Professional Documents
Culture Documents
إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد PDF
إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد PDF
مشكاة السلمية
هو زين الدين بن عبد العزيز بن زين الدين المليباري ,الشافعي .فقيه مشارك
في بعض العلوم من آثاره - :فتح المعين بشرح قرة العين - .مختصر في
أحاديث ذكر الموت - .إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد.
عدد الجأزاء 1 /
دار النشر /دار المعرفة
الكتاب موافق للمطبوع
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
الحمد لله الذي أرشدنا إلى طاعته ،وزجأرنا عن معصيته ،وأشهد أن ل اله إل
صلة وته ،وال ّ الله إقرارا ً بوحدانيته ،وأشهد أن محمدا ً رسول الله اعترافا ً بنب ّ
سلم على من أرسله الله لرشاد العباد ،وعلى آله وصحبه المهتدين إلى وال ّ
سبيل الرشاد.
ي :الزواجأر ،ومرشد الطلب ،لشيخي مشايخ )وبعد( فهذا كتاب انتخبته من كَتاب َ ْ
السلم وملكي العلماء العلم ،شيخنا الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر
دنا زين الدين بن علي المعبري رضي الله عنهما وحشرنا في الهيثمي ،وجأ ّ
زمرتهما ،وزدت فيه ما يسر من الحاديث والمسائل الفقهيات ،والمواعظ
والحكايات ،وسميته )بإرشاد العباد إلى سبيل الرشاد( راجأبا ً من الله الجواد أن
يرشدني به وجأميع العباد إلى دار الخلود ،إنه كريم ودود.
روى الشيخان البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
وى، ت َوإّنما ل ِك ُ ّ ما ُ َ
ما ن َ َ
رىٍءء َ م ِ
لا ْ ل ِبالن ّّيا ِ ما الع ْ َ سمعت رسول الله يقول» :إن ّ َ
تكان َ ْن َ م ْه ،وَ َ سول ِ ِ ه إلى الله وََر َُ جَرت ُ ُسول ِهِ فَهِ ْ ه إلى الله وََر ُ جَرت ُ ُت هِ ْ كان َ ْفمن َ
َ َ َ َ
ه«ِ . جأَر إلي ْ ِ ها َ
ما َ ه إلى َ جَرت ُ ُحها فَهِ َ مَرأةٍء ي َن ْك ِ ُ
صيُبها أو ا ْ ه ل ِد ُن َْيا ي ُ ِ
جَرت ُ ُ
هِ ْ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة5 :
) (1/1
باب اليمان
َ
دوا{ )سورة البقرة (21 :أي وحدوا }َرب ّك ُ ُ
م س اع ْب ُ ُقال الله تعالىَ} :يا أي َّها الّنا ُ
ن{ )سورة البقرة (21 :عقابه قو َ م ل َعَل ّك ُ ْ
م ت َت ّ ُ ن قَب ْل ِك ُ ْ
م ْ
ن ِ م َوال ّ ِ
ذي َ خل َ َ
قك ُ ْ ذي َ ال ّ ِ
ض فَِراشًا{ )سورة َ
ل{ )سورة البقرة (22 :أي خلق }ل َك ُ ُ
م الْر َ جأعَ َذي َ }ال ّ ِ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ماَء ب َِناًء{ )سورة البقرة (22 :سقفا ً س َ البقرة (22 :أي بساطا ً يفترش }َوال ّ
َ }وَأ َن َْز َ
ت مَرا ِ ن{ )سورة البقرة ( 22 :أنواع }الث ّ َ م َج ب ِهِ ِ خَر َ ماًء فَأ ْ ماِء َ
س َن ال ّ م َ ل ِ
دادًا{ )سورة البقرة(22 : َ
جعَُلوا لله أن ْ َ م{ )سورة البقرةَ} (22 :فل ت َ ْ رِْزقا ً ل َك ُ ْ
َ
ن{ )سورة البقرة (22 :أنه لخالق ول مو َ م ت َعْل َ ُأي شركاء في العبادة }وَأن ْت ُ ْ
ه ل سو
ََ ُ ِ ِ ر و بالله ن م ْ ؤ
َ َ ْ ْ ُ ِ ْ ِ ي م َ ل ن م و } تعالى: وقال يخلق، من يخلقون ،ول يكون إلها ً إل
سِعيرًا{ )سورة الفتح (13 :أي نارا ً شديدة .وأخرج مسلم ن َ ري َكافِ ِ فَإ ِّنا أ َع ْت َد َْنا ل ِل ْ َ
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال» :بينما نحن عند رسول الله ذات يوم
إذ طلع علينا رجأل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ل يرى عليه أثر السفر
ول يعرفه منا أحد حتى جألس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ،ووضع كفيه
م سل ُ على فخذيه وقال :يا محمد أخبرني عن السلم ،فقال رسول الله » :ال ْ
َ َ َ
ة، َ
ي الّزكا َ صلة ،وَت ُؤ ْت ِ َ م ال ّ قي َ ل الله ،وَت ُ ِ سو ُ مدا ً َر ُ ح ّم َ ن ُ ن ل اله إل الله وَأ ّ شهَد َ أ ْ ن تَ ْ أ ْ
سِبيلً«ِ قال صدقت .قال فعجبنا ت إل َي ْهِ َست َط َعْ َ نا ْ تإ ِ ج الب َي ْ َ ن ،وََتح ّ ضا َ م َ م َر َ صو َ وَت َ ُ
َ َ
ملئ ِكت ِهِ ن ِبالله وَ َ م َ ن ت ُؤ ْ ِ دقه ،قال :فأخبرني عن اليمان .قال» :أ ْ له يسأله ويص ّ
ن الله تعالى«ِ قال :صدقت. م َ شّره ُ ِ خْيرهِ وَ َ قد َرِ َ ر ،وال َ خ ِوكتب ِهِ ورسل ِهِ واليوم ِ ال َ
ُ َ َ َ َ َ
ن ت ََراه ُ م ت َك ْ نل ْ ه ،فإ ِ ْ ن ت َعْب ُد َ الله كأن ّك ت ََرا ُ قال :فأخبرني عن الحسان .قال» :أ ْ
ك«ِ .قال :فأخبرني عن الساعة ،أي عن زمن وجأود يوم القيامة ه ي ََرا َ فَإ ِن ّ ُ
) (1/2
) (1/3
ف ُ
ظ بالشهادتين ل التيان بلفظ: واعلم أنه يشترط في إسلم كل كافر الت ّل َ ّ
أشهد ،فالظأهر الكتفاء بل اله إل الله محمد رسول الله ،وهو مقتضى كلم
الروضة ،لكن الذي اعتمده بعض المتأخرين اشتراطه ،وهو مقتضى كلم
العباب فعليه لو قال :أعلم أو أسقطهما .فقال ل اله إل الله محمد رسول الله
لم يكن مسلمًا .ولبعض أئمتنا رأي ثالث ،وهو اشتراط أشهد أو مرادفها كأعلم،
فينبغي لكل من يسلم الحتياط بأن يقول :أشهد أن ل اله إل الله وأشهد أن
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/4
واعلم أن اليمان بالله اعتقاد أنه واحد ل نظير له في ذاته وصفاته ول شريك له
قا ل انتهاء
في اللوهية وهي استحقاقا العبادة ،وأنه قديم ل ابتداء لوجأوده ،وبا ٍء
لبديته ،وبالملئكة اعتقاد أنهم مكرمون ل يعصون الله ما أمرهم ،ويفعلون ما
يؤمرون صادقون فيما أخبروا به ،وبالكتب اعتقاد أنها كلم الله الزلي القائم
بذاته المنزه عن الحرف والصوت ،وأن كل ما تضمنته حق ،وأن الله تعالى
أنزلها على بعض رسله بألفاظ حادثة في ألواح أو على لسان الملك ،وبالرسل
اعتقاد أن الله أرسلهم إلى الخلق ونزههم عن كل وخيمة ونقص ،فهم
وة وبعدها ،وباليوم الخر ،وهو من معصومون من الصغائر والكبائر قبل النب ّ
الموت إلى آخر ما يقع اعتقاد وجأوده ،وما اشتمل عليه من سؤال الملكين
ونعيم القبر أو عذابه ،والبعث والجزاء والحساب والميزان ،والصراط والجنة
دره الله في الزل ل بد من وقوعه ،وما لم يقدره والنار ،وبالقدر اعتقاد أن ما ق ّ
يستحيل وقوعه ،وأنه تعالى قدر الخير والشّر قبل خلق الخلق ،وأن جأميع
الكائنات بقضائه وقدره.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة5 :
) (1/5
وأخرج أحمد والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه .قال :قال رسول الله :
ل الله؟ِ قال» :أك ْث ُِروا جد ّد ُ إيمان ََنا يا َرسو َ م«ِ قيل :قيل وكيف ن ُ َ مان َك ُ ْدوا إي ْ َ جأد ّ ُ » َ
م
حّر َ ن الله قَد ْ ح َ ل ل اله إل الله«ِ ،والشيخان عن عثمان بن مالك »إ ّ ن قَوْ ِ م ْ ِ
ي ه الله«ِ وابن عساكر عن عل ّ جأ َ َ
ل ل اله إل الله ي َب ْت َِغي ِبذال ِك وَ ْ ن َقا َ م ْ على الّنارِ َ َ
ل الله َتعالى :ل اله إل الله قو ُ ل :ي َ ُ َ
ل ،قا َ ري ُ حد ّث َِني جأب ْ ِ رضي الله عنه عن النبي َ » :
َ خل َ َ
ن ع َب ْد ٍء م ْ س ِ ذاِبي«ِ والطبراني عن أبي الدرداء» :لي ْ َ ن عَ َ م ْ ن ِ م َهأ ِ ن دَ َ ُ م ْ صِني فَ َ ح ْ ِ
ة الب َد ْرِ َ َ
مرِ لي ْل َ ق َه كال َ جأهُ ُ مةِ وَوَ ْ قَيا َ م ال ِ ه الله ي َوْ َ َ
قول ل اله إل الله مائة مرة إل َبعث ُ ُ يَ ُ
ل قَوْل ِهِ أوْ َزاَد«ِ وابن مث ْ َ ِ َ
ل َ
قا نَ ْم إل ه ل م ع
ِ ْ َ َ ِ ِ ن م ُ
ل ض
َ ْ ف أ لٌ عم ذ ئ م و ي د
ْ َ ٍء َ ْ َ ِ ٍء َ ح ل ع َ فير ولم
ماجأه عن أم هانىء» :ل اله إل الله ل يسبقها عمل ول تترك ذنبًا«ِ والترمذي
َ َ
مد ُ لله«ِ ح ْ عاِء ال َل الد ّ َ ض ُ ل الذ ّك ْرِ ل اله إل الله ،وَأفْ َ ض ُ والنسائي عن جأابر» :أفْ َ
م: سل ُ سى ع َل َي ْهِ ال ّ مو َ ل ُ والنسائي عن أبي سعيد الخدري عن النبي .قالَ» :قا َ
كعَباد ِ َ ل ِ ب كُ ّ ل َيا َر ّ قا َ ل ل اله إل الله .فَ َ ل قُ ْ قا َ ه ،فَ َ ك بِ ِ شْيئا ً أذ ْك ُُر َ ب ع َّلمني َ َيا َر ّ
َ قا َ ه ،فَ َ ً ُ
ل هاذا إّنما أِريد ُ َ قو ُ
سب ْعَ ت ال ّ ن السموا ِ سى لو أ ّ مو َ ل َيا ُ صِني ب ِ ِ شْيئا َتخ ّ يَ ُ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
مال َ ْ
ت ت في كفةٍء ول اله إل الله في كفةٍء ل َ َ جأعِل َ ْ
سب ْعَ ُ ن غيري والرضين ال ّ وعامره ّ
م بل ُ َ
ن ل اله إل الله«ِ وأبو يعلى عن أبي بكر رضي الله عنه وعن ذرّيته »ع َلي ْك ْ به ّ
َ ُ َ ْ َ
بس بالذ ُّنو ِ ت الّنا ُس قال :أهْل ِك ِ ن إب ِْلي َمن ُْهما فإ ِ ّ فارِ وَأكث ُِروا ِ
ست ِغْ َاله إل الله َوال ْ
َ َ َ َ َ
م
واِء وَهُ ْ ْ َ
ت ذال ِك أهْلكت ُُهم بالهْ َ
ما َرأي ْ ُ َ
فار ،فل ّ وَأهَْلكوِني ِبل اله إل الله وال ْ
ست ِغْ َ
ن«ِ .وابن أبي دو َمهْت َ ُم ُ
ن أن ّهُ ْحسُبو َيَ ْ
) (1/6
) (1/7
وحكى إمامنا محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه قال :رأيت بمكة
نصرانيا ً يدعى بالسقف ،وهو يطوف بالكعبة ،فقلت له :ما الذي رغبك عن دين
آبائك؟ِ فقال :بدلت خيرا ً منه ،قلت :فكيف كان ذلك؟ِ فحكى لي أنه ركب
البحر .قال :فلما توسطنا فيه انكسرت المركب ،فسلمت على لوح ،فما زالت
المواج تدافعني حتى رمتني في جأزيرة من جأزائر البحر فيها أشجار كثيرة،
ولها أثمار أحلى من الشهد ،وألين من الزبد ،وفيها نهر جأارٍء عذب .قال :فقلت
الحمد لله على ذلك آكل من هذا الثمر ،وأشرب من هذا النهر حتى يأتي الله
ب، تعالى بالفرج ،فلما ذهب النهار وجأاء الليل خفت على نفسي من الدوا ّ
فعلوت شجرة ونمت على غصن ،فلما كان في وسط الليل ،وإذا بدابة على
وجأه الماء تسّبح الله تعالى بلسان فصيح :ل اله إل الله الغفار،محمد رسول
الله النبي المختار.فلما وصلت الدابة إلى البّر إذا رأسها رأس نعامة ووجأهها
وجأه إنسان ،وقوائمها قوائم بعير ،وذنبها ذنب سمكة ،فخفت على نفسي
ي وقالت :قف وإل هلكت، الهلكة ،فنزلت من الشجرة ووليت هاربًا ،فالتفتت إل ّ
فوقفت فقالت لي :ما دينك؟ِ فقلت النصرانية .فقالت :ويحك يا خاسر ارجأع
ن ل ينجو منهم إل إلى الحنيفية .فإنك قد حللت بفناء قوم من مؤمني الج ّ
ن محمدا ً مسلم ،فقلت :وكيف السلم؟ِ قالت :تشهد أن ل اله إل الله وأ ّ
رسول الله فقلتها ،ثم قالت الدابة :تريد المقام هنا أم الرجأوع إلى أهلك؟ِ
فقلت الرجأوع إلى أهلي ،فقالت :امكث مكانك حتى يجتاز بك مركب ،فمكثت
مكاني ونزلت الدابة في البحر ،فما غابت عن عيني حتى مّر مركب وركاب،
فأشرت إليهم فحملوني فإذا في المركب اثنا عشر رجأل ً كلهم نصارى،
فأخبرتهم خبري وقصصت عليهم قصتي فأسلموا كلهم.
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/8
وحكى الشيخ عبد الله اليافعي رحمه الله في كتابه )روض الرياحين (:أنه كان
في المم الماضية ملك تمّرد على ربه فغزاه المسلمون ،فأخذوه أسيرا ً
فقالوا :بأيّ قتلة نقتله فاجأتمع رأيهم على أن يجعلوا له قمقما ً عظيما ً ويجعلوه
فيه ،وتوقد تحته النار ،ول يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب ،ففعلوا ذلك
به،فجعل يدعو آلهته واحدا ً بعد واحد :يا فلن إنما كنت أعبدك أنقذني مما أنا
فيه ،فلما رأى اللهة ل تغني عنه شيئا ً رفع رأسه إلى السماء وقال :ل اله إل
ب ماٍءء من السماء فاطفأ تلك النار، شعَ َ ب الله ع َل َي ْهِ َ
م ْ الله ،ودعا مخلصا ً فَ َ
ص ّ
وجأاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم ،وجأعلت تدور به بين السماء والرض ،وهو
ل ،وهو يقول :ل اله يقول :ل اله إل الله فقذفته إلى قوم ل يعبدون الله عّز وجأ ّ
إل الله فاستخرجأوه وقالوا :ويحك مالك؟ِ فقال أنا ملك بني فلن كان من أمري
ص عليهم القصة فآمنوا. وخبري كيت كيت ،وق ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة5 :
) (1/9
وحكى أيضا ً فيه عن الشيخ أبي زيد القرطبي قال :سمعت في بعض الثار أن
من قال :ل اله إل الله سبعين ألف مرة كانت له فداء من النار ،فعملت على
ذلك رجأاء بركة الوعد فعملت منها لهلي وعملت منها أعمال ً ادخرتها لنفسي
وكان إذ ذاك يبيت معنا شاب يقال إنه يكاشف في بعض الوقات بالجنة والنار،
وكانت الجماعة ترى له فضل ً على صغر سنه ،وكان في قلبي منه شيء ،فاتفق
أن استدعانا بعض الخوان إلى منزله ،فنحن نتناول الطعام والشاب معنا إذ
صاح صيحة منكرة ،واجأتمع في نفسه وهو يقول :يا عم هذه أمي في النار ،وهو
يصيح بصياح عظيم ل يشك من سمعه أنه عن أمر ،فلما رأيت ما به من
النزعاج قلت في نفسي اليوم أجأرب صدقه فألهمني الله السبعين ألفًا ،ولم
يطلع على ذلك أحد إل الله ،فقلت في نفسي :الثر حق ،والذين رووه
م هذا الشاب ،فما استتمت صادقون :اللهم إن السبعين ألفا ً فداء هذه المرأة أ ّ
م ها هي أخرجأت الحمد لله. الخاطر في نفسي إل أن قال :يا ع ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة5 :
فصل في الردة
) (1/10
) (1/11
واعلم أن من أنواعها :أن يعزم مكلف مختار على الكفر في زمن قريب أو
بعيد ،أو يتردد فيه ،أو يعلقه باللسان أو القلب على شيء ولو محال ً عقليا ً
فيكفر حالً ،أو يعتقد ما يوجأبه أو يفعله ،أو يتلفظ بما يدل عليه مع اعتقاد أو
عناد أو استهزاء :كأن يعتقد قدم العالم أو الروح أو حدوث الصانع ،أو ينفي ما
هو ثابت لله تعالى بالجأماع :كالعلم والقدرة ،أو يثبت ما هو منفي عنه بالجأماع
كاللون ،أو يعتقد وجأوب غير واجأب كصلة سادسة وصوم غير رمضان ،أو يشك
في تكفير اليهود والنصارى ،وكأن يسجد لمخلوقا كصنم وشمس ،أو يمشي
إلى الكنائس مع أهلها بزيهم من الزنانير وغيرها ،أو يلقي ورقة فيها شيء من
القرآن أو العلم الشرعي أو اسم الله تعالى أو اسم نبي أو ملك في مستقذر،
ولو طاهرا ً كبزاقا أو مخاط أو يلطخ ذلك ،أو مسجدا ً بنجس ولو معفوّا ً عنه،
وة نبي ُأجأمع عليها ،أو إنزال كتاب كذلك :كالتوراة والنجيل وزبور وكأن ينكر نب ّ
وذتين ،أو ينكر ً
ماود وصحف إبراهيم أو آية من القرآن مجمعا عليها كالمع ّ
وجأوب واجأب ،أو ندب مندوب أو تحريم حرام ،أو تحليل حلل أجأمع عليها،
وعلم من الدين ضرورة كركعة من إحدى المكتوبات ،وصوم رمضان،
وكالرواتب وصلة العيد ،وكشرب الخمر ،والزنى واللواط ووطء الحائض،
وإيذاء مسلم ،وأخذ مكس وربا ورشوة ،وصلة بل وضوء ،وكالبيع والنكاح أو
ينكر إعجاز القرآن ،أو صحبة أبي بكر رضي الله عنه ،أو البعث أو الجنة أو النار،
ذب نبيًا ،أو يستخف به أو بملك ،أو يسبهما ولو تعريضًا ،أو يقذف أو كأن يك ّ
وة أو يصدقا مدعيها ،وكأن يرضى بالكفر دعي النب ّ
عائشة رضي الله عنها أو ي ّ
كإكراه مسلم عليه ،أو إشارته عليه به ،أو إشارته على كافر بأن ل يسلم ،وإن
لم يستشره ،وكمنع تلقين كافر كلمة السلم إذا طلبه ،واستمهاله منه ولو
ساعة خلف الدعاء ،بنحو :ل رزقه الله اليمان ،أو سلبه عن فلن المسلم إن
ي على النبي ،أوأراد تشديد المر ل الرضا به ،وكأن يفضل الول ّ
) (1/12
ي بعد نبينا ،وكأن يقول إنه رأى الله عيانا ً في الدنيا ،أو كلمه
وز بعثة نب ّ
يج ّ
ل في صورة حسنة ،أو أنه يطعمه ويسقيه ،أو أسقط عنه ً
شفاها ،أو أن الله يح ّ
التمييز بين الحلل والحرام ،أو أن العبد يصل إلى الله من غير طريق العبودية،
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
أو أنه وصل رتبة سقط عنه التكليف بها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة11 :
وكذا يكفر من سخر باسم الله تعالى أو نبيه أو بأمره أو نهيه أو بوعده ،أو
ي ،أو غّير شيئا ً من القرآن ،أو زادوعيده أو صّغر اسم الله أو وصفه كالله مل ّ
كلمة فيه معتقدا ً أنها منه ،أو بسمل عند شرب خمر أو زنى استخفافا ً باسم
الله ،أو قال :لو أمرني الله أو رسوله بكذا لم أفعله ،أو أنه لو أعطاني الجنة ما
دخلتها استخفافا ً أو عنادا ً أو :لو آخدني بترك الصلة مع ما بي من الش ّ
دة
ي أو ملك ما صدقته أو قال :المؤذن والمرض ظألمني أو :لو شهد عندي نب ّ
يكذب أو صوته كالجرس ،وأراد تشبيهه بناقوس الكفرة ،أو الستخفاف بالذان
ومن قال :مستخفًا :شبعت من القرآن أو الصلة أو الذكر ،أو ل أخاف القيامة،
أو أيّ شيء :المحشر أو جأهنم ،أو أيّ شيء عملت ،وقد ارتكب معصية ،أو أيّ
شيء أعمل بمجلس العلم ،وقد أمر بحضوره أو قصعة ثريد خير من العلم ،أو
لعنة الله على كل عالم إن لم يرد الستغراقا ،وإل لم يشترط استخفاف
لشموله النبياء والملئكة ،أو تشبه بالعلماء أو الوعاظ أو المعلمين على هيئة
مزرية بحضرة جأماعة حتى يضحكوا ،أو يلعبوا استخفافًا ،أو ألقى فتوى عالم،
أو قال :أيّ شيء هذا الشرع وقصد الستخفاف .ومن تمنى كفرا ً ثم إسلما ً
حتى يعطى دراهم مثلً ،أو أن ل يحرم الله ما لم يكن حلل ً في زمن قط
كالزنى والظلم والقتل ،أو نسب الله إلى الجور في التحريم ،أو قال في
المكس ونحوه :إنه حق السلطان معتقدا ً أنه حق ،ومن لبس زيّ كافر ميل ً
ب الشيخين أو الحسن والحسين ،ومن قيل له :ما لدينه ،أو ضلل المة ،أو س ّ
اليمان؟ِ
) (1/13
فقال :ل أدري استخفافًا ،أو ،ألست مسلمًا؟ِ فقال :ل عمدا ً أو لم تأمر
بالمعروف؛ فقال :ما لي بهذا الفضول ،أو قلم أظأفارك فهو سنة ،فقال:
استهزاء بها ل أفعل ،وإن كان سنة ومن قال لمحوقل :الحوقلة ل تغني من
جأوع ،أو لمن شمت كبيرا ً بيرحمك الله :ل تقل هكذا ،قاصدا ً أنه غني عن
ل من أن يقال له ذلك أو لمن فعل قبيحا ً شرعا ً كقتل السارقا، الرحمة أو أجأ ّ
ي من الله ورسوله، ً
وضرب المسلم ظألما أحسنت ،أو لزوجأته أنت أحب إل ّ
وأراد محبة التعظيم ل الميل ،أو لمسلم :يا كافر بل تأويل ،أو :دع العبادات
وة،
الظاهرة الشأن في عمل السرار؛ ومن قال إنه يوحى إليه ،وإن لم يدع نب ّ
أو أنه يدخل الجنة ،ويأكل من ثمارها ،ويعانق الحور قبل موته ،أو أن النبيوة
مكتسبة ،أو أن مرتبتها تنال بصفاء القلب ،أو أن صدقا النبياء فيما قالوه نجونا،
أو الله يعلم أني فعلت كذا ،وهو كاذب فيه ،أو مطرنا بنجم كذا مريدا ً أن للنجم
تأثيرا ً فيه؛ ومن قال إن نبينا محمدا ً كان أسود ،أو ليس بقرشي أو عربي أو
إنسي أو ل أدري ،أهو الذي بعث بمكة أو مات بالمدينة ،أعاذنا الله من الكفر
وحمانا مما يجّر إليه.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة11 :
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/14
من قَب ْل َك ُ ْ كا َ ن َ م ْ ك ِفي َ مل ِ ٌ ن َ كا َ وروى مسلم عن صهيب قال :قال رسول الله َ » :
ُ
حَر س ْ ه ال ّ م ُ غلما ً أع َل ّ ُ ي ُ ث إل َ ّ ت َفاب ْعَ ْ ك :إّني ك َب ِْر ُ مل ِ ِ ل ل ِل ْ َ ما ك َب َِر َقا َ حٌر ،فَل َ ّ سا ِ ه َ نل ُ كا َ وَ َ
مع َ س ِ قعَد َ إل َي ْهِ وَ َ ب فَ َ ك َراه ِ ٌ سل َ َ ذا َ قهِ إ َ ن ِفي ط َرِي ِ ِ كا َ ه وَ َ م ُ غلما ً ي ُعَل ّ ُ ث إل َي ْهِ ُ فَب َعَ َ
ه
ضَرب َ ُ حُر َ سا ِ ذا أَتى ال ّ ه ،فَإ ِ َ ب وَقَعَد َ إل َي ْ ِ مّر ِبالّراه ِ ِ حُر َ سا ِ ذا أَتى ال ّ نإ َ كا َ ه ،وَ َ م ِ كل ِ َ
سِني أهِْليَ ،وإذا َ ق ْ حَر فَ ُ لإ َ قا َ ب ،فَ َ كا ذال ِ َ ش َ فَ َ
حب َ َ ل َ سا ِ ت ال ّ شي َ خ ِ ذا َ ى الّراه ِ ِ ك إل َ
َ َ
داب َةٍء ك إذ ْ أَتى ع ََلى َ ما هُوَ ع ََلى ذال ِ َ حُر ،فَب َي ْن َ َ سا ِ سِني ال ّ حب َ َ ل َ ق ْ ك فَ ُ ت أهْل َ َ شي َ خ ِ َ
َ َ َ َ
ضل؟ِ ب أفْ َ م الّراه ِ ُ لأ ُ ض ُ حُر أفْ َ سا ِ م ال ّ م اع ْل ُ قال :الي َوْ َ س ،فَ َ ت الّنا َ س ِ حب َ َ مةٍء قَد َ َ ظي َ عَ ِ
حرِ َفاقْت ُ ْ َ ب إلي ْ َ َ َ َ ن َ ّ جرا فَ َ ً َ
ل سا ِ مرِ ال ّ نأ ْ ْ مك ِ ح ّ بأ َ ِ مُر الّراه ِ نأ ْ كا َ مإ ْ ل :اللهُ ّ قا َ ح َ خذ َ َ فَأ َ
َ
ب س فَأَتى الّراه ِ َ ضى الّنا ُ م َ قت ََلها وَ َ ها فَ َ ما َ س فََر َ ي الّنا ُ ض َ م ِ حّتى ي َ ْ داب ّةِ َ هاذ ِهِ ال ّ
َ َ َ َ َ َ َ َ
ما مرِك َ نأ ْ م ْ مّني ،وَقَد ْ ب َلغَ ِ ل ِ ض ُ م أفْ َ ت الي َوْ َ ي أن ْ َ ب :أيْ ب ُن َ ّ ه الّراه ِ ُ لل ُ قا َ ه .فَ َ خب ََر ُ فَأ ْ
ه
م َ
َ
رىُء الك ْ َ م ي ُب ْ ِ ن الُغل ُ كا َ ي ،وَ َ ل ع َل َ ّ ت َفل ت َد ُ ّ ن اب ْت ُِلي َ ست ُب ْت ََلى ،وإ ِ ك َ أ ََرى ،وَإ ِن ّ َ
ن قَد ْ ع َ ِ ك ،وَ َ َ
يم َ كا َ مل ِ ِ س ال َ جأِلي ُ مع َ َ س ِ ساِئر الد َْواِء فَ َ ن َ م ْ س ِ داِوي الّنا َ ص ،وَي ُ َ َوا َلب َْر َ
حدًا، َ ل إّني ل أ َ ْ كإ َ
في أ َ ش ِ قا َ في ْت َِني ،فَ َ ش َ ت َ ن أن ْ َ ي لَ َ ْ ل :ه ِ َ قا َ ة .فَ َ داَيا ك َِثيَر ٍء فَأَتاه ُ ب ِهَ َ
فاه ُ الله، ش َ ن ِبالله فَ َ م َ كَ ،فآ َ فا َ ش َ ت الله فَ َ ت ِبالله د َع َوْ ُ من ْ َ نآ َ في الله ،فَإ ِ ْ ش ِ ما ي َ ْ إن ّ َ
َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
صَرك؟ِ ن َرد ّ ع َلي ْك ب َ َ م ْ مل ِكَ : ه ال َ قال ل ُ َ س .ف َ جل ِ ُ ن يَ ْ ما كا َ س إلي ْهِ ك َ جل َ مل ِك ف َ فَأَتى ال َ
لَ :رّبيَ .قا َ
ل قا َ فَ َ
) (1/15
) (1/16
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
صِعيد ٍء س ِفي َ معُ الّنا َ ج َ ل :ت َ ْ و؟ِ َقا َ ما هُ َ لَ : هَ .قا َ ك بِ ِ مُر َ ما آ ُ ل َ فعَ َ حّتى ت َ ْ قات ِِلي َ ت بِ َ س َ لَ ْ
م ِفي ك َب ِد ِ سهْ َ ضِع ال ّ م َ ن ك َِنان َِتي ،ث ُ ّ م ْ سْهما ً ِ خذ ْ َ م ُ جأذ ٍْءع؛ ث ُ ّ على ِ صل ِب ُِني َ حد ٍء وَت َ ْ َوا ِ
ك قَت َلت َِني،ْ ت ذال ِ َ ْ
ذا فَعَل َ كإ َ م اْرم فَإ ِن ّ َ م؛ ث ُ ّ م قُ ْ س؛ ث ُ ّ
َ ب الُغل ِ سم ِ الله َر ّ ل :ب ِ ْ قو ْ ِ ال َ
مه .ث ُ ّ ن ك َِنان َت ِ ِ م ْسْهما ًِ خذ َ َ مأ َ جأذ ٍْءع ،ث ُ ّ ه ع َلى ِ َ َ
صلب َ ُ حد ٍء وَ َ صِعيد ٍء َوا ِ س ِفي َ معَ الّنا َ ج َ فَ َ
ماه فَوَقَعَ م َر َ ب الُغلم ،ث ُ ّ سم ِ الله َر ّ ل بِ ْ م َقا َ س؛ ث ُ ّ قو ْ ِ م ِفي كب ِد ِ ال ََ سهْ َ ضعَ ال ّ وَ َ
بمَنا ب َِر ّ س :آ ّ ل الّنا ُ قا َ ت ،فَ َ ما َ صد ِْغهِ فَ َ َ
ضعَ ي َد َه ُ ع َلى ُ ه ،فَوَ َ صد ِْغ ِ في ُ م ِ سهْ ُ ال ّ
َ َ ُ َ َ َ ُ َ
حذ َُرك ،قَد ْ ل ب ِك َ حذ َُره ُ قَد ْ َوالله ن ََز َ ت تَ ْ ما كن ْ َ ت َ ه أَرأي ْ َ لل ُ قي َ مل ِك فَ ِ م ،فَأَتى ال َ الُغل ِ
ل: ن وَقا َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ
م ِفيها الّنيَرا ُ ضرِ َ ت وَأ ْ خد ّ ْ ك ،ف ُ سك ِ واهِ ال ّ دود ِ ب ِأف َ خ ُ مَر ِبال ْ س فأ َ ن الّنا ُ م َ آ َ
ت ُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ
جأاَء ِ حّتى َ فعَلوا َ مف َ ح ْ ه :اقت َ ِ موه ُ ِفيَها ،أوْ ِقيل ل ُ ح ُ ن ِدين ِهِ فأق ِ جأعْ ع َ ْ م ي َْر ِ نل ْ م ْ َ
ق«ِ َ َ ُ َ َ َ َ َ
ح ّك ع َلى ال َ ري فإ ِن ّ ِ صب ِ ِ ها ْ م ْ قال الُغلم :يا أ ّ تف َ س ْ قاع َ َ ي لَها ،فت َ صب ِ ّ معََها َ مَرأة ٌ وَ َ ا ْ
.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة11 :
) (1/17
)تنبيهات :أحدها( أن من ارتكب مكفرا ً يحبط جأميع أعماله ،ويجب عليه قضاء
الواجأب منها وينفسخ النكاح حال ً ولو بعد الدخول عند جأماعة من الئمة :كأبي
حنيفة بل عند إمامنا الشافعي رضي الله عنهما أن ثواب العمل يحبط ،لكن ل
يحبط نفس العمل :أي من حيث إنه ل يجب القضاء ،وإن النكاح ينفسخ حال ً إن
كان قبل الدخول ،وبعد العدة إن كان بعده.
الثاني :أنه يجب على المام أو نائبه استتابته فورًا ،ويحرم إمهاله فإن تاب قبل
منه على الصح ،وإل فيقتله بضرب عنقه ل بنحو إحراقا ،ول يدفن في مقبرة
المسلمين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة11 :
وثالثها :أنه يشترط في صحة توبته النطق بالشهادتين ،فل يحصل إسلمه
ي إل بذلك ويزيد حتما ً من كفر بإنكار معلوم من الدين بالضرورة
ككافر أصل َ
اعترافه بما كفر بإنكاره ،وندب لكل مرتد الستغفار.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة11 :
) (1/19
باب العلم
قال الله تعالى} :يرفَع الله ال ّذين آمنوا منك ُم وال ّذي ُ
ت{ م درجأا ٍء ن أوُْتوا العِل ْ َ ِ َ َ ُ ِ ْ ْ َ ِ َ َْ ُ
)سورة المجادلة (11 :أي ويرفع درجأات العلماء منهم خاصة ،وقال الله عّز
ن{ )سورة الزمر (9 :أي مو َ ن ل ي َعْل َ ُ ذي َ ن َوال ّ ِ مو َ ن ي َعْل َ ُ ذي َ وي ال ّ ِ ست َ ِ ل يَ ْ ل هَ ْ ل} :قُ ْ وجأ ّ
م ْ ُ ْ
ل يستويان .وأخرج ابن عبد البر عن أنس قال :قال رسول الله » :اطلُبوا العِل َ
َ ة ع ََلى ك ُ ّ
حت ََها جأن ِ َ
ضع ُ أ ْ ة تَ َ ملئ ِك َ َ ن ال َ سل ِم ٍء إ ّ م ْ ل ُ ض ٌ ري َ ب العِل ْم ِ فَ ِ ن ط َل َ َ ن ،فَإ ِ ّ صي ِ وَل َوْ ِبال ّ
ة
ساع َ ً ب العِل ْم ِ َ ب«ِ والديلمي عن ابن عباس» :ط َل َ ُ ضا ِبما ي َط ْل ُ ُ ب العِل ْم ِ رِ َ طال ِ ِ لِ َ
َ وما ً َ
ر«ِ والترمذي عن شهُ ٍء صَيام ِ َثلث َةِ أ ْ ن ِ م ْ خي ٌْر ِ ب العِل ْم ِ ي َ ْ ن قَِيام ِ ل َي ْل َةٍء وَط َل َ ُ م ْ خي ٌْر ِ َ
ضى«ِ والشيرازي عن عائشة رضي م َ ما َ فاَرة ً ل ِ َ ن كَ ّ كا َ م َ ب العِل ْ َ ن ط َل َ َ م ْ ةَ » : جَر َ سن ْ َ َ
طو«ِ .وابن عساكر خ ُ ن يَ ْ َ أ َ
ل ب َ ق ه َ ل ر ف ُ غ ً ام ْ ل عِ م عل ت ي ل لَ َ ق ت نا من » عنها: الله
ْ َ ْ ْ ِ َ َ َ َ َ َ ْ َ
ن ي
ّ ُ َْ َ ب م سل ال ِ ه ْ يَ ل َ ع ن ما
َّ ُ ْ َ ُ ي َ ل س ر ي خ
ُ » عنهما: الله رضي عباس ابن عن والديلمي
ْ مل َ ْ ُ ْ ْ ْ
م«ِ خت َِيارِهِ العِل َ لل ْ ك َوالما َ ي ال ُ
َ م فَأع ْط ِ َ خَتاَر العِل َ ك والعِلم ِ َفا ْ مل ِ ل َوال ُ الما ِ
حّتى ب العِلم ِ َوالعَِباد َةِ َ ْ َ
شأ ِفي طل ِ َ شىٍءء ن َ َ ما َنا ِ والطبراني عن أبي أمامة» :أي ّ َ
ً كبَر أ َع ْ َ يَ ْ
ديقا«ِ وابن النجار عن ص ّ ن َ سب ِْعي َ ن وَ َ ب ا َث ْن َي ْ ِ وا َ مةِ ث َ َ قَيا َ م ال ِ طاه ُ الله ي َوْ َ
ن في حيَتا ُ م ال ِ فُر ل َهُ ُ ست َغْ ِ ماِء ،وَي َ ْ س َ ل ال ّ م أهْ ُ حب ّهُ ْ ة الن ْب َِياِء ي ُ ِ ماُء وََرث َ ُ أنس» :العُل َ َ
ه
قهْ ُ ف ّ خْيرا ً ي ُ َ ن ي ُرِد ِ الله ب ِهِ َ م ْ ة«ِ والبخاري عن معاويةَ » : م ِ م القيا َ حرِ إذا ماتوا ي َوْ َ الب َ ْ
ض َ
ل ْ َ ما ع ُب ِد َ الله ب ِ َ
يًء أف َ ش ْ ن«ِ والطبراني والبيهقي عن أبي هريرةَ » : دي ِ ِفي ال ّ
د ،وَل ِك ُلّ ْ َ َ شد ّ ع َلى ال ّ َ َ
حد ٌ أ َ َ
عاب ِ ٍءف َ ن أل ِ م ْ ن ِ شي ْطا ِ ه َوا ِ قي ٌ ف ِ ن ،وَل َ دي ِ قه ِفي ال ّ ف ِ ن ال ِ م َ ِ
يٍءء ش ْ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/20
ن
م ْ ن ِ ه«ِ وابن النجار عن محمد بن عليَ» :رك َْعتا ِ ق ُ ف ْ ن ال ِ دي ِ ماد ُ هاذا ال ّ ع َ ماد ٌ وَ ِ ع َ ِ
م«ِ .وأبو نعيم والخطيب عن أبي َ ْ ُ ْ َ
عال ِ ِ ن غي ْرِ َ م ْ ة ِ ن َركعَ ً سب ِْعي َ ن َ م ْ
ُ
ضل ِ عال ِم ٍء أف َ
فُر غ
َْ ِ ي َ ل لى َ عا
ََ ت الله ن
َِ ّ إ و أل ؤها، ُ ما َِ ُ َ َح ر ها ئ لما َ ع ر
ُ َ َ َ َ ُْ ُ ي خ و ها ُ ؤ ما َ ل ع تي هريرةِ ّ ُ َ ِ » :
م أ ر يا خ
َ َ
جيُء م يَ ِ حي َ م الّر ِ ن الَعال ِ َ حدًا .أل وَإ ِ ّ ل ذ َْنبا ً َوا ِ جاه ِ ِ فَر ل ِل ْ َ ن ي َغْ ِ لأ ْ ن ذ َْنبا ً قَب ْ َ ل ِل َْعال ِم ِ أْرب َِعي َ
َ
ما ب ،ك َ َ مغْرِ ِ قا َوال َ شرِ ِ م ْ ن ال َ ما ب َي ْ َ شي ِفيهِ َ م ِ ضاَء ي َ ْ ن نوَره ُ قَد ْ أ َ مةِ وَإ ِ ّ قَيا َ م ال ِ ي َوْ َ
صوَّر الله م َ ت الَعال ِ ُ ما َ ذا َ ي«ِ والديلمي عن ابن عباس» :إ َ ب الد ّّر ّ ضيُء الك َوْك َ ُ يُ ِ
ُ
ض«ِ وأبو الشيخ م الْر ِ وا ّ ه هَ َ ة ،وَي َد َْرأ ع َن ْ ُ م ِ قَيا َ م ال ِ ه ي َوْ َ س ُ ه ِفي قَب ْرِهِ ي ُؤ ْن ِ ُ م ُ عل ْ َ ِ
َ
م َوالَعاب ِد ُ ع َلى معَ الَعال ِ ُ ْ جأت َ َ ذا ا ْ والديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما» :إ َ
فع ْش َ فا ْ ف هَُنا ف َ ل ل ِلَعال ِم ِ قِ ْ ْ ك ،وَِقي َ م ب ِعَِباد َت ِ َ ة وَت َن ْعّ ْ جن ّ َ ل ال ْ َ خ ِ د :أد ْ ُ ل ل ِل َْعاب ِ ِ طِ ،قي َ صَرا ِ ال ّ
م الن ْب َِياِء«ِ والخطيب عن ت فَ َ حد ٍء إل َ َ
ت فَإ ِن ّك ل ت َ ْ َ
قا َ م َ م َ قا َ فعْ َ ش َ فع ُ ل َ ش َ حب َب ْ َ نأ ْ م ْ لِ َ
ماُء ث ُ ّ
م َ
م العُل َ مةِ الن ْب َِياُء ث ُ ّ قَيا َ م ال ِ فعُ ي َوْ َ ش َ ن يَ ْ م ْ ل َ عثمان رضي الله عنه» :أوّ ُ
ُ َ َ َ َ
ه«ِ وعن مت ِ ِ
ي ع َلى أ ّ ضل الن ّب ِ ّ ف ْ ل الَعال ِم ِ ع َلى غي ْرِهِ ك َ ض ُ داُء«ِ وعن أنس» :فَ ْ شهَ َ ال ّ
م الله ْ َ َ ْ َ َ م وََرث َ ُ َ َ ْ َ
قد ْ أكَر َ مف َ مهُ ْ ن أكَر َ م ْ ة الن ْب َِياِء ف َ ماَء فإ ِن ّهُ ْ موا العُل َ جأابر» :أكرِ ُ
ن
م ْ ً
ب الله أو بابا ِ ن ك َِتا ِ م ْة ِ م آي َ ً ّ
ن ع َل َ م ْ ه«ِ وابن عساكر عن أبي سعيدَ » : سول َ ُ وََر ُ
َ َ
ن
م ْ ة«ِ وابن ماجأه عن معاذ بن أنسَ » : م ِ قَيا َ جأَره ُ إلى ي َوْم ِ ال ِ مى الله أ ْ عل ْم ٍء أن ْ َ ِ
ل«ِ وأحمد عن معاذ: م عا ال ر جأ َ أ ن م ص ْ ق ن ي ول ه ب لَ م ع ن م ر جأ َ أ ه َ ل َ ف ً ا لم ْ ع م ّ ل ع
ُ ِ ْ ْ ِ َ ِ ِ ُ ْ ُ َ ْ َ ِ ِ ِ َ ََ َ َ ِ
دي الله وب ِ َ
ك ن َْ ِ ه ي »ل َ
) (1/21
ح
ما ِفيها«ِ وابن النجار عن ابن عباس» :الُغدوّ والّرَوا ُ ن الد ّْنيا وَ َم َك ِ خي ٌْر ل َ َ جأل ً َ َر ُ
ل الله«ِ ُ ْ َ ْ
سِبي ِ جَهاد ِ ِفي َ ن ال ِ م َ عن ْد َ الله ِ ضل ِ جأد ِ ِفي ت َعِْليم ِ العِلم ِ أف َ سا ِ م َ
إلى ال َ
م ْ َ َ َ ً ْ ٌ َ
ه الله ي َوْ َ م ُج َه أل َ م ُعلما فكت َ َ جأل آَتاه ُ ِ ما َر ُ والطبراني عن ابن مسعود» :أي ّ َ
ه ب غي
ََْ ِ ِ ِ ت ب ي مما ً ا ْ
لم ع م ّ
َ ْ ََ َ ِ ل عت ن م » هريرة: أبي عن ن َناٍءر«ِ والنسائي م ْمةِ ب ِِلجام ٍء ِ قَيا َال ِ
ة«ِم ِ
قَيا َ م ال ِ جن ّةِ ي َوْ َ ف ال َ جد ْ ع ُْر َ م يَ ِ ن الد ّْنيا ل َ َ م َ ب غ ََرضا ً ِ صي َ ه الله ل ي َت َعَّلم ُ
ه إل ل ِي ُ ِ َوجأ َ
َ
ماِري ب ِهِ ماَء أوْ ي ُ َ م لُيباهي ب ِهِ العُل َ َ م العِل ْ َ ن ت َعَل ّ َ م ْ يعني ريحها .وابن ماجأه عنهَ » :
َ َ
م«ِ وابن أبي الدنيا جأهَن ّ َه الله َ خل َ ُس إل َي ْهِ أد ْ َ جأوه َ الّنا ِ ف ب ِهِ و ُ
صرِ َ فَهاَء أوْ ي َ ْ س َال ّ
ه ع َن َْها ُ
سائ ِل ُ ة إل الله َ ْ
خطب َ ً ب ُ خط ُ ُ ن ع َب ْد ٍء ي َ ْ م ْ ما ِ والبيهقي عن الحسن مرسلًَ » :
دث بهذا بكى ،ثم ن مالك بن دينار إذا ح ّ مةِ ما أراد َ بها«ِ قال :فكا َ قَيا َم ال ِ ي َوْ َ
يقول :أتحسبون عيني تقّر بكلمي عليكم ،وأنا أعلم أن الله سائلي عنه يوم
ب إليك القيامة ما أردت به ،فأقول :أنت الشهيد على قلبي لو لم أعلم أنه أح ّ
لم أقرأ على اثنين أبدًا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة19 :
) (1/22
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وقال شيخنا شيخ مشايخ السلم والمسلمين قطب الزمان شمس دائرة
العرفان ،لسان الملكوت القدسي في عالم التمكين زين العابدين أبو بكر
ديقي رضي الله عنه فيما أوصاني به :اجأعل محمد بن أبي الحسن البكري الص ّ
الخلص فيما تفيده وتستفيده شعارك ،والدب مع الله فيما تعلمه وتتعلمه
دثارك ،ول تبخل على طالب بتعليم ما علمه الله إياك متحّريا ً فيه تحّري من
يعلم أن الله يراه انتهى .رزقنا الله الخلص في طلب العلم ونشره ،وفي
ن
جأميع الطاعات .وفي الغاية للحصني قال السيد الجليل ضرار بن عمرو :إ ّ
قوما ً تركوا العلم ومجالسة أهل العلم ،واتخذوا محاريب وصلوا وصاموا حتى
يبس جألد أحدهم على عظمه خالفوا فهلكوا ،والذي ل اله غيره ما عمل عامل
على جأهل إل كان ما يفسد أكثر مما يصلح ،وصفهم بالهلك.
ي بعث بمكة ومات ن أول واجأب على الباء للولد تعليمهم أن النب ّ )تنبيه (:إ ّ
ودفن بالمدينة.
اعلم أن أّول ما يلزم المكلف تعلم الشهادتين ومعناهما وجأزم اعتقاده ،ثم تعلم
ظأواهر علم التوحيد وصفات الله تعالى ،وإن لم يكن عن الدليل ،ثم ما يحتاج
إليه لقامة فرائض الدين كأركان الصلة والصوم وشروطهما ،والزكاة إن ملك
ج إن كان مستطيعا ً له ،ثم علم الحكام مال ً نصابًا ،ولو كان هناك ساٍءع ،والح ّ
التي يكثر وقوعها إن أراد أن يباشر عقدا ً بيعا ً كان أو غيره كالركان والشروط،
ول سيما في الّرَبوّيات لمن خاض فيها ،وكواجأبات القسم بين الزوجأات والقيام
بالمماليك ،ويجب أيضا ً تعلم دواء أمراض القلب :كالحسد والرياء والعجب
والكبر واعتقاد ما ورد به الكتاب والسنة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة19 :
) (1/23
باب الوضوء
صلة ل الله َ قب َ ُ أخرج الشيخان عن أبي هريرة .قال :قال رسول الله » :ل ي َ ْ
ُ ذا أ َحدث حتى يتو َ َ
عَباد ِ ن ِ م ْ مَر ب ِعَب ْد ٍء ِ ضأ«ِ وأبو الشيخ عن ابن مسعود» :أ ِ مإ َ ْ َ َ َ ّ ََ َ ّ حد ِك ُ ْ أ َ
جأل ْد َة ً ت َ صاَر ْ حّتى َ عو َ ل وَي َد ْ ُ سأ َ ُ ل يَ ْ م ي ََز ْ ة ،فَل َ ْ جأل ْد َ ٍء ب ِفي قَب ْرِهِ ماَئة َ ضَر ُ الله ت ََعاَلى ي ُ ْ
موِني؟ِ َقالوا :إن ّ َ ُ َ ه َقا َ َ ً َ َ
ك جألد ْت ُ ُ م َ عل َ لَ : فعَ ع َن ْ ُ ما اْرت َ َ مت َل قَب ُْره ُ ع َلي ْهِ نارا ،فَل ّ ةَ ،فا َ واحد ً
ه«ِ والبيهقي عن سلمان: صْر ُ م ت َن ْ ُ َ
مظلوم ٍء فَل ْ ُ ْ ت بِ َ مَرْر َ صلة ً بغير طهور ،و َ ت َ صل ّي ْ َ َ
ة«ِ ومسلم عن ت وََرقاُ هاذ ِهِ ال ّ َ ُ َ َ
جَر ِ ش َ ّ حاَ َ ت ما ُ َ ك ه ُ ب نو ُ ذ ه
ُ ْ ن َ ع ت ْ ّ ت حا َ َ ت ُ د ْ ب َ ع ال أ ض
ّ َ و َ ت ذا »إ
ل جأهِهِ ك ُ ّ َ َ ْ أبي هريرة »إذا توضأ َ العبد المسل ِم أ َ
ن وَ ْ ْ م
ِ ج
َ ر
َ َ ُ َخ َ ه ه جأ
ْ و ل سَ َ غ ف ن
ُ م
ِ ؤ م
ُ ْ ُال و ْ ُ ُ ْ َ ّ َ َ
ن م ج ر خ
َ ه ي د ي ل َ س َ غ َ
ذا َ
فإ ء، ِ الما قطر َ ر خ آ ع م و خطيئ َة نظ َر إل َيها بعينيه مع الماِء أ َ
ْ ِ َ َ ِ ْ َ َ َ َ ِِ َ َ ْ َ َ ِ ْ َ ْ َ ِ َ ِ ٍء َ َ ْ َ
َ
جألي ْهِ ل رِ ْ س َ َ
ماِء ،فإذا غ َ معَ آخر قَطرِ ال ََ معَ الماِء أوْ َ داه ُ َ شْتها ي َ َ َ
طيئ َةٍء ب َط َ خ ِ ل َ ي َد َي ْهِ ك ُ ّ
َ جأل َي ْهِ ك ُ ّ
حّتى خرِ َقطرِ الماِء َ مع َ آ َ معَ الماِء أوْ َ جأله ُ َ شت َْها رِ ْ م َ طيئ َةٍء َ خ ِ ل َ ن َر ُ م ْ ج ِ خَر َ َ
هَ ُ ُ َ ن ال ّ ً
بل ُ على طهْرٍء كت ِ َ ضأ َ ن َتو َ م ْ ب«ِ وأبو داود عن ابن عمرَ » : ذنو ِ م َ قيا ِ خُرج ن َ ِ يَ ْ
ت«ِ. حسنا ٍء ع َشُر َ ْ
وحكى الغزالي :أنه رئي بعض الموتى في المنام فقيل له :كيف حالك؟ِ فقال:
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ي ذئب يرّوعني في قبري فحالي معه في أسوإ صليت يوما ً بل وضوء ،فوُ ّ
كل عل ّ
حال.
) (1/24
وحكى أنه رمدت عين الجنيد مّرة .فقال الطبيب :إن ترد عينيك فل توصل
إليهما ماء ،فلما ذهب الطبيب توضأ وصلى ونام فبرئت عينه فسمع هاتفا ً
يقول :ترك الجنيد عينه في رضاي .فلو طلب مني الجهنميين بذلك العزم
لجأبت .فلما جأاء الطبيب ورأى العين صحيحة قال :ما فعلت؟ِ قال :توضأت
وصليت ،وكان الطبيب نصرانيًا ،فآمن في الحال .وقال :هذا علج الخالق ل
المخلوقا وكنت أنا أرمد وكنت أنت الطبيب.
وحكى اليافعي عن سهل بن عبد الله قال :أول ما رأيت من العجائب
ل ،فطاب لي المقام فيه ،ووجأدت والكرامات أني خرجأت يوما ً إلى موضع خا ٍء
ل ،وحضرت الصلة وأردت الوضوء ،وكانت من قلبي ميل ً إلى الله عّز وجأ ّ
عادتي من صباي تجديد الوضوء لكل صلة ،فكأني اغتممت لفقد الماء ،فبينما
ب يمشي على رجأليه كأنه إنسان معه جأّرة خضراء قد أمسك أنا كذلك ،وإذا د ّ
ي، بيده عليها ،فلما رأيته من بعيد توهمت أنه آدمي حتى دنا مني وسلم عل ّ
ووضع الجّرة بين يديّ فجاءني أعراض العلم .فقلت :الجرة والماء من أين هو؟ِ
ب وقال :يا سهل إنا قوم من الوحوش قد انقطعنا إلى الله تعالى فنطق الد ّ
بعزم المحبة والتوكل ،فبينما نحن نتكلم مع أصحابنا في مسألة إذ نودينا :أل إن
سهل ً يريد ماء لتجديد الوضوء ،فوضعت هذه الجّرة بيدي ،وإذا بجنبي ملكان
فدنوت منهما وصبا فيها هذا الماء من الهواء ،وأنا أسمع خرير الماء .قال سهل:
ب إلى أين ذهب، ي فلما أفقت إذا بالجّرة موضوعة ،ول أعلم بالد ّ فغشي عل ّ
وأنا متحسر إذ لم أكلمه وتوضأت ،فلما فرغت أردت أن أشرب منها فنوديت
من الوادي :يا سهل لم يأذن لك في شرب هذا الماء بعد فبقيت الجرة
تضطرب وأنا أنظر إليها فل أدري أين ذهبت.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة23 :
فصل في أحكام الوضوء
) (1/25
شروطه :ماء مطلق وظأن أنه مطلق ،وإسلم ،وتمييز ،وعلم فرضيته ،وعدم
ظأن فرضه نفل ً وعدم حائل ،ول مغير للماء على العضو تحت ظأفر ،وكزعفران
وصندل ،وجأري الماء عليه ،ودخول وقت لدائم حدث.
وفروضه :نية أداء فرض الوضوء ،أو الطهارة لستباحة الصلة عند غسل أول
جأزء من الوجأه .وغسل الوجأه واليدين مع المرفقين ،ومسح بعض الرأس،
وغسل الرجألين مع الكعبين والترتيب.
)فرع( لو شك في تطهير عضو قبل الفراغ من الوضوء طهره ،وما بعده أو بعد
ضوَء ل َ ُ
ه ن ل وُ ُ
م ْ
صلة َ ل ِ َ
الفراغ لم يؤثر .وسننه :التسمية ،قال رسول الله » :ل َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ه«ِ رواه أحمد وأبو داود ،ثم غسل الكفين م الله ع َل َي ْ ِ م ي َذ ْك ُرِ اس َن لَ ْ م ْ ضوَء ل ِ ََول وُ ُ
َ
نأ ُ َ َ
شق ّ ول أ ْ ثم السواك بكل خشن إل لصائم بعد الزوال .قال رسول الله » :ل ْ
َ ُ
ضوٍءء«ِ رواه مالك والشافعي .ثم ل وُ ُ مع َ ك ُ ّك َ وا ِ س َم ِبال ّ
مْرت ُهُ ْمِتي ل َ ع ََلى أ ّ
المضمضة والستنشاقا والمبالغة فيهما لمفطر ،وجأمعهما بثلث غرف
والستنشار ومسح كل الرأس والذنين ظأاهرا ً أو باطنًا ،وتخليل شعر كثيف من
لحية ،وعارض وأصابع اليدين بالتشبيك ،والرجألين من أسفل بخنصر يده
اليسرى.
