You are on page 1of 271

‫المقدمة ‪3....................................................................................

‬‬
‫المبحث الوأل مفهوأم خبرالحاد عند العلماء ‪10......................................................‬‬
‫المطلب الوأل مفهوأم خبر الحاد عند المتكلمين ‪12..................................................‬‬
‫مفهوأم الخبر‪12.............................................................................. :‬‬
‫مفهوأم )الحاد(‪13............................................................................ :‬‬
‫العدد الذي يحصل به التوأاتر‪13................................................................. :‬‬
‫مفهوأم خبر الحاد ‪16..........................................................................‬‬
‫الوأل تعريف الباجي‪16...................................................................... ().‬‬
‫التعريف الثاني ‪17.............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوأم خبر الحاد عند المحدثين ‪18.................................................‬‬
‫المطلب الثاني أقسام خبر الحاد عند المتكلمين ‪21..................................................‬‬
‫الصطلحا الوأل‪ :‬قسمة الخبار إلى متوأاتر‪ ،‬وأآحاد‪21.............................................. .‬‬
‫الصطلحا الثاني‪ :‬قسمة الخبار إلى متوأاتر وأمشهوأر وأآحاد‪21....................................... .‬‬
‫أما حد المشهوأر من الخبار عند الماتريدية فهوأ‪22................................................. :‬‬
‫وأاتفق جمهوأر المتكلمين على أن المشهوأر قسم من الحاد‪ ،‬وأاتفقوأا على اعتبار عدد روأاته في تعريفه ثم وأاختلفوأا في‬
‫العدد‪22.................................................................................... .‬‬
‫المستفيض‪23............................................................................... :‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أقسام خبر الحاد عند المحدثين ‪24..................................................‬‬
‫الخبر المشهوأر ‪24............................................................................‬‬
‫العزيز‪28................................................................................... :‬‬
‫الغريب ‪29...................................................................................‬‬
‫المبحث الوأل احتجاج الصوأليين بخبر الحاد في إثبات الحكام الشرعية‪30.............................‬‬
‫ما تقوأم به الحجة ليجاب العمل بمقتضى خبر الحاد‪ ،‬من الكتاب وأالسنة وأالجماع‪33..................... :‬‬
‫الرد على شبه المخالفين ‪38.....................................................................‬‬
‫القسم الوأل‪ :‬المصنفات التي اشتملت على أحاديث العقائد وأغيرها‪42................................... :‬‬
‫موأقف المام البخاري‪47...................................................................... :‬‬
‫موأقف المام مسلم ‪51..........................................................................‬‬
‫موأقف الحافظ ابن حبان ‪53.....................................................................‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬المصنفات التي خصصت لحاديث العقائد‪54.......................................... :‬‬
‫&المطلب الوأل في ما يفيده خبر الحاد ‪59.......................................................‬‬
‫أوألل‪ :‬ما يفيده الخبر بنفسه ‪60....................................................................‬‬
‫الدلة التي احتج أصحاب هذا الرأي وأالنظر فيها‪71................................................. :‬‬
‫الدليل الوأل‪ :‬استدل به ابن حزم وأتابعه عليه ابن القيم )( وأاللباني )( وأالمين الحاج)(‪71.....................‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬أن العمل بخبر الوأاحد وأاجب اتفاقلا‪ ،‬وأل عمل إل عن علم‪ ،‬لن ال عز وأجل قال )وأل تقف ما ليس‬
‫لك به علم()( وأقال‪) :‬قل إنما حرم ربي الفوأاحش ما ظهر منها وأما بطن وأالثم وأالبغي بغير الحق‪ ،‬وأأن تشركوأا بال‬
‫ما لم ينزل به سلطانال وأأن تقوألوأا على ال ما ل تعلموأن()( ‪74...........................................‬‬
‫الدليل الثالث‪75............................................................................. :‬‬
‫الدليل الرابع‪77.............................................................................. :‬‬
‫ثانيلا‪ :‬ما يفيده خبر الحاد مع اعتبار أموأر خارجية‪79............................................... :‬‬
‫الوألى‪ :‬إذا أخبر أحد الصحابة الكرام بخبر بين يدي خلق كثير منهم وألم يكذبوأه‪ ،‬وأععللم أنه لوأ كان كذبال لعلموأه‪ ،‬وأل‬
‫حامل لهم على سكوأتهم كالخوأف وأالطمع‪ ،‬يدل ذلك على صدقه قطعلا‪80.................................‬‬
‫الثانية‪ :‬ما يفيده الخبر المحفوأف بالقرائن‪81....................................................... .‬‬
‫الثالثة‪ :‬إفادة الخبر إذا وأافق أصلل في كتاب ال عز وأجل ‪84..........................................‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬إفادة الخبر المسلسل بالئمة‪88.................................................... :‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬إفادة الخبر المخررج في الصحيحين‪91............................................. :‬‬
‫إفادة الخبر المشهوأر عند الحنفية‪96............................................................. :‬‬
‫المطلب الثاني مدى الحتجاج بأخبار الحاد الوأاردة في مسائل العتقاد‪100.............................‬‬
‫الفرع الوأل‪ :‬إثبات العقيدة بخبر الحاد ‪100........................................................‬‬
‫القوأل الوأل‪ :‬أنه ل تثبت به عقيدة ‪101...........................................................‬‬
‫أما الجمهوأر القائلوأن بعدم صلحية الخبار الظنية في إثبات العقيدة فيعتمدوأن على دليل يكاد يكوأن بديهيلا‪106 .‬‬
‫القوأل الثاني‪ :‬إثبات العقيدة بخبر الحاد‪108...................................................... :‬‬
‫الرد على شبه المخالفين‪110................................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ما توأجبه أخبار الحاد إذا لم تثبت بها العقيدة ‪119........................................‬‬
‫موأاقف أهل السنة في جملة الصفات الخبرية ‪139...................................................‬‬
‫التفوأيض ‪143................................................................................‬‬
‫مذهب التأوأيل ‪150............................................................................‬‬
‫موأاقف العلماء من الصفات الخبرية الثابتة بأخبار الحاد‪158.........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪167.......................................................................... :‬‬
‫الفرع الوأل‪ :‬في عصمة أقوأالهم التبليغية‪168...................................................... .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عصمة النبي في أفعاله التبليغية ‪178..................................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪184...........................................................................‬‬
‫المطلب الرابع ‪190............................................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪196...........................................................................‬‬
‫المبحث الوأل ‪206............................................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪231...........................................................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪237...........................................................................‬‬
‫المبحث الرابع ‪246............................................................................‬‬
‫المبحث الخامس في الصراط ‪252................................................................‬‬
‫المطلب الوأل في رؤية ال عز وأجل في الدار الخرة ‪258............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬رؤية ال عز وأجل في الدنيا ‪268...................................................‬‬
‫الخاتمة ‪278.................................................................................‬‬
‫المقدمة‬

‫الحتجاج بخبر الحاد في مسائل العتقاد‬

‫الدكتوأر صهيب محموأد السقار‬


‫المقدمة‬
‫الحمد ل الذي خلق السماوأات وأالرض‪.‬وأجعل انتفاء الفساد عنهما دليل على وأحدانيته‪.‬وأأنطق هذا‬
‫الكوأن بآيات وأجوأده‪.‬وأالصلة وأالسلم على مبعوأث رحمته وأجوأده‪،‬وأخاتم رسله وأأوأليائه‪ ،‬سيدنا محمد‬
‫صلى ال عليه وأعلى آله‪.‬‬
‫وأبعد‪ :‬فإن السلم عقيدة وأشريعة‪ .‬وأأساس السلم عقيدته التي تستوأجب اللتزام بما جاء به من‬
‫عبادات وأأخلق‪ .‬وألما كانت العقيدة ركن الدين وأأساسه فقد تكفل القرآن الكريم ببيان أمهات مسائل‬
‫العتقاد‪ .‬وأجاء في السنة المطهرة الكثير من الحاديث الوأاردة في مسائل العتقاد‪ .‬وألوأ تتبعنا هذه‬
‫الحاديث لوأجدناها ل تختلف عن بيان النبي صلى ال عليه وأسلم لكتاب ربه الكريم في انقسامها إلى‬
‫أنوأاع البيان المعروأف‪ .‬فبعض هذه الحاديث يشهد لما ثبت في القرآن من غير زيادة‪ ،‬وأبعضها‬
‫ينسجم مع ظوأاهر القرآن الكريم فيدل على وأجه من الوأجوأه التي يحتملها لفظ الكتاب‪ ،‬وأبعضها يبين‬
‫وأيفصل ما وأرد أصله في الكتاب‪ ،‬وأبعضها يتحدث عن عقيدة سكت عنها الكتاب الكريم‪.‬‬
‫وأفي عصر الرسالة لم يكن ثمة تفريق من حيث ثبوأت الحجية بين ما جاء في القرآن الكريم وأما‬
‫أخبر به الصادق المين محمد صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬فلقد آمن الصحابة رضوأان ال عليهم بما أخبر‬
‫به النبي وأبلغ‪ .‬وأكان رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم بين ظهرانيهم يرجعوأن إليه في توأضيح المشكل‬
‫وأبيان المجمل فلم يظهر في هذا العصر نزاع في مسائل العتقاد‪.‬‬
‫وألما التحق رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم بالرفيق العلى كان الصحابة رضوأان ال عليهم قد تلقوأا‬
‫سنته المطهرة حفظا وأتطبيقا‪ ،‬وأنقلوأها إلى التابعين لهم بإحسان‪ .‬وألم تكن روأاية أحاديث العقائد في‬
‫عصرهم مستقلة بمعزل عن باقي موأاضيع الحديث النبوأي الشريف‪ .‬وألما ظهرت الحاجة إلى التدوأين‬
‫دوأنت السنة من غير عزل لما تعلق منها بالعقائد‪.‬‬
‫وألما ظهرت البدعة أفرد بعض أهل الحديث أحاديث العقيدة بالجمع وأالتصنيف‪ .‬وأأخذت مسألة حجية‬
‫الخبار تطرحا تحت الدرس بين ناف وأمثبت‪ .‬وأكثر الجدال في هذه المسألة وأابتعد كثير من‬
‫المتنازعين فيها عن الموأضوأعية وأالعلم‪ ،‬حتى وأصل المر ببعض المثبتين إلى الحتجاج ببعض‬
‫الخبار المنكرة المستشنعة الموأسوأمة بهشاشة السند وأسقامة المتن‪ ،‬يحتجوأن لذلك بأن حديث النبي‬
‫صلى ال عليه وأسلم يجب أن يكوأن حجة في العقائد حتى لوأ كان مروأيا بتقل الحاد‪ ،‬وأوأصل المر‬
‫ببعض النافيين إلى المشاغبة على إثبات بعض ما تناقلته المة من مسائل العقيدة جيل عن جيل‬
‫متذرعين بقوألهم خبر الحاد ل تثب به العقيدة‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫مسألة الحتجاج بخر الحاد في مسائل العتقاد من المسائل التي يتعين في عصرنا البحث فيها‪.‬‬
‫فقد سبق أنه قد انتشر في هذا العصر قوألن متباينان في هذه المسألة‪ ،‬قوأل يجعل من آحادية الخبر‬
‫وأنزوأله عن رتبة التوأاتر بابا يتوأصل به إلى النكار أوأ التكذيب أوأ التشكيك‪.‬‬
‫وأيقابله قوأل ل يرضى بغير وأجوأب العتقاد بما تضمنه خبر الحاد‪ .‬وأنشأ عن انتشار هذين القوألين‬
‫في عصرنا غلط في فهم موأقف أهل السنة من هذه المسألة‪ .‬وأنبت من هذا الغلط اتهامات وأتشوأيه‬
‫للمذهب الوأسطي العلمي الذي ارتضاه أهل السنة في التعامل مع خبر الحاد‪.‬‬
‫صحيح أن الوأسطية موأقع نسبي بين المغالين‪ ،‬لكن ادعاء الوأسطية اليوأم يسمع من كل فريق‪ ،‬فمن‬
‫يصدق هذه الدعوأى بما تتطلبه الوأسطية من معانقة الدليل وأالتجرد للحق وأالتنزه عن علئق النفس‬
‫وأحظوأظها‪ ،‬هذه الوأسطية التي تستغني بعرض حججها العقلية وأالنقلية عن الخطابيات وأالعوأاطف‪.‬‬
‫هذه الوأسطية التي تستغني في نقض شبه المخالفين بالعقل وأالنقل عن معاوأل التكفير وأالتبديع‬
‫وأالتضليل‪ .‬هذه هي الوأسطية التي يمكن أن توأحد الصف وأتقطع دابر التنازع وأالتناحر في هذه‬
‫المسألة‪ .‬وأبين يدي كل متعطش لمعرفة الحق وأكل متجرد للنظر في الدلة أقدم البحث في هذه‬
‫المسألة تاركا له الحكم على بصيرة وأالختيار بعد قناعة‪.‬‬
‫سبب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫كنت أفكر في أوأل خطوأة جادة أضع فيها أقدامي على الطريق‪ .‬أرصد من حوألي تجارب إخوأتي‬
‫وأأقراني من طلب الدراسات العليا‪ .‬جمهوأرهم ينصح أن يكوأن عنوأان البحث في تلك المرحلة حياديا‬
‫تقليديا ما أمكن‪ ،‬بعيدا عن المزالق الفكرية‪ ،‬ل يحتاج الباحث فيه إلى اتخاذ رأي يكشف عن منجهه‬
‫وأانتمائه الفكري حتى ل يلقي بنفسه من أوأل الطريق تحت نبل المتخاصمين وأالمتنازعين‪ .‬وأطائفة من‬
‫الباحثين في هذا العصر تلتزم بمثل هذا النصح وأالتفضيل‪ ،‬يغنيهم عن الحوأض في هذه المسائل وأفرة‬
‫الموأاضيع الفقهية النافعة التي يمكن أن تكوأن محل رضا في جميع المناهج‪ .‬وأيزيدهم رغبة في هذه‬
‫الموأاضيع النافعة أن قلب المؤمن يستنكف الخوأض في مثار الفتن وأالخلف‪.‬‬
‫وأبعد العتراف الذاتي بسداد ذلك النصح أعرضت عن الخذ به‪ .‬لن الباحث المشفق ينظر إلى‬
‫الثر الذي أحدثه التنازع في هذه المسألة‪ ،‬فيرى سيل من الكتب تنطق في أوأل صفحاتها برمي‬
‫المخالف بالتنكب عن منهج السلف الصالح وأالستخفاف بالسنة المطهرة وأالعدوأل عن الحتجاج بها‬
‫إلى أدلة العقل‪ .‬وأترى هذا السيل يتسارع منحد ار في اتهاماته ل يتهيب معاندة أساطين العلم بحديث‬
‫المصطفى صلى ال عليه وأسلم ممن أفنوأا العمار في خدمة السنة المطهرة وأأتلفوأا القدام باتباع‬
‫سنن السلف الصالح رضوأان ال عليهم‪ .‬هذا السيل من المؤلفات يرفع شعار الحتجاج بحديث الحاد‬
‫في العقائد‪ ،‬ثم يتسارع منحد ار حتى يسوأق الغث وأالسمين من الخبار في جملة أدلته‪ .‬وأتعجب وأأنت‬
‫ترى في هذه الدلة سقامة متن وأهشاشة سند ما كان يقبلها هذا الفريق في ميدان الحتجاج للفضائل‬
‫أوأالعبادات! فما الذي أغمض عين النقد؟ وأمالذي أبدل التشدد وأالحتياط الذي يليق بهذا الميدان‬
‫بالتساهل الذي يليق بذلك الميدان!‬
‫وأيرجع الباحث المشفق بنظره إلى الجهة الخرى فيرى عددا من المفكرين يعرض عن جملة من‬
‫أحاديث العقائد متذرعا بقوأله‪ :‬العقيدة ل تثبت بخبر الحاد‪ ،‬ل يبالي برمي مخالفه بالحرفية‬
‫وأالحشوأية‪ .‬وأبعد تقليب النظر في هذين الرأيين ظهرت لي حاجة المكتبة السلمية إلى بحث‬
‫موأضوأعي أرخص فيه نفسي وأفكري لكشف عن المنهج الوأسطي في هذه المسألة‪ .‬هذا المنهج الذي‬
‫تعاقب على تشييده أساطين العلم بالسنة وأالثر‪ ،‬ثم أحكمه المتكلموأن الذين احترفوأا التأصيل وأالتقعيد‬
‫فصانوأه عن التناقض وأحادوأا به عن وأجوأه اعتراض المخالفين‪ .‬فما أسمى أن يغرس طالب العلم‬
‫مرساة فكره عند ثوأابت الكتاب وأالسنة ثم يخوأض بنفسه في مثل هذه المزالق مدفوأعا بالشفقة وأالرحمة‬
‫وأالنصح لهذه المة المباركة ليعوأد بمن زل وأيرشد من ضل إلى المحجة البيضاء‪ .‬ما أنفع أن يكشف‬
‫الباحث عن المنهج الوأسطي الذي يعترف بحجية السنة المطهرة‪ ،‬وأيبذل كل جهد للنتفاع بكل ما‬
‫يمكن النتفاع به من أسانيدها‪ .‬ما أنفع أن يكشف الباحث بالتطبيق العملي عن مراتب الحتجاج‬
‫بالخبار بحسب درجات ثبوأتها‪ ،‬وأيثبت أن العدل في قبوأل الخبار يستلزم أن يتناسب التشدد‬
‫وأالحتياط مع ما يستلزمه قبوأل الخبر من أحكام‪ .‬ما أنفع أن يكشف الباحث عن استناد هذا المنهج‬
‫في الحتجاج ببعض الضعيف أحيانا وأفي ترك بعض الصحيح أحيانا إلى منهج علمي ثبت أصله‬
‫في منهج السلف الصالح رضوأان ال عليهم‪ .‬وأما أجوأج المة إلى بحث هذه المسألة بمنهج علمي‬
‫موأضوأعي يتنزه عن حظ النفس وأالهوأى وأالتعصب وأيتجرد ناصحا ل وألرسوأله وألهذه المة التي‬
‫أضناها الشقاق وأالمراء‪.‬‬
‫وأأسأل ال تبارك وأتعالى أن ل يوأفقني إل لما فيه النصح لهذه المة وأأن يلزمني فيه بما تستحقه أمة‬
‫السلم من التزام الدب إوأاظهار الشفقة وأالمحبة حال النصح‪.‬‬
‫الجديد في هذا البحث‪:‬‬
‫أول‪ :‬في هذا البحث أقدم رأيا وأسطيا موأضوأعيا يحقق التوأازن وأيمل الفراغ بين المتنازعين في هذه‬
‫المسألة‪ .‬هذا الفراغ الذي يعبر عنه سؤال صاحبني من يوأم اختيار الموأضوأع إلى يوأم نشره‪ ،‬وأهوأ‪:‬‬
‫هل تختار الحتجاج بخبر الحاد أم تنكره؟ فمن أهم ما قدمته في هذا البحث هوأ إظهار الغلط في‬
‫هذا السؤال‪ .‬لن الجوأاب العلمي عن هذا السؤال ل يمكن أن جوأابا مختا ار من أحد احتمالين‪.‬‬
‫فالحتجاج مراتب تبدأ بالستشهاد وأتنتهي بالحكم على المخالف بالكفر‪ .‬وأما ثبت بخبر الحاد مراتب‬
‫تختلف بحسب تأييد القرآن وأقوأة الدللة وأغيرها مما تتفاوأت فيه الحجية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في هذا البحث أقدم توأضيحا عمليا تطبيقيا لهذا التفاوأت في تعاملنا العلمي مع أخبار الحاد‪.‬‬
‫وأأوأضح بهذا التطبيق المنهج العلمي الذي يصان بهذا التوأضيح عن رميه بالتناقض مرة وأالستخفاف‬
‫بالسنة مرة أخرى‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫استعرضت مسائل العتقاد وأأدلتها في كثير من المصنفات في العقائد على اختلف مناهجها‬
‫وأمذاهبها‪ .‬وأحاوألت في هذا الستعراض أن أحصر مسائل العتقاد التي تستند إلى أخبار الحاد‪.‬‬
‫فوأقفت على بعض المسائل التي لم يجر فيها كبير اختلف أوأ نزاع وألم يترتب على النزاع فيها أمر‬
‫خطير‪ .‬فآثرت تركيز البحث على المسائل التي يتضح بدراستها اختلف المناهج العملية في‬
‫المسألة‪ ،‬كي ل يطوأل البحث وأيخرج عن أغراضه‪ .‬فإذا اتضح بذلك المنهج السليم صار يسي ار أن‬
‫ينظر في ما تجنبته من مسائل يمكن ردها إلى ما يتقرر بعد التأصيل وأالتقعيد‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫قادني منهج البحث إلى التزام الخطة التية‪:‬‬
‫قسمت البحث بعد مقدمته على بابين اثنين‪.‬‬
‫باب في الختلف في مفهوأم خبر الحاد وأالحتجاج به‪ .‬وأباب في تطبيق المنهج العلمي في‬
‫الحتجاج بخير الحاد في أبوأاب العقيدة‪ .‬وأقسمت الوأل منهما على فصلين‪ .‬الفصل الوأل للتعريف‬
‫بخبر الحاد وأأقسامه‪.‬‬
‫وأفي المبحث الوأل منه عررفت بمفهوأم خبر الحاد في اللغة ليتمهد بعد ذاك التعريف باصطلحا‬
‫)أخبار الحاد( عند المتكلمين‪ ،‬وأذلك في المبحث الثاني من هذا الفصل‪ .‬وأقد وأقفت على مخالفة‬
‫المحدثين لهل الصطلحا في تعريف)خبر الحاد( وأتقسيمه‪ ،‬وأما يلزم بعد التقسيم من أحكام تتعلق‬
‫بدرجة ثبوأت كل قسم‪ .‬فكان لزاما أن أفرد مبحثا في مفهوأم )خبر الحاد( وأأقسامه عند المحدثين‪.‬‬
‫وأفي الفصل الثاني بحثت حجية أخبار الحاد عند العلماء‪.‬‬
‫فعقدت المبحث الوأل في حجية أخبار الحاد في إثبات الحكام الشرعية‪ ،‬ليتضح الفارق بين ما‬
‫نطالب فيه بعمل فقهي وأبين ما نطالب فيه باليمان وأالعتقاد‪.‬‬
‫وأفي المبحث الثاني أردت أن أستكشف رأي المحدثين في ما خرجوأه من أحاديث العقائد‪.‬‬
‫وأعقدت المبحث الثالث في احتجاج المتكلمين بخبر الحاد‪ ،‬تحت مطلبين‪.‬‬
‫المطلب الوأل في ما يفيده خبر الحاد لمن بلغه‪ .‬وأالمطلب الثاني في بيان ثمرة الخلف في ما يفيده‬
‫خبر الحاد‪ .‬وأمدى حجيته في مسائل العتقاد‪.‬‬
‫وأفي الباب الثاني أردت أن أظهر تطبيقا عمليا لما سبق من تأصيل‪.‬‬
‫فوأجدت المتكلمين يدرجوأن مسائل العتقاد تحت عناوأين ثلثة‪ ،‬اللهيات وأالنبوأات وأالسمعيات‪.‬‬
‫فجعلت لكل عنوأان منها فصل‪.‬‬
‫في الفصل الوأل عقدت مبحثا في السماء الحسنى وأمبحثا في الصفات الخبرية‪.‬‬
‫وأجعلت الفصل الثاني في مسائل النبوأات‪.‬‬
‫المبحث الوأل في مسائل العصمة‪ .‬وأالمبحث الثاني في المعجزات‪.‬‬
‫وأفي الفصل الثالث استعرضت مسائل السمعيات‪.‬‬
‫فعقدت المبحث الوأل في أشراط الساعة الكبرى‪.‬‬
‫وأالمبحث الثاني في أهوأال القبر وأنعيمه‪.‬‬
‫وأالمبحث الثالث في المقام المحموأد‪.‬‬
‫وأالرابع في وأضع الميزان يوأم القيامة‪.‬‬
‫وأالخامس في الوأروأد على الصراط‪.‬‬
‫وأالسادس في رؤية ال عز وأجل‪.‬‬
‫وأفي الخاتمة ذكرت خلصة البحث وأأهم نتائجه‪.‬‬
‫وأفي الختام أسأل ال عز وأجل أن يكوأن هذا البحث من توأفيقه وأفضله‪ ،‬وأأن يجعله في خدمة السلم‬
‫وأالمسلمين‪ .‬وأأسأله برحمته وأجوأده أن يجله في صحيفة من له حق علي وأفضل‪.‬‬
‫&تحتاج إلى تمهيد توأضح فيه مراتب الحتجاج وأتفاوأت الدراك الجازم&‬
‫الحتجاج بخبر الحاد في مسائل العتقاد‬

‫الدكتوأر صهيب محموأد السقار‬


‫المقدمة‬
‫الحمد ل الذي خلق السماوأات وأالرض‪.‬وأجعل انتفاء الفساد عنهما دليل على وأحدانيته‪.‬وأأنطق هذا‬
‫الكوأن بآيات وأجوأده‪.‬وأالصلة وأالسلم على مبعوأث رحمته وأجوأده‪،‬وأخاتم رسله وأأوأليائه‪ ،‬سيدنا محمد‬
‫صلى ال عليه وأعلى آله‪.‬‬
‫وأبعد‪ :‬فإن السلم عقيدة وأشريعة‪ ،‬إوأان شئت قلت‪ :‬السلم اعتقادات وأعبادات‪ .‬وأأساس السلم‬
‫عقيدته التي تستوأجب اللتزام بما جاء به من عبادات وأأخلق‪ .‬وألما كانت العقيدة ركن الدين وأأساسه‬
‫فقد تكفل القرآن الكريم ببيان أمهات مسائل العتقاد‪ .‬وأجاء في السنة المطهرة الكثير من الحاديث‬
‫الوأاردة في مسائل العتقاد‪ .‬وألوأ تتبعنا هذه الحاديث لوأجدناها ل تختلف عن بيان النبي صلى ال‬
‫عليه وأسلم لكتاب ربه الكريم في انقسامها إلى أنوأاع البيان المعروأف‪ .‬فبعض هذه الحاديث يشهد لما‬
‫ثبت في القرآن من غير زيادة‪ ،‬وأبعضها ينسجم مع ظوأاهر القرآن الكريم فيدل على وأجه من الوأجوأه‬
‫التي يحتملها لفظ الكتاب‪ ،‬وأبعضها يبين وأيفصل ما وأرد أصله في الكتاب‪ ،‬وأبعضها يتحدث عن‬
‫عقيدة سكت عنها الكتاب الكريم‪.‬‬
‫وأفي عصر الرسالة لم يكن ثمة تفريق من حيث ثبوأت الحجية بين ما جاء في القرآن الكريم وأما‬
‫أخبر به الصادق المين محمد صلى ال عليه وأسلم فلقد آمن الصحابة رضوأان ال عليهم بما أخبر‬
‫به النبي وأبلغ‪ .‬وأكان رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم بين ظهرانيهم يرجعوأن إليه في توأضيح المشكل‬
‫وأبيان المجمل فلم يظهر في هذا العصر نزاع في مسائل العتقاد‪.‬‬
‫وألما التحق رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم بالرفيق العلى كان الصحابة رضوأان ال عليهم قد تلقوأا‬
‫سنته المطهرة حفظا وأتطبيقا‪.‬وأنقلوأها إلى التابعين لهم بإحسان‪ .‬وألم تكن روأاية أحاديث العقائد في‬
‫عصرهم مستقلة بمعزل عن باقي موأاضيع الحديث النبوأي الشريف‪ .‬وألما ظهرت الحاجة إلى التدوأين‬
‫دوأنت السنة من غير عزل لما تعلق منها بالعقائد‪.‬‬
‫وألما ظهرت البدعة أفرد بعض أهل الحديث أحاديث العقيدة بالجمع وأالتصنيف‪.‬وأأخذت مسألة حجية‬
‫الخبار تطرحا تحت الدرس بين ناف وأمثبت‪ .‬وأكثر الجدال في هذه المسألة وأابتعد كثير من‬
‫المتنازعين فيها عن الموأضوأعية وأالعلم حتى وأصل المر ببعض المثبتين إلى الحتجاج ببعض‬
‫الخبار المنكرة المستشنعة الموأسوأمة بهشاشة السند وأسقامة المتن‪ ،‬يحتجوأن لذلك بأن حديث النبي‬
‫صلى ال عليه وأسلم يجب أن يكوأن حجة في العقائد حتى لوأ كان مروأيا بتقل الحاد‪ ،‬وأوأصل المر‬
‫ببعض النافيين إلى المشاغبة على إثبات بعض ما تناقلته المة من مسائل العقيدة جيل عن جيل‬
‫متذرعين بقوألهم خبر الحاد ل تثب به العقيدة‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫مسألة الحتجاج بخر الحاد في مسائل العتقاد من المسائل التي يتعين في عصرنا البحث فيها‪.‬‬
‫فقد سبق أنه قد انتشر في هذا العصر قوألن متباينان في هذه المسألة‪ ،‬قوأل يجعل من آحادية الخبر‬
‫وأنزوأله عن رتبة التوأاتر بابا يتوأصل به إلى النكار أوأ التكذيب أوأ التشكيك‪.‬‬
‫وأيقابله قوأل ل يرضى بغير وأجوأب العتقاد بما تضمنه خبر الحاد‪ .‬وأنشأ عن انتشار هذين القوألين‬
‫في عصرنا غلط في فهم موأقف أهل السنة من هذه المسألة‪ .‬وأنبت من هذا الغلط اتهامات وأتشوأيه‬
‫للمذهب الوأسطي العلمي الذي ارتضاه أهل السنة في التعامل مع خبر الحاد‪.‬‬
‫صحيح أن الوأسطية موأقع نسبي بين المغالين‪ ،‬لكن ادعاء الوأسطية اليوأم يسمع من كل فريق‪ ،‬فمن‬
‫يصدق هذه الدعوأى بما تتطلبه الوأسطية من معانقة الدليل وأالتجرد للحق وأالتنزه عن علئق النفس‬
‫وأحظوأظها‪ ،‬هذه الوأسطية التي تستغني بعرض حججها العقلية وأالنقلية عن الخطابيات وأالعوأاطف‪.‬‬
‫هذه الوأسطية التي تستغني في نقض شبه المخالفين بالعقل وأالنقل عن معاوأل التكفير وأالتبديع‬
‫وأالتضليل‪ .‬هذه هي الوأسطية التي يمكن أن توأحد الصف وأتقطع دابر التنازع وأالتناحر في هذه‬
‫المسألة‪ .‬وأبين يدي كل متعطش لمعرفة الحق وأكل متجرد للنظر في الدلة أقدم البحث في هذه‬
‫المسألة تاركا له الحكم على بصيرة وأالختيار بعد قناعة‪.‬‬
‫سبب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫كنت أفكر في أوأل خطوأة جادة أضع فيها أقدامي على الطريق‪ .‬أرصد من حوألي تجارب إخوأتي‬
‫وأأقراني من طلب الدراسات العليا‪ .‬جمهوأرهم ينصح أن يكوأن عنوأان البحث في تلك المرحلة حياديا‬
‫تقليديا ما أمكن‪ ،‬بعيدا عن المزالق الفكرية‪ ،‬ل يحتاج الباحث فيه إلى اتخاذ رأي يكشف عن منجهه‬
‫وأانتمائه الفكري فيلقي بنفسه من أوأل الطريق تحت نبل المتخاصمين وأالمتنازعين‪ .‬وأجمهوأر الباحثين‬
‫اليوأم يلتزم بمثل هذا النصح وأالتفضيل‪ ،‬يغنيهم عن الحوأض في هذه المسائل وأفرة الموأاضيع الفقهية‬
‫النافعة التي يمكن أن تكوأن محل رضا في جميع المناهج‪ .‬وأيزيدهم رغبة في هذه الموأاضيع النافعة‬
‫أن قلب المؤمن يستنكف الخوأض في مثار الفتن وأالخلف‪.‬‬
‫وأبعد العتراف الذاتي بسداد ذلك النصح أعرضت عن الخذ به‪ .‬لن الباحث المشفق ينظر إلى‬
‫الثر الذي أحدثه التنازع في هذه المسألة‪ ،‬فيرى سيل من الكتب تنطق في أوأل صفحاتها برمي‬
‫المخالف بالتنكب عن منهج السلف الصالح وأالستخفاف بالسنة المطهرة وأالعدوأل عن الحتجاج بها‬
‫إلى أدلة العقل‪ .‬وأترى هذا السيل يتسارع منحد ار في اتهاماته ل يتهيب معاندة أساطين العلم بحديث‬
‫المصطفى صلى ال عليه وأسلم ممن أفنوأا العمار في خدمة السنة المطهرة وأأتلفوأا القدام باتباع‬
‫سنن السلف الصالح رضوأان ال عليهم‪ .‬هذا السيل من المؤلفات يرفع شعار الحتجاج بحديث الحاد‬
‫في العقائد ثم يتسارع منحد ار حتى يسوأق الغث وأالسمين من الخبار في جملة أدلته‪ .‬وأتعجب وأأنت‬
‫ترى في هذه الدلة سقامة متن وأهشاشة سند ما كان يقبلها هذا الفريق في ميدان الحتجاج للفضائل‬
‫أوأالعبادات! فما الذي أغمض عين النقد؟ وأمالذي أبدل التشدد وأالحتياط الذي يليق بهذا الميدان‬
‫بالتساهل الذي يليق بذلك الميدان!‬
‫وأيرجع الباحث المشفق بنظره إلى الجهة الخرى فيرى عددا من المفكرين يعرض عن جملة من‬
‫أحاديث العقائد متذرعا بقوأله‪ :‬العقيدة ل تثبت بخبر الحاد‪ ،‬ل يبالي برمي مخالفه بالحرفية‬
‫وأالحشوأية‪ .‬وأبعد تقليب النظر في هذين الرأيين ظهرت لي حاجة المكتبة السلمية إلى بحث‬
‫موأضوأعي أرخص فيه نفسي وأفكري لكشف عن المنهج الوأسطي في هذه المسألة‪ .‬هذا المنهج الذي‬
‫تعاقب على تشييده أساطين العلم بالسنة وأالثر‪ ،‬ثم أحكمه المتكلموأن الذين احترفوأا التأصيل وأالتقعيد‬
‫فصانوأه عن التناقض وأحادوأا به عن وأجوأه اعتراض المخالفين‪ .‬فما أسمى أن يغرس طالب العلم‬
‫مرساة فكره عند ثوأابت الكتاب وأالسنة ثم يخوأض بنفسه في مثل هذه المزالق مدفوأعا بالشفقة وأالرحمة‬
‫وأالنصح لهذه المة المباركة ليعوأد بمن زل وأيرشد من ضل إلى المحجة البيضاء‪ .‬ما أنفع أن يكشف‬
‫الباحث عن المنهج الوأسطي الذي يعترف بحجية السنة المطهرة‪ ،‬وأيبذل كل جهد للنتفاع بكل ما‬
‫يمكن النتفاع به من أسانيدها‪ .‬ما أنفع أن يكشف الباحث بالتطبيق العملي عن مراتب الحتجاج‬
‫بالخبار بحسب درجات ثبوأتها‪ ،‬وأيثبت أن العدل في قبوأل الخبار يستلزم أن يتناسب التشدد‬
‫وأالحتياط مع ما يستلزمه قبوأل الخبر من أحكام‪ .‬ما أنفع أن يكشف الباحث عن استناد هذا المنهج‬
‫في الحتجاج ببعض الضعيف أحيانا وأفي ترك بعض الصحيح أحيانا إلى منهج علمي ثبت أصله‬
‫في منهج السلف الصالح رضوأان ال عليهم‪ .‬وأما أجوأج المة إلى بحث هذه المسألة بمنهج علمي‬
‫موأضوأعي يتنزه عن حظ النفس وأالهوأى وأالتعصب وأيتجرد ناصحا ل وألرسوأله وألهذه المة التي‬
‫أضناها الشقاق وأالمراء‪.‬‬
‫وأأسأل ال تبارك وأتعالى أن ل يوأفقني إل لما فيه النصح لهذه المة وأأن يلزمني فيه بما تستحقه أمة‬
‫السلم من التزام الدب إوأاظهار الشفقة وأالمحبة حال النصح‪.‬‬
‫الجديد في هذا البحث‪:‬‬
‫أول‪ :‬في هذا البحث أقدم رأيا وأسطيا موأضوأعيا يحقق التوأازن وأيمل الفراغ بين المتنازعين في هذه‬
‫المسألة‪ .‬هذا الفراغ الذي يعبر عنه سؤال صاحبني من يوأم اختيار الموأضوأع إلى يوأم نشره‪ ،‬وأهوأ‪:‬‬
‫هل تختار الحتجاج بخبر الحاد أم تنكره؟ فمن أهم ما قدمته في هذا البحث هوأ إظهار الغلط في‬
‫هذا السؤال‪ .‬لن الجوأاب العلمي عن هذا السؤال ل يمكن أن جوأابا مختا ار من أحد احتمالين‪.‬‬
‫فالحتجاج مراتب تبدأ بالستشهاد وأتنتهي بالحكم على المخالف بالكفر‪ .‬وأما ثبت بخبر الحاد مراتب‬
‫تختلف بحسب تأييد القرآن وأقوأة الدللة وأغيرها مما تتفاوأت فيه الحجية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في هذا البحث أقدم توأضيحا عمليا تطبيقيا لهذا التفاوأت في تعاملنا العلمي مع أخبار الحاد‪.‬‬
‫وأأوأضح بهذا التطبيق المنهج العلمي الذي يصان بهذا التوأضيح عن رميه بالتناقض مرة وأالستخفاف‬
‫بالسنة مرة أخرى‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫استعرضت مسائل العتقاد وأأدلتها في كثير من المصنفات في العقائد على اختلف مناهجها‬
‫وأمذاهبها‪.‬وأحاوألت في هذا الستعراض أن أحصر مسائل العتقاد التي تستند إلى أخبار الحاد‪.‬‬
‫فوأقفت على بعض المسائل التي لم يجر فيها كبير اختلف أوأ نزاع‪ ،‬وأل يترتب على النزاع فيها أمر‬
‫خطير‪ .‬فآثرت تركيز البحث على المسائل التي يتضح بدراستها اختلف المناهج العملية في‬
‫المسألة‪ ،‬كي ل يطوأل البحث وأيخرج عن أغراضه‪.‬فإذا اتضح بذلك المنهج السليم صار يسي ار أن‬
‫ينظر في ما تجنبته من مسائل يمكن ردها إلى ما يتقرر بعد التأصيل وأالتقعيد‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫قادني منهج البحث إلى التزام الخطة التية‪:‬‬
‫قسمت البحث بعد مقدمته على بابين اثنين‪.‬‬
‫باب في الختلف في مفهوأم خبر الحاد وأالحتجاج به‪ .‬وأباب في تطبيق المنهج العلمي في‬
‫الحتجاج بخير الحاد في أبوأاب العقيدة‬
‫قسمت الوأل منهما على فصلين‪.‬الفصل الوأل للتعريف بخبر الحاد وأأقسامه‪.‬‬
‫وأفي المبحث الوأل عرفت بمفهوأم خبر الحاد في اللغة ليتمهد بعد ذاك التعريف باصطلحا )أخبار‬
‫الحاد( عند المتكلمين‪ ،‬وأذلك في المبحث الثاني من هذا الفصل‪ .‬وأقد وأقفت على مخالفة المحدثين‬
‫لهل الصطلحا في تعريف)خبر الحاد( وأتقسيمه‪ ،‬وأما يلزم بعد التقسيم من أحكام تتعلق بدرجة‬
‫ثبوأت كل قسم‪ .‬فكان لزاما أن أفرد مبحثا في مفهوأم )خبر الحاد( وأأقسامه عند المحدثين‪.‬‬
‫وأفي الفصل الثاني بحثت حجية أخبار الحاد عند العلماء‪.‬‬
‫فعقدت المبحث الوأل في حجية أخبار الحاد في إثبات الحكام الشرعية‪ ،‬ليتضح الفارق بين ما‬
‫نطالب فيه بعمل فقهي وأبين ما نطالب فيه باليمان وأالعتقاد‪.‬‬
‫وأفي المبحث الثاني أردت أن أستكشف رأي المحدثين في ما خرجوأه من أحاديث العقائد‪.‬‬
‫وأعقدت المبحث الثالث في احتجاج المتكلمين بخبر الحاد‪ ،‬تحت مطلبين‪.‬‬
‫المطلب الوأل في ما يفيده خبر الحاد لمن بلغه‪ .‬وأالمطلب الثاني في بيان ثمرة الخلف في ما يفيده‬
‫خبر الحاد‪ .‬وأمدى حجيته في مسائل العتقاد‪.‬‬
‫وأفي الباب الثاني أردت أن أظهر تطبيقا عمليا لما سبق من تأصيل‪.‬‬
‫فوأجدت المتكلمين يدرجوأن مسائل العتقاد تحت عناوأين ثلثة‪.‬اللهيات وأالنبوأات وأالسمعيات‪.‬‬
‫فجعلت لكل عنوأان منها فصل‪.‬‬
‫في الفصل الوأل عقدت مبحثا في السماء الحسنى وأمبحثا في الصفات الخبرية‪.‬‬
‫وأجعلت الفصل الثاني في مسائل النبوأات‪.‬‬
‫المبحث الوأل في مسائل العصمة‪ .‬وأالمبحث الثاني في المعجزات‪.‬‬
‫وأفي الفصل الثالث استعرضت مسائل السمعيات‪.‬‬
‫فعقدت المبحث الوأل في أشراط الساعة الكبرى‪.‬‬
‫وأالمبحث الثاني في أهوأال القبر وأنعيمه‪.‬‬
‫وأالمبحث الثالث في المقام المحموأد‪.‬‬
‫وأالرابع في وأضع الميزان يوأم القيامة‪.‬‬
‫وأالخامس في الوأروأد على الصراط‪.‬‬
‫وأالسادس في رؤية ال عز وأجل‪.‬‬
‫وأفي الخاتمة ذكرت خلصة البحث وأأهم نتائجه‪.‬‬
‫وأفي الختام أسأل ال عز وأجل أن يكوأن هذا البحث من توأفيقه وأفضله‪ ،‬وأأن يجعله في خدمة السلم‬
‫وأالمسلمين‪ .‬وأأسأله برحمته وأجوأده أن يجله في صحيفة من له حق علي وأفضل‪.‬‬
‫الباب الول‪:‬‬
‫الختلفا في مفهوم خبر الحاد والحتجاج به‪.‬‬
‫وفيه فصلنا‬
‫الفصل الول‪ :‬التعريفا بخبر الحاد وأقسامه عند العلماء‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الحتجاج بخبر الحاد في الشريعة والعقيدة‬
‫الفصل الول‪ :‬التعريفا بخبر الحاد وأقسامه عند العلماء‪.‬‬

‫المبحث الول مفهوم خبر الحاد وأقسامه عند العلماء‪:‬‬

‫المطلب الول مفهوم خبر الحاد في اللغة‪:‬‬


‫ف وأ مضا ف‬
‫ف إليه‪ .‬وأهوأ في تركيبه يدل على معنى‬ ‫لفظ )خبر الحاد( يتركب من مفردتين‪ ،‬مضا ف‬
‫مخصوأص‪ .‬وأقبل التركيب تدل كل مفردة على جزء من حقيقته‪ .‬وأ لهذا كان ل بد في تعريفه من‬
‫تعريف كل مفردة منه على حدفة لنصل إلى المعنى الذي تفيده المفردتان بعد التركيب‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أما الخبر في اللغة فهوأ من العخببر بمعنى العلم بالشيء‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأقال ابن منظوأر)‪) :(2‬الخبر ما أتاك من نبأ عمن تستخبر عنه‪ .‬وأ الجمع أخبار(‬
‫)‪(5‬‬
‫وأقال الزبيدي )‪) :(4‬اعلم أن أعلم اللغة وأ الصطلحا قالوأا‪:‬الخبر عرفا وألغة‪ :‬ما ينقل عن الغير(‬
‫وأحاصل ما ذكره اللغوأيوأن في معاني الخبر يدوأر حوأل المعنى الذي ذكره الزبيدي رحمه ال‪.‬‬
‫وأأما الحاد في اللغة‪:‬‬
‫فهي من )دوأدحدد( وأهوأ أصل يدل على النفراد‪.‬‬
‫)‪(6‬‬

‫وأتحت هذا الصل معان‪ :‬منها الحد‪ :‬بمعنى الوأاحد‪ ،‬وأهوأ أوأل العدد‪ ،‬وأمنها الحد‪ :‬فرد من المتعدد‪،‬‬
‫يقال‪ :‬جاء أحد الرجلين‪ ،‬وأالحاد من العدد من وأاحد إلى تسعة)‪ .(7‬وأهذا هوأ المراد من المعاني‬
‫السابقة‪ ،‬وأهوأ مبني على أن الحاد على وأزن )أدبفدعال( من أوأزان جمع القلة‪ ،‬إوأانما سمي جمع قلة لنه‬

‫‪ ()1‬مقاييس اللغة‪ ،‬أبوأ الحسن أحمد بن فارس)ت ‪ 395‬هـ(تحقيق عبد السلم هاروأن طبعة دار الفكر ‪) 1979‬خبر( ‪.2/239‬‬

‫‪ ()2‬هوأ محمد بن مكرم )ابن منظوأر( النصاري )‪ 711‬هـ( كان فاضلل في الدب‪ ،‬مليح النشاء‪ ،‬وأكان عارفال بالنحوأ وأاللغة وأالتاريخ وأالكتابة‪ ،‬انظر ترجمته في بغية الوأعاة‪،‬‬

‫السيوأطي ‪.1/248‬‬

‫‪()3‬لسان العرب‪ .‬جمال الدين محمد بن مكرم )ابن منظوأر( )ت ‪ 630‬هـ( مصوأرة عن طبعة بوألق )خبر( ‪ .5/308‬وأانظر تاج اللغة وأصحاحا العربية‪ ،‬إسماعيل بن حماد‬

‫الجوأهري‪ .‬تحقيق أحمد عبد الغفوأر عطار طبعة دار العلم ‪ -‬لبنان ‪ /1987‬م )خبر( ‪ .2/641‬وأالمفردات في غريب القرآن‪ .‬أبوأ القاسم الحسين بن محمد )الراغب‬

‫الصبهاني( )ت ‪ 502‬هـ( تحقيق محمد سيد كيلني )‪ (141‬طبعة دار المعرفة ‪ -‬بيروأت‪.‬‬

‫‪ ()4‬هوأ محمد بن محمد أبوأ الفيض مرتضى الزبيدي)‪1205‬هـ( علمة باللغة وأالحديث وأالرجال وأالنساب‪ ،‬وأله في كل علم تصانيف‪ .‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي‬

‫‪.7/297‬‬

‫‪ ()5‬تاج العروأس )خبر( ‪.3/167‬‬

‫‪ ()6‬انظر مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس )وأحد( ‪6/91‬‬

‫‪ ()7‬انظر لسان العرب‪ ،‬ابن منظوأر )دوأدحد( ‪ ،4/460‬وأالقاموأس المحيط‪ ،‬الفيروأزآبادي )دوأدحدد( ‪ 1/273‬وأالصحاحا‪ ،‬الجوأهري ‪ 2/548‬وأتاج العروأس‪ ،‬الزبيدي ‪2/287‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ل يذكر إل حيث يراد به بيان القلة‪.‬‬
‫وأقال ابن عقيل)‪) :(2‬وأجمع القلة يدل حقيقة على ثلثة فما فوأقها إلى العشرة‪،‬وأجمع الكثرة يدل على ما‬
‫)‪(3‬‬
‫فوأق العشرة إلى غير نهاية(‬
‫وأبهذا يتضح ما يعنيه )الخبر( وأما يعنيه )الحاد(عند اللغوأيين‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫فالخبر ما ينقل عن الغير‪ ،‬وأالحاد عدد دوأن العشرة حقيقة‪ ،‬وأيستعمل مجا از فيما فوأق ذلك‪.‬‬
‫إوأاذا أضيف الخبر إلى الحاد أريد به‪ :‬ما ينقله العدد اليسير عن الغير‪.‬‬
‫أما )خبر الحاد( مركبال فهوأ اصطلحا سيأتي شرحه عند الكلم على مفهوأمه عند أهل الصطلحا‬
‫المعنيين بهذا المر‪.‬‬
‫إل أنا قبل أن نغادر الكلم على هذا المفهوأم اللغوأي ننبه إلى أن أهل الصطلحا ل يلزمهم أن‬
‫يتقيدوأا بالعدد الذي ديدل عليه صيغة جمع القلة لسببين‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬أنه يحق لهل الصطلحا أن يتعارفوأا على تحديد عدد يزيد على العشرة‪ .‬وأليس في اللغة ما‬
‫يمنع ذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن صيغة جمع القلة محصوأرة فيما دوأن العشرة على الحقيقة‪ ،‬وأتستعمل مجا الز فيما فوأق ذلك‪.‬‬
‫فل يلزم من هذه الصيغة التقيد بعدد معين‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬

‫‪ ()1‬جمع التكسير‪ :‬ما دل على أكثر من اثنين بتغيير ظاهر ‪-‬كرجل وأرجال ‪ ،-‬أوأ مقدر ‪ -‬دكعفبلك ‪ -‬للمفرد وأالجمع فالضمة في مفرده كضمة )قعبفل( وأالضمة في جمعه‬

‫كضمة )عأسد(‪ .‬وأجمع التكسير على قسمين‪ :‬جمع قلة‪ ،‬وأجمع كثرة‪ ،‬انظر شرحا ابن عقيل ‪.2/452‬‬

‫‪ ()2‬هوأ عبد ال بن عبد الرحمن )ابن عقيل( القرشي الهاشمي‪ ،‬قاضي القضاة‪ ،‬نحوأي الديار المصرية تفنن في علوأم القراءات وأالتفسير وأالعربية وأالعروأض‪ ،‬وأكان إمامال في‬

‫العربية وأالبيان‪ ،‬وأتكلم في الصوأل وأالفقه كلمال حسنلا‪ ،‬مات بالقاهرة سنة )‪ 769‬هـ( وأدفن بالقرب من المام الشافعي‪ .‬انظر ترجمته في بغية الوأعاة‪ ،‬السيوأطي ‪.48-2/47‬‬

‫‪ ()3‬المصدر نفسه ‪.2/452‬‬

‫‪ ()4‬انظر شرحا ابن عقيل ‪.2/452‬‬

‫‪ ()5‬انظر شرحا ابن عقيل ‪.2/452‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم خبر الحاد عند المتكلمينا‬
‫جريا على ما سبق في تعريف )خبر الحاد( بعد تعريف جزء يه‪ -‬الخبر وأالحاد ‪ -‬نعرض لتعريف‬
‫الخبر عند المتكلمين‪.‬‬

‫مفهوم الخبر‪:‬‬
‫استعمل المتكلموأن لفظ الخبر في معنى خاص‪ ،‬وأاختلفوأا في ضبطه بعبارة تميزه عما عداه من‬
‫الكلم‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فقال جمهوأر المتقدمين من طوأائف المتكلمين وأفرقهم الخبر‪ :‬كلم يحتمل الصدق وأالكذب‪.‬‬
‫وأاعترض عليه بخبر ال تعالى‪ ،‬لنه كلم ل يحتمل الكذب‪ ،‬فل يدخل في التعريف المذكوأر‪ .‬وأعلى‬
‫هذا يكوأن التعريف غير جامع لفراده‪.‬‬
‫وألدفع هذا العتراض عأدخل حرف العطف )أوأ( في الحد بدل من الوأاوأ‪ ،‬وأفعسسر بأن المراد قبوأعله‬
‫المحظوأرين في‬‫لحدهما فأيهما وأقع فهوأ الخبر‪ ،‬ل أنه يقبل أحدهما على البهام أوأ الترديد‬
‫)‪(1‬‬

‫التعاريف‪ ،‬فالترديد حاصل بين أقسالم المعررف‪ ،‬أي أن حرف العطف )أوأ( هنا تقسيمي وأليس تردديلا‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأدفع هذا العتراض أيضال بزيادة القيد )لذاته( فقالوأا‪ :‬الخبر‪ :‬كلم يحتمل الصدق وأالكذب لذاته‬
‫وأفسر بأن المراد دخوأل الصدق وأالكذب فيه لحتماله لهما من حيث أنه نسبة شيء إلى شيء‪ ،‬مع‬
‫)‪(3‬‬
‫قطع النظر عن صدق قائله أوأ كذبه إوأان كان مع النظر إلى ذلك قد ل يحتمل كلل منهما‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر مقالت السلميين وأاختلف المصلين‪،‬المام أبوأ الحسن علي بن إسماعيل الشعري) ‪ 330‬هـ(‪2/152‬تحقيق محيي الدين عبد الحميد‪،‬مطبعة النهضة مصر‬

‫‪1950‬م‪،‬وأالمعتمد في أصوأل الفقه‪،‬أبوأ الحسين محمد بن علي البصري المعتزلي‪ ،‬تحقيق محمد حميد عبد ال ‪ 544-2/542‬المطبعة الكاثوأليكية بيروأت ‪1965‬م إوأاحكام‬

‫الفصوأل في أحكام الصوأل‪،‬أبوأ الوأليد سليمان بن خلف الباجي)‪274‬هـ(‪ 34‬تحقيق عبد ال محمد الجبوأري مؤسسة الرسالة الطبعة الوألى ‪ 1409‬هـ‪ .‬وأشرحا اللمع في أصوأل‬

‫الفقه‪ ،‬أبوأ إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي )‪ 476‬هـ(‪،2/567‬تحقيق عبد المجيد تركي‪ ،‬طبعة دار الغرب السلمي بيروأت ‪ 1988 -‬م‪ .‬وأالرشاد إلى قوأاطع الدلة في‬

‫أصوأل العتقاد‪ ،‬إمام الحرمين عبد الملك بن عبد ال الجوأيني )‪ 478‬هـ( ‪ ،2/567‬تحقيق محمد يوأسف موأسى )‪(411‬مطبعة دار السعادة ‪ -‬مصر ‪.1950-‬وأالتمهيد في‬

‫أصوأل الفقه‪ ،‬أبوأ الخطاب محفوأظ بن أحمد الكلوأذاني الحنبلي)‪ 510‬هـ(‪10-3/9‬تحقيق محمد بن علي بن إبراهيم مطبعة دار المدني جدة ‪1985‬م وأالمحصوأل في علم‬

‫أصوأل الفقه‪ ،‬فخر الدين محمد بن عمر الرازي)‪ 606‬هـ( تحقيق طه جابر العلوأاني ‪ ،1/2/307‬مطابع جامعة محمد بن سعوأد الرياض ‪ .1980‬وأتيسير التحرير‪ ،‬محمد أمير‬

‫بادشاه الحسني الحنفي‪ ،‬على كتاب )التحرير في أصوأل الفقه( للكمال محمد بن عبد الوأاحد )ابن الهمام( السكندري الحنفي )‪ 861‬هـ( ‪ 3/340‬طبعة‪ ،‬البابي الحلبي )‬

‫‪ 19332‬هـ(‪ .‬وأشرحا أحمد بن قاسم العبادي الشافعي )‪ 994‬هـ( على شرحا جلل الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي )‪ 864‬هـ( على الوأرقات في أصوأل الفقه لمام‬

‫الحرمين‪ ،‬وأهوأ في حاشية إرشاد الفحوأل إلى تحقيق الحق من علم الصوأل‪،‬محمد بن علي الشوأكاني) ‪ 1255‬هـ(‪ - 167‬طبعة دار الفكر بيروأت‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر المراجع السابقة وأالتمهيد في الرد على الملحدة وأالمعطلة وأالرافضة وأالخوأارج وأالمعتزلة‪ ،‬أبوأ بكر محمد بن الطيب بن الباقلني )‪ 403‬هـ(تحقيق رتشرد مكارثي‬

‫‪،379‬المطبعة الكاثوأليكيةبيروأت ‪1957‬م إوأارشاد الفحوأل‪،‬الشوأكاني ‪.43‬‬

‫‪ ()3‬انظر تيسير التحرير‪ ،‬أمير بادشاه ‪ 35/24‬وأفوأاتح الرحموأت‪ ،‬عبد العلي محمد بن نظام الدين النصاري )‪ 1119‬هـ( وأهوأ شرحا مسلم الثبوأت في أصوأل الفقه لمحب ال‬
‫وأدفع هذا العتراض أيضال بالعدوأل عن )الصدق وأالكذب( إلى التصديق وأالتكذيب فقالوأا‪ :‬الخبر كلم‬
‫)‪(1‬‬
‫يحتمل التصديق وأالتكذيب‪ ،‬فقد يصردق المخبر وأهوأ كاذب‪ ،‬وأقد يكرذب وأهوأ صادق‪.‬‬

‫مفهوم )الحاد(‪:‬‬
‫وأيراد به عند المتكلمين‪ :‬العدد من الروأاة الذين ل يوأجب خبرهم العلم‪.‬‬
‫وأيعنوأن بالعلم‪ :‬اليقين العقلي الذي يوأجب حصوأل القطع بصدق مضموأنه‪ ،‬إوأان تخلف عنه ذلك‬
‫الحصوأل بالفعل)‪،(2‬فوأقع التكذيب مكابرة أوأ جحوأدا‪.‬‬
‫أوأ هوأ العدد من الروأاة الذين ل يحصل بهم التوأاتر‪.‬‬
‫وأيتبين مما سبق أن ضبط العدد المقصوأد يتوأقف على ضبط العدد الذي يحصل به التوأاتر‪ .‬وأهذا‬
‫يحتم علينا أن نبحث في عدد التوأاتر‪.‬‬

‫العدد الذي يحصل به التواتر‪:‬‬


‫اتفق المتكلموأن على أن الخبر المتوأاتر يوأجب العلم بصدق مضموأنه‪..‬‬
‫وأاختلفوأا في العلم الحاصل بالتوأاتر هل هوأ ضروأري أوأ نظري ؟‬
‫فذهب الجمهوأر إلى أنه ضروأري‪ ،‬ل يفتقر إلى تركيب الحجة‪.‬‬
‫وأذهب أبوأ الحسين البصري من المعتزلة‪ ،‬وأ الكلوأذاني من الحنابلة إلى أن العلم الحاصل من المتوأاتر‬
‫نظري يتوأقف على مقدمات تحصل للسامع‪ ،‬مثل كوأنه خبر جمع‪ ،‬وأ كوأنه بحيث يمتنع توأاطؤهم على‬
‫)‪(3‬‬
‫الكذب‪ ،‬وأكوأنه خب الر عن محسوأس‪ ،‬وأغير ذلك‬
‫وأ ليس ذلك مما يحتاج إليه في أصوأل الفقه كما يقوأل صاحب المعتمد )‪ ،(4‬وألكن وأجب الخوأض فيه‬
‫لن القوأل بضروأرية العلم الحاصل عن التوأاتر جعل من العسير ضبط عدد معين يحصل عنده‬
‫العلم‪ ،‬وأهذا يفسر لنا القوأال الغريبة التي ذكرها المتكلموأن في العدد الذي يحصل به التوأاتر حتى‬
‫وأصل عند بعضهم إلى أربع عشرة مائة لنه عدد أهل بيعة الرضوأان‪ ،‬بل اشترط جماعة أن ل‬

‫ابن عبد الشكوأر الحنفي‪ .‬مع المستصفى الغزالي ‪ 2/102‬طبعة دار العلوأم ‪-‬بيروأت‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر التمهيد في تخريج الفروأع على الصـوأل‪ ،‬جمال الدين عبد الرحيم بـن الحسـن السنوأي الشافعـي )‪ 772‬هـ( تحقيق محمد حسن هيتوأ‪ 443 ،‬مؤسسة الرسالة ‪-‬‬

‫بيروأت ‪ 1987‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬شرحا العبادي ‪ ،179‬وأانظر تعريف العلم في ستصفى الغزالي ‪ 27 - 1/24‬إوأاحكام المدي ‪1/12‬‬

‫‪ ()3‬انظر التمهيد‪ ،‬الكلوأذاني ‪ 28-3/22‬وأ البحر المحيط في أصوأل الفقه‪ ،‬بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي )‪794‬هـ( تحقيق د‪ .‬عبد القادر العاني‪ -‬وأعمر سليمان‬

‫الشقر ‪ 241 /4‬طبعة الكوأيت ‪1409‬هـ‪ .‬وأحاشية العطار‪ ،‬حسن بن محمد )‪1250‬هـ( على جمع الجوأامع للتاج عبد الوأهاب بن السبكي )‪771‬هـ( وأبها مشه تقرير لعبد‬

‫الرحمن الشربيني‪ ،‬وأتقريرات لمحمد بن علي المالكي‪ 151-2/150 .‬مطبعة البابي‪-‬مصر ‪1385‬هـ‪.‬‬

‫‪ ()4‬المعتمد‪ ،‬البصري ‪2/252‬‬


‫)‪(1‬‬
‫يحوأيهم بلد وأل يحصرهم عدد‪.‬‬
‫يقوأل الشوأكاني‪ ):‬وأ بال أعجب من جري أقلم أهل العلم بمثل هذه القوأال التي ل ترجع إلى عقل‬
‫)‪(2‬‬
‫وأل تقل وأل يوأجد بينها وأبين محل النزاع جامع‪(......‬‬
‫وألما تعســر على المتكلمين ضبط عدد معين يحصل عنده العلم قالوأا‪ :‬ليس للتوأاتر عدد محصوأر وأل‬
‫)‪(3‬‬
‫يختص بعدد دوأن عدد‬
‫)‪(5‬‬
‫في أقل عدد يحصل به العلم‪) :‬ليس معلوأمال لنا وأل سبيل لمعرفته(‬ ‫)‪(4‬‬
‫قال الغزالي‬
‫)‪(7‬‬
‫وأقال السرخسي)‪) :(6‬ليس لما ينعقد به التوأاتر معلوأم من حيث العدد(‪.‬‬
‫وأقالوأا‪ :‬ضابط التوأاتر حصوأل العلم‪ ،‬فمتى أفاد الخبر بمجرده العلم حكم بتوأاتره‪ .‬إوأان لم يفد تعين‬
‫)‪(8‬‬
‫عدم توأاتره‪.‬‬
‫خفاء كالخفاء في ضبط التوأاتر بالعدد‬
‫ل‬ ‫وأيبدوأ لي ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬أن في ضبط التوأاتر بحصوأل العلم‬
‫لسببين‬
‫أوألهما‪ :‬أن العلم يحصل بالمتوأاتر وأبغير المتوأاتر من الخبار‪ ،‬وأيكوأن الفرق بينهما من جهة أن العلم‬
‫يحصل من المتوأاتر بمجرده‪ ،‬وأليس من الخبار ما يعلم صدقه بمجرده إل المتوأاتر‪ ،‬وأما عداه فانما‬
‫يعلم صدقه بدليل آخر يدل عليه سوأى نفس الخبر‪.‬‬
‫فإذا حصل العلم مثل بخبر جمع احتف خبرهم بالقرائن المؤيدة لثبوأت الخبر تعسر التمييز هل حصل‬

‫‪ ()1‬انظر في سرد القوأال وأنقاشها‪ :‬إحكام الفصوأل‪ ،‬الباجي ‪ 245-243‬وأشرحا اللمع الشيرازي ‪ ،2/574‬وأمحصوأل الرازي ‪ 387-380 / 1/2‬إوأاحكام المدي ‪،269/‬‬

‫وأكشف البخاري ‪.2/361‬‬

‫‪ ()2‬إرشاد الفحوأل‪ ،‬الشوأكاني ‪47-46‬‬

‫‪ ()3‬انظر الفصوأل في الصوأل‪ ،‬أحمد بن علي الرازي الجصاص )‪ 370‬هـ( تحقيق دكتوأر عجيل جاسم ‪ ،3/53‬الطبعة الوألى ‪ ،.1985‬التمهيد‪ ،‬الباقلني ‪ .385‬إوأاحكام‬

‫الفصوأل‪ ،‬الباجي ‪ 245-243‬وأشرحا اللمع‪ ،‬الشيرازي ‪ 2/574‬الرشاد‪ ،‬الجوأيني ‪415‬وأالوأصوأل إلى الصوأل‪ ،‬أحمد بن علي )ابن برهان( البغدادي )‪ 518‬هـ( تحقيق عبد‬

‫الحميد أبوأ زنيد ‪ 2/174‬مطبعة المعارف الرياض ‪ 1984‬م‪،‬وأالمحصوأل‪ ،‬الرازي ‪ 381-1/2/380‬إوأاحكام المدي ‪2/269‬وأكشف السرار شرحا المنار أبوأ البركات عبد ال‬

‫بن أحمد أحمد النسفي )‪ 710‬هـ( ‪ ،2/6‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت ‪ 1986 -‬م‪.‬وأكشف السرار‪ ،‬البخاري ‪ 2/261‬المسوأدة في أصوأل الفقه‪ ،‬أحمد بن محمد بن‬

‫أحمد الحراني الدمشقي)ابن تيمية()‪ 745‬هـ( تحقيق محمد محيي الدين ‪ ،235‬مطبعة المدني ‪ -‬القاهرة‪ 1964 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ()4‬هوأ حجة السلم محمد بن محمد أبوأ حامد الغزالي )‪505‬هـ( أحد المة العلم في علم الكلم وأالفقه وأأصوأله وأالتصوأف وأغيرها من العلوأم‪ ،‬وأله في علم تصانيف‪،‬‬

‫انظر العلم‪ ،‬الزركلي )‪(7/247‬‬

‫‪ ()5‬المستصفى ‪.1/75‬‬

‫‪ ()6‬هوأ القاضي أبوأ بكر محمد بن أحمد )شمس الئمة السرخسي( ) ‪483‬هـ( من كبار الحنفية‪ ،‬أشهر كتبه )المبسوأط(‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي )‪.(6/208‬‬

‫‪ ()7‬بلوأغ السوأل في الصوأل‪ ،‬أبوأ بكر محمد بن أحمد السرخسي )‪ 483‬هـ( تحقيق أبوأ الوأفا الفغاني ‪ ،1/294‬طبعة بيروأت ‪.1973‬‬

‫‪ ()8‬انظر المراجع السابقة‪ ،‬إوأارشاد الفحوأل الشوأكاني ‪ ،47‬وأحاشية العطار ‪2/148‬‬


‫العلم بالخبر وأحده أم بالخبر وأالقرائن؟ لن القرائن قد تفيد العلم بمجردها كالحمرة الطارئة على الوأجه‬
‫فإنها تفيد العلم بالخجل‪ .‬إوأاذا ثبت ذلك جاز دخوأل خبر في التوأاتر مع أنه ليس منه‪.‬‬
‫وأالثاني‪ :‬أن حصوأل العلم أمر وأجداني يختلف باختلف الحوأال وأالوأقائع‪ ،‬وأقد يحصل العلم لشخص‬
‫دوأن غيره من الشخاص‪ ،‬فإذا حكمنا بتوأاتره بالنسبة إلى من حصل له العلم به تعطل الستدلل‬
‫)‪(1‬‬
‫بالتوأاترعلى من لم يحصل له العلم به‪.‬‬
‫إوأاذا تعسر ضبط أقل عدد يحصل به التوأاتر فقد تعسر أيضال ضبط عدد يكوأن غاية لما يعد آحادلا‪،‬‬
‫لن المتكلمين جعلوأا ما دوأن التوأاتر آحادلا‪ ،‬وألم يضبطوأا التوأاتر بعدد معلوأم‪ ،‬بل جعلوأا ضابطه‬
‫حصوأل العلم بصدق مضموأنه‪.‬‬
‫إل أن من المقطوأع به أن خبر الوأاحد وأالثنين وأالثلثة وأالربعة من أخبار الحاد عند المتكلمين‪.‬‬
‫يدل على ذلك أنهم جعلوأا من أقسام خبر الحاد المشهوأر‪ ،‬وأهوأ ما روأاه ثلثة فأكثر مالم يبلغ درجة‬
‫التوأاتر‪.‬‬
‫على أن خبر الربعة من أخبار الحاد ل من المتوأاتر بأن العلم الحاصل من‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأاستدل الباقلني‬
‫المتوأاتر ضروأري ل يحتاج إلى استدلل‪ .‬وأكل خبر يحتاج فيه إلى الجتهاد في عدالة روأاته‬
‫وأضبطهم وأوأثاقتهم فليس متوأات لرا‪ ،‬لن الضروأري ل يحتاج معه إلى استدلل‪ .‬وأقد دل الشرع على‬
‫وأجوأب الجتهاد في عدالة الشهوأد الربعة إذا شهدوأا على أحد بالزنا )‪ (3‬وألوأ ععللدم أن الربعة إذا شهدوأا‬
‫بالزنا وأقع العلم بخبرهم ‪-‬إذا كانوأا صادقين ‪ -‬لما تعبدنا ال عز وأجل بالجتهاد في عدالتهم وأبقبوأل‬
‫شهادتهم إذا كانوأا عندنا على هذه الصفة وأردرها إذا كانوأا فساقلا‪ ،‬لننا إنما نستدل وأنجتهد إذا لم نعلم‬
‫صدق المخبر‪ ،‬فأما إذا علم صدقهم ضروأرة فل معنى وأل وأجه للنظر وأالستدلل على ما نحن إلى‬
‫)‪(4‬‬
‫العلم بصحته مضطروأن‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر الحكام المدي ‪2/266‬‬

‫‪ ()2‬هوأ القاضي أبوأ بكر محمد بن الطيب )ابن الباقلني( المالكي الصوألي المتكلم‪ ،‬صاحب المصنفات‪ ،‬وأأوأحد وأقته في فنه أخذ علم النظر عن أبي عبد ال بن مجاهد‬

‫الطائي‪ ،‬صاحب المام الشعري‪ ،‬وأكانت له بجامع المنصوأر في بغداد حلقة عظيمة‪ ،‬كان وأرده في الليل عشرين تروأيحة‪ ،‬في الحضر وأالسفر‪ ،‬فإذا فرغ منها كتب خمسال‬

‫وأثلثين وأرقة من تصنيفه‪ ،‬توأفي ببغداد )‪ 403‬هـ(‪ ،‬انظر ترجمته في العبر في خبر من غبر‪ ،‬محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي )‪ 748‬هـ( تحقيق محمد السعيد بن بسيوأني‬

‫زغلوأل ‪ ،2/207‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت‪ ،‬لم يذكر سنة الطبع‪.‬‬

‫‪ ()3‬انظر المسألة في حلية العلماء في معرفة مذهب العلماء‪ ،‬أبوأ بكر محمد بن أحمد الشاشي القفال تحقيق ياسين دراكه ‪ 130-8/128‬الطبعة الوألى‪ ،‬لمكتبة الرسالة‬

‫‪1988‬‬

‫‪ ()4‬التمهيد ‪ .384،385‬وأانظر نحوأه في المعتمد‪ ،‬البصري ‪ 562-2/561‬إوأاحكام الفصوأل‪ ،‬الباجي ‪243-241‬وأالرشاد‪ ،‬الجوأيني ‪ 415-414‬وأالتمهيد من الكلوأذاني‬

‫‪ 30-3/28‬وأ شرحا البدخشي ‪ 2/310‬المسمى )مناهج العقوأل( محمد بن الحسن البدخشي‪،‬وأهوأ شرحا لمنهاج الصوأل في علم الصوأل للقاضي أبي عبد ال محمد بن عبد‬

‫م‪.‬وأارشاد الفحوأل ‪.47‬‬


‫ال البيضاوأي )‪ 685‬هـ( ‪ 2/310‬طبعة دار الكتب العلمية بيروأت ‪ 1984‬إ‬
‫وأ بعد أن بينا مفهوأم خبر الحاد بجزءيه عند المتكلمين حان موأعد بيان ما يفيده )خبر الحاد(‬
‫مركبال عندهم‬

‫مفهوم خبر الحاد‬


‫اختلفت عبارات المتكلمين في تعريف خبر الحاد‪ ،‬إوأان كان الحاصل منها وأاحدلا‪ ،‬وأيمكن إرجاع ما‬
‫قالوأه في تعريفه إلى تعريفين اثنين‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫الول تعريفا الباجي‪.‬‬
‫)‪(2‬‬ ‫)خبر الحاد‪ :‬ما لم يقع العلم بمخبره ضروأرة من جهة الخبار به‪ ،‬إن كان الناقـلوأن لـه جمـاعة(‪.‬‬
‫د‬
‫وأمراد الباجي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في هذا التعريف حصر خبر الحاد في الخبرالذي يروأيه الوأاحد أوأ‬
‫الجماعة وأل يحصل لنا بمجرد كوأنه خب ار علم ضروأري بصدق مضموأنه‪.‬‬
‫وأيريد الباجي أن يخرج الخبر المتوأاتر لن العلم الضروأري بصدق مضموأنه يحصل بمجرد كوأنه‬
‫خب لرا‪.‬‬
‫وأيريد بقوأله )من جهة الخبار به( الشارة إلى أن من أخبار الحاد ما يوأقع العلم الضروأري بصدق‬
‫مضموأنه ل من جهة كوأنه خب لرا‪ ،‬بل من طرق خارجية أخرى تدل على صدقه ضروأرة مثل موأافقته‬
‫ل‪ .‬كأن ينقل أحدهم عن عالم أنه قال )الوأاحد نصف الثنين( فنجد من أنفسنا العلم‬
‫لما ثبت عق ل‬
‫بصدق مخبره ضروأرة‪ ،‬وألكن هذا العلم الضروأري يحصل بالخبر من جهة كوأنه موأافقا لما يعلم‬
‫ضروأرة ل من جهة كوأنه خب الر فقط‪.‬‬
‫وأيدخل هذا الخبر في تعريف خبر الحاد بل ريب‪ ،‬لنه ما أفاد العلم الضروأري بمجرد الخبار به بل‬
‫بدليل آخر خارج عن ذلك‪.‬‬

‫التعريفا الثاني‬
‫ل‪،‬أوأ أفاده بالقرائن المنفصلة عنه‪.‬‬
‫هوأ خبر ل يفيد بنفسه العلم سوأاء لم يفده أص ل‬
‫اختار هذا التعريف صاحب تيسير التحرير)‪(3‬وأ الشوأكاني)‪ ،(4‬وأنسبه إلى الجمهوأر‪ .‬وأيراد في هذا‬
‫التعريف حصر خبر الحاد في نوأعين من الخبار‪:‬‬

‫‪ ()1‬الباجي‪ :‬هوأ أبوأ الوأليد سليمان بن خلف التجيبي القرطبي الباجي المالكي‪ ،‬برع في فنوأن الحديث وأالفقه وأالصوأل وأالنظر‪ ،‬وأصنف في كل علم تصانيف كثيرة‪ ،‬وأوألي‬

‫القضاء في أماكن عديدة‪ ،‬توأفي )‪ 474‬هـ(‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪.2/332‬‬

‫‪ ()2‬إحكام الفصوأل )‪(235‬‬

‫‪ ()3‬أمير بادشاه ‪3/37‬‬

‫‪ ()4‬إرشاد الفحوأل ‪47‬‬


‫النوأع الوأل‪ :‬الخبار التي ل يمكن القطع بصدق مضموأنها‪ ،‬ل بنفسها وأل بالدلة وأالقرائن المنفصلة‪.‬‬
‫وأ المراد بالقرائن المنفصلة صفات الخبر التي تزيد على ما ينفك الخبر عنه عادة‪ ،‬كأن يخبر‬
‫الحاد بموأت إنسان‪ ،‬فل يحصل العلم بمجرد إخبارهم‪ ،‬لكن إذا انضم إلى الخبر خروأج وألد الميت من‬
‫صفق وأجهها وأتضرب خديها‬
‫الدار حاسر الرأس حافي الرجل ممزق الثياب مضطرب الحال وأوأالدته تد ب‬
‫)‪(1‬‬
‫وأحوألها نسوأة يخففوأن عنها مصيبتها علم قطعال صدق ما أخبر به الحاد مقترنال بهذه القرائن‪.‬‬
‫وأمثل هذه الخبار التي يحصل العلم بها من الخبر وأقرائنه تدخل في التعريف السابق لنها أخبار ل‬
‫تفيد بنفسها العلم‪ ،‬بل تفيده لقترانها بهذه القرائن‪.‬‬
‫النوأع الثاني‪ :‬الخبارالتي تفيد العلم بالقرائن المنفصلة‪.‬‬

‫انظر المستصفى ‪1/136‬‬ ‫‪() 1‬‬


‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم خبر الحاد عند المحدثينا‬
‫قسمة الخبر إلى متوأاتر وأمشهوأر وأآحاد قسمة عقلية ذكرها المتكلموأن أوألل وأرتبوأا آثا ار على هذا‬
‫التقسيم‪ ،‬ثم طرحت هذه القسمة في ساحة علم الحديث فراحا المحدثوأن يحاوألوأن إيجاد شوأاهد لها‬
‫وأيفندوأن الثار التي رتبها المتكلموأن على هذه القسمة‪ ،‬إوأانما يتحقق غرض المحدثين بتقسيم الخبر‬
‫وأهذا ظاهر في صنعة الروأاية الحديثية وأنقدها‪ .‬لكن بعض‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأحسن)‪ (2‬وأضعيف‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫إلى صحيح‬
‫أهل الحديث ساير المتكلمين في هذا التقسيم فأدخل في كتب مصطلح الحديث وأدرايته المشهوأر‬
‫وأالعزيز وأالغريب‪ ،‬وأجعل عدد الروأاة هوأ المعتبر في هذا التقسيم‪ .‬وألكن يبقى هذا التقسيم دخيل على‬
‫مصطلح الحديث‪ .‬وأيشهد لذلك حال كلمهم على هذا التقسيم وأما وأقعوأا فيه من الضطراب وأمخالفة‬
‫أهل الصطلحا المعنيين بهذا القسمة‪.‬‬
‫أما لفظ الخبر فقد استعمله المحدثوأن في اصطلحا خاص‪.‬‬
‫يقوأل الحافظ ابن حجر‪) :‬وأالخبر عند علماء هذا الفن مرادف للحديث‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأقيل‪ :‬الحديث ما جاء عن النبي صلى ال عليه وأسلم وأالخبر ما جاء عن غيره(‬
‫وأفي هذه العبارة الموأجزة يشير الحافظ ابن حجر إلى لفظين استعملهما المحدثوأن في اصطلحا‬
‫خاص‪-‬أعني الخبر وأالحديث‪.-‬‬
‫وأمن الملحظ اختلف عبارات المحدثين في العلقة التي تربط بين هذين اللفظين وأمعناهما‬
‫الصطلحي‪ .‬وأقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في عبارته السابقة‪.‬‬
‫وأدرد هذين اللفظين إلى المعنى اللغوأي وأتطوأر دللته يسهل الوأصوأل إلى معرفة العلقة التي تربط‬
‫الصطلحين‪.‬‬

‫‪ ()1‬الصحيح‪ :‬ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله وأسلم من شذوأذ وأعلة وأانظر قوأاعد التحديث من فنوأن مصطلح الحديث‪ ،‬محمد جمال الدين القاسمي )‪232‬‬

‫هـ( ‪ 80‬طبعة دار الكتب العلمية ‪-‬بيروأت ‪1979‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬الحسن‪ :‬ما روأاه عدل خفيف الضابط متصل السند غير معل وأل شاذ وأانظر حاشية لقط الدرر على شرحا متن نخبة الفكر‪ 49-48 ،‬وأأصوأل الحديث‪ ،‬د‪-‬محمد‬

‫عجاج الخطيب ‪ 332‬طبعة دار الفكر ‪ -‬بيروأت ‪ .1975 -‬وأعلوأم الحديث وأمصطلحه‪ ،‬د‪-‬صبحي صالح‪ 156 ،‬دار العلم للمليين ‪ -‬بيروأت ‪.1981‬‬

‫‪ ()3‬الضعيف‪ :‬ما لم يوأجد فيه شروأط الصحة وأل شروأط الحسن‪.‬انظر المنهاج في شرحا صحيح ملم بن الحجاج‪ ،‬أبوأ زكريا محي الدين يحيى بن شرف النوأوأي )‪(676‬‬

‫‪ 1/22‬تحقيق عبد ال أحمد أبوأ زينه‪ ،‬طبعة دار الشعب القاهره ‪ 1973 -‬م‪.‬‬

‫‪ ()4‬نخبة الفكر في مصطلح أهل الثر ص ‪ ،23‬في حاشية شرحها لقط الدرر للشيخ عبد ال بن حسين خاطر العدوأي‪ .‬مطبعة عبد الحميد حنفي‪-‬مصر ‪1355‬هـ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أما الحديث في اللغة فمعناه الجديد‪ ،‬ضد القديم‪ ،‬وأمعناه الخبر‪.‬‬
‫وأيقوأل أبوأ البقاء )‪) :(2‬الحديث اسم من التحديث‪ ،‬وأهوأ الخبار‪ .‬ثم عسسمي به قوألل أوأ فعل أوأ تقرير‬
‫)‪(3‬‬
‫نسب إلى النبي عليه الصلة وأالسلم‪.‬‬
‫وأيقوأل الدكتوأر صبحي الصالح‪) :‬وأمعنى الخبار في وأصف الحديث كان معروأفال للعرب في الجاهلية‬
‫)‪(4‬‬
‫منذ كانوأا يطلقوأن على أيامهم المشهوأرة اسم الحاديث(‪.‬‬
‫وأأما الخبر فقد تقدم أنه النقل عن الغير‪.‬‬
‫وأقد لحظ جمهوأر المحدثين هذا الترادف اللغوأي في الصطلحا أيضلا‪ .‬فجعلوأا الخبر وأالحديث‬
‫مترادفين على معنى اصطلحي وأاحد وأهوأ‪ :‬ما أضيف إلى النبي صلى ال عليه وأسلم من قوأل أوأ‬
‫)‪(5‬‬
‫فعل أوأ صفة(‪.‬‬
‫ثم لحظ المحدثوأن إلى جانب هذا الترادف اللغوأي أن الروأاة لم يكتفوأا بنقل ما أضيف إلى النبي صلى‬
‫)‪(6‬‬
‫ال عليه وأسلم بل ععنوأا معه بنقل وأروأاية أقوأال الصحابة وأكبار التابعين‪ ،‬وأالروأاية إخبار هنا وأهناك‬
‫فظهر إطلق الخبر في بعض الحيان على ما نقل عن الصحابة أوأ التابعين‪ ،‬ملحظين بذلك‬
‫مدلوأل الخبر في اللغة‪ ،‬أما "الحديث" عند الطلق فل يراد به ما أضيف إلى غير النبي صلى ال‬
‫عليه وأسلم إل بقرينة‪.‬‬
‫وأبهذه الميزة التي اختص بها لفظ )الحديث( شاع معناه الصطلحي وأغلب على مفهوأمه اللغوأي عند‬
‫أهل الحديث‪ ،‬وأظهر القوأل بأن كل حديث خبر وأليس كل خبر حديثلا‪ .‬لن الخبر يصدق على كل ما‬
‫وأيختص الحديث بما جاء عن النبي‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأتابعيهم‬ ‫)‪(7‬‬
‫جاء عن النبي صلى ال عليه وأسلم وأصحابته‬

‫ث( ‪ .1/164‬وأمختار الصحاحا )حدث( ‪125‬‬


‫‪ ()1‬انظر القاموأس المحيط‪ ،‬الفيروأزآبادي )دحدد د‬

‫‪ ()2‬هوأ أيوأب بن موأسى الحسيني )‪1095‬هـ( كان من قضاة المذهب الحنفي‪ ،‬وأتوأفي وأهوأ قاض بالقدس‪ .‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.1/382‬‬

‫‪ ()3‬كليات أبي البقاء ص ‪ ،152‬المطبعة الميرية ‪1280‬هـ‬

‫‪ ()4‬علوأم الحديث‪10 ،‬‬

‫‪ ()5‬انظر لقط الدرر‪ ،‬عبد ال حسين خاطر ‪23،104‬‬

‫‪ ()6‬علوأم الحديث وأمصطلحه ‪.10‬‬

‫‪ ()7‬ما نقل عن الصحابي من قوأله أوأ فعله يسمى الموأقوأف في اصطلحا المحدثين‪ .‬انظر لقط الدرر ‪.104‬‬

‫‪ ()8‬ما نقل عن التابعي من قوأله أوأ فعله يسمى المقطوأع في اصطلحا المحدثين‪ .‬انظر لقط الدرر ‪.104‬‬
‫)‪(1‬‬
‫صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأيصدق عليه أنه خبر‪.‬‬
‫وألكن إذا أضيــف لف ــظ الخبر إلى الحــاد حصل منهما اصطلحا خاص ينصرف به الخــبر إلى ما‬
‫أضيف إلى النبي صلى ال عليه وأسلم خاصة بنقل الحــاد‪ ،‬وأل يكاد يستعمل مطلقاد في ما أضيف‬
‫إلى صحابي أوأ تابعي‪.‬‬
‫وأقد تابع المحدثوأن أهل الصطلحا في تعرف هذا التركيب ‪-‬أعني )خبر الحاد(‪-‬‬
‫)‪(2‬‬
‫يقوأل الحافظ ابن حجر‪ :‬خبر الحاد ما لم يجمع شروأط التوأاتر‬
‫وأيقوأل القاسمي‪) :‬أما خبر الوأاحد فهوأ ما لم يوأجد فيه شروأط المتوأاتر‪ ،‬سوأاء كان الراوأي له وأاحدال أوأ‬
‫)‪(3‬‬
‫أكثر(‬

‫‪ ()1‬انظر المصدر نفسه ‪ .24‬وأفتح الملهم ‪.1/2‬‬

‫‪ ()2‬لقط الدرر‪.32 ،‬‬

‫‪ ()3‬قوأاعد التحديث ‪.147‬‬


‫المطلب الرابع‪ :‬أقسام خبر الحاد عند المتكلمينا‬
‫كثي الر ما يرد في أقسام خبر الحاد عند المتكلمين ذكر "الخبر المشهوأر وأالخبر المستفيض"‪.‬‬
‫وأقبل الدخوأل في بيان مرادهم ل بد من الشارة إلى وأجوأد اصطلحين في تقسيم جملة الخبار‬

‫الصطلحا الول‪ :‬قسمة الخبار إلى متواتر‪ ،‬وآحاد‪.‬‬


‫وأاختار هذه القسمة جمهوأر المتكلمين من المعتزلة وأأهل السنة من الشافعية وأ المالكية وأالحنابلة‪.‬‬

‫الصطلحا الثاني‪ :‬قسمة الخبار إلى متواتر ومشهور وآحاد‪.‬‬


‫)‪(1‬‬
‫وأعلى هذه القسمة اصطلح الماتريدية‪.‬‬
‫وأفي تقسيم الخبار اتفق أصحاب الصطلحين في تعريف المتوأاتر من الخبار‪.‬‬
‫قال السنوأي من الفريق الوأل‪) :‬المتوأاتر خبر بلغت روأاته في الكثرة مبلغال أحالت العادة توأاطؤهم‬
‫)‪(2‬‬
‫على الكذب(‬
‫وأقال السرخسي من الماتريدية في حد التوأاتر‪) :‬أن ينقله قوأم ل يتوأهم اجتماعهم وأتوأاطؤهم على‬
‫الكذب لكثرة عددهم وأتباين أمكنتهم عن قوأم مثلهم‪ .‬وأهكذا إلى أن يتصل السند برسوأل ال صلى ال‬
‫)‪(3‬‬
‫عليه وأسلم‪ ،‬فيكوأن أوأله كآخره‪ ،‬وأأوأسطه كطرفيه(‪.‬‬
‫وأاختلفوأا في الخبر المشهوأر وأرتبته بين الخبار‪.‬‬
‫فجعله الجمهوأر قسمال من الحاد‪ .‬فالخبر عندهم ينقسم إلى متوأاتر وأآحاد‪ ،‬وأالمشهوأر قسم من الحاد‬
‫جعله الماتريدية قسمال بين المتوأاتر وأالحاد‪ .‬وأرتبوأا على ذلك أث ار وأهوأ إفادة المشهوأر الطمأنينة‬
‫)‪(4‬‬
‫وأسكوأن النفس إلى صحة صدوأره عن قائله‬
‫وأخالف الجصاص من الماتريدية في رتبة المشهوأر وأوأافقهم في حده‪ ،‬فجعل المشهوأر قسما من‬
‫المتوأاتر‪ .‬وأرتب على ذلك أث الر وأهوأ دعوأى إفادة المتوأاتر العلم الضروأري‪ ،‬إوأافادة المشهوأر العلم‬

‫‪ ()1‬الماتريدية‪ :‬أتب ــاع أبــي منصوأر محمـد بن أحمد الماتريدي )‪ 333‬هـ ــ( من أئمة علماء الكلم‪ ،‬ينسب إلى )ماتريد( محلة بسمرقند وأآراء مدرسته تتفق مع الشعرية في‬

‫أصل العقيدة وأتختلف معها في مسائل فرعية جزئية معدوأدة‪ ،‬وأأكثر الماتريدية‪ .‬يتعبدوأن في الفقه على مذهب الحنيفة‪ .‬انظر الروأضة البهية بين الشعرية وأالماتريدية‪،‬‬

‫الحسن بن محمد )ابن عذبة( ص ‪،5‬طبعة دائرة المعارف النظامية ‪-‬الهند‪1322،‬هـ‪.‬‬

‫‪ ()2‬نهاية السوأل في شرحا منهاج الصوأل‪ ،‬عبد الرحيم بن الحسن السنوأي )‪ 772‬هـ( وأهوأ شرحا للمنهاج لناصر الدين عبد ال بن عمر البيضاوأي )‪ 685‬هـ( وأمعه‬

‫حاشية الشيخ محمد بخيت المطيعي ‪ 3/61‬طبعة عالم الكتب ‪ -‬بيروأت ‪ -‬لم يذكر سنة الطبع‪.‬‬

‫‪ ()3‬انظر أصوأل السرخسي ‪1/282‬‬

‫‪،‬وأارشاد الفحوأل الشوأكاني ‪49‬‬


‫‪ ()4‬نظر المرجع السابق ‪،1/291‬وأكشف السرار‪ ،‬النسفي ‪2/11‬وأتيسير التحرير أمير بادشاه ‪ 38-3/37‬إ‬
‫)‪(1‬‬ ‫النظري‪.‬‬
‫وأالحاصل أن الخبر المشهوأر قسم من الحاد عند الجمهوأر‪ ،‬وأهوأ رتبه بين المتوأاتر وأالحاد عند‬
‫الماتريدية‪ ،‬وأقسم من المتوأاتر عند الجصاص‪.‬‬

‫أما حد المشهور منا الخبار عند الماتريدية فهو‪:‬‬


‫ما كان آحادا في الصل ثم توأاتر في القرن الثاني وأالثالث)‪. (2‬وأخلف الجصاص في إفادته ل في‬
‫تعريفه‪.‬‬

‫واتفق جمهور المتكلمينا على أنا المشهور قسم منا الحاد‪ ،‬واتفقوا على اعتبار عدد رواته‬
‫في تعريفه ثم واختلفوا في العدد‪.‬‬
‫فذهب جمهوأرهم إلى أن عدد المشهوأر ما زاد على الثلثة في كل طبقاته‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫قال المدي‪ :‬وأهوأ ما نقله جماعة تزيد على الثلثة وأالربعة‬
‫وأالشوأكاني‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأ اختار بعض المتكلمين في عدد المشهوأر أن يكوأن ثلثة فأكثر‪ .‬وأ منهم النصاري‬
‫)‪(5‬‬

‫وأالجلل‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأوأافقه ابن السبكي‬ ‫)‪(7‬‬
‫في عدد المشهوأر‪) :‬أقله اثنان(‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأقال أبوأ إسحاق الشيرازي‬
‫)‪(9‬‬
‫المحلي‪.‬‬
‫وأالمختار ما ذهب إليه الجمهوأر لنه اصطلحا ل مشاحة فيه فنختار اصطلحا الجمهوأر تجنبال‬

‫‪ ()1‬انظر الفصوأل في الصوأل‪ ،‬الجصاص ‪.3/37‬‬

‫‪ ()2‬انظر أصوأل السرخسي ‪ ،1/231،293‬وأكشف السرار‪ ،‬النسفي ‪ ،13-2/11‬وأكشف السرار البخاري ‪ ،370-2/369‬وأتيسير التحرير‪ ،‬أمير بادشاه ‪،38-3/37‬‬

‫وأفوأاتح الرحموأت ‪.2/112‬‬

‫‪ ()3‬الحكام ‪ ،2/274‬وأانظر نحوأه في جمع الجوأامع مع حاشية العطار ‪ 2/156‬وأنهاية السوأل‪ ،‬السنوأي ‪ 318-2/317‬وأالبحر المحيط‪ ،‬الزركشي ‪250-4/249‬‬

‫‪ ()4‬انظر فوأاتح الرحموأت ‪.2/111‬‬

‫‪ ()5‬انظر إرشاد الفحوأل ‪50-49‬‬

‫‪ ()6‬هوأ أبوأ إسحاق إبراهيم بن علي بن يوأسف الشيرازي الشافعي‪ ،‬انتهت إليه رياسة المذهب الشافعي في عصره لم يحج وألم يذهب إلى الحج لنه كان فقي الر متعففال قانعال‬

‫باليسير توأفي)‪ 476‬هـ(وأانظر ترجمته في العبر الذهبي ‪2/334‬وأطبقات الشافعية السنوأي ‪2/8‬‬

‫‪ ()7‬انظر حاشية العطار ‪.2/156‬‬

‫‪ ()8‬انظر حاشية العطار ‪ ،2/156‬وأابن السبكي هوأ تقي الدين أبوأ الفتح محمد بن عبد اللطيف )‪ 771‬هـ( الفقيه المحدث الديب القارئ تفقه على وأالده الشيخ المام تقي‬

‫الدين السبكي‪،‬انظر ترجمتها في طبقات الشافعية‪،‬أسنوأي ‪350-1/349‬‬

‫‪ ()9‬انظر حاشية العطار ‪ 2/156‬وأالجلل المحلي هوأ محمد بن أحمد بن محمد المحلي الشافعي )‪ 864‬هـ( أصوألي مفسر كان شديد الذكاء مهيبال صداعال بالحق يوأاجه‬

‫بذلك الظلمة وأالحكام‪ ،‬وأيأتوأن إليه فل يأذن لهم‪ ،‬عرض عليه القضاء الكبر فامتنع‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/230‬‬
‫للضطراب وأتوأحيدال للصطلحا‪.‬‬

‫المستفيض‪:‬‬
‫يكثر عند جمهوأر المتكلمين إطلق المستفيض وأالمشهوأر بمعنى وأاحد وأ يكثر التفريق بينهما عند‬
‫الماتريدية وأيبدوأ لي ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬أن من فرق بينهما من غيرهم اعتبر فيه رأيهم‪ .‬لنهم لما انفردوأا‬
‫في صوأرة المشهوأر السابقة‪ ،‬بعدت الشقة بين المشهوأر في اصطلحهم وأبين خبر الوأاحد‪ .‬وألعلهم‬
‫لحظوأا أن اصطلحا الجمهوأر في عدد المشهوأر يقرب بينهما‪ ،‬فاحتاجوأا إلى اصطلحا يميزه عن‬
‫المشهوأر في اصطلحهم‪ .‬وأمن هنا حصل الجمع وأالتفريق بينهما عند المتكلمين‪ .‬يدل على ذلك أنه‬
‫يقع في اصطلحا الماتريدية أن المستفيض من خبر الحاد‪ .‬وأالمعروأف في اصطلحهم أن المشهوأر‬
‫قسم بين المتوأاتر وأالحاد كما سبق‪.‬‬
‫قال في تيسير التحرير‪) :‬وأمن خبر الحاد قسم يسمى المستفيض‪ :‬وأهوأ ما روأاه ثلثة فصاعدا‪.(...‬‬
‫ثم قال‪) :‬وأالمشهوأر ما كان آحادال في الصل متوأات الر في القرن الثاني وأالثالث‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫فبين المشهوأر وأالمستفيض عموأم مخصوأص من وأجهع لصدقهما على ما روأاه الثلثة فصاعدال ما لم‬
‫يتوأاتر في القرن الوأل‪ ،‬ثم توأاتر في أحد القرنين المذكوأرين‪ ،‬وأانفراد المستفيض إذا لم ينته في القرن‬
‫الثاني وأالثالث إلى حد التوأاتر‪ .‬وأانفراد المشهوأر فيما روأاه اثنان في القرن الوأل ثم توأاتر في الثاني‬
‫)‪(2‬‬
‫وأالثالث(‪.‬‬

‫‪ ()1‬تيسير التحرير‪ ،‬أمير بادشاه ‪.37 /3‬‬

‫‪2‬نفسه ‪ 3/38‬وأانظر نحوأه في إرشاد الفحوأل‪ ،‬الشوأكاني ‪.49‬‬

‫)(‬
‫المطلب الخامس‪ :‬أقسام خبر الحاد عند المحدثينا‬
‫سبق أن المحدثين استطردوأا لما بحثوأا في قسمة الخبر على متوأاتر وأآحاد‪ .‬وأأنهم خالفوأا أهل‬
‫الصطلحا في بعض ما يتعلق بهذا التقسيم‪.‬‬
‫وأمن ذلك مخالفتهم في تحديد كل قسم من أقسام خبر الحاد‪.‬‬
‫وأمع أن المحدثين اعتبروأا عدد النقلة في قسمة الخبار إلى مشهوأر وأعزيز وأغريب‪ ،‬إل أنهم لم يتفقوأا‬
‫مع المتكلمين تمامال في تحديد كل من هذه القسام وأفي ما يترتب على هذا التقسيم‪.‬‬
‫فوأصف الخبر عند المحدثين بالشهرة أوأ العزة أوأ الغرابة ل يعني صحة الخبر عندهم‪.‬‬
‫يقوأل الحافظ ابن حجر‪) :‬المشهوأر وأالعزيز وأالغريب فيها المقبوأل وأهوأ ما يوأجب العمل وأفيها المردوأد‬
‫)‪(1‬‬
‫وأهوأ الذي ل يترجح صدق المخبر به(‪.‬‬
‫وأيختلف هذا المر عند المتكلمين لن المشهوأر عندهم أعلى رتبة من الصحيح الذي يروأيه العدل‬
‫الضابط‪ .‬وأيفيد عند بعضهم طمأنينة النفس إلى صدق مضموأنه‪ .‬أما الصحيح الذي يروأيه العدل‬
‫الضابط فل يفيد هذه الفادة كما سيأتي بيانه‪.‬‬
‫وأمهما يكن من أمر فإن المحدثين قسموأا خبر الحاد إلى مشهوأر وأعزيز وأغريب‪.‬‬
‫&لوأ ذكرت اللغوأي قبل عند المتكلمين&‬

‫الخبر المشهور‬
‫أما المشهوأر لغة‪ :‬اسم مفعوأل من )شهرت المر( إذا أعلنته وأأظهرته‪.‬‬
‫قال الجوأهري‪ :‬وأالشهرة وأضوأحا المر )‪ .(2‬وأسمي بذلك لظهوأره وأوأضوأحه وأشيوأعه‪.‬‬
‫وأللخبر المشهوأر عند المحدثين عدة تعريفات يجب دراستها لنبين منها ما يخص البحث‪.‬‬
‫التعريف بملحظة المعنى اللغوأي للشهرة‪:‬‬
‫فالخبر المشهوأر‪:‬ما اشتهر عند العلماء وأاستفاض بينهم بالنقل‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأالمقصوأد بالشتهار في هذا التعريف الشتهار اللغوأي‪ ،‬دوأن النظر إلى عدد نقلته‪.‬‬
‫وأتفرع عن ملحظة المعنى اللغوأي لوأصفه بالشهرة ثلثة أموأر‪:‬‬

‫‪ ()1‬انظر شرحا نخبة الفكر مع لقط الدرر ‪ .33 -32‬وأنحوأه في فتح المغيث لشرحا ألفية الحديث‪ ،‬أبوأ عبد ال محمد بن عبد الرحمن السخاوأي )‪ 902‬هـ(‪ ،‬تحقيق علي‬

‫الطبري ‪ 1992‬وأتدريب الراوأي في شرحا تقريب النوأادي‪ ،‬جلل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوأطي )‪ 911‬هـ( ‪2/273‬‬ ‫حسين علي ‪ 4/9‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار المام‬

‫طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت ‪ .1989 -‬وأفتح الملهم‪ ،‬شرحا صحيح مسلم‪ ،‬شبير أحمد الديوأبندي العثماني ‪ 1/7‬مطبعة جيد بريس‪ ،‬دهلي‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر الصحاحا )شهر( )‪(507‬‬

‫‪ ()3‬انظر اختصار علوأم الحديث مع شرحه الباعث الحتيث‪ ،‬أحمد محمد شاكر)‪ (160‬وأتدريب الراوأي‪ ،‬السيوأطي )‪ (2/173‬شرحا على القاري على نخبة الفكر في‬

‫مصطلحات أهل الثر للحافظ ابن حجر‪ 32 ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت ‪ 1978 -‬م‪ .‬وأفتح الملهم‪ ،‬شبير أحمد )‪ (1/6‬وأقوأاعد التحديث‪ ،‬القاسمي )‪(124‬‬
‫الوأل‪ :‬إدخال المتوأاتر في أقسام الخبر المشهوأر‪ ،‬لن الخبر المتوأاتر تصدق عليه الشهرة بالمعنى‬
‫)‪(2‬‬
‫اللغوأي‪ .‬وأمثاله قوأل ابن الصلحا)‪) :(1‬وأمن المشهوأر المتوأاتر‪(....‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأقوأل الحافظ ابن كثير)‪) :(3‬قد يكوأن المشهوأر متوأات ار أوأ مستفيضا‪(...‬‬
‫وأحاصل المر‪ :‬أن المشهوأر ينقسم إلى قسمين إذا أردنا من الشهرة معناها اللغوأي المشهوأر المتوأاتر‬
‫‪ -‬وأهوأ المتوأاتر عند المتكلمين ‪-‬‬
‫وأالمشهوألر مطلقا‪ :‬وأهوأ أقوأى من خبر الحاد‪ ،‬وأدوأن المتوأاتر‪ .‬وأربما يقيد أحيانال بالستفاضة فيقال‪:‬‬
‫ف‬
‫)المشهوأر المستفيض( ليتميز عن المشهوأر المتوأاتر‪ ،‬وأقد يكتفي البعض بالتمييز وأحده فيعرر د‬
‫)‪(5‬‬
‫ض بما يرعرف به المشهوأر‪.‬‬
‫المستفي د‬
‫المر الثاني‪:‬‬
‫تقسيم الخبر المشهوأر إلى قسمين‪) :‬المشهوأر الصطلحي‪ ،‬وأالمراد به ما انتشر وأشاع عند‬
‫)‪(6‬‬
‫المحدثين‪ ،‬وأالمشهوأر عند غيرهم من العلماء(‬
‫وأمثال المشهوأر عند المحدثين‪ :‬ما أخرجه البخاري بإسناده عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن‬
‫)‪(7‬‬
‫رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ :‬قنت شه الر بعد الركوأع يدعوأ على رعل وأذكوأان(‬
‫)‪(8‬‬
‫وأمثال المشهوأر عند الفقهاء حديث )ما أحل ال شيئا أبغض إليه من الطلق(‬
‫وأمثال المشهوأر بين العامة ما أخرجه مسلم من حديث أنس رضي ال عنه مرفوأعا‪) :‬من دل على‬
‫)‪(9‬‬
‫خير فله مثل أجر صاحبه(‪.‬‬
‫وأقد صنف المحدثوأن في جمع الحاديث المشهوأرة‪ ،‬وأيقع في كثير من مصفاتهم المشهوأر باعتبار‬

‫‪ ()1‬هوأ الحافظ أبوأ عمروأ عثمان بن عبد الرحمن )ابن الصلحا( )‪643‬هـ( برع في الفقه وأأصوأله على مذهب الشافية‪.‬كما برع في الحديث وأعلوأمه‪ .‬وأوألي مشيخة دار‬

‫الحديث ثلث عشرة سنة‪ .‬انظر العبر‪ ،‬الذهبي )‪.(3/427‬‬

‫‪ ()2‬انظر التقيد وأاليضاحا لما أطلق وأأغلق من كتاب ابن الصلحا‪ ،‬الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي )‪ 806‬هـ( ‪ ،225‬طبعة دار الحديث ‪ -‬مكة ‪ 1984 -‬م‪.‬‬

‫‪ ()3‬هوأ الحافظ إسماعيل بن عمروأ )ابن كثير الدمشقي( )‪774‬هـ( مؤرخ فقيه‪ .‬صاحب التفسير وأالبداية وأالنهاية‪.‬انظر العلم‪ ،‬الزركلي )‪.(1/318‬‬

‫‪ ()4‬اختصار علوأم الحديث مع )الباعث الحتيث( أحمد شاكر )‪(160‬‬

‫‪ ()5‬انظر المراجع السابقة وأفتح المغيث وأالسخاوأي ‪ ،94‬وأمحاسن الصطلحا البلقيني ص )‪ (16‬وأقوأاعد التحديث القاسمي )‪ (125‬وأ)حديث الحاد( مل خاطر ص )‬

‫‪(50 ،36 ،26 ،16 ،7‬‬

‫‪ ()6‬انظر الباعث الحثيث‪،‬أحمد شاكر ‪،160‬وأالتقيد وأاليضاحا للعراقي)‪(224‬تدريب الراوأي‪،‬السيوأطي ‪2/73‬وأأصوأل الحديث بالخطيب ‪365‬‬

‫‪ ()7‬في كتاب الوأتر ‪ 7/1003‬وأفي كتاب المغازي ‪ 4090-29/4088‬وأمسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة ‪ /54‬بعد ‪ ،677‬وأالنسائي في الكبرى‪ ،‬كما في تحفة‬

‫الشراف ‪ ،1/425‬وأانظر تخريجه موأسعا في حديث الحاد‪ ،‬مل خاطر ‪29-28‬‬

‫‪ ()8‬أخرجه ابن ماجة في كتاب الطلق ‪16/2043‬ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي وأانظر تخريجه موأسعال في حديث الحاد مل خاطر ‪.31‬‬

‫‪ ()9‬في كتاب المارة ‪ ،1893 /38‬وأأبوأ داوأد في الدب ‪ 124/5193‬وأالترمذي في كتاب العلم ‪ 14/2670‬وأانظر تخريجه موأسعال في‪ :‬حديث الحاد‪ ،‬مل خاطر ‪32‬‬
‫معناه اللغوأي عند غير المحدثين‪ ،‬أما الحاديث المشهوأرة بالمعنى الصطلحي فلم أر من جمعها أوأ‬
‫)‪(1‬‬
‫حاوأل جمعها كما جمعت الحاديث المتوأاترة‪.‬‬
‫المر الثالث‪:‬‬
‫عدم اعتبار الصحة في المشهوأر إذا أردنا الشهرة اللغوأية فقد يشتهر الحديث وأهوأ صحيح‪.‬‬
‫وأقد يشتهر وأهوأ موأضوأع ل أصل له‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأمثال الموأضوأع منه‪) :‬استاكوأا عرضلا(‪.‬‬
‫وأقد يطلق بعض المحدثين الشهرة على الحديث وأيريدوأن بها الشهرة اللغوأية الخاصة أعني انتشار‬
‫الحديث عن إمام من أئمة الحديث المشهوأرين نحوأ قوألهم‪" :‬حديث مشهوأر من حديث فلن" يريدوأن‬
‫بذلك شهرته عنه‪ ،‬فينبغي التنبه إلى هذا كي ل يلتبس بالمشهوأر عن النبي صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأقد‬
‫نقل الحافظ ابن الصلحا وأغيره من المحدثين مثل هذا القوأل عن الحافظ أبي عبد ال بن مندة ‪.‬‬
‫)‪(4) (3‬‬

‫وأقبل أن أنتقل إلى التعريف الثاني للمشهوأر أذسكر بأن المشهوأر بتعاريفه السابقة التي اعتبر فيها‬
‫العلماء الشهرة اللغوأية ليس هوأ الخبر المشهوأر الذي ذكره المتكلموأن‪.‬‬
‫وأما يقال في الحتجاج بالخبر المشهوأر إوأافادته ليس المراد به هذا‪ ،‬لن الشهرة اللغوأية ل تستلزم‬
‫الصحة كما سبق ‪ -‬فضلل عن إفادة العلم النظري أوأ علم الطمأنينة‪:‬‬
‫إذن فالشهرة المرادة هي الشهرة باعتبار عدد الدندقدلة‪ ،‬فيتعين البحث في تحديد عددها‪.‬‬
‫التعريف بملحظة عدد النقلة‪:‬‬
‫اختلفا المحدثونا في تحديد عدد الشهرة على قولينا‪:‬‬
‫فاختار جمهوأر المحدثين في تحديدها بما زاد على اثنين فأكثر ما لم يبلغ درجة التوأاتر‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر حديث الحاد‪ ،‬مل خاطر ‪.49-48‬‬

‫‪ ()2‬انظر المقاصد الحسنة ‪54-1/53‬‬

‫‪ ()3‬ابن مندة‪ :‬هوأ أبوأ عبد ال محمد بن إسحاق بن محمد العبدي الصبهاني )‪ 395‬هـ( صاحب التصانيف طوأف الدنيا‪ ،‬وأجمع وأكتب ما ل ينحصر‪ ،‬وأسمع من ألف‬

‫وأسبعمائة شيخ‪ ،‬وأبقي في الرحلة وأطلب العلم بضعال وأثلثين سنة‪.‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،2/187‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/253‬‬

‫‪ ()4‬انظر التقييد وأاليضاحا‪ ،‬العراقي ‪ ،229‬وأمنهج النقد‪ ،‬نوأر الدين عتر ‪.416‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأابن حجر)‪ (4‬في النخبة‬ ‫)‪(3‬‬
‫في اللفية وأالسخاوأي)‪ (2‬في شرحها‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأهوأ اختيار الحافظ العراقي‬
‫)‪(8‬‬
‫وأغيرهم‪.‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫في التدريب‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأالسيوأطي‬
‫وأوأافق بعض المحدثين رأي جمهوأر المتكلمين في تحديده‪ ،‬فقالوأا عدد الشهرة ما زاد على ثلثة فأكثر‪،‬‬
‫)‪(11‬‬
‫وأالبلقيني‪.‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫وأالزرقاني‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأمنهم الحافظ ابن كثير‬
‫وأيبدوأ لي أن المسألة اصطلحيه ل سبيل فيها إلى النزاع وأالستدلل وأالترجيح‪.‬‬
‫وألهذا التوأافق بين رأي بعض المحدثين وأ رأي جمهوأر المتكلمين أختار تعيين ما زاد على الثلثة‬
‫عددا للشهرة‪ ،‬لن المتكلمين هم الذين تكلموأا على الحجية وأالفادة من الخبار‪ ،‬وألن قسمة الخبر إلى‬
‫متوأاتر وأمشهوأر قسمة عقلية‪ ،‬وأقد نص غير وأاحد من المحدثين على أن التوأاتر وأالشهرة ليسا من‬
‫)‪(12‬‬
‫مباحث علم السناد‬
‫وأالحاصل‪ :‬أن المختار في تعريف المحدثين للخبر المشهوأر أنه‪):‬ما زاد نقلته على ثلثة في جميع‬
‫طبقات السند ما لم يبلغ درجة التوأاتر(‪.‬‬

‫العزيز‪:‬‬
‫لشتقاق هذا الوأصف من العزة مفهوأمان‪ :‬القوأة‪ ،‬وأالقلة‪.‬‬
‫‪ ()1‬هوأ عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن‪ ،‬أبوأ الفضل المعروأف بالحافظ العراقي )‪ 806‬هـ( بحاثة من كبار حفاظ الحديث‪ ،‬أصله من الكرد‪ ،‬رحل في طلب العلم إلى‬

‫الحجاز وأالشام وأمصر وأله عدد من التصانيف في علم الحديث‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.4/119‬‬

‫‪ ()2‬هوأ محمد بن عبد الرحمن شمس الدين السخاوأي‪ ،‬مؤرخ حجة‪ ،‬وأعالم بالحديث وأالتفسير وأالدب‪ ،‬أصله من )سخا( وأهي قرية بمصر‪ ،‬وأصنف زهاء مئتي كتاب‪ ،‬توأفي )‬

‫‪ 902‬هـ(‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.7/67‬‬

‫‪ ()3‬انظر فتح المغيث ‪.3/33‬‬

‫‪ ()4‬ابن حجر‪ :‬هوأ أحمد بن علي بن محمد العسقلني )‪ 852‬هـ( حافظ السلم في عصره كثرت مصنفاته وأانتشرت وأتهادتها الملوأك وأالكابر‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪،‬‬

‫الزركلي ‪.1/173‬‬

‫‪ ()5‬انظر لقط الدرر)‪ (29‬وأانظر شرحا مل علي القاري على النخبة ‪.30‬‬

‫‪ ()6‬هوأ عبد الرحمن بن أبي بكر جلل الدين السيوأطي )‪ 911‬هـ( إمام مؤرخ أديب له نحوأ ‪ 600‬مصنف‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.4/71‬‬

‫‪ ()7‬تدريب الراوأي ‪ ،2/183‬وأانظر فتح الملهم‪ ،‬شبير أحمد )‪،(6‬وأأصوأل الحديث‪،‬محمد عجاج )‪ (364‬وأعلوأم الحديث‪،‬صبحي الصالح ‪ ،233‬وأحديث الحاد‪ ،‬مل خاطر‬

‫‪ 16‬وأمنهج النقد‪ ،‬در نوأر الدين عتر ‪41-40‬‬

‫‪ ()8‬اختصار علوأم الحديث مع شرحه الباعث‪ ،‬أحمد شاكر )‪.(160‬‬

‫‪ ()9‬اختصار علوأم الحديث‪،‬مع شرحا الشيخ أحمد شاكر ‪.160‬‬

‫‪ ()10‬شرحا الزرقاني على البيقوأنيه ‪ 41 ،40‬وأانظر حديث الحاد‪ ،‬مل خاطر ‪.14‬‬

‫‪ ()11‬محاسن الصطلحا ‪ ،389‬وأانظر حديث الحاد‪ ،‬مل خاطر ‪.16‬‬

‫‪ ()12‬انظر شرحا القاري على النخبة ‪ ،31‬وأقوأاعد التحديث‪ ،‬القاسمي ‪.124‬‬


‫تقوأل‪ :‬عرز فلن عرزه لعراز وألعرزة‪ ،‬فهوأ عزيز‪ ،‬أي قليل حتى ل يكاد يوأجد‪،‬‬
‫وأتقوأل‪ :‬عرز فلن لعرزة وألع رلزا‪ ،‬أي صار قوأيال‬
‫)‪(1‬‬

‫وأوأصف الحديث بذلك يحتمل المعنيين معلا‪ ،‬فهوأ عزيز بمعنى قوأي‪ ،‬لن متابعة ارفوأ لخر تكسب‬
‫)‪(2‬‬
‫خبره قوأه‪ ،‬وأتزيل عنه الغرابة‪.‬‬
‫وأوأجوأد الحديث العزيز في كتب السنة قليل نادر‪ ،‬وألهذا لم أر من صنف فيه كتابا خاصا مثل الكتب‬
‫المصنفة في جمع الحاديث المتوأاترة وأالحاديث المشتهرة على اللسنة‪.‬‬
‫وأقلما يستعمل غير المحدثين هذا الوأصف للحديث‪ ،‬لنه ل يترتب عليه أثر عند العلماء عامة‪.‬‬
‫وأربما احتاج المحدثوأن إلى رتبة بين المشهوأر وأالغريب فكان وأصف الحديث بالعزة من اصطلحهم‬
‫دوأن غيرهم‪ ،‬أما المتكلموأن فل وأاسطة عندهم بين المشهوأر وأالغريب‪.‬‬
‫وأتعريف العزيز‪ :‬ما ل يروأيه أقل من اثنين عن أثنين في جميع طبقات السند ما لم يبلغ حد‬
‫)‪(3‬‬
‫الشهرة‪.‬‬
‫وأيدخل في التعريف ما روأاه الثلثة‪ ،‬لن حد الشهرة ما زاد على الثلثة‪ ،‬وأالثلثة دوأن الحد‪.‬‬
‫وأمن المحدثين من نص على الثلثة في وأصف الحديث بالعزة‪.‬قال ابن كثير)فإن اشترك اثنان أوأ‬
‫)‪(4‬‬
‫ثلثة في‪ :‬روأايته عن الشيخ سمي عزيزا(‪.‬‬

‫الغريب‬
‫قال الحافظ ابن حجر في تعريفه‪ :‬هوأ ما ينفرد بروأايته شخص وأاحد في أي موأضع وأقع التفرد به من‬
‫)‪(5‬‬
‫السند‪.‬‬
‫وأها هنا أمر ينبغي التنبيه إليه‪ .‬وأهوأ أن المتكلمين وأالمحدثين يذكروأن في اصطلحهم )خبر الوأاحد(‬
‫ل يريدوأن به ما تفرد به شخص وأاحد‪ .‬بل هوأ اصطلحا في خبر الحاد‪ .‬وأحيثما يطلقوأن )خبر‬
‫الوأاحد( فل يريدوأن به الغريب‪ .‬إوأاذا تعرضوأا لما روأاه شخص وأاحد ذكروأه باصطلحا الغريب ل غير‪.‬‬
‫وأممن نبه على ذلك من المحدثين الحافظ ابن حجر‪ .‬فقال‪) :‬المشهوأر وأالعزيز وأالغريب آحاد‪ ،‬وأيقال‬
‫لكل منهما خبر وأاحد‪ ،‬وأخبر الوأاحد في اللغة ما يروأيه شخص وأاحد‪ ،‬وأفي الصطلحا ما لم يجمع‬
‫)‪(6‬‬
‫شروأط المتوأاتر(‪.‬‬
‫‪ ()1‬مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس )عزز( ‪.4/38‬‬

‫‪ ()2‬انظر شرحا القاري على النخبة ‪.32‬‬

‫‪ ()3‬انظر لقط الدرر ‪.30‬‬

‫‪ ()4‬اختصار علوأم الحديث مع الباعث الحثيث ‪160‬‬

‫‪ ()5‬انظر لقط الدرر ‪32‬‬

‫‪ ()6‬انظر‪ :‬لقط الدرر ‪.32‬‬


‫وأممن نبه على ذلك من المتكلمين الباقلني فقال‪):‬فإن قال قائل‪ :‬ما معنى وأصفكم للخبر بأنه خبر‬
‫وأاحد؟ قيل له‪ :‬أما حقيقة هذه الضافة في اللغة فأنه خبر‪ ،‬وأأن الراوأي له وأاحد فقط‪ ،‬ل اثنان وأل أكثر‬
‫صر عن إيجاب العلم بأنه‬
‫من ذلك‪ .‬غير أن الفقهاء وأ المتكلمين توأاضعوأا على تسمية كل خبر قد ع‬
‫خبر وأاحد‪ ،‬وأسوأاء عندهم أروأاه الوأاحد أوأ الجماعة التي تزيد على الوأاحد(‪.‬‬
‫)‪(7‬‬

‫‪ ()7‬التمهيد ‪386‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الحتجاج بخبر الحاد في الشريعة والعقيدة‬

‫المبحث الول احتجاج الصوليينا بخبر الحاد في إثبات الحكام الشرعية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬مدى احتجاج المحدثينا بما خرجوه منا أخبار الحاد في مسائل العتقاد‬
‫المبحث الول احتجاج الصوليينا بخبر الحاد في إثبات الحكام الشرعية‬
‫إن اعتماد منهج المتكلمين في عرض أصوأل الفقه أدخل العديد من المسائل الكلمية في ثنايا أصوأل‬
‫الفقه‪ .‬يقوأل المام الشاطبي )‪):(1‬كل مسألة مرسوأمة في أصوأل الفقه‪ ،‬ل يبنى عليها فروأع فقهيه أوأ‬
‫)‪(2‬‬
‫آداب شرعية أوأ ل تكوأن عوألنا في ذلك فوأضعها في أصوأل الفقه عارية(‪.‬‬
‫وأموأضوأع خبر الحاد في كتب أصوأل الفقه يبرز لنا مثال وأاضحا لما سبق‪ ،‬فالكلم على القطع‬
‫بصدق مضموأن خبر الحاد ببعض الشروأط وأفي بعض الحوأال‪ ،‬وأأثر ذلك على حجيته في مسائل‬
‫العتقاد‪ ،‬كل هذه المسائل أدخلها الصوأليوأن في أصوأل الفقه استطرادا وأاسترسال‪ .‬وأهي إلى أصوأل‬
‫الدين أقرب منها إلى أصوأل الفقه‪ .‬لن الصوأليين عيعنوأن بالدليل السمعي من حيث كيفية الستدلل‬
‫وأليشترط في الدليل الشرعي القطع بثبوأته‬ ‫)‪(3‬‬
‫به في إثبات الحكام الشرعية المتعلقه بأفعال المكلفين‬
‫‪-‬كما سيأتي‪-‬‬
‫أما الدليل السمعي من حيث إفادته القطع بصدق مضموأنه‪ ،‬وأأثر ذلك على حجيته في العقائد فهوأ‬
‫من اختصاص علم أصوأل الدين‪ ،‬لن حجيته في إثبات الحكام الشرعية ثابتة من غير حاجة إلى‬
‫قطع بصدق مضموأنه‪.‬‬
‫وأيشير إلى ذلك الختصاص إمام الحرمين من المتكلمين فيقوأل في" الرشاد إلى قوأاطع الدلة في‬
‫أصوأل العتقاد"‪):‬ينقسم الخبر انقسامال هوأ غرضنا‪ ،‬فمنه ما ل يترتب عليه العلم بالمخبر عنه‪ ،‬وأمنه‬
‫ما يترتب عليه العلم بالمخبر عنه‪ .‬فأما ما عيبعلقب علمال بمدخبره فهوأ الخبر المتوأاتر‪ ....‬وأأما خبر‬
‫)‪(4‬‬
‫الحاد فل يفيد العلم بنفسه(‬
‫وأالحاصل أنه لبد من التعريف بمدى احتجاج الصوأليين بخبر الحاد في إطار اختصاصهم ل‬
‫في ساحة إطلقاتهم الوأاسعة‪ .‬إوأاطار اختصاص الصوأليين في خبر الحاد هوأ الكلم على مدى‬
‫حجيته في إثبات الحكام الشرعية المتعلقة بأفعال المكلفين‪ .‬وأهوأ المراد من عبارة المتقدمين‪ :‬وأجوأب‬
‫التعبد بخبر الحاد في الفروأع‪ .‬أوأ‪ :‬وأجوأب العمل بمقتضى خبر الحاد‪.‬‬
‫وأقد اتفق جماهير المسلمين من الطوأائف كلها على أن خبر العدل الوأاحد حجة ظنية يجب العمل‬
‫بمقتضاه‪ .‬وأاتفقوأا على أن وأجوأب العمل به عرفناه بأدلة الشرع‪ ،‬وأالعقل يجسوأز العمل به‪ ،‬ل يوأجبه وأل‬
‫يحيله‪.‬‬
‫‪ ()1‬الشاطبي‪ :‬هوأ إبراهيم بن موأسى بن محمد الغرناطي الشهير بالشاطبي )‪ 790‬هـ( أصوألي حافظ من أهل غرناطة‪ ،‬كان من أئمة المالكية‪ ،‬وأله مصنفات كثيرة منها‬

‫الموأافقات في أصوأل الفقه وأالعتصام‪ ،‬وأغيرها انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.1/71‬‬

‫‪ ()2‬العتصام‪ ،‬آبوأ إسحاق الشاطبي )‪ 790‬هـ( تحقيق أحمد عبد الشافي ‪ 43-1/42‬طبعة دار الكتب العلمية ‪-‬بيروأت‪ 1988 -‬م‪.‬‬

‫‪ ()3‬انظر أصوأل الفقه‪ ،‬محمد أبوأ زهرة ‪ 8‬طبعة دار الفكر العربي ‪ -‬لم يذكر سنة الطبع ‪.-‬‬

‫‪114 ،412‬‬ ‫‪() 4‬‬


‫وأوأجه تجوأيز العقل‪ :‬أن العمل به ليس مستحيل لذاته‪ ،‬وأل تتوألد منه مفسدة‪ ،‬وأل يستقل العقل بإيجابه‬
‫)‪(1‬‬
‫فلم يبق إل الجوأاز‪.‬‬
‫قال المدي‪) :‬وأدليل جوأازه عقلل أنا لوأ فرضنا وأروأد الشرع بالتعبد بالعمل بخبر الوأاحد إذا غلب على‬
‫الظن صدقه لم يلزم عنه لذاته محال في العقل‪ ،‬وأل معنى للجائز العقلي سوأى ذلك وأغاية ما يقدر في‬
‫اتباعه احتمال كوأنه كاذبا أوأ مخطئا‪ .‬وأذلك ل يمنع من التعبد به‪ ،‬بدليل اتفاقنا على التعبد بقوأل‬
‫)‪(2‬‬
‫المفتـي‪ ،‬وأالعمل بقوأل الشاهد مع احتمال الكذب وأالخطـأ على المفتي وأالشاهد(‬
‫)‪(3‬‬
‫وأقد استدل بعض الصوأليين بدليل العقل على وأجوأب العمل به وأمنهم أبوأ الحسين البصري‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأذكر أبوأ الخطاب)‪ (4‬أن الستدلل به منقوأل في روأاية عن المام أحمد‪.‬‬
‫)‪(11‬‬
‫وأغيرهم‪.‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫في المسرلم‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأالبزدوأي‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأالزركشي‬ ‫)‪(7‬‬
‫في المحصوأل‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأاستدل به الفخر الرازي‬

‫‪ ()1‬انظر إحكام الفصوأل‪ ،‬الباجي ‪ ،249‬شرحا اللمع‪ ،‬الشيرازي ‪ ،2/583‬المستصفى‪ ،‬الغزالي ‪ ،155-1/146‬الوأصوأل إلى الصوأل‪ ،‬ابن برهان ‪ ،2/156‬وأميزان‬

‫الصوأل‪ ،‬السمرقندي ‪،633 /2‬وأروأضة الناظر‪ ،‬ابن قدامه بشرحها نزهة الخاطر‪ ،‬ابن بدران ‪ 278-268 /1‬وأالحكام‪ ،‬المدي ‪ ،285/‬وأكشف السرار‪ ،‬البخاري‬

‫‪ 371-2/370‬وأالمسوأدة‪ ،‬آل تيميه ‪ 237‬وأجمع الجوأامع‪ ،‬ابن السبكي مع حاشية العطار ‪ 159-2/158‬وأشرحا البدخشي ‪ 2/97‬وأفوأاتح الرحموأت‪ ،‬النصاري ‪.2/131‬‬

‫‪.285/‬‬ ‫‪ ()2‬الحكام‬

‫‪ ()3‬المعتمد ‪.2/570‬‬

‫‪ ()4‬أبوأ الخطاب محمد بن أحمد الكلوأذاني )‪ 510‬هـ( شيخ الحنابلة في عصره‪ ،‬صاحب التصانيف‪ ،‬كان إمامال علمة وأرعال صالحال وأافر العقل غزير العلم‪ ،‬انظر ترجمته في‬

‫العبر‪ ،‬الذهبي ‪.2/396‬‬

‫‪ ()5‬انظر التمهيد ‪ .3/44‬وأالمام أحمد‪ :‬هوأأبوأعبد ال أحمد بن حنبل )‪ 241‬هـ( أحد الئمة الربعة وأكان إمامالع في الحديث إوأامامال في الفقه إوأامامال في السنة إوأامامال في الوأرع‬

‫وأالزهد‪ ،‬سافر في طلب العلم أسفا الر كثيرة إلى الكوأفة وأالبصرة وأمكة وأالمدينة وأاليمن وأالشام وأالمغرب وأخراسان وأغيرها‪ ،‬انظر ترجمته في العبر ‪ ،1/347‬وأالعلم الزركلي‬

‫‪.1/192‬‬

‫‪ ()6‬هوأ محمد بن عمر بن الحسين القرشي الرازي موألدلا‪ ،‬إمام عصره في العلوأم العقلية‪ ،‬وأأحد الئمة في العلوأم الشرعية‪ ،‬وأصنف في كل علم تصانيف مشهوأرة‪ ،‬وأله مكانة‬

‫في المذهب الشعري‪ ،‬وأكان يمشي في خدمته نحوأ ثلثمائة تلميذ‪ ،‬وأكان صاحب ثروأة وأنعمة وأمماليك‪ ،‬وأمع ذلك كان ذا باع طوأيل في الوأعظ وأصاحب حال وأوأجد‪ ،‬انظر‬

‫ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،3/142‬وأطبقات الشافعية السنوأي ‪ ،2/123‬وأالعلم الزركلي ‪.7/203‬‬

‫‪ ()7‬المحصوأل ‪.2/570‬‬

‫‪ ()8‬البحر المحيط في أصوأل الفقه‪ ،4/260 ،‬تحقيق عبد القادر العاني وأعمر سليمان الشقر وأمراجعة عبد الستار أبوأ غدة‪ ،‬طبعة وأ ازرة الوأقاف ‪ -‬الكوأيت ‪ 1988 -‬م‪.‬‬

