You are on page 1of 74

‫ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻤﻬﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ‬

‫‪2018/3‬‬

‫‪2018‬‬
‫رقم اإليداع القانوني ‪2018MO1732 :‬‬

‫ردم ك ‪978-9954-9883-9-8 :‬‬


‫الفهرس‬

‫‪5‬‬ ‫تقديم‬

‫‪9‬‬ ‫المحور األول‪ :‬تشخيص واقع مهن التربية والتكوين والتدبير والبحث‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ :‬واقع حال مهن التربية والتكوين والتدبير والبحث‬

‫‪36‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلشكاليات‬

‫‪41‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬مرتكزات التأهيل والتجديد‬

‫‪42‬‬ ‫المرتكز األول‪ :‬المهننة‬

‫‪42‬‬ ‫أوال‪ :‬مهننة متكاملة األبعاد‬

‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مهننة بثالثة مداخل للتجديد‬

‫‪44‬‬ ‫مدخل إرساء إطار مرجعي وطني ناظم ألدوار وكفايات الفاعلين التربويين ولقيم رسالتهم التربوية‬

‫‪50‬‬ ‫مدخل التأهيل لممارسة مهن التربية والتكوين والبحث العلمي‬

‫‪55‬‬ ‫مدخل االرتقاء بأدوار الجمعيات المهنية والهيئات النقابية في مهننة الفاعلين(ات) التربويين(ات)‬

‫‪58‬‬ ‫المرتكز الثاني‪ :‬المؤسسة بنية أساسية لتنمية الحياة المهنية وتأهيل المهن التربوية‬

‫‪58‬‬ ‫مدخل استقاللية المؤسسة كشرط ضروري لتعزيز مبادرات الفاعلين التربويين وتحقيق التكامل الوظيفي‬

‫‪60‬‬ ‫مدخل المؤسسة التربوية باعتبارها إطارا لتقوية التفاعالت والروابط المهنية واإلنسانية‬

‫‪60‬‬ ‫مدخل اعتبار المؤسسة في قلب تدبير الحياة المهنية وتنميتها‬

‫‪67‬‬ ‫المرتكز الثالث‪ :‬تقييم مندمج ألداء الفاعلين(ات) التربويين(ات) ومردودية مؤسسات التربية والتكوين‬

‫‪67‬‬ ‫مدخل تقييم األداء المهني الفردي‬

‫‪67‬‬ ‫مدخل تقييم العمل الجماعي للهيئات المهنية وأداء المؤسسة التربوية ومردوديتها‬

‫‪68‬‬ ‫مدخل التقييم الذاتي للفاعلين والمؤسسات‬

‫‪69‬‬ ‫توصيات ختامية‬

‫‪3‬‬
‫تقديم‬

‫منهجية إعداد التقرير ومرجعياته‬


‫تــم إعــداد هــذا التقريــر فــي إطار ســيرورة طويلة من األشــغال المنتظمــة للجنة الدائمة لمهن‬
‫التعليــم والتكويــن والتدبيــر لــدى المجلــس‪ ،‬علــى أســاس عمليــات التتبــع وتعميــق البحــث‬
‫والدراســة اللذيــن قامــت بهمــا اللجنــة فــي هــذا الشــأن‪ ،‬حيــث أعــدت تقاريــر موضوعاتية حول‬
‫بعــض الفئــات المهنيــة‪ ،‬كمــا نظمــت سلســلة مــن اللقــاءات واالســتماعات والمشــاورات مــع‬
‫مســؤولين فــي مختلــف قطاعــات التربيــة والتكويــن والبحــث‪ .‬وقــد تعــزز هــذا العمــل بدراســة‬
‫تشــخيصية واستشــرافية تولــى إنجازهــا قطــب الدراســات والبحــث ودعــم هيئــات المجلــس‪،‬‬
‫إضافــة إلــى تقاريــر ودراســات مقارنــة ووثائقيــة ترتبــط بمهــن التربيــة والتكويــن والتدبيــر‬
‫والبحــث‪ ،‬ومســتجداتها علــى الصعيــد العالمــي‪.‬‬
‫كمــا أســهمت األشــغال الغنيــة باألفــكار والمقترحــات التــي أتاحتهــا نتائــج النــدوة الوطنيــة‬
‫حــول مهــن التربيــة والتكويــن والتدبيــر والبحــث‪ ،‬المنظمــة مــن قبــل المجلــس فــي ‪25-24‬‬
‫مايــو ‪ ،2016‬وكــذا الدراســات المنجــزة خــال إعدادهــا‪ ،‬فــي إغنــاء التشــخيصات واســتدماج‬
‫التجــارب الدوليــة الناجحــة‪ ،‬واالســتفادة مــن مقترحــات وتوصيــات كفيلــة ببلــورة خارطــة طريــق‬
‫لتأهيــل المهــن التربويــة بالمغــرب‪.‬‬
‫ُأنجــزت الصياغــة النهائيــة لهــذا التقريــر بتعــاون بيــن اللجنــة الدائمــة لمهــن التعليــم والتكويــن‬
‫والتدبيــر وقطــب الدراســات والبحــث ودعــم بهيئــات المجلــس‪.‬‬
‫يستند هذا التقرير على الوثائق المرجعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الرؤية االستراتيجية لإلصالح ‪2030-2015‬؛‬
‫‪-‬التقريــر التحليلــي للهيئــة الوطنيــة لتقييــم حــول تطبيــق الميثــاق الوطنــي للتربيــة‬
‫والتكويــن ‪ ،2013--2000‬المكتســبات‪ ،‬المعيقــات‪ ،‬التحديــات (دجنبــر ‪)2014‬؛‬
‫‪ -‬الميثاق الوطني للتربية والتكوين؛‬
‫‪-‬رصيــد الدراســات والوثائــق المنجــزة مــن قبــل المجلــس األعلــى للتعليــم (‪ ،)2009‬وال‬
‫ســيما‪ :‬دراســة تشــخيصية؛ دراســة مقارنــة حــول بعــض التجــارب الدوليــة بخصــوص‬
‫مهــن التدريــس والتكويــن؛ اســتطالعات الــرأي المنجــزة حــول هيئــة التدريــس بالتعليــم‬
‫المدرســي والتعليــم العالــي والتكويــن المهنــي‪ ،‬وبهيئــة التفتيــش؛‬
‫‪ -‬أعمــال ووثائــق النــدوة الوطنيــة حــول « تأهيــل المهــن أســاس اإلصــاح التربــوي»‬
‫(‪ 25-24‬مايــو ‪)2016‬؛‬
‫‪-‬الدراســات واألبحــاث والتقاريــر المنجــزة مــن قبــل قطــب الدراســات والبحــث ودعــم‬
‫هيئــات المجلــس‪.‬‬
‫وقــد حــرص هــذا التقريــر علــى تحقيــق نــوع مــن االلتقائيــة مــع الخالصــات التــي أفضــت‬
‫إليهــا أشــغال باقــي اللجــان الدائمــة للمجلــس‪ ،‬وخاصــة مــا يرتبــط منهــا بمهــن التربيــة‬
‫والتكويــن والتدبيــر والبحــث‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تقديم‬

‫‪5‬‬
‫تقديم‬

‫‪-‬التوظيفات المباشرة للتخفيف من حدة الخصاص؛‬ ‫تشــكل مهــن التربيــة والتكويــن والتدبيــر والبحــث إحــدى‬
‫‪ -‬النقص في التكوين األساس والمستمر؛‬ ‫الركائــز األساســية التــي تقــوم عليهــا المنظومــات التربويــة‪.‬‬
‫ويعــد االرتقــاء المســتمر بهــا دعامــة ضروريــة لتطويــر هــذه‬
‫‪ -‬ضعف النجاعة في تدبير المسارات المهنية؛‬
‫المنظومــات والرفــع مــن أدائهــا ومردوديتهــا‪ .‬ذلــك أن هــذه‬
‫‪-‬الالتكافــؤ فــي الظــروف والشــروط الالزمــة لمزاولــة‬ ‫المهــن تمثــل قــدرات مؤسســاتية وآليــات عمــل الســتثمار‬
‫المهــن؛‬ ‫مــا يمثلــه الفاعلــون(ات) التربويــون(ات) مــن إمــكان بشــري‬
‫‪-‬محدوديــة التدابيــر االســتباقية الناتجــة عــن نقــص‬ ‫حاســم فــي إحــداث التغييــر الــذي تنشــده اإلصالحــات‬
‫فــي المقاربــة التوقيعيــة الكفيلــة بتحديــد الحاجيــات‬ ‫التربويــة‪ ،‬وعامــل مؤثــر فــي مســاراتها‪ ،‬مــن منطلــق‬
‫والخصــاص ومواكبــة المســتجدات‪.‬‬ ‫كونهــم‪:‬‬
‫ً‬
‫أيضــا ظرفيــة تعــرف فيهــا أعــداد‬ ‫يصــادف هــذا التقريــر‬ ‫‪-‬المحــرك األســاس للفعــل التربــوي فــي مختلــف‬
‫العامليــن(ات) بمختلــف الهيئــات المهنيــة للتربيــة والتكويــن‬ ‫أبعــاده المرتبطــة بالمهــن التربويــة وال ســيما‬
‫والبحــث حركيــة كبيــرة‪ ،‬تتجســد فــي ارتفــاع مضطــرد لعــدد‬ ‫التدريــس‪ ،‬والتكويــن‪ ،‬والتأطيــر‪ ،‬والبحــث العلمــي‪،‬‬
‫المتقاعديــن‪ ،‬واســتقطاب أعــداد كبيــرة مــن الفاعليــن(ات)‬ ‫والتدبيــر اإلداري والمالــي‪ ،‬والتوجيــه‪ ،‬والتفتيــش‪،‬‬
‫الجــدد‪ .‬ممــا يفــرض اعتمــاد اســتراتيجية جديــدة للتكويــن‬ ‫والتخطيــط‪ ،‬إلــخ؛‬
‫األســاس المتقــن والتكويــن المســتمر‪ ،‬علــى نحو يســتجيب‬ ‫‪-‬محــور أداء المدرســة لوظائفهــا علــى الوجــه األمثــل‬
‫لمســتلزمات جــودة التربيــة والتكويــن والبحــث والتدبيــر‬ ‫فــي خدمــة المتعلــم(ة)‪ ،‬والرفــع المســتمر مــن‬
‫وهــو مــا يتطلــب القيــام بقطائــع مــع ســلبيات السياســات‬ ‫مردوديتهــا الداخليــة والخارجيــة؛‬
‫المنتهجــة فــي هــذا الشــأن وأشــكال التدبيــر التــي خضعــت‬ ‫‪-‬القلــب النابــض لإلصــاح التربــوي‪ ،‬الهــادف إلــى بنــاء‬
‫لهــا المهــن التربويــة‪ ،‬إلــى جانــب توطيــد مــا تحقــق فــي هــذا‬ ‫مدرســة اإلنصــاف والجــودة واالرتقــاء؛‬
‫المجــال مــن مكتســبات‪.‬‬
‫‪-‬مصــدر خبــرة مجتمعيــة تمــد السياســات العموميــة‬
‫كمــا يســتحضر رهانــات تعزيــز وتطويــر النمــوذج التنمــوي‬ ‫بمختلــف أنــواع التأطيــر والتوجيــه واالستشــارة والــرأي‬
‫الوطنــي‪ ،‬الــذي يضــع المدرســة فــي صلــب المشــروع‬ ‫بخصــوص مختلــف المشــاريع‪.‬‬
‫المجتمعــي‪ ،‬ويبــوئ الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) بهــا‬
‫يغطــي مفهــوم «مهــن التربيــة والتكويــن والتدبيــر والبحــث‬
‫مســؤولية االضطــاع بــأدوار وازنــة فــي تحقيــق اإلنصــاف‬
‫« المعتمد في هذا التقرير‪ ،‬مختلف األنشــطة ذات الطابع‬
‫والحــد مــن الفــوارق بيــن األفــراد والفئــات االجتماعيــة‪،‬‬
‫المهنــي المنظــم‪ ،‬التــي تمــارس داخــل مؤسســات التربيــة‬
‫وتأميــن الحقــوق المدنيــة علــى رأســها الحــق فــي التربيــة‬
‫والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬العمومية منهــا والخصوصية‪.‬‬
‫والتكويــن‪ ،‬وتكويــن المواطــن‪ ،‬وتيســير ولــوج مجتمــع‬
‫ويشــمل كذلــك مختلــف الهيئــات التــي ينتظــم فــي إطارهــا‬
‫المعرفــة‪ ،‬واإلدمــاج الثقافــي والقيمــي‪ ،‬وتحقيــق االرتقــاء‬
‫الفاعلــون التربويــون والفاعــات‪ ،‬خاصــة منهــم‪ :‬المربــون‪،‬‬
‫الفــردي واالجتماعــي‪.‬‬
‫والمدرســون‪ ،‬والمكونــون‪ ،‬واألســاتذة الباحثــون‪ ،‬وأطــر‬
‫يســاير هــذا التقريــر مــا يوليــه عــدد مــن الــدول ذات التجــارب‬ ‫اإلدارة والتدبيــر‪ ،‬والتوجيــه‪ ،‬والتخطيــط‪ ،‬والتفتيــش‪...‬‬
‫الناجحــة مــن عنايــة فــي سياســاتها التربويــة العموميــة‪،‬‬
‫كمــا أضحــى هــذا المفهــوم يتضمــن أيضـ ًـا مهنـ ًـا مســتجدة‬
‫بالفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬لمــا تشــهده منظوماتهــا‪،‬‬
‫ذات صلــة بالدعــم النفســي والتربــوي‪ ،‬واإلنصــات‬
‫وإن بدرجــات متفاوتــة‪ ،‬مــن تحــوالت تتفاعــل مــع الحاجــات‬
‫والمســاعدة االجتماعيــة‪ ،‬والتنشــيط الثقافــي واإلعالمــي‬
‫الجديــدة لمجتمعاتهــا‪ ،‬ومــا يقتضيــه ذلــك مــن تنافســية‬
‫بمؤسســات التربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬وتدبيــر‬
‫عاليــة فــي تطويــر مهــن التربيــة والتكويــن والبحــث العلمي‪.‬‬
‫وفــض النزاعــات داخــل هــذه المؤسســات‪ ،‬وإعــادة إدمــاج‬
‫يســتلهم التقـريـــر توجـــهات الــــرؤية االســتراتيجية‬ ‫المنقطعيــن‪ ،‬وغيــر ذلــك‪.‬‬
‫‪ ،2030 – 2015‬ال ســيما الرافعــة التاســعة المتعلقــة‬
‫ينــدرج هــذا التقريــر فــي ســياق وطنــي تعــرف فيــه‬
‫بتأهيــل مهــن التربيــة والتكويــن والتدبيــر والبحــث‪ ،‬التــي‬
‫المنظومــة التربويــة تفاقــم صعوبــات وإشــكاليات بنيويــة‬
‫أوصــت بإعــادة تحديــد المهــام واألدوار والمواصفــات‬
‫تطــال الوضعيــة القائمــة لمهــن التربيــة والتكويــن والبحــث‬
‫المرتبطــة بمهــن التربيــة والتكويــن والبحــث والتدبيــر‪ ،‬وجعــل‬
‫والتدبيــر‪ ،‬وهــي وضعيــة ناتجــة باألســاس عــن نهــج‬
‫وم َم ْهنِ نــا بحســب خصوصيــات‬ ‫التكويــن األســاس إلزاميــا ُ‬
‫سياســات عموميــة ظلــت تشــوبها جملــة مــن الصعوبــات‬
‫كل مهنــة‪ ،‬ونهــج تكويــن مســتمر ومؤهــل مــدى الحيــاة‬
‫واالكراهــات تهــم علــى الخصــوص‪:‬‬
‫المهنيــة‪ ،‬واعتمــاد تدبيــر ناجــع للمســار المهنــي‪ ،‬قائــم‬
‫علــى المواكبــة والتقييــم والترقيــة المهنيــة علــى أســاس‬

‫‪6‬‬
‫ب‪.‬ترســيخ البعــد القيمــي واألخالقــي للممارســات‬ ‫االســتحقاق‪ ،‬وتحقيــق التــوازن بيــن التمتــع بالحقــوق‬
‫المهنيــة‪ ،‬انســجاما مــع مــا هــو متعــارف عليهــا‬ ‫وااللتــزام بقيــم الممارســة المهنيــة‪ ،‬وربــط المســؤولية‬
‫وطنيــا ودوليــا؛‬ ‫بالمحاســبة‪ ،‬والحفــز المــادي والمعنــوي وتحســين ظــروف‬
‫ج‪.‬تجديــد تصــور هــذه المهــن مــن منطلــق المكانــة‬ ‫مزاولــة المهــن التربويــة‪،‬‬
‫المحوريــة التــي تشــغلها مؤسســة التربيــة‬ ‫يتبنــى التقريــر مقاربــة عرضانيــة لموضــوع مهــن التربيــة‬
‫والتكويــن‪ ،‬كإطــار سوســيو‪-‬معرفي وثقافــي‬ ‫والتكويــن والبحــث تقتــرح جملــة مــن التوجهــات العامــة‬
‫وعالئقــي‪ ،‬للفعــل المهنــي‪ ،‬والتفاعــل‪ ،‬والمبــادرة‬ ‫والتدابيــر الكبــرى المشــتركة بيــن هــذه المهــن مــن شــأنها أن‬
‫الخالقــة؛‬ ‫ً‬ ‫تشــكل إطـ ً‬
‫ـارا اسـ‬
‫ـتراتيجيا لالرتقــاء بهــا‪ .‬غيــر أن هــذا التوجه ال‬
‫د‪.‬إعــادة الثقــة المؤسســاتية والمجتمعيــة فــي مهــن‬ ‫يعنــي إغفــال تعــدد النمــاذج البيداغوجيــة داخــل المنظومــة‬
‫التربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬والتعامــل معهــا‬ ‫التربويــة‪ ،‬ومــا يميزهــا مــن خصوصيــات‪ .‬لإلشــارة‪ ،‬فــإن‬
‫وفــق منطــق االعتــراف والتثميــن‪ ،‬لكونهــا تنــدرج‬ ‫مســتقبال تقريريــن موضوعاتييــن‬ ‫ً‬ ‫المجلــس ســيعد‬
‫ضمــن مشــروع التنميــة البشــرية والبيئيــة‪ ،‬وليســت‬ ‫يتطرقــان‪ ،‬كل علــى حــدة‪ ،‬لخصوصيــات مهــن التدريــس‬
‫مجــرد خدمــات ووظائــف مــؤدى عنهــا؛‬ ‫والتكويــن والبحــث مــن جهــة‪ ،‬ومهــن التفتيــش والتخطيــط‬
‫هـ‪ .‬المزاوجــة بيــن حفــز الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬ ‫والتوجيــه والتدبيــر مــن جهــة ثانيــة‪.‬‬
‫وترســيخ حقوقهــم‪ ،‬وبيــن التزامهــم برســالتهم‬ ‫يشــمل هــذا اإلطــار االســتراتيجي المقتــرح ثالثــة مرتكــزات‬
‫التربويــة وواجباتهــم المهنيــة واالرتقــاء بمهامهــم‬ ‫يعتبرهــا المجلــس مجــاالت متداخلــة إلطــاق ديناميــة‬
‫وتمكينهــم مــن الظــروف المالئمــة والمســتلزمات‬ ‫التغييــر‪ ،‬هــي‪:‬‬
‫الضروريــة لمزاولتهــم لهــذه المهــن النبيلــة‪ ،‬فــي‬
‫‪-‬المهننــة كشــرط الزم لتأهيــل الفاعليــن(ات) التربويين‪،‬‬
‫اســتحضار لمــا يتطلبــه االضطالع بهــا من تضحيات‬
‫وفــق مواصفــات وأدوار وقيــم مهنيــة تســتجيب‬
‫ومــن انخــراط بدنــي ونفســي وفكــري متواصــل‪،‬‬
‫لمتطلبــات الجــودة وانتظــارات المجتمــع؛‬
‫ضمــن منــاخ مدرســي موســوم بالتشــعب وتعــدد‬
‫األبعــاد الذاتيــة والعالئقيــة والوظيفيــة؛‬ ‫‪-‬المؤسســة التربويــة القائمــة علــى االســتقاللية‬
‫وثقافــة المشــروع والتكامــل الوظيفــي بيــن المهــن‬
‫للفاعليــن(ات)‬ ‫االعتباريــة‬ ‫المكانــة‬ ‫و‪.‬تعزيــز‬
‫وتنميــة الحيــاة المهنيــة؛‬
‫التربوييــن(ات)‪ ،‬وترســيخ الثقــة فيهــم وتحســين‬
‫صورتهــم لــدى المتعلميــن ومختلــف فئــات‬ ‫‪-‬التقييم المندمج متعدد الصيغ واألساليب‪.‬‬
‫ا لمجتمــع ؛‬ ‫يتطلــع المجلــس مــن ذلــك‪ ،‬إلــى تمكيــن منظومــة التربيــة‬
‫ز‪ .‬التعبئــة المســتمرة للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬ ‫والتكويــن والبحــث مــن إعــداد جيــل جديــد مــن الفاعليــن(ات)‬
‫بغايــة انخراطهــم اإليجابــي فــي برامــج اإلصــاح‪،‬‬ ‫التربوييــن(ات)‪ ،‬يتحلــون بمواصفــات‪:‬‬
‫وتوفيــر اآلليــات والوســائل الضروريــة لتحقيــق‬ ‫‪-‬المهنيــة ومــا تتطلبــه مــن تحكــم في الكفايــات الالزمة‬
‫ذلــك‪ .‬مــع الحــرص علــى دعــم أدوار الهيئــات‬ ‫وانفتــاح علــى التكنولوجيــات الرقميــة ومســتجدات‬
‫والتنظيمات المهنية الفاعلة في هذا المجال‪.‬‬ ‫التربيــة والتكويــن؛‬
‫ينتظم هذا التقرير وفق العناصر التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬حب المهنة والوفاء للرسالة التربوية وقيمها؛‬
‫‪ -‬تقديم؛‬ ‫‪ -‬تقدير االنتماء للمؤسسة وتنمية العمل الجماعي؛‬

‫‪-‬المحــور األول‪ :‬تشــخيص واقــع مهــن التربية والتكوين‬ ‫‪ -‬االجتهاد في ابتكار الحلول واألساليب الجديدة؛‬
‫والتدبيــر والبحث؛‬ ‫‪-‬تملــك الحــس النقــدي والثقافــي وتوظيفــه فــي‬
‫تطويــر الممارســة المهنيــة‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬مرتكزات التأهيل والتجديد؛‬
‫‪ -‬توصيات ختامية‪.‬‬ ‫انطالقــا مــن ذلــك‪ ،‬فــإن هــذا التقريــر يعــد مناســبة جديــدة‬
‫للتأكيــد علــى مــا يلــي‪:‬‬
‫أ‪.‬اعتبــار االرتقــاء بمهــن التربيــة والتكويــن والبحــث‬
‫العلمــي اســتثمارا فعليــا فــي الرأســمال البشــري‬
‫لكونــه عامــا أســاس فــي إنجــاح إصــاح المدرســة‬
‫المغربيــة والرفــع مــن قــدرات المنظومــة التربويــة‬
‫ككل ؛‬

‫‪7‬‬
‫تقديم‬

‫‪8‬‬
‫المحور األول‪:‬‬
‫تشخيص واقع مهن التربية‬
‫والتكوين والتدبير والبحث‬

‫‪9‬‬
‫المحور األول‬

‫أوال‪ :‬واقع حال مهن التربية والتكوين والتدبير والبحث‬


‫‪ .I‬التعليم األولي والمدرسي‬
‫‪ .1‬المعطيات اإلحصائية ومؤشرات التأطير البيداغوجي‬
‫‪ .1.1‬التعليم األولي‪:‬‬
‫يبلــغ مجمــوع المربييــن والمربيــات فــي التعليــم األولــي ‪ 40555‬مربيــا(ة) موزعيــن مــا بيــن تعليــم أولــي عمومــي (‪3203‬‬
‫مربيــا(ة)) وتعليــم خصوصــي عصــري (‪ 11059‬مربيــا(ة))‪ ،‬وتعليــم أولــي تقليــدي (‪ 26293‬مربيــا(ة))‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :1‬أعداد المربين(ات) بالتعليم األولي برسم ‪2017-2016‬‬

‫المجموع‬ ‫األولي التقليدي‬ ‫األولي الخصوصي‬ ‫األولي العمومي‬

‫‪26 085‬‬ ‫‪14 083‬‬ ‫‪10 748‬‬ ‫‪1 254‬‬ ‫حضري‬

‫‪14 470‬‬ ‫‪12 210‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪1 949‬‬ ‫قروي‬

‫‪40 555‬‬ ‫‪26 293‬‬ ‫‪11 059‬‬ ‫‪3 203‬‬ ‫المجموع الوطني‬

‫‪%100,00‬‬ ‫‪%64,83‬‬ ‫‪%27,27‬‬ ‫‪%7,90‬‬ ‫النسبة المئوية (‪)%‬‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫وبخصــوص التوزيــع المجالــي للمربيــن(ات)‪ ،‬يالحــظ أن‬ ‫ً‬


‫تزايــدا نســبيا منــذ الموســم‬ ‫عرفــت أعــداد المربيــن(ات)‬
‫المجال القروي ال يستقطب سوى ‪ % 36‬من المربين(ات)‬ ‫‪ .2009-2008‬ويالحــظ اســتمرار اســتئثار التعليــم األولــي‬
‫مقارنــة بالمجــال الحضــري‪ ،‬وهــو واقــع ال يواكــب تطلعــات‬ ‫التقليــدي بأكبــر نســبة مــن المربيــن(ات) بحوالــي ‪،% 65‬‬
‫المنظومــة التربويــة فــي ترســيخ مبــدأ اإلنصــاف‪ ،‬ومنــح‬ ‫فيمــا يبقــى عددهــم فــي التعليــم العصــري محــدودا حيــث‬
‫تمييــز إيجابــي ألطفــال المجــال القــروي‪ .‬أمــا علــى مســتوى‬ ‫ال يتعــدى ‪ ،% 36‬علمــا أن نســبة التعليــم العمومــي‬
‫مقاربــة النــوع‪ ،‬نجــد أن المربيــات يشــكلن الغالبيــة العظمــى‬ ‫العصــري تبقــى ضعيفــة بالقيــاس للتعليــم الخصوصــي‪.‬‬
‫للعامليــن(ات) بهــذا القطــاع بنســبة تبلــغ ‪.% 72‬‬

‫الجدول رقم ‪ :2‬نسب التأطير بالتعليم األولي برسم ‪2017-2016‬‬

‫نسب التأطير‬ ‫أعداد التالميذ‬ ‫أعداد المربيين(ات)‬ ‫التعليم األولي‬

‫‪17,49‬‬ ‫‪459 794‬‬ ‫‪26 293‬‬ ‫األولي التقليدي‬

‫‪16,31‬‬ ‫‪180 397‬‬ ‫‪11 059‬‬ ‫األولي العصري‬

‫‪27,08‬‬ ‫‪86 726‬‬ ‫‪3 203‬‬ ‫األولي العمومي‬

‫‪17,92‬‬ ‫‪726 917‬‬ ‫‪40 555‬‬ ‫المجموع‬

‫أنمــاط التعليــم األولــي‪ ،‬وخاصــة بيــن النمطيــن التقليــدي‬ ‫بلغــت النســبة اإلجماليــة للتأطيــر بالتعليــم األولــي برســم‬
‫والعصــري اللذيــن تقــل فيهمــا عــن المعــدل الوطنــي‬ ‫الموســم ‪ 2017-2016‬مــا يقــارب ‪ 18‬تلميــذا(ة) لــكل‬
‫اإلجمالــي الســالف الذكــر‪ ،‬وبيــن األولــي العمومــي الــذي‬ ‫مربــي(ة)‪ ،‬وهــي نســبة تقتــرب مــن المعاييــر المعتمــدة‬
‫تصــل فيــه هــذه النســبة إلــى أكثــر مــن ‪ 27‬تلميــذ(ة) لــكل‬ ‫عالميــا فــي هــذا المجــال والمتركــزة فــي ‪ 15‬تلميــذا(ة) لــكل‬
‫مربــي(ة)‪ ،‬ممــا يبــرز مــدى النقــص الحاصــل فــي األطــر‬ ‫مربــي(ة)‪ .‬إال أن هــذه النســبة تعــرف تفاوتــات مهمــة بيــن‬
‫التربويــة العاملــة فــي هــذا المجــال بالقطــاع العمومــي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫هــذا العــدد تطــورا متفاوتــا بحســب المواســم‪ ،‬مطبوعــا‬ ‫هــذه الوضعيــة ال يجــب أن تخفــي واقــع التعليــم األولــي‬
‫فــي غالــب األحيــان باالنخفــاض خاصــة بالنســبة لســلكي‬ ‫بالمغــرب الــذي ال يهــم فــي الموســم ‪ 2017-2016‬ســوى‬
‫االبتدائــي بمــا يناهــز ‪ ،% 12‬واالعــدادي بحوالــي ‪% 8‬‬ ‫مــا يقــرب مــن ‪ % 50‬مــن األطفــال فــي الفئــة العمريــة‬
‫مقارنــة بموســم ‪ .2010-2009‬أمــا بالنســبة لســلك الثانــوي‬ ‫مــا بيــن ‪ 4‬و‪ 5‬ســنوات‪ .‬والــذي تجمــع كل التقاريــر الوطنيــة‬
‫التأهيلــي‪ ،‬فقــد عــرف عــدد المدرســين(ات) بــه تزايــدا مهمــا‬ ‫والدوليــة المنجــزة فــي هــذا الموضــوع علــى أهميــة‬
‫تجــاوز ‪ .% 27,5‬وقــد بلغــت نســبة التأنيــث ‪ % 43,3‬مــن‬ ‫تعميمــه‪ ،‬اعتبــارا لــدوره المحــوري فــي تحســين مؤشــرات‬
‫مجمــوع الهيئــة خــال الموســم ‪ ،2017-2016‬مســجلة‬ ‫التمــدرس بشــكل عــام‪.‬‬
‫تطــورا نســبيا خــال المواســم األخيــرة‪.‬‬
‫فــي هــذا الصــدد‪ ،‬فــإن القطــاع الوصــي‪ ،‬وتبعــا لتوجيهــات‬
‫المبيــان رقــم ‪ :1‬تطــور أعــداد المدرســين والمدرســات مــا‬ ‫الرؤيــة االســتراتيجية‪ ،‬يعتــزم اإلرســاء التدريجــي لعمليــة‬
‫بيــن ‪ 2009‬و‪2017‬‬ ‫التعميــم بتمكيــن ‪ % 67‬مــن أطفــال الفئــة العمريــة مــا‬
‫بيــن ‪ 4‬و‪ 5‬ســنوات مــن االلتحــاق بالتعليــم األولــي فــي‬
‫‪140 000‬‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع ‪2010/2009‬‬ ‫الموســم ‪ ،2022-2021‬فــي أفــق تحقيــق التعميــم‬
‫‪120 000‬‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع ‪2017/2010‬‬
‫الشــامل ســنة ‪ ،12027‬وهــو أمــر يقتضــي توفيــر المــوارد‬
‫‪100 000‬‬
‫البشــرية الالزمــة وتأهيلهــا بالجــودة المطلوبــة لمواكبــة هذه‬
‫‪80 000‬‬
‫‪60 000‬‬
‫العمليــة‪ .‬بالتالــي فإنــه باإلرتــكاز علــى المعطيــات التوقعيــة‬
‫‪40 000‬‬ ‫للمندوبيــة الســامية للتخطيــط‪ ،‬التــي تحــدد المتوســط‬
‫‪20 000‬‬ ‫الســنوي ألعــداد المتمدرســين بالتعليــم األولــي فــي‬
‫‪0‬‬ ‫مليــون و‪ 300‬ألــف طفــل إلــى غايــة ســنة ‪ُ ،2030‬يتوقــع‬
‫ﻣﺠﻤﻮع‬ ‫إﻧﺎث‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع‬ ‫إﻧﺎث‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع‬ ‫إﻧﺎث‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع‬ ‫إﻧﺎث‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻷوﱄ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻹﺑﺘﺪايئ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫أن تبلــغ الحاجــات مــن المربيــن(ات) إلــى غايــة الموســم‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻮي اﻻﻋﺪادي‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻮي اﻟﺘﺄﻫﻴﲇ‬ ‫‪ 2022-2021‬مــا يناهــز ‪ 17500‬مربــي(ة) جديــد(ة)‪ ،‬تنضــاف‬
‫إليهــا ‪ 28600‬مــن األطــر المربيــة الجديــدة إلــى حــدود‬
‫المصــدر‪ :‬وزارة التربيــة الوطنيــة والتكويــن المهنــي والتعليــم العالــي‬ ‫اســتكمال التعميــم الشــامل للتعليــم األولــي فــي حــدود‬
‫والبحــث العلمــي (‪)2017- 2016‬‬
‫ســنة ‪.2030‬‬
‫لإلشــارة‪ ،‬فقــد تميــزت الفتــرة الممتــدة مــا بيــن موســمي‬
‫‪ 2010-2009‬و‪ ،2017-2016‬باالســتقرار الــذي عرفتــه أعــداد‬ ‫‪ .2.1‬التعليم المدرسي‪:‬‬
‫تالميــذ التعليــم العمومــي فــي االبتدائــي‪ ،‬فــي حيــن‬ ‫‪ .1.1.1‬هيئة التدريس‬
‫تزايــدت هــذه األعــداد فــي الســلكين اإلعــدادي بأكثــر مــن‬
‫أ‪ .‬تطور أعداد المدرسين(ات)‬
‫‪ % 13‬والثانــوي التأهيلــي بمــا يناهــز ‪ % 24‬فــي نفــس‬
‫الفتــرة‪ ،‬ممــا قــد يطــرح إشــكالية تغطيــة هذيــن الســلكين‬ ‫بلــغ عــدد المدرســين(ات) برســم موســم ‪ ،2016-2017‬مــا‬
‫بمــا يكفــي مــن المدرســين(ات)‪ ،‬خاصــة فــي ظــل التراجــع‬ ‫مجموعــه ‪ 213199‬أســتاذا وأســتاذة يشــتغلون بمختلــف‬
‫الــذي تعرفــه أعدادهــم فــي الثانــوي االعــدادي‪.‬‬ ‫أســاك التعليــم المدرســي العمومــي‪ ،‬وقــد ســجل‬

‫‪.1‬عــرض «برنامــج عمــل متعــدد الســنوات لــوزارة التربيــة الوطنيــة والتكويــن المهنــي والتعليــم العالــي والبحــث العلمــي» أمــام المجلــس األعلــى‬
‫للتربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي ‪ -‬يوليــوز ‪2017‬‬

‫‪11‬‬
‫المحور األول‬

‫الجدول رقم ‪ :3‬توزيع هيئة التدريس حسب األسالك (القطاع العمومي) برسم ‪2017-2016‬‬

‫المجموع‬ ‫الحضري‬ ‫القروي‬

‫‪113 017‬‬ ‫‪40 370‬‬ ‫‪72 647‬‬ ‫التعليم االبتدائي‬

‫‪50 974‬‬ ‫‪33 284‬‬ ‫‪17 690‬‬ ‫التعليم الثانوي اإلعدادي‬

‫‪49 208‬‬ ‫‪39 016‬‬ ‫‪10 192‬‬ ‫التعليم الثانوي التأهيلي‬

‫‪213 199‬‬ ‫‪112 670‬‬ ‫‪100 529‬‬ ‫المجموع العام‬

‫‪% 100,00‬‬ ‫‪% 52,85‬‬ ‫‪% 47,15‬‬ ‫النسبة المئوية (‪)%‬‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫فــي أعــداد أســاتذة الوســط القــروي بلغــت نســبته ‪% 5‬‬ ‫ويبــرز توزيــع هيئــات المدرســين والمدرســات بالتعليــم‬
‫بيــن موســمي ‪ 2010-2009‬و‪ ،2017-2016‬وهــو تطــور‬ ‫العمومــي حســب الوســط‪ ،‬أن المجــال القــروي يســتقطب‬
‫يظهــر المجهــودات المبذولــة لتغطيــة الخصــاص وتوســيع‬ ‫أكبــر عــدد مــن المدرســين بالتعليــم االبتدائــي بمــا يناهــز‬
‫التمــدرس فــي العالــم القــروي‪ .‬إال أنــه فــي نفــس الوقــت‪،‬‬ ‫‪ % 64‬مــن مجمــوع العامليــن بهــذا الســلك‪ ،‬فــي حيــن‬
‫يالحــظ تراجــع فــي أعــداد المدرســين(ات) العامليــن فــي‬ ‫تشــكل أعــداد المدرســين فــي التعليــم الثانــوي بســلكيه‬
‫الوســط الحضــري بنســبة تقــارب ‪ % 12‬خــال نفــس الفتــرة‪.‬‬ ‫والعاملــة بالوســط القــروي حوالــي ‪ .% 28‬تطــورا ملحوظــا‬

‫الجدول رقم ‪ :4‬توزيع هيئة التدريس حسب الجهات والنوع (القطاع العمومي)‬

‫نسبة الجهة ‪%‬‬ ‫نسبة اإلناث ‪%‬‬ ‫المجموع‬ ‫الجهات‬

‫‪10,82‬‬ ‫‪45,82‬‬ ‫‪23066‬‬ ‫طنجة ‪-‬تطوان ‪-‬الحسيمة‬

‫‪7,28‬‬ ‫‪43,44‬‬ ‫‪15 523‬‬ ‫الشرق‬

‫‪13,10‬‬ ‫‪47,37‬‬ ‫‪27 928‬‬ ‫فاس ‪ -‬مكناس‬

‫‪11,50‬‬ ‫‪50,66‬‬ ‫‪24 512‬‬ ‫الرباط ‪ -‬سال ‪ -‬القنيطرة‬

‫‪8,25‬‬ ‫‪34,88‬‬ ‫‪17 586‬‬ ‫بني مالل ‪ -‬خنيفرة‬

‫‪15,30‬‬ ‫‪51,00‬‬ ‫‪32 614‬‬ ‫الدار البيضاء الكبرى ‪ -‬سطات‬

‫‪13,94‬‬ ‫‪45,92‬‬ ‫‪29 726‬‬ ‫مراكش ‪ -‬آسفي‬

‫‪6,73‬‬ ‫‪24,38‬‬ ‫‪14 353‬‬ ‫درعة ‪ -‬تافياللت‬

‫‪9,42‬‬ ‫‪36,11‬‬ ‫‪20 078‬‬ ‫سوس ‪ -‬ماسة‬

‫‪1,99‬‬ ‫‪29,09‬‬ ‫‪4 249‬‬ ‫كلميم ‪ -‬واد نون‬

‫‪1,30‬‬ ‫‪27,83‬‬ ‫‪2 781‬‬ ‫العيون ‪ -‬الساقية الحمراء‬

‫‪0,37‬‬ ‫‪26,69‬‬ ‫‪783‬‬ ‫الداخلة ‪ -‬وادي الذهب‬

‫‪100‬‬ ‫‪43,31‬‬ ‫‪213 199‬‬ ‫المجموع الوطني‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫‪12‬‬
‫المبيان رقم ‪ :2‬توزيع هيئة التدريس بحسب الجهات‬ ‫أمــا علــى مســتوى الجهــات‪ ،‬فــإن ســت جهــات تحتضــن‬
‫حوالــي ‪ % 74‬مــن مجمــوع المدرســين(ات)‪ ،‬تتصدرهــا جهــة‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﺔ ‪ -‬وادي اﻟﺬﻫﺐ‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع‬
‫اﻟﻌﻴﻮن ‪ -‬اﻟﺴﺎﻗﻴﺔ اﻟﺤﻤﺮاء‬ ‫إﻧﺎث‬ ‫الــدار البيضــاء الكبــرى بنســبة تفــوق ‪ % 15‬مــن المجمــوع‬
‫ﻛﻠﻤﻴﻢ ‪ -‬واد ﻧﻮن‬
‫ﺳﻮس ‪ -‬ﻣﺎﺳﺔ‬
‫العــام‪ .‬وبالرغــم مــن هــذا التركُّــز‪ ،‬وبالنظــر إلــى النســب‬
‫درﻋﺔ ‪ -‬ﺗﺎﻓﻴﻼﻟﺖ‬ ‫اإلجماليــة للتأطيــر البيداغوجــي‪ ،‬فــإن هــذه الجهــات الســت‬
‫ﻣﺮاﻛﺶ ‪ -‬آﺳﻔﻲ‬
‫اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﻜﱪي ‪ -‬ﺳﻄﺎت‬ ‫هــي التــي تراكــم أعلــى النســب‪ ،‬وخاصــة فــي الســلكين‬
‫ﺑﻨﻲ ﻣﻼل ‪ -‬ﺧﻨﻴﻔﺮة‬ ‫االبتدائــي واالعــدادي‪ ،‬بحيــث تصــل مثــا فــي كل مــن‬
‫اﻟﺮﺑﺎط ‪ -‬ﺳﻼ ‪ -‬اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة‬
‫ﻓﺎس ‪ -‬ﻣﻜﻨﺎس‬ ‫جهتــي الــدار البيضــاء الكبــرى والرباط‪-‬ســا‪-‬القنيطرة إلــى‬
‫اﻟﴩق‬
‫ﻃﻨﺠﺔ ‪ -‬ﺗﻄﻮان ‪ -‬اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ‬ ‫‪ 33‬تلميــذ لــكل أســتاذ‪ ،‬وكذلــك الحــال بالنســبة لجهــة فــاس‪-‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪10000 15000 20000 25000 30000 35000‬‬ ‫مكنــاس حيــث تصــل هــذه النســبة إلــى ‪ 29‬تلميــذ لــكل‬
‫أســتاذ‪ .‬هــذه المعطيــات وبالرغــم مــن طبيعتهــا التقريبيــة‪،‬‬
‫المصــدر‪ :‬وزارة التربيــة الوطنيــة والتكويــن المهنــي والتعليــم العالــي‬
‫فإنهــا تحيــل علــى بعــض المعضــات الناتجــة عــن ارتفــاع‬
‫والبحــث العلمــي (‪)2017- 2016‬‬
‫نســب التأطيــر والتــي تتجلــى فــي الواقــع مــن خــال‬
‫ب‪ .‬الحاجات والتدبير التوقعي‬ ‫الخصــاص فــي أطــر التدريــس واالكتظــاظ األقســام علــى‬
‫علــى مســتوى التدبيــر التوقعــي‪ ،‬نجــد هنــاك مؤشــرين‬ ‫مســتوى هــذه الجهــات‪.‬‬
‫أساســيين يحيــان علــى التطــور الكمــي الــذي ُيتوقــع أن‬ ‫لإلشــارة‪ ،‬فــإن هــذه النســب الجهويــة اإلجماليــة تخفــي‬
‫تعرفــه هيئــة المدرســين(ات) فــي الســنوات القادمــة‪،‬‬ ‫تفاوتــات علــى المســتوى المحلــي وبيــن المؤسســات‬
‫ويتعلــق األمــر هنــا باإلحــاالت علــى التقاعــد‪ ،‬مــن خــال‬ ‫التعليميــة فــي نســب التأطيــر البيداغوجــي‪ ،‬بحيــث إنهــا قــد‬
‫تقديــر أعــداد المدرســين(ات) الذيــن ســيغادرون المنظومــة‬ ‫تتعــدى بكثيــر هــذه األعــداد المســجلة‪.‬‬
‫بحــد الســن مــن جهــة‪ ،‬وباستشــراف الخصــاص الناتــج عــن‬
‫اإلحــاالت علــى التقاعــد وعــن تطــور أعــداد المتمدرســين‬
‫بالمنظومــة خــال الســنوات المقبلــة‪ ،‬مــن جهــة ثانيــة‪.‬‬

‫المبيان رقم ‪ :3‬توزيع أعداد المدرسين(ات) المحالين على التقاعد خالل الفترة ما بين ‪ 2030-2017‬حسب األسالك‬

‫‪6000‬‬ ‫اﻹﺑﺘﺪايئ‬
‫اﻹﻋﺪادي‬
‫‪5000‬‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻮي‬
‫‪4000‬‬
‫‪3000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪0‬‬
‫ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ‬
‫‪2017 2018 2019 2020 2021 2022 2023 2024 2025 2026 2027 2028 2029 2030‬‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫خــال هــذه الفتــرة‪ ،‬فــإن نســبة التجديــد مرشــحة لتصــل إلــى‬ ‫بخصــوص اإلحــاالت علــى التقاعــد‪ ،‬نالحــظ أنــه إلــى حــدود‬
‫نصــف الهيئــة الحاليــة‪ .‬هــذه المعطيــات تؤكــد مــا تــم طرحــه‬ ‫ســنة ‪ ،2030‬فــإن عــدد المحاليــن علــى التقاعــد بحــد الســن‬
‫فــي التقريــر مــن انفتــاح نافــذة ديموغرافيــة للتشــبيب‬ ‫‪ 73‬ألــف ‪ 500‬مــدرس ومدرســة‪ .‬هــذا المؤشــر يظهــر أن‬
‫يتعيــن أخذهــا بعيــن االعتبــار أو اســتثمارها فــي طــرح تصــور‬ ‫حوالــي ثلــث الهيئــة الحاليــة ســيعرف تجديــدا فــي أفــق‬
‫جديــد لمهــن التدريــس والتكويــن بالخصــوص ولباقــي مهــن‬ ‫‪ ،2030‬وإذا أضفنــا إلــى ذلــك عــدد اإلحــاالت علــى التقاعــد‬
‫التربيــة والتكويــن والتدبيــر والبحــث‪.‬‬ ‫النســبي التــي مــن المنتظــر أن يعرفهــا التعليــم المدرســي‬

‫‪13‬‬
‫المحور األول‬

‫التعليــم االبتدائــي أكبــر نســبة للتقاعــد خــال الفتــرة مــا‬ ‫المبيــان رقــم ‪ :4‬توزيــع النســب المئويــة للمدرســين(ات)‬
‫بيــن ‪ ،2030-2017‬تتجــاوز ‪ % 56‬مــن مجمــوع المتقاعديــن‪.‬‬ ‫المحاليــن علــى التقاعــد خــال الفتــرة مــا بيــن ‪2030-2017‬‬
‫ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬بيــن الســنوات‪ ،‬إذ تشــكل ســنوات ‪2017‬‬ ‫‪12,00‬‬
‫و‪ 2023‬إلــى ‪ 2025‬ســنوات الــذروة علــى مســتوى التقاعــد‪،‬‬ ‫‪10,00‬‬
‫‪8,00‬‬
‫بنســبة تقــارب ‪ % 11‬لــكل ســنة‪ .‬فــي حيــن مــن المنتظــر أن‬ ‫‪6,00 11,75‬‬
‫تشــهد ســنوات ‪ 2020 ،2018‬و‪ 2022‬أدنــى النســب بحيــث‬ ‫‪4,00‬‬ ‫‪7,24‬‬ ‫‪10,17 10,15‬‬
‫‪2,00‬‬ ‫‪7,16‬‬ ‫‪10,49 9,62‬‬
‫"‪+)$‬‬
‫لــن تتجــاوز ‪ % 2‬مــن مجمــوع المتقاعديــن خــال الفتــرة‬ ‫‪2,03 1,58‬‬ ‫‪8,89‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪2,33‬‬ ‫‪7,25‬‬
‫‪5,79‬‬
‫المذكــورة ســالفا‪.‬‬ ‫‪5,14‬‬

‫ﺳﻨﺔ ‪2017‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2018‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2019‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2020‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2021‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2022‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2023‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2024‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2025‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2026‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2027‬‬
‫وفيمــا يتعلــق باستشــراف الحاجــات المســتقبلية مــن‬