حي َت َ َ خل ّ ْ ْ َ
ك«ِ رواه ابن أبي ل لِ ْ ت فَ َ ل :إ َ
ذا َتوضأ َ قا َ ل فَ َ ري ُ جأب ْ ِقال رسول الله » :أَتاِني ِ
َ ّ خل ُّلوا بي َ
ب
قا ِل ل ِلع ْ َ ل وَي ْ ٌم َقا َ خلل الله َبينها بالّنارِ ث ُ ّ م ل يُ َ صاب ِعِك ُ ْ نأ َ َْ َ شيبة وقال َ » :
ً
ن الّناِر«ِ رواه الدارقطني ،ودلك العضاء وأن يقول ثلثا :آخره مستقبل ً إلى م َ ِ
القبلة رافعا يديه وبصره إلى السماء ولو أعمى :أشهد أن ل اله إل الله وحده ل ً
شريك له ،وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله :اللهم اجأعلني من التوابين واجأعلني
من المتطهرين سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن ل اله إل أنت أستغفرك
وأتوب إليك ،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم ،وأن
يقرأ إنا أنزلناه بعده كذلك.
) (1/26
) (1/27
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ
خَر«ِما ت َأ ّ ن ذ َن ْب ِهِ وَ َم ْم ِ قد ّ َما ت َ َه َ فَر ل َ ُ
ضوَء إل غ ُ ِ سب ِغُ ع َب ْد ٌ ال ْوُ ُ
قال رسول الله » :ل ي ُ ْ
ل ِفي ري ُجأب ْ ِ
ش ماء بين إزاره بعده كبعد استنجاء .قال رسول الله » :أَتاِني ِ ور ّ
خذ َ غ َْرفَ ً َ َ ّ ُ َ
ن الماِء م َ
ة ِ ضوُء أ َ ما فََرغ َ الوُ ُ ضوَء ،فَل ّ مِني الوُ ُ ي فَعَل َ
ي إل ّح َ ما أو ِل َ أوّ ِ
جأه«ِ رواه أحمد والحاكم ل مسح الرقبة ودعاء العضاء .أما ح ِبها فَْر َ ض َفَن َ َ
حديثهما فموضوع أو شديد ضعفه فل يعمل بهما.
)فرع( يقتصر حتما ً على الواجأب لضيق وقت عن إدراك الصلة كلها فيه
جوإدراك جأماعة أولى من التثليث ،وسائر سنن الوضوء غير الدلك ما لم ير ّ
جأماعة أخرى.
)ومكروهاته( السراف في الماء وتقديم اليسرى على اليمنى ،والنقص عن
الثلثة والزيادة عليها من غير ماء موقوف ،فمنه حرام قال رسول الله » :هاك َذاَ
قص فَ َ َ َ
م«ِ رواه أبو داود. ساَء وَظأ َل َ َ قد ْ أ َ ن َزاد َ ع ََلى هاذا أوْ ن َ َ َ م ْضوُء ،فَ َ الوُ ُ
وحكى الشيخ معين الدين حسن السجزي :أنه كان مع الشيخ أجأل سري يوما ً
فحضر وقت الصلة ،فجدد الشيخ أجأل سري الوضوء ،وسها عن تخليل الصابع،
دعي محبة محمد ،وتكون من أمته وتترك سنته ،فحلف فهتف هاتف :يا أجأل ت ّ
الشيخ أجأل :ل أترك سنة من سننه عليه الصلة والسلم من وقتنا هذا إلى
وقت الموت .وقال الشيخ معين الدين :كنت إذا رأيت الشيخ أجأل رأيته كأنه
ينام ،فسألته عنه فقال :أنا من ذلك الوقت الذي نسيت تخليل الصابع إلى هذا
الوقت في الحيرة ،كيف ألقي بهذا الوجأه محمدا ً ؟ِ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة25 :
وحكي عن الفضيل بن عياض أنه نسي في الوضوء غسل اليد مرتين ،فلما
صلى ونام في تلك الليلة رأى النبي فقال :يا فضيل العجب منك إنك تترك في
الوضوء سنتي .فانتبه الفضيل من هيبته وجأدد الوضوء من أوله ،ووظأف على
نفسه خمسمائة ركعة إلى سنة كفارة لذلك نفعنا الله به وبسائر الولياء ورزقنا
اتباعهم.
) (1/28
)ونواقضه( تيقن خروج غير منيه ولو ريحا ً من فرج ،وغلبة على العقل ل بنوم
ممكن مقعده ،ومس فرج آدمي ببطن كفه ،وتلقي بشرتي ذكر وأنثى بكبر ل
س وحمل ما كتب فيهمع محرمية ،ويحرم بالحدث صلة وطواف وسجود وم ّ
قرآن لدراسة ل مع تفسير ،زاد عليه ول قلب ورقه بعود إن لم ينفصل عليه،
ويجب على نحو الولي منع غير مميز مصحفًا ،ولوحا ً فيه قرآن ولو بعض آية ل
مميز لحاجأته.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة25 :
) (1/29
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
باب الغسل
ن
ختاَنا ِ قى ال َ ذا ال ْت َ َ أخرج الطبراني عن ابن عمر قال :قال رسول الله » :إ َ
ل أ َنز َ َ
ل«ِ والنسائي وابن ماجأه عن م ي ُن ْزِ ْ ل أوْ ل َ ْ س ُ َْ ب الغُ ْ جأ َ قد ْ و َ َ ة فَ َ ف ُ ت الحش َ غاب َ ِ وَ َ
َ َ
ه
م ي ََر أن ّ ُ مهِ فََرأى ب ََلل ً وَل َ ْ ن ن َوْ ِ م ْ م ِ حد ُك ُ ْ ظأ َ ق َ ست َي ْ َذا ا ْ عائشة رضي الله عنها» :إ َ
ه«ِ وسمويه عن ل ع َل َي ْ ِ س َ م ي ََر َبلل ً َفل غ ُ ْ م وَل َ ْ حت َل َ َ ل ،وإذا رأى أنه ا ْ س َ م اغ ْت َ َ حت َل َ َ ا ْ
َ
ل«ِ والطبراني عن س ْ ل فَل َت ْغْت َ ِ جأ ُ جد ُ الّر ْ ما ي َ ِ مَنام ِ َ مْرأة ُ ِفي ال َ ت ال َ جأد َ ِ ذا وَ َ أنس» :إ َ
سل«ِ حّتى ي َغْت َ ِ قا َ خُلو ِ خ ِبال ُ م َ ض ّ مت َ َ ب َول ال ُ جن ُ َ ضُر ال ُ ح ُ ة ل تَ ْ ملئ ِك َ َ ن ال َ ابن عباس» :إ ّ
ب«ِ جأن ُ ٌ ب َول ُ ْ
صوَرة ٌ ول ك َل ٌ ة بيتا فيه ُ ً ملئ ِك َ ُ ل ال َ خ ُ وأبو داود والنسائي» :ل ت َد ْ ُ
م َ
جأَناب َةٍء ل ْ ن َ م ْ شعَْرةٍء ِ ضع َ َ مو ْ ِ ك َ ن ت ََر َ م ْ ي رضي الله عنهَ » : وأحمد وأبو داود عن عل ّ
ي :فمن ثم عاديت شعر رأسي ن الّناِر«ِ قال عل ّ م َ ل بها كذا وكذا ِ سْلها فَعَ َ ي َغْ ِ
شعَْرةٍء ل َ تك ُّ ح َ ن تَ ْ وكان يجّز شعره .وابن ماجأه والترمذي عن أبي هريرة» :إ ّ
ُ شعَْر وَأ َن ْ ُ
ب جن ُ ُ قَرأ ال ُ ة«ِ وهما عن ابن عمر» :ل ي َ ْ شَر َ قوا الب َ َ سلوا ال ّ ة فاغ ْ ِ جأناب َ ً
جأُهوا ن«ِ والنسائي عن عائشة رضي الله عنها» :وَ ّ قْرآ ِ ن ال ُ م َ ً
شْيئا ِ ض َ حائ ِ ُ َوال َ
ب«ِ وأبو داود ح ّ ُ
جأن ُ ٍء ض َول ُ حائ ِ ٍء جد َ ل ِ َ س ِ م ْ ل ال َ جد ِ فإني ل أ ِ س ِ م ْ ن ال َ ت عَ ِ هاذ ِهِ البيو َ
َ
والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه» .من أتى حائضا في فْرجأها أو امرأة ً
على محمد ٍء «ِ والشيخان عن عائشة ل َ ما أ ُن ْزِ َ فَر ب ِ َ رها أو كاهنًا؛ فقد ك َ َ في د ُب ُ ِ
ل أ َو ينام توضأ َ َ ُ ك ْ أ ي ن َ أ د را َ أ و ً ا نب جأ ن َ
كا ذاَ إ الله رسول ن »كا عنها: الله رضي
ْ ََ َ َ َ ّ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ
َ َ َ
م أَراد َ ه ثُ ّ م أهْل َ ُ حد ُك ُ ْ ذا أتى أ َ ة«ِ ومسلم عن أبي سعيد الخدري» :إ َ صل ِ ضوَءه ُ ِلل ّ وَ ُ
ْ َ
ن الله ينهاكم عن الت ّعَّري ما«ِ والبزار عن ابن عباس» :إ ّ ضأ ب َي ْن َهُ َ ن ي َُعود َ فَل ْي َت َوَ َ أ ْ
حُيوا ست َ ْ فا ْ
) (1/30
جنابة
ت :الغائط وال َ حال ٍء ث َ عن ْد َ ثل ِ م إل ِ فارُِقون َك ُ ْ ن ل يُ َ ذي َملئ ِك َةِ الله ال ّ ِن َ م ِْ
ط أوْ ببعيره«ِ حائ ةبجذم وَ أ هب و َ ث ب ر ت ت س ي ْ لَ ف ِ ءرا بالع م ُ ك د ح َ أ َ
ل س تْ غا فإذا سل، غ وال
ٍء ِ َ ْ َِْ ِ ِْ ِ ْ َ ُ ْ ِ َ َ َ ُ ْ
ج فإذا هو بأجأير له يغتس ُ
ل ر خ
ّ ّ ّ َ ََ ي نب ال ن »أ بلغني قال: جأريح ابن عن الرزاقا وعبد
ك«ِ.ة ل ََنا ب ِ َ
جأ َ
حا َ كل َ جأاَرت َ َخذ ْ إ َ ك ُ ن َرب ّ َ م ْحي ِ ست َ ِك تَ ْ عاريا ً فقال :ل أَرا َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة28 :
وحكى أبان بن عبد الله البجلي :هلك جأار لنا فشهدنا غسله وحمله إلى قبره،
فإذا فيه شبيه بالهّرة فزجأرناه فلم ينزجأر ،فضرب الحفار جأبهته ببيرمه ،فلم
ولوا إلى قبر آخر ،فلما ألحد فإذا هو فيه فصنعوا به مثل ما صنعوا، يبرح فتح ّ
فلم يلتفت فقال القوم :إن هذا المر ما رأينا مثله فادفنوا صاحبكم فدفنوه؛
وي عليه اللبن سمعنا قضقضة عظامه فذهب عمي وغيره إلى امرأته فلما س ّ
دثوها بما رأوا .فقالت كان ل يغتسل من الجنابة. فقالوا :ما حال زوجأك؟ِ وح ّ
وحكى الغزالي :أنه رؤي رجأل في المنام فقيل له :ما فعل الله بك؟ِ قال:
دعني فإني لم أتمكن من غسل يوما ً من الجنابة ،فألبسني الله ثوبا ً من النار
أتقلب فيه.
وحكى اليافعي :أن الشيخ عز الدين بن عبد السلم احتلم في ليلة باردة فأتى
دة البرد؛ ثم إلى الماء ،وهو جأامد فكسره واغتسل ،وكادت روحه تخرج من ش ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
احتلم في ليلة ثانيا ً فأتى إلى الماء واغتسل ،فغشي عليه فسمع ما يقال له:
وضنك بها عّز الدنيا والخرة؛ أعزنا الله معه في الدارين.لع ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة28 :
فصل
موجأب الغسل جأنابة بخروج منيه أو دخول حشفة أو قدرها فرجأا ً وحيض
ونفاس ،ونحو ولدة وموت .وشروطه :ماء مطلق وعدم حائل ول مغير للماء
على العضو :كوسخ تحت ظأفر وكزعفران وصندل وسدر؛ وجأري الماء عليه.
) (1/31
وفروضه :نية أداء فرض الغسل أو رفع نحو الجنابة ،وتعميم ظأاهر البدن حتى
ما تحت القلفة من القلف بالماء.
)فرع( ل يجب تيقن عموم الماء ،بل يكفي فيه كالوضوء غلبة الظن بالعموم.
وسننه :تسمية؛ وإزالة قذر؛ ثم وضوء وتخليل ،وبعهد غضون وموقا ولحاظ،
ب والشهادتان بعده وتثليبودلك وتيامن ،وتوجأه للقبلة وترك استعانة في ص َ
وولء.
ومكروهاته :إسراف في الماء وترك وضوء ومضمضة واستنشاقا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة30 :
) (1/32
ن ك َِتابًا{ )سورة النساء(103 : مني َ مؤ ْ ِ ت ع ََلى ال ُ كان َ ْ صلة َ َ ن ال ّ قال الله تعالى} :إ ّ
موُْقوتا{ )سورة النساء (103 :أي مقدرا وقتها فل تؤخر ً ً أي :مفروضا ً ـــــ } َ
عنه وقال تعالى} :يا أيها الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر
الله{ أي :الصلوات الخمسَ} :ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون{ )سورة
المنافقون (9 :وأخرج الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما .قال :قال رسول
ن م ْ ما ي ُْرفَعُ ِ ل َ س ،وَأ َوّ ُ م َ خ ْ ت ال َ وا ُ صل َ َ مِتي ال َ ّ
ُ
ض الله ع ََلى أ ّ ما افْت ََر َ ل َ الله » :أوّ ُ
س، َ َ ُ َ
س ،وَأوّ ُ َ َ
م ُ خ ْ ت ال َ وا ُ صل َ م ال ّ مال ِهِ ُ ن أع ْ َ م ْ ن ِ ما َيسألو َ ل َ م ُ خ ْ ت ال َ وا ُ صل َ م ال ّ مال ِهِ ْ أع ْ َ
دي ن ل ِعَب ْ ِ دو َ ج ُ ل تَ ِ ك وَت ََعاَلى :ان ْظ ُُروا هَ ُ ل الله ت ََباَر َ قو ُ مْنها ي َ ُ شْيئا ً ِ ضي ّعَ َ ن َ كا َ ن َ م ْفَ َ
شهَْر دي َ صَيام ِ ع َب ْ ِ ضةِ َوان ْظ ُُروا ِفي ِ ري َ ف ِ ن ال َ م َ ص ِ ق َ ن ب َِها ما ن َ َ مو َ صلةٍء ت ُت ِ ّ ن َ م ْة ِ َنافِل َ ً
صَيام ٍء ن ِ م ْ ة ِ دي َنافِل َ ً ن ل ِعَب ْ ِ دو َ ج ُ ل تَ ِ ه َفان ْظ ُُروا هَ ْ من ْ ُ شيئ ْا ً ِ ضي ّعَ َ ن َ كا َ ن َ ن فَإ ِ ْضا َ م َ َر َ
من َْها
ِ ً اشيئ َ ع ي ض
َ َ ّ َ ن كا َ ن ِ ْ إ َ ف دي بع
ِ َ ِ َْ ِ ة كا َ ز في روا ُ ظ
ّ َ ِ َ ْ ُ ن وا م يا ص ال نَ ِ َ م ص َ ق ت َت ِ ّ َ ِ َ َ َ
ن ما ها ب ن مو
كاةِ ن الّز َ م َ ص ِ ق َ ما ن َ َ ن ب َِها َ مو َ صد َقَةٍء ت ُت ِ ّ ن َ م ْ ة ِ دي َنافِل َ ً ن ل ِعَب ْ ِ دو َ ج ُ ل تَ ِ َفان ْظ ُُروا هَ ْ
ضل ً وَ َ جأد َ فَ ْ مةِ الله َوعد ْل ِهِ فَإ ِ ْ ض الله َوذال ِ َ خذ ُ ذال ِ َ َ
ضعَ ن وَ َ ح َ ك ب َِر ْ ك ع َلى فََرائ ِ ِ فَي ُؤ ْ َ
ك، ن ذال ِ َ م ْ يٌء ِ ش ْ ه َ َ
جأد ْ ل ُ م ُيو َ نل ْ َ سُرورا وَإ ِ ًْ م ْ ة َ جن ّ َ ل ال َ خ ِ ه اد ْ ُ َ
لل ُ ِفي ميَزان ِهِ وَِقي َ
َ ْ ُ
ف ب ِهِ ِفي الّناِر«ِ ومسلم عن جأابر: قذ َ ُ م يُ ْ ه ،ث ُ ّجألي ْ ِ خذ ُه ُ ب ِي َد َي ْهِ وَرِ ْ ة ت َأ ُ ت ب ِهِ الّزبان ِي َ ُ مَر ْ أ ِ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ
ل ِفيهِ ك ُ ّ
ل س ُ حد ِك ُ ْ
م ي َغْت َ ِ بأ َب ع ََلى َبا ِ
جأارٍء ع َذ ْ ٍء
ل ن َهْرٍء َ س كَ َ
مث َ ِ م ِ خ ْت ال َوا ِصل َ َ مث َ ُ
ل ال ّ » َ
س«ِ وأحمد عن ن الد ّن َ ِ م َ َ
قي ذال ِك ِ ما ي ُب ْ َ َ
ت ،ف َ مّرا ٍء
س َ م َخ ْ
ي َوْم ٍء َ
) (1/33
ن النبي خرج زمن الشتاء والورقا يتهافت ،فأخذ بغصنين من شجرة أبي ذّر» :أ ّ
قال :فجعل ذلك يتهافت .قال :فقال :يا أبا ذّر ،فقلت :لبيك يا رسول الله
ه ذ ُُنوب ُ ُ
ه ت ع َن ْ ُ ه الله ،فَت ََهافَ َ جأ َ
ريد ُ ب َِها وَ ْ صلة َ ي ُ ِ صّلي ال ّ م ل َي ُ َ سل ِ َ م ْ ن العَب ْد َ ال ُ فقال :إ ّ
ة«ِ .والطبراني والبيهقي عن ابن عمر: جَر ِ ش َ ن هاذ ِهِ ال ّ ت هاذا الوََرقاُ ع َ ْ ما ت ََهافَ ُ كَ َ
ْ َ
قي ْهِ فَك ُل ّ َ
ما عات ِ َ
سهِ وَ َ ت ع ََلى َرأ ِ ضعَ ْ صّلي أَتى ب ِذ ُُنوب ِهِ ك ُل َّها فَوُ ِ م يُ ّ ذا َقا َ ن العَب ْد ُ إ َ »إ ّ
َ َ
ن
م ْ ه«ِ ومسلم عن عثمان رضي الله عنه» :ما ِ ه ذ ُُنوب ُ ُ ت ع َن ْ ُ ساقط ْ َ جد َ ت َ َ س َ َرك َعَ أوْ َ
كوع ََها إل شوع ََها وَُر ُ خ ُ ضوَءها وَ ُ ن وُ ُ حس ُ ة فَي ُ ْ مك ُْتوب َ ٌ ضُره ُ صلة ٌ َ ح ُ سل ِم ٍء ي َ ْ م ْ امرىٍءء ُ
ك الد ّهَْر ك ُل ُّ ْ َ َ
ه«ِ ةَ ،وذال ِ َ بير َ
ُ ِ َ ْ َ ِ ِ ًك ت أي م ل ما ب نو ّ ذ ال ن
ِ َ م لها ب َ ق
َ ً ِ َ ْ ما ل ة ر فا
ّ َ ك ت لَ ُ
ه كان َ َْ
مع َ ل َ جأ ٍء صلةٍء َر ُ ن إلى الله تعالى ب َ َ ظين ي َْرَفعا ِ حافِ َ ن َ م ْ ما ِ والبيهقي عن أنسَ » :
َ ُ
ما«ِ وفي كتاب ما ب َي ْن َهُ َ دي َ ت ل ِعَب ْ ِ فْر ُ ما أِني قَد ْ غ َ َ شهِد ُك ُ َ ه تعالى :أ ْ ل الل ّ ُ صلةٍء إل قا َ
الزواجأر لشيخنا خاتمة المحققين أحمد بن حجر الهيتمي رضي الله عنه قال
َ
ل
خصا ٍء س ِ م ِ خ ْه بِ َ ه الل ّ ُ م ُ صلةِ أك َْر َ ظ ع ََلى ال ّ حافَ َ ن َ م ْ بعضهم ورد في حديثَ » :
َ
مين ِهِ ويمّر ع َلى ه ب ِي َ ِ ه ك َِتاب َ ُ ّ
ر ،ويعطيه الل ُ قب ْ ِ ب ال َ ذا َ ش ،وَع َ َ ي َْرفَعُ ع َن ْ ُ
ضيقَ العَي ْ ِ ه ِ
هّ
ه الل ُ صلةِ عاقب َ ُ ن ال ّ خ ُ َ
ن عَ ِ ن تَهاوَ َ م ْ ب ،وَ َ سا ٍء ح َ ة ب ِغَي ْرِ ِ جن ّ َ ل ال َ قا ،وَي َد َ ُ ط كالَبر ِ صَرا ِ ال ّ
ه، ت ،وََثلَثة َفي قَب ْرِ ِ مو ْ ِ عن ْد َ ال َ ة ِفي الد ّْنيا وَثلَثة ِ س ٌ م َ خ ْة َ قوب َ ً شَرة َ ع ُ ُ مس ع َ َ خ ْبِ َ
ر«ِ . قب ْ ِ ن ال َ م َ جأهِ ِ عن ْد َ خُرو ِ ة ِ وََثلث َ ٌ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة30 :
) (1/34
ه ،والثانية يمحي سيما ن عمرِ ِ م ْ ما اللواتي في الدنيا :فالولى ينزع ُ البَركة ِ َفأ ّ
ه ،والرابعة ل َ ّ َ ُ ُ
هَ ،والّثاِلثة ك ّ
ه ع َلي ْ ِ جأُره ُ الل ُ ه ل ي َأ ُ مل ُ ل ي َعْ َ م ٍءل عَ َ ن وجأهِ ِ م ْ ن ِ حي َ صال ِ ال ّ
صالحين . حظ في دعاِء ال ّ ّ ه َ سل ُ َ َ
ماِء ،والخامسة لي ْ َ س َ دعاء إلى ال ّ ه ُ َ
ي َْرفَعُ ل ُ
جأائعاً، ت َ ذليل ،والثانية يمو ُ ً ت َ ه َيمو ُ ت فالولى أن ّ ُ مو ْ ِ عن ْد َ ال َ وأما التي ُيصيُبه ِ
ه .وأما التي ش ِ ن عط ِ م ْ دنَيا ما روِيَ ِ ت ع َطشان ولو سقي بحاَر ال ّ ْ والثالثة َيمو ُ
َ َ َ
ه ،والثانية ُيوقد ُ ضلع ُ ُ فأ ْ خت َل ِ َ حّتى ت َ ْ قب ُْر َ تصيبه في قبره :فالولى يضيقُ ع َلي ْهِ ال َ
سلط ع َلي ْهِ في قبرِهِ َ ُ ّ مرِ ليل ً ونهارا ،والثالثة ي ُ َ ً ج ْ ب على ال َ قب ُْر نارا ً يتقل ُ ع َل َي ْهِ ال َ
سيَرة م ِ فرٍء َ ل ظأ ُ ْ حديد ٍء ك ُ ّ ن َ م ْ شجاع ُ القَْرع ُ عيناه ُ من نار ،وأظأفاره ُ ِ ه ال ّ م ُن اس ُ ث ُعَْبا ٌ
ف يقول: ص ِ ل الّرع ْد ِ القا ِ مث ْ ُ ه ِ صوْت ُ ُ جاع ُ القَْرع ُ وَ َ ش َ ت فيقول :أّنا ال ّ مي َ م ال َ ي َوْم ٍء ي ُك َل ّ ُ
َ َ َ َ
كضرِب َ َ س ،وَأ ْ م ِ ش ْ ح إلى طلوِع ال ّ صب ِ ضييِع صلةِ ال ّ ك ع ََلى ت َ ْ ضرِب َ َ نأ ْ مَرِني الله أ ْ أ َ
صرِ إلى صلةِ العَ ْ ك على تضِييِع َ ضرب َ َ ر ،وأ ْ ص ِ صلةِ الظ ُهْرِ إلى العَ ْ ضييِع َ ع ََلى ت َ ْ
على َتضِييِع ك َ ضرب َ َ َ ب إلى الع َ ضرب َ َ َ
شاء ،وَأ ْ مغْرِ ِ صلةِ ال َ ضييِع َ على ت َ ْ ك َ ب ،وَأ ْ مغْرِ ِ ال َ
ن ذ َِراعا ً سب ِْعي َ ض َ ّ
ر ،فَك ُل َ صلةِ العَ َ
ة ي َُغوص في الْر ِ ضْرب َ ً ب َ ضرِ َ ما ُ ج ِ ف ْ شاِء إلى ال َ َ
ة.م ِ َ ياَ ق
ِ ال وم ْ َ ي إلى ً ا ّ
ذب َ ع م
ْ ِ ُض ر ال في ل ُ زا
َ َ ي فل َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/35
ب سا ِ ح َ ةَ ،فشد ّة ُ ال ِ م ِ قَيا َ ف ال ِ موْقِ ِ قب ْرِ في َ ن ال َ م َ ج ِ خُرو ِ عن ْد َ ال ُ ه ِ صيب ُ ُ وأما الِتي ت ُ ِ
َ َ ُ َوسخ ُ
جأهِهِ على وَ ْ مةِ وَ َ قَيا َ م ال ِ ه ي َأِتي ي َوْ َ خول الّناِر«ِ وفي رواية »فإ ِن ّ ُ ب ود ُ ط الّر ّ
س ْ َ
حقّ الله ،والسطر الثاني :يا ضيعَ َ م َ لَ :يا ُ طر الوّ ِ ت ِفي ال ّ مك ُْتوَبا ٍء سط ُرِ َ َثلَثة أ ْ
حق ّ ت في الد ّْنيا َ ضي ّعْ َ ما َ ك الله ك َ َ ضي ّعَ َ سطر الثالثَ : ب الله ،وال ّ ض ِ خصوصا ً ب ِغَ َ م ْ
مُلم َ َ
ه لَ ْ ل لَ ُ قا ُ م َواِديا ً ي ُ َ جأهَن ّ َ ن ِفي َ مةِ الله«ِ وروي »أ ّ ح َ ن َر ْ م ْ ت ِ م أن ْ َ اللهَ ،فايأس الي َوْ َ
ة،صل ِ ك ال ّ سعُ تار َ شهْر ،ت َل ْ َ سيَرة ُ َ م ِ ن َرقْب َةِ الب َِعيرِ طوَلها َ خ ِ حي ّةٍء ب ِث ُ ْ ل َ ت كُ ّ حّيا ٌ ِفيهِ َ
ة ث ُم يتهرى لحمه«ِ ٍءوروي أيضا ِ ً »إن امرأة ًَ
َ ّ ْ ُ ُ سن َ ً ّ َ َ ّ ن َ مهِ سبعي َ مها في جأس ِ س ّ فيغلي َ
ت ذنبا ً ي الله أذ ْن َب ْ ُ م .فقالت :يا نب ّ سل ُ سى ع َلي ْهِ ال ّ َ مو َ ت إلى ُ جأاَء ْ ل َ سَراِئي َ ن ِبني إ ْ م ْ ِ
َ َ َ ً
لي .فقا َ ي ذ َن ِْبي وَي َُتوب ع َل ّ فَر ل ِ َ ن ي َغْ ِ ت إلى الله ت ََعالىَ ،فاد ِْع الله أ ْ ظيما وَقَد ْ ت ُب ْ ُ ع ِ
ه .فقال ْ
ت ولدا وَقَت َلت ُ ُ ً ت وولد ْ ُ ي الله َزن َي ْ ُ ت :يا نب ّ َ
ك؟ِ َقال ْ ما ذ َن ْب ُ ِ سى :وَ َ َلها مو َ
ماِء َفتحرقَنا س َ ن ال ّ م َ ل ناٌر ِ جأرة ُ لَئل ت َن ْزِ َ خُرجأي يا َفا ِ م :ا ْ سل ُ موسى عليه ال ّ
م وقال: سل ُ ل ع َلي ْهِ ال َّ جأْبري ُ ل ِ ب ،فَن َزِ َ قل ِْ سَرة َ ال َ َ
من ْك ِ عن ْد ِهِ ُ ن ِ م ْ ت ِ جأ ْ خَر َ ك ،فَ َ م ِ شؤ ْ ِ بِ ُ
شّرا ً دت َ َ َ َ قو ُ َ
جأ ْما وَ َ سى أ َ ة يا مو َ ت الّتائ ِب َ َ م َرد َد ْ َ ل لك :ل َ ب ت ََعالى ي َ ُ سى الّر ّ مو َ يا ُ
مدا ً عا ِ صلة َ َ ن ي َْترك ال ّ َ م ْ َ
مْنها؟ِ قال َ َ شّر ِ ن َ م ْ ريل وَ َ ُ جأب ْ ِ سىَ :يا ِ َ
مْنها؟ِ قال مو َ ِ
مدا«ِ انتهى. ً مت َعَ ّ ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة30 :
) (1/36
هانا ًه ُنورا ً وَب ُْر َ ت لَ ُ كان َ ْت َ وا ِ صل َ َظ ع ََلى ال ّ حافَ َ ن َم ْ وأخرج أحمد وابن حبانَ » :
ة، جا ٌ
ن ول ن َ َ ه ُنوٌر ول برها ٌ َ
نل ُ ُ
م ي َك ْ َ َ ْ
م ُيحافِظ ع َلي َْها ل ْ ن لَ ْ م ْ مةِ وَ َقَيا َم ال ِ َونجاة ً ي َوْ َ
ف«ِ ومسلم وأبو داود َ ُ َ
خل ِ ي بن َ مان وأب ّ ها َن وَ َ ن وَفِْرع َوْ َ معَ قاُرو َ مةِ َ قَيا َم ال ِن ي َوْ َ وكا َ
ن
ة«ِ والترمذي» :ب َي ْ َ صل ِ ُ
فرِ ت َْرك ال ّ ُ
ن الك ْ ل وَب َي ْ َ جأ ِ ن الّر ُ والترمذي وابن ماجأه» :ب َي ْ َ
ة«ِ. ّ ِصل ال كُ ر ت
ِ َْ ر ْ فُ ك ال ن ي ب و د ب
َْ َ َ ْ ِ َ َْ َ ع ال ن ي ب » داود: وأبو ة«ِ. صل ِ ك ال ّ ن ت َْر ُما ِ فرِ َوالي َ الك ُ ْ
ذي وأحمد والترمذي والنسائي وابنا ماجأه وحبان والحاكم عن بريدة» :العَهْد ُ ال ّ ِ
مدا ً مت َعَ ّ صلة َ ُ ك ال ّ ن ت ََر َ م ْ فَر«ِ .والطبرانيَ : قد ْ ك َ َ ن ت ََرك ََها فَ َ م ْ ة ،وَ َصل ُ ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َُهم ال ّ
م ،وقواعد الدين ثلث عرا السل َ جأهارًا .وفي رواية سندها حسنُ : فَر ِ قد ْ ك َ َفَ َ
ن
ن فهو بها كافر حلل الدم :شهادة أ ّ ن أسس السلم من ترك واحدة منه ّ عليه ّ
ل اله إل الله والصلة المكتوبة وصوم رمضان.
ن فهو بالله كافر ،ول وفي رواية أخرى سندها حسن أيضًا :من ترك واحدة منه ّ
ل دمه وماله ،والترمذي :كان أصحاب رسول يقبل منه صرف ول عدل ،وقد ح ّ
فر غير الصلة .وابن أبي شيبة والبخاري الله ل يرون شيئا ً من العمال تركه ك ْ
ل فهو كافر. ي رضي الله عنه قال :من لم يص ّ في تاريخه موقوفا ً على عل ّ
ومحمد بن نصر وابن عبد البر موقوفا ً على ابن عباس :من ترك الصلة فقد
ل فهو كافر .وقال محمد بن كفر .وابن عبد البّر موقوفا ً على جأابر :من لم يص ّ
ي :أن تارك الصلة كافر. نصر :سمعت إسحاقا بن راهويه يقول :صح عن الّنب ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وقال ابن حزم :قد جأاء ،عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :أن من ترك
د.
صلة واحدة حتى يخرج وقتها فهو كافر مرت ّ
) (1/37
)تنبيه( قال جأماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بكفر تارك الصلة وإباحة
دمه منهم عمر بن الخطاب وابن عباس وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف
ومعاذ بن جأبل وأبو هريرة وأبو الدرداء وجأابر بن عبد الله رضي الله عنهم.
ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاقا بن راهويه وعبد الله بن المبارك
والنخعي والحاكم وابن عيينة وأيوب السختياني ،وأبو داود والطيالسي وأبو بكر
بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن حبيب وغيرهم .وقال الشافعي رضي الله
ل الترك أو جأحد الوجأوب ،إل يقتل ن تارك الصلة يكفر إن استح ّ عنه وآخرون :إ ّ
بترك أداء صلة واحدة حتى يخرج وقت الجمع بضرب عنقه بالسيف إن لم يتب
بعد استتابته ،كتارك الصلة ،وقيل :يضرب بالعصا .وقيل :ينخس بحديدة إلى
م أن بينه وبين الله حالة
أن يصلي أو يموت ،وقال الغزالي :لو زعم زاع ٌ
أسقطت عنه الصلة ،فل شك في وجأوب قتله ،وقتل مثله أفضل من قتل مائة
كافر .وقال أحمد بن حنيل :ل يصح نكاح تاركة الصلة ،ولكن في مذهبنا أن
نكاح الذمية أولى من نكاح تاركتها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة30 :
ً
فصل في تحريم تأخير الصلة عن وقتها عمدا واستحباب تعجيلها لّول الوقت
) (1/38
ن{ )سورة هو َ سا ُ م َ صلت ِهِ ْ ن َ هم ع َ ْ ن ُ ذي َ ن ال ّ ِ صّلي َ م َ ل ل ِل ْ ُ قال الله تعالى} :فَوَي ْ ٌ
ن وَْقتهاَ :والوَي ْ ُ
ل صلة َ ع َ ْ ن ال ّ خُرو َ ن ي ُؤ َ ّ ذي َ ّ
هم ال ِ الماعون (504 :قال الّنبي ُ » :
شد ّةِ ن ِ م ْ ت ِ ذاب َ ْ َ
ل الد ّْنيا ل َ جأَبا ُ ت ِفيهِ ِ سي َّر ْ م لو ْ ُ َ جأهَن ّ َ بَ .وقيل واد ٍء ِفي َ ذا ِ شد ّة ُ العَ َ ِ
ن وَقِْتها«ِ وأخرج الحاكم والترمذي عن ابن صلة َ ع َ ْ خُر ال ّ ن ي ُؤ َ ّ م ْ ن َ سك َُ م ْ حّرهِ فَهُوَ َ َ
ب َ ً َ ن فَ َ
وا ِ ن أب ْ َ م ْ قد ْ أَتى بابا ِ صلت َي ْ ِ ن َ معَ ب َي ْ َ جأ َ ن َ م ْ عباس .قال :قال رسول الله َ » :
م
من ْهُ ْ َ
ل الله تَعالى ِ قب َ ُ ة ل يَ ْ ر«ِ وأبو داود وابن ماجأه عن ابن عمرَ» :ثلث َ ٌ الك ََبائ ِ ِ
صلة َ إل دبارًا«ِ ْ
ل ل ي َأِتي ال ّ جأ ُ نَ ،والّر ُ هو َ كارِ ُ ه َ م لَ ُ وما ً وهُ ْ م قَ ْ ل ي َؤ ُ ّ جأ ُة :الّر ُ صل ً َ
ه ع َْبدا«ِ وروى ً َ
جأعَل ُ ً
ل اع ْت َب َد َ محررا أيْ َ جأ ٌ والدبار أن يأتيها بعد أن يفوتها »وََر ُ
ماِء س َ ت إلى ال ّ صعِد َ ْ ت َ ل الوق ِ صلة َ في أوّ ِ صَلى العَب ْد ُ ال ّ ذا َ الذهبي أنه قال» :إ َ
ه: َ
قول ل ُ ُ مةِ وَت َ ُ قَيا َ حبها إلى ي َوْم ِ ال ِ فُر ِلصا ِ ست َغْ ِ ش ،فت َ ْ َ وَل ََها ُنوٌر َ
حّتى تنتهي إلى العَْر ِ
ى
ت إل َ صعِد َ ْ صلة َ في غ َي ْرِ َوقِتها َ صّلى العَب ْد ُ ال ّ ذا َ فظ َِنيَ ،وإ َ ح ِ ما َ ك الله ك َ َ فظ َ َ ح ِ َ
ق، ُ خل َ ال ب ْ ُ و ّ ث ال ف َ لي
ّ َ ُ ّ َ ُ ّما َ ك ف َ ل ت ِ ء ما س ال إلى ت ََْ ْ ه ت ن ا فإذا ة. َ ٌ م ْ ل ُ ظأ وعليها ِ ء ماال ّ َ
س
ت الوّ ُ
ل ل الوَقْ ِ ض ُحبها«ِ وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمر» :فَ ْ صا ِ ه َ جأ ُ ب ب ِِها وَ ْ ضَر ُ وَي ُ ْ
نم َ ل ِ ت الوّ ُ خَرةِ ع َلى الد ّْنيا«ِ والترمذي عنه» :الوَقْ ُ َ ل ال ِ ض ِ ف ْ خرِ ك َ َ ع ََلى ال ِ
َ
ب ح ّ م فروة» :أ َ فوُ الله«ِ والطبراني عن أ ّ خُر ع َ ْ ت ال ِ ن الله َوالوَقْ ُ صلة َ ِرضوا ُ ال ّ
ل وَقِْتها«ِ. جي ُ َ
صلةِ لوّ ِ ل ال ّ ل إلى الله ت َعْ ِ ما ِ الع ْ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/39
روى البخاري عن الزهري قال :دخلت على أنس بن مالك بدمشق ،وهو يبكي.
فقلت :ما يبكيك؟ِ فقال :ل أعرف شيئا ً مما أدركت إل هذه الصلة ،وهذه
الصلة قد ضيعت .قال الكرماني والمراد بتضييعها تأخيرها عن الوقت
المستحب ،ل أنهم أخروها عن وقتها بالكلية :وروي عن عقيل بن أبي طالب:
كنت أمشي مع رسول الله .فإذا جأمل يعدو حتى بلغ رسول الله وقال :يا
رسول الله المان ،فلم يلبث حتى جأاء خلفه أعرابي ومعه سيف مسلول .فقال
ل يا رسول الله اشتريته بثمن كثير، ن؟ِ َقا َ
كي ِ
مس ِ ن ها َ
ذا ال ِ م ْ
ريد ُ ِ ما َ
ذا ي ُ ِ الّنبي َ » :
م
وليس هو يطيعني فأريد أن أذبحه وأنتفع بلحمه .فقال النبي للجمل :ل ِ ْ
ت أعصيه ،لني لست أقدر على العمل ،ولكن صيه؟ِ فقال :يا رسول الله ل َ ْ
س ُ ت َعْ ِ
أعصيه لن القبيلة التي أنا فيها ينامون عن صلة العشاء الخيرة ،فلو عاهدك
أن يصلي العشاء الخيرة عاهدتك أن ل أعصيه ما دمت حيًا ،فإني أخاف أن
ينزل عليهم عذاب من الله عز وجأل فأكون فيهم فأخذ النبي العهد على
العرابي أن ل يترك الصلة وسلم إليه الجمل فرجأع إلى أهله«ِ .
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة36 :
ً
وحكي عن بعض السلف :أنه دفن أختا له ماتت فسقط منه كيس فيه مال في
قبرها ،ولم يشعر به حتى انصرف عن قبرها ،ثم ذكره فرجأع إلى قبرها فنبشه
بعد ما انصرف الناس ،فوجأد القبر يشتعل عليها نارا ً فرد ّ التراب إليها ،ورجأع
إلى أمه باكيا ً حزينًا .فقال :يا أماه أخبريني عن أختي ،وما كانت تعمل؟ِ قالت:
وما سؤالك عنها؟ِ قال :يا أمي رأيت قبرها يشتعل عليها نارًا .قال :فبكت
وقالت :يا ولدي كانت أختك تتهاون بالصلة ،وتؤخرها عن وقتها ،فهذا حال من
يؤخر الصلة عن وقتها ،فكيف حال من ل يصلي؟ِ فنسأل الله تعالى أن يعيننا
على المحافظة عليها بكمالتها في أوقاتها ،إنه جأواد كريم رؤوف رحيم.
) (1/40
) (1/41
وفروضها :نية فعلها مع تعيين ذات وقت أو سبب ،ومع نية الفرض فيه كأصلي
فرض الظهر ،ويجب قرنها بأّول التكبير واستصحابها إلى آخرها ،كما في
الروضة وأصلها ،والمختار الكتفاء بالمقارنة العرفية بحيث يعد ّ مستحضرا ً
للصلة وتكبيرة تحّرم ،وتعين فيه الله أكبر ،ويجب إسماع التكبير نفسه إن كان
ي وقيام لقادر في صحيح السمع ،ول عارض من لفظ ونحوه ،وكذا كل ركن قول ّ
فرض والعاجأز عنه ،ولو بنحو دوران رأس في سفينة قعد ،ثم اضطجع ثم
استلقى ،وقراءة الفاتحة مع البسملة كل ركعة إل ركعة مسبوقا ،ويجب رعاية
ل للمعنى وموالتها كالتشهد ،فإن حروفها ومخارجأها وتشديداتها ،وإعرابها المخ ّ
تخلل سكوت طال أو قصد به قطع القراءة ،أو ذكر قطع الموالة ،فإن تعلق
بالصلة كتأمينه وسجوده لقراءة إمامه ،وفتحه عليه فل وترتيبها ،ولو شك في
حرف أو آية قبل فراغها ل بعده ،أو هل قرأ استأنفها ،وكالفاتحة في ذلك سائر
الركان ،ويحرم وقفة لطيفة بين السين والتاء من نستعين ،وتعمد تشديد
مخفف ثم قدرها من بقية القرآن ،فمن ذكر أو دعاء ثم وقفة بقدرها وركوع
بانحناء بلغ راحتيه ركبتيه ،واعتدال يعود لبدء وسجود مرتين بوضع بعض الجبهة
مكشوفا ً إن أمكن على غير محمول يتحّرك بحركته ،والركبتين وبطن الكفين
وأصابع القدمين ويجب أن ينال مسجده ثقل رأسه ،ويرتفع أسافله على أعاليه
وجألوس بينهما ،ول يطوله ول العتدال وطمأنينة فيها ،ويجب أن ل يقصد
بالركن غيره ،وتشهد أخير :التحيات لله سلم عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته سلم علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن ل اله إل الله ،وأن
ل على محمد ،وتسليمة محمدا ً رسول الله وصلة على النبي بعده اللهم ص ّ
أولى :السلم عليكم وقعود للثلثة ،وترتيبها كما ذكر.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة38 :
) (1/42
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وسننها نوعان :هيآت منها الضافة إلى الله تعالى والتعّرض للستقبال ،وعدد
داة والنطق الركعات والداء والقضاء ،وإن لم يكن عليه فائتة مماثلة للمؤ ّ
ي ،ونظر موضع سجوده مطرقا ً رأسه قليلً ،ثم رفع يديه بكشف حذو بالمنو ّ
منكبيه مع ابتداء تحّرم وركوع ،ورفع منه ومن تشهد أّول ،ووضع يمين على كوع
يساره تحت صدره ،وتفريق قدميه قدر شبر في القيام ،وافتتاح سّر المتمكن
وذ أو يجلس مع إمامه ،وهو ـــــ وجأهت وجأهي للذي فطر السموات إن لم يتع ّ
والرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلتي ونسكي ومحياي ً ً
ب العالمين ل شريك له ،وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ـــــ ثم ومماتي لله ر ّ
ل ركعة سّرا ،ووقف على رأس كل آية من الفاتحة حتى البسملة، ً تعوذ له بك ّ
ويكره الوقف على أنعمت عليهم ،وتأمين بتخفيف ومد ّ ولمأموم سمع قراءة
َ إمامه معه ،ولو تركه المام .قال رسول الله » :إ َ َ
ن
م ْ مُنوا فَإ ِن ّ ُ
ه َ م فَأ ّ ما ُ
ن ال َ م َذا أ ّ
وافَق تأ ْمين ْ
ه«ِ رواه الشيخان ثم قراءة ن ذ َن ْب ِ ِم ْم ِ
قد ّ َ
ما ت َ َ ملئ ِك َةِ غفر ل َ ُ
ه َ ن ال َ
مي َه ت َأ َِ َ ِ ُ ُ َ
شيء من القرآن ولو آية ،والولى ثلث آيات في الوليين لغير مأموم سمع
قراءة إمامه ،وفهمه ،فتكره له كجهر خلفه ،وتحصل بإعادته الفاتحة إن لم
يحفظ غيرها ،وبتكرير سورة واحدة في الركعتين وسورة كاملة أفضل من
البعض ،وإن طال في غير التراويح وكون السورتين متواليتين ما لم تكن التي
ل أ ََتى{ في ل{ و }هَ ْ زي ُ م ت َن ْ ِ تليها أطول ،وعلى ترتيب المصحف وقراءة} :آل َ َ
ك{ ِفيها وَِفي َ
ل أَتا َ سّبح{ و }هَ ْ صبح جأمعة }والجمعة والمنافقين{ أو } َ
خلص{ في مغربها وفي صبح المسافر، ن{ و }ال ِ ْ كافُِرو َ شاِئها .و }ال َ عَ َ
وذتين وفي مغرب السبت ،وجأهر وإسرار في محليهما وتدبر قراءة ،وذكر والمع ّ
ده إلى أن يصل إلى الركن ل خفض ورفع من غير ركوع ،وم ّ وتكبير في ك ّ
المنتقل إليه ،ووضع راحتيه على ركبتيه وتسوية ظأهر وعنق في الركوع ،وأن
يقول فيه :سبحان ربي العظيم
) (1/43
وبحمده ثلثًا ،وفي رفعه منه :سمع الله لمن حمده .وفي اعتداله :ربنا لك
الحمد ملء السموات وملء الرض وملء ما شئت من شيء بعد ،ورفع اليدين
في القنوت حذو منكبيه وجأهر إمام به ،وتأمين مأموم سمع قنوت إمامه سماعا ً
محققا ً للدعاء منه ،والصلة على النبي وآله فيه ،وإتيان إمام بصيغة جأمع فيه.
وفي دعاء التشهد فيكره تخصيص نفسه ،ووضع ركبتيه مفّرقتين بقدر شبر ،ثم
كفيه مكشوفتين حذو منكبيه ناشرا ً أصابعه مضمومة للقبلة ،ثم جأبهته وأنفه
معا ً وتفريق قدميه بشبر منصوبتين ،موجأها ً أصابعهما للقبلة وإبرازهما من ذيله
في السجود ،وأن يقول فيه :سبحان ربي العلى وبحمده ثلثًا ،ومجافاة ذكر
م غيره وافتراش في عضديه عن جأنبيه وبطنه عن فخذيه فيه ،وفي ركوع وض ّ
جألوس بين السجدتين ،ووضع كفيه قريبا ً من ركبتيه ناشرا أصابعه ،وأن يقول
ً
فيه :رب اغفر لي ثلثا ً وارحمني واجأبرني وارفعني وارزقني واهدني وعافني،
وجألسة الستراحة ،وافتراش فيه وفي تشهد أّول ،واعتماد على الرض ببطن
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
كفيه عند نهوضه من سجود وقعود ،وتوّرك في تشهد أخير ل يعقبه سجود سهو،
ووضع كفيه في تشهديه على طرف ركبتيه ناشرا ً أصابع يسراه بضم ،وجأاعل ً
أصابع يمناه كعاقد ثلثة وخمسين ،ورفع مسبحتها عند همزة إل الله منحنية
قليلً ،وإبقاؤها مرفوعة إلى القيام أو السلم ،وأن ل يجاوز بصره إشارة ،ونظر
إليها حال رفعها ،وأن يأتي في التشهدين بأكمل التشهد ،وهو التحيات
المباركات الصلوات الطيبات لله ،السلم عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته،
السلم علينا وعلى عباد الله الصالحين ،أشهد أن ل اله إل الله ،وأشهد أن
محمدا ً رسول الله ،وبعد تشهد أخير بأكمل الصلة على النبي ،وهو :اللهم ص ّ
ل
على محمد وعلى آل محمد ،كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ،وبارك
على محمد وعلى آل محمد ،كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك
دمت وما أخرت ،وما حميد مجيد .ثم بالدعاء المأثور :اللهم اغفر لي ما ق ّ
) (1/44
دم وأنت أسررت وما أعلنت ،وما أسرفت وما أنت أعلم به مني .أنت المق ّ
المؤخر ل اله إل أنت ،اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ،ومن عذاب النار،
ومن فتنة المحيا والممات ،ومن فتنة المسيح الدجأال ،اللهم إني ظألمت نفسي
ظألما ً كثيرا ً ول يغفر الذنوب إل أنت فاغفر لي مغفرة من عندك ،وارحمني إنك
أنت الغفور الرحيم ،يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ،وتسليمة ثانية
وزيادة ورحمة الله فيهما ،والتفات بوجأهه يمينا ً وشمال ً في تسليمته ،ناويا ً
ن وينويه على من السلم على من التفت إليه من ملئكة ومؤمني إنس وجأ ّ
د ،ونيةخلفه وأمامه بأيهما شاء ،ومأموم الرد ّ على من سلم عليه ،وإدراجأه بل م ّ
خروج من الصلة بالتسليمة الولى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة38 :
) (1/45
وأبعاض :وهي تشهد أّول وقعود له وصلة على النبي بعده ،وعلى آله بعد
التشهد الخير ،وقنوت في اعتدال آخر صبح ووتر نصف أخير من رمضان:
كاللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت ،وبارك
للي فيما أعطيت وقني شّر ما قضيت ،فإنك تقضي ول ُيقضى عليك ،وإنه ل يذ ّ
من واليت ،ول يعّز من عاديت ،تباركت ربنا وتعاليت ،فلك الحمد على ما
قضيت ،أستغفرك وأتوب إليك ،ويجزىء آية فيها دعاء إن قصده ،وكذا يجزىء
دعاء محض ،ولو غير مأثور وقيام له وصلة على النبي وعلى آله بعده ل قبله،
فلو ترك شيئا ً من هذه البعاض ،ولو عمدا ً أو شك في تركه سجد سجدتين ندبا ً
قبيل السلم كمن سها ممن يبطل عمده كتطويل ركن قصير ،وقليل كلم وأكل
ي أو نقل قوليا ً إلى غير محله ،أو شك فيما صله واحتمل
وتكرير ركن فعل ّ
دمة عن الدخول في الصلة الذان والقامة فسنتان زيادة .ومن السنن المتق ّ
لمكتوبة ذكر ،وإن بلغه أذان غيره ،وإقامة لمرأة ويجيب سامعهما ،ولو تاليا ً
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ل وسلم وب ويقول بعدهما :اللهم ص ّ دقا إن حيعل ،وث ّ ومتوضئا ً ويحوقل ويص ّ
مة والصلة القائمة آت محمدا ً الوسيلة ب هذه الدعوة التا ّ على محمد اللهم ر ّ
ً
والفضيلة ،وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته .لما روى الشيخان :إذا حضرت ً
الصلة ،فليؤذن لكن أحدكم .وابن النجار عن أبي هريرة :ثلث لو يعلم الناس
ن من الخير والبركة :التأذين ن ما أخذن إل بسهم حرصا ً على ما فيه ّ ما فيه ّ
بالصلة ،والتهجير بالجماعات ،والصلة في أّول الصفوف ،وابن أبي شيبة
والبيهقي عن سلمان الفارسي موقوفًا ،قال :إذا كان الرجأل في أرض فأقام
الصلة صلى خلفه ملكان ،فإذا أذن وأقام صلى خلفه من الملئكة ما ل يرى
منون على دعائه ،وأحمد طرفاه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده ،ويؤ ّ
ن
م ْ
ه َ
ي فإن ّ ُ
صلوا عل ّ ل ،ث ُ ّ
م َ ما َيقو ُ ل َ مث ْ َ مؤ َذ ّ َ
ن فقولوا ِ م ال ُ
معْت ُ ُ
س ِ ومسلم» :إ َ
ذا َ
سلوا الله ِلي م َ ً
ي صلة ً صلى الله عليه بها عشرا ،ث ُ ّ صّلى عل ّ
) (1/46
) (1/47
) (1/48
)فائدة( يحرم اللتفات في الصلة على ما قاله المتولي والحليمي ،ورفع البصر
م ِفي ن َقا َم ْعن موضع سجوده على ما قاله الذرعي ،قال رسول الله َ » :
َ
وام ٍء ْ ُ
ما َبال أق َ ه«ِ رواه الطبراني .وقال َ » : صلت ُ ت َرد ّ الله ع َل َي ْهِ َ ف َ صلةِ َفال ْت َ َ ال ّ
َ
م«ِ فاشتد ّ قوله في ذلك حتى قال: ه ت
َ ِِ ْصل في ِ ِ ء ما
ّ َس ال إلى مي َْرفَ ُ َ ْ َ َ ُ ْ
ه ر صا ب أ ن عو
م«ِ رواه البخاري وروى أن سبب ابتلء َ خ َ َ ن ذال ِ َ
صاَرهُ ْن أب ْ َ طف ّ ك أوْ ل ِت َ ْ ن عَ ْ »ل ِي َن َْته ّ
يعقوب بابنه يوسف عليهما السلم أنه التفت في صلته إليه وهو نائم محبة له.
ويكره تحريما ً صلة عند الستواء إل يوم جأمعة ،وبعد أداء صبح وعصر حتى
ترتفع وتغرب شمس إل لسبب غير متأخر كركعتي تحية ووضوء ،وكفائتة لم
يقصد تأخيرها إليها ،وتنزيها ً صلة بمدافعة حدث وبحضرة طعام يتوقا إليه،
وبطريق في بنيان ومقبرة سواء أصلى إلى القبر أم عليه أم بجانبه.