‫وأالزركشي هوأ‪ :‬محمد بن بهادر بن عبد ال الزركشي )‪ (794‬تركي الصل‪ ،‬مصري الموألد وأالوأفاة‪ ،‬عالم بفقه الشافعية وأالصوأل‪ ،‬له تصانيف كثيرة منها البحر المحيط في‬
‫أصوأل الفقه وأ )الجابة ليراد ما استدركه عائشة رضي ال عنها عن الصحابة(‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/286‬‬
‫‪ ()9‬هوأ محب ال بن عبد الشكوأر وأالبزدوأي الهندي الحنفي‪ ،‬وألي القضاء في )لكهنوأ‪ ،‬وأجيدرآباد( في بلد الهند ـ ثم وألي صدارة ممالك الهند‪ ،‬وألم يلبث أن توأفي )‪ 482‬هـ(‬

‫انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.6،169‬‬

‫‪ ()10‬انظر مسلم الثبوأت مع شرحه فوأاتح الرحموأت ‪.2/132‬‬

‫‪ ()11‬انظر المراجع السابقة إوأارشاد الفحوأل‪ ،‬الشوأكاني ‪ 49‬وأأصوأل احمد‪ ،‬د‪ -‬عبد ال تركي ‪263-260‬‬
‫وأوأجه استدللهم بالعقل على إيجاب العمل به أن خبر العدل الوأاحد يقتضي دفع ضرر مظنوأن‪.‬‬
‫وأالعمل بمثله وأاجب بحكم العقل‪.‬‬
‫فإذا أخبر العدل عن مضرة في أكل شئ معين حكم العقل بوأجوأب المتناع عنه‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وأكذا إذا أقام تحت جدار أخبر عنه العدل أنه متصدع يوأشك أن ينقض‪ ،‬فالعقل يأمره بالقيام‪.‬‬
‫وأيبدوأ لي أن رأي الجمهوأر في حكم العقل على المسألة أدق وأأصوأب‪ ،‬لن غاية ما يدل عليه الدليل‬
‫)‪(2‬‬
‫السابق الندب وأالخذ بالحوأط‪ ،‬وأل ينتهي إلى حد الوأجوأب‪.‬‬
‫وأسوأاء أدل العقل على وأجوأبه أم دل على جوأازه فإن المعتمد في إيجابه على دليل الشرع من الكتاب‬
‫وأالسنة وأالجماع‪ ،‬كما سيأتي قريبا‪.‬‬
‫وأقد نسب الصوأليوأن المخالفة في وأجوأب العمل بخبر الحاد إلى فريقين فريق يمنع العمل به‬
‫)‪(4‬‬
‫وأابن علية‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫بدليل العقل‪ .‬وأهم الجبائي‬
‫)‪(7‬‬
‫وأالسيد المرتضى‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأابن داوأد من الظاهرية‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأفريق يمنع العمل به بأدلة الشرع وأهم القاشاني‬
‫)‪(8‬‬
‫وأغيره من الشيعة‪.‬‬
‫وأسأذكر من أدلة الجمهوأر ما تقوأم به الحجة ليجاب العمل بمقتضى خبر العدل الوأاحد‪ ،‬ثم أذكر‬
‫أقوأى عشدبه كل من الفريقين المخالفين وأما يكفي لبطالها‪.‬‬

‫ما تقوم به الحجة ليجاب العمل بمقتضى خبر الحاد‪ ،‬منا الكتاب والسنة والجماع‪:‬‬
‫أولل‪ :‬منا أدلة الكتاب‪:‬‬
‫قوأله تعالى‪) :‬فلوأل نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوأا في الدين وألينذروأا قوأمهم إذا رجعوأا إليهم‬
‫‪ ()1‬انظر المستصفى‪ ،‬الغزالي ‪ 1/147‬وأالوأصوأل ابن برهان ‪ 2/164‬وأالمحصوأل ‪558-557 /2‬‬

‫‪ ()2‬انظر حاشية العطار ‪ .2/157‬الحكام‪ ،‬المدي ‪ 285/‬وأالوأصوأل‪ ،‬ابن برهان ‪2/157‬‬

‫‪ ()3‬هوأ محمد بن عبد الوأهاب‪ ،‬أبوأ علي الجبائي البصري )‪ 303‬هـ( شيخ المعتزلة في عصره‪ ،‬وأكان المام الشعري أحد تلمذته قبل أن يخالفه وأيهجر مذهب المعتزلة‪،‬‬

‫انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/445‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.7/136‬‬

‫‪ ()4‬هوأ إسماعيل ابن إبراهيم بن مقسم )‪ 193‬هـ( وأ )علية( اسم وأالدته‪ ،‬وأهوأ إمام دعدلم في روأاية الحديث‪ ،‬وأينسب إليه بعض آراء المعتزلة‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي‬

‫‪ ،1/241‬وأميزان العتدال ‪.219-1/218‬‬

‫‪ ()5‬القاشاني‪ :‬هوأ محمد بن إسحاق كان على مذهب داوأد الظاهري‪ ،‬إل أنه خالفه في مسائل كثيرة ثم انتقل إلى مذهب الشافعي‪ ،‬انظر طبقات الشافعية‪ ،‬الشيرازي‪ ،‬نقلل عن‬

‫شرحا اللمع الشيرازي ‪.2/170‬‬

‫‪ ()6‬هوأ محمد بن داوأد علي بن خلف )‪ 297‬هـ( وأالده داوأد المام الذي ينسب إليه المذهب الظاهري‪،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/433‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/355‬‬

‫‪ ()7‬هوأ علي بن الحسين أبوأ القاسم المرتضى )‪ 436‬هـ( شيخ الشيعة في عصره بالعراق‪ ،‬كان إمامال بالتشيع وأالكلم وأالشعر‪ ،‬أخذ عن الشيخ المفيد‪ ،‬انظر العبر‪ ،‬الذهبي‬

‫‪ ،2/273‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.5/89‬‬

‫‪ ()8‬انظر‪ ،‬المحصوأل‪ ،‬الرازي ‪ 561-2/558‬وأفوأاتح الرحموأت‪ ،‬النصاري ‪ 2/131‬إوأارشاد الفحوأل الشوأكاني ‪.49‬‬
‫لعلهم يحذروأن(‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وأالطائفة من الفرقة عدد يسير ل يبلغ مبلغ التوأاتر‪ ،‬وأقد أوأجب ال عز وأجل النذار على هذا العدد‬
‫)‪(2‬‬
‫اليسير‪ ،‬فلوأ لم يجب الخذ به لخل النذار عن الفائدة‪.‬‬
‫ومنا السنة‪:‬‬
‫ما أخرجه الشافعي في الرسالة بسنده عن عبيد ال بن أبي رافع عن أبيه قال‪ :‬قال النبي صلى ال‬
‫عليه وأسلم‪) :‬ل ألفين أحدكم متكئا على أريكته‪ ،‬يأتيه المر من أمري مما نهيت عنه أوأ أمرت به‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫فيقوأل‪ :‬ل ندري‪ ،‬ما وأجدنا في كتاب ال اتبعناه(‬
‫ثم قال المام الشافعي‪) :‬وأفي هذا تثبيت الخبر عن رسوأل ال‪ ،‬إوأاعلمهم أنه لزم لهم‪ ،‬إوأان لم يجدوأا‬
‫)‪(4‬‬
‫له نص حكم في كتاب ال(‪.‬‬
‫وأأخرج بسنده عن عطاء بن يسار )أن رجل قبل امرأته وأهوأ صائم‪ ،‬فوأجد من ذلك وأجدا شديدا فأرسل‬
‫امرأته تسأل عن ذلك‪ ،‬فدخلت على أم سلمة أم المؤمنين فأخبرتها‪ ،‬فقالت أم سلمة‪ :‬إن رسوأل ال‬
‫يقبل وأهوأ صائم‪ ،‬فرجعت المرأة إلى زوأجها فأخبرته‪ ،‬فزاده ذلك شرا‪ ،‬وأقال‪ :‬لسنا مثل رسوأل ال‪ ،‬يحل‬
‫ال لرسوأله ما شاء‪ ،‬فرجعت المرأة إلى أم سلمة‪ ،‬فوأجدت رسوأل ال عندها‪ ،‬فقال رسوأل ال‪ :‬ما بال‬
‫هذه المرأة ؟ فأخبرته أم سلمة‪ .‬فقال‪ :‬أل أخبرتيها أني أفعل ذلك ؟ فقالت أم سلمة‪ :‬قد أخبرتها‪،‬‬
‫فذهبت إلى زوأجها فأخبرته فزاده ذلك شرا‪ ،‬فغضب رسوأل ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬وأال إني لتقاكم ل وألعلمكم‬
‫)‪(5‬‬
‫بحدوأده(‪.‬‬
‫قال الشافعي‪) :‬في ذكر قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم )أل اخبر تيها أني أفعل ذلك( دللة على أن‬
‫خبر أم سلمة عنه مما يجوأز قبوأله‪ ،‬لنه ل يأمرها بأن تخبر عن النبي إل وأفي خبرها ما تكوأن‬
‫)‪(6‬‬
‫الحجة لمن أخبرته(‬
‫وأأخرج بسنده عن ابن عمر قال‪) :‬بينما الناس بقباء في صلة الصبح‪ ،‬إذ أتاهم آت فقال‪ :‬إن رسوأل‬

‫‪ ()1‬سوأرة التوأبة ‪122‬‬

‫‪ ()2‬انظر شرحا اللمع‪ ،‬الشيرازي ‪ 2/588‬وأالفصوأل‪،‬الجصاص ‪81-3/75‬وأالمستصفى ‪ 1/152‬وأالتمهيد‪،‬أبوأ الخطاب ‪ 46/‬وأالوأصوأل‪ ،‬ابن برهان ‪.2/165‬وأالمحصوأل‬

‫‪.‬وأارشاد الفحوأل الشوأكاني ‪ 49‬وأأصوأل الفقه‪ ،‬الزحيلي ‪.1/468‬‬


‫الرازي ‪،552-508‬وأفوأاتح الرحموأت‪ ،‬النصاري ‪ 2/134‬إ‬

‫‪ ،403-404 ()3‬وأالحديث أخرجه المام أبوأ داوأد في كتاب السنة ‪ ،4605 ،6/4604‬ترقيم محمد محيي الدين عبد الحميد‪ .‬وأانظر تخريجه موأسعا في حاشية ص ‪ 90‬من‬

‫الرسالة‪ ،‬المام الشافعي‪.‬‬

‫‪ ()4‬الرسالة ‪.404‬‬

‫‪ ()5‬الرسالة‪،‬الشافعي ‪،405‬وأانظر تعليق أحمد شاكر في الحاشية لوأصل الحديث‪.‬وأالحديث أخرجه المام مالك في الموأطأ‪،‬انظر تنوأير الحوأالك على موأطأ مالك‪،‬جلل الدين‬

‫عبد الرحمن السيوأطي)‪911‬هـ(‪1/274‬طبعة دار الندوأة بيروأت‪.‬‬

‫‪ ()6‬الرسالة ‪.406‬‬
‫ال قد أنزل عليه قرآن‪ ،‬وأقد أمر أن يستقبل القبلة‪ ،‬فاستقبلوأها‪ ،‬وأكانت وأجوأههم إلى الشام فاستداروأا‬
‫)‪(1‬‬ ‫إلى الكعبة(‪.‬‬
‫قال الشافعي‪) :‬وأأهل قباء أهل سابقة من النصار وأفقه‪ ،‬وأقد كانوأا على قبلة فرض ال عليهم‬
‫)‪(2‬‬
‫استقبالها‪ ،‬وألم يكن لهم أن يدعوأا فرض ال في القبلة إل بما تقوأم عليهم الحجة(‪.‬‬
‫وأيستدل في المسألة أيضال بما توأاتر من إنفاذ رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قضاته وأرسله وأسعاته‬
‫إلى الطراف وأهم آحاد ل يرسلهم إل لقبض الصدقات وأتبليغ أحكام الشرع‪.‬‬
‫قال الشافعي‪) :‬وأبعث في دهر وأاحد اثني عشر رسوأل إلى اثني عشر ملكا يدعوأهم إلى السلم وألم‬
‫)‪(3‬‬
‫يبعثهم إل إلى من قد بلغته الدعوأة‪ ،‬وأقامت عليه الحجة فيها‪(...‬‬
‫وأقد أطال الصوأليوأن في وأجوأه الستدلل بكل دليل من الدلة السابقة‪ ،‬وأذكروأا العتراضات التي‬
‫أوأردها المخالفوأن على كل دليل وأأجابوأا عنها‪ ،‬وأل يتسع المقام لعرض ذلك كله وأتحريره‪ ،‬لن الدلة‬
‫في هذه المسألة كثيرة وأمتنوأعة‪ ،‬وأالستدلل بمجموأع هذه الدلة ل بدليل وأاحد منها‪.‬‬
‫الجماع‪:‬‬
‫أظهر ما يستدل به ليجاب العمل بخبر الوأاحد هوأ إجماع الصحابة على إيجاب العمل به‪.‬‬
‫فقد نقل عنهم العمل بخبر العدل الوأاحد في وأقائع ل تنحصر‪ ،‬وأهذه الوأقائع إوأان كانت آحادال في‬
‫أفرادها ل تفيد القطع وأالجزم في المسألة‪ ،‬إل أنها بمجموأعها تدل على قدر مشترك بينها وأهوأ عمل‬
‫الصحابة بخبر الوأاحد‪ ،‬فتدل بمجموأعها على هذا القدر المشترك على سبيل القطع وأالجزم في‬
‫المسألة‪ ،‬كما دلت الوأقائع المروأية عن كرم حاتم على كرمه على سبيل القطع وأالجزم‪ ،‬إوأان كانت كل‬
‫)‪(4‬‬
‫وأاقعة عند انفرادها ل تفيد إل الظن‪.‬‬
‫قال المدي‪ :‬وأالقرب في هذه المسألة إنما هوأ التمسك بإجماع الصحابة‪ ،‬وأيدل على ذلك ما نقل عن‬
‫الصحابة من الوأقائع المختلفة الخارجة عن العد وأالحصر المتفقة على العمل بخبر الوأاحد‪ ،‬وأوأجوأب‬
‫)‪(5‬‬
‫العمل به(‪.‬‬
‫وأقد ذكر الشافعي عددا من هذه الوأقائع منها‪:‬‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪ 406‬وأالحديث أخرجه البخاري في كتاب الصلة ‪ 32/403‬ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر الرسالة ‪408-406‬‬

‫‪ ()3‬الرسالة‪ ،‬الشافعي ‪ ،418‬وأانظر بعض من استدل به من الصوأليين في الفصوأل‪ ،‬الجصاص ‪ 3/82‬شرحا اللمع‪ ،‬الشيرازي ‪ ،589-2/588‬مسلم الثبوأت‪ ،‬ابن عبد‬

‫الشكوأر بشرحا النصاري ‪ 2/134‬المستصفى الغزالي ‪ .1/151‬المحصوأل‪ ،‬الرازي ‪ ،526-2/525‬حاشية العطار على شرحا جمع الجوأامع ‪ .2/158‬شرحا اليجي على‬

‫مختصر المنتهى لبن الحاجب‪ ،‬القاضي عبد الرحمن بن أحد اليجي )‪ 756‬هـ( ‪ 148-147‬طبعة الستانه ‪ 1307‬هـ‪ ،‬أصوأل الفقه‪ ،‬الزحيلي ‪.1/468‬‬

‫‪ ()4‬انظر شرحا التلوأيح‪ ،‬التفتازاني ‪ 2/4‬وأانظر مراجع الفقرة السابقة‪.‬‬

‫‪ ()5‬الحكام ‪.2/297‬‬
‫ما أخرجه بسنده عن سعيد بن المسيب‪) :‬أن عمر بن الخطاب كان يقوأل‪ :‬الدية للعاقلة‪ ،‬وأل ترث‬
‫المرأة من دية زوأجها شيئا حتى أخبره الضحاك بن سفيان أن رسوأل ال كتب إليه أن يوأرث امرأة أشيم‬
‫)‪(1‬‬
‫الضبي من ديته‪ ،‬فرجع إليه عمر(‪.‬‬
‫وأأخرج بسنده عن محمد الباقر )أن عمر ذكر المجوأس‪ ،‬فقال‪ :‬ما أدري كيف أصنع في أمرهم ؟ فقال‬
‫)‪(2‬‬
‫له عبد الرحمن بن عوأف‪ :‬أشهد لسمعت رسوأل ال يقوأل‪ :‬عسنوأا بهم سنة أهل الكتاب‪.(.‬‬
‫وأأخرج عن دبدجالة أنه قال‪) :‬وألم يكن عمر أخذ الجزية‪ ،‬حتى أخبره عبد الرحمن بن عوأف أن النبي‬
‫أخذها من مجوأس دهدجر(‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫وأبعد الشافعي حشر الصوأليوأن طائفة من الخبار عن الصحابة في إثبات العمل بخبر العدل‬
‫الوأاحد)‪ (4‬وأجمع الدكتوأر محمد عبد ال عوأيضة طائفة منها في بحث بعنوأان احتجاج الصحابة بخبر‬
‫)‪(5‬‬
‫الوأاحد‬
‫وأمن الخبار التي ذكرها الشيرازي من الصوأليين‬
‫عن ابن عمر أنه رجع إلى قوأل رافع بن خديج في ترك المخابرة‪ ،‬وأقال‪ :‬كنا نخابر أربعين سنة وأل‬
‫)‪(6‬‬
‫نرى بذلك بأسا حتى أخبرنا بذلك رافع بن خديج أن النبي صلى ال عليه وأسلم نهى عن المخابرة‬
‫فتركناه )‪.(7‬‬
‫قال الرازي‪):‬العمل بخبر الوأاحد الذي ل يقطع بصحته مجمع عليه بين الصحابة‪ ،‬فيكوأن العمل به‬
‫حقلا‪ ،‬إوأانما قلنا‪ :‬إنه مجمع عليه بين الصحابة لن بعض الصحابة عمل بالخبر الذي ل يقطع‬
‫)‪(8‬‬
‫بصحته‪ ،‬وألم ينقل عن أحد منهم إنكار على فاعله‪ ،‬وأذلك يقتضي حصوأل الجماع(‬
‫وأنقل الرازي شبهة أثارها بعض الروأافض في دليل الجماع‪ ،‬إذ قالوأا‪ :‬من الصحابة من رد خبر‬

‫‪ ()1‬الرسالة‪ ،‬الشافعي ‪ ،426‬وأانظر الم‪ ،‬له ‪ 6/77‬طبعة دار الشعب ‪ -‬القاهره‪ 1968 .‬م‪ ،‬وأالحديث أخرجه المام أبوأ داوأد في كتاب الفرائض ‪،17/2927‬وأانظر تخريجه‬

‫موأسعا في حاشية ‪ 426‬من الرسالة‪.‬‬

‫‪ ()2‬الرسالة‪ 430 ،‬وأانظر تعليق أحمد شاكر على ما يظهر من انقطاع الحديث‪.‬‬

‫‪ ()3‬الرسالة ‪ 431-430‬الفصوأل‪ ،‬وأانظر نحوأه في الجصاص ‪86-3/85‬‬

‫‪ ()4‬انظر شرحا اللمع‪ ،‬الشيرازي ‪ ،594-2/590‬المستصفى‪ ،‬الغزالي ‪ ،1/184‬الوأصوأل‪ ،‬ابن برهان ‪ 169-2/168‬الحكام‪ ،‬المدي ‪،299-297 /1‬البحر المحيط‪،‬‬

‫الزركشي ‪ ،4/259‬فوأاتح الرحموأت‪ ،‬النصاري ‪2/132‬وأأصوأل الفقه الزحيلي ‪.1/464‬‬

‫‪ ()5‬ضمن مجلة الجامعة الردنية المجلد ‪ 13‬العدد الوأل ‪.87-67‬‬

‫‪ ()6‬المخابرة‪ :‬المزارعة على نصيب معين من المحصوأل كالربع وأالثمن وأغيرهما‪ ،‬انظر النهاية في غريب الحديث‪ ،‬أبوأ السعادات المبارك بن محمد بن اليثر الجزري )‬

‫‪ 606‬هـ( تحقيق ظاهر أحمد الزاوأي وأمحمد الظباحي ‪ ،20/7‬طبعة دار الكتب ‪ -‬بيروأت ‪ 1965‬م‬

‫‪ ()7‬انظر شرحا اللمع ‪ 2/593‬وأالحديث أخرجه المام مسلم في كتاب البيوأع ‪16/1536‬وأانظر تخريجه موأسعال في حاشية المصدر السابق‬

‫‪ ()8‬المحصوأل ‪.527 /2‬‬


‫الوأاحد‪ .‬فرد عمر خبر أبي موأسى الشعري في الستئذان‪:‬‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه أنه قال‪ :‬وأكنت جالسال بالمدينة في‬
‫مجلس النصار فأتانا أبوأ موأسى فزعال أوأ مذعوأ لرا‪ ،‬قلنا ما شأنك ؟ قال‪ :‬إن عمر أرسل إلي أن آتيه‪.‬‬
‫فأتيت بابه‪ ،‬فسلمت ثلثا‪ ،‬فلم يرد علي‪ ،‬فرجعت‪ ،‬فقال‪ :‬ما منعك أن تأتينا؟ فقلت إني أتيتك فسلمت‬
‫على بابك ثلثا فلم ترد علي فرجعت‪ ،‬وأقد قال رسوأل ال‪ :‬إذا استأذن أحدكم ثلثا فلم يؤذن له‬
‫فليرجع‪ ،‬فقال عمر‪ :‬أقم عليه البينه‪ ،‬إوأال لوأجعتك‪ ،‬فقال أبي بن كعب‪ :‬ل يقوأم معه إل أصغر القوأم‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فقال أبوأ سعيد‪ :‬قلت‪ :‬أنا أصغر القوأم‪ .‬قال‪ :‬فاذهب به‪.‬‬
‫وأتوأقف أبوأ بكر في حديث المغيرة بن شعبة في ميراث الجدة‪ ،‬حتى شهد له محمد بن سلمة فأخذ به‪.‬‬
‫أخرج المام مالك بسنده عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال‪):‬جاءت الجدة إلى أبي بكر تسأله ميراثها‪.‬‬
‫فقال لها أبوأ بكر ما لك في كتاب ال شيء‪ ،‬وأما علمت لك في سنة رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫شيئا فارجعي حتى أسأل الناس‪ ،‬فسأل الناس فقال المغيرة بن شعية‪:‬حضرت الرسوأل صلى ال عليه‬
‫وأسلم أعطاها السدس فقال أبوأ بكر‪:‬هل معك غيرك؟ فقام محمد بن سلمة النصاري فقال مثل ما قال‬
‫)‪(2‬‬ ‫المغيرة‪ .‬فأنفذه لها أبوأ بكر الصديق(‪.‬‬
‫وأصح أنهم توأقفوأا في عدد من الخبار غير هذه جمعها الصوأليوأن وأأطالوأا في الجوأاب عنها‪:‬‬
‫يقوأل الغزالي‪) :‬الذي روأيناه قاطع في عملهم‪ ،‬وأما ذكر من الخبار التي ردوأها فلسباب عارضة‬
‫تقتضي الرد‪ ،‬وأل تدل على بطلن الصل‪ ،‬كما أن ردهم الستدلل ببعض نصوأص القرآن‪ ،‬وأتركهم‬
‫)‪(3‬‬
‫بعض أنوأاع القياس ل يدل على بطلن الصل(‬
‫وأمن تلك السباب المحتملة‪ :‬الشك بتمام ضبط الراوأي‪ ،‬أوأ العمل بخبر معارض أقوأى منه‪ ،‬أوأ الرغبة‬
‫)‪(4‬‬
‫في زيادة التثبت‪ ،‬وأغير ذلك من السباب المحتملة‪.‬‬
‫وأهذه الخبار التي توأقفوأا في قبوألها ل تدل على عدم حجية خبرالحاد‬

‫‪ ()1‬المحصوأل ‪ 553 /1/2‬وأالحديث أخرجه البخاري في كتاب الستئذان ‪ ،13/6245‬وأمسلم في كتاب الداب ‪ 7/2153‬وأأبوأ داوأد في كتاب الدب ‪-138/5180‬‬

‫‪.5184‬‬

‫‪ ()2‬الموأطأ مع شرحه تنوأير الحوأالك شرحا موأطأ مالك‪ ،‬جلل الدين عبد الرحمن بن أحمد السيوأطي )‪ 911‬هـ( ‪ 2/54‬طبعة دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬مصر لم يذكر‬

‫سنة الطبع‪.‬‬

‫‪1/153‬‬ ‫‪ ()3‬المستصفى بتصرف يسير‬

‫‪ ()4‬انظر للستزاده في الخبار التي توأقف الصحابة فيها وأفي أسباب توأقفهم‪ :‬شرحا اللمع الشيرازي ‪ 599-2/596‬الوأصوأل‪ ،‬ابن برهان ‪ 2/169‬المحصوأل‪ ،‬الرازي‬

‫‪554-553 ،549-1/2/543‬الحكام‪ ،‬المدي ‪ ،2/299‬كشف السرار‪ ،‬البخاري ‪2/374‬نزهة الخاطر‪ ،‬عبد القادر بن مصطفى بن بدران‪ ،‬وأهوأ شرحا كتاب روأضة الناظر‬

‫نخبة المناظر‪ ،‬عبد ال بن أحمد بن قدامة المقدسي )‪ 620‬هـ( ‪ 1/267‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت ‪ -‬لم يذكر سنة الطبع‪ .‬فوأاتح الرحموأت‪ ،‬النصاري ‪2/133‬‬

‫إرشاد الفحوأل‪ ،‬الشوأكاني ‪ ،49‬بحث احتجاج الصحابة بخبر الوأاحد‪ ،‬عوأيضة ‪.87-78‬‬
‫)‪(1‬‬
‫قال النصاري‪):‬أل ترى أنهم عملوأا بها بعد انضمام ارفوأ وأاحد‪ ،‬وأهوأ بعد النضمام من خبر الحاد(‬
‫وأفي ختام أدلة المثبتين نذكر ما ختم به المام الشافعي إذ قال‪:‬‬
‫)وألوأ جاز لحد من الناس أن يقوأل في علم الخاصة‪ :‬أجمع المسلموأن قديما وأحديثا على تثبيت خبر‬
‫الوأاحد وأالنتهاء إليه‪ ،‬بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إل وأقد ثبته‪ ،‬جاز في القوأل وألكن أقوأل‪ :‬لم‬
‫أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوأا في تثبيت خبر الوأاحد بما وأضعت من أن ذلك موأجوأد عند‬
‫)‪(2‬‬
‫كلهم(‪.‬‬

‫الرد على شبه المخالفينا‬


‫بعد الوأصوأل إلى إثبات حجية خبر العدل الوأاحد في إثبات الحكام الشرعية آن الوأان لذكر أقوأى‬
‫شبه المخالفين من الفريقين وأما يكفي في الجوأاب عنها‪.‬‬
‫استدل الفريق الول بدليل العقل على منع حجيته بأدلة أقواها‪.‬‬
‫أن التكاليف مبنية على جلب المصالح وأدفع المفاسد‪ ،‬فلوأ وأجب علينا العمل بخبر يحتمل الصدق‬
‫وأالكذب ربما وأقعنا في مفسدة محضة عند كذب المخبر‪ ،‬دفعيسدفك به دم بغير حق أوأ عيبسدتحل به بضع‬
‫)‪(3‬‬
‫محرم‪ .‬وأهذا المر خلف وأضع الشرائع‪.‬‬
‫وأيقال في الجوأاب‪:‬‬
‫هذه الشبهة مبنية على قاعدة التحسين وأالتقبيح العقليين‪ ،‬وأمقتضاها أن العقل يستقل بإدراك حسن‬
‫الشياء وأقبحها‪ ،‬وأالشرع ل يرد بما يستقبحه العقل‪.‬‬
‫وأاستقبحوأا أن يحيل الشارع المكلفين على ما يجوأز كذبه‪.‬‬
‫وأهذه القاعدة فيها نظر‪ ،‬لن الفعال ل تدبحسن وأل تدبقبح إل بأمر الشارع‪ ،‬وأنهيه‪ ،‬وأليس لها في ذاتها‬
‫وأل لمر خارج عنها صفة تكتسب بها الحسن أوأ القبح‪ ،‬فإذا أمر الشارع بأمر حكم العقل بحسنه إوأاذا‬
‫)‪(4‬‬
‫نهى عن فعل حكم بقبحه‪.‬‬
‫وأفي مسألتنا دل دليل الشرع على وأجوأب العمل بخبر العدل الوأاحد إذا كان صدقه مغلبا غير مقطوأع‬
‫به‪ ،‬فدل إيجاب الشرع على حسنه‪ ،‬وأعلى أن المصلحة في المتثال لمر الشرع‪.‬‬
‫ق أن الشارع قد يعرلق الحكم الشرعي على ظن المركلف‪ ،‬كالمتحري للقبلة يجب عليه أن‬
‫وأقد ثبت باتفا ف‬
‫يتوأجه إلى الجهة التي يغلب على ظنه أنها جهة القبلة‪ ،‬سوأاء أأصاب القبلة أم أخطأها‪ ،‬حتى أن‬
‫‪ ()1‬فوأاتح الرحموأت ‪.2/131‬‬

‫‪ ()2‬الرسالة ‪458‬‬

‫‪ ()3‬الحكام‪ ،‬المدي ‪ ،285 /‬وأانظر شرحا اللمع‪،‬الشيرازي ‪601-2/600‬المستصفى‪ ،‬الغزالي ‪ ،1/164‬التمهيد‪ ،‬أبوأ الخطاب ‪ 44-3/38‬الوأصوأل‪ ،‬ابن برهان‬

‫‪ ،2/162‬المحصوأل‪ ،‬الرازي ‪ 558/‬فوأاتح الرحموأت‪ ،‬النصاري ‪.2/131‬‬

‫‪ ()4‬انظر المستصفى‪ ،‬الغزالي ‪ .61-1/56‬وأأصوأل الفقه‪ ،‬الخضري بك ‪.23‬‬


‫المام الشافعي قال في أربعة اجتهدوأا في طلب القبلة وأاختلفوأا في اجتهادهم‪) :‬لم يسع وأاحدا منهم أن‬
‫يتبع اجتهاد صاحبه‪ ،‬إوأان رآه ألم بالجتهاد منه‪ ...‬وأيصلي كل وأاحد منهم على جهته التي رأى القبلة‬
‫)‪(1‬‬
‫فيها(‪.‬‬
‫وأكذا القاضي عليه الحكم بما يوأافق الشهادة إذا غلب على ظنه صدق الشهوأد وأل يشترط عليه القطع‬
‫)‪(2‬‬
‫بصدق الشهوأد‪.‬‬
‫فل يستبعد العقل أن يجعل الشارع ظننا الغالب بصدق المخبر علمة على وأجوأب العمل بمقتضى‬
‫خبره‬
‫أما المانعونا بدليل الشرع‪:‬‬
‫فقد استدلوأا بأدلة أقوأاها‪ .‬أن ال عز وأجل ذم إتباع الظن في القرآن الكريم‪.‬‬
‫قال تعالى )إن يتبعوأن إل الظن وأما تهوأى النفس()‪ (3‬وأقال تعالى )وأما يتبع أكثرهم إل ظنال إن الظن‬
‫وأقال تعالى )يا أيها الذين آمنوأا اجتنبوأا كثي الر من الظن إن بعض الظن‬ ‫)‪(4‬‬
‫ل يغني من الحق شيئا(‬
‫)‪(6‬‬
‫إثم()‪ .(5‬وأقال تعالى‪) :‬وأل تقف ما ليس لك به علم(‬
‫قالوأا‪:‬إن إيجاب العمل بخبر العدل الوأاحد مع كوأنه محتملل الكذب إتباعلل للظن وأقفلوأ لما ليس لنا به‬
‫)‪(7‬‬
‫علم‬
‫وأيكفي في الجوأاب أن نحرر معنى الظن في اليات الكريمات‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫أما الظن في اللغة‪ :‬فهوأ التردد الراجح بين طرفي العتقاد‪ ،‬ترددال غير جازم‪.‬‬
‫قال الراغب‪):‬الظن اسم لما يحصل عن أمارة‪ ،‬وأمتى قوأيت أدت إلى العلم وأمتى ضعفت جدا لم‬
‫يتجاوأز حد الوأهم‪ ،‬فقوأله تعالى‪" :‬الذين يظنوأن أنهم ملقوأا ربهم وأأنهم إليه راجعوأن ")‪ (9‬من العلم‬

‫‪ ()1‬الم ‪ 1/81‬وأانظر المسألة في بداية المجتهد وأنهاية المقتصد‪ :‬محمد بن أحمد بن محمد )ابن رشد(القرطبي )‪ 595‬هـ( ‪ 1/112‬الطبعة الرابعة دار المعرفة بيروأت‬

‫‪ 1979‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر هذه المسألة في حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء‪ ،‬الشاشي القفال )‪ 507‬هـ( ‪.144-8/143‬‬

‫‪ ()3‬الية )‪ (23‬من سوأرة النجم‪.‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (36‬من سوأرة يوأنس‪.‬‬

‫‪ ()5‬سوأرة الحجرات الية ‪.12‬‬

‫‪ ()6‬سوأرة السراء الية ‪.36‬‬

‫‪ ()7‬انظر الحكام‪ ،‬المدي ‪ 285 /‬وأالمستصفى‪ ،‬الغزالي ‪.1/147‬‬

‫‪ ()8‬انظر القاموأس المحيط‪ ،‬الفيروأزآبادي )ظن( ‪.245 /4‬‬

‫‪ ()9‬الية )‪ (46‬من سوأرة البقرة‪.‬‬


‫"وأان الذين اختلفوأا في الكتاب لفي شك منه ما لهم به من علم إل اتباع الظن"‪.‬‬
‫اليقين‪ .‬وأقوأله تعالى‪ :‬إ‬
‫حيث أثبت فيه الظن مع إثبات الشك وأنفي العلم‪ ...‬وأقوأله تعالى‪ ":‬إن الظن ل يغني من الحق‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(3‬‬
‫المراد به الوأهام الناشئه من غير دليل صحيح(‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫شيئا "‬
‫قال شبير أحمد‪) :‬وأالظن الذي تفيده أخبار الحاد إنما هوأ القوأي الراجح المقارب لليقين‪ ،‬ل الضعيف‬
‫المرجوأحا الذي ل يتجاوأز حد التوأهم‪ ،‬وأهوأ نوأع من العلم يدوأر عليه كثير من الحكام الدينية‬
‫وأالمعاملت الدنيوأية‪...‬وأحينئذ فالمتعبد بأخبار الحاد إنما يقفوأ ما له به علم‪ ،‬وأليس هذا من إتباع‬
‫)‪(4‬‬
‫الظن المذموأم في شئ‪(.‬‬
‫وأحتى لوأ سلمنا بأن المراد من الظن في اليات الكريمات يشمل الظن الحاصل بأخبار الحاد‪ ،‬فإنه‬
‫ل يصح الحتجاج بمفاهيم اليات على العاملين بخبر الحاد‪ ،‬لن وأجوأب العمل بها ثابت بدليل‬
‫قاطع فل جهالة فيه وأل ظن‪.‬‬
‫قال الجصاص‪):‬ليس في هذه اليات ما ينفي قبوأل خبر الوأاحد‪ ،‬وأذلك أن الحكم بقبوأل خبر الوأاحد‬
‫عندنا حكم بعلم‪ ...‬لن الدلئل الموأجبة للحكم به قد أوأقعت لنا العلم بلزوأم قبوأله‪ ،‬فهوأ حكم بعلم‪ ،‬كما‬
‫نقوأل في الحكم بشهادة الشهوأد إنه حكم بعلم‪ ...‬إوأان كنا ل نعلم صدق الشهوأد من كذبهم‪ ...‬كذلك‬
‫)‪(5‬‬
‫قبوأل خبر الوأاحد(‪.‬‬
‫وأقال إمام الحرمين‪) :‬وأالعمل بخبر الوأاحد مستند إلى ما يثبت بالتوأاتر من أن الرسوأل عليه الصلة‬
‫وأالسلم كان يرسل الرسل آحادا‪ ،‬وأبإجماع الصحابة على العمل بخبر الوأاحد‪ ،‬وأهوأ إجماع منقوأل‬
‫)‪(6‬‬
‫توأات لرا(‪.‬‬
‫وأقال الشوأكاني في ختام المسألة‪):‬وأعلى الجملة فلم يأت من خالف في العمل بخبر الوأاحد بشيء‬
‫يصلح للتمسك به‪ ،‬وأمن تتبع عمل الصحابة وأالخلفاء وأغيرهم وأعمل التابعين فتابعيهم بأخبار الحاد‬
‫وأجد ذلك في غاية الكثرة‪ ،‬بحيث ل يتسع له إل مصنف بسيط إوأاذا وأقع من بعضهم التردد في العمل‬
‫به في بعض الحوأال فذلك لسباب خارجة عن كوأنه خبر وأاحد‪ ،‬من ريبة في الصحة أوأ تهمة للراوأي‬

‫‪ ()1‬الية )‪ (157‬من سوأرة النساء‪.‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (36‬من سوأرة يوأنس‪.‬‬

‫‪ ()3‬المفردات في غريب القرآن‪ ،‬أبوأ القاسم الحسين بن محمد )الراغب( )ظن( ‪.317‬‬

‫‪ ()4‬فتح الملهم‪ ،‬شرحا صحيح مسلم‪ ،‬التهانوأي العثماني ‪ ،1/8‬وأانظر نحوأه في العتصام‪ ،‬الشاطبي ‪171-1/170‬‬

‫‪ ()5‬الفصوأل ‪.90-3/89‬‬

‫‪ ()6‬البرهان ‪ 602-1/599‬وأانظر الرد على المستدل باليات في الفصوأل‪ ،‬الجصاص ‪ ،91-98/‬وأشرحا اللمع‪ ،‬الشيرازي ‪ ،2/600‬وأالمستصفى ‪ 1/154‬وأالحكام‪،‬‬

‫المدي ‪ ،300-2/286‬وأالعتصام‪ ،‬الشاطبي ‪ 173-1/171‬وأفوأاتح الرحموأت‪ ،‬النصاري ‪ 2/136‬إوأارشاد الفحوأل‪ ،‬الشوأكاني ‪.49‬‬
‫)‪(7‬‬
‫أوأ وأجوأد معارض راجح‪ ،‬أوأ نحوأ ذلك(‬
‫وأبهذا الختام يتم ختام هذا المبحث‪ ،‬وأال أعلم‬

‫‪ ()7‬إرشاد الفحوأل‪ ،‬الشوأكاني ‪.49‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬مدى احتجاج المحدثينا بما خرجوه منا أخبار الحاد في مسائل العتقاد‬
‫من الشائع بين المصنفين في العقائد قديمال وأحديثال إطلق لفظ " أهل الحديث "وأ" المحدثين "وأيريدوأن‬
‫به من له اشتغال بعلم روأاية الحديث وأدرايته‪.‬‬
‫وأيدخل في دراية الحديث المباحث وأالمسائل التي عيعرف بها حال الراوأي وأحال المروأي من حيث‬
‫القبوأل وأالرد‪ ،‬وأما يتعلق بذلك من علوأم‪ ،‬كعلم الجرحا وأالتعديل)‪ (1‬وأعلم علل الحديث)‪ (2‬وأغريبه)‪ (3‬وأغير‬
‫)‪(4‬‬
‫ذلك من العلوأم التي لها صلة وأثيقة بالحديث الشريف‬
‫وأيدخل في علم روأاية الحديث النقل المحرر بالسانيد لكل ما أضيف إلى النبي صلى ال عليه‬
‫)‪(5‬‬
‫وأسلم‬
‫وأيهمنا في هذا الموأضوأع أن نتبين أوألل موأقف المشتغلين بعلم روأاية الحديث الذين خرجوأا في‬
‫مصنفاتهم شيئال من أخبار الحاد الوأاردة في مسائل العتقاد‪ ،‬وأمدى احتجاجهم بما خررجوأه من هذه‬
‫الخبار‪ .‬ثم نعرض موأقف باقي المحدثين مع جملة موأاقف العلماء من أخبار الحاد الوأاردة في‬
‫مسائل العتقاد‪.‬‬
‫إوأاذا رجعنا إلى المصنفات في روأاية الحديث لحظنا تنوأع مناهج المصنفين في تخريج الحاديث‬
‫حسب أغراض المصنف‪ :‬وأيمكن تقسيم المصنفات الحديثية باعتبار وأروأد أخبار الحاد فيها إلى‬
‫قسمين‪:‬‬

‫القسم الول‪ :‬المصنفات التي اشتملت على أحاديث العقائد وغيرها‪:‬‬


‫مع بداية حركة التدوأين كانت همة الحفاظ منصرفة إلى تدوأين السنة المحفوأظة في صدوأر الروأاة وأأرثر‬
‫هذا الهدف على منهجهم في الجمع وأالترتيب‪ ،‬فلم يلتزموأا الصحة فيما جمعوأه‪ ،‬وألم يهتموأا كثي الر‬
‫بالترتيب‪ ،‬فكان من المناسب أن يصنفوأا على طريقة المسانيد‪ ،‬وأهي كتب يجمع فيها كل ما أسنده‬
‫)‪(6‬‬
‫الصحابي الوأاحد إلى النبي صلى ال عليه وأسلم تحت باب خاص يسمى بمسند ذلك الصحابي‬
‫‪ ()1‬علم الجرحا وأالتعديل‪ :‬علم يبحث في أحوأال الروأاة من حيث ما وأرد في شأنهم من ألفاظ مخصوأصة تدل على مدى حجية أخبارهم‪ .‬انظر أصوأل الحديث د‪ .‬محمد‬

‫عجاج‪ ،260 ،‬وأعلوأم الحديث وأمصطلحه د‪ -‬صبحي الصالح ‪.1290‬‬

‫‪ ()2‬هوأ علم يبحث السباب الخفية الغامضة التي تقدحا في صحة الحديث‪ ،‬كوأصل منقطع وأرفع موأقوأف إوأادخال حديث في حديث وأغير ذلك‪ .‬انظر أصوأل الحديث‪ ،‬د‪.‬‬

‫محمد عجاج ‪ .291‬وأعلوأم الحديث‪ ،‬د‪ .‬صبحي الصالح ‪120‬‬

‫د‪ .‬محمد عجاج ‪280‬‬ ‫‪ ()3‬علم غريب الحديث‪ :‬علم يبحث في بيان ما خفي معناه من ألفاظ الحديث النبوأي‪ ،‬انظر أصوأل الحديث‬

‫‪ ()4‬انظر أصوأل الحديث د‪ .‬صبحي الصالح ‪113-107‬‬

‫‪ ()5‬انظر أصوأل الحديث د‪ -‬محمد عجاج ‪ ،7‬وأأصوأل الحديث د‪ -‬صبحي الصالح ‪107‬‬

‫‪ ()6‬انظر هدي الساري مقدمة فتح الباري شرحا صحيح البخاري‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر )‪ 852‬هـ( تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ‪ 6‬طبعة دار الكتب العلمية بيروأت‬

‫‪1989‬م‪.‬وأقوأاعد التحديث‪،‬القاسمي ‪71‬وأأصوأل الحديث‪ ،‬د‪ -‬محمد عجاج ‪ 184- 183‬وأعلوأم الحديث‪ ،‬د‪ -‬صبحي الصالح ‪123‬‬
‫وأيقع فيه حديثال في الفضائل بعد حديث في الصلة أوأ الزكاة‪ ،‬وأيقع فيه الصحيح بعد الحسن‪،‬من‬
‫غير ترتيب وأل تفريق‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وأأوأل من ألف على المسانيد أبوأ داوأد سليمان بن الجاروأد الطيالسي‬
‫وأتبعه بعد ذلك عدد من الحفاظ منهم إسحاق بن راهوأيه)‪ (2‬وأعثمان بن أبي شيبة)‪ (3‬وأالمام أحمد بن‬
‫)‪(4‬‬
‫حنبل رحمهم ال جميعلا‪ .‬وأيعتبر مسند المام أحمد أوأفى هذه المسانيد وأأوأسعها‬
‫وأبعد تمام هذه المرحلة من الجمع وأالتدوأين ظهرت الحاجة إلى إفراد الصحيح وأتمييزه عن غيره‪ ،‬وأكان‬
‫)‪(5‬‬
‫أوأل من قام بذلك المام محمد بن إسماعيل البخاري‪.‬‬
‫يقوأل الحافظ ابن حجر‪ ...) :‬وألما رأى البخاري هذه التصانيف وأجدها بحسب الوأضع جامعة بين ما‬
‫يدخل تحت التصحيح وأالتحسين‪ ،‬وأالكثير منها يشمله التضعيف‪ ...‬فحوأل همته لجمع الحديث‬
‫)‪(6‬‬
‫الصحيح الذي ل يرتاب فيه أمين(‪.‬‬
‫وأصنف كتابه)الجامع الصحيح المسند من حديث رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم وأسننه وأأيامه(‬
‫وأاشتمل على أبوأاب الحكام وأالزهد وأالفتن وأاليمان وأالتفسير وأالفضائل وأالدب وأالطب وأغير ذلك من‬
‫البوأاب‪.‬‬
‫كتابه الصحيح‪،‬وأأخرج فيه أبوأابال في أحاديث اليمان وأأبوأابال في‬ ‫)‪(7‬‬
‫ثم صنف تلميذه المام مسلم‬
‫أحاديث الفتن وأأشراط الساعة وأغير ذلك من البوأاب التي اشتملت على أحاديث العقائد وأصار صنيع‬

‫‪ ()1‬انظر المراجع السابقة وأدراسات حوأل السنة‪ ،‬د‪ -‬محمد إبراهيم الجيوأشي ‪ 48‬طبعة دار الهدي ‪ -‬مصر‪ ،1987 -‬وأأبوأ سليمان بن الجاروأد‪ :‬هوأ داوأد سليمان بن داوأد‬

‫الطيالسي )‪ 204‬هـ( كان حافظال يسرد من حفظه ثلثين ألف حديث‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/270‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.3/187‬‬

‫‪ ()2‬إسحاق بن راهوأيه‪ :‬هوأ إسحاق بن إبراهيم بن مخلد )‪ 238‬هـ( عالم خ ار سان في عصره وأهوأ أحد كبار الحفاظ‪ ،‬طاف البلد لجمع الحديث‪ ،‬وأأخذ عنه المام أحمد بن‬

‫حنبل وأالبخاري وأمسلم وأالترمذي وأغيرهم‪ ،‬وأقيل في سبب تلقيبه )ابن راهوأيه( أن أباه وألد في طريق مكة‪ ،‬فقال أهل مروأ‪) :‬راهوأيه( أي وألد في الطريق‪ ،‬انظر ترجمته في‬

‫العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/334‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.1/284‬‬

‫‪ ()3‬عثمان بن أبي شيبة‪ :‬عثمان بن محمد بن أبي شيبة )‪ 239‬هـ( من حفاظ الحديث‪ .‬رحل من موأطنه الكوأفة إلى مكة وأالري وأبغداد‪ ،‬كان يحضر مجلسه ثلثوأن ألفلا‪،‬‬

‫صنف في التفسير وأجمع مسنده المعروأف‪ ،‬انظر ترجمته في العبر ‪ ،1/338‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.4/376‬‬

‫‪ ()4‬انظر قوأاعد التحديث‪ ،‬القاسمي ‪ ،71‬وأأصوأل الحديث‪ ،‬الخطيب ‪.184‬‬

‫‪ ()5‬البخاري‪ :‬هوأ المام محمد بن إسماعيل البخاري )‪ 256‬هـ( صاحب التصانيف‪ ،‬وأصاحب الجامع الصحيح المعروأف بصحيح البخاري‪ ،‬كان من أوأعية العلم يتوأقد‬

‫ذكاء‪ ،‬سمع من خلئق عدتهم ألف شيخ وأرحل إلى خراسان وأ العراق وأمصر وأالشام‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/368‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪ ،6/258‬وأانظر‪:‬ما أفرده‬

‫العلماء في ترجمته في تاريخ التراث‪ ،‬فؤاد سزكين ‪.225-1/223‬‬

‫‪ ()6‬هدي الساري ‪7‬‬

‫‪ ()7‬هوأ المام أبوأ الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوأري ‪ 261) /‬هـ( أحد أركان الحديث وأصاحب الصحيح‪ ،‬وأغيره من التصانيف‪ ،‬وألد نيسابوأر‪ ،‬وأرحل‬

‫إلى الحجاز وأمصر وأالشام وأالعراق وأكان صاحب تجارة وأأملك وأثروأة‪ ،‬وأكان محسن نيسابوأر‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/375‬وأالعلم الزركلي ‪.8/117‬‬
‫المامين البخاري وأمسلم في تخريج الحاديث على هذه البوأاب يعرف بالجامع‪.‬‬
‫وأالجوأامع‪ :‬هي كتب الحديث المشتملة على جميع أبوأاب الحديث‪،‬وأيمكن إرجاع جملة أبوأاب الحديث‬
‫)‪(1‬‬
‫إلى ثمانية أبوأاب العقائد‪ ،‬وأالحكام‪،‬وأالداب‪،‬وأالتفسير‪،‬وأالمناقب‪ ،‬وأالزهد‪ ،‬وأالفتن‪ ،‬وأالشمائل‪.‬‬
‫كتابه السنن وأرتب أحاديثه على البوأاب الفقهية‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ثم صنف المام أبوأ داوأد‬
‫فيقوأل الكوأثري رحمه ال )‪) :(3‬وأهمة أبي داوأد جمع الحاديث التي استدل بها فقهاء المصار وأبنوأا‬
‫)‪(4‬‬
‫عليها الحكام‪ ،‬فصنف سننه وأجمع فيها الصحيح وأالحسن وأاللين‪(...‬‬
‫وأقد أفصح المام أبوأ داوأد عن عدم اشتراطه الصحة في أحاديث كتابه‪ ،‬فقال‪) :‬كتبت عن رسوأل ال‬
‫صلى ال عليه وأسلم خمسمائة ألف حديث‪ ،‬وأانتخبت منها ما ضمنت هذا الكتاب جمعت فيه أربعة‬
‫)‪(5‬‬
‫آلف حديث‪ ،‬وأثمانمائة حديث‪ ،‬ذكرت الصحيح وأما يشبهه وأما يقاربه(‬
‫وأمن المعلوأم أن الصل في كتب السنن القتصار على أحاديث الحكام‪ ،‬وأقد جعلها المام أبوأ داوأد‬
‫غالب أحاديث كتابه‪ ،‬وأعقد في آخر كتابه أبوأابال لها صلة بمسائل العتقاد كالفتن وأالملحم وأالسنة‪.‬‬
‫كتابه‬ ‫)‪(6‬‬
‫بعد هاتين الطريقتين في التصنيف ‪ -‬طريقة الشيخين وأطريقة أبي داوأد ‪ -‬صنف الترمذي‬
‫المعروأف بسنن الترمذي‪.‬‬
‫يقوأل الكوأثري رحمه ال‪) :‬وأملمح الترمذي الجمع بين الطريقتين‪ ،‬فكأنه استحسن طريقة الشيخين‬
‫)‪(7‬‬
‫حيث بينا رأيهما‪ ،‬وأطريقة أبي داوأد حيث جمع كل ما ذهب إليه ذاهب‪ ،‬فجمع كلتا الطريقتين(‬
‫وأيظهر مراد الترمذي في ترتيب أبوأاب كتابه‪ ،‬إذ تشغل أبوأاب الحكام معظم كتابه‪ ،‬وأتتقدم على‬
‫البوأاب الخرى في الترتيب‪ ،‬وأمن هذه البوأاب ما له صلة بمسائل العتقاد كأبوأاب الفتن وأصفة‬
‫القيامة‪ ،‬وأاليمان وأغيرها‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر علوأم الحديث‪ ،‬د‪ -‬صبحي الصالح ‪122‬‬

‫‪ ()2‬هوأ المام سليمان بن الشعث الزدي السجستاني )‪ 275‬هـ( إمام أهل الحديث في زمانه‪ ،‬صاحب السنن‪ ،‬كان رأسال في الحديث وأالفقه حتى شبه بشيخه المام أحمد بن‬

‫حنبل‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/396‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.3/182‬‬

‫‪ ()3‬هوأ محمد زاهد بن الحسن بن علي الكوأثري )‪1371‬هـ( فقيه حنفي شركسي الصل‪ .‬وأله الكثير من التآليف وأالتعاليق‪ .‬وأله مقالت متفرقة جمعها أحمد المصري‪ .‬انظر‬

‫ترجمته في مقالت الكوأثري‪ ،‬أحمد خيري ‪ 77-5‬مطبعة النوأار بالقاهرة‪ ،‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/363‬‬

‫‪ ()4‬انظر تعليقه على شروأط الئمة الخمسة‪ ،‬الحازمي ‪68‬‬

‫‪ ()5‬المصدر السابق ‪ ،67‬وأشروأط الئمة الستة‪ ،‬المقدسي ‪12‬‬

‫‪ ()6‬الترمذي‪ :‬هوأ المام أبوأ عيسى محمد بن عيسى بن دسبوأرة الترمذي )‪ 279‬هـ( من أئمة علماء الحديث‪ ،‬تتلمذ للبخاري وأشاركه في بعض شيوأخه‪ ،‬وأعمي في آخر عمره‪،‬‬

‫انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ 1/402‬وأالعلم ‪.7/213‬‬

‫‪ ()7‬انظر تعليقه على شروأط الئمة الخمسة ‪69‬‬


‫عقد في آخر مصنفه "السنن الصغرى"‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأهذا هوأ الملحظ أيضال على كتب السنن الخرى‪،‬فالنسائي‬
‫كتاب اليمان وأشرائعه‪ ،‬وأعقد تحت كتاب الجنائز بابال في مسألة القبر‪،‬وأبابال في ضمة القبر‬
‫وأضغطته‪.‬‬
‫وأالحافظ ابن ماجة)‪ (2‬صنف كتابه السنن‪ ،‬وأعقد فيه كتابال للفتن‪ .‬وأعقد تحت كتاب الزهد أبوأابال في ذكر‬
‫القبر وأذكر الشفاعة وأذكر البعث‪.‬‬
‫وألم يشترط أحد من هؤلء المصنفين على البوأاب الفقهية الصحة لحاديثهم‪ ،‬فخررجوأا ما هوأ صحيح‬
‫عندهم وأما هوأ دوأنه‪ ،‬على اختلف بين العلماء في تقديم أحد السنن على الخرى وأفي درجة ما‬
‫)‪(3‬‬
‫خررجه أحدهم وأسكت عن تصحيحه أوأ تضعيفه‪.‬‬
‫وأعاد بعد ذلك إلى بعض المحدثين الرغبة في إفراد الصحيح بالتصنيف‪.‬‬
‫كتابال في الصحيح‪ ،‬لم يصل إلينا منه إل قسم العبادات)‪ .(5‬ثم صنف‬ ‫)‪(4‬‬
‫فصنف الحافظ ابن خزيمة‬
‫" المسند الصحيح على التقاسيم وأالنوأاع من غير وأجوأد قطع في سندها‬ ‫)‪(6‬‬
‫تلميذه الحافظ ابن حبان‬
‫وأل ثبوأت جرحا في ناقليها "‬
‫وأاشتمل صحيحه على عدد من البوأاب التي خررج تحتها أحاديث في مسائل العتقاد منها‪:‬‬
‫باب ذكر الخبر العمبدلحض قوأدل من أنكر عذاب القبر‪ .‬وأباب ذكر الخبار عن وأصف بعض العذاب‬
‫الذي يعذب به الكافر في قبره‪ ،‬وأباب إخباره ‪ -‬صلى ال عليه وأسلم ‪ -‬عما يكوأن في أمته من الفتن‬
‫وأالحوأادث‪.‬‬

‫‪ ()8‬النسائي‪ :‬هوأ أحمد بن شعيب بن علي النسائي )‪ 3033‬هـ( أحد الئمة العلم في علم الحديث‪ ،‬رحل إلى خ ار سان وأالحجاز وأالعراق وأمصر وأالشام‪ ،‬وأكان حسن‬

‫الهيئة كبير القدر‪ ،‬وأكان أفقه مشايخ مصر وأأعلمهم بالحديث في عصره‪ ،‬وأكان يصوأم صوأم داوأد وأيتهجد في الليل‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪.445-1/444‬‬

‫‪ ()2‬ابن ماجة‪:‬هوأ محمد بن يزيد القزوأيني أبوأ عبد ال ابن ماجة)‪ 273‬هـ( أحد العلم في علم الحديث‪ ،‬رحل إلى البصرة وأبغداد وأالشام وأالحجاز وأالري في طلب‬

‫الحديث‪،‬انظر ترجمته في العبر‪،‬الذهبي ‪،394 /1‬وأالعلم‪،‬الزركلي ‪.1/15‬‬

‫‪ ()3‬انظر شروأط الئمة الستة‪ ،‬المقدسي ‪20‬‬

‫‪ ()4‬ابن خزيمة‪ :‬هوأ محمد بن إسحاق بن خزيمة‪ ،‬أبوأ بكر السلمي )‪ 311‬هـ( إمام نيسابوأر في عصره كان فقيهال مجتهدال عالمال بالحديث‪ ،‬قال تلميذه ابن حبان‪ :‬لم عير مثل ابن‬

‫خزيمة في حفظ السناد وأالمتن‪.‬وأقال الدار قطني‪ :‬كان إمامال معدوأم النظير‪ ،‬وأيروأى أنه كان يختم القرآن في كل يوأم‪ .‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/462‬وأطبقات‬

‫الشافعية‪ ،‬السنوأي ‪ ،1/221‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/253‬‬

‫‪ ()5‬انظر مقدمة الحسان‪ ،‬الفارسي ‪1/42‬‬

‫‪ ()6‬ابن حبان‪ :‬هوأ أبوأ حاتم محمد بن حبان البستي الحافظ‪ ،‬كان من أوأعية العلم في الحديث وأالفقه وأاللغة وأالوأعظ وأغير ذلك‪ ،‬حتى الطب وأالفلك‪ ،‬وألي القضاء في سمرقند‬

‫ثم )نسا( رحل إلى خراسان وأمصر وأالشام وأالعراق وأهوأ أحد المكثرين في التصنيف‪ ،‬أخرج من علوأم الحديث ما عجز عنه غيره منها )التقاسيم وأالنوأاع( المعروأف )بصحيح‬

‫ابن حبان( وأ " معرفة الثقات " وأ " معرفة المجروأحين "‪ ،‬وأغيرهما‪ ،‬وأكان قد جمع مؤلفاته في دار في بلدته‪ ،‬وأوأقفها ليطالعها الناس‪.‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪،2/94‬‬

‫وأطبقات الشافعية ‪ ،1/201‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/306‬‬


‫وأالحاصل أن المصنفات السابقة قد دحدوأت بين دفتيها شيئال من أخبار الحاد فيتعين علينا أن نبحث‬
‫في موأقف المصنفين الذين التزموأا الصحة فيما خرجوأه من أخبار الحاد الوأاردة في مسائل العتقاد‬
‫وأهل يعني إخراجهم لحاديث العقائد في الصحيح أنهم يثبتوأن العقيدة بها ؟‬
‫لن هذا هوأ القدر الذي يصح أن يستكشف منه موأقف المحدثين في المسألة‪.‬‬
‫أما الحديث الذي يرد في مسند أوأ كتاب من السنن مسكوأتال عليه‪ :‬فل يلزم عمخسرجه العتقاد بمضموأنه‬
‫أوأ إنكاره‪ ،‬لنه ربما خررجه لحتجاج قوأم به‪ ،‬أوأ للشارة إلى علة فيه بما يفهمه أهل المعرفة‪ ،‬أوأ لرفع‬
‫)‪(1‬‬
‫الغرابة عن متنه أوأ لغير ذلك من الغراض التي يعتمدها المصنفوأن‪.‬‬
‫تبين بما سبق أنه قد وأصلنا من أخبار الحاد الوأاردة في العتقاديات مما أخرجه الئمة‪:‬البخاري‬
‫وأمسلم وأابن حبان وأقد حكم الئمة لها بالصحة‪ .‬وأفيما يأتي استبيان لموأقف كل وأاحد منهم على حدة‪:‬‬

‫موقفا المام البخاري‪:‬‬


‫عقد المام البخاري في صحيحه كتابال بعنوأان كتاب أخبار الحاد‪ .‬وأأوأل أبوأابه بعنوأان )ما جاء‬
‫)‪(2‬‬
‫في إجازة خبر الوأاحد الصدوأق في الذان وأالصلة وأالصوأم وأالفرائض وأالحكام(‪.‬‬
‫وأقد اختلف الباحثوأن قديمال وأحديثال حوأل مراد البخاري من هذه الترجمة‬
‫فنقل ابن حجر عن الكرماني)‪ (3‬أنه قال تفسي الر لذكر )الفرائض وأالحكام( في عنوأان الباب‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫)‪ ...‬ليعلم إنما هوأ في العمليات ل في العتقاديات(‪.‬‬
‫وأفي المقابل فهم المين الحاج محمد ‪ -‬من المعاصرين ‪ -‬أن البخاري ساق هذه الخبار تحت هذه‬
‫الترجمة ليدل على حجية خبر الحاد في مسائل العتقاد‪ ،‬فقال‪):‬إذا صح الخبر عن رسوأل ال صلى‬
‫ال عليه وأسلم فهوأ حجة بنفسه في الحكام وأالعقائد‪ ...‬إوأاليك الدلة في الكتاب وأالسنة(‪ (5).‬ثم نقل‬
‫عن البخاري أنه عقد ترجمة في باب إجازة خبر الوأاحد‪ ،‬وأساق ما أوأرده البخاري من أحاديث تحت‬
‫هذه الترجمة‪.‬‬
‫وأالحق أن هذه الحاديث وأهي خمسة عشر حديثلا‪ ،‬ل تدل إل على ما استدل به البخاري وأذكره في‬
‫عنوأان الباب‪ ،‬وأهوأ إجازة خبر الوأاحد فيما يأتي‪" :‬الذان"‪ :‬أي إذا أذن وأكان مؤتمنال اعتبر أذانه علمة‬

‫‪ ()1‬انظر بعض أغراضهم في شروأط الئمة الستة‪ ،‬المقدسي ‪20‬‬

‫‪ ()2‬انظر فتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪13/287‬‬

‫‪ ()3‬هوأ محمد بن يوأسف شمس الدين الكرماني )‪ 786‬هـ( أصله من كرمان‪ ،‬وأاشتهر في بغداد بعلم الحديث وأتصدى فيها لنشره ثلثين سنة‪ ،‬وأأقام مدة بمكة‪ ،‬وأفيها فرغ من‬

‫تأليف كتابه )الكوأاكب الدراري في شرحا صحيح البخاري(‪ .‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.8/28‬‬

‫‪ ()4‬انظر المصدر السابق ‪13/290‬‬

‫‪.49‬‬ ‫‪ ()5‬حجية أحاديث الحاد‬


‫على دخوأل الوأقت‪ ،‬وأجازت صلة ذلك الوأقت)‪ (1‬وأ " الصلة "‪ :‬أي العلم بجهة القبلة‪ ".‬وأفي الصوأم‬
‫)‪(2‬‬
‫"‪ :‬أي العلم بطلوأع الفجر أوأ غروأب الشمس‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ثم أجمل البخاري بعد التفصيل فقال‪ " :‬وأالفرائض وأالحكام "‬
‫وأأذكر منها حديثين لتبيين حكمة البخاري رحمه ال في حصر دللة الحاديث على ما ذكر‪.‬‬
‫ل‪ :‬أخرج ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بسنده عن عبد ال بن عمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬عن النبي صلى ال‬
‫أوأ ل‬
‫)‪(4‬‬
‫عليه وأسلم أنه قال‪) :‬إن بللل ينادي بليل‪ ،‬فكلوأا وأاشربوأا حتى ينادي ابن أم مكتوأم(‬
‫ثانيلا‪ :‬أخرج بسنده عن عبد ال بن عمر رضي ال عنه قال‪):‬دببينا الناس بقباء في صلة الصبح إذ‬
‫جاءهم آت فقال‪ :‬إن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قد أنزل عليه قرآن‪ ،‬وأقد ألمر أن يستقبل الكعبة‬
‫)‪(5‬‬
‫فاستقبلوأها‪ ،‬وأكانت وأجوأههم إلى الشام فاستداروأا إلى الكعبة(‬
‫وأل نطيل بذكر باقي الحاديث لن مراد البخاري وأاضح‪ ،‬وأقد فدلقه البخاري رحمه ال دللت‬
‫الحاديث فحصرها في عنوأان الباب‪.‬‬
‫صد الترجمة الرد به على من يقوأل‪ :‬إن الخبر ل يحتج به إل إذا‬
‫وأيقوأل الحافظ ابن حجر‪ ...):‬قد ب‬
‫روأاه أكثر من شخص وأاحد‪ ،‬حتى يصير كالشهادة‪ ...‬وأهوأ منقوأل عن بعض المعتزلة‪ ،‬وأنقله المادزري‬
‫)‪(6‬‬ ‫وأغيره عن أبي علي الجبائي(‪.‬‬
‫وأهذا هوأ الذي يحتمل احتمالل راجحال أن يكوأن مراد البخاري لن المام البخاري كان معاص الر‬
‫وأمعلوأم أن بوأادر إنكار ثبوأت بعض الخبار ظهر في دوأائر الفكر المعتزلي قبله على يد‬ ‫)‪(7‬‬
‫للجبائي‬

‫‪ ()1‬انظر فتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪.13/290‬‬

‫‪ ()2‬المصدر السابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪ ()3‬المصدر السابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب أخبار الحاد ‪ ،1/7248‬وأأخرجه النسائي في كتاب الصلة ‪.2/10‬‬

‫‪ ()5‬في كتاب أخبار الحاد ‪ 1/7251‬وأكتاب الصلة ‪ 32/403‬وأكتاب التفسير )سوأرة البقرة( ‪،4493 ،4491 ،4490 ،14/4488‬وأأخرجه مسلم في كتاب المساجد‬

‫وأموأاضع الصلة ‪ 2/525‬وأالنسائي في الكبرى كما في تحفة الشراف ‪.5/460‬‬

‫‪ ()6‬فتح الباري ‪.13/290‬‬

‫‪ ()7‬لما توأفي البخاري رحمه ال )‪ 256‬هـ( كان الجبائي قد بلغ من العمر وأاحدال وأعشرين عاملا‪ ،‬وأل عيببلعد هذا الحتمال صغر سن الجبائي آنذاك‪ ،‬فقد نقل ابن المرتضى‬

‫في المنية وأالمل مناظرات قطع فيها الجبائي خصوأمه في صباه‪ .‬انظر المنية وأالمل ‪.35‬‬
‫عمروأ بن عبيد)‪ (1‬وأنقل الخطيب البغدادي)‪ (2‬عددال من الخبار التي ردها عمروأ وأأنكر على روأاتها‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫)‪ .(3‬وأبعد هذه الفترة بقليل ينقل الشافعي مناظرة له مع أشخاص من البصرة أنكروأا حجية الخبار‬
‫وألكن ل يبدوأ حتى هذه الحقبة من الزمن استقرار الراء المختلفة في حجية أخبار الحاد في جملة ما‬
‫يحتج به من الحكام الفقهية وأغيرها‪ .‬غاية المر أنه قد فشا وأانتشر إنكار ثبوأت بعض الخبار لغرابة‬
‫في متوأنها أوأ ظهوأر مناقضة فيها لما ثبت لدى المنكر‪ .‬وأيدل على ذلك أنه ل يظهر في الردوأد التي‬
‫التزامهم بمنهج متكامل وأاحد في رد شيء من الخبار التي‬ ‫)‪(7) (6‬‬
‫أجيب بها على النظام)‪ (5‬وأأبي هذيل‬
‫ردوأها أوأ رموأها بالتناقض‪.‬‬
‫وألهذا الضطراب وأعدم اتضاحا معالم المناهج المختلفة من حجية أخبار الحاد أرى أن من العسير‬
‫إلزام من تكلم في مطلق حجية خبر الحاد في هذه الحقبة بأنه أراد حجيته في مسائل العتقاد أيضلا‪.‬‬
‫وألهذا أيضال ل يصح حمل مراد البخاري ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في إثبات حجية أخبار الحاد على حجيتها‬
‫ص على الموأضع الذي تدل الدلة على حجيتها فيه‪ ،‬وأهي‬
‫في العقائد‪ ،‬خاصة وأأن المام قد ن ر‬
‫الحكام الشرعية كما سبق‪.‬‬
‫وأقد فهم الحافظ ابن حجر ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬من صنيع المام البخاري في صحيحه أنه يحتج بأخبار‬
‫الحاد التي خررجها‪ .‬فيقوأل‪):‬الذي يظهر من تصرف البخاري في كتاب التوأحيد أنه يسوأق الحاديث‬
‫التي وأردت في الصفات المقدسة‪ ،‬فيدخل كل حديث منها في باب‪ ،‬وأيؤيده بآية من القرآن للشارة إلى‬
‫)‪(8‬‬
‫خروأجها عن أخبار الحاد على طريق التنزل في ترك الحتجاج بها في العتقاديات(‪.‬‬
‫وأالذي يبدوأ لي ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬أن البخاري لم يلتفت إلى هذا‪ ،‬بل أراد أن يظهر عمليال أن السنة‬
‫الشريفة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع وأهي بيان القرآن وأتفسيره‪.‬‬
‫وأيدل على هذا أن تصرفه هذا شامل لجميع صحيحه‪ ،‬ففي أي باب وأجد فيه آية من كتاب ال تشير‬
‫ب‪:‬‬
‫إلى أحاديث الباب جعلها عنوأانال للباب‪ ،‬فمثلل عقد البخاري أوأل أبوأاب صحيحه تحت عنوأان )با ل‬

‫‪ ()1‬هوأ عمروأ بن عبيد أبوأ عثمان البصري )‪ 144‬هـ( شيخ المعتزلة في عصره‪ ،‬وأأحد الزهاد المعروأفين‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.5/252‬‬

‫‪ ()2‬الخطيب البغدادي‪ :‬هوأ أبوأ بكر أحمد بن علي )‪ 463‬هـ( أحد العلم وأصاحب التوأاليف المنتشرة في السلم‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،2/314‬وأطبقات‬

‫الشافعية‪ ،‬السنوأي ‪.1/99‬‬

‫‪ ()3‬تاريخ بغداد ‪12/176‬‬

‫‪ ()4‬الم ‪262-7/250‬‬

‫‪ ()5‬النظام‪ :‬هوأ أبوأ إسحاق إبراهيم بن يسار )‪ 231‬هـ( من أئمة المعتزلة‪ ،‬وألقب بالنظام لجادته نظم الكلم‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.1/36‬‬

‫‪ ()6‬العلف‪ :‬هوأ محمد بن الهذيل بن عبد ال‪ ،‬أبوأ الهذيل العلف )‪ 235‬هـ( من أئمة المعتزلة‪ ،‬كان حسن الجدل قوأي الحجة‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪7/355‬‬

‫‪ ()7‬انظر تأوأيل مختلف الحديث‪ ،‬ابن قتيبة ‪32 ،15‬‬

‫‪ ()8‬فتح الباري ‪13/445‬‬


‫كيف كان بدء الوأحي إلى رسوأل ال( صلى ال عليه وأسلم وأقوأل ال جل ذكره‪ " :‬إنا أوأحينا إليك كما‬
‫)‪(1‬‬
‫أوأحينا إلى نوأحا وأالنبيين من بعده "(‪.‬‬
‫وأفي كتاب العلم عقد أوأل أبوأابه تحت عنوأان‪) :‬فضل العلم وأقوأل ال تعالى‪ " :‬يرفع ال الذين آمنوأا‬
‫)‪(3‬‬ ‫وأقوأله عز وأجل‪" :‬رلب زدني علمال "(‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫منكم وأالذين أوأتوأا العلم درجات وأال بما تعملوأن خبير "(‬
‫وأفي كتاب البيوأع عقد بابال تحت عنوأان‪) :‬الكيل على البائع وأالمعطي‪ ،‬وأقوأل ال عز وأجل‪ " :‬إوأاذا‬
‫)‪(4‬‬
‫كالوأهم أوأ وأزنوأهم يخسروأن "(‪.‬‬
‫وأالذي يزيد هذا المر تأكيدال أنه عقد أبوأابال في كتاب التوأحيد غير مؤيدة بآية من القرآن في صدر‬
‫وأمنها‪:‬باب قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم‪):‬ل‬ ‫)‪(5‬‬
‫الباب‪ ،‬منها )باب‪ :‬أن ل مائة اسم إل وأاحدلا(‬
‫)‪(6‬‬
‫شخص أغير من ال(‬
‫وأالحاصل أن المام البخاري لم ينص في صحيحه على شيء من حجية خبر الحاد الوأارد في‬
‫مسائل العتقاد‪ .‬وأالمارات التي فعلهم منها أنه أراد إثبات حجيته فيها ل تشير إلى ذلك‪.‬‬

‫موقفا المام مسلم‬


‫التزم المام مسلم الصحة في كتابه‪ ،‬وأخرج فيه كثي الر من أخبار الحاد الوأاردة في مسائل العتقاد‪.‬‬
‫إوأاذا كان صحيح المام البخاري يتضمن قرائن وأأمارات فعلهم منها شيء في موأضوأع حجية خبر‬
‫الحاد‪ ،‬فإن صحيح المام مسلم ليس فيه شيء من ذلك‪ ،‬وأزاد المر إبهامال أن المام مسلمال ترك‬
‫وأوأضع العناوأين المشتهرة في طبعات الصحيح‬ ‫)‪(7‬‬
‫أبوأاب صحيحه بل عناوأين‪ ،‬فسجلها المام النوأوأي‬

‫‪ ()1‬انظر المصدر السابق ‪ 1/9‬وأالية ‪ 163‬من سوأرة النساء‪.‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة )المجادلة( الية )‪(11‬‬

‫‪ ()3‬سوأرة )طه( الية )‪(114‬‬

‫‪ ()4‬سوأرة )المطففين( الية )‪(3‬‬

‫‪ ()5‬انظر فتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪13/467‬‬

‫‪ ()6‬انظر فتح الباري ‪13/492‬‬

‫‪ ()7‬هوأ المام محيي الدين يحيى بن شرف النوأوأي )‪ 676‬هـ( محرر المذهب الشافعي‪ ،‬وأمرستبه‪ ،‬وأله تبحر في الحديث وأاللغة‪ ،‬وأكان رأسال في الزهد‪ ،‬مباركلا‪ ،‬وألي مشيخة دار‬

‫الحديث الشرفية‪ ،‬وأكان المام السبكي يتهجد في‪ ،‬إيوأانها وأينشد‬

‫على عببسط لها أصبوأ وأآوأي‬ ‫وأفي دار الحديث لطيف معنى‬
‫ل‬
‫مكانال مســه قدم النوأاوأي‬ ‫عسى أني أمس بوأجـ ـ ــهي‬
‫انظر ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى‪ ،‬تقي الدين السبكي ‪ 168-5/166‬مطبعة دار المعرفة بيروأت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬وأانظر العبر الذهبي ‪ ،33/334‬وأطبقات الشافعية‬

‫السنوأي ‪ ،2/266‬وأالعلم الزركلي ‪.9/184‬‬


‫صععب على الباحثين نسبة شيء إلى المام مسلم في المسألة‪.‬‬
‫وألهذا د‬
‫)‪(1‬‬

‫وألم يبق أمارة أوأ قرينة تدل على رأيه غير تخريجه لحاديث العقائد‪ ،‬مع التزامه الصحة فيما خرجه‬
‫في كتابه‪ .‬وأهاهنا أسئلة تتضح المسألة بالجوأاب عنهما‬
‫السؤال الول‪ :‬هل يدل تخريج المام مسلم وغيره منا الئمة الذينا التزموا الصحة على اعتقادهم‬
‫بمضمونه؟‬
‫مع غياب التصريح وأالنص من أصحاب الصحاحا في الجابة على السؤال الوأل عتركت الجابة لرأي‬
‫الباحثين‪ .‬فيقوأل الدكتوأر الشقر‪):‬وأمن نظر في كتب المحدثين العلم علم يقينال أن مذهبهم‬
‫الحتجاج بأحاديث الحاد‪ ،‬فالبخاري وأمسلم وأأبوأ داوأد وأالترمذي وأالنسائي وأابن ماجة وأابن خزيمة‬
‫وأغيرهم يوأردوأن أحاديث الحاد في كتبهم محتجين بها‪ ،‬فابن خزيمة مثلل ألف كتاب التوأحيد وأاحتج‬
‫)‪(2‬‬
‫فيه بعش ارفت وأعش ارفت من أحاديث الحاد في باب العقائد‪(.‬‬
‫وأهذا الحكم على صنيع هؤلء المصنفين فيه نظر لأنه مبني على أنه ل وأاسطة بين رد الخبر إوأاثبات‬
‫العقيدة به وأتكفير مخالفه‪ .‬وأجمهوأر العلماء على إثبات وأاسطة بينهما‪ ،‬فإذا صح إسناد الحديث وألم‬
‫يعالرض ما هوأ أقوأى منه فل موأجب وأل وأجه لنكاره‪ ،‬وأيجب تصديقه دوأن القطع وأالجزم بموأجبه‪ .‬وأهوأ‬
‫على هذه الحال حجة ظنية‪ ،‬فيصح وأيحتمل أن يخسرج المصنف مثل هذا الحديث للحتجاج به على‬
‫هذا الوأجه‪& ،‬سيأتي في ما وأعدت بعقده مطلبا &وأسيأتي مزيد بيان لهذا المر عند الكلم على‬
‫احتجاج المتكلمين بما وأرد من أخبار الحاد وألم يحصل القطع وأاليقين بثبوأتها‪ .‬إوأاذا كان هذا الوأجه‬
‫جائ الز وأمحتملل فمن أين يحصل اليقين الذي ذكر الشقر في إلزام المصنفين بالعتقادد بما خرجوأه من‬
‫الحاديث تصحيحال لها ؟‬
‫وأالسؤال الثاني‪ :‬هل أراد المام مسلم وغيره منا أصحاب الصحاحا إلزام المسلمينا بالعتقاد بما‬
‫خرجوه منا أحاديث العقائد؟‬
‫لوأ فرضنا أن أحدا من الئمة صرحا بوأجوأب العتقاد بما خرجه في صحيحه فهل يسلم له بذلك؟ لن‬
‫نجيب على هذا السؤال في هذا الموأضع لنه أحدا من المة لم يعمل بجميع ما في الصحاحا من‬
‫أبوأاب الفقه مع أنه يكتفى فيه بالظن فضل عن العمل بكل ما فيها في أبوأاب العقائد‪ .‬وأهذا ظاهر وأله‬
‫وأجه معروأف في الفقه وأأصوأله‪ .‬فكيف تسلم المة لصاحب الصحيح بوأجوأب القطع بكل ما صححه‬
‫في أبوأاب العتقاد‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬هل يعني حكم أحد الئمة بالصحة على حديث ما أنه ثابت عنده منا قول النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم على سبيل القطع واليقينا ؟‬

‫‪ ()1‬انظر شرحا صحيح مسلم بن الحجاج‪ ،‬النوأوأي )‪ 676‬هـ( ‪ ،1/16‬وأطرق تخريج حديث رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم د‪ -‬عبد المهدي بن عبد القادر‪267 ،‬‬

‫‪ ()2‬أصل العتقاد‪ ،‬الشقر‪ ،‬وأانظر نحوأه في حجية أحاديث الحاد‪ ،‬المين الحاج ‪.61‬‬
‫صنيع الشيخين يجيب بعدم قطعهما بصدوأر ما أخرجاه عن النبي صلى ال عليه وأسلم على وأجه ل‬
‫يحتمل أدنى درجات الشك‪ ،‬وأل يبقى معه أي احتمال أوأ ظن‪ .‬لنا نرى في ما خرجه صاحب‬
‫الصحيح جملة من الحاديث التي اختلف في روأايتها اختلفا يمنع القطع بروأاية منها‪ .‬وأقد تتبع النقاد‬
‫مخالفة الراوأي لغيره في كتب الصحاحا غير منكرين لوأقوأعه‪ .‬بل سلموأا بوأقوأع مثل هذه المخالفة قال‬

‫الحافظ السيوأطي‪...) :‬فمجرد مخالفة أحد روأاته لمن هوأ أوأثق منه أوأ أكثر عددا ل‬
‫يستلزم الضعف‪ ،‬بل يكوأن من باب صحيح وأأصح‪...‬وأأمثلة ذلك في‬
‫الصحيحين وأغيرهما‪ .‬فمن ذلك أنهما أخرجا قصة جمل جابر من طرق وأفيها‬
‫الثمن‪ ،‬وأفي اشتراط ركوأبه‪ ،‬وأقد رحج البخاري الطرق‬
‫اختلف كثير في مقدار ر‬
‫التي فيها الشتراط على غيرها مع تخريج المرين وأرجح أيضا كوأن الثمن‬
‫أوأقية مع تخريجه ما يخالف ذلك(‬
‫مثال آخر‪ :‬حديث ذي اليدين أخرجه المام البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه في حديث‬
‫طوأيل‪ ،‬أنه قال صلى بنا النبي صلى ال عليه وأسلم الظهر أوأ العصر‪ ،‬فسلم‪ ،‬فقال له ذوأ اليدين‪:‬‬
‫ت ؟‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وأسلم لصحابه‪ :‬أحق ما يقوأل؟ قالوأا‪:‬‬
‫الصلة يا رسوأل ال‪ ،‬أدندقص ب‬
‫نعم‪،‬فصلى ركعتين أخريين‪،‬ثم سجد سجدتين(‬
‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ت ؟ فقال‪ :‬لم أنس وألم تقصر(‪.‬‬ ‫ت أم ق ل‬
‫صر ب‬ ‫وأفي روأاية‪ ...) :‬فقال‪ :‬أددنسي د‬
‫وأفي روأاية‪ ...):‬فقال له ذوأ اليدين‪ :‬أقصرت الصلة أم نسيت يا رسوأل ال ؟ قال رسوأل ال صلى ال‬
‫)‪(3‬‬
‫عليه وأسلم أصدق ذوأ اليدين(‪.‬‬
‫وأأخرجه المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬أنه قال‪) :‬فقام ذوأ اليدين فقال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬فقال‪ :‬ما‬
‫يا رسوأل ال‪ :‬أقصرت الصلة أم نسيت ؟ فنظر النبي صلى ال عليه وأسلم يمينال وأشما ل‬
‫)‪(4‬‬
‫يقوأل ذوأ اليدين ؟‪.(...‬‬
‫وأفي روأاية‪ ...) :‬فقال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ ...:‬كل ذلك لم يكن‪ ،‬فقال‪ :‬قد كان بعض ذلك‬
‫يا رسوأل ال‪ ،‬فأقبل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم على الناس‪ ،‬فقال‪ :‬أصدق ذوأ اليدين‪.(...‬‬
‫)‪(5‬‬

‫وأل شك أن هذه الروأايات في حادثة وأاحدة‪ ،‬وأهي ثابتة بالسانيد الصحيحة عن صحابي وأاحد‪.‬‬
‫‪ ()1‬في كتاب السهوأ ‪ 3/1227‬وأسيأتي تخريجه موأسعال في الباب الثاني‪.‬‬

‫‪ ()2‬في كتاب السهوأ ‪.5/1229‬‬

‫‪ ()3‬كتاب السهوأ ‪.5/1228‬‬

‫‪ ()4‬كتاب المساجد وأموأاضع الصلة ‪.19/573‬‬

‫‪()5‬كتاب المساجد وأموأاضع الصلة ‪ /19‬بعد ‪.573‬‬


‫وأفي إخراج الشيخين لهذه الروأايات المتعددة إشارة إلى عدم قطعهما بما صح عندهما‪ .‬لن القطع إذ‬
‫احصل بثبوأت إحدى الروأايات دل على خلفه في باقي في الروأايات‪.‬‬
‫إوأانما دخررج الشيخان هذه الروأايات لنها صحيحة السناد بنقل الثقة عن الثقة‪ .‬وأزيادة الثقة مقبوألة عند‬
‫ذلك فيقوأل‪) :‬لن مدار قبوأل‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأيعلل الحافظ العلئي‬ ‫)‪(1‬‬
‫جماهير العلماء من الفقهاء وأالمحدثين‬
‫)‪(3‬‬
‫خبر الوأاحد على أنه يغلب على الظن صدق الراوأي‪ ،‬وأما كان كذلك كان العمل به وأاجبلا(‪.‬‬
‫&أمثلة أخرى&وأمما سبق يتبين أن الشيخين قد يحكمان بالصحة على بعض الحاديث وأهي غير‬
‫قطعية عندهما‪-‬وأال أعلم‪.-‬‬
‫وأأن إخراج الشيخين لحديث في العقائد ل يدل على حكمهما بوأجوأب العتقاد بمضموأنه وأتكفير‬
‫مخالفه‪ ،‬لن القطع في ثبوأته غير حاصل عندهما فضلل عن عن القطع بثبوأتهما عند غيرهما‪.‬‬

‫موقفا الحافظ ابنا حبانا‬


‫صنف الحافظ ابن حبان كتابه الصحيح في بداية القرن الهجري الرابع‪ ،‬الذي استقر فيه الخلف في‬
‫قضايا العقائد بين الفرق السلمية‪ :‬أوأ كاد‪ ،‬وأاتضح فيه معالم منهج كل فرقة من الفرق‪ .‬وأساهم هذا‬
‫المر في إيضاحا مراد الحافظ ابن حبان من تخريجه لخبار الحاد الوأاردة في مسائل العتقاد‪.‬‬
‫وأبتتبع تراجم أبوأاب صحيحه يتبين لنا أن الحافظ ابن حبان يسلك في ترجمة أبوأابه منهجال أغلبيال يدل‬
‫على تفريقه بين ما هوأ ثابت بالقدر المشترك بين أخبار كثيرة تصل إلى درجة التوأاتر المعنوأي‪ ،‬وأبين‬
‫ما سوأاه من الخبار التي تنحط عن هذه الرتبة فيترجم للوأل بنحوأ قوأله‪) :‬ذكر إيجاب الشفاعة لمن‬
‫)‪(4‬‬
‫مات من أمة المصطفى صلى ال عليه وأسلم وأهوأ ل يشرك بال شيئلا(‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأمن ذلك‪) :‬ذكر إثبات الشفاعة لمن يكثر الكبائر في الدنيا(‪.‬‬
‫وأمن ذلك أيضلا‪) :‬إيجاب الجنة لمن شهد ل جل وأعل بالوأحدانية مع تحريم النار عليه(‬
‫)‪(6‬‬ ‫وأمنه أيضلا‪) :‬ذكر الخبر المدلحض قوأل من أنكر عذاب القبر(‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر تفصيل المسألة وأآراء العلماء في نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوأائد للحافظ خليل بن كيكلدي العلئي الشافعي )‪763‬هـ(‪ ،‬تحقيق كامل شطيب‬

‫الراوأي‪ .‬ص ‪ ،371،380‬مطبعة المة ‪ -‬بغداد ‪1986 -‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬هوأ أبوأ سعيد بن كيكلدي العلئي الدمشقي‪ ،‬محدث أصوألي‪ ،‬بحاث‪ ،‬وألد وأتعلم في دمشق‪ ،‬وأصنف في أصوأل الفقه وأالحديث مصنفات عديدة‪ ،‬منها جامع التحصيل في‬

‫أحكام المراسيل‪ ،‬توأفي عام )‪ 761‬هـ(‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.2/369‬‬

‫‪ ()3‬نظم الفرائد‪.381 ،‬‬

‫‪ ()4‬انظر الحسان في تقريب صحيح ابن حبان‪ ،‬الفارسي ‪.1/377‬‬

‫‪ (5) ()5‬نفسه ‪.14/387‬‬

‫‪ ()6‬نفسه ‪.7/388‬‬
‫)‪(7‬‬
‫وأمنه أيضلا‪) :‬إيجاب النار لمتعمد الكذب على رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم(‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأيترجم للثاني بنحوأ قوأله‪) :‬ذكر الخبار عن رؤية المصطفى صلى ال عليه وأسلم ربه جل وأعل(‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأمنه أيضلا‪) :‬ذكر الخبار عن وأصف بعض العذاب الذي يعذب به الكافر في قبره(‪.‬‬
‫وأمنه أيضلا‪):‬ذكر الخبار عن وأصف المقام المحموأد الذي وأعد ال جل وأعل صفيه صلى ال عليه‬
‫)‪(5‬‬
‫وأسلم( )‪(4‬وأمنه أيضلا‪) :‬ذكر الخبار عن وأصف التنين الذي يسلط على الكافر في قبره(‪.‬‬
‫وأفي ما سبق إشارة ظنية لتفريق الحافظ بين ما هوأ ثابت على سبيل القطع وأبين ما سوأاه‪ .‬وأهذه‬
‫الشارة ربما ل تكفي للجزم بنسبة رأي محدد إلى ابن حبان في موأضوأع الحتجاج بأخبار الحاد‬
‫الوأاردة في مسائل العتقاد‪ .‬وألم أقف على تصريح لبن حبان بشيء في المسألة‪ ،‬وأهذا ما أمكن‬
‫الوأقوأف عليه ‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المصنفات التي خصصت لحاديث العقائد‪:‬‬


‫مع بداية القرن الثاني للهجرة بدأت ظاهرة الطعن بثبوأت بعض الخبار وأالقدحا في روأاتها‪ ،‬وأسبقت‬
‫الشارة إلى صنيع عمروأ بن عبيد وأأبي الهذيل العلف وأالنظام من المعتزلة‪.‬‬
‫وأاشتد وأقع هذه الظاهرة على المحدثين‪ ،‬خاصة بعد ما صنف بشر بن غياث المريسي)‪ (6‬كتايال رد فيه‬
‫كثي الر من الخبار الوأاردة في اللهيات‪ .‬فبدأ بعض المحدثين بالتصنيف المستقل لحاديث العقائد ردال‬
‫على الخصوأم‪ ،‬وأكثي الر ما سميت هذه المصنفات بالسنة‪ ،‬مقدابلةل للبدعة‪.‬‬
‫فصنف المام أبوأ داوأد كتابال في السنة ثم ألحق معظم أحاديثه في باب السنة من كتاب السنن‪.‬‬
‫وأصنف عثمان بن سعيد الدارمي )‪(7‬كتابين )رد المام عثمان بن سعيد على المريسي العنيد( )وأالرد‬
‫كتابال سماه )السنة(‪.‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫على الجهمية(‪ .‬وأصنف عبد ال بن أحمد بن حنبل‬
‫وأصنف الحافظ ابن خزيمة كتاب التوأحيد إوأاثبات صفات الرب‪.‬‬
‫وأصنف الحافظ ابن مندة كتابه اليمان‪.‬‬
‫‪ ()7‬نفسه ‪.1/192‬‬

‫‪ ()2‬نفسه ‪.1/226‬‬

‫‪ ()3‬نفسه ‪.1/391‬‬

‫‪ ()4‬نفسه ‪.1/399‬‬

‫‪ ()5‬انظر الحسان‪ ،‬الفارسي ‪7/392‬‬

‫‪ ()6‬هوأ بشر بن غياث المريسي )‪ 218‬هـ( فقيه معتزلي‪ ،‬وأكان داعية إلى القوأل بخلق القرآن‪ ،‬وأرمي بالزندقة وأالبدعة‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/294‬وأالعلم‬

‫‪.2/28‬‬

‫‪ ()7‬هوأ عثمان بن سعيد الدرامي )‪ 280‬هـ( أحد الحفاظ المشتغلين بعلم الحديث‪ ،‬انظر ترجمته في العبر ‪ ،1/403‬وأطبقات الشافعية‪ ،‬السنوأي ‪.1/294‬‬

‫‪ ()8‬هوأ عبد ال بن أحمد بن حنبل )‪ 290‬هـ( كان من الحفاظ للحديث‪ ،‬وأهوأ الذي رتب مسند وأالده‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/418‬وأالعلم ‪.4/189‬‬
‫كتابه )شرحا أصوأل اعتقاد أهل السنة وأالجماعة(‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأصنف الحافظ الللكائي‬
‫كتابه )السنة(‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأصنف ابن أبي عاصم‬
‫صنف في العقائد مصنفات كثيرة لم يصلنا شيء منها‪.(3)....‬‬
‫وأ ع‬
‫وأهؤلء المصنفوأن ‪ -‬رحمهم ال ‪ -‬هم الذين احتجوأا بأخبار الحاد الوأاردة في مسائل العتقاد‪.‬‬
‫وأيظهر بين ثنايا هذه المؤلفات أحاديث عخسرجت على عجل وأانفعال وأغيرة شديدة على كل ما أضيف‬
‫إلى النبي صلى ال عليه وأسلم وألوأ بسند ل يخلوأ من رجال تكلم فيهم‪ ،‬أوأ متن ل يخلوأ من غرابة أوأ‬
‫نكارة‪.‬‬
‫وأأسوأق للتمثيل مثالل وأاحدال من كل كتاب‪ ،‬على أن يأتي التفصيل في الباب الثاني إن شاء ال تعالى‪.‬‬
‫ل‪ :‬كتاب السنة لبي داوأد‪:‬‬
‫أوأ ل‬
‫أخرج المام أبوأ داوأد رحمه ال من طرق عن جبير بن مطعم رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫أتى رسوأدل ال صلى ال عليه وأسلم أعرابي فقال‪ :‬يا رسوأل ال جهدت النفس وأضاعت العيال‬
‫وأنهكت الموأال‪ ،‬وأهلكت النعام‪ ،‬فاستسق ال لنا‪ ،‬فإنا نستشفع بك على ال وأنستشفع بال عليك‪ ،‬قال‬
‫رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪) :‬وأيحك‪ ،‬أتدري ما تقوأل ؟ وأسبح رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم فما‬
‫زال يسبح حتى عرف ذلك في وأجوأه أصحابه‪ ،‬ثم قال‪ :‬وأيحك إنه ل يستشفع بال على أحد من خلقه‪،‬‬
‫شأن ال أعظم من ذلك‪ ،‬وأيحك أتدري ما ال‪ ،‬إن عرشه على سماوأاته ‪ -‬وأقال بأصابعه مثل القبة‬
‫)‪(4‬‬ ‫عليه ‪ -‬إوأانه ليئط به أطيط الرحل بالراكب(‪.‬‬
‫وأصححه المام أبوأ داوأد من طريق أحمد بن سعيد الرباطي‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫قال الذهبي‪) :‬لفظ الطيط لم يأت في نص ثابت(‬
‫ثانيلا‪ :‬الرد على الجهمية‪:‬‬
‫ل‪ :‬وأفيه أن النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫أخرج الدارمي رحمه ال بسنده عن أنس بن مالك حديثال طوأي ل‬
‫قال‪ ...) :‬فإذا كان يوأم الجمعة هبط الرب تبارك وأتعالى من عرشه إلى كرسيه وأحف الكرسي بمنابر‬

‫‪ ()1‬هوأ أبوأ القاسم هبة ال بن الحسن بن المنصوأر الللكائي )‪ 418‬هـ( ففيه شافعي حافظ للحديث‪ ،‬الللكائي‪ :‬نسبة إلى بيع "اللوأالك " التي تلبس في الرجل‪ ،‬انظر‬

‫ترجمت في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،2/236‬وأطبقات الشافعي‪ ،‬السنوأي ‪ ،2/191‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.9/57‬‬

‫‪ ()2‬هوأ أبوأ بكر أحمد بن عمروأ بن أبي عاصم الشيباني )‪ 287‬هـ( قاضي أصبهان‪ ،‬محدث وأفقيه ظاهري وأعرف بالصلحا وأالوأرع‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي‬

‫‪ ،1/413‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.1/182‬‬

‫‪ ()3‬انظر تعداد هذه المصنفات في مقدمة عقائد السلف‪ .‬النشار‬

‫‪ ()4‬في كتاب السنة ‪ .18/4726‬وأسيأتي تخريجه موأسعال وأتفصيل آراء العلماء في حجيته في الباب الثاني‬

‫‪ ()5‬مختصر العلوأ للعلي الغفار‪ ،‬محمد ناصر اللباني ‪ ،124‬طبعة المكتب السلمي ‪ -‬بيروأت ‪ 1981‬هـ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫من نوأر‪ ،‬فيجلس عليها النبيوأن‪ - .‬إلى أن قال ثم يرتفع الرب عن كرسيه إلى عرشه(‪.‬‬
‫ثالثال كتاب الرد على المريسي‪:‬‬
‫أخرج الدارمي بسنده عن عبد ال بن خليفة قال‪ :‬أتت مرآة إلى النبي صلى ال عليه وأسلم فقالت‪:‬‬
‫أدع ال أن يدخلني الجنة‪ ،‬فع ر‬
‫ظم الرب‪ ،‬فقال‪ :‬إن كرسيه وأسع السماوأات وأالرض‪ ،‬إوأانه ليقعد عليه‬
‫فما يفضل منه شيء إل قدر أربع أصابع ‪ -‬وأمد أصابعه الربع ‪ -‬إوأان له أطيطال كأطيط الدربحل‬
‫)‪(2‬‬
‫الجديد إذا ركبه من ثقله(‬
‫رابعلا‪ :‬السنة‪ :‬لعبد ال بن أحمد‬
‫وأأخرج بسنده عن ابن عمر رضي ال عنهما‪ :‬قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم )ل تقبحوأا‬
‫)‪(3‬‬
‫الوأجه فإن ال خلق آدم على صوأرة الرحمن(‪.‬‬
‫أخرج بسنده عن عبد ال بن أبي سلمة أن عبد ال بن عمر بن الخطاب رضي ال عنهما بعث إلى‬
‫عبد ال بن العباس رضي ال عنهما يسأله‪ :‬هل رأى محمد صلى ال عليه وأسلم ربه ؟‬
‫فأرسل إليه عبد ال بن العباس أدبن نعم‪ ،‬فرد عليه عبد ال بن عمر أدبن كيف رآه ؟ قال‪ :‬فأرسل أنه رآه‬
‫في روأضة خضراء‪ ،‬دوأنه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملئكة ملك في‬
‫)‪(4‬‬
‫صوأرة رجل‪ ،‬وأملك في صوأرة ثوأر‪ ،‬وأملك في صوأرة نسر‪ ،‬وأملك في صوأرة أسد(‬
‫وأسيأتي مزيد بيان لبعض الخبار التي أخرجها المصنفوأن في كتب السنة وأالعقائد‪ .‬وأل تصح سندال وأل‬
‫متنلا‪ .‬وأل يكاد يظهر وأجه لحتجاجهم بها وأتشنيعهم على من أنكرها وأنسبته إلى البدعة أوأ الجهمية‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر الرد على الجهمية ‪ 302‬ضمن مجموأعة عقائد السلف‪ ،‬علي سامي النشار‪ ،‬طبع شركة السكندرية ‪-‬مصر ‪1971‬م‪ .‬وأسيأتي تخريجه موأسعال وأالكلم عليه في‬

‫الباب الثاني‪.‬‬

‫‪ ()2‬الرد على المريسي ‪ 432‬ضمن مجموأعة عقائد السلف‪ ،‬وأسيأتي تفصيل المسألة في الباب الثاني‪.‬‬

‫‪ ()3‬السنة‪ ،‬عبد الرحمن أحمد بن حنبل )‪ 290‬هـ( تحقيق محمد بن سعيد القحطاني ‪ ،1/286‬طبعة دار ابن القيم‪ -‬الدمام ‪ 1/286 .1986‬وأسيأتي تفصيل المسألة في‬

‫الباب الثاني‪.‬‬

‫‪ ()4‬التوأحيد إوأاثبات صفات الرب عز وأجل‪ ،‬محمد بن إسحاق بن خزيمة‪ ،‬تعليق محمد خليل هراس ‪ - 198‬طبعة دار الشرق للطباعة ‪ 1388 -‬هـ‪ ،‬وأسيأتي تفصيل المسألة‬

‫في الباب الثاني‪.‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬احتجاج المتكليمينا بخبر الحاد‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬في ما يفيده خبر الحاد‬

‫المطلب الثاني مدى الحتجاج بأخبار الحاد الواردة في مسائل العتقاد‬


‫المطلب الول‪ :‬في ما يفيده خبر الحاد‬
‫مر معنا أن الخبر عند جمهوأر المتكلمين ينقسم إلى قسمين‪ :‬الخبر المتوأاتر وأخبر الحاد‪ ،‬وأأن‬
‫الماتريدية اعتبروأا قسمال بينهما وأهوأ الخبر المشهوأر‪ ،‬وألهم في تعريفه إوأافادته اصطلحا خاص‪ ،‬غير‬
‫اصطلحا الجمهوأر في الخبر المشهوأر الذي يعد عندهم من أخبار الحاد‪.‬‬
‫وأفي هذا الموأضع من البحث سنتكلم أوألل على إفادة خبر الحاد عند المتكلمين ثم نتكلم على إفادة‬
‫الخبر المشهوأر الذي اصطلح فيه الماتريدية اصطلحال خاصلا‪.‬‬
‫لكن ما المراد من إفادة خبر الحاد؟‬
‫المراد بذلك ما يحصل في وأجدان المخبدر به من الوأثاقة في صدق مضموأنه‪ .‬فإذا قلنا‪ :‬خبر الحاد‬
‫يفيد العلم فالمراد أن المخدبرين به يحصل لهم اليقين الجازم الذي ل يحتمل الوأهم وأل يداخله الشك في‬
‫)‪(1‬‬
‫صدق نقلته‬
‫إوأاذا قلنا‪ :‬خبر الحاد يفيد الظن الراجح‪ :‬فالمراد أن المخدبر به يحصل له في وأجدانه ترجيح صدق‬
‫)‪(2‬‬
‫المخلبر على كذبه ترجيحال مقاربال لليقين‪ ،‬مع بقاء احتمال كذبه احتمالل مرجوأحلا‪.‬‬
‫بقي أن نذكر أن الحاد الذين يجري البحث في إفادة خبرهم ل بد أن يكوأنوأا عدوألل ضابطين‪ ،‬لن‬
‫الغرض من دراسة إفادة أخبارهم هوأ الوأصوأل إلى رأي معين في مدى الحتجاج بأخبارهم في مسائل‬
‫العتقاد‪.‬‬
‫وأقد فرق المتكلموأن في إفادة الخبر بين حالتين‪:‬‬
‫الوألى‪ :‬ما يفيده الخبر بنفسه من غير اعتبار الموأر الخارجة عن معنى الخبار فيه‪ ،‬نحوأ اعتبار‬
‫مضموأنه‪ ،‬أوأ اعتبار الظرف الذي حصل فيه الخبار‪ ،‬أوأ اعتبار حال المخدبرين‪ ،‬وأغير ذلك من‬
‫الموأر التي يمكن اعتبارها في إفادة الخبر بذاته‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ما يفيده الخبر باعتبار الموأر الزائدة الخارجية‪.‬‬
‫وأل بد من تفصيل البحث في إفادة خبر الحاد في كلتا الحالتين‪ ،‬لن الخلف في حجية أخبار‬
‫الحاد الوأاردة في العقائد هوأ ثمرة الخلف في هذه المسألة‪:‬‬

‫أولل‪ :‬ما يفيده الخبر بنفسه‬


‫إن مسألة إفادة أخبار الحاد من المسائل التي تحكمت فيها الهوأاء وأالغراض‪ ،‬وأتنوأعت فيها آثار‬

‫‪ ()1‬انظر شرحا رمضان أفندي على شرحا العقائد النسفية‪ 66-65 .‬طبعة تركيا ‪ .1289‬وأشرحا الفقه الكبر‪ ،‬علي القاري ‪ 27‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت‪1979 .‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر المرجعين السابقين وأفتح الملهم‪ ،‬شبير أحمد ‪ 1/8‬إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي)ت ‪ (956‬فقيه حنفي‪ ،‬من أهل حلب‪ ،‬تفقه بها وأبمصر‪ ،‬ثم استقر في‬

‫القسطنطينية‪ ،‬وأتوأفي بها عن نيف وأتسعين عاملا‪ ،‬اشهر كتبه ملتقى البحر وأله غيره مصنفات كثيرة‪ ،‬انظر أعلم النبلء) ‪ .(5/269‬كشف الظنوأن)‪ (2/1814‬وأالعلم)‬

‫‪.(1/64‬‬
‫ردوأد الفعال حتى صار من المتعذر الوأصوأل إلى الحق في هذا المر إل بالتزام الموأضوأعية‬
‫وأالمانة العلمية‪.‬‬
‫وأمما يزيد في مشقة البحث فيه أن الباحثين فيه قديمال وأحديثال ديلهموأن كثي الر في نسبة القوأال إلى الئمة‬
‫المتقدمين‪ ،‬وأسيأتي بيانه إن شاء ال‪.‬‬
‫وأيمكن حصر القوأال في ما يفيده خبر الحاد بنفسه إلى قوألين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬إفادته الظنا‬
‫حيثما ذكر المتكلموأن أوأ المحدثوأن أن خبر الحاد يفيد الظن فمرادهم الظن الراجح‪.‬‬
‫وأالظن في اللغة من اللفاظ المشتركة التي تدل على أكثر من معنى‪.‬‬
‫قال الفيروأزآبادي‪) :‬الظن هوأ التردد الراجح بين طرفي العتقاد غير الجازم‪...‬وأقد يوأضع موأضع‬
‫)‪(1‬‬
‫العلم(‬
‫وأقال ابن فارس‪) :‬الظن‪ .....‬يدل على معنيين مختلفين‪ ،‬يقين وأشك‪.‬فأما اليقين فقوأل القائل‪ :‬ظننت‬
‫ظنلا‪ ،‬أي‪ :‬أيقنت‪ .‬قال تعالى‪):‬الذين يظنوأن أنهم ملقوأ ال()‪ (2‬أراد ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬يوأقنوأن وأالظن‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫الشك‪ ،‬فيقال‪ :‬ظننت الشيء‪ ،‬إذا تيقنه(‪.‬‬
‫وأقال أبوأ هلل في الفروأق‪):‬الفرق بين الظن وأالشك أن الشك استوأاء طرفي التجوأيز‪،‬وأالظن رجحان‬
‫)‪(4‬‬
‫أحد طرفي التجوأيز(‪.‬‬
‫وأعلى هذا الفارق اعتمد المتكلموأن وأالصوأليوأن في اصطلحهم بإفادة خبر الحاد الظن‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫يقوأل شبير أحمد‪):‬وأالظن الذي تفيده أخبار الحاد إنما هوأ القوأي الراجح المقارب لليقين‪(..‬‬
‫وأقد ذهب إلى القوأل بإفادة خبر الحاد الظن الراجح جماهير المة من متكلمين وأأصوأليين وأمحدثين‬
‫وأمعتزلة وأشيعة وأخوأارج‬
‫فمن المتكلمين الشاعرة الذين نصوأا على ذلك‪ :‬المام الباقلني إذ قال‪) :‬توأاضع المتكلموأن وأالفقهاء‬
‫على تسمية كل خبر قصر عن إيجاب العلم بأنه خبر وأاحد‪ ،‬وأسوأاء عندهم روأاه الوأاحد أوأ‬
‫)‪(6‬‬
‫الجماعة‪ ....‬وأهذا الخبر ل يوأجب العلم(‬

‫‪ ()1‬القاموأس المحيط )ظرن( ‪.4/245‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (249‬من سوأرة البقرة‪.‬‬

‫‪ ()3‬مقاييس اللغة )ظرن( ‪ 3/463‬وأانظر الوأجوأه وأالنظائر في القرآن الكريم‪ ،‬هاروأن بن موأسى ‪.374‬‬

‫‪ ()4‬الفروأق اللغوأية ‪.79‬‬

‫‪ ()5‬فتح الملهم ‪.1/18‬‬

‫‪ ()6‬التمهيد ‪.386‬‬
‫وألم أعثر على‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأالمدي‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأالرازي‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأالغزالي‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأالجوأيني‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأالبغدادي‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأمنهم ابن فوأرك‬
‫خلف في ذلك بينهم‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫وأمن الماتريدية القائلين بذلك‪ :‬البزدوأي صاحب مسرلم الثبوأت وأشارحه النصاري)‪ (7‬وأالسرخسي‬
‫وألم أعثر على خلف في ذلك بينهم‪.‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫وأالكمال ابن الهمام‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأالعلء البخاري‬
‫وألم أعثر فيه على‬ ‫)‪(12‬‬
‫وأالقاضي عبد الجبار‬ ‫)‪(11‬‬
‫وأمن المعتزلة القائلين بذلك أبوأ الحسين البصري‬
‫)‪(14‬‬
‫وأل أعلم فيه خلفال بينهم‪.‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫خلف بينهم‪.‬وأمن الخوأارج الباضية القائلين بذلك‪ :‬عبد ال السالمي‬

‫‪ ()1‬انظر مشكل الحديث وأبيانه ‪ ،269‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت ‪1980 -‬م‪.‬‬

‫وأابن فوأرك‪ :‬هوأ محمد بن الحسن‪ ،‬إمام ل يجارى في الفقه وأالصوأل وأالكلم وأالوأعظ وأالنحوأ وأالزهد‪ ،‬انظر‪ :‬طبقات السبكي ‪.3/52‬‬

‫‪ ()2‬انظر أصوأل الدين ‪ ،12‬طبعة دار الكتب العلمية‪-‬بيروأت‪.1980-‬وأالبغدادي‪ :‬هوأ الستاذ أبوأ منصوأر عبد القاهر بن طاهر )‪ 429‬هـ( إمام ل يساجل في الصوأل‬

‫وأعلم الكلم‪ ،‬انظر ترجمته في طبقات السبكي ‪ ،3/328‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.4/173‬‬

‫‪ ()3‬انظر الرشاد ‪.416‬‬

‫‪ ()4‬انظر المستصفى ‪.1/145‬‬

‫‪ ()5‬انظر الساس في التقديس ‪ .168‬طبعة البابي الحلبي ‪ -‬مصر ‪1935‬م‪.‬‬

‫‪ ()6‬انظر‪ :‬الحكام ‪.2/280‬‬

‫‪ ()7‬انظر فوأاتح الرحموأت ‪.2/121‬‬

‫‪ ()8‬انظر أصوأل السرخسي ‪.2/121‬‬

‫‪ ()9‬انظر كشف السرار ‪.1/329‬وأالعلء البخاري هوأ‪ :‬عبد الرحمن بن أحمد )‪ 730‬هـ( فقيه حنفي أصوألي‪ ،‬انظر العلم ‪.4/137‬‬

‫‪ ()10‬انظر المسامرة للكمال بن أبي شريف بشرحا المسايرة للكمال ابن الهمام ‪ ،11-10‬المطبعة الميرية‪-‬بوألق‪ 1983 -‬م‪.‬‬

‫‪ ()11‬انظر المعتمد ‪.2/566‬‬

‫‪ ()12‬انظر شرحا الصوأل الخمسة ‪ ،769‬تحقيق عبد الكريم عثمان‪ ،‬طبعة القاهرة ‪1996‬م‪.‬‬

‫‪()13‬عبد ال بن حميد السالمي )‪ 1332‬هـ( من أعيان الباضية‪ ،‬انتهت إليه رئاسة العلم في عصره‪ ،‬موألده وأوأفاته في عمان‪ ،‬وأكان ضري لرا‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪،‬‬

‫الزركلي ‪ .4/214‬وأانظر مشارق أنوأار العقوأل ‪ ،2/108‬تحقيق عبد الرحمن عميرة‪ ،‬طبعة دار الجيل ‪ -‬بيروأت ‪1989 -‬م‪.‬‬

‫‪ ()14‬انظر الباضية بين الفرق السلمية‪ ،‬علي بن يحيى ‪ ،2/138‬مطابع سجل العرب ‪ -‬عمان ‪.1986‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأالقاسم بن محمد العلوأي)‪ (2‬وأالشوأكاني‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأمن الزيدية القائلين بذلك ابن الوأزير‬
‫)‪(7‬‬
‫وأالنوأوأي‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأالحازمي‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأالخطيب البغدادي‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأمن المحدثين القائلين بذلك‪ :‬الخطابي وأالبيهقي‬
‫وأقال الحافظ السيوأطي‪ ...) :‬إوأاذا قيل هذا حديث صحيح فهذا معناه‪ .‬أي‪ :‬ما اتصل سنده مع‬
‫الوأصاف المذكوأرة فقبلناه عمل بظاهر السناد ل أنه مقطوأع به في نفس المر لجوأاز الخطأ‬
‫وأالنسيان على الثقة‪ ،‬خلفا لمن قال إن خبر الوأاحد يوأجب القطع‪ .‬حكاه ابن الصباغ عن قوأم من أهل‬
‫الحديث ‪ ...‬إوأاذا قيل هذا حديث غير صحيح فمعناه لم يصح إسناده على الشرط المذكوأر ل أنه كذب‬
‫)‪(8‬‬
‫في نفس المر لجوأاز صدق الكاذب إوأاصابة من هوأ كثير الخطأ(‬
‫أدلة منا حكم بإفادته الظنا‪:‬‬
‫استدل الجمهور على ذلك بأدلة منها‪:‬‬
‫أولل‪ :‬إن حصوأل العلم به أمر وأجداني‪ ،‬وأتأثيرات الدلة في النفوأس بحسب المؤثر‪ ،‬وأل نجد في أنفسنا‬
‫)‪(9‬‬
‫من خبر الوأاحد إوأابن بلغ الغاية في العدالة سوأى ترجيح صدقه على كذبه‪ ،‬من غير قطع‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر إيثار الحق على الخلق ‪ ،387‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت ‪1987 -‬م‪ ،‬وأانظر الروأض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم ‪ ،1/76‬طبعة دار المعرفة ‪-‬‬

‫بيروأت ‪1979‬م‪.‬‬

‫وأابن الوأزير هوأ‪ :‬محمد بن إبراهيم بن علي من آل الوأزير )‪ (840‬من أعيان الزيدية وأمجتهديها‪ ،‬وأله اشتغال بالحديث‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/191‬‬
‫‪ ()2‬انظر الساس في عقائد الكياس ‪ ،150‬تحقيق د‪ -‬ألبير نصري‪ ،‬طبعة دار الطليعة ‪ -‬بيروأت ‪.1980 -‬‬

‫وأالقاسم بن محمد العلوأي )‪ 1029‬هـ( من أئمة الزيدية وأأمرائها‪ ،‬بايعه خلق كثير بالمامة سنة ‪ 1016‬هـ‪ ،‬وأكان حازمال شجاعلا‪ ،‬انظر العلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/18‬‬

‫‪ ()3‬انظر إرشاد الفحوأل ‪.48‬‬

‫‪ ()4‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ ،424‬تحقيق الكوأثري‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت‪.‬‬

‫ب وأله اشتغال بالفقه وأالحديث‪ ،‬وأله‬


‫وأالخطابي هوأ‪ :‬أبوأ سليمان دحبمد بن محمد السبتي‪ ،‬وأالخطابي نسبة إلى جده )خطاب( )‪ 388‬هـ(‪ ،‬كان فقيهال رأسال في العربية وأالد ع‬

‫تصانيف كثيرة نافعة في شتى العلوأم‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،2/175‬وأطبقات السنوأي ‪.1/223‬‬

‫وأالبيهقي هوأ‪ :‬المام العلم أبوأ بكر أحمد بن الحسين الشافعي‪ ،‬حافظ أصوألي زاهد وأرع‪ ،‬كان غزير التصنيف‪ ،‬كثير التحقيق‪ ،‬حتى قيل فيه‪ :‬ما من شافعي إل وأللشافعي في‬

‫عنقه منة إل البيهقي فإن له منة على الشافعي نفسه‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،2/208‬وأطبقات السنوأي ‪.1/98‬‬

‫‪ ()5‬انظر الكفاية في علم الروأاية ‪ ،51-50‬تحقيق عبد العليم محمد بن عبد الحليم‪ ،‬مطبعة السعادة ‪ -‬مصر ‪1973‬م‪.‬‬

‫وأالخطيب البغدادي هوأ‪ :‬أحمد بن علي بن ثابت )‪ 463‬هـ( أحد الئمة العلم‪ ،‬وأصاحب التوأاليف المنتشرة في السلم‪ ،‬كان في الروأاية بح الر في الدراية روأضال زاه لرا‪ ،‬انظر‬

‫ترجمته في العبر ‪ ،2/315‬وأطبقات السنوأي ‪ ،1/98‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪1/167‬‬

‫‪ ()6‬انظر شروأط الئمة الخمسة ‪ .52‬وأالحازمي هوأ‪ :‬أبوأ بكر محمد بن موأسى الهمذاني‪ ،‬كان إمامال ذكيال ثاقب النظر‪ ،‬فقيهال بارعال وأمحدثال ماه لرا‪ ،‬بصي الر بالرجال وأالعلل‪،‬‬

‫توأفي شابال عن خمس وأثلثين سنة‪ ،‬وألوأ عاش أكثر من ذلك لمل الدنيا علمال وأتحري لرا‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،3/89‬وأطبقات السنوأي ‪.1/199‬‬

‫‪ ()7‬انظر تدريب الراوأي ‪.76-75 /1‬‬

‫‪ ()8‬انظر شرحا مسلم ‪.1/14‬‬

‫‪ ()9‬انظر الفصوأل‪ ،‬الجصاص ‪ 3/53‬وأالحكام المدي ‪.2/275‬‬


‫ثانيلا‪ :‬لوأ كان خبر الوأاحد الثقة مفيدال للعلم بمجرده وأأخبر ثقة آخر بضد خبره‪:‬‬
‫فإما أن يقال‪ :‬كل خبر منهما يفيد العلم‪ ،‬وأهوأ محال لنه يستلزم متناقضين‪.‬‬
‫إوأاما أن نقوأل خبر أحدهما يفيد العلم دوأن الخر‪،‬وأهذا مناقض لصل الدعوأى بأن خبر الوأاحد يفيد‬
‫العلم‪ (1).‬وأالوأاقع يشهد أن العدل قد يخالف غيره بل الوأاقع يشهد أنه ل يكاد ينجوأ منه أحد من الروأاة‪.‬‬
‫ثالثلا‪ :‬إن كل عاقل يجد من نفسه إذا ما سمع خب الر من وأاحد ثم سمعه من غيره ازديادد اعتقاده‪ ،‬وألوأ‬
‫كان خبر الوأل مفيدال للعلم لما شعرنا بازدياد الثقة بالخبر لدرما سمعناه من الثاني‪ ،‬وأالعلم غير قابل في‬
‫نفسه للزيادة وأالنقصان‪.‬‬
‫وأقد يحصل التفاوأت بين العلوأم من جهة أخرى ل ترد على ما ذكرنا‪ ،‬كالتفاوأت بين العلم الذي‬
‫يحصل بالضروأرة من غير اكتساب وأالعلم الذي يحصل بالكتساب‪ ،‬وأهذا التفاوأت ليس في نفس العلم‬
‫بالمعلوأم‪ ،‬بل من جهة افتقار أحدهما إلى النظر دوأن الخر وأأن أحدهما أسرع حصوألل من الخر أما‬
‫)‪(2‬‬
‫العلوأم من حيث هي علوأم فل يتصوأر فيها زيادة وأل نقصان‬
‫رابعلا‪ :‬يلزم من القوأل بإفادة خبر الحاد العلم مجموأعة لوأازم فاسدة تدل على فساده أيضلا‪ .‬منها أنه لوأ‬
‫كان يفيد بمجرده العلم لكان العلم حاصلل بنبوأة من أخبر بكوأنه نبيال من غير حاجة إلى معجزة تدل‬
‫على صدقه‪ ،‬وألوأجب أن يحصل للحاكم العلعم بشهادة الشاهد الوأاحد‪ ،‬وأأنه ل يفتقر معه إلى شاهفد‬
‫)‪(3‬‬
‫آخر لما فيه من طلب تحصيل الحاصل‪.‬‬
‫خامسلا‪ :‬لوأ حصل العلم بخبر الحاد بمجرده لما جاز لمسلم أن يعدل عن ما أسنده العدل إلى النبي‬
‫ت‬
‫صدح ب‬
‫صلى ال عليه وأسلم بوأجه من الوأجوأه‪ ،‬وأوأاقع الفقهاء ل يدل على ذلك‪ ،‬وألوأ أفاد بمجرده لد د‬
‫)‪(4‬‬
‫معارضته لخبر التوأاتر وأكل ذلك خلف الجماع‪.‬‬
‫&اذكر أمثلة للخبار الصحيحية التي ترك بعض الفقهاء العمل بها مع بلوأغها إليهم&‬
‫&سادسا‪ :‬يمكن أن أضيف إلى الدلة السابقة دليل يستلزم بالضروأرة العتراف بإفادته الظن الراجح‪.‬‬
‫وأخلصته أن حكم المحدثين على الخبر بالصحة مبني على قوأاعد تستلزم العتراف بإفادته الظن‪.‬‬
‫وأبيان ذلك من وأجوأه‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أن صنيع المحدثين يدل على أن خبر العدل الضابط ل يفيد القطع‪ .‬فمن المعروأف أن‬
‫تصحيح الروأاية ل يكتفى فيه بعدالة الراوأي وأضبطه‪ ،‬بل ل بد فيه من اشتراط سلمته من الشذوأذ‬
‫وأالعلة‪ .‬فكيف يتصوأر تحصيل العلم بروأاية العدل الضابط مع العتراف بإمكان مخالفته لمن هوأ‬

‫‪ ()1‬انظر الحكام‪ ،‬المدي ‪.2/276‬‬

‫‪ ()2‬انظر الحكام ‪2/276‬‬

‫‪ ()3‬نفسه ‪2/276‬‬

‫‪ ()4‬نفسه ‪ 2/277‬وأانظر أدلة أخرى في المعتمد ‪567-2/566‬وأكشف السرار‪ ،‬البخاري ‪ 2/376‬وأفوأاتح الرحموأت‪ ،‬عبد العلي النصاري ‪.123-2/121‬‬
‫أوألى منه؟ وأكيف يتصوأر أن يخالف الثقة من هوأ أوألى منه إذا كان خبره قطعيا؟ وأكيف يتم الترجيح‬
‫بين روأايتي عدلين ضابطين مع ادعاء تحصيل القطع بروأاية العدل الضابط؟‬
‫قال السيوطي‪) :‬كما في وأالجوأاب الثاني قيل بقي عليه أن يقوأل وأل إنكار وأرد بأن المنكر ثم المصنف‬
‫وأابن الصلحا هوأ وأالشاذ سيان فذكره معه تكرير وأعند غيرهما أسوأأ حال من الشاذ فاشتراط نفي‬
‫الشذوأذ يقتضي اشتراط نفيه بطريق الوألى الثالث قيل لم يفصح بمراده من الشذوأذ هنا وأقد ذكر في‬
‫نوأعه ثلثة أقوأال أحدها مخالفة الثقة لرجح منه وأالثاني تفرد الثقة مطلقا وأالثالث تفرد الراوأي مطلقا‬
‫وأرد الخيرين فالظاهر أنه أراد هنا الوأل قال شيخ السلم وأهوأ مشكل لن السناد إذا كان متصل‬
‫وأروأاته كلهم عدوأل ضابطين فقد انتفت عنه العلل الظاهرة ثم إذا انتفى كوأنه معلوأل فما المانع من‬
‫الحكم بصحته فمجرد مخالفة أحد روأاته لمن هوأ أوأثق منه أوأ أكثر عددا ل يستلزم الضعف بل يكوأن‬
‫من باب صحيح وأأصح قال وألم يروأ مع ذلك عن أحد من أئمة الحديث اشتراط نفي الشذوأذ المعبر‬
‫عنه بالمخالفة إوأانما الموأجوأد من تصرفاتهم تقديم بعض ذلك على بعض في الصحة‬
‫وأأمثلة ذلك قوأما في الصحيحين وأغيرهما فمن ذلك أنهما أخرجا قصة جمل جابر من طرق وأفيها‬
‫اختلف كثير في مقدار الثمن وأفي اشتراط ركوأبه وأقد رحج البخاري الطرق التي فيها الشتراط على‬
‫غيرها مع تخريج المرين وأرجح أيضا كوأن الثمن أوأقية مع تخريجه ما يخالف ذلك وأمن ذلك أن‬
‫مسلما أخرج فيه حديث مالك عن الزهري عن عروأة عن عائشة في الضطجاع قبل ركعتي الفجر‬
‫وأقد خالفه عامة أصحاب الزهري كمعمر وأيوأنس وأعمروأ ابن الحارث وأالوأزاعي وأابن أبي ذئب‬
‫وأشعيب وأغيرهم عن الزهري فذكروأا الضطجاع بعد ركعتي الفجر قبل صلة الصبح وأرجح جمع من‬
‫الحفاظ روأايتهم على روأاية مالك وأمع ذلك فلم يتأخر أصحاب الصحيح عن إخراج حديث مالك في‬
‫كتبهم وأأمثلة ذلك كثيرة ثم قال فإن قيل يلزم أن يسمى الحديث صحيحا وأل يعمل به قلت ل مانع من‬
‫ذلك ليس كل صحيح يعمل به بدليل المنسوأخ قال وأعلى تقدير التسليم إن المخالف المرجوأحا ل يسمى‬
‫صحيحا ففي جعل انتفائه شرطا في الحكم للحديث بالصحة نظر بل إذا وأجدت الشروأط المذكوأرة أوأل‬
‫حكم للحديث بالصحة مالم يظهر بعد ذلك أن فيه شذوأذا لن الصل عدم الشذوأذ وأكوأن ذلك أصل‬
‫مأخوأذ من عدالة الراوأي وأضبطه فإذا ثبت عدالته وأضبطه كان الصل أنه حفظ ما روأي حتى يتبين‬
‫خلفه الرابع عبارة ابن الصلحا وأل يكوأن شاذا وأل معلل فاعترض بأنه ل بد أن يقوأل بعلة قادحة‬
‫وأأجيب بأن ذلك يؤخذ من تعريف المعلوأل حيث ذكر في موأضعه‬
‫تدريب الراوأي ج‪ 1 :‬ص‪67 :‬‬
‫قال شيخ السلم لكن عبارة ابن الصلحا فقال شذوأذ وأل علة احتاج أن يصف العلة بكوأنها قادحة‬
‫وأبكوأنها خفية وأقد ذكر العراقي في منظوأمته الوأصف الوأل وأأهمل الثاني وأل بد منه وأأهمل المصنف‬
‫وأبدر الدين ابن جماعة الثنين فبقي العتراض من وأجهين قال شيخ السلم وألم يصب من قال ل‬
‫حاجة إلى ذلك لن لفظ العلة ل يطلق إل على ما كان قادحا فلفظ العلة أعم من ذلك الخامس أوأرد‬
‫على هذا التعريف ما سيأتي إن الحسن إذا روأى وأجه ارتقى من درجة الحسن إلى منزلة الصحة داخل‬
‫في هذا الحد وأكذا ما اعتضد بتلقي العلماء له بالقبوأل قال بعضهم يحكم للحديث بالصحة إذا تلقاه‬
‫الناس بالقبوأل إوأان لم يكن له إسناد صحيح قال ابن عبد البر في الستذكار لما حكى عن الترمذي أن‬
‫البخاري صحح حديث البحر هوأ الطهوأر ماؤه وأأهل الحديث ل يصححوأن مثل إسناده لكن الحديث‬
‫عندي صحيح لن العلماء تلقوأه بالقبوأل وأقال في التمهيد روأى جابر عن النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫الدينار أربعة وأعشروأن قيراطا قال وأفي قوأل جماعة العلماء إوأاجماع الناس على معناه غنى عن‬
‫السناد فيه وأقال الستاذ أبوأ إسحق السفرايني تعرف صحة الحديث إذا اشتهر ثم أئمة الحديث بغير‬
‫نكير منهم(‬
‫الوجه الثاني‪ :‬اشتراط سلمة الخبر من العلة يدل على أن خبر الثقة ل يفيد العلم‪ ،‬لن المحدث‬
‫يعرض له خبر استوأفى ناقله شرائط العدالة وأكمال الضبط عنده وأمع ذلك لم يقبله لوأجوأد علة قادحة‬
‫خفية فيه‪ .‬فكيف يتصوأر أن يفيد خبر الثقة العلم مع اشتراط سلمته من العلل الخفية القادحة‪ .‬وأمع‬
‫ما هوأ معلوأم في مبحث العلل من خفاءها وأاقتصار العلم بها على الجهابذة من أهل الصنعة؟‬
‫قال السيوأطي‪:‬‬
‫تدريب الراوأي ج‪ 1 :‬ص‪252 :‬‬
‫وأالعلة عبارة عن سبب غامض قادحا مع أن الظاهر السلمة منه ويتطرق إلى السناد الجامع شروط‬
‫الصحة ظاه ار وأتدرك بتفرد الراوأي وأبمخالفة غيره له مع قرائن تنبه العارف على وأهم بإرسال اوأ وأقف‬
‫أوأ دخوأل حديث في حديث ذلك بحيث يغلب على ظنه فيحكم بعدم صحة الحديث أوأ يتردد‬
‫فيتوأقف‪...‬‬
‫وأمثال العلة في المتن ما انفرد به مسلم في صحيحه من روأاية الوأليد بن مسلم حدثنا الوأزاعي عن‬
‫قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك انه حدثه قال صليت خلف النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫وأأبي بكر وأعمر وأعثمان فكانوأا يستفتحوأن بالحمد ل رب العالمين ل يذكروأن بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫في أوأل قراءة وأل في آخرها‬
‫ثم روأاه من روأاية الوأليد عن الوأزاعي أخبرني إسحق بن عبد ال بن أبي طلحة أنه سمع أنسا يذكر‬
‫ذلك وأروأى مالك في الموأطأ عن حميد عن أنس قال صليت وأراء ابي بكر وأعمر وأعثمان فكلهم كان‬
‫ل يق أر بسم ال الرحمن الرحيم وأزاد فيه الوأليد بن مسلم عن مالك صليت خلف رسوأل ال صلى ال‬
‫عليه وأسلم‬
‫تدريب الراوأي ج‪ 1 :‬ص‪258 :‬‬
‫وأقد صنف شيخ السلم فيه الزهر المطوأل في الخبر المعلوأل وأقد قسم الحاكم في علوأم الحديث‬
‫أجناس المعلل إلى عشرة وأنحن نلخصها هنا بأمثلتها أحدها أن يكوأن السند ظاهره‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن المحدثين يكتفوأن بتحصيل الظن الراجح في تحقق شرائط الصحة‪ ،‬فكيف يتوأصل‬
‫بالظن الراجح إلى القطع؟ فمن المعروأف أن توأثيق الراوأي حكم ظني‪ .‬وألوأ كان قطعيا لما حصل هذا‬
‫الخلف المعروأف في توأثيق الروأاة‪ .‬وأقد عد الحافظ الذهبي جملة ممن عتكلم فيه وأهوأ موأثق‪ .‬وأذكر‬
‫منهم المام أحمد بن حنبل رحمه ال تعالى وأقال‪) :‬أحمد بن محمد بن حنبل المام‪ .‬ثبت حجة‪ ،‬لينه‬
‫فكيف‬ ‫)‪(1‬‬
‫بعض الناس‪ ،‬وأهم ابن سعد فلم يلتفت إلى تليينه أحد‪ ،‬فمنا يسلم منا الكلم بعد أحمد(‬
‫يتصوأر القطع بعدالة راوأ مع أن الحافظ الذهبي يستبعد التفاق على تعديل أحد من الروأاة بعد ما‬
‫تعدى بعض المجرحين وأتطاوأل وأتجاوأز في جرحا المام أحمد‪.‬‬
‫هذا في تعديل الراوأي‪ ،‬وأفي الحكم بضبطه يكتفي المعدلوأن ضبط الراوأي بتحصيل الظن الراجح‬
‫وأيعتدوأن على طريقة طريقة ظنية أيضا لنهم يعتمدوأن على سبر جملة من مروأيات الراوأي وأمقارنتها‬
‫مع روأاية الحفاظ‪ ،‬فإن غلبت موأافقته على مخالفته حكم بضبطه‪ ،‬مع العتراف بتجوأيز الخطأ وألوأ‬
‫في أعلى درجات التوأثيق‪ .‬قال الحافظ الذهبي‪...) :‬فأما الصحابة رضي ال عنهم فبساطهم مطوأي‬
‫إوأان جرى ما جرى إوأان غلطوأا كما غلط غيرهم من الثقات فما يكاد يسلم أحد من الغلط‪ ،‬لكنه غلط‬
‫نادر ل يضر أبدا‪ ،‬إذ على عدالتهم وأقبوأل ما نقلوأه العمل‪ ،‬وأبه ندين ال تعالى‪ .‬وأأما التابعوأن فيكاد‬
‫يعدم فيهم من يكذب عمدال وألكن لهم غلط وأأوأهام فمن ندر غلطه في جنب ما قد حصل احتمل‪ ،‬وأمن‬
‫تعدد غلطه وأكان من أوأعية العلم اغتفر له أيضال وأنقل حديثه وأعمل به على تردد بين الئمة الثبات‬
‫في الحتجاج عمن هذا نعته(‬
‫الروأاة الثقات المتكلم فيهم بما ل يوأجب ر ج‪ 1 :‬ص‪26-24 :‬‬
‫بل نص الذهبي على ما يفيد أن حكم المجرحا الوأاحد اجتهادي ظني‪ ،‬ربما يختلف حكمه في راوأ‬
‫وأاحد‪ .‬فقد ذكر يحيى بن معين وأكلمه في المام الشافعي ثم قال‪...) :‬وألم يلتفت الناس الى كلمه‬
‫في الشافعي وأل إلى كلمه في جماعة من الأثبات‪ ،‬كما لم يلتفتوأا إلى توأثيقه لبعض الناس فإنا نقبل‬
‫قوأله دائما في الجرحا وأالتعديل وأنقدمه على كثير من الحفاظ ما لم يخالف الجمهوأر في اجتهاده‪ .‬فإذا‬
‫انفرد بتوأثيق من لينه الجمهوأر أوأ بتضعيف من وأثقه الجمهوأر وأقبلوأه فالحكم لعموأم أقوأال الئمة ل‬
‫لمن شذ‪ ،‬فإن أبا زكريا من أحد أئمة هذا الشأن وأكلمه كثير إلى الغاية في الرجال وأغالبه صوأاب‬
‫وأجيد‪ ،‬وأقد ينفرد بالكلم في الرجل بعد الرجل فيلوأحا خطأه في اجتهاده بما قلناه‪ ،‬فإنه بشر من البشر‬
‫وأليس بمعصوأم‪ ،‬بل هوأ في نفسه يوأثق الشيخ تارة وأيختلف اجتهاده في الرجل الروأاة فيجيب السائل‬
‫بحسب ما اجتهد من القوأل في ذلك الوأقت(‬
‫الروأاة الثقات المتكلم فيهم بما ل يوأجب ر ج‪ 1 :‬ص‪31-29 :‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬من أصدق المارات على أن الحكم بالصحة ظني وأقوأع الختلف في تصحيح جملة‬

