You are on page 1of 9

‫بائعات اللنب يتجولن يف �شوارع بغداد‬

‫يف اخلم�سينيات‬

‫رئي�س جمل�س االدارة رئي�س التحرير‬

‫ملحق ا�سبوعي ي�صدر عن م�ؤ�س�سة املدى‬


‫للإعالم والثقافة والفنون‬

‫العدد ( ‪ )2266‬ال�سنة التا�سعة‬


‫الإثنني (‪ )3‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫‪11‬‬
‫اطباء االسنان في‬
‫الموصل ايام زمان‬

‫أول وآخر حديث مع سكرتير حلف بغداد‬


‫صفحات مجهولة من حياة المس بيل‬
‫‪3‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬
‫‪2‬‬
‫الب�صرة فقد اجربين املدير ان ادر�س احل�ساب‬
‫فقبلته على كره لأين اكره الريا�ضيات وان‬
‫كنت منجحا فيها يف امتحان دار املعلمني‬ ‫ولدت في الربع االول من القرن الرابع عشر للهجرة بدار في محلة عقد القشل ببغداد في الجانب الشرقي منها‬
‫االبتدائية اجناحا باهرا‪ ،‬ثم نقلت من مدر�سة‬ ‫بجوار الجامع المعروف حتى اليوم بجامع المصلوب‪ ،‬وكان والدي جواد بن مصطفى بن ابراهيم خياطا بسوق‬
‫الكاظمية اىل مدر�سة دلتاوة االبتدائية وكان‬
‫لها مدير مت�شدد اي�ضا فت�ألب عليه جماعة وزاد‬ ‫الخياطين المجاور لخان مرجان المعروف عند االتراك واهل بغداد بخان (ارتمه) وقد اتخذ متحفه لالثار‬
‫اخلالف ب�سعاية معلم متج�س�س‪ ،‬وكان مدير‬ ‫العربية اليوم‪.‬‬
‫معارف بغداد عا�صم اجللبي‪ ،‬ف�شكانا املدير‬
‫اليه وجاء اىل دلتاوة‪ ،‬ثم اختارين ا�ستاذي‬ ‫وقد اصاب العمى والدي بسبب من االسباب التي تؤدي الى هذه العاهة‪ ،‬فحسن له بعض اصدقائه ان يقتني امالكا‬
‫يو�سف عز الدين النا�صري لتحرير وزارة‬ ‫في ناحية دلتاوة المعروفة اليوم بالخالص ويتعيش بهان ومع هذا فقد تملك قبل ذلك ببغداد دكانه الذي‬
‫املعارف فنقلت على بغداد وكان امل�سيطر‬ ‫يحترف فيه بسوق الخياطين وداره التي يسكن فيها ودارا في محلة الطاطران ألن اول سكناه وسكنى والده‬
‫على �ش�ؤون الوزارة يهودي انكليزي ير�أ�س‬
‫ق�سما من اال�ستخبارات االنكليزية بالعراق‬ ‫كانت هناك‪ ،‬وبستانا صغيرا في الكرادة الشرقية ومستغال في محلة القاطرخانة باعه قبل ان ينتقل الى دلتاوة‪.‬‬
‫ا�سمه (�سمرفيل) وله اتباع على ر�أيه يف‬
‫الوزارة‪ ،‬وكان مدير املعارف اال�ستاذ �سامي‬
‫�شوكة وكان قد ترك الطب واقبل على غري‬
‫�ش�أنه‪ ،‬ثم جاء يوما اىل �سامي �شوكة احد‬
‫كبار الرجال من ارباب الدولة‪ ،‬واح�سبه با�شا‬
‫الع�سكري راجيا منه ان ينتقل اىل مكاين‬
‫اال�ستاذ ال�شاعر (مهدي اجلواهري) لآنه كان‬
‫يدر�س العربية يف املدر�سة امل�أمونية‪ ،‬وكان‬
‫م���ص���ط���ف���ى ج��������واد ب��ق��ل��م��ه‬
‫الطالب ي�ؤذونه اذى �شديدا اىل حد ادماء‬
‫يديه مب�صراعي باب ال�صف وال ميكنه ال�صرب‬
‫على ذلك‪ ،‬فنقلت اىل وظيفته ويف تدري�س‬
‫العربية اىل امل�أمونية فالفيت اكرث طالبها‬
‫من ابناء ارباب الدولة وعلى غاية من قلة‬
‫الأدب‪ ،‬ف�شددت عليهم واعدتهم اىل ال�سبيل‬
‫ال�سوي‪ ،‬ويف اثناء اقامتي بالب�صرة اقيم‬ ‫حممد خليل) وترك معارف العراق فا�ستقدم‬ ‫الظهور والعي�ش املعتدل املتو�سط بعثاين‬ ‫االت من اخل�شب تدار فتحدث ا�صواتا‬ ‫اىل دلتاوة وانتفع بح�ص�صي يف الب�ساتني‬ ‫ونقلني والدي معه اىل دلتاوة‪ ،‬وملا بلغت �سن‬
‫احتفال حمزن ل�سوء احلال الذي �آل اليه امر‬ ‫لإدارة دار املعلمني االبتدائية (يو�سف عز‬ ‫على قبول ن�صيحته فدخلت املدر�سة وكنت‬ ‫كا�صوات ر�شا�شات الر�صا�ص من اال�سلحة‬ ‫املوروثة وان كان الغالب على غالتها التمر‬ ‫الدر�س يف الكتاتيب وكانت خمتلطة لالطفال‬
‫حممد بن عبد الكرمي اخلطابي فافريقية مع‬ ‫الدين النا�صري التكريتي) – رح – وكان‬ ‫م�ضيقا دائما الن غلة الب�ساتني من التمر مل‬ ‫النارية احلديثة‪ ،‬فلما برز الثوار اىل مو�ضع‬ ‫وهو ارخ�ص الفواكه يف العراق‪ ،‬وكانت‬ ‫يجتمع فيها االبناء والبنات‪ ،‬فا�سلمني والدي‬
‫الفرن�سيني واال�سبانيني ودعيت اليه فالقيت‬ ‫رجال طيبا ي�ساوق االحوال ويح�سن �سيا�سة‬ ‫تكن تكفي يف االنفاق ومرت علي ايام مل‬ ‫اال�صوات كان اجلي�ش االنكليزي امل�ؤلف من‬ ‫الثورة العراقية قد �شبت يف عدة من انحاء‬ ‫اىل كتاب معلمة للقر�آن الكرمي تعرف بامللة‬
‫ق�صيدة عنوانها‪:‬‬ ‫الطالب وبقي يف ادارة تلك �سنني‪ ،‬وقد راى‬ ‫ا�ستطع فيها ان ا�شرتي حذاء ًا بدال من حذائي‬ ‫هنود ال�سيخ وقليل من االنكليز قد كمن يف‬ ‫العراق وال�سيما الفرات الأو�سط ولواء دياىل‬ ‫�صفية‪ ،‬وعندها بد�أت القن القر�آن العزيز بعد‬
‫امل�شاركون يف حفل تابني م�صطفى جواد‪ ،‬من الي�سار الدكتور جا�سم اخللف‪ ،‬حممد ابراهيم الكتاين‪ ،‬الدكتور كمال البازجي‪ ،‬الدكتور م�صطفى جمال الدين‪ ،‬جواد م�صطفى جواد‪ ،‬الدكتور عبد الرزاق حمي الدين‪،‬‬ ‫قل يل اىل اين الغ�ضنفر �سيقا‬ ‫يف ميال قويا اىل العربية فكان يكلفني يف‬ ‫العتيق البايل املتهرئ‪ ،‬وبلغت ال�صف الرابع‬ ‫طريقهم وراء �ضفاف االنهار فلما ا�صحروا‬ ‫وا�ستوىل الثوار على بعقوبة ونواحيها‬ ‫درا�ستي حروف الهجاء على اال�سلوب القدمي‬
‫الدكتور جميل �سعيد‪ ،‬الدكتورة عاتكة وهبي اخلزرجي‪ ،‬كمال ابراهيم‪� ،‬سامل االلو�سي‬ ‫او مل يجد يف العاملني �شفيقا؟‬ ‫ال�صف الثالث وانا طالب بالبداهة ان اقول‬ ‫يف املدر�سة وانتقلت اىل ال�صف اخلام�س‪،‬‬ ‫وامطروهم حا�صبا من ر�صا�ص البنادق‬ ‫ومنها دلتاوة وكان الطريق بني بغداد‬ ‫املعروف‪ ،‬ثم نقلني والدي اىل مدر�سة دلتاوة‬
‫وقد ن�شرت يف جريدة االوقات الب�صرية‬ ‫مقام اخيه حمي الدين يف مدر�سة التطبيقات‬ ‫فبلغني ان ببغداد (دار املعلمني االبتدائية)‬ ‫والر�شا�شات وقنابل ال�شارينيل التي تنفجر‬ ‫وبعقوبة فدلتاوة حتت رقابة االنكليز وقد‬ ‫االبتدائية ت�سمى ايامئذ با�سم (املكتب)‬
‫ا�سماله وعياله اجلو‬ ‫ولقد حف بانواح احلظر‬ ‫وا�ستاذا يف دار املعلمني العالية التي ت�سمى‬ ‫وار�سلت اىل القاهرة الكون معلما يف كلية‬ ‫التي كانت ت�صدر يف الب�صرة ايامئذ وكانت‬ ‫االبتدائية لتدري�س عدة �ساعات حني يكون‬ ‫وتقبل الطالب باالمتحان‪ ،‬ف�سافرت اىل بغداد‬ ‫قبل وقوعها‪ ،‬فقتلوا منهم وجرحوا وتفرق‬ ‫�سخروا الن�ساطرة التيارين املعروفني اليوم‬ ‫واتذكر من معلميها (�صربي افندي) رحمه‬
‫عن تركن الني عربي‬ ‫ولنا فيما ر�أيناه عرب‬ ‫اليوم كلية الرتبية وذلك �سنة ‪ 1939‬ثم دعيت‬ ‫االداب واتعلم مبادئ اللغة الفرن�سية‪ ،‬فذهبت‬ ‫الق�صيدة جامعة بني الرثاء واحلما�سة ويف‬ ‫اخوه يف مهمة ي�ستدعي غيابه عن الدر�س‪.‬‬ ‫و�شاركت يف االمتحان‪ ،‬وكان يف اال�سئلة‬ ‫الباقون �شذر ومذر وكان من بني الهاربني‬ ‫باالثوريني واالرمن الالجئني للحفاظ على‬ ‫الله تعاىل وكان كما يظهر من احواله عاريا‬
‫وندر ان يكون لل�شعر مو�ضوع مل انظم فيه‬ ‫قم نودح قم فا�سرح‬ ‫خلدمة االحتياط فا�ساموين وا�سامتهم حتى‬ ‫اىل القاهرة وق�ضيت املدة املقررة وتعلمت‬ ‫اثناء اقامتي ببغداد للتدري�س بامل�أمونية‬ ‫وكنت يف اثناء ال�سنتني الثانية والثالثة‬ ‫�س�ؤال هند�سي ونحن مل ندر�س الهند�سة‪،‬‬ ‫حممد ال�صدر – رح – فانه فر ال يلوي على‬ ‫الطريق وقطعه على الثوار وحماربتهم‪ ،‬فلم‬ ‫من العلم‪ ،‬وعبد املجيد االعظمي‪ ،‬وعليه‬
‫حتى و�صف متور العراق‪ ،‬ولكني مع هذا مل‬ ‫ال تنبئ احد ًا عما نروم‬ ‫تخل�صت منهم وعدت اىل احل�ضار يف دار‬ ‫مبادئ الفرن�سية‪ ،‬وكنت قد ن�شرت لالب‬ ‫ن�شرت التاريخ امل�سمى غلطا (احلوادث‬ ‫ان�شر �شعر ًا مدر�سيا كو�صف الطيارة مثال‬ ‫وكانت غاية ال�س�ؤال معرفة الفرق بني م�ساحة‬ ‫�شيء‪ ،‬ودخل اجلي�ش االنكليزي دلتاوة وكان‬ ‫اجد اال طريق اجلديدة ال�شرقي‪ ،‬ف�سلكته مع‬ ‫تدربت يف خط الرقعة الذي هو خطي املعتاد‪،‬‬
‫ا�ستطع ان اجمع �شعري‪ ،‬كما ذكرت �سالفا بل‬ ‫يا معني ان حني‬ ‫املعلمني املذكورة‪.‬‬ ‫ان�ستا�س (اجلزء التا�سع من تاريخ اجلامع‬ ‫اجلامعة) املن�سوب اىل ابن الفوطي واخذت‬ ‫وكنت خطيب املدر�سة يف ال�سنة الثالثة‪،‬‬ ‫مثلث وم�ساحة مربع وبيان االكرب منها‪،‬‬ ‫معه نا�س من العرب او امل�ستعمرين من اهل‬ ‫قافلة من املاكرين �سائرا على قدمي فبلغت‬ ‫وجزت ال�صف الثاين االبتدائي بح�سب نظام‬
‫مل يكن يل هوى يف جمعه‪ ،‬فقد نظمت نقائ�ض‬ ‫للتخلي عن عواد وهموم‬ ‫ويف �سنة ‪ 1942‬دعيت لتعليم امللك ال�صغري‬ ‫املخت�صر وعيون التواريخ وعيون ال�سري)‬ ‫ان�شر يف جملة لغة العرب للآب ان�ستا�س‬ ‫و�شاركت يف متثيل رواية �ساذجة‪ ،‬وتخرجت‬ ‫فذكرت ان املثلث اكرب م�ساحة من املربع وان‬ ‫بعقوبا يدلونهم على دور اعيان الثوار‪ ،‬ففعلوا‬ ‫قرية (ك�شكني) املجاورة لدلتاوة م�ساء‬ ‫التعليم العثماين وانتقلت اىل ال�صف الثالث‬
‫اكرثها غري مثبت يف هذا الدفرت املقدم ذكره‬ ‫ونظمت اقا�صي�ص منها اق�صو�صة ارينب‬ ‫في�صل الثاين اللغة العربية من القراءة‬ ‫البن ال�ساعي امل�ؤرخ البغدادي امل�شهور‬ ‫الكرملي‪ ،‬وبد�أت اعالك النقد‪ ،‬وكنت يف ايام‬ ‫�سنة ‪ 1924‬معلما ابتدائيا يف مدر�سة‬ ‫املربح اكرب م�ساحة من املثلث فقط‪ ،‬ومل اتعلم‬ ‫بدلتاوة االفاعيل من تقتيل للرجال وت�شريد‬ ‫واطلني الليل فيها وحرت يف امري لأن‬ ‫االبتدائي ويف �شتاء تلك ال�سنة دخل اجلي�ش‬
‫منها نقي�ضة �شاعر جنفي ثار على اهل النجف‬ ‫بنت ا�سحاق اجلميلة‪ ،‬و�شيئا من التاريخ‬ ‫اخللدونية وكان قد اهمل تعليم العربية �سنة‬ ‫ون�شرت ق�صيدة يف فل�سفة الوجود يف‬ ‫تدري�سي بالكاظمية اكتب مقاال يف جملة‬ ‫النا�صرية االبتدائية وكان مديرها ال�سيد‬ ‫ا�ستخراج امل�ساحة‪ ،‬كما ذكرت �آنف ًا‪ ،‬فالظاهر‬ ‫للعيال وتعذيب وتخريب ونهب و�سلب وقطع‬ ‫القافلة �سلكت طريقا �آخر‪ ،‬فا�ضافني رجل‬ ‫االنكليزي دلتاوة اي �سنة ‪ 1917‬متعقبا‬
‫وهجاهم اذكر منها وهي �سينية‪:‬‬ ‫وذكرى االندل�س وهي خمم�سة اولها‪:‬‬ ‫واحدة فبد�أت بتعليمه يف ال�سنة ال�سابعة من‬ ‫املقتطف و�شاركت بق�صيدة يف احياء ذكرى‬ ‫العرفان اللبنانية وان�شر �شعرا �سيا�سي ًا يف‬ ‫عبد املجيد زيدان‪ ،‬وكان ‪ -‬رح – مت�شدد ًا‬ ‫اين ا�صبت الهدف وكنت ح�سن االجابة يف‬ ‫للنخيل واال�شجار واحراق للديار وكنت‬ ‫من ذوي القربى الن�سبية وخرجت من عنده‬ ‫اجلي�ش العثماين املنهزم نحو ال�شمال‪ ،‬وقد‬
‫باحتداء املدا�س عا�ش قدميا‬ ‫حلقت روحي اىل االندل�س‬ ‫عمره وعلمته القراءة والكتابة‪ ،‬ول�صعوبة‬ ‫�شوقي بالقاهرة‪.‬‬ ‫جريدة العراق و�شعر ًا اجتماعيا يف جريدة‬ ‫على املعلمني فت�ألب عليه جماعة منهم وكنت‬ ‫الدرو�س االخرى فظهر ا�سمي بني املقبولني‬ ‫فيمن خرج لر�ؤية الطيارة امل�سقطة فلم الق �إال‬ ‫�صباحا فو�صلت اىل دلتاوة ووجدت الثوار‬ ‫مر اجلي�ش املذكور باملدر�سة لوقوعها على‬
‫ثم عاب املدا�س بل لبا�سة‬ ‫وا�شتهت �سكنى ريا�ض الرنج�س‬ ‫اجلمع بني تدري�س دار املعلمني العالية‬ ‫ويف �سنة ‪� 1934‬سافرت اىل باري�س واردت‬ ‫العامل العربي ومنه ابيات ارثى بها حلالة‬ ‫فيهم‪ ،‬ويف اثناء تلك ال�سنة ا�صدر اال�ستاذ‬ ‫يف دار املعلمني االبتدائية املذكورة‪ ،‬و�صرت‬ ‫�شابيب الر�صا�ص فنك�صت مع �صبية اخرين‬ ‫قد بنوا على طريقها امل�ؤدي اىل بعقوبة‬ ‫الطريق العام من املدينة بل الناحية وكان‬
‫واحلديث عن ال�شعر يطول‪ ،‬واالن�سان كما‬ ‫ما لها قد ذكرتني ما ن�سي‬ ‫وتعليم امللك ال�صغري طلبت ان انقل اىل‬ ‫الدخول يف كلية ال�صوريون من جامعة‬ ‫الفالح العراقي ون�شرت ق�ص�صا يف جريدة‬ ‫ها�شم ال�سعدي جملة املعلمني ببغداد فبد�أت‬ ‫يف عداد طالب ال�صف االول واذكر من‬ ‫كانوا يحبون االطالع وهربت معهم وق�ضينا‬ ‫بابا دفاعيا حت�صينيا وبقيت انا يف دلتاوة‬ ‫ذلك اليوم �آخر ايام درا�ستي يف الع�صر‬
‫قال بع�ض االدباء القدماء مفتون بولده‬ ‫يف مدى الدهر ودهري ماهر‬ ‫مديرية االثار فنقلت اىل وظيفة مالحظ فني‬ ‫باري�س فلم تلق �شهادة دار املعلمني االبتدائية‬ ‫النه�ضة البغدادية المني اجلرجفجي وناقدت‬ ‫ان�شر فيها �شعري ومما ن�شرته فيها التوجع‬ ‫معلميها اال�ستاذ ال�سيد طه الراوي – رح –‬ ‫تلك الليلة يف الب�ساتني وكانت ليلة ماطرة‬ ‫وعنيت ب�ش�ؤون الب�ساتني‪ ،‬وكان احلكم فيها‬ ‫العثماين‪.‬‬
‫وب�شعره – والعياذ بالله – وقد قلت يف رد‬ ‫ونظمت مرجوا رباعيات االديب االيراين‬ ‫ثم ر�أيت �سوء االدارة فيها وبقاء راتبي املايل‬ ‫منهم قبوال فا�ستعنت مب�ستندات علمية اخرى‬ ‫كتابا وناقدوين ومنهم من �شتمني وكان‬ ‫واالثارة ملحمد بن عبد الكرمي اخلطابي ايام‬ ‫واال�ستاذ �سعيد فهيم واال�ستاذ اميل �ضومط‬ ‫ذات رعد ورياح �شديدة‪ ،‬ودخلنا دلتاوة يف‬ ‫للثوار وعم يف هرج ومرج‪.‬‬ ‫وتويف والدي قبل ذلك بقليل فلم يتهي�أ يل‬
‫عتاب ل�صديق من اال�صدقاء كان ي�سكن يف‬ ‫ح�سني قد�سي النخعي �سفري ايران بالعراق‬ ‫على حاله فرجعت اىل دار املعلمني وبقيت‬ ‫وترجمتها اىل الفرن�سية و�ساعدين اي�ضا‬ ‫احدهم ا�ستاذا يل يف الدين بدار املعلمني‬ ‫حماربته الفرن�سيني باملغرب‪ ،‬ويف تلك ال�سنة‬ ‫اللبناين‪ ،‬ومديرها م�صري ا�سمه (�سيد حممد‬ ‫اليوم الثاين ع�صرا بعد ان �سمعنا الهدوء‬ ‫وكان االنكليز قد جمعوا جالميزهم واعوانهم‬ ‫اال�ستمرار على الدرا�سة‪ ،‬وان�صرفت اىل‬
‫بلدة على الفرات‪:‬‬ ‫بعد ان ترجمت يل نرثا الين مل اتعلم‬ ‫فيها اىل ان ان�شئت جامعة بغداد و�سميت هذه‬ ‫�شيخنا اال�ستاذ لوي�س ما�سينون امل�ست�شرق‬ ‫االبتدائية وال فائدة يف ذكر ا�سمه فهو‬ ‫جاءنا اىل النا�صرية للتفتي�ش العام اال�ستاذ‬ ‫خليل) وكان رجال ذكيا املعيا طويال‪ ،‬ابي�ض‬ ‫فيها وكنا �صغارا ال نعد من حملة ال�سالح‬ ‫واعادوا الكرة على بعقوبة فا�سرتجعوها‬ ‫رعاية الب�ساتني التي خلفها لنا والدي يل‬
‫يف ريا دجلة ونهر املعلى‬ ‫الفار�سية‪ ،‬ونظمت رباعيات اخليام �سباعيات‬ ‫الكلية با�سم كلية الرتبية كما ا�شرت اليه انف ًا‪،‬‬ ‫امل�شهور فقبلت يف كلية ال�صوريون العداد‬ ‫م�شهور وم�شهود التع�صب االعمى‪ ،‬وملا رايت‬ ‫�ساطع احل�صري ولقيته يف دار املت�صرف‬ ‫بخالف اكرث امل�صريني‪ ،‬واذكر من طالب‬ ‫وال القادرين على الكفاح‪ ،‬فالفينا دلتاوة‬ ‫ولبثوا ينتهزون الفر�صة لالنق�ضا�ض على‬ ‫ولأخي الأكرب (كاظم) واخوتي ال�ست من‬
‫�شام برق ًا من الفرات جتلى‬ ‫من نرث بع�ض االدباء العراقيني املتقنني للغة‬ ‫وال ازال يف عداد ا�ساتذتها وان كنت مقعدا ذا‬ ‫الدكتوراه االدبية فاخرتت مو�ضوعا تاريخيا‬ ‫ف�ساد وزارة املعارف وغري باق على راتبي‬ ‫جميل املدفعي لأين كنت ازوره وكان يدعي‬ ‫ال�صف اال�ستاذ عبد ال�ستار القره غويل –‬ ‫خاوية عاوية قد قتل رجالها ونهبت اموالها‬ ‫دلتاوة‪ ،‬واخذوا ير�سلون عليها وعلى الثوار‬ ‫زوجني اثنتني‪ ،‬كانت والدتي االخرية‪ ،‬وبعد‬
‫ذلكم بارق االحبة اهدي‬ ‫الفار�سية‪ ،‬وملا ولد ابني االكرب جواد ثم منى‬ ‫مر�ض ع�ضال‪ .‬وقد انتخبت مرا�سال للمجمع‬ ‫هو (�سيا�سية الدولة العبا�سية) يف اواخر‬ ‫املايل الأول مع اخلف�ض العام وجدت فر�صة‬ ‫ان له قرابة معنا لأنه ن�شا يتيما يف دلتاوة‪،‬‬ ‫رح – وحممد علي قتيل واقعة بكر �صدقي او‬ ‫و�ساءت جدا احوالها‪ ،‬وعادت بعد ذلك حياة‬ ‫طيارات ثالث مرات تلقي عليهم القنابل‬ ‫عقد الهدنة بني االتراك العثمانيني واالنكليز‬
‫من �سناد تعلة فتعلى‬ ‫طفال ال مييز الكالم نظمت من اجله ق�صيدة‬ ‫العلمي العربي بدم�شق ثم ع�ضوا عامال يف‬ ‫ع�صورها‪ ،‬وقبل ان امت عملي كانت مدة التعهد‬ ‫لأن اكون معلما يف مدر�سة الي�سوعني اول‬ ‫فقال يل اال�ستاذ �ساطع (يا ابني ال�شعر بيزرك‬ ‫حادثة بعد ذلك‪.‬‬ ‫النا�س اىل االطراد �شيئا ف�شيئا وا�صدر‬ ‫وترهب وتخيف متهيدا للهجوم عليها‪ ،‬ويف‬ ‫ا�ستتبت االمور بالعراق وفتحت مدار�س‬
‫يا خليلي ان�صفاين فاين‬ ‫اوائل ابياتها‪:‬‬ ‫املجمع العلمي العراقي يف دوريه وطوريه‪،‬‬ ‫وهي ثالث �سنوات قد انتهت فاوعز الدكتور‬ ‫ت�أ�سي�س مدر�ستهم يف ال�صليخ النهم وعدوين‬ ‫وما ينفعك) اي (يا بني ال�شعر ي�ضرك وال‬ ‫وبقيت يف دار املعلمني االبتدائية وقويت‬ ‫االنكليز اوامرهم بفتح املدار�س‪ ،‬واكرثوا من‬ ‫اليوم العا�شر من املحرم �سنة ‪ 1339‬الهجرية‬ ‫ومعاهد منها مدر�سة دلتاوة االبتدائية اال اين‬
‫ف�صل هم على الب�سيطة ميلى‬ ‫يقول بابا اذا ما م�ضه االمل‬ ‫وقد ن�شرت كثريا من �شعري يف عدة جمالت‬ ‫فا�ضل اجلمايل با�ستعدادي للتدري�س النه‬ ‫مائتي روبية �شهريا‪ ،‬ثم اح�س بع�ض رجال‬ ‫ينفعك) ومل اعلم �سر هذه احلكمة الرائعة‪ ،‬مع‬ ‫عندي الرغبة يف درا�سة العربية وكنت‬ ‫تعيني اجلوا�سي�س واتباعهم فيها احتياطا‪،‬‬ ‫املوافق لليوم اخلام�س والع�شرين من ايلول‬ ‫كنت مقبال على �ش�أين وحدث نزاع بني والدتي‬
‫انا ال ارت�ضى العتاب من‬ ‫او ير�سل الدمع وهو ال�شاهد العلم‬ ‫و�صحف وجمعت ما ا�ستطعت منه يف دفرت‬ ‫كان يكره كرثة �شهادات الدكتوراه يف وزارة‬ ‫املعارف االطياب بعزمي وعينت مدر�سا يف‬ ‫ايقاين باين مل ان�شر اذ ذاك اال �شعرا وطنيا‪،‬‬ ‫اميل اليها منذ درا�ستي االول‪ ،‬ويف ال�صف‬ ‫ولالطالع على العنا�صر النووية ومفاجئاتها‬ ‫�سنة ‪ 1920‬وكان ذوي االكرثية من اهل‬ ‫واخي الكبري من اجل الو�صية االبتدائية‬