‫ﺳﻨﺔ ‪2028‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2029‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪2030‬‬
‫المدرســين(ات) بالتعليــم المدرســي‪ ،‬يستشــف مــن‬
‫المعطيــات ُ‬
‫الموفــرة مــن طــرف قطــاع التربيــة الوطنيــة‪ ،‬أن‬
‫هــذه الحاجــات ســتصل إجمــاال فــي الفتــرة مــا بيــن ‪2017‬‬ ‫المصــدر‪ :‬وزارة التربيــة الوطنيــة والتكويــن المهنــي والتعليــم العالــي‬
‫و‪ ،2030‬إلــى مــا يزيــد عــن ‪ 124500‬مــدرس(ة)‪ .‬يتــوزع‬ ‫والبحــث العلمــي (‪)2017- 2016‬‬

‫بشــكل متفــاوت ســواء حســب األســاك أو الســنوات‪.‬‬ ‫تُ ب ـ ِرز المعطيــات المتعلقــة باإلحــاالت علــى التقاعــد‪ ،‬مــدى‬
‫التفــاوت الحاصــل مــن جهــة بيــن األســاك فــي أعــداد‬
‫المتقاعديــن‪ ،‬بحيــث أنــه مــن المنتظــر أن يعــرف ســلك‬

‫المبيان رقم ‪ :5‬تطور الحاجات من المدرسين(ات) ما بين ‪ 2017‬و‪2030‬‬


‫اﻻﺑﺘﺪايئ‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻮي اﻹﻋﺪادي‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻮي اﻟﺘﺄﻫﻴﲇ‬
‫‪10 000‬‬
‫‪8000‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪-2000 2018‬‬ ‫‪2019 2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2022 2023‬‬ ‫‪2024‬‬ ‫‪2025 2026‬‬ ‫‪2027‬‬ ‫‪2028‬‬ ‫‪2029‬‬ ‫‪2030‬‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫فــي أفــق ‪ ،2030‬أنهــا ســتتركز أكثــر علــى مســتوى الســلك‬ ‫هكــذا‪ ،‬نجــد أن ســلك الثانــوي التأهيلــي يســتقطب أكبــر‬
‫التأهيلــي بحيــث أنهــا ســتوازي أربــع مــرات‪ ،‬اإلحــاالت علــى‬ ‫نســبة مــن الحاجــة إلــى المدرســين(ات) والتــي تقــارب‬
‫التقاعــد‪ ،‬وكذلــك الحــال بالنســبة للســلك االعــدادي ولــو‬ ‫‪ ،% 48‬فــي حيــن أن حاجــات التعليــم االبتدائــي لــن تتعــدى‬
‫بنســب أقــل بكثيــر‪ .‬فــي حيــن سيســجل الســلك االبتدائــي‪،‬‬ ‫‪ .% 20‬هــذا الســيناريو يقــدم تصــورا معكوســا لمــا تمــت‬
‫وضعيــة شــبه تــوازن بيــن االحــاالت علــى التقاعــد وحاجاتــه‬ ‫مالحظتــه علــى مســتوى توقعــات اإلحالــة علــى التقاعــد‬
‫مــن المدرســين(ات) فــي الفتــرة الممتــدة بيــن ‪2017‬‬ ‫بحــد الســن والتــي تبــرز ارتفاع نســبة المقبلين علــى التقاعد‬
‫و‪.2030‬‬ ‫فــي الســلك االبتدائــي‪ ،‬مقارنــة بالســلكين االعــدادي‬
‫والتأهيلــي‪ ،‬ويظهــر مــن تطــور الحاجــات من المدرســين(ات)‬

‫‪14‬‬
‫المبيان رقم ‪ :6‬مقارنة بين تطور الحاجات من المدرسين واالحاالت على التقاعد ما بين ‪ 2018‬و‪2030‬‬
‫اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻣﻦ اﳌﺪرﺳني)ات(‬ ‫اﻻﺣﺎﻻت ﻋﲆ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ‬
‫‪8000‬‬

‫‪6000‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2018 2019 2020 2021 2022 2023 2024 2025 2026 2027 2028 2029 2030‬‬

‫ســنتي ‪ 2007‬و‪ .2008‬وفــي ‪ 2011‬تــم تخصيــص‬ ‫هــذا الوضــع يأخــذ بعيــن االعتبــار تطــور البنيــة العمريــة‬
‫مجموعــة مــن المناصــب الماليــة لهــذا النــوع مــن‬ ‫للتالميــذ‪ ،‬والتوجــه نحــو التركــز التدريجــي للضغــط علــى‬
‫التوظيــف؛‬ ‫الثانــوي التأهيلــي خاصــة فــي الفتــرة الممتــدة مــا بيــن‬
‫‪ 2021‬حتــى ســنة ‪ ،2026‬لتتجــه األمــور بعــد ذلــك إلــى‬
‫‪-‬التوظيــف بالتعاقــد ابتــداء مــن ‪ 2016‬والــذي اســتمر‬
‫نــوع مــن االســتقرار الكمــي فــي التعليــم المدرســي‬
‫خــال المواســم المواليــة‪ ،‬وقــد خصصــت الدولــة‬
‫والــذي ُيبــرزه االنخفــاض الكبيــر الــذي ســتعرفه الحاجــات مــن‬
‫لهــذا الشــكل مــن التوظيــف مــا يناهــز ‪ 11‬ألــف‬
‫المدرســين(ات) إلــى غايــة ‪.2030‬‬
‫منصــب ســنة ‪ 2016‬و‪ 24‬ألــف منصــب فــي ‪2017‬‬
‫ومــن المنتظــر أن يخصــص لــه ‪ 20‬ألــف منصــب فــي‬ ‫لإلشــارة فــإن قطــاع التربيــة الوطنيــة قــد اتخــذ فــي العشــر‬
‫‪.2018‬‬ ‫ســنوات األخيــرة‪ ،‬سلســلة مــن التدابيــر الراميــة إلــى تغطيــة‬
‫الخصــاص المتفاقــم مــن المدرســين‪ ،‬أبرزهــا‪:‬‬
‫‪ .2 .2.1‬هيئة التفتيش التربوي والتوجيه والتخطيط‬
‫‪-‬اللجــوء إلــى التوظيــف المباشــر (دون تكويــن‬
‫يبلــغ العــدد اإلجمالــي لهيئــة التأطيــر والمراقبــة التربويــة‬
‫بيداغوجــي) لحاملــي الشــهادات العليــا فــي أســاك‬
‫‪ 1600‬مفتشــا(ة)‪ ،‬موزعيــن حســب األســاك التعليميــة‬
‫التدريــس‪ ،‬والتــي همــت حوالــي ‪ 2000‬منصــب بيــن‬
‫بنســب متقاربــة‪ ،‬كمــا يوضــح ذلــك الجــدول التالــي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :5‬توزيع هيئة التأطير والمراقبة حسب األسالك‬


‫نسبة التطور ‪%‬‬
‫نسبة اإلناث ‪%‬‬ ‫المجموع‬
‫(مقارنة بـ ‪)2016-2015‬‬

‫‪-10‬‬ ‫‪7,6‬‬ ‫‪721‬‬ ‫سلك االبتدائي‬

‫‪-12,9‬‬ ‫‪6,25‬‬ ‫‪879‬‬ ‫سلك الثانوي اإلعدادي والتأهيلي‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫فيتوقــع أن يكــون لذلــك تأثير ســلبي علــى التأطير‬


‫المقبلــة‪ُ ،‬‬ ‫يالحــظ أن هــذه الهيئــة قــد عرفــت تراجعــا مطــردا فــي‬
‫التربــوي للمدرســين(ات)‪ ،‬اعتبــارا لمــا لهاتــه الهيئــة مــن‬ ‫أعدادهــا‪ ،‬إذ تناقــص عــدد أطــر هــا بمــا يقــرب مــن ‪% 20‬‬
‫أدوار حاســمة فــي مواكبتهــم‪ ،‬وتيســير اندماجهــم المهنــي‬ ‫بالمقارنــة مــع موســم ‪ ،2013-2012‬وبحوالــي ‪% 12‬‬
‫وتأهيلهــم المســتمر‪.‬‬ ‫بالمقارنــة مــع موســم ‪ ،2016-2015‬تراجــع يعــزى فــي جــزء‬
‫كبيــر منــه إلــى عــدم إجــراء مبــاراة توظيــف المفتشــين لعــدة‬
‫مواســم‪ .‬وفــي حالــة اســتمرار هــذا الوضــع خــال الســنوات‬

‫‪15‬‬
‫المحور األول‬

‫أمــا أطــر هيئــة التوجيــه والتخطيــط التربــوي‪ ،‬فقــد بلــغ‬ ‫يطــرح التوزيــع الجهــوي لهيئــة التدريــس مســألة تأطيــر‬
‫عددهــم اإلجمالــي برســم ‪ 1686 ،2016-2015‬إطــارا(ة)‪،‬‬ ‫ومواكبــة المدرســين(ات)‪ ،‬مــن خــال ربطــه بتوزيــع هيئــة‬
‫تمثــل اإلنــاث ‪ % 7‬منهــم‪ .‬وقــد عــرف هــذا العــدد تراجعــا‬ ‫التأطيــر والمراقبــة جهويــا‪ ،‬بحيــث نجــد أن المعــدل الوطنــي‬
‫مهمــا بالمقارنــة مــع موســم ‪ 2008-2007‬حيــث كان عددهم‬ ‫اإلجمالــي يتجــاوز ‪ 133‬أســتاذا(ة) لــكل إطــار للتأطيــر‬
‫يتجــاوز ‪ 1850‬إطــارا‪ .‬هــذه الوضعية وكما هو الحال بالنســبة‬ ‫والمراقبــة‪ ،‬ويصــل هــذا المعــدل فــي بعــض الجهــات مثــا‬
‫ألطــر هيئــة التأطيــر والمراقبــة يطــرح إشــكال نســب التأطيــر‬ ‫إلــى أكثــر مــن ‪ 145‬أســتاذا(ة) لــكل إطــار فــي جهتــي الربــاط‪-‬‬
‫المرتفعــة (خاصــة بالنســبة ألطــر التوجيــه التربــوي) بفعــل‬ ‫ســا‪-‬القنيطرة وبنــي مالل‪-‬خنيفــرة؛ كمــا أنــه يتجــاوز ‪141‬‬
‫االرتفــاع الــذي تعرفــه أعــداد التالميــذ‪ ،‬وتزايــد اإلحــاالت‬ ‫أســتاذا(ة) لــكل إطــار فــي جهــة طنجة‪-‬الحســيمة‪ .‬تبــرز هــذه‬
‫علــى التقاعــد بيــن أطــر هــذه الهيئــة أو التكليــف بمهــام‬ ‫المعطيــات‪ ،‬مــا قــد يكــون لهــذه الوضعيــة مــن انعكاســات‬
‫اإلدارة التربويــة‪ ،‬والتوقــف المؤقــت للتكويــن الخــاص بهــذه‬ ‫ســلبية مــن جهــة علــى مســتوى مواكبــة وتأطيــر هيئــة‬
‫الهيئــة بمركــز التوجيــه والتخطيــط التربــوي‪.‬‬ ‫التدريــس وتتبعهــا المنتظــم‪ ،‬وعلــى أداء ومردوديــة هيئــة‬
‫التأطيــر والمراقبــة مــن جهــة أخــرى‪.‬‬
‫‪ .3.2.1‬هيئة اإلدارة التربوية‬
‫تجــدر اإلشــارة إلــى أن نســب التأطيــر الفعليــة تتعــدى بكثيــر‬
‫بلــغ مجمــوع للعامليــن(ات) بهيئــة اإلدارة التربويــة للتعليــم‬
‫هــذا المتوســط الجهــوي للتأطيــر فــي العديــد مــن الجهــات‪،‬‬
‫المدرســي العمومــي فــي الموســم ‪ 2017-2016‬حوالــي‬
‫خاصــة إذا أخذنــا بعيــن االعتبــار توزيــع هيئــة التفتيــش‬
‫‪ 26150‬فاعــا‪ ،‬مســجال تراجعــا ملحوظــا فــي أعدادهــا‬
‫المدرســة‪.‬‬ ‫والمراقبــة حســب المــواد ُ‬
‫التــي عرفــت تـزايـــدا تـدريجيـــا طـيلـــة الفتــرة الممتــدة مــــا بين‬
‫‪ 2010-2009‬و‪ ،2015-2014‬وقــد بلغــت نســبة التناقــص‬ ‫الجدول رقم ‪ :6‬أعداد هيئة التوجيه والتخطيط‬
‫مقارنــة بالموســم ‪ 2015-2016‬أزيــد مــن ‪ % 16‬فــي‬
‫اإلناث‬
‫الســلك االبتدائــي وحوالــي ‪ % 10‬فــي الســلك االعــدادي‪،‬‬ ‫المجموع‬
‫منهم‬
‫أمــا بالنســبة للســلك الثانــوي التأهيلــي فــإن هــذه النســبة‬
‫هيئة التوجيه والتخطيط‬
‫قــد تزايــدت بحوالــي ‪ .% 6‬يشــار أن نســبة التأنيــث داخــل‬ ‫‪118‬‬ ‫‪1686‬‬ ‫التربوي‬
‫هــــذه الــهيئــــة عـــــرف بــــدوره تقـلـــصا نسبيـــاـ مــنــتــــقال مـــن‬ ‫المصــدر‪ :‬وزارة التربيــة الوطنيــة والتكويــن المهنــي والتعليــم العالــي‬
‫‪ % 22,4‬إلى حوالي ‪ % 20‬خالل نفس الفترة‪.‬‬ ‫والبحــث العلمــي (‪)2016- 2015‬‬

‫الجدول رقم ‪ :7‬توزيع هيئة اإلدارة حسب األسالك (القطاع العمومي)‬


‫نسبة التطور ‪( %‬مقارنة‬
‫نسبة اإلناث‬ ‫المجموع‬
‫بـ ‪)2010-2009‬‬

‫‪-16,02‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪7902‬‬ ‫سلك االبتدائي‬

‫‪-9,25‬‬ ‫‪%24,8‬‬ ‫‪9627‬‬ ‫سلك الثانوي اإلعدادي‬

‫‪5,88‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪8615‬‬ ‫سلك الثانوي التأهيلي‬

‫‪%20‬‬ ‫‪26144‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫معــدل إطــار إداري واحــد لــكل مؤسســة وغالبــا مــا يكــون‬ ‫يتبيــن مــن خــال توزيــع هــذه الهيئــة حســب األســاك‬
‫مديــر هــا‪ ،‬وبالنســبة للســلك االعــدادي يرتفــع هــذا المعــدل‬ ‫التعليميــة‪ ،‬أنــه يتســم بنــوع مــن التــوازن الكمــي أي‬
‫إلــى خمســة أطــر إداريــة لــكل مؤسســة‪ ،‬فــي حيــن يفــوق‬ ‫حوالــي الثلــث بالنســبة لــكل ســلك‪ ،‬إال أنــه إذا اعتبرنــا عــدد‬
‫نفــس المعــدل ســبعة أطــر إداريــة لــكل مؤسســة فــي‬ ‫المؤسســات التعليميــة‪ ،‬ســنجد تفاوتــات مهمــة مــا بيــن‬
‫الثانــوي التأهيلــي‪.‬‬ ‫األســاك بحيــث نجــد أن الســلك االبتدائــي يتوفــر علــى‬

‫‪16‬‬
‫المبيان رقم ‪ :7‬توزيع هيئة اإلدارة التربوية حسب الجهات (‪)2017-2016‬‬

‫اﳌﺠﻤﻮع‬
‫‪1 200‬‬ ‫اﻹﻧﺎث ﻣﻨﻬﻢ‬
‫‪1 000‬‬
‫‪800‬‬
‫‪600‬‬
‫‪400‬‬
‫‪200‬‬
‫‪0‬‬

‫اﻟﺪاﺧﻠﺔ ‪-‬‬
‫وادي اﻟﺬﻫﺐ‬
‫ﻃﻨﺠﺔ ‪ -‬ﺗﻄﻮان ‪-‬‬
‫اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ‬

‫اﻟﴩق‬

‫ﻣﻜﻨﺎس‬
‫اﻟﺮﺑﺎط ‪ -‬ﺳﻼ ‪-‬‬

‫ﺑﻨﻲ ﻣﻼل ‪-‬‬


‫ﺧﻨﻴﻔﺮة‬
‫اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‬
‫اﻟﻜﱪي ‪ -‬ﺳﻄﺎت‬

‫آﺳﻔﻲ‬

‫ﺳﻮس ‪-‬‬
‫ﻣﺎﺳﺔ‬
‫ﻛﻠﻤﻴﻢ ‪-‬‬
‫واد ﻧﻮن‬
‫اﻟﻌﻴﻮن ‪-‬‬
‫ﻓﺎس ‪-‬‬

‫اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة‬

‫ﻣﺮاﻛﺶ ‪-‬‬

‫درﻋﺔ ‪-‬‬
‫ﺗﺎﻓﻴﻼﻟﺖ‬

‫اﻟﺴﺎﻗﻴﺔ اﻟﺤﻤﺮاء‬
‫إداري فــي الســلك االبتدائــي فــي حيــن تصــل إلــى ‪150‬‬ ‫فــي نفــس الســياق‪ ،‬فــإن هــذه الوضعيــة تنعكــس أيضــا‬
‫تلميــذا فــي الثانــوي االعــدادي لــكل إطــار‪ ،‬و‪ 106‬تالميــذ‬ ‫علــى نســب التأطيــر اإلداري (عــدد التالميــذ لــكل إطــار)‪،‬‬
‫لــكل إطــار فــي التأهيلــي‪.‬‬ ‫وتأخــذ نفــس المنحــى إذ أنهــا تتعــدى ‪ 440‬تلميــذا لــكل إطــار‬

‫المبيان رقم ‪ :8‬توقعات اإلحالة على التقاعد ‪ -‬هيئة اإلدارة التربوية (‪)2017-2030‬‬
‫‪3000‬‬ ‫اﻹﺑﺘﺪايئ‬ ‫اﻹﻋﺪادي‬ ‫اﻟﺘﺄﻫﻴﲇ‬ ‫اﳌﺠﻤﻮع‬
‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬
‫‪500‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2017/18‬‬

‫‪2018/19‬‬

‫‪2019/20‬‬
‫‪2020/21‬‬
‫‪2021/22‬‬

‫‪2022/23‬‬

‫‪2023/24‬‬
‫‪2024/25‬‬
‫‪2025/26‬‬
‫‪2026/27‬‬
‫‪2027/28‬‬

‫‪2028/29‬‬

‫‪2029/30‬‬

‫‪2030/31‬‬

‫انطالقــا مــن الموســم ‪ ،2017-2018‬عــن طريــق التوظيــف‬ ‫وتظهــر التوقعــات المتعلقــة باإلحــاالت علــى التقاعــد بحــد‬
‫بالتعاقــد‪.2‬‬ ‫الســن‪ ،‬أن مجمــوع المتقاعديــن(ات) بمختلــف أســاك‬
‫التعليــم المدرســي ســيبلغ إلــى حــدود ‪ 2030‬حوالــي‬
‫‪ .4.2.1‬هيئة الخدمات‬
‫‪ 19250‬إطــارا(ة) إداريــا‪ ،‬وســتعرف هــذه العمليــة ذروتهــا‬
‫عرفــت هيئــة الخدمــات أكبــر نســب االنخفــاض منذ الموســم‬ ‫فــي الموســمين ‪ 2018-2017‬و‪ ،2024-2023‬حيــث‬
‫‪ ،2009-2008‬بحيــث مــرت مــن مجمــوع يقــدر بـــ ‪12198‬‬ ‫ســيتعدى عــدد المتقاعديــن ‪ 2000‬إطــارا بالنســبة لــكل‬
‫فاعــل إلــى ‪ 7493‬فاعــل وهــو مــا يمثــل نســبة تتجــاوز‬ ‫موســم‪.‬‬
‫‪ .% 38‬وقــد ظهــر هــذا التوجــه العــام نحــو االنخفــاض‬
‫وقــد تــم تقديــر الخصــاص الحاصــل علــى مســتوى هــذه‬
‫بشــكل منتظــم طيلــة المواســم الممتــدة مــا بيــن مواســم‬
‫الهيئــة‪ ،‬مــن طــرف القطــاع الــوزاري المشــرف‪ ،‬فــي ‪8000‬‬
‫‪ 2010-2009‬و‪.2017-2016‬‬
‫إطــارا للدعــم اإلداري والتقنــي‪ ،‬تعتــزم الدولــة تغطيتــه‬

‫‪.2‬عــرض «برنامــج عمــل متعــدد الســنوات لــوزارة التربيــة الوطنيــة والتكويــن المنهــي والتعليــم العالــي والبحــث العلمــي» امــام المجلــس األعلــى‬
‫للتربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي ‪ -‬يوليــوز ‪2017‬‬

‫‪17‬‬
‫المحور األول‬

‫الجدول رقم ‪ :8‬توزيع هيئة الخدمات حسب األسالك (القطاع العمومي)‬

‫نسبة التطور (مقارنة‬ ‫نسبة اإلناث‬


‫المجموع‬
‫بـ ‪% )2016-2015‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪-29,8‬‬ ‫‪19,7‬‬ ‫‪3825‬‬ ‫سلك االبتدائي‬


‫‪-36,5‬‬ ‫‪24,6‬‬ ‫‪1793‬‬ ‫سلك الثانوي اإلعدادي‬
‫‪-26,2‬‬ ‫‪26,5‬‬ ‫‪1875‬‬ ‫سلك الثانوي التأهيلي‬
‫‪-30,65‬‬ ‫‪22,5‬‬ ‫‪7493‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫‪ .5.2.1‬الهيئــات العاملــة بقطــاع التعليــم المدرســي‬ ‫كمــا تبــرز المعطيــات اإلحصائيــة أن نســبة التأنيــث فــي‬
‫الخصوصــي‬ ‫الهيئــة ال تتعــدى فــي المتوســط ‪ ،% 22,5‬مــع بعــض‬
‫التفاوتــات علــى مســتوى األســاك التعليميــة‪ .‬أمــا‬
‫مــوازاة مــع التطــور الكمــي الــذي عرفــه التعليــم المدرســي‬
‫توزيعهــا المجالــي‪ ،‬فيبــرز أن أكثــر مــن ثلثــي العامليــن‬
‫الخصوصــي‪ ،‬ومــع تزايــد أعــداد المتمدرســين بــه بشــكل‬
‫بالهيئــة يشــتغلون بالوســط الحضــري خاصــة فــي الســلكين‬
‫منتظــم يقــارب ‪ % 10‬منــذ ‪ ،2010-2009‬نجــد أن الهيئــات‬
‫االعــدادي والتأهيلــي‪ .‬ويظهــر توزيــع هــذه الهيئــة بحســب‬
‫العاملــة بهــذا القطــاع عرفــت بدورهــا تزايــدا عدديــا مهمــا‬
‫المؤسســات التعليمية‪ ،‬أن أكثر من ‪ % 50‬من مؤسســات‬
‫تــراوح مــا بيــن ‪ 3‬و‪ % 5‬ســنويا خــال طيلــة الفتــرة مــا بيــن‬
‫الســلك االبتدائــي و‪ % 10‬مــن مؤسســات الســلك‬
‫‪ 2010-2009‬و‪ 2017-2016‬بالنســبة لهيئــة التدريــس‪ ،‬مــع‬
‫اإلعــدادي ال تتوفــر علــى عامليــن مــن هيئــة الخدمــات‪ ،‬بينمــا‬
‫مالحظــة بعــض التفاوتــات حســب األســاك‪ .‬هــذا التزايــد‬
‫نجــد فــي المتوســط أقــل مــن عامليــن مــن هيئــة الخدمــات‬
‫المنتظــم جعــل العــدد اإلجمالــي للمدرســين بالتعليــم‬
‫بالنســبة لمؤسســات الســلك الثانــوي التأهيلــي‪.‬‬
‫الخصوصــي يســجل زيــادة تقــارب ‪ % 40‬مقارنــة بالموســم‬
‫‪.2010-2009‬‬

‫الجدول رقم ‪ :9‬توزيع هيئة التدريس حسب األسالك (القطاع الخصوصي)‬

‫نسبة التطور (مقارنة‬ ‫نسبة اإلناث‬


‫المجموع‬
‫بـ ‪% )2010-2009‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪64,9‬‬ ‫‪85,67‬‬ ‫‪37181‬‬ ‫سلك االبتدائي‬

‫‪18,7‬‬ ‫‪39,05‬‬ ‫‪18320‬‬ ‫سلك الثانوي اإلعدادي‬

‫‪19,7‬‬ ‫‪25,67‬‬ ‫‪14489‬‬ ‫سلك الثانوي التأهيلي‬

‫‪39,7‬‬ ‫‪61,05‬‬ ‫‪69990‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫كمــا نالحــظ أن نســبة التأنيــث وإن كانــت مهمــة فــي‬ ‫وقــد بلــغ عــدد المدرســين (ات) العامليــن بقطــاع التعليــم‬
‫الســلك االبتدائــي كمــا تمــت اإلشــارة إلــى ذلــك‪ ،‬فإنهــا‬ ‫المدرســي الخصوصــي برســم الموســم ‪ 2017-2016‬مــا‬
‫ال تتعــدى ‪ % 39‬فــي الســلك االعــدادي و‪ % 26‬بالثانــوي‬ ‫يناهــز ‪ 70‬ألــف مــدرس(ة)‪ ،‬ضمنهــم ‪ % 61‬إناثــا‪َ ،‬يتَ ركًــزن‬
‫التأهيلــي‪ .‬وعلــى المســتوى المجالــي يالحــظ تركــز مجالــي‬ ‫أساســا فــي التعليــم االبتدائــي بنســبة تفــوق ‪ % 85‬مــن‬
‫كبيــر فــي المحــور بيــن القنيطــرة والــدار البيضــاء الــذي يضــم‬ ‫العامليــن(ات) بهــذا الســلك‪ .‬وقــد عرفــت هــذه األعــداد‬
‫مــن ‪ 45‬إلــى ‪ % 50‬مــن هيئــة التدريــس العاملــة بالتعليــم‬ ‫تطــورا ملحوظــا خــال الســنوات األخيــرة قــارب فــي‬
‫المدرســي الخصوصــي‪.‬‬ ‫المجمــوع العــام للمدرســين(ات) ‪ ،% 40‬وحســب األســاك‬
‫فقــد همــت الزيــادة بالخصــوص ســلك التعليــم االبتدائــي‬
‫بمــا يقــارب ‪.% 65‬‬

‫‪18‬‬
‫الجدول رقم ‪ :10‬توزيع هيئة اإلدارة حسب األسالك (القطاع الخصوصي)‬

‫نسبة التطور (مقارنة بـ‬


‫اإلناث‬ ‫المجموع‬
‫‪% )2016-2015‬‬

‫‪5,11‬‬ ‫‪67,1‬‬ ‫‪10351‬‬ ‫سلك االبتدائي‬

‫‪9,33‬‬ ‫‪60,1‬‬ ‫‪6708‬‬ ‫سلك الثانوي اإلعدادي‬

‫‪6,80‬‬ ‫‪58,2‬‬ ‫‪4257‬‬ ‫سلك الثانوي التأهيلي‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫الخدمــات فــإن المعطيــات المتعلقــة بهــا تبرز التفــاوت الكبير‬ ‫فــي نفــس الســياق‪ ،‬عرفــت هيئتــا اإلدارة والخدمــات تطــورا‬
‫بيــن القطاعيــن الســالفين الذكــر‪ ،‬حيــث تتجــاوز أعدادهــا فــي‬ ‫منتظمــا فــي أعدادهــا مســجلة معــدال ســنويا يقــارب ‪.% 5‬‬
‫التعليــم الخصوصــي ‪ 40‬ألــف فاعــل فــي حيــن ال تتعــدى‬ ‫إال أن مــا يالحــظ بخصــوص هيئــة االدارة هــو ارتفاع أعدادها‬
‫فــي القطــاع العمومــي ‪ 7500‬منتســب لهــذه الهيئــة‪.‬‬ ‫فــي القطــاع الخصوصــي مقارنــة بالقطــاع العمومــي‬
‫وخاصــة علــى مســتوى الســلك االبتدائــي‪ .‬أمــا هيئــة‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬توزيع هيئة الخدمات حسب األسالك (القطاع الخصوصي)‬

‫نسبة التطور (مقارنة‬


‫اإلناث‬ ‫المجموع‬
‫بـ ‪% )2016-2015‬‬

‫‪5,43‬‬ ‫‪11421‬‬ ‫‪20842‬‬ ‫سلك االبتدائي‬

‫‪8,57‬‬ ‫‪6433‬‬ ‫‪12399‬‬ ‫سلك الثانوي اإلعدادي‬

‫‪6,10‬‬ ‫‪3585‬‬ ‫‪7090‬‬ ‫سلك الثانوي التأهيلي‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (‪)2017- 2016‬‬

‫تقتضــي قابليتــه الســتيعاب الحاجيــات والمطالبــات لفتــرة‬ ‫‪ .2‬الجانب التنظيمي‬


‫زمنيــة ال تقــل عــن عقــد مــن الزمــن‪.‬‬
‫عــرف قطــاع التربيــة الوطنيــة ثالثــة أنظمــة أساســية‬
‫تتميــز هيئــة التدريــس بقطــاع التعليــم المدرســي بتنــوع‬ ‫للموظفيــن العامليــن بهــا‪ ،‬يعــود أولهــا لســنة ‪1967‬‬
‫فئــات المدرســين وتعــدد درجاتهــم واختصاصاتهــم‬ ‫والثانــي لســنة ‪ ،1985‬أمــا النظــام الحالــي فيعــود إلــى‬
‫ومهامهــم‪ .‬وقــد حــد المرســوم رقــم ‪ 2.02 854‬الصــادر‬ ‫ســنة ‪ .2003‬وإذا كان النظــام األساســي األخيــر قــد تضمــن‬
‫ســنة ‪ 2003‬بمثابــة النظــام األساســي الخــاص بموظفــي‬ ‫عــدة إجــراءات لتحســين الوضعيــة اإلداريــة والماليــة للهيئــات‬
‫وزارة التربيــة الوطنيــة الفئــات المكونــة لهيئــة التدريــس‬ ‫العاملــة بالقطــاع‪ ،‬فإنــه لــم يســتوعب بعــض الوضعيــات‬
‫فــي‪:‬‬ ‫الخاصــة ببعــض الفئــات‪ ،‬ممــا اســتوجب إجــراء تعديــات‬
‫‪ -‬إ طار أستاذ التعليم االبتدائي؛‬ ‫عليــه إثــر الحــوارات االجتماعيــة التــي كانــت تجريها الســلطات‬
‫الحكوميــة مــع الشــركاء االجتماعييــن‪ .‬وقــد توالــت هــذه‬
‫‪ -‬إطار أستاذ التعليم الثانوي اإلعدادي؛‬
‫التعديــات بمعــدل تعديــل كل ســنة وهــو حاليــا فــي طــور‬
‫‪ -‬إطار أستاذ التعليم الثانوي ألتأهيلي؛‬ ‫التعديــل‪ .‬ويــدل ذلــك علــى أن هــذا النظــام يعانــي مــن‬
‫‪ -‬إطار األساتذة المبرزين للتعليم الثانوي التأهيلي‪.‬‬ ‫عــدم االســتقرار والثبــات‪ ،‬فــي حيــن أن مصداقيــة النظــام‬

‫‪19‬‬
‫المحور األول‬

‫‪-‬مراقبــة التدبيــر المالــي والمــادي والمحاســباتي‬ ‫أمــا المهــام المســندة ألطــر التدريــس‪ ،‬والمنصــوص عليهــا‬
‫للـمـــؤسسات التربويــة‪.‬‬ ‫فــي النظــام األساســي‪ ،‬فهــي‪:‬‬
‫بالنســبة ألطــر التوجيــه والتخطيــط التربــوي‪ ،‬يحــدد النظــام‬ ‫أ ‪-‬بالنســبة ألســاتذة التعليــم االبتدائــي والثانــوي اإلعــدادي‬
‫األساســي مهامهــم فيمــا يلــي‪:‬‬ ‫والثانــوي التأهيلــي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعالم والتوجيه التربوي والمهني؛‬ ‫‪-‬القيــام بمهــام التربيــة والتدريس بمؤسســات التعليم‬
‫‪-‬تحديــث ونشــر المعطيــات المتعلقــة باآلفــاق‬ ‫الموافقــة إلطــار االنتماء؛‬
‫المدرســية والمهنيــة؛‬ ‫‪-‬تصحيــح االمتحانــات التعليميــة المحليــة واإلقليميــة‬
‫‪-‬دراســة واســتثمار الملفــات المدرســية والقيــام‬ ‫والجهويــة والوطنيــة؛‬
‫بالمقابــات وإنجــاز االختبــارات النفســية للتالميــذ؛‬ ‫‪ -‬التكليف بمهام اإلدارة التربوية؛‬
‫‪ -‬إنجاز مختلف العمليات المرتبطة بالتخطيط؛‬ ‫‪-‬عنــد االقتضــاء‪ ،‬تكليــف أســاتذة الثانــوي ألتأهيلــي‬
‫‪-‬تأطيــر ومراقبــة مستشــاري التوجيــه والتخطيــط‬ ‫مــن الدرجــة األولــى والممتــازة بالتدريــس فــي مراكــز‬
‫التربــوي بالمؤسســات التعليميــة؛‬ ‫التكويــن التربــوي وباألقســام التحضيريــة لولــوج‬
‫المعاهــد العليــا وبأقســام تحضيــر شــهادة التقنــي‬
‫‪ -‬تنسيق برامج العمل مع باقي القطاعات؛‬
‫العالــي‪.‬‬
‫‪-‬المســاهمة فــي إعــداد وتفيــد وتقييــم برامــج التربيــة‬
‫ب ‪-‬بالنسبة لألساتذة المبرزين‪:‬‬
‫والتعليــم علــى الصعيديــن الوطنــي والجهــوي‪.‬‬
‫‪-‬القيــام بمهــام التدريــس باألقســام التحضيريــة لولــوج‬
‫‪ .3‬التدبير اإلداري‬
‫المعاهــد والمــدارس العليــا وأقســام تحضيــر شــهادة‬
‫منــذ ســنة ‪ 2004‬انطلقــت عمليــات تفويــض بعــض‬ ‫التقنــي العالــي وبمراكــز التكويــن وباألقســام النهائية‬
‫االختصاصــات المرتبطــة بمجــال تدبيــر المــوارد البشــرية‬ ‫للتعليــم الثانــوي ألتأهيلــي؛‬
‫إلــى األكاديميــات‪ ،‬حيــث أصــدرت الــوزارة فــي هــذا الشــأن‬
‫‪-‬تصحيــح االمتحانــات التعليميــة المحليــة واإلقليميــة‬
‫مجموعــة مــن القــرارات المتعلقــة بتفويــض االختصــاص أو‬
‫والجهويــة والوطنيــة‪.‬‬
‫اإلمضــاء‪.‬‬
‫بخصــوص هيئــة التأطيــر والمراقبــة البيداغوجيــة‪ ،‬تتحــدد‬
‫كمــا تمــارس األكاديميــات الجهويــة للتربيــة والتكويــن‬
‫مهامهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫بعــض االختصاصــات المتعلقــة بمجــاالت التعويضــات‬
‫العائليــة والرخــص اإلداريــة والرخــص االســتثنائية والرخــص‬ ‫‪ -‬التأطير والتتبع والمراقبة البيداغوجية لألساتذة؛‬
‫المرضيــة‪ ،‬إلــى جانــب تفويــض اإلمضــاء للمســؤولين‬ ‫‪-‬المســاهمة فــي البحــث البيداغوجــي وفــي إعــداد‬
‫الجهوييــن فــي مجــال تحريــك المســطرة التأديبيــة ونقــل‬ ‫البرامــج والمناهــج؛‬
‫وتعييــن الموظفيــن مــن أجــل المصلحــة وتعييــن وإعفــاء‬
‫‪-‬تأطيــر وتنســيق أنشــطة الهيئــة المكلفــة بالتأطيــر‬
‫األطــر المكلفــة بمهــام اإلدارة التربويــة‪.‬‬
‫والمراقبــة البيداغوجيــة‪.‬‬
‫وقــد تــم اتخــاذ قــرار التفويــت النهائــي لجميــع االختصاصات‬
‫فيمــا يتعلــق بهيئــة التدبيــر والمراقبــة الماديــة والماليــة‪،‬‬
‫لألكاديميــات الجهويــة خــال ‪ ،2017‬فــي إطــار اســتكمال مــا‬
‫تتحــدد مهامهــا أساســا فــي‪:‬‬
‫تــم تفويضــه لهــا مــن اختصاصــات ســابقا (‪.)2013‬‬
‫‪-‬التدبيــر المالــي والمــادي والمحاســباتي لمؤسســات‬
‫التعليــم‪ ،‬ومراكــز التكويــن والداخليــات والمطاعــم‬
‫المدرســية؛‬

‫‪20‬‬
‫‪ .II‬التعليم العالي‬
‫أمــا مجمــوع العامليــن بهيئــة اإلدارة بالتعليــم العالــي‪،‬‬ ‫يبلــغ مجمــوع األســاتذة الباحثيــن القاريــن بمؤسســات‬
‫فيبلــغ ‪ ،)4( 9159‬منهــم ‪ 3818‬إنــاث (بنســبة ‪.)% 41,68‬‬ ‫التعليــم العالــي والبحــث العلمــي وتكويــن األطــر العمومية‬
‫حصرا بمؤسســات‬‫ً‬ ‫وبخصــوص هيئــة األطر اإلدارية العاملة‬ ‫(‪ ،)3‬فــي الموســم الجامعــي ‪ 13820 :2017- 2016‬أســتاذا‬
‫التعليــم العالــي (ذات الولــوج المفتــوح والمحــدود)‪ ،‬فــإن‬ ‫وأســتاذة (منهم‪ 3581 :‬إناث‪ ،‬بنســبة‪ ،)% 25,91 :‬موزعين‬
‫العــدد اإلجمالــي ألعضائهــا يبلــغ‪ ،6013 :‬منهــم ‪2639‬‬ ‫كالتالــي‪ 13712 :‬متفرغيــن للتدريــس والتكويــن والتأطيــر؛‬
‫إنــاث (بنســبة ‪.)% 43,88‬‬ ‫و‪ 108‬متفرغيــن للبحــث‪.‬‬

‫الجدول ‪ :12‬تطور أعداد األساتذة الباحثين واألطر اإلدارية ونسب التأطير البيداغوجي واإلداري ما بين ‪ 2010‬و‪2016‬‬

‫‪2017 - 2016‬‬ ‫‪2010 - 2009‬‬ ‫المجاميع والنسب‬

‫‪13712‬‬ ‫‪10372‬‬ ‫المجموع الوطني لألساتذة الباحثين القارين‬

‫‪108‬‬ ‫‪95‬‬ ‫المجموع الوطني لألساتذة المتفرغين للبحث‬

‫المجموع الوطني لألطر اإلدارية‬


‫‪6013‬‬ ‫‪6055‬‬ ‫(دون احتساب األطر العاملة برئاسة الجامعات ومعاهد البحث‬
‫العلمي واألحياء الجامعية)‬

‫‪781505‬‬ ‫‪208005‬‬ ‫المجموع الوطني للطلبة‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي – قطاع التعليم العالي (‪)2017- 2016‬‬

‫خــال هــذه الفتــرة‪ .‬أمــا عــدد األســاتذة المتفرغيــن للبحــث‪،‬‬ ‫عــرف عــدد أســاتذة التعليــم العالــي واألطــر اإلداريــة تطـ ً‬
‫ـورا‬
‫فلــم يعــرف تطــورا ملحوظــا‪.‬‬ ‫بطيئـ ًـا مــا بيــن ‪ 2009‬و‪ ،2017‬ال يواكــب التطــور الــذي عرفتــه‬
‫أعــداد الطلبــة التــي تضاعفــت بحوالــي ثــاث مــرات ونصف‬

‫أمــا توزيــع األســاتذة واألطــر اإلداريــة علــى المؤسســات‬ ‫المبيــان رقــم ‪ :9‬تطــور المجمــوع الوطنــي للطلبــة واألطــر‬
‫ً‬
‫تباعــا‬ ‫الجامعيــة‪ ،‬فيكشــف أن نســبة كبيــرة منهــم تتمركــز‬ ‫اإلداريــة واألســاتذة الباحثيــن مــا بيــن ‪ 2009‬و‪2017‬‬
‫بــكل مــن الربــاط‪ ،‬والــدار البيضــاء‪ ،‬وفــاس ومراكــش‪ .‬بينمــا‬
‫تظــل بعــض الجهــات أقــل اســتفادة مــن األطــر البيداغوجيــة‬ ‫اﳌﺠﻤﻮع اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ‬
‫ً‬
‫علمــا بــأن طلبــة بعــض هــذه الجهــات يتجــاوز‬ ‫واإلداريــة‪،‬‬ ‫اﳌﺠﻤﻮع اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﻃﺮ اﻹدارﻳﺔ‬ ‫‪2016-2017‬‬
‫مبﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻟﻮج اﳌﻔﺘﻮح واﳌﺤﺪود‬ ‫‪2009-2010‬‬
‫أعــداد الطلبــة المســجلة بالمؤسســات الجامعيــة األولــى‬
‫اﳌﺠﻤﻮع اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬة‬
‫(جامعــة أكاديــر أو مكنــاس مثــا مقارنــة بالجامعــات المشــار‬ ‫اﳌﺘﻔﺮﻏني ﻟﻠﺒﺤﺚ‬
‫إليهــا)‪.‬‬ ‫اﳌﺠﻤﻮع اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬة‬
‫اﻟﺒﺎﺣﺜني اﻟﻘﺎرﻳﻦ‬

‫‪.2‬كل المعطيــات اإلحصائيــة الــواردة فــي هــذه الفقــرة مســتمدة مــن إحصائيــات وزارة التربيــة الوطنيــة والتعليــم العالــي والبحــث العلمــي وتكويــن‬
‫األطــر برســم ســنة ‪.2017-2016‬‬
‫‪ .3‬يشمل هذا المجموع األطر العاملة بمؤسسات التعليم العالي‪ ،‬وبمعاهد البحث العلمي‪ ،‬ورئاسة الجامعات‪ ،‬واألحياء الجامعية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المحور األول‬

‫المبيان رقم ‪ :10‬توزيع األساتذة واألطر اإلدارية حسب الجامعات برسم الموسم الجامعي ‪2017-2016‬‬

‫ﺗﻮزﻳﻊ اﻷﺳﺎﺗﺬة واﻷﻃﺮ اﻹدارﻳﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت‬


‫ﺑﺮﺳﻢ اﳌﻮﺳﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ‪2017-2016‬‬
‫اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن‬
‫‪3000‬‬
‫‪2500‬‬
‫اﻷﻃﺮ اﻹدارﻳﺔ‬
‫‪2000‬‬
‫‪1500‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪500‬‬
‫‪0‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‬

‫اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺜﺎين‪ ،‬اﻟﺒﻴﻀﺎء‬

‫ﻣﻮﻻي ﺳﻠﻴامن‪ ،‬ﺑﻨﻲ ﻣﻼل‬

‫ﻣﺤﻤﺪ اﻷول‪ ،‬وﺟﺪة‬

‫أﺑﻮ ﺷﻌﻴﺐ اﻟﺪﻛﺎﱄ‪ ،‬اﻟﺠﺪﻳﺪة‬

‫اﻟﺤﺴﻦ اﻷول‪ ،‬ﺳﻄﺎت‬

‫ﻣﻮﻻي إﺳامﻋﻴﻞ‪ ،‬ﻣﻜﻨﺎس‬


‫اﻟﻘﺎﴈ ﻋﻴﺎض‪ ،‬ﻣﺮاﻛﺶ‬

‫ﻋﺒﺪ اﳌﺎﻟﻚ اﻟﺴﻌﺪي‪ ،‬ﺗﻄﻮان‬

‫اﺑﻦ زﻫﺮ‪ ،‬أﻛﺎدﻳﺮ‬


‫اﺑﻦ ﻃﻔﻴﻞ‪ ،‬اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة‬
‫ﺳﻴﺪي ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺎس‬

‫تحييــن مضاميــن مناهــج التعليــم‪ ،‬متــى اســتلزمت الحاجــة‬ ‫‪ .1‬التأطير القانوني لمهنة أستاذ التعليم العالي‬
‫ذلــك‪ ،‬بتعــاون مــع األوســاط المهنيــة‪.‬‬
‫تســتند مزاولــة مهنــة أســتاذ التعليــم العالــي إلــى مجموعــة‬
‫تنظيــم وتوزيــع حصــص التعليــم داخــل الشــعب‬ ‫مــن القوانيــن والمراســيم األصليــة أو المغيــرة والمتممــة‬
‫والمجموعــات البيداغوجيــة‪.‬‬ ‫لهــا‪ ،‬والتــي تؤطــر مهنــة التعليــم والتأطيــر والبحــث (‪.)5‬‬
‫بموجــب هــذه القوانيــن‪ ،‬تشــمل هيئــة األســاتذة الباحثيــن‬
‫تقييــم ومراقبــة معلومات ومؤهالت الطلبة‪ ،‬والمســاهمة‬
‫بالتعليــم العالــي علــى ثالثــة أطــر هــي‪ :‬أســتاذ التعليــم‬
‫فــي تنظيم االمتحانــات والمباريات‪.‬‬
‫العالــي؛ أســتاذ التعليــم العالــي مؤهــل؛ أســتاذ التعليــم‬
‫المســاهمة فــي تنميــة البحــث األساســي والتطبيقــي‬ ‫العالــي مســاعد‪ .‬ويجــوز للجامعــات ومؤسســات التعليــم‬
‫والتكنولوجــي‪ ،‬والرفــع مــن قيمتــه‪.‬‬ ‫العالــي االســتعانة بأســاتذة مشــاركين وأســاتذة يتقاضــون‬
‫المســاهمة فــي التكويــن المســتمر ألطــر القطاعيــن العــام‬ ‫تعويضــات عــن الــدروس‪.‬‬
‫والخــاص‪ ،‬ونشــر الثقافــة والمعــارف العلميــة والتقنية‪ ،‬من‬ ‫يوظــف األســاتذة الباحثــون فــي التعليــم العالــي علــى إثــر‬
‫َّ‬
‫خــال التداريــب الدراســية والنــدوات ومعــارض األشــغال‪...‬‬ ‫مبــاراة تعلــن عنهــا مباشــرة الســلطة الحكوميــة المكلفــة‬
‫تبــادل المعلومــات والوثائــق والتعــاون العلمــي مــع معاهــد‬ ‫بالتعليــم العالــي‪ ،‬وتفتــح فــي وجــه المترشــحين مــن حملــة‬
‫ومراكــز وهيئــات البحــث المماثلــة وطنيــا ودوليــا‪ ،‬ومــع‬ ‫الدكتــوراه أو أيــة شــهادة أخــرى معتــرف بمعادلتهــا لهــا‪.‬‬
‫الجماعــات المحليــة والقطاعــات االقتصاديــة واالجتماعيــة‪.‬‬ ‫تتحــدد مهــام أســتاذ التعليــم العالــي فــي أنشــطة التعليــم‬
‫تأطير مشاريع نهاية الدراسة واألعمال الميدانية‪.‬‬ ‫والبحــث والتأطيــر‪ .‬ويحــدد المرســوم رقــم‪793 .96 .2 :‬‬
‫(‪ )1997‬والنصــوص المغيــرة والمتممــة لــه فــي المهــام‬
‫التاليــة‪: ‬‬

