفضل المعروأف بالحافظ العراقي ) 806هـ( بحاثة من كبار حفاظ الحديث ،أصله من الكرد ،رحل في طلب العلم إلى
الحجاز وأالشام وأمصر وأله عدد من التصانيف في علم الحديث ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .4/119
()2هوأ محمد بن عبد الرحمن شمس الدين السخاوأي ،مؤرخ حجة ،وأعالم بالحديث وأالتفسير وأالدب ،أصله من )سخا( وأهي قرية بمصر ،وأصنف زهاء مئتي كتاب ،توأفي )
()4ابن حجر :هوأ أحمد بن علي بن محمد العسقلني ) 852هـ( حافظ السلم في عصره كثرت مصنفاته وأانتشرت وأتهادتها الملوأك وأالكابر ،انظر ترجمته في العلم،
الزركلي .1/173
()5انظر لقط الدرر) (29وأانظر شرحا مل علي القاري على النخبة .30
()6هوأ عبد الرحمن بن أبي بكر جلل الدين السيوأطي ) 911هـ( إمام مؤرخ أديب له نحوأ 600مصنف ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .4/71
()7تدريب الراوأي ،2/183وأانظر فتح الملهم ،شبير أحمد )،(6وأأصوأل الحديث،محمد عجاج ) (364وأعلوأم الحديث،صبحي الصالح ،233وأحديث الحاد ،مل خاطر
()10شرحا الزرقاني على البيقوأنيه 41 ،40وأانظر حديث الحاد ،مل خاطر .14
وأوأصف الحديث بذلك يحتمل المعنيين معلا ،فهوأ عزيز بمعنى قوأي ،لن متابعة ارفوأ لخر تكسب
)(2
خبره قوأه ،وأتزيل عنه الغرابة.
وأوأجوأد الحديث العزيز في كتب السنة قليل نادر ،وألهذا لم أر من صنف فيه كتابا خاصا مثل الكتب
المصنفة في جمع الحاديث المتوأاترة وأالحاديث المشتهرة على اللسنة.
وأقلما يستعمل غير المحدثين هذا الوأصف للحديث ،لنه ل يترتب عليه أثر عند العلماء عامة.
وأربما احتاج المحدثوأن إلى رتبة بين المشهوأر وأالغريب فكان وأصف الحديث بالعزة من اصطلحهم
دوأن غيرهم ،أما المتكلموأن فل وأاسطة عندهم بين المشهوأر وأالغريب.
وأتعريف العزيز :ما ل يروأيه أقل من اثنين عن أثنين في جميع طبقات السند ما لم يبلغ حد
)(3
الشهرة.
وأيدخل في التعريف ما روأاه الثلثة ،لن حد الشهرة ما زاد على الثلثة ،وأالثلثة دوأن الحد.
وأمن المحدثين من نص على الثلثة في وأصف الحديث بالعزة.قال ابن كثير)فإن اشترك اثنان أوأ
)(4
ثلثة في :روأايته عن الشيخ سمي عزيزا(.
الغريب
قال الحافظ ابن حجر في تعريفه :هوأ ما ينفرد بروأايته شخص وأاحد في أي موأضع وأقع التفرد به من
)(5
السند.
وأها هنا أمر ينبغي التنبيه إليه .وأهوأ أن المتكلمين وأالمحدثين يذكروأن في اصطلحهم )خبر الوأاحد(
ل يريدوأن به ما تفرد به شخص وأاحد .بل هوأ اصطلحا في خبر الحاد .وأحيثما يطلقوأن )خبر
الوأاحد( فل يريدوأن به الغريب .إوأاذا تعرضوأا لما روأاه شخص وأاحد ذكروأه باصطلحا الغريب ل غير.
وأممن نبه على ذلك من المحدثين الحافظ ابن حجر .فقال) :المشهوأر وأالعزيز وأالغريب آحاد ،وأيقال
لكل منهما خبر وأاحد ،وأخبر الوأاحد في اللغة ما يروأيه شخص وأاحد ،وأفي الصطلحا ما لم يجمع
)(6
شروأط المتوأاتر(.
()1مقاييس اللغة ،ابن فارس )عزز( .4/38
()7التمهيد 386
الفصل الثاني :الحتجاج بخبر الحاد في الشريعة والعقيدة
الموأافقات في أصوأل الفقه وأالعتصام ،وأغيرها انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .1/71
()2العتصام ،آبوأ إسحاق الشاطبي ) 790هـ( تحقيق أحمد عبد الشافي 43-1/42طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت 1988 -م.
()3انظر أصوأل الفقه ،محمد أبوأ زهرة 8طبعة دار الفكر العربي -لم يذكر سنة الطبع .-
()1انظر إحكام الفصوأل ،الباجي ،249شرحا اللمع ،الشيرازي ،2/583المستصفى ،الغزالي ،155-1/146الوأصوأل إلى الصوأل ،ابن برهان ،2/156وأميزان
الصوأل ،السمرقندي ،633 /2وأروأضة الناظر ،ابن قدامه بشرحها نزهة الخاطر ،ابن بدران 278-268 /1وأالحكام ،المدي ،285/وأكشف السرار ،البخاري
371-2/370وأالمسوأدة ،آل تيميه 237وأجمع الجوأامع ،ابن السبكي مع حاشية العطار 159-2/158وأشرحا البدخشي 2/97وأفوأاتح الرحموأت ،النصاري .2/131
.285/ ()2الحكام
()3المعتمد .2/570
()4أبوأ الخطاب محمد بن أحمد الكلوأذاني ) 510هـ( شيخ الحنابلة في عصره ،صاحب التصانيف ،كان إمامال علمة وأرعال صالحال وأافر العقل غزير العلم ،انظر ترجمته في
()5انظر التمهيد .3/44وأالمام أحمد :هوأأبوأعبد ال أحمد بن حنبل ) 241هـ( أحد الئمة الربعة وأكان إمامالع في الحديث إوأامامال في الفقه إوأامامال في السنة إوأامامال في الوأرع
وأالزهد ،سافر في طلب العلم أسفا الر كثيرة إلى الكوأفة وأالبصرة وأمكة وأالمدينة وأاليمن وأالشام وأالمغرب وأخراسان وأغيرها ،انظر ترجمته في العبر ،1/347وأالعلم الزركلي
.1/192
()6هوأ محمد بن عمر بن الحسين القرشي الرازي موألدلا ،إمام عصره في العلوأم العقلية ،وأأحد الئمة في العلوأم الشرعية ،وأصنف في كل علم تصانيف مشهوأرة ،وأله مكانة
في المذهب الشعري ،وأكان يمشي في خدمته نحوأ ثلثمائة تلميذ ،وأكان صاحب ثروأة وأنعمة وأمماليك ،وأمع ذلك كان ذا باع طوأيل في الوأعظ وأصاحب حال وأوأجد ،انظر
()7المحصوأل .2/570
()8البحر المحيط في أصوأل الفقه ،4/260 ،تحقيق عبد القادر العاني وأعمر سليمان الشقر وأمراجعة عبد الستار أبوأ غدة ،طبعة وأ ازرة الوأقاف -الكوأيت 1988 -م.
وأالزركشي هوأ :محمد بن بهادر بن عبد ال الزركشي ) (794تركي الصل ،مصري الموألد وأالوأفاة ،عالم بفقه الشافعية وأالصوأل ،له تصانيف كثيرة منها البحر المحيط في
أصوأل الفقه وأ )الجابة ليراد ما استدركه عائشة رضي ال عنها عن الصحابة( ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .6/286
()9هوأ محب ال بن عبد الشكوأر وأالبزدوأي الهندي الحنفي ،وألي القضاء في )لكهنوأ ،وأجيدرآباد( في بلد الهند ـ ثم وألي صدارة ممالك الهند ،وألم يلبث أن توأفي ) 482هـ(
()11انظر المراجع السابقة إوأارشاد الفحوأل ،الشوأكاني 49وأأصوأل احمد ،د -عبد ال تركي 263-260
وأوأجه استدللهم بالعقل على إيجاب العمل به أن خبر العدل الوأاحد يقتضي دفع ضرر مظنوأن.
وأالعمل بمثله وأاجب بحكم العقل.
فإذا أخبر العدل عن مضرة في أكل شئ معين حكم العقل بوأجوأب المتناع عنه.
)(1
وأكذا إذا أقام تحت جدار أخبر عنه العدل أنه متصدع يوأشك أن ينقض ،فالعقل يأمره بالقيام.
وأيبدوأ لي أن رأي الجمهوأر في حكم العقل على المسألة أدق وأأصوأب ،لن غاية ما يدل عليه الدليل
)(2
السابق الندب وأالخذ بالحوأط ،وأل ينتهي إلى حد الوأجوأب.
وأسوأاء أدل العقل على وأجوأبه أم دل على جوأازه فإن المعتمد في إيجابه على دليل الشرع من الكتاب
وأالسنة وأالجماع ،كما سيأتي قريبا.
وأقد نسب الصوأليوأن المخالفة في وأجوأب العمل بخبر الحاد إلى فريقين فريق يمنع العمل به
)(4
وأابن علية. )(3
بدليل العقل .وأهم الجبائي
)(7
وأالسيد المرتضى )(6
وأابن داوأد من الظاهرية )(5
وأفريق يمنع العمل به بأدلة الشرع وأهم القاشاني
)(8
وأغيره من الشيعة.
وأسأذكر من أدلة الجمهوأر ما تقوأم به الحجة ليجاب العمل بمقتضى خبر العدل الوأاحد ،ثم أذكر
أقوأى عشدبه كل من الفريقين المخالفين وأما يكفي لبطالها.
ما تقوم به الحجة ليجاب العمل بمقتضى خبر الحاد ،منا الكتاب والسنة والجماع:
أولل :منا أدلة الكتاب:
قوأله تعالى) :فلوأل نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوأا في الدين وألينذروأا قوأمهم إذا رجعوأا إليهم
()1انظر المستصفى ،الغزالي 1/147وأالوأصوأل ابن برهان 2/164وأالمحصوأل 558-557 /2
()3هوأ محمد بن عبد الوأهاب ،أبوأ علي الجبائي البصري ) 303هـ( شيخ المعتزلة في عصره ،وأكان المام الشعري أحد تلمذته قبل أن يخالفه وأيهجر مذهب المعتزلة،
()4هوأ إسماعيل ابن إبراهيم بن مقسم ) 193هـ( وأ )علية( اسم وأالدته ،وأهوأ إمام دعدلم في روأاية الحديث ،وأينسب إليه بعض آراء المعتزلة ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي
()5القاشاني :هوأ محمد بن إسحاق كان على مذهب داوأد الظاهري ،إل أنه خالفه في مسائل كثيرة ثم انتقل إلى مذهب الشافعي ،انظر طبقات الشافعية ،الشيرازي ،نقلل عن
()6هوأ محمد بن داوأد علي بن خلف ) 297هـ( وأالده داوأد المام الذي ينسب إليه المذهب الظاهري،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،1/433وأالعلم ،الزركلي .6/355
()7هوأ علي بن الحسين أبوأ القاسم المرتضى ) 436هـ( شيخ الشيعة في عصره بالعراق ،كان إمامال بالتشيع وأالكلم وأالشعر ،أخذ عن الشيخ المفيد ،انظر العبر ،الذهبي
()8انظر ،المحصوأل ،الرازي 561-2/558وأفوأاتح الرحموأت ،النصاري 2/131إوأارشاد الفحوأل الشوأكاني .49
لعلهم يحذروأن(.
)(1
وأالطائفة من الفرقة عدد يسير ل يبلغ مبلغ التوأاتر ،وأقد أوأجب ال عز وأجل النذار على هذا العدد
)(2
اليسير ،فلوأ لم يجب الخذ به لخل النذار عن الفائدة.
ومنا السنة:
ما أخرجه الشافعي في الرسالة بسنده عن عبيد ال بن أبي رافع عن أبيه قال :قال النبي صلى ال
عليه وأسلم) :ل ألفين أحدكم متكئا على أريكته ،يأتيه المر من أمري مما نهيت عنه أوأ أمرت به،
)(3
فيقوأل :ل ندري ،ما وأجدنا في كتاب ال اتبعناه(
ثم قال المام الشافعي) :وأفي هذا تثبيت الخبر عن رسوأل ال ،إوأاعلمهم أنه لزم لهم ،إوأان لم يجدوأا
)(4
له نص حكم في كتاب ال(.
وأأخرج بسنده عن عطاء بن يسار )أن رجل قبل امرأته وأهوأ صائم ،فوأجد من ذلك وأجدا شديدا فأرسل
امرأته تسأل عن ذلك ،فدخلت على أم سلمة أم المؤمنين فأخبرتها ،فقالت أم سلمة :إن رسوأل ال
يقبل وأهوأ صائم ،فرجعت المرأة إلى زوأجها فأخبرته ،فزاده ذلك شرا ،وأقال :لسنا مثل رسوأل ال ،يحل
ال لرسوأله ما شاء ،فرجعت المرأة إلى أم سلمة ،فوأجدت رسوأل ال عندها ،فقال رسوأل ال :ما بال
هذه المرأة ؟ فأخبرته أم سلمة .فقال :أل أخبرتيها أني أفعل ذلك ؟ فقالت أم سلمة :قد أخبرتها،
فذهبت إلى زوأجها فأخبرته فزاده ذلك شرا ،فغضب رسوأل ال ،ثم قال :وأال إني لتقاكم ل وألعلمكم
)(5
بحدوأده(.
قال الشافعي) :في ذكر قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم )أل اخبر تيها أني أفعل ذلك( دللة على أن
خبر أم سلمة عنه مما يجوأز قبوأله ،لنه ل يأمرها بأن تخبر عن النبي إل وأفي خبرها ما تكوأن
)(6
الحجة لمن أخبرته(
وأأخرج بسنده عن ابن عمر قال) :بينما الناس بقباء في صلة الصبح ،إذ أتاهم آت فقال :إن رسوأل
()2انظر شرحا اللمع ،الشيرازي 2/588وأالفصوأل،الجصاص 81-3/75وأالمستصفى 1/152وأالتمهيد،أبوأ الخطاب 46/وأالوأصوأل ،ابن برهان .2/165وأالمحصوأل
،403-404 ()3وأالحديث أخرجه المام أبوأ داوأد في كتاب السنة ،4605 ،6/4604ترقيم محمد محيي الدين عبد الحميد .وأانظر تخريجه موأسعا في حاشية ص 90من
()4الرسالة .404
()5الرسالة،الشافعي ،405وأانظر تعليق أحمد شاكر في الحاشية لوأصل الحديث.وأالحديث أخرجه المام مالك في الموأطأ،انظر تنوأير الحوأالك على موأطأ مالك،جلل الدين
()6الرسالة .406
ال قد أنزل عليه قرآن ،وأقد أمر أن يستقبل القبلة ،فاستقبلوأها ،وأكانت وأجوأههم إلى الشام فاستداروأا
)(1 إلى الكعبة(.
قال الشافعي) :وأأهل قباء أهل سابقة من النصار وأفقه ،وأقد كانوأا على قبلة فرض ال عليهم
)(2
استقبالها ،وألم يكن لهم أن يدعوأا فرض ال في القبلة إل بما تقوأم عليهم الحجة(.
وأيستدل في المسألة أيضال بما توأاتر من إنفاذ رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قضاته وأرسله وأسعاته
إلى الطراف وأهم آحاد ل يرسلهم إل لقبض الصدقات وأتبليغ أحكام الشرع.
قال الشافعي) :وأبعث في دهر وأاحد اثني عشر رسوأل إلى اثني عشر ملكا يدعوأهم إلى السلم وألم
)(3
يبعثهم إل إلى من قد بلغته الدعوأة ،وأقامت عليه الحجة فيها(...
وأقد أطال الصوأليوأن في وأجوأه الستدلل بكل دليل من الدلة السابقة ،وأذكروأا العتراضات التي
أوأردها المخالفوأن على كل دليل وأأجابوأا عنها ،وأل يتسع المقام لعرض ذلك كله وأتحريره ،لن الدلة
في هذه المسألة كثيرة وأمتنوأعة ،وأالستدلل بمجموأع هذه الدلة ل بدليل وأاحد منها.
الجماع:
أظهر ما يستدل به ليجاب العمل بخبر الوأاحد هوأ إجماع الصحابة على إيجاب العمل به.
فقد نقل عنهم العمل بخبر العدل الوأاحد في وأقائع ل تنحصر ،وأهذه الوأقائع إوأان كانت آحادال في
أفرادها ل تفيد القطع وأالجزم في المسألة ،إل أنها بمجموأعها تدل على قدر مشترك بينها وأهوأ عمل
الصحابة بخبر الوأاحد ،فتدل بمجموأعها على هذا القدر المشترك على سبيل القطع وأالجزم في
المسألة ،كما دلت الوأقائع المروأية عن كرم حاتم على كرمه على سبيل القطع وأالجزم ،إوأان كانت كل
)(4
وأاقعة عند انفرادها ل تفيد إل الظن.
قال المدي :وأالقرب في هذه المسألة إنما هوأ التمسك بإجماع الصحابة ،وأيدل على ذلك ما نقل عن
الصحابة من الوأقائع المختلفة الخارجة عن العد وأالحصر المتفقة على العمل بخبر الوأاحد ،وأوأجوأب
)(5
العمل به(.
وأقد ذكر الشافعي عددا من هذه الوأقائع منها:
()1نفسه 406وأالحديث أخرجه البخاري في كتاب الصلة 32/403ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.
()3الرسالة ،الشافعي ،418وأانظر بعض من استدل به من الصوأليين في الفصوأل ،الجصاص 3/82شرحا اللمع ،الشيرازي ،589-2/588مسلم الثبوأت ،ابن عبد
الشكوأر بشرحا النصاري 2/134المستصفى الغزالي .1/151المحصوأل ،الرازي ،526-2/525حاشية العطار على شرحا جمع الجوأامع .2/158شرحا اليجي على
مختصر المنتهى لبن الحاجب ،القاضي عبد الرحمن بن أحد اليجي ) 756هـ( 148-147طبعة الستانه 1307هـ ،أصوأل الفقه ،الزحيلي .1/468
()5الحكام .2/297
ما أخرجه بسنده عن سعيد بن المسيب) :أن عمر بن الخطاب كان يقوأل :الدية للعاقلة ،وأل ترث
المرأة من دية زوأجها شيئا حتى أخبره الضحاك بن سفيان أن رسوأل ال كتب إليه أن يوأرث امرأة أشيم
)(1
الضبي من ديته ،فرجع إليه عمر(.
وأأخرج بسنده عن محمد الباقر )أن عمر ذكر المجوأس ،فقال :ما أدري كيف أصنع في أمرهم ؟ فقال
)(2
له عبد الرحمن بن عوأف :أشهد لسمعت رسوأل ال يقوأل :عسنوأا بهم سنة أهل الكتاب.(.
وأأخرج عن دبدجالة أنه قال) :وألم يكن عمر أخذ الجزية ،حتى أخبره عبد الرحمن بن عوأف أن النبي
أخذها من مجوأس دهدجر(. )(3
وأبعد الشافعي حشر الصوأليوأن طائفة من الخبار عن الصحابة في إثبات العمل بخبر العدل
الوأاحد) (4وأجمع الدكتوأر محمد عبد ال عوأيضة طائفة منها في بحث بعنوأان احتجاج الصحابة بخبر
)(5
الوأاحد
وأمن الخبار التي ذكرها الشيرازي من الصوأليين
عن ابن عمر أنه رجع إلى قوأل رافع بن خديج في ترك المخابرة ،وأقال :كنا نخابر أربعين سنة وأل
)(6
نرى بذلك بأسا حتى أخبرنا بذلك رافع بن خديج أن النبي صلى ال عليه وأسلم نهى عن المخابرة
فتركناه ).(7
قال الرازي):العمل بخبر الوأاحد الذي ل يقطع بصحته مجمع عليه بين الصحابة ،فيكوأن العمل به
حقلا ،إوأانما قلنا :إنه مجمع عليه بين الصحابة لن بعض الصحابة عمل بالخبر الذي ل يقطع
)(8
بصحته ،وألم ينقل عن أحد منهم إنكار على فاعله ،وأذلك يقتضي حصوأل الجماع(
وأنقل الرازي شبهة أثارها بعض الروأافض في دليل الجماع ،إذ قالوأا :من الصحابة من رد خبر
()1الرسالة ،الشافعي ،426وأانظر الم ،له 6/77طبعة دار الشعب -القاهره 1968 .م ،وأالحديث أخرجه المام أبوأ داوأد في كتاب الفرائض ،17/2927وأانظر تخريجه
()2الرسالة 430 ،وأانظر تعليق أحمد شاكر على ما يظهر من انقطاع الحديث.
()4انظر شرحا اللمع ،الشيرازي ،594-2/590المستصفى ،الغزالي ،1/184الوأصوأل ،ابن برهان 169-2/168الحكام ،المدي ،299-297 /1البحر المحيط،
()6المخابرة :المزارعة على نصيب معين من المحصوأل كالربع وأالثمن وأغيرهما ،انظر النهاية في غريب الحديث ،أبوأ السعادات المبارك بن محمد بن اليثر الجزري )
606هـ( تحقيق ظاهر أحمد الزاوأي وأمحمد الظباحي ،20/7طبعة دار الكتب -بيروأت 1965م
()7انظر شرحا اللمع 2/593وأالحديث أخرجه المام مسلم في كتاب البيوأع 16/1536وأانظر تخريجه موأسعال في حاشية المصدر السابق
()1المحصوأل 553 /1/2وأالحديث أخرجه البخاري في كتاب الستئذان ،13/6245وأمسلم في كتاب الداب 7/2153وأأبوأ داوأد في كتاب الدب -138/5180
.5184
()2الموأطأ مع شرحه تنوأير الحوأالك شرحا موأطأ مالك ،جلل الدين عبد الرحمن بن أحمد السيوأطي ) 911هـ( 2/54طبعة دار إحياء الكتب العربية -مصر لم يذكر
سنة الطبع.
()4انظر للستزاده في الخبار التي توأقف الصحابة فيها وأفي أسباب توأقفهم :شرحا اللمع الشيرازي 599-2/596الوأصوأل ،ابن برهان 2/169المحصوأل ،الرازي
554-553 ،549-1/2/543الحكام ،المدي ،2/299كشف السرار ،البخاري 2/374نزهة الخاطر ،عبد القادر بن مصطفى بن بدران ،وأهوأ شرحا كتاب روأضة الناظر
نخبة المناظر ،عبد ال بن أحمد بن قدامة المقدسي ) 620هـ( 1/267طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت -لم يذكر سنة الطبع .فوأاتح الرحموأت ،النصاري 2/133
إرشاد الفحوأل ،الشوأكاني ،49بحث احتجاج الصحابة بخبر الوأاحد ،عوأيضة .87-78
)(1
قال النصاري):أل ترى أنهم عملوأا بها بعد انضمام ارفوأ وأاحد ،وأهوأ بعد النضمام من خبر الحاد(
وأفي ختام أدلة المثبتين نذكر ما ختم به المام الشافعي إذ قال:
)وألوأ جاز لحد من الناس أن يقوأل في علم الخاصة :أجمع المسلموأن قديما وأحديثا على تثبيت خبر
الوأاحد وأالنتهاء إليه ،بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إل وأقد ثبته ،جاز في القوأل وألكن أقوأل :لم
أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوأا في تثبيت خبر الوأاحد بما وأضعت من أن ذلك موأجوأد عند
)(2
كلهم(.
()2الرسالة 458
()3الحكام ،المدي ،285 /وأانظر شرحا اللمع،الشيرازي 601-2/600المستصفى ،الغزالي ،1/164التمهيد ،أبوأ الخطاب 44-3/38الوأصوأل ،ابن برهان
()1الم 1/81وأانظر المسألة في بداية المجتهد وأنهاية المقتصد :محمد بن أحمد بن محمد )ابن رشد(القرطبي ) 595هـ( 1/112الطبعة الرابعة دار المعرفة بيروأت
1979م.
()2انظر هذه المسألة في حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء ،الشاشي القفال ) 507هـ( .144-8/143
)(3
المراد به الوأهام الناشئه من غير دليل صحيح(. )(2
شيئا "
قال شبير أحمد) :وأالظن الذي تفيده أخبار الحاد إنما هوأ القوأي الراجح المقارب لليقين ،ل الضعيف
المرجوأحا الذي ل يتجاوأز حد التوأهم ،وأهوأ نوأع من العلم يدوأر عليه كثير من الحكام الدينية
وأالمعاملت الدنيوأية...وأحينئذ فالمتعبد بأخبار الحاد إنما يقفوأ ما له به علم ،وأليس هذا من إتباع
)(4
الظن المذموأم في شئ(.
وأحتى لوأ سلمنا بأن المراد من الظن في اليات الكريمات يشمل الظن الحاصل بأخبار الحاد ،فإنه
ل يصح الحتجاج بمفاهيم اليات على العاملين بخبر الحاد ،لن وأجوأب العمل بها ثابت بدليل
قاطع فل جهالة فيه وأل ظن.
قال الجصاص):ليس في هذه اليات ما ينفي قبوأل خبر الوأاحد ،وأذلك أن الحكم بقبوأل خبر الوأاحد
عندنا حكم بعلم ...لن الدلئل الموأجبة للحكم به قد أوأقعت لنا العلم بلزوأم قبوأله ،فهوأ حكم بعلم ،كما
نقوأل في الحكم بشهادة الشهوأد إنه حكم بعلم ...إوأان كنا ل نعلم صدق الشهوأد من كذبهم ...كذلك
)(5
قبوأل خبر الوأاحد(.
وأقال إمام الحرمين) :وأالعمل بخبر الوأاحد مستند إلى ما يثبت بالتوأاتر من أن الرسوأل عليه الصلة
وأالسلم كان يرسل الرسل آحادا ،وأبإجماع الصحابة على العمل بخبر الوأاحد ،وأهوأ إجماع منقوأل
)(6
توأات لرا(.
وأقال الشوأكاني في ختام المسألة):وأعلى الجملة فلم يأت من خالف في العمل بخبر الوأاحد بشيء
يصلح للتمسك به ،وأمن تتبع عمل الصحابة وأالخلفاء وأغيرهم وأعمل التابعين فتابعيهم بأخبار الحاد
وأجد ذلك في غاية الكثرة ،بحيث ل يتسع له إل مصنف بسيط إوأاذا وأقع من بعضهم التردد في العمل
به في بعض الحوأال فذلك لسباب خارجة عن كوأنه خبر وأاحد ،من ريبة في الصحة أوأ تهمة للراوأي
()3المفردات في غريب القرآن ،أبوأ القاسم الحسين بن محمد )الراغب( )ظن( .317
()4فتح الملهم ،شرحا صحيح مسلم ،التهانوأي العثماني ،1/8وأانظر نحوأه في العتصام ،الشاطبي 171-1/170
()5الفصوأل .90-3/89
()6البرهان 602-1/599وأانظر الرد على المستدل باليات في الفصوأل ،الجصاص ،91-98/وأشرحا اللمع ،الشيرازي ،2/600وأالمستصفى 1/154وأالحكام،
المدي ،300-2/286وأالعتصام ،الشاطبي 173-1/171وأفوأاتح الرحموأت ،النصاري 2/136إوأارشاد الفحوأل ،الشوأكاني .49
)(7
أوأ وأجوأد معارض راجح ،أوأ نحوأ ذلك(
وأبهذا الختام يتم ختام هذا المبحث ،وأال أعلم
()2هوأ علم يبحث السباب الخفية الغامضة التي تقدحا في صحة الحديث ،كوأصل منقطع وأرفع موأقوأف إوأادخال حديث في حديث وأغير ذلك .انظر أصوأل الحديث ،د.
د .محمد عجاج 280 ()3علم غريب الحديث :علم يبحث في بيان ما خفي معناه من ألفاظ الحديث النبوأي ،انظر أصوأل الحديث
()5انظر أصوأل الحديث د -محمد عجاج ،7وأأصوأل الحديث د -صبحي الصالح 107
()6انظر هدي الساري مقدمة فتح الباري شرحا صحيح البخاري ،أحمد بن علي بن حجر ) 852هـ( تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي 6طبعة دار الكتب العلمية بيروأت
1989م.وأقوأاعد التحديث،القاسمي 71وأأصوأل الحديث ،د -محمد عجاج 184- 183وأعلوأم الحديث ،د -صبحي الصالح 123
وأيقع فيه حديثال في الفضائل بعد حديث في الصلة أوأ الزكاة ،وأيقع فيه الصحيح بعد الحسن،من
غير ترتيب وأل تفريق.
)(1
وأأوأل من ألف على المسانيد أبوأ داوأد سليمان بن الجاروأد الطيالسي
وأتبعه بعد ذلك عدد من الحفاظ منهم إسحاق بن راهوأيه) (2وأعثمان بن أبي شيبة) (3وأالمام أحمد بن
)(4
حنبل رحمهم ال جميعلا .وأيعتبر مسند المام أحمد أوأفى هذه المسانيد وأأوأسعها
وأبعد تمام هذه المرحلة من الجمع وأالتدوأين ظهرت الحاجة إلى إفراد الصحيح وأتمييزه عن غيره ،وأكان
)(5
أوأل من قام بذلك المام محمد بن إسماعيل البخاري.
يقوأل الحافظ ابن حجر ...) :وألما رأى البخاري هذه التصانيف وأجدها بحسب الوأضع جامعة بين ما
يدخل تحت التصحيح وأالتحسين ،وأالكثير منها يشمله التضعيف ...فحوأل همته لجمع الحديث
)(6
الصحيح الذي ل يرتاب فيه أمين(.
وأصنف كتابه)الجامع الصحيح المسند من حديث رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم وأسننه وأأيامه(
وأاشتمل على أبوأاب الحكام وأالزهد وأالفتن وأاليمان وأالتفسير وأالفضائل وأالدب وأالطب وأغير ذلك من
البوأاب.
كتابه الصحيح،وأأخرج فيه أبوأابال في أحاديث اليمان وأأبوأابال في )(7
ثم صنف تلميذه المام مسلم
أحاديث الفتن وأأشراط الساعة وأغير ذلك من البوأاب التي اشتملت على أحاديث العقائد وأصار صنيع
()1انظر المراجع السابقة وأدراسات حوأل السنة ،د -محمد إبراهيم الجيوأشي 48طبعة دار الهدي -مصر ،1987 -وأأبوأ سليمان بن الجاروأد :هوأ داوأد سليمان بن داوأد
الطيالسي ) 204هـ( كان حافظال يسرد من حفظه ثلثين ألف حديث ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،1/270وأالعلم ،الزركلي .3/187
()2إسحاق بن راهوأيه :هوأ إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ) 238هـ( عالم خ ار سان في عصره وأهوأ أحد كبار الحفاظ ،طاف البلد لجمع الحديث ،وأأخذ عنه المام أحمد بن
حنبل وأالبخاري وأمسلم وأالترمذي وأغيرهم ،وأقيل في سبب تلقيبه )ابن راهوأيه( أن أباه وألد في طريق مكة ،فقال أهل مروأ) :راهوأيه( أي وألد في الطريق ،انظر ترجمته في
()3عثمان بن أبي شيبة :عثمان بن محمد بن أبي شيبة ) 239هـ( من حفاظ الحديث .رحل من موأطنه الكوأفة إلى مكة وأالري وأبغداد ،كان يحضر مجلسه ثلثوأن ألفلا،
صنف في التفسير وأجمع مسنده المعروأف ،انظر ترجمته في العبر ،1/338وأالعلم ،الزركلي .4/376
()5البخاري :هوأ المام محمد بن إسماعيل البخاري ) 256هـ( صاحب التصانيف ،وأصاحب الجامع الصحيح المعروأف بصحيح البخاري ،كان من أوأعية العلم يتوأقد
ذكاء ،سمع من خلئق عدتهم ألف شيخ وأرحل إلى خراسان وأ العراق وأمصر وأالشام ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،1/368وأالعلم ،الزركلي ،6/258وأانظر:ما أفرده
()7هوأ المام أبوأ الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوأري 261) /هـ( أحد أركان الحديث وأصاحب الصحيح ،وأغيره من التصانيف ،وألد نيسابوأر ،وأرحل
إلى الحجاز وأمصر وأالشام وأالعراق وأكان صاحب تجارة وأأملك وأثروأة ،وأكان محسن نيسابوأر ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،1/375وأالعلم الزركلي .8/117
المامين البخاري وأمسلم في تخريج الحاديث على هذه البوأاب يعرف بالجامع.
وأالجوأامع :هي كتب الحديث المشتملة على جميع أبوأاب الحديث،وأيمكن إرجاع جملة أبوأاب الحديث
)(1
إلى ثمانية أبوأاب العقائد ،وأالحكام،وأالداب،وأالتفسير،وأالمناقب ،وأالزهد ،وأالفتن ،وأالشمائل.
كتابه السنن وأرتب أحاديثه على البوأاب الفقهية. )(2
ثم صنف المام أبوأ داوأد
فيقوأل الكوأثري رحمه ال )) :(3وأهمة أبي داوأد جمع الحاديث التي استدل بها فقهاء المصار وأبنوأا
)(4
عليها الحكام ،فصنف سننه وأجمع فيها الصحيح وأالحسن وأاللين(...
وأقد أفصح المام أبوأ داوأد عن عدم اشتراطه الصحة في أحاديث كتابه ،فقال) :كتبت عن رسوأل ال
صلى ال عليه وأسلم خمسمائة ألف حديث ،وأانتخبت منها ما ضمنت هذا الكتاب جمعت فيه أربعة
)(5
آلف حديث ،وأثمانمائة حديث ،ذكرت الصحيح وأما يشبهه وأما يقاربه(
وأمن المعلوأم أن الصل في كتب السنن القتصار على أحاديث الحكام ،وأقد جعلها المام أبوأ داوأد
غالب أحاديث كتابه ،وأعقد في آخر كتابه أبوأابال لها صلة بمسائل العتقاد كالفتن وأالملحم وأالسنة.
كتابه )(6
بعد هاتين الطريقتين في التصنيف -طريقة الشيخين وأطريقة أبي داوأد -صنف الترمذي
المعروأف بسنن الترمذي.
يقوأل الكوأثري رحمه ال) :وأملمح الترمذي الجمع بين الطريقتين ،فكأنه استحسن طريقة الشيخين
)(7
حيث بينا رأيهما ،وأطريقة أبي داوأد حيث جمع كل ما ذهب إليه ذاهب ،فجمع كلتا الطريقتين(
وأيظهر مراد الترمذي في ترتيب أبوأاب كتابه ،إذ تشغل أبوأاب الحكام معظم كتابه ،وأتتقدم على
البوأاب الخرى في الترتيب ،وأمن هذه البوأاب ما له صلة بمسائل العتقاد كأبوأاب الفتن وأصفة
القيامة ،وأاليمان وأغيرها.
()2هوأ المام سليمان بن الشعث الزدي السجستاني ) 275هـ( إمام أهل الحديث في زمانه ،صاحب السنن ،كان رأسال في الحديث وأالفقه حتى شبه بشيخه المام أحمد بن
()3هوأ محمد زاهد بن الحسن بن علي الكوأثري )1371هـ( فقيه حنفي شركسي الصل .وأله الكثير من التآليف وأالتعاليق .وأله مقالت متفرقة جمعها أحمد المصري .انظر
ترجمته في مقالت الكوأثري ،أحمد خيري 77-5مطبعة النوأار بالقاهرة ،وأالعلم ،الزركلي .6/363
()6الترمذي :هوأ المام أبوأ عيسى محمد بن عيسى بن دسبوأرة الترمذي ) 279هـ( من أئمة علماء الحديث ،تتلمذ للبخاري وأشاركه في بعض شيوأخه ،وأعمي في آخر عمره،
()8النسائي :هوأ أحمد بن شعيب بن علي النسائي ) 3033هـ( أحد الئمة العلم في علم الحديث ،رحل إلى خ ار سان وأالحجاز وأالعراق وأمصر وأالشام ،وأكان حسن
الهيئة كبير القدر ،وأكان أفقه مشايخ مصر وأأعلمهم بالحديث في عصره ،وأكان يصوأم صوأم داوأد وأيتهجد في الليل ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي .445-1/444
()2ابن ماجة:هوأ محمد بن يزيد القزوأيني أبوأ عبد ال ابن ماجة) 273هـ( أحد العلم في علم الحديث ،رحل إلى البصرة وأبغداد وأالشام وأالحجاز وأالري في طلب
()4ابن خزيمة :هوأ محمد بن إسحاق بن خزيمة ،أبوأ بكر السلمي ) 311هـ( إمام نيسابوأر في عصره كان فقيهال مجتهدال عالمال بالحديث ،قال تلميذه ابن حبان :لم عير مثل ابن
خزيمة في حفظ السناد وأالمتن.وأقال الدار قطني :كان إمامال معدوأم النظير ،وأيروأى أنه كان يختم القرآن في كل يوأم .انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،1/462وأطبقات
()6ابن حبان :هوأ أبوأ حاتم محمد بن حبان البستي الحافظ ،كان من أوأعية العلم في الحديث وأالفقه وأاللغة وأالوأعظ وأغير ذلك ،حتى الطب وأالفلك ،وألي القضاء في سمرقند
ثم )نسا( رحل إلى خراسان وأمصر وأالشام وأالعراق وأهوأ أحد المكثرين في التصنيف ،أخرج من علوأم الحديث ما عجز عنه غيره منها )التقاسيم وأالنوأاع( المعروأف )بصحيح
ابن حبان( وأ " معرفة الثقات " وأ " معرفة المجروأحين " ،وأغيرهما ،وأكان قد جمع مؤلفاته في دار في بلدته ،وأوأقفها ليطالعها الناس.انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،2/94
()3هوأ محمد بن يوأسف شمس الدين الكرماني ) 786هـ( أصله من كرمان ،وأاشتهر في بغداد بعلم الحديث وأتصدى فيها لنشره ثلثين سنة ،وأأقام مدة بمكة ،وأفيها فرغ من
تأليف كتابه )الكوأاكب الدراري في شرحا صحيح البخاري( .انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .8/28
()5في كتاب أخبار الحاد 1/7251وأكتاب الصلة 32/403وأكتاب التفسير )سوأرة البقرة( ،4493 ،4491 ،4490 ،14/4488وأأخرجه مسلم في كتاب المساجد
()7لما توأفي البخاري رحمه ال ) 256هـ( كان الجبائي قد بلغ من العمر وأاحدال وأعشرين عاملا ،وأل عيببلعد هذا الحتمال صغر سن الجبائي آنذاك ،فقد نقل ابن المرتضى
في المنية وأالمل مناظرات قطع فيها الجبائي خصوأمه في صباه .انظر المنية وأالمل .35
عمروأ بن عبيد) (1وأنقل الخطيب البغدادي) (2عددال من الخبار التي ردها عمروأ وأأنكر على روأاتها.
. )(4
) .(3وأبعد هذه الفترة بقليل ينقل الشافعي مناظرة له مع أشخاص من البصرة أنكروأا حجية الخبار
وألكن ل يبدوأ حتى هذه الحقبة من الزمن استقرار الراء المختلفة في حجية أخبار الحاد في جملة ما
يحتج به من الحكام الفقهية وأغيرها .غاية المر أنه قد فشا وأانتشر إنكار ثبوأت بعض الخبار لغرابة
في متوأنها أوأ ظهوأر مناقضة فيها لما ثبت لدى المنكر .وأيدل على ذلك أنه ل يظهر في الردوأد التي
التزامهم بمنهج متكامل وأاحد في رد شيء من الخبار التي )(7) (6
أجيب بها على النظام) (5وأأبي هذيل
ردوأها أوأ رموأها بالتناقض.
وألهذا الضطراب وأعدم اتضاحا معالم المناهج المختلفة من حجية أخبار الحاد أرى أن من العسير
إلزام من تكلم في مطلق حجية خبر الحاد في هذه الحقبة بأنه أراد حجيته في مسائل العتقاد أيضلا.
وألهذا أيضال ل يصح حمل مراد البخاري -رحمه ال -في إثبات حجية أخبار الحاد على حجيتها
ص على الموأضع الذي تدل الدلة على حجيتها فيه ،وأهي
في العقائد ،خاصة وأأن المام قد ن ر
الحكام الشرعية كما سبق.
وأقد فهم الحافظ ابن حجر -رحمه ال -من صنيع المام البخاري في صحيحه أنه يحتج بأخبار
الحاد التي خررجها .فيقوأل):الذي يظهر من تصرف البخاري في كتاب التوأحيد أنه يسوأق الحاديث
التي وأردت في الصفات المقدسة ،فيدخل كل حديث منها في باب ،وأيؤيده بآية من القرآن للشارة إلى
)(8
خروأجها عن أخبار الحاد على طريق التنزل في ترك الحتجاج بها في العتقاديات(.
وأالذي يبدوأ لي -وأال أعلم -أن البخاري لم يلتفت إلى هذا ،بل أراد أن يظهر عمليال أن السنة
الشريفة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع وأهي بيان القرآن وأتفسيره.
وأيدل على هذا أن تصرفه هذا شامل لجميع صحيحه ،ففي أي باب وأجد فيه آية من كتاب ال تشير
ب:
إلى أحاديث الباب جعلها عنوأانال للباب ،فمثلل عقد البخاري أوأل أبوأاب صحيحه تحت عنوأان )با ل
()1هوأ عمروأ بن عبيد أبوأ عثمان البصري ) 144هـ( شيخ المعتزلة في عصره ،وأأحد الزهاد المعروأفين ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .5/252
()2الخطيب البغدادي :هوأ أبوأ بكر أحمد بن علي ) 463هـ( أحد العلم وأصاحب التوأاليف المنتشرة في السلم ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،2/314وأطبقات
()4الم 262-7/250
()5النظام :هوأ أبوأ إسحاق إبراهيم بن يسار ) 231هـ( من أئمة المعتزلة ،وألقب بالنظام لجادته نظم الكلم ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .1/36
()6العلف :هوأ محمد بن الهذيل بن عبد ال ،أبوأ الهذيل العلف ) 235هـ( من أئمة المعتزلة ،كان حسن الجدل قوأي الحجة ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي 7/355
()7هوأ المام محيي الدين يحيى بن شرف النوأوأي ) 676هـ( محرر المذهب الشافعي ،وأمرستبه ،وأله تبحر في الحديث وأاللغة ،وأكان رأسال في الزهد ،مباركلا ،وألي مشيخة دار
على عببسط لها أصبوأ وأآوأي وأفي دار الحديث لطيف معنى
ل
مكانال مســه قدم النوأاوأي عسى أني أمس بوأجـ ـ ــهي
انظر ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى ،تقي الدين السبكي 168-5/166مطبعة دار المعرفة بيروأت ،الطبعة الثانية ،وأانظر العبر الذهبي ،33/334وأطبقات الشافعية
وألم يبق أمارة أوأ قرينة تدل على رأيه غير تخريجه لحاديث العقائد ،مع التزامه الصحة فيما خرجه
في كتابه .وأهاهنا أسئلة تتضح المسألة بالجوأاب عنهما
السؤال الول :هل يدل تخريج المام مسلم وغيره منا الئمة الذينا التزموا الصحة على اعتقادهم
بمضمونه؟
مع غياب التصريح وأالنص من أصحاب الصحاحا في الجابة على السؤال الوأل عتركت الجابة لرأي
الباحثين .فيقوأل الدكتوأر الشقر):وأمن نظر في كتب المحدثين العلم علم يقينال أن مذهبهم
الحتجاج بأحاديث الحاد ،فالبخاري وأمسلم وأأبوأ داوأد وأالترمذي وأالنسائي وأابن ماجة وأابن خزيمة
وأغيرهم يوأردوأن أحاديث الحاد في كتبهم محتجين بها ،فابن خزيمة مثلل ألف كتاب التوأحيد وأاحتج
)(2
فيه بعش ارفت وأعش ارفت من أحاديث الحاد في باب العقائد(.
وأهذا الحكم على صنيع هؤلء المصنفين فيه نظر لأنه مبني على أنه ل وأاسطة بين رد الخبر إوأاثبات
العقيدة به وأتكفير مخالفه .وأجمهوأر العلماء على إثبات وأاسطة بينهما ،فإذا صح إسناد الحديث وألم
يعالرض ما هوأ أقوأى منه فل موأجب وأل وأجه لنكاره ،وأيجب تصديقه دوأن القطع وأالجزم بموأجبه .وأهوأ
على هذه الحال حجة ظنية ،فيصح وأيحتمل أن يخسرج المصنف مثل هذا الحديث للحتجاج به على
هذا الوأجه& ،سيأتي في ما وأعدت بعقده مطلبا &وأسيأتي مزيد بيان لهذا المر عند الكلم على
احتجاج المتكلمين بما وأرد من أخبار الحاد وألم يحصل القطع وأاليقين بثبوأتها .إوأاذا كان هذا الوأجه
جائ الز وأمحتملل فمن أين يحصل اليقين الذي ذكر الشقر في إلزام المصنفين بالعتقادد بما خرجوأه من
الحاديث تصحيحال لها ؟
وأالسؤال الثاني :هل أراد المام مسلم وغيره منا أصحاب الصحاحا إلزام المسلمينا بالعتقاد بما
خرجوه منا أحاديث العقائد؟
لوأ فرضنا أن أحدا من الئمة صرحا بوأجوأب العتقاد بما خرجه في صحيحه فهل يسلم له بذلك؟ لن
نجيب على هذا السؤال في هذا الموأضع لنه أحدا من المة لم يعمل بجميع ما في الصحاحا من
أبوأاب الفقه مع أنه يكتفى فيه بالظن فضل عن العمل بكل ما فيها في أبوأاب العقائد .وأهذا ظاهر وأله
وأجه معروأف في الفقه وأأصوأله .فكيف تسلم المة لصاحب الصحيح بوأجوأب القطع بكل ما صححه
في أبوأاب العتقاد.
السؤال الثالث :هل يعني حكم أحد الئمة بالصحة على حديث ما أنه ثابت عنده منا قول النبي
صلى ال عليه وسلم على سبيل القطع واليقينا ؟
()1انظر شرحا صحيح مسلم بن الحجاج ،النوأوأي ) 676هـ( ،1/16وأطرق تخريج حديث رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم د -عبد المهدي بن عبد القادر267 ،
()2أصل العتقاد ،الشقر ،وأانظر نحوأه في حجية أحاديث الحاد ،المين الحاج .61
صنيع الشيخين يجيب بعدم قطعهما بصدوأر ما أخرجاه عن النبي صلى ال عليه وأسلم على وأجه ل
يحتمل أدنى درجات الشك ،وأل يبقى معه أي احتمال أوأ ظن .لنا نرى في ما خرجه صاحب
الصحيح جملة من الحاديث التي اختلف في روأايتها اختلفا يمنع القطع بروأاية منها .وأقد تتبع النقاد
مخالفة الراوأي لغيره في كتب الصحاحا غير منكرين لوأقوأعه .بل سلموأا بوأقوأع مثل هذه المخالفة قال
الحافظ السيوأطي...) :فمجرد مخالفة أحد روأاته لمن هوأ أوأثق منه أوأ أكثر عددا ل
يستلزم الضعف ،بل يكوأن من باب صحيح وأأصح...وأأمثلة ذلك في
الصحيحين وأغيرهما .فمن ذلك أنهما أخرجا قصة جمل جابر من طرق وأفيها
الثمن ،وأفي اشتراط ركوأبه ،وأقد رحج البخاري الطرق
اختلف كثير في مقدار ر
التي فيها الشتراط على غيرها مع تخريج المرين وأرجح أيضا كوأن الثمن
أوأقية مع تخريجه ما يخالف ذلك(
مثال آخر :حديث ذي اليدين أخرجه المام البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه في حديث
طوأيل ،أنه قال صلى بنا النبي صلى ال عليه وأسلم الظهر أوأ العصر ،فسلم ،فقال له ذوأ اليدين:
ت ؟ ،فقال النبي صلى ال عليه وأسلم لصحابه :أحق ما يقوأل؟ قالوأا:
الصلة يا رسوأل ال ،أدندقص ب
نعم،فصلى ركعتين أخريين،ثم سجد سجدتين(
)(1
)(2
ت ؟ فقال :لم أنس وألم تقصر(. ت أم ق ل
صر ب وأفي روأاية ...) :فقال :أددنسي د
وأفي روأاية ...):فقال له ذوأ اليدين :أقصرت الصلة أم نسيت يا رسوأل ال ؟ قال رسوأل ال صلى ال
)(3
عليه وأسلم أصدق ذوأ اليدين(.