‫االحباب ما دمت للوفاء حمال‬ ‫وان خرجت يناديني بلهجته‬ ‫�سميته (ال�شعور املن�سجم يف الكالم املنتظم)‬ ‫املعارف فعدت اىل بغداد وعر�ضت �شكواي‬ ‫املتو�سطة ال�شرقية �سنة ‪ 1932‬وبقيت فيها‬ ‫فلم احفل بقوله لن القريحة هي التي تفر�ض‬ ‫الثاين من دار املعلمني كان اال�ستاذ احمد‬ ‫قبل العمل‪ ،‬واقبلت انا على ا�شتغايل‬ ‫دلتاوة م�شغولني باالحتفال احل�سيني وذلك‬ ‫واال�شراف على اموري لكوين قا�صرا‬
‫امنا يعتب ال�صديق اذا ما‬ ‫بابا فتثبت من تلقائها القدم‬ ‫وفيه �شعر ال�شباب والكهولة وال�شيخوخة‬ ‫على رئي�س الوزراء يومئذ جميل املدفعي‬ ‫وداومت الن�شر يف جملة لغة العرب نرثا‬ ‫نف�سها وكيف تردم عني ثرارة لها عد ال ينقطع‬ ‫الراوي يدر�سنا العربية واالن�شاء فكنت انظم‬ ‫بب�ساتينها‪ ،‬عازما على ان ابقى م�ستمرا على‬ ‫يوم عا�شوراء كما بان من قويل ال�سابق ار�سل‬ ‫يومئذ‪ ،‬فنقلني اخي اىل بغداد وت�صرف‬
‫حال عن عهده وبدل قوال‬ ‫عهد الطفولة يف االعمار م�سعدة‬ ‫وهو خمتلف قوة و�ضعفا بح�سب اطوار‬ ‫ومدحته بق�صيدة ن�شرتها يف جريدة الزمان‬ ‫ونظما و�ساعدت الأب ان�ستا�س على حترير‬ ‫من ماء الطبيعة؟!‬ ‫له االن�شاء احيانا فيقدر يل اح�سن درجة‬ ‫معي�شة الغرا�سة والفالحة‪ ،‬ور�آين ذات يوم‬ ‫االنكليز عليهم ثالث طيارات رمتهم بالقنابل‬ ‫بح�ص�صي من واردات الب�ساتني بحجة انه‬
‫فلقد م�ضه عتاب يزجيه‬ ‫كانه بينها م�ستعذبا حلم‬ ‫العمر واختالف االحوال و�صفاء البال ولوال‬ ‫‪ ،‬وعر�ضت غبني على ال�شاعر الكبري الذائع‬ ‫املجلة وكنت ارى اال�ستاذ جميل �صدقي‬ ‫ويف ال�سنة الثانية من تعليمي مبدر�سة‬ ‫وي�صلح يل كلمات من الق�صيدة االن�شائية‪،‬‬ ‫�شاب هو ابن مدير املدر�سة – رحمه الله‬ ‫متهيدا للهوم وقد ظنوا ان الأمر ق�صب‬ ‫هو الو�صي ال�شرعي علي‪ ،‬وادخلني املدر�سة‬
‫وعتب االخ الهوى لن ميال‬ ‫وو�صفت الراديو اول ظهوره ون�شرت‬ ‫ان ال�شعر ميثل اطوار حياة ال�شاعر حلذفت‬ ‫ال�صيت حممد ر�ضا ال�شبيبي وكان وزير‬ ‫الزهاوي يح�ضر عند االب ان�ستا�س ويكتب‬ ‫النا�صرية االبتدائية عينوا لها مديرا ا�سمه‬ ‫ويف هذه ال�سنة جاء اىل معارف العراق‬ ‫– فقال يل‪� :‬سمعت انك من طالب املدر�سة‪،‬‬ ‫بغري هجوم كما جرى من قبل ثم ار�سلوا‬ ‫اجلعفرية االهلية قرب �سوق الغزل واذكر‬
‫ولقد طاملا حلاه ين�ضح‬ ‫الو�صف يف جملة الثقافة امل�صرية‪ ،‬وق�صيدة‬ ‫كثريا من ال�شعر الذي �ضمنته هذا الدفرت‪،‬‬ ‫املعارف اذ ذاك فوافق على جتديد التعهد‬ ‫نقدا على عبا�س حممود العقاد يف ديوان‬ ‫(عزيز �سامي) وهو غري عزيز �سامي ابي‬ ‫�ساطع احل�صري ال�سوري – رح – او قبلها‬ ‫وارى لك ان تلتحق باملدر�سة فذلك خريا من‬ ‫جوا�سي�س اىل دلتاوة نف�سها يخدعون الثوار‬ ‫من مدر�سيها مديرها ال�شيخ (�شكر) وحممد‬
‫فر�أى لومه من ال�شهد احلى‬ ‫مدحي جلميل املدفعي – رح – كانت من‬ ‫وقد عاجلت نظم املخم�سات وامل�سمطات‬ ‫�سنتني اخريني‪ ،‬فجددته و�سافرت اىل باري�س‬ ‫�شعره ويخرج با�سم املجلة تع�صبا للدكتور‬ ‫�صميم االديب الكركوكي‪ ،‬وكان هذا املدير‬ ‫مع امللك في�صل بن ح�سني‪ ،‬فاختلف معه مدير‬ ‫حياتك هذه يف امل�ستقبل‪ ،‬وما ادري ومل ادر‬ ‫بانهم ا�سقطوا طيارة انكليزية يف مقاومتهم‬ ‫ح�سن كبة‪ ،‬واال�ستاذ اخلياط‪ – .‬مد الله يف‬
‫عذل العاذلون ملا راوه‬ ‫اروع ما نظمت لأنها �صدرت نفثة م�صدور‬ ‫واملو�شحات فمن �شعر ال�شباب من املخم�سات‬ ‫عودا على بدء واكملت ر�سالة الدكتوراه‬ ‫احمد زكي ابو �شادي فقد كان على خالف‬ ‫من امل�شتغلني مع االنكليز يف ادارة ال�شبانة‬ ‫دار املعلمني امل�صري املذكور �آنفا اعني (�سيد‬ ‫اكان م�صيبا يف قوله ام خمطئا؟ ولكن حب‬ ‫لها عند هجومها وو�ضعوا جماعة بايديهم‬ ‫عمره الطويل – ثم ق�صر اخي يف ت�سديد‬
‫اليرى لل�صديق �شبها ومثال‬ ‫و�ضرورة مغدور مطلعها‪:‬‬ ‫قويل يف ق�صيدة (الطفل والبلبل) وهو اوىل‬ ‫او اطروحتها كما يقولون‪ ،‬وقبلت واعلنت‬ ‫قائم بينه وبني العقاد‪ ،‬ثم ان وزارة املعارف‬ ‫او غريهم من املتطوعني ويظهر انه تركماين‪،‬‬ ‫اجرة املدر�سة �ضن ًا منه بالنفقة‪ ،‬فانتقلت اىل‬
‫ابهذا ال�صديق يا زينة الع�صر‬ ‫�ضرع العراق اليك يف اماله‬ ‫بان تكون من امل�سمطات‪.‬‬ ‫احلرب فلم تتهي�أ يل مناق�شتها وال طبعها وال‬ ‫�صارت اىل ال�سيد عبد املهدي املنتفكي وكان‬ ‫وكان يح�سب املعلمني كال�شبانة‪ ،‬فوقع خالف‬ ‫مدر�سة باب ال�شيخ االبتدائية يف اول حملة‬
‫وراوي االداب ف�صال فف�صال‬ ‫من بعد خيبته و�سوء ماله‬ ‫�أيها البلبل غرد بال�صباح‬ ‫تزال خمطوطة غري مطبوعة وال مرتجمة‪ ،‬وملا‬ ‫يقرا كثريا من مقاالتي ففتح هذا الرجل الطيب‬ ‫بيني وبينه يف مبد�أ العطلة الربيعية ف�ضربني‬ ‫بقيت في دار المعلمين االبتدائية وقويت عندي الرغبة في دراسة العربية وكنت اميل اليها‬ ‫ال�صدرية وكان مديرها ايامئذ ال�سيد ها�شم‬
‫امنا الوقت يف حديثك ال‬ ‫وطلب ايل بع�ض ااال�صدقاء نظم ق�صيدة يف‬ ‫قائال �إن �ضياء ال�شم�س الح‬ ‫ر�أينا ان هجوم الأملان اجلوي قد بد�أ ايقنا ان‬ ‫باب البعث العلمي بعد ان كان مق�صورا على‬ ‫يف املدر�سة و�ضربته يف املقهاة‪ ،‬وانتهى الأمر‬ ‫االلو�سي – رح – واذكر من مدر�سيها او‬
‫ي�صبح وقتا ملا به يتحلى‬ ‫و�صف احلرب فتبناها و�شارك به يف م�سابقة‬ ‫واريج الزهر يف اال�شجار فاح‬ ‫احلرب �ستطول وان البقاء يف فرن�سا جد خطر‬ ‫نا�س باعيانهم قد خلت يف بعثته �سنة ‪1934‬‬ ‫بنقلي من مدر�سة ال�سيف االبتدائية بالب�صرة‪،‬‬ ‫منذ دراستي االول‪ ،‬وفي الصف الثاني من دار المعلمين كان االستاذ احمد الراوي يدرسنا العربية‬ ‫معلميها ال�سيد جمياللراوي اخا ال�سيد جنيب‬
‫�سقطت ما غنيت قلنا فذاك‬ ‫ادبية م�شهورة مطلعها‪:‬‬ ‫ون�سيم الفجر قد هب لنا‬ ‫و�سيء العاقبة فعدت اىل العراق بالقطار مع‬ ‫ور�سم يل التخ�ص�ص باالثار يف امريكا‬ ‫بعد عطلة الربيع فنقلت اليها واذكر ان مديرها‬ ‫الراوي ثم تركت هذه املدر�سة والتحقت‬
‫الكل انت الغري�ض بل انت احلى‬ ‫احلرب ا�شنع مقدور على االمم‬ ‫من ربا جند بالد العرب‬ ‫افراد الطالب العراقيني‪ ،‬قبل اعالن ايطالية‬ ‫فوجدت الطريق طويال واملعهد بعيدا ق�صيا‬ ‫كان ي�سمى جا�سم �شوقي‪ ،‬وق�ضيت يف الب�صرة‬ ‫واالنشاء فكنت انظم له االنشاء احيانا فيقدر لي احسن درجة ويصلح لي كلمات من القصيدة‬ ‫بوالدتي بعد ا�ست�صدارها حكما بالو�صية‬
‫�سقطت قيمة الزمان اذ ما‬ ‫�شر املقادير ما اف�ضى اىل العدم‬ ‫ومن املو�شحات قويل يف مو�شح (القوة‬ ‫احلرب بايام‪ ،‬وو�صلت اىل بغداد ا�شهرا من‬ ‫وكنت قد تزوجت وانا معلم يف الكاظمية‬ ‫ن�صف ال�سنة وت�شبثت بعدة و�سائل لنقلي اىل‬ ‫االنشائية‪ ،‬وفي هذه السنة جاء الى معارف العراق ساطع الحصري السوري – رح – او قبلها مع الملك‬ ‫علي وقد قا�سيت من الفقر و�شظف العي�ش‬
‫قمت تفري احلديث حزنا وكهال‬ ‫وترثيت للفقراء فقلت من ق�صيدة راثية‪:‬‬ ‫واحلق)‪:‬‬ ‫غري تعيني الين نقدت كتابا مقدما اىل بع�ض‬ ‫�سنة ‪ 1928‬وولد يل طفالن ابني جواد‬ ‫مديرية معارف بغداد فنقلت اىل الكاظمية يف‬ ‫والعوز ما يطول ذكره وي�ؤمل بيانه‪ ،‬حتى‬
‫من كتاب (شعراء العراق في القرن‬ ‫�ضج الفقري و�ضاق امر ًا‬ ‫قم ف�ؤادي نطرح عي�ش الب�شر‬ ‫الوزراء الذين ال يقدرون طلب احلقيقة حق‬ ‫وهو اكرب اوالدي وابنتي نزهة وهي كربى‬ ‫مدر�ستها االبتدائية ويف كل ذلك ادر�س اللغة‬ ‫فيصل بن حسين‪ ،‬فاختلف معه مدير دار المعلمين المصري المذكور آنفا اعني (سيد محمد خليل)‬ ‫حلت �سنة ‪ 1920‬امليالدية وفيها �ضاقت‬
‫واجلوع كاد يكون كفراً‬ ‫�إنه عي�ش م�شوب بالكدر‬ ‫قدرها ثم عينت بعد الرجاء مدر�سا او معلما‬ ‫بناتي‪ ،‬فغريت وجهة بعثي العلمي اىل فرن�سا‬ ‫العربية وفروعها املقررة لالبتدائيات �إال‬ ‫علي �سبل العي�ش يف بغداد فر�أيت ان انتقل‬
‫العشرين) د‪ .‬يوسف عز الدين‬
‫‪5‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬
‫‪4‬‬
‫عازف القانون خضير الشبلي‬
‫اغانينا القديمة تراثية وكل تراث عذب‬
‫ع��ن ح���ض�يري اب ��و ع��زي��ز واالخ ��ري ��ن لقد‬ ‫بعد ه��ذه احلادثة تركت بيتنا �إال انني مل‬ ‫يف جملة البو �شبل ببغداد ولد عام ‪1929‬‬
‫ع ��زف ال �ف �ن��ان خ���ض�ير ال���ش�ب�ل��ي ل �ع��دد من‬ ‫اترك العزف وبقيت حتى اللحظة هذه‪.‬‬ ‫ع��ازف القانون امل�ع��روف خ�ضري ال�شبلي‬
‫املطربات واملطربني‪ ،‬ورافقهم يف عدد من‬ ‫وفيه تويف والده‪ ،‬فكان لهذه الوفاة اابلغ‬
‫حفالتهم اجلماعية منها وال�ف��ردي��ة‪ ،‬لهذا‬ ‫االثر يف نف�سه حيث ترك متقاعد الدرا�سة‬
‫فهو يختزن يف ذاكرته عددا من احلكايات‬ ‫اول فرقة موسيقية لالذاعة‬ ‫ب�سببها وان�صرف للعمل مبقهى �شا�ؤول‪،‬‬
‫عنهم‪:‬‬ ‫* وم�ت��ى ب ��دات يف ال �ع��زف على القانون‬ ‫ت�ل��ك امل�ق�ه��ى ال �ت��ي ك��ان��ت ملتقى ل �ع��دد من‬
‫‪ -‬نعم‪ ..‬واذكر على �سبيل املثال ان املرحوم‬ ‫حمرتفا؟‪.‬‬ ‫املطربني والفنانني امثال اال�ستاذ حممد‬
‫ح�ضريي اب��و عزيز ك��ان يقدم حفالته من‬ ‫‪ -‬يف عام ‪ 1947‬عزفت يف اح��دى حفالت‬ ‫ال�ق�ب��اجن��ي وامل ��رح ��وم ر��ش�ي��د القندرجي‬
‫دار االذاع��ة �صباح كل ي��وم جمعة‪ ،‬واذكر‬ ‫املطربة �سليمة م ��راد‪ ..‬وك��ان��ت ه��ذه اول‬ ‫وح�سن خبوكه وعبد القادر ح�سون‪ .‬وكان‬
‫ان املعجبني كانوا يتجمهرون امام بوابة‬ ‫حماولة يل‪ .‬اما املحاولة الثانية فكانت مع‬ ‫ولع الفنان ال�شبلي باملقام العراقي قد دفعه‬
‫االذاعة مل�شاهدته فكان ال ي�ستطيع اخلروج‬ ‫اال�ستاذ حممد القباجني يف احلفل الذي‬ ‫للتعرف عن قرب على ه�ؤالء الفنانني الذين‬
‫اال م�ستعينا بافراد ال�شرطة‪.‬‬ ‫اقيم بنادي املحامني انذاك‪.‬‬ ‫كانوا يتخذون من �سطح مكانا لهم‪.‬‬
‫وع��ن املرحوم ح�ضريي اب��و عزيز اي�ضا‪،‬‬ ‫* واالذاعة؟‬ ‫يف عام ‪ 1946‬قدر للفنان ال�شبلي ان يلتحق‬
‫اذك��ر انني رافقته ع��ام ‪ 1954‬يف رحلته‬ ‫‪ -‬خ �ل�ال ه� ��ذه ال� �ف�ت�رة ك �ن��ت ات � ��ردد على‬ ‫مبعهد املوا�ساة للمكفوفني حيث تعرف يف‬
‫الفنية اىل لبنان للم�شاركة يف حفل غنائي‪.‬‬ ‫االذاع��ة ب�صحبة بع�ض اال�صدقاء‪ ،‬وكانت‬ ‫ه��ذا املعهد على ا��ص��ول االن�غ��ام والنوطة‬
‫وك��ان م��ن ب�ين ح�ضور احلفل املرحومان‬ ‫يومها اذاعة حملية �صرفة مل يتجاوز عدد‬ ‫مب�ساعدة �صديقه (�سلمان الب�صون) الذي‬
‫فريد االط��ر���ش وعبد احلليم ح��اف��ظ‪ ،‬وقد‬ ‫موظفيها الثالثني بينهم �ستة عازفني‪.‬‬ ‫كان يجيد العزف على القانون‪ ،‬ويف هذه‬
‫نقلت وق��ائ��ع احلفل على ال�ه��واء مبا�شرة‬ ‫يف ع ��ام ‪ ،1948‬وع �ن��دم��ا ه��اج��ر معظم‬ ‫املرحلة التي ات�سمت باملتابعة اجلادة له�ضم‬
‫بح�ضور رئي�س جمهورية لبنان‪ .‬وقد غنى‬ ‫ال �ع��ازف�ين ا� �ش��ار اال� �س �ت��اذ ال�ق�ب��اجن��ي اىل‬ ‫املقام وا�صول العزف‪ ،‬ا�ستطاع ال�شبلي ان‬
‫ح�ضريي اب��و ع��زي��ز يف ه��ذا احل�ف��ل الول‬
‫م��رة "احميد ي��ا م�صايب ال�ل��ه‪ ،‬ف�ترك عند‬
‫اللبنانيني اطيب االثر واحاله‪.‬‬
‫امل ��رح ��وم ج �م �ي��ل ب �� �ش�ير ب�ت���ش�ك�ي��ل فرقة‬
‫مو�سيقية خا�صة ب��االذاع��ة‪ ،‬وفعال فقد مت‬
‫ت�شكيل هذه الفرقة عام ‪ 1949‬وقد �ضمت‪،‬‬
‫يح�صل على �آلة قانون‪.‬‬
‫كانت تلك رحلة البداية والتي يقول عنها‬
‫الفنان خ�ضري ال�شبلي‪.‬‬
‫من البرج العاجي‬
‫* وعن االخرين؟‬ ‫املرحوم جميل ب�شري رئي�سا‪ ..‬خ�ضر اليا�س‬ ‫‪ -‬لقد ك��ان��ت مرحلة �شاقة عانيت خاللها‬
‫‪ -‬ا�ستطيع ال �ق��ول ب��ان�ن��ي راف �ق��ت معظم‬
‫املطربات واملطربني يف اغانيهم وحفالتهم‪،‬‬
‫لهذا فانا امتلك حق احلديث عنهم‪.‬‬
‫فاملطربة �صديقة املالية مثال‪ ،‬كانت ت�صر‬
‫على وجودي معها ب�صحبة الفنان املرحوم‬
‫عازفا على الناي – منري ب�شري عازفا على‬
‫العود‪ ..‬ح�سني عبد الله على الطبلة‪ ..‬وانا‬
‫على القانون‪.‬‬
‫بعد هذه الفرقة مت ت�شكيل فرقة ثانية بقيادة‬
‫الفنان روح��ي اخلما�ش وكانت اول حفلة‬
‫الكثري وكنت موزعا بني رغبتي يف تعلم‬
‫املو�سيقى وا� �ص��ول ال�غ�ن��اء وب�ين ق�سوة‬
‫االهل الذين عار�ضوا رغبتي بعنف‪.‬‬
‫* ماذا تعني بالعنف؟‬
‫يبت�سم الفنان ال�شبلي‪ ،‬ويبد�أ باحلكاية‪:‬‬
‫ميري بصري‬ ‫خيري الهنداوي في ذكراه‬
‫جميل ب�شري‪ ،‬كذلك فقد اعجبت ا�شد االعجاب‬ ‫قدمتها الفرقة مب�صاحبة امل��رح��وم �شاكر‬ ‫‪ -‬يف ع��ام ‪ 1950‬افتتح يف ب �غ��داد ملهى‬
‫باملرحوم ح�سن خيوكه الذي مل ينل ال�شهرة‬ ‫النجار الذي غنى مقام ال�صبا‪ .‬واذكر بان‬ ‫�شهرزاد‪ ،‬وكانت املطربة املرحومة �سليمة‬ ‫فت�سارعا فاذا هناك زحام‪..‬‬ ‫واالنعتاق‪ ..‬وقد تفرق �شعره يف ال�صحف‬ ‫ال�شهرية‪.‬‬ ‫احل�سين ��ي العل ��وي ال�شه�ي�ر بالهن ��داوي‬ ‫يف ي ��وم �ص ��ايف االدمي م ��ن �سن ��ة ‪1947‬‬
‫التي نالها غريه‪ .‬ثم هناك املطربة نرج�س‬ ‫احلفلة الثانية غنى فيها املرحومان ح�سن‬ ‫م��راد تغني فيه بينما كنت ان��ا واح��دا من‬ ‫م�ض ��ى جني ��ب اىل احل ��رب فلق ��ى حتف ��ه‬ ‫واملج�ل�ات ووعت ��ه االوراق املخطوط ��ات‬ ‫ون�شب ��ت احلرب العم ��ى وامتد اوارها اىل‬ ‫ن�سبة اىل حمل ��ة من حمالت قرية بهرز يف‬ ‫�ش ��ددت الرح ��ال اىل احلل ��ة الفيح ��اء م ��ع‬
‫�شوقي التي كانت تغني االغنية العراقية‬ ‫خيوكه وناظم الغزايل‪ ،‬وكانت تذاع على‬ ‫العازفني‪.‬‬ ‫ووع ��ت فتات ��ه يف اال�س ��ر وال (معت�ص ��م)‬ ‫وجم ��ع (االدب الع�ص ��ري يف جزئ ��ه االول‬ ‫ربوع العراق و�شطئانه‪ ،‬فخا�ض الهنداوي‬ ‫�سنة ‪ ،1885‬وكان مولده يف قرية با�صيدا‬ ‫ال�صديق�ي�ن اال�ست ��اذ عبا� ��س الع ��زاوي‬
‫* ملاذا اذن ما زال النا�س ي��رددون االغاين‬ ‫‪ -‬لزمن طويل �سارت االغنية العراقية باطار‬ ‫على طريقتها اخلا�صة‪.‬‬ ‫الهواء مبا�شرة‪.‬‬ ‫وم��رة‪ ..‬وبينما كانت املطربة �سليمة تقدم‬ ‫ي�ستجيب ال�ستغائته ��ا ويلبي نداءها‪ .‬لكن‬ ‫طرف ��ا منه �ضئي�ل�ا‪ ،‬فحبذا ل ��و عنى اجناله‬ ‫غماره ��ا جندي ��ا وذاق م ��رارا ال�سج ��ن‬ ‫من قرى دياىل‪ ،‬وهي من اوقاف ال النقيب‬ ‫واملرح ��وم ال�سي ��د عب ��د الله مظف ��ر لزيارة‬
‫واالحلان القدمية؟‬ ‫واح ��د‪ ،‬ث��م ج��اء م��ن يخرجها م��ن اطارها‬ ‫ي�صمت قليال ثم يتذكر‪:‬‬ ‫اح��دى اغنياتها العراقية انهمر �سيل من‬ ‫اية الهنداوي الق�ص�صية امنا هي ق�صيدته‬ ‫بجم ��ع ديوان ��ه ون�ش ��ره حذرا م ��ن ت�شتت‬ ‫والت�شري ��د‪ ،‬ثم مل يجد منا�صا من االختفاء‬ ‫الكي�ل�اين‪ ،‬وكان اب ��وه‪ ،‬وج ��ده م ��ن قبل ��ه‬ ‫ال�شاع ��ر اال�ست ��اذ خ�ي�ر الدي ��ن الهن ��داوي‬
‫‪ -‬النها تت�صل بالرتاث‪ ..‬وكل تراث عذب‪.‬‬ ‫التقاليدي اذكر منهم امللحن وديع خرنده‪،‬‬ ‫‪ -‬يف ع ��ام ‪ 1952‬مت ت��و��س�ي��ع رق �ع��ة بث‬ ‫الر�صا�ص علينا‪� ،‬إال انه مل ي�صب احد‪ ،‬ثم‬ ‫(زين ��ب وخال ��د) او (فتاة بغ ��داد وفتاها)‪،‬‬ ‫�شمله و�ضياع اثره‪.‬‬ ‫يف دار بع�ض ا�صحابه ببغداد حتى اجنلى‬ ‫وكيال له ��م فيها‪ ،‬وا�شتهر ج ��ده ال�سيد عبد‬ ‫الذي كنت ق ��د �سمعت با�سمه واطلعت على‬
‫ويحيى حمدي‪ ،‬ور�ضا علي وحممد عبد‬ ‫االغنية‪ ..‬امس واليوم‬ ‫االذاع��ة بربطها بخط مع لندن فكنت اول‬ ‫عرفت فيما بعد ان خايل حاول قتلي ليحول‬ ‫نظمه ��ا يف نيف ومائتي بي ��ت وروى فيها‬ ‫متيز �شاعرنا بنزعت ��ه اال�صالحية فا�ستمع‬ ‫عنه ��ا حكم االتراك‪ ،‬ومل يلب ��ث ان ان�ضوى‬ ‫اق ��ادر بامل ��وال والزهريي ول ��ه مطارحات‬ ‫�شعره فوددت التعرف على �شخ�صه‪ ،‬وكان‬
‫عن مجلة (االذاعة والتلفزيون)‬ ‫املح�سن وغريهم‪ .‬ثم جاء بعدهم امللحنون‬ ‫* خ�ل�ال رح�ل�ت��ك ال�ط��وي�ل��ة م��ع املو�سيقى‬ ‫م��ن يفتتحها بعزف منفرد على القانون‪،‬‬ ‫بيني وبني العمل الذي عرب عنه بانه ي�سيء‬ ‫ما�س ��اة الفت ��اة زين ��ب اجلميل ��ة املهذب ��ة‪،‬‬ ‫الي ��ه ينعى عل ��ى ال�ش ��رق تخلف ��ه وخموله‬ ‫للعم ��ل يف حكوم ��ة االحت�ل�ال يف اول ايار‬ ‫�شعرية مع عبد القادر االخر�س‪.‬‬ ‫ال�شاعر انذاك رئي�س ��ا للت�سوية فزرناه يف‬
‫آذار ‪1973‬‬ ‫اجلدد والذين وا�صلوا عملية التطوير‪.‬‬ ‫والغناء‪ ..‬كيف تنظر اىل االغنية العراقية؟‬ ‫بعدها غنى املرحوم ناظم الغزايل‪.‬‬ ‫اىل "�سمعة العائلة"!‪.‬‬ ‫جمعته ��ا النزع ��ة بال�ش ��اب خال ��د فالتق ��ى‬ ‫ويقول‪:‬‬ ‫‪ ،1917‬تع�ي�ن م�ساعدا مالي ��ا يف العزيزية‬ ‫ومل يبل ��غ �شاعرن ��ا اخلام�س ��ة م ��ن عم ��ره‬ ‫مكتب ��ه املط ��ل عل ��ى نه ��ر الف ��رات وق�ضينا‬
‫النظران تعاطف القلبان وبرح بهما ال�سقم‬ ‫ايها ال�شرق‪ ،‬هل فقدت ال�شروقا‬ ‫ونق ��ل اىل احلل ��ة فا�ش�ت�رك يف ثورته ��ا‬ ‫حت ��ى جد به اب ��وه اىل بغ ��داد فدر�س فيها‬ ‫معه �سويعة هنيئ ��ة متتعنا خاللها بحديثه‬