)ومبطلتها (:نطق بحرفين ولء ،ولو في تنحنح أو حرف مفهم من كلم سبق
بشر ل يسير كلم لسانه إليه أو نسي أو جأهل تحريمه فيها ،وقرب عهده
بالسلم أو نشأ بعيدا ً عن العلماء ول يتنحنح لتعذر ركن قولي ،وإن كثر ول
ضحك وبكاء وسعال وعطاس إن غلبت وقلت ،وفعل فاحش كوثبة أو كثير يقينا ً
من غير جأنسها كثلث خطوات ،وتحريك كف ثلثا ً بحك لغير شدة جأرب ولء
ل متصل ً على ما قبله ولو سهوًا ،ل خفيف وإن كثر متواليا ً كتحريك بحيث يعد ك ّ
ي وإطالة فعلي قصير عمدًا، أصابعه وأجأفانه ومفطر وتعمد تكرير ركن فعل ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وإخلل شرط من شروطها وترك ركن من أركانها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة38 :
) (1/49
وحكي عن الشيخ معين الدين أنه قال :كان الشيخ أحمد الغزنوي ساكنا ً في
غار قريب من الشام فزرته ،فإذا ما عليه إل الجلد والعظم ،وهو جأالس على
سجادة ،وبين يديه أسدان ،فقال لي :من أين تصل؟ِ قلت :من بغداد .قال
مرحبا ً وأكثر خدمة الفقراء حتى يعظم أمرك ،وإني سكنت في هذا الغار منذ
أربعين سنة ،واعتزلت الخلق ،ولكن ما استرحت من البكاء منذ ثلثين سنة
لجأل خوف شيء ،قلت :ما هو؟ِ قال :الصلة إذا صليت نظرت فيها مفكرا ً
وبكيت .وقلت :لو اختلت ذّرة من الشروط ضاعت جأميع أعمالي وضرب
بطاعتي على وجأهي ،فإن كنت يا فقير تقدر أن تخرج من عهدة الصلة فعلت
أمرا ً وإل ذهب العمر بالغفلة وضاع .وأخرج الطبراني وابنا خزيمة وحبان في
م ركوعه وينقر في سجوده وهو صحيحيهما» :أن رسول الله رأى رجأل ً ل يت ّ
يصلي فقال :لو مات هذا على حاله مات على غير ملة محمد«ِ .ثم قال :
ن مَرت َي ْ ِ مَرة َ أوِ الت ّ ْ ل الت ّ ْ جائ ِِع ي َأ ْك ُ ُ ل ال َ مث َ ُ جود ِهِ َ س ُ قُر في ُ ه وَي َن ْ ُ كوع َ ُ م ُر ُ ذي ل ي ُت ِ ّ ل ال ّ ِ مث َ ُ
» َ
جود ِهِ س ُن ُ م ْ ه ِ ْ
صلب َ ُ م ُ قي ُ َ ُ
ه«ِ وأحمد» :ل ي َن ْظُر الله إلى ع َب ْد ٍء ل ي ُ ِ ن ع َن ْ ُ ل ي ُغِْنيا ِ
م لها م ي ُت ِ ّ َ
ها وَل ْ ضوَء َ سب ِغْ وُ ُ م يُ ْ َ
ن صلها ل ِغَي ْرِ وَقْت َِها وَل ْ م ْ ه«ِ والطبرانيَ » : ع ِكو ِ وَُر ُ
ك الله ضي ّعَ َ لَ : قو ُ ة تَ ُ م ٌ مظ ْل ِ َ داُء ُ سو ْ َ ي َ ت وَه ِ َ جأ ْ خَر َ ها َ جود َ َ س ُ كوع ََها َول ُ شوع ََها َول ُر ُ خ ُ ُ
بضَر َ م َ خل ِقُ ث ُ ّ ب ال َ ف الثو ُ َ
ما ي ُل ّ َ
تك َ ف ْ ُ
شاَء الله ل ّ ث َ حي ْ ُ ت َ َ
ذا كان َ ْ حّتى إ َ ضي َعْت َِني َ ما َ َ
ك َ
ف َ
صلى كي ْ َ صلي إذا َ ّ م َ ُ
صلت َك أل ي َن ْظُر ال ُ َ ن َ س ُ ن أل ُتح ّ ه«ِ ومسلم» :يا ُفل ُ جأهَ ُ ب َِها وَ ْ
تمو ْ َ ُ
ه«ِ والديلمي وحسنه الحافظ ابن حجر» :اذ ْكرِ ال َ س ِ ف ِ صلي ل ِن َ ْ ما ي ُ َ صّلي فإن ّ َ يُ َ
ل
جأ ٍء صلة َ َر ُ ه ،وصل َّ صلت َ ُ ن َ س َ ح ّ ن يُ َ ت لحريّ أ ْ َ مو ْ َ َ
جأل إذا ذ َكر ال َ َ ن الّر ُ َ َ
صلت ِك فإ ِ ّ ِفي َ
صلة ً غْيرها«ِ وأبو داود عن عبد الله بن َ صلي َ ّ ه يُ َ ن أن ُ ل يظ ّ
) (1/50
ت رسول الله يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرجأل من البكاء. الشخير قال :رأي ُ
)فائدة( قال السيد معين الدين الصفوي في تفسيره جأوامع التبيان :والصح أن
الخشوع من فرائض الصلة؛ وقال سفيان الثوري :من لم يخشع فسدت
صلته؛ وقال سيدي القطب العارف بالله محمد البكري رضي الله عنه ونفعنا
به :وإنما يورث ذلك إطالة الركوع والسجود؛ وقال شيخ مشايخنا زكريا
ن نظر موضع السجود أقرب إلى الخشوع. النصاري رحمه الله تعالى :إ ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة38 :
ي بن أبي طالب رضي الله عنه :أنه في بعض الحروب الجهادية وروي عن عل ّ
أصيب بسهم ثم جأذب السهم من عضوه الشريف ،وبقي النصل فيه فقالوا :إذا
لم يجرح العضو ل يمكن استخراج النصل منه ،ونخاف من إيذاء أمير المؤمنين
وقطع عضوه؛ فقال رضي الله عنه :إذا اشتغلت بالصلة فاستخرجأوه ،فافتتح
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
الصلة وهم قطعوا أم جأرحوا العضو ،واستخرجأوا النصل وهو رضي الله عنه لم
يتغير في صلته ،فلما فرغ قال :لم لم تستخرجأوه؟ِ فقالوا :قد استخرجأناه.
س بجرح العضو واستخراج النصل من فانظر إلى إقباله على ربه حتى لم يح ّ
وش جأوف اللحم ،فنحن إذا عضنا قملة أو برغوث ،بل إذا وقع علينا ذباب نتش ّ
ول يبقى لنا حضور ،فأين نحن من تلك الحالت والمقامات.
) (1/51
ي بن الحسين :أنه كان إذا توضأ اصفّر لونه ،وإذا وحكي عن زين العابدين عل ّ
قام إلى الصلة أخذته رعدة فقيل له :مالك؟ِ فقال :ويحكم أتدرون بين يدي
من أقوم ولمن أريد أن أناجأي؟ِ وأنه وقع حريق في بيته وهو ساجأد فجعلوا
يقولون له :يا ابن رسول الله النار ،فما رفع رأسه فقيل له في ذلك لما رفع
رأسه فقال :ألهتني عنها النار الكبرى؛ فانظر أيها الغافل في الصلة بين يدي
من تقوم ومن تناجأي؛ واستحي أن تناجأي مولك بقلب غافل وصدر مشحون
بوساوس الدنيا ،وخبائث الشهوات؛ أما تعلم أنه مطلع على سريرتك ،وناظأر
إلى قلبك ،وإنما يتقبل من صلتك بقدر خشوعك وخضوعك وتواضعك
وتضّرعك ،فاعبده في صلتك كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه ،فإنه يراك؛ فإن لم
يحضر قلبك بما ذكرنا ،ولم تسكن جأوارحك لقصور معرفتك بجلل الله تعالى،
در أن رجأل ً صالحا ً من وجأوه أهل بيتك ينظر إليك كيف صلتك ،فعند ذلك فق ّ
تحضر قلبك ،وتسكن جأوارحك ،ثم ارجأع إلى نفسك وقل :أل تستحيين من
ل عندك من عبد خالقك ومولك الذي هو مطلع عليك ،وناظأر إلى قلبك؛ أهو أق ّ
من عباده ،وليس بيده ضّرك ول نفعك فما أشد ّ طغيانك وجأهلك ،وما أعظم
عداوتك لنفسك؛ فعالج قلبك بهذا فعسى أن يحضر معك في صلتك ،فإنه انعقد
إجأماع العلماء على أنه ل يكتب لك من صلتك إل ما عقلت منها؛ وأما ما أتيت
به مع الغفلة ،ولو حكم بصحته ظأاهرا ً فهو إلى الستغفار أحوج لنه إلى العقوبة
أقرب .قال الفقيه إسماعيل المقرىء رحمه الله:
مث ِْلهاصلة ً ب ِ ِ ب َ صّلي ِبل قَل ْ ٍء تُ َ
قوب َةِ وجأبا ً ل ِل ْعُ ُ ست َ ْم ْ فَتى ُ ن ال َ كو ُ يَ ُ
مَتها غ َي َْر َ َ ت َظ َ ّ
عال ِم ٍء م ْ ل وَقَد ْ أت ْ َ
ة ب َعْد َ رك ْعَةِ حِتياطا رك ْعَ ً ً تزيد ُ ا ْ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة38 :
رضا ً معْ ِ جأيهِ ُ ن ت َُنا ِم ْ ك ت َد ِْري َ فَوَي ْل َ َ
تحِني غ َي َْر مخب ِ ن ت َن ْ َ م ْ دي َ ن يَ َ وَب َي ْ َ
قبل ً م ْ
ه إّياك ن َعْب ُد ُ ُ َ تخاط ِب ُ ُ
ضُروَرةِ ع ََلى غ َي ْرِه ُ ِفيها ل ِغَي ْرِ َ
) (1/52
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/53
مث ْ َ
ل ت ِ كان َ ْ ن َ ه ،وَإ ِ ْ طاَيا ُ خ َ ت َ فَر ْ ديٌر غ ُ ِ يٍءء قَ ِ ش ْ ل َ مد ُ وَهُوَ ع ََلى ك ُ ّ ح ْ ه ال َ ك وَل َ ُ مل ْ ُ ه ال ُ ه لَ ُ لَ ُ
قوُلوا ِفي ض فَ ُ فْر ِ صلة َ ال َ م َ صل ّي ْت ُ ْ ذا َ ر .والرافعي قال رسول الله » :إ َ ح ِ َزب َد ِ الب َ ْ
هك وَل َ ُ مل ْ ُ ه ال ُ ه لَ ُ ك لَ ُ ري َ شَ ِ ت :ل اله إل الله َوحد َه ُ ل َ مّرا ِ شَر َ صلةٍء ع َ ْ ل َ ب كُ ّ ق ِ عَ ِ
َ
ة«ِ ويزيد ما أع ْت َقَ َرقَب َ ً جأرِ ك َأن ّ َ ن ال ْ م َ ه ِ ب لَ ُ ديٌر ي ُك ْت َ ُ يٍءء قَ ِ ش ِ ل َ مد ُ وَهُوَ ع ََلى ك ُ ّ ح ْ ال َ
فيها يحيى ويميت بيده الخير بعد الصبح والعصر والمغرب ،والحرث بن عمر
ل سلم ِ وَقُ ْ سي وشهد الله إلى ال ْ ة الك ُْر ِ ب وآي َ َ حة الك َِتا ِ ن َفات ِ َ عن رسول الله » :إ ّ
ُ َ ْ
ب أت ُهْب ِطَنا إلى ن َيا َر ّ ب قُل َ جا ٌ ح َ ن الله ِ ن وَب َي ْ َ ت ما ب َي ْن َهُ ّ ساب معلقا ٍء ح َ م إلى ِ الّله ّ
َ حل َ ْ َ
لحد ٌ د ُب َُر ك ُ ّ نأ َ قَرؤك ُ ّ ت ل يَ ْ ف ُ ي َ ن َيعصيك قال الله ت ََعاَلى :ب ِ َ م ْ ك ،وإلى َ ض َ أْر ْ
َ
تس ،وَن َظ َْر ُ قد ِ ظيَرة َ ال ُ ح ِ ه َ سك َن ْت ُ ُ ه ،وَأ ْ ن ِفي ِ كا َ ما َ واه ُ ع ََلى َ مث ْ َ ة َ جن ّ َ ت ال َ جأعَل َ ُ صلةٍء إل َ َ
ة
ن حاجأ ً َ سبعي م و َ ي ّ
ل ُ ك ه
ُ َ ل ت ُ وقضي ة،
ً ر م ن سبعي م و َ ي ل ّ ُ ك في ِ ِ ة َ ن نو ُ ْ ك م
َ ال ني ِ ْ يَ عِ ب ِ ه ْ ي إل َ
ْ ٍء َ ّ ْ ٍء َ
ه«ِ والنسائي وابن حبان قال صْرت ُ ُ سد ٍء وَن َ َ حا ِ ل عدوَ وَ َ ن كُ ّ م ْ ه ِ ة ،وَأع َذ ْت ُ ُ فَر ُ مغْ ِ ها ال َ أ َد َْنا َ
ل
خو ِ ن دُ ُ م ْ ه ِ من َعْ ُ م يَ ْ مك ُْتوب َةٍء ل َ ْ صلةٍء َ ل َ سي د ُب َُر ك ُ ّ ة الك ُْر ِ ن َقرأ َ آي َ َ م ْ رسول الله َ » :
ن معَ اليما ِ ن َ جأاَء ب ِهِ َ ن َ م ْ ث َ َ
ت«ِ وأبو يعلى قال رسول الله » :ثل ٌ مو ُ ن يَ ُ جن ّةِ إل أ ْ ال َ
ن
َ ْ ع فا َ ع
َ ْ َ ن م ء: َ شا َ ث ِ َ ْ ُ ي ح ن العي ر
ُ ِ حو ال ن م ج
َُ ّ َ ِ ْ و ز و َ ء شا ة ن
َ ّ ِ ج ال ب ِ أبوا ي
ِ َ ّ أ ن م لَ خ
دَ َ
َ
ل هُوَ ت قُ ْ مّرا ٍء شَر َ مك ُْتوب َةٍء ع َ ْ صلةٍء َ ل َ ن قََرأ ِفي د ُب ُرِ ك ُ ّ م ْ في ّا ً وَ َ خ ِدى د َْينا ً َ نأ ّ م ْ َقات ِل ِهِ وَ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
د«ِ وأبو داود والترمذي عن عقبة بن عامر قال :أمرني رسول الله أن َ
ح ٌ
الله أ َ
أقرأ المعوذات دبر كل صلة .وورد التهليل عشر مرات.
) (1/54
) (1/55
وأبو داود عن مسلم بن الحرث التميمي عن رسول الله :أنه أسّر إليه فقال:
ت فَإ ِن ّكَ ل :الل ّه َ ب فَ ُ
مّرا ٍء سب ْعَ َ ن النارِ َ م َ جأرْني ِ
مأ ِ ُ ّ ق ْ مغْرِ ِ صلةِ ال َ ن َ م ْ ت ِ صَرفْ َ ذا ان ْ َ »إ َ
ل كذلك، ق ْ َ
حف ُ صب ْ َت ال ّ ّ
صلي ْ َ مْنها ،وإذا َ جأواٌز ِ َ
ب لك َ َ ُ َ َ
ت لي ْلت ّك كت ِ َ َ مم ّ َ
ت ذال ِك ث ُ ّ ْ ُ
إذا قل َ
مْنها«ِ . واٌز ِ جأ َ َ
ب لك َ َ ُ
مك كت ِ ََ ن ي َوْ ِم ْ ك إذا مت ِ فإن ّ َ
)فائدة( يسن لغير إمام يريد تعليم المأمومين إسرار بالذكر والدعاء وجأهر بهما
ل وخطيب رفع يديه الطاهرتين حذو منكبيه ،ومسح لمام يريده ،ولداع غير مص َ
وجأهه بهما بعد الفراغ ،ورفع بصره إلى السماء ،وافتتاحه بحمد الله والصلة
على النبي وختمه بهما ،وبالتأمين واستقبال القبلة إن كان منفردا ً أو مأمومًا.
ل جألوس ذاكرا ً الله أما المام فيستقبل المأمومين بوجأهه في الدعاء ،ولك َ
جَر ف ْصلى ال َ ّ ن َ م ْتعالى بعد صلة الصبح إلى طلوع الشمس .قال رسول الله َ » :
تن كان َ ْ م َ ّ
س ،ث ُ ّ حّتى ت َط ُل َعُ ال ّم قَعَد َ ي َذ ْك ُُر الله َتعالى َ ماع َةٍء ث ُ ّ
صلى ركعتي ِ م ُ ش ْ جأ َِفي َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ
ن قَعَد َم ْة«ِ رواه الترمذي وحسنه .وقال َ » : م ٍء مةٍء َتا ّ
مةٍء َتا ّ
مَرةٍء َتا ّجةٍء وَع ُ ْح ّ لَ ُ
ه ك َأجأرِ ُ
ل إل قو ُضحى ل ي َ ُ
ح ركعتي ال ّ
سب ّ َ
حّتى ي ُ َ ح َ صب ْ ِصلةِ ال ّ ن َ م ْ
ف ِصرِ ُ ن ي َن ْ َ
حي َمصله ِ في ُ
ر«ِ رواه أبو داود .وقال :لن َ ْ َ َ َ َ خيرا ً غ َ
َ
ح ِن َزب َد ِ الب َ ْم ْ ت أكثَر ِ ه ،وإن كان َ ْ خطاَيا ُ ه َ فَر ل ُ
أجألس مع قوم يذكرون الله عز وجأل من صلة العصر إلى أن تغرب الشمس،
ي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل عليه السلم .أعتق الله رقابنا أحب إل ّ
من النار ،وغفر ذنوبنا وخطايانا ،وأصلح ما فسد من أعمالنا ،وتقبلها بمنه منا
آمين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة38 :
) (1/56
ن الله ل ِعَب ْد ٍء ما أذ ِ َ أخرج أحمد والترمذي عن أبي أمامه قال :قال رسول الله َ » :
ْ ل من رك ْعتي َ َ َ
س العَب ْد ِ ن َالبر ليذّر فَوْقاَ َرأ ِ ن ركعتين ،وإ ّ م ْ ن أوْ أك ْث ََر ِ ض َ ِ ْ َ َ َْ ِ يٍءء أفْ َ ش ْ في َ
ه«ِ من ْ ُ ج ِ خَر َ ما َ م ّ ل ِ ض َ ل ب ِأفْ َ جأ ّ ب ع َب ْد ٌ إلى الله ع َّز وَ َ قّر َ ما ت َ َ ة ،وَ َ صل ِ ن ِفي ال ّ كا َ ما َ َ
ن ي ت عْ ك ر في ه َ ل يؤذن ن َ أ ن م له ً ا خير نيا د ال هذه في د بَ ع أوتي ما عنه: والطبراني
ِ ْ َ َ َ ُ ْ ْ ِ ْ ّ ٌ ْ
ما .ومسلم والترمذي عن عائشة رضي الله عنها :ركعتا الفجر خير من صّليهِ َ يُ َ
الدنيا وما فيها .والبيهقي عن أبي هريرة :ل يحافظ على ركعتي الفجر إل أّواب.
َ
جأن ْب ِهِ جعْ ع ََلى َ ضط َ ِ جرِ فَل ْي َ ْ ف ْ ي ال َ م رك ْعَت َ ْ حد ُك ُ ْ صّلى أ َ ذا َ وأبو داود والترمذي عنه» :إ َ
ن قَب ْ َ
ل ْ
ن في الّركعَت َي ْ ِ قرآ ِ ما ت ُ ْسورتان هُ َ م ال ّ ن«ِ والبيهقي عن عائشة» :ن ِعْ َ م ِ الي ْ َ
د{ وابن السني عن والد أبي َ ن{ }وَقُ ْ َ َ جرِ }قُ ْ
ح ٌل هُوَ الله أ َ ل َيا أّيها الكافُِرو َ ف ْ ال َ
ن رسول الله صلى ركعتين خفيفتين ثم سمعته يقول وهو جأالس: المليح» :أ ّ
َ
ن الّنارِ ثلث َ م َ َ
عوذ ُ ب ِك ِ ميكائيل ومحمد النبي أ ُ َ سَرافيل وَ ِ َ َ
ب جأبريل َوإ ْ م َر ّ »الل ّهُ ّ
َ
ت قَب ُ َ
ل ظ ع ََلى أْرب َِع َرك َْعا ٍء حافَ َ ن َ م ْ ت«ِ وأبو داود والترمذي عن أم حبيبةَ » : مّرا ٍء َ
صّلى ن م عمر: ابن عن والطبراني ر. نا ال لى َ َ ع الله ه م ر ح ها د ع ب ع ب رَ أ و ر ه ّ ظ ال
َ ْ َ ّ ِ ْ ِ َ ْ َ ٍء َ ْ َ َ َ ّ َ ُ
ه الله ع ََلى الّناِر .وأحمد وأبو داود عن عبد الله المزني: َ
م ُحّر َ صرِ أْربعا ً َ ل العَ ْ قَب ْ َ
نم ْ شاَء .وعبد الرزاقا عن مكحول مرسلًَ : ن َ م ْ ن لِ َ ب َرك ْعَت َي ْ ِ مغْرِ ِ صّلوا َقبل ال َ َ
ن .والبيهقي عن حذيفة: عليي َ في تا بِ تُ ك م ّ لَ ك ت ي ن َ أ َ
ل ب َ ق ن ي ت ع ْ كر ب ر ْ غ م ال د ع ب لى ّ ص
َ َ َ َ َ ْ َ َْ َ َ ِ ِ َ َ ْ ِ ْ َ َ
م سلمة رضي ّ أ عن السني وابن ل. َ َ ِم ع ال مع عا
ْ ََ ف ر ُ ت ِ ل ب ر ْ غ
ّ َ ْ ِ َْ َ َ ِ ِ م ال د ع ب ن ي َ ت عْ ك ر ال لوا ُ عج َ
الله عنها ،قالت :كان رسول الله إذا انصرف من صلة المغرب يدخل بيته
فيصلي
) (1/57
ثس َثل َ قدو ِ ك ال ُ مل ِ ِ ن ال َ حا َ سب ْ َ قال :كان رسول الله إذا سلم في الوتر قالُ » :
مرات يرفع في الثالثة صوته«ِ .وهما عن علي رضي الله عنه :أن رسول الله
ن
م ْ ك ِ مَعاَفات ِ َ ك بِ ُ خط ِ َ س ْ ن ُ م ْ ك ِ ضا َ عوذ ُ ب ِرِ َ م إّني أ ُ كان يقول في آخر وتره» :الل ّهُ ّ
ت ع ََلى ن َ ْ َ َ صي ث ََناًء ع َل َي ْ َ ُ ك ،وَأ َ ُ
ك«ِ . س َ ف ِ ما أث ْن َي ْ َ ت كَ َ ك أن ْ َ ح ِ كلأ ْ من ْ َك ِ عوذ ُ ب ِ َ قوب َت ِ َ عُ ُ
ت ذ ُُنوب ُ ُ
ه، فَر ْ حى غ ُِ ض َ فعَةِ ال ّ ش ْ على ُ حافظ َ َ َ ن َ م ْ وأحمد والترمذي عن أبي هريرةَ :
ن
دل ِ حى ت َعْ ِ ض َ ن ال ّ م َ ن ِ ْ
ر .وأبو الشيخ عن أنسَ :ركعََتا ِ ح ِل َزب َد ِ الب َ ْ مث ْ َ ت ِ كان َ ْن َ وإ ْ
حى ض َ ة ال ّ ح َ سب ْ َ ح َ سب ّ َ ن َ م ْ ن .وسمويه عن سعدَ : َ
قب ّلت َي ْ ِ مت َ َ
مَرةٍء ُ جةٍء وَع ُ ْ ح ّ عن ْد َ الله ب ِ ُ ِ
ة ن
َ ّ ِ ج ال في نّ إ هريرة: أبي عن والطبراني ر. نا ال
ٌ ِ َ ّ ِ ن م ة براء ه
ِ َ ُ َ َ ل ب تُ ك ً محول ً ول َ ْ ح
ن مو
ُ ِ ُ َ دي ي كانوا ن ذي ّ
ٍء ْ َ ِ َ ل ا ن ي أ د: منا دى نا ة
َ َ ْ َ ِ َ َ ِ َ َم يا ق ال م و ي ن كا فإذا ضحى، ّ ال له يقال ً ا باب
مةِ الله .والديلمي عن عبد الله بن ح َ خُلوه ُ ب َِر ْ م َفاد ْ ُ حى هذا َباب ُك ُ ْ ض َصلةِ ال ّ ع ََلى َ
َ ُ
ن .والشيخان كافُِرو َ ل َيا أي َّها ال َ قَرأ قُ ْ حى َول ي َ ْ ض َ صلة َ ال ّ صّلي َ مَنافِقُ ل ي ُ َ جأراد :ال ُ
عن أم هانىء رضي الله عنها قالت :إن رسول الله دخل بيتي يوم فتح مكة،
م الركوع فاغتسل وصلى ثماني ركعات ،فلم أَر صلة قط أخف منها غير أنه يت ّ
حى ض َ ي ال ّ صّلوا َرك ْعَت َ ْ حى .وابن حبان عن عقبة بن عامرَ : والسجود وذلك ض ً
حى{ .وورد في حديث رواه العقيلي: ض َ ها{ }وال ّ حا َ ض َ سو ُ م ُ ش ْ ما }َوال ّ سوَرت َي ْهِ َ بِ ُ
د{ وورد َ ن{ }وَقُ ْ َ َ كان رسول الله يقرأ فيهما} :قُ ْ
ح ٌل هُوَ الله أ َ ل َيا أي َّها الكافُِرو َ
َ َ َ
فوُر مائة مرة. ب الغَ ُ وا ُ ت الت ّ ّ ي إن ّك أن ْ َ ب ع َل ّ فْر ِلي وَت ُ ْ ب اغ ْ ِ بعد الضحىَ :ر ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة53 :
) (1/59
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ
ل .والديلمي عن صلة ُ الل ّي ْ ِضةِ َ ري َ ف ِصلةِ ب َعْد َ ال َ ل ال ّ ض ُ ومسلم عن أبي هريرة :أفْ َ
طايا .وأحمد والترمذي عن بلل: خ َ ن ال َ فرا ِ ل ت ُك ْ ّ ف الل ّي ْ ِجأوْ ِ ن في َ جأابرَ :رك ْعََتا ِ
َ
ن
من َْهاة ٌ ع َ ِ
ة إلى الله َتعالى وَ َ م وَقُْرب َ ٌ ن قَب ْل َك ُ ْحي َ صال ِ ِ ب ال ّ ه د َأ ُ ل فَإ ِن ّ ُقَيام ِ الل ّي ْ ِ م بِ ِع َل َي ْك ُ ْ
د .وابن نصر عن حسان بن س ِ ج َ ن ال َ داِء ع َ ِ مط َْرد َة ٌ لل ّ ت وَ َ سي َّئا ِ كفَرة ٌ لل ّ م ْ الث ْم ِ وَ َ
ن الد ّْنيا
م َ ه ِخي ٌْر ل َ ُ
خرِ َ ل ال ِ ف اللي ِ جأوْ ِ م في َ ن آد َ ما اب ُ عطية مرسلًَ .ركعتان ي َْرك َعُهُ َ
ُ ن أَ ُ
م.ما ع َل َي ْهِ ْ ضت َهُ َ فَر ْ مِتي ل َ َ شقّ ع ََلى أ ّ ول أ ْ ما ِفيَها ،وَل َ ْ وَ َ
) (1/60
ل الله تعالى سأ َ ُ م يَ ْ سل ِ ٌ م ْ ة ل يوافقها ع َب ْد ٌ ُ ساع َ ٌ ل لَ َ ن في الل ّي ْ ِ ومسلم عن جأابر :إ ّ
ُ َ
فيها من أمر الدنيا والخرة إل أع ْطاه ُ وذالك كل لي ْلة .والشيخان :ي َن ْزِل َرب َّنا َ ّ ُ َ َ
ث الل ّْيل ال ِ ن ي َْبقى ث ُل ُ ُ َ َ
خر َِ حي َ ماِء الد ّْنيا ِ س َ ل ل َي ْل َةٍء إلى َ مُره ُ ك ُ ّ ك وَت ََعاَلى أيْ أ ْ ت ََباَر َ
ُ َ
فُرفرني فَأغ ْ ِ ست َغْ ِ ن يَ ْ م ْ عطيهِ وَ َ سأل ُِني فَأ ْ ن يَ َ م ْ ه وَ َ ب لَ ُ سَتجي ُ عوني َفا ْ ن ي َد ْ ُ م ْ
لَ : فيقو ُ
صّلى، ل فَ َ ن الل ّي ْ َ م َ م ِ جأل ً َقا َ م الله َر ُ ح َ ه؟ِ وأحمد وأبو داود عن أبي هريرةَ :ر ِ لَ ُ
َ َ
ت
م ْ م الله امرأة َقا َ ح َ جأهَِها الماَء ،وََر ِ ح ِفي وَ ْ ض َ ت نَ َ ن أب َ َ ت ،فَإ ِ ْ صل ّ ْ ه فَ َ مَرأت َ ُ ظا ْ ق َوأي ْ َ
ّ َ َ ّ ّ
جأهِهِ الماَء، ت ِفي وَ ْ ح ْ ض َ ن أبى ن َ َ صلى .فَإ ِ ْ جأَها فَ َ ت َزوْ َ قظ ْ ت ،وَأي ْ َ صل ْ ل فَ َ ن اللي ْ ِ م َ ِ
ه، َ َ َ َ ّ جأ ُ
قظ أهْل ُ ل وَأي ْ َ ن اللي ْ ِ م َ ل ِ وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة :إذا استيقظ الّر ُ
ت .وأبو داود عن عائشة ن الله كثيرا ً والذاكرا ِ ري َ ذاك ِ ِ ن ال ّ م َ ن ك ُت َِبا ِ صلَيا ركعتي ِ
وَ َ ّ
ب م إل ك َت َ َ ه عليها ن َوْ ٌ ل فيغل ِب ُ ُ صلة ً ِبالل ّي ْ ِ ه َ ن لَ ُ كو ُ رىٍءء ي َ ُ م ِ نا ْ م ِ ما ِ رضي الله عنهاَ :
ة .والشيخان عن عبد الله بن عمرو بن صد َقَ ً َ الله ل َ َ
ه ع َلي ْهِ َ م ُ ه ،وكان ن َوْ ُ صلت ِ ِ جأَر َ هأ ْ ُ
ل.ِ ْ يّ ل ال م
َ قيا ِ كَ رَ َ تَ ف َ
ل ْ ي ّ ل ال م
ُ يقو َ نَ َ
كا ن
ٍء فل ُ َ
ل ْ ث م
ِ نْ ُ ك َ ت ل الله َ د عبَ يا العاص:
وحكى اليافعي عن الشيخ أبي بكر الضرير .قال :كان في جأواري شاب حسن
يصوم النهار ول يفطر ،ويقوم الليل ول ينام فجاءني يوما ً وقال :يا أستاذي إني
نمت عن وردي الليلة ،فرأيت كأن محرابي قد أنشق ،وكأني بجوارٍء قد خرجأن
ن واحدة شوهاء فوهاء لم أر ن ،وإذا فيه ّ من المحراب ،لم أر أحسن وجأها ً منه ّ
ن :نحن لياليك التي مضين. ن ولمن هذه؟ِ فقل ْ َ أقبح منها منظرًا ،فقلت :لمن أنت ُ ّ
ت في ليلتك هذه لكانت هذه حظك ،فشهق شهقة وخّر وهذه ليلة نومك ،ولو م ّ
ميتًا .رحمه الله.
) (1/61
) (1/62
ك غ َي ُْر ب َِعيد ِ وأبو داود والحاكم عن ابن عباس وصححه ابن وَُزْرِني فإني ع َن ْ َ
ن رسول الله قال للعباس بن المطلبَ» :يا خزيمة وحسنه الحافظ ابن حجر »أ ّ
ت َ
ل ب ِك ع َ ْ َ
حُبوك أل أفْعَ ُ َ َ ح َ َ طي َ
ل إذا أن ْ َ شَر َخصا ٍء ك أل أ ْ من َ ُ ك أل أ ْ ماه أل أع ْ ِ ع َّباس َيا ع َ ّ
َ َ َ
مد َه ُ ه ،وخطأه ُ وَع َ ْ ديث َ ُ ح ِ هو َ خَره ُ وََقدي َ
م ُ ه وآ ِ َ
فَر الله لك ذ َن ْب َك أوّل ُ َ َ
كغ َ ت ذل َ فَعَل ْ َ
ُ َ
قَرأ في كل َرك ْعَةٍء ت تَ ْ ه :أن تصلي أْرب َعَ َركعا ٍء سّره ُ وعلنيت َ ُ ه ،وَ ِ وصِغيَره ُ وَك َِبيَر ُ
َ
ت:م ،قُل ْ َ ت َقائ ِ ٌ ل َرك ْعَةِ وَأن ْ َ قَراَءةِ في أوّ ِ ن ال ِ م َ ت ِ ب وسورة ً فإذا فََرغ ْ َ ة الك َِتا ِ ح ََفات ِ َ
َ
م ت َْرك َعُ ة ،ث ُ ّ مّر ً عشرة َ َ س َ م َ خ ْمد ُ لله ول اله إل الله َوالله أك ْب َُر َ ح ْن الله َوال َ حا َسب ْ َُ
ن الّركوِع فتقولها عشرًا ،ثم تسجد م َ
ك س شرًا ،ث ُم ترفَع رأ ْ ْ ع ع ك
َ ْ َ َ ِ ٌ َ را ت ن َ أو فتقولها
ِ َ ّ َْ ُ َ َ
ت وأن ً ا شر ْ ع فتقولها د جو س ال ن م َ
ك س شرًا ،ثم ترفع رأ ْ ْ ع
َ َ ّ ُ ِ ِ َ َ َ َ جأد ٌفتقولها وأنت سا ِ
ْ َ
س َ
ك جأد ٌ عشرًا ،ثم ت َْرفَعُ َرأ َ سا ِ ت َ قوُلها وَأن ْ َ جد ُ فَت َ ُ س ُ م تَ ْ ن ،ث ُ ّ جد َت َي ْ ِ س ْ ن ال ّ س ب َي ْ َ
جأال ِ ٌ َ
ك ِفي ل ذال ِ َ فعَ ُ ل َرك ْعَةٍء ت َ ْ ن ِفي ك ُ ّ عو ب
ْ ٌ َ َ ُْ َ س و س م خ
َ فذلك ً
ا، عشر فتقولها السجود من
َ صّليَها ِفي ك ُ ّ َ
فعَ ْ
ل م تَ ْ ْ ل فإن َ فافعل، ً ة مر ل ي َوْم ِ َ ن تُ َ تأ ْ ست َط َعْ َ ت ،إن ا ْ أْرب ٍَءع َرك ََعا ٍء
مرِ َ
ك في ع ُ ْ ل فَ ِ فعَ ْ م تَ ْ ن لَ ْة ،فَإ ِ ْ مّر ً سن َةٍء َ ل َ في ك ُ ّ ل فَ ِ فعَ ْ م تَ ْ ن لَ ْ مّرة ،فإ ْ شهْرٍء َ ل َ في ك ُ ّ فَ ِ
ة«ِ. مّر ً َ
ل حين ول يتغافل ب أن يعتادها في ك ّ واعلم أن صلة التسبيح مرغب فيها يستح ّ
عنها ،هكذا قال عبد لله بن المبارك وجأماعة من العلماء.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة53 :
) (1/63
وقال تاج الدين السبكي :صلة التسبيح من المهمات في الدين فينبغي الحرص
عليها ،فمن سمع ما ورد فيها من عظيم الفضل ،ثم تغافل عنها بتركها ،فهو
متهاون بالدين غير مكترث بأعمال الصالحين ،ل ينبغي أن يعد ّ من أهل الخير
في شيء .وقال ابن أبي الصيف اليمني يستحب صلة التسبيح عند الزوال يوم
كاُثر{ وفي الثانية }والعصر{ وفي الجمعة ،يقرأ في الولى بعد الفاتحة }الت َ
الثالثة }الكافرون{ وفي الرابعة }الخلص{ ،فإذا كملت الثلثمائة تسبيحة
قال بعد فراغه من التشهد وقبل أن يسلم :اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى،
وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجأد ّ أهل الخشية
وطلب أهل الرغبة وتعبد أهل الورع وعرفان أهل العلم حتى أخافك .اللهم إني
ة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عمل ً استحق به أسألك مخاف ً
رضاك ،وحتى أناصحك في التوبة خوفا ً منك ،وحتى أخلص لك النصيحة حبا ً لك،
وحتى أتوكل عليك في المور كلها ،وأحسن الظن بك سبحان خالق النور ـــــ
ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ـــــ برحمتك يا أرحم
َ
مضأ ث ُ ّ ن ت َوَ ّ
م ْ
الراحمين ،ثم يسلم ثم يدعو حاجأته .وأبو داود عن زيد بن خالدَ » :
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ه«ِ ومسلم عن عقبة بن ن ذ َن ْب ِ ِ
م ْم ِ
قد ّ َ
ما ت َ َ
ه َفَر ل َ ُسُهو ِفيهما غ ُ ِ ن ل يَ ْ صلى َرك ْعَت َي ْ ِ
َ ّ
ُ
قل ْب ِهِ
ما ب ِ َ قبل ً ع َل َي ْهِ َ م ْ
ن ُصلي َرك ْعَت َي ْ ِ
م فَي ُ َ ّ قو ُ ضأ ث ُ ّ
م يَ ُ سل ِم ٍء ي َت َوَ ّم ْ ن ُ م ْ ما ِ عامرَ » :
ن إذا
فوَتا ِ وضوِء ت َ ُ ْ
ة«ِ وقال شيخنا ابن حجر :إن َركَعتي ال ُ جن ّ ُ
ه ال َ َ
تل ُ جأب َ ْ جأهِهِ إل وَ َ وَوَ ْ
ث ل ت ُْنسبان إلي ْهِ ع ُْرفا ،وبحث بعض المتأخرين امتداد وقتهما ما ً َ حي ْ ُ ما ب ِ َ خْرهُ َ أَ ّ
م
سهُ ْ ف َ موا أ َن ْ ُ م إذ َ ظأ َل َ ُ
َ
بقي الوضوء ويسن أن يقرأ في الولى ـــــ }وَل َوْ أن ّهُ ْ
م ْ
ل ن ي َعْ َ م ْ ك{ )سورة النساء (64 :إلى رحيما ً ـــــ وفي الثانية ـــــ }وَ َ جأاؤو َ َ
ه{ )سورة النساء (110 :إلى رحيما ً ـــــ س ْ ف ن م ِ لْ ظ ي وَ أ ً ا سوء
ْ َ َ ُ ْ َ ُ
) (1/64
وقيل :تفوتان بجفاف العضاء وابن حبان عن أبي ذّر قال »دخلت المسجد فإذا
َ
ه َرك ْعََتا ِ
ن حي ّت َ ُ
ن تَ ِ
ة وَإ ِ ّ حي ّ ً
جد ِ ت َ ِس ِ
م ْن ل ِل ْ َرسول الله جأالس وحده فقالَ» :يا أَبا ذ ََر إ ّ
حّيةن تَ ِ
ما ،فقمت فركعتهما ثم عدت«ِ وقال النووي في التحقيق :إ ّ م َفاْرك َعْهُ َ ق ْفَ ُ
َ
ل وقصر الفصل .وقال شيخنا ابن جهَ ْه أوْ ي َ ْ س َ ما ل َ ْ
م يَ ْ س َجلو ِ ت بال ُ
فو ُ جد ت َ ُ س ِ
م ْال َ
َ
ه قليل ً ثم يأتي بهما. قعُد َ ل َ ُ ب فَي َ ْشْر ِ ج لل ّ حَتا َ جأهِ ما ل َوِ ا ْحقُ بهما ع ََلى الوْ َ حجر :وَي َل ْ َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة53 :
واعلم أن ركعتي التحية والوضوء تتأديان بغيرهما من فرض أو نفل آخر ،وإن لم
ينوهما معه ،نعم الوجأه أن ل يحصل فضلهما إل إذا نويتا .ويسن أن يقرأ في
التحية وسنة المغرب وصلة الستخارة ،والحرام والطواف:الكافرون
والخلص .وقال النووي في الذكار :قال بعض أصحابنا :من دخل المسجد،
ب له أن يقول أربع ولم يتمكن من صلة التحية لحدث أو شغل أو نحوه ،فيستح ّ
مرات :سبحان الله والحمد لله ول اله إل الله والله أكبر ول حول ول قوة إل
ي العظيم. بالله العل ّ
) (1/65
مقو ُ ب ذ َْنبا ً فَي َ ُ س ع َب ْد ٌ ي ُذ ْن ِ ُ داود والترمذي عن أبي بكر رضي الله عنه» :ل َي ْ َ وأبو
َ ْ ّ ُ
ه«ِ غفر الله ذنوبنا وقبل فَر ل ُ فُر الله إل غ ُ ِ ست َغْ ِ م يَ ْ ن ،ث ُ ّ صلي َركعَت َي ْ ِ ضأ وَي ُ َ وَي َت َوَ ّ
ما ه َ َ
فَر ل ُ ُ
حِتسابا غ ِ ً ً
مانا َوا ْ ن إي َ ضا َ م َ م َر َن َقا َ م ْ توبتنا .وأحمد عن أبي هريرةَ » :
ن
م ْحال ِم ٍء ِ ل َ ُ
ن ع َلى ك ّ َ جأبا ِ
ن وا ِ ه«ِ والديلمي عن ابن عباس :العيدا ِ ن ذ َن ْب ِ ِ
م ْ م ِ قد ّ َ تَ َ
ذ َكرٍء أوْ أن َْثى .وصح أيضا أنه كان يواظأب على صلة العيدين .فهي سنة مؤكدة ً ُ َ َ
عندنا واجأبة كالعيان عند أبي حنيفة ،ويكفر من أنكر مشروعيتها وأبو داود عن
َ َ
دي هذا إل ج ِ س ِ م ْصلت ِهِ ِفي َ ن َ م ْ ل ِض ُ م ِفي ب َي ْت ِهِ أفْ َ حد ِك ُ ْ صلة أ َ زيد بن ثابتَ » :
ه ع
َ ّ ِ ِ و َ ط ت لى َ ع د يزي
َ ّ ُ ّ ُ ِ ِ َِْ ِ َ ُ َه ت ي ب في ل جأ ر ال ع و َ ط ت » رجأل: عن شيبة أبي ة«ِ وابن مك ُْتوب َ َ ال َ
ده«ِ وابن عساكر ح َصلت ِهِ وَ ْ ماع َةٍء ع ََلى َ جأ َ ل في َ جأ ِ
صلةِ الّر ُ ل َ ض ِ س كَ َ
ف ْ عن ْد َ الّنا ِ ِ
ه ب ََراَءة ٌ ب ل َُ ِ ت ُ ك ة
ُ ملئك وال الله إل ه يرا ل ٍء ء خل
َ في ن ي ت ع ْ ك ر لى ّ ص ن م » جأابر: عن
َ َ َ ُ َ َ َْ ِ َ ْ َ
ن الّناِر«ِ كتب الله لنا البراءة من النار وعذاب القبر آمين .وفي كتاب ابن م َ ِ
السني عن أبي أمامة قال» :ما دنوت من رسول الله في دبر كل صلة مكتوبة
طاَيايَ ك ُل َّها«ِ إلى آخره. خ َ فْر ِلي ذ ُُنوِبي وَ َ م اغ ْ ِ وع إل سمعته يقول» :الل ّهُ ّ ول تط ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
)فائدة( ومن البدع المذمومة التي يأثم فاعلها ،ويجب على ولة المر منع
فاعلها صلة الرغائب اثنتا عشرة ركعة بين العشاءين ليلة أول جأمعة من رجأب.
وصلة ليلة نصف شعبان مائة ركعة ،وصلة آخر جأمعة رمضان سبع عشرة
ركعة بنية قضاء الصلوات الخمس الذي لم يتيقنه ،وصلة يوم عاشوراء أربع
ركعات أو أكثر ،وصلة السبوع .أما أحاديثها فموضوعة باطلة ،ول تغتّر بمن
ذكرها ،وفقنا الله لجأتلب الفضائل واجأتناب الرذائل.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة53 :
) (1/66
) (1/67
) (1/68
أي بعيدها ولي قائد ل يلزمني فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ِ فقال» :هَ ْ
ل
جأد ُ ل َ َ َ َ
ة«ِ وهو من سمع ص ً
خ َ
ك ُر ْ ب فَإ ِّني ل أ ِ جأ ْ ل :فَأ ِ داء؟ِ َقال :ن ََعمَ ،قا َ معُ الن ّ َ
س َ
تَ ْ
ف أوَ
خو ْ ٌ ْ المنادي بالصلة ،فلم يمنعه من اتباعه عذر ،قيل :وما العذر؟ِ قالَ » :
صّلى«ِ يعني في بيته وسئل ابن عباس عمن صلة ُ ال َِتي َ ه ال ّ
من ْ ُ قب َ ْ
ل ِ م تُ ْ ض لَ ْ
مَر ٌَ
يصوم النهار ويقوم الليل ،ول يصلي في الجماعة ول يجمع؟ِ فقال :إن مات هذا
فهو في النار.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة62 :
وروى ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر خرج إلى بستان ،فرجأع وقد صلى
ن{ )سورة البقرة (156 :فاتتني الناس العصر ،فقال} :إّنا ل ِل ّهِ َوإّنا إل َي ْهِ َرا ِ
جأُعو َ
صلة العصر في الجماعة أشهدكم أن حائطي على المساكين صدقة ،أي ليكون
كفارة لما ضيع .قال حاتم الصم :فاتتني مرة صلة الجماعة ،فعزاني أبو
إسحاقا النجاري وحده .ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلف نفس،
لن مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا ،وأنه لو مات لي البناء
ي من فوات هذه الصلة في الجماعة. جأميعًا ،لكان أهون عل ّ
) (1/69
وحكى الناشري عن محمد بن سماعة أنه قال :أقمت أربعين سنة لم تفتني
التكبيرة الولى إل يوما ً واحدا ً ماتت فيه أمي ففاتتني صلة واحدة عن
الجماعة ،فقمت فصليت خمسا ً وعشرين صلة أريد بذلك التضعيف .فغلبتني
ت .فقال يا محمد قد صليت خمسا ً وعشرين .ولكن كيف لك عيني فأتاني آ ٍء
ق الله وليعلم أنه ضامن ً
م قوما فليت ّ ِ بتأمين الملئكة؟ِ وأخرج الطبراني :من أ ّ
مسؤول لما ضمن ،وإن أحسن كان له من الجأر مثل أجأر من صلى خلفه من
غير أن ينقص من أجأورهم شيئًا ،وما كان من نقص فهو عليه .وأبو الشيخ عن
ل. مين ِهِ ال َوّ ُ
ل َفالوّ ُ ن ع ََلى ي َ ِم ْ م ،ث ُ ّ
م َ ل ع ََلى ال َ
ما ِ ة ت َن ْزِ ُ
م ُ
ح َ
أبي هريرة» :الّر ْ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
هون ل َم تجاوز صلت ُ
ه.ه أذ ُن َي ْ ِ كارِ ُ َ ْ ُ َ ِ ْ َ ُ ُ ه َ م لَ ُوما ً وَهُ ْ م قَ ْ لأ ّ جأ ٍء
ما َر ُ والطبراني عن طلحة :أي ّ َ
َ ُ َ ُ ْ َ ُ قب َ َ َ ُ
م
م ،فإ ِن ّهُ ْم ع ُلماؤ ُك ْ مك ْ م فلَيؤ ّ صلت ُك ْ ل َ ن تُ ْمأ ْ سّرك ْ ن َ وهو عن مرثد الغنوي :إ ْ
م أقرؤهم قو ْ َ م ال َ م .ومسلم عن ابن مسعود :ي َؤ ُ ّ ُ
ن َرب ّك ْ ما ب َي ْن َك ُ ْ
م وَب َي ْ َ م ِفي َ وَفْد ُك ُ ْ
َ
سّنة ن كانوا في ال ّ ة ،فإ ْ سن ّ ِم ِبال ّ مهُ ْ سواًء فَأع ْل َ َ قَراَءةِ َ ن كانوا في ال ِ ب الله ،فَإ ِ ْ لكتا
لجأ ٌ ر ن م يؤ ول ً
ا، سن م ه دم ْ ق َ أ َ ف ً ء سوا ة ر ج اله في نوا َ
كا ن إ َ ف ة ر ج ه م ه م دْ قسواء ِ فَأ َ
َ ُ َ ّ َ ُ َ ُ ْ ِ ْ َ ِ َ ُ ُ ْ ْ َ ً ِ ْ ُ
ه .والعقيلي عن ابن ن
ِ ِ ِ ْ ذ بإ إل ه ت
َ ِ َ ِ ِمر ْ ك ت لىَ َ ع ه ت
َِْ ِ يب في سجل ِ ْ هَ ،ول ي َ ْ سل ْ َ
طان ِ ِ جأل ً في ُ َر ُ
م قوما ً وفيهم من هو أقرأ منه لكتاب الله ،وأعلم لم يزل في سفال عمر من أ ّ
إلى يوم القيامة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة62 :
) (1/70
هان َوائ ُْتو َ ومسلم عن أبي هريرة» :إذا ث ُوب للصلة َفل تأ ْتو َ َ
سَعو َ م تَ ْ ها وَأن ْت ُ ْ َ ُ ّ ِ ّ َ
ة ،فما أدرك ْتم َفصّلوا وما َفاتك ُم فَأ َت ِموا ،فَإن أ َ
ن
َ كاَ إذا م ُ ك
ِ ّ َ َ ْ د ح ّ َ ْ َ َ َْ ُ ْ كين َ ُ س ِ م ال ّ وَع َل َي ْك ُ ُ
ة .وأحمد وأبو داود وابن ماجأه والحاكم عن صل ِ صلةِ فَهُوَ ِفي ال ّ مد ُ إلى ال ّ ي َعْ ُ
ف الّول .وأحمد عن أبي أمامة: ص ّ ن ع َلى ال ّ َ صلو َ ّ ه يُ َ ملئ ِك َت َ ُ ن الله تعالى وَ ََ البراء إ ّ
ن
ذوا ب َي ْ َ حا ُ م وَ َ فوفَك ُ ْ ص ُ ووا ُ لَ ،فس ّ ف الوّ ِ ص ّ ن ع َلى ال ّ َ صلو َ ّ ه ي َُ َ ملئ ِك َت َ ُ ن الله وَ َ إ ّ
م ُ
ل فيما ب َي ْن َك ْ خ َ ن ي َد ْ ُ شْيطا َ ل فِإن ال ّ خل َ َ دوا ال َ س ّم وَ ُ ُ
خوان ِك ْ دي إ ْ م ،وَلي ُّنوا ب ِأي ْ ِ َ ُ
مَناك ِب ِك ْ َ
ن
ن يصلو َ َ ذيِ ّ ل ا لى َ َ ع ن
َ يصلو ه
ُ َ تَ ك ِ ئ مل َ َ و الله نّ »إ عائشة: عن وأحمد ف. ِ ْ ذ حَ ال ل َ ْ ث م ِ
فَر ة غُ ِ جأ ً سد ّ فُْر َ ن َ م ْ ة .وفي رواية َ جأ ً ه الله ب َِها د ََر َ ة َرفَعَ ُ جأ ً سد ّ فُْر َ ن َ م ْ ف ،وَ َ فو َ ص ُ ال ّ
صفا ً ن قَطعَ َ َ م ْ ه الله ،وَ َ َ
صل ُ فا وَ َ ً ص ّ ل َ ص َ ن وَ َ م ْ ه .والنسائي والحاكم عن ابن عمرَ : لَ ُ
ف
ص ّ ت إلى ال ّ صل ْ َ حد َه ُ أل وَ َ صّلي وَ ْ م َ ه الله .والطبراني عن وابصة :أّيها ال ُ قَط َعَ ُ
ت إل َي ْ َ َ
ك، صلت َ َ عد ْ َ كأ ِ معَ َ م َ قا َ ن فَ َ كا ُ م َ ك ال َ ضاقاَ ب ِ َ ن َ جأل ً إ ْ ك َر ُ جأَرْر َ م أوْ َ معَهُ ْ ت َ خل ْ َ فَد َ َ
ف .والشيخان عن أبي ص ّ ف ال ّ خل ْ َ ذي َ صلة َ ل ِل ّ ِ ك .وابن ماجأه :ل َ صلة َ ل َ َ هل َ فَإ ِن ّ ُ
ْ ْ َ ْ َ
س
ه رأ َ س ُ ل الله َرأ َ جعَ َ ن يَ ْ مام ِ أ ْ ل ال َ ه قَب ْ َ س ُ ذا َرفَعَ َرأ َ مإ َ حد َك ُ ْ شى أ َ خ َ ما ي َ ْ هريرة :أ َ
ه س ْ أ ر ع َ ف ر ن م شيبان: عن قانع وابن ر. ما ح ة ر صو ه ت ر صو الله َ
ل َ
َ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ َ ُ ُ َ َ ِ َ ٍء مارٍء أوْ ي َ ْ َ
ع ج ح َ ِ
صلة َ ل َُ َ َ
ه .وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها ل َيزا ُ
ل َ فل ه ع ض
َ ِ ْ َ َ َ ُ و و أ م ما ال ل َ قَ ْ
ب
َ
م الله ِفي الّناِر .وهو وابنا ماجأه خَرهُ ُ حّتى يؤ ّ ل َ ف الوّ ِ ص ّ ن ال ّ ن عَ ِ خرو َ م َيتأ ّ قَوْ ٌ
ن
م ِ مَيا ِ ن على َ صّلو َ ه يُ َ ملئ ِك َت َ ُ ن الله وَ َ وحبان عنها :إ ّ
) (1/71
ف.
فو ِ
ص ّ
ال ّ
)تنبيه( إن الجماعة في أداء مكتوبات الرجأال الحرار المقيمين فرض كفاية
على الرجأح في مذهبنا ،وفرض عين عند أحمد بن حنبل وعطاء والوزاعي
وأبي ثور ،وابن المنذر وابن خزيمة وشرط لصحة الصلة عند داود ،وينبغي
تسوية الصف ،وهي سد ّ الفرج فيه ،وإتمام الصف الول فالول ،فتسويته
مستحب في تأدية الجماعة ،وشرط لنيل فضلها وصلة من تركها صحيحة على
الصح لكن جأزم ابن حزم بوجأوبها وببطلن صلة تاركها ،وعدم مسابقة المام
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
برفع الرأس أو قيام أو هويّ قبله ،فمسابقته مكروهة على المرجأح .ويسن
العود إلى المام إن كان باقيا ً في ذلك الركن وحرام على ما جأزم به بعض
المتأخرين والعتناء بالوقوف في الصف الول ،فالمحافظة عليه أولى من
المبادرة إلى الحرام لدراك الركوع مع المام في غير الركعة الخيرة.
)فرع( يندب قطع النافلة وقلب فريضة مؤداة نفل ً لخوف فوت جأماعة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة62 :
فصل
) (1/72
شروط القتداء عدم تقدمه على إمامه بعقب ،ونية القتداء بالمام الحاضر مع
تحرم ،وشرط في جأمعة نية إمامة معه ،وهي سنة في غيرها وعلمه بانتقالت
المام ،واجأتماعهما بمكان ،فلو كانا في بناءين ،شرط عدم حائل ،أو وقوف
واحد حذاء منفذ فيه ،ولو وقف في علوَ وإمامه في سفل أو عكسه ،لم يشترط
محاذاة بعض بدنه بعض بدنه على طريق العراقيين التي رجأحها النووي ،وتوافق
صلتيهما نظما ً ل نية وعددا ً وموافقة في سنن تفحش مخالفة فيها فعل ً وتركا ً
كتشهد أول ،وقنوت وتبعية بأن يتأخر إحرامه ،وأن ل يتعمد مع علم تحريم
تقدما ً بتمام ركنين فعليين ،ولو قصيرين أو تخلفا بهما بل عذر ،فإن خالف
بطلت صلته أو بأربعة طويلة بعذر أوجأبه نحو بطء ،أو شك في قراءة ل
وسوسة ،فليوافق في الرابع ،ويقطع مسبوقا الفاتحة ،فإن قرأ ففاته الركوع
لغت ركعته ،وتخلف بل عذر ،فإن اشتغل بسنة أو سكت أو استمع قراءة المام
قرأ وجأوبا ً قدرها بعد ركوع المام ،وعذر ،فيتخلف ويدرك الركعة ما لم يسبق
بأكثر من ثلثة أركان طويلة على ما قاله الشيخان كالبغوي ،فإن ركع بدون
قراءة بقدرها بطلت صلته ،ول يصح اقتداؤه بمن يعتقد بطلن صلته ،ول
ً
ت بألثغ ،ولو اقتدى بمن ظأنه قارئا أو قارىء بأمي يخل بحرف من الفاتحة كأر ّ
غير مأموم ،فبان أميا ً أو مأموما ً أعاد ،وكذا ممن جأهله في الجهرية إن أسّر ،ل
إن بان ذا حدث أو نجاسة خفية على المأموم ،بحيث لو تأملها لم يرها ،ويكره
اقتداء بفاسق ومبتدع ،وإن لم يوجأد أحد سواهما ،وكره تعمد مقارنة المام
بالركان حتى السلم والتخلف عنه إلى فراغ الركن ،وانفراد عن الصف،
ووقوف الذكر الفرد عن يسار المام ،ووراءه ومحاذيا ً له ومتأخرا ً ل كثيراً.