وأأخرجه المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه ،أنه قال) :فقام ذوأ اليدين فقال:
ل ،فقال :ما
يا رسوأل ال :أقصرت الصلة أم نسيت ؟ فنظر النبي صلى ال عليه وأسلم يمينال وأشما ل
)(4
يقوأل ذوأ اليدين ؟.(...
وأفي روأاية ...) :فقال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم ...:كل ذلك لم يكن ،فقال :قد كان بعض ذلك
يا رسوأل ال ،فأقبل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم على الناس ،فقال :أصدق ذوأ اليدين.(...
)(5
وأل شك أن هذه الروأايات في حادثة وأاحدة ،وأهي ثابتة بالسانيد الصحيحة عن صحابي وأاحد.
()1في كتاب السهوأ 3/1227وأسيأتي تخريجه موأسعال في الباب الثاني.
()1انظر تفصيل المسألة وأآراء العلماء في نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوأائد للحافظ خليل بن كيكلدي العلئي الشافعي )763هـ( ،تحقيق كامل شطيب
()2هوأ أبوأ سعيد بن كيكلدي العلئي الدمشقي ،محدث أصوألي ،بحاث ،وألد وأتعلم في دمشق ،وأصنف في أصوأل الفقه وأالحديث مصنفات عديدة ،منها جامع التحصيل في
أحكام المراسيل ،توأفي عام ) 761هـ( ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .2/369
()6نفسه .7/388
)(7
وأمنه أيضلا) :إيجاب النار لمتعمد الكذب على رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم(.
)(2
وأيترجم للثاني بنحوأ قوأله) :ذكر الخبار عن رؤية المصطفى صلى ال عليه وأسلم ربه جل وأعل(.
)(3
وأمنه أيضلا) :ذكر الخبار عن وأصف بعض العذاب الذي يعذب به الكافر في قبره(.
وأمنه أيضلا):ذكر الخبار عن وأصف المقام المحموأد الذي وأعد ال جل وأعل صفيه صلى ال عليه
)(5
وأسلم( )(4وأمنه أيضلا) :ذكر الخبار عن وأصف التنين الذي يسلط على الكافر في قبره(.
وأفي ما سبق إشارة ظنية لتفريق الحافظ بين ما هوأ ثابت على سبيل القطع وأبين ما سوأاه .وأهذه
الشارة ربما ل تكفي للجزم بنسبة رأي محدد إلى ابن حبان في موأضوأع الحتجاج بأخبار الحاد
الوأاردة في مسائل العتقاد .وألم أقف على تصريح لبن حبان بشيء في المسألة ،وأهذا ما أمكن
الوأقوأف عليه -وأال أعلم -
()2نفسه .1/226
()3نفسه .1/391
()4نفسه .1/399
()6هوأ بشر بن غياث المريسي ) 218هـ( فقيه معتزلي ،وأكان داعية إلى القوأل بخلق القرآن ،وأرمي بالزندقة وأالبدعة ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،1/294وأالعلم
.2/28
()7هوأ عثمان بن سعيد الدرامي ) 280هـ( أحد الحفاظ المشتغلين بعلم الحديث ،انظر ترجمته في العبر ،1/403وأطبقات الشافعية ،السنوأي .1/294
()8هوأ عبد ال بن أحمد بن حنبل ) 290هـ( كان من الحفاظ للحديث ،وأهوأ الذي رتب مسند وأالده ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،1/418وأالعلم .4/189
كتابه )شرحا أصوأل اعتقاد أهل السنة وأالجماعة(. )(1
وأصنف الحافظ الللكائي
كتابه )السنة(. )(2
وأصنف ابن أبي عاصم
صنف في العقائد مصنفات كثيرة لم يصلنا شيء منها.(3)....
وأ ع
وأهؤلء المصنفوأن -رحمهم ال -هم الذين احتجوأا بأخبار الحاد الوأاردة في مسائل العتقاد.
وأيظهر بين ثنايا هذه المؤلفات أحاديث عخسرجت على عجل وأانفعال وأغيرة شديدة على كل ما أضيف
إلى النبي صلى ال عليه وأسلم وألوأ بسند ل يخلوأ من رجال تكلم فيهم ،أوأ متن ل يخلوأ من غرابة أوأ
نكارة.
وأأسوأق للتمثيل مثالل وأاحدال من كل كتاب ،على أن يأتي التفصيل في الباب الثاني إن شاء ال تعالى.
ل :كتاب السنة لبي داوأد:
أوأ ل
أخرج المام أبوأ داوأد رحمه ال من طرق عن جبير بن مطعم رضي ال عنه قال:
أتى رسوأدل ال صلى ال عليه وأسلم أعرابي فقال :يا رسوأل ال جهدت النفس وأضاعت العيال
وأنهكت الموأال ،وأهلكت النعام ،فاستسق ال لنا ،فإنا نستشفع بك على ال وأنستشفع بال عليك ،قال
رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم) :وأيحك ،أتدري ما تقوأل ؟ وأسبح رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم فما
زال يسبح حتى عرف ذلك في وأجوأه أصحابه ،ثم قال :وأيحك إنه ل يستشفع بال على أحد من خلقه،
شأن ال أعظم من ذلك ،وأيحك أتدري ما ال ،إن عرشه على سماوأاته -وأقال بأصابعه مثل القبة
)(4 عليه -إوأانه ليئط به أطيط الرحل بالراكب(.
وأصححه المام أبوأ داوأد من طريق أحمد بن سعيد الرباطي.
)(5
قال الذهبي) :لفظ الطيط لم يأت في نص ثابت(
ثانيلا :الرد على الجهمية:
ل :وأفيه أن النبي صلى ال عليه وأسلم
أخرج الدارمي رحمه ال بسنده عن أنس بن مالك حديثال طوأي ل
قال ...) :فإذا كان يوأم الجمعة هبط الرب تبارك وأتعالى من عرشه إلى كرسيه وأحف الكرسي بمنابر
()1هوأ أبوأ القاسم هبة ال بن الحسن بن المنصوأر الللكائي ) 418هـ( ففيه شافعي حافظ للحديث ،الللكائي :نسبة إلى بيع "اللوأالك " التي تلبس في الرجل ،انظر
()2هوأ أبوأ بكر أحمد بن عمروأ بن أبي عاصم الشيباني ) 287هـ( قاضي أصبهان ،محدث وأفقيه ظاهري وأعرف بالصلحا وأالوأرع ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي
()4في كتاب السنة .18/4726وأسيأتي تخريجه موأسعال وأتفصيل آراء العلماء في حجيته في الباب الثاني
()5مختصر العلوأ للعلي الغفار ،محمد ناصر اللباني ،124طبعة المكتب السلمي -بيروأت 1981هـ.
)(1
من نوأر ،فيجلس عليها النبيوأن - .إلى أن قال ثم يرتفع الرب عن كرسيه إلى عرشه(.
ثالثال كتاب الرد على المريسي:
أخرج الدارمي بسنده عن عبد ال بن خليفة قال :أتت مرآة إلى النبي صلى ال عليه وأسلم فقالت:
أدع ال أن يدخلني الجنة ،فع ر
ظم الرب ،فقال :إن كرسيه وأسع السماوأات وأالرض ،إوأانه ليقعد عليه
فما يفضل منه شيء إل قدر أربع أصابع -وأمد أصابعه الربع -إوأان له أطيطال كأطيط الدربحل
)(2
الجديد إذا ركبه من ثقله(
رابعلا :السنة :لعبد ال بن أحمد
وأأخرج بسنده عن ابن عمر رضي ال عنهما :قال :قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم )ل تقبحوأا
)(3
الوأجه فإن ال خلق آدم على صوأرة الرحمن(.
أخرج بسنده عن عبد ال بن أبي سلمة أن عبد ال بن عمر بن الخطاب رضي ال عنهما بعث إلى
عبد ال بن العباس رضي ال عنهما يسأله :هل رأى محمد صلى ال عليه وأسلم ربه ؟
فأرسل إليه عبد ال بن العباس أدبن نعم ،فرد عليه عبد ال بن عمر أدبن كيف رآه ؟ قال :فأرسل أنه رآه
في روأضة خضراء ،دوأنه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملئكة ملك في
)(4
صوأرة رجل ،وأملك في صوأرة ثوأر ،وأملك في صوأرة نسر ،وأملك في صوأرة أسد(
وأسيأتي مزيد بيان لبعض الخبار التي أخرجها المصنفوأن في كتب السنة وأالعقائد .وأل تصح سندال وأل
متنلا .وأل يكاد يظهر وأجه لحتجاجهم بها وأتشنيعهم على من أنكرها وأنسبته إلى البدعة أوأ الجهمية.
()1انظر الرد على الجهمية 302ضمن مجموأعة عقائد السلف ،علي سامي النشار ،طبع شركة السكندرية -مصر 1971م .وأسيأتي تخريجه موأسعال وأالكلم عليه في
الباب الثاني.
()2الرد على المريسي 432ضمن مجموأعة عقائد السلف ،وأسيأتي تفصيل المسألة في الباب الثاني.
()3السنة ،عبد الرحمن أحمد بن حنبل ) 290هـ( تحقيق محمد بن سعيد القحطاني ،1/286طبعة دار ابن القيم -الدمام 1/286 .1986وأسيأتي تفصيل المسألة في
الباب الثاني.
()4التوأحيد إوأاثبات صفات الرب عز وأجل ،محمد بن إسحاق بن خزيمة ،تعليق محمد خليل هراس - 198طبعة دار الشرق للطباعة 1388 -هـ ،وأسيأتي تفصيل المسألة
()1انظر شرحا رمضان أفندي على شرحا العقائد النسفية 66-65 .طبعة تركيا .1289وأشرحا الفقه الكبر ،علي القاري 27طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت1979 .م.
()2انظر المرجعين السابقين وأفتح الملهم ،شبير أحمد 1/8إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي)ت (956فقيه حنفي ،من أهل حلب ،تفقه بها وأبمصر ،ثم استقر في
القسطنطينية ،وأتوأفي بها عن نيف وأتسعين عاملا ،اشهر كتبه ملتقى البحر وأله غيره مصنفات كثيرة ،انظر أعلم النبلء) .(5/269كشف الظنوأن) (2/1814وأالعلم)
.(1/64
ردوأد الفعال حتى صار من المتعذر الوأصوأل إلى الحق في هذا المر إل بالتزام الموأضوأعية
وأالمانة العلمية.
وأمما يزيد في مشقة البحث فيه أن الباحثين فيه قديمال وأحديثال ديلهموأن كثي الر في نسبة القوأال إلى الئمة
المتقدمين ،وأسيأتي بيانه إن شاء ال.
وأيمكن حصر القوأال في ما يفيده خبر الحاد بنفسه إلى قوألين:
الرأي الول :إفادته الظنا
حيثما ذكر المتكلموأن أوأ المحدثوأن أن خبر الحاد يفيد الظن فمرادهم الظن الراجح.
وأالظن في اللغة من اللفاظ المشتركة التي تدل على أكثر من معنى.
قال الفيروأزآبادي) :الظن هوأ التردد الراجح بين طرفي العتقاد غير الجازم...وأقد يوأضع موأضع
)(1
العلم(
وأقال ابن فارس) :الظن .....يدل على معنيين مختلفين ،يقين وأشك.فأما اليقين فقوأل القائل :ظننت
ظنلا ،أي :أيقنت .قال تعالى):الذين يظنوأن أنهم ملقوأ ال() (2أراد -وأال أعلم -يوأقنوأن وأالظن:
)(3
الشك ،فيقال :ظننت الشيء ،إذا تيقنه(.
وأقال أبوأ هلل في الفروأق):الفرق بين الظن وأالشك أن الشك استوأاء طرفي التجوأيز،وأالظن رجحان
)(4
أحد طرفي التجوأيز(.
وأعلى هذا الفارق اعتمد المتكلموأن وأالصوأليوأن في اصطلحهم بإفادة خبر الحاد الظن.
)(5
يقوأل شبير أحمد):وأالظن الذي تفيده أخبار الحاد إنما هوأ القوأي الراجح المقارب لليقين(..
وأقد ذهب إلى القوأل بإفادة خبر الحاد الظن الراجح جماهير المة من متكلمين وأأصوأليين وأمحدثين
وأمعتزلة وأشيعة وأخوأارج
فمن المتكلمين الشاعرة الذين نصوأا على ذلك :المام الباقلني إذ قال) :توأاضع المتكلموأن وأالفقهاء
على تسمية كل خبر قصر عن إيجاب العلم بأنه خبر وأاحد ،وأسوأاء عندهم روأاه الوأاحد أوأ
)(6
الجماعة ....وأهذا الخبر ل يوأجب العلم(
()3مقاييس اللغة )ظرن( 3/463وأانظر الوأجوأه وأالنظائر في القرآن الكريم ،هاروأن بن موأسى .374
()6التمهيد .386
وألم أعثر على )(6
وأالمدي )(5
وأالرازي )(4
وأالغزالي )(3
وأالجوأيني )(2
وأالبغدادي )(1
وأمنهم ابن فوأرك
خلف في ذلك بينهم.
)(8
وأمن الماتريدية القائلين بذلك :البزدوأي صاحب مسرلم الثبوأت وأشارحه النصاري) (7وأالسرخسي
وألم أعثر على خلف في ذلك بينهم. )(10
وأالكمال ابن الهمام )(9
وأالعلء البخاري
وألم أعثر فيه على )(12
وأالقاضي عبد الجبار )(11
وأمن المعتزلة القائلين بذلك أبوأ الحسين البصري
)(14
وأل أعلم فيه خلفال بينهم. )(13
خلف بينهم.وأمن الخوأارج الباضية القائلين بذلك :عبد ال السالمي
()1انظر مشكل الحديث وأبيانه ،269طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت 1980 -م.
وأابن فوأرك :هوأ محمد بن الحسن ،إمام ل يجارى في الفقه وأالصوأل وأالكلم وأالوأعظ وأالنحوأ وأالزهد ،انظر :طبقات السبكي .3/52
()2انظر أصوأل الدين ،12طبعة دار الكتب العلمية-بيروأت.1980-وأالبغدادي :هوأ الستاذ أبوأ منصوأر عبد القاهر بن طاهر ) 429هـ( إمام ل يساجل في الصوأل
()9انظر كشف السرار .1/329وأالعلء البخاري هوأ :عبد الرحمن بن أحمد ) 730هـ( فقيه حنفي أصوألي ،انظر العلم .4/137
()10انظر المسامرة للكمال بن أبي شريف بشرحا المسايرة للكمال ابن الهمام ،11-10المطبعة الميرية-بوألق 1983 -م.
()12انظر شرحا الصوأل الخمسة ،769تحقيق عبد الكريم عثمان ،طبعة القاهرة 1996م.
()13عبد ال بن حميد السالمي ) 1332هـ( من أعيان الباضية ،انتهت إليه رئاسة العلم في عصره ،موألده وأوأفاته في عمان ،وأكان ضري لرا ،انظر ترجمته في العلم،
الزركلي .4/214وأانظر مشارق أنوأار العقوأل ،2/108تحقيق عبد الرحمن عميرة ،طبعة دار الجيل -بيروأت 1989 -م.
()14انظر الباضية بين الفرق السلمية ،علي بن يحيى ،2/138مطابع سجل العرب -عمان .1986
)(3
وأالقاسم بن محمد العلوأي) (2وأالشوأكاني )(1
وأمن الزيدية القائلين بذلك ابن الوأزير
)(7
وأالنوأوأي. )(6
وأالحازمي )(5
وأالخطيب البغدادي )(4
وأمن المحدثين القائلين بذلك :الخطابي وأالبيهقي
وأقال الحافظ السيوأطي ...) :إوأاذا قيل هذا حديث صحيح فهذا معناه .أي :ما اتصل سنده مع
الوأصاف المذكوأرة فقبلناه عمل بظاهر السناد ل أنه مقطوأع به في نفس المر لجوأاز الخطأ
وأالنسيان على الثقة ،خلفا لمن قال إن خبر الوأاحد يوأجب القطع .حكاه ابن الصباغ عن قوأم من أهل
الحديث ...إوأاذا قيل هذا حديث غير صحيح فمعناه لم يصح إسناده على الشرط المذكوأر ل أنه كذب
)(8
في نفس المر لجوأاز صدق الكاذب إوأاصابة من هوأ كثير الخطأ(
أدلة منا حكم بإفادته الظنا:
استدل الجمهور على ذلك بأدلة منها:
أولل :إن حصوأل العلم به أمر وأجداني ،وأتأثيرات الدلة في النفوأس بحسب المؤثر ،وأل نجد في أنفسنا
)(9
من خبر الوأاحد إوأابن بلغ الغاية في العدالة سوأى ترجيح صدقه على كذبه ،من غير قطع.
()1انظر إيثار الحق على الخلق ،387طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت 1987 -م ،وأانظر الروأض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم ،1/76طبعة دار المعرفة -
بيروأت 1979م.
وأابن الوأزير هوأ :محمد بن إبراهيم بن علي من آل الوأزير ) (840من أعيان الزيدية وأمجتهديها ،وأله اشتغال بالحديث ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .6/191
()2انظر الساس في عقائد الكياس ،150تحقيق د -ألبير نصري ،طبعة دار الطليعة -بيروأت .1980 -
وأالقاسم بن محمد العلوأي ) 1029هـ( من أئمة الزيدية وأأمرائها ،بايعه خلق كثير بالمامة سنة 1016هـ ،وأكان حازمال شجاعلا ،انظر العلم ،الزركلي .6/18
()4انظر السماء وأالصفات ،البيهقي ،424تحقيق الكوأثري ،طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت.
تصانيف كثيرة نافعة في شتى العلوأم ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،2/175وأطبقات السنوأي .1/223
وأالبيهقي هوأ :المام العلم أبوأ بكر أحمد بن الحسين الشافعي ،حافظ أصوألي زاهد وأرع ،كان غزير التصنيف ،كثير التحقيق ،حتى قيل فيه :ما من شافعي إل وأللشافعي في
عنقه منة إل البيهقي فإن له منة على الشافعي نفسه ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،2/208وأطبقات السنوأي .1/98
()5انظر الكفاية في علم الروأاية ،51-50تحقيق عبد العليم محمد بن عبد الحليم ،مطبعة السعادة -مصر 1973م.
وأالخطيب البغدادي هوأ :أحمد بن علي بن ثابت ) 463هـ( أحد الئمة العلم ،وأصاحب التوأاليف المنتشرة في السلم ،كان في الروأاية بح الر في الدراية روأضال زاه لرا ،انظر
()6انظر شروأط الئمة الخمسة .52وأالحازمي هوأ :أبوأ بكر محمد بن موأسى الهمذاني ،كان إمامال ذكيال ثاقب النظر ،فقيهال بارعال وأمحدثال ماه لرا ،بصي الر بالرجال وأالعلل،
توأفي شابال عن خمس وأثلثين سنة ،وألوأ عاش أكثر من ذلك لمل الدنيا علمال وأتحري لرا ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،3/89وأطبقات السنوأي .1/199
()3نفسه 2/276
()4نفسه 2/277وأانظر أدلة أخرى في المعتمد 567-2/566وأكشف السرار ،البخاري 2/376وأفوأاتح الرحموأت ،عبد العلي النصاري .123-2/121
أوألى منه؟ وأكيف يتصوأر أن يخالف الثقة من هوأ أوألى منه إذا كان خبره قطعيا؟ وأكيف يتم الترجيح
بين روأايتي عدلين ضابطين مع ادعاء تحصيل القطع بروأاية العدل الضابط؟
قال السيوطي) :كما في وأالجوأاب الثاني قيل بقي عليه أن يقوأل وأل إنكار وأرد بأن المنكر ثم المصنف
وأابن الصلحا هوأ وأالشاذ سيان فذكره معه تكرير وأعند غيرهما أسوأأ حال من الشاذ فاشتراط نفي
الشذوأذ يقتضي اشتراط نفيه بطريق الوألى الثالث قيل لم يفصح بمراده من الشذوأذ هنا وأقد ذكر في
نوأعه ثلثة أقوأال أحدها مخالفة الثقة لرجح منه وأالثاني تفرد الثقة مطلقا وأالثالث تفرد الراوأي مطلقا
وأرد الخيرين فالظاهر أنه أراد هنا الوأل قال شيخ السلم وأهوأ مشكل لن السناد إذا كان متصل
وأروأاته كلهم عدوأل ضابطين فقد انتفت عنه العلل الظاهرة ثم إذا انتفى كوأنه معلوأل فما المانع من
الحكم بصحته فمجرد مخالفة أحد روأاته لمن هوأ أوأثق منه أوأ أكثر عددا ل يستلزم الضعف بل يكوأن
من باب صحيح وأأصح قال وألم يروأ مع ذلك عن أحد من أئمة الحديث اشتراط نفي الشذوأذ المعبر
عنه بالمخالفة إوأانما الموأجوأد من تصرفاتهم تقديم بعض ذلك على بعض في الصحة
وأأمثلة ذلك قوأما في الصحيحين وأغيرهما فمن ذلك أنهما أخرجا قصة جمل جابر من طرق وأفيها
اختلف كثير في مقدار الثمن وأفي اشتراط ركوأبه وأقد رحج البخاري الطرق التي فيها الشتراط على
غيرها مع تخريج المرين وأرجح أيضا كوأن الثمن أوأقية مع تخريجه ما يخالف ذلك وأمن ذلك أن
مسلما أخرج فيه حديث مالك عن الزهري عن عروأة عن عائشة في الضطجاع قبل ركعتي الفجر
وأقد خالفه عامة أصحاب الزهري كمعمر وأيوأنس وأعمروأ ابن الحارث وأالوأزاعي وأابن أبي ذئب
وأشعيب وأغيرهم عن الزهري فذكروأا الضطجاع بعد ركعتي الفجر قبل صلة الصبح وأرجح جمع من
الحفاظ روأايتهم على روأاية مالك وأمع ذلك فلم يتأخر أصحاب الصحيح عن إخراج حديث مالك في
كتبهم وأأمثلة ذلك كثيرة ثم قال فإن قيل يلزم أن يسمى الحديث صحيحا وأل يعمل به قلت ل مانع من
ذلك ليس كل صحيح يعمل به بدليل المنسوأخ قال وأعلى تقدير التسليم إن المخالف المرجوأحا ل يسمى
صحيحا ففي جعل انتفائه شرطا في الحكم للحديث بالصحة نظر بل إذا وأجدت الشروأط المذكوأرة أوأل
حكم للحديث بالصحة مالم يظهر بعد ذلك أن فيه شذوأذا لن الصل عدم الشذوأذ وأكوأن ذلك أصل
مأخوأذ من عدالة الراوأي وأضبطه فإذا ثبت عدالته وأضبطه كان الصل أنه حفظ ما روأي حتى يتبين
خلفه الرابع عبارة ابن الصلحا وأل يكوأن شاذا وأل معلل فاعترض بأنه ل بد أن يقوأل بعلة قادحة
وأأجيب بأن ذلك يؤخذ من تعريف المعلوأل حيث ذكر في موأضعه
تدريب الراوأي ج 1 :ص67 :
قال شيخ السلم لكن عبارة ابن الصلحا فقال شذوأذ وأل علة احتاج أن يصف العلة بكوأنها قادحة
وأبكوأنها خفية وأقد ذكر العراقي في منظوأمته الوأصف الوأل وأأهمل الثاني وأل بد منه وأأهمل المصنف
وأبدر الدين ابن جماعة الثنين فبقي العتراض من وأجهين قال شيخ السلم وألم يصب من قال ل
حاجة إلى ذلك لن لفظ العلة ل يطلق إل على ما كان قادحا فلفظ العلة أعم من ذلك الخامس أوأرد
على هذا التعريف ما سيأتي إن الحسن إذا روأى وأجه ارتقى من درجة الحسن إلى منزلة الصحة داخل
في هذا الحد وأكذا ما اعتضد بتلقي العلماء له بالقبوأل قال بعضهم يحكم للحديث بالصحة إذا تلقاه
الناس بالقبوأل إوأان لم يكن له إسناد صحيح قال ابن عبد البر في الستذكار لما حكى عن الترمذي أن
البخاري صحح حديث البحر هوأ الطهوأر ماؤه وأأهل الحديث ل يصححوأن مثل إسناده لكن الحديث
عندي صحيح لن العلماء تلقوأه بالقبوأل وأقال في التمهيد روأى جابر عن النبي صلى ال عليه وأسلم
الدينار أربعة وأعشروأن قيراطا قال وأفي قوأل جماعة العلماء إوأاجماع الناس على معناه غنى عن
السناد فيه وأقال الستاذ أبوأ إسحق السفرايني تعرف صحة الحديث إذا اشتهر ثم أئمة الحديث بغير
نكير منهم(
الوجه الثاني :اشتراط سلمة الخبر من العلة يدل على أن خبر الثقة ل يفيد العلم ،لن المحدث
يعرض له خبر استوأفى ناقله شرائط العدالة وأكمال الضبط عنده وأمع ذلك لم يقبله لوأجوأد علة قادحة
خفية فيه .فكيف يتصوأر أن يفيد خبر الثقة العلم مع اشتراط سلمته من العلل الخفية القادحة .وأمع
ما هوأ معلوأم في مبحث العلل من خفاءها وأاقتصار العلم بها على الجهابذة من أهل الصنعة؟
قال السيوأطي:
تدريب الراوأي ج 1 :ص252 :
وأالعلة عبارة عن سبب غامض قادحا مع أن الظاهر السلمة منه ويتطرق إلى السناد الجامع شروط
الصحة ظاه ار وأتدرك بتفرد الراوأي وأبمخالفة غيره له مع قرائن تنبه العارف على وأهم بإرسال اوأ وأقف
أوأ دخوأل حديث في حديث ذلك بحيث يغلب على ظنه فيحكم بعدم صحة الحديث أوأ يتردد
فيتوأقف...
وأمثال العلة في المتن ما انفرد به مسلم في صحيحه من روأاية الوأليد بن مسلم حدثنا الوأزاعي عن
قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك انه حدثه قال صليت خلف النبي صلى ال عليه وأسلم
وأأبي بكر وأعمر وأعثمان فكانوأا يستفتحوأن بالحمد ل رب العالمين ل يذكروأن بسم ال الرحمن الرحيم
في أوأل قراءة وأل في آخرها
ثم روأاه من روأاية الوأليد عن الوأزاعي أخبرني إسحق بن عبد ال بن أبي طلحة أنه سمع أنسا يذكر
ذلك وأروأى مالك في الموأطأ عن حميد عن أنس قال صليت وأراء ابي بكر وأعمر وأعثمان فكلهم كان
ل يق أر بسم ال الرحمن الرحيم وأزاد فيه الوأليد بن مسلم عن مالك صليت خلف رسوأل ال صلى ال
عليه وأسلم
تدريب الراوأي ج 1 :ص258 :
وأقد صنف شيخ السلم فيه الزهر المطوأل في الخبر المعلوأل وأقد قسم الحاكم في علوأم الحديث
أجناس المعلل إلى عشرة وأنحن نلخصها هنا بأمثلتها أحدها أن يكوأن السند ظاهره
الوجه الثاني :أن المحدثين يكتفوأن بتحصيل الظن الراجح في تحقق شرائط الصحة ،فكيف يتوأصل
بالظن الراجح إلى القطع؟ فمن المعروأف أن توأثيق الراوأي حكم ظني .وألوأ كان قطعيا لما حصل هذا
الخلف المعروأف في توأثيق الروأاة .وأقد عد الحافظ الذهبي جملة ممن عتكلم فيه وأهوأ موأثق .وأذكر
منهم المام أحمد بن حنبل رحمه ال تعالى وأقال) :أحمد بن محمد بن حنبل المام .ثبت حجة ،لينه
فكيف )(1
بعض الناس ،وأهم ابن سعد فلم يلتفت إلى تليينه أحد ،فمنا يسلم منا الكلم بعد أحمد(
يتصوأر القطع بعدالة راوأ مع أن الحافظ الذهبي يستبعد التفاق على تعديل أحد من الروأاة بعد ما
تعدى بعض المجرحين وأتطاوأل وأتجاوأز في جرحا المام أحمد.
هذا في تعديل الراوأي ،وأفي الحكم بضبطه يكتفي المعدلوأن ضبط الراوأي بتحصيل الظن الراجح
وأيعتدوأن على طريقة طريقة ظنية أيضا لنهم يعتمدوأن على سبر جملة من مروأيات الراوأي وأمقارنتها
مع روأاية الحفاظ ،فإن غلبت موأافقته على مخالفته حكم بضبطه ،مع العتراف بتجوأيز الخطأ وألوأ
في أعلى درجات التوأثيق .قال الحافظ الذهبي...) :فأما الصحابة رضي ال عنهم فبساطهم مطوأي
إوأان جرى ما جرى إوأان غلطوأا كما غلط غيرهم من الثقات فما يكاد يسلم أحد من الغلط ،لكنه غلط
نادر ل يضر أبدا ،إذ على عدالتهم وأقبوأل ما نقلوأه العمل ،وأبه ندين ال تعالى .وأأما التابعوأن فيكاد
يعدم فيهم من يكذب عمدال وألكن لهم غلط وأأوأهام فمن ندر غلطه في جنب ما قد حصل احتمل ،وأمن
تعدد غلطه وأكان من أوأعية العلم اغتفر له أيضال وأنقل حديثه وأعمل به على تردد بين الئمة الثبات
في الحتجاج عمن هذا نعته(
الروأاة الثقات المتكلم فيهم بما ل يوأجب ر ج 1 :ص26-24 :
بل نص الذهبي على ما يفيد أن حكم المجرحا الوأاحد اجتهادي ظني ،ربما يختلف حكمه في راوأ
وأاحد .فقد ذكر يحيى بن معين وأكلمه في المام الشافعي ثم قال...) :وألم يلتفت الناس الى كلمه
في الشافعي وأل إلى كلمه في جماعة من الأثبات ،كما لم يلتفتوأا إلى توأثيقه لبعض الناس فإنا نقبل
قوأله دائما في الجرحا وأالتعديل وأنقدمه على كثير من الحفاظ ما لم يخالف الجمهوأر في اجتهاده .فإذا
انفرد بتوأثيق من لينه الجمهوأر أوأ بتضعيف من وأثقه الجمهوأر وأقبلوأه فالحكم لعموأم أقوأال الئمة ل
لمن شذ ،فإن أبا زكريا من أحد أئمة هذا الشأن وأكلمه كثير إلى الغاية في الرجال وأغالبه صوأاب
وأجيد ،وأقد ينفرد بالكلم في الرجل بعد الرجل فيلوأحا خطأه في اجتهاده بما قلناه ،فإنه بشر من البشر
وأليس بمعصوأم ،بل هوأ في نفسه يوأثق الشيخ تارة وأيختلف اجتهاده في الرجل الروأاة فيجيب السائل
بحسب ما اجتهد من القوأل في ذلك الوأقت(
الروأاة الثقات المتكلم فيهم بما ل يوأجب ر ج 1 :ص31-29 :
الوجه الثالث :من أصدق المارات على أن الحكم بالصحة ظني وأقوأع الختلف في تصحيح جملة
()2تأوأيل مختلف الحديث ،46 ،مطبعة العلوأم -لبنان -لم يذكر سنة الطبع.
()4هوأ أبوأ يعلى محمد بن الحسين ) (458شيخ الحنابلة في عصره وأله تصانيف في الفقه وأالصوأل ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،2/309وأالعلم ،الزركلي
.6/331
()5هوأ أبوأ العباس أحمد بن عبد الحليم )ابن تيمية الحراني( إمام علم ،غزير التصنيف ،كثير التحرير ،ربما يلغت مصنفاته ثلث مائة مجلد ،لقب بشيخ السلم ،انظر
()7المسوأدة .244
()8هوأ علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري ) 456هـ( من علماء الندلس ،كان إليه المنتهى في الذكاء وأحدة الذهن وأسعة الطلع على العلوأم المختلفة وأالمذاهب
وأالملل ،وأفيه يقال " :لسان ابن حزم وأسيف الحجاج شقيقان " إشارة إلى ما اشتد به ابن حزم على علماء الئمة من نقد وأتقريع ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي ،2/306
()1النبذ الكافية في أحكام أصوأل الدين ،33تحقيق محمد أحمد عب العزيز ،طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت 1985م.
()5انظر :وأجوأب الخذ بحديث الحاد في العقيدة 9طبعة دار السلفية -الكوأيت -وأ )الحديث حجة بنفسه ففي الحكام وأالعقائد ،15طبعة الدار السلفية 1400هـ(.
()6انظر :مختصر الصوأاعق المرسلة على الجهمية وأالمعطلة ،2/476 ،طبعة رئاسة إدارات البحوأث وأالفتاء -الرياض.
()7الرسالة.4610 ،
()2الم .7/255
()4الحكام.1/106،
يقوأل الزركشي تعليقال على كلم ابن حزم):وأفيما حكاه عن الحارث نظر ،فإني رأيت كلمه في
كتاب)فهم السنن( نقل عن أكثر أهل الحديث وأأهل الرأي وأالفقه أنه ل يفيد العلم ،ثم قال":وأقال أقلهم
يفيد العلم" ،وألم يخبر شيئلا ،وأاحتج بإمكان السهوأ وأالغلط من ناقله كالشاهدين ،يجب العمل بقوألهما ل
)(1
العلم(.
وأأما المام الخطابي فقد نقل عنه تلميذه الحافظ البيهقي في عدة موأاطن من كتابه السماء وأالصفات
أن خبر الحاد ل يفيد العلم .وأمن ذلك أن الخطابي قال تعليقال على حديث أخرجه الشيخان في حمل
السماوأات على إصبع وأالرضين على إصبع(2) ..قال) :الصل في إثبات الصفات أنه ل يجوأز إل
أن يكوأن بكتاب ناطق أوأ خبر مقطوأع بصحته .....وأذكر الصابع لم يوأجد في شيء من الكتاب وأل
)(3
من السنة التي شرطها في الثبوأت ما وأصفناه(.
وأأما نقل ابن خوأيز عن مالك فل يصح سندلا ،لن ابن خوأيز معروأف بنقل القوأال الشاذة عن مالك
وأذكر الحافظ ابن حجر أمثلة لما شذ به عن مالك وأقال):عنده شوأاذ عن مالك ،وأاختيارات وأتأوأيلت
لم يعرج عليها حذاق المذهب ....وأقد تكلم فيه أبوأ الوأليد الباجي وألم يكن بالجيد النظر وأل بالقوأي
)(4
في الفقه ،وأطعن ابن عبد البر فيه أيضلا(.
وأقال الزركشي تعليقال على ما نسبه ابن خوأيز إلى مالك ...) :وأنازعه المادزري ،وأقال :لم يعثر لمالك
)(5
على نص فيه :وألعله رأى مقالة تشير إليه ،وألكنها متأوألة(
وأكثي الر ما عينسب القوأل بإفادة العلم من أخبار الحاد إلى المام أحمد بن حنبل.
وأليس في عبارات المام نص صريح ،وأاعتماد المتقدمين وأالمعاصرين في نسبة شيء إلى المام
أحمد على عباراته التي نقلت عنه تعليقال على بعض الحاديث.
فمثلل جاء في رسالة بعثها المام أحمد إلى مسدد بن مسرهد )...):(6وأنشهد للعشرة أنهم في
الجنة (7).(...فيقوأل ابن تيميه رحمه ال) :يشهد المام أحمد للعشرة بالجنة وأالخبر فيه) (8خبر وأاحد..
()4لسان الميزان ،5/291وأانظر :صحيح شرحا العقيدة الطحاوأية ،حسن بن علي السقاف ،140طبعة دار المام النوأوأي-عمان.1995-
()6هوأ أبوأ الحسن البصري ،مسدد بن مسرهد ) 228هـ( كان حافظال حجة من الئمة المصنفين في الحديث ،انظر :ترجمته في العبر الذهبي ،1/316وأالعلم ،الزركلي
.8/108
في عدم إفادته العلم من خبر الحاد الموأجب للعمل ،فل يظهر داع بعد ذلك إلى الجتهاد في تخريج
أقوأاله الخرى لتدل على ما يخالف صريح قوأله.
وأابن القيم رحمه ال يطعن في ما نسبه أبوأ بكر الثرم إلى إمامه أحمد بن حنبل رحمه ال فيقوأل:
)وأأما روأاية الثرم عن المام ...فهذه روأاية انفرد بها الثرم ،وأليست في مسائله ...إوأانما حكى
القاضي أنه وأجدها في كتاب معاني الحديث ،وأالثرم لم يذكر أنه سمع ذلك منه ،بل لعله بلغه عنه
()8جاء في تبشير العشرة بالجنة أكثر من حديث ،جمع ابن سعد عددال منها ،انظر :القباس النيرة في فضائل العشرة المبشرة كما في طبقات ابن سعد .جميل إبراهيم -282
،284طبعة دار المكتبة العالمية -بغداد 1989م.وأمن هذه الحاديث ما أخرجه الترمذي بسنده عن عبد الرحمن بن عوأف قال :قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم) :أبوأ
بكر في الجنة وأعمر في الجنة وأعثمان في الجنة وأعلي في الجنة وأطلحة في الجنة وأالزبير في الجنة وأعبد الرحمن بن عوأف في الجنة وأسعد في الجنة وأسعيد بن زيد في الجنة
وأأبوأ عبيدة في الجنة( كتاب المناقب ،26/3747وأانظر تحفة الشراف .7/208 ،4/4
()3العدة في أصوأل الفقه )مخطوأط( نقلل عن أصوأل مذهب أحمد -التركي .251
()4نفسه.
الثرم هوأ :أبوأ بكر الثرم أحمد بن محمد الطائي ) 261هـ( أحد الئمة العلم ،حافظ من حفاظ الحديث وأكان من أذكياء المة ،أخذ العلم عن المام أحمد وأغيره ،انظر
()5الثرم هوأ :أبوأ بكر الثرم أحمد بن محمد الطائي ) 261هـ( أحد الئمة العلم ،حافظ من حفاظ الحديث وأكان من أذكياء المة ،أخذ العلم عن المام أحمد وأغيره،
وأينفي ابن بدران صحة نسبة القوأل بإفادة خبر الحاد بنفسه العلم إلى المام أحمد ،وأيذكر أنها
)(7
مخررجة على كلمه وأليست من صريح كلمه.
وأغاية ما تدل عليه عبارات المام أحمد التي عخررج عليها هذا القوأل أن المام جزم بمضموأن الخبار
الوأاردة في رؤية المؤمنين لربهم عز وأجل وأبمضموأن الخبر الوأارد في تبشير العشرة بالجنة .وأل يلزم
من ذلك أنه يجزم بمضموأن كل خبر آحادي.
وأل نسلم أن إثبات رؤية ال عز وأجل تستلزم القوأل بإفادة خبر الحاد بنفسه العلم ،لن الرؤية ثابتة
في أخبار كثيرة وأهي زيادة على ذلك موأافقة لصل في كتاب ال عز وأجل -كما سيأتي بيانه .-
)(8
وأل نسلم أن الشهادة للعشرة المبشرة بالجنة مستفادة من خبر المخبر فقط ،بل يدل عليه أيضال انتشار
القوأل به إوأامساك الصحابة الكرام عن تكذيبه ،فيحمل سكوأعتهم على القرار وأالشهادة به -كما سيأتي
)(9
بيانه .-
وأيمكن أن يقال بعد هذا ،إن نسبة القوأل بإفادة خبر الحاد بنفسه العلم ل تصح إلى أحد من الئمة
()2التمهيد .3/58
()3الوأصوأل .2/172
()7نفسه .1/260
)(3
وأالمين الحاج )(2
وأاللباني )(1
الدليل الول :استدل به ابن حزم وأتابعه عليه ابن القيم
وأحاصله أن ال سبحانه وأتعالى تكفل بحفظ الذكر فقال عز وأجل) :إنا نحن نزلنا الذكر إوأانا له
لحافظوأن( (4).وأالذكر يشمل القرآن وأالسنة معلا ،لن كليهما وأحي من عند ال عز وأجل ،قال تعالى:
)وأما ينطق عن الهوأى إن هوأ إل وأحي يوأحى() (5ثم يقوأل ابن حزم) :فأخبر تعالى -كما قدمنا -أن
كلم نبيه صلى ال عليه وأسلم كله وأحي ،وأالوأحي -بل خوأف -ذكر ،وأالذكر محفوأظ بنص القرآن،
فصح بذلك أن كلمه صلى ال عليه وأسلم كله محفوأظ بحفظ ال عز وأجل ،مضموأن لنا أنه ل
)(6
يضيع منه شيء ،فهوأ منقوأل إلينا كله ،فلله الحجة علينا أبدلا(.
قال ...) :وأل سبيل البتة إلى أن يختلط به باطل موأضوأع اختلطال ل يتميز عن أحد من الناس
)(7
بيقين ،إذ لوأ جاز ذلك لكان الذكر غير محفوأظ(.
وأقال) :فإن قالوأا :فإنه يلزمكم أن تقوألوأا إن نقلة الخبار الشرعية معصوأموأن في نقلها ،إوأان كل وأاحد
منهم معصوأم في نقله من تعمد الكذب وأوأقوأع الوأهم منه ،قلنا لهم :نعم :هكذا نقوأل وأبهذا نقطع
ت ...وأقد علمنا ضروأرة أن كل من صدق في خبر ما فإنه معصوأم في ذلك الخبر من الكذبوأدنعب ب
)(8
وأالوأهم بل شك ،فأي نكرة في هذا ؟(.
والجواب :أن الحفظ ثابت للجملة ل للحاد ،يقوأل الشاطبي )الحفظ المضموأن في قوأله تعالى:
المراد به حفظ أصوأل الدين الكلية ...ل أن المراد )(9
" إنا نحن نزلنا الذكر إوأانا له لحافظوأن "
()6الحكام .97-1/96
()7نفسه .1/117
.1/117-118 ()8
()1الموأافقات في أصوأل الشريعة ،33-1/32تحقيق عبد ال دراز وأابنه محمد دراز ،مطبعة الرحمانية -مصر ،لم يذكر سنة الطبع.
()2وأغلط الزهري في قصة ذي اليدين أنه ذكر فيها ذا الشمالين ،وأأن القصة وأقعت قبل غزوأة بدر وأجزم الشافعي في اختلف الحديث 7/280بأنهما شخصان وأقال
العلئي) :قال أبوأ بكر الثرم سمعت مسدد بن مسرهد يقوأل :الذي قتل ببدر هوأ ذوأ الشمالين بن عبد عمروأ ،حليف لبني زهرة.وأذوأ اليدين رجل من العرب ،كان في البادية،
فيجيء فيصلي مع النبي صلى ال عليه وأسلم.وأقال أبوأ عمروأ بن عبد البر قوأل مسدد هذا هوأ قوأل أئمة أهل الحديث وأالسير( انظر نظم الفرائد 233-206وأساق الحافظ
العلئي كثي الر من الروأايات في قصة ذي اليدين ثم قال) :فهذه طرق صحيحة ثابتة يفيد مجموأعها العلم النظري أن أبا هريرة رضي ال عنه كان حاض الر القصة يوأمئذ.وأل
خلف أن أبا هريرة كان إسلمه سنة سبع ،عام خيبر ،ثم ل خلف بين أهل السير أن ذا الشمالين استشهد يوأم بدر( انظر نظم الفرائد .205وأالجمع بين الروأايتين غير ممكن
كما في نظم الفرائد ،العلئي .216وأقد أطال الحافظ العلئي في ذكر الروأايات وأتخريجها وأالكلم عليها ،انظر نظم الفرائد 218-202
()3الرسالة 75وأالحديث في الموأطأ في باب ما يجوأز في العتق من الرقاب الوأاجبة ،انظر تنوأير الحوأالك 3/5وأسيأتي تخريجه موأسعلا.
()4الرسالة .76
الدليل الثاني :أنا العمل بخبر الواحد واجب اتفاقلا ،ول عمل إل عنا علم ،لنا ال عز وجل قال
وقال) :قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطنا والثم )(4
)ول تقفا ما ليس لك به علم(
)(5
والبغي بغير الحق ،وأنا تشركوا بال ما لم ينزل به سلطانال وأنا تقولوا على ال ما ل تعلمونا(
يقوأل ابن حزم) :وأقد صح أن ال تعالى افترض علينا العمل بخبر الوأاحد الثقة ...وأحررم القوأل في
دينه بالظن ،وأحررم علينا أن نقوأل عليه إل بعلم ،فلوأ كان الخبر المذكوأر يجوأز فيه الكذب أوأ الوأهم
)(6
لكنا قد أمرنا ال تعالى بأن نقوأل عليه ما لم نعلم(
وأالمين الحاج محمد. )(10
وأالشقر )(9
وأاللباني )(8
وأالشوأكاني )(7
وأتابعه على هذا الستدلل ابن القيم
)(11
()2نفسه .55
()6الحكام .2/121
الدليل الثالث:
أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم بعث رسله إلى الحياء وأالقبائل وألوأ لم تقم بهم الحجة على
المبعوأثين لنتفت الحكمة من بعثهم.
يقوأل ابن حزم:
)من المحال الباطل الممتنع أن يبعث رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم من ل تقوأم عليهم الحجة
بتبليغه ،وأمن ل يلزمهم قبوأل ما علموأهم من القرآن وأأحكام الدين وأما أفتوأهم به من الشريعة ،وأمن ل
)(4
يجب عليهم النقياد لما أخبروأهم به من كل ذلك عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم(
وأل يظهر وأجه للستدلل بذلك على إفادة العلم من جملة أخبار الحاد.
وأغاية ما يدل عليه قيام الحجة على أهل الحياء وأالقبائل بكل ما يبلغهم به من بعثهم رسوأل ال
صلى ال عليه وأسلم.
وأليس بين أيدينا ما يدل على تبليغهم شيئال من أحاديث العقائد ،وأأصل الدعوأة التي كانت تصل إلى
البلدان وأالنوأاحي هي القضايا الصلية كوأجوأد ال عز وأجل وأوأحدانيته إوأاثبات المعاد وأالجنة وأالنار،
وأهذا القدر ثابت في القرآن الكريم ،وأليس محتاجال إلى أخبار الحاد.
وألوأ فرضنا أن مبعوأث رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم حدثهم بشيء من أخبار العقائد ،فتقوأم الحجة
به عليهم ،وأيجب عليهم تصديقه ،لكن ل يدل ذلك على وأجوأب إفادة جملة أخبار الحاد العلم ،وأبيانه
من وأجوأه:
الوأل:
أن الفارق بين جيل الصحابة وأمن بعدهم كبير فإذا قامت الدلئل في بعض الوأقائع على إفادة خبر
()1انظر قطيعة الجماع ،الم الشافعي .7/255
()2الحكام 2/277وأانظر نحوأه في شرحا اللمع،الشيرازي ،2/581الوأصوأل ابن برهان .171-2/170وأفوأاتح الرحموأت ،النصاري .2/122
()4الحكام .2/107
الصحابي العلم فل يدل ذلك على إفادة مثله بخبر تابعي أوأ تابع تابعي ،لن طبقة الصحابة
اختصت ببعض الحكام الحديثية دوأن غيرها من الطبقات.
وأقالوأا :ل يضر إبهام الصحابي ،فإذا قال الثقة من التابعين :عن رجل )(1
فمن ذلك القطع بعدالتهم
)(2
من أصحاب رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم لم يطعن ذلك في صحة الخبر.
إوأاذا سمع الصحابي حديثال من صحابي آخر فل يضره أن يقوأل :قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم
)(3
بإرسال الصحابي الذي سمعه منه.
فإذا قام دليل على إفادة خبر الصحابي العلم فل يلزم منه إفادة خبر غيرهم ،لن شرف الصحبة
خصهم بأحكام ليست لغيرهم.
الوأجه الثاني:
إذا قام الدليل على استفادة أهل القبائل العلم من أخبار المبعوأثين إليهم ،فل يدل ذلك على إفادة
خبر غيرهم.
ث غير الراوأي وأالمخلبر ،فكأن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم ضمن عدالة
لن المردسل أوأ المبعوأ د
وأضبط من أرسله ،وأتكفل للمبعوأثين بذلك ،وأل يخطر ببال متشكك أن يتوأقف في خبره برهة ليعتبر
عدالته وأضبطه ،أما الراوأي فل بد من اعتبار عدالته وأضبطه ،فدل على الفارق بين نقل المردسل
وأروأاية الراوأي.
الدليل الرابع:
حادثة قباء
أخرج المام البخاري بسنده عن ابن عمر رضي ال عنهما أنه قال) :بينما الناس في صلة الصبح
بقباء إذ جاءهم آفت فقال :إن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قد أنزل عليه الليلة ،وأقد أعلمر أن يستقبل
)(4
الكعبة فاستقلبلوأها ،وأكانت وأجوأههم إلى الشام فاستداروأا إلى القبلة(
يقوأل ابن القيم) :فلوأل حصوأل العلم لهم بخبر الوأاحد لم يتركوأا المقطوأع به لخبر ل يفيد العلم ،وأغاية
)(5
ما يقال فيه أنه خبر اقترنته قرينة(.