‫من تكلم فيه وأهوأ موأثق ‪39‬‬ ‫‪()1‬‬


‫من الخبار‪&& .‬‬
‫تدريب الراوأي ج‪ 1 :‬ص‪65 :‬‬
‫قال العراقي وأالجوأاب أن منا يصنفا في علم الحديث إنما يذكر صحته عند أهله لعند غيرهم منا‬
‫أهل علم آخر وكونا الفقهاء والصوليينا ل يشترطونا في الصحيح هذينا الشرطينا ل يفسد الحد‬
‫عند منا يشترطهما ولذا قال ابنا الصلحا بعد الحد فهذا هو الحديث الذي يحكم له بالصحة بل‬
‫خلفا بينا أهل الحديث‬
‫&تنبه إلى هذه القضية التي نص فيها على حدود دور المحدثينا وأنه ل يمنع أنا يكونا للفقهاء‬
‫والصوليينا دور بعده&‬
‫وقد يختلفونا في صحة بعض الحاديث لختلفهم في وجود هذه الوصافا فيه أو لختلفهم في‬
‫اشتراط بعضها‬
‫الوأجه الرابع‪ :‬أن الظن الغالب يكوأن معتب ار في تضعيف روأاية الخبر‪ .‬وألوأ كان مفيدا للعلم لم يكف‬
‫الظن الغالب لرده‪ ،‬بل وأجب إسقاط الظني وأالتمسك بالقطعي‪.‬‬
‫وأقد نص الحافظ ابن الصلحا وأتابعه السيوأطي على اعتبار الظن الراجح في تعليل الخبر‬
‫تدريب الراوأي ج‪ 1 :‬ص‪252 :‬‬
‫قال ابن الصلحا فالحديث المعلل ما يتحقق فيه على علة تقدحا في صحته مع ظهوأر السلمة‬
‫وأيتطرق إلى السناد الجامع شروأط الصحة ظاه ار‬
‫وأتدرك العلة بتفرد الراوأي وأبمخالفة غيره له مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن على وأهم‬
‫وأقع بإرسال في الموأصوأل أوأ وأقف في المرفوأع اوأ دخوأل حديث في حديث ذلك بحيث يغلب على‬
‫ظنه فيحكم بعدم صحة الحديث أوأ يتردد فيتوأقف فيه(‬
‫الوأجه الخامس‪ :‬قبوأل الروأاية بالمعنى‬
‫وأبهذا يثبت أن رأي جمهوأر المة في إفادة خبر الحاد الظن الراجح رأي سديد يشهد له الوأاقع‬
‫وأالعيان وأيثبت بالدلة المذكوأرة ‪ -‬وأال أعلم –‬
‫الرأي الثاني‪ :‬إفادته العلم‪.‬‬
‫صرحا بإفادة خبر الحاد العلم بعض المحدثين‪ ،‬وأبعض الحنابلة‪ ،‬وأأهل الظاهر‪ ،‬وأتابعهم على ذلك‬
‫عدد من المعاصرين‪.‬‬
‫وأمن هؤلء المحدثين الذين صرحوأا بإفادته العلم ابن قتيبة )‪ -(1‬رحمه ال ‪ -‬فقد ساق اضطراب‬
‫القوأال في تحديد عدد التوأاتر الذي تثبت به الخبار ثم قال‪):‬وأهذه الختيارات إنما اختلفت لختلف‬
‫عقوأل الناس وأكل يختار على قدر عقله‪،‬وألوأ رجعوأا إلى أن ال تعالى إنما أرسل إلى الخلق كافة‬
‫رسوألل وأاحدلا‪ ...‬وأدلهم ذلك على أن الصادق العدل صادق الخبر‪ ،‬كما أن الرسوأل الوأاحد المبلغ عن‬
‫ال تعالى صادق الخبر()‪(2‬وأسيأتي بيان ما في هذا الستدلل من نظر‪.‬‬
‫وأمنهم أيضلا‪ :‬الحافظ أبوأ الفضل ابن طاهر المقدسي‪ ،‬فقد ذكر كتاب السنن للترمذي وأقسمه إلى‬
‫)‪(3‬‬
‫أربعة أقسام وأذكر أعلها فقال‪):‬قسم صحيح مقطوأع به وأهوأ ما وأافق فيه البخاري وأمسلملا(‬
‫)‪(5‬‬
‫وأمن الحنابلة الذين صرحوأا بذلك القاضي أبوأ يعلي الفراء)‪ ،(4‬وأابن تيميه‬
‫)‪(6‬‬
‫قال القاضي‪) :‬خبر الحاد يوأجب العلم من طريق الستدلل‪ ،‬ل من جهة الضروأرة(‪.‬‬
‫وأقال ابن تيميه‪) :‬الخبر الذي يجب قبوأله شرعال ل يكوأن باطلل في نفس المر‪ ،‬وأمما يحقق أن خبر‬
‫الوأاحد الوأاجب قبوأله يوأجب العلم قياعم الحجة القوأية على جوأاز نسخ المقطوأع به كما في رجوأع أهل‬
‫)‪(7‬‬
‫قباء عن القبلة التي كانوأا يعلموأنها ضروأرة من دين الرسوأل بخبر الوأاحد(‬
‫وأمن أهل الظاهر الذين صرحوأا بذلك‪ :‬ابن حزم إذ يقوأل‪) :‬إذا جاء خبر الراوأي الثقة عن مثله مسندال‬
‫)‪(8‬‬
‫إلى الرسوأل صلى ال عليه وأسلم فهوأ مقطوأع به على أنه حق من عند ال عز وأجل(‬
‫‪ ()1‬هوأ أبوأ محمد عبد ال بن مسلم بن قتيبة )‪ 276‬هـ( صاحب تصانيف في فنوأن الداب وأالحديث‪ ،‬انظر ترجمته في العبر الذهبي ‪ ،1/937‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.4/280‬‬

‫‪ ()2‬تأوأيل مختلف الحديث‪ ،46 ،‬مطبعة العلوأم ‪ -‬لبنان ‪ -‬لم يذكر سنة الطبع‪.‬‬

‫‪ ()3‬شروأط الئمة ‪ .21‬وأانظر تدريب الراوأي ‪.1/131‬‬

‫‪ ()4‬هوأ أبوأ يعلى محمد بن الحسين )‪ (458‬شيخ الحنابلة في عصره وأله تصانيف في الفقه وأالصوأل‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،2/309‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي‬

‫‪.6/331‬‬

‫‪ ()5‬هوأ أبوأ العباس أحمد بن عبد الحليم )ابن تيمية الحراني( إمام علم‪ ،‬غزير التصنيف‪ ،‬كثير التحرير‪ ،‬ربما يلغت مصنفاته ثلث مائة مجلد‪ ،‬لقب بشيخ السلم‪ ،‬انظر‬

‫العلم‪ ،‬الزركلي ‪.1/141‬‬

‫‪ ()6‬انظر‪ :‬أصوأل مذهب أحمد‪ ،‬التركي ‪.251‬‬

‫‪ ()7‬المسوأدة ‪.244‬‬

‫‪ ()8‬هوأ علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري )‪ 456‬هـ( من علماء الندلس‪ ،‬كان إليه المنتهى في الذكاء وأحدة الذهن وأسعة الطلع على العلوأم المختلفة وأالمذاهب‬

‫وأالملل‪ ،‬وأفيه يقال‪ " :‬لسان ابن حزم وأسيف الحجاج شقيقان " إشارة إلى ما اشتد به ابن حزم على علماء الئمة من نقد وأتقريع‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪،2/306‬‬

‫وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.5/59‬‬


‫وأيقوأل‪) :‬ما نقله الوأاحد عن الوأاحد وأاتصل بروأاية العدوأل إلى رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم وأجب‬
‫)‪(1‬‬
‫العمل به وأوأجب العلم بصحته أيضلا(‬
‫وأمن المعاصرين الذين صرحوأا بإفادة خبر الحاد العلم الدكتوأر صبحي الصالح )‪(2‬وأالدكتوأر محمد‬
‫وأالدكتوأر عمر الشقر)‪ (4‬وأناصر الدين اللباني)‪ (5‬وأغيرهم‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫عجاج الخطيب‬
‫بيانا وهم منا حكى هذا الرأي عنا الئمة الشافعي ومالك وأحمد وغيرهما‪:‬‬
‫وأهم غير وأاحد من المتقدمين وأالمتأخرين في نسبة القوأل بإفادته العلم إلى المام الشافعي‪ .‬وأمن هؤلء‬
‫ابن القيم إذ يقوأل‪) :‬وأقد صرحا الشافعي في كتبه بأن خبر الوأاحد يفيد العلم‪ ،‬وأنص على ذلك صريحال‬
‫في كتاب اختلف مالك‪ ،‬وأنصره في الرسالة‪ ،‬على أنه ل يوأجب العلم الذي يوأجبه نص الكتاب‬
‫)‪(6‬‬
‫وأالخبر المتوأاتر(‪.‬‬
‫وأنقل ابن القيم نص الشافعي فقال‪) :‬قال في الرسالة‪ :‬فأما ما كان من سنة من خبر الخاصة الذي قد‬
‫يختلف الخبر فيه فيكوأن الخبر محتملل للتأوأيل‪ ،‬وأجاء الخبر فيه من طريق النفراد‪ ،‬فالحجة فيه‬
‫عندي أن يلزم العالمين حتى ل يكوأن لهم رد ما كان منصوأصال منه‪ ،‬كما يلزمهم أن يقبلوأا شهادته‪ ،‬ل‬
‫أن ذلك إحاطة كما يكوأن نص الكتاب وأخبر العامة عن رسوأل ال‪.‬‬
‫ب‪ ،‬وأقلنا‪ :‬ليس لك ‪ -‬إبن كنت عالمال ‪ -‬أن تشك كما ليس لك إل‬
‫فلوأ شك في هذا شاك لم نقل له‪ :‬تع ب‬
‫أن تقضي بشهادة الشهوأد العدوأل‪ ،‬إوأابن أمكن فيهم الغلط‪ ،‬وألكن تقضي بذلك على الظاهر من‬
‫)‪(7‬‬
‫صدقهم‪ ،‬وأال وألي ما غاب عنك منهم(‪.‬‬
‫وأزعم اللباني‬ ‫)‪(10‬‬
‫وأالمين الحاج محمد‪.‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأالشقر‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأممن تابع ابن القيم على هذا القوأل‪ ،‬اللباني‬
‫ص على ذلك فقال‪) :‬وأقد نص على أن خبر الوأاحد يفيد العلم المام مالك‬
‫أن المام الشافعي ن ر‬

‫‪ ()1‬النبذ الكافية في أحكام أصوأل الدين ‪ ،33‬تحقيق محمد أحمد عب العزيز‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت ‪1985‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر‪ :‬علوأم الحديث ‪.151‬‬

‫‪ ()3‬أصوأل الحديث ‪.165‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬أصل العتقاد ‪ ،34‬طبعة دار النفائس ‪ -‬الكوأيت ‪.1990 -‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد في العقيدة ‪ 9‬طبعة دار السلفية ‪ -‬الكوأيت ‪ -‬وأ )الحديث حجة بنفسه ففي الحكام وأالعقائد ‪ ،15‬طبعة الدار السلفية ‪ 1400‬هـ(‪.‬‬

‫‪()6‬انظر‪ :‬مختصر الصوأاعق المرسلة على الجهمية وأالمعطلة‪ ،2/476 ،‬طبعة رئاسة إدارات البحوأث وأالفتاء ‪ -‬الرياض‪.‬‬

‫‪ ()7‬الرسالة‪.4610 ،‬‬

‫‪ ()8‬وأجوأب الخذ بأحاديث الحاد ‪.23‬‬

‫‪ ()9‬انظر‪ :‬أصل العتقاد ‪.22‬‬

‫‪ ()10‬حجية أحاديث الحاد ‪.67‬‬


‫)‪(1‬‬
‫وأالشافعي‪.(....‬‬
‫أما المام مالك فل يصح سند الروأاية إليه في المسألة‪.‬‬
‫وأأما المام الشافعي فلم ينص على ذلك‪ ،‬إوأانما فعلهدم من كلمه‪ ،‬وأهوأ فهم خاطئ‪.‬‬
‫وأمعرفة مراد الشافعي من ألفاظ عبارته يعين على استنباط رأيه في إفادة خبر الحاد‪.‬‬
‫أما خبر العامة فالمراد به‪ :‬ما ينقله العامة عن العامة أوأ الجمع عن الجمع‪ ،‬وأالمراد به الخبر‬
‫المتوأاتر‪.‬‬
‫وأالمراد بخبر الخاصة‪ :‬ما سوأى المتوأاتر من الخبار التي يروأيها عدد مخصوأص عن عدد‬
‫مخصوأص‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأالمراد بالحاطة عند الشافعي‪):‬كل ما ععللم أنه حق في الظاهر وأالباطن عيشهد به على ال(‪.‬‬
‫وأبعد فهم هذه اللفاظ يتضح أن الشافعي رحمه ال يفرق بين خبر العامة وأخبر الخاصة‪ ،‬فخبر‬
‫العامة وأنص الكتاب يفيدان الحاطة‪ ،‬وأل يفيدها خبر الخاصة‪.‬‬
‫وأيسوأي الشافعي بين قبوأل خبر الخاصة وأقبوأل الشهادة‪ ،‬وأكلهما ظني يمكن فيه الغلط وألكن وأجب‬
‫العمل على ظاهر صدقهم‪ ،‬وأال وألي ما غاب عنا منهم‪.‬‬
‫وأفي كلم الشافعي إشارات أخرى إلى عدم إفادة العلم خبر الحاد عنده‪.‬‬
‫ت‪:‬يلزمك أن تثبت خبر الوأاحد على ما‬
‫ت‪ :‬نعم‪ ،‬قل ع‬
‫وأمن ذلك قوأل الشافعي لمناظره‪ ....) :‬فإن قل د‬
‫)‪(3‬‬
‫يمكن فيه من الغلط(‪.‬‬
‫بل عموأم مناظرة المام الشافعي للزام مناظره بإثبات حجية خبر الحاد في إثبات الحكام الشرعية‬
‫على ما يمكن فيه من الخطأ وأالسهوأ‪.‬‬
‫وألهذا ل تصح نسبة القوأل بإفادة العلم من أخبار الحاد إلى المام الشافعي‪ ،‬وأعبارة الشافعي التي‬
‫فهم منها ابن القيم وأمتابعوأه أن الشافعي يقوأل بإفادة خبر الحاد العلم ل تدل على ذلك أبدال بل يفهم‬
‫منها خلف ذلك بل تكلف وأل تأوأيل‪ .‬أما أن الشافعي نص على ذلك ‪ -‬كما قال الشيخ اللباني‪ ،‬فهوأ‬
‫وأهم ظاهر‪.‬‬
‫وأنسب ابن حزم هذا الرأي إلى الحارث المحاسبي وأأبي سليمان الخطابي وأقال‪) :‬ذكره ابن خوأيز‬
‫منذاد عن مالك بن أنس(‪ (4).‬وأهوأ وأاهم في هذه النسبة‪.‬‬
‫أما الحارث المحاسبي فقد وأقف الزركشي على كلم له مخالف لما نسبه إليه‪.‬‬

‫‪ ()1‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد ‪.23‬‬

‫‪ ()2‬الم ‪.7/255‬‬

‫‪ ()3‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪ ()4‬الحكام‪.1/106،‬‬
‫يقوأل الزركشي تعليقال على كلم ابن حزم‪):‬وأفيما حكاه عن الحارث نظر‪ ،‬فإني رأيت كلمه في‬
‫كتاب)فهم السنن( نقل عن أكثر أهل الحديث وأأهل الرأي وأالفقه أنه ل يفيد العلم‪ ،‬ثم قال‪":‬وأقال أقلهم‬
‫يفيد العلم"‪ ،‬وألم يخبر شيئلا‪ ،‬وأاحتج بإمكان السهوأ وأالغلط من ناقله كالشاهدين‪ ،‬يجب العمل بقوألهما ل‬
‫)‪(1‬‬
‫العلم(‪.‬‬
‫وأأما المام الخطابي فقد نقل عنه تلميذه الحافظ البيهقي في عدة موأاطن من كتابه السماء وأالصفات‬
‫أن خبر الحاد ل يفيد العلم‪ .‬وأمن ذلك أن الخطابي قال تعليقال على حديث أخرجه الشيخان في حمل‬
‫السماوأات على إصبع وأالرضين على إصبع‪(2) ..‬قال‪) :‬الصل في إثبات الصفات أنه ل يجوأز إل‬
‫أن يكوأن بكتاب ناطق أوأ خبر مقطوأع بصحته‪ .....‬وأذكر الصابع لم يوأجد في شيء من الكتاب وأل‬
‫)‪(3‬‬
‫من السنة التي شرطها في الثبوأت ما وأصفناه(‪.‬‬
‫وأأما نقل ابن خوأيز عن مالك فل يصح سندلا‪ ،‬لن ابن خوأيز معروأف بنقل القوأال الشاذة عن مالك‬
‫وأذكر الحافظ ابن حجر أمثلة لما شذ به عن مالك وأقال‪):‬عنده شوأاذ عن مالك‪ ،‬وأاختيارات وأتأوأيلت‬
‫لم يعرج عليها حذاق المذهب‪ ....‬وأقد تكلم فيه أبوأ الوأليد الباجي وألم يكن بالجيد النظر وأل بالقوأي‬
‫)‪(4‬‬
‫في الفقه‪ ،‬وأطعن ابن عبد البر فيه أيضلا(‪.‬‬
‫وأقال الزركشي تعليقال على ما نسبه ابن خوأيز إلى مالك‪ ...) :‬وأنازعه المادزري‪ ،‬وأقال‪ :‬لم يعثر لمالك‬
‫)‪(5‬‬
‫على نص فيه‪ :‬وألعله رأى مقالة تشير إليه‪ ،‬وألكنها متأوألة(‬
‫وأكثي الر ما عينسب القوأل بإفادة العلم من أخبار الحاد إلى المام أحمد بن حنبل‪.‬‬
‫وأليس في عبارات المام نص صريح‪ ،‬وأاعتماد المتقدمين وأالمعاصرين في نسبة شيء إلى المام‬
‫أحمد على عباراته التي نقلت عنه تعليقال على بعض الحاديث‪.‬‬
‫فمثلل جاء في رسالة بعثها المام أحمد إلى مسدد بن مسرهد )‪...):(6‬وأنشهد للعشرة أنهم في‬
‫الجنة‪ (7).(...‬فيقوأل ابن تيميه رحمه ال‪) :‬يشهد المام أحمد للعشرة بالجنة وأالخبر فيه)‪ (8‬خبر وأاحد‪..‬‬

‫‪()1‬انظر البحر المحيط ‪.263-4/262‬‬

‫‪ ()2‬سيأتي تخرجه موأسعال في الباب الثاني‪.‬‬

‫‪ ()3‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪.421‬‬

‫‪ ()4‬لسان الميزان ‪ ،5/291‬وأانظر‪ :‬صحيح شرحا العقيدة الطحاوأية‪ ،‬حسن بن علي السقاف ‪،140‬طبعة دار المام النوأوأي‪-‬عمان‪.1995-‬‬

‫‪ ()5‬البحر المحيط ‪.4/262‬‬

‫‪ ()6‬هوأ أبوأ الحسن البصري‪ ،‬مسدد بن مسرهد )‪ 228‬هـ( كان حافظال حجة من الئمة المصنفين في الحديث‪ ،‬انظر‪ :‬ترجمته في العبر الذهبي ‪ ،1/316‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي‬

‫‪.8/108‬‬

‫‪ ()7‬انظر مناقب المام أحمد‪ ،‬ابن الجوأزي ‪.169‬‬


‫)‪(2‬‬
‫وأهوأ يقتضي أنه يفيد العلم()‪ (1‬وأتابعه على ذلك تلميذه ابن القيم‪.‬‬
‫وأيقوأل القاضي أبوأ يعلي‪) :‬جاء في روأاية حنبل بن إسحاق أن المام أحمد قال في أحاديث الرؤية‬
‫نؤمن بها وأنعلم أنها حق( وأيقوأل القاضي تعليقلا‪) :‬فقطع على العلم بها‪ ،‬وأذهب إلى ظاهر هذا الكلم‬
‫جماعة من أصحابنا‪ ،‬وأقالوأا‪ :‬خبر الوأاحد إن كان شرعيال أوأجب العلم‪ ،‬وأهذا عندي محموأل على وأجه‬
‫)‪(3‬‬
‫صحيح من كلم أحمد رحمه ال(‪.‬‬
‫هذه بعض النصوأص التي ألزم بها القاضي أبوأ يعلى وأابن تيميه وأتلميذه ابن القيم المام أحمد بالقوأل‬
‫بإفادة خبر الحاد العلم‪.‬‬
‫مع أن القاضي أبا يعلى قد نقل تصريحال للمام أحمد يخالف ذلك‪ ،‬فيقوأل القاضي‪) :‬رأيت في كتاب‬
‫ث جمع أبي بكر الثر عن المام أحمد أنه قال‪ ...:‬إذا جاء الحديث عن النبي صلى‬
‫معاني الحدي د‬
‫ال عليه وأسلم بإسناد صحيح فيه حكم أوأ فرض عملت بالحكم وأالفرض‪ ،‬وألدن ع‬
‫ت ال تعالى به‪ ،‬وأل‬
‫)‪(4‬‬
‫أشهد أن النبي صلى ال عليه وأسلم قال ذلك‪.(...‬‬
‫تلميذ المام أحمد إلى أستاذه قوألل صريحال‬ ‫ففي هذا الكتاب الذي اطلع عليه القاضي ينسب الثرم‬
‫)‪(5‬‬

‫في عدم إفادته العلم من خبر الحاد الموأجب للعمل‪ ،‬فل يظهر داع بعد ذلك إلى الجتهاد في تخريج‬
‫أقوأاله الخرى لتدل على ما يخالف صريح قوأله‪.‬‬
‫وأابن القيم رحمه ال يطعن في ما نسبه أبوأ بكر الثرم إلى إمامه أحمد بن حنبل رحمه ال فيقوأل‪:‬‬
‫)وأأما روأاية الثرم عن المام‪ ...‬فهذه روأاية انفرد بها الثرم‪ ،‬وأليست في مسائله‪ ...‬إوأانما حكى‬
‫القاضي أنه وأجدها في كتاب معاني الحديث‪ ،‬وأالثرم لم يذكر أنه سمع ذلك منه‪ ،‬بل لعله بلغه عنه‬

‫‪ ()8‬جاء في تبشير العشرة بالجنة أكثر من حديث‪ ،‬جمع ابن سعد عددال منها‪ ،‬انظر‪ :‬القباس النيرة في فضائل العشرة المبشرة كما في طبقات ابن سعد‪ .‬جميل إبراهيم ‪-282‬‬

‫‪ ،284‬طبعة دار المكتبة العالمية ‪ -‬بغداد ‪1989‬م‪.‬وأمن هذه الحاديث ما أخرجه الترمذي بسنده عن عبد الرحمن بن عوأف قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪) :‬أبوأ‬

‫بكر في الجنة وأعمر في الجنة وأعثمان في الجنة وأعلي في الجنة وأطلحة في الجنة وأالزبير في الجنة وأعبد الرحمن بن عوأف في الجنة وأسعد في الجنة وأسعيد بن زيد في الجنة‬

‫وأأبوأ عبيدة في الجنة( كتاب المناقب ‪ ،26/3747‬وأانظر تحفة الشراف ‪.7/208 ،4/4‬‬

‫‪ ()1‬انظر المسوأدة ‪.242‬‬

‫‪()2‬مختصر الصوأاعق ‪.2/474‬‬

‫‪ ()3‬العدة في أصوأل الفقه )مخطوأط( نقلل عن أصوأل مذهب أحمد ‪ -‬التركي ‪.251‬‬

‫‪ ()4‬نفسه‪.‬‬

‫الثرم هوأ‪ :‬أبوأ بكر الثرم أحمد بن محمد الطائي )‪ 261‬هـ( أحد الئمة العلم‪ ،‬حافظ من حفاظ الحديث وأكان من أذكياء المة‪ ،‬أخذ العلم عن المام أحمد وأغيره‪ ،‬انظر‬

‫العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/374‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.1/194‬‬

‫‪ ()5‬الثرم هوأ‪ :‬أبوأ بكر الثرم أحمد بن محمد الطائي )‪ 261‬هـ( أحد الئمة العلم‪ ،‬حافظ من حفاظ الحديث وأكان من أذكياء المة‪ ،‬أخذ العلم عن المام أحمد وأغيره‪،‬‬

‫انظر العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،1/374‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.1/194‬‬


‫)‪(1‬‬
‫من وأاهم وأهم عليه في لفظه‪.(...‬‬
‫وأالحق أن هذه الحتمالت التي ذكرها ابن القيم ل تضعف روأاية الثرم‪ ،‬وأهوأ أعرف بما ينقله عن‬
‫شيخه المام أحمد‪ ،‬وأل يضيره أن يتفرد بهذه الروأاية عن إمامه لنه ثقة حافظ‪.‬‬
‫وأقد اعتمد هذه الروأاية كبار الصوأليين من الحنابلة‪ ،‬وأصرحوأا بأن خبر الحاد ل يفيد بنفسه العلم‪،‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأابن قدامة‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأابن برهان‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأمنهم أبوأ الخطاب‬
‫وأقد استبعد غير وأاحد من العلماء نسبة هذا القوأل إلى المام أحمد‪ .‬فيقوأل شارحا المسرلم بعد ذكر‬
‫)‪(5‬‬
‫النسبة إليه‪ ...) :‬وأهذا بعيد عن مثله فإنه مكابرة ظاهرة(‪.‬‬
‫وأيقوأل ابن بدران من الصوأليين الحنابلة‪ ...) :‬وأكيف يليق بمثل إمام السنة أن يدعي هذه الدعوأى ؟‬
‫وأفي أي كتاب روأيت عنه روأايةل صحيحة ؟(‬
‫)‪(6‬‬

‫وأينفي ابن بدران صحة نسبة القوأل بإفادة خبر الحاد بنفسه العلم إلى المام أحمد‪ ،‬وأيذكر أنها‬
‫)‪(7‬‬
‫مخررجة على كلمه وأليست من صريح كلمه‪.‬‬
‫وأغاية ما تدل عليه عبارات المام أحمد التي عخررج عليها هذا القوأل أن المام جزم بمضموأن الخبار‬
‫الوأاردة في رؤية المؤمنين لربهم عز وأجل وأبمضموأن الخبر الوأارد في تبشير العشرة بالجنة‪ .‬وأل يلزم‬
‫من ذلك أنه يجزم بمضموأن كل خبر آحادي‪.‬‬
‫وأل نسلم أن إثبات رؤية ال عز وأجل تستلزم القوأل بإفادة خبر الحاد بنفسه العلم‪ ،‬لن الرؤية ثابتة‬
‫في أخبار كثيرة وأهي زيادة على ذلك موأافقة لصل في كتاب ال عز وأجل ‪ -‬كما سيأتي بيانه ‪.-‬‬
‫)‪(8‬‬

‫وأل نسلم أن الشهادة للعشرة المبشرة بالجنة مستفادة من خبر المخبر فقط‪ ،‬بل يدل عليه أيضال انتشار‬
‫القوأل به إوأامساك الصحابة الكرام عن تكذيبه‪ ،‬فيحمل سكوأعتهم على القرار وأالشهادة به‪ -‬كما سيأتي‬
‫)‪(9‬‬
‫بيانه ‪.-‬‬
‫وأيمكن أن يقال بعد هذا‪ ،‬إن نسبة القوأل بإفادة خبر الحاد بنفسه العلم ل تصح إلى أحد من الئمة‬

‫‪ ()1‬مختصر الصوأاعق ‪.2/474‬‬

‫‪()2‬التمهيد ‪.3/58‬‬

‫‪ ()3‬الوأصوأل ‪.2/172‬‬

‫‪ ()4‬نزهة الخاطر ‪.1/261‬‬

‫‪ ()5‬فوأاتح الرحموأت ‪.2/121‬‬

‫‪ ()6‬نزهة الخاطر ‪.1/261‬‬

‫‪ ()7‬نفسه ‪.1/260‬‬

‫‪ ()8‬انظر ص )( من هذه الرسالة‪.‬‬

‫‪ ()9‬انظر ص )( من هذه الرسالة‪.‬‬


‫مالك وأالشافعي وأأحمد‪ ،‬وأقد حاوأل ابن حزم وأموأافقوأه أن يدعموأا مذهبهم بموأافقة الئمة معتمدين على‬
‫روأايات ضعيفة وأعبارات غير صريحة‪ .‬فالوألى أن يكتفى بذكر الدلة التي اعتمدوأا عليها في إثبات‬
‫رأيهم في المسألة‪ .‬وأيمكن إجمال أدلتهم في أربعة أدلة‪.‬‬

‫الدلة التي احتج أصحاب هذا الرأي والنظر فيها‪:‬‬

‫)‪(3‬‬
‫وأالمين الحاج‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأاللباني‬ ‫)‪(1‬‬
‫الدليل الول‪ :‬استدل به ابن حزم وأتابعه عليه ابن القيم‬
‫وأحاصله أن ال سبحانه وأتعالى تكفل بحفظ الذكر فقال عز وأجل‪) :‬إنا نحن نزلنا الذكر إوأانا له‬
‫لحافظوأن(‪ (4).‬وأالذكر يشمل القرآن وأالسنة معلا‪ ،‬لن كليهما وأحي من عند ال عز وأجل‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫)وأما ينطق عن الهوأى إن هوأ إل وأحي يوأحى()‪ (5‬ثم يقوأل ابن حزم‪) :‬فأخبر تعالى ‪ -‬كما قدمنا ‪ -‬أن‬
‫كلم نبيه صلى ال عليه وأسلم كله وأحي‪ ،‬وأالوأحي ‪ -‬بل خوأف ‪ -‬ذكر‪ ،‬وأالذكر محفوأظ بنص القرآن‪،‬‬
‫فصح بذلك أن كلمه صلى ال عليه وأسلم كله محفوأظ بحفظ ال عز وأجل‪ ،‬مضموأن لنا أنه ل‬
‫)‪(6‬‬
‫يضيع منه شيء‪ ،‬فهوأ منقوأل إلينا كله‪ ،‬فلله الحجة علينا أبدلا(‪.‬‬
‫قال‪ ...) :‬وأل سبيل البتة إلى أن يختلط به باطل موأضوأع اختلطال ل يتميز عن أحد من الناس‬
‫)‪(7‬‬
‫بيقين‪ ،‬إذ لوأ جاز ذلك لكان الذكر غير محفوأظ(‪.‬‬
‫وأقال‪) :‬فإن قالوأا‪ :‬فإنه يلزمكم أن تقوألوأا إن نقلة الخبار الشرعية معصوأموأن في نقلها‪ ،‬إوأان كل وأاحد‬
‫منهم معصوأم في نقله من تعمد الكذب وأوأقوأع الوأهم منه‪ ،‬قلنا لهم‪ :‬نعم‪ :‬هكذا نقوأل وأبهذا نقطع‬
‫ت‪ ...‬وأقد علمنا ضروأرة أن كل من صدق في خبر ما فإنه معصوأم في ذلك الخبر من الكذب‬‫وأدنعب ب‬
‫)‪(8‬‬
‫وأالوأهم بل شك‪ ،‬فأي نكرة في هذا ؟(‪.‬‬
‫والجواب‪ :‬أن الحفظ ثابت للجملة ل للحاد‪ ،‬يقوأل الشاطبي )الحفظ المضموأن في قوأله تعالى‪:‬‬
‫المراد به حفظ أصوأل الدين الكلية‪ ...‬ل أن المراد‬ ‫)‪(9‬‬
‫" إنا نحن نزلنا الذكر إوأانا له لحافظوأن "‬

‫‪()1‬مختصر الصوأاعق ‪.2/394‬‬

‫‪ ()2‬الحديث حجة بنفسه ‪16‬‬

‫‪()3‬حجية أحاديث الحاد ‪.26‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (9‬من سوأرة الحجر‪.‬‬

‫‪ ()5‬الية )‪ (4-3‬من سوأرة النجم‪.‬‬

‫‪ ()6‬الحكام ‪.97-1/96‬‬

‫‪ ()7‬نفسه ‪.1/117‬‬

‫‪.1/117-118 ()8‬‬

‫‪ ()9‬الية )‪ (9‬من سوأرة الحجر‪.‬‬


‫المسائل الجزئية‪ ،‬إذ لوأ كان كذلك لم يتخلف عن الحفظ جزئي من جزيئات الشريعة‪ ،‬وأليس كذلك‪،‬لنا‬
‫نقطع بالجوأاز‪ ،‬وأيؤيده الوأقوأع‪ ،‬لتفاوأت الظنوأن وأتطرق الحتمالت في النصوأص الجزئية وأوأقوأع‬
‫الخطأ فيها قطعلا‪ .‬وأقد وأجد الخطأ في أخبار الحاد‪ ،‬فدل على أن المراد بالذكر المحفوأظ ما كان منه‬
‫)‪(1‬‬
‫كليلا(‬
‫وأيقال أيضلا‪ :‬ليس النزاع في حفظ كلمه صلى ال عليه وأسلم من الضياع أوأ الختلط‬
‫بالموأضوأع‪ ،‬إوأانما النزاع في القطع بصحة كل ما أسنده العدوأل إلى النبي صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأأنه‬
‫هل يجوأز عليهم السهوأ وأالخطأ في شيء مما أسندوأه ؟ أم يقطع بانتفائه ؟‬
‫وأل يتم القطع بذلك إل بادعاء عصمتهم‪ ،‬وأقد ادعاه ابن حزم‪ ،‬ثم خلط بين الدليل وأالمدلوأل‪.‬‬
‫فاستدل أوألل على صدق المخبر بلزوأم القوأل بعصمته‪ ،‬ثم استدل على عصمته بصدقه‪.‬‬
‫أما ادعاء العصمة فهوأ باطل بل شبهة‪ ،‬وأيرده العيان‪ ،‬لن المحدثين قد نصوأا على جوأاز الوأهم في‬
‫روأاية العدوأل الضابطين التي يقع فيها أحدهم على سبيل القلة وأالندوأر‪ ،‬وأذكروأا أمثلة لوأقوأع ذلك منها‬
‫قوأل ابن عبد البر‪) :‬ل أعلم أحدال من أهل العلم بالحديث المصنفين فيه عوأل على حديث ابن شهاب‬
‫‪ -‬يعي محمد بن شهاب الزهري ‪ -‬في قصة ذي اليدين‪ ...‬وأالغلط ل يسلم منه أحد‪ ،‬وأالكمال ليس‬
‫)‪(2‬‬
‫لمخلوأق‪ ،‬وأكل أحد يؤخذ من قوأله وأيترك إل قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم(‬
‫وأروأى الشافعي حديث الجارية من طريق المام مالك عن هلل بن أسامة عن عطاء بن يسار عن‬
‫)‪(3‬‬
‫عمر بن الحكم قال‪ :‬أتيت رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم بجارية‪(...‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ثم قال الشافعي‪) :‬وأهوأ معاوأية بن الحكم‪...‬وأأظن مالكال لم يحفظ اسمه(‬
‫وأقال السيوأطي‪) :‬قال ابن عبد البر‪ :‬هكذا قال مالك‪ :‬عمر بن الحكم وأهوأ وأهم عند جميع أهل العلم(‪.‬‬
‫)‪(5‬‬

‫‪ ()1‬الموأافقات في أصوأل الشريعة ‪ ،33-1/32‬تحقيق عبد ال دراز وأابنه محمد دراز‪ ،‬مطبعة الرحمانية ‪ -‬مصر‪ ،‬لم يذكر سنة الطبع‪.‬‬

‫‪ ()2‬وأغلط الزهري في قصة ذي اليدين أنه ذكر فيها ذا الشمالين‪ ،‬وأأن القصة وأقعت قبل غزوأة بدر وأجزم الشافعي في اختلف الحديث ‪ 7/280‬بأنهما شخصان وأقال‬

‫العلئي‪) :‬قال أبوأ بكر الثرم سمعت مسدد بن مسرهد يقوأل‪ :‬الذي قتل ببدر هوأ ذوأ الشمالين بن عبد عمروأ‪ ،‬حليف لبني زهرة‪.‬وأذوأ اليدين رجل من العرب‪ ،‬كان في البادية‪،‬‬

‫فيجيء فيصلي مع النبي صلى ال عليه وأسلم‪.‬وأقال أبوأ عمروأ بن عبد البر قوأل مسدد هذا هوأ قوأل أئمة أهل الحديث وأالسير( انظر نظم الفرائد ‪ 233-206‬وأساق الحافظ‬

‫العلئي كثي الر من الروأايات في قصة ذي اليدين ثم قال‪) :‬فهذه طرق صحيحة ثابتة يفيد مجموأعها العلم النظري أن أبا هريرة رضي ال عنه كان حاض الر القصة يوأمئذ‪.‬وأل‬

‫خلف أن أبا هريرة كان إسلمه سنة سبع‪ ،‬عام خيبر‪ ،‬ثم ل خلف بين أهل السير أن ذا الشمالين استشهد يوأم بدر( انظر نظم الفرائد ‪.205‬وأالجمع بين الروأايتين غير ممكن‬

‫كما في نظم الفرائد‪ ،‬العلئي ‪.216‬وأقد أطال الحافظ العلئي في ذكر الروأايات وأتخريجها وأالكلم عليها‪ ،‬انظر نظم الفرائد ‪218-202‬‬

‫‪ ()3‬الرسالة ‪ 75‬وأالحديث في الموأطأ في باب ما يجوأز في العتق من الرقاب الوأاجبة‪ ،‬انظر تنوأير الحوأالك ‪ 3/5‬وأسيأتي تخريجه موأسعلا‪.‬‬

‫‪ ()4‬الرسالة ‪.76‬‬

‫‪ ()5‬تنوأير الحوأالك ‪.3/5‬‬


‫وأصنيع المحدثين يدل على نفيهم العصمة عن العدوأل الثقات‪ ،‬وأيظهر ذلك في حكمهم على الحديث‬
‫بالشذوأذ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر‪) :‬الشاذ‪ :‬ما روأاه المقبوأل مخالفال لمن هوأ أوألى منه(‬
‫)‪(2‬‬ ‫وأقال‪) :‬الشاذ راوأيه ثقةل أوأ صدوأق(‪.‬‬
‫وأعلى هذا لوأ كان الثقة معصوأمال ما تصوأرنا منه مخالفة من هوأ أوألى منه‪ ،‬وأهذا يكفي في إبطال‬
‫)‪(3‬‬
‫الدليل الوأل الذي استدل به ابن حزم‪.‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬أنا العمل بخبر الواحد واجب اتفاقلا‪ ،‬ول عمل إل عنا علم‪ ،‬لنا ال عز وجل قال‬
‫وقال‪) :‬قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطنا والثم‬ ‫)‪(4‬‬
‫)ول تقفا ما ليس لك به علم(‬
‫)‪(5‬‬
‫والبغي بغير الحق‪ ،‬وأنا تشركوا بال ما لم ينزل به سلطانال وأنا تقولوا على ال ما ل تعلمونا(‬
‫يقوأل ابن حزم‪) :‬وأقد صح أن ال تعالى افترض علينا العمل بخبر الوأاحد الثقة‪ ...‬وأحررم القوأل في‬
‫دينه بالظن‪ ،‬وأحررم علينا أن نقوأل عليه إل بعلم‪ ،‬فلوأ كان الخبر المذكوأر يجوأز فيه الكذب أوأ الوأهم‬
‫)‪(6‬‬
‫لكنا قد أمرنا ال تعالى بأن نقوأل عليه ما لم نعلم(‬
‫وأالمين الحاج محمد‪.‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫وأالشقر‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأاللباني‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأالشوأكاني‬ ‫)‪(7‬‬
‫وأتابعه على هذا الستدلل ابن القيم‬
‫)‪(11‬‬

‫وأطعن الجمهوأر في هذا الستدلل‪.‬‬


‫يقوأل المدي‪ ...) :‬وأجوأب العمل بخبر الوأاحد وأاتباعه في الشرعيات إنما كان بناء على انعقاد‬

‫‪ ()1‬انظر لقط الدرر ‪.54‬‬

‫‪ ()2‬نفسه ‪.55‬‬

‫‪ ()3‬وأانظر إبطال ذلك أيضال في الساس في التقديس‪ ،‬الرازي ‪.168‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (36‬من سوأرة السراء‪.‬‬

‫‪ ()5‬الية )‪ (33‬من سوأرة العراف‪.‬‬

‫‪ ()6‬الحكام ‪.2/121‬‬

‫‪ ()7‬الصوأاعق المرسلة ‪.2/396‬‬

‫‪ ()8‬انظر‪ :‬إرشاد الفحوأل ‪.49‬‬

‫‪ ()9‬الحديث حجة بنفسه ‪.50‬‬

‫‪ ()10‬أصل العتقاد ‪.49‬‬

‫‪ ()11‬حجية خبر الحاد ‪.59‬‬


‫)‪(2‬‬
‫فاتباعه ل يكوأن اتباعال لما ليس بعلم وأل اتباعال للظن(‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الجماع على ذلك‪ ،‬وأالجماع قاطع‬
‫فل يلزم من وأجوأب العمل به إفادته العلم‪ ،‬لنا لوأ سلمنا أنه ل عمل إل بعد علم فالعمل بمضموأن‬
‫خبر الحاد مع القوأل بظنيته عمل بعد علم‪ ،‬وأالعلم مستفاد من الدلة القاطعة بوأجوأب العمل بخبر‬
‫الحاد‪.‬‬
‫وأما يجري من عبارات الصوأليين نحوأ قوألهم‪ ":‬وأجوأب العمل بخبر الحاد" ففيه تساهل‪ ،‬لن نفس‬
‫الخبر لوأ أوأجب العمل لعلم ذلك منه‪ ،‬وأهوأ ل يثمر علملا‪ ،‬إوأانما وأجب العمل به بدليل آخر‪ ،‬فالتحقيق‬
‫)‪(3‬‬
‫أنه يجب العمل عنده ل به‪.‬‬

‫الدليل الثالث‪:‬‬
‫أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم بعث رسله إلى الحياء وأالقبائل وألوأ لم تقم بهم الحجة على‬
‫المبعوأثين لنتفت الحكمة من بعثهم‪.‬‬
‫يقوأل ابن حزم‪:‬‬
‫)من المحال الباطل الممتنع أن يبعث رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم من ل تقوأم عليهم الحجة‬
‫بتبليغه‪ ،‬وأمن ل يلزمهم قبوأل ما علموأهم من القرآن وأأحكام الدين وأما أفتوأهم به من الشريعة‪ ،‬وأمن ل‬
‫)‪(4‬‬
‫يجب عليهم النقياد لما أخبروأهم به من كل ذلك عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم(‬
‫وأل يظهر وأجه للستدلل بذلك على إفادة العلم من جملة أخبار الحاد‪.‬‬
‫وأغاية ما يدل عليه قيام الحجة على أهل الحياء وأالقبائل بكل ما يبلغهم به من بعثهم رسوأل ال‬
‫صلى ال عليه وأسلم‪.‬‬
‫وأليس بين أيدينا ما يدل على تبليغهم شيئال من أحاديث العقائد‪ ،‬وأأصل الدعوأة التي كانت تصل إلى‬
‫البلدان وأالنوأاحي هي القضايا الصلية كوأجوأد ال عز وأجل وأوأحدانيته إوأاثبات المعاد وأالجنة وأالنار‪،‬‬
‫وأهذا القدر ثابت في القرآن الكريم‪ ،‬وأليس محتاجال إلى أخبار الحاد‪.‬‬
‫وألوأ فرضنا أن مبعوأث رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم حدثهم بشيء من أخبار العقائد‪ ،‬فتقوأم الحجة‬
‫به عليهم‪ ،‬وأيجب عليهم تصديقه‪ ،‬لكن ل يدل ذلك على وأجوأب إفادة جملة أخبار الحاد العلم‪ ،‬وأبيانه‬
‫من وأجوأه‪:‬‬
‫الوأل‪:‬‬
‫أن الفارق بين جيل الصحابة وأمن بعدهم كبير فإذا قامت الدلئل في بعض الوأقائع على إفادة خبر‬
‫‪ ()1‬انظر قطيعة الجماع‪ ،‬الم الشافعي ‪.7/255‬‬

‫‪ ()2‬الحكام ‪2/277‬وأانظر نحوأه في شرحا اللمع‪،‬الشيرازي ‪،2/581‬الوأصوأل ابن برهان ‪.171-2/170‬وأفوأاتح الرحموأت‪ ،‬النصاري ‪.2/122‬‬

‫‪ ()3‬انظر البحر المحيط‪.4/261 ،‬‬

‫‪ ()4‬الحكام ‪.2/107‬‬
‫الصحابي العلم فل يدل ذلك على إفادة مثله بخبر تابعي أوأ تابع تابعي‪ ،‬لن طبقة الصحابة‬
‫اختصت ببعض الحكام الحديثية دوأن غيرها من الطبقات‪.‬‬
‫وأقالوأا‪ :‬ل يضر إبهام الصحابي‪ ،‬فإذا قال الثقة من التابعين‪ :‬عن رجل‬ ‫)‪(1‬‬
‫فمن ذلك القطع بعدالتهم‬
‫)‪(2‬‬
‫من أصحاب رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم لم يطعن ذلك في صحة الخبر‪.‬‬
‫إوأاذا سمع الصحابي حديثال من صحابي آخر فل يضره أن يقوأل‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫)‪(3‬‬
‫بإرسال الصحابي الذي سمعه منه‪.‬‬
‫فإذا قام دليل على إفادة خبر الصحابي العلم فل يلزم منه إفادة خبر غيرهم‪ ،‬لن شرف الصحبة‬
‫خصهم بأحكام ليست لغيرهم‪.‬‬
‫الوأجه الثاني‪:‬‬
‫إذا قام الدليل على استفادة أهل القبائل العلم من أخبار المبعوأثين إليهم‪ ،‬فل يدل ذلك على إفادة‬
‫خبر غيرهم‪.‬‬
‫ث غير الراوأي وأالمخلبر‪ ،‬فكأن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم ضمن عدالة‬
‫لن المردسل أوأ المبعوأ د‬
‫وأضبط من أرسله‪ ،‬وأتكفل للمبعوأثين بذلك‪ ،‬وأل يخطر ببال متشكك أن يتوأقف في خبره برهة ليعتبر‬
‫عدالته وأضبطه‪ ،‬أما الراوأي فل بد من اعتبار عدالته وأضبطه‪ ،‬فدل على الفارق بين نقل المردسل‬
‫وأروأاية الراوأي‪.‬‬

‫الدليل الرابع‪:‬‬
‫حادثة قباء‬
‫أخرج المام البخاري بسنده عن ابن عمر رضي ال عنهما أنه قال‪) :‬بينما الناس في صلة الصبح‬
‫بقباء إذ جاءهم آفت فقال‪ :‬إن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قد أنزل عليه الليلة‪ ،‬وأقد أعلمر أن يستقبل‬
‫)‪(4‬‬
‫الكعبة فاستقلبلوأها‪ ،‬وأكانت وأجوأههم إلى الشام فاستداروأا إلى القبلة(‬
‫يقوأل ابن القيم‪) :‬فلوأل حصوأل العلم لهم بخبر الوأاحد لم يتركوأا المقطوأع به لخبر ل يفيد العلم‪ ،‬وأغاية‬
‫)‪(5‬‬
‫ما يقال فيه أنه خبر اقترنته قرينة(‪.‬‬
‫وأليس فيه دليل على حجية خبر الحاد بنفسه‪ ،‬لنه خبر اقترنت به قرينة‪ ،‬فالنبي صلى ال عليه‬
‫وأسلم كان يقلب وأجهه في السماء يترقب نزوأل قرآن يأمره بالتوأجه نحوأ الكعبة الشريفة‪.‬‬
‫‪ ()1‬انظر‪ :‬قوأاعد التحديث‪ ،‬القاسمي ‪.200‬‬

‫‪ ()2‬انظر قوأاعد الحديث‪ ،‬القاسمي ‪.200‬‬

‫‪ ()3‬انظر لقط الدرر‪ ،‬عبد ال حسين خاطر ‪88‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب الصلة ‪ .32/403 ،31/399‬وأفي كتاب التفسير من سوأرة البقرة ‪ .4494 ،19/4493 ،17/4491 ،16/4490 ،14/4488‬وأفي كتاب أخبار الحاد‬

‫‪ 1/7251‬وأمسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة ‪ 527-2/525‬وأأبوأ داوأد في كتاب الصلة برقم ‪ .1045‬وأالترمذي في أبوأاب الصلة ‪ .255/340‬وأفي أبوأاب‬

‫التــفس ــير من ســوأرة الــبقرة ‪ 2964-3/2962‬وأالنس ــائي في كتاب الصلة‪2/61 ،‬‬

‫‪()5‬مختصر الصوأاعق ‪ ،2/394‬وأقد سبق نحوأه عن المسوأدة‪ ،‬ابن تيمية ‪ 246‬وأانظر أصل العتقاد‪ ،‬الشقر ‪ .47‬وأحجية خبر الحاد‪ ،‬المين ‪57‬‬
‫أخرج البخاري بسنده عن البراء بن عازب رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم صلى‬
‫إلى بيت المقدس ستة عشر شه الر أوأ سبعة عشر شه لرا‪ ،‬وأكان يعجبه أن تكوأن قبلته‪ ،‬لقدبل البيت‪.(...‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وأيثبت بهذا أن الصحابة رضوأان ال عليهم كانوأا على علم برغبة النبي صلى ال عليه وأسلم فلما‬
‫جاءهم المخبر بما كانوأا يترقبوأن تركوأا جميعال ما كانوأا عليه وأاستداروأا نحوأ البيت الحرام‪.‬‬
‫وأيمكن أن يقال‪ :‬ل يلزم من إفادة العلم بهذا الخبر إفادة مثله بغيره من أخبار الحاد‪ ،‬لن ظروأفال‬
‫كثيرة أحاطت به ل يمكن أن تحيط بغيره من الخبار‬
‫منها‪ :‬علوأ السناد فليس بين السامعين وأبين النبي صلى ال عليه وأسلم إل صحابي وأاحد‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬أنه ل يتصوأر إقدام أحد على الكذب في دين ال عز وأجل في حياة النبي صلى ال عليه‬
‫وأسلم في زمن الوأحي لن آيات القرآن الكريم تتابع في فضح المنافقين وأتكذيبهم‪.‬‬
‫وأقد استدل ابن القيم رحمه ال بآيات من القرآن الكريم‪ ،‬وأتابعه على ذلك اللباني وأالمين الحاج‬
‫وأقوأله‬ ‫)‪(2‬‬
‫محمد‪ .‬منها قوأله تعالى‪) :‬يا أيها الذين آمنوأا استجيبوأا ل وأللرسوأل إذا دعاكم لما يحييكم(‬
‫تعالى‪) :‬فليحذر الذين يخالفوأن عن أمره أن تصيبهم فتنة أوأ يصبهم عذاب عظيم(‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫)‪(4‬‬
‫وأقوأله تعالى‪) :‬يا أيها الذين آمنوأا أطيعوأا ال وأأطيعوأا الرسوأل(‪.‬‬
‫وأنحوأ ذلك من اليات التي توأجب اتباع النبي صلى ال عليه وأسلم وأالتزام أمره وأنهيه‪.‬‬
‫وأل أرى فائدة من ذكرها جميعها وأوأجه الستدلل بها‪ ،‬لن النزاع في ثبوأت ما أسنده الروأاة إلى النبي‬
‫صلى ال عليه وأسلم من قوأله وأأمره وأنهيه‪ ،‬ل في وأجوأب امتثال المر وأالنهي بعد ثبوأته‪.‬‬
‫وأاستدل أيضال بوأجوأه أخرى ضعيفة جدلا‪.‬‬
‫منها قوأله‪) :‬إن الرسل صلوأات ال عليهم كانوأا يقبلوأن خبر الوأاحد وأيقطعوأن بمضموأنه‪ ،‬فقبله موأسى‬
‫)‪(5‬‬
‫من الذي جاء من أقصى المدينة قائلل له‪ " :‬إن المل يأتمروأن بك ليقتلوأك "‬
‫فجزم بخبره وأخرج هاربال من المدينة‪ ،‬وأقبل خبر بنت صاحب مدين لما قالت‪ " :‬إن أبي يدعوأك‬
‫وأقبل خبر أبيها في قوأله‪ :‬هذه ابنتي‪ ،‬وأتزوأجها بخبره‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫ليجزيك أجر ما سقيت لنا "‬

‫‪ ()1‬في كتاب التفسير من سوأرة البقرة ‪ ،12/4486‬وأفي كتاب الصلة ‪31/399‬وأالترمذي في أبوأاب الصلة ‪ ،139/340‬وأكتاب التفسير من سوأرة البقرة ‪.3/2962‬وأانظر‪:‬‬

‫تحفة الشراف ‪.2/39‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (24‬من سوأرة النفال‪.‬‬

‫‪ ()3‬الية )‪ (63‬من سوأرة النوأر‪.‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (33‬من سوأرة محمد‪.‬‬

‫‪ ()5‬الية )‪ (20‬من سوأرة القصص‪.‬‬

‫‪ ()6‬الية )‪ (25‬من سوأرة القصص‪.‬‬


‫)‪(1‬‬
‫وأقبل يوأسف الصديق خبر الرسوأل الذي جاءه من عند الملك‪.(...‬‬
‫وأزاد على ذلك المين الحاج محمد فقال‪) :‬وأقد قبل سليمان عليه السلم وأبلقيس خبر الوأاحد وأعمل‬
‫به‪ ،‬وأتيقنا به حتى من طير وأاحد‪ ،‬وأهوأ الهدهد‪ ،‬وألم يزد سليمان عليه السلم إل أن استوأثق منه‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأطلب منه أن يأتيه بدليل‪ ،‬وألم يقل له‪ :‬ائتني بمخبر آخر معك‪(...‬‬
‫وأمن أضعف الدلة ما استدل به ابن قتيبة رحمه ال أن ال أرسل رسوألل وأاحدال إلى الخلق كافة فدل‬
‫على أن الصادق العدل صادق الخبر‪ ،‬كما أن الرسوأل الوأاحد صادق الخبر‪ ،‬وأقد سبق نقل كلمه‬
‫بحروأفه‪.‬‬
‫وأل يخفى ضعف هذا الدليل لن خبر النبي مؤيد بالمعجزة التي تنوأب مناب قوأل ال عز وأجل "صدق‬
‫عبدي في كل ما يبلغ عني " وأسيأتي بيانه عند الكلم على المعجزات‪.‬‬
‫وأالحاصل أن أدلة القائلين بإفادة خبر الحاد العلم ل تنهض لثبات ذلك‪.‬‬
‫بينما ل يحتاج القائلوأن بإفادة الظن إلى اجتهاد في طلب ما يدل على ذلك لن إفادة العلم أمر يجده‬
‫المرء في نفسه‪ .‬وأغاية ما يجده المرء في نفسه تجاه أخبار الحاد الثقة وأحسن الظن بالراوأي وأترجيح‬
‫صدقه على كذبه رجحانال مقاربال لليقين‪.‬‬
‫أما القطع بذلك فيحتاج إلى دليل‪ ،‬قد ل عيسدعف به من ادعاه‪.‬‬

‫ثانيلا‪ :‬ما يفيده خبر الحاد مع اعتبار أمور خارجية‪:‬‬


‫قد يحيط بخبر الحاد ظروأف وأأحوأال وأقرائن تحدث أث الر في إفادته‪ ،‬وأيمكن أن ترقى بإفادته إلى درجة‬
‫اليقين وأالقطع‪ ،‬وأتفصيل ذلك في مسائل‪-:‬‬

‫الولى‪ :‬إذا أخبر أحد الصحابة الكرام بخبر بينا يدي خلق كثير منهم ولم يكذبوه‪ ،‬وععللم أنه لو‬
‫كانا كذبال لعلموه‪ ،‬ول حامل لهم على سكوتهم كالخوفا والطمع‪ ،‬يدل ذلك على صدقه قطعلا‪.‬‬
‫وأنسبه إلى أبي‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأابن تيمية)‪ (7‬وأالزركشي‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأالغزالي‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأالباجي‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأالباقلني‬ ‫)‪(3‬‬
‫قاله الجصاص‬

‫‪ ()1‬مختصر الصوأاعق ‪.2/406‬‬

‫‪ ()2‬حجية حديث الحاد ‪.105-104‬‬

‫‪ ()3‬انظر الفصوأل ‪.3/64‬‬

‫‪ ()4‬انظر التمهيد ‪.134‬‬

‫‪ ()5‬انظر إحكام الفصوأل ‪.247‬‬

‫‪ ()6‬انظر المستصفى ‪.1/141‬‬

‫‪ ()7‬انظر المسوأدة ‪.244‬‬

‫‪ ()8‬انظر البحر المحيط ‪.4/241‬‬


‫)‪(2‬‬
‫اسحق السفرائيني )‪ ،(1‬وأالستاذ أبي منصوأر البغدادي‪ ،‬إوأامام الحرمين‪ ،‬وأابن الحاجب‪.‬‬
‫وأغيرهم‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأعبد العلي النصاري‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأاختاره أيضال ابن السبكي وأالجلل المحلي‬
‫وأأطال الباقلني في تقريره‪ ،‬وأدفع ما يرد عليه فقال‪ ....) :‬وأقد ععلم بمستقر العادة امتناع مثل ذلك‬
‫العدد الكثير وأالجم الغفير عن إنكار كذفب عيدعى عليهم‪ ،‬وأعيضاف إلى سماعهم وأشهادتهم مع ما هم‬
‫عليه من نزاهة النفس وأكبر الهمم وأجللة القدر وأالتدين بتحريم الكذب وأالنفوأر عنه وأالتبجح بالصدق‬
‫وأشدة تمسكهم به‪ ،‬فلوأ كانوأا عالمين بكذب ما ادعاه النقلة عليهم لسارع جميعهم أوأ الجمهوأر منهم‬
‫وأقت سماع الكذب عليهم‪ -‬وأبعد ذلك الوأقت ‪ -‬إلى إنكاره وأتبكيت قائله وأتكذيبه إوأاعلم الناس كذدبه‪،‬‬
‫كما لوأ ادعى مدع بحضرة أهل بغداد أوأ الجانب الشرقي منها أوأ الغربي أنهم أروأا ما لم يروأه وأسمعوأا‬
‫ما لم يسمعوأه لم يلبثوأا أن يردوأا قوأله‪ ،‬وأيعلموأا الناس بطلن ما ادعاه عليهم‪ .‬هذا ثابت في مستقر‬
‫العادة‪ ،‬كما أنه ثابت فيه أن اجتماع مثل عدد من ذكرنا على نقـلل كذفب‪ ،‬وأكتمادن ما شوأهد ممتنع‪،‬‬
‫مع استقرار السلمة في النقل‪ ....‬وأكما يستحيل في موأضع العادة على نقلة السير وأالوأقائع وأالبلدان‬
‫الكذب فيما نقلوأه‪.‬‬
‫إوأاذا كان ذلك كذلك دل إمساك الصحابة رضوأان ال عليهم عن تكذيبه على صدقه‪.‬‬
‫وأقام إمساكهم عن إنكار ذلك مقام نقلهم لمثل ما نقله الحاد وأشهادلتهم من جهة النطق به وأقوألهم‪ :‬قد‬
‫)‪(5‬‬
‫صدقوأا فيما نقلوأه‪(.‬‬

‫الثانية‪ :‬ما يفيده الخبر المحفوفا بالقرائنا‪.‬‬


‫يقوأل أبوأ الحسين البصري المعتزلي‪) :‬دشدرط أبوأ إسحاق النظام في اقتضاء خبر الحاد العلم اقتران‬
‫قرائن به‪ ...‬وأمثل ذلك أن عنخدبر بموأت زيد وأنسمع في داره الوأاعية وأنرى الجنازة على بابه مع علمنا‬
‫)‪(6‬‬
‫بأنه ليس في داره مريض سوأاه(‬
‫وأتابعه على أن خبر الوأاحد يفيد العلم إذا احتف بالقرائن عدد من المتكلمين وأالصوأليين‬

‫‪ ()1‬هوأ إبراهيم بن محمد السفرائيني الشافعي )‪ 418‬هـ( أحد العلم في الفقه وأأصوأله‪ ،‬وأأصوأل الدين وأالحديث الشريف‪ ،‬وأله اشتغال وأمناظرات مع المعتزلة وأغيرهم‪ ،‬حتى‬

‫لقب بـ )ركن الدين(‪ ،‬قدم عليه أهل نيسابوأر لينتقل إليهم‪ ،‬فأجابهم‪ ،‬وأبنوأا له مدرسة عظيمة‪ ،‬لم عيبن مثلها من قبل فلزمها إلى أن توأفي‪ ،‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي‬

‫‪ ،2/234‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪ ،1/59‬وأطبقات الشافعية‪ ،‬السنوأي ‪.1/40‬‬

‫‪ ()2‬انظر البحر المحيط ‪.4/242‬‬

‫‪ ()3‬انظر حاشية العطار ‪.2/155‬‬

‫‪ ()4‬انظر فوأاتح الرحموأت ‪.2/125‬‬

‫‪ ()5‬انظر التمهيد ‪.140-134‬ثم ذكر الباقلني رحمه ال الجابة على كل ما يرد على هذا وأأجاد في دفعه إوأابطاله‪.‬‬

‫‪()6‬المعتمد ‪.2/566‬‬
‫)‪(6‬‬
‫وأالمدي‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأابن قدامة‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأالرازي‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأابن برهان‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأالغزالي‬ ‫)‪(1‬‬
‫منهم‪ :‬أبوأ الحسين البصري‬
‫)‪(9‬‬
‫وأالزركشي‪.‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأالبيضاوأي‪ ،‬وأالسنوأي)‪ (7‬وأالتفتازاني‬
‫وأأبوأ‬ ‫)‪(12‬‬
‫وأالشيرازي‬ ‫)‪(11‬‬
‫وأالباجي‬ ‫)‪(10‬‬
‫وأنازع في ذلك عدد من المتكلمين وأالصوأليين منهم الجصاص‬
‫)‪(13‬‬
‫الخطاب‬
‫وأاحتج المنكروأن بأدلة أقوأاها‪:‬‬
‫أن الخبر مع القرائن التي يذكرها النظام قد ينكشف عن الباطل‪ ،‬وأيتصوأر ذلك في المثال الذي ذكره‬
‫النظام فيمكن أن يكوأن أغمي عليه أوأ لحقته سكتة فظنوأا موأته‪ ،‬أوأ أنه أظهر ذلك ليعتقد السلطان‬
‫)‪(14‬‬
‫موأته فل يقتله لجرم كان قد ارتكبه‪.‬‬
‫وأأجاب المثبتوأن عنه فقالوأا‪ :‬هذا ل يدل إل على أن هذا القدر من القرائن ل يفيد العلم‪ ،‬وأل يلزم منه‬
‫)‪(15‬‬
‫أن ليحصل العلم بشيء من القرائن‪ ،‬لن القدحا في مثال ل يقتضي القدحا في أصل الدعوأى‪.‬‬
‫وأاحتج المنكروأن أيضال فقالوأا‪:‬‬
‫لوأ وأجب العلم عند خبر وأاحد لوأجب ذلك عند خبر كل وأاحد‪ ،‬كما أن الخبر المتوأاتر لدرما أفاد العلم في‬
‫)‪(16‬‬
‫موأضع أفاده في كل موأضع‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر المصدر السابق‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر المستصفى ‪.1/137‬‬

‫‪ ()3‬انظر الوأصوأل ‪.2/150‬‬

‫‪ ()4‬انظر المحصوأل )ق ‪.403-2/400 (1‬‬

‫انظر نزهة الخاطر ‪1/244‬‬ ‫‪( )5‬‬

‫‪ ()6‬انظر الحكام ‪.2/280‬‬

‫‪ ()7‬انظر شرحا البدخشي ‪.299-2/298‬‬

‫‪ ()8‬انظر شرحا النسفية ‪.20‬‬

‫‪ ()9‬انظر البحر المحيط ‪.4/265‬‬

‫‪ ()10‬انظر الفصوأل ‪.3/55‬‬

‫‪ ()11‬انظر إحكام الفصوأل ‪.234‬‬

‫‪ ()12‬انظر شرحا اللمع ‪.2/580‬‬

‫‪()13‬‬

‫‪ ()14‬انظر‪ :‬الفصوأل‪ ،‬الجصاص ‪ ،3/55‬وأشرحا اللمع‪ ،‬الشيرازي ‪.2/79‬‬

‫‪ ()15‬انظر‪ :‬حاشية العطار ‪.2/157‬‬

‫‪ ()16‬انظر‪ :‬الفصوأل‪ ،‬الجصاص ‪ .3/56‬وأشرحا اللمع‪ ،‬الشيرازي ‪ ،2/79‬وأالمحصوأل‪ ،‬الرازي ‪.1/2/401‬‬


‫وأأجاب المثبتوأن عنه فقالوأا‪ :‬ل نسلم بإيجاب ذلك لن حصوأل العلم بالمتوأاتر ضروأري‪ ،‬وأحصوأله‬
‫)‪(1‬‬
‫بخبر الحاد بما انضم إليه من القرائن‪ ،‬فمتى انضمت قرائن إلى الخبر أفاد العلم‪.‬‬
‫وأاحتجوأا لنكاره أيضال فقالوأا‪:‬‬
‫إن دلت القرينة وأحدها على تحقق مضموأن الخبر قطعال ‪ -‬كما تدل حمرة الوأجه على دخدجل الدخلجل‬
‫وأخوأف الخائف ‪ -‬فالعلم بالقرينة‪ ،‬وأيلغوأ الخبر‪.‬‬
‫إوأان دلت القرينة عليه ظنلا‪ ،‬وأاجتمع معه الظن بتحقيق مضموأن الخبر نفسه فل يحصل العلم من‬
‫)‪(2‬‬
‫اجتماع ظنين‪.‬‬
‫وأأجاب المثبتوأن فقالوأا‪:‬‬
‫ل يبعد أن تتوأالى القرائن حتى تبلغ مبلغال ل يبقى بينها وأبين إثارة العلم إل قرينة وأاحدة‪ ،‬وأيقوأم إخبار‬
‫)‪(3‬‬
‫الوأاحد مقام تلك القرينة فهذا مما ل يعرف استحالته‪.‬‬
‫وأبهذا يثبت أن خبر الحاد قد يفيد العلم إذا احتف بالقرائن‪ .‬لكن الكلم في تحقق هذه القرائن وأتعذر‬
‫ضبطها‬
‫يقوأل الرازي‪ ...) :‬إل أن القرائن ل تفي العبارات بوأصفها‪ ،‬فقد تحصل أموأر عيعلم بالضروأرة عند العلم‬
‫بها كوأن الشخص دخلجلل أوأ دوألج ل‬
‫ل‪ ،‬مع أنا لوأ حاوألنا التعبير عنها لعجزنا عنه(‬
‫)‪(4‬‬

‫وأيقوأل الزركشي‪):‬لم يتعرضوأا لضابط القرائن‪،‬وأقال المازري‪ :‬ل يمكن أن يشار إليها بعبارة تضبطها(‪.‬‬
‫)‪(5‬‬

‫ل‪،‬‬
‫وأيقوأل ابن السبكي‪) :‬لوأ رام بامرؤ ضبط هذه القرائن بما يميزها عن غيرها لم يجد إلى ذلك سبي ل‬
‫وأكأنها تدق عن العبارات‪ ،‬وأتأبى عن من يحاوأل ضبطها‪ ....‬وأبهذا يتمهد ما قلناه من أن حصوأل‬
‫)‪(6‬‬
‫العلم بصدق المخبر لن يتوأقف على حد محدوأد وأل عد معدوأد(‪.‬‬
‫وألهذا تعسر الستدلل بهذه المسألة في أخبار الحاد الوأاردة في الشرعيات حتى قال البزدوأي‪:‬‬
‫)‪(7‬‬
‫)‪ .....‬وألم يقع الخبر المحفوأف في الشرعيات(‬
‫وأقال عبد العلي النصاري‪ ...) :‬الكلم في تحقق هذه القرائن في خبر غير المعصوأم من النبي‬

‫‪ ()1‬انظر‪ :‬المحصوأل‪ ،‬الرازي ‪ ،1/2/402‬وأالوأصوأل‪ ،‬ابن برهان ‪.2/152‬‬

‫‪ ()2‬انظر‪ :‬فوأاتح الرحموأت ‪.2/121‬‬

‫‪ ()3‬انظر‪ :‬المستصفى‪ ،‬الغزالي ‪ ،1/137‬وأالمحصوأل‪ ،‬الرازي ‪ .1/2/400‬وأالبحر المحيط‪ ،‬الزركشي ‪ ،4/247‬وأفتح الملهم‪ ،‬شبير أحمد ‪.1/5‬‬

‫‪ ()4‬المحصوأل ‪.1/2/403‬‬

‫‪ ()5‬البحر المحيط ‪.4/266‬‬

‫‪ ()6‬حاشية العطار ‪.2/157‬‬

‫‪ ()7‬انظر‪ :‬فوأاتح الرحموأت ‪.2/122‬‬


‫وأأهل الجماع‪ ،‬فإنه لم يدل دليل على تحققها في مادة من الموأاد فل بد من إثبات تحققها‪ ،‬وأدوأنه‬
‫)‪(1‬‬
‫خرط القتاد(‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إفادة الخبر إذا وافق أصلل في كتاب ال عز وجل‬


‫القرآن الكريم هوأ المصدر الوأل لكل ما جاء به السلم من أحكام عقدية وأشرعية وأأخلقية قال‬
‫)‪(3‬‬
‫تعالى‪) :‬ما فرطنا في الكتاب من شيء()‪ (2‬وأقال تعالى‪) :‬وأنزلنا عليك الكتاب تبيانال لكل شيء(‪.‬‬
‫وأالسنة النبوأية هي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم لنها بيان الكتاب‪ .‬قال تعالى‪) :‬وأأنزلنا إليك‬
‫)‪(4‬‬
‫الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم(‪.‬‬
‫وأاستقراء الحكام التي جاء بها السلم عامة‪ ،‬وأالعقدية منها على وأجه الخصوأص يشير إلى هذا‬
‫الترتيب بين المصدرين‪.‬‬
‫أما منزلة السنة من ناحية ما جاء فيها من عقائد‪ ،‬فعلى ثلثة منازل‪:‬‬
‫ل‪ :‬أن تكوأن السنة مقررة وأمؤكدة لعقيدة ثابتة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫أوأ ل‬
‫وأمثال ذلك‪ :‬ما جاء في السنة المطهرة في صفة الحياة من صفات ال عز وأجل‪:‬‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم كان‬
‫يقوأل‪):‬اللهم لك أسلمت‪ ،‬وأبك آمنت‪ ،‬وأعليك توأكلت‪ ،‬إوأاليك أنبت‪ ،‬وأبك خاصمت‪ ،‬اللهم إني أعوأذ‬
‫)‪(5‬‬
‫بعزتك ل إله إل أنت أن تضلني‪ ،‬أنت الحي الذي ل يموأت‪ ،‬وأالجن وأالنس يموأتوأن(‪.‬‬
‫وأوأروأد صفة الحياة في هذا الحديث مقرر وأمؤكد لما جاء في القرآن الكريم من إثبات صفة الحياة ل‬
‫)‪(7‬‬
‫وأقال تعالى‪):‬وأتوأكل على الحي الذي ل يموأت(‬ ‫)‪(6‬‬
‫عز وأجل قال تعالى‪) :‬هوأ الحي ل إله إل هوأ(‬
‫وأفي هذا القسم تدل السنة على ما دل عليه الكتاب‪ ،‬وألوأ فرضنا عدم وأروأد السنة فيه فدللة الكتاب‬
‫وأحدها تكفي لثبات هذه الصفة‪ ،‬إوأانما جاءت السنة شاهدة وأمؤكدة‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬أن تكوأن السنة وأاردة في عقيدة سكت عنها القرآن‪.‬‬
‫وأمثال ذلك الحاديث الوأاردة في خروأج الدجال الكبر قبيل قيام الساعة‪-.‬وأسيأتي ذكرها‪-‬‬
‫ثالثلا‪ :‬أن تكوأن السنة مبينة لية فيها إجمال لمر عقائدي ‪ -‬وأهذا مرادنا في هذا الموأطن ‪-‬وأالمـراد‬
‫‪ ()1‬نفسه‪ ،‬وأنفس الصفحة‪.‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (38‬من سوأرة النعام‪.‬‬

‫‪ ()3‬الية )‪ (89‬من سوأرة النحل‪.‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (44‬من سوأرة النحل‪.‬‬

‫‪ ()5‬في كتاب الذكر وأالدعاء ‪ ،18/2717‬وأالبخاري في التوأحيد ‪7/7383‬‬

‫‪ ()6‬الية )‪ (65‬من سوأرة غافر‪.‬‬

‫‪ ()7‬الية )‪ (58‬من سوأرة الفرقان‪.‬‬


‫)‪(1‬‬
‫بالجمال هنا‪:‬خفاء دللة اللفظ على المعنـى المراد خفالء ل يعرفع إل بيبان من المبسين‪.‬‬
‫وأيمكن تقسيم بيان السنة المطهرة إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫ل‪ :‬رفع احتمال المجاز‪:‬‬
‫أوأ ل‬
‫)‪(2‬‬
‫وأمثاله قوأله عز وأجل‪) :‬وأنضع الموأازين القسط ليوأم القيامة فل تظلم نفس شيئلا(‪.‬‬
‫وأذكر الموأازين في هذه الية يحتمل أن يكوأن المراد منه حقيقة الموأازين‪ ،‬وأيحتمل أن يكوأن مجا الز عن‬
‫العدل‪ ،‬وألذلك حصل الختلف في تفسير الية على قوألين حكاهما الرازي فقال‪:‬‬
‫)في وأضع الموأازين قوألن‪ :‬أحدهما قوأل مجاهد‪ :‬هذا دمدثل‪ ،‬وأالمراد بالموأازين العدل‪...‬‬
‫الثاني‪ :‬وأهوأ قوأل أئمة السلف أنه سبحانه يضع الموأازين الحقيقية‪ ،‬فتوأزن بها العمال‪.(3)(...‬‬
‫إوأاذا أراد أئمة السلف الستدلل بهذه الية الكريمة لثبات ما قالوأه احتاجوأا إلى بيان من المبرين يرفع‬
‫خفاء دللة لفظ الموأازين وأاحتمادله للمجاز‪.‬‬
‫وأقد وأرد في السنة أحاديث عديدة ترفع احتمال المجاز في الية الكريمة منها‪:‬‬
‫ما أخرجه المام الترمذي بسنده عن عبد ال بن عمروأ بن العاص أنه قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال‬
‫عليه وأسلم‪) :‬إن ال سيخلص رجلل من أمتي على رؤوأس الخلئق يوأم القيامة‪ ،‬فينشر عليه تسعة‬
‫ل‪ ،‬كل سجل مثل مد البصر ‪ -‬إلى أن قال ‪ -‬فتخرج شهادة فيها أشهد أن ل إله إل ال‪،‬‬
‫وأتسعين سج ل‬
‫وأأشهد أن محمدال عبده وأرسوأله‪ .‬فيقوأل‪ :‬أحضر وأزنك‪ .‬فيقوأل‪ :‬يا رب‪ :‬ما هذه البطاقة مع هذه‬
‫السجلت فقال‪ :‬إنك ل تظلم‪ ،‬قال‪ :‬فتوأضع السجلت في كفة وأالبطاقة في كفة‪ ،‬فطاشت السجلت‬
‫)‪(4‬‬
‫وأثقلت البطاقة‪ ،‬فل يثقل مع اسم ال شيء(‪.‬‬
‫وأفي هذا المثال يتبين لنا أن الدليل في إثبات حقيقة الموأازين دليلن‪ ،‬كل دليل منهما يلحقه الظن‬
‫بمفرده‪ .‬فالية الكريمة ظنية الدللة على حقيقة الموأازين لحتمال المجاز‪ ،‬وأالحديث الشريف قطعي‬
‫الدللة على حقيقة الموأازين‪ ،‬وألكن يلحقه الظن في ثبوأته‪ ،‬وأيحصل باجتماع الدليلين وأبموأافقة الحديث‬
‫لصل في كتاب ال عز وأجل القطعع بإثبات حقيقة الموأازين وأارتفاع احتمال المجاز في الية الكريمة‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬رفع البهام‪:‬‬
‫قد يرد في الكتاب لفظ مبهم‪ ،‬وأيأتي التعيين وأالبيان في السنة المطهرة‪.‬‬
‫وأمثال ذلك من مسائل العتقاد قوأله تعالى‪) :‬يوأم يأتي بعض آيات ربك ل ينفع نفسال إيمانها لم تكن‬

‫‪ ()1‬انظر أصوأل السرخسي ‪ ،1/168‬كشف السرار ‪.1/54‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (47‬من سوأرة النبياء‪.‬‬

‫‪ ()3‬تفسير الرازي ‪.22/176‬‬

‫‪ ()4‬سيأتي تخريجه موأسعال في الباب الثاني‪.‬‬


‫آمنت من قبل أوأ كسبت في إيمانها خي لرا(‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وألذبكر الية المرتقبة في قوأل ال عز وأجل مبهم ل يعرف المراد منه إل ببيان المبين‪.‬‬
‫وأقد وأرد في السنة المطهرة تعيين الية المبهمة في قوأله عز وأجل )بعض آيات ربك(‬
‫فيما أخرجه البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪:‬‬
‫)ل تقوأم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها‪ ،‬فإذا طلعت وأرآها الناس آمنوأا أجمعوأن‪ ،‬وأذلك حين‬
‫)‪(2‬‬
‫ل ينفع نفسال إيمانها‪ ،‬ثم ق أر الية(‪.‬‬
‫وأفي هذين الدليلين من الكتاب وأالسنة يحصل القطع بإثبات طلوأع الشمس من مغربها علمة من‬
‫علمات الساعة‪ ،‬مع أن كلل منهما ظني بمفرده‪ ،‬فالية الكريمة ظنية الدللة لعدم تعيين المراد‪.‬‬
‫وأالحديث فيه تعيين المراد‪ ،‬وألكن يلحقه الظن في ثبوأته‪ ،‬وأباجتماعهما يحصل القطع في إثبات المراد‪.‬‬
‫‪-‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫ثالثلا‪:‬‬
‫تعيين المعنى المراد من اللفظ المشترك‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأالمشترك في الصطلحا‪ :‬هوأ اللفظ الموأضوأع للدللة على معنيين فأكثر‪.‬‬
‫وأمثاله في مسائل العتقاد‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫لفظ العوأروأد‪:‬وأهوأ مشترك بين دخوأل الشيء وأالشراف عليه أوأ القرب منه‪.‬‬
‫وأجاء في كتاب ال عز وأجل مستعملل في المعنيين‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫الوأل‪:‬نحوأ قوأله تعالى‪):‬إنكم وأما تعبدوأن من دوأن ال حصب جهنم أنتم لها وأاردوأن(‬
‫)‪(6‬‬
‫وأقوأله تعالى‪) :‬يقدم قوأمه يوأم القيامة فأوأردهم النار وأبئس الوأرد الموأروأد(‪.‬‬
‫)‪(7‬‬
‫الثاني‪:‬نحوأ قوأله تعالى)فأرسلوأا وأاردهم فأدلى دلوأه(‬
‫قال الرازي‪):‬وأقد يراد به القرب‪ ،‬نحوأ قوأل ال تعالى‪) :‬فأرسلوأا وأاردهم فأدلى دلوأه( وأمعلوأم أن الوأارد‬
‫وأأراد به القرب‪،‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫ما دخل الماء‪ ،‬وأقال تعالى‪):‬وألما وأرد ماء مدين وأجد عليه أمة من الناس يسقوأن(‬

‫‪ ()1‬الية )‪ (158‬من سوأرة النعام‪.‬‬

‫‪ ()2‬في كتاب التفسير ‪ 10/4636‬وأسيأتي في الباب الثاني‪.‬‬

‫‪ ()3‬انظر‪ :‬أصوأل السرخسي ‪ ،1/126‬وأكشف السرار‪ ،‬البخاري ‪.1/37‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬القاموأس المحيط ‪.1/344‬‬

‫‪ ()5‬الية )‪ (98‬من سوأرة النبياء‪.‬‬

‫‪ ()6‬الية )‪ (98‬من سوأرة هوأد‪ .‬وأانظر تفسير الرازي ‪.21/244‬‬

‫‪ ()7‬الية )‪ (19‬من سوأرة يوأسف‪.‬‬

‫‪ ()8‬الية )‪ (23‬من سوأرة القصص‪.‬‬


‫)‪(1‬‬
‫وأيقال‪ ،‬وأردت القافلة البلدة‪ ،‬إوأان لم تدخلها(‪.‬‬
‫وأيظهر أثر هذا الشتراك في مسألة من مسائل العتقاد وأهي المروأر على الصراط‪:‬‬
‫)وأان منكم إل وأاردها كان على ربك‬
‫فقد وأرد في كتاب ال عز وأجل الوأروأد على جهنم‪ ،‬قال تعالى‪ :‬إ‬
‫حتمال مقضيلا()‪ (2‬فهل المراد من المروأر الشراف أم الدخوأل ؟‬
‫وأدللة الية الكريمة تحتمل المعنيين‪ ،‬وأيأتي خبر الحاد ليدل على تعيين المراد من أحد المعنيين‪.‬‬
‫وأقد جاء في السنة الشريفة أكثر من حديث يدل على تعيين المراد من الوأروأد بالشراف على جهنم‬
‫وأالمروأر‬
‫عليها‪ ،‬منها ما أخرجه المام البخاري في حديث طوأيل عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬وأفيه قال‪:‬‬
‫)‪ ....‬وأيضرب جسر جهنم ‪ -‬قال صلى ال عليه وأسلم‪ :‬فأكوأن أوأل من يجير‪ ،‬وأدعاء الرسل يوأمئفذ‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫اللهم سلم‪ ،‬سلم‪.(...‬‬
‫وأباجتماع الية مع الخبر يحصل القطع بإثبات المروأر على الصراط‪ ،‬مع أن كلل من الدليلين ظني‬
‫بمفرده‪ ،‬أما الية الكريمة فدللتها ظنية لحتمال أن يكوأن المراد من الوأروأد الدخوأل‪ ،‬وأأما الخبر فهوأ‬
‫إوأان كان قطعي الدللة في المروأر وأالجوأاز‪ ،‬إل أن الظن يلحقه في ثبوأته‪ ،‬وأباجتماع الدليلين ينتفي‬
‫احتمال أن يكوأن الدخوأل مرادلا‪ ،‬وأيحصل القطع وأاليقين‪ :‬بحمل الوأروأد على معناه الخر وأهوأ‬
‫الشراف وأالمروأر‪.‬‬
‫وأقد نبه المام الخطابي وأتلميذه البيهقي إلى تحصيل القطع وأاليقين بموأافقة الحديث لصل في كتاب‬
‫ال عز وأجل‬
‫يقوأل المام الخطابي‪) :‬الصل في إثبات الصفات أنه ل يجوأز ذلك إل أن يكوأن بكتاب ناطق أوأ‬
‫خبر مقطوأع بصحته أوأ روأيت من طريق الحاد وأكان لها أصل في الكتاب أوأ خسرجت على بعض‬
‫)‪(4‬‬
‫معانيه(‪.‬‬
‫وأيقوأل‪) :‬الصل أن كل صفة جاء بها الكتاب أوأ صحت بأخبار التوأاتر أوأ روأيت من طريق الحاد‬
‫وأكان لها أصل ثابت في الكتاب أوأ خـ ــرجت على بعض معانيه فإنا نقوأل بها وأنجريها على ظاه ــرها‬
‫)‪(5‬‬
‫من غير تكييف(‪.‬‬
‫وأيقوأل البيهقي‪:‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الرازي ‪.21/244‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (71‬من سوأرة مريم‪.‬‬

‫‪ ()3‬في الرقاق ‪ ،52/6573‬وأسيأتي في الباب الثاني‪.‬‬

‫‪ ()4‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪.423‬‬

‫‪ ()5‬نفسه ‪.446‬‬
‫ترك أهل النظر من أصحابنا الحتجاج بأخبار الحاد في صفات ال تعالى إذا لم يكن لما انفرد‬
‫)‪(1‬‬
‫منها أصل في الكتاب‪.‬‬

‫المسألة الرابعة‪ :‬إفادة الخبر المسلسل بالئمة‪:‬‬


‫نقل غير وأاحد من الصوأليين عن طائفة من أهل الحديث أنهم قالوأا‪ :‬الحديث الذي يتصل إسناده إلى‬
‫النبي صلى ال عليه وأسلم بنقل المام عن المام يحصل به العلم من جهة الستدلل‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫نقله الزركشي عن ابن خوأيز منداد‪ ،‬دوأمرثله لما يروأيه مالك وأأحمد وأسفيان بن عيينة‬
‫)‪(3‬‬
‫وأنقله الشيرازي عن طائفة من أهل الحديث‪.‬‬
‫وأاختاره الحافظ ابن حجر‪ ،‬وأزاد على ذلك شرطال وأهوأ أن يشاركه فيه غيره‪ ،‬فقال‪):‬وأمنها ‪ -‬الخبار‬
‫التي تفيد العلم ‪ -‬المسلسل بالئمة الحفاظ المتقنين‪ ،‬حيث ل يكوأن غريبال كالحديث الذي يروأيه أحمد‬
‫بن حنبل مثلل وأيشاركه فيه غيره‪ ،‬عن الشافعي وأيشاركه فيه غيره عن مالك بن أنس فإنه يفيد العلم‬
‫)‪(4‬‬
‫عند سماعه بالستدلل من جهة جللة روأاته‪.(...‬‬
‫)‪(6‬‬
‫وأاختاره العطار في حاشيته على جمع الجوأامع‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأنقل القاسمي كلم الحافظ ابن حجر وأاختاره‬
‫وأعند الجمهوأر المتكلمين وأالصوأليين تختلف وأجهة النظر في الخبر المسلسل بالئمة‪.‬‬
‫فالمام الجوأيني يرى أن الخبر إذا لم يكن فيه للعقل أوأ الشرع سبيل لتحصيل العلم به فالمعتبر في‬
‫تحصيله هوأ استمرار العادات‪،‬وأيختلف باختلف أحوأال المخبرين وأاختلف الوأقائع وأمضموأن‬
‫)‪(7‬‬
‫الخبار‪.‬‬
‫وأيقوأل‪) :‬وأل نرى وأجهال في النظر يؤدي إلى القطع بالصدق‪ ،‬نعم‪ .‬ما ذكره يغلب على الظن صدقه‬
‫فيه‪ ،‬فأما أن يفضي إلى العلم به فل(‪.‬‬
‫وأيقوأل‪) :‬تقوأل لهؤلء‪ :‬أتجوأزوأن أن يزل العدل وأيخطئ ؟‬
‫)‪(8‬‬
‫فإن قالوأا‪ :‬ل‪ ،‬كان ذلك بهتال وأهتكلا‪(...‬‬
‫احد‪....‬وأاذا ذكرت إمكان حصوأل العلم بصدق مخبر‬
‫إ‬ ‫وأيقوأل‪):‬وأل يبعد أن يحصل الصدق بإخبار وأ‬
‫‪ ()1‬نفسه ‪.450‬‬

‫‪ ()2‬البحر المحيط ‪.4/263‬‬

‫‪ ()3‬انظر شرحا اللمع ‪.2/579‬‬

‫‪ ()4‬انظر لقط الدرر ‪.36‬‬

‫‪ ()5‬انظر قوأاعد التحديث ‪.87‬‬

‫‪.2/148 ()6‬‬

‫‪ ()7‬البرهان ‪.1/580‬‬

‫‪()8‬نفسه ‪.1/584‬‬
‫وأاحد فإني أفرض تخلف العلم بالصدق عن إخبار عدد كثير وأجم غفير إذا جمعتهم سياسة حاملة‬
‫)‪(1‬‬
‫على الكذب‪.(..‬‬
‫وأيريد بذلك إمام الحرمين أن العادة هي المحكمة في تحصيل العلم بصدق المخبر إذا لم يدل العقل‬
‫أوأ الشرع على صدقه‪ ،‬فقد يحصل العلم بصدق مخبر في أحد أخباره وأل يستلزم ذلك أن يحصل العلم‬
‫بجميع أخباره‪.‬‬
‫وأيقوأل السرخسي‪) :‬إن بقاء احتمال الكذب في خبر غير المعصوأم معاين ل يمكن إنكاره‪ ،‬وأمع‬
‫الشبهة وأالحتمال ل يثبت اليقين‪ ،‬إوأانما يثبت سكوأن النفس وأطمأنينة القلب بترجيح جانب الصدق‬
‫)‪(2‬‬
‫لبعض السباب(‪.‬‬
‫وأليس المراد بالكذب هنا الخبار عن أمر غير مطابق للوأاقع وأللما في اعتقاد المخبر‪.‬‬
‫إوأانما المراد به الخبار عن الشيء بخلف ما هوأ به سهوألا‪ ،(3).‬قال ابن قاسم العبادي‪) :‬إن أراد أنه لم‬
‫وأمحل‬ ‫)‪(4‬‬
‫يتعمد الكذب فليس محل النزاع‪ ،‬إوأان أراد أنه ل يـجوأز عليـه السهوأ وأالغـلط ففيه الكلم(‬
‫النزاع في المسألة أن إتقان الراوأي إوأامامته هل توأجب انتفاء احتمال السهوأ أوأ الوأهم في جميع أخباره‬
‫؟‬
‫العقل يحكم بالجوأاز‪ ،‬وأليس هناك دليل على انتفائه‪ ،‬أما الوأقوأع فقد يحصل على سبيل القلة وأالندرة‪،‬‬
‫وأسبق أن ذكرنا إشارة المام الشافعي إلى وأهم المام مالك‪ ،‬إوأاشارة ابن عبد البر إلى اتفاق المصنفين‬
‫على وأهم المام الزهري في حديث ذي اليدين‪ ،‬وأقوأله‪):‬وأالغلط ل يسلم منه أحد‪ ،‬وأالكمال ليس‬
‫)‪(5‬‬
‫لمخلوأق(‪.‬‬
‫وأسبق أن نقلنا قوأل المدي‪) :‬لوأ كان خبر العدل يفيد بمجرده العلم لكان العلم حاصلل بنبوأة من عأخبلدر‬
‫)‪(6‬‬
‫بكوأنه نبيال من غير حاجة إلى معجزة تدل على صدقه(‪.‬‬
‫وأجوأاز الوأهم في خبر المام وأالحكم بوأقوأعه على سبيل الندرة ل يحط من قدره وأل يقدحا في إمامته‬
‫)‪(7‬‬
‫وأضبطه‪ ،‬كما أن بعض السهوأ جائز على النبي وأل يقدحا في نبوأته‪.‬‬
‫وأهذا التجوأيز ل يستلزم مساوأاة خبر المام بخبر آحاد العدوأل من الروأاة من جميع الوأجوأه‪ ،‬بل يبقى‬

‫‪ ()1‬البرهان ‪.1/580‬‬

‫‪ ()2‬أصوأل السرخسي ‪.1/329‬‬

‫‪ ()3‬انظر‪ :‬البحر المحيط‪ ،‬الزركشي ‪.4/218‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬لقط الدرر ‪ ،36‬وأنحوأه في شرحا نخبة الفكر‪ ،‬القاري ‪.46‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬نظم الفرائد‪ ،‬العلئي ‪.212‬‬

‫‪ ()6‬الحكام ‪.2/276‬‬

‫‪ ()7‬سيأتي بيان ذلك في الباب الثاني‪.‬‬


‫فارق كبير حكم به أهل الصنعة الحديثية‪،‬وأهوأ الحكم بالشذوأذ أوأ النكارة على خبر خالف فيه راوأيه‬
‫)‪(1‬‬
‫الئمة الحفاظ‪.‬‬
‫إل أنا في هذا الموأطن نريد نفي احتمال السهوأ وأالغلط وأتحصيل القطع وأاليقين‪ ،‬وأيعوأزنا الدليل‬
‫لتحصيل القطع وأاليقين في نفي ذلك عن الخبر الذي تسلسل بالئمة‪.‬‬
‫وأمما يهوأن من هيبة الخلف في هذه المسألة أن شارحا صحيح مسلم شبير العثماني قال‪:‬‬
‫)أجل السانيد‪ :‬أحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر‪ ،‬وأتسمى هذه الترجمة سلسلة‬
‫وأليس في مسند أحمد على كبره بهذه الترجمة سوأى حديث وأاحد()‪ ،(3‬وأهوأ في البيوأع ل في‬ ‫)‪(2‬‬
‫الذهب‬
‫مسألة من مسائل العتقاد‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأقال السيوأطي‪ ...):‬بل وألم يقع لنا على هذه الشريطة غيرها‪ ،‬وأل خارج المسند(‪.‬‬

‫المسألة الخامسة‪ :‬إفادة الخبر المخررج في الصحيحينا‪:‬‬


‫ل يخفى على أحد من أهل القبلة ما للشيخين وأصحيحيهما من منزلة وأمكانة في نفوأس أهل السنة‬
‫وأالجماعة ‪ -‬عالمهم وأجاهلهم‪ ،‬المجتهد منهم وأالمقلد‪ ،‬وأالمتقدم منهم وأالمتأخر‪ ،‬اتفقوأا جميعال ‪ -‬إل من‬
‫رمي ببدعة أوأ هوأى ‪ -‬على الشهادة للشيخين بتبحرهما في علوأم الحديث وأدقتهما في صنعته‪ ،‬وأعلى‬
‫تلقي أحاديث الصحيحين بالقبوأل‪ ،‬وأالقرار لها بالصحة‪.‬‬
‫وأاختلفوأا في مفهوأم الصحة المتعلقة بأحاديث الشيخين‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫وأالسخاوأي‬ ‫)‪(7‬‬
‫وأابن حجر‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأابن كثير‬ ‫)‪(5‬‬
‫فذهب جماعة من المحدثين كالشيخ ابن الصلحا‬
‫وأعبدالعلي‬ ‫)‪(12‬‬
‫وأالزركشي‬ ‫)‪(11‬‬
‫وأجماعة من الصوأليين منهم الباجي )‪(10‬وأالشيرازي‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأالسيوأطي‬
‫‪ ()1‬انظر‪ :‬لقط الدرر ‪.54‬‬

‫‪ ()2‬نفسه ‪.43‬‬

‫‪ ()3‬فتح الملهم ‪.1/32‬‬

‫‪ ()4‬تدريب الراوأي ‪.79-1/78‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬التقيد وأاليضاحا ‪.29-28‬‬

‫‪ ()6‬انظر‪ :‬الباعث الحثيث ‪.34‬‬

‫‪ ()7‬انظر‪ :‬لقط الدرر ‪ ،35‬وأالنكت الظراف على ابن الصلحا ‪.176-1/172‬‬

‫‪ ()8‬انظر‪ :‬فتح المغيث ‪.1/52‬‬

‫‪ ()9‬انظر‪ :‬تدريب الراوأي ‪.134-1/131‬‬

‫‪ ()10‬انظر‪ :‬إحكام الفصوأل ‪.247‬‬

‫‪ ()11‬انظر‪ :‬شرحا اللمع ‪.2/578‬‬

‫‪ ()12‬انظر‪ :‬البحر المحيط ‪.4/465‬‬


‫إلى القطع بصحة نسبتها إلى رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأالشوأكاني‬ ‫)‪(1‬‬
‫النصاري‬
‫قال الحافظ ابن الصلحا‪) :‬وأما روأياه أوأ أحدهما فهوأ مقطوأع بصحته‪ ...‬خلفال لمن نفى ذلك محتجال‬
‫بأنه ل يفيد إل الظن‪ ...‬لن ظن من هوأ معصوأم من الخطأ ل يخطئ‪ ،‬وأالمة في إجماعها‬
‫معصوأمة من الخطأ‪ ،‬وألهذا كان الجماع المبني على الجتهاد حجة مقطوأعال بها‪.‬‬
‫وأقد قال إمام الحرمين‪ :‬لوأ حلف إنسان بطلق امرأته أن ما في الصحيحين مما حكما بصحته من‬
‫قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم لما ألزمته الطلق‪ ،‬لجماع المسلمين على صحته‪(3) .(...‬وأذهب‬
‫وأجماعة من‬ ‫)‪(7‬‬
‫وأشبير العثماني‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأالكتاني‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأالزين العراقي‬ ‫)‪(4‬‬
‫جماعة من المحدثين منهم النوأوأي‬
‫وأابن‬ ‫)‪(11‬‬
‫وأأمير بادشاه‬ ‫)‪(10‬‬
‫وأابن السبكي وأالجلل المحلي‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأالبيضاوأي‬ ‫)‪(8‬‬
‫الصوأليين منهم ابن برهان‬
‫وأهما من الزيدية ‪-‬ذهبوأا‪ -‬إلى أن تلقي المة لحاديث الصحيحين‬ ‫)‪(13‬‬
‫وأالصنعاني‬ ‫)‪(12‬‬
‫الوأزير‬
‫بالقبوأل ل يدل على القطع بصحة ثبوأتها عن النبي صلى ال عليه وأسلم‪.‬‬
‫وأقال النوأوأي بعد نقل كلم ابن الصلحا‪) :‬وأهذا الذي ذكره الشيخ في هذه الموأاضع خلف ما قاله‬
‫المحققوأن وأالكثر وأن‪ ،‬فإنهم قالوأا‪ :‬أحاديث الصحيحين التي ليست بمتوأاترة إنما تفيد الظن‪ ،‬فإنها‬
‫آحاد وأالحاد إنما تفيد الظن ‪ -‬على ما تقرر ‪ -‬وأل فرق بين البخاري وأمسلم وأغيرهما في ذلك‪.‬‬
‫وأتلقي المة بالقبوأل إنما أفادنا وأجوأب العمل بما فيهما‪ ،‬وأهذا متفق عليه فإن أخبار الحاد التي في‬
‫غيرهما من الكتب يجب العمل بها إذا صحت أسانيدها‪ ،‬وأل تفيد إل الظن‪ ،‬وأكذا الصحيحان‪.‬‬
‫إوأانما يفترق الصحيحان وأغيرهما من الكتب في كوأن ما فيهما صحيحال ل يحتاج إلى النظر فيه‪ ،‬بل‬

‫‪ ()1‬انظر‪ :‬فوأاتح الرحموأت ‪.2/112‬‬

‫‪ ()2‬انظر‪ :‬إرشاد الفحوأل ‪ ،50‬وأانظر‪ :‬رد شبهات اللحاد عن أحاديث الحاد‪ ،‬الراشد ‪.60‬‬

‫‪ ()3‬انظر‪ :‬التقيد وأاليضاحا ‪ ،29-28‬وأانظر‪ :‬النكت الظراف على ابن الصلحا‪ ،‬ابن حجر ‪.176-1/172‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬شرحا صحيح مسلم ‪ ،15-1/14‬تدريب الراوأي ‪.1/131‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬فتح المغيث ‪.1/53‬‬

‫انظر‪ :‬نظم المتناثر ‪.17‬‬ ‫‪() 6‬‬

‫‪ ()7‬فتح الملهم ‪.108-1/106‬‬

‫‪ ()8‬انظر‪:‬الوأصوأل ‪.2/174‬‬

‫‪ ()9‬انظر نهاية السوأل ‪.2/68‬‬

‫‪ ()10‬انظر حاشية العطار ‪.2/153‬‬

‫‪ ()11‬تيسير التحرير ‪.38-3/37‬‬

‫‪ ()12‬انظر الذب عن السنة ‪.76،87‬‬

‫‪ ()13‬توأضيح الفكار ‪.126-1/125‬‬


‫يجب العمل به مطلقلا‪ ،‬وأما كان في غيرهما ل يعمل به حتى عينظر وأتوأجد فيه شروأط الصحيح‪.‬‬
‫وأل يلزم من إجماع المة على ما فيهما إجماعهم على أنه مقطوأع بأنه كلم النبي صلى ال عليه‬
‫)‪(1‬‬
‫وأسلم(‪.‬‬
‫وأقال ابن برهان‪) :‬وأل عمدة للخصم إل أن المة أجمعت على تلقي هذين الكتابين بالقبوأل وأاتفقوأا‬
‫على العمل بهما‪ ،‬وأهذا ل يدل على أنهما مقطوأع بصحتهما‪ ،‬فإن المة إنما عملت بهما لعتقادها‬
‫)‪(2‬‬
‫المانة وأالثقة في الروأاية وأليس كل ما يجب العمل به مقطوأعال بصحته(‬
‫وأقال شبير أحمد‪) :‬إن إجماع المة أوأ تلقي المة بالقبوأل إنما يفيد علم اليقين أوأ علم طمأنينة بالمر‬
‫الذي وأقع الجماع عليه أوأ التلقي بقبوأله‪ ،‬فالجماع على قبوأفل مطلق لخبر الوأاحد المستجمع لشروأط‬
‫الصحة‪ ،‬إوأافادتله الظن الموأجب للعمل إنما يفيد حصوأل العلم القطعي بأن خبر الوأاحد مفيد للظن‪،‬‬
‫وأمقبوأل في العمليات‪ ،‬وأأنه يحتمل السهوأ وأالغلط احتمالل مرجوأحال ضعيفلا‪.‬‬
‫وأظاهر أن هذا العلم القطعي المستفاد من الجماع ل يحوأل خبر الوأاحد من إفادته الظن إلى إفادته‬
‫)‪(3‬‬
‫العلم وأاليقين‪ ،‬بل يؤكد كوأنه ظنيال محتملل للخطأ لحصوأل التفاق عليه‪(....‬‬
‫وأيبدوأ لي أن أدلة النوأوأي وأموأافقيه ل تبقي مستمسكال في استدلل القائلين بإفادة أحاديث الصحيحين‬
‫القطع وأاليقين‪.‬‬
‫وألدى القائلين بإفادة أحاديث الصحيحين العلم ما يتناقض مع حكمهم بذلك‪ ،‬لنهم قسموأا الصحة إلى‬
‫مراتب‪ .‬يقوأل الحافظ ابن حجر بعد ذكر التفاضل في أصح السانيد‪) :‬وأيلتحق بهذا التفاضل ما اتفق‬
‫الشيخان على تخريجه بالنسبة إلى ما انفرد به أحدهما‪ ،‬وأما انفرد به البخاري بالنسبة إلى ما انفرد به‬
‫مسلم‪ ،‬لتفاق العلماء على تلقي كتابيهما بالقبوأل وأاختلف بعضهم في أيهما أرجح‪ ،‬فما اتفقا عليه‬
‫أرجح من هذه الحيثية مما لم يتفقا عليه‪ .‬وأقد صرحا الجمهوأر بتقديم صحيح البخاري في الصحة(‪.‬‬
‫)‪(4‬‬

‫وأيقوأل بعد ترجيح شرط البخاري على شرط مسلم‪) :‬وأمن ثم قعسدم صحيعح البخاري على غيره من الكتب‬
‫المصنفة‪ ،‬ثم صحيح مسلم لمشاركته للبخاري في اتفاق العلماء على تلقي كتابه بالقبوأل‪ ....‬ثم عيقدردم‬
‫في الرجحية من حيث الصحية ما وأافق شرطهما‪ ....‬فإن كان الخبر على شرطهما معال كان دوأن‬
‫ما أخرجه مسلم أوأ مثله‪ ،‬إوأان كان على شرط أحدهما فيقدم شرط البخاري وأحده على شرط مسلم‬
‫)‪(5‬‬
‫وأحده‪....‬فخرج لنا من هذا ستة أقسام تتفـاوأت درجاتها مـن حيث الصحـة(‪.‬‬

‫‪ ()1‬شرحا مسلم ‪.1/15‬‬

‫‪ ()2‬الوأصوأل ‪.2/74‬‬

‫‪ ()3‬فتح الملهم ‪ ،1/107‬وأانظر‪ :‬نحوأه في شرحا القاري على النخبة ‪.43-38‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬لقط الدرر ‪.43‬‬

‫نفسه ‪.47-46‬‬ ‫‪() 5‬‬


‫ثم يزيد الحافظ ابن حجر توأضيحال في الشارة إلى عدم إفادة بعض أحاديث الصحيحين العلم فيقوأل‪:‬‬
‫)لوأ كان الحديث عند مسلم مثلل وأهوأ مشهوأر قاصر عن درجة التوأاتر لكن حفته قرينة صار بها يفيد‬
‫)‪(1‬‬
‫العلم فإنه يقدم على الحديث الذي يخرجه البخاري إذا كان فردلا(‬
‫وأيقوأل‪) :‬لوأ كان الحديث الذي لم يخرجاه من ترجمة وأصفت بكوأنها أصح السانيد‪ ،‬كمالك عن نافع‬
‫)‪(2‬‬
‫ل‪ ،‬ل سيما إذا كان في إسناده دمن فيه مقال(‪.‬‬
‫عن ابن عمر فإنه يقدم على ما انفرد به أحدهما مث ل‬
‫وأفي كلمه معان ينبغي الوأقوأف عليها‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬إثبات التفاوأت في الصحة بين ما اتفقا عليه وأما انفرد به أحدهما‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬تقديم ما انفرد به البخاري على ما انفرد به مسلم‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬تقديم ما أفاد العلم من أحاديث مسلم على ما انفرد به البخاري‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬تقديم ما أخرجه غيرهما من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر على ما انفرد به أحدهما‪.‬‬
‫وأكل هذا ل معنى له إذا كان تلقي المة لحاديث الصحيحين بالقبوأل يفيد العلم وأاليقين بأنها من قوأل‬
‫الرسوأل صلى ال عليه وأسلم‪.‬‬
‫فبأي اعتبار يقدم حديث قطع بأنه من قوأل الرسوأل صلى ال عليه وأسلم على حديث آخر مقطوأع به‬
‫أيضلا؟‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪.48‬‬

‫‪ ()2‬نفسه ‪.49‬‬
‫وأكيف يحصل التفاوأت بينهما بعد تحصيل العلم ؟‬
‫وأتقديم ما أفاد العلم من أحاديث مسلم لتوأاتره أوأ احتفافه بالقرينة على ما انفرد به البخاري ل معنى له‬
‫أيضال إذا كان تلقي المة بالقبوأل لحاديث المام البخاري يفيد العلم‪ ،‬لن المقدم وأالمقدم عليه مفيد‬
‫للعلم عند من قال بأن تلقي المة بالقبوأل يفيد العلم‪.‬‬
‫وأأما تقديم ما أخرجه غيرهما من بعض الطرق على ما انفرد به أحدهما فل يظهر له وأجه أيضال إذا‬
‫كان ما انفرد به أحدهما مقطوأعال به‪ ،‬فكيف عيقدردم على المقطوأع به حديث اختلفوأا في إفادته العلم أوأ‬
‫الظن ؟ وألوأ عسسلم بإفادة المقردم العلم فبأي اعتبار يقدم على ما أفاد العلم بتلقي المة له بالقبوأل ؟‬
‫ظ ابدن حجر وأحده‪ ،‬بل يلزم غيره ممن ذكروأا تفاوأت مراتب الصحة على ست مراتب‬ ‫وأل ديرلزم هذا الحاف د‬
‫)‪(2‬‬
‫وأالسيوأطي‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫كالسخاوأي‬
‫وأأختم هذه المسألة كما ختمها به شبير أحمد فقال‪) :‬وأليس غرضنا مما كتبنا في هذا المبحث تهوأين‬
‫أمر الصحيحين أوأ غيرهما من كتب الحديث ‪ -‬معاذ ال ‪ -‬بل المقصوأد هوأ نفي التعمق وأوأضع كل‬
‫شيء في موأضعه وأتنوأيه شأنه بما يستحقه‪ ،‬وأنحن بحمد ال نعتقد في هذين الكتابين الجليلين بما‬
‫اعتقد به شيخ شيوأخنا وألي ال الدهوألي وأنقوأل بما قال‪ ،‬وأهذا لفظه‪ :‬أما الصحيحان فقد اتفق‬
‫المحدثوأن على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوأع صحيح بالقطع ‪ -‬أي بالتفصيل الذي ذكرنا ‪-‬‬
‫وأأنهما متوأاتران إلى مصنفيهما‪ ،‬وأأن كل من يهوأن أمرهما فهوأ متبدع ضال متبع غير سبيل‬
‫)‪(3‬‬
‫المؤمنين(‪.‬‬

‫إفادة الخبر المشهور عند الحنفية‪:‬‬


‫سبقت الشارة إلى أن الحنفية جعلوأا الخبر المشهوأر قسمال بين الحاد وأالتوأاتر‪ ،‬وألهم في تعريفه‬
‫إوأافادته اصطلحا خاص‪ ،‬أما المشهوأر عند الجمهوأر فهوأ قسم من الحاد وأل يخرج الكلم في إفادته‬
‫عن إفادة خبر الحاد‪ ،‬غاية المر أنه يفيد ظنال أرجح من الظن الذي يفيده ما هوأ دوأنه من قسمه‪.‬‬
‫وأالمشهوأر في اصطلحا الحنفية‪ :‬هوأ ما كان آحاد الصل بأن يروأيه عن رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم وأاحد أوأ اثنان أوأ عدد غير بالغ حد التوأاتر ثم توأاتر لمن بعدهم في القرن الثاني وأالثالث وأمن‬
‫اختلفوأا في إفادته على قوألين‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫بعدهم‬
‫فذهب عيسى بن أبان وأالجصاص إلى إفادته العلم بطريق الكتساب‪ ،‬وأجعله قسمال من المتوأاتر‪.‬‬
‫يقوأل الجصاص‪ ...) :‬قصد عيسى بن أبان إلى ذكر تقسيم الخبار وأما تقتضيه من الحكم‬
‫‪ ()1‬انظر‪ :‬فتح المغيث ‪.1/17‬‬

‫‪ ()2‬انظر‪ :‬تدريب الراوأي ‪.1/64‬‬

‫‪ ()3‬انظر‪ :‬فتح الملهم ‪.1/108‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬فوأاتح الرحموأت ‪ ،2/111‬وأما سبق في مفهوأم خبر الحاد عند المتكلمين‪.‬‬
‫بمخدبرها‪...‬‬
‫‪-‬ثم قال‪ -‬وأالمتوأاتر على ضربين‪ ،‬ضرب يعلم بخبره باضطرار‪ ،‬من غير نظر وأل استدلل‪ ،‬وأضرب‬
‫)‪(1‬‬
‫يعلم بخبره بالنظر وأالستدلل(‪.‬‬
‫وأذهب جمهوأر الماتريدية إلى إفادته الطمأنينة‪ ،‬وأأنه قسم بين الحاد وأالمتوأاتر‪.‬‬
‫قال صدر الشريعة )‪) :(2‬الخبر المشهوأر يوأجب علم طمأنينة القلب‪ ،‬لنه إوأان كان في الصل خبر‬
‫وأاحد لكن أصحاب رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم تنزهوأا عن وأصمة الكذب‪ ،‬ثم بعد ذلك دخل في‬
‫)‪(3‬‬
‫حد التوأاتر فأوأجب ما ذكرنا(‪.‬‬
‫قال الشارحا‪) :‬وأالطمأنينة‪ :‬زيادة توأطين وأتسكين يحصل للنفس على ما أدركته‪ .....‬وأحاصله سكوأن‬
‫النفس عن الضطراب بشبهة‪ ،‬إل عند ملحظة كوأنه آحاد الصل‪ ،‬فالمتوأاتر ل شبهة في اتصاله‬
‫صوأرة وأل معنى‪ ،‬وأخبر الوأاحد في اتصاله شبهةل صوأرةد ‪ -‬وأهوأ ظاهر ‪ -‬وأمعنلى حيث لم تتلقه المة‬
‫بالقبوأل‪ ،‬فأفاد حكمال دوأن اليقين‪ ،‬وأفوأق أصل الظن‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬هوأ في الصل خبر وأاحد وألم ينضم إليه في التصال بالنبي صلى ال عليه وأسلم ما يزيد‬
‫على الظن فيجب أن يكوأن بمنزلة خبر الوأاحد‪ ،‬قلنا‪ :‬أصحاب النبي عليه الصلة وأالسلم تنزهوأا عن‬
‫وأصمة الكذب‪ ...‬فيحصل الظن بمجرد أصل النقل عن النبي صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬ثم يحصل زيادة‬
‫)‪(4‬‬
‫رجحان بدخوأله في حد التوأاتر فيوأجب علم طمأنينة(‪.‬‬
‫وأالملحظ في هذا التقسيم إوأافادته‪ ،‬أنه ل يكاد يظهر له أثر عملي تطبيقي في مسائل العتقاد لن‬
‫إيجاد أمثلة لخبر كان آحادال في عصر النبي صلى ال عليه وأسلم ثم توأاتر بعد ذلك عسير جدا‪،‬‬
‫وأالمصنفات التي جمع فيها الخبار المتوأاترة لم تلتفت إلى هذا الخبر الذي سماه الماتريدية مشهوأ ار‬
‫ل‪،‬وأكذا الماتريدية لم أر لهم تصنيفال فيه‪.‬‬
‫وأسبب تقسيمهم للخبار على هذا النحوأ سبب فقهي ل علقة له بالعقائد لن الماتريدية التزموأا في‬
‫المسائل الفقهية فقه أبي حنيفة النعمان رضي ال عنه‪.‬‬

‫وأمنهج الحنفية في تأليف أصوأل الفقه هوأ استنباطه من الفروأع الفقهية‪ ،‬فكأنهم أرادوأا استنباط الصوأل‬

‫‪ ()1‬انظر‪ :‬الفصوأل ‪.3/37‬‬

‫‪ ()2‬هوأ عبيد ال بن مسعوأد المحبوأبي البخاري الحنفي )‪ 747‬هـ(‪ ،‬المشهوأر بصدر الشريعة الصغر‪ ،‬وأوأالده صدر الشريعة الكبر‪،‬وأهوأ من علماء الحكمة وأالطبيعيات‬

‫وأأصوأل الفقه‪ ،‬وأأصوأل الدين‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.4/354‬‬

‫‪ ()3‬انظر‪ :‬التلوأيح‪ ،‬التفتازاني ‪.3/246‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬التلوأيح‪ ،‬التفتازاني ‪ ،3/246‬وأانظر‪ :‬أصوأل السرخسي ‪ 330-1/328‬وأميزان الصوأل‪ ،‬السمرقندي ‪ ،2/633‬وأكشف السرار النسفي ‪ ،26‬وأكشف السرار‬

‫البخاري ‪ ،2/368‬وأمرآة الصوأل في شرحا مرقاة الوأصوأل‪ ،‬مل خسروأ ‪ ،391‬المطبعة العثمانية ‪ 1317‬هـ‪ ،‬وأفوأاتح الرحموأت ‪.2/112‬‬
‫)‪(1‬‬
‫التي اعتمدها أئمة المذهب في تفريع المسائل الفقهية وأبيان أحكامها‪.‬‬
‫وأاعتماد هذا المنهج دعا إلى هذا التقسيم‪ ،‬وأيشير إلى ذلك قوأل الجصاص‪) :‬القسم الثاني من قسمي‬
‫التوأاتر‪ :‬وأهوأ ما يعلم صحته بالستدلل‪ ،‬فإن أبا الحسن رحمه ال كان يحكي عن أبي يوأسف أن‬
‫فهذا‬ ‫نسخ القرآن بالسنة إنما يجوأز بالخبر المتوأاتر الذي يوأجب العلم كخبر المسح على الخفين‬
‫)‪(2‬‬

‫الذي ذكره من قوأله يدل على أنه كان يرى أن من الخبار المتوأاترة ما يعلم صحتها بالستدلل لن‬
‫)‪(3‬‬
‫هذه صفة المسح على الخفين‪ ،‬إذ ل يمكن لحد أن يدعي في ثبوأته وأصحته علم اضطرار(‪.‬‬
‫‪.‬وأايجاد‬
‫إ‬
‫)‪(4‬‬
‫ثم يذكر الجصاص أمثلة أخرى لهذا النوأع من الخبار كلها أخبار وأاردة في فروأع فقهية‬
‫أخبار في العقائد بهذه الصفة أمر فيه مشقة وأعسر‪ ،‬لنا نحتاج في ذكر المثال أن نثبت آحاديته في‬
‫طبقة الصحابة وأتوأاتره في الطبقات التالية‪.‬‬
‫فل نطيل في أمر ل يترتب عليه أثر في الحتجاج بخبر الحاد في مسائل العتقاد‪.‬‬
‫وأالحاصل في الكلم على إفادة خبر الحاد في هذا المبحث‪ ،‬أنه بنفسه ل يفيد إل الظن الراجح خلفال‬
‫لمن ادعى إفادته العلم‪ ،‬وأقد ينضم إليه ما يقوأيه فيفيد العلم بأن يحتف بالقرائن‪ ،‬أوأ يوأافق أصلل في‬
‫كتاب ال عز وأجل‪ ،‬أوأ يكوأن الخبر بين يدي جماعة يدل سكوأتهم على تصديقه‪.‬‬
‫وأذهب البعض إلى أن تلقي المة له بالقبوأل يدل على إفادة العلم‪ ،‬وأكذا الخبر المسلسل بالئمة يفيد‬
‫العلم‪.‬‬
‫وأفيه نظر كما سبق‪.‬‬
‫وأبعد الفراغ من الكلم على إفادة خبر الحاد ننتقل إلى ثمرة الخلف في إفادته وأهوأ إثبات العقيدة‬
‫بخبر الحاد‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر أصوأل الفقه‪ ،‬الخضري‪.80 ،‬‬

‫‪ ()2‬في المسح على الخفين أحاديث كثيرة منها ما أخرجه المام مسلم بسنده عن المغيرة بن شعبة رضي ال عنه قال‪) :‬بينما أنا مع رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم ذات ليلة‬

‫إذ نزل فقضى حاجته‪ ،‬ثم جاء فصبت عليه من إداوأة كانت معي‪ ،‬فتوأضأ وأمسح على خفيه‪ ،‬كتاب الطهارة ‪.22/274‬‬

‫‪ ()3‬الفصوأل ‪.3/37‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬الفصوأل ‪ ،3/48‬وأأصوأل السرخسي ‪ ،293-1/291‬وأتيسير التحرير‪ ،‬أمير بادشاه ‪.38-3/37‬‬


‫المطلب الثاني مدى الحتجاج بأخبار الحاد الواردة في مسائل العتقاد‬
‫أخبار الحاد الوأاردة في مسائل العتقاد تنقسم باعتبار إفادتها إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫القسم الوأل‪ :‬الخبار التي تفيد العلم بعد النظر وأالكتساب بطريق من الطرق التي سبق الشارة‬
‫إليها‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الخبار التي تفيد الظن الراجح بصحة صدوأرها عن النبي صلى ال عليه وأسلم وأهي‬
‫الحاديث الصحيحة التي وأصلت إلينا بنقل العدل عن العدل‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬وأهي الخبار التي لم تصل إلى درجة الصحة المعتبرة عند المحدثين‪ ،‬سوأاء أكانت في‬
‫رتبة الحسن أوأ الضعيف أوأ الموأضوأع‪.‬‬
‫أما القسم الوأل فل خلف في حجيته إوأاثبات العقيدة به‪ ،‬وأقد يقع الخلف فيه من جهة دعوأى‬
‫اكتساب العلم بثبوأت الخبار من الطرق المختلف في تقوأيتها لخبار الحاد نحوأ تلقي المة لها‬
‫بالقبوأل‪ ،‬أوأ احتفافها بالقرائن‪ ،‬وأقد سبقت الشارة إلى الخلف في هذه المسألة‪ .‬إوأالى صعوأبة إثبات‬
‫قرائن تحف بالخبار الشرعية وأيتقوأى بها الخبر حتى يفيد العلم‪.‬‬
‫وأأما القسم الثاني‪ :‬فهوأ محل النزاع وأالخلف ‪ -‬كما سيأتي بيان ذلك‪.‬‬
‫وأأما القسم الثالث‪ :‬فلأعلم خلفال في عدم حجيته في مسائل العتقاد‪ ،‬لن الجميع متفقوأن على‬
‫اشتراط أعلى درجات الثبوأت في إثبات العقائد‪.‬‬
‫وأما يقع به البعض من الحتجاج بأخبار من هذا القسم فليس سببه ادعاء حجية هذا القسم‪ ،‬بل سببه‬
‫ادعاء صحته‪ ،‬أوأ الجهل بدرجة ثبوأته‪ ،‬أوأ الستجابة للهوأى وألردوأد الفعال التي تثوأر في زحمة‬
‫الصراع الفكري‪.‬‬
‫وألهذا يتعين حصر الكلم على مدى الحتجاج بالقسم الثاني من أخبار الحاد الوأاردة في مسائل‬
‫العتقاد‪ ،‬أما ما احتج به البعض من أخبار القسم الثالث فسيأتي التنبيه عليه في الباب الثاني إن‬
‫شاء ال‪.‬‬
‫إوأاذا انحصر النزاع في حجية الخبار التي وأصلت إلى درجة الصحة المعتبرة عند المحدثين تمهد‬
‫بعد ذلك الكلم على المراد بمدى هذه الحجسية‪:‬‬
‫هل تقصر الحجرية على إثبات العقائد بها ؟ أم يمكن إثبات حجية فيها دوأن تلك ؟‬
‫وأهل هناك رتبة بين إثبات العقيدة وأتكذيب الخبر أوأ إهماله ؟‬
‫وأيمكن الجابة على هذه السئلة في فرعين‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬إثبات العقيدة بخبر الحاد‬


‫يمكن حصر الخلف في إثبات العقائد بأخبار الحاد في قوألين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬أنه ل تثبت به عقيدة‬
‫وأعلى ذلك اتفق الشاعرة‪ ،‬وأالماتريدية‪ ،‬وأالمعتزلة‪ ،‬وأالباضية‪ ،‬وأالزيدية‪ ،‬وأالشيعة المامية‪ .‬وأبه صرحا‬
‫جماعة من المحدثين‪ ،‬وأجماعة من الحنابلة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فمن الشاعرة يقوأل الباقلني‪ ...) :‬أخبار الحاد ل يجب القضاء بها في القطعيات(‪.‬‬
‫وأيقوأل ابن فوأرك في الخبار الوأاردة في مسائل العتقاد‪ ...) :‬إوأان كان ذلك مستندال إلى أخبار آحاد‬
‫وأعدوأفل ثقات كان الحكم بها على الظاهر وأاجبال من طريق التجوأيز وأرفع الحالة‪ ،‬إوأان لم يكن فيها‬
‫)‪(2‬‬
‫القطع وأالعتقاد(‪.‬‬
‫وأيقوأل الشيرازي‪) :‬في مسائل الصوأل ‪ -‬مثل التوأحيد إوأاثبات الصفات ‪ -‬أدلة عقلية موأجبة للعلم‬
‫)‪(3‬‬
‫قاطعة للعذر‪ ،‬فل حاجة بنا إلى خبر الوأاحد‪.(...‬‬
‫وأيقوأل إمام الحرمين ردال على الحشوأية‪ ...) :‬وأأما الحاديث التي يتمسكوأن بها فآحاد وأل تفضي إلى‬
‫)‪(4‬‬
‫العلم وألوأ أضربنا عن جميعها لكان سائغلا(‪.‬‬
‫وأيقوأل الرازي‪):‬أخبار الحاد مظنوأنة فل يجوأز التمسك بها في معرفة ال تعالى وأصفاته(‬
‫)‪(5‬‬

‫وأيقوأل أيض لا‪) :‬خبر الوأاحد مظنوأن‪ :‬فل يجوأز التمسك به في المسائل اليقينية(‬
‫)‪(6‬‬