‫‪.5‬أهم هذه النصوص القانونية والتنظيمية نذكر‪:‬‬


‫‪ -‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.75.398‬المتعلق بإحداث الجامعات (‪)1975‬؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪1.75.102‬المتعلق بتنظيم الجامعات (‪)1975‬؛‬
‫‪ -‬القانون ‪ 00.01‬المنظم للتعليم العالي؛ والمرسوم رقم‪ )1997( 793 .96 .2 :‬؛‬
‫‪-‬المرســوم رقــم‪ )1997( 793 .96 .2 :‬المتعلــق بالنظــام األساســي الخــاص بهيئــة األســاتذة الباحثيــن بالتعليــم العالــي‪ ،‬والنصــوص المغيــرة‬
‫والمتممــة لــه؛‬
‫‪ -‬المرسوم رقم‪ )1997( 2.96.796 :‬المتعلق بتحديد نظام الدراسة واالمتحانات لنيل الدكتوراه‪ ،‬والنصوص المغيرة والمتممة له‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫يترتب عن ذلك وجود صعوبات تتعلق بالتأطير البيداغوجي‬ ‫تنتظــم ترقيــة األســاتذة الباحثيــن وفق األطر الثالثة المشــار‬
‫واإلداري تواجههــا الهيئــات المهنيــة البيداغوجيــة واإلداريــة‬ ‫إليهــا ســابقا‪ ،‬كل إطــار يشــمل درجــات (ثالثــة بالنســبة إلطــار‬
‫بالتعليــم العالــي فــي أداء مهامهــا علــى الوجــه األمثــل‪.‬‬ ‫أســتاذ التعليــم العالــي مؤهــل وإطــار أســتاذ التعليــم‬
‫قــد ال تظهــر هــذه الصعوبــات فــي النســبة الوطنيــة‬ ‫العالــي‪ ،‬وأربعــة بالنســبة إلطــار أســتاذ التعليــم العالــي‬
‫للتأطيــر البيداغوجــي (‪ 57‬طالبــا لــكل أســتاذ وأســتاذة فــي‬ ‫مســاعد)‪ .‬وتتــم الترقيــة مــن درجــة إلــى أخــرى وفــق ثالثــة‬
‫الموســم الجامعــي ‪ ،)2017- 2016‬ألنهــا تخفــي تفاوتــات‬ ‫أنســاق‪ :‬نســق اســتثنائي (‪ ،)6‬ونســق ســريع (‪ )7‬ونســق‬
‫حينمــا نــدرج نوعيــة المؤسســة ومجــاالت التكويــن‪ ،‬أو‬ ‫عــادي (‪ .)8‬وتتــم الترقيــة مــن درجــة إلــى أخــرى كل ســنة‬
‫نوعيــة الســلك والمســتوى الجامعــي‪ .‬فالفــارق يظهــر جليـ ًـا‬ ‫عــن طريــق جــدول الترقيــة فــي الدرجــة‪ ،‬علــى أســاس أن‬
‫بيــن المؤسســات ذات الولــوج المفتــوح والمؤسســات‬ ‫يــودع المترشــحون المعنيــون ملفــا لــدى رئيــس المؤسســة‬
‫ذات الولــوج المحــدود يصــل إلــى ‪ 64‬طالــب‪ .‬وتتوســع هــذه‬ ‫التــي ينتمــون إليهــا فــي شــكل تقاريــر مفصلــة عــن أنشــطة‬
‫الفــوارق إذا مــا اســتحضرنا مجــاالت التكويــن (‪ 169‬طالــب‬ ‫البحــث المنجــزة والمنشــورة‪ ،‬والمســاهمة فــي أنشــطة‬
‫لــكل أســتاذ بالعلــوم القانونيــة واالقتصاديــة واالجتماعيــة‪،‬‬ ‫علميــة وطنيــة ودوليــة‪ ،‬واألنشــطة المهنيــة والبيداغوجيــة‪.‬‬
‫مقابــل ‪ 108‬فــي الكليــات متعــددة التخصصــات‪ ،‬و‪83‬‬ ‫وتعــرض هــذه التقاريــر علــى اللجنــة العلميــة بالمؤسســة‬
‫بــاآلداب والعلــوم اإلنســانية)‪ .‬بينمــا تــزداد حينمــا يتعلــق‬ ‫(‪ )9‬التــي تقــوم بدراســتها وفــق مقاييــس محــددة لــدى‬
‫األمــر بالمســتويات الجامعيــة داخــل مجــال تكوينــي بعينــه‪،‬‬ ‫الســلطة الحكوميــة المكلفــة بالتعليــم العالــي‪ ،‬وإدراجهــا‬
‫إذ تتجــاوز أعــداد الطلبــة بالنســبة لألســتاذ الواحــد في بعض‬ ‫حســب االســتحقاق فــي القوائــم المطابقــة ألنســاق‬
‫المجــاالت ‪ 1500‬طالــب وطالبــة فــي العديــد مــن الفصــول‬ ‫الترقــي المعمــول بهــا‪.‬‬
‫األولــى مــن اإلجــازة مثــا (كالعلــوم القانونيــة واالقتصاديــة‬
‫‪ .2‬التأطير البيداغوجي واإلداري وتوقع الحاجات‬
‫واالجتماعيــة أو اآلداب والعلــوم اإلنســانية)‪.‬‬
‫تكشــف المعطيــات الســابقة عــن عــدم تــوازن بيــن تطــور‬
‫وعلــى مســتوى التأطيــر اإلداري‪ ،‬يظهــر أن هنــاك فرقـ ًـا كبيرا‬
‫أعــداد الطلبــة وأعــداد الهيئــات المهنيــة المؤطــرة لهــا‬
‫فــي معــدل التأطيــر بيــن المؤسســات ذات الولــوج المحدود‬
‫بيداغوجيـ ًـا وإداريـ ًـا‪ :‬نمــو بطــيء ألعــداد األســاتذة الباحثيــن‬
‫والمؤسســات ذات الولــوج المفتــوح؛ ممــا ينعكــس علــى‬
‫واألطــر اإلداريــة مــا بيــن ‪ 2009‬و‪ ،2017‬مقابــل تضاعــف‬
‫جــودة التأطيــر وتحقيــق اإلنصــاف بيــن المؤسســات وفئــات‬
‫كبيــر ألعــداد الطلبــة يــكاد يقــارب ‪ 4‬مــرات خــال نفــس‬
‫الطلبة‪.‬‬
‫المــدة‪.‬‬

‫‪.6‬بموجبــه تتــم ترقيــة ‪ 20‬فــي المائــة مــن عــدد المترشــحين المســجلين فــي الجــدول الســنوي للترقيــة فــي الدرجــة‪ ،‬بعــد ســنتين مــن ٌ‬
‫األقدميــة فــي‬
‫الرتبــة الثالثــة مــن الدرجــة المقصــودة‪.‬‬
‫‪.7‬بموجبــه تتــم ترقيــة ‪ 20‬فــي المائــة مــن عــدد المترشــحين المســجلين فــي الجــدول الســنوي للترقيــة إلــى الدرجــة المواليــة مباشــرة بعــد ســنة فــي‬
‫الرتبــة الرابعــة مــن الدرجــة المقصــودة‪.‬‬
‫‪.8‬بموجبــه تتــم ترقــي المترشــحين اآلخريــن المســجلين فــي الجــدول الســنوي للترقيــة إلــى الدرجــة المواليــة إمــا بعــد ســنتين مــن األقدميــة‪ ،‬وإمــا‬
‫بعــد ثــاث ســنوات مــن األقدميــة فــي الرتبــة الرابعــة مــن الدرجــة المقصــودة‪.‬‬
‫‪.9‬تتكــون اللجنــة العلميــة لــكل مؤسســة مــن رئيــس المؤسســة وأســتاذين للتعليــم العالــي يعينهمــا عميــد الجامعــة باقتــراح رئيــس المؤسســة‬
‫منتخبيــن مــن طــرف النظــراء‪ ،‬ورئيــس الشــعبة‪ ،‬ونائــب قيــدوم الكليــة أو المديــر المســاعد‬
‫ْ‬ ‫المعنيــة‪ ،‬وأســتاذين للتعليــم العالــي بالمؤسســة‬
‫للمدرســة أو الكاتــب العــام للمعهــد‪ ،‬إلــى جانــب أســتاذ للتعليــم العالــي بدعــوة مــن رئيــس المؤسســة علــى ســبيل االستشــارة حــول بعــض‬
‫القضايــا المدرجــة فــي جــدول أعمــال اللجنــة العلميــة‪ .‬ويمكــن للجنــة العلميــة أن تتضمــن أســاتذة مؤهليــن أو مســاعدين فــي حالــة عــدم توفــر‬
‫المؤسســة علــى العــدد الكافــي مــن أســاتذة التعليــم العالــي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المحور األول‬

‫المبيان رقم ‪ :11‬النسب الوطنية للتأطير اإلداري حسب مجاالت التكوين ‪2017-2016‬‬

‫‪350‬‬
‫‪305‬‬ ‫‪294‬‬
‫‪300‬‬
‫‪250‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪182‬‬
‫‪150‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪58 42‬‬ ‫‪55‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪25 33‬‬ ‫‪24 31‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪...‬‬
‫اﻵداب واﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم‬

‫اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت‬
‫اﻟﻄﺐ واﻟﺼﻴﺪﻟﺔ‬
‫ﻃﺐ اﻷﺳﻨﺎن‬
‫ﻋﻠﻮم اﳌﻬﻨﺪس‬
‫اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺘﺴﻴري‬
‫اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬
‫ﻋﻠﻮم اﻟﱰﺑﻴﺔ‬
‫اﻟﱰﺟﻤﺔ‬

‫ﻋﻠﻮم اﻟﺼﺤﺔ‬
‫اﳌﺪارس اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬة‪...‬‬
‫اﻟﻜﻠﻴﺎت ﻣﺘﻌﺪدة اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت‬

‫و‪ ،2017‬وإذا مــا أخــذ هــذا التطــور نفــس المنحــى خــال‬ ‫واألمــر معــرض للتفاقــم إذا اســتحضرنا تطــور النســب‬
‫الســنوات القادمــة‪.‬‬ ‫الوطنيــة للتأطيــر البيداغوجــي واإلداري مــا بيــن ‪2009‬‬

‫المبيــان رقــم ‪ :12‬تطــور النســب الوطنيــة للتأطيــر البيداغوجــي واإلداري بمؤسســات الولــوج المفتــوح والمحــدود مــا‬
‫بيــن ‪ 2009‬و‪2017‬‬

‫اﻟﺘﺄﻃري اﻹداري‬ ‫اﻟﺘﺄﻃري اﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻲ‬


‫‪140‬‬
‫‪120‬‬
‫‪100‬‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2009-2010‬‬

‫‪2010-2011‬‬

‫‪2011-2012‬‬

‫‪2012-2013‬‬

‫‪2013-2014‬‬

‫‪2014-2015‬‬

‫‪2015-2016‬‬

‫‪2016-2017‬‬

‫المبيــان رقــم ‪ :13‬توقــع اإلحالــة علــى التقاعــد لألطــر‬ ‫إن صعوبــات الهيئــات المهنيــة للتدريــس واإلدارة بالتعليــم‬
‫التربويــة واإلداريــة بالتعليــم العالــي مــا بيــن ‪ 2017‬و‪2030‬‬ ‫العالــي المتعلقــة بالتأطيــر البيداغوجــي واإلداري‪ ،‬معرضــة‬
‫‪2017-2021‬‬ ‫أكثــر لالســتفحال إذا مــا أخذنــا بعيــن االعتبــار أمريــن‪ :‬األول‬
‫‪2500‬‬ ‫‪2022-2026‬‬
‫‪2027-2030‬‬ ‫هــو وتيــرة تضاعــف أعــداد الطلبــة بمؤسســات التعليــم‬
‫‪2000‬‬
‫العالــي كمــا أشــرنا إلــى ذلــك سـ ً‬
‫ـابقا‪ .‬والثانــي يهــم وتيــرة‬
‫‪1500‬‬
‫‪1000‬‬ ‫اإلحالــة علــى التقاعــد‪ ،‬التــي ستتوســع بــدءا مــن ‪2019‬‬
‫‪500‬‬ ‫حتــى ‪ ،2030‬بحيــث ســتصل أعــداد المحاليــن علــى التقاعــد‬
‫‪0‬‬ ‫اﻷﻃﺮ اﻟﱰﺑﻮﻳﺔ‬ ‫اﻷﻃﺮ اﻟﱰﺑﻮﻳﺔ‬ ‫اﻷﻃﺮ اﻹدارﻳﺔ‬ ‫اﻷﻃﺮ اﻹدارﻳﺔ‬ ‫مــن األطــر التربويــة والمتفرغــة للبحــث واإلداريــة بالتعليــم‬
‫مبﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻟﻮج‬ ‫مبﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻟﻮج‬ ‫مبﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻟﻮج‬ ‫مبﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻟﻮج‬
‫اﳌﻔﺘﻮح‬ ‫اﳌﺤﺪود‬ ‫اﳌﻔﺘﻮح‬ ‫اﳌﺤﺪود‬ ‫العالــي مــا بيــن ‪ 2017‬و‪ .11997 :2030‬وهــو مــا يمثــل‬
‫بالنســبة للعــدد اإلجمالــي الحالــي (‪.%52,20 :)22979‬‬

‫‪24‬‬
‫يعتبــر ســلك الدكتــوراه المســار الجامعــي األساســي إلعداد‬ ‫وإذا ظــل نمــو األطــر التربويــة بطيئـ ًـا كمــا هــو مبيــن أعــاه‪،‬‬
‫األســتاذ الباحــث‪ ،‬وتخويلــه ولــوج مهنــة التدريــس والبحــث‬ ‫فــإن هيئــة التدريــس بالتعليــم العالــي ســتواجه صعوبــات‬
‫بمؤسســات التعليــم العالــي حســب المعاييــر البيداغوجيــة‬ ‫كبــرى فــي أداء مهامهــا بالجــودة المطلوبــة‪ ،‬وســتتحمل‬
‫الوطنيــة المعتمــدة‪ .‬ويتــم ذلــك فــي إطــار إحــدى بنيــات‬ ‫عــبء الالتــوازن بيــن الحاجــات مــن األطــر التربويــة واإلداريــة‪،‬‬
‫البحــث التــي تنتمــي ألحــد مراكــز دراســات الدكتــوراه‬ ‫وبيــن تقلــص المــوارد البشــرية المكلفــة بتلبيتهــا مــن حيــث‬
‫ـزا (حســب معطيــات‬ ‫بالجامعــة‪ ،‬البالــغ عددهــا حاليـ ًـا ‪ 54‬مركـ ً‬ ‫التأطيــر البيداغوجــي والتكويــن‪.‬‬
‫وزارة التربيــة الوطنيــة والتكويــن المهنــي والبحــث العلمــي‬
‫المبيــان رقــم ‪ :14‬الحاجيــات مــن األطــر التربويــة واإلداريــة‬
‫وتكويــن األطــر‪ ،)2017 ،‬وتوفــر مــا يتجــاوز ‪ 230‬تكوينـ ًـا (‪)10‬‬
‫بالتعليــم العالــي مــا بيــن ‪ 2018‬و‪2030‬‬
‫فــي مختلــف المجــاالت المعرفيــة والتكنولوجيــة والثقافيــة‬
‫(العلــوم الحقــة‪ ،‬التكنولوجيــات‪ ،‬البيئــة‪ ،‬العلــوم اإلنســانية‪،‬‬ ‫‪12000‬‬ ‫‪2018-2022‬‬
‫‪2023-2026‬‬
‫اللغــات‪ ،‬الثقافــة والفنــون‪ ،‬القانــون واالقتصــاد‪ ،‬إلــخ)‪.‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪2027-2030‬‬
‫تتولــى هــذه المراكــز‪ ،‬التأطيــر البيداغوجــي والمعرفــي‬ ‫‪8000‬‬
‫للطالــب الباحــث‪ ،‬عــاوة علــى توفيــر تكويــن تكميلــي‬ ‫‪6000‬‬
‫إجبــاري فــي التخصــص‪ ،‬وتدبيــر المشــاريع‪ ،‬واللغــات‬
‫‪4000‬‬
‫والتواصــل‪ ،‬واالســتئناس بالبيداغوجيــا الجامعيــة‪ ،‬والكفالــة‬
‫‪2000‬‬
‫البيداغوجيــة‪ ،‬كمــا تنظــم منتديــات لفائــدة الطلبــة الباحثيــن‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫اﻟﺤﺎﺟﻴﺎت ﻣﻦ اﻷﻃﺮ اﺗﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫اﻟﺤﺎﺟﻴﺎت ﻣﻦ اﻷﻃﺮ اﻹدارﻳﺔ‬
‫لإلشــارة‪ ،‬منــذ الشــروع بالعمــل بمراكــز دراســات الدكتــوراه‪،‬‬
‫فــي إطــار النظــام البيداغوجــي الجديــد إجــازة ‪-‬ماســتر‬
‫‪-‬دكتــوراه‪ ،‬عرفــت أعــداد طلبــة الدكتــوراه انخفاضـ ًـا ملحوظـ ًـا‬ ‫‪.3‬التنظيــم البيداغوجــي لمهــام التدريــس والبحــث‬
‫حتــى ســنة ‪ ،2014‬غيــر أنهــا ســتعرف منــذ الموســم‬ ‫واإلعــداد لولــوج المهنــة‬
‫ً‬
‫طالبــا‬ ‫ً‬
‫ارتفاعــا مطــردا مــن ‪8474‬‬ ‫الجامعــي ‪2015 – 2014‬‬
‫وطالبــة إلــى ‪ 32180‬طالــب وطالبــة فــي الموســم ‪2016‬‬ ‫شــكل إصــاح النظــام البيداغوجــي للمؤسســات الجامعيــة‪،‬‬
‫‪.2017-‬‬ ‫بــإدراج نظــام إجــازة ‪-‬ماســتر ‪-‬دكتــوراه‪ ،‬والــذي تــم إقــراره‬
‫بالتدريــج منــذ الســنة الجامعيــة ‪ ،2004-2003‬مناســبة‬
‫المبيــان رقــم ‪ :15‬تطــور أعــداد طلبــة الدكتــوراه مــا بيــن‬ ‫لتنظيــم العمــل البيداغوجــي فــي شــكل وحــدات ومســالك‪،‬‬
‫‪ 2009‬و‪2017‬‬ ‫تنضــاف إلــى نظــام الشــعب‪ ،‬وتســمح بمالءمــة عــرض‬
‫‪28492‬‬ ‫التكويــن مــع الحاجــات والتطــورات االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫‪32180‬‬
‫‪21863‬‬
‫وتعزيــز نظــام االعتمــاد حتــى يســتجيب للمعاييــر الدوليــة‪،‬‬
‫وتعطــي إمكانيــات كبيــرة للتنســيق والعمــل الجماعــي‬
‫‪17094‬‬ ‫‪11479‬‬ ‫بيــن األســاتذة الباحثيــن داخــل المؤسســة وفيمــا بيــن‬
‫‪8474‬‬
‫‪6989‬‬ ‫‪7753‬‬
‫مؤسســات الجامعــة الواحــدة‪ .‬وإذا كانــت الشــعب دائمــة‬
‫ومهيكلــة حســب التخصصــات المعرفيــة القائمــة‪ ،‬فــإن‬
‫‪2009-2010‬‬

‫‪2010-2011‬‬

‫‪2011-2012‬‬

‫‪2012-2013‬‬

‫‪2013-2014‬‬

‫‪2014-2015‬‬

‫‪2015-2016‬‬

‫‪2016-2017‬‬

‫المســالك بمثابــة هيكلــة بيداغوجيــة لتكوينــات متعــددة‬


‫ومتكاملــة التخصصــات‪ ،‬ومحــدودة فــي الزمــان بحيــث يتــم‬
‫إحداثهــا حســب الحاجــات‪.‬‬
‫ويطــرح تنامــي أعــداد طلبــة الدكتــوراه إشــكاليات مركبــة‬ ‫هكــذا‪ ،‬فقــد اشــتغلت الجامعــة منــذ ‪ 2003‬باعتمــاد‬
‫ترتبــط بالهــدر وضعــف نســب التأطيــر واإلشــهاد والمــدة‬ ‫بيداغوج َي ْيــن (الشــعب والمســالك)‪ ،‬األول قائــم‬
‫ِ‬ ‫تنظيميــن‬
‫المخصصــة إلعــداد األطروحــات بالمراكــز الجامعيــة‬ ‫علــى المــادة والتخصــص ومتســم بالديمومــة‪ ،‬والثانــي‬
‫لدراســات الدكتــوراه‪ ،‬عــاوة علــى محدوديــة التكوينــات‬ ‫قائــم علــى تعــدد التخصصــات وبغايــات تكوينيــة محــدودة‬
‫فــي البيداغوجيــا الجامعيــة‪ ،‬فــي غيــاب اســتراتيجية جامعيــة‬ ‫فــي الزمــان‪.‬‬
‫واضحــة لتنميــة هــذه البيداغوجيــا‪.‬‬

‫‪.10‬تمــت إعــادة هيكلــة بنيــات البحــث العلمــي بالمؤسســات الجامعيــة وغيــر الجامعيــة‪ ،‬وتــم إحــداث مراكــز للبحــث‪ ،‬بعضهــا مخصــص للدراســات فــي‬
‫ـزا‪ ،‬و‪ 4‬مراصــد للبحــث‪ .‬وقــد أثبــت‬ ‫إطــار اإلعــداد للدكتــوراه‪ ،‬ومختبــرات وفــرق بلغــت ســنة ‪ 2008‬حوالــي ‪ 450‬فريــق بحــث و‪ 488‬مختبــر و‪ 20‬مركـ ً‬
‫التقييــم الســنوي للبرنامــج االســتعجالي ســنة ‪ 2010‬أن نســبة اعتمــاد بنيــات البحــث قاربــت ‪ % 100‬فــي ‪ 14‬جامعــة آنــذاك‪ .‬أنظــر ‪.......‬‬

‫‪25‬‬
‫المحور األول‬

‫ً‬
‫جهويــا‪ .‬وقــد رافــق هــذا التوحيــد ارتفــاع‬ ‫ً‬
‫مركــزا‬ ‫ً‬
‫حاليــا‪12 :‬‬ ‫‪.4‬تكويــن األطــر التربويــة وإحــداث المســالك‬
‫نســبي فــي أعــداد المســتفيدين مــن التكويــن التربــوي‬ ‫الجامعيــة الممهننــة فــي التربيــة‬
‫واألســاتذة المكونيــن الدائميــن‪.‬‬
‫عــرف تكويــن األطــر التربويــة تطــورات عــدة‪ ،‬إذ انتقــل مــن‬
‫يســجل كذلــك أن المراكــز الجهويــة تحتضــن مســلك تحضيــر‬ ‫تعدديــة المؤسســات المختصــة فــي التكويــن (مــدارس‬
‫التبريــز بعــد أن كان فــي المــدارس العليــا لألســاتذة‪ ،‬وقــد‬ ‫المعلميــن‪ ،‬المراكــز التربويــة الجهويــة‪ ،‬المــدارس العليــا‬
‫وصلــت نســبة األســاتذة المتدربيــن فــي ســلك تحضيــر‬ ‫لألســاتذة)‪ ،‬إلــى توحيــد ومالءمــة التكويــن األســاس‪،‬‬
‫التبريــز إلــى ‪ % 5.34‬مــن مجمــوع األســاتذة المتدربيــن‬ ‫علــى مســتوى الفضــاءات والبنيــات التربويــة والهندســة‬
‫بالمراكــز الجهويــة فــي الموســم التكوينــي ‪.2017-2016‬‬ ‫البيداغوجيــة للتكويــن وتوفيــر المكونيــن‪ ،‬بإحــداث المراكــز‬
‫الجهويــة لمهــن التربيــة والتكويــن (‪ )2011‬التــي يبلــغ عددهــا‬

‫المبيــان رقــم ‪ :16‬المســتفيدون مــن التكويــن التربــوي واألســاتذة المكونــون الدائمــون بالمراكــز الجهويــة مــا بيــن ‪2010‬‬
‫و‪2017‬‬
‫اﻷﺳﺎﺗﺬة اﳌﻜﻮﻧﻮن اﻟﺪامئﻮن‬ ‫اﳌﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‬
‫‪12000‬‬
‫‪10000‬‬
‫‪8000‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2010-2011 2011-2012‬‬ ‫‪2012-2013‬‬ ‫‪2013-2014‬‬ ‫‪2014-2015 2015-2016‬‬ ‫‪2016-2017‬‬

‫‪ .5‬التعليم العالي الخاص‬ ‫بمــوازاة ذلــك‪ ،‬تــم إحــداث مســالك جامعية للتربيــة والتكوين‬
‫منــذ ‪ ،2012‬فــي إطــار اإلجــازة المهنيــة‪ ،‬والماســتر‪،‬‬
‫بلــغ مجمــوع أســتاذة التعليــم العالي الخاص‪ ،6078 :‬برســم‬
‫والماســتر المتخصــص (‪ ،)11‬بلــغ عــدد المســجلين بهــا مــا‬
‫الموســم الجامعــي ‪ .2016- 2015‬غيــر أن عــدد األســاتذة‬
‫بيــن ‪ 2013‬و‪ 9684 :2017‬طالبــا وطالبــة‪.‬‬
‫الدائميــن منهــم لــم يتجــاوز‪ 1704 :‬أســتاذا وأســتاذة (مقابــل‬
‫‪ 4374‬غيــر دائميــن)‪.‬‬ ‫ً‬
‫مؤخــرا‬ ‫إلــى جانــب ذلــك‪ ،‬اتجــه قطــاع التربيــة الوطنيــة‬
‫إلــى تبنــي صيغــة التعاقــد فــي توظيــف األســاتذة الجــدد‬
‫وقــد عــرف هــذا العــدد تطـ ً‬
‫ـورا بطيئـ ًـا مــا بيــن ‪ 2008‬و‪،2017‬‬
‫معتمــدا فــي ذلــك علــى حصــص‬ ‫ً‬ ‫بالتعليــم المدرســي‪،‬‬
‫رغــم تزايــد عــدد مؤسســات التعليــم العالــي الخــاص‬
‫تكوينيــة وتأطيريــة محــدودة فــي الزمــان ومتقطعة‪ ،‬تشــرف‬
‫والجامعــات الخاصــة وكــذا الجامعــات المحدثــة بشــراكة بيــن‬
‫عليهــا المراكــز الجهويــة لمهــن التربيــة والتكويــن‪ ،‬مــع إحــداث‬
‫القطاعيــن العمومــي والخــاص‪ ،‬والتــي بلــغ عددهــا ســنة‬
‫مهمــة األســتاذ المصاحــب ألجــل المواكبــة والمصاحبــة‬
‫‪ 202 :2017‬مؤسســة وجامعــة (‪.)12‬‬
‫الميدانيــة لألســاتذة الجــدد‪ ،‬وتمكينهــم مــن التكيــف مــع‬
‫متطلبــات المهنــة بعــد التحاقهــم بهــا‪ .‬غيــر أن هــذا الخيــار ال‬
‫زال فــي بدايتــه‪.‬‬

‫‪.11‬أحدثــت هــذه المســالك بالجامعــات التاليــة‪ :‬الحســن الثانــي (الــدار البيضــاء)؛ عبــد المالــك الســعدي (تطــوان)؛ القاضــي عيــاض (مراكــش)؛ محمــد‬
‫الخامــس (الربــاط)؛ مــوالي إســماعيل (مكنــاس)؛ ســيدي محمــد بــن عبــد اللــه (فــاس)؛ الحســن األول (ســطات)؛ ابــن طفيــل (القنيطــرة)؛ ابــن زهــر‬
‫(أكاديــر)؛ الســلطان مــوالي ســليمان (بنــي مــال)‪ .‬أحدثــت هــذه المســالك بالمــدارس العليــا لألســاتذة وكليــات اآلداب والعلــوم اإلنســانية وكليــات‬
‫العلــوم وكليــة علــوم التربيــة والمعهــد العالــي للرياضــة والكليــات متعــددة التخصصــات والمدرســة العليــا للتكنولوجيــا‪.‬‬
‫‪.12‬حسب إحصائيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين األطر ‪ .2017-2016‬تتوزع هذه المؤسسات حسب ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المؤسسات الخاصة‪.150 :‬‬
‫‪ -‬الجامعات الخاصة‪.22 :‬‬
‫‪ -‬الجامعات بشراكة بين القطاعين العمومي والخاص‪.27 :‬‬
‫‪ -‬جامعة األخوين‪ 3 :‬مؤسسات‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المبيــان رقــم ‪ :17‬تطــور أعــداد الطلبــة واألســاتذة الدائميــن واألطــر اإلداريــة بالتعليــم العالــي الخــاص مــا بيــن ‪2008‬‬
‫و‪2017‬‬
‫اﻟﻄﻠﺒﺔ‬ ‫اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﺪامئﻮن‬ ‫اﻷﻃﺮ اﻹدارﻳﺔ‬

‫‪60000‬‬
‫‪40000‬‬
‫‪20000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008-2009‬‬

‫‪2009-2010‬‬

‫‪2010-2011‬‬

‫‪2011-2012‬‬

‫‪2012-2013‬‬

‫‪2013-2014‬‬

‫‪2014-2015‬‬

‫‪2015-2016‬‬

‫‪2016-2017‬‬
‫أمــا نســب التأطيــر اإلداري‪ ،‬فقــد تراوحــت مــا بيــن ‪ 27‬طالــب‬ ‫عرفــت نســب التأطيــر البيداغوجــي اســتقرارا مــا بيــن ‪2008‬‬
‫لــكل إطــار (‪ ،)2008‬و‪ 16‬طالبــا حاليــا (‪.)2017‬‬ ‫و‪ ،2017‬ســواء أخذنــا بعيــن االعتبــار األســاتذة الدائميــن أو‬
‫مجمــوع األســاتذة بمــا فــي ذلــك غيــر الدائميــن (لــم تتجــاوز‬
‫فيمــا يتعلــق بمجــاالت التكويــن‪ ،‬فإنهــا تغطــي فــي الغالــب‬
‫‪ 10‬طــاب بالنســبة لــكل أســتاذ‪ ،‬واســتقرت اآلن فــي ‪6‬‬
‫األعــم مجــاالت‪ :‬التجــارة والتســيير‪ ،‬والصحــة‪ ،‬والعلــوم‬
‫بالنســبة لمجمــوع األســاتذة؛ واســتقرت فــي ‪ 21‬طالــب‬
‫والتقنيــات‪.‬‬
‫لــكل أســتاذ إذا اقتصرنــا علــى األســاتذة الدائميــن فقــط)‪.‬‬

‫المبيان رقم ‪ :18‬تطور نسب التأطير البيداغوجي واإلداري بمؤسسات التعليم العالي الخاص ما بين ‪ 2008‬و‪2017‬‬

‫ﺗﻄﻮر ﻧﺴﺐ اﻟﺘﺄﻃري اﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻲ واﻹداري مبﺆﺳﺴﺎت‬


‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ اﻟﺨﺎص ﻣﺎﺑني ‪ 2008‬و‪2017‬‬

‫اﻟﺘﺄﻃري اﻹداري‬ ‫اﻟﺘﺄﻃري اﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻲ‬


‫‪35‬‬
‫‪30‬‬
‫‪25‬‬
‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008-2009‬‬

‫‪2009-2010‬‬

‫‪2010-2011‬‬

‫‪2011-2012‬‬

‫‪2012-2013‬‬

‫‪2013-2014‬‬

‫‪2014-2015‬‬

‫‪2015-2016‬‬

‫‪2016-2017‬‬

‫عــرف القطــاع الخــاص للتعليــم العالــي وضعيــة أفضــل‬ ‫ويظهــر مــن مقارنــة التعليــم العالــي العمومــي والتعليــم‬
‫علــى هــذا المســتوى؛‬ ‫العالــي الخــاص‪ :‬مــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬رغــم التزايــد التدريجــي لمؤسســات التعليــم العالــي‬ ‫‪-‬تحمــل مؤسســات القطــاع العمومــي أكبــر عــبء فــي‬
‫الخــاص‪ ،‬فإنهــا لــم تحقــق بعــد اكتفاءهــا الذاتــي مــن‬ ‫التكويــن‪ ،‬تنضــاف إليــه صعوبــات مزاولــة التدريــس‬
‫األطــر البيداغوجيــة‪ ،‬وتلجــأ ألســاتذة غيــر دائميــن مــن‬ ‫والتأطيــر بالنظــر الزديــاد أعــداد الطلبــة والتقلــص‬
‫بينهــم أســاتذة التعليــم العالــي العمومــي‪.‬‬ ‫المتزايــد ألعــداد األســاتذة واإلدارييــن‪ ،‬فــي المقابــل‬

‫‪27‬‬
‫المحور األول‬

‫ً‬
‫بينــا فــي وضعيــات المكونيــن‬ ‫ً‬
‫تفاوتــا‬ ‫يالحــظ أن هنــاك‬ ‫‪ .III‬التكوين المهني‬
‫اإلداريــة بحســب القطاعــات المكونــة مــا بيــن قاريــن‬
‫وعرضييــن‪ ،‬حيــث بلغــت نســبة المكونيــن القاريــن بمكتــب‬
‫‪ .1‬مؤشرات حول هيئة المكونين(ات)‬
‫التكويــن المهنــي وإنعــاش الشــغل ‪ ،% 73‬وبقطــاع‬ ‫بلــغ العــدد اإلجمالــي للمكونيــن فــي القطــاع العمومــي‬
‫الســياحة ‪ ،% 80‬فــي حيــن لــم تتعــد هــذه النســبة مثــا‬ ‫برســم موســم ‪ 2016-2015‬مــا مجموعــه ‪ 9759‬مكونــا‬
‫فــي قطــاع الشــبيبة والرياضــة ‪ ،% 19‬بــل لقــد بلغــت‬ ‫موزعيــن بشــكل متفــاوت بيــن القطاعــات المكونــة‪ ،‬حيــث‬
‫نســبة المكونيــن العرضييــن فــي قطــاع التجهيــز ‪.% 100‬‬ ‫يســتأثر مكتــب التكويــن المهنــي بنســبة تتجــاوز ‪ % 80‬مــن‬
‫المكونيــن العامليــن بالتكويــن المهنــي‪.‬‬

‫الجدول ‪ :13‬توزيع المكونين حسب القطاعات المكونة العمومية والقطاع الخاص(‪)2016-2015‬‬

‫المجموع‬ ‫‪%‬‬ ‫العرضيون‬ ‫‪%‬‬ ‫القارون‬


‫ُّ‬ ‫القطاع المكون‬

‫‪7923‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪2141‬‬ ‫‪%73‬‬ ‫‪5782‬‬ ‫مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل‬

‫‪321‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪257‬‬ ‫السياحة‬

‫‪483‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪266‬‬ ‫الفالحة‬

‫‪304‬‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪247‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الشبيبة والرياضة‬

‫‪384‬‬ ‫‪%51‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪188‬‬ ‫الصناعة التقليدية‬

‫‪110‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪68‬‬ ‫الصيد البحري‬

‫‪138‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التجهيز‬

‫‪53‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪34‬‬ ‫الطاقة والمعادن‬

‫‪43‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%84‬‬ ‫‪36‬‬ ‫مؤسسات التدبير المفوض‬

‫‪9763‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪5326‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪4437‬‬ ‫قطاع التكوين المهني الخاص‬

‫‪19522‬‬ ‫‪% 43‬‬ ‫‪8397‬‬ ‫‪% 57‬‬ ‫‪11125‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (قطاع التكوين المهني) (‪)2016 – 2015‬‬

‫االســتقرار خاصــة مــا يتعلــق بالمكونيــن القاريــن‪ ،‬فيمــا‬ ‫وكمــا يظهــر مــن خــال المبيــان أســفله‪ ،‬فــإن هيئــة‬
‫عرفــت أعــداد المكونيــن العرضييــن تزايــدا بنســبة ‪.% 24‬‬ ‫المكونيــن(ات) لــم تعــرف تطــورا كبيــرا فــي أعدادهــا‬
‫مــا بيــن ‪ 2010-2009‬و‪ ،2016-2015‬بــل عرفــت نوعــا مــن‬

‫‪28‬‬
‫المبيان رقم ‪ :19‬تطور إعداد المكونين حسب وضعياتهم اإلدارية ما بين ‪ 2009-2010‬و‪2015-2016‬‬

‫اﳌﻜﻮﻧﻮن اﻟﻌﺮﺿﻴﻮن‬ ‫اﳌﻜﻮﻧﻮن اﻟﻘﺎرون‬

‫‪14000‬‬ ‫‪11328‬‬ ‫‪11466‬‬ ‫‪11603‬‬ ‫‪11461‬‬ ‫‪11262‬‬ ‫‪11125‬‬


‫‪10932‬‬
‫‪12000‬‬
‫‪10000‬‬ ‫‪7993‬‬ ‫‪8215‬‬ ‫‪8397‬‬
‫‪8000‬‬ ‫‪6780‬‬ ‫‪7119‬‬ ‫‪7372‬‬
‫‪6354‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2009-2010‬‬

‫‪2010-2011‬‬

‫‪2011-2012‬‬

‫‪2012-2013‬‬

‫‪2013-2014‬‬

‫‪2014-2015‬‬

‫‪2015-2016‬‬
‫إعــداد المتدربيــن خاصــة بالنســبة لمكتــب التكويــن المهنــي‬ ‫وإذا مــا ربطنــا هــذا التطــور بنســب التأطيــر‪ ،‬نجــد أن‬
‫وإنعــاش الشــغل‪ .‬أمــا بخصــوص القطــاع الخــاص فــإن‬ ‫هــذه األخيــرة لــم تعــرف تغييــرا يذكــر‪ ،‬خــال الفتــرة مــا‬
‫نســبة التأطيــر مســتقرة خــال الفتــرة الســالفة الذكــر فــي‬ ‫بيــن ‪ 2009-2008‬و‪ 2014-2013‬بحيــث ظــل هــذا العــدد‬
‫حــدود ‪ 15‬إلــى ‪ 16‬متدربــا لــكل مكــون‪.‬‬ ‫يتأرجــح مــا بيــن ‪ 24‬و‪ 29‬متدربــا بالنســبة للمكونيــن فــي‬
‫القطــاع العمومــي‪ ،‬بالرغــم مــن التزايــد المطــرد فــي‬

‫المبيان رقم ‪ :20‬تطور نسب التأطير (عدد المتدربين لكل مكون) ما بين ‪ 2009-2008‬و‪2014-2013‬‬

‫اﳌﻜﻮﻧﻮن اﻟﻘﺎرون‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع اﳌﻜﻮﻧني‬

‫‪35‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪20‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008-2009‬‬

‫‪2009-2010‬‬

‫‪2010-2011‬‬

‫‪2011-2012‬‬

‫‪2012-2013‬‬

‫‪2013-2014‬‬

‫علمــا أن القطاعــات التــي تعــرف نســبة تأنيــث مهمــة بيــن‬ ‫ويظهــر مــن توزيــع المكونيــن حســب النــوع وكمــا يبــرز ذلــك‬
‫المكونيــن‪ ،‬فــإن التكوينــات المقدمــة فيهــا تكــون فــي‬ ‫الجــدول أســفله‪ ،‬أن نســبة التأنيــث بيــن العامليــن(ات)‬
‫الغالــب موجهــة للفتيــات والنســاء‪ ،‬كمــا هــو الحــال بالنســبة‬ ‫بهــذا القطــاع تبقــى علــى العمــوم ضعيفــة وال تتعــدى‬
‫لقطــاع الشــبيبة والرياضــة (النــوادي النســوية)‪.‬‬ ‫فــي المتوســط ‪ ،% 32‬فــي حيــن نجــد أن نســبة المكونيــن‬
‫الذكــور قــد تتجــاوز ‪ % 90‬فــي بعــض القطاعــات كالصيــد‬
‫البحــري بينمــا تبلــغ هــذه النســبة ‪ % 75‬فــي مكتــب التكويــن‬
‫المهنــي وإنعــاش الشــغل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المحور األول‬

‫الجدول ‪ :14‬توزيع المكونين حسب القطاعات المكونة العمومية والقطاع الخاص بحسب النوع (‪)2016-2015‬‬

‫المجموع‬ ‫‪%‬‬ ‫إناث‬ ‫‪%‬‬ ‫ذكور‬ ‫القطاع المكون‬

‫‪7923‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪1984‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪5939‬‬ ‫مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل‬

‫‪321‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪172‬‬ ‫السياحة‬

‫‪483‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫‪338‬‬ ‫الفالحة‬

‫‪304‬‬ ‫‪%87‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الشبيبة والرياضة‬

‫‪384‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪233‬‬ ‫الصناعة التقليدية‬

‫‪110‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%94‬‬ ‫‪103‬‬ ‫الصيد البحري‬

‫‪138‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪%78‬‬ ‫‪108‬‬ ‫التجهيز‬

‫‪53‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%85‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الطاقة والمعادن‬

‫‪43‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪39‬‬ ‫مؤسسات التدبير المفوض‬

‫‪9763‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪3452‬‬ ‫‪%65‬‬ ‫‪6311‬‬ ‫قطاع التكوين المهني الخاص‬

‫‪19522‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪6194‬‬ ‫‪%68‬‬ ‫‪13328‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي (قطاع التكوين المهني) (‪)2016 – 2015‬‬

‫‪ 30‬و‪ 40‬ســنة‪ ،‬خاصــة بمكتــب التكويــن المهنــي وإلنعــاش‬ ‫ويبــرز توزيــع المكونيــن(ات) حســب الفئــات العمرية أن الفئة‬
‫الشــغل‪ .‬أمــا بالقطــاع الخــاص للتكويــن المهنــي فــإن غالبيــة‬ ‫العمريــة مــا فــوق ‪ 50‬ســنة هــي الغالبــة علــى مســتوى‬
‫المكونيــن(ات)‪ ،‬ينتمــون للفئــات العمريــة مــا بيــن ‪ 30‬و‪40‬‬ ‫القطــاع العمومــي‪ ،‬علمــا أن هنــاك توجها نحو تشــبيب هذه‬
‫ســنة‪.‬‬ ‫الهيئــة مــن خــال التطــور الــذي تعرفــه الفئــات العمريــة بيــن‬

‫المبيــان رقــم ‪ :21‬توزيــع المكونيــن بالتكويــن المهنــي حســب الفئــات العمريــة والقطاعــات المكونــة (موســم‬
‫‪)2015-2014‬‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص‬
‫‪2500‬‬ ‫م‪.‬ت‪.‬م‪.‬أ‪.‬ش‬
‫ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت‬
‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪500‬‬

‫‪0‬‬
‫أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 30‬ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺑني ‪ 30‬و‪ 35‬ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺑني ‪ 35‬و‪ 40‬ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺑني ‪ 40‬و‪ 45‬ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺑني ‪ 45‬و‪ 50‬ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺑني ‪ 55‬ﺳﻨﺔ وﻣﺎ ﻓﻮق ﺑني ‪ 50‬و‪ 55‬ﺳﻨﺔ‬

‫‪30‬‬
‫د‪ -‬شروط نظامية للعاملين بالتكوين المهني الخاص ‪:‬‬ ‫‪ .2‬الوضع التنظيمي واإلداري للمكونين(ات)‬
‫و هــو إطــار يحــدد شــروط التأهيــل التقنــي و البيداغوجــي‬ ‫يعــرف قطــاع التكويــن المهنــي واقــع تنــوع الهيــاكل‬
‫لمزاولــة مهنــة المكــون فــي مســتويات التخصــص و‬ ‫المشــرفة علــى تدبيــره مــن مؤسســات عموميــة وقطاعــات‬
‫التأهيــل و التقنــي و التقنــي المتخصــص‪ ،‬كمــا حددهــا‬ ‫وزاريــة وقطــاع خــاص للتكويــن المهنــي‪ .‬وبمــوازاة‬
‫دفتــر التحمــات المصــادق عليــه بالمرســوم التطبيقــي رقــم‬ ‫مــع واقــع تعــدد المتدخليــن تعــرف هيئــة التأطيــر تعــدد‬
‫‪ 1020‬للقانــون ‪.13.00‬‬ ‫األنظمــة األساســية الخاصــة بــكل قطــاع‪ .‬هــذا التعــدد فــي‬
‫وقــد تمــت بلــورة الشــروط األنفــة لمزاولــة المهنــة فــي‬ ‫أشــكال االنتســاب لمختلــف األنظمــة الخاصــة‪ ،‬نتــج عنــه‬
‫معاييــر للتأطيــر يتــم اعتمادهــا فــي الموافقــة علــى طلبــات‬ ‫عــدم التجانــس بيــن الهيئــات العاملــة بالتكويــن المهنــي‪.‬‬
‫الترخيــص للمؤسســات‪ ،‬و كــذا فــي تتبــع و تقويــم تلــك‬ ‫وتتشــكل هــذه األنظمــة مــن أربعــة أنمــاط هــي كالتالــي ‪:‬‬
‫المؤسســات‪.‬‬ ‫ا ‪ -‬النظــام األساســي الخــاص بهيئــة المكونيــن المشــتركة‬
‫لكــن ‪ ،‬اإلشــكال األساســي الــذي تعانــي منــه مؤسســات‬ ‫بيــن الــوزارات ‪:‬‬
‫التكويــن المهنــي الخــاص ال يتمثــل فــي الترخيــص ‪ ،‬بــل‬ ‫أحــدث ســنة ‪ 1990‬بمرســوم رقــم ‪ 2.89.565‬و حــدد تأليــف‬
‫فــي غيــاب االعتمــاد ‪ ،‬و مــا يترتــب عنــه مــن آثــار تنعكــس‬ ‫الهيئــة فــي أربعــة أصنــاف هــم ‪ :‬رؤســاء األشــغال و‬
‫علــى قيمــة ومصداقيــة الشــهادات والدبلومــات التــي‬ ‫المكونــون و مستشــارو التوجيــه و المفتشــون ‪ .‬و عــرف‬
‫يمنحهــا التكويــن المهنــي الخــاص‪.‬‬ ‫هــذا النظــام منــذ صــدوره تعديــات متتاليــة فــي ســنة‬
‫وبمقارنــة هــذه األنظمــة فــي مــا بينهــا يمكــن أن نســتخلص‬ ‫‪ 1993‬و‪ .1999‬و لمالئمــة نظــام تعويضــات هــذه الهيئة مع‬
‫مــا يلــي‪:‬‬ ‫نظــام التعويضــات المطبــق علــى أســاتذة التربيــة الوطنيــة‪،‬‬
‫عــرف هــذا المرســوم تعديــات جديــدة ســنة ‪.2006‬‬
‫‪ ‬على مستوى المهام‬ ‫و رغــم كل التعديــات التــي أدخلــت علــى المرســوم فــإن‬
‫‪-‬النظــام األساســي لهيئــة المكونيــن المشــتركة بيــن‬ ‫تطبيقــه ال يتجــاوز نســبة ‪ 19%‬مــن المكونيــن التابعيــن‬
‫الــوزارات‪:‬‬ ‫لمختلــف الــوزارات‪ ،‬نظــرا ألن أغلبهــم فضــل اإلحتفــاظ‬
‫بإطــاره األصلــي ( مهنــدس‪ ،‬متصــرف‪ ،‬تقنــي )‪.‬‬
‫يقــوم أســاتذة التكويــن المهنــي ورؤســاء األشــغال حســب‬
‫اختصاصهــم بتلقيــن التعليــم العــام والتكويــن النظــري‬ ‫ب‪-‬النظــام األساســي لمســتخدمي مكتــب التكويــن‬
‫والتطبيقــي والتأطيــر البيداغوجــي بمؤسســات التكويــن‬ ‫المهنــي وإنعــاش الشــغل ‪:‬‬
‫المهنــي‪.‬‬ ‫ظــل المكونــون ‪ ،‬منــذ إحــداث المكتــب ســنة ‪ 1974‬و إلــى‬
‫يقوم رؤســاء األشــغال حســب اختصاصهم بمهام التكوين‬ ‫غايــة ‪ ، 2003‬يخضعــون لمقتضيــات الوظيفــة العموميــة‪،‬‬
‫النظــري والتطبيقــي بمؤسســات التكوين المهني‪.‬‬ ‫مــع االســتفادة مــن تحفيــزات محــدودة ‪ .‬كمــا لــم تتوفــق‬
‫المقتضيــات‪ ،‬التــي تــم إدراجهــا فــي النظام المؤقت لســنة‬
‫النظام األساسي لمكتب التكوين المهني‪:‬‬ ‫‪ ،1988‬فــي االســتجابة لمشــاكل اســتقطاب الكفــاءات‬
‫يكلف المكونون ب‪:‬‬ ‫المتخصصــة وتدبيــر المســار المهنــي‪ .‬و فــي ســنة ‪2003‬‬
‫صــدر اإلطــار المنظــم لهيئــة المكونيــن الــذي أتاح إنشــاء إطار‬
‫‪-‬أشــغال التكويــن والتأطيــر وتتبــع المتدربيــن‬
‫جديــد يراعــي التطــور‪ ،‬الــذي عرفــه المكتــب و مواصفــات‬
‫والمشــاركين فــي التكويــن األســاس أو‪/‬و المســتمر؛‬
‫المــوارد البشــرية التــي ســتنخرط فــي منظومــة التكويــن و‬
‫‪ -‬تقديم االستشارة للمقاوالت؛‬ ‫تحســين المســار المهنــي‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بأنشطة هندسة التكوين‪.‬‬ ‫ج‪-‬األنظمة األساسية الخاصة ببعض األطر ( المهندسين‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مهام‪:‬‬ ‫المتصرفين و التقنيين )‪:‬‬