‫خضيري ابو عزيز كان يستعين بالشرطة النقاذه من المعجبين‬


‫والوله‪ .‬ثم اذن الدهر للمحبني بهدنة فعقد‬ ‫فا�صل االقوام فيك الطريقا؟‬ ‫االهلية ونف ��ى فيمن نفى م ��ن زعمائها اىل‬ ‫الق ��ر�آن و�شيئ ��ا م ��ن العربي ��ة‪ ،‬وتنقل اهله‬ ‫الطلي وفكاهته العذبة وذكرياته النا�صعة‬
‫للفتى على حمبوبت ��ه‪ ،‬لكنه فوجئ باجلند‬ ‫وهو يتطلب املعايل لنف�سه ولقومه في�ضيق‬ ‫هنجام‪.‬‬ ‫بع ��د ذلك يف انح ��اء الع ��راق اجلنوبي من‬ ‫املبينة‪.‬‬
‫ي�سوقون ��ه اىل ال�سج ��ن واملنف ��ى قب ��ل ان‬ ‫ذرعا بالعوائق التي تثبط الهمم ويقول‪:‬‬ ‫حدثن ��ي اال�ست ��اذ حمم ��د على كم ��ال الدين‬ ‫العم ��ارة اىل قلع ��ة �صال ��ح وم ��ن با�صي ��دا‬ ‫كان خ�ي�ري الهنداوي ال ��ذي توفى يف ‪29‬‬
‫يحظ ��ى باجتماع ال�شمل وم ��اذا جنب يداه‬ ‫�سئمت ببغداد املقام النني‬ ‫عن نفي الهنداوي ق ��ال‪ :‬كان ال�سيد خريي‬ ‫اىل الديواني ��ة وعف ��ك وال�شنافية‪ .‬والفتى‬ ‫كان ��ون الث ��اين �سن ��ة ‪ 1957‬م ��ن �شع ��راء‬
‫اقترح االستاذ القبانجي على المرحوم جميل بشير تشكيل فرقة موسيقية‬ ‫لي�صب عليه جام النقمة؟‬
‫اتعلم ما كانت جناية خالد‬
‫وغيم عليه فلقوم �صاحوا وجتبلوا‬
‫ارى يل فيها موقعا غري موقعي‬
‫ويقول‬
‫معاونا للحاك ��م ال�سيا�سي يف احللة‪ .‬ويف‬
‫ذات ي ��وم بل ��غ احلاكم ان اجتماع ��ا قد عقد‬
‫يف اجلام ��ع الكب�ي�ر ح�ض ��ره اال�ش ��راف‬
‫خ�ي�ري يدر�س ما وج ��د اىل الدر�س �سبيال‬
‫وي�ل�ازم العلم ��اء وال�شع ��راء‪ ،‬فمم ��ن اخ ��ذ‬
‫عنه ��م على عالء الدين االلو�سي وم�صطفى‬
‫الطبق ��ة الثاني ��ة الذي ��ن نبغ ��وا يف عه ��د‬
‫الد�ستور العثماين وحملوا لواء ال�شعر يف‬
‫العراق يف مطلع عهد احلرية واال�ستقالل‪،‬‬
‫لالذاعة فكنت اول عازف قانون فيها‬ ‫لقد كان �صبا بالعراق واهله‬
‫يثور اذا �سيموا الهوان وي�شغب‬
‫يدافع عن اح�سابهم وحقوقهم‬
‫ايها العني‪ ،‬ان ذكرت بالدي‬
‫فامطرى ل�ؤل�ؤا و�سيل عقيقا‬
‫وا�ست�شريي يا نف�س انت زهري‬
‫وال�شب ��اب فدع ��ا معاون ��ه وار�سل ��ه لف� ��ض‬
‫االجتم ��اع‪ ،‬وذه ��ب ال�سي ��د خ�ي�ري فوج ��د‬
‫االجتم ��اع معق ��ودا واخلطب ��اء يتدفق ��ون‬
‫الواع ��ظ وغريهم ��ا‪ ،‬وب ��دا يعال ��ج النظم‪،‬‬
‫حتى اذا ما عاد اىل بغداد هيئ له االت�صال‬
‫ب�شاع ��ري النه�ضة احلديث ��ة جميل �صدقي‬
‫ومل ��ا ا�س�س ��ت احلكومة يف اعق ��اب احلرب‬
‫العاملي ��ة االوىل‪ ،‬كان ال�شع ��راء واالدب ��اء‬
‫ل�س ��ان االم ��ة الناط ��ق وعن�ص ��ر ثقافته ��ا‬
‫ويطعن يف �صدر العدو وي�ضرب‪..‬‬ ‫وا�ضرميه بني ال�ضارع حريقا‬ ‫وطنية وحما�سة‪ ،‬فهل يدعوهم اىل التفرق‬ ‫الزه ��اوي ومع ��روف الر�ص ��ايف فنه ��ل من‬ ‫ال�ساب ��ق‪ ،‬تقدم ��وا اىل ال�صف ��وف االمامية‬
‫اذا كان يف حب الديار جويرة‬ ‫وه ��ذان البيتان م ��ن ق�صي ��دة اوحاها اليه‬ ‫واالنق�ضا� ��ض؟ كال‪ ،‬ب ��ل اخذت ��ه احلما�سة‬ ‫معينهم ��ا و�سار على نهجهم ��ا‪ .‬واطلع على‬ ‫وزال ��وا املراكز واملنا�ص ��ب فا�ستوزر منهم‬
‫فكل فتى فوق الب�سيطة مذنب‬ ‫املنفي‪ ،‬فتذكر قول االمام ال�شافعي‪:‬‬ ‫هو نف�سه فارتق ��ى املنرب و�شارك احل�ضور‬ ‫اث ��ار النه�ض ��ة الفكري ��ة يف تركي ��ا وال�شام‬ ‫م ��ن ا�ست ��وزر ووظف من وظ ��ف وناب يف‬
‫ع ��اد خالد اىل الوطن بعد اعوام فوجد امه‬ ‫امطري ل�ؤل�ؤا جبال �سرنديب‬ ‫�شعورهم‪ ،‬وعلى اثر ذلك ف�صل من وظيفته‬ ‫وم�ص ��ر فات�سع ��ت مدارك ��ه ومن ��ت ثقافت ��ه‬ ‫املجال� ��س النيابي ��ة من ناب‪ ،‬وق ��د وا�صلت‬
‫قد ماتت‪ ،‬ثم زفت اليه خطيبته واجنبت له‬ ‫وفي�ضى ابار تكرور تربا‬ ‫ونفى مع من نفى من املجتمعني وكان منهم‬ ‫وتفتح ��ت مواهبه و�سلك يف ع ��داد �شعراء‬ ‫طائفة منهم اداء ر�سالتها االدبية اىل جانب‬
‫طف�ل�ا‪ ،‬غري انه يع ��ود اىل جه ��اده الوطني‬ ‫انا ان ع�شت ل�ست اعدم قوتا‬ ‫حممد مهدي الب�صري وحممد الباقر احللي‬ ‫ال�شباب املربزين الذي ��ن مالوا تلك احلقبة‬ ‫العم ��ل احلكومي او ال�سيا�سي‪ ،‬اما الفريق‬
‫فيقا�س ��ي النف ��ي والت�شريد ع ��ودا على بدء‬ ‫واذا مت ل�ست اعدم قربا‬ ‫وغريهما‪ ،‬وكان ذلك �سنة ‪.1920‬‬ ‫ب�صداحهم ونواحهم‪.‬‬ ‫االخر فرتبع على الكرا�سي الوثريه وودع‬
‫وميوت بعيدا عن وطن ��ه وانه‪ ،‬والير�ضى‬ ‫همتي همة امللوك ونف�سي‬ ‫وع ��اد الهن ��داوي بع ��د ت�سع ��ة ا�شه ��ر فعني‬ ‫وال ��ف وقتئ ��ذ ح ��زب (االحت ��اد والرتقى)‬ ‫ال�شع ��ر والن�ث�ر حت ��ى انطب ��ق علي ��ه ق ��ول‬
‫ال�شاع ��ر اال ان يت ��م املا�س ��اة فتق�ضى زينب‬ ‫نف�س حر ترى املذلة كفرا‬ ‫مديرا لناحية اجلربوعي ��ة (الها�شمية) يف‬ ‫فاره ��ف قلمه يف الدع ��وة اىل مبادئه نظما‬ ‫ال�شاعر عبد احل�سني االزري‪:‬‬
‫حزن ��ا وي�سق ��ط الطفل يف دجل ��ة‪ ،‬وتنتهي‬ ‫ولقد نزع الهن ��داوي اىل ال�شعر الق�ص�صي‬ ‫ني�س ��ان ‪ 1921‬ورف ��ع بع ��د ذل ��ك قائممقام‬ ‫ون�ث�را‪ ،‬ث ��م ات�ص ��ل بال�سيد طال ��ب النقيب‬ ‫غنى فاطعمه ال�سقاة‬
‫ال�صورة املفجعة القائمة يف ندب ونواح‪.‬‬ ‫وانظر اليه يف ق�صيدته فتاة �سالنيك) التي‬ ‫ومت�صرفا وتقلد رئا�سة الت�سوية ومديرية‬ ‫زعي ��م احلرك ��ة اال�صالحي ��ة يف الب�ص ��رة‬ ‫وعجلوا ب�سباته‬
‫ان ق�ص ��ة (زينب وخالد) نفث ��ة من النفثات‬ ‫يندب فيها �ضياع هذه املدينة ي�صور م�أ�ساة‬ ‫االمالك واالرا�ضي العامة واعتزل اخلدمة‬ ‫فمنح ��ه بق�صي ��دة‪ .‬هزت ��ه حادث ��ة �ضي ��اع‬ ‫كالعود متال جوفه‬
‫الت ��ي جا�ش ��ت يف نف� ��س ال�شب ��اب العراقي‬ ‫الفتى (جنيب) و�صاحبته (ا�سماء)‪:‬‬ ‫يف اواخر �سنة ‪.1949‬‬ ‫�سالنيك يف حرب البلقان فقال ‪:‬‬ ‫فيكف عن نغماته!‬
‫احلائر العاثر بع ��د اهوال احلرب العظمى‬ ‫كم زرعت يف �ساحتيك لدى الوفى‬ ‫اما الهنداوي ال�شاع ��ر فقد و�صفه املرحوم‬ ‫�أم البالد‪ ،‬ا�ضاعك االقوام‬ ‫اما �شاعرنا الهنداوي فلم ينقطع عن فر�ض‬
‫االوىل‪ ،‬ف�ل�ا عج ��ب ان فا�ض ��ت باحل ��زن‬ ‫خود وكم لفظ احلياة غالم‬ ‫رفائي ��ل بطي فق ��ال‪� :‬شاع ��ر يف �شعره اثر‬ ‫فبكى مرابع جمدك اال�سالم‪..‬‬ ‫ال�شع ��ر‪ ،‬وكان ن�صيبه االنخ ��راط يف �سلك‬
‫واال�سى وزخرت وبامل�آ�سي والفواجع‪.‬‬ ‫عا�شها زمانا يف بداية ال�صبا‬ ‫الب ��داوة ورق ��ة احل�ض ��ارة‪ ،‬ت ��رى الطبيعة‬ ‫ان البالد اذا تخا�صم اهلها‬ ‫االدارة حي ��ث ام�ض ��ى نح ��وا م ��ن ثالث�ي�ن‬
‫ج‪ .‬األيام‬ ‫غرين مل يزعجهما التمام‬ ‫بادي ��ة عل ��ى نظمه‪ ،‬ي�ضم ��ن ق�صائ ��ده على‬ ‫فاال بعدون بها هم احلكام‬ ‫�سنة‪.‬‬
‫‪1963/1/28‬‬ ‫مل ي�سمعا غري املدافع �ضحوة‬ ‫االك�ث�ر و�ص ��ف نف�سه ونزعت ��ه اىل احلرية‬ ‫وق ��د ب ��ارى بذل ��ك ق�صي ��دة احم ��د �شوق ��ي‬ ‫ولد خ�ي�ري بن حممد �صالح بن عبد القادر‬
‫‪7‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬
‫‪6‬‬
‫اجلامعات الربيطاني ��ة‪ ،‬ومدر�س اخر امريكي‬
‫اجلن�سي ��ة ال اتذك ��ر ا�سم ��ه االن‪ ،‬م ��ع اال�س ��ف‪.‬‬
‫كن ��ا نق�ض ��ي وقتا كب�ي�را وطوي�ل�ا يف الدرا�سة‬