‫وأيقوأل المدي جوأابال على من منع العمل بخبر الحاد مستدلل بقـوأل ــه تعالى‪ " :‬وأل تقف ما ليس لك به‬
‫علم ")‪:(7‬‬
‫)يحتمل أن يكوأن المراد من اتباع غير العلم فيما المطلوأب منه العلم‪ ،‬كالعتقادات في أصوأل‬
‫)‪(8‬‬
‫الدين(‪.‬‬
‫وأيقوأل الزركشي‪) :‬ما يطلب فيه اليقين كالعلم بال وأصفاته‪ ،‬فإن ذلك ل يجوأز العمل فيه بهذه‬
‫)‪(9‬‬
‫الخبار‪ ،‬لنها ل تفيد العلم‪ ،‬وأالظن في ذلك غير جائز(‪.‬‬
‫وألم أعثر على نص من قوأل أحد الشاعرة يخالف فيه في عدم حجية الخبر الظني في إثبات العقائد‪.‬‬

‫‪ ()1‬التمهيد ‪ ،266‬وأانظر تفسير القرآن بالسنة‪ ،‬عبد المجيد الدوأري ‪ .314‬رسالة دكتوأراه ‪ -‬جامعة بغداد ‪ 1991‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬مشكل الحديث ‪.270‬‬

‫‪ ()3‬انظر‪ :‬شرحا اللمع ‪.2/106‬‬

‫‪ ()4‬الرشاد ‪.161‬‬

‫‪ ()5‬الساس في التقديس ‪.168‬‬

‫‪ ()6‬المطالب العالية من العلم اللهي ‪ ،7/201‬تحقيق أحمد حجازي السقا‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ -‬بيروأت ‪.1987 -‬‬

‫‪ ()7‬السراء ‪36‬‬

‫‪ ()8‬الحكام ‪.2/277‬‬

‫‪ ()9‬البحر المحيط ‪.4/260‬‬


‫وأقد يهم البعض في نسبة الخلف إلى أحد الشاعرة‪.‬‬
‫من ذلك قوأل الدكتوأر الشقر‪) :‬مع أن المدي يذهب إلى أن خبر الوأاحد قد يفيد اليقين إذا احتفت به‬
‫القرائن إل أنه يحتج به في باب العقائد()‪ .(1‬وأعزاه إلى الحكام )‪(55-2/50‬‬
‫وأليس في هذه الصفحات ما يشير إلى ذلك وأل إلى قريب منه‪ ،‬وأقد سبق نقل نص المدي فثبت بذلك‬
‫)‪(2‬‬
‫وأهم الدكتوأر الشقر‪.‬‬
‫وأمن الماتريدية الذين صرحوأا بذلك‪-:‬‬
‫السرخسي إذ يقوأل‪) :‬وأل خلف أن أصل الدين كالتوأحيد وأصفات ال إوأاثبات النبوأة ل يكوأن إل بطريق‬
‫)‪(3‬‬
‫يوأجب العلم قطعلا‪ ،‬وأل يكوأن فيه شك وأل شبهة(‪.‬‬
‫وأبهذا النص يثبت أن الدكتوأر الشقر وأهم في ذكر السرخسي في جملة الذين يثبتوأن العقائد بالخبار‬
‫)‪(4‬‬
‫الظنية‪.‬‬
‫وأيقوأل عبد العزيز البخاري‪):‬خبر الوأاحد ل يعمل به في أصوأل الدين‪ ،‬لن المطلوأب فيه علم اليقين(‪.‬‬
‫وأيقوأل مل علي القاري‪) :‬ل يخفى أن المعتبر في العقائد هوأ الدلة اليقينية‪ ،‬وأأحاديث الحاد لوأ‬ ‫)‪(5‬‬

‫)‪(6‬‬
‫ثبتت إنما تكوأن ظنية(‪.‬‬
‫وأيقوأل مل خسروأ‪) :‬العتقاديات ل تثبت بأخبار الحاد لبتنائها على اليقين(‪.‬‬
‫)‪(7‬‬

‫صدقال وأل كلذبال كأخبار الحاد‪ ،‬وأما هذه‬


‫وأيقوأل القاضي عبد الجبار من المعتزلة‪):‬وأأما ما ل يعلم كوأنه ل‬
‫)‪(8‬‬
‫سبيله يجوأز العمل به‪ ،‬فأما قبوأله فيما طريقه العتقادات فل(‪.‬‬
‫وأيقوأل عبد ال بن حميد السالمي من الباضية‪):‬خبر الحاد مظنوأن الصدق‪،‬وأالعقائد ل تبنى على‬
‫)‪(9‬‬
‫ظن(‬
‫وأيقوأل أحمد بن يحيى المرتضى من الزيدية‪) :‬وأل يقبل الحاد في أصوأل الدين‪ ...‬إوأانما يؤخذ منها‬

‫أصل العتقاد ‪.43‬‬ ‫‪( )1‬‬

‫‪ ()2‬وأانظر‪ :‬تفسير القرآن بالسنة د‪ -‬عبد المجيد الدوأري ‪.319‬‬

‫‪ ()3‬انظر أصوأل السرخسي ‪.1/322‬‬

‫‪ ()4‬أصل العتقاد ‪.38-37‬‬

‫‪ ()5‬كشف السرار ‪.2/371‬‬

‫‪ ()6‬شرحا الفقه الكبر ‪.83‬‬

‫‪ ()7‬مرآة الصوأل ‪ 406‬وأانظر‪ :‬كشف السرار‪ ،‬النسفي ‪20-2/19‬وأشرحا التلوأيح‪ ،‬التفتازاني ‪ ،2/349‬وأتيسير التحرير‪ ،‬أمير بادشاه ‪.3/79‬‬

‫‪ ()8‬شرحا الصوأل الخمسة ‪.259‬‬

‫‪ ()9‬مشارق أنوأار العقوأل ‪،108‬وأانظر‪:‬الباضية بين الفرق السلمية علي يحيى يعمر ‪.2/140‬وأانظر‪:‬تفسير القرآن بالسنة‪،‬عبد المجيد الدوأري ‪.356-353‬‬
‫)‪(1‬‬
‫باليقين‪ ،‬وأهوأ ل يثمره(‪.‬‬
‫وأيقوأل محمد بن المرتضى المشهوأر بابن الوأزير‪) :‬من الزيادة في الدين أن يرفع المظنوأن في‬
‫العقليات أوأ الشرعيات إلى مرتبة المعلوأم‪ ،‬وأهذا حرام بالجماع‪ ...‬لنه ل حاجة وأل ضروأرة إلى‬
‫البدعة في العتقاد‪ ،‬وأأما الفروأع العملية‪ ،‬فلمـا وأقـعـت الضـروأرة إلى الخوأض فيها بالـظـنوأن لم يكن‬
‫)‪(2‬‬
‫فيها حرج بالنص وأالجماع(‪.‬‬
‫من الشيعة المامية‪):‬أما أخبار الحاد وأالقياس فـل يجـوأز أن يعوأل عليها عندنا(‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأيقوأل الطوأسي‬
‫)‪(4‬‬

‫وأيقوأل أبوأ القاسم الخوأئي‪) :‬أما الظن المتعلق بالصوأل العتقادية فل ينبغي الشك في عدم جوأاز‬
‫الكتفاء بالظن فيما يجب معرفته عقلل كمعرفة الباري جل شأنه ‪ -‬أوأ شرعلا‪ ،‬كمعرفة المعاد‬
‫)‪(5‬‬
‫الجسماني(‪.‬‬
‫وأيقوأل الحافظ الخطابي من المحدثين‪) :‬الصل في إثبات الصفات أنه ل يجوأز ذلك إل أن يكوأن‬
‫)‪(6‬‬
‫بكتاب ناطق أوأ خبر مقطوأع بصحته‪.(....‬‬
‫وأيقوأل الحافظ البيهقي‪) :‬ترك أهل النظر من أصحابنا الحتجاج بخبر الحاد في صفات ال‬
‫)‪(7‬‬
‫تعالى‪.(...‬‬
‫وأيقوأل الخطيب البغدادي‪) :‬خبر الوأاحد ل يقبل في شيء من أموأر الدين المأخوأذ على المكلفين العلم‬
‫)‪(8‬‬
‫بها وأالقطع عليها(‪.‬‬
‫وأيقوأل أبوأ الخطاب من الحنابلة‪) :‬أصوأل الدين كلفنا فيها العلم وأاليقين‪ ،‬وأالعلم وأاليقين ل يستمران‬
‫)‪(9‬‬
‫بغبلة الظن(‪.‬‬
‫وأوأقع الوأهم في نسبة القوأل بإثبات العقائد بخبر الحاد إلى المام الشافعي وأابن عبد البر‪:‬‬

‫‪ ()1‬البحر الزخار وأالجامع لمذاهب علماء المصار‪ ،‬أحمد بن يحيى المرتضى )‪ 840‬هـ( ‪ 1/178‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيروأت ‪.1975‬‬

‫‪ ()2‬إيثار الحق ‪ ،107‬وأانظر‪ :‬الذب على السنة ‪ 2/50‬وأتوأضيح الفكار‪ ،‬الصنعاني ‪ 127-1/126‬وأتفسير القرآن بالسنة‪ ،‬عبد المجيد الدوأري ‪.382‬‬

‫‪ ()3‬هوأ محمد بن الحس بن علي الطوأسي )‪ 460‬هـ(‪ ،‬كان شافعيال ثم انتقل إلى مذهب الشيعة فصار فيه علمال وأحجة‪ ،‬انظر ترجمته في طبقات السبكي ‪ ،3/51‬وأالعلم‪،‬‬

‫الزركلي ‪.6/315‬‬

‫‪ ()4‬القتصاد فيما يجب اعتقاده ‪.303،262‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬مصباحا الصوأل‪ ،‬محمد سروأر الوأاعظ الحسيني ‪ 2/297‬مطبعة النجف‪ ،‬وأانظر المعالم ابن الشهيد ‪.422‬‬

‫‪ ()6‬انظر‪ :‬السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪.423‬‬

‫‪ ()7‬نفسه ‪.450‬‬

‫‪ ()8‬الكفاية ‪.605‬‬

‫‪ ()9‬التمهيد ‪.40-3/38‬‬
‫في نسبة هذا القوأل إليه‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأالمين الحاج محمد‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأالشقر‬ ‫)‪(1‬‬
‫أما الشافعي فقد وأهم اللباني‬
‫وأعمدتهم في هذه النسبة ما نقلوأه عن الشافعي في الرسالة‪ ،‬وأهذا نصه‪:‬‬
‫)أخبرنا سفيان عن عمروأ عن سعيد بن جبير قال‪ :‬قلت لبن عباس إن نوأفال الدبكالي يزعم أن موأسى‬
‫صاحب الخضر ليس موأسى بني اسرائيل ؟ فقال ابن عباس‪ :‬كذب عدوأال‪،‬أخبرني أبي بن كعب‬
‫قال‪ :‬خطبنا رسوأل ال‪ ...‬ثم ذكر حديث موأسى وأالخضر بشيء يدل على أن موأسى صاحب‬
‫)‪(4‬‬
‫الخضر(‬
‫فابن عباس مع فقهه وأوأرعه يثبت خبر أبي بن كعب عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم حتى يكذب‬
‫به ام ألر من المسلمين‪ ،‬إذ حدثه أبي بن كعب عن رسوأل ال بما فيه دللة على أن موأسى بني اسرائيل‬
‫)‪(5‬‬
‫صاحب الخضر(‪.‬‬
‫يقوأل اللباني‪) :‬وأهذا القوأل من الشافعي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬دليل على أنه ل يرى التفريق بين العقيدة‬
‫وأالعمل في الحتجاج بخبر الحاد ؛ لن كوأن موأسى عليه السلم هوأ صاحب الخضر عليه السلم‬
‫هي مسألة علمية‪ ،‬وأليست حكمال عمليلا‪ ،‬كما هوأ بسين(‪.‬‬
‫)‪(6‬‬

‫وأل عيسرلم أن كل مسألة ليس تحتها عمل يكوأن المطلوأب فيها العتقاد الجازم‪ ،‬بل يكفي أصل‬
‫التصديق وأترك التكذيب حتى يقوأم دليل على طلب العتقاد وأاليمان‪ ،‬وأمسألتنا هذه من قصص‬
‫النبياء وأالتفسير ل من العقائد‪ ،‬وأأيضلا‪ :‬ل يستقل خبر الحاد بالدللة على إثبات أن موأسى عليه‬
‫السلم هوأ صاحب الخضر‪.‬‬
‫قال الرازي‪) :‬احتج القفال على صحة قوألنا‪ :‬إن موأسى هذا هوأ صاحب التوأراة‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال تعالى‬
‫ما ذكر موأسى في كتابه إل وأأراد به صاحب التوأراة‪ ،‬فإطلق هذا السم يوأجب النصراف إليه‪ ،‬وألوأ‬
‫كان المراد به شخصال آخر مسملى بموأسى غيدره‪ ،‬لوأجب تعريفه بصفة توأجب المتياز إوأازالة الشبهة‪،‬‬
‫كما أنه لما كان المشهوأر في العرف من أبي حنيفة رحمه ال هوأ الرجل المعني‪ ،‬فـلوأ ذكـرنـا هذا‬
‫السـم وأأردنـا به رجلل سوأاه لقيدنـا‪ ،‬مثـل أن نقوأل‪ :‬قـال أبوأ حنيفـة الدينوأري (‬
‫)‪(8) (7‬‬

‫‪ ()1‬انظر‪ :‬الحديث حجه بنفسه ‪.54‬‬

‫‪ ()2‬انظر‪ :‬أصل العتقاد ‪.43‬‬

‫‪ ()3‬انظر‪ :‬حجية أخبار الحاد ‪.67‬‬

‫‪ ()4‬أخرجه البخاري في كتاب النبياء ‪ ،27/3401‬وأكتاب التفسير ‪ -‬سوأرة الكهف ‪ 4727 ،4726 ،2/4725 -‬وأمسلم في كتاب الفضائل ‪.46/2380‬‬

‫‪ ()5‬الرسالة‪.443-442 ،‬‬

‫‪ ()6‬الحديث حجة بنفسه ‪.54‬‬

‫‪ ()7‬هوأ أحمد بن داوأد‪.‬كان لغوأيا من نوأادر الرجال )‪281‬ه‪(-‬انظر ترجمته في بغية الوأعاة ‪1/306‬‬

‫‪ ()8‬تفسير الرازي ‪.21/144‬‬


‫وأفي خبر ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬دليل على أنه يقطع بأن موأسى عليه السلم هوأ صاحب‬
‫الخضر‪ ،‬وأل يحتمل أن ابن عباس ترجمان القرآن ‪ -‬غاب عن ذهنه دللة القرآن على أن موأسى‬
‫عليه السلم هوأ صاحب الخضر‪ ،‬إوأانما استدل بالخبر وأحده لنه أخصر في الحجة‪.‬‬
‫أما الحافظ ابن عبد البر فقد نقل عنه الشيخ ابن تيمية حكاية الجماع على إثبات العقائد بخبر‬
‫)‪(2‬‬
‫وأالدكتوأر الشقر‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الحاد‪ ،‬وأتابعه على ذلك السفاريني‬
‫يقوأل الحافظ ابن عبد البر‪):‬اختلف أصحابنا ‪ -‬يعني المالكية ‪ -‬وأغيرهم في خبر الوأاحد العدل؟ هل‬
‫يوأجب العلم وأالعمل جميعال ؟ أوأ يوأجب العمل دوأن العلم ؟‬
‫قال‪ :‬وأالذي عليه أكثر أهل الحذق منهم أن يوأجب العمل دوأن العلم‪ ،‬وأهوأ قوأل الشافعي وأجمهوأر أهل‬
‫الفقه وأالنظر‪ ،‬وأل يوأجب العلم عندهم إل بما شهد به ال‪ ،‬وأعقطع به العذر لمجيئله مجيئال ل اختلف‬
‫فيه‪.‬‬
‫قال‪ :‬وأالذي نقوأل به انه يوأجب العمل دوأن العلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وأكلهم يروأي خبر الوأاحد العدل في العتقاديات‪ ،‬وأيعادي عليها‪ ،‬وأيوأالي عليها‪ ،‬وأيجعلها شرعال‬
‫)‪(3‬‬
‫وأحكمال وأدينال في معتقده(‪.‬‬
‫وأيقوأل ابن تيمية تعليقال على كلم ابن عبد البر‪):‬هذا الجماع الذي ذكره في خبر الوأاحد العدل في‬
‫)‪(4‬‬
‫العتقادات يؤيد قوأل من يقوأل إنه يوأجب العلم‪.(...‬‬
‫وأل أرى أن عبارة ابن عبد البر تدل على نقل الجماع في إثبات العقائد بأخبار الحاد‪ ،‬غاية المر‬
‫أن الحافظ ابن عبد البر يريد التنبيه على صنيعهم إذ يقع من جميعهم إثبات العقيدة بخبر الحاد‪،‬‬
‫وألوأ على سبيل الندوأر وأالقلة‪ ،‬وأهذا أمر مسلم‪ ،‬لكن ل يدل على حجيته‪ ،‬لن استدلل المستدل ل يدل‬
‫على حجية الدليل‪ ،‬كما أن الفقهاء قد يقع منهم إثبات الحكام الشرعية بالخبار الضعيفة‪ ،‬وأل يدل‬
‫ذلك على حجيته‪ ،‬وأسياق عبارة ابن عبد البر يدل على استنكاره وأاستهجانه لما حكاه من‬
‫صنيعهم‪،‬لنه نص قبل ذلك علي أنه يوأجب العمل دوأن العلم‪.‬‬
‫وألوأ سلمنا أن ابن عبد البر‪-‬رحمه ال‪ -‬أراد حكاية الجماع فكيف ليدسرلم ذلك وأنصوأص علماء المة‬
‫ناطقة بعدم صلحية الخبر الظني لثبات العقائد؟‬

‫‪ ()1‬انظر‪:‬لوأامع النوأار البهية شرحا الدرة المضرية في عقيدة الفرقة المرضية ‪ ،1/19‬طبعة المكتب السلمي ‪ -‬عمان ‪.1991‬‬

‫وأالسفاريني هوأ‪ :‬محمد بن أحمد )‪ 1188‬هـ( محقق‪ ،‬فقيه حنبلي‪ ،‬وأله اشتغال بالحديث وأالصوأل وأالدب‪ ،‬انظر ترجمته في العلم‪ ،‬الزركلي ‪.6/240‬‬

‫‪ ()2‬انظر‪ :‬أصل العتقاد ‪.37‬‬

‫‪ ()3‬التمهيد بما في الموأطأ من المعاني وأالسانيد‪ ،‬أبوأ عمر يوأسف بن عبدال )ابن عبد البر( النمري الندلسي)‪463‬هـ( تحقيق مصطفى العلوأي ‪ 7-1/6‬مطبعة فضالة‪-‬‬

‫المغرب ‪1982-‬م‪.‬‬

‫‪ ()4‬المسوأدة ‪.245‬‬
‫وأهذه المثلة كافية لثبات وأهم الذين أجازوأا إثبات العقيدة بأخبار الحاد في نسبة هذا الرأي إلى‬
‫غيرهم‪.‬‬

‫أما الجمهور القائلونا بعدم صلحية الخبار الظنية في إثبات العقيدة فيعتمدونا على دليل يكاد‬
‫يكونا بديهيلا‪.‬‬
‫وأهوأ باختصار‪ :‬أن التكليف في مسائل العتقاد هوأ الجزم وأالعلم الذي ل يقبل التشكيك‪ ،‬وأمن المشقة‬
‫في التكليف أن نبني العلم وأاليقين على خبر يجوأز فيه الوأهم وأالخطأ على المخبر به وأل عيقطع بصدقه‬
‫فيما أخبر به‪.‬‬
‫وأبيان ذلك أنا نجد في أنفسنا تفاوأتال ضروأريال في قبوأل الخبار‪ ،‬فالوأجدان الصحيح يحكم بالفرق بين‬
‫مدارج الخبر وأالتفاوأت بين مراتب ما يثبت به‪.‬‬
‫قال شبير أحمد‪) :‬أل ترى أنك إذا أخبرك أحد من الناس أن زيدال يدعوأك فل يعتريك في قبوأل هذا‬
‫الخبر تردد وأتخالج‪ ،‬إوأاذا أخبرك ذلك المخبر بعينه أن السلطان يدعوأك إلى حفلته اعتراك شيء من‬
‫الختلج وأالنقباض‪ ،‬وأل ينشرحا صدرك لقبوأله حتى تلتمس القرائن وأالشوأاهد‪ ،‬وأهذا مراد من قال‪ :‬إن‬
‫)‪(1‬‬
‫الشهادة ينبغي أن تكوأن على قدر الدعوأى‪ ،‬وأالدليدل على وأزان المدلوأل(‪.‬‬
‫وأفي الحكام الشرعية ما يدل على هذا التفاوأت‪ ،‬ففي إعلم الناس بدخوأل وأقت الصلة يكفي إخبار‬
‫مؤلذن وأاحد‪-‬كما سبق ذكره‪-‬وأفي إثبات الحقوأق المادية بين الناس لبد من شهادة اثنين‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫)وأاستشهدوأا شهيدين من رجالكم فإن لم يكوأنا رجلين فرجل وأامرأتان ممن ترضوأن من الشهداء(‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأفي إثبات الزنا لبد من أربعة شهوأد‪ ،‬قال تعالى‪) :‬لوأل جاءوأا عليه بأربعة شهداء(‪.‬‬
‫وأفي ادعاء النبوأة يطالب المدعي بالمعجزة‪ ،‬لنه يدعي خرق العادة بتلقي وأحي ال عز وأجل فيطالب‬
‫بدليل من جنس دعوأاه‪ ،‬وأهوأ خرق العادة‪.‬‬
‫وأفي الخبار الشرعية نجد اعتبار هذا التفاوأت وأاضحال جليال عند العلماء كافة‪.‬‬
‫يقوأل الحافظ البيهقي‪ :‬الخبار على ثلثة أنوأاع‪:‬‬
‫نوأع اتفق أهل العلم بالحديث على صحته‪ ،‬وأهذا على ضربين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن يكوأن من أوأجه كثيرة وأطرق شتى حتى دخل في حد الشتهار‪ ،‬وأدبععدد عن توأهم الخطأ‬
‫فيه‪ ،‬فهذا الضرب من الحديث يحصل به العلم المكتسب‪ ...‬وأذلك مثل الخبار التي روأيت في الرؤية‬
‫وأالحوأض وأعذاب القبر وأبعض ما روأي في المعجزات‪.....‬‬
‫وأالضرب الثاني‪ :‬أن يكوأن مروأيال من جهة الحاد‪ ،‬وأيكوأن مستعملل في الدعوأات وأالترغيب وأالترهيب‬
‫‪ ()1‬فتح الملهم ‪.1/8‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (282‬من سوأرة البقرة‪.‬‬

‫‪ ()3‬الية )‪ (13‬من سوأرة النوأر‪.‬‬


‫الحكام‪،‬وأابن كان يجوأز عليها‬
‫إ‬ ‫وأفي الحكام‪ ،‬كما يكوأن شهادة الشاهدين مستعملة في الحكام عند‬
‫وأعلى المخبرالخطأ وأالنسيان‪ ،‬لوأروأد نص الكتاب بقبوأل شهادة الشادهدين إذا كانا عدلين‪ ،‬وأوأروأد السنة‬
‫بقبوأل خبر الوأاحد إذا كان عدلل مستجمعال لشرائط القبوأل فيما يوأجب العمل‪.‬‬
‫وأأما النوأع الثاني من الخبار‪ :‬فهي أحاديث اتفق أهل العلم بالحديث على ضعف مخرجها‬
‫وأهذا النوأع على ضربين‪:‬‬
‫ضرب روأاه من كان معروأفال بوأضع الحديث وأالكذب فيه‪ ،‬فهذا الضرب ل يكوأن مستعملل في شيء‬
‫من أموأر الدين إل على وأجه التليين‪.‬‬
‫وأضرب ل يكوأن راوأيه متهمال بالوأضع‪ ،‬غير أنه ععلرف بسوأء الحفظ وأكثرة الغلط في روأاياته‪ ...‬فهذا‬
‫الضرب ل يكوأن مستعملل في الحكام‪ ،‬كما ل تكوأن شهادة من هذه صفته مقبوألة عند الحكام‪ ،‬وأقد‬
‫يستعمل في الدعوأات وأالترغيب وأالترهيب وأالتفسير وأالمغازي فيما ل يتعلق به الحكم‪.‬‬
‫‪-‬ثم ساق بسنده‪ -‬عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال‪) :‬إذا روأينا في الثوأاب وأالعقاب وأفي فضائل‬
‫العمال تساهلنا في السانيد‪ ،‬وأتسامحنا في الرجال‪ ،‬إوأاذا روأينا في الحلل وأالحرام وأالحكام تشددنا‬
‫في السانيد وأانتقدنا الرجال‪.‬‬
‫‪ -‬ثم ساق بسنده ‪ -‬عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال‪ :‬تساهلوأا في التفسير عن قوأم ل يوأثقوأنهم في‬
‫الحديث‪.‬‬
‫أما النوأع الثالث من الحاديث‪ :‬فهوأ حديث قد اختلف أهل العلم بالحديث في ثبوأته‪ ...‬فهذا‬
‫)‪(1‬‬
‫الذي يجب على أهل العلم بالحديث أن ينظروأا فيه(‪.‬‬
‫وأبهذا يتبين جليال وأاضحال أنه يجب أن عيبستدددل لكل نوأع من أنوأاع الدعاوأى بدليل يناسبها وأيوأازنها‪.‬‬
‫فإذا كان المحدثوأن يتساهلوأن في المناقب‪ ،‬وأيستشهدوأن في الحلل وأالحرام ‪ -‬مع أنه يكفي فيها الظن‬
‫الراجح ‪ -‬فالوألى وأالقرب إلى البداهة اشتراط أعلى درجات التشدد وأالثبوأت في مسائل العتقاد‪ ،‬لن‬
‫المطلوأب فيها العتقاد الجازم‪ ،‬وأل عيقبل فيه تردد أوأ تشكيك‪ ،‬وأما هذا شأنه يجب أن يكوأن ثبوأته بدليل‬
‫ل يدخله الشك وأل يلحقه سوأء ظن بحفظ راوأيه وأضبطه وأعدالته‪ ،‬فمن تساهل في ذلك فقد هان عليه‬
‫اعتقاده‪ ،‬وأعجز عن الرد على تشكيك المشككين وأطعن الملحدين‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬إثبات العقيدة بخبر الحاد‪:‬‬


‫إن المصرحين بإثبات العقائد بخبر الحاد هم بعض المحدثين كعثمان بن سعيد الدرامي وأعبد ال بن‬
‫أحمد وأابن خزيمة وأالللكائي وأابن أبي عاصم ‪-‬وأقد سبق بسط ذلك عند الكلم على احتجاج‬
‫المحدثين بخبر الحاد‪ ،‬وأينضم إليهم من المحدثين ابن قتيبة وأالحافظ الذهبي‪.‬‬
‫وأمن الحنابلة القاضي أبوأ يعلى الفراء وأابن تيمية وأتلميذه ابن القيم‪ ،‬وأابن حزم من الظاهرية‪.‬‬
‫‪ ()1‬دلئل النبوأة باختصار ‪،38-1/32‬وأانظر‪:‬نحوأه في الكفاية‪ ،‬الخطيب ‪606-605‬وأنحوأه أيضال في ميزان العتدال ‪.3/420 ،2/325 ،1/427‬‬
‫أما ابن قتيبة فقد صنف كتابال في مختلف الحديث أثبت فيه صفات ل عز وأجل وأالدليل فيها آحادي‪،‬‬
‫كالصوأرة وأالصابع ‪ -‬وأسيأتي بيانه في الباب الثاني إن شاء ال ‪-‬‬
‫وأأما الحافظ الذهبي فقد صنف كتابال لثبات علوأ ال عز وأجل في الصفات‪ ،‬وأاستدل لذلك بكثير من‬
‫الخبار وأالثار‪ ،‬سيأتي الكلم عليها إن شاء ال‪.‬‬
‫وأأما القاضي أبوأ يعلى فقد صنف كتابال في إبطال التأوأيلت التي ذكرها ابن فوأرك في كتابه "مشكل‬
‫الحديث" وأأثبت فيه صفات كثيرة ل عز وأجل منها الصوأرة وأالصابع وأالساق وأالقدم وأالرجل وأالجلوأس‬
‫على العرش ‪-‬بل وأالفراش ‪-‬وأغير ذلك‪.‬‬
‫وأأما الشيخ ابن تيميه وأتلميذه ابن القيم فقد سبقت نصوأص من كتبهم تصرحا بذلك‪.‬‬
‫وأأما ابن حزم الظاهري فهوأ بحق حامل لوأاء إثبات إفادة خبر الحاد العلم‪ ،‬وأيعتمد موأافقوأه عليه كثي الر‬
‫في سياقة الدلة على ذلك‪ ،‬وأقد صرحا في كتابه الحكام بتكفير من أنكر خب الر صحيحال روأي من‬
‫)‪(1‬‬
‫طريق الحاد‪.‬‬
‫وأينضم إليهم عدد من المعاصرين الذين كتبوأا في إثبات حجية أخبار الحاد في العقائد‪ ،‬كاللباني‬
‫وأالدكتوأر الشقر وأالمين الحاج محمد وأحمدي السلفي وأعبد العزيز بن راشد‪ ،‬وأعمدة هؤلء جميعال‬
‫على كتابي اللباني‪ ،‬الذي اعتمد على كتاب ابن القيم " الصوأاعق المرسلة "‪.‬‬
‫وأالعجيب أن كتاب الشيخ حمدي السلفي يقع في ستين صفحة‪ ،‬بدأ بنقل كلم اللباني في الصفحة‬
‫العاشرة‪ ،‬وأانتهى كتابه بقوأله‪) :‬انتهى ما قاله شيخنا في رسالته القيمة وأجوأب الخذ بحديث الحاد في‬
‫)‪(2‬‬
‫العقيدة وأالرد على شبه المخالفين(‪.‬‬
‫وأيمثل كتاب اللباني خلصةل لما كتب في إثبات حجية خبر الحاد في العقائد قديمال وأأصلل لما كتب‬
‫حديثال‬
‫وأقد ذكر فيه وأجوأهال كثيرة لثبات دعوأاه وأالرد على مخالفيه‪ ،‬وأليس في ردوأده على ما يرد على دليل‬
‫الجمهوأر في عدم صلحية خبر الحاد لثبات العقيدة به‪ ،‬بل جميعها خطابي إنشائي‪ ،‬كما سنرى‬

‫الرد على شبه المخالفينا‪:‬‬


‫قال‪) :‬الوأجه الوأل‪ :‬أنه قوأل مبتدع محدث ل أصل له‪ ...‬وألم يعرفه السلف وألم ينقل عن أحد منهم‬
‫)‪(3‬‬
‫بل وأل خطر لهم على بال(‪.‬‬
‫وأالجوأاب‪ :‬أن جميع العلوأم الشرعية وأما يتصل بها من علوأم لم يكن لها وأجوأد في عصر السلف لن‬
‫الحاجة لم تظهر إلى تقعيد القوأاعد وأتخريج الفروأع وأالشتغال بذلك‪.‬‬
‫‪ ()1‬انظر‪ :‬الحكام ‪.97-2/96‬‬

‫‪ ()2‬النجم الثاقب للفجر الكاذب ‪ 58‬مطبوأعات المانة العامة للثقافة كروأستان‪.‬‬

‫‪ ()3‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد ‪.5‬‬


‫وألهذا ل يعرف عن أحد من السلف أنه اشتغل باسم )إن( وأخبر )كان( أوأ اشتغل بأقسام الخبار‬
‫إوأافادتها‪ ،‬أوأ تبوأيب الفقه وأتأصيل أصوأله‪ ،‬وأل يدل عدم اشتغالهم بذلك على أن الشتغال بها بدعة‬
‫وأخروأج عن طريق السلف‪ ،‬لن الحاجة هي التي دعت إلى ذلك‪.‬‬
‫فالسلف لم يحتاجوأا إلى علم النحوأ وأالصرف لنهم أهل الفصاحة‪ ،‬وألما اتسعت الفتوأحات وأاختلط‬
‫العرب بالعجم‪ ،‬وأفشا اللحن ظهرت الحاجة إلى تقعيد قوأاعد النحوأ وأالصرف‪.‬‬
‫وألم يحتاجوأا كذلك إلى علم الكلم لشدة إيمانهم وأقلة البدعة في زمانهم‪ ،‬فلما ظهرت البدع كان لزامال‬
‫أن يقوأم المسلموأن بموأاجهتها وأردها‪.‬‬
‫وأهذا شأن مسألتنا من بين مسائل العلوأم المختلفة لم يشتغلوأا بها وألم تخطر لهم على بال‪-‬كما قال‬
‫اللباني‪.-‬‬
‫وأمع هذا يجد الخلف لهم سلفال في رد بعض الخبار الحادية إذا كان معارضال لدليل عقلي أوأ نقلي‬
‫أقوأى منه‪.‬‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن مسروأق قال‪) :‬كنت عند عائشة رضي ال عنها‪ ،‬فقالت‪ :‬يا أبا عائشة‪،‬‬
‫ثلث من تكلم بوأاحدة منهن فقد أعظم على ال الفرية‪ ،‬قلت‪ :‬وأما هرن؟ قال مسروأق‪ :‬وأكنت متكئال‬
‫"وألقد‬ ‫فجلست‪ :‬فقلت‪ :‬يا أم المؤمنين‪ :‬أنظريني‪ ،‬ألم يقل ال عرز وأجرل‪" :‬وألقد رآه بالفق المبين "‬
‫)‪(1‬‬

‫رآه نزلة أخرى")‪.(2‬فقالت‪ :‬أنا أوأل هذه المة سأل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬فقال‪ :‬إنما هوأ‬
‫جبريل‪ ،‬لم أره على صوأرته التي خلق عليها‪ ،‬غير هاتين المرتين‪ .‬رأيته منهبطال من السماء‪ ،‬سادال‬
‫ظعم دخبلقه ما بين السماء إلى الرض فقالت‪ :‬أوألم تسمع أن ال يقوأل‪":‬ل تدركه البصار وأهوأ يدرك‬ ‫لع د‬
‫)‪(4‬‬
‫البصار وأهوأ اللطيف الخبير")‪(...(3‬‬
‫الوأجه الثاني‪) :‬أن هذا القوأل يتضمن عقيدة تستلزم رد مئات الحاديث الصحيحة لمجرد كوأنها‬
‫في العقيدة‪ ،‬وأهذه العقيدة هي أن أحاديث الحاد ل تثبت بها عقيدة‪.‬‬
‫إوأاذا كان المر كذلك عند هؤلء المتكلمين فنحن نخاطبهم فنقوأل‪ :‬أين الدليل القاطع على صحة هذه‬
‫)‪(5‬‬
‫العقيدة من آية أوأ حديث متوأاتر ؟(‪.‬‬
‫ي الجمهوأر ردد حديث وأاحد لمجرد كوأنه في العقيدة‪ ،‬بل يجب قبوأله على‬
‫ل‪ :‬ل يستلزم أر ع‬
‫وأالجوأاب‪ :‬أوأ ل‬
‫قدر درجة ثبوأته‪ ،‬فإن كان قطعيال وأجب العتقاد به‪ ،‬إوأان كان ظنيال وأجب ترجيح صدقه على كذبه‪،‬‬

‫‪) ()1‬التكوأير‪.(21-‬‬

‫‪) ()2‬النجم‪.(13-1-‬‬

‫‪) ()3‬الشوأرى ‪.(51‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب اليمان ‪ 77/177‬وأستأتي المسألة في الباب الثاني‪.‬‬

‫‪ ()5‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد في العقيدة ‪.6‬‬


‫وأعقد القلب على ذلك‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬ل تنحصر الدلة القاطعة باليات الكريمات وأالحاديث الشريفة‪ ،‬وأقد سبق دليل الجمهوأر على‬
‫عدم صلحية خبر الحاد لبناء العقيدة عليه‪ ،‬فالوألى توأجيه العتراض على هذا الدليل‪.‬‬
‫الوأجه الثالث‪) :‬هذا القوأل مخالف لدلة حجية خبر الحاد في الحكام الشرعية لعموأمها وأشموألها‬
‫لما جاء به رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم عن ربه سوأاء كان عقيدة أوأ حكملا‪ ،‬فتخصيص هذه الدلة‬
‫)‪(1‬‬
‫بالحكام دوأن العقائد تخصيص بدوأن مخصص(‬
‫وأالجوأاب‪ :‬أدلة حجية خبر الحاد في الحكام الشرعية ل تدل على حجيته في العقائد‪ ،‬لن الحكام‬
‫الشرعية عيبكتفى فيها بالظن الراجح‪ ،‬وأل يثبت بنيان العقيدة فوأق أساس ظني‪.‬‬
‫الوأجه الرابع‪ :‬أن القوأل المذكوأر مخالف لما كان عليه الصحابة رضي ال عنهم فإننا على يقين أنهم‬
‫كانوأا يجزموأن بكل ما يحسدث به أحدهم عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وألم يقل أحد منهم لمن‬
‫)‪(2‬‬
‫حردثه‪ :‬خبرك خبر وأاحد ل يفيد العلم(‪.‬‬
‫وأالجوأاب‪ :‬نسلم أنهم كانوأا يجزموأن ببعض الخبار‪ ،‬وأحصل منهم عدم الجزم ببعض الخبار‪.‬‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن أبي بردة عن أبي موأسى الشعري قال‪ :‬جاء أبوأ موأسى إلى عمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬هذا الشعري‪ ،‬ثم انصرف‪ ،‬فقال ردوأا علري‪ ،‬ردوأا علري‪ ،‬فجاء‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا أبا موأسى‪ ،‬ما رردك ؟ كنا في شغل‪ ،‬قال‪:‬سمعت رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم يقوأل‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫)الستئذان ثلث فإن ألذدن لك‪ ،‬إوأال فارجع‪ ،‬قال‪ :‬لتأتيني على ذلك ببينة‪ ،‬إوأال فعلت وأفعلت‪.(...‬‬
‫قال الحافظ الذهبي تعليقال على هذه القصة‪) :‬وأعمر هوأ الذي سن للمحدثين التثبت في النقل‪ ،‬وأربما‬
‫)‪(4‬‬
‫كان يتوأقف في خبر الوأاحد إذا ارتاب(‪.‬‬
‫وأفي هذا الخبر مثال لما نفى اللباني وأقوأعه بين الصحابة رضوأان ال عليهم‪،‬وأهناك أمثلة أخرى‬
‫)‪(5‬‬
‫معروأفة مطوألة في كتب أصوأل الفقه لمجال وأل داعي لذكرها‪.‬‬
‫الوأجه الخامس‪) :‬عيعلم يقينيال أن النبي صلى ال عليه وأسلم كان يبعث أفرادال من الصحابة إلى مختلف‬
‫البلد ليعلموأا الناس دينهم‪ ...‬وأنعلم يقينال أن أهم شيء في الدين إنما هوأ العقيدة‪ ،‬فهوأ أوأل شيء كان‬
‫)‪(6‬‬
‫أوألئك الرسل يدعوأن الناس إليه‪.(...‬‬

‫‪ ()1‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد في العقيدة ‪.8‬‬

‫‪ ()2‬نفسه ‪.8‬‬

‫‪ ()3‬في كتاب الداب ‪ ،7/2154‬وأأبوأ داوأد في كتاب الدب ‪.5184-138/5180‬‬

‫‪ ()4‬تذكرة الحفاظ ‪.1/6‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬احتجاج الصحابة بخبر الحاد ‪ -‬محمد عوأيضة ‪.87-67‬‬

‫‪ ()6‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد في العقيدة ‪.11‬‬


‫وأالجوأاب من وأجهين‪:‬‬
‫ل‪ :‬ل يقاس الراوأي على المردسل من لدن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬لوأجوأد فارق يمنع القياس‬
‫أوأ ل‬
‫وأهوأ أن المردسل ل يجوأز التوأقف في خبره وأالنظر في عدالته وأضبطه لن شأن المرلسل أن يختار‬
‫لداء رسالته من يثق بعدالته وأضبطه‪ ،‬فالمرلسل يضمن وأيتكفل بعدالة وأضبط من أرسله‪ ،‬وأل يوأجد‬
‫هذا المعنى في الراوأي‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬أصل الدعوأة التي كان يبعث بها النبي صلى ال عليه وأسلم أمرائه هوأ الشهادتان‪ ،‬وأكان إعلن‬
‫الشهادتين‪ ،‬يعني الدخوأل في دين السلم‪ :‬فإذا أعلن الرجل من أهل القبائل إسلمه عدفع إلى‬
‫الصحابة رضوأان ال عليهم ليتعلم الفرائض ثم ينصرف داعيال قوأمه إلى مثل ذلك‪.‬‬
‫وأفي قصة معاذ بن جبل وأبعلثه إلى أهل اليمن يوأضح النبي صلى ال عليه وأسلم ما عبعثه به‪.‬‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن معاذ بن جبل رضي ال عنه قال‪) :‬بعثني رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم‪ ،‬قال‪ :‬إنك تأتي قوأمال من أهل الكتاب‪ ،‬فادعهم إلى شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬فإن هم أطاعوأك‬
‫لذلك فأعلمهم أن ال افترض عليهم خمس صلوأات في كل يوأم وأليلة‪ ،‬فإن هم أطاعوأك لذلك‪،‬‬
‫فأعلمهم أن ال افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم‪ ،‬فإن هم أطاعوأك لذلك‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فإياك وأكرائم أموأالهم‪ ،‬وأاتق دعوأة المظلوأم‪ ،‬فإنه ليس بينها وأبين ال حجاب(‪.‬‬
‫وأفي هذا الحديث يتبين أن الدعوأة التي حرص النبي صلى ال عليه وأسلم على تبليغها هي الكليات‬
‫وأالركان المذكوأرة‪ ،‬وأمثل هذا حديث النبي صلى ال عليه وأسلم إلى وأفد عبد القيس‪.‬‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪):‬إن وأفد عبد القيس أتوأا رسوأل ال‬
‫صلى ال عليه وأسلم فقال‪ :‬من الوأفد ؟ أوأ من القوأم ؟ قالوأا‪ :‬ربيعة‪ ،‬قال‪ :‬مرحبال بالقوأم أوأ بالوأفد ‪-‬‬
‫إوأان بيننا وأبينك هذا الحي‬ ‫)‪(2‬‬
‫غير خزايا وأل ندامى‪ ،‬قال‪ :‬فقالوأا‪ :‬يا رسوأل ال‪ ،‬إنا نأتيك من شقة بعيدة‬
‫صل نخبر به من‬
‫من كفار مضر‪ ،‬إوأانا ل نستطيع أن نأتيك إل في الشهر الحرام‪ ،‬فمرنا بأمر فد ب‬
‫وأراءنا‪ ،‬ندخل به الجنة‪ ،‬قال‪ :‬فأمرهم بأربع‪ ،‬وأنهاهم عن أربع‪ .‬قال‪ :‬أمرهم باليمان بال وأحده‪ .‬وأقل‪:‬‬
‫هل تدروأن ما اليمان بال ؟ قالوأا‪ :‬ال وأرسوأله أعلم‪ .‬قال شهادة أن ل إله إل ال وأأن محمدال رسوأل‬
‫)‪(3‬‬
‫ال‪ ،‬إوأاقام الصلة إوأايتاء الزكاة وأصوأم رمضان‪ ،‬وأأن تؤدوأا خمسال من المغنم‪.(...‬‬
‫وأفي هذا الحديث وأالذي قبله دليل على أن الدعوأة التي كان يحملها المبلغوأن وأالمبعوأثوأن ليس فيها‬
‫فروأع فقهية أوأ تفريعات اعتقاديه‪ .‬وأهذا المعنى مشترك في الخبار التي ذكر فيها بعوأث النبي صلى‬
‫ال عليه وأسلم وأوأفوأد القبائل إليه‪.‬‬

‫‪ ()1‬في كتاب اليمان ‪ ،6/91‬وأالبخاري في كتاب الزكاة ‪ 1/1395‬وأانظر‪ :‬تحفة الشراف ‪.5/256‬‬

‫‪ ()2‬الشقة‪:‬المسافة‪ .‬انظر النهية‪،‬ابن الثير ‪2/492‬‬

‫‪ ()3‬في كتاب اليمان ‪ ،6/17‬وأأخرجه البخاري في كتاب الزكاة ‪ 1/1398‬وأانظر‪ :‬تحفة الشراف ‪.5/260‬‬
‫فل يتم الستدلل السابق إل بذكر مسألة اعتقاديه بلغها مبعوأث أوأ وأافد‪ .‬وأدوأنه خرط القتاد‪.‬‬
‫‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫الوأجه السادس‪:‬‬
‫)قال تعالى‪ ":‬يا أيها الرسوأل بلغ ما أنزل إليك من ربك إوأان لم تفعل فما بلغت رسالته")‪ ....(1‬وأمعلوأم‬
‫أن البلغ هوأ الذي تقوأم الحجة به على المبرلغ وأيحصل به العلم‪ ،‬فلوأ كان خبر الوأاحد ل يحصل به‬
‫)‪(2‬‬
‫العلم لم يقع به التبليغ‪،‬فإنما تقوأم الحجة بما يحصل به العلم(‪.‬‬
‫وأالجوأاب‪ :‬ل نسلم أن الحجة ل تقوأم إل بما يحصل به العلم‪ ،‬وأقد سبق أن الظن الراجح حجة يجب‬
‫العمل بها في الحكام الشرعية‪ ،‬أما العتقاد فل تقوأم الحجة به إل بخبر يحصل به العلم‪ ،‬وأقد‬
‫شهدت المة لنبينا محمد صلى ال عليه وأسلم بأداء المانة وأتبليغ الرسالة‪ ،‬فعلى المخالف أن يثبت‬
‫حكمال شرعيال وأجب فيه التبليغ وألم تقم به حجة على المكرلف أوأ مسألة اعتقادية وأجب تبليغها وألم تقم‬
‫بها حجة على المبرلغين‪.‬‬
‫الوأجه السابع‪) :‬من لوأازم هذا القوأل إبطال الخذ بالحديث مطلقال في العقيدة من بعد الصحابة‬
‫الذين سمعوأه من النبي صلى ال علي وأسلم مباشرة‪ ،‬وأبيانه أن جماهير المسلمين‪ ،‬وأخاصة قبل جمع‬
‫الحديث وأتدوأينه إنما وأصل إليهم الحديث بطريقة الحاد‪ ،‬وأالذين وأصل إليهم شيء منه من طريق‬
‫التوأاتر‪ ،‬إنما هم أفراد قليلوأن في كل عصر‪ ،‬توأجهوأا لتتبع طرق الحديث إوأاحصائها‪ ،‬فاجتمع عند كل‬
‫)‪(3‬‬
‫وأاحد منهم عدد ل بأس به من الحديث المتوأاتر(‪.‬‬
‫وأالجوأاب من وأجوأه‪:‬‬
‫ل‪ :‬ل نسلم بأن من لوأازمه إبطال الخذ بالحاديث الوأاردة في العتقاد مطلقلا‪ ،‬ل في عصر‬
‫أوأ ل‬
‫التابعين وأل في عصرنا‪ ،‬لن التكليف بالعتقاد يحصل بالخبر المفيد للعلم‪ ،‬وأقد سبق أن خبر الحاد‬
‫قد يحصل به العلم بطريقة من الطرق‪ ،‬فحيث يحصل العلم يجب العتقاد‪ ،‬في أي عصر‪ ،‬وأفي أي‬
‫لمصر‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬ل نسلم أن جماهير المسلمين لم يصل إليهم من الخبار المتوأاترة شيء قبل جمع الحديث‬
‫وأتدوأينه‪ ،‬لن شرط المتوأاتر أن يحصل توأاتره في جميع طبقاته فما حكم بتوأاتره في زماننا أوأ في زمن‬
‫التدوأين ل يكوأن متوأات الر إذا لم يتوأاتر في جميع طبقاته من أوأله إلى منتهاه‪.‬‬
‫الوأجه الثامن‪) :‬تكليف النسان بوأجوأب تصديق الراوأي الذي يثق به في الحكام دوأن‬

‫‪ ()1‬الية )‪ (67‬من سوأرة المائدة‪.‬‬

‫‪ ()2‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد ‪.9‬‬

‫‪ ()3‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد ‪.14‬‬


‫)‪(1‬‬
‫العقيدة تكليف بما ل يطاق(‬
‫وأالجوأاب‪ :‬أنا نجد بالبداهة في أنفسنا تفاوأتال في قبوأل أخبار مخلبر وأاحد‪ ،‬فإذا أخبرنا شخص بأن زيدال‬
‫يدعوأنا لحفل زفافه قبلنا خبره بل تردد‪ ،‬إوأاذا أخبرنا نفس ذلك المخبر بأن السلطان يدعوأنا إلى حفل‬
‫زفافه تريثنا في قبوأل خبره حتى نتبين القرائن وأالشوأاهد التي تدفع الريبة وأالشك‪.‬‬
‫ت في قبوأل خبر المخبر في ما يوأجب العمل وأما يوأجب العتقاد الجازم‪ ،‬فإذا أخبر‬
‫وأمثل هذا التفاوأ ع‬
‫العدل بما يوأجب العمل‪ ،‬عملنا بخبره‪ ،‬إوأاذا أخبر بما يوأجب العتقاد توأقفنا في العتقاد به حتى‬
‫يحصل العلم‪ ،‬وأليس في ذلك مشقة أوأ تكليف بما ل يطاق‪.‬‬
‫الوأجه التاسع‪) :‬التفريق في إيجاب الخذ بحديث الحاد في الحكام العملية دوأن العقيدة‪ ،‬إنما عبني‬
‫على أساس أن العقيدة ل يقترن معها عمل وأالحكام العملية ل يقترن معها عقيدة‪ ،‬وأكل المرين‬
‫باطل‪ ،‬وأقال بعض المحدثين‪ :‬المطلوأب في المسائل العملية أمران‪ ،‬العلم وأالعمل‪،‬وأالمطلوأب في‬
‫العمليات العلم وأالعمل‪.‬‬
‫وأمما يوأضح لك أنه ل بد من اقتران العقيدة في العمليات أيضال أوأ الحكام‪ ،‬أنه لوأ افترض أن رجلل‬
‫يغتسل أوأ يتوأضأ للنظافة‪ ،‬أوأ يصلي تريضلا‪ ،‬أوأ يحج سياحة‪ ،‬ل يفعل ذلك معتقدال أن ال تبارك‬
‫وأتعالى أوأجبه عليه وأتعربده به لما أفاده ذلك شيئلا‪ ،‬كمال يفيده معرفة القلب إذا لم تقترن بعمل القلب‬
‫)‪(2‬‬
‫الذي هوأ التصديق‪.(.‬‬
‫وأالجوأاب من وأجهين‪:‬‬
‫ل‪ :‬ل نسلم أن التفريق في إيجاب العمل بخبر الحاد دوأن العتقاد به مبني على ما ذكر‪ ،‬بل هوأ‬
‫أوأ ل‬
‫مبني على أن التكليف بالعتقاد ل يثبت إل بخبر علمي‪ ،‬أما التكليف بالعمل فيكفي في إثباته الظن‬
‫الراجح‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬تتفاوأت أعمال القلب بين النية التي تسبق العمل‪ ،‬وأمجرد التصديق‪ ،‬وأالعتقاد الجازم‪ ،‬وأتسمية‬
‫هذه العمال الثلثة " اعتقادال " فيه تجوأز‪.‬‬
‫فقوأل اللباني‪ " :‬ل بد من اقتران العقيدة في العمليات "وأمثاعله الذي ذكر يدلن على اشتراط النية‬
‫لستحقاق الثوأاب على التيان بالمطلوأب شرعال أوأ المتناع عن الممنوأع شرعلا‪ ،‬وأل وأجه للستدلل به‬
‫على إثبات العقيدة بخبر الحاد أوأ النكار على خلفه‪.‬‬
‫الوأجه العاشر‪) :‬لوأ قال قائل إن الحرام وأالحلل ل يثبتان بخبر الحاد‪ ،‬بل لبد فيهما من‬
‫آية قطعية الدللة‪ ،‬أوأ حديث متوأاتر قطعي الدللة أيضال لم يجد المتكلموأن وأأتباعهم عن ذلك جوأابلا(‪.‬‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪.18_17‬‬

‫‪ ()2‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد‪.20-19 ،‬‬


‫)‪(1‬‬

‫وأالجوأاب‪ :‬بل وأجدوأا إجابات كثيرة سبق ذكرها في إثبات حجية خبر الحاد في الحكام الشرعية من‬
‫غير الحاجة إلى القطع‪.‬‬
‫الوأجه الحادي عشر‪):‬أن طرد قوألهم بذلك يستلزم تعطيل العمل بحديث الحاد في الحكام‬
‫العملية أيضلا‪ ،‬وأهذا باطل‪ ،‬ل يقوألوأن هم به أيضلا‪ ،‬وأما لزم منه باطل فهوأ باطل‪.‬‬
‫وأبيانه‪:‬أن كثي الر من الحاديث العملية تتضمن أموأ الر اعتقادية‪ ،‬فهذا رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫يقوأل لنا‪":‬إذا جلس أحدكم في التشهد الخير فليستعذ بال من أربع‪ ،‬يقوأل‪:‬اللهم إني أعوأذ بـك من‬
‫)‪(2‬‬
‫عذاب القبـر وأمن عذاب جهنم وأمن فتنـة المحيـا وأالممـات‪ ،‬وأمن فتنة المسيح الدجال"‪.‬‬
‫فالقائلوأن بهذا القوأل إبن تركوأا العمل به نقضوأا أصلل من أصوألهم‪ ،‬وأهوأ وأجوأب العمل بحديث الحاد‬
‫في الحكام‪ ،‬إوأان عملوأا به فقد نقضوأا القوأل بعدم وأجوأب العتقاد بخبر الحاد‪ ،‬فإن قالوأا‪ :‬نعمل بهذا‬
‫الحديث وألكننا ل نعتقد ما فيه من إثبات عذاب القبر وأالمسيح الدجال‪ ،‬قلنا‪ ،‬إن العمل به يستلزم‬
‫)‪(3‬‬
‫العتقاد به(‬
‫الجوأاب من وأجهين‪:‬‬
‫ل‪ :‬ل نسلم أن القوأل بعدم وأجوأب العتقاد بالخبر الظني يستلزم تعطيل العمل به‪ ،‬وأقد سبق جوأابه‬
‫أوأ ل‬
‫م ار الر وأاللباني ذكر في كلمه أن أحدال ل يقوأل بما ألزم به المخالف فقال‪) :‬وأل يقوألوأن به هم أيضلا(‪،‬‬
‫فما وأجه اللزوأم المذكوأر ؟ وأدمن لمن الذين لم يوأجبوأا العتقاد بالخبر عطل العمل به أيضال ؟‬
‫ثانيلا‪ :‬الحديث المذكوأر يعمل به‪،‬وأ ل يستلزم ذلك إثبات العقيدة به لن عذاب القبر ثابت بالمتوأاتر‬
‫المعنوأي ‪ -‬كما سيأتي ‪.-‬‬
‫الوأجه الثاني عشر‪):‬الذين نقلوأا الذان وأالوأضوأء وأالغسل هم الذين نقلوأا أحاديث الصفات‪ ،‬فإن‬
‫جاز عليهم الخطأ وأالكذب في نقلها جاز عليهم ذلك في نقل غيرها مما ذكرناه‪ ،‬وأحينئذ ل وأثوأق لنا‬
‫)‪(4‬‬
‫بشيء نقل لنا عن نبينا صلى ال عليه وأسلم البتة‪ ،‬وأهذا انسلخ من الدين وأالعلم وأالعقل(‪.‬‬
‫وأالجوأاب‪ :‬أن نقل العدل إذا لم يحصل به العلم وأجب العمل به إوأابن جاز عليه الوأهم وأالغلط‪ ،‬إوأاذا نقل‬
‫شيئال من الخبار في الصفات فل يجب العتقاد به حتى يحصل به العلم‪ ،‬وأل يعني ذلك تكذيبه أوأ رد‬
‫خبره‪ ،‬بل يثبت به أصل التصديق وأعقد القلب ‪ -‬كما سبق ‪ -‬فإن حصل العلم بها فل خلف في‬
‫وأجوأب العمل بها أوأ العتقاد‪ ،‬وأبهذا نب أر من النسلخ عن الخبار المروأية عن رسوأل ال صلى ال‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪.21‬‬

‫‪ ()2‬أخرجه البخاري في كتاب الجنائز ‪87/1377‬وأمسلم في كتاب المساجد ‪2/588‬وأانظر‪ :‬تحفة الشراف ‪.80 ،11/73‬‬

‫‪ ()3‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد ‪.23‬‬

‫‪ ()4‬نفسه ‪.26‬‬
‫عليه وأسلم وأنكوأن قد عملنا بكل خبر حسب درجة ثبوأته‪.‬‬
‫الوأجه الثالث عشر‪) :‬هب أن أحاديث الحاد ل تفيد العلم وأاليقين‪ ،‬فهي تفيد الظن الغالب‬
‫قطعال باتفاقهم‪ ،‬وأل يمتنع من إثبات السماء وأالصفات بها‪ ،‬كما ل يمتنع من إثبات الحكام الطلبيـة‬
‫بهـا‪ ،‬فما الفرق بين باب الطلب وأباب الخبر‪ ،‬بحيث يحتج بها في أحدهما دوأن الخر ؟(‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وأالجوأاب‪ :‬الفرق هوأ أن مسائل العتقاد ل يصح أن تبنى على الظن‪ ،‬لن العتقاد إذا بني على‬
‫الظن لم يصمد أمام زوأابع التشكيك وأالطعن‪ ،‬أما الحكام العملية فيجوأز أن تبنى على الظن الراجح‬
‫وأيجري فيها الخلف‪ ،‬وأيؤجر فيها المجتهد إن أخطأ أوأ أصاب‪.‬‬
‫الوأجه الرابع عشر‪) :‬إن من لوأازم هذا القوأل الباطل القتصار في العقيدة على ما جاء في القرآن‬
‫وأحده وأفصل الحديث عنه‪ ،‬وأعدم العتداد بما فيه من العقائد وأالموأر الغيبية‪ ،‬وأفقال لطائفة من الناس‬
‫يعرفوأن بالقرآنيين‪ ،‬لنهم ل يدينوأن بالحديث إطلقلا‪ ...‬وأهذا إوأان كان يبدوأ ‪ -‬لوأل وأهلة ‪ -‬أنه‬
‫يخالف قوألهم المشار إليه لنهم يثبتوأن العقيدة بالحديث المتوأاتر‪ ،‬فإنه في الحقيقة ل يخالف إل في‬
‫اللفظ‪ ،‬وأالتحقيق أن ذلك نظري إليهم غير عملي‪ ،‬إوأال فليدلنا هؤلء على عقيدة وأاحدة يعتقدوأنها بناء‬
‫)‪(2‬‬
‫على حديث متوأاتر‪ ،‬فإني شخصيال ل أظن أن أحدال من علماء الكلم يثبت عقيدة بحديث متوأاتر(‪.‬‬
‫وأالجوأاب‪ :‬أدرك اللباني بعد سطوأر من صدر كلمه أنه ل يلزم من ذلك القتصار في العقيدة على‬
‫ظدن‬
‫ما جاء فيه القرآن‪ ،‬بل يعتمد فيه على الحاديث المتوأاترة وأعلى ما أفاد العلم من أخبار الحاد‪ .‬وأ د‬
‫اللباني أن أحدال من علماء الكلم ل يثبت عقيدة بحديث متوأاتر هوأ من الظن الوأهمي‪ ،‬فدمن لمن‬
‫المتكلمين ل يثبت عذاب القبر‪ ،‬وأالشفاعة لهل الكبائر من أمة محمد صلى ال عليه وأسلم وأسؤال‬
‫الملكين‪ ،‬وأغير ذلك من العقائد التي أثبتها المتكلموأن وأبذلوأا الوأسع في تقريرها وأتقريبها للذهان وأذب‬
‫طعوأن المبتدعة عنها‪ ،‬وأمصفاتهم ناطقة بذلك ؟‬
‫الوأجه الخامس عشر‪) :‬هناك حكمة تروأى عن عيسى عليه السلم تقوأل في المتنبئين الدجالين‬
‫الكذبة‪ " :‬من ثمارهم تعرفوأنهم " فمن شاء من المسلمين أن يعرف ثمرة ذلك القوأل الباطل‪ ،‬فليتأمل‬
‫فيما سنسوأقه من العقائد السلمية التي تلقاها الخلف عن السلف‪ ،‬وأجاءت الحاديث متضافرة متوأافرة‬
‫شاهدة عليها‪ ،‬وأحينئفذ يتبين خطوأرة ذلك القوأل الذي يتبناه المخالفوأن دوأن أن يشعروأا بما يؤدي إليه‬
‫)‪(3‬‬
‫من الضلل البعيد‪.(.‬‬
‫ثم عرد اللباني عددال منها شفاعته صلى ال عليه وأسلم العظمى في المحشر‪ ،‬وأشفاعته لهل الكبائر‪،‬‬
‫وأمعجزاته كلها ما عدا القرآن‪ ،‬وأسؤال منكر وأنكير‪ ،‬وأعذاب القبر وأالميزان وأالصراط وأالشفاعة لهل‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪.27‬‬

‫‪ ()2‬وأجوأب الخذ بحديث الحاد ‪ .33‬وأانظر نحوأه في مختصر العقيدة السلمية‪ ،‬طارق السوأيدان‪ 16 ،‬طبعة الكوأيت ‪1978‬م‪.‬‬

‫‪ ()3‬نفسه ‪.36‬‬
‫الكبائر من أمة محمد صلى ال عليه وأسلم وأأشراط الساعة الكبرى ثم قال‪:‬‬
‫)هذه بعض العقائد السلمية الصحيحة التي وأردت في الحاديث الثابتة المتوأاترة أوأ المستفيضة‬
‫وأتلقتها المة بالقبوأل‪ ،‬وأما أظن أن أحدال من المسلمين يجرؤ على إنكارها أوأ التشكيك فيها‪ ،‬إوأان كان‬
‫)‪(1‬‬
‫ذلك يلزم الذين ل يثبتوأن العقيدة بحديث الحاد‪ ،‬هدانا ال إوأاياهم إلى سوأاء السبيل(‪.‬‬
‫وأالجوأاب من وأجوأه‪:‬‬
‫ل‪ :‬العقائد التي ذكرها اللباني معظمها ثابت بالتوأاتر أوأ بخبر آحادي حصل العلم به كما سيأتي‬
‫أوأ ل‬
‫بيانه في الباب الثاني‪ ،‬وأالعجيب أن اللباني في عبارة وأاحدة صرحا بتوأاترها ثم زعم أن إنكارها يلزم‬
‫الذين ل يثبتوأن العقيدة بخبر الحاد‪ ،‬فكيف يلزمهم إنكار المتوأاتر إذا لم يثبتوأا الحادي؟‬
‫ثانيلا‪ :‬ماذا لوأ قال قائل‪):‬هناك حكمة تروأى عن عيسى عليه السلم تقوأل‪ " :‬من ثمارهم تعرفوأنهم‬
‫"فمن شاء من المسلمين أن يعرف ثمرة القوأل بإثبات العقيدة بخبر الحاد فليتأمل فيما سنسوأقه من‬
‫العقائد التي أثبتها بعض هؤلء وأالحاديث فيها منكرة وأوأاهية‪ ،‬وأحينئفذ يتبين خطوأرة هذا القوأل الذي‬
‫يتبناه المخالفوأن دوأن أن يشعروأا بما يؤدي إليه من الضلل البعيد منها‪ :‬إثبات القعوأد على العرش‬
‫وأحصوأل الطيط من الثقل‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪.38-37‬‬
‫وأمنها‪ :‬إثبات شغل العرش إل قدر أربع أصابع‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬إثبات أن صوأرة آدم على صوأرة الرحمن‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬إثبات إقعاد النبي صلى ال عليه وأسلم مع ال عز وأجل على العرش‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬إثبات وأجوأد ال عز وأجل في مكان دوأن مكان وأفي موأضع دوأن موأضع‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬إثبات الهبوأط وأالرتفاع وأالتردد بين العرش وأالكرسي‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬إثبات وأضع الرجلين على الكرسي وأقد عاد الكرسي كالنعل في قدميه‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬إثبات الحمل على أكتاف الملئكة‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬إثبات الستلقاء وأوأضع إحدى رجليه على الخرى‪.‬‬
‫هذه بعض العقائد الزائفة التي وأردت في الخبار المنكرة الوأاهية وأما أظن أن أحدال من المسلمين‬
‫يهوأن عليه اعتقاده بربه عز وأجل ليتابع بعض القائلين بإثبات هذه العقائد‪.‬‬
‫هدانا ال تعالى إوأاياهم إلى سوأاء السبيل )‪.(1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ما توجبه أخبار الحاد إذا لم تثبت بها العقيدة‬
‫إذا صح الخبر الوأارد في مسائل العتقاد وألم يحصل القطع به‪ ،‬فهذا ل يعني تكذيبه أوأ إهماله‪ ،‬بل‬
‫يجب فيه ما يتناسب مع درجة ثبوأته‪.‬‬
‫وأاستقراء العقائد السلمية يثبت أن أصوأل العقائد وأكبرى مسائلها قد تكفل القرآن الكريم ببيانها‪،‬‬
‫وأفيما يتعلق بال عز وأجل وأصفاته نجد أدلتها في القرآن الكريم موأفوأرة متظاهرة‪ ،‬وأكذا المتكلموأن‬
‫أطالوأا في ذكر وأجوأه إثبات هذه الصفات بدليل العقل‪ ،‬فاستفادت هذه الصوأل القطع بالنقل وأالعقل‪،‬‬
‫فإذا جاء خبر الحاد في شيء من هذا الباب يكوأن شاهدال وأمؤكدلا‪.‬‬
‫وألهذا ل يشتد النزاع في هذه الساحة من ساحات العقائد حوأل حجية خبر الحاد‪.‬‬
‫وأيعبر عن ذلك قوأل الشيرازي‪) :‬في مسائل الصوأل ‪ -‬مثل التوأحيد إوأاثبات الصفات ‪ -‬أدلة عقلية‬
‫)‪(2‬‬
‫موأجبة للعلم قاطعة للعذر‪ ،‬فل حاجة بنا إلى خبر الوأاحد(‪.‬‬
‫وأفي الغيبيات ل مجال لثباتها بأدلة العقل فل بد فيها من النقل‪ ،‬وأنجد في نصوأص القرآن الكريم‬
‫وأالسنة المتوأاترة شيئال كثي الر فيما يتعلق باليوأم الخر وأالبعث وأالنشوأر وأالجنة وأالنار‪.‬‬
‫وأمنها أيضال كثير من أخبار الحاد التي تعذر تحصيل القطع بمضموأنها‪.‬‬
‫فهل يعني ذلك إهمالها أوأ تكذيبها ؟‬

‫‪ ()1‬سيأتي بيان هذه الخبار وأما فيها في الباب الثاني من هذه الرسالة‪.‬‬

‫‪ ()2‬شرحا اللمع ‪.2/601‬‬


‫إن الشاعرة وأالماتريدية وأهم جمهوأر أهل السنة ل يهملوأن وأل يكذبوأن ما هذه حاله من الخبار‪ ،‬بل‬
‫يوأجبوأن فيها أصل التصديق‪ ،‬إوأان لم يحصل القطع‪ ،‬وأيشترطوأن لذلك شرطين‪ :‬أن يصح السند‪ ،‬وأأن‬
‫يكوأن مضموأنها غير معارض لما هوأ أقوأى منها‪.‬‬
‫يقوأل إمام الحرمين‪) :‬يتعين على كل معتن بالدين وأاثق بعقله أن ينظر فيما تعلقت به الدلة‬
‫السمعية‪.‬فإن صادفه غير مستحيل في العقل‪ ،‬وأكانت الدلة السمعية قاطعة في طرقها‪ ،‬ل مجال‬
‫به‪.‬وأان لم تثبت‬
‫إ‬ ‫للحتمال في ثبوأت أصوألها وأل في تأوأيلها‪ :‬فما هذا سبيله‪ ،‬فل وأجه له إل القطع‬
‫الدلة السمعية بطرق قاطعة‪ ،‬وألم يكن مضموأنها مستحيلل في العقل‪ ...‬فل سبيل إلى القطع‪ ،‬لكن‬
‫ا‪.‬وأان كان مضموأن‬
‫المتدين يغلب على ظنه ثبوأت ما دل الدليل السمعي على ثبوأته‪ ،‬إوأان لم يكن قاطع ل إ‬
‫الشرع المتصل بنا مخالفال لقضية العقل فهوأ مردوأد قطعال بأن الشرع ل يخالف العقل‪ ،‬وأل يتصوأر في‬
‫)‪(1‬‬
‫هذا القسم ثبوأت سمع قاطع به‪،‬وأل خفاء به‪.‬فهذه مقدمة السمعيات لبد من الحاطة بها‪.(...‬‬
‫وأيقوأل ابن فوأرك‪) :‬فإن قيل‪ :‬فإذا لم يكن خبر الوأاحد موأجبال للعتقاد وأالقطع‪ ...‬فعلى ماذا تحملوأنه ؟‪،‬‬
‫قيل‪ :‬إنها إوأان لم تكن موأجبة للقطع بها فإنها مجروأزة مغلبة‪ ...‬فيكوأن الحكم بها على الظاهر وأاجبال من‬
‫طريق التجوأيز وأرفع الحالة‪ ،‬إوأان لم يكن فيها القطع وأالعتقاد(‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫وأيقوأل الغزالي‪) :‬كلما وأرد به السمع عينلظر‪:‬‬


‫فإن كان العقل مجوأ الز له وأجب التصديق به قطعال إن كانت الدلة السمعية قاطعة في متنها‬
‫وأمستندها‪ ،‬وأوأجب التصديق بها ظنال إن كانت ظنية‪ ،‬فإن وأجوأب التصديق عمل يبنى على الدلة‬
‫)‪(3‬‬
‫الظنية كسائر العمال‪.(...‬‬
‫وأيقوأل عبد العزيز البخاري‪) :‬أما الخبار في أحكام الخرة‪ :‬فمن ذلك ما هوأ مشهوأر‪ ،‬وأمن ذلك ما‬
‫هوأ دوأنه لكنه يوأجب ضربال من العلم وأفيه ضرب من العمل أيضال وأهوأ عقد القلب عليه إذ العقد فضل‬
‫على العلم‪ ،‬لن العلم قد يكوأن بدوأن عقد القلب كعلم أهل الكتاب بحقيقة النبي عليه الصلة وأالسلم‬
‫مع عدم اعتقادهم حقيقته‪ ،‬وأكعلمنا بدلئل الخصوأم من غير أن نعتقدها‪.‬‬
‫وأعلى العكس فالعقد قد يكوأن بدوأن العلم أيضال كاعتقاد المقلد‪.‬‬
‫إوأان كان كذلك جاز أن يكوأن خبر الوأاحد موأجبال للعقد الذي هوأ عمل القلب‪ ،‬إوأان لم يكن موأجبال للعلم‪،‬‬

‫‪ ()1‬الرشاد ‪ ،360‬وأانظر‪ :‬نحوأه في لمع العتقاد ‪ 112‬المسمى لمع الدلة في قوأاعد عقائد أهل السنة وأالجماعة‪ ،‬تحقيق د‪ -‬فوأقية حسين‪ ،‬طبعة المؤسسة المصرية )‬

‫‪ 1965‬م(‪ ،‬وأنحوأه أيضال في أصوأل الدين البغدادي ‪،23-22‬وأشرحا المقاصد مسعوأد بن عمر سعد الدين التفتازاني )‪793‬هـ( تحقيق عبد الرحمن عميرة ‪،121-5/117‬‬

‫طبعة عالم الكتب‪ -‬بيروأت ‪1989‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬مشكل الحديث ‪.270‬‬

‫‪ ()3‬القتصاد في العتقاد‪ ،‬الغزالي ‪ ،6320‬مطبعة منير ‪ -‬بغداد ‪ -‬لم يذكر سنة الطبع‪.‬‬
‫قال أبوأ اليسر‪ :‬الخبار الوأاردة في أحكـام الخرة من باب العمل‪ ،‬فإن العمل بالقلب اعتقاد(‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وأيمكن أن يوأرد على كلم البخاري أن عقد القلب إنما يحصل بعد العلم وأالقطع‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫قال الفنري‪) :‬عقد القلب بالحكم هوأ الذي يعقب العلم‪.(...‬‬
‫وأالجوأاب‪:‬أن المراد بعقد القلب هوأ التصديق غير الجازم وأترك النكار وأالتكذيب وأل يشترط فيه العلم‬
‫وأالقطع‬
‫وأبهذا يتبين أن منهج الشاعرة وأالماتريدية إثبات العقائد بخبر الحاد إذا حصل فيها القطع وأاليقين‬
‫وأانتفى احتمال السهوأ وأالكذب عن مخبريها‪.‬‬
‫فإذا تعذر القطع وأحصل الظن الراجح وأجب الحتجاج به في منزلة تتناسب مع درجة ثبوأته فيجب‬
‫فبه أصل التصديق من غير جزم به وأيجب عقد القلب عليه‪ ،‬وأبذلك يكوأن التيان بما كلفنا به في كل‬
‫خبر على قدر درجة ثبوأته‪.‬‬
‫وأيثبت بهذا أن الشاعرة وأالماتريدية لم يهملوأا أخبار الحاد وألم يكذبوأا روأاتها‪ ،‬بل عملوأا بها ما أمكن‬
‫ذلك ‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫&ل بد منا الشارة إلى سلفية هذا المنهج في قول أبي بكر &إنا كانا قال فقد صدق&‬

‫‪ ()1‬كشف السرار ‪ ،377-2/376‬وأانظر‪ :‬نحوأه في أصوأل السرخسي ‪ 1/329‬وأكشف السرار النسفي ‪ ،1/329‬وأشرحا التلوأيح‪ ،‬التفتازاني ‪.2/350‬‬

‫‪ ()2‬حاشية الفنري على شرحا التلوأيح ‪.2/350‬‬


‫الباب الثاني‪ :‬تطبيق المنهج العلمي في الحتجاج بخير الحاد في أبواب العقيدة‬
‫الفصل الول‪ :‬الحتجاج بخبر الحاد في أسماء ال تعالى وصفاته‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬في السماء الحسنى‬
‫السم لغة مشتق من السموأ‬
‫قال ابن فارس‪) :‬السين وأالميم وأالوأاوأ أصل يدل على العلوأ‪ ،‬وأيقال‪ :‬سموأت‪ ،‬إذا علوأت‪.‬‬
‫وأاشتق منه السم لنه تنوأيه وأرفعه وأدللة على المعنى )‪.(1‬‬
‫وأقال الراغب‪):‬السم ما يعرف به ذات الشيء()‪.(2‬‬
‫وأالسم عند المتكلمين‪ :‬هوأ اللفظة الدالة على الذات )‪.(3‬‬
‫وأعند قوأل القائل )زيد( نعقل ثلثة أموأر ذات الشيء‪ ،‬وأهذه اللفاظ المخصوأصة‪ ،‬وأجعل هذه اللفاظ‬
‫المخصوأصة معرفة لهذه الذات‪ ،‬أما اللفظ المخصوأص فهوأ السم وأأما الذات المخصوأصة فهي‬
‫)‪(4‬‬
‫المسمى‪ ،‬وأالتسمية جعل ذلك اللفظ دالل على الذات‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأقال التفتازاني‪):‬وأل خفاء في تغاير الموأر الثلثة(‬
‫وأ يحسن في هذا المقام التنبيه إلى الفرق بين السم وأالصفة وأقد عرفنا المراد من )السم(‬
‫)‪(6‬‬
‫أما الصفة لغة فتطلق وأيراد بها المارة اللزمة للشيء‬
‫)‪(7‬‬
‫وأالصفة عند المتكلمين‪ :‬ما دل على معنى زائد عن الذات‬
‫فالفرق بينهما في زيادة دللة الصفة على دللة السم‪ ،‬إذ أن الصفة تدل على الذات وأزيادة وأصفية‬
‫وألفظ الجللة )ال( ل يدل إل على الذات المقدسة نفسها دوأن زيادة معنى آخر‬
‫)‪(8‬‬
‫وأاسم )الرحمن( مثل يدل على ذات ال عز وأجل المتصفة بالرحمة‬
‫وأقد اتفق العلماء على جوأاز إطلق السماء وأالصفات على الباري تعالى إذا وأرد إذن الشرع وأاتفقوأا‬
‫على عدم جوأازه إذا وأرد منعه‬
‫وأاختلفوأا فيما لم يرد به إذن وأل منع وأكان الباري موأصوأفال بمعناه‪ ،‬وألم يكن إطلقه عليه مما يستحيل‬
‫في حقه فقال جمهوأر الشاعرة وأابن حزم وأغيرهم ل يجوأز إطلق مثل ذلك على الباري عز وأجل‬
‫على سبيل التسمية أوأ الوأصف‪ ،‬فل يشتق له عز وأجل أسم وأل صفه من قوأله تعالى‪) :‬ال يستهزئ‬

‫‪()3/98‬‬ ‫‪1‬مقاييس اللغة )سموأ(‬

‫‪2‬المفردات في ترتيب القرآن ‪) 244‬سما()(‬

‫‪3‬انظر لوأامع البينات‪ ،‬الرازي ‪ ،18‬وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪()4/344‬‬

‫‪4‬انظر لوأامع البينات‪ ،‬الرازي ‪() 20-19‬‬

‫‪5‬شرحا المقاصد ‪()2/338‬‬

‫‪()525‬‬ ‫‪6‬انظر مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس )وأصف( ‪ ،6/115‬وأانظر المفردات الراغب )وأصف(‬

‫‪ 4/344‬وأشرحا جوأهرة التوأحيد‪ ،‬الباجوأري ‪()146‬‬ ‫‪7‬انظر شرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني‬

‫‪8‬يدل لفظ الجللة "ال" على صفات الكمال وألكن بالدللة اللتزامية العقلية‪.‬انظر لوأامع البينات‪() 109،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫بهم()‪(1‬وأل من قوأله )وأمكروأا وأمكر ال(‬
‫)‪(3‬‬
‫وأقال المعتزلة وأالكرامية يجوأز مثل ذلك على سبيل التسمية وأالوأصف‬
‫)‪(4‬‬
‫إوأاليه مال القاضي أبوأ بكر الباقلني من الشاعرة‬
‫وأتوأقف إمام الحرمين الجوأيني وأقال‪):‬ما لم يرد فيه إذن وأل منع لم نقض فيه بتحليل وأل تحريم فإن‬
‫الحكام الشرعية تتلقى من موأارد السمع‪ ،‬وألوأ قضينا بتحليل أوأ تحريم من غير إذن لكنا مثبتين حكما‬
‫)‪(5‬‬
‫دوأن السمع(‬
‫وأفصل المام الغزالي رحمه ال فقال بجوأاز الطلق على سبيل الوأصف دوأن التسمية وأوأجه الفصل‬
‫بينهما أن إجراء الصفات إخبار بثبوأت مدلوألها‪ ،‬فيجوأز عند ثبوأت المدلوأل‪ ،‬إل لمانع وأوأجوأبه بالدلئل‬
‫على إباحة الخبار بالصدق‪ ،‬بخلف التسمية فان فيها نوأع تصرف في المسمى ل تجوأز إل لمن له‬
‫وألية على المسمى كالب وأالمالك وأمن يجري مجرى ذلك )‪(6‬وأوأافقه الرازي وأاختار رأيه وأقال‪) :‬الدليل‬
‫على أنه ل يجوأز وأضع السم ل تعالى أنا أجمعنا على أنه ل يجوأز لنا أن نسمي الرسوأل باسفم ما‬
‫سماه ال به‪ ،‬وأل باسفم ما سمى نفسه به‪ ،‬فإذا لم يجز ذلك في حق الرسوأل‪ ،‬بل في حق أحد من آحاد‬
‫الناس‪ ،‬فهوأ في حق ال تعالى أوألى()‪(7‬وأهذا هوأ الذي أراه راجحا لن أسماء ال عز وأجل قديمة‬
‫بمعنى أن ال عز وأجل سمى نفسه بها في الزل فل يجوأز لغيره تعالى أن يطلق عليه سبحانه اسمال‬
‫من تلقاء نفسه‬
‫وأأما إطلق اللفظ على سبيل الوأصف فل مانع من إطلقه إذا لم يمنع منه الشرع أوأ العقل‬

‫)(‬ ‫‪1‬سوأرة البقره الية ‪2‬‬

‫‪2‬سوأرة آل عمران الية ‪()54‬‬

‫‪ ()3‬انظر أصوأل الدين‪ ،‬البغدادي ‪ ،118،‬نهاية القدام في علم الكلم‪ ،‬أبوأ الفتح الشهرستاني )‪ 548‬هـ( تحقيق إلفرد جيوأم ‪ ،129-128‬طبعة مكتبة المثنى ‪ -‬بغداد‪ ،‬لم‬

‫يذكر سنة الطبع‪.‬وأالفصل في الملل وأالهوأاء وأالحل‪ ،‬علي بن محمد بن حزم )‪ 456‬هـ( ‪ ،2/162‬المطبعة الدبية ‪ -‬مصر )‪ 13317‬هـ(‪.‬وأشرحا النوأوأي على صحيح مسلم‬

‫‪ ،5/536‬وأالسماء وأالصفات‪ ،‬ابن تيمية ‪ ،61-1/60‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت‪ ،‬لم يذكر سنة الطبع‪.‬وأالموأاقف في علم الكلم‪ ،‬عضد الدين عبد الرحمن اليجي )‬

‫‪ 756‬هـ( ‪ 333‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروأت‪ ،‬لم يذكر سنة الطبع‪ .‬وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪ 4/343‬وأشرحا جوأهرة التوأحيد‪ ،‬الباجوأري ‪ 146‬إوأاتحاف المريد بجوأهرة‬

‫التوأحيد‪ ،‬عبد السلم اللقاني )‪ 1041‬هـ( ‪ ،126‬مطبعة السعادة ‪-‬مصر ‪ 1955‬م‪.‬وأالبيهقي وأموأقفه من اللهيات‪ ،‬أحمد بن عطية الغامدي‪ 124 ،‬رسالة دكتوأراه في العقيدة‪،‬‬

‫الجامعة السلمية ‪ -‬المدينة المنوأرة‪ .‬وأالعقيدة السلمية وأأسسها‪ ،‬عبد الرحمن حسن الميداني ‪ ،251‬طبعة دمشق ‪ 1966 -‬م‪.‬وأعقيدة المؤمن‪ ،‬أبوأ بكر الجزائري ‪ 78‬دار‬

‫الكتب السلفية ‪ -‬القاهرة ‪ -‬لم يذكر سنة الطبع‪.‬‬

‫‪4‬انظر الباقلني وأآراؤه الكلمية ‪ -‬د‪ -‬محمد رمضان ‪ -‬مطبعة المة ‪ -‬بغداد ‪1986 -‬م‪() .‬‬

‫‪5‬الرشاد إلى قوأاطع الدلة ‪().243‬‬

‫‪6‬المقصد السنى شرحا أسماء ال الحسنى‪ ،‬الغزالي ‪ ،165-164‬طبعة شركة الطباعة الفنية ‪ -‬مصر‪().‬‬

‫‪7‬لوأامع البينات ‪() ،39‬‬


‫وأبعد التسليم بأن إطلق السماء على ال عز وأجل يتوأقف على إذن الشارع‬
‫هل يشترط وأروأده بخبر متوأاتر ؟ أوأ يكتفى فيه بخبر العدل الوأاحد ؟‬
‫وأقد أشار الزركشي إلى حصوأل الخلف في المسألة على قوألين‪ .‬فقال‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وأالصحيح الثبوأت كما في سائر الحكام الشرعية‪ .‬وأقيل ل يثبت‪ ،‬بل لبد فيه من القطع(‬
‫وأبعد البحث لم أستطع الوأقوأف على تعيين من اشترط الدليل القاطع لثبات أسماء ال عز وأجل وأقد‬
‫وأجدت العلماء كافة تساهلوأا في قوأة الدليل الذي تثبت به السماء فالشاعرة جعلوأا المسألة من‬
‫المسائل العملية ل العتقادية‪ ،‬لن تحليل إطلق السماء وأتحريمه حكمان شرعيان فيثبت بما تثبت‬
‫به الحكام الشرعية‪.‬‬
‫قال إمام الحرمين الجوأيني‪) :‬ثم ل تشترط في جوأاز الطلق وأروأد ما يقطع به الشرع وألكن ما‬
‫)‪(2‬‬
‫يقتضي العمل‪ ،‬إوأان لم يوأجب العلم(‬
‫وأقال البغدادي‪) :‬وأكل ما نطق به القرآن من أسماء ال تعالى‪ ،‬أوأ وأردت به السنة الصحيحة أوأ‬
‫أجمعت عليه المة من أسمائه فجائز إطلقه()‪.(3‬‬
‫وأصنف الغزالي كتابال في السماء الحسنى وأذكر فيه عددال من السماء الحسنى لم تثبت بخبر متوأاتر‬
‫وأكذلك فعل الفخر الرازي‪.‬‬
‫وأرجح السعد التفتازاني أن المسألة من العمليات ل من العتقاديات وأقال‪) :‬التسمية من العمليات‬
‫وأأقوأال اللسان()‪.(4‬‬
‫أما أهل الحديث فقد أثبتوأا كثي الر من أسماء ال عز وأجل بأخبار ل يصل أحدها إلى درجة الصحة‬
‫وأهذا التساهل من الفريقين الشاعرة وأالمحدثين في قوأة الدليل الذي تثبت به السماء الحسنى دليل‬
‫على أن المسألة ليست اعتقادية‪ ،‬لن الخلف في درجة الخبر الذي تثبت به العقيدة منحصر في‬
‫الصحيح‪ ،‬وأليس في ما جاء من الحاديث الوأاردة في ذكر السماء الحسنى حديث يبلغ رتبة الصحيح‬
‫‪ -‬كما سيأتي ‪-‬‬
‫وأقد صرحا المام الجوأيني بإلحاق هذه المسألة بالعمليات فقال‪) :‬ما وأرد الشرع بإطلقه من أسمائه‬
‫تعالى وأصفاته أطلقناه‪ ،‬وأما منع الشرع من إطلقه منعناه‪ ،‬وأما لم يرد فيه إذلن وأل منعل لم نق ل‬
‫ض فيه‬
‫بتحليفل أوأ تحريم من غير شرع‪.‬‬
‫ثم ل نشترط في جوأاز الطلق وأروأد ما نقطع به في الشرع‪ ،‬وألكن ما يقتضي العمل وأان لم يوأجب‬

‫‪1‬البحر المحيط ‪() .4/261‬‬

‫‪2‬الرشاد إلي قوأاطع الدلة ‪()143‬‬

‫‪ () 3‬أصوأل الدين ‪119‬‬

‫‪ ()4‬شرحا المقاصد ‪4/434‬‬


‫)‪(1‬‬
‫العلم فهوأ كاف(‬
‫ق لففظ دال على‬
‫فالمام الجوأيني يرى أن مسألة السماء الحسنى ترجع إلى معنى التسمية وأهوأ إطل ع‬
‫الذات عمل من أعمال اللسان‪ ،‬ل يشترط لجوأازه خبر قطعي‪ ،‬بل يكتفى فيه بما يوأجب العمل‪.‬‬
‫‪-‬الخبار الوأاردة في المسألة‬
‫)‪(2‬‬
‫قال ال عز وأجل‪) :‬وأل السماء الحسنى فادعوأه بها وأذروأا الذي يلحدوأن في أسمائه(‬
‫وأقد ذكر في القرآن الكريم عدد من أسماء ال الحسنى ل يجهلها جاهل وأل ينكرها منكر‪.‬‬
‫وأأخرج البخاري وأمسلم من روأاية العرج عن أبي هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫)‪(3‬‬
‫وأسلم‪) :‬إن ال تسعة وأتسعين اسمال من أحصاها دخل الجنة(‬
‫)‪(4‬‬
‫وأعند مسلم‪ :‬زاد همام عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وأسلم )إنه وأتر يحب الوأتر(‬
‫وأأخرجه الترمذي من روأاية العرج عن أبي هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال‬
‫عليه وأسلم‪:‬‬
‫)إن ل تسعة وأتسعين اسمال من أحصاها دخل الجنة‪ ،‬هوأ ال الذي ل إله إل هوأ الرحمن الرحيم الملك‬
‫القدوأس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق الباري المصوأر الغفار القهار الوأهاب‬
‫الرزاق الفتاحا العليم القابض الباسط الخافض العز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير‬
‫الحليم العظيم الغفوأر الشكوأر العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب‬
‫الوأاسع الحكيم الوأدوأد المجيد الباعث الشهيد الحق الوأكيل القوأي المتين الوألي الحميد المحصي‬
‫المبديء المعيد المحيي المميت الحي القيوأم الوأاجد الماجد الوأاحد الصمد القادر المقتدر المقدم‬
‫المؤخر الوأل الخر الظاهر الباطن الوأالي لمتعالي البر التوأاب المنتقم العفوأ الرؤوأف مالك الملك ذوأ‬
‫الجلل وأالكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النوأر الهادي البديع الباقي الوأارث‬
‫الرشيد الصبوأر(‪.‬‬
‫وأقال الترمذي‪ ":‬هذا حديث غريب‪ ،‬حدثنا به غير وأاحد عن صفوأان بن صالح‪ ،‬وأل نعرفه إل من‬
‫حديث صفوأان بن صالح‪ ،‬وأهوأ ثقة عند أهل الحديث‪ ،‬وأقد روأي هذا الحديث من غير وأجه عن أبي‬
‫هريرة عن النبي صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأل نعلم في كثير شيء من الروأايات له إسناد صحيح ذكر فيه‬
‫السماء إل في هذا الحديث‪.‬‬

‫‪ ()1‬الرشاد ‪143‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪180‬من سوأرة العراف‬

‫‪ ()3‬أخرجه البخاري في كتاب التوأحيد ‪ 12/7392‬وأمسلم في كتاب الذكر وأالدعاء ‪2/26772‬‬

‫‪ ()4‬كتاب الدعوأات ‪83/3507‬‬


‫وأقد روأي آدم بن إياس )‪(5‬هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫)‪(6‬‬
‫وأذكر فيه السماء‪ ،‬وأليس له إسناد صحيح‪".‬‬
‫أن رسوأل ال صلى ل عليه‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأوأقع ذكر السماء عند ابن ماجة من روأاية العرج عن أبي هريرة‬
‫وأسلم قال‪) :‬إن ل تسعة وأتسعين اسما مائة إل وأاحدا‪ ،‬إنه وأتر يحب الوأتر‪ ،‬من حفظها دخل الجنة‪،‬‬
‫وأهوأ ال الوأاحد الصمد الوأل الخر الظاهر الباطن الخالق البارئ المصوأر الملك الحق السلم‬
‫المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرحمن الرحيم اللطيف الخبير السميع البصير العليم العظيم‬
‫البار المتعال الجليل الجميل الحي القيوأم القادر القاهر العلي الحكيم القريب المجيب الغني الوأهاب‬
‫الوأدوأد الشكوأر الماجد الوأاجد الوألي الشهيد المبين البرهان الرؤوأف الرحيم المبدئ المعيد الباعث‬
‫الوأارث القوأي الشديد الضار النافع الباقي الوأاقي الخافض الرافع القابض الباسط المعز المذل المقسط‬
‫الرازق ذوأ القوأة المتين القائم الدائم الحافظ الوأكيل الفاطر السامع المعطي المحيي المميت المانع‬
‫الجامع الهادي الكافي البد العالم الصادق النوأر المنير التام القديم الوأتر الحد الصمد الذي لم يلد‬
‫وأفي سنده عبد الملك بن محمد الصنعاني)‪.(5‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫وألم يوألد وألم يكن له كفوأال أحد(‬
‫وأأخرج البيهقي في السماء وأالصفات من حديث العرج عن أبي هريرة‪:‬‬
‫قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪) :‬إن ل تسعة وأتسعين اسما مائة إل وأاحدا من أحصاها‬
‫دخل الجنة‪ ،‬وأهوأ وأتر يحب الوأتر‪.‬‬
‫هوأ ال الذي ل إله إل هوأ الرحمن الرحيم الملك القدوأس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار‬
‫المتكبر الخالق البارئ المصوأر الغفار القهار الوأهاب الرزاق الفتاحا العليم القابض الباسط الخافض‬
‫الرافع المعز المذل السميع البصير العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفوأر الشكوأر العلي الكبير‬
‫الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الوأاسع الحكم الوأدوأد المجيد الباعث الشهيد‬
‫الحق الوأكيل القوأي المتين الوألي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي الوأاحد الماجد‬
‫الوأاجد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الوأل الخر الظاهر الباطن الوأالي المتعالي البر التوأاب‬
‫المنتقم العفوأ الرؤوأف مالك الملك ذوأ الجلل وأالكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار‬
‫)‪(6‬‬
‫النافع النوأر الهادي البديع الباقي الوأارث الرشيد الصبوأر الكافي(‬

‫‪ ()5‬وأهوأ ضعيف‪،‬انظر ميزان العتدال ‪2/336‬‬

‫‪()6‬سنن الترمذي ‪5/497‬‬

‫‪ ()3‬انظر سنن ابن ماجة ‪2/1270‬‬

‫‪ ()4‬كتاب الدعاء ‪10/3861‬‬

‫‪ ()5‬ا‪،‬انظر الميزان ‪2/336‬‬

‫‪ ()6‬السماء وأالصفات‪،‬احمد بن الحسين البيهقي)‪458‬هـ(تحقيق محمد زاهد الكوأثري ‪13‬طبعة دار الكتب العلمية‪-‬بيروأت‪.-‬‬
‫وأوأقع عنده ذكر السماء في روأاية وأفيها تقديم وأتأخير إوأابدال‪.‬‬
‫وأقال عنها‪ :‬تفرد بهذه الروأاية عبد العزيز بن الحصيني بن الترجمان‪ ،‬وأهوأ ضعيف الحديث عند أهل‬
‫النقل‪...‬‬
‫وأمحتمل أن يكوأن التفسير وأقع من بعض الروأاة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وأقال‪ :‬وألهذا الحتمال ترك البخاري وأمسلم إخراج الحديث(‬
‫وأقال الحافظ ابن كثير‪):‬وأالذي عوأل عليه جماعة من الحفاظ أن سرد السماء في هذا الحديث مدرج‬
‫)‪(2‬‬
‫فيه(‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪ ،19‬وأانظر نحوأه في إيثار الحق‪ ،‬ابن الوأزير ‪.158‬‬

‫‪ ()2‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬آبوأ الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي )‪ 774‬هـ( ‪ 2/270‬الطبعة الوألى‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بيروأت ‪ 1980‬وأانظر كلم الحافظ على إدراج‬

‫السماء في الحديث في فتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪.11/256‬‬


‫مدى احتجاج العلماء بهذه الخبار‪:‬‬
‫اتفق جمهوأر العلمـاء على أن هذه الحاديـث ل تقتضي حصر أسماء الباري عز وأجل في هذا العدد‬
‫)‪(1‬‬

‫وأخالف ابن حزم الظاهري فقال‪) :‬ل يحل أن يسمى ال عز وأجل بالقديم وأل الحنان وأل الفرد وأل الدايم‬
‫وأل الباقي وأل العالم‪ ...‬وأل السامع وأل الضار وأل النافع وأل المبدئ وأل المعيد وأل القادر وأل الوأارث وأل‬
‫الباعث وأل القاهر وأل الجليل وأل المعطي وأل المنعم وأل المحسن وأل الحكم وأل الحاكم وأل الوأاهب وأل‬
‫الغفار وأل الهادي وأل العدل وأل الصادق وأل الحافظ وأل البديع وأل المحيي وأل المميت‪ ،‬وأل بشيء لم‬
‫ل‪ ،‬إوأان كان في غاية المدحا عندنا‪ ،‬أوأ كان متصرفا من أفعاله تعالى إل أن نخبر‬
‫يسم به نفسه أص ل‬
‫عنه‪ ...‬وأمن البرهان على هذا أن ال تسعة وأتسعين اسما مائة غير وأاحد من أحصاها دخل الجنة‪،‬‬
‫فلوأ كانت هذه السماء التي منعنا منه أن تطلق جائ الز لكانت أسماء ال تعالى أكثر من مائه وأنيف‬
‫وأهذا باطل لن قوأل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم " مائة غير وأاحد " مانع من أن يكوأن له أكثر‬
‫)‪(2‬‬
‫من ذلك‪ ،‬وألوأ جاز ذلك لكان قوأله عليه السلم كذبال وأهذا كفر ممن أجازه(‬
‫وأقال الجمهوأر ليس في الحديث الذي استدل به ابن حزم دليل على حصر السماء في هذا العدد‪.‬‬
‫قال الفخر الرازي‪ :‬تخصيص العدد بالذكر ليس فيه نفي الزائد عليه‪.‬‬
‫وأيحتمل أن يكوأن سبب التخصيص أمرين‬
‫أحدهما‪ :‬لعل هذه السماء أعظم وأأجل من غيرها‪.‬‬
‫وأالثاني‪ :‬أن ل يكوأن قوأله‪) :‬إن ل تسعة وأتسعين اسما كلمال تاملا‪ ،‬بل يكوأن مجموأع قوأله )إن ل‬
‫تسعة وأتسعين اسمال من أحصاها دخل الجنة‪ ،‬كلمال وأاحدا‪ ،‬وأذلك بمنزلة قوألك إن لزيد ألف درهم‬
‫أعدها للصدقة وأهذا ل يدل على أنه ليس له من الدراهم أكثر من اللف وأيدل على صحة هذا التأوأيل‬
‫حديث عبد ال بن مسعوأد أن النبي صلى ال عليه وأسلم كان يدعوأ وأيقوأل‪:‬‬
‫)اللهم إني عبدك وأابن عبدك‪ ،‬وأابن أمتك ناصيتي بيدك‪ ،‬ما ف‬
‫ض فري حكمك‪ ،‬عدل في قضاؤك‪ ،‬أسألك‬
‫بكل اسم هوأ لك سميت به نفسك أوأ أنزلته في كتابك أوأ علمته أحدال من خلقك أوأ استأثرت به في علم‬
‫)‪(3‬‬
‫الغيب عندك‪(...‬‬
‫وأبهذا الحديث استدل الجمهوأر على أن أسماء ال عز وأجل ليست منحصرة في تسعة وأتسعين اسما‪،‬‬
‫وأاستدل ابن حزم الظاهري بحديث أبي هريرة رضي ال عنه على انحصارها‪ ،‬وأليس فيه دليل على‬

‫‪ ()1‬انظر التمهيد‪ ،‬الباقلني ‪ 233‬وأأصوأل الدين‪ ،‬البغدادي ‪120‬وأالسماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ 19‬وأالعتقاد له أيضال ‪.18‬‬

‫وأفتح الباري ابن حجر ‪ 11/625‬وأشرحا النوأوأي على صحيح مسلم ‪5/536‬وأفتح المجيد‪ ،‬عبد الرحمن آل الشيخ ‪ 646‬وأموأقف البيهقي من اللهيات‪ ،‬الغامدي‬
‫‪126‬وأموأقف ابن حزم من اللهيات‪ ،‬أحمد المحمد ‪210‬‬
‫‪ ()2‬الفصل في الملل وأالهوأاء وأالنحل ‪165 ،2/164‬‬

‫‪ ()3‬لوأامع البينات‪.74 ،‬وأالحديث أخرجه البيهقي في السماء وأالصفات ‪.18‬‬


‫ذلك كما سبق‪.‬‬
‫وأتناقض ابن حزم حيث ذكر اسم )العالم( في جملة السماء التي ل يصح تسمية الباري بها‪ ،‬وأكان‬
‫قد أثبته قبل صفحات من ذلك الموأضع فقال‪:‬‬
‫)لما جاء النص بأنه يسمى الحي العالم القدير سميناه بذلك‪ ،‬وألوأل النص ما جاز لحد أن يسمى ال‬
‫)‪(1‬‬
‫تعالى بشيء من ذلك(‪.‬‬
‫وأأما جمهوأر العلماء فقد أطلقوأا عددا من السماء على الباري عز وأجل نذكر منها ما ثبت بالحاديث‬
‫)‪(2‬‬
‫السابقة فمما أثبته الدرامي‪) :‬الخافض الرافع الماجد الوأاجد المنتقم المانع الضار النافع الصبوأر(‬
‫وأمما أثبته الفخر الرازي )الجوأاد وأالجليل وأالمانع وأالصبوأر وأالصادق وأالخافض وأالرافع وأالضار وأالنافع‬
‫)‪(3‬‬
‫وأالمقدم وأالمؤخر وأالمنتقم وأالوأهاب وأالوأارث وأالجميل(‬
‫وأمما أثبته البيهقي‪) :‬الوأتر وأالجليل وأالوأاجد وأالماجد وأالمقدم وأالمؤخر وأالوأالي وأالمغني وأالنافع وأالضار‬
‫وأالحنان وأالدائم وأالجميل وأالصادق وأالبرهان وأالشديد وأالسامع وأالمنير وأالخافض وأالرافع وأالصبوأر‬
‫)‪(4‬‬
‫وأالمنتقم(‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأمن السماء التي أثبتها اليجي‪ :‬العدل وأالوأاحد وأالماجد وأالمغني وأالضار وأالنافع‬
‫وأعلى العموأم فقد أجاز جمهوأر المتكلمين إطلق اللفاظ التي وأردت في الخبار السابقة على ال عز‬
‫وأجل على سبيل التسمية‪.‬‬
‫وأزاد المتكلموأن على ذلك فألحقوأا هذه السماء بالصفات إلى أقسام باعتبارات مختلفة‪.‬‬
‫ل‪ :‬تقسيم الصفات باعتبار ملزمة الصفة للذات وأانفكاكها عنها‪.‬‬
‫أوأ ل‬
‫وأتنقسم الصفات بهذا العتبار إلى قسمين‪ :‬صفات ذات‪ ،‬وأصفات فعل‪.‬‬
‫وأقد اختلف المتكلموأن في الفرق بينها‪:‬‬
‫فعند المعتزلة‪ :‬ما جرى فيه النفي وأالثبات فهوأ من صفات الفعل‪ ،‬كما يقال‪ ،‬خلق ال لفلن وألدلا‪ ،‬وألم‬
‫يخلق لفلن‪ ،‬وأأراد بنا اليسر‪ ،‬وألم يرد بنا العسر وأكلم ال موأسى‪ ،‬وأل يكلم ال الكافرين يوأم القيامة‪.‬‬
‫وأما لم يجر فيه النفي فهوأ من صفات الذات‪،‬كالعلم وأالقدرة‪ ،‬فل يقال‪ :‬لم يعلم كذا‪ ،‬وألم يقدر على‬
‫كذا‪.‬‬

‫‪ ()1‬الفصل ‪.2/164‬‬

‫‪ ()2‬الرد على بشر المريسي‪ ،‬عثمان الدارمي ‪.370‬‬

‫‪ ()3‬لوأامع البينات ‪.127-121 ،116‬‬

‫‪ ()4‬السماء وأالصفات ‪ 19-15‬وأانظر العتقاد ‪.19-18‬‬

‫‪ ()5‬الموأاقف ‪.336-335‬‬
‫أما عند الشاعرة‪ :‬فالفرق بينهما أن ما يلزم من نفيه نقيضه فهوأ من صفات الذات‪ ،‬كالحياة يلزم من‬
‫نفيها الموأت‪ ،‬وأالعلم يلزم من نفيه الجهل‪.‬‬
‫وأما ل يلزم من نفيه نقيضه فهوأ من صفات الفعل‪ ،‬فلوأ نفيت الحياء أوأ الماتة أوأ الخلق أوأ الرزق‪،‬‬
‫لم يلزم منه نقيضه‪.‬‬
‫وأيظهر أثر الختلف في الفارق بينهما عند الشاعرة وأالمعتزلة في صفتي الدارة وأالكلم‪ ،‬فهما من‬
‫صفات الفعال عند المعتزلة لجريان النفي وأالثبات فيهما‪ ،‬وأمن صفات الذات عند الشاعرة‪ ،‬إذ يلزم‬
‫من نفيهما نقضيهما وأهوأ الجبر وأالخرس‪.‬‬
‫وأعند الماتريدية‪ :‬كل ما عوأصف ال عز وأجل به وأل يجوأز أن يوأصف بضده فهوأ من صفات الذات‬
‫كالقدرة وأالعلم وأالدارة‪.‬‬
‫وأكل ما يجوأز أن يوأصف به وأبضده فهوأ من صفات الفعل كالحياء وأالماتة وأالقبض وأالبسط وأالرفع‬
‫وأالخفض وأغيره‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وأذهب الماتريدية إلى إرجاع صفات الفعل إلى صفة وأاحدة هي صفة التكوأين‪.‬‬
‫يقوأل ملعلي القاري رحمه ال‪ ...) :‬وأمرجع الكل إلى التكوأين‪ ،‬فإنه إن تعلق بالحياة سمي إحياء‪،‬‬
‫وأبالموأت إماتة‪ ،‬وأبالصوأرة تصوأي الر إلى غير ذلك‪ ،‬فالكل تكوأين‪ ،‬إوأانما الخصوأص بخصوأص‬
‫)‪(2‬‬
‫المتعلقات(‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬تقسيمها باعتبار النفي وأالثبات‪.‬‬
‫وأتنقسم بهذا العتبار إلى سلبية وأثبوأتية‪.‬‬
‫وأالسلبية نسبة إلى السلب وأهوأ النفي‪،‬وأسميت بذلك لن مدلوألها هوأ نفي أمر عن ال عز وأجل ل‬
‫)‪(3‬‬
‫يليق به‪.‬‬
‫وأهي خمس صفات‪ :‬الوأحدانية وأالقدم وأالبقاء وأالمخالفة للحوأادث وأالقيام بالنفس‪.‬‬
‫أما الوأحدانية فمدلوألها نفي التعدد في ذاته وأفي صفاته وأفي أفعاله‪.‬‬
‫وأوأحدة الذات معناها‪ :‬أنه سبحانه ليس جسمال مركبلا‪ ،‬يقبل النقسام‪ ،‬وأأنه ليس هناك إله آخر غيره‪،‬‬
‫وأوأحدة الصفات معناها‪ :‬أنه ليس له صفتان من جنس وأاحد‪ ،‬وأليس لغيره صفة تشبه صفته‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأوأحدة الفعال معناها‪ :‬أنه ليس لحد فعل كفعله‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر‪ :‬شرحا الفقه الكبر‪ ،‬القاري ‪.19‬‬

‫‪ ()2‬نفسه ‪ ،20‬وأانظر‪ :‬التمهيد في أصوأل الدين‪ ،‬أبوأ المعين النسفي )‪ 508‬هـ( ‪ ،29-28‬تحقيق الدكتوأر عبد الحي قابيل‪ ،‬المطبعة الفنية ‪ -‬مصر ‪ 1987 -‬م‪.‬‬

‫‪ ()3‬إوأاتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪ ،74‬وأشرحا الجوأهرة‪ ،‬الباجوأري ‪.85‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬حاشية الدسوأقي ‪ ،89‬وأشرحا الفقه الكبر‪ ،‬القاري ‪ ،12‬وأ إتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪ 82‬وأشرحا الجوأهرة‪ ،‬الباجوأري ‪.97‬‬
‫وأأما القدم فعناه أنه ل أوأل لوأجوأده‪ ،‬أوأ ل افتتاحا لوأجوأده‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫وأأما البقاء فمعناه عدم الخرية للوأجوأد‪ ،‬أوأ عدم اختتام الوأجوأد‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأأما المخالفة للحوأادث فمعناه أنه ل يماثله شيء منها في ذاته وأل في صفاته وأل في أفعاله‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأأما القيام بالنفس فمعناه أنه ل يفتقر لذات يقوأم بها‪ ،‬وأل يفتقر في وأجوأده إلى موأجد‪.‬‬
‫وأيقابل الصفات السلبية الصفات الثبوأتية‪.‬‬
‫وأتقسم حسب تفاوأت دللتها مع دللة الذات إلى قسمين‪:‬‬
‫نفسية وأزائدة‪.‬‬
‫وأالصفة النفسية‪:‬‬
‫هي التي تدل على نفس الذات دوأن معنى زائد عليها‪ ،‬وأهي‬
‫وأما سوأاها من الصفات الثبوأتية التي تدل على الذات وأزيادة‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫صفة الوأجوأد‬
‫وأهي قسمان‪ :‬صفات المعاني‪ ،‬وأالصفات المعنوأية‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫أما المعاني فجمع معنى‪ :‬وأهوأ الحددث أوأ المصدر كالقدرة وأالدارة‪ ،‬مصدران من قلدر وأأراد‪.‬‬
‫وأفي اصطلحا المتكلمين كل صفة قائمة بموأصوأف توأجب له حكمال فهي صفة معنى كالقدرة وأالعلم‬
‫وأالرادة وأغيرها‪ ،‬توأجب لمن قامت به أن يكوأن قاد الر عالمال مريدلا‪ ،‬وأقد أقام المتكلموأن الدلة على‬
‫اتصاف ال عز وأجل بسبع صفات‪ ،‬سموأها صفات المعاني وأهي القدرة وأالرادة وأالكلم وأالسمع‬
‫)‪(7‬‬
‫وأالبصر وأالعلم وأالحياة‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫وأزاد الماتريدية بها صفة التكوأين‪.‬‬
‫وأأما المعنوأية‪ :‬فهي نسبة إلى المعاني‪ ،‬وأالصفات المعنوأية نسبة إلى صفات المعاني‪ ،‬لن التصاف‬
‫بالمعنوأية فرع التصاف بالمعنى‪ ،‬وأهذه الفرعية باعتبار التعقل ل باعتبار التأخر بالزمان‪ ،‬فحيث‬
‫وأجبت له سبحانه صفات‬

‫‪ ()1‬انظر حاشية الدسوأقي ‪ ،76‬وأشرحا الباجوأري ‪ ،88‬إوأاتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪.74‬‬

‫‪ ()2‬انظر حاشية الدسوأقي ‪ ،79‬وأشرحا الباجوأري ‪ ،89‬إوأاتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪.77‬‬

‫‪ ()3‬انظر حاشية الدسوأقي ‪ ،83‬إوأاتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪.79‬‬

‫‪ ()4‬انظر حاشية الدسوأقي ‪ ،85‬وأشرحا الباجوأري ‪ ،96‬إوأاتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪.80‬‬

‫‪ ()5‬انظر حاشية الدسوأقي ‪ ،93‬وأشرحا الباجوأري ‪ ،85‬إوأاتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪.69‬‬

‫‪ ()6‬انظر شرحا النسفية‪ ،‬الشيخ عبد الملك السعدي ‪.85‬‬

‫‪ ()7‬انظر حاشية الدسوأقي ‪ ،97‬وأشرحا الباجوأري ‪ ،105‬إوأاتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪.86‬‬

‫‪ ()8‬انظر التمهيد‪ ،‬النسفي ‪ ،28‬وأشرحا الفقه الكبر‪ ،‬القاري ‪.20‬‬


‫)‪(9‬‬
‫الحياة وأالرادة وأالسمع وأالبصر وأغيرها فهوأ حي مريد سميع بصير‪....‬‬
‫وأتحصل من مجموأع هذه الصفات عشروأن صفة ذاتية صفة نفسية وأهي الوأجوأد‪ ،‬وأخمس صفات‬
‫سلبية وأهي القدم وأالبقاء وأالمخالفة للحوأادث‪ ،‬وأالقيام بالنفس وأالوأحدانية‪.‬‬
‫وأسبع صفات معان‪ ،‬وأهي السمع وأالبصر وأالرادة وأالقدرة وأالكلم وأالحياة وأالعلم‪.‬‬
‫وأسبع صفات معنوأية‪ :‬وأهي السميع وأالبصير وأالمريد وأالقادر وأالمتكلم وأالحي وأالعالم‪.‬‬
‫يضاف إليها صفات الفعال‪ ،‬كالخلق وأالترزيق وأالتصوأير وأغيرها‪.‬‬
‫ثالثلا‪ :‬تقسيم الصفات باعتبار دليلها‪.‬‬
‫وأتنقسم بهذا العتبار إلى قسمين‪ :‬صفات عقلية وأصفات خبرية‪.‬‬
‫أما الصفات العقلية‪ :‬فهي التي يمكن أن يدل العقل على ثبوأتها‪ ،‬وأل يدل هذا على عدم وأروأد الخبر‬
‫القطعي فيها‪ ،‬إوأانما سميت بذلك مقابلة للصفات الخبرية‪ ،‬كما سيأتي‪.‬‬
‫وأالصفات العقلية‪ :‬هي الصفات المذكوأرة سابقال من صفات الذات وأالفعال بأقسامها‪ ،‬وأقد ذكر‬
‫)‪(2‬‬
‫المتكلموأن لها أدلة عقلية‪ ،‬مع ثبوأتها بالخبار القطعية‪.‬‬
‫وأالصفات الخبرية نسبة إلى الخبر‪ ،‬لن الخبر هوأ الطريق الوأحيد لثباتها‪ ،‬أما العقل‪ ،‬فلوأ استقل‬
‫بتعقلها لحال اتصاف ال عز وأجل بها‪.‬‬
‫وأيمكن تقسيم الصفات الخبرية بحسب الخبر الوأارد فيها إلى قسمين‪:‬‬
‫الصفات الثابتة بخبر متوأاتر‪ ،‬كالوأجه وأاليدين وأالعين وأاليمين وأغيرها‪.‬‬
‫وأقال‪:‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫قال تعالى‪) :‬يريدوأن وأجهه()‪ ،(3‬وأقال‪) :‬بل يداه مبسوأطتان()‪ ،(4‬وأقال‪):‬وألتصنع على عيني(‬
‫)‪(6‬‬
‫)وأالسماوأات مطوأيات بيمينه(‪.‬‬
‫وأالصفات الثابتة بخبر آحادي كالساق وأالقدم وأالصوأرة وأغيرها ‪ -‬مما سيأتي بيانه ‪.-‬‬
‫وأبعد ذكر أقسام الصفات نشير إلى إلحاق السماء الحسنى بالصفات‪.‬‬
‫فمن السماء الحسنى التي تعوأد إلى صفة الوأجوأد‪) :‬الحق‪ ،‬النوأر‪ ،‬الظاهر‪ ،‬الباطن(‪.‬‬

‫‪ ()9‬انظر حاشية الدسوأقي ‪ ،118 -97‬وأشرحا الباجوأري ‪ ،123‬إوأاتحاف المريد ‪.116-114‬‬

‫‪ ()2‬انظر هذه الدلة في القتصاد‪ ،‬الغزالي ‪ ،74-53‬وأالتمهيد النسفي ‪.23-21‬وأشرحا الصوأل الخمسة‪ ،‬القاضي عبدالجبار ‪ ،156-151‬وأالعقائد العضدية ‪.74-1/53‬‬

‫وألوأامع النوأار‪ ،‬السفاريني ‪.1/148‬‬

‫‪ ()3‬الية )‪ (28‬من سوأرة الكهف‪.‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (64‬من سوأرة المائدة‪.‬‬

‫الية )‪ (64‬من سوأرة المائدة‪.‬‬

‫‪ ()5‬الية )‪ (39‬من سوأرة طه‪.‬‬

‫‪ ()6‬الية )‪ (67‬من سوأرة الزمر‪.‬‬


‫)‪(1‬‬
‫فالحق معناه‪ :‬ما يلزم إثباته وأالعتراف به‪ ،‬وأل يسع إنكاره‪ ،‬وأوأجوأد الباري أوألى ما يوأصف بذلك‪.‬‬
‫وأالنوأر معناه‪ :‬أنه عز وأجل ظاهر الوأجوأد بما نصب من الدلئل على وأجوأده‪ ،‬كما أن النوأر ظاهر‬
‫)‪(2‬‬
‫بدليل الحس‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأالظاهر‪ :‬هوأ الظاهر بحججه الباهرة‪ ،‬فل يمكن معها أن يجحد وأجوأده وأينكر ثبوأته‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأالباطن‪ :‬أي بحقيقة ذاته‪ ،‬إذ تعجز العقوأل وأالحوأاس عن إدراك حقيقته جل وأعل‪.‬‬
‫وأمن السماء الحسنى التي تعوأد إلى صفة القدرة‪:‬‬
‫القوأي وأالمتين وأالقادر وأالمقتدر وأالمهيمن وأالعزيز وأالملك وأالغالب وأالقهار وأالجبار )‪.(5‬‬
‫وأمن السماء التي تعوأد إلى صفة العلم‪ :‬العليم وأالعلم وأالعالم وأالخبير وأالشهيد وأالرقيب وأالمحصي‬
‫)‪(6‬‬
‫ل‪ ،‬وأالوأاجد‪ ،‬إذا جعل من الوأجدان بمعنى العلم‪.‬‬
‫بمعنى المحيط بكل موأجوأد جملة وأتفصي ل‬
‫)‪(7‬‬
‫وأمن السماء التي تعوأد إلى صفة الوأحدانية‪ :‬الوأاحد وأالحد وأالوأتر‪.‬‬
‫وأمن السماء التي تعوأد إلى صفة المخالفة للحوأادث‪ :‬السبوأحا وأالعظيم وأالكبير وأالجليل وأالمجيد‬
‫)‪(8‬‬
‫وأالمتكبر وأالعلي وأالماجد وأالسلم بمعنى‪ :‬السالم من كل نقص في ذاته وأصفاته وأأفعاله‪.‬‬
‫)‪(9‬‬
‫وأالقدوأس بمعنى المنزه عن كل وأصف يدركه الحس أوأ يتصوأره الخيال‪.‬‬
‫)‪(10‬‬
‫وأمن السماء التي تعوأد إلى صفة القيام بالنفس‪ :‬الغني‪ ،‬وأالصمد وأالقيوأم‪.‬‬
‫)‪(11‬‬
‫وأمن السماء التي تعوأد إلى صفة البقاء‪ ،‬الباقي وأالخر وأالوأارث‪.‬‬
‫)‪(12‬‬
‫وأمن السماء التي تعوأد إلى صفة القدم‪ ،‬الوأل وأالقديم وأالمتقدم‪.‬‬
‫وأمن السماء التي تعوأد إلى صفات أفعال الخالق وأالتكوأين العام وأهي‪ :‬الخالق وأالخلق وأالباري‬

‫‪ ()1‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ ،27-26‬وأالمطالب العالية‪ ،‬الرازي ‪.3/240‬‬

‫‪ ()2‬انظر العقيدة السلمية‪ ،‬حبنكة ‪.1/158‬‬

‫‪ ()3‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ ،27‬وأالمطالب العالية ‪.3/249‬‬

‫‪ ()4‬انظر المقصد السنى‪ ،‬الغزالي ‪ ،129‬وأالعقيدة السلمية‪ ،‬حبنكة ‪.1/159‬‬

‫‪ ()5‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ ،161‬وأالمقصد السنى ‪ ،122‬وأالمطالب العالية ‪.3/276‬‬

‫‪ ()6‬انظر المطالب العالية ‪ ،3/276‬وأالعقيدة السلمية‪ ،‬حبنكة ‪.170‬‬

‫‪ ()7‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ ،31-29‬وأالعقيدة السلمية‪ ،‬حبنكة ‪.182‬‬

‫‪ ()8‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ ،53‬وأالمقصد السنى ‪.57‬‬

‫‪ ()9‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ ،55‬وأالمقصد السنى ‪.55‬‬

‫‪ ()10‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ ،78‬وأالمقصد السنى ‪ ،126‬وأالعقيدة السلمية‪ ،‬حبنكة ‪.199‬‬

‫‪ ()11‬انظر المقصد السنى ‪.142-141‬‬

‫‪ ()12‬انظر شرحا الجوأهرة‪ ،‬الباجوأري ‪.24-23‬‬


‫وأالبديع وأالمصوأر وأالحكيم وأالرشيد‪.‬‬
‫الصنف الثاني‪ :‬ما يدخل في باب الترزيق‪ ،‬وأهي الرازق وأالرزاق وأالمقيت وأالمغني وأالقابض وأالباسط‪،‬‬
‫وأالوأهاب وأالبدر وأالكريم وأالوأاسع‪ ،‬وأالفتاحا‪.‬‬
‫الصنف الثالث‪ :‬ما يدخل منها في المغفرة وأالرحمة‪ :‬وأهي‪ ،‬الغفوأر وأالغفار وأالغافر وأالرحيم وأالرحمن‬
‫وأالوأدوأد وأاللطيف وأالتوأاب وأالحليم وأالرؤوأف وأالشكوأر وأالعفوأ وأالصبوأر‪.‬‬
‫الصنف الرابع‪ :‬ما يدخل منها في باب تصريف شؤوأن الخلق في حياتهم‪ ،‬وأهي‪ :‬الخافض وأالرافع‬
‫وأالمعز وأالمذل وأالمقدم وأالمؤخر وأالمانع وأالضار وأالنافع وأالوأالي وأالوأكيل وأالوألي‪.‬‬
‫الصنف الخامس‪ :‬ما يدخل منها في باب المحاسبة وأالعقاب‪ ،‬وأهي المنتقم وأالعدل وأالحكم وأالمقسط‪.‬‬
‫الصنف السادس‪ :‬ما يدخل منها في باب تصريف أموأر القيامة‪ ،‬وأهي‪ :‬المحيي وأالمميت وأالباعث‬
‫وأالجامع وأالمبدئ وأالمعيد )‪.(1‬‬
‫وأبهذا يتبين أن المتكلمين لم يعطلوأا شيئال من أسماء ال عز وأجل وألم يهملوأه‪ ،‬بل ردوأا جميع ما جاءت‬
‫به الخبار إلى صفات ذكروأها وأأطالوأا في إثباتها بالدلة القاطعة من العقل وأالنقل )‪ ،(2‬وألحظوأا أن‬
‫الحاديث الوأاردة فيها ل تصل في ثبوأتها إلى درجة توأجب العلم وأاليقين إوأانما توأجب العمل‪ ،‬فاستدلوأا‬
‫بها على جوأاز إطلق اللسان بتسمية ال عز وأجل بما وأردت به هذه الخبار‪ ،‬وأبذلك يكوأن المتكلموأن‬
‫قد عملوأا بكل دليل بحسب ما توأجبه درجة ثبوأته‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫&أشر هنا إلى الحتجاج بالضعيف وأمنهجهم في الستفادة من السنة&‬

‫‪ ()1‬انظر العقيدة السلمية‪ ،‬حبنكة ‪.248-1/238‬‬

‫‪ ()2‬انظر ذكر هذه الصفات بأدلتها من العقل وأالنقل في شرحا النسفية‪ ،‬الشيخ عبد الملك السعدي ‪.62-57‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحتجاج بأخبار الحاد في الصفات الخبرية‬
‫سبق أن أشرنا إلى انقسام الصفات إلى عقلية وأخبرية‪ ،‬وأأن الصفات الخبرية منها ماوأرد بخبر قطعي‬
‫الثبوأت كالستوأاء وأالوأجه وأاليدين وأاليمين‪.‬‬
‫وأمنها ما ثبت بخبر آحادي‪.‬‬
‫وأبهذا يتبين أن وأروأد أخبار الحاد بشيء من الصفات يعتبر شاهدال لما دلت عليه الدلة القاطعة من‬
‫العقل أوأ النقل‪ ،‬وأل يستقل خبر الحاد ففي شيء من الصفات غير الصفات الخبرية الوأاردة بها‪.‬‬
‫وألهذا لن أطيل في ما جاءت به أخبار الحاد شاهدة وأمؤكدة لأركز البحث فيما استقلت به أخبار‬
‫الحاد من الصفات الخبرية كالجهة وأالقدمين وأالصوأرة وأالقدم وأالرجل وأالساق وأالصابع وأالستلقاء‬
‫وأالنزوأل وأغيرها‪.‬‬
‫وأقبل أن نشرع في ذكر هذه يحسن أن نمهد لذلك بموأاقف أهل السنة وأالجماعة من جملة الصفات‬
‫الخبرية التي تثبتت بالمتوأاتر أوأ الحادي‪.‬‬
‫&انقطاع أسلوأبي أوأ تطوأيل من غير ربط محكم&إن المتتبع لما أثر عن الصحابة رضوأان ال عليهم‬
‫في مسائل الصفات ل يستطيع أن يقف على راثار يثبت بها منهجال متكاملل يدعي فيه أنه منهج‬
‫الصحابة ‪ -‬رضوأان ال عليهم ‪ -‬التزموأا به وألم يخالفوأه‪.‬‬
‫فلقد رامن الصحابة رضوأان ال عليهم إيمانا كاملل ليداخله شك‪ ،‬وأليفارقه التنزيه المطلق ل عز‬
‫وأجل‪.‬وألم يرد قط من طريق صحيح عن أحدهم أنه سأل النبي صلى ال عليه وأسلم عن شيء من‬
‫الصفات وأغيرها من الصوأل العتقادية فاستغنوأا بصدق إيمانهم وأكماله عن الخوأض فيما يدعوأهم‬
‫)‪(1‬‬
‫إلى الختلف وأيشغلهم عن نشر دين السلم وأتثبيت قوأاعده في أرجاء المعموأرة‪.‬‬
‫وأاهتدوأا بهدي النبي صلى ال عليه وأسلم إذ نهاهم عن كثرة السؤال وأتكلف ماليعنيهم‪.‬‬
‫وألما انتشرت الفتوأحات دخل الناس في دين ال أفوأاجال أفوأاجلا‪ .‬وأفي هذه الفوأاج أفراد من أمم أجنبية‬
‫لم يتفهموأا روأحا السلم‪ ،‬وأفي نفوأسهم بقايا من ثقافاتهم الوأثنية أوأ النصرانية وأغيرها‪ ،‬وألم يتذوأق هؤلء‬
‫بيان اللغة العربية‪ ،‬ففهموأا من الخبار ما يقضي إلى التجسيم وأالتشبيه‪.‬‬
‫عن موأقف السلف من هذه الحاديث وأأثر العجمة في صرفها عن المراد‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأيتحدث القاضي عياض‬
‫بها فيقوأل‪) :‬رحم ال المام مالكلا‪ ،‬فلقد كره التحدث بمثل هذه الحاديث الموأهمة للتشبيه‪ ،‬وأالمشكلة‬
‫المعنى‪...‬‬
‫وأالنبي صلى ال عليه وأسلم أوأردها على قوأم عرب يفهموأن كلم العرب على وأجهه وأتصرفاتهم في‬
‫‪ ()1‬انظر الباقلني وأآراؤه الكلمية ‪.460‬‬

‫‪ ()2‬هوأ عياض بن موأسى اليحصبي الندلسي )‪544‬هـ( عالم المغرب‪ ،‬إوأامام أهل الحديث في وأقته وأكان من أعلم الناس بكلم العرب وأأنسابه‪ ،‬أنظر ترجمته في العبر‪،‬‬

‫الذهبي ‪ 2/467‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.282 /5‬‬


‫حقيقته وأمجازه وأاستعارته وأبليغه إوأايجازه‪ ،‬فلم تكن في حقهم مشكلة‪ ،‬ثم جاء من غلبت عليه العجمة‬
‫وأداخلته المية‪ ،‬فل يكاد يفهم من مقاصد العرب إل نصها وأصريحها‪ ...‬فتفرقوأا في تأوأيلها أوأ حملها‬
‫)‪(1‬‬
‫على ظاهرها شذر مذر فمنهم من أمن به وأمنهم من كفر‪(..‬‬
‫وأمما يؤكد ما ذهب إليه القاضي عياض أن أوأل ظهوأر للشبهة وأالبدعة كان بعيدال عن مركز الثقافة‬
‫وأالفكر السلمي‪ .‬في بلخ من بلد خراسان‪ ،‬حيث أظهر مقاتل بن سليمان)‪ (2‬مقالته‪ .‬فقال‪ :‬إن ل‬
‫)‪(4‬‬
‫جسملا‪،‬وأله جوأارحا وأأعضاء من يد وأرجل وأعينين‪ (3).‬وأهناك أيضا ظهرت مقالة هشام بن الحكم‬
‫فقال‪ :‬إن ل جسمال يقوأم وأيتحرك‪ ،‬غير أنه على العرش مماس له دوأن سوأاه ‪ .‬وأفي بلخ أيضال‬
‫)‪(5‬‬

‫الذي تصدى لراء مقاتل وأهشام بن الحكم‪ .‬غير أنه بالغ في نفي‬ ‫)‪(6‬‬
‫ظهرت مقالة الجهم بن صفوأان‬
‫وأجرت بينه وأبين مقاتل مناظرات وأمناقشات انتقل صداها‬ ‫)‪(7‬‬
‫الصفات‪ ،‬لنه ظرن أنها تستلزم التشبيه‬
‫وأأثرها إلى علماء المة من السلف الصالح لما سارع العامة إليهم يسألوأن عن الحق فيما أثاره هذا‬
‫الجدال‪ .‬فكان الموأقف الوألي لعلماء المة وأرجالها يرتكز على النهي عن الخوأض فيما ل عمل تحته‬
‫وأتبديع السائل‪.‬‬
‫وأمن ذلك ما روأاه المام البيهقي بسنده عن المام مالك أن سائل سأله عن الستوأاء فقال)الستوأاء‬
‫غير مجهوأل‪ ،‬وأالكيـف غير معقوأل‪ ،‬وأاليمـان به وأاجـب‪ ،‬وأالسـؤال عنه بدعة‪ ،‬وأما أراك إل مبتدعلا‪،‬‬
‫فأمــر به أن يعخدرج(‪.‬‬ ‫)‪(8‬‬

