You are on page 1of 2

‫وحيد الغماري‬

‫معهد ابن رشد حي الرياض‬

‫المعاني الرئيسية لمسألة االنية والغيرية‬

‫* الكلي ‪ /‬الكوني‪ :‬يتخذان عادة نفس الداللة ولكن يمكن التمييز بينهما فيكون‬
‫للكلي امتداد معرفي يتجلى خاصة في المنطق إذ تكون قضية منطقية كلية حين يتعلق الحكم داخلها بجميع أفراد‬
‫النوع دون أدنى استثناء ( كل إنسان فان) و بالتالي فالكلي هو صفة الحقيقة اليقينية‪.‬‬
‫أما الكوني فيحيلنا على عالم القيم فنتحدث عن قيم كونية في إطار التأكيد على وجود قيم مشتركة بغض النظر عن‬
‫جميع االختالفات العرقية والثقافية والجنسية بين كل البشر تؤمن تواصلهم االيجابي وتحقق إمكانات العيش المشترك‬
‫بينهم ‪.‬‬

‫* المطلق‪ :‬لغة ما كان بال قيد أو شرط‪ .‬وهو ما يوجد بذاته وال يحتاج لغيره لكي يوجد وما يعرف بذاته وال يحتاج‬
‫لغيره ليتم تعريفه وهو بذلك يحمل في ذاته سبب وجوده فهو مستقل عن كل مرجع‪ .‬حين نصف هللا بكونه مطلق مثال‬
‫فذلك يعني أن هللا يحمل في ذاته سبب وجوده و ال يحتاج في وجوده لغيره‪.‬‬
‫*المتعالي‪ :‬هو الذي ينتمي إلى مجال ومستوى آخر من الوجود و بالتالي فالتعالي يفيد المغاير و"الخارج عن"‪ .‬حين‬
‫نقول عن هللا مثال كونه متعال فذلك يعني أن وجود هللا ينتمي إلى وجود مغاير وخارج عن خصائص وطبيعة وجودنا‬
‫اإلنساني‪.‬‬
‫المحايث‪ :‬ما هو داخل مجال الفعل والممارسة وينتمي إليه‪ .‬اآللهة‪ ،‬مثال‪ ،‬في األساطير القديمة ليست متعالية على عالم‬
‫البشر وإنما محايثة له بمعنى أن وجودها وفعلها من نفس طبيعة وجود وفعل البشر‪.‬‬
‫*النسبي‪ :‬ما ال يوجد بذاته وإنما يحتاج في وجوده لغيره و بدون ربطه بسبب أول يرجع إليه النسبي يكون من غير‬
‫الممكن إثبات وجوده وال تعقله‪.‬‬
‫*اإلنساني‪ :‬يحيل المفهوم على مجموع الخصائص والمميزات البيولوجية( تتجلى خاصة في انتصاب القامة ) وخاصة‬
‫الثقافية التي تمثل خصائص مشتركة بين جميع أفراد النوع البشري فتكسب وجودهم وحدة تؤسس الشتراكهم في النوع‬
‫اإلنساني وتقيم خطا فاصال بين الوجود اإلنساني من جهة والوجود الحيواني من جهة ثانية‪.‬‬
‫*الوحدة‪ :‬البسيط الذي ال يقبل القسمة ألنه ال يشتمل على أجزاء وإنما هو واحد‪ .‬ويفيد مفهوم الوحدة في إطار التفكير‬
‫في اإلنسان رد حقيقته إلى مبدأ واحد هي ماهيته‪ .‬يثير مفهوم الوحدة مشكال من جهة تصور مضمون هذه الوحدة‪ :‬هل‬
‫تقوم في بعد واحد يتشكل في العقل أو النفس أو الذات‪ ،‬أم أن هذه الوحدة هي وحدة مركبة تتضمن عناصر مترابطة‬
‫بنيويا‪.‬‬
‫*الكثرة‪ :‬تقال على الذي يقبل القسمة بما هو مركب من أجزاء وعناصر وان كانت متمايزة فان اجتماعها يشكل وحدة‬
‫فيما بينها‪ .‬والكثرة في إطار الشأن اإلنساني تتعلق بافتراض الوجود اإلنساني هو وجود عالئقي يرفض اختزال اإلنسان‬
‫في بعد واحد أو انغالقه على ذاته ضدا على ما هو خارج الذات‪.‬‬
‫*اإلنية‪ :‬تقال على جوهر اإلنسان وما يحدد إنسانيته بشكل ثابت ومطلق‪ .‬تحديد االنية يعني تعيين ماهية اإلنسان التي‬