‫عطا صبري‬
‫والتتب ��ع والرتجم ��ة وا�ستعم ��ال القوامي� ��س‪،‬‬
‫بينم ��ا جماعتنا (ال�شعب ��ة الزراعي ��ة) ال�سعداء‬
‫يلب�س ق�س ��م منهم القبعة الكب�ي�رة من اخلي�ص‬
‫والبنطل ��ون اخلاك ��ي وعل ��ى كتفه ��م امل�سحاة‪.‬‬
‫وكان مدر�س الر�سم عن ��د ذاك (اال�ستاذ �شوكت‬

‫ذك����������������ري����������������ات وت�����������ج�����������ارب‬
‫�سليمان) وهو االن قيد احلياة ومتقاعد‪ ،‬فنظم‬
‫لنا املر�سم وعينني م�س�ؤوال عن املر�سم وادوات‬
‫الر�سم‪ ،‬وكنا جنتمع نحن الطالب الذين نرغب‬
‫الر�سم ونر�سم ع�ص ��را ويف اوقات الفراغ‪ .‬يف‬
‫احلقيق ��ة ان (اال�ست ��اذ �شوكت �سليم ��ان) اهتم‬
‫بنا كث�ي�را‪ ،‬فاخذنا نطالع ع ��ن الر�سم والفنون‬ ‫ولد الفنان عطا صبري عام ‪ 1913‬في بغداد ونشأ في كنف ابيه (حسن سامي) حيث كان له الفضل‬
‫ب�ص ��ورة عام ��ة وباالجنليزي ��ة والعربي ��ة‪ ،‬ث ��م‬ ‫في صغل ورعاية هواية ولده وتنيمتها‪ ..‬تخرج في دار المعلمين واشتغل معلما في المأمونية‬
‫منعن ��ا من نقل ال�صور منعا باتا‪ ،‬بينما مار�سنا‬
‫قبل ��ه الر�سم وعلى �شكل نق ��ل اللوحات العاملية‬ ‫وتنقل من مدرسة ألخرى خالل ثالث سنوات حتى عام ‪ 1937‬حيث اوفد الى الدراسة في اكاديمية‬
‫وللفنان�ي�ن العاملي�ي�ن وكان ذلك م ��ن قبل جميع‬ ‫الفنون الملكية في روما ولم يتم دراسته بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية ودخول ايطاليا الى‬
‫الر�سامني‪.‬‬
‫والول م ��رة يف حيات ��ي الفنية اخ ��ذت بالر�سم‬ ‫جانب المحور في الحرب‪.‬‬
‫ع ��ن الطبيع ��ة وع ��ن اال�شخا�ص وم ��ن اخليال‪،‬‬
‫وكان �شدي ��دا يف الدرج ��ات بينم ��ا املرح ��وم‬
‫(فتح ��ي �صفوة) مدر�س االعمال اليدوية وعلى‬
‫اخت�ل�اف انواعها وكان عل ��ى العك�س منه وكنا‬
‫ندر� ��س النجارة ب�ص ��ورة خا�ص ��ة‪ ،‬وكنت اخذ‬ ‫وكان (الدكت ��ور من ��ى عق ��راوي) مدي ��را للدار‬ ‫الزيتي ��ة ع ��ن املناظ ��ر الطبيعي ��ة ومناظ ��ر من‬ ‫عاد عطا �صربي عام ‪ 1940‬وعمل موظفا براتب‬
‫ال�شيء ال�سهل يل اي الر�سم وو�ضع الت�صاميم‬ ‫فدخ ��ل والدي علي ��ه يف االدارة واخ ��ذ ال�صور‬ ‫بغ ��داد‪ .‬ومل ��ا رجعت اىل البي ��ت‪ ،‬ر�سمت – كما‬ ‫قدره خم�سة ع�شر دين ��ارا للر�سم يف االثار اىل‬
‫للزخ ��ارف بينم ��ا مراق ��ب ال�ص ��ف عندن ��ا وهو‬ ‫والر�سوم ��ات والتخطيط ��ات مع ��ه‪ ،‬ث ��م طلبني‬ ‫اتذكر – باخرة يف بحر هائج‪.‬‬ ‫ان اوف ��د اىل اجنلرتا ع ��ام ‪ 1946‬يف ‪ -‬ال�سليد‬
‫(خ�ي�ري يحي ��ى احلاف ��ظ)‪ ،‬الريا�ض ��ي والعب‬ ‫املدي ��ر للمقابلة وقال لوالدي �س ��وف اقبله النه‬ ‫كن ��ت متقدم ��ا يف الر�س ��م عل ��ى زمالئ ��ي طالب‬ ‫�سك ��ول – التابعة جلامعة لن ��دن ومن هنا نبد�أ‬
‫الك ��رة املع ��روف يف ال ��دار‪ ،‬ياخ ��ذ الناحي ��ة‬ ‫ر�سام (اي يل قابلية يف الر�سم) و�سوف ا�صدر‬ ‫مدر�س ��ة التفي� ��ض االهلي ��ة له ��ذا ح�صل ��ت على‬ ‫بن�شر مذكرات الفنان "عطا �صربي"‪.‬‬
‫ال�صعب ��ة بالن�سب ��ة يل وه ��و قط ��ع االخ�ش ��اب‬ ‫ج ��دوال با�سماء املقبولني يف الدار يوم غد لكي‬ ‫درج ��ات عالية يف در� ��س الر�سم‪ ،‬مما دفع مدير‬ ‫قبي ��ل ان تندلع نريان احل ��رب العاملية االوىل‪،‬‬
‫وت�صفيته ��ا والت ��ي تتطل ��ب اجله ��د الع�ضل ��ي‬ ‫يطب ��ع ا�سم ول ��دك (عطا �ص�ب�ري) معهم وهكذا‬ ‫املدر�سة (ملرحوم ح�س�ي�ن العاين) اىل ان يقدم‬ ‫وبالتحدي ��د يف االول م ��ن ني�س ��ان ‪ 1913‬ويف‬
‫والقوة اجل�سدية‪ .‬وكان يدر�سنا علم االجتماع‬ ‫�شك ��ره ال ��دي وخرجنا وكن ��ت فرحا ج ��دا لهذا‬ ‫يل جائزة تقديرية وامام جميع طلبة املدر�سة‪..‬‬ ‫مدين ��ة كركوك‪ ،‬كانت والدتي‪ ..‬وملا كان والدي‬
‫مع والده الر�سام ح�سن �سامي يف االبتدائية‬ ‫�سفره اىل فنلندا عام ‪1949‬‬ ‫والتاري ��خ (اال�ستاذ عبد الل ��ه احلاج) من لبنان‬ ‫الدع ��م والتقدير للقابلية الفنية‪ ،‬وهذا اول دعم‬ ‫وكانت تلك اجلائ ��زة التقديرية (بر�ست كارت)‬ ‫(ح�سن �سام ��ي) �ضابطا يف اجلي� ��ش العثماين‬
‫فالقاهرة وكان (امللك ف�ؤاد) ملكا على م�صر عند‬ ‫وكان طوي ��ل القامة وعمالق ��ا وح�سب ما اتذكر‬ ‫يل بع ��د والدي طبعا‪ ،‬وكان ذلك يف �سنة ‪1930‬‬ ‫ملون‪..‬‬ ‫وبرتب ��ة رئي� ��س اول‪ ،‬فق ��د �ش ��د رحال ��ه وذهب‬
‫ذاك وكان �شرط ��ي امل ��رور بريطانيا وح�سب ما‬ ‫كن ��ا نع ��رف عل ��ى ان ��ه كان ينام يف ال ��دار ويف‬ ‫وكان ��ت بناية دار املعلمني االبتدائية يف الكرخ‬ ‫ويف اح ��دى امل ��رات‪ ،‬ر�سم ��ت �ص ��ورة بقل ��م‬ ‫ملحارب ��ة االجنليز يف اجلبه ��ة العراقية‪ .‬ويقع‬
‫ذك ��رت �سابقا‪ ،‬وكانت الدع ��وات الكبرية توجه‬ ‫ال�شت ��اء القار�س الربد بالن�سبة لنا كان ينام يف‬ ‫ويف حمل املجل�س النيابي القدمي الذي ا�صبح‬ ‫الر�صا� ��ص وقدمته ��ا ملعلم ��ي (العقي ��د املتقاعد‬ ‫ا�س�ي�را بيد القوات الربيطانية التي تر�سله اىل‬
‫لوفدن ��ا الك�شايف العراقي م ��ن االثرياء ورجال‬ ‫(البالك ��ون) ويف اله ��واء الطلق‪ .‬ويف احلقيقة‬ ‫بع ��د ذلك م�ست�شف ��ى واخريا ا�صب ��ح بعد هدمه‬ ‫حمم ��د �صالح زك ��ي) الذي كتب عل ��ى ال�صورة‬ ‫مع�سك ��رات االعتقال لل�ضاب ��ط االتراك واالملان‬
‫ال�صناع ��ة وال�سيا�س ��ة ومنه ��م (املرح ��وم حمد‬ ‫در�سن ��ا عل ��م االجتم ��اع والتاري ��خ ب�ش ��كل �آخر‬ ‫حديقة عامة يف حمل البناية القدمية‪.‬‬ ‫(هل هذا مينثور؟)‪ .‬والين ال اعرف معنى هذه‬ ‫�س ��واء يف م�ص ��ر والهند وغريه ��ا‪ ،‬وعند نهاية‬
‫البا�س ��ل) وغ�ي�ره وح�س ��ب م ��ا اتذكر ع ��ن تلك‬ ‫ومتاما يخطف عن تدري�س هذه املادة ومن قبل‬ ‫كان يف الدار نوعان من التخ�ص�ص والدرا�سة‪،‬‬ ‫الكلم ��ة يف فرتة الع�شرين ��ات – بقيت حائرا‪..‬‬ ‫احلرب اطلق االجنليز �سراحه‪.‬‬
‫ال�سف ��رة ان ق�سم ��ا من طالبه ��ا ا�صبحوا وزراء‬ ‫اال�ساتذة االخرين ويف املدار�س االخرى قبله‪.‬‬ ‫االول ال�شعب ��ة الزراعي ��ة وكان يدر� ��س فيه ��ا‬ ‫غري اين وبع ��د ان �سافرت عام ‪ 1937‬يف بعثة‬ ‫ويف تل ��ك الف�ت�رة الت ��ي غطته ��ا �سح ��ب دخ ��ان‬
‫وبع ��د �سن ��وات طويل ��ة مثل (ر�ش ��دي اجللبي)‬ ‫فكان ��وا نخبة ممتازة من املدر�س�ي�ن عندنا مثل‬ ‫(املرحوم جعف ��ر خياط) حيث رجع لتوه وبعد‬ ‫فنية اىل ايطاليا‪ ،‬عند ذاك عرفت ان تلك الكلمة‬ ‫احلرب توفي ��ت والدتي‪ ،‬وعندما ع ��اد ابي اىل‬
‫وغريه‪.‬وكان ��ت هذه ال�سف ��رة الك�شافية الثانية‬ ‫(اال�ستاذ ابراهي ��م �شوك ��ت) و(اال�ستاذ �صادق‬ ‫ان تخ�ص� ��ص يف الزراع ��ة م ��ن كاليفورني ��ا ‪/‬‬ ‫تعني بالعربية‪ :‬املتمتمات!‪.‬‬ ‫الوطن مل يجد يف بيته ببغداد غري طفل �صغري‬
‫والوا�سع ��ة يف �سنة ‪ 1933‬حي ��ث �أنني ر�سمت‬ ‫املالئكة) و(الدكتور ناجي معروف) و(لدكتور‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬وبعد مدة الف اال�ستاذ جعفر‬ ‫�ضعي ��ف ا�سم ��ه (عطا �صربي)‪ .‬وهك ��ذا مل يجد‬
‫عدة �ص ��ور بالقلم الر�صا�ص ولالث ��ار امل�صرية‬ ‫خال ��د الها�شم ��ي) وغريهم م ��ن اال�ساتذة‪ .‬ويف‬ ‫كتابا للزراعة حيث كلفني بر�سم جميع ال�صور‬ ‫تخرج ��ت يف الدرا�س ��ة املتو�سط ��ة (االمتح ��ان‬ ‫ال�صغ�ي�ر امام ��ه �س ��وى االرمت ��اء يف اح�ض ��ان‬
‫مث ��ل اب ��و اله ��ول واالهرام ��ات وغريه ��ا م ��ن‬ ‫�سن ��ة ‪ 1934 – 1933‬فتح ��ت (دار املعلم�ي�ن‬ ‫والتخطيط ��ات في ��ه‪ ،‬وكان ��ت ال�شعب ��ة الثاني ��ة‬ ‫حممد �صالح زكي ال ��وزاري) ويف مدر�س ��ة النفي� ��ض االهلي ��ة‬ ‫عبد القادر الر�سام‬ ‫وال ��ده‪ ،‬ووج ��د الوال �سل ��واه يف مداعبة طفله‬
‫اجلوامع واالث ��ار امل�شهورة بها م�صر وال ازال‬ ‫العالية) وا�صبح (الدكتور متي عقراوي) عميدا‬ ‫�شعب ��ة اللغ ��ة االنكليزي ��ة ويف احلقيق ��ة كانت‬ ‫واجته ��ت الرغب ��ة بدخ ��ويل اىل دار املعلم�ي�ن‬ ‫يت�سلمون رواتبهم مرة كل �ستة ا�شهر او اكرث‪ ،‬مت�سك (البا�صطون)‪.‬‬ ‫ال�صغري وممار�سة هوايته املف�ضلة‪ :‬الر�سم‪.‬‬
‫احتفظ بها حت ��ى االن ويف مر�سمي ال�شخ�صي‬ ‫لها وحتول العدد الكبري من اال�ساتذة اجليدين‬ ‫الدرا�س ��ة فيه ��ا �صعب ��ة يدر�سنا فيه ��ا (الدكتور‬ ‫ح�ي�ن دخلن ��ا علي ��ه‪ ،‬كان عن ��ده جم ��ع غفري من االبتدائي ��ة‪ .‬اخ ��ذين مع ��ه (املرح ��وم وال ��دي‬ ‫ومن التربعات التي ت�صل اليهم يف املدر�سة‪.‬‬ ‫كان وال ��دي دقيق ��ا يف التعب�ي�ر ع ��ن مالم ��ح‬
‫يف بغداد‪.‬‬ ‫له ��ا‪ .‬وكان عندن ��ا مدر�س الريا�ض ��ة (ااملرحوم‬ ‫مت ��ي عق ��راوي) اللغ ��ة االجنليزي ��ة والرتبي ��ة‬ ‫وعندم ��ا كان ��ت فرق ��ة املدر�س ��ة للتمثي ��ل تق ��دم ا�صدقائ ��ه الع�سكري�ي�ن القدام ��ى‪ ،‬و�شدتن ��ي ح�س ��ن �سام ��ي) واخ ��ذت بع� ��ض التخطيط ��ات‬ ‫اال�شخا� ��ص وتفا�صي ��ل املناظ ��ر الطبيعي ��ة‬
‫وكن ��ت ار�س ��م اغلف ��ة (جمل ��ة املعل ��م) فر�سمت‬ ‫عب ��د الك ��رمي ع�س�ي�ران) وهو م ��ن عائلة كبرية‬ ‫وعل ��م النف� ��س وباالجنليزية اي�ض ��ا‪ ،‬واال�ستاذ‬ ‫عرو�ضها على �سينما رويال‪ ،‬كنا نقف مبالب�س اللوح ��ات الزيتي ��ة يف ال�س ��رداب و(الطارم ��ة) وال�صور والر�سوم الت ��ي ر�سمتها يف التفي�ض‬ ‫واالزه ��ار واال�شكال الثابت ��ة‪ ،‬وال ازال احتفظ‬
‫االندل� ��س وامام ��ه املعل ��م ي�ؤ�شر عل ��ى تاريخنا‬ ‫وم�شه ��ورة يف لبن ��ان‪ ،‬وابنت ��ه الي ��وم الكائنة‬ ‫الدبا� ��س‪ ،‬واال�ست ��اذ (ج ��اك يحي ��ى) خري ��ج‬ ‫الك�شاف ��ة للمحافظ ��ة عل ��ى النظ ��ام يف قاع ��ة ويف الطاب ��ق الث ��اين‪ .‬وكان ��ت اك�ث�ر لوحات ��ه االهلي ��ة ويف الدرا�سة املتو�سط ��ة واالبتدائية‬ ‫مبجموعة من ر�سومه‪.‬‬
‫العرب ��ي واال�سالم ��ي وعل ��ى تراثن ��ا القوم ��ي‪،‬‬ ‫ال�شه�ي�رة (ليل ��ى ع�س�ي�ران)‪ .‬ام ��ا يف درو� ��س‬ ‫ال�سينم ��ا وللحف ��اظ عل ��ى كرا�سيه ��ا م ��ن عب ��ث‬ ‫ان م�شاهدات ��ي املبك ��رة لوال ��دي وه ��و ير�س ��م‬
‫ث ��م ر�سم ��ت الن�ش ��رات ال�صحي ��ة مث ��ل (مر�ض‬ ‫الريا�ض ��ة (اال�ستاذ ع�س�ي�ران) ي�ساعدين كثريا‬ ‫العابثني‪.‬‬ ‫لوحاته و�ص ��وره باال�صباغ املائي ��ة والزيتية‪،‬‬
‫الرتاخوم ��ا)‪ ،‬و(املالري ��ا) وغريه ��ا (للمرحوم‬
‫الدكت ��ور عل ��ي غالب) ف ��كان طبي ��ب العا�صمة‪،‬‬
‫ر�سمت كتابا اخر وفيه التخطيطات وللحركات‬
‫والنني ار�سم‪ ،‬فكنت انتخب املواد اخلفيفة يف‬
‫الريا�ضة مث ��ل التن�س والبنج بوجن والريا�ضة‬
‫ال�سويدي ��ة‪ ،‬وام ��ا الريا�ضي ��ون عندن ��ا فكانوا‬
‫اول م���ا رس���م���ت ك����ان ب���اخ���رة ف���ي ب��ح��ر هائج‬ ‫كان ��ت هنال ��ك "لوحت ��ان كبريتان عل ��ى جانبي‬
‫امل�سرح متثل كل منهم ��ا راق�صات وهن يلوحن‬
‫بالزه ��ور‪ ،‬كما كان ��ت لوح ��ات مر�سومة اخرى‬
‫كان ��ت ه ��ي اول معرفت ��ي به ��ذا الفن‪ ،‬كم ��ا كان‬
‫ت�شجي ��ع وال ��دي يل ه ��و احلاف ��ز االول لك ��ي‬
‫ار�سم‪.‬‬
‫الع�سكرية مع و�ضعي ��ات اجلندي العراقي وال‬
‫اتذكر االن امل�ؤلف الذي كلفني بر�سمها‪.‬‬
‫وح�سبم ��ا اتذك ��ر عندم ��ا رجعن ��ا وع ��ن طريق‬
‫(املرحوم جميد حمم ��د ال�سامرائي) واملرحوم‬
‫(لطي ��ف ح�س ��ن) و(خ�ي�ري يحي ��ى احلاف ��ظ)‬
‫وغريه ��م‪ .‬ودخل ��ت فرق ��ة الك�شاف ��ة يف ال ��دار‬
‫كان��ت جائزت��ي التقديري��ة بطاق��ة بري��د ملون��ة‬ ‫عل ��ى املق�ص ��ورات‪ ،‬وال اع ��رف بال�ضبط ما حل‬
‫به ��ذه ال�صور‪ ،‬رمبا رمي ��ت يف االنقا�ض عندما‬
‫هدموا ال�سينم ��ا يف ال�سنوات االخرية‪ ،‬والتي‬
‫ورغ ��م ان وال ��دي‪ ،‬رغب ��ة منه مبلء ف ��راغ الأم‬
‫الراحل ��ة‪ ،‬قد ت ��زوج للم ��رة الثانية‪ ،‬غ�ي�ر انني‬
‫بقيت حمروما من حنان الأم الذي ال يعو�ض‪.‬‬
‫ال�صحراء الرطبة تاه بنا اللوري وخرجوا من‬ ‫ونظ ��م لنا مدر�س الريا�ض ��ة �سفرتني ك�شافيتني‬ ‫حل حملها االن موقف لل�سيارات‪.‬‬ ‫دخلت مدر�سة التفي� ��ض االهلية‪ ،‬وكان موقعها‬
‫بغ ��داد يفت�شون عنا يف ال�صح ��راء (وال اعرف‬ ‫مع زوجته وولده �سالم‬ ‫االوىل كان ��ت اىل �سوري ��ا ولبن ��ان وكان ��ت‬ ‫كان وال ��دي �صديق ��ا للر�سام�ي�ن امث ��ال‪ :‬عب ��د‬ ‫يف ذل ��ك الوق ��ت خل ��ف حمافظة بغ ��داد وامانة‬
‫فيم ��ا اذا كان ��ت قد خرج ��ت الطائ ��رات يف ذلك‬ ‫قبل الربيطاني�ي�ن ‪ /‬القد�س‪ /‬وبيت حلم‪ /‬وتل‬ ‫فران�س ��ا ويا اوروبا اوروبا ال تغايل‪ ،‬ال تقويل‬ ‫"انت ��م ر�سل الوحدة" واىل �آخره من الكلمات‬ ‫الثاني ��ة اىل �سوري ��ا ولبن ��ان و�ش ��رق االردن‬ ‫الك ��رمي الر�س ��ام‪ ،‬واحل ��اج �سلي ��م وال ��د الفنان‬ ‫العا�صم ��ة الي ��وم‪ ،‬ومدر�س ��ة التفي� ��ض كان ��ت‬
‫الوق ��ت او ال�سي ��ارات امل�سلح ��ة) وكان الطعام‬ ‫ابي ��ب وغريه ��ا من امل ��دن الفل�سطيني ��ة وكانت‬ ‫احلرب طال‪ ،‬ت�أتيك الليايل نورها ملع احلراب)‪،‬‬ ‫وم ��ن الط�ل�اب الذي ��ن اتذكرهم (ع ��ارف ر�شيد‬ ‫(عن ��د ذاك) وفل�سط�ي�ن (كان ��ت حت ��ت االحتالل‬ ‫ج ��واد �سلي ��م وغريهم ��ا‪ ،‬وم ��ن االماك ��ن الت ��ي‬ ‫واحدة من ا�شهر مدر�ستني يف بغداد‪ ،‬واملدر�سة‬
‫وامل ��اء قلي�ل�ا ج ��دا‪ ،‬ويف اليوم الث ��اين وجدنا‬ ‫ت ��رزح حتت ن�ي�ر االنتداب الربيط ��اين‪ ،‬فكانت‬ ‫واتذكر م ��رة كنا من�شي يف ال�ش ��وارع وبنظام‬ ‫العط ��ار) و(يحيى عبد الباقي) وغريهما‪ ،‬ويف‬ ‫الربيط ��اين) وم�صر (كان ��ت يف زمن امللك ف�ؤاد‬ ‫اتخذوها ملتق ��ى لهم‪ ،‬مقهى (ح�س ��ن العجمي)‬ ‫االخرى هي اجلعفرية االهلية‪.‬‬
‫طريقنا وهكذا و�صلنا وب�سالم اىل بغداد وبعد‬ ‫يف ذل ��ك الوقت اللوحات مكتوب ��ة بثالث لغات‬ ‫ع�سكري ف�سكب احدهم قنينة دهن الزيت علينا‬ ‫الي ��وم الث ��اين �سافرنا اىل �سوري ��ا بال�سيارات‬ ‫وال ��د املل ��ك ف ��اروق) حي ��ث كان حت ��ى �شرطي‬ ‫وكذل ��ك (قه ��وة ال�ش ��ط) الت ��ي كان يف الطاب ��ق‬ ‫كان لزاما علينا‪ ،‬نح ��ن تالمذة تلك املدر�سة‪ ،‬ان‬
‫�سف ��رة متعبة للغاية ومل ��ذة يف احلقيقة وفيها‬ ‫(االجنليزي ��ة‪ ،‬العربي ��ة والعربي ��ة) ث ��م بد�أن ��ا‬ ‫وكان ت�صور انه ماء الورد!!‬ ‫وع ��ن طريق (دير ال ��زور) وا�ستقبلونا‪ ،‬فكانت‬ ‫امل ��رور بريطانيا‪ ،‬وكان ��ت ال�سف ��رات الك�شفية‬ ‫الث ��اين وعل ��ى ال�سوق‪ ،‬وكن ��ت ات ��ردد مع ابي‬ ‫نعتم ��ر ال�س ��دارة املعمولة من جل ��د اخلروف‪..‬‬
‫كثري م ��ن التج ��ارب املفي ��دة ولط�ل�اب يف مثل‬ ‫باجلوالت الك�شافية وم ��ع االنا�شيد احلما�سية‬ ‫ويف احدى احلفالت اتذكر جاء بع�ض الوطنيني‬ ‫�شب ��ه تظاه ��رة �شعبية‪ ،‬وكان ��ت �سوريا ولبنان‬ ‫بوا�سط ��ة اللوري ��ات والقط ��ارات والبواخ ��ر‪،‬‬ ‫على ه ��ذه املقهى لكي اتفرج على البواخر التي‬ ‫ومن يخالف ذلك يعر�ض نف�سه للعقوبات واىل‬
‫اعمارنا‪.‬‬ ‫ويف املدن الفل�سطينية االخرى اي�ضا‪.‬‬ ‫م ��ن ال�سوري�ي�ن بالعل ��م ال�س ��وري وب�ص ��ورة‬ ‫عن ��د ذاك حت ��ت االحت�ل�ال االفرن�س ��ي‪ ،‬فجاءت‬ ‫وكن ��ا ن�سك ��ن يف اخلي ��م واملخيم ��ات ونطب ��خ‬ ‫كانت اغلبها تع ��ود لـ (بيت لنج)‪ .‬كانت حلظات‬ ‫ال�سخرية‪.‬‬
‫وهك ��ذا انتهي ��ت م ��ن الدرا�س ��ة ومل ��دة ث�ل�اث‬ ‫ثم �سافرنا اىل �شرق االردن وعمان وكانت مدينة‬ ‫�سري ��ة وو�ضعوه م ��ع العلم العراق ��ي ومع جو‬ ‫ال�شرط ��ة الفرن�سي ��ة و�سفرتن ��ا وو�ض ��ع اهايل‬ ‫الطعام بايدينا ونغ�س ��ل مالب�سنا اي�ضا‪ ،‬اتذكر‬ ‫حل ��وة وانا اتابع حركة املراك ��ب النهرية وهي‬ ‫من املعلم�ي�ن الذين در�س ��وين الر�سم‪ ،‬املرحوم‬
‫�سنوات يف دار املعلم�ي�ن االبتدائية وتخرجت‬ ‫�صغرية يف الثالثينات وكان ال�شارع الرئي�سي‬ ‫م ��ن احلما� ��س واالنا�شيد‪ ،‬ثم ج ��اءت ال�سلطات‬ ‫(دير ال ��زور)‪ .‬احلرفان لن ��ا يف اللوريات معنا‬ ‫على ان (املرحوم عبد الكرمي ع�سريان) مدر�س‬ ‫ت�ش ��ق طريقها ب�ي�ن ام ��واج النه ��ر‪ ،‬واحلمالني‬ ‫نا�ص ��ر ع ��وين‪ ،‬واملرح ��وم حممد �صال ��ح زكي‬
‫معلم ��ا للر�سم واللغ ��ة االجنليزي ��ة وللمدار�س‬ ‫مرتبا وعليه ق�صر (االمري عبد الله) الذي دعانا‬ ‫الفرن�سية و�سفرتنا اىل بريوت ون�صبنا املخيم‬ ‫تقديرا لل�ضيافة العربية‪.‬‬ ‫الريا�ض ��ة والك�شاف ��ة وقبي ��ل �سفرتن ��ا الك�شافة‬ ‫يف ذهابه ��م وجميئه ��م وهم يفرغ ��ون الب�ضائع‬ ‫ووال ��دي الذي عني مدر�سا للر�س ��م بعد تقاعده‬
‫االبتدائية يف ‪.1934‬‬ ‫للع�ش ��اء يف ق�ص ��ره يف اليوم الث ��اين‪ .‬واخريا‬ ‫يف حديثة مدر�سة املقا�صد اخلريية اال�سالمية‬ ‫ثم و�صلن ��ا (ال�شام) وكنا من�ش ��ي يف ال�شوارع‬ ‫االوىل او الثاني ��ة اخذن ��ا للب�ل�اط امللكي وجاء‬ ‫وينقلونه ��ا‪ .‬يف الوق ��ت نف�س ��ه كان ع ��دد م ��ن‬ ‫لرف�ضه اال�شتغال مع ال�ضابط االجنليز‪.‬‬
‫عن مجلة "فنون" ت‪1978 1-‬‬ ‫اخذن ��ا الباخ ��رة م ��ن ب�ي�روت اىل اال�سكندرية‬ ‫وهك ��ذا ث ��م �سافرن ��ا اىل فل�سط�ي�ن املحتل ��ة من‬ ‫ونق ��ر�أ االنا�شيد الوطنية واحلما�سية فمثال (يا‬ ‫امللك في�صل االول و�صافحنا فردا فردا وقال لنا‬ ‫املتقاعدي ��ن يتجاذب ��ون اط ��راف احلدي ��ث عن‬ ‫يف مدر�ستن ��ا (التفي� ��ض االهلي ��ة) كانت هنالك‬
‫ذكريات �شبابهم الغابر‪.‬‬ ‫فرقة متثيلي ��ة‪ ،‬ومن اع�ضائها (حق ��ي ال�شبلي)‬
‫ف����ي دار ال��م��ع��ل��م��ي��ن ط���ل���ب���ة "ال���ش���ع���ب ال�����زراع�����ي�����ة" ه����م ال���س���ع���داء‬ ‫ويف ي ��وم م ��ن ايام العي ��د اخذين وال ��دي معه‬
‫لزي ��ارة �صديق ��ه (عب ��د الك ��رمي الر�س ��ام) الذي‬
‫و(احم ��د حقي) وغريهم ��ا‪ ،‬وكان له ��ذه الفرقة‬
‫عرو�ضها يف (�سينما رويال)‪ ،‬كما كانت ت�سافر‬