) (1/73
دى أي يسقط إثم تركها مع هذه المكروهات ،لكن ل يحصل اعلم أن الجماعة تتأ ّ
الثواب عليها مع سائر ما يكره من حيث الجماعة؛ وقال بعضهم :انتفاء الفضيلة
يلزمه الخروج عن المتابعة حتى يصير كالمنفرد ،ول تصح له الجماعة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة67 :
) (1/74
وأخرج القضاعي وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما :قال :قال
قَراِء«ِ والشافعي وأحمد عن سعد بن عبادة: ف َ ج ال ُ ح ّ ة َ معَ ُ ج ُ رسول الله » :ال ُ
ر«ِ ْ َ َ
فط ِ حرِ وَي َوْم ِ ال ِ ن ي َوْم ِ الن ّ ْ م ْ م ِ معَةِ وَهُوَ أع ْظ ُ ج ُ م ال ُ عن ْد َ الله ي َوْ ُ سي ّد ُ الّيام ِ ِ » َ
وفيه خمس خصال :فيه خلق الله آدم ،وفيه أهبط من الجنة إلى الرض ،وفيه
توفي وفيه ساعة ل يسأل العبد فيها شيئا ً إل أعطاه إياه ما لم يسأل إثما ً أو
قطيعة رحم ،وفيه تقوم الساعة ،ومامن ملك مقّرب ول سماء ول أرض ول ريح
ول جأبل ول حجر ،إل وهو مشفق من يوم الجمعة؛ ومسلم وأبو داود عن أبي
ن ة الجأابة ما بي َ
نأ ْ َ َ ِ َ َْ َ ساع َ َ ن َ موسى الشعري أنه سمع رسول الله يقول» :إ ّ
ن َ
م ْ ما ِ ة«ِ وأحمد والترمذي عن ابن عمرَ » : صل ُ ضى ال ّ ق َ ن تُ ْم إلى أ ْ ما ُ س ال َ جل ِ َ يَ ْ
ر«ِ أعاذنا َ
معَةِ إل وَّقاه ُ الله ت ََعالى فِت ْن َ َ َ َ َ
قب ْ ِ ة ال َ ج ُ ة ال ُ معَةِ أوْ لي ْل َ ج ُم ال ُ ت ي َوْ َ مو ُ سل ِم ٍء ي َ ُ م ْ ُ
مي قا ِ م َ َ في ِ ة
َ َ ع م
ُ ج
ُ ال كم ُ ْ يَ ل َ ع بَ َ تَ ك الله ن
ّ »إ سعيد: أبي عن والطبراني منها، الله
ن ت ََر َ
كها َ َ ْ م ِ ة م يا
َ ق
ِ ال م
مي هاذا إلى ي َوْ َ عا ِ شهْرِيَ هاذا في َ ساع َِتي هاذ ِهِ في َ ذا ِفي َ ها َ
َ َ َ ُ َ َ
ره م ِ ه ِفي أ ْ ه ول ُبورِك ل ْ مل ُ ش ْ ه َ مع َ ل ُ جأ ِ جأائ ِرٍء َفل ُ مام ٍء َ ل ،أوْ إ َ عاد ِ ً معَ إمام ٍء َ ب ِغَي ْرِ ع ُذ ْرٍء َ
ه«ِ .وأبو داود والحاكم َ صد َقَ ً َ َ َ َ َ
ةل ُ ه َول َ ه ،أل َول ب َّر ل ُ جل ُ ح ّ ه ،أل َول َ صلة َ ل ُ ِ،أل َول َ
ماع َةٍء إل ع ََلى جأ َ سل ِم ٍء ِفي َ م ْ ل ُ ب ع ََلى ك ُ ّ جأ ٌ حقّ َوا ِ ة َ معَ ُ ج ُ عن طارقا بن شهاب» :ال ُ
َ َ ك أ َو ا َ َ
ض«ِ وأحمد ومسلم عن أبي هريرة: ري ٌ ِ م
ي أوْ َ صب ِ ّ
مَر َأة ٌ أوْ َ ملو ٌ ِ ْ م ْ ة :ع َب ْد ٌ َ أْرب َعَ ٍء
َ »من توضأ َ يوم الجمعة فَأحسن الوضوء؛ ث ُ َ
فَرت غُ ِ ص َ معَ وَأن ْ َ ست َ َ ة َوا ْ معَ َ ج ُ م أَتى ال ُ ّ ْ َ َ ُ ُ ُ ُ َ ِ َ ْ َ َ ّ َ ْ َ
َ َ
قد ْ لَغا«ِ صى ف َ َ ح َ س ال َ م ّ ن َ م ْ َ
خَرى ،وَِزياد َة َ ثلثة أيام ٍء وَ َ َ معَةِ ال ْ ج ْ ن ال ُ ه وَب َي ْ َ ما ب َي ْن َ ُ ه َ لَ ُ
) (1/75
) (1/76
وثانيهما :أنه يحرم على من تلزمه الجمعة كمقيم لم يتوطن إنشاء سفر بعد
سُلوا ي َوْ َ
م فجرها ولو للطاعة .وأخرج أحمد وابن حبان عن ابن عباس» :اغ ْت َ ِ
ب«ِ وابن أبي ن الط ّي ِ ِ م َ سوا ِ م ّ جأُنبا ً وَ ُ كوُنوا ُ م تَ ُن لَ ْ م وَإ ِ ْ سك ُ ْ سُلوا ُرؤو َ معَةِ َواغ ْ ِ ج ُ ال ُ
ه
ت ع َن ْ ُ فَر ْ معَةِ ك ُ ّ ج ُ م ال ُ ل ي َوْ َ س َ من اغ ْت َ َ شيبة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهَ » :
ة«ِ سن َ ً ح َ ن َ شُرو َ ع ْخط ْوَةٍء ِ ل ُ ه ب ِك ُ ّ ب لَ ُشي ك ُت ِ َ م ْ خذ َ ِفي ال َ طاَياه ُ فَِإذا أ َ َ خ َ ه وَ َ ذ ُُنوب ُ ُ
ممعَةِ وَي َوْ َ ج ُ م ال ُ ب ي َوْ َ جأ ٌ ل ِفي هاذه اليام ِ َوا ِ س ُ والديلمي عن أبي هريرة» :الغُ ْ
ن
م ْ ة«ِ وأبو داود والترمذي عن أوس بن أنسَ » : م ع ََرفَ َ حرِ وَي َوْ َ م الن ّ ْ فط ْرِ وَي َوْ َ ال ِ
مع َ ست َ َ مام ِ وا ْ ن ال َ م َ ب وَد ََنا ِ َ
م ي َْرك ْ َ
شى وَل ْ م َ َ
م ب َكَر واب ْت َكَر وَ َ ّ ل ثُ ّ س َ ل َواغ ْت َ َ س َ غَ َ
ْ ُ َ َ َ َ َ
سن َةٍء ل َ م ُ جد ع َ َ س ِم ْ ن ب َي ْت ِهِ إلى ال َ م ْ خطوَةٍء يخطوها ِ ل ُ ه ب ِك ّ نل ُ م ي َلغ كا َ ت ،وَل ْ ص َ فَأن ْ َ
ُ
معَةِ ج ُ م ال ُ ل ي َوْ َ س َ ن اغ ْت َ َ م ِ مها«ِ وأحمد وأبو داود عن أبي سعيدَ » : مها وَقَِيا ِ صيا ِ جأَر ِ أ ْ
عنده ول َبس م َ ن َ ستا َ
حّتى ج َ خَر َ م َ ه ،ث ُ ّ ن ث َِياب ِ ِ ِ س
ح َ نأ ْ ن ِ ْ َ ُ َ ِ َ ِ ْ كا َ بإ ْ طي ٍء ن ِ م ْ س ِ م ّ ك وَ َ وا ْ
َ َ َ ّ َ ْ
ت ص َ م أن ْ َ ع ،ث ُ ّ ن ي َْرك َ شاَء الله أ ْ ما َ م َركعَ َ ب الّناس ث ُ ّ خط رَِقا َ م ي َت َ َ جد َ وَل ْ س ِ م ْ ي َأتي ال َ
ن
ما ب َي َْنها وَب َي ْ َ فاَرة ً ل ِ َ نك ّ كا َ ن صلت ِهِ َ م ْ فَرغ َ ِ حّتى ي َ ْ م َ م ي َت َك َل ّ ْ م فَل َ ْ ج الما ُ خَر َ ذا َ إ َ
معَةِ التي قب ْلها«ِ والبزار :كان رسول الله يقلم أظأفاره ويقص شاربه يوم َ َ ج ُ ال ُ
الجمعة قبل الخروج إلى الصلة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة68 :
) (1/77
َ
مائ ِم ِ ب العَ َ حا ِ ص َ ن ع ََلى أ ْ صّلو َ ه يُ َ ن الله َوملئ ِك َت َ ُ والطبراني عن أبي الدرداء» :إ ّ
ل ُ
ن ع َلى ك َّ َ
معَةِ كا َ ج ُم ال ُ ن ي َوْ ُ ة«ِ والشيخان عن أبي هريرة» :إذا كا َ معَ ِ ج ُ م ال ُ ي َوْ َ
ل فال َوّلَ، م الوّ َ َ َ ْ َ َ
مَنازِل ِهِ ْ س ع َلى قد ْرِ َ ن الّنا َ ة ي َكت ُُبو َ ملئ ِك ٌ جأد ِ َسا ِ م َ ب ال َ وا ِ ن أب ْ َ م ْ ب ِ َبا ٍء
ل
مث ِ َ َ
مثل المهجر ك َ ُ َ ْ
ن الذكَر .وَ َ ّ مُعو َ ست َ ِ ف ،وجأاؤوا ي َ ْ ح َ ص ُ م طوَْوا ال ّ َ ما ُ س ال َ جأل َ َ َفإذا َ
دي م كالذي ي َهْ ِ ش ،ث ُ ّ دي الك َب ْ َ م كالذي ي َهْ ِ ة ،ث ُ ّقَر ً دي ب َ َ م كالذي ي َهْ ِ ة ،ث ُ ّ دي ب ِد ْن َ ً الذي َيه ِ
ن الذي ة«ِ وأحمد والطبراني عن الرقم» :إ ّ ض َ دي الب َي ْ َ م كالذي ي َهْ ِ ة ،ث ُ ّ جأ َ جأا َالد ّ َ
طى رَِقا َ خ ّ
جاّر ج المام ِ كال َ خرو ِ ن ب َعْد َ ُ ن اث ْن َي ْ ِ فّرقاُ ب َي ْ َ معَةِ وَي ُ َ ج ُ م ال ُ
س ي َوْ َب الّنا ِ ي َت َ َ
س خطى رَِقا َ ّ قَ َ
ب الّنا ِ ن تَ َ م ْ صَبه«ِ أي أمعاءه »في النار«ِ والترمذي وابن ماجأهَ » :
حضروا م«ِ وأحمد وأبو داود عن سمرة» :ا ْ جأهَن ّ َ سرا إلى َ ً جأ ْ معَةِ اتخذ َ ِ ج ُ م ال ُ ي َوْ َ
ن
جن ّةِ وَإ ِ ْ خَر ِفي ال َ حّتى ي ُؤ َ ّ ل َيتَباع َد ُ َ ل ل ي ََزا ُ جأ َ ن الّر ُ ن المام فإ ّ م َ ة واد ُْنوا ِ معَ َج ُ ال ُ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
خط ُ ُ
ب م يَ ْ معَةِ والما ُ ج ُ م ال ُ م ي َوْ َ ذي ي َت َك َل ّ ُ ل ال ّ ِ مث َ ُخل ََها«ِ وأحمد عن ابن عباسَ » : دَ َ
ه«ِ .وأبو داود َ َ قو ُ ّ ً َ م ُ مث َ َ
ةل ُ معَ َ جأ ُتل ُ ص ْ ه أن ْ ُلل ُ ذي ي َ ُ فارا وال ِ س َلأ ْ ح ِ مارِ ي َ ْل الح َ َ
والترمذي عن معاذ بن أنس :نهى رسول الله عن الحبوة يوم الجمعة والمام
ة«ِ وابن معَ ِ ج ُم ال ُ ف ي َوْ َ ع ُ ضا ِ ة تُ َ صد َقَ ُ يخطب .وابن أبي شيبة عن كعب قال» :ال ّ
ف ل َُ
ه ع ض ة
ُ ُ َ ِ ُ ّ َ ع م ج ال مَ ْ َ و ي في ً ا يرَ ْخ َ
ل م
ن عَ ِ م ْ زنجويه عن المسيب بن رافع قالَ » :
َ
ك«ِ والبيهقي عن أبي ل ذال ِ َ شّرا ً فَ ِ
مث ْ َ ل َ م َن عَ ِ م ْ م؛ وَ َ سائ ِرِ الّيا ِ ف في َ ضَعا ٍء شَرةِ أ ْب ِعَ َ
َ
ق«ِ
ت الَعتي ِ ن الب َي ْ ِ
ه وَب َي ْ َ ما ب َي ْن َ ُه َ معَةِ أضاء ل َ ُ ج ُة ال ُ ف ل َي ْل َ َسوَرة الك َهْ ِ ن قََرأ ُ م ْسعيد؛ » َ
ن م ْ
وهو عن أبي هريرةَ » :
) (1/78
َ قََرأ َ ل َي ْل َ َ
ه«ِ وابن زنجويه عن فورا ً ل َ ُ مغ ْ ُ ح َ صب َ َ معَةِ }حم الدخان{ و }يس{ أ ْ ج ُ ة ال ُ
ه ُنوٌر ن لَ ُ كا َ ن َ سورة البقرة وآل عمرا َ معَةِ ُ ج ُ ة ال ُ ن قََرأ َ ل َي ْل َ َ م ْ وهب بن منبه قالَ » :
عجيبًا«ِ وغريبا ً العرش ،وعجيبا ً أسفل الرضين وابن مردويه عن غريبا ً وَ َ ن َ ما ب َي ْ َ َ
ماِء س ال ن يب ما تها م َ ظ َ ع ت َ ل م ة ر سو ب م ُ ك ر ب خ
ْ َ أ أل َ » عنها: الله رضي عائشة
ّ َ َ ُ َ َْ َ ِ ُ ْ ِ ُ َ ٍء َ ْ
َ ُ َ َوال َْرض ،وَل ِ َ
هما ب َي ْن َُ َ ُ َ ه ل ر ف
ِ غ ِ ة ع
ُ ُ َم ج ال من قََرأها َ ْ َ
و ي م ْ ل ذلك .وَ َ مث ْ ُ جأرِ ِ ن ال ْ م َ كات ِِبها ِ ِ
خرى وزيادة َ ثلَثة أيام ومن قَرأ َ
مهِ عن ْد َ ن َوْ ِ مْنها ِ خَر ِ س الَوا ِ ْ َ م خ
َ ال ٍء َ َ ْ َ َ َ َ ِ َ ْ ال ِ ة َ ع م
ن ال ُ
ج
ُ وَب َي ْ َ
َ َ
ف .والدارمي عن مكحول: ب الكهْ ِ صحا ِ سوَرة ُ أ ْ شاَء ،وهي ُ ه الله أيّ الليل َ ب َعَث َ ُ
ّ َ َ ّ َ
ل وهو عن ة إلى اللي ْ ِ ت ع َلي ْهِ الملئ ِك ُ صل ْ ةَ ، معَ ِ ج ُ م ال ُ ن ي َوْ َ مَرا َ ل عُ ْ سوَرة َ آ ِ ن قََرأ ُ م ْ َ
ن قََرأ حم َ م أمامة: أبي عن والطبراني ة. ع م ج ال م و ي د هو ُ َ ة ر سو اقرؤوا كعب:
َ ْ ِ َ ُ ُ َ ْ َ ٍء َ ُ
َ
ة .وابن أبي شيبة جن ّ ِ ه بيتا ً في ال َ معَةٍء بنى الله ل َ ُ جأ ُ م ُ معةِ أوْ ي َوْ َ جأ ُ الدخان في ليلةِ ُ
َ
ب ة الك َِتا ِ ح َ معَةِ َفات ِ َ ج ُ ن قََرأ ب َعْد َ ال ُ م ْ عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهماَ » :
َ ُ
ق{ و }ق ْ ب ال َ َ ل أَ ُ د{ و }قُ ْ َ و }ق ُ ْ
سب ْعَ س{ َ ب الّنا ِ عوذ ُ ب َِر ّ لأ ُ فل ِ عوذ ُ ب َِر ّ ح ٌ ل هُوَ الله أ َ
ُ
م
قد ّ َ ما ت َ َ ه َ فَر ل َ ُ خَرى .وفي رواية ضعيفة :غ ُ ِ معَةِ ال ْ ج ُ ن ال ُ ه وَب َي ْ َ ما ب َي ْن َ ُ ظ َ ف َ ح ِ مّرات َ َ
خر .وابن ّ ُ ُ َ َ
ن ِبالله َوالي َوْم ِ ال ِ م َ نآ َ م ْ جأرِ ب ِعَد َد ِ كل َ ن ال ْ م َ ي ِ خَر ،وَأع ْط ِ َ ما ت َأ ّ ن ذن ْب ِهِ وَ َ م ْ ِ
فُر الله غ ت س
َ ِ َ َ ِ ْ َْ ِأ ة دا غ ال ة صل َ
ل ب َ ق ة
َ ِ َ َ َ ْ ِ ُ ُ َ ِ ْ ع م ج ال م و ي ة ح بي ص لَ قا َ ن
َ ْ م أنس: عن السني
ه ب نو ُ ذ ه َ ل عالى ت الله ر َ ف َ غ رات م ث ثل َ ه يَ ل إ ب تو َ أو م يو َ ق ال ي
ُ ُ َ ُ ََ َ َ َ ّ ّ ُ َ ُ ُ ْ ِ ح ّ ذي ل اله إل هُوَ ال َ ال ِ
نم ْ ر .وهو عن ابن عباسَ : ح ِ ل َزب َد ِ الب َ ْ مث ْ َ ت ِ كان َ ْ وَل َوْ َ
) (1/79
فَر الله مّرةٍء غ َ َ ة َ مد ِهِ مائ َ َ ح ْ ظيم ِ وَب ِ َ ن الله العَ ِ حا َ سب ْ َ ةُ : معَ َ ج ُ ضي ال ُ ق ِ ما ي َ ْ ل ب َعْد َ ََقا َ
ن أل ْ َ َ َ َ
ب .والخطيب عن ف ذ َن ْ ٍء ري َ ش ِ ع ْ ة وَ ِ وال ِد َي ْهِ أْرب َعَ ً ب ،وَل ِ َ ف ذ َن ْ ٍء ة أل ْ ِ ه مائ َ َ ت ََعاَلى ل َ ُ
ن
م ْساع َةٍء ِ ب في َ مغْرِ ِ قا َوال َ شرِ ِ م ْ ن ال َ يء ب َي ْ َ ش ْ دعاِء ع ََلى َ عي ِبهذا ال ّ جأابر :لو د ُ ِ
ن َيا حّنا ُت َيا َ ه :ل اله إل أن ْ َ حب ِ صا ِ ب لِ َ سُتجي َ ة ،يعني ساعة الجأابة إل ا ْ معَ ِ ج ُ ي َوْم ِ ال ُ
َ
م .والبيهقي عن أبي
ُ ل والك َْرا ِ جل ِ ذا ال َ ضَ ،يا َت َوالْر ِ سماوا ِ ديعَ ال ّ ن َيا ب َ ِ مّنا ُ
َ
ي
ّ َ لَ ع ض
ْ َ َ ر عُ ت تي ِ م
ّ أ َ ة صل ِ ّ َ ن إَ ف ٍء ة ع م
ُ ُ َ جأ م و
َ ْ ي لّ ُ ك في ي
ّ عل صلة ّ ال من أكثروا هريرة:
َ كان أ َك ْث َرهُم ع َل َي ِصلة ً كان أ َ َ ِفي ك ُ ّ
ة.ي منزل ً ّ إل م
َ ُ ْ هَ ب ر ق َ ّ َ َ ْ َ نم ّ ة ،فَ َمعَ ٍءجأ ُل َيوم ِ ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة68 :
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/80
ت فْر ُ مّرة ً غ َ َ ن َ ماِني َ معَةِ ث َ َ ج ُ م ال ُ ي ي َوْ َ صّلى عل َ ّ ن َ م ْ والدارقطني وحسنه العراقيَ :
م ّ
ة .قيل :يا رسول الله كيف الصلة عليك؟ِ قال تقول :اللهُ ّ سن َ ٍء ن َ ب َثماِني َ ه ذ ُُنو َ لَ ُ
صّلى ُ
ن َ م ْ ة ،وأبو نعيمَ : حد َ ً قد ُ َوا ِ مي وَت َعْ ِ ك الّنبي ال ّ سول ِ َ ك وََر ُ مد ٍء ع َب ْد ِ َ ح ّ م َ ل ع ََلى ُ ص ّ َ
ن ي
ّ ُ َْ َ ب ر نو ال ذلك م
ِ َ س ُ ق ْ و َ ل نور ه ع م و ة
َ َ ّ ً َ َ ْ َ ِ َ َ ِ َ َ َ ُ ُ م يا ق ال م و ي َ ء جأا ة ر م ة َ ئ ما ة ع
ُ ُ َ ِ م ج ال معَ ّ َ ْ َ
و ي ي َ ل
معَةِ وَل َي ْل َ َ
ة ج ُ م ال ُ ي َيو َ عل ّ صلةِ َ ن ال ّ م َ م .والبيهقي :أك ْث ُِروا ِ سعَهُ ْ م ل َوَ َ ق ك ُّله ْ خل ِ
ال َ ْ
َ
نم ْة .وفي روايةَ : م ِ قَيا َ م ال ِ فيعا ً ي َوْ َ ش ِ شهيدا ً أوْ َ ه َ ت لَ ُ ك ك ُن ْ ُ ل ذال ِ َ ن فَعَ َ م ْ ة ،فَ َ معَ ِ ج ُ ال ُ
ص ّ
ل ّ م َ َ ل قَب ْ َ قا َ معَةِ فَ َ ّ
م َ ه :اللهُ ّ كان ِ ِ ن َ م ْ م ِ قو َ ن يَ ُ لأ ْ ج ُ ن ي َوْم ِ ال ُ م ْ صرِ ِ صلة العَ ْ صلى َ َ
ب ه ذ ُُنو ُ َ
َ ْ ُل ت ر ف
ِ ُ غ َ ة ر
َ َ ّم ن ثماني َ ً اليم ِ س َ
َ َ َ ْ ت م ّ ل س و ِ ه ِ ل آ لى َ َ ع و
ّ َ ي الم نبي ّ ال ٍء د م
ُ ّ ح
َ م لى َ عَ
ي َ
صلةِ ع َل ّ ن ال ّ م َ ْ
ة .والبيهقي :أكث ُِروا ِ سن ً ن َ عَباد َة ُ ثماني َ ه ِ تل َُ ُ
عاما ،وَكت ِب َ ْ ً ن َ َثماِني َ
شرا .وأبو ً َ
صلى الله ع َلي ْهِ ِبها ع َ ْ ّ صلة ً َ ي َ صلى ع َل َّ ّ ن َ م ْ معَةِ فَ َ ج ُ م ال ُ معَةِ وَي َوْ َ ج ُ ة ال ُ ل َي ْل َ َ
َ َ َ
صلةِ ِفيهِ ن ال ّ م َ ي ِ معَةِ فَأك ْث ُِروا ع َل َ ّ ج ُ م ال ُ م ي َوْ َ مك ُ ْ ل أيا ِ ض ِ ن أفْ َ م ْ ن ِ داود والنسائي :إ ّ
ي. َ
ة ع َل ّ ض ٌ معُْرو َ م َ صلت َك ُ ْ ن َ فَإ ِ ّ
وحكي أن خلد بن كثير كان في النزع فوجأد تحت رأسه رقعة مكتوب فيها :هذه
براءة من النار لخلد بن كثير فسألوا أهله :ما كان عمله؟ِ فقال أهله :كان
ل على محمد الّنبي المي. ص ّ م َ يصلي على النبي كل يوم جأمعة ألف مرة :الل ّهُ ّ
ب لنا البراءة من النار والخلود في جاهِ الّنبي البشير أن ي َك ْت ُ َ ديَر ب ِ َ ق ِ نسأل الله ال َ
دار القرار.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة68 :
فصل :في شروط صحة الجمعة
) (1/81
شروط صحتها ستة :وقوعها جأماعة بنية إمامة واقتداء ،وبأربعين مكلفا ً ذكرا ً
دد إل حّرا ً متوطنا ً وبأبنية مجتمعة ،ووقوع الصلة كلها في وقت ظأهر ،وعدم تع ّ
لعسر اجأتماع ،وتقديم خطبتين بالعربية ،وإن لم يفهموا .وأركانهما :حمد الله
ل ،وقراءة وصلة على النبي بلفظهما ،ووصية بالتقوى ،ولو أطيعوا الله في ك َ
آية مفهمة في إحداهما ودعاء للمؤمنين بأخروي في ثانية ،وشرط جألوس
بينهما بطمأنينة وموالة عرفا ً بين أركانهما وبينهما وبين الصلة ،وطهر وستر
وقيام لقادر ،ويجب إسماع الربعين الذي تنعقد بهم الجمعة أركانهما ،وأن يتأخر
إحرام من ل تنعقد بهم الجمعة عن إحرام من تنعقد بهم.
)فرع( من له مسكنان ببلدين ،فالعبرة بما كثرت فيه إقامته فيما فيه أهله
وماله ،فإن استويا في الكل فبالمحل الذي هو فيه حالة إقامة الجمعة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة75 :
) (1/82
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ي نقد ومن تشّبه
باب ما يحرم على الرجأل من استعمال حرير صرف وحل ّ
بالنساء
أخرج أبو داود والنسائي عن علي رضي الله عنهَ» :رأيت رسول الله أخذ
مح َ ٌرا ن َ ن هاذ َي ْ ِ حريرا ً فجعله عن يمينه ،وذهبا ً فجعله عن يساره ثم قال» :إ ّ
ة، خَر ِ ه في ال ِ س ُم ي َل ْب َ ْ ريَر في الد ّْنيا ل َ ْ ح ِ س ال َ ن ل َب ِ َ م ْ كورِ أمتي«ِ والحاكمَ » : ع ََلى ذ ُ ُ
بب ِفي آن ِي َةِ الذ ّهَ ِ شرِ َ ن َ م ْ ة ،وَ َ خَر ِ ه في ال ِ شَرب ْ ُ م يَ ْ مَر ِفي الد ّْنيا ل َ ْ خ ْ ب ال َ شرِ َ ن َ م ْ وَ َ
َ
ريُر، ح ِ جن ّةِ أي ال َ ل ال َ س أهْ ِ ة ،ثم قال :ل َِبا ُ خَر ِ ب ب َِها ِفي ال ِ شَر ْ م يَ ْ ضةِ ل َ ْ ف ّ وال ِ
سوا ْ َ َ و َ
د .والشيخان :ل ت َلب ِ ُ ق ِ ة الن ّ ْ ة ،آن ِي َ َ جن ّ ِ ل ال َ ة أهْ ِ مُرَ ،وآن ِي َ ُ خ ْ جن ّةِ أي ال َ ل ال َ ب أهْ ِ شَرا ُ
ة .وروى النسائي .قال ابن خَر ِ ه في ال ِ س ُ ْ
م ي َلب َ ْ َ
ه في الد ّْنيا ل ْ س ُ َ
ن لب َ م ْ ه َ ريَر ،فَإ ِن ّ ُ ح ِ ال َ
م ِفيها سهُ ْ ة .قال الله تعالى} :وَل َِبا ُ جن ّ َ ل ال َ دخ ِ م يَ ْ َ
ه ِفي الد ّْنيا ل ْ س ُ ن لب ِ ََ م ْ الزبيرَ :
ريٌر{ )سورة الحج (23 :وأحمد والشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجأه عن ح ِ َ
ة.
خَر ِ ه ِفي ال ِ َ
خلقاَ ل ُ نل ِ م ْ حريَر في الد ّْنيا َ س ال ِ ْ
ما ي َلب ِ ُ عمر رضي الله عنه» :إن ّ َ
ن الّنارِ يوما ً ً ْ َ َ ً
م َ وبا ِ ه الله ث َ ْ س ُ ب حريرٍء ألب َ َ س ث َوْ َ ن لب ِ َ م ْ والبزار عن حذيفة موقوفاَ :
ن ل َيس من أيامك ُم ،ول َكن م َ
م ْ ريرِ َ ح ِ
مت ِعُ ِبال َ ست َ ْل .وأحمد :ل ي َ ْ وا ِ ن أّيام ِ الله الط َ ِ ْ َ ِ ْ ِ ْ ْ َ ِ ْ
َ
خَر ،فل ن بالله َوالي َوْم ِ ال ِ م ُ ن ي ُؤ ْ ِ َ
ن كا َ م ْ م الله :أي لقاءه وحسابه ،وهوَ : جأو أّيا َ ي َْر ُ
س حريرا ول ذهبا .والنسائي :أن رجأل قدم من نجران إلى رسول الله ، ً ً ً ي َل ْب ِ ُ
جأئ ْت َِني وَِفي يد ِ َ
ك ك ِ م من ذهب فأعرض عنه رسول الله وقال» :إن ّ َ وعليه خات َ ٌ
ن ناٍءر«ِ ومسلم :أنه رأى خاتما ً من ذهب في يد رجأل فنزعه وطرحه م ْ مَرة ٌ ِ جأ ْ َ
ه«ِ فقيل للرجأل بعد ما د ي في ها ُ ل ع ج ي َ ف ر نا ن م ة ر م جأ إلى مُ ك د ح َ أ د م ع ي » وقال:
َ ْ َ ٍء ِ ْ َ ٍء َ ْ َ َ ِ َ ِ ِ َْ َ ُ َ ُ ْ
ذهب رسول الله :خذ خاتمك انتفع به .فقال :والله ل آخذه وقد طرحه رسول
الله .
) (1/83
ن النساء«ِ م َ ت ِ جأل ِ
مت ََر ّ
ل وال ُ جأا ِ
ن الّر َم َ ن ِ خنثي ِ
م َل الله ال ُ ن رسو ُ والبخاري» :ل َعَ َ
والّول جأمع مخنث بفتح النون وكسرها ،وهو من فيه النخناث أي التكسر،
والتثني كما تفعله النساء ،وإن لم يفعل الفاحشة الكبرى ،والثاني المتشبهات
ة
س َس ل َب ْ َ
ل ي َل ْب َ ُجأ َل الله الّر ُ سو َن َر ُمن النساء بالرجأال .وأبو داود والنسائي» :ل َعَ َ
َ َ
ل«ِ والطبراني :أن امرأة مّرت على رسول جأ ِ
ة الّر ُ س ل َب ْ َ
س َ مْرأة َ ت َل ْب َ ُ
ةَ ،وال َمْرأ ِال َ
ل«ِ وأبو داود جأا ِساِء بالّر َن الن ّ َم َت ِشّبها ِ مت َ َن الله ال ُ َ ً
الله متقلدة قوسا .فقال» :لعَ َ
ما
أتي رسول الله بمخنث قد خضب يديه ورجأليه بالحناء .فقال رسول الله َ » :
ذا؟ِ َقاُلوا :يتشّبه بالنساء فأمر به فنفي إلى البقيع. ل ها َ َبا ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة75 :
وحكي عن القطب عبد القادر الجيلني رحمه الله أنه عطش في بعض سياحاته
فرأى إناًء من فضة معلقا ً في السماء ،فأدلى عليه في سحابة وسمع صوتا ً
داخلها :اشرب يا عبد القادر ،قد أبحنا لك المحّرمات وأسقطنا عنك الواجأبات.
فقال رضي الله عنه ونفعنا به :اجأتنبنا يا ملعون لست أكرم على الله من نبيه
محمد :فإنه لم يفعل له شيء من ذلك.
)تنبيهات :أحدها( أنه يحرم على الرجأل استعمال الحرير وما أكثره وزنا ً منه ل
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ظأهورًا ،ولو باتخاذه بطانة ،بافتراشه بل حائل أو اتخاذه سترًا ،وكذا تزيين
البيوت والمساجأد به ،أو بصورة وبغيرهما مكروه وكالحرير المزعفر
والمعصفر.
)فرع( لو لم يجد الرجأل إل ثوب حرير لزمته الصلة فيه .قال السنوي :يلزم
قطع ما زاد من الحرير على قدر العورة إن لم ينقص أكثر من أجأرة الثوب،
ويقدم الثوب المتنجس على الحرير في ستر العورة في غير الصلة ،ويحرم
إنزال ثوبه أو إزاره عن كعبيه بقصد الخيلء وإل كره.
) (1/84
وثانيها :أنه يحرم عليه استعمال حلي ذهب أو فضه إل خاتما ً من فضة ،فيجوز
ن ،ويحرم تمويهه بالذهب ،وإن لم يحصل منه شيء بالعرض على النار، بل يس ّ
وكذا جأعل شيء من ذهب داخل فضة الذي غطي بنحو بلور صاف ،ويحرم على
المكلف ولو امرأة استعمال وتزيين بإناء ،وإن صغر جأدا ً ومكحلة ومرود وخلل
وما يخرج به وسخ الذن من ذهب أو فضة ،وكذا اقتناؤها.
ن عرفا ً غالبا من لباس أو كلم
ً ن تشّبه الرجأال بالنساء فيما يختص به ّوثالثها :أ ّ
أو حركة وعكسه حرام ،فمن التشبه المحّرم خضب الرجأل يده ورجأله بالحناء
بغير عذر ،واستعمال الرجأل الثياب والكوافي التي فيها خيوط القصب ،ولو
يسيرًا ،لنه من زينة النساء المختصة بهن ،فمن فعله من الرجأال صار متشبها ً
ن ملعونا ً على لسان نبيه ،ومحروما ً من حلية الجنة .ألبسنا الله تعالى بمنه به ّ
وكرمه حلية الجنة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة75 :
) (1/85
)تنبيه( إن العيادة مطلوبة إجأماعًا .وأنها سنة عين عند الجمهور ،وفرض كفاية
ن عيادة الفاسق عند بعض قدماء المالكية ،وصرح البخاري بوجأوبها ،ول يس ّ
المتجاهر بفسقه ،بل يكره أو يحرم لتصريحهم بحرمة إيناسه ،ولو بالجلوس
معه ،ويكره عيادة بدعة دينية ل من عالم يترتب على عيادته له إغراء العامة
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ن
على اتباعه وحسن طريقته ،فيحرم عليه ذلك ،وضابط المرض الذي يس ّ
العيادة منه ما يبيح ترك الجمعة ،ولو رمدا ً بأن يكون مشقة الخروج والمشي
معه ،كمشقة المشي في الوحل فل أثر لصداع ووجأع ضرس خفيفين ،وقال
ن للعائد أن
خرو أئمتنا :إن العيادة يوم الجمعة أفضل منها في غيره ،ويس ّ متأ ّ
يطيب نفسه بذكر بعض ثواب المرض ،والصبر عليه أن يحصل مشتهاه إن لم
يضره ،وأن ل يعترض عليه في النين ،وقد غّلطوا من أطلق كراهته ،نعم إن
أمكنه أن يرشده بلطف إلى أن الذكر أولى فعل ،وأن يسأل المريض الدعاء له
لصحة الخبر بالمر به ،وأنه كدعاء الملئكة .وصح أنه كان إذا دخل على مريض
شاَء الله«ِ أي مرضك يطهر من الذنوب .وصح أيضا ً ْ
س ط َُهوٌر ،إ ْ
ن َ قال» :ل ب َأ َ
أن من قال :أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعافيك ويشفيك سبع
مرات عند مريض ،لم يحضره أجأله عافاه الله من مرضه .وينبغي فتح الكاف
في المؤنث مريدا ً الشخص اتباعا ً للفظ الوارد.
خاتمة في ثواب المريض
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة78 :
) (1/86
ض َول مَر ٍء ب أي َ ص ٍء ب َول وَ َ ب أي ت َعَ ٍء ص ٍء ن نَ َ م ْن ِ م َ مؤ ْ ِ ب ال ُ صي ُ ما ي ُ ِ أخرج الشيخان » َ
ن ه«ِ وأبو داود» :إ ّ خطاَيا ُ َ ن َ م ْ فَر الله ِبها ِ َ
شاكها إل ك ّ ّ ة يُ َ َ
شوْك َ حّتى ال ّ ن َ حَز ٍء م َول َ هَ َ
ن ذ ُُنوب ِهِ م ْ ضى ِ م َ فاَرة ً لما َ نك ّ َ ه كا َ َ من ْ ُ م عافاه ُ الله ِ م ثُ ّ ق ُ س َه ال ّ صاب َ ُ ن إذا أ َ م َ مؤ ْ ِ ال ُ
هُ َ َ َ َ
ه أهَل ُ قل ُ ن كالَبعيرِ ع َ َ عوفي كا َ م ُ ض ثُ ّ مرِ َ ن المنافِقَ إذا َ ل ،وإ ّ قب َ ُ ست َ ْه يُ ْ ةل ُ عظ ً مو ْ ِ وَ َ
ُ َ َ ُ َ ُ َ
ن ي ُرِد ِ الله ب ِهِ م ْ ه«ِ والبخاريَ » : سلو ُ م ي َد ْرِ لم أْر َ قلوه ُ وَل ْ م عَ َ م ي َد ْرِ ل ِ َ سلوه ُ فَل ْ م أْر َ ثُ ّ
شِهيد ِ ه«ِ أي يوجأه الله إليه مصيبة أو بلء .والطبراني» :ي ُؤ ِْتى بال ّ من ْ ُب ِ ص ْ خْيرا ي ُ ِ ً َ
م ي ُؤ َْتى ُ
ب ،ث ّ سا ِ ب ِللح َ ص ُ قا في ُن ْ َ َ صد ّ ِ مت َ َ م ي ُؤ َْتى ِبال ُ ب ،ث ّ ُ سا ِ ح َ ف ِلل ِ مةِ فيوق ُ قَيا َ م ال ِ ي َوْ َ
صب ّا ً َ َ َ َ َ
ب ع َليهم الجأُر َ ص ّ ن ،في ُ َ م ِديوا ٌ ب لهُ ْ ص ُ ن َول ي ُن ْ َ ميَزا ٌ م ِ ب لهُ ْ ص ُ ل الَبلء ل ي ُن ْ َ ب ِأهْ ِ
ل العافية ل َيتمنون في الموقف أ َ ن أ َهْ َ
ن
م ْ ض ِ قاري ِ ت بالم َ ض ْ م قُرِ َ ساد َهُ ْ جأ َ نأ ْ َ ْ ِ ِ ّ ِ َ ِ ََ َ ّ ْ َ ِ حتى أ ّ
هن ذ ُُنوب ِهِ ك َي َوْم ِ وَل َد َت ْ ُ م ْ ج ِ خَر َ ة أيام َ ض العَب ْد ُ َثلث َ َ مرِ َ ذا َ ب الله«ِ وهو» :إ َ ن ثوا ِ س ِ ح ْ ُ
وم ي َ ك ه ب نو ُ ذ ن م الله ه جأ ر خ َ أ ه ت ب صا َ أ وم ي مى ح م تَ ك ن م » الدنيا: أبي وابن ه«ِ ُ
ِ ْ ُ ِ ِ َ ْ َ َ ُ ْ َ َْ ُ َ ْ َ َ ُ ّ َ ْ أ ّ ُ م
ست ََر بل َ الله ِفي الد ّْنيا«ِ ول َدت ُ
ما َ ست ََر ع َل َي ْهِ ك َ َ ن الّنارِ وَ َ م َ ه َبراءة ً ِ ب الله ل َ ُ ه ،وَك َت َ َ م ُ هأ ّ َ َْ ُ
َ مث ْ َ
حد ٍء لأ ُ ه ِ ن ذ ُُنوب َ ُ ن ،وإ ّ م ِ مؤ ْ ِ ة ل يزالن بال ُ داع َ والليل َ ص َ ن ال ّ وأحمد والطبراني» :إ ّ
ن
م ْ مى كيٌر ِ ح ّ ل«ِ والقضاعي »ال ُ خْرد َ ِ ن َ م ْ حب ّةٍء ِ ل َ قا ُ مث ْ َ عان ِهِ وَع َل َي ْهِ من ذنوب ِهِ ِ ما ي َد َ َ فَ َ
ه
ه بطن ُ ُ ْ َ
ن قَت َل ُ م ْ م ِبالماِء البارِِد«ِ وأحمد والترمذي والنسائيَ » : ُ
حوها ع َن ْك ْ م فن ّ جأهَن ّ َ َ
َ
مال ِهِ أوْ ِفي صيب َةٍء ب ِ َ م ِ ب بِ ُ ن أصي َ م ْ حَ » : ه«ِ وص ّ ب ِفي قَب ْرِ ِ م ي ُعَذ َ ْ لَ ْ
) (1/87
فَر ل َ ُ
ه«ِ. حقا ً على الله أ ْ
ن ي َغْ ِ س كان َ
شكَها إلى الّنا ِ مها وَل َ ْ
م يَ ْ سهِ فَك َت َ َ
ف ِ
نَ ْ
)تنبيه( اعلم أن الئمة اختلفوا في أن ثواب المريض هل على الصبر على
مرضه ،أو على نفس مرضه ،والصح في ذلك أنه إن صبر أثيب على المرض
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
والصبر ،وإل لم ي َُثب .هذا ما دلت عليه الحاديث ،قال عّز الدين بن عبد السلم:
ن المصائب ل ثواب فيها ،لنها ليست من كسب العبد ،بل الثواب في الصبر إ ّ
عليها ل غير ،نعم فيها التكفير ،وإن لم يصبر إذ ل يشترط في المكفر أن يكون
كسبًا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة78 :
) (1/88
أخرج الشيخان عن أبي موسى الشعري أنه قال :أنا بريء ممن برىء منه
رسول الله ،إن رسول الله برىء من الصالقة :أي الرافعة صوتها بالندب
والنياحة ،والحالقة :أي لرأسها عند المصيبة ،والشاّقة :أي لثوبها .وهما عن عبد
الله بن مسعود :ليس منا من لطم الخدود وشقّ الجيوب ودعا بدعوى
ب أي طوقا جي ْ ِشقّ ال َ فرِ ِباللهُ : ن الك َ ْ م َ ة ِ الجاهلية .والحاكم وابن حبانَ :ثلث َ ٌ
َ
ة،
جاه ِل ِي ّ ِ
مرِ ال َ نأ ْ م ْة ِ ح ُ ب ،وابن ماجأه الن َّيا َ س ِ ن ِفي الن ّ َ ة والط ّعْ ُ ح ُالقميص والّنيا َ
ب َ
ن لهَ ِ م ْ ً
ن قَطران ،وَد ِْرعا ِ ْ م ْ ً َ
ب قَطعَ الله لَها ِثيابا ِ َ م ت َت ُ ْ َ
ت وَل ْمات َ ْذا َ ةإ َح َ
ن الّنائ ِ َ وَإ ِ ّ
ن
ف عَ ْ ص ّ م َ جأهَن ّ َ
ن في َ ْ
في ْ ِ ص ّمةِ َ قَيا َ م ال ِن ي َوْ َ
َ
جعَل َ ح يُ ْ ن هاذه النوائ َ الّناِر .والطبراني إ ّ
ب .وأبو داود كل ُ ح ال ِما ت َن ْب َ ُ َ
ل الّنارِ ك َ ن ع َلى أهْ َِ ح َ م فَي َن ْب َ ْسارِه ِ ْ ن يَ َ
ف عَ ْ ص ّ م ،وَ َ مين ِهِ ْيَ ِ
عن أبي سعيد الخدري قال :لعن رسول الله النائحة والمستمعة .وابنا ماجأه
وحبان عن أبي أمامة أن رسول الله لعن الخامشة وجأهها ،والشاّقة جأيبها،
والداعية بالويل والثبور .وأبو داود عن امرأة من المبايعات قالت :كان فيما أخذ
علينا رسول الله في المعروف الذي أخذ علينا رسول الله أن ل نخمش وجأها ً
ول ندعو ويل ً ول نشق جأيبا ً ول ننتف شعرًا.
) (1/89
ت
مو ُ ت يَ ُ مي ّ ٍءن َم ْ ما ِ
ه .والترمذيَ : ح ع َل َي ْ ِ قب ْرِ ِبما ِني َ
ب ِفي ال َ ت ي ُعَذ ّ ُ مي ّ ُ والشيخان :ال َ
ن َ َ ّ
داه ُ ونحو ذلك ،إل وَك َ َفيقو ُ
مل كي ْ ِ ل الله ب ِهِ َ سن َ َ
مله ُ وا َ جأ َ
م فيقول :وا َ كيهِ ْ م َبا ِ
ت .والبخاري عن النعمان بن بشير قال :أغمي على عبد الله ُ
يلهزمانه :أهكذا كن ْ َ
بن رواحة ،فجعلت أخته تبكي واجأمله واكذا واكذا تعدد عليه ،فقال لها حين
أفاقا ما قلت شيئا ً إل قيل لي أنت كذلك ،فلما مات لم تبك عليه .وفي رواية
ي فصاحت النساء واعزاه رواها الطبراني فقال :يا رسول الله أغمي عل ّ
ي فقال :أنت كما تقول قلت :ل. واجأمله فقام ملك معه مرزبة فجعلها بين رجأل ّ
ولو قلت :نعم ،ضربني بها.
جأْيبا ً أوْ ن َت َ َ خد ّا ً أوْ َ َ وروي :م َ
ف شقّ َ خَرقاَ ع َل َي َْها َثوبا ً أوْ ل َط َ َ
م َ ة ،فَ َ صيب َ ٌ م ِ ه ُ صاب َت ْ ُ نأ َ َ ْ
ً َ شعرا ً فَك َأ َنما أ َ
ه .قال صالح المري :نمت ليلة ب ر ِ ه ب ب ر
ُ ُ ْ ُ َ ِ َ ِ َ ّ ُ حا ي ن أ د يري امح ُ ْر ذ خ
َ َ ّ َ ْ
جأمعة بمقبرة فرأيت الموات خرجأوا من قبورهم وتحلقوا ،ونزلت عليهم
أطباقا مغطاة ،وفيهم شاب يعذب فتقدمت فسألته فقال :لي والدة جأمعت
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
النوادب ،فأنا معذب بذلك فل جأزاها الله عني خيرا ً وبكى ،ثم أمرني أن أذهب
إليها ،وأعلمني بمحلها وأن أناشدها بترك هذا العذاب العظيم الذي تسببت له
فيه ،فلما أصبحت ذهبت إليها ،ورأيت عندها تلك النوادب ،ووجأهها قد أسود ّ من
كثرة اللطم والبكاء ،فذكرت لها ذلك المنام فتابت وأخرجأت النوادب ،وأعطتني
دقت عنه دقا بها عنه ،فأتيت المقبرة ليلة الجمعة على عادتي ،وتص ّ
دراهم لتص ّ
بتلك الدراهم ،فنمت فرأيته وهو يقول لي جأزاك الله عني خيرا ً أذهب الله عني
ي الصدقة فأخبْر أمي بذلك ،فاستيقظت فذهبت إليها، العذاب ،ووصلت إل ّ
فوجأدتها ماتت فحضرت الصلة عليها ،ودفنت بجنب ولدها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة78 :
) (1/90
)تنبيه( قد أجأمعت الئمة على تحريم الندب وهو تعديد محاسن الميت
كواجأمله ،والنوح وهو رفع الصوت بالندب ومثله إفراط رفعه بالبكاء ،وإن لم
يقترن بندب ،ول َنوح وضرب نحو الخد ّ والصدر وشق نحو الجيب ونشر الشعر
وحلقه ونتفه وتسويد الوجأه ،وإلقاء الرماد على الرأس والدعاء بالويل والثبور،
أي الهلك وكل شيء فيه تغيير للزيّ كلبس ما ل يعتاد لبسه أصل ً أو على تلك
الصفة وكترك شيء من لباسه والخروج بدونه على خلف عادته .أما البكاء
السالم من كل ذلك ،فهو جأائز قبل الموت وبعده ،لكن الولى تركه بعده ،وما
مر من أن الميت يعذب ببكاء أهله اختلف الئمة فيما يحمل عليه؟ِ والصحيح
عندنا أنه محمول على ما إذا أوصى بذلك ،بخلف ما إذا سكت ،فلم يأمر به ولم
ه ،وقيل :إنه إذا سكت ولم ينههم عن نحو النوح يعذب بذلك أيضًا ،لن سكوته ين َ
رضا منه به ،فعذب به كما لو أمر فمن أراد الخروج من ورطة هذا القول، ً
ينبغي إذا نزل به مرض أن ينهاهم عن بدع الجنائز ،وغيرها من المحرمات
الشنيعة والقبائح الفظيعة ،وفقنا الله لمرضاته.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة78 :
فصل فيما يقوله المريض للنجاة من العذاب
) (1/91
أخرج الترمذي والنسائي وابنا ماجأه وحبان والحاكم عن أبي سعيد الخدري
َ
ه
ه َرب ّ ُ صد ّقَ ُ ل ل اله إل الله َوالله أك َْبر َ ن َقا َ م ْ وأبي هريرة قال :قال رسول الله َ » :
َ
ه .قال الله َ َ
ريك ل ُ َ َ
حد َه ُ ل ش ِ ل ل اله إل الله وَ ْ فقال :ل اله إل أَنا وَأ ََنا أ َك ْب َُر ،وإذا قا َ
َ
مد ُ ح ْ ه ال َ ك وَل َ ُ مل ْ ُ ه ال ُ ل :ل اله إل ّ الله ل َ ُ ك لي ،وإذا َقا َ ري َ ش ِ حدي ل َ ل اله إل ّ أَنا وَ ْ
ل َول حو ْ َ ل ل اله إل الله ول َ د ،وإذا قا َ م ُ ح ْ ي ال َ ك وَل ِ َ مل ْ ُ ي ال ُ ل الله ل اله إل أنا ل ِ َ َقا َ
مضهِ ث ُ ّ مَر ِ ن َقاَلها في َ م ْ ل َول قُوّة َ إل ِبي َ حو ْ َ ل الله ل اله إل أَنا َول َ قُوّة َ إل ِبالله َقا َ
ه الّناُر«ِ وابن عساكر عن علي كّرم الله وجأهه عن النبي : م ُ م ت َط ْعَ ْ ت لَ ْما َ َ
م ثلثا ً ُ الكري م
ُ ليِ ح
َ ال الله إل اله ل ة:َ ّ ن ج
َ ال لَ خ
َ َ د ِ ه ِ ت فاَ َ و َ د ْ ن ع
ِ ن
ُ ّ هَ ل قا َ ن م
َ ٌ َ ْ ت ما ِ لَ ك»
على ت وَهُوَ َ ُ ويمي يحيي كُ ْ ل م
ُ ال ِ ه ِ د بي ذي ِ ّ لا كَ ر
َ با
َ َ ت ً ا ثلث ن
َ مي ِ َ لالعا ب ّ مد ُ ل ِل ّهِ َ
ر ح ْ
وال َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ل ِفي سِلم َقا َ م ْ ما ُ ديٌر«ِ والحاكم عن سعد بن أبي وقاص عنه » :أي ّ َ يٍءء قَ ِ ش ْ ل َ كُ ّ
َ
ت في ما َ مّرة ً فَ َ ن َ ن أْرب َِعي َ مي َ ن الظال ِ ِ م َ ت ِ ك إِني ك ُن ْ ُ حان َ َ سب ْ َ
ت ُ ضهِ ل اله إل أن ْ َ مَر ِ َ
َ ُ َ َ َ ُ َ
ه«ِ ميعُ ذ ُُنوب ِ ِ جأ ِ ه َ تل ُ فَر ْ ريَء وَقد ْ غ ِ ن بَ ِ د .وإ ْ شِهي ٍء جأُر َ هأ ْ يل ُ ضهِ ذال ِك أع ْط ِ َ مَر ِ َ
ةَ
ت ِفيهِ مائ َ ّ َ ْ ُ َ َ
مو َ ذي ي َ ُ ضهِ ال ِ مَر ِ حد ٌ ِفي َ سوَرة َ قل هُوَ الله أ َ ن قَرأ ُ م ْ
والطبرانيَ » :
َ َ َ
ةم يا ق ال م و ي ة َ
ْ ِ َ َ َ ْ ُ َ ِ ُ َ ْ َ ِ َ َ ِك ئ مل ال هت ل م ح و ر ب َ ق ال طة غ ض ن م
ْ ِ ِ َ َ َ ِ ْ َ ْ ن م أ و ه ر ب َ ق في ن ِ فت َ ْ مَرةٍء ل َ ْ
م يُ ْ َ
ة«ِ وعن أبي هريرة رضي الله عنه ن ج ال إلى ط را ص ال ن م ه ن يجيزو تى ح تها ح جأن بأ َ
َ ّ ِ ّ َ ِ َ ُ ِ َ ِ ْ َ ِ َ ّ ُ
ن م ه ِ عج ض م ل و ك بأ َمر حق من تك َل ّم به في أ َ َ ر ب خ
ْ قال :قال رسول الله » :أل أ َ
ّ ِ َ ْ َ ِ ْ َ ْ ٍء َ َ َ ْ َ َ ِ ِ ِ ُِ
ت ب ََلى َقا َ َ
ل :ل اله إل الله ن الّنارِ قُل ْ ُ م َ جاه ُ الله ِ مَرضه ن َ ّ أ َ
) (1/92
مد ُ ل ِل ّهِ ح ْ ب العَِباد ِ َوالِبلِد ،وال َ ن الله َر ّ حا َ سب ْ َ ت وَ ُ مو ُ ي ل يَ ُ ح ّ ت ،وَهُوَ َ مي ُ حِيي وَي ُ ِ يَ ْ
ه ت ر د َ ق و ه، َ ل جأل و نا ب ر برياء ك ر بْ ك ل حال الله أ َ ّ ُ ك على ه في ً ا رك با م ً ا يب َ ط ً ا ثير َ ك ً ا مد
َ َّ َ َ ُ َ َْ ُ ُ َُ ِْ ٍء ِ ِ َ ّ ُ َ َ ِ ح ْ َ
حي رو ْ
ل ع جأ فا َ هاذا ضي ر م في حي رو بض َ ق ل ني ت ض ر م َ أ ت ن ُ ك ن إ م ه ّ ل ال ن مكا ّ
ل ُ ك
ْ َ ُ ِ َ َ ِ ُ ِ ُ ّ ْ ْ َ ْ َ ْ َِ ِ ْ َ ِ بِ
َ َ َ َ
ن
ذي َ ك ال ّ ِ ت أولئ ِ َ ما أع َذ ْ َ سَنى ،وَأع ْذ ِْني ك َ َ ح ْ ك ال ُ من ْ َ م ِ ت ل َهُ ْ ق ْ سب َ َ ن َ م ْ ح َ في أْرَوا ِ
ن
ة ،وإ ْ ن الله والجن ِ ضوا ِ ك ،فإلى َر ْ ك ذال ِ َ ض َ مَر ِ ت في َ نم ّ سَنى إ ْ ح ْ م ال ُ ت ل َهُ ُ ق ْ سب َ َ َ
مهِ ل اله كل ِ خُر َ نآ ِ كا َ ن َ َ ْ م » معاذ: وعن ك«ِ َ ْ يَ ل َ ع الله ب َ تا ً ا ذنوب تَ َ ْ ف ر َ ت ْ ق ا ِ د َ ق نت ْ كُ
َ َ ُ
مة بل اله إل ل كل ِ َ م أوّ َ صب َْيان ِك ْ حوا على ِ ة«ِ وعن ابن عباس افْت َت ِ ُ جن ّ َ ل ال َ خ َ إل الله د َ َ
َ َ َ
مهِ ل اله إل الله ل كل ِ ن أوّ َ ن كا َ م ْ ن َ ت ل اله إل الله فَإ ِ ّ مو ْ ِ عن ْد َ ال َ م ِ قُنوهُ ْ الله ول ّ
د«ِ وعن ح ٍء ب َوا ِ ن ذ َن ْ ٍء ل عَ ْ سئ ِ َ سن َةٍء ما ُ ف َ ش أل َ ْ عا َ م َ مهِ ل اله إل الله ث ُ ّ كل ِ خَر َ وآ ِ
تمي ّ ٍء ن َ م ْ ما ِ م يس«ِ وروىَ » : ُ
موَْتاك ْ ؤوا على َ معقل بن يسار عن النبي » :اقَْر ُ
َ قَرأ ُ ِ
عن ْد َه ُ قَرأ ِ ن يُ ْ تأ ْ مي ّ ُ ضَر ال َ حت َ َ ب إذا ا ْ ح ّ ست َ َه .وَي ُ َ ن الله ع َل َي ْ ِ عن ْد َه ُ يس إل هَوّ َ يُ ْ
َ ْ َ َ ً
ضهِ قب ْ ِ ن لِ َ ه أهْوَ ُ ت وَإ ِن ّ ُ مو ْ ِ سكَرة َ ال َ ت َ مي ّ ِ ن ال َ ف عَ ِ ف ُ خ ّن ذال ِك ي ُ َ سوَرة َ الّرع ْد ِ فإ ِ ّ أيضا ُ
ه ،وذكر جأماعة أن السواك يسهل خروج الروح لستياكه عند ْ سُر ل ِ َ َ
شأن ِ ِ وَأي ْ َ
ُ
ي
ضوٍءء أع ْط ِ َ ت وَهُوَ ع ََلى وُ ُ مو ْ ِ ك ال َ مل ُ َ ن أَتاه ُ َ م ْ موته«ِ وروى أنس عن النبي َ » :
ة«ِ . شَهاد َ َ ال ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة83 :
فصل في الصبر على المصائب
) (1/93
) (1/94
) (1/95
جأا ً إلى بيت اللهوحكى اليافعي عن أبي الحسن السراج قال :خرجأت حا ّ
ت :والله ما الحرام ،فبينما أنا أطوف وإذا بامرأة قد أضاء حسن وجأهها ،فقل ُ
م والحزن، رأيت اليوم قط نضارة وحسنا ً مثل هذه المرأة وما ذاك إل لقلة اله ّ
فسمعت ذلك القول مني ،فقالت :كيفما قلت يا هذا الرجأل؟ِ والله إني لوثيقة
بالحزان ومكلومة الفؤاد بالهموم والشجان ما يشركني فيها أحد ،فقلت لها:
حى بها ولي ولدان صغيران يلعبان، وكيف ذلك؟ِ قالت :ذبح زوجأي شاة ً ض ّ
ً
وعلى ثديي طفل يرضع ،فقمت لصنع طعاما إذ قال ابني الكبير للصغير :أل
أريك كيف صنع أبي بالشاة؟ِ قال :بلى ،فأضجعه وذبحه وخرج هاربا ً نحو الجبل
فأكله ذئب ،فانطلق أبوه في طلبه فأدركه العطش ،فمات فوضعت الطفل
ب الطفل إلى البرمة ،وهي على النار وخرجأت إلى الباب أنظر ما فعل أبوه ،فد ّ
فألقى يده فيها وصبها على نفسه وهي تغلي ،فانتثر لحمه على عظمه ،فبلغ
ذلك ابنة لي كانت عند زوجأها فرمت بنفسها إلى الرض فوافقت أجألها،
فأفردني الدهر من بينهم .فقلت لها :فكيف صبرك على هذه المصائب
العظيمة؟ِ فقالت :ما من أحد ميز الصبر والجزع إل وجأد بينهما منهاجأا ً متفاوتاً،
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وض. فأما الصبر بحسن العلنية ،فمحمود العاقبة ،وأما الجزع فصاحبه غير مع ّ
وحكي عن بعض المشايخ أنه رأى سفيان الثوري في المنام ،فقال له :كيف
دته .فقال :أي
رأيت الموت؟ِ فقال :أما الموت فل تسأل عن عظمته وش ّ
العمال وجأدته أنفع؟ِ فقال :كل عمل صالح أنفع ،ولكنني نجوت من الحساب
باسترجأاعي وصبري عند مصيبة بولد لي مات .فقال سبحانه وتعالى أنسيت
ت وحمدتني اذهب فقد غفرت لك سيئاتك، وقد قبضت ثمرة فؤادك ،فاسترجأع َ
وضاعفت حسناتك ،ورفعت درجأاتك .غفر الله سيئاتنا وضاعف حسناتنا ورفع
درجأاتنا.