وأليس فيه دليل على حجية خبر الحاد بنفسه ،لنه خبر اقترنت به قرينة ،فالنبي صلى ال عليه
وأسلم كان يقلب وأجهه في السماء يترقب نزوأل قرآن يأمره بالتوأجه نحوأ الكعبة الشريفة.
()1انظر :قوأاعد التحديث ،القاسمي .200
()4في كتاب الصلة .32/403 ،31/399وأفي كتاب التفسير من سوأرة البقرة .4494 ،19/4493 ،17/4491 ،16/4490 ،14/4488وأفي كتاب أخبار الحاد
1/7251وأمسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة 527-2/525وأأبوأ داوأد في كتاب الصلة برقم .1045وأالترمذي في أبوأاب الصلة .255/340وأفي أبوأاب
()5مختصر الصوأاعق ،2/394وأقد سبق نحوأه عن المسوأدة ،ابن تيمية 246وأانظر أصل العتقاد ،الشقر .47وأحجية خبر الحاد ،المين 57
أخرج البخاري بسنده عن البراء بن عازب رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم صلى
إلى بيت المقدس ستة عشر شه الر أوأ سبعة عشر شه لرا ،وأكان يعجبه أن تكوأن قبلته ،لقدبل البيت.(...
)(1
وأيثبت بهذا أن الصحابة رضوأان ال عليهم كانوأا على علم برغبة النبي صلى ال عليه وأسلم فلما
جاءهم المخبر بما كانوأا يترقبوأن تركوأا جميعال ما كانوأا عليه وأاستداروأا نحوأ البيت الحرام.
وأيمكن أن يقال :ل يلزم من إفادة العلم بهذا الخبر إفادة مثله بغيره من أخبار الحاد ،لن ظروأفال
كثيرة أحاطت به ل يمكن أن تحيط بغيره من الخبار
منها :علوأ السناد فليس بين السامعين وأبين النبي صلى ال عليه وأسلم إل صحابي وأاحد.
وأمنها :أنه ل يتصوأر إقدام أحد على الكذب في دين ال عز وأجل في حياة النبي صلى ال عليه
وأسلم في زمن الوأحي لن آيات القرآن الكريم تتابع في فضح المنافقين وأتكذيبهم.
وأقد استدل ابن القيم رحمه ال بآيات من القرآن الكريم ،وأتابعه على ذلك اللباني وأالمين الحاج
وأقوأله )(2
محمد .منها قوأله تعالى) :يا أيها الذين آمنوأا استجيبوأا ل وأللرسوأل إذا دعاكم لما يحييكم(
تعالى) :فليحذر الذين يخالفوأن عن أمره أن تصيبهم فتنة أوأ يصبهم عذاب عظيم(.
)(3
)(4
وأقوأله تعالى) :يا أيها الذين آمنوأا أطيعوأا ال وأأطيعوأا الرسوأل(.
وأنحوأ ذلك من اليات التي توأجب اتباع النبي صلى ال عليه وأسلم وأالتزام أمره وأنهيه.
وأل أرى فائدة من ذكرها جميعها وأوأجه الستدلل بها ،لن النزاع في ثبوأت ما أسنده الروأاة إلى النبي
صلى ال عليه وأسلم من قوأله وأأمره وأنهيه ،ل في وأجوأب امتثال المر وأالنهي بعد ثبوأته.
وأاستدل أيضال بوأجوأه أخرى ضعيفة جدلا.
منها قوأله) :إن الرسل صلوأات ال عليهم كانوأا يقبلوأن خبر الوأاحد وأيقطعوأن بمضموأنه ،فقبله موأسى
)(5
من الذي جاء من أقصى المدينة قائلل له " :إن المل يأتمروأن بك ليقتلوأك "
فجزم بخبره وأخرج هاربال من المدينة ،وأقبل خبر بنت صاحب مدين لما قالت " :إن أبي يدعوأك
وأقبل خبر أبيها في قوأله :هذه ابنتي ،وأتزوأجها بخبره. )(6
ليجزيك أجر ما سقيت لنا "
()1في كتاب التفسير من سوأرة البقرة ،12/4486وأفي كتاب الصلة 31/399وأالترمذي في أبوأاب الصلة ،139/340وأكتاب التفسير من سوأرة البقرة .3/2962وأانظر:
الولى :إذا أخبر أحد الصحابة الكرام بخبر بينا يدي خلق كثير منهم ولم يكذبوه ،وععللم أنه لو
كانا كذبال لعلموه ،ول حامل لهم على سكوتهم كالخوفا والطمع ،يدل ذلك على صدقه قطعلا.
وأنسبه إلى أبي )(8
وأابن تيمية) (7وأالزركشي )(6
وأالغزالي )(5
وأالباجي )(4
وأالباقلني )(3
قاله الجصاص
()1هوأ إبراهيم بن محمد السفرائيني الشافعي ) 418هـ( أحد العلم في الفقه وأأصوأله ،وأأصوأل الدين وأالحديث الشريف ،وأله اشتغال وأمناظرات مع المعتزلة وأغيرهم ،حتى
لقب بـ )ركن الدين( ،قدم عليه أهل نيسابوأر لينتقل إليهم ،فأجابهم ،وأبنوأا له مدرسة عظيمة ،لم عيبن مثلها من قبل فلزمها إلى أن توأفي ،انظر ترجمته في العبر ،الذهبي
()5انظر التمهيد .140-134ثم ذكر الباقلني رحمه ال الجابة على كل ما يرد على هذا وأأجاد في دفعه إوأابطاله.
()6المعتمد .2/566
)(6
وأالمدي )(5
وأابن قدامة )(4
وأالرازي )(3
وأابن برهان )(2
وأالغزالي )(1
منهم :أبوأ الحسين البصري
)(9
وأالزركشي. )(8
وأالبيضاوأي ،وأالسنوأي) (7وأالتفتازاني
وأأبوأ )(12
وأالشيرازي )(11
وأالباجي )(10
وأنازع في ذلك عدد من المتكلمين وأالصوأليين منهم الجصاص
)(13
الخطاب
وأاحتج المنكروأن بأدلة أقوأاها:
أن الخبر مع القرائن التي يذكرها النظام قد ينكشف عن الباطل ،وأيتصوأر ذلك في المثال الذي ذكره
النظام فيمكن أن يكوأن أغمي عليه أوأ لحقته سكتة فظنوأا موأته ،أوأ أنه أظهر ذلك ليعتقد السلطان
)(14
موأته فل يقتله لجرم كان قد ارتكبه.
وأأجاب المثبتوأن عنه فقالوأا :هذا ل يدل إل على أن هذا القدر من القرائن ل يفيد العلم ،وأل يلزم منه
)(15
أن ليحصل العلم بشيء من القرائن ،لن القدحا في مثال ل يقتضي القدحا في أصل الدعوأى.
وأاحتج المنكروأن أيضال فقالوأا:
لوأ وأجب العلم عند خبر وأاحد لوأجب ذلك عند خبر كل وأاحد ،كما أن الخبر المتوأاتر لدرما أفاد العلم في
)(16
موأضع أفاده في كل موأضع.
()13
وأيقوأل الزركشي):لم يتعرضوأا لضابط القرائن،وأقال المازري :ل يمكن أن يشار إليها بعبارة تضبطها(.
)(5
ل،
وأيقوأل ابن السبكي) :لوأ رام بامرؤ ضبط هذه القرائن بما يميزها عن غيرها لم يجد إلى ذلك سبي ل
وأكأنها تدق عن العبارات ،وأتأبى عن من يحاوأل ضبطها ....وأبهذا يتمهد ما قلناه من أن حصوأل
)(6
العلم بصدق المخبر لن يتوأقف على حد محدوأد وأل عد معدوأد(.
وألهذا تعسر الستدلل بهذه المسألة في أخبار الحاد الوأاردة في الشرعيات حتى قال البزدوأي:
)(7
) .....وألم يقع الخبر المحفوأف في الشرعيات(
وأقال عبد العلي النصاري ...) :الكلم في تحقق هذه القرائن في خبر غير المعصوأم من النبي
()3انظر :المستصفى ،الغزالي ،1/137وأالمحصوأل ،الرازي .1/2/400وأالبحر المحيط ،الزركشي ،4/247وأفتح الملهم ،شبير أحمد .1/5
()4المحصوأل .1/2/403
وألذبكر الية المرتقبة في قوأل ال عز وأجل مبهم ل يعرف المراد منه إل ببيان المبين.
وأقد وأرد في السنة المطهرة تعيين الية المبهمة في قوأله عز وأجل )بعض آيات ربك(
فيما أخرجه البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم:
)ل تقوأم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ،فإذا طلعت وأرآها الناس آمنوأا أجمعوأن ،وأذلك حين
)(2
ل ينفع نفسال إيمانها ،ثم ق أر الية(.
وأفي هذين الدليلين من الكتاب وأالسنة يحصل القطع بإثبات طلوأع الشمس من مغربها علمة من
علمات الساعة ،مع أن كلل منهما ظني بمفرده ،فالية الكريمة ظنية الدللة لعدم تعيين المراد.
وأالحديث فيه تعيين المراد ،وألكن يلحقه الظن في ثبوأته ،وأباجتماعهما يحصل القطع في إثبات المراد.
-وأال أعلم -
ثالثلا:
تعيين المعنى المراد من اللفظ المشترك.
)(3
وأالمشترك في الصطلحا :هوأ اللفظ الموأضوأع للدللة على معنيين فأكثر.
وأمثاله في مسائل العتقاد:
)(4
لفظ العوأروأد:وأهوأ مشترك بين دخوأل الشيء وأالشراف عليه أوأ القرب منه.
وأجاء في كتاب ال عز وأجل مستعملل في المعنيين:
)(5
الوأل:نحوأ قوأله تعالى):إنكم وأما تعبدوأن من دوأن ال حصب جهنم أنتم لها وأاردوأن(
)(6
وأقوأله تعالى) :يقدم قوأمه يوأم القيامة فأوأردهم النار وأبئس الوأرد الموأروأد(.
)(7
الثاني:نحوأ قوأله تعالى)فأرسلوأا وأاردهم فأدلى دلوأه(
قال الرازي):وأقد يراد به القرب ،نحوأ قوأل ال تعالى) :فأرسلوأا وأاردهم فأدلى دلوأه( وأمعلوأم أن الوأارد
وأأراد به القرب، )(8
ما دخل الماء ،وأقال تعالى):وألما وأرد ماء مدين وأجد عليه أمة من الناس يسقوأن(
()5نفسه .446
ترك أهل النظر من أصحابنا الحتجاج بأخبار الحاد في صفات ال تعالى إذا لم يكن لما انفرد
)(1
منها أصل في الكتاب.
.2/148 ()6
()7البرهان .1/580
()8نفسه .1/584
وأاحد فإني أفرض تخلف العلم بالصدق عن إخبار عدد كثير وأجم غفير إذا جمعتهم سياسة حاملة
)(1
على الكذب.(..
وأيريد بذلك إمام الحرمين أن العادة هي المحكمة في تحصيل العلم بصدق المخبر إذا لم يدل العقل
أوأ الشرع على صدقه ،فقد يحصل العلم بصدق مخبر في أحد أخباره وأل يستلزم ذلك أن يحصل العلم
بجميع أخباره.
وأيقوأل السرخسي) :إن بقاء احتمال الكذب في خبر غير المعصوأم معاين ل يمكن إنكاره ،وأمع
الشبهة وأالحتمال ل يثبت اليقين ،إوأانما يثبت سكوأن النفس وأطمأنينة القلب بترجيح جانب الصدق
)(2
لبعض السباب(.
وأليس المراد بالكذب هنا الخبار عن أمر غير مطابق للوأاقع وأللما في اعتقاد المخبر.
إوأانما المراد به الخبار عن الشيء بخلف ما هوأ به سهوألا ،(3).قال ابن قاسم العبادي) :إن أراد أنه لم
وأمحل )(4
يتعمد الكذب فليس محل النزاع ،إوأان أراد أنه ل يـجوأز عليـه السهوأ وأالغـلط ففيه الكلم(
النزاع في المسألة أن إتقان الراوأي إوأامامته هل توأجب انتفاء احتمال السهوأ أوأ الوأهم في جميع أخباره
؟
العقل يحكم بالجوأاز ،وأليس هناك دليل على انتفائه ،أما الوأقوأع فقد يحصل على سبيل القلة وأالندرة،
وأسبق أن ذكرنا إشارة المام الشافعي إلى وأهم المام مالك ،إوأاشارة ابن عبد البر إلى اتفاق المصنفين
على وأهم المام الزهري في حديث ذي اليدين ،وأقوأله):وأالغلط ل يسلم منه أحد ،وأالكمال ليس
)(5
لمخلوأق(.
وأسبق أن نقلنا قوأل المدي) :لوأ كان خبر العدل يفيد بمجرده العلم لكان العلم حاصلل بنبوأة من عأخبلدر
)(6
بكوأنه نبيال من غير حاجة إلى معجزة تدل على صدقه(.
وأجوأاز الوأهم في خبر المام وأالحكم بوأقوأعه على سبيل الندرة ل يحط من قدره وأل يقدحا في إمامته
)(7
وأضبطه ،كما أن بعض السهوأ جائز على النبي وأل يقدحا في نبوأته.
وأهذا التجوأيز ل يستلزم مساوأاة خبر المام بخبر آحاد العدوأل من الروأاة من جميع الوأجوأه ،بل يبقى
()1البرهان .1/580
()6الحكام .2/276
()2نفسه .43
()2انظر :إرشاد الفحوأل ،50وأانظر :رد شبهات اللحاد عن أحاديث الحاد ،الراشد .60
()3انظر :التقيد وأاليضاحا ،29-28وأانظر :النكت الظراف على ابن الصلحا ،ابن حجر .176-1/172
()8انظر:الوأصوأل .2/174
وأيقوأل بعد ترجيح شرط البخاري على شرط مسلم) :وأمن ثم قعسدم صحيعح البخاري على غيره من الكتب
المصنفة ،ثم صحيح مسلم لمشاركته للبخاري في اتفاق العلماء على تلقي كتابه بالقبوأل ....ثم عيقدردم
في الرجحية من حيث الصحية ما وأافق شرطهما ....فإن كان الخبر على شرطهما معال كان دوأن
ما أخرجه مسلم أوأ مثله ،إوأان كان على شرط أحدهما فيقدم شرط البخاري وأحده على شرط مسلم
)(5
وأحده....فخرج لنا من هذا ستة أقسام تتفـاوأت درجاتها مـن حيث الصحـة(.
()2الوأصوأل .2/74
()1نفسه .48
()2نفسه .49
وأكيف يحصل التفاوأت بينهما بعد تحصيل العلم ؟
وأتقديم ما أفاد العلم من أحاديث مسلم لتوأاتره أوأ احتفافه بالقرينة على ما انفرد به البخاري ل معنى له
أيضال إذا كان تلقي المة بالقبوأل لحاديث المام البخاري يفيد العلم ،لن المقدم وأالمقدم عليه مفيد
للعلم عند من قال بأن تلقي المة بالقبوأل يفيد العلم.
وأأما تقديم ما أخرجه غيرهما من بعض الطرق على ما انفرد به أحدهما فل يظهر له وأجه أيضال إذا
كان ما انفرد به أحدهما مقطوأعال به ،فكيف عيقدردم على المقطوأع به حديث اختلفوأا في إفادته العلم أوأ
الظن ؟ وألوأ عسسلم بإفادة المقردم العلم فبأي اعتبار يقدم على ما أفاد العلم بتلقي المة له بالقبوأل ؟
ظ ابدن حجر وأحده ،بل يلزم غيره ممن ذكروأا تفاوأت مراتب الصحة على ست مراتب وأل ديرلزم هذا الحاف د
)(2
وأالسيوأطي. )(1
كالسخاوأي
وأأختم هذه المسألة كما ختمها به شبير أحمد فقال) :وأليس غرضنا مما كتبنا في هذا المبحث تهوأين
أمر الصحيحين أوأ غيرهما من كتب الحديث -معاذ ال -بل المقصوأد هوأ نفي التعمق وأوأضع كل
شيء في موأضعه وأتنوأيه شأنه بما يستحقه ،وأنحن بحمد ال نعتقد في هذين الكتابين الجليلين بما
اعتقد به شيخ شيوأخنا وألي ال الدهوألي وأنقوأل بما قال ،وأهذا لفظه :أما الصحيحان فقد اتفق
المحدثوأن على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوأع صحيح بالقطع -أي بالتفصيل الذي ذكرنا -
وأأنهما متوأاتران إلى مصنفيهما ،وأأن كل من يهوأن أمرهما فهوأ متبدع ضال متبع غير سبيل
)(3
المؤمنين(.
()4انظر :فوأاتح الرحموأت ،2/111وأما سبق في مفهوأم خبر الحاد عند المتكلمين.
بمخدبرها...
-ثم قال -وأالمتوأاتر على ضربين ،ضرب يعلم بخبره باضطرار ،من غير نظر وأل استدلل ،وأضرب
)(1
يعلم بخبره بالنظر وأالستدلل(.
وأذهب جمهوأر الماتريدية إلى إفادته الطمأنينة ،وأأنه قسم بين الحاد وأالمتوأاتر.
قال صدر الشريعة )) :(2الخبر المشهوأر يوأجب علم طمأنينة القلب ،لنه إوأان كان في الصل خبر
وأاحد لكن أصحاب رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم تنزهوأا عن وأصمة الكذب ،ثم بعد ذلك دخل في
)(3
حد التوأاتر فأوأجب ما ذكرنا(.
قال الشارحا) :وأالطمأنينة :زيادة توأطين وأتسكين يحصل للنفس على ما أدركته .....وأحاصله سكوأن
النفس عن الضطراب بشبهة ،إل عند ملحظة كوأنه آحاد الصل ،فالمتوأاتر ل شبهة في اتصاله
صوأرة وأل معنى ،وأخبر الوأاحد في اتصاله شبهةل صوأرةد -وأهوأ ظاهر -وأمعنلى حيث لم تتلقه المة
بالقبوأل ،فأفاد حكمال دوأن اليقين ،وأفوأق أصل الظن.
فإن قيل :هوأ في الصل خبر وأاحد وألم ينضم إليه في التصال بالنبي صلى ال عليه وأسلم ما يزيد
على الظن فيجب أن يكوأن بمنزلة خبر الوأاحد ،قلنا :أصحاب النبي عليه الصلة وأالسلم تنزهوأا عن
وأصمة الكذب ...فيحصل الظن بمجرد أصل النقل عن النبي صلى ال عليه وأسلم ،ثم يحصل زيادة
)(4
رجحان بدخوأله في حد التوأاتر فيوأجب علم طمأنينة(.
وأالملحظ في هذا التقسيم إوأافادته ،أنه ل يكاد يظهر له أثر عملي تطبيقي في مسائل العتقاد لن
إيجاد أمثلة لخبر كان آحادال في عصر النبي صلى ال عليه وأسلم ثم توأاتر بعد ذلك عسير جدا،
وأالمصنفات التي جمع فيها الخبار المتوأاترة لم تلتفت إلى هذا الخبر الذي سماه الماتريدية مشهوأ ار
ل،وأكذا الماتريدية لم أر لهم تصنيفال فيه.
وأسبب تقسيمهم للخبار على هذا النحوأ سبب فقهي ل علقة له بالعقائد لن الماتريدية التزموأا في
المسائل الفقهية فقه أبي حنيفة النعمان رضي ال عنه.
وأمنهج الحنفية في تأليف أصوأل الفقه هوأ استنباطه من الفروأع الفقهية ،فكأنهم أرادوأا استنباط الصوأل
()2هوأ عبيد ال بن مسعوأد المحبوأبي البخاري الحنفي ) 747هـ( ،المشهوأر بصدر الشريعة الصغر ،وأوأالده صدر الشريعة الكبر،وأهوأ من علماء الحكمة وأالطبيعيات
()4انظر :التلوأيح ،التفتازاني ،3/246وأانظر :أصوأل السرخسي 330-1/328وأميزان الصوأل ،السمرقندي ،2/633وأكشف السرار النسفي ،26وأكشف السرار
البخاري ،2/368وأمرآة الصوأل في شرحا مرقاة الوأصوأل ،مل خسروأ ،391المطبعة العثمانية 1317هـ ،وأفوأاتح الرحموأت .2/112
)(1
التي اعتمدها أئمة المذهب في تفريع المسائل الفقهية وأبيان أحكامها.
وأاعتماد هذا المنهج دعا إلى هذا التقسيم ،وأيشير إلى ذلك قوأل الجصاص) :القسم الثاني من قسمي
التوأاتر :وأهوأ ما يعلم صحته بالستدلل ،فإن أبا الحسن رحمه ال كان يحكي عن أبي يوأسف أن
فهذا نسخ القرآن بالسنة إنما يجوأز بالخبر المتوأاتر الذي يوأجب العلم كخبر المسح على الخفين
)(2
الذي ذكره من قوأله يدل على أنه كان يرى أن من الخبار المتوأاترة ما يعلم صحتها بالستدلل لن
)(3
هذه صفة المسح على الخفين ،إذ ل يمكن لحد أن يدعي في ثبوأته وأصحته علم اضطرار(.
.وأايجاد
إ
)(4
ثم يذكر الجصاص أمثلة أخرى لهذا النوأع من الخبار كلها أخبار وأاردة في فروأع فقهية
أخبار في العقائد بهذه الصفة أمر فيه مشقة وأعسر ،لنا نحتاج في ذكر المثال أن نثبت آحاديته في
طبقة الصحابة وأتوأاتره في الطبقات التالية.
فل نطيل في أمر ل يترتب عليه أثر في الحتجاج بخبر الحاد في مسائل العتقاد.
وأالحاصل في الكلم على إفادة خبر الحاد في هذا المبحث ،أنه بنفسه ل يفيد إل الظن الراجح خلفال
لمن ادعى إفادته العلم ،وأقد ينضم إليه ما يقوأيه فيفيد العلم بأن يحتف بالقرائن ،أوأ يوأافق أصلل في
كتاب ال عز وأجل ،أوأ يكوأن الخبر بين يدي جماعة يدل سكوأتهم على تصديقه.
وأذهب البعض إلى أن تلقي المة له بالقبوأل يدل على إفادة العلم ،وأكذا الخبر المسلسل بالئمة يفيد
العلم.
وأفيه نظر كما سبق.
وأبعد الفراغ من الكلم على إفادة خبر الحاد ننتقل إلى ثمرة الخلف في إفادته وأهوأ إثبات العقيدة
بخبر الحاد.
()2في المسح على الخفين أحاديث كثيرة منها ما أخرجه المام مسلم بسنده عن المغيرة بن شعبة رضي ال عنه قال) :بينما أنا مع رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم ذات ليلة
إذ نزل فقضى حاجته ،ثم جاء فصبت عليه من إداوأة كانت معي ،فتوأضأ وأمسح على خفيه ،كتاب الطهارة .22/274
()3الفصوأل .3/37
وأيقوأل أيض لا) :خبر الوأاحد مظنوأن :فل يجوأز التمسك به في المسائل اليقينية(
)(6
وأيقوأل المدي جوأابال على من منع العمل بخبر الحاد مستدلل بقـوأل ــه تعالى " :وأل تقف ما ليس لك به
علم "):(7
)يحتمل أن يكوأن المراد من اتباع غير العلم فيما المطلوأب منه العلم ،كالعتقادات في أصوأل
)(8
الدين(.
وأيقوأل الزركشي) :ما يطلب فيه اليقين كالعلم بال وأصفاته ،فإن ذلك ل يجوأز العمل فيه بهذه
)(9
الخبار ،لنها ل تفيد العلم ،وأالظن في ذلك غير جائز(.
وألم أعثر على نص من قوأل أحد الشاعرة يخالف فيه في عدم حجية الخبر الظني في إثبات العقائد.
()1التمهيد ،266وأانظر تفسير القرآن بالسنة ،عبد المجيد الدوأري .314رسالة دكتوأراه -جامعة بغداد 1991م.
()4الرشاد .161
()6المطالب العالية من العلم اللهي ،7/201تحقيق أحمد حجازي السقا ،دار الكتاب العربي -بيروأت .1987 -
()7السراء 36
()8الحكام .2/277
)(6
ثبتت إنما تكوأن ظنية(.
وأيقوأل مل خسروأ) :العتقاديات ل تثبت بأخبار الحاد لبتنائها على اليقين(.
)(7
()7مرآة الصوأل 406وأانظر :كشف السرار ،النسفي 20-2/19وأشرحا التلوأيح ،التفتازاني ،2/349وأتيسير التحرير ،أمير بادشاه .3/79
()9مشارق أنوأار العقوأل ،108وأانظر:الباضية بين الفرق السلمية علي يحيى يعمر .2/140وأانظر:تفسير القرآن بالسنة،عبد المجيد الدوأري .356-353
)(1
باليقين ،وأهوأ ل يثمره(.
وأيقوأل محمد بن المرتضى المشهوأر بابن الوأزير) :من الزيادة في الدين أن يرفع المظنوأن في
العقليات أوأ الشرعيات إلى مرتبة المعلوأم ،وأهذا حرام بالجماع ...لنه ل حاجة وأل ضروأرة إلى
البدعة في العتقاد ،وأأما الفروأع العملية ،فلمـا وأقـعـت الضـروأرة إلى الخوأض فيها بالـظـنوأن لم يكن
)(2
فيها حرج بالنص وأالجماع(.
من الشيعة المامية):أما أخبار الحاد وأالقياس فـل يجـوأز أن يعوأل عليها عندنا(. )(3
وأيقوأل الطوأسي
)(4
وأيقوأل أبوأ القاسم الخوأئي) :أما الظن المتعلق بالصوأل العتقادية فل ينبغي الشك في عدم جوأاز
الكتفاء بالظن فيما يجب معرفته عقلل كمعرفة الباري جل شأنه -أوأ شرعلا ،كمعرفة المعاد
)(5
الجسماني(.
وأيقوأل الحافظ الخطابي من المحدثين) :الصل في إثبات الصفات أنه ل يجوأز ذلك إل أن يكوأن
)(6
بكتاب ناطق أوأ خبر مقطوأع بصحته.(....
وأيقوأل الحافظ البيهقي) :ترك أهل النظر من أصحابنا الحتجاج بخبر الحاد في صفات ال
)(7
تعالى.(...
وأيقوأل الخطيب البغدادي) :خبر الوأاحد ل يقبل في شيء من أموأر الدين المأخوأذ على المكلفين العلم
)(8
بها وأالقطع عليها(.
وأيقوأل أبوأ الخطاب من الحنابلة) :أصوأل الدين كلفنا فيها العلم وأاليقين ،وأالعلم وأاليقين ل يستمران
)(9
بغبلة الظن(.
وأوأقع الوأهم في نسبة القوأل بإثبات العقائد بخبر الحاد إلى المام الشافعي وأابن عبد البر:
()1البحر الزخار وأالجامع لمذاهب علماء المصار ،أحمد بن يحيى المرتضى ) 840هـ( 1/178مؤسسة الرسالة -بيروأت .1975
()2إيثار الحق ،107وأانظر :الذب على السنة 2/50وأتوأضيح الفكار ،الصنعاني 127-1/126وأتفسير القرآن بالسنة ،عبد المجيد الدوأري .382
()3هوأ محمد بن الحس بن علي الطوأسي ) 460هـ( ،كان شافعيال ثم انتقل إلى مذهب الشيعة فصار فيه علمال وأحجة ،انظر ترجمته في طبقات السبكي ،3/51وأالعلم،
الزركلي .6/315
()5انظر :مصباحا الصوأل ،محمد سروأر الوأاعظ الحسيني 2/297مطبعة النجف ،وأانظر المعالم ابن الشهيد .422
()7نفسه .450
()8الكفاية .605
()9التمهيد .40-3/38
في نسبة هذا القوأل إليه )(3
وأالمين الحاج محمد )(2
وأالشقر )(1
أما الشافعي فقد وأهم اللباني
وأعمدتهم في هذه النسبة ما نقلوأه عن الشافعي في الرسالة ،وأهذا نصه:
)أخبرنا سفيان عن عمروأ عن سعيد بن جبير قال :قلت لبن عباس إن نوأفال الدبكالي يزعم أن موأسى
صاحب الخضر ليس موأسى بني اسرائيل ؟ فقال ابن عباس :كذب عدوأال،أخبرني أبي بن كعب
قال :خطبنا رسوأل ال ...ثم ذكر حديث موأسى وأالخضر بشيء يدل على أن موأسى صاحب
)(4
الخضر(
فابن عباس مع فقهه وأوأرعه يثبت خبر أبي بن كعب عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم حتى يكذب
به ام ألر من المسلمين ،إذ حدثه أبي بن كعب عن رسوأل ال بما فيه دللة على أن موأسى بني اسرائيل
)(5
صاحب الخضر(.
يقوأل اللباني) :وأهذا القوأل من الشافعي -رحمه ال -دليل على أنه ل يرى التفريق بين العقيدة
وأالعمل في الحتجاج بخبر الحاد ؛ لن كوأن موأسى عليه السلم هوأ صاحب الخضر عليه السلم
هي مسألة علمية ،وأليست حكمال عمليلا ،كما هوأ بسين(.
)(6
وأل عيسرلم أن كل مسألة ليس تحتها عمل يكوأن المطلوأب فيها العتقاد الجازم ،بل يكفي أصل
التصديق وأترك التكذيب حتى يقوأم دليل على طلب العتقاد وأاليمان ،وأمسألتنا هذه من قصص
النبياء وأالتفسير ل من العقائد ،وأأيضلا :ل يستقل خبر الحاد بالدللة على إثبات أن موأسى عليه
السلم هوأ صاحب الخضر.
قال الرازي) :احتج القفال على صحة قوألنا :إن موأسى هذا هوأ صاحب التوأراة ،فقال :إن ال تعالى
ما ذكر موأسى في كتابه إل وأأراد به صاحب التوأراة ،فإطلق هذا السم يوأجب النصراف إليه ،وألوأ
كان المراد به شخصال آخر مسملى بموأسى غيدره ،لوأجب تعريفه بصفة توأجب المتياز إوأازالة الشبهة،
كما أنه لما كان المشهوأر في العرف من أبي حنيفة رحمه ال هوأ الرجل المعني ،فـلوأ ذكـرنـا هذا
السـم وأأردنـا به رجلل سوأاه لقيدنـا ،مثـل أن نقوأل :قـال أبوأ حنيفـة الدينوأري (
)(8) (7
()4أخرجه البخاري في كتاب النبياء ،27/3401وأكتاب التفسير -سوأرة الكهف 4727 ،4726 ،2/4725 -وأمسلم في كتاب الفضائل .46/2380
()5الرسالة.443-442 ،
()7هوأ أحمد بن داوأد.كان لغوأيا من نوأادر الرجال )281ه(-انظر ترجمته في بغية الوأعاة 1/306
()1انظر:لوأامع النوأار البهية شرحا الدرة المضرية في عقيدة الفرقة المرضية ،1/19طبعة المكتب السلمي -عمان .1991
وأالسفاريني هوأ :محمد بن أحمد ) 1188هـ( محقق ،فقيه حنبلي ،وأله اشتغال بالحديث وأالصوأل وأالدب ،انظر ترجمته في العلم ،الزركلي .6/240
()3التمهيد بما في الموأطأ من المعاني وأالسانيد ،أبوأ عمر يوأسف بن عبدال )ابن عبد البر( النمري الندلسي)463هـ( تحقيق مصطفى العلوأي 7-1/6مطبعة فضالة-
المغرب 1982-م.
()4المسوأدة .245
وأهذه المثلة كافية لثبات وأهم الذين أجازوأا إثبات العقيدة بأخبار الحاد في نسبة هذا الرأي إلى
غيرهم.
أما الجمهور القائلونا بعدم صلحية الخبار الظنية في إثبات العقيدة فيعتمدونا على دليل يكاد
يكونا بديهيلا.
وأهوأ باختصار :أن التكليف في مسائل العتقاد هوأ الجزم وأالعلم الذي ل يقبل التشكيك ،وأمن المشقة
في التكليف أن نبني العلم وأاليقين على خبر يجوأز فيه الوأهم وأالخطأ على المخبر به وأل عيقطع بصدقه
فيما أخبر به.
وأبيان ذلك أنا نجد في أنفسنا تفاوأتال ضروأريال في قبوأل الخبار ،فالوأجدان الصحيح يحكم بالفرق بين
مدارج الخبر وأالتفاوأت بين مراتب ما يثبت به.
قال شبير أحمد) :أل ترى أنك إذا أخبرك أحد من الناس أن زيدال يدعوأك فل يعتريك في قبوأل هذا
الخبر تردد وأتخالج ،إوأاذا أخبرك ذلك المخبر بعينه أن السلطان يدعوأك إلى حفلته اعتراك شيء من
الختلج وأالنقباض ،وأل ينشرحا صدرك لقبوأله حتى تلتمس القرائن وأالشوأاهد ،وأهذا مراد من قال :إن
)(1
الشهادة ينبغي أن تكوأن على قدر الدعوأى ،وأالدليدل على وأزان المدلوأل(.
وأفي الحكام الشرعية ما يدل على هذا التفاوأت ،ففي إعلم الناس بدخوأل وأقت الصلة يكفي إخبار
مؤلذن وأاحد-كما سبق ذكره-وأفي إثبات الحقوأق المادية بين الناس لبد من شهادة اثنين ،قال تعالى:
)(2
)وأاستشهدوأا شهيدين من رجالكم فإن لم يكوأنا رجلين فرجل وأامرأتان ممن ترضوأن من الشهداء(.
)(3
وأفي إثبات الزنا لبد من أربعة شهوأد ،قال تعالى) :لوأل جاءوأا عليه بأربعة شهداء(.
وأفي ادعاء النبوأة يطالب المدعي بالمعجزة ،لنه يدعي خرق العادة بتلقي وأحي ال عز وأجل فيطالب
بدليل من جنس دعوأاه ،وأهوأ خرق العادة.
وأفي الخبار الشرعية نجد اعتبار هذا التفاوأت وأاضحال جليال عند العلماء كافة.
يقوأل الحافظ البيهقي :الخبار على ثلثة أنوأاع:
نوأع اتفق أهل العلم بالحديث على صحته ،وأهذا على ضربين:
أحدهما :أن يكوأن من أوأجه كثيرة وأطرق شتى حتى دخل في حد الشتهار ،وأدبععدد عن توأهم الخطأ
فيه ،فهذا الضرب من الحديث يحصل به العلم المكتسب ...وأذلك مثل الخبار التي روأيت في الرؤية
وأالحوأض وأعذاب القبر وأبعض ما روأي في المعجزات.....
وأالضرب الثاني :أن يكوأن مروأيال من جهة الحاد ،وأيكوأن مستعملل في الدعوأات وأالترغيب وأالترهيب
()1فتح الملهم .1/8
رآه نزلة أخرى").(2فقالت :أنا أوأل هذه المة سأل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم ،فقال :إنما هوأ
جبريل ،لم أره على صوأرته التي خلق عليها ،غير هاتين المرتين .رأيته منهبطال من السماء ،سادال
ظعم دخبلقه ما بين السماء إلى الرض فقالت :أوألم تسمع أن ال يقوأل":ل تدركه البصار وأهوأ يدرك لع د
)(4
البصار وأهوأ اللطيف الخبير")(...(3
الوأجه الثاني) :أن هذا القوأل يتضمن عقيدة تستلزم رد مئات الحاديث الصحيحة لمجرد كوأنها
في العقيدة ،وأهذه العقيدة هي أن أحاديث الحاد ل تثبت بها عقيدة.
إوأاذا كان المر كذلك عند هؤلء المتكلمين فنحن نخاطبهم فنقوأل :أين الدليل القاطع على صحة هذه
)(5
العقيدة من آية أوأ حديث متوأاتر ؟(.
ي الجمهوأر ردد حديث وأاحد لمجرد كوأنه في العقيدة ،بل يجب قبوأله على
ل :ل يستلزم أر ع
وأالجوأاب :أوأ ل
قدر درجة ثبوأته ،فإن كان قطعيال وأجب العتقاد به ،إوأان كان ظنيال وأجب ترجيح صدقه على كذبه،
) ()1التكوأير.(21-
) ()2النجم.(13-1-
()2نفسه .8
()1في كتاب اليمان ،6/91وأالبخاري في كتاب الزكاة 1/1395وأانظر :تحفة الشراف .5/256
()3في كتاب اليمان ،6/17وأأخرجه البخاري في كتاب الزكاة 1/1398وأانظر :تحفة الشراف .5/260
فل يتم الستدلل السابق إل بذكر مسألة اعتقاديه بلغها مبعوأث أوأ وأافد .وأدوأنه خرط القتاد.
-وأال أعلم -
الوأجه السادس:
)قال تعالى ":يا أيها الرسوأل بلغ ما أنزل إليك من ربك إوأان لم تفعل فما بلغت رسالته") ....(1وأمعلوأم
أن البلغ هوأ الذي تقوأم الحجة به على المبرلغ وأيحصل به العلم ،فلوأ كان خبر الوأاحد ل يحصل به
)(2
العلم لم يقع به التبليغ،فإنما تقوأم الحجة بما يحصل به العلم(.
وأالجوأاب :ل نسلم أن الحجة ل تقوأم إل بما يحصل به العلم ،وأقد سبق أن الظن الراجح حجة يجب
العمل بها في الحكام الشرعية ،أما العتقاد فل تقوأم الحجة به إل بخبر يحصل به العلم ،وأقد
شهدت المة لنبينا محمد صلى ال عليه وأسلم بأداء المانة وأتبليغ الرسالة ،فعلى المخالف أن يثبت
حكمال شرعيال وأجب فيه التبليغ وألم تقم به حجة على المكرلف أوأ مسألة اعتقادية وأجب تبليغها وألم تقم
بها حجة على المبرلغين.
الوأجه السابع) :من لوأازم هذا القوأل إبطال الخذ بالحديث مطلقال في العقيدة من بعد الصحابة
الذين سمعوأه من النبي صلى ال علي وأسلم مباشرة ،وأبيانه أن جماهير المسلمين ،وأخاصة قبل جمع
الحديث وأتدوأينه إنما وأصل إليهم الحديث بطريقة الحاد ،وأالذين وأصل إليهم شيء منه من طريق
التوأاتر ،إنما هم أفراد قليلوأن في كل عصر ،توأجهوأا لتتبع طرق الحديث إوأاحصائها ،فاجتمع عند كل
)(3
وأاحد منهم عدد ل بأس به من الحديث المتوأاتر(.
وأالجوأاب من وأجوأه:
ل :ل نسلم بأن من لوأازمه إبطال الخذ بالحاديث الوأاردة في العتقاد مطلقلا ،ل في عصر
أوأ ل
التابعين وأل في عصرنا ،لن التكليف بالعتقاد يحصل بالخبر المفيد للعلم ،وأقد سبق أن خبر الحاد
قد يحصل به العلم بطريقة من الطرق ،فحيث يحصل العلم يجب العتقاد ،في أي عصر ،وأفي أي
لمصر.
ثانيلا :ل نسلم أن جماهير المسلمين لم يصل إليهم من الخبار المتوأاترة شيء قبل جمع الحديث
وأتدوأينه ،لن شرط المتوأاتر أن يحصل توأاتره في جميع طبقاته فما حكم بتوأاتره في زماننا أوأ في زمن
التدوأين ل يكوأن متوأات الر إذا لم يتوأاتر في جميع طبقاته من أوأله إلى منتهاه.
الوأجه الثامن) :تكليف النسان بوأجوأب تصديق الراوأي الذي يثق به في الحكام دوأن
()1نفسه .18_17
وأالجوأاب :بل وأجدوأا إجابات كثيرة سبق ذكرها في إثبات حجية خبر الحاد في الحكام الشرعية من
غير الحاجة إلى القطع.
الوأجه الحادي عشر):أن طرد قوألهم بذلك يستلزم تعطيل العمل بحديث الحاد في الحكام
العملية أيضلا ،وأهذا باطل ،ل يقوألوأن هم به أيضلا ،وأما لزم منه باطل فهوأ باطل.
وأبيانه:أن كثي الر من الحاديث العملية تتضمن أموأ الر اعتقادية ،فهذا رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم
يقوأل لنا":إذا جلس أحدكم في التشهد الخير فليستعذ بال من أربع ،يقوأل:اللهم إني أعوأذ بـك من
)(2
عذاب القبـر وأمن عذاب جهنم وأمن فتنـة المحيـا وأالممـات ،وأمن فتنة المسيح الدجال".
فالقائلوأن بهذا القوأل إبن تركوأا العمل به نقضوأا أصلل من أصوألهم ،وأهوأ وأجوأب العمل بحديث الحاد
في الحكام ،إوأان عملوأا به فقد نقضوأا القوأل بعدم وأجوأب العتقاد بخبر الحاد ،فإن قالوأا :نعمل بهذا
الحديث وألكننا ل نعتقد ما فيه من إثبات عذاب القبر وأالمسيح الدجال ،قلنا ،إن العمل به يستلزم
)(3
العتقاد به(
الجوأاب من وأجهين:
ل :ل نسلم أن القوأل بعدم وأجوأب العتقاد بالخبر الظني يستلزم تعطيل العمل به ،وأقد سبق جوأابه
أوأ ل
م ار الر وأاللباني ذكر في كلمه أن أحدال ل يقوأل بما ألزم به المخالف فقال) :وأل يقوألوأن به هم أيضلا(،
فما وأجه اللزوأم المذكوأر ؟ وأدمن لمن الذين لم يوأجبوأا العتقاد بالخبر عطل العمل به أيضال ؟
ثانيلا :الحديث المذكوأر يعمل به،وأ ل يستلزم ذلك إثبات العقيدة به لن عذاب القبر ثابت بالمتوأاتر
المعنوأي -كما سيأتي .-
الوأجه الثاني عشر):الذين نقلوأا الذان وأالوأضوأء وأالغسل هم الذين نقلوأا أحاديث الصفات ،فإن
جاز عليهم الخطأ وأالكذب في نقلها جاز عليهم ذلك في نقل غيرها مما ذكرناه ،وأحينئذ ل وأثوأق لنا
)(4
بشيء نقل لنا عن نبينا صلى ال عليه وأسلم البتة ،وأهذا انسلخ من الدين وأالعلم وأالعقل(.
وأالجوأاب :أن نقل العدل إذا لم يحصل به العلم وأجب العمل به إوأابن جاز عليه الوأهم وأالغلط ،إوأاذا نقل
شيئال من الخبار في الصفات فل يجب العتقاد به حتى يحصل به العلم ،وأل يعني ذلك تكذيبه أوأ رد
خبره ،بل يثبت به أصل التصديق وأعقد القلب -كما سبق -فإن حصل العلم بها فل خلف في
وأجوأب العمل بها أوأ العتقاد ،وأبهذا نب أر من النسلخ عن الخبار المروأية عن رسوأل ال صلى ال
()1نفسه .21
()2أخرجه البخاري في كتاب الجنائز 87/1377وأمسلم في كتاب المساجد 2/588وأانظر :تحفة الشراف .80 ،11/73
()4نفسه .26
عليه وأسلم وأنكوأن قد عملنا بكل خبر حسب درجة ثبوأته.
الوأجه الثالث عشر) :هب أن أحاديث الحاد ل تفيد العلم وأاليقين ،فهي تفيد الظن الغالب
قطعال باتفاقهم ،وأل يمتنع من إثبات السماء وأالصفات بها ،كما ل يمتنع من إثبات الحكام الطلبيـة
بهـا ،فما الفرق بين باب الطلب وأباب الخبر ،بحيث يحتج بها في أحدهما دوأن الخر ؟(.
)(1
وأالجوأاب :الفرق هوأ أن مسائل العتقاد ل يصح أن تبنى على الظن ،لن العتقاد إذا بني على
الظن لم يصمد أمام زوأابع التشكيك وأالطعن ،أما الحكام العملية فيجوأز أن تبنى على الظن الراجح
وأيجري فيها الخلف ،وأيؤجر فيها المجتهد إن أخطأ أوأ أصاب.
الوأجه الرابع عشر) :إن من لوأازم هذا القوأل الباطل القتصار في العقيدة على ما جاء في القرآن
وأحده وأفصل الحديث عنه ،وأعدم العتداد بما فيه من العقائد وأالموأر الغيبية ،وأفقال لطائفة من الناس
يعرفوأن بالقرآنيين ،لنهم ل يدينوأن بالحديث إطلقلا ...وأهذا إوأان كان يبدوأ -لوأل وأهلة -أنه
يخالف قوألهم المشار إليه لنهم يثبتوأن العقيدة بالحديث المتوأاتر ،فإنه في الحقيقة ل يخالف إل في
اللفظ ،وأالتحقيق أن ذلك نظري إليهم غير عملي ،إوأال فليدلنا هؤلء على عقيدة وأاحدة يعتقدوأنها بناء
)(2
على حديث متوأاتر ،فإني شخصيال ل أظن أن أحدال من علماء الكلم يثبت عقيدة بحديث متوأاتر(.
وأالجوأاب :أدرك اللباني بعد سطوأر من صدر كلمه أنه ل يلزم من ذلك القتصار في العقيدة على
ظدن
ما جاء فيه القرآن ،بل يعتمد فيه على الحاديث المتوأاترة وأعلى ما أفاد العلم من أخبار الحاد .وأ د
اللباني أن أحدال من علماء الكلم ل يثبت عقيدة بحديث متوأاتر هوأ من الظن الوأهمي ،فدمن لمن
المتكلمين ل يثبت عذاب القبر ،وأالشفاعة لهل الكبائر من أمة محمد صلى ال عليه وأسلم وأسؤال
الملكين ،وأغير ذلك من العقائد التي أثبتها المتكلموأن وأبذلوأا الوأسع في تقريرها وأتقريبها للذهان وأذب
طعوأن المبتدعة عنها ،وأمصفاتهم ناطقة بذلك ؟
الوأجه الخامس عشر) :هناك حكمة تروأى عن عيسى عليه السلم تقوأل في المتنبئين الدجالين
الكذبة " :من ثمارهم تعرفوأنهم " فمن شاء من المسلمين أن يعرف ثمرة ذلك القوأل الباطل ،فليتأمل
فيما سنسوأقه من العقائد السلمية التي تلقاها الخلف عن السلف ،وأجاءت الحاديث متضافرة متوأافرة
شاهدة عليها ،وأحينئفذ يتبين خطوأرة ذلك القوأل الذي يتبناه المخالفوأن دوأن أن يشعروأا بما يؤدي إليه
)(3
من الضلل البعيد.(.
ثم عرد اللباني عددال منها شفاعته صلى ال عليه وأسلم العظمى في المحشر ،وأشفاعته لهل الكبائر،
وأمعجزاته كلها ما عدا القرآن ،وأسؤال منكر وأنكير ،وأعذاب القبر وأالميزان وأالصراط وأالشفاعة لهل
()1نفسه .27
()2وأجوأب الخذ بحديث الحاد .33وأانظر نحوأه في مختصر العقيدة السلمية ،طارق السوأيدان 16 ،طبعة الكوأيت 1978م.
()3نفسه .36
الكبائر من أمة محمد صلى ال عليه وأسلم وأأشراط الساعة الكبرى ثم قال:
)هذه بعض العقائد السلمية الصحيحة التي وأردت في الحاديث الثابتة المتوأاترة أوأ المستفيضة
وأتلقتها المة بالقبوأل ،وأما أظن أن أحدال من المسلمين يجرؤ على إنكارها أوأ التشكيك فيها ،إوأان كان
)(1
ذلك يلزم الذين ل يثبتوأن العقيدة بحديث الحاد ،هدانا ال إوأاياهم إلى سوأاء السبيل(.
وأالجوأاب من وأجوأه:
ل :العقائد التي ذكرها اللباني معظمها ثابت بالتوأاتر أوأ بخبر آحادي حصل العلم به كما سيأتي
أوأ ل
بيانه في الباب الثاني ،وأالعجيب أن اللباني في عبارة وأاحدة صرحا بتوأاترها ثم زعم أن إنكارها يلزم
الذين ل يثبتوأن العقيدة بخبر الحاد ،فكيف يلزمهم إنكار المتوأاتر إذا لم يثبتوأا الحادي؟
ثانيلا :ماذا لوأ قال قائل):هناك حكمة تروأى عن عيسى عليه السلم تقوأل " :من ثمارهم تعرفوأنهم
"فمن شاء من المسلمين أن يعرف ثمرة القوأل بإثبات العقيدة بخبر الحاد فليتأمل فيما سنسوأقه من
العقائد التي أثبتها بعض هؤلء وأالحاديث فيها منكرة وأوأاهية ،وأحينئفذ يتبين خطوأرة هذا القوأل الذي
يتبناه المخالفوأن دوأن أن يشعروأا بما يؤدي إليه من الضلل البعيد منها :إثبات القعوأد على العرش
وأحصوأل الطيط من الثقل
()1نفسه .38-37
وأمنها :إثبات شغل العرش إل قدر أربع أصابع.