‫الن��ن��ا ق���رأن���ا االن���اش���ي���د ال��وط��ن��ي��ة ق��ام��ت ال��ش��رط��ة ال��ف��رن��س��ي��ة بتسفيرنا‬ ‫كنت انظر اليه بده�ش ��ة الناقته التي يبالغ فيها‬
‫وخامت ��ه املا�س ��ي وم�شيت ��ه يف ال�ش ��ارع ويده‬
‫اىل الب�ص ��رة واملدن االخرى جلم ��ع التربعات‬
‫للمدر�س ��ة ومعلميها! لأن املعلمني – حينذاك –‬
‫‪9‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬ ‫‪8‬‬
‫م������ن ح������������وادث وث�����ب�����ة ‪1948‬‬ ‫من اوراق عبد الحميد الرشودي‬
‫رفعة عبد الرزاق محمد‬
‫من كان وراء المنشورات المسمومة ؟!‬ ‫قدم االستاذ الفاضل عبد الحميد الرشودي مجموعة من مقاالته عن عدد من الشخصيات‬

‫‪2‬‬
‫االدبية والصحفية والسياسية او عن بعض االحداث الطريفة التي عرف اسرارها او‬
‫تعليقاته على بعض المؤلفات التي تعنى بتاريخنا الفكري الحديث‪ ،‬ونعيد نشر هذه‬
‫‪ .‬ومل يج ��ر اي حتقب ��ق يف املو�ض ��وع ‪ ،‬ومل‬ ‫وو�صفه ��ا احلرك ��ة الوطني ��ة ب�أنها م ��ن دعاة‬ ‫ه ��ذه املن�ش ��ورات ودفع بها اىل ع ��ادل عوين‬ ‫ل ��ه �صلة به ��ذا املو�ضوع لت�سجي ��ل �شهاداتهم‬ ‫تواج ��ه املتتب ��ع حل ��وادث تاري ��خ الع ��راق‬ ‫المموعة تباعا في ملحقنا (ذاكرة عراقية)‪.‬‬
‫ي�ث�ر يف جمل�س النواب مع ما اثريمن ق�ضايا‬ ‫ال�س ��وء ‪ .‬ويف الع ��دد نف�سه ن�ش ��رت اجلريدة‬ ‫�صاح ��ب جري ��دة احل ��وادث ‪ ،‬فطبعه ��ا يف‬ ‫وادالء دلوه ��م لو�ضع احلقيقة التاريخية يف‬ ‫ال�سيا�سي احلديث ‪ ،‬الكثري من الق�ضايا التي‬
‫الوثب ��ة ‪ ،‬كم ��ا مل ت�شر اليه اي م ��ن الدرا�سات‬ ‫بيان ��ا لل�سي ��د �ص ��ادق الب�صام ع�ض ��و جمل�س‬ ‫مطبعت ��ه ‪ ،‬حتى ان بع� ��ض املتظاهرين هاجم‬ ‫مو�ضعه ��ا ال�سليم ‪ ،‬بعد ان ا�صبحت مثل هذه‬ ‫ت�ست�أهل وقفات خا�صة ‪ ،‬فهي جديرة بالبحث‬
‫الت ��ي تناول ��ت الوثب ��ة م ��ن قري ��ب او بعيد ‪.‬‬
‫غ�ي�ر ان اال�ست ��اذ �ص ��ادق االزدي ‪ ،‬ال�صحفي‬
‫العراق ��ي القدير ‪ ،‬قد ا�ضاء لن ��ا بع�ض ما نود‬
‫بيان ��ه يف ر�سالة خا�صة ‪ ،‬ذك ��ر فيها ‪ :‬يف عام‬
‫االعيان ي�ستنكر فيه هذه املن�شورات ‪.‬‬
‫وعندم ��ا ب ��د�أت جري ��د ( �ص ��وت االه ��ايل )‬
‫بت�سجي ��ل يومي ��ات الوثب ��ة حت ��ت عن ��وان ‪:‬‬
‫�سج ��ل احلرك ��ة الوطني ��ة �ضد معاه ��دة جرب‬
‫املطبع ��ة وح ��اول حرقها ‪ ،‬غ�ي�ر ان ماي�ضعف‬
‫رواي ��ة اال�ست ��اذ احل�سني ان �ضي ��اء جعفر مل‬
‫يكن ميتلك مطبعة يومذاك ‪.‬‬
‫وقيل ان هذه املن�شورات طبعت يف مطبعة‬
‫احلوادث وغريه ��ا ملكا للتاريخ وقد جتردت‬
‫من احل�سا�سيات ال�شخ�صية ‪ .‬ورمبا جند يف‬
‫املذكرات املن�سية واملخطوطة ما ينري الدرب‬
‫ام ��ام الباح ��ث ‪ ...‬وكان ��ت جري ��دة ( �ص ��وت‬
‫والتحقي ��ق ‪ ،‬ال�ستكم ��ال حلق ��ات ال�ص ��ورة‬
‫التاريخي ��ة لالجي ��ال الطالع ��ة ‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال‬
‫االت�صال بالذي ��ن �أ�شرتكوا بتلك احلوادث او‬
‫�أطلعوا على تفا�صيلها ب�شكل او ب�أخر ‪ ..‬وقد‬
‫محمد حسين الشبيبي‬
‫ومحاكمة قصيدته (جرس الحرس) سنة ‪1931‬‬
‫‪ 1953‬دع ��اين ال�سي ��د عادل ع ��وين حل�ضور‬ ‫بيفن ‪ ،‬وقد جمعت تل ��ك اليوميات يف كتاب ‪،‬‬ ‫احلكوم ��ة وا�شرف عل ��ى طبعها عب ��د اجلبار‬ ‫االه ��ايل ) قد �أث ��ارت بعد انتهاء اي ��ام الوثبة‬ ‫تبدو مثل هذه احلوادث غري ذي �ش�أن ‪ ،‬الي�أبه‬
‫حفلة تكرميية الحد الدبلوما�سيني العراقيني‬ ‫يع ��د من اهم الوثائ ��ق التاريخية ‪ ،‬قد ذكرت ‪:‬‬ ‫االمني مدير الدعاية العام ‪..‬كما قيل اي�ضا ان‬ ‫هذه الق�ضية ‪ ،‬وطالبت ب�أجراء حتقيق ملعرفة‬ ‫لها الق ��اريء اذا م ��ا تركت بغمو�ضه ��ا مهملة‬
‫‪ ،‬ومل ��ا ح�ضرت احلفل وج ��دت نف�سي اجال�س‬ ‫انه بع ��د و�صول رئي�س ال ��وزراء �صالح جرب‬ ‫كاتبها هو احد ال�صحفيني العراقيني وطبعت‬ ‫�سر هذه املن�شورات كما �سرنى ‪.‬‬ ‫من�سية ‪ ،‬وتكمن خط ��ورة هذا االهمال ‪ ،‬فيما‬
‫ال�سيدين عوين و�ضياء جعفر ‪ ،‬وكان االخري‬ ‫اىل بغ ��داد ات�ص ��ل هاتفيا بوزي ��ر العدلية يف‬ ‫يف مطبع ��ة ال�س ��كك احلدي ��د يف ال�صاحلية ‪,‬‬ ‫لقد اختلفت االراء حول هوية القائمني بكتابة‬ ‫لو عرف ان بع�ض االيدي اخلفية كانت جتهد‬
‫وزي ��را لالقن�صاد يف وزارة جمي ��ل املدفعي‪،‬‬ ‫وزارت ��ه جمال بابان‪ ،‬وتال علي ��ه بيانا بق�صد‬ ‫غ�ي�ر ان هذا ال�صحف ��ي مل ي�شر اىل املو�ضوع‬ ‫املن�ش ��ورات الطائفية الثالث ��ة وتوزيعها بني‬ ‫يف �سبيل ان تبقى بع�ض احلوادث بعيدة عن‬
‫وتطرقنا دون ق�ص ��د اىل احداث وثبة كانون‬ ‫ن�ش ��ره وتوزيع ��ه ‪ ،‬غ�ي�ر ان باب ��ان رف� ��ض‬ ‫يف مذكرات ��ه املطبوع ��ة ‪ .‬كم ��ا قي ��ل اي�ضا ان‬ ‫النا�س اليقاف االندف ��اع ال�شعبي �ضد وزارة‬ ‫الت�سجي ��ل واالث ��ارة والتحقي ��ق ‪ .‬ومن هذه‬
‫الث ��اين ‪ ، 1948‬فق ��ال ع ��وين ‪ :‬لق ��د ورطني‬ ‫تنفي ��ذ ارادة رئي�س ��ه رف�ض ��ا قاطع ��ا واجاب ��ه‬ ‫مديري ��ة الدعاية طبعت ه ��ذه املن�شورات يف‬ ‫�صال ��ح ج�ب�ر وم�ش ��روع املعاه ��دة العراقي ��ة‬ ‫احل ��وادث ‪ ،‬ق�ضي ��ة املن�ش ��ورات الثالثة التي‬
‫ه ��ذا الرجل و�أ�شار اىل ال�سي ��د �صياء جعفر ‪،‬‬ ‫ان ��ه اليتحم ��ل امل�س�ؤولية ‪ ،‬ثم ق ��دم ا�ستقالته‬ ‫مطبع ��ة اهلي ��ة ‪ ،‬وان مادته ��ا اع ��دت من قبل‬ ‫الربيطاني ��ة ‪ ،‬من خ�ل�ال االيحاء ب� ��أن الوثبة‬ ‫وزعت عل ��ى ال�شع ��ب وه ��و يف اوج اندفاعه‬ ‫كان ��ت املحكم ��ة تعتق ��د ذل ��ك فق ��د ق ��ررت رد‬ ‫كال�شجاعة واملروءة وعزة النف�س وال�شاعر‬ ‫الر�صايف فاعرت�ض اجلادرجي على تر�شيح‬ ‫من جريدة اال�ستق�ل�ال وجريدة الفرات ايام‬ ‫فجع ��ت االو�س ��اط االدبي ��ة بوف ��اة ال�شاع ��ر‬
‫ف�س�أل ��ه ‪ :‬وكي ��ف ‪ ،‬ق ��ال ‪ :‬ح ��دث ان ات�صل بي‬ ‫وار�سله ��ا من بيته بيد ال�سيد موفق الزهاوي‬ ‫ال�سي ��د عبد املهدي املنتفكي ‪ ،‬وهو من ان�صار‬ ‫موجه ��ة �ض ��د �شخ� ��ص رئي�س ال ��وزراء جرب‬ ‫البط ��ويل ال�سق ��اط معاه ��دة ( بورت�سموث )‬ ‫الدع ��وى وقررت االفراج ع ��ن امل�شتكى عليه‬ ‫لن ي�ستطي ��ع ان ي�ؤدي وظيفت ��ه اال�صالحية‬ ‫الر�ص ��ايف ب�صيغة كونه من "ح ��زب العهد"‬ ‫الثورة و�سواهما من املن�شورات وا�ستمرت‬ ‫االدي ��ب اال�ست ��اذ حمم ��د ح�س�ي�ن ال�شبيب ��ي‬
‫الكت ��ور �ضياء جعفر ورج ��اين ان �أزوره يف‬ ‫ثم ترك بغداد ‪ .‬وقد ردت مديرية الدعاية على‬ ‫�صالح جرب وم�ؤيدي �سيا�سته ‪.‬‬ ‫بال ��ذات ‪ ،‬واعطاء �صفة الطائفي ��ة للمعار�ضة‬ ‫يف كانون الثاين ‪. 1948‬‬ ‫"(جري ��دة االخب ��ار‪ ،‬الع ��دد ‪ ،82‬االح ��د ‪8‬‬ ‫اال اذا كان ح ��را طليق ��ا يف �ضم ��ن ح ��دوده‬ ‫فاب ��ان املدعي العام ب ��ان الر�صايف ال ينتمي‬ ‫ال�صلة تعززها وت�سندها مطالعات يف الكتب‬ ‫ال ��ذي لبى نداء ربه م�ساء يوم االحد املوافق‬
‫بيته ليال ‪ ،‬ففعلت ‪ ،‬وفوجئت به وهو يعر�ض‬ ‫ما كتبته ال�صحف م ��ن ان هذه املديرية كانت‬ ‫وقب ��ل ان ن ��ورد رواي ��ة اح ��د ال�صحفي�ي�ن‬ ‫�ض ��ده !! وق ��د اعتقد البع� ��ض ان كاتبها هو (‬ ‫فم ��ا ا�شبه الليلة بالبارح ��ة !! ‪،‬عندما اكت�شف‬ ‫ت�شرين الثاين ‪.)1931‬‬ ‫والن� ��شء ال ��ذي ال تغر� ��س في ��ه من ��ذ نعومة‬ ‫اىل ح ��زب فاجاب ��ه اجلادرج ��ي اذا كان‬ ‫وال�صحف‪.‬‬ ‫للتا�سع من �شهر �آب ‪ 1992‬وبرحيله انطوت‬
‫ر�ؤو�س اقالم ملقال يريد ان اقوم بكتابته ‪ ،‬فلم‬ ‫وراء طبع هذه امل�ش ��ورات وتوزيعها ‪ ،‬فردت‬ ‫العراقي�ي�ن املت�صل�ي�ن ب�أح ��داث الوثبة ‪ ،‬ومن‬ ‫ح�س�ي�ن ب�ستان ��ة ) املميز يف مديري ��ة الدعاية‬ ‫ال�شع ��ب العراق ��ي يف يومن ��ا ه ��ذا ان بع� ��ض‬ ‫وهك ��ذا افرج عن هذه الق�صيدة التي احدثت‬ ‫اظفاره اخل�ص ��ال املطلوبة ي�شب ولي�س فيه‬ ‫الر�ص ��ايف غري منتم اىل حزب فهو بال م�ؤيد‬ ‫وق ��د تفتحت موهبته ال�شعري ��ة وهو ملا يزل‬ ‫�آخ ��ر �صفحة م ��ن �صفح ��ات اجن ��ال ال�شاعر‬
‫ارف� ��ض وكتب ��ت املقال وبعد ان ق ��ر�أه ا�ضاف‬ ‫جري ��دة ( �ص ��وت االه ��ايل ) ي ��وم ‪� 21‬شباط‬ ‫املقرب�ي�ن لل�سلط ��ة يوم ��ذاك ‪ ،‬نب�ي�ن ان ��ه على‬ ‫العام ��ة يومئ ��ذ ‪ ،‬وق ��ال االخ ��ر ان كاتبها هو‬ ‫االي ��دي اخلفي ��ة ت�سع ��ى اىل �ش ��ق الوح ��دة‬ ‫دوي ��ا كبريا يف الب�ل�اد وقد ذك ��روا ان العدد‬ ‫م ��ن ال�شجاعة م ��ا ينه�ض ب ��ه للدف ��اع عندما‬ ‫للوزارة احلا�ضرة وق ��د بلغني ان احلكومة‬ ‫طالبا يف دار املعلمني فن�شر بع�ضا من �شعره‬ ‫الكبري واملن�شئ القدي ��ر ال�شيخ حممد جواد‬
‫الي ��ه بع�ض الكلم ��ات وقمت ب�أع ��ادة كتابته ‪،‬‬ ‫‪ ، 1948‬فقالت ‪:‬‬ ‫اث ��ر ن�ش ��ر ( من�ش ��ورات التفرقة ) كم ��ا نعتت‬ ‫ع ��ادل ع ��وين �صاحب جري ��دة ( احل ��وادث )‬ ‫الوطني ��ة وايق ��اف عجلة التح ��دي والن�ضال‬ ‫ال ��ذي ت�ضمنها م ��ن جريدة االخ ��اء الوطني‬ ‫يك ��ون الوط ��ن العزي ��ز حمتاج ��ا الي ��ه ويف‬ ‫ا�سلفت ��ه مبلغا م ��ن املال لطب ��ع ديوانه واين‬ ‫يف �صح ��ف وجمالت عراقية وعربية كمجلة‬ ‫ال�شبيبي ر�أ�س ه ��ذه اال�سرة الكرمية ورافع‬
‫ودفعت الي ��ه بال�صفحة اجلدي ��دة و�أحتفظت‬ ‫ومل تكن ادارة هذه اجلريدة لتت�صدى لن�شر‬ ‫يف وقته ��ا من قبل احلرك ��ة الوطنية ‪ ،‬اجتمع‬ ‫امل�ؤي ��دة للحكوم ��ة ‪ ،‬ومم ��ا ي�ؤيد ه ��ذا الزعم‬ ‫لع ��راق جدي ��د ‪ ،‬و�أث ��ارة كل ما يف ��رق ال�صف‬ ‫ق ��د طب ��ع ثالث م ��رات وجتت ��زئ فيم ��ا ياتي‬ ‫فقدان هذه اخل�صال من الكوارث التي تثبط‬ ‫اعد هذه منفعة متنع ال�شهادة‪.‬‬ ‫املر�ش ��د ودار املعلم�ي�ن والعرف ��ان ل�صاحبها‬ ‫قواع ��د جمده ��ا االدب ��ي والدوح ��ة البا�سقة‬
‫بامل�س ��ودة ‪ ،‬وح�سب ��ت ان ��ه �سيق ��وم بعر� ��ض‬ ‫اي خرب من هذا القبيل قبل الت�أكد من �صحته‬ ‫ممثل ��و االح ��زاب الوطني ��ة التي كان ��ت تقود‬ ‫ان جري ��دة احلوادث ن�ش ��رت يف اليوم نف�سه‬ ‫ويبع ��د النا�س ع ��ن بع�ضهم طائفي ��ا او عرقيا‬ ‫عل ��ى م�ستهلها واملقطع االدل منها لكي تكون‬ ‫العزائ ��م يف االمم التي تريد لتحيا م�ستقلة‪.‬‬ ‫وم ��ا اح�س ��ب ان اجلادرج ��ي كان دقيقا حني‬ ‫احم ��د ع ��ارف الزين وق ��د ن�ش ��رت يف اعداد‬ ‫ذات الظالل الوارقة والقطوف الدانية التي‬
‫ذلك ال ��ذي كتبناه على جهة ما ث ��م يعيده ايل‬ ‫نتيجة حتقيق ومتحي� ��ص ‪ ،‬ولذلك ف�أن ادارة‬ ‫الوثبة واجلبهة الد�ستورية الربملانية امل�ؤيدة‬ ‫الذي وزع ��ت فيه املن�شورات مق ��اال افتتاحيا‬ ‫او �سيا�سي ��ا ‪ .‬وال اعرف العلة من بقاء حقيقة‬ ‫منوذجا بني يدي القارئ‪.‬‬ ‫فال�شع ��ر لل�سجاي ��ا كالعل ��م للعق ��ول وملا كان‬ ‫ق ��ال ان الر�صايف منتم حل ��زب العهد وم�ؤيد‬ ‫م ��ن �سن ��ة ‪� 1930‬سل�سلة مق ��االت اجتماعية‬ ‫تفرعت منها اغ�صان االدب وافنانه‪.‬‬
‫لن�ش ��ره ‪ .‬ولكن ��ه مل يفعل ومل ��ا ت�أزمت االمور‬ ‫ه ��ذه اجلريدة ال تزال تعتق ��د بالنظر ملا لديها‬ ‫للحركة الوطنية و�أذاعوا بيانا ا�ستنكروا فيه‬ ‫يحم ��ل عن ��وان ( الوط ��ن يف خط ��ر ) بتوقيع‬ ‫ه ��ذه املن�ش ��ورات بعي ��دة ع ��ن اق�ل�ام كت ��اب‬ ‫رن باذن ال�صبح �صوت اجلر�س‬ ‫ال�شع ��ر مقيدا بال ��وزن والقافي ��ة كان جماله‬ ‫لل ��وزارة القائمة وهل فاته ان الر�صايف كان‬ ‫ووطنية وتربوية‪.‬‬ ‫لق ��د كان املرح ��وم حمم ��د ح�س�ي�ن ال�شبيبي‬
‫قررت ن�شرذلك الذي كتبن ��اه وقمت بتبيي�ض‬ ‫م ��ن براهني ب�أن ما يدعي ��ه ال�سيد عبد اجلبار‬ ‫ن�شر هذه املن�شورات التي يق�صد منها تفريق‬ ‫�صاح ��ب االمتي ��از عادل ع ��وين ‪ .‬وقد ت�ضمن‬ ‫املذك ��رات املعل�صرين الح ��داث وثية ‪، 1948‬‬ ‫وانتف�ض النا�س ونام احلر�س‬ ‫�ضيقا لذلك يكتفي يف الغالب باال�شارة وهي‬ ‫اول من عار� ��ض املعاهدة التي عقدها نوري‬ ‫وق ��د بل ��غ جم ��ده االدب ��ي القم ��ة ح�ي�ن ن�شر‬ ‫خام� ��س �ست ��ة اخ ��وة ه ��م املحم ��دون‪ :‬ر�ضا‬
‫امل�س ��ودة ‪ ،‬و�أخ�ت�رت له عن ��وان ( الوطن يف‬ ‫االم�ي�ن مدير الدعاية العام ‪ ،‬من انه مل تكن له‬ ‫ال�صف ��وف وت�شويه احلرك ��ة الوطنية وخلط‬ ‫نف� ��س م�ضم ��ون املن�ش ��ورات املوزعة يف ذلك‬ ‫م ��ع علمهم امل�ؤكد ان كاتب ��ي املن�شورات كانو‬ ‫ثرنا فاين النور اين القي�س؟‬ ‫ابلغ من الت�صريح‪.‬‬ ‫ال�سعيد مع احلكومة االنكليزية يف حزيران‬ ‫ق�صيدت ��ه ال�شه�ي�رة اجله�ي�رة "جر� ��س‬ ‫وباقر وجعفر وعلي وح�سني ور�شاد‪.‬‬
‫خطر ) ‪.‬‬ ‫اية �صلة بتلك املنا�شري‪ ،‬امنا يخالف احلقيقة‬ ‫االوراق ‪ .‬وقد ن�شرت جريدة ( �صوت االحرار‬ ‫اليوم ( ‪ 25‬كانون الثاين ‪. ) 1948‬‬ ‫ي�ضطلع ��ون مبحاولة خطرية ل�شق ال�صفوف‬ ‫قالوا تب�سم للوا فاللوا‬ ‫وملا كانت ق�صي ��دة "جر�س احلر�س" تتكون‬ ‫‪ .1930‬واذا كانت بني الرجلني مودة قدمية‬ ‫احلر� ��س" يف جريدة االخ ��اء الوطني العدد‬ ‫ول ��د الفقي ��د يف النج ��ف اال�ش ��رف وي�ستفاد‬
‫ويف امل�س ��اء الذي �ص ��درت فيه اجلريدة التي‬ ‫مت ��ام املخالفة ‪ ،‬وانه هو ال ��ذي اوعز بطبعها‬ ‫)بي ��ان اال�ستن ��كار ‪ ،‬كما كت ��ب اال�ستاذ ح�سني‬ ‫وروى ال�سي ��د عب ��د ال ��رزاق احل�سن ��ي يف‬ ‫وت�شتي ��ت احلرك ��ة الوطني ��ة و�أ�ضعافه ��ا‬ ‫رفرف خفاقا بافق البالد‬ ‫م ��ن ثالثة ع�ش ��ر مقطع ��ا وكل مقط ��ع يتالف‬ ‫ف�ل�ا يعني هذا بال�ض ��رورة ان يك ��ون م�ؤيدا‬ ‫(‪ )36‬ال�صادر يف ‪ /11‬ايلول ‪ 1931‬بتوقيع‬ ‫م ��ن ر�سال ��ة بعثه ��ا اىل كاتب ه ��ذه ال�سطور‬
‫حمل ��ت ذلك املقال ق ��ام الدكت ��ور �ضياء جعفر‬ ‫يف مطبعة احلكومة وبورق احلكومة ‪ ،‬ولذلك‬ ‫جميل �سكرت�ي�ر احلزب الوطني الدميقراطي‬ ‫كتاب ��ه الكبري( تاري ��خ ال ��وزارات العراقية )‬ ‫و�أجها� ��ض مطاليبه ��ا ‪ ،‬وا�ضف ��اء �صفة بعيدة‬ ‫فقلت والق�صد على التوى‬ ‫م ��ن اربعة ابيات فقد اعرت� ��ض املدعي العام‬ ‫ل ��ه يف مواقفه ال�سيا�سية فال ��والء ال�سيا�سي‬ ‫مبه ��م ه ��و "ح�س�ي�ن" فا�ست�شاط ��ت ال�سلط ��ة‬ ‫بتاريخ ‪ 1986/11/17‬انه ولد �سنة ‪1906‬‬
‫بتوزيع الكالم ذاته �ضمن من�شور قام بطبعه‬ ‫ف�أن ماقالته مديرية الدعاية العامة يعد حتديا‬ ‫مق ��اال افتتاحيا يف جري ��دة ( الزمان ) يومئذ‬ ‫انه اجتمع بالدكتور �ضياء جعفر احد وزراء‬ ‫ع ��ن احلقيق ��ة لدواف ��ع الوثب ��ة و�أ لبا�سه ��ا‬ ‫اهذه الغاية هذا املراد؟‬ ‫عل ��ى اربعة مقاطع منها ك�سيب لالدانة وهي‬ ‫�شيء والعالقة ال�شخ�صية �شيء اخر‪.‬‬ ‫التنفيذي ��ة غ�ضبا ومما �ضاع ��ف غ�ضبها انها‬ ‫فقد ج ��اء يف ه ��ذه الر�سال ��ة‪ .." :‬وكنت قبل‬
‫على مطاب ��ع مديرية ال�س ��كك احلديد ‪ ،‬انتهى‬ ‫�صريح ��ا للحقيقة ‪ ،‬لذل ��ك نطلب اىل احلكومة‬ ‫حت ��ت عن ��وان ( لق ��د انك ��روا ال�شع ��ب ف�أثبت‬ ‫حكوم ��ة �صال ��ح جرب يف لندن بع ��د ثورة ‪14‬‬ ‫لبو� ��س الطائفي ��ة املقيت ��ة ‪ .‬وم ��ن هن ��ا تبدو‬ ‫قالوا هو الرمز وفيه انطوى‬ ‫املقاط ��ع‪ :‬الث ��اين والثال ��ث والث ��اين ع�ش ��ر‬ ‫وبع ��د اخ ��ذ ورد اتف ��ق الطرفان عل ��ى تعيني‬ ‫ن�ش ��رت يف جري ��دة تنط ��ق بل�س ��ان احل ��زب‬ ‫ع�شر �سنوات يف غم ��رة عمر ال�سبعني فقلت‬
‫حديث عادل عوين‪)...‬‬ ‫ان تق ��وم بتحقي ��ق �سري ��ع يف ه ��ذه الق�ضية‬ ‫وج ��وده ) ‪� ،‬سخ ��ر فيه من لهج ��ة املن�شورات‬ ‫مت ��وز ‪ ، 1958‬و�سم ��ع منه انه ه ��و الذي اعد‬ ‫مطالبتنا ال�سادة االفا�ض ��ل الذين يعرفون ما‬ ‫من ذكريات املجد �سر البالد‬ ‫والثال ��ث ع�ش ��ر‪ ،‬وبع ��د ان �ش ��رح الزه ��اوي‬ ‫ال�شاع ��ر جميل �صدق ��ي الزه ��اوي وملا ازف‬ ‫املعار� ��ض ال ��ذي يتزعم ��ه الزعي ��م الوطن ��ي‬ ‫حينئذ‪:‬‬
‫فقلت ما الراية ام القوى‬ ‫ه ��ذه املقاطع وب�ي�ن خلوها م ��ن كل طعن او‬ ‫موع ��د اجلل�سة الثالث ��ة ح�ضر اخلبري جميل‬ ‫يا�س�ي�ن الها�شمي فاوعزت اىل املدعي القامة‬ ‫ومن بلغ ال�سبعني مل يلق بعدها‬
‫بل خلق القوم وروح اجلهاد‬ ‫ذم يوق ��ع املدير امل�س�ؤول حت ��ت طائلة املادة‬ ‫�صدق ��ي الزه ��اوي وو�ض ��ع له كر�س ��ي نظرا‬ ‫الدعوى �ضد اال�ستاذ كامل اجلادرجي املدير‬ ‫�سوى الهم واالو�صاف واالمل امل�ضئي‬
‫لق ��د كان الفقيد وفي ��ا ال�صدقائه برا مبعارفه‬ ‫‪ 89‬من قانون العقوبات البغدادي فا�صدرت‬ ‫ل�ضع ��ف ج�سمه وبع ��د اداء اليمني القانونية‬ ‫امل�س� ��ؤول للجريدة لن�شره ق�صيدة فيها طعن‬ ‫فطوبى ملن فا�ضت اىل الله روحه‬
‫وطامل ��ا ال ��زم نف�سه مب ��ا ال يلزم مثل ��ه فرتاه‬ ‫املحكم ��ة حكمه ��ا االتي برد الدع ��وى والذي‬ ‫واالج ��راءات ال�شكلي ��ة �سال ��ه احلاك ��م ه ��ل‬ ‫وذم للحكومة القائمة يومئذ‪.‬‬ ‫وملا ي�صل يف �سنة ارذل ال�سن‬
‫بالرغ ��م م ��ن �شيخوخت ��ه ومر�ض ��ه ي� ��ؤوم‬ ‫جاء فيه‪.‬‬ ‫وجدمت يف هذه الق�صيدة طعنا وذما فاجاب‬ ‫وحني عر�ض ��ت الدعوى ام ��ام حمكمة جزاء‬ ‫ومما ال يخفى عل ��ى اطالعكم ان ارذل العمر‬
‫جمال�س الفاحت ��ة موا�سي ��ا وال يتقاع�س عن‬ ‫"بع ��د ان نظ ��رت املحكم ��ة يف طلب املدعي‬ ‫الزهاوي مل اجد فقال له احلاكم هل تقدرون‬ ‫بغ ��داد طل ��ب حاكمه ��ا ال�سي ��د �شه ��اب الدين‬ ‫عند العرب عمر الثمانني وقد بلغ ناظم هذين‬
‫زي ��ارة ا�صدقائه متفقدا ويعود بع�ضهم ممن‬ ‫الع ��ام وا�ستمعت اىل اقوال ��ه وبيانات كامل‬ ‫ان تبين ��وا مطالعتك ��م ال�شخ�صي ��ة يف ه ��ذه‬ ‫الكيالين تعيني خبري لذلك فهو يكلف املدعي‬ ‫البيتني الثمانني من عمره‪.‬‬
‫اقعدهم املر�ض عن اخلروج وهو لو ان�صف‬ ‫(ب ��ك) اجلادرج ��ي ودف ��اع حمامي ��ه ال�سي ��د‬ ‫الق�صي ��دة ف�ش ��رع الزهاوي بالق ��اء مطالعته‬ ‫العام واملدير امل�س�ؤول ان يتفقا مع اخلرباء‬ ‫مل ي�ش� ��أ وال ��ده ان ي�سل ��ك فتاه م�سل ��ك ابناء‬
‫نف�س ��ه لكان احق م ��ن �سواه لزي ��ارة واوىل‬ ‫�سلم ��ان ال�شي ��خ داود وكذل ��ك ا�ستمع ��ت اىل‬ ‫ال�شخ�صي ��ة ممه ��دا بتوطئ ��ة ع ��ن ال�شع ��ر‬ ‫فذكر اال�ست ��اذ كامل اجلادرجي ا�سم اال�ستاذ‬ ‫امل�شايخ والفقهاء من ذلك اجليل يف الدرا�سة‬
‫بالعي ��ادة واملوا�س ��اة‪ ،‬اذ يحق مل ��ن بلغ هذه‬ ‫�شه ��ادة ح�ضرة اال�ستاذ الزه ��اوي فتبني لها‬ ‫وان ��ه لغ ��ة ال ��روح كم ��ا ان النرث لغ ��ة العقل‬ ‫جمي ��ل �صدق ��ي الزه ��اوي وال�شي ��خ حمم ��د‬ ‫التقليدية وامنا وجهه اىل املدار�س النظامية‬
‫ال�سن العالية وا�صطلحت عليه العلل واالالم‬ ‫نتيجة ه ��ذا التدقيق ان الق�صيدة مل ين�شرها‬ ‫وطريقته يف االفهام غ�ي�ر طريقته وا�سلوبه‬ ‫ر�ض ��ا ال�شبيبي فاعرت�ض املدع ��ي العام على‬ ‫الع�صري ��ة كاملدر�س ��ة العلوي ��ة ومدر�س ��ة‬
‫ان ي�سق ��ط عنه ه ��ذه التكالي ��ف االجتماعية‬ ‫املدي ��ر امل�س� ��ؤول وال اذاعه ��ا ناظمه ��ا بق�صد‬ ‫غ�ي�ر ا�سلوب ��ه وهو اك�ب�ر مرب للن� ��شء على‬ ‫ان يك ��ون اخلبري من املنتم�ي�ن اىل االحزاب‬ ‫النجف االمريية ث ��م انتقل اىل بغداد الكمال‬
‫التي تكلفه �شططا وترهقه من امره ع�سرا‪.‬‬ ‫اث ��ارة الك ��ره والبغ�ضاء �ض ��د احلكومة وملا‬ ‫االخ�ل�اق الفا�ضل ��ة واخل�ص ��ال احلمي ��دة‬ ‫ال�سيا�سية ورغب يف تعيني ال�شاعر معروف‬ ‫درا�سته الثانوية يف املدر�سة اجلعفرية وما‬
‫وم ��ا اذك ��ر اين لقيت ��ه يوم ��ا م ��ا يف طري ��ق‬ ‫ان تخ ��رج فيها حتى انتم ��ى اىل مدر�سة دار‬
‫او �ضمن ��ي واي ��اه جمل� ��س م ��ن املجال�س او‬ ‫املعلم�ي�ن – الق�س ��م الع ��ايل – وبعد تخرجه‬
‫كلمن ��ي بالهات ��ف اال ب ��ادرين بال�س� ��ؤال عن‬ ‫زاول التعليم يف املدار�س االبتدائية ثم نقل‬
‫اال�ست ��اذ مك ��ي ال�سيد جا�س ��م ورواد جمل�سه‬ ‫اىل التعلي ��م يف املدار� ��س الثانوي ��ة بع ��د ان‬
‫والعبوديني (هما عبود ال�شاجلي والدكتور‬ ‫ادى امتحانا يف اللغة العربية وادابها وظل‬
‫عب ��ود البل ��داوي) وعب ��د الق ��ادر ال�ب�راك‬ ‫حقب ��ة من الزمن يف وظيفت ��ه هذه حتى نقل‬
‫وح�س�ي�ن الكرخي وغريهم من اخوان االدب‬ ‫اىل وظيفته مفت�ش (م�شرف تربوي)‪.‬‬
‫وق ��د �صدق املرحوم الدكتور م�صطفى جواد‬ ‫ورغ ��م توجه ��ه نح ��و الدرا�س ��ة يف املدار�س‬
‫وه ��و ي�شري اىل ح�سن وفاء الفقيد بقوله يف‬ ‫الر�سمية فلم يكن يف معزل عن التاثر بالبيئة‬
‫زميله و�صديقه‪:‬‬ ‫االدبي ��ة النجفي ��ة واتى له ذلك وق ��د ن�ش�أ يف‬
‫مدحيك اح�سن ما ارى ان ان�شدا‬ ‫بيت ج ��ل اهله يقر�ضون ال�شعر ويتعاطفون‬
‫لكنما عجز القري�ض عن املدى‬ ‫االدب فهو ان مل ي�صبه وابل منه فطل‪.‬‬
‫احممد ال�شهم الكمي النت يف‬ ‫كان رفيق �صباه يف ذلك العهد ال�سيد حممود‬
‫ح�سن الوفاء اجلم اف�ضل مقتدى‬ ‫احلبوبي اب ��ن اخي ال�شاع ��ر الفقيه املجتهد‬
‫كذبت من عد ال�صديق خرافة‬ ‫حمم ��د �سعيد احلبوبي وكان ��ت تعطفه عليه‬
‫واريتنا ان الذي قالوا �سدى‬ ‫ا�صرة الن�سب ووا�شج ��ة االدب اذ كانت بني‬
‫هذا فعالك ال يجوز ملنكر‬ ‫ال�س ��ادة �آل احلبوب ��ي وال ال�شبيب ��ي �صل ��ة‬
‫انكاره ابدا‪ ،‬جعلت لك الفدى‬ ‫رحم فال�سيد حممود احلبوبي ابن بنت عمة‬
‫رحم الله حممد ح�سني ال�شبيبي وطيب ثراه‬ ‫حمم ��د ح�سني ال�شبيبي وق ��د ا�شار ال�شبيبي‬
‫وجع ��ل جنة اخللد م ��اواه فوالله م ��ا خ�ساة‬ ‫اىل هذه العالقة احلميمة فقال‪" :‬وكان همنا‬
‫م ��كارم االخالق ب ��ه باقل من خ�س ��ارة االدب‬ ‫ان نلتقي يومي ��ا نت�سقط اخب ��ار املجاهدين‬
‫واهله‪.‬‬ ‫يف النج ��ف ونح ��اول ان نع�ث�ر عل ��ى ن�س ��خ‬
‫ال�شيخ حممد ر�ضا ال�شبيبي‬ ‫ال�شيخ حممد باقر ال�شبيبي‬
‫‪11‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬
‫‪10‬‬
‫بغ ��داد (احلدي ��ث م ��ا زال خللي ��ل ابراهيم) مدير بالمصادفة‬