‫‪-‬التحكــم فــي المســتويات التقنيــة والبيداغوجيــة‬ ‫نظــرا لمحدوديــة النظام األساســي الخــاص بهيئة المكونين‬
‫للتكويــن‪ ،‬ميســر التعلمــات‪ ،‬شــخص مــورد‪ ،‬ضابــط‪،‬‬ ‫المشــتركة بيــن الــوزارات و عــدم قدرتــه علــى اســتقطاب‬
‫منشــط‪ ،‬مرشــد؛‬ ‫إطــار المهندســين و المتصرفيــن و التقنييــن فقــد فضــل‬
‫أغلبيــة هــؤالء المكونيــن االحتفــاظ بإطارهــم األصلــي فــي‬
‫‪-‬التنشــيط‪ ،‬هندســة التكويــن‪ ،‬التدبيــر‪ ،‬خلــق شــراكات‬
‫الوظيفــة العموميــة‪ ،‬خاصــة مــع التعديــات التــي عرفتهــا‬
‫مــع المحيــط‪ ،‬المواكبــة والتأطيــر‪.‬‬
‫األنظمــة الخاصــة بهــذه اإلطــارات‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المحور األول‬

‫على مستوى الغالف الزمني‬ ‫‪‬‬ ‫على مستوى الكفايات المطلوبة‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬النظــام األساســي لهيئــة المكونيــن المشــتركة بيــن‬ ‫‪-‬ال يحدد النظام األساســي لهيئة المكونين المشــتركة‬
‫الــوزارات‪:‬‬ ‫بيــن الــوزارات‪ ،‬الكفايــات التــي يجــب التوفــر عليهــا‬
‫لمزاولــة المهنــة؛‬
‫‪-‬يحــدد الغــاف الزمنــي لرؤســاء األشــغال حســب‬
‫مســتويات التكويــن‪ ،‬فــي ‪ 30‬ســاعة لرؤســاء‬ ‫‪-‬يعتمــد مكتــب التكويــن المهنــي وإنعــاش الشــغل‬
‫األشــغال مــن الدرجــة الثالثــة (ســلم ‪ ،)8‬و‪ 24‬ســاعة‬ ‫إطــارا مرجعيــا للكفايــات‪ ،‬فــي تحديــد حاجيــات أســاتذة‬
‫لرؤســاء األشــغال مــن الدرجــة الثانيــة (ســلم ‪ ،)9‬و‪21‬‬ ‫التكويــن المهنــي مــن التكويــن المســتمر؛‬
‫ســاعة مــن رؤســاء األشــغال مــن الدرجــة الثالثــة (ســلم‬
‫‪-‬فــي إطــار مشــروع إرســاء المقاربــة باعتبــار الكفايــات‪،‬‬
‫‪ 10‬و‪.)11‬‬
‫فــي إطــار التعــاون مــع كنــدا‪ ،‬قــام قطــاع التكويــن‬
‫‪-‬يمكــن لهــذه الفئــات إنجــاز ســاعات إضافيــة عنــد‬ ‫المهنــي ســنة ‪ 2007‬بوضــع إطــار مرجعــي للكفايــات‬
‫االقتضــاء‪.‬‬ ‫يعتمــد علــى تجــارب نموذجيــة ويضــم خمــس كفايــات‬
‫نوعيــة وتســع كفايــات أفقيــة‪ ،‬تشــكل مجتمعــة‬
‫‪-‬النســبة ألســاتدة التكويــن المهنــي يتحــدد هــذا‬
‫الكفايــات الالزمــة لممارســة المهنــة‪:‬‬
‫الغــاف فــي ‪ 21‬ســاعة‪.‬‬
‫الكفايــات الخاصــة النوعيــة‪ :‬تحضيــر الدروس‪ ،‬إعداد وســائل‬
‫‪ -‬النظام األساسي لمكتب التكوين المهني‪:‬‬
‫التدريــس والتعليــم‪ ،‬التدريــس وفــق المقاربــة بالكفايــات‪،‬‬
‫يحــدد الفصــل ‪ 16‬منــه المــدة األســبوعية للعمــل فــي ‪40‬‬ ‫تقويــم الكفايــات‪ ،‬تتبــع إنجــاز تداريــب التكويــن‪.‬‬
‫ســاعة لــكل الموظفيــن‪ ،‬وهــو مــا يمثــل مــا بيــن ‪ 36‬ســاعة‬
‫الكفايــات العامــة المشــتركة‪ :‬تخطيــط الــدرس‪ ،‬التواصــل‬
‫أســبوعية مــن الــدرس الحضــوري للتخصــص والتأهيل‪ ،‬و‪26‬‬
‫الشــفهي والمكتــوب فــي إطــار وضعيــة مهنيــة‪ ،‬إعــداد‬
‫للتقنــي والتقنــي المتخصــص‪ .‬ويخصــص باقــي الغــاف‬
‫وثائــق ووســائل بيداغوجيــة‪ ،‬التدخــل فــي الوضعيــات‬
‫للمشــاركة فــي االجتماعــات أو فــي تأطيــر المتدربيــن داخــل‬
‫المهنيــة‪ ،‬تنشــيط فريــق‪ ،‬ربــط عالقــة دعــم‪ ،‬اســتعمال‬
‫المقــاوالت‪.‬‬
‫الوســائل المعلوماتيــة والمكتبيــة الحديثــة‪ ،‬إنجــاز تقاريــر‬
‫حــول األنشــطة البيداغوجيــة‪ ،‬المشــاركة فــي أنشــطة إعــادة‬
‫التأهيــل البيداغوجــي والتقنــي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ .IV‬التعليم العتيق‬
‫‪ .1‬الفاعلون(ات) العاملون(ات) بالتعليم العتيق‬
‫مــا يناهــز ‪ 22‬ألــف و‪ 500‬منتســب لهــذه الهيئــة‪ .‬ويوضــح‬ ‫يمكــن تحديــد األعــداد اإلجماليــة للمــوارد البشــرية العاملــة‬
‫الجــدول أســفله‪ ،‬توزيعهــا بحســب الفئــات‪.‬‬ ‫بالتعليــم العتيــق حاليــا وفقــا للمعطيــات المتوفــرة‪ ،‬فــي‬

‫الجدول ‪ :12‬الهيئات العاملة بالتعليم العتيق (‪)2016-2015‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫األعداد‬ ‫الهيئات‬

‫‪14,85‬‬ ‫‪3338‬‬ ‫هيئة التدريس‬

‫‪26,59‬‬ ‫‪13317‬‬ ‫المدبرون‬

‫‪86,3‬‬ ‫‪868‬‬ ‫األطر اإلدارية‬

‫‪7,06‬‬ ‫‪1587‬‬ ‫المستخدمون‬

‫‪14,95‬‬ ‫‪3361‬‬ ‫المكلفون بالتحفيظ‬

‫‪100‬‬ ‫‪22471‬‬ ‫المجموع‬


‫المصدر‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية (‪.)2016- 2015‬‬

‫أ‪ .‬هيئة التدريس‪:‬‬


‫‪-‬أســاتذة ممارســون ومتقاعــدون ينتمــون إلــى قطــاع‬ ‫يبلــغ عــدد األســاتذة بالتعليــم العتيــق ‪ 3338‬أســتاذا مــن‬
‫التعليــم العمومــي الذيــن يتــم االســتعانة بهــم‬ ‫بينهــم ‪ 379‬أســتاذة‪ .‬تتكــون هيئــة التدريــس هــذه مــن‬
‫لتدريــس مــواد الثلثيــن‪.‬‬ ‫األصنــاف اآلتيــة‪:‬‬
‫‪-‬أســاتذة يتوفــرون علــى تكويــن أكاديمــي ولــم يســبق‬ ‫‪-‬شــيوخ وفقهــاء مــن حفظة القرآن الكريــم والمتمكنين‬
‫لهــم أن تلقــوا أي تكويــن بيداغوجــي أساســي فــي‬ ‫مــن العلــوم الشــرعية واللغويــة‪ ،‬علــى الرغــم مــن‬
‫أحــد مراكــز التربيــة والتكويــن المتخصصــة‪.‬‬ ‫عــدم توفرهــم علــى تكويــن أكاديمــي وبيداغوجــي‪.‬‬
‫‪-‬أســاتذة جامعيــون وأطــر إداريــة حاصلــة علــى الدكتوراه‬
‫فــي مختلــف التخصصــات التعليمية‪.‬‬

‫الجدول ‪ :13‬توزيع هيئة التدريس بالتعليم العتيق حسب الجهات (‪)2016-2015‬‬

‫نسبة اإلناث‬ ‫اإلناث‬ ‫هيئة التدريس‬ ‫الجهة‬

‫‪%14,90‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪933‬‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‬

‫‪%2,43‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪576‬‬ ‫سوس ماسة‬

‫‪%8,55‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪339‬‬ ‫مراكش آسفي‬

‫‪%13,31‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪308‬‬ ‫فاس مكناس‬

‫‪%30,23‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪258‬‬ ‫درعة تافياللت‬

‫‪%7,76‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪219‬‬ ‫بني مالل خنيفرة‬

‫‪%5,08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪197‬‬ ‫الدار البيضاء سطات‬

‫‪%7,89‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪190‬‬ ‫الشرق‬

‫‪%18,44‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪179‬‬ ‫الرباط سال القنيطرة‬

‫‪%2,16‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪139‬‬ ‫كلميم واد نون‬

‫‪%11,35‬‬ ‫‪379‬‬ ‫‪3 338‬‬ ‫المجموع العام‬


‫المصدر‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية (‪.)2016- 2015‬‬

‫‪33‬‬
‫المحور األول‬

‫‪-‬الكتــاب العامــون‪ ،‬ويتــم تكليفهــم بمؤسســات‬ ‫ب‪ .‬األطر اإلدارية‪:‬‬


‫التعليــم العتيــق التــي تضــم الطــور النهائــي مــن بيــن‬
‫بيلــغ تعــادد هيئــة األطــر اإلداريــة فــي التعليــم العتيــق ‪868‬‬
‫الحاصليــن علــى شــهادة اإلجــازة علــى األقــل‪.‬‬
‫إطــارا‪ ،‬وتتشــكل هــذه الهيئــة مــن األصنــاف اآلتيــة‪:‬‬
‫‪-‬الحــراس العامــون والمقتصــدون‪ ،‬وهــم فــي الغالــب‬
‫‪-‬المكلفــون والمشــرفون علــى تســيير مؤسســات‬
‫مــن الحاصليــن علــى شــهادة البكالوريــا فمــا فــوق‪،‬‬
‫التعليــم العتيــق‪ ،‬وهــم فــي الغالــب شــيوخ وفقهــاء‬
‫وفــي حاجــة إلــى تكويــن يتناســب والمهــام التــي‬
‫إضافــة إلــى بعــض أطــر اإلدارة التربويــة التــي راكمــت‬
‫يضطلعــون بهــا‪.‬‬
‫خبــرة ســابقة بالتعليــم العمومــي‪ ،‬وكــذا عــدد قليــل‬
‫مــن موظفــي الــوزارة الذيــن تتوفــر فيهــم الشــروط‬
‫القانونيــة والتربويــة‪.‬‬

‫الجدول ‪ :14‬توزيع هيئة اإلدارة حسب الجهات (‪)2016-2015‬‬

‫النسبة‬ ‫األطر اإلدارية‬ ‫الجهة‬

‫‪%23,73‬‬ ‫‪206‬‬ ‫طنجة ‪-‬تطوان ‪-‬الحسيمة‬

‫‪%22,58‬‬ ‫‪196‬‬ ‫سوس ‪-‬ماسة‬

‫‪%10,02‬‬ ‫‪87‬‬ ‫فاس ‪-‬مكناس‬

‫‪%9,22‬‬ ‫‪80‬‬ ‫مراكش ‪-‬آسفي‬

‫‪%7,14‬‬ ‫‪62‬‬ ‫درعة ‪-‬تافياللت‬

‫‪%6,34‬‬ ‫‪55‬‬ ‫بني مالل ‪-‬خنيفرة‬

‫‪%5,99‬‬ ‫‪52‬‬ ‫كلميم ‪-‬واد نون‬

‫‪%5,76‬‬ ‫‪50‬‬ ‫الدار البيضاء الكبرى ‪-‬سطات‬

‫‪%4,72‬‬ ‫‪41‬‬ ‫لرباط ‪-‬سال ‪-‬القنيطرة‬

‫‪%4,49‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الشرق‬

‫‪%100‬‬ ‫‪868‬‬ ‫المجموع الوطني‬

‫المصدر‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية (‪.)2016- 2015‬‬

‫‪-‬أســاتذة مرشــدين حافظيــن لكتــاب اللــه ومتمكنين من‬ ‫ج‪ .‬هيئة اإلشراف التربوي‪:‬‬
‫العلــوم الشــرعية واللغويــة‪ ،‬أغلبهــم ســبق أن تلقــى‬
‫يبلــغ عــدد المؤطريــن التربوييــن فــي التعليــم العتيــق ‪70‬‬
‫تكوينــا بيداغوجيــا فــي أحــد مراكــز التربيــة والتكويــن‬
‫مؤطــرا ‪ ،‬وتتكــون هــذه الهيئــة مــن‪:‬‬
‫المتخصصــة‪.‬‬
‫‪-‬مفتشــين تربوييــن ممارســين ومتقاعديــن ممــن‬
‫د‪ .‬هيئة اإلشراف اإلداري‪:‬‬
‫راكمــوا خبــرات فــي مجــال اإلشــراف التربــوي‬
‫تتشــكل هــذه الهيئــة فــي التعليــم العتيــق مــن بعــض أطــر‬ ‫بالتعليــم العمومــي‪ .‬إضافــة إلــى عــدد مــن األســاتذة‬
‫اإلدارة التربويــة التــي كانــت تمــارس عملهــا ســابقا بالتعليــم‬ ‫الجامعييــن‪.‬‬
‫العمومــي‪ ،‬وراكمــت خبــرات مهمــة فــي مجــال التدبيــر‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫في اإلعدادي‪ ،‬يشترط أن يكون المدير‪:‬‬ ‫‪.2‬شــروط تنظيميــة خاصــة ببعــض الهيئــات العاملــة‬
‫‪-‬حاصــا علــى األقــل علــى شــهادة العالميــة فــي‬ ‫بالتعليــم العتيــق‬
‫التعليــم العتيــق أومــا يعادلهــا‪.‬‬ ‫يحــدد القــرار رقــم ‪ 1068.11‬صــادر فــي ‪ 23‬جمــادى‬
‫‪-‬مــارس التدريــس بمؤسســات التعليــم العتيــق أو‬ ‫األولــى ‪ 27 ( 1432‬أبريــل ‪ ،) 2011‬المؤهــات التربويــة‬
‫العمومــي أوالخصوصــي خمــس ســنوات علــى‬ ‫الواجــب توفرهــا فــي مديــري مؤسســات التعليــم العتيــق‬
‫األقــل‪ ،‬أومهمــة مديــر بإحــدى هــذه المؤسســات‬ ‫والمدرســين العامليــن بهــا‪ ،‬كاآلتــي‪:‬‬
‫لمــدة ال تقــل عــن ثــاث ســنوات‪.‬‬ ‫‪ .1‬المدرسون‪:‬‬
‫في الثانوي يشترط في المدير أن يكون‪:‬‬ ‫‪-‬فــي االبتدائــي يشــترط فــي المــدرس أن يكــون‬
‫‪-‬حاصــا علــى األقــل علــى شــهادة العالميــة فــي‬ ‫حاصــا علــى األقــل علــى شــهادة البكالوريــا التعليــم‬
‫التعليــم العتيــق أو مــا يعادلهــا‪.‬‬ ‫العتيــق أومــا يعادلهــا‪.‬‬

‫‪-‬مــارس التدريــس بمؤسســات التعليــم العتيــق‬ ‫‪-‬فــي اإلعــدادي والثانــوي يشــترط فــي المــدرس أن‬
‫أوالعمومــي أوالخصوصــي ســت ســنوات علــى‬ ‫يكــون حاصــا علــى شــهادة العالميــة أواإلجــازة مــن‬
‫األقــل‪ ،‬أومهمــة مديــر بإحــدى هــذه المؤسســات‬ ‫دار الحديــث الحســنية أوجامعــة القروييــن أوشــعب‬
‫لمــدة ال تقــل عــن أربــع ســنوات‪.‬‬ ‫الدراســات اإلســامية بكليــة اآلداب والعلــوم‬
‫اإلنســانية‪.‬‬
‫في التعيلم العالي يشترط في المدير أن يكون‪:‬‬
‫‪-‬أمــا فــي التعليــم النهائــي –العالــي‪ -‬فيشــترط فــي‬
‫‪-‬حاصــا علــى علــى شــهادة الدكتــوراة أوشــهادة‬ ‫األســتاذ أن يكــون حاصــا علــى شــهادة الدكتــوراه‬
‫الماســتر علــى األقــل مســلمتين مــن إحــدى الجامعــات‬ ‫فــي المجــال المطلــوب أوشــهادة معادلــة‪.‬‬
‫المغربيــة أوشــهادة معادلــة إلحداهمــا‪.‬‬
‫‪ .2‬المديرون‪:‬‬
‫‪-‬مــارس التدريــس بمؤسســات التعليــم العتيــق‬
‫أوالعمومــي أوالخصوصــي خمــس ســنوات علــى‬ ‫في االبتدائي‪ ،‬يشترط في المدير أن يكون‪:‬‬
‫األقــل‪ ،‬أومهمــة مديــر بإحــدى هــذه المؤسســات‬ ‫‪-‬حاصــا علــى األقــل علــى شــهادة البكالوريــا التعليــم‬
‫لمــدة ال تقــل عــن خمــس ســنوات‪.‬‬ ‫العتيــق أومــا يعادلهــا‪.‬‬
‫‪-‬ويمكــن بصفــة اســتثنائية الســماح لألشــخاص غيــر‬ ‫‪-‬مــارس التدريــس بمؤسســات التعليــم العتيــق‬
‫المتوفريــن علــى إحــدى الشــهادات المذكــورة شــريطة‬ ‫أوالعمومــي أوالخصوصــي خمــس ســنوات علــى‬
‫أن يكونــوا قــد مارســوا اإلدارة لمــدة ال تقــل عــن ثمــان‬ ‫األقــل‪ ،‬أومهمــة مديــر بإحــدى هــذه المؤسســات‬
‫ســنوات فــي إحــدى مؤسســات التعليــم العتيــق أو‬ ‫لمــدة ال تقــل عــن ثــاث ســنوات‪.‬‬
‫العمومــي أو الخصوصــي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫المحور األول‬

‫كل مــن المتعلميــن(ات) والمتدربيــن والطلبــة مــن التكويــن‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلشكاليات‬


‫والدعــم والتأطيــر والتوجيــه‪ ،‬وحاجــات المنظومــة التربويــة‬
‫ووظائفهــا مــن الكفايــات المهنيــة الجديــدة فــي مواكبــة‬ ‫أوال‪ .‬إشكاليات متعلقة بمهننة وتأهيل الفاعلين‬
‫لمســتجدات التربيــة والتكويــن‪ ،‬والحاجــة إلــى تحقيــق‬
‫نجاعــة األداء المهنــي والتكامــل الوظيفــي للمهــن داخــل‬ ‫‪ . 1‬إشــكالية تدبيــر الخصــاص فــي الفاعليــن التربويين‬
‫المؤسســات التربويــة‪.‬‬ ‫وجــودة التكويــن والتأهيل‬

‫تتأكــد أهميــة هــذه اإلشــكالية بالنظــر للســيرورة التــي‬ ‫تطــرح هــذه اإلشــكالية مــدى االنســجام القائــم بيــن تحديــد‬
‫عرفتهــا المنظومــة التربويــة منــذ صــدور الميثــاق الوطنــي‬ ‫الحاجــات والتوقعــات مــع التدابيــر الفعليــة لســد الخصــاص‬
‫للتربيــة والتكويــن‪ ،‬وتبنــي الرؤيــة االســتراتيجية لإلصــاح‬ ‫مــن األطــر البيداغوجيــة واألطــر اإلداريــة وأطــر التفتيــش‬
‫‪ ،2030-2015‬وال ســيما ربــط التربيــة والتعليــم والتكويــن‬ ‫التربــوي والتوجيــه والتخطيــط إلــخ‪ ،‬وتوفيــر المناصــب‬
‫بالتنميــة البشــرية وبتنميــة القــدرات‪ ،‬وبمقتضيــات‬ ‫الماليــة الكافيــة لتغطيــة هــذه الحاجــات‪ .‬إذ غالبــا مــا تكــون‬
‫اإلنصــاف والجــودة واالرتقــاء الفــردي والمجتمعــي‪.‬‬ ‫هــذه التدابيــر متأخــرة‪ ،‬وال تســتجيب لمعاييــر الجــودة‬
‫المطلوبــة (التوظيــف المباشــر أو بموجــب عقــود بــدون‬
‫فــي هــذا الصــدد‪ ،‬ال بــد مــن تســجيل انحصــار األدوار‬ ‫تكويــن)‪ ،‬وال تكــون منتظمــة حســب كــم ونــوع الحاجــات‬
‫والمهــام المهنيــة التربويــة منــذ مطلــع األلفيــة الثالثــة‬ ‫التــي تــم تشــخيصها‪.‬‬
‫فــي التدريــس أو التفتيــش التربــوي‪ ،‬أو التدبيــر اإلداري‪،‬‬
‫أو التوجيــه والتخطيــط‪ ،‬دون إدمــاج المواصفــات والمهــام‬ ‫يظهــر أثــر ذلــك علــى عــدم انتظــام التكوينــات التأهيليــة‬
‫الجديــدة المطلوبــة والمرتبطــة بالدعــم وتكافــؤ الفــرص‪،‬‬ ‫لمزاولــة المهنــة وضعــف بعضهــا خاصــة بالنســبة ألســاتذة‬
‫والتنســيق بيــن األدوار المهنيــة للفاعليــن‪ ،‬والحــس‬ ‫التعليــم المدرســي الجــدد‪ ،‬ذلــك أنهــا ال تســتغرق المــدد‬
‫النقــدي تجــاه الممارســات المهنيــة‪ ،‬وتشــخيص الوضعيــات‬ ‫الكافيــة للتمكــن مــن الكفايــات المهنيــة المطلوبــة‪ .‬أمــا‬
‫الصعبــة‪ ،‬وابتــكار وســائل جديــدة للعمــل‪ ،‬إلــخ‪.‬‬ ‫بالنســبة للتكويــن المهنــي فــإن التكوينــات التأهيليــة‬
‫لمزاولــة المهنــة تظــل غيــر كافيــة وجــد محــدودة فــي‬
‫‪.3‬إشــكاليات مرتبطــة بالبعــد القيمــي للمهــن‬ ‫الزمــان‪ ،‬فيمــا يســجل غيــاب تأهيــل بيداغوجــي ممأســس‬
‫التربويــة وأخالقياتهــا‪،‬‬ ‫وممهنــن بالنســبة ألســاتذة التعليــم العالــي الجــدد‪ ،‬إضافــة‬
‫تتميز هذه اإلشكاليات بما يلي‪:‬‬ ‫إلــى انعــدام تكويــن بيداغوجــي أســاس لــدى غالبيــة األطــر‬
‫التربويــة واإلداريــة العاملــة بمؤسســات التعليــم العتيــق‪.‬‬
‫‪-‬تشــتت العناصــر القيميــة المرتبطــة بمهــن التربيــة‬
‫والتكويــن والبحــث مــا بيــن المرجعيــات المؤسســاتية‬ ‫ازدادت هــذه اإلشــكالية تعقيــدا مــع تبنــي قطــاع التعليــم‬
‫والدالئــل المهنيــة‪ ،‬والتمثــات االجتماعيــة؛‬ ‫المدرســي مقاربــة جديــدة للتوظيــف وســد الخصــاص‬
‫مبنيــة علــى التعاقــد والمصاحبــة الميدانيــة‪ ،‬حيــث أن‬
‫‪-‬ضعــف تحصيــن المهــن التربويــة مــن بعــض الظواهــر‬
‫تدبيــر التكويــن والتأهيــل فــي هــذه الصيغــة ركــز علــى‬
‫علــى مســتوى العالقــات األفقيــة والعموديــة‪،‬‬
‫حصــص تأطيريــة موســمية إلعــداد المدرســين والمدرســات‬
‫والتــي تتجلــى بالخصــوص فــي مظاهــر العنــف‬
‫المتعاقديــن‪ .‬عــاوة علــى عــدم توفــر العــدد الكافــي مــن‬
‫بجميــع أنواعــه (اللفظــي والمــادي والرمــزي)‪ ،‬وعــدم‬
‫األطــر البيداغوجيــة المكلفــة بالمصاحبة والتأطيــر الميداني‪،‬‬
‫االحتــرام‪ ،‬والالمبــاالة بالــدروس‪ ،‬وغيــر ذلــك مــن‬
‫ونقــص تأطيرهــم وتكوينهــم ألجــل هــذه المهــام‪.‬‬
‫الظواهــر المخلــة بنبــل المهــن التربويــة وقدســية‬
‫الفضــاء المدرســي؛‬ ‫يالحــظ كذلــك ضعــف التنســيق والتكامــل المفــروض فــي‬
‫المهــام واألدوار بيــن المؤسســات الجامعيــة المحتضنــة‬
‫‪-‬تضافــر عــدة عوامــل (أشــكال التدبيــر المعتمــدة‪،‬‬
‫للمســالك التربويــة مــن جهــة‪ ،‬وبيــن المراكــز الجهويــة‬
‫غيــاب شــروط المزاولــة الناجعــة خاصــة فــي المناطــق‬
‫لمهــن التربيــة والتكويــن مــن جهــة ثانيــة‪ ،‬وضعــف حضــور‬
‫النائيــة والصعبــة‪ ،‬شــعور بعــض فئــات الفاعليــن‬
‫مؤسســات التدريــب الميدانــي كفضــاء أســاس إلنمــاء‬
‫بعــدم االســتقرار النفســي والمهنــي واالجتماعــي‪،‬‬
‫وصقــل الكفايــات المهنيــة‪.‬‬
‫غيــاب آليــات للوســاطة وحــل النزاعــات داخــل‬
‫المؤسســات‪ ،)...‬ســاهمت بشــكل كبيــر فــي تدنــي‬ ‫‪.2‬إشــكالية مالءمــة األدوار والمهــام والكفايــات‬
‫الصــورة القيميــة والمكانــة االعتباريــة للفاعــل(ة)‬ ‫ا لمهنيــة‬
‫التربــوي(ة) لــدى المجتمــع‪ ،‬وفــي شــيوع تمثــات‬ ‫تطــرح هــذه اإلشــكالية مــدى انتظــام مالءمــة المواصفــات‬
‫وأحــكام تضعــف الثقــة فــي المدرســة والهيئــات‬ ‫المهنيــة للفاعليــن التربوييــن‪ ،‬علــى المســتوى التنظيمــي‬
‫المهنيــة العاملــة بهــا؛‬ ‫‪-‬القانونــي‪ ،‬والمهنــي والتكوينــي‪ ،‬بمــا يســتجيب لحاجــات‬

‫‪36‬‬
‫‪-‬تقــادم النصــوص التنظيميــة المتعلقــة بهيكلــة‬ ‫‪ -‬ومن شــأن عدم معالجة اإلشــكاالت ســالفة الذكر‪ ،‬أن‬
‫مؤسســات التربيــة والتكويــن والبحــث‪ ،‬وبالهيئــات‬ ‫يســاهم فــي تفاقــم بعــض االختــاالت فــي العالقــة‬
‫التربويــة العاملــة بهــا‪ ،‬وعــدم مالءمتهــا ألشــكال التدبيــر‬ ‫بيــن الحقــوق والواجبــات المهنيــة‪ ،‬من قبيل‪:‬‬
‫الناجــع‪ ،‬ولألوضــاع الجديــدة للفاعليــن(ات)‪ ،‬ومــا تتطلبــه‬
‫‪ ‬التعاطــي غيــر المتــوازن مــع الحقــوق والواجبــات‪،‬‬
‫مــن أدوار ومهــام‪.‬‬
‫وتنامــي مســاءلة االلتــزام بالواجــب المهنــي؛‬
‫المحــور الثانــي‪ :‬يخــص االختــاالت التــي يعرفهــا‬ ‫‪ ‬تنامــي ظواهــر مخلــة باألخالقيــات المهنيــة‪،‬‬
‫تدبيــر الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬أهم مؤشــراتها‪:‬‬ ‫كتعاطــي بعــض الفاعليــن لــدروس خاصــة بمقابــل‬
‫‪-‬هيمنــة التدبيــر الممركــز‪ ،‬بنســب متفاوتــة حســب‬ ‫مــادي خــارج الضوابــط المعمــول بهــا فــي هــذا‬
‫قطاعات التربية والتكوين والبحث‪ ،‬في رســم وقيادة‬ ‫المجــال‪ ،‬وال ســيما مــع تالميــذ الفصــول التــي‬
‫السياســات العموميــة‪ ،‬الســيما تلــك المتعلقــة‬ ‫يتولــى المــدرس تعليمهــا‪ ،‬وللمحابــاة فــي ولــوج‬
‫بالمهــن التربويــة والفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)؛‬ ‫بعــض التكوينــات بالتعليــم العالــي والتكويــن‬
‫المهنــي‪ ،‬وللتأخــرات وللتغيبــات غيــر المبــررة‪ ،‬إلــخ‪.‬‬
‫‪-‬التوزيــع الجغرافــي الالمتكافــئ للمــوارد البشــرية‬
‫الــذي يكــرس التفــاوت بيــن المؤسســات والجهــات‪:‬‬
‫ثانيا‪.‬إشــكاليات تتعلــق بالمؤسســة ومزاولــة‬
‫‪-‬ســوء التدبيــر الــذي يطبــع مســألة انتشــار المــوارد‬ ‫المهــام التربويــة وتدبيــر العالقــات المهنيــة‬
‫البشــرية داخــل المنظومــة التربويــة‪ ،‬والــذي يجعــل‬ ‫بيــن الفاعليــن(ات)‬
‫نفــس الجهــة تعانــي مــن خصــاص فــي الفاعليــن‬
‫تغطــي هــذه اإلشــكالية الوضــع المؤسســاتي الــذي‬
‫التربوييــن بالمــوازاة مــع تواجــد فائــض منهــم‪ ،‬ال يتــم‬
‫تمـ َ‬
‫ـارس فيــه المهــن التربويــة والتكوينيــة‪ .‬أمــا أهــم تجليــات‬
‫توظيفــه فــي الحــد مــن آثــار هــذا الخصــاص‪ .‬ويشــكل‬
‫هــذه اإلشــكالية‪ ،‬فيمكــن تلخيصهــا فــي أربعــة محــاور هــي‬
‫قطــاع التعليــم المدرســي نموذجــا صارخــا فــي هــذا‬
‫علــى التوالــي‪:‬‬
‫المجــال؛‬
‫المحــور األول‪ :‬يهــم وجــود عــدة اختــاالت فــي أدوار‬
‫‪-‬اللجــوء إلــى التوظيــف المباشــر فــي التعليــم‬
‫ً‬
‫مؤسســة التربيــة والتكويــن والبحــث‪ ،‬ناتجــة عمــا‬
‫ســلبا علــى جــودة األداء‬ ‫المدرســي‪ ،‬ممــا يؤثــر‬
‫يلــي‪:‬‬
‫المهنــي والمردوديــة؛‬
‫‪-‬التفــاوت الملحــوظ فــي تحقيــق اســتقاللية وظيفيــة‬
‫‪-‬التنــوع فــي أنظمــة االلتحــاق بالمهنــة فــي التكويــن‬
‫فعليــة لمؤسســات التربيــة والتكويــن‪ ،‬مــا بيــن غيابهــا‬
‫المهنــي وضعــف نجاعتهــا فــي اســتقطاب الكفــاءات‬
‫فــي التعليــم المدرســي‪ ،‬وتحققهــا النســبي فــي‬
‫الالزمــة وخاصــة مــن هيئــة المكونيــن‪ ،‬مــع تبايــن‬
‫التعليــم العالــي‪ ،‬مــع تســجيل بعــض المبــادرات‬
‫كبيــر فــي الوضعيــات اإلداريــة للعامليــن بالقطاعــات‬
‫األوليــة فــي التكويــن المهنــي (التدبيــر المفــوض)؛‬
‫المكونــة؛‬
‫‪-‬عــدم لعــب مجالــس المؤسســات ألدوارهــا المنوطــة‬
‫‪-‬عــدم اســتقرار األطــر التربويــة العاملــة بمؤسســات‬
‫بهــا بمــا فيــه الكفايــة‪ ،‬ووفــق مــا هــو مخــول لهــا داخــل‬
‫التعليــم العتيــق‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى نــوع مــن الهــدر‬
‫النصــوص التــي تؤطرهــا؛‬
‫التربــوي والمالــي؛‬
‫‪-‬النقــص الكبيــر فــي العمــل الجماعــي والتنســيق‬
‫‪-‬التدبيــر المحــدود للحيــاة المهنيــة‪ ،‬والمنحصــر فــي‬
‫بيــن الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬وغيــاب البنيــات‬
‫المســار الوظيفــي للفاعــل(ة) التربــوي(ة)؛‬
‫أس َســة للتكامــل الوظيفــي‬
‫الم َم ِ‬
‫الضروريــة واآلليــات ُ‬
‫‪-‬االختــاالت التــي تســود تنظيــم حركيــة الفاعليــن(ات)‬ ‫بيــن المهــن التربويــة داخــل مؤسســات التربيــة‬
‫التربوييــن(ات)‪ ،‬أفقيــا علــى مســتوى الحركــة‬ ‫والتكويــن؛‬
‫االنتقاليــة‪ ،‬وعموديــا علــى مســتوى تغييــر اإلطــار‬
‫‪-‬ضعــف التفاعــل بيــن الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬
‫والمهــام‪ ،‬وتأثيــر ذلــك علــى االســتقرار والرضــى‬
‫ومحيــط المؤسســة (األســر‪ ،‬الفاعلــون االقتصاديون‪،‬‬
‫ا لمهنييــن ؛‬
‫جمعيــات المجتمــع المدنــي‪)...‬؛‬
‫‪-‬الترقــي المهنــي الــذي ال يرتكــز علــى التقييمــات‬
‫‪-‬عدم تفعيل شــبكات التربية والتكوين على المســتوى‬
‫المنتظمــة‪ ،‬وال يأخــذ بعيــن االعتبــار المبــادرات‬
‫المحلــي والجهــوي‪ ،‬التــي أوصــى بإرســائها الميثــاق‬
‫المجــددة واالجتهــادات‪ ،‬عــاوة علــى كونــه محــدود‬
‫الوطنــي للتربيــة والتكويــن؛‬
‫الفــرص والســالم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المحور األول‬

‫ج‪.‬تقييــم مهــام أطــر التدبيــر والتفتيــش التربــوي ال يأخــذ‬ ‫المحــور الثالــث‪ :‬يتعلــق بظــروف مزاولــة المهــن‬
‫بعيــن االعتبــار البرامــج الفعليــة المنجــزة‪ ،‬وتتبــع آثارهــا‬ ‫التربويــة‪ ،‬والتــي تتســم علــى العمــوم بـــ‪:‬‬
‫العمليــة علــى مســتوى المؤسســات والفاعليــن(ات)‬
‫‪-‬الصعوبــة والمشــقة فــي حــاالت متعــددة‪ ،‬وال ســيما‬
‫التربوييــن(ات)؛‬
‫بالنســبة للعامليــن بالتعليــم المدرســي فــي المناطــق‬
‫د‪.‬ربــط تقييــم األســتاذ الباحــث بالتعليــم العالــي بطلــب‬ ‫القرويــة والنائيــة والمعزولــة والهامشــية؛‬
‫الترقيــة‪ ،‬وعــدم انتظامــه‪ ،‬وعزلــه عــن األداء العــام‬
‫‪-‬اشــتغال الفاعليــن(ات) بشــكل معــزول عــن بعضهــم‬
‫للشــعبة التــي يمــارس فيهــا مهــام التكويــن والبحــث؛‬
‫البعــض داخــل نفــس المؤسســة التربويــة‪ ،‬فــي غيــاب‬
‫هـ‪.‬تبايــن فــي تقييــم أداء الفاعليــن(ات) فــي التكويــن‬ ‫التنســيق والتكامــل؛‬
‫المكونــة‪ ،‬وغيــاب إشــراك‬
‫ِّ‬ ‫المهنــي بيــن القطاعــات‬
‫‪-‬هشاشــة بعــض البنيــات والفضــاءات التربويــة‪ ،‬وقلــة‬
‫المكونيــن(ات)‬
‫ِّ‬ ‫مهنيــي المقــاوالت فــي تقييــم عمــل‬
‫التجهيــزات والمــوارد؛‬
‫بالخصــوص؛‬
‫‪-‬االكتظــاظ المتفاقــم داخــل فضــاءات التدريــس‬
‫و‪.‬عــدم احتــكام تقييــم أداء الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪،‬‬
‫والتكويــن‪ ،‬ومــا يولــده مــن عراقيــل أمــام أداء‬
‫ألطــراف داخليــة بالمؤسســة (التالميــذ والطلبــة‬
‫الفاعليــن(ات) لمهامهــم بالنجاعــة المتوخــاة؛‬
‫والمتدربــون(ات))‪ ،‬وألطــراف خارجيــة بالمنظومــة‬
‫التربويــة (النظــراء مــن مؤسســات أخــرى)؛‬ ‫‪-‬النقــص المتزايــد فــي التأطيــر المهنــي للفاعليــن(ات)‬
‫التربوييــن(ات)‪ ،‬وأثــره علــى تطويــر القــدرات وتحســين‬
‫ز‪.‬نقــص شــديد فــي تقييــم أداء ومردودية المؤسســات‬
‫المردوديــة؛‬
‫التربويــة الهيئــات المهنيــة العاملــة بهــا‪ ،‬ال ســيما‬
‫بالتعليــم المدرســي وبعــض قطاعــات التكويــن‬ ‫‪-‬غيــاب مواكبــة للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) فــي‬
‫المهنــي؛‬ ‫وضعيــات هشاشــة نفســية واجتماعيــة (ضغــط‬
‫نفســي‪ ،‬تدهــور الصحــة النفســية‪ ،‬مشــاكل التكيــف‪،‬‬
‫ح‪.‬غيــاب عمليــات التقييــم الذاتــي للفاعليــن(ات)‬
‫إلــخ)‪.‬‬
‫التربوييــن(ات)‪ ،‬رغــم وجــود بنيــات مؤسســية يمكنهــا‬
‫تأطيــر هــذه العمليــات؛‬
‫ثالثا‪.‬إشــكاالت تتعلــق بتقييــم األداء المهنــي‬
‫ط‪.‬تقييمــات مؤسســاتية ذاتية محــدودة داخل الجامعات‬ ‫للفاعليــن التربوييــن فــي عالقــة بإنجازيــة‬
‫وبعــض مؤسســات التكويــن المهنــي‪ ،‬وغائبــة فــي‬ ‫ومردوديــة مؤسســات التربيــة والتكويــن‬
‫مؤسســات التعليــم المدرســي‪.‬‬
‫تثيــر هــذه اإلشــكالية مســألة االفتقــار لمعاييــر موحــدة‬
‫تبــرز أهميــة هــذه اإلشــكالية بالنظــر لمقتضيــات الدســتور‬ ‫ودقيقــة للتقييــم‪ ،‬تأخــذ بعيــن االعتبــار خصوصيــات‬
‫والرؤيــة االســتراتيجية التــي أكــدت ضــرورة جعــل التقييــم‬ ‫األســاك‪ ،‬والمــواد‪ ،‬وظــروف العمــل‪ ،‬واالنخــراط فــي‬
‫يحتــل مكانــة أساســية فــي تطويــر األداء المهنــي وحفــز‬ ‫تنميــة المؤسســة‪ ،‬والمبــادرات واالجتهــادات‪ ،‬والجوانــب‬
‫الفاعليــن التربوييــن وربــط المســؤولية بالمحاســبة‪.‬‬ ‫القيميــة‪ ،‬وغيرهــا مــن مقومــات المهنــة‪ .‬ويمكــن حصــر‬
‫بعــض أهــم تجليــات هــذه اإلشــكالية فيمــا يلــي‪:‬‬
‫أ‪.‬اتســام تقييــم المدرســين(ات) بالظرفيــة وعــدم‬
‫االنتظــام‪ ،‬وارتباطــه بالترقيــة؛‬
‫ب‪َ .‬‬
‫غلبــة المراقبــة التربويــة علــى تقييم المدرســين(ات)‪،‬‬
‫وطابعهــا النمطــي‪ ،‬علــى حســاب عمليــات التأطيــر‬
‫والتنشــيط والتكويــن؛‬

‫‪38‬‬
‫خالصات دالة‬
‫أ‪ .‬المهننة والتأهيل‬
‫‪-‬رهــان اجتماعــي كبيــر علــى الــدور الحاســم للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) ومهننتهــم‬
‫فــي االرتقــاء بجــودة المدرســة ومردوديتهــا‪ ،‬مقابــل محدوديــة المالءمــة والتجديــد‬
‫المســتمرين للمهــن التربويــة‪ ،‬وااللتبــاس الــذي يشــوب أدوارهــا ومهامهــا‪ ،‬وغيــاب‬
‫التكامــل الوظيفــي بينهــا؛‬
‫‪-‬جهــود لتطويــر منظــور ونظــام إلعــداد وتكويــن الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬ال ترقــى‬
‫إلــى مســتوى مــا يتطلبــه التحقــق الفعلــي لمهننــة متكاملــة المقومــات واألبعــاد‪ ،‬تؤهل‬
‫الهيئــات التربويــة للعــب أدوار فاعلــة فــي االرتقــاء المســتمر بوظائــف المدرســة؛‬
‫‪-‬محدوديــة مســايرة مهــن التربيــة والتكويــن للمســتجدات فــي المعــارف والتكنولوجيــات‪،‬‬
‫ولتحــوالت المجتمــع وحاجياتــه المتجــددة‪ ،‬فــي غيــاب آليــات للبحــث والرصــد فــي هــذا‬
‫المجــال؛‬
‫مجــاال لترســيخ القيــم فــي شــتى أبعادهــا لــدى‬
‫ً‬ ‫‪-‬تطلــع لجعــل المنظومــة التربويــة‬
‫الفاعليــن(ات) والمتعلميــن(ات)‪ ،‬يصطــدم بغيــاب منظومــة قيميــة شــاملة وممأسســة‬
‫مؤطــرة للعمــل التربــوي بمؤسســات التربيــة والتكويــن والبحــث‪.‬‬

‫ب‪ .‬مؤسسات التربية والتكوين والبحث‬


‫‪-‬توجهــات إصالحيــة راميــة إلــى إحــداث تغييــر عميــق فــي بنيــات ووظائــف مؤسســات‬
‫التربيــة والتكويــن والبحــث منــذ الميثــاق الوطنــي للتربيــة والتكويــن‪ ،‬مقابــل عــدم تمكيــن‬
‫هــذه األخيــرة مــن تبــوإ مكانــة محوريــة فــي تحقيــق هذا التغييــر باالرتكاز علــى فاعلين(ات)‬
‫تربوييــن(ات) مؤهليــن(ات) ومبادريــن(ات)؛‬
‫‪-‬ســعي المنظومــة التربويــة الوطنيــة إلــى تحقيــق الجــودة‪ ،‬واالرتقــاء بالنجاعــة المهنيــة‪،‬‬
‫وتحســين المردوديــة‪ ،‬يعترضــه نقــص فــي شــروط المزاولــة الناجعــة لمهــن التربيــة‬
‫والتكويــن‪.‬‬

‫ج‪ .‬تقييم الفاعلين(ات) التربويين(ات) ومؤسسات التربية والتكوين والبحث‬


‫‪-‬قصــور كبيــر فــي ثقافــة للتقويــم الممأســس والمنتظــم ألداء كل الفاعليــن(ات)‬
‫التربوييــن فــي مؤسســات التربيــة والتكويــن والبحــث؛‬
‫‪-‬افتقــار تقييــم األداء المهنــي لمقاييــس وشــبكات مضبوطــة وشــفافة‪ ،‬ومحدوديــة‬
‫مســايرة األســاليب التــي يمــارس بهــا للمعاييــر الدوليــة المعمــول بهــا؛‬
‫‪ -‬محدودية في التقييم الذاتي للفاعلين والمؤسسات التربوية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المحور األول‬

‫‪40‬‬
‫المحور الثاني‪:‬‬
‫مرتكزات التأهيل والتجديد‬

‫‪41‬‬
‫المحور الثاني‬

‫المرتكز األول‪ :‬المهننة‬

‫تُ عتبــر المهننــة عمليــة مركبــة ينتــج عنهــا تشـكُّل خبــرة تربويــة‬ ‫أوال‪ .‬مهننة متكاملة األبعاد‬
‫ومجتمعيــة‪ ،‬تســاهم ليــس فقــط فــي تكويــن األجيــال‬ ‫اســتحضارا للصعوبــات واإلشــكاليات المرتبطــة بــأدوار‬
‫الناشــئة‪ ،‬وإدماجهــم االجتماعــي‪ ،‬بــل أيضـ ًـا فــي أن تكــون‬ ‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) ومواصفاتهــم ومهامهــم‪،‬‬
‫مصــدر تأطيــر وتوجيــه واستشــارة لــدى السياســات التربويــة‬ ‫وتكوينهــم‪ ،‬فــإن هــذا التقريــر يضــع المهننــة ضمــن‬
‫العموميــة‪ ،‬بخصــوص مختلــف مشــاريع التكويــن والتطويــر‬ ‫المرتكــزات األساســية لتجديــد مهــن التربيــة والتكويــن‬
‫والتجديــد التــي يتــم إعدادهــا لالرتقــاء بالعمــل التربــوي‪.‬‬ ‫والتدبيــر والبحــث العلمــي‪ ،‬ويعتبرهــا دعامــة أساســية‬
‫ـارا لــكل ذلــك‪ ،‬يتعيــن أن تشــمل مهننــة الفاعليــن(ات)‬‫اعتبـ ً‬ ‫لتكويــن الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬وتمكينهــم مــن‬
‫التربوييــن(ات) ثالثــة أبعــاد متكاملــة‪:‬‬ ‫القــدرات والكفايــات الالزمــة لمزاولــة أدوارهــم ومهامهــم‪،‬‬
‫ولتشــكيل هويتهــم المهنيــة‪.‬‬

‫المهننة‪ :‬ثالثة أبعاد‬

‫‪ -‬ﺗﻨﻤﻴــﺔ ﻛﻔﺎﻳــﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋــﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑــﻮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻤﺒــﺎﺩﺭﺓ‬