وأمنها :إثبات أن صوأرة آدم على صوأرة الرحمن.
وأمنها :إثبات إقعاد النبي صلى ال عليه وأسلم مع ال عز وأجل على العرش.
وأمنها :إثبات وأجوأد ال عز وأجل في مكان دوأن مكان وأفي موأضع دوأن موأضع.
وأمنها :إثبات الهبوأط وأالرتفاع وأالتردد بين العرش وأالكرسي.
وأمنها :إثبات وأضع الرجلين على الكرسي وأقد عاد الكرسي كالنعل في قدميه.
وأمنها :إثبات الحمل على أكتاف الملئكة.
وأمنها :إثبات الستلقاء وأوأضع إحدى رجليه على الخرى.
هذه بعض العقائد الزائفة التي وأردت في الخبار المنكرة الوأاهية وأما أظن أن أحدال من المسلمين
يهوأن عليه اعتقاده بربه عز وأجل ليتابع بعض القائلين بإثبات هذه العقائد.
هدانا ال تعالى إوأاياهم إلى سوأاء السبيل ).(1
الفرع الثاني :ما توجبه أخبار الحاد إذا لم تثبت بها العقيدة
إذا صح الخبر الوأارد في مسائل العتقاد وألم يحصل القطع به ،فهذا ل يعني تكذيبه أوأ إهماله ،بل
يجب فيه ما يتناسب مع درجة ثبوأته.
وأاستقراء العقائد السلمية يثبت أن أصوأل العقائد وأكبرى مسائلها قد تكفل القرآن الكريم ببيانها،
وأفيما يتعلق بال عز وأجل وأصفاته نجد أدلتها في القرآن الكريم موأفوأرة متظاهرة ،وأكذا المتكلموأن
أطالوأا في ذكر وأجوأه إثبات هذه الصفات بدليل العقل ،فاستفادت هذه الصوأل القطع بالنقل وأالعقل،
فإذا جاء خبر الحاد في شيء من هذا الباب يكوأن شاهدال وأمؤكدلا.
وألهذا ل يشتد النزاع في هذه الساحة من ساحات العقائد حوأل حجية خبر الحاد.
وأيعبر عن ذلك قوأل الشيرازي) :في مسائل الصوأل -مثل التوأحيد إوأاثبات الصفات -أدلة عقلية
)(2
موأجبة للعلم قاطعة للعذر ،فل حاجة بنا إلى خبر الوأاحد(.
وأفي الغيبيات ل مجال لثباتها بأدلة العقل فل بد فيها من النقل ،وأنجد في نصوأص القرآن الكريم
وأالسنة المتوأاترة شيئال كثي الر فيما يتعلق باليوأم الخر وأالبعث وأالنشوأر وأالجنة وأالنار.
وأمنها أيضال كثير من أخبار الحاد التي تعذر تحصيل القطع بمضموأنها.
فهل يعني ذلك إهمالها أوأ تكذيبها ؟
()1سيأتي بيان هذه الخبار وأما فيها في الباب الثاني من هذه الرسالة.
()1الرشاد ،360وأانظر :نحوأه في لمع العتقاد 112المسمى لمع الدلة في قوأاعد عقائد أهل السنة وأالجماعة ،تحقيق د -فوأقية حسين ،طبعة المؤسسة المصرية )
1965م( ،وأنحوأه أيضال في أصوأل الدين البغدادي ،23-22وأشرحا المقاصد مسعوأد بن عمر سعد الدين التفتازاني )793هـ( تحقيق عبد الرحمن عميرة ،121-5/117
()3القتصاد في العتقاد ،الغزالي ،6320مطبعة منير -بغداد -لم يذكر سنة الطبع.
قال أبوأ اليسر :الخبار الوأاردة في أحكـام الخرة من باب العمل ،فإن العمل بالقلب اعتقاد(.
)(1
وأيمكن أن يوأرد على كلم البخاري أن عقد القلب إنما يحصل بعد العلم وأالقطع.
)(2
قال الفنري) :عقد القلب بالحكم هوأ الذي يعقب العلم.(...
وأالجوأاب:أن المراد بعقد القلب هوأ التصديق غير الجازم وأترك النكار وأالتكذيب وأل يشترط فيه العلم
وأالقطع
وأبهذا يتبين أن منهج الشاعرة وأالماتريدية إثبات العقائد بخبر الحاد إذا حصل فيها القطع وأاليقين
وأانتفى احتمال السهوأ وأالكذب عن مخبريها.
فإذا تعذر القطع وأحصل الظن الراجح وأجب الحتجاج به في منزلة تتناسب مع درجة ثبوأته فيجب
فبه أصل التصديق من غير جزم به وأيجب عقد القلب عليه ،وأبذلك يكوأن التيان بما كلفنا به في كل
خبر على قدر درجة ثبوأته.
وأيثبت بهذا أن الشاعرة وأالماتريدية لم يهملوأا أخبار الحاد وألم يكذبوأا روأاتها ،بل عملوأا بها ما أمكن
ذلك -وأال أعلم -
&ل بد منا الشارة إلى سلفية هذا المنهج في قول أبي بكر &إنا كانا قال فقد صدق&
()1كشف السرار ،377-2/376وأانظر :نحوأه في أصوأل السرخسي 1/329وأكشف السرار النسفي ،1/329وأشرحا التلوأيح ،التفتازاني .2/350
()525 6انظر مقاييس اللغة ،ابن فارس )وأصف( ،6/115وأانظر المفردات الراغب )وأصف(
8يدل لفظ الجللة "ال" على صفات الكمال وألكن بالدللة اللتزامية العقلية.انظر لوأامع البينات() 109،
)(2
بهم()(1وأل من قوأله )وأمكروأا وأمكر ال(
)(3
وأقال المعتزلة وأالكرامية يجوأز مثل ذلك على سبيل التسمية وأالوأصف
)(4
إوأاليه مال القاضي أبوأ بكر الباقلني من الشاعرة
وأتوأقف إمام الحرمين الجوأيني وأقال):ما لم يرد فيه إذن وأل منع لم نقض فيه بتحليل وأل تحريم فإن
الحكام الشرعية تتلقى من موأارد السمع ،وألوأ قضينا بتحليل أوأ تحريم من غير إذن لكنا مثبتين حكما
)(5
دوأن السمع(
وأفصل المام الغزالي رحمه ال فقال بجوأاز الطلق على سبيل الوأصف دوأن التسمية وأوأجه الفصل
بينهما أن إجراء الصفات إخبار بثبوأت مدلوألها ،فيجوأز عند ثبوأت المدلوأل ،إل لمانع وأوأجوأبه بالدلئل
على إباحة الخبار بالصدق ،بخلف التسمية فان فيها نوأع تصرف في المسمى ل تجوأز إل لمن له
وألية على المسمى كالب وأالمالك وأمن يجري مجرى ذلك )(6وأوأافقه الرازي وأاختار رأيه وأقال) :الدليل
على أنه ل يجوأز وأضع السم ل تعالى أنا أجمعنا على أنه ل يجوأز لنا أن نسمي الرسوأل باسفم ما
سماه ال به ،وأل باسفم ما سمى نفسه به ،فإذا لم يجز ذلك في حق الرسوأل ،بل في حق أحد من آحاد
الناس ،فهوأ في حق ال تعالى أوألى()(7وأهذا هوأ الذي أراه راجحا لن أسماء ال عز وأجل قديمة
بمعنى أن ال عز وأجل سمى نفسه بها في الزل فل يجوأز لغيره تعالى أن يطلق عليه سبحانه اسمال
من تلقاء نفسه
وأأما إطلق اللفظ على سبيل الوأصف فل مانع من إطلقه إذا لم يمنع منه الشرع أوأ العقل
()3انظر أصوأل الدين ،البغدادي ،118،نهاية القدام في علم الكلم ،أبوأ الفتح الشهرستاني ) 548هـ( تحقيق إلفرد جيوأم ،129-128طبعة مكتبة المثنى -بغداد ،لم
يذكر سنة الطبع.وأالفصل في الملل وأالهوأاء وأالحل ،علي بن محمد بن حزم ) 456هـ( ،2/162المطبعة الدبية -مصر ) 13317هـ(.وأشرحا النوأوأي على صحيح مسلم
،5/536وأالسماء وأالصفات ،ابن تيمية ،61-1/60طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت ،لم يذكر سنة الطبع.وأالموأاقف في علم الكلم ،عضد الدين عبد الرحمن اليجي )
756هـ( 333طبعة دار الكتب العلمية -بيروأت ،لم يذكر سنة الطبع .وأشرحا المقاصد ،التفتازاني 4/343وأشرحا جوأهرة التوأحيد ،الباجوأري 146إوأاتحاف المريد بجوأهرة
التوأحيد ،عبد السلم اللقاني ) 1041هـ( ،126مطبعة السعادة -مصر 1955م.وأالبيهقي وأموأقفه من اللهيات ،أحمد بن عطية الغامدي 124 ،رسالة دكتوأراه في العقيدة،
الجامعة السلمية -المدينة المنوأرة .وأالعقيدة السلمية وأأسسها ،عبد الرحمن حسن الميداني ،251طبعة دمشق 1966 -م.وأعقيدة المؤمن ،أبوأ بكر الجزائري 78دار
4انظر الباقلني وأآراؤه الكلمية -د -محمد رمضان -مطبعة المة -بغداد 1986 -م() .
6المقصد السنى شرحا أسماء ال الحسنى ،الغزالي ،165-164طبعة شركة الطباعة الفنية -مصر().
()1الرشاد 143
()6السماء وأالصفات،احمد بن الحسين البيهقي)458هـ(تحقيق محمد زاهد الكوأثري 13طبعة دار الكتب العلمية-بيروأت.-
وأوأقع عنده ذكر السماء في روأاية وأفيها تقديم وأتأخير إوأابدال.
وأقال عنها :تفرد بهذه الروأاية عبد العزيز بن الحصيني بن الترجمان ،وأهوأ ضعيف الحديث عند أهل
النقل...
وأمحتمل أن يكوأن التفسير وأقع من بعض الروأاة.
)(1
وأقال :وألهذا الحتمال ترك البخاري وأمسلم إخراج الحديث(
وأقال الحافظ ابن كثير):وأالذي عوأل عليه جماعة من الحفاظ أن سرد السماء في هذا الحديث مدرج
)(2
فيه(
()2تفسير القرآن العظيم ،آبوأ الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي ) 774هـ( 2/270الطبعة الوألى ،دار الفكر -بيروأت 1980وأانظر كلم الحافظ على إدراج
وأخالف ابن حزم الظاهري فقال) :ل يحل أن يسمى ال عز وأجل بالقديم وأل الحنان وأل الفرد وأل الدايم
وأل الباقي وأل العالم ...وأل السامع وأل الضار وأل النافع وأل المبدئ وأل المعيد وأل القادر وأل الوأارث وأل
الباعث وأل القاهر وأل الجليل وأل المعطي وأل المنعم وأل المحسن وأل الحكم وأل الحاكم وأل الوأاهب وأل
الغفار وأل الهادي وأل العدل وأل الصادق وأل الحافظ وأل البديع وأل المحيي وأل المميت ،وأل بشيء لم
ل ،إوأان كان في غاية المدحا عندنا ،أوأ كان متصرفا من أفعاله تعالى إل أن نخبر
يسم به نفسه أص ل
عنه ...وأمن البرهان على هذا أن ال تسعة وأتسعين اسما مائة غير وأاحد من أحصاها دخل الجنة،
فلوأ كانت هذه السماء التي منعنا منه أن تطلق جائ الز لكانت أسماء ال تعالى أكثر من مائه وأنيف
وأهذا باطل لن قوأل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم " مائة غير وأاحد " مانع من أن يكوأن له أكثر
)(2
من ذلك ،وألوأ جاز ذلك لكان قوأله عليه السلم كذبال وأهذا كفر ممن أجازه(
وأقال الجمهوأر ليس في الحديث الذي استدل به ابن حزم دليل على حصر السماء في هذا العدد.
قال الفخر الرازي :تخصيص العدد بالذكر ليس فيه نفي الزائد عليه.
وأيحتمل أن يكوأن سبب التخصيص أمرين
أحدهما :لعل هذه السماء أعظم وأأجل من غيرها.
وأالثاني :أن ل يكوأن قوأله) :إن ل تسعة وأتسعين اسما كلمال تاملا ،بل يكوأن مجموأع قوأله )إن ل
تسعة وأتسعين اسمال من أحصاها دخل الجنة ،كلمال وأاحدا ،وأذلك بمنزلة قوألك إن لزيد ألف درهم
أعدها للصدقة وأهذا ل يدل على أنه ليس له من الدراهم أكثر من اللف وأيدل على صحة هذا التأوأيل
حديث عبد ال بن مسعوأد أن النبي صلى ال عليه وأسلم كان يدعوأ وأيقوأل:
)اللهم إني عبدك وأابن عبدك ،وأابن أمتك ناصيتي بيدك ،ما ف
ض فري حكمك ،عدل في قضاؤك ،أسألك
بكل اسم هوأ لك سميت به نفسك أوأ أنزلته في كتابك أوأ علمته أحدال من خلقك أوأ استأثرت به في علم
)(3
الغيب عندك(...
وأبهذا الحديث استدل الجمهوأر على أن أسماء ال عز وأجل ليست منحصرة في تسعة وأتسعين اسما،
وأاستدل ابن حزم الظاهري بحديث أبي هريرة رضي ال عنه على انحصارها ،وأليس فيه دليل على
()1انظر التمهيد ،الباقلني 233وأأصوأل الدين ،البغدادي 120وأالسماء وأالصفات ،البيهقي 19وأالعتقاد له أيضال .18
وأفتح الباري ابن حجر 11/625وأشرحا النوأوأي على صحيح مسلم 5/536وأفتح المجيد ،عبد الرحمن آل الشيخ 646وأموأقف البيهقي من اللهيات ،الغامدي
126وأموأقف ابن حزم من اللهيات ،أحمد المحمد 210
()2الفصل في الملل وأالهوأاء وأالنحل 165 ،2/164
()1الفصل .2/164
()5الموأاقف .336-335
أما عند الشاعرة :فالفرق بينهما أن ما يلزم من نفيه نقيضه فهوأ من صفات الذات ،كالحياة يلزم من
نفيها الموأت ،وأالعلم يلزم من نفيه الجهل.
وأما ل يلزم من نفيه نقيضه فهوأ من صفات الفعل ،فلوأ نفيت الحياء أوأ الماتة أوأ الخلق أوأ الرزق،
لم يلزم منه نقيضه.
وأيظهر أثر الختلف في الفارق بينهما عند الشاعرة وأالمعتزلة في صفتي الدارة وأالكلم ،فهما من
صفات الفعال عند المعتزلة لجريان النفي وأالثبات فيهما ،وأمن صفات الذات عند الشاعرة ،إذ يلزم
من نفيهما نقضيهما وأهوأ الجبر وأالخرس.
وأعند الماتريدية :كل ما عوأصف ال عز وأجل به وأل يجوأز أن يوأصف بضده فهوأ من صفات الذات
كالقدرة وأالعلم وأالدارة.
وأكل ما يجوأز أن يوأصف به وأبضده فهوأ من صفات الفعل كالحياء وأالماتة وأالقبض وأالبسط وأالرفع
وأالخفض وأغيره.
)(1
وأذهب الماتريدية إلى إرجاع صفات الفعل إلى صفة وأاحدة هي صفة التكوأين.
يقوأل ملعلي القاري رحمه ال ...) :وأمرجع الكل إلى التكوأين ،فإنه إن تعلق بالحياة سمي إحياء،
وأبالموأت إماتة ،وأبالصوأرة تصوأي الر إلى غير ذلك ،فالكل تكوأين ،إوأانما الخصوأص بخصوأص
)(2
المتعلقات(.
ثانيلا :تقسيمها باعتبار النفي وأالثبات.
وأتنقسم بهذا العتبار إلى سلبية وأثبوأتية.
وأالسلبية نسبة إلى السلب وأهوأ النفي،وأسميت بذلك لن مدلوألها هوأ نفي أمر عن ال عز وأجل ل
)(3
يليق به.
وأهي خمس صفات :الوأحدانية وأالقدم وأالبقاء وأالمخالفة للحوأادث وأالقيام بالنفس.
أما الوأحدانية فمدلوألها نفي التعدد في ذاته وأفي صفاته وأفي أفعاله.
وأوأحدة الذات معناها :أنه سبحانه ليس جسمال مركبلا ،يقبل النقسام ،وأأنه ليس هناك إله آخر غيره،
وأوأحدة الصفات معناها :أنه ليس له صفتان من جنس وأاحد ،وأليس لغيره صفة تشبه صفته.
)(4
وأوأحدة الفعال معناها :أنه ليس لحد فعل كفعله.
()2نفسه ،20وأانظر :التمهيد في أصوأل الدين ،أبوأ المعين النسفي ) 508هـ( ،29-28تحقيق الدكتوأر عبد الحي قابيل ،المطبعة الفنية -مصر 1987 -م.
()4انظر :حاشية الدسوأقي ،89وأشرحا الفقه الكبر ،القاري ،12وأ إتحاف المريد ،اللقاني 82وأشرحا الجوأهرة ،الباجوأري .97
وأأما القدم فعناه أنه ل أوأل لوأجوأده ،أوأ ل افتتاحا لوأجوأده.
)(1
)(2
وأأما البقاء فمعناه عدم الخرية للوأجوأد ،أوأ عدم اختتام الوأجوأد.
)(3
وأأما المخالفة للحوأادث فمعناه أنه ل يماثله شيء منها في ذاته وأل في صفاته وأل في أفعاله.
)(4
وأأما القيام بالنفس فمعناه أنه ل يفتقر لذات يقوأم بها ،وأل يفتقر في وأجوأده إلى موأجد.
وأيقابل الصفات السلبية الصفات الثبوأتية.
وأتقسم حسب تفاوأت دللتها مع دللة الذات إلى قسمين:
نفسية وأزائدة.
وأالصفة النفسية:
هي التي تدل على نفس الذات دوأن معنى زائد عليها ،وأهي
وأما سوأاها من الصفات الثبوأتية التي تدل على الذات وأزيادة. )(5
صفة الوأجوأد
وأهي قسمان :صفات المعاني ،وأالصفات المعنوأية.
)(6
أما المعاني فجمع معنى :وأهوأ الحددث أوأ المصدر كالقدرة وأالدارة ،مصدران من قلدر وأأراد.
وأفي اصطلحا المتكلمين كل صفة قائمة بموأصوأف توأجب له حكمال فهي صفة معنى كالقدرة وأالعلم
وأالرادة وأغيرها ،توأجب لمن قامت به أن يكوأن قاد الر عالمال مريدلا ،وأقد أقام المتكلموأن الدلة على
اتصاف ال عز وأجل بسبع صفات ،سموأها صفات المعاني وأهي القدرة وأالرادة وأالكلم وأالسمع
)(7
وأالبصر وأالعلم وأالحياة.
)(8
وأزاد الماتريدية بها صفة التكوأين.
وأأما المعنوأية :فهي نسبة إلى المعاني ،وأالصفات المعنوأية نسبة إلى صفات المعاني ،لن التصاف
بالمعنوأية فرع التصاف بالمعنى ،وأهذه الفرعية باعتبار التعقل ل باعتبار التأخر بالزمان ،فحيث
وأجبت له سبحانه صفات
()2انظر هذه الدلة في القتصاد ،الغزالي ،74-53وأالتمهيد النسفي .23-21وأشرحا الصوأل الخمسة ،القاضي عبدالجبار ،156-151وأالعقائد العضدية .74-1/53
()10انظر السماء وأالصفات ،البيهقي ،78وأالمقصد السنى ،126وأالعقيدة السلمية ،حبنكة .199
()2انظر ذكر هذه الصفات بأدلتها من العقل وأالنقل في شرحا النسفية ،الشيخ عبد الملك السعدي .62-57
المبحث الثاني :الحتجاج بأخبار الحاد في الصفات الخبرية
سبق أن أشرنا إلى انقسام الصفات إلى عقلية وأخبرية ،وأأن الصفات الخبرية منها ماوأرد بخبر قطعي
الثبوأت كالستوأاء وأالوأجه وأاليدين وأاليمين.
وأمنها ما ثبت بخبر آحادي.
وأبهذا يتبين أن وأروأد أخبار الحاد بشيء من الصفات يعتبر شاهدال لما دلت عليه الدلة القاطعة من
العقل أوأ النقل ،وأل يستقل خبر الحاد ففي شيء من الصفات غير الصفات الخبرية الوأاردة بها.
وألهذا لن أطيل في ما جاءت به أخبار الحاد شاهدة وأمؤكدة لأركز البحث فيما استقلت به أخبار
الحاد من الصفات الخبرية كالجهة وأالقدمين وأالصوأرة وأالقدم وأالرجل وأالساق وأالصابع وأالستلقاء
وأالنزوأل وأغيرها.
وأقبل أن نشرع في ذكر هذه يحسن أن نمهد لذلك بموأاقف أهل السنة وأالجماعة من جملة الصفات
الخبرية التي تثبتت بالمتوأاتر أوأ الحادي.
&انقطاع أسلوأبي أوأ تطوأيل من غير ربط محكم&إن المتتبع لما أثر عن الصحابة رضوأان ال عليهم
في مسائل الصفات ل يستطيع أن يقف على راثار يثبت بها منهجال متكاملل يدعي فيه أنه منهج
الصحابة -رضوأان ال عليهم -التزموأا به وألم يخالفوأه.
فلقد رامن الصحابة رضوأان ال عليهم إيمانا كاملل ليداخله شك ،وأليفارقه التنزيه المطلق ل عز
وأجل.وألم يرد قط من طريق صحيح عن أحدهم أنه سأل النبي صلى ال عليه وأسلم عن شيء من
الصفات وأغيرها من الصوأل العتقادية فاستغنوأا بصدق إيمانهم وأكماله عن الخوأض فيما يدعوأهم
)(1
إلى الختلف وأيشغلهم عن نشر دين السلم وأتثبيت قوأاعده في أرجاء المعموأرة.
وأاهتدوأا بهدي النبي صلى ال عليه وأسلم إذ نهاهم عن كثرة السؤال وأتكلف ماليعنيهم.
وألما انتشرت الفتوأحات دخل الناس في دين ال أفوأاجال أفوأاجلا .وأفي هذه الفوأاج أفراد من أمم أجنبية
لم يتفهموأا روأحا السلم ،وأفي نفوأسهم بقايا من ثقافاتهم الوأثنية أوأ النصرانية وأغيرها ،وألم يتذوأق هؤلء
بيان اللغة العربية ،ففهموأا من الخبار ما يقضي إلى التجسيم وأالتشبيه.
عن موأقف السلف من هذه الحاديث وأأثر العجمة في صرفها عن المراد )(2
وأيتحدث القاضي عياض
بها فيقوأل) :رحم ال المام مالكلا ،فلقد كره التحدث بمثل هذه الحاديث الموأهمة للتشبيه ،وأالمشكلة
المعنى...
وأالنبي صلى ال عليه وأسلم أوأردها على قوأم عرب يفهموأن كلم العرب على وأجهه وأتصرفاتهم في
()1انظر الباقلني وأآراؤه الكلمية .460
()2هوأ عياض بن موأسى اليحصبي الندلسي )544هـ( عالم المغرب ،إوأامام أهل الحديث في وأقته وأكان من أعلم الناس بكلم العرب وأأنسابه ،أنظر ترجمته في العبر،
الذي تصدى لراء مقاتل وأهشام بن الحكم .غير أنه بالغ في نفي )(6
ظهرت مقالة الجهم بن صفوأان
وأجرت بينه وأبين مقاتل مناظرات وأمناقشات انتقل صداها )(7
الصفات ،لنه ظرن أنها تستلزم التشبيه
وأأثرها إلى علماء المة من السلف الصالح لما سارع العامة إليهم يسألوأن عن الحق فيما أثاره هذا
الجدال .فكان الموأقف الوألي لعلماء المة وأرجالها يرتكز على النهي عن الخوأض فيما ل عمل تحته
وأتبديع السائل.
وأمن ذلك ما روأاه المام البيهقي بسنده عن المام مالك أن سائل سأله عن الستوأاء فقال)الستوأاء
غير مجهوأل ،وأالكيـف غير معقوأل ،وأاليمـان به وأاجـب ،وأالسـؤال عنه بدعة ،وأما أراك إل مبتدعلا،
فأمــر به أن يعخدرج(. )(8
()1الشفا بتعريف حقوأق المصطفى .تحقيق محمد أمين قره علي ،وأمساعديه .2/542 .طبعة دار الفيحاء-عمان.1986-
()2هوأ مقاتل بن سليمان الزدي بالوألء ،له اشتغال بالتفسير .وألكنه أفرط في إثبات ظوأاهر النصوأص حتى وأقع في التشبيه .أوأ كان عند المحدثين متروأك الحديث .انظر
()4هوأ هشام بن الحكم الشيباني بالوألء)ت 179هـ( كان من أعيان الشيعة المامية في عصره .وأهوأ رأس الفرقة الهاشمية من فرق الشيعة.انظر الفرق بين ،البغدادي ،65
()6هوأ الجهم بن صفوأان ،أبوأ محرز الزدي بالوألء )128هـ( إليه نسبت الجهمية ،وأمن عقائدهم فناء النار وأالجنة وأالقوأل بخلق القرآن .انظر مقالت السلميين ،الشعري
) (1/312وأميزان العتدال ،الذهبي ) .(1/46وأالزينة في الكلمات السلمية العربية ،أبوأ حاتم أحمد بن حمدان الرازي ،تحقيق د.عبدال سلوأم السامرائي) ،(268دار وأاسط
للطباعة ،بغداد1988 ،م .وأتاريخ الفرق السلمية ،علي الغرابي ) ،(28-22مطبعة محمد صبيح ،مصر 1985م.
()7انظر دراسات في الفرق وأالعقائد السلمية ،د.عرفان عبد الحميد ) .(197-83وأ)في علم الكلم( دراسة فلسفية ،د.أحمد محموأد صبحي ) (29-25طبعة مؤسسة
()3الختلف في اللفظ،وأالرد على الجهمية وأالمشبهة.تحقيق محمد أحمد الكوأثري ،51-47مطبعة منير-بغداد1989 -م.
الفكري ،فغرلب بعضهم ظاهر النقل ،وأأثبت أصوألل اعتقادية ببعض الخبار المنكرة ،وأوأقع بعضهم في
)(1
إثبات ما هوأ قريب جدال من التشبيه حتى نعتهم الخصوأم بالحشوأية.
وأتبدوأ راثار هذا الدخوأل الضطراري وأاضحة في استجاباتهم لردوأد الفعال وأتبكيت الخصوأم
وأتضليلهم.
وأاشتد الصراع الفكري حتى نهايات القرن الثالث بين بعض أهل الحديث وأالمعتزلة ،وأبين المعتزلة
وأالمشبهة وأدبععدت الشقة بين الفرق ،وأنفر الناس من إفراط هؤلء وأتفريط أوألئك ،حتى أقبل القرن الرابع
الهجري وأظهرت فيه التيارات الوأسطية المعتدلة ،في مصر ممثلة بالطحاوأية نسبة إلى أبي جعفر
وأالماتريدية في سمرقند وأالشعرية في بغداد. )(2
الطحاوأي
وأاستطاع المذهب الشعري أن يسوأد وأينتشر أكثر من انتشار التيارات الوأسطية
الخرى ،لنه نشأ في مركز الصراع الفكري ببغداد رانذاك ،وألنه قعسدر له من العلماء الفذاذ العلم
)(3
مالم ليقردر لي مذهب آخر.
وأمن هؤلء العلماء :أبوأ بكر الباقلني ،وأعبد القادر البغدادي ،وأأبوأ المعالي الجوأيني ،وأأبوأ حامد
الغزالي ،وأأبوأ الفتح محمد الشهرستاني ،وأغيرهم من العلم.
وأبظهوأر المذهب الشعري انحصر الخلف بين أهل السنة وأالجماعة في مسألة الصفات الخبرية في
موأقفين :التفوأيض وأالتأوأيل.
التفويض
أما التفوأيض في اللغة فهوأ مأخوأذ من )ف ـروأض(
)(4
قال ابن فارس الفاء وأالوأاوأ وأالضاد أصل يدل على اتكال في المر على راخر ،وأرده عليه
وأأما التفوأيض في اصطلحا المتكلمين فهوأ :اليمان بما دوأدرد ،مع صرف اللفظ عن ظاهره الموأهم
وأرسد العلم بالمراد إلى ال عرز وأجرل.
)(5
وأالمراد بالظاهر في هذا التعريف :المعنى الذي يفهمه السامع من غير تأمل أوأ توأقف على قرينة
خارجية.
وأبالمثال يتضح المقال.
()1انظر تأوأيل مختلف الحديث 55وأتبين كذب المفتري ،ابن عساكر .11
()2الطحاوأي :هوأ محمد بن أحمد الطحاوأي ) 321هـ( برع في الفقه وأالحديث .وأانتهت إليه رئاسة الحنفية في مصر .انظر ترجمته في العبر ،الذهبي 2/10وأالعلم،
الزركلي .1/197
()5انظر شرحا جوأهر التوأحيد ،الباجوأري 149وأالنظام الفريد مع إتحاف المريد ،محمد محيي الدين عبد الحميد .129
قال تعالى):وأقالت اليهوأد يد ال مغلوألة غلت أيديهم وألعنوأا بما قالوأا بل يداه مبسوأطتان ينفق كيف
)(1
يشاء(.
في هذه الية الكريمة أضيفت اليدان إلى ال عرز وأجرل وأالسامع لوأل وأهلة يتبادر إلى مخيلته من
لفظ اليد معنى هوأ الظاهر ،وأعند التوأقف على القرائن الخارجية ،مثل نفي المشابهـة بين الخالق
وأالمخلوأق ،وأنفي التركيب وأالتجسيم يحكم السامع باستحالة هذا المعنى الظاهر ،ثم ديلكل المراد إلى ال
عرز وأجرل .وأهذا هوأ التفوأيض.
وأل بد في التفوأيض من أموأر ستة ،ذكرها الغزالي في إلجام العوأام وأهي:
أوألل :التقديس :وأهوأ تنزيه الرب تعالى عن الجسمية وأتوأابعها.
ثانيال :التصديق :وأهوأ اليمان بما جاء في النص وأأنه حق على الوأجه الذي أراده.
ثالثال :العتراف بالعجز ،وأهوأ أن يقرر بأن معرفة المراد ليس على قدر طاقتنا ،وأأن ذلك ليس من
شأننا.
رابعلا :السكوأت ،وأهوأ أن ل نسأل عن معناه وأل نخوأض فيه.
خامسلا :المساك وأهوأ أن ل يتصرف في تلك اللفاظ بالتصريف وأالتبديل بلغة أخرى ،أوأ الزيادة
فيه ،وأالنقصان منه ،أوأ الجمع وأالتفريق ،بل ل ينطق إل بذلك اللفظ ،وأعلى ذلك الوأجه من اليراد
وأالعراب وأالتصريف وأالصيغة.
)(2
سادسلا :الكف ،وأهوأ أن يكف الباطن عن التصرف فيه.
ضـحها
وأتجد هذه الموأر الستة متفقال عليها بين العلماء ،وأهي منثوأرة في كتبهم وألم أر من جمعها وأوأ ر
)(3
غير الغزالي
)(4
وأقد نرسب جمهوأر العلماء هذا المذهب إلى السلف الصالح.
وأل يوأجد في عبارات السلف ذكر التفوأيض صريحلا ،لن )التفوأيض( بهذا المعنى اصطلحا من
المتأخرين أطلقوأه بعد انتشار الكلم في أحاديث الصفات.
وأعمدة العلماء في نسبتهم مذهب التفوأيض إلى السلف ما نقلوأه عنهم من العبارات وأالمارات التي تدل
()3انظر الختلف في اللفظ ،ابن قتيبة .28وأأصوأل الدين ،البغدادي .113وأالسماء وأالصفات ،البيهقي .517-515وأالملل وأالنحل ،الشهرستاني 1/137ـ .139
وألوأامع البنيات ،الرازي ،38وأالموأاقف ،اليجي .وأعقيدة السلف وأأصحاب الحديث ،أبوأ عثمان إسماعيل الصابوأني ) 449هـ( ،وأمعه رسالتان للقرطبي وأالصنعاني.62 ،
مطبعة السرمد -بغداد1990 -م .وأالصفات الخبرية ،محمد عياش .79 ،71 ،47
()4انظر المراجع السابقة وأرسالة التنزيه ،عبد ال بن أحمد بن قدامة ،180مطبعة الجاحظ -بغداد 1989 -م .وأمختصر العلوأ ،اللباني ،195 ،139،150وأرسالة
()2نفسه .517-515
()4السماء وأالصفات 2/62وأانظر نحوأه منقوألل عن جماعة من السلف في شرحا أصوأل السنة الللكائي .453 ،2/433
()1انظر عقائد السلف 154وأأخرجه المام أحمد 2/300وأابن حبان في كتاب العلم .انظر الحسان 1/242وأقال الهيثمي في مجمع الزوأائد .7/151روأاه أحمد
بإسنادين .وأرجال أحدهما رجال الصحيح .وأانظر فتح الباري ،ابن حجر ،8/206وأالصفات الخبرية ،محمد عياش .72
انظر عقائد السلف 154وأأخرجه المام أحمد 2/300وأابن حبان في كتاب العلم .انظر الحسان 1/242وأقال الهيثمي في مجمع الزوأائد .7/151روأاه أحمد بإسنادين.
وأرجال أحدهما رجال الصحيح .وأانظر فتح الباري ،ابن حجر ،8/206وأالصفات الخبرية ،محمد عياش .72
()3نفسه .2/20
()4الرشاد .156-155
()3السماء وأالصفات 1/254وأانظر أمثلة أخرى في الصفات الخبرية ،محمد عياش .212
()4السماء وأالصفات 1/254وأانظر أمثلة أخرى في الصفات الخبرية ،محمد عياش .212
()6الرشاد .151
()10انظر دفع شبة التشبيه بأكف التنزيه ،أبوأ الفرج عبد الرحمن الجوأزي ) 597هـ( تحقيق محمد زاهد الكوأثري 47-43مطبعة دار إحياء الكتب العربية -مصر -
1350هـ.وأدفع شبه من شبه وأتمرد وأنسب ذلك إلى المام احمد ،تقي الدين أبوأ بكر الحصني ) 829هـ( 12مع كتاب دفع شبهة التشبيه.
عز وأجل ؟.
يصعب إقامة دليل على أنهم فلهموأا ذلك من هذه النصوأص ،لنه لم ينقل عن السلف إل القليل من
الخوأض في هذه النصوأص ،وأنقل عنهم تفسير الساق بالشدة كما سبق.
وأنقل عن متأخري السلف ما يحتمل اعتبار هذه النصوأص من الصفات وأما يحتمل غيره.
وأذلك مثل قوألهم :الستوأاء معلوأم ،وأالكيف مجهوأل.
وألهذا نرى ابن تيمية يستدل بقوألهم هذا على أن السلف أثبتوأا الصفات فيقوأل:
)قوأل ربيعة وأمالك الستوأاء غير مجهوأل ،وأالكيف غير معقوأل ،وأاليمان به وأاجب ،موأافق لقوأل
الباقين :أمروأها كما جاءت بل كيف ،فإنما نفوأا علم الكيفية ،وألم ينفوأا حقيقة الصفة.
وأأيضال فإنه ل يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى ،إوأانما يحتاج إلى نفي علم
)(1
الكيفية إذا ثبتت الصفات(.
وأقد تابع ابن تيمية على ذلك من المعاصرين الشيخ عبد العزيز بن باز وأالدكتوأر صالح الفوأزان
)(2
وأغيرهما
وأيبدوأ لي -وأال أعلم -أن النهي عن تفسيرها وأنفي العلم بالكيفية ل يدل على إثباتها صفات ل عز
وأجل ،لن هذه النصوأص لوأ بقيت على ظاهرها دوأن تفسير ما تنبه السامع لتصاف ال عز وأجل
بما جاء فيها.
فإذا سمع السامع مثلل قوأل ال عز وأجل):وأل تجعل يدك مغلوألة إلى عنقك وأل تبسطها كل البسط
فتقعد ملوأمال محسوأ لرا( (3).لم يلتفت ذهنه إلى الجارحة وأغسلها إلى العنق وأبسطها ،إوأانما يفهم من له أقل
خط من النظر أن في الية تعبي الر مجازيال بليغال في ذم التقتير وأالسراف وأكذلك لوأ عخسلي السامع بينه
وأبين قوأل ال عز وأجل) :وأقالت اليهوأد يد ال مغلوألة غلت أيديهم وألعنوأا بما قالوأا بل يداه مبسوأطتان
ينفق كيف يشاء( (4).لم يتبادر إلى ذهنه أن اليهوأد قالوأا يد ال موأثقة وأأن ل عز وأجل يدين
مبسوأطتين ،بل السياق يدل على أن اليهوأد وأصفوأا ال عز وأجل بالبخل -لعنوأا بما قالوأا -بل ال
عز وأجل كريم جوأاد ينفق كيف يشاء وأل يحتاج لفهم النص تفسير وأل تأوأيل وأل شرحا غريب.
فإذا قلنا إن ال عز وأجل أثبت في هذه الية أن له يدين تليق بجلله تحركت القوأة الذهنية وأرجعت
إلى النص كرة ثانية ،وأقد تدرك إثبات اليدين ،وأقد ل تدرك ذلك.
وأيبدوأ وأاضحال أن إثبات الصفة بهذا النص يحتاج إلى دليل خارج عن دللة النص وأمفهوأمه وأل
()2انظر )تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوأني في صفات ال عز وأجل( عبد العزيز بن باز .18-17مطبعة الصحابة السلمية -الكوأيت.
()2انظر )ابن تيمية( محمد أبوأ زهرة ،271مطبعة دار الفكر العربي -مصر وأدراسات في الفرق وأالعقائد ،عرفان عبد الحميد .191
()1انظر القاموأس ،الفيروأزآبادي )أددوأل( .3/231وأمختار الصحاحا ،محمد بن عبد القادر الرازي )أوأل( .33مطبعة عز الدين -بيروأت 1987 -م.
()2انظر شرحا الجوأهرة ،الباجوأري .149وأأنظر بسط الدلة في القتصاد ،الغزالي .35-28وأأساس التقديس ،الرازي .45-16
()6هوأ الجعد بن درهم ) 118هـ( من موأالي بني الحكم .كان يقوأل بخلق القرآن ،وأهوأ أوأل من تكلم بذلك في دمشق .وأكان يقوأل بنفي الصفات.لنه ظن أن الشتراك في
لفظ الصفات بين الخالق وأالمخلوأق يستلزم التشبيه .انظر ميزان العتدال .1/399وأتاريخ الفرق السلمية ،الغرابي .28
()3انظر تنوأير الذهان من تفسير روأحا البيان ،إسماعيل حقي البر وأسوأي اختصار وأتحقيق محمد علي الصابوأني 4/169طبعة دار القلم بيروأت 1989م.
()4الية ) (39من سوأرة طه .وأانظر كبرى اليقينيات ،البوأطي .114وأالصفات الخبرية ،محمد عياش .88-87
)(3
عالم بكم ،وأهذا معنى قوأل السلف :إنه معهم بعلمه ،وأهذا ظاهر الخطاب وأحقيقته.
وألما قال النبي صلى ال عليه وأسلم لصاحبه في الغار) :ل تحزن إن ال معنا( كان هذا أيضال حقال
)(4
)(5
على ظاهره .وأدلت الحال على أن حكم هذه المعية الطلع وأالنصر وأالتأييد(.
وأفي هذا النص السابق يصل ابن تيمية رحمه ال إلى النتيجة التي يصل إليها المؤوأل ،وألكن ل يسلم
رحمه ال أن الوأصوأل إلى هذه النتيجة يحصل بصرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يحتمله ،بل النص
دال بحقيقته وأظاهره على المراد.
وأالذي يبدوأ لي -وأال أعلم -أن ظاهر المعية وأحقيقتها ل يحتملن بمجرده معية الطلع أوأ
النصرة وأالتأييد إوأانما يفهم هذا من سياق اليتين السابقتين.
وأقد صرحا ابن تيمية بأن الطلع وأالعلم وأالنصرة هي حكم المعية وأمقتضاها ،وأهذا هوأ ما يسميه
المؤوألة تأوأيل المعية.
وألوأ عوأملت جميع هذه النصوأص الوأاردة في الباب بمثل ما عوأملت به آيات المعية لكان النزاع بين
ابن تيمية وأالمؤوألين نزاعال لفظيال فقط.
)(6
-2وأمن المثلـة علـى تأوأيل ابن تيميه قوألــه في اليـة الـكريمـة):وأنحن أقرب إليه من حبل الوأريد(
)(7
)هوأ قرب ذوأات الملئكة وأقرب علم ال(.
وأقال) :وأأما من ظن أن المراد بذلك قرب ذات الرب من حبل الوأريد،إذ أن ذاته أقرب فهذا في غاية
()1نفسه .2/349وأانظر نحوأه في شرحا حديث النزوأل 130طبعة المكتب السلمي -بيروأت 1969 -م.
()3شرحا العقيدة الطحاوأية .314تحقيق ناصر الدين اللباني طبعة المكتب السلمي-بيروأت 1399)-هـ(.
()6الرشاد .161وأانظر الصفات الخبرية محمد عياش .306-298 ،92-89وأقد ساق في هذه الصفحات عددال من اليات وأالحاديث التي اتفقت المة على صرفها
عن ظاهرها.
وأباستقراء موأاضيع تأوأيلتهم يتضح لنا المنهج الراسخ الذي سلكه الشاعرة في التأوأيل وأيقوأم هذا
المنهج على عدة أسس.
ل :ل يجوأز صرف اللفظ عن ظاهره إل عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع
أوأ ل
)(1
)(2
مثال ذلك قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم) :قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن(.
قال الغزالي":حمله على الظاهر غير ممكن...إذ لوأ فتشنا عن قلوأب المؤمنين لم نجد فيها أصابع
فدععللدم أنها كناية عن القدرة التي هي سر الصابع ،وأكسني بالصابع عن القدرة لن ذلك أعظم وأقعال في
)(3
تفهم تمام القتدار".
أما إذا كان إجراؤه على الظاهر غير محال فل يجوأز تأوأيله ،وألذلك أنكر الغزالي على المعتزلة أهم
أوألوأا ما وأرد من الخبار في أحوأال الخرة كالميزان وأالصراط وأغيرهما وأقال " :هوأ بدعة ،إذ لم ينقل
)(4
ذلك بطريق الروأاية ،إوأاجراؤه على الظاهر غير محال فيجب إجراؤه على الظاهر "
وأوأجه جوأاز التأوأيل في النصوأص التي يعارض ظاهرها الدليل القاطع أن دللة النص ظنية،تحتمل
وأجهين أوأ اكثر ،فيجب القطع بصرف اللفظ عن الحتمال المعارض للدليل القاطع ،ثم عيدبريبن الوأجه
)(5
الذي يصح حمل اللفظ عليه ،لنه يحتمله وألمانع من حمله عليه
ثانيا :من العقائد الثابتة بالدليل القاطع أن ال عرز وأجلل ليس في جهة أوأ حيز ل يجوأز عليه.
التركيب وألالتجسيم وألالتشبيه وألتقوأم به الحوأادث ) ،(6فإذا وأردت الظوأاهر الظنية معارضة لهذه
ل،وأاما
إ لوأيفوأض تفصيلها إلى
العقائد وأجب الخذ بالنص الشرعي ما أمكن فتؤوأل الظوأاهر إما اجما ل
)(7
تفصيلل بتعيين المراد.
ثالثا :يشترط لصحة التأوأيل أن يكوأن موأافقال لوأضع اللغة وأعرف الستعمال جاريال على ما يقتضيه
)(8
لسان العرب وأتفهمه في خطاباتها.
()1انظر أساس التقديس ،الرازي .182وأالرشاد ،الجوأيني .160وأشرحا الجوأهرة ،الباجوأري .153
()3انظر قوأاعد العقائد ،مع إحياء علوأم الدين 1/102طبعة دار المعرفة -بيروأت.
()4المصدر السابق ،نفس الصفحة .وأانظر القتصاد في العتقاد .18وأشرحا الجوأهرة ،اللقاني .131وأدراسات في الفرق وأالعقائد ،د -عرفان .208
()6انظر بسط ذلك في التمهيد ،النسفي .18-6وأالقتصاد ،الغزالي .35-28وأالساس في التقديس .45-15
()8انظر فيصل التفرقة بين السلم وأالزندقة،ضمن مجموأعة الجوأاهر الغوأالي من رسائل الغزالي .199طبعة منير-بغداد .1990وأشرحا الفقه الكبر ،القاري .34
وأالتأوأيل اللغوأي في القرآن الكريم ،حسين حامد الصالح 61رسالة دكتوأراه -جامعة بغداد .1995
رابعلا :التأوأيل :بيان المعنى الذي يظن المؤوأل أنه المراد ،لن اللفظ قد يحتمل أكثر من معنى يصح
قال) :ل صرفه إليه )(1مثال ذلك تأوأيل إمام الحرمين قوأله عرز وأجرل) :الرحمن على العرش استوأى(
)(2
يمتنع منا حمل الستوأاء على القهر وأالغلبة ،وأذلك شائع في اللغة ...وأل يبعد حمل الستوأاء على
قصد الله إلى أمر في العرش ،وأهذا تأوأيل سفيان الثوأري رحمه ال فاستشهد بقوأله تعالى) :ثم استوأى
وأهذا معنى قوألهم " :التأوأيل ظني " وأيترتب على هذا )(4
إلى السماء وأهي دخان() (3معناه قصد إليها(
أن إبطال وأجه من وأجوأه تأوأيل اللفظ ل يدل على إبطال التأوأيل بالكلية ،لنه قد يصح تأوأيله على
)(5
وأجه آخر.
)(6
خامسا :يشترط لصحة التأوأيل أن ل يخالف أصلل ثابتلا.
وأمن هذا التأوأيل المخالف ،تأوأيل ابن قتيبة رحمه ال الستوأاء بالستقرار ،قال):وأقالوأا في قوأله:
)الرحمن على العرش استوأى( أنه استوألى ،وأليس يعرف في اللغة استوأيت على الدار ،أي استوأليت
)(7
عليها ،وأانما استوأى في هذا المكان :استقر(.
وأل يخفى أن في الستقرار تشبيهال بالمخلوأق ،وأمفارقة لتنزيه الباري عرز وأجرل وأمثل هذا التأوأيل غير
)(8
مقبوأل لنه يخالف أصلل ثابتلا.
وأبعد ذكر هذه السس التي يقوأم عليها التأوأيل عند الشاعرة لبد من التنبيه إلى أموأر خمسة:
الوأل :أن كل المذهبين -التفوأيض وأالتأوأيل -يقوأدان إلى غاية وأاحدة ،لن الثمرة فيهما أن ال عرز
وأجرل ل يشبهه شيء من مخلوأقاته ،وأانه منزه عن جميع النقائض ،متصف بصفات الكمال.
وأالذي يبدوأ -وأال اعلم -أن المسلك الذي ارتضاه ابن تيمية رحمه ال أقل حكمة وأسلمة من
مسلكي التأوأيل وأالتفوأيض ،لن إثبات صفة ل عرز وأجرل ل يجوأز أن يكوأن بدليل ظني يحتمل
الوأصفية كما يحتمل غيرها.
الثاني :التفوأيض هوأ اعتقاد السلف وأالخلف ،وأالتأوأيل الوأارد عن الخلف ضروأرة فكرية اضطروأا إليها
لرفع الوأسوأسة وأالشكوأك عن العوأام ،وأالتصدي لرد مذاهب المبتدعة ،وأتوأضيح العقائد السلمية.
()6انظر البرهان ،الجوأيني .1/536وأفيصل التفرقة،الغزالي .191-198وأالتأوأيل اللغوأي في القرآن الكريم،حسين الصالح .63
وألوأامع النوأار البهية ،السفاريني 308-303إوأارشاد النام في عقائد السلم ،محموأد صالح البغدادي - 142-139طبعة دار البراء 1985 -م .وأالساس في
السنة )قسم العقائد( ،سعيد حوأى - 2/832طبعة دار السلم عمان 1992 -م.