‫اطباء االسنان في الموصل ايام زمان‬


‫* ملاذا اختاروك مديرا للدعاية؟‬
‫‪ -‬بامل�صادف ��ة ‪ ..‬فق ��د ذك ��رت اين كن ��ت اعمل‬
‫يف القاهرة ونقلت من خالل برقية (البا�شا)‬
‫كمدي ��ر ملكتبه باالعارة‪ ،‬ثم ع ��دت للخارجية‬
‫(اعتق ��د انه ��م يري ��دون مني ت�شكي ��ل وزارة‬
‫جدي ��دة و�ساعتذر لهم وعليك ان تعرف ذلك)‬
‫لك ��ن الذي حدث انه �شكل الوزارة وكتب يل‬
‫ر�سال ��ة ي�شكرين فيه ��ا على اخلدم ��ات التي‬ ‫لقاء اجراه الصحفي الراحل رشيد الرماحي‬
‫اول واخر حديث مع سكرتير حلف بغداد‬
‫ملدة يف �شعب ��ة االوراق ال�سرية‪ ،‬ثم فوجئت‬ ‫قدمتها له ويعر�ض علي ان ا�صبح �سكرتريا‬
‫معن عبد القادر آل زكريا‬
‫بنقل ��ي اىل مديري ��ة الدعاي ��ة العام ��ة بام ��ر‬
‫م ��ن ال�سعي ��د نف�س ��ه وامتثل ��ت لالم ��ر وكان‬
‫امامي امران ال ثال ��ث لهما‪ ،‬االول �سيطرتي‬
‫له‪ ،‬فاعت ��ذرت ب�سبب كوين طال ��ب دكتوراه‬
‫وارغ ��ب باكم ��ال درا�ست ��ي ف ��اذا بربقي ��ة‬
‫م�ستعجل ��ة ت�صلن ��ا م ��ن جمل� ��س ال ��وزراء‬
‫خليل ابراهيم‪ :‬تركت دراسة الدكتوراه الرافق السعيد حتى ايامه االخيرة!‬
‫(‪� 332‬سن ��ة رومي ��ة) ‪ ،‬و مار� ��س املهن ��ة‬ ‫على املديري ��ة ومعرفة واجبات ��ي بالتعاون‬ ‫ت�ضمن ��ت نقل ��ي اىل املجل� ��س والتاكيد على‬

‫ما سر البرقيات الكاذبة من سفارتنا‬


‫يف اجلي� ��ش العثم ��اين خ�ل�ال احل ��رب‬ ‫والتن�سي ��ق م ��ع موظفيه ��ا وق ��د حتق ��ق ذلك‬ ‫عودت ��ي ف ��ورا‪ .‬فامتثلت لالم ��ر وعملت يف‬
‫العاملي ��ة االوىل ‪ ،‬ثم �صار طبيبا لال�سنان‬ ‫فع�ل�ا خ�ل�ال ا�سب ��وع م ��ن ت�سنم ��ي من�صبي‬ ‫مكت ��ب رئي� ��س ال ��وزراء و�ص ��رت اع ��د ل ��ه‬
‫يف اربي ��ل يف ‪ 10‬مت ��وز ‪ ، 1919‬و يف‬ ‫اجلدي ��د‪ ،‬الث ��اين حت�س�ي�ن �ص ��ورة مديرية‬ ‫التقاري ��ر الت ��ي يريده ��ا واملعلوم ��ات الت ��ي‬
‫االول م ��ن �آب �سن ��ة ‪ 1920‬ع�ي�ن طبي ��ب‬ ‫الدعاي ��ة بالن�سبة للخارج م ��ن خالل توثيق‬ ‫يرغ ��ب االطالع عليها وكنت ا�صاحبه يف كل‬

‫في القاهرة؟‬
‫ا�سن ��ان خا� ��ص باجلي� ��ش االنكلي ��زي ‪.‬‬ ‫عالقت ��ي باالحزاب املعار�ض ��ة ويف مقدمتها‬ ‫�سفراته وجوالته!‬
‫و ظ ��ل ميار� ��س املهن ��ة حت ��ى تاريخ ‪31‬‬ ‫حزبا (اال�ستقالل) و(الوطني الدميقراطي)‬ ‫* قلت له‪ :‬يقال ان خليل ابراهيم ظل ي�ساير‬
‫كان ��ون الث ��اين ‪ ( 1947‬اخ ��ر تاري ��خ‬ ‫وجنح ��ت يف ذلك ع�ب�ر عالقت ��ي ال�شخ�صية‬ ‫نوري ال�سعيد حتى اخر حلظة؟ اجاب‪:‬‬
‫خا� ��ص مبمار�سة مهنة مركب ��ي اال�سنان‬ ‫باثن�ي�ن من اقطاب احلزب�ي�ن املذكورين هما‬ ‫‪ -‬ه ��ذا لي� ��س �صحيحا‪ ،‬واال�ص ��ح انني كنت‬
‫ح�صلنا عليه من م�صادره الر�سمية و هم‬ ‫فاي ��ق ال�سامرائي الذي اعرف ��ه منذ درا�ستي‬ ‫اناق�ش ��ه ويتقب ��ل البع� ��ض منه ��ا ويرف� ��ض‬
‫ميار�سون املهنة )‬ ‫الثانوي ��ة وح�سني جميل وكان زميل درا�سة‬ ‫البع� ��ض االخ ��ر‪ ،‬والب ��د هن ��ا من الق ��ول ان‬
‫‪ -10‬مرك ��ب اال�سن ��ان يو�سف ف ��دو – ‪3‬‬ ‫اي�ضا‪.‬‬ ‫معظم وزراء ال�سعيد – وهو كذلك ن�ش�أوا يف‬
‫�آذار ‪1924‬‬ ‫واذك ��ر ان كام ��ل اجلادرج ��ي ات�ص ��ل يوم ��ا‬ ‫تركيا وكل املعلومات التي كانوا ميتلكونها‬
‫‪ -11‬مرك ��ب اال�سن ��ان يعق ��وب بط ��ي –‬ ‫ليب ��ارك يل من�صب ��ي ف�شكرت ��ه ث ��م ق ��ال يل‬ ‫تع ��ود اىل عه ��د االمرباطوري ��ة العثماني ��ة‪،‬‬ ‫اذا اردت ان حتاور خليل ابراهيم (‪� 75‬سنة) �ش�ؤون الع ��راق الداخلي ��ة واخلارجية حتى اللقاء االول!‬
‫‪1937‬‬ ‫(اك ��و عندي ق�ضية موقوف ��ة عندكم) فطلبت‬ ‫وكانت كتابة ال�سعي ��د للعربية �ضعيفة لذلك‬ ‫وتوقع ��ت له ��ا الف�ش ��ل‪ ،‬لكن ��ي كن ��ت ابع ��ث‬ ‫من ��ه‪ ،‬الن املعلوم ��ات اللي عن ��دي كانت على‬
‫‪ -12‬مركب اال�سنان �سليم قندال‪1914 -‬‬ ‫معرفته ��ا ث ��م قل ��ت ل ��ه (ار�س ��ل واح ��دا غدا‬ ‫توليت اعداد التقارير له وكذلك املحا�ضرات‬ ‫برقي ��ات ه ��ي عك� ��س الواقع وق ��د اتفقت مع‬ ‫خالف ما يبعث به من برقيات)!‬ ‫* كي ��ف تعرفت على ن ��وري ال�سعيد؟‪ ...‬كان‬ ‫ان كان خ ��ارج احلكم‪ ،‬وقد احاطت االو�ساط‬ ‫مدير الدعاية املزمن حلكومات العهد امللكي‪،‬‬
‫‪ -13‬مرك ��ب اال�سن ��ان ن ��وري انط ��وان‬ ‫حنا جقما قجيان‬ ‫داود حنا‬ ‫والق�ضية منتهي ��ة)! فا�ستغرب ذلك وت�ساءل‬ ‫الت ��ي القاه ��ا يف م�ؤ�س�س ��ات عدي ��دة ومنها‬ ‫ع ��دد م ��ن ال�سا�س ��ة ال�سوري�ي�ن واللبناني�ي�ن‬ ‫وبعد �سح ��ب ال�شفرة توقعت عل ��ى االقل ان‬ ‫بداية حواري معه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ال�سيا�سي ��ة املعار�ضة حلكم ن ��وري ال�سعيد‪،‬‬ ‫وال�سكرتري ال�شخ�ص ��ي لنوري ال�سعيد على‬
‫ر�سام – ‪1928‬‬ ‫ه ��ل در�سته ��ا جيدا فاك ��دت عليه ثاني ��ة انها‬ ‫حما�ضرت ��ه يف كلي ��ة االركان العراقية التي‬ ‫املوجودين يف القاهرة على ذلك وه�ؤالء هم‬ ‫ينقلن ��ي م ��ن القاه ��رة اذا مل يف�صلن ��ي وكان‬ ‫‪ -‬كان ذل ��ك يف اعق ��اب ف�ش ��ل ث ��ورة ماي� ��س‬ ‫املرح ��وم خلي ��ل ابراهي ��م بهال ��ة �صورت ��ه‬ ‫مدى ربع قرن �سواء كان يف احلكم او خارج‬
‫‪ -14‬مرك ��ب اال�سن ��ان كام ��ل ك�س ��اب ‪2 -‬‬ ‫منتهي ��ة‪ ،‬وعرف ��ت بع ��د ذل ��ك ان رزم ��ة كتب‬ ‫�ص ��درت يف كت ��اب م�ؤخ ��را‪ ،‬وكتب ��ت اي�ضا‬ ‫ا�صال كانوا ا�صدقاء ال�سعيد وعملوا معا يف‬ ‫من حديث ��ه انه قر�أ برقيات ��ي وتقاريري قبل‬ ‫‪ ،1941‬يوم جاء نوري ال�سعيد اىل القاهرة‬ ‫بحج ��م اك�ب�ر بكث�ي�ر م ��ن حجم ��ه احلقيقي‪،‬‬ ‫ال�سلط ��ة‪ ،‬حت ��ى اختي ��اره �سكرت�ي�را ملكت ��ب‬
‫متوز ‪1928‬‬ ‫ار�سلت للجادرجي مل تتول مديرية الدعاية‬ ‫معظ ��م خطب ��ه وت�صريحات ��ه يف جمل�س ��ي‬ ‫الثورة العربي ��ة وبينهم ا�سعد داغر وعوين‬ ‫جميئه للعا�صمة امل�صرية!‬ ‫ب�صف ��ة خا�ص ��ة‪ ،‬وكن ��ت ا�شغ ��ل القن�صلي ��ة‬ ‫حتى ع ��ده البع�ض (من ذوي احلل والربط)‬ ‫حل ��ف بغداد الذي �سرق ��ت وثائقه يف اعقاب‬
‫‪ -15‬مرك ��ب اال�سن ��ان مطل ��وب رزق الله‬ ‫ت�سليمها له‪..‬‬ ‫النواب واالعيان!‬ ‫عب ��د الهادي وام�ي�ن الغ ��وري وواحد من ال‬ ‫* قاطعت ��ه‪ :‬وم ��ا �س ��ر ه ��ذه الربقي ��ات‬ ‫العراقية وا�ستع ��د للح�صول على الدكتوراه‬ ‫يف تدوي ��ر امور الب�ل�اد‪ ،‬يف حني انه مل يكن‬ ‫ث ��ورة ‪ 14‬متوز ‪ ،1958‬فالبد من ان نتوقف‬
‫مطلوب – ‪ 18‬كانون الثاين ‪1930‬‬ ‫كان بع� ��ض موظف ��ي الدائرة جهل ��ة فالكتاب‬ ‫احل�سين ��ي‪ ،‬وال اكتمك انه ��م ا�شاروا علي ان‬ ‫والتقارير؟‬ ‫وق ��د خرج ��ت ال�ستقبال ��ه يف املط ��ار ومع ��ي‬ ‫اكرث من موظ ��ف يح�سن ار�ض ��اء (املا فوق)‬ ‫مع ��ه عند ثالث حمطات يعت ��ز بها ويتذكرها‬
‫‪ -16‬مرك ��ب اال�سن ��ان ف� ��ؤاد �سليم ��ان‬ ‫ال يدف ��ن وم ��ن ح ��ق كل ق ��ارئ ان يق ��ر�أه او‬ ‫امتحان امام الملك!‬ ‫اكت ��ب ان ال�شعب امل�صري ي�ؤي ��د الثورة الن‬ ‫اجاب‪:‬‬ ‫كان ال�شري ��ف راكان ب ��ن نا�ص ��ر خ ��ال املل ��ك‬ ‫كما يقول ��ون! ومع ذلك ف ��ان خلليل ابراهيم‬ ‫بتفا�صيلها ال�صغرية والكبرية قبل ان ينتقل‬
‫عجمايا – ‪ 2‬ت�شرين االول ‪ - 1933‬اول‬ ‫يقتنيه‪ ،‬وكان بامكان اجلادرجي ان يح�صل‬ ‫* قل ��ت خللي ��ل ابراهي ��م‪ ..‬ذك ��رت يف بداية‬ ‫املعرك ��ة الت ��ي دارت بني الع ��راق وبريطانيا‬ ‫‪ -‬مل ��ا اندلع ��ت ث ��ورة ماي� ��س كان الب ��د م ��ن‬ ‫غ ��ازي واح ��د العامل�ي�ن يف ال�سف ��ارة‪ ،‬وم ��ا‬ ‫ب�صمات ومواقف وذكري ��ات ال تن�سى اهلته‬ ‫اىل رح ��اب الله قبل ا�سابي ��ع‪ ،‬وهو يديل يل‬
‫ما افتتح حمله يف �شارع باب اجلديد‬ ‫عل ��ى الرزمة بطرق ��ه اخلا�ص ��ة لكني قطعت‬ ‫ح ��واري مع ��ك ان ن ��وري ال�سعي ��د اخت ��ارك‬ ‫هي معركة عربية �ضد غزو اجنبي‪.‬‬ ‫ان اكت ��ب اىل وزارة اخلارجي ��ة تقاري ��ر‬ ‫ان ن ��زل ال�سعي ��د من طائرت ��ه اخلا�صة حتى‬ ‫الن يك ��ون كفءا ونزيه ��ا يف ادارة املنا�صب‬ ‫ب ��اول واخ ��ر حدي ��ث من ��ذ اثنت�ي�ن وثالثني‬
‫‪ -17‬مركب اال�سنان يو�سف عبد امل�سيح‬ ‫علي ��ه الطريق‪ ،‬وبعد اربعة اي ��ام من ت�سلمه‬ ‫يف القاه ��رة ونقل ��ك اىل بغ ��داد ورافقته يف‬ ‫وبرقي ��ات ع ��ن ردود الفع ��ل يف ال�ش ��ارع‬ ‫�صافحن ��اه‪ ،‬وكان اول �س� ��ؤال طرح ��ه عل ��ى‬ ‫الت ��ي �شغله ��ا بحيث ان حمكم ��ة املهداوي مل‬ ‫�سن ��ة على انتهاء العهد امللك ��ي وبداية العهد‬
‫باك – ‪ 24‬ني�سان ‪1933‬‬ ‫الرزم ��ة ات�ص ��ل بي ح�س�ي�ن جمي ��ل ليبلغني‬ ‫�سفراته‪ ،‬ه ��ل تتذكر حادثا م ��ا وقع لك معه؟‬ ‫وليمة عشاء ازالت سوء الفهم!‬ ‫امل�ص ��ري واحلكوم ��ة امل�صري ��ة‪ ،‬واع�ت�رف‬ ‫املرحوم راك ��ن (عندك �شف ��رة ال�سفارة) فرد‬ ‫ت�ستطع ادانته‪ ،‬ومل توقع عليه اية عقوبة من‬ ‫اجلمهوري‪.‬‬
‫‪ -18‬مرك ��ب اال�سن ��ان عبد االح ��د بهنام‬ ‫(هاي �شنو اجلادرج ��ي هواية ميدحك‪ ،‬هذا‬ ‫اجاب‪:‬‬ ‫* ماذا حدث بعد ذلك؟‬ ‫االن ان حكوم ��ة م�ص ��ر كان ��ت �ض ��د الث ��ورة‬ ‫علي ��ه (ال عن ��د خلي ��ل) فقال بح ��دة (اخذوها‬ ‫العقوبات التي حكمت بها على االخرين!‬
‫عقراوي – املو�صل‬ ‫ميح ��ب اح ��د مدكل ��ي ان ��ت �ش�سوتل ��ه) قلت‬ ‫‪ -‬نع ��م ولن ان�ساه‪ ،‬فقد ا�صطحبني (البا�شا)‬ ‫‪ -‬ال ��ذي ح ��دث انن ��ي حتركت �سريع ��ا الزالة‬ ‫موظف يرضى (الما فوق)!‬
‫‪ -19‬مرك ��ب اال�سنان �صبيح �ساعور ‪8 -‬‬ ‫ل ��ه اب ��و عل ��ي (يق�ص ��د ح�سني جمي ��ل) (اين‬ ‫م ��رة يف زي ��ارة خا�ص ��ة ل�سوري ��ة واالردن‬ ‫�س ��وء الفه ��م ال ��ذي ح ��دث وحتدث ��ت م ��ع‬ ‫* ح�ي�ن قابلت ��ه يف دار اح ��د اقارب ��ه ي ��وم‬
‫�آب ‪1925‬‬ ‫�سوي ��ت الل ��ي عل ��ي ومل اجت ��اوز القان ��ون‬ ‫واذك ��ر ان امللك عبد الل ��ه‪ ،‬وكان ورعا وتقيا‬ ‫ا�صدق ��اء ال�سعيد حول املو�ض ��وع فقالوا يل‬ ‫‪ ،1990/7/13‬مل اك ��ن ادري ان ��ه �سي ��ديل‬
‫‪ -20‬مرك ��ب اال�سن ��ان حن ��ا ن�ص ��ري‬ ‫اكرام ��ا ل ��ه‪ ،‬لكن ��ي عاملت ��ه كرئي� ��س ح ��زب‬ ‫وم ��ن املثقف�ي�ن ثقاف ��ة عالي ��ة ينظ ��م ال�شع ��ر‬ ‫(اترك ��ه علينا) وما ان قابل ��وه بال�سالم عليه‬ ‫باخ ��ر حدي ��ث ل ��ه ال�سيم ��ا ان ��ه كان يتمت ��ع‬
‫قوجمي ��ان – ده ��وك – با�ش ��ر يف ‪� 4‬آب‬ ‫مناه� ��ض لل�سلط ��ة ورج ��ل �سيا�س ��ة ونائب‬ ‫العرب ��ي بالعربي والرتكي ق ��د ا�ستقبلنا يف‬ ‫حتى تط ��رق احلديث اىل الربقي ��ات الكاذبة‬ ‫ب�صح ��ة وعافي ��ة واناقة مل تفارق ��ه منذ زمن‬
‫‪1930‬‬ ‫احلاج حمد يون�س‬ ‫حبيب توما‬ ‫ووزي ��ر)‪ .‬ث ��م ات�ص ��ل اجلادرج ��ي ثاني ��ة‬ ‫ديوان ��ه فلفت نظ ��ره ‪� ..‬س ��ال (البا�شا) (هذا‬ ‫التي كن ��ت اكتبها بتحري�ض منه ��م‪ ،‬فجاءوا‬ ‫الوظيف ��ة حتى تركه ��ا وودعه ��ا بانتهاء عهد‬
‫‪ -21‬مركب اال�سن ��ان عبدالله اغا علي –‬ ‫يف هذا التوثيق املوجز بع�ض ماح�صلنا‬ ‫�سنوات بعيدات خلت‬ ‫ٍ‬ ‫وذات يوم من ايام‬ ‫ف�شك ��رين طالب ��ا زيارت ��ي فرحب ��ت به ��ا بعد‬ ‫منو ال�ش ��اب) رد عليه‪( :‬ه ��ذا خليل ابراهيم‬ ‫عل ��ي وافهم ��وه ان ال�سف ��ارة العراقية قامت‬ ‫وبداية اخر‪ ..‬لكن خليل ابراهيم‪ ،‬وقد تركته‬
‫زاخو – با�شر يف ‪� 3‬شباط ‪1931‬‬ ‫عليه م ��ن معلومات ع ��ن مركبي اال�سنان‬ ‫‪ ،‬كان هن ��اك م ��ن اهلن ��ا ُ�ص ُح ��ب �شحذوا‬ ‫ان افهمت ��ه انن ��ي عل ��ى ا�ستع ��داد لزيارت ��ه‬ ‫خري ��ج اجلامعة امل�صرية‪ ،‬اريد اطلعه وياي‬ ‫بواجبه ��ا‪ ،‬وعل ��ى م ��ا يب ��دو فان ��ه اقتنع اىل‬ ‫ينتقي م ��ا يريد احلديث عن ��ه ويرتك الباقي‬
‫‪ -22‬مركب اال�سن ��ان �سليم مو�شي ك َباي‬ ‫يف املو�ص ��ل ……‪ .‬الذي ��ن كان ��وا‬ ‫الهم ��م و نهلوا م ��ن العلم بع�ض ��ه �أو ُج ّل‬ ‫لكن ��ه رف�ض ذل ��ك وزارين يف دائرتي وكنت‬ ‫حت ��ى يتدرب‪ ،‬واذا تري ��د متتحنة امتحنه)‪،‬‬ ‫ح ��د بعي ��د! و�سم ��ع كل املعني�ي�ن بال�سيا�س ��ة‬ ‫رمب ��ا للتاريخ‪ ،‬اختار بنف�س ��ه ثالث حمطات‬
‫– مو�سوي الديانة – عمل يف زاخو منذ‬ ‫يف ي ��وم م ��ا ا�سي ��اد املوق ��ف و مطعموا‬ ‫‪ ،‬ي ��وم كان ��ت االقوام ( نيام ني ��ام) ‪ ،‬يوم‬ ‫با�ستقباله عند الباب فقال يل (ا�شكرك‪ .‬هذه‬ ‫ف�صع ��د ال ��دم اىل را�س ��ي الين كن ��ت اع ��رف‬ ‫ان ن ��وري (با�شا) و�ص ��ل القاهرة وابدى كل‬ ‫م ��ن حيات ��ه ال�سيا�سية تبدو اث�ي�رة لديه‪ ،‬بل‬
‫�سنة ‪1931‬‬ ‫اجلي ��اع ……‪ .‬الذي ��ن ال �أ�سن ��ان له ��م‬ ‫طغ ��ت في ��ه ح ��رب عاملي ��ة اوىل ‪ ،‬احرقت‬ ‫اول م ��رة ازور دائرة الدعاية وا�سمع اخبار‬ ‫عادة املل ��ك يف امتحان ال�شباب الذين يلتقي‬ ‫واحد منهم رغبته يف التعرف وال�سالم عليه‬ ‫رمبا تعفيه مما ن�سب اليه‪ :‬اولها يوم تعرف‬
‫‪ -23‬مرك ��ب اال�سن ��ان حبي ��ب توم ��ا –‬ ‫………!!‬ ‫زرع ًا و ايب�ست �ضرع ًا ‪ ،‬و طالت بق�سوتها‬ ‫زينة) فرددت عليه (بيك اين موظف حكومة‬ ‫به ��م بتوجي ��ه ا�سئل ��ة حمرجة له ��م لالجابة‬ ‫وكذل ��ك طل ��ب ا�ساتذتي ان تتهي ��ا لهم فر�صة‬ ‫على نوري ل�سعي ��د يف القاهرة وكان ي�شغل‬
‫مرك ��ب ا�سن ��ان يف �سنجار – ح�صل على‬ ‫فرحمة لأولئك املجهول�ي�ن املعلومني ‪ ،‬و‬ ‫ثالثة ارباع �سطح املعمورة ……‪ ..‬و‬ ‫وي�س ��رين ا�ستقبالك ان ��ت وجماعتك يف اي‬ ‫عليه ��ا‪ ،‬فاذا اجت ��ازوا االمتحان مدحهم وان‬ ‫مماثلة‪ ،‬وانتهزت يوما وجوده يف ال�سفارة‬ ‫قن�صلي ��ة الع ��راق هن ��اك‪ .‬ويوا�ص ��ل درا�سة‬
‫االج ��ازة �سن ��ة ‪ ، 1931‬و مار� ��س املهن ��ة‬ ‫م�ب�رة لهم …… و ليقوموا من رقدتهم‬ ‫نحن يف بالد الع ��رب ا�صابنا من رذاذها‬ ‫وقت النكم تخدمون هذا الوطن)‪.‬‬ ‫كان العك�س �صرفه ��م بطريقة م�ؤدبة‪ ،‬وكنت‬ ‫فقلت له‪:‬‬ ‫الدكت ��وراه �سنة ‪ 1941‬ف�سح ��ب منه (�شفرة‬
‫حل�سابه اخلا� ��ص يف القو�ش لغاية �سنة‬ ‫فرحني و هم يرون ما �آلت اليه حال مهنة‬ ‫ما ا�ص ��اب ‪ ،‬و تحّ م� � َل اجدادن ��ا و �آبا�ؤنا‬ ‫انتظر �س�ؤال املل ��ك وانا احاول �شحذ ذهني‬ ‫‪ -‬با�شا اكو جماعة يريدون ال�سالم عليك‪.‬‬ ‫ال�سف ��ارة) الن تقاري ��ره الت ��ي كان يبعثه ��ا‬
‫‪ ، 1936‬ث ��م عمل يف مرك ��ز لواء املو�صل‬ ‫تركيب اال�سنان يف فاحتة القرن احلادي‬ ‫�شيئا لي�س بي�سري ………‪..‬‬ ‫مل ��ا �سيحدث‪ ..‬قلت جلاللته‪ :‬تف�ضل �سيدي‪..‬‬ ‫* فرد‪ :‬اهال بهم‪.‬‬ ‫اىل وزارة اخلارجي ��ة غ�ي�ر دقيق ��ة – وه ��و‬
‫لغاية �سنة ‪ . 1941‬نقل �إىل �سنجار �سنة‬ ‫و الع�شرين ‪.‬‬ ‫ف�سعد ًا لهم اولئك الذين �شاخوا بهاماتهم‬ ‫ال مصروفات سرية!‬ ‫ق ��ال ما ه ��و ر�أي ��ك باالح ��زاب واالنتخابات‬ ‫* قل ��ت له‪ :‬ان ��ا اق�ت�رح دعوتهم عل ��ى وليمة‬ ‫خط ��ا دبلوما�سي ركز علي ��ه ال�سعيد – وبعد‬
‫‪ 1941‬حت ��ى �سن ��ة ‪ ، 1946‬ث ��م عمل يف‬ ‫‪ -1‬مركب اال�سنان احلاج حمد يون�س –‬ ‫‪ ،‬ف�سج ��ل له ��م (موث ��ق اح ��داث التاريخ‬ ‫* وبالن�سبة حلزب اال�ستقالل؟‬ ‫النيابي ��ة يف الب�ل�اد العربية؟ اجبت ��ه (احنا‬ ‫ع�شاء �صغرية ندعو فيه ��ا ال�سا�سة وا�ساتذة‬ ‫تزكيته م ��ن قبل الالجئني الع ��رب وا�صدقاء‬
‫م�صلحة ال�صحة يف �سنجار منذ ‪1946‬‬ ‫‪� 8‬شباط ‪1926‬‬ ‫العج ��وز) انهم ي ��وم خط ��وا اول خطوة‬ ‫‪ -‬كم ��ا قل ��ت ل ��ك كان فاي ��ق ال�سامرائ ��ي‬ ‫جم ��رد نقل ��د االخري ��ن يف ه ��ذا املج ��ال فلم‬ ‫اجلامع ��ة‪ ،‬فقال (رت ��ب كل �شيء) وقد فرحت‬ ‫ال�سعي ��د عفا عن ��ه ف�صار �سكرت�ي�را �شخ�صيا‬
‫‪ -24‬مرك ��ب الأ�سن ��ان �سعي ��د �إ�سح ��اق‬ ‫‪ -2‬مرك ��ب اال�سنان من�ص ��ور بوجنقيان‬ ‫يف رحل ��ة االل ��ف ميل ‪ ،‬كان ��ت خطواتهم‬ ‫�صديق ��ي وكذل ��ك قا�س ��م حم ��ودي وكن ��ت‬ ‫ن�ص ��ل بعد درج ��ة الن�ضج كي نعم ��ل احزابا‬ ‫ج ��دا لذلك وحددن ��ا املوعد يف ن ��ادي (كلوب‬ ‫نوري ال�سعيد‬
‫له �س ��واء كان يف احلكم او خارجه‪ ،‬وثانيها‬
‫احل�ص ��ان – عم ��ل يف املو�ص ��ل و �سج ��ل‬
‫َ‬ ‫– ‪ 29‬ماي�س ‪1934‬‬ ‫تلك خطوات جريئة و �شجاعة ‪ ،‬يوم كان‬ ‫ات�ص ��ل بهم ��ا دائما فاطل ��ب من (اب ��و نزار)‬ ‫ونقيم جمال�س نيابية)‪ .‬وكان نوري (با�شا)‬ ‫حمم ��د عل ��ي) ال ��ذي كان يوم ��ذاك م ��ن اكرب‬ ‫– ث ��اين املحطات – عندما عني قن�صال يف‬
‫اجازته مبوج ��ب كتاب مديري ��ة ال�صحة‬ ‫‪ -3‬مركب اال�سنان �سليمان من�صور براز‬ ‫ال ��درب يغلفه �ضباب احم ��ر ‪ ،‬و يكت�سحه‬ ‫(يق�ص ��د ال�سامرائ ��ي) الرتي ��ث يف الكتاب ��ة‬ ‫ينظ ��ر ايل وينتظ ��ر جوابي الن ��ه �سيتحمل‬ ‫نوادي القاهرة وكن ��ت يف ا�ستقبالهم‪ ،‬وعند‬ ‫لندن فا�ستقب ��ل عبد الكرمي قا�س ��م الذي كان‬
‫العام ��ة املرق ��م ‪ 21441‬يف ‪ 23‬كان ��ون‬ ‫– ‪1905‬‬ ‫الط ��وز العج ��اج …‪ ..‬فحم ��ل كل واحد‬ ‫ع ��ن املو�ض ��وع الفالين الن ��ه يحرجني امام‬ ‫م�س�ؤوليت ��ي اذا ف�شل ��ت الن ��ه مل يخ�ت�ر‬ ‫تناوله ��م الع�شاء والتحدث مع ��ه ا�شادوا بي‬ ‫موف ��دا �ضمن بعثة ع�سكري ��ة‪ ،‬ف�سهل له امره‬
‫االول ‪1947‬‬ ‫‪ -4‬مرك ��ب اال�سن ��ان من�ي�ر عبدالل ��ه –‬ ‫منهم بي ��ده فانو�س� � ًا �شاحب ًا يري ��د به ان‬ ‫رئي�س ال ��وزراء وغالبا ما كان ي�ستجيب يل‬ ‫ال�شخ�ص املنا�سب!‬ ‫كث�ي�را حت ��ى ان ا�ساتذت ��ي قال ��وا ل ��ه (با�شا‬ ‫هناك لكن االخري يوم �ص ��ار رئي�سا للوزراء‬
‫‪ -25‬مرك ��ب الأ�سنان �سليمان دا�ؤود حنا‬ ‫‪1936‬‬ ‫يقه ��ر الظ�ل�ام ‪ ،‬و ي�ضم ��د اجلراح ��ات ‪،‬‬ ‫وهو بنظري اك�ث�ر اع�ضاء حزب اال�ستقالل‬ ‫* قال يل امللك (يقول خليل) �س�ؤال �آخر؟‬ ‫نح ��ن نفتخر بخليل‪ ،‬وان �شاء الله �سيح�صل‬ ‫انق ��ذه من حب ��ل امله ��داوي وحمكمت ��ه قائال‬
‫الرج ��ل ( وه ��و �شقي ��ق مرك ��ب اال�سنان‬ ‫‪ -5‬مرك ��ب اال�سن ��ان مارديرو� ��س‬ ‫يعال ��ج انا�س� � ًا ع�صره ��م االمل وهده ��م‬ ‫التزاما‪ ،‬اما رئي�س احلزب ال�شيخ مهدي كبة‬ ‫‪ -‬اجبته ‪ ..‬تف�ضل �سيدي‬ ‫على الدرجة الدرا�سي ��ة التي يريدها) وكنت‬ ‫ل ��ه (اعتقلت ��ك الين كن ��ت اريد حمايت ��ك) اما‬
‫غري ��ب دا�ؤود حن ��ا الرج ��ل) ‪ .‬با�ش ��ر‬ ‫بدرو�سيان – ‪� 4‬شباط ‪1925‬‬ ‫ال�سق ��م‪ ،‬و عاث ��ت به ��م االمرا�ض……‬ ‫ف ��كان ين�صاع ل�صدي ��ق �شن�ش ��ل وهو االخر‬ ‫* ق ��ال م ��ن ه ��و ا�صل ��ح رئي� ��س وزراء يف‬ ‫ا�س�ت�رق ال�سم ��ع واح ��اول فهم ال�ص ��دى عند‬ ‫الثالث ��ة فيوم اخت�ي�ر �سكرت�ي�را ملكتب حلف‬
‫املهن ��ة منذ �سن ��ة ‪ . 1926‬خدم يف اربيل‬ ‫‪ -6‬مركب اال�سنان نعوم باك – ‪ 5‬ماي�س‬ ‫و مابعي ��دة عن ��ا حكاي ��ات قدمي ��ات ع ��ن‬ ‫اعرفه من الثانوية!‬ ‫العراق؟‬ ‫(البا�ش ��ا) وبانته ��اء هذه الدع ��وة ازيلت كل‬ ‫بغ ��داد – يف بغ ��داد – ف�صح ��ا �صبيح ��ة ‪14‬‬
‫مبوج ��ب كت ��اب مديرية ال�صح ��ة العامة‬ ‫‪ – 1928‬وه ��و �شقيق امل�ص ��ور العراقي‬ ‫اي ��ام حالقات‪.....‬ي ��وم بد�أ في ��ه االن�سان‬ ‫* م ��ا التغي�ي�ر ال ��ذي احدثت ��ه يف جه ��از‬ ‫‪� -‬سكت ومل اجب!‬ ‫العقبات م ��ن امامي و�شع ��رت انني �ساحقق‬ ‫مت ��وز‪ ،‬وهو يف طريق ��ه اىل املعتقل‪ ،‬ليفاج�أ‬
‫ذي الرقم ‪ 20137‬و امل�ؤرخ يف ‪ 9‬كانون‬ ‫امل�شه ��ور حازم باك ( من اقدم امل�صورين‬ ‫يط ّب � ُ�ب ا�سنان ��ه (ي ��وم كانت ل ��ه ا�سنان)‬ ‫الدعاية؟‬ ‫* فظ ��ل ينظ ��ر ايل بتمع ��ن‪ ،‬ث ��م التف ��ت اىل‬ ‫حلمي يف احل�صول على الدكتوراه وبقائي‬ ‫ب ��ان وثائق حلف اال�ستعمار ق ��د انتقلت اىل‬
‫االول ‪ . 1947‬با�ش ��ر املهن ��ة يف املو�صل‬ ‫و ا�صحاب ا�ستوديوه ��ات الت�صوير يف‬ ‫عند اول مطبب يف باكورة فجر التاريخ‬ ‫‪ -‬عمل ��ت بحدود املعق ��ول ووف ��ق امكاناتنا‬ ‫ال�سعيد قائال (ي ��ا با�شا هذا من خرية �شباب‬ ‫يف القاه ��رة‪ ،‬وه ��ذا م ��ا كان مق ��ررا وب ��د�أت‬ ‫عا�صمة عربية!‬
‫يف ‪ 19‬كان ��ون االول ‪ ، 1947‬و افتت ��ح‬ ‫بغداد )‬ ‫……‪ ..‬ي ��وم ربط ��وا ال�ضر�س بكورة‬ ‫املادية التي مل تتجاوز اكرث من ثمانني الف‬ ‫الع ��راق اعتز بي ��ه) وكان من ع ��ادة امللك ان‬ ‫برتتي ��ب مواعيده واع ��داد تقارير �صحيحة‬ ‫* لكن ال�س�ؤال الذي يطرح نف�سه‪ ..‬الي�س من‬
‫جمله يف �شارع ال�سعدون ‪.‬‬ ‫‪ -7‬مرك ��ب اال�سن ��ان اوني ��ك حن ��ا‬ ‫الب ��اب‪ ،‬و قي ��ل للب ��اب ان ان�صف ��ق عل ��ى‬ ‫دينار!‬ ‫يرتك ديوانه كل ربع �ساعة لي�سمح ل�ضيوفه‬ ‫هذه املرة وب�شكل متق ��ن‪ ،‬وكان ي�ست�شريين‬ ‫حق قاريء الي ��وم ان يتعرف على واحد من‬
‫‪ -26‬مرك ��ب الأ�سن ��ان عب ��د الل ��ه ح�سني‬ ‫جقماقجيان – ‪ 30‬ايلول ‪1930‬‬ ‫م�صراعي ��ك ……‪.‬فان�صفق ��ا ……‬ ‫* ه ��ل ب�ضمنه ��ا امل�صروف ��ات الت ��ي تدف ��ع‬ ‫بالتدخني ان رغبوا او �شرب املاء‪ ،‬وملا خرج‬ ‫يف بع� ��ض امور م�ص ��ر ال�سيا�سية باعتباري‬ ‫رموز االم�س فمن هو خليل ابراهيم؟‬
‫العبي ��دي ‪ -‬مار�س املهنة منذ �سنة ‪1934‬‬ ‫‪ -8‬مرك ��ب اال�سن ��ان �سعي ��د مطل ��وب –‬ ‫�ر ل � ّ�ب املعالج و املعال ��ج …… و‬ ‫ليط�ي َ‬ ‫لل�صحف واملجالت اخلارجية؟‬ ‫م ��ن جمل�سه اقرتب مني ن ��وري قائال (منني‬ ‫اع ��رف البل ��د حت ��ى ا�ستدع ��ت بغ ��داد نوري‬ ‫‪ -‬ميك ��ن الق ��ول ع ��ن الرج ��ل ان ��ه جن ��ح يف‬
‫يف ل ��واء املو�ص ��ل ‪ ،‬ثم انتق ��ل للعمل يف‬ ‫‪1924‬‬ ‫�رط قل � ُ�ب عن�ت�رة العب�سي م ��ن االمل‬ ‫ينف � َ‬ ‫‪ -‬لي�س ��ت لدي م�صروف ��ات �سري ��ة‪ ،‬امنا كنا‬ ‫انت تع ��رف هذا ر�أي امللك عب ��د الله) اجبته‬ ‫ال�سعيد!‪.‬‬ ‫ا�شغ ��ال وظيفته كمدير للدعاي ��ة العام طوال‬
‫حمل خا� ��ص به يف مدين ��ة الفلوجة منذ‬ ‫‪ -9‬مرك ��ب اال�سن ��ان غري ��ب دا�ؤود حن ��ا‬ ‫………ف ��كان اول بكاء يف التاريخ‬ ‫ندفع ا�شرتاكات لعدد من ال�صحف واملجالت‬ ‫( والل ��ه با�ش ��ا ما اع ��رف‪ ،‬لك ��ن احلقيقة هذا‬ ‫ال�سنوات االخرية من العهد امللكي التي كان‬
‫�سنة ‪. 1942‬‬ ‫الرج ��ل – ح�ص ��ل عل ��ى اج ��ازة ممار�سة‬ ‫امل�سجل‪!..‬‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬اما امل�صروفات الت ��ي تعنيها فهي‬ ‫ر�أي ��ي) قال يل‪ :‬وملاذا مل تذكر من هو ا�صلح‬ ‫يت�سنم فيه ��ا نوري ال�سعي ��د رئا�سة الوزراء‬
‫‪ -27‬طبيب الأ�سنان �سعيد غريب‬ ‫مهن ��ة تركي ��ب اال�سنان من ��ذ �سنة ‪1912‬‬ ‫ولك ��ي ن�سمي اال�شياء با�سمائها ‪ ،‬ن�سجل‬ ‫من �صالحية جمل�س الوزراء‪.‬‬ ‫رئي�س وزراء ؟ قل ��ت‪ :‬ال ا�ستطيع الن نوري‬ ‫صرت سكرتيرا له!‬ ‫ب�ص ��ورة مبا�ش ��رة او غ�ي�ر مبا�ش ��رة‪ ،‬الن‬
‫با�شا كاعد؟‬ ‫* ق ��ال يل (البا�شا) وه ��و ي�ستعد للعودة اىل‬ ‫ال�سعيد كان – يف الواقع – يدير الكثري من‬
‫ج‪ .‬الجمهورية ‪/25‬ك‪1990/1‬‬ ‫نوري ال�سعيد‬ ‫كامل اجلادرجي‬
‫‪13‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬
‫‪12‬‬