‫وأانضم إلى النهي عن السؤال تنفير الناس عن المبتدعة وأالجلوأس إليه‪.‬‬

‫‪ ()1‬الشفا بتعريف حقوأق المصطفى‪ .‬تحقيق محمد أمين قره علي‪ ،‬وأمساعديه‪ .2/542 .‬طبعة دار الفيحاء‪-‬عمان‪.1986-‬‬

‫‪ ()2‬هوأ مقاتل بن سليمان الزدي بالوألء‪ ،‬له اشتغال بالتفسير‪ .‬وألكنه أفرط في إثبات ظوأاهر النصوأص حتى وأقع في التشبيه‪ .‬أوأ كان عند المحدثين متروأك الحديث‪ .‬انظر‬

‫ميزان العتدال ‪ 4/174‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪8/206‬‬

‫‪ ()3‬انظر مقالت السلميين‪ ،‬الشعري ‪.259-1/258‬‬

‫‪ ()4‬هوأ هشام بن الحكم الشيباني بالوألء)ت ‪179‬هـ( كان من أعيان الشيعة المامية في عصره‪ .‬وأهوأ رأس الفرقة الهاشمية من فرق الشيعة‪.‬انظر الفرق بين‪ ،‬البغدادي ‪،65‬‬

‫وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪9/82‬‬

‫‪ ()5‬انظر مقالت السلميين ‪.1/257‬‬

‫‪ ()6‬هوأ الجهم بن صفوأان‪ ،‬أبوأ محرز الزدي بالوألء )‪128‬هـ( إليه نسبت الجهمية‪ ،‬وأمن عقائدهم فناء النار وأالجنة وأالقوأل بخلق القرآن‪ .‬انظر مقالت السلميين‪ ،‬الشعري‬

‫)‪ (1/312‬وأميزان العتدال‪ ،‬الذهبي )‪ .(1/46‬وأالزينة في الكلمات السلمية العربية‪ ،‬أبوأ حاتم أحمد بن حمدان الرازي‪ ،‬تحقيق د‪.‬عبدال سلوأم السامرائي)‪ ،(268‬دار وأاسط‬

‫للطباعة‪ ،‬بغداد‪1988 ،‬م‪ .‬وأتاريخ الفرق السلمية‪ ،‬علي الغرابي )‪ ،(28-22‬مطبعة محمد صبيح‪ ،‬مصر ‪1985‬م‪.‬‬

‫‪ ()7‬انظر دراسات في الفرق وأالعقائد السلمية‪ ،‬د‪.‬عرفان عبد الحميد )‪ .(197-83‬وأ)في علم الكلم( دراسة فلسفية‪ ،‬د‪.‬أحمد محموأد صبحي )‪ (29-25‬طبعة مؤسسة‬

‫الثقافة الجتماعية‪ ،‬مصر‪1982 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ()8‬السماء وأالصفات )‪.(516‬‬


‫روأى عبدال بن أحمد بن حنبل بسنده عن أبي يوأسف يعقوأب بن إبراهيم القاضي أنه قال‪ " :‬بخراسان‬
‫)‪(1‬‬
‫صنفان ما على الرض شر منهما الجهمية وأالمقاتلية "‪.‬‬
‫وألكن مع كثرة التشكيك إوأاثارة الشبه لم تكن هذه الطريقة كافية في إقناع العوأام من المسلمين فانبرى‬
‫المعتزلة للدفاع عن العقيدة‪ ،‬وأسارعوأا إلى إعمال دليل العقل‪ ،‬وأكان التأوأيل عمدتهم في التوأفيق عند‬
‫تعارض ظاهر النقل مع العقل‪ ،‬فوأجد الناس في ذلك مايدحض عشبه المخالفين‪،‬وألكن لما بالغ بعض‬
‫المعتمدين على منهج التأوأيل اضطر أهل الحديث إلى الخوأض في ما كرهوأا الخوأض فيه‪.‬‬
‫وأيصف الدارمي من المحدثين هذه الضروأرة التي ألجأت أهل الحديث لذلك فيقوأل‪):‬وألوأل ما بدأكم به‬
‫هذا المعارض بإذاعة ضللت المريسي وأبثها فيكم ما اشتغلنا بذكر كلمه مخافة أن يعلق بعض‬
‫كلمه بقلوأب الجهال‪ ..‬وألذلك قال عبد ال بن المبارك‪ " :‬لن احكي كلم اليهوأد وأالنصارى أحب‬
‫إلي من لن أحكي كلم الجهمية فمن أجل ذلك كرهنا الخوأض فيه‪ ..‬حتى أذاع المعارض نقائصه‬
‫فيكم فخشينا أن ل يسعنا النكار على من بثها منافحة عن ال‪ ،‬وأتثعبتـال لصفاته العليا‪ ،‬وأمحاماة عن‬
‫ضعفاء الناس وأأهل الغفلة من النساء وأالصبيان أن عيضلوأا بها إذ بثها رجل كان يشار إليه بشيء من‬
‫فقه وأبصر "‪(2).‬وأكان ابن قتيبة قبل ذلك قد ذم الصرار على السكوأت فقال‪:‬‬
‫)فلم أر في هذه الفرق أقل عذ الر ممن أمر بالسكوأت وأالتجاهل بعد هذه الفتنة‪ ،‬وأانما يجوأز أن يؤمر‬
‫بهذا قبل تفاقم الموأر وأوأقوأع الشحناء‪ ،‬وأليس في غرائز الناس احتمال المساك عن أمر في الدين قد‬
‫انتشر هذا النتشار‪ ،‬وألوأ أمسك عقلؤهم ما أمسك جهلؤهم وألوأ أمسكت اللسنة ما أمسكت القلوأب‪،‬‬
‫وأأما قوألهم هذه بدعة لم يتكلم الناس فيها فل تتكلفوأها‪ ،‬فإنما يفزع الناس إلى العالم في البدعة ل فيما‬
‫جرت فيه السنة وأتكلم فيه الوأائل‪ ،‬وأالكلم ل يعارض بالسكوأت‪ ،‬وأالشك ل يداوأى بالوأقوأف‪ ،‬وأالبدعة‬
‫ل تدفع بالسنة‪ ،‬إوأانما يقوأي الباطل أن تبصره وأتمسك عنه‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫فإن قيل‪ :‬إن الثوأري وأابن المبارك وأأشباههم لم يتكلموأا‪ ،‬قلنا‪ :‬لكل زمان رجال‪(..‬‬
‫وأبعد هذه الضروأرة ظهرت مصنفات لعدد من المحدثين في الرد على المخالفين‪.‬‬
‫وأمن هذه المؤلفات‪:‬‬
‫الرد على الجهمية وأرد الدارمي عثمان بن سعيد على المريسي العنيد‪.‬‬
‫وأالسنة لعبد ال بن أحمد بن حنبل )‪90‬هـ(‪.‬‬
‫وأالتوأحيد إوأاثبات صفات الرب لبن خزيمة‪.‬‬
‫وأقد ظهر في بعض هذه المصنفات أحيانال راثار سلبية لهذا الدخوأل الضطراري إلى ساحة الصراع‬

‫‪ ()1‬السنة‪ ،‬عبدال بن احمد بن حنبل‪.1/108 ،‬‬

‫‪ ()2‬انظر عقائد السلف ‪ 365‬وأنحوأه في ‪.259‬‬

‫‪ ()3‬الختلف في اللفظ‪،‬وأالرد على الجهمية وأالمشبهة‪.‬تحقيق محمد أحمد الكوأثري ‪،51-47‬مطبعة منير‪-‬بغداد‪1989 -‬م‪.‬‬
‫الفكري‪ ،‬فغرلب بعضهم ظاهر النقل‪ ،‬وأأثبت أصوألل اعتقادية ببعض الخبار المنكرة‪ ،‬وأوأقع بعضهم في‬
‫)‪(1‬‬
‫إثبات ما هوأ قريب جدال من التشبيه حتى نعتهم الخصوأم بالحشوأية‪.‬‬
‫وأتبدوأ راثار هذا الدخوأل الضطراري وأاضحة في استجاباتهم لردوأد الفعال وأتبكيت الخصوأم‬
‫وأتضليلهم‪.‬‬
‫وأاشتد الصراع الفكري حتى نهايات القرن الثالث بين بعض أهل الحديث وأالمعتزلة‪ ،‬وأبين المعتزلة‬
‫وأالمشبهة وأدبععدت الشقة بين الفرق‪ ،‬وأنفر الناس من إفراط هؤلء وأتفريط أوألئك‪ ،‬حتى أقبل القرن الرابع‬
‫الهجري وأظهرت فيه التيارات الوأسطية المعتدلة‪ ،‬في مصر ممثلة بالطحاوأية نسبة إلى أبي جعفر‬
‫وأالماتريدية في سمرقند وأالشعرية في بغداد‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫الطحاوأي‬
‫وأاستطاع المذهب الشعري أن يسوأد وأينتشر أكثر من انتشار التيارات الوأسطية‬
‫الخرى‪ ،‬لنه نشأ في مركز الصراع الفكري ببغداد رانذاك‪ ،‬وألنه قعسدر له من العلماء الفذاذ العلم‬
‫)‪(3‬‬
‫مالم ليقردر لي مذهب آخر‪.‬‬
‫وأمن هؤلء العلماء‪ :‬أبوأ بكر الباقلني‪ ،‬وأعبد القادر البغدادي‪ ،‬وأأبوأ المعالي الجوأيني‪ ،‬وأأبوأ حامد‬
‫الغزالي‪ ،‬وأأبوأ الفتح محمد الشهرستاني‪ ،‬وأغيرهم من العلم‪.‬‬
‫وأبظهوأر المذهب الشعري انحصر الخلف بين أهل السنة وأالجماعة في مسألة الصفات الخبرية في‬
‫موأقفين‪ :‬التفوأيض وأالتأوأيل‪.‬‬

‫التفويض‬
‫أما التفوأيض في اللغة فهوأ مأخوأذ من )ف ـروأض(‬
‫)‪(4‬‬
‫قال ابن فارس الفاء وأالوأاوأ وأالضاد أصل يدل على اتكال في المر على راخر‪ ،‬وأرده عليه‬
‫وأأما التفوأيض في اصطلحا المتكلمين فهوأ‪ :‬اليمان بما دوأدرد‪ ،‬مع صرف اللفظ عن ظاهره الموأهم‬
‫وأرسد العلم بالمراد إلى ال عرز وأجرل‪.‬‬
‫)‪(5‬‬

‫وأالمراد بالظاهر في هذا التعريف‪ :‬المعنى الذي يفهمه السامع من غير تأمل أوأ توأقف على قرينة‬
‫خارجية‪.‬‬
‫وأبالمثال يتضح المقال‪.‬‬
‫‪ ()1‬انظر تأوأيل مختلف الحديث ‪ 55‬وأتبين كذب المفتري‪ ،‬ابن عساكر ‪.11‬‬

‫‪ ()2‬الطحاوأي‪ :‬هوأ محمد بن أحمد الطحاوأي )‪ 321‬هـ( برع في الفقه وأالحديث‪ .‬وأانتهت إليه رئاسة الحنفية في مصر‪ .‬انظر ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ 2/10‬وأالعلم‪،‬‬

‫الزركلي ‪.1/197‬‬

‫‪ ()3‬في علم الكلم‪ ،‬الدكتوأر أحمد محموأد صبحي ‪ 2/24‬ـ ‪.35‬‬

‫‪ ()4‬مقاييس اللغة )فوأض( ‪ 4/460‬وأانظر مختار الصحاحا ‪.514‬‬

‫‪ ()5‬انظر شرحا جوأهر التوأحيد‪ ،‬الباجوأري ‪ 149‬وأالنظام الفريد مع إتحاف المريد‪ ،‬محمد محيي الدين عبد الحميد ‪.129‬‬
‫قال تعالى‪):‬وأقالت اليهوأد يد ال مغلوألة غلت أيديهم وألعنوأا بما قالوأا بل يداه مبسوأطتان ينفق كيف‬
‫)‪(1‬‬
‫يشاء(‪.‬‬
‫في هذه الية الكريمة أضيفت اليدان إلى ال عرز وأجرل وأالسامع لوأل وأهلة يتبادر إلى مخيلته من‬
‫لفظ اليد معنى هوأ الظاهر‪ ،‬وأعند التوأقف على القرائن الخارجية‪ ،‬مثل نفي المشابهـة بين الخالق‬
‫وأالمخلوأق‪ ،‬وأنفي التركيب وأالتجسيم يحكم السامع باستحالة هذا المعنى الظاهر‪ ،‬ثم ديلكل المراد إلى ال‬
‫عرز وأجرل‪ .‬وأهذا هوأ التفوأيض‪.‬‬
‫وأل بد في التفوأيض من أموأر ستة‪ ،‬ذكرها الغزالي في إلجام العوأام وأهي‪:‬‬
‫أوألل ‪ :‬التقديس‪ :‬وأهوأ تنزيه الرب تعالى عن الجسمية وأتوأابعها‪.‬‬
‫ثانيال ‪ :‬التصديق‪ :‬وأهوأ اليمان بما جاء في النص وأأنه حق على الوأجه الذي أراده‪.‬‬
‫ثالثال ‪ :‬العتراف بالعجز‪ ،‬وأهوأ أن يقرر بأن معرفة المراد ليس على قدر طاقتنا‪ ،‬وأأن ذلك ليس من‬
‫شأننا‪.‬‬
‫رابعلا‪ :‬السكوأت‪ ،‬وأهوأ أن ل نسأل عن معناه وأل نخوأض فيه‪.‬‬
‫خامسلا‪ :‬المساك وأهوأ أن ل يتصرف في تلك اللفاظ بالتصريف وأالتبديل بلغة أخرى‪ ،‬أوأ الزيادة‬
‫فيه‪ ،‬وأالنقصان منه‪ ،‬أوأ الجمع وأالتفريق‪ ،‬بل ل ينطق إل بذلك اللفظ‪ ،‬وأعلى ذلك الوأجه من اليراد‬
‫وأالعراب وأالتصريف وأالصيغة‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫سادسلا‪ :‬الكف‪ ،‬وأهوأ أن يكف الباطن عن التصرف فيه‪.‬‬
‫ضـحها‬
‫وأتجد هذه الموأر الستة متفقال عليها بين العلماء‪ ،‬وأهي منثوأرة في كتبهم وألم أر من جمعها وأوأ ر‬
‫)‪(3‬‬
‫غير الغزالي‬
‫)‪(4‬‬
‫وأقد نرسب جمهوأر العلماء هذا المذهب إلى السلف الصالح‪.‬‬
‫وأل يوأجد في عبارات السلف ذكر التفوأيض صريحلا‪ ،‬لن )التفوأيض( بهذا المعنى اصطلحا من‬
‫المتأخرين أطلقوأه بعد انتشار الكلم في أحاديث الصفات‪.‬‬
‫وأعمدة العلماء في نسبتهم مذهب التفوأيض إلى السلف ما نقلوأه عنهم من العبارات وأالمارات التي تدل‬

‫‪ ()1‬سوأرة المائدة‪.64 ،‬‬

‫‪ ()2‬إلجام العوأام ‪ 4‬ـ ‪ 5‬المطبعة الميمنية‪ ،‬مصر‪ 1309 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ ()3‬انظر الختلف في اللفظ‪ ،‬ابن قتيبة ‪ .28‬وأأصوأل الدين‪ ،‬البغدادي ‪ .113‬وأالسماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ .517-515‬وأالملل وأالنحل‪ ،‬الشهرستاني ‪ 1/137‬ـ ‪.139‬‬

‫وألوأامع البنيات‪ ،‬الرازي ‪ ،38‬وأالموأاقف‪ ،‬اليجي‪ .‬وأعقيدة السلف وأأصحاب الحديث‪ ،‬أبوأ عثمان إسماعيل الصابوأني )‪ 449‬هـ(‪ ،‬وأمعه رسالتان للقرطبي وأالصنعاني‪.62 ،‬‬

‫مطبعة السرمد ‪ -‬بغداد‪1990 -‬م‪ .‬وأالصفات الخبرية‪ ،‬محمد عياش ‪.79 ،71 ،47‬‬

‫‪ ()4‬انظر المراجع السابقة وأرسالة التنزيه‪ ،‬عبد ال بن أحمد بن قدامة ‪ ،180‬مطبعة الجاحظ ‪ -‬بغداد ‪1989 -‬م‪ .‬وأمختصر العلوأ‪ ،‬اللباني ‪ ،195 ،139،150‬وأرسالة‬

‫التوأحيد ـ محمد عبده ‪ ،11‬طبعة مصر ‪1969‬م‪.‬‬


‫على ذلك‪ ،‬وأمن هذه المارات‪ :‬النهي عن السؤال عنها‪.‬‬
‫فهذا المام مالك يقوأل لسائل سأله عن الستوأاء‪) :‬الستوأاء غير مجهوأل‪ ،‬وأالكيف غير معقوأل‪،‬‬
‫وأهوأ مروأي عن غيره من السلف‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأاليمان به وأاجب‪ ،‬وأالسؤال عنه بدعة‪ ،‬وأما أراك إل مبتدعـلا(‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫رضي ال عنهم‬
‫وأمنها الكف عن تفسيرها وأالنهي عنه‪.‬‬
‫ما نقل الذهبي عن الوأليد بن مسلم أنه قال‪ " :‬سألت الوأزاعي وأمالك بن أنس وأسفيان الثوأري وأالليث‬
‫)‪(3‬‬
‫بن سعد عن الحاديث التي فيها الصفات فكلهم قالوأا لي‪ :‬أدلمدروأها كما جاءت بل تفسير(‪.‬‬
‫وأقال البيهقي بعد ذكر شيء من أحاديث الصفات الخبرية‪:‬‬
‫)أما المتقدموأن من هذه المة فإنهم لم يفسروأا ما كتبنا‪ ..‬مع اعتقادهم بأجمعهم أن ال تبارك وأتعالى‬
‫وأاحد ليجوأز عليه التبعيض‪.‬‬
‫ثم نقل بسنده عن سفيان بن عيينة أنه قال‪ :‬كل ما وأصف ال تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلوأته‬
‫)‪(4‬‬
‫وأالسكوأت عليه(‪.‬‬
‫وأاحتج أهل التفوأيض لصحة موأقفهم‪.‬‬
‫بما أخرجه البخاري من حديث عائشة رضي ال عنها قالت‪ " :‬تل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪:‬‬
‫)هوأ الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأعاخر متشابهات فأما الذين في قلوأبهم‬
‫زيغ فيرتبعوأن ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وأابتغاء تأوأيله وأما يعلم تأوأيله إل ال وأالراسخوأن في العلم‬
‫)‪(5‬‬
‫يقوألوأن رامنـا به كل من عند ربنا وأما يرذكر إل أوألوأا اللباب(‪.‬‬
‫قالت‪ ":‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ :‬فإذا رأيتم الذين يرتبعوأن ما تشابه منه فهم الذين عنى ال‬
‫)‪(6‬‬
‫فاحذرهم(‬
‫وأبما أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد " من حديث عمروأ بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪:‬‬
‫سمع النبي صلى ل عليه وأسلم قوأما يتدارؤوأن‪ ،‬فقال‪ " :‬إنما هلك من كان قبلكم بهذا‪ ،‬ضربوأا كتاب‬
‫ب ال يصدق بعضه بعضلا‪ ،‬فل تضربوأا بعضه ببعض ما علمتم‬
‫ال بعضه ببعض‪ ،‬إوأانما نرزل كتا ع‬

‫‪ ()1‬السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪.515‬‬

‫‪ ()2‬نفسه ‪.517-515‬‬

‫‪ ()3‬انظر مختصر العلوأ‪ ،‬اللباني ‪.159 ،142 ،139‬‬

‫‪ ()4‬السماء وأالصفات ‪2/62‬وأانظر نحوأه منقوألل عن جماعة من السلف في شرحا أصوأل السنة الللكائي ‪.453 ،2/433‬‬

‫‪ ()5‬سوأرة آل عمران ‪.7‬‬

‫‪ ()6‬في كتاب التفسير من سوأرة آل عمران ‪ .1/4547‬وأمسلم في كتاب العلم ‪.47/2665‬‬


‫)‪(1‬‬
‫منه فقوألوأا‪ ،‬وأمال فكلوأه إلى عالمه "‪.‬‬
‫وأالحاصل أن جمهوأر العلماء نسبوأا التفوأيض إلى السلف‪ ،‬وألكن لم يرض بذلك ابن تيمية رحمه ال‪،‬‬
‫وأأنكر على من ينسب التفوأيض إلى السلف‪ ،‬لنه يستلزم جهلهم وأعدم قدرتهم على فهم النص‪ ،‬وألذلك‬
‫سمى من ينسب التفوأيض إليهم بأهل التجهيل‪ ،‬فيقوأل‪):‬وأأهل التجهيل يقوألوأن إن الرسوأل صلى ال‬
‫عليه وأسلم لم يعرف معاني ما أنزل من رايات‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الصفات وأل السابقوأن الوألوأن عرفوأا ذلك(‬
‫وأالذي فهمه ابن تيمية رحمه ال من موأقف السلف أنهم فهموأا من النصوأص إثبات الصفات‪ ،‬ثم‬
‫فوأضوأا العلم بكيفية الصفات فيقوأل‪ " :‬وأمذهب السلف أنهم يصفوأن ال بما وأصف به نفسه وأبما‬
‫وأصفه به رسوأله‪ ،‬من غير تحريف وألتعطيل وألتكييف وألتمثيل‪ .‬فدععللدم أن ما عوأصف ال به من ذلك‬
‫‪(3).‬‬
‫فهوأ حق ليس فيه لغز وأل أحاجي‪ ،‬بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصوأد المتكلم بكلمه(‬
‫وأيرد على كلم ابن تيمية أمران‪:‬‬
‫الوأل أنا ل نسلم بأن هذه اللفاظ من الصفات لن هذه النصوأص لم عتسق أصالة لوأصف ال عز‬
‫وأجل وأمن أثبت مثل هذه اللفاظ صفات ل عز وأجل جررد اللفظة عما قبلها وأما بعدها‪ ،‬وأنظر إلى‬
‫اللفظة مفردة فاعتبرها من صفات ال عز وأجل‪.‬‬
‫وأدللة هذه النصوأص على الوأصف دللة ظنية‪ ،‬وألذلك وأقع الختلف في عدها من آيات الصفات‬
‫فهذا المام الجوأيني يذكر الخلف عن الشاعرة في عد هذه النصوأص من الصفات فيقوأل‪:‬‬
‫)ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين وأالعينين وأالوأجه صفات ثابتة للرب تعالى‪ ،...‬وأالذي يصح عندنا‬
‫)‪(4‬‬
‫حمل اليدين على القدرة‪ ،‬وأحمل العينين على البصر‪ ،‬وأحمل الوأجه على الوأجوأد(‪.‬‬
‫وأيعد السعد التفتازاني الصفات المختلف فيها فيقوأل‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫)وأمنها ما وأرد كالستوأاء وأاليد وأالوأجه وأالعين وأنحوأ ذلك وأالحق أنها مجازات وأتمثيلت(‪.‬‬
‫وأل ينحصر الخلف في عد هذه النصوأص من الصفات بين الشاعرة‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر عقائد السلف ‪ 154‬وأأخرجه المام أحمد ‪ 2/300‬وأابن حبان في كتاب العلم‪ .‬انظر الحسان ‪ 1/242‬وأقال الهيثمي في مجمع الزوأائد ‪ .7/151‬روأاه أحمد‬

‫بإسنادين‪ .‬وأرجال أحدهما رجال الصحيح‪ .‬وأانظر فتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪ ،8/206‬وأالصفات الخبرية‪ ،‬محمد عياش ‪.72‬‬

‫انظر عقائد السلف ‪ 154‬وأأخرجه المام أحمد ‪ 2/300‬وأابن حبان في كتاب العلم‪ .‬انظر الحسان ‪ 1/242‬وأقال الهيثمي في مجمع الزوأائد ‪ .7/151‬روأاه أحمد بإسنادين‪.‬‬

‫وأرجال أحدهما رجال الصحيح‪ .‬وأانظر فتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪ ،8/206‬وأالصفات الخبرية‪ ،‬محمد عياش ‪.72‬‬

‫‪ ()2‬السماء وأالصفات ‪.282 ،2/27‬‬

‫‪ ()3‬نفسه ‪.2/20‬‬

‫‪ ()4‬الرشاد ‪.156-155‬‬

‫‪ ()5‬شرحا المقاصد ‪ .4/174‬وأانظر أصوأل الدين ‪.110‬‬


‫بل نقل ابن تيمية رحمه ال الخلف بين السلف حوأل النصوأص الوأاردة في الساق‬
‫فقال‪):‬روأي عن ابن عباس وأطائفة أن المراد في قوأله تعالى‪ " :‬يوأم يكشف عن ساق ")‪ (1‬الشدة )‪.(2‬‬
‫قال‪ :‬إن ال يكشف الشدة في الخرة‪ ،‬وأعن أبي سعيد وأطائفة أنهم عدوأها في الصفات للحديث الذي‬
‫وأل ريب أن ظاهر القرآن ل يدل على أن هذه من الصفات‪ ،‬فإنه‬ ‫)‪(3‬‬
‫روأاه أبوأ سعيد في الصحيحين‪،‬‬
‫قال)يوأم يكشف عن ساق( وألم يقل‪ :‬عن ساقه‪ ،‬فمع عدم التعريف بالضافة ل يظهر أنه من‬
‫)‪(4‬‬
‫الصفات إل بدليل آخر(‪.‬‬
‫فههنا يوأافق ابن تيمية رحمه ال ما روأي عن ابن عباس في عدم اعتبار الساق من الصفات إوأاذا كان‬
‫النص القرآني لم يقل )عن ساقه( فقد روأي في حديث أبي سعيد الخدري عند الشيخين أنه قال‪":‬‬
‫فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن‪"..‬‬
‫فإذا ثبت اختلف الخلف وأالسلف في اعتبار بعض هذه النصوأص من صفات ال عز وأجل صح أن‬
‫)‪(5‬‬
‫يقال‪ :‬ليس كل مضاف إلى ال عز وأجل‪ ،‬صفة له وأقد صرحا بذلك جمهوأر الشاعرة‪.‬‬
‫وأصح قوأل الجوأيني‪):‬الضافة تنقسم إلى إضافة صفة إوأاضافة ملك إوأاضافة تشريف‪ .‬قال‪ :‬وأنظائر‬
‫)‪(6‬‬
‫ذلك في كتاب ال كثيرة(‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫وأمنها قوأله تعالى في قصة مريم)فأرسلنا إليها روأحنا()‪ (7‬وأقال عز وأجل‪):‬ناقة ال وأسقياها(‬
‫)‪(9‬‬
‫وأقال عز وأجل‪) :‬وأعباد الرحمن الذين يمشوأن على الرض هوأنلا(‪.‬‬
‫وأهذا يسوأغ‬ ‫)‪(10‬‬
‫وألم يقل أحد من السلف أوأ الخلف في هذه الضافات إنها صفات ل عز وأجل‪.‬‬
‫الخلف في عدم اعتبار كثير من هذه الحاديث من أحاديث صفات ال عز وأجل‪.‬‬
‫المر الثاني‪ :‬هل فهم السلف من الخبار التي ذكر فيها مثل الساق وأالرجل وأالضحك أنها صفات ل‬

‫‪ ()1‬الية )‪ (42‬من سوأرة القلم‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر تفسير الطبري‪.29/35 ،‬‬

‫‪ ()3‬السماء وأالصفات ‪ 1/254‬وأانظر أمثلة أخرى في الصفات الخبرية‪ ،‬محمد عياش ‪.212‬‬

‫‪ ()4‬السماء وأالصفات ‪ 1/254‬وأانظر أمثلة أخرى في الصفات الخبرية‪ ،‬محمد عياش ‪.212‬‬

‫‪ ()5‬انظر مشكل الحديث‪ ،‬ابن فوأرك ‪ 12-11‬وأالفصل‪ ،‬ابن حزم ‪.2/168‬‬

‫‪ ()6‬الرشاد ‪.151‬‬

‫‪ ()7‬الية )‪ (17‬من سوأرة مريم‪.‬‬

‫‪ ()8‬الية )‪ (13‬من سوأرة الشمس‪.‬‬

‫‪ ()9‬الية )‪ (63‬من سوأرة الفرقان‪.‬‬

‫‪ ()10‬انظر دفع شبة التشبيه بأكف التنزيه‪ ،‬أبوأ الفرج عبد الرحمن الجوأزي )‪ 597‬هـ( تحقيق محمد زاهد الكوأثري ‪ 47-43‬مطبعة دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬مصر ‪-‬‬

‫‪ 1350‬هـ‪.‬وأدفع شبه من شبه وأتمرد وأنسب ذلك إلى المام احمد‪ ،‬تقي الدين أبوأ بكر الحصني )‪ 829‬هـ( ‪ 12‬مع كتاب دفع شبهة التشبيه‪.‬‬
‫عز وأجل ؟‪.‬‬
‫يصعب إقامة دليل على أنهم فلهموأا ذلك من هذه النصوأص‪ ،‬لنه لم ينقل عن السلف إل القليل من‬
‫الخوأض في هذه النصوأص‪ ،‬وأنقل عنهم تفسير الساق بالشدة كما سبق‪.‬‬
‫وأنقل عن متأخري السلف ما يحتمل اعتبار هذه النصوأص من الصفات وأما يحتمل غيره‪.‬‬
‫وأذلك مثل قوألهم‪ :‬الستوأاء معلوأم‪ ،‬وأالكيف مجهوأل‪.‬‬
‫وألهذا نرى ابن تيمية يستدل بقوألهم هذا على أن السلف أثبتوأا الصفات فيقوأل‪:‬‬
‫)قوأل ربيعة وأمالك الستوأاء غير مجهوأل‪ ،‬وأالكيف غير معقوأل‪ ،‬وأاليمان به وأاجب‪ ،‬موأافق لقوأل‬
‫الباقين‪ :‬أمروأها كما جاءت بل كيف‪ ،‬فإنما نفوأا علم الكيفية‪ ،‬وألم ينفوأا حقيقة الصفة‪.‬‬
‫وأأيضال فإنه ل يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى‪ ،‬إوأانما يحتاج إلى نفي علم‬
‫)‪(1‬‬
‫الكيفية إذا ثبتت الصفات(‪.‬‬
‫وأقد تابع ابن تيمية على ذلك من المعاصرين الشيخ عبد العزيز بن باز وأالدكتوأر صالح الفوأزان‬
‫)‪(2‬‬
‫وأغيرهما‬
‫وأيبدوأ لي ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬أن النهي عن تفسيرها وأنفي العلم بالكيفية ل يدل على إثباتها صفات ل عز‬
‫وأجل‪ ،‬لن هذه النصوأص لوأ بقيت على ظاهرها دوأن تفسير ما تنبه السامع لتصاف ال عز وأجل‬
‫بما جاء فيها‪.‬‬
‫فإذا سمع السامع مثلل قوأل ال عز وأجل‪):‬وأل تجعل يدك مغلوألة إلى عنقك وأل تبسطها كل البسط‬
‫فتقعد ملوأمال محسوأ لرا(‪ (3).‬لم يلتفت ذهنه إلى الجارحة وأغسلها إلى العنق وأبسطها‪ ،‬إوأانما يفهم من له أقل‬
‫خط من النظر أن في الية تعبي الر مجازيال بليغال في ذم التقتير وأالسراف وأكذلك لوأ عخسلي السامع بينه‬
‫وأبين قوأل ال عز وأجل‪) :‬وأقالت اليهوأد يد ال مغلوألة غلت أيديهم وألعنوأا بما قالوأا بل يداه مبسوأطتان‬
‫ينفق كيف يشاء(‪ (4).‬لم يتبادر إلى ذهنه أن اليهوأد قالوأا يد ال موأثقة وأأن ل عز وأجل يدين‬
‫مبسوأطتين‪ ،‬بل السياق يدل على أن اليهوأد وأصفوأا ال عز وأجل بالبخل ‪ -‬لعنوأا بما قالوأا ‪ -‬بل ال‬
‫عز وأجل كريم جوأاد ينفق كيف يشاء وأل يحتاج لفهم النص تفسير وأل تأوأيل وأل شرحا غريب‪.‬‬
‫فإذا قلنا إن ال عز وأجل أثبت في هذه الية أن له يدين تليق بجلله تحركت القوأة الذهنية وأرجعت‬
‫إلى النص كرة ثانية‪ ،‬وأقد تدرك إثبات اليدين‪ ،‬وأقد ل تدرك ذلك‪.‬‬
‫وأيبدوأ وأاضحال أن إثبات الصفة بهذا النص يحتاج إلى دليل خارج عن دللة النص وأمفهوأمه وأل‬

‫‪ ()1‬السماء وأالصفات ‪.2/32‬‬

‫‪ ()2‬انظر )تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوأني في صفات ال عز وأجل( عبد العزيز بن باز ‪ .18-17‬مطبعة الصحابة السلمية ‪ -‬الكوأيت‪.‬‬

‫‪ ()3‬الية )‪ (29‬من سوأرة السراء‪.‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (64‬من سوأرة المائدة‪.‬‬


‫يستقيم ذلك إل بإعمال الفكر فيه‪ ،‬وأتحميل ألفاظه فوأق طاقتها‪ ،‬وأتجريدها عن سباقها وأسياقها‪،‬‬
‫وأحملها على وأجه ل عيبعرف له نظير في لغة العرب‪ ،‬لن اليد وأالساق وأنحوأها من هذه اللفاظ أسماء‬
‫أبعاض وأأجزاء في لغة العرب فإذا حملناها على الصفات فقد تصرفنا في النص‪ .‬وأمثل هذا التصرف‬
‫في النصوأص يدخل من باب الوألى في نهي السلف عن تفسيرها‪ ،‬ل سيما وأأنه يحتاج بعد إثباتها‬
‫)‪(1‬‬
‫على ظاهرها إلى نفي الجارحة وأالبعضية‪.‬‬
‫ثم إن ابن تيمية‪ -‬رجمه ال تعالى يؤكد أن نصوأص الصفات ليست مجهوألة بمنزلة حروأف المعجم‬
‫وأليس فيها لغز وأل أحاجي‪.‬‬
‫وأل يخفى أنا إذا أثبتنا الساق مثلل ل على وأجه الجارحة وأل البعضية‪ ،‬بل على وأجه الوأصفية فقد أحلنا‬
‫على ما هوأ كاللغر وأحروأف المعجم في الخفاء‪ ،‬وأيزداد الغموأض وأالخفاء وأالشكال إذا جمعنا هذه‬
‫النصوأص الوأاردة في النزوأل وأالضحك وأالرجل وأالقدم وأالصابع وأأثبتناها صفات ل عز وأجل على‬
‫)‪(2‬‬
‫الوأجه اللئق به‪ ،‬فإن من العسير أن يكف القلب عن مفارقة التنزيه‪ ،‬حتى لوأ كف اللسان عن ذلك‪.‬‬
‫وأفي ما ذهب إليه ابن تيمية رحمه ال نظر من وأجه آخر‪ ،‬لنه جعل تفسير هذه النصوأص من العلم‬
‫الذي يعلمه ال عز وأجل وأالراسخوأن في العلم قال‪) :‬الستوأاء معلوأم‪ ،‬عيعلم معناه وأعيفسر وأعيترجم بلغة‬
‫أخرى‪ ،‬وأهوأ من التأوأيل الذي يعلمه الراسخوأن في العلم‪ ،‬وأأما كيفية ذلك الستوأاء فهوأ التأوأيل الذي ل‬
‫)‪(3‬‬
‫يعلمه إل ال تعالى(‪.‬‬
‫فما هوأ التفسير الذي يعلمه الراسخوأن في العلم‪ ،‬دوأن غيرهم ؟‬
‫وألم يرد عن السلف وأل عن المام رحمه ال تعالى شيء من هذا التفسير إل القوأل بأنها صفات ال‬
‫عز وأجل على الوأجه اللئق به‪ ،‬وأمن المحال أن يعلموأا أكثر من ذلك‪.‬‬
‫وأليس للراسخين مزية في ذلك على غيرهم‪ ،‬إوأاذا كان هذا العلم ل يعلمه إل ل عز وأجل وأالراسخوأن‬
‫في العلم فما وأجه إلزام غيرهم به وأهوأ فوأق طاقتهم وأقدراتهم ؟‬
‫وأالحاصل أن تفوأيض العلم بمراد ال من هذه اللفاظ أوأدجهع لمن عدها في الصفات وأتفوأيض العلم‬
‫بالكيفية إلى ال عز وأجل‪.‬‬
‫وأل وأجه للنكار على من رأى أن التفوأيض في هذه اليات أسلم‪ ،‬وأل وأجه للنكار على من نسبه إلى‬
‫السلف لن الغالب على السلف السكوأت‪ ،‬وأما نقل عنهم يحتمل التفوأيض ابتداء‪ ،‬وأيحتمل إثبات‬
‫الصفات مع تفوأيض الكيفية احتمالل مرجوأحلا‪.‬‬
‫وألننتقل إلى الموأقف الثاني وأهوأ التأوأيل‪.‬‬

‫‪ ()1‬كبرى اليقينيات الكوأنية ‪.115‬‬

‫‪ ()2‬انظر )ابن تيمية( محمد أبوأ زهرة ‪ ،271‬مطبعة دار الفكر العربي ‪ -‬مصر وأدراسات في الفرق وأالعقائد‪ ،‬عرفان عبد الحميد ‪.191‬‬

‫‪ ()3‬السماء وأالصفات ‪ .2/69‬وأانظر نحوأه ‪.236-2/235‬‬


‫مذهب التأويل‬
‫)‪(1‬‬
‫التأوأيل في اللغة مصدعر الفعلل )أروأل يؤسوأل( وأأصله )آل( أي رجع‪.‬‬
‫وأالتأوأيل في اصطلحا المتكلمين هوأ حمل اللفظ على خلف ظاهره على سبيل القطع مع بيان‬
‫)‪(2‬‬
‫ظن أنه المقصوأد من اللفظ‪.‬‬
‫المعنى الذي عي د‬
‫وألتوأضيح هذا التعريف لبد أوألل من بيان المراد بالظاهر هنا وأهوأ‪ :‬المعنى الذي يفهمه السامع من‬
‫غير تأمل أوأ توأقف على قرينة خارجية‪.‬‬
‫وألبد من التنبيه إلى أن حمل اللفظ على ما يشير إليه ظاهره مما يفيد التشبيه أوأ التبعيض أوأ التجسيم‬
‫)‪(3‬‬
‫باطل قطعلا‪ ،‬لن أدلة العقل وأالنقل تدل على استحالة ذلك كله على الباري عز وأجل‪.‬‬
‫وأصرف اللفظ عن ظاهره مع التوأقف عن بيان المراد يعد تأوأيلل إجماليلا‪.‬‬
‫وأالتأوأيل التفصيلي‪ :‬هوأ‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأهذا التأوأيل الجمالي هوأ مذهب السلف الذي نسبه إليهم جمهوأر العلماء‬
‫صرف اللفظ عن ظاهره الذي دلت الدلة القاطعة على نفيه مع حمل اللفظ على معنى يسوأغ في‬
‫)‪(5‬‬
‫اللغة وأيليق بال عز وأجل‪.‬‬
‫وأالتأوأيل في هذا المعنى ل يمنع منه شرع وأل عقل‪.‬‬
‫وأمع ذلك اشتد إنكار البعض على التأوأيل بزعمهم أن فيه تعطيلل لصفات أثبتها الشرع في نصوأصه‬
‫الصحيحة‪ ،‬يقوأل ابن تيمية رحمه ال تعالى‪) :‬وأأصل هذه المقالة ‪ -‬مقالة التعطيل في الصفات ‪-‬‬
‫إنما هوأ مأخوأذ عن تلمذة اليهوأد‪ ...‬فإن أوأل من حفظ عنه أنه قال‪ :‬ليس ال على العرش حقيقة‪،‬‬
‫وأأن )استوأى( بمعنى استوألى ‪ -‬وأنحوأ ذلك ‪ -‬هوأ الجعد بن درهم)‪ (6‬وأأخذها عنه الجهم وأأظهرها‬
‫)‪(7‬‬
‫فعنسبت مقالة الجهمية إليه(‪.‬‬
‫وأيبدوأ أن ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬أن هذا النكار الشديد على التأوأيل غير متجه إلى موأضع النزاع‪ .‬لن‬
‫التأوأيل يكوأن تعطيلل للصفات إذا ثبت بشكل قاطع أن الية أوأ الحديث فيهما وأصف ل عز‪ ،‬وأجل‬
‫وأالنصوأص الشرعية التي تعررض العلماء لتأوأيلها ليست قطعية في دللتها على الوأصف‪ ،‬وأهي تحتمل‬

‫‪ ()1‬انظر القاموأس‪ ،‬الفيروأزآبادي )أددوأل( ‪ .3/231‬وأمختار الصحاحا‪ ،‬محمد بن عبد القادر الرازي )أوأل( ‪ .33‬مطبعة عز الدين ‪ -‬بيروأت ‪1987 -‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر شرحا الجوأهرة‪ ،‬الباجوأري ‪ .149‬وأأنظر بسط الدلة في القتصاد‪ ،‬الغزالي ‪ .35-28‬وأأساس التقديس‪ ،‬الرازي ‪.45-16‬‬

‫‪ ()3‬انظر المصدر السابق ‪.153‬‬

‫‪ ()4‬انظر شرحا الجوأهرة‪ ،‬الباجوأري ‪.153‬‬

‫‪ ()5‬انظر شرحا الجوأهرة‪ ،‬الباجوأري ‪.154‬‬

‫‪ ()6‬هوأ الجعد بن درهم )‪ 118‬هـ( من موأالي بني الحكم‪ .‬كان يقوأل بخلق القرآن‪ ،‬وأهوأ أوأل من تكلم بذلك في دمشق‪ .‬وأكان يقوأل بنفي الصفات‪.‬لنه ظن أن الشتراك في‬

‫لفظ الصفات بين الخالق وأالمخلوأق يستلزم التشبيه‪ .‬انظر ميزان العتدال ‪ .1/399‬وأتاريخ الفرق السلمية‪ ،‬الغرابي ‪.28‬‬

‫‪ ()7‬السماء وأالصفات ‪.2/17‬‬


‫الوأصف وأتحتمل غيره‪ ،‬وأحمل النص على بعض احتمالته المقبوألة شرعال وأفق أصوأل اللغة العربية‬
‫)‪(1‬‬ ‫التي أنزل بها القرآن مسلك ل تعطيل فيه‪.‬‬
‫وأيضاف إلى ذلك أن عد مثل هذه اللفاظ في الصفات هوأ نوأع تأوأيل وأتعطيل‪ ،‬لن ظاهر اليد وأالقدم‬
‫وأالساق وأالوأجه أنها أبعاض وأأعضاء‪ ،‬إوأالحاقها بالصفات مع نفي البعضية وأالتركيب صرف لهذه‬
‫اللفاظ عن ظاهرها‪ ،‬وأاستدلل بما وأراء ظاهر النص‪ ،‬وأهذا نوأع تأوأيل‪.‬‬
‫إوأاذا ألحقت هذه النصوأص بالصفات تعطل النتقاع بما سيقت له هذه اليات‪ ،‬لنها مسوأقة لمعان ل‬
‫علقة لها بالصفات‪.‬‬
‫ليس مسوأقال لثبات صفة العين بل‬ ‫)‪(2‬‬
‫فمثلل قوأل ال عز وأجل‪) :‬وأاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا(‬
‫السياق في موأاساة النبي صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأفيها يأمر ال عز وأجل نبيه صلى ال عليه وأسلم‬
‫)‪(3‬‬
‫بالصبر على أذى المشركين‪ ،‬وأيبشره ال عز وأجل بأنه في حفظه وأرعايته وأحمايته‪.‬‬
‫فإذا أردنا حمل النص على الوأصفية أشكل علينا فهم المراد‪ ،‬وأل ينجينا قوألنا‪ :‬هي صفة تليق بجلله‬
‫من التكلف وأالوأقوأع في غموأض‪ ،‬وأالحالة على المجهوأل‪ ،‬وأيزداد الشكال عند ملحظة اليات‬
‫الخرى التي ذكر فيها لفظ )العين( مضافال إلى ال عز وأجل بالفراد في قوأله تعالى وألتصنع على‬
‫)‪(4‬‬
‫عيني(‪.‬‬
‫وأالحاصل أن دللة اليات وأالحاديث على الصفات في هذا الباب دللة ظنية‪ ،‬وأل يستقيم عدها في‬
‫الصفات إل بتأوأيل‪ ،‬فلماذا يجوأز تأوأيل النص وأحمله على خلف أساليب العرب لنثبت به الصفة وأل‬
‫ل؟!‬
‫يجوأز فهم النص وأتأوأيله على ما يوأافق أساليب اللغة العربية وأل يعارض شرعلاوألعق ل‬
‫ثم إن التأوأيل التفصيلي ضروأرة لبد منها‪ ،‬وألم يستغن السلف عن التأوأيل‪ ،‬وأكذا المنكروأن على‬
‫التأوأيل ل مفر لهم من التأوأيل في بعض النصوأص الوأاردة في الصفات‪ .‬وأسأذكر أمثلة لذلك‪:‬‬
‫من تأوأيل السلف ما نقله البخاري في )خلق أفعال العباد( عن سفيان الثوأري أنه قال في قوأله‬ ‫‪-1‬‬
‫)‪(6‬‬
‫عز وأجل‪" :‬هوأ معكم أينما كنتم ")‪ (5‬قال‪ :‬علمه‪.‬‬
‫‪ -2‬وأاختار البخاري في صحيحة تأوأيل الوأجه بالملك فـي قوألـه تعـالــى‪):‬كل شيء هالك إل وأجهه()‪:(7‬‬

‫‪ ()1‬انظر العقيدة السلمية‪ ،‬عبد الرحمن حبنكة ‪.256‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (48‬من سوأرة الطوأر‪.‬‬

‫‪ ()3‬انظر تنوأير الذهان من تفسير روأحا البيان‪ ،‬إسماعيل حقي البر وأسوأي اختصار وأتحقيق محمد علي الصابوأني ‪ 4/169‬طبعة دار القلم بيروأت ‪1989‬م‪.‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (39‬من سوأرة طه‪ .‬وأانظر كبرى اليقينيات‪ ،‬البوأطي ‪ .114‬وأالصفات الخبرية‪ ،‬محمد عياش ‪.88-87‬‬

‫‪ ()5‬الية )‪ (4‬من سوأرة الحديد‪.‬‬

‫‪ ()6‬ضمن مجموأعة عقائد السلف ‪.122‬‬

‫‪ ()7‬الية )‪ (88‬من سوأرة القصص‪.‬‬


‫)‪(1‬‬
‫)إل ملكـه‪ ،‬وأيقـال‪ :‬إل ما أريد به وأجه اللـه(‪.‬‬
‫وأابن تيمية رحمه ال مع إنكاره الشديد على التأوأيل يؤوأل أحيانال دوأن أن يسلم بأن تصرفه في النص‬
‫تأوأيل‪ .‬وأسأذكر أمثلة لتأوأيله وأتأوأيل المنكرين على أهل التأوأيل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقوأل رحمه ال‪):‬إن ال معنا حقيقة‪ ،‬وأهوأ فوأق العرش حقيقة‪ ...‬ثم هذه المعية تختلف أحكامها‬
‫بحسب الموأارد فلما قال‪):‬يعلم ما يلج في الرض وأما يخرج منها(‪-‬إلى قوأله‪)-‬وأهوأ معكم أينما كنتم(‪.‬‬
‫دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية وأمقتضاها أنه مطلع عليكم‪ ،‬شهيد عليكم وأمهيمن‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫عالم بكم‪ ،‬وأهذا معنى قوأل السلف‪ :‬إنه معهم بعلمه‪ ،‬وأهذا ظاهر الخطاب وأحقيقته‪.‬‬
‫وألما قال النبي صلى ال عليه وأسلم لصاحبه في الغار‪) :‬ل تحزن إن ال معنا( كان هذا أيضال حقال‬
‫)‪(4‬‬

‫)‪(5‬‬
‫على ظاهره‪ .‬وأدلت الحال على أن حكم هذه المعية الطلع وأالنصر وأالتأييد(‪.‬‬
‫وأفي هذا النص السابق يصل ابن تيمية رحمه ال إلى النتيجة التي يصل إليها المؤوأل‪ ،‬وألكن ل يسلم‬
‫رحمه ال أن الوأصوأل إلى هذه النتيجة يحصل بصرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يحتمله‪ ،‬بل النص‬
‫دال بحقيقته وأظاهره على المراد‪.‬‬
‫وأالذي يبدوأ لي ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬أن ظاهر المعية وأحقيقتها ل يحتملن بمجرده معية الطلع أوأ‬
‫النصرة وأالتأييد إوأانما يفهم هذا من سياق اليتين السابقتين‪.‬‬
‫وأقد صرحا ابن تيمية بأن الطلع وأالعلم وأالنصرة هي حكم المعية وأمقتضاها‪ ،‬وأهذا هوأ ما يسميه‬
‫المؤوألة تأوأيل المعية‪.‬‬
‫وألوأ عوأملت جميع هذه النصوأص الوأاردة في الباب بمثل ما عوأملت به آيات المعية لكان النزاع بين‬
‫ابن تيمية وأالمؤوألين نزاعال لفظيال فقط‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪ -2‬وأمن المثلـة علـى تأوأيل ابن تيميه قوألــه في اليـة الـكريمـة‪):‬وأنحن أقرب إليه من حبل الوأريد(‬
‫)‪(7‬‬
‫)هوأ قرب ذوأات الملئكة وأقرب علم ال(‪.‬‬
‫وأقال‪) :‬وأأما من ظن أن المراد بذلك قرب ذات الرب من حبل الوأريد‪،‬إذ أن ذاته أقرب فهذا في غاية‬

‫‪ ()1‬انظر فتح الباري ‪.8/505‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (4‬من سوأرة الحديد‪.‬‬

‫‪ ()3‬السماء وأالصفات ‪.2/81‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (40‬من سوأرة التوأبة‪.‬‬

‫‪ ()5‬السماء وأالصفات ‪.2/81،211‬‬

‫‪ ()6‬الية )‪ (16‬من سوأرة ق‪.‬‬

‫‪ ()7‬السماء وأالصفات ‪.2/98‬‬


‫)‪(1‬‬
‫الضعف(‪.‬‬
‫وأهذا تأوأيل أيضال لن ظاهر اللفظ يدل على إسناد القرب إلى ال عز وأجل‪ ،‬وأتفسيره بقرب الملئكة‬
‫صرف للفظ عن ظاهره‪.‬‬
‫فلم ل يقال في هذا الصرف أنه تعطيل لما وأصف ال تعالى به نفسه ؟‬
‫وألم ل يقال‪ :‬التقرب معلوأم وأالكيف مجهوأل وأاليمان به وأاجب ؟‬
‫وأالجوأاب‪ :‬أن دللة مثل هذه اللفاظ على الوأصف أوأ غير الوأصف تتفاوأت وأضوأحال وأخفالء‪ ،‬وألهذا‬
‫كثر الخلف فيها قديمال وأحديثلا‪.‬‬
‫وأمن تأوأيل المنكرين للتـأوأيل‪ ،‬قوأل شارحا الطحاوأية ابن أبي العز الحنفي رحمه ال‪) :‬قال ال عز‬
‫وأليس المراد من إحاطته بخلقه أنه كالفلك‪ ....‬إوأانما المراد‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأجل‪) :‬وأكان ال بكل شيء محيطلا(‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫إحاطة عظمته وأسعة علمه وأقدرته‪.‬‬
‫وأعيحسسن الشيخ اللباني في تعليقه هذه العبارة ثم يقوأل‪) :‬وأهوأ من التأوأيل الذي ينقمه الشارحا مع أنه‬
‫)‪(4‬‬
‫لبد منه أحيانلا(‪.‬‬
‫وأالحاصل أنه حتى المنكرين على التأوأيل لم يجدوأا مف الر من التأوأيل في بعض الموأاطن‪ ،‬وألهذا قال‬
‫إمام الحرمين الجوأيني‪) :‬وأمما يجب العتناء به معارضة الحشوأية بآيات يوأافقوأن على تأوأيلها حتى‬
‫إذا سلكوأا مسلك التأوأيل عوأرضوأا بذلك السبيل فيما فيه التنازع‪.‬‬
‫فمما يعادرضوأن به قوأله تعالى‪ " :‬وأهوأ معكم أينما كنتم ")‪ (5‬فإن راموأا إجراء ذلك على الظاهر حلوأا‬
‫عقدة إصرارهم في حمل الستوأاء على العرش على الكوأن عليه‪ ،‬وأالتزموأا فضائح ل يبوأء بها عاقل‪،‬‬
‫)‪(6‬‬
‫إوأان حملوأا قوأله‪):‬وأهوأ معكم أينما كنتم( على الحاطة بالخفيات فقد تسوأغوأا التأوأيل(‪.‬‬
‫فثبت أن التأوأيل حاصل عند السلف وأالخلف‪ ،‬وأعند المتأخرين الذين أنكروأا على أهل التأوأيل‪ ،‬إوأانما‬
‫عنسب التأوأيل إلى المعتزلة وأالشاعرة وأالماتريدية وأمن وأافقهم لنهم توأسعوأا فيه‪ ،‬وأوأضعوأا له منهجال‬
‫متكاملل يقوأم على أسس وأاضحة‪ ،‬وأعرضوأا كثي الر من الخبار التي يجري فيها التأوأيل على هذا‬
‫الساس وأالمنهج‪.‬‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪ .2/349‬وأانظر نحوأه في شرحا حديث النزوأل ‪ 130‬طبعة المكتب السلمي ‪ -‬بيروأت ‪1969 -‬م‪.‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (125‬من سوأرة النساء‪.‬‬

‫‪ ()3‬شرحا العقيدة الطحاوأية ‪ .314‬تحقيق ناصر الدين اللباني طبعة المكتب السلمي‪-‬بيروأت‪ 1399)-‬هـ(‪.‬‬

‫‪ ()4‬المصدر نفسه ‪.314‬‬

‫‪ ()5‬الية )‪ (4‬من سوأرة الحديد‪.‬‬

‫‪ ()6‬الرشاد ‪ .161‬وأانظر الصفات الخبرية محمد عياش ‪ .306-298 ،92-89‬وأقد ساق في هذه الصفحات عددال من اليات وأالحاديث التي اتفقت المة على صرفها‬

‫عن ظاهرها‪.‬‬
‫وأباستقراء موأاضيع تأوأيلتهم يتضح لنا المنهج الراسخ الذي سلكه الشاعرة في التأوأيل وأيقوأم هذا‬
‫المنهج على عدة أسس‪.‬‬
‫ل‪ :‬ل يجوأز صرف اللفظ عن ظاهره إل عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع‬
‫أوأ ل‬
‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫مثال ذلك قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم‪) :‬قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن(‪.‬‬
‫قال الغزالي‪":‬حمله على الظاهر غير ممكن‪...‬إذ لوأ فتشنا عن قلوأب المؤمنين لم نجد فيها أصابع‬
‫فدععللدم أنها كناية عن القدرة التي هي سر الصابع‪ ،‬وأكسني بالصابع عن القدرة لن ذلك أعظم وأقعال في‬
‫)‪(3‬‬
‫تفهم تمام القتدار"‪.‬‬
‫أما إذا كان إجراؤه على الظاهر غير محال فل يجوأز تأوأيله‪ ،‬وألذلك أنكر الغزالي على المعتزلة أهم‬
‫أوألوأا ما وأرد من الخبار في أحوأال الخرة كالميزان وأالصراط وأغيرهما وأقال‪ " :‬هوأ بدعة‪ ،‬إذ لم ينقل‬
‫)‪(4‬‬
‫ذلك بطريق الروأاية‪ ،‬إوأاجراؤه على الظاهر غير محال فيجب إجراؤه على الظاهر "‬
‫وأوأجه جوأاز التأوأيل في النصوأص التي يعارض ظاهرها الدليل القاطع أن دللة النص ظنية‪،‬تحتمل‬
‫وأجهين أوأ اكثر‪ ،‬فيجب القطع بصرف اللفظ عن الحتمال المعارض للدليل القاطع‪ ،‬ثم عيدبريبن الوأجه‬
‫)‪(5‬‬
‫الذي يصح حمل اللفظ عليه‪ ،‬لنه يحتمله وألمانع من حمله عليه‬
‫ثانيا‪ :‬من العقائد الثابتة بالدليل القاطع أن ال عرز وأجلل ليس في جهة أوأ حيز ل يجوأز عليه‪.‬‬
‫التركيب وألالتجسيم وألالتشبيه وألتقوأم به الحوأادث )‪ ،(6‬فإذا وأردت الظوأاهر الظنية معارضة لهذه‬
‫ل‪،‬وأاما‬
‫إ‬ ‫لوأيفوأض تفصيلها إلى‬
‫العقائد وأجب الخذ بالنص الشرعي ما أمكن فتؤوأل الظوأاهر إما اجما ل‬
‫)‪(7‬‬
‫تفصيلل بتعيين المراد‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يشترط لصحة التأوأيل أن يكوأن موأافقال لوأضع اللغة وأعرف الستعمال جاريال على ما يقتضيه‬
‫)‪(8‬‬
‫لسان العرب وأتفهمه في خطاباتها‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر أساس التقديس‪ ،‬الرازي ‪ .182‬وأالرشاد‪ ،‬الجوأيني ‪ .160‬وأشرحا الجوأهرة‪ ،‬الباجوأري ‪.153‬‬

‫‪ ()2‬سيأتي تخريجه موأسعلا‪.‬‬

‫‪ ()3‬انظر قوأاعد العقائد‪ ،‬مع إحياء علوأم الدين ‪ 1/102‬طبعة دار المعرفة ‪ -‬بيروأت‪.‬‬

‫‪ ()4‬المصدر السابق‪ ،‬نفس الصفحة‪ .‬وأانظر القتصاد في العتقاد ‪.18‬وأشرحا الجوأهرة‪ ،‬اللقاني ‪ .131‬وأدراسات في الفرق وأالعقائد‪ ،‬د‪ -‬عرفان ‪.208‬‬

‫‪ ()5‬انظر الرشاد‪ ،‬الجوأيني ‪ .160‬وأالموأاقف‪ ،‬اليجي ‪ .273-272‬وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪.4/50‬‬

‫‪ ()6‬انظر بسط ذلك في التمهيد‪ ،‬النسفي ‪ .18-6‬وأالقتصاد‪ ،‬الغزالي ‪ .35-28‬وأالساس في التقديس ‪.45-15‬‬

‫‪ ()7‬انظر الموأاقف‪ ،‬اليجي ‪ .27‬وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪.4/50‬‬

‫‪ ()8‬انظر فيصل التفرقة بين السلم وأالزندقة‪،‬ضمن مجموأعة الجوأاهر الغوأالي من رسائل الغزالي ‪.199‬طبعة منير‪-‬بغداد ‪ .1990‬وأشرحا الفقه الكبر‪ ،‬القاري ‪.34‬‬

‫وأالتأوأيل اللغوأي في القرآن الكريم‪ ،‬حسين حامد الصالح ‪ 61‬رسالة دكتوأراه ‪ -‬جامعة بغداد ‪.1995‬‬
‫رابعلا‪ :‬التأوأيل‪ :‬بيان المعنى الذي يظن المؤوأل أنه المراد‪ ،‬لن اللفظ قد يحتمل أكثر من معنى يصح‬
‫قال‪) :‬ل‬ ‫صرفه إليه )‪(1‬مثال ذلك تأوأيل إمام الحرمين قوأله عرز وأجرل‪) :‬الرحمن على العرش استوأى(‬
‫)‪(2‬‬

‫يمتنع منا حمل الستوأاء على القهر وأالغلبة‪ ،‬وأذلك شائع في اللغة‪ ...‬وأل يبعد حمل الستوأاء على‬
‫قصد الله إلى أمر في العرش‪ ،‬وأهذا تأوأيل سفيان الثوأري رحمه ال فاستشهد بقوأله تعالى‪) :‬ثم استوأى‬
‫وأهذا معنى قوألهم‪ " :‬التأوأيل ظني " وأيترتب على هذا‬ ‫)‪(4‬‬
‫إلى السماء وأهي دخان()‪ (3‬معناه قصد إليها(‬
‫أن إبطال وأجه من وأجوأه تأوأيل اللفظ ل يدل على إبطال التأوأيل بالكلية‪ ،‬لنه قد يصح تأوأيله على‬
‫)‪(5‬‬
‫وأجه آخر‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫خامسا‪ :‬يشترط لصحة التأوأيل أن ل يخالف أصلل ثابتلا‪.‬‬
‫وأمن هذا التأوأيل المخالف‪ ،‬تأوأيل ابن قتيبة رحمه ال الستوأاء بالستقرار‪ ،‬قال‪):‬وأقالوأا في قوأله‪:‬‬
‫)الرحمن على العرش استوأى( أنه استوألى‪ ،‬وأليس يعرف في اللغة استوأيت على الدار‪ ،‬أي استوأليت‬
‫)‪(7‬‬
‫عليها‪ ،‬وأانما استوأى في هذا المكان‪ :‬استقر(‪.‬‬
‫وأل يخفى أن في الستقرار تشبيهال بالمخلوأق‪ ،‬وأمفارقة لتنزيه الباري عرز وأجرل وأمثل هذا التأوأيل غير‬
‫)‪(8‬‬
‫مقبوأل لنه يخالف أصلل ثابتلا‪.‬‬
‫وأبعد ذكر هذه السس التي يقوأم عليها التأوأيل عند الشاعرة لبد من التنبيه إلى أموأر خمسة‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬أن كل المذهبين ‪ -‬التفوأيض وأالتأوأيل ‪ -‬يقوأدان إلى غاية وأاحدة‪ ،‬لن الثمرة فيهما أن ال عرز‬
‫وأجرل ل يشبهه شيء من مخلوأقاته‪ ،‬وأانه منزه عن جميع النقائض‪ ،‬متصف بصفات الكمال‪.‬‬
‫وأالذي يبدوأ ‪ -‬وأال اعلم ‪ -‬أن المسلك الذي ارتضاه ابن تيمية رحمه ال أقل حكمة وأسلمة من‬
‫مسلكي التأوأيل وأالتفوأيض‪ ،‬لن إثبات صفة ل عرز وأجرل ل يجوأز أن يكوأن بدليل ظني يحتمل‬
‫الوأصفية كما يحتمل غيرها‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التفوأيض هوأ اعتقاد السلف وأالخلف‪ ،‬وأالتأوأيل الوأارد عن الخلف ضروأرة فكرية اضطروأا إليها‬
‫لرفع الوأسوأسة وأالشكوأك عن العوأام‪ ،‬وأالتصدي لرد مذاهب المبتدعة‪ ،‬وأتوأضيح العقائد السلمية‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر شرحا الجوأهرة‪ ،‬الباجوأري ‪ .149‬وأشرحا الجوأهرة‪ ،‬اللقاني ‪.128‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (5‬من سوأرة طه‬

‫‪ ()3‬الية )‪ (11‬من سوأرة فصلت‪.‬‬

‫‪ ()4‬انظر الرشاد ‪.41‬‬

‫‪ ()5‬انظر تعليق الكوأثري على الختلف في الفظ ‪.26‬‬

‫‪ ()6‬انظر البرهان‪ ،‬الجوأيني ‪.1/536‬وأفيصل التفرقة‪،‬الغزالي ‪.191-198‬وأالتأوأيل اللغوأي في القرآن الكريم‪،‬حسين الصالح ‪.63‬‬

‫‪ ()7‬الختلف في اللفظ ‪.337‬‬

‫‪ ()8‬انظر تعليق الكوأثري عليه ‪.37‬‬


‫وأمما يساعد على تصوأير ذلك أن المام الخطابي رحمه ال ذكر الحاديث التي ذكر فيها القدم‬
‫وأالرجل وأغيرها‪ ،‬وأذكر أن مذهب السلف فيها التفوأيض ثم قال‪":‬وأنحن أحرى بأن ل نتقدم فيما تأخر‬
‫عنه من هوأ أكثر علما وأأقدم زمانال وأسنلا‪ ،‬وألكن الزمان الذي نحن فيه قد صار أهله حزبين‪ :‬منكر لما‬
‫ل‪ ،‬وأمسرلم للروأاية فيها ذاهب في تحقيق الظاهر مذهبال‬
‫عيروأى من نوأع هذه الحاديث وأمكذب به أص ل‬
‫يكاد يفضي إلى القوأل بالتشبيه‪ ،‬وأنحن نرغب عن المرين معلا‪ ،‬وأنطلب لما يرد من هذه الحاديث‬
‫)‪(1‬‬
‫إذا صحت من طريق النقل وأالسند تأوأيلل عيخررج على معاني أصوأل الدين وأمذاهب العلماء‪.(...‬‬
‫وأفي هذا دليل على أن التأوأيل في حقهم ضروأرة اضطروأا إليها وأقدردروأها بدقدلرها‪ ،‬وأالتفوأيض مسلكهم‬
‫وأاختيارهم فإذا احتاجوأا لرد مذهب المبتدع أوأ تثبيت عقيدة الضعفاء دخررجوأا لهذه النصوأص تأوأيلت‬
‫موأافقة للدلة العقلية وأقوأاعد اللغة العربية‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬تفوأيض العلم بالخبر وأتأوأيله وأجه من وأجوأه الحتجاج به‪ ،‬إوأان كان في رتبة الحتجاج دوأن‬
‫إثبات الصفات به‪ .‬وأنجد في عبارات العلماء التصريح بأن التفوأيض أوأ التأوأيل رتبة بين تكذيب‬
‫الخبر‪ ،‬إوأاثبات الصفات به‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫فالمام الخطابي يجعل الـتأوأيل موأقفال وأسطال بين إنكار صحة الروأاية وأالتسليم بظاهرها‬
‫وأيقوأل إمام الحرمين‪ " :‬وأأما الحاديث التي يتمسكوأن بها فآحاد ل تفضي إلى العلم‪ ،‬وألوأ اضربنا عن‬
‫)‪(3‬‬
‫جميعها لكان سائغلا‪ ،‬وألكنا نوأمئ إلى تأوأيل ما دوأن منها في الصحاحا(‬

‫مواقفا العلماء منا الصفات الخبرية الثابتة بأخبار الحاد‬


‫بعد أن مر بنا موأاقف العلماء من حملة الصفات الخبرية‪ ،‬لبد من الوأقوأف على التفرقة بين الثابت‬
‫منها بالخبر وأالثابت بالحادي‪.‬‬
‫لم أر من فرق بينهما من اللفدرق وأالمذاهب غير الشاعرة‪ ،‬لن التفريق بينهما تابع للختلف في إفادة‬
‫الخبر وأحجيته‪.‬‬
‫فالذين استفادوأا العلم من الخبر وأ أروأا أنه حجة في العقائد ل يروأن بين الثابت بأحدهما فرقال عند‬
‫البحث في دللة الخبر‪.‬‬
‫وأأما الذين قالوأا بإفادة خبر الحاد الظن الراجح ف أروأا أن الخبر إذا لحقه الظن في ثبوأته وأدللته كان‬
‫أنزل في الرتبة من الخبر المتوأاتر إذ لحقه الظن في الدللة دوأن الثبوأت‪.‬وأعلى هذا فررق بعض‬
‫الشاعرة بين الصفات الخبرية الثابتة بالنص المتوأاتر وأالصفات الخبرية الثابتة بأخبار الحاد‪ ،‬فالمام‬
‫الباقلني لم يثبت من الصفات الخبرية إل ما وأرد في الخبر المتوأاتر‪ ،‬كالوأجه وأاليدين بقوأله تعالى‪:‬‬
‫‪ ()1‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪.444-443‬‬

‫‪ ()2‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪.443‬‬

‫‪ ()3‬الرشاد ‪ 161‬وأانظر نحوأه الموأاقف ‪.272‬‬


‫)‪(2‬‬
‫وأقوأله‪):‬ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي(‬ ‫)‪(1‬‬
‫)وأيبقى وأجه ربك ذوأ الجلل وأالكرام(‬
‫أما الخطابي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬فقد فررق بين الصفات الخبرية الثابتة بالمتوأاتر وأالثابتة بالحاد فسلك في‬
‫الوألى مسلك التفوأيض‪ ،‬وأفي الثانية مسلك التأوأيل‪ ،‬فيقوأل‪ " :‬وأالصل أن كل صفة جاء بها الكتاب‬
‫أوأ صحت بأخبار التوأاتر‪ ...‬فإنا نقوأل بها وأنجريها على ظاهرها من غير تكييف‪ ...‬وأماكان مجيئه‬
‫من طريق الحاد وأأفضى بنا القوأل إذا أجريناه على ظاهره إلى التشبيه فنتأوأله على معنى يحتمله‬
‫وأتبعه المام البيهقي‪ ،‬وأيظهر ذلك وأاضحال من عناوأينه في السماء‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأيزوأل منه معنى التشبيه(‬
‫وأالصفات‪.‬‬
‫فيقوأل‪ :‬باب ما جاء في إثبات العين وأفي إثبات اليدين‪ ،‬وأيقوأل في ما كان ثبوأته بخبر الحاد‪ :‬باب‬
‫ما ذكر في الصابع‪ ،‬باب ما جاء في الضحك‪...‬‬
‫وأيسير البيهقي على خطى المام الخطابي في تأوأيل ما وأرد بالحادي وأتفوأيض ما ثبت بالمتوأاتر من‬
‫)‪(4‬‬
‫الصفات الخبرية‪.‬‬
‫وأهذا المنهج هوأ الذي أراه مناسبال ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬لن إثبات الصفات ل ينبغي أن يكوأن بخبر لحقه‬
‫الظن في ثبوأته وأدللته‪ ،‬وأخاصة إذا كان ظاهره مما يوأهم التشبيه وأالتجسيم فل حرج في تأوأيله بل‬
‫الحرج في إثبات صفة ل عز وأجل زائدة على الذات‪ ،‬فما يؤمننا أن يكوأن المراد من الخبر ما يذكره‬
‫أهل التأوأيل دوأن الوأصفية‪ ،‬إذ الخبر يحتمل الوأصف وأيحتمل غيره‪ ،‬وأمع هذا الحتمال يجوأز أن يقع‬
‫وأصفنا ل عز وأجل بصفة لم يصف بها نفسه‪ ،‬وأل وأصفه بها رسوأله صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأهذا هوأ‬
‫الحرج ل التأوأيل‪ ،‬لننا قد بينا سابقال أن لتأوأيل النصوأص الثابتة بالخبر المتوأاتر وأجهال قوأيلا‪ ،‬وألتأوأيل‬
‫الحادي وأجه أقوأى‪ ،‬وأال أعلم‪.‬‬
‫أما التفوأيض فيما ثبت بخبر متوأاتر فهوأ السلم‪،‬وأهوأ ما يعتقده الشاعرة كما سبق وأل يكوأن التأوأيل‬
‫إل لضروأرة‪.‬‬
‫وأبعد بيان موأاقف أهل السنة وأالجماعة من الصفات الخبرية نعرض تفصيل‪ ،‬الصفات الخبرية الثابتة‬
‫بأخبار الحاد‪.‬‬

‫‪ ()1‬الية )‪ (27‬من سوأرة الرحمن‪.‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (75‬من سوأرة ص‬

‫الية )‪ (75‬من سوأرة ص‬

‫‪ ()3‬انظر السماء وأالصفات‪ ،‬البيهقي ‪ .446‬وأانظر التمهيد‪ ،‬الباقلني ‪.258‬‬

‫‪ ()4‬انظر البيهقي وأموأقفه من اللهيات‪ ،‬الغامدي ‪.268‬‬


‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الحتجاج بخبر الحاد في مسائل النبوأات‬
‫المبحث الول ‪ :‬في عصمة النبياء‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ما ثبت من المعجزات المروية من طريق الحاد‬


‫‪$‬‬
‫المطلب الول‪ :‬في عصمتهم منا الكفر بال والجهل بصفاته‪:‬‬
‫من مباحث مسائل العتقاد ما يجب للرسل‪ ،‬وأما يستحيل في حقهم‪ ،‬وأما يجوأز عليهم‪.‬‬
‫ق‪ ،‬وأالمانة‪ ،‬وأالتبليغ‪ ،‬وأالفطانة‪.‬‬
‫وأيذكر المتكلموأن فيما يجب على النبياء‪ :‬الصد د‬
‫وأيذكروأن أضداد هذه الصفات فيما يستحيل عليهم‪ ،‬وأهي‪ :‬الكذب‪ ،‬وأالمعصية‪ ،‬وأالكتمان‪ ،‬وأالغفلة‪،‬‬
‫وأالبلدة‪.‬‬
‫وأيذكروأن من الجائزات في حقهم العراض البشرية التي ل تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية مما‬
‫ليخالف شرفال وأل مروأءة معتبرة في الشرع‪،‬‬
‫وأاختلفوأا في‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأل تتناقض مع مقامهم‪ ،‬فيجوأز في حقهم الكل وأالشرب إوأاتيان النساء الحلل وأغيره‪.‬‬
‫تأثير السحر عليهم‪ ،‬في تفصيل سيأتي بيانه‪.‬‬
‫وأمن أهم هذه المسائل‪ :‬ما يستحيل في حق النبياء عليهم الصلة وأالسلم بمقتضى العصمة التي‬
‫دمرن ال بها عليهم فوأصلوأا إلى غاية الكمال النساني وأالسموأ الروأحي‪ ،‬وأتحلوأا بالخلق العظيمة التي‬
‫جعلتهم قدوأة حسنة‪ ،‬وأمثل أعلى‪ ،‬حتى دعا ال عز وأجل إلى القتداء بهم‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫قال تعالى‪) :‬أوألئك الذين هدى ال فبهداهم اقتده(‬
‫وأقال تعالى‪) :‬وأجعلناهم أئمه يهدوأن بأمرنا وأأوأحينا إليهم فعل الخيرات إوأاقام الصلة إوأايتاء الزكاة‬
‫)‪(3‬‬
‫وأكانوأا لنا عابدين(‪.‬‬
‫وألوألم يكوأنوأا كذلك لسقطت هيبتهم في القلوأب‪ ،‬وألصغر شأنهم في عيوأن الناس فتضيع الثقه فيهم‪ ،‬وأل‬
‫ينقاد لهم احد‪.‬‬
‫وألكن ال عز وأجل اصطفاهم وأاجتباهم وأعرلمهم‪ ،‬وأدعا إلى القتداء بهم وأحفظهم من كل ما يتنافى مع‬
‫)‪(4‬‬
‫مقام النبوأة‬

‫‪ ()1‬انظر‪ :‬إتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪ 181-179‬وأشرحا جوأهرة التوأحيد‪ ،‬الباجوأري ‪.278-274‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة النعام ‪.90‬‬

‫‪ ()3‬سوأرة النبياء ‪.72‬‬

‫‪283-274‬‬ ‫‪ ()4‬انظر‪ :‬إتحاف المريد‪ ،‬اللقاني ‪ 182-179‬وأشرحا جوأهرة التوأحيد‪ ،‬الباجوأري‬

‫وألوأامع النوأار البهية‪ ،‬السفاريني ‪ 308-303‬إوأارشاد النام في عقائد السلم‪ ،‬محموأد صالح البغدادي ‪ - 142-139‬طبعة دار البراء ‪1985 -‬م‪ .‬وأالساس في‬
‫السنة )قسم العقائد(‪ ،‬سعيد حوأى ‪ - 2/832‬طبعة دار السلم عمان ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫وأقبل تفصيل الموأر التي عصمهم ال عز وأجل من الوأقوأع بها ل بد من الوأقوأف على حقيقة‬
‫العصمة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫تأتي العصمة في اللغة وأيراد بها الحفظ وأالمنع وأالوأقاية‬
‫وأمن أوأضح القوأال في حقيقة العصمة وأأبعدها عن الشكال وأالعتراض ما ذكره القاري ‪ -‬رحمه ال‬
‫‪ -‬فقال‪) :‬العصمة فضل من ال تعالى يحمله على فعل الخير‪ ،‬وأيزجره عن الشر‪ ،‬مع بقاء الختيار‬
‫تحقيقال للبتلء وأالختبار‪-(2).‬قال‪ :-‬إوأاليه مال الشيخ أبوأ منصوأر الماتريدي حيث قال‪ :‬العصمة ل‬
‫)‪(3‬‬
‫تزيل المحنة وأل تدفعها(‬
‫وأقد ذكر الرازي في كيفية حصوأل العصمة أن النفس إذا حصل فيها ملكة العفة‪ ،‬ثم انضاف إلى ذلك‬
‫العلم التام بما في الطاعة من السعادة وأفي المعصية من الشقاوأة صار ذلك العلم معينال له على‬
‫مقتضى الملكة النفسانية‪ ،‬ثم يصير الوأحي متما لذلك‪ ،‬ثم خوأف المؤاخذة على القدر القليل يكوأن‬
‫)‪(4‬‬
‫توأكيدال لذلك الحتراز‪ ،‬فيحصل من اجتماع هذه الموأر حقيقة العصمة‬
‫وأأجمع المسلموأن على أن النبياء صلوأات ال عليهم على غاية المعرفة وأوأضوأحا العلم وأاليقين‪ ،‬فيما‬
‫يتعلق بالتوأحيد وأالعلم بال وأصفاته وأاليمان بما أوأحي إليهم‪ ،‬وأل يجوأز عليهم الجهل بشيء من ذلك‬
‫أوأ الشك فيه‪ .‬وألم ينقل أحد من أهل الخبار أن ال عز وأجل اصطفى للنبوأة من ععلرف بكفر أوأ‬
‫)‪(5‬‬
‫إشراك أوأ جهل بال قبل ذلك‪.‬‬
‫)وأاذ أخذنا‬
‫على تنزيههم عن هذا بقوأله تعالى‪ :‬إ‬
‫)‪(6‬‬
‫قال القاضي عياض‪) :‬وأقد استدل القاضي القشيري‬
‫)‪(7‬‬
‫من النبيين ميثاقهم وأمنك وأمن نوأحا إوأابراهيم وأموأسى وأعيسى بن مريم وأأخذنا منهم ميثاقا غليظا(‬
‫)‪(8‬‬
‫)وأاذ أخذ ال ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وأحكمة(‬
‫وأبقوأله تعالى‪ :‬إ‬
‫‪ ()1‬القاموأس المحيط )عصم( ‪.4/151‬‬

‫‪ ()2‬شرحا الفقه الكبر ‪.53‬‬

‫‪ ()3‬تأوأيلت أهل السنة‪ ،‬أبوأ منصوأر محمد بن محمد الماتريدي )‪ 333‬هـ( تحـقيق د‪ .‬محمد مستفيض الرحمن‪.‬‬

‫‪ ،238‬مطبعة الرشاد‪-‬بغداد‪.1983 ،‬‬


‫‪ ()4‬محصل أفكار المتقدمين ‪ ،158‬وأانظر حجية السنة ‪.88-87‬‬

‫‪ ()5‬انظر مقالت السلميين‪ ،‬الشعري ‪ ،1/272‬وأالشفا‪ ،‬عياض ‪ .2/230‬وأعصمة النبياء‪ ،‬الرازي ‪ .8‬طبعة الدار العربية ‪ -‬بغداد‪ .1990-‬وأالموأاقف‪ ،‬اليجي ‪.358‬‬

‫وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪ .5/155‬البحر المحيط‪ ،‬الزركشي ‪ .4/169‬وأشرحا الفقه الكبر‪ ،‬على القاري ‪ .52‬وأشرحا العقائد‪ ،‬الدوأاني ‪ 2/279‬وأفوأاتح الرحموأت‪،‬‬

‫النصاري ‪.2/98‬‬

‫‪ ()6‬هوأ القاضي عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري النيسابوأري )‪ 514‬هـ( من كبار علماء نيسابوأر كان إمامال مناظ الر مفس الر أديبال زاهدال صالحلا‪ ،‬زار بغداد في طريقه إلى‬

‫الحج‪ ،‬وأوأعظ بها‪ ،‬فوأقعت بسببه فتنة بين الحنابلة وأالشافعية‪ ،‬انظر‪ :‬العبر‪ ،‬الذهبي ‪ ،2/403‬وأطبقات الشافعية‪ ،‬السنوأي ‪ ،2/151‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.4/120‬‬

‫‪ ()7‬سوأرة الحزاب ‪7‬‬

‫‪ ()8‬سوأرة آل عمران ‪81‬‬


‫)‪(1‬‬
‫‪ ...‬قال‪ :‬وأبعيد أن يأخذ منه الميثاق‪ ...‬وأيجوأز عليه الشرك(‬
‫وألدينا من أخبار الحاد ما قد يوأهم خلف ما سبق تقريره في حق آدم إوأابراهيم عليهما السلم‬
‫أما ما نسب إلى أبينا آدم ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬فقد أخرجه الترمذي بسنده عن سمرة بن جندب رضي ال‬
‫عنه عن النبي صلى ال عليه وأسلم في تفسير قوأله تعالى‪) :‬هوأ الذي خلقكم من نفس وأاحدة وأجعل‬
‫منها زوأجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حمل خفيفا فمرت به فلما أثقلت دددعوأا ال ربها لئن آتيتنا‬
‫)‪(2‬‬
‫صالحال لنكوأنن من الشاكرين‪ ،‬فلما آتاهما صالحال جعل له شركاء فيما آتاهما(‪.‬‬
‫أنه قال‪) :‬لما حملت حوأاء طاف بها إبليس وأكان ل يعيش لها وألد‪ ،‬فقال‪ :‬سسميه عبد الحارث‪ ،‬فسرمته‬
‫)‪(3‬‬
‫عبد الحارث‪ ،‬فعاش ذلك وأكان ذلك من وأحي الشيطان وأأمره(‬
‫وأقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب ل نعرفه مرفوأعال إل من حديث عمر بن إبراهيم بن قتادة‪،‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأروأاه بعضهم عن عبد الصمد‪ ،‬وألم يرفعه‪ ،‬وأعمر بن إبراهيم شيخ بصري‪.‬‬
‫وأقد أعل الحافظ ابن كثير هذا الحديث بعلل ثلث‬
‫الوألى‪ :‬أن عمر بن إبراهيم متكلم فيه‪ ،‬قال الذهبي‪) :‬قال أبوأ حاتم ل يحتج به‪ ،‬وأقال ابن عدي‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫يروأي عن قتادة ما لم يوأافق عليه( ثم ساق حديثه السابق وأقال‪) :‬وأهوأ حديث منكر كما ترى(‬
‫)‪(6‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الطبري أخرج هذا الحديث من قوأل سمرة‪ ،‬وأليس مرفوأعلا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن عمر بن إبراهيم يروأيه عن قتادة عن الحسن البصري‪ ،‬وأقد أخرج الطبري من طرق‬
‫صحيحة عن الحسن نفسه أنه فسر الية بغير هذا‪ ،‬فلوأ كان هذا عنده عن سمرة مرفوأعال لما عدل‬
‫)‪(7‬‬
‫عنه إلى قوأله )كان هذا في بعض أهل الملل وألم يكن بآدم‪ ،‬وأقال‪" :‬جعل له شركاء فيما آتاهما "‬
‫)‪(8‬‬
‫عنى بها ذرية آدم وأمن اشرك منهم بعده(‬
‫قال ابن كثير‪) :‬وألوأ كان هذا الحديث محفوأظال عنده عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم لما عدل‬
‫عنه هوأ وأل غيره‪ ،‬وأل سيما مع تقوأاه ل وأوأرعه‪ ،‬فهذا يدلل على أنه موأقوأف على الصحابي‪ ،‬وأيحتمل‬

‫‪ ()1‬الشفا ‪2/259‬‬

‫‪()2‬سوأرة العراف ‪190-189‬‬

‫‪ ()3‬كتاب تفسير القرآن‪ ،‬باب وأمن سوأرة العراف ‪.3077-8‬‬

‫‪ ()4‬السنن ‪.5/250‬‬

‫‪ ()5‬ميزان العتدال ‪.3/179‬‬

‫‪ ()6‬تفسير الطبري ‪.9/146‬‬

‫‪ ()7‬نفسه ‪.9/146‬‬

‫‪ ()8‬تفسير ابن كثير ‪.276-3/275‬‬


‫)‪(1‬‬
‫أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب ممن آمن منهم مثل‪ ،‬كعب‪ ،‬أوأ وأهب بن منبه وأغيرهما(‬
‫ثم ذكر الحافظ ابن كثير كلمال نفيسلا‪ ،‬في أخبار أهل الكتاب‪ ،‬وأقسمها إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫الوأل منها‪ :‬ما علمنا صحته بما دل عليه الدليل من الكتاب أوأ السنة‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬ما علمنا كذبه بما دل على خلف الكتاب وأالسنة‪.‬‬
‫وأمنها ما هوأ مسكوأت عنه وأهوأ المأذوأن بروأايته بقوأله عليه السلم )‪ ...‬وأحدثوأا عن بني إسرائيل وأل‬
‫)‪(2‬‬
‫حرج(‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪.3/276‬‬

‫‪ ()2‬أخرجه البخاري في كتاب النبياء ‪ ،50/3461‬وألفظه )بلغوأا عني وألوأ آية‪ ،‬وأحدثوأا عن بني إسرائيل وأل حرج(‪ ،‬وأأخرجه الترمذي في كتاب العلم ‪.13/2669‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وأهوأ الذي ل يصردق وأل يكرذب لقوأله‪) :‬إذا حدثكم أهل الكتاب فل تصدقوأهم وأل تكذبوأهم(‬
‫ثم قال الحافظ ابن كثير‪) :‬وأهذا الثر من القسم الثاني أوأ الثالث‪ ،‬فيه نظر‪ ،‬فأما من حدث به من‬
‫صحابي أوأ تابعي فإنه يراه من القسم الثالث‪ ،‬وأأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري ‪ -‬رحمه ال ‪-‬‬
‫في هذا‪ ،‬وأأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وأحوأاء‪ ،‬إوأانما المراد من ذلك المشركوأن من ذريته‪...‬‬
‫فذكر آدم وأحوأاء كالتوأطئه لما بعدهما من الوأالدين‪ ،‬وأهوأ كالستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫كقوأله )لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وأجعلناها رجوأمال للشياطين(‬
‫وأمعلوأم أن المصابيح وأهي النجوأم التي زينت بها السماء ليست هي التي عيرمى بها‪ ،‬إوأانما هذا‬
‫)‪(3‬‬
‫استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها(‬
‫وأالحاصل‪ :‬أن الشرك في الية الكريمة منسوأب إلى بعض ذرية آدم وأحوأاء‪.‬‬
‫وأالحديث الوأارد في تفسير الية‪ ،‬حرسنه الترمذي‪ ،‬وأأعله ابن كثير بعلل قادحة‪ ،‬فل ينسب الشرك إلى‬
‫أبينا آدم عليه السلم بهذا الخبر الوأاهي‪ ،‬حتى إوأان سلمنا ببقاء الحديث في درجة الحسن‪ ،‬لن‬
‫الخلف في إثبات العقائد منحصر بما هوأ في رتبة الصحيح‪ ،‬ل في رتبة الحسن‪.‬‬

‫)وأاذ قال‬
‫وأأما إبراهيم عليه السلم فقد وأقع في فهم بعض العلماء نسبة الشك إليه‪ ،‬لقوأله تعالى‪ :‬إ‬
‫)‪(4‬‬
‫إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموأتى‪ ،‬قال أوألم تؤمن قال بلى وألكن ليطمئن قلبي‪(..‬‬
‫ذكر الطبري ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬عن عطاء بن أبي رباحا أنه قال‪) :‬دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل‬
‫قلوأب الناس‪ ،‬فقال‪) :‬رب أرني كيف تحيي الموأتى(‪ ،‬وأرضي المام الطبري هذا الرأي وأاستدل له بقوأل‬
‫النبي صلى ال عليه وأسلم‪) :‬نحن أحق بالشك من إبراهيم‪ ،‬إذ قال‪" :‬رب أرني كيف تحيي الموأتى‬
‫)‪(5‬‬
‫قال‪ :‬أوألم تؤمن قال بلى وألكن ليطمئن قلبي‪("...‬‬
‫وأاستدل الطبري أيضلا‪ ،‬بما أخرجه عن ابن عباس من طرق قال فيها الحافظ ابن حجر‪) :‬يشد بعضها‬
‫بعضلا( أنه قال‪) :‬أرجى آية في القرآن‪ " :‬إوأاذ قال إبراهيم رب ارني كيف تحيي الموأتى‪" ...‬‬
‫قال الطبري‪) :‬هذا لما يعرض في الصدوأر وأيوأسوأس به الشيطان‪ ،‬فرضي ال من إبراهيم عليه السلم‬

‫‪ ()1‬أخرجه البخاري في كتاب العتصام بالسنة ‪ ،25/7362‬وأقد سبق تخريجه‪.‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة تبارك ‪.5‬‬

‫‪ ()3‬تفسير ابن كثير ‪ 277-3/276‬وأانظر عصمة النبياء‪ ،‬الرازي ‪.26-23‬‬

‫‪.260‬‬ ‫‪ ()4‬سوأرة البقره‬

‫‪ ()5‬تفسير الطبري ‪50-3/49‬‬

‫وأالحديث أخرجه البخاري في كتاب أحاديث النبياء ‪ 11/3372‬وأأطرافه بالرقام التالية‬


‫)‪ (6992 ،4694 ،4537 ،3375 ،3372‬وأأخرجه مسلم في كتاب الفضائل ‪ 2371-41/2369‬وأابن ماجة في كتاب الفتن ‪23/4026‬‬
‫وأابن مندة في اليمان ‪ 2/488‬من طرق عن يوأنس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوأف به‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫بأن قال‪" :‬بلى"(‬
‫وأالذي أراه ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬أن هذه الدلة ل تنهض لثبات دخوأل أقل الشك على إيمان إبراهيم عليه‬
‫السلم بقدرة ال عز وأجل على إحياء الموأتى‪ :‬لسباب ثلثة‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬أن سؤاله عليه السلم لم يكن لغرض الستثبات وأالتأكد من قدرة ال عز وأجل على الحياء‪،‬‬
‫بل لعله أراد أن يدلي بخلته إلى ال عز وأجل فيختص عن غيره من بني آدم بإحياء الموأتى أمام‬
‫ناظريه‪ .‬فإن قيل‪ :‬أوألم يؤمن ؟‪ ...‬قلنا‪ :‬بلى‪ ،‬وألكن استشرفت نفسه إلى رؤية كيفية الحياء وأهيئته‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ليزداد يقينا وأطمأنينة‪ ،‬إوأان لم يكن في إيمانه الوأل شك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن قوأل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪) :‬نحن أحق بالشك من إبراهيم( دليل على نفي الشك‬
‫عن إبراهيم عليه السلم‪ ،‬كما نبه إليه النوأوأي رحمه ال فقال‪) :‬خرج مخرج العادة في الخطاب‪ ،‬فإن‬
‫ت قائلل لفلن أوأ فاعل معه من مكروأه فقله لي‬
‫من أراد المدافعة عن إنسان‪ ،‬قال للمتكلم فيه‪ :‬ما كن د‬
‫)‪(3‬‬
‫وأافعله معي‪ ،‬وأمقصوأده من ذلك‪ :‬ل تقل ذلك فيه(‪.‬‬
‫وأيمكن أن يقال أيضلا‪ :‬معناه أن الشك مستحيل في حق إبراهيم عليه السلم‪ ،‬فإن الشك في قدرة ال‬
‫على إحياء الموأتى لوأ كان متطرقا إلى إبراهيم لكان المقصوأدوأن بقوأل النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫)نحن( أددح ر‬
‫ق بالشك منه‪ ،‬فاستحالة شكهم تدل من باب الوألى على استحالة الشك على إبراهيم الخليل‬
‫)‪(4‬‬
‫عليه السلم‬
‫الثالث‪ :‬قوأل ابن عباس رضي ال عنهما في الية الكريمة )هي أرجى آية في القرآن( ل لعفوأ ال عز‬
‫وأجل عن الشك في قدرته على إحياء الموأتى‪ ،‬بل لن إبراهيم عليه السلم رجا من ال عز وأجل أم الر‬
‫هوأ الغاية في الرجاء‪ ،‬لنه سأل الحياء في الدنيا وأليست الدنيا مظنة ذلك‪ ،‬وأيجوأز أن يقال‪ :‬هي‬
‫أرجى آية لقوأله تعالى‪) :‬أوألم تؤمن( أي أن اليمان كاف ل يحتاج معه إلى تفسير وأبحث عن كيفية‬
‫)‪(5‬‬
‫الحياء وأهيئته‬
‫وأالحاصل أن الشك في قدرة ال عز وأجل على إحياء الموأتى مستبعد على آحاد المؤمنين وأهوأ أشد‬
‫استبعادال على أنبياء ال عز وأجل‪ ،‬وأل يجوأز أن ينسب الشك إلى إبراهيم عليه السلم بالدلة السابقة‪،‬‬
‫‪ ()1‬تفسيره ‪.3/50‬‬

‫‪ ()2‬انظر تأوأيلت أهل السنة ‪ ، 1/609‬وأشرحا السنة‪ ،‬البغوأي ‪ 117-1/115‬وأالجامع لحكام القرآن‪ ،‬القرطبي‬

‫‪.3/193-195‬‬
‫‪ ()3‬شرحا صحيح مسلم ‪1/365‬‬

‫‪ ()4‬نظر تأوأيل مختلف الحديث‪ ،‬ابن قتيبه ‪ ،66‬وأشرحا السنة‪ ،‬البغوأي ‪-117-115‬وأالفصل ابن حزم ‪4/8‬‬

‫وأالشفاء‪ ،‬عياض ‪ 2/230‬وأعصمة النبياء‪ ،‬الرازي ‪ 48-44‬وأشرحا صحيح مسلم‪ ،‬النوأوأي ‪،1/364‬‬
‫وأفتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪8/466 8/254 ،6/507‬‬
‫وأشرحا مقدمة القيروأاني‪ ،‬المين الحاج محمد ‪240‬‬
‫‪ ()5‬انظر فتح الباري ابن حجر ‪.6/509‬‬
‫وأقد بان ما فيها من ضعف الدللة وأالثبوأت‪ ،‬وأال أعلم‪.‬‬
‫فرجع المر إلى إثبات عصمتهم من الجهل بال عز وأجل وأصفاته‪ ،‬إوأالى الوأاقع المتوأارث من لدن آدم‬
‫أبي البشر إلى نبينا محمد صلى ال عليه وأسلم أنه لم يبعث نبي قط أشرك بال طرفة عين أوأ جهل‬
‫)‪(1‬‬
‫صفة من صفاته‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر فوأاتح الرحموأت‪ ،‬عبد العلي النصاري ‪.2/98‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬في عصمة النبياء مما يخل بالتبليغ‬
‫انعقد إجماع أهل الشرائع على وأجوأب عصمة النبياء من أي شيء يخل بالتبليغ ككتمان الرسالة‬
‫وأالكذب في دعوأاها وأالجهل بتفاصيل الشرع الذي أمر بالدعوأة إليه‪ ،‬وأالتقصير وأالكذب وأالخطأ في بيان‬
‫)‪(1‬‬
‫الحكام الشرعية سوأاء أكان ذلك البيان بالقوأل أم بالفعل‬
‫وأكل ذلك محال عليهم بدليل العقل أيضلا‪ ،‬لنه يناقض مدلوأل المعجزة‬
‫وأقد وأضح الشهرستاني وأجه دللة المعجزة على ذلك فقال‪) :‬اقتران المعجزة بدعوأة النبي نازل منزلة‬
‫التصديق بالقوأل‪ ،‬وأذلك أنه عرف من سنة ال تعالى أنه ل يظهر أم الر خارقا على يددي من يدعي‬
‫الرسالة عند وأقت التحدي وأالستدعاء إل لتصديقه‪...‬‬
‫وأنحن نعلم قطعال في صوأرة من يدعي الرسالة من ملك حاضر محتجب بستر بين يددي جماعة‬
‫حضوأر‪ ،‬ثم إن رجل قام وأقال‪ :‬إني رسوأل هذا الملك إليكم‪ ،‬وأآية صدقي في دعوأاي أن يحلرك هذا‬
‫الستر إذا استدعيت منه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيها الملك‪ :‬إن كنت صادقا في دعوأاي فحرك هذا الستر‪ ،‬فددحررك‬
‫في الحال ععللم قطعال وأيقينال أنه أراد بذلك الفعل تصديق المدعي‪ ،‬وأنزل التحريك منه على خلف‬
‫)‪(2‬‬
‫العادة منزلة التصديق بالقوأل‪ ،‬فكذلك في صوأرة مسألتنا هذه(‬
‫وأقد شهد ال عز وأجل لنبيه بأداء المانه فقال تعالى‪) :‬اليوأم أكملت لكم دينكم وأأتممت عليكم نعمتي‬
‫)‪(3‬‬
‫وأرضيت لكم السلم دينا(‬
‫وأمن أخبار الحاد التي تشهد لذلك‪ ،‬ما روأاه الشافعي بسنده عن المطلب بن حنطب رضي ال عنه‬
‫قال‪:‬‬
‫قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪) :‬ما تركت شيئا مما أمركم ال به إل وأقد امرتكم به‪ ،‬وأل تركت‬
‫)‪(4‬‬
‫شيئا مما نهاكم ال عنه إل وأقد نهيتكم عنه(‬
‫وأوأجه الحتجاج بهذا الخبر الحادي موأافقته للدلة القاطعة من العقل وأالجماع وأالقرآن‪.‬‬
‫وألما كان بيان النبي صلى ال عليه وأسلم في تبليغه بالقوأل تارة وأبالفعل تارة أخرى‪ ،‬فلنفصل القوأل في‬

‫‪ ()1‬انظر المعتمد في أصوأل الفقه‪ ،‬البصري المعتزلي ‪ ،1/371‬وأالمستصفى‪ ،‬الغزالي ‪ 2/213‬وأالوأصوأل إلى الصوأل‪ ،‬ابن برهان ‪ ،1/358‬وأالشفا‪ ،‬عياض ‪2/258‬‬

‫وأعصمة النبياء‪ ،‬الرازي ‪ ،8‬وأالموأاقف اليجي ‪ ،358‬وأانظر نظم الفرائد‪ ،‬العلئي ‪ ،332‬وأشرحا النسفيه‪ ،‬التفتازاني ‪ 155‬وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪ 5/50‬وأالبحر المحيط‪،‬‬

‫الزركشي ‪ ،174-173 /4‬وأشرحا الدوأاني على العقائد العضديه ‪ ،2/279‬وأشرحا الفقه الكبر‪ ،‬علي القاري ‪ 52‬وأفوأاتح الرحموأت‪ ،‬النصاري ‪ ،2/275‬إوأارشاد الفحوأل‪،‬‬

‫الشوأكاني ‪ ،356‬وأشرحا جوأهرة التوأحيد‪ ،‬الباجوأري ‪.283-280‬‬

‫‪ ()2‬نهاية القدام ‪ ،432-431‬وأانظر نحوأه في لمع العتقاد‪ ،‬الجوأيني ‪110‬‬

‫‪ ()3‬سوأرة المائدة ‪.3‬‬

‫‪ ()4‬الرسالة ‪.87‬وأقد اثبت الشيخ احمد شاكر في الصفحات )‪ (103-93‬صحة الحديث وأصحبة المطلب بما ل مطمع في‬

‫أزيد منه وأأقوأى‪.‬‬


‫عصمته في فرعين‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬في عصمة أقوالهم التبليغية‪.‬‬


‫قد علمنا وأجوأب عصمة النبياء فيما طريقه البلغ‪ ،‬لدللة المعجزة على صدقهم فيه‪.‬‬
‫وألكن هل يجوأز على النبي أن يقصد التكلم بخبر بلغي غير مطابق للوأاقع معتقدال أنه مطابق له‪،‬‬
‫فيقع العخبلف في قوأله على سبيل الخطأ أوأ السهوأ ؟‬
‫وأالذي عليه جمهوأر المة عدم جوأاز وأقوأع الخلف في أقوأال النبي التبليغية‪ ،‬وأأنه معصوأم فيها عن‬
‫)‪(1‬‬
‫الخبار عن شيء منها على خلف ما هوأ عليه‪ ،‬لقصدا وأل عمدا وأل سهوأا وأل غلطا‪.‬‬
‫وأنقل اليجي وأالعلئي وأغيرهما عن الباقلني أنه جوأز صدوأره منه على سبيل السهوأ وأالنسيان‬
‫يقوأل اليجي‪) :‬في جوأاز صدوأر الكذب عنهم على سبيل السهوأ وأالنسيان خلف‪ ،‬فمنعه كثير من‬
‫)‪(2‬‬
‫الئمة وأجوأزه القاضي مصي الر منه إلى عدم دخوأله في التصديق المقصوأد بالمعجزة(‬
‫وأيقوأل العلئي‪) :‬وأقد قال القاضي أبوأ بكر الباقلني في كتابه النتصار‪ :‬المعجزة تدل على صدق‬
‫النبي في ما هوأ متفكر فيه وأعامد له‪ ،‬وأذهوأل النفس وأطريان النسيان ل يدخل تحت الصدق الذي هوأ‬
‫)‪(3‬‬
‫مدلوأل المعجزة(‪.‬‬
‫وأقد رجعت إلى النتصار فوأجدت كلم القاضي ل يدل على جوأاز السهوأ أوأ الغلط في أقوأال النبي‬
‫التبليغية‪.‬‬
‫إوأانما جوأز القاضي السهوأ عليه فيما أرداه وأدبرلغه دوأن ما لم يؤسده فقال‪) :‬إن قال قائل‪ :‬هل يجوأز أن‬
‫ينسى النبي صلى ال عليه وأسلم بعض القرآن بعد أدائه وأبلغه‪ .....‬؟‬
‫قيل‪ :‬إن أردت بالنسيان نسيانال يدوأم صاحبه عليه‪ ،‬وأينسب إلى البلدة‪ ،‬فمعاذ ال أن يجوأز ذلك‬
‫عليه‪.‬‬
‫إوأان أردت أن ينسى ذلك القدر الذي ينساه العالم الحافظ بالقرآن الذي ل ديبنسب صاحبه إلى بلدة فإن‬
‫ذلك جائز عليه بعد أدائه وأبلغه‪ ،‬وأالذي يدل على جوأازه أنه غير مفسد له وأل قادحا في آياته وأل‬
‫مفسد لكمال صفاته‪ ...‬إوأاذا كان ذلك كذلك جاز مثل هذا السهوأ عليه في ما أداه وأبلغه دوأن ما لم‬
‫)‪(4‬‬
‫يؤده‪ ،‬لجماع المسلمين على منع ذلك‪(...‬‬
‫‪ ()1‬انظر‪ :‬المستصفى‪ ،‬الغزالي ‪ 2/213‬وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪ ،5/50‬وأشرحا النسفية‪ ،‬التفتازاني ‪ ،155‬وأالشفا‪ ،‬عياض ‪ ،2/340‬وأنهاية السوأل‪ ،‬السنوأي ‪،9-3/8‬‬

‫وأشرحا الدوأاني على العقائد العضدية ‪ ،2/279‬وأشرحا الفقه الكبر‪ ،‬القاري ‪ ،52‬وأمشارق أنوأار العقوأل‪ ،‬السالمي ‪ ،17-2/16‬وأالساس لعقائد الكياس‪ ،‬القاسم الزيدي ‪-142‬‬

‫‪.143‬‬

‫‪ ()2‬الموأاقف ‪.358‬‬

‫‪ ()3‬نظم الفرائد ‪.334‬‬

‫‪ ()4‬النتصار لنقل القرآن ‪.313-312‬‬


‫وأليس في هذه العبارة ما يدل على جوأاز وأقوأع الخلف في أقوأاله التبليغيه سهوأال ‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫على عصمتهم من ذلك بدليل العقل لدخوأله تحت دللة المعجزة‪ ،‬لن‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأقد استدل السفرائيني‬
‫المعجزة بمنزلة قوأله تعالى‪) :‬صدق عبدي في كل ما يبلغ عني( وأتشمل جميع أقوأاله جملة وأاحدة من‬
‫)‪(2‬‬
‫غير خصوأص‬
‫وأقال شارحا المسلم‪) :‬قيل لبطال هذا الرأي ‪-‬يعني جوأاز الكذب عليه سهوألا‪ :-‬يلزم عدم الوأثوأق في‬
‫)‪(3‬‬
‫التبليغ‪ ،‬فإنه يجوأز حينئذ أن يكوأن كذبال جاريال على لسانه الشريف غلطا‪(...‬‬
‫وأأجيب )من قبل القاضي( بأنه إذا جرى على لسانه الشريف الكذب غلطا فل بد من التنبيه على أنه‬
‫)‪(4‬‬
‫خلف الوأاقع فلم ينعدم الوأثوأق‪.‬‬
‫وأقد دفع الشيخ عبد الغني عبد الخالق هذا الجوأاب بقوأله‪) :‬هذا التنبيه إنما يكوأن بخبر آخر‪ ،‬وأما جاز‬
‫على أحد المثلين جاز على الخر‪ ،‬فهوأ محتمل لدبن يكوأن قد صدر أيضال على سبيل الكذب سهوأا‬
‫فل زال الوأثوأق منعدما‪ ...‬اللهم إل أن يقال بعصمته من الكذب سهوأال في التنبيه لئل يؤدي إلى ما‬
‫ذكره‪،‬وأهوأ بعيد‪ ،‬لنا نقوأل له‪ :‬للم دلم تختصر الطريق فتمنع الكذب سهوأا من أوأل المر‪ ،‬لئل يؤدي‬
‫)‪(5‬‬
‫إلى ما ذكر ؟(‪.‬‬
‫وأبهذا تثبت عصمة النبي من الكذب في التبليغ عمدال وأسهوأال وأغلطلا‪.‬‬
‫وأبين أيدينا من أخبار الحاد ما يشهد لذلك وأيؤكده‪ ،‬وأهوأ حديث عبد ال بن عمروأ بن العاص قال‪:‬‬
‫)قلت يا رسوأل ال أأكتب كدل ما أسمع منك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬في الرضا وأالغضب ؟ قال‪ :‬نعم فإني‬
‫)‪(6‬‬
‫ل أقوأل في ذلك كله إل حقا(‬
‫وأفي أخبار الحاد ما يشكل ظاهره على ما قرر في عصمة النبي وأهي خبران‪:‬‬
‫)‪(7‬‬
‫الخبر الوأل في قصة الغرانيق‬
‫وأأخرجها المام الطبري من طرق عديدة‬
‫فمن طريق أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي وأمحمد بن قيس قال‪) :‬جلس رسوأل ال صلى ال‬
‫عليه وأسلم في ناد من أندية قريش‪ ،‬فتمنى يوأمئذ أن ل يأتيه من ال شيء فينفروأا عنه‪ ،‬فأنزل ال‬
‫‪ ()1‬هوأ أبوأ إسحاق إبراهيم بن محمد‪ ،‬تقدمت ترجمته‪.‬‬

‫‪ ()2‬انظر الشفا‪ ،‬عياض ‪ ،2/287‬وأنظم الفرائد‪ ،‬العلئي ‪.341-340‬‬

‫‪ ()3‬فوأاتح الرحموأت ‪.2/99‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬المصدر السابق نفسه في نفس الصفحة‪ ،‬وأحجية السنة‪ ،‬عبد الغني عبد الخالق ‪.101‬‬

‫‪ ()5‬حجية السنة ‪.102-101‬‬

‫‪ ()6‬أخرجه المام أبوأ داوأد في كتاب العلم ‪.3/3646‬‬

‫‪ ()7‬قال ابن الثير )الغرانيق هنا الصنام‪ ،‬وأهي في الصل الذكوأر من طير الماء‪ ،‬وأكانوأا يزعموأن أن‬

‫الصنام تقربهم من ال وأتشفع لهم‪ ،‬فشبهت بالطيوأر التي تعلوأ في السماء وأترتفع(‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية ‪.3/364‬‬
‫عليه‪) :‬وأالنجم إذا هوأى * ما ضل صاحبكم وأما غوأى(‬
‫)‪(1‬‬

‫فقرأها رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم حتى إذا بلغ )أفرأيتم اللت وأالعزى * وأمناه الثالثة الخرى()‪،(2‬‬
‫ألقى عليه الشيطان كلمتين‪) :‬تلك الغرانيق العلى‪ ،‬إوأان شفاعتهن لترجى( فتكلم بها‪ ،‬ثم مضى فق أر‬
‫)‪(3‬‬
‫السوأرة‪ ،‬فسجد في آخر السوأرة‪ ،‬وأسجد القوأم جميعا معه‪(...‬‬
‫وأفي هذا الخبر علل شتى‪ ،‬منها‪ :‬انقطاع السند‪ ،‬إذ يروأيه محمد بن كعب القرظي وأمحمد بن قيس‬
‫)‪(4‬‬
‫وأهما في طبقة التابعين‬
‫وأمنها أن أبا معشر وأهوأ لجيح السندي ‪ -‬تفرد به عنهما‪..‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأقد ضعفه النسائي‪ ،‬وأالدارقطني‪ .‬وأقال ابن معين‪ :‬ليس بقوأي‪ ،‬وأقال البخاري‪ :‬منكر الحديث‪.‬‬
‫وأمن طريق يزيد بن زياد المدني عن محمد بن كعب القرظي قال‪) :‬لما رأى رسوأل ال صلى عليه‬
‫وأسلم توألى قوأمه عنه‪ ،‬وأشق عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من عند ال تمنى في نفسه أن‬
‫يأتيه من ال ما يقارب بينه وأبين قوأمه‪ ،‬وأكان يسره مع حبه وأحرصهم عليه أن يلين له بعض ما غلظ‬
‫عليه من أمرهم‪ ...‬فأنزل ال‪) :‬النجم إذا هوأى( حتى انتهى إلى قوأل ال عز وأجل )وأمناة الثالثة‬
‫الخرى( ألقى الشيطان على لسانه‪ :‬تلك الغرانيق العلى‪ ،‬إوأان شفاعتهن ترتضى‪ ...‬وأأتى جبرائيل‬
‫النبي صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫)‪(6‬‬
‫ت ما لم عيقل لك به(‬
‫ت على الناس ما لم آتك به عن ال‪ ،‬وأقل د‬
‫يا محمد‪ ،‬ماذا صنعت ؟ لقد تلوأ د‬
‫وأفي إسناد هذا الخبر انقطاع كالخبر السابق‪ ،‬وأراوأيه عن محمد بن كعب هوأ يزيد بن زياد المدني قال‬
‫)‪(7‬‬
‫فيه البخاري‪ :‬ل يتابع على حديثه‪.‬‬
‫وأمن طري ف‬
‫ق دأبدهم المام الطبري فيه من حدثه به‪ ،‬عن الضحاك أن الشيطان ألقى في تلوأة النبي‬
‫)‪(8‬‬
‫صلى ال عليه وأسلم )تلك الغرانيق العلى‪ (..‬فقرأها النبي صلى ال عليه وأسلم كذلك‪(...‬‬
‫وأهذا السناد معل لوأجوأد مبهم فيه‪ ،‬وأهوأ شيخ الطبري‪ ،‬وألن الضحاك روأاه مرسل وأقد ضعفه يحيى‬

‫‪ ()1‬سوأرة النجم ‪.2-1‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة النجم ‪20-19‬‬

‫‪ ()3‬تفسير الطبري ‪.187-17/186‬‬

‫‪ ()4‬انظر تقريب التهذيب‪.203-2/202 ،‬‬

‫‪ ()5‬انظر ترجمته في ميزان العتدال ‪.4/246‬‬

‫‪ ()6‬تفسير الطبري ‪.17/187‬‬

‫‪ ()7‬انظر ترجمته في ميزان العتدال‪ ،‬الذهبي ‪.4/423‬‬

‫‪ ()8‬تفسير الطبري ‪.17/189‬‬


‫)‪(1‬‬
‫بن سعيد القطان وأغيره‬
‫وأأخرج الطبري بسند صححه الحافظ ابن حجر )عن سعيد بن جير قال لما نزلت هذه الية قرأها‬
‫)‪(2‬‬
‫رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم فقال‪) :‬تلك الغرانيق العلى‪(...‬‬
‫وأأخرج الطبري نحوأه بسند صححه الحافظ أيضال عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأنحدوأه من طريقين عن أبي العالية الرياحي‬
‫وأقد عاب العلماء على من أوألع بقصة الغرانيق من المفسرين‪.‬‬
‫قال القاضي عياض‪) :‬يكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة‪ ،‬وأل روأاه فقيه بسند سليم‬
‫ت هذه الحكاية‬‫متصل‪ ،‬وأانما أوألع به وأبمثله المفسروأن وأالمؤرخوأن الموألعوأن بكل غريب‪ ...‬وأمن عحلكيـ ب‬
‫عنه من المفسرين وأالتابعين لم يسندها أحد منهم‪ ،‬وأل رفعها إلى صاحب‪ ،‬وأأكثر الطرق عنهم فيها‬
‫ضعيفة وأاهية‪.‬‬
‫وأالمرفوأع فيه حديث شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي ال عنهما‪.‬‬
‫قال أبوأ بكر البزار‪ :‬هذا ل نعلمه يروأى عن النبي صلى ال عليه وأسلم بإسناد متصل يجوأز ذكره إل‬
‫)‪(4‬‬
‫هذا‪ ...‬وألم يسنده عن شعبة إل أميه بن خالد‪ ،‬وأغيره يرسله عن سعيد بن جبير‪(...‬‬
‫وأقال فيه الحافظ ابن حجر‪ :‬صدوأق‪ (6).‬وأقد‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأأمية بن خالد سئل عنه المام أحمد فلم يحمده‪.‬‬
‫خالف أمية الثقات في وأصله‪ ،‬إذ روأاه الطبري عن سعيد بن جبير مرسلل من طريقين صححهما‬
‫الحافظ ابن حجر ‪ -‬كما سبق ‪-‬‬
‫وأعلى هذا يحكم على المرفوأع بالشذوأذ‪.‬‬
‫وأأخرجه الطبري مرفوأعال عن ابن عباس رضي ال عنهما بسند ضعيف من طريق محمد بن سعد بن‬
‫)‪(8‬‬
‫محمد بن الحسن العوأفي‪ (7).‬وأهوأ ضعيف‪.‬‬
‫وأالحاصل أن قصة الغرانيق لم يروأها فقيه بسند سليم متصل‪ ،‬وأمن حكيت عنه هذه الحكاية من‬
‫التابعين لم يسندها أحد منهم‪ ،‬وأأكثر الطرق عنهم فيها ضعيفة وأاهية كما سبق من قوأل القاضي‬

‫‪ ()1‬انظر‪ :‬ترجمته في الميزان ‪.2/326‬‬

‫‪ ()2‬تفسير الطبري ‪ ،17/178‬وأانظر‪ :‬فتح الباري ‪.8/561‬‬

‫‪ ()3‬تفسير الطبري ‪ ،17/179‬وأانظر‪ :‬فتح الباري ‪.8/561‬‬

‫‪ ()4‬انظر الشفا ‪ ،291-2/289‬وأانظر مجمع الزوأائد ‪.7/71،115‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬ترجمته في الميزان ‪.1/275‬‬

‫‪ ()6‬التقريب ‪.114‬‬

‫‪ ()7‬تفسير الطبري ‪.17/189‬‬

‫‪ ()8‬انظر ترجمته في ميزان العتدال ‪.3/560‬‬


‫عياض رحمه ال‪.‬‬
‫وأقد جمع الحافظ ابن كثير طرق هذه القصة وأقال فيها‪) :‬لم أرها مسندة من وأجه صحيح‪ ...‬وأأكثرها‬
‫)‪(1‬‬
‫مرسلت وأمنقطعات(‬
‫وأالذي يظهر من صنيع صاحبي الصحيح تضعيف قصة الغرانيق‪ ،‬إذ أخرجا ما صح من القصة‬
‫عندهما‪.‬‬
‫فأخرج المام البخاري بسنده عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪) :‬سجد النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫)‪(2‬‬
‫بالنجم‪ ،‬وأسجد معه المسلموأن وأالمشركوأن وأالجن وأالنس(‬
‫وأأخرج الشيخان عن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪) :‬أوأل سوأرة أنزلت فيها سجدة )وأالنجم( قال‪:‬‬
‫فسجد رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأسجد من خلفه‪ ،‬إل رجلل رأيته أخذ كفال من تراب فسجد عليه‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫فرأيته بعد ذلك قتل كاف الر ‪ -‬وأهوأ أمية بن خلف(‬
‫وأقد ألف الشيخ اللباني كتابال في تضعيف هذه القصة سماه )نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق(‬
‫)‪(4‬‬

‫وأبعد عرض ما يوأهن هذه القصة من طريق السناد يحسن بيان ما في متنه من معارضة لما ثبت‬
‫بالبراهين وأالجماع على عصمة النبي صلى ال عليه وأسلم‪.‬‬
‫وأهذا البيان من وأجوأه‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬أنه ل يليق بالنبي أن يتمنى مسايرة الكفار وأمصانعتهم بالباطل وأالتلفظ بالشرك‪ ،‬وأل أن يحدث‬
‫نفسه بذلك وأعيسرر به‪ ،‬بل آحاد الدعاة إلى ال عز وأجل يتنزهوأن عن مثل هذه المسايرة وأالمجاملة‬
‫بالباطل‪ ،‬وأل يجوأز أن ينسب مثل ذلك إلى النبياء بخبر فيه شبهة في اتصال سنده وأصدق قائله‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن قوأل القائل‪) :‬تلك الغرانيق العلى إوأان شفاعتهن‪ (....‬فيه مدحا للهة عتعبد من دوأن ال‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأهوأ كفر قام الجماع على عصمة النبي من جريانه على قلبه أوأ لسانه‬
‫وأقصة الغرانيق فيها معارضة لما ثبت قطعال أنه صلى ال عليه وأسلم بلغ المانة‪ ،‬وألم يتقوأل على ال‬
‫عز وأجل‪ ،‬وألم يبدل شيئا من تلقاء نفسه‪ ،‬يقوأل ال عز وأجل‪) :‬وألوأ تقوأل علينا بعض القاوأيل لخذنا‬
‫منه باليمين ثم لقطعنا منه الوأتين()‪ (6‬وأقال تعالى‪) :‬قل ما يكوأن لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع‬

‫‪ ()1‬تفسير ابن كثير ‪.231-3/230‬‬

‫‪ ()2‬في كتاب التفسير‪ ،‬من سوأرة النجم ‪.4/4862‬‬

‫‪ ()3‬أخرجه البخاري في كتاب التفسير من سوأرة النجم ‪ 4/4863‬مسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة ‪ 20/576‬وأالنسائي ‪.2/160‬‬

‫‪ ()4‬أشار إليه في مختصر العلوأ ‪.235‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬الشفا‪ ،‬عياض ‪.2/293‬‬

‫‪ ()6‬سوأرة الحاقه ‪.44‬‬


‫)‪(1‬‬
‫إل ما يوأحى إلي(‬
‫)وأان كادوأا ليفتنوأنك عن الذي أوأحينا إليك لتفتري علينا غيره إوأاذال لتخذوأك خليلل وألوأل أن‬
‫وأقال‪ :‬إ‬
‫)‪(2‬‬
‫ل(‬
‫ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئال قلي ل‬
‫قال القاضي عياض رحمه ال‪) :‬ذكر تعالى أنهم كادوأا يفتنوأنه حتى يفتري‪ ،‬وأأنه لوأل أدبن ثدربته لكاد‬
‫يركن إليهم‪ ،‬فمضموأن هذا وأمفهوأمه أن ال تعالى عصمه من أن يفتري‪ ،‬وأثدربته فلم يركن إليهم قلي ل‬
‫ل‪،‬‬
‫فكيف كثي الر ؟ وأهم يروأوأن في أخبارهم الوأاهيه أنه زاد على الركوأن وأالفتراء بمدحا آلهتهم‪ ،‬وأأنه قال‬
‫ت ما لم يقل‪.‬وأهذا ضد مفهوأم الية‪ ،‬وأهي تضعف الحديث‬
‫ت على ال وأقل ع‬
‫صلى ال عليه وأسلم‪ :‬افتري ع‬
‫لوأ صح‪ ،‬فكيف وأل صحة !؟‪(...‬‬
‫)‪(3‬‬

‫الثالث‪ :‬يستحيل أن يكوأن النبي صلى ال عليه وأسلم تكلم بذلك عامدال أوأ ساهيلا‪ ،‬قال الرازي‪) :‬أما‬
‫العمد فغير جائز لنه تخليط في الوأحي‪ ،‬وأذلك يوأجب زوأال الثقة عن كل ما جاء به‪ ...‬أما السهوأ‬
‫فغير جائز أيضلا‪ ،‬لنه لوأ جاز وأقوأع السهوأ ها هنا لجاز في غيره‪ ،‬وأحينئذ ترتفع الثقة بالشرع‪ ،‬وألن‬
‫الساهي ل يجوأز أن يقع منه مثل هذه اللفاظ مطابقة لوأزن هذه السوأرة وأطريقتها وأمعناها‪ ،‬فإنا نعلم‬
‫بالضروأرة أن وأاحدال لوأ أنشد قصيدة لما جاز أن يسهوأ حتى يتفق فيه ببيت شعر في وأزنها وأمعناها‬
‫)‪(4‬‬
‫وأطريقتها(‬
‫وأجوأهال في تفسير هذه القصة مبنية على تسليم‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأقد ذكر الباقلني وأالقاضي عياض وأالرازي‬
‫)‪(6‬‬
‫الحديث لوأ صح‪ ،‬وأقد أعاذنا ال من صحته ‪ -‬كما قال القاضي عياض ‪-‬‬
‫وأالذي ل يطوأل المقام بذكره من هذه الوأجوأه هوأ الوأجه الذي اختاره المام الطبري وأالحافظ ابن حجر‪،‬‬
‫لن الطبري اعتمد ما ساقه من روأايات في هذه القصة‪ ،‬وأأما الحافظ ابن حجر فقد صحح ثلثة‬
‫أسانيد منها قال‪:‬‬
‫)‪(7‬‬
‫)وأهي مراسيل يحتج بها من يحتج بالمرسل‪ ،‬وأكذا من ل يحتج به لعتضاد بعضها ببعض(‬
‫أما المام الطبري فقد جعل العبارة من قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم بسبب إلقاء الشيطان‪ ،‬وأقد مر‬
‫أنه ل يجوأز أن يصدر هذا القوأل من النبي صلى ال عليه وأسلم ل عمدال وأل سهوألا‪.‬‬

‫‪ ()1‬سوأرة يوأنس ‪.15‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة السراء ‪.74-73‬‬

‫‪ ()3‬الشفا ‪ ،298-2/296‬وأانظر نحوأه في النتصار‪ ،‬الباقلني ‪ 310‬وأعصمة النبياء‪ ،‬الرازي ‪.106-105‬‬

‫‪ ()4‬عصمة النبياء ‪ ،107‬وأانظر نحوأه في النتصار ‪ 308‬وأالشفا ‪ ،2/213‬وأفتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪.8/562‬‬

‫‪ ()5‬انظر المراجع السابقة‪.‬‬

‫‪ ()6‬الشفا ‪.2/292‬‬

‫‪ ()7‬فتح الباري ‪.8/562‬‬


‫فإن كان مراده أنه من إلقاء الشيطان على سبيل الجبر وأالضطرار فهوأ غير جائز أيضلا‪.‬‬
‫وأقد ذكر الرازي فساده‪ ،‬لن الشيطان لوأ تمكن من إجبار النبي عليه الصلة وأالسلم على ذلك‬
‫لرتفعت الثقة بالوأحي لقيام هذا الحتمال ؛ وألنه لوأ جاز إلقاء الشيطان على هذا الوأجه لكان‬
‫للشيطان سلطان على النبي‪ ،‬وأأي سلطان‪ ،‬وأقد قال تعالى‪) :‬إنه ليس له سلطان على الذين آمنوأا()‪.(1‬‬
‫وأقال‪) :‬إن عبادي ليس لك عليهم سلطان()‪ (2‬وأقال‪) :‬وأما كان لي عليكم من سلطان إل أن دعوأتكم‬
‫)‪(3‬‬
‫فأستجبتم لي(‬
‫وأبهذا يثبت أنه ل يصح أن تكوأن العبارة من قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأل يتضح وأجه لما‬
‫ارتضاه المام الطبري ‪ ،‬وأال أعلم‪.‬‬
‫وأأما الحافظ ابن حجر فقد ذكر وأجوأهال وأاستحسن منها ما قيل‪) :‬أن النبي صلى ال عليه وأسلم كان‬
‫يرتل القرآن فارتصده الشيطان في سكتفة من السكتات وأنطق بتلك الكلمات محاكيال نغمته‪ ،‬بحيث‬
‫)‪(4‬‬
‫سمعه من دنا إليه فظنها من قوأله وأأشاعها(‬
‫وأالقاضي عياض )‪ ،(6‬وأليس فيه ما يقدحا في عصمة النبي صلى ال‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأقد جوأز الرازي هذا الوأجه‬
‫عليه وأسلم مما يخل بتبليغه عن ال عز وأجل‪ .‬وأال أعلم‪.‬‬

‫‪ ()1‬الية )‪ (99‬من سوأرة النحل‪.‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (42‬من سوأرة الحجر‪.‬‬

‫‪ ()3‬سوأرة إبراهيم‪ .22 ،‬وأانظر‪ :‬عصمة النبياء‪ ،‬الرازي ‪ ،108‬وأالشفا‪ ،‬عياض ‪ .2/298‬وأفتح الباري ‪.8/562‬‬

‫‪ ()4‬فتح الباري ‪.28/56‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬عصمة النبياء ‪.108‬‬

‫‪ ()6‬انظر‪ :‬الشفا ‪.2/301‬‬


‫الخبر الثاني الذي يشكل ظاهره على ما قرر في عصمة النبي من الخطأ أوأ السهوأ في التبليغ‬
‫وأهوأ قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم‪) :‬لم أنس وألم تقصر( في حديث ذي اليدين‪.‬‬
‫أخرج المام البخاري بسنده عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬صلى النبي‬
‫صلى ال عليه وأسلم إحدى صلتي العشي ‪ -‬قال محمد‪ :‬وأأكثر ظني أنها العصر ‪ -‬ركعتين‪ ،‬ثم‬
‫سلم‪ ،‬ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد‪ ،‬فوأضع يده عليها‪ ،‬وأفيهم أبوأ بكر وأعمر رضي ال عنهما‬
‫فهابا أن يكلماه وأخرج دسدرعاعن الناس‪ ،‬فقالوأا‪ :‬أقصرت الصلة ؟ وأرجل يدعوأه رسوأل ال صلى ال‬
‫ت ؟ فقال‪ :‬لم أنس‪ ،‬وألم تقصر‪ ،‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬قد نسيت‪،‬‬ ‫ت أم قع ل‬
‫صر ب‬ ‫عليه وأسلم ذا اليدين فقال‪ :‬أنسي د‬
‫فصلى ركعتين ثم سلم‪ ،‬ثم كبر فسجد مثل سجوأده وأأطوأل‪ ،‬ثم رفع رأسه فكبر ثم وأضع رأسه فكبر‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فسجد مثل سجوأده أوأ أطوأل‪ ،‬ثم رفع رأسه وأكبر(‬
‫وأهذا الحديث من أخبار الحاد التي كثرت طرقها فدخلت في حد الستفاضة وأالشهرة‪ ،‬نص على ذلك‬
‫الحافظ العلئي رحمه ال قال‪) :‬هذا الحديث بتعدد طرقه وأصحتها داخل في قسم المستفيض‪ ،‬وأهوأ‬
‫)‪(2‬‬
‫الذي يسميه أهل الحديث بالمشهوأر(‬
‫وأقال الشافعي‪) :‬حديث ذي اليدين ثابت عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬لم يرد عن رسوأل ال‬
‫)‪(3‬‬
‫شيء قط أشهر منه(‬
‫وأعبد ال بن عمر)‪ (6‬رضي ال عنهم‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأعمران بن الحصين‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأممن روأاه من الصحابة أبوأ هريرة‬
‫إل أن قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم فيه )لم أنس وألم عتقصر( وأاقع في بعض الروأايات‪ ،‬وأليس في‬

‫‪ ()1‬في كتاب السهوأ باب من يكبر في سجدتي السهوأ حا) ‪ (1229‬وأأخرجه المام مسلم في كتاب الصلة‪ ،‬باب السهوأ في الصلة وأالسجوأد له ‪ 19/99‬وأأبوأ داوأد في‬

‫كتاب الصلة باب السهوأ في السجدتين )حا ‪ (1008‬وأالترمذي في أبوأاب الصلة‪ ،‬باب ما جاء في الرجل ليسلم في الركعتين في الظهر وأالعصر ‪ 175/399‬وأابن ماجة في‬