وأقبل تفصيل الموأر التي عصمهم ال عز وأجل من الوأقوأع بها ل بد من الوأقوأف على حقيقة
العصمة.
)(1
تأتي العصمة في اللغة وأيراد بها الحفظ وأالمنع وأالوأقاية
وأمن أوأضح القوأال في حقيقة العصمة وأأبعدها عن الشكال وأالعتراض ما ذكره القاري -رحمه ال
-فقال) :العصمة فضل من ال تعالى يحمله على فعل الخير ،وأيزجره عن الشر ،مع بقاء الختيار
تحقيقال للبتلء وأالختبار-(2).قال :-إوأاليه مال الشيخ أبوأ منصوأر الماتريدي حيث قال :العصمة ل
)(3
تزيل المحنة وأل تدفعها(
وأقد ذكر الرازي في كيفية حصوأل العصمة أن النفس إذا حصل فيها ملكة العفة ،ثم انضاف إلى ذلك
العلم التام بما في الطاعة من السعادة وأفي المعصية من الشقاوأة صار ذلك العلم معينال له على
مقتضى الملكة النفسانية ،ثم يصير الوأحي متما لذلك ،ثم خوأف المؤاخذة على القدر القليل يكوأن
)(4
توأكيدال لذلك الحتراز ،فيحصل من اجتماع هذه الموأر حقيقة العصمة
وأأجمع المسلموأن على أن النبياء صلوأات ال عليهم على غاية المعرفة وأوأضوأحا العلم وأاليقين ،فيما
يتعلق بالتوأحيد وأالعلم بال وأصفاته وأاليمان بما أوأحي إليهم ،وأل يجوأز عليهم الجهل بشيء من ذلك
أوأ الشك فيه .وألم ينقل أحد من أهل الخبار أن ال عز وأجل اصطفى للنبوأة من ععلرف بكفر أوأ
)(5
إشراك أوأ جهل بال قبل ذلك.
)وأاذ أخذنا
على تنزيههم عن هذا بقوأله تعالى :إ
)(6
قال القاضي عياض) :وأقد استدل القاضي القشيري
)(7
من النبيين ميثاقهم وأمنك وأمن نوأحا إوأابراهيم وأموأسى وأعيسى بن مريم وأأخذنا منهم ميثاقا غليظا(
)(8
)وأاذ أخذ ال ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وأحكمة(
وأبقوأله تعالى :إ
()1القاموأس المحيط )عصم( .4/151
()3تأوأيلت أهل السنة ،أبوأ منصوأر محمد بن محمد الماتريدي ) 333هـ( تحـقيق د .محمد مستفيض الرحمن.
()5انظر مقالت السلميين ،الشعري ،1/272وأالشفا ،عياض .2/230وأعصمة النبياء ،الرازي .8طبعة الدار العربية -بغداد .1990-وأالموأاقف ،اليجي .358
وأشرحا المقاصد ،التفتازاني .5/155البحر المحيط ،الزركشي .4/169وأشرحا الفقه الكبر ،على القاري .52وأشرحا العقائد ،الدوأاني 2/279وأفوأاتح الرحموأت،
النصاري .2/98
()6هوأ القاضي عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري النيسابوأري ) 514هـ( من كبار علماء نيسابوأر كان إمامال مناظ الر مفس الر أديبال زاهدال صالحلا ،زار بغداد في طريقه إلى
الحج ،وأوأعظ بها ،فوأقعت بسببه فتنة بين الحنابلة وأالشافعية ،انظر :العبر ،الذهبي ،2/403وأطبقات الشافعية ،السنوأي ،2/151وأالعلم ،الزركلي .4/120
()1الشفا 2/259
()4السنن .5/250
()7نفسه .9/146
()1نفسه .3/276
()2أخرجه البخاري في كتاب النبياء ،50/3461وألفظه )بلغوأا عني وألوأ آية ،وأحدثوأا عن بني إسرائيل وأل حرج( ،وأأخرجه الترمذي في كتاب العلم .13/2669
)(1
وأهوأ الذي ل يصردق وأل يكرذب لقوأله) :إذا حدثكم أهل الكتاب فل تصدقوأهم وأل تكذبوأهم(
ثم قال الحافظ ابن كثير) :وأهذا الثر من القسم الثاني أوأ الثالث ،فيه نظر ،فأما من حدث به من
صحابي أوأ تابعي فإنه يراه من القسم الثالث ،وأأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري -رحمه ال -
في هذا ،وأأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وأحوأاء ،إوأانما المراد من ذلك المشركوأن من ذريته...
فذكر آدم وأحوأاء كالتوأطئه لما بعدهما من الوأالدين ،وأهوأ كالستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس،
)(2
كقوأله )لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وأجعلناها رجوأمال للشياطين(
وأمعلوأم أن المصابيح وأهي النجوأم التي زينت بها السماء ليست هي التي عيرمى بها ،إوأانما هذا
)(3
استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها(
وأالحاصل :أن الشرك في الية الكريمة منسوأب إلى بعض ذرية آدم وأحوأاء.
وأالحديث الوأارد في تفسير الية ،حرسنه الترمذي ،وأأعله ابن كثير بعلل قادحة ،فل ينسب الشرك إلى
أبينا آدم عليه السلم بهذا الخبر الوأاهي ،حتى إوأان سلمنا ببقاء الحديث في درجة الحسن ،لن
الخلف في إثبات العقائد منحصر بما هوأ في رتبة الصحيح ،ل في رتبة الحسن.
)وأاذ قال
وأأما إبراهيم عليه السلم فقد وأقع في فهم بعض العلماء نسبة الشك إليه ،لقوأله تعالى :إ
)(4
إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموأتى ،قال أوألم تؤمن قال بلى وألكن ليطمئن قلبي(..
ذكر الطبري -رحمه ال -عن عطاء بن أبي رباحا أنه قال) :دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل
قلوأب الناس ،فقال) :رب أرني كيف تحيي الموأتى( ،وأرضي المام الطبري هذا الرأي وأاستدل له بقوأل
النبي صلى ال عليه وأسلم) :نحن أحق بالشك من إبراهيم ،إذ قال" :رب أرني كيف تحيي الموأتى
)(5
قال :أوألم تؤمن قال بلى وألكن ليطمئن قلبي("...
وأاستدل الطبري أيضلا ،بما أخرجه عن ابن عباس من طرق قال فيها الحافظ ابن حجر) :يشد بعضها
بعضلا( أنه قال) :أرجى آية في القرآن " :إوأاذ قال إبراهيم رب ارني كيف تحيي الموأتى" ...
قال الطبري) :هذا لما يعرض في الصدوأر وأيوأسوأس به الشيطان ،فرضي ال من إبراهيم عليه السلم
()2انظر تأوأيلت أهل السنة ، 1/609وأشرحا السنة ،البغوأي 117-1/115وأالجامع لحكام القرآن ،القرطبي
.3/193-195
()3شرحا صحيح مسلم 1/365
()4نظر تأوأيل مختلف الحديث ،ابن قتيبه ،66وأشرحا السنة ،البغوأي -117-115وأالفصل ابن حزم 4/8
وأالشفاء ،عياض 2/230وأعصمة النبياء ،الرازي 48-44وأشرحا صحيح مسلم ،النوأوأي ،1/364
وأفتح الباري ،ابن حجر 8/466 8/254 ،6/507
وأشرحا مقدمة القيروأاني ،المين الحاج محمد 240
()5انظر فتح الباري ابن حجر .6/509
وأقد بان ما فيها من ضعف الدللة وأالثبوأت ،وأال أعلم.
فرجع المر إلى إثبات عصمتهم من الجهل بال عز وأجل وأصفاته ،إوأالى الوأاقع المتوأارث من لدن آدم
أبي البشر إلى نبينا محمد صلى ال عليه وأسلم أنه لم يبعث نبي قط أشرك بال طرفة عين أوأ جهل
)(1
صفة من صفاته.
()1انظر المعتمد في أصوأل الفقه ،البصري المعتزلي ،1/371وأالمستصفى ،الغزالي 2/213وأالوأصوأل إلى الصوأل ،ابن برهان ،1/358وأالشفا ،عياض 2/258
وأعصمة النبياء ،الرازي ،8وأالموأاقف اليجي ،358وأانظر نظم الفرائد ،العلئي ،332وأشرحا النسفيه ،التفتازاني 155وأشرحا المقاصد ،التفتازاني 5/50وأالبحر المحيط،
الزركشي ،174-173 /4وأشرحا الدوأاني على العقائد العضديه ،2/279وأشرحا الفقه الكبر ،علي القاري 52وأفوأاتح الرحموأت ،النصاري ،2/275إوأارشاد الفحوأل،
()4الرسالة .87وأقد اثبت الشيخ احمد شاكر في الصفحات ) (103-93صحة الحديث وأصحبة المطلب بما ل مطمع في
وأشرحا الدوأاني على العقائد العضدية ،2/279وأشرحا الفقه الكبر ،القاري ،52وأمشارق أنوأار العقوأل ،السالمي ،17-2/16وأالساس لعقائد الكياس ،القاسم الزيدي -142
.143
()2الموأاقف .358
()4انظر :المصدر السابق نفسه في نفس الصفحة ،وأحجية السنة ،عبد الغني عبد الخالق .101
()7قال ابن الثير )الغرانيق هنا الصنام ،وأهي في الصل الذكوأر من طير الماء ،وأكانوأا يزعموأن أن
الصنام تقربهم من ال وأتشفع لهم ،فشبهت بالطيوأر التي تعلوأ في السماء وأترتفع( ،انظر :النهاية .3/364
عليه) :وأالنجم إذا هوأى * ما ضل صاحبكم وأما غوأى(
)(1
فقرأها رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم حتى إذا بلغ )أفرأيتم اللت وأالعزى * وأمناه الثالثة الخرى()،(2
ألقى عليه الشيطان كلمتين) :تلك الغرانيق العلى ،إوأان شفاعتهن لترجى( فتكلم بها ،ثم مضى فق أر
)(3
السوأرة ،فسجد في آخر السوأرة ،وأسجد القوأم جميعا معه(...
وأفي هذا الخبر علل شتى ،منها :انقطاع السند ،إذ يروأيه محمد بن كعب القرظي وأمحمد بن قيس
)(4
وأهما في طبقة التابعين
وأمنها أن أبا معشر وأهوأ لجيح السندي -تفرد به عنهما..
)(5
وأقد ضعفه النسائي ،وأالدارقطني .وأقال ابن معين :ليس بقوأي ،وأقال البخاري :منكر الحديث.
وأمن طريق يزيد بن زياد المدني عن محمد بن كعب القرظي قال) :لما رأى رسوأل ال صلى عليه
وأسلم توألى قوأمه عنه ،وأشق عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من عند ال تمنى في نفسه أن
يأتيه من ال ما يقارب بينه وأبين قوأمه ،وأكان يسره مع حبه وأحرصهم عليه أن يلين له بعض ما غلظ
عليه من أمرهم ...فأنزل ال) :النجم إذا هوأى( حتى انتهى إلى قوأل ال عز وأجل )وأمناة الثالثة
الخرى( ألقى الشيطان على لسانه :تلك الغرانيق العلى ،إوأان شفاعتهن ترتضى ...وأأتى جبرائيل
النبي صلى ال عليه وأسلم ،فقال:
)(6
ت ما لم عيقل لك به(
ت على الناس ما لم آتك به عن ال ،وأقل د
يا محمد ،ماذا صنعت ؟ لقد تلوأ د
وأفي إسناد هذا الخبر انقطاع كالخبر السابق ،وأراوأيه عن محمد بن كعب هوأ يزيد بن زياد المدني قال
)(7
فيه البخاري :ل يتابع على حديثه.
وأمن طري ف
ق دأبدهم المام الطبري فيه من حدثه به ،عن الضحاك أن الشيطان ألقى في تلوأة النبي
)(8
صلى ال عليه وأسلم )تلك الغرانيق العلى (..فقرأها النبي صلى ال عليه وأسلم كذلك(...
وأهذا السناد معل لوأجوأد مبهم فيه ،وأهوأ شيخ الطبري ،وألن الضحاك روأاه مرسل وأقد ضعفه يحيى
()6التقريب .114
وأبعد عرض ما يوأهن هذه القصة من طريق السناد يحسن بيان ما في متنه من معارضة لما ثبت
بالبراهين وأالجماع على عصمة النبي صلى ال عليه وأسلم.
وأهذا البيان من وأجوأه:
الوأل :أنه ل يليق بالنبي أن يتمنى مسايرة الكفار وأمصانعتهم بالباطل وأالتلفظ بالشرك ،وأل أن يحدث
نفسه بذلك وأعيسرر به ،بل آحاد الدعاة إلى ال عز وأجل يتنزهوأن عن مثل هذه المسايرة وأالمجاملة
بالباطل ،وأل يجوأز أن ينسب مثل ذلك إلى النبياء بخبر فيه شبهة في اتصال سنده وأصدق قائله.
الثاني :أن قوأل القائل) :تلك الغرانيق العلى إوأان شفاعتهن (....فيه مدحا للهة عتعبد من دوأن ال،
)(5
وأهوأ كفر قام الجماع على عصمة النبي من جريانه على قلبه أوأ لسانه
وأقصة الغرانيق فيها معارضة لما ثبت قطعال أنه صلى ال عليه وأسلم بلغ المانة ،وألم يتقوأل على ال
عز وأجل ،وألم يبدل شيئا من تلقاء نفسه ،يقوأل ال عز وأجل) :وألوأ تقوأل علينا بعض القاوأيل لخذنا
منه باليمين ثم لقطعنا منه الوأتين() (6وأقال تعالى) :قل ما يكوأن لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع
()3أخرجه البخاري في كتاب التفسير من سوأرة النجم 4/4863مسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة 20/576وأالنسائي .2/160
الثالث :يستحيل أن يكوأن النبي صلى ال عليه وأسلم تكلم بذلك عامدال أوأ ساهيلا ،قال الرازي) :أما
العمد فغير جائز لنه تخليط في الوأحي ،وأذلك يوأجب زوأال الثقة عن كل ما جاء به ...أما السهوأ
فغير جائز أيضلا ،لنه لوأ جاز وأقوأع السهوأ ها هنا لجاز في غيره ،وأحينئذ ترتفع الثقة بالشرع ،وألن
الساهي ل يجوأز أن يقع منه مثل هذه اللفاظ مطابقة لوأزن هذه السوأرة وأطريقتها وأمعناها ،فإنا نعلم
بالضروأرة أن وأاحدال لوأ أنشد قصيدة لما جاز أن يسهوأ حتى يتفق فيه ببيت شعر في وأزنها وأمعناها
)(4
وأطريقتها(
وأجوأهال في تفسير هذه القصة مبنية على تسليم )(5
وأقد ذكر الباقلني وأالقاضي عياض وأالرازي
)(6
الحديث لوأ صح ،وأقد أعاذنا ال من صحته -كما قال القاضي عياض -
وأالذي ل يطوأل المقام بذكره من هذه الوأجوأه هوأ الوأجه الذي اختاره المام الطبري وأالحافظ ابن حجر،
لن الطبري اعتمد ما ساقه من روأايات في هذه القصة ،وأأما الحافظ ابن حجر فقد صحح ثلثة
أسانيد منها قال:
)(7
)وأهي مراسيل يحتج بها من يحتج بالمرسل ،وأكذا من ل يحتج به لعتضاد بعضها ببعض(
أما المام الطبري فقد جعل العبارة من قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم بسبب إلقاء الشيطان ،وأقد مر
أنه ل يجوأز أن يصدر هذا القوأل من النبي صلى ال عليه وأسلم ل عمدال وأل سهوألا.
()4عصمة النبياء ،107وأانظر نحوأه في النتصار 308وأالشفا ،2/213وأفتح الباري ،ابن حجر .8/562
()6الشفا .2/292
()3سوأرة إبراهيم .22 ،وأانظر :عصمة النبياء ،الرازي ،108وأالشفا ،عياض .2/298وأفتح الباري .8/562
()1في كتاب السهوأ باب من يكبر في سجدتي السهوأ حا) (1229وأأخرجه المام مسلم في كتاب الصلة ،باب السهوأ في الصلة وأالسجوأد له 19/99وأأبوأ داوأد في
كتاب الصلة باب السهوأ في السجدتين )حا (1008وأالترمذي في أبوأاب الصلة ،باب ما جاء في الرجل ليسلم في الركعتين في الظهر وأالعصر 175/399وأابن ماجة في
كتاب إقامة الصلة ،باب فيمن سلم من اثنتين أوأ ثلث ساهيال 1213 /134وأالنسائي ،انظر سنن النسائي مع شرحا السيوأطي .24-2/23
()2نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوأائد ،الحافظ خليل بن العلئي ) 763هـ( .241وأقد جمع العلئي في كتابه هذا طرق الحديث وأألفاظه ،وأتكلم عن
الفوأائد الفقهيه وأالحديثية المستخرجة من الحديث بما ل مطمح في أجوأد منه وأأقوأى.
()4سبق تخريجه
()5أخرجه مسلم في كتاب أتصله 19/101،102وأابن ماجة في كتاب إقامة الصلة 134/1215
وأالنسائي 2/36
()6أخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلة 134/1213
)(4
وأالنسائي. )(3
وأابن ماجة )(2
وأالبخاري )(1
جميعها ،وأهي مخرجة عند المام مالك
وأوأقع في روأاية المام مالك أن النبي صلى ال عليه وأسلم لما سأله ذوأ اليدين )أقصرت الصلة أم
)(5
نسيت( قال) :كل ذلك لم يكن(.
وأوأقع في طرق أخرى أن النبي صلى ال عليه وأسلم قال) :دأصدق ذوأ اليدين ؟( وألم يجب عن سؤاله
بنفي المرين أوأ أحدهما.
وأيفهم من هذا أن القوأل بشهرة حديث ذي اليدين ل يعني أن قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم )لم
أنس وألم تقصر( قد وأصل إلى حد الشهرة التي يحصل بها سكوأن النفس وأطمأنينة القلب إلى
صدوأرها عن النبي صلى ل عليه وأسلم ،لن حد الشهرة لصل الحديث ،ل للفاظه التي اختلف فيها
الحفاظ -وأال أعلم -
فهل يثبت بهذه الروأاية وأقوأع الخلف في أقوأال النبي صلى ال عليه وأسلم على سبيل السهوأ ؟
لم أر أحدال من العلماء منع إثباته بهذه الروأاية طعنال في ثبوأتها ،بل انشغل العلماء في تخريجها على
الوأجه الذي ينسجم مع ما قرر في عصمة أقوأال النبي صلى ال عليه وأسلم.
وأاختلفوأا في تخريجها على وأجوأه:
أجوأدها :أن نفيه صلى ال عليه وأسلم إنما كان بناء على ما في ظنه وأاعتقاده ،وأهوأ أنه لم يفعل شيئال
من ذلك ،فأخبر بحق ،لنه موأافق لما في نفسه صلى ال عليه وأسلم ،وأكأن النطق مقدر بذلك -إوأان
كان محذوأفال -لنه لوأ صرحا به وأقال :لم تقصر الصلة وأليس في ظني أني نسيت ،ثم تبين أنه كان
خلفه في نفس المر كان إخباره صدقلا ،وألم يقتض ذلك أن يكوأن خلفه في ظنه ،فكذلك إذا كان
مقد الر مرادال ليس فيه خلف وأل كذب.
)(8
وأغيرهما )(7
وأعبد العلي النصاري شارحا العمدسرلم )(6
وأاختار هذا الوأجه الحافظ العلئي
وأالوأجه الثاني :أن قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم متضمن لخبرين ،الوأل) :لم أنس( وأالثاني )لم
تقصر( وأالخبر الوأل ليس بلغيال وأل بيانال لحكم شرعي ،بل هوأ إخبار عن حالة نفسه ،فهوأ إوأان بدا
()1انظر تنوأير الحوأالك 1/116
()2برقم )(1229
()3برقم )(1214
()2الشفا ،عياض 320-2/311وأقد ذكر وأجوأهال أخرى في توأجيه قوأله صلى ال عليه وأسلم )لم أنس( وأقد نبه الحافظ ابن حجر إلى ضعفها وأ وأروأد العتراضات عليها
()3حكى القاضي عياض اتفاق الكثر من طبقا ت علماء هذه المة على جوأاز السهوأ وأالغلط عليه في هذا القسم وألكن على سبيل الندوأر ل التكرر وأ التصال انظر الشفا
2/342وأ النتصار ،الباقلني 214 - 212وأنظم الفرائد ،العلئي .338وأحجية السنة ،عبد الغني .106
()4انظر :المسامرة ،الكمال ابن الهمام ،203وأحجية السنة ،عبد الغني عبد الخالق107 - 106 .
موأاضع النزاع.
فالقاضي عياض رحمه ال حكى الخلف فقال) :قال جماعة من العلماء :الفعال في هذا الباب ل
يجوأز طرروأ المخالفة فيه عمدال وأل سهوألا .وأطروأ هذه العوأارض عليها يوأجب التشكيك وأيسبب
المطاعن ،إوأالى هذا مال الستاذ أبوأ إسحاق _ يعني السفرائيني _
وأذهب الكثر من الفقهاء وأالمتكلمين إلى أن المخالفة في الفعال البلغية وأالحكام الشرعية سهوأال
من غير قصد منه جائز عليه كما تقرر في أحاديث السهوأ في الصلة ،وأفرقوأا بين ذلك وأبين القوأال
البلغية لقيام المعجزة على الصدق في القوأل ،وأمخالفة ذلك تناقضها ،فأما السهوأ في الفعال فغير
)(1
مناقض لها وأل قادحا في النبوأة(...
وأالحق أن هذا القوأل الذي اختاره القاضي عياض وأحكاه عن الكثرين محموأل على القسم الثالث من
أقسام أفعال النبي صلى ال عليه وأسلم ،وأهوأ ما يفعله النبي صلى ال عليه وأسلم تعبدال محضال كسائر
البشر ،وألم يقصد بها التعليم وأالتبليغ.
وأأما ما قصد به التعليم وأالتبليغ من أفعاله صلى ال عليه وأسلم فالمعجزة تدل على صدقه فيها أيضلا،
لنها بمنزلة قوأله تعالى ":صدق عبدي في كل ما يبلغ عني " ،فيشمل القوأل وأالفعل .وألن صدوأر
السهوأ فيما يفعله النبي صلى ال عليه وأسلم قاصدال به التعليم وأالتبليغ يوأجب التشكيك وأيسبب الطعن
في القوأل أيضلا.
قال الدكتوأر عبد الغني عبد الخالق) :وأهذه المسألة -يعني العصمة في الفعال -يجب أن تكوأن
قطعية ل ظنية وأدللة المعجزة قطعية ،وأأما أحاديث السهوأ فدللتها ظنية ...فوأجب العتماد على
)(2
المعجزة(
وأوأجه ظنية دللتها أن أفعاله التي حصل فيها السهوأ ليست بلغية حقيقة ،إوأانما سميت بلغية لنها
على مثال الفعل الذي سبق للنبي صلى ال عليه وأسلم فعله على سبيل التعليم وأالتبليغ.
قال الدكتوأر عبد الغني عبد الخالق) :وألكن المر اختلط على المتنازعين من العلماء في هذه المسألة
فظنوأا القسم الثاني وأالثالث نوأعال وأاحدلا ،حكمه وأاحد ،فمنهم من منع حصوأل السهوأ وأأوأل الحاديث
بتأوأيلت ركيكة ...وأمنهم من تمسك بالحاديث ،وأأهمل دللة المعجزة القطعية ،وأالقسم الثالث في
)(3
الحقيقة ملتحق بالقسم الوأل(
()1الشفا .2/341
()3نفسه .107
وأقد نبه الغزالي إلى مذهبه في المسألة بعبارة ل يدخلها اللبس وأالخلط بين القسمين من أفعال النبي
صلى ال عليه وأسلم فقال) :كل ما يناقض مدلوأل المعجزة فهوأ محال عليهم بدليل العقل ،وأيناقض
مدلوأل المعجزة جوأاز الكفر ...وأالكذب وأالخطأ فيما يبلغ وأالتقصير في التبليغ...أما النسيان وأالسهوأ
فل خلف في جوأازه عليهم فيما يخصهم من العبادات ،وأل خلف في عصمتهم بما يتعلق بتبليغ
)(1
الشرع وأالرسالة ،فإنهم كلفوأا تصديقه جزملا ،وأل يمكن التصديق مع تجوأيز الغلط(
قال الدكتوأر عبد الغني) :وأل شك أن قوأله )ما يتعلق بتبليغ الشرع( شامل للقوأل وأالفعل ،وأكأنه قد
جعل القسم الوأل وأالثالث في كلمنا قسمال وأاحدلا ،وأهوأ الوأل في كلمه ،وأمعنى قوأله )ما يخصهم من
العبادات( :ما لم يقصدوأا به التبليغ إوأان شاركهم غيرهم فيه ،بدليل المقابلة بما بعده() - (2وأال أعلم -
وأالشيخ حسين )(4
وأالباجوأري في شرحا الجوأهرة )(3
إوأالى هذا المذهب أيضال مال الباقلني في النتصار
)(5
الجسر في الحصوأن الحميدية
وأأما أحاديث السهوأ في هذه المسألة فمجموأعها يدل على جوأاز السهوأ عليه صلى ال عليه وأسلم
قطعال في أفعاله التي يقوأم بها لمحض العبادة كسائر الناس ل لقصد التعليم وأالتبليغ فلنعرض ما جاء
في هذه المسألة من الخبار:
ل :حديث ذي اليدين الذي تقدم ،وأفيه أنه صلى الرباعية ركعتين.
أوأ ل
وأقد سبق أن هذا الخبر من أخبار الحاد التي كثرت طرقها فدخلت في حد الستفاضة وأالشهرة.
ثانيلا :حديث عبد ال بن مالك بن بجينه رضي ال عنه.
أخرج المام البخاري بسنده عن عبد ال بن بجينه رضي ال عنه أنه قال) :صلى لنا رسوأل ال صلى
ال عليه وأسلم ركعتين من بعض الصلوأات ،ثم قام فلم يجلس ،فقام الناس معه فلما قضى صلته
)(6
وأنظرنا تسليمه كبر قبل التسليم فسجد سجدتين وأهوأ جالس ثم سلم(
ثالثلا :حديث عبد ال بن مسعوأد
أخرج البخاري بسنده عن عبد ال بن مسعوأد رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم صلى
()1المستصفى .214-2/212
312 ()3
.282 ()4
.48-49 ()5
()6أخرجه البخاري في كتاب الذان 230-146/829وأفي كتاب السهوأ 5/1230 ،1225 ،1/1224وأفي كتاب اليمان 15/6670وأمسلم في كتاب المساجد
وأموأاضع الصلة 19/570وأأبوأ داوأد في كتاب الصلة حا ) (1034وأالترمذي في أبوأاب الصلة 288/391وأالنسائي 2/19وأابن ماجة في كتاب إقامة الصلة
.1207 ،131/1206
الظهر خمسلا ،فقيل له :أزيد في الصلة ؟ فقال :وأما ذاك ؟ قال :صليت خمسال فسجد
)(1
سجدتين بعدما سلم(
رابعلا :حديث معاوأية بن حديج رضي ال عنه.
أخرج المام أبوأ داوأد بسنده عن معاوأية بن حديج رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم
صلى يوأملا ،فسلم وأقد بقيت من الصلة ركعة ،فأدركه رجل فقال :نسيت من الصلة ركعة فرجع،
ل ،فأقام الصلة ،فصلى للناس ركعة ،فأخبرت بذلك الناس ،فقالوأا لي:
فدخل المسجد ،وأأمر بل ل
)(2
أتعرف الرجل ؟ قلت :ل ،إل أن أراه ،فمرر بي ،فقلت :هذا هوأ ،فقالوأا :هذا طلحة بن عبيد ال(
وأمجموأع هذه الحاديث بمجموأع طرقها يثبت وأقوأع السهوأ من النبي صلى ال عليه وأسلم في ما
يخصه من أداء العبادات التي سبق له تبليغها وأتعليمها لمته ،وأهذا الوأجه من السهوأ غير مضاد
للمعجزة وأل قادحا في التبليغ ،وأغير موأجب للتشكيك وأالطعن ،لن غلطات الفعل وأغفلت القلب من
سمات البشر ،كما في حديث ابن مسعوأد رضي ال عنه.
وأالنسيان على هذا الوأجه من تمام الحكمة اللهية لما يترتب عليه من بيان الحكم الشرعي بالفعل
الجلي ،وأيشترط التنبيه على هذا السهوأ وأل يقر عليه لتحصل به الفائدة.
-وأال أعلم )(3
وأهذا الوأجه من النسيان رحماني لن الشيطان ل سبيل له على عباد ال المخلصين
-
()1أخرجه البخاري في كتاب السهوأ 2/1226وأمسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة 19/572وأأبوأ داوأد في كتاب الصلة ،باب إذا صلى خمسال 1022-1019
وأالترمذي في أبوأاب الصلة 393-289/392وأالنسائي 31-2/28وأابن ماجة في كتاب إقامة الصلة .130/1205
()2في تاب الصلة ،باب إذا صلى خمسال 1023وأانظر تحفة الشراف .8/425
.107-105 ()3انظر الشفا -346- 2/340وأسلم الوأصوأل لشرحا نهاية السوأل ،محمد المطيعي 3/8وأحجية السنة ،عبد الغني عبد الخالق
()4هوأ محمد بن علي التميمي المادزري ،نسبته إلى مادزر بجزيرة صقلية من فقهاء المالكية ،له شرحا على صحيح مسلم سماه )المعلم في شرحا مسلم( توأفي ) 536هـ( انظر
)(7
قال الراغب) :الصسديق :من كثر منه الصدق ،وأقيل :بل يقال لمن ل يكذب قط(
-4إن سياق الحديث يبؤذن بإيراد فضيلة من فضائل إبراهيم -عليه السلم -وألوأ كان الكذب في
()6وأأما إطلق لفظ الكذب على كلمات إبراهيم عليه السلم فل يمتنع إطلقه ،لكبن على الوأجه الذي يجوأز على النبياء ،وأهوأ أن كلماته تعد كذبا من حيث أن ظاهرها الذي
يتبادر إلى فهم السامع غير مطابق للوأاقع ،وأهي صدق من حيث أن لها معان أخرى تحتملها تلك الكلمات وأتتطابق مع الوأاقع.
قال القاضي عياض) :ما وأرد من أخبار النبياء عليهم السلم في الحاديث مما في ظاهره إشكال يقتضي أموأ الر ل تليق بهم بحال ،وأتحتاج إلى تأوأيل ،وأتردد احتمال فل
وأل يجوأز إطلقه بقصد الزراء أوأ الهزل أوأ الستخفاف ،إوأانما يجوأز ذلك عل سبيل المذاكرة وأالتعليم فقط ،وأكمال الدب في حق النبياء أن يهجر من العبارة ما يقبح وأأن
ل :هل يجوأز على النبي الخلف في أقوأاله ،وأالخبار بخلف ما وأقع سهوأال أوأ غلطلا( وأقد بسط القوأل في ما يجوأز النطق به في حق النبياء
يتحرى أحسن اللفظ كأن يقوأل مث ل
ما ل يجوأز في الشفا ،241-2/232وأالسيوأطي في الحاوأي .241-1/232
()4انظر الشفا ،عياض ،2/314وأالذكار ،النوأوأي ،167وأشرحا الفقه الكبر ،القاري 52
وأقال الحافظ ابن حجر) :وأأما إطلقه الكذب على الموأر الثلثة فلكوأنه قال قوألل يعتقده السامع كذبال
)(3
ق لم يكن كذبلا ،لنه من باب المعاريض المحتملة للمرين ،فليس بكذب محض( لكنه إذا عحق ر
أما قوأله )إني سقيم( فأراد به العتراض عن الخروأج مع قوأمه إلى عيدهم وأشهوأد باطلهم وأكفرهم وأهوأ
صدق إذ يحتمل أن يكوأن أراد بقوأله)إني سقيم( أي :سأسقم ،وأاسم الفاعل يستعمل بمعنى المستقبل،
وأمنه قوأله تعالى) :وألما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوأا إنا مهلكوأ أهل هذه القرية إن أهلها كانوأا
)(4
ظالمين(
وأمنه قوأله تعالى) :إنا منجوأك وأأهلك إل امرأتك كانت من الغابرين * إنا منزلوأن على أهل هذه القرية
)(5
رج الز من السماء بما كانوأا يفسقوأن(
طللق لفظال ديبحتمل أكثر من معنى ،أحدهما
فهذا القوأل من إبراهيم عليه السلم من التوأرية ،وأهي أن عي ب
فأراد إبراهيم باسم الفاعل ما يحتمله من الستقبال موأهمال قريب ،وأالخر بعيد ،وأيريد به البعيد
)(6
وأأما قوأله لما عسلئل عن كسر الصنام )بل فعله كبيرهم هذا فاسألوأهم إن كانوأا ينطقوأن(
)(8
فهوأ من التقريع وأالتوأبيخ ،وأيحتمل أنه ذكره إلزامال لهم ،لنه لما كان هوأ الله الكبر ،فددكبسر خدلمه
()1أخرجه المام مالك مرسلل من حديث صفوأان ،انظر تنوأير الحوأالك 3/153
وأقال ابن عبد البر :ل أحفظه مسندال من وأجه ثابت ،وأهوأ حديث حسن مرسل ،انظر المصدر نفسه
()2انظر ،الشفا ،عياض 2/323
وأفتح الباري 6/482 ()7انظر الشفا 2/321وأشرحا النوأوأي على مسلم 220-5/219
وأأما قوأله في حق سارة )إنها أختي( فهوأ صدق كما قال ،وأفي الحديث )فإنك أختي في السلم(
)(3
وأهوأ صريح بأن التوأرية مراده.
وأقد صح نحوأه عن النبي صلى ال عليه وأسلم من حديث عروأة بن الزبير أن النبي صلى ال عليه
وأسلم خطب عائشة إلى أبي بكر ،فقال له أبوأ بكر :إنما أنا أخوأك ،فقال له :أنت أخي في دين ال
وأكتابه ،وأهي لي حلل() (4وأكل القوألين صدق.
ثالثلا :تأوأيل الحديث على فرض ثبوأته
قال الرازي) :وأهذا من أخبار الحاد فل يعارض الدليل القطعي ...ثم إن صح حمل على ما يكوأن
)(5
ظاهره الكذب.(...
وأيقوأل) :حضرت في بعض المجالس ،فتمسك بعض الحشوأية بما يروأوأن :أنه عليه السلم ،قال) :إن
إبراهيم كذب ثلث كذبات( فقلت :إنه ل يجوأز إسناد الكذب إلى خليل ال بمثل هذا الخبر الذي
ليفيد إل الظن الضعيف.
فقال الحشوأي -كالغضبان علري -كيف يجوأز تكذيب الراوأي ؟ فقلت له :العجب منك وأمن دينك،
ت القضية لكان أنفدع لك
حيث تستبعد تكذيب الراوأي ،وأل تستبعد براءة خليل ال عن الكذب ! وألوأ قلب د
)(6
في دينك وأدنياك(.
وأالحاصل أن الكذب فيما ل يتعلق بالتبليغ قبيحة من قبائح الذنوأب التي تنزه عنها مقام النبوأة ،وأقد
دلت الدلة على عصمتهم منها ،وأيكفي في نفي الكذب عن إبراهيم عليه السلم ظنية دللة الخبر
دوأن الطالة في درجة ثبوأته.
()5المفردات 226
()7انظر مقاييس اللغة ،ابن فارس )طبب( ،3/408وأالقاموأس المحيط ،الفيروأزآبادي )طبب( 1/96
()8النهاية 3/110
عند رجلي :فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي -أوأ الذي عند رأسي للذي عند رجلي -ما وأجع
الرجل ؟ قال :مطبوأب ،قال :من طبه ؟ قال :لبيد بن العصم ،قال :في أي شيء ؟ قال :في عمبشط
ب ) (2طلعة ذكفر ،قال :فأين هوأ؟ قال :في بئر ذي أروأان ) (3قالت :فأتاها رسوأل
وأعمشاطة )(1قال :دوأعج س
ال صلى ال عليه وأسلم في أناس من أصحابه ،ثم قال :يا عائشة ،وأال لكأن ماءها عنقاعة الحناء،
وألكأن نخلها رؤوأس الشياطين ،قالت :فقلت :يا رسوأل ال :أفل أحرقته ؟ قال :ل أما أنا فقد عافاني
)(4
ال ،وأكرهت أن أثير على الناس ش لرا ،فأمرت بها فدفنت(
وأفي روأاية البخاري من طريق سفيان بن عيينة )حتى كان يرى أنه يأتي النساء وأل يأتيهن ...وأهذا
)(5
أشد ما يكوأن من السحر(
()1المشط :اللة المعروأفة التي يسرحا بها الشعر ،وأالمشاطة :ما يخرج من الشعر إذا مشط ،انظر فتح الباري 10/281،284
()2وأعج س
ب :وأفي أكثر الروأايات) :وأعجف( وأهما بمعنى وأاحد ،وأهوأ الغشاء الذي يكوأن على الطلع ،انظر فتح الباري 10/281
()3ذي أروأان :بئر في بني زريق في المدينة ،انظر فتح الباري .10/282
()4أخرجه البخاري في كتاب الطب 47/5763وأ 49/5765وأ 5766وأكتاب الجزية ،14/3175وأ كتاب الدعوأات 6/6391وأكتاب بدء الخلق ،14/3175وأمسلم
في كتاب السلم 17/2189وأما بعده وأابن ماجة في كتاب الطب 3545
()2هوأ أبوأ جعفر الستراباذي من كبار الفقهاء وأالمدرسين ،وأأجلة العلماء البارزين من طبقة الحارث ابن سريج ،انظر :ترجمته في طبقات الشافعية ،السنوأي .1/34
()4نقله عنهما عبد الرحمن يحيى المعلمي في النوأار الكاشفة ،249وأمحمد عبد الرزاق حمزة في أضوأاء على ظلمات أبي رية .269
()6انظر فتح الباري ،287 /10وأصحيح شرحا العقيدة الطحاوأية ،السقاف .401
()9الشفا .2/412
()10انظر شرحا النوأوأي على مسلم ،5/35وأفتح الباري ،ابن حجر 279-10/278وأشرحا النسائي 4/313
وأمثل هذا التأثير ل دليل على امتناعه على النبي -وأال أعلم -
وأأجاب الجمهوأر عن الشبه التي أوأردها المنكروأن بما يلي:
ل :إن إنكار المعتزلة حقيقة السحر مكابرة ،فقد ذكره ال تعالى في كتابه ،وأذكر أنه مما عيتددعلم، أوأ ل
)(1
ق به بين المرء وأزوأجه ،وأهذا كله ل يمكن فيما ل حقيقة له
وأذكر أن فيه ما عيفدرر ع
قال تعالى) :وأاتبعوأا ما تتلوأ الشياطين على ملك سليمان ،وأما كفر سليمان وألكن الشياطين كفروأا
يعلموأن الناس السحر( إلى قوأله )فيتعلموأن منها يفرقوأن به المرء وأزوأجه(
)(2
ثانيلا :أن تجوأيز تأثير السحر على الوأجه الذي ذكرناه غير قادحا في النبوأة وأل مشكك في التبليغ .لن
طه على جوأارحه وأظاهره )ل على عقله وأقلبه( وأأشد ما يكوأن تأثيره عليه صلى ال تأثير السحر وأتددسلر د
عليه وأسلم أنه يتخيل إليه أنه فعل الشيء وألم يفعله ،لكنه تخييل ل يعتقد صحته ،إوأانما يكوأن من
)(3
جنس الخوأاطر التي تلوأحا وأل تثبت
()1انظر مختلف الحديث ،ابن قتيبه ،121وأشرحا النوأوأي على مسلم 5/35وأفتح الباري 10/273
()3انظر الشفا ،عياض 2/413وأشرحا النوأوأي على مسلم 5/35وأفتح الباري ،ابن حجر .279-10/278
وأبهذا ل يكوأن تجوأيز تأثير السحر عليه قادحال في اعتقاداته وأمعارفه الثابتة فضلل عما قامت الدلة
القطعية على صدقه وأصحته وأعصمته فيه مما يتعلق بالتبليغ ،وأالمعجزة شاهدة بذلك.
وأتجوأيز ما قام الدليل بخلفه باطل ،فأما ما يتعلق ببعض أموأر الدنيا فغير بعيد ،وأل ممتنع أن يخيل
إليه من أموأر الدنيا ما ل حقيقة له ،على أن التخيل وأاقع على بصره غير متطرق إلى العقل ،وأليس
)(1
في ذلك ما يدخل لبسال على الرسالة.
)(3
قوأل كان بخلف ما أخبر به( )(2
وأقال القاضي عياض) :وألم ينقل عنه في مده سحره
ثالثلا :أنا نسلم عصمة النبي صلى ال عليه وأسلم من الشيطان بقوأله تعالى) :إن عبادي ليس عليهم
إل أن من أنوأاع السحر ما يقوأم به الساحر بغير معوأنة الشيطان ،كما سبق ذكره ،قال )(4
سلطان(
النوأوأي:
)وأل يستنكر في العقل أن ال سبحانه يخرق العادة عند النطق بكلم ملفق ،أوأتركيب _أجسام أوأ مزج
بين قوأى ،على ترتيب ل يعرفه إل الساحر ،فيكوأن منها أجسام قاتلة كالسموأم ،وأمنها عمبسلقمة،
)(5
كالدوأية الحادة ،وأمنها مبرئه كالدوأية المضادة للمرض(
رابعلا :وأأما العتماد على القوأل بظنية ثبوأت خبر الحاد فل يمنع من قبوأل الخبر ،وأتوأجيهه على
الوأجه الذي ذكره الجمهوأر ،فليس في هذا الوأجه ما يمنع منه العقل أوأ الشرع ،إوأاذا ارتفع المنع من
العقل وأالشرع لم يبق إل الجوأاز في هذه المسألة ،وأيكوأن الحديث -إوأان كان ظنيال في ثبوأته -شاهدال
وأمؤكدال للجوأاز العقلي -وأال أعلم .-
ظم عليهم أن يثبتوأا ما يلزم منه
وأالحاصل ،أن منكري هذا الحديث لم يفرقوأا بين أنوأاع السحر ،فددع ع
تددسلدطع الشيطان على أحوأال النبي صلى ال عليه وأسلم ،أوأ ما عيدجسوأعز عليه التخييل في البلغ.
وأأما الجمهوأر فقد جوأزوأا تأثير السحر عليه صلى ال عليه وأسلم على الوأجه الذي ل يقدحا بنبوأته وأل
ينقص قدره ،وأل يلزم منه التشكيك في التبليغ.
وأهوأ الذي أراه جائ الز -وأال أعلم -لن الخبر الوأارد يؤكد جوأازه العقلي ،وألن القرآن الكريم قد دل
على جوأاز هذا الجنس من تأثير السحر على النبياء وأذلك في قصة دسدحدرة فرعوأن لما سحروأا أعين
وأفتح الباري ابن حجر ،10/278وأالنوأار الكاشفة ،المعلمي 251وأظلمات أبي رية .272 - 269 ()1انظر الشفا ،عياض ، 2/412وأشرحا النوأوأي مسلم 5/35
()2وأقع تحديد المدة في ما أخرجه النسائي بسند صحيح عن زيد بن أرقم رضي ال عنه قال :سحر النبي صلى ال عليه وأسلم رجل من اليهوأد فاشتكى أياملا ،فاتاه جبريل
عليه السلم فقال :إن رجل من اليهوأد سحرك ،عقد لك عقدال في بئر كذا وأكذا ،فأرسل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم ،فاستخرجوأها ،فجيء به فقام رسوأل ال صلى ال عليه
وأسلم كأنما نشط من عقال (....انظر سنن النسائي مع شرحه السيوأطي .113-4/112
()5شرحا النوأوأي على مسلم 5/35بتصرف يسير ،وأقد سبق نحوأه عن ابن حزم في بداية المسألة.
الناس وأاسترهبوأهم وأخيلوأا إليهم أن الحبل أوأ العصا انقلبت حية تسعى ،وأفي حق موأسى عليه السلم
قال تعالى:
)قالوأا يا موأسى إما أن تلقي إوأاما أن نكوأن أوأل من ألقى * قال بل ألقوأا فإذا حبالهم وأعصيهم يخيل
إليه من سحرهم أنها تسعى فأوأجس في نفسه خيفة موأسى() (1وأفي الية نص على تخيله ما لم يكن.
وألم يكن غاية تأثير السحر على نبينا محمد صلى ال عليه وأسلم أكثر من التخييل كما في الحديث.
وأقد دل القرآن الكريم على جوأاز مثله على النبياء ،فل معنى لنكار المنكرين -وأال أعلم -
()1أفدت هذا التعريف من مجموأع ما عذكر في غاية المرام ،المدي ،333وأالموأاقف ،اليجي 339وأشرحا المقاصد ،التفتازاني .13-5/11وأشرحا الباجوأري على جوأهرة
التوأحيد .299-297
()3الكرامة :أمر خارق للعادة يجريه ال عز وأجل على يد الوألي على سبيل الكرام له ،انظر شرحا الجوأهرة .297
()4الستدراج:أمر خارق للعادة يجري على يد أعداء ال عز وأجل ليزدادوأا ضللل وأغوأاية عقوأبة لهم،انظرالمصدرالسابق 298
()5الرهاص :أمر خارق للعادة يجري على يد النبي قبل بعثته إيذانال بالبعثة وأتأسيسال لها ،المصدر السابق 299
()6الهانة :أمر خارق للعادة يجري على يد مدعي النبوأة على وأجه يبين كذبه ،كأن يقوأل :آية صدقي أن
ينطق الحجر بصدقي فيكذبه ،انظر شرحا الفقه الكبر ،القاري .66وأشرحا الباجوأري على الجوأهرة .298
()7انظر غاية المرام 328باختصار يسير.
وأالمعجزات التي أظهرها ال عز وأجل على أيدي الرسل الكرام -عليهم الصلة وأالسلم -ثابتة في
القرآن الكريم ،وأمنها انقلب عصا موأسى عليه السلم حيه قال تعالى) :فألقى عصاه فإذا هي ثعبان
)(1
مبين(
وأمنها عدم احتراق سيدنا إبراهيم عليه السلم بالنار ،قال تعالى) :قلنا يا نار كوأني بردال وأسلمال على
)(2
إبراهيم(.
وأمنها إحياء الموأتى إوأابراء المرضى على يد عيسى عليه السلم :قال تعالى) :وأرسوألل إلى بني
إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني عأخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكوأن طي الر بإذن
)(3
ال وأأبرء الكمه وأالبرص وأأحي الموأتى بإذن ال(.
وأنبينا محمد صلى ال عليه وأسلم أكثر النبياء معجزة ،حتى أن معجزاته صلى ال عليه وأسلم أفردت
ل ،زادت فيها على ألف وأمائتي معجزة (4).وأمن هذه
بالجمع وأالتصنيف ،وأجمع العلماء فيها أسفا الر طوأا ل
المعجزات ما أمكن تحصيل العلم بها رغم وأروأدها من طريق الحاد.
وأسبق أن بينا أنه قد ينضم إلى خبر الحاد ما يمكن التوأصل به إلى العلم بثبوأته من طرق
خارجية .كأن يروأي الوأاحد حادثه بين يدي جمع غفير حضروأا هذه الحادثة فيمتنعوأا عن تكذيبه مع
ماهم عليه من النزاهة وأالعدالة وأالحرص على تكذيبه لوأ كان كاذبال
وأفيما يأتي بيان عدد من المعجزات التي تثبت بهذه الطريق.
)(5
ل :نبع الماء من بين أصابعه صلى ال عليه وأسلم
أوأ ل
تكررت هذه المعجزة مرات عديدة ،جاء في كل وأاحدة منها عدد من الخبار عن الصحابة الكرام
رضوأان ال عليهم.
الوألى :أثناء الرجوأع من الحديبية.
أخرج البخاري بسنده عن جابر بن عبد ال عنهما قال) :عطش الناس يوأم الحديبية ،وأالنبي صلى ال
عليه وأسلم بين يديه ركوأة) (6فتوأضأ ،فجهش الناس حوأه ،فقال :ما لكم ؟ قالوأا :ليس عندنا ماء نتوأضأ
وأل نشرب إل ما بين يديك ،فوأضع يده في الركوأة ،فجعل الماء يثوأر بين أصابعه كأمثال العيوأن،
3
()5المعجزة هنا تكثير الماء ببركة اليد الشريفة التي وأضعت في الركوأة ففار الماء حتى بدا للناظر أنه ينبع من بين أصابعه الشريفة
()6الركوأة :إناء صغير من جلد وأيشرب فيه الماء ،انظر النهاية ،ابن الثير 2/261
)(1
فشربنا وأتوأضأنا(
وأالبراء بن عازب) (4وأعبد ال )(3
وأسلمة بن الكوأع )(2
وأفي هذه القصة أحاديث عن أنس بن مالك
بن عباس) (5رضي ال عنهم أجمعين.