‫البدايات الطريفة لحركة المسرح في العراق‬


‫اجلوع يف رم�ضان‪.‬‬
‫ال�ص ��رة االوىل هي �صرة م ��ن النقود كان‬
‫االزواج يقدمونها لن�سائهم‪ ،‬لكي يعطينها‬
‫ب�سرتة للن�ساء املعوزات – هي امر�أة اىل‬
‫امر�أة بدون معرفة الرجال‪.‬‬
‫بغداد في ذاكرة الصحفي اليهودي منشي زعرور‬
‫ال�ص ��رة الثاني ��ة ه ��ي نق ��ود كان الرج ��ال‬
‫يوزعونه ��ا عل ��ى اوالد احل ��ارة الفق ��راء‬ ‫ا�ضطررت اىل االذعان‪ ،‬عدت اىل �صاحب‬ ‫جميدي ��ات ون�ص ��ف لت�سدي ��د البائنة‪ .‬ان‬ ‫ب ��ل اعن ��ي عامل ��ا خا�صا به ��م‪ ،‬ل ��ه �شرائعه‬ ‫قامة او اكرث‪ ،‬وكانت احليوانات الداجنة‬ ‫من�شي زعرور – املكنى �أبا ابراهيم – كان‬
‫�صب ��اح كل جمع ��ة اذ قال ��وا‪ :‬ه ��ذا الول ��د‬ ‫الر�سال ��ة واجلرخج ��ي مع ��ي‪ ،‬ف�شه ��د يل‬ ‫م ��ن واجب حين ��ا ان يفي به ��ذه احلاجة‪،‬‬ ‫واحكامه وتقاليده وخماطره وبطوالته‪،‬‬ ‫تنتق ��ل من �ساح ��ة اىل اخرى وتخرج اىل‬ ‫�صحفي ��ا ذا قدميه تناه ��ز اخلم�سني �سنة‪،‬‬
‫ساهرة يعقوب‬ ‫يخ ��رج اىل اتراب ��ه ويف جيب ��ه نق ��ود‬ ‫باين مل ار مندوحة من ك�شف ما او�صاين‬ ‫وهذا ندائي اليكم‪ ،‬وقال ذلك وتربع بربع‬ ‫وق ��د در�ستها يف حينه وبو�سعي ان ا�ضع‬ ‫ال�شارع‪ ،‬وعند امل�ساء تتفقد كل ربة بيت ما‬ ‫منه خم�سة وثالثون يف ل�صحف العربية‬
‫للحل ��وى ولألعاب رم�ضان‪ ،‬وذلك ال ؟ هذا‬ ‫بكتمانه‪ ،‬اعذرين و�صرفني مطريا‪ .‬وبعد‬ ‫املجيدي‪.‬‬ ‫كتابا خا�صا)‪.‬‬ ‫لها من دواجن‪ ،‬فاذا افتقدت احداهن عنزا‬ ‫يف بغداد‪ ،‬واقيها يف ال�صحف والن�شرات‬
‫يقدمه ��ا طلبة املدار�س يف نط ��اق الن�شاط‬ ‫"يف فرق ��ة فاطم ��ة ر�ش ��دي ا�سته ��وت‬ ‫بع�ض ��ا يرت ��اد امل�سرح مت�شي ًا م ��ع املو�ضة‬ ‫ال يجوز‪.‬‬ ‫ن�ص ��ف �ساعة‪ ،‬رايت ال�شيخني وقد خرجا‬ ‫للحال جتم ��ع خم�س جميدي ��ات ون�صف‪،‬‬ ‫والظاه ��ر ان امرا م ��ا قد احرج ��ه وايقظ‬ ‫او دجاجة‪ ،‬ت�أتيني فتقول‪ :‬يا مال من�شي‪،‬‬ ‫العربي ��ة‪ .‬ثم يف جريدة "اليوم"‪ ،‬ا�سلوبه‬
‫املدر�سي املحدود حينئذ‪.‬‬ ‫النا� ��س يف ايامن ��ا �شخ�صي ��ة كوميدي ��ة‬ ‫يف ه ��ذه االي ��ام‪ ،‬كم ��ا يعتق ��د‪ ،‬والبع� ��ض‬ ‫ق ��ل يل ي ��ا اب ��ا ابراهيم – ادركت ��ه قبل ان‬ ‫يحم�ل�ان الفان ��ون وقبلتهما حانوت حمد‬ ‫وللح ��ال توج ��ه حم ��د اىل اجلرخج ��ي‬ ‫�ضم�ي�ره‪ ،‬فت ��اب اىل رب ��ه وا�صب ��ح ورعا‬ ‫�ضاع ��ت دجاجت ��ي احلم ��راء‪ ،‬حينئذ كنت‬ ‫يف الكتاب ��ة اندفاع ��ي بلي ��غ وج ��ريء‪،‬‬
‫واول فرق ��ة م�سرحي ��ة ب�شكله ��ا املع ��روف‬ ‫با�س ��م "ك�شك�ش بيك" فيه ��ا �سخرية الذعة‬ ‫االخر ي ��رى فيه و�سيلة ا�ضافي ��ة لتم�ضية‬ ‫يب ��د�أ بحدي ��ث اخ ��ر – ه ��ل كن ��ت ت�شارك‬ ‫التتنجي ليقدما له �شكرهما اجلزيل على‬ ‫خما� ��س الكويل ��ي (حار�س احل ��ي) وقال‬ ‫يتحا�شى املنك ��رات‪ ،‬ا�صبحت ال�سرقة يف‬ ‫اخرج اىل ال�شارع وا�صوت كعادتهم‪" :‬يا‬ ‫كا�سلوبه يف الكالم واال�ستجابة‪.‬‬
‫ت�شكلت هي الفرق ��ة العربية للتمثيل التي‬ ‫م ��ن االقطاعي�ي�ن امل�صري�ي�ن الذي ��ن كان ��و‬ ‫ال�سه ��رات وط ��رد ال�ضج ��ر‪ ،‬فيم ��ا ي�ؤم ��ن‬ ‫اوالد حي بن ��ي �سعيد العابهم عندما كنت‬ ‫ما انعم به عليهما‪..‬‬ ‫ل ��ه‪ :‬ناد يل ابن ��ي من�شي‪ ،‬وجدت ��ه جال�سا‬ ‫نظره ذنبا ال يغتفر‪ ،‬وعندما كانت تتف�شى‬ ‫�سامع�ي�ن ال�صوت‪ ،‬اولكم حمم ��د وتاليكم‬ ‫فت ��ح اب ��و ابراهي ��م ناف ��ذة اىل الع ��امل‬
‫كان لال�ست ��اذ حق ��ي ال�شبل ��ي اليد الطوىل‬ ‫يق�ص ��دون القاه ��رة ويب ��ذرون امواله ��م‬ ‫اخرون بامل�س ��رح كو�سيلة تثقيفية ومنرب‬ ‫�صغريا؟‪.‬‬ ‫وا�ضاف ابو ابراهيم‪:‬‬ ‫يف حانوته‪ ،‬فناداين اليه وقال‪ :‬كذا وكذا‬ ‫ال�سرق ��ات يف بغ ��داد بحي ��ث ي�ستع�ص ��ي‬ ‫عل ��ي اللق ��ا جاج ��ة حم ��را ويغيبه ��ا‪ ،‬يغبا‬ ‫اال�سالم ��ي الذي احاط بالع ��امل اليهودي‪،‬‬
‫يف ت�شكيلها ثم ا�س� ��س الفنان يحيى فائق‬ ‫ميينا وي�سارا دون ح�ساب"‪.‬‬ ‫للفك ��ر ال ينبغ ��ي جتاهل ��ه او اال�ستغن ��اء‬ ‫ذكر يل نحو ع�شر من االلعاب –جلها العاب‬ ‫ان زمالئ ��ي امل�سلم�ي�ن كان ��وا ي ��درون‬ ‫ح�صل يل هذا ال�صباح‪ ،‬وكذا فعل م�شايخ‬ ‫قمعه ��ا عل ��ى ال�شرط ��ة‪ ،‬كان وايل بغ ��داد‬ ‫داره‪ ،‬وميوت خري ما بعياله"‪.‬‬ ‫احاط ولكنه بقي خفيا جمهوال‪.‬‬
‫فرقة اخرى‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1930‬زارت العراق فرقة يو�سف‬ ‫عنه‪..‬‬ ‫منت�شرة با�ساليب متعددة بني االوالد يف‬ ‫اين مطل ��ع عل ��ى ع ��ادات اجلي ��ل ال�سابق‬ ‫احل ��ي‪ ،‬واالن خذ هذه ال�صرة من النقود‪،‬‬ ‫بذاته ي�ستدعي ��ه ويوكل اليه مهمة القمع‪،‬‬ ‫وهل كانو يردون ال�ضائعة؟‬ ‫قال ابو ابراهيم‪:‬‬
‫وتاله الفنان حممود �شوكت بت�شكيل فرقة‬ ‫وهب ��ي الت ��ي مثلت عل ��ى م�س ��رح "اوتيل‬ ‫واي ��ا كان دافعنا لتم�ضية ال�سهرة يف احد‬ ‫كافة االرجاء‪ ،‬بولي�س وحرامية‪ ،‬خبابي ‪،‬‬ ‫وتقالي ��ده‪ ،‬واحيان ��ا كن ��ت اروي لهم من‬ ‫وخ ��ذ خما� ��س الكويل ��ي مع ��ك‪ ،‬واذه ��ب‬ ‫في�ستجي ��ب ب ��دون مقاب ��ل‪ ،‬ويفع ��ل ذل ��ك‬ ‫"كان ��وا ي ��ردون‪ ،‬وكي ��ف ي ��ردون! كان ��ا‬ ‫م ��اذا ع ��ن ال�شب ��اب اليه ��ود ع ��ن الع ��امل‬
‫ثالث ��ة‪ ،‬وكان التمثيل عند الفنان العراقي‪،‬‬ ‫الب ��دور" الكائن يف �ساح ��ة امليدان‪ ،‬حيث‬ ‫امل�س ��ارح‪ ،‬فه ��و ي�ؤك ��د حقيقة ك ��ون املرح‬ ‫بنانري‪ ،‬كرة (م�صنوعة من خرق) الخ‪ .‬ثم‬ ‫ه ��ذا الب ��اب ا�شي ��اء جهلوه ��ا‪ .‬ول ��ذا فقد‬ ‫و�سلمه ��ا اىل العج ��و‪ ،‬وح ��ذار ان مت� ��س‬ ‫ب�شجاعة‪ ،‬فتنقطع ال�سرقات‪.‬‬ ‫يخاف ��ون الله ويتحا�ش ��ون االثم فاذا قلت‬ ‫اال�سالمي الذي احاط بهم يف بغداد؟ هذا‬
‫ا�شباع ��ا لهواية‪ ،‬لذا مل يكن يتقا�ضى �شيئا‬ ‫قدمت م�سرحيتي "اوالد الفقراء" و"اوالد‬ ‫اخ ��ذ يتغلغ ��ل يف حي ��اة النا� ��س‪� ،‬ستكون‬ ‫خ�ص بالذك ��ر لعبة خطرة اىل حد ما‪ ،‬هي‬ ‫ج ��اءين مدي ��ر رادي ��و بغداد م ��رة وطلب‬ ‫عواطفه ��ا لئال متتنع ع ��ن االخذ‪ ،‬ثم حذار‬ ‫�آه اي ��ن كن ��ا؟ اي نع ��م‪ ،‬ا�سمعن ��ي‪ ،‬ه ��ذا‬ ‫مل�سل ��م‪" ،‬خطية" ارتدع ح ��اال‪ .‬هذا ما كان‬ ‫الع ��امل كان ينجلي تدريجي ��ا للكبار فقط‪،‬‬
‫عن التمثيل‪.‬‬ ‫الذوات" وامل�سرحيتان تتعر�ضان للم�آ�سي‬ ‫نتائج اهتمامهم به ل�صال ��ح حركة الثقافة‬ ‫لعب ��ة املكا�سرة بني اوالد ح ��ي بني �سعيد‬ ‫ايل ان اع ��د له �سل�سلة احاديث عن تقاليد‬ ‫ان تذكر لها عني �شيئ ًا‪.‬‬ ‫ال�شخ�ص كان يذهب اىل �سوق ال�شورجة‬ ‫يف تل ��ك االي ��ام‪ ،‬واج ��ب االمان ��ة والبذل‬ ‫اثر جتارته ��م وات�صاالتهم بامل�سلمني‪ ،‬اما‬
‫ويف ‪ 1934‬افتت ��ح املعر� ��ض الزراع ��ي‬ ‫الت ��ي كان ��ت ت�س ��ود املجتم ��ع يوم ��ذاك‪.‬‬ ‫والوع ��ي‪ ..‬ح�سن ��ا‪ ..‬مادمن ��ا نخ�ص� ��ص‬ ‫واوالد ح ��ي االكراد او حي ب ��اب ال�شيخ‪،‬‬ ‫رم�ضان‪ .‬والح‪ .‬وانا قلت له النه لي�س من‬ ‫قبل ��ت ي ��ده واخ ��ذت ال�ص ��رة وذهبت توا‬ ‫كل �صب ��اح‪ ،‬كع ��ادة كل الرج ��ال �آن ��ذاك‪،‬‬ ‫كان �شديدا على النا� ��س‪ ،‬وكان امل�سلم اذا‬ ‫ال�صغار‪ ،‬فطاملا عاي�شوا انذارات امهاتهم‪:‬‬
‫ال�صناع ��ي العراق ��ي االول عل ��ى احلدائق‬ ‫ويب ��دو ان اواخ ��ر الع�شريني ��ات واوائل‬ ‫بع�ض �ساعاتنا الج ��ل امل�سرح‪ ،‬فان بع�ض‬ ‫كان اوالد كل ح ��ي يخرج ��ون اىل ف�سحة‬ ‫امل�ستح�س ��ن ان يك ��ون الكات ��ب يهوديا –‬ ‫اىل بي ��ت �شوع ��ة �سم ��را واجلرخج ��ي‬ ‫ليتح ��وج للبي ��ت – مل تك ��ن ثالج ��ات يف‬ ‫خرج من ب ��اب داره �صباحا (هنا رفع ابو‬ ‫ال تخ ��رج اىل ال�شارع لئال ي�صيبك م�سلم‪.‬‬
‫الكائن ��ة يف موق ��ع وزارة التعاليم العايل‬ ‫الثالثيني ��ات‪ ،‬كان ��ت بالن�سب ��ة للحرك ��ة‬ ‫اال�سرتجاع ��ات ع ��ن بداي ��ات االهتم ��ام‬ ‫كبرية ملجابه ��ة االوالد م ��ن احلي االخر‪،‬‬ ‫واخريا اق�ت�رح ان ت ��ذاع ال�سل�سلة با�سم‬ ‫مع ��ي‪ ،‬طرقت الباب‪ ،‬ف ��اذا ب�شيخ وعجوز‬ ‫تل ��ك االيام وكانت حاجيات الدار ت�شرتى‬ ‫ابراهي ��م �صوت ��ه عاليا ووث ��ب اىل الباب‬ ‫(ال تطلع للدغب لي�ضغبك م�سلم؟)‪.‬‬
‫والبح ��ث العلم ��ي وم�صلح ��ة ا�سال ��ة املاء‬ ‫امل�سرحي ��ة يف القطر ف�ت�رة تكوين‪ ،‬ت�شهد‬ ‫بامل�سرح بني جماهرينا تبدو طريفة‪.‬‬ ‫وكانوا يتقاذفون احلجارة باملقاليع‪.‬‬ ‫م�ستعار‪ ،‬فا�ستجبت وهي�أت له حديثا يف‬ ‫يفتح ��ان ‪ ،‬القي ��ت عليهما ال�س�ل�ام وقلت‪:‬‬ ‫يوم ��ا بعد ي ��وم‪ .‬ويف اح ��د االي ��ام بينما‬ ‫يفتحه ويقف عن ��د عتبته بخ�شوع متثال)‬ ‫ول ��د اب ��و ابراهي ��م وترع ��رع يف ح ��ي‬
‫حالي ��ا‪ ،‬ويومه ��ا غن ��ى للعراقي�ي�ن املطرب‬ ‫بذل ��ك زيارات الف ��رق امل�صري ��ة املتوالية‪،‬‬ ‫وق�ص ��ة امل�س ��رح احلدي ��ث الت ��ي ب ��د�أت‬ ‫وح ��دث م ��رة ان تكا�س ��ر اوالد ح ��ي بني‬ ‫�ست حلقات‪.‬‬ ‫اين العجوز التي جل�ست هنا يف ال�صباح‬ ‫كان عائدا م ��ن ال�شورجة‪ ،‬مر بدار �شوعة‬ ‫كان يرفع عينيه نحو ال�سماء ويقول‪:‬‬ ‫ا�سالم ��ي – حي بن ��ي �سعي ��د‪ .‬كان اوائل‬
‫حممد عبد الوهاب‪.‬‬ ‫حي ��ث تبع ��ث فرق ��ة يو�س ��ف وهب ��ي فرقة‬ ‫خيوطه ��ا يف اواخ ��ر الع�شرين ��ات عندن ��ا‬ ‫�سعي ��د واوالد ح ��ي ب ��اب ال�شي ��خ‪ ،‬واذا‬ ‫دارت احللقة االوىل حول عادات رم�ضان‬ ‫و�شك ��ت احل ��ظ الذي احوجه ��ا اىل اربعة‬ ‫�سمرا فر�أى امر�أة يهودية عجوزا جال�سة‬ ‫ربي‪ ،‬ارزقني وارزق االخرين ب�سيي‬ ‫�س ��كان هذا احل ��ي م ��ن قبيلة بن ��ي �سعيد‬
‫وظه ��رت اول قناة بغدادية على ظهر جمل‬ ‫املطربة نادرة التي �شنفت اذان اهل بغداد‬ ‫متتد جذوره ��ا كما تقول دوائر الآثار اىل‬ ‫بفت ��ى م ��ن فتي ��ان ب ��اب ال�شي ��خ االثرياء‬ ‫وخلفياته ��ا االن�ساني ��ة واالجتماعي ��ة‪،‬‬ ‫ون�صف املجي ��دي المت ��ام زواج اليتيمة؟‬ ‫عل ��ى عتبة ال ��دار تثن‪ ،‬دن ��ا منه ��ا و�س�ألها‬ ‫ربي اعدين �ساملا اىل بيتي‬ ‫املنت�شرة يف لواء دياىل‪ .‬ثم تلتهم عائالت‬
‫والقت �شعرا‪ ،‬فاث ��ارت �ضجة عالية يومها‬ ‫بغناء ق�صيدة زكي مبارك‪.‬‬ ‫امل�صري ��ة وقدم ��ت عل ��ى م�س ��رح �سينم ��ا‬ ‫‪� 2000‬سنة قبل امليالد‪.‬‬ ‫مير يف املي ��دان على ظهر فل ��وه‪ ،‬ف�صوب‬ ‫ودارت الثانية حول ثالث عادات جميلة‪:‬‬ ‫قالت العج ��وز برتدد‪ :‬وملاذا ت�س�أل يا بني‬ ‫ع ��ن �سبب انينه ��ا‪ ،‬فقال ��ت‪ :‬عندن ��ا يتيمة‬ ‫ربي اجعلني من املظلومني ال الظاملني‬ ‫م ��ن قبيلة بني قي�س من نف�س اللواء‪ ،‬وقد‬
‫وب ��د�أ الن ��ا يتحدث ��ون ع ��ن الواقع ��ة ب�ي�ن‬ ‫يقولولن ليلى يف العراق مري�ضة‬ ‫روي ��ال التي كان موقعها يف �ساحة االمني‬
‫ارض الفنون‬ ‫اليه اح ��د اوالد بني �سعيد مقالعه‪ ،‬فجفل‬ ‫عطوة و�صرة و�صرة‪ .‬هل تعلم ما هذه؟‬ ‫عن تل ��ك امل�سكينة الت ��ي مل حت�سن الكظم‬ ‫وه ��ي خمطوب ��ة‪ ،‬وق ��د �آن زفافه ��ا‪ ،‬ولكن‬ ‫ويوا�صل ابو ابراهيم حديثه‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫فاقوه ��م عدد ًا ورغم ذل ��ك‪ ،‬فقد دعي احلي‬
‫�ساخط�ي�ن ورا�ض�ي�ن ومنده�ش�ي�ن اي�ضا‪.‬‬ ‫ا ليتني كنت الطبيب املداويا‬ ‫حالي ��ا‪ ،‬م�سرحية "الن�س ��ر ال�صغري" التي‬ ‫الفل ��و واغت ��اظ الفتى وتوج ��ه اىل الولد‬ ‫العط ��ورة ه ��ي ار�س ��ال الهداي ��ا‪ ،‬كعادتنا‬ ‫عما بها من ح�سرة؟‪.‬‬ ‫تنق�صنا اربع جميديات ون�صف املجيدي‬ ‫"لقد حدثتك عن حمد التتنجي وكيف كان‬ ‫با�س ��م �سكانه االولني‪ .‬كانت عائلة زعرور‬
‫فيما ا�صدر رجال الدين فتاواهم املختلفة‬ ‫ثم يف عام ‪ 1932‬زارت العراق املطربة ام‬ ‫تدور احداثه ��ا حول اجلمهوري ��ة الثانية‬ ‫ان م�سرية اكرث م ��ن ‪� 4000‬سنة يف غمار‬ ‫يتهدده‪ ،‬ف�صوب الولد مقالعه نحو الفتى‬ ‫نح ��ن اليه ��ود يف عيد ا�ست�ي�ر وهامان –‬ ‫قلت‪ :‬ياجدتي ال �ش ��ك تعلمني ان م�صائب‬ ‫لت�سدي ��د باق ��ي الدائن ��ة‪ ،‬وعري�سها ميانع‬ ‫م�سلما ورع ��ا حري�صا على فرائ�ض الدين‬ ‫من العائالت اليهدوية القليلة منهم‪ ،‬كيف‬
‫بهذا اخل�صو�ص‪.‬‬ ‫كلثوم ب�صحب ��ة الفنان الق�صبجي وقدمت‬ ‫ونابليون بونابرت‪.‬‬ ‫التاري ��خ تبدو �شاقة وم�ضنية‪ ،‬غري انها ال‬ ‫وا�صابه‪ ،‬ف�سحب الفت ��ى م�سد�سه واردى‬ ‫�إال ان امل�سلم�ي�ن كان ��و ير�سل ��ون الهداي ��ا‬ ‫الده ��ر تنزل بكل خمل ��وق وال ينجو منها‬ ‫يف ال ��زواج قب ��ل ا�ستالم املبل ��غ‪ .‬قال لها‪:‬‬ ‫والتقاليد‪ :‬كانت دارنا بالقرب من حانوته‪،‬‬ ‫ح�ص ��ل ذل ��ك؟ �إليكم ما رواه اب ��و ابراهيم‬
‫طقوس مسرحية‬ ‫حفالته ��ا عل ��ى م�س ��رح اوتي ��ل الهالل يف‬ ‫ث ��م تلتها فرق ��ة فاطمة ر�شدي ع ��ام ‪1928‬‬ ‫تخلوا من متعة وت�شويق‪ ..‬وعند احلديث‬ ‫الولد �صريعا‪ .‬وم ��ع ان الولد كان يهوديا‬ ‫طيلة اي ��ام رم�ض ��ان‪ ،‬وكان ��ت الن�ساء كل‬ ‫احد‪ ،‬وماذا يفيد املرء اذا حرم جريانه من‬ ‫اطمئني و�س ��ار‪ .‬وعند الع�صر‪ ،‬حني اخذا‬ ‫واىل ي�سار احلانوت مقهى م�شايخ احلي‬ ‫قائال‪:‬‬
‫املي ��دان فيم ��ا كان اجلمهور ال ��ذي يح�ضر‬ ‫والت ��ي قدم ��ت يف الع ��راق م�سرحي ��ة‬ ‫عن بدايات االهتم ��ام بامل�سرح يف الع�صر‬ ‫من دار ق�صاب‪ ،‬فان حي بني �سعيد كله قد‬ ‫ي ��وم يطبخون ويهيئن �ألذ امل�أكل لالفطار‬ ‫جندت ��ه يف �ضيقه؟ ها ه ��و رب ال�سماء قد‬ ‫م�شاي ��خ احل ��ي يتواف ��دون كعادته ��م اىل‬ ‫– مثل ��ه اتقي ��اء حمرتم ��ون – كثريا ما‬ ‫"كان ج ��دي اب ��و امي من عائل ��ة عبودي‪،‬‬
‫باعالنات فكاهي ��ة �ساخرة ‪ ،‬كان يعلن عما‬ ‫كل تلك احلفالت يزداد باطراد يف البداية‬ ‫"البخيل" ملولي�ي�ر وا�سكيت�ش ��ات عديدة‪،‬‬ ‫احلدي ��ث‪ ،‬فالبد م ��ن اال�ش ��ارة اىل ان هذا‬ ‫ث ��ار له ‪ ،‬وكادت تق ��ع الواقعة بني احليني‬ ‫وعند الع�صر ك ��ن ير�سلن اطباقا من هذه‬ ‫�سمع دع ��واك‪ ،‬فار�سل اليك �شيخا وقورا‪،‬‬ ‫املقهى‪ ،‬ذهب حمد التتنجي هو اي�ضا اليه‬ ‫كن ��ت اخرج من بيت واق�ص ��ت احلانوت‪،‬‬ ‫وكان و�سيطا يف جتارة الدخان‪ ،‬توطدت‬
‫يعر�ض عل ��ى امل�سرح م ��ن فعاليات فكانت‬ ‫ملعرفة حديثة العهد بارتياد امل�سارح‪.‬‬ ‫و�ساه ��م يف التمثي ��ل م ��ع فاطم ��ة ر�شدي‬ ‫الن ��وع من الفنون عرف ��ه العراق منذ اقدم‬ ‫لوال تو�سط بع�ض العقالء من كال احليني‬ ‫املاكل اىل بيوت اجلريان واملعوزين‪ .‬مل‬ ‫�ش ��اركك حزن ��ك‪ ،‬وه ��ب لنجدت ��ك‪ ،‬فار�سل‬ ‫وانتظر حتى يح�ضروا بكاملهم‪ .‬وعندها‬ ‫فيدنين ��ي الي ��ه‪ ،‬ويحادثن ��ي وي�سم ��ح يل‬ ‫ال�صداق ��ة بين ��ه وب�ي�ن �صاح ��ب م�شغ ��ل‬
‫الدع ��وة تب ��د�أ مثال بعب ��ارة‪ ،‬هلموا هلموا‬ ‫اما تاث�ي�ر كل تلك الزي ��ارات على احلركة‬ ‫يومها الفنان حقي ال�شبلي‪..‬‬ ‫الع�ص ��ور‪ ..‬وع ��ن ه ��ذا يتح ��دث الدكتور‬ ‫يف احلادث ف�سوي ذات البني‪.‬‬ ‫يكن بيت لياكل م ��ن طبيخه بل من طبيخ‬ ‫اليك خم�س جميدي ��ات ون�صفا جمعها من‬ ‫ىل وجهاء‬ ‫تو�سط املقهى‪ ،‬وقال‪ :‬انتبهوا ا ّ‬ ‫بثني فوهة ال�سكاير‪ ،‬مل يكن يحدثني عن‬ ‫حان ��وت لتعبئة ال�سكائ ��ر وبيعها وا�سمه‬
‫و�شاه ��دوا التمثيلي ��ة العظيم ��ة والغن ��اء‬ ‫امل�سرحي ��ة يف العراق‪ ،‬فق ��د كان كبريا‪ ،‬اذ‬ ‫ومن عرو� ��ض فاطمة ر�شدي يتحدث احد‬ ‫فوزي ر�شيد يف مديرية الآثار‪ ،‬قائال‪:‬‬ ‫وهن ��ا عنت على باب اب ��ي ابراهيم حادثة‬ ‫اجلريان‪ .‬وكانت الن�س ��اء يعرفن من هي‬ ‫م�شايخ احلي‪.‬‬ ‫بن ��ي �سعي ��د‪ ،‬الي ��وم �صباحا م ��ررت بدار‬ ‫ما�ضيه‪ ،‬ولكني علم ��ت انه يف �شبابه كان‬ ‫حمد التتنج ��ي‪ ،‬من رجاالت بن ��ي �سعيد‪،‬‬
‫املالئكي العذب‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫ان العراقي�ي�ن مل يكون ��وا يعرف ��ون العمل‬ ‫املهتم�ي�ن بامل�سرح م ��ن املتفرجني القدامى‬ ‫"كان ��ت احتف ��االت را� ��س ال�سن ��ة ترافقها‬ ‫اخرى من ايام �صباه فقال‪:‬‬ ‫العائ�ل�ات املحتاج ��ة يف احل ��ي‪ ،‬فري�سلن‬ ‫نا�شدين ال�شيخان باغلظ االميان ان اذك‬ ‫عائل ��ة يهودي ��ة يف حينا‪ ،‬فبلغن ��ي ان لهم‬ ‫"عن�ت�ر" ومن حرامية بغ ��داد (وال اعني‬ ‫وكان االثن ��ان تعي�ي�ن وحري�ص�ي�ن عل ��ى‬
‫وبف�صل كومي ��دي م�ضحك كانت تختم كل‬ ‫امل�سرح ��ي �إال م ��ن خ�ل�ال التمثيليات التي‬ ‫قائال‪:‬‬ ‫مواكب فخم ��ة جدا بحي ��ث ان ثمة ا�شارة‬ ‫يق ��ول املث ��ل البغ ��دادي الرجول ��ة ثالثة‪:‬‬ ‫اليه ��ا االطب ��اق‪ .‬وهكذا مل يع ��رف ان�سان‬ ‫ا�سم املح�سن اليهما واال ال ياخذان النقود‪،‬‬ ‫يتيمة حان زفافها وانهم بحاجة اىل اربع‬ ‫ذل ��ك الفيل ��م ال�سينمائي "حرام ��ي بغداد"‬ ‫فرائ�ض الدي ��ن‪ ،‬وتو�صقت بينهما وثائق‬
‫م�سرحية‪ ،‬وبعد هذا الف�صل الزمة‪ ،‬من‬ ‫م ��ن الف�ت�رة اال�شورية‪ ،‬جاء فيه ��ا ان امللك‬ ‫اخل ��ط والن ��ط و�سبح ال�ش ��ط‪ ،‬اخلط هي‬ ‫الثقة واملودة‪ ،‬حتى ا�شار حمد على جدي‬
‫لوازم النجاح‪ ،‬وامل�سرحيات العراقية‬ ‫اال�ش ��وري طلب من حاك ��م مدينة "ماري"‬ ‫الكتاب ��ة‪ ،‬والن ��ط رك ��وب اخلي ��ل‪ ،‬و�سبح‬ ‫ان ي�سكن حي بني �سعيد‪ ،‬وهكذا كان"‪.‬‬
‫التزم ��ت به ��ذا االجت ��اه‪ ،‬او باالحرى‬ ‫الت ��ي تبعد ع ��ن نين ��وى م�ساف ��ة ‪ 600‬كم‬ ‫ال�شط ه ��ي ال�سباحة يف النه ��ر‪ ،‬وكيف ال‬ ‫وكيف ح�صل ان ��ك ربيت يف دار جدك عن‬
‫ه ��ذا االجتاه كان موجودا يف ما يقدم‬ ‫ذهابا وايابا‪ ،‬ان ير�سل له عربات وخيوال‬ ‫ي�شت ��اق كل �صب ��ي اىل ال�سباحة يف دجلة‬ ‫والدتك‪ ،‬ال عن والدك؟‪.‬‬
‫م ��ن متثيلي ��ات من ��ذ االزمن ��ة القدمية‬ ‫لت�ش�ت�رك يف احتف ��االت را� ��س ال�سن ��ة‪،‬‬ ‫طيل ��ة ايام ال�صيف القائظ؟ �إال ان حوادث‬ ‫"ه ��ي ع ��ادة �شاع ��ت يف بغ ��داد – ب�ي�ن‬
‫يف الع ��راق كم ��ا تق ��ول املخطوط ��ات‬ ‫وه ��ذه االحتفاالت كانت جت ��ري يف معبد‬ ‫الغرق كانت كثرية‪.‬‬ ‫اال�س�ل�ام خ�صو�ص ��ا ونقلها عنه ��م بع�ض‬
‫امل�سماري ��ة‪ ،‬حي ��ث كان ��ت االحتفاالت‬ ‫خا�ص له ��ذا الغر�ض يدع ��ى "بيت �أكيتو"‬ ‫ول ��ذا �ش ��دد االب ��اء عل ��ى امل�ل�ا ان يحظ ��ر‬ ‫اليه ��ود – ان ي�سك ��ن العري� ��س يف دار‬
‫تختت ��م بن ��زاالت امل�صارع ��ة وم�شاهد‬ ‫ولذا ميكنن ��ا االفرتا�ض ان ن ��واة امل�سرح‬ ‫علين ��ا ال�سباح ��ة ‪ .‬م ��اذا فع ��ل؟ يف اخ ��ر‬ ‫حمي ��ه‪ .‬وكان الع�ض يجعل ��ون ذلك �شرطا‬
‫هزلية �ضاحكة‪.‬‬ ‫العراقي تكمن يف "بيت �آكيتو"‪.‬‬ ‫النه ��ار كان يق ��ف عن ��د الب ��اب ويف ي ��ده‬ ‫يف ال ��زواج‪ :‬ان يكون العري�س "قعيدي"‬
‫ونع ��ود للع�ص ��ر احلدي ��ث فنق ��ول ان‬ ‫ومم ��ا يدع ��م ه ��ذا االفرتا� ��ض ان تل ��ك‬ ‫دمغة م ��ن اخل�شب‪ ،‬وكنا نح ��ن اوالد منر‬ ‫اي قاعد يف دار حمي ��ه‪ .‬وهكذا فان جدي‬
‫الكومي ��دي امل�شهور "جعف ��ر اغا لقلق‬ ‫االحتف ��االت كان ��ت تت�ضم ��ن م ��ا ميكن ان‬ ‫ب ��ه خارج�ي�ن واحدا بع ��د االخ ��ر‪ ،‬فرنفع‬ ‫غادرته احدى بناته الثالث اىل دار حميها‬
‫زادة" كان يختتم امل�سرحيات بف�صوله‬ ‫ندعي ��ه م�سرحي ��ات ت�صور ن ��زول االلهني‬ ‫ذي ��ل ثوبن ��ا فيدمغن ��ا باحل�ب�ر يف "بطة"‬ ‫يف اربي ��ل‪ ،‬واالخ ��رى اىل دار حميها يف‬
‫الهزلية دائما‪.‬‬ ‫"مت ��وز" و"م ��ردوخ" اىل العامل ال�سفلي‬ ‫�ساقن ��ا اليمنى‪ .‬ويف الغ ��د اذا ر�أى احلرب‬ ‫بغداد‪ ،‬اما الثالثة اي والدتي فقد تزوجت‬
‫ام ��ا اجرة الدخ ��ول اىل امل�سرح‪ ،‬الذي‬ ‫وكيفي ��ة اخراجهما منه‪ .‬والبد ان ت�صوير‬ ‫ق ��د زال او خف لونه‪ ،‬عل ��م اننا قد �سبحنا‬ ‫"قعيدي"‪.‬‬
‫كان ي�سم ��ى "رم�سح ��ا" يوم ��ذاك فل ��م‬ ‫هذه امل�شاهد كان يتم باال�سلوب امل�سرحي‬ ‫وم�صرينا الفلقة‪.‬‬ ‫هك ��ذا ولد اب ��و ابراهيم يف ح ��ي ا�سالمي‬
‫تك ��ن تتج ��اوز ‪ 3‬عان ��ات اىل ن�ص ��ف‬ ‫ويف مكان ي�شبه امل�سرح اخلايل‪.‬‬ ‫ماذا فعلت؟ انت تعلم ان من عادتنا ا�شعال‬ ‫ون�ش�أ مع اوالده‪ ،‬ف�شاركهم العابهم وتعلم‬
‫روبي ��ة "ما يعادل ‪ 37.5‬فل�سا‪ ،‬فيما مل‬ ‫وم�ؤخرا قامت باحث ��ة فرن�سية بالكتابات‬ ‫القراي ��ات (قنادي ��ل م ��ن اوان زجاجي ��ة‬ ‫عند املال (الكتاب) امل�سلم معهم‪ ،‬عند املال؟‬
‫تك ��ن اجرة املق�ص ��ورة تتجاوز املئتي‬ ‫امل�سماري ��ة بدرا�س ��ة الن�صو� ��ص االدبي ��ة‬ ‫وا�سع ��ة) ليل ��ة كل �سب ��ت‪ ،‬وفي ��ه يطف ��و‬ ‫�س�ألت ��ه م�ستغربا – ولد يه ��ودي عند املال‬
‫فل�س‪.‬‬ ‫اخلا�ص ��ة باالله ��ة‪ ،‬وحاول ��ت م ��ن خ�ل�ال‬ ‫الزي ��ت على املاء وال يختل ��ط به ابدا‪ .‬من‬ ‫امل�سلم؟‬
‫ورواد امل�سرح ايام زمان كانوا رجاال‬ ‫درا�ستها اثبات عدم تدوين هذه الن�صو�ص‬ ‫هنا اتتن ��ي فكرة‪ :‬اذا دهن ��ت دمغة احلرب‬ ‫"اي نع ��م‪ ،‬ذل ��ك اين ملا بلغ ��ت الرابعة او‬
‫ومل يك ��ن للمر�أة ح�ض ��ور اال من خالل‬ ‫الجل القراءة وامنا كانت خا�صة بامل�شاهد‬ ‫بالزي ��ت �ص ��ان الزيت احل�ب�ر وامكننا ان‬ ‫اخلام�سة م ��ن عمري‪ ،‬اخذ ج ��دي يلقنني‬
‫فتي ��ات ون�س ��اء الطبق ��ة املرتف ��ة يف‬ ‫امل�سرحية‪..‬‬ ‫ن�سبح دون وجل‪.‬‬ ‫الع�ب�ري‪�" :‬أل ��ف بي ��ت" و"اي� ��ش حتته؟"‬
‫الب�ل�اد‪ ،‬والتي كان يباح له ��ا ما يحرم‬ ‫والكتاب ��ات امل�سمارية ت ��دل ان بيت �آكيتو‬ ‫او�ضح ��ت فكرتي ه ��ذه ل�صديق ��ي جا�سم‬ ‫و"جم ��ل" و"هجي ��ه" ح ��روف وح ��ركات‬
‫على املر�أة املنتمية اىل بقية القطاعات‬ ‫ح�ص ��ل عل ��ى �شخ�صي ��ة متمي ��زة يف تل ��ك‬ ‫اخل�س ��رو‪ ،‬وا�ضف ��ت ‪ ،‬يف ا�ستعرا� ��ض‬ ‫ولفظ املقاطع وجملها‪.‬‬
‫ال�شعبي ��ة‪� ،‬ش� ��أن امل�س ��رح يف ذل ��ك‬ ‫الفعالي ��ات يف ح ��دود ‪� 2000‬سن ��ة ق‪.‬م‪.‬‬ ‫ال�صب ��اح ال نالف ��ع ثوبن ��ا عالي ��ا وال ندنو‬ ‫وكان ينق ��ذين قر�شني ع ��ن كل در�س‪ .‬وملا‬
‫�ش� ��أن جمي ��ع الن�شاط ��ات االجتماعية‬ ‫فيم ��ا كان ��ت تل ��ك االحتفاالت جت ��ري قبل‬ ‫قريبا من املال‪ ،‬فال يتي�سر له االنتباه ملا قد‬ ‫بلغت ال�ساد�سة‪ ،‬ذهبت اىل املال يف احلي‬
‫والفني ��ة االخ ��رى‪ .‬هك ��ذا كان امل�سرح‬ ‫هذا التاري ��خ يف املعابد االعتيادية او يف‬ ‫يعرتي احلرب م ��ن خفة يف اللون‪ .‬وهكذا‬ ‫وتعلم ��ت الق ��راءة والكتاب ��ة‪ ،‬وحفظ ��ت‬
‫ب�ي�ن الع�شريني ��ات وثالثيني ��ات‪ ،‬انها‬ ‫العراء‪"..‬‬ ‫فعلن ��ا‪ ،‬ومتتعنا بال�سباحة يف دجلة يوما‬ ‫�س ��ورة م ��ن الق ��ر�آن‪ .‬حت ��ى اذا م ��ا بلغت‬
‫البداي ��ات الطريف ��ة لن�شوئ ��ه‪ ،‬نعي�ش‬ ‫بعد يوم‪� .‬إال ان �صديقي عن له ان ي�شيني‬ ‫التا�سع ��ة‪ ،‬ن ��ادوين امل�ل�ا – هك ��ذا كان ��وا‬
‫ذكرياته ��ا كلما طالت ام�سيات ال�صيف‬
‫الفرق المصرية والمسرح العراقي‬ ‫اىل املال‪ ،‬ومل ��ا مررت امام ��ه �صباحا وانا‬ ‫يكن ��ون كل من عرف القراءة والكتابة يف‬
‫واحلت بنا احلاج ��ة اىل �سهرة مفيدة‬ ‫ل�ست داريا بالو�شاية‪ ،‬اوقفني املال وا�شار‬ ‫تلك االيام‪ ،‬وكانوا يق�صدونني راجني ان‬
‫من�ضيها مع م�سرحية جديدة‪.‬‬ ‫وع ��ودة اىل الع�صر احلديث تقول ان اول‬ ‫اىل حيلتي وكان ن�صيبي الفلق‪.‬‬ ‫اقر�أ لهم ر�سائل‪ ،‬وادون ر�سائل‪ ،‬واحيانا‬
‫عن مجلة االذاعة والتلفزيون‬ ‫عه ��د اه ��ايل بغ ��داد يف الع�ص ��ر احلدي ��ث‬ ‫"من حوار اورده نسيم رجوان في‬ ‫كنت اقوم بدور امل�صوت يف احلي‪.‬‬
‫مب�شاه ��دة امل�سرح كانت يف ع ��ام ‪،1927‬‬ ‫وما معنى امل�صوت؟‬
‫‪1975‬‬ ‫ح�ي�ن زارت الع ��راق فرقة ج ��ورج ابي�ض‬ ‫كتابه عن تاريخ يهود العراق الصادر‬ ‫االمر كذا‪ ،‬كانت دور احلي اغلبها ار�ضية‪،‬‬
‫عن ‪"1998‬‬ ‫وكان ��ت �ساحاتها يحيطها �س ��ور بارتفاع‬
‫‪15‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬ ‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬
‫‪14‬‬
‫زهور ًا وزهور ًا"‪.‬‬ ‫(ال نستطيع أن نفهم جيرترود بيل أو الكتابة عنها بمعزل عن األحداث والعوامل التي تركت تأثيرًا عميقًا في مجرى حياتها أو مشاعرها‬
‫ا�ستث ��ار املكان‪ ،‬ال�ش ��رق‪� ،‬أحا�سي�س جريترود‬