‫كتاب إقامة الصلة‪ ،‬باب فيمن سلم من اثنتين أوأ ثلث ساهيال ‪1213 /134‬وأالنسائي‪ ،‬انظر سنن النسائي مع شرحا السيوأطي ‪.24-2/23‬‬

‫‪ ()2‬نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوأائد‪ ،‬الحافظ خليل بن العلئي )‪ 763‬هـ( ‪ .241‬وأقد جمع العلئي في كتابه هذا طرق الحديث وأألفاظه‪ ،‬وأتكلم عن‬

‫الفوأائد الفقهيه وأالحديثية المستخرجة من الحديث بما ل مطمح في أجوأد منه وأأقوأى‪.‬‬

‫‪ ()3‬اختلف الحديث في حاشية الم ‪ ،7/278‬مطبعة دار الشعب ‪ -‬القاهرة ‪.-‬‬

‫‪ ()4‬سبق تخريجه‬

‫‪ ()5‬أخرجه مسلم في كتاب أتصله ‪19/101،102‬وأابن ماجة في كتاب إقامة الصلة ‪134/1215‬‬

‫وأالنسائي ‪2/36‬‬
‫‪ ()6‬أخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلة ‪134/1213‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأالنسائي‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأابن ماجة‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأالبخاري‬ ‫)‪(1‬‬
‫جميعها‪ ،‬وأهي مخرجة عند المام مالك‬
‫وأوأقع في روأاية المام مالك أن النبي صلى ال عليه وأسلم لما سأله ذوأ اليدين )أقصرت الصلة أم‬
‫)‪(5‬‬
‫نسيت( قال‪) :‬كل ذلك لم يكن(‪.‬‬
‫وأوأقع في طرق أخرى أن النبي صلى ال عليه وأسلم قال‪) :‬دأصدق ذوأ اليدين ؟( وألم يجب عن سؤاله‬
‫بنفي المرين أوأ أحدهما‪.‬‬
‫وأيفهم من هذا أن القوأل بشهرة حديث ذي اليدين ل يعني أن قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم )لم‬
‫أنس وألم تقصر( قد وأصل إلى حد الشهرة التي يحصل بها سكوأن النفس وأطمأنينة القلب إلى‬
‫صدوأرها عن النبي صلى ل عليه وأسلم‪ ،‬لن حد الشهرة لصل الحديث‪ ،‬ل للفاظه التي اختلف فيها‬
‫الحفاظ ‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫فهل يثبت بهذه الروأاية وأقوأع الخلف في أقوأال النبي صلى ال عليه وأسلم على سبيل السهوأ ؟‬
‫لم أر أحدال من العلماء منع إثباته بهذه الروأاية طعنال في ثبوأتها‪ ،‬بل انشغل العلماء في تخريجها على‬
‫الوأجه الذي ينسجم مع ما قرر في عصمة أقوأال النبي صلى ال عليه وأسلم‪.‬‬
‫وأاختلفوأا في تخريجها على وأجوأه‪:‬‬
‫أجوأدها‪ :‬أن نفيه صلى ال عليه وأسلم إنما كان بناء على ما في ظنه وأاعتقاده‪ ،‬وأهوأ أنه لم يفعل شيئال‬
‫من ذلك‪ ،‬فأخبر بحق‪ ،‬لنه موأافق لما في نفسه صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأكأن النطق مقدر بذلك ‪ -‬إوأان‬
‫كان محذوأفال ‪ -‬لنه لوأ صرحا به وأقال‪ :‬لم تقصر الصلة وأليس في ظني أني نسيت‪ ،‬ثم تبين أنه كان‬
‫خلفه في نفس المر كان إخباره صدقلا‪ ،‬وألم يقتض ذلك أن يكوأن خلفه في ظنه‪ ،‬فكذلك إذا كان‬
‫مقد الر مرادال ليس فيه خلف وأل كذب‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫وأغيرهما‬ ‫)‪(7‬‬
‫وأعبد العلي النصاري شارحا العمدسرلم‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأاختار هذا الوأجه الحافظ العلئي‬
‫وأالوأجه الثاني‪ :‬أن قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم متضمن لخبرين‪ ،‬الوأل‪) :‬لم أنس( وأالثاني )لم‬
‫تقصر( وأالخبر الوأل ليس بلغيال وأل بيانال لحكم شرعي‪ ،‬بل هوأ إخبار عن حالة نفسه‪ ،‬فهوأ إوأان بدا‬
‫‪ ()1‬انظر تنوأير الحوأالك ‪1/116‬‬

‫‪ ()2‬برقم )‪(1229‬‬

‫‪ ()3‬برقم )‪(1214‬‬

‫‪ ()4‬انظر شرحا سنن النسائي‪ ،‬السيوأطي ‪24-2/23‬‬

‫‪19/99‬‬ ‫‪ ()5‬انظر تنوأير الحوأالك ‪ 1/115‬وأأخرجها المام مسلم‬

‫‪2/22‬‬ ‫وأالنسائي انظر شرحا السيوأطي‬


‫‪ ()6‬نظم الفرائد ‪.348‬‬

‫‪ ()7‬فوأاتح الرحموأت ‪.2/98‬‬

‫‪ ()8‬انظر‪ :‬شرحا النوأوأي على مسلم ‪.3/11‬‬


‫غير مطابق للوأاقع إل أنه ليس من الخبار البلغية‪.‬‬
‫وأأما الخبر الثاني‪ :‬فهوأ إوأان كان بلغيال إل أنه مطابق للوأاقع فل اعتراض‬
‫وأنبه إليه القاضي عياض فذكره تحت عنوأان‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأاختار هذا الوأجه الشيخ عبد الغني عبد الخالق‬
‫)‪(2‬‬
‫)حالته صلى ال عليه وأسلم في أخبار الدنيا(‪.‬‬
‫وأ الحاصل أنه قد ثبت بالدليل القاطع عصمة النبي صلى ال عليه وأسلم من الكذب في التبليغ‪ ،‬وأأنه‬
‫ف في القوأل في تبليغ الشريعة ل على سبيل العمد وأل على غيره‪.‬‬
‫ل يجوأز عليه عخبل ل‬
‫وأبين أيدينا أخبار آحاد بعضها يشهد لذلك وأيؤكده‪ ،‬وأبعضها قد يعارضه لوأل وأهلة كما سبق بيانه‬
‫‪ -‬وأال أعلم _‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عصمة النبي في أفعاله التبليغية‬


‫مر معنا اتفاق المسلمين على عصمة النبياء من أن يقع شيء من أخبارهم البلغية على خلف ما‬
‫هوأ به‪ ،‬وأأنه ل يقع الخلف فيها ل عمدال وأل سهوأال وأل غلطال‬
‫وأأما ما يبسلغه النبي من الشرع بفعله ل بقوأله فما الذي يجوأز عليه فيه ؟ وأما الذي يستحيل ؟ الحق في‬
‫هذه المسألة أن تعقدرسم أفعال النبي على ثلثة أقسام‪:‬‬
‫الوأل‪:‬ما يختص به من أموأر دينه وأأذكار قلبه‪ ،‬وأنحوأها مما ل يفعله للعيتردبع فيه‪ .‬فهوأ فيه كسائر‬
‫)‪(3‬‬
‫البشر‪ ،‬يجوأز عليه السهوأ فيه‪ .‬وأليس هذا القسم مما نحن فيه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أفعاله البلغية التي قصد بها تعليم المة‪ :‬بأن يكوأن ذلك أوأل أداء منه لها وأأوأل بيان‬
‫لحكمها‪ ،‬وألم يسبق له أن فعلها للتبليغ وأالتعليم‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أفعاله الشرعية التي لم يقصد بها التعليم‪ :‬بأن يكوأن قد فعلها من قبل م ار الر حتى استقرت‬
‫وأرسخت في نفوأس المة‪ ،‬وألم يقصد بفعلها حينئفذ إل محض العبادة كسائر الناس‪.‬‬
‫وأقد تسمى هذه الفعال أفعالل بلغية‪ ،‬لنها على مثال الفعل الذي سبق له فعله قاصدال منه البلغ‬
‫وأالتعليم )‪.(4‬‬
‫فإذا حصل التمييز بين القسم الثاني وأالثالث أمكن الجمع بين أقوأال العلماء في المسألة وأتحررت‬

‫‪ ()1‬حجية السنة ‪.110‬‬

‫‪ ()2‬الشفا‪ ،‬عياض ‪ 320-2/311‬وأقد ذكر وأجوأهال أخرى في توأجيه قوأله صلى ال عليه وأسلم )لم أنس( وأقد نبه الحافظ ابن حجر إلى ضعفها وأ وأروأد العتراضات عليها‬

‫فلنكتف في هذه الوأجوأه بما قوأي وأ سلم من العتراض‪.‬‬

‫‪ ()3‬حكى القاضي عياض اتفاق الكثر من طبقا ت علماء هذه المة على جوأاز السهوأ وأالغلط عليه في هذا القسم وألكن على سبيل الندوأر ل التكرر وأ التصال انظر الشفا‬

‫‪ 2/342‬وأ النتصار‪ ،‬الباقلني ‪ 214 - 212‬وأنظم الفرائد‪ ،‬العلئي ‪ .338‬وأحجية السنة‪ ،‬عبد الغني ‪.106‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬المسامرة‪ ،‬الكمال ابن الهمام ‪ ،203‬وأحجية السنة‪ ،‬عبد الغني عبد الخالق‪107 - 106 .‬‬
‫موأاضع النزاع‪.‬‬
‫فالقاضي عياض رحمه ال حكى الخلف فقال‪) :‬قال جماعة من العلماء‪ :‬الفعال في هذا الباب ل‬
‫يجوأز طرروأ المخالفة فيه عمدال وأل سهوألا‪ .‬وأطروأ هذه العوأارض عليها يوأجب التشكيك وأيسبب‬
‫المطاعن‪ ،‬إوأالى هذا مال الستاذ أبوأ إسحاق _ يعني السفرائيني _‬
‫وأذهب الكثر من الفقهاء وأالمتكلمين إلى أن المخالفة في الفعال البلغية وأالحكام الشرعية سهوأال‬
‫من غير قصد منه جائز عليه كما تقرر في أحاديث السهوأ في الصلة‪ ،‬وأفرقوأا بين ذلك وأبين القوأال‬
‫البلغية لقيام المعجزة على الصدق في القوأل‪ ،‬وأمخالفة ذلك تناقضها‪ ،‬فأما السهوأ في الفعال فغير‬
‫)‪(1‬‬
‫مناقض لها وأل قادحا في النبوأة‪(...‬‬
‫وأالحق أن هذا القوأل الذي اختاره القاضي عياض وأحكاه عن الكثرين محموأل على القسم الثالث من‬
‫أقسام أفعال النبي صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأهوأ ما يفعله النبي صلى ال عليه وأسلم تعبدال محضال كسائر‬
‫البشر‪ ،‬وألم يقصد بها التعليم وأالتبليغ‪.‬‬
‫وأأما ما قصد به التعليم وأالتبليغ من أفعاله صلى ال عليه وأسلم فالمعجزة تدل على صدقه فيها أيضلا‪،‬‬
‫لنها بمنزلة قوأله تعالى‪ ":‬صدق عبدي في كل ما يبلغ عني "‪ ،‬فيشمل القوأل وأالفعل‪ .‬وألن صدوأر‬
‫السهوأ فيما يفعله النبي صلى ال عليه وأسلم قاصدال به التعليم وأالتبليغ يوأجب التشكيك وأيسبب الطعن‬
‫في القوأل أيضلا‪.‬‬
‫قال الدكتوأر عبد الغني عبد الخالق‪) :‬وأهذه المسألة ‪ -‬يعني العصمة في الفعال ‪ -‬يجب أن تكوأن‬
‫قطعية ل ظنية وأدللة المعجزة قطعية‪ ،‬وأأما أحاديث السهوأ فدللتها ظنية‪ ...‬فوأجب العتماد على‬
‫)‪(2‬‬
‫المعجزة(‬
‫وأوأجه ظنية دللتها أن أفعاله التي حصل فيها السهوأ ليست بلغية حقيقة‪ ،‬إوأانما سميت بلغية لنها‬
‫على مثال الفعل الذي سبق للنبي صلى ال عليه وأسلم فعله على سبيل التعليم وأالتبليغ‪.‬‬
‫قال الدكتوأر عبد الغني عبد الخالق‪) :‬وألكن المر اختلط على المتنازعين من العلماء في هذه المسألة‬
‫فظنوأا القسم الثاني وأالثالث نوأعال وأاحدلا‪ ،‬حكمه وأاحد‪ ،‬فمنهم من منع حصوأل السهوأ وأأوأل الحاديث‬
‫بتأوأيلت ركيكة‪ ...‬وأمنهم من تمسك بالحاديث‪ ،‬وأأهمل دللة المعجزة القطعية‪ ،‬وأالقسم الثالث في‬
‫)‪(3‬‬
‫الحقيقة ملتحق بالقسم الوأل(‬

‫‪ ()1‬الشفا ‪.2/341‬‬

‫‪ ()2‬حجية السنة ‪.105‬‬

‫‪ ()3‬نفسه ‪.107‬‬
‫وأقد نبه الغزالي إلى مذهبه في المسألة بعبارة ل يدخلها اللبس وأالخلط بين القسمين من أفعال النبي‬
‫صلى ال عليه وأسلم فقال‪) :‬كل ما يناقض مدلوأل المعجزة فهوأ محال عليهم بدليل العقل‪ ،‬وأيناقض‬
‫مدلوأل المعجزة جوأاز الكفر‪ ...‬وأالكذب وأالخطأ فيما يبلغ وأالتقصير في التبليغ‪...‬أما النسيان وأالسهوأ‬
‫فل خلف في جوأازه عليهم فيما يخصهم من العبادات‪ ،‬وأل خلف في عصمتهم بما يتعلق بتبليغ‬
‫)‪(1‬‬
‫الشرع وأالرسالة‪ ،‬فإنهم كلفوأا تصديقه جزملا‪ ،‬وأل يمكن التصديق مع تجوأيز الغلط(‬
‫قال الدكتوأر عبد الغني‪) :‬وأل شك أن قوأله )ما يتعلق بتبليغ الشرع( شامل للقوأل وأالفعل‪ ،‬وأكأنه قد‬
‫جعل القسم الوأل وأالثالث في كلمنا قسمال وأاحدلا‪ ،‬وأهوأ الوأل في كلمه‪ ،‬وأمعنى قوأله )ما يخصهم من‬
‫العبادات(‪ :‬ما لم يقصدوأا به التبليغ إوأان شاركهم غيرهم فيه‪ ،‬بدليل المقابلة بما بعده()‪ - (2‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫وأالشيخ حسين‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأالباجوأري في شرحا الجوأهرة‬ ‫)‪(3‬‬
‫إوأالى هذا المذهب أيضال مال الباقلني في النتصار‬
‫)‪(5‬‬
‫الجسر في الحصوأن الحميدية‬
‫وأأما أحاديث السهوأ في هذه المسألة فمجموأعها يدل على جوأاز السهوأ عليه صلى ال عليه وأسلم‬
‫قطعال في أفعاله التي يقوأم بها لمحض العبادة كسائر الناس ل لقصد التعليم وأالتبليغ فلنعرض ما جاء‬
‫في هذه المسألة من الخبار‪:‬‬
‫ل‪ :‬حديث ذي اليدين الذي تقدم‪ ،‬وأفيه أنه صلى الرباعية ركعتين‪.‬‬
‫أوأ ل‬
‫وأقد سبق أن هذا الخبر من أخبار الحاد التي كثرت طرقها فدخلت في حد الستفاضة وأالشهرة‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬حديث عبد ال بن مالك بن بجينه رضي ال عنه‪.‬‬
‫أخرج المام البخاري بسنده عن عبد ال بن بجينه رضي ال عنه أنه قال‪) :‬صلى لنا رسوأل ال صلى‬
‫ال عليه وأسلم ركعتين من بعض الصلوأات‪ ،‬ثم قام فلم يجلس‪ ،‬فقام الناس معه فلما قضى صلته‬
‫)‪(6‬‬
‫وأنظرنا تسليمه كبر قبل التسليم فسجد سجدتين وأهوأ جالس ثم سلم(‬
‫ثالثلا‪ :‬حديث عبد ال بن مسعوأد‬
‫أخرج البخاري بسنده عن عبد ال بن مسعوأد رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم صلى‬

‫‪ ()1‬المستصفى ‪.214-2/212‬‬

‫‪ ()2‬حجية السنة ‪.107‬‬

‫‪312 ()3‬‬

‫‪.282 ()4‬‬

‫‪.48-49 ()5‬‬

‫‪ ()6‬أخرجه البخاري في كتاب الذان ‪ 230-146/829‬وأفي كتاب السهوأ ‪ 5/1230 ،1225 ،1/1224‬وأفي كتاب اليمان ‪ 15/6670‬وأمسلم في كتاب المساجد‬

‫وأموأاضع الصلة ‪ 19/570‬وأأبوأ داوأد في كتاب الصلة حا )‪ (1034‬وأالترمذي في أبوأاب الصلة ‪ 288/391‬وأالنسائي ‪ 2/19‬وأابن ماجة في كتاب إقامة الصلة‬

‫‪.1207 ،131/1206‬‬
‫الظهر خمسلا‪ ،‬فقيل له‪ :‬أزيد في الصلة ؟ فقال‪ :‬وأما ذاك ؟ قال‪ :‬صليت خمسال فسجد‬
‫)‪(1‬‬
‫سجدتين بعدما سلم(‬
‫رابعلا‪ :‬حديث معاوأية بن حديج رضي ال عنه‪.‬‬
‫أخرج المام أبوأ داوأد بسنده عن معاوأية بن حديج رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫صلى يوأملا‪ ،‬فسلم وأقد بقيت من الصلة ركعة‪ ،‬فأدركه رجل فقال‪ :‬نسيت من الصلة ركعة فرجع‪،‬‬
‫ل‪ ،‬فأقام الصلة‪ ،‬فصلى للناس ركعة‪ ،‬فأخبرت بذلك الناس‪ ،‬فقالوأا لي‪:‬‬
‫فدخل المسجد‪ ،‬وأأمر بل ل‬
‫)‪(2‬‬
‫أتعرف الرجل ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬إل أن أراه‪ ،‬فمرر بي‪ ،‬فقلت‪ :‬هذا هوأ‪ ،‬فقالوأا‪ :‬هذا طلحة بن عبيد ال(‬
‫وأمجموأع هذه الحاديث بمجموأع طرقها يثبت وأقوأع السهوأ من النبي صلى ال عليه وأسلم في ما‬
‫يخصه من أداء العبادات التي سبق له تبليغها وأتعليمها لمته‪ ،‬وأهذا الوأجه من السهوأ غير مضاد‬
‫للمعجزة وأل قادحا في التبليغ‪ ،‬وأغير موأجب للتشكيك وأالطعن‪ ،‬لن غلطات الفعل وأغفلت القلب من‬
‫سمات البشر‪ ،‬كما في حديث ابن مسعوأد رضي ال عنه‪.‬‬
‫وأالنسيان على هذا الوأجه من تمام الحكمة اللهية لما يترتب عليه من بيان الحكم الشرعي بالفعل‬
‫الجلي‪ ،‬وأيشترط التنبيه على هذا السهوأ وأل يقر عليه لتحصل به الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬وأال أعلم‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأهذا الوأجه من النسيان رحماني لن الشيطان ل سبيل له على عباد ال المخلصين‬
‫‪-‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬في عصمة النبياء من الكذب في ما وراء التبليغ‬


‫سبق أن بينا عصمة النبي من الكذب في التبليغ‪ ،‬فعيحتاج إلى البحث في عصمة النبي من الكذب‬
‫فيما وأراء التبليغ‪ .‬كالخبار عن الموأر الدنيوأية التي ل تضاف إلى الوأحي‪.‬‬
‫وأالحق في هذه المسألة أن نفرق بين حالتين‪.‬‬
‫الوألى‪ :‬الخبار عن أمر من الموأر الدنيوأية على خلف ما هوأ به سهوألا‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تعمد الخبار عن أمر من الموأر على خلف ما هوأ به‪.‬‬
‫وأفي الوألى‪ :‬يحكم العقل بالجوأاز لن ذهوأل النفس وأطريان النسيان ل يدخل تحت الصدق الذي هوأ‬
‫وألنه ل يفدحا في النبوأة ة ل يزرى بالنبي‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫مدلوأل المعجزة‪.‬‬
‫أما الوأقوأع‪ :‬فلم ينقل إلينا خبر في إخبار النبي عن أمر غير مطابق الوأاقع غير حديث ذي اليدين‪.‬‬

‫‪ ()1‬أخرجه البخاري في كتاب السهوأ ‪ 2/1226‬وأمسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة ‪ 19/572‬وأأبوأ داوأد في كتاب الصلة‪ ،‬باب إذا صلى خمسال ‪1022-1019‬‬

‫وأالترمذي في أبوأاب الصلة ‪ 393-289/392‬وأالنسائي ‪ 31-2/28‬وأابن ماجة في كتاب إقامة الصلة ‪.130/1205‬‬

‫‪ ()2‬في تاب الصلة‪ ،‬باب إذا صلى خمسال ‪ 1023‬وأانظر تحفة الشراف ‪.8/425‬‬

‫‪.107-105‬‬ ‫‪ ()3‬انظر الشفا ‪ -346- 2/340‬وأسلم الوأصوأل لشرحا نهاية السوأل‪ ،‬محمد المطيعي ‪ 3/8‬وأحجية السنة‪ ،‬عبد الغني عبد الخالق‬

‫‪ ()4‬انظر الموأاقف‪،‬اليجي ‪358‬‬


‫وأقوأل النبي صلى ال عليه وأسلم فيه )لم أنس وألم تقصر(‪ .‬وأقد سبق ذكر وأجوأه يخرج عليها هذا‬
‫القوأل حتى ل يدخل في وأقوأع الخلف في أقوأال النبي‪.‬‬
‫وأفي الثانية‪ :‬نجد في بعض الخبار نسبة الكذب إلى إبراهيم عليه السلم‪.‬‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪) :‬لم‬
‫يكذب إبراهيم النبي عليه السلم قط إل ثلث كذبات‪ ،‬ثنتين في ذات ال‪ ،‬قوأله‪):‬إني سقيم()‪ (1‬وأقوأله‪:‬‬
‫)بل فعله كبيرهم هذا()‪(2‬وأوأاحدة في شأن سارة‪ .‬فإنه قدلددم أرض جبار وأمعه سارة ‪-‬وأكانت أحسن‬
‫الناس‪ ،-‬فقال لها‪ :‬إن هذا الجبار لإبن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك‪ ،‬فإن سألك فأخبريه أنك أختي‪،‬‬
‫فإنك أختي في السلم‪ ،‬فإني ل أعلم في الرض مسلمال غيري وأغيرك‪ ،‬فلما دخل أرضه رآها بعض‬
‫أهل الجبار أتاه فقال له‪ :‬لقد قدم أرضك امرأة ل ينبغي لها أن تكوأن إل لك‪ ،‬فأرسل إليها فعأتي بها‪،‬‬
‫ضت يده‬ ‫فقام إبراهيم عليه السلم إلى الصلة‪ ،‬فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها‪ ،‬فدقعبل ل‬
‫ت أشد من القبضة‬
‫قبضة شديدة‪ ،‬فقال لها‪ :‬ادعي ال أن يطلق يدي‪ ،‬وأل أضرك‪ .‬ففعلت‪ ،‬فعاد‪ ،‬فقبض ب‬
‫الوألى‪ .‬فقال لها مثل ذلك‪ ،‬ففعلت‪ ،‬فعاد فقبضت أشد من القبضتين الوألين‪ ،‬فقال‪ :‬ادعي ال أن‬
‫يطلق يدي‪ ،‬دفلدلك الد أن ل أضرك‪ ،‬ففعلت‪ ،‬وأأع ب‬
‫طلقت يده‪ ،‬وأدعا الذي جاء بها‪ ،‬فقال له‪ :‬إنك إنما‬
‫)‪(3‬‬
‫أتيتني بشيطان‪ ،‬وألم تأتني بإنسان فدأخلربجها من أرضي‪ ،‬وأأعلطها هاجر‪(...‬‬
‫وأللعلماء فيه مذاهب‪:‬‬
‫أوأل‪ :‬إثبات الحديث على ظاهره‪.‬‬
‫قوأله‪) :‬أما ما ل يتعلق بالبلغ ‪ -‬يعني من الكذب ‪ -‬ففي‬ ‫)‪(4‬‬
‫نقل النوأوأي رحمه ال عن المازري‬
‫إمكان وأقوأعه من النبياء وأعصمتهم منه القوألن المشهوأران للسلف وأالخلف‪ ...‬وأقد تأوأل بعضهم هذه‬
‫الكلمات وأأخرجها عن كوأنها كذبلا‪ ...‬وأل معنى للمتناع من إطلق لفظ أطلقه رسوأل ال صلى ال‬
‫)‪(5‬‬
‫عليه وأسلم(‬
‫وأعبارته تحمل أمرين‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬دنبقعل الخلف في عصمة النبياء من الكذب فيما ل يتعلق بالبلغ‪.‬‬

‫‪ ()1‬سوأرة الصافات )‪(89‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة النبياء )‪(63‬‬

‫‪ ()3‬كتاب الفضائل ‪ 41/2371‬وأأخرجه البخاري في كتاب النبياء ‪ 8/3357‬وأكتاب النكاحا ‪13/5084‬‬

‫‪ ()4‬هوأ محمد بن علي التميمي المادزري‪ ،‬نسبته إلى مادزر بجزيرة صقلية من فقهاء المالكية‪ ،‬له شرحا على صحيح مسلم سماه )المعلم في شرحا مسلم( توأفي )‪ 536‬هـ( انظر‬

‫ترجمته في العبر‪ ،‬الذهبي ‪ 2/451‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي ‪.7/264‬‬

‫‪ ()5‬شرحا صحيح مسلم ‪220 - 5/219‬‬


‫)‪(6‬‬
‫الثاني‪ :‬الحكم الشرعي في إطلق الكذب على كلمات إبراهيم عليه السلم‪.‬‬
‫أما المر الوأل فلم أعثر على من ينسب إليه هذا الرأي‪ ،‬غير اثنين‪ ،‬أوألهما المام الطبري‪ ،‬حيث‬
‫دجروأدز صدوأر الكذب عن النبياء‪ ،‬ثم قال‪) :‬وأغير مستحيل أن يكوأن ال تعالى أذن لخليله في ذلك‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ليقسرع قوأمه به‪ ،‬وأيقبح به عليهم‪ (2)(...‬وأثانيهما ابن الثير الجزري في النهاية‬
‫وأجمهوأر العلماء على خلف ما ذهب إليه الطبري وأابن الثير في هذه المسألة‪ ،‬وأقد سلكوأا في هذا‬
‫الحديث مسلك التأوأيل لستحالة حمله على ظاهره ‪ -‬كما سيأتي ‪-‬‬
‫ثانيلا‪ :‬نفي الكذب‪ ،‬عن إبراهيم عليه السلم وأتأوأيل الخبر دوأن الطعن في ثبوأته‪:‬‬
‫اختار جمهوأر العلماء العدوأل عن حمل الكذب على ظاهره في هذا الحديث‪ ،‬لنه يستحيل من وأجوأه‪.‬‬
‫‪ -1‬أن قليل الكذب من صغائر الخسة التي تزري بفاعلها وأتخل بمروأءته‪ ،‬وأالجماع منعقد على‬
‫)‪(4‬‬
‫عصمة النبياء من الوأقوأع في صغائر الخسة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تجوأيز شيء من الكذب قد يحدث الريبة في أخبار النبي وأأقوأاله‪ ،‬وأقد وأرد عن النبي صلى ال‬
‫)‪(5‬‬
‫عليه وأسلم أنه قال‪) :‬دع ما يريبك إلى ما ل يريبك‪ ،‬فإن الصدق طمأنينة وأالكذب ريبة(‬
‫وأمثل هذه الريبة ل تليق بالنبوأة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال عز وأجل وأصف إبراهيم ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬بال ل‬
‫صرديرقيه‪ ،‬قال تعالى‪) :‬وأاذكر في الكتاب‬
‫إبراهيم إنه كان صديقال نبيلا(‬ ‫)‪(6‬‬

‫)‪(7‬‬
‫قال الراغب‪) :‬الصسديق‪ :‬من كثر منه الصدق‪ ،‬وأقيل‪ :‬بل يقال لمن ل يكذب قط(‬
‫‪ -4‬إن سياق الحديث يبؤذن بإيراد فضيلة من فضائل إبراهيم ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬وألوأ كان الكذب في‬

‫‪ ()6‬وأأما إطلق لفظ الكذب على كلمات إبراهيم عليه السلم فل يمتنع إطلقه‪ ،‬لكبن على الوأجه الذي يجوأز على النبياء‪ ،‬وأهوأ أن كلماته تعد كذبا من حيث أن ظاهرها الذي‬

‫يتبادر إلى فهم السامع غير مطابق للوأاقع‪ ،‬وأهي صدق من حيث أن لها معان أخرى تحتملها تلك الكلمات وأتتطابق مع الوأاقع‪.‬‬

‫قال القاضي عياض‪) :‬ما وأرد من أخبار النبياء عليهم السلم في الحاديث مما في ظاهره إشكال يقتضي أموأ الر ل تليق بهم بحال‪ ،‬وأتحتاج إلى تأوأيل‪ ،‬وأتردد احتمال فل‬

‫يجب أن يتحدث منها إل بالصحيح‪ ،‬وأل يرد منها إل المعلوأم الثابت‪.‬‬

‫وأل يجوأز إطلقه بقصد الزراء أوأ الهزل أوأ الستخفاف‪ ،‬إوأانما يجوأز ذلك عل سبيل المذاكرة وأالتعليم فقط‪ ،‬وأكمال الدب في حق النبياء أن يهجر من العبارة ما يقبح وأأن‬

‫ل‪ :‬هل يجوأز على النبي الخلف في أقوأاله‪ ،‬وأالخبار بخلف ما وأقع سهوأال أوأ غلطلا( وأقد بسط القوأل في ما يجوأز النطق به في حق النبياء‬
‫يتحرى أحسن اللفظ كأن يقوأل مث ل‬
‫ما ل يجوأز في الشفا ‪ ،241-2/232‬وأالسيوأطي في الحاوأي ‪.241-1/232‬‬

‫‪ ()2‬تفسير الطبري ‪10/240‬‬

‫‪ ()3‬النهاية في غريب الحديث ‪2/380‬‬

‫‪ ()4‬انظر الشفا‪ ،‬عياض ‪ ،2/314‬وأالذكار‪ ،‬النوأوأي ‪ ،167‬وأشرحا الفقه الكبر‪ ،‬القاري ‪52‬‬

‫‪ ()5‬أخرجه الترمذي في كتاب الزهد وأالرقائق وأالوأرع ‪ 125/2518‬وأقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫‪ ()6‬سوأرة مريم ‪41‬‬

‫‪ ()7‬المفردات في غريب القرآن ‪277‬‬


‫الحديث على ظاهره لشكل علينا سبب وأروأد الحديث‪ ،‬ل سيما وأأن الكذب غير لئق بآحاد المؤمنين‪،‬‬
‫وأجاء في حديث صفوأان بن سليم أنه قال‪ :‬قيل لرسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ :‬أيكوأن المؤمن جبانال‬
‫)‪(1‬‬
‫؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقيل له‪ :‬أيكوأن المؤمن بخيلل ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقيل له‪ :‬أيكوأن المؤمن كذابال ؟ فقال‪ :‬ل(‬
‫وأبما سبق تعين تأوأيل الكذبات الوأاردة في الحديث‪،‬‬
‫قال القاضي عياض بعد ذكر قوأله صلى ال عليه وأسلم‪) :‬لم يكذب إبراهيم إل ثلث كذبات(‪) :‬معناه‬
‫أنه لم يتكلم بكلم صوأرته صوأرة الكذب ‪ -‬إوأان كان حقال في الباطن ‪ -‬إل هذه الكلمات‪(..‬‬
‫)‪(2‬‬

‫وأقال الحافظ ابن حجر‪) :‬وأأما إطلقه الكذب على الموأر الثلثة فلكوأنه قال قوألل يعتقده السامع كذبال‬
‫)‪(3‬‬
‫ق لم يكن كذبلا‪ ،‬لنه من باب المعاريض المحتملة للمرين‪ ،‬فليس بكذب محض(‬ ‫لكنه إذا عحق ر‬
‫أما قوأله )إني سقيم( فأراد به العتراض عن الخروأج مع قوأمه إلى عيدهم وأشهوأد باطلهم وأكفرهم وأهوأ‬
‫صدق إذ يحتمل أن يكوأن أراد بقوأله)إني سقيم( أي‪ :‬سأسقم‪ ،‬وأاسم الفاعل يستعمل بمعنى المستقبل‪،‬‬
‫وأمنه قوأله تعالى‪) :‬وألما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوأا إنا مهلكوأ أهل هذه القرية إن أهلها كانوأا‬
‫)‪(4‬‬
‫ظالمين(‬
‫وأمنه قوأله تعالى‪) :‬إنا منجوأك وأأهلك إل امرأتك كانت من الغابرين * إنا منزلوأن على أهل هذه القرية‬
‫)‪(5‬‬
‫رج الز من السماء بما كانوأا يفسقوأن(‬
‫طللق لفظال ديبحتمل أكثر من معنى‪ ،‬أحدهما‬
‫فهذا القوأل من إبراهيم عليه السلم من التوأرية‪ ،‬وأهي أن عي ب‬
‫فأراد إبراهيم باسم الفاعل ما يحتمله من الستقبال موأهمال‬ ‫قريب‪ ،‬وأالخر بعيد‪ ،‬وأيريد به البعيد‬
‫)‪(6‬‬

‫قوأمه أنه أراد السقم في الحال‪.‬‬


‫وأعلى هذا الوأجه الذي يجوأز أن يكوأن مرادال تخرج الكلمات عن الكذب حقيقة‪ ،‬وأتدخل في المعاريض‪.‬‬
‫)‪(7‬‬

‫وأأما قوأله لما عسلئل عن كسر الصنام )بل فعله كبيرهم هذا فاسألوأهم إن كانوأا ينطقوأن(‬
‫)‪(8‬‬

‫فهوأ من التقريع وأالتوأبيخ‪ ،‬وأيحتمل أنه ذكره إلزامال لهم‪ ،‬لنه لما كان هوأ الله الكبر‪ ،‬فددكبسر خدلمه‬
‫‪ ()1‬أخرجه المام مالك مرسلل من حديث صفوأان‪ ،‬انظر تنوأير الحوأالك ‪3/153‬‬

‫وأقال ابن عبد البر‪ :‬ل أحفظه مسندال من وأجه ثابت‪ ،‬وأهوأ حديث حسن مرسل‪ ،‬انظر المصدر نفسه‬
‫‪ ()2‬انظر‪ ،‬الشفا‪ ،‬عياض ‪2/323‬‬

‫‪ ()3‬فتح الباري ‪6/482‬‬

‫‪ ()4‬سوأرة العنكبوأت ‪31‬‬

‫‪ ()5‬الية )‪ (34-33‬من سوأرة العنكبوأت‪.‬‬

‫‪ ()6‬انظر اليضاحا‪ ،‬القزوأيني ‪353‬‬

‫وأفتح الباري ‪6/482‬‬ ‫‪ ()7‬انظر الشفا ‪ 2/321‬وأشرحا النوأوأي على مسلم ‪220-5/219‬‬

‫‪ ()8‬الية )‪ (63‬من سوأرة النبياء‪.‬‬


‫المقربين ل يصدر إل عنه‪ ،‬وأمثله ل يعد كذبلا‪ ،‬كقوأله تعالى في حق المعرذب في النار )ذق إنك أنت‬
‫العزيز الكريم()‪ (1‬وأهوأ في الحقيقة مهان ذليل‪.‬‬
‫وألم يقل إبراهيم عليه السلم هذا القوأل قاصدال إلى تحقيق هذا القوأل‪ ،‬بل أراد التقريع وأالتنبيه‪.‬‬
‫وأقد حصل له ما أراد )فرجعوأا إلى أنفسهم فقالوأا إنكم أنتم الظالموأن(‬
‫)‪(2‬‬

‫وأأما قوأله في حق سارة )إنها أختي( فهوأ صدق كما قال‪ ،‬وأفي الحديث )فإنك أختي في السلم(‬
‫)‪(3‬‬
‫وأهوأ صريح بأن التوأرية مراده‪.‬‬
‫وأقد صح نحوأه عن النبي صلى ال عليه وأسلم من حديث عروأة بن الزبير أن النبي صلى ال عليه‬
‫وأسلم خطب عائشة إلى أبي بكر‪ ،‬فقال له أبوأ بكر‪ :‬إنما أنا أخوأك‪ ،‬فقال له‪ :‬أنت أخي في دين ال‬
‫وأكتابه‪ ،‬وأهي لي حلل()‪ (4‬وأكل القوألين صدق‪.‬‬
‫ثالثلا‪ :‬تأوأيل الحديث على فرض ثبوأته‬
‫قال الرازي‪) :‬وأهذا من أخبار الحاد فل يعارض الدليل القطعي‪ ...‬ثم إن صح حمل على ما يكوأن‬
‫)‪(5‬‬
‫ظاهره الكذب‪.(...‬‬
‫وأيقوأل‪) :‬حضرت في بعض المجالس‪ ،‬فتمسك بعض الحشوأية بما يروأوأن‪ :‬أنه عليه السلم‪ ،‬قال‪) :‬إن‬
‫إبراهيم كذب ثلث كذبات( فقلت‪ :‬إنه ل يجوأز إسناد الكذب إلى خليل ال بمثل هذا الخبر الذي‬
‫ليفيد إل الظن الضعيف‪.‬‬
‫فقال الحشوأي ‪ -‬كالغضبان علري ‪ -‬كيف يجوأز تكذيب الراوأي ؟ فقلت له‪ :‬العجب منك وأمن دينك‪،‬‬
‫ت القضية لكان أنفدع لك‬
‫حيث تستبعد تكذيب الراوأي‪ ،‬وأل تستبعد براءة خليل ال عن الكذب ! وألوأ قلب د‬
‫)‪(6‬‬
‫في دينك وأدنياك(‪.‬‬
‫وأالحاصل أن الكذب فيما ل يتعلق بالتبليغ قبيحة من قبائح الذنوأب التي تنزه عنها مقام النبوأة‪ ،‬وأقد‬
‫دلت الدلة على عصمتهم منها‪ ،‬وأيكفي في نفي الكذب عن إبراهيم عليه السلم ظنية دللة الخبر‬
‫دوأن الطالة في درجة ثبوأته‪.‬‬

‫‪ ()1‬الية )‪ (49‬من سوأرة الدخان‪.‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (64‬من سوأرة النبياء‪.‬‬

‫‪ ()3‬انظر‪ :‬عصمة النبياء‪ ،‬الرازي ‪.41‬‬

‫‪ ()4‬أخرجه البخاري في كتاب النكاحا ‪.11/5081‬‬

‫‪ ()5‬عصمة النبياء ‪.42‬‬

‫‪ ()6‬المطالب العالية ‪.7/201‬‬


‫المطلب الرابع‪ :‬ما جاء في تأثير السحر على النبي صلى ا عليه وسلم‬
‫)‪(1‬‬
‫طف مأخذه وأدق‬
‫السحر في اللغة‪ :‬كل ما لد ع‬
‫وأقال الراغب‪ :‬وأالرسحر يقال على معان‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬الخداع‪ ،‬وأتخييلت ل حقيقة لها‪ ،‬نحوأ ما يفعله المشعبذ بصرف البصار عما يفعله لخفة‬
‫يد‪ ...‬وأعلى ذلك قوأله تعالى‪) :‬وأسحروأا أعين الناس وأاسترهبوأهم()‪(2‬وأقال‪):‬يخيل إليه من سحرهم أنها‬
‫)‪(3‬‬
‫تسعى(‬
‫الثاني‪ :‬استجلب معاوأنة الشيطان بضرب من التقرب إليه‪ ،‬كقوأله تعالى‪ " :‬وألكن الشياطين كفروأا‬
‫)‪(5‬‬
‫يعلموأن الناس السحر " )‪(.(4‬‬
‫وأقال ابن حزم‪ :‬وأمن السحر الطلمسات وأهي أعمال تعتمد على قوأى ركبها ال عز وأجل مدالفعةل لقوأى‬
‫عأخرى‪ ،‬كدفع الحر للبرد وأدفع البرد للحر‪ ،‬وأآثارها ظاهر ل ينكرها إل معاند‪.‬‬
‫وأنوأع أخرى من السحر يكوأن بالدرقى‪ :‬وأهوأ كلم مجموأع من حروأف مقطعة في طوأالع معروأفة أيضال‬
‫يحدث لذلك التركيب قوأة تستثار بها الطبائع وأتدافع قوأى أخرى‪ ،‬فتعالج بها الوأرام وأالسقام وأيب أر بها‬
‫)‪(6‬‬
‫البرء التام‬
‫)‪(7‬‬
‫وأالنوأع الخير هوأ الذي يطلق عليه الطب أيضلا‪ ،‬وأالمطبوأب هوأ المسحوأر‬
‫)‪(8‬‬
‫وأقال ابن الثير‪ :‬وأكنوأا بالطب عن السحر تفاؤلل بالبرء‪ ،‬كما كنوأا بالسليم عن اللديغ‬
‫وأهذا النوأع الخير من السحر فقط هوأ الذي يجوأز أن يقع النبي تحت تأثيره‪.‬‬
‫وأقد جاء في الخبار الصحيحة مما أخرجه الشيخان وأغيرهما من طرق عن هشام بن عروأة عن أبيه‬
‫عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬دسدحدر رسوأدل ال صلى ال عليه وأسلم رجلل من بني زريق‪ ،‬يقال‬
‫له‪ :‬لبيد بن العصم‪ ،‬حتى كان رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وأما‬
‫فعله‪ ،‬حتى إذا كان ذات يوأم ‪ -‬أوأ ذات ليلة دعا رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬ثم دعا‪ ،‬ثم دعا‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬يا عائشة! أشعرت أن ال أفتاني فيما أفتيته فيه؟ جاءني رجلن فقعد أهدهما عند رأسي وأالخر‬

‫‪ ()1‬انظر القاموأس المحيط )سحر( ‪2/45‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (116‬من سوأرة العراف‪.‬‬

‫‪ ()3‬الية )‪ (66‬من سوأرة طه‪.‬‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (102‬من سوأرة البقرة‪.‬‬

‫‪ ()5‬المفردات ‪226‬‬

‫‪ ()6‬الفصل ‪ - 5-4 /5‬بتصرف يسير ‪-‬‬

‫‪ ()7‬انظر مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس )طبب( ‪ ،3/408‬وأالقاموأس المحيط‪ ،‬الفيروأزآبادي )طبب( ‪1/96‬‬

‫‪ ()8‬النهاية ‪3/110‬‬
‫عند رجلي‪ :‬فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي ‪ -‬أوأ الذي عند رأسي للذي عند رجلي ‪ -‬ما وأجع‬
‫الرجل ؟ قال‪ :‬مطبوأب‪ ،‬قال‪ :‬من طبه ؟ قال‪ :‬لبيد بن العصم‪ ،‬قال‪ :‬في أي شيء ؟ قال‪ :‬في عمبشط‬
‫ب )‪ (2‬طلعة ذكفر‪ ،‬قال‪ :‬فأين هوأ؟ قال‪ :‬في بئر ذي أروأان )‪ (3‬قالت‪ :‬فأتاها رسوأل‬
‫وأعمشاطة )‪(1‬قال‪ :‬دوأعج س‬
‫ال صلى ال عليه وأسلم في أناس من أصحابه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا عائشة‪ ،‬وأال لكأن ماءها عنقاعة الحناء‪،‬‬
‫وألكأن نخلها رؤوأس الشياطين‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسوأل ال‪ :‬أفل أحرقته ؟ قال‪ :‬ل أما أنا فقد عافاني‬
‫)‪(4‬‬
‫ال‪ ،‬وأكرهت أن أثير على الناس ش لرا‪ ،‬فأمرت بها فدفنت(‬
‫وأفي روأاية البخاري من طريق سفيان بن عيينة )حتى كان يرى أنه يأتي النساء وأل يأتيهن‪ ...‬وأهذا‬
‫)‪(5‬‬
‫أشد ما يكوأن من السحر(‬

‫‪ ()1‬المشط‪ :‬اللة المعروأفة التي يسرحا بها الشعر‪ ،‬وأالمشاطة‪ :‬ما يخرج من الشعر إذا مشط‪ ،‬انظر فتح الباري ‪10/281،284‬‬

‫‪ ()2‬وأعج س‬
‫ب‪ :‬وأفي أكثر الروأايات‪) :‬وأعجف( وأهما بمعنى وأاحد‪ ،‬وأهوأ الغشاء الذي يكوأن على الطلع‪ ،‬انظر فتح الباري ‪10/281‬‬

‫‪ ()3‬ذي أروأان‪ :‬بئر في بني زريق في المدينة‪ ،‬انظر فتح الباري ‪.10/282‬‬

‫‪ ()4‬أخرجه البخاري في كتاب الطب ‪ 47/5763‬وأ ‪ 49/5765‬وأ ‪ 5766‬وأكتاب الجزية ‪ ،14/3175‬وأ كتاب الدعوأات ‪ 6/6391‬وأكتاب بدء الخلق ‪ ،14/3175‬وأمسلم‬

‫في كتاب السلم ‪ 17/2189‬وأما بعده وأابن ماجة في كتاب الطب ‪3545‬‬

‫‪ ()5‬في كتاب الطب ‪.49/5765‬‬


‫وأقد أنكر هذا الحديث ‪ -‬قديمال وأحديثال ‪ -‬بعض أهل العلم‪.‬‬
‫فالمعتزلة قديمال بنوأا إنكارهم هذا الحديث على قوألهم‪ :‬بنفي حقيقة السحر‪ ،‬وأأنه مجرد تموأيه وأاحتيال‬
‫وأتخييل )‪ .(1‬وأقال الحافظ ابن حجر‪) :‬وأهذا اختيار أبي جعفر الستراباذي من الشافعية)‪ ،(2‬وأأبي بكر‬
‫)‪(3‬‬
‫الرازي من الحنفية(‬
‫وأممن أنكره حديثلا‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأحسن السقاف‬ ‫)‪(4‬‬
‫الشيخ محمد عبده‪ ،‬وأأبوأ رية‬
‫وأمجموأع ما ساقوأه من مسوأغات إنكار هذا الحديث ينحصر في النقاط التية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تجوأيز تأثير السحر عليه حتى يتخيل أنه فعل الشيء وألم يفعله قادحا وأمشكك في التبليغ‪ ،‬إذ‬
‫)‪(6‬‬
‫يجوأز أن يتخيل أنه دبلردغ شيئال وألم يبلغه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن السحر نوأع من سبل الشيطان على أبن آدم‪ ،‬وأقد دل القرآن الكريم على حفظه صلى ال عليه‬
‫)‪(7‬‬
‫وأسلم منه‪ ،‬قال تعالى‪) :‬إن عبادي ليس لك عليهم سلطان * إل من اتبعك من الغاوأين(‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫‪ -3‬أن حديث الباب من أخبار الحاد‪ ،‬وأل تثبت العقيدة بخبر الحاد‪.‬‬
‫وأذهب جمهوأر العلماء قديمال وأحديثال إلى توأجيه الحديث على وأجه يصح حمله عليه‪.‬‬
‫قال القاضي عياض رحمه ال‪) :‬السحر مرض من المراض‪ ،‬وأعارض من العلرل يجوأز عليه كأنوأاع‬
‫)‪(9‬‬
‫المراض مما ل عيبنكر‪ ،‬وأل ديبقدحا في نبوأته(‬
‫وأالذي يدل على أن الذي أصابه صلى ال عليه وأسلم كان من جنس المرض‪ ،‬قوأل الملكين‪) :‬ما وأجع‬
‫)‪(10‬‬
‫الرجل؟ قال‪ :‬مطبوأب‪ ،‬وأقوأله صلى ال عليه وأسلم‪) :‬أما أنا فقد عافاني ال(‬
‫وأقد مر معنا أن من أنوأاع السحر ما يتعلق بالسقام وأالوأرام وأعلجها‪ ،‬وأهوأ ما يسمى من السحر‬
‫بالطب‪ ،‬وأيكوأن تسلطه على الجوأارحا وأالعضاء ل على القلوأب وأالروأاحا‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر مقالت السلميين ‪ 2/115‬وأشرحا الصوأل الخمسة‪ ،‬عبد الجبار ‪.572‬‬

‫‪ ()2‬هوأ أبوأ جعفر الستراباذي من كبار الفقهاء وأالمدرسين‪ ،‬وأأجلة العلماء البارزين من طبقة الحارث ابن سريج‪ ،‬انظر‪ :‬ترجمته في طبقات الشافعية‪ ،‬السنوأي ‪.1/34‬‬

‫‪ ()3‬انظر فتح الباري ‪ 10/273‬وأانظر الفصل‪.5-5/4 ،‬‬

‫‪ ()4‬نقله عنهما عبد الرحمن يحيى المعلمي في النوأار الكاشفة ‪ ،249‬وأمحمد عبد الرزاق حمزة في أضوأاء على ظلمات أبي رية ‪.269‬‬

‫‪ ()5‬صحيح شرحا العقيدة الطحاوأية ‪.401‬‬

‫‪ ()6‬انظر فتح الباري ‪ ،287 /10‬وأصحيح شرحا العقيدة الطحاوأية‪ ،‬السقاف ‪.401‬‬

‫‪ ()7‬الية )‪ (42‬من سوأرة الحجر‪.‬‬

‫‪ ()8‬انظر النوأار الكاشفة ‪ 250‬وأظلمات أبي رية ‪.271‬‬

‫‪ ()9‬الشفا ‪.2/412‬‬

‫‪ ()10‬انظر شرحا النوأوأي على مسلم ‪ ،5/35‬وأفتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪ 279-10/278‬وأشرحا النسائي ‪4/313‬‬
‫وأمثل هذا التأثير ل دليل على امتناعه على النبي ‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫وأأجاب الجمهوأر عن الشبه التي أوأردها المنكروأن بما يلي‪:‬‬
‫ل‪ :‬إن إنكار المعتزلة حقيقة السحر مكابرة‪ ،‬فقد ذكره ال تعالى في كتابه‪ ،‬وأذكر أنه مما عيتددعلم‪،‬‬ ‫أوأ ل‬
‫)‪(1‬‬
‫ق به بين المرء وأزوأجه‪ ،‬وأهذا كله ل يمكن فيما ل حقيقة له‬
‫وأذكر أن فيه ما عيفدرر ع‬
‫قال تعالى‪) :‬وأاتبعوأا ما تتلوأ الشياطين على ملك سليمان‪ ،‬وأما كفر سليمان وألكن الشياطين كفروأا‬
‫يعلموأن الناس السحر( إلى قوأله )فيتعلموأن منها يفرقوأن به المرء وأزوأجه(‬
‫)‪(2‬‬

‫ثانيلا‪ :‬أن تجوأيز تأثير السحر على الوأجه الذي ذكرناه غير قادحا في النبوأة وأل مشكك في التبليغ‪ .‬لن‬
‫طه على جوأارحه وأظاهره )ل على عقله وأقلبه( وأأشد ما يكوأن تأثيره عليه صلى ال‬ ‫تأثير السحر وأتددسلر د‬
‫عليه وأسلم أنه يتخيل إليه أنه فعل الشيء وألم يفعله‪ ،‬لكنه تخييل ل يعتقد صحته‪ ،‬إوأانما يكوأن من‬
‫)‪(3‬‬
‫جنس الخوأاطر التي تلوأحا وأل تثبت‬

‫‪ ()1‬انظر مختلف الحديث‪ ،‬ابن قتيبه ‪ ،121‬وأشرحا النوأوأي على مسلم ‪ 5/35‬وأفتح الباري ‪10/273‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة البقرة ‪.102‬‬

‫‪ ()3‬انظر الشفا‪ ،‬عياض ‪ 2/413‬وأشرحا النوأوأي على مسلم ‪ 5/35‬وأفتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪.279-10/278‬‬
‫وأبهذا ل يكوأن تجوأيز تأثير السحر عليه قادحال في اعتقاداته وأمعارفه الثابتة فضلل عما قامت الدلة‬
‫القطعية على صدقه وأصحته وأعصمته فيه مما يتعلق بالتبليغ‪ ،‬وأالمعجزة شاهدة بذلك‪.‬‬
‫وأتجوأيز ما قام الدليل بخلفه باطل‪ ،‬فأما ما يتعلق ببعض أموأر الدنيا فغير بعيد‪ ،‬وأل ممتنع أن يخيل‬
‫إليه من أموأر الدنيا ما ل حقيقة له‪ ،‬على أن التخيل وأاقع على بصره غير متطرق إلى العقل‪ ،‬وأليس‬
‫)‪(1‬‬
‫في ذلك ما يدخل لبسال على الرسالة‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫قوأل كان بخلف ما أخبر به(‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأقال القاضي عياض‪) :‬وألم ينقل عنه في مده سحره‬
‫ثالثلا‪ :‬أنا نسلم عصمة النبي صلى ال عليه وأسلم من الشيطان بقوأله تعالى‪) :‬إن عبادي ليس عليهم‬
‫إل أن من أنوأاع السحر ما يقوأم به الساحر بغير معوأنة الشيطان‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬قال‬ ‫)‪(4‬‬
‫سلطان(‬
‫النوأوأي‪:‬‬
‫)وأل يستنكر في العقل أن ال سبحانه يخرق العادة عند النطق بكلم ملفق‪ ،‬أوأتركيب _أجسام أوأ مزج‬
‫بين قوأى‪ ،‬على ترتيب ل يعرفه إل الساحر‪ ،‬فيكوأن منها أجسام قاتلة كالسموأم‪ ،‬وأمنها عمبسلقمة‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫كالدوأية الحادة‪ ،‬وأمنها مبرئه كالدوأية المضادة للمرض(‬
‫رابعلا‪ :‬وأأما العتماد على القوأل بظنية ثبوأت خبر الحاد فل يمنع من قبوأل الخبر‪ ،‬وأتوأجيهه على‬
‫الوأجه الذي ذكره الجمهوأر‪ ،‬فليس في هذا الوأجه ما يمنع منه العقل أوأ الشرع‪ ،‬إوأاذا ارتفع المنع من‬
‫العقل وأالشرع لم يبق إل الجوأاز في هذه المسألة‪ ،‬وأيكوأن الحديث ‪ -‬إوأان كان ظنيال في ثبوأته ‪ -‬شاهدال‬
‫وأمؤكدال للجوأاز العقلي ‪ -‬وأال أعلم ‪.-‬‬
‫ظم عليهم أن يثبتوأا ما يلزم منه‬
‫وأالحاصل‪ ،‬أن منكري هذا الحديث لم يفرقوأا بين أنوأاع السحر‪ ،‬فددع ع‬
‫تددسلدطع الشيطان على أحوأال النبي صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬أوأ ما عيدجسوأعز عليه التخييل في البلغ‪.‬‬
‫وأأما الجمهوأر فقد جوأزوأا تأثير السحر عليه صلى ال عليه وأسلم على الوأجه الذي ل يقدحا بنبوأته وأل‬
‫ينقص قدره‪ ،‬وأل يلزم منه التشكيك في التبليغ‪.‬‬
‫وأهوأ الذي أراه جائ الز ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬لن الخبر الوأارد يؤكد جوأازه العقلي‪ ،‬وألن القرآن الكريم قد دل‬
‫على جوأاز هذا الجنس من تأثير السحر على النبياء وأذلك في قصة دسدحدرة فرعوأن لما سحروأا أعين‬

‫وأفتح الباري ابن حجر ‪ ،10/278‬وأالنوأار الكاشفة‪ ،‬المعلمي ‪ 251‬وأظلمات أبي رية ‪.272 - 269‬‬ ‫‪ ()1‬انظر الشفا‪ ،‬عياض ‪ ، 2/412‬وأشرحا النوأوأي مسلم ‪5/35‬‬

‫‪ ()2‬وأقع تحديد المدة في ما أخرجه النسائي بسند صحيح عن زيد بن أرقم رضي ال عنه قال‪ :‬سحر النبي صلى ال عليه وأسلم رجل من اليهوأد فاشتكى أياملا‪ ،‬فاتاه جبريل‬

‫عليه السلم فقال‪ :‬إن رجل من اليهوأد سحرك‪ ،‬عقد لك عقدال في بئر كذا وأكذا‪ ،‬فأرسل رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬فاستخرجوأها‪ ،‬فجيء به فقام رسوأل ال صلى ال عليه‬

‫وأسلم كأنما نشط من عقال‪ (....‬انظر سنن النسائي مع شرحه السيوأطي ‪.113-4/112‬‬

‫‪ ()3‬الشفا‪ 2/314 ،‬بتصرف يسير‬

‫‪ ()4‬الية )‪ (42‬من سوأرة الحجر‪.‬‬

‫‪ ()5‬شرحا النوأوأي على مسلم ‪ 5/35‬بتصرف يسير‪ ،‬وأقد سبق نحوأه عن ابن حزم في بداية المسألة‪.‬‬
‫الناس وأاسترهبوأهم وأخيلوأا إليهم أن الحبل أوأ العصا انقلبت حية تسعى‪ ،‬وأفي حق موأسى عليه السلم‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫)قالوأا يا موأسى إما أن تلقي إوأاما أن نكوأن أوأل من ألقى * قال بل ألقوأا فإذا حبالهم وأعصيهم يخيل‬
‫إليه من سحرهم أنها تسعى فأوأجس في نفسه خيفة موأسى()‪ (1‬وأفي الية نص على تخيله ما لم يكن‪.‬‬
‫وألم يكن غاية تأثير السحر على نبينا محمد صلى ال عليه وأسلم أكثر من التخييل كما في الحديث‪.‬‬
‫وأقد دل القرآن الكريم على جوأاز مثله على النبياء‪ ،‬فل معنى لنكار المنكرين ‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬

‫‪ ()1‬الية )‪ (67-65‬من سوأرة طه‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬ما ثبت من المعجزات المروية من طريق الحاد‬
‫&غير العنوأان إلى عنوأان يشمل الحتجاج وأالستشهاد وأتحدث عن مراتب‬
‫الحتجاج بهذه المعجزات وأاستعن بالمحاضرة&‬
‫)‪(1‬‬
‫المعجزة‪ :‬أمر خارق للعادة يظهر على يدي مدعـي النبوأة أوأ الرسالـة على وأجه يبرين صدق دعوأاه‪.‬‬
‫إوأانما قلنا‪ " :‬أمر "ليتناوأل الفعل كانفجار الماء من بين الصابع‪ ،‬وأعددم الفعل‪ ،‬كعدم الحراق بالنار‪.‬‬
‫فانقلب‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأالخارق للعادة‪ :‬أمر ممكن في نفسه يحصل على خلف ما ألف الناس وأدرجوأا عليه‬
‫العصا حية مثلل أمر ممكن ل يحيل العقل وأقوأعه بقدرة ال عز وأجل‪ ،‬إل أن الذي ألفناه وأاعتدنا عليه‬
‫أن خروأج الحية ل يكوأن إل من بيضة تخرج من جوأف النثى بوأسائط شتى وأبعد مروأر زمن‬
‫مخصوأص في بيئة مخصوأصة‪ ،‬فإذا أمر ال عز وأجل خرجت الحية من العصا على خلف ما‬
‫عوأدنا عليه ال عز وأجل في عالم السباب‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأالرهاص‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأبقوألنا‪ " :‬على يدي المدعي " تخرج الخوأارق الخرى كالكرامة)‪ (3‬وأالستدراج‬
‫)‪(6‬‬
‫وأبقوألنا‪ " :‬على وأجه يبين صدق دعوأاه " تخرج الهانة‪.‬‬
‫وأوأجه دللة المعجزة على الصدق أن ال سبحانه يخرق العادة على يدي النبي إيذانال بأنه مرسل من‬
‫لدن القادر الخالق سبحانه‪.‬‬
‫قال المدي‪) :‬وأليس ذلك في ضرب المثال ‪ -‬إل كما لوأ كان بعض الملوأك جالسال على سريره وأالناس‬
‫مجتمعوأن لخدمته‪ ،‬فقام وأاحد من عرض الناس‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس إني رسوأل هذا الملك إليكم‪ ،‬وأآية‬
‫صدقي على ذلك أني إذا طلبت منه أن يحرك يده ‪ -‬مثلل ‪ -‬فعل‪ ،‬فإنه إذا أتى له بذلك لم يتمار أحد‬
‫من الحضوأر أنه صادق فيما ادعاه()‪ .(7‬وأيكـوأن التصديق من ال عـز وأجل بالفعـل بمنزلـة قوأله‪":‬‬
‫صدق عبدي"‪.‬‬

‫‪ ()1‬أفدت هذا التعريف من مجموأع ما عذكر في غاية المرام‪ ،‬المدي ‪ ،333‬وأالموأاقف‪ ،‬اليجي ‪ 339‬وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪ .13-5/11‬وأشرحا الباجوأري على جوأهرة‬

‫التوأحيد ‪.299-297‬‬

‫‪ ()2‬انظر شرحا جوأهرة التوأحيد ‪ 298‬وأكبرى اليقينيات‪ ،‬البوأطي ‪175‬‬

‫‪ ()3‬الكرامة‪ :‬أمر خارق للعادة يجريه ال عز وأجل على يد الوألي على سبيل الكرام له‪ ،‬انظر شرحا الجوأهرة ‪.297‬‬

‫‪ ()4‬الستدراج‪:‬أمر خارق للعادة يجري على يد أعداء ال عز وأجل ليزدادوأا ضللل وأغوأاية عقوأبة لهم‪،‬انظرالمصدرالسابق ‪298‬‬

‫‪ ()5‬الرهاص‪ :‬أمر خارق للعادة يجري على يد النبي قبل بعثته إيذانال بالبعثة وأتأسيسال لها‪ ،‬المصدر السابق ‪299‬‬

‫‪()6‬الهانة‪ :‬أمر خارق للعادة يجري على يد مدعي النبوأة على وأجه يبين كذبه‪ ،‬كأن يقوأل‪ :‬آية صدقي أن‬

‫ينطق الحجر بصدقي فيكذبه‪ ،‬انظر شرحا الفقه الكبر‪ ،‬القاري ‪ .66‬وأشرحا الباجوأري على الجوأهرة ‪.298‬‬
‫‪ ()7‬انظر غاية المرام ‪ 328‬باختصار يسير‪.‬‬
‫وأالمعجزات التي أظهرها ال عز وأجل على أيدي الرسل الكرام ‪ -‬عليهم الصلة وأالسلم ‪ -‬ثابتة في‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وأمنها انقلب عصا موأسى عليه السلم حيه قال تعالى‪) :‬فألقى عصاه فإذا هي ثعبان‬
‫)‪(1‬‬
‫مبين(‬
‫وأمنها عدم احتراق سيدنا إبراهيم عليه السلم بالنار‪ ،‬قال تعالى‪) :‬قلنا يا نار كوأني بردال وأسلمال على‬
‫)‪(2‬‬
‫إبراهيم(‪.‬‬
‫وأمنها إحياء الموأتى إوأابراء المرضى على يد عيسى عليه السلم‪ :‬قال تعالى‪) :‬وأرسوألل إلى بني‬
‫إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني عأخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكوأن طي الر بإذن‬
‫)‪(3‬‬
‫ال وأأبرء الكمه وأالبرص وأأحي الموأتى بإذن ال(‪.‬‬
‫وأنبينا محمد صلى ال عليه وأسلم أكثر النبياء معجزة‪ ،‬حتى أن معجزاته صلى ال عليه وأسلم أفردت‬
‫ل‪ ،‬زادت فيها على ألف وأمائتي معجزة‪ (4).‬وأمن هذه‬
‫بالجمع وأالتصنيف‪ ،‬وأجمع العلماء فيها أسفا الر طوأا ل‬
‫المعجزات ما أمكن تحصيل العلم بها رغم وأروأدها من طريق الحاد‪.‬‬
‫وأسبق أن بينا أنه قد ينضم إلى خبر الحاد ما يمكن التوأصل به إلى العلم بثبوأته من طرق‬
‫خارجية‪ .‬كأن يروأي الوأاحد حادثه بين يدي جمع غفير حضروأا هذه الحادثة فيمتنعوأا عن تكذيبه مع‬
‫ماهم عليه من النزاهة وأالعدالة وأالحرص على تكذيبه لوأ كان كاذبال‬
‫وأفيما يأتي بيان عدد من المعجزات التي تثبت بهذه الطريق‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ل‪ :‬نبع الماء من بين أصابعه صلى ال عليه وأسلم‬
‫أوأ ل‬
‫تكررت هذه المعجزة مرات عديدة‪ ،‬جاء في كل وأاحدة منها عدد من الخبار عن الصحابة الكرام‬
‫رضوأان ال عليهم‪.‬‬
‫الوألى‪ :‬أثناء الرجوأع من الحديبية‪.‬‬
‫أخرج البخاري بسنده عن جابر بن عبد ال عنهما قال‪) :‬عطش الناس يوأم الحديبية‪ ،‬وأالنبي صلى ال‬
‫عليه وأسلم بين يديه ركوأة)‪ (6‬فتوأضأ‪ ،‬فجهش الناس حوأه‪ ،‬فقال‪ :‬ما لكم ؟ قالوأا‪ :‬ليس عندنا ماء نتوأضأ‬
‫وأل نشرب إل ما بين يديك‪ ،‬فوأضع يده في الركوأة‪ ،‬فجعل الماء يثوأر بين أصابعه كأمثال العيوأن‪،‬‬

‫‪ ()1‬الية )‪ (107‬من سوأرة العراف‪.‬‬

‫‪ ()2‬الية )‪ (69‬من سوأرة النبياء‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬شرحا النوأوأي على مسلم ‪.1/1‬‬

‫‪ ()5‬المعجزة هنا تكثير الماء ببركة اليد الشريفة التي وأضعت في الركوأة ففار الماء حتى بدا للناظر أنه ينبع من بين أصابعه الشريفة‬

‫‪ ()6‬الركوأة‪ :‬إناء صغير من جلد وأيشرب فيه الماء‪ ،‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪2/261‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فشربنا وأتوأضأنا(‬
‫وأالبراء بن عازب)‪ (4‬وأعبد ال‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأسلمة بن الكوأع‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأفي هذه القصة أحاديث عن أنس بن مالك‬
‫بن عباس)‪ (5‬رضي ال عنهم أجمعين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬نبع الماء من بين أصابعه بالزوأراء‬
‫أخرج البخاري بسنده عن قتادة عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫وأأصحابه كانوأا بالزوأراء ‪ -‬وأالزوأراء بالمدينة عند السوأق وأالمسجد ‪ -‬فدعا بقدحا فيه ماء‪ ،‬فوأضع كفه‬
‫فيه‪ ،‬فجعل ينبع الماء من بين أصابعه فتوأضأ أصحابه جميعلا‪ ،‬فقلت لنس )‪ :(6‬يا أبا حمزة‪ ،‬كم كانوأا‬
‫)‪(7‬‬
‫؟ فقال‪ :‬زهاء ثلثمائة(‪.‬‬
‫هذه المعجزة التي حصلت في الزوأراء بالمدينه شهدها جماعة من الصحابة‪ ،‬إل أنها لم تروأ إل‬
‫)‪(8‬‬
‫عن أنس رضي ال عنه‪ ،‬وأقال ابن بطال‪) :‬وأذلك لطوأل عمره وأتطلب الناس العلوأ في السند(‬
‫الثالثة‪ :‬في خروأجه إلى قباء‬
‫أخرج الحافظ البيهقي بسنده عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬خرج النبي صلى ال عليه وأسلم إلى قباء‪،‬‬
‫فأتى من بعض بيوأتهم بقدحا صغير‪ ،‬قال‪ :‬فأدخل النبي صلى ال عليه وأسلم يده‪ ،‬فلم يسعه القدحا‪،‬‬
‫صر‬
‫فأدخل أصابعه الربع وألم يستطع أن يدخل إبهامه‪ ،‬ثم قال للقوأم‪ :‬هلموأا إلى الشرب‪ ،‬قال أنس‪ :‬دب ع‬
‫)‪(9‬‬
‫عينري نبع الماء من بين أصابعه‪ ،‬فلم يزل القوأم يردوأن القدحا حتى روأوأا منه جميعلا(‬

‫‪ ()1‬أخرجه المام البخاري من ثلثة طرق عن سالم بن أبي الجعد عن جابر رضي ال عنه في كتاب الشربة ‪ ،31/5639‬وأكتاب المناقب ‪25/3576‬وأكتاب المغازي‬

‫‪36/4152‬وأأخرجه البيهقي في دلئل النبوأة ‪4/115‬وأأبوأ نعيم في الدلئل ‪346‬‬

‫‪ ()2‬أخرجه المام البخاري من طريق المام مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عنه في كتاب المناقب ‪ ،25/3573‬وأمن هذه الطريق أيضال أخرجه مسلم في‬

‫الفضائل ‪ 3/5‬وأالبيهقي في الدلئل ‪.124 ،4/121‬‬

‫‪ ()3‬أخرجه المام مسلم من طريق عن عكرمة بن عمار‪ ،‬عن إياس بن سلمة‪ ،‬عن أبيه سلمة رضي ال عنه في كتاب الجهاد وأاليسير ‪ 45/132‬وأفي كتاب اللقطة‬

‫‪ ،5/19‬وأمن هذا الطريق أخرجه أيضال البيهقي في الدلئل ‪.4/111‬‬

‫‪ ()4‬أخرجه المام البخاري من طريقين عن إسرائيل بن يوأنس‪ ،‬عن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬عنه‪ ،‬في كتاب المناقب ‪ 25/3577‬وأكتاب المغازي ‪ ،36/4150‬وأالبيهقي في‬

‫الدلئل ‪ ،4/110‬وأأخرجه البخاري من طريق أخرى عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء في كتاب المغازي ‪ ،36/4151‬وأأبوأ نعيم في الدلئل ‪.349‬‬

‫‪ ()5‬أخرجه البيهقي في الدلئل ‪.4/120‬‬

‫‪ ()6‬القائل‪ :‬هوأ قتادة السدوأسي‪.‬‬

‫‪ ()7‬أخرجه البخاري في المناقب ‪ ،25/3572‬وأمسلم في كتاب الفضائل ‪.3/6،7‬وأالبيهقي في الدلئل ‪ ،125-4/124‬وأأبوأ نعيم في الدلئل ‪.349-348‬‬

‫‪ ()8‬نقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري‪ ،‬وألم يرضه لنه جعل جميع الحاديث الوأاردة في نبع الماء حديثال وأاحدلا‪ ،‬وأالوأاقع أنها وأقائع متباعدة متكررة‪ ،‬وأمراد ابن بطال‬

‫رحمه ال أن الحادثة التي وأقعت بالزوأراء لم ترد من غير طريق أنس رضي ال عنه مع أن الذين شهدوأها بلغوأا زهاء الثلثمائة‪.‬‬

‫‪ ()9‬أخرجه في الدلئل ‪ 125-4/124‬وأالبخاري في المناقب ‪ 3575 ،3574 ،25/3572‬وأكتاب الوأضوأء ‪ 46/200‬وأمسلم في الفضائل ‪ .3/6،7‬وأأبوأ نعيم في الدلئل‬
‫وأزياد بن‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأفي الباب أيضال أحاديث أخرى عن عمران ابن الحصين)‪ (1‬وأعبد ال بن مسعوأد‬
‫وأأبي قتادة النصاري)‪ (5‬رضي ال عنهم أجمعين‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأمعاذ بن جبل‬ ‫)‪(3‬‬
‫الحارث الصدائي‬
‫وأالوأاقع الذي تشير إلى هذه الحاديث أن قضية نبع الماء من بين أصابعه صلى ال عليه وأسلم‬
‫تكررت منه في عدة موأاطن في مشاهد عظيمة‪ ،‬روأاها بعض من شهدها من الصحابة رضوأان ال‬
‫عليهم‪ ،‬وأهذه الحاديث إوأان كانت في أفرادها ظنية لوأروأدها موأرد الحاد‪ ،‬إل أن القطع يحصل من‬
‫وأجهين‬
‫الوأل‪ :‬أن هذه الحاديث دلت بمجموأعها على نبع الماء من بين أصابعه على سبيل القطع‪ ،‬فإن كل‬
‫خبر منها يدل على نبع الماء من بين أصابعه الشريفة صلى ال عليه وأسلم وأيستحيل فيما جرت به‬
‫العادة أن ينقل الروأاة أخبا الر كثيرة تشترك في قدر معين‪،‬وأيكوأن هذا القدر مظنوأنلا‪،‬كما أنا نعلم قطعال‬
‫بكرم حاتم وأشجاعة عنترة‪ ،‬لن الخباريين نقلوأا عنهما قصصال وأوأقائع شتى‪ ،‬وأهذه الوأقائع إوأان كانت‬
‫أفرادها ظنية إل أن القدر الذي اشتركت فيه هذه الخبار‪ ،‬وأهوأ جوأد حاتم وأشجاعة عنترة أمر قطعي‬
‫ل ينكره إل معاند مكابر‪ ،‬وأمعلوأم أن الروأاة الذين نقلوأا لنا وأقائع نبع الماء من بين أصابعه صلى ال‬
‫عليه وأسلم قد بلغوأا من العدالة وأالضبط حدال إذا تفرد الوأاحد عن الوأاحد منهم بنقل خبر فإنه يفيد الظن‬
‫الراجح‪ ،‬فإذا تضافروأا على روأاية قدر مشترك في أخبارهم استحال قطعال أن يكوأن كذبال أوأ غلطال أوأ‬
‫مظنوأنلا‪.‬‬
‫الوأجه الثاني‪:‬‬
‫أنه قد شهد هذه الوأقائع جمع من الصحابة رضوأان ال عليهم‪ ،‬وأروأاها عدد منهم فدل سكوأتهم على‬
‫تصديق من روأاها منهم‪ -‬كما سيأتي‪.-‬‬

‫‪.349-347‬‬

‫‪ ()1‬أخرجه البخاري في المناقب ‪ ،25/3571‬وأفي كتاب التيمم ‪ 6/344‬وأمسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة ‪ 312 ،55/311‬وأهوأ عند جميعهم من طريق أبي‬

‫رجاء عمران بن تيم العطاردي عنه‪.‬‬

‫‪ ()2‬أخرجه البخاري في المناقب ‪ ،25/3579‬وأالترمذي في المناقب ‪ 6/3633‬وأالبيهقي في الدلئل ‪ ،130-4/129‬وأأبوأ نعيم في الدلئل ‪ 345‬وأهوأ عند جميعهم من‬

‫طريق إبراهيم النخعي عن علقمه عنه‪.‬‬

‫‪ ()3‬أخرجه البيهقي في الدلئل ‪ ،4/126‬وأابن ماجة في كتاب الذان ‪ 3/717‬وأأبوأ نعيم في الدلئل ‪.352‬‬

‫‪ ()4‬أخرجه مسلم في كتاب الفضائل ‪.3/706‬‬

‫‪()5‬أخرجه مسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة ‪55/311‬وأالبيهقي في الدلئل ‪283-4/282‬وأأبوأ نعيم في الدلئل ‪348‬‬
‫ثانيلا‪ :‬تكثير الطعام ببركته صلى ال عليه وأسلم‬
‫تكررت هذه المعجزة في وأقائع‬
‫الوألى‪ :‬دعوأة أبي طلحة النصاري‪:‬‬
‫لم سليم )‪ :(1‬لقد‬
‫أخرج المام البخاري بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪) :‬قال أبوأ طلحة ع‬
‫سمعت صوأت رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم ضعيفال أعرف فيه الجوأع‪ ،‬فهل عندك من شيء ؟‬
‫قالت‪ :‬نعم‪ ،‬فأخرجت أقراصال من شعير‪ ،‬ثم أخرجت خما الر لها‪ ،‬فلرفت الخبز ببعضه‪ ،‬ثم وأرسبته تحت‬
‫ببعضه‪ ،‬ثم أرسلتني إلى رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قال‪ :‬فذهبت به‪ ،‬فوأجدت‬ ‫)‪(2‬‬
‫يدي وألثتني‬
‫رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم في المسجد‪ ،‬وأمعه الناس‪ ،‬فقمت عليهم‪ ،‬فقال رسوأل ال صلى ال‬
‫عليه وأسلم‪ :‬أرسلك أبوأ طلحة ؟ فقلت نعم‪ ،‬قال‪ :‬بطعام ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم لمن معه‪ :‬قوأموأا‪ ،‬فانطلق‪ ،‬وأانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته‪ ،‬فقال أبوأ طلحة‪:‬‬
‫يا أم سليم قد جاء رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم بالناس وأليس عندنا ما نطعمهم‪ .‬فقالت‪ :‬ال‬
‫وأرسوأله أعلم‪ ،‬فانطلق أبوأ طلحة حتى لقي رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪،‬فأقبل رسوأل ال صلى ال‬
‫ت‬
‫عليه وأسلم وأأبوأ طلحة معه‪ ،‬فقال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ :‬هلمي يا أم سليم‪ ،‬ما عندك ؟ فأت ب‬
‫صرت أم سليم ععركة )‪ (3‬فأدبدمته )‪ ،(4‬ثم‬ ‫بذلك الخبز‪ ،‬فأمر به رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم فدفع ر‬
‫ت‪ ،‬وأدع د‬
‫قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم فيه ما شاء ال أن يقوأل‪ ،‬ثم قال‪ :‬ائذن لعشرة‪ ،‬فأذن لهم‪ ،‬فأكلوأا‬
‫حتى شبعوأا‪ ،‬ثم خرجوأا‪ ،‬ثم قال‪ :‬ائذن لعشرة‪ ،‬فأذن لهم‪ ،‬فأكلوأا حتى شبعوأا‪ ،‬ثم خرجوأا‪ ،‬ثم قال‪ :‬ائذن‬
‫لعشرة‪ ،‬فأذن لهم‪ ،‬فأكلوأا حتى شبعوأا‪ ،‬ثم خرجوأا‪ ،‬ثم قال‪ :‬ائذن لعشرة‪ ،‬فأكل القوأم كلهم حتى شبعوأا‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ل(‬
‫وأالقوأم سبعوأن أوأ ثمانوأن رج ل‬
‫الثانية‪ :‬في غزوأة الخندق‪:‬‬
‫أخرج المام البخاري بسنده عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه قال‪) :‬لما حفر الخندق رأيت بالنبي‬
‫إلى امرأتي‪ ،‬فقلت‪ :‬هل عندك شيء ؟ فإني رأيت‬ ‫)‪(7‬‬
‫شديدلا‪ ،‬فانكفيت‬ ‫)‪(6‬‬
‫صلى ال عليه وأسلم خمصال‬

‫‪ ()1‬أم سليم زوأج أبي طلحة زيد بن سهل النصاري وأالدة أنس بن مالك رضي ال عنهم انظر فتح الباري ‪.6/729‬‬

‫‪ ()2‬المراد لفت بعضه على رأسي وأبعضه على إبطي‪.‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪.6/730‬‬

‫‪ ()3‬الععركة‪ :‬إناء من جلد مستدير يجعل فيه السمن غالبلا‪ ،‬وأالعسل‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.3/284‬‬

‫‪ ()4‬أي صيرت ما خرج من العكة إداملا‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.1/31‬‬

‫‪ ()5‬أخرجه البخاري من طريق مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أنس في كتاب المناقب ‪ 25/3578‬وأفي كتاب اليمان ‪ 22/6688‬وأمسلم في كتاب‬

‫الشربه ‪ 143 ،20/142‬وأالترمذي في كتاب المناقب ‪ 6/3630‬وأالبيهقي في الدلئل ‪ ،92-6/88‬وأأبوأ نعيم في الدلئل ‪.354-353‬‬

‫‪ ()6‬الخمص‪ :‬الجوأع الشديد‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.2/80‬‬

‫‪ ()7‬انكفيت‪ :‬أي انقلبت وأذهبت‪ ،‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪.7/507‬‬


‫رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم خمصال شديدلا‪ ،‬فأخرجت إلي جرابال فيه صاع من شعير‪ ،‬وألنا بهيمة‬
‫ثم وأليت إلى رسوأل ال‬ ‫)‪(1‬‬
‫داجن‪ ،‬فذبحتها وأطحنت الشعير‪ ،‬ففرغت إلى فراغي‪ ،‬وأقطعتها في برمتها‬
‫صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬ل تفضحيني برسوأل ال صلى ال عليه وأسلم وأبمن معه‪ ،‬فجئته‬
‫فساررته‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫يا رسوأل ال ذبحنا بهيمة لنا‪ ،‬وأطحنا صاعال من شعير كان عندنا‪ ،‬فتعال أنت وأنفر معك‪ ،‬فصاحا‬
‫فحي هل بكم‪ ،‬فقال رسوأل ال صلى ال عليه‬ ‫النبي‪ :‬يا أهل الخندق‪ ،‬إن جاب الر قد صنع سوأ الر‬
‫)‪(2‬‬

‫وأسلم‪ :‬ل تعبنلزلدرن عبرمتكم‪ ،‬وأل تخعببزن عجينكم حتى أجيء‪ ،‬فجئت وأجاء رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫ت الذي قللت‪ ،‬فأخرج ب‬
‫ت له عجينال‬ ‫ت‪ :‬قد فعل ع‬
‫ت امرأتي‪ ،‬فقالت‪ :‬بك وأبك‪ ،‬فقل ب‬‫ديبقعدم الناس‪ ،‬حتى جئ ع‬
‫فبصق فيه وأبارك‪ ،‬ثم دعلمدد إلى برمتنا فبصق وأبارك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ادفع خابزة فلتخبز معي‪ ،‬وأاقدحي من‬
‫برمتكم وأل تنزلوأها ‪ -‬وأهم ألف ‪ -‬فأقسم بال لقد أكلوأا حتى تركوأه وأانحرفوأا إوأان برمتنا لتغط كما هي‬
‫)‪(3‬‬
‫إوأان عجيننا ليخبز كما هوأ‪(.‬‬
‫وأقد بين الباقلني رحمه ال وأجه إفادة العلم وأالقطع من الخبار الوأاردة في أمهات المعجزات‬
‫الحسيه أحسن بيان فقال‪:‬‬
‫)وأأما سبيل العلم بأعلمه عليه السلم فهوأ النظر وأالستدلل ل الضطرار‪ .‬وأالدليل على ذلك‪ ،‬أنا‬
‫نعلم ضروأرة‪ :‬أن هذه العلم قد نقلت عن النبي صلى ال عليه وأسلم في جميع أعصار‬
‫المسلمين‪ ،‬وأأن المة لم تخل قط في زمن من الزمان من نالقلة لهذه العلم‪ ،‬وأأنها قد أذيعت في‬
‫الصدر الوأل وأروأيت من حيث ديسمع روأايتها مشاهدوأ النبي صلى ال عليه وأسلم وأمعاصروأه‪ ،‬وأأن‬
‫صر عددهم عن عدد أهل التوأاتر ‪ -‬وأكانوأا آحادال ‪ -‬فإن كل ناقل منهم أضاف ما‬
‫الناقلة لها إوأان قد ع‬
‫نقله للنبي صلى ال عليه وأسلم من هذه العلم إلى مشهد مشهوأد وأموأقف معروأف وأغزاة قد حضر‬
‫أهلها السامعوأن لنقلهم فلم ينكروأا عليهم‪ ،‬وأل ردوأا نقلهم‪ ،‬وأل ظهر منهم تهمة للنقلة‪ ،‬ل عند سماع‬
‫خبرهم وأل بعد ذلك‪.‬‬
‫وأقد علم بمستقر العادة إمساك مثل ذلك العدد الكثير عن إنكار كذب يدعى عليهم وأيضاف إلى‬
‫سماعهم وأمشاهدتهم‪ ،‬مع ما هم عليه من نزاهة النفس‪ ،‬وأكبر الهمم‪ ،‬وأالتديلن بتحريم الكذب‪ ،‬فلوأ‬
‫كانوأا عالمين بكذب ما ادعاه النقلة عليهم لسارع جميعهم أوأ الجمهوأر منهم إلى إنكاره وأتبكيت قائله‪.‬‬

‫‪ ()1‬البرمة‪ :‬اللقدر مطلقلا‪ ،‬وأهي الصل متخذة من حجر معروأف باليمن وأالحجاز‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.1/121‬‬

‫‪ ()2‬السوأر‪ :‬طعام يدعى إليه الناس‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.2/420‬‬

‫‪ ()3‬أخرجه المام البخاري في كتاب المغازي ‪ 30/4102‬من طريق حنطلة بن أبي سفيان عن سعيد بن ميناء عن جابر‪ ،‬وأالمام مسلم في كتاب الشربة ‪20/141‬‬

‫وأالبيهقي في الدلئل ‪ 3/426‬وأأخرجه البخاري في كتاب المغازي ‪ 30/4101‬من طريق عبد الوأاحد بن أيمن‪ ،‬عن أبيه أيمن الحبشي‪ ،‬عن جابر وأالبيهقي في الدلئل‬

‫‪ ،3/425‬وأأبوأ نعيم ‪.358‬‬


‫كما أنه لوأ ادعى مدع بحضرة أهل بغداد أوأ محلة من محالها أنه رأى مالم يروأه لم يلبثوأا أن يردوأا‬
‫قوأله وأيعلموأا‬
‫الناس بطلن ما ادعاه عليهم‪.‬‬
‫هذا ثابت في مستقر العادة‪ ،‬كما أنه يستحيل في موأضوأع العادة على نقلة السير وأالخبار وأالوأقائع‬
‫الكذب فيما نقلوأه‪ ،‬إوأاذا كان ذلك كذلك دل إمساك الصحابة رضوأان ال عليهم عن تكذيب ما نقله من‬
‫هذه العلم على صدق ما أضيف إليهم‪ ،‬وأقام إمساكهم عن إنكار ذلك مقام نقلهم لمثل ما نقله‬
‫الحاد‪ ،‬وأقوألـهم‪ :‬قد صدقوأا فيما نقلوأه وأقد شاهدنا مثل الذي شاهدوأه‪.‬‬
‫وأهذه دللة ظاهرة‪ ،‬وأحجة قاهرة على صحة نقل هذه العلم وأصدق روأاتها إوأان قصروأا عن حد أهل‬
‫)‪(1‬‬
‫التوأاتر(‬
‫وأقد صرحا عدد من العلماء الكابر بسلوأك هذا المسلك في إثبات بعض المعجزات المنقوألة بنقل‬
‫)‪(5‬‬
‫وأابن حجر‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأالنوأوأي‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأالبيهقي‬ ‫)‪(2‬‬
‫الحاد‪ .‬منهم القاضي عياض‬
‫وأممن أثبت هذه المعجزات من المتكلمين‪:‬‬
‫)‪(10‬‬
‫وأالعضد اليجي‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأالمدي‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأالغزالي‬ ‫)‪(7‬‬
‫إوأامام الحرمين‬ ‫)‪(6‬‬
‫الستاذ أبوأ منصوأر البغدادي‬
‫)‪(13‬‬
‫وأالباجوأري‬ ‫)‪(12‬‬
‫وأالجلل الدوأاني‬ ‫)‪(11‬‬
‫وأالتفتازاني‬
‫وأهوأ الذي أراه ثابتال مقطوأعال به فإنا نجد بالضروأرة من أنفسنا إثبات هذه المعجزات‪ - .‬وأال أعلم ‪-‬‬

‫‪ ()1‬وأقد أطال المام الباقلني في ذكر الشبه التي يمكن أن يوأردها الخصم على هذا الوأجه الذي تثبت به المعجزات وأأجاد في دفعها‪ ،‬انظر التمهيد ‪ 140-134‬بتصرف‬

‫يسير‪.‬‬

‫‪ ()2‬الشفا ‪.1/497‬‬

‫‪ ()3‬الدلئل ‪.1/32‬‬

‫‪ ()4‬شرحا صحيح مسلم ‪.4/725‬‬

‫‪ ()5‬فتح الباري ‪.6/725‬‬

‫‪ ()6‬أصوأل الدين ‪.182‬‬

‫‪ ()7‬الرشاد ‪.354‬‬

‫‪ ()8‬القتصاد ‪.131‬‬

‫‪ ()9‬غاية المرام ‪.375‬‬

‫‪ ()10‬الموأاقف ‪.359‬‬

‫‪ ()11‬شرحا المقاصد ‪.5/11‬‬

‫‪ ()12‬شرحا العقائد العضديه ‪.2/276‬‬

‫‪ ()13‬شرحا جوأهرة التوأحيد ‪.314-313‬‬


‫‪$‬الفصل الثالث‪ :‬الحتجاج بخير الحاد في السمعيات‬

‫المبحث الول‪ :‬في أشراط الساعة الكبرى‬


‫المبحث الول‪ :‬في أشراط الساعة الكبرى‬
‫تحدث رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم عما يكوأن بين يدي الساعة من أحداث كبرى وأأحداث صغرى‪،‬‬
‫منها ما وأقع‪ ،‬وأمنها ما لم يقع بعد‪.‬‬
‫وأمن أهم هذه الحداث تلك التي تكوأن مقدمة إوأايذانال لتغيير النظام الكوأني وأالسنن الكوأنية‪ ،‬وأالتي‬
‫تعرف بأشراط الساعة الكبرى‪ ،‬وأاقتصر المتكلموأن على ذكرها في العقائد لن من هذه الشراط ما‬
‫ثبت أصله بالخبار المتوأاترة وأمنها ما ثبت أصله بالحاد وأوأافق أصلل في القرآن الكريم فاستفاد‬
‫القطع من هذه الموأافقة‪.‬‬
‫وأجاء في الخبار تحديد هذه الشراط الكبرى بعشرة أشراط‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن حذيفة بن عأسيد الغفاري رضي ال عنه قال‪) :‬اطلع رسوأل ال صلى ال‬
‫عليه وأسلم علينا وأنحن نتذاكر‪ ،‬فقال‪ :‬ما تذاكروأن ؟ قلنا‪ :‬نذكر الساعة‪ ،‬قال‪) :‬إنها لن تقوأم حتى تروأا‬
‫قبلها عشر آيات‪ ،‬فذكر الدخان‪ ،‬وأالدجال‪ ،‬وأالدابة‪ ،‬وأطلوأع الشمس من مغربها‪ ،‬وأنزوأل عيسى مريم‪،‬‬
‫وأيأجوأج وأمأجوأج‪ ،‬وأثلثة خسوأف‪ ،‬خسف بالمشرق وأخسف بالمغرب وأخسف بجزيرة العرب‪ ،‬وأآخر‬
‫)‪(1‬‬
‫ذلك نار تطرد الناس إلى المحشر(‬
‫وأيحتاج إلى تفصيل في هذه الشراط ليتبين لنا ما فيها من احتجاج بخبر الحاد‪.‬‬
‫الدخان‬
‫أصل الدخان الذي هوأ شرط من أشراط الساعة دل عليه ظاهر قوأله تعالى‪) :‬فارتقب يوأم تأت‪.‬‬
‫وأشهدت‬ ‫)‪(2‬‬
‫السماء بدخان مبين‪ ،‬يغشى الناس هذا عذاب أليم * ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنوأن(‬
‫له بضعة أحاديث‪ ،‬فحصل من مجموأعها وأموأافقتها للية الكريمة ارتفاع الظن في ثبوأت الحاديث‬
‫)‪(3‬‬
‫الشريفة‪ ،‬وأارتفاع الظن عن دللة الية الكريمة على الدخان الذي هوأ شرط من أشراط الساعة‪.‬‬

‫‪ ()1‬كتاب الفتن وأأشراط الساعة ‪ ،13/2901‬من طرق عن أبي الطفيل الكناني‪ ،‬عن حذيفة الغفاري رضي ال عنه‪ ،‬وأأخرجه أبوأ داوأد في كتاب الملحم ‪،12/4311‬‬

‫وأالترمذي في كتاب الفتن ‪ ،21/2183‬وأابن ماجة في كتاب الفتن ‪28/4055 ،25/4041‬وأابن مندة في اليمان ‪ 1003 ،1002 ،100/1001‬وأالنسائي في الكبرى كما في‬

‫تحفة الشراف ‪ 3/918‬وأله شاهد من حديث وأاثلة بن السقع رضي ال عنه‪.‬أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوأائد‪ ،‬الهيثمي ‪.7/186‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة الدخان ‪.12-10‬‬

‫‪ ()3‬دللة الية الكريمة على الدخان المرتقب في أشراط الساعة دلله ظنية محتمله‪ ،‬وألذلك اختلف السلف في تفسيرها‪.‬فأخرج البخاري في كتاب تفسير سوأرة الدخان‬

‫‪ 4824-1/4820‬عن عبد ال بن مسعوأد أنه قال‪) :‬إنما كان هذا لن قريشال لما استعصوأا على النبي صلى ال عليه وأسلم دعا عليهم بسنين كسني يوأسف‪ ،‬فأصابهم قحط‬

‫وأجهد حتى أكلوأا العظام‪ ،‬فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وأبينها كهيئة الدخان من الجهد‪ ،‬فأنزل ال عز وأجل )فارتقب يوأم تأت السماء بدخان مبين يغشى الناس‬

‫هذا عذاب أليم( قال‪ :‬فأتي رسوأل ال‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا رسوأل ال‪ ،‬استسق ال لمضر فإنها قد هلكت‪ ،‬قال‪ :‬لمضر ؟إنك لجريء‪ ،‬فاستسقى‪ ،‬فسقوأا‪ ،‬فنزلت )إنكم عائدوأن( فلما‬

‫أصابتهم الرفاهية عادوأا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية‪ ،‬فأنزل ال عز وأجل‪) :‬يوأم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقموأن( قال‪ :‬يعني يوأم بدر(‪ .‬وأقال ابن كثير في تفسيره‬

‫‪) :4/139‬وأقد وأافق ابن مسعوأد رضي ال عنه على تفسير الية بهذا جماعة من السلف كمجاهد وأأبي العالية إوأابراهيم النخعي‪ .....‬وأقال آخروأن لم يمض الدخان بعد‪ ،‬بل‬
‫وأمن الخبار التي ذكر فيها الدخان الحاديث التية‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬حديث حذيفة بن عأسيد الغفاري رضي ال عنه ‪ -‬وأقد سبق ‪-‬‬
‫الثاني‪ :‬أخرج المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وأسلم أنه‬
‫قال‪:‬‬
‫)بادروأا بالعمال ستلا‪ :‬الدجال‪ ،‬وأالدخان‪ ،‬وأدابة الرض‪ ،‬وأطلوأع الشمس من مغربها وأأمر العامة‬
‫وأعخوأيصة أحدكم (‬ ‫)‪(2) (1‬‬
‫دب د‬
‫الثالث‪ :‬أخرج المام الطبري في تفسيره بسند صحيح )‪ (3‬عن عبد ال بن عباس أنه فسر الدخان‬
‫)‪(4‬‬
‫الوأارد في الية الكريمة بالدخان المرتقب يوأم القيامة‪.‬‬
‫وأأخرجه ابن أبي حاتم بسند قال فيه ابن كثير‪) :‬هذا إسناد صحيح إلى ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫حبر المة وأترجمان القرآن‪ ،‬وأهكذا قوأل من وأافقه من الصحابة وأالتابعين رضي ال عنهم مع‬
‫الحاديث المرفوأعة من الصحاحا وأالحسان‪ ،‬مما فيه مقنع وأدللة ظاهرة على أن الدخان من اليات‬
‫)‪(5‬‬
‫المنتظرة‪ ،‬مع أنه ظاهر القرآن(‬
‫في الدجال الكبر‬
‫آخرهم الدجال الكبر الذي يعتبر‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأرد في السنة الشريفة الشارة إلى خروأج قريب من ثلثين دجالل‬
‫ظهوأره من علمات الساعة الكبرى‪.‬‬
‫وأخروأج هذا الدجال الكبر ثابت بالقدر المشترك بين أخبافر عذكر فيها صفته‪ ،‬وأأخبافر عذكر فيها لع د‬
‫ظدم‬
‫فتنته وأأخبافر عذكر فيها ما يجري على يديه من خوأارق العادات‪ ،‬وأأخبافر عذكر فيها قتله على يدي‬
‫المسيح الدجال‪ .‬وأيحصل من مجموأع هذه الخبار توأاتر القدر المشترك بينها وأهوأ أن خروأج الدجال‬

‫هوأ من أمارات الساعة‪ ،‬كما تقدم من حديث أبي سريحة ‪ -‬حذيفة بن عأسيد الغفاري رضي ال عنه‪.(...‬‬

‫‪ ()1‬أمر العامة‪ :‬يراد به يوأم القيامة‪ .‬وأالخوأيصة‪ :‬تصغير خاصة وأيراد بها الموأت‪.‬نقله النوأوأي في شرحه على مسلم ‪ 5/808‬عن قتادة بن دعامة السدوأسي‪.‬وأانظر النهاية‬

‫في غريب الحديث‪ ،‬ابن الثير‪.2/37 .‬‬

‫‪ ()2‬في كتاب الفتن وأأشراط الساعة من طريقين عن قتادة عن الحسن البصري عن زياد بن رياحا عنه ‪25/129‬وأمن طريق العلء بن عبد الرحمن بن يعقوأب عن أبيه عن‬

‫أبي هريرة ‪ 128 /25‬وأأحمد في المسند ‪2/324‬وأابن مندة في اليمان ‪.1011-1007‬‬

‫‪ ()3‬صححه ابن كثير في تفسيره ‪.4/154‬‬

‫‪ ()4‬تفسير الطبري ‪.25/113‬‬

‫‪ (5) ()5‬انظر تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ابن كثير ‪145- 4/144‬‬

‫‪ ()6‬أخرجه المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وأسلم قال‪) :‬ل تقوأم الساعة حتى يبعث دجالوأن كذابوأن‪ ،‬قريب من ثلثين‪ ،‬كلهم يزعم‬

‫أنه رسوأل ال( في كتاب الفتن ‪ /18‬بعد ‪ ،2932‬وأأخرجه البخاري في كتاب الفتن ‪25/7121‬وأأخرجه أبوأ يعلي في مسنده )‪ (5945‬وأانظر تخريجه موأسعال في حاشية مسند‬

‫أبي يعلى ‪.10/350‬‬


‫)‪(1‬‬
‫الكبر علمة من علمات الساعة‪.‬‬
‫أما آحاد هذه الخبار وأما جاء فيها من تفصيل سيرته فتحتاج إلى تفصيل‪:‬‬
‫ل‪ :‬ما جاء في صفاته الخلقية‪:‬‬
‫أوأ ل‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن النوأاس بن بن سمعان رضي ال عنه قال‪):‬ذكر رسوأل ال صلى ال‬
‫عليه وأسلم الدجال ذات غداة فخرفض فيه وأررفع‪ (2)،‬حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف‬
‫ذلك فينا‪ ،‬فقال‪):‬ما شأنكم؟ قلنا‪ :‬يا رسوأل ال ذكرت الدجال غداة‪ ،‬فخفضت فيه وأرفعت حتى ظنناه‬
‫في طائفة النخل‪ .‬فقال‪ :‬غيعر الدجال أخوأفني عليكم‪ ،‬إبن يخرج وأأنا فيكم‪ ،‬فأنا حجيجه دوأنكم‪ ،‬إوأان‬
‫يخرج وألست فيكم‪ ،‬فامرؤ حجيج نفسه‪ ،‬وأال خليفتي على كل مسلم‪ .‬إنه شاب قطط)‪ (3‬عينه طافئة‪،‬‬
‫ر )‪(4‬‬
‫كأني أشسبهه بعبد العزى بن قطن‪ ،‬فمن أدركه منكم فليق أر عليه فوأاتح سوأرة الكهف‪ ،‬إنه خارج دخلةل‬
‫بين الشام وأالعراق‪ ،‬فعاث يمينلا‪ ،‬وأعاث شمالل)‪ (5‬يا عباد ال فاثبتوأا‪ ،‬قلنا يا رسوأل ال‪ :‬وأما لبثه في‬
‫الرض؟ قال‪ :‬أربعوأن يوأملا‪ ،‬يوأم كسنة‪ ،‬وأيوأم كشهر‪ ،‬وأيوأم كجمعه‪ ،‬وأسائر أيامه كأيامكم‪ ،‬قلنا يا‬
‫رسوأل ال‪ ،‬وأما إسراعه في الرض؟ قال‪:‬كالغيث استدبرته الريح‪ ،‬فيأتي على القوأم فيدعوأهم‪ ،‬فيؤمنوأن‬
‫ض فتنبت‪ ،‬فتروأحا عليهم سارحتهم أطوأل ما كانت عذ الر‬
‫به‪ ،‬وأيستجيبوأن له‪ ،‬فيـأمر السماء فتمطر‪ ،‬وأالر د‬
‫)‪(8‬‬
‫وأأسبغه ضروأعال)‪ (7‬وأأمده خوأاصر‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫ثم يأتي القوأدم فيدعوأهم‪ ،‬فيردوأن عليه قوأله فينصرف عنهم‪ ،‬فيصبحوأن عمبملحلين ليس بأيديهم شيء من‬
‫ثم يدعوأ رجلل‬ ‫أموأالهم‪ ،‬وأيمر بالدخردبة فيقوأل لها‪ :‬أخرجي كنوأزك‪ ،‬فتتبعه كنوأزها كيعاسيب النحل‬
‫)‪(9‬‬

‫‪ ()1‬نص على توأاتر القدر المشترك بين أخبار الدجال الحافظ الكتاني في نظم المتناثر ‪ 240‬وأصنف الشوأكاني فيه كتابال فسماه )التوأضيح فيما توأاتر في المنتظر وأالدجال‬

‫وأالمسيح( انظر التصريح بما توأاتر في نزوأل المسيح‪ ،‬محمد أنوأر شاه الكشميري ‪ .55‬تحقيق عبد الفتاحا أبوأ غدة‪ ،‬طبعة القاهرة ‪1982‬م‪ .‬وأعقد البخاري في كتاب الفتن من‬

‫صحيحة بابال في ذكر الدجال ذكر فيه ثلثة عشر حديثال )‪ (7134-7122‬بالضافه إلى أحاديث أخرى مذكوأرة في غير هذا الباب‪ ،‬وأعقد المام مسلم في كتاب الفتن من‬

‫صحيحه أبوأابال في الدجال وأصفته‪ ،‬وأما معه‪ ،‬وأمكثه في الرض‪ ،‬تزيد فيه على ثلثين حديثال )‪ (2947-2932‬وأقد جمع الحافظ ابن كثير في كتاب النهاية في الفتن شيئال‬

‫كثي الر مما تناثر في كتب السنة من أخبار الدجال‪ ،‬انظر النهاية في الفتن وأالملحم‪ ،‬تحقيق محمد أحمد عبد العزيز‪ ،‬طبعة دار الجيل‪-‬بيروأت‪.181-1/103-‬‬

‫‪ ()2‬فخرفض فيه وأررفع‪ :‬المراد ما يفعله الخطيب من رفع الصوأت وأخفضه انظر شرحا النوأوأي ‪.5/785‬‬

‫ط‪ :‬شديد الجعوأدة‪ ،‬انظر النهاية لبن الثير ‪ ،4/81‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/786‬‬
‫طد‬‫‪ () 3‬ق د‬

‫‪ ()4‬دخلرهد بين الشام وأالعراق‪ :‬في طريق بينهما‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ .2/73‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/786‬‬

‫‪ ()5‬العيث‪ :‬أشد الفساد‪ ،‬وأالسراع فيه‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ .3/327‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/786‬‬

‫‪ ()6‬المراد ترجع ماشيتهم آخر النهار مرتفعال أعلى سنامها‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.2/159‬‬

‫‪ ()7‬المراد‪ :‬طوأل الضرع من كثرة اللبن فيه‪ .‬انظر شرحا النوأوأي ‪.5/787‬‬

‫‪ ()8‬المراد‪ :‬ابمتلء الخاصرة من الشبع‪ .‬انظر المرجع السابق ‪.5/787‬‬

‫‪ ()9‬اليعسوأب‪ :‬فحل النحل‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ ،3/234‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/787‬‬
‫ثم يدعوأه فيقبل وأيتهلل وأجهه‪ ،‬يضحك‬ ‫)‪(1‬‬
‫ممتدلئال شبابال فيضربه بالسيف‪ ،‬فيقطعه جزلتين رمية الغرض‬
‫فبينما هوأ كذلك‪ ،‬إذ بعث ال المسيح ابن مريم‪ ،‬فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق‪ ،‬بين‬
‫طر‪ ،‬إوأاذا رفعه تحدر منه جمان‬
‫دمبهعروأدتين وأاضعال كفيه على أجنحة ملكين‪ ،‬إذا طأطأ رأسه قد د‬
‫)‪(2‬‬

‫كاللؤلؤ فل يحل لكافر يجدر ريح دنفدلسه إل مات‪ ،‬وأدندفسه ينتهي حين ينتهي د‬
‫طبرفه‪ ،‬فيطلبه حتى‬ ‫)‪(3‬‬

‫يدركه بباب لعرد )‪ (4‬فيقتله‪ ،‬ثم يأتي عيسى ابلن مريم قوألم قد عصمهم ال منه‪ ،‬فيمسح على وأجوأههم‬
‫وأيحدثهم بدرجاتهم في الجنة‪ ،‬فبينما هوأ كذلك إذ أوأحى ال إلى عيسى‪ :‬إني قد أخرجت عبادال لي‪ ،‬ل‬
‫لحد بقتالهم‪ ،‬دفحسرز عبادي إلى الطوأر‪ (6)،‬وأيبعث ال يأجوأج وأمأجوأج وأهم من كل حدب‬ ‫)‪(5‬‬
‫يدالن‬
‫ينسلوأن‪ (7)،‬فيمر أوأائلهم على بحيرة طبرية فيشربوأن ما فيها‪ ،‬وأيمر آخرهم‪ ،‬فيقوألوأن‪ :‬لقد كان بهذه مرة‬
‫ماء‪ ،‬وأيحضر نبي ال عيسى وأأصحابه حتى يكوأن رأس الثوأر لحدهم خي الر من مائة دينار لحدكم‬
‫اليوأم‪ ،‬فيرغب نبي ال عيسى وأأصحابه‪ (8)،‬فيرسل ال عليهم الرندغف )‪.(9‬في رقابهم‪ ،‬فيصبحوأن‬
‫س وأاحدة‪ ،‬ثم يهبط نبي ال عيسى وأأصحابه إلى الرض فل يجدوأن في الرض‬ ‫فرسى)‪ (10‬كموألت نف ف‬
‫موأضدع شبر إل مله دزدهعمهم )‪ (11‬وأنتنهم‪ ،‬فيرغب نبي ال عيسى وأأصحابه إلى ال‪ ،‬فيرسل ال طي الر‬
‫كأعناق البخت )‪ (12‬فتحملهم‪ ،‬فتطرحهم حيث شاء ال‪ ،‬ثم يرسل ال مط الر ل ديعكرن منه بيت مدفر وأل‬
‫ثم يقال للرض‪ :‬أنبتي ثمرتك ؛ردي بركتك‪ ،‬فيوأمئذ‬ ‫)‪(14‬‬
‫فيغسل الرض حتى يتركها كالدزلدفدهد‬
‫)‪(13‬‬
‫وأبر‪،‬‬

‫‪ ()1‬الجزلتين‪ :‬القطعتين‪ ،‬وأالغرض‪ :‬الهدف‪ .‬وأالمراد أنه يضربه ضربتين فيقطعه قطعتين وأيكوأن عببعد ما بين القطعتين بقدر رمية السهم إلى الهدف‪ .‬نظر النهاية‪ ،‬ابن الثير‬

‫‪ 3/360‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/788‬‬

‫‪ ()2‬بين مهروأدتين‪ :‬أي لبس ثوأبين مصبوأغين بزعفران‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ 5/258‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/788‬‬

‫‪ ()3‬الجمان‪ :‬حب يتخذ من الفضة على هيئة اللؤلؤ‪ ،‬انظر النهاية ابن الثير ‪ ،5/301‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/788‬‬

‫‪ ()4‬باب لعرد‪ :‬قرية قريبة من بيت المقدس‪ ،‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ 4/245‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/789‬‬

‫‪ ()5‬أي ل قدرة وأل طاقة‪ ،‬انظر‪ :‬شرحا النوأوأي على مسلم ‪.5/789‬‬

‫‪ ()6‬لحررزهم إلى الطوأر‪ :‬أي ضمهم إلى جبل الطوأر وأاجعله حر الز وأحفظال لهم‪ ،‬انظر النهاية ‪ 1/366‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/789‬‬

‫‪ ()7‬المراد‪ :‬يظهروأن من غليظ الرض وأمرتفعها‪ ،‬انظر المفردات‪ ،‬الراغب ‪ ،110‬وأالنهاية ‪ 1/349‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/789‬‬

‫‪ ()8‬المراد‪ :‬يرغبوأن إلى ال وأيدعوأن‪ .‬انظر النهاية ابن الثير ‪ .2/237‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/760‬‬

‫‪ (10) ()9‬الدندغفف‪ :‬دوأد يكوأن في أنوأف البل وأالغنم‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ .5/87‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/789‬‬

‫‪ ()10‬فرسى‪ :‬أي قتلى عمبفدترسين‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ .3/428‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/789‬‬

‫‪ ()11‬الدزدهم‪ :‬رائحة الجيفة‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ .2/323‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/790‬‬

‫‪ ()12‬العببخت‪ :‬جمال طوأيلة العناق‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.1/101‬‬

‫‪ ()13‬ل ديعكرن‪ :‬ل يمنع من نزوأل الماء بيت مصنوأع من المدر ‪ -‬وأهوأ الطين الصلب‪ ،‬وأل بيت من وأبر البل‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ .5/145‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/790‬‬

‫‪ ()14‬الدزلددفة‪ :‬المرآة‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.2/3309‬‬


‫تأكل العصابة من الرمانة‪ ،‬وأيستظلوأن يقدبحلفها)‪ (1‬وأيبارك في الرربسل‪(2).‬حتى أن السلقحة)‪ (3‬من البل‬
‫لتكفي الفئام من الناس‪ ،‬وأاللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس‪ ،‬وأاللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من‬
‫الناس‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ بعث ال ريحال طيبة‪ ،‬فتأخذهم تحت آباطهم‪ ،‬فتقبض روأحا كل مؤمن وأكل‬
‫مسلم‪،‬وأيبقى شرار الناس يتهارجوأن فيها دتهاعرج)‪ (4‬العحعمر)‪ (5‬فعليهم تقوأم الساعة(‬
‫)‪(6‬‬

‫وأفي هذا الحديث تفاصيل ينبغي الوأقوأف عليها‪ ،‬لن بعض المعاصرين أنكروأا جملة الخبار التي‬
‫تحدث عن الدجال بدعوأى التعارض وأالضطراب‪.‬‬
‫ل‪ :‬صفة الدجال الخلقية‬
‫أوأ ل‬
‫جاء في الحديث وأصف الدجال بأنه شاب شديد جعوأدة الشعر عينه طافئة‪،‬وأفي بعض النسخ)عينه‬
‫عنبة طافئة()‪(7‬وأالمراد تشبيه عينه بالحبة من العنب التي خرجت عن حد نبتة أخوأاتها‪،‬فظهرت من‬
‫)‪(8‬‬
‫بينها وأارتفعت‬
‫وأفي حديث ابن عمر عند الشيخين أنه أعوأر العين اليمنى )‪(9‬وأفي حديث حذيفة بن اليمان عند مسلم‬
‫)‪(10‬‬
‫أنه أعوأر العين اليسرى‪.‬‬
‫وأقد جعل الدكتوأر فتحي عيد يحيى وأعز الدين بليق تعارض ظاهر الروأايتين ذريعة لرد جميع ما‬
‫وأرد في أحاديث الدجال‪.‬‬
‫يقوأل الدكتوأر فتحي‪) :‬الحاديث على ظاهرها مشتملة على بعض المتعارضات‪ ،‬فبعضها يصف‬
‫الدجال أنه أعوأر العين اليمنى‪ .‬وأأخرى تصفه بأنه أعوأر العين اليسرى‪...‬وأذلك التعارض ل يقبل‬
‫)‪(11‬‬
‫التأوأيل أوأ التوأفيق(‬

‫‪ ()1‬قال ابن الثير‪) :‬أراد قشرها‪ ،‬تشبيهال بقحف الرأس‪ ،‬وأهوأ الذي فوأق الدماغ(‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.4/17‬‬

‫‪ ()2‬الدربسل‪ :‬اللبن‪ ،‬انظر النهاية ‪.2/222‬‬

‫‪ ()3‬اللقحة‪ :‬الناقه القريبة العهد بالنتاج‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.4/262‬‬

‫‪ ()4‬أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس‪ ،‬كما تفعل البهائم‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ 5/527‬وأشرحا النوأوأي ‪.5/791‬‬

‫‪ ()5‬العحعمر‪ :‬جمع حمار‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.1/439‬‬

‫‪ ()6‬أخرجه المام مسلم في كتاب الفتن ‪ .20/2937‬وأأبوأ داوأد في كتاب الملحم ‪ 14/4321‬وأالترمذي في كتاب الفتن ‪ 59/2240‬وأابن ماجة في كتاب الفتن ‪33/4075‬‬

‫وأالبغوأي في شرحا السنة في باب الدجال لعنه ال )‪.(4261‬‬

‫‪ ()7‬انظر شرحا النوأوأي ‪.5/7860‬‬

‫‪ ()8‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.3/130‬‬

‫‪( )9‬‬

‫‪ ()10‬أخرجه المام مسلم في كتاب الفتن ‪.20/2934‬‬

‫‪ ()11‬أشراط الساعة وأنظرية آخر الزمان رؤية جديده في ضوأء الكتاب وأالسنة فتحي عيد يحيى ‪72‬لم يذكر مكان الطبع وألسنته‬
‫وأقال‪) :‬وأالرأي عندي أن الحاديث لكوأنها من طريق الحاد وأصحيحة السناد‪ ،‬فإنها ل تحمل حقيقة‬
‫)‪(1‬‬
‫توأاجد الدجال بتلك الصوأرة التي وأردت فيها‪ ،‬لن ذلك من المسائل الغيبية التي تمس العقيدة(‬
‫وأيقوأل عز الدين بليق‪) :‬أحاديث المسيح الدجال أحاديث كثيرة متناقضة()‪ (2‬وأذكر أمثلة على‬
‫التناقض منها قوأله‪) :‬هل هوأ أعوأر العين اليسرى كما في حديث حذيفة أم أنه أعوأر العين اليمنى ‪-‬‬
‫)‪(3‬‬
‫كما في حديث ابن عمر ؟(‬
‫وأهكذا يعتمد البعض في إنكار ما تناقله المسلموأن جيلل عن جيل وأتوأاترت به جملة الخبار على‬
‫أمرين‬
‫الوأل‪ :‬دعوأى التعارض في الخبار‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن الخبار الحاديه ل تثبت بها الموأر الغيبية‪.‬‬
‫أما المر الوأل فل نسلم دعوأى التعارض في صفة عيني الدجال وأل أنها لتقبل التأوأيل أوأ التوأفيق‪،‬‬
‫بل تقبله وأتقبل الترجيح‪:‬‬
‫أما التوأفيق‪ :‬فالعوأر في اللغة العيب‬
‫قال الفيروأزآبادي‪) :‬الدعدوأر وأالععروأار ذهاب حس إحدى العينين‪ ،‬وأالعائر كالععروأار كل ما أعل العين‬
‫)‪(4‬‬
‫كالرمد وأالقذى(‬
‫)‪(5‬‬
‫قال النوأوأي‪):‬وأكل عيني الدجال معيبة عوأراء‪ ،‬إحداهما بذهابها‪ ،‬وأالخرى بعيبها(‬
‫وأيمكن الترجيح بدل ضرب الخبار بعضها ببعض‪ ،‬وأهوأ ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر فقال بترجيح‬
‫ما اتفق عليه الشيخان في حديث ابن عمرأن العوأر في عينه اليمنى على روأاية حذيفة رضي ال عنه‬
‫)‪(6‬‬
‫عند المام مسلم‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬مكان خروأجه‪:‬‬
‫يقوأل الدكتوأر فتحي محمد يحيى‪):‬وأمن التعارض اختلف الزمان وأالمكان الذي يخرج منه‪ .‬ففي‬
‫بعض الروأايات أنه يخرج من قبل المشرق على البهام‪ .‬وأفي حديث النوأاس عند مسلم أنه يخرج من‬

‫‪ ()1‬نفسه ‪.71‬‬

‫‪ ()2‬موأازين القرآن وأالسنة للحاديث الصحيحة وأالضعيفة وأالمرفوأعة‪-‬عز الدين بليق‪ .89 -‬طبعة دار الفتح بيروأت ‪.1983‬‬

‫‪ ()3‬نفسه ‪.99‬‬

‫‪ ()4‬انظر القاموأس المحيط )دعدوأدر( ‪ 2/97‬بتصرف يسير‪.‬‬

‫‪ .5/780 ()5‬وأنقله النوأوأي عن القاضي عياض‪ ،1/410 ،‬وأانظر نحوأه في التذكرة في أحوأال الموأتى وأأموأر الخرة‪ ،‬شمس الدين محمد بن أحمد القرطبي)‪ 761‬هـ(تحقيق‬

‫الدكتوأر أحمد حجازي ‪ ،776‬طبعة دار الكتب العلمية‪-‬بيروأت ‪.1982‬‬

‫‪ ()6‬انظر فتح الباري ‪.13/121‬‬


‫)‪(1‬‬
‫خلة بين الشام وأالعراق‪ ...‬وأروأى أحمد وأالحاكم أنه يخرج من خراسان(‬
‫بسند قال‬ ‫)‪(2‬‬
‫أما خروأج الدجال من أصبهان فهوأ عند المام أحمد من حديث عائشة رضي ال عنها‬
‫فيه الهيثمي‪):‬وأرجاله رجال الصحيح غير الحضرمي بن لحق‪ .‬وأهوأ ثقة( )‪(3‬وأعند المام مسلم من‬
‫حديث أنس بن مالك‪ .‬أنه يتبعه من يهوأد أصبهان سبعوأن ألفال)‪ (4‬وأل يفيد خروأجه منها‪ ،‬وأال أعلم‪.‬‬
‫وأفيه أنه‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأابن ماجة‬ ‫)‪(5‬‬
‫أما خروأجه من قبل المشرق ففي حديث أبي بكر الصديق عند الترمذي‬
‫)‪(7‬‬
‫يخرج من أرض بالمشرق‪ ،‬وأيقال لها‪ :‬خراسان‪.‬‬
‫وأل تعارض بين الروأايات جميعها لن أصبهان مدينة في في أرض خراسان‪ .‬وأهي جزء من إيران‪،‬‬
‫وأهي في جهة المشرق بالنسبة لبلد الحجاز‪ ،‬أما روأاية خروأجه من خلة بين الشام وأالعراق‪ ،‬فليس فيها‬
‫تحديد المراد بخروأجه من طريق تصل بين الشام وأالعراق‪ ،‬فيحتمل أن يكوأن المراد خروأجه من طريق‬
‫تمر بين الشام وأالعراق‪ ،‬وأل يبعد أن تكوأن أصبهان مرحلة من مراحل هذه الطريق التي تمتد حتى تمر‬
‫بين الشام وأالعراق‪ ،‬وأبهذا يرتفع التعارض الظاهري بين الخبار ‪ -‬وأال أعلم ‪.-‬‬
‫ثالثلا‪ :‬مدة لبثه في الرض‪:‬‬
‫يقوأل عز الدين بليق‪ :‬بالنسبة للبث الدجال في الرض‪ ،‬في حديث النوأاس بن سمعان يذكر أن يلبث‬
‫أربعين يوأملا‪ ،‬يوأم كسنة وأيوأم كشهر‪ ...‬وأفي حديث النعمان بن سالم )فيمكث أربعين ‪ -‬ل أدري‪،‬‬
‫)‪(8‬‬
‫يوأملا‪ ،‬أوأأربعين شه لرا‪ ،‬أوأ أربعين عاملا(‬
‫)فإن كان مدة لبثه أربعين يوأمال فهل يمكن أن ينجح في دخوأل كل البلد وأالمدن وأالقرى‪ .‬وأينجح في‬
‫)‪(9‬‬
‫سحب سبعين ألفال من يهوأد أصبهان وأحدها‪(....‬‬
‫وأيقوأل‪) :‬وأفي الحديث الذي يقوأل فيه" يوأم كسنة وأيوأم كشهر "‪ ...‬فهل سيقوأم ال سبحانه وأتعالى‬
‫)‪(10‬‬
‫بتغيير دوأران الرض حوأل محوأرها ثلث مرات لينسجم مع هذا الحديث ؟(‬

‫‪ ()1‬أشراط الساعة ‪.91‬‬

‫‪ ()2‬مسند أحمد ‪.6/75‬‬

‫‪ ()3‬مجمع الزوأائد ‪.7/3338‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب الفتن ‪.25/2944‬‬

‫‪ ()5‬في كتاب الفتن ‪.57/2237‬‬

‫‪ ()6‬في كتاب الفتن ‪.32/4072‬‬

‫‪ ()7‬انظر معجم البلدان‪)،‬ياقوأت الحموأي() ‪626‬هـ(‪1/206‬دار صادر‪-‬بيروأت‪1955.‬وأانظر المصدر نفسه ‪.2/350‬‬

‫‪ ()8‬يريد حديث عبد ال بن مسعوأد من طريق النعمان بن سالم‪ ،‬وأهوأ عند مسلم في كتاب الفتن ‪.22/2940‬‬

‫‪ ()9‬أشراط الساعة ‪.101‬‬

‫‪ ()10‬نفسه ‪.99‬‬
‫وأعلى ما سبق من كلمه مؤاخذات عديدة‪.‬‬
‫الوألى‪ :‬أنه ل يظهر أن التعارض بين الروأاية التي ذكر فيها العدد على سبيل التشكيك وأبين الروأاية‬
‫التي جزم فيها بالعدد أربعين‪ .‬لنه شك من الراوأي‪ ،‬ل من رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم حتى يقع‬
‫التعارض‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬استبعاد انتشار الدجال في الرض في تلك المدة ل يضعف الحديث غاية ما فيه أنه يستحيل‬
‫عادلة‪ .‬وأالعقل ل يحيله‪ ،‬وأالعوأائد قابلة للتغيير‪ ،‬فقد كان في الماضي القريب يستحيل عادة أن ينتقل‬
‫الشخص من مكة إلى العراق مثلل في يوأم وأليلة‪ .‬أما اليوأم فيمكن التنقل بينهما في ساعات معدوأدة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬يجوأز في ذكر اليام وأأنوأاعها أن يكوأن مجا الز عن شعوأر الناس ببطء مروأر الوأقت من شدة‬
‫)‪(1‬‬
‫ما يروأن من البلء‬
‫على أنه ل يستحيل عقلل أن يقوأم ال عز وأجل بتغيير دوأران الرض لينسجم مع حديث النبي صلى‬
‫ال عليه وأسلم‪.‬وأمما سبق يتبين لنا أن خروأج الدجال ثابت على سبيل القطع‪ .‬وأأما من أنكر خروأجه‬
‫فإنما اعتمد على ضرب بعض الخبار بعضها ببعض بأقل شبهة تدوأر في الخاطر‪ .‬وأعلى فرض‬
‫وأروأد بعض الخبار المتعارضة تعارضال ليمكن معه جمع وأل تأوأيل فإنما يتوأقف في صحة‬
‫المتعارضين‪ .‬وأيبقى بعد ذلك في أخبار الدجال ما ل يحطها عن مرتبة المتوأاتر المعنوأي ‪ -‬وأال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وأدمدثل المنكرين لخروأج الدجال بدعوأى التعارض في أخباره كمثل قوأم جاءهم منذر بقدوأم جيش جرار‬
‫يتقدمه تسعة فرسان مدججين بالسلحا‪ ،‬ثم أتاهم منذر آخر بقدوأم جيش يتقدمه سبعة فرسان مدججين‬
‫بالسلحا‪ ،‬فقام أحدهم يهوأن عليهم المر وأيقعدهم عن التجهيز للقاء الجيش بدعوأى تناقض الخبار‬
‫وأاضطرابها‪ - .‬وأال أعلم‪.‬‬

‫في نزوأل عيسى عليه السلم‬


‫نزوأل عيسى عليه السلم من السماء الدنيا إلى الرض قبل قيام الساعة ثابت على سبيل القطع‬
‫لتوأاتر القدر المشترك بين أخبار كثيرة تدل على نزوأله عيسى عليه السلم‪.‬‬
‫وأقد جمع الشيخ محمد أنوأر شاه الكشميري كثي الر من هذه الخبار في كتابه التصريح بما توأاتر في‬
‫وأقال الغماري في نزوأله عليه السلم‪):‬يروأيه جمع من الصحابة يزيد عددهم على‬ ‫)‪(2‬‬
‫نزوأل المسيح‬
‫)‪(3‬‬
‫العشرين(‬
‫وأأحصى الكوأثري في أحاديث نزوأله عليه السلم سبعين حديثلا‪ ،‬وأقال‪) :‬أربعوأن منها صحاحا وأحسان‪،‬‬
‫‪ ()1‬انظر‪ :‬الساس في العقائد‪ ،‬سعيد حوأى ‪.2/1033‬‬

‫‪ ()2‬بلغت خمسة وأسبعين حديثلا‪ ،‬ثم ذكر بعدها عددال من الثار وأقال‪) :‬هذه مائة خبر وأخبر من المرفوأع وأالموأقوأف(‪ ،‬انظر التصريح بما توأاتر في نزوأل المسيح ‪.293‬‬

‫‪ ()3‬عقيدة أهل السلم في نزوأل عيسى عليه السلم‪ ،‬أبوأ الفضل عبد ال بن محمد الصديق الغماري الحسني ‪ ،12‬طبعة عالم الكتب بيروأت ‪1986‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫وأالباقي منجبر(‪.‬‬
‫وأتحت هذا الصل الثابت على سبيل التوأاتر المعنوأي أخبار آحاد فيها صفة نزوأله عليه السلم‪،‬‬
‫وأمكان نزوأله‪ ،‬وأأعماله التي يقوأم بها قبل نزوأله‪.‬‬
‫أوألل _ سبق في حديث النوأاس بن سمعان أن عيسى عليه السلم ينزل بين دمبهروأدتين‪،‬وأقال الشيخ‬
‫لوألى في تفسير هذه الجملة أن ذلك إشارة إلى نزوأله على الحال التي رفع عليها إلى‬
‫عبد الفتاحا‪ :‬ا د‬
‫وأسبق أنه ينزل معه ملكان‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫السماء(‬
‫وأقد وأرد في مسند أحمد وأصف الملكين في حديث سفينة موألى رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم وأفيه‪:‬‬
‫)معه ملكان من الملئكة يشبهان نبيين من النبياء‪ ،‬وألوأ شئت سميتهما بأسمائهما وأأسماء آبائهما‪،‬‬
‫وأاحد منها عن يمينه وأالخر عن شماله‪ .(3)(...‬وأقد نص الحافظ ابن كثير على نكارته فقال‪):‬تفرد به‬
‫)‪(4‬‬
‫أحمد‪ ،‬إوأاسناده ل بأس به‪ ،‬وألكن في متنه غرابة وأنكارة(‬
‫ثانيلا‪ :‬ما جاء في مكان نزوأله عليه السلم‪ :‬سبق في حديث النوأاس بن سمعان أنه ينزل عند المنارة‬
‫البيضاء بدمشق‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أعماله التي يقوأم بها‪:‬‬
‫أخرج المام البخاري بسنده من حديث أبي هريرة رضي ال عنه قال‪) :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأيقتل‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأسلم وأالذي نفسي بيده ليوأشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمال مقسطلا‪ ،‬فيكسر الصليب‬
‫)‪(6‬‬
‫الخنزير‬
‫)‪(8‬‬
‫وأيفيض المال حتى ل يقبله أحد(‬ ‫)‪(7‬‬
‫وأيضع الجزية‬
‫وأيقوأم المسيح عليه السلم بقتل الدجال‪ ،‬على ما صحت به الخبار من حديث النوأاس بن سمعان‬
‫وأقد سبق‬

‫‪ ()1‬نظره عابرة في مزاعم من ينكر نزوأل عيسى عليه السلم قبل الخرة‪ ،‬محمد زاهد الكوأثري )‪ 1371‬هـ( ‪ 75‬طبعة دار الجيل‪ ،‬القاهره ‪.1987‬‬

‫‪ ()2‬انظر التصريح بما توأاتر في نزوأل المسيح‪ ،‬الكشميري حاشية ص ‪116‬‬

‫‪5/221 ()3‬‬

‫‪ ()4‬النهاية في الفتن‪.1/139 ،‬‬

‫‪ ()5‬يحتمل أن يكوأن المراد كسر الصليب حقيقة‪،‬وأ يحتمل أن يكوأن المراد إبطال دين النصرانية‪ ،‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪ ،6/608‬وأالتصريح‪ ،‬الكشميري ‪ ،92‬وأالساس في‬