‫ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ )‪ (La réflexivité‬ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﺼﺮ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻈﻴــﻢ ﺍﻟــﺬﻱ ﺗﻀﻔﻴــﻪ ﺍﻟﺘﺸــﺮﻳﻌﺎﺕ ﻋﻠــﻰ ﺍﻷﻧﻈﻤــﺔ‬


‫ﺍﻟﻤﻬﻨﻴــﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴــﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳــﻦ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴــﺮ‬
‫ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻈﻴــﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗــﻲ ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﻴــﻦ)ﺍﺕ( ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻴــﻦ)ﺍﺕ(‬


‫ﻓــﻲ ﺇﻃــﺎﺭ ﺟﻤﻌﻴــﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴــﺔ ﻭﻫﻴﺌــﺎﺕ ﻣﻬﻨﻴــﺔ‬
‫ﻭﻧﻘﺎﺑﻴﺔ‬

‫للمهنــة‪ ،‬إلــخ)‪ ،‬وكــذا التكيــف مــع الوضعيــات المختلفة‬ ‫البعــد األول‪ :‬يحيــل علــى تنميــة كفايــة الفاعــل التربــوي‬
‫ُ‬
‫التــي تُ َ‬
‫مــارس فيهــا المهنــة التربويــة؛‬ ‫المتعلقــة بالمبــادرة واالبتــكار والنقــد وتطويــر الممارســة‪،‬‬
‫مو ِّلـ ً‬ ‫فــي إطــار االســتقاللية الوظيفيــة‪ ،14‬مــن خــال مــا يلــي‪:‬‬
‫ـدا لمهــارات جديــدة‬ ‫ـا َ‬ ‫‪-‬اعتبــار التبصــر المهنــي عامـ ً‬
‫فــي الممارســة التربويــة‪ ،‬أي عامــل ابتــكار وتجديــد‪،‬‬ ‫‪-‬القــدرة علــى التأمــل الذاتــي (‪ )La réflexivité‬أو‬
‫ينقــل الفاعــل(ة) مــن وضــع المنفــذ والمطبــق‬ ‫التبصــر‪ ،‬بوصفهــا عمليــة معرفيــة تلتصــق بالممارســة‬
‫لخطــط وبرامــج مســبقة‪ ،‬إلــى وضــع المبتكــر الــذي‬ ‫المهنيــة‪ .‬وترتكــز علــى تفكيــر الفاعــل(ة) التربــوي(ة)‬
‫يمــارس عملــه بكيفيــة معقلنــة وهادفــة‪ ،‬وفــي نطــاق‬ ‫فــي ممارســته وتحليلهــا‪ ،‬بغايــة خلــق المرونــة الكافيــة‬
‫اســتقالله الذاتــي‪ ،‬ويبــادر بابتــكار صيــغ جديــدة للعمــل‬ ‫إلجــراء التعديــات الضروريــة فــي الممارســة (إعــادة‬
‫التربــوي يكيفهــا مــع مختلــف الوضعيــات ومســتجدات‬ ‫صياغــة األهــداف‪ ،‬تقييــم النتائــج‪ ،‬تنميــة القــدرات‬
‫الســياق‪ ،‬والمواقــف المعقــدة‪.‬‬ ‫والمهــارات الجديــدة التــي يتطلبهــا الوضــع الجديــد‬

‫‪ .14‬يقصــد باالســتقاللية الوظيفيــة حريــة المبــادرة واالجتهــاد فــي القيــام بالمهــام واألدوار‪ ،‬بغــرض تجويــد األداء‪ ،‬فــي احتــرام تــام لمقتضيــات‬
‫القوانيــن والتشــريعات والمواثيــق المنظمــة للمهــن التربويــة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وتســتند عمليــات التكويــن والتأطيــر والتأهيــل المهنــي‬ ‫البعــد الثانــي‪ :‬يهــم التنظيــم الــذي تضفيــه التشــريعات‬ ‫ُ‬
‫إلــى البحــث العلمــي واالبتــكار (البحــث كخبــرة مــن خبــرات‬ ‫علــى األنظمــة المهنيــة المختلفــة للتربية والتكويــن والتدبير‬
‫مهــن التربيــة والتكويــن‪ ،‬البحــث كمرجعيــة للتكويــن والتنميــة‬ ‫والبحــث العلمــي‪ .‬فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬تشــكل المهننــة‬
‫المهنيــة‪ ،‬البحــث ورصــد الحاجــات المختلفــة‪ ،‬البحــث‬ ‫مجمــوع العمليــات التــي تســتهدف‪:‬‬
‫واالستشــراف)‪.‬‬
‫‪-‬تحويــل النشــاط التربــوي إلــى مهنــة اجتماعيــة منظمــة‬
‫البعــد الثالــث‪ :‬يتعلــق بالتنظيــم الذاتــي للفــا عليــن(ات)‬ ‫تحركهــا غايــات مرتبطــة بوظائــف المدرســة فــي‬
‫التربوييــن (ات) فــي إطــار جمعيــات مدنيــة وهيئــات مهنيــة‬ ‫التربيــة والتنشــئة والتأهيــل‪ ،‬ولهــا إطارهــا التنظيمــي‪،‬‬
‫ونقابيــة‪ ،‬رهانهــا المســاهمة فــي مهننــة العامليــن بهــا‪،‬‬ ‫وقواعدهــا ومتطلباتهــا الخاصــة بــاألداء المهنــي‪،‬‬
‫عبــر التأطيــر الذاتــي والمصاحبــة والتكويــن الميدانــي‪،‬‬ ‫ومرجعيتهــا المجتمعيــة المحــددة ألدوارهــا ومهامهــا‬
‫وتثميــن حقــوق ومصالــح الهيئــات المهنيــة والدفــاع عنهــا‪.‬‬ ‫(الكفايــات المهنيــة‪ ،‬جــودة اإلنتــاج والمنتــوج‪)...‬؛‬
‫وتســعى هــذه الجمعيــات والهيئــات ألن تحظــى باالعتــراف‬
‫‪-‬تشــكيل جماعــة اجتماعيــة للعمــل ذات وضــع اجتماعي‬
‫المجتمعــي كمصــدر خبــرة وآليــة لالرتقــاء المــادي والمهنــي‬
‫واقتصــادي وثقافــي‪ ،‬ومتمكنــة مــن معارفهــا‬
‫واالجتماعــي‪.‬‬
‫وخبراتهــا وكفاياتهــا وأدائهــا المهنــي‪ .‬ويتقاســم‬
‫ً‬
‫أخيرا‪ ،‬فإن الرهان على مهننة الفاعلين(ات) التربويين(ات)‪،‬‬ ‫أعضــاء هــذه الجماعــة االجتماعيــة التربويــة قاعــدة‬
‫يســتهدف تحقيق ما يلي‪:‬‬ ‫مشــتركة مــن المعــارف األساســية القابلــة لإلغنــاء‬
‫والتجديــد‪ ،‬والكفايــات‪ ،‬والمعاييــر‪ ،‬وكــذا الحقــوق‬
‫‪-‬مالءمــة األدوار والمهــام لغايــات وأهــداف المنظومة‬
‫والميثــاق األخالقــي واالجتماعــي المنظــم للعمــل‬
‫وتعزيــز الكفايــات‪ ،‬وتضمينهــا فــي إطــار مرجعــي‬
‫التربــوي؛‬
‫يضبــط ممارســتها؛‬
‫ً‬
‫مســارا تنبنــي‬ ‫‪-‬مأسســة الوضــع المهنــي بإعطائــه‬
‫‪-‬اختــزال الخــط التراتبــي‪ ،‬أو العالقــة التراتبيــة فــي‬
‫ً‬
‫ـتنادا‬
‫داخلــه الهويــة المهنيــة‪ ،‬الفرديــة والجماعيــة‪ ،‬اسـ‬
‫العمــل المهنــي (العالقــة العموديــة)‪ ،‬بتقويــة‬
‫إلــى إطــار التكويــن األســاس والمســتمر والتنميــة‬
‫عالقــات التكامــل والتعاضــد والعمــل المشــترك بيــن‬
‫المهنيــة والتقييــم والترقــي والحفــز‪ .‬ويبــدأ هــذا‬
‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) (‪.)15‬‬
‫المســار باعتــراف مؤسســي يأخــذ شــكل إشــهاد‪.‬‬

‫‪15. la réduction de la ligne hiérarchique.‬‬

‫‪43‬‬
‫المحور الثاني‬

‫ثانيا‪ .‬مهننة بثالثة مداخل للتجديد‬


‫المهننة‪ :‬ثالثة مداخل‬

‫ﺗﺤﺪﻳــﺪ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻭﻣﻬــﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴــﻦ)ﺍﺕ( ﻭﺇﺭﺳــﺎﺀ ﺇﻃــﺎﺭ ﻣﺮﺟﻌــﻲ‬


‫ﻭﻃﻨﻲ ﻧﺎﻇﻢ ﻟﻠﻤﻬﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬

‫ﻧﻈــﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴــﻞ ﻟﻤﻬــﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴــﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳــﻦ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴــﺮ‬


‫ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ‬

‫ﺃﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴــﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴــﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌــﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴــﺔ ﻓــﻲ‬


‫ﻣﻬﻨﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ)ﺍﺕ( ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻴﻦ)ﺍﺕ(‬

‫‪-‬اعتمــاد مبــادئ التفاعــل والتــاؤم والقابليــة للتكيــف‬ ‫‪‬مدخــل إرســاء إطــار مرجعــي وطنــي ناظــم‬
‫مــع تحــوالت بيئــة المدرســة‪ ،‬ومــع تنــوع مجــاالت‬ ‫ألدوار وكفايــات الفاعليــن التربوييــن ولقيــم‬
‫العمــل وخصوصيــات ظــروف مزاولتــه؛‬ ‫رســالتهم التربويــة‪:‬‬
‫‪-‬االنفتــاح الدائــم علــى اإلغنــاء والتحييــن‪ ،‬واالســتجابة‬ ‫نظــرا لمــا عرفتــه مهــن التربيــة والتكويــن والتدبيــر والبحــث‬
‫المتواصلــة للحاجيــات التربويــة واالجتماعيــة‬ ‫مــن تطــور وتشــعب‪ ،‬واعتبــارا لكــون هــذه المهــن ترتكــز‬
‫واالقتصاديــة والثقافيــة والعلميــة‪.‬‬ ‫إلــى أدوار ومهــام وظيفيــة عــاوة علــى كونهــا رســالة‬
‫تربويــة‪ ،‬فيتعيــن إعــادة هيكلتهــا وتنظيمهــا فــي إطــار‬
‫ً‬
‫تحديــدا ألدوار ومهــام الهيئــات‬ ‫يتضمــن اإلطــار المرجعــي‬
‫مرجعــي وطنــي شــامل ألدوار ومهــام وكفايــات الفاعليــن‬
‫المهنيــة العاملــة بالمنظومــة الوطنيــة للتربيــة والتكويــن‬
‫التربوييــن علــى اختــاف هيئاتهــم‪ ،‬وللقيــم التــي تتطلبهــا‬
‫والبحــث العلمــي‪ ،‬وفــق مــا يلــي‪:‬‬
‫رســالتهم التربويــة‪ .‬مــع الحــرص علــى توفيــر االســتقاللية‬
‫‪-‬األدوار والمهــام ذات الطابــع العرضانــي‪ ،‬وتهــم كافــة‬ ‫الوظيفيــة الالزمــة لممارســة العمــل التربــوي القائــم علــى‬
‫الهيئــات المهنيــة‪ ،‬باعتبــار التكامــل الوظيفــي بينهــا؛‬ ‫المبــادرة واالجتهــاد واالبتــكار‪ ،‬فــي إطــار االلتــزام بتوجهــات‬
‫‪-‬األدوار والمهــام الخاصــة بــكل هيئــة مهنيــة‪ ،‬وذلــك‬ ‫السياســات التربويــة فــي مجــاالت التدريــس والتدبيــر‬
‫بحســب وضعهــا المؤسســاتي والتنظيمــي داخــل‬ ‫والتوجيــه والتفتيــش والتخطيــط‪ ،‬والبحــث‪.‬‬
‫المنظومــة التربويــة‪ ،‬والغايــات المتوخــاة مــن إحداثهــا؛‬ ‫‪.I‬اإلطــار المرجعــي لــأدوار والمهــام والكفايــات‬
‫‪-‬الكفايــات التــي يتطلبهــا القيــام بهــذه األدوار والمهام‬ ‫المهنيــة ولقيــم الرســالة التربويــة‪:‬‬
‫المرتبطــة بهــا‪ ،‬ســواء منهــا المشــتركة بيــن الهيئــات‪،‬‬ ‫يشــكل اإلطار المرجعي للمهن التربوية المســتنَ د األســاس‬
‫أو الخاصــة بــكل هيئــة؛‬ ‫الناظــم ألدوار ومهــام الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪،‬‬
‫‪-‬رســم وضــع كل مهنــة‪ ،‬ومتطلبــات مزاولتهــا‪ ،‬ومعايير‬ ‫والقيــم المهنيــة‪ ،‬تؤطــره النصــوص التنظيمية والتشــريعية‬
‫تقييــم األداء المهني‪.‬‬ ‫الضابطــة لعمــل المؤسســات التربويــة‪ .‬يقــوم هــذا اإلطــار‬
‫المرجعــي علــى المبــادئ التاليــة‪:‬‬
‫يتــم التنصيــص فــي اإلطــار المرجعــي علــى الغــاف‬
‫الزمنــي اإلجمالــي‪ ،‬الــذي يغطــي مجمــوع المهــام التــي‬ ‫‪-‬بلــورة المواصفــات الوظيفيــة والقيمية‪-‬األخالقيــة‪،‬‬
‫يقــوم بهــا الفاعــل(ة) التربــوي(ة)‪ ،‬ومــا يرتبــط بهــا مــن‬ ‫وضبــط المهــام وتحديــد الكفايــات الالزمــة لمزاولــة‬
‫عمليــات التخطيــط والتحضيــر واإلنجــاز والتقويــم وغيرهــا‪.‬‬ ‫هــذه المهــن‪ ،‬باعتبــار تكامل أدوارها وتنســيق أهدافها‬
‫وتتمثــل أهميــة هــذا التوجــه فــي كونــه يســمح بهندســة أكثر‬ ‫المشــتركة لفائــدة المدرســة بمعناهــا الشــامل؛‬
‫نجاعــة لتوزيــع مختلــف المهــام وتحديــد البرمجــة الزمنية الذي‬ ‫‪-‬مراعــاة مبــدأ االســتقاللية فــي المبــادرة‪ ،‬فــي احتــرام‬
‫تقتضيهــا كل مهمــة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك الحصــص المخصصــة‬ ‫تــام لمقتضيــات األطــر المرجعيــة المنظمــة والموجهــة‬
‫للتكويــن المســتمر‪ .‬كمــا َ‬
‫يم ِّكــن مــن تدبيــر طبيعــي ومتــوازن‬ ‫لــكل مهنــة؛‬
‫‪44‬‬
‫التفتيــش التربــوي والتوجيــه والتخطيــط‪ ،‬اإلدارة التربويــة‬ ‫إليقاعــات اإلنجــاز‪ ،‬وتدخــات االســتدراك‪ ،‬ويســاهم فــي‬
‫والتدبيــر‪.)...‬‬ ‫تحديــد المســؤوليات عــن إنجــاز مختلــف المهــام‪.‬‬
‫‪ .1‬األدوار والمهام المشتركة بين الفاعلين التربويين‪:‬‬ ‫تتولــى الســلطات المشــرفة علــى التربيــة والتكويــن بلــورة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫هــذا اإلطــار المرجعــي بتشــارك وتشــاور مــع الفاعليــن(ات)‬
‫عامــا لــأدوار والمهــام‬ ‫تصنيفــا‬ ‫يحتــوي هــذا المحــور‬
‫التربوييــن(ات) وهيئاتهــم وجمعياتهــم التمثيليــة‪،‬‬
‫المشــتركة بيــن مختلــف الهيئــات المهنيــة للتربيــة والتكويــن‬
‫والتنصيــص عليهــا فــي األنظمــة األساســية لمختلــف‬
‫والبحــث العلمــي‪ ،‬وتتولــى الســلطات المكلفــة بالتربيــة‬
‫الهيئــات المهنيــة‪ ،‬وإرفاقهــا بدالئــل مرجعيــة‪ ،‬تشــمل‬
‫والتكويــن تدقيقــه وأجرأتــه‪ ،‬فــي إطــار مقاربــة تشــاركية مــع‬
‫جميعهــا المواصفــات العامــة والنوعيــة لهيئــات التربيــة‬
‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) وهيئاتهــم الممثلــة لهــم‪.‬‬
‫والتدريــس والتكويــن والتدبيــر والتأطيــر والبحــث العلمــي‪،‬‬
‫تنقسم األدوار والمهام المشتركة إلى ثالثة أصناف‪:‬‬ ‫لتصبــح مرجعــا مشــتركا ومتقاســما بيــن األطــراف المعنيــة‪،‬‬
‫أ‪.‬أدوار ومهــام يتطلبهــا إصــاح المنظومــة التربويــة‪:‬‬ ‫وتعتمــد كأســاس للقيــام بالمســؤوليات‪ ،‬والتقييــم‪،‬‬
‫وتهــم فــي مســتوى أول التعبئــة واالنخــراط الفعلييــن‬ ‫والترقــي المهنــي‪.‬‬
‫مــن أجــل إنجــاح مشــاريعه الكبــرى؛ كمــا تهــم في مســتوى‬ ‫يراعــى فــي تحديــد وضبــط هــذه األدوار والمهــام‪،‬‬
‫ثــان اجتهــادات الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) فــي‬ ‫والمواصفــات القيميــة‪ ،‬ومــا تتطلبــه مــن كفايــات‪ ،‬المرونــة‬
‫ابتــكار األســاليب الجديــدة والحلــول الميدانيــة الناجعــة‬ ‫والقابليــة للتكيــف مــع خصوصيــة كل مهنــة ومجــاالت‬
‫للصعوبــات والوضعيــات التربويــة التــي تتطلــب مبــادرات‬ ‫مزاولتهــا‪ ،‬ومتطلبــات عملهــا‪ ،‬واســتقاللية المبــادرة فــي‬
‫ومشــاريع اســتباقية‪ .‬تتركــز أهــم المهــام المرتبطــة بهــذه‬ ‫مجــاالت البيداغوجيــا والبحــث واإلبــداع واالبتــكار‪.‬‬
‫األدوار فــي‪:‬‬
‫ُيعتمد هذا اإلطار المرجعي في‪:‬‬
‫‪-‬المســاهمة فــي بلــورة مشــاريع التطويــر والتجديــد‬
‫‪-‬وضــع أســس التكويــن األســاس لــكل صنــف مــن‬
‫واالبتــكار فــي المجــاالت التربويــة (المعرفيــة‬
‫أصنــاف الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬لتيســير‬
‫والديداكتيكيــة والتقنيــة والتكنولوجيــة)؛‬
‫اندماجهــم المهنــي‪ ،‬وتفاعلهــم اإليجابــي مــع محيــط‬
‫‪-‬إنجــاز الخبــرة وتقديــم االستشــارة لمؤسســة التربيــة‬ ‫عملهــم ومــع الجماعــة المهنيــة؛‬
‫والتكويــن والبحــث ولمحيطهــا؛‬
‫‪-‬إعــداد برامــج التكويــن المســتمر الموجهــة لفئــات‬
‫‪ -‬المساهمة في البحوث التربوية‪.‬‬ ‫مهنيــي التربيــة والتكويــن حســب حاجياتهــم التربويــة أو‬
‫ب‪.‬أدوار ومهــام تتطلبهــا المؤسســة التربويــة‪ :‬باعتبارهــا‬ ‫البيداغوجيــة أو المعرفيــة‪ ،‬فــي اســتحضار تــام لتنميــة‬
‫نــواة للعمــل المهنــي فــي إطــار التكامــل الوظيفــي‪:‬‬ ‫كفاياتهــم وتطويــر أدوارهــم وطــرق تواصلهــم مــع‬
‫وتتعلــق هــذه المهــام بتأميــن العمــل المشــترك‬ ‫مكونــات بيئتهــم المهنيــة؛‬
‫بيــن مختلــف هيئــات الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪،‬‬ ‫‪-‬تقييــم األداء والمردوديــة والنتــاج التربــوي الــذي يراكمــه‬
‫والتنســيق‪ ،‬والتعــاون‪ ،‬والقيــادة الجماعيــة المســؤولة‬ ‫الفاعلــون التربويــون فــي مجــال اشــتغالهم بمــا يخــدم‬
‫للمشــاريع والخطــط التربويــة المحليــة والجهويــة‬ ‫أدوارهــم كمــا يحددهــا اإلطــار المرجعــي المنشــود‪،‬‬
‫واإلســهام فــي تقييــم أداء المؤسســة وتنميتــه‪.‬‬ ‫وبمــا يســاعد علــى نجاعــة مهامهــم وحســن تأثيرهــا‬
‫ج‪.‬أدوار ومهــام متعلقــة بانفتــاح المؤسســة علــى‬ ‫علــى مردوديــة العمــل التربــوي‪.‬‬
‫محيطهــا‪ :‬وتشــمل تدبيــر العالقــة بالمحيــط مــن قبيــل‬
‫‪ .II‬األدوار والمهام والكفايات‪:‬‬
‫التواصــل مــع األســر‪ ،‬والتنســيق مــع أربــاب المقــاوالت‬
‫ومؤسســات النســيج االقتصــادي‪ ،‬بالنســبة لكافــة‬ ‫تتنــوع أدوار ومهــام الفاعليــن بحســب انتمائهــم للمؤسســة‬
‫الفاعليــن التربوييــن‪ ،‬وعقــد الشــراكات مــع هيئــات‬ ‫التعليميــة أو التكوينيــة أو الجامعيــة‪ ،‬أو انتمائهــم للمنطقــة‬
‫ومؤسســات فاعلــة فــي التربيــة والتكويــن والبحــث‬ ‫التربويــة أو الجهــة‪ .‬كمــا تختلــف بحســب اضطالعهــم بــأداء‬
‫العلمــي والتنميــة البشــرية والبيئيــة‪ ،‬وفاعليــن‬ ‫أدوار ومهــام مشــتركة فــي إطــار فــرق عمــل يتحملــون‬
‫اقتصادييــن واجتماعييــن‪ ،‬وفــي مجــال الثقافــة والفنــون‬ ‫فيهــا مســؤوليات متقاســمة ‪ ،16‬أو أدوار ومهــام تهــم‬
‫والرياضــات‪ ،‬إلــخ‪.‬‬ ‫الهيئــة التربويــة التــي ينتمــون إليهــا (التدريــس والتكويــن‪،‬‬

‫‪ .16‬سيتم تفصيل الحديث عن منهجية اشتغال فرق العمل هاته في المرتكز المخصص للمؤسسة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المحور الثاني‬

‫‪ .2.2‬هيئة التفتيش والتخطيط والتوجيه‬ ‫‪ .2‬األدوار والمهام الخاصة بالهيئات‪:‬‬


‫تتمثل األدوار والمهام المشتركة بين هذه الهيئات في‪:‬‬ ‫‪ .1.2‬هيئة التدريس والتكوين‪:‬‬
‫‪-‬االفتحــاص البيداغوجــي الســنوي المنتظــم‬ ‫تشــمل هــذه الهيئــات مربــي التعليــم األولــي ومدرســي‬
‫للمؤسســات المدرســية فــي إطــار فــرق متعــددة‬ ‫التعليــم المدرســي وأســاتذة التعليــم العالــي ومكونــي‬
‫التخصصــات فــي المجــاالت البيداغوجيــة واإلداريــة‬ ‫التكويــن المهنــي‪ .‬وتنــدرج أدوارهــم ومهامهــم ضمــن‬
‫والماديــة والماليــة‪ ،‬وفــي مجــال التخطيــط والتوجيــه؛‬ ‫وظائــف المدرســة المتعلقــة بالتنشــئة والتعليــم والتثقيــف‬
‫والتأطيــر واإلعــداد لالندمــاج فــي الحيــاة العمليــة‪.‬‬
‫والتعلمــات‬ ‫التدريــس‬ ‫وضعيــة‬ ‫‪-‬تشــخيص‬
‫بالمؤسســات‪ ،‬وتحديــد الحاجيــات مــن الدعــم التربــوي‬ ‫علــى الرغــم مــن أن هــذه الهيئــات تختلــف فيمــا بينهــا مــن‬
‫لفائــدة المتعلميــن؛‬ ‫حيــث فئــات المتعلميــن الذيــن تســتهدفهم في ممارســاتها‬
‫التربويــة والتكوينيــة‪ ،‬فإنهــا تشــترك فــي أدوار ومهــام‬
‫‪-‬اإلســهام فــي إعــداد أنشــطة الحيــاة المدرســية‬
‫أساســية‪ ،‬تتركــز فيمــا يلــي‪:‬‬
‫والجامعيــة وفــي تنفيذهــا وتقييــم آثارهــا؛‬
‫‪-‬التنشــئة علــى القيــم فــي بعدها المحلــي أو الوطني‬
‫‪-‬المســاهمة فــي التكويــن المســتمر والتأهيــل‬
‫أو اإلنســاني الكوني؛‬
‫المهنــي للفاعليــن‪ ،‬وتنميــة البحــث الميدانــي التربــوي‬
‫واإلشــعاع الفكــري والثقافــي؛‬ ‫‪-‬تخطيــط وقيــادة األنشــطة التربويــة والتكوينيــة‪،‬‬
‫فــي عالقــة بالمناهــج والبرامــج‪ ،‬واألطــر المرجعيــة‬
‫‪-‬المســاهمة فــي بلــورة مشــاريع تنميــة المؤسســات‬
‫للتعلمــا ت ؛‬
‫التربويــة وتتبــع تنفيذهــا ورصــد نتائجهــا الميدانيــة‪،‬‬
‫وفــي رســم الغايــات واألهــداف الكبــرى للسياســة‬ ‫‪-‬تدبيــر التعلمــات وتيســيرها‪ ،‬وحفزهــا‪ ،‬وتنظيــم‬
‫التربويــة الجهويــة والمحليــة؛‬ ‫وضعيــات التعلــم والعالقــة بالمعرفــة ومصــادر‬
‫المعلومــات المختلفــة ذات الصلــة باكتســاب‬
‫‪-‬االستشــارة وتقديــم الخبــرة والــرأي فــي المجــال‬
‫المهــارات والقــدرات؛‬
‫التربــوي عامــة وكل مــا لــه صلــة باالختصــاص؛‬
‫‪-‬تتبــع مســارات المتعلميــن وتشــخيص صعوباتهــم‬
‫‪-‬تقويــم التطــور الكمــي للمنظومــة التربويــة‪،‬‬
‫فــي التعلــم‪ ،‬وتنويــع أشــكال الدعــم ومالءمتهــا مــع‬
‫والدراســات التشــخيصية المختلفــة ذات الصلــة‬
‫خصوصياتهــم‪ ،‬واإلســهام فــي بلــورة المشــاريع‬
‫بهيكلــة المؤسســات والمناطــق التربويــة‪ ،‬وتدبيــر‬
‫الدراســية الشــخصية للمتعلميــن وتوجيههــم؛‬
‫المــوارد‪ ،‬وضبــط الحاجيــات المختلفــة والتوقعــات‪.‬‬
‫‪-‬تأطيــر األشــغال التوجيهيــة والمختبريــة‪ ،‬وورشــات‬
‫‪ .3.2‬هيئة اإلدارة التربوية والتدبير‬
‫األعمــال التطبيقيــة‪ ،‬وأنشــطة البحــث‪ ،‬والتداريــب‬
‫تتحدد أهم مهام وأدوار اإلدارة التربوية والتدبير في‪:‬‬ ‫الميدانيــة؛‬
‫‪-‬تأميــن الســير الداخلــي للمؤسســة التربويــة‪،‬‬ ‫‪-‬إجــراء التقييمــات التربويــة المختلفــة‪ ،‬وتنظيــم‬
‫واإلشــراف علــى إنجــاز الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬ ‫وضعياتهــا‪ ،‬والمســاهمة فــي تقييــم مردوديــة‬
‫العامليــن(ات) بهــا لمهامهــم والمســاهمة فــي‬ ‫ا لمؤ سســة ؛‬
‫تقييــم أدائهــم‪ ،‬وتدبيــر مواردهــا الماديــة والماليــة؛‬
‫‪-‬المســاهمة فــي تأطيــر الحيــاة المدرســية والجامعيــة‬
‫وتقييــم إنجازهــا الداخلــي‪ ،‬المحافظــة علــى بنياتهــا‬
‫والمنظمة‬
‫َّ‬ ‫والتكوينيــة‪ ،‬واألنشــطة الثقافية المختلفة‬
‫وفضاءاتهــا؛‬
‫فــي إطــار االنفتــاح علــى محيــط المؤسســة؛‬
‫‪-‬اإلشــراف على برمجة أنشــطة وبرامج العمل التربوي‬
‫‪-‬التنميــة المهنيــة‪ ،‬مــن خــال االنخــراط المطــرد فــي‬
‫بالمؤسســة (التعلمــات والتكوينــات‪ ،‬التقييــم‪ ،‬الدعــم‬
‫أنشــطة التكويــن الذاتــي‪ ،‬والمشــاركة فــي برامــج‬
‫والتوجيــه)‪ ،‬رصــد الحاجيــات‪ ،‬وتنظيمهــا‪ ،‬وتدبيرها؛‬
‫التكويــن المســتمر‪ ،‬واســتدماج حصيلــة ذلــك فــي‬
‫‪-‬ريــادة مشــروع المؤسســة‪ ،‬وقيــادة مختلــف عمليــات‬ ‫تطويــر األداء المهنــي وتأطيــر األســاتذة الجــدد؛‬
‫إعــداده‪ ،‬وتنســيق أعمــال الفاعليــن المتدخليــن فيــه‪،‬‬
‫‪-‬القيــام بالبحــوث الالزمــة لتغذيــة التكوينــات‬
‫وتتبــع تنفيــذه‪ ،‬وتقييــم نتائجــه؛‬
‫وتطويرهــا‪ ،‬وتنميتهــا‪ ،‬وتأطيــر الطلبــة وتوجيههــم‪،‬‬
‫وتقييــم إنجازاتهــم بالنســبة ألســاتذة التعليــم العالــي‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪-‬أبعــاد تتعلــق بالتمكــن مــن آليــات وأســاليب الريــادة‪،‬‬ ‫‪-‬تنســيق أشــغال فــرق العمــل بالمؤسســة وتدبيــر‬
‫مــن تخطيــط وإعــداد البرامــج والخطــط‪ ،‬ومشــاريع‬ ‫عالقــات التفاعــل والتكامــل والتعــاون بيــن الهيئــات‬
‫المؤسســات؛‬ ‫المهنيــة العاملــة بهــا‪ ،‬وتأميــن التواصــل الدائــم مــع‬
‫محيطهــا؛‬
‫‪-‬أبعــاد ترتبــط بتملــك أســاليب التدبيــر وتســيير شــؤون‬
‫المؤسســة التربويــة واإلداريــة وضبــط المســاطر‬ ‫‪-‬اإلشــراف علــى المجالــس القائمــة داخــل المؤسســة‬
‫والتشــريعات المعمــول بهــا‪.‬‬ ‫أو رئاســتها‪ ،‬وتأميــن اشــتغالها المنتظــم‪ ،‬وتنســيق‬
‫أعمالهــا‪ ،‬ومواكبتهــا؛‬
‫‪ .III‬المواصفات القيمية للرسالة التربوية‬
‫‪-‬تدبيــر الشــراكات والتعاقــدات بيــن المؤسســة وبيــن‬
‫تشــكل المنظومــة القيميــة لمهــن التربية والتكويــن والتدبير‬
‫باقــي المؤسســات التربويــة والتكوينيــة مــن جهــة‬
‫والبحــث العلمــي أحــد تجليــات الرســالة التربويــة وخلفيــة‬
‫وبينهــا وبيــن النســيج المقاوالتــي مــن جهــة أخــرى‪.‬‬
‫مرجعيــة مشــتركة بيــن الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪.‬‬
‫وترتبــط بالمرتكــزات القيميــة والتطلعــات والنمــاذج‬ ‫يتطلــب االضطــاع بهــذه المهــام واألدوار التوافــر علــى‬
‫االجتماعيــة الفضلــى للعمــل والســلوك المهنــي التربــوي‪،‬‬ ‫كفايــات تشــترك فيهــا مختلــف الهيئــات المهنيــة وأخــرى‬
‫الســائدة داخــل المجتمــع‪ ،‬والمؤطــرة للتمثــات حــول‬ ‫خاصــة بــكل منهــا‪ ،‬وتســتند إلــى جملــة مــن األبعــاد‬
‫الفاعــل(ة) التربــوي(ة) ورســالته االجتماعيــة‪ .‬وتســتمد هــذه‬ ‫الضروريــة‪ ،‬التــي يمكــن تحديدهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫المنظومــة القيميــة أسســها مــن مقتضيــات الدســتور‪،‬‬ ‫‪-‬األبعــاد المعرفيــة‪ ،‬ســواء المرتبطــة بمجــاالت المهــن‬
‫ومــن االتفاقيــات والمواثيــق الدوليــة المصــادق عليهــا مــن‬ ‫والتخصــص‪ ،‬أو المتعلقــة بمتطلبــات التدريــس‬
‫لــدن المملكــة المغربيــة‪ ،‬ومــن مرجعيــات النظــام التربــوي‪:‬‬ ‫والتكويــن (المقاربــات البيداغوجيــة وطرائــق التدريــس‬
‫الحقوقيــة‪ ،‬واألخالقيــة‪ ،‬واالجتماعيــة‪ ،‬والثقافيــة‪.‬‬ ‫وأنشــطة التعلــم والتقويــم‪ ،)...‬وكــذا المتعلقــة‬
‫تبــرز أهميــة هــذه المنظومــة بالنظــر لكــون المســؤولية‬ ‫بالثقافــة العامــة؛‬
‫األخالقيــة والحقوقيــة تجــاه تربيــة وتكويــن النــشء تمتــد‬ ‫‪-‬األبعــاد البيداغوجيــة والمنهجيــة األســاس‪ ،‬ذات‬
‫بطريقــة غيــر مباشــرة إلــى المجتمــع والعالــم الــذي ســيبنيه‬ ‫الصلــة بتدبيــر وضعيــات التدريــس والتكويــن والتعلــم‬
‫مســتقبال‪ .‬وتعــد هــذه المنظومــة القيميــة‬
‫ً‬ ‫هــذا النــشء‬ ‫والتوجيــه‪ ،‬إلــخ؛‬
‫مرجعـ ًـا مهنيـ ًـا يســهم فــي تحديــد المعالــم القيميــة للهويــة‬
‫‪-‬األبعــاد التواصليــة‪ ،‬وتتعلــق بالتمكــن اللغــوي‪،‬‬
‫المهنيــة للفاعــل(ة) التربــوي(ة)‪ ،‬وتقديــم دليــل للمبــادرة‬
‫والقــدرة علــى التواصــل‪ ،‬واســتعمال تكنولوجيــا‬
‫وتحمــل المســؤولية الفعليــة فــي اتخــاذ القــرارات األخالقية‬
‫المعلومــات واالتصــال والتنســيق والعمــل الجماعــي‬
‫المناســبة لمختلــف الوضعيــات المهنيــة‪ .‬كمــا تعتبــر بمثابــة‬
‫واالنفتــاح علــى المحيــط؛‬
‫مبــادئ موجهــة للفعــل التربــوي ومحصنــة وحاميــة لــه مــن‬
‫جهــة‪ ،‬وكــذا حاملــة ومجســدة لمعنــى المصلحــة العامــة‬ ‫‪-‬األبعــاد المتصلــة بالقيــم وبالثقافــة‪ ،‬وتهــم قيــم‬
‫كمــا تحددهــا المرجعيــات التربويــة الوطنيــة‪ ،‬فــي اســتحضار‬ ‫المواطنــة وقواعــد الســلوك المدنــي ومبــادئ‬
‫لخصوصيــات المهــن التربويــة بمــا فــي ذلــك دورهــا علــى‬ ‫حقــوق اإلنســان‪ ،‬وإعطــاء القــدوة وااللتــزام بقواعــد‬
‫المســتوى الفــردي والمجتمعــي‪ ،‬والســياق العــام الــذي‬ ‫وأخالقيــات المهنــة‪ ،‬والدرايــة بالتنــوع الثقافــي‬
‫تنــدرج فيــه‪.‬‬ ‫وروافــده االجتماعيــة (ثقافــة المــدرس أو المكــون أو‬
‫المؤطــر أو الباحــث‪ ،‬ثقافــة المتعلــم األصليــة‪ ،‬ثقافــة‬
‫ً‬
‫اعتبــارا لمــا ســبق‪ ،‬تتــم بلــورة هــذه المنظومــة القيميــة‬
‫المجــال المدرســي ومحيطــه)؛‬
‫باســتحضار المحــاور األساســية التاليــة‪:‬‬
‫‪-‬أبعــاد التنميــة الذاتيــة والبحــث العلمــي التربــوي‪،‬‬
‫أ‪.‬المســؤولية األخالقية األســاس للفاعل(ة) التربوي(ة)‪،‬‬
‫وتتعلــق بتنميــة القــدرة علــى البحــث واســتدامة‬
‫أال وهي‪:‬‬
‫العالقــة بالمعرفــة وبمســتجداتها‪ ،‬ال ســيما فــي‬
‫‪-‬خدمــة المتعلميــن والمتعلمــات‪ ،‬وجعــل مصلحتهــم‬ ‫المجــاالت ذات الصلــة بالممارســة المهنيــة؛‬
‫فــوق كل اعتبــار‪ ،‬والتــزام الموضوعيــة واإلنصــاف‬
‫‪-‬أبعــاد تتصــل بابتــكار المشــاريع المجــددة‪ ،‬بغايــة تطوير‬
‫تجاههــم‪ ،‬ومعاملتهــم علــى قــدم المســاواة‪ ،‬وتجنيــد‬
‫الممارســة المهنية؛‬
‫كل الطاقــات والجهــود واإلمكانيــات مــن أجــل جــودة‬
‫تعليمهــم وتكوينهــم‪ ،‬وتيســير اندماجهــم االجتماعــي‬ ‫‪-‬أبعــاد اإلســهام فــي تدبيــر المؤسســات التعليميــة‬
‫والثقافــي؛‬ ‫والتكوينيــة والجامعيــة وفــي بلــورة مشــروع تنميتهــا‬
‫وتفعيلــه؛‬

‫‪47‬‬
‫المحور الثاني‬

‫ج‪.‬العالقــات المهنيــة داخــل البيئــة المدرســية والجامعيــة‬ ‫‪-‬رعايــة حقــوق المتعلميــن والمتعلمــات‪ ،‬وتأميــن‬
‫والتكوينيــة‪ ،‬وخصوصـ ًـا‪:‬‬ ‫وجودهــم داخــل المؤسســات التربويــة والتكوينيــة‪،‬‬
‫وعــدم المســاس بشــخصهم‪ ،‬وضمــان مشــاركتهم‬
‫‪-‬التصــرف وفــق مقتضيــات الســلوك المدنــي‬
‫فــي الحيــاة المدرســية والجامعيــة‪ ،‬وتوفيــر الدعــم‬
‫والمواطــن داخــل البيئــة المدرســية‪ ،‬وداخــل العالقــات‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫واجتماعيــا‪ ،‬مقابــل‬ ‫ً‬
‫ونفســيا‬ ‫ً‬
‫تربويــا‬ ‫الكافــي لهــم‬
‫التربويــة واالجتماعيــة التي تربــط الفاعل(ة) التربوي(ة)‬
‫التزامهــم بمتطلبــات المواظبــة والتحصيــل والقيــام‬
‫بباقــي الفاعليــن(ات) اآلخريــن؛‬
‫بواجبــات الدراســة علــى أحســن وجــه‪ ،‬واالنضبــاط‬
‫‪-‬العمــل الجماعــي والحــوار والتشــاور والتشــارك فــي‬ ‫لمؤسســاتهم وقواعدهــا ونظمهــا‪...‬؛‬
‫تشــخيص الوضعيــات الصعبــة‪ ،‬واتخــاذ القــرار؛‬
‫‪-‬تملــك الحــس المدنــي ومــا يقتضيــه مــن التــزام‬
‫‪ -‬التدبير الشفاف للعمليات التربوية؛‬ ‫بالقيــم اإلنســانية واالجتماعيــة للمهــن التربويــة‪ ،‬كمــا‬
‫‪-‬االلتــزام بواجبــات المصاحبــة والمواكبــة والتأطيــر‬ ‫هــي متعــارف عليهــا وطنيــا ودوليــا‪.‬‬
‫المهنــي للرفقــاء‪ ،‬ال ســيما الجــدد منهــم؛‬ ‫ب‪ .‬االلتزام المهني واالنضباط‪ ،‬وال سيما‪:‬‬
‫‪-‬اإلســهام فــي تنميــة الحيــاة المدرســية والجامعيــة‬ ‫‪-‬الثقــة فــي المنظومــة التربويــة واالقتنــاع بوظائفهــا‬
‫والتكوينيــة؛‬ ‫وخاصــة منهــا الوظيفــة االجتماعيــة والثقافيــة‪،‬‬
‫‪-‬االحتــرام المتبــادل‪ ،‬التضامــن المهنــي‪ ،‬التعــاون‬ ‫وبالرســالة التربويــة؛‬
‫والتكافــل؛‬ ‫‪-‬القيــام بالــدور التربــوي بمــا يتطلبــه مــن حضــور دائــم‬
‫‪-‬إرســاء ثقافــة التعاقــد داخــل المؤسســة كآليــة لتوطيــد‬ ‫ومثابــرة وانتظــام‪ ،‬وتحصيــن للمهنــة مــن مختلــف‬
‫كفايــة االلتــزام بقيــم وأخالقيــات المهنــة‪ ،‬وكمحــرك‬ ‫الظواهــر الســلبية التــي تحــط مــن قيمــة الفاعــل(ة)‬
‫لالرتقــاء بالمؤسســة‪.‬‬ ‫التربــوي(ة)‪ ،‬ومــن صورتــه داخــل المجتمــع؛‬

‫د‪.‬اإلشــعاع الفكــري التربــوي‪ ،‬عــن طريــق البحــث العلمــي‪،‬‬ ‫‪-‬التقديــر الكامــل للمهنيــة‪ ،‬واالنضبــاط للنصــوص‬
‫والمســاهمة فــي التأطيــر والتكويــن المســتمر‪...‬‬ ‫التنظيميــة‪ ،‬واحتــرام القوانيــن والتنظيمــات الجــاري‬
‫بهــا العمــل؛‬
‫يتــم االســتناد إلــى هــذه المنظومــة القيميــة فــي بلــورة‬
‫ميثــاق األخالقيــات المهنيــة للتربيــة والتكويــن والبحــث‬ ‫‪-‬احتــرام األدوار والمســؤوليات‪ ،‬وتأديــة المهــام علــى‬
‫العلمــي‪ ،‬وإدراج عناصــره فــي المدونــات والدالئــل‬ ‫الوجــه األمثــل؛‬
‫واألنظمــة األساســية والنصــوص التنظيميــة الخاصــة‬ ‫‪-‬التقديــر التــام للمؤسســة واالعتــزاز باالنتمــاء إليهــا‪،‬‬
‫بمهــن التربيــة والتكويــن والتدبيــر والبحــث العلمــي‪ .‬كمــا‬ ‫والتفانــي فــي العمــل علــى تنميتهــا؛‬
‫ينبغــي إدمــاج مقتضياتــه فــي األطــر المرجعيــة التــي‬
‫‪-‬التحلــي بالمســؤولية وباالنضبــاط المهنــي‬
‫تعتمــد فــي ولــوج مهــن التربيــة والتكويــن‪ ،‬واالنتمــاء‬
‫واألخالقــي تجــاه الفاعليــن بالمؤسســة التربويــة‪،‬‬
‫إليهــا ومزاولتهــا‪ ،‬وفــي التكويــن والتتبــع والتقييــم والحفــز‬
‫وتجــاه المحيــط‪ ،‬والتواصــل اإليجابــي معــه بشــكل‬
‫وتطويــر هــذه المهــن‪.‬‬
‫دائــم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫خمسة عناصر مكونة للمنظومة القيمية‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‬
‫ﺍﻷﺳﺎﺱ‬
‫ﻟﻠﻔﺎﻋﻞ)ﺓ(‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ)ﺓ(‬

‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ‬
‫ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ‬ ‫ﺧﻤﺴﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ‬
‫ﻣﻜﻮﻧﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﻴﻤﻴﺔ‬

‫ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ‬
‫ﺍﻹﺷﻌﺎﻉ‬
‫ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻭﺍﻟﺤﻔﺰ‬

‫والتكويــن‪ ،‬تيســير جميــع الســبل مــن أجــل إعــداد مواثيــق‬ ‫يتعيــن جعــل ميثــاق األخالقيــات المهنيــة فــي أســاس‬
‫األخالقيــات المهنيــة حســب المهــن والتخصصــات‪ ،‬وتحديــد‬ ‫التكويــن التأهيلــي والقيمــي للفاعــل(ة) التربــوي(ة)‪،‬‬
‫اآلليــات الكفيلــة بإرســائها بشــراكة مــع الهيئــات النقابيــة‬ ‫وممارســاته وعالقاتــه المهنيــة‪ ،‬وتقييــم أدائــه‪ .‬كمــا‬
‫والجمعيــات المهنيــة والتربويــة‪.‬‬ ‫تقتضــي المنظومــة القيميــة لمهــن التربيــة والتكويــن‬
‫والبحــث العلمــي إرســاء تعاقــد حــول ميثــاق أخالقيــات‬
‫‪ .IV‬سياسة استشرافية للمهن التربوية الجديدة‪:‬‬
‫المهــن التربويــة‪ ،‬يحــدد الحقــوق والواجبــات باالرتــكاز علــى‬
‫تقتضــي رهانــات إصــاح المنظومــة الوطنيــة للتربيــة‬ ‫مبدأيــن أساســيين‪:‬‬
‫والتكويــن المرتبطــة باإلنصــاف والجــودة واالرتقــاء‪،‬‬
‫‪-‬االلتــزام الواعــي والمســؤول من طــرف الفاعلين(ات)‬
‫ومواكبتهــا للمســتجدات التربويــة وانتظــارات المجتمــع‪،‬‬
‫التربويين(ات)؛‬
‫اعتمــاد سياســة استشــرافية تســتهدف تعزيــز وإغنــاء‬
‫المهــن التربويــة القائمــة بإحــداث مهــن جديــدة تســتجيب‬ ‫‪-‬االحتــرام المتبــادل بيــن مكونــات الجماعــة التربويــة‬
‫لهــذه الرهانــات‪.‬‬ ‫المنتميــة لنفــس المهنــة‪ ،‬وبينهــا وبيــن مكونــات‬
‫المنظومــة التربويــة‪.‬‬
‫تفيــد التوجهــات الحاليــة المتعلقــة بتطــور المهــن‬
‫والكفايــات‪ ،‬أن ‪ 50%‬مــن الوظائــف ســتعرف تحــوال فــي‬ ‫تتــم بلــورة هــذا التعاقــد‪ ،‬الــذي تســري مقتضياتــه علــى كل‬
‫الســنوات القليلــة القادمــة‪ ،‬وســوف تحــدث نســبة مماثلــة‬ ‫هيئــة مــن هيئــات المهــن التربويــة‪ ،‬بالتعليــم العمومــي‬
‫ــم‪ ،‬فــإن االرتقــاء بمهــن‬ ‫مــن الوظائــف الجديــدة‪ .‬مــن َث َّ‬ ‫والتعليــم الخــاص‪ ،‬فــي مراعــاة للقوانيــن والمرجعيــات‬
‫التربيــة والتكويــن‪ ،‬وجــب أن يســتحضر هــذا التغييــر القــادم‪،‬‬ ‫التربويــة الوطنيــة‪ ،‬وعلــى أســاس نهــج مقاربــة تشــاركية‬
‫ويســتدمج مســتلزماته فــي مواكبــة المســتجدات التــي‬ ‫ونقــاش موســع ومفتــوح‪ ،‬يســهم مــن خاللهمــا مختلــف‬
‫ســتعرفها هــذه المهــن مســتقبال‪.‬‬ ‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬بما في ذلك المتعلمون(ات)‬
‫وأســرهم‪ ،‬والهيئــات النقابيــة والمهنيــة التربويــة فــي‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يتعين العمل على‪:‬‬
‫اإلرســاء التدريجــي ألســس التعاقــد المذكــور وقواعــده‪،‬‬
‫‪-‬إرســاء اســتراتيجية وطنيــة استشــرافية‪ ،‬مــن أجــل‬ ‫وذلــك بتشــاور مــع الجمعيــات التربويــة‪ ،‬علــى نحــو يجعلــه‬
‫االســتجابة للحاجــات مــن المهــن الجديــدة‪ ،‬وكــذا حاجــات‬ ‫ثمــرة إســهام كل المعنييــن‪ ،‬وتحظــى مقتضياتــه بالتــزام‬
‫القطاعــات األخــرى للمهــن التربويــة؛‬ ‫الجميــع‪ .‬وعلــى الجهــات المشــرفة علــى قطاعــات التربيــة‬