الثانية :نبع الماء من بين أصابعه بالزوأراء
أخرج البخاري بسنده عن قتادة عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم
وأأصحابه كانوأا بالزوأراء -وأالزوأراء بالمدينة عند السوأق وأالمسجد -فدعا بقدحا فيه ماء ،فوأضع كفه
فيه ،فجعل ينبع الماء من بين أصابعه فتوأضأ أصحابه جميعلا ،فقلت لنس ) :(6يا أبا حمزة ،كم كانوأا
)(7
؟ فقال :زهاء ثلثمائة(.
هذه المعجزة التي حصلت في الزوأراء بالمدينه شهدها جماعة من الصحابة ،إل أنها لم تروأ إل
)(8
عن أنس رضي ال عنه ،وأقال ابن بطال) :وأذلك لطوأل عمره وأتطلب الناس العلوأ في السند(
الثالثة :في خروأجه إلى قباء
أخرج الحافظ البيهقي بسنده عن أنس رضي ال عنه قال :خرج النبي صلى ال عليه وأسلم إلى قباء،
فأتى من بعض بيوأتهم بقدحا صغير ،قال :فأدخل النبي صلى ال عليه وأسلم يده ،فلم يسعه القدحا،
صر
فأدخل أصابعه الربع وألم يستطع أن يدخل إبهامه ،ثم قال للقوأم :هلموأا إلى الشرب ،قال أنس :دب ع
)(9
عينري نبع الماء من بين أصابعه ،فلم يزل القوأم يردوأن القدحا حتى روأوأا منه جميعلا(
()1أخرجه المام البخاري من ثلثة طرق عن سالم بن أبي الجعد عن جابر رضي ال عنه في كتاب الشربة ،31/5639وأكتاب المناقب 25/3576وأكتاب المغازي
()2أخرجه المام البخاري من طريق المام مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عنه في كتاب المناقب ،25/3573وأمن هذه الطريق أيضال أخرجه مسلم في
()3أخرجه المام مسلم من طريق عن عكرمة بن عمار ،عن إياس بن سلمة ،عن أبيه سلمة رضي ال عنه في كتاب الجهاد وأاليسير 45/132وأفي كتاب اللقطة
()4أخرجه المام البخاري من طريقين عن إسرائيل بن يوأنس ،عن أبي إسحاق السبيعي ،عنه ،في كتاب المناقب 25/3577وأكتاب المغازي ،36/4150وأالبيهقي في
الدلئل ،4/110وأأخرجه البخاري من طريق أخرى عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء في كتاب المغازي ،36/4151وأأبوأ نعيم في الدلئل .349
()7أخرجه البخاري في المناقب ،25/3572وأمسلم في كتاب الفضائل .3/6،7وأالبيهقي في الدلئل ،125-4/124وأأبوأ نعيم في الدلئل .349-348
()8نقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري ،وألم يرضه لنه جعل جميع الحاديث الوأاردة في نبع الماء حديثال وأاحدلا ،وأالوأاقع أنها وأقائع متباعدة متكررة ،وأمراد ابن بطال
رحمه ال أن الحادثة التي وأقعت بالزوأراء لم ترد من غير طريق أنس رضي ال عنه مع أن الذين شهدوأها بلغوأا زهاء الثلثمائة.
()9أخرجه في الدلئل 125-4/124وأالبخاري في المناقب 3575 ،3574 ،25/3572وأكتاب الوأضوأء 46/200وأمسلم في الفضائل .3/6،7وأأبوأ نعيم في الدلئل
وأزياد بن )(2
وأفي الباب أيضال أحاديث أخرى عن عمران ابن الحصين) (1وأعبد ال بن مسعوأد
وأأبي قتادة النصاري) (5رضي ال عنهم أجمعين. )(4
وأمعاذ بن جبل )(3
الحارث الصدائي
وأالوأاقع الذي تشير إلى هذه الحاديث أن قضية نبع الماء من بين أصابعه صلى ال عليه وأسلم
تكررت منه في عدة موأاطن في مشاهد عظيمة ،روأاها بعض من شهدها من الصحابة رضوأان ال
عليهم ،وأهذه الحاديث إوأان كانت في أفرادها ظنية لوأروأدها موأرد الحاد ،إل أن القطع يحصل من
وأجهين
الوأل :أن هذه الحاديث دلت بمجموأعها على نبع الماء من بين أصابعه على سبيل القطع ،فإن كل
خبر منها يدل على نبع الماء من بين أصابعه الشريفة صلى ال عليه وأسلم وأيستحيل فيما جرت به
العادة أن ينقل الروأاة أخبا الر كثيرة تشترك في قدر معين،وأيكوأن هذا القدر مظنوأنلا،كما أنا نعلم قطعال
بكرم حاتم وأشجاعة عنترة ،لن الخباريين نقلوأا عنهما قصصال وأوأقائع شتى ،وأهذه الوأقائع إوأان كانت
أفرادها ظنية إل أن القدر الذي اشتركت فيه هذه الخبار ،وأهوأ جوأد حاتم وأشجاعة عنترة أمر قطعي
ل ينكره إل معاند مكابر ،وأمعلوأم أن الروأاة الذين نقلوأا لنا وأقائع نبع الماء من بين أصابعه صلى ال
عليه وأسلم قد بلغوأا من العدالة وأالضبط حدال إذا تفرد الوأاحد عن الوأاحد منهم بنقل خبر فإنه يفيد الظن
الراجح ،فإذا تضافروأا على روأاية قدر مشترك في أخبارهم استحال قطعال أن يكوأن كذبال أوأ غلطال أوأ
مظنوأنلا.
الوأجه الثاني:
أنه قد شهد هذه الوأقائع جمع من الصحابة رضوأان ال عليهم ،وأروأاها عدد منهم فدل سكوأتهم على
تصديق من روأاها منهم -كما سيأتي.-
.349-347
()1أخرجه البخاري في المناقب ،25/3571وأفي كتاب التيمم 6/344وأمسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة 312 ،55/311وأهوأ عند جميعهم من طريق أبي
()2أخرجه البخاري في المناقب ،25/3579وأالترمذي في المناقب 6/3633وأالبيهقي في الدلئل ،130-4/129وأأبوأ نعيم في الدلئل 345وأهوأ عند جميعهم من
()3أخرجه البيهقي في الدلئل ،4/126وأابن ماجة في كتاب الذان 3/717وأأبوأ نعيم في الدلئل .352
()5أخرجه مسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة 55/311وأالبيهقي في الدلئل 283-4/282وأأبوأ نعيم في الدلئل 348
ثانيلا :تكثير الطعام ببركته صلى ال عليه وأسلم
تكررت هذه المعجزة في وأقائع
الوألى :دعوأة أبي طلحة النصاري:
لم سليم ) :(1لقد
أخرج المام البخاري بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال) :قال أبوأ طلحة ع
سمعت صوأت رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم ضعيفال أعرف فيه الجوأع ،فهل عندك من شيء ؟
قالت :نعم ،فأخرجت أقراصال من شعير ،ثم أخرجت خما الر لها ،فلرفت الخبز ببعضه ،ثم وأرسبته تحت
ببعضه ،ثم أرسلتني إلى رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قال :فذهبت به ،فوأجدت )(2
يدي وألثتني
رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم في المسجد ،وأمعه الناس ،فقمت عليهم ،فقال رسوأل ال صلى ال
عليه وأسلم :أرسلك أبوأ طلحة ؟ فقلت نعم ،قال :بطعام ؟ قلت :نعم ،فقال رسوأل ال صلى ال عليه
وأسلم لمن معه :قوأموأا ،فانطلق ،وأانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته ،فقال أبوأ طلحة:
يا أم سليم قد جاء رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم بالناس وأليس عندنا ما نطعمهم .فقالت :ال
وأرسوأله أعلم ،فانطلق أبوأ طلحة حتى لقي رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم،فأقبل رسوأل ال صلى ال
ت
عليه وأسلم وأأبوأ طلحة معه ،فقال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم :هلمي يا أم سليم ،ما عندك ؟ فأت ب
صرت أم سليم ععركة ) (3فأدبدمته ) ،(4ثم بذلك الخبز ،فأمر به رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم فدفع ر
ت ،وأدع د
قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم فيه ما شاء ال أن يقوأل ،ثم قال :ائذن لعشرة ،فأذن لهم ،فأكلوأا
حتى شبعوأا ،ثم خرجوأا ،ثم قال :ائذن لعشرة ،فأذن لهم ،فأكلوأا حتى شبعوأا ،ثم خرجوأا ،ثم قال :ائذن
لعشرة ،فأذن لهم ،فأكلوأا حتى شبعوأا ،ثم خرجوأا ،ثم قال :ائذن لعشرة ،فأكل القوأم كلهم حتى شبعوأا،
)(5
ل(
وأالقوأم سبعوأن أوأ ثمانوأن رج ل
الثانية :في غزوأة الخندق:
أخرج المام البخاري بسنده عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه قال) :لما حفر الخندق رأيت بالنبي
إلى امرأتي ،فقلت :هل عندك شيء ؟ فإني رأيت )(7
شديدلا ،فانكفيت )(6
صلى ال عليه وأسلم خمصال
()1أم سليم زوأج أبي طلحة زيد بن سهل النصاري وأالدة أنس بن مالك رضي ال عنهم انظر فتح الباري .6/729
()2المراد لفت بعضه على رأسي وأبعضه على إبطي.انظر :فتح الباري .6/730
()3الععركة :إناء من جلد مستدير يجعل فيه السمن غالبلا ،وأالعسل ،انظر :النهاية ،ابن الثير .3/284
()4أي صيرت ما خرج من العكة إداملا ،انظر :النهاية ،ابن الثير .1/31
()5أخرجه البخاري من طريق مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أنس في كتاب المناقب 25/3578وأفي كتاب اليمان 22/6688وأمسلم في كتاب
الشربه 143 ،20/142وأالترمذي في كتاب المناقب 6/3630وأالبيهقي في الدلئل ،92-6/88وأأبوأ نعيم في الدلئل .354-353
وأسلم :ل تعبنلزلدرن عبرمتكم ،وأل تخعببزن عجينكم حتى أجيء ،فجئت وأجاء رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم
ت الذي قللت ،فأخرج ب
ت له عجينال ت :قد فعل ع
ت امرأتي ،فقالت :بك وأبك ،فقل بديبقعدم الناس ،حتى جئ ع
فبصق فيه وأبارك ،ثم دعلمدد إلى برمتنا فبصق وأبارك ،ثم قال :ادفع خابزة فلتخبز معي ،وأاقدحي من
برمتكم وأل تنزلوأها -وأهم ألف -فأقسم بال لقد أكلوأا حتى تركوأه وأانحرفوأا إوأان برمتنا لتغط كما هي
)(3
إوأان عجيننا ليخبز كما هوأ(.
وأقد بين الباقلني رحمه ال وأجه إفادة العلم وأالقطع من الخبار الوأاردة في أمهات المعجزات
الحسيه أحسن بيان فقال:
)وأأما سبيل العلم بأعلمه عليه السلم فهوأ النظر وأالستدلل ل الضطرار .وأالدليل على ذلك ،أنا
نعلم ضروأرة :أن هذه العلم قد نقلت عن النبي صلى ال عليه وأسلم في جميع أعصار
المسلمين ،وأأن المة لم تخل قط في زمن من الزمان من نالقلة لهذه العلم ،وأأنها قد أذيعت في
الصدر الوأل وأروأيت من حيث ديسمع روأايتها مشاهدوأ النبي صلى ال عليه وأسلم وأمعاصروأه ،وأأن
صر عددهم عن عدد أهل التوأاتر -وأكانوأا آحادال -فإن كل ناقل منهم أضاف ما
الناقلة لها إوأان قد ع
نقله للنبي صلى ال عليه وأسلم من هذه العلم إلى مشهد مشهوأد وأموأقف معروأف وأغزاة قد حضر
أهلها السامعوأن لنقلهم فلم ينكروأا عليهم ،وأل ردوأا نقلهم ،وأل ظهر منهم تهمة للنقلة ،ل عند سماع
خبرهم وأل بعد ذلك.
وأقد علم بمستقر العادة إمساك مثل ذلك العدد الكثير عن إنكار كذب يدعى عليهم وأيضاف إلى
سماعهم وأمشاهدتهم ،مع ما هم عليه من نزاهة النفس ،وأكبر الهمم ،وأالتديلن بتحريم الكذب ،فلوأ
كانوأا عالمين بكذب ما ادعاه النقلة عليهم لسارع جميعهم أوأ الجمهوأر منهم إلى إنكاره وأتبكيت قائله.
()1البرمة :اللقدر مطلقلا ،وأهي الصل متخذة من حجر معروأف باليمن وأالحجاز ،انظر :النهاية ،ابن الثير .1/121
()2السوأر :طعام يدعى إليه الناس ،انظر :النهاية ،ابن الثير .2/420
()3أخرجه المام البخاري في كتاب المغازي 30/4102من طريق حنطلة بن أبي سفيان عن سعيد بن ميناء عن جابر ،وأالمام مسلم في كتاب الشربة 20/141
وأالبيهقي في الدلئل 3/426وأأخرجه البخاري في كتاب المغازي 30/4101من طريق عبد الوأاحد بن أيمن ،عن أبيه أيمن الحبشي ،عن جابر وأالبيهقي في الدلئل
()1وأقد أطال المام الباقلني في ذكر الشبه التي يمكن أن يوأردها الخصم على هذا الوأجه الذي تثبت به المعجزات وأأجاد في دفعها ،انظر التمهيد 140-134بتصرف
يسير.
()2الشفا .1/497
()3الدلئل .1/32
()7الرشاد .354
()8القتصاد .131
()10الموأاقف .359
()1كتاب الفتن وأأشراط الساعة ،13/2901من طرق عن أبي الطفيل الكناني ،عن حذيفة الغفاري رضي ال عنه ،وأأخرجه أبوأ داوأد في كتاب الملحم ،12/4311
وأالترمذي في كتاب الفتن ،21/2183وأابن ماجة في كتاب الفتن 28/4055 ،25/4041وأابن مندة في اليمان 1003 ،1002 ،100/1001وأالنسائي في الكبرى كما في
تحفة الشراف 3/918وأله شاهد من حديث وأاثلة بن السقع رضي ال عنه.أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوأائد ،الهيثمي .7/186
()3دللة الية الكريمة على الدخان المرتقب في أشراط الساعة دلله ظنية محتمله ،وألذلك اختلف السلف في تفسيرها.فأخرج البخاري في كتاب تفسير سوأرة الدخان
4824-1/4820عن عبد ال بن مسعوأد أنه قال) :إنما كان هذا لن قريشال لما استعصوأا على النبي صلى ال عليه وأسلم دعا عليهم بسنين كسني يوأسف ،فأصابهم قحط
وأجهد حتى أكلوأا العظام ،فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وأبينها كهيئة الدخان من الجهد ،فأنزل ال عز وأجل )فارتقب يوأم تأت السماء بدخان مبين يغشى الناس
هذا عذاب أليم( قال :فأتي رسوأل ال ،فقيل له :يا رسوأل ال ،استسق ال لمضر فإنها قد هلكت ،قال :لمضر ؟إنك لجريء ،فاستسقى ،فسقوأا ،فنزلت )إنكم عائدوأن( فلما
أصابتهم الرفاهية عادوأا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية ،فأنزل ال عز وأجل) :يوأم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقموأن( قال :يعني يوأم بدر( .وأقال ابن كثير في تفسيره
) :4/139وأقد وأافق ابن مسعوأد رضي ال عنه على تفسير الية بهذا جماعة من السلف كمجاهد وأأبي العالية إوأابراهيم النخعي .....وأقال آخروأن لم يمض الدخان بعد ،بل
وأمن الخبار التي ذكر فيها الدخان الحاديث التية:
الوأل :حديث حذيفة بن عأسيد الغفاري رضي ال عنه -وأقد سبق -
الثاني :أخرج المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وأسلم أنه
قال:
)بادروأا بالعمال ستلا :الدجال ،وأالدخان ،وأدابة الرض ،وأطلوأع الشمس من مغربها وأأمر العامة
وأعخوأيصة أحدكم ( )(2) (1
دب د
الثالث :أخرج المام الطبري في تفسيره بسند صحيح ) (3عن عبد ال بن عباس أنه فسر الدخان
)(4
الوأارد في الية الكريمة بالدخان المرتقب يوأم القيامة.
وأأخرجه ابن أبي حاتم بسند قال فيه ابن كثير) :هذا إسناد صحيح إلى ابن عباس رضي ال عنهما
حبر المة وأترجمان القرآن ،وأهكذا قوأل من وأافقه من الصحابة وأالتابعين رضي ال عنهم مع
الحاديث المرفوأعة من الصحاحا وأالحسان ،مما فيه مقنع وأدللة ظاهرة على أن الدخان من اليات
)(5
المنتظرة ،مع أنه ظاهر القرآن(
في الدجال الكبر
آخرهم الدجال الكبر الذي يعتبر )(6
وأرد في السنة الشريفة الشارة إلى خروأج قريب من ثلثين دجالل
ظهوأره من علمات الساعة الكبرى.
وأخروأج هذا الدجال الكبر ثابت بالقدر المشترك بين أخبافر عذكر فيها صفته ،وأأخبافر عذكر فيها لع د
ظدم
فتنته وأأخبافر عذكر فيها ما يجري على يديه من خوأارق العادات ،وأأخبافر عذكر فيها قتله على يدي
المسيح الدجال .وأيحصل من مجموأع هذه الخبار توأاتر القدر المشترك بينها وأهوأ أن خروأج الدجال
هوأ من أمارات الساعة ،كما تقدم من حديث أبي سريحة -حذيفة بن عأسيد الغفاري رضي ال عنه.(...
()1أمر العامة :يراد به يوأم القيامة .وأالخوأيصة :تصغير خاصة وأيراد بها الموأت.نقله النوأوأي في شرحه على مسلم 5/808عن قتادة بن دعامة السدوأسي.وأانظر النهاية
()2في كتاب الفتن وأأشراط الساعة من طريقين عن قتادة عن الحسن البصري عن زياد بن رياحا عنه 25/129وأمن طريق العلء بن عبد الرحمن بن يعقوأب عن أبيه عن
()6أخرجه المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وأسلم قال) :ل تقوأم الساعة حتى يبعث دجالوأن كذابوأن ،قريب من ثلثين ،كلهم يزعم
أنه رسوأل ال( في كتاب الفتن /18بعد ،2932وأأخرجه البخاري في كتاب الفتن 25/7121وأأخرجه أبوأ يعلي في مسنده ) (5945وأانظر تخريجه موأسعال في حاشية مسند
ثم يأتي القوأدم فيدعوأهم ،فيردوأن عليه قوأله فينصرف عنهم ،فيصبحوأن عمبملحلين ليس بأيديهم شيء من
ثم يدعوأ رجلل أموأالهم ،وأيمر بالدخردبة فيقوأل لها :أخرجي كنوأزك ،فتتبعه كنوأزها كيعاسيب النحل
)(9
()1نص على توأاتر القدر المشترك بين أخبار الدجال الحافظ الكتاني في نظم المتناثر 240وأصنف الشوأكاني فيه كتابال فسماه )التوأضيح فيما توأاتر في المنتظر وأالدجال
وأالمسيح( انظر التصريح بما توأاتر في نزوأل المسيح ،محمد أنوأر شاه الكشميري .55تحقيق عبد الفتاحا أبوأ غدة ،طبعة القاهرة 1982م .وأعقد البخاري في كتاب الفتن من
صحيحة بابال في ذكر الدجال ذكر فيه ثلثة عشر حديثال ) (7134-7122بالضافه إلى أحاديث أخرى مذكوأرة في غير هذا الباب ،وأعقد المام مسلم في كتاب الفتن من
صحيحه أبوأابال في الدجال وأصفته ،وأما معه ،وأمكثه في الرض ،تزيد فيه على ثلثين حديثال ) (2947-2932وأقد جمع الحافظ ابن كثير في كتاب النهاية في الفتن شيئال
كثي الر مما تناثر في كتب السنة من أخبار الدجال ،انظر النهاية في الفتن وأالملحم ،تحقيق محمد أحمد عبد العزيز ،طبعة دار الجيل-بيروأت.181-1/103-
()2فخرفض فيه وأررفع :المراد ما يفعله الخطيب من رفع الصوأت وأخفضه انظر شرحا النوأوأي .5/785
ط :شديد الجعوأدة ،انظر النهاية لبن الثير ،4/81وأشرحا النوأوأي .5/786
طد () 3ق د
()4دخلرهد بين الشام وأالعراق :في طريق بينهما .انظر النهاية ،ابن الثير .2/73وأشرحا النوأوأي .5/786
()5العيث :أشد الفساد ،وأالسراع فيه .انظر النهاية ،ابن الثير .3/327وأشرحا النوأوأي .5/786
()6المراد ترجع ماشيتهم آخر النهار مرتفعال أعلى سنامها ،انظر :النهاية ،ابن الثير .2/159
()7المراد :طوأل الضرع من كثرة اللبن فيه .انظر شرحا النوأوأي .5/787
()9اليعسوأب :فحل النحل .انظر النهاية ،ابن الثير ،3/234وأشرحا النوأوأي .5/787
ثم يدعوأه فيقبل وأيتهلل وأجهه ،يضحك )(1
ممتدلئال شبابال فيضربه بالسيف ،فيقطعه جزلتين رمية الغرض
فبينما هوأ كذلك ،إذ بعث ال المسيح ابن مريم ،فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ،بين
طر ،إوأاذا رفعه تحدر منه جمان
دمبهعروأدتين وأاضعال كفيه على أجنحة ملكين ،إذا طأطأ رأسه قد د
)(2
كاللؤلؤ فل يحل لكافر يجدر ريح دنفدلسه إل مات ،وأدندفسه ينتهي حين ينتهي د
طبرفه ،فيطلبه حتى )(3
يدركه بباب لعرد ) (4فيقتله ،ثم يأتي عيسى ابلن مريم قوألم قد عصمهم ال منه ،فيمسح على وأجوأههم
وأيحدثهم بدرجاتهم في الجنة ،فبينما هوأ كذلك إذ أوأحى ال إلى عيسى :إني قد أخرجت عبادال لي ،ل
لحد بقتالهم ،دفحسرز عبادي إلى الطوأر (6)،وأيبعث ال يأجوأج وأمأجوأج وأهم من كل حدب )(5
يدالن
ينسلوأن (7)،فيمر أوأائلهم على بحيرة طبرية فيشربوأن ما فيها ،وأيمر آخرهم ،فيقوألوأن :لقد كان بهذه مرة
ماء ،وأيحضر نبي ال عيسى وأأصحابه حتى يكوأن رأس الثوأر لحدهم خي الر من مائة دينار لحدكم
اليوأم ،فيرغب نبي ال عيسى وأأصحابه (8)،فيرسل ال عليهم الرندغف ).(9في رقابهم ،فيصبحوأن
س وأاحدة ،ثم يهبط نبي ال عيسى وأأصحابه إلى الرض فل يجدوأن في الرض فرسى) (10كموألت نف ف
موأضدع شبر إل مله دزدهعمهم ) (11وأنتنهم ،فيرغب نبي ال عيسى وأأصحابه إلى ال ،فيرسل ال طي الر
كأعناق البخت ) (12فتحملهم ،فتطرحهم حيث شاء ال ،ثم يرسل ال مط الر ل ديعكرن منه بيت مدفر وأل
ثم يقال للرض :أنبتي ثمرتك ؛ردي بركتك ،فيوأمئذ )(14
فيغسل الرض حتى يتركها كالدزلدفدهد
)(13
وأبر،
()1الجزلتين :القطعتين ،وأالغرض :الهدف .وأالمراد أنه يضربه ضربتين فيقطعه قطعتين وأيكوأن عببعد ما بين القطعتين بقدر رمية السهم إلى الهدف .نظر النهاية ،ابن الثير
()2بين مهروأدتين :أي لبس ثوأبين مصبوأغين بزعفران .انظر النهاية ،ابن الثير 5/258وأشرحا النوأوأي .5/788
()3الجمان :حب يتخذ من الفضة على هيئة اللؤلؤ ،انظر النهاية ابن الثير ،5/301وأشرحا النوأوأي .5/788
()4باب لعرد :قرية قريبة من بيت المقدس ،انظر النهاية ،ابن الثير 4/245وأشرحا النوأوأي .5/789
()5أي ل قدرة وأل طاقة ،انظر :شرحا النوأوأي على مسلم .5/789
()6لحررزهم إلى الطوأر :أي ضمهم إلى جبل الطوأر وأاجعله حر الز وأحفظال لهم ،انظر النهاية 1/366وأشرحا النوأوأي .5/789
()7المراد :يظهروأن من غليظ الرض وأمرتفعها ،انظر المفردات ،الراغب ،110وأالنهاية 1/349وأشرحا النوأوأي .5/789
()8المراد :يرغبوأن إلى ال وأيدعوأن .انظر النهاية ابن الثير .2/237وأشرحا النوأوأي .5/760
(10) ()9الدندغفف :دوأد يكوأن في أنوأف البل وأالغنم .انظر النهاية ،ابن الثير .5/87وأشرحا النوأوأي .5/789
()10فرسى :أي قتلى عمبفدترسين .انظر النهاية ،ابن الثير .3/428وأشرحا النوأوأي .5/789
()11الدزدهم :رائحة الجيفة .انظر النهاية ،ابن الثير .2/323وأشرحا النوأوأي .5/790
()13ل ديعكرن :ل يمنع من نزوأل الماء بيت مصنوأع من المدر -وأهوأ الطين الصلب ،وأل بيت من وأبر البل .انظر النهاية ،ابن الثير .5/145وأشرحا النوأوأي .5/790
وأفي هذا الحديث تفاصيل ينبغي الوأقوأف عليها ،لن بعض المعاصرين أنكروأا جملة الخبار التي
تحدث عن الدجال بدعوأى التعارض وأالضطراب.
ل :صفة الدجال الخلقية
أوأ ل
جاء في الحديث وأصف الدجال بأنه شاب شديد جعوأدة الشعر عينه طافئة،وأفي بعض النسخ)عينه
عنبة طافئة()(7وأالمراد تشبيه عينه بالحبة من العنب التي خرجت عن حد نبتة أخوأاتها،فظهرت من
)(8
بينها وأارتفعت
وأفي حديث ابن عمر عند الشيخين أنه أعوأر العين اليمنى )(9وأفي حديث حذيفة بن اليمان عند مسلم
)(10
أنه أعوأر العين اليسرى.
وأقد جعل الدكتوأر فتحي عيد يحيى وأعز الدين بليق تعارض ظاهر الروأايتين ذريعة لرد جميع ما
وأرد في أحاديث الدجال.
يقوأل الدكتوأر فتحي) :الحاديث على ظاهرها مشتملة على بعض المتعارضات ،فبعضها يصف
الدجال أنه أعوأر العين اليمنى .وأأخرى تصفه بأنه أعوأر العين اليسرى...وأذلك التعارض ل يقبل
)(11
التأوأيل أوأ التوأفيق(
()1قال ابن الثير) :أراد قشرها ،تشبيهال بقحف الرأس ،وأهوأ الذي فوأق الدماغ( .انظر النهاية ،ابن الثير .4/17
()3اللقحة :الناقه القريبة العهد بالنتاج .انظر النهاية ،ابن الثير .4/262
()4أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس ،كما تفعل البهائم .انظر النهاية ،ابن الثير 5/527وأشرحا النوأوأي .5/791
()6أخرجه المام مسلم في كتاب الفتن .20/2937وأأبوأ داوأد في كتاب الملحم 14/4321وأالترمذي في كتاب الفتن 59/2240وأابن ماجة في كتاب الفتن 33/4075
( )9
()11أشراط الساعة وأنظرية آخر الزمان رؤية جديده في ضوأء الكتاب وأالسنة فتحي عيد يحيى 72لم يذكر مكان الطبع وألسنته
وأقال) :وأالرأي عندي أن الحاديث لكوأنها من طريق الحاد وأصحيحة السناد ،فإنها ل تحمل حقيقة
)(1
توأاجد الدجال بتلك الصوأرة التي وأردت فيها ،لن ذلك من المسائل الغيبية التي تمس العقيدة(
وأيقوأل عز الدين بليق) :أحاديث المسيح الدجال أحاديث كثيرة متناقضة() (2وأذكر أمثلة على
التناقض منها قوأله) :هل هوأ أعوأر العين اليسرى كما في حديث حذيفة أم أنه أعوأر العين اليمنى -
)(3
كما في حديث ابن عمر ؟(
وأهكذا يعتمد البعض في إنكار ما تناقله المسلموأن جيلل عن جيل وأتوأاترت به جملة الخبار على
أمرين
الوأل :دعوأى التعارض في الخبار.
الثاني :أن الخبار الحاديه ل تثبت بها الموأر الغيبية.
أما المر الوأل فل نسلم دعوأى التعارض في صفة عيني الدجال وأل أنها لتقبل التأوأيل أوأ التوأفيق،
بل تقبله وأتقبل الترجيح:
أما التوأفيق :فالعوأر في اللغة العيب
قال الفيروأزآبادي) :الدعدوأر وأالععروأار ذهاب حس إحدى العينين ،وأالعائر كالععروأار كل ما أعل العين
)(4
كالرمد وأالقذى(
)(5
قال النوأوأي):وأكل عيني الدجال معيبة عوأراء ،إحداهما بذهابها ،وأالخرى بعيبها(
وأيمكن الترجيح بدل ضرب الخبار بعضها ببعض ،وأهوأ ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر فقال بترجيح
ما اتفق عليه الشيخان في حديث ابن عمرأن العوأر في عينه اليمنى على روأاية حذيفة رضي ال عنه
)(6
عند المام مسلم.
ثانيلا :مكان خروأجه:
يقوأل الدكتوأر فتحي محمد يحيى):وأمن التعارض اختلف الزمان وأالمكان الذي يخرج منه .ففي
بعض الروأايات أنه يخرج من قبل المشرق على البهام .وأفي حديث النوأاس عند مسلم أنه يخرج من
()1نفسه .71
()2موأازين القرآن وأالسنة للحاديث الصحيحة وأالضعيفة وأالمرفوأعة-عز الدين بليق .89 -طبعة دار الفتح بيروأت .1983
()3نفسه .99
.5/780 ()5وأنقله النوأوأي عن القاضي عياض ،1/410 ،وأانظر نحوأه في التذكرة في أحوأال الموأتى وأأموأر الخرة ،شمس الدين محمد بن أحمد القرطبي) 761هـ(تحقيق
()8يريد حديث عبد ال بن مسعوأد من طريق النعمان بن سالم ،وأهوأ عند مسلم في كتاب الفتن .22/2940
()10نفسه .99
وأعلى ما سبق من كلمه مؤاخذات عديدة.
الوألى :أنه ل يظهر أن التعارض بين الروأاية التي ذكر فيها العدد على سبيل التشكيك وأبين الروأاية
التي جزم فيها بالعدد أربعين .لنه شك من الراوأي ،ل من رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم حتى يقع
التعارض.
الثانية :استبعاد انتشار الدجال في الرض في تلك المدة ل يضعف الحديث غاية ما فيه أنه يستحيل
عادلة .وأالعقل ل يحيله ،وأالعوأائد قابلة للتغيير ،فقد كان في الماضي القريب يستحيل عادة أن ينتقل
الشخص من مكة إلى العراق مثلل في يوأم وأليلة .أما اليوأم فيمكن التنقل بينهما في ساعات معدوأدة.
الثالثة :يجوأز في ذكر اليام وأأنوأاعها أن يكوأن مجا الز عن شعوأر الناس ببطء مروأر الوأقت من شدة
)(1
ما يروأن من البلء
على أنه ل يستحيل عقلل أن يقوأم ال عز وأجل بتغيير دوأران الرض لينسجم مع حديث النبي صلى
ال عليه وأسلم.وأمما سبق يتبين لنا أن خروأج الدجال ثابت على سبيل القطع .وأأما من أنكر خروأجه
فإنما اعتمد على ضرب بعض الخبار بعضها ببعض بأقل شبهة تدوأر في الخاطر .وأعلى فرض
وأروأد بعض الخبار المتعارضة تعارضال ليمكن معه جمع وأل تأوأيل فإنما يتوأقف في صحة
المتعارضين .وأيبقى بعد ذلك في أخبار الدجال ما ل يحطها عن مرتبة المتوأاتر المعنوأي -وأال
أعلم.
وأدمدثل المنكرين لخروأج الدجال بدعوأى التعارض في أخباره كمثل قوأم جاءهم منذر بقدوأم جيش جرار
يتقدمه تسعة فرسان مدججين بالسلحا ،ثم أتاهم منذر آخر بقدوأم جيش يتقدمه سبعة فرسان مدججين
بالسلحا ،فقام أحدهم يهوأن عليهم المر وأيقعدهم عن التجهيز للقاء الجيش بدعوأى تناقض الخبار
وأاضطرابها - .وأال أعلم.
()2بلغت خمسة وأسبعين حديثلا ،ثم ذكر بعدها عددال من الثار وأقال) :هذه مائة خبر وأخبر من المرفوأع وأالموأقوأف( ،انظر التصريح بما توأاتر في نزوأل المسيح .293
()3عقيدة أهل السلم في نزوأل عيسى عليه السلم ،أبوأ الفضل عبد ال بن محمد الصديق الغماري الحسني ،12طبعة عالم الكتب بيروأت 1986
)(1 وأالباقي منجبر(.
وأتحت هذا الصل الثابت على سبيل التوأاتر المعنوأي أخبار آحاد فيها صفة نزوأله عليه السلم،
وأمكان نزوأله ،وأأعماله التي يقوأم بها قبل نزوأله.
أوألل _ سبق في حديث النوأاس بن سمعان أن عيسى عليه السلم ينزل بين دمبهروأدتين،وأقال الشيخ
لوألى في تفسير هذه الجملة أن ذلك إشارة إلى نزوأله على الحال التي رفع عليها إلى
عبد الفتاحا :ا د
وأسبق أنه ينزل معه ملكان. )(2
السماء(
وأقد وأرد في مسند أحمد وأصف الملكين في حديث سفينة موألى رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم وأفيه:
)معه ملكان من الملئكة يشبهان نبيين من النبياء ،وألوأ شئت سميتهما بأسمائهما وأأسماء آبائهما،
وأاحد منها عن يمينه وأالخر عن شماله .(3)(...وأقد نص الحافظ ابن كثير على نكارته فقال):تفرد به
)(4
أحمد ،إوأاسناده ل بأس به ،وألكن في متنه غرابة وأنكارة(
ثانيلا :ما جاء في مكان نزوأله عليه السلم :سبق في حديث النوأاس بن سمعان أنه ينزل عند المنارة
البيضاء بدمشق.
ثالثا :أعماله التي يقوأم بها:
أخرج المام البخاري بسنده من حديث أبي هريرة رضي ال عنه قال) :قال رسوأل ال صلى ال عليه
وأيقتل )(5
وأسلم وأالذي نفسي بيده ليوأشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمال مقسطلا ،فيكسر الصليب
)(6
الخنزير
)(8
وأيفيض المال حتى ل يقبله أحد( )(7
وأيضع الجزية
وأيقوأم المسيح عليه السلم بقتل الدجال ،على ما صحت به الخبار من حديث النوأاس بن سمعان
وأقد سبق
()1نظره عابرة في مزاعم من ينكر نزوأل عيسى عليه السلم قبل الخرة ،محمد زاهد الكوأثري ) 1371هـ( 75طبعة دار الجيل ،القاهره .1987
5/221 ()3
()5يحتمل أن يكوأن المراد كسر الصليب حقيقة،وأ يحتمل أن يكوأن المراد إبطال دين النصرانية ،انظر :فتح الباري ،6/608وأالتصريح ،الكشميري ،92وأالساس في
()6المراد أنه يأمر بقتل الخنزير مبالغة في تحريم أكله ،انظر :فتح الباري 4/521وأالتصريح الكشميري .92وأالساس في العقائد ،سعيد حوأى .3/1094
()7المراد أنه ل يقبلها ،وأل يقبل من الكفار إل السلم أوأ القتل .انظر :شرحا النوأوأي على مسلم ،1/370وأفتح الباري .6/608وأالساس في العقائد سعيد حوأى .3/1094
()8أخرجه البخاري في كتاب البيوأع ،102/2222وأفي كتاب النبياء ،49/3448وأمسلم في كتاب اليمان 71/155وأالترمذي في كتاب الفتن .54/2233
)(10
وأالمام أحمد )(9
وأله شوأاهد من حديث عبد ال بن عمروأ بن العاص رضي ال عنهما عند مسلم
)(11
وأمجمع بن جارية النصاري عند الترمذي
وأآحاد هذه الخبار إوأان لم تصل إلى درجة التوأاتر ،فل وأجه لنكارها لن فيها إخبا الر عن أمر غيبي
ل يعارض عقلل وأل شرعلا ،فيجب فيها أصل التصديق ،وأل يجب فيها العتقاد الجازم الذي يكفر
منكره.
في خروأج يأجوأج وأمأجوأج
وأخروأجهم قبل يوأم القيامة ثابت على سبيل )(5
يأجوأج وأمأجوأج) (4طائفتان من ذرية آدم عليه السلم
القطع وأاليقين من وأجهين:
الوأل :توأاتر القدر المشترك بين أخبار كثيرة متفرقة ،فيها أوأصافهم ،وأما يقوأموأن به من إفساد
في الرض ،وأما يسلطه ال عز وأجل عليهم لهلكهم ،وأهذه الخبار إوأان كانت ظنية في أفرادها ،إل
)(6
أنها تدل على قدر مشترك بينها على سبيل القطع
()9في كتاب الفتن وأأشراط الساعة 23/2940وأالنسائي في الكبرى كما في تحفة الشراف .6/391
()10المسند .2/166
) ()4يأجوأج( من )ديبفرعوأل( )وأدمأجوأج( )دمبفعوأل( .انظر معاني القرآن ،أبوأ الحسن سعيد بن مسعدة )الخفش الوأسط( ) 215هـ( تحقيق د -فائز فارس 2/399طبعة الكوأيت
.1979 -وأقال الراغب :أجيج النار وأأرجتها ،وأيأجوأج وأمأجوأج منه ،شبهوأا بالنار المضطرمة وأالمياه المتموأجة لكثرة اضطرابهم.انظر المفردات .10
()6نص على توأاترها الكتاني في نظم المتناثر 242وأقد جمع ابن كثير طرفال منها في النهاية 201-1/194وأالقرطبي في التذكرة .815-11
الثاني :موأافقة هذه الخبار لصل في كتاب ال عز وأجل.
قال تعالى) :قالوأا يا ذا القرنين إن يأجوأج وأمأجوأج مفسدوأن في الرض فهل نجعل لك خرجال على أن
تجعل بيننا وأبينهم سدلا( إلى قوأله تعالى):فما اسطاعوأا أن يظهروأه وأما استطاعوأا له نفبال * قال هذا
)(1
رحمة من ربي فإذا جاء وأعد ربي جعله دكاء وأكان وأعد ربي حقلا(
)(2
وأقوأله تعالى):حتى إذا فتحت يأجوأج وأمأجوأج وأهم من كل حدب ينسلوأن وأاقترب الوأعد الحق(...
وأوأجه تحصيل القطع بموأافقة الخبار لهذه اليات هوأ تعيين الوأعد الوأارد فيها بما دلت عليه
الخبار من خروأجهم قبل قيام الساعة ليكوأن خروأجهم علمة من علمات الساعة.
وأتحت هذا الصل الثابت أخبار فيها تفصيل بذكر أوأصافهم وأأخبارهم:
فمن ذلك -1 :حديث النوأاس بن سمعان ،وأقد سبق.
-2أخرج المام البخاري بسنده عن زينب بنت جحش رضي ال عنها :أن النبي صلى ال
عليه وأسلم دخل عليها فزعال يقوأل :ل إله إل ال ،وأيل للعرب من شر قد اقترب ،فعلتح اليوأم من ردم
يأجوأج وأمأجوأج مثل هذه -وأحلق إصبعه ،البهام وأالتي تليها -فقالت زينب بنت جحش :فقلت يا
)(3 رسوأل ال :أنهلك وأفينا الصالحوأن ؟ قال:نعم ،إذا كثر الخبث(.
وأمن الملحظ أنه يشتهر على اللسنة ما ينقله المفسروأن من أوأصاف مرعبة لخلقتهم ،فمن ذلك ما
أخرجه الطبري عن وأهب بن منبه أنه قال في حديث طوأيل في قصة ذي القرنين ....) :فوأجدهم
على مقدافر وأاحد ،ذكرهم وأأنثاهم ،مبلغ طوأل الوأاحد منهم مثل نصف الرجل المربوأع منا ،لهم مخالب
في موأضع الظفار من أيدينا ،وأأضراس وأأنياب كأضراس السباع وأأنيابها ،وأأحناك كأحناك البل
قوأة .....عليهم من الشعر في أجسادهم ما يوأاريهم ...وألكل وأاحد منهم أذنان عظيمتان ،إحداهما وأبرة
ظهرها وأبطنها ،تددسعانه إذا لبسهما ،يلتحف أحدهما وأيفترش )(4
ظهرها وأبطنها.وأالخرى زغبة
)(5
الخرى(....
وأوأهب بن منبه قال الذهبي في ترجمته) :من أحبار التابعين ....وأكان ثقة صادقلا ،كثير النقل من
()3في كتاب النبياء .3598 ،7/3346وأفي كتاب المناقب 25/3598وأالفتن .4/7059،8/7135وأالخبث هوأ النجاسة ،وأالمراد إذا اكثر الفسق وأالفجوأر،انظر:النهاية،ابن
الثير 2/6وأمسلم في كتاب الفتن .1/2880وأالترمذي في الفتن 23/2187وأابن ماجة في الفتن 9/3953وأأخرج البخاري نحوأه من حديث أبي هريرة في كتاب النبياء
()4الدوأبر:ما يكسوأ الجمل.انظر:النهاية،ابن الثير 5/144وأالزغب:صغار الريش أوأل ما ينبت.انظر:النهاية،ابن الثير .2/304
وأأخرج المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم:
)(9
)ل تقوأم الساعة حتى تقاتلكم أمة ينتعلوأن الشعر وأجوأههم مثل الدمدجاسن المطرقة(
(
وأفي روأاية أخرى ....) :حتى تقاتلوأا قوأمال صغار العين عذبلف الععنف
)(11) (10
وأمن الملحظ أن لمن المعاصرين دمبن يجتهد في تطبيق هذا الوأصف على قوأم معينين .كالمغوأل
أوأ التتار أوأ الصينيين ،فمن ذلك قوأل الدكتوأر فتحي تعليقال على حديث زينب رضي ال عنها -وأقد
سبق :-
()7الدمدجارن .جملع،وأالحعده :لمدجرن وأهوأ الترس .وأالمجان المطرقة :الترس التي كسيت جلدلا ،وأالمراد تشبيه وأجوأههم بها لستدارتها وأغلظ لحمها وأدبدشرتها.انظر النهاية،ابن
()8انظر مسند أحمد .5/271وأرجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوأائد ،الهيثمي .8/6
()9في كتاب الفتن .18/2912وأأخرجه البخاري في كتاب الجهاد 2929 ،95/2928وأأبوأ داوأد في كتاب الملحم .9/4303وأالترمذي في الفتن .40/2215وأابن
صعر النف وأانبطاحه .وأالدعنف :جمع قلة للدبنف انظر النهاية ،ابن الثير .2/165 )( الدذلد د ل
ف :ق د 10
()2كبرى اليقينيات الكوأنية 272وأانظر نحوأه في الساس في العقائد ،سعيد حوأى .2/1032
()3نص على توأاتر القدر المشترك في أخبار الدابة الكتاني في نظم المتناثر 2420وأقد جمع الحافظ ابن كثير طرفال من هذه الخبار في تفسيره ،379-3/388وأفي نهاية
الفتن .214-1/208
()1عند الكل ،انظر النهاية ابن الثير 2/89اللخوأان :ما يوأضع عليه الطعام
()2في كتاب التفسير .28/3187وأقال :وأهذا حديث حسن غريب ،وأابن ماجة في الفتن .31/4066
3/127 ()3
1/278 ()4
()5اللفبتر :المسافة بين أعلى البهام وأأعلى السبابة من أصابع اليد ،وأاللشببر :ما بين أعلى البهام وأأعلى الخنصر ،انظر القاموأس ،الفيروأزآبادي )فددتر( 2/107وأ )دشدبر(
2/55
2/634 ()8
()9تفسيره 20/14
وأعطية بن سعد العوأفي ترجمه الذهبي في الميزان ،وأنقل تضعيفه عن ابن معين ،وأأحمد بن حنبل
)(1
وأالنسائي ،وأدجدماعفة غيرهم.
رابعلا :أخرج أبوأ يعلى في مسنده عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أنه قال) :أل أريكم المكان
الذي قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم :أن دابة الرض تخرج منه فضرب بعصاه الشق الذي في
صدر الفرس) (2الجوأاد ثلثة أيام وأثلث ليافل،
الصفا ،فقال) :إنها ذات ريش وأزغب ،إوأانه ليخرج ثعلثها عح ب
إوأانها لتمر عليهم ،إوأانهم ليفروأن منها إلى المساجد ،فنقوأل لهم :أتروأن المساجد تنجيكم مني ؟
)(4
فتخطمهم) (3فيتنافروأن في السوأاق ،وأتقوأل :يا كافر ،يا مؤمن(
)(6
قال الهيثمي) :فيه ليث بن أبي سليم وأهوأ مدلس( )(5
إوأاسناده ضعيف
خامسلا :وأأخرج المام الطبري بسنده عن حذيفة بن اليمان أنه قال :ذكر رسوأل ال صلى ال عليه
وأسلم الدابة فقال حذيفة :قلت :يا رسوأل ال ،من أين تخرج ؟ قال :من أعظم المساجد حرمة على
ال ،بينما عيسى يطوأف بالبيت وأمعه المسلموأن إذ تضطرب الرض تحتهم ،وأعتحررك القناديل ،وأينشق
الصفا مما يلي المسعى ،وأتخرج الدابة من الصفا ،أوأل ما يبدوأ رأسها ،عملدرمعة ذات دوأدبر وأريش،لم
يدركها طالب ،وألن يفوأتها هارب تدلسم الناس مؤملن ،وأكافر -أما المؤمن فتترك وأجهه وأكأنه كوأكب
)(7
دري ،وأتكتب بين عينيه -مؤمن -وأأما الكافر فتكنت بين عينيه نكتةل سوأداء -كافر (-
وأفي إسناده ضعف ،لنه من طريق عصام بن رروأاد بن الجراحا عن أبيه ،عن سفيان الثوأري
)(8
وأعصام ترجمه الذهبي في الميزان وأقال) :لرينه الحاكم(
وأأبوأه رروأاد :ترجمه الذهبي في الميزان وأقال) :قال أحمد بن حنبل :ل بأس به صاحب سنة ،إل أنه
)(9
حدث عن سفيان بمناكير ...وأقال البخاري :رروأاد عن سفيان كان قد اختلط ،ل يكاد يقوأم(
3/80 ()1
( )2
طدمت البعير( إذا دكدوأيعته خطال من النف إلى أحد دخرديله ،وأتسمى تلك اللسمة اللخطام ،انظر النهاية ،ابن الثير .2/50
()3فتخطمهم :أي فتسمهم ،من )دخ د
()4أخرجه برقم ) .10/67 (57033من طريق ليث بن أبي سليم عن سعيد بن عامر بن ابن عمر.
(()5قال محققه) :إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم( 10/65وأليث بن أبي سليم ترجمه الذهبي وأنقل تضعيفه عن يحيى بن معين وأالنسائي وأغيرهم ،انظر الميزان
.421-3/420
()7تفسيره .20/15
()4المعازف :الدفوأف وأغيرها مما يضرب عليه .انظر النهاية ،ابن الثير .3/230
()8عبد ال بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر الخطاب .انظر ترجمته في الميزان ،الذهبي .2/465
.2/564 ()1
.2/54 ()3
()6نص على التوأاتر في هذه المسألة الكتاني في نظم المتناثر ،241وأابن كثير في النهاية ،1/222وأقد أخرج ابن مندة جمعال من هذه الحاديث في كتاب اليمان
()4في كتاب الفتن .42/2217وأالمام أحمد في المسند 2/8،53،69،99وأأبوأ يعلى في مسنده برقم ) (5551وأقال محققه :إسناده صحيح.9/223.