) (1/96
)خاتمة( قال أصحابنا وغيرهم يتأكد لمن ابُتلي بمصيبة بميت أو في نفسه أو
ن{ )سورة البقرة: جأُعو َ أهله أو ماله ،وإن خفت أن يكثر }إّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إل َي ْهِ َرا ِ
ي خيرا ً منها لما وعد الله تعالى من ،(156اللهم أجأرني في مصيبتي واخلف عل ّ
قال ذلك بأن عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأنهم هم المهتدون ،أي للترجأيح
خْيرًا«ِ ه َ ف لَ ُخل َ َ جأَره ُ الله وَأ َ ْ كآ َ ل ذال ِ َ من َقا َ ن َ أو للجنة والثواب .ولخبر مسلم» :إ ّ
ها، ل ع َهْد ُ َ َ
ن طا َ صيب َةٍء فَت َذ َك ََر َ َ
ها وَإ ِ ْ م ِ ب بِ ُمةٍء أصي َ سل ِ َ
م ْ سل ِم ٍء َول ُ م ْ
ن ُ م ْ ما ِوأحمدَ » :
ُ َ َ َ عن ْد َ ذال ِ َ
ب«ِ وقال ابن صي َ مأ ِ رها ي َوْ َ جأ ِ
لأ ْ مث ْ َك ،فَأع ْطاه ُ ِ جأد ّد َ الله ِجأعُ إل َ فَي َ ْ
ست َْر ِ
جأبير :لقد أعطيت هذه المة عند المصيبة ما لم يعطه غيرهم ـــــ إنا لله وإنا
إليه راجأعون ـــــ ولو أوتوه لقاله يعقوب عليه السلم ولم يقل :ـــــ يا أسفا ً
على يوسف ـــــ جأعَلنا الله من الصابرين في الضراء والشاكرين في السراء.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة85 :
فصل في التعزية
هَ َ
صابا فل ُ ً م َ ن ع َّزى ُ م ْ أخرج الترمذي عن ابن مسعود قال :قال رسول الله َ » :
مث ْ ُ َ
ي ب ِرَِداٍءء«ِ وابن ماجأه س َ ن ع َّزى ث َك َْلى ك ُ ِ م ْ ه«ِ وهو عن أبي برزةَ » : جأرِ ِلأ ْ ِ
ساه ُ الله َ ك إل ة ب صي م ب ه خاوالبيهقي عن عمرو بن حزم» :ما من مؤ ْمن يعزي أ ََ
َ ُ ِ ُ ِ َ ٍء َ ِ ْ ُ ِ ٍء ُ َ ّ
ة«ِ. م ِ قَيا َ م ال ِ مةِ ي َوْ َ حل َ ِ
ل الك ََرا َ ن ِ م ْل ِ جأ ّع َّز وَ َ
) (1/97
)تنبيه( إن التعزية وهي التصبير وذكر ما يسلي صاحب الميت ويخفف حزنه،
ون مصيبته مستحبة قبل مضي ثلثة أيام من بعد الدفن وتكره بعد مضيها، ويه ّ
م بالتعزية جأميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار والرجأال ن أن يع ّ
ويس ّ
والنساء ،ويكره لهم الجلوس لها وصنع طعام يجمعون الناس عليه لما روى
أحمد عن جأرير بن عبد الله البجلي قال :كنا نعد ّ الجأتماع إلى أهل الميت
وصنعهم الطعام بعد دفنه من النياحة .ويستحب لجيران أهل الميت ولو أجأانب
ومعارفهم ،وإن لم يكونوا جأيرانا ً وأقاربه الباعد ،وإن كانوا بغير بلد الميت أن
يصنعوا لهله طعاما ً يكفيهم يوما ً وليلة .وأن يلحوا عليهم في الكل ،ويحرم
صنعه للنائحة ،لنه إعانة على معصية.
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة88 :
فصل في زيارة القبور
أخرج العقيلي عن أبي هريرة قال أبو رزين :يا رسول الله إن طريقي على
م َيام ع َل َي ْك ُ ْ سل ُ الموتى فهل لي كلم أتكلم به إذا مررت عليهم؟ِ قالُ» :قل ال ّ
قبور من المسل ِمين والمؤمني َ أ َهْ َ
شاَء ن َ م ت ُب َعٌ وَإ ِّنا إ ْ ن ل َك ُ ْح ُف وَن َ ْ سل َ ٌم ل ََنا َ
ن أن ْت ُ ْ
ل ال ُ ُ ِ ِ َ ُ ْ ِ َ َ ُ ِ َ
ن َول مُعو َ س َن«ِ .قال أبو رزين :هل يسمعون؟ِ قال :ي َ ْ قو َ ح ُ مل ِ الله ب ِك ُ ْ
ن
ضى أ ْ ن ُيجيبوا :أي جأوابا ً يسمعه الحي ،قال :يا أَبا رزين ،أل ت َْر َ نأ ْ طيُعو َ ست َ ِ يَ ْ
ة«ِ وابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن واسع قال: ملئ ِك َ ُ م ال َك ب ِعَد َد ِه ِ ُ ي َُرد ّ ع َل َي ْ َ
ه«ِ وما ب َْعد ُ ً ه وَي َ ْ َ ً
وما قَب ْل ُ معَةِ وَي َ ْ
ج ُم ال ُ م ي َوْ َ
ن ب ُِزّوارِه ِ ْ
مو َ َ
موَْتى ي َعْل ُ ن ال َ »ب َل َغَِني أ ّ
ما ِفي ك ُ ّ َ َ َ
ل حد ِه ِ َن َزاَر قَب َْر أب َوَي ْهِ أوْ أ َ م ْ والبيهقي عن محمد بن النعمان مرسلًَ » :
ب َباّرًا. ه وَك ُت ِ َ فَر ل َ ُ معَةٍء غ ُ ِ جأ ُ
ُ
) (1/98
ه
حب ّ ُ
ن يُ ِ
كا َن َ م ْ ت ِفي قَب ْرِهِ إذا َزاَره ُ َ مي ّ ُن ال َكو َ ما ي َ ُس َ وروي عن النبي أنه قال» :آن َ ُ
ن رسول الله خرج إلى المقبرة. في الد ّْنيا«ِ وأخرج مسلم عن أبي هريرة أ ّ
ن .وزاد ابن قو َ ح ُ مل ِ ن شاَء الله ب ِك ُ ْ ن ،وإّنا إ ْ مني َ دار قَوْم ٍء ُ
مؤ ْ ِ م ع َل َي ْك ُ ْ
م َ سل ُ
فقال :ال ّ
م. َ ّ
فت َْنا ب َعْد َهُ ْ
م َول ت َ ُ جأَرهُ ْ
مَنا أ ْ
حرِ ْ م ل تَ ْالسني عن عائشة رضي الله عنها :اللهُ ّ
ب الجأساد وابن أبي شيبة عن الحسن قال :من دخل المقابر ،فقال :اللهم ر ّ
البالية والعظام النخرة التي خرجأت من الدنيا ،وهي بك مؤمنة أدخل عليها
روحا ً من عندك وسلما ً متى استغفر له كل مؤمن مات مذ خلق الله آدم.
وأخرجأه ابن أبي الدنيا بلفظ :كتب الله له بعدد من مات من لدن آدم إلى أن
تقوم الساعة حسنات .والبيهقي عن بشر بن منصور قال :كان رجأل يختلف
إلى الجبانة فيشهد الصلة على الجنائز ،فإذا أمسى وقف على باب المقابر
فقال :آنس الله وحشتكم ورحم الله غربتكم وتجاوز الله عن سيئاتكم ،وقبل
الله حسناتكم ل يزيد على هؤلء الكلمات .قال ذلك الرجأل :فأمسيت ذات
ليلة ،فانصرفت إلى أهلي ،ولم آت المقابر ،فبينما أنا نائم إذا أنا بخلق كثير
ودتنا منك جأاؤوني ،قلت :من أنتم وما حاجأتكم؟ِ قالوا :نحن أهل المقابر وقد ع ّ
هدية عند انصرافك إلى أهلك .قلت :وما هي؟ِ قالوا :الدعوات التي كنت تدعو
بها ،قلت :فأنا أعود لذلك؟ِ قال :فما تركتها بعد .وقال محمد بن أحمد
المروزي :سمعت أحمد بن حنبل يقول :إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا بفاتحة
وذتين ،واجأعلوا ثواب ذلك لهل المقابر فإنه يصل الكتاب والخلص والمع ّ
إليهم .فالختيار أن يقول القارىء بعد فراغه :اللهم أوصل ثواب ما قرأته إلى
فلن.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة89 :
) (1/99
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ن رجأل ً رأى في النوم أهل القبور في بعض المقابر قد وحكى بعض أهل العلم أ ّ
ً
خرجأوا من قبورهم إلى ظأاهر المقبرة ،وإذا بهم يلتقطون شيئا ما يدري ما هو،
قال :فتعجب من ذلك ،ورأيت رجأل ً منهم جأالسا ً ل يلتقط معهم شيئا ً فدنوت
وسألت :ما الذي يلتقط هؤلء؟ِ فقال يلتقطون ما يهدي إليهم المسلمون من
قراءة القرآن والصدقة والدعاء ،فقال :فقلت له :فلم ل تلتقط أنت معهم؟ِ أنا
ي كل ي؟ِ قال :بختمة يقرؤها ويهديها إل ّ ي عن ذلك ،فقلت :بأي شيء أنت غن ّ غن ّ
يوم ولدي يبيع الزلبية في السوقا الفلني ،فلما استيقظت ذهبت إلى السوقا
حيث ذكر ،فإذا شاب يبيع الزلبية ويحّرك شفتيه ،فقلت :بأي شيء تحّرك
دة من شفتيك؟ِ قال :أقرأ القرآن وأهديه إلى والدي في قبره ،قال :فلبثت م ّ
دم ،وإذا بالرجأل الذي كان الزمان ثم رأيت الموتى قد خرجأوا من القبور كما تق ّ
ل يلتقط صار يلتقط فاستيقظت وتعجبت من ذلك ،ثم ذهبت إلى السوقا
لتعّرف خبر ولده ،فوجأدته قد مات.
وحكي أن بعض النساء توفيت فرأتها في المنام امرأة تعرفها ،فإذا عندها تحت
السرير آنية من نور مغطاة فسألتها :ما هذه الوعية؟ِ فقالت :فيها هدية أهداها
ي أبو أولدي البارحة ،فلما استيقظت المرأة ذكرت ذلك لزوج الميتة فقال: إل ّ
قرأت البارحة شيئا من القرآن وأهديته إليها.ً
خاتمة
أخرج أبو داود والنسائي عن ابن عباس قال :لعن رسول الله زائرات القبور
َ
ة،مَر ٍءجأ ْ م ع ََلى َ حد ُك ُ ْ سأ َ جل ِ َ ن يَ ْ والمتخذين عليها المساجأد والسرج .ومسلم :ل ْ
خير ل َه م َ
ر .وابن منده عن ٍء على قَب ْ س َجل ِ َ ن يَ ْ نأ ْ جأل ْد ِهِ َ َ ْ ٌ ُ ِ ْ
ص إلى ِ خل ُ َحرِقاَ ث َِياَبه فَت َ ْفَت َ ْ
َ َ َ
بح ّ دمي أ َ ن قَ َ م ْ مَتى تبيد ِ ح َ م ٍء
ن ُر ْ سَنا ِ
على أ ْ ن أطأ َ القاسم بن مخيمرة قال :ل ْ
َ َ ْ َ إلي من أ َ َ َ
مع َس ِ
ن إذ َ قظا ُ ه لي َ ْ ن قَلب َ ُ ر ،وإ ّ طىَء ع َلى قَب ْ ٍء جأل ً وَ ِ
ن َر ُ ر ،وإ ّن أطأ ع ََلى قَب ْ ٍء ّ ِ ْ ْ
عني َول ت ُؤ ِْذني. ك َ َ
ر :إلي ْ َقب ْ ِ
ن ال َم َ وتا ً ِ ص ْ
َ
) (1/100
)تنبيهان :أحدهما( قال أصحابنا :تحرم الصلة إلى قبور النبياء والولياء
والشهداء والعلماء تبركا ً بذي القبر وإعظاما ً له ،وإيقاد السراج على القبور
ل .وثانيهما قال جأماعة من أصحابنا ،وتبعهم النووي وتبركا ً وتعظيما ً به وإن ق ّ
في شرح مسلم بحرمة الجلوس والوطء على القبر ،وجأزم آخرون كالنووي
وغيره بالكراهة بل حاجأة ،وفقنا الله لطاعته ،وأنالنا من سوابغ رضاه وهباته،
وحمانا من موجأبات سخطه وأليم عقوباته آمين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة89 :
كتاب الزكاة
) (1/101
) (1/102
م
ن ي َوْ َ ذا َ
كا َ ما إل إ َ قهُ َ
ح ّ ما َ من ْهُ َ دى ِ قرٍء َول غ َن َم ٍء ل يؤ ّ ب بَ َ ح َ صا ِ والغنم؟ِ قالَ :ول َ
صَباُء حاُء ول ع َ ْ ْ
جأل َ صاءَ ،ول َ ق َ س ِفيها ع َ ْ َ ً
شيئا لي ْ َ قد ُ َ ف ِ ح َلها ِبقاٍءع قَْرقََر ل ي َ ْ مةِ ب َط َ َ قَيا َ ال ِ
ُ َ َ َ ّ ُ َ َ
ها ،رد ّ ع َلي ْهِ أخراها في ي َوْم ٍء مّر ع َلي ْهِ أْول َ ما َ ه بقرونها ،وَت َطؤه ُ بأظألِفها كل َ
َ
ح ُ ت َن ْط ُ
ه إما إلى َ
ن العَِباد ِ فَي ََرى سبيل ُ ضى ب َي ْ َ ق َ حّتى ي ُ ْ ةَ ، سن َ ٍء
ف َ ْ
ن أل َ ن مقداُره ُ خمسي َ كا َ
ن آَتاه ُ الله م ْ ما إلى الّناِر«ِ والبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنهَ : َ جّنة وإ ّ ال َ
م ُ َ ْ َ ً مةِ ُ ُ َ َ ُ َ َ ً
ه ي َوْ َه زبيبتان ُيطوّق ُ شجاعا أقَرع َ ل ُ قَيا َ م ال ِ ه ي َوْ َ مال ُ ه َمثل ل ْ ه َ م يؤد ّ َزكات َ ُ مال فل ْ َ
مالك أنا ك َن ُْزكَ. ُ َ ُ ُ ْ ُ
ه ،ثم يقول :أَنا َ خذ بلهزمتيه ،أي شد ْقي ْ ِ م ي َأ ُ ة ،ث ّ م ِ قَيا َ ال ِ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة89 :
) (1/103
) (1/104
وحكى شيخنا ابن حجر رحمه الله تعالى :أن جأماعة من التابعين خرجأوا لزيارة
أبي سنان ،فلما دخلوا عليه وجألسوا عنده ،قال :قوموا بنا نزور جأارا ً لنا مات
ونعزيه ،قال محمد بن يوسف الغرباني فقمنا معه ودخلنا على ذلك الرجأل،
فوجأدناه كثير البكاء والجزع على أخيه ،فجعلنا نعزيه ونسليه ،وهو ل يقبل
تسلية ول عزاء ،فقلنا له :أما تعلم أن الموت سبيل ل بد ّ منه قال :بلى ،ولكن
على ما أصبح وأمسى فيه أخي من العذاب فقلنا له قد أطلعك الله على
ويت عليه التراب ،وانصرف الناس عنه، الغيب؟ِ قال :ل ولكن لما دفنته وس ّ
ً
وجألست عند قبره ،وإذا صوت من قبره يقول :آه أفردوني وحيدا أقاسي
العذاب قد كنت أصوم قد كنت أصلي .قال :فأبكاني كلمه فنبشت التراب عنه
لنظر ما حاله ،وإذا القبر يلمع فيه نار ،وفي عنقه طوقا من نار ،فحملتني
وة ومددة يدي لرفع الطوقا من رقبته ،فاحترقت أصابعي ويدي ،ثم شفقة الخ ّ
أخرج إلينا يده فإذا هي سوداء محترقة قال :فرددت عليه التراب ،وانصرفت
فكيف ل أبكي على حاله وأحزن عليه؟ِ فقلنا :فما كان أخوك يعمل في الدنيا؟ِ
قال :كان ل يؤدي الزكاة من ماله قال :فقلنا :هذا تصديق قوله تعالى} :ل
شّر ل َهُ ْ
م خي ٌْر ل َهُ ْ
م بَ ْ
ل هُوَ َ ن فَ ْ
ضل ِهِ هُوَ َ م ْ
م الله ِ ما آَتاهُ ُن بِ َخُلو َ ن ي َب ْ َ
ذي َن ال ّ ِ
سب َ ّ
ح َ
تَ ْ
مةِ { )سورة آل عمران.(180 : قَيا َم ال ِ ُ
خلوا ب ِهِ ي َوْ َ ن ما ب َ ِ وقو َ سيط ّ َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة89 :
خاتمة في ذم البخل
) (1/105
) (1/106
وحكى الحصني :أنه كان بعض الناس يخرج زكاته ثلث مرات ويقول :يحتمل
أن الذي أخذها غير مستحق ،ومن يقدر على هذه العقوبات ،فبادر يا ابن آدم
إلى تخليص ذمتك بأداء زكاة مالك قبل أن يأتي بغتة عذاب ربك.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة95 :
وع فصل في صدقة التط ّ
صد َقَ َ
ة ن ال ّ صد ُّقوا فَإ ِ ّ أخرج الطبراني عن أنس قال :قال رسول الله » :ت َ َ
مَرةٍء شق ّ ت َ ْ َ
قوا الّناَر وَلوْ ب ِ ِ ن الّناِر«ِ والشيخان عن عدي بن حاتم» :ات ّ ُ م َ م ِ كاك ُك ُ ْ فَ َ
ة
ميت َ َ من َعُ ِ ة تَ ْ صد َقَ ُ ة«ِ والقضاعي عن أبي هريرة» :ال ّ مةٍء ط َي ّب َ ٍء دوا فَب ِك َل ِ َ ج ُ م تَ ِ ن لَ ْ فَإ ِ ْ
حّر َ ْ َ َ
ن أهْل َِها َ فىُء ع َ ْ ة لت ُط ِ صد َق َ ن ال ّ سوِء«ِ والطبراني عن عقبة بن عامر» :إ ّ ال ّ
ه«ِ .والبيهقي عن أبي َ
صد َقت ِ ِ مةِ في ظأ ِل َّ قَيا َ م ال ِ ن ي َوْ َ م ُ ست َظ ِل المؤ ِ ّ ما ي َ ْ قُبوِر ،وإن ّ َ ال ُ
ه الله ع َلى الّناِر«ِ والنسائي َ َ َ ْ َ
م ُ حّر َ ه َ م شهْوَت َ ُ سل ِ َ م ْ خاه ُ ال ُ مأ َ ن أطعَ َ م ْ هريرةَ » :
ن الماِء م ه قا َ س و ه ع ب ش ْ ي تى ح ز ب خ ال ه خا َ أ م ع ْ ط َ أ ن م » عمر: ابن عن والحاكم
َ َ َ ُ ُ َْ َ ّ ُ َِ ُ َ َ ُ ِ َ َ ْ
م«ِ وفي رواية: عا ٍء سْبعمائ َةِ َ قا َ خن ْد َ ٍء ل َ خَناد ِقاَ ك ُ ّ سب ْعَ َ ن الّنارِ َ م َ حّتى يروَيه ب َعّد َه ُ الله ِ َ
ما َ » عباس: ابن عن والنسائي م«ِ ٍء عاَ ِ ةَ ئ مسما ْ خَ ُ ة ر سي م
ْ َ ْ ِ َ ِ َ ن يَ ق د ن خ ل ّ ُ ك ن ي
َ َْ َ ب ما »
ه
من ُْ م ع َل َي ْهِ ِ َ َ َدا ما تعالى الله ظ
ِ ْ ف ح
ِ في ن
َ كاَ إل ً ا ثوب ً ا لم ِ سَ ُ ْ م سا َ ك س ٍء
م ِ ل م ْ ن ُ م ْ ِ
ة
ض ً ها إل قَب ْ َ مهُْر َ ن َ كا َ ما َ ً
حوَْراَء ع َْينا َ ن َ م ْ م ِ ة«ِ والعقيلي عن ابن عمر» :ك َ ْ خْرقَ ٌ ِ
َ َ َ َ
ما
ر«ِ وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري» :أي ّ َ م ٍء ن تَ ْ م ْ مث ْلَها ِ حن ْطةٍء أوْ ِ ن ِ م ْ ِ
َ ْ َ ً ْ َ
ما ة ،وَأي ّ َ جن ّ ِمارِ ال َ ن ثِ َ م ْ مةِ ِ قَيا َ م ال ِ ه الله ي َوْ َ م ُ جأوٍءع أطعَ َ منا على ُ مؤ ْ ِ م ُ ن أطعَ َ م ٍء مؤ ْ ِ ُ
م، توُ خ
ْ م
ِ َ ال ق رحي ال ن م ِ ِ ة م
َ ياَ ق
ِ ال مَ و َ ي الله ُ ه قاَ س َ إم َ ظأ على َ ً امن ِ ْ ؤ م قى َ س َ ن مِ ْ ؤ م
ِ َ ّ ْ َ ٍء ُ ٍء ُ
) (1/107
َ
ة«ِ وأبو جن ّ ِ
ل ال َ حل َ ِ
ن ُ م ْ
مةِ ِقَيا َ
م ال ِساه ُ الله ي َوْ َمنا ً ع ََلى عْرى ك َ َ مؤ ْ ِ
سا ُ ن كَ َ م ٍءمؤ ْ ِما ُ
وَأي ّ َ
هَم ٍء حت ِهِ ب ِد ِْر
ص ّحَيات ِهِ وَ ِ
ل ِفي َ جأ ُ
صد ّقاُ الّر ُ
ن ي َت َ َ
داود وابن حبان عن أبي سعيد» :ل ْ
ْ خير م َ
سيأِتي صد ُّقوا فَ َ ه«ِ والشيخان عن حارثة» :ت َ َ موْت ِ ِ
عن ْد َ َ
صد ّقاَ ِبمال ِهِ ِن ي َت َ َنأ ْ َ ٌْ ِ ْ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
س
م ِت بال ْ ل الذي يأتيه بها ل َوْ ِ
جأئ ْ َ صد َقَت ِهِ َفيقو ُ جأ ُ
ل بِ َ شي الّر ُ م ِ ن يَ ْ
ما ٌ ع َل َي ْك ُ ْ
م َز َ
قب َُلها«ِ والبيهقي عن أبي َ
ن يَ ْ م ْ
جد ُ َ ة ِلي ِفيها َفل ي َ ِ جأ َ
حا َن َفل َ ما ال َ قب ِل ُْتها ،فَأ ّ لَ َ
صل َةٍء إل َزاد َه ُ الله ِبها َ
صد َقَةٍء أوْ ِ ب ع َط ِي ّةٍء ب ِ َ ل َبا َجأ ّ
ح َر ُ ما فَت َ َ
هريرةَ » :
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة96 :
) (1/108
) (1/109
) (1/110
سوٍءء«ِ .
ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة96 :
وحكى اليافعي عن جأعفر بن سليمان قال :مررت أنا ومالك بن دينار بالبصرة،
مل وإذا شاب جأالس ما رأيت أحسن وجأها ً فبينما نحن ندور فيها مررنا بقصر ُيع َ
منه ،وإذا هو يأمر ببناء القصر وهو يقول افعلوا واصنعوا؛ فقال لي مالك أما
ترى إلى هذا الشاب وحسن وجأهه وحرصه على هذا البناء ،ما أحوجأني إلى أن
أسأل ربي يخلصه ،فلعله يجعله من شباب أهل الجنة ،يا جأعفر ادخل بنا إليه؛
قال جأعفر :فدخلنا وسلمنا فرد ّ السلم ،ولم يعرف مالكًا ،فلما عرفه قام إليه
فقال :ما حاجأتك :قال :كم نويت أن تنفق على هذا القصر؟ِ قال :مائة ألف
درهم؛ قال :أل تعطيني هذا المال فأضعه في حقه ،وأضمن لك على الله عز
وجأل قصرا ً خيرا ً من هذا القصر بولدانه وخدمه وقبابه وخيمه من ياقوتة حمراء
مرصعا ً بالجواهر ،ترابه الزعفران وملطه المسك ،أفسح من قصرك هذا ل
ن قال له الجليل :كن فكان؛ فقال :فخلني يخرب ،لم يمسه يدان ولم يبنه با ٍء
ي غدًا ،فقال :نعم قال جأعفر :فبات مالك وهو يفكر في الشاب، الليلة وبكر عل ّ
فلما كان وقت السحر دعا فأكثر من الدعاء ،فلما أصبحنا غدونا ،فإذا بالشاب
جأالس ،فلما عاين مالكا ً هش إليه ثم قال :ما تقول فيما قلت بالمس؟ِ قال:
تفعل ،قال :نعم فأحضر البدر ودعا بدواة وقرطاس .ثم كتب :بسم الله
الرحمن الرحيم هذا ما ضمن مالك بن دينار لفلن بن فلن إني ضمنت لك على
الله قصرا ً بدل قصرك بصفته كما وصفت ،والزيادة على الله ،واشتريت لك
ل ظأليل بقرب العزيز بهذا المال قصرا ً في الجنة أفسح من قصرك في ظأ ّ
الجليل.
) (1/111
ثم طوى الكتاب ودفعه إلى الشاب وحملنا المال ،فما أمسى مالك حتى ما
بقي عنده فوقا مقدار قوت ليلة ،وما أتى على الشاب أربعون يوما ً حتى وجأد
مالك كتابا ً موضوعا ً في المحراب عندما انفتل من صلة الغداة ،فأخذه ونشره
فإذا في ظأهره مكتوب بل مداد :هذه براءة من الله العزيز الحكيم لمالك بن
دينار ،ووفينا الشاب القصر الذي ضمنت له وزيادة سبعين ضعفًا .قال :فبقي
مالك متعجبا ً وأخذ الكتاب ،فقمنا فذهبنا إلى منزل الشاب ،فإذا الباب مسدود
والبكاء في الدار ،فقلنا :ما فعل الشاب؟ِ قالوا :مات بالمس ،فأحضرنا
دثنا كيف صنعت؟ِالغاسل فقلنا له :أنت غسلته؟ِ قال :نعم .قال مالك :فح ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ت وكفنتني فاجأعل هذا الكتاب بين كفني قال :قال لي قبل الموت إذا أنا م ّ
وبدني ،فجعلت الكتاب بين كفنه وبدنه ودفنته معه ،فأخرج مالك الكتاب ،فقال
ي .قال الغاسل هذا الكتاب بعينه ،والذي قبضه لقد جأعلته بين كفنه وبدنه بيد ّ
فكثر البكاء فقام شاب آخر فقال :يا مالك خذ مني مائتي ألف دينار واضمن لي
مثل هذا .قال :هيهات كان ما كان وفات ما فات والله يحكم ما يريد .قال:
فكان مالك كلما ذكر الشاب بكى ودعا له.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة96 :
وحكي أيضا ً عن جأعفر بن خطاب قال :وقف على بابي سائل فقلت لزوجأتي
ن للسائل ففعلت ،فلما هل معك شيء؟ِ قالت :أربع بيضات ،فقلت :ادفعيه ّ
ي بعض إخواني مخلة فيها بيض فقلت لزوجأتي؛ كم انصرف السائل أهدى إل ّ
فيها من بيضة؟ِ فقالت :ثلثون بيضة .فقلت لها :ويحك أعطيت السائل أربع
بيضات ،وجأاءك ثلثون أين حساب هذا .فقالت :هي أربعون إل أن عشرا ً
مكسورات ،وقيل في هذه الحكاية كانت ثلث من البيض الذي أعطت السائل
ن عشر على صفتها. صحيحات ،وواحدة مكسورة فجاء بكل واحدة منه ّ
) (1/112
وحكي أيضا ً عن الشبلي قال :خرجأت ذات يوم أريد البادية فرأيت شابا ً صغير
ن نحيل الجسم أشعث أغبر عليه ثياب رثة ،وهو جأالس في الجبانة يمرغ الس ّ
خديه بين القبور ،وجأعل يرمق السماء تارة بعد تارة ،ويحرك شفتيه وتسيل
الدموع من عينيه ،وهو مستغرقا في الدعاء والذكر والستغفار ،ول يشغله
شاغل عن التسبيح والتقديس والتحميد والتمجيد والتعظيم ،فلما رأيت الشاب
على تلك الحالة مالت نفسي إليه ،وطابت على لقائه ،فتركت الطريق التي
أروح عليها وقصدت نحوه ،فلما رآني أقبلت إليه انتهض من مكانه ،وقام يمشي
هاربا ً مني ،فنّهضت نفسي في اتباعه لعلي ألحقه ،فلم أقدر على إدراكه فقلت
ي الله فقال :الله ،فقلت بحقه إل ما صبرت ،فأشار بأصبعه ل له :رفقا ً يا ول ّ
أفعل .وقال :الله فقلت :إن كان حقا ً ما تقول ،فأرني صدقك مع الله تعالى
ل يا الله :فوقع في الرض مغشيا ً عليه ،فدنوت منه وحركته،
فنادى بصوت عا ٍء
فإذا هو ميت من ساعته ،فوهمت من ذلك ،وتعجبت من حاله ،وصدقه مع الله
وة إل بالله
تعالى ،وقلت :يختص برحمته من يشاء ـــــ وقلت :ل حول ول ق ّ
العلي العظيم.
) (1/113
ي من أحياء العرب لخذ في جأهازه وإصلح ثم تركته في موضعه وسرت إلى ح َ
شأنه ،فلما رجأعت إليه حجب عني فطلبته في المكان ،فلم أجأد له أثرا ً ول
سمعت له خبرا ً فبقيت متحّيرًا ،وقلت :حجب عني هذا الشاب ،ومن سبقني
إليه فسمعت قائل ً يقول لي :يا شبلي قد كفيت أمر الفتى وما توله إل
الملئكة ،فعليك أنت بعبادة ربك وأكثر الصدقة من مالك ،فما بلغ الفتى ما بلغ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
إل بصدقته يوما ً في الدهر ،فقلت :سألتك بالله إل أخبرتني بصدقته يوما ً في
الدهر ما هي؟ِ فقال :يا شبلي إن هذا الفتى كان في أّول عمره مذنبا ً عاصيا ً
فاسقا ً زانيًا ،فعرض الله عليه رؤيا أفزعته وأقلقته ،وهي أنه رأى في المنام
إحليله قد رجأع ثعبانا ً ودار بفيه ،ثم إنه أطلق من فيه لهب النار ،فأحرقته حتى
عاد كالفحمة السوداء ،فقام فزعا ً مرعوبا ً وخرج فاّرا ً بنفسه مشتغل ً بعبادة
ربه ،وله اليوم منذ رجأع إلى طاعة ربه اثنتا عشرة سنة ،وهو على حالة التضّرع
والخشوع ،فلما كان أمس وقف له سائل سأله قوت يومه ،فخلع ثيابه وسلمها
إليه ،ففرح السائل بذلك ،وبسط كفيه ،ودعا له بالمغفرة ،فأجأاب الله دعاءه
ل
سائ ِ ِ فيه ببركة الصدقة التي فّرحه بها كما جأاء في الحديث :اغ ْت َن ِ ُ
موا د َع ْوَة َ ال ّ
ة. حةِ قَل ْب ِهِ ِبال َ
صد ّقَ ِ عن ْد َ فَْر َ
ِ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة96 :
خاتمة في مدح السخاء والجود
) (1/114
) (1/115
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
غلمه بأربعمائة دينار لبي عبيدة بن الجراح ،وأمره بالتأني ليرى ما يصنع فيها،
فذهب بها إليه وأعطاها له ،وتأنى يسيرا ً ففرقها كلها.
فرجأع الغلم لعمر فأخبره .فوجأده قد أعد ّ مثلها لمعاذبن جأبل ،فأرسلها معه
إليه ،وأمره بالتأني كذلك ففعل ،ففرقها فاطلعت زوجأته وقالت :نحن والله
مساكين فاعطنا .فلم يبق في الخرقة إل ديناران فأعطاهما لها .فرجأع الغلم
لعمر وأخبره فسّر بذلك وقال :إنهم إخوة بعضهم من بعض .وجأاء بسند حسن:
إن زوجأة طلحة بن عبيد الله رأت منه ثقل ً فقالت له :ما لك؟ِ لعله رابك منا
شيء فنعتبك .قال :ل ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ،ولكن اجأتمع عندي مال
ول أدري كيف أصنع؟ِ قالت :وما يغمك منه .ادع قومك فاقسمه بينهم فقال :يا
ي بقومي .فكان جأملة ما قسم أربعمائة ألف. غلم عل ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة102 :
) (1/116
وفي الرياض النضرة أعطى طلحة أعرابيا ً سأله ثلثمائة ألف ،وباع أرضا ً من
عثمان بسبعمائة ألف فحملها إليه .فلما جأاء بها قال :إن رجأل ً يبيت عنده هذه
في بيته ل يدري ما يطرقه من أمر الله .فبات ورسله تختلف في سكك المدينة
حتى أسحر وما عنده منها درهم .وبعث عبد الله بن الزبير إلى عائشة رضي
الله عنها بمال في غرارتين عدته ثمانون ومائة ألف درهم وهي صائمة .فجعلت
تقسم بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم فقالت لجاريتها :هلمي
فطوري .فجاءت بخبز وزيت فقالت لها الجارية :فما استطعت فيما قسمت
كرتني في هذا اليوم أن تشتري لنا لحما ً بدرهم؟ِ قالت ل تعنفيني لو كنت ذ ّ
لفعلت .ووصل عبد الرحمن بن عوف أزواج النبي بمال بلغ أربعين ألفا ً وأوصى
بحديقة لمهات المؤمنين بيعت بأربعمائة ألف .ولمن بقي من أهل بدر لكل
رجأل أربعمائة دينار وكانوا مائة فأخذوها؛ وهي أيضا ً بخمسين ألف دينار؛ وألف
فرس في سبيل الله وباع أرضا ً له من عثمان بأربعين ألف دينار؛ فقسم ذلك
دقا على المال في رحمه بني زهرة وفقراء المسلمين وأمهات المؤمنين ،وتص ّ
عهد رسول الله بشطر ماله أربعة آلف درهم؛ ثم بأربعين ألف دينار ،ثم
خمسمائة فرس في سبيل الله؛ ثم وردت له قافلة من تجارة بالشام ،فحملها
إلى رسول الله ؛ فدعا له النبي بالجنة؛ فنزل جأبريل فقال :إن الله يقرئك
السلم ويقول لك :أقرىء عبد الرحمان السلم وبشره بالجنة رضي الله عنهم
وعنا معهم.
وحكي لما قدم إمامنا الشافعي رضي الله عنه من صنعاء إلى مكة كان معه
ب
عشرة آلف دينار ،فقيل له :تشتري بها ضيعة؛ فضرب خيمة خارج مكة وص ّ
الدنانير ،فكل من دخل عليه أعطاه قبضة ،فلما جأاء وقت الظهر قام ونفض
الثوب ولم يبق شيء .وقيل :إن أمه قالت له :لو دخلت ومعك درهم ما سلمت
عليك .يا ابن آدم أنفق ينفق عليك ووسع يوسع عليك ،ول تقتر فيقتر عليك
واشترِ بالفاني الباقي قبل أن تبلغ النفس التراقي.
) (1/117
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/118
وحكى اليافعي عن الشيخ أبي الربيع المالقي أنه قال :سمعت بامرأة من
الصالحات في بعض القرى اشتهر أمرها .وكان من دأبنا أن ل نزور امرأة،
فدعت الحاجأة إلى زيارتها للطلع على الكرامة التي اشتهرت عنها ،وكانت
تدعى بالفضة .فنزلنا القرية التي هي فيها ،فذكر لنا أن عندها شاة تحلب لبنا ً
وعسلً ،فاشترينا قدحا ً جأديدا ً لم يوضع فيه شيء ومضينا إليها وسلمنا عليها.
ثم قلنا لها :نريد أن نرى هذه البركة التي ذكرت لنا عن هذه الشاة التي
عندكم ،فأخذنا الشاة وحلبناها في القدح فشربنا لبنا ً وعسلً .فلما رأينا ذلك
سألناها عن قصة الشاة؟ِ فقالت :نعم كانت لنا شويهة ،ونحن قوم فقراء ولم
يكن لنا شيء .فحضر العبد فقال لي زوجأي :وكان رجأل ً صالحًا ،نذبح هذه
الشاة في هذا اليوم ،قلت له :ل تفعل فإنه قد رخص لنا في الترك ،والله يعلم
حاجأتنا إليها ،فاتفق أن استضاف بنا في ذلك اليوم ضيف ،ولم يكن عندنا قرى
فقلت له :يا رجأل هذا ضيف ،وقد أمرنا بإكرامه ،فخذ تلك الشاة فاذبحها قال:
فخفنا أن يبكي عليها صغارنا ،فقلت له :أخرجأها من البيت إلى وراء الجدار
فاذبحها .فلما أراقا دمها قفزت شاة على الجدار فنزلت إلى البيت ،فخشيت
أن تكون قد انفلتت منه ،فخرجأت لنظرها .فإذا هو يسلخ الشاة فقلت له :يا
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
رجأل عجبا ً وذكرت له القصة ،فقال :لعل الله أبدلنا خيرا ً منها ،فكانت تلك
تحلب اللبن ،وهذه تحلب اللبن والعسل ببركة إكرامنا الضيف.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة105 :
فصل في الزهد
) (1/119
ريد ُ ن يُ ِ كا َ ن َ م ْ ه ،وَ َ حْرث ِ ِ ه ِفي َ خَرةِ ن ُزِد ْ ل َ ُ ث ال ِ حْر َ ريد ُ َ ن يُ ِ كا َ ن َ م ْ قال الله تعالىَ } :
ب{ )سورة الشورى(20 : ن ِنصي ٍء م ْ خَرةِ ِ ه في ال ِ من َْها َوما ل ُ ث الد ّْنيا ن ُؤ ْت ِهِ ِ حْر َ َ
وأخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما .قال» :أخذ رسول الله بمنكبي
ل«ِ وكان ابن عمر يقول :إذا سبي ٍء عاب ُِر َ ب أ َوْ َ ك غ ََري ٌ ن ِفي الد ّن َْيا ك َأ َن ّ َ فقال» :ك ُ ْ
أمسيت فل تنتظر الصباح ،وإذا أصبحت فل تنتظر المساء ،وخذ من صحتك
لمرضك ،ومن حياتك لموتك .وابن ماجأه عن سهل بن سعد الساعدي ،قال:
جأاء رجأل إلى النبي فقال :دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني
حب ّ َ
ك س يُ ِ دي الّنا َ حب ّ َ
ِ ك الله ،واْزهَد ْ ِفيما ِفي أي ْ ِ الناس؟ِ قال» :اْزهَد ْ ِفي الد ّْنيا ي ُ ِ
ُ َ
خذ َ فيهِ أ ِ ما ي َك ْ ِ من َْها فَوْقاَ َ خذ َ ِ نأ َ م ْ ن َ كوا الد ّْنيا لهْل َِها َفإ ّ س«ِ والديلمي» :ات ُْر ُ الّنا ُ
ل َول حل ِ ريم ِ ال َ ح ِ س ب ِت َ ْ َ
هاد َة ُ ِفي الد ّْنيا لي ْ َ شعُُر«ِ والترمذي» :الّز َ فهِ وَهُوَ ل ي َ ْ حت ْ ِ
ن َ م ْ ِ
َ ما ِفي ي َد ِ َ ُ َ
ما ِفي ي َد ِ ك أوْث َقَ ب ِ َ ن بِ َ ن ل ت َكو َ هاد َة َ ِفي الد ّْنيا أ ْ ن الّز َ مالَ ،ولك ِ ّ عة ال َ ضا َ إ َ
َ َ
ك ِفيها لوْ أن َّها ل َ َ من ْ َ َ ُ َ ُ َ
ك«ِ ب ِ ت ،أْرغ َ َ صب ْ َ تأ ِ ذا أن ْ َ صيب َةِ إ َ م ِ ب ال ُ وا ِ ن ِفي ث َ َ ن ت َكو َ الله ،وأ ْ
م، ْ
ة ِفيها ت ُكث ُِر الهَ ّ ن ،والّرغ ْب َ ُ ب َوالب َد َ َ قل َْ ح ال َ ري ُ والقضاعي :الّزهْد ُ ِفي الد ّْنيا ي ُ ِ
ب .والطبراني :تفرغوا من هموم الدنيا ما قل ْ َ سي ال َ ق ّ ة تُ َطال َ ُ
ن والب َ َ حْز ُ وال ُ
استطعتم ،فأنه من كانت الدنيا أكثر همه أفشى الله ضيعته وجأعل الله فقره
بين عينيه ،ومن كانت الخرة أكثر همه جأمع الله تعالى أمره ،وجأعل غناه في
قلبه ،وما أقبل عبد بقلبه إلى الله ،جأعل الله قلوب المؤمنين تغدو إليه بالود ّ
والرحمة ،وكان الله بكل خير إليه أسرع.
) (1/120
والشيخان قالت عائشة رضي الله عنها :ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين
متتابعين حتى قبض .والترمذي قال عبد الله بن مسعود :نام رسول الله على
حصير فقام وقد أثر في جأنبه فقلنا :يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء؟ِ فقال:
ست َظ َ ّ َ
ح
م َرا َ جَرةٍء ث ُ ّ
ش َ ت َ ح َ ل تَ ْ با ْما أَنا ِفي الد ّْنيا إل ك ََراك ِ ٍء ما ِلي وَِللد ّْنيا َ » َ
وَت ََركَها«ِ .وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت :لم يمتلىء جأوف النبي َ
ب إليه من الغنى ،وإن شبعا ً قط ،ولم يبث شكوى إلى أحد ،وكانت الفاقة أح ّ
ل جأائعا ً يلتوي طول ليلته من الجوع ،فل يمنعه صيام يومه ،ولو شاء كان ليظ ّ
سأل ربه جأميع كنوز الرض وثمارها ورغد عيشها ،فأعطي ،ولقد كنت أبكي له
رحمة مما أرى ،وأمسح بيدي على بطنه مما به من الجوع ،وأقول :نفسي لك
واني
خ َ
ما ِلي وَِللد ّْنيا إ ْ ة َش ُ عائ ِ َ الفداء لو تبلغت من الدنيا بما يقوتك ،فيقولَ» :يا َ
َ َ م ُ
ضوا ع َلى م َ ن هذا ،فَ َ م ْ ما هُوَ أشد ّ ِ صب َُروا ع ََلى َ
ل َ س ِ ن الّر ُ
م َ ن أوِلي العَْزم ِ وَ ِ ِ ْ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ َ َ َ
نحي إ ْ ست ِجأد ُِني أ ْم ،فَأ ِ ل ثَ َ
واب َهُ ْ جأَز َ
م وَأ ْمآب َهُ ْ م ،فَأك َْر َ
م َ موا ع ََلى َرب ّهِ ْ قد ِ ُ م فَ َحال ِهِ ْ
َ
ن َ َ ن َ ً َ َ مِعي َ ّ
م َ
ي ِب إل ّ ح ّيٍءء أ َش ْ م ْ
ما ِ م ،وَ َدون َهُ ْ
صَر بي غدا ُ ق ّ
ن يُ َشِتي أ ْ ت ِفي َ ت ََرفهْ ُ
ً َ
خلِئي«ِ .قالت :فما أقام بعد إل شهرا حتى توفي . واِني ،وَأ ِخ َ قا ب ِإ ِ ْ
حو ِ الل ّ ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة107 :
وروي أن سليمان عليه السلم كان مع ما أعطى من الملك ،ل يرفع بصره إلى
شعا ً وتواضعا ً لله ،وكان يطعم الناس لذائذ الطعمة ويأكل خبز السماء تخ ّ
الشعير ،وقد قيل له :ما لك تجوع وأنت على خزائن الرض؟ِ قال :أخاف أن
دقت عائشة رضي الله أشبع فأنسى الجائع .وقال :عروة بن الزبير :لقد تص ّ
عنها بخمسين ألفا ً وإن درعها لمرقع.
) (1/121
ة وتأنق وتغالى فيوحكى اليافعي أن بعض ملوك المم السالفة بنى مدين ً
حسنها وزينتها ،ثم صنع طعاما ً ودعا الناس ،وأجألس أناسا ً على أبوابها يسألون
كل من خرج هل رأيتم عيبًا؟ِ فيقولون :ل حتى جأاء ناس في آخر الناس عليهم
أكسية فسألوهم :هل رأيتم عيبًا؟ِ قالوا :عيبين اثنين ،فحبسوهم ودخلوا على
الملك فأخبروه بما قالوا .فقال :ما كنت أرضى بعيب واحد ،فائتوني بهم
فأدخلوهم عليه ،فسألهم عن العيبين ما هما؟ِ فقالوا :تخرب ويموت صاحبها.
قال :أفتعلمون دارا ً ل تخرب ول يموت صاحبها؟ِ قالوا له :نعم فذكروا له الجنة
وفوه منها .ودعوه إلى عبادة وقوه إليها ،وذكروا النار وعذابها ،وخ ّ
ونعيمها ،وش ّ
ً
الله عز وجأل ،فأجأابهم إلى ذلك ،وخرج من ملكه هاربا ،إلى الله تعالى.
) (1/122
)تنبيه( إن الزهد الحقيقي برودة الدنيا على قلب العبد ،لجأل الله وعظيم ثوابه
ومقدماته ترك طلب المفقود من الدنيا ،وتفريق المجموع منها ،وترك إرادتها
واختيارها ،فإذا أتى بها العبد أورثت تلك الزهد الحقيقي .ثم الباعث على الترك
والتفريق وذكر آفات الدنيا وعيوبها .قال بعضهم :تركت الدنيا لقلة غنائها وكثرة
عنائها ،وسرعة فنائها وخسة شركائها .وقال الغزالي القول البالغ فيه ما قاله
بل ،وأنت محبه فمن أح ّ شيخنا أبو بكر الطوسي :إن الدنيا عدّوة الله عّز وجأ ّ
أحدا ً أبغض عدّوه جأعلنا الله من المبغضين للدنيا والمحبين للخرة .وروى الليث
ي الله أكون معك، عن جأرير قال :صحب رجأل عيسى عليه السلم ،وقال :يا نب ّ
وأصحبك فانطلقا إلى شط نهر ،فجلسا يتغديان ومعهما ثلثة أرغفة ،فأكل
رغيفين ،وبقي رغيف ،فقام عيسى عليه السلم إلى النهر فشرب ،ثم رجأع فلم
يجد الرغيف ،فقال للرجأل :من أخذ الرغيف؟ِ قال :ل أدري فانطلق ومعه
صاحبه ،فرأى ظأبية ومعها خشفان لها .قال :فدعا أحدهما فأتاه فذبحه وشوى
منه ،وأكل هو والرجأل .ثم قال للخشف :قم بإذن الله فقام فذهب ،فقال
من أخذ الرغيف؟ِ قال :ما أدري ،قال :ثم للرجأل :أسألك بالذي أراك هذه الية َ
انتهيا إلى نهر فأخذ عيسى بيد الرجأل فمشيا على الماء فلما جأاوزا .قال:
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
أسألك بالذي أراك هذه الية من أخذ الرغيف؟ِ قال :ل أدري ،قال :فانتهيا إلى
مفازة فجلسا ،فأخذ عيسى فجمع ترابا ً أو رملً ،وقال له :كن ذهبا ً بإذن الله
فكان ذهبا ً فقسمه ثلثة أثلث .فقال :لي ثلث وثلث لك وثلث لمن أخذ
الرغيف ،فقال :أنا أخذته ،قال :فكّله لك ،وفارقه عيسى ،فانتهى إليه رجألن
وهو في المفازة ومعه المال ،فأرادا أن يأخذاه منه ويقتله .فقال هو بيننا أثلثا ً
قال :فابعثوا أحدكم إلى القرية ليشتري طعامًا ،فقال الذي بعث لي شيء
ن لهما في الطعام سما ً فأقتلهما به ،وآخذ هذا المال نقاسم هذا المال ،لجأعل ّ
جأميعه ،فجعل فيه السم وقال صاحباه في غيبته:
) (1/123
لي شيء نقاسمه المال إذا جأاء قتلناه ،واقتسمنا المال نصفين فجاء فقتله،
ثم أكل الطعام فماتا وبقي المال في المفازة ،وأولئك الثلثة قتلى حوله ،فمّر
عيسى عليه السلم بهم ،وهم على تلك الحالة فقال لصحابه :هذه الدنيا
فاحذروها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة107 :
خاتمة في فضل الفقر والفقراء
قَراَء ن فُ َ َ ُ ُ
قَراِء أل أب َ ّ َ معْ َ
مأ ّ شُرك ْ ف َ شَر ال ُ أخرج ابن ماجأه عن ابن عمرَ» :يا َ
ة قَب َ َ
م«ِ وأبو نعيم عن عا َ ٍء سمائ َةِ َ خم ْ ف َيوم ٍء َ ص ِ ل الغ ْن َِياَء ب ِن ِ ْ جن ّ َ ْ ن ال َ خُلو َ ن ي َد ْ ُ مِني َ مؤ ْ ِ ال ُ
دارِ
ق َ م ْل الغ ْن َِياِء ب ِ ِ مةِ قَب ْ َ قَيا َ فوْزِ ي َوْم ٍء ال ِ ن بال َ مِني َ مؤ ْ ِ قَراُء ال ُ شر فُ َ أبي سعيد» :لي ُب َ ّ
ن«ِ ومسلم عن ابن سُبو َ حا َ ن َوهؤلء ي ُ َ مو َ جن ّةِ ي َت َن َعّ ُ عام ٍء هؤلِء في ال َ مائ َةِ َ س َ خم ْ َ
َ َ ّ َ ْ َ َ َ ّ
تت ِفي الّنارِ فََرأي ْ ُ قَراَء َواطلعْ ُ ف َ ت أكث ََر أهْل َِها ال ُ جن ّةِ فََرأي ْ ُ ت ِفي ال َ عباس» :اطلعْ ُ
م فََرحا ً حْزنا ً أ َط ْوَل ُك ُْ م ِفي الد ّْنيا ُ ُ
ن أطوَلك َْ ْ َ
ساَء«ِ وابن عساكر» :إ ّ أك ْث ََر أهْل َِها الن ّ َ
َ َ
جأوعا ً ِفي ال ِ َ خرة وإ َ
ة«ِ وهو وأبو خَر ِ م ُ شَبعا ً ِفي الد ّْنيا أك ْث ََرك ُ ْ م َ ن أك ْث َُرك ُ ْ ِفي ال ِ َ ِ َ ِ ّ
م َول صَيا ُ صلة ُ َول ال ّ ها ال ّ فُر َ َ
ب ذنوبا ل ي ُك ّ ً ُ ن الذُنو ِ ّ م َ ن ِ نعيم عن أبي هريرة» :إ ّ
ن الله ّ »إ عساكر: وابن ة«ِ ِ شَ عيَ ِ م ال ب ِ َ ل َ ط في ها ُ ُ ُ ِ
م مو ه ال فُر َ مَرة ُ ي ُك َ ّ ج َول العُ ْ ح ّ ال َ
جألِلي ل أن ْزِل َّنك إل ّ ِفي ُ َ
عزِتي وَ َ ل وَ ِ م َقا َ ض ع َْنها .ث ُ ّ خل َقَ الد ّْنيا أع َْر َ ما َ ت ََعاَلى ل ّ
ما سقى ضةٍء َ ح ب َُعو َ جأَنا َ عن ْد َ الله َ ل ِ ت الد ّْنيا ت َعْد ِ ُ كان َ ِ خل ِْقي«ِ .والترمذي» :ل َوْ َ شَرارِ َ ِ
ن ي َأِتينيْ كا َ ما ن س ح َ أ في لُ ري ب جأ َ
ل ز ن » والبيهقي: ء«ِ ٍء ما ة ب ر شُ ها ن م ً ا فر كاَ
َ ْ َ ِ َ ِ ْ ِ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ِ ِ
ك :إني َ
مد َ وََيقول ل َ ح ّ م َ م َيا ُ سل َ ك ال ّ قرِئ ُ َ َ
ن الله ت ََعالى ي ُ ْ ة .فقال :إ ّ صوَر ً ُ
) (1/124
َ َ
ددي إلى أوليائي ك َ ْ
ي ن تمّرِري وَت َك ْد ِّري وََتضّيقي وََتش ّ ت إلى الد ّْنيا أ ْ حي ْ ُقَد ْ أوْ َ
داِئي«ِ ومسلم عن أبي هريرة ة لع ْ َ جأن ّ ً جنا ً لوْل َِياِئي وَ َ س ْقت َُها ِ خل َ ْقاِئي فإِني َ حّبوا ل ِ َيُ ِ
َ
ضي ذا هُوَ بأبي ب َك ْرٍء وَع ُ َ
مَر َر ِ ة ،فَإ ِ َ ت ي َوْم ٍء أوْ ل َي ْل َ ٍء ل الله َ
ذا َ سو ُ ج ع َل َي َْنا َر ُ
خَر َقالَ » :
َ
ة؟ِ قال :الجوع يا رسول ساع َ َ
ما هاذ ِهِ ال ّ ن ب ُُيوت ِك ُ َ
م ْما ِ جأك ُ ْ
خَر َ ما أ ْ الله عنهما فقالَ :
َ ّ َ
موا فقاموا معه، ما ُقو ُ جأك ُ َخَر َ
ذي أ ْ جأِني ال ِ خَر َ سي ب ِي َد ِهِ ل ْ ف ِ ذي ن َ ْ الله؟ِ قال :وَأَنا وال ّ ِ
فأتى رجأل ً من النصار فإذا هو ليس في بيته ،فلما رأته المرأة قالت :مرحبا ً
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ
ن ،قالت :ذهب يستعذب لنا الماء إذ جأاء ن ُفل ٌ وأهلً .فقال لها رسول الله » :أي ْ َ
َ
م
جأد ُ الي َوْ َ
ما أ ِ مد ُ ل ِل ّهِ َح ْالنصاري ،فنظر إلى رسول الله وصاحبيه ثم قال :ال ْ َ
مني ،فانطلق بعذقا فيه بسر وتمر ورطب .فقال :ك ُُلوا وأخذ أ َك ْر َ
ضَيافا ً ِ مأ ْ َ َ
ب«ِ فذبح لهم فأكلوا من الشاة حلو َ ُ َ
المدية .فقال له رسول الله » :إّياك وال َ
ومن العذقا وشربوا ،فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله لبي بكر وعمر:
فسي بيده ل َت َ
ن ب ُِيوت ِك ُ ْ
م م ْم ِجأك ُ ْ
خَر َ مةِ أ َ ْقَيا َ ن هاذ ّ الن ِّعيم ِ ي َوْ َ
م ال ِ ن عَ ْ سأل ُ ّ
َِ ِ ِ ُ ْ ذي ن َ ْ ِ »َوال ّ ِ
َ
م«ِ .والبخاري عن إبراهيم بن عبد م هاذا الن ِّعي ُ صاب َك ُ ْ
حّتى أ َ جأُعوا َ
م ت ُْر ِم لَ ْ
جوع ُ ث ُ ّ ال ُ
الرحمان بن عوف عن أبيه :أتي بطعام وكان صائمًا .فقال :قتل أو توفي
مصعب بن عمير وهو خير مني فلم يوجأد له ما يكفن فيه إل بردة إن غطى بها
رأسه بدت رجأله ،وإن غطى رجأله بدا رأسه ،ثم بسط لنا من الدنيا ،ما بسط
لنا ،أو قال :أعطينا من الدنيا ما أعطينا قد خشينا أن تكون حسناتنا قد عجلت
لنا ،ثم جأعل يبكي حتى ترك الطعام ،وهو عن أبي هريرة قال :لقد رأيتني وإني
لخّر فيما بين منبر رسول الله إلى حجرة عائشة رضي الله عنها مغشيا ً عل ّ
ي
فيجييء الجائي فيضع رجأله على
) (1/125
عنقي ،ويرى أني مجنون وما بي جأنون ،وما بي إل الجوع وروي أنه كان يبيت
هو وأهله الليالي المتتابعة طاويا ً ل يجدون عشاء .وروي »أن جأبريل عليه
السلم نزل فقال للنبي :إن الله يقرئك السلم ،ويقول لك :أتحب أن أجأعل
لري ُ هذا الجبل ذهبًا ،ويكون معك حيثما كنت؟ِ فأطرقا ساعة ثم قالَ» :يا ِ
جأب ْ ِ
ه فقال له ل لَ ُ ق َن ل عَ ْ م ْمعَُها َ ج َ ه يَ ْ ل لَ ُ ما َ نل َ م ْ ل َ ما َ ه وَ َ داَر ل َ ُ
نل َ م ْداُر َ
الد ّْنيا َ
جأبريل :ثبتك الله يا محمد بالقول الثابت«ِ وروي عن الحسن البصري أنه قال
ما ي َعْت َذ ُِرل كَ َ جأ ّ مةِ َفيعْت َذ ُِر الله ع َّز وَ َ قَيا َ م ال ِ قيرِ ي َوْ َ ف ِ قال النبي » :ي ُؤ َْتى بالعَب ْد ِ ال َ
وان ِكَ َ
ت ع َن ْك الد ّْنيا ل ِهَ َ ما َزوَي ْ ُ جألِلي َ عّزِتي وَ َ قول :وَ ُِ َ
ل ِفي الد ّْنيا في َ ُ جأ ِ ل إلى الّر ُ جأ ُ
الّر ُ
ه ذ ها إلى دي بع يا ج ر خ ا ة َ ل ضي َ ف وال ة م را َ ك ال ن م كَ َ ل ت د د ع َ أ لما ع َل َ ّ َ ِ ْ ِ
ن ك ول ي
ِ ِ ِ ِ ْ ُ ْ َ َْ ِ َ َ ِ ِ َ ْ َ ْ ُ
َ َ َ
خذ ْ ب ِي َد ِهِ فَهُوَ جأِهي فَ ُ ك وَأَراد َ ِبذال ِ َ
ك وَ ْ سا َ ك أوْ ك َ َ م َ ن أط ْعَ َ م ْ ف َوان ْظ ُْر إلى َ فو ِ ص ُ
ال ّ
َ
كل ب ِهِ ذال ِ َ ن فَعَ َ م ْ ف وَي َن ْظ ُُر َفو َ ص ُل ال ّ خل ّ ُ م العََرقاُ فَي َت َ َ مهُ ُ ج َ مئ ِذ ٍء قَد ْ أل َ َ س ي َوْ َ كَ ،والّنا ُ لَ َ
ْ
ة«ِ . جن ّ َ ه ال َ خل ُ ُ خذ ُ ب ِي َد ِهِ وَي ُد ْ ِ ِفي الد ّْنيا فَي َأ ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة110 :
ن القيامة قد قامت ،ويقال: وحكى القشيري عن بعضهم أنه قال :رأيت كأ ّ
دم ،فتقدم أدخلوا مالك بن دينار ومحمد بن واسع الجنة ،فنظرت أيهما يتق ّ
دمه فقيل لي :إنه كان له قميص واحد، محمد بن واسع فسألت عن سبب تق ّ
ولمالك قميصان.