‫‪49‬‬
‫المحور الثاني‬

‫‪-‬االلتحــاق بالمهــن وولوجهــا‪ ،‬والمعاييــر والمواصفــات‬ ‫‪-‬إحــداث آليــة لتتبــع الحاجيــات والتحــوالت علــى الصعيــد‬
‫التــي تتطلبهــا هــذه العمليــة‪ ،‬بــدءا بمواصفــات‬ ‫الوطنــي‪ ،‬وترســم مالمــح المهــن الجديدة المســتجيبة‬
‫الوالــج(ة)‪ ،‬وانتهــاء بمواصفــات مؤسســة التكويــن‪،‬‬ ‫لهــا‪ ،‬وتســتبق المهــن التربويــة المســتقبلية‪ ،‬تتولــى‬
‫مــرورا بمواصفــات المكــون بهــذه المؤسســة؛‬ ‫اإلصــدار الــدوري لدالئــل المهــن القائمــة والجديــدة‪،‬‬
‫وللكفايــات المرتبطــة بهــا؛‬
‫‪-‬التكويــن األســاس‪ ،‬مــن حيــث هندســته البيداغوجيــة‪،‬‬
‫والمؤسســات المتدخلــة فيــه؛‬ ‫‪-‬العنايــة بالتجــارب التربويــة التــي تتــم مراكمتهــا مــن‬
‫طــرف الجمعيــات المدنيــة التربويــة الشــريكة‪ ،‬فــي‬
‫‪-‬االندمــاج المهنــي ودور المؤسســة التربويــة فــي‬
‫مجــال دعــم المدرســة وتمكيــن األطفــال والشــباب‬
‫تأميــن بنياتــه وآلياتــه‪.‬‬
‫فــي وضعيــة إعاقــة‪ ،‬أو فــي وضعيــة هشــة وصعبــة‪،‬‬
‫المكــون‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫المكــون‪،‬‬
‫َّ‬ ‫‪.1‬معاييــر ومواصفــات التأهيــل‪:‬‬ ‫مــن الرعايــة والتكويــن‪ ،‬والتمكــن مــن إدماجهــم فــي‬
‫مؤسســة التكويــن‬ ‫مجتمــع المدرســة وفــي المجتمــع عامــة؛‬
‫إن االلتحــاق بالهيئــات المهنيــة للتربيــة والتكويــن والبحــث‬ ‫‪-‬مأسســة بعــض المهــن القائمــة الضروريــة للمنظومة‬
‫العلمــي‪ ،‬وولوجهــا ســيرورة شــاملة تجمــع بيــن االختيــار‬ ‫التربويــة‪ ،‬كالدعــم النفســي والدعــم االجتماعــي‪،‬‬
‫الواعــي لهــذه المهــن‪ ،‬واالســتفادة مــن عمليــات‬ ‫واإلنصــات‪ ،‬والمواكبــة والدعــم المهنــي‪ ،‬وتدبيــر‬
‫مؤسســاتية عديــدة لإلعــداد المعرفــي والمهنــي‪ ،‬مــن‬ ‫النزاعــات؛‬
‫خــال التكويــن والتأطيــر والمصاحبــة الميدانيــة‪ .‬وهــي‬
‫‪-‬مأسســة المهــن الجديــدة داخــل المنظومــة التربويــة‬
‫عمليــات تؤمــن االندمــاج المهنــي داخــل هــذه الهيئــات‪،‬‬
‫علــى كافــة المســتويات‪ :‬المســتوى القانونــي‪-‬‬
‫بمــا يقتضيــه ذلــك مــن ترســيخ للرســالة التربويــة‪ ،‬وتعزيــز‬
‫مســتوى التكويــن (بشــراكات مــع مؤسســات أخــرى)‬
‫للوعــي المهنــي وحــس االنتمــاء إليهــا‪ ،‬والعمــل علــى‬
‫‪-‬الطرائــقالتربويــةوالبيداغوجيــةالخاصــةوالمالئمــة‪...‬‬
‫تنميتهــا وتطويرهــا‪.‬‬
‫عــاوة علــى ذلــك‪ ،‬يقتضــي اإلنصــاف وضمــان الحــق‬
‫فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬يتعيــن التمييــز بيــن االلتحــاق بالمهــن‬
‫فــي التربيــة والجــودة للجميــع‪ ،‬التــاؤم مــع الوضعيــات‬
‫التربويــة وولوجهــا‪ ،‬وبيــن التوظيــف الــذي يتــم مــن طــرف‬
‫االجتماعيــة والنفســية المختلفــة للمتعلميــن(ات)‪ ،‬والعنايــة‬
‫القطاعــات العموميــة والمؤسســات الخصوصيــة للتربيــة‬
‫المســتمرة بالفئــات ذات االحتياجــات الخاصــة أو الهشــة‬
‫والتكويــن‪.‬‬
‫أو الحاملــة للهشاشــة (‪ ،)17‬بإحــداث مهــن لدعــم النشــاط‬
‫أ‪ .‬معايير ولوج المهن التربوية‬ ‫التربــوي للمدرســة مــن خــارج المنظومــة التربويــة‪ ،‬وجعلهــا‬
‫يعتبــر االختيــار الواعــي لمهنــة مــن المهــن التربويــة‪ ،‬والميــل‬ ‫إحــدى الدعامــات االجتماعيــة لتقليــص دوائــر الهشاشــة‬
‫الفعلــي لمزاولتهــا‪ ،‬وتملــك المعــارف والكفايــات الضرورية‬ ‫المحيطــة بهــا‪ ،‬وإلعــادة إدمــاج هــذه الفئــات مــن األطفــال‬
‫لذلــك‪ ،‬مــن الشــروط األساســية لولوجهــا‪ ،‬ولتشـكُّل الهويــة‬ ‫والشــباب‪ ،‬ووضعهــم فــي طريــق التعلــم واالندمــاج‬
‫المهنيــة المرتبطــة بهــا‪ .‬لذلــك وحرصــا علــى توفيــر قاعــدة‬ ‫واالرتقــاء االجتماعــي‪.‬‬
‫جديــدة مــن الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) تتعــزز المدرســة‬ ‫فــي هــذا الصــدد‪ ،‬يتعيــن إحــداث مســالك جديــدة للتكويــن‬
‫المغربيــة بكفاءاتهــم‪ ،‬يتوجــب اعتمــاد معاييــر االنتقــاء‬ ‫فــي مجــاالت التربيــة الدامجة‪ ،‬واإلنصات والدعم النفســي‬
‫لولــوج المهــن التربويــة اعتبــارا لمــا يلــي‪:‬‬ ‫والتربــوي‪ ،‬والوســاطة التربويــة‪ ،‬وغيرهــا‪.‬‬
‫‪-‬الميــل إلــى المهنــة‪ ،‬والتوافــر علــى االســتعداد‬ ‫مدخــل التأهيــل لممارســة مهــن التربيــة والتكوين‬ ‫‪‬‬
‫النفســي لمزاولتهــا مهمــا اختلفــت ظروفهــا مــن‬ ‫والتدبيــر والبحــث العلمي‬
‫قبيــل‪ :‬الشــغف بالمجــال المعرفــي أو التقنــي‬
‫يعتبــر التأهيــل لولــوج المهــن التربويــة عمليــة تنــدرج ضمــن‬
‫للتخصــص‪ ،‬ومتعــة العمــل مــع الناشــئة (التالميــذ أو‬
‫نســق متكامــل األبعــاد يشــمل ثالثــة عناصــر‪ ،‬هــي‪:‬‬
‫الطلبــة أو متدربــو التكويــن المهنــي)‪ ،‬والرغبــة فــي‬

‫‪.17‬ينــدرج ضمــن هــذه الفئــات‪ :‬أطفــال فــي وضعيــة إعاقــة‪ ،‬أطفــال المجــال القــروي والمناطــق النائيــة وصعبــة الولــوج والوســط شــبه الحضــري‪،‬‬
‫واألطفــال المهــددون بالعــودة إلــى الالتمــدرس‪ ،‬واألحــداث الجانحــون الذيــن يتلقــون تربيــة وتعليــم خاصيــن فــي مراكــز مختصــة تحــت الرعايــة‬
‫القضائيــة واالجتماعيــة‪ ،‬أطفــال الجاليــات المغربيــة التــي اســتقرت فــي الوطــن‪ ،‬وشــرائح مــن األطفــال فــي وضعيــات صعبــة جــدا مثــل أطفــال‬
‫الطــاق‪ ،‬أطفــال متخلــى عنهــم‪ ،‬أطفــال الشــوارع‪ ،‬أيتــام شــديدو العــوز‪ ،‬أطفــال فــي وضعيــات العمــل‪ ،‬أطفــال الرحــل؛ أطفــال فــي وضعيــة هجــرة‬
‫شــرعية أو غيــر شــرعية‪...‬‬

‫‪50‬‬
‫‪-‬مــزودة بكافــة الشــروط الضامنــة للتكويــن الجيــد‪ ،‬مــن‬ ‫الحفــاظ علــى االســتقاللية وحريــة اإلبــداع؛ تملــك‬
‫فضــاءات وتجهيــزات ومــوارد بشــرية وماديــة كافيــة؛‬ ‫االتجاهــات اإليجابيــة نحــو القيــم واألدوار التــي ترتكــز‬
‫عليهــا المهنــة التربويــة؛‬
‫‪-‬منفتحــة باســتمرار علــى باقــي المؤسســات التربويــة‬
‫والتكوينيــة والجامعيــة المحيطــة‪ ،‬مــن حيــث قضايــا‬ ‫ـتنادا إلى معايير ومؤشــرات‬ ‫ً‬ ‫‪-‬انتقاء أجود الكفاءات اسـ‬
‫التكويــن‪ ،‬والتنســيق الميدانــي‪ ،‬وتعاضــد المــوارد‪،‬‬ ‫تراعــي خصوصيــات ومتطلبــات كل مهنــة تربويــة‪،‬‬
‫وقيــاس آثــار التكويــن‪.‬‬ ‫بقطاعــات التربيــة والتكويــن المختلفــة‪ ،‬مــن حيــث‬
‫اإلشــهاد (إجــازة‪ ،‬ماســتر‪ ،‬دكتــوراه‪ ،‬أو مــا يعادلهــا)‪،‬‬
‫‪ .2‬التكوين األساس والتأهيل المهني‬
‫والتوافــر علــى المعــارف واللغــات والقــدرات‬
‫يعتبــر التكويــن األســاس والتأهيــل المهنــي مقومــا إلزاميــا‬ ‫والكفايــات‪ ،‬التــي يحددهــا اإلطــار المرجعــي الخــاص‬
‫لولــوج المهــن التربويــة‪ ،‬وممــرا ضروريــا لمزاولتهــا‪ .‬وتقــوم‬ ‫بــكل مهنــة؛‬
‫الســلطات المعنيــة بتأميــن التكويــن األســاس والتأهيــل‬
‫‪-‬االلتــزام األخالقــي المســبق باحتــرام مقتضيــات‬
‫المهنــي للمقبليــن(ات) علــى مزاولــة المهــن التربويــة‬
‫المهنــة‪ ،‬مــن ضوابــط تنظيميــة‪ ،‬وقواعــد العمــل‪،‬‬
‫وضمانــه كحــق أساســي مــن الحقــوق المهنيــة وواجــب الزم‬
‫والعمــل المتواصــل علــى تنميــة القــدرات والمعارف‪،‬‬
‫لمزاولتهــا‪ ،‬فهــو‪:‬‬
‫والتواصــل اإليجابــي‪ ،‬والعطــاء المبتكــر‪ ،‬والمبــادرة‬
‫‪ -‬حــق‪ ،‬مــن حيــث أنــه يمكــن الفاعــل مــن اكتســاب‬ ‫الخالقــة‪.‬‬
‫المعــارف وتطويــر المهــارات وإنمــاء الكفايــات التــي‬
‫المكون ومؤسسة التكوين‬
‫ِّ‬ ‫ب‪ .‬مواصفات‬
‫مــن شــأنها مســاعدته علــى بنــاء ذاتــه المهنيــة‬
‫وتحقيــق الرضــا المهنــي لديــه؛‬ ‫المكـ ِّـون‪ :‬إلــى جانــب المعاييــر التــي ســبق ذكرهــا بخصــوص‬
‫الوالــج(ة) الجديــد(ة) لمهــن التربيــة والتكويــن والبحــث‬
‫‪ -‬واجــب‪ ،‬علــى اعتبــار أنــه ضــروري ومؤكــد لالضطــاع‬
‫العلمــي‪ ،‬يتعيــن أن تتوفــر فــي المكـ ِّـون(ة)‪ ،‬الــذي يضطلــع‬
‫بالمهــام واألدوار التــي تنــدرج فــي إطــار مســؤولياته‬
‫بمهمــة تكويــن أجيــال الوالجيــن(ات) الجــدد للمهــن التربويــة‪،‬‬
‫التربويــة‪.‬‬
‫المواصفــات التاليــة‪:‬‬
‫ونظــرا لمحدوديــة الخيــارات التــي اعتُ مــدت إلــى حــد اآلن‬
‫‪-‬الكفــاءة العلميــة فــي مجــال التخصــص وفــي المجــال‬
‫فــي التكويــن األســاس للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪،‬‬
‫التربــوي عامــة؛‬
‫وضعــف نجاعتهــا فــي تأهيلهــم لمزاولــة مهامهــم‪ ،‬يقتــرح‬
‫تبنــي خيــار جديــد يجعــل التكويــن يتمحــور حــول المؤسســة‬ ‫‪-‬الخبــرة بقضايــا المنظومــة الوطنيــة للتربيــة والتكويــن‬
‫التربويــة‪ ،‬ســواء أكانــت مؤسســة مدرســية أو جامعيــة أو‬ ‫(تجربــة مهنيــة؛ بحــوث ودراســات‪)...‬؛‬
‫للتكويــن المهنــي‪ ،‬باعتبارهــا النــواة الحقيقيــة الكتســاب‬
‫‪-‬التمكــن مــن التدبيــر الجيــد لوضعيــات التكويــن‪ ،‬النظريــة‬
‫الكفايــات والمهــارات المهنيــة‪ ،‬مــن خــال التركيــز علــى‬
‫والميدانيــة‪ ،‬وقيــادة العمليــات التكوينيــة بمــا يناســب‬
‫االنغمــاس الميدانــي‪.‬‬
‫خصوصيــة القطــاع‪ ،‬والخصوصيــة المحليــة والجهويــة‬
‫فــي إطــار هــذا الخيــار‪ ،‬يشــكل التكويــن األســاس مســؤولية‬ ‫التــي ينتســب إليهــا؛‬
‫مشــتركة بيــن مؤسســات التربيــة والتكويــن والبحــث‬
‫‪-‬االجتهــاد فــي تطويــر هــذه الوضعيــات بمــا يتــاءم‬
‫العلمــي علــى المســتوى الوطنــي والجهــوي التــي‬
‫ومشــاريع التغييــر والتجديــد؛‬
‫تشــمل الجامعــات ومؤسســات التعليــم العالــي ومراكــز‬
‫تكويــن الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) ومؤسســات التعليــم‬ ‫‪-‬الدرايــة بتكنولوجيــا المعلومــات واالتصــاالت‬
‫والتكويــن المهنــي‪ ،‬فــي إطــار هندســة بيداغوجيــة تــزاوج‬ ‫واســتعمال البرامــج والتطبيقــات والمضاميــن الرقميــة‪.‬‬
‫بيــن التنــاوب واالحتــكاك بواقــع الممارســة الميدانيــة‪،‬‬ ‫مؤسســة التكويــن لمهــن التربيــة والتكويــن والتدبيــر‬
‫وتدمــج التكويــن عــن بعــد بشــكل ممأســس إلــى جانــب‬ ‫والبحــث‪:‬‬
‫التكويــن الحضــوري‪ .‬فــي هــذا الصــدد يقتــرح إرســاء آليــات‬
‫‪-‬مؤسسة مختصة في التكوين التربوي للفاعلين(ات)‬
‫للتنســيق الدائــم علــى الصعيــد الجهــوي بيــن المؤسســات‬
‫التربويين(ات)‪ ،‬على اختالف تخصصاتهم؛‬
‫المتدخلــة فــي التكويــن‪ ،‬يكــون مــن بيــن مهامهــا‪:‬‬
‫‪-‬تعتمــد هندســة معرفيــة فــي التكويــن موجهــة كليــة‬
‫‪-‬تحديــد مســتويات تدخــل كل مؤسســة‪ ،‬وجوانــب‬
‫لغايــات المهننــة والتمكيــن مــن القــدرات والكفايــات‬
‫التكامــل والتشــارك والتعــاون بينهــا؛‬
‫العمليــة واإلجرائيــة والعالئقيــة؛‬

‫‪51‬‬
‫المحور الثاني‬

‫‪)2‬شــقا تخصصيــا يســتفيد منــه والجــو كل مهنــة علــى‬ ‫‪-‬بلــورة برامــج قصيــرة ومتوســطة المــدى لالســتجابة‬
‫حــدة‪ ،‬ويشــمل المعــارف والمؤهــات المرتبطــة بمجــال‬ ‫للحاجــات مــن التكويــن األســاس والمســتمر؛‬
‫التخصــص‪ ،‬فــي بعديهــا النظــري والميدانــي‪.‬‬
‫‪-‬تطويــر العــدة البيداغوجيــة للتكويــن‪ ،‬وبلــورة برامجــه‪،‬‬
‫التنسيق بين مختلف المؤسسات المعنية لضمان‬ ‫وتنزيلــه‪ ،‬وتتبعــه‪ ،‬وقيــاس آثــاره؛‬
‫اندماج مهني سلس في التعليم المدرسي‬ ‫‪-‬دعــم إنجــاز بحــوث فــي المجــال التربــوي فــي إطــار‬
‫شــراكات بيــن الجامعــات والمراكــز الجهويــة لمهــن‬
‫التربيــة والتكويــن‪.‬‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ‬ ‫مــن شــان تفعيــل هــذا المنظــور‪ ،‬ترشــيد مــدة التكويــن‬
‫)ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻣﺎﺳﺘﺮ ﻣﻬﻨﻲ(‬ ‫وتكلفتــه‪ ،‬وتحقيــق تعاضــد المــوارد المخصصــة لــه‪،‬‬
‫وإعطــاءه نجاعــة أكبــر‪.‬‬
‫بالنســبة للتعليــم المدرســي والتعليــم العتيــق‪ ،‬والتكويــن‬
‫المهنــي‪ ،‬يقتضــي هــذا الخيــار مراجعــة مناهــج التكويــن‬
‫األســاس للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬انطالقــا مــن‪:‬‬
‫‪-‬االرتــكاز علــى الكفايــات المهنيــة كمرجعيــة للتكويــن‪،‬‬
‫ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ‬ ‫اعتبــارا للمرجــع الوطنــي الناظــم للمهــن التربويــة‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ‬
‫ﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ســالف الذكــر؛‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‬
‫‪ -‬اعتماد مقاربة المنهاج المندمج‪ ،‬الذي يشمل‪:‬‬
‫‪)1‬شــقا مشــتركا موجهــا لتكويــن الفاعليــن(ات) الجــدد علــى‬
‫اختــاف تخصصاتهــم ومهامهــم‪ ،‬ويغطي‪:‬‬
‫‪-‬الجوانب المتعلقة بالتكامل الوظيفي والتنســيق بين‬
‫تتولــى الجامعــات ومؤسســات التعليــم العالــي‪ ،‬فــي‬ ‫المهــن‪ ،‬واألبعــاد العالئقيــة‪ ،‬والتواصليــة‪ ،‬والعمــل‬
‫إطــار المســالك الخاصــة بالتربيــة والتكويــن‪ ،‬بمســاهمة‬ ‫فــي إطــار فــرق‪ ،‬والتدبيــر المشــترك للمشــاريع‬
‫المراكــز الجهويــة لمهــن التربيــة والتكويــن والبحــث‪ ،‬توفيــر‬ ‫التربويــة داخــل المؤسســات‪ ،‬إلــخ‪ ،‬وفــق مــا جــاء فــي‬
‫تكوينــات أســاس للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) بالتعليــم‬ ‫محــور المرتكــزات (الفقــرة الخاصــة بالمؤسســة كبنيــة‬
‫المدرســي‪ ،‬فــي مجــال المعــارف األساســية ذات الصلــة‬ ‫حاســمة لتأهيــل المهــن التربويــة وتجديدهــا)؛‬
‫بالتخصــص‪ ،‬واللغــات‪ ،‬وعلــوم التربيــة‪ ،‬والتكنولوجيــات‬
‫‪-‬األبعــاد التنظيميــة والقانونيــة والقيميــة لمهن التربية‬
‫التربويــة‪ ،‬ومنهجيــات البحــث التربــوي‪ ،‬وفــي مجــال مهــن‬
‫والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬وتنميــة االســتقاللية‬
‫التربيــة والتكويــن والتدبيــر ومــا تتطلبــه مــن أدوار ومهــام‬
‫والبحــث والمبــادرة وابتــكار األســاليب الجديــدة فــي‬
‫وكفايــات‪ .‬علمــا أن هــذه المســالك تنــدرج ضمــن نظــام‬
‫تطويــر األداء المهنــي؛‬
‫التكويــن الجامعــي الــذي يمكــن الطلبــة الراغبيــن فــي ذلــك‪،‬‬
‫مــن مواصلــة دراســتهم فــي ســلكي الماســتر والدكتــوراه‪.‬‬ ‫‪ -‬التكنولوجيات التربوية والثقافة الرقمية؛‬
‫فــي هــذا الصــدد‪ُ ،‬يقتــرح توســيع عمليــة إحــداث المســالك‬ ‫‪-‬دعــم تفريــد مســارات‪ ،‬باالعتمــاد علــى بيداغوجيــا‬
‫المهنيــة لتغطــي مجمــوع مجــاالت التربيــة والتكويــن‪،‬‬ ‫كفالــة التكويــن مــن طــرف األســاتذة المتدربيــن(ات)‬
‫فــي عالقــة برصــد الحاجــات الجهويــة مــن الفاعليــن(ات)‬ ‫المتميزيــن(ات)؛‬
‫التربوييــن(ات)‪ .‬وتتولــى مؤسســات التعليــم المدرســي‪،‬‬ ‫‪-‬إدمــاج ُبعــد اليقظــة واالســتباق فــي التكويــن‪ ،‬مــن‬
‫مــن منطلــق كونهــا شــريكا فعليــا فــي التأهيــل‪ ،‬اســتقبال‬ ‫خــال التمكيــن مــن كفايــات مواجهــة الصعوبــات‬
‫طلبــة هــذه المســالك ألجــل التدريــب الميدانــي خــال فتــرة‬ ‫واإلشــكاليات والحــاالت غيــر المنتظــرة‪ ،‬بــدل التكويــن‬
‫التكويــن األســاس بالجامعــة ومؤسســات التعليــم العالــي‪،‬‬ ‫الــذي يخلــق الوثوقيــة فــي المكتســبات؛‬
‫وتأطيرهــم‪ ،‬بغايــة االنغمــاس فــي منــاخ المؤسســة‬
‫التربويــة‪.‬‬ ‫‪-‬تخصيــص حيــز مهــم للتداريــب الميدانيــة‪ ،‬واالشــتغال‬
‫خاللهــا علــى وضعيــات مهنيــة فعليــة‪ ،‬مــع تنويــع‬
‫بعــد اســتيفائهم للتكويــن األســاس‪ ،‬يســتفيد الوالجــون‬ ‫مجــاالت إجرائهــا‪ .‬واالنغمــاس المهنــي بالنســبة‬
‫الجــدد لمهــن التربيــة والتكويــن مــن اســتكمال تأهيلهــم‬ ‫لمكونــي التكويــن المهنــي داخــل المقــاوالت‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ويتعيــن أن تضطلــع مؤسســات ومراكــز التكويــن المهنــي‬ ‫المهنــي فــي إطــار التكويــن بالممارســة وبالتنــاوب بيــن‬
‫القائمــة بنفــس األدوار التأهيليــة واإلدماجيــة التــي تــم‬ ‫المؤسســة التربويــة المســتقبلة والمراكــز الجهويــة لمهــن‬
‫اقتراحهــا بالنســبة لمؤسســات التعليــم المدرســي‪،‬‬ ‫التربيــة والتكويــن‪ .‬فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬تضطلــع المؤسســات‬
‫بشــراكة مــع المقــاوالت والفضــاءات المهنيــة الشــريكة‬ ‫التعليميــة بمهمــة اإلدمــاج العملــي للفاعليــن الجــدد مــن‬
‫فــي التكويــن بالممارســة‪.‬‬ ‫خــال الممارســة الفعليــة واالحتــكاك بواقــع مزاولــة المهنــة‬
‫(كمــا هــو مفصــل في الفقــرة المتعلقة باإلدمــاج المهني)‪.‬‬
‫بالنســبة للتعليــم العالــي والبحــث العلمي‪ ،‬يعتبــر التأهيل‬
‫وتتولــى المراكــز الجهويــة لمهــن التربيــة والتكويــن‪،‬‬
‫البيداغوجــي شــرطا ضروريــا لولــوج مهنــة األســتاذ الباحــث‬
‫والمراكــز الوطنيــة للتكويــن فــي مهــن التفتيــش والتوجيــه‬
‫بمــوازاة مــع التأهيــل فــي مجــال التخصــص‪ .‬لهــذا الغــرض‪،‬‬
‫والتخطيــط‪ ،‬التكويــن والتأهيــل فــي المعــارف والكفايــات‬
‫يتعيــن مالءمــة أدوار الشــعب الجامعيــة‪ ،‬ومراكــز الدكتــوراه‬
‫ذات الصلــة بالممارســات المهنيــة للتربيــة والتكويــن‬
‫والهيــاكل البيداغوجيــة المعتمــدة‪ ،‬لتتولــى مهمــة اإلعــداد‬
‫(التدريــس‪ ،‬التدبيــر‪ ،‬التفتيــش‪ ،‬التخطيــط‪ ،‬التوجيــه)‪ ،‬كمــا‬
‫المبكــر للطلبــة الباحثيــن فــي إطــار ســلك إعــداد الدكتــوراه‪،‬‬
‫تشــكل فضــاء لتنظيــم ورشــات عمــل وتفكيــر وتأمــل فــي‬
‫الراغبيــن فــي مزاولــة مهنــة التدريــس والبحــث بمؤسســات‬
‫حصيلــة التأهيــل الميدانــي (مشــاكل الممارســة‪ ،‬صعوبــات‬
‫التعليــم العالــي‪ ،‬وتأهيلهــم لممارســتها‪ .‬وذلــك بالمزاوجــة‬
‫االندمــاج‪ ،‬الســبل الناجعــة لمواجهــة الوضعيــات الصعبــة‬
‫بيــن مســتويين‪:‬‬
‫وغيــر المتوقعــة‪ ،‬إلــخ)‪،‬‬
‫أ‪.‬التأطيــر النظــري والمنهجــي مــن خــال االســتفادة مــن‬
‫وبخصــوص تأهيــل الفاعليــن بالتعليــم العتيــق‪ُ ،‬يقتــرح‬
‫مجــزوءات فــي البيداغوجيــا الجامعيــة مخصصــة للتحضيــر‬
‫العمــل علــى مأسســة التكويــن األســاس لألطــر التربويــة‬
‫لمهنــة األســتاذ الباحــث‪ ،‬إلــى جانــب اســتفادتهم مــن‬
‫واإلداريــة العاملــة بــه‪ ،‬وتحديثــه بمــا ينســجم مــع منظــور‬
‫التكويــن مــن أجــل البحــث‪.‬‬
‫التكويــن والتأهيــل الــذي يوصــي بــه هــذا التقريــر‪ .‬وتقــوم‬
‫ب‪ .‬التدريب الميداني‪ ،‬من خالل‪:‬‬ ‫المؤسســات المشــرفة علــى هــذا التعليــم بالتنســيق فيمــا‬
‫‪-‬مشــاركة طلبــة مدرســة الدكتــوراه فــي أنشــطة‬ ‫بينهــا‪ ،‬ومــع باقــي قطاعــات التربيــة والتكويــن األخــرى فــي‬
‫وورشــات منتظمــة تهــم قضايــا البيداغوجيــا الجامعيــة؛‬ ‫هــذا الشــأن‪.‬‬

‫‪-‬تكليفهــم بمهمــة الكفيــل البيداغوجــي‪ ،‬وتأطيــر‬ ‫بالنســبة للتكويــن المهنــي‪ ،‬فإنــه يتعيــن إحــداث مراكــز‬
‫األنشــطة التطبيقيــة والتوجيهيــة‪ ،‬تحــت إشــراف‬ ‫مختصــة بتأهيــل الفاعليــن(ات) الجــدد‪ ،‬وتعميمهــا علــى‬
‫أســاتذة التعليــم العالــي بالشــعب الجامعيــة؛‬ ‫الجهــات‪ ،‬لضمــان تكويــن مؤهــل ومتيــن للمقبليــن(ات)‬
‫علــى مهــن التكويــن المهنــي‪ ،‬وتأهيلها مــن أجل االضطالع‬
‫‪-‬تقديــم دروس جامعيــة‪ ،‬فــي إطــار التكوين بالممارســة‪،‬‬
‫بالمهــام التاليــة‪:‬‬
‫حــول قضايــا البيداغوجيــة الجامعيــة بتأطيــر مــن مراكــز‬
‫البيداغوجيــا الجامعيــة المحدثــة‪.‬‬ ‫‪-‬تأميــن تكويــن يشــمل مختلــف الجوانــب البيداغوجيــة‬
‫والتدبيريــة والمنهجيــة الضروريــة لمزاولــة المهــن‪،‬‬
‫علــى أن يتــوج تأهيلهــم البيداغوجــي والبحثــي بإعــداد بحــث‬
‫والجوانــب المرتبطــة بمالئمــة الكفايــات المكتســبة‬
‫أساســي فــي التخصــص المعرفــي وبتقريــر تكميلــي فــي‬
‫بالتخصــص المهنــي؛‬
‫إحــدى قضايــا البيداغوجيــا الجامعيــة بتأطيــر مــن أســاتذة‬
‫الشــعب الجامعيــة وأســاتذة علــوم التربيــة بمؤسســات‬ ‫‪-‬تقييــم حصيلــة الكفايــات المكتســبة بعالقــة مــع تنميــة‬
‫التعليــم العالــي أو تكويــن األطــر التربويــة‪.‬‬ ‫الخبــرات ومــع مســار التكويــن؛‬

‫وعلــى حاملــي الدكتــوراه غيــر المســتفيدين مــن هــذا‬ ‫‪-‬ضمــان التكويــن المســتمر‪ ،‬وأســاليب التنميــة الذاتيــة‬
‫التأهيــل البيداغوجــي‪ ،‬والراغبيــن فــي مزاولــة هــذه المهنــة‪،‬‬ ‫لفائــدة الفاعليــن(ات) بهــذا القطــاع‪.‬‬
‫متابعــة هــذا التأهيــل فبــل ولوجهــم للمهنــة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫المحور الثاني‬

‫بالمهــن التربويــة‪ .‬تتعــزز هــذه الفرصــة بمــا يمثلــه هــذا الخيــار‬ ‫فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬يتعيــن إحــداث مراكــز للبيداغوجيــا‬
‫مــن إيجابيــات تتجلــى أساسـ ًـا فــي‪:‬‬ ‫الجامعيــة‪ ،‬بمختلــف الجامعــات‪ ،‬يجتهــد فيهــا أســاتذة‬
‫الشــعب فــي البحــث فــي قضايــا التدريــس والتكويــن‬
‫‪-‬تثميــن دور المؤسســات التربويــة والتكوينيــة‬
‫بالجامعــة ومؤسســاتها‪ ،‬ومــن ضمنهــا تطويــر أســاليب‬
‫فــي المهننــة والتأهيــل‪ ،‬باعتبارهــا البيئــة الفعليــة‬
‫التكويــن واإلدمــاج المهنــي لألســاتذة الجــدد‪ ،‬والتكويــن‬
‫للممارســة المهنيــة‪ ،‬واإلدمــاج؛‬
‫المســتمر لألســاتذة الباحثيــن (‪.)18‬‬
‫‪-‬إضفــاء طابــع دينامــي وتفاعلــي علــى عمليــات‬
‫ويمكــن أن تتحــول هــذه المراكز إلــى مراكز للموارد والتكوين‬
‫التكويــن والتأهيــل؛‬
‫التفاعلــي والبحــث العلمــي والنشــر والتفكيــر فــي قضايــا‬
‫‪-‬اعتمــاد آليــات التعاقــد والشــراكة المؤسســاتية‪ ،‬مــن‬ ‫التكويــن الجامعــي‪ ،‬مــن زاويــة مرجعيــة العلــوم البيداغوجيــة‬
‫خــال مــا يخولــه مــن مســؤولية مشــتركة فــي رصــد‬ ‫والتكويــن األســاس والمســتمر لألســتاذ(ة) الجامعــي(ة)؛‬
‫الحاجــات والتكويــن والتأهيــل؛‬ ‫كمــا يمكنهــا أن تســاهم في بناء نمــاذج للتجديد والمصاحبة‬
‫‪-‬احتــكاك المســتفيد(ة) مــن التكويــن بالمنــاخ الفعلــي‬ ‫البيداغوجيــة لألســاتذة الباحثيــن الجــدد‪.‬‬
‫للمؤسســة‪ ،‬بــدل التكوينــات النظريــة العامــة البعيــدة‬ ‫يتــم إحــداث لجنــة وطنيــة للتأهيــل العلمــي يكــون مــن‬
‫عــن انشــغاالت الواقــع الميدانــي؛‬ ‫بيــن مهامهــا دراســة أوليــة لملفــات حاملــي الدكتــوراه‬
‫‪-‬انخــراط المســتفيد فعليــا فــي تــدارس مشــاكل البيئــة‬ ‫المســتفيدين مــن التأهيــل البيداغوجــي بغايــة تحديــد‬
‫المهنيــة‪ ،‬داخــل محطــة التأهيــل والتأطيــر بمراكــز‬ ‫أحقيتهــم فــي الترشــح الجتيــاز مباريــات توظيــف األســاتذة‬
‫التكويــن؛‬ ‫الباحثيــن علــى مســتوى الجامعــات‪.‬‬

‫‪-‬جعــل الخبــرة المكتســبة ميدانيــا أســاس بنــاء المفاهيم‬ ‫يســتخلص ممــا ســبق أن تفعيــل هــذا الخيــار الجديــد‬
‫والتمثــات حول المؤسســة والعمــل التربوي؛‬ ‫للتكويــن‪ ،‬يشــكل فرصــة واعــدة لتمكيــن المنظومــة التربوية‬
‫مــن فاعليــن(ات) تربوييــن(ات) مؤهليــن(ات) معرفيا ومهنيا‬
‫‪-‬تغييــر جــذري فــي أدوار مراكــز التكويــن التــي تتحــول‬
‫لرفــع تحــدي التطويــر والتجديــد‪ ،‬وتشــجيع االهتمــام المبكــر‬
‫إلــى فضــاء للتأمــل الجماعــي وتقاســم الخبــرة‪.‬‬

‫‪ .18‬من بين االختصاصات الممكنة لمراكز البيداغوجيا الجامعية نذكر ما يلي‪:‬‬


‫‪-‬البحث في قضايا منهاج التكوين في كل شعبة‪ ،‬والممارسات واألنشطة البيداغوجية‪ ،‬ونتائج التكوين؛‬
‫‪ -‬التقييم المنتظم ألداء الشعبة ومردوديتها في التكوين والبحث واإلنتاج البيداغوجي؛‬
‫‪ -‬بلورة واقتراح اإلصالحات المتعلقة بالتكوينات‪ ،‬وكل التدابير ذات الطابع البيداغوجي الهادفة إلى تحسين جودة التكوين والبحث من قبيل‪:‬‬
‫‪ ‬إحداث مسالك جديدة للتكوين والبحث؛‬
‫‪ ‬البحــث فــي تطويــر وتكييــف أنــواع التكويــن‪ :‬التكويــن مــن أجــل البحــث؛ التكويــن بالتنــاوب (بالنســبة للمســالك الممهننــة)؛ التكويــن عــن بعــد؛‬
‫‪‬التكويــن المســتمر فــي إطــار تعاقــدي مــع المحيــط؛‬
‫‪ -‬إحداث الشهادات الخاصة بالجامعات‪ ،‬وتنسيق تدبير الشهادات على المستوى الوطني؛‬
‫‪-‬إقامــة كل الجــذوع المشــتركة بيــن المســالك والتكوينــات‪ ،‬والجســور الضروريــة فــي التكوينــات الجامعيــة علــى مســتوى الجهــة أو وطنيــا‪ ،‬والتوجيــه‬
‫نحــو التكوينــات المالئمــة؛‬
‫‪ -‬التقييم الذاتي للمؤسسات الجامعية‪ ،‬ال سيما ما يتعلق بالشق البيداغوجي والتقويمات؛‬
‫‪ -‬تطوير المعارف والمضامين الموجهة للتكوين بالشعبة؛‬
‫‪-‬إنتــاج المــوارد البيداغوجيــة النظريــة والتكوينيــة‪ ،‬والرقميــة (مراكــز المــوارد فــي البيداغوجيــا الجامعيــة؛ الــدروس والمحاضــرات؛ المنشــورات العلمية؛‬
‫البحــوث والدراســات فــي قضايــا البيداغوجيــا الجامعيــة للمؤسســة؛ إلخ)؛‬
‫‪ -‬البحث في تطوير أساليب القيادة التربوية وابتكار األساليب الجامعية الناجحة‪ ،‬وال سيما‪:‬‬
‫‪ ‬رئاسة الشعب والمسالك‪ ،‬وتدبير المهام الخاصة بها؛‬
‫‪ ‬قيادة البحث والتكوين من أجل البحث وبنياته‪ ،‬بتنسيق مع مراكز ومختبرات البحث بالجامعة؛‬
‫‪‬قيــادة وتدبيــر انخــراط األســتاذ الباحــث فــي األنشــطة العموميــة والتبــادل الدولــي للخبــرات والمعــارف‪ ،‬ومــدى االســتفادة مــن التجــارب‬
‫الدوليــة؛‬
‫‪ -‬بحث تطوير أساليب تقييم عمل األساتذة بإشراك الطلبة؛‬
‫‪ -‬االجتهاد في إجراء بحوث االبتكار في األساليب‪ ،‬وتحليل مختلف الوضعيات وتطويرها؛‬
‫‪ -‬تطويــر عالقــات التعــاون مــع جامعــات أخــرى شــريكة فــي إطــار نــوع مــن الكفالــة المؤسســاتية (‪ ،)Tutorat institutionnelle‬بغايــة االســتفادة مــن‬
‫اإلصالحــات والتجــارب الناجحــة فيهــا‪.‬‬
‫‪ -‬إنتاج منشورات بمساعدة المتخصصين في التربية والبيداغوجيا‪ ،‬في مجال قضايا البيداغوجيا الجامعية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ـاال للبحــث والتــداول والتشــخيص‬ ‫الجماعــي المهنــي‪ ،‬ومجـ ً‬ ‫‪ .3‬االندماج المهني‬
‫واالستشــراف‪ .‬تمثــل هــذه التنظيمــات المهنيــة إطـ ً‬
‫ـارا لــــ‪:‬‬
‫يعتبــر النجــاح فــي االندمــاج المهنــي للوالجيــن(ات) الجــدد‬
‫‪-‬تمثيــل الهيئــات التربويــة والتكوينيــة كفئــة اجتماعيــة‬ ‫إلــى مهــن التربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي أحــد العوامــل‬
‫ذات كفــاءة يحتاجهــا المجتمــع؛‬ ‫الحاســمة فــي ضمــان وتحقيــق اســتقرارهم النفســي‬
‫والمهنــي واالجتماعــي‪ .‬واعتبــارا للــدور الــذي أضحــت‬
‫‪-‬تشــكيل هويتهــم المهنيــة‪ ،‬وتنميــة الوعــي وحــس‬
‫تلعبــه المؤسســات التربويــة والتكوينيــة فــي المهننــة‬
‫االنتمــاء إليهــا‪ ،‬بــكل أبعادهــا القانونيــة واألخالقيــة‬
‫والتكويــن الميدانــي والتوجيــه واإلدمــاج‪ ،‬كمــا ســبق توضيح‬
‫والمعرفيــة والكفائيــة‪ ،‬وموقعهــا المجتمعــي؛‬
‫ذلــك ســالفا‪ ،‬فيتعيــن إحــداث بنيــات وآليــات داخلهــا‪،‬‬
‫‪-‬اإلســهام فــي تكوينهــم وتحســين قدراتهــم‪ ،‬علــى‬ ‫تضطلــع بمهمــة المصاحبــة والمواكبــة والتأطيــر‪ ،‬يؤطرهــا‬
‫مســتوى الكفايــات أو األخالقيــات‪ ،‬ورصــد وتلبيــة‬ ‫المفتشــون التربويــون ومديــرو المؤسســات والموجهــون‬
‫احتياجــات التكويــن الجديــدة‪.‬‬ ‫واألســاتذة المتمرســون والمكونــون‪ ،‬عبــر النــدوات‬
‫للتذكيــر‪ ،‬فقــد عــرف تاريــخ العمــل التربــوي بالمغــرب‪ ،‬حضــور‬ ‫واللقــاءات التربويــة‪ ،‬والــدروس النموذجيــة‪ ،‬وورشــات‬
‫هــذه التنظيمــات النقابيــة والمهنيــة ومواكبتهــا لتحــوالت‬ ‫النقــاش‪ ،‬وعــروض الباحثيــن المختصيــن‪ ،‬وغيرهــا‪.‬‬
‫منظومــة التربيــة والتكويــن ومســاهمتها فــي تبلــور الوعــي‬ ‫فيمــا يتعلــق بالتكويــن المهنــي‪ ،‬يتعيــن أيضـ ًـا توفيــر بنيــات‬
‫بالعمــل اإلرادي الطوعــي ألجــل االرتقــاء بــاألداء المهنــي‬ ‫المكونيــن(ات) الجــدد‪ ،‬خــال‬ ‫ِّ‬ ‫متخصصــة الســتقبال وتتبــع‬
‫للفاعــل(ة) التربــوي(ة)‪ ،‬وتحســين جــودة المدرســة‪ .‬وقــد‬ ‫المراحــل األولــى مــن مزاولتهــم لمهامهــم‪ ،‬وذلــك قصــد‬
‫عــزز الدســتور موقــع هــذه التنظيمــات‪ ،‬باعتبــار دورهــا فــي‬ ‫تأطيرهــم ومســاعدتهم علــى تشــخيص الصعوبــات‪،‬‬
‫إرســاء الديموقراطيــة التشــاركية‪ ،‬بوصفهــا‪:‬‬ ‫والعمــل علــى تجاوزهــا‪ .‬يتولــى المكونــون المتمرســون‬
‫‪-‬قــوة اقتراحيــة تمــد السياســات العموميــة بمجموعــة‬ ‫ومديــرو مراكــز التكويــن ومديــرو الدراســات‪ ،‬والمختصيــن‬
‫مــن المقترحــات والتدابيــر االستشــرافية الدقيقــة‬ ‫المكونيــن(ات)‬
‫ّ‬ ‫مــن الوســط المهنــي تأطيــر ومصاحبــة‬
‫التــي تصــب فــي تنميــة األداء المهنــي وتطويــره؛‬ ‫الجــدد‪ ،‬ورصــد حاجياتهــم بغايــة اســتكمال التأهيــل‪ ،‬وبرمجــة‬
‫التكوينــات الالزمــة‪ ،‬بتنســيق مــع مؤطــري المراكــز المختصــة‬
‫‪-‬وقــوة تفاوضيــة مــع الدولــة والمجتمــع حــول تطويــر‬
‫بتأهيــل الفاعليــن(ات) فــي التكويــن المهنــي‪.‬‬
‫الظــروف الموضوعيــة لمزاولــة المهــن التربويــة‪،‬‬
‫وتجديــد آليــات التأطيــر والتقييــم والحفــز‪ ،‬والتأثيــر‬ ‫واســتحضارا لمتطلبــات التنســيق والتكامــل الوظيفــي‬
‫فــي المجتمــع فــي اتجــاه اتخــاذ قــرارات ذات طبيعــة‬ ‫وتعاضــد المــوارد‪ ،‬يمكــن توســيع بنيــات وآليــات اإلدمــاج‬
‫سياســية واجتماعيــة لتطويــر المدرســة والعمــل‬ ‫لتغطــي عــدة مؤسســات تعليميــة وتكوينيــة علــى‬
‫التربــوي‪ ،‬مــن خــال مشــاريع مجــددة‪.‬‬ ‫المســتوى المحلــي‪.‬‬
‫ً‬
‫واســتحضارا لرهانــات وغايــات الرؤيــة‬ ‫انطالقــا مــن ذلــك‪،‬‬ ‫مدخــل االرتقــاء بــأدوار الجمعيــات المهنيــة‬ ‫‪‬‬