‫بيل‪ ،‬و�أغواه ��ا اهتمام خطيبه ��ا الو�سيم بها‪،‬‬ ‫وأحاسيسها كامرأة‪.‬قد نجد في هذه الصفحات المجتزأة عن كتاب "ملكة الصحراء"‪ ،‬تأليف جانيت جزءًا من العوامل األساسية التي دفعتها إلى‬
‫ال ��ذي يكربها بع�ش ��رة �أعوام ول ��ه اهتمامات‬ ‫محمال‬
‫وا�سعة‪.‬‬ ‫اختيار الشرق (بغداد) لإلقامة فيه)‪.‬في تموز ‪ 1890‬أصبحت جيرترود بيل في الحادية والعشرين من العمر‪ .‬بلوغها هذه السن غدا ً‬
‫وق ��ر�أ لها كادوغ ��ان ق�صائد ال�شع ��ر الغام�ضة‬ ‫بالمعاني‪ ،‬فهي قد أصبحت أكبر بثالثة أعوام من معظم الشابات الالتي دخلن المجتمع اإلنكليزي بعد تقديمهن بصورة رسمية عبر حفالت‬
‫ل�شع ��راء ب�ل�اد فار� ��س واحاطه ��ا بذراعي ��ه‪،‬‬ ‫البالط التي تقام سنويًا لإلعالن عن فتيات المجتمع الراقي الالتي بلغن السن المناسبة للزواج‪.‬‬
‫و�أخذها لر�ؤية م�شاهد غريبة عليها مثل برج‬
‫ال�صم ��ت الأبي�ض‪ ،‬حيث يقذف الزراد�شتيون‬
‫�أمواته ��م تارك�ي�ن �إياه ��م للطي ��ور‪ ،‬و�أم�س ��ك‬
‫به ��ا ب�ش ��دة عندما ارجتف ��ت خوف ًا‪� .‬س ��ار بها‬
‫لر�ؤي ��ة ال�صي ��د بال�صق ��ر وراقب ��ا مع� � ًا اخلدم‬
‫صفحات مجهولة من حياة جيرترود بيل‬
‫حكاية أول حب‬
‫وه ��م يطلق ��ون طي ��ور ال�س ّم ��ان �إىل ال�سم ��اء‬
‫ث ��م يطلقون �س ��راح ال�صق ��ور لتنق� ��ض عليها‬
‫برباثنها‪.‬‬
‫ومن ب�ي�ن جوالتهما مع ًا‪ ،‬ج ��والت يف الربية‬
‫و�إىل احلدائق‪ ،‬حيث ا�ستلقيا على احل�شائ�ش‬ ‫ابتسام عبد الله‬
‫حتت الأ�شجار‪ ،‬م�ؤرجح�ي�ن �أ�صابع �أقدامهما‬
‫يف ج ��دول �صغري‪ ،‬وتب ��ادال القب�ل�ات وت�أمال‬
‫تغ�ي�ر �ضي ��اء ال�شم� ��س عل ��ى اجلب ��ال الت ��ي‬
‫تعلوها الثلوج‪ .‬وهن ��اك‪ ،‬ا�ستل كادوغان من‬
‫جيب ��ه كرا�س ًا �صغ�ي�ر ًا لل�شعر الروماين حيث‬
‫بد�أ يقر�أ لها‪�" .‬إنه �شيء لذيذ"‪ ،‬كتبت ذلك بعد‬
‫ب�ضعة �أيام وهي حاملة‪ .‬كما �أم�ضت ع�صر يوم‬
‫يف خيمة يف حديقة وق ��ر�آ مع ًا وهما يعربان‬
‫عن م�شاعرهما �أبيات ًا من رباعيات اخليام‪.‬‬
‫***‬
‫عندما عم ��ت الكولريا الب�ل�اد وا�ست�شرت يف‬
‫�سائر �أرجاء فار� ��س وح�صدت الألوف‪ ،‬كانت‬
‫جريت ��رود حتتفل باحلياة م ��ع كادوغان‪ .‬قر�آ‬
‫مع� � ًا ق�صائد براونن ��غ وكيبلين ��غ والق�ص�ص‬
‫الق�ص�ي�رة له�ن�ري جيم� ��س‪ ،‬ولعب ��ا التن� ��س‪،‬‬
‫وركب ��ا اخليل �إىل اجلب ��ال‪ ،‬وال�سري م�سافات‬
‫طويل ��ة‪ .‬ويف ع�ص ��ر ي ��وم من الأي ��ام‪ ،‬جتوال‬
‫م�ساف ��ة ميل�ي�ن منحدري ��ن م ��ن �ضف ��اف نه ��ر‬
‫على ظهر فر�سها‬ ‫امل�س بيل يف احدى املخيمات‬ ‫الر �إىل م ��كان حي ��ث كان خ ��ادم كادوغان يف‬
‫�أوجه ًا واحتماالت للحياة تتفتح فج�أة �أمامي‬ ‫بع�ضهما‪ ،‬قلت لقاءاتهما خوف ًا من �أن ال يكون‬ ‫و�أخ�ي�ر ًا‪ ،‬يف �أيلول‪ ،‬ج ��اءت ر�سال ��ة والدها‪،‬‬ ‫ث ��روة م ��ن العائل ��ة وكان راتب ��ه كدبلوما�سي‬ ‫انتظارهم ��ا وقد �أع ��د �سفرة لتن ��اول ال�شاي‪.‬‬
‫‪ -‬امل ��رء يبكي فقط عندم ��ا ي�ضطر �إىل الرحيل‬ ‫لهم ��ا احلق يف اللقاء‪ .‬وم ��ع ذلك ظلت تتو�سل‬ ‫بانفع ��ال فتحت املظروف‪ ،‬وخماوفها العميقة‬ ‫كاف للإنف ��اق على‬ ‫م ��ن الدرج ��ة الثانية غ�ي�ر ٍ‬ ‫كان ��ا يح�سان باجل ��وع‪ ،‬مبلل�ي�ن‪ ،‬اختب�آ حتت‬
‫ومعاودة طريق �ضيق للحياة مرة �أخرى‪..‬‬ ‫لوالدته ��ا �أن تفه ��م هرني كادوغ ��ان كما فعلت‬ ‫�أ�صبح ��ت حقيق ��ة وت�أك ��دت هيوبي ��ل رف� ��ض‬ ‫جريترود‪ ،‬وجلع ��ل الأمور �أ�سو�أ‪ ،‬كان مقامر ًا‬ ‫�أغطي ��ة �ض ��د املي ��اه‪ ،‬وتن ��اوال ب�شهي ��ة اخلبز‬
‫�أواه‪� ...‬أمي‪� ..‬أمي‪."..‬‬ ‫هي‪ .‬وبقيت ال تقدر على حتمل كون والديهما‬ ‫من ��ح موافقته و�أعرب ع ��ن �أمله يف �أن الفراق‬ ‫وعلي ��ه ديون كثرية‪ .‬مع ذلك كان قارئ ًا ممتاز ًا‬ ‫والزب ��دة ومرب ��ى التوت‪ .‬وبع ��د االنتهاء من‬
‫***‬ ‫يفكران يف كادوغان ك�ش ��يء �أقل من حقيقته‪،‬‬ ‫�سيدفع جريترود لتغيري �آرائها‪.‬‬ ‫ل�ل��أدب العاملي‪ ،‬وكما علم ال�سيد بيل من خالل‬ ‫ال�شاي‪ ،‬جت ��وال يف املكان حول جدول هناك‪،‬‬
‫وال�سفينة عائدة �إىل الوطن‪ ،‬كتبت جريترود‬ ‫نبي ًال وذا �أخالق عالي ��ة وطيب ًا‪ ،‬وهو اجلانب‬ ‫�أ�صبح ��ت جريت ��رود حزينة‪ ،‬ك�س�ي�رة الف�ؤاد‪.‬‬ ‫ات�صاالت ��ه‪ ،‬مدى متتع كادوغ ��ان ب�إرادة قوية‬ ‫حيث ق ��ام كادوغان ب�صيد ال�سمك‪ ،‬فيما كانت‬ ‫�إىل تل ��ك املدين ��ة وتزوره ��ا خ�ل�ال مكوثه ��ا‬ ‫ال�سف ��ارة الربيطاني ��ة مبختل ��ف درجاته ��م‬ ‫�أحوا�ض م ��ن زهور الكرنب احلمر املائلة �إىل‬ ‫�إىل بال فار�س بوا�سطة البحر‪.‬‬ ‫وهك ��ذا توجب عل ��ى جريترود بي ��ل امل�شاركة‬
‫ل�صديقتها ومو�ضع ثقتها‪ ،‬دومينول �شريول‪،‬‬ ‫املحب الذي �أراها �إياه‪.‬‬ ‫وكتب ��ت لوالدتها (يف احلقيقة زوجة والدها)‬ ‫ال ت�سم ��ح بتدخ ��ل �أح ��د يف �ش�ؤون ��ه اخلا�صة‬ ‫ه ��ي تتحدث معه‪ ،‬ذلك احلدي ��ث مل ينته حتى‬ ‫ودرا�ستها اللغة العربية هناك‪.‬‬ ‫الوظيفي ��ة وم ��ن بينه ��م ا�سرتع ��ى اهتمامه ��ا‬ ‫ال�س ��واد و�أ�سيجة من فوالذ ذهبية‪� .‬إنها �أ�شبه‬ ‫و�صل ��ت م� ��س بي ��ل طه ��ران يف ‪،1892/5/7‬‬ ‫يف حفالت ثالثة موا�سم متتالية‪ ،‬وكان عليها‬
‫كا�شف ��ة ع ��ن مدى �أمله ��ا وا�ضطرابه ��ا‪" :‬اعتقد‬ ‫وكتب ��ت‪" :‬كل �شيء �أفكر في ��ه �أو اكتبه يعيدنا‬ ‫تبحث عن العزاء‪�" :‬أنا اهتم �أكرث مما ا�ستطيع‬ ‫ورغباته‪.‬حت ��ى قب ��ل و�صول ج ��واب والدها‪،‬‬ ‫عودتهم ��ا �إىل البي ��ت‪�" ،‬إنه ��ا �أجم ��ل م ��ا بع ��د‬ ‫و�شغل كادوغان‪ ،‬تفكريها‪ ،‬وقف وحده مميز ًا‬ ‫ال�سي ��د كادوغان‪ ،‬طوي ��ل ونحيل جد ًا‪ ،‬مقبول‬ ‫بحديقة وح�شية‪ ،‬حلم متكامل من الزهور‪.‬‬ ‫ويف ر�سالته ��ا الأوىل للوط ��ن امتدحت املكان‬ ‫االن�ضم ��ام �إىل �س ��وق ال ��زواج‪ ،‬منتقل ��ة م ��ن‬
‫�إن ��ك تعرف�ي�ن بع� ��ض ال�ش ��يء ع ��ن �ش� ��ؤوين‬ ‫�إىل �أمور حتدثنا عنه ��ا مع ًا‪ ،‬وجمل وعبارات‬ ‫�أن �أعرب عنه‪ ،‬و�أنا ال �أخاف �أن �أكون فقرية �أو‬ ‫كتب ��ت جريت ��رود لوالدته ��ا �أن والدها رف�ض‬ ‫الظهرية"‪.‬‬ ‫عن الآخرين‪ ،‬وبعد �أ�سبوع من و�صولها كتبت‬ ‫ال�شكل‪ ،‬ذكي‪ ،‬الع ��ب تن�س ماهر‪ ،‬العب بليارد‬ ‫وخط ��ت جريت ��رود داخ ��ل املن ��زل احلج ��ري‬ ‫كونه �أ�شبه باجلنة‪.‬‬ ‫حفل ��ة �إىل �أخرى‪ ،‬واقفة يف �ص ��ف طويل من‬
‫وغمو�ضه ��ا بع� ��ض ال�شيء‪ .‬كل م ��ا �أعرفه يف‬ ‫من ��ه ت�أت ��ي مثل �سي ��وف حادة نح ��وي‪ .‬وكما‬ ‫حتى اال�ضطرار �إىل االنتظار‪ ،‬مع �إن االنتظار‬ ‫منح موافقته‪" ،‬ال�شيء الوحيد الذي بالإمكان‬ ‫ويف ه ��ذه املرحل ��ة كان ��ا يتحدث ��ان مع� � ًا‬ ‫للعائل ��ة ثاني ��ة‪" :‬ال�سي ��د كادوغان ه ��و الكنز‬ ‫ماهر‪ ،‬متحم�س‪ ،‬مهتم بركوب اخليل‪ ،‬وكتبت‬ ‫الباهت و�سارت عرب رواق طويل حيث انحنى‬ ‫***‬ ‫ال�شابات يف انتظار م ��ن يتقدم طالب ًا الرق�ص‬
‫الوق ��ت احلا�ض ��ر‪ ،‬اعتقد �إنها �سيئ ��ة جد ًا‪� .‬إنه‬ ‫ترين مل �أفع ��ل �شيئ ًا يف الأ�شه ��ر الأخرية‪� ،‬أو‬ ‫ه ��و �أق�سى مما اعتقدت ��ه يف البداي ��ة‪ ،‬ذلك �إن‬ ‫�أن يفع�ل�اه �سيكون البق ��اء يف طهران والأمل‬ ‫ع ��ن م�ستقبلهم ��ا‪ ،‬مي�ضي ��ان ال�ساع ��ات يف‬ ‫احلقيق ��ي‪� ،‬إنه �ش ��يء غ�ي�ر متوق ��ع بالت�أكيد‪،‬‬ ‫عن ��ه‪�" :‬إن ��ه �إن�س ��ان لطي ��ف‪ ،‬نظي ��ف و�أنيق‪..‬‬ ‫له ��ا خدم يرتدون مالب�س خا�صة كلما اقرتبت‬ ‫�أرا�ض ��ي دار املفو�ضي ��ة كان ��ت �أ�شب ��ه بجنات‬ ‫معهن‪ ،‬لكن م�س بيل كانت تختلف عنهن بقوة‬
‫�أمر عا�صف ال يرافقه �أمل‪.‬‬ ‫فكرت يف �شيء ال يكون هو فيه‪� ..‬إنه خال�صة‬ ‫امل ��رء ال ميك ��ن �أن يدرك يف ب ��ادئ الأمر كيف‬ ‫يف ترقيت ��ه �إىل وظيف ��ة �أعل ��ى ك�أن يعه ��د ل ��ه‬ ‫�سع ��ادة للتخطي ��ط حلياتهما مع� � ًا‪" :‬ب�إمكانه‬ ‫الأمر ي�ستحق �أن �أقطع هذه امل�سافات الطويلة‬ ‫ينظ ��ر �إلينا كممتل ��كات �شخ�صية ل ��ه يتوجب‬ ‫م ��ن جمموع ��ة منه ��م يف خ�ل�ال جتواله ��ا يف‬ ‫ع ��دن‪ ،‬هك ��ذا كتب ��ت لوالديه ��ا‪" ،‬ال ميك ��ن �أن‬ ‫�شخ�صيته ��ا وثقافته ��ا العالي ��ة‪ .‬ولأن تعاق ��ب‬
‫ال�سي ��د كادوغان فق�ي�ر جد ًا‪ ،‬اعتق ��د �إن والده‬ ‫كل �شيء"‪.‬و�أك ��دت لوالديهما �أنها �ستختار �أن‬ ‫ي�شتاق للرفقة املتوا�صلة والطم�أنينة املباركة‬ ‫بدرج ��ة �سف�ي�ر �أو �ش ��يء �آخر كمكاف� ��أة وعند‬ ‫كدبلوما�س ��ي �أن يع�ي�ن يف �أي م ��كان يف‬ ‫�إىل طهران والعث ��ور عليه‪� ،‬إنه �شخ�ص رائع‪،‬‬ ‫عليه االهتمام بهم وت�سليتهم‪� ..‬أنا �أميل �إليه"‪.‬‬ ‫املكان مكت�شفة الغ ��رف العديدة وال�صالونات‬ ‫تت�ص ��وروا م ��دى اجلم ��ال هن ��ا ‪ -‬هن ��اك يف‬ ‫الأع ��وام كان �صعب� � ًا بالن�سب ��ة �إليه ��ا‪ ،‬ف�إنه ��ا‬
‫مفل� ��س ووال ��دي �سيعمل �أي �ش ��يء من �أجلي‬ ‫تعيد الكرة ثاني ��ة على الرغم من الأمل احلايل‬ ‫يف ال ��زواج‪ .‬ولك ��ن الآن و�أنا مغ ��ادرة املكان‪،‬‬ ‫ذلك �سيك ��ون االنتظار جمدي� � ًا‪ .‬و�إن ال�سلوى‬ ‫العامل"‪.‬‬ ‫و�أن ��ا �أحبه ج ��د ًا‪� ،‬إنه ميار� ��س ريا�ضة ركوب‬ ‫ويف طه ��ران التقت ب�آخرين �أي�ض� � ًا و�أعجبت‬ ‫الوا�سعة وغ ��رف البليارد وع ��دد ًا ال ح�صر له‬ ‫اخل ��ارج �أ�شج ��ار و�أ�شج ��ار وا�شج ��ار ت�شكل‬ ‫حاول ��ت �أن تك ��ون مرح ��ة خمتلفة عم ��ا كانت‬
‫ولكن ��ه غ�ي�ر ق ��ادر بالت�أكيد عل ��ى الإنفاق على‬ ‫والف ��راق امل�ؤمل الق ��ادم‪" .‬والأمر ي�ستحق ذلك‬ ‫�أدرك م ��دى الق�س ��اوة في ��ه‪ ،‬موقفن ��ا ‪ -‬نح ��ن‬ ‫يف الأم ��ر هو �إن النا�س يف مثل هذه الوظيفة‬ ‫وكادوغان‪ ،‬كان قد �سافر �إىل �أمريكا اجلنوبية‬ ‫اخلي ��ل معنا‪ ،‬يع ��د اخلطط م ��ن �أجلنا‪ ،‬يجلب‬ ‫به ��م ومن بينه ��م‪ ،‬فردري ��ك رو�س ��ن وزوجته‬ ‫م ��ن غ ��رف الن ��وم‪ .‬ويف كل �ش�ب�ر كان ��ت ت�شم‬ ‫اال كثيفة من منزلن ��ا �إىل جدران احلديقة‪،‬‬ ‫ظ�ل� ً‬ ‫علي ��ه يف ال�ساب ��ق‪ ،‬ومع ذل ��ك ف� ��إن القليل من‬
‫منزل �آخر وهو كما يبدو ما نطالبه به‪.‬‬ ‫�أك�ث�ر مما ي�ستحق ��ه بع� ��ض الأ�شخا�ص الذين‬ ‫االثنني ‪� -‬صعب جد ًا ونحن تعي�سان للغاية"‪.‬‬ ‫يتط ��ورون ويدخرون ما يكف ��ي للمعي�شة قبل‬ ‫ومل يحبه ��ا‪ ،‬وال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬ه ��و امل ��كان‬ ‫كالب ��ه عن ��د زيارت ��ه لن ��ا وه ��و يرين ��ا �أ�شي ��اء‬ ‫نين ��ا وانعقدت �صداقة وطي ��دة بينها وبينهما‬ ‫رائحة الزهور وت�سمع غناء العنادل‪.‬‬ ‫حتته ��ا ك�س ��اء م ��ن ورود زهري ��ة مو�سمي ��ة‬ ‫الرجال كانوا �أذكياء والقلة منهم قد در�س يف‬
‫وحت ��ى ذل ��ك الوق ��ت مل تك ��ن ق ��د �أتيح ��ت لها‬ ‫يعي�ش ��ون حياتهم كاملة ولكن ال يعرفون �أبد ًا‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن عواطفهم ��ا‪ ،‬ف�إنهما احرتما‬ ‫انق�ضاء �سنوات طويلة‪ .‬ولكن عندئذ‪� ،‬سيكون‬ ‫ال ��ذي اتفق ��ا على البق ��اء فيه‪ .‬كان م ��ن ال�سهل‬ ‫جميل ��ة يف الأ�سواق‪ ،‬متواجد دائم ًا يف املكان‬ ‫ا�ستمرت م ��ع الأعوام‪ ،‬وفيما بع ��د عندما يتم‬ ‫ورحلته ��ا التي ا�ستمرت �شه ��ر ًا كانت ناجحة‪،‬‬ ‫مت�سلقة بكميات هائل ��ة م�شكلة كتلة مت�شابكة‬ ‫كيمربدج �أو اك�سفورد �أو �سافر حتى م�سافات‬
‫مناق�شة املوقف مع والدها ولكنها كانت ت�أمل‬ ‫هذا الأمر الرائ ��ع‪� ،‬أنا عرفته يف الأقل ور�أيت‬ ‫التقالي ��د االجتماعي ��ة‪� .‬أخ ��ذا يبتع ��دان ع ��ن‬ ‫نوع احلياة مكلف ًا بطبيعة احلال‪.‬‬ ‫عليه ��ا �أن تتخي ��ل نف�سه ��ا مثل عمته ��ا ماري‪،‬‬ ‫عندما نك ��ون يف حاجة �إليه‪ ،‬وال يكون عندما‬ ‫تعيين ��ه يف القد�س‪� ،‬ستق ��وم برحلتها الأوىل‬ ‫لقي ��ت يف خالله ��ا الرتح ��اب من جمي ��ع �أفراد‬ ‫من �ألوان الأ�صفر والأبي�ض والأحمر‪ .‬وهناك‬ ‫بعي ��دة مثلها �إىل ال�شرق مث�ل� ًا‪� ،‬أو كان ميتلك‬
‫�أن تتو�صل مع والدها �إىل نوع من حل‪.‬‬ ‫الزوج ��ة اجلذاب ��ة ل�سفري ب ��ارز‪ ،‬لديها دوالب‬ ‫ال نحتاج ��ه‪� ،‬إنه لي�س جذاب� � ًا فح�سب بل غاية‬ ‫ف�ضوله ��ا للعلم �أو جر�أتها �أو ح�ضورها‪ .‬القلة‬
‫و�صل ��ت جريت ��رود لن ��دن يف �أواخ ��ر ت�شرين‬ ‫مالب� ��س ممتل ��ئ بالأزي ��اء الفار�سي ��ة‪ ،‬ت�سافر‬ ‫يف الذكاء‪ ،‬قارئ جيد لكل ما ي�ستحق القراءة‬ ‫منه ��م كان �سيتواف ��ق مع م�ؤهالته ��ا‪ ،‬والأكرث‬
‫الأول‪ ،‬بع ��د غيب ��ة طويل ��ة‪ .‬وعندم ��ا التق ��ت‬ ‫يف �سف ��ن بخارية مرفهة‪ ،‬وقط ��ارات �سريعة‪،‬‬ ‫باللغات الفرن�سية‪ ،‬الأملانية والإنكليزية"‪.‬‬ ‫�إيالم ًا قلة منهم من �سريغب بالزواج بها‪.‬‬
‫بوالده ��ا �أخ�ي�ر ًا وحتدث ��ت مع ��ه‪� ،‬أدرك ��ت �أن‬ ‫تقابل �أنا�س� � ًا ممتعني مثل ر�ؤ�س ��اء الوزارات‬ ‫***‬ ‫ا�ستنف ��دت جريت ��رود موا�سمه ��ا الثالث ��ة ومل‬
‫كادوغان لي�س بال ��زوج املنا�سب وعلى الرغم‬ ‫واملل ��وك وتعي� ��ش يف �أماك ��ن فائق ��ة اجلمال‪،‬‬ ‫يف �إح ��دى جوالتهم ��ا مع� � ًا‪ ..‬وبع ��د رب ��ط‬ ‫يطلبه ��ا �أحد لل ��زواج ومل تكن ترغب بالزواج‬
‫م ��ن ذل ��ك تاق ��ت �إىل �أن تك ��ون زوجت ��ه‪ ،‬وهي‬ ‫باذخ ��ة‪� ،‬ساحرة‪ ،‬مثل بغ ��داد ودم�شق وكانت‬ ‫ح�صانيهم ��ا‪ ،‬قاده ��ا كادوغ ��ان �إىل منطق ��ة‬ ‫م ��ن �أح ��د‪ ،‬وم ��ع ذل ��ك فق ��د ا�ستمتع ��ت برفقة‬
‫�ستنتظ ��ر وتنتظ ��ر كل الوق ��ت ال ��ذي يتوجب‬ ‫�أيامها مثل �أحالم تطفو خارجة من احلكايات‬ ‫�صح ��راء يف اجل ��وار وا�ستث�ي�رت ده�شته ��ا‪،‬‬ ‫ال�شبان ولكن ل�سانها احلاد �أ�ساء �إىل كربيائهم‬
‫عليها‪.‬‬ ‫ال�شرقية و�أخيلتها‪.‬‬ ‫لق ��وة وم ��دى الت�أث�ي�ر القوي الت�س ��اع الفراغ‬ ‫وثقافته ��ا العالي ��ة �سرع ��ان م ��ا كان ��ت متت�ص‬
‫وهك ��ذا حتمل ��ت ثماني ��ة ا�شه ��ر‪ .‬يوم� � ًا بع ��د‬ ‫جريت ��رود وكادوغ ��ان‪ ،‬كتبا مع� � ًا ر�سائل �إىل‬ ‫وجمال الواحات الرائع ��ة‪�" :‬أوه‪ ..‬ال�صحراء‬ ‫ثقافته ��م ال�ضئيل ��ة‪ .‬رف�ض ��ت االنحن ��اء لهم �أو‬
‫ي ��وم وم ��ع ت�شجي ��ع والدته ��ا كتب ��ت‪�" :‬صور‬ ‫والديه ��ا‪ .‬طلب ه ��و موافقة هيو بي ��ل للزواج‬ ‫ح ��ول طهران متت ��د �أمي ��ا ًال و�أمي ��ا ًال‪ ،‬ال �شيء‬ ‫�أن تبق ��ى �صامتة ال ت�شارك يف النقا�شات التي‬
‫فار�سي ��ة"‪ ،‬وه ��و كت ��اب ح ��ول جتربتها يف‬ ‫م ��ن جريترود‪ ،‬وكتبت ه ��ي لإعالمها باخلرب‪.‬‬ ‫ينب ��ت فيه ��ا‪ ،‬حماطة بجب ��ال ج ��رداء متوجة‬ ‫ت ��دور بينه ��م �أو القبول ب�أي �ش ��يء يقولونه‪،‬‬
‫ال�ش ��رق‪ .‬ويف �آب ‪ ،1893‬قام ��ت م ��ع والدتها‬ ‫وبع ��د �أ�سبوع�ي�ن وعندما مل ي� ��أت الرد‪ ،‬كتبت‬ ‫بالثلوج وال�سبل امل�ؤدية �إليها متغ�ضنة جافة‪،‬‬ ‫ورف�ض ��ت �أي�ض� � ًا تغي�ي�ر �شخ�صيته ��ا من اجل‬
‫بزي ��ارة يورك�شاي ��ر وهن ��اك ب ��د�أت بالقراءة‬ ‫ثاني ��ة وهي تعلم يقين ��ا �أن والده ��ا �سيحتاج‬ ‫مل �أك ��ن �أعرف ما ه ��ي ال�صحراء حتى قدومي‬ ‫التوافق مع �آخر‪.‬‬
‫ب�صوت ع ��ال لها ح ��ول كارثة وب ��اء الكولريا‬ ‫وقت ًا للت�أكد من م�ؤهالت خطيبها‪ ،‬وحزرت �أن‬ ‫�إىل هن ��ا‪� .‬إنه ��ا �ش ��يء رائ ��ع مث�ي�ر للده�ش ��ة‪،‬‬ ‫م�ض ��ت ثالث ��ة �أع ��وام من لعب ��ة العث ��ور على‬
‫من الف�ص ��ل الذي عنونته "ظل املوت"‪ ،‬عندما‬ ‫االنتظار الطوي ��ل قد ال ي�ؤدي �إىل �شيء جيد‪،‬‬ ‫ويجب م�شاهدته"‪.‬‬ ‫زوج مم ��ا جعله ��ا تعي�س ��ة‪ ،‬ولك ��ن توقع ��ات‬
‫ومثل ن ��وع من ال�سح ��ر‪ ،‬خرج الظ ��ل من بني‬ ‫فوالده ��ا كان مهتم ًا ب�شكل كب�ي�ر جد ًا بالرجل‬ ‫وا�ص�ل�ا جتوالهم ��ا �إىل مع�سك ��ر ال�شاه حيث‬ ‫حي ��اة تعي�شها وحيدة بدت �أك�ث�ر �شقاء‪ .‬وبدا‬
‫�صفح ��ات كتابه ��ا‪ .‬و�صل ��ت عندئ ��ذ برقية من‬ ‫الذي �ستتزوجه وكادوغان ال يتالءم متام ًا مع‬ ‫وجدت هناك حديقة مليئة بحيوانات وح�شية‬ ‫لها �آن ��ذاك �أن ال�سفر هو احل ��ل الوحيد وبالد‬
‫طه ��ران وجريت ��رود م�ستثارة غ�ي�ر عاملة مبا‬ ‫تقاليد عائلة بيل‪.‬‬ ‫وق�صر ًا خا�ص ًا ل�سيدات العائلة املالكة‪ .‬وعندما‬ ‫فار�س كانت دائم ًا املكان الذي ت�شتاق لر�ؤيته‪.‬‬
‫فيها‪ ،‬فتحت الورقة وبد�أت تقر�أ‪" :‬كان هرني‬ ‫كان هيوبي ��ل يتوق ��ع زوج� � ًا غني� � ًا لأبنت ��ه‪،‬‬ ‫فتح الب�ستاين لهما الباب دخال الق�صر ووجدا‬ ‫ويف �س ��ن الثالثة والع�شري ��ن وبعد مت�ضيتها‬
‫كادوغان ي�صيد ال�سمك عندما انزلق �إىل املياه‬ ‫�شخ�ص ًا ل ��ه دخل جيد و�آف ��اق م�ستقبل جيدة‪.‬‬ ‫نف�سيهم ��ا‪" ،‬و�س ��ط الليايل العربي ��ة" جداول‬ ‫�أ�شهر ال�شتاء يف تعلم اللغة‪ ،‬لوحت جريترود‬
‫املجمدة لنه ��ر الر‪ .‬ال نعلم �إن كان الأمر حادث ًا‬ ‫وكان ه�ن�ري كادوغ ��ان االب ��ن الأك�ب�ر للنبيل‬ ‫رفيع ��ة تن�ساب ع�ب�ر الأر�ضي ��ات وانعكا�سات‬ ‫بيدها وداع ًا لإنكلرتا الرطبة الباردة وغادرت‬
‫�أو متعمد ًا ‪ -‬لقد جتمد كلي ًا حتى العظم‪ .‬نحن‬ ‫فردري ��ك كادوغ ��ان وه ��و �أي�ض ًا االب ��ن الأكرب‬ ‫املي ��اه ترق� ��ص عل ��ى قط ��ع املراي ��ا ال�صغ�ي�رة‬ ‫مع خالتها �إىل ال�ش ��رق‪ ،‬م�ستقلة قطار ال�شرق‬
‫مت�أ�سفون لإعالمكم �إن كادوغان قد تويف"‪.‬‬ ‫لالي ��رل الثال ��ث كادوغ ��ان ومل يك ��ن ق ��د ورث‬ ‫املزين ��ة لل�سق ��ف وكل �ش�ب�ر م ��ن الطريق كان‬ ‫ال�سريع من باري�س �إىل ا�سطنبول ومن هناك‬
‫امل�س بيل يف �سفرة لها يف ال�صحراء‬ ‫مع امل�سرت لورين�س‬ ‫م�س بيل وابيها عام ‪1922‬‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ال‬
‫الشعر الى الكوميديا‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫كا‬
‫ي‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫ها‬ ‫ل‬ ‫زا‬ ‫ي‬
‫د الذي اعيشه لنفسي وللناس‬
‫�ش ��يء غريب حقا ان تبد�أ حياة جنوم الكوميديا ب�سل�س ��لة من امل�آ�س ��ي حتى تتحول مع‬
‫االي ��ام اىل مادة لل�ضحك وا�سعاد النا�س وتلك مفارقة ت�ؤكد قول البع�ض يف ان كل رجل‬
‫كمال لطيف سالم‬ ‫�ضاحك رجل باك اي�ضا‪.‬‬
‫اما كيف يتحول البكاء اىل �ضحك فهذه حكاية نبد�أها مع الفنان الكوميدي ر�ضا ال�شاطي‬
‫الذي عرفناه من خالل �شخ�صية العر�ضحاجلي وابو حمزة والفتاح فال‪.‬‬
‫تبد�أ حياتي الفنية مع بداية والدتي يف الكاظمية حيث فقدت اول ما فقدت والدي وبعد‬
‫ع�ش ��رة اعوام فق ��دت والدتي وكان لهذين احلدث�ي�ن االثر يف ت�أجي ��ج احا�سي�سي فبد�أت‬
‫بكتابة ال�شعر‪.‬‬
‫وبالفع ��ل ا�صب ��ح ال�شع ��ر �شغلي ال�شاغل حت ��ى �سنة ‪ 1936‬حيث ب ��رز ن�شاطي الفني يف‬
‫املدر�س ��ة اخلريي ��ة اال�سالمية الت ��ي كنت ادر�س فيه ��ا‪ .‬وقدر لن�شاطي املتمي ��ز ان ا�صبح‬
‫رئي�س ��ا للن�ش ��اط الفني او ما ي�سمى جمعية اخلطابة واذكر م ��ن ال�شخ�صيات التي كانت‬
‫تعمل معي يف تلك الفرتة املعلق الريا�ضي �شاكر ا�سماعيل حيث كانت افكارنا وم�شاريعنا‬
‫الفنية ت�أخذ طريقها اىل خ�شبة امل�سرح اجلوال الذي دخلنا من خالله املدار�س والبيوت‬
‫وال�صرائف واحلفالت اخلا�صة حتى ا�صبح ن�شاطنا املتوا�ضع حديث النا�س‪.‬‬
‫ويف �سن ��ة ‪ 1940‬ق ��در يل ان اقف على امل�سرح بال�شكل ال ��ذي يجعلني خا�ضعا المتحان‬
‫ع�سري امام اال�ستاذ حقي ال�شبلي الذي اخرج لنا م�سرحية "�سقوط الطاغية" وكان لهذه‬
‫امل�سرحية االثر يف ولعي بامل�سرح والت�صاقي احلميم‪.‬‬
‫وعندم ��ا دخل ��ت دار املعلمني انتمي ��ت اىل فرقتها الفنية م ��ع زميلنا الفن ��ان حميد املحل‬
‫وبقينا نقدم االعمال الفنية حتى تركناها على م�ض�ض‪.‬‬
‫* ي�صمت الفنان ر�ضا ال�شاطي وهو يراقب خيوط دخان �سكارته‪ .‬ثم ي�ستطرد قائال‪:‬‬
‫‪ -‬ويف �سن ��ة ‪ 1948‬اخرج لنا الفنان جا�س ��م العبودي م�سرحية فتح بيت املقد�س مل�ؤلفها‬
‫انطوان فرح وكانت هذه امل�سرحية تعرب عن نكبة فل�سطني‪.‬‬
‫* نع ��رف ان عملك مل يقت�ص ��ر على جمال امل�سرح بل تع ��داه اىل ال�سينما فما حكاية هذه‬
‫االنتقالة املفاجئة يف حياتك الفنية؟‬
‫‪ -‬انن ��ي مل اهج ��ر امل�سرح ب�سبب ال�سينم ��ا ابد ًا فال ازال اعترب امل�س ��رح مدر�ستي االوىل‬
‫ولك ��ن ال�صدف ��ة هي الت ��ي و�ضعتني وجه ��ا لوجه ام ��ام اول حماولة للدخ ��ول اىل عامل‬
‫ال�سينم ��ا وكان ذل ��ك يف فل ��م "من امل�س� ��ؤول" حيث ا�سند يل املخرج جب ��ار ويل دور ابو‬
‫مع�صوم ��ة وبعد ه ��ذه التجربة اجلديدة دعيت اىل لبنان لال�ش�ت�راك بفلم "غرفة رقم ‪"7‬‬
‫انت ��اج لبناين عراقي من اخ ��راج كامريان ح�سني‪ ،‬ومن املمثلني الذين ا�شرتكو معي يف‬
‫هذا الفلم ابراهيم خان واملمثلة فريال كرمي واملمثل اللبناين عبد الله ال�شما�س‪.‬‬
‫* يف جمي ��ع التج ��ارب ال�سينمائية يف العامل نرى الفلم الكوميدي يحتل مكلن ال�صدارة‬
‫بني االفالم املهمة فلماذا نفتقر نحن اىل هذا االجتاه يف الفن؟‬
‫‪ -‬ه ��ذا �صحيح‪ ..‬انن ��ا نفتقر اىل �سينما كوميدية كما هو مع ��روف‪ .‬ففي م�صر مثال نرى‬
‫افالم جنيب الريحاين وب�شارة واكيم وعلي الك�سار‪ .‬ومن املعا�صرين عادل امام وحممد‬
‫عو�ض وغريهم‪ .‬فهذا الوجود املتمثل للم�سرح الكوميدي يعود اوال وقبل كل �شيء اىل‬
‫تاري ��خ ال�سينم ��ا امل�صرية مع وج ��ود تقاليد فنية خلق ��ت الكادر واالمكان ��ات لتغطية كل‬
‫جم ��االت امل�س ��رح وال�سينما‪ .‬فنح ��ن نرى فقرا وا�ضح ��ا يف الكوميديا عندن ��ا لي�س على‬
‫�صعيد ال�سينما بل يف امل�سرح والتلفزيون واالذاعة وهذه امل�سالة تعود بالدرجة االوىل‬
‫اىل قلة الفنانني واعني انه اليوجد عندنا ممثل كوميدي او غري كوميدي بل لدينا ممثل‬
‫جاهز لكل االدوار‪.‬‬
‫* من ��ذ �سن ��وات متيزت ب ��ادوارك الكوميدي ��ة "العر�ضحاجلي"‪" ،‬ابو حم ��زة"‪" ،‬الفتاح‬
‫فال"‪ .‬فلماذا انح�سر هذا النمط من التمثيليات؟‬
‫‪ -‬يف �سن ��ة ‪ 1959‬ا�سن ��د يل الفنان الهن ��داوي دور العر�ضحاجلي يف احدى التمثيليات‬
‫فدخلن ��ا به ��ذا العمل التلفزيوين كربنام ��ج ا�سبوعي ثابت من اخ ��راج كامريان ح�سني‪،‬‬
‫وبع ��د ان قدمنا عدة حلقات من الربنامج وجدن ��ا جتاوبا ملحوظا من اجلمهور ذلك الن‬
‫�شخ�صي ��ة العر�ضحاجل ��ي ا�ضافة اىل كونه ��ا �شخ�صية كوميدية فانه ��ا تعك�س م�شكالت‬
‫وهم ��وم املجتم ��ع ال ��ذي كان يع ��اين منه ��ا قب ��ل الث ��ورة‪ .‬وقد كن ��ت كاتب وممث ��ل هذه‬
‫ال�شخ�صية املتميزة‪ ،‬وبدع مدة تكرنا هذا الربنامج الننا اعطينا من خالله كل �شيء ومل‬
‫يع ��د باالمكان تكرار ما قدمناه‪ .‬ولكني عدت بربنام ��ج م�شابه ا�سمه �صورة ومثل‪ ،‬ومع‬
‫النا�س‪ .‬وكلو يف ح�ضرة ال�سلطان كالو‪ ،‬واحب ان اقول بانني كنت زبنجي‪.‬‬
‫* ت ��رى م ��اذذا ح ��ل بفرق ��ة الزباني ��ة الت ��ي كان ��ت تق ��دم اعمالها الفني ��ة من عل ��ى �شا�شة‬
‫التلفزيون‪.‬‬
‫‪ -‬ان فرق ��ة الزبانية كانت وليدة ظروف عديدة ارتبط ��ت باحلياة كما ارتبطت باملجتمع‬
‫وم�شكالته‪ ،‬فبادر م�ؤ�س�سوها اىل تقدمي التمثيليات الكوميدية الهادفة التي متثل �صور‬
‫النا� ��س للنا�س‪ .‬وكان م�ؤ�س�سها املرحوم ناجي ال ��راوي والفنان فخري الزبيدي وحامد‬
‫االطرقج ��ي وناظم الغزايل قد ارتفعوا مب�ستوى الفرق ��ة فدخلنا بها الق�صور وامل�سارح‬
‫واالذاعة والتلفزيون‪.‬‬
‫وبعد وفاة الفنان ناجي الراوي انحلت الفرقة وذهب اع�ضا�ؤها كل حلاله‪.‬‬
‫* بعد هذه الرحلة الطويلة ماذا تعمل االن‪.‬‬
‫‪ -‬لقد عدت اىل امل�صب االول الذي بد�أت منه ‪ ..‬املرح الذي كان وال يزال هاج�سي الوحيد‬
‫واحللم الذي اعي�شه لنف�سي وللنا�س‪.‬‬
‫عن مجلة فنون ت‪1978 2‬‬

‫العدد (‪ )2266‬السنة التاسعة االثنين (‪ )3‬تشرين االول ‪2011‬‬ ‫‪16‬‬


‫طبعت بمطابع مؤسسة‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة رئيس التحرير مدير التحرير‪ :‬علي حسين‬ ‫ملحق أسبوعي يصدر عن مؤسسة‬
‫هيئة التحرير‪ :‬باسم عبد الحميد حمودي ـ رفعت عبد الرزاق‬
‫لإلعالم والثقافة والفنون‬ ‫االخراج الفني‪ :‬نصير سليم التصحيح اللغوي‪ :‬مروان عادل‬ ‫لإلعالم والثقافة والفنون‬

You might also like