‫العقائد‪ ،‬سعيد حوأى ‪.3/1094‬‬

‫‪ ()6‬المراد أنه يأمر بقتل الخنزير مبالغة في تحريم أكله‪ ،‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪ 4/521‬وأالتصريح الكشميري ‪ .92‬وأالساس في العقائد‪ ،‬سعيد حوأى ‪.3/1094‬‬

‫‪ ()7‬المراد أنه ل يقبلها‪ ،‬وأل يقبل من الكفار إل السلم أوأ القتل‪ .‬انظر‪ :‬شرحا النوأوأي على مسلم ‪ ،1/370‬وأفتح الباري ‪ .6/608‬وأالساس في العقائد سعيد حوأى ‪.3/1094‬‬

‫‪ ()8‬أخرجه البخاري في كتاب البيوأع ‪ ،102/2222‬وأفي كتاب النبياء ‪ ،49/3448‬وأمسلم في كتاب اليمان ‪ 71/155‬وأالترمذي في كتاب الفتن ‪.54/2233‬‬
‫)‪(10‬‬
‫وأالمام أحمد‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأله شوأاهد من حديث عبد ال بن عمروأ بن العاص رضي ال عنهما عند مسلم‬
‫)‪(11‬‬
‫وأمجمع بن جارية النصاري عند الترمذي‬
‫وأآحاد هذه الخبار إوأان لم تصل إلى درجة التوأاتر‪ ،‬فل وأجه لنكارها لن فيها إخبا الر عن أمر غيبي‬
‫ل يعارض عقلل وأل شرعلا‪ ،‬فيجب فيها أصل التصديق‪ ،‬وأل يجب فيها العتقاد الجازم الذي يكفر‬
‫منكره‪.‬‬
‫في خروأج يأجوأج وأمأجوأج‬
‫وأخروأجهم قبل يوأم القيامة ثابت على سبيل‬ ‫)‪(5‬‬
‫يأجوأج وأمأجوأج)‪ (4‬طائفتان من ذرية آدم عليه السلم‬
‫القطع وأاليقين من وأجهين‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬توأاتر القدر المشترك بين أخبار كثيرة متفرقة‪ ،‬فيها أوأصافهم‪ ،‬وأما يقوأموأن به من إفساد‬
‫في الرض‪ ،‬وأما يسلطه ال عز وأجل عليهم لهلكهم‪ ،‬وأهذه الخبار إوأان كانت ظنية في أفرادها‪ ،‬إل‬
‫)‪(6‬‬
‫أنها تدل على قدر مشترك بينها على سبيل القطع‬

‫‪ ()9‬في كتاب الفتن وأأشراط الساعة ‪ 23/2940‬وأالنسائي في الكبرى كما في تحفة الشراف ‪.6/391‬‬

‫‪ ()10‬المسند ‪.2/166‬‬

‫‪ ()11‬في كتاب الفتن ‪ ،62/2244‬وأقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫‪) ()4‬يأجوأج( من )ديبفرعوأل( )وأدمأجوأج( )دمبفعوأل(‪ .‬انظر معاني القرآن‪ ،‬أبوأ الحسن سعيد بن مسعدة )الخفش الوأسط( )‪ 215‬هـ( تحقيق د‪ -‬فائز فارس ‪ 2/399‬طبعة الكوأيت‬

‫‪ .1979 -‬وأقال الراغب‪ :‬أجيج النار وأأرجتها‪ ،‬وأيأجوأج وأمأجوأج منه‪ ،‬شبهوأا بالنار المضطرمة وأالمياه المتموأجة لكثرة اضطرابهم‪.‬انظر المفردات ‪.10‬‬

‫‪ ()5‬انظر تفسير الطبري ‪ 16/17‬وأالنهاية‪ ،‬ابن كثير ‪.1/200‬‬

‫‪ ()6‬نص على توأاترها الكتاني في نظم المتناثر ‪ 242‬وأقد جمع ابن كثير طرفال منها في النهاية ‪ 201-1/194‬وأالقرطبي في التذكرة ‪.815-11‬‬
‫الثاني‪ :‬موأافقة هذه الخبار لصل في كتاب ال عز وأجل‪.‬‬
‫قال تعالى‪) :‬قالوأا يا ذا القرنين إن يأجوأج وأمأجوأج مفسدوأن في الرض فهل نجعل لك خرجال على أن‬
‫تجعل بيننا وأبينهم سدلا( إلى قوأله تعالى‪):‬فما اسطاعوأا أن يظهروأه وأما استطاعوأا له نفبال * قال هذا‬
‫)‪(1‬‬
‫رحمة من ربي فإذا جاء وأعد ربي جعله دكاء وأكان وأعد ربي حقلا(‬
‫)‪(2‬‬
‫وأقوأله تعالى‪):‬حتى إذا فتحت يأجوأج وأمأجوأج وأهم من كل حدب ينسلوأن وأاقترب الوأعد الحق‪(...‬‬
‫وأوأجه تحصيل القطع بموأافقة الخبار لهذه اليات هوأ تعيين الوأعد الوأارد فيها بما دلت عليه‬
‫الخبار من خروأجهم قبل قيام الساعة ليكوأن خروأجهم علمة من علمات الساعة‪.‬‬
‫وأتحت هذا الصل الثابت أخبار فيها تفصيل بذكر أوأصافهم وأأخبارهم‪:‬‬
‫فمن ذلك‪ -1 :‬حديث النوأاس بن سمعان‪ ،‬وأقد سبق‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرج المام البخاري بسنده عن زينب بنت جحش رضي ال عنها‪ :‬أن النبي صلى ال‬
‫عليه وأسلم دخل عليها فزعال يقوأل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬وأيل للعرب من شر قد اقترب‪ ،‬فعلتح اليوأم من ردم‬
‫يأجوأج وأمأجوأج مثل هذه ‪ -‬وأحلق إصبعه‪ ،‬البهام وأالتي تليها ‪ -‬فقالت زينب بنت جحش‪ :‬فقلت يا‬
‫)‪(3‬‬ ‫رسوأل ال‪ :‬أنهلك وأفينا الصالحوأن ؟ قال‪:‬نعم‪ ،‬إذا كثر الخبث(‪.‬‬
‫وأمن الملحظ أنه يشتهر على اللسنة ما ينقله المفسروأن من أوأصاف مرعبة لخلقتهم‪ ،‬فمن ذلك ما‬
‫أخرجه الطبري عن وأهب بن منبه أنه قال في حديث طوأيل في قصة ذي القرنين‪ ....) :‬فوأجدهم‬
‫على مقدافر وأاحد‪ ،‬ذكرهم وأأنثاهم‪ ،‬مبلغ طوأل الوأاحد منهم مثل نصف الرجل المربوأع منا‪ ،‬لهم مخالب‬
‫في موأضع الظفار من أيدينا‪ ،‬وأأضراس وأأنياب كأضراس السباع وأأنيابها‪ ،‬وأأحناك كأحناك البل‬
‫قوأة‪ .....‬عليهم من الشعر في أجسادهم ما يوأاريهم‪ ...‬وألكل وأاحد منهم أذنان عظيمتان‪ ،‬إحداهما وأبرة‬
‫ظهرها وأبطنها‪ ،‬تددسعانه إذا لبسهما‪ ،‬يلتحف أحدهما وأيفترش‬ ‫)‪(4‬‬
‫ظهرها وأبطنها‪.‬وأالخرى زغبة‬
‫)‪(5‬‬
‫الخرى‪(....‬‬
‫وأوأهب بن منبه قال الذهبي في ترجمته‪) :‬من أحبار التابعين‪ ....‬وأكان ثقة صادقلا‪ ،‬كثير النقل من‬

‫‪ ()1‬سوأرة الكهف ‪.98-94‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة النبياء ‪.97-96‬‬

‫‪ ()3‬في كتاب النبياء ‪.3598 ،7/3346‬وأفي كتاب المناقب ‪25/3598‬وأالفتن ‪.4/7059،8/7135‬وأالخبث هوأ النجاسة‪ ،‬وأالمراد إذا اكثر الفسق وأالفجوأر‪،‬انظر‪:‬النهاية‪،‬ابن‬

‫الثير ‪2/6‬وأمسلم في كتاب الفتن ‪.1/2880‬وأالترمذي في الفتن ‪ 23/2187‬وأابن ماجة في الفتن ‪ 9/3953‬وأأخرج البخاري نحوأه من حديث أبي هريرة في كتاب النبياء‬

‫‪ ،7/3347‬وأالفتن ‪ 28/7136‬وأمسلم في الفتن ‪.1/2881‬‬

‫‪ ()4‬الدوأبر‪:‬ما يكسوأ الجمل‪.‬انظر‪:‬النهاية‪،‬ابن الثير ‪5/144‬وأالزغب‪:‬صغار الريش أوأل ما ينبت‪.‬انظر‪:‬النهاية‪،‬ابن الثير ‪.2/304‬‬

‫‪ ()5‬تفسير الطبري ‪.16/21‬‬


‫كتب السرائيليات()‪ (1‬وأقد ضرعف الحافظ ابن كثير ما نقله المام الطبري عن وأهب‪ .‬وأهوأ الحق وأال‬
‫)‪(2‬‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وأذكرها‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأالقرطبي‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأقد ذكر غير وأاحد من المفسرين ما سبق في أوأصافهم منهم الرازي‬
‫السفاريني في شرحا العقيدة المرضية)‪ (5‬وأل يظهر لذلك وأجه ‪ -‬وأال أعلم ‪.-‬‬
‫إوأانما ثبت في أوأصافهم عدة أحاديث منها‪:‬‬
‫ما أخرجه المام أحمد بسنده عن خالد بن عبد ال بن حرملة عن خالته أنه قال‪) :‬خطب رسوأل ال‬
‫ب رأسه من لدغة عقرب‪ ،‬فقال‪ :‬إنكم تقوألوأن‪ :‬ل عدوأ‪ ،‬إوأانكم لن تزالوأا‬ ‫صلى ال عليه وأسلم وأهوأ عاص ل‬
‫صبهب السشغاف)‪ (6‬من كل حدب‬ ‫ل‬
‫تقاتلوأن حتى يأتي يأجوأج وأمأجوأج‪ ،‬عراض الوأجوأه‪ ،‬صغار العيوأن‪ ،‬ع‬
‫طدرقه (‬‫ينسلوأن كأن وأجوأههم الدمدجادن العم ب‬
‫)‪(8) (7‬‬

‫وأأخرج المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪:‬‬
‫)‪(9‬‬
‫)ل تقوأم الساعة حتى تقاتلكم أمة ينتعلوأن الشعر وأجوأههم مثل الدمدجاسن المطرقة(‬
‫(‬
‫وأفي روأاية أخرى‪ ....) :‬حتى تقاتلوأا قوأمال صغار العين عذبلف الععنف‬
‫)‪(11) (10‬‬

‫وأمن الملحظ أن لمن المعاصرين دمبن يجتهد في تطبيق هذا الوأصف على قوأم معينين‪ .‬كالمغوأل‬
‫أوأ التتار أوأ الصينيين‪ ،‬فمن ذلك قوأل الدكتوأر فتحي تعليقال على حديث زينب رضي ال عنها ‪ -‬وأقد‬
‫سبق ‪:-‬‬

‫‪ ()1‬انظر الميزان‪4/352 ،‬‬

‫‪ ()2‬انظر تفسيره ‪ ،3/105‬وأالنهاية في الفتن ‪ 3/105‬وأمجمع الزوأائد‪ ،‬الهيثمي ‪.8/6‬‬

‫‪ ()3‬انظر تفسير الرازي ‪.171 /21‬‬

‫‪ ()4‬الجامع لحكام القرآن ‪.11/9‬‬

‫‪ ()5‬لوأامع النوأار البهية ‪.2/115‬‬

‫صهب اللشدغاف كـ‬ ‫صبهب السشغاف‪ :‬قال ابن الثير )‪ ...‬ال ع‬


‫صهبة مختصة بالشعر‪ ،،،‬وأهي حمرة يعلوأها سوأاد( انظر النهاية ‪ .3/62‬وأقال الفيروأز آبادي‪) :‬وأرجل د‬ ‫‪ () 6‬ع‬

‫ب شعر الرأس( انظر القاموأس المحيط )شغف(‪.3/159 .‬‬


‫صه ع‬ ‫)لكتا ب‬
‫ب(‪ :‬د‬

‫‪ ()7‬الدمدجارن‪ .‬جملع‪،‬وأالحعده‪ :‬لمدجرن وأهوأ الترس‪ .‬وأالمجان المطرقة‪ :‬الترس التي كسيت جلدلا‪ ،‬وأالمراد تشبيه وأجوأههم بها لستدارتها وأغلظ لحمها وأدبدشرتها‪.‬انظر النهاية‪،‬ابن‬

‫الثير ‪3/122‬وأشرحا النوأوأي ‪ 5/760‬وأفتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪.6/130‬‬

‫‪ ()8‬انظر مسند أحمد ‪ .5/271‬وأرجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوأائد‪ ،‬الهيثمي ‪.8/6‬‬

‫‪ ()9‬في كتاب الفتن ‪ .18/2912‬وأأخرجه البخاري في كتاب الجهاد ‪ 2929 ،95/2928‬وأأبوأ داوأد في كتاب الملحم ‪ .9/4303‬وأالترمذي في الفتن ‪ .40/2215‬وأابن‬

‫ماجة في الفتن ‪.36/4096‬‬

‫صعر النف وأانبطاحه‪ .‬وأالدعنف‪ :‬جمع قلة للدبنف انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.2/165‬‬ ‫)( الدذلد د ل‬
‫ف‪ :‬ق د‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ()11‬أخرجها المام مسلم في كتاب الفتن ‪ /18‬بعد ‪.2912‬‬


‫)نحن نرجح أن يكوأن هذا الحديث للتحذير من خروأج التتار على المة العربية‪ ،‬وأقد وأقع حين كثير‬
‫)‪(1‬‬
‫فيهم الخبث(‬
‫وأهذا قوأل مخالف لما دلت عليه الحاديث الصحيحة من خروأجهم بعد نزوأل عيسى عليه السلم‬
‫كما سبق في حديث النوأاس بن سمعان وأغيره‪.‬‬
‫_وأيقوأل الشيخ البوأطي في رد مثل هذه الجتهادات‪) :‬وأخير من الخوأض في ذلك أن نقف عند حدوأد‬
‫الدللة القطعية التي تثبت بصريح القرآن وأصحاحا الحاديث الوأاردة عن رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم ثم ننتظر في معرفة الكنه وأالتفاصيل الوأاقدع الزمندي نفدسه‪ .‬فهوأ الذي يتكفل وأحده بشرحا كل شيء‬
‫)‪(2‬‬
‫عنهم(‬
‫‪ -‬وأال أعلم ‪.-‬‬
‫في خروأج الدابة‬
‫خروأج الدابة قبل يوأم القيامة‪ ،‬وأعدها من علمات الساعة ثابت على سبيل القطع وأاليقين وأيمكن‬
‫تحصيل القطع من وأجهين‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬توأاتر القدر المشترك بين أخبار متفرقة في ذكر علمات الساعة‪ ،‬وأيقع فيها ذكر الدابة من‬
‫)‪(3‬‬
‫بين هذه العلمات‪.‬‬
‫)وأاذا وأقع القوأل عليهم أخرجنا لهم دابة من الرض‬
‫الثاني‪ :‬موأافقة هذه الخبار لقوأله عز وأجل‪ :‬إ‬
‫)‪(4‬‬
‫تكلمهم أن الناس كانوأا بآياتنا ليوأقنوأن(‬
‫وأقد نقل الطبري عن ابن عمر‪ ،‬وأعبد ال بن عمروأ بن العاص ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬وأقتادة‪ ،‬أنهم‬
‫)‪(5‬‬
‫فسروأا الية بخروأج الدابة في آخر الزمان عند فساد الناس وأتركهم أوأامر ال‪ ،‬وأتبديلهم الدين الحق‪،‬‬
‫وأغيرهم‪.‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫وأالسفاريني من المتكلمين‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأاختاره ابن كثير من المفسرين‬
‫وأتحت هذا الصل أخبار آحاد ذكرها المفسروأن وأبعض المتكلمين في صفات الدابة وأخروأجها‬
‫وأيحتاج إلى بيان ما فيها‪.‬‬

‫‪ ()1‬أشراط الساعة ‪.107‬‬

‫‪ ()2‬كبرى اليقينيات الكوأنية ‪ 272‬وأانظر نحوأه في الساس في العقائد‪ ،‬سعيد حوأى ‪.2/1032‬‬

‫‪()3‬نص على توأاتر القدر المشترك في أخبار الدابة الكتاني في نظم المتناثر ‪2420‬وأقد جمع الحافظ ابن كثير طرفال من هذه الخبار في تفسيره ‪،379-3/388‬وأفي نهاية‬

‫الفتن ‪.214-1/208‬‬

‫‪ ()4‬سوأرة النمل‪.82 .‬‬

‫‪ ()5‬تفسير الطبري ‪.15-20/13‬‬

‫‪ ()6‬انظر تفسيره ‪..3/375‬‬

‫‪ ()7‬انظر لوأامع النوأار ‪2/146‬‬


‫ل‪ :‬أخرج الترمذي بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قال‪:‬‬
‫أوأ ل‬
‫)تخرج الدابة وأمعها خاتم سليمان بن داوأد وأعصا موأسى بن عمران فتجلوأ وأجه المؤمن بالعصا‪،‬‬
‫وأتختم أنف الكافر بالخاتم حتى أن أهل اللخوأان )‪ (1‬ليجتمعوأن‪ ،‬فيقال‪ :‬ها‪ ،‬ها‪ ،‬يا مؤمن‪ ،‬وأيقال‪ :‬ها‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ها يا كافر‪ ،‬وأيقوأل هذا‪ :‬يا كافر‪ ،‬وأهذا‪ :‬يا مؤمن(‬
‫وأفي سنده علي بن زيد يروأيه عن أوأس بن خالد عن أبي هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫أما علي بن يزيد بن جدعان فقد ترجمه الذهبي في الميزان‪ ،‬وأنقل تضعيفه عن أحمد بن حنبل‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأيحيى بن معين‬
‫)‪(4‬‬
‫وأأما أوأس بن خالد فقد ترجمه الذهبي في الميزان وأقال‪) :‬ل يعرف(‬
‫‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬ ‫وأمثل هذا السناد ل تثبت به أوأصاف الدابة‬
‫ثانيلا‪ :‬أخرج ابن ماجة بسنده عن بريدة بن الحصيب رضي ال عنه قال‪) :‬ذهب بي رسوأل ال صلى‬
‫ال عليه وأسلم إلى موأضع بالبادية ‪ -‬قريب من مكة ‪ -‬فإذا أرض يابسة حوألها رمل‪ ،‬فقال رسوأل ال‬
‫صلى ال عليه وأسلم‪ :‬تخرج الدابة من هذا الموأضع‪ ،‬فإذا لفبتر في لشبر )‪ .(5‬قال ابن بريدة‪ :‬فحججت‬
‫بعد ذلك بسنين‪ ،‬فأرانا عصال له فإذا هوأ بعصاي هذه هكذا وأهكذا (‬
‫)‪(7) (6‬‬

‫وأفي سنده خالد بن عبيد‪ ،‬يروأيه عن عبد ال بن بريدة عن أبيه‪.‬‬


‫وأخالد بن عبيد ترجمه الذهبي في الميزان فقال‪) :‬قال البخاري‪ :‬في حديثه نظر‪،‬وأقال الحاكم‪ :‬حردث‬
‫)‪(8‬‬
‫عن أنس بموأضوأعات(‬
‫وأمثل هذا السناد له حكم سابقه ‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫ثالثلا‪ :‬أخرج الطبري في تفسيره بسنده عن عطية العوأفي عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال‪:‬‬
‫)‪(9‬‬
‫)تخرج الدابة من صدع من الصفا كجري الفرس ثلثة أيام ل يخرج ثلثها(‬

‫‪ ()1‬عند الكل‪ ،‬انظر النهاية ابن الثير ‪ 2/89‬اللخوأان‪ :‬ما يوأضع عليه الطعام‬

‫‪ ()2‬في كتاب التفسير ‪ .28/3187‬وأقال‪ :‬وأهذا حديث حسن غريب‪ ،‬وأابن ماجة في الفتن ‪.31/4066‬‬

‫‪3/127 ()3‬‬

‫‪1/278 ()4‬‬

‫‪ ()5‬اللفبتر‪ :‬المسافة بين أعلى البهام وأأعلى السبابة من أصابع اليد‪ ،‬وأاللشببر‪ :‬ما بين أعلى البهام وأأعلى الخنصر‪ ،‬انظر القاموأس‪ ،‬الفيروأزآبادي )فددتر( ‪ 2/107‬وأ )دشدبر(‬

‫‪2/55‬‬

‫‪ ()6‬المراد‪ :‬الشارة بالعصا إلى اتساع الموأضع المذكوأر‪.‬‬

‫‪ ()7‬في كتاب الفتن ‪ ،31/4067‬كما في تحفة الشراف ‪2/536‬‬

‫‪2/634 ()8‬‬

‫‪ ()9‬تفسيره ‪20/14‬‬
‫وأعطية بن سعد العوأفي ترجمه الذهبي في الميزان‪ ،‬وأنقل تضعيفه عن ابن معين‪ ،‬وأأحمد بن حنبل‬
‫)‪(1‬‬
‫وأالنسائي‪ ،‬وأدجدماعفة غيرهم‪.‬‬
‫رابعلا‪ :‬أخرج أبوأ يعلى في مسنده عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أنه قال‪) :‬أل أريكم المكان‬
‫الذي قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ :‬أن دابة الرض تخرج منه فضرب بعصاه الشق الذي في‬
‫صدر الفرس)‪ (2‬الجوأاد ثلثة أيام وأثلث ليافل‪،‬‬
‫الصفا‪ ،‬فقال‪) :‬إنها ذات ريش وأزغب‪ ،‬إوأانه ليخرج ثعلثها عح ب‬
‫إوأانها لتمر عليهم‪ ،‬إوأانهم ليفروأن منها إلى المساجد‪ ،‬فنقوأل لهم‪ :‬أتروأن المساجد تنجيكم مني ؟‬
‫)‪(4‬‬
‫فتخطمهم)‪ (3‬فيتنافروأن في السوأاق‪ ،‬وأتقوأل‪ :‬يا كافر‪ ،‬يا مؤمن(‬
‫)‪(6‬‬
‫قال الهيثمي‪) :‬فيه ليث بن أبي سليم وأهوأ مدلس(‬ ‫)‪(5‬‬
‫إوأاسناده ضعيف‬
‫خامسلا‪ :‬وأأخرج المام الطبري بسنده عن حذيفة بن اليمان أنه قال‪ :‬ذكر رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم الدابة فقال حذيفة‪ :‬قلت‪ :‬يا رسوأل ال‪ ،‬من أين تخرج ؟ قال‪ :‬من أعظم المساجد حرمة على‬
‫ال‪ ،‬بينما عيسى يطوأف بالبيت وأمعه المسلموأن إذ تضطرب الرض تحتهم‪ ،‬وأعتحررك القناديل‪ ،‬وأينشق‬
‫الصفا مما يلي المسعى‪ ،‬وأتخرج الدابة من الصفا‪ ،‬أوأل ما يبدوأ رأسها‪ ،‬عملدرمعة ذات دوأدبر وأريش‪،‬لم‬
‫يدركها طالب‪ ،‬وألن يفوأتها هارب تدلسم الناس مؤملن‪ ،‬وأكافر ‪ -‬أما المؤمن فتترك وأجهه وأكأنه كوأكب‬
‫)‪(7‬‬
‫دري‪ ،‬وأتكتب بين عينيه ‪ -‬مؤمن ‪ -‬وأأما الكافر فتكنت بين عينيه نكتةل سوأداء ‪ -‬كافر ‪(-‬‬
‫وأفي إسناده ضعف‪ ،‬لنه من طريق عصام بن رروأاد بن الجراحا عن أبيه‪ ،‬عن سفيان الثوأري‬
‫)‪(8‬‬
‫وأعصام ترجمه الذهبي في الميزان وأقال‪) :‬لرينه الحاكم(‬
‫وأأبوأه رروأاد‪ :‬ترجمه الذهبي في الميزان وأقال‪) :‬قال أحمد بن حنبل‪ :‬ل بأس به صاحب سنة‪ ،‬إل أنه‬
‫)‪(9‬‬
‫حدث عن سفيان بمناكير‪ ...‬وأقال البخاري‪ :‬رروأاد عن سفيان كان قد اختلط‪ ،‬ل يكاد يقوأم(‬

‫‪3/80 ()1‬‬

‫‪( )2‬‬

‫طدمت البعير( إذا دكدوأيعته خطال من النف إلى أحد دخرديله‪ ،‬وأتسمى تلك اللسمة اللخطام‪ ،‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.2/50‬‬
‫‪ ()3‬فتخطمهم‪ :‬أي فتسمهم‪ ،‬من )دخ د‬

‫‪ ()4‬أخرجه برقم )‪ .10/67 (57033‬من طريق ليث بن أبي سليم عن سعيد بن عامر بن ابن عمر‪.‬‬

‫‪ (()5‬قال محققه‪) :‬إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم( ‪ 10/65‬وأليث بن أبي سليم ترجمه الذهبي وأنقل تضعيفه عن يحيى بن معين وأالنسائي وأغيرهم‪ ،‬انظر الميزان‬

‫‪.421-3/420‬‬

‫‪ ()6‬مجمع الزوأائد ‪ .8/7‬وأانظر‪ :‬المطالب العالية‪ ،‬ابن حجر ‪.4/345‬‬

‫‪ ()7‬تفسيره ‪.20/15‬‬

‫‪ ()8‬انظر الميزان ‪.3/66‬‬

‫‪ ()9‬نفس المصدر ‪2/56‬‬


‫وأهذه الخبار على ضعف سندها أوأردها بعض المفسرين)‪ (1‬وأذكرها السفاريني في شرحا العقيدة‬
‫)‪(2‬‬
‫المرضية دوأن نقد أوأ تعليق‬
‫وأالذي يبدوأ لي ‪ -‬وأال أعلم ‪ -‬أن السلمة في الموأر الغيبية تفوأيض ما خفي من تفاصيلها‬
‫وأدقائقها‪ .‬وأل حاجة للستنتاج أوأ الجتهاد أوأ العتماد على أخبار ضعيفة السناد‪ ،‬لن وأقوأعها‬
‫سيسفر وأيكشف ما هوأ في عداد الغيب اليوأم‪.‬‬
‫الخسوأف الثلثة‬
‫جاء في الخسوأف الثلثة حديث حذيفة بن أسيد ‪ -‬وأقد سبق ‪ -‬وأفيه تعيين الخسوأف الثلثة علمة‬
‫من علمات الساعة الكبرى وأهي خسف المشرق وأخسف بالمغرب وأخسف بجزيرة العرب‪ .‬وأجاء في‬
‫الخسف أحاديث عدة منها‪:‬‬
‫ما أخرجه الترمذي بسنده عن عمران بن حصين رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫قال‪) :‬في هذه المة خسف وأمسخ وأقذف‪ ،‬فقال رجل من المسلمين‪ :‬يا رسوأل ال‪ ،‬وأمتى ذاك ؟ قال‬
‫)‪(5‬‬
‫وأعشلربت الخموأر(‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأالمعازف‬ ‫)‪(3‬‬
‫إذا ظهرت القينات‬
‫وأفي سنده عبد ال بن عبد القدوأس‪ ،‬وأهوأ ضعيف كما في الميزان)‪.(6‬‬
‫وأأخرج أيضال بسنده عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪:‬‬
‫)يكوأن في آخر هذه المة خسف وأمسخ وأقذف‪ ،‬قالت‪ :‬قلت‪ :‬قلت يا رسوأل ال أنهلك وأفينا‬
‫)‪(7‬‬
‫الصالحوأن؟ قال‪ :‬نعم إذا ظهر الخبث(‬
‫)‪(8‬‬
‫وأقال الترمذي‪) :‬هذا حديث غريب من حديث عائشة ل نعرفه إل من هذا الوأجه وأعبد ال بن عمر‬
‫تددكرلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه(‬
‫وأأخرج ابن ماجة بسنده عن سهل بن سعد رضي ال عنه أنه سمع النبي‪ :‬صلى ال عليه وأسلم يقوأل‪:‬‬
‫)‪(9‬‬
‫)يكوأن في آخر أمتي خسف وأمسخ وأقذف(‬

‫‪ ()1‬انظر مثلل الكشاف‪ ،‬الزمخشري ‪ ،462-2/461‬وأتفسير الرازي ‪ ،12/218‬وأالتذكرة القرطبي ‪821-816‬‬

‫‪ ()2‬لوأامع النوأار ‪ ،149-2/146‬وأأشراط الساعة‪ ،‬السفاريني ‪.117-115‬‬

‫‪ ()3‬القسينات‪ :‬الماء المغنيات‪ .‬انظر النهاية ابن الثير ‪.4/135‬‬

‫‪ ()4‬المعازف‪ :‬الدفوأف وأغيرها مما يضرب عليه‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.3/230‬‬

‫‪ ()5‬في كتاب الفتن ‪.38/2212‬‬

‫‪ ()6‬انظر ميزان العتدال ‪.2/457‬‬

‫‪ ()7‬في كتاب الفتن ‪.21/2185‬‬

‫‪ ()8‬عبد ال بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر الخطاب‪ .‬انظر ترجمته في الميزان‪ ،‬الذهبي ‪.2/465‬‬

‫‪ ()9‬في كتاب الفتن ‪.29/4060‬‬


‫)‪(1‬‬
‫وأفي إسناده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأهوأ ضعيف‪ ،‬كما في الميزان‬
‫ل‪ ،‬وأفيه أن رسوأل ال صلى ال‬ ‫وأأخرج الترمذي بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه حديثال طوأي ل‬
‫عليه وأسلم قال‪) :‬فليرتقبوأا عند ذلك ريحال حمراء‪ ،‬وأزلزلة وأخسفال وأمسخال وأقذفال وأآيافت تتابع كنظام بافل‬
‫)‪(2‬‬
‫قعلطع سلكه فتتابع(‬
‫وأقال الترمذي‪ :‬حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوأجه‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وأفي سنده رميح العجذامي‪ ،‬ترجمه الذهبي في الميزان وأقال‪) :‬ل يكاد يعرف(‬
‫وأأخرج ابن ماجة بسنده عن عبد ال بن عمروأ بن العاص رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسوأل ال‬
‫)‪(4‬‬
‫صلى ال عليه وأسلم )يكوأن في أمتي خسف وأمسخ وأقذف(‬
‫)‪(5‬‬
‫وأفي سنده انقطاع بين عبد ال بن عمروأ وأراوأيه عنه‪ ،‬وأهوأ محمد بن مسلم بن تدبدعرس )أبوأ الزبير(‬
‫وأالحاصل أنه ل يصح من الحاديث السابقة غير حديث حذيفة بن أسيد رضي ال عنه عند‬
‫ل‪ ،‬فيجب‬
‫المام مسلم فل يجب العتقاد بذلك‪ ،‬وأل يجوأز أيضال تكذيبه لنه ل يعارض نقلل وأل عق ل‬
‫فيه أصل التصديق من غير اعتقاد وأجزم ‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬
‫طلوأع الشمس من مغربها‬
‫طلوأع الشمس من مغربها ثابت على سبيل القطع من وأجهين‬
‫)‪(6‬‬
‫الوأل‪ :‬توأاتر القدر المشترك بين أخبار كثيرة تدل على ذلك‬
‫الثاني‪ :‬موأافقة هذه الخبار لقوأله عز وأجل‪) :‬هل ينظروأن إل أن تأتيهم الملئكة أوأ يأتي ربك أوأ يأتي‬
‫بعض آيات ربك يوأم يأتي بعض آيات ربك ل ينفع نفسال إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوأ كسبت في‬
‫)‪(7‬‬
‫إيمانها خي الر قل انتظروأا إنا مننتظروأن(‬
‫وأقد صرح عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم أنه فسر قوأله تعالى‪) :‬بعض آيات ربك( بطلوأع الشمس‬
‫من مغربها‬
‫فقد أخرج المام البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه أنه قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال‬

‫‪.2/564 ()1‬‬

‫‪ ()2‬في كتاب الفتن ‪.38/2210‬‬

‫‪.2/54 ()3‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب الفتن ‪.29/4062‬‬

‫‪ ()5‬انظر ترجمته في الميزان‪ ،‬الذهبي ‪.39-4/37‬‬

‫‪ ()6‬نص على التوأاتر في هذه المسألة الكتاني في نظم المتناثر ‪ ،241‬وأابن كثير في النهاية ‪ ،1/222‬وأقد أخرج ابن مندة جمعال من هذه الحاديث في كتاب اليمان‬

‫‪908-3/896‬وأجمع الحافظ ابن كثير بعضها في تفسيره ‪2/196‬وأفي النهاية ‪.222-1/214‬‬

‫‪ ()7‬سوأرة النعام ‪.158‬‬


‫عليه وأسلم )ل تقوأم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها‪،‬فإذا طلعت وأرآها الناس آمنوأا أجمعوأن‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فذلك حين ل ينفع نفسال إيمانها‪ ،‬ثم ق أر الية(‬
‫)‪(2‬‬
‫وأقد ساق الطبري نحوأ ه من طرق كثيرة عن تسعة من الصحابة الكرام رضوأان ال عليهم‬
‫خروأج النار من قعر عدن‬
‫سبق في حديث حذيفة بن أسيد رضي ال عنه ذكر أشراط الساعة الكبرى‪،‬وأفيه)آخرها نار تخرج من‬
‫)‪(3‬‬
‫قعر عدن تطرد الناس إلى محشرهم(‬
‫وألم أر من نص على توأاتر هذه العلمة الكبرى أوأ ذكر لها أصلل موأافقال في كتاب ال عز وأجل‪.‬‬
‫وأهي ثابتة في السنة الشريفة‪ ،‬بالسانيد الصحيحة عن خمسة من الصحابة أوألها‪ :‬حديث حذيفة‬
‫السابق‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬أخرج الترمذي بسنده عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم‪" :‬ستخرج نار من حضر موأت‪ ،‬أوأ من نحوأ حضر موأت قبل يوأم القيامة تحشر الناس‪ ،‬قالوأا‪ :‬يا‬
‫رسوأل ال‪ ،‬فما تأمرنا؟ قال‪ :‬عليكم بالشام"‬
‫)‪(4‬‬
‫وأقال الترمذي حسن غريب صحيح من حديث ابن عمر‬
‫ثالثلا‪ :‬أخرج المام البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫أنه قال‪):‬عيحشر الناس على ثلث طرائق راغبين وأراهبين‪ ،‬وأاثنان على بعير وأثلثة على بعير وأعشرة‬
‫على بعير‪،‬دوأديبحشر بقيدتهم الناعر‪ ،‬تعلقيل معهم حيث قالوأا)‪ (5‬وأتبيت معهم حيث باتوأا‪ ،‬وأتصبح معهم حيث‬
‫)‪(6‬‬
‫أصبحوأا‪ ،‬وأتمسي معهم حيث أمسوأا(‬
‫رابعلا‪ :‬أخرج المام البخاري بسنده حديثال طوأيلل عن أنس بن مالك رضي ال عنه‪ ،‬وأفيه أن رسوأل ال‬
‫)‪(7‬‬
‫صلى ال عليه وأسلم قال‪ ...):‬أما أوأل أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب(‬
‫خامسلا‪:‬أخرج المام أحمد بسنده عن رافع بن بشير السلمي عن أبيه أن رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم قال )يوأشك أن تخرج نار من حبس سيل تسير بسيلر بطيئلة البل‪ ،‬تسير النهار وأتقيم‬

‫‪ ()1‬في كتاب التفسير ‪ ،10/4636‬وأفي كتاب الرقاق ‪ 40/6506‬وأكتاب الفتن ‪.25/7121‬‬

‫‪ ()2‬انظر تفسيره ‪.100-8/97‬‬

‫‪ ()3‬سبق تخريجه في أوأل المبحث‪.‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب الفتن ‪ .42/2217‬وأالمام أحمد في المسند ‪ 2/8،53،69،99‬وأأبوأ يعلى في مسنده برقم )‪ (5551‬وأقال محققه‪ :‬إسناده صحيح‪.9/223.‬‬

‫‪ ()5‬من القيلوألة‪ ،‬وأهي النوأم في الظهيرة‪ .‬انظر مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس)قيل( ‪ .5/45‬وأمختار الصحاحا‪ ،‬الرازي ‪.559‬‬

‫‪ ()6‬في كتاب الرقاق ‪.44/6522‬وأمسلم في كتاب الجنة ‪،14/2861‬وأالنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة ‪.10/120‬‬

‫‪ ()7‬في كتاب أحاديث النبياء ‪ .1/3329‬وأفي كتاب مناقب النصار ‪ 51/3938‬وأفي كتاب التفسير ‪ .6/4480‬وأأخرجه المام أحمد في مسنده ‪ ،3/108،211‬وأأبوأ يعلى‬

‫في مسنده برقم ‪.6/138 ،3414‬‬


‫النار أيها الناس! قيلوأا‪ .‬راحت‬ ‫)‪(1‬‬
‫الليل‪،‬تغدوأ وأتروأحا وأيقال غدت النار أيها الناس فاغدوأا‪ ،‬قالت‬
‫)‪(2‬‬
‫النار‪ ،‬أيها الناس‪ ،‬روأحوأا‪ ،‬من أدركته أكلته(‬
‫سادسلا‪ :‬أخرج المام أبوأ داوأد بسنده عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما‪ :‬قال‪ :‬سمعت رسوأل ال‬
‫صلى ال عليه وأسلم يقوأل‪):‬ستكوأن هجرة بعد هجرة‪ ،‬فخيار أهل الرض ألزمهم مهاجر إبراهيم‬
‫)‪(3‬وأيبقى في الرض شرار أهلها تلفظهم أرضوأهم‪ ،‬تقذرهم نفس ال وأتحشرهم النار مع القردة‬
‫)‪(4‬‬
‫وأالخنازير(‬
‫)‪(5‬‬
‫إوأاسناده حسن من جهة راوأيه عن عبد ال بن عمروأ وأهوأ شهر بن حوأشب‪.‬‬
‫وأالحاصل أن الحاديث في خروأج النار وأسوأقها الناس إلى أرض المحشر تصل إلى رتبة المشهوأر‬
‫من الخبار‪.‬‬
‫وأمما يجب التنبيه إليه أن بعض المعارضين أشكل عليهم حديث أبي هريرة في خروأج نار من‬
‫أرض الحجاز‪ .‬وأظنوأا أنه معارض للحاديث السابقة‪ .‬وأهذا الحديث أخرجه البخاري بسنده عن أبي‬
‫هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪):‬لتقوأم الساعة حتى تخرج النار من‬
‫)‪(6‬‬
‫أرض الحجاز‪ .‬تضيء أعناق البل ببصرى(‬
‫)‪(7‬‬
‫وأممن أشكل عليه الجمع بين الحديثين حسن السقاف‬
‫وأوأجه الشكال أنه قد ثبت خروأج نار من بلد الحجاز أضاءت لها أعناق البل ببصرى‪.‬‬
‫قال القرطبي في التذكرة تعليقال على هذا الحديث‪):‬وأقد خرجت نار عظيمة‪ ،‬وأكان بدؤها زلزلة عظيمة‪،‬‬
‫وأذلك في ليلة الربعاء بعد العتمة الثالثة من جمادى الخرة سنة الربعين وأخمسين وأستمائة‪ ،‬إلى‬
‫ضحى النهار يوأم الجمعة فسكنت‪ ...‬وأظهرت بطرف الحرة‪ ...‬وأانتهت إلى قرب المدينة‪ ،‬وأكان يلي‬
‫المدينة ببركة النبي صلى ال عليه وأسلم نسيم بارد‪ ...‬وأسمعت أنها عرلئيت من مكة وأمن جبال‬
‫)‪(8‬‬
‫بصرى(‬
‫وأقال النوأوأي‪):‬قد خرجت في زماننال نار في المدينة سنة أربع وأخمسين وأستمائة وأكانت نا الر عظيمة‬

‫‪ ()1‬قالت‪ :‬من القليلوألة وأهي الستراحة في القائلة‪ .‬وأالقائلة نصف النهار‪ .‬انظر القاموأس )قيل( ‪.4/42‬‬

‫‪ 443/13 ()2‬وأقال في مجمع الزوأائد )‪ :(8/12‬رجاله رجال الصحيح‪.‬‬

‫‪ ()3‬مهاجر إبراهيم‪ :‬المراد بها بلد الشام‪ ،‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.5/244‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب الجهاد ‪.3/482‬‬

‫‪ ()5‬انظر ترجمته في الميزان الذهبي ‪.2/283‬‬

‫‪ ()6‬في كتاب الفتن ‪ .24/7118‬وأمسلم في كتاب الفتن ‪.14/2902‬‬

‫‪ ()7‬صحيح شرحا الطحاوأية ‪.520‬‬

‫‪ ()8‬التذكرة ‪745‬‬
‫جدال من جنب المدينة الشرقي وأراء الحرة‪ ،‬توأاتر العلم بها عند جميع أهل الشام وأسائر البلدان‬
‫الخرى()‪.(1‬‬
‫فإذا وأقعت فكيف تكوأن آخر الشراط وألم يظهر قبلها العلمات الخرى؟‬
‫يقوأل السقاف‪):‬وأبين تلك السنين وأالن سنين كثيرة‪،‬فهذه ليست من علماتها الكبرى التي هي‬
‫كالخزرات المتتاليات( وأعد السقاف هذا من الضطراب وأالتخالف )‪.(2‬‬
‫وأالصحيح أن خروأج النار من الحجاز يعد من علمات الساعة الصغرى‪ ،‬وأخروأجها من عدن علمة‬
‫أخرى من علماتها الكبرى‪.‬‬
‫يقوأل النوأوأي‪):‬وأليس في الحديث أن نار الحجاز متعلقة بالحشر بل هي آية من أشراط الساعة‬
‫)‪(3‬‬
‫مستقلة(‬
‫وأل يضر في هذا أن يكوأن بيننا وأبين النار التي خرجت في الحجاز سنين كثيرة‪ ،‬لنه ثبت فيما‬
‫أخرجه مسلم رحمه ال بسنده عن سهل بن سعد رضي ال عنه أنه قال‪ :‬سمعت رسوأل ال صلى ال‬
‫عليه وأسلم يشير بإصبعه التي تلي البهام وأالوأسطى‪ .‬وأهوأ يقوأل‪):‬بعثت أنا الساعة كهاتين‪ ،‬وأيقرن‬
‫وأقد نص الكتاني على توأاتره )‪.(5‬وأفي عصرنا الحاضر‪ ،‬وأفي ضوأء المكتشفات‬ ‫)‪(4‬‬
‫بين إصبعيه(‬
‫العلمية الحديثة يتقرب هذا المعنى إلى الذهان‪ ،‬فقد جاء في موأسوأعة المعرفة أن العلماء يعتقدوأن أن‬
‫وأعمر النسان على هذه الرض يمتد‬ ‫)‪(6‬‬
‫عمر الرض ابتدأ منذ نحوأ أربع آلف مليوأن سنة مضت‪،‬‬
‫إلى نحوأ من مليوأن سنة مضت )‪،(7‬وأهذه الرقام تقرب إلى الذهان وأجه عد بعثة النبي صلى ال‬
‫عليه وأسلم علمة من علمات الساعة الصغرى‪ .‬وأمن باب الوألى أن تكوأن النار التي أخبر النبي‬
‫صلى ال علية وأسلم بخروأجها من الحجاز علمة صغرى من علمات الساعة‪ .‬وأعلى هذا فل‬
‫إشكال وأل تعارض‪.‬‬
‫وأذكر السقاف إشكالل آخر وأهوأ أنه قد وأرد في بعض الحاديث أن النار التي تخرج من قعر عدن‬
‫)‪(8‬‬
‫هي أوأل الشراط وأفي أحاديث أخرى أنها آخر الشراط‪.‬‬

‫‪( )1‬‬

‫‪ ()2‬صحيح شرحا الطحاوأية ‪520‬‬

‫‪ ()3‬شرحا مسلم ‪ .5/752‬انظر نحوأه في لوأامع النوأار ‪.2/150‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب الجمعة ‪ .13/867‬وأفي كتاب الفتن ‪2951-27/2950‬‬

‫‪ ()5‬انظر نظم المتناثر ‪236‬‬

‫‪ ()6‬انظر موأسوأعة المعرفة )الرض وأالكوأن( ‪21‬‬

‫‪ ()7‬نفسه ‪27‬‬

‫‪ ()8‬صحيح شرحا الطحاوأية ‪521‬‬


‫وأهذا أيضال تعارض ظاهري فقط سرعان ما يرتفع بعد التوأضيح‪.‬‬
‫يقوأل السفاريني رحمه ال‪ ...) :‬جمع بعض العلماء بينهما بأن آخرية خروأج النار باعتبار ما ذكر‬
‫)‪(1‬‬
‫ل(‬
‫معها من اليات‪ ،‬وأأدروأليتها لنها من أوأل اليات التي لشيء بعدها من أموأر الدنيا أص ل‬
‫وأنحوأ هذا أن يقال‪ :‬علمات الساعة قسمان علمات لقربها وأعلمات لوأقوأعها‪.‬وأعلى هذا تكوأن نار‬
‫عدن آخر علمات اقترابها‪ ،‬وأتكوأن أوأدل علمة تدل على وأقوأعها‪ .‬فل تعارض وأل تناقض‪.‬‬
‫وأآخر إشكال يمكن أن يثار في هذه الخبار هوأ الشارة في حديث أنس بن مالك رضي ال عنه إلى‬
‫أن النار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب‪ .‬فيشكل ذلك على خروأجها من عدن‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر‪) :‬ظهر لي في وأجه الجمع أن كوأنها تخرج من قعر عدن ل ينافي حشرها‬
‫الناس من المشرق إلى المغرب‪ .‬وأذلك أن ابتداء خروأجها من قعر عدن فإذا خرجت انتشرت في‬
‫الرض كلها‪ ،‬وأالمراد بقوأله "تحشر الناس من المشرق إلى المغرب" إرادة تعميم الحشر ل خصوأص‬
‫المشرق وأالمغرب‪.‬أوأ أنها بعد النتشار أوأل ما تحشر أهل المشرق‪ ..‬وأأما جعل الغاية إلى‬
‫)‪(2‬‬
‫المغرب‪،‬فلن الشام بالنسبة إلى المشرق مغرب(‬
‫وأبهذا يرتفع الشكال كما ارتفع ما قبله‪ .‬وأيتبين أنه ل مبرر في رد ما ثبت بالسانيد الصحيحة عن‬
‫خمسة من الصحابة الكرام بدعوأى التعارض وأالتناقض‪- .‬وأال أعلم‪-‬‬

‫‪ ()1‬أشراط الساعة ‪124‬‬

‫‪ ()2‬فتح الباري ‪11/461‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬في أهوال القبر ونعيمه‬
‫اليمان بعذاب القبر وأنعيمه وأسؤال الملكين وأاجب شرعال لثبوأته عن النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫وأمع توأاتر معناها توأافق ما دلت عليه آيات‬ ‫)‪(1‬‬
‫في عدة أخبار يبلغ مجموأعها مبلغ التوأاتر المعنوأي‬
‫القرآن الكريم دللة ظنية‪ ،‬فقوأله تعالى في حق فرعوأن‪) :‬النار يعرضوأن عليها غدوأال وأعشيلا‪ ،‬وأيوأم تقوأم‬
‫الساعة أدخلوأا آل فرعوأن أشد العذاب()‪ (2‬يشير إلى عرضهم على النار غدوأال وأعشيال قبل يوأم القيامة‪،‬‬
‫وأما ذاك إل في البرزخ‬
‫قال الحافظ ابن كثير‪) :‬هذه الية أصل كبير في استدلل أهل السنة على عذاب البرزخ في القبوأر(‬
‫)‪(3‬‬

‫وأعفسر قـوأله تعـالى‪) :‬يثبت ال الذيـن آمنوأا وأعـملوأا الصـالـحات بالقوأل الثابت في الحياة الدنيا وأفي‬
‫)‪(5‬‬
‫الخرة()‪ (4‬بالتثبيت عند سؤال الملكين‪.‬‬
‫وأيدل عليه ما أخرجه البخاري بسنده عن البراء بن عازب رضي ال عنهما عن النبي صلى ال‬
‫عليه وأسلم قال‪):‬إذا أعبقلعد المؤمن في قبره عأتي‪ ،‬ثم شهد أن ل إله إل ال وأأن محمدال رسوأل ال فذلك‬
‫)‪(6‬‬
‫قوأله‪" :‬يثبت ال الذين آمنوأا بالقوأل الثابت "(‬
‫ف في حجيتها‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫وأتحت هذا الصل الثابت على سبيل القطع أخبار آحاد مختل ل‬
‫ل‪ :‬ما جاء في تصوأير أهوأال القبر وأنعيمه‪:‬‬
‫أوأ ل‬
‫أخرج الترمذي بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه قال‪) :‬دخل رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم مص ر‬
‫له فرأى عأناسال كأنهم يكتشروأن )‪ (7‬قال‪ :‬أما إنكم لوأ أكثرتم ذكر هادم اللذات لشغلكم عما‬ ‫ع د‬
‫فأكثروأا من ذكر هادم اللذات ‪ -‬الموأت ‪ -‬فإنه لم يأت على القبر يوأم إل تكلم فيه‪ ،‬فيقوأل‪:‬‬ ‫أرى‬
‫أنا بيت الغربة‪ ،‬وأأنا بيت الوأحدة‪ ،‬وأأنا بيت التراب‪ ،‬وأأنا بيت الدوأد‪ ،‬فإذا دفن العبد المؤمن قال له‬
‫ت لحب من عيشي على ظهري إلي‪ ،‬فإذا عوأسليعتك اليوأم‪ ،‬وأصلر د‬
‫ت إلي‬ ‫ل‪ ،‬أما إبن كن د‬
‫القبر‪ :‬مرحبال وأأه ل‬

‫‪ ()1‬نص على توأاترها من المحدثين وأالزبيدي في لقط اللئ ‪ ،213‬وأالكتاني في نظم المتناثر ‪ ،133-132‬وأمن المتكلمين اليجي في الموأاقف ‪ ،382‬وأالتفتازاني في شرحا‬

‫المقاصد ‪.5/112‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة غافر ‪.46‬‬

‫‪ ()3‬انظر تفسيره ‪.4/82‬‬

‫‪ ()4‬سوأرة إبراهيم ‪.27‬‬

‫‪ ()5‬انظر تفسير ابن كثير ‪.533-2/531‬‬

‫‪ ()6‬في كتاب الجنائز ‪ 86/1369‬وأفي كتاب التفسير ‪ ،2/4699‬وأأخرجه مسلم في كتاب الحنة وأصفه نعيمها ‪ 17/2871‬وأأبوأ داوأد في كتاب السنة ‪ ،27/4750‬وأالترمذي‬

‫في التفسير ‪ ،14/3120‬وأالنسائي في كتاب الجنائز‪ ،‬انظر شرحا سنن النسائي‪ ،‬السيوأطي ‪ ،4/101‬وأابن ماجة في كتاب الزهد ‪.32/4269‬‬

‫‪ ()7‬يكتشروأن‪ :‬قال ابن الثير‪ :‬الدكبشر ظهوأر السنان للضحك‪ ،‬انظر النهاية ‪.4/167‬‬
‫فسترى من صنيعي بك قال‪ :‬فيتسع له مد بصره‪ ،‬وأيفتح له باب إلى الجنة‪ ،‬إوأاذا دفن العبد الفاجر أوأ‬
‫ت لبغض من عيشي على ظهري إلي‪ ،‬فإذا عوأسليت د‬
‫ك‬ ‫ل‪ ،‬أما إبن كن د‬
‫الكافر قال له القبر‪ :‬ل مرحبال وأل أه ل‬
‫ت إلي‪،‬فسترى صنيعي بك‪،‬قال‪ :‬فليتئم عليه وأتختلف أضلعه‪،‬قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى‬ ‫اليوأم‪ ،‬وأ ل‬
‫صبر د‬
‫ال عليه وأسلم بأصابعه‪ ،‬فأدخل بعضها في جوأف بعض قال‪ :‬وأيقيض ال له سبعين تنينلا‪ ،‬لوأ أن‬
‫وأاحدال منها نفخ في الرض ما أنبت شيئال مابقيت الدنيا‪ ،‬فيبندهشدنه وأديبخلدشنه حتى يفضي به الحساب‪،‬‬
‫قال‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ :‬القبر روأضة من رياض الجنة أوأ حفره من حفر النار(‬
‫وأهوأ خبر ضعيف السناد )‪.(2‬وأفي متنه تفصيل لهوأال القبر وأنعيمه التي ثبتت بالتوأاتر المعنوأي‬
‫فيكوأن الخبر شارحال وأشاهدال لما ثبت قطعلا‪ ،‬وأل يجب اليمان بهذا الخبر على التفصيل الوأارد فيه‪ ،‬وأل‬
‫يكفر منكره‪ ،‬وأل حرج أيضال في تصديقه‪ ،‬إذ ل يخالف عقلل وأل شرعلا‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬الخبار الوأاردة في ضغطة القبر‬
‫أخرج النسائي بسند رجاله ثقات عن ابن عمر عن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قال‪):‬هذا الذي‬
‫تحرك له العرش‪ ،‬وأفتحت له أبوأاب السماء‪ ،‬وأشهد له سبعوأن ألفال من الملئكة‪ ،‬لقد ضم ضمة‪ ،‬ثم فررج‬
‫)‪(3‬‬
‫عنه(‬
‫وأأخرج الحافظ ابن حبان بسنده عن عائشة رضي ال عنها عن النبي صلى ال عليه وأسلم قال‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫)للقبر ضغطة لوأ نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ(‬

‫صافي عن عطية العوأفي عن أبي سعيد رضي ال عنه‪ .‬وأقال‬


‫‪ ()1‬في كتاب صفة القيامة ‪ 26/2460‬من طريق عن القاسم بن الحكم العرني عن عبيد ال بن الوأليد الروأ ر‬

‫الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوأجه‪.‬‬

‫‪ ()2‬لنه غريب تفرد به عطية بن سعد العوأفي‪ ،‬وأهوأ ضعيف كما في ميزان العتدال‪ ،‬الذهبي ‪ ،3/79‬وأتفرد به عنه عبد ال بن الوأليد‪ ،‬وأهوأ ضعيف كما في الميزان‬

‫‪.3/17‬وأالقاسم بن الحكم العرني نقل الذهبي تضعيفه عن أبي زرعة الرازي‪ ،‬وأأبي حاتم‪ .‬انظر ميزان العتدال ‪.3/370‬وأأخرجه المام أحمد ‪ 3/38‬وأأبوأ يعلي موأقوأفال على‬

‫أبي سعيد رضي ال عنه )‪2/491 (1329‬وأابن حبان في كتاب الجنائز ‪ 15/3121‬وأانظر الهيثمي في مجمع الزوأائد ‪ ،3/55‬وأهوأ عند جميعهم من طريق دراج‪ ،‬أبي السمح‬

‫المصري‪ ،‬ترجمه الذهبي‪ ،‬وأنقل تضعيفه عن النسائي وأأبي حاتم الرازي وأالدارقطني‪ ،‬انظر ميزان العتدال ‪.25-2/24‬وأله شاهد من حديث أبي هريرة‪ ،‬أخرجه الطبري في‬

‫تفسيره ‪ ،16/228‬وأابن حبان في كتاب الجنائز ‪ 15/3123‬وأالهيثمي في مجمع الزوأائد ‪ .7/67‬وأهوأ عند جميعهم من طريق دراج عن عبد الرحمن بن حجيره عنه‪ ،‬وأهوأ‬

‫لضعف دراج‪.‬‬ ‫ضعيف أيضال‬

‫‪ ()3‬في كتاب الجنائز‪ ،‬باب ضمة القبر وأضغطته ‪ 4/100‬من طريق إسحاق بن إبراهيم عن عمروأ بن محمد العنقري عن ابن إدريس عن عبيد ال عن نافع‪.‬‬

‫‪ (()4‬أخرجه عبد ال بن أحمد في كتاب السنة حا )‪ (1412‬من طريق عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة رضي ال عنها وأفيه انقطاع‪ ،‬لن نافعال لم يسمع عائشة‬

‫وأوأصله ابن حبان من طريق صفية بنت أبي عبيد مسعوأد الثقفية عن عائشة رضي ال عنها في كتاب الجنائز ‪ 15/3112‬وأقال محققة الشيخ شعيب الرناؤوأط‪ ،‬إسناد‬

‫صحيح على شرط مسلم انظر الحسان ‪ .7/379‬أخرجه المام أحمد ‪ 6/55‬من طريق سعد بن إبراهيم بهذا السناد‪ ،‬وأالطحاوأي في شرحا مشكل الثار‪ ،‬إل أنهم لم يسموأا‬

‫صفية‪ ،‬فقال أحمد‪ :‬عن إنسان وأقال الطحاوأي‪ :‬عن امرأة ابن عمر‪.‬‬
‫وأأخرج المام أحمد بسنده عن حذيفة رضي ال عنه قال‪ :‬كنا مع رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫في جنازة‪ ،‬فلما بلغ القبر قعد رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم على حافته‪ ،‬أوأ على شفته ‪ -‬فجعل‬
‫)‪(2‬‬
‫وأعيمل على الكافر نا لرا(‬ ‫)‪(1‬‬
‫ينظر فيه‪ ،‬ثم قال‪) :‬عيضغط المؤمن في هذا ضغطة تزوأل منها حمائله‬
‫وأقال الحافظ الهيثمي‪ :‬فيه محمد بن جابر‪ ،‬وأهوأ ضعيف)‪.(3‬‬
‫وأأخرج عبد ال بن أحمد بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫)‪(4‬‬
‫صلى على صبي أوأ صبيه قال‪) :‬لوأ نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي(‬
‫)‪(5‬‬
‫وأفي إسناده ضعف‪.‬‬
‫وأأخرج عبد ال بن أحمد بسنده عن أبي المتوأكل الناجي أن سعد بن معاذ لما وأضع في قبره تأوأه‬
‫النبي صلى ال عليه وأسلم ثلث مرات‪ ،‬وأقال‪ " :‬أوأه‪ ،‬أوأه‪ ،‬أوأه " ثم قال‪) :‬لوأ كان أحد ينفلت منها‬
‫)‪(6‬‬
‫لنفلت منها سعد بن معاذ(‬
‫وأالحاصل أنه يصح في أسانيد ضغطة القبر إسنادان الوأل عن ابن عمر رضي ال عنها عند‬
‫النسائي‪ ،‬وأالثاني عن عائشة رضي ال عنها عند ابن حبان‪...‬‬
‫وأباقي السانيد ضعيفة وألكن يشهد لها هذان الحديثان‪.‬‬
‫وأليمكن ادعاء تحصيل القطع بمجموأع هذه السانيد‪ .‬فالخبر ظني الثبوأت وألهذا ليجب العتقاد‬
‫الجازم بثبوأته وأيكفي فيه أصل التصديق‪.‬‬
‫وأمما يجب الشارة إليه أن ظاهر أحاديث ضمة القبر تعارض ظاهر أحاديث نعيم القبر التي ذكر‬
‫فيها توأسيع قبر المؤمن‪.‬‬
‫وأمنها ما أخرجه المام أحمد بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه قال‪ :‬شهدت مع رسوأل ال‬
‫صلى ال عليه وأسلم جنازة‪ ،‬فقال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪) :‬يا أيها الناس لإن هذه المة تبتلى‬
‫في قبوأرها فإذا النسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق‪ ،‬فأقعده‪ .‬قال‪ :‬ما تقوأل في‬
‫هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنال قال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأأن محمدال عبده وأرسوأله‪ .‬فيقوأل له‪:‬‬

‫‪ ()1‬الحمائل‪ :‬عروأق النثيين‪ ،‬وأيحتمل أن يراد موأضع حمائل السيف‪،‬أي عوأاقه وأصدره وأأضلعه‪.‬انظر النهاية ابن الثير ‪1/422‬‬

‫‪ ()2‬المسند ‪ ،5/407‬وأأخرجه عبد ال بن أحمد في كتاب السنة )‪ (1462‬من طريق محمد بن جابر عن عمروأ بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة رضي ال عنه‪.‬وأمحمد‬

‫بن جابر هوأ اليمامي السحيمي‪ ،‬ترجمه الذهبي‪ ،‬وأنقل تضعيفه عن ابن معين وأالنسائي وأالبخاري وأغيرهم من الئمة‪ .‬انظر الميزان ‪3/496‬وأأبوأ البختري الطائي صدوأق لم‬

‫يسمع من حذيفة رضي ال عنه انظر ميزان العتدال ‪.4/494‬‬

‫‪ ()3‬مجمع الزوأائد ‪ .3/5046‬انظر إتحاف المتقين‪ ،‬الزبيدي ‪10/422‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب السنة ‪ ،2/602 ،1435 ،1434‬من طريقين عن حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد ال بن أنس عن أنس بن مالك رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪ ()5‬لضعف ثمامة بن عبد ال كما في ميزان العتدال‪،‬الذهبي ‪،1/372‬وأقد ساق الذهبي هذا الحديث في ترجمته وأنص علىنكارته‬

‫‪ ()6‬كتاب السنة )‪ 2/617 (1467‬وأهوأ موأقوأف على أبي المتوأكل علي بن داوأد الناجي‪.‬‬
‫صدقت‪ ،‬ثم يفتح له باب إلى النار‪ ،‬فيقوأل‪ :‬هذا منزلك لوأ كفرت بربك‪ ،‬فأما إذا آمنت بربك فهذا‬
‫)‪(1‬‬
‫منزلك‪ .‬فيفتح له باب الجنة‪ ،‬فيريد أن ينهض إليه‪ .‬فيقوأل له‪ :‬اسكن‪ ،‬وأيفسح له في قبره‪(...‬‬
‫وأأخرج الترمذي نحوأه بألفاظ متقاربة من حديث أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬وأفيه أن رسوأل ال صلى‬
‫ال عليه وأسلم قال‪...) :‬فيقوألن‪ :‬ما كنت تقوأل في هذا الرجل‪ .‬فيقوأل ما كان يقوأل‪):‬هوأ عبد ال‬
‫وأرسوأله‪ .‬أشهد أن ل إله إل ال وأأن محمدال عبده وأرسوأله‪ .‬فيقوألن‪ :‬قد كنا نعلم أنك تقوأل هذا ثم يفسح‬
‫له في قبره سبعوأن ذراعال في سبعين‪ .‬إوأان كان منافقال قال‪ :‬سمعت الناس يقوألوأن‪ :‬فقلت مثله‪ ،‬ل‬
‫أدري‪ .‬فيقوألن‪ :‬قد كنا نعلم أنك تقوأل ذلك‪ .‬فيقال للرض‪ :‬التئمي عليه‪ ،‬فتلتئم عليه‪ :‬فتختلف فيها‬
‫)‪(2‬‬
‫أضلعه فل يزال فيها معذبا حتى يبعثه ال من مضجعه ذلك(‬
‫وأل عتحمل ألفاظ الحديث على ظاهرها‪ .‬لن اختلف الضلع وأدخوأل بعضها في جوأف بعض ليس‬
‫المراد به ظاهره‪ ،‬بل المراد به ما يتناسب مع عالم البرزخ‪ ،‬وأما يحكمه من قوأانين تختص بكيفية تعلق‬
‫الروأحا بالبدن‪.‬‬
‫يقوأل على القاري‪):‬اعلم أن الروأحا لها بالبدن خمسة أنوأاع من التعلق متغايرة الحكام‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬تعلقها به في بطن الم جنينلا‪ .‬وأالثاني‪ :‬تعلقها به بعد خروأجه إلى وأجه الرض‪.‬‬
‫وأالثالث‪ :‬تعلقها به في حال النوأم‪ ،‬فلها به تعلق من وأجه وأمفارقة من وأجه‪ .‬وأالرابع‪ :‬تعلقها به في‬
‫البرزخ‪ ،‬فإنها إوأان فارقته وأتجردت عنه‪ ،‬فإنها لم تفارقه فراقال كليال بحيث ل يبقى لها إليه التفات البتة‪.‬‬
‫وأالخامس‪ :‬تعلقها به يوأم بعث الجساد‪ .‬وأهوأ أكمل أنوأاع تعلقها به‪ ،‬إذ ل يقبل البدن معه موأتلا‪ ،‬وأل‬
‫نوأملا‪،‬وأل شيئال من الفساد‪.‬‬
‫وأالحاصل أن أحكام الدنيا على البدالن‪ ،‬وأالروأاعحا تبع لها‪ .‬وأأحكام البرزلخ على الروأالحا‪ ،‬وأالبداعن تبع‬
‫)‪(3‬‬
‫لها‪ .‬وأأحكام الحشر وأالنشر على الروأاحا وأالجساد جميعلا(‪.‬‬
‫وأفي مسألتنا يكوأن كلم القبر وأاختلف أضلع الميت بما يتناسب مع عالم البرزخ فل يرد على هذا‬
‫الخبر‬
‫وأغيلره من أخبار عذاب القبر أن يقال‪ :‬دنببش القبوأر بعد مدة من الدفن درل على سلمة أعضاء‬
‫الموأات‪.‬‬

‫‪ ()1‬المسند ‪ .3/3‬وأقال الهيثمي في مجمع الزوأائد ‪ :3/74‬روأاه أحمد وأالبزار وأرجاله رجال الصحيح‪ .‬وأأخرجه ابن حبان في صحيحه)‪ .(3113‬انظر الحسان ‪.7/380‬‬

‫وأالبيهقي في العتقاد ‪.221-220‬‬

‫‪ ()2‬في كتاب الجنائز ‪ ،71/1071‬وأقال الترمذي‪) :‬حديث حسن غريب( وأأخرجه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬انظر الحسان ‪).7/386‬حا ‪ (3117‬وأابن أبي عاصم في‬

‫السنة)حا ‪.2/416 (864‬‬

‫‪ ()3‬شرحا الفقه الكبر ‪ .105‬وأانظر نحوأه في لوأامع النوأار البهية‪ ،‬السفاريني ‪ 2/28‬وأشرحا الباجوأري على الجوأهرة ‪ .364‬وأالساس في العقائد‪ ،‬سعيد حوأى ‪.3/1190‬‬

‫شرحا الفقه الكبر ‪ .105‬وأانظر نحوأه في لوأامع النوأار البهية‪ ،‬السفاريني ‪ 2/28‬وأشرحا الباجوأري على الجوأهرة ‪ .364‬وأالساس في العقائد‪ ،‬سعيد حوأى ‪.3/1190‬‬
‫قال الغزالي‪):‬إياك أن تنكر شيئال من عجائب يوأم القيامة لمخالفته قياس ما في الدنيا‪ .‬فإنك لوأ لم تكن‬
‫قد شاهدت عجائب الدنيا‪ ،‬ثم عرضت عليك قبل المشاهدة لكنت أشد إنكا الر لها‪ .‬وأفي طبع الدمي‬
‫)‪(1‬‬
‫إنكار ما لم يأنس به‪(...‬‬
‫وأظاهره هذه الحاديث يشير إلى ما يلقاه الميت بعد دفنه‪ .‬فإن كان مؤمنال يفسح له في قبره وأيفتح له‬
‫باب إلى الجنة‪ .‬وأليس فيها أنه يعاني شيئال من أهوأال القبر‪.‬‬
‫وأقد ذكر القاري وأجهال للجمع بين هذه الخبار‪ .‬فقال‪...):‬ضغطته بالنسبة إلى المؤمن على هيأة‬
‫معانقة الم الشفيقة إذا قدم وألدها من السفر()‪ (2‬وأقال الزبيدي‪...):‬أصل ضمة القبر أن الرض أمهم‪،‬‬
‫وأمنها خلقوأا‪ .‬فغابوأا عنها الغيبة الطوأيلة‪ ،‬فلما عردوأا إليها ضمتهم ضمة الوأالدة التي غاب وألدها‪ ،‬ثم‬
‫)‪(3‬‬
‫قدم عليها فمن كان ل مطيعال ضمته برأفة وأرفق‪ ،‬وأمن كان عاصيال ضمته بعنف لسخطها عليه(‪.‬‬
‫وأضغطة القبر سوأاء كانت ضغطة حنان أوأ ضغطة عذاب ليس المراد بها ظاهرها بل المراد ما‬
‫يتناسب مع عالم البرزخ وأكيفية تعلق الروأحا بالبدن في عالم البرزخ‪-.‬كما سبق بيانه‪ -‬وأال أعلم‬

‫‪ ()1‬الحياء ‪1/102‬‬

‫‪ ()2‬إتحاف المتقين ‪ 10/422‬بتصرف يسير‪ ،‬وأ قد أفادني أستاذي المشرف بنحوأ ما سبق ثم وأجدته عند الزبيدي وأالقاري‪.‬‬

‫‪ ()3‬شرحا الفقه الكبر ‪.83‬‬

‫شرحا الفقه الكبر ‪.83‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬في المقام المحمود وهوشفاعة رسول ا صلى ا عليه وسلم‬
‫يوم القيامة‬
‫الشفاعة مظهر من مظاهر رحمة ال عز وأجل مقروأن بتكريم ال رسوأله صلى ال عليه وأسلم بالذن‬
‫له بالشفاعة‪.‬‬
‫وأأصل الشفاعة ثابت بالمنطوأق وأالمفهوأم من آيات القرآن الكريم‪ ،‬وأمن تلك اليات قوأله تعالى)وألسوأف‬
‫وأقوأله‪) :‬عسى أن يبعثك ربك مقامال محموأدلا(‪ (2).‬وأتفسير المقام المحموأد‬ ‫)‪(1‬‬
‫يعطيك ربك فترضى(‬
‫ثابت بالحاديث الصحيحة عن عدد من الصحابة‪ ،‬وأيستفاد القطع في أصل الشفاعة من وأجوأه منها‪:‬‬
‫منها‪ :‬أن أصل الشفاعة ثابت بالقدر المشترك بين أخبار كثيرة تدل كلها على إثبات الشفاعة لرسوأل‬
‫ال صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬فهي متوأاترة المعنى إوأان كان أفراد أدلتها آحادلا‪.‬‬
‫وأمنها‪ :‬أن من أنوأاع الشفاعة ما هوأ ثابت بالمتوأاتر من الخبار‪ ،‬وأهي شفاعته لهل المحشر‬
‫لراحتهم من طوأل الموأقف وأأهوأاله)‪ ،(3‬وأهي كافيه لثبات أصل الشفاعة‪.‬‬
‫وأتحت هذا الصل الثابت على سبيل القطع أخبار آحاد احتج بها فريق وأأنكرها آخروأن‪ ،‬وأتفصيل‬
‫ذلك في مسألتين‪:‬‬
‫المسألة الوألى‪:‬في تفسير المقام المحموأد بالقعاد على العرش‬
‫)‪(4‬‬
‫قال ال عز وأجل‪) :‬وأمن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامال محموأدلا(‬
‫أنه‬ ‫)‪(5‬‬
‫وأذكر المام الطبري في تفسير الية من طريق عباد بن يعقوأب السدي إلى مجاهد بن جبر‬
‫)‪(6‬‬
‫فسر الية فقال‪) :‬يجلسه معه على عرشه(‬
‫وأمع ذلك كان يروأي‬ ‫)‪(7‬‬
‫وأعباد ابن يعقوأب‪ ،‬ترجمه الذهبي في الميزان‪ :‬وأقال‪):‬كان داعية إلى الرفض‬
‫)‪(8‬‬
‫المناكير عن المشاهير(‬
‫وألم أر من نص على ضعف هذه الروأاية عن مجاهد رحمه ال‪،‬وأهي ضعيفة لضعف راوأيها‬

‫‪ ()1‬سوأرة الضحى ‪.5‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة السراء ‪.79‬‬

‫‪ ()3‬هذه الشفاعة ثابتة من طرق كثيرة عن اثني عشر صحابيال وأهي مخرجة في الكتب التي عنيت بجمع المتوأاتر انظر‪ :‬لقط اللئ‪ ،‬الزبيدي ‪ ،78-75‬وأنظم المتناثر‪،‬‬

‫الكتاني ‪.245‬‬

‫‪ ()4‬سوأرة السراء ‪.79‬‬

‫‪ ()5‬مجاهد بن جبر‪ :‬قال الذهبي في ترجمته‪ :‬المقرئ المفسر‪ ،‬أحد العلم الثبات مات سنة )‪ 104‬هـ( الميزان ‪.3/439‬‬

‫‪ ()6‬تفسير الطبري ‪.9/145‬‬

‫‪ ()7‬الرافضة فرقة رفضت إمامة زيد بن علي‪ ،‬ثم لزم هذا السم كل من غل في التشيع وأأبغض السلف‪ .‬انظر الزينة‪ ،‬أبوأ حاتم الرازي ‪.270‬‬

‫‪.2/380 ()8‬‬
‫عباد‪،‬وألنه خالف من هوأ أوأثق منه فيما نقله عن مجاهد في تفسير المقام المحموأد فأخرج الطبري من‬
‫عن مجاهد أنه فسر قوأله تعالى‪) :‬عسى أن يبعثك ربك مقامال محموأدلا(‬ ‫)‪(1‬‬
‫طريقين عن ابن نجيح‬
‫فقال‪) :‬شفاعة محمد يوأم القيامة(‪.‬‬
‫وأقد نص الحافظ الذهبي على نكارة ما نسب إلى مجاهد‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأمن طريق ابن جريج)‪ (2‬عن مجاهد مثله‬
‫رحمه ال فقال‪) :‬وأمن أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوأله‪ " :‬عسى أن يبعثك ربك مقامال‬
‫محموأدال " قال‪:‬يجلسه معه على العرش(‪ (4).‬وأوأجه نكارته أن تفسير المقام المحموأد بالشفاعة ثابت‬
‫بالسانيد الصحيحة عن العدد من الصحابة‪ ،‬وأسيأتي ذكرها بعد قليل إن شاء ال‪.‬‬
‫وأقال اللباني‪) :‬تفسير المقام المحموأد بالقعاد على العرش مخالف لما في الصحيحين وأغيرهما أن‬
‫المقام المحموأد هوأ الشفاعة العظمى‪ ،‬وأهوأ تفسير مقطوأع‪ ،‬غير مرفوأع عن النبي صلى ال عليه‬
‫وأسلم‪ ،‬وألوأ صح ذلك مرسلل لم يكن فيه حجة‪ ،‬فكيف وأهوأ مقطوأع موأقوأف على بعض التابعين ؟ إوأان‬
‫عجبي ل يكاد ينتهي من تحمس بعض المحدثين السالفين لهذا الحديث الوأاهي وأالثر المنكر‬
‫رده‪،‬وأاساءتهم الظن بعقيدته‪ ...‬وأهب أن الحديث في حكم الحديث‬
‫إ‬ ‫وأمبالغتهم في النكار على من‬
‫المرسل‪ ...‬فكيف تثبت به فضيله ؟! بل كيف يبنى عليه عقيدة أن ال تعالى يقعد نبيه صلى ال‬
‫وأقد أثبت تفسير المقام المحموأد بالقعاد على العرش بعض‬ ‫)‪(5‬‬
‫عليه وأسلم معه على عرشه(‬
‫وأنقله عن‬ ‫)‪(6‬‬
‫المحدثين‪ ،‬على رأسهم المام ابن قيم الجوأزية ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في كتابه بدائع الفوأائد‬
‫بعض المحدثين‪ ،‬كما نقله عن الدار قطني في أبيات ذكرها هناك‪.‬‬
‫وأالعشاري )‪((8‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫قال السقاف)وأل تصح نسبتها للدارقطني‪،‬لن في سندها إليه كذابين‪.‬وأهما ابن كادش‬
‫)‪(9‬‬

‫‪ ()1‬عبد ال بن أبي نجيح‪:‬ثقة حافظ وأانظر ترجمته في التقريب ‪.1/475‬‬

‫‪ ()2‬ابن جريج‪ :‬عبد الملك‪ .‬ثقة فقيه انظر ترجمته في التقريب ‪.1/520‬‬

‫‪ ()3‬تفسير الطبري ‪.15/144‬‬

‫‪ ()4‬ميزان العتدال ‪.3/439‬‬

‫‪ ()5‬مختصر العلوأ‪ 234 ،‬بتصرف يسير في السطر الوأل‪.‬‬

‫‪ ()6‬بدائع الفوأائد ‪.4/93‬‬

‫‪ ()7‬هوأ أبوأ العز أحمد بن عبيد ال‪ ،‬قال الذهبي في ترجمته )أقر بوأضع حديث وأتاب وأأناب( ميزان العتدال ‪.1/118‬‬

‫‪ ()8‬هوأ محمد بن علي بن عطية‪ ،‬أبوأ طالب المكي‪ ،‬قال الذهبي في ترجمته‪) :‬قال لي أبوأ ظاهر العلق‪ :‬إن أبا طالب وأعظ ببغداد وأخلط في كلمه‪ ،‬وأحفظ عنه أنه قال‪:‬‬

‫)ليس على المخلوأقين أضر من الخالق‪ ،‬فبردعوأه وأهجروأه( ميزان العتدال ‪.3/655‬‬

‫‪ ()9‬صحيح شرحا العقيدة الطحاوأية ‪.312‬‬


‫)‪(10‬‬
‫وأنقله الحافظ الذهبي عن طائفة منهم أبوأ محمد يحيى بن محمد بن صاعد‬
‫وأممن رضيه من المفسرين القاضي أبوأ بكر بن العربي‪ ،‬إذ قال في تفسير قوأله تعالى‪:‬‬
‫)وأتخفي في نفسك ما ال مبديه( )‪) :(2‬فهذا محمد صلى ال عليه وأسلم ما عصى ربه ل حال‬
‫الجاهليه وأل بعدها‪ .‬تدبكرمةع وأتفضيلل وأجللل أحله به المحل الرفيع ليصلح أن يقعد معه على كرسيه(‬
‫)‪(3‬‬

‫قال‪) :‬إذا كان يوأم القيامة جيء بينكم فأقعد‬ ‫)‪(4‬‬


‫وأاختاره القاضي أبوأ يعلى‪ ،‬وأذكر أن أحد المحدثين‬
‫بين يدي ال عز وأجل‪ ،‬على كرسيه‪ ،‬فقال الحاضروأن‪ :‬إذا كان على الكرسي هوأ معه ؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأيلكم هوأ معه‪ ،‬هوأ معه‪ ،‬وأفي لفظ آخر قال‪ :‬وأيلكم هذا أقر حديث في الدنيا لعينى(‬
‫إلى القوأل بالقعاد على العرش بحد السيف في‬ ‫)‪(6‬‬
‫وأقد سجل ابن الثير في تاريخه دعوأة البربهاري‬
‫)‪(7‬‬
‫مساجد بغداد‪ ،‬وأقد تسبب ذلك في إثارة فتنة وأشغب كبيرين‪.‬‬
‫وأمن العجيب أن يعتمد هؤلء العلم تفسير المقام المحموأد بالقعاد على العرش‪ ،‬مع أن تفسير‬
‫المقام المحموأد بالشفاعة ثابت بالخبار الصحيحة مما يدل على نكارة ما روأي عن مجاهد رحمه ال‪.‬‬
‫وأقد جمع الحافظ ابن خزيمة عددال منها تحت عنوأان‪ :‬ذكر البيان أن المقام الذي يشفع فيه النبي‬
‫صلى ال عليه وأسلم لمته هوأ المقام المحموأد الذي وأعده ال عز وأجل في قوأله‪ " :‬عسى أن يبعثك‬
‫)‪(8‬‬
‫ربك مقامال محموأدال "‬
‫)‪(9‬‬
‫وأكذلك فعل القرطبي في التذكرة‬

‫‪ ()10‬انظر مختصر العلوأ‪ ،‬اللباني ‪ ،233‬وأيحيى بن صاعد من أعيان حفاظ الحديث من أهل بغداد )ت ‪ 318‬هـ(‪ ،‬انظر ترجمته في العبر الذهبي‪ ،‬وأالعلم‪ ،‬الزركلي‬

‫‪.9/207‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة الحزاب ‪.37‬‬

‫‪ ()3‬أحكام القرآن ‪.3/1530‬‬

‫‪ ()4‬سماه سعيدال الجريري‪،‬وأهوأ سعيد بن إياس‪ ،‬أبوأ مسعوأد الجريري‪ .‬انظر ترجمته في الميزان ‪.2/127‬وأقد روأاه ابن أبي عاصم عن عبدال ابن سلم موأقوأفال بسند ضعيف‬

‫في السنة ‪.2/365‬‬

‫‪ ()5‬انظر‪ :‬إبطال التأوأيلت‪ ،‬أبوأ يعلى )‪/11‬أ(‪.‬‬

‫ل‪ ،‬كان له صيت عظيم وأحرمة تامة(‪ ،‬انظر‪:‬‬


‫لحا ل‬
‫‪ ()6‬هوأ الحسن بن علي أبوأ محمد البربهاري )‪329‬هـ( قال الذهبي في ترجمته‪) :‬الفقيه القدوأة‪ ،‬شيخ الحنابلة بالعراق قا ل‬

‫العبر‪ ،‬الذهبي ‪ .2/33‬وأانظر‪ :‬العلم ‪.2/217‬‬

‫‪ ()7‬الكامل في التاريخ‪ ،‬أبوأ الحسن علي بن أبي الكرم)ابن الثير الجزري()‪630‬هـ(‪ .‬تحقيق عبد الوأهاب النجار‪ .6/206 ،‬الطباعة المنيرية‪-‬مصر ‪1353‬هـ‪ .‬وأانظر تعليق‬

‫الكوأثري على تبيين كذب المفتري ‪.392‬‬

‫‪ ()8‬انظر التوأحيد إوأاثبات صفات الرب ‪.307-305‬‬

‫‪.297-299 ()9‬‬
‫وأمنها‪ :‬ما أخرجه البخاري بسنده عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما أن رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم قال‪):‬من قال حين يسمع النداء‪ :‬اللهم رب هذه الدعوأة التامة وأالصلة القائمة آت محمدال الوأسيلة‬
‫)‪(1‬‬
‫وأالفضيلة وأابعثه مقامال محموأدال الذي وأعدته‪ ،‬حلت له شفاعتي يوأم القيامة(‬
‫وأمنها ما أخرجه البخاري بسنده عن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪):‬إن الناس يصيروأن يوأم القيامة‬
‫عجثرال )‪ (2‬كل أمة تتبع نبيها‪ ،‬يقوألوأن‪ :‬يا فلن اشفع‪ ،‬حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى ال عليه‬
‫)‪(3‬‬
‫وأسلم فذلك يوأم يبعثه ال المقام المحموأد(‬
‫وأمنها ما أخرجه الحافظ ابن خريمة بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه‬
‫)‪(4‬‬
‫وأسلم في قوأله‪ " :‬عسى أن يبعثك ربك مقامال محموأدال " قال‪ :‬هوأ المقام الذي أشفع فيه لمتي(‬
‫وأالقوأل بالقعاد على العرش فاسد من جهة العقل أيضلا‪.‬‬
‫يقوأل ابن حيان الندلسي‪ ...):‬نص الكتاب ينادي بفساده من وأجوأه‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬أن البعث ضد الجلس‪ ،‬وأبعث ال الميت‪ :‬أقامه من قبره‪ .‬فتفسير البعث بالجلس من‬
‫تفسير الضد بالضد‪ .‬الثاني‪ :‬لوأ كان جالسال تعالى على العرش لكان محدوأدال متناهيال محدثلا‪.‬‬
‫)‪(5‬‬ ‫الثالث‪ :‬أنه قال‪):‬مقاملا( وألم يقل‪ :‬مقعدا‪ .‬وأالمقام موأضع القيام ل موأضع القعوأد(‪.‬‬
‫وأبهذا يثبت أنه ل وأجه لتفسير المقام المحموأد بالشفاعة لهشاشة سنده وأسقامة متنه‪- .‬وأال أعلم‪-‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬شفاعته صلى ال عليه وأسلم لهل الكبائر من أمته‬
‫دمرر بنا أن أصل الشفاعة لنبينا محمد صلى ال عليه وأسلم ثابت على سبيل القطع‪ ،‬وأأن تحت‬
‫هذا الصل أخبار آحاد اختلف المسلموأن في الحتجاج بها أوأ ردها‪.‬‬
‫وأمن هذه الخبار الحادية ما وأرد في تحضيض الشفاعة لهل الكبائر من أمة سيدنا محمد صلى‬
‫ال عليه وأسلم وأهوأ‪ :‬حديث )شفاعتي لهل الكبائر من أمتي(‬
‫أخرج الترمذي عن أنس بن مالك أن النبي صلى ال عليه وأسلم قال‪):‬شفاعتي لهل الكبائرمن أمتي(‬
‫)‪(6‬‬

‫‪ ()1‬كتاب التفسير ‪،11/4719‬وأأخرجه أبوأ داوأد في الصلة‪ ،‬باب ما جاء في الدعاء عند الذان )‪ (529‬وأالترمذي في أبوأاب الصلة ‪ ،157/211‬وأالنسائي في كتاب‬

‫الذان‪ ،‬انظر شرحا سنن النسائي‪ ،‬السيوأطي ‪ 2/27‬وأابن ماجة في كتاب الذان وأالسنة فيها ‪ 4/722‬وأانظر تحفة الشراف ‪.2/367‬‬

‫‪) ()2‬عجثرلا( جمع جاث وأهوأ الذي يجلس على ركبتيه انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ 1/239‬وأفتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪.8/510‬‬

‫‪ ()3‬في كتاب التفسير ‪ ،11/4718‬وأالنسائي في الكبرى كما في تحفة الشراف ‪.5/2190‬‬

‫‪ ()4‬التوأحيد إوأاثبات صفات الرب ‪.305‬‬

‫‪ ()5‬البحر المحيط ‪ 6/73‬بتصرف يسير‪ .‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر ‪1328‬هـ‬

‫‪ ()6‬في كتاب صفة القيامة ‪ ،110/2435‬وأابن خزيمة في التوأحيد ‪ .270‬وأالحاكم في المستدرك ‪ 1/69‬وأابن حبان ‪ .14/387‬جميعال من طريق عبد الرزاق عن معمر‬

‫عن ثابت به‪.‬وأقال الترمذي‪ ،‬هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوأجه ‪ 4/540‬وأقال شعيب الرناؤوأط‪ :‬إسناد صحيح على شرط مسلم انظر الحسان ‪14/387‬‬
‫وأكعب بن‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأابن عباس‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأابن عمر‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأله شوأاهد من حديث جابر بن عبد ال رضي ال عنهما‬
‫عجرة)‪ (4‬رضي ال عنهم‬
‫وأاختلف المسلموأن في إثبات شفاعة رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم لهل الكبائر من أمته‪.‬‬
‫فنقل الباقلني إجماع أهل السنة على صحتها لهل الكبائر‪ ،‬فقال‪) :‬إعلم أن أهل السنة وأالجماعه‬
‫وأقال العضد‬ ‫)‪(5‬‬
‫أجمعوأا على صحة الشفاعة منه صلى ال عليه وأسلم لهل الكبائر من هذه المه‬
‫اليجي‪):‬وأأجمعت المه على أصل الشفاعة‪ ،‬وأهي عندنا لهل الكبائر من المه لقوأله عليه السلم‬
‫)‪(6‬‬
‫)شفاعتي لهل الكبائر من أمتي(‬
‫وأقال الجلل الدوأاني‪) :‬شفاعة رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم لهل الكبائر من أمته لقوأله عليه‬
‫السلم‪) :‬ادخرت شفاعتي لهل الكبائر من أمتي()‪ (7‬وأهوأ حديث صحيح وأبذلك يبطل مذهب المعتزلة‬
‫)‪(8‬‬
‫في إنكارهم الشفاعة لهل الكبائر(‬

‫وأأخرجه أحمد ‪ ،3/213‬وأأبوأ داوأد في كتاب السنة ‪ 23/4739‬وأأخرجه ابن خزيمة في التوأحيد ‪ 271‬وأالحاكم في المستدرك ‪ .1/69‬جميعال من طريق سليمان بن حرب عن‬

‫بسطام بن حريث أشعث الحداني به‪ .‬وأانظر تخريجه في تخريج أحاديث شرحا العقائد النسفية‪ ،‬جلل الدين عبد الرحمن السيوأطي )ت ‪ 911‬هـ( )‪ (35‬تحقيق وأتعليق صبحي‬

‫السامرائي‪ ،‬نشر دار الرشد الرياض‪.‬‬

‫‪ ()1‬أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة ‪ ،11/2436‬وأابن خزيمة في التوأحيد ‪ 271‬وأابن حبان ‪ ،14/386‬وأالحاكم في المستدرك ‪.1/69‬جميعال من طريق جعفر بن‬

‫محمد عن أبيه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب‪ ،‬وأقال الترمذي هذا حديث حسن غريب‪ ،‬يستغرب من حديث جعفر بن محمد ‪ ،4/540‬وأانظر ترجمته في ميزان‬

‫العتدال‪ ،‬الذهبي ‪ 1/414‬وأانظر تخريج الحديث في تخريج أحاديث العقائد‪ ،‬السيوأطي ‪35‬‬

‫‪ ()2‬أخرجه أبوأ يعلي ‪ .10/186‬وأقال في مجمع الزوأائد ‪):7/5‬رجالهع رجال الصحيح غير حرب سريج وأهوأ ثقة(‪ ،‬وأحرب له ترجمة في الميزان ‪،1/469‬وأأخرجه ابن أبي‬

‫عاصم في السنة ‪.2/398‬وأانظر تخريجه في تخريج أحاديث العقائد‪،‬السيوأطي ‪.35‬‬

‫‪ ()3‬أخرجه الطبراني في المعجم الكبير )‪ (11454‬من طريق عن موأسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس‪ .‬وأموأسى بن عبد الرحمن‬

‫الصنعاني قال الذهبي في ترجمته‪) :‬معروأف ليس بثقه‪ ،‬فإن ابن حبان قال فيه‪:‬دجال‪ ،‬وأضع عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابال في التفسير( وأساق هذا الحديث‬

‫في ترجمته‪ ،‬ميزان العتدال ‪.4/213‬‬

‫‪ ()4‬أخرجه البيهقي في البعث وأالنشوأر‪.‬‬

‫‪ ()5‬النصاف ‪ ،168‬وأنقل الجماع أيضال الجوأيني في الرشاد ‪.394‬‬

‫‪ ()6‬الموأاقف ‪.380‬‬

‫‪ ()7‬سبق تخريجه‪.‬‬

‫‪ ()8‬شرحا العقائد العضديه ‪ ،2/270‬وأانظر‪ :‬التبصير في الدين‪ ،‬أبوأ المظفر طاهر بن محمد السفرائيني )‪ 471‬هـ( ‪ ،174‬تحقيق كمال الحوأت‪ ،‬طبعة عالم الكتب ‪-‬‬

‫بيروأت ‪ .19833 -‬وأشرحا الموأاقف‪ ،‬الجرحاني ‪.8/221‬‬


‫وأقال السالمي من‬ ‫)‪(3‬‬
‫إل النجدات‬ ‫)‪(2‬‬
‫وأفرق الخوأارج‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأأنكر الشفاعة من الفرق السلمية المعتزلة‬
‫الخوأارج الباضية‪) :‬أثبت الشاعرة الشفاعة لهل الكبائر تعوأيلل على حديث روأوأه " شفاعتي لهل‬
‫الكبائر من أمتي "‬
‫وأعيجاب من وأجوأه‪:‬أحدهما‪ :‬أنه خبر وأاحد يعارض القطعي‪.‬ثانيهما‪ :‬أنه لوأ لم يعارض قطعيال ما أوأجب‬
‫العلم‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ثالثها‪ :‬أنه عارضته روأاية مثلها‪ ،‬وأنصها‪ ":‬ل تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي")‪ (4‬فهذه بتلك(‪.‬‬
‫وأالقطعي الذي يعارض الحديث عند السالمي وأغيره من المنكرين‪ ،‬هوأ قوأله تعالى‪) :‬وأل يشفعوأن إل‬
‫)‪(6‬‬
‫لمن ارتضى(‬
‫قالوأا‪ :‬فيه قصر الشفاعة على المرضي من الناس‪ ،‬وأهوأ التقي الذي يجانب المحرمات وأيؤدي‬
‫)‪(7‬‬
‫الوأاجبات‬
‫)‪(8‬‬
‫وأقوأله تعالى‪) :‬ما للظالمين من حميم وأل شفيع يطاع(‬
‫)‪(9‬‬
‫وأقوأله تعالى‪) :‬وأاتقوأا يوأمال ل تجري نفس عن نفس شيئال وأل يقبل منها شفاعة(‬
‫وأقال أهل السنة في الجوأاب عن شبه المنكرين‬
‫ل‪ :‬إن قوأل النبي صلى ال عليه وأسلم )شفاعتي لهل الكبائر من أمتي( إوأان كان منقوألل بنقل‬
‫أوأ ل‬
‫الحاد فهوأ مفيد للعلم من وأجهين‬
‫ل‪.‬‬
‫الوأل‪ :‬أنه خبر تتوأافر الدوأاعي على إبطاله لوأ كان باط ل‬
‫قال الباقلني‪) :‬وأقد أطبق سلف المه على تسليم هذه الروأاية وأصحتها مع ظهوأرها وأانتشارها‪ ،‬وأالعلم‬
‫بأنها مروأية في الصحابة وأالتابعين‪ ،‬وألوأ كانت مما لم تقم الحجة بها لطعن طاعن فيها بدفع العقل‬

‫‪ ()1‬انظر شرحا الصوأل الخمسة‪ ،‬القاضي عبد الجبار ‪ 651‬وأانظر المقالت‪ ،‬الشعري ‪ 2/148‬وأالنصاف‪ ،‬الباقلني ‪ 169‬وأأصوأل الدين‪ ،‬البغدادي ‪ ،244‬وأالفصل‪،‬‬

‫ابن حزم ‪.4/63‬‬

‫انظر مقالت السلميين‪ ،‬الشعري ‪ ،1/157‬وأالفصل‪ ،‬ابن حزم ‪.4/190‬‬ ‫‪() 2‬‬

‫‪ ()3‬انظر المقالت‪ ،‬الشعري ‪.1/157‬وأالنجدات هم فرقه من الخوأارج نسبوأا إلى نجدة بن عامر الحنفي‪ ،‬وأكان من رؤسائهم انظر مقالت السلميين ‪ 1/163‬وأالفصل‪ ،‬ابن‬

‫حزم ‪.4/180‬‬

‫‪ ()4‬لم أعثر على تخريجه‪.‬‬

‫‪ ()5‬مشارق النوأار ‪،133-2/132‬وأانظر نحوأه في شرحا الصوأل الخمسة‪،‬عبد الجبار ‪.651‬‬

‫‪ ()6‬سوأرة النبياء ‪.38‬‬

‫‪ ()7‬انظر نحوأه في شرحا الصوأل الخمسه‪ ،‬عبد الجبار ‪ 651-649‬وأمشارق النوأار‪ ،‬السالمي ‪.2/132‬‬

‫‪ ()8‬سوأرة غافر ‪.18‬‬

‫‪ ()9‬سوأرة البقرة ‪.48‬‬


‫وأالسمع لها‪ ،‬على ما يقوأله المعتزلة‪ ،‬وألكانت الصحابة أعلم بذلك وأأشد تسرعال إلى إنكارها‪ ،‬وألوأ كانوأا‬
‫قد فعلوأا ذلك ‪ -‬أوأ بعضهم ‪ -‬لظهر ذلك وأانتشر وألتوأفرت الدوأاعي على إذاعته إوأابدائه‪ ،‬حتى‬
‫)‪(1‬‬
‫ينقل‪ ...،‬لن هذه العادة ثابتة في الخبار‪ ،‬وأفي العلم بفساد ذلك دليل على ثبوأت خبر الشفاعة(‬
‫الثاني‪ :‬أنه خبر تشهد له أخبار كثيرة جدال تدل بعمموأمها على ثبوأت الشفاعة لمن مات على التوأحيد‪،‬‬
‫وأعلى خروأج الموأحدين من النار‪ ،‬وأوأجوأب الجنة لمن شهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأيدخل في ذلك كله أهل‬
‫الكبائر من أمة محمد صلى ال عليه وأسلم‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأسرد هذه الخبار ل يتسع له المقام‪ ،‬وألذلك نكتفي بالمثال‬
‫أخرج المام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم قال‪) :‬لكل‬
‫نبي دعوأة مستجابة‪ ،‬فتعجل كل نبي دعوأته‪ ،‬إوأاني اختبأت دعوأتي شفاعة لمتي يوأم القيامة فهي نائلة‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ -‬إن شاء ال‪ -‬من مات من أمتي ل يشرك بال شيئلا(‬
‫وأأخرج المام مسلم بسنده عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما يحسدث عن رسوأل ال صلى ال‬
‫)‪(4‬‬
‫عليه وأسلم )إن ال يخرج قوأمال من النار بالشفاعة(‬
‫وأأخرج المام مسلم بسنده عن أبي ذر رضي ال عنه يحدث عن النبي صلى ال عليه وأسلم أنه قال‪:‬‬
‫)أتاني جبريل عليه السلم فبشرني أنه من مات من أمتك ل يشرك بال شيئال دخل الجنة‪ ،‬قلت إوأان‬
‫)‪(5‬‬
‫زنى‪ ،‬إوأان سرق ؟ قال‪ :‬إوأان زنى‪ ،‬إوأان سرق(‬
‫ثانيلا‪ :‬ل نسلم بأن الشفاعة لهل الكبائر تعارض قطعيلا‪.‬‬
‫أما قوأله تعالى‪) :‬وأل يشفعوأن إل لمن ارتضى( فمعناه ‪ -‬كما ذكر الباقلني‪) :‬وأل يشفعوأن إل لمن‬
‫رضي ال سبحانه أن يشفعوأا له‪ ،‬وأأدلذن فيه‪ ،‬وألم يرد بذلك أنهم ل يشفعوأن إل لمن رضي عمله‪ ،‬لن‬
‫)‪(6‬‬
‫من رضي ال سائر عمله ل يحتاج إلى الشفاعة(‬
‫وأقال التفتازاني‪) :‬ل نسلم أن "من ارتضى " ل يتناوأل الفاسق‪ ،‬فإنه مرضي من جهة اليمان وأالعمل‬
‫)‪(7‬‬
‫الصالح‪ ،‬إوأان كان مبغوأضال من جهة المعصية(‬

‫‪ ()1‬التمهيد ‪.368-367‬‬

‫‪ ()2‬انظر للستزادة من هذه الخبار ما جمعه ابن كثير في النهاية في الفتن وأالملحم ‪241-2/202‬‬

‫‪ ()3‬أخرجه في كتاب اليمان ‪.68/338‬‬

‫‪ ()4‬أخرجه في كتاب اليمان ‪.84/317‬‬

‫‪ ()5‬أخرجه في كتاب اليمان ‪ 40/153‬وأذكره الزبيدي في الحاديث المتوأاترة عن أربعه وأثلثين صحابيال انظر لقط اللئ‪235-234.‬وأنظم المتناثر‪ ،‬الكتاني ‪.125 ،49‬‬

‫‪ ()6‬التمهيد ‪ ،371‬وأانظر النصاف‪ ،‬الباقلني ‪.174-173‬‬

‫‪ ()7‬شرحا المقاصد ‪.5/160‬‬


‫)‪(8‬‬
‫وأأما قوأله تعالى‪) :‬ما للظالمين من حميم وأل شفيع يطاع(‬
‫)‪(2‬‬
‫فمعناه‪ :‬ل شفاعة للظالمين بالكفر وأالشرك قال تعالى‪) :‬إن الشرك لظلم عظيم(‬
‫وأأما قوأله تعالى‪) :‬وأل يقبل منها شفاعة( فيجب تخصيصه بالكفار‪ ،‬جمعال بين الدلة إذ ل يجوأز‬
‫إسقاط بعض الدلة المتعارضة مهما أمكن الجمع بينها‪ ،‬وأههنا يمكن الجمع بأن تخصص الدلة‬
‫)‪(3‬‬
‫الدالة على نفي الشفاعة بالكفار‪ ،‬فل تعارض حينئذ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ثالثلا‪ :‬حديث )ل تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي( حديث ل أصل له‬

‫‪ ()8‬سوأرة غافر ‪.18‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة لقمان ‪.13‬‬

‫‪ ()3‬انظر حاشية الخلخالي على شرحا الدوأاني على العقائد العضديه ‪ .271-2/270‬وأانظر للستزادة في رد شبه المخالفين‪ :‬التمهيد ‪ 372-368‬وأالنصاف‪-173 ،‬‬

‫‪ .174‬وأالتمهيد‪ ،‬النسفي ‪ .99-90‬وأشرحا العقائد العضديه‪ ،‬الجلل‪ ،‬الدوأاني ‪ 271-2/269‬وألوأامع النوأار‪ ،‬السفاريني ‪.218-2/217‬‬

‫‪ ()4‬لم أعثر على أصل لهذا الحديث في ما لدي من مصادر‪ ،‬وألم أعثر عليه في كتب الموأضوأعات غير أن المام الباقلني قال‪) :‬هذه الروأاية التي ذكروأها غير معروأفة وأل‬

‫ثابتة عند أهل النقل(‪ .‬انظر‪ :‬التمهيد ‪.368‬‬


‫المبحث الرابع‪ :‬في وضع الميزان يوم القيامة‬
‫أخرج المام الترمذي بسنده عن عبد ال بن عمروأ بن العاص أنه قال‪ :‬قال رسوأل ال صلى ال‬
‫عليه وأسلم )إن ال سيخلص رجلل من أمتي على رؤوأس الخلئق يوأم القيامة‪ ،‬دفيبنعشر عليه تسعةل‬
‫ك كتبتي الحافظوأن ؟‬
‫ظلددم د‬
‫ل‪ ،‬كل سجل مثل مد البصر‪ ،‬ثم يقوأل‪ :‬أتنكر من هذا شيئال ؟ أد د‬
‫وأتسعين سج ل‬
‫ك عذر ؟ فيقوأل‪ :‬ل يا رب‪ ،‬فيقوأل‪ :‬بلى إن لك عندنا حسنة‪ ،‬فإنه ل ظعبلم‬
‫فيقوأل‪ :‬ل يا رب‪ ،‬فيقوأل‪ :‬أددفلد د‬
‫عليك اليوأم‪ ،‬فتخرج بطاقه فيها‪ :‬أشهد أن لإله إل ال‪ ،‬وأأشهد أن محمدال عبده وأرسوأله‪ ،‬فيقوأل‪:‬‬
‫أحضر وأزنك‪ ،‬فيقوأل‪ :‬يارب ما هذه البطاقة مع هذه السجلت ؟ فقال‪ :‬إنك ل تظلم‪ ،‬قال‪ :‬فتوأضع‬
‫)‪(1‬‬
‫السجلت في كفة وأالبطاقة في كفة‪ ،‬فطاشت السجلت وأثقلت البطاقة‪ ،‬فل يثقل مع اسم ال شيء(‬
‫وأأخرج المام البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال النبي صلى ال عليه وأسلم‪) :‬كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان إلى اللسان ثقيلتان في الميزان‬
‫)‪(2‬‬
‫سبحان ال وأبحمده سبحان ال العظيم(‪.‬‬
‫وأأخرج الترمذي بسنده عن أبي الدرداء عن النبي صلى ال عليه وأسلم قال‪) :‬ما من شيء أثقل في‬
‫ميزان المؤمن يوأم القيامة من خلق حسن‪ ،‬إوأان ال يبغض الفاحش البذيء(‬
‫)‪(3‬‬
‫وأقال‪ :‬وأهذا حديث حسن صحيح‬
‫وأأخرج المام مسلم رحمه ال بسنده عن أبي مالك الشعري رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪) :‬الطهوأر شطر اليمان وأالحمد ل تمل الميزان‪(...‬‬
‫وأأخرج الحاكم بسنده عن سلمان الفارسي رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وأسلم قال‪:‬‬

‫‪ ()1‬كتاب اليمان ‪ 17/2639‬من طريق عن عبد ال بن المبارك عن الليث بن سعد عن عامر بن يحيى عن أبي عبد الرحمن المعافري عن ابن مسعوأد رضي ال عنه‪.‬‬

‫وأأخرجه الحاكم من طريق عبد ال بن المبارك وأصححه وأوأافقه الذهبي‪ ،‬المستدرك ‪ .1/529‬وأأخرجه ابن ماجة في الزهد من طريق ابن أبي مريم عن الليث بن سعد به‬

‫‪ 35/4300‬وأأخرجه الحافظ ابن حبان في صحيحه في كتاب اليمان )‪ ،(225‬وأانظر الحسان‪ ،‬الفارسي ‪ 1/392‬وأصححه اللباني في تعليقه على شرحا ابن أبي العز‬

‫الحنفي على الطحاوأيه ‪ .473‬وأانظر تخريجه في تخريج أحاديث العقائد‪ ،‬السيوأطي ‪.30‬‬

‫‪ ()2‬في كتاب الدعوأات ‪ ،65/6406‬وأفي اليمان وأالنذوأر ‪19/6682‬وأفي كتاب التوأحيد ‪ ،58/7563‬وأمسلم في كتاب الذكر وأالدعاء ‪10/2694‬وأكتاب الطهارة ‪،1/223‬‬

‫وأأبوأ يعلى ‪ ،6096‬وأالبيهقي في العتقاد ‪.139‬‬

‫‪ ()3‬كتاب البر وأالصلة ‪ 62/2002‬وأأبوأ داوأد في الدب ‪.8/4799‬‬

‫‪ ()4‬في كتاب الطهارة ‪ .1/223‬من طريق أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن حماد عن زيد بن أبي سلم ممطوأر الحبشي عن أبيه أبي مالك رضي ال عنه قال النوأوأي‪:‬‬

‫)هذا السناد مما تكلم فيه الدار قطني وأغيره فقالوأا‪ :‬سقط فيه رجل بين أبي سلم وأأبي مالك‪ ،‬وأالساقط عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الشعري‪ .‬وأهكذا أخرجه النسائي‬

‫وأابن ماجة وأغيرهما‪ ،‬وأيمكن أن يجاب لمسلم عن هذا بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلم لهذا الحديث من أبي مالك‪ ،‬فيكوأن أبوأ سلم سمعه من أبي مالك‬

‫وأسمعه أيضال من عبد الرحمن بن غنم فروأاه مرة عنه وأمرة عن عبد الرحمن‪ ،‬وأكيف كان فالمتن صحيح ل مطعن فيه ‪ -‬وأال أعلم(‪ .‬وأانظر‪ :‬شرحه على مسلم ‪.1/500‬‬

‫وأوأصله النسائي في الزكاة‪ ،‬انظر شرحا سنن النسائي‪ ،‬السيوأطي ‪ .5-3/4‬وأوأصله ابن ماجة في كتاب الطهاره ‪ 5/280‬وأأخرجه ابن مندة في اليمان ‪.46/211‬‬
‫)يوأضع الميزان يوأم القيامة‪ ،‬فلوأ وأزن فيه السماوأات وأالرض لوأسعت‪ ،‬فتقوأل الملئكة‪ :‬يارب لمن يزن‬
‫)‪(1‬‬
‫هذا ؟ فيقوأل ال تعالى‪ :‬لمن شئتم من خلقي‪ ،‬فتقوأل الملئكة‪ :‬سبحانك ما عبدناك حق عبادتك(‬
‫وأأخرج الترمذي بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه أنه قال‪ ،‬سألت النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫أن يشفع لي يوأم القيامة‪ ،‬فقال‪ :‬أنا فاعل‪ ،‬قال‪ :‬قلت يارسوأل ال فأين أطلبك ؟ قال‪ :‬اطلبني أوأل ما‬
‫تطلبني على الصراط‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال‪ :‬فاطلبني عند الميزان‪ ،‬قلت‪ :‬فإن‬
‫لم ألقك عند الميزان؟ قال‪ :‬فاطلبني عند الحوأض‪ ،‬فإني ل أخطأ هذه الثلث الموأاطن(‬
‫)‪(2‬‬
‫قال‪ :‬هذا حديث حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوأجه‬
‫هيئة الميزان‪:‬‬
‫في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن الوأزن يوأم القيامة‪:‬‬
‫قال تعالى‪) :‬وأنضع الموأازين القسط ليوأم القيامة فل تظلم نفلس شيئال إوأان كان مثقال حبفة من خردل‬
‫أتينا بها وأكفى بنا حاسبين()‪.(3‬وأقال تعالى‪) :‬فمن ثقلت موأازينه فأوألئك هم المفلحوأن وأمن خفت‬
‫موأازينه فأوألئك الذين خسروأا أنفسهم في جهنم خالدوأن()‪.(4‬وأقال تعالى‪) :‬وأالوأزن يوأمئفذ الحق فمن ثقلت‬
‫موأازينه فأوألئك هم المفلحوأن*وأمن خفت موأازينه فأوألئك الذين خسروأا أنفسهم بما كانوأا آياتنا يظلموأن(‬
‫)‪(5‬‬

‫وأيجوأز أن يكوأن المراد من الميزان وأالموأازين في هذه اليات المي ازدن الحسي‪،‬وأيجوأز أن يكوأن مجا الز‬
‫لن القرآن الكريم جرى فيه التجوأيز بالميزان عن العدل‪ ،‬لكوأنه آلة للنصاف‪ ،‬قال العز ابن عبد‬
‫السلم‪:‬‬
‫)‪(7‬‬
‫)ال الذي أنزل الكتاب بالحق وأالميزان()‪ (6‬وأهذا من مجاز تشبيه المعاني بالجرام(‬
‫وألنه يجوأز أن يكوأن المراد هذا وأذاك اختلف المسلموأن في إثبات الميزان‪.‬‬
‫وأقد حكى المام الشعري رحمه ال اختلف المسلمين في الميزان فقال‪:‬‬
‫)اختلفوأا في الميزان‪ :‬فقال أهل الحق‪ :‬له لسان وأكفتان عتوأزن في إحدى كفتيه الحسنات وأفي الخرى‬
‫‪ ()1‬المستدرك ‪ .4/586‬وأقال الذهبي‪ :‬على شرط مسلم‪.‬‬

‫وأصححه اللباني‪ ،‬نقلل عن القيامة الكبرى‪ ،‬عمر سليمان الشقر ‪ 247‬الطبعة الرابعة ‪ -‬عمان ‪1990‬‬
‫‪ ()2‬صفة القيامة ‪ ،9/2433‬وأأخرجه المام أحمد ‪.3/178‬‬

‫‪ ()3‬سوأرة النبياء ‪.47‬‬

‫‪ ()4‬سوأرة المؤمنوأن ‪.103-102‬‬

‫‪ ()5‬سوأرة العراف ‪.98‬‬

‫‪ ()6‬سوأرة الشوأرى ‪.17‬‬

‫)‪ (117‬طبعة دار‬ ‫‪ ()7‬الشارة إلى اليجاز ببعض أنوأاع المجاز‪ ،‬أبوأ محمد عز الدين عبد العزيز ابن عبد السلم الشافعي)‪660‬هـ(‬

‫المعرفة ‪ -‬بيروأت ‪ 1313 -‬هـ‬


‫السيئات فمن رجحت حسناته دخل الجنة وأمن رجحت سيئاته دخل النار‪ ....‬وأقال أهل البدع بإبطال‬
‫حقيقة الميزان‪ ،‬وأقالوأا‪ :‬موأازين‪ ،‬وأليس بمعنى كفات وأألسن‪ ،‬وألكنها العمجازاة يجازيهم ال بأعمالهم وأزنال‬
‫)‪(5‬‬
‫وأالزيدية)‪ (4‬وأالباضية‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأالشيعة‬ ‫)‪(2‬‬
‫بوأزن‪ ،‬وأأنكروأا الميزان‪ (1)(...‬فأنكر الميزان الحسي المعتزلة‬
‫وأتأوألوأا اليات الكريمة بالعدل‪ .‬وأذكروأا وأجهين لوأجوأب التأوأيل‪:‬‬
‫الوأل‪ :‬أن وأزن العمال مستحيل‪ ،‬إذ هي أعراض‪ ،‬وأالعراض ل توأزن‪ (6).‬وأقال السالمي‪):‬وأذهب‬
‫آخروأن إلى أن الموأزوأن أجسام حسنة وأقبيحة‪ ،‬وأذلك أن العمال الحسنة تنقلب أجسامال حسنة‪،‬‬
‫وأالعمال القبيحة تنقلب أجسامال قبيحة قـال‪ :‬وأعررد بأن هذا من باب قلب الحقائق‪ ،‬وأهوأ ممتنع عق ل‬
‫ل‪،‬‬
‫)‪(7‬‬
‫فمـن المحـال قلب العراض أجساملا(‬
‫ث‬
‫الثاني‪ :‬أن قدر هذه العمال معلوأم عند ال عز وأجل‪ ،‬فالوأزن ل طائل تحته وأل فائدة فيوأجب الدعدب د‬
‫)‪(8‬‬

‫)‪(9‬‬
‫وأذهب جمهوأر أهل السنة إلى إثبات الميزان‬
‫)‪(14‬‬
‫وأغيرهم‬ ‫)‪(13‬‬
‫وأابن أبي العز الحتفي‬ ‫)‪(12‬‬
‫وأالقرطبي‬ ‫)‪(11‬‬
‫وأالباقلني‬ ‫)‪(10‬‬
‫وأقال الشعري‬
‫الميزان له لسان وأكفتان‪ ،‬توأزن في إحدى كفتيه الحسنات وأفي الخرى السيئات‪ .‬وأقالوأا الموأزوأن هوأ‬

‫‪ ()1‬مقالت السلميين‪ ،‬الشعري ‪.2/146‬‬

‫‪ ()2‬شرحا الصوأل الخمسة‪ ،‬القاضي عبدالجبار ‪.743‬‬

‫‪ ()3‬انظر القتصاد فيما يتعلق بالعتقاد‪ ،‬الطوأسي‪.222،‬‬

‫‪ ()4‬انظر الساس لعقائد الكياس‪،‬القاسم بن محمد الزيدي ‪.204‬‬

‫‪ ()5‬انظر مشارق أنوأار العقوأل ‪.127 - 125‬‬

‫‪ ()6‬انظر الساس لعقائد الكياس‪ ،‬القاسم بن محمد الزيدي ‪.204‬‬

‫‪ ()7‬انظر مشارق أنوأار العقوأل ‪.126‬‬

‫‪ ()8‬انظر شرحا الصوأل الخمسة‪ ،‬عبدالجبار ‪ 744‬وأالساس‪ ،‬الزيدي ‪ .204‬وأانظر التذكرة‪ ،‬القرطبي ‪.376 - 373‬‬

‫وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪.123 - 5/120‬‬


‫‪ ()9‬مقالت السلميين ‪.2/146‬‬

‫‪ ()10‬النصاف ‪.51‬‬

‫‪ ()11‬التذكرة ‪.378‬‬

‫‪ ()12‬شرحا العقيدة الطحاوأية ‪.474 - 472‬‬

‫‪ ()13‬أنظر أصوأل الدين‪ ،‬البغدادي ‪.246‬وأالرشاد‪،‬الجوأيني ‪280‬وأنهاية القدام‪،‬الشهرستاني ‪.470‬وأالنهاية في الفتن‪،‬ابن كثير ‪ 2/230‬وأشرحا جوأهرة التوأحيد‪ ،‬اللقاني‬

‫‪ ،234‬وألوأامع النوأار السفاريني ‪.178‬‬

‫‪ ()14‬انظر‪ :‬التبصير في الدين‪ ،‬السفرائيني ‪ 175-174‬وأالمسامرة‪.238 ،‬‬


‫الصحف التي فيها العمال‪ ،‬فل يمتنع أن تدوأن الحسنات‪،‬وأكل حسنة تشغل صحيفة أوأ جزءال من‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيفة وأكذلك السيئات‪ .‬فيحصل الترجيح بكثرة أحدهما‬
‫وأيدل على هذا حديث البطاقة وأالسجلت‪ ،‬الذي سبق‪ .‬وأفيه‪) :‬فتوأضع السجلت في كفة وأالبطاقة في‬
‫)‪(2‬‬
‫كفة‪ ،‬فطاشت السجلت وأثقلت البطاقة(‬
‫وأوأجه إثبات صفة الميزان وأروأده بهذا الخبر وأجوأازه العقلي‬
‫وأقد وأردت النصوأص القرآنية بذكر الميزان وأالوأزن‪.‬وأهي تحتمل الحقيقة وأتحتمل المجاز‪ ،‬فيعمل‬
‫)‪(3‬‬
‫بالحقيقة لمكانها‪ ،‬وأيكوأن الخبر الوأارد في البطاقة وأالسجلت مؤكدال وأشاهدال لحملها على الحقيقة‪.‬‬
‫وأفيما سبق جوأاب على الوأجه الوأل الذي أوأجب به المعتزلة وأمن وأافقهم حمل النصوأص الوأاردة‬
‫على المجاز‬
‫وأل نسلم عدم الفائدة في‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأالجوأاب عن الوأجه الثاني‪:‬أنا ل نسلم كوأن أفعال ال معللة بالغراض‬
‫الوأزن‬
‫فمن فوأائده وأحكمه أن يشاهد العبد مقدار أعماله وأيعلم أنه مجزي عنها بالعدل‪ .‬أوأ متجادوأز عنه‬
‫قال الغزالي‪) :‬من يعزم على معاقبة وأكيله بجنايته في أموأاله‪ ،‬أوأ يعزم على‬ ‫باللطف‪.‬‬
‫البراء‪ ،‬فدلمن أين ديببعععد أن عيدعسرفه مقدار جنايته بأوأضح الطرق ليعلم أنه في عقوأبته عادل‪ ،‬وأفي‬
‫)‪(5‬‬
‫التجاوأز عنه متفضل(‬
‫إوأاذا بطلت الستحالة رجع المر إلى جوأازحمل النصوأص الوأاردة على الحقيقة وأالمجاز وأيكوأن‬
‫الترجيح بإبقاء الخبر الوأارد في البطاقة وأالسجلت على حقيقته‬
‫وأالدوأاني)‪ (8‬وأالباجوأري)‪ (9‬إلى‬ ‫)‪(7‬‬
‫وأذهب فريق من العلماء منهم ابن حزم الظاهري)‪ (6‬وأالشاطبي‬
‫اليمان بالميزان وأتفوأيض كيفيته إلى ال عز وأجل يقوأل الدوأاني‪) :‬الميزان حق‪ ،‬وأهوأ عبارة عما يعرف‬

‫‪ ()1‬انظر المراجع السابقة وأالمنهاج في شعب اليمان‪ ،‬أبوأ عبد ال الحسين الحليمي )‪403‬هـ( تحقيق حلمي فوأدة ‪ 1/393‬طبعة دار الفكر‪ 1979-‬وأشرحا الموأاقف‪،‬‬

‫الجرجاني ‪.8/221‬‬

‫‪ ()2‬سبق تخريجه‬

‫‪ ()3‬انظر النصاف‪ ،‬الباقلني‪ ،‬تفسير الرازي ‪ .22/177‬وأغاية المرام‪ ،‬المدي ‪ 305‬وأالموأاقف‪ ،‬اليجي ‪ ،383‬وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪.5/120‬‬

‫‪ ()4‬انظر‪ :‬بسط الدلة على نفي الغرض عن أفعال ال عز وأجل في الموأاقف ‪.331‬‬

‫‪ ()5‬القتصاد ‪ .137‬وأانظر غاية المرام‪ ،‬المدي ‪305‬وأالموأاقف‪ ،‬اليجي ‪ .384‬وأشرحا النفسية‪ ،‬التفتازاني ‪ 111‬وأشرحا الدوأاني على العقائد العضدية ‪.2/265‬‬

‫‪ ()6‬الفصل ‪.4/65‬‬

‫‪ ()7‬العتصام ‪.493‬‬

‫‪ ()8‬انظر شرحا العقائد العضدية ‪.26 - 2/264‬‬

‫‪ ()9‬شرحا جوأهرة التوأحيد ‪ .401‬وأانظر كبرى اليقينيات الكوأنية‪ ،‬البوأطي ‪.286‬‬


‫)‪(10‬‬
‫به مقادير العمال‪ ،‬وأليس علينا البحث عن كيفيته‪ .‬بل نؤمن به وأنفوأض كيفيته إلى ال تعالى(‬
‫وأالذي يبدوأ لي ‪-‬وأال أعلم‪ -‬أن مذهب الجمهوأر وأالمذهب الخير سليم ل يتوأجه إليهما اعتراض‪.‬‬
‫أما مذهب الجمهوأر فقد استدلوأا بخبر البطاقة وأالخبار الخرى لثبات هيئة الميزان‪.‬‬
‫وأأما من قال بتفوأيض كيفية الوأزن وأصفة الميزان فلم يتوأصل إلى القطع في المسألة بوأجه من الوأجوأه‬
‫فتوأقف وأفوأض من غير إنكار وأل تكذيب‪.‬‬
‫وأأما المعتزلة وأمن وأافقهم فقد أعملوأا التأوأيل في اليات وأالخبار وأصرفوأا اللفاظ عن ظاهرها‪ ،‬وأتكلفوأا‬
‫في ادعاء ضروأرة التأوأيل لستحالة وأزن العراض‪ ،‬وأعدم الفائدة من الوأزن عندهم‪.‬‬
‫وألرما لم يحصل القطع بإثبات هيـأة الـميزان‪ -‬في النصوأص القرآنية من جهة الدللة وأفي الخبار من‬
‫جهة الثبوأت‪ ،-‬لم عيدكسفر الشعري من أنكر هيئة الميزان‪ ،‬إوأانما نسبه إلى البدعة كما سبق‪ .‬وأهوأ الحق‬
‫‪-‬وأال أعلم ‪ -‬لنه ل حاجة إلى التأوأيل‪ .‬وألن أفراد هذه اليات وأالخبار إلبن قبل التأوأيل فل تقبله‬
‫الجملة وأالمجموأع وألنه قد ثبت في عصرنا الحديث أنه يمكن قياس العراض كالح اررة وأالضغط‬
‫وأالسرعة‪ ،‬مما يقرب وأيسهل تصوأر وأزن العمال في الخرة‪ .‬مع أن شأن المسلم الذعان وأالتسليم‬
‫وأالتصديق دوأن الحاجة إلى تصوأر المسألة وأكيفية حصوألها‪ .‬وأيكفيه في ذلك حكم العقل بالجوأاز مع‬
‫وأروأد الخبر بالوأقوأع ‪ -‬وأال أعلم ‪-‬‬

‫‪ ()10‬شرحا العقائد العضدية ‪.2/264‬‬


‫المبحث الخامس‪ :‬في الصراط‬
‫أخرج المام البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه في حديث الرؤية الطوأيل أنه قال‪...):‬‬
‫وأيضرب جسر جهنم‪ .‬قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ :‬فأكوأن أوأل من يجيز‪ ،‬وأدعاء الرسل‬
‫يوأمئذ‪ :‬اللهم سلم‪ ،‬سلم‪ ،‬وأبه كلليب‪ ،‬مثل شوأك السعدان‪ ،(1) .‬أما رأيتم شوأك السعدان ؟ قالوأا‪ :‬بلى‪،‬‬
‫يا رسوأل ال‪ ،‬قال‪ :‬فإنها مثل شوأك السعدان‪ ،‬غير أنها ل يعلم قدر عظمها إل ال‪ ،‬فتخطف الناس‬
‫بأعمالهم منهم الموأدبق بعمله‪ ،‬وأمنهم المخردل )‪ ،(3)(.....(2‬وأنحوأه من حديث أبي سعيد الخدري رضي‬
‫)‪(4‬‬
‫ال عنه‪.‬‬
‫وأأخرج المام مسلم بسنده عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما أن رسوأل ال صلى ال عليه‬
‫)‪(5‬‬
‫وأسلم قال في حديث دخوأل الحنة بغير حساب‪ ...) :‬وأعلى جسر جهنم كلليب وأحسك(‬
‫وأأخرج بسنده عن أبي هريرة وأحذيفة رضي ال عنهما أنهما قال في حديث الشفاعة الطوأيل‪:‬‬
‫قال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪ ...) :‬وأترسل المانه وأالرحم فتقوأمان جنبتي الصراط يمينال‬
‫ل‪ ،‬فيمر أوألكم كالبرق‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬بأبي أنت وأأمي‪ ،‬أي شيء يمر كمر البرق ؟ قال‪ :‬ألم تروأا‬
‫وأشما ل‬
‫إلى البرق كيف يمر وأيرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح‪ ،‬ثم كمر الطير وأدشسد الرجال تجري بهم‬
‫ب سسلم سسلم‪ ،‬حتى تعجز أعمال العباد‪ ،‬حتى يجيء الرجل‬ ‫أعمالهم‪ ،‬وأنبيكم قائم على الصراط يقوأل‪ :‬ر س‬
‫فل يستطيع السير إل زحفلا‪ ،‬قال‪ :‬وأفي حافتي الصراط كلليب معلقة مأموأرة بأخذ من أمرت به‬

‫‪ ()1‬السعدان‪ :‬نبت ذوأ شوأك‪ ،‬وأهوأ من جيد مراعي البل‪ ،‬تسمن عليه‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.2/367‬‬

‫)( المخردل‪ :‬المرمي المصروأع‪ ،‬وأقيل المق ر‬


‫طع‪ ،‬تقطعه كلليب الصراط‪ ،‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪.2/20‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ()3‬في كتاب الرقاق ‪ 52/6573‬من طريق عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأعطاء بن يزيد عنه‪ .‬وأمن طريق الزهري أيضال في كتاب التوأحيد ‪ ،7438 ،24/7437‬وأفي‬

‫كتاب الذان ‪ 129/806‬وأمسلم في اليمان ‪ ،300 ،81/299‬وأعبدال ابن أحمد في السنة ‪ 1/234‬وأأبوأ يعلي في مسنده )‪ ،11/241 (6360‬وأابن مندة في اليمان‬

‫‪ 766-3/764‬وأأخرجه الترمذي من طريق قتيبه بن سعيد عن عبد العزيز بن محمد عن العلء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة‪ ،‬في كتاب صفة الجنة ‪20/57‬‬

‫وأقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫‪ ()4‬أخرجه البخاري من طريق على زيد بن أسلم عن عطاء عنه في كتاب الرقاق ‪،51/6549‬وأفي كتاب التوأحيد ‪ 4/7438‬وأمسلم في اليمان ‪ 81/302،303‬وأابن مندة في‬

‫اليمان حا ‪ .782-3/777 ،818 ،817 ،816‬وأأخرجه البخاري من طريق عن سعيد بن أبي عروأبه عن قتادة عن أبي المتوأكل الناجي‪،‬عنه في كتاب الرقاق ‪،48/6535‬‬

‫وأابن مندة في اليمان‪ 3/793 ،‬وأأخرجه البخاري من طريق عن هشام الدستوأائي عن قتادة عن أبي المتوأكل عنه‪ ،‬في كتاب المظالم ‪،1/2440‬وأابن مندة في اليمان ‪.3/793‬‬

‫‪ ()5‬في كتاب اليمان ‪ 84/316‬من طريقين عن روأحا بن عبادة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر‪ .‬وأابن مندة في اليمان )‪ 804-3/802 (851) (850‬وأأخرجه‬

‫مسلم أيضال في كتاب اليمان ‪ ،84/320‬من طريق حجاج بن الشاعر عن الفضل بن دكين عن محمد بن أيوأب عن يزيد بن صهيب الفقير عنه‪ ،‬وأابن مندة في اليمان )‬

‫‪.(3/807 ،858‬‬
‫)‪(2‬‬
‫فمخذوأش ناج وأمكدوأس )‪(1‬في النار(‬
‫وأأخرج الترمذي بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬سألت النبي صلى ال عليه وأسلم‬
‫أن يشفع لي يوأم القيامة‪ ،‬فقال‪ :‬أنا فاعل‪ ،‬قال‪ :‬قلت يا رسوأل ال فأين أطلبك ؟ قال‪ :‬اطلبني أوأل ما‬
‫تطلبني على الصراط قال‪ :‬قلت‪ :‬فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال‪ :‬فاطلبني عند الميزان‪ ،‬قلت‪ :‬فإن‬
‫)‪(3‬‬
‫لم ألقك عند الميزان؟ قال‪ :‬فاطلبني عند الحوأض‪ ،‬فإني ل أخطئ هذه الثلث الموأاطن(‬
‫)‪(4‬‬
‫وأقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لنعرفه إل من هذا الوأجه‬
‫وأأخرج الترمذي بسنده عن عائشة رضي ال عنها قالت‪):‬يارسوأل ال " وأالرض جميعال قبضته يوأم‬
‫)‪(6‬‬
‫القيامة وأالسماوأات مطوأيات بيمينه ")‪ (5‬فأين المؤمنوأن يوأمئفذ ؟ قال‪ :‬على الصراط ياعائشة(‬

‫‪ ()1‬مكدوأس‪ :‬مدفوأع‪ ،‬وأتكدس النسان إذا دلفع من وأرائه فسقط‪ ،‬انظر النهايةلبن الثير ‪.4/155‬‬