()5من القيلوألة ،وأهي النوأم في الظهيرة .انظر مقاييس اللغة ،ابن فارس)قيل( .5/45وأمختار الصحاحا ،الرازي .559
()6في كتاب الرقاق .44/6522وأمسلم في كتاب الجنة ،14/2861وأالنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة .10/120
()7في كتاب أحاديث النبياء .1/3329وأفي كتاب مناقب النصار 51/3938وأفي كتاب التفسير .6/4480وأأخرجه المام أحمد في مسنده ،3/108،211وأأبوأ يعلى
()1قالت :من القليلوألة وأهي الستراحة في القائلة .وأالقائلة نصف النهار .انظر القاموأس )قيل( .4/42
()3مهاجر إبراهيم :المراد بها بلد الشام ،انظر النهاية ،ابن الثير .5/244
()8التذكرة 745
جدال من جنب المدينة الشرقي وأراء الحرة ،توأاتر العلم بها عند جميع أهل الشام وأسائر البلدان
الخرى().(1
فإذا وأقعت فكيف تكوأن آخر الشراط وألم يظهر قبلها العلمات الخرى؟
يقوأل السقاف):وأبين تلك السنين وأالن سنين كثيرة،فهذه ليست من علماتها الكبرى التي هي
كالخزرات المتتاليات( وأعد السقاف هذا من الضطراب وأالتخالف ).(2
وأالصحيح أن خروأج النار من الحجاز يعد من علمات الساعة الصغرى ،وأخروأجها من عدن علمة
أخرى من علماتها الكبرى.
يقوأل النوأوأي):وأليس في الحديث أن نار الحجاز متعلقة بالحشر بل هي آية من أشراط الساعة
)(3
مستقلة(
وأل يضر في هذا أن يكوأن بيننا وأبين النار التي خرجت في الحجاز سنين كثيرة ،لنه ثبت فيما
أخرجه مسلم رحمه ال بسنده عن سهل بن سعد رضي ال عنه أنه قال :سمعت رسوأل ال صلى ال
عليه وأسلم يشير بإصبعه التي تلي البهام وأالوأسطى .وأهوأ يقوأل):بعثت أنا الساعة كهاتين ،وأيقرن
وأقد نص الكتاني على توأاتره ).(5وأفي عصرنا الحاضر ،وأفي ضوأء المكتشفات )(4
بين إصبعيه(
العلمية الحديثة يتقرب هذا المعنى إلى الذهان ،فقد جاء في موأسوأعة المعرفة أن العلماء يعتقدوأن أن
وأعمر النسان على هذه الرض يمتد )(6
عمر الرض ابتدأ منذ نحوأ أربع آلف مليوأن سنة مضت،
إلى نحوأ من مليوأن سنة مضت )،(7وأهذه الرقام تقرب إلى الذهان وأجه عد بعثة النبي صلى ال
عليه وأسلم علمة من علمات الساعة الصغرى .وأمن باب الوألى أن تكوأن النار التي أخبر النبي
صلى ال علية وأسلم بخروأجها من الحجاز علمة صغرى من علمات الساعة .وأعلى هذا فل
إشكال وأل تعارض.
وأذكر السقاف إشكالل آخر وأهوأ أنه قد وأرد في بعض الحاديث أن النار التي تخرج من قعر عدن
)(8
هي أوأل الشراط وأفي أحاديث أخرى أنها آخر الشراط.
( )1
()7نفسه 27
وأعفسر قـوأله تعـالى) :يثبت ال الذيـن آمنوأا وأعـملوأا الصـالـحات بالقوأل الثابت في الحياة الدنيا وأفي
)(5
الخرة() (4بالتثبيت عند سؤال الملكين.
وأيدل عليه ما أخرجه البخاري بسنده عن البراء بن عازب رضي ال عنهما عن النبي صلى ال
عليه وأسلم قال):إذا أعبقلعد المؤمن في قبره عأتي ،ثم شهد أن ل إله إل ال وأأن محمدال رسوأل ال فذلك
)(6
قوأله" :يثبت ال الذين آمنوأا بالقوأل الثابت "(
ف في حجيتها ،فمن ذلك:
وأتحت هذا الصل الثابت على سبيل القطع أخبار آحاد مختل ل
ل :ما جاء في تصوأير أهوأال القبر وأنعيمه:
أوأ ل
أخرج الترمذي بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه قال) :دخل رسوأل ال صلى ال عليه
وأسلم مص ر
له فرأى عأناسال كأنهم يكتشروأن ) (7قال :أما إنكم لوأ أكثرتم ذكر هادم اللذات لشغلكم عما ع د
فأكثروأا من ذكر هادم اللذات -الموأت -فإنه لم يأت على القبر يوأم إل تكلم فيه ،فيقوأل: أرى
أنا بيت الغربة ،وأأنا بيت الوأحدة ،وأأنا بيت التراب ،وأأنا بيت الدوأد ،فإذا دفن العبد المؤمن قال له
ت لحب من عيشي على ظهري إلي ،فإذا عوأسليعتك اليوأم ،وأصلر د
ت إلي ل ،أما إبن كن د
القبر :مرحبال وأأه ل
()1نص على توأاترها من المحدثين وأالزبيدي في لقط اللئ ،213وأالكتاني في نظم المتناثر ،133-132وأمن المتكلمين اليجي في الموأاقف ،382وأالتفتازاني في شرحا
المقاصد .5/112
()6في كتاب الجنائز 86/1369وأفي كتاب التفسير ،2/4699وأأخرجه مسلم في كتاب الحنة وأصفه نعيمها 17/2871وأأبوأ داوأد في كتاب السنة ،27/4750وأالترمذي
في التفسير ،14/3120وأالنسائي في كتاب الجنائز ،انظر شرحا سنن النسائي ،السيوأطي ،4/101وأابن ماجة في كتاب الزهد .32/4269
()7يكتشروأن :قال ابن الثير :الدكبشر ظهوأر السنان للضحك ،انظر النهاية .4/167
فسترى من صنيعي بك قال :فيتسع له مد بصره ،وأيفتح له باب إلى الجنة ،إوأاذا دفن العبد الفاجر أوأ
ت لبغض من عيشي على ظهري إلي ،فإذا عوأسليت د
ك ل ،أما إبن كن د
الكافر قال له القبر :ل مرحبال وأل أه ل
ت إلي،فسترى صنيعي بك،قال :فليتئم عليه وأتختلف أضلعه،قال :قال رسوأل ال صلى اليوأم ،وأ ل
صبر د
ال عليه وأسلم بأصابعه ،فأدخل بعضها في جوأف بعض قال :وأيقيض ال له سبعين تنينلا ،لوأ أن
وأاحدال منها نفخ في الرض ما أنبت شيئال مابقيت الدنيا ،فيبندهشدنه وأديبخلدشنه حتى يفضي به الحساب،
قال:
)(1
قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم :القبر روأضة من رياض الجنة أوأ حفره من حفر النار(
وأهوأ خبر ضعيف السناد ).(2وأفي متنه تفصيل لهوأال القبر وأنعيمه التي ثبتت بالتوأاتر المعنوأي
فيكوأن الخبر شارحال وأشاهدال لما ثبت قطعلا ،وأل يجب اليمان بهذا الخبر على التفصيل الوأارد فيه ،وأل
يكفر منكره ،وأل حرج أيضال في تصديقه ،إذ ل يخالف عقلل وأل شرعلا.
ثانيلا :الخبار الوأاردة في ضغطة القبر
أخرج النسائي بسند رجاله ثقات عن ابن عمر عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قال):هذا الذي
تحرك له العرش ،وأفتحت له أبوأاب السماء ،وأشهد له سبعوأن ألفال من الملئكة ،لقد ضم ضمة ،ثم فررج
)(3
عنه(
وأأخرج الحافظ ابن حبان بسنده عن عائشة رضي ال عنها عن النبي صلى ال عليه وأسلم قال:
)(4
)للقبر ضغطة لوأ نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ(
()2لنه غريب تفرد به عطية بن سعد العوأفي ،وأهوأ ضعيف كما في ميزان العتدال ،الذهبي ،3/79وأتفرد به عنه عبد ال بن الوأليد ،وأهوأ ضعيف كما في الميزان
.3/17وأالقاسم بن الحكم العرني نقل الذهبي تضعيفه عن أبي زرعة الرازي ،وأأبي حاتم .انظر ميزان العتدال .3/370وأأخرجه المام أحمد 3/38وأأبوأ يعلي موأقوأفال على
أبي سعيد رضي ال عنه )2/491 (1329وأابن حبان في كتاب الجنائز 15/3121وأانظر الهيثمي في مجمع الزوأائد ،3/55وأهوأ عند جميعهم من طريق دراج ،أبي السمح
المصري ،ترجمه الذهبي ،وأنقل تضعيفه عن النسائي وأأبي حاتم الرازي وأالدارقطني ،انظر ميزان العتدال .25-2/24وأله شاهد من حديث أبي هريرة ،أخرجه الطبري في
تفسيره ،16/228وأابن حبان في كتاب الجنائز 15/3123وأالهيثمي في مجمع الزوأائد .7/67وأهوأ عند جميعهم من طريق دراج عن عبد الرحمن بن حجيره عنه ،وأهوأ
()3في كتاب الجنائز ،باب ضمة القبر وأضغطته 4/100من طريق إسحاق بن إبراهيم عن عمروأ بن محمد العنقري عن ابن إدريس عن عبيد ال عن نافع.
(()4أخرجه عبد ال بن أحمد في كتاب السنة حا ) (1412من طريق عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة رضي ال عنها وأفيه انقطاع ،لن نافعال لم يسمع عائشة
وأوأصله ابن حبان من طريق صفية بنت أبي عبيد مسعوأد الثقفية عن عائشة رضي ال عنها في كتاب الجنائز 15/3112وأقال محققة الشيخ شعيب الرناؤوأط ،إسناد
صحيح على شرط مسلم انظر الحسان .7/379أخرجه المام أحمد 6/55من طريق سعد بن إبراهيم بهذا السناد ،وأالطحاوأي في شرحا مشكل الثار ،إل أنهم لم يسموأا
صفية ،فقال أحمد :عن إنسان وأقال الطحاوأي :عن امرأة ابن عمر.
وأأخرج المام أحمد بسنده عن حذيفة رضي ال عنه قال :كنا مع رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم
في جنازة ،فلما بلغ القبر قعد رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم على حافته ،أوأ على شفته -فجعل
)(2
وأعيمل على الكافر نا لرا( )(1
ينظر فيه ،ثم قال) :عيضغط المؤمن في هذا ضغطة تزوأل منها حمائله
وأقال الحافظ الهيثمي :فيه محمد بن جابر ،وأهوأ ضعيف).(3
وأأخرج عبد ال بن أحمد بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وأسلم
)(4
صلى على صبي أوأ صبيه قال) :لوأ نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي(
)(5
وأفي إسناده ضعف.
وأأخرج عبد ال بن أحمد بسنده عن أبي المتوأكل الناجي أن سعد بن معاذ لما وأضع في قبره تأوأه
النبي صلى ال عليه وأسلم ثلث مرات ،وأقال " :أوأه ،أوأه ،أوأه " ثم قال) :لوأ كان أحد ينفلت منها
)(6
لنفلت منها سعد بن معاذ(
وأالحاصل أنه يصح في أسانيد ضغطة القبر إسنادان الوأل عن ابن عمر رضي ال عنها عند
النسائي ،وأالثاني عن عائشة رضي ال عنها عند ابن حبان...
وأباقي السانيد ضعيفة وألكن يشهد لها هذان الحديثان.
وأليمكن ادعاء تحصيل القطع بمجموأع هذه السانيد .فالخبر ظني الثبوأت وألهذا ليجب العتقاد
الجازم بثبوأته وأيكفي فيه أصل التصديق.
وأمما يجب الشارة إليه أن ظاهر أحاديث ضمة القبر تعارض ظاهر أحاديث نعيم القبر التي ذكر
فيها توأسيع قبر المؤمن.
وأمنها ما أخرجه المام أحمد بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه قال :شهدت مع رسوأل ال
صلى ال عليه وأسلم جنازة ،فقال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم) :يا أيها الناس لإن هذه المة تبتلى
في قبوأرها فإذا النسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق ،فأقعده .قال :ما تقوأل في
هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنال قال :أشهد أن ل إله إل ال ،وأأن محمدال عبده وأرسوأله .فيقوأل له:
()1الحمائل :عروأق النثيين ،وأيحتمل أن يراد موأضع حمائل السيف،أي عوأاقه وأصدره وأأضلعه.انظر النهاية ابن الثير 1/422
()2المسند ،5/407وأأخرجه عبد ال بن أحمد في كتاب السنة ) (1462من طريق محمد بن جابر عن عمروأ بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة رضي ال عنه.وأمحمد
بن جابر هوأ اليمامي السحيمي ،ترجمه الذهبي ،وأنقل تضعيفه عن ابن معين وأالنسائي وأالبخاري وأغيرهم من الئمة .انظر الميزان 3/496وأأبوأ البختري الطائي صدوأق لم
()4في كتاب السنة ،2/602 ،1435 ،1434من طريقين عن حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد ال بن أنس عن أنس بن مالك رضي ال عنه.
()5لضعف ثمامة بن عبد ال كما في ميزان العتدال،الذهبي ،1/372وأقد ساق الذهبي هذا الحديث في ترجمته وأنص علىنكارته
()6كتاب السنة ) 2/617 (1467وأهوأ موأقوأف على أبي المتوأكل علي بن داوأد الناجي.
صدقت ،ثم يفتح له باب إلى النار ،فيقوأل :هذا منزلك لوأ كفرت بربك ،فأما إذا آمنت بربك فهذا
)(1
منزلك .فيفتح له باب الجنة ،فيريد أن ينهض إليه .فيقوأل له :اسكن ،وأيفسح له في قبره(...
وأأخرج الترمذي نحوأه بألفاظ متقاربة من حديث أبي هريرة رضي ال عنه ،وأفيه أن رسوأل ال صلى
ال عليه وأسلم قال...) :فيقوألن :ما كنت تقوأل في هذا الرجل .فيقوأل ما كان يقوأل):هوأ عبد ال
وأرسوأله .أشهد أن ل إله إل ال وأأن محمدال عبده وأرسوأله .فيقوألن :قد كنا نعلم أنك تقوأل هذا ثم يفسح
له في قبره سبعوأن ذراعال في سبعين .إوأان كان منافقال قال :سمعت الناس يقوألوأن :فقلت مثله ،ل
أدري .فيقوألن :قد كنا نعلم أنك تقوأل ذلك .فيقال للرض :التئمي عليه ،فتلتئم عليه :فتختلف فيها
)(2
أضلعه فل يزال فيها معذبا حتى يبعثه ال من مضجعه ذلك(
وأل عتحمل ألفاظ الحديث على ظاهرها .لن اختلف الضلع وأدخوأل بعضها في جوأف بعض ليس
المراد به ظاهره ،بل المراد به ما يتناسب مع عالم البرزخ ،وأما يحكمه من قوأانين تختص بكيفية تعلق
الروأحا بالبدن.
يقوأل على القاري):اعلم أن الروأحا لها بالبدن خمسة أنوأاع من التعلق متغايرة الحكام:
الوأل :تعلقها به في بطن الم جنينلا .وأالثاني :تعلقها به بعد خروأجه إلى وأجه الرض.
وأالثالث :تعلقها به في حال النوأم ،فلها به تعلق من وأجه وأمفارقة من وأجه .وأالرابع :تعلقها به في
البرزخ ،فإنها إوأان فارقته وأتجردت عنه ،فإنها لم تفارقه فراقال كليال بحيث ل يبقى لها إليه التفات البتة.
وأالخامس :تعلقها به يوأم بعث الجساد .وأهوأ أكمل أنوأاع تعلقها به ،إذ ل يقبل البدن معه موأتلا ،وأل
نوأملا،وأل شيئال من الفساد.
وأالحاصل أن أحكام الدنيا على البدالن ،وأالروأاعحا تبع لها .وأأحكام البرزلخ على الروأالحا ،وأالبداعن تبع
)(3
لها .وأأحكام الحشر وأالنشر على الروأاحا وأالجساد جميعلا(.
وأفي مسألتنا يكوأن كلم القبر وأاختلف أضلع الميت بما يتناسب مع عالم البرزخ فل يرد على هذا
الخبر
وأغيلره من أخبار عذاب القبر أن يقال :دنببش القبوأر بعد مدة من الدفن درل على سلمة أعضاء
الموأات.
()1المسند .3/3وأقال الهيثمي في مجمع الزوأائد :3/74روأاه أحمد وأالبزار وأرجاله رجال الصحيح .وأأخرجه ابن حبان في صحيحه) .(3113انظر الحسان .7/380
()2في كتاب الجنائز ،71/1071وأقال الترمذي) :حديث حسن غريب( وأأخرجه ابن حبان في صحيحه ،انظر الحسان ).7/386حا (3117وأابن أبي عاصم في
()3شرحا الفقه الكبر .105وأانظر نحوأه في لوأامع النوأار البهية ،السفاريني 2/28وأشرحا الباجوأري على الجوأهرة .364وأالساس في العقائد ،سعيد حوأى .3/1190
شرحا الفقه الكبر .105وأانظر نحوأه في لوأامع النوأار البهية ،السفاريني 2/28وأشرحا الباجوأري على الجوأهرة .364وأالساس في العقائد ،سعيد حوأى .3/1190
قال الغزالي):إياك أن تنكر شيئال من عجائب يوأم القيامة لمخالفته قياس ما في الدنيا .فإنك لوأ لم تكن
قد شاهدت عجائب الدنيا ،ثم عرضت عليك قبل المشاهدة لكنت أشد إنكا الر لها .وأفي طبع الدمي
)(1
إنكار ما لم يأنس به(...
وأظاهره هذه الحاديث يشير إلى ما يلقاه الميت بعد دفنه .فإن كان مؤمنال يفسح له في قبره وأيفتح له
باب إلى الجنة .وأليس فيها أنه يعاني شيئال من أهوأال القبر.
وأقد ذكر القاري وأجهال للجمع بين هذه الخبار .فقال...):ضغطته بالنسبة إلى المؤمن على هيأة
معانقة الم الشفيقة إذا قدم وألدها من السفر() (2وأقال الزبيدي...):أصل ضمة القبر أن الرض أمهم،
وأمنها خلقوأا .فغابوأا عنها الغيبة الطوأيلة ،فلما عردوأا إليها ضمتهم ضمة الوأالدة التي غاب وألدها ،ثم
)(3
قدم عليها فمن كان ل مطيعال ضمته برأفة وأرفق ،وأمن كان عاصيال ضمته بعنف لسخطها عليه(.
وأضغطة القبر سوأاء كانت ضغطة حنان أوأ ضغطة عذاب ليس المراد بها ظاهرها بل المراد ما
يتناسب مع عالم البرزخ وأكيفية تعلق الروأحا بالبدن في عالم البرزخ-.كما سبق بيانه -وأال أعلم
()1الحياء 1/102
()2إتحاف المتقين 10/422بتصرف يسير ،وأ قد أفادني أستاذي المشرف بنحوأ ما سبق ثم وأجدته عند الزبيدي وأالقاري.
()3هذه الشفاعة ثابتة من طرق كثيرة عن اثني عشر صحابيال وأهي مخرجة في الكتب التي عنيت بجمع المتوأاتر انظر :لقط اللئ ،الزبيدي ،78-75وأنظم المتناثر،
الكتاني .245
()5مجاهد بن جبر :قال الذهبي في ترجمته :المقرئ المفسر ،أحد العلم الثبات مات سنة ) 104هـ( الميزان .3/439
()7الرافضة فرقة رفضت إمامة زيد بن علي ،ثم لزم هذا السم كل من غل في التشيع وأأبغض السلف .انظر الزينة ،أبوأ حاتم الرازي .270
.2/380 ()8
عباد،وألنه خالف من هوأ أوأثق منه فيما نقله عن مجاهد في تفسير المقام المحموأد فأخرج الطبري من
عن مجاهد أنه فسر قوأله تعالى) :عسى أن يبعثك ربك مقامال محموأدلا( )(1
طريقين عن ابن نجيح
فقال) :شفاعة محمد يوأم القيامة(.
وأقد نص الحافظ الذهبي على نكارة ما نسب إلى مجاهد )(3
وأمن طريق ابن جريج) (2عن مجاهد مثله
رحمه ال فقال) :وأمن أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوأله " :عسى أن يبعثك ربك مقامال
محموأدال " قال:يجلسه معه على العرش( (4).وأوأجه نكارته أن تفسير المقام المحموأد بالشفاعة ثابت
بالسانيد الصحيحة عن العدد من الصحابة ،وأسيأتي ذكرها بعد قليل إن شاء ال.
وأقال اللباني) :تفسير المقام المحموأد بالقعاد على العرش مخالف لما في الصحيحين وأغيرهما أن
المقام المحموأد هوأ الشفاعة العظمى ،وأهوأ تفسير مقطوأع ،غير مرفوأع عن النبي صلى ال عليه
وأسلم ،وألوأ صح ذلك مرسلل لم يكن فيه حجة ،فكيف وأهوأ مقطوأع موأقوأف على بعض التابعين ؟ إوأان
عجبي ل يكاد ينتهي من تحمس بعض المحدثين السالفين لهذا الحديث الوأاهي وأالثر المنكر
رده،وأاساءتهم الظن بعقيدته ...وأهب أن الحديث في حكم الحديث
إ وأمبالغتهم في النكار على من
المرسل ...فكيف تثبت به فضيله ؟! بل كيف يبنى عليه عقيدة أن ال تعالى يقعد نبيه صلى ال
وأقد أثبت تفسير المقام المحموأد بالقعاد على العرش بعض )(5
عليه وأسلم معه على عرشه(
وأنقله عن )(6
المحدثين ،على رأسهم المام ابن قيم الجوأزية -رحمه ال -في كتابه بدائع الفوأائد
بعض المحدثين ،كما نقله عن الدار قطني في أبيات ذكرها هناك.
وأالعشاري )((8 )(7
قال السقاف)وأل تصح نسبتها للدارقطني،لن في سندها إليه كذابين.وأهما ابن كادش
)(9
()2ابن جريج :عبد الملك .ثقة فقيه انظر ترجمته في التقريب .1/520
()7هوأ أبوأ العز أحمد بن عبيد ال ،قال الذهبي في ترجمته )أقر بوأضع حديث وأتاب وأأناب( ميزان العتدال .1/118
()8هوأ محمد بن علي بن عطية ،أبوأ طالب المكي ،قال الذهبي في ترجمته) :قال لي أبوأ ظاهر العلق :إن أبا طالب وأعظ ببغداد وأخلط في كلمه ،وأحفظ عنه أنه قال:
)ليس على المخلوأقين أضر من الخالق ،فبردعوأه وأهجروأه( ميزان العتدال .3/655
()10انظر مختصر العلوأ ،اللباني ،233وأيحيى بن صاعد من أعيان حفاظ الحديث من أهل بغداد )ت 318هـ( ،انظر ترجمته في العبر الذهبي ،وأالعلم ،الزركلي
.9/207
()4سماه سعيدال الجريري،وأهوأ سعيد بن إياس ،أبوأ مسعوأد الجريري .انظر ترجمته في الميزان .2/127وأقد روأاه ابن أبي عاصم عن عبدال ابن سلم موأقوأفال بسند ضعيف
()7الكامل في التاريخ ،أبوأ الحسن علي بن أبي الكرم)ابن الثير الجزري()630هـ( .تحقيق عبد الوأهاب النجار .6/206 ،الطباعة المنيرية-مصر 1353هـ .وأانظر تعليق
.297-299 ()9
وأمنها :ما أخرجه البخاري بسنده عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما أن رسوأل ال صلى ال عليه
وأسلم قال):من قال حين يسمع النداء :اللهم رب هذه الدعوأة التامة وأالصلة القائمة آت محمدال الوأسيلة
)(1
وأالفضيلة وأابعثه مقامال محموأدال الذي وأعدته ،حلت له شفاعتي يوأم القيامة(
وأمنها ما أخرجه البخاري بسنده عن ابن عمر رضي ال عنهما قال):إن الناس يصيروأن يوأم القيامة
عجثرال ) (2كل أمة تتبع نبيها ،يقوألوأن :يا فلن اشفع ،حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى ال عليه
)(3
وأسلم فذلك يوأم يبعثه ال المقام المحموأد(
وأمنها ما أخرجه الحافظ ابن خريمة بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه
)(4
وأسلم في قوأله " :عسى أن يبعثك ربك مقامال محموأدال " قال :هوأ المقام الذي أشفع فيه لمتي(
وأالقوأل بالقعاد على العرش فاسد من جهة العقل أيضلا.
يقوأل ابن حيان الندلسي ...):نص الكتاب ينادي بفساده من وأجوأه:
الوأل :أن البعث ضد الجلس ،وأبعث ال الميت :أقامه من قبره .فتفسير البعث بالجلس من
تفسير الضد بالضد .الثاني :لوأ كان جالسال تعالى على العرش لكان محدوأدال متناهيال محدثلا.
)(5 الثالث :أنه قال):مقاملا( وألم يقل :مقعدا .وأالمقام موأضع القيام ل موأضع القعوأد(.
وأبهذا يثبت أنه ل وأجه لتفسير المقام المحموأد بالشفاعة لهشاشة سنده وأسقامة متنه- .وأال أعلم-
المسألة الثانية :شفاعته صلى ال عليه وأسلم لهل الكبائر من أمته
دمرر بنا أن أصل الشفاعة لنبينا محمد صلى ال عليه وأسلم ثابت على سبيل القطع ،وأأن تحت
هذا الصل أخبار آحاد اختلف المسلموأن في الحتجاج بها أوأ ردها.
وأمن هذه الخبار الحادية ما وأرد في تحضيض الشفاعة لهل الكبائر من أمة سيدنا محمد صلى
ال عليه وأسلم وأهوأ :حديث )شفاعتي لهل الكبائر من أمتي(
أخرج الترمذي عن أنس بن مالك أن النبي صلى ال عليه وأسلم قال):شفاعتي لهل الكبائرمن أمتي(
)(6
()1كتاب التفسير ،11/4719وأأخرجه أبوأ داوأد في الصلة ،باب ما جاء في الدعاء عند الذان ) (529وأالترمذي في أبوأاب الصلة ،157/211وأالنسائي في كتاب
الذان ،انظر شرحا سنن النسائي ،السيوأطي 2/27وأابن ماجة في كتاب الذان وأالسنة فيها 4/722وأانظر تحفة الشراف .2/367
) ()2عجثرلا( جمع جاث وأهوأ الذي يجلس على ركبتيه انظر النهاية ،ابن الثير 1/239وأفتح الباري ،ابن حجر .8/510
()6في كتاب صفة القيامة ،110/2435وأابن خزيمة في التوأحيد .270وأالحاكم في المستدرك 1/69وأابن حبان .14/387جميعال من طريق عبد الرزاق عن معمر
عن ثابت به.وأقال الترمذي ،هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوأجه 4/540وأقال شعيب الرناؤوأط :إسناد صحيح على شرط مسلم انظر الحسان 14/387
وأكعب بن )(3
وأابن عباس )(2
وأابن عمر )(1
وأله شوأاهد من حديث جابر بن عبد ال رضي ال عنهما
عجرة) (4رضي ال عنهم
وأاختلف المسلموأن في إثبات شفاعة رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم لهل الكبائر من أمته.
فنقل الباقلني إجماع أهل السنة على صحتها لهل الكبائر ،فقال) :إعلم أن أهل السنة وأالجماعه
وأقال العضد )(5
أجمعوأا على صحة الشفاعة منه صلى ال عليه وأسلم لهل الكبائر من هذه المه
اليجي):وأأجمعت المه على أصل الشفاعة ،وأهي عندنا لهل الكبائر من المه لقوأله عليه السلم
)(6
)شفاعتي لهل الكبائر من أمتي(
وأقال الجلل الدوأاني) :شفاعة رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم لهل الكبائر من أمته لقوأله عليه
السلم) :ادخرت شفاعتي لهل الكبائر من أمتي() (7وأهوأ حديث صحيح وأبذلك يبطل مذهب المعتزلة
)(8
في إنكارهم الشفاعة لهل الكبائر(
وأأخرجه أحمد ،3/213وأأبوأ داوأد في كتاب السنة 23/4739وأأخرجه ابن خزيمة في التوأحيد 271وأالحاكم في المستدرك .1/69جميعال من طريق سليمان بن حرب عن
بسطام بن حريث أشعث الحداني به .وأانظر تخريجه في تخريج أحاديث شرحا العقائد النسفية ،جلل الدين عبد الرحمن السيوأطي )ت 911هـ( ) (35تحقيق وأتعليق صبحي
()1أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة ،11/2436وأابن خزيمة في التوأحيد 271وأابن حبان ،14/386وأالحاكم في المستدرك .1/69جميعال من طريق جعفر بن
محمد عن أبيه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،وأقال الترمذي هذا حديث حسن غريب ،يستغرب من حديث جعفر بن محمد ،4/540وأانظر ترجمته في ميزان
العتدال ،الذهبي 1/414وأانظر تخريج الحديث في تخريج أحاديث العقائد ،السيوأطي 35
()2أخرجه أبوأ يعلي .10/186وأقال في مجمع الزوأائد ):7/5رجالهع رجال الصحيح غير حرب سريج وأهوأ ثقة( ،وأحرب له ترجمة في الميزان ،1/469وأأخرجه ابن أبي
()3أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ) (11454من طريق عن موأسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس .وأموأسى بن عبد الرحمن
الصنعاني قال الذهبي في ترجمته) :معروأف ليس بثقه ،فإن ابن حبان قال فيه:دجال ،وأضع عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابال في التفسير( وأساق هذا الحديث
()6الموأاقف .380
()7سبق تخريجه.
()8شرحا العقائد العضديه ،2/270وأانظر :التبصير في الدين ،أبوأ المظفر طاهر بن محمد السفرائيني ) 471هـ( ،174تحقيق كمال الحوأت ،طبعة عالم الكتب -
()1انظر شرحا الصوأل الخمسة ،القاضي عبد الجبار 651وأانظر المقالت ،الشعري 2/148وأالنصاف ،الباقلني 169وأأصوأل الدين ،البغدادي ،244وأالفصل،
انظر مقالت السلميين ،الشعري ،1/157وأالفصل ،ابن حزم .4/190 () 2
()3انظر المقالت ،الشعري .1/157وأالنجدات هم فرقه من الخوأارج نسبوأا إلى نجدة بن عامر الحنفي ،وأكان من رؤسائهم انظر مقالت السلميين 1/163وأالفصل ،ابن
حزم .4/180
()7انظر نحوأه في شرحا الصوأل الخمسه ،عبد الجبار 651-649وأمشارق النوأار ،السالمي .2/132
()1التمهيد .368-367
()2انظر للستزادة من هذه الخبار ما جمعه ابن كثير في النهاية في الفتن وأالملحم 241-2/202
()5أخرجه في كتاب اليمان 40/153وأذكره الزبيدي في الحاديث المتوأاترة عن أربعه وأثلثين صحابيال انظر لقط اللئ235-234.وأنظم المتناثر ،الكتاني .125 ،49
()3انظر حاشية الخلخالي على شرحا الدوأاني على العقائد العضديه .271-2/270وأانظر للستزادة في رد شبه المخالفين :التمهيد 372-368وأالنصاف-173 ،
.174وأالتمهيد ،النسفي .99-90وأشرحا العقائد العضديه ،الجلل ،الدوأاني 271-2/269وألوأامع النوأار ،السفاريني .218-2/217
()4لم أعثر على أصل لهذا الحديث في ما لدي من مصادر ،وألم أعثر عليه في كتب الموأضوأعات غير أن المام الباقلني قال) :هذه الروأاية التي ذكروأها غير معروأفة وأل
()1كتاب اليمان 17/2639من طريق عن عبد ال بن المبارك عن الليث بن سعد عن عامر بن يحيى عن أبي عبد الرحمن المعافري عن ابن مسعوأد رضي ال عنه.
وأأخرجه الحاكم من طريق عبد ال بن المبارك وأصححه وأوأافقه الذهبي ،المستدرك .1/529وأأخرجه ابن ماجة في الزهد من طريق ابن أبي مريم عن الليث بن سعد به
35/4300وأأخرجه الحافظ ابن حبان في صحيحه في كتاب اليمان ) ،(225وأانظر الحسان ،الفارسي 1/392وأصححه اللباني في تعليقه على شرحا ابن أبي العز
الحنفي على الطحاوأيه .473وأانظر تخريجه في تخريج أحاديث العقائد ،السيوأطي .30
()2في كتاب الدعوأات ،65/6406وأفي اليمان وأالنذوأر 19/6682وأفي كتاب التوأحيد ،58/7563وأمسلم في كتاب الذكر وأالدعاء 10/2694وأكتاب الطهارة ،1/223
()4في كتاب الطهارة .1/223من طريق أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن حماد عن زيد بن أبي سلم ممطوأر الحبشي عن أبيه أبي مالك رضي ال عنه قال النوأوأي:
)هذا السناد مما تكلم فيه الدار قطني وأغيره فقالوأا :سقط فيه رجل بين أبي سلم وأأبي مالك ،وأالساقط عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الشعري .وأهكذا أخرجه النسائي
وأابن ماجة وأغيرهما ،وأيمكن أن يجاب لمسلم عن هذا بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلم لهذا الحديث من أبي مالك ،فيكوأن أبوأ سلم سمعه من أبي مالك
وأسمعه أيضال من عبد الرحمن بن غنم فروأاه مرة عنه وأمرة عن عبد الرحمن ،وأكيف كان فالمتن صحيح ل مطعن فيه -وأال أعلم( .وأانظر :شرحه على مسلم .1/500
وأوأصله النسائي في الزكاة ،انظر شرحا سنن النسائي ،السيوأطي .5-3/4وأوأصله ابن ماجة في كتاب الطهاره 5/280وأأخرجه ابن مندة في اليمان .46/211
)يوأضع الميزان يوأم القيامة ،فلوأ وأزن فيه السماوأات وأالرض لوأسعت ،فتقوأل الملئكة :يارب لمن يزن
)(1
هذا ؟ فيقوأل ال تعالى :لمن شئتم من خلقي ،فتقوأل الملئكة :سبحانك ما عبدناك حق عبادتك(
وأأخرج الترمذي بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه أنه قال ،سألت النبي صلى ال عليه وأسلم
أن يشفع لي يوأم القيامة ،فقال :أنا فاعل ،قال :قلت يارسوأل ال فأين أطلبك ؟ قال :اطلبني أوأل ما
تطلبني على الصراط ،قال :قلت :فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال :فاطلبني عند الميزان ،قلت :فإن
لم ألقك عند الميزان؟ قال :فاطلبني عند الحوأض ،فإني ل أخطأ هذه الثلث الموأاطن(
)(2
قال :هذا حديث حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوأجه
هيئة الميزان:
في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن الوأزن يوأم القيامة:
قال تعالى) :وأنضع الموأازين القسط ليوأم القيامة فل تظلم نفلس شيئال إوأان كان مثقال حبفة من خردل
أتينا بها وأكفى بنا حاسبين().(3وأقال تعالى) :فمن ثقلت موأازينه فأوألئك هم المفلحوأن وأمن خفت
موأازينه فأوألئك الذين خسروأا أنفسهم في جهنم خالدوأن().(4وأقال تعالى) :وأالوأزن يوأمئفذ الحق فمن ثقلت
موأازينه فأوألئك هم المفلحوأن*وأمن خفت موأازينه فأوألئك الذين خسروأا أنفسهم بما كانوأا آياتنا يظلموأن(
)(5
وأيجوأز أن يكوأن المراد من الميزان وأالموأازين في هذه اليات المي ازدن الحسي،وأيجوأز أن يكوأن مجا الز
لن القرآن الكريم جرى فيه التجوأيز بالميزان عن العدل ،لكوأنه آلة للنصاف ،قال العز ابن عبد
السلم:
)(7
)ال الذي أنزل الكتاب بالحق وأالميزان() (6وأهذا من مجاز تشبيه المعاني بالجرام(
وألنه يجوأز أن يكوأن المراد هذا وأذاك اختلف المسلموأن في إثبات الميزان.
وأقد حكى المام الشعري رحمه ال اختلف المسلمين في الميزان فقال:
)اختلفوأا في الميزان :فقال أهل الحق :له لسان وأكفتان عتوأزن في إحدى كفتيه الحسنات وأفي الخرى
()1المستدرك .4/586وأقال الذهبي :على شرط مسلم.
وأصححه اللباني ،نقلل عن القيامة الكبرى ،عمر سليمان الشقر 247الطبعة الرابعة -عمان 1990
()2صفة القيامة ،9/2433وأأخرجه المام أحمد .3/178
) (117طبعة دار ()7الشارة إلى اليجاز ببعض أنوأاع المجاز ،أبوأ محمد عز الدين عبد العزيز ابن عبد السلم الشافعي)660هـ(
)(9
وأذهب جمهوأر أهل السنة إلى إثبات الميزان
)(14
وأغيرهم )(13
وأابن أبي العز الحتفي )(12
وأالقرطبي )(11
وأالباقلني )(10
وأقال الشعري
الميزان له لسان وأكفتان ،توأزن في إحدى كفتيه الحسنات وأفي الخرى السيئات .وأقالوأا الموأزوأن هوأ
()8انظر شرحا الصوأل الخمسة ،عبدالجبار 744وأالساس ،الزيدي .204وأانظر التذكرة ،القرطبي .376 - 373
()10النصاف .51
()11التذكرة .378
()13أنظر أصوأل الدين ،البغدادي .246وأالرشاد،الجوأيني 280وأنهاية القدام،الشهرستاني .470وأالنهاية في الفتن،ابن كثير 2/230وأشرحا جوأهرة التوأحيد ،اللقاني
()1انظر المراجع السابقة وأالمنهاج في شعب اليمان ،أبوأ عبد ال الحسين الحليمي )403هـ( تحقيق حلمي فوأدة 1/393طبعة دار الفكر 1979-وأشرحا الموأاقف،
الجرجاني .8/221
()2سبق تخريجه
()3انظر النصاف ،الباقلني ،تفسير الرازي .22/177وأغاية المرام ،المدي 305وأالموأاقف ،اليجي ،383وأشرحا المقاصد ،التفتازاني .5/120
()4انظر :بسط الدلة على نفي الغرض عن أفعال ال عز وأجل في الموأاقف .331
()5القتصاد .137وأانظر غاية المرام ،المدي 305وأالموأاقف ،اليجي .384وأشرحا النفسية ،التفتازاني 111وأشرحا الدوأاني على العقائد العضدية .2/265
()6الفصل .4/65
()7العتصام .493
()1السعدان :نبت ذوأ شوأك ،وأهوأ من جيد مراعي البل ،تسمن عليه .انظر النهاية ،ابن الثير .2/367
()3في كتاب الرقاق 52/6573من طريق عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأعطاء بن يزيد عنه .وأمن طريق الزهري أيضال في كتاب التوأحيد ،7438 ،24/7437وأفي
كتاب الذان 129/806وأمسلم في اليمان ،300 ،81/299وأعبدال ابن أحمد في السنة 1/234وأأبوأ يعلي في مسنده ) ،11/241 (6360وأابن مندة في اليمان
766-3/764وأأخرجه الترمذي من طريق قتيبه بن سعيد عن عبد العزيز بن محمد عن العلء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ،في كتاب صفة الجنة 20/57
()4أخرجه البخاري من طريق على زيد بن أسلم عن عطاء عنه في كتاب الرقاق ،51/6549وأفي كتاب التوأحيد 4/7438وأمسلم في اليمان 81/302،303وأابن مندة في
اليمان حا .782-3/777 ،818 ،817 ،816وأأخرجه البخاري من طريق عن سعيد بن أبي عروأبه عن قتادة عن أبي المتوأكل الناجي،عنه في كتاب الرقاق ،48/6535
وأابن مندة في اليمان 3/793 ،وأأخرجه البخاري من طريق عن هشام الدستوأائي عن قتادة عن أبي المتوأكل عنه ،في كتاب المظالم ،1/2440وأابن مندة في اليمان .3/793
()5في كتاب اليمان 84/316من طريقين عن روأحا بن عبادة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر .وأابن مندة في اليمان ) 804-3/802 (851) (850وأأخرجه
مسلم أيضال في كتاب اليمان ،84/320من طريق حجاج بن الشاعر عن الفضل بن دكين عن محمد بن أيوأب عن يزيد بن صهيب الفقير عنه ،وأابن مندة في اليمان )
.(3/807 ،858
)(2
فمخذوأش ناج وأمكدوأس )(1في النار(
وأأخرج الترمذي بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال :سألت النبي صلى ال عليه وأسلم
أن يشفع لي يوأم القيامة ،فقال :أنا فاعل ،قال :قلت يا رسوأل ال فأين أطلبك ؟ قال :اطلبني أوأل ما
تطلبني على الصراط قال :قلت :فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال :فاطلبني عند الميزان ،قلت :فإن
)(3
لم ألقك عند الميزان؟ قال :فاطلبني عند الحوأض ،فإني ل أخطئ هذه الثلث الموأاطن(
)(4
وأقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لنعرفه إل من هذا الوأجه
وأأخرج الترمذي بسنده عن عائشة رضي ال عنها قالت):يارسوأل ال " وأالرض جميعال قبضته يوأم
)(6
القيامة وأالسماوأات مطوأيات بيمينه ") (5فأين المؤمنوأن يوأمئفذ ؟ قال :على الصراط ياعائشة(
()1مكدوأس :مدفوأع ،وأتكدس النسان إذا دلفع من وأرائه فسقط ،انظر النهايةلبن الثير .4/155
()2في كتاب اليمان ،84/329وأأبوأ يعلى في مسنده ) 11/79 (6216وأابن مندة في اليمان .3/832 ،883
()4السنن .4/537
()6أخرجه المام الترمذي من طريقين عن داوأد بن أبي هند عن الشعبي عن مسروأق عن عائشة رضي ال عنها في كتاب التفسير 15/3121وأ 40/3241وأابن ماجة
في الزهد 33/4279وأأخرج الترمذي نحوأه من حديث عبد ال بن عباس رضي ال عنهما عن عائشة رضي ال عنها في التفسير .40/3241وأقال :هذا حديث حسن صحيح
()1السنن .5/347
()3انظر مقالت السلميين ،الشعري 2/146وأالنصاف الباقلني ،52وأالفرق بين الفرق ،البغدادي 348وأالفصل ،ابن حزم ،4/66وألمع الدلة ،الجوأيني .113
)(6
وأثبت في السنة أن المصسوأر عيكرلف بنفخ الروأحا فيما صوأره ،وأليس بنافخ
أما دعوأى المشقة في العبوأر :فقد دلت الخبار على أن الناس فيه متفاوأتوأن ،فمنهم من يعبر
كالبرق وأمنهم من يعبر مثل طرف العين ،وأهذا توأفيق من ال إوأاعانة ،فل مشقة فيه على غير أهل
)(7
المشقة .وأال أعلم
وأقد اسـتظهر القاضـي عبد الجبار من المعتزلة وأالسالمي من الباضية ضعف دوأافع المنكرين إلى
تأوأيل الخبار.
فقال القاضي ...) :عحلكدي عن كثير من مشايخنا أن الصراط إنما هوأ الدلة الدالة على الطاعات
التي من تددمسك بها نجا ...وأالدلة الدالة على النار التي من ركبها هلك.
وأذلك مما ل وأجه له ،لن فيه حملل لكلم ال تعالى على ما ليس يقتضيه ظاهره ،وأقد ذكرنا القوأل
في أن كلم ال تعالى مهما أمكن حمله على حقيقته فذلك هوأ الوأاجب ،دوأن أن يصرف عنه إلى
()2الساس .207-206
()3انظر شرحا الصوأل الخمسة ،عبد الجبار .737وأالقتصاد ،الطوأسي .222وأالساس ،القاسم الزيدي .206
()6أخرجه المام مسلم من حديث ابن عباس رضي ال عنهما ،في كتاب اللباس وأالزينة 26/100وأانظر شرحا النوأوأي في تفريق العلماء بين تصوأير ماله ظل وأما ل ظل له
.4/814
()7انظر رد شبهات المنكرين في الرشاد ،الجوأيني ،379القتصاد ،الغزالي 138وأالموأاقف ،اليجي 384وأالعتصام ،الشاطبي .2/492وأشرحا المقاصد 5/120
()3شرحا المقاصد 5/120وأانظر نحوأه في الرشاد،الجوأيني 379وأقوأاعد العقائد،الغزالي مع الحياء 1/115وأشرحا جوأهرة التوأحيد ،اللقاني .235
.4/432 ()5
2/91 ()7وأانظر ما جاء في وأصف الصراط بنحوأه من الثار وأتضعيفها في النهاية ،ابن كثير 108 - 106 /2وأفتح الباري 554 /11وأالتذكرة ،القرطبي ،400وأشرحا
()8شرحا الجوأهرة 407-406بتصرف يسير .وأانظر :نحوأه في الحصوأن الحميدية ،حسين الجسر .129
وأهذا الوأجه إوأان كان جائ الز وأجامعال فغايته أن عيبخلرج وأص د
ف الصراط بالدقة وأالحدة عن معارضة
الحاديث الثابتة بوأصفه بالعرض وأغيره ،وألكن يبقى الكلم على ثبوأت هذا الوأصف بنفسه بهذا
السناد .وأال أعلم
المبحث السادس :في رؤية ال عز وجل:
()1انظر مقالت السلميين ،الشعري 1/264وأشرحا النوأوأي على مسلم 1/425وأشرحا الصوأل الخمسة ،عبد الجبار 233وأالقتصاد ،الطوأسي 75وأالساس لعقائد
()3أخرجه البخاري في كتاب التوأحيد .7434،7435 ،24/7436وأفي كتاب موأاقيت الصلة ،26/573 ،16/554وأفي كتاب التفسير من سوأرة )ق( 2/4851
وأأخرجه المام مسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة .27/633وأأبوأ داوأد في كتاب السنة 4731-20/4729وأالترمذي في كتاب صفة الجنة 16/2551وأابن
ماجة في مقدمة السنن 13/177وأابن خزيمة في كتاب التوأحيد .168/169وأابن مندة في اليمان .762-3/758
()4أخرجه البخاري في كتاب التوأحيد ،24/7437وأفي صفة الجنة .52/6573وأمسلم في اليمان 81/182وأابن خزيمة في التوأحيد 169/170وأابن مندة في
اليمان .769-3/763
()5وأفي كتاب التفسير ،سوأرة النساء .8/4581وأمسلم في كتاب اليمان 81/183وأعبد ال بن أحمد في السنة .1/236وأابن أبى عاصم في السنة .1/999وأابن
خزيمة في التوأحيد 169وأابن مندة في اليمان .3/772وأالللكائي في شرحا أصوأل العتقاد .3/494
()6في كتاب اليمان 80/181وأأخرجه الترمذي في صفة الجنة 16/2552وأابن ماجة في مقدمة سننه .13/187
وأأخرج البخاري بسنده عن أبى موأسى الشعري رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم
قال) :جنتان من فضة-آنيتهما وأما فيهما-وأجنتان من ذهب-آنيتهما وأما فيهما-وأما بين القوأم وأبين
)(1
أن ينظروأا إلى ربهم إل رداء الكبرياء على وأجهه في جنة عدن(.
)(2
وأقد أخرج الللكائي أحاديث الرؤية عن وأاحد وأعشرين صحابيلا.
وأقال الحافظ ابن حجر) :جمع الدار قطني طرق الحاديث الوأاردة في رؤية ال عز وأجل في الخرة،
فزادت على العشرين ،وأتتبعها ابن القيم في حادي الروأاحا فبلغت الثلثين أكثرها جياد .وأأسند
)(3
الدارقطني عن يحيى بن معين قال :عندي سبعة عشر حديثال في الرؤية صحاحلا(.
)(5
وأصرحا المل علي القاري وأالكلنبوأي) (4بوأصوأل أحاديث الرؤية إلى رتبة المشهوأر.
وأنقل الباقلني وأالغزالي وأالتفتازاني وأغيرهم من المتكلمين إجماع الصحابة رضوأان ال عليهم على
)(6
إثبات رؤية ال عز وأجل استنادال لهذه الحاديث وألظاهر قوأله تعالى )إلى ربها ناظرة(.