‫يتقوم بها‪ .‬وهو ما يعني استمرار هوية األنا وتماسكها رغم تعدد وتبدل أحوالها‪ .‬إن هذا التماسك يعود لثبات معطى محدد‬
‫ال يتغير بتغير أحوال الذات فيكون بذلك قوامها‪.‬‬
‫*الغيرية‪ :‬تحيل على ما هو خارج الذات ومختلف عنها‪ .‬عادة ما يقع التمييز بين اآلخر والغير فاآلخر نشير به الى ما‬
‫هو مختلف عن األنا من األشياء بينما نستعمل الغير لإلحالة على أنا إنسانية أخرى ومغايرة لهذه األنا‪ .‬يثير مفهوم الغير‬
‫مشكال من جهة السؤال عن حقيقة اإلنسان‪ ،‬إذ نحن أمام موقفين موقف أول يربط الغير بالعرضي والهامشي بل والعائق‬
‫الذي يحول دون تحقق اإلنساني في اإلنسان بينما يمثل عند فالسفة آخرين شرط وجود األنا وإدراك حقيقتها‪.‬‬
‫*الميتافيزيقا‪ :‬أو "علم ما بعد الطبيعة" وهو المبحث الذي يهتم بدراسة و معرفة األشياء في ذاتها ال معرفة الظواهر‬
‫التي تتجلى من خاللها األشياء‪ .‬أن ندرس اإلنسان ميتافيزيقيا‪ ،‬مثال‪ ،‬هو أن نبحث في حقيقة األنسان بما هو انسان‬
‫وبمعزل عن تجليات وجوده الفردي والمتغير بذلك فاتلبحث الميتافيزيقي هو بحث ماهوي‪ (.‬أنظر تعريف الماهية)‬
‫*االنطولوجيا‪:‬يتعلق البحث األنطولوجي ال بدراسة خصائص موجود ما وانما بالحث في مبادئ وجوده أصال وأسبابه‪.‬‬
‫كل فلسفة ‪ /‬فيلسوف يحدد هذه المبادئ واألسباب بشكل مخصوص‪.‬‬
‫*األنثروبولوجيا‪ :‬البحث األنثروبولوجي يعنى بالبحث في االنسان من جهة وجوده الثقافي المرتبط بمجمل العالقات‬
‫الرمزية والتقنية التي يتوسط من خاللها عالقته بالطبيعة و الآلخرين‪.‬‬
‫*اإليديولوجيا‪ :‬هي بنية متماسكة من المعتقدات و األفكار والقيم التي تتخذها مجموعة بشرية ما سواء كانت طائفة أو‬
‫أعضاء حزب سياسي أو طبقة اجتماعية بمثابة رؤية للعلم توجه سلوكهم وممارستهم‪ .‬ينظر عادة لإليديولوجيا بكونها‬
‫مجرد تبريرا وهمية وزائفة تفتقد لكل برهنة عقلية وتستعمل لتحقيق غايات منفعية ترتبط غالبا بتكريس مشروع سياسي‬
‫ما‪.‬‬
‫*الماهية‪ :‬ماهية الشيء هي ما يتقوم به الشيء و ما يكون به هو هو متمايز به عن غيره‪ .‬حين نقول أن ماهية اإلنسان‬
‫هي العقل مثال فذلك يعني أن العقل هي الصفة الثابتة في اإلنسان والتي تجعل منه إنسانا بحيث أنه لو فقد هذه الصفة‪ ،‬أي‬
‫العقل‪ ،‬أنتزعت منه صفة اإلنسانية وتحول إلى شيء آخر‪.‬‬
‫* الجوهر‪ :‬جوهر الشيء هو خاصيته الثابتة التي يتقوم بها رغم تعدد أحواله‪.‬‬
‫*العرض‪ :‬خاصية تحمل على الجوهر فما هو عرضي هو الخاصية أو الصفة التي تلحق بشيء ما دون أن تدخل في‬
‫تحديد حقيقته ولذلك ففي حالة زوالها أو تغيرها ال يحدث أي تغير جوهري في حقيقة الشيء‪ .‬أن أكون تلميذا‪ ،‬مثال‪ ،‬هي‬
‫صفة عرضية ألنها غير ثابتة وال مقوم جوهري في تحديد حقيقة اإلنسان ألنه يوجد بشرا ال يفتقدون صفة اإلنسانية حتى‬
‫وان لم يكونوا تالميذ‪.‬‬
‫*اإليتيقا‪ :‬تبحث اإليتيقا في في جملة المبادئ و األسس التي يجب أن توجه عالقات البشر مع بعضهم على النحو الذي‬