‫االســتراتيجية ‪ 2030-2015‬فــي تحقيــق الجــودة واالرتقــاء‬ ‫والهيئــات النقابيــة فــي مهننــة الفاعليــن(ات)‬
‫الفــردي والمجتمعــي‪ ،‬يتعيــن التركيــز علــى األدوار الفاعلــة‬ ‫التربوييــن(ات)‪:‬‬
‫لهــذه التنظيمــات فــي تحقيــق أهــداف اإلصــاح التربــوي‪،‬‬ ‫ال ترتبــط المهننــة فــي المجــال التربــوي فقــط بعمليــات‬
‫والتأطيــر الفكــري والتربــوي والمهنــي للهيئــات العاملــة‬ ‫التكويــن والتأهيــل والتأطيــر والتقييــم‪ ،‬التــي تشــرف‬
‫فــي التربيــة والتكويــن‪ ،‬واإلســهام فــي تخليــق الممارســة‬ ‫عليهــا القطاعــات الحكوميــة للتربيــة والتكويــن‪ ،‬بــل يســاهم‬
‫المهنيــة‪ ،‬وتحصينهــا مــن الظواهــر الالمهنيــة والالتربويــة‪،‬‬ ‫ً‬
‫أيضــا التنظيــم الذاتــي الــذي يعطيــه الفاعلــون(ات)‬ ‫فيهــا‬
‫وتعزيــز الصــورة االجتماعيــة للهيئــة ومكانتهــا داخــل‬ ‫التربويــون(ات) لهيئاتهــم‪ .‬وتشــكل الجمعيــات المهنيــة‬
‫المنظومــة التربويــة والمجتمــع‪ ،‬واإلســهام فــي مواكبــة‬ ‫والهيئــات النقابيــة أحــد أشــكال هــذا التنظيــم الذاتــي‬
‫تحــوالت المهــن التربويــة‪ ،‬وفــي تطويرهــا‪.‬‬ ‫المســتقل الــذي يســاهم فــي مهننــة الفعــل التربــوي‬
‫أ‪ .‬الجمعيات المهنية‬ ‫وانفتــاح الفاعــل(ة) التربــوي(ة) علــى ســبل جديــدة للتنميــة‬
‫المهنيــة وحمايــة الحقــوق‪ .‬فهــي تتولــى القيــام بمهــام‬
‫ـرا في‬‫ـا مؤثـ ً‬
‫تعــد الجمعيــات المهنيــة للتربيــة والتكويــن فاعـ ً‬
‫التأطيــر المهنــي واالجتماعــي لفاعلــي(ات) هــذه المهــن‬
‫ـريكا للمدرســة‪ ،‬تبلــور مشــاريعها‬‫المنظومــة التربويــة‪ ،‬وشـ ً‬
‫التربويــة‪ ،‬واالرتقــاء بالوعــي المهنــي‪ ،‬بالنظــر لكونهــا‬
‫التربويــة فــي تناســق مــع مختلف عمليــات التقييم والتجديد‬
‫ً‬
‫إطــارا للتعبئــة والتحســيس والتواصــل بيــن أفــراد الهيئــة‬
‫التــي تعرفهــا‪ ،‬بمــا يخــدم االرتقــاء بالمنظومــة التربويــة‬
‫وشــكال مــن أشــكال الــذكاء‬
‫ً‬ ‫المهنيــة‪ ،‬ومــع المجتمــع‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫المحور الثاني‬

‫غيــر أن تحقــق هــذه األهــداف يتوقــف أيضـ ًـا علــى االعتــراف‬ ‫للبــاد‪ ،‬وتحســين التعلمــات والتكوينــات‪ ،‬مــن قبيــل مراجعة‬
‫بصفــة المنفعــة العامــة لجميــع الجمعيــات المهنيــة للتربيــة‬ ‫البرامــج‪ ،‬وتطويــر المناهــج‪ ،‬وإدمــاج المقاربــات الجديــدة‪،‬‬
‫والتكويــن‪ ،‬وتمكينهــا مــن التمثيليــة فــي المجلــس األعلــى‬ ‫وإنجــاز التقييمــات العامــة‪ ،‬ومــا إلــى ذلــك‪ .‬وإلعطــاء‬
‫للتربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬وفــي بعــض الهيئــات‬ ‫ديناميــة جديــدة أكثــر لمســاهمة الجمعيــات المهنيــة التربويــة‬
‫الوطنيــة ذات الصلــة باالســتثمار فــي التربيــة والتعليــم‪.‬‬ ‫فــي اإلصــاح التربــوي عامــة‪ُ ،‬يقتــرح مــا يلــي‪:‬‬
‫فــي المقابــل‪ ،‬ينبغــي أن‪:‬‬
‫‪-‬تعميــم تجربــة الجمعيــات المهنية علــى باقي مكونات‬
‫‪-‬تجــدد الجمعيــات المهنيــة هياكلهــا بطريقــة مســتمرة‬ ‫المنظومــة الوطنيــة للتربيــة والتكويــن‪ ،‬ال ســيما‬
‫ومرنــة‪ ،‬وأن تنفتــح علــى الــدوام علــى الكفــاءات‬ ‫بالتعليــم العالــي والتكويــن المهنــي‪ ،‬علــى أســاس‬
‫والخبــرات المبــادرة والمجــددة مــن داخــل مختلــف‬ ‫القيــام بدراســة تشــخيصية دقيقــة لحاجاتهمــا فــي‬
‫هيئــات التربيــة والتكويــن؛‬ ‫هــذا الموضــوع‪ ،‬وبحــث استشــرافي آلفــاق إحــداث‬
‫جمعيــات مهنيــة بهمــا سـ ً‬
‫ـعيا إلــى تمكيــن الجامعــات‬
‫‪-‬تراعــي فــي إقامــة هياكلهــا وتجديدهــا مبــادئ وقواعد‬
‫ومؤسســات التكويــن مــن بنيــات وآليــات للتشــاور‬
‫الديمقراطيــة والحوار؛‬
‫والتأطيــر الذاتــي والبحــث عــن ســبل اإلســهام فــي‬
‫‪-‬تســتهدف فــي مشــاريعها وبرامــج عملهــا المجــاالت‬ ‫تطويــر هيئاتهمــا المهنيــة‪.‬‬
‫التربويــة المحليــة‪ ،‬وأن تعبــئ فــي ذلــك كل فعاليــات‬
‫‪-‬العمــل علــى تعزيــز الشــراكات بيــن المؤسســات‬
‫المجتمــع التربــوي المحلــي؛‬
‫التربويــة وبيــن الجمعيــات المهنيــة‪ ،‬وإحــداث شــبكة‬
‫‪ -‬تسهم في تنشيط وتنمية الحياة المدرسية؛‬ ‫وطنيــة وشــبكات جهويــة للجمعيــات المهنيــة الفاعلــة‬
‫‪-‬تســهم فــي بلــورة وتفعيــل المشــاريع التربويــة‬ ‫والنشــيطة‪ ،‬ألجــل تقاســم الخبــرة والتنســيق فيمــا‬
‫لفائــدة المتعلميــن(ات)‪ ،‬ال ســيما المشــاريع ذات‬ ‫بينهــا‪ ،‬ومــع اإلدارة التربويــة وطنيــا ومحليــا‪.‬‬
‫الصلــة باإلنصــاف والجــودة؛‬ ‫ولتمكينهــا مــن لعــب أدوار أكثــر نجاعــة فــي تنميــة العمــل‬
‫‪-‬أن تعتمــد اســتراتيجية واضحــة للتواصــل متنوعــة‬ ‫التربــوي‪ ،‬يتعيــن‪:‬‬
‫األســاليب‪ ،‬مــن خــال لقــاءات مفتوحــة مــع الفاعليــن‬ ‫‪-‬تشــجيع ودعــم عمــل الجمعيــات المهنيــة‪ ،‬فــي إطــار‬
‫والفاعــات فــي الميــدان‪ ،‬وفتــح المجــال أمامهــم‬ ‫الشــراكة الموجهــة‪ ،‬علــى أســاس التعاقــد علــى‬
‫للتعبيــر عــن انشــغاالتهم واهتماماتهــم المهنيــة‪،‬‬ ‫نظــام للمواكبــة والتتبــع والمصاحبــة طــوال فتــرة‬
‫واســتعراض بعــض الصعوبــات والقضايــا المهنيــة‪،‬‬ ‫تنفيــذ برامجهــا ومشــاريعها فــي التأطيــر والتكويــن‬
‫والتفكيــر فــي ســبل تجاوزهــا وحلهــا؛‬ ‫والمصاحبــة الجماعيــة للهيئــات المهنيــة؛‬
‫‪-‬أن تنفتــح أكثــر علــى نســيج الجمعيــات المدنيــة‬ ‫‪-‬إشــراكها فــي التأطيــر والبحــث العلمــي وبلــورة‬
‫والتربويــة األخــرى العاملــة فــي التربيــة والتكويــن‬ ‫توجهــات اإلصــاح والتجديــد؛‬
‫محليـ ًـا ووطنيـ ًـا وعالميـ ًـا‪ ،‬فــي إطــار التعــاون وتنســيق‬
‫‪-‬تمكينهــا مــن مواكبــة مشــاريع اإلصــاح التربــوي‪،‬‬
‫العمــل وتقاســم الخبــرة‪.‬‬
‫والتعبئــة المســتمرة للهيئــات المهنية ألجل تشــخيص‬
‫ب‪ .‬الهيئات النقابية‬ ‫الصعوبــات وبلــورة البدائــل؛‬
‫يكتســي عمــل الشــركاء االجتماعييــن‪ ،‬وباألخــص الهيئــات‬ ‫‪-‬دعــم أنشــطتها فــي البحث العلمي وابتكار األســاليب‬
‫النقابيــة‪ ،‬أهميــة حاســمة فــي إنجــاح مشــروع تجديــد‬ ‫الجديدة؛‬
‫المدرســة المغربيــة‪ .‬وينــدرج هــذا العمــل فــي إطــار تعزيــز‬
‫‪-‬إشــراكها فــي التكويــن األســاس والمســتمر‪،‬‬
‫التشــارك‪ ،‬والســعي إلــى إرســاء قواعــد حــوار اجتماعــي‬
‫والتثقيــف والتنميــة المهنيــة‪ ،‬وكــذا المصاحبــة‬
‫متواصــل وفعــال تتحــدد عناصــره‪ ،‬علــى الخصــوص‪ ،‬فــي‬
‫الميدانيــة للفاعليــن(ات) جــدد؛‬
‫المجــاالت التاليــة‪:‬‬
‫‪-‬تمكينهــا مــن المســاهمة فــي مراجعــة المناهــج‬
‫‪-‬اإلســهام فــي التعبئــة الشــاملة مــن أجــل المدرســة‪،‬‬
‫والبرامــج وتقييمهــا وتطويرهــا؛‬
‫وفــي حــوار منتظــم حــول قضايــا تهــم تحســين أوضاع‬
‫وشــروط عمــل الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬وتنميــة‬ ‫‪-‬تمكينها من الفضاءات والوســائل المادية المســاعدة‬
‫حياتهــم ومســارهم المهنييــن؛‬ ‫لهــا علــى القيــام بمهامهــا‪ ،‬وكــذا مــن وســائل النشــر‬
‫وإصــدار الوثائــق المؤطــرة للعمــل التربــوي‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪-‬المشــاركة فــي مختلــف األنشــطة التأطيريــة‬ ‫‪-‬االرتقــاء بالمنظومــة التربويــة وتحصينهــا التربــوي‬
‫والتكوينيــة الموجهــة لهــم‪ ،‬وإعمــال الفكــر النقــدي‬ ‫واالجتماعــي والقيمي‪-‬األخالقــي‪ ،‬والمســاهمة في‬
‫(التبصــري) قصــد التحســين المســتمر ألدائهــم‬ ‫تصحيــح مســار هــذه المنظومــة وتجــاوز اختالالتهــا؛‬
‫ا لمهنــي ؛‬
‫‪-‬االنخــراط فــي ديناميــة إصــاح المنظومــة التربويــة‪،‬‬
‫‪-‬التعبئــة والوعــي بضــرورة العمــل علــى التكويــن‬ ‫مــن منطلــق تحقيــق التوافــق حولــه وتكريــس دورهــا‬
‫الذاتــي قصــد تنميــة كفاياتهــم وإغنــاء خبرتهــم‬ ‫كنقابــة مواطنــة‪.‬‬
‫ا لمهنيــة ؛‬
‫مــن تــم‪ ،‬فــإن الهيئــات النقابيــة مدعــوة إلــى تعزيــز أدوارهــا‬
‫‪-‬المســاهمة بخبراتهــم وتجاربهــم‪ ،‬بالنســبة لــذوي‬ ‫المحوريــة التــي تضطلــع بهــا فــي هــذه المجــاالت‪ ،‬ونخــص‬
‫الخبــرة والتجربــة الواســعة‪ ،‬فــي تطويــر األداء العــام‬ ‫منهــا بالذكــر‪:‬‬
‫للفاعليــن(ات) مــن خــال تأطيرهــم وتقاســم الخبــرة‬
‫الدور التأطيري والتكويني‪ ،‬بخصوص‪:‬‬
‫والتجربــة المحصليــن معهــم‪.‬‬
‫‪-‬قضايــا المدرســة ورهاناتهــا والتحديــات التــي يتعيــن‬
‫الــدور االقتراحــي التفاوضــي‪ ،‬الــذي يتجلــى باألســاس‬
‫علــى الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) رفعهــا لالرتقــاء‬
‫مــن خــال المســاهمة فــي‪:‬‬
‫بأدائهــا؛‬
‫‪-‬بلــورة األطــر المرجعيــة لمهــن التربيــة والتكويــن‬
‫‪-‬أشــكال االندمــاج المهنــي داخــل المؤسســة التربويــة‬
‫والبحــث العلمــي؛‬
‫ومواجهــة الصعوبــات وســبل حــل المشــكالت‬
‫‪-‬صياغــة أو إعــادة صياغــة األنظمــة األساســية للهيئــات‬ ‫والتأقلــم مــع محيــط المؤسســة؛‬
‫المهنيــة والتفــاوض بشــأن مقتضياتهــا؛‬
‫‪-‬الحقــوق والواجبــات المهنيــة‪ ،‬التــي يتعيــن علــى‬
‫‪-‬إعــداد مختلــف النصــوص التنظيميــة التــي تهــم ســير‬ ‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) اســتيعابها وتملكهــا‬
‫المؤسســات التربويــة والعمليــة التعليميــة والتكوينية‬ ‫وااللتــزام بهــا؛‬
‫برمتها؛‬
‫‪-‬آليــات العمــل الجماعــي وســبل تفعيــل برامــج‬
‫‪-‬التتبــع اليقــظ لتطبيــق هــذه النصــوص‪ ،‬وتقييمــه بغية‬ ‫ومشــاريع مشــتركة‪.‬‬
‫تقديــم االقتراحــات االســتدراكية المالئمة؛‬
‫الدور التعبوي التحفيزي‪ ،‬من خالل حث الفاعلين على‪:‬‬
‫‪-‬تقديــم االستشــارة فيمــا يتعلــق ببرامــج التكويــن‬
‫‪-‬التوجــه نحــو اإلبــداع واالبتــكار فــي أدائهــم لمهامهــم‪،‬‬
‫األســاس والمســتمر‪ ،‬وتقييــم آثــاره علــى أداء‬
‫واســتثمار اســتقالليتهم الوظيفيــة فــي إبــراز‬
‫الفاعليــن واندماجهــم المهنــي؛‬
‫إبداعاتهــم وتميزهــم؛‬
‫‪-‬صياغــة مشــاريع المؤسســة وتتبــع إنجازهــا وتقييــم‬
‫‪-‬االنخــراط الفاعــل فــي تدبيــر المؤسســة التربويــة‪،‬‬
‫نتائجهــا‪.‬‬
‫مــن خــال المشــاركة الفاعلــة فــي مختلــف مجالســها‪،‬‬
‫فــي مقابــل ذلــك‪ ،‬فــإن ســلطات التربيــة والتكويــن‪،‬‬ ‫ودعــم إنجــاز مشــاريعها (خصوصــا منهــا مشــروع‬
‫وانطالقــا مــن دورهــا كشــريك فعلــي داخــل المنظومــة‬ ‫المؤسســة)‪ ،‬وتأطيــر مختلــف أنشــطتها؛‬
‫التربويــة‪ ،‬مدعــوة إلــى توفيــر الدعم الالزم للهيئــات النقابية‬
‫لقيامهــا بمهامهــا وأدوارهــا علــى الوجــه المطلــوب‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫المحور الثاني‬

‫‪‬مدخــل اســتقاللية المؤسســة كشــرط ضــروري‬ ‫المرتكــز الثاني‪ :‬المؤسســة بنية أساســية‬
‫لتعزيــز مبــادرات الفاعليــن التربوييــن وتحقيــق‬
‫التكامــل الوظيفــي‬
‫لتنميــة الحيــاة المهنيــة وتأهيــل المهــن‬
‫التربويــة‬
‫تشــكل االســتقاللية مقومــا أساســيا لجــودة العمــل‬
‫التربــوي بالنســبة للمؤسســات وللعامليــن بهــا‪ ،‬فــي ارتبــاط‬ ‫اســتحضارا لتوجهــات الرؤيــة االســتراتيجية لإلصــاح‬ ‫ً‬
‫بمشــروع المؤسســة‪ .‬ويكمــن مفهــوم االســتقاللية فــي‬ ‫‪ ،2015-2030‬التــي تعتبــر خيــار المؤسســة أحــد مرتكــزات‬
‫االنتقــال مــن منطــق العالقــة العموديــة الســائدة والتــي‬ ‫التجديــد‪ ،‬وأخــذا بعيــن االعتبــار كافــة الصعوبــات المرتبطــة‬
‫أظهــرت محدوديتهــا فــي إصــاح المنظومــة التربويــة‬ ‫بــأدوار مؤسســات التربيــة والتكويــن فــي االرتقــاء بالمهــن‬
‫إلــى منطــق العالقــة األفقيــة التــي توســع مجــال العمــل‬ ‫التربويــة‪ ،‬فإنــه يتعيــن التأكيــد علــى كــون مؤسســة التربيــة‬
‫الجماعــي والتشــاركي‪.‬‬ ‫ً‬
‫محوريــا فــي‬ ‫ً‬
‫دورا‬ ‫والتكويــن والبحــث العلمــي تلعــب‬
‫ذكيــة‪»19‬‬ ‫«وصايــة‬ ‫االســتقاللية‬ ‫تقتضــي‬ ‫ســيرورة التأهيــل والتجديــد التــي يقترحهــا هــذا التقريــر‬
‫ترتكــز علــى ثقافــة المشــروع وعلــى المســؤولية المشــتركة‬ ‫بالنســبة للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ .‬ذلــك أنهــا تعتبــر‬
‫والمتبادلــة بيــن مختلــف الفاعليــن في مختلف المســتويات‬ ‫البيئــة الفعليــة التــي‪:‬‬
‫الوطنيــة والجهويــة والمحليــة‪ ،‬وتحديــد المــوارد البشــرية‬ ‫‪-‬يمــارس فيهــا الفاعلــون(ات) التربويــون(ات) األدوار‬
‫والماديــة علــى ضــوء المشــروع المعتمــد‪ .‬ويعتبــر التعاقــد‬ ‫والمهــام المناطــة بهــم‪ ،‬في عالقة مباشــرة بالمعني‬
‫الوســيلة القانونيــة والتنظيميــة لتحقيــق هذه االســتقاللية‪،‬‬ ‫األول واألخيــر بخدمــات المنظومــة التربويــة‪ ،‬وهــو‬
‫وتظهــر مــن خاللــه أهمية مشــروع المؤسســة كرؤيــة ناظمة‬ ‫المتعلــم(ة)؛‬
‫لــكل أعمالهــا ومشــاريعها حــول التعلــم والتدريــس والتدبيــر‬
‫‪-‬تتحقــق فيهــا وظائــف المدرســة‪ ،‬مــن خــال أدوار‬
‫والعالقــة مــع الشــركاء والمحيــط‪.‬‬
‫ومهــام الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)؛‬
‫مــن هــذا المنطلــق‪ُ ،‬يمكــن مشــروع المؤسســة مــن تحقيــق‬
‫‪-‬تتيــح كافــة فــرص االلتقائيــة والتنســيق والتكامــل‬
‫مــا يلــي‪:‬‬
‫الوظيفــي بيــن المهــن التربويــة وتدخــات هــؤالء‬
‫‪-‬جعــل الفاعليــن فــي المؤسســة أعضــاء فريــق عمــل‬ ‫الفاعليــن(ات)؛‬
‫متضامــن يجمعهــم مشــروع واحــد وإطــار للنقــاش‬
‫‪-‬تظهــر فيهــا مــدى نجاعــة هــذه المهــن ومردوديتهــا‬
‫والحــوار وإيجــاد الحلــول للمشــاكل التــي قــد تطــرح‬
‫وأثرهــا الميدانــي واليومــي علــى جــودة التعلمــات‪،‬‬
‫علــى المؤسســة بأكملهــا أو علــى بعــض أو أحــد‬
‫واألداء المهنــي للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪،‬‬
‫أعضائهــا؛‬
‫والمنــاخ العــام للعمــل التربــوي داخــل المؤسســة‪.‬‬
‫‪-‬إعطــاء الفرصــة للفريــق العامــل بهــا لبنــاء هويــة‬
‫فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬فــإن مفهوم «مؤسســة التربية والتكوين‬
‫المؤسســة وجماعة مهنية محلية من خالل تشــخيص‬
‫والبحــث العلمــي» يشــمل مختلــف بنيــات وآليــات العمــل‬
‫نقــط قــوة المؤسســة وضعفهــا والوعــي المتقاســم‬
‫التربــوي‪ ،‬ال ســيما‪:‬‬
‫بهــا‪ ،‬ومــن خــال تحديــد الغايــات واألهــداف الخاصــة‬
‫والمشــتركة؛‬ ‫‪-‬البنيــات التــي تحتضــن كافــة أشــكال الفعــل التربــوي‬
‫والتكوينــي (عموميــة أو خصوصيــة)‪ ،‬ســواء أكانــت‬
‫‪-‬استشــراف تطــور المؤسســة والتعــرف علــى‬
‫مدرســية‪ ،‬أم تكوينيــة‪ ،‬أم مهنيــة‪ ،‬أم جامعيــة؛‬
‫المشــاكل التــي يمكــن أن تواجههــا وخلــق فــرص‬
‫تنميتهــا‪ ،‬وضمــان تواصلها المســتمر على المســتوى‬ ‫‪-‬البنيــات التــي تتولــى اإلشــراف علــى ســير هــذه‬
‫الداخلــي والخارجــي؛‬ ‫المؤسســات‪ ،‬مــن حيــث التدبيــر‪ ،‬أو القيــادة‪ ،‬أو‬
‫التخطيــط‪ ،‬أو التوجيــه‪ ،‬أو التقييــم والمراقبــة‬
‫‪-‬خلق نمط جديد لالشــتغال يســاهم في تقوية ثقافة‬
‫واالفتحــاص‪ ،‬وذلــك علــى المســتويات‪ :‬المحلــي‪،‬‬
‫العمــل الجماعــي والتشــاركي وثقافــة المشــروع الــذي‬
‫والجهــوي‪ ،‬والمركــزي‪.‬‬
‫يتطلــب تحديــد الرؤيــة والغايــات واألهــداف وتوزيــع‬
‫األدوار والمهــام‪.‬‬

‫‪ .19‬وصاية تتفاعل من خاللها المقاربة النازلة والمقاربة الصاعدة واألفقية‬

‫‪58‬‬
‫ســيمكن تبنــي هــذا النمــط مــن التدبيــر مــن توفيــر إطــار‬
‫ُ‬ ‫مــن شــأن ذلــك تعزيــز المهننــة‪ ،‬وروح المبــادرة واالبتــكار لدى‬
‫نســقي لمجمــوع العمليــات واألنشــطة المهنيــة التــي‬ ‫الفاعليــن التربوييــن‪ ،‬وتأميــن جــودة منــاخ العمــل التربــوي‬
‫يقــوم بهــا الفاعلــون(ات) التربويــون(ات) علــى مســتوى‬ ‫بالمؤسســة‪ ،‬وفــك العزلــة عــن الفاعليــن(ات) العامليــن‬
‫مؤسســاتهم‪ .‬ومــن إعطــاء الفعاليــة والنجاعــة لعمــل‬ ‫بهــا‪ ،‬باالنتقــال بهــم مــن منطــق العمــل الفــردي المعــزول‬
‫المؤسســة‪ ،‬التــي ال توفرهــا لهــا األســاليب المعتمــدة‬ ‫الســائد حاليــا‪ ،‬إلــى االشــتغال بمنطــق العمــل الجماعــي‪.‬‬
‫ً‬
‫حاليــا فــي التنظيــم والتدبيــر‪.‬‬
‫يتطلــب ذلــك اعتمــاد نمــط للتدبيــر قائــم علــى القــرب وعلــى‬
‫كمــا أنــه ســيفتح المجــال أمــام باقــي شــركاء المؤسســة‬ ‫تعزيــز المقاربــة الصاعــدة واألفقيــة التــي تتخــذ مؤسســة‬
‫التربويــة للعــب أدوار فاعلــة فــي إطارهــا‪ ،‬وخاصــة منهــم‬ ‫التربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي نــواة لهــا‪ ،‬وتجعــل‬
‫جمعيات األســر التي يتعين أن تركز أدوارها وتدخالتها في‬ ‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) بهــا فــي صلــب أنشــطتها‬
‫اتجــاه دعــم المؤسســة واإلســهام فــي تنميتهــا والمشــاركة‬ ‫وعمليــات تحققهــا‪.‬‬
‫الفاعلــة فــي بلــورة وتنفيــذ مشــروعها‪ ،‬باعتبارهــا المجــال‬
‫يرتكــز هــذا النمــط علــى خلــق التــوازن فــي تدخــات الفاعلين‬
‫الفعلــي واألول الهتمامهــا‪.‬‬
‫التربوييــن علــى اختــاف مســؤولياتهم‪ ،‬بيــن المقاربــات‬
‫يقتضي تفعيل هذا التصور‪:‬‬ ‫الثــاث فــي إطــار التكامــل بينهــا‪ :‬المقاربــة الصاعــدة علــى‬
‫مســتوى المؤسســة؛ المقاربــة األفقيــة علــى المســتوى‬
‫‪-‬تقديــم الدعــم والتأطيــر الضرورييــن للفاعليــن‪،‬‬
‫المحلــي والجهــوي؛ المقاربــة النازلــة علــى المســتوى‬
‫والعمــل علــى تقويــة قدراتهــم ذات الصلــة بأدوارهــم‬
‫المركــزي‪.‬‬
‫ومهامهــم فــي هــذا الشــأن‪ ،‬مــن خــال برامــج مكثفــة‬
‫للتكويــن المســتمر؛‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬فإنه يتم على المستوى المحلي‪:‬‬
‫‪-‬فتــح المجــال أمامهــم لالنخــراط‪ ،‬كفاعليــن وكهيئــات‬ ‫‪-‬تشــكيل فــرق عمــل داخــل المؤسســات تتكــون مــن‬
‫مهنيــة ونقابيــة‪ ،‬وإشــراكهم فــي اتخــاذ القــرارات‬ ‫مختلــف الهيئــات العاملــة بهــا (التدريــس‪ ،‬والتأطيــر‪،‬‬
‫وبلــورة المشــاريع ســابقة الذكــر‪ ،‬مــن خــال التنســيق‬ ‫والمراقبــة والتدبيــر‪ ،‬والتخطيــط والتوجيــه ‪،)...‬‬
‫بيــن التدخــات والحــرص علــى تكامــل األدوار‬ ‫يضطلــع فــي إطارهــا كل فاعــل بمهــام محــددة‬
‫والمهــام؛ والتعبــؤ الدائــم‪ ،‬كل مــن جهتــه‪ ،‬للتفعيــل‬ ‫ويتقاســم مــع باقــي أفــراد الفريــق قيــادة المشــاريع‬
‫األمثــل للمشــاريع‪ ،‬وتحقيــق األهــداف المشــتركة؛‬ ‫فــي إطــار تكامــل األدوار والمهــام‪ ،‬وتعاضد التدخالت‬
‫وكذلــك التشــجيع علــى المبــادرة واالبتــكار وتقاســم‬ ‫وتقاســم المســؤوليات؛‬
‫المســؤولية؛‬
‫‪-‬اشــتغال فــرق العمــل بانتظــام علــى بلــورة مشــاريع‬
‫‪-‬توفيــر كافــة الظــروف الماديــة والتنظيميــة الميســرة‬ ‫وبرامــج عمــل‪ ،‬يتــم إدماجهــا ضمــن المشــروع الخــاص‬
‫لنجــاح اشــتغالهم‪ ،‬فــي إطــار هــذه المقاربــة الصاعــدة؛‬ ‫بــدءا مــن تشــخيص واقعهــا وتحديــد‬ ‫ً‬ ‫بالمؤسســة‪،‬‬
‫حاجياتهــا‪ ،‬وصــوال إلــى اقتــراح آفــاق وســبل تنميتهــا‪،‬‬
‫‪-‬خلــق ديناميــة أكبــر فــي العالقــات بيــن المؤسســات‬
‫وتتبــع تفعيلهــا؛‬
‫التربويــة‪ ،‬وإرســاء تعــاون فعــال بينهــا‪ ،‬واالســتفادة‬
‫المتبادلــة مــن التجــارب الناجحــة والممارســات‬ ‫‪-‬خلــق شــبكات بيــن المؤسســات التربويــة علــى‬
‫الفضلــى واســتثمارها؛‬ ‫المســتوى المحلــي لدمــج المشــاريع المشــتركة‪،‬‬
‫وخلــق االنســجام فيمــا بينهــا‪ ،‬وترشــيد المــوارد‪،‬‬
‫‪-‬توافــر اآلليــات المالئمــة للعمــل ولنجــاح هــذا التعاضــد‬
‫واالســتثمار األمثــل لإلمكانيــات المتوافــرة‪.‬‬
‫والتكامــل بيــن المهــن والهيئــات التربويــة‪ ،‬ســواء‬
‫منهــا المتواجــدة كمجالــس المؤسســة‪ ،‬أو التــي‬ ‫تتولــى الســلطات الجهويــة للتربيــة والتكويــن دمــج‬
‫يمكــن إحداثهــا عنــد الحاجــة؛‬ ‫المشــاريع والبرامــج المحليــة فــي مخطــط جهــوي يســتجيب‬
‫ً‬
‫ســعيا لتحقيــق‬ ‫لحاجــات المناطــق التربويــة ومؤسســاتها‪،‬‬
‫‪-‬التتبــع والتقييــم المنتظميــن لمراحــل إنجــاز المشــاريع‬
‫االلتقائيــة والتكامــل فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫المبرمجة‪ ،‬على أســاس مبدأ المســؤولية والمحاســبة‬
‫وتثميــن المجهــودات المبذولــة‪.‬‬ ‫تقــوم اإلدارة المركزيــة للتربيــة والتكويــن بإعــداد مخطــط‬
‫وطنــي تدمــج فيــه المشــاريع الجهويــة‪ ،‬وترصــد لــه المــوارد‬
‫واإلمكانيــات الالزمــة‪ .‬كمــا تتولــى تنســيق وتتبــع تفعيلــه‪،‬‬
‫وتقييــم آثــاره‪ ،‬وفــق آليــة التعاقــد مــع المؤسســات الجهوية‬
‫والمحليــة للتربيــة والتكويــن‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫المحور الثاني‬

‫تكامل وتوازن المقاربات الثالث‪ :‬الصاعدة والنازلة والعرضانية‬

‫المحيط السوسيو‬
‫اإلدارة الجهوية‬
‫اقتصادي الجهوي‬ ‫اإلدارة المركزية‬
‫واإلقليمية‬
‫واإلقليمي‬

‫المحيط السوسيو‬
‫المؤسسة التربوية‬ ‫مؤسسات التشبيك‬
‫اقتصادي للمؤسسة‬
‫والتعليمية‬ ‫وهيئة األسر‬
‫التربوية والتعليمية‬

‫‪-‬توظيــف االجتهــاد الجماعــي فــي إعطــاء النجاعــة‬ ‫‪‬مدخــل المؤسســة التربوية باعتبارهــا إطارا لتقوية‬
‫الالزمــة لعمــل الهيئــات؛‬ ‫التفاعــات والروابط المهنية واإلنســانية‬
‫‪-‬تعزيــز القــدرة الرياديــة للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬ ‫اعتبــارا لكــون المؤسســة التربويــة بمفهومهــا الشــامل‬
‫داخــل المؤسســات؛‬ ‫مجــاال للتفاعــل العالئقــي بامتيــاز‪ ،‬بحيــث تتجســد مــن خاللــه‬
‫‪-‬تعزيــز القــدرة علــى التفــاوض والتشــاور واإلقنــاع‬ ‫رهانــات واســتراتيجيات الهيئــات المهنيــة أو المجموعــات‬
‫والمبــادرة التلقائيــة‪ ،‬والتواصــل الجيــد والتفكيــر‬ ‫التربويــة العاملــة بهــا‪ ،‬فــإن مراعــاة منطــق العمل التشــاركي‬
‫التأملــي‪ ،‬وخصوصــا القــدرة علــى تحقيــق التغييــر‬ ‫فــي مقاربــة مختلــف الوضعيــات التربويــة‪ ،‬ســيقوي‬
‫داخــل المؤسســة وعلــى قيادتــه‪.‬‬ ‫الروابــط التــي تجمــع هــذه الهيئــات‪ ،‬وســيؤثر بشــكل كبيــر‬
‫علــى جــودة المنــاخ العــام الســائد داخــل المؤسســة‪ .‬مــن‬
‫‪‬مدخــل اعتبــار المؤسســة فــي قلــب تدبيــر الحيــاة‬ ‫هــذا المنطلــق‪ ،‬يتعيــن تعزيــز العالقــات بيــن الفاعليــن(ات)‬
‫المهنيــة وتنميتهــا‬ ‫التربوييــن(ات) داخــل مؤسســات التربيــة والتكويــن والبحــث‬
‫يغطي مفهوم « الحياة المهنية » (‪ )20‬مجموع الممارسات‬ ‫العلمــي‪ ،‬مــن خــال تقويــة الروابــط‪:‬‬
‫واألنشــطة المهنيــة للفاعــل(ة) التربــوي(ة) داخــل مؤسســة‬ ‫‪-‬المهنيــة التــي يؤطرهــا موقــع كل هيئــة مهنيــة‬
‫التربيــة والتكويــن‪ ،‬ومنــاخ العالقــات والتفاعــات الــذي‬ ‫وأدوارهــا ومهامهــا‪ ،‬والتــي ينبغــي أن تكــون واضحــة‬
‫تتــم فيــه‪ ،‬ومــا يترتــب عنهــا مــن نتائــج‪ ،‬ســواء تلــك التــي‬ ‫فــي النصــوص التشــريعية المنظمــة لعمــل هــذه‬
‫تتعلــق بتحقيــق وظائــف المدرســة بشــكل عــام‪ ،‬أو التــي‬ ‫الهيئــات؛‬
‫يعــود أثرهــا علــى مســاره(ها) الوظيفــي (‪ )21‬علــى مســتوى‬
‫التقييــم والترقــي والحفــز والرضــى المهنــي‪ .‬ينبغــي أن‬ ‫‪-‬القائمــة علــى التعاقــدات حــول المشــاريع التربويــة‪،‬‬
‫يســتهدف تدبيــر الحيــاة المهنيــة للفاعــل(ة) التربــوي(ة)‪:‬‬ ‫التــي تتطلــب تكامــل الخبــرة المهنيــة؛‬

‫‪-‬تنميــة ممارســاته(ها) وقدراته(هــا) المهنيــة بشــكل‬ ‫‪-‬االجتماعيــة واإلنســانية المتولــدة عــن التواصــل‬
‫يجعله(هــا) أكثــر انخراطـ ًـا فــي الرســالة التربويــة‪ ،‬وأكثــر‬ ‫والتبــادل اليومــي للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) داخــل‬
‫عطــاء ومردوديــة؛‬ ‫المؤسســات التربويــة‪.‬‬

‫‪-‬قيــادة ناجعــة لمســاره(ها) الوظيفــي‪ ،‬علــى أســاس‬ ‫من شأن ما سبق‪ ،‬بلوغ النتائج التالية‪:‬‬
‫االســتحقاق والتقييــم الموضوعــي والحفــز؛‬ ‫‪-‬ترســيخ ثقافــة التنســيق والتعــاون والتشــاور لــدى‬
‫‪-‬توفيــر مســتلزمات المزاولــة الناجعــة لمهــن التربيــة‬ ‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)؛‬
‫والتكويــن والتدبيــر‪.‬‬ ‫‪-‬االســتفادة المتبادلــة مــن الخبــرات واســتثمارها‪،‬‬
‫واســتلهام الممارســات الناجعــة وتبنيهــا فــي تنفيــذ‬
‫المشــاريع؛‬

‫‪20. Vie professionnelle‬‬


‫‪21. Parcours professionnel‬‬

‫‪60‬‬
‫‪-‬اعتبــار انخــراط الفاعليــن(ات) فــي التنميــة المهنيــة‬ ‫‪ .1‬التنمية المهنية الدائمة‬
‫بمختلــف صيغهــا مــن بيــن مؤشــرات تقويــم‬
‫تشــكل الحيــاة المهنيــة للفاعــل(ة) التربــوي(ة) فرصــة‬
‫إنجازيتهــم وترقيتهــم المهنيــة؛‬
‫ســانحة للتكويــن والتأهيــل تتيــح إمكانيــات متجــددة للتنميــة‬
‫‪-‬إحــداث نظــام للتصديــق علــى كفايــات التجربــة المهنية‬ ‫المهنيــة؛ تمكــن مــن مواكبــة مســتجدات التربيــة والتكويــن؛‬
‫لفائــدة ذوي الخبــرة المهنيــة‪ ،‬بهــدف تمكينهــم مــن‬ ‫تســمح بتحييــن المعــارف وتقويــة القــدرات؛ تؤمــن مردودية‬
‫تحســين وضعهــم االعتبــاري‪ ،‬ومنحهــم فرصــا للتعلــم‬ ‫متواصلــة علــى مســتوى األداء المهنــي‪.‬‬
‫مــدى الحيــاة؛‬
‫لــذا‪ ،‬ينبغــي إقــرار التنميــة المهنيــة والتكويــن المســتمر‬
‫‪-‬تعميــم ومأسســة عمليــة إدخــال الفاعليــن فــي‬ ‫باعتبارهمــا حقــا مــن الحقــوق المهنيــة للفاعليــن(ات)‬
‫ســيرورة اإلشــهاد (‪opération de certification des‬‬ ‫ً‬
‫وواجبــا مــن واجباتهــم فــي الوقــت ذاتــه‪،‬‬ ‫التربوييــن(ات)‪،‬‬
‫‪ )intervenants‬مــن طــرف مؤسســات متخصصــة أو‬ ‫فــي المؤسســات التعليميــة والتكوينيــة العموميــة أو‬
‫مقــاوالت خارجيــة فــي بعــض المجــاالت كاإلعالميــات‬ ‫الخاصــة علــى حــد ســواء‪ .‬كمــا أن مــن واجــب المؤسســات‬
‫مثــا‪ ،‬خاصــة فيمــا يتعلــق بالتكويــن المهنــي‪،‬‬ ‫التربويــة تمكيــن الفاعليــن (ات) التربوييــن(ات) مــن هــذا‬
‫والتــي تشــكل أيضــا عنصــرا مــن عناصــر الجــودة فــي‬ ‫الحــق وتحفيزهــم علــى االنخــراط فــي التنميــة المهنيــة‬
‫المؤسســات‪.‬‬ ‫بمختلــف صيغهــا المؤسســاتية والذاتيــة‪ .‬لهــذه الغايــة‪ ،‬فإن‬
‫تتضمــن التنميــة المهنيــة مختلــف األســاليب والصيــغ‬ ‫قطاعــات التربيــة والتكويــن مدعــوة لجعــل التكوين المســتمر‬
‫ً‬
‫أساســيا فــي تدبيــر المــوارد البشــرية‬ ‫ً‬
‫اســتراتيجيا‬ ‫ً‬
‫توجهــا‬
‫الهادفــة لتعزيــز قــدرات الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪،‬‬
‫وتطويــر خبراتهــم ودرايتهــم المهنيــة‪ ،‬وتشــمل‪:‬‬ ‫العاملــة بمؤسســات التربيــة والتكويــن‪ ،‬مــع اعتمــاد التدابيــر‬
‫اآلتيــة‪:‬‬
‫‪ -‬التكوين المستمر في شكله الحضوري؛‬
‫ً‬
‫جــزءا مــن الغــاف الزمنــي‬ ‫‪-‬جعــل التكويــن المســتمر‬
‫‪ -‬التكوين الميداني وبالمصاحبة؛‬ ‫الســنوي للفاعليــن التربوييــن؛‬
‫‪-‬التكويــن عــن بعــد‪ ،‬وباســتعمال التكنولوجيــات الحديثة‬ ‫‪-‬تنظيــم التكويــن المســتمر أساســا علــى مســتوى‬
‫للتواصل؛‬ ‫المؤسســة التربويــة‪ ،‬أو مجموعــة مــن المؤسســات‬
‫‪-‬الورشــات المخصصــة لتحليــل التجــارب المهنيــة‬ ‫علــى المســتوى المحلــي‪ ،‬لترشــيد المــوارد‬
‫واســتثمار الناجــح منهــا؛‬ ‫واإلمكانيــات‪ ،‬فــي إطــار التشــبيك وسياســة القــرب‬
‫والتشــارك‪ ،‬التــي تمكــن مــن الرصــد والضبــط الدقيــق‬
‫‪-‬مجموعــات بقيــادة خبير فــي التوجيه والتأطير المهني‬
‫للحاجــات مــن التكويــن داخــل كل مؤسســة‪ ،‬وتنســيق‬
‫المنصــب علــى اكتســاب قــدرات مواجهــة الصعوبــات‬
‫عمليــات التكويــن لفائــدة الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬
‫والمشاكل الميدانية (‪)Professional Coaching‬؛‬
‫ً‬
‫محليــا؛‬ ‫بهــا‬
‫‪-‬أشــغال البحــث العلمــي والمســاهمة فــي بلــورة‬
‫‪-‬تخصيــص مــوارد ماليــة قــارة ومشــجعة ضمــن‬
‫المشــاريع التربويــة والتكوينيــة والمشــاركة فــي‬
‫ميزانيــات الــوزارات المكلفــة بالتربيــة والتكويــن‬
‫مختلــف األنشــطة ذات الصلــة بــه؛‬
‫لتمويــل برامــج التكويــن المســتمر؛‬
‫‪-‬التكويــن الذاتــي الموجــه عبــر شــبكات إلكترونيــة محلية‬
‫‪-‬منــح الفاعليــن(ات) بحســب كل هيئة وطبيعة مهامها‪،‬‬
‫بيــن الفاعليــن(ات) التربويين(ات)‪.‬‬
‫مــددا زمنيــة للتكويــن‪ ،‬يمكــن ترصيدهــا ســنويا‪ ،‬يتــم‬
‫تقــوم قطاعــات التربيــة والتكويــن ببلــورة التوجهــات‬ ‫اســتثمارها فــي دورات التكويــن المســتمر التــي‬
‫االســتراتيجية الكبــرى فــي مجــال التنميــة المهنيــة‬ ‫يختارهــا بحســب حاجياتــه‪ ،‬ويتــم تحديــد الفتــرة الزمنيــة‬
‫للفاعليــن(ات)‪ ،‬تتــم ترجمتهــا علــى المســتويين الجهــوي‬ ‫إلنجازهــا بتنســيق مــع إدارة المؤسســة التــي يــزاول‬
‫والمحلــي‪ ،‬فــي مخططــات للتكويــن متعــددة الســنوات‬ ‫بهــا؛‬
‫ببرامــج عمــل تراعــي حاجــات الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪،‬‬
‫‪-‬اعتمــاد آليــة لتتبــع اســتفادة الفاعليــن(ات)‬
‫ومتطلبــات كل مهنــة وكل تخصــص‪ ،‬مــع إشــراك الهيئــات‬
‫التربوييــن(ات) مــن برامــج التكويــن المســتمر‪ ،‬تضمــن‬
‫التمثيليــة للفاعليــن(ات) والمشــرفين علــى التكويــن‬
‫إثبــات المشــاركة فــي هــذه البرامــج‪ ،‬ونوعية مجزوءات‬
‫والمؤطريــن فــي بلورتهــا‪.‬‬
‫التكويــن‪ ،‬وتقويــم اكتســاب الكفايــات المســتهدفة ؛‬