‫‪ ()2‬في كتاب اليمان ‪ ،84/329‬وأأبوأ يعلى في مسنده )‪ 11/79 (6216‬وأابن مندة في اليمان ‪.3/832 ،883‬‬

‫‪ ()3‬في كتاب صفة القيامة ‪ 9/2433‬وأقد سبق تخريجه موأسعلا‪.‬‬

‫‪ ()4‬السنن ‪.4/537‬‬

‫‪ ()5‬سوأرة الزمر الية ‪.67‬‬

‫‪ ()6‬أخرجه المام الترمذي من طريقين عن داوأد بن أبي هند عن الشعبي عن مسروأق عن عائشة رضي ال عنها في كتاب التفسير ‪ 15/3121‬وأ ‪ 40/3241‬وأابن ماجة‬

‫في الزهد ‪ 33/4279‬وأأخرج الترمذي نحوأه من حديث عبد ال بن عباس رضي ال عنهما عن عائشة رضي ال عنها في التفسير ‪.40/3241‬وأقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‬

‫غريب من هذا الوأجه‪.‬‬


‫)‪(1‬‬
‫وأقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫وأأخرج المام مسلم بسنده عن عبد ال بن مسعوأد رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫قال‪):‬آخر من يدخل الحنة رجل‪ ،‬فهوأ يمشي مرة وأيكبوأ مرة‪ ،‬وأتسفعه النار مرة‪ ،‬فإذا ما جاوأزها التفت‬
‫)‪(2‬‬
‫إليها‪ ،‬فقال‪ :‬تبارك الذي نرجاني منك‪(...‬‬
‫وأبعد‪ :‬فهذه أحاديث عن سبعة من الصحابة رضوأان ال عليهم تتوأارد جميعها على إثبات‬
‫الصراط‪ ،‬وأأنه جسر عيضرب فوأق جهنم‪ ،‬له جنبتان وأكلليب‪ ،‬يتفاوأت الناس في سرعة عبوأرهم حسب‬
‫أعمالهم‬
‫)‪(3‬‬
‫وأقد أثبت أهل السنة وأالجماعة ما توأاردت عليه هذه الخبار في شأن الصراط‪.‬‬
‫وأوأجه إثباته هوأ استفاضة الخبار الوأاردة فيه‪ ،‬وأموأافقتها لصل في كتاب ال عز وأجل‪ ،‬وأفي قوأله‬
‫)وأان منكـم إلوأاردها كـان علـى ربك حتمال مقضـيـال * ثم ننجي الذين اتقوأا وأنذر الظالمين فيها‬
‫تعالى‪ :‬إ‬
‫)‪(4‬‬
‫جثيلا(‬
‫وأنقل المام الطبري تفسير الوأروأد بالمروأر على الصراط عن قتادة‪ ،‬وأابن عباس رضي ال عنهما‬
‫)‪(7‬‬
‫وأابن كثير وأغيرهما من المفسرين‬ ‫)‪(6‬‬
‫)‪.(5‬وأاختاره القرطبي‬
‫إنكار المروأر على الصراط إلى جمهوأر‬ ‫)‪(11‬‬
‫وأالسفاريني‬ ‫)‪(10‬‬
‫وأالدوأاني‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأالتفتازاني‬ ‫)‪(8‬‬
‫وأنسب اليجي‬
‫)‪(13‬‬
‫وأالشيعة‪.‬‬ ‫)‪(12‬‬
‫المعتزلة‪ .‬وأهوأ قوأل من سار على أصوألهم كالزيدية‬

‫‪ ()1‬السنن ‪.5/347‬‬

‫‪ ()2‬في كتاب اليمان ‪ .83/310‬وأابن مندة في اليمان )حا ‪.3/795 (841‬‬

‫‪ ()3‬انظر مقالت السلميين‪ ،‬الشعري ‪ 2/146‬وأالنصاف الباقلني ‪ ،52‬وأالفرق بين الفرق‪ ،‬البغدادي ‪ 348‬وأالفصل‪ ،‬ابن حزم ‪ ،4/66‬وألمع الدلة‪ ،‬الجوأيني ‪.113‬‬

‫‪ ()4‬سوأرة مريم ‪.71-70‬‬

‫‪ ()5‬انظر تفسير الطبري ‪.111-16/110‬‬

‫‪ ()6‬انظر الجامع لحكام القرآن ‪.92-11/91‬‬

‫‪ ()7‬انظر تفسير ابن كثير ‪.134-3/133‬‬

‫‪ ()8‬انظر الموأاقف ‪.384‬‬

‫‪ ()9‬انظر شرحا المقاصد ‪.5/120‬‬

‫‪ ()10‬انظر شرحا العقائد العضدية ‪.2/264‬‬

‫‪ ()11‬انظر لوأامع النوأار ‪.2/192‬‬

‫‪ ()12‬انظر الساس لعقائد الكياس‪ ،‬القاسم بن محمد الزيدي ‪.205‬‬

‫‪ ()13‬انظر القتصاد‪ ،‬الطوأسي ‪.222‬‬


‫)‪(1‬‬
‫وأحكاه السالمي من الباضية عن جمهوأرهم‬
‫قال القاسم الزيدي‪) :‬قد روأي عنه صلى ال عليه وأسلم أنه قال‪ " :‬يمد الصراط‪ ،‬فيكوأن أوأل من يمر‬
‫)‪(2‬‬
‫به أنا وأأمتي‪ " ...‬قلنا‪ :‬ل ثقة براوأيه(‬
‫وأل وأجه لنكار الخبر لنه مروأي عن سبعة من الصحابة‪.‬‬
‫وأيستند المنكروأن إلى شبه في إنكار هذه الحاديث‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أقوأاها‪ :‬أن الخرة دار جزاء ل تكليف فيها‪ ،‬وأالعبوأر على الصراط فيه تكليف وأمشقة‪.‬‬
‫وأل يجوأز ترك هذه الخبار إوأانكارها بمثل هذه الشبهة‪ ،‬لن التكليف المنفي هوأ الذي يبقى معه‬
‫الختيار‪ ،‬وأليس التكليف بجوأاز الصراط منه‪.‬‬
‫وأقد ثبت في القرآن الكريم ما هوأ من جنس التكليف بعبوأر الصراط‪ ،‬فقال تعالى‪) :‬ادخلوأا الجنة أنتم‬
‫وأأزوأاجكم تحبروأن()‪ (4‬وأقال تعالى‪) :‬فادخلوأا أبوأاب جهنم خالدين فيها(‬
‫)‪(5‬‬

‫)‪(6‬‬
‫وأثبت في السنة أن المصسوأر عيكرلف بنفخ الروأحا فيما صوأره‪ ،‬وأليس بنافخ‬
‫أما دعوأى المشقة في العبوأر‪ :‬فقد دلت الخبار على أن الناس فيه متفاوأتوأن‪ ،‬فمنهم من يعبر‬
‫كالبرق وأمنهم من يعبر مثل طرف العين‪ ،‬وأهذا توأفيق من ال إوأاعانة‪ ،‬فل مشقة فيه على غير أهل‬
‫)‪(7‬‬
‫المشقة‪ .‬وأال أعلم‬
‫وأقد اسـتظهر القاضـي عبد الجبار من المعتزلة وأالسالمي من الباضية ضعف دوأافع المنكرين إلى‬
‫تأوأيل الخبار‪.‬‬
‫فقال القاضي‪ ...) :‬عحلكدي عن كثير من مشايخنا أن الصراط إنما هوأ الدلة الدالة على الطاعات‬
‫التي من تددمسك بها نجا‪ ...‬وأالدلة الدالة على النار التي من ركبها هلك‪.‬‬
‫وأذلك مما ل وأجه له‪ ،‬لن فيه حملل لكلم ال تعالى على ما ليس يقتضيه ظاهره‪ ،‬وأقد ذكرنا القوأل‬
‫في أن كلم ال تعالى مهما أمكن حمله على حقيقته فذلك هوأ الوأاجب‪ ،‬دوأن أن يصرف عنه إلى‬

‫‪ ()1‬انظر مشارق أنوأار العقوأل ‪.2/129‬‬

‫‪ ()2‬الساس ‪.207-206‬‬

‫‪ ()3‬انظر شرحا الصوأل الخمسة‪ ،‬عبد الجبار ‪ .737‬وأالقتصاد‪ ،‬الطوأسي ‪ .222‬وأالساس‪ ،‬القاسم الزيدي ‪.206‬‬

‫‪ ()4‬سوأرة الزخرف الية ‪.70‬‬

‫‪ ()5‬سوأرة النحل الية ‪.29‬‬

‫‪ ()6‬أخرجه المام مسلم من حديث ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬في كتاب اللباس وأالزينة ‪ 26/100‬وأانظر شرحا النوأوأي في تفريق العلماء بين تصوأير ماله ظل وأما ل ظل له‬

‫‪.4/814‬‬

‫‪ ()7‬انظر رد شبهات المنكرين في الرشاد‪ ،‬الجوأيني ‪ ،379‬القتصاد‪ ،‬الغزالي ‪ 138‬وأالموأاقف‪ ،‬اليجي ‪ 384‬وأالعتصام‪ ،‬الشاطبي ‪ .2/492‬وأشرحا المقاصد ‪5/120‬‬

‫وألوأامع النوأار‪ ،‬السفاريني ‪.2/193‬‬


‫)‪(1‬‬
‫المجازي(‬
‫وأقال السالمي‪) :‬وأالذي يظهر لي إبقاء الحاديث على أصلها من غير تعرض لردها على راوأيها‪،‬‬
‫وأتفوأيض أمره إلى ال‪ ،‬فمن صردقها من غير قطع بكفر من خالفه فيها فقد أحسن الظن بالراوأي‪ ،‬وأل‬
‫)‪(2‬‬
‫بأس عليه إن شاء ال(‬
‫وأبعد أن فرغنا من إثبات الصراط وأعبوأر الخلق عليه يحسن التنبيه إلى ما دخل في وأصف الصراط‬
‫من الخبار الوأاهية‪.‬‬
‫يكثر في كتب العقائد وأصف الصراط بأنه أحد من السيف وأأدق من الشعرة‪ .‬قال التفتازاني‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫)الصراط جسر ممدوأد على متن جهنم‪ ،‬ديرعده الوألوأن وأالخروأن‪ ،‬أدق من الشعرة وأأحد من السيف(‬
‫وأوأصف الصراط بهذا الوأصف أخرجه البهيقي من طريق أبي خالد الدالني عن عبدال بن مسعوأد‬
‫)‪(4‬‬
‫رضي ال عنه‬
‫وأأبوأ خالد هوأ يزيد بن عبد الرحمن‪ .‬ترجمه الذهبي في الميزان فقال‪ ..) :‬قال ابن حبان فاحش الوأهم‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ل يجوأز الحتجاج به(‬
‫وأأخرج البيهقي من طريق زياد النمري عن أنس بن مالك قال‪ :‬سمعت رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫يقوأل‪) :‬الصراط كحد الشعرة وأكحد السيف‪(6) (...‬وأزياد هوأ ابن عبدال النمري‪.‬ترجمه الذهبي في‬
‫)‪(7‬‬
‫الميزان فقال‪):‬ضرعفه ابن معين" وأقال أبوأ حاتم‪ :‬ل يحتج به(‬
‫وأهذا الوأصف على ضعف إسناده معارض لما ثبت بالسانيد الصحيحة أن الجسر له جنبتان وأعليه‬
‫كلليب ‪-‬كما سبق ذكره ‪-‬‬
‫وأذكر الباجوأري وأجهال للجمع بين هذا وأذاك فقال‪ ....) :‬على فرض صحة ذلك‪ ،‬فهوأ محموأل على‬
‫غير ظاهره‪ ،‬بأن يؤوأل بأنه كناية عن شدة المشقة‪ .‬وأحينئذ فل ينافي ما وأرد في الحاديث الدالة على‬
‫)‪(8‬‬
‫كوأن الكلليب فيه‪ ...‬وأقيل إنه يضيق وأيتسع بحسب عمل ابن آدم(‬

‫‪ ()1‬شرحا الصوأل الخمسة ‪.738‬‬

‫‪ ()2‬مشارق أنوأار العقوأل ‪.2/130‬‬

‫‪ ()3‬شرحا المقاصد ‪5/120‬وأانظر نحوأه في الرشاد‪،‬الجوأيني ‪379‬وأقوأاعد العقائد‪،‬الغزالي مع الحياء ‪1/115‬وأشرحا جوأهرة التوأحيد‪ ،‬اللقاني ‪.235‬‬

‫‪ ()4‬شعب اليمان ‪5/123‬‬

‫‪.4/432 ()5‬‬

‫‪ ()6‬شعب اليمان ‪5/124‬‬

‫‪ 2/91 ()7‬وأانظر ما جاء في وأصف الصراط بنحوأه من الثار وأتضعيفها في النهاية‪ ،‬ابن كثير ‪ 108 - 106 /2‬وأفتح الباري ‪554 /11‬وأالتذكرة‪ ،‬القرطبي ‪ ،400‬وأشرحا‬

‫جوأهرة التوأحيد‪ ،‬الباجوأري ‪ ،406‬وألوأامع النوأار‪ ،‬السفاريني ‪.193 /2‬‬

‫‪ ()8‬شرحا الجوأهرة ‪ 407-406‬بتصرف يسير‪ .‬وأانظر‪ :‬نحوأه في الحصوأن الحميدية‪ ،‬حسين الجسر ‪.129‬‬
‫وأهذا الوأجه إوأان كان جائ الز وأجامعال فغايته أن عيبخلرج وأص د‬
‫ف الصراط بالدقة وأالحدة عن معارضة‬
‫الحاديث الثابتة بوأصفه بالعرض وأغيره‪ ،‬وألكن يبقى الكلم على ثبوأت هذا الوأصف بنفسه بهذا‬
‫السناد‪ .‬وأال أعلم‬
‫المبحث السادس‪ :‬في رؤية ال عز وجل‪:‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬في رؤية ال عز وجل في الدار الخرة‬


‫أثبت أهل السنة وأالجماعة جوأاز رؤية ال عز وأجل وأاتفقوأا على وأقوأعها في الخرة وأعلى أن المؤمنين‬
‫يروأن ال تعالى دوأن الكافرين‪.‬‬
‫وأأنكر ذلك المعتزلة وأالشيعة وأالباضية وأالزيدية)‪ .(1‬وأاستدل أهل السنة بالكتاب وأالسنة وأالجماع‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫فمن الكتاب قوأله تعالى )وأجوأه يوأمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة(‪.‬‬
‫وأمن السنة‪:‬‬
‫ما أخرجه البخاري بسنده عن جرير بن عبد ال رضي ال عنه أنه قال‪:‬خرج علينا رسوأل ال عليه‬
‫)‪(3‬‬
‫الصلة وأالسلم ليلة البدر فقال‪:‬إنكم ستروأن ربكم يوأم القيامة كما تروأن هذا ل تضاموأن في رؤيته‪.‬‬
‫وأأخرج بسنده عن أبى هريرة رضي ال عنه أن الناس قالوأا‪ :‬يا رسوأل ال‪ ،‬هل نرى ربنا يوأم القيامة؟‬
‫فقال رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‪):‬هل تضاعروأن في القمر ليلة البدر؟ قالوأا‪ :‬ل يا رسوأل ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫فهل تضاروأن في الشمس ليس دوأنها سحاب؟ قالوأا‪ :‬ل يا رسوأل ال‪ ،‬قال‪ :‬فإنكم تروأنه كذلك‪.(...‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأأخرج نحوأه من حديث أبى سعيد الخدري‪.‬‬
‫وأأخرج المام مسلم بسنده عن صهيب بن سنان رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وأسلم أنه‬
‫قال‪):‬إذا دخل أهل الجنة الجنة‪ ،‬قال‪ :‬يقوأل ال تبارك وأتعالى‪ :‬تريدوأن شيئال أزيدكم؟ فيقوألوأن‪ :‬ألم‬
‫تبيض وأجوأهنا؟ ألم تدخلنا الجنة‪ ،‬وأتنجينا من النار؟ قال‪ :‬فيكشف الحجاب‪ :‬فما عأعطوأا شيئا أحب‬
‫)‪(6‬‬
‫إليهم من النظر إلى ربهم عز وأجل(‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر مقالت السلميين‪ ،‬الشعري ‪ 1/264‬وأشرحا النوأوأي على مسلم ‪ 1/425‬وأشرحا الصوأل الخمسة‪ ،‬عبد الجبار ‪ 233‬وأالقتصاد‪ ،‬الطوأسي ‪ 75‬وأالساس لعقائد‬

‫الكياس‪ ،‬القاسم ‪ 79-78‬الحق الدامغ‪ ،‬الخليلي ‪.32‬‬

‫‪ ()2‬سوأرة القيامة ‪.23-22‬‬

‫‪ ()3‬أخرجه البخاري في كتاب التوأحيد ‪ .7434،7435 ،24/7436‬وأفي كتاب موأاقيت الصلة ‪ ،26/573 ،16/554‬وأفي كتاب التفسير من سوأرة )ق( ‪2/4851‬‬

‫وأأخرجه المام مسلم في كتاب المساجد وأموأاضع الصلة ‪ .27/633‬وأأبوأ داوأد في كتاب السنة ‪ 4731-20/4729‬وأالترمذي في كتاب صفة الجنة ‪ 16/2551‬وأابن‬

‫ماجة في مقدمة السنن ‪ 13/177‬وأابن خزيمة في كتاب التوأحيد ‪ .168/169‬وأابن مندة في اليمان ‪.762-3/758‬‬

‫‪ ()4‬أخرجه البخاري في كتاب التوأحيد ‪ ،24/7437‬وأفي صفة الجنة ‪ .52/6573‬وأمسلم في اليمان ‪ 81/182‬وأابن خزيمة في التوأحيد ‪ 169/170‬وأابن مندة في‬

‫اليمان ‪.769-3/763‬‬

‫‪ ()5‬وأفي كتاب التفسير‪ ،‬سوأرة النساء ‪ .8/4581‬وأمسلم في كتاب اليمان ‪ 81/183‬وأعبد ال بن أحمد في السنة ‪ .1/236‬وأابن أبى عاصم في السنة ‪ .1/999‬وأابن‬

‫خزيمة في التوأحيد ‪ 169‬وأابن مندة في اليمان ‪ .3/772‬وأالللكائي في شرحا أصوأل العتقاد ‪.3/494‬‬

‫‪ ()6‬في كتاب اليمان ‪ 80/181‬وأأخرجه الترمذي في صفة الجنة ‪ 16/2552‬وأابن ماجة في مقدمة سننه ‪.13/187‬‬
‫وأأخرج البخاري بسنده عن أبى موأسى الشعري رضي ال عنه أن رسوأل ال صلى ال عليه وأسلم‬
‫قال‪) :‬جنتان من فضة‪-‬آنيتهما وأما فيهما‪-‬وأجنتان من ذهب‪-‬آنيتهما وأما فيهما‪-‬وأما بين القوأم وأبين‬
‫)‪(1‬‬
‫أن ينظروأا إلى ربهم إل رداء الكبرياء على وأجهه في جنة عدن(‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأقد أخرج الللكائي أحاديث الرؤية عن وأاحد وأعشرين صحابيلا‪.‬‬
‫وأقال الحافظ ابن حجر‪) :‬جمع الدار قطني طرق الحاديث الوأاردة في رؤية ال عز وأجل في الخرة‪،‬‬
‫فزادت على العشرين‪ ،‬وأتتبعها ابن القيم في حادي الروأاحا فبلغت الثلثين أكثرها جياد‪ .‬وأأسند‬
‫)‪(3‬‬
‫الدارقطني عن يحيى بن معين قال‪ :‬عندي سبعة عشر حديثال في الرؤية صحاحلا(‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وأصرحا المل علي القاري وأالكلنبوأي)‪ (4‬بوأصوأل أحاديث الرؤية إلى رتبة المشهوأر‪.‬‬
‫وأنقل الباقلني وأالغزالي وأالتفتازاني وأغيرهم من المتكلمين إجماع الصحابة رضوأان ال عليهم على‬
‫)‪(6‬‬
‫إثبات رؤية ال عز وأجل استنادال لهذه الحاديث وألظاهر قوأله تعالى )إلى ربها ناظرة(‪.‬‬
‫وأل يخفى بعد هذا وأجه اتفاق أهل السنة وأالجماعة على إثبات رؤية ال عز وأجل لن تكاتف الدلة‬
‫وأتعاضدها يدفع عن مجموأعها كل ريبة وأشبهة‪ .‬وأل يخفى ما لخبر الحاد من دوأر في إثبات رؤية‬
‫ال عز وأجل‪ .‬لن قوأل ال عز وأجل )وأجوأه يوأمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة()‪ (7‬يقبل التأوأيل وأصرف‬
‫المراد بالنظر إلى معنى آخر غير الرؤية‪ .‬وألتوأضيح هذا لبد من ذكر وأجه دللة الية الكريمة على‬
‫إثبات الرؤية وأشبه المخالفين‪.‬‬
‫وأجه الستدلل بالية‪-:‬‬
‫يقوأل التفتازاني‪) :‬النظر الموأصوأل بإلى‪ ،‬إما بمعنى الرؤية أوأ ملزوأم لها بشهادة النقل عن أئمة اللغة‬

‫‪1‬في كتاب التفسير سوأرة الرحمن ‪ 1/4878،4880‬وأفي كتاب التوأحيد ‪ ،24/7444‬وأمسلم في اليمان ‪ 80/180‬وأالترمذي في صفة الجنة ‪.3/2528‬‬

‫)(‬

‫‪ ()2‬انظر شرحا أصوأل العتقاد ‪ 492-3/470‬وأتخريج أحاديث العقائد‪ ،‬السيوأطي ‪.26-25‬‬

‫‪ ()3‬فتح الباري ‪ .13/532‬وأانظر حادي الروأاحا إلى بلد الفراحا ‪ 235-199‬طبعة مكتبة المتنبي‪-‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ ()4‬هوأ إسماعيل بن مصطفى الكلنبوأي )‪ 1205‬هـ( العلمة الذي جمع إلى علم الدين معارف عصره من الرياضيات وأالطبيعيات‪ .‬اشهر مؤلفاته‪ :‬حاشيته على شرحا‬

‫الدوأاني على العضدية اعتنى بها غاية العتناء وأفيها من التحقيقات ما ل تغني عنه كتب المتقدمين‪ .‬انظر ترجمته في مقالت الكوأثري ‪.494-491‬‬

‫‪ ()5‬انظر شرحا الفقه الكبر القاري ‪ .66‬وأحاشية الكلنبوأي على شرحا العضدية ‪ 2/177‬وأشرحا النسفية‪ ،‬التفتازاني ‪..74‬‬

‫‪ ()6‬سوأرة القيامة الية ‪.23‬‬

‫‪ ()7‬سوأرة القيامة ‪.23-22‬‬


‫وأالتتبع لموأارد استعماله‪ (1).‬إوأاما مجاز عنها لكوأنه عبارة عن تقليب الحدقة نحوأ المرئي طلبال لرؤيته‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأقد تغدر ههنا الحقيقة لمتناع المقابلة وأالجهة‪ .‬فتعين الرؤية لكوأنها أقرب المجازات(‪.‬‬
‫وأيقوأل الرازي في تفسير الية‪ :‬سلمنا أن النظر عبارة عن تقليب الحدقة نحوأ المرئي التماسال لرؤيته‪.‬‬
‫وألكننا نقوأل لما تعذر حمله على حقيقته وأجب حمله على مسببه وأهوأ الرؤية‪ ،‬إطلقال لسم السبب‬
‫)‪(3‬‬
‫على المسبب‪ ...‬لن تقليب الحدقة كالسبب للرؤية(‪.‬‬
‫وأالذي يبدوأ لي ‪-‬وأال أعلم‪ -‬أن الية الكريمة ليست قطعية الدللة في إثبات الرؤية‪.‬‬
‫وأقد أشار إلى ذلك اليجي فقال بعد ذكر وأجه الستدلل بالية‪) :‬وأأنت ل يخفى عليك أن أمثال هذه‬
‫)‪(4‬‬
‫الظوأاهر ل تفيد إل ظنوأنال ضعيفةل ل تصلح للتعوأيل عليها في المسائل العلمية(‪.‬‬
‫إوأاليه أشار الحلل الدوأاني أيضال فقال بعد إجمال الدلة في الرؤية من الكتاب وأالسنة وأالجماع‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫)وأالمعتمد فيه إجماع المة قبل حدوأث المبتدعين على وأقوأع الرؤية(‪.‬‬
‫وأيقوأل الكلنبوأي تعليقال على قوأل الدوأاني‪) :‬يشير إلى ما ذكره المصنف ‪-‬يعني العضد اليجي‪ -‬في‬
‫الموأاقف من أن دللة الكتاب وأالسنة على هذا المطلب ل تثمر علمال قطعيال بل ظنيلا‪ ،‬فل اعتماد‬
‫)‪(6‬‬
‫لدللتهما عليه لن المطلب يقيني‪ .‬وأالمعتمد هنا إجماع المة(‪.‬‬
‫وأوأجه الظنية في دللة الية أن حقيقة النظر في اللغة هي تقليب الحدقة نحوأ المرئي التماسال لرؤيته‬
‫وأيستعمل في الرؤية مجا الز كما يستعمل في وأجوأه أخرى مجا الز‪.‬‬
‫يقوأل ابن فارس‪) :‬النظر تأمل الشيء‪ :‬ثم يستعار وأيتسع فيه‪ ،‬فيقال نظرت إلى الشيء إذا عاينته‪،‬‬
‫وأمن باب المجاز قوألهم‪ :‬نظر الدهر إلى بني فلن فأهلكهم()‪(7‬‬
‫وأيقوأل ابن منظوأر‪) :‬النظر حس العين‪...‬وأتقوأل‪ :‬نظرت إلى كذا وأكذا‪ ،‬من نظر العين وأنظر القلب‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫يقوأل القائل‪ :‬إنما ننظر إلى ال ثم إليك‪ ،‬أي إنما أتوأقع فضل ال ثم فضلك(‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس )نظر( ‪ .5/444‬وأالمفردات‪ ،‬الراغب ‪ 497‬حيث قال )النظر تقليب البصر وأالبصيرة لدراك الشيء وأروأيته‪ .‬وأقد يراد به التأمل‬

‫وأالفحص‪ .‬وأقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص(‪.‬‬

‫‪ ()2‬شرحا المقاصد ‪ .4/193‬وأانظر البانة‪ ،‬الشعري ‪ .14‬وأالتمهيد‪ ،‬الباقلني ‪ 247‬وأالرشاد‪ ،‬الجوأيني ‪ .182‬وأنهاية القدام ‪ 369‬وأغاية المرام‪ ،‬المدي ‪177-176‬‬

‫وأشرحا القاري على الفقه الكبر ‪ 68‬وأشرحا الدوأاني على العضدية ‪.2/177‬‬

‫‪ ()3‬تفسير الرازي ‪.30/228‬‬

‫‪ ()4‬الموأاقف ‪.307‬‬

‫‪ ()5‬شرحا العضدية مع حاشية الكلنبوأي ‪.2/177‬‬

‫‪ ()6‬المصدر السابق نفس الصفحة‪ ،‬وأانظر نحوأه في شرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪.4/195‬‬

‫‪ ()7‬مقاييس اللغة )نظر( ‪5/444‬‬

‫‪ ()8‬لسان العرب )نظر( ‪7/73‬‬


‫وألما كانت دللة الية غير قطعية في إثبات الرؤية فقد تسوأغ الخلف فيها‪ .‬وأنقل الطبري من طرق‬
‫عن مجاهد بن جبر أنه لم يرض تفسير النظر الوأارد في الية بالرؤية )‪.(1‬‬
‫وألما كانت دللتها غير قطعية أيضال لم يكفر أهل السنة مخالفيهم في إثبات الرؤية‪ .‬مع أنهم بينوأا‬
‫ضعف وأجوأه تأوأيل الية التي ذكرها المعتزلة وأموأافقوأهم‪.‬‬
‫وأمنها قوأل القاضي عبد الجبار )فإلى في الية وأاحد اللء‪ ،‬فكأنه تعالى قال‪ :‬وأجوأه يوأمئذ ناضرة‪،‬‬
‫إلى ربها منتظرة وأنعمه مرتقبة()‪(2‬‬
‫وأل يخفى ما في هذا التأوأيل من تكلف ظاهر‪ .‬وأهوأ مخالف للغة أيضلا‪ ،‬قال في اللسان‪):‬من قال‪ :‬إن‬
‫معنى قوأله تعالى)إلى ربها ناظرة(يعني منتظرة فقد أخطأ‪،‬لن العرب ل تقوأل نظرت إلى الشيء‪،‬‬
‫بمعنى انتظرته‪ ،‬إنما تقوأل‪ :‬نظرت فلنلا‪ :‬أي انتظرته()‪(3‬‬
‫وأيقوأل التفتازاني مستبعدال تأوأيل المعتزلة من جهة العقل‪):‬سوأق الية لبشارة المؤمنين‪ ...‬وأالخبار‬
‫بانتظارهم النعمة وأالثوأاب ل يلئم ذلك‪ ،‬بل ربما ينافيه لن النتظار أجدر بالغم وأالحزن وأالقلق‬
‫وأضيق الصدر()‪(4‬‬
‫وأيمكن أيضال الستدلل بالحاديث على صرف النظر إلى الرؤية‪ .‬فإذا كانت الية الكريمة تقبل‬
‫التأوأيل‪ ،‬وأيحتمل أن يراد بها وأجهال آخر غير الرؤية‪ ،‬فإن مجموأع الحاديث ل يقبل التأوأيل الذي‬
‫يصرفها عن الوأجه الذي أثبته أهل السنة وأالجماعة‪ .‬وأبهذا يظهر أثر أخبار الحاد في إثبات رؤية‬
‫ال عز وأجل‪.‬‬
‫أما المعتزلة وأموأافقوأهم فقد طعنوأا في ثبوأت أخبار الحاد كما طعنوأا في الستدلل بالية‪.‬‬
‫يقوأل القاضي عبد الجبار‪):‬هذا الخبر يتضمن التشبيه‪ ،‬لنا ل نرى القمر إل مدوأ الر عاليال منوأ لرا‪.‬‬
‫وأمعلوأم أنه ليجوأز أن يرى القدير تعالى على هذا الحد‪ .‬فيجب أن نقطع على أنه كذب على النبي‬
‫صلى ال عليه وأسلم‪ .‬وأهذا الخبر يروأى عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد ال‬
‫فيه‪...‬وأان صح هذا الخبر وأدسللم فأكبر ما فيه أن يكوأن خب الر من أخبار‬
‫إ‬ ‫البجلي‪...‬وأقيس هذا مطعوأن‬
‫الحاد‪ .‬وأخبر الوأاحد مما ليقتضي العلم‪،‬وأمسألتنا هذه طريقها القطع وأالثبات()‪(5‬‬
‫وأالجوأاب على قوأله من وأجوأه‪:‬‬

‫)‪ (1‬تفسير الطبري ‪.293-29/192‬‬

‫)‪ (2‬شرحا الصوأل الخمسة‪ .269 - 268 ،‬وأانظر نحوأه في الساس‪ ،‬القاسم الزيدي ‪.80‬‬

‫)‪ (3‬لسان العرب ‪.74-7/73‬‬

‫)‪ (4‬شرحا المقاصد ‪ ،4/193‬وأانظر نحوأه في أصوأل الدين‪ ،‬البغدادي ‪ 100‬وأتفسير الرازي ‪.30/228‬‬

‫)‪ (5‬شرحا الصوأل‪ 268/269 ،‬وأانظر نحوأه في الساس‪ ،‬الزيدي ‪.80‬‬

‫)‪ (6‬فتح الباري ‪.11/546‬‬


‫ل‪ :‬ل نسلم أن الحديث يتضمن التشبيه‪ ،‬لن تشبيه الرؤية بالرؤية في الوأضوأحا وأزوأال الشك وأالمشقة‬
‫أوأ ل‬
‫ل في كيفية الرؤية )‪ .(6‬لن رؤية ال عزوأجل بل كيف‪ .‬كما سيأتي‪....‬‬

‫ثانيلا‪ :‬ليقدحا في عدالة قيس بن أبي حازم طدعن من طدعن به‪ .‬يقوأل الذهبي )قيس بن أبي حازم ثقة‬
‫حجة‪ ،‬كاد أن يكوأن صحابيال دوأرثقة ابن معين وأالناس‪ ...‬وأأجمعوأا على الحتجاج به‪ ،‬وأمن تكلم فيه فقد‬
‫آذى نفسه‪ ،‬نسأل ال العافية()‪.(1‬‬
‫ثالثلا‪ :‬لينفع الطعن في روأاية قيس‪ ،‬لنه قد وأرد في الرؤية أحاديث أخرى عن وأاحد وأعشرين صحابيال‬
‫كما سبق‪.‬‬
‫رابعلا‪ :‬سلمنا بأن أحاديث الرؤية من أخبار الحاد‪ :‬وألكن تتظاهر الدلة في مسألة الرؤية من ظاهر‬
‫الكتاب وأالجماع وأالسنة حتى يحصل العلم وأاليقين في مسألتنا هذه‪.‬‬
‫فظاهر قوأله تعالى‪) :‬إلى ربها ناظرة( يحتمل وأجوأهال من المجاز منها الرؤية‪ .‬وأيكفي أن تساق‬
‫الحاديث الشريفة لتعيين الرؤية من وأجوأه المجاز التي يتحملها النظر‪ .‬فإذا استند إجماع المة قبل‬
‫ظهوأر المخالف على هذا الوأجه من الستدلل حصل اليقين في مسألتنا هذه‪ .‬فإذا استقام الستدلل‬
‫لهل السنة في إثبات الرؤية فلبد من بيان الرؤية على الوأجه الذي أثبته أهل السنة‪.‬‬
‫صل معناها على‬
‫يقوأل الغزالي‪) :‬إنما أنكر الخصم الرؤية لنه لم يفهم ما نريده بالرؤية‪ ،‬وألم يح س‬
‫التحقيق‪ ،‬وأظن أننا نريد بها حالة تساوأي الحالة التي يدركها الرائي عند النظر إلى الجسام وأاللوأان‪،‬‬
‫وأهيهات فنحن نعترف باستحالة ذلك في حق ال سبحانه وألكن ينبغي أن نحصل معنى هذا اللفظ في‬
‫الموأضع المتفق وأنسبكه ثم نحذف منه ما يستحيل في حق ال سبحانه وأتعالى‪ ،‬فإن بقى من معانيه‬
‫معنى لم يستحل في حق ال سبحانه وأتعالى وأأمكن أن يسمى ذلك المعنى رؤية حقيقية أثبتناها في‬
‫حق ال سبحانه‪ ،‬وأقضينا بأنه مرئي حقيقلة‪ .‬إوأان لم يكن إطلق اسم الرؤية عليه إل بالمجاز أطلقنا‬
‫اللفظ عليه بإذن الشرع‪ ،‬وأاعتقدنا المعنى كما دل عليه العقل‪ ...‬وأتحصيله‪ :‬أن الرؤية ل حقيقية لها‬
‫إل أنها نوأع إدراك‪ ،‬هوأ كمال وأمزيد كشف بالضافة ‪ -‬أي بالنسبة ‪ -‬إلى التخيل‪ .‬فإنا نرى الصديق‬
‫ل‪ :‬ثم نغمض العين فتكوأن صوأرة الصديق حاضرة في دماغنا على سبيل التخيل وأالتصوأر‪ ،‬وألكنا‬
‫مث ل‬
‫لوأ فتحنا البصر أدركنا تفرقته‪ ...‬إل أن هذه الحالة الثانية كالستكمال لحالة التخيل‪ ...،‬فنسمي هذا‬
‫الستكمال بالضافة إلى الخيال رؤية إوأابصا لرا‪.‬‬
‫وأكذا من الشياء ما نعلمه وألنتخيله‪ .‬وأهوأ ذات ال عزوأجل وأصفاته وأكل ما لصوأرة له‪...‬فإنه‬
‫ليحيل العقل أن يكوأن لهذا العلم مزيد استكمال‪ ،‬نسبته إليه نسبةد البصار إلى التخيل‪.‬‬
‫إوأان كان ذلك ممكنال بأن خلقت هذه الحالة في العين كان اسم الرؤية بحكم وأضع اللغة عليه أصدق‪،‬‬
‫وأخلقها في العين غير مستحيل‪ ،‬كما أن خلقها في القلب غير مستحيل‪.‬‬
‫)‪ (1‬ميزان العتدال‪.3/393 ،‬‬
‫فإذا فهم المراد بما أطلقه أهل الحق من الرؤية علم أن العقل ليحيله‪ .‬وأأن الشرع قد شهد له فل يبقى‬
‫للمنازعة وأجه إل على سبيل العناد أوأ المشاحنة في إطلق عبارة الرؤية‪ ،‬أوأ القصوأر عن درك هذه‬
‫المعاني الدقيقة التي ذكرناها()‪(2‬‬
‫وأبعد هذه العبارات النفيسة يمكن تلخيص مراد أهل السنة من رؤية ال عزوأجل‪ ،‬بأنها انكشاف‬
‫بالبصر يزيد على صفة العلم به سبحانه وأيحصل بالبصر على وأجه خارق للعادة فيخلوأ من الشرائط‬
‫وأالكيفيات المعتبرة في رؤية الجسام وأالعراض كاشتراط الجهة وأثبوأت المسافة المناسبة بين الرائي‬
‫وأالمرئي)‪.(1‬‬
‫وأبعد ذكر رأي أهل السنة في إثبات رؤية ال عزوأجل لم يبق إل أن نشير باختصار إلى أشهر شبه‬
‫المخالفين وأما يكفي لدفعها‪.‬‬
‫وأهذه الشبه نوأعان‪ :‬نوأع يرجع إلى أدلة سمعية وأنوأع آخر يرجع إلى أدلة عقلية‪.‬‬
‫ل‪ :‬الشبه السمعية‪:‬‬
‫أوأ ل‬
‫تمسك المعتزلة وأموأافقوأهم في قوألهم بنفي الرؤية بآيات من القرآن الكريم زعموأا أنها تؤيد مذهبهم نذكر‬
‫منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬قال ال تعالى )لتدركه البصار وأهوأ يدرك البصار وأهوأ اللطيف الخبير()‪(2‬‬
‫يقوأل القاضي عبد الجبار‪):‬وأجه الدللة في الية هوأ ما قد ثبت من أن الدراك إذا قرن بالبصر‬
‫ليحتمل إل الرؤية‪ .‬وأثبت أنه تعالى نفى عن نفسه إدراك البصر()‪.(3‬‬
‫وأقد أجاب الباقلني فقال‪ ...) :‬الية ل حجة فيها لنه قال‪ ":‬لتدركه البصار " وألم يقل لتراه‬
‫البصار‪ ،‬وأالدراك بمعنى يزيد على الرؤية‪ ،‬لن الدراك‪ :‬الحاطة بالشيء من جميع الجهات‪ ،‬وأال‬
‫تعالى ليوأصف بالجهات‪ ،‬وأل أنه في جهة‪ ،‬فجاز أن يرى إوأان لم يدرك‪ .‬وأهذا كما قال تعالى في‬
‫قصة اللعين فرعوأن"حتى إذا أدركه الغرق")‪ (4‬يعني أحاط به من جميع جوأانبه‪ ،‬وأالغرق ليوأصف بأنه‬

‫)‪ (2‬القتصاد ‪ 46-43‬وأانظر نحوأه في غاية المرام ‪.167-166‬‬

‫)‪ (1‬انظر التمهيد‪ ،‬الباقلني ‪ ،274‬وأشرحا النسفية‪ ،‬التفتازاني ‪ ،75‬وأفتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪ ،11/546‬وأشرحا العضدية ‪.2/166‬‬

‫)‪ (2‬سوأرة النعام ‪.103‬‬

‫)‪ (3‬شرحا الصوأل الخمسة ‪ .233‬وأانظر القتصاد‪ ،‬الطوأسي ‪ 75‬وأ الساس‪ ،‬القاسم الزيدي ‪.79‬‬

‫)‪ (4‬سوأرة يوأنس ‪.90‬‬

‫)‪ (5‬سوأرة محمد ‪.19‬‬

‫)‪ (6‬سوأرة طه ‪.110‬‬

‫)‪ (7‬سوأرة القيامة ‪.23‬‬

‫)‪ (8‬النصاف ‪ .184‬وأانظر نحوأه في البانة‪ ،‬الشعري ‪ .16،19‬وأالرشاد‪ ،‬الجوأيني وأالقتصاد‪ ،‬الغزالي ‪ 48‬وأالموأاقف‪ ،‬اليجي‪.308 ،‬‬
‫يرى‪ ،‬إوأانما يوأصف بأنه أحاط بالشيء‪ .‬كذلك المؤمن يوأصف بأنه يرى ربه وأل يدركه بالحاطة‪ .‬وأهذا‬
‫كما نقوأل إنا نعلم ربنا‪ ،‬وألنقوأل إنا نحيط به‪ .‬فكما كانت الحاطة معنى يزيد على العلم كذلك الدراك‬
‫معنى يزيد على الرؤية‪ .‬وأهذا صحيح لنا نجمع بين قوأله تعالى‪ ":‬فاعلم أنه لإله إلا ال")‪ (5‬وأبين‬
‫قوأله تعالى‪ ":‬وأليحيطوأن به علملا")‪ .(6‬وأنجمع بين قوأله تعالى "إلى ربها ناظرة" )‪ (7‬وأبين قوأله تعالى‪:‬‬
‫"لتدركه البصار " فتقوأل‪ :‬معلوأم وأليحاط به‪ ،‬وأمرئي ل يدرك‪ .‬فصح ما قلناه وأبطل قوأل الغير()‪.(8‬‬
‫‪ - 2‬قال تعالى‪):‬وألما جاء موأسى لميقاتنا وأكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني‪.(1)(..‬‬
‫يقوأل القاضي عبد الجبار في وأجه استدللهم بالية‪):‬وأهذه الية حجة لنا‪ ...‬لنه تعالى قال "لن تراني‬
‫" وألن موأضوأعة للتأييد‪ .‬فقد نفى أن يكوأن مرئيال البتة‪ ...‬وأهذا يدل على استحالة الرؤية()‪(2‬‬
‫وأأجاب الباقلني فقال‪):‬إن هذا ل يمنع من جوأاز الرؤية‪ .‬لن قوأله "لن تراني " إنما تضمن عدم وأجوأد‬
‫الرؤية عند السؤال ل استحالة الرؤية‪ ...‬وألوأ أراد استحالة الرؤية لقال‪:‬لن يجوأز أن تراني‪ .‬وأقد ليوأجد‬
‫الشيء وأليدل على استحالته‪ .‬أل ترى أن أحدال لوأ سأل نبي زمانه أن يسأل ربه أن يرزقه وألدلا‪ .‬فسأل‬
‫نبي ذلك الزمان‪ ،‬فأوأحى ال تعالى‪ :‬لن عيبردزق هذا السائعل وألدلا‪ .‬فل يدل ذلك على أنه ليجوأز وأجوأد‬
‫الوألد في حق هذا السائل‪ ،‬وأليستحيل‪ ،‬بل هوأ جائز إوأابن عملنع من وأجوأده عقب السؤال‪.‬‬
‫على أن حرف "لن " ليقتضي عدم جوأاز الرؤية في الدنيا وأالخرة وألوأ قرن بـ )أبد( أل ترى أنه تعالى‬
‫قال في حق اليهوأد‪ ":‬وألن يتمنوأه أبدا بما قدمت أيديهم ")‪(3‬‬
‫فلم يدل ذلك على أنهم لن يتمنوأه في الدنيا وأالخرة‪ ،‬لنه أخبر تعالى أنهم يتمنوأن الموأت في النار‬
‫بقوأله " وأنادوأا يا مالك ليقض علينا ربك")‪ (4‬يعنوأن الموأت‪ .‬فإذا كان حرف لن مع اقتران )أبد( به‬
‫ليقتضي نفي ذلك في الدنيا وأالخرة‪ .‬فكيف به إذا لم يقرن به)أبد( ؟()‪(5‬‬
‫ثانيلا‪ :‬الشبه العقلية‪:‬‬

‫)‬

‫)‬

‫)‬

‫)‬

‫)‪ (1‬سوأرة العراف ‪.143‬‬

‫)‪ (2‬شرحا الصوأل الخمسة ‪.264‬‬

‫)‪ (3‬سوأرة البقرة ‪.95‬‬

‫)‪ (4‬سوأرة الزخرف ‪.77‬‬

‫)‪ (5‬سوأرة النصاف‪ 179 ،‬وأانظر نحوأه في التمهيد‪ 270 ،‬وأالقتصاد‪ ،‬الغزالي ‪ 47‬وأشرحا المقاصد ‪ 4/207‬وأشرحا الدوأاني‪.200/180 ،‬‬

‫)‪ (6‬انظر شرحا الصوأل الخمسة‪ ،‬عبد الجبار ‪ 249 - 248‬وأالقتصاد‪ ،‬الطوأسي ‪.74‬‬
‫قالوأا‪ :‬لوأ جاز عليه سبحانه الرؤية بالبصار لوأجب أن يكوأن‪ .‬محدوأدال وأحالل في مكان أوأ يكوأن من‬
‫جنس المرئيات‪ ،‬لننا لم نعقل مرئيال بالبصر إل كذلك‪ .‬فلما استحال عليه جميع هذه الوأجوأه بطل أن‬
‫يكوأن مرئيال)‪.(6‬‬
‫وأالجوأاب‪ :‬أن اشتراط هذه الموأر لحصوأل الرؤية في الدنيا لينفي تحقق الرؤية في الخرة بدوأن هذه‬
‫الشرائط‪ .‬وأاعتماد المعتزلة في هذا الستدلل على قياس الغائب على الشاهد‪ .‬وأيلزمهم على هذا‬
‫القياس وأصف ال عزوأجل بالجسمية‪ .‬لن القائل يقوأل‪ :‬لوأ كان للكوأن خالق لوأجب أن يكوأن جسمال‬
‫وأذا علة وأطبع وأآلة وأغير ذلك‪ ،‬لنا لن نعقل صانعال إل على هذه الوأصاف‪.‬‬
‫فإما أن يتمسك المعتزلة بهذا الدليل فيلزمهم القوأل بمحالت كثيرة على ال عزوأجل كالجسمية‬
‫وأاستخدام اللة وأغيرها‪ ،‬إوأاما أن يرفضوأا هذه اللزامات محافظة على التنزيه فتسقط شبهتهم في الرؤية‬
‫أيضال وأتنفي هذه اللوأازم التي ذكروأها )‪.(1‬‬
‫وأالحاصل أن المعتزلة لم يذكروأا وأجهال تثبت به استحالة الرؤية‪ .‬وأقد أطال أهل السنة في دفعها وألم‬
‫يكتفوأا بذلك بل استدلوأا بالعقل أيضال على جوأازها‪.‬‬
‫فمن ذلك أن المام الباقلني استنبط من قوأله تعالى )قال رب أرني أنظر إليك( دليلل عقليال يثبت‬
‫الجوأاز فقال‪) :‬الدليل على جوأازها من حيث العقل سؤال موأسى عليه السلم حيث قال "رب أرني‬
‫أنظر إليك "فموأسى عليه السلم طلب الرؤية وأيستحيل أن يسأل نبي من النبياء مع جللة قدره وأعلوأ‬
‫مكانته ما يجوأز عليه وأ ما ليجوأز عليه سبحانه‪ .‬وألوأ أنه اعتقد عدم جوأازها لما سألها()‪(2‬‬
‫وأالحاصل‪ :‬أن رؤية ال جائزة في العقل وأقد دل ظاهر الكتاب على وأقوأعها وأنصت الحاديث الشريفة‬
‫على ذلك وأأجمع أهل السنة على إثبات الرؤية قبل حدوأث المخالف‪ .‬ثم خالف المعتزلة فأوألوأا الية‬
‫ت الرؤية‪ ،‬وأطعنوأا في صحة الخبار وأعدالة روأاتها‪ ،‬وأاستدلوأا بشبه سمعية‬
‫على وأجه ليتم به إثبا ع‬
‫وأعقلية لنفي الرؤية‪ .‬وأقد أجاب عنها أهل السنة وأالجماعة وأال أعلم‪.‬‬

‫)‬

‫)‪ (1‬النصاف ‪ .187‬وأالتمهيد ‪ 277‬وأالقتصاد‪ ،‬الغزالي ‪ 42‬وأغاية المرام‪ ،‬المدي ‪ 168‬وأشرحا المقاصد‪ ،‬التفتازاني ‪.4/207‬‬

‫)‪ (2‬النصاف ‪ .47‬وأانظر الباقلني وأآراؤه ‪ ,‬د‪ .‬محمد رمضان ‪.568‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬رؤية ال عز وجل في الدنيا‬
‫سبق أن رؤية ال عز وأجل جائزة من جهة العقل‪ .‬أنها ثابتة حاصلة للمؤمنين في الخرة بدليل‬
‫السمع‪.‬‬
‫أما رؤيته في الدنيا فقد اتفق أهل السنة وأالجماعة على أن ال عزوأجل ليراه أحد من المؤمنين في‬
‫الدنيا‪ .‬وأحكى القاضي عياض عن المام مالك وأغيره من السلف وأالخلف أنه يستدل لمنع ذلك بدليل‬
‫العقل‪ .‬قال القاضي‪):‬وأقد رأيت لبعض السلف وأالمتأخرين ما معناه‪ :‬إن رؤيته تعالى في الدنيا ممتنعة‬
‫لضعف تركيب أهل الدنيا وأقوأاهم‪ ...‬فإذا كان في الخرة ركبوأا تركيبال آخر‪ ،‬وأرزقوأا قوأى ثابتة باقية‬
‫قوأوأا بها على الرؤية وأقد رأيت نحوأ هذا لمالك بن أنس رحمه ال وأقال‪ :‬لم ير في الدنيا لنه باق‪ ،‬وأل‬
‫عيرى الباقي بالفاني()‪(1‬‬
‫ثم أشار القاضي إلى عدم تمام الستدلل بما سبق فقال‪):‬وأهذا كلم حسن مليح‪ .‬وأليس فيه دليل‬
‫على الستحالة إل من حيث ضعف القدرة فإذا قوأى ال تعالى من شاء من عباده وأأقدره على حمل‬
‫أعباء الرؤية لم تمتنع في حقه(‪(2).‬‬
‫وأيستدل لثبات الجوأاز العقلي بأن موأسى عليه السلم طلب الرؤية في الدنيا‪ .‬وأليجوأز على النبي‬
‫أن يجهل ما يستحيل في حق ال عز وأجل‪ .‬وأقد سبق بيانه‪.(31‬‬
‫وأفي أخبار الحاد ما يدل على امتناعها في الدنيا على المؤمنين من أمة محمد )صلى ال عليه‬
‫وأسلم(‪.‬‬
‫يقوأل الحافظ ابن حجر‪):‬وأوأقع في صحيح مسلم ما يؤيد هذه التفرقة ‪ -‬يعني بين الرؤية في الدنيا‬
‫وأالخرة ‪ -‬حديث مرفوأع()‪ .(4‬يريد بذلك ما أخرجه المام مسلم بسنده عن عمروأ بن ثابت النصاري‬
‫أنه أخبره بعض أصحاب رسوأل ال )صلى ال عليه وأسلم(أن رسوأل ال )صلى ال عليه وأسلم( قال‬
‫يوأم حذر الناس الدجال )إنه مكتوأب بين عينيه كافر‪ .‬يقرؤه من كره عمله أوأ يقرؤه كل مؤمن(‬
‫وأقال )تددعلرعموأا)‪ (5‬أدرنهع لن ديدرى أددحلد منكم ربه عز وأجل حتى يموأت()‪(6‬‬
‫)‪ (1‬الشفا ‪ .1/384‬وأانظر نحوأه في فتح الباري‪ ،‬ابن حجر ‪ .8/782‬وأشرحا الفقه الكبر‪ ،‬القاري ‪.103‬‬

‫)‪ (2‬الشفا ‪.385-1/384‬‬

‫‪ (31‬وأانظر الشفا ‪ .382 /1‬وألوأامع النوأار ‪.285 /2‬‬

‫)‪ (4‬فتح الباري ‪.872 /8‬‬

‫)‪ (5‬تددعلرعموأا‪ :‬بمعنى اعلموأا‪ .‬انظر النهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ 3/292‬وأشرحا النوأوأي على مسلم ‪5/777‬‬

‫)‪ (6‬كتاب الفتن ‪.19/2931‬‬

‫)‬

‫)‬
‫وأأخرج ابن خزيمة له شاهدين من حديث أبي أمامة وأعبادة بن الصامت رضي ال عنهما‪ .‬بلفظ )لن‬
‫تروأا ربكم حتى تموأتوأا()‪(1‬‬
‫وأليس في هذه الحاديث ما ينفي وأقوأع رؤية النبي )صلى ال عليه وأسلم( لربه عز وأجل‪ .‬أما في‬
‫روأاية مسلم فذلك ظاهر وأاضح‪ .‬وأأما في روأاية ابن خزيمة‪ .‬فلن المتكلم ليدخل في عموأم كلمه‪(21‬‬
‫فإذا لم يثبت ما يمنع رؤية النبي )صلى ال عليه وأسلم( لربه‪ .‬فقد اختلف السلف وأالخلف في وأقوأعها‬
‫ليلة المعراج‪.‬‬
‫فذهب عبد ال بن عباس رضي ال عنهما إلى إثبات وأقوأعها‪ .‬وأذهبت عائشة رضي ال عنها وأعبد‬
‫ال بن مسعوأد وأأبوأ هريرة رضي ال عنهم أجمعين إلى نفي الوأقوأع ‪ .(32‬وأاختلفت الروأاية عن أبي ذر‬
‫رضي ال عنه‪.‬‬
‫أما عبد ال بن عباس رضي ال عنهما فقد أخرج المام مسلم بسنده عن أبي العالية عن ابن عباس‬
‫قال )ما كذب الفؤاد ما رأى وألقد رآه نزلة أخرى( ‪ (43‬قال‪ :‬رآه بفؤاده مرتين‪(54‬‬
‫وأأخرج المام مسلم بسنده عن عطاء ابن عباس قال )رآه بقلبه()‪(6‬‬
‫وأأخرج الحافظ ابن حبان بسنده عن أبي سلمة عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪):‬قد رأى محمد‬
‫صلى ال عليه وأسلم ربه()‪(7‬‬
‫وأأخرج الحافظ ابن خريمة بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪):‬رأى محمد ربه()‪(8‬‬
‫وأأما عائشة رضي ال عنها فقد أخرج المام مسلم بسنده عن مسروأق قال‪) :‬كنت عند عائشة رضي‬
‫ال عنها فقالت‪ :‬يا أبا عائشة ‪ ,‬ثلث من تكلم بوأاحدة منهن فقد أعظم على ال الفرية‪ :‬قلت وأما هن‬

‫)‪ (1‬التوأحيد إوأاثبات صفات الرب‪.185 ،‬‬

‫‪ (21‬انظر فتح الباري ‪ ,‬ابن حجر ‪.8/782‬‬

‫‪ (32‬انظر النصاف‪ ،‬الباقلني ‪ 176‬وأالشفا‪ ،‬عياض ‪ 1/376‬وأشرحا النوأوأي ‪ 1/415‬وأشرحا الطحاوأية‪ ،‬الحنفي ‪.213‬‬

‫‪ (43‬سوأرة النجم ‪.13-12‬‬

‫)‪ (5‬كتاب اليمان ‪ 77/175‬وأأخرجه ابن خزيمة في التوأحيد ‪.199‬‬

‫)‪ (6‬كتاب اليمان ‪ 77/175‬وأأخرجه الطبري في تفسيره ‪ 48 /27‬وأابن خزيمة في التوأحيد ‪.199‬‬

‫)‪ (7‬انظر الحسان ‪ 1/266‬وأأخرجه الترمذي في كتاب التفسي من سوأرة النجم ‪.3/3280‬‬

‫‪ (84‬التوأحيد ‪.199‬‬

‫)‪ (9‬سوأرة التكوأير ‪.23‬‬

‫)‪ (10‬سوأرة النجم ‪.13‬‬

‫)‬

‫)‬
‫؟ قالت‪ :‬من زعم أن محمدلا)صلى ال عليه وأسلم( رأى ربه فقد أعظم على ال الفرية‪ ،‬قال‪ :‬وأكنت‬
‫متكئا فجلست فقلت ياأم أنا أوأل هذه المة سأل رسوأل ال )صلى ال عليه وأسلم( فقال‪ :‬إنما هوأ‬
‫جبريل لم أره على صوأرته التي خلق عليها المؤمنين أنظريني وألتعجلي‪ ،‬ألم يقل ال عز وأجل)وألقد‬
‫رآه بالفق المبين()‪) (9‬وألقد رآه نزلة أخرى()‪ (10‬فقالت‪ :‬أنا‬
‫ظعم دخللقله ما بين السماء إلى الرض‪.‬‬
‫المرتين ! رأيته منهبطا من السماء‪ ،‬دساردال لع د‬
‫فقالت‪ :‬أوألم تسمع أن ال يقوأل‪ " :‬لتدركه البصار وأهوأ يدرك البصار وأهوأ اللطيف الخبير "؟)‪(1‬‬
‫أوأ لم تسمع أن ال عز وأجل يقوأل‪ " :‬وأما كان لبشر أن يكلمه ال إل وأحيا أوأ من وأراء حجاب أوأ‬
‫يرسل رسوألل فيوأحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم ")‪(2‬‬
‫قالت‪ :‬وأمن زعم أن رسوأل ال )صلى ال عليه وأسلم( كتم شيئال من كتاب ال فقد أعظم على ال‬
‫الفرية‪.‬‬
‫وأال يقوأل‪ ":‬ياأيها الرسوأل بلغ ما أنزل إليك ربك إوأان لم تفعل فما بلغت رسالته ")‪(3‬‬
‫قالت وأمن زعم أنه يخبر بما يكوأن في غد فقد أعظم على ال الفرية‪ .‬وأال يقوأل‪ ":‬قل ليعلم من في‬
‫السموأات وأالرض الغيب إل ال " )‪(51((4‬‬
‫وأأخرج المام مسلم بسنده عن عبد ال بن مسعوأد رضي ال عنه قال )"ما كذب الفؤاد ما رأى " ‪(62‬‬
‫قال‪ :‬رأى جبريل له ستمائة جناحا()‪(7‬‬

‫)‬

‫)‬

‫)‪ (1‬سوأرة النعام ‪103‬‬

‫)‪ (2‬سوأرة الشوأرى ‪.51‬‬

‫)‪ (3‬سوأرة المائدة ‪..67‬‬

‫)‪ (4‬سوأرة النمل ‪..65‬‬

‫‪ (51‬في كتاب اليمان ‪ .77/177‬وأالبخاري في التفسير من سوأرة المائدة ‪ .6/4612‬وأفي تفسير سوأرة النجم ‪ .1/4855‬وأفي كتاب التوأحيد ‪ ،4/7380‬وأ ‪46/7531‬‬

‫وأالترمذي في تفسير سوأرة النجم ‪ 53/3278‬وأابن خزيمة في التوأحيد ‪ 223-222‬وأالبيهقي في السماء ‪.549‬‬

‫‪ (62‬سوأرة النجم ‪11‬‬

‫)‪ .(7‬في كتاب اليمان ‪ .77/174‬وأأخرجه البخاري بألفاظ متقاربة في كتاب التفسير من سوأرة النجم ‪ .53/4856‬وأالترمذي في كتاب التفسير من سوأرة النجم ‪53/3277‬‬

‫وأابن خزيمة في التوأحيد ‪ .203-202‬وأابن حبان‪ .‬انظر الحسان ‪ .1/228‬وأالبهيقي في السماء وأالصفات ‪.547‬‬

‫)‪ (8‬سوأرة النجم ‪.11‬‬


‫وأأخرج أيضال بسنده عن أبي هريرة رضي ال عنه " وألقد رآه نزلة أخرى " )‪ (8‬قال )رأى جبريل()‪(9‬‬
‫وأأما أبوأ ذر الغفاري رضي ال عنه فقد اختلفت الروأاية عنه‪ .‬فروأي عنه ما يقتضي نفي الوأقوأع وأروأي‬
‫عنه ما يفيد الوأقوأع‪.‬‬
‫فأخرج المام مسلم بسنده عن عبد ال بن شقيق قال‪ :‬قلت لبي ذر‪ :‬لوأ رأيت رسوأل ال )صلى ال‬
‫عليه وأسلم( لسألته‪ .‬فقال‪ :‬عن أي شئ كنت تسأله ؟ قال‪ :‬كنت أسأله‪ :‬هل رأيت ربك ؟ قال أبوأ ذر‪:‬‬
‫قد سألته فقال‪ :‬رأيت نوأ لرا‪(10).‬‬
‫وأفي روأاية عن مسلم أيضال قال‪:‬سألت رسوأل ال)صلى ال عليه وأسلم(هل رأيت ربك؟ قال‪ :‬نوأر أنى‬
‫أراه؟)‪(1‬‬
‫وأهاتان الروأايتان تقتضيان نفي الوأقوأع‪.‬‬
‫قال النوأوأي )أما قوأله صلى ال عليه وأسلم‪ ":‬نوأر أنى أراه " فهوأ بتنوأين "نوأر " وأبفتح الهمزة في " أنى‬
‫" وأتشديد النوأن وأفتحها‪ ،‬وأ"أراه " بفتح الهمزة‪ .‬هكذا روأاه جميع الروأاة في جميع الروأايات وأالصوأل‪.‬‬
‫وأمعناه‪ :‬حجابه نوأر‪ ،‬فكيف أراه ؟ قال المام أبوأ عبد ال المارزي رحمه ال‪ .‬الضمير في أراه عائد‬
‫على ال عز وأجل‪.‬‬
‫وأمعناه‪ :‬أن النوأر منعني من الرؤية‪ .‬كما جرت العادة بإغشاء النوأار وأالبصار وأمنلعها من إدراك ما‬
‫حالت بين الرائي وأبينه‪.‬وأقوأل صلى ال عليه وأسلم " رأيت نوأ الر " معناه‪ :‬رأيت النوأر فحسب وألم أر‬
‫غيره()‪(2‬‬
‫وأفي حديث أبي موأسى الشعري‪ ...‬عند المام مسلم ما يدل على أن النوأر هوأ الحجاب‪ .‬وأفيه‬
‫)حجابه النوأر ‪ ,‬وألوأ كشفه لحرقت سبحات وأجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه()‪(3‬‬
‫وأأما ما روأي عن أبي ذر رضي ال عنه مما يقتضي إثبات الرؤية فقد وأقع في بعض روأايات الخبر‬
‫السابق وأخبر آخر غيره‪.‬‬

‫)‪ (9‬في كتاب اليمان ‪ 175 /87‬وأالبيهقي في السماء ‪.550‬‬

‫)‪ (10‬في كتاب اليمان ‪ 78/178‬وأالترمذي في تفسير سوأرة النجم ‪ 53/3282‬وأابن خزيمة في التوأحيد ‪206-205‬‬

‫)وأابن حبان‪ ،‬انظر الحسان ‪.1/228‬‬

‫)‬

‫)‪ (1‬في كتاب اليمان ‪.78/178‬‬

‫)‪ (2‬شرحا النوأوأي ‪.423-1/422‬‬

‫)‪ (3‬في كتاب اليمان ‪،79/179‬وأابن ماجة في مقدمة السنن ‪ .196-13/195‬وأالمراد بقوأله‪ :‬سبحات وأجهه نوأر جلله وأبهائه‪ ،‬أما الحجاب فحقيقته إنما تكوأن للجسام‬

‫المحدوأدة‪ ،‬ةال تعالى منزه عن الجسم وأالحد‪ .‬وأالمقصوأد بإضافة الحجاب إليه أنه خالقه وأجاعله مانعال من رؤيته عز وأجل‪ .‬وأمنه القوأل المأثوأر"أن ال ل يحتجب عن خلقه‬
‫بشيء وألكن حجب خلقه عنه بمخلوأق‪ .‬وأالمراد بما انتهى إليه بصره جميع المخلوأقات‪ ،‬لن بصره سبحان محيط بجميع الكائنات وألفظة "من" هنا لبيان الجنس ل للتبعيض‪.‬‬
‫وأانظر مشكل الحديث‪ ،‬ابن فوأرك ‪ 87 -85‬وأالنهاية‪ ،‬ابن الثير ‪ 2/332‬وأشرحا النوأوأي ‪.1/424‬‬
‫أوألل ‪ -‬وأقع في بعض روأايات الخبر السابق أنه قال‪ ":‬نعوأعر إني أراه " أخرجه ابن خزيمة من طريق‬
‫أبي موأسى محمد بن المثنى)‪.(4‬‬
‫وأعند ابن خزيمة أيضال أن محمدال بن بشار )بندار( )‪ (5‬نبه إلى مخالفة أبي موأسى في هذه الروأاية‬
‫فحدث بهذا الحديث فقال‪ ...":‬نوأر أنى أراه ؟ " ثم قال‪) :‬لكما قال أبوأ موأسى _ قال _‪ :‬إني أراه(‬
‫)‪ (6‬وأمما يؤكد وأهم محمد بن المثنى في هذه الروأاية أنه كان ليحدث إلمن كتابه )‪ (7‬وأصوأرة كتابة‬
‫الروأايتين متقاربة مما يقوأي احتمال حصوأل تصحيف في الخط أوأ وأهم عند القراءة‪ .‬وأال أعلم‪.‬‬
‫على أن هذه الروأاية مخالفة لما في صحيح مسلم ـ كما سبق ـ وأقد استنكرها القاضي عياض من وأجه‬
‫آخر فقال‪):‬هذه الروأاية لم تقع إلينا وألرأيتها في شيء من الصوأل‪ .‬وأمن المستحيل أن تكوأن ذات ال‬
‫نوأ لرا‪ :‬إذ النوأر من جملة الجسام‪ .‬وأال سبحانه يجل عن ذلك‪ .‬هذا على مذهب جميع أئمة المسلمين(‬
‫)‪.(1‬‬
‫وأعلى هذا فليصح نسبة القوأل بإثبات الرؤية إلى أبي ذر رضي ال عنه إستنادال لهذه الروأاية‪.‬‬
‫وألكن جاء في خبر آخر أنه أثبت الرؤية‪.‬‬
‫فقد أخرج ابن خزيمة بسنده عنه رضي ال عنه في قوأله تعالى‪):‬وألقد رآه نزلة أخرى( )رآه بقلبه‪ .‬وألم‬
‫يره بعينيه()‪.(2‬‬
‫فانضاف بهذا الخبر قوأل أبي ذر في تفسير الية إلى قوأل ابن عباس وأأنس بن مالك رضي ال عنهم‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫وأتضافرت الروأاية عنهم بإثبات وأقوأع الرؤية بالفؤاد دوأن البصر‪.‬‬
‫وأمعناه أن ال تعالى جعل بصره في فؤاده‪ ،‬أوأ خلق لفؤاده بص الر حتى رأى ربه رؤية صحيحة‪ .‬وأالرؤية‬
‫ليشترط لها محل مخصوأص عقلل وألوأ جرت العادة بخلقها في العين‪ .‬فقد يخلق ال انكشافال يزيد‬
‫على العلم‪ ،‬وأيجعل محل هذا النكشاف في القلب‪(3).‬‬

‫)‪ (4‬التوأحيد ‪.206-205‬‬

‫)‪ (5‬ثقة حافظ‪ ،‬انظر ترجمته في التقريب ‪.2/147‬‬

‫)‪ (6‬التوأحيد ‪.207‬‬

‫)‪ (7‬انظر الميزان ‪.4/24‬‬

‫)‪ (1‬شرحا النوأوأي ‪.1/423‬‬

‫)‪ (2‬التوأحيد ‪.208‬‬

‫)‪ (3‬يقوأل الحافظ بن كثير في تفسيره ‪ :4/251‬ليصح في وأقوأع الرؤية بالبصر شيء عن الصحابة رضي ال عنهم‪ .‬وأانظر شرحا النوأري علي مسلم ‪ 1/417‬وأفتح الباري ابن‬

‫حجر ‪ 8/738‬وألوأامع النوأار‪ ،‬السفاريني ‪2/255‬‬


‫وأبعد اختلف السلف من الصحابة الكرام في إثبات وأقوأع الرؤية اختلف الخلف من أهل السنة‬
‫وأالجماعة في هذه المسألة على ثلثة أقوأال‪.‬‬
‫فريق يرجح ماذهب إليه ابن عباس وأفريق يسوأق العتراضات على استدلل الفريق الوأل ثم يختار‬
‫الوأقف في هذه المسألة‪ .‬وأفريق يصرحا بنفي وأقوأع الرؤية‪.‬‬
‫وأفيما يلي تفصيل اختلفهم وأوأجه مااختاره كل فريق‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫اختار فريق من أهل السنة وأالجماعة إثبات الرؤية‪ .‬وأمنهم المام الباقلني ‪ (41‬وأابن خزيمة‬
‫وأوأجه هذا الختيار ترجيح الخبر الوأارد عن ابن عباس رضي ال عنهما‬ ‫)‪(4‬‬
‫وأغيرهم‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأالمام النوأوأي‬
‫من وأجوأه‪.‬‬
‫أوأل‪ :‬إن الخبر عن ابن عباس له حكم المرفوأع إلى النبي صلى ال عليه وأسلم‪.‬‬
‫يقوأل ابن خزيمة )ثبت عن ابن عباس إثباته أن النبي صلى ال عليه وأسلم قد رأى ربه‪ .‬وأبيقين يعلم‬
‫كل عالم أن هذا من الجنس الذي ليدرك بالقوأل وأالراء وأالظنوأن‪ ،‬وأليدرك مثل هذا العلم إل من‬
‫طريق النبوأة‪ ،‬إما بكتافب أوأ بقوأل نبي مصطفى وألأظن أحدال من أهل العلم يتوأهم أن ابن عباس قال‪":‬‬
‫رأى النبي صلى ال عليه وأسلم ربه " برأى وأظن )‪.((1‬‬
‫ثانيلا‪ :‬الترجيح بتفاوأت العلم‪.‬‬
‫يقوأل ابن خزيمة )وأتقوأل كما قال معمر بن راشد لما ذكر اختلف عائشة رضي ال عنها وأابن عباس‬
‫رضي ال عنهما في هذه المسألة‪ :‬ما عائشة عندنا أعلم من ابن عباس‪.‬‬
‫نقوأل‪ :‬عائشة الصديقة بنت الصديق‪ ،‬حبيبة حبيب ال‪ ،‬عالمة فقيهة‪ ،‬كذلك ابن عباس ابن عم النبي‬
‫)صلى ال عليه وأسلم(‪ .‬دعا النبي )صلى ال عليه وأسلم( له أن يرزقه الحكمة وأالعلم‪...‬وأهوأ المسمى‬
‫ترجمان القرآن‪.(2)(...‬‬
‫وأيقوأل النوأوأي‪) :‬ثم إن عائشة رضي ال عنها لم تنف الرؤية بحديث عن الرسوأل )صلى ال عليه‬
‫وأسلم( وألوأ كان معها فيه حديث لذكرته‪ .‬إوأانما اعتمدت الستنباط من اليات‪.(3)(...‬‬
‫ثالثلا‪ :‬العتراض على استدلل عائشة رضي ال عنها باليات الكريمات‪.‬‬

‫‪ (41‬انظر النصاف ‪.181‬‬

‫‪ -‬انظر التوأحيد ‪.197‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬انظر شرحا النوأوأي على مسلم ‪.1/416‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬انظر لوأامع النوأار‪ ،‬السفاريني ‪ ،2/252‬وأشرحا الجوأهرة‪ ،‬الباجوأري ‪.251‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (1‬التوأحيد ‪ ،228‬وأانظر نحوأه في شرحا النوأوأي ‪ ،1/416‬وألوأامع النوأار ‪.2/252‬‬

‫)‪ (2‬التوأحيد ‪ ،228‬وأانظر نحوأه في لوأامع النوأار البهية‪ ،‬السفاريني ‪2/253‬‬

‫)‪ (3‬شرحا النوأوأي على مسلم ‪.1/416‬‬


‫يقوأل النوأوأي‪):‬فأما احتجاج عائشة بقوأل ال تعالى‪ ":‬لتدركه البصار " فجوأابه ظاهر‪ .‬فإن الدراك‬
‫هوأ الحاطة‪ .‬وأال تعالى ليحاط به‪ ،‬إوأاذا وأرد النص بنفي الحاطة ليلزم منه نفي الرؤية بغير‬
‫إحاطة‪ ...‬وأأما احتجاجها رضي ال عنها بقوأل ال تعالى‪ ":‬وأما كان ببشر أن يكلمه ال إل وأحيال "‬
‫)‪ (4‬فالجوأاب عنه من أوأجه‪.‬‬
‫أحدها‪ :‬أنه ليلزم من الرؤية وأجوأد الكلم حال الرؤية فيجوأز وأجوأد الرؤية من غير كلم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنه عام مخصوأص بما تقدم من الدلة‪(5)(.‬‬
‫القوأل الثاني‪ :‬الوأقف‪.‬‬
‫نظر بعض العلماء في أدلة الفريقين من الصحابة رضوأان ال عليهم فلم ينقدحا في أذهانهم مايترجح‬
‫به أدلة فريق من الفريقين‪ .‬فاختاروأا الوأقف على المسألة‪.‬‬
‫وأممن صرحا باختيار هذا الموأقف التابعي الجليل سعيد بن جبير فقال‪) :‬لأقوأل رآه وأل لم يره()‪(6‬‬
‫وأاختاره القاضي عياض وأنسبه إلى بعض مشايخه من المالكية )‪ (7‬وأعزاه الحافظ ابن حجر إلى‬
‫القرطبي في شرحه على مسلم‪ .‬يقوأل الحافظ )وأقد رجح القرطبي في "المفهم" قوأل الوأقف في هذه‬
‫المسألة‪ ،‬وأعزاه لجماعة من المحققين‪ ،‬وأقوأاه بأنه ليس في الباب دليل قاطع وأغاية مااستدل به‬
‫للطائفتين ظوأاهر متعارضة قابلة للتأوأيل‪.(8)(...‬‬
‫وأتفصيل وأجه اختيار الوأقف في المسألة كما يأتي‪:‬‬
‫ل‪ ....‬وأليس‬
‫‪ - 1‬يقوأل القاضي عياض‪):‬وأالحق الذي لامتراء فيه أن رؤيته تعالى في الدنيا جائزة عق ل‬
‫في الشرع دليل قاطع على استحالتها وألامتناعها‪ ...‬وأأما وأجوأبه لنبينا صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأالقوأل‬
‫بأنه رآه بعينه فليس فيه قاطع أيضال وألنص‪.‬‬
‫إذ المعوأل فيه على آيتي النجم‪ .‬وأالتنازع فيهما مأثوأر‪ ،‬وأالحتمال لهما ممكن‪ ،‬وألأثر قاطع متوأاتر عن‬
‫النبي صلى ال عليه وأسلم بذلك‪.‬‬
‫ب العمل باعتقاده‬
‫وأحديث ابن عباس خبر عن اعتقاده لم يسنده الى النبي )صلى ال عليه وأسلم( فيج د‬
‫مضمنه‪ ،‬وأمثله حديث أبي ذر في تفسير الية‪ ...‬فإن وأرد حديث نص بين في الباب اعتقد وأوأجب‬
‫المصير إليه‪ ،‬إذ لاستحالة فيه وألمانع قطعيال يرده وأال الموأفق للصوأاب()‪.(1‬‬

‫)‪ (4‬من سوأرة الشوأرى ‪.51‬‬

‫)‪ (5‬شرحه على مسلم ‪.1/417‬‬

‫)‪ (6‬انظر الشفا‪ ،‬عياض ‪.1/380‬‬

‫)‪ (7‬نفسه ‪.1/381‬‬

‫)‪ (8‬فتح الباري ‪.8/783‬‬

‫)‪ (1‬الشفا ‪.1/388‬‬


‫وأقد فصل الحافظ ابن حجر في الجابة على من قال‪ :‬خبر ابن عباس له حكم المرفوأع‪.‬‬
‫فقال بعد نقل كلم المام النوأوأي‪ ...):‬وأجزمه بأن عائشة لم تن ل‬
‫ف الرؤية بحديث مرفوأع تبع فيه ابن‬
‫خزيمة )‪ ...(2‬وأهوأ عجيب‪ ،‬فقد ثبت ذلك عنها في مسلم)‪(4).((3‬‬
‫وأيقوأل البيهقي‪):‬اتفقت روأاية عبدال مسعوأد وأعائشة بنت الصديق وأأبي هريرة رضي ال عنهم على‬
‫أن هذه اليات أنزلت في رؤية النبي )صلى ال عليه وأسلم( جبريل عليه السلم‪ ،‬وأفي بعضها أسند‬
‫الخبر إلى النبي )صلى ال عليه وأسلم(‪ ،‬وأهوأ أعلم بمعنى ما أنزل إليه()‪.(5‬‬
‫وأبهذا يتضح أنه لمعوأل في إثبات الرؤية على آيتي سوأرة النجم‪ ،‬لنه قد ثبت في حديث عائشة‬
‫المرفوأع أن المرئي هوأ جبريل عليه السلم‪ .‬وأتفسير ابن عباس لليتين إجتهاد منه‪ .‬وأقد وأقع مخالفا‬
‫لما صح عن رسوأل ال )صلى ال عليه وأسلم( في تفسير اليتين‪.‬‬
‫وأقوأل القائل‪):‬ماعائشة أعلم عندنا من ابن عباس( مبني على أن ماذهبت إليه عائشة رضي ال‬
‫عنها في تفسير الية استنباط منها وأاجتهاد‪ .‬فيقال‪ :‬نعم‪ ،‬استدللها باليتين من سوأرة النعام وأالشوأرى‬
‫استنباط وأاجتهاد‪ .‬وأيتجه العتراض على الستدلل بهما كما سبق‪ ،‬وألكن تفسيرها لليات من سوأرة‬
‫النجم مرفوأع إلى النبي )صلى ال عليه وأسلم( فيجب المصير إليه‪ ،‬وأهوأ قادحا في إثبات الرؤية‬
‫استنادال لليات من سوأرة النجم لن المرئي فيها هوأ جبريل عليه السلم‪.‬‬
‫القوأل الثالث‪ :‬نفي وأقوأع الرؤية‪.‬‬
‫وألم أر من صرحا باختياره غير عثمان الدارمي فإنه قال مخاطبال من أنكر وأقوأع الرؤية في الخرة‪:‬‬
‫)وأأنتم تقوألوأن وأجميع المة تقوأل به أنه لم يدر‪ ،‬وأليرى في الدنيا‪ .‬فأما في الخرة فما أكبر نعيم أهل‬
‫الجنة إل النظر إلى وأجهه()‪(1‬‬
‫وأفي حكايته هذا الموأقف عن جميع المة نظر ظاهر فقد صح خلفه عن طائفة من الصحابة كما‬
‫سبق وأصح عن بعض كبار التابعين كالحسن البصري وأعكرمة‪(2).‬‬
‫وأالحاصل أن الخلف في هذه المسألة ليدعوأ إلى شقاق أوأ نزاع‪ ،‬وألكل خلف سلف في هذه المسألة‪.‬‬
‫وأالذي أميل إليه هوأ ماذهب إليه القاضي عياض رحمه ال‪ ،‬فالعقل وأالشرع ليمنعان أن يرى النبي‬
‫)صلى ال عليه وأسلم( ربه عز وأجل في الدنيا‪ .‬أما الوأقوأع فيحتاج إلى دليل‪ ،‬وأليس يصح التمسك‬

‫)‪ (2‬انظر رأي ابن خزيمة في التوأحيد ‪.228‬‬

‫)‪ (3‬سبق تخريجه‪.‬‬

‫)‪ (4‬فتح الباري ‪.382 - 8/381‬‬

‫)‪ (5‬السماء وأالصفات ‪.550‬‬

‫)‪ (1‬الرد على الجهمية ‪306‬‬

‫)‪ (2‬انظر التوأحيد‪ ،‬ابن خزيمة ‪ .4/251‬وأتفسير ابن كثير ‪4/251‬‬


‫باليات الكريمة لثباته لنه قد صح عن النبي )صلى ال عليه وأسلم( تفسيرها بخلفه‪ .‬فل بأس في‬
‫الوأقف حتى يتبين الدليل‪.‬‬
‫وأال أعلم‪.‬‬
‫وأيحسن قبل ختام هذا المطلب التنبيه إلى بعض الخبار التي لحقها الضعف في سندها وأالنكارة في‬
‫متنها في موأضوأع الرؤية‪.‬‬
‫‪ - 1‬أخرج عبدال بن أحمد بسنده عن عبدال بن أبي سلمة قال‪ :‬بعث عبدال بن عمر إلى عبدال‬
‫بن عباس رضي ال عنهما يسأله‪):‬هل رأى محمد )صلى ال عليه وأسلم( ربه ؟ فبعث إليه أبن نعم قد‬
‫رآه فرد رسوأله إليه‪ ،‬وأقال كيف رآه فقال‪ :‬رآه على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملئكة ملك في‬
‫صوأرة رجل وأملك في صوأرة أسد‪ ،‬وأملك في صوأرة ثوأر‪ ،‬وأملك في صوأرة نسر‪ ،‬في روأضة خضراء‪،‬‬
‫دوأنه فراش من ذهب()‪.(3‬‬
‫إوأاسناده ضعيف لنه من طريق محمد بن إسحاق عن عبدالرحمن بن الحارث بن عبدال عن ابن أبي‬
‫سلمة‪ .‬وأمحمد بن إسحاق بن يسار المطلبي صدوأق يدلس)‪ (4‬وأقد ساق الحافظ الذهبي هذا الحديث‬
‫في ترجمته مشي الر إلى نكارته‪(5).‬‬
‫وأعبدالرحمن بن الحارث المخزوأمي قال فيه المام أحمد‪ :‬متروأك الحديث)‪ (6‬وأقال البيهقي‪):‬في هذه‬
‫الروأاية انقطاع بين ابن عباس رضي ال عنهما وأبين الراوأي عنه‪ :‬وأليس شيء من هذه اللفاظ في‬
‫الروأايات الصحيحة عن ابن عباس رضي ال عنهما()‪.(7‬‬
‫وأأخرجه البيهقي من وأجه آخر عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه سلئل‪):‬هل رأى محمد ربه ؟ فقال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬رآه‬
‫كأن قدميه على خضرة‪ ،‬دوأنه ستر من لؤلؤ‪.(8) (.‬‬
‫وأقد نبه البيهقي إلى ضعف سنده‪ .‬لنه من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما‪ .‬إوأابراهيم متروأك الحديث )‪ (1‬وألوأالده ترجمة في الميزان )‪ (2‬وأبهذا‬

‫)‪ (3‬السنة ‪ .1/176‬وأأخرجه ابن خزيمة في التوأحيد ‪ ،198‬وأالبيهقي في السماء وأالصفات‬

‫)‪ (4‬انظر ترجمته في التقريب ‪.2/144‬‬

‫)‪ (5‬انظر الميزان ‪.3/473‬‬

‫)‪ (6‬نفسه ‪.2/554‬‬

‫)‪ (7‬السماء وأالصفات ‪.558‬‬

‫)‪ (8‬نفسه ‪ .558‬وأقد أخرجه البيهقي بألفاظ أشد نكارة من هذه اللفاظ وأتكلم على اهتراء أسانيدها‪ .‬انظر السماء‪ ،‬البيهقي ‪.560-557‬‬

‫)‪ (1‬انظر ميزان العتدال ‪ -‬الذهبي ‪.1/27‬‬

‫)‪ (2‬انظر المصدر نفسه ‪.1/570‬‬


‫ليظهر وأجه لخراج الحديث في كتاب اسمه السنة‪ ،‬وأكتاب اسمه التوأحيد دوأن التنبيه إلى ضعف‬
‫سنده وأنكارة متنه‪ .‬وأمن العجيب أن القاضي أبا يعلى بذل وأسعه لحاطة هذا الخبر بما يصرف عن‬
‫تكذيبه فنقل عن بعض المحدثين قوألهم في هذا الحديث‪ :‬من أنكره فهوأ معتزلي‪ .‬وأقوألهم من لم يؤمن‬
‫بحديث عكرمة فهوأ زنديق وأنقل قوأل أحدهم‪ :‬هذه أحاديث نحلف عليها بالطلق وأالعتاق‪ .‬ثم ذهب‬
‫القاضي إلى أن هذه اللفاظ ليجب أن يستوأدحش من إطلقها بوأجهين أحدهما‪ :‬أنا لنزيل صفةل من‬
‫صفات ذاته بشناعة شنعت‪ .‬الثاني‪ :‬ليس في إثبات الفراش وأالقدم وأالخضرة أكثر من تقريب المحدث‬
‫من القديم )‪ (3‬ثم يقوأل‪) :‬فأما الفراش المذكوأر في الخبر فل نعقل معناه كغيره من الصفات()‪.(4‬‬
‫وأالحق أن في سند هذا الخبر ضعفال ليحتاج معه إلى هذا التكلف وأالتمحل‪ .‬وأفي متنه دخوأل في‬
‫الكيفية وأالتشبيه وأالتجسيم‪ .‬وأقد أعاذنا ال عز وأجل مع اهتراء هذا السند أن نتحرج من رده وأتكذيبه‪،‬‬
‫بل الحرج في قبوأله على أي وأجه وأتأوأيل‪ ،‬وأحسبنا ماأوأصل إليه قبوأله من إثبات الفراش صفةل من‬
‫صفات ال عز وأجل وأغير ذلك من الشناعات التي شعر بها القاضي أبوأ يعلى الفراء ‪ -‬رحمه ال‪.-‬‬

‫)‪ (3‬إبطال التأوأيلت ‪/94‬أ‪.‬‬

‫)‪ (4‬نفسه ‪/98‬ب‪.‬‬


‫الخاتمة‬
‫في ختام هذا البحث يمكن تلخيص أهم نتائجه في نقاط‪:‬‬
‫أوأل‪ :‬إن أوأل موأضوأع من موأاضع النزاع في حجية خبر الحاد يتحدد فيما يفيده خبر الحاد‪.‬‬
‫هل يحصل اليقين بصدق كل خبر يروأيه الحاد ؟ أم يجوأز أن يحصل ببعض أخبار الحاد دوأن‬
‫بعض آخر ؟‬
‫وأيمكن إجمال الجابة على هذين السؤالين بمايلي‪ :‬إن حصوأل العلم وأاليقين بصدق المخبر أمر‬
‫وأجداني يحصل في وأجداننا وأيختلف حصوأله باختلف الوأقائع وأالشخاص وأالهيئات وأالحوأال‬
‫المصاحبة للخبر‪ ،‬وأيجد المرء في نفسه تفاوأتال في القطع بصدق أخبار مخبر وأاحد فيقطع بصدقه في‬
‫خبر دوأن خبر آخر مع أن المخبر فيهما وأاحد‪.‬‬
‫وأبسبب هذا التفاوأت صح أن يقال‪ :‬إن الحكم على إفادة خبر الحاد مبني على الحكم بإفادة الغالب‬
‫وأالكثر‪ .‬وأباستقراء أخبار الحاد إوأافادتها نتوأصل إلى الحكم بأن الصل في خبر الحاد أنه يفيد‬
‫الظن الراجح بصدق مضموأنه‪ ،‬وأقد يصاحب بعض الخبار هيئات وأأحوأال تصل بإفادتها إلى درجة‬
‫اليقين وأالقطع بصدقها‪ .‬وأمن هذه الهيئات وأالحوأال‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن يخبر شخص بوأقوأع حادثة بين يدي جماعة وأخلق كثير شهدوأا وأقوأع الحادثة وأأمسكوأا عن‬
‫تكذيبه مع انتفاء الموأانع عن المساك عن تكذيبه لوأكان كاذبلا‪ ،‬فيقام سكوأتهم مقام الشهادة له‬
‫بالصدق‪ ،‬فيحصل القطع بصدقه‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يوأافق الخبر أصلل في كتاب ال عز وأجل وأيكوأن الصل في الكتاب ظني الدللة على أمر‬
‫دل عليه الخبر قطعلا‪ .‬وأقد يحصل في هذه الموأافقة ارتفاع ظنية الكتاب فيكوأن لخبر الحاد دوأر في‬
‫تحصيل القطع وأاليقين في ما سيق للدللة عليه‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يرد الخبر محتفال بقرائن تدل على صدقه كأن يخبر زيد عن موأت عمر‪ ،‬وأنسمدع في داره‬
‫البكاء وأالعوأيل‪ .‬وأيصاحب ذلك خروأج الكفن من داره مع علمنا بأنه ليس في داره مريض سوأاه‬
‫فيحصل اليقين بموأته‪ .‬وأحصوأل اليقين في مثل هذا الخبر يكثر حصوأله في الخبار العادية‪ ،‬أما‬
‫الخبار الشرعية فيتعذر إثبات قرائن تحف بها فتصل بها إلى درجة القطع وأاليقين وأعلى مدعي ذلك‬
‫إثباته‪ ،‬وأدوأنه خرط القتاد‪.‬‬
‫ثانيلا‪:‬القوأل بظنية خبر الحاد ليقدحا في حجيته في إثبات الحكام الشرعية وأالمسائل الفقهية‪ ،‬لنها‬
‫مبنية على الظن الراجح‪ ،‬وأحصوأعل اليقين في أفرادها متعذر‪.‬فيكتفى فيها بالظن الراجح‪.‬‬
‫ثالثلا‪ :‬مايجب العتقاد به لبد في دليله من تحصيل القطع وأاليقين لن العقيدة قطعية يقينية‪ ،‬وأالظني‬
‫ينوأء بحمل القطعي‪ .‬أما إذا حصل العلم بمضموأن خبر الحاد فلخلف في إثبات العقيدة به وألكن‬
‫ليكفر منكره لن حصوأل العلم به متوأقف على النظر وأالستدلل‪ .‬وأقد يعجز البعض عن تحصيل‬
‫العلم وأاكتسابه وأقد لينجوأ من إيراد الشبه وأالعتراضات عليه‪ .‬فيعذر لذلك وأليقدحا في ايمانه‪.‬‬
‫رابعلا‪ :‬إذا تعذر حصوأل العلم وأاليقين بصدق مضموأن خبر آحادي وأرد في مسائل العتقاد فليصلح‬
‫لثبات العقيدة به‪ .‬وأعينظر في مضموأنه فإن كان منسجمال مع الدلة القاطعة من العقل وأالنقل وأجب‬
‫تصديقه تصديقال غير جازم وألموأجب للعتقاد بمضموأنه‪ .‬إوأان كان مخالفال وأجب تأوأيله وأصرفه إلى‬
‫معنى يصح حمله عليه‪.‬‬
‫خامسلا‪ :‬في التطبيق العملي لما سبق نجد مسائل العتقاد في كتب العقائد موأزعة على ثلثة أبوأاب‬
‫اللهيات وأالنبوأات وأالسمعيات‪ .‬وأفي باب اللهيات وأردت أخبار في السماء الحسنى‪ ،‬وأمن هذه‬
‫السماء ماوأرد في القرآن الكريم وأمنها مااستقل به خبر آحادي‪ .‬وألما تعذر حصوأل العلم بثبوأت هذه‬
‫الخبار وألم ترتفع عن درجة الظنية وأجب فيها مايوأجبه الظن وأهوأ العمل دوأن العتقاد‪ .‬وأاعتبرت هذه‬
‫الخبار إذنال شرعيال يجيز تسمية ال عز وأجل بما تضمنته هذه الخبار من السماء الحسنى وأهذه‬
‫التسمية من باب عمل اللسان فل يشترط فيه القطع‪.‬‬
‫وأفي صفات ال عز وأجل ينحصر الخلف في حجية خبر الحاد في الصفات الخبرية التي استقل‬
‫بوأروأدها خبر الحاد وأمن هذه الصفات ماوأرد بأخبار صحيحة‪ ،‬وألكنها لم ترتفع عن رتبة ظنية‬
‫الثبوأت وأفي دللتها على الصفات ظن أيضال فيكوأن تأوأيلها أحكم وأتفوأيض العلم بها أسلم‪ ،‬وأمن هذه‬
‫الصفات ماوأرد في أخبارلتفيد الظن الراجح وأمع ذلك أثبت بها البعض صفات ل عز وأجل‪.‬‬
‫وأالغرب من ذلك أن بعض هذه الخبار منكرة المتوأن لنها تخالف الدلة القاطعة من العقل وأالنقل‪،‬‬
‫وأمع ذلك فقد تكلف البعض وأتحمل قد الر فوأق طاقته لتخريج هذه الخبار على وأجه يثبت به إلحاق‬
‫هذه الخبار في الصفات‪.‬‬
‫لخبار الحاد تعلقا في بعض مسائل العصمة وأبعض المعجزات‪ .‬أما في‬
‫وأفي مسائل النبوأات نجد د‬
‫باب العصمة فنجد أدلة قاطعة من العقل توأجب عصمة النبياء وأفي بعض أخبار الحاد مايشكل‬
‫المصيرالى تأوأيله وأتنبيه من أثبته على ظاهره‪ ،‬وأأما في‬
‫إ‬ ‫ظاهره وأيعارض هذه الدلة القاطعة فوأجب‬
‫باب المعجزات فقد أمكن تحصيل العلم بثبوأت بعض المعجزات مثل إسماع تسبيح الحصى وأتكثير‬
‫الطعام وأنبع الماء من بين أصابعه الشريفة صلى ال عليه وأسلم‪ .‬وأوأجه تحصيل العلم بها أن‬
‫المخبرين بها إوأان كانوأا آحادال لكنهم أخبروأا بين يدي جماعة حضروأها وأشهدوأها‪ .‬ثم سكتوأا عن‬
‫تكذيبهم وألوأ كان كاذبال لسارعوأا إلى تكذيبهم‪ .‬فيقام سكوأتهم مقام الشهادة لهم بالصدق‪.‬‬
‫وأفي السمعيات تتفرع المسائل‪ :‬ففي أشراط الساعة الكبرى أخبار آحاد يمكن تحصيل العلم بها إما‬
‫لتوأاترها توأات الر معنوأيا كخروأج الدجال وأنزوأل عيسى عليه السلم‪ ،‬إوأاما لموأافقتها لصل في كتاب ال‬
‫عز وأجل كطلوأع الشمس من مغربها وأخروأج دابة الرض‪ .‬وأثبوأت بعض هذه الشراط على سبيل‬
‫القطع ليعني وأجوأد العتقاد بكل ماوأرد فيها من أخبار لن فيها مالم يصح من جهة السند وأمالم‬
‫يصح من جهة المتن لمخالفته الدلة القاطعة‪ ،‬فليجب العتقاد بتفاصيل الشراط وأدقائقها‪ ،‬وأفي‬
‫بعض هذه التفاصيل أخبار آحاد صحت من جهة السند وألم تخالف قطعيا وألم تصل إلى رتبة‬
‫القطعي فيجب فيها أصل التصديق دوأن العتقاد الجازم‪ .‬وأفي المقام المحموأد نجد خب الر منك الر عن‬
‫المام مجاهد في تفسيره بالقعاد على العرش تمسك به بعض المحدثين فوأجب التنبيه إلى ضعف‬
‫سنده وأسقامة متنه‪.‬‬
‫وأفي رؤية ال عز وأجل تتابعت أخبار الحاد على تبشير المؤمنين برؤيتهم ل عز وأجل في الخرة‪.‬‬
‫وأوأافقت هذه الخبار أصلل في كتاب ال عز وأجل‪ ،‬وأحصل إجماع السلف على إثبات الرؤية‬
‫مستندين في هذا الجماع إلى دليل الكتاب وأالسنة‪.‬‬
‫وأفي رؤية ال عز وأجل في الدنيا‪ :‬اختلف الصحابة رضوأان ال عليهم فصح إنكاره عن عائشة رضي‬
‫ال عنها وأصح إثباتها عن عبد ال بن عباس وأغيره من الصحابة رضي ال عنهم أجمعين وأهذا‬
‫ماسوأغ اختلف الخلف في هذه المسألة أيضلا‪ ،‬وألكفل أر ل‬
‫ي وأوأجه وأدليل‪.‬‬
‫وأآخر دعوأانا أن الحمد ل رب العالمين وأالصلة وأالسلم على أشرف المرسلين‪.‬‬
‫ثبت المصادر وأالمراجع‬
‫البإاضية بإي الفرق السإلماية ‪ ،‬علي بإن ييح ‪ ،‬ماطابإع سإجل العرب ‪ -‬عمان ‪. 1986‬‬

‫إتاف الريد بوجهرة التوجحيد‪ ،‬عبد السلما اللقان )‪ 1041‬هـ( ‪ ،‬ماطبعة السعادة ‪-‬ماصر ‪ 1955‬ما ‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ .‬إحكاما الفصوجل ف أحكاما الصأوجل‪،‬أبإوج الوجليد سإليمان بإن خلف الباجي)‪274‬هـ( تقيق عبد ال ممد البوجري ماؤسإسة الرسإالة الطبعة الوأل ‪ 1409‬هـ ‪.‬‬

‫‪ .‬الرشاد إل قوجاطع الدلة ف أصأوجل العتقاد ‪ ،‬إمااما الرماي عبد اللك بإن عبد ال الوجين )‪ 478‬هـ( ‪ ،‬تقيق ممد يوجسإف ماوجسإى ماطبعة دار السعادة ‪ -‬ماصر ‪.1950-‬‬

‫‪ .‬إرشاد النأاما ف عقائد السإلما ‪ ،‬مموجد صأال البغدادي ‪ -‬طبعة دار الباء ‪1985 -‬ما ‪.‬‬

‫‪ .‬السإاس ف السنة ) قسم العقائد ( ‪ ،‬سإعيد حوجى ‪ -‬طبعة دار السلما عمان ‪1992 -‬ما ‪.‬‬

‫‪ .‬السإاس ف عقائد الكأياس‪ ،‬تقيق د‪ -‬ألبي نأصري ‪ ،‬طبعة دار الطليعة ‪ -‬بإيوأت ‪. 1980 -‬‬

‫‪ .‬السأاء وأالصفات ‪ ،‬ابإن تيمية ‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪ ،‬ل يذكأر سإنة الطبع ‪.‬‬

‫‪ .‬السأاء وأالصفات ‪ ،‬البيهقي ‪ ،‬تقيق الكوجثري ‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪.‬‬

‫‪ .1‬السأاء وأالصفات‪،‬احد بإن السي البيهقي)‪458‬هـ(تقيق ممد زاهد الكوجثري طبعة دار الكتب العلمية‪-‬بإيوأت‪.-‬‬

‫‪ .1‬الشارة إل اليإاز بإبعض أنأوجاع الاز‪ ،‬أبإوج ممد عز الدين عبد العزيز ابإن عبد السلما الشافعي)‪660‬هـ( طبعة دار العرفة ‪ -‬بإيوأت ‪ 1313 -‬هـ‬

‫‪ .1‬أشراط الساعة وأنأظرية آخر الزماان رؤية جديده ف ضوجء الكتاب وأالسنة فتحي عيد ييح ل يذكأر ماكان الطبع وألسإنته‬

‫‪ .1‬أصأل العتقاد ‪ ،‬طبعة دار النفائس ‪ -‬الكوجيت ‪. 1990 -‬‬

‫‪ .1‬أصأوجل الديث ‪ ،‬د‪-‬ممد عجاج الطيب طبعة دار الفكر ‪ -‬بإيوأت ‪. 1975 -‬‬

‫‪ .1‬أصأوجل الدين ‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية‪-‬بإيوأت‪.1980-‬‬

‫‪ .1‬أصأوجل الفقه ‪ ،‬ممد أبإوج زهرة طبعة دار الفكر العرب ‪ -‬ل يذكأر سإنة الطبع ‪. -‬‬

‫‪ .1‬القأباس النيرة في فضائل العشرة المبشرة كما في طبقات ابن سعد ‪ .‬جميل إبراهيم ‪ ،‬طبعة دار المكتبة العالمية ‪ -‬بغداد ‪1989‬م‬

‫‪ .1‬إلاما العوجاما الطبعة اليمنية‪ ،‬ماصر ‪ 1309 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ .1‬الما طبعة دار الشعب ‪ -‬القاهره ‪ 1968 .‬ما‬

‫‪ .2‬إيثار الق على اللق‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪1987 -‬ما‬

‫‪ .2‬ابن تيمية ‪ ،‬محمد أبو زهرة ‪ ،‬مطبعة دار الفكر العربي ‪ -‬مصر‬

‫‪ .2‬الختلف ف اللفظ‪،‬وأالرد على الهمية وأالشبهة‪.‬تقيق ممد أحد الكوجثري ‪،‬ماطبعة ماني‪-‬بإغداد‪1989-‬ما‪.‬‬
‫العتصاما ‪ ،‬آبإوج إسإحاق الشاطب )‪ 790‬هـ( تقيق أحد عبد الشاف طبعة دار الكتب العلمية ‪-‬بإيوأت‪ 1988 -‬ما‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الباقألناي وآراؤه الكلمأية ‪ -‬د‪ -‬مأحمد رمأضان ‪ -‬مأطبعة المأة ‪ -‬بغداد ‪1986 -‬م ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫البحر الزخار والجامأع لمذاهب علماء المأصار ‪ ،‬أحمد بن يحيى المرتضى )‪ 840‬هـ( مأؤسسة الرسالة ‪ -‬بيروت ‪1975‬‬ ‫‪.2‬‬
‫البحر اليط ف أصأوجل الفقه‪ ،‬بإدر الدين ممد بإن بادر الزركأشي )‪794‬هـ( تقيق د‪ .‬عبد القادر العان‪ -‬وأعمر سإليمان الشقر طبعة الكوجيت ‪1409‬هـ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بإداية التهد وأناية القتصد ‪ :‬ممد بإن أحد بإن ممد ) ابإن رشد (القرطب ) ‪ 595‬هـ( الطبعة الرابإعة دار العرفة بإيوأت ‪ 1979‬ما‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بإلوجغ السوجل ف الصأوجل ‪ ،‬أبإوج بإكر ممد بإن أحد السرخسي )‪ 483‬هـ( تقيق أبإوج الوجفا الفغان ‪ ،‬طبعة بإيوأت ‪1973‬‬ ‫‪.2‬‬
‫البيهقي وأماوجقفه مان اللإيات ‪ ،‬أحد بإن عطية الغامادي رسإالة دكأتوجراه ف العقيدة ‪ ،‬الاماعة السإلماية ‪ -‬الدينة النوجرة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التأويل اللغوي في القرآن الكريم‪ ،‬حسين حامد الصالح رسالة دكتوراه ‪ -‬جامعة بغداد ‪. 1995‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تأوأيلت أهل السنة‪ ،‬أبإوج مانصوجر ممد بإن ممد الاتريدي )‪ 333‬هـ( تـقيق د‪ .‬ممد ماستفيض الرحن‪ .‬ماطبعة الرشاد‪-‬بإغداد‪.1983 ،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تاج اللغة وأصأحاح العربإية ‪ ،‬إسأاعيل بإن حاد الوجهري ‪ .‬تقيق أحد عبد الغفوجر عطار طبعة دار العلم ‪ -‬لبنان ‪ /1987‬ما‬ ‫‪.3‬‬
‫تاريخ الفرق السإلماية‪ ،‬علي الغراب ‪ ،‬ماطبعة ممد صأبيح‪ ،‬ماصر ‪1985‬ما‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التبصي ف الدين ‪ ،‬أبإوج الظفر طاهر بإن ممد السإفرائين )‪ 471‬هـ( ‪ ،‬تقيق كأمال الوجت ‪ ،‬طبعة عال الكتب ‪ -‬بإيوأت ‪1983 -‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تريج أحاديث شرح العقائد النسفية‪ ،‬جلل الدين عبد الرحن السيوجطي )ت ‪ 911‬هـ ( تقيق وأتعليق صأبحي السامارائي‪ ،‬نأشر دار الرشد الرياض‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تدريب الراوأي ف شرح تقريب النوجادي ‪ ،‬جلل الدين عبد الرحن بإن أب بإكر السيوجطي )‪ 911‬هـ( طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪. 1989 -‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التذكأرة ف أحوجال الوجتى وأأماوجر الخرة‪ ،‬شس الدين ممد بإن أحد القرطب)‪ 761‬هـ(تقيق الدكأتوجر أحد حجازي طبعة دار الكتب العلمية‪-‬بإيوأت ‪.1982‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التصريح با توجاتر ف نأزوأل السيح‪ ،‬ممد أنأوجر شاه الكشميي ‪ .‬تقيق عبد الفتاح أبإوج غدة‪ ،‬طبعة القاهرة ‪1982‬ما‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تفسي القرآن العظيم ‪ ،‬آبإوج الفداء إسأاعيل ابإن كأثي القرشي الدماشقي )‪ 774‬هـ( الطبعة الوأل ‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بإيوأت ‪1980‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التقيد وأاليضاح لا أطلق وأأغلق مان كأتاب ابإن الصلح ‪ ،‬الافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي )‪ 806‬هـ( ‪ ،‬طبعة دار الديث ‪ -‬ماكة ‪ 1984 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫التمهيد با ف الوجطأ مان العان وأالسإانأيد‪ ،‬أبإوج عمر يوجسإف بإن عبدال )ابإن عبد الب( النمري النأدلسي)‪463‬هـ( تقيق ماصطفى العلوجي ماطبعة فضالة‪-‬الغرب ‪1982-‬ما‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫التمهيد ف أصأوجل الدين‪ ،‬أبإوج العي النسفي )‪ 508‬هـ( ‪ ،‬تقيق الدكأتوجر عبد الي قابإيل‪ ،‬الطبعة الفنية ‪ -‬ماصر ‪ 1987 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫التمهيد ف أصأوجل الفقه ‪ ،‬أبإوج الطاب مفوجظ بإن أحد الكلوجذان النبلي)‪ 510‬هـ(تقيق ممد بإن علي بإن إبإراهيم ماطبعة دار الدن جدة ‪1985‬ما‬ ‫‪.4‬‬
‫التمهيد ف الرد على اللحدة وأالعطلة وأالرافضة وأالوجارج وأالعتزلة ‪ ،‬أبإوج بإكر ممد بإن الطيب بإن الباقلن )‪ 403‬هـ(تقيق رتشرد ماكارثي‪،‬الطبعة الكاثوجليكيةبإيوأت ‪1957‬ما‬ ‫‪.4‬‬
‫التمهيد ف تريج الفروأع على الصأـوجل ‪ ،‬جال الدين عبد الرحيم بإـن السـن السإنوجي الشافعـي )‪ 772‬هـ( تقيق ممد حسن هيتوج ‪ ،‬ماؤسإسة الرسإالة ‪ -‬بإيوأت ‪ 1987‬ما ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات ا عز وجل‪ ،‬عبد العزيز بن باز‪ .‬مطبعة الصحابة السلمية ‪ -‬الكويت ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تنوير الذأهان من تفسير روح البيان ‪ ،‬إسماعيل حقي البر وسوي اختصار وتحقيق محمد علي الصابوني طبعة دار القلم بيروت ‪1989‬م ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تنوجير الوجالك على ماوجطأ ماالك‪،‬جلل الدين عبد الرحن السيوجطي)‪911‬هـ( طبعة دار الندوأة بإيوأت ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تيسي التحرير ‪ ،‬ممد أماي بإادشاه السن النفي ‪ ،‬على كأتاب ) التحرير ف أصأوجل الفقه ( للكمال ممد بإن عبد الوجاحد ) ابإن الإماما ( السكندري النفي )‪ 861‬هـ( طبعة‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الباب اللب )‪ 19332‬هـ( ‪.‬‬

‫حاشية العطار ‪ ،‬حسن بإن ممد )‪1250‬هـ( على جع الوجاماع للتاج عبد الوجهاب بإن السبكي )‪771‬هـ( وأبا ماشه تقرير لعبد الرحن الشربإين‪ ،‬وأتقريرات لمد بإن علي الالكي‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ماطبعة الباب‪-‬ماصر ‪1385‬هـ‪.‬‬

‫حلية العلماء ف ماعرفة ماذهب العلماء ‪ ،‬أبإوج بإكر ممد بإن أحد الشاشي القفال تقيق ياسإي دراكأه الطبعة الوأل ‪ ،‬لكتبة الرسإالة ‪1988‬‬ ‫‪.5‬‬
‫دراسإات حوجل السنة ‪ ،‬د‪ -‬ممد إبإراهيم اليوجشي طبعة دار الإدي ‪ -‬ماصر‪1987 -‬‬ ‫‪.5‬‬
‫دراسإات ف الفرق وأالعقائد السإلماية‪ ،‬د‪.‬عرفان عبد الميد‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫دفع شبة التشبيه بأكف التنزيه ‪ ،‬أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي )‪ 597‬هـ( تحقيق محمد زاهد الكوثري مطبعة دار إحياء الكتب العربية ‪-‬‬ ‫‪.5‬‬
‫مصر ‪ 1350 -‬هـ ‪.‬‬
‫دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذألك إلى المام احمد ‪ ،‬تقي الدين أبو بكر الحصني )‪ 829‬هـ( مع كتاب دفع شبهة التشبيه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الرد على الهمية ضمن مموجعة عقائد السلف ‪ ،‬علي سإاماي النشار ‪ ،‬طبع شركأة السإكندرية ‪-‬ماصر ‪1971‬ما‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫رسإالة التنزيه ‪ ،‬عبد ال بإن أحد بإن قداماة ‪ ،‬ماطبعة الاحظ ‪ -‬بإغداد ‪1989 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫رسإالة التوجحيد ـ ممد عبده ‪ ،‬طبعة ماصر ‪1969‬ما ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الروأض الباسإم ف الذب عن سإنة أب القاسإم‪ ،‬طبعة دار العرفة ‪ -‬بإيوأت ‪1979‬ما ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الروأضة البهية بإي الشعرية وأالاتريدية ‪ ،‬السن بإن ممد ) ابإن عذبإة ( طبعة دائرة العارف النظاماية ‪-‬الإند‪1322،‬هـ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الزينة ف الكلمات السإلماية العربإية‪ ،‬أبإوج حات أحد بإن حدان الرازي‪ ،‬تقيق د‪.‬عبدال سإلوجما السامارائي‪ ،‬دار وأاسإط للطباعة‪ ،‬بإغداد‪1988 ،‬ما‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫السنة ‪ ،‬عبد الرحن أحد بإن حنبل )‪ 290‬هـ( تقيق ممد بإن سإعيد القحطان طبعة دار ابإن القيم‪ -‬الدمااما ‪. 1986‬‬ ‫‪.6‬‬
‫شرح أحد بإن قاسإم العبادي الشافعي )‪ 994‬هـ( على شرح جلل الدين ممد بإن أحد اللي الشافعي )‪ 864‬هـ( على الوجرقات ف أصأوجل الفقه لمااما الرماي ‪ ،‬وأهوج ف حاشية‬ ‫‪.6‬‬
‫إرشاد الفحوجل إل تقيق الق مان علم الصأوجل‪،‬ممد بإن علي الشوجكأان)‪ 1255‬هـ( ‪ -‬طبعة دار الفكر بإيوأت ‪.‬‬

‫شرح الصأوجل المسة ‪ ،‬تقيق عبد الكري عثمان ‪ ،‬طبعة القاهرة ‪1996‬ما ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫شرح اليإي على متصر النتهى لبإن الاجب ‪ ،‬القاضي عبد الرحن بإن أحد اليإي )‪ 756‬هـ( طبعة السإتانأه ‪ 1307‬هـ‬ ‫‪.6‬‬
‫شرح البدخشي ‪ 2/310‬السمى )ماناهج العقوجل( ممد بإن السن البدخشي‪،‬وأهوج شرح لنهاج الصأوجل ف علم الصأوجل للقاضي أب عبد ال ممد بإن عبد ال البيضاوأي )‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ 685‬هـ( طبعة دار الكتب العلمية بإيوأت ‪ 1984‬ما ‪.‬‬

‫شرح العقيدة الطحاوية‪ .‬تحقيق ناصر الدين اللباني طبعة المكتب السلمي‪-‬بيروت‪ 1399)-‬هـ( ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫شرح الفقه الكأب ‪ ،‬علي القاري طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪1979 .‬ما ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫شرح اللمع ف أصأوجل الفقه ‪ ،‬أبإوج إسإحاق إبإراهيم بإن علي الشيازي )‪ 476‬هـ( ‪،‬تقيق عبد اليد تركأي ‪ ،‬طبعة دار الغرب السإلماي بإيوأت ‪ 1988 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪.7‬‬
‫القاصأد ماسعوجد بإن عمر سإعد الدين التفتازان )‪793‬هـ( تقيق عبد الرحن عمية ‪ ،‬طبعة عال الكتب‪ -‬بإيوأت ‪1989‬ما‪.‬‬

‫شرح جوجهر التوجحيد ‪ ،‬الباجوجري ‪ 149‬وأالنظاما الفريد ماع إتاف الريد ‪ ،‬ممد ميي الدين عبد الميد‬ ‫‪.7‬‬
‫شرح حديث النزول طبعة المكتب السلمي ‪ -‬بيروت ‪1969 -‬م ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫شرح رماضان أفندي على شرح العقائد النسفية طبعة تركأيا ‪.1289‬‬ ‫‪.7‬‬
‫شرح على القاري على نبة الفكر ف ماصطلحات أهل الثر للحافظ ابإن حجر ‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪ 1978 -‬ما‬ ‫‪.7‬‬
‫الشفا بإتعريف حقوجق الصطفى‪ .‬تقيق ممد أماي قره علي‪ ،‬وأماساعديه‪ .‬طبعة دار الفيحاء‪-‬عمان‪.1986-‬‬ ‫‪.7‬‬
‫صأحيح شرح العقيدة الطحاوأية ‪ ،‬حسن بإن علي السقاف‪،‬طبعة دار المااما النوجوأي‪-‬عمان‪.1995-‬‬ ‫‪.7‬‬
‫طبقات الشافعية الكبى ‪ ،‬تقي الدين السبكي ماطبعة دار العرفة بإيوأت ‪ ،‬الطبعة الثانأية‬ ‫‪.7‬‬
‫العب ف خب مان غب ‪ ،‬ممد بإن أحد بإن عثمان الذهب )‪ 748‬هـ( تقيق ممد السعيد بإن بإسيوجن زغلوجل ‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت‪ ،‬ل يذكأر سإنة الطبع ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫عصمة النأبياء ‪ ،‬الرازي‪ .‬طبعة الدار العربإية ‪ -‬بإغداد‪. 1990-‬‬ ‫‪.7‬‬
‫عقيدة أهل السإلما ف نأزوأل عيسى عليه السلما ‪ ،‬أبإوج الفضل عبد ال بإن ممد الصديق الغماري السن ‪ ،‬طبعة عال الكتب بإيوأت ‪1986‬‬ ‫‪.8‬‬
‫العقيدة السإلماية وأأسإسها ‪ ،‬عبد الرحن حسن اليدان ‪ ،‬طبعة دماشق ‪ 1966 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫عقيدة السلف وأأصأحاب الديث ‪ ،‬أبإوج عثمان إسأاعيل الصابإوجن )‪ 449‬هـ( ‪ ،‬وأماعه رسإالتان للقرطب وأالصنعان‪ .،‬ماطبعة السرماد ‪ -‬بإغداد‪1990 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫عقيدة الؤمان ‪ ،‬أبإوج بإكر الزائري دار الكتب السلفية ‪ -‬القاهرة ‪ -‬ل يذكأر سإنة الطبع ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫علوجما الديث وأماصطلحه ‪ ،‬د‪-‬صأبحي صأال ‪ ،‬دار العلم للمليي ‪ -‬بإيوأت ‪. 1981‬‬ ‫‪.8‬‬
‫الطبي ‪1992‬‬ ‫فتح الغيث لشرح ألفية الديث ‪ ،‬أبإوج عبد ال ممد بإن عبد الرحن السخاوأي ) ‪ 902‬هـ ( ‪ ،‬تقيق علي حسي علي الطبعة الثانأية ‪ ،‬دار المااما‬ ‫‪.8‬‬
‫فتح اللهم ‪ ،‬شرح صأحيح ماسلم ‪ ،‬شبي أحد الديوجبإندي العثمان ماطبعة جيد بإريس ‪ ،‬دهلي ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫الفصل ف اللل وأالهوجاء وأالل ‪ ،‬علي بإن ممد بإن حزما )‪ 456‬هـ( ‪ ،‬الطبعة الدبإية ‪ -‬ماصر )‪ 13317‬هـ(‬ ‫‪.8‬‬
‫الفصوجل ف الصأوجل ‪ ،‬أحد بإن علي الرازي الصاص )‪ 370‬هـ ( تقيق دكأتوجر عجيل جاسإم ‪ ،‬الطبعة الوأل ‪1985‬‬ ‫‪.8‬‬
‫فوجاتح الرحوجت ‪ ،‬عبد العلي ممد بإن نأظاما الدين النأصاري )‪ 1119‬هـ( وأهوج شرح ماسلم الثبوجت ف أصأوجل الفقه لب ال ابإن عبد الشكوجر النفي ‪ .‬ماع الستصفى الغزال‬ ‫‪.8‬‬
‫طبعة دار العلوجما ‪-‬بإيوأت ‪.‬‬

‫ف علم الكلما دراسإة فلسفية‪ ،‬د‪.‬أحد مموجد صأبحي طبعة ماؤسإسة الثقافة الجتماعية‪ ،‬ماصر‪1982 ،‬ما ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫فيصل التفرقة بين السلم والزندقة‪،‬ضمن مجموعة الجواهر الغوالي من رسائل الغزالي طبعة منير‪-‬بغداد ‪.1990‬‬ ‫‪.9‬‬
‫قوجاعد التحديث مان فنوجن ماصطلح الديث‪ ،‬ممد جال الدين القاسأي )‪ 232‬هـ ( طبعة دار الكتب العلمية ‪-‬بإيوأت ‪1979‬ما‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫قواعد العقائد ‪ ،‬مع إحياء علوم الدين طبعة دار المعرفة ‪ -‬بيروت ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫الكامال ف التاريخ‪ ،‬أبإوج السن علي بإن أب الكرما)ابإن الثي الزري()‪630‬هـ(‪ .‬تقيق عبد الوجهاب النجار‪ .‬الطباعة النيية‪-‬ماصر ‪1353‬هـ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫كأشف السإرار شرح النار أبإوج البكأات عبد ال بإن أحد أحد النسفي )‪ 710‬هـ( ‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪ 1986 -‬ما‬ ‫‪.9‬‬
‫الكفاية ف علم الروأاية ‪ ،‬تقيق عبد العليم ممد بإن عبد الليم ‪ ،‬ماطبعة السعادة ‪ -‬ماصر ‪1973‬ما ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫كأليات أبي‬ ‫‪.9‬‬
‫البقاء ‪ ،‬المطبعة الميرية ‪1280‬هـ‬

‫التوجحيد وأإثبات صأفات الرب عز وأجل ‪ ،‬ممد بإن إسإحاق بإن خزية ‪ ،‬تعليق ممد خليل هراس ‪ -‬طبعة دار الشرق للطباعة ‪ 1388 -‬هـ‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .9‬لسان العرب ‪ .‬جال الدين ممد بإن ماكرما ) ابإن مانظوجر ( ) ت ‪ 630‬هـ ( ماصوجرة عن طبعة بإوجلق‬

‫‪.10‬‬
‫لدلة ف قوجاعد عقائد أهل السنة وأالماعة ‪ ،‬تقيق د‪ -‬فوجقية حسي ‪ ،‬طبعة الؤسإسة الصرية )‪ 1965‬ما(‬
‫‪.10‬‬
‫النأوجار البهية شرح الدرة الضيية ف عقيدة الفرقة الرضية‪ ،‬طبعة الكتب السإلماي ‪ -‬عمان ‪. 1991‬‬

‫ملة الاماعة الردنأية اللد ‪ 13‬العدد الوأل‬ ‫‪.10‬‬


‫الصوجل ف علم أصأوجل الفقه ‪ ،‬فخر الدين ممد بإن عمر الرازي)‪ 606‬هـ( تقيق طه جابإر العلوجان ‪ ،‬ماطابإع جاماعة ممد بإن سإعوجد الرياض ‪. 1980‬‬ ‫‪.10‬‬
‫مختار الصحاح ‪ ،‬محمد بن عبد القادر الرازي ) أول (‪ .‬مطبعة عز الدين ‪ -‬بيروت ‪1987 -‬م ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫متصر الصوجاعق الرسإلة على الهمية وأالعطلة ‪ ،‬طبعة رئاسإة إدارات البحوجث وأالفتاء ‪ -‬الرياض ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪.10‬‬
‫ر العقيدة السإلماية‪ ،‬طارق السوجيدان‪ ،‬طبعة الكوجيت ‪1978‬ما‪.‬‬

‫متصر العلوج للعلي الغفار ‪ ،‬ممد نأاصأر اللبان ‪ ،‬طبعة الكتب السإلماي ‪ -‬بإيوأت ‪ 1981‬هـ ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫السامارة للكمال بإن أب شريف بإشرح السايرة للكمال ابإن الإماما‪ ،‬الطبعة المايية‪-‬بإوجلق‪ 1983 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫السوجدة ف أصأوجل الفقه ‪ ،‬أحد بإن ممد بإن أحد الران الدماشقي) ابإن تيمية ()‪ 745‬هـ( تقيق ممد ميي الدين ماطبعة الدن ‪ -‬القاهرة ‪ 1964 ،‬ما ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫ماشارق أنأوجار العقوجل ‪ ،‬تقيق عبد الرحن عمية ‪ ،‬طبعة دار اليل ‪ -‬بإيوأت ‪1989 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫ماشكل الديث وأبإيانأه ‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪1980 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫‪.11‬‬
‫ب العالية مان العلم اللإي‪ ،‬تقيق أحد حجازي السقا ‪ ،‬دار الكتاب العرب ‪ -‬بإيوأت ‪. 1987 -‬‬

‫ماعان القرآن ‪ ،‬أبإوج السن سإعيد بإن ماسعدة ) الخفش الوأسإط( )‪ 215‬هـ ( تقيق د‪ -‬فائز فارس طبعة الكوجيت – ‪1979‬‬ ‫‪.11‬‬
‫العتمد ف أصأوجل الفقه‪،‬أبإوج السي ممد بإن علي البصري العتزل ‪ ،‬تقيق ممد حيد عبد ال الطبعة الكاثوجليكية بإيوأت ‪1965‬ما‬ ‫‪.11‬‬
‫ماعجم البلدان‪)،‬ياقوجت الموجي()‪626‬هـ( دار صأادر‪-‬بإيوأت‪1955.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫الفردات ف غريب القرآن ‪ .‬أبإوج القاسإم السي بإن ممد ) الراغب الصأبهان ( ) ت ‪ 502‬هـ ( تقيق ممد سإيد كأيلن طبعة دار العرفة ‪ -‬بإيوأت‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫ماقالت السإلمايي وأاختلف الصلي‪،‬المااما أبإوج السن علي بإن إسأاعيل الشعري)‪ 330‬هـ( تقيق ميي الدين عبد الميد‪،‬ماطبعة النهضة ماصر ‪1950‬ما‬ ‫‪.11‬‬
‫ماقالت الكوجثري‪ ،‬أحد خيي ماطبعة النأوجار بإالقاهرة‬ ‫‪.11‬‬
‫المقصد السنى شرح أسماء ا الحسنى ‪ ،‬الغزالي طبعة شركة الطباعة الفنية ‪ -‬مأصر ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫النهاج ف شرح صأحيح مالم بإن الجاج ‪ ،‬أبإوج زكأريا مي الدين ييح بإن شرف النوجوأي تقيق عبد ال أحد أبإوج زينه ‪ ،‬طبعة دار الشعب القاهره ‪ 1973 -‬ما ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫النهاج ف شعب اليان‪ ،‬أبإوج عبد ال السي الليمي )‪403‬هـ( تقيق حلمي فوجدة طبعة دار الفكر‪1979-‬‬ ‫‪.12‬‬
‫النهاج ف شعب اليان‪ ،‬أبإوج عبد ال السي الليمي )‪403‬هـ( تقيق حلمي فوجدة طبعة دار الفكر‪1979-‬‬ ‫‪.12‬‬
‫ماوجازين القرآن وأالسنة للحاديث الصحيحة وأالضعيفة وأالرفوجعة‪-‬عز الدين بإليق‪ -‬طبعة دار الفتح بإيوأت ‪.1983‬‬ ‫‪.12‬‬
‫الوجافقات ف أصأوجل الشريعة ‪ ،‬تقيق عبد ال دراز وأابإنه ممد دراز ‪ ،‬ماطبعة الرحانأية ‪ -‬ماصر ‪ ،‬ل يذكأر سإنة الطبع ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫الوجاقف ف علم الكلما ‪ ،‬عضد الدين عبد الرحن اليإي )‪ 756‬هـ( طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪ ،‬ل يذكأر سإنة الطبع‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫الوجطأ ماع شرحه تنوجير الوجالك شرح ماوجطأ ماالك ‪ ،‬جلل الدين عبد الرحن بإن أحد السيوجطي )‪ 911‬هـ( طبعة دار إحياء الكتب العربإية ‪ -‬ماصر ل يذكأر سإنة‬ ‫‪.12‬‬
‫الطبع ‪.‬‬

‫النبذ الكافية ف أحكاما أصأوجل الدين ‪ ،‬تقيق ممد أحد عب العزيز ‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪1985‬ما ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫‪.12‬‬
‫م الثاقب للفجر الكاذب ماطبوجعات الماانأة العاماة للثقافة كأروأسإتان ‪.‬‬

‫نخنخبة‬ ‫‪.12‬‬
‫الفكر في مصطلح أهل الثر‪ ،‬في حاشية شرحها لقط الدرر للشيخ عبد ال بن حسين خاطر العدوأي‪ .‬مطبعة عبد الحميد حنفي‪-‬مصر ‪1355‬هـ‪.‬‬

‫نأزهة الاطر‪ ،‬عبد القادر بإن ماصطفى بإن بإدران ‪ ،‬وأهوج شرح كأتاب روأضة الناظر نبة الناظر ‪ ،‬عبد ال بإن أحد بإن قداماة القدسإي )‪ 620‬هـ( طبعة دار الكتب‬ ‫‪.13‬‬
‫العلمية ‪ -‬بإيوأت ‪ -‬ل يذكأر سإنة الطبع ‪.‬‬

‫نأظره عابإرة ف مازاعم مان ينكر نأزوأل عيسى عليه السلما قبل الخرة ‪ ،‬ممد زاهد الكوجثري ) ‪ 1371‬هـ ( طبعة دار اليل ‪ ،‬القاهره ‪. 1987‬‬ ‫‪.13‬‬
‫نأظم الفرائد لا تضمنه حديث ذي اليدين مان الفوجائد للحافظ خليل بإن كأيكلدي العلئي الشافعي )‪763‬هـ( ‪ ،‬تقيق كأامال شطيب الراوأي ‪ ،‬ماطبعة الماة ‪ -‬بإغداد‬ ‫‪.13‬‬
‫‪1986 -‬ما ‪.‬‬

‫ناية القداما ف علم الكلما ‪ ،‬أبإوج الفتح الشهرسإتان )‪ 548‬هـ( تقيق إلفرد جيوجما ‪ ،‬طبعة ماكتبة الثن ‪ -‬بإغداد ‪ ،‬ل يذكأر سإنة الطبع ‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫نأهاية السوجل ف شرح مانهاج الصأوجل ‪ ،‬عبد الرحيم بإن السن السإنوجي )‪ 772‬هـ( وأهوج شرح للمنهاج لناصأر الدين عبد ال بإن عمر البيضاوأي )‪ 685‬هـ( وأماعه‬ ‫‪.13‬‬
‫حاشية الشيخ ممد بيت الطيعي طبعة عال الكتب ‪ -‬بإيوأت ‪ -‬ل يذكأر سإنة الطبع ‪.‬‬

‫النهاية ف الفت وأاللحم‪ ،‬تقيق ممد أحد عبد العزيز‪ ،‬طبعة دار اليل‪-‬بإيوأت‬ ‫‪.13‬‬
‫النهاية ف غريب الديث ‪ ،‬أبإوج السعادات البارك بإن ممد بإن اليثر الزري ) ‪ 606‬هـ ( تقيق ظاهر أحد الزاوأي وأممد الظباحي ‪ ،‬طبعة دار الكتب ‪ -‬بإيوأت‬ ‫‪.13‬‬
‫‪ 1965‬ما‬

‫هدي الساري ماقدماة فتح الباري شرح صأحيح البخاري ‪ ،‬أحد بإن علي بإن حجر )‪ 852‬هـ( تقيق ممد فؤاد عبد الباقي طبعة دار الكتب العلمية بإيوأت‬ ‫‪.13‬‬
‫‪1989‬ما‪.‬‬

‫وأجوجب الخذ بديث الحاد ف العقيدة ‪ 9‬طبعة دار السلفية ‪ -‬الكوجيت ‪ -‬وأ ) الديث حجة بإنفسه ففي الحكاما وأالعقائد ‪ ،‬طبعة الدار السلفية ‪ 1400‬هـ(‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫الوجصأوجل إل الصأوجل ‪ ،‬أحد بإن علي ) ابإن بإرهان ( البغدادي )‪ 518‬هـ( تقيق عبد الميد أبإوج زنأيد ماطبعة العارف الرياض ‪ 1984‬ما‬ ‫‪.13‬‬

You might also like