‫يضمن أخالقية تواصلهم وييسر العيش المشترك بينهم‪.‬‬
‫*األنا‪ :‬تحيل في داللتها األولى على "الوعي الفردي من حيث اهتمامه بمصالحه و انحيازه لذاته و الميل إلرجاع كل‬
‫شيء إلى الذات" (اللند) غير أنه ال يتخذ نفس الداللة في مختلف الفلسفات من جهة عالقته بالوعي خاصة‪.‬‬
‫*الذات‪ :‬هو مفهوم أساسي في الفلسفة الحديثة يحيل على معاني الوعي والحرية واإلرادة‪ ،‬ولذلك حين نتحدث عن‬
‫فلسفة الذات نعني بها الفلسفة التي تنظر لإلنسان باعتباره كائن والوعي والحرية‪.‬‬
‫*الجسد‪ :‬ارتبط الجسد تاريخيا بمنزلة ثانوية وهامشية داخل تاريخ الفلسفة باعتباره مصدر للخطأ المعرفي و األخالقي‬
‫و لعل أول من عمل على الرفع من شأن الجسد سبينوزا من خالل تأكيده على فاعلية الجسد ومستطاعه‪ .‬ارتبط الجسد في‬
‫الفلسفة المعاصرة بالفينومينولوجيا حين ميزت بين الجسد الخاص والجسد الموضوع واعتبرت األول شرط إدراك العالم‬
‫وبالتالي تحقيق الوعي‪.‬‬
‫*العالم‪ :‬ليس المقصود بالعالم الطبيعة كمعطيات وأشياء وعالقات خام وجودها مستقل عن صنع اإلنسان وفاعليته‬
‫لتكون الطبيعة موضوعا للمعرفة والسيطرة‪ .‬يتخذ مفهوم العالم أساسا داللة ثقافية حين يحيل على العالم اإلنساني أي عالم‬
‫التصورات والتمثالت والعالقات التي ينسجها اإلنسان مع ذاته واألشياء واآلخرين‪.‬‬
‫*الوعي‪ :‬داللة على معرفة الذات بحقيقة ذاتها وما يحدث داخلها وتحكمها في سلوكاتها وممارساتها وبذلك فالوعي‬
‫يرتبط بالعقل ( أساس المعرفة) والحرية ( القدرة على التحكم في الذات )‬
‫*الالوعي‪ :‬يحيل على كل وعي زائف ووهمي يعتقد باطال معرفته بذاته والتحكم فيها ‪ .‬ويفيد الالوعي في التحليل‬
‫النفسي جملة النوازع المكبوتة داخل عمق الحياة النفسية‪.‬‬
‫*اآلخر‪ /‬الغير‪ :‬يقال اآلخر على ما هو مقابل الهوية أي ما هو خارج ومختلف عنها‪ .‬في اللغة العربية ال نجد تمييزا‬
‫حقيقيا بين اآلخر والغير إذ يحيل مفهوم الغير على معاني االختالف والتمايز دون تحديد لطبيعة المختلف‪ .‬أما اللغة‬
‫الفرنسية فهي تميز بين المعنيين فيحيل مفهوم اآلخر على المختلف والمغاير لألنا من األشياء بينما تنحصر داللة الغير‬
‫في اإلنسان اآلخر المختلف حصرا‪.‬‬
‫*البينذاتية‪ :‬يرتبط مفهوم البينذاتية بالفلسفة الفينومينولوجية و يفيد عالقة التشارك و المعية ( من مع) و هي تعني أن‬
‫و عي الذات بذاتها مشروط بما تنسجه من عالقات مع الذوات األخرى في إطار عالقة انفتاح وتشارك‪.‬‬
‫ن جهة إثبات اشتراط تحقق اإلنساني في االنفتاح على "الغير"‪ .‬فبأي معنى يمثل االنفتاح على الغير شرط تحقق‬
‫اإلنساني في اإلنسان؟‬
‫إن ما يميز الوجود اإلنساني بإطالق عن الوجود الحيواني حسب هيقل هو انفراد اإلنسان بميزة الوعي بالذات‪ .‬إن هذا‬
‫التحديد األولي لإلنساني بما هو وعي بالذات يحيل مباشرة على التحديد الديكارتي لحقيقة اإلنسان ‪،‬‬

You might also like