‫‪61‬‬
‫المحور الثاني‬

‫يقتــرح أن تتركــز برامــج ومخططــات التنميــة المهنية للفاعلين‬ ‫تتولــى مجالــس التدبيــر داخــل مؤسســات التربيــة والتكويــن‬
‫التربوييــن باألســاس علــى تقويــة قدراتهــم‪ ،‬بحســب‬ ‫والبحــث العلمــي‪ ،‬بطلــب مــن الســلطات المشــرفة علــى‬
‫خصوصيــا وحاجيــات كل هيئــة‪ ،‬خاصــة فــي الجوانــب التاليــة‪:‬‬ ‫قطاعــات التربيــة والتكويــن والبحــث‪ ،‬اإلشــراف علــى‬
‫بلــورة حاجيــات الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) مــن التكويــن‪،‬‬
‫‪ -‬الجوانب العلمية والمهنية؛‬
‫وتنســيق إنجــاز برامجــه مــع المؤسســات المختصــة‪،‬‬
‫‪ -‬الجوانب اللغوية ودعم الكفايات في هذا المجال؛‬ ‫واإلشــراف علــى تقييــم نتائجــه وأثــره علــى مردوديــة‬
‫‪-‬الجوانــب المؤسســاتية‪ ،‬باالحتــكاك وتبــادل الخبــرة‬ ‫المؤسســة‪ .‬ويمكــن لمجموعــة مــن المؤسســات التربويــة‬
‫اعتمــادا علــى متدخليــن خارجييــن فــي إطــار برامــج‬ ‫داخــل المنطقــة التربويــة أو الجهــة‪ ،‬في إطار التنســيق فيما‬
‫التعــاون؛‬ ‫بينهــا‪ ،‬تشــبيك برامجهــا المتقاربــة‪ ،‬وإعــداد خطــط مشــتركة‬
‫للتكويــن لفائــدة الفاعليــن(ات) العامليــن بهــا‪ .‬وترتكــز هــذه‬
‫‪-‬مجــال البيداغوجيــا‪ :‬المناهــج؛ الهندســة البيداغوجيــة؛‬
‫البرامــج‪ ،‬باألســاس‪ ،‬علــى مــا يلــي‪:‬‬
‫التقويــم؛ اســتعمال التكنولوجيــات الحديثــة‪...‬؛‬
‫‪-‬إرســاء آليــات لتشــخيص وتحديــد الحاجــات مــن التكويــن‬
‫‪-‬مجــال البحــث العلمــي‪ ،‬وتشــجيع البحــث التدخلــي‬
‫المســتمر‪ ،‬قصــد تكييــف برامجــه مــع تنوعهــا‪ ،‬ومــع‬
‫واإلجرائــي بشــراكة مــع المقــاوالت والمختبــرات‬
‫متطلبــات االرتقــاء بالمهــن وتجديدهــا؛‬
‫ا لمتخصصــة ‪ . . .‬؛‬
‫‪-‬رصــد المــوارد الضروريــة لتوفيــر ســبل التنفيــذ األمثــل‬
‫‪-‬جوانــب التدبيــر والريــادة وقيــادة المشــاريع مــن خــال‬
‫لدوراتــه‪ ،‬مــع العمــل علــى إحــداث آليات خاصــة للتكوين‬
‫إفــادة الفاعليــن(ات) مــن تكوينــات فــي هــذه المجــاالت‬
‫المســتمر علــى مســتوى كل مركــز جهــوي لمهــن التربيــة‬
‫تســتدمج المســتجدات والتجــارب الناجحــة ذات الصلــة‪.‬‬
‫والتكوين؛‬
‫تســتدعي التنميــة المهنيــة الذاتيــة‪ ،‬االنخــراط الشــخصي‬
‫‪-‬تنويــع مــوارد التأطيــر بالحــرص قــدر اإلمــكان علــى‬
‫للفاعــل(ة) التربــوي(ة) بغايــة الرفــع مــن قدراتــه المهنيــة‪،‬‬
‫إشــراك الخبــراء الباحثيــن فــي مجــال التربيــة والتكويــن‪،‬‬
‫وتوطيــد اســتقالليته المهنيــة عبــر البحــث العلمــي‬
‫وطنيــا ودوليــا‪ ،‬فــي عمليــات التكويــن المســتمر‪،‬‬
‫والتكويــن الذاتــي‪ ،‬إلثــراء هويتــه المهنيــة‪ .‬لــذا‪ ،‬ينبغــي‬
‫واالســتفادة مــن مختلــف الكفــاءات المتمرســة حســب‬
‫تشــجيع الفاعــل(ة) التربــوي(ة) ودعمــه وحفــزه فــي اتجــاه‪:‬‬
‫التخصــص والمجــال؛‬
‫‪-‬إعــداد مشــاريع شــخصية فــي مجــال التربيــة والتكويــن‬
‫‪-‬إدراج تكنولوجيــا المعلومــات واالتصــاالت واســتخدام‬
‫والبحــث العلمــي واألنشــطة المهنيــة‪ ،‬والمواكبــة‬
‫المــوارد الرقميــة فــي مصوغــات التكويــن المســتمر‬
‫النقديــة لممارســاته الذاتيــة فــي المهنــة؛‬
‫لفائــدة كل فئــات الفاعليــن(ات)‪.‬‬
‫‪-‬تشــخيص صعوبــات الممارســة المهنيــة وتحديــد‬
‫ينبني نظام التكوين المستمر على مقاربة دامجة‪:‬‬
‫الحاجــات الذاتيــة مــن التكويــن‪ ،‬واالجتهــاد فــي حلهــا‬
‫وتلبيتهــا؛‬ ‫‪-‬تســتحضر تكامــل األدوار بيــن المؤسســات المتدخلــة‬
‫فــي التكويــن عامــة‪ ،‬الوطنيــة منهــا والجهويــة‬
‫‪-‬تقييــم فعاليــة طــرق العمــل المعتمــدة‪ ،‬والعمــل علــى‬
‫والمحليــة فــي إطــار المســؤولية المشــتركة؛‬
‫مالءمتهــا مــع واقــع التعلمــات أو الخبــرات‪ ،‬تدريســا‬
‫وتكوينــا وتدبيــرا؛ وترصيــد المكتســبات اإليجابيــة‬ ‫‪-‬تــزاوج بيــن التركيــز على الممارســات الميدانية الفعلية‬
‫للتجربــة المهنيــة واســتثمارها وتقاســمها مــع الزمــاء‬ ‫بشــكل يواكــب المناهــج وتجددهــا‪ ،‬ومتطلبــات‬
‫كنمــاذج للفعــل التربــوي‪.‬‬ ‫التكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬وبيــن االنفتــاح علــى‬
‫التجــارب الدوليــة‪ ،‬بتكثيــف التعــاون البيداغوجــي مــع‬
‫أنظمــة تربويــة ناجحــة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪‬أن يكــون تعاقــدا بصيغتيــن‪ :‬محــددا أو مفتوحــا‬ ‫‪ .2‬قيادة ناجعة للمسار الوظيفي‬
‫فــي المــدة الزمنيــة القانونيــة للتوظيــف‪ ،‬حســب‬
‫يقصــد بقيــادة المســار الوظيفــي للفاعــل(ة) التربــوي(ة)‬
‫الحــاالت والقطاعــات؛‬
‫كل العمليــات المؤسســية المرتبطــة بالتكويــن فــي إطــار‬
‫‪‬أن يكــون مشــروطا لزومــا بالتكويــن األســاس‬ ‫التنميــة المهنيــة‪ ،‬والمســاعدة علــى االندمــاج المهنــي‪،‬‬
‫والتأهيــل المهنــي بشــكل قبلــي أو مواكــب أو‬ ‫وتدبيــر وتتبــع الممارســات المهنيــة‪ ،‬وتقييمهــا‪ ،‬وتأطيرهــا‪،‬‬
‫بعــدي‪ ،‬وأن يتــم تعزيــزه بالتكويــن المســتمر‪.‬‬ ‫وتوجيههــا‪ .‬وتنخــرط فيــه مختلــف الهيئــات المكلفــة بذلــك‪،‬‬
‫‪-‬يقتضــي التنويــع فــي أشــكال التوظيــف وضــع خطــط‬ ‫فــي إطــار تنســيق تدخالتهــا‪ ،‬مــن تدبيــر إداري وتفتيــش‬
‫واضحــة ومدروســة ومرنــة‪ ،‬معتمــدة تشــاركيا مــع‬ ‫تربــوي‪ ،‬وتوجيــه‪ ،‬وتكويــن مســتمر‪ ،‬إلــخ‪.‬‬
‫جميــع المعنييــن بالشــأن التربــوي؛‬ ‫يتطلــب تحقيــق قيــادة ناجعــة للمســار الوظيفــي للفاعــل(ة)‬
‫‪-‬فيمــا يخــص التعليــم العالــي‪ ،‬يتعيــن القيــام علــى‬ ‫التربــوي(ة)‪ ،‬أمريــن اثنيــن علــى األقــل‪ ،‬همــا‪:‬‬
‫الخصــوص بمــا يلــي‪:‬‬ ‫‪-‬اعتمــاد تدبيــر للقــرب تلعــب فيــه المؤسســات المحليــة‬
‫ً‬
‫أساســا‪ ،‬علــى‬ ‫ً‬
‫دورا‬ ‫والجهويــة للتربيــة والتكويــن‬
‫‪‬تحييــن نظــام األســاتذة المشــاركين أو الزائريــن‬
‫المغاربــة واألجانــب بالتعليــم العالــي‪ ،‬لضمــان‬ ‫مســتوى إعــان الحاجــات مــن المناصــب‪ ،‬والتوظيــف‪،‬‬
‫التــوازن الجديــد داخــل مؤسســاته‪ ،‬مــع رفــع نســبة‬ ‫وتقييــم األداء (‪ ،)22‬والترقــي المهنــي‪ ،‬والحفــز؛‬
‫تواجدهــم بهــا إلــى مســتوى مــا هــو معمــول بــه‬ ‫‪-‬توافــر فاعليــن(ات) بكفايــات رياديــة لقيــادة المســارات‬
‫علــى الصعيــد الدولــي؛‬ ‫الوظيفيــة للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪.‬‬
‫‪‬اســتثمار اســتقاللية الجامعــة فــي اتجــاه تمكينهــا‬ ‫تدبيــر جهــوي بتنويــع أشــكال التوظيــف والتدبيــر‪ ،‬مــن‬
‫مــن إمكانيــة التعاقــد لســد الحاجيــات المســتعجلة‪،‬‬ ‫مقوماتــه‪:‬‬
‫مــع طلبــة الدكتــوراه ومــا بعــد الدكتــوراه‪ ،‬ومــع‬
‫‪-‬النهــج الالمتمركــز الــذي يمكِّــن مؤسســات التربيــة‬
‫األســاتذة المشــاركين والزائريــن المغاربــة‬
‫والتكويــن بالجهــة‪ ،‬مــن الضبــط الدقيــق للحاجــات‬
‫واألجانــب بالتعليــم العالــي؛‬
‫مــن األطــر التربويــة‪ ،‬وتوطيــن المناصــب الماليــة بهــا‬
‫‪ ‬تيسير حركية األساتذة بين الجامعات‪.‬‬ ‫بوصفهــا مؤسســات عموميــة تتمتــع بالشــخصية‬
‫كفايــات قياديــة مجــددة للمســار الوظيفــي‪ :‬إن‬ ‫المعنويــة واالســتقالل اإلداري والمالــي‪ ،‬وإرســاء‬
‫ضمــان قيــادة مجــددة للمســارات الوظيفيــة للفاعليــن(ات)‬ ‫نظــام معلوماتــي مندمــج لتدبيــر المســار الوظيفــي‪،‬‬
‫التربوييــن(ات)‪ ،‬يقتضــي كفــاءات بشــرية متمكنــة مــن‬ ‫ونظــام توقعــي للمناصــب والكفــاءات‪.‬‬
‫أســاليب تدبيــر وتتبــع الممارســات المهنيــة التربويــة‪،‬‬ ‫‪-‬تنويــع أشــكال توظيــف الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬
‫وتقييمهــا‪ ،‬وتأطيرهــا‪ ،‬وتوجيههــا‪ ،‬وتنميتهــا‪ .‬تشــتغل هــذه‬ ‫العامليــن(ات) بالتعليــم المدرســي وبالتكويــن‬
‫الكفــاءات بمنطــق العمــل الجماعــي‪ ،‬والحكامــة المســؤولة‪،‬‬ ‫المهنــي‪ .‬مــع اعتبــار التعاقــد نمطــا مــن األنمــاط‬
‫وتعتمــد مقاربــة‪:‬‬ ‫الممكنــة للتوظيــف‪ ،‬فــي مراعاة للمبــادئ واالعتبارات‬
‫‪-‬ترتكــز علــى منظــور موســع للحيــاة المهنيــة وتنميتهــا‬ ‫التاليــة‪:‬‬
‫(وفــق مــا جــاء فــي الفقــرة الســابقة)؛‬ ‫‪‬أن يضمــن للمتعاقــد نفــس الحقــوق والتحفيــزات‬
‫‪-‬تتوفــر علــى قــدرة اســتباقية للتجديــد‪ ،‬وتشــجع‬ ‫المخولــة للموظفيــن؛‬
‫المبــادرات المجتهــدة وتســتثمرها فــي تطويــر األداء‬ ‫‪‬أن يضمــن المزيــد مــن االســتقرار فــي مزاولــة‬
‫المهنــي فــي المؤسســة بشــكل عــام‪ ،‬وتوفــر لهــا كل‬ ‫المهــن بنفــس المؤسســة والجهــة؛‬
‫األشــكال المالئمــة للترقــي والحفــز‪.‬‬
‫‪‬أن يتيــح مرونــة أكبــر فــي الحركــة االنتقاليــة حســب‬
‫المناصــب الماليــة؛‬

‫‪.22‬نظــرا لألهميــة الخاصــة والحاســمة للتقييــم الفــردي والمؤسســاتي لــأداء المهنــي ومردوديــة المهــن التربويــة‪ ،‬فقــد جعلــه التقريــر أحــد مرتكــزات‬
‫ـتقال (هــو المحــور الموالــي)‪.‬‬
‫التغييــر‪ ،‬وخصــص لــه محــورا مسـ ً‬

‫‪63‬‬
‫المحور الثاني‬

‫‪-‬ترســيخ الخدمــات االجتماعيــة الموجهــة للفاعليــن(ات)‬ ‫نظام للترقي والحفز المهنيين‪:‬‬


‫التربوييــن(ات) وتطويرهــا وتعميمهــا؛‬
‫الترقي المهني‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬تشــجيع الفاعليــن(ات)ذوي االجتهاد والمبادرة والبحث‬


‫اعتبــارا لكــون الترقيــة المهنيــة بمختلــف أنواعهــا عامــا‬
‫ودعمهــم المــادي والمعنــوي‪ ،‬مــن أجــل تمكينهــم مــن‬
‫محفــزا علــى االجتهــاد والمواظبــة‪ ،‬شــريطة ارتكازهــا علــى‬
‫فرصــة تعميــم اجتهاداتهم؛‬
‫الكفــاءة والمردوديــة التربويــة واالســتحقاق‪ ،‬يتعيــن‪:‬‬
‫‪-‬دعــم الجمعيــات المهنيــة للفاعليــن(ات) فــي تنظيــم‬
‫‪-‬جعــل الترقيــة المهنيــة تتجــه نحــو التأثيــر اإليجابي على‬
‫أنشــطتها التكوينيــة والثقافيــة المختلفــة‪ ،‬وغيرهــا‬
‫األداء الفعلــي ســواء فــي مجــال التدريــس والتكويــن‬
‫مــن الخدمــات االجتماعيــة؛‬
‫والبحــث العلمــي أو علــى مســتوى تدبيــر المؤسســة؛‬
‫‪-‬إيــاء عنايــة خاصــة بالفاعليــن(ات) العامليــن(ات)‬
‫‪-‬ربــط الترقيــة المهنيــة بالتنميــة المهنيــة للفاعلين(ات)‪،‬‬
‫بســلكي التعليــم اإللزامــي وأساســا منهــم العاملــون‬
‫مــع فتــح المجــال أمــام أطــر المنظومــة التربويــة مــن‬
‫فــي المناطــق ذات الظــروف الصعبــة والنائيــة‬
‫أجــل تغييــر المهــام والوظائــف؛‬
‫(تعويضــات ماديــة‪ ،‬الســكن‪ ،‬التنقــل وباقــي الخدمات‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬تجهيــز البنيــات والفضــاءات‪)...‬؛ فــي هذا‬ ‫‪-‬إقــرار نظــام للحفــز والترقــي‪ ،‬يتســم بالديناميــة‬
‫الســياق‪ُ ،‬يقتــرح إنجــاز دراســة‪ ،‬تشــمل هــذه المناطــق‪،‬‬ ‫ويعتمــد معاييــر دقيقــة وشــفافة‪ ،‬يتــم ضبطهــا مــع‬
‫لتحديــد الصعوبــات والحاجيــات واألولويــات؛‬ ‫الفرقــاء االجتماعييــن؛‬

‫‪-‬االهتمــام بمــا ينتــج عــن مزاولــة الفاعليــن(ات)‬ ‫‪-‬إرســاء نظــام تحفيــزي للهيئــات التربويــة يشــجع علــى‬
‫التربوييــن(ات) لمهامهــم مــن مخاطــر وآثــار صحيــة‬ ‫جــودة األداء‪ ،‬مــع اعتمــاد نظــام مفتــوح ومالئــم ومــرن‬
‫نفســية وبدنيــة‪ ،‬وتأميــن كل أشــكال الحمايــة الالزمــة‬ ‫للترقــي فــي ســالم ودرجــات الســلم الوظيفــي‪،‬‬
‫(القانونيــة واالجتماعيــة والطبيــة‪.)،‬‬ ‫يســاعد علــى عــدم اســتنفاذ درجــات الترقــي‪ ،‬ويحافــظ‬
‫علــى الطمــوح وحــس المبــادرة واالجتهــاد؛‬
‫يقتضــي تثميــن أداء الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) أيضــا‬
‫ضــرورة تكريــم المتميزيــن منهــم وتمتيعهــم بمكافــآت‬ ‫حفز الفاعلين(ات) وتثمين أدائهم(ن)‬ ‫‪‬‬

‫وأوســمة االســتحقاق‪ ،‬وتحســين صورتهــم فــي المجتمــع‪،‬‬ ‫يســتوجب الحفــز المــادي واالجتماعــي للفاعليــن(ات)‬
‫وذلــك بإبــراز جهودهــم وتضحياتهــم‪ ،‬والتعريــف بالتجــارب‬ ‫التربوييــن(ات) وتثميــن أدائهــم(ن) العمــل علــى‪:‬‬
‫المبتكــرة الناجحــة وتشــجيعها والعمــل علــى تعميمهــا‪.‬‬
‫‪-‬تحسين األوضاع المادية للفاعلين(ات) التربويين(ات)‬
‫بمــا يرفــع مــن قيمتهــم االعتباريــة فــي ســلم المهــن‪،‬‬
‫وضمان اســتقرارهم المــادي والمعنوي؛‬

‫‪64‬‬
‫‪-‬العمــل علــى توفيــر كافــة شــروط تأميــن المؤسســة‬ ‫‪ .3‬مستلزمات المزاولة الناجعة للمهن التربوية‬
‫ومحيطهــا القريــب‪ ،‬وتحصينــه مــن مختلــف الظواهــر‬
‫يتوقــف نجــاح المهــن التربويــة فــي تأديــة أدوارهــا ومهامهــا‬
‫الســلبية؛‬
‫علــى توفيــر مجموعــة مــن المســتلزمات‪ ،‬الــذي ينــدرج‬
‫‪-‬دعــم اســتقاللية المؤسســات التربويــة‪ ،‬وتقويــة‬ ‫أوال ضمــن مقتضيــات منظومــة الحقــوق والواجبــات‬ ‫ً‬
‫أدوار وفعاليــة مختلــف مجالســها‪ ،‬بمشــاركة فعليــة‬ ‫والمســؤوليات‪:‬‬
‫لكافــة الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) داخلهــا‪ ،‬فــي إطــار‬
‫‪-‬حقــوق مختلــف الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬بما في‬
‫مشــاريع المؤسســة؛‬
‫ذلــك المتعلميــن(ات)‪ ،‬فــي بيئــة مدرســية وفضــاءات‬
‫‪-‬جعــل المؤسســة التربويــة فضــاء خدماتيــا بالنســبة‬ ‫ومــوارد وتجهيــزات‪ ،‬إلــخ‪ ،‬تضمنهــا قوانيــن تهــدف‬
‫للمحيــط القريــب‪ ،‬خاصــة بالنســبة للمؤسســات فــي‬ ‫التحقــق الجيــد والناجــع للعمــل التربــوي؛‬
‫المناطــق القرويــة وشــبه حضريــة‪ ،‬علــى المســتوى‬
‫‪-‬واجبــات المنظومــة التربويــة الوطنيــة تجــاه هــؤالء‬
‫الثقافــي والرياضــي‪ ،‬والعمــل علــى انفتــاح أنشــطتها‬
‫الفاعليــن(ات)‪.‬‬
‫الداعمــة تعليميــا وتربويــا وثقافيــا وبيئيــا علــى‬
‫الســاكنة‪ ،‬واالســتفادة مــن خبراتهــا بمراعــاة تامــة‬ ‫كمــا يســتجيب لمنطــق جــودة األداء المهنــي مــن زاويــة‬
‫للقوانيــن الجــاري بهــا العمــل؛‬ ‫األدوار والمهــام والكفايــات‪ ،‬وآثــاره علــى المنظومــة‬
‫والمجتمــع‪ ،‬مــن خــال‪:‬‬
‫‪-‬العمــل علــى إرســاء مشــاريع تربويــة وثقافيــة‪،‬‬
‫داعمــة للتعلمــات والتكوينــات ولإلشــعاع التربــوي‬ ‫‪-‬الــدور الحاســم لجــودة منــاخ العمــل التربــوي بوجــه‬
‫للمؤسســة‪ ،‬علــى تعاقــدات وبرامــج عمــل واضحــة‪،‬‬ ‫عــام فــي تحفيــز الفاعليــن(ات) علــى األداء الجيــد‬
‫ينخــرط فــي إعدادهــا وتنفيذهــا جميــع الفاعليــن(ات)‬ ‫واالجتهــاد؛‬
‫التربوييــن(ات) بالمؤسســة‪ ،‬فــي مراعــاة تامــة‬ ‫‪ -‬الرفع من المردودية الداخلية للمنظومة؛‬
‫لمصلحــة التالميــذ أو المكونيــن أو الطلبــة‪،‬‬
‫‪-‬تحســين الوضــع االعتبــاري للفاعــل(ة) التربــوي(ة)‬
‫وباســتحضار ميثــاق أخالقيــات المهنــة‪.‬‬
‫داخــل المجتمــع؛‬
‫ج‪ .‬المستلزمات البيداغوجية‪:‬‬ ‫‪-‬اإلســهام فــي التحقــق الفعلــي لوظائــف المدرســة‬
‫‪-‬مالءمــة المناهــج والبرامــج التعليميــة والتكوينيــة‬ ‫وغايــات العمــل التربــوي ذات الصلــة تحقيق اإلنصاف‬
‫واألكاديميــة لمتطلبــات تطــور المجتمــع وســوق‬ ‫والجــودة واالرتقــاء الفــردي والمجتمعــي‪.‬‬
‫الشــغل‪ ،‬فــي مراعــاة لزمــن التعلــم والتكويــن‪ ،‬علــى‬
‫تشمل هذه المستلزمات ما يلي‪:‬‬
‫نحــو يجعلهــا تركــز أساســا علــى األهــداف المحــددة‬
‫والمتوخــى بلوغهــا‪ ،‬وتتيــح للفاعــل(ة) التربــوي(ة)‬ ‫أ‪ .‬المستلزمات المادية‪:‬‬
‫سالســة اإلنجــاز وفــق إيقــاع طبيعــي ومنتظــم‪،‬‬ ‫‪-‬تجهيــز البنيــات التحتيــة للمؤسســات التربويــة بجميــع‬
‫وتســمح بالرفــع المســتمر مــن جــودة التحصيــل‬ ‫المرافــق والتجهيــزات الضروريــة‪ ،‬مــن مختبــرات‬
‫والتعلــم واكتســاب الخبــرة؛‬ ‫علميــة وللبحــث العلمــي‪ ،‬ومكتبــات‪ ،‬ووســائط‬
‫‪-‬توفيــر فصــول وفضــاءات للتعلــم والتكويــن والبحــث‬ ‫تعليميــة مالئمــة للمناهــج وللخبــرات التقنيــة‪،‬‬
‫تســتجيب لمعاييــر الجــودة؛‬ ‫ومالعــب رياضيــة‪ ،‬ومــن تجهيــزات لتعميــم تكنولوجيــا‬
‫المعلومــات واالتصــال‪ ،‬ممــا سييســر ســبل التعليــم‬
‫‪-‬االهتمــام الخــاص بوضعيــة المؤسســات التربويــة‬
‫والتعلــم والتواصــل واالجتهــاد؛‬
‫بالقــرى والمناطــق الصعبــة‪ ،‬والنظــر فــي تطويــر‬
‫نظــام التدريــس بهــا‪ ،‬مــع إيــاء عنايــة متزايــدة للتأطيــر‬ ‫‪-‬توفيــر بنيــات االســتقبال المالئمــة وفضــاءات‬
‫التربــوي والمســاعدة البيداغوجيــة فــي هــذه المناطــق؛‬ ‫األنشــطة المندمجــة‪.‬‬
‫‪-‬ترســيخ اســتقاللية بيداغوجيــة للفاعــل(ة) التربــوي(ة)‬ ‫ب‪ .‬المستلزمات التنظيمية‪:‬‬
‫فــي إطــار الموازنــة بيــن حفــزه علــى المبــادرة والتجديد‬
‫‪-‬تضميــن األنظمــة األساســية المتعلقــة بمختلــف‬
‫واالســتباق‪ ،‬وبيــن التزامــه بالمهــام المناطــة بــه‪،‬‬
‫فئــات الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) مقتضيــات تجعــل‬
‫وتحملــه كامــل مســؤوليته المهنيــة واحتــرام القواعــد‬
‫المســارات المهنيــة محفــزة علــى الترقــي المســتحق‬
‫األخالقيــة للعمــل التربــوي‪.‬‬
‫باعتمــاد معاييــر دقيقــة وشــفافة وذات مصداقيــة‪،‬‬
‫يتــم ضبطهــا مــع الفرقــاء االجتماعييــن المعنييــن‬
‫بذلــك؛‬
‫‪65‬‬
‫المحور الثاني‬

‫تتطلــب هــذه المســتلزمات مجتمعــة تظافــر جهــود ســلطات‬


‫التربيــة والتكويــن‪ ،‬مركزيــا وجهويــا ومحليــا‪ ،‬وكــذا الجماعــات‬
‫الترابيــة وباقــي المتدخليــن والشــركاء‪ ،‬للعمــل علــى‬
‫توفيرهــا بغايــة جعــل المؤسســة التربويــة‪ ،‬مندمجــة فــي‬
‫حفــزة علــى العمــل‬
‫وم ّ‬ ‫محيطهــا‪ ،‬ومؤهلــة ماديــا وتربويــا‪ُ ،‬‬
‫واإلنتــاج والمبــادرة‪ ،‬فــي فضــاء جــذاب‪ ،‬وضمــن منــاخ‬
‫آمــن للعمــل التربــوي وللتعلــم والتشــبع بالقيــم والقواعــد‬
‫المنظمــة للحيــاة الجماعيــة‪ .‬كمــا أن توفيــر هذه المســتلزمات‬
‫يعتبــر منبعــا للرضــى المهنــي للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬
‫ً‬
‫حاســما فــي تفاعلهــم البنــاء والخــاق مــع البيئــة‬ ‫وعامــا‬
‫ً‬
‫التربويــة‪ ،‬وحماســه وتَ َع ُّبئهــم المســتمر للقيــام بمهامهــم‬
‫علــى أفضــل وجــه‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) وهيئاتهــم التمثيليــة‪ .‬تُ عتمــد‬ ‫المرتكــز الثالــث‪ :‬تقييــم مندمــج ألداء‬
‫هــذه األطــر المرجعيــة فــي إنجــاز مختلــف عمليــات التقييــم‪،‬‬
‫وتكــون مفتوحــة علــى اإلغنــاء والمالءمــة المســتمرة‪.‬‬
‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) ومردوديــة‬
‫مؤسســات التربيــة والتكويــن‬
‫مدخل تقييم األداء المهني الفردي‬ ‫‪‬‬

‫يســتند تقييــم األداء المهنــي للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬ ‫إن التقييــم المنظــم والمنتظــم للعمــل التربــوي وألداء‬
‫إلــى مقتضيــات األطــر المرجعيــة المحــددة ألدوارهــم(ن)‬ ‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) فــي مختلــف المهــن‪،‬‬
‫ومهامهــم(ن) وكفاياتهــم(ن)‪ ،‬حســب المهــن والتخصصــات‪.‬‬ ‫أساســي لـــترسيخ الوعــي بمســؤولياتهم(ن)‬
‫ٌّ‬ ‫منطلــق‬
‫ٌ‬
‫ويتوجــب‪ ،‬فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬اســتناد تقييــم األداء المهنــي‬ ‫المهنيــة‪ ،‬وتأهيلهــم المســتمر‪ ،‬والتمكيــن مــن التتبــع‬
‫إلــى مبــادئ اإلنصــاف واالســتحقاق‪ ،‬والمبــادرة واالجتهــاد‪،‬‬ ‫المثمــر للفعــل التربــوي داخــل المؤسســة؛ وكذلــك تمتيــن‬
‫والمردوديــة‪ ،‬ومــدى االنضبــاط للمســؤولية التربويــة‪،‬‬ ‫انخراطهــم(ن) فــي النهــوض بمهامهــم(ن) وأدوارهــم(ن)‬
‫والتحلــي بأخالقيــات المهنــة‪ .‬كمــا ينبغــي أن يشــمل‬ ‫والقيــام بواجباتهــم(ن) المهنيــة‪ ،‬وهــذا يقتضــي بطبيعــة‬
‫تتبــع عمــل الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬ودعمهــم(ن)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الحــال‪ ،‬التوفيــر القبلــي لــكل المســتلزمات الضروريــة ألداء‬
‫وتوجيههــم(ن) لتحســين أدائهــم(ن) طيلــة حياتهــم المهنيــة‪.‬‬ ‫مهامهــم فــي ظــروف مالئمــة‪ ،‬وتمكينهــم(ن) مــن كافــة‬
‫انطالقــا مــن ذلــك‪ ،‬يتعيــن علــى القطاعــات المعنيــة‪،‬‬ ‫حقوقهــم(ن)‪.‬‬
‫القيــام بمــا يلــي‪:‬‬ ‫ينبغــي أن يصبــح التقييــم بمفهومــه الجديــد آليــة أساســية‬
‫‪-‬تدقيــق معاييــر االســتحقاق واألداء المهنــي‪ ،‬وضوابــط‬ ‫معتمــدة فــي اتخــاذ القــرارات المتعلقــة بالتطويــر والتجديــد‬
‫االلتــزام بــاألدوار والمهــام‪ ،‬واالنخــراط فــي تنميــة‬ ‫التربــوي عامــة‪ ،‬وتنميــة الحيــاة المهنيــة والمســار الوظيفــي‬
‫وتطويــر المؤسســة‪ ،‬وجهــود االبتــكار والتجديــد‪،‬‬ ‫للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬وتعزيــز التدبيــر الناجــع لمهــن‬
‫واإلنتاجيــة؛‬ ‫التربيــة والتكويــن‪ .‬كمــا يتعيــن أن تكــون مؤسســة التربيــة‬
‫ــه‬ ‫والتكويــن هــي البنيــة ‪-‬األصــل فــي التقييــم‪ ،‬وأن تُ َّ‬
‫وج َ‬
‫‪-‬إعــداد شــبكات بمعاييــر ومؤشــرات موحــدة للتقييــم‬ ‫وظيفتــه أساسـ ًـا نحــو قيــاس التمكــن مــن إنجــاح التعلمــات‬
‫والتنقيــط‪ ،‬مــع اعتبــار تنــوع وتعــدد األنشــطة والمهــام‪،‬‬ ‫والتكوينــات‪ ،‬وإكســاب المتعلميــن الكفايــات المســتهدفة‪،‬‬
‫وفــي مراعــاة تامــة للتخصــص المهنــي وظــروف‬ ‫ومــدى نجاعــة األداء الفــردي والمؤسســاتي‪.‬‬
‫العمــل؛‬
‫فــي ارتبــاط بذلــك‪ ،‬يتعيــن أن يكــون التقييــم عمليــة مركبــة‪،‬‬
‫‪-‬إجــراء تقييــم منتظــم ســنوي لمجمــوع الفاعليــن(ات)‬ ‫تدمــج فــي نفــس الوقــت‪ ،‬مــن جهــة أولــى الفاعليــن(ات)‬
‫التربوييــن(ات)‪ ،‬مــع األخــذ بعيــن االعتبــار لخصوصيــات‬ ‫كأفــراد‪ ،‬مــن حيــث األداء المهنــي‪ ،‬واالنضبــاط‪ ،‬والوفــاء‬
‫كل هيئــة؛‬ ‫للرســالة التربويــة‪ ،‬وااللتــزام بالواجبــات المهنيــة‪ ،‬عــاوة‬
‫‪-‬تنويــع مصــادر التقييــم المواكــب للفعــل التربــوي‬ ‫علــى المبــادرة واالبتــكار واالجتهــاد الذاتــي فــي التنميــة‬
‫المرتكــز علــى التنســيق بيــن مختلــف المتدخليــن‪ ،‬مــن‬ ‫المهنيــة لفائــدة الشــخص أو لباقــي الفاعليــن(ات) اآلخريــن‪،‬‬
‫هيئــات للتفتيــش واإلدارة وكــذا النظــراء والخبــراء‬ ‫ومؤسســات التربيــة والتكويــن مــن جهــة ثانيــة‪ ،‬مــن خــال‪:‬‬
‫والتالميــذ والمتدربيــن والطلبــة‪.‬‬ ‫‪-‬المناخ المؤسســاتي لممارســة مهن التربية والتكوين‪،‬‬
‫فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬تقــوم ســلطات التربيــة والتكويــن‬ ‫والمتمثــل فــي العالقــات والروابــط المهنيــة بيــن‬
‫بإرســاء منظــور مندمــج ومتكامــل لتقييــم األداء المهنــي‬ ‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬والعمــل الجماعــي‬
‫للفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) العامليــن بمختلــف قطاعــات‬ ‫المشــترك والتنســيق والتعــاون‪ ،‬والتكامــل الوظيفــي‪،‬‬
‫التربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬بنــاء علــى مســتلزمات‬ ‫واألنمــاط المعتمــدة فــي تدبيــر ذلــك وقيادتــه؛‬
‫الجــودة‪ ،‬يتــم علــى أساســه وضــع معاييــر دقيقــة للتقييــم‪،‬‬ ‫‪-‬مردوديــة المؤسســة مــن حيــث نتائــج خريجيهــا‪ ،‬ومــن‬
‫وتحديــد طــرق وفتــرات إنجــازه وتتبــع آثــاره‪.‬‬ ‫حيــث اندماجهــم فــي المســار التعليمــي أو فــي‬
‫‪‬مدخــل تقييــم العمــل الجماعــي للهيئــات المهنيــة‬ ‫المســار المهنــي (ســوق الشــغل)؛‬
‫وأداء المؤسســة التربويــة ومردوديتهــا‬ ‫‪-‬المســتلزمات الضــر وريــة للمزاولــة الناجعــة للمهــن‬
‫وحرصـ ًـا علــى ترســيخ ثقافــة وطنيــة للتقييــم‪ُ ،‬يقتــرح إجــراء‬ ‫التربويــة‪ ،‬مــن فضــاءات ومــوارد وتجهيــزات‪ ،‬وغيرهــا‪.‬‬
‫تقييــم وطنــي لمختلــف الهيئــات المهنيــة العاملــة فــي‬ ‫ولتوفيــر شــروط الشــفافية والموضوعيــة والنجاعــة‪،‬‬
‫مهــن التربيــة والتدريــس والتكويــن والتدبيــر والتفتيــش‬ ‫فإنــه يتعيــن علــى ســلطات التربيــة والتكويــن إعــداد أطــر‬
‫والتوجيــه والتخطيــط والبحــث العلمــي‪ ،‬خــال مــدة زمنيــة‬ ‫مرجعيــة للتقييــم‪ ،‬بحســب الهيئــات والقطاعــات‪ ،‬بإشــراك‬

‫‪67‬‬
‫المحور الثاني‬

‫‪‬مدخل التقييم الذاتي للفاعلين والمؤسسات‬ ‫متوســطة (كل أربــع ســنوات)‪ ،‬تتولــى إنجــازه هيئــة وطنيــة‬
‫فتــح المجــال للتقييــم الذاتــي الفــردي ( )‪ ،‬أمــام النظــراء‬
‫‪23‬‬ ‫مســتقلة‪ ،‬وذلــك بهــدف تشــخيص الوضــع المهنــي لهــذه‬
‫وفريــق العمــل الجماعــي‪ ،‬فــي إطــار مجالــس بيداغوجيــة‬ ‫الهيئــات‪ ،‬وتحديــد مجــاالت التدخــل للرفــع مــن مســتوى‬
‫بالمؤسســات التعليميــة‪ ،‬أو مجالــس للشــعب الجامعيــة‪ ،‬أو‬ ‫أدائهــا المهنــي ونجاعتــه‪ ،‬فــي اســتحضار للمعاييــر الوطنيــة‬
‫مجالــس التدبيــر والتنســيق البيداغوجــي» (‪ )24‬بمؤسســات‬ ‫والدوليــة المعتمــدة فــي هــذا اإلطــار‪.‬‬
‫التكويــن المهنــي‪ ،‬ألجــل عــرض تقديــرات الفاعليــن(ات)‬ ‫ً‬
‫واعتبــارا لكــون تقييــم األداء المهنــي لألفــراد أو الهيئــات‬
‫التربوييــن(ات) لبرامــج عملهــم‪ ،‬وللنتائــج المتوصــل إليهــا‪،‬‬ ‫يجــد امتــداده الفعلــي فــي مؤسســة التربيــة والتكويــن‬
‫وللصعوبــات التــي واجهوهــا أثنــاء تنفيذهــاـ وكــذا البحــث‬ ‫والبحــث العلمــي‪ ،‬فيتعيــن أن يشــمل التقييــم أيضـ ًـا هــذه‬
‫فــي ســبل تطويــر أســاليب العمــل‪.‬‬ ‫المؤسســة‪ ،‬بقيــاس مــدى توفيرهــا لمنــاخ مؤسســاتي‬
‫كمــا أن كل مؤسســة للتربيــة والتكويــن مدعــوة أيضـ ًـا إلنجــاز‬ ‫يســتجيب لممارســة مهنيــة وفــق المقتضيــات التــي تــم‬
‫تقييمــات ذاتيــة‪ ،‬بنــاء علــى مؤشــرات الجــودة الكاملــة التــي‬ ‫تفصيلهــا فــي المحــور الخــاص بالمؤسســة وتنميــة الحيــاة‬
‫يقتضيهــا تحســين أدائهــا‪ ،‬وتعزيــز موقعهــا بيــن باقــي‬ ‫المهنيــة ضمــن هــذا التقريــر‪ .‬لتحقيــق ذلــك‪ ،‬يتــم‪:‬‬
‫المؤسســات‪ .‬وتُ نجــز هــذه التقييمــات باعتمــاد خبــرات أو‬ ‫‪-‬اعتمــاد آليــات ومؤشــرات لتقييــم اإلنجازيــة باعتبــار‬
‫مراكــز متخصصــة فــي هــذا المجــال ويســاهم فيهــا مختلــف‬ ‫النتائــج علــى صعيــد كل مؤسســة؛‬
‫الفاعليــن(ات) العامليــن(ات) بالمؤسســة‪.‬‬
‫‪-‬إحــداث وحــدات لرصــد وتتبــع ســير ومردوديــة كل‬
‫تتــم مواكبــة وتتبــع التقييــم الذاتــي والداخلــي للمؤسســة‪،‬‬ ‫مؤسســة‪ ،‬وتشــجيع وتعميــم الممارســات الجيــدة‪،‬‬
‫مــن طــرف الجهــات المشــرفة إداريــا‪ ،‬بوضــع مســاطر خاصــة‬ ‫بإســهام الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) وباقــي شــركاء‬
‫إلجــراء تقييمــات خارجيــة تســاعد علــى تصنيف المؤسســات‬ ‫المؤسســة‪.‬‬
‫وعلــى إذكاء التنافســية المثمــرة بينهــا‪.‬‬

‫‪.23‬تســتند عمليــات التقييــم الذاتــي الفــردي علــى كفايــات التبصــر والتأمــل النقــدي التــي وضعهــا هــذا التقريــر ضمــن الكفايــات األســاس لمهننــة‬
‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪.‬‬
‫ ‪24. Les conseils de gestion et de coordination pédagogique.‬‬

‫‪68‬‬
‫توصيات ختامية‬

‫‪69‬‬
‫توصيات ختامية‬

‫هـ‪.‬فســح المجــال أمــام جميــع المبــادرات المحليــة‬ ‫إن المجلــس يعتبــر تصــوره لالرتقــاء بمهــن التربيــة والتكويــن‬
‫لتطويــر وإغنــاء المقترحــات الــواردة فــي هــذا‬ ‫والتدبيــر والبحــث مــن خــال المهننة والمؤسســة والتقييم‪،‬‬
‫التقريــر‪ ،‬واالجتهــاد فــي ابتــكار أنجــع الحلــول‬ ‫خيــارا اســتراتيجيا ال محيــد عنهــا بالنســبة لــكل السياســات‬
‫وأســاليب التفعيــل المالئمــة؛‬ ‫والمبــادرات والجهــود الراميــة إلــى تجديــد المنظومــة‬
‫التربويــة لكــي تســهم بفعاليــة فــي تحقيــق التنميــة‬
‫و‪.‬تنســيق القطاعــات المعنيــة بالتربيــة والتكويــن‬
‫المجتمعيــة‪ .‬وهــو إذ يدلــي بتوصياتــه ومقترحاتــه الــواردة‬
‫والبحــث العلمــي‪ ،‬عنــد إعــداد التدابيــر اإلجرائيــة‬
‫فــي هــذا الشــأن‪ ،‬يراعــي مــا يلــي‪:‬‬
‫للتفعيــل‪ ،‬مــع مختلــف الــوزارات خاصــة تلــك المكلفة‬
‫بتحديــث القطاعــات العامــة‪ ،‬ووزارة المالية‪ ،‬واألمانة‬ ‫‪-‬تعقــد الســياق الحالــي للمنظومــة الوطنيــة للتربيــة‬
‫العامــة للحكومــة‪ ،‬وذلــك قصــد إعــداد النصــوص‬ ‫والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬ومــا تواجهــه مــن‬
‫التشــريعية والتنظيميــة الالزمــة‪ ،‬وتقديــر التكلفــة‬ ‫مشــاكل وصعوبــات؛‬
‫الماليــة المطلوبــة لتفعيلهــا‪ ،‬وتوفيــر المــوارد‬
‫‪-‬إكراهــات السياســات التربويــة العموميــة المتعلقــة‬
‫البشــرية المؤهلــة؛‬
‫بتوفيــر المــوارد ومالءمــة النصــوص التشــريعية‬
‫ز‪.‬تجريــب التوصيــات والمقترحــات المهيكلــة وفــق‬ ‫والتنظيميــة‪ ،‬وآليــات اتخــاذ القــرار؛‬
‫رزنامــة دقيقــة‪ ،‬وذلــك بغايــة قيــاس قابليتهــا لإلنجاز‪،‬‬
‫‪-‬تنــوع مهــن التربيــة والتكويــن والتدبيــر والبحــث‬
‫ومالءمتهــا مــع الخصوصيــات الجهويــة والمحليــة‪،‬‬
‫العلمــي وخصوصياتهــا ومســارات تطورهــا‪.‬‬
‫وتقييــم نتائجهــا‪ ،‬واســتدراك ثغراتهــا‪ ،‬قبــل اعتمادهــا‬
‫فــي مرحلــة التعميــم‪.‬‬ ‫ارتباطــا بذلــك‪ ،‬يوصــي باعتمــاد مقاربــة فــي التفعيــل‬
‫تقــوم علــى مــا يلــي‪:‬‬
‫فــي هــذا اإلطــار يوصــي المجلــس ببلــورة خطــة عمــل‬
‫تمتــد علــى المــدى القصيــر أو المتوســط‪ ،‬يتــم تخصيصهــا‬ ‫أ‪.‬توخــي الشــمولية فــي التعاطــي مــع التوصيــات‬
‫للتدابيــر ذات األولويــة التاليــة‪:‬‬ ‫والمقترحــات الــواردة فــي التقريــر‪ ،‬باعتبــار التكامــل‬
‫والترابــط اللذيــن يطبعــان مرتكزاتــه ومداخلــه‪ ،‬وذلــك‬
‫أ‪.‬إطــاق خطــة لتأهيــل الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬
‫لتحقيــق التأهيــل والتجديــد المنشــودين للمهــن‬
‫حاليــا بالقطاعيــن العمومــي‬ ‫ً‬ ‫المزاوليــن(ات)‬
‫التربويــة‪ ،‬وتكييفهــا مــع خصوصيــات قطاعــات‬
‫والخــاص‪ ،‬باالرتــكاز علــى إنجــاز «جــرد كفايــات»‬
‫التربيــة والتكويــن‪ ،‬واالجتهــاد فــي أجرأتهــا بمــا‬
‫جميــع الفاعليــن(ات)‪ ،‬مــن خــال اختبــارات للتموقــع‬
‫يتــاءم ووضعيــات الهيئــات العاملــة بهــا‪ ،‬ومجــاالت‬
‫والتعــرف علــى مســتويات التمكــن المهنــي‪،‬‬
‫اشــتغالها‪ ،‬توخيــا للمرونــة والنجاعــة فــي التفعيــل؛‬
‫بحســب خصوصيــات كل قطــاع مــن قطاعــات التربيــة‬
‫والتكويــن‪ ،‬وتقويمهــا فــي ضــوء استشــراف المهــام‬ ‫ب‪.‬ارتــكاز هــذا التفعيــل علــى مقومــات التدبيــر‬
‫واألدوار الجديــدة للفاعليــن(ات)‪ ،‬كمــا بلورهــا هــذا‬ ‫األمثــل والقيــادة الناجعــة الــواردة فــي الرؤيــة‬
‫التقريــر‪ ،‬وحاجــات المنظومــة التربويــة‪ .‬علــى أن يتــم‬ ‫االســتراتيجية لإلصــاح ‪( 2030- 2015‬الرافعــة‬
‫بنــاء علــى ذلــك‪:‬‬ ‫‪ ،)23‬خاصــة اعتمــاد المقاربــة التشــاركية مــع مختلف‬
‫الفاعليــن داخــل المنظومــة وشــركائها‪ ،‬وتعميــق‬
‫‪‬تحديــد الحاجــات الفعليــة لــكل هيئــة فــي مجــاالت‬
‫التواصــل والتشــاور حــول التدابيــر المربطــة بــه‬
‫التكويــن وإعــادة التأهيــل؛‬
‫مــع الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‪ ،‬وجمعياتهــم‬
‫‪ ‬بلــورة برامــج قطاعيــة‪ ،‬جهويــة ومحليــة متكاملــة‬ ‫المهنيــة‪ ،‬ومــع الشــركاء االجتماعييــن‪ ،‬وممثلــي‬
‫ومتدرجــة للتكويــن والتأطيــر وإعــادة التأهيــل؛‬ ‫أســر المتعلميــن(ات)‪ ،‬ومختلــف الجهــات المعنيــة؛‬
‫‪‬تنويــع صيــغ التكويــن والتأهيــل وتكييفهــا مــع‬ ‫ج‪.‬اعتمــاد آليــة التعاقــد حــول مشــاريع التغييــر وفــق‬
‫خصوصيــات كل هيئــة وســياق اشــتغالها‪ ،‬مــع‬ ‫الغايــات المرســومة فــي التقريــر‪ ،‬عــاوة علــى نهــج‬
‫الحــرص علــى توفير كافة الشــروط والمســتلزمات‬ ‫تدبيــر قائــم علــى المواكبــة والحفــز ورصــد النتائــج‬
‫الكفيلــة بإنجاحهــا علــى الوجــه األفضــل‪.‬‬ ‫والمســؤولية والمحاســبة؛‬
‫ب‪.‬العمــل علــى اســتكمال ســد الخصــاص مــن‬ ‫د‪.‬تعزيــز النهــج الالمركــزي فــي التدبيــر بتقويــة دور‬
‫الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات) وتدبيــر أنجــع للمــوارد‬ ‫المؤسســة التعليميــة والتكوينيــة‪ ،‬كنــواة لمأسســة‬
‫البشــرية المتوافــرة محليــا وجهويــا؛‬ ‫المقاربــة الصاعــدة والعمــل المشــترك بيــن‬
‫الفاعليــن(ات)‪ ،‬فــي إطــار التنســيق والتكامــل؛‬

‫‪70‬‬
‫ج‪.‬تأميــن كافــة حقــوق الفاعليــن(ات) التربوييــن(ات)‬
‫المزاوليــن(ات) حاليــا بقطاعــات التربيــة والتكويــن‬
‫والبحــث العلمــي‪ ،‬ســواء العموميــة منهــا أو‬
‫الخصوصيــة‪ ،‬خاصــة مــا يتعلــق بتســوية وضعياتهم‬
‫اإلداريــة‪ ،‬وتحســين ظــروف عملهــم‪ ،‬وحفزهــم‬
‫ماديــا ومعنويــا‪ ،‬مقابــل التزامهــم بواجباتهــم‬
‫المهنيــة‪ ،‬وانخراطهــم الفعــال فــي ســيرورة إصــاح‬
‫المنظومــة الوطنيــة للتربيــة والتكويــن؛‬
‫د‪.‬مباشــرة تأهيــل المؤسســات التربوية وفــق المنظور‬
‫المقتــرح فــي هــذا التقريــر‪ ،‬وتعزيــز اســتقالليتها‬
‫والرفــع مــن قدراتهــا الماديــة والبشــرية لإلضطــاع‬
‫بأدوارهــا الجديــدة فــي إطــار المقاربــة الصاعــدة؛‬
‫هـ‪.‬التنزيــل الفعلــي الســتراتيجية مشــروع المؤسســة‬
‫والحيــاة المدرســية؛‬
‫و‪.‬إرســاء الشــبكات المحلية والجهوية للتربية والتكوين‬
‫كإطــار النخــراط المؤسســات التربويــة فــي تنســيق‬
‫المشــاريع وترشــيد المــوارد واإلمكانــات واإلرتقــاء‬
‫بالمنطقــة التربويــة؛‬
‫ز‪.‬اإلرســاء التدريجــي لــكل الشــروط القانونيــة‬
‫والتنظيميــة واآلليــات‪ ،‬وإعــداد الفضــاءات وتوفيــر‬
‫المــوارد الضروريــة للتفعيــل‪ ،‬فــي هــذا الصــدد‪،‬‬
‫يتعيــن العمــل علــى مراجعــة األنظمــة األساســية‬
‫لهيئــات التربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬مــن‬
‫أجــل مالءمتهــا مــع المســتجدات التــي ســيتم‬
‫إقرارهــا بخصــوص األدوار والمهــام‪ ،‬والتكويــن‬
‫والتأهيــل‪ ،‬وكل مــا يرتبــط بتدبيــر المســار المهنــي‬
‫للفاعليــن(ات)‪ ،‬بإشــراك هيئاتهــم التمثيليــة مــن‬
‫جمعيــات مهنيــة ونقابــات؛‬
‫ح‪.‬إطــاق دراســة لرصــد حاجــات منظومــة التربيــة‬
‫والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬مــن المهــن الجديــدة‬
‫فــي أفــق إدراجهــا ضمــن منظومــة المهــن التربويــة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫توصيات ختامية‬

‫‪72‬‬
‫ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺷﺎرع ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ وﺷﺎرع اﻟﻤﻴﻠﻴﺎ‬
‫ اﻟﺮﺑﺎط – اﻟﻤﻌﺎﻫﺪ‬،6535 ‫ب‬.‫ص‬
Angle avenues AL MELIA et ALLAL EL FASSI
BP 6535, Rabat - Instituts

Tél. : + (212) (0) 537 77 44 25


Fax : + (212) (0) 537 77 46 12

You might also like