) (1/126
وحكى اليافعي عن الشيخ أبي محمد الجريري قال :دخل علينا الرباط بعد
صلة العصر شاب مصفّر اللون أشعث الشعر حاسر الرأس حافي القدمين،
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
دد الوضوء وصلى ،ثم جألس ووضع رأسه في جأيبه إلى المغرب ،فلما صلى فج ّ
معنا المغرب جألس كذلك ،وإذا رسول الخليفة يستدعينا في دعوة فقمت إلى
الشاب وقلت له :هل لك أن توافقنا إلى دار الخليفة ،فرفع رأسه وقال :ليس
طرحت قوله حيث لم لي قلب إلى دار الخليفة ،ولكن أشتهي عصيدة حارة فا ّ
يوافق الجماعة والتمس شهوة وقلت في نفسي :هذا قريب العهد بالطريقة لم
دب ،ومضيت إلى دار الخليفة ،وأكلنا وشبعنا وتفرقنا أخر الليل ،فلما دخلت يتأ ّ
الرباط رأيت الشاب على تلك الحالة ،فجلست على سجادتي ساعة ،فلهجت
عيناي بالنوم ،وإذا جأماعة وقائل يقول :هذا رسول الله والنبياء كلهم عليهم
السلم ،فدنوت إليه وسلمت عليه ،فولى وجأهه عني معرضًا ،فكّررت عليه وهو
يعرض عني ،ول يجيب فخفت من ذلك .فقلت :يا رسول الله ما الذي أذنبت
شت ََهى ع َل َي ْ َ ُ
ه،
ت بِ ِشهْوَة ً فَت ََهاوَن ْ َك َ مِتي ا ْ قيُر أ ّ حتى تعرض عني بوجأهك؟ِ فقال» :فَ ِ
َ َ
بت الَبا ِ صوْ َت َ سمعْ َ ه ،وَ َ جأد ْ ُ
مأ ِ قيرِ فَل ْ ف ِحوَ ال َ ت نَ ْ
م ُعوبًا ،وَقُ ْ مْر ُ ت َ قظ ْ ُست َي ْ ََفا ْ
ه .فإذا هو به قد خرج فناديته يا فتى اصبر حتى نحضر شهوتك َ َ
ت ِفي طلب ِ ِ جأ َ خَر ْ فَ َ
صلها إليه ْ شهْوَة ً َفل ُتو ِ َ َ
قيٌر ع َلي ْك َ شت ََهى فَ ِ ذا ا ْ ي وقال :إ َ التي طلبتها فالتفت إل ّ
َ َ َ ْ َ حّتى َيتشفعَ إ ِل َي ْ َ
ة إلْيها جأ َ
حا َي فل َ ف نب َ ن أل ِ ري َ ش ِ ع ْ ي وَأْرب َعَةٍء وَ ِ ف َنب َ ك ِبمائ َةِ أل ِ
ومضى .حشرنا الله في زمرة المساكين وأدخلنا معهم الجنان آمين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة110 :
ن بالصدقة فصل في الم ّ
) (1/127
َ
ذي ذى كال ّ ِ ن َوال َ م ّ م بال َ صد ََقات ِك ُ ْ مُنوا ل ت ُب ْط ُِلوا َ نآ َ ذي َ قال الله تعالىَ} :يا أّيها ال ّ ِ
ن ع َل َي ْهِوا َ
ف َص ْ
ل َ كمث ِ ه َ مث َل ُ ُ
خر فَ َ ن بالله َوالي َوْم ِ ال ِ م ُس َول ي ُؤ ْ ِ ه ِرئاَء الّنا ِ مال َ ُ فق ُ َ ي ُن ْ ِ
دي َ ن ع َلى َ َ ً َ َ ٌ َ َ
سبوا والله ل ي َهْ ِ ما ك َ م ّ يٍءء ِ ش ْ قد ُِرو َ
صِلدا ل ي َ ْ ه َ ه َواب ِل فتَرك ُ
صاب َ ُ
ب فأ َ ت َُرا ٌ
دقا بشيء ن من تص ّ ن{ )سورة البقرة (264 :بين الله تعالى أ ّ ري َ َ
م الكافِ ِ قو ْ َ ال َ
ده الله ّ أع الذي العظيم الثواب ذلك لنيله اشترط الصدقات أنواع من
ن بها على المعطى والذى .فالمن هو أن دقين أن تسلم صدقته من الم ّ للمتص ّ
ب الخذ اطلعه .وقيل :هو أن يرى دد نعمته على الخذ ،أو يذكرها لمن ل يح ّ يع ّ
دقا عليه بإحسانه ،ولذلك ل ينبغي أن يطلب منه دعاء، لنفسه مزية على المتص ّ
ول يطمع فيه لنه ربما كان في مقابلة إحسانه فيسقط أجأره.
دته أخبرنا شيخنا قطب الوجأود وشمس دائرة الشهود محمد البكري عن جأ ّ
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها :أنها كانت إذا تصدقت على أحد أرسلت
على أثره رسول ً يتبعه إلى مسكنه ،ليتعرف هل يدعو لها ،فتدعو له بمثل دعائه
لئل يكون دعاؤه في مقابلة الصدقة فينقص أجأرها ،فلذا قال أصحابنا :يستحب
دقا عليه بمثل ما دعا له .وقال عبد الرحمن بن زيد دقا أن يدعوا للمتص ّ للمتص ّ
ً
بن أسلم :كان أبي يقول :إذا أعطيت رجأل شيئا ورأيت أن سلمك يثقل عليه: ً
ف سلمك عنه .والذى أي لكونه يتكلف لك قياما ً ونحوه لجأل إحسانك إليه فك ّ
ن؛ مسقط للثواب كما أخبر الله هو أن ينهره أو يعّيره أو يشتمه ،فهذا كالم ّ
تعالى .وأخرج مسلم :ثلثة ل يكلمهم الله يوم القيامة ول ينظر إليهم ول
ن الذي ل يعطي شيئا ً إل من ً
ة يزكيهم ولهم عذاب أليم :المسبل إزاره والما ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
والمنفق سلعته بالحلف الكاذب .والحاكم :ثلثة ل يقبل الله منهم يوم القيامة
ب ولصرفا ً ول عدل ً عاقاّ ومنان ومكذب بالقدر .والنسائي :ل يدخل الجنة خ ّ
بخيل ول منان.
) (1/128
ُ
صد َقَ ً
ة ل الله َ قب َ ُ حق ّ ل ي َ ْ ذي ب َعَث َِني ِبال َ مد ٍء َوال ّ ِ ح ّ م َ ة ُ م َ )مهمات( أخرج الطبرانيَ :يا أ ّ
سي ب ِي َد ِهِ ل ف ِ ذي ن َ ْ م ،وال ّ ِ صرِفَُها إلى غ َي ْرِه ِ ْ ه وَي َ ْ صل َت َ ُ ن ِ جأو َ حَتا ُم ْ ة ُ ه قََراب َ ٌ ل وَل َ ُ جأ ٍء ن َر ُ م ْ ِ
ضل ً ُ َ ْ ً َ ُ
ه فَ ْ سأل ُ مهِ فَي َ ْ ح ِ ذا َر ِ حم ٍء ي َأِتي َ ن ذي َر ِ م ْ ما ِ ة .وهو أيضاَ : م ِ قَيا َ م ال ِ ي َن ْظُر إلي ْهِ ي َوْ َ
جاع ٌ قال لَها ُ َ َ َ ّ َ خ ُ َ أ َع ْ َ
ش َ ة يُ َ حي ّ ً جأهَّنم َ ن َ م ْ ه ِ ج الله ل ُ خَر َ ل ع َلي ْهِ إل أ ْ ه ،في َب ْ َ طاه ُ الله إّيا ُ
ه .والتلمظ :تطعم ما يبقى في الفم من آثار الطعام. ظ فَُيطوقاُ ب ِ ِ م ُ ي َت َل َ ّ
كيهم وَل َهُ ْ
م م َول ي ُْز ّ مةِ َول ي َن ْظ ُُر إل َي ْهِ ْ قَيا َ م ال ِ م الله ي َوْ َ مهُ ُ ة ل ي ُك َل ّ ُ والشيخانَ :ثلث َ ٌ
َ
ل َباي َعَ جأ ٌ ل :وََر ُ سبي ِ ن ال ّ من اب ِ ه ِ من َعُ ُفلةِ ي َ ْ ماٍءء ِبال َ ل َ ض ِل ع ََلى فَ ْ جأ ٌمَ :ر ُ ب أِلي ٌ ذا ٌ عَ َ
ه وَهُوَ ع ََلى غ َي ْرِ صد ّقَ ُ ذا ،فَ َ ذا وَك َ َ خذها ب ِك َ َ
َ
ه ِبالله ل ْ ف لَ ُ حل َ َ صرِ فَ َ سل َْعة ب َعْد َ العَ ْ جأل ً ِ َر ُ
م يعْط ِهِ ن لَ ْ من َْها وفى ،وإ ْ طاه ُ ِ ن أع ْ َ ه إل ل ِد ُن َْيا؛ فَإ ِ ْ ل َباي َعَ إماما ً ل ي َُباي ِعُ ُ جأ ٌ ك؛ وََر ُ ذال ِ َ
َ َ َ
م
ما ل ْ ل َ ض َ ت فَ ْ من َعْ َ ما َ ضِلي ك َ َ ك فَ ْ من َعُ َ مأ ْ ف .وفي رواية يقول الله:الي َوْ َ م يَ ِ من َْها ل ْ ِ
ك. مل ي َد ُ َ ت َعْ َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة114 :
) (1/129
وابن ماجأه قالت عائشة رضي الله عنها :يا رسول الله ما الشيء الذي ل يحل
َ
ن
ل ِلي أ ْ ف ُ ن ي َت َك َ ّ م ْ ح َوالّناُر«ِ وأخرج أبو داود والحاكمَ : مل ْ ُ ماُء َوال ِ منعه؟ِ قال» :ال َ
َ َ
ة فَأن َْزلها َ َ َ
شْيئا أت َك َ ّ ً لي َ
ه َفاقَ ٌ صاب َت ْ ُنأ َ م ْ ة .وهما وأحمدَ : جن ّ َ ه ال َ لل ُ ف ُ س َ ل الّنا َ سأ ِ َ ْ
ل أْو جأ آ ت و م ب ما إ نى، ِ غبال ه َ ل الله ك َ شَ و بالناس ل َم تسد َفاقَته وإن أ َنزل َها بالله أ َ
ِ ٍء ِ ّ ِ َ ْ َ ُ ِ َ ِ َ ْ َ ْ ْ ُ ُ ّ ِ ّ ِ ْ َ
ُ
قطَ س َن َ ك ،وَإ ِ ْ سوْط َ ُ شْيئا َول َ ً س َ ل الّنا َ سأ ِ ل .وأحمد عن أبي ذّر ل ت َ ْ جأ ٍء
عا ِ ى َ
َ ْ ِغن ً
بقضي ِ س بِ َ ُ خذ ُ ُ ل إلي ْهِ فَت َأ ُ َ حّتى ت َن ْزِ َ من ْ َ
ن الّنا ِ م عَ ِ حد ُك ْ نأ َ ست َغْ ِ ه .والبيهقي ل ِي َ ْ
َ
ك َ ِ
موي أي ِتا ّ س ِ وة َ ة ،أي ق ّ ذي مّر ٍء يَ ،ول ل ِ ل لغن َ ح ّ ة ل تَ ِ َ
سأل َ م ْ ن ال َ ك .والترمذي إ ّ وا ٍء س َِ
مد ْقٍِءع ،أي شديد أو غرم مفظع، ذي َفقرٍء ُ ّ ّ
الخلق سالم من موانع الكتساب إل ل ِ
صفا ،أي ً مةِ وَر ْ قَيا َ م ال ِ جأهِهِ ي َوْ َ موشا في وَ ْ ً خ ُ ن َ كا َ ه َ مال ُ ُ ري ب ِهِ َ س ل ِي َث ْ ِ ل الّنا َ سأ َ َن َ م ْ وَ َ
ل .وأبو داود قل ِ ْ ْ
شاَء فلي ُ َْ ن َ م ْ ْ
شاَء ،فلي ُكث ِْر و َْ َ ن َ م ْ َ
حجارة محماة يأكله من جأهنم ،ف َ
ن الّناِر ،قالوا :وما الغنى الذي ل م َ ْ
ست َكث ُِر ِ ه ،فَِإنما ي َ ْ ما ي ُغِْني ِ عن ْد َه ُ َل وَ ِ سأ َ َ ن َ م ْ َ
ه .يعني أن من وجأد غداء يومه ّ
ما ي ُغَد ّي ِهِ وَي ُعَشي ِ َ
ينبغي معه المسألة؟ِ قال :قد َْر َ
وع ،وأما صدقة الفرض فل يحرم ّ التط صدقة وعشاءه يحرم عليه أن يسأل
سؤالها إل على من عنده كفاية بقية العمر الغالب على الراجأح عندنا فيهما.
قال بعضهم إنما يحرم سؤال الصدقة على من وجأد غداء وعشاء على دائم
الوقات ،أي للمدة الطويلة ،والزكاة على من وجأد كفاية سنة .وقال أبو حنيفة:
يجوز دفع الزكاة إلى من يملك دون النصاب ،وإن كان صحيحا ً مكتسبًا .لكن ل
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
يحل السؤال لمن كان له قوت يومه .وأخرج البخاري عن عمر رضي الله عنه
إذا جأاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ول سائل ،فخذه ومال ً فل
) (1/130
ك ب ِغَي ْرِ طا ِ ن أ َع ْ َ م ْ ة َ ش ُ عائ ِ َ تتبعه نفسك .والشيخان عن عائشة رضي الله عنهاَ :يا َ
َ َ م َ
ن صَنع إلي ْهِ م ْ ك .والترمذي َ ه الله إل َي ْ ِ ض ُ ما هُوَ رِْزقاٌ ع ََر َ ه ،فَإ ِن ّ َ سأل َةٍء فَأقْب َِلي ِ َ ْ
َ َ خْيرا فَ َ ً َ
ن الله قد ْ أب ْلغَ ِفي الث َّناِء ،وابن ماجأه إ ّ جأَزاك الله َ هَ : عل ِ ِ فا ِ ف ،فقال ل ِ َ معُْرو ٌ َ
جأهِ الله، سأ َ َ ْ ْ سائ ِ َ
ل ب ِوَ ْ ن َ م ْ ن َ ملُعو ٌ ح .والطبرانيَ : ف ،أي المل ّ ح َ مل ِ ل ال ُ ض ال ّ ي َب ْغُ ُ
ً ً َ َ َ
جرا :أي فحشا أو ل ههَ ْ سأ ْ م يَ ْ ما ل ْ ه َ سائ ِل ُ من َعَ َ م َ جأهِ الله ،ث ُ ّ ل ب ِوَ ْ سئ ِ َ ن ُ م ْ ن َ مل ُْعو ٌ وَ َ
ً
أمرا قبيحا ل يليق ،ويحتمل أنه يراد ما لم يسأل سؤال قبيحا بكلم قبيح. ً ً ً
سأ َلُ ذي ي ُ ْ ة؟ِ قالوا :بلى يا رسول الله .قال :ال ّ ِ شّر الب َرِي ّ ِ م بِ َ خب ُِرك ُ ْ وأحمد »أل أ ُ ْ
َ َ
ضُر؟ِ قالوا :بلى يا رسول خ ْ ن ال ُ ِ م عَ حد ّث ُك ُ ْ ِبالله َول ي ُْعطي«ِ والطبراني» :أل أ َ
م َ جأ ٌ ذات يوم يمشي في سوقا بِني إسراِئي َ َ
ب. كات ِ ٌ ل ُ صَره ُ َر ُ ل أب ْ َ ْ َ ُ ِ َ ِ ما َ َ َ ْ ٍء َ ْ ِ الله .قال» :ب َي ْن َ َ
َ
مرٍء نأ ْ م ْ شاَء الله ِ ما َ ت َ من ْ َ
َ
ل الخضُر :آ َ قا َ ك .فَ َ ك الله ِفي َ ي ِباَر َ صد ّقاْ ع َل َ ّ ل :ت َ َ قا َ فَ َ
َ ُ َ ُ
صد ّقْ َ
ت ما ت َ َ جأهِ الله ل َ ك ب ِوَ ْ سأل َ ن :أ ْ كي ُ س ِ م ْ ل ال ِ قا َ ه ،فَ َ طيك َ ُ يء أع ْ ِ ش ْ دي َ عن ْ ِ ما ِ ن َ كو ُ يَ ُ
خضُر: ل :ال ُ قا َ ك .فَ َ عن ْد َ َ ة ِ ت الب ََرك َ َ جأوْ ُ ك ،وََر َ جأهِ َ ة ِفي وَ ْ ح َ سما َ ت ال ّ َ
ي ،فَِإني ن َظْر ُ َ
ع َل ّ
ن :هَ ْ
ل قا َ خذ َِني فََتبيعُِني .فَ َ ْ َ َ عْندي َ
كي ُ س ِ م ْ ل ال ِ
َ
ن ت َأ ُ ه إل أ ْ
َ
طيك ُ يٌء أع ْ ِ ش ْ ما ِ ت ِبالله َ من ْ ُ آ َ
خي ّب ُ َ ُ َ ْ َ م أُقو ُ َ م هاذا؟ِ َقا َ
جأهِ
ك ب ِوَ ْ ما إني ل أ َ ظيم ٍء أ َ مرٍء ع َ ِ سألت َِني ب ِأ ْ قد ْ َ ل :ل َ ل :ن َعَ ْ قي ُ ست َ ِ يَ ْ
َ َ
عن ْد َ ث ِ مك َ م ،فَ َ ه ب ِأْرب َْعمائ َةِ د ِْرهَ ٍء قا فََباع َ ُ سو ِ ه إلى ال ّ م ُ قد ّ َ َرّبي ب ِعِْني قال :فَ َ
دي عن ْ ِخي ْرٍء ِ س َ ْ قا َ يٍءء ،فَ َ ه ِفي َ ُ ري َزمانا ً ل ي َ ْ م ْ
ما ِ ما اشتري ْت َِني للت ِ َ ل :إن ّ َ ش ْ
َ َ
مل ُ ست َعْ ِ
َ شت َ ِ ال ُ
َ
شق ّ نأ ُ ْ
ل .فقال :أكَره ُ أ ْ م ٍء صني ب ِعَ َ فَأوْ ِ
) (1/131
ل هاذهِ ق ْ م َفان ْ ُ ل :قُ ْ يَ .قا َ شقّ ع َل َ ّ س يَ ُ ف قال :ل َي ْ َ ضِعي ٌ خ ك َِبيٌر َ شي ْ ٌ ك َ ك إن ّ َ ع َل َي ْ َ
مجأات ِهِ ث ُ ّ حا َ ض َ ل ل ِب َعْ َ ِ جأ ُ ج الّر ُ خَر َ فرٍء في يوم ،فَ َ ست ّةِ ن َ َ ن َ دو َ قُلها ُ ن ل ي َن ْ ُ كا َ ة ،وَ َ جاَر َ ح َ ال ِ
م َ َ ْ َ َ قا َ ة ،فَ َ ق َ ف وَقَد ْ ن َ َ
ما ل ْ ت َ ق َ ت وَأط ْ مل َ جأ َ
ت وَأ ْ سن ْ َ ح َ ل :أ ْ ساع ٍء جاَرة َ ِفي َ ح َ ل ال ِ صَر َ ان ْ َ
َ ً
سب ُك أمينا َفا ْ َ َ َ أ ََرك َتطي ُ َ
فني في أهِْلي خل ِ ْ ح َ فٌر فقال :إني أ ْ س َ ل َ جأ ِ ض ِللّر ُ م ع ََر َ ه .ث ُ ّ ق ُ
ل :ل َي ْ َ
س كَ ،قا َ شقّ ع َل َي ْ َ ن أَ ُ َ
ل :إّني أك َْره ُ أ ْ
َ ل َقا َ م ٍء صِني ب ِعَ َ ل :أوْ ِ
ة َقا َ َ سن َ ً ح َ ة َ خلفَ ً ِ
لجأ ُ َ َ
م ع َلي ْك .قا َ َ َ ْ َ ّ َ ي قا َ َ َ ي ُ
مّر الّر ُ ل :ف َ حّتى أقد ِ َ ن ِلبيتي َ ن اللب ِ ِ م َ ب ِ ضرِ ِ ل :فا ْ شقّ ع َل ّ
سب َب ُكَ َ ُ َ َ َ َ جأل وَقد ْ َ َ َ َ َ
ما َ جأهِ الله َ سألك ب ِوَ ْ ه ،قال :أ ْ شّيد ب َِناَء ُ جأعَ الّر ُ ه .قال :فَر ِ فرِ ِ س َ لِ َ
قالَ ة .ف ََ َ َ ْ َ َ َ َ َ
ه الله أوْقعَِني ِفي هاذ ِهِ العُُبوِدي ِ جأ ُجأهِ الله وو ْ سألت َِني ب ِو ِ مُرك؟ِ قال َ ما أ ْ و َ
ة، َ ق د ص ن كي س م ني َ ل ك من أ َنا ،أَ َنا الخضر َ ا َل ّذي سمعت به سأ َ َ ُ ث د ح َالخضر :سأ ُ
َ ِ ْ َ ِ ِ َ ِ ِ ْ ِ ٌ َ َ ً ِ َ َ َ َ َ ّ
شيٌءْ أعطيه ،فَسأ َل َُني بوجأه الله ،فَأ َ ُ
ن َرقْب َِتي فََباع َِني ْ ُْ ُ ِ ْ م ه ت ن َ ك م َ ِ ِ َ ْ ِ ِ ِ ْ ْ َ دي م يَ ْ ِ ْ ِ
ن ع ن ُ ك فَل َ ْ
َ وَأ َ ْ
جأل ْد ُه ُ مةِ ِ قَيا َ م ال ِ ف ي َوْ َ قدُر وَقَ َ ه وَهُوَ ي َ ْ سائ ِل َ ُ جأهِ الله فََرد ّ َ ل ب ِوَ ْ سئ ِ َ ن ُ م ْ هَ : ك أن ّ ُ خب ََر َ
َ
م، ي الله ل َوْ أع ْل َ ُ ك يا َنب ّ ت ع َل َي ْ َ ق ُ ق ْ ش َ ت ِبالله َ من ْ ُ ل :آ َ ل الّرجأ ُ قا َ ع ،فَ َ ق ُ قع ْ َ ه ي َت َ َ م لَ ُ ح َ َول ل َ ْ
ُ ت وَأ َب ْ َ َ ْ
م ِفي حك ُ ْ ي الله ا ْ مي َيا ن َب ِ ّ ل :بأبي وَأ ِ جأ ُ ل :الّر ُ قا َ ت ،فَ َ قي ْ َ سن ْ َ ح َ سأ ْ ل :ل ب َأ َ َقا َ
َ ُ كَ .قا َ سبيل ََ ُ َ َ
سبيلي ن ُتخلي َ بأ ْ ح ّ ل :أ ِ خت ََر فَأخلي َ ت ،أوِ ا ْ شئ ْ َ ما ِ ماِلي ب ِ َ أهِْلي وَ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ذي أ َوْث َ َ َ
قِني ِفي العَُبود ِي ّةِ ث ُ ّ
م مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ
ح ْ قا َ
ل الخضُر :ال َ سِبيل َ ُ
ه ،فَ َ خّلى َ
فَأع ْب ُد ُ َرّبي فَ َ
من َْها«ِ .
جاِني ِ نَ ّ
) (1/132
باب الصوم
ن ّ َ ُ َ ُ َ ُ ّ َ
ذي َ ب ع َلى ال ِ ما كت ِ َ مك َ صيا ُ ب ع َلي ْكم ال ّ مُنوا كت ِ َ نآ َ ذي َ قال الله تعالىَ} :يا أّيها ال ِ
ت{ )سورة البقرة 183 :ــــ (184 قون أياما معدودا ٍء ً م ل ََعلكم ت َت ّ ُ ن قَب ْل ِك ُ ْ م ْ ِ
وأخرج ابن ماجأه والبيهقي عن عبد الرحمن بن عوف قال :قال رسول الله :
ه
م ُ صا َ ن َ م ْ ه ،فَ َ م ُ م قَِيا َ ت ل َك ُ ْ ه َوسنن ُ م ُ صَيا َ كم ِ ب الله ع َل َي ْ ُ شهٌْر ك َت َ َ ن َ ضا َ م َ شهُْر َر َ » َ
ُ
ه«ِ وأحمد عن أبي هريرة: م ُ هأ ّ دت ُ وم وَل َ ْ ن ذ ُُنوب ِهِ ك َي َ ْ م ْ ج ِ خَر َ حتسابا ً َ ه إيمانا ً َوا ْ م ُ وََقا َ
َ
خَر«ِ وهو ما ت َأ ّ ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ م ْ م ِ قد ّ َما ت َ َ ه َ فَر ل َ ُ ن إيمانا ً واحتسابا ً غ ُ ِ ضا َ م َ م َر َ صا َ ن َ م ْ » َ
َ ن أد َْر َ َ
حّتى ه َ من ْ ُ ل ِ قب َ ُ ه ل يُ ْ يٌء َفات َ ُ ش ْ ن َ ضا َ م َ ن َر َ م ْ ن وَع َلي ْهِ ِ ضا َ م َ ك َر َ م ْ عنهَ » :
ن َ
ة ع َلي ْهُ ّ دينَ :ثلث َ ٌ عد ُ ال ّ وا ِ سلم ِ وَقَ َ عرى ال ْ ه«ِ وأبو يعلى عن ابن عباسُ » : م ُ صو َ يَ ُ
َ ن ت ََر َ ُ
ن ل اله دة أ ْ شَها َ دمَ ، ل ال ّ حل ُ ن فَهُوَ ب َِها كافٌِرَ ، من ْهُ ّ حد َة ً ِ ك َوا ِ م ْ م َ س السل ُ س َ أ ّ
دة
ح َ ن َوا ِ من ْهُ ّ ك ِ ن ت ََر َ م ْ ن«ِ وفي روايةَ » : ضا َ م َ م َر َ صو ْ ُ ة وَ َ مك ُْتوب َ ُ صلة ُ ال َ إل الله ،وال ّ
ه«ِ وأبو داود مال ُ ُ ه وَ َ م ُ ل دَ ُ ح ّ ل ،وَقَد ْ ُ ف َول ع َد ْ ٌ صْر ٌ ه َ من ْ ُ ل ِ قب َ ُ كافٌِر َول ي ُ ْ فَُهو ِبالله َ
ن أفْط ََر َ
م ْ والنسائي والترمذي والبيهقي وابنا ماجأه وخزيمة عن أبي هريرةَ » :
م الد ّهْرِ صو ْ ُ ضهِ َ ق ِ م يَ ْ ض لَ ْ مَر ٍء ه َول َ صَها الله ل َ ُ خ َ صةٍء َر ّ خ َ ن غ َي ْرِ ُر ْ م ْ ضان ِ م َ ن َر َ م ْ وما ً ِ يَ ْ
ً َ َ ّ
نم ْ وما ِ ن أفطَر ي َ ْ ْ م ْ ي وابن مسعود رضي الله عنهماَ : ه ،قال عل ّ م ُ صا َ ن َ ه وإ ْ ك ُل ُ
َ
ضان م َ ن َر َ م ْ وما ً ِ ن أفْط ََر ي َ ْ م ْ ن َ ر .قال النخعي :إ ّ م الد ّهْ ِ صوْ ُ ضيهِ َ ق ِ ضان ل ي َ ْ م َ َر َ
ف ي َوْم ٍء والذي عليه أكثر ة آل ِ َ َ
ب ع َلي ْهِ ثلث ُ َ ج ُ يَ ِ
) (1/133
) (1/134
والبيهقي عن عمر رضي الله عنه :ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله
فيه ل يخيب .والبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى :نوم الصائم عبادة وصمته
تسبيح ،وعمله مضاعف ،ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور .والحاكم عن ابن
دخر له عمر :لكل عبد صائم دعوة مستجابة عن إفطاره أعطيها في الدنيا ،أو ا ّ
في الخرة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة120 :
م َ ُ
هي َ ف إب َْرا ِ ح ُ ص ُ ت ُ وفي المسند عن واثلة بن السقع عن النبي أنه قال» :أن ْزِل ْ
ُ
ن،ضا َ م َ ن َر َ م ْ ن ِ ضي ْ َ م َ ت َ س َ ن ،وَأن ْزَِلت الت ّوَْراة ُ ل ِ ِ ضا َ م َ شهْرِ َر َ ن َ م ْ ل ل َي ْل َةٍء ِ في أوّ ِ
ُ وَأ ُن ْزِ َ
ن
ري َ ش ِ ع ْ ن لْرب ٍَءع وَ ِ فْرَقا ُ ل ال ُ ن؛ وَأن ْزِ َ ضا َ م َ ن َر َ م ْ ن ِ ضي َ م َ شَرة َ َ ل ل َِثلث ع َ َ جي ُ ل الن ْ ِ
ن«ِ وروي عن سعيد بن المسيب عن سلمان مرفوعا ً قال: ضا َ م َ ن َر َ م ْ ت ِ خل َ ْ َ
ُ ّ َ َ َ
مس قَد ْ أظألك ْ خطبنا رسول الله في آخر يوم من شعبان فقالَ» :يا أي َّها الّنا ُ
خير م َ
ة، ض ً
ري َ ه فَ ِ م ُ صَيا َ ل الله ِ جأعَ َ رَ ، ٍء شهْ ف َ ن أل ْ ِ ة َ ٌْ ِ ْ ك ِفيهِ ل َي ْل َ ٌ مَباَر ٌ شهٌْر ُ مَ ، ظي ٌ شهٌْر ع َ ِ َ
ة ِفيما ض ً َ َ َ َ َ ً َ َ َ
ري َ دى ف ِ نأ ّ م َ نك ْ ر ،كا َ خي ْ ِ
ن ال َ م َ صلةٍء ِ خ ْ ب ِفيهِ ب ِ ُ قّر َ ن تَ َ م ْ وعا َ م لي ْل ِهِ ت َط ّ وَقَيا َ
َ َ َ َ َ
ه ،وَهُوَ وا ُ س َ ما ِ ة ِفي َ ض ً ري َ نف ِ سْبعي َ دى َ نأ ّ م ْ نك َ ة كا َ ض ً ري َ دى ِفيهِ ف ِ نأ ّ م ْ ه ،وَ َ وا ُ س َ ِ
ن م ْ قاَ ، ساةِ وَشهٌْر ُيزاد ُ ِفيهِ الّرْز ُ َ وا َ م َ ة ،وَشهُْر ال ُ َ جن ّ ُ ه ال َ واب ُ ُ َ
صب ُْر ث َ ر ،وال ّ صب ْ ِ شهُْر ال ّ َ
َ
جأرِهِ لأ ْ مث ْ ُ ه ِ ن لَ ُ كا َ ن الّناِر ،وَ َ م َ عتقُ َرقَب َةٍء ِ ه ،وَ َ فَرة ٌ ِلذُنوب ِ ِ مغْ ِه َ ن لَ ُ كا َ صاِئما ً َ فَط َّر ِفيه َ
َ َ
يٌء«ِ َقالوا :يا رسول الله ليس كلنا نجد ما نفطر ش ْ جأرِهِ َ نأ ْ م ْ ص ِ ق َ ن ي َن ْ ُ ن غ َي ْرِ أ ْ م ْ ِ
ة ر
َ ْ َ ٍء م ت لى َ َ ع ً ائم ِ صا َ َ رّ ط َ ف ن م
َ َ َ ْ ب وا ّ ث ال َ
ذا ها الله عطي ُْ ي » : الله رسول قال الصائم.
ُ شهر أ َ َ َ أ َوْ ُ
ة
م ٌ ح ر
ْ ٌ ّ ُ َ ْ َ ه لو َ ن ،وَهُ َ
و مذ ْقَةِ لب َ ٍء ماٍءء أوْ َ شْرب َةِ َ
) (1/135
َ
ه،فَر الله ل َ ُ ك غَ َ مُلو ٍء م ْ عن َ ف َ ف َ خ ّ ن َم ْ ن الّناِر .وَ َ م َ خَره ُ ع َت ْقٌ ِ فَرة ٌ َوآ ِ مغْ ِ
ه َ سط ُ ُ وَأوْ َ
م؛ ن ِبهما َرب ّك ُ ْ ضو َ ن ت ُْر ُ ِ صل َت َي ْ
خ ْ لِ : صا ٍءخ َ ن أ َْرب َِع ِ م ْ ست َك ْث ُِروا ِفيهِ ِ ن الّنارِ َوا ْ م َ ه ِ ق ُوَأ َع ْت َ َ
َ
ن
شَهاد َة ُ أ ْ مَ ، ما َرب ّك ُ ْ
َ
ن ب ِهِ َ
ضو ْ َ ن ت ُْر َ ن الل َّتا ِ ما الخصلتا ِ ما :أ ّ ن ل ِغًنى ل َك ُ ْ
م ع َن ْهُ َ َوخصلتي ِ
َ
ة
جن ّ َ ن الله ال َ سأُلو َ ما :فَت َ ْ م ع َن ْه َ ن ل ِغَنى ل َك ُ ْ ما اللتا ِ ه .وَأ َ فرون َ ُ ست َغْ ِ ل اله إل الله وَت َ ْ
قاه الله م ُن حوضي شربة ل يظ ْمأ ُ ً وَت َُعو ُ
ْ َ ً َ َ ِ ْ س َ ُ صاِئما َ قى َ س َ ن َ م ْ ن الّناِر؛ وَ َ م َ ن ب ِهِ ِ ذو َ
ً ّ ً َ
ل حل ٍء ب َ س ِ ن كَ ْ م َ ن ِ ضا َ صاِئما في شهرِ َرم َ ن فَطَر َ م ْبعدها أبدا«ِ .وفي روايةَ :
ةَ َ
م لي ْل َ سل ُ َ
جأْبريل ع َلي ْهِ ال ّ ه ِ ح ُصافَ َ ن كلَها ،وَ َ ّ ُ ضا َ م َ ة ل ََياِلي َر َ ت ع َل َي ْهِ الملئ ِك َ ُ صل ّ ْ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ه.
دموع ُ ُ رقا قَل ْب ُ ُ
ه ،وَت َك ْث ُُر ُ م يَ ِ ل ع َل َي ْهِ ال ّ
سل ُ ه جأبري ُ صافَ َ
ح ُ ن َ
م ْ
قد ِْر ،وَ َ
ال َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة120 :
) (1/136
وروى سلمة بن شبيب عن ابن عباس مرفوعًا :لله في كل ليلة من ليالي شهر
رمضان عند الفطار ألف ألف عتيق من النار ،فإذا كان ليلة الجمعة أعتق الله
في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجأب النار ،فإذا كان
آخر ليلة من الشهر أعتق في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أّول الشهر إلى آخره
أعتقنا الله من النار .وقال النخعي :صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم،
وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة ،وركعة فيه خير من ألف ركعة ،والنفقة
نكا َ فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله .وروي عن ابن مسعود أنه قال :إذا َ
ْ خْيرا ً أ َع ْ َ ة ،وَأ ََراد َ ب ِعَب ْد ٍء َ
حتى ل سّرا ً َ ه اقَْرأ ِ ل لَ ُ جأْهرًا ،وََقا َ ه َ طاه ُ الله ك َِتاب َ ُ م ِ قَيا َ م ال ِ ي َوْ ُ
َ ُ
ة :إلهنا هاذ ِهِ ل الملئ ِك َ ُ قو ُ حد ٌ فَت َ ُ هأ َ معْ ُ س َ م يَ ْسّرا ً فَل َ ْ ه ِ قَرأ ك َِتاب َ ُ ه ،فَي َ ْ ق ِ خل ْ ِ
ن َ ه ب َي ْ َ ح ُ ض ََيف َ
َ َ
حرِقَ ُ
ه ه وَت َ ْ ن ت ُعَذ ّب َ ُكأ ْ صا َ ن عَ َ م ْ ت َ ة ،وَقَد ْ أوْع َد ْ َ صا ِن العُ َ م ْ حد ٍء ِ سبق ل َ م تُ ْ ة لَ ْ عناي َ ٌِ
َ ملئ ِ َ َ
جوِع ه ِفي الد ّن َْيا ب َِنارِ ال ُ حَرقْت ُ ُ كتي إّني أ ْ ه وََتعالىَ :يا َ حان َ ُسب ْ َ ل ُ قو ُ بالّنارِ َفي ُ
َ َوالعَط َ
ن ،وَقَد ْ م بالنيرا ِ ه الي َوْ َ حرقُ ُ نَ ،فل أ ْ ضا َ م َشهْرِ َر َ ديد ِ ِفي َ ش ِ حّر ال ّ ش ِفي ال َ ِ
َ سل َ َ
ن. مّنا ُم ال َ ري ُ ن ،وَأَنا الك َ ِ صَيا ِ ب والعِ ْ ن الذنو ِ م َ ف ِ ما َ ه َ ت لَ ُ فْر ُ ه ،وَغ َ َ ت ع َن ْ ُ فو ْ ُ عَ َ
وحكي عن بعض أهل العلم أنه قال :كان عندنا رجأل اسمه محمد ،وكان ل
يصلي إل قطعًا ،فإذا دخل شهر رمضان زين نفسه بالثياب الفاخرة والطيب،
ويصوم ويصلي ويقضي ما فاته .فقلت له في ذلك .فقال :هذا شهر التوبة
والرحمة والبركة ،عسى الله أن يتجاوز عني بفضله فمات فرأيته في المنام.
فقلت له :ما فعل الله بك؟ِ قال :غفر لي لجأل حرمة شهر رمضان ،غفر الله
لنا ولجميع المسلمين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة120 :
فصل في أحكام الصوم
) (1/137
فرضه :نية ليل ً لكل يوم من رمضان ،وأقلها نويت صوم رمضان ،والكمل نويت
صوم غد ٍء عن أداء فرض رمضان هذه السنة لله تعالى والتلفظ بها وترك مفطر
نهارًا.
ب ،ويحصل ولو بجرعة ماء ،ووقته من نصف الليل، وسننه :السحور وبالتمر أح ّ
حوُر ك ُل ُّ
ه ب ََركة َفل س
ّ ُ »ال : الله رسول قال شك وتأخيره أولى ما لم يقع في
َ
ن علىصّلو َ ه يُ َ ملئ ِك َت َ ُ ن الله وَ َ ن ماٍءء فَإ ِ ّ م ْ ة ِ جأْرع َ ً
م ُ حد ُك ُ ْ
جَرع ُ أ َن يَ ْعوه ُ وَل َوْ أ ْ ت َد َ ُ
ك«ِ رواه البيهقي. وا ُ س َ م ال ّ صائ ِ َل ال ّ صا ِ خي ُْر خ َ ن«ِ رواه أحمد .وقال َ » : ري َ ح ِس ّمت َ َال ُ
َ ي فَإ ِن ّ ُ سَتا ُ
صائ ِم ٍء
ن َم ْ
س ِ ه لي ْ َ سَتاكوا ِبالَعش ّ كوا بالَغداةِ َول ت َ ْ م فا ْ مت ُ ْ
ص ْ
قوال» :إذا ُ
ة«ِ رواه الطبراني: م ِقَيا َ م ال ِن ع َي ْن َْيه ي َوْ َ ً
ن ُنورا ب َي ْ َ ي إل َ
كا َ فَتاه ُ بالعش ّ ش َ س َ ت َي ْب َ ُ
وتعجيل فطر إذا تحقق الغروب وتقديمه على الصلة ،وكونه بثلث رطبات
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
فتمرات فحسوات ماء ودعاء بعده وهو :اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت
وبك آمنت ،وعليك توكلت ورحمتك رجأوت ،وإليك تبت ذهب الظمأ وابتلت
ل قال العروقا ،وثبت الجأر إن شاء الله تعالى .قال رسول الله عن ربه عّز وجأ ّ
طرًا«ِ رواه الترمذي .وقال » :ل تزا ُ ُ م فِ ْ عبادي إل َ َ
مِتي
لأ ّ ََ جل ُهُ ْي أع ْ َ
ّ ب ِ َ ِ ح ّ
الله» :أ َ
ن في م«ِ رواه الطبراني .ويس ّ م ط ُُلوع َ الن ّ ْ
ج ِ فط ْرِه ِ ْ م ي َن ْت َظ ُِروا ب ِ ِما ل َ ْ
سن ِّتي َع ََلى ُ
رمضان إكثار تلوة القرآن وصدقة وتوسعة على العيال ،وإحسان إلى القارب
والجيران وتهجد واعتكاف ،ل سيما عشر آخره ودعاء :اللهم إنك عفوّ تحب
ف عني في العشر الواخر. العفو فاع ُ
ف نفسه عن الشهوات المباحة من التلذذ بمسموع أو ويندب للصائم أن يك ّ
م ريحان ونظر إليه ولمسه ،وأن يغتسل لنحو صرٍء أو ملموس أو مشموم ،كش ّ مب َ َ
ُ
جأنابة قبل الفجر ،وأن يحترز عن ذوقا طعام أو غيره ،ومضغ نحو الخبز لطفل،
ولسانه عن الفحشاء.
) (1/138
) (1/139
واعلم أن التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات ،ل يكمل إل بعد التقرب بترك
المحرمات .فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب بترك المباحات كان بمثابة من
يترك الفرائض ،ويتقرب بالنوافل ،وإن كان صومه مجزئا ً عند الجمهور بحيث ل
يؤمر بإعادته؛ لكن قال الوزاعي :يفطر بالكذب والغيبة لما قال رسول الله :
ة
ميم ُ
ة والن ّ ِ ضوَء :الك َذ ِ ُ
ب والغَي ْب َ ُ ن الوُ ُ
ض َ
ق ْ
م وَي َن ْ ُ صائ ِ َن ال ّ
فط ِْر َ
ل يُ ْ
صا ٍء
خ َ س ِ م ُ خ ْ
» َ
ة«ِ رواه الزدي والديلمي عن أنس .وفي مسند َ
ن الكاذ ِب َ ُشهْوَةٍء َواليمي ُ ْ
والن ّظَرة ُ ب ِ ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
المام أحمد» :أن امرأتين صامتا في عهد رسول الله فأجأهدهما الجوع
والعطش في آخر النهار حتى كادتا أن تتلفا ،فبعثتا إلى رسول الله تستأذنانه
في الفطار فأرسل إليهما قدحا ً لهما ِقيآ فيه ما أكلتما ،فقاءت إحداهما نصفه
دما ً عبيطا ً ولحما ً عريضا ً وقاءت الخرى مثل ذلك حتى ملتاه ،فتعجب الناس
َ هاتان صامتا ع َ َ
مال الله ل َُهما وَأفْط ََرَتا ع ََلى َ ح ّما أ َ
ّ من ذلك فقال رسول الله َ َ َ ِ َ َ » :
ما س َفها َ
ذا َ ن الّنا َ جعَل ََتا ت َغَْتاَبا ِ
ما ع ََلى الخرى ،فَ َ
داهُ َ
ح َ م الله ع َل َي ِْهما ،فَغَد َ ْ
تإ ْ حّر َ َ
م«ِ . ُ َ َ َ
أ َ ِ ْ ُ ِ ِ ْ
هم حو ل ن م تا ل ك
وروي عن أبي مسعود النصاري أنه قال :ما من عبد صام رمضان في إنصات
وسكوت وذكر الله وأحل حلله وحّرم حرامه ،ولم يرتكب فيه فاحشة إل انسلخ
ل تسبيحة من رمضان يوم ينسلخ ،وقد غفرت له ذنوبه كلها ،ويبنى له بك ّ
وتهليلة بيت في الجنة من زمردة خضراء في جأوفها ياقوتة حمراء في جأوف
تلك الياقوتة خيمة من درة مجوفة فيها زوجأة من الحور العين.
) (1/140
إخواني اهتموا بأمر صومكم واحذروا مما يبطله ويرده عليكم ،فقد قيل :إذا
تعلق مظلوم بحسنات صوم ظأالمه ،يقول الله سبحانه وتعالى :الصوم لي وأنا
ل، أجأزىء به .فل تفسدوا مثل هذا العمل بترك المبالة بحدود الله عّز وجأ ّ
واتركوا في رمضان المخالفة والجفاء ،فإنه شهر الصفاء والمعاملة بالوفاء،
فطوبى لقوام صاموا عن الشهوات ،وقاموا في الخلوات يتلون من آيات ذكره
صحفًا ،ضاعف الله لهم بصيامهم أجأرًا ،ووعدهم في الجنة قصورا ً وغرفًا:
مكّرما ً ت ُ قد ْ ع َل َوْ َ صَيام ِ ل َ َ شْهر ال ّ َ
ّ
معَظما شهورِ ُ ن ب َْين ال ّ م ْ ت ِ َ
وَغد َوْ َ
م ُ
شْهرك ْ ن هاذا َ ضا َ م َ مي َر َ صائ ِ َِيا َ
مغَْنما ُ َ
ن َ م ُ مهَي ْ ِ م ال ُ حك ُ ِفيهِ أَبا َ
َ َ
ه
ُ اله َ ع طا أ َيا فَوَْز َ ْ ِ ِ
ه في ن م
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة124 :
حّرما ما َ جّنبا ً َ مت َ َ قّربا ً ُ مت َ َ ُ
ذي صي ال ّ ِ ل ل ِل َْعا ِ َْ ِ ي و ال ّ
ل ُ ك فالويل
جأَرما نسأل الله الكريم المنان أن يجعلنا ممن حافظ ل الحرام وأ َ شهْرِهِ أ َك َ َ في َ
َ َ َ َ ْ
على حدود صيام رمضان ،ففاز بالفردوس والجنان ،والقصور والحور العين
الحسان.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة124 :
فصل في فضل العشر الخير وليلة القدر والعتكاف وإحياء ليلتي العيد وصدقة
الفطر
) (1/141
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
أخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت» :كان النبي إذا دخل العشر
الخير شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله«ِ وفي رواية لمسلم عنها قالت» :كان
النبي يجتهد في العشر الخير ما ل يجتهد في غيره«ِ وكان النبي يخص العشر
الواخر في رمضان بأعمال ل يعملها في بقية الشهر .وأخرج الديلمي عن
ُ
م«ِ ن قَب ْل َهُ ْ كا َ ن َم ْ طها َ م ُيع ِ قد ْرِ وَل َ ْ ة ال َ مِتي ل َي ْل َ َ بل ّ ن الله ت ََعاَلى وَهَ َ أنس» :إ ّ
خرِ فإن َّها وت ٌْر ِفي شرِ الَوا ِ ها في العَ ْ سو َ م ُ والطبراني عن عبادة بن الصامت» :الت َ ِ
َ َ
ن أوْ ِتسٍءع ري َ ش ِ ع ْ سب ٍْءع وَ ِ ن أوْ َ ري َ ش ِ ع ْ س وَ ِم ٍء خ ْن أوْ َ شري َ ع ْث وَ ِ ن ،أوْ َثل ٍء عشري َ دى وَ ِ ح َإ ْ
َ
مان ذ َن ْب ِهِ وَ َ م ْ م ِ قد ّ َ ما ت َ َ ه َ فَر ل َ ُ حِتسابا ً غ ُ ِ مَها إيمانا ً َوا ْ ن َقا َ م ْ ة ،فَ َ خر ل َي ْل َ ٍء ن أوْ آ ِ وعشري َ َ
ت ََأخَر«ِ وهو عن واثلة :ليلة القدر ليلة بلجة ل حارة ول باردة ول سحاب فيها ول
مطر ول ريح ،ول يرمي فيها بنجم من علمة يومها أن تطلع الشمس ل شعاع
لها .والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت» :قلت يا رسول الله أرأيت إن
ب ح ّ فو ّ ت ُ ِ ك عَ ُ م إن ّ َ علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ِ قالُ» :قوِلي الل ّهُ ّ
قد ْرِ إيمانا ً ة ال َ ف ل َي ْل َ َ ن اع ْت َك َ َ م ْ ف ع َِني«ِ وأخرج الديلمي عن عائشةَ » : فوا َفاع ْ ُ العَ ْ
ه«ِ وابن ماجأه والبيهقي عن ابن عباس: ن ذ َن ْب ِ ِ م ْم ِ قد ّ َ ما ت َ َ ه َ َ
فَر ل ُ ُ ً
حِتسابا غ ِ وا ْ
ّ ُ َ َ َ
ت كلَها«ِ سَنا ِ ح َ ل ال َ م ِ عا ِ جأرِ َ جأرِ كأ ْ ن ال ْ م َه ِ ب وَُيجَرى ل ُ ف الذ ُّنو َ ف ي َعْك ِ ُ معْت َك ِ ُ »ال ُ
سول الله يعتكف العشر ُ ن َر ُ َ
والشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت» :كا َ
الواخر من رمضان حتى توفاه الله ،ثم اعتكف أزواجأه من بعده«ِ ،والبيهقي
ن
كا َضان َ م َ شرا ً في َر َ ف عَ ْ من اع ْت َك َ َ عن الحسن بن علي رضي الله عنهماَ » :
َ
ن
م ْ وما ً وَ َ ن يَ ْ ط أْرب َُعو َ م الّرَبا ِ ما ُ ن«ِ والطبراني عن أبي أمامة» :ت َ َ مَرت َي ْ ِ ن وَع ُ ْ جت َي ْ ِح ّ كَ َ
م ي َِبع وََلم وما ً ل َ ْ ن يَ ْ ط أْربعي َ َراب َ َ
) (1/142
) (1/144
س
م َ خ ْ عشَرة َ وَ َ عشَرة َ وَأ َْربع َ م َثلث َ ص ْ شهْرِ َثلثا ً فَ ُ ن ال ّ م َ ت ِ م َ عنه» :إذا ص ْ
ة«ِ والطبراني عن ابن عباس» :كان رسول الله ل يدع صوم أيام البيض عشَر َ َ
في سفر ول حضر«ِ وأخرج أحمد وابن ماجأه عن أبي هريرة» :كان النبي يصوم
ن
الثنين والخميس فقيل :يا رسول الله إنك تصوم الثنين والخميس ،فقال :إ ّ
ما
ل د َع ْهُ َقو ُ جأَرين ي َ ُ مت ََها ِسل ِم ٍء إل ال ُ م ْ ل ُ ما ل ِك ُ ّ فُر الله ِفيهِ َ س ي َغْ ِ
مي ِ خ ِ م الث ْن َْين َوال َ ي َوْ َ
صط َِلحا«ِ والترمذي عنه» :كان يتحرى صوم الثنين والخميس وقال: ح ّ َ ْ
ي تى َ
م«ِ وأخرج الترمذي ئ صا ناَ أ و عمالي َ أ ض ر عت نَ أ ب ح ُ أَ ف هما في لُ ما ع ال ض ر ع ت »
َ َ َ ِ ٌ ْ ِ ّ ْ ُْ َ َ ِ َ ْ ُْ َ ُ
شر ذي ن عَ ْ م فيها ه َ ل د ب ع ت ي ن وابن ماجأه عنه» :ما ِ من أيام أ َحب إلى الله أ َ
ِ ْ ْ َُ َ ّ ُ ُ ِ ٍء َ ّ َ ِ ْ
قد ِْر«ِمْنها ِبقيام ِ ل َي ْل َةِ ال َ ل ل َي ْل َةٍء ِم كُ ّ ُ وقيا ة،
ٍء َ ن س
ِ َ م صيا
ِ م ْ ِ
ب نها ل ي َوْم ٍء ِ ل كُ ّ ة يْعد ُج َح ّال ِ
َ
صلةِ ب َْعد ل ال ّ ض ُ وأبو داود» :أنه كان يصوم تسع ذي الحجة«ِ ومسلم عنه» :أفْ َ
َ
شهُْر الله ن َ شهْرِ َرمضا َ صَيام ِ ب َعْد َ َ ل ال ّ ف الل ّْيل ،وَأفْ َ
ض ُ جأوْ ِ صلة ُ ِفي َ مك ُْتوب َةِ ال ّ ال َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
شد ّ ب ََياضا ً جأب أ َ َ هَ :ر َ ل لَ ُ قا ُ جن ّةِ نهرا ً ي ُ َ ن ِفي ال َ م«ِ والبيهقي عن أنس» :إ ّ حّر ِ م َ ال ُ
ن ذال ِكَ ً ً َ َ ّ
م ْخْيرا ِ قاه ُ الله َ س َجأب َ ن َر َ م ْ
وما ِ م يَ ْصا َن َ م ْ ل َ س ِ ن العَ َ م َ حلى ِ ن ،وَأ ْ ن اللب َ ِ م َ ِ
ضان َ ُ ْ َ
ظيم ِ ن ل ِت َعْ ِ شعَْبا ُ م َ صوْم ِ ب َعْد َ َر َ ضل ال ّ ر«ِ وهو والترمذي عنه» :أف َ
َ الن ّهْ ِ
ن«ِ والنسائي والبيهقي عن عائشة ضا َ م َ ة في َر َ َ
صد َق ٌ صد َقةِ َ َ ضل ال ُّ ْ
ن وَأف َ ضا َ م َ َر َ
يٌءْ ش َ م ُ ك
ِ ْ َ ْ دن ع ْ
ل َ ه» فقال: يوم ذات النبي ي
ّ عل »دخل قالت: عنها الله رضي
ج
َ ُ ُ ر خ
ْ ي» قال: أنه مالك بن أنس عن وروي م«ِ صائ ِ ٌ ل :إّني إذا ً َ قا َ قل َْنا ل ،فَ َ فَ ُ
َ
ج
خُر ُ م يَ ْ واه ِهِ ْ ن أفْ َ م ْ م ِ مهِ ْ صَيا ِف ِ ن ب ِعُْر ِ مةِ ي ُعَْرفو َ قَيا َ م ال ِ م ي َوْ َ ن قُُبورِه ِ ْ م ْ ن ِ مو َ صائ ِ ُ ال ّ
َ
حن ِري ِ م ْ ب ِ أط ْي َ َ
) (1/145
ختوم ً َ
قال ل َهُ ْ
م: ك فَي ُ َ
س ِم ْ هها بال ِ وا ُة أفْ َ م ْ ُ َ وائ ِد ُ والباريقُ َ م َ
م ال َ ل إل َي ْهِ ُق ُ ك ،ت ُن ْ َ س ِ م ْ ال ِ
س، نا ال
َ َ ِ َ ّ َ ي و ر ن حي م ت ْ
ش
ْ َ ِ ُ ْ ط ع د َ قَ ف بوا ر
َ ُ ْ
ش وا س، نا
ِ َ ّ ُ ال ع ب ش َ ن حي
ْ ُ ُْ ْ ِ َم ت ع جأ د َ ق َ ف لوا كُ ُ
ْ
ن
شَرُبو َ ن وَي َ ْس .قال فَي َأك ُُلو َ ح الّنا ُ ست ََرا َ
نا ْ م حي َ ستريحوا فَ َ
قد ُ ت َعِب ْت ُ ْ وا ْ
مٍءأ«ِ عن أبي سليمان ب في ع ََناٍءء وَظأ َ َ سا ِ ح َس مشغولون في ال ِ ن ،والنا ُ حو َ سَتري ُ وَي َ ْ
الداراني أنه صام يوما في الحّر ،ثم نام فرأى قائل ً يقول :أتبيع ثواب صومك ً
في هذا اليوم بمائة دينار؟ِ قال :ل ،قال :وبمائة ألف قال :ل ،قال :وبمائتي ألف
قال :ل وعزة ربي وجألله ،قال :فبأيّ شيء تبيعه؟ِ فقال :ل أبيع الثواب بالدنيا
وما فيها ،ولكن أبيعه بالنظر إلى المولى ،فقيل له :صم فسوف تراه إن شاء
الله تعالى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة129 :
) (1/146
وحكى اليافعي عن الشبلي أنه قال :كنت في قافلة بالشام ،فخرج العراب
فأخذوها وجأعلوا يعرضونها على أميرهم ،فخرج جأراب فيه سكر ولوز وأكلوا
م ل تأكل؟ِ فقال :أنا صائم ،فقلت :تقطع
منه ،ولم يأكل المير فقلت له :ل َ
الطريق وتأخذ الموال وتقتل النفس وأنت صائم؟ِ فقال :يا شيخ أترك للصلح
ن البالي،موضعًا ،فلما كان بعد حين رأيته يطوف حول البيت ،وهو محرم كالش ّ
فقلت :أنت ذلك الرجأل؟ِ فقال :نعم ذلك الصيام أوقع الصلح بيننا رحمه الله
ورحمنا معه ،وهو أيضا ً عن سعيد بن أبي عروبة قال :حج الحجاج بن يوسف،
فنزل بعض المياه بين مكة والمدينة ،ودعا بالغداء وقال لحاجأبه :انظر لي من
يتغدى معي ،وأسأله عن بعض المر ،فنظر هو الجبل فإذا هو بأعرابي بين
شمنتين نائم ،فضربه برجأله وقال :ائت المير فأتاه ،فقال له الحجاج :اغسل
يدك وتغد ّ معي ،فقال :إنه قد دعاني من هو خير منك فأجأبته ،قال :ومن هو؟ِ
قال الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصوم ،فصمت .قال :في هذا الحّر الشديد.