وأل يخفى بعد هذا وأجه اتفاق أهل السنة وأالجماعة على إثبات رؤية ال عز وأجل لن تكاتف الدلة
وأتعاضدها يدفع عن مجموأعها كل ريبة وأشبهة .وأل يخفى ما لخبر الحاد من دوأر في إثبات رؤية
ال عز وأجل .لن قوأل ال عز وأجل )وأجوأه يوأمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة() (7يقبل التأوأيل وأصرف
المراد بالنظر إلى معنى آخر غير الرؤية .وألتوأضيح هذا لبد من ذكر وأجه دللة الية الكريمة على
إثبات الرؤية وأشبه المخالفين.
وأجه الستدلل بالية-:
يقوأل التفتازاني) :النظر الموأصوأل بإلى ،إما بمعنى الرؤية أوأ ملزوأم لها بشهادة النقل عن أئمة اللغة
1في كتاب التفسير سوأرة الرحمن 1/4878،4880وأفي كتاب التوأحيد ،24/7444وأمسلم في اليمان 80/180وأالترمذي في صفة الجنة .3/2528
)(
()3فتح الباري .13/532وأانظر حادي الروأاحا إلى بلد الفراحا 235-199طبعة مكتبة المتنبي-القاهرة.
()4هوأ إسماعيل بن مصطفى الكلنبوأي ) 1205هـ( العلمة الذي جمع إلى علم الدين معارف عصره من الرياضيات وأالطبيعيات .اشهر مؤلفاته :حاشيته على شرحا
الدوأاني على العضدية اعتنى بها غاية العتناء وأفيها من التحقيقات ما ل تغني عنه كتب المتقدمين .انظر ترجمته في مقالت الكوأثري .494-491
()5انظر شرحا الفقه الكبر القاري .66وأحاشية الكلنبوأي على شرحا العضدية 2/177وأشرحا النسفية ،التفتازاني ..74
()1انظر مقاييس اللغة ،ابن فارس )نظر( .5/444وأالمفردات ،الراغب 497حيث قال )النظر تقليب البصر وأالبصيرة لدراك الشيء وأروأيته .وأقد يراد به التأمل
()2شرحا المقاصد .4/193وأانظر البانة ،الشعري .14وأالتمهيد ،الباقلني 247وأالرشاد ،الجوأيني .182وأنهاية القدام 369وأغاية المرام ،المدي 177-176
وأشرحا القاري على الفقه الكبر 68وأشرحا الدوأاني على العضدية .2/177
()4الموأاقف .307
()6المصدر السابق نفس الصفحة ،وأانظر نحوأه في شرحا المقاصد ،التفتازاني .4/195
) (2شرحا الصوأل الخمسة .269 - 268 ،وأانظر نحوأه في الساس ،القاسم الزيدي .80
) (4شرحا المقاصد ،4/193وأانظر نحوأه في أصوأل الدين ،البغدادي 100وأتفسير الرازي .30/228
ثانيلا :ليقدحا في عدالة قيس بن أبي حازم طدعن من طدعن به .يقوأل الذهبي )قيس بن أبي حازم ثقة
حجة ،كاد أن يكوأن صحابيال دوأرثقة ابن معين وأالناس ...وأأجمعوأا على الحتجاج به ،وأمن تكلم فيه فقد
آذى نفسه ،نسأل ال العافية().(1
ثالثلا :لينفع الطعن في روأاية قيس ،لنه قد وأرد في الرؤية أحاديث أخرى عن وأاحد وأعشرين صحابيال
كما سبق.
رابعلا :سلمنا بأن أحاديث الرؤية من أخبار الحاد :وألكن تتظاهر الدلة في مسألة الرؤية من ظاهر
الكتاب وأالجماع وأالسنة حتى يحصل العلم وأاليقين في مسألتنا هذه.
فظاهر قوأله تعالى) :إلى ربها ناظرة( يحتمل وأجوأهال من المجاز منها الرؤية .وأيكفي أن تساق
الحاديث الشريفة لتعيين الرؤية من وأجوأه المجاز التي يتحملها النظر .فإذا استند إجماع المة قبل
ظهوأر المخالف على هذا الوأجه من الستدلل حصل اليقين في مسألتنا هذه .فإذا استقام الستدلل
لهل السنة في إثبات الرؤية فلبد من بيان الرؤية على الوأجه الذي أثبته أهل السنة.
صل معناها على
يقوأل الغزالي) :إنما أنكر الخصم الرؤية لنه لم يفهم ما نريده بالرؤية ،وألم يح س
التحقيق ،وأظن أننا نريد بها حالة تساوأي الحالة التي يدركها الرائي عند النظر إلى الجسام وأاللوأان،
وأهيهات فنحن نعترف باستحالة ذلك في حق ال سبحانه وألكن ينبغي أن نحصل معنى هذا اللفظ في
الموأضع المتفق وأنسبكه ثم نحذف منه ما يستحيل في حق ال سبحانه وأتعالى ،فإن بقى من معانيه
معنى لم يستحل في حق ال سبحانه وأتعالى وأأمكن أن يسمى ذلك المعنى رؤية حقيقية أثبتناها في
حق ال سبحانه ،وأقضينا بأنه مرئي حقيقلة .إوأان لم يكن إطلق اسم الرؤية عليه إل بالمجاز أطلقنا
اللفظ عليه بإذن الشرع ،وأاعتقدنا المعنى كما دل عليه العقل ...وأتحصيله :أن الرؤية ل حقيقية لها
إل أنها نوأع إدراك ،هوأ كمال وأمزيد كشف بالضافة -أي بالنسبة -إلى التخيل .فإنا نرى الصديق
ل :ثم نغمض العين فتكوأن صوأرة الصديق حاضرة في دماغنا على سبيل التخيل وأالتصوأر ،وألكنا
مث ل
لوأ فتحنا البصر أدركنا تفرقته ...إل أن هذه الحالة الثانية كالستكمال لحالة التخيل ...،فنسمي هذا
الستكمال بالضافة إلى الخيال رؤية إوأابصا لرا.
وأكذا من الشياء ما نعلمه وألنتخيله .وأهوأ ذات ال عزوأجل وأصفاته وأكل ما لصوأرة له...فإنه
ليحيل العقل أن يكوأن لهذا العلم مزيد استكمال ،نسبته إليه نسبةد البصار إلى التخيل.
إوأان كان ذلك ممكنال بأن خلقت هذه الحالة في العين كان اسم الرؤية بحكم وأضع اللغة عليه أصدق،
وأخلقها في العين غير مستحيل ،كما أن خلقها في القلب غير مستحيل.
) (1ميزان العتدال.3/393 ،
فإذا فهم المراد بما أطلقه أهل الحق من الرؤية علم أن العقل ليحيله .وأأن الشرع قد شهد له فل يبقى
للمنازعة وأجه إل على سبيل العناد أوأ المشاحنة في إطلق عبارة الرؤية ،أوأ القصوأر عن درك هذه
المعاني الدقيقة التي ذكرناها()(2
وأبعد هذه العبارات النفيسة يمكن تلخيص مراد أهل السنة من رؤية ال عزوأجل ،بأنها انكشاف
بالبصر يزيد على صفة العلم به سبحانه وأيحصل بالبصر على وأجه خارق للعادة فيخلوأ من الشرائط
وأالكيفيات المعتبرة في رؤية الجسام وأالعراض كاشتراط الجهة وأثبوأت المسافة المناسبة بين الرائي
وأالمرئي).(1
وأبعد ذكر رأي أهل السنة في إثبات رؤية ال عزوأجل لم يبق إل أن نشير باختصار إلى أشهر شبه
المخالفين وأما يكفي لدفعها.
وأهذه الشبه نوأعان :نوأع يرجع إلى أدلة سمعية وأنوأع آخر يرجع إلى أدلة عقلية.
ل :الشبه السمعية:
أوأ ل
تمسك المعتزلة وأموأافقوأهم في قوألهم بنفي الرؤية بآيات من القرآن الكريم زعموأا أنها تؤيد مذهبهم نذكر
منها ما يلي:
- 1قال ال تعالى )لتدركه البصار وأهوأ يدرك البصار وأهوأ اللطيف الخبير()(2
يقوأل القاضي عبد الجبار):وأجه الدللة في الية هوأ ما قد ثبت من أن الدراك إذا قرن بالبصر
ليحتمل إل الرؤية .وأثبت أنه تعالى نفى عن نفسه إدراك البصر().(3
وأقد أجاب الباقلني فقال ...) :الية ل حجة فيها لنه قال ":لتدركه البصار " وألم يقل لتراه
البصار ،وأالدراك بمعنى يزيد على الرؤية ،لن الدراك :الحاطة بالشيء من جميع الجهات ،وأال
تعالى ليوأصف بالجهات ،وأل أنه في جهة ،فجاز أن يرى إوأان لم يدرك .وأهذا كما قال تعالى في
قصة اللعين فرعوأن"حتى إذا أدركه الغرق") (4يعني أحاط به من جميع جوأانبه ،وأالغرق ليوأصف بأنه
) (1انظر التمهيد ،الباقلني ،274وأشرحا النسفية ،التفتازاني ،75وأفتح الباري ،ابن حجر ،11/546وأشرحا العضدية .2/166
) (3شرحا الصوأل الخمسة .233وأانظر القتصاد ،الطوأسي 75وأ الساس ،القاسم الزيدي .79
) (8النصاف .184وأانظر نحوأه في البانة ،الشعري .16،19وأالرشاد ،الجوأيني وأالقتصاد ،الغزالي 48وأالموأاقف ،اليجي.308 ،
يرى ،إوأانما يوأصف بأنه أحاط بالشيء .كذلك المؤمن يوأصف بأنه يرى ربه وأل يدركه بالحاطة .وأهذا
كما نقوأل إنا نعلم ربنا ،وألنقوأل إنا نحيط به .فكما كانت الحاطة معنى يزيد على العلم كذلك الدراك
معنى يزيد على الرؤية .وأهذا صحيح لنا نجمع بين قوأله تعالى ":فاعلم أنه لإله إلا ال") (5وأبين
قوأله تعالى ":وأليحيطوأن به علملا") .(6وأنجمع بين قوأله تعالى "إلى ربها ناظرة" ) (7وأبين قوأله تعالى:
"لتدركه البصار " فتقوأل :معلوأم وأليحاط به ،وأمرئي ل يدرك .فصح ما قلناه وأبطل قوأل الغير().(8
- 2قال تعالى):وألما جاء موأسى لميقاتنا وأكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني.(1)(..
يقوأل القاضي عبد الجبار في وأجه استدللهم بالية):وأهذه الية حجة لنا ...لنه تعالى قال "لن تراني
" وألن موأضوأعة للتأييد .فقد نفى أن يكوأن مرئيال البتة ...وأهذا يدل على استحالة الرؤية()(2
وأأجاب الباقلني فقال):إن هذا ل يمنع من جوأاز الرؤية .لن قوأله "لن تراني " إنما تضمن عدم وأجوأد
الرؤية عند السؤال ل استحالة الرؤية ...وألوأ أراد استحالة الرؤية لقال:لن يجوأز أن تراني .وأقد ليوأجد
الشيء وأليدل على استحالته .أل ترى أن أحدال لوأ سأل نبي زمانه أن يسأل ربه أن يرزقه وألدلا .فسأل
نبي ذلك الزمان ،فأوأحى ال تعالى :لن عيبردزق هذا السائعل وألدلا .فل يدل ذلك على أنه ليجوأز وأجوأد
الوألد في حق هذا السائل ،وأليستحيل ،بل هوأ جائز إوأابن عملنع من وأجوأده عقب السؤال.
على أن حرف "لن " ليقتضي عدم جوأاز الرؤية في الدنيا وأالخرة وألوأ قرن بـ )أبد( أل ترى أنه تعالى
قال في حق اليهوأد ":وألن يتمنوأه أبدا بما قدمت أيديهم ")(3
فلم يدل ذلك على أنهم لن يتمنوأه في الدنيا وأالخرة ،لنه أخبر تعالى أنهم يتمنوأن الموأت في النار
بقوأله " وأنادوأا يا مالك ليقض علينا ربك") (4يعنوأن الموأت .فإذا كان حرف لن مع اقتران )أبد( به
ليقتضي نفي ذلك في الدنيا وأالخرة .فكيف به إذا لم يقرن به)أبد( ؟()(5
ثانيلا :الشبه العقلية:
)
)
)
)
) (5سوأرة النصاف 179 ،وأانظر نحوأه في التمهيد 270 ،وأالقتصاد ،الغزالي 47وأشرحا المقاصد 4/207وأشرحا الدوأاني.200/180 ،
) (6انظر شرحا الصوأل الخمسة ،عبد الجبار 249 - 248وأالقتصاد ،الطوأسي .74
قالوأا :لوأ جاز عليه سبحانه الرؤية بالبصار لوأجب أن يكوأن .محدوأدال وأحالل في مكان أوأ يكوأن من
جنس المرئيات ،لننا لم نعقل مرئيال بالبصر إل كذلك .فلما استحال عليه جميع هذه الوأجوأه بطل أن
يكوأن مرئيال).(6
وأالجوأاب :أن اشتراط هذه الموأر لحصوأل الرؤية في الدنيا لينفي تحقق الرؤية في الخرة بدوأن هذه
الشرائط .وأاعتماد المعتزلة في هذا الستدلل على قياس الغائب على الشاهد .وأيلزمهم على هذا
القياس وأصف ال عزوأجل بالجسمية .لن القائل يقوأل :لوأ كان للكوأن خالق لوأجب أن يكوأن جسمال
وأذا علة وأطبع وأآلة وأغير ذلك ،لنا لن نعقل صانعال إل على هذه الوأصاف.
فإما أن يتمسك المعتزلة بهذا الدليل فيلزمهم القوأل بمحالت كثيرة على ال عزوأجل كالجسمية
وأاستخدام اللة وأغيرها ،إوأاما أن يرفضوأا هذه اللزامات محافظة على التنزيه فتسقط شبهتهم في الرؤية
أيضال وأتنفي هذه اللوأازم التي ذكروأها ).(1
وأالحاصل أن المعتزلة لم يذكروأا وأجهال تثبت به استحالة الرؤية .وأقد أطال أهل السنة في دفعها وألم
يكتفوأا بذلك بل استدلوأا بالعقل أيضال على جوأازها.
فمن ذلك أن المام الباقلني استنبط من قوأله تعالى )قال رب أرني أنظر إليك( دليلل عقليال يثبت
الجوأاز فقال) :الدليل على جوأازها من حيث العقل سؤال موأسى عليه السلم حيث قال "رب أرني
أنظر إليك "فموأسى عليه السلم طلب الرؤية وأيستحيل أن يسأل نبي من النبياء مع جللة قدره وأعلوأ
مكانته ما يجوأز عليه وأ ما ليجوأز عليه سبحانه .وألوأ أنه اعتقد عدم جوأازها لما سألها()(2
وأالحاصل :أن رؤية ال جائزة في العقل وأقد دل ظاهر الكتاب على وأقوأعها وأنصت الحاديث الشريفة
على ذلك وأأجمع أهل السنة على إثبات الرؤية قبل حدوأث المخالف .ثم خالف المعتزلة فأوألوأا الية
ت الرؤية ،وأطعنوأا في صحة الخبار وأعدالة روأاتها ،وأاستدلوأا بشبه سمعية
على وأجه ليتم به إثبا ع
وأعقلية لنفي الرؤية .وأقد أجاب عنها أهل السنة وأالجماعة وأال أعلم.
)
) (1النصاف .187وأالتمهيد 277وأالقتصاد ،الغزالي 42وأغاية المرام ،المدي 168وأشرحا المقاصد ،التفتازاني .4/207
) (5تددعلرعموأا :بمعنى اعلموأا .انظر النهاية ،ابن الثير 3/292وأشرحا النوأوأي على مسلم 5/777
)
)
وأأخرج ابن خزيمة له شاهدين من حديث أبي أمامة وأعبادة بن الصامت رضي ال عنهما .بلفظ )لن
تروأا ربكم حتى تموأتوأا()(1
وأليس في هذه الحاديث ما ينفي وأقوأع رؤية النبي )صلى ال عليه وأسلم( لربه عز وأجل .أما في
روأاية مسلم فذلك ظاهر وأاضح .وأأما في روأاية ابن خزيمة .فلن المتكلم ليدخل في عموأم كلمه(21
فإذا لم يثبت ما يمنع رؤية النبي )صلى ال عليه وأسلم( لربه .فقد اختلف السلف وأالخلف في وأقوأعها
ليلة المعراج.
فذهب عبد ال بن عباس رضي ال عنهما إلى إثبات وأقوأعها .وأذهبت عائشة رضي ال عنها وأعبد
ال بن مسعوأد وأأبوأ هريرة رضي ال عنهم أجمعين إلى نفي الوأقوأع .(32وأاختلفت الروأاية عن أبي ذر
رضي ال عنه.
أما عبد ال بن عباس رضي ال عنهما فقد أخرج المام مسلم بسنده عن أبي العالية عن ابن عباس
قال )ما كذب الفؤاد ما رأى وألقد رآه نزلة أخرى( (43قال :رآه بفؤاده مرتين(54
وأأخرج المام مسلم بسنده عن عطاء ابن عباس قال )رآه بقلبه()(6
وأأخرج الحافظ ابن حبان بسنده عن أبي سلمة عن ابن عباس رضي ال عنهما قال):قد رأى محمد
صلى ال عليه وأسلم ربه()(7
وأأخرج الحافظ ابن خريمة بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال):رأى محمد ربه()(8
وأأما عائشة رضي ال عنها فقد أخرج المام مسلم بسنده عن مسروأق قال) :كنت عند عائشة رضي
ال عنها فقالت :يا أبا عائشة ,ثلث من تكلم بوأاحدة منهن فقد أعظم على ال الفرية :قلت وأما هن
(32انظر النصاف ،الباقلني 176وأالشفا ،عياض 1/376وأشرحا النوأوأي 1/415وأشرحا الطحاوأية ،الحنفي .213
) (6كتاب اليمان 77/175وأأخرجه الطبري في تفسيره 48 /27وأابن خزيمة في التوأحيد .199
) (7انظر الحسان 1/266وأأخرجه الترمذي في كتاب التفسي من سوأرة النجم .3/3280
(84التوأحيد .199
)
)
؟ قالت :من زعم أن محمدلا)صلى ال عليه وأسلم( رأى ربه فقد أعظم على ال الفرية ،قال :وأكنت
متكئا فجلست فقلت ياأم أنا أوأل هذه المة سأل رسوأل ال )صلى ال عليه وأسلم( فقال :إنما هوأ
جبريل لم أره على صوأرته التي خلق عليها المؤمنين أنظريني وألتعجلي ،ألم يقل ال عز وأجل)وألقد
رآه بالفق المبين()) (9وألقد رآه نزلة أخرى() (10فقالت :أنا
ظعم دخللقله ما بين السماء إلى الرض.
المرتين ! رأيته منهبطا من السماء ،دساردال لع د
فقالت :أوألم تسمع أن ال يقوأل " :لتدركه البصار وأهوأ يدرك البصار وأهوأ اللطيف الخبير "؟)(1
أوأ لم تسمع أن ال عز وأجل يقوأل " :وأما كان لبشر أن يكلمه ال إل وأحيا أوأ من وأراء حجاب أوأ
يرسل رسوألل فيوأحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم ")(2
قالت :وأمن زعم أن رسوأل ال )صلى ال عليه وأسلم( كتم شيئال من كتاب ال فقد أعظم على ال
الفرية.
وأال يقوأل ":ياأيها الرسوأل بلغ ما أنزل إليك ربك إوأان لم تفعل فما بلغت رسالته ")(3
قالت وأمن زعم أنه يخبر بما يكوأن في غد فقد أعظم على ال الفرية .وأال يقوأل ":قل ليعلم من في
السموأات وأالرض الغيب إل ال " )(51((4
وأأخرج المام مسلم بسنده عن عبد ال بن مسعوأد رضي ال عنه قال )"ما كذب الفؤاد ما رأى " (62
قال :رأى جبريل له ستمائة جناحا()(7
)
)
(51في كتاب اليمان .77/177وأالبخاري في التفسير من سوأرة المائدة .6/4612وأفي تفسير سوأرة النجم .1/4855وأفي كتاب التوأحيد ،4/7380وأ 46/7531
وأالترمذي في تفسير سوأرة النجم 53/3278وأابن خزيمة في التوأحيد 223-222وأالبيهقي في السماء .549
) .(7في كتاب اليمان .77/174وأأخرجه البخاري بألفاظ متقاربة في كتاب التفسير من سوأرة النجم .53/4856وأالترمذي في كتاب التفسير من سوأرة النجم 53/3277
وأابن خزيمة في التوأحيد .203-202وأابن حبان .انظر الحسان .1/228وأالبهيقي في السماء وأالصفات .547
) (10في كتاب اليمان 78/178وأالترمذي في تفسير سوأرة النجم 53/3282وأابن خزيمة في التوأحيد 206-205
)
) (3في كتاب اليمان ،79/179وأابن ماجة في مقدمة السنن .196-13/195وأالمراد بقوأله :سبحات وأجهه نوأر جلله وأبهائه ،أما الحجاب فحقيقته إنما تكوأن للجسام
المحدوأدة ،ةال تعالى منزه عن الجسم وأالحد .وأالمقصوأد بإضافة الحجاب إليه أنه خالقه وأجاعله مانعال من رؤيته عز وأجل .وأمنه القوأل المأثوأر"أن ال ل يحتجب عن خلقه
بشيء وألكن حجب خلقه عنه بمخلوأق .وأالمراد بما انتهى إليه بصره جميع المخلوأقات ،لن بصره سبحان محيط بجميع الكائنات وألفظة "من" هنا لبيان الجنس ل للتبعيض.
وأانظر مشكل الحديث ،ابن فوأرك 87 -85وأالنهاية ،ابن الثير 2/332وأشرحا النوأوأي .1/424
أوألل -وأقع في بعض روأايات الخبر السابق أنه قال ":نعوأعر إني أراه " أخرجه ابن خزيمة من طريق
أبي موأسى محمد بن المثنى).(4
وأعند ابن خزيمة أيضال أن محمدال بن بشار )بندار( ) (5نبه إلى مخالفة أبي موأسى في هذه الروأاية
فحدث بهذا الحديث فقال ...":نوأر أنى أراه ؟ " ثم قال) :لكما قال أبوأ موأسى _ قال _ :إني أراه(
) (6وأمما يؤكد وأهم محمد بن المثنى في هذه الروأاية أنه كان ليحدث إلمن كتابه ) (7وأصوأرة كتابة
الروأايتين متقاربة مما يقوأي احتمال حصوأل تصحيف في الخط أوأ وأهم عند القراءة .وأال أعلم.
على أن هذه الروأاية مخالفة لما في صحيح مسلم ـ كما سبق ـ وأقد استنكرها القاضي عياض من وأجه
آخر فقال):هذه الروأاية لم تقع إلينا وألرأيتها في شيء من الصوأل .وأمن المستحيل أن تكوأن ذات ال
نوأ لرا :إذ النوأر من جملة الجسام .وأال سبحانه يجل عن ذلك .هذا على مذهب جميع أئمة المسلمين(
).(1
وأعلى هذا فليصح نسبة القوأل بإثبات الرؤية إلى أبي ذر رضي ال عنه إستنادال لهذه الروأاية.
وألكن جاء في خبر آخر أنه أثبت الرؤية.
فقد أخرج ابن خزيمة بسنده عنه رضي ال عنه في قوأله تعالى):وألقد رآه نزلة أخرى( )رآه بقلبه .وألم
يره بعينيه().(2
فانضاف بهذا الخبر قوأل أبي ذر في تفسير الية إلى قوأل ابن عباس وأأنس بن مالك رضي ال عنهم
أجمعين.
وأتضافرت الروأاية عنهم بإثبات وأقوأع الرؤية بالفؤاد دوأن البصر.
وأمعناه أن ال تعالى جعل بصره في فؤاده ،أوأ خلق لفؤاده بص الر حتى رأى ربه رؤية صحيحة .وأالرؤية
ليشترط لها محل مخصوأص عقلل وألوأ جرت العادة بخلقها في العين .فقد يخلق ال انكشافال يزيد
على العلم ،وأيجعل محل هذا النكشاف في القلب(3).
) (3يقوأل الحافظ بن كثير في تفسيره :4/251ليصح في وأقوأع الرؤية بالبصر شيء عن الصحابة رضي ال عنهم .وأانظر شرحا النوأري علي مسلم 1/417وأفتح الباري ابن
) (8نفسه .558وأقد أخرجه البيهقي بألفاظ أشد نكارة من هذه اللفاظ وأتكلم على اهتراء أسانيدها .انظر السماء ،البيهقي .560-557
إتاف الريد بوجهرة التوجحيد ،عبد السلما اللقان ) 1041هـ( ،ماطبعة السعادة -ماصر 1955ما . .
.إحكاما الفصوجل ف أحكاما الصأوجل،أبإوج الوجليد سإليمان بإن خلف الباجي)274هـ( تقيق عبد ال ممد البوجري ماؤسإسة الرسإالة الطبعة الوأل 1409هـ .
.الرشاد إل قوجاطع الدلة ف أصأوجل العتقاد ،إمااما الرماي عبد اللك بإن عبد ال الوجين ) 478هـ( ،تقيق ممد يوجسإف ماوجسإى ماطبعة دار السعادة -ماصر .1950-
.إرشاد النأاما ف عقائد السإلما ،مموجد صأال البغدادي -طبعة دار الباء 1985 -ما .
.السإاس ف السنة ) قسم العقائد ( ،سإعيد حوجى -طبعة دار السلما عمان 1992 -ما .
.السإاس ف عقائد الكأياس ،تقيق د -ألبي نأصري ،طبعة دار الطليعة -بإيوأت . 1980 -
.السأاء وأالصفات ،ابإن تيمية ،طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت ،ل يذكأر سإنة الطبع .
.السأاء وأالصفات ،البيهقي ،تقيق الكوجثري ،طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت .
.1السأاء وأالصفات،احد بإن السي البيهقي)458هـ(تقيق ممد زاهد الكوجثري طبعة دار الكتب العلمية-بإيوأت.-
.1الشارة إل اليإاز بإبعض أنأوجاع الاز ،أبإوج ممد عز الدين عبد العزيز ابإن عبد السلما الشافعي)660هـ( طبعة دار العرفة -بإيوأت 1313 -هـ
.1أشراط الساعة وأنأظرية آخر الزماان رؤية جديده ف ضوجء الكتاب وأالسنة فتحي عيد ييح ل يذكأر ماكان الطبع وألسإنته
.1أصأوجل الديث ،د-ممد عجاج الطيب طبعة دار الفكر -بإيوأت . 1975 -
.1أصأوجل الفقه ،ممد أبإوج زهرة طبعة دار الفكر العرب -ل يذكأر سإنة الطبع . -
.1القأباس النيرة في فضائل العشرة المبشرة كما في طبقات ابن سعد .جميل إبراهيم ،طبعة دار المكتبة العالمية -بغداد 1989م
.2إيثار الق على اللق ،طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت 1987 -ما
.2ابن تيمية ،محمد أبو زهرة ،مطبعة دار الفكر العربي -مصر
.2الختلف ف اللفظ،وأالرد على الهمية وأالشبهة.تقيق ممد أحد الكوجثري ،ماطبعة ماني-بإغداد1989-ما.
العتصاما ،آبإوج إسإحاق الشاطب ) 790هـ( تقيق أحد عبد الشاف طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت 1988 -ما. .2
الباقألناي وآراؤه الكلمأية -د -مأحمد رمأضان -مأطبعة المأة -بغداد 1986 -م . .2
البحر الزخار والجامأع لمذاهب علماء المأصار ،أحمد بن يحيى المرتضى ) 840هـ( مأؤسسة الرسالة -بيروت 1975 .2
البحر اليط ف أصأوجل الفقه ،بإدر الدين ممد بإن بادر الزركأشي )794هـ( تقيق د .عبد القادر العان -وأعمر سإليمان الشقر طبعة الكوجيت 1409هـ. .2
بإداية التهد وأناية القتصد :ممد بإن أحد بإن ممد ) ابإن رشد (القرطب ) 595هـ( الطبعة الرابإعة دار العرفة بإيوأت 1979ما. .2
بإلوجغ السوجل ف الصأوجل ،أبإوج بإكر ممد بإن أحد السرخسي ) 483هـ( تقيق أبإوج الوجفا الفغان ،طبعة بإيوأت 1973 .2
البيهقي وأماوجقفه مان اللإيات ،أحد بإن عطية الغامادي رسإالة دكأتوجراه ف العقيدة ،الاماعة السإلماية -الدينة النوجرة . .2
التأويل اللغوي في القرآن الكريم ،حسين حامد الصالح رسالة دكتوراه -جامعة بغداد . 1995 .3
تأوأيلت أهل السنة ،أبإوج مانصوجر ممد بإن ممد الاتريدي ) 333هـ( تـقيق د .ممد ماستفيض الرحن .ماطبعة الرشاد-بإغداد.1983 ، .3
تاج اللغة وأصأحاح العربإية ،إسأاعيل بإن حاد الوجهري .تقيق أحد عبد الغفوجر عطار طبعة دار العلم -لبنان /1987ما .3
تاريخ الفرق السإلماية ،علي الغراب ،ماطبعة ممد صأبيح ،ماصر 1985ما. .3
التبصي ف الدين ،أبإوج الظفر طاهر بإن ممد السإفرائين ) 471هـ( ،تقيق كأمال الوجت ،طبعة عال الكتب -بإيوأت 1983 - .3
تريج أحاديث شرح العقائد النسفية ،جلل الدين عبد الرحن السيوجطي )ت 911هـ ( تقيق وأتعليق صأبحي السامارائي ،نأشر دار الرشد الرياض. .3
تدريب الراوأي ف شرح تقريب النوجادي ،جلل الدين عبد الرحن بإن أب بإكر السيوجطي ) 911هـ( طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت . 1989 - .3
التذكأرة ف أحوجال الوجتى وأأماوجر الخرة ،شس الدين ممد بإن أحد القرطب) 761هـ(تقيق الدكأتوجر أحد حجازي طبعة دار الكتب العلمية-بإيوأت .1982 .3
التصريح با توجاتر ف نأزوأل السيح ،ممد أنأوجر شاه الكشميي .تقيق عبد الفتاح أبإوج غدة ،طبعة القاهرة 1982ما. .3
تفسي القرآن العظيم ،آبإوج الفداء إسأاعيل ابإن كأثي القرشي الدماشقي ) 774هـ( الطبعة الوأل ،دار الفكر -بإيوأت 1980 .3
التقيد وأاليضاح لا أطلق وأأغلق مان كأتاب ابإن الصلح ،الافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي ) 806هـ( ،طبعة دار الديث -ماكة 1984 -ما . .4
التمهيد با ف الوجطأ مان العان وأالسإانأيد ،أبإوج عمر يوجسإف بإن عبدال )ابإن عبد الب( النمري النأدلسي)463هـ( تقيق ماصطفى العلوجي ماطبعة فضالة-الغرب 1982-ما. .4
التمهيد ف أصأوجل الدين ،أبإوج العي النسفي ) 508هـ( ،تقيق الدكأتوجر عبد الي قابإيل ،الطبعة الفنية -ماصر 1987 -ما . .4
التمهيد ف أصأوجل الفقه ،أبإوج الطاب مفوجظ بإن أحد الكلوجذان النبلي) 510هـ(تقيق ممد بإن علي بإن إبإراهيم ماطبعة دار الدن جدة 1985ما .4
التمهيد ف الرد على اللحدة وأالعطلة وأالرافضة وأالوجارج وأالعتزلة ،أبإوج بإكر ممد بإن الطيب بإن الباقلن ) 403هـ(تقيق رتشرد ماكارثي،الطبعة الكاثوجليكيةبإيوأت 1957ما .4
التمهيد ف تريج الفروأع على الصأـوجل ،جال الدين عبد الرحيم بإـن السـن السإنوجي الشافعـي ) 772هـ( تقيق ممد حسن هيتوج ،ماؤسإسة الرسإالة -بإيوأت 1987ما . .4
تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات ا عز وجل ،عبد العزيز بن باز .مطبعة الصحابة السلمية -الكويت . .4
تنوير الذأهان من تفسير روح البيان ،إسماعيل حقي البر وسوي اختصار وتحقيق محمد علي الصابوني طبعة دار القلم بيروت 1989م . .4
تنوجير الوجالك على ماوجطأ ماالك،جلل الدين عبد الرحن السيوجطي)911هـ( طبعة دار الندوأة بإيوأت . .4
تيسي التحرير ،ممد أماي بإادشاه السن النفي ،على كأتاب ) التحرير ف أصأوجل الفقه ( للكمال ممد بإن عبد الوجاحد ) ابإن الإماما ( السكندري النفي ) 861هـ( طبعة، .4
الباب اللب ) 19332هـ( .
حاشية العطار ،حسن بإن ممد )1250هـ( على جع الوجاماع للتاج عبد الوجهاب بإن السبكي )771هـ( وأبا ماشه تقرير لعبد الرحن الشربإين ،وأتقريرات لمد بإن علي الالكي. .5
ماطبعة الباب-ماصر 1385هـ.
حلية العلماء ف ماعرفة ماذهب العلماء ،أبإوج بإكر ممد بإن أحد الشاشي القفال تقيق ياسإي دراكأه الطبعة الوأل ،لكتبة الرسإالة 1988 .5
دراسإات حوجل السنة ،د -ممد إبإراهيم اليوجشي طبعة دار الإدي -ماصر1987 - .5
دراسإات ف الفرق وأالعقائد السإلماية ،د.عرفان عبد الميد. .5
دفع شبة التشبيه بأكف التنزيه ،أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي ) 597هـ( تحقيق محمد زاهد الكوثري مطبعة دار إحياء الكتب العربية - .5
مصر 1350 -هـ .
دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذألك إلى المام احمد ،تقي الدين أبو بكر الحصني ) 829هـ( مع كتاب دفع شبهة التشبيه . .5
الرد على الهمية ضمن مموجعة عقائد السلف ،علي سإاماي النشار ،طبع شركأة السإكندرية -ماصر 1971ما. .5
رسإالة التنزيه ،عبد ال بإن أحد بإن قداماة ،ماطبعة الاحظ -بإغداد 1989 -ما . .5
رسإالة التوجحيد ـ ممد عبده ،طبعة ماصر 1969ما . .5
الروأض الباسإم ف الذب عن سإنة أب القاسإم ،طبعة دار العرفة -بإيوأت 1979ما . .5
الروأضة البهية بإي الشعرية وأالاتريدية ،السن بإن ممد ) ابإن عذبإة ( طبعة دائرة العارف النظاماية -الإند1322،هـ. .6
الزينة ف الكلمات السإلماية العربإية ،أبإوج حات أحد بإن حدان الرازي ،تقيق د.عبدال سإلوجما السامارائي ،دار وأاسإط للطباعة ،بإغداد1988 ،ما. .6
السنة ،عبد الرحن أحد بإن حنبل ) 290هـ( تقيق ممد بإن سإعيد القحطان طبعة دار ابإن القيم -الدمااما . 1986 .6
شرح أحد بإن قاسإم العبادي الشافعي ) 994هـ( على شرح جلل الدين ممد بإن أحد اللي الشافعي ) 864هـ( على الوجرقات ف أصأوجل الفقه لمااما الرماي ،وأهوج ف حاشية .6
إرشاد الفحوجل إل تقيق الق مان علم الصأوجل،ممد بإن علي الشوجكأان) 1255هـ( -طبعة دار الفكر بإيوأت .
شرح الصأوجل المسة ،تقيق عبد الكري عثمان ،طبعة القاهرة 1996ما . .6
شرح اليإي على متصر النتهى لبإن الاجب ،القاضي عبد الرحن بإن أحد اليإي ) 756هـ( طبعة السإتانأه 1307هـ .6
شرح البدخشي 2/310السمى )ماناهج العقوجل( ممد بإن السن البدخشي،وأهوج شرح لنهاج الصأوجل ف علم الصأوجل للقاضي أب عبد ال ممد بإن عبد ال البيضاوأي ) .6
685هـ( طبعة دار الكتب العلمية بإيوأت 1984ما .
شرح العقيدة الطحاوية .تحقيق ناصر الدين اللباني طبعة المكتب السلمي-بيروت 1399)-هـ( . .6
شرح الفقه الكأب ،علي القاري طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت 1979 .ما . .6
شرح اللمع ف أصأوجل الفقه ،أبإوج إسإحاق إبإراهيم بإن علي الشيازي ) 476هـ( ،تقيق عبد اليد تركأي ،طبعة دار الغرب السإلماي بإيوأت 1988 -ما . .6
.7
القاصأد ماسعوجد بإن عمر سإعد الدين التفتازان )793هـ( تقيق عبد الرحن عمية ،طبعة عال الكتب -بإيوأت 1989ما.
شرح جوجهر التوجحيد ،الباجوجري 149وأالنظاما الفريد ماع إتاف الريد ،ممد ميي الدين عبد الميد .7
شرح حديث النزول طبعة المكتب السلمي -بيروت 1969 -م . .7
شرح رماضان أفندي على شرح العقائد النسفية طبعة تركأيا .1289 .7
شرح على القاري على نبة الفكر ف ماصطلحات أهل الثر للحافظ ابإن حجر ،طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت 1978 -ما .7
الشفا بإتعريف حقوجق الصطفى .تقيق ممد أماي قره علي ،وأماساعديه .طبعة دار الفيحاء-عمان.1986- .7
صأحيح شرح العقيدة الطحاوأية ،حسن بإن علي السقاف،طبعة دار المااما النوجوأي-عمان.1995- .7
طبقات الشافعية الكبى ،تقي الدين السبكي ماطبعة دار العرفة بإيوأت ،الطبعة الثانأية .7
العب ف خب مان غب ،ممد بإن أحد بإن عثمان الذهب ) 748هـ( تقيق ممد السعيد بإن بإسيوجن زغلوجل ،طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت ،ل يذكأر سإنة الطبع . .7
عصمة النأبياء ،الرازي .طبعة الدار العربإية -بإغداد. 1990- .7
عقيدة أهل السإلما ف نأزوأل عيسى عليه السلما ،أبإوج الفضل عبد ال بإن ممد الصديق الغماري السن ،طبعة عال الكتب بإيوأت 1986 .8
العقيدة السإلماية وأأسإسها ،عبد الرحن حسن اليدان ،طبعة دماشق 1966 -ما . .8
عقيدة السلف وأأصأحاب الديث ،أبإوج عثمان إسأاعيل الصابإوجن ) 449هـ( ،وأماعه رسإالتان للقرطب وأالصنعان .،ماطبعة السرماد -بإغداد1990 -ما . .8
عقيدة الؤمان ،أبإوج بإكر الزائري دار الكتب السلفية -القاهرة -ل يذكأر سإنة الطبع . .8
علوجما الديث وأماصطلحه ،د-صأبحي صأال ،دار العلم للمليي -بإيوأت . 1981 .8
الطبي 1992 فتح الغيث لشرح ألفية الديث ،أبإوج عبد ال ممد بإن عبد الرحن السخاوأي ) 902هـ ( ،تقيق علي حسي علي الطبعة الثانأية ،دار المااما .8
فتح اللهم ،شرح صأحيح ماسلم ،شبي أحد الديوجبإندي العثمان ماطبعة جيد بإريس ،دهلي . .8
الفصل ف اللل وأالهوجاء وأالل ،علي بإن ممد بإن حزما ) 456هـ( ،الطبعة الدبإية -ماصر ) 13317هـ( .8
الفصوجل ف الصأوجل ،أحد بإن علي الرازي الصاص ) 370هـ ( تقيق دكأتوجر عجيل جاسإم ،الطبعة الوأل 1985 .8
فوجاتح الرحوجت ،عبد العلي ممد بإن نأظاما الدين النأصاري ) 1119هـ( وأهوج شرح ماسلم الثبوجت ف أصأوجل الفقه لب ال ابإن عبد الشكوجر النفي .ماع الستصفى الغزال .8
طبعة دار العلوجما -بإيوأت .
ف علم الكلما دراسإة فلسفية ،د.أحد مموجد صأبحي طبعة ماؤسإسة الثقافة الجتماعية ،ماصر1982 ،ما . .9
فيصل التفرقة بين السلم والزندقة،ضمن مجموعة الجواهر الغوالي من رسائل الغزالي طبعة منير-بغداد .1990 .9
قوجاعد التحديث مان فنوجن ماصطلح الديث ،ممد جال الدين القاسأي ) 232هـ ( طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت 1979ما. .9
قواعد العقائد ،مع إحياء علوم الدين طبعة دار المعرفة -بيروت . .9
الكامال ف التاريخ ،أبإوج السن علي بإن أب الكرما)ابإن الثي الزري()630هـ( .تقيق عبد الوجهاب النجار .الطباعة النيية-ماصر 1353هـ. .9
كأشف السإرار شرح النار أبإوج البكأات عبد ال بإن أحد أحد النسفي ) 710هـ( ،طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت 1986 -ما .9
الكفاية ف علم الروأاية ،تقيق عبد العليم ممد بإن عبد الليم ،ماطبعة السعادة -ماصر 1973ما . .9
كأليات أبي .9
البقاء ،المطبعة الميرية 1280هـ
التوجحيد وأإثبات صأفات الرب عز وأجل ،ممد بإن إسإحاق بإن خزية ،تعليق ممد خليل هراس -طبعة دار الشرق للطباعة 1388 -هـ .9
.9لسان العرب .جال الدين ممد بإن ماكرما ) ابإن مانظوجر ( ) ت 630هـ ( ماصوجرة عن طبعة بإوجلق
.10
لدلة ف قوجاعد عقائد أهل السنة وأالماعة ،تقيق د -فوجقية حسي ،طبعة الؤسإسة الصرية ) 1965ما(
.10
النأوجار البهية شرح الدرة الضيية ف عقيدة الفرقة الرضية ،طبعة الكتب السإلماي -عمان . 1991
متصر العلوج للعلي الغفار ،ممد نأاصأر اللبان ،طبعة الكتب السإلماي -بإيوأت 1981هـ . .10
السامارة للكمال بإن أب شريف بإشرح السايرة للكمال ابإن الإماما ،الطبعة المايية-بإوجلق 1983 -ما . .10
السوجدة ف أصأوجل الفقه ،أحد بإن ممد بإن أحد الران الدماشقي) ابإن تيمية () 745هـ( تقيق ممد ميي الدين ماطبعة الدن -القاهرة 1964 ،ما . .10
ماشارق أنأوجار العقوجل ،تقيق عبد الرحن عمية ،طبعة دار اليل -بإيوأت 1989 -ما . .11
ماشكل الديث وأبإيانأه ،طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت 1980 -ما . .11
.11
ب العالية مان العلم اللإي ،تقيق أحد حجازي السقا ،دار الكتاب العرب -بإيوأت . 1987 -
ماعان القرآن ،أبإوج السن سإعيد بإن ماسعدة ) الخفش الوأسإط( ) 215هـ ( تقيق د -فائز فارس طبعة الكوجيت – 1979 .11
العتمد ف أصأوجل الفقه،أبإوج السي ممد بإن علي البصري العتزل ،تقيق ممد حيد عبد ال الطبعة الكاثوجليكية بإيوأت 1965ما .11
ماعجم البلدان)،ياقوجت الموجي()626هـ( دار صأادر-بإيوأت1955. .11
الفردات ف غريب القرآن .أبإوج القاسإم السي بإن ممد ) الراغب الصأبهان ( ) ت 502هـ ( تقيق ممد سإيد كأيلن طبعة دار العرفة -بإيوأت. .11
ماقالت السإلمايي وأاختلف الصلي،المااما أبإوج السن علي بإن إسأاعيل الشعري) 330هـ( تقيق ميي الدين عبد الميد،ماطبعة النهضة ماصر 1950ما .11
ماقالت الكوجثري ،أحد خيي ماطبعة النأوجار بإالقاهرة .11
المقصد السنى شرح أسماء ا الحسنى ،الغزالي طبعة شركة الطباعة الفنية -مأصر . .11
النهاج ف شرح صأحيح مالم بإن الجاج ،أبإوج زكأريا مي الدين ييح بإن شرف النوجوأي تقيق عبد ال أحد أبإوج زينه ،طبعة دار الشعب القاهره 1973 -ما . .12
النهاج ف شعب اليان ،أبإوج عبد ال السي الليمي )403هـ( تقيق حلمي فوجدة طبعة دار الفكر1979- .12
النهاج ف شعب اليان ،أبإوج عبد ال السي الليمي )403هـ( تقيق حلمي فوجدة طبعة دار الفكر1979- .12
ماوجازين القرآن وأالسنة للحاديث الصحيحة وأالضعيفة وأالرفوجعة-عز الدين بإليق -طبعة دار الفتح بإيوأت .1983 .12
الوجافقات ف أصأوجل الشريعة ،تقيق عبد ال دراز وأابإنه ممد دراز ،ماطبعة الرحانأية -ماصر ،ل يذكأر سإنة الطبع . .12
الوجاقف ف علم الكلما ،عضد الدين عبد الرحن اليإي ) 756هـ( طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت ،ل يذكأر سإنة الطبع. .12
الوجطأ ماع شرحه تنوجير الوجالك شرح ماوجطأ ماالك ،جلل الدين عبد الرحن بإن أحد السيوجطي ) 911هـ( طبعة دار إحياء الكتب العربإية -ماصر ل يذكأر سإنة .12
الطبع .
النبذ الكافية ف أحكاما أصأوجل الدين ،تقيق ممد أحد عب العزيز ،طبعة دار الكتب العلمية -بإيوأت 1985ما . .12
.12
م الثاقب للفجر الكاذب ماطبوجعات الماانأة العاماة للثقافة كأروأسإتان .
نخنخبة .12
الفكر في مصطلح أهل الثر ،في حاشية شرحها لقط الدرر للشيخ عبد ال بن حسين خاطر العدوأي .مطبعة عبد الحميد حنفي-مصر 1355هـ.
نأزهة الاطر ،عبد القادر بإن ماصطفى بإن بإدران ،وأهوج شرح كأتاب روأضة الناظر نبة الناظر ،عبد ال بإن أحد بإن قداماة القدسإي ) 620هـ( طبعة دار الكتب .13
العلمية -بإيوأت -ل يذكأر سإنة الطبع .
نأظره عابإرة ف مازاعم مان ينكر نأزوأل عيسى عليه السلما قبل الخرة ،ممد زاهد الكوجثري ) 1371هـ ( طبعة دار اليل ،القاهره . 1987 .13
نأظم الفرائد لا تضمنه حديث ذي اليدين مان الفوجائد للحافظ خليل بإن كأيكلدي العلئي الشافعي )763هـ( ،تقيق كأامال شطيب الراوأي ،ماطبعة الماة -بإغداد .13
1986 -ما .
ناية القداما ف علم الكلما ،أبإوج الفتح الشهرسإتان ) 548هـ( تقيق إلفرد جيوجما ،طبعة ماكتبة الثن -بإغداد ،ل يذكأر سإنة الطبع . .13
نأهاية السوجل ف شرح مانهاج الصأوجل ،عبد الرحيم بإن السن السإنوجي ) 772هـ( وأهوج شرح للمنهاج لناصأر الدين عبد ال بإن عمر البيضاوأي ) 685هـ( وأماعه .13
حاشية الشيخ ممد بيت الطيعي طبعة عال الكتب -بإيوأت -ل يذكأر سإنة الطبع .
النهاية ف الفت وأاللحم ،تقيق ممد أحد عبد العزيز ،طبعة دار اليل-بإيوأت .13
النهاية ف غريب الديث ،أبإوج السعادات البارك بإن ممد بإن اليثر الزري ) 606هـ ( تقيق ظاهر أحد الزاوأي وأممد الظباحي ،طبعة دار الكتب -بإيوأت .13
1965ما
هدي الساري ماقدماة فتح الباري شرح صأحيح البخاري ،أحد بإن علي بإن حجر ) 852هـ( تقيق ممد فؤاد عبد الباقي طبعة دار الكتب العلمية بإيوأت .13
1989ما.
وأجوجب الخذ بديث الحاد ف العقيدة 9طبعة دار السلفية -الكوجيت -وأ ) الديث حجة بإنفسه ففي الحكاما وأالعقائد ،طبعة الدار السلفية 1400هـ(. .13
الوجصأوجل إل الصأوجل ،أحد بإن علي ) ابإن بإرهان ( البغدادي ) 518هـ( تقيق عبد الميد أبإوج زنأيد ماطبعة العارف الرياض 1984ما .13