قال :نعم صمت ليوم هو أشد ّ حّرا ً من هذا اليوم ،قال :فأفطر وصم غدًا ،قال:
ي .قال :فكيف تسألني إن ضمنت لي البقاء إلى غد أفطرت ،قال :ليس ذلك إل ّ
عاجأل ً بآجأل ل تقدر عليه؟ِ قال :إنه طعام طيب ،قال :لم تطيبه أنت ول الطباخ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
إنما طّيبته العافية .رضي الله عنه وعنا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة129 :
خاتمة في فضل عاشوراء
) (1/147
ي رضي الله عنه :إن كنت صائما ً بعد شهر رمضان ،فصم أخرج النسائي عن عل ّ
المحرم ،فإنه شهر الله فيه يوم تاب الله على قوم ويتوب على آخرين.
والشيخان عن ابن عباس» :إن رسول الله قدم المدينة فوجأد اليهود صياما ً
ه«ِ فقالوا: مون َ ُ صو ُم الذي ت َ ُ يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله » :ما هاذا الي َوْ ُ
هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرقا فرعون وقومه ،فصامه
َ موسى شكرا ً فنحن نصومه ،فقال رسول الله » :فَنح َ
م«ِمن ْك ُ ْحقّ وَأوَْلى ِ نأ َ َ ْ ُ
فصامه رسول الله وأمر أصحابه بصيامه ومسلم عن أبي قتادة» :سئل رسول
ة«ِ والبيهقي: ماضي َ َ سَنة ال َ فُر ال ّالله عن صيام يوم عاشوراء .فقال» :ي ُك ْ ّ
دمين شب ُّهوا باليهوِد«ِ ورؤي بعض العلماء المتق ّ شَر َول ت َ َ سعَ والَعا ِ موا الّتا ِصو ُ » ُ
في المنام فسئل عن حاله ،فقال :غفر لي بصيام يوم عاشوراء ذنوب ستين
سنة.
وحكى اليافعي والناشري في إيضاحه :من أعجب ما ورد في عاشوراء أنه كان
يصومه الوحوش والهوام.
ت للنمل الخبز كل يوم ،فلما كان وحكي عن فتح بن شحرف أنه قال :كنت أف ّ
ن
م ْ يوم عاشوراء لم تأكله وأخرج أبو موسى المديني عن عبد الله بن عمرَ » :
َ
ة. صد َقَةِ ال ّ
سن َ ِ ن كَ َ كا َصد ّقاَ ِفيهِ َ ن تَ َ م ْ ة«ِ وَ َ
سن َ َ
م ال ّ صا َ
ما َ شوَراَء فَك َأن ّ َعا ُ
م َ صا َ
َ
سع َشوَراَء وَ ّ عا ُ م َ عَيال ِهِ ي َوْ َ َ
سعَ ع َلى ِ ن وَ ّم ْ والطبراني والبيهقي عن أبي سعيدَ » :
سن َت ِهِ ك ُل َّها«ِ قال سفيان بن عيينة :جأّربنا العمل بهذا الحديث الله ع َل َي ْهِ في َ
خمسين سنة أو ستين سنة فوجأدناه كذلك.
) (1/148
) (1/149
وحكي أنه كان بمصر رجأل تاجأر في التمر يقال له عطية بن خلف وكان من
أهل الثروة ،ثم افتقر ،ولم يبق له سوى ثوب يستر عورته ،فلما كان يوم
عاشوراء صلى الصبح في جأامع عمرو بن العاص ،ومن عادة هذا الجامع ل
يدخله النساء إل في يوم عاشوراء لجأل الدعاء فوقف يدعو مع جأملة الناس،
وهو بمعزل عن النساء جأاءته امرأة ومعها أطفال فقالت يا سيدي :سألتك بالله
إل ما فرجأت عني وآثرتني بشيء أستعين به على قوت هذه الطفال ،فقد مات
أبوهم وما ترك لهم شيئا ً وأنا شريفة ،ول أعرف أحدا ً أقصده ،وما خرجأت في
هذا اليوم إل عن ضرورة أحوجأتني إلى بذل وجأهي ،وليس لي عادة بذلك .فقال
الرجأل في نفسه :أنا ما أملك شيئًا ،وليس لي غير هذا الثوب ،وإن خلعته
انكشفت عورتي ،وإن رددتها فأيّ عذر لي عند رسول الله فقال لها :اذهبي
معي حتى أعطيك شيئا ً فذهبت معه إلى منزله ،فأوقفها على الباب ودخل
وخلع ثوبه ،واتزر بخلق كان عنده ،ثم ناولها الثوب من شق الباب .فقالت له:
ك في باقي عمرك إلى أحد ففرح بدعائها جأ َ َ
حو َ َ
ألبسك الله من حلل الجنة ول أ ْ
وأغلق الباب ،ودخل بيته يذكر الله تعالى إلى الليل ،ثم نام فرأى في المنام
حوراء لم يَر الراؤون أحسن منها ،وبيدها تفاحة قد عطرت ما بين السماء
والرض ،فناولته التفاحة فكسرها ،فخرج منها حلة من حلل الجنة ل تساويها
الدنيا وما فيها ،فألبسته الحلة وجألست في حجره .فقال لها :من أنت؟ِ فقالت:
ت ذلك؟ِ فقالت :بدعوة تلك أنا عاشوراء زوجأتك في الجنة .قال :فبم نل ُ
المسكينة الرملة واليتام الذين أحسنت إليهم بالمس ،فانتبه وعنده من
السرور ما ل يعلمه إل الله تعالى ،وقد عبق من طيبه المكان ،فتوضأ وصلى
ركعتين شكرا ً لله تعالى ،ثم رفع طرفه إلى السماء فقال :إلهي إن كان منامي
م الكلم حتى عجل الله حقًا ،وهذه زوجأتي في الجنة فاقبضني إليك فما استت ّ
بروحه إلى دار السلم.
) (1/150
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
واعلم أن ما يفعله الناس يوم عاشوراء من الغتسال ولبس الثياب الجدد
والكتحال ،والتطيب والختضاب بالحناء ،وطبخ الطعمة بالحبوب وصلة
ركعات بدعة مذمومة ،فالسنة ترك ذلك كله ،لنه لم يفعله رسول الله
وأصحابه ،ول أحد من الئمة الربعة وغيرهم ،وما روي فيها من الحاديث،
فكذب موضوع وأن ما يفعل في كثير من البلدان من إيقاد القناديل الكثيرة في
ل معروفة من السنة بدعة قبيحة منكرة .وفقنا الله لكتساب الفضائل ليا ٍء
واجأتناب الرذائل.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة132 :
) (1/151
باب الحج
) (1/152
ج
وحكى اليافعي أنه ركب جأماعة من التجار في البحر متوجأهين إلى الح ّ
ج وفيهم إنسان معه بضاعة بخمسين ألفًا، فانكسر المركب وضاقا وقت الح ّ
فتركها وتوجأه إلى الحج فقالوا له :لو أقمت في هذا المكان لعله يخرج لك
ج
بعض بضاعتك .فقال :والله لو حصلت لي الدنيا كلها ما اخترتها على الح ّ
ودعاء من يشهده من أولياء الله بعد أن رأيت منهم ما رأيت ،قالوا :وما رأيت
منهم؟ِ قال :كنا مّرة متوجأهين إلى الحج ،فأصابنا عطش في بعض اليام،
وبلغت الشربة كذا وكذا ،ودرت في الركب من أّوله إلى آخره ،فلم يحصل لي
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
دمت قليل ً وإذا أنا بفقير معهماء ببيع ول غيره ،وبلغ العطش منا الجهد فتق ّ
عكازة وركوة ،وقد ركن العكازة في ساقية بركة ،والماء ينبع من تحت العكازة،
ويجري في الساقية إلى البركة ،فجئت إلى البركة ،فشربت وملت قربتي ،ثم
أعلمت الركب فاستقوا كلهم منها وتركوها وهي تطفح .قال :فهل يسمح بفوت
مشهد يشهده هؤلء القوم رضي الله عنهم .وهو أيضا ً عن علي بن الموفق
قال :جألست يوما ً في الحرم ،وقد حججت ستين حجة .فقلت في نفسي إلى
دد في هذه المسالك والقفار .ثم غلبتني عيني فنمت .فإذا أنا بقائل متى أتر ّ
ب فطوبى لمن أحبه المولى، يقول :يابن الموفق هل تدعو إلى بيتك إل من تح ّ
وحمله إلى المقام العلى .وهو عن أبي عبد الله الجوهري قال :كنت سنة في
عرفات؛ فلما كان آخر الليل نمت ،فرأيت ملكين نزل من السماء .فقال
أحدهما لصاحبه :كم وقف هذه السنة؟ِ قال صاحبه :ستمائة ألف ولم يقبل
منهم إل ستة أنفس قال :فهممت أن ألطم وجأهي وأنوح على نفسي .فقال له:
ما فعل الله في الجميع ،قال :نظر الكريم إليهم بعين الكرم ،فوهب لكل واحد
مائة ألف ،وغفر بستة أنفس لستمائة ألف ،وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،
والله ذو الفضل العظيم ،وهو عن ذي النون أنه قال :رأيت شابا ً عند الكعبة
يكثر الركوع والسجود ،فدنوت منه فقلت :إنك تكثر الصلة .فقال :أنتظر الذن
في النصراف .قال :فرأيت رقعة سقطت
) (1/153
عليه مكتوبا ً فيها :من الله العزيز الغفور إلى العبد الصادقا الشكور ،انصرف
دم من كبائر جنا وغفر ما تق ّ دم من ذنبك وما تأخر قبل الله ح ّ مغفورا ً لك ما تق ّ
ذنوبنا وما تأخر ،وتحمل عنا تبعاتنا آمين.
)تنبيه( إن الحج والعمرة تجبان في العمر مّرة على كل مسلم مكلف حّر
مستطيع بوجأدان الزاد والراحلة ،ولو ببيع عقاره فاضل ً عن مؤنة لئقة لمن
يمونه ذهابا ً وإيابًا ،وعن د َْين عليه مؤجأل ً أو أمهل به إلى إيابه على التراخي
بشرط عزمه على الفعل ،فمن مات أو عضب ،ولم يحج بعد الستطاعة تبين
فسقه في آخر سني المكان .وكذا فيما بعدها في المعضوب إلى أن يحج عنه،
فما شهد به أو قضى فيها تبين بطلنه ،وكذلك تزويج موليته .قال الغزالي :من
خر حتى أفلس لزمه كسب مؤنته أو سؤالها من زكاة أو صدقة ليحج استطاع فأ ّ
وإل مات عاصيا ،وقيل :يجب على القادر أن ل يتركه في كل خمس سنين لما ً
ت
سعْ ُ
ه وَوَ ّم ُ ح ْ
ش َ ه ِ ت لَ ُ
ح ُح ْص َ ن ع َْبدا ً َ لإ ّ جأ ّ قو ُ
ل الله ع َّز وَ َ قال رسول الله » :ي َ ُ
َ َ َ
م«ِ رواه حُرو ٌم ْيل َ فد ْ إل ّ م يَ ِ
وام ٍء ل ْ
ة أع ْ َ س ُم َخ ْ
شةِ فمضى عليه َ مِعي َع َل َي ْهِ في ال َ
البيهقي وابن حبان.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة136 :
خاتمة في بيان فضل الحج
) (1/154
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ
ل :يا قو ُ ة يَ ُ ملئ ِك َ َ ل ع ََرَفات ال َ هي ب ِأهْ ِ ن الله ت ََعاَلى ي َُبا ِ روي عن رسول الله » :إ ّ
ق، َ نك ُّ ْ َ ً ً عَباِدي ُ ملئ ِك َِتي ان ْظ ُُروا إلى ِ
مي ٍء ج عَ ِ لف َ م ْ ي ِ ن إل ّ ضرُِبو َ شْعثا غْبرا أقَبلوا ي َ ْ
َ َ
َ
مسن ِهِ ْح ِ م ْ
م لِ ُ سيئهُ ْ َ م ِ ت ُ م ،وَوَهَب ْ ُ ت َرغَبتهُ ْ ْ شفعْ ُ م وَ َ عاَءهُ ْ ت دُ َ َ
م أني قد ْ أجأب ْ ُ ُ
شهَد َك ْ فَأ ْ
َ َ َ
م
قو ْ ُض ال َ ذا أَفا َ م .فإ َ ت التي ب َي ْن َهُ ْ سأُلوِني غ َي َْر الت ّب َِعا ِ جأميعَ ما َ م َ سنيهِ ْ ح ِ م ْ ت ُ وَأع ْط َي ْ ُ
ل الله ت ََعاَلى يا قو ُ ب إلى الله ت ََعاَلى ي َ ُ ةَ ،والط ّل َ ِ دوا في الّرغ ْب َ ِ عا ُ مٍءع ووقفوا وَ َ جأ ْإلى َ
َ ُ
م
عاَءهُ ْ ت دُ َ جأب ْ ُ م أني قَد ْ أ َ ب فَأشهِد ُك ُ ْ فوا ِفي الّرغ ْب َةِ والط ّل َ ِ عَباِدي وَقَ ُ ملئ ِك َِتي ِ َ
ما ع جأمي م ه سني ح م ت يَ ط عَ أ و م، ه ن س حم ل م ه َ ئ مسي ت ب ه و و م هت بْ غ ر عت َ ف ش َ
َ َ ْ ُ ُ ْ ِ ِ ْ ْ ُ ْ ُ ْ ِ ِ ْ َِ ِ َ
َ ََُ ْ َ َ ْ ُ ُ ْ
َ وَ
م«ِ .تحمل الله تبعاتنا وغفر كبائر ت التي ب َي ْن َهُ ْ م بالت ّب َِعا ِ
ت ع َن ْهُ ْ فل ْ ُسأُلوِني ،وَك َ َ َ
ذنوبنا.
) (1/155
وروي :م َ
حي م ِ سَنة ،وَ ُ ح َ ه ب ِهِ َ ب لَ ُ ه إل ك ُت ِ َ فا ً َول ت َْرفَعُ ُ خ ّ ه ُ ضعُ َناقَت ُ ُ ت ل تَ َ م الب َي ْ َ نأ ّ َ ْ
ق ت عَ ك ي ع س وال ل، َ عي ِ سما إ بني ن م ة ب َ ق ر ق ت ع َ ك ف وا ّ ط ال عتا ْ
طيئ َ ٌ َ َ َ
ك ر و ة، خ ِ ه َ ع َن ْ ُ
ّ ْ ُ َ ْ ِ ْ َ ِ َ ْ ِ َ َ ٍء ِ ْ ِ
مط َرِ قط ْرِ ال َ ل وَك َ َ م ِ دد الّر ْ كاَنت ب ِعَ َ ن َ ب ،وَإ ِ ْ فر ب ِهِ الذ ُّنو َ ف ي َغْ ِ ة ،والوُُقو ُ ن َرقَب َ ً سب ِْعي َ َ
خوٌر مد ْ ُ ْ ُ َ ر ح ّ ن وال تِ قا َ موب َ ُ ال ن م
ِ ٍء ة كبير ر
ُ فيِ ْ ك َ ت ر ما
ِ َ ِ ج ال ن
َ م
ِ ٍء ة صا َ َ ح ل ّ ُ ك ب ر،
َ ْ ِ ِ ح ب ال ِ د وَ َ َ
ب ز َ ك
ضع ُك يَ َ ف ب َعْد َ ذال ِ َ وا ِ ّ
ة ،وَِبالط َ طيئ َ ٍء خ ِ حو ُ َ م ْ ة وَ َ سن َ ٌح َ ت َ ق ْ حل ِ َ شعَْرةٍء ُ ل َ عن ْد َ الله ،وَب ِك ُ ّ ِ
ضى .غفر م َ ما َ ك َ فَر ل َ َ ل وَقَد ْ غ ُ ِ سَتقب ُ ما ي ُ ْ ل ِفي َ م ْ في ْهِ َفيقول :اع ْ َ َ
ن كت ِ َ ك ي َد َي ْهِ ب َي ْ َ مل ٌ َ َ
ه ر م
ُ َ ُ ْ ُ و ه، ح
ْ ِ ف صا َ َ و ِ ه ْ ي َ ل َ ع م
َ ّ ل س
َ َ ف ج
ّ حا َ ال ت َ قي ِ َ ل ذاَ إ أخرنا.وروي: وما قدمنا ما لنا الله
ك قَب َ َ َ
م
سل ُ م ع َل َي ْهِ ال ّ ن آد َ َ ه .وروي :إ ّ فوٌر ل َُ مغ ْ ُ ه َ ه فَإ ِن ّ ُ ل ب َي ْت َ ُ خ َ ن ي َد ْ ُ لأ ْ فَر ل َ َ ْ ست َغْ ِ ن يَ ْ أ ْ
ي إل ن َنب َ م ْ ما ِ ن ،وَ َ ط ِفيه ّ ب قَ ّ م ي َْرك َ ْ جأل َي ْهِ ل َ ْ ن الهِن ْد ِ ع ََلى رِ ْ م َ ف آِتيةٍء ِ ت أل ْ َ أتى الب َي ْ َ
ح. صال ِ ُ حّتى هود ُ وَ َ ج َ ح ّ َ
وحكى القاضي عياض أن قوما أتوا إلى سعدون الخولني بالمنستير ،فأعلموه ً
أن كتامة قتلوا رجأل ً وأضرموا عليه النار طول الليل ،فلم تعمل فيه شيئا ً وبقي
أبيض اللون ،فقال :لعله حج ثلث حجج .قالوا :كيف ذلك؟ِ قال؛ حدثت أن من
دى فرضه ،ومن حج ثانية داين ربه ،ومن حج ثلث حجج حّرم الله حج حجة أ ّ
شعره وبشره على النار.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة138 :
) (1/156
وحكي عن محمد بن المنكدر أنه حج ثلثا ً وثلثين حجة .فلما كان في آخر حجة
حجها ،قال :وهو واقف بعرفات :اللهم إني قد وقفت في موقفي هذا ثلثا ً
وثلثين وقفة ،فواحدة عن فرضي والثانية عن أبي والثالثة عن أمي ،وأشهدك يا
رب أني قد وهبت الثلثين لمن وقف موقفي هذا ولم يتقبل منه .فلما دفع
بعرفات ونزل بالمزدلفة نودي في المنام :يا ابن المنكدر أتتكرم على من خلق
الكرم ،أتجود على من خلق الجود ،إن الله تعالى يقول لك :وعزتي وجأللي لقد
غفرت لمن وقف بعرفات قبل أن أخلق عرفات بألفي عام.
نسأل الله الكريم الجواد أن يغفر لنا كبائر ذنوبنا ويتحمل تبعاتنا ويقبل توبتنا.
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة138 :
فصل في أحكام الحج
سْبعاً، َ َ
ف َ
ة ،وطوا ٌف ب ِعََرف َ
ت به .ووقو ٌ
م ُ
حَر ْ
ج وَأ ْ
ح ّ
ت ال َ
ة ،ن َوَي ْ ُم ب ِن ِي ّ ٍء
أركانه؟ِ إحرا ٌ
ت َ ً
صفا إلى المروة وعائدا منها إلى الصفا ،وإزالة شعََرا ٍء ي سبعا ً مبتدئا بال ّ
ً سعْ ٌ و َ
طواف ،وغير الوقوف ف ،وعند بعض المحققين ال ّ الوقو لها ُ وأفض س، ْ أر
ُ ٍء م ْ َ
ن ِ
ة. ر م ع ْ
ٌ ِ ُ ْ َ ِ ل ل ن أركا
وواجأباته :إحرام من ميقات ،ومبيت بمزدلفة لحظة من نصف أخير من ليلة
النحر ،ومبيت على ليالي التشريق ورمي أيامها سبعا ً سبعا ً إلى الجمرات،
وطواف وداع لغير مكي ونحو حائض ،ويجب بترك واحد منها فدية.
وشروط الطواف :طهارة وستر عورة ،وابتداء بالحجر السود ومحاذاته بكل
بدنه ،وجأعل البيت عن يساره.
) (1/157
ومحّرمات الحرام :وطء وقبلة ومباشرة بشهوة واستمناء ونكاح وتطّيب ودهن
شعر ،وإزالته وتقليم ظأفر واصطياد وأكل ما صيد له ،ولبس رجأل مخيطا ً وستر
رأسه وستر امرأة شيئا ً من وجأهها ،فإن فعل شيئا ً ناسيا ً أو جأاهل ً بتحريمه،
فإن كان إتلفا ً كحلق شعر وقتل صيد وجأبت الفدية أو تمتعا ً كلبس وتطيب فل.
ونقل النووي في المجموع قول بعضهم :يندب أن يتشبه كل أحد بالمحرم في
عشر ذي الحجة بعدم إزالة شعر وظأفر وقول آخرين :يندب التعريف في يوم
عرفة بالجأتماع بعد الظهر في أيّ بلد كان للذكر والدعاء تشبها ً بأهل عرفة.
ونقل المام أحمد فعله عن الحسن وجأماعة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة140 :
فصل في فضل مكة
) (1/158
نمي َ هدىً للَعال َ ِ مَباَركا ً وَ ُ ة ُ ذي ب ِب َك ّ َ س ل َل ّ ِ ضعَ للّنا ِ ت وُ ِ ل ب َي ْ ٍء ن أ َوّ َ قال الله تعالى} :إ ّ
منا{ )سورة آل عمران 96 :ــــ ً نآ ِ ه كا َ َ خل ُ َ ن دَ َ م ْ م وَ َ هي َم إْبرا ِ قا ُ م َت َ ت بينا ٌ ِفيهِ آيا ٌ
ض الله َ َ َ َ
ب أْر ِ ح ّ ض الله وَأ َ خي ُْر أْر ِ كل َ (97وروي أن رسول الله قال» :والله إن ّ ِ
َ
ض ب َلد َة ٌ ي َْرفعُ ْ
جأهِ الْر ِ ما ع َلى وَ ْ َ ت ،وروىَ : جأ ُخَر ْ ما َ ك َ من ْ ِ ت ِ جأ ُ خرِ ْ ول أ َِني أ ُ ْ إلي وَل َ ْ
َ
صلة ً صّلى ِفيها َ ن َ م ْ ة ،وَ َ مك ّ َ سن َةٍء إل َ ح َ ف َ حد َة َ بمائةِ أل ِ سَنة الوا ِ ح َ الله تعالى ِفيها ال َ
َ َ ً رفعت ل َه مائ َ َ َ
نم ْ م ،وَ َ ف ي َوْ ٍء مائةِ أل ِ َ ه َ ب الله ل ُ وما كت َ ََ م ِفيها ي َ ْ صا َ ن َ م ْ ة أْلف صلة ،وَ َ ُ ِ َ ْ ُ
دة ح وا ة ر م ن رآ ُ ق ال م ت خ ن م و قة، َ د ص م ه ر د ف ْ ل َ أ مائة ه َ ل الله ب َ
ْ َ َ ّ ً َ ِ َ َ َ ْ َ َ َ ِ ِ ْ َ ٍء َ َ ُ صد ّقاَ ب ِد ِ ْ َ ٍء َ َ
ت ك م ه ر تَ َ
َ
ةه مائ َ َ ب الله ل َ ُ مّرة ً ك َت َ َ ح الله تعالى ِفيها َ سب ّ َن َ م ْ مة ،وَ َ خت ْ َ ف َ ة أل ْ ِ ه مائ َ َ ب الله ل َ ُ ك َت َ َ
َ جأى ل َ َ َ َ َ
صيام ِ الد ّهْرِ ن ِ م ْ ل ِ ض ُ ك وَأفْ َ من ِهِ أْر َ حَرم ِ الله وَأ ْ حد ٌ في َ م َوا ِ رها ،ولي َوْ ٌ ف بغي ِ أل ْ ٍء
فَر ل َ ُ
ه ن غُ ِ ِ قام ِ َرك ْعَت َي ْ م َ ف ال َ خل ْ َ صّلى َ ن َ م ْ ن .ورويَ : ن البلدا ِ م َ ها ِ مهِ في غ َي ْرِ َ وَِقيا ِ
َ ً ْ ّ ت ب ِعَد َد ِ ك ُ ّ ُ
ه
من َ ُ ضَعافا ،وَأ ّ هأ ْ ف ُ خل َ صلى َ ن َ م ْ ل َ سَنا ِ ح َ ن ال َ م َ ي ِ ه ،وَأع ْط ِ َ ن ذ َن ْب ِ ِ م ْ م ِ قد ّ َ مات َ َ َ
ة«ِ . م ِ َ ياَ ق
ِ ال مَ ْ وَ ي لى َ عا َ َ ت الله
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/159
سرا ً ع َ ْ
ن حا ِ حّر َ ديد ِ ال َ ش ِ ف َ صائ ِ ٍء سْبعا ً في ي َوْم ٍء َ ت الله َ ل ب َي ْ ِ حو ْ َ ف َ طا َ ن َ م ْ ورويَ :
ه َ ّ َ ً َ َ َ َ َ ّ ُ َ ْ
حدا ،وَقل كلم ُ ن ُيؤِذي أ َ ن غي ْرِ أ ْ م ْ سوَد َ ِفي كل طوْفةٍء ِ جَر ال ْ ح َ م ال َ ست َل َ سهِ َوا ْ َرأ ِ
ه
ي ع َن ْ ُ ح َ م ِ ة ،وَ ُ سن َ ٍء ح َ ف َ ن أ َل ْ َ سب ُْعو َ ل قَد َم ٍء ي َْرفَُعها َ ه ب ِك ُ ّ ب لَ ُ ن ذ ِك ْرِ الله ك ُت ِ َ م ْ إل ِ
َ َ
بشي ع ََلى الّراك ِ ِ ما ِ ل ال َ ض ُ ة ،وَفَ ْ جأ ٍءف د ََر َ ن أل ْ َ سْبعو َ ه َ ة ،وَُرفعَ ل َ ُ سي ّئ َ ٍء ن أْلف َ سب ُْعو َ َ
ن
ْ ِ َسي م خ
َ ت ِ َْ ِ ي ب بال فَ َ
طا ن َ ْ م وروي: ب. َ ِ ِ ك وا َ ك ال ر
َ ِِ ئ سا لى َ َ ع ر
َ ْ ِ د ب ال ة
َ َ ل ي
َ ِ ْ َ ل ر م َ ق ال كَ ْ ِ
ل ض َ ف
َ
جَر ح َ ن ال َ ه .وروي :إ ّ م ُ هأ ّ ذنوب ِهِ ك َي َوْم ِ وَل َد َت ْ ُ ن ُ م ْ ج ِ خَر َ ن أسبوعا ً َ مسي َ خ ْ مرة ً يعني َ َ
ن َ
كا ه نَ أ و ع، ف ش ْ م ع ف شا َ ه نَ أ و نيا د ال ل ْ ه َ أ ن م ه َ ل ب َ ق و ه م َ ل ت س ا ن م ِ ل د ه شْ ي د و س ال
َ ّ
ٌ َ ُ ِ ٌ ُ ِ ّ
َ ُ ْ ّ ِ ْ ِ ْ َ َ َ َ ُ َ ِ ْ َ ُ َ ّ ُ َ
َ طايا أ َ َ ن الث ّل ْ أَ َ
ذو ه ُ س
َ َ ّ ُ م ما كَ ِ ل ذا ول َ ْ ل و ك، ِ ر ْ ش ّ ال لِ ْ ه َ خ
َ ه
سوّد َت ْ ُ حّتى َ ج َ ِ م َ شد ّ ب ََياضا ً ِ
حد ٌ الك َعْب َ َ خ ُ َ
من َْها إل ج ِ خُر ُ مةِ اللهَ ،ول ي َ ْ ح َ ة إل ّ ب َِر ْ لأ َ ي .وروي :ل ي َد ْ ُ ف َ ش ِ عاهَةٍء إل ّ ُ َ
ت ن ن َظَر إلى الب َي ْ ِ َ م ْ ة ،وَ َ عَباد َ ٌ َ
ل .وروي :الن ّظُر إلى الكعْب َةِ ِ َ جأ ّ فرةِ الله ع َّز وَ َ مغْ ِ بِ َ
َ َ ً ً
ن
م َ مةِ ِ قَيا َ م ال ِ شَر ي َوْ َ ح ِ خَر ،وَ ُ ما ت َأ َ ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ م ْ م ِ قد ّ َ ما ت َ َ ه َ فَر ل ُ حِتسابا ،غ ُ ِ إيمانا وا ْ
ن.مني َ ال ِ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة141 :
) (1/160
ن م ْ ما ِ سد َه ُ ع ََلى الّناِر .ورويَ : جأ َ م الله َ حّر َ حدا ً َ وما ً َوا ِ ة يَ ْ مك ّ َ ض بِ َ مرِ َ ن َ م ْ ورويَ :
ن الَيماني .وروي: ْ َ َ َ ّ ْ َ
عن ْد َ الّرك ِ ه وَكذال ِك ِ بل ُ جي َ ست ُ ِ سوَد ِ إل ا ْ ن ال ْ عن ْد َ الّرك ِ عو ِ حد ٍء ي َد ْ ُ أ َ
ضعا ً إل ّ مو ْ ِ شَر َ ة عَ َ س َ م َ خ ْ عاُء في َ ب ِفيها الد ّ َ جا ُ ست َ َ ض ب َل ْد َة ٌ ي ُ ْ جأهِ الْر ِ على وَ ْ ما َ َ
سوَد ِ جرِ ال ْ ح َعن ْد َ ال َ عاُء ِ ب ،والد ّ َ جا ٌ ست َ َ م ْ عاُء ِفيها ُ ة ،والد ّ َ ف الكعْب َ َِ جأوْ ُ ة :أوّلَها َ ُ مك َ ّ َ
بت الميزا ِ ح َ عاُء ت َ ْ ب ،والد ّ َ جا ٌ ست َ َ م ْ ن الَيماني ُ ْ
عن ْد َ الّرك ِ عاُء ِ ب ،والد ّ َ جا ٌ ست َ َ م ْ ُ
ب، جا ٌ ست َ َ م ْ ملت َزِم ِ ُ ْ عاُء في ال ُ ب والد ّ َ جا ٌ ست َ َ م ْ جرِ ُ ح َ عاُء في ال َ ب ،والد ّ َ جا ٌ ست َ َ م ْ ُ
َ
دعاُء ع َلى ب ،وال ّ جا ٌ ست َ َ م ْ م ُ مَز َ عن ْد َ ب ِئرِ َز ْ ْ دعاِء ِ ب ،وال ّ جا ٌ ست َ َ م ْ قام ِ ُ ف الم َ خل َ ْ دعاِء َ وال ّ
ف ق
َ ْ ِ ِ و م ال في ُ ء عا ّ َ د وال ب، جا
َ ْ َ ِ ُ ْ َ َ ٌ ت س م ة و ر م ال لى َ َ ع ُ ء عا ّ َ د وال ب، جا
ُ ْ َ َ ٌ ت س م صفا ال ّ
ت مَرا ِ ج َ عن ْد َ ال َ عاُء ِ ب ،والد ّ َ جا ٌ ست َ َ م ْ حَرام ِ ُ شعَرِ ال َ م ْ عن ْد َ ال َ عاُء ِ ب ،والد ّ َ جا ٌ ست َ َ م ْ ُ
ب. جا
ِ ُ ْ َ َ ٌ ت س م ث ثل ّ ال
ر ي غ ب ة ن ج ال ن لو ُ خ د ي د، هي ش َ ف ْ لة سبِعين أ َ ّ ك م ة ر ب ْ ق م ن م لى َ عا ت الله شُر ح ُ
ِ ْ ِ َ َ ّ َ َ ُ َ ْ ٍء ِ َ َ ْ َ َ ْ َ ََ َِ ِ َ َ وروي :ي َ ْ
جأل ً ن َر ُ سب ِْعي َ م في َ من ْهُ ْ حد ٍء ِ ل َوا ِ فع ُ ك ُ ّ ش َ ة الب َد ِْر ،ي َ ْ َ
مرِ لي ْل َ َ ق َ كال َ م َ جأوهُهُ ْ ب وُ ُ سا ٍء ح َ ِ
ل :الغُرباء ومن مات في حرم الله تعاَلى أوَ ل الله؟ِ فَ َ
ْ ََ َ َ ِ َ َ َ َ ْ َ َ قا َ م يا رسو َ ن هُ ْ م ْ لَ : قي َ فَ ِ
مرا ً َ ً ّ َ ّ َ ّ
معْت َ ِ جأا أوْ ُ حا ّ ة والمدينةِ َ مك َ ن َ ت ب َي ْ َ ما َ م ،أوْ َ سل َ صلى الله ع َلي ْهِ وَ َ سول ِهِ َ حَرم ِ َر ُ َ
نم َ م ب ََراَءة ٌ ِ مَز َ ماِء َز ْ ن َ م ْ صلعَ ِ ّ ن الت ّ َ ن ،أل وإ ّ مني َ ن ال ِ م َ مةِ ِ قَيا َ م ال ِ ه الله ي َوْ َ ب َعَث َ ُ
قا .كتب الله الكريم المنان البراءة لنا من النفاقا والنيران ،وقبض أرواحنا فا ِ الن ّ َ
في أحد الحرمين ،وحشرنا في زمرة شهداء حرمه المنين ،وأدخلنا الجنة بغير
حساب آمين آمين.
) (1/161
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/162
ن السيئات تضاعف في مكة كما تضاعف الحسنات فيها على ما روى واعلم أ ّ
مجاهد عن ابن عباس ،والمراد بالمضاعفة زيادة القبح والعذاب .وروى الثوري
َ
ن أبينجأل ً ب ِعَد َ ٍء ه .وَل َوْ أ ّ
ن َر ُ ب ع َل َي ْ ِ سي ّئ َةٍء إل ّ ت ُك ْت َ ُ
م بِ َ ل ي َهُ ّجأ ٍء
ن َر ُ م ْما ِعن ابن مسعودَ :
َ
ب أِليم .وقال جأماعة َ
ن ع َذا ٍء م ْ ّ
جأل ِ ه الله ع َّز وَ َ َ َ
ت لذاق ُ جألًِ ،بهاذا الب َي ْ ِ قت ُ َ
ل َر ُ م أن ي َ ْ
ه ّ
ن من الظلم الذي ّ إ عباس: ابن عن جأبير بن سعيد روى لما ً اتبع المفسرين من
ب الليم شتم الخادم في الحرم. يذيق الله صاحبه العذا َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة141 :
وحكى شيخنا ابن حجر نفعنا الله به :أنه وقع لبعض من يعرفه الذي كان على
ون بالغ زلة بتقبيل امرأة عند الحجر ،فمسخ مسخا ً هيئة جأميلة وفضل تام ،وتص ّ
ث هيئة ،وأقبح منظر ،وأفظع حالة بدنا ً ودينا ً وعقل ً وكلماً. كّليا ً وصار بأر ّ
ن
ده ،وإ ّ ن بعض الطائفين نظر إلى أمرد أو امرأة ،فسالت عينه على خ ّ وحكي أ ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
بعضهم وضع يديه على امرأة فالتصقتا ،وعجز الناس عن فكهما حتى دلهم
بعض العلماء أنهما يرجأعان إلى محل معصيتهما ويبتهلن إلى الله ،ويصدقان
في التوبة ،ففعل ذلك ففّرج الله عنهما.
وقصة إساف ونائلة مشهورة وهي أنهما زنيا في البيت فمسخهما الله حجرين.
فنعوذ بالله من الزلت ونسأله أن يعصمنا من الفتن إلى الممات ،إنه أكرم
كريم وأرحم رحيم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة141 :
فصل :في زيارة قبر نبينا محمد وفضل المدينة النبوية
) (1/163
حَياِتي«ِ ن َزاَرِني في َ م ْن كَ َ كا َ ري ب َعْد َ وََفاِتي َ ج فََزاَر قَب ْ ِ ح ّن َ م ْ
قال رسول الله َ » :
كة ث ُّ
م م َ َ إلى ج ح
َ ْ َ ّن م » وقال: تي«ِ َِ ع فا
َ شَ ه َ ل ت
َ َ َ ْ ُ ب جأ و رين َزاَر قَب ْ ِ م ْوقال َ » :
م ي َُزْرِني ج وَل َ ْ ح ّن َ م ْ ن«ِ وقالَ » : مب ُْروَرَتا ِ ن َ جَتا ِ ح ّ
ه َ ت لَ ُدي ك ُت ِب َ ْ ج ِس ِ م ْصد َِني في َ قَ َ
ة«ِ
م ِقَيا َ م ال ِ شِهيدا ً ي َوْ َ ه َ ت لَ ُسبا ً ك ُن ْ ُ حت َ ِم ْدين َةِ ُ م ِ ن َزاَرِني ِبال َ م ْ فاِني«ِ وقالَ » : جأ َ
قد ْ َ فَ َ
ً َ ُ َ َ
م
فيعا ي َوْ َ ش ِ ه َ تل ُ مِتي إل ّ ك ُن ْ ُ نأ ّ م ْ حد ٌ ِ شد ِّتها أ َ دين َةِ وَ ِ م ِ صب ُُر ع َلى لَواِء ال َ وقال» :ل ي َ ْ
ت ب َِها فَإ ِّني ْ َ َ ً مةِ أ َوْ َ
م ْدين َةِ فَلي َ ُ م ِت ِبال َ مو َ ن يَ ُ ست َطاع َ أ ْ من ا ْ شِهيدا«ِ وقالَ » : قَيا َال ِ
ت ب َِها«ِ نسأل الله الكريم أن يرزقنا شفاعة نبيه ،والموت في مو ُ ن يَ ُم ْفع ُ ل ِ َ
ش َ أَ ْ
حرمه آمين.
بم على قبر النبي فقال :يا ر ّ وحكى أبو الحسن الصوفي قال :وقف حاتم الص ّ
إنا زرنا قبر نبيك فل تردنا خائبين ،فنودي :يا هذا ما أذنا لك في زيارة قبر النبي
ل قد جأ ّإل وقد طهرناك ،ارجأع ومن معك من الزّوار مغفورا ً لكم ،فإن الله ع َّز وَ َ
رضي عنك وعمن زار قبر نبيه محمد ،فارض اللهم عنا معهم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة145 :
) (1/164
سائ ِ َرِ ن ع ََلى َ قْرآ ِل ال ُ ض ُ أخرج البيهقي عن أبي هريرة قال :قال رسول الله » :فَ ْ
َ
ن قَرأ م ْه«ِ والحاكم عن ابن مسعودَ » : ق ِ خل ْ ِ سائ ِرِ َ ن ع ََلى َ حما ِ ل الّر ْ ض ِ ف ْكلم ِ ك َ َ ال َ
فحْر ٌ ل آلم َ مَثال َِها ،ل أُقو ُ ر .أ ْ ش ِ ة ب ِعَ ْ سن َ ُ ح َ ة َوال َ سن َ ٌ ح َ ه ب ِهِ َ ب الله فَل َ ُ ن كَتا ِ م ْحْرفا ً ِ َ
وأحمد عن معاذ بن أنس» :من قَرأ َ ف«ِ حْر ٌ
َ ْ َ م َ مي ُ ف وَ ِ حْر ٌ حْرف َولم َ ف َ ن أل ِ ُ َولك ِ ْ
ضوِْء ن م ن س أح ه ُ ؤو ض ة م يا ق ال م و ي ً ا تاجأ ْ ل بما فيه أ ُ َ
َ ُ ِ ْ َ َ ْ َ ِ َ َ ِ َ ْ ُ قْرآ َ َ َ ِ ِ َ ِ ِ ِ َ َ َ ُ َ
ه دا وال س ب ل م ع و ن ال ُ
ل ب َِها«ِ وأحمد عن م َ ذي ع َ ِ م ِبال ّ ِ ما ظأ َن ّك ُ ْ م ،فَ َ ت ِفيك ُ ْ كان َ ْ ت الد ّن َْيا ل َوْ َ س ِفي بُيو ِ م ِ ش ْال ّ
َ
ة«ِ والحاكم عن أبي هريرة: ت ل َي ْل َ ٍء ه قُُنو َ ب لَ ُ ن قََرأ ِبمائ َةِ آي َةٍء ِفي ل َي ْل َةٍء ك ُت ِ َ م ْتميمَ » :
ن«ِ والديلمي عن عمرو بن ن الَغافِِلي َ م َ ب ِ م ي ُك ْت َ ْ َ
ة آي َةٍء ل ْ ن قََرأ َ ِفي لي ْلةٍء مائ َ َ
َ َ م ْ » َ
ك«ِ وأبو مل َِ ف َ ْ
ن أل َ سّتو َ مهِ ِ خت ْ ِ عن ْد َ َ َ
صلى ع َلي ْهِ ِ ّ ن َ قْرآ ّ م العَب ْد ُ ال ُ خت َ َ ذا َ شعيب» :إ َ
َ َ ّ مث َ ُ
حَها جأةِ ري ُ ل الت ُْر ّ مث ِ نك َ قْرآ َ قَرأ ال ُ ذي ي َ ْ من ال ِ مؤ ْ ِ ل ال ُ داود والنسائي عن أنسَ » :
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
مَهاطع ُ مَرةِ َ ل الت ّ ْ مث َ ِ ن كَ َ قْرآ َ قَرأ َ ال ُذي ل ي َ ْ ن ال ّ ِ م ِ مؤ ْ ِل ال ُ مث َ ُب ،وَ َ مَها ط َي ّ ٌ ب وَط َعْ ُ ط َي ّ ٌ
ُ
حان َةِ ريحَها ط َي ّ ٌ
ب ل الّري ْ َ مث َ ِقْرآن ك َ َ قَرأ ال ُ ذي ي َ ْ جأرِ ال ّ ِ فا ِل ال َ مث َ ُ ب َول ريح ل ََها ،وَ َ ط َي ّ ٌ
مّر َول رِِيح مَها ُ حن ْظ ََلة ط َعْ ُ ل ال َ مث َ ِن كَ َ قْرآ َ قَرأ ال ُ ذي ل ي َ ْ جأرِ ال ّ ِ فا ِ ل ال َ مث َ ُمّر ،وَ َ مَها ُ وَط َعْ ُ
َ
كصاب َ َيٌء أ َ ش ْه َ من ْ ُ
ك ِ صب ْ َ م يُ ِ ن لَ ْ كإ ْ س ِ
م ْ ب ال ِ ح ِ صا ِ ل َ صاِلح ك َ َ
مث َ ِ س ال ّ جِلي ِ ل ال َ مث َ ُ ل ََها ،وَ َ
شَررِهِ ن َ م ْ ك ِ صب ْ َم يُ ِ ن لَ َ كيرِ إ ْ ب ال ِ ح ِ صا ِ ل َ مث َ ِسوِء ك َ َ س ال ّ جِلي ِ ل ال َ مث َ ُه ،وَ َ ح ِن ِري ِ م ْ ِ
ب تا ك ن م ة يآ إلى ع م ت س ا من » هريرة: أبي عن وأحمد ه«ِ ن خاَ د ن م َ
ك ب صا َ أ ٌ ء ي َ
ش
َ ٍء ِ ْ ِ َ ِ ْ َ َ َ َ ِ ْ ُ ِ ِ َ َ ْ
سَنة َ
الله َ ْ ُ َ َ
ح ه ل ت بِ ت ُ ك
) (1/165
ة«ِ والطبراني عن م ِقَيا َ م ال ِ ه نورا ً ي َوْ َ ت لَ ُ كان َ ْ ب الله َ ن ك َِتا ِ م ْ ة ِ ن َتل آي َ ً م ْ فة ،وَ َ ضاع َ َ م َ ُ
ن َ َ َ ُ ً َ َ ً ّ
م ْ خَر ،وَ َ ما ت َأ ّ ن ذن ْب ِهِ وَ َ م ْ م ِ قد ّ َ ما ت َ َ ه َ فَر ل ُ ن ن َظرا غ ِ قْرآ َ ه ال ُ م اْبنا ل ُ ن ع َل َ م ْ أنس » َ
َ ّ ً َ
حّتى ي َن َْتهي إلى جأة
َِ ِ ِ ََ َ َ ر د ب لل ها ب الله ع َ ف ر
ُ ًَ َ َ ة ي آ ن الب أ رَ َ ق ماَ ل ُ ك َ ف ا هر ِ ظأا ه إَيا ُ
ه م ُ ع َل ّ َ
ل َراَية م ُ حا ِ ن َ قْرآ ِ ل ال ُ م ُ حا ِن«ِ والديلمي عن أبي أمامةَ » : قْرآ ِ ن ال ُ م َ ه ِ معَ ُ ما َ خرِ َ آ ِ
ه فَعَل َي ْهِ ل َعْن َ ُ َ َ َ
ة الله«ِ وأخرج هان َ ُ
نأ َ م ْ ه الله ،وَ َ م ُ قد ْ أك َْر َ ه فَ َ م ُ ن أك َْر َ م ْ م ،وَ َ سل ِ ال ْ
مِتي ُ ُ َ
جأوُر أ ّ يأ ُ ت ع َل ّ ض ْ الترمذي والنسائي عن أنس قال :قال رسول الله » :ع ُرِ َ
م أ ََر ذ َْنبا ً َ
مِتي فَل ْ بأ ّ
ُ
ي ذ ُُنو ُ ت ع َل َ ّ ض ْ جد ِ وَع ُرِ َ س ِ م ْ ن ال َ م َ ل ِ جأ ُ جأَها الّر ُ خرِ ُ ذاة َ ي ُ ْ ق َ حّتى ال َ َ
ُ َ َ َ
سيَها«ِ وأبو داود عن سعد م نَ ِ ل ثُ ّ جأ ٌ ة أوِتيَها َر ُ ن أوْ آي َ ً قْرآ ِ ن ال ُ م َ سوَرةٍء ِ ن ُ م ْ م ِ أع ْظ َ
مةِ قَيا َ م ال ِ قي الله ي َوْ َ ه إل ّ ل َ ِ سي ُ م نَ ِ ن ثُ ّ قْرآ َ م ال ُ رىٍءء ت َعَل ّ َ م ِ نا ْ م ْ ما ِ بن عبادةَ » :
َ
م«ِ. جأذ َ َ أ ْ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة146 :
وحكى اليافعي أن المام أحمد بن حنبل قال :رأيت رب العّزة في منامي
م يتقرب إليك المتقربون؟ِ قال :بكلمي ،فقلت :بفهم أو بغير بب َ فقلت :يا ر ّ
فهم قال بفهم وبغير فهم.
)تنبيهات :أحدها( إن تلوة القرآن أفضل من سائر أنواع الذكر العام الذي لم
ل ،وهي نظرًا ،وفي الصلة وبالليل ونصفه الخير وبين يخص بوقت أو مح َ
العشاءين وبعد الصبح ،وفي أفضل الوقات أفضل.
) (1/166
ن ترتيلها حتى للعجمي الذي ل يفهمه ،وهو النتقال من حرف إلى )فرع( يس ّ
ن بل وقفة ،وحرف ترتيل أفضل من حرفي غيره .قال ابن عباس: حرف آخر بتأ َ
ي من أن أقرأ القرآن كله بغير ترتيل .قال لن أقرأ سورة أرتلها أحب ،إل ّ
ن الوقوف على رْأس كل آية وعليه أبو عمرو القارىء .وينبغي أن بعضهم :يس ّ
يكون شأن القارىء الخشوع والتدبر والخضوع إذ هو المقصود والمطلوب ،وبه
ل للقرآن والقرآن يلعنه .وورد في تستنير القلوب .قال أنس بن مالك :رب تا ٍء
التوراة :يا عبدي أما تستحي مني يأتيك كتاب بعض إخوانك وأنت في الطريق
تمشي ،فتعدل عن الطريق وتقعد لجأله وتقرؤه وتتدبره حرفا ً حرفا ً حتى ل
يفوتك منه شيء ،وهذا كتابي أنزلته إليك ،أنظر كم فصلت لك من القول ،وكم
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ت أهون عليك كّررت عليك فيه لتتأمل طوله وعرضه ،ثم أنت معرض عنه أفكن ُ
ل وجأهك، من بعض إخوانك؟ِ يا عبدي يقص إليك بعض إخوانك ،فتقبل عليه بك ّ
وتصغي إلى حديثه بكل قلبك ،فإن تكلم متكلم أو شغلك شاغل عن حديثه
دث لك وأنت معرض عني ف ،وها أنا ذا مقبل عليك ،ومح ّ
أومأت إليه أن ك ّ
بقلبك أجأعلتني أهون عليك من بعض إخوانك؟ِ تعالى الله عن ذلك علوا ً كبيرًا.
)فائدة( قال في المجموع :الشتغال بحفظ ما زاد على الفاتحة أفضل من
وع ،وأفتى بعض المتأخرين بأن الشتغال بحفظه أفضل من الشتغال صلة التط ّ
بفرض الكفاية من سائر العلوم دون فرض العين منها .وثانيها :أن نسيان آية أو
م منه كتعلم العلم العيني كبيرة .وثالثها أنه حرف منه ،ولو بالشتغال بما هو أه ّ
يجب على من حفظه بعد البلوغ بصفة من إتقان أو توسط أو غيرهما ،كأن
يتوقف فيه أو يكثر غلطه أن يستمر على تلك الصفة التي حفظه عليها ،فيحرم
عليه نقصها من حافظته .ورابعها أنه يحرم تمزيق ما كتب فيه قرآن عبثا ً وبلعه
ل أكله ول شرب محوه ،وترك رفعه عن الرض ،ومد ّ الرجأل إليه ووضع نحو
درهم فيه ،وفي كتب علم ٍء شرعي ،ويندب القيام له كالعالم.
) (1/167
وحكى يوسف المالكي أن المام أبا بكر بن فورك ما نام في بيت فيه مصحف
قط ،وإذا أراد النوم انتقل عن المكان الذي فيه إعظاما ً لكتاب الله عّز وجأ ّ
ل.
) (1/168
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ن
ن وعلموه ّ البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموه ّ
نساءكم وأبناءكم ،فإنها صلة وقراءة ودعاء .والدارمي عن عثمان بن عفان
م ل َي ْل َ ٍء
ة«ِ وأحمد ب لَ ُ
ه قَِيا َ ن ِفي ل َي ْل َةٍء ك ُت ِ َ مرا َ لع ْخَر آ ِن قََرأ َ آ ِ
م ْ
رضي الله عنهَ » :
ً
خذ ْ وَلدا{ )سورة َ م ي َت ّ ِ َ
ذي ل ْ ّ ّ
مد ُ ل ِلهِ ال ِ ح ْعن معاذ بن أنس :آية العز }وَُقل ال َ
عى ِفي ف ت ُد ْ َ َ
سوَرة ُ الكهْ ِ السراء (111 :الية .والبيهقي عن ابن عباس » ُ
ة تحول بين َقارئ ِها وبين النار«ِ ومسلم عن أبي الدرداء» :من قَرأ َ
َ ْ َ ِ َ ََْ َ ّ ِ َْ َ حائ ِل َ ُ َ
الت ّوَْراةِ ال َ
ل«ِ جأا ِ ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ م ْم ِ ص َف عُ ِ َ
ن سوَرةِ الكهْ ِ م ْ
خَر ِ شَر الَوا ِ العَ ْ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة149 :
) (1/169
وأحمد والترمذي والنسائي والحاكم عن جأابر» :كان النبي ل ينام حتى يقرأ:
ك{ والدارمي عن خالد بن معدان مل ُ ذي ب ِي َد ِهِ ال ُ ك ال ّ ِ ة .و ت ََباَر َ جد َ ِ س ْ ل ال ّ زي ُ }الم ت َن ْ ِ
ً
قال» :اقرؤوا المنجية وهي آلم تنزيل فإنه بلغني أن رجأل كان يقرؤها ما يقرأ
ب اغفر له فإنه شيئا ً غيرها ،وكان كثير الخطايا ،فنشرت جأناحها عليه قالت :ر ّ
ب تعالى ،وقال :اكتبوا له بكل خطيئة حسنة، كان يكثر قراءتي فشفعها الر ّ
وارفعوا له درجأة«ِ وقال أيضًا» :إنها تجادل عن صاحبها في القبر تقول :اللهم
فعني فيه ،وإن لم أكن من كتابك فامحني عنه ،وإنما إن كنت من كتابك فش ّ
تكون كالطير تجعل جأناحها عليه ،فتشفع له فتمنعه من عذاب القبر«ِ وقال
ما قََرأ َ ال ُ َ َ
ن قْرآ َ مّرة فَك َأن ّ َ ن قََرأ يس َ م ْ في :تبارك ،مثله .وعن أبي سعيدَ » :
َ
جأهِ الله ن قََرأ َيس ابتغاء وَ ْ م ْ ن«ِ وفي رواية البيهقي عن معقل بن يسارَ » : مّرت َي ْ ِ َ
م«ِ وأبو نعيم عن ابن مسعود موَْتاك ُْ َ َ د ْ ن ع
ِ ها َ رؤو َ ْ ق َ
فا ِ ه بْ
ْ ِ نَ ذ ن م
ِ مّ َ د َ ق َ ت ما َ ُ َه َ ل ر ف
ِ ُ غ
ه«ِ والبيهقي عن أبي فورا ً ل َُ مغ ْ ُ ح ب ص رضي الله عنه» :من قَرأ َ يس في ل َيل َة أ َ
َ َ َ ْ ٍء ْ َ َ ْ َ
م و ي في يس ل ل َيل َة غ ُفر ل َه«ِ وفي رواية عنه» :من قَرأ َ ّ ُ ن قََرأ َ َيس ك
ْ ٍء َ ِ َ ْ َ َ ُ ِ ٍء ْ م ْ هريرةَ » :
ه«ِ والدارمي عن عطاء بن أبي رباح قال: غفَر ل َُ َ
جأهِ الله ت ََعالى ُ وَل َْيلةٍء اب ْت ََغاَء وَ ْ
َ
ه«ِ والبيهقي عن الخليل بن مرة ج ُ وائ ِ ُ ح َ ت َ ضي َ ْ صد ْرِ الن َّهارِ قُ ِ ن قََرأ يس في َ م ْ » َ
ب ُ
جيُء ك ّ َ
على َبا ٍء ف َ ق ُ من َْها ي َ ِ ميم ِ حا ِ ل َ سب ْعٌ ي َ ِ جأهَن ّم ِ َ ب َ وا ُ سب ْعٌ وَأب ْ َ م َ مي ُ وا ِ ح َ قال» :ال َ
قَرؤِني«ِ ن ِبي وَي َ ْ م ُ ن ي ُؤ ْ ِ َ
ن كا َ م ْ ب َ ل هاذا البا َ خ ْ م ل ت ُد ْ ِ ل :اللهُ ّ ّ قو ُ ب يَ ُ وا ِ ن هاذ ِهِ الب ْ َ م ْ ِ
هَ َ َ َ َ َ
فُر ل ُ ست َغْ ِ ح يَ ْ صب َ َن ِفي لي ْلةٍء أ ْ خا ُ حم الد ّ َ ن قَرأ َ م ْ والترمذي عن أبي هريرةَ » :
ن
خا ِ سوَرة َ الد ّ َ ن قَرأ ُ َ م ْك«ِ وابن الضريس عن الحسن قالَ » : مل َ ٍء ف َ سبعون أ َل ْ َ
هفَر ل َ ُ ِفي ل َي ْل َةٍء غ َ َ
) (1/170
) (1/171
داود والترمذي والنسائي وابن ماجأه ومالك وأحمد والطبراني والبزار وأبو عبيد
ن«ِ والعقيلي عن ل ث ُل ُ َ حد ت َعْد ِ ُ َ عن عشرة من الصحابة» :قُ ْ
قْرآ ِ ث ال ُ
َ
ل هُوَ الله أ َ
َ َ ن قََرأ َ قُ ْ
ع«ِ م َجأ َنأ ْ قْرآ َ ما قََرأ ال ُ ت فَك َأن ّ َ مّرا ٍء ث َ حد ٌ َثل َ ل هُوَ الله أ َ م ْ رجأاء الغنويَ » :
هَ ْ َ ْ ُ َ َ
ت ب ََنى الله ل ُ مّرا ٍء حد ٌ ع َشَر َ ن قَرأ قل هُوَ الله أ َ م ْ وأحمد عن معاذ بن أنسَ » :
حد ٌ مائ ََ
ة ل هُو الله أ َ ْ ُ ق بيتا ً في الجنة«ِ والبيهقي وابن عدي عن أنس» :من قَرأ َ
َ َ َ ْ َ ّ َ ّ ِ َْ ِ
لوا َ م وال َ ءما د ال ً
ا: ربع خمسين عاما ً ما اجأتنب خصال ً أ َ ة َ ئ َ
طي خ ه َ ل الله ر َ فَ غ
َ ْ َ ّ َ ْ َ ْ ََ َ َ َ َْ َ ُ َ مّرةٍءَ
ة ر م ة
َ َ ئ ما د ح َ أ الله و ُ ه ْ
ل ُ ق َ أ ر َ ق ن م» فيروز: عن والطبراني بة«ِ ر شْ وال ج فرو ُ وال
َ ّ ٍء َ ٌ َ َ ْ َ َِ َ َ َ
ن الّناِر«ِ اللهم اكتب لنا البراءة من م ً ة َ ء را ب ه َ ل الله ب َ
كت ها
َ ر ي َ غ وفي الصلة أ َ
َ ِ ْ ََ َ ْ ْ ِ ِ ّ ِ
النار.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة149 :
وورد في سورة لم يكن :إن الله تعالى يقول لمن قرأها :أبشر عبدي فوعزتي
لمكنن لك في الجنة حتى ترضى .وفي العاديات :إنها تعدل نصف القرآن ،وفي
سورة النصر :إنها تعدل ربع القرآن .وروى الجويني في تفسيره عن أبان بن
جي وقلنا قد قضى رأينا س ّ
أبي عياش .قال :حضرنا وفاة مورقا العجلي ،فلما ُ
نورا ً ساطعا ً قد سطع من عند رأسه حتى خرقا السقف ،ثم رأينا نورا قد سطع
ً
عند رجأليه مثل الول ،ثم رأينا نورا ً سطع من وسطه فمكثنا ساعة ،ثم إنه
كشف الثوب عن وجأهه فقال :هل رأيتم شيئًا؟ِ قلنا له :نعم ،وأخبرناه ما رأيناه
فقال :تلك سورة السجدة قد كنت أقرؤها كل ليلة ،وكان النور الذي رأيتم عند
رأسي أربع عشرة آية من أولها ،والنور الذي رأيتم عند رجألي أربع عشرة آية
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
من آخرها ،والنور الذي رأيتم في وسطي آية السجدة بنفسها تشفع لي ،وبقيت
سورة تبارك تحرسني ،ثم قضى.
) (1/172
وحكى اليافعي قال :سمعت من بعض الصالحين في بعض بلد اليمن ،أنه لما
دفن بعض الموتى وانصرف الناس سمع في القبر ضربا ً ودقا ً عنيفًا ،ثم خرج
من القبر كلب أسود ،فقال له الشيخ :ويحك إيش أنت؟ِ قال :أنا عمل الميت،
ي :وجأدت عنده سورة يس وأخواتها فقال :هذا الضرب فيك أم فيه؟ِ قال :بل ف ّ
فحالت بيني وبينه ،وضربت وطردت .نسأل الله المنان أن يجنبنا عذاب القبر
والنيران ،وأن يرزقنا الحور والجنان ببركة القرآن آمين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة149 :
باب أذكار الصباح والمساء
ن َ ن َقا َ
ل قبل أ ْ م ْ أخرج أحمد عن عبد الرحمن بن غنم قال :قال رسول الله َ » :
ري َ
ك ش ِحد َه ُ ل َ ح :ل اله إل الله وَ ْ صب ْ ِ ب وال ّ مغْرِ ِ صلةِ ال َ ن َ م ْ جأل َي ْهِ ِ ف وَي َث ِْني رِ ْ صرِ َ ي َن ْ َ
شَر دير ع َ ْ يٍءء قَ ِش ْ ل َ َ
خي ُْر وَهُوَ ع َلى ك ُ ّ ت ب ِي َد ِهِ ال َ مي ُ حيي وَي ُ ِ مد ي ُ ْ ح ْ ه ال َ َ
ك وَل ُ مل ُ ْ ه ال ُ َ
هل ُ لَ ُ
ت وَُرفِعَ ل َ ُ
ه سي َّئا ٍء شُر َ ه عَ ْ ت ع َن ْ ُ حي َ ْ م ِ ت ،وَ ُ سَنا ٍء ح َ شَر َ حد َةٍء ع َ ْ ل َوا ِ ه ب ِك ُ ّ ب لَ ُ ت ك ُت ِ َ مّرا ٍء َ
م، رجأيِ ّال ن طاَ ْ ي ّ
ش ال ن
َ م
ِ ً ا رز ح
ِ
َ ْ و ه،
ٍء روَ ُْ ك م ّ
ل ُ ك ن
ْ م
ِ ً ا رز ح
ِ
ْ ُ ْ ه َ ل ت َ ن كاَ َ و ت. ٍء جأا
َ ر َ
ُ َ د ر ش ْ َ ع
ِ كان من أ َ ل ل ِذ َنب أ َ
جأل ً
مل ً إل َر ُ ِ َ َ ع س نا
ّ ال ل ِ ض
َ ْ ف ْ ِ َ َ َ و رك، ْ ش ّ ال ّ إل ه
ِ َُ ك ر ْ دُ ي ن
ْ ٍء ْ ّ ح
م يَ ِ وَل َ ْ
َ
ل«ِ . ما َقا َ لم ّ ض َ قول أفْ َ ه يَ ُ ضل ُ ُف ُ يَ ْ
) (1/173
ُ
ك ،وأحمد والبخاري: ل ذال ِ َ مث ْ َ ي ِ صلةِ العصرِ أع ْط ِ َ ن َ م ْ ن ِ ن َقال َهُ ّ م ْ وزاد النسائيَ :
َ
ك وَأَنا ع َلى َ قت َِني وَأَنا ع َب ْد ُ َ َ خل َْ ت َ َ َ ّ
ت َرّبي ل اله إل أن ْ َ م أن ْ َ فارِ اللهُ ّ ست ِغْ َ سي ّد ُ ال ْ » َ
ي، َ مت ِ َ َ
ت أُبوُء ل َ ن َ عوذ ُ ب ِ َ َ َ ك ،وَوَع ْد ِ َ ع َهْد ِ َ
ك ع َل ّ ك ب ِن ِعْ َ صن َعْ ُ ما َ شّر َ م ْ ك ِ تأ ُ ست َطعْ ُ ك ما ا ْ
موِقنا ً َ َ َ
ن الن َّهارِ ُ م َ ن َقالَها ِ م ْ ت َ ب إل أن ْ َ فُر الذ ُّنو َ ه ل ي َغْ ِ فْر لي ،فَإ ِن ّ ُ وَأُبوُء ب ِذ َن ِْبي َفاغ ْ ِ
ل أ َن يمسي ،فَهو م َ
ن الل ّي ْ ِ
ل م َ ن َقاَلها ِ م ْ ة ،وَ َ جن ّ ِ ل ال َ ن أهْ ِ ُ َ ِ ْ مهِ قَب ْ َ ْ ُ ْ ِ ن ي َوْ ِ م ْ ت ِ ما َ ِبها فَ َ
ْ َ َ
ة«ِ وأبو داود والترمذي: جن ّ ِ ل ال َ ن أهْ ِ م ْ ح ،فَهُوَ ِ صب ِ َ ن يُ ْ لأ ْ ت قَب ْ َ ما َ ن ِبها فَ َ موقِ ٌ وَهُوَ ُ
ت َ َ َ َ ّ َ ّ قو ُ » َ
مو ُ حَيا وَب ِك ن َ ُ سي َْنا وَب ِك ن َ ْ م َ حَنا وَب ِك أ ْ صب َ ْ م ب ِك ا ْ ح :اللهُ ّ صب َ َ ل إذا أ ْ ي يَ ُ ن الن ّب ِ ّ كا َ
َ َ َ
كحَيا وَب ِ َ ك نَ ْ حَنا وَب ِ َ صب َ ْ كأ ْ سي َْنا وَب ِ َ م َ كأ ْ م بِ َ ل :الل ّهُ ّ سى َقا َ م َ ذا أ ْ شوُرَ ،وإ َ ك الن ّ ُ وإل َي ْ َ
صيُر«ِ وابن السني قال رسول الله لفاطمة رضي الله عنها: م ِ ك ال َ ت َوإل َي ْ َ مو ُ نَ ُ
ي َيا َ َ َ َ ُ َ
ح ّ ت َيا َ سي ْ ِ م َ ت وَإ ِذا أ ْ ح ِ صب َ ْ قوِلي إذا أ ْ ك ب ِهِ ت َ ُ
شأ ْ
صي ِ ما أو ِ مِعي َ
ك أ َستغيث ،فَأ َ
س َ ن تَ ْ كأ ّ من َعُ ِ
ما ي َ ْ » َ
ة
ْ َ َ ف رَ ط فسي ْ َ ن إلى ني كل
ُ َ َ ِ ِ ت ول ه ّ ل ُ ك ني ِ َ لي ْ ِ ِ لح ص ْ َِ ُ َ قَ ّ ُ ِ َ ْ َ ِ
ت م ح ر ب م يو
َ َ َ
ب ك ل ِل ّهِ َر ّ مل ُ ح ال ُ صب َ َ حَنا وَأ ْ صب َ ْ لأ ْ ق ْ م فَل ْي َ ُ حد ُك ُ ْ حأ َ صب َ َ ذا أ َ ْ ن«ِ وأبو داود» :إ َ ع َي ْ ِ
سأل ُ َ َ
ه،دا ُ صره وَُنوره وَب ََرك َِته وَهُ َ حه وَن َ ْ وم فَت ْ ِ خي َْر هاذا الي َ ْ ك َ م إّني أ ْ ن ،الل ّهُ ّ مي َ الَعال َ ِ
مث ْ َ ق ْ ْ
سى فَلي َ ُ َ ما قَب ْله وَ َ َ عوذ ُ ب ِ َ وَأ َ ُ
ل ل ِ م َ ذا أ ْ مإ َ ه ،ث ُ ّ ما ب َعْد َ ُ شّر َ شّر َ شّر ما ِفيهِ وَ َ ن َ م ْ ك ِ
ك«ِ وأبو داود» :دخل رسول الله ذات يوم المسجد فإذا هو برجأل من ذال ِ َ
ما ِلي َ قا َ النصار يقال له أبو أمامة؛ فَ َ
ة َ م َ ما َ ل َيا أَبا أ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/174
ل الله. سو َ ن َيا َر ُ ديو ٌ مت ِْني وَ َ موم ل َزِ َ ل هُ ُ ة؟ِ َقا َ صل ِ ت ال ّ غير وَقْ ِ جأاِلسا ً ِفي َ ك َ أ ََرا َ
ت :ب ََلى َيا ُ َقا َ َ
ك؟ِ قُل ْ ُ ك د َي ْن َ َ ضى ع َن ْ َ ك وَقَ َ م َ ب الله هَ ّ ه أذ ْهَ َ ذا قُل ْت َ ُ كلما ً إ َ ك َ م َل أَفل أع َل ّ ُ
م
ن الهَ ّ م َك ِ عوذ ُ ب ِ َ م إّني أ َ ُ ت :الل ّهُ ّ سي ْ َ م َ ت َوإذا أ ْ ح َصب َ ْ ذا أ ْ
لإ َ َ ل :قُ ْ ل اللهَ ،قا َ سو َ َر ُ
َ َ َ
عوذ ُ ب ِ َ
ك ل ،وَأ ُ خ ِن َوالب ُ ْ جب ْ ِ
ن ال ُ م ْك ِ عوذ ُ ب ِ َ ل ،وَأ ُ س ِ جزِ والك َ َ ن العَ ْ م َ ك ِعوذ ُ ب ِ َ ن ،وَأ ُ حْز ِ َوال ُ
َ
ضى عّني مي وَقَ َ ب الله ت ََعاَلى هَ ّ ت فَأذ ْهَ َ قل ْ ُل :فَ ُ لَ .قا َ جأا ِ ن وَقَْهر الّر َ دي ِن غ َل َب َةِ ال ّ م ْ
ِ
د َي ِْني«ِ وابن السني جأاء رجأل إلى أبي الدرداء فقال :يا أبا الدرداء قد احترقا
بيتك فقال :ما احترقا لم يكن الله عز وجأل ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من
رسول الله من قالها أّول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ،ومن قالها آخر
النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح :اللهم أنت ربي ل إله إل أنت عليك توكلت،
وة ب العرش العظيم ،ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ل حول ول ق ّ وأنت ر ّ
ي العظيم ،أعلم أن الله على كل شيء قدير ،وأن الله قد أحاط إل بالله العل ّ
بكل شيء علما ،اللهم إني أعوذ بك من شّر نفسي ،ومن شر كل دابة أنت آخذ ً
بناصيتها ،إن ربي على صراط مستقيم .وأخرجأه من طريق آخر :أنه تكرر
مجيء رجأل إليه يقول أدرك دارك فقد احترقت وهو يقول ما احترقت ،لني
ح هذه الكلمات لم يصبه في نفسه صب ِ ُ ن يُ ْ حي َ ل ِ ن َقا َ م ْ سمعت رسول الله يقولَ :
ول أهله ول ماله شيء يكرهه ،وقد قلتها اليوم ،ثم قال :انهضوا بنا فقام وقاموا
معه فانتهوا إلى داره ،وقد احترقا ما حولها ولم يصبها شيء.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة154 :
) (1/175
وفي رواية أخرى له :من قالها ثم مات دخل الجنة ،وهو أن رجأل ً شكا إلى
سم ِ الله ت :ب ِ ْ ح َصب َ ْ ذا أ ْ لإ َ رسول الله أنه يصيبه الفات ،فقال رسول الله» :قُ ْ
َ ع ََلى ن َ ْ
ن الرجأل فذهب عنه يٌء«ِ فقاله ّ ش ْ ه ل يذهب لك َ ماِلي وَأهِْلي فَإ ِن ّ ُ سي وَ َ ف ِ
الفات ومسلم وأبو داود :أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله
التامات كلها من شّر ما خلق لم تضّر .وفي رواية ابن ماجأه» :ما ضّره لدغ
عقرب حتى يصبح«ِ وأحمد وأبو داود» :من قال حين يصبح وحين يمسي ثلث
مرات :رضيت بالله ربا ً وبالسلم دينا ً وبمحمد نبيا ً ورسول ً كان حقا ً على الله
كك لَ َ ري َ ت َرّبي ل َ قل :الل ّه َ حت فَ ُ أن يرضيه«ِ وابن السني» :إ َ
ش ِ َ
م أن ْ َ ُ ّ صب َ ْ ذا أ ْ
َ َ
ل ذالك مث ْ َل ِ ق ْ ت فَ ُ سي ْ َ م َ ذا أ ْ تَ ،وإ َ مّرا ٍء ث َ ه َثل َ َ
كل ُ ري َش ِ ك ل ِل ّهِ ل َ مل ْ ُ ح ال ُ صب َ َ
حَنا وَأ ْ صب َ ْ
أ ْ
ح كُ ّ
ل صَبا ِ ل ِفي َ قو ُ ن ع َب ْد ٍء ي َ ُ م ْما ِ ن«ِ والترمذي وأبو داودَ » : ما ب َي ْن َهُ ّن َ ن ي ُك َ ّ
فْر َ فَإ ِن ّهُ ّ
يٌء ِفي ش ْ مهِ َ س ِ مع َ ا ْ ضّر َ ذي ل ي َ ُ ّ
ة :بِبسم الله الرحمن ال ِ َ َ
ل لي ْل ٍء ُ
ساِء ك ّ م َي َوْم ٍء وَ َ
يٌء«ِ وفي ش ْ ضّره ُ َ م يَ ُ َ
تل ْ مّرا ِ ث َ ميعُ العَِليم ِ َثل َ س ِ
ماِء وَهُوَ ال ّ س َ ضَ ،ول ِفي ال ّ
َ الْر ِ
عوذ ُ ت :أ ُ مّرا ِ ث َ سي َثل َ م ِ ن يُ ْ حي َ ل ِ ن قا ََ م ْ رواية» :فجاة بلء«ِ والترمذيَ » : َ
ة«ِ وأبو داود من َ ّ
حمة ت ِلك اللي ْل َ َ ْ ضّره ُ ُ م يَ َ َ
خلقَ ل ْ َ ما َ شّر َ ن َ
م ْت ِ ت الله التاما ِ ِبكِلما ِ
قال حين يصبح أو يمسي :اللهم أني أصبحت أشهدك ،وأشهد حملة عرشك،
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وملئكتك وجأميع خلقك أنك أنت ل إله إل أنت ،وأن محمدا ً عبدك ورسولك
أعتق الله ربعه من النار ،فمن قالها مّرتين أعتق الله نصفه من النار ،ومن قالها
ثلثا ً أعتق الله ثلثة أرباعه من النار ،فإن قالها أربعا ً أعتقه الله تعالى«ِ وابن
السني» :من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي :حسبي الله ل اله إل
هو عليه توكلت ،وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه
) (1/176
لإ َ َ
ذاة ،وإ َ مّر ٍءح ماَئة َ صب َ َ ذا أ ْ ن َقا َ م ْ من أمر الدنيا والخرة«ِ وابن حبان والحاكمَ » :
ْ َ َ َ
ن َزب َد ِ م ْ ت أكث ََر ِ ت ذ ُُنوُبه ،وَِإن كان َ ْ فَر ْ مد ِهِ غ ُ ِ ح ْ ن الله وَب ِ َ حا َ سب ْ َ ةُ : مّر ٍء سى ماَئة َ م َ أ ْ
ن قََرأ َ حم م ْ ه«ِ والترمذيَ » : مد ِ ِح ْ ن الله وَب ِ َ حا َ سب ْ َ ر«ِ وفي رواية أبي داودُ » : ح ِ الب َ ْ
نم ْ سي وَ َ م ِ حّتى ي ُ ْ ما َ فظ ب ِهِ َ َ ح ِ ح ُ صب ِ ُ ن يُ ْ حي َ سي ِ ة الكْر ِ ُ صيُر وآي َ َ م ِ ن إلى إلي ْهِ ال ََ م ُ مؤ ِ ْ ال ُ
َ َ َ
ح: ب ص
ِ َ ُ ْ ِ ُ ي ن حي لَ قا ن
َ ْ م » داود: وأبو ح«ِ ب ص
َ ّ ُ ْ ِ َي تى ح هما ِِ ب ظ ف
ُ ِ ح سي قََر ُ َ ِ َ ُ ْ ِ
م ي ن حي ما ه أ
ما َفات َ ُ
ه ك َ ك َتخرجأون أد َْر َ ن إَلى َوكاذ َل ِ َ حو َ صب ِ ُن تُ ْ حي َ ن وَ ِ سو َ م ُ ن تُ ْ حي َ ن الله ِ حا َ سب ْ َ فَ ُ
ه«ِ وابن السني ه ِفي ل َي َْلت ُ ما َفات َ ُ ك َ سي أد َْر َ م ِ ن يُ ْ حي َ ن ِ ن َقاله ّ م ْ ك وَ َ مهِ ذال ِ َ ِفي ي َوْ ِ
عن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال :وجأهنا رسول الله في سرية ،فأمرنا أن
م إل َي َْنا ل َ َ
م ع ََبثا ً وَأن ّك ُ ْ قَناك ُ ْ خل َ ْ ما َ م أن ّ َ سب ْت ُ ْ ح ِ نقرأ إذا أمسينا وإذا أصبحنا} :أفَ َ
ن{ )سورة المؤمنون (115 :وهو والترمذي :من قال حين يصبح ثلث جأُعو َ ت َْر ِ
مرات :أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجأيم ،وقرأ ثلث آيات من آخر
ل الله تعالى به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، سورة الحشر ،وك َ ّ
وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا ،ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة.
مةٍء مط َرٍء وَظأ ُل ْ َ جأَنا ِفي ل َي ْل َةِ َ خَر ْ وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن حبيب قالَ » :
ل :ق ْ
ل ُ َ
م قا َ شْيئا ،ث ُ ًّ ل َ م أق ْ ُ َ َ
ل فل ْ َ قال :قُ ْ صّلي ب َِنا فَأ َد َْرك َْناه ُ فَ َ ي لي ُ َ ب الّنب ّ ديد َةٍء فَط َل َ َ ش ِ َ
َ ُ َ ُ َ ْ ُ ُ َ ً ُ َ َ
حد ٌ ما أقول؟ِ قال :قل هُوَ الله أ َ ْ َ ُ سول الله َ تَ :يا َر ُ م قال :قل قل ُ ْ َ ُ
شْيئا ،ث ّ م أقل َْ فَل ْ
يٍءء«ِ. ش ْ ل َ ن كُ ّ م ْ ك ِ في َ ت ي َك ْ ِ مّرا َ ث َ ح َثل َ صب ِ ُ ن تُ ْ حي َ سي وَ ِ م ِ ن تُ ْ حي َ ن ِ معَوّذ َت َي ْ ِ َوال ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة154 :
) (1/177
ذا ما :إ َ ة رضي الله عنهُ َ م َفاط ِ َ ه وَل ِ َ ل لَ ُ ل الله َقا َ سو َ ن َر ُ ي رضي الله عنه :أ ّ عن عل ّ
َ
ن َواحمدا ثلثا ً وثلثين وَك َب َّرا أْرَبعا ً ً َ
َ ِ َ ثي ثل َ و ا ثلث َ بحا َ ّ س َ ف ما أوَي ُْتما إ َ ِ َ ِ َ
ُ ك ش را ف لى
ن ،قال علي رضي الله عنه :ما تركته منذ سمعته منه قيل له ول ليلة وََثلِثي َ
كم َ س ِ صفين؟ِ قال :ول ليلة صفين .والبخاري »كان إذا أوى إلى فراشه قال :با ْ
ك أ َرفَعه إ َ َ
فسي ت نَ ْ سك ْ َ م َ نأ ْ جأن ِْبي ،وَب ِ َ ْ ُ ُ ْ ت َ ضعْ ُ ك َرّبي وَ َ م َ س ِ موتَ ،با ْ حَيا وَأ ُ مأ ْ الل ّهُ ّ
ف ُ ف ْ َفأرحمها ،وإ َ
ن؛ خا ِ شي ْ َ ن«ِ وال ّ صاِلحي َ ك ال ّ عَباد َ َ ظ ب ِهِ ِ ح َ ما ت َ ْ ظها ب ِ َ ح َسل َْتها َفا ْ ن أْر َ َ ْ ْ َ ْ
ن وَقُ ْ ق َ َ َ ضوَء َ ْ جعَ َ »إ َ َ
ل: م ِ ك الي ْ َ ش ّ جعْ ع َلى ِ ضط ِ ما ْ صلةِ ث ُ ّ ك ِلل ّ ضأ وُ ُ ك فَت َوَ َ ض َ م ْ ت َ ذا أت َي ْ َ
ري إل َي ْ َ ْ َ َ
ك َرغ ْب َ ً
ة ت ظأ َهْ ِ جأ ُ
َ
ري إل َْيك ،وَأل ْ َ م ِ تأ ْ ض ُ ك وَفَوّ ْ سي إل َي ْ َ
َ
ف ِ ت نَ ْ
َ
م ُ سل َ ْ م إّني أ ْ الل ّهُ ّ
ذي ك ال ّ ِ ت وََنبي ّ َ ذي أن َْزل ْ َ ك ال ّ ِ ت ب ِك َِتاب ِ َ من ْ ُ جأ إل ّ إليك ،آ َ من ْ َ جأ َول َ مل ْ َك ،ل َ ة إل َي ْ َ وََرهْب َ ً
ْ َ ّ َ
فطَرةِ ت ع َلى ال ِ م ّ ت ُ نم ّ َ
عَباد َك فَإ ِ ْ م ت َب َْعث ِ ذابك ي َوْ َ َ م ِقني ع َ َ ت :اللهُ ّ سل ْ َ أْر َ
ن ل َي ْل َت ِهِم ْ ت ِ ما َ م َ ت ع ََلى ط ََهاَرةٍء ث ُ ّ ن َبا َ م ْ ل«ِ وابن السنيَ » : قو ُ ما ت َ ُ خَر َ نآ ِ جأعَل ْهُ ّ َوا ْ
شهيدا«ِ وأخرج البخاري كان رسول الله إذا استيقظ من النوم قال: ً مات َ َ
شوُر«ِ وابن السني :ما من رجأل َ
مات ََنا وَإ ِلي ْهِ الن ّ ُ َ َ ّ ّ
ما أ َ حَياَنا ب َعْد َ َ ذي أ ْ مد ُ ل ِلهِ ال ِ ح ْ »ال َ
ينتبه من نومه فيقول :الحمد لله الذي خلق النوم واليقظة الحمد لله الذي
بعثني سالما ً سويا ً أشهد أن ل اله إل الله يحيي الموتى وهو على كل شيء
قدير إل قال الله تعالى :صدقا عبدي .وهو :ما من عبد يقول عند رد الله تعالى
روحه :ل اله إل الله وحده ل شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
ن
كا َ قدير ،إل غفر الله تعالى ذنوبه ،ولو كانت مثل زبد البحر .وأحمدَ » :
) (1/179
) (1/180
غفر الله لنا ما تقدم وما تأخر من كبائر ذنوبنا وسيئات أعمالنا.
ن الذكار الواردة أّول النهار وآخره ،وعند النوم
)تنبيهات :أحدها( أنه يس ّ
واليقظة ،فينبغي لمريد الخير العتناء بحفظها ومواظأبتها ،وقد استوفاها الجلل
السيوطي في وظأائف اليوم والليلة ،وثانيها أن الشتغال بالذكر الخاص بوقت
أو محل بأن ورد الشرع به فيه ،ولو من طريق ضعيف أفضل من تلوة القرآن
لتنصيص الشارع عليه ،والذكر الخاص الوارد عن بعض الصحابة كالوارد عنه .
وثالثها أنه ينبغي للذاكر والداعي أن يتدبر ما يذكر ويدعو به ،ويتعقل معناه قال
السنوي وغيره :من أتى بذكر أو دعاء مأثور غافل ً عن معناه المعلوم له لول
ي الذي
م ّ
الغفلة ل يثاب عليه .وقال شيخنا ابن حجر تغمده الله برحمته في العا ّ
لم يفهم المعنى يحتمل أنه يثاب.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة161 :
) (1/181
أخرج الترمذي وابن ماجأه وصححه الحاكم عن أبي الدرداء قال :قال رسول
َ م وَأ َْز َ َ ُ
خْير
م وَ َ جأات ِك ُ ْم وَأْرفَعَِها في د ََر َ مِليك ِك ُ ْ عن ْد َ َ
ها ِ
كا َ مال ِك ُ ْم بخير أع ْ َ الله » :أل أن ْب ِئ ُك ُ ْ
َ ن ت َل ْ ُ خير ل َك ُم م َ
ضرُِبوا أع َْناقَهُ ْ
م عدوك ُ ْ
م فَت َ ْ قوا َ نأ ْ ْ ِ ْ قا وَ َ ْ ٍء ب َوالوَرِ ِ قا الذ ّهَ ِ فا ِ ن إن ْ َم ْم ِ ل َك ُ ْ
ل ذ ِك ُْر الله«ِ والترمذي والنسائي وابنا ماجأه م؛ َقالوا :ب ََلى َقا َ َ
ضرُِبوا أع َْناقَك ُ ْ وَي َ ْ
كلم ِ إلى الله َ ب ال َ ح ّ ل الذ ّك ْرِ ل اله إل الله«ِ وأحمد ومسلم» :أ َ ض ُ وحبان» :أفْ َ
َ َ ْ
ن
ك ب َأي ّهُ ّ ضّر َ مد ُ لله ول اله إل الله َوالله أك ْب َُر ل ي َ ُ ح ْ ن الله َوال َ حا َ سب ْ َعُ : ت ََعاَلى أْرب َ ٌ
مد ُ ل ِل ّهِ َول اله إل الله َوالله أ َك ْب َُر ح ْ ن الله َوال َ حا َ سب ْ َ م ُ ت«ِ وابن ماجأه» :ع َل َي ْك ُ ْ دأ َ بَ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ ح ّ خ َ ح ُ
ن
م ْ جَرة ُ وََرقََها«ِ وابن عدي» :أك ْث ُِروا ِ ش َط ال ّ طاَيا َ
كما ت َ ُ ن ال َ طط َ فَإ ِن ّهُ ّ
ن يَ ْ
ة«ِ ومسلم» :أن النبي خرج جن ّ ِن كُنوزِ ال َ ُ م ْ َ ُ
ل َول قوّة َ إل ِبالله فإ ِن َّها ِ حو ْ َلل َ قَوْ ِ
من عند جأويرية رضي الله عنها بكرة حين صلى الصبح ،وهي في مسجدها ،ثم
رجأع بعد أن أضحى وهي جأالسة ،فقال :ما زلت على الحالة التي فارقتك
عليها؟ِ قالت :نعم .فقال النبي :لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلث مرات لو
وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن :سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء
نفسه ،وزنة عرشه ومداد كلماته«ِ والترمذي عن علي رضي الله عنه قال :قال
خ َ ن وَع َل َي ْ َ ك ك َل ِمات إ َ َ ُ
طاَيا ل ع َد َد ٍء الذّر َ مث ْ ُ
ك ِ ت قُل ْت َهُ ّ ذا أن ْ َ َ ٍء م َرسول الله » :أل أع َل ّ ُ
م ل اله ري ُم الك َ ِ حلي ِ ُظيم ِ ل اله إل الله ال َ ي العَ ِ ل ل اله إل الله العَل ِ ّ ك :قُ ْ غفر الله ل َ َ
مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ
ب ح ْظيم ِ ال َ ش العَ ِ ب العَْر ِ سب ِْع وََر ّ ت ال ّ سماوا ِ ب ال ّ ن الله َر ّ حا َ
سب ْ َأل ّ الله ُ
ت َ م َ ّ ُ َ
ما ٍء
ك كل ِ َ ن«ِ وهو وأحمد والحاكم عنه قال :قال رسول الله » :أل أع َل ُ العالمي َ
ن ل َوْ َ
كا َ
) (1/182
كم َحَرا ِ ن َ فِني بحللك ع َ ْ م اك ْ ِ كُ ،قل الل ّهُ ّ ه الله ع َن ْ َ ذاب َ ُ جأَبل َثبيرِ ذْنبا ً أ َ ل َ مث ْ ُ ك ِ ع َل َي ْ َ
حد َه ُ ل ل ل اله إل الله وَ ْ ن َقا َ م ْ ك«ِ والشيخانَ » : وا َ س َ ن ِ م ْ ك عَ ّ ضل ِ َ ف ْ وَأ َغ ِْنني ب ِ َ
ت
كان َ ْمّرةٍء َ ة َ وم مائ َ َ ديٌر في ي َ ْ يٍءء قَ ِ ش ْ ل َ مد ُ وَهُوَ ع ََلى ك ُ ّ ح ْ ه ال َ ك وَل َ ُ مل ْ ُ
ه ال ُ ه لَ ُ ك لَ ُ ري َ ش ِ َ
هَ
تل ُ َ
سي َّئة وَكان َ ْ ه ماَئة َ ت ع َن ْ ُ حي َ ْم ِ سن َةٍء وَ ُح َ ة َ ه مائ َ َ
تل َْ ُ
ب ،وَكت ِب َ ْ شر رَِقا ٍء دل ع َ ْ ه عَ ْ لَ ْ
َ َ ْ
جأاَء ب ِهِ إلما َ م ّ ض َ
ل ِ حد ٌ أفْ َ
تأ َ م ي َأ ِ سي ،وَل َ ْ م ِ ك حتى ي ُ ْ ه ذال ِ َ م ُن ي َوْ َ طا ِ شي ْ َ ن ال ّ م َ حْرزا ً ِ ِ
ْ َ
ه«ِ والخطيب وأبو نعيم وابن عبد البّر »من قال في يومه ل أكث ََر ِ
من ْ ُ م َ ل عَ ِ جأ ٌَر ُ
ً ً
مائة مرة ل اله إل الله الملك الحق المبين كان له أمانا من الفقر وأنسا من
وحشة القبر ،وفتحت له أبواب الجنة«ِ والبيهقي» :ما من مسلم يقف عشية
عرفة فيستقبل القبلة بوجأهه ،ثم يقول :ل اله إل الله وحده ل شريك له له
ل شيء قدير مائة مّرة ثم يقرأ :قل هو الله أحد الملك وله الحمد وهو على ك ّ
ل على محمد وعلى آل محمد ،كما صليت على مائة مّرة ،ثم يقول :اللهم ص ّ
إبراهيم وعلى آل إبراهيم ،إنك حميد مجيد ،وعلينا معهم مائة مرة إل قال الله
تعالى :يا ملئكتي ما جأزاء عبدي هذا أشهدكم أني قد غفرت له وشفعته في
نفسه ،ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف .وروي عن ابن عباس
قال» :الليل والنهار أربع وعشرون ساعة وحروف ل اله إل الله محمد رسول
الله أربعة وعشرون حرفًا ،فمن قال ل اله إل الله محمد رسول الله كفر كل
حرف ذنوب ساعة ،فل يبقى عليه ذنب إذا قالها في كل يوم مرة ،فكيف بمن
يكثر من قول ل اله إل الله ويجعلها شغله؟ِ.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة162 :
) (1/183
إخواني إن كنتم عاصين فقولوا؛ ل اله إل الله فإنها تكفر الذنوب والعصيان ،وإن
كنتم طائعين فجددوا إيمانكم بقول ل اله إل الله ،فإنها تجدد اليمان وتورث
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
فُرست َغْ ِ
م إّني أ ْ فُروا َرب ّك ُ ْ ست َغْ ِ
المن والمان ،والعفو والغفران ،وأخرج البغوي» :ا ْ
ة«ِ ومسلم» :ل ِك ُ ّ ل ي َوْم ِ مائ َ َ ب إل َي ْهِ ك ُ ّ َ
بداٍءء د ََواٌء وَد ََواُء الذ ُّنو ِ ل َ مّر ٍء ة َ الله وَأُتو ُ
فَر الله مّرة ً غ َ َ ن َ سب ِْعي َ ل ي َوْم ٍء َ فَر الله ِفي ك ُ ّ ست َغْ َ من ا ْ فاُر«ِ وابن السنىَ » : ست ِغْ َ ال ْ
َ َ ّ َ َ
نم ْ َ ْ
مل ِفي الي َوْم ِ َواللي ْلةِ أكثَر ِ َ ة عَ ِ م ٌ ب ع َب ْد ٌ أوْ أ َ خا َ َ
ب ،وَقد ْ َ َ
ة ذن ْ ٍء َ
سب ِْعمائ َ ه َ لَ ُ
َ
ن كُ ّ
ل م ْ ه ِ ل الله ل َ ُ جأعَ َ
فارِ َ ست ِغْ َ
ن ال ْ م َن أك ْث ََر ِ م ْ ب«ِ وأحمد والحاكمَ » : سب ِْعمائ َةِ ذ َن ْ ٍء َ
ب«ِ وروى معروف س ت
َ ْ َ ِ ُ ح ي ل ث ي ح ن
ُ ِ ْ َ ْ ُ م ه َ ق رزََ و ً ارجأ خْ
ِ ْ ٍء َ َم ق ي ض لّ ُ ك ن
َ ِ ْم و ً ا رجأ َ
هَ َ َف م
الكرخي عن أنس بن مالك وابن عمر :أن رجأل ً أتى النبي فقال؛ دلني على
عمل يدخلني الجنة؟ِ قال :ل تغضب ،قال :فإني ل أطيق ذلك .قال :فاستغفر
الله عز وجأل كل يوم بعد صلة العصر سبعين مرة يغفر الله لك ذنوب سبعين
ي ذنوب سبعين؟ِ قال :يغفر لقاربك .غفر لنا الله عامًا .قال :فإن لم تأت عل ّ
ولقاربنا.
ل أربعين سنة ،فلما كان وحكى اليافعي عن بعض الصالحين أنه عبد الله عّز وجأ ّ
ل ،فقال إلهي أرني ما قد أعددت لي بعض الليالي أخذته دالة على الله عّز وجأ ّ
م الكلم حتى انشقّ المحراب ،فخرجأت منه حورية من الحور العين ،فما استت ّ
لو خرجأت إلى الدنيا لفتنتها ،فقال لها :إنسية أنت؟ِ فأنشأت تقول:
وى شك ْ َ م ال ّ موَْلى وَقَد ْ ع َل ِ َ ت إَلى ال َ شك َوْ َ َ
وى ْ َ َ َ َ َ َ
ف الب َل َ جأو وَقد ْ كش َ ما ت َْر ُ وَأع ْطاك َ
ك وَإ ِن ِّني سَلني أ ُْنسا ً إل َي ْ َ َوأر َ
) (1/184
ُ
وى فقال لها :يا جأارية لمن أنت؟ِ قالت :أناج َ
معُ الن ّ ْ ل ل َوْ ت َ ْ
س َ ل الل ّي ْ ِ ك ُ
طو َ جأي َ
أَنا ِ
ل جأويرية مائة خادمة، لك ،فقال :كم لي مثلك جأويرية .قالت :مائة جأويرية ولك ّ
ل وصيفة مائة قهرمانة ففرح ،وقال :يا جأويرية ل خادمة مائة وصيفة ،ولك ّ ولك ّ
هل أعطى أحدا ً أكثر مني؟ِ قالت :يا مسكين عطاؤك عطاء البطالين الذين
يقولون :أستغفر الله فيغفر لهم ،ثم يستغفرون الله عند غروب الشمس فيغفر
لهم .غفر الله لنا ولوالدينا ولحبابنا.
ن أفضل الذكر ل اله إل الله ،وأنه ل يساوي شيء من الذكار هذا )تنبيه( اعلم أ ّ
الذكر أصل ً كما أخبر به النبي ،ولهذا اجأتمعت المشايخ الشوامخ قدس الله
أرواحهم على اختيار هذه الكلمة الشريفة ،فعملوا بهما في السلوك والتسليك،
وقالوا ينبغي للمبتدىء ،أن يقتصر عليها بعد الفرائض والسنن ،والرواتب من
الصلوات ،فيشتغل سائر أوقاته بها إلى ما ل بد ّ منه .قال النووي :والصحيحة
أن ذكر اللسان مع حضور القلب أفضل من ذكر القلب وحده ،والصحيح المختار
أنه يستحب مد ّ الذاكر قوله ل اله إل الله لما فيه من التدبر ،فالمراد من الذكر
حضور القلب ،فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ،وإذا
س له بقلبه ،ومعلقذكر الله تعالى وقلبه غافل عنه ،فهو غير ذاكر له بل نا ٍء
بلسانه فينبغي توبته من ذلك ،ولزوم الستغفار منه .وقال بعضهم من قال الله
وقلبه غافل عن الله فخصمه في الدارين الله .وقال القطب المحقق سهل بن
عبد الله التستري :ل أعرف المعصية أقبح منه .أعاذنا الله من الغفلة في الذكر
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
والصلة ورزقنا الخلص والحضور فيهما.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة162 :
) (1/185
) (1/186
) (1/187
ن عائشة فصلى عليه فغفر له بذلك .وفي شرف المصطفى لبي سعيد» :أ ّ
رضي الله عنها كانت تخيط شيئا ً في وقت السحر فضلت البرة وطفىء
السراج ،فدخل عليها النبي ،فأضاء البيت بضوئه ووجأدت البرة ،فقالت :ما
أضوأ وجأهك يا رسول الله؟ِ قال :ويل لمن ل يراني .قالت :ومن ل يراك؟ِ قال:
ي إذا سمع باسمي .وذكر ّ البخيل .قالت :ومن البخيل؟ِ قال :الذي ل يصّلي عل
ه ،فَأ َن ْط َقَ الله طاد َ ُ ص َ ي قَد ِ ا ْ ه ظأ َب ْ ٌمعَ ُ جأل ً مّر بالّنبي وَ َ ن َر ُ أبو نعيم في الحلية» :أ ّ
ً
ن لي أْولدا وأَنا ل الله :إ ّ سو َ ل َيا َر ُ قا َ ي ،فَ َ ّ
يء الظب َ ش ْ ل َ ذي أن ْط َقَ ك ُ ّ ه ال ّ ِحان َ ُ سب ْ َ ُ
َ ُ ْ أ ُْر
ضع أْولِدي ب فَأْر ِ حّتى أذ ْهَ َ خِليِني َ ن يُ ْمْر هاذا أ ْ ُ أَ ف ع، ٌ يا
َ جأ
ِ الن م هّ
ُ ْ َِ ُ ُن إ و م، ه ُ ع ض
ِ
َ َ
كر ب َْين ي َد َي ْهِ ن ت ُذ ْ َ م ْ م أع ُد ْ فَل َعَن َِني الله ك َ َ ن لَ ْت :إ ْ م ت َُعوِدي؟ِ َقال َ ْ ن لَ ْل :فَإ ِ ْ عودَ .قا َ وَأ ُ
ت ،فَن َزِ َ ّ
مُنها فَذ َهََبت الظبي َ ُ َ َ َ َ
صلي ع َلي ْك .فَ َ ّ
ل عاد َ ْ
م َ ة ثُ ّ ضا ِ قها وَأَنا َ ي أطل ِ ْ ل الّنب ّ قا َ َفل ي ُ َ
جألِلي عّزِتي وَ َ ل :وَ ِ قو ُ م وَي َ ُ سل َ َ
قرِئ ُك ال ّ مد ُ الله ي ُ ْ ح ّ م َ لَ :يا ُ م ،وََقا َ سل ُ ل ع َلي ْهِ ال ّ َ جأْبري ُ ِ
ّ
ت الظب َْية َ َ َ َ َ ّ َ ُ َ
ما َرجأعَ ِ م إلي ْك ك َ ها وَأَنا أَرد ّهُ ْ ن هاذ ِهِ الظب ِي َةِ ب ِأْولد ِ َ م ْمت ِك ِ م ب ِأ ّ ح ُ لَنا أْر َ
مة محمد وسلم تسليماً. إليك«ِ الحمد لله الذي جأعلنا من أ ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة162 :
) (1/188
غب فيه ،فينبغين إكثار الصلة على النبي مع السلم مطلوب مر ّ )تنبيه( إ ّ
ل على محمد وآله وسلم ل الصلة ،وهو :اللهم ص ّالحرص عليه كل حين ولو بأق ّ
ول يسمع أحد بعظم فضلها ويتركها إل متهاون بالدين وتحسينها مطلوب أيضاً:
ي فأحسنوا الصلة فإنكم ل لما روى ابن مسعود عن النبي » :إذا صليتم عل ّ
ي«ِ الحديث .والمراد بتحسينها أن يأتي الصلة ل ذلك يعرض عل ّ تدرون لع ّ
بأكملها وأفضلها ،فمن أفضل الكيفيات الواردة في الصلة على النبي وأجأمعها
لالكيفية التي استنبطها ،وجأمعها شيخنا ابن حجر نفعنا الله به وهي :اللهم ص ّ
على محمد عبدك ورسولك النبي المي ،وعلى آل محمد وأزواجأه أمهات
المؤمنين وذريته ،وأهل بيته ،كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في
العالمين إنك حميد مجيد ،وبارك على محمد عبدك ورسولك النبي المي،
وعلى آل محمد وأزواجأه أمهات المؤمنين ،وذّريته وأهل بيته ،كما باركت على
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ،وكما يليق بعظيم
ب وترضى له دائما ً أبدا ً عدد معلوماتك. شرفه وكماله ورضاك عنه ،وما تح ّ
ومداد كلماتك ورضاء نفسك ،وزنة عرشك أفضل صلة وأكملها وأتمها كلما
ذكرك ،وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون ،وسلم تسليما ً كذلك
ن هذه الكيفية قد جأمعت الوارد في معظم كيفيات وعلينا معهم .وقال شيخنا إ ّ
التشهد التي هي أفضل الكيفيات ،وسائر ما استنبطه العلماء من الكيفيات
وزادت بزيادة بليغة فلتكن هي الفضل على الطلقا ،وقال العلمة الحافظ
ن جأميع الذكار ل تفيد ول تقبل إل مع حضور القلب إل الصلة الشرجأي وغيره :إ ّ
على النبي ،فإنها تقبل مع عدم حضور القلب.وقال الشيخ الكبير قطب الدوائر
أبو الحسن البكري رضي الله عنه :ينبغي للمرء أن ل تنقص صلته على رسول
ل الصلة ،وقال أبو طالب المكي الله عن الخمسمائة في كل يوم وليلة ولو بأق ّ
في قوت القلوب :ينبغي أن ل ينقص صلته عليه من الثلثمائة.
) (1/189
) (1/190
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
رأى الشبلي رحمه الله في المنام جأارا ً له فقال :مّرت بي أهوال عظيمة،
ي ،ألم أمت ي عند السؤال ،فقلت في نفسي :من أين أتى عل ّ وذلك أنه أرتج عل ّ
م بيعلى السلم فنوديت :هذه عقوبة إهمالك لسانك في الدنيا؟ِ فلما ه ّ
الملكان حال بيني وبينهما رجأل جأميل طيب الرائحة ،فذكرني حجتي فذكرتها،
فقلت له :من أنت يرحمك الله؟ِ قال أنا شخص خلقت لكثرة صلتك على النبي
،وأمرت أن أنصرك في كل كرب .ورأت امرأة ولدها بعد موته يعذب ،فحزنت
لذلك وبكت ثم رأته بعد ذلك وهو في النور والرحمة فسألته عن ذلك .فقال:
مّر رجأل بالمقبرة فصلى على النبي ،وأهدى ثوابها للموات فحصل نصيبي
المغفرة ،ورأى رجأل من أهل شيراز أبا العباس أحمد بن منصور عليه حلة،
وعلى رأسه تاج مكلل بالجواهر .فقال له :ما فعل الله بك فقال؛ غفر لي
وجأني وأدخلني الجنة ،فقال له :بماذا؟ِ قال :بكثرة صلتي على وأكرمني وت ّ
ً ً
رسول الله وكان بعض الصالحين جأعل على نفسه عددا معلوما يصلي على
النبي عند النوم .فأخذته عيناه ليلة ،فرأى النبي داخل ً عليه فامتل بيته نورًا.
ي أقبله ،قال فاستحييت فأدرت له فقال له :هات هذا الفم الذي يكثر الصلة عل ّ
دي فقبله ،فانتبهت فإذا البيت يفوح مسكا ً من رائحته ،وبقيت رائحة المسك خ ّ
دي نحو ثمانية أيام .ورأى بعض الصالحين أبا حفص الكاغدي. من قبلته في خ ّ
فقال :ما فعل الله بك؟ِ قال :رحمني وغفر لي وأدخلني الجنة ،فقيل له :بماذا؟ِ
قال :لما وقفت بين يديه أمر الملئكة فحسبوا ذنوبي وصلتي على النبي
فوجأدوها أكثر ،فقال لهم المولى جأّلت قدرته :حسبكم يا ملئكتي ل تحاسبوه
واذهبوا به إلى جأنتي .اللهم أدخلنا الجنة بغير حساب بحق الشفيع العاقب عدد
ما ذكره الذاكرون ،وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون وسلم كذلك.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة171 :
) (1/191
كشرِ ْ صاِلحا ً َول ي ُ ْ مل ً َ قاَء َرّبه فليعمل ع َ َ جأو ل ِ َ ن ي َْر ُ كا َ ن َ م ْ قال الله تعالى} :فَ َ
حدًا{ )سورة الكهف (110 :أي ل يرائي بعمله .وأخرج أحمد عن َ
ب ِعَِبادة رّبه أ َ
ل الله صَغر وَهُوَ الرياُء ،يقو ُ شْرك َ ال ْ م ال ّ ف ع َل َي ْك ُ ْ خا ُ ما أ َ َف َ خو َ َ ن أَ ْ
رسول الله » :إ ّ
ن ك ُن ْت ُ ْ
م ذي َ ّ
م اذ ْهَُبوا إلى ال ِ مال ِهِ ْ ً
خْيرا ب ِأع ْ َ س َ جأَزى الله الّنا َ ذا َ مرائين إ َ مةِ ل ِل ْ ُ قَيا َم ال ِ ي َوْ َ
ما َ ُ
ن ِفي الد ّْنيا ان ْظروا هَ ْ
ف َ خو َ َ نأ ْ جأَزاًء«ِ وابن حبان» :إ ّ م َ عن ْد َهُ ْ ن ِ دو َ ج ُ ل تَ ِ ت َُراؤو َ
مرا ً ً َ َ َ ُ ُ َ أَ َ
مسا َول قَ َ ش ْن َ دو َ ل ت َعْب ِ ُ ت أُقو ُ س ُ ما إني ل ْ شَراك ِبالله ،أ َ مِتي ال ْ ف على أ ّ خا ُ
ن أد َْنى الّرياِء ة«ِ والطبراني» :إ ّ في ّ ًخ ِ شهْوَة ً َ ن َأعمال ً ل ِغَي ْرِ الله وَ َ َول وَثنًا ،وَل َك ِ ْ
فَياء :أي المبالغون في ستر عبادتهم، َ شر ٌ َ
خ ِ قَياء ال ْ ب العَِبيد إلى الله الت ْ ِ ح ّ ك وَأ َ ِ ْ
وتنزيهها عن شوائب العراض الفانية ،والخلقا الدنية الذين إذا غابوا لم
يفتقدوا ،وإذا شهدوا :أي حضروا لم يعرفوا أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم«ِ
ح
مَراء«ِ والديلميِ» :ري ُ ل ُ ة ع ََلى ك ُ ّ جن ّ َم ال َ حّر َ ن الله َ وأبو نعيم والديلمي» :إ ّ
ة«ِِ َ ِر خ ال ل م
ّْ َِ َ ِ عب نياد ال ب
َ َ لَ ط ن
َ ْ م دها ج
َ ِ ُ ي ول عام ة
َ َ ئ مسما مسيَرةِ َ ْ
خ ن َ م ْ جأد ُ ِ جن ّةِ ُيو َ ال َ
ل ي َوِم ٍء ك الواِدي ِفي ك ُ ّ ن ذال ِ َ م ْم ِ ست َِعيذ ُ جأهَن ّ ُ جأهَن ّم ِ َواِديا ً ت َ ْ ن ِفي َ والطبراني» :إ ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ب الله ت ََعاَلى، ك الوادي للمرائين م ُ مّرةِ أ ُ ِ َ
مل ك َِتا ِ حا ِ مد ٍء ل ِ َ
ح ّ م َ مةِ ُنأ ّ َ ْ ُ عد ّ ذال ِ َ َ ِ أْرب َْعمائ َةِ َ
ه«ِ وهو ل غ َي ْرِ الل ّ ِ سبي ِ ج ِفي َ خارِ ِحاج ،وَل ِل ْ َ ت الله وَل ِل ْ َذا ِ قا في غ َي ْرِ َ صد ّ ِمت َ َ وَل ِل ْ ُ
خُلوا ،فَت ِل ْ َ َ َ
ك ث يَ ْ حي ْ ُ
ها َ ساَء َ مأ َ س ثُ ّ
ث ي ََراه ُ الّنا ُ حي ْ ُصلة َ َ ن ال ّ س َ ح َ
نأ ْ م ْوالبيهقيَ » :
جوع،مهِ إل ال ُ صيا ِ ن ِ م ْ ه ِ سل َُ َ
ب صائ ِم ِ لي ْ َ ه«ِ وابن ماجأهُ» :ر ّ ن ِبها َرب ّ ُ ست ََها َ
ةا ْ ست َِهان َ ٌا ْ
) (1/192
ة
طاع َ َ طوا َ خل ِ ُ ن تَ ْ مأ ْ سهَُر«ِ والديلمي» :إّياك ُ ْ مهِ إل ال ّ ن قَِيا ِ م ْ ه ِ س لَ ُ ب َقائ ِم ٍء ل َي ْ َ وَُر ّ
ْ َ ُ
م«ِ ومسلم :قال الله تعالى» :أَنا أغَنى مالك ْ ب ث ََناِء العَِباد ِ فتحبط أع ْ َ ح ّ الله ب ِ ُ
شرِكه«ِ َ ه وَ َ ْ َ َ مل أ ْ َ ً م َ ن ال ّ َ ال ّ
ري ت ََركت ُ ُ مِعي غي ْ ِ شَرك ِفيهِ َ ل عَ َ ن عَ ِ كم ْ شْر ِ شَركاء ع َ ِ
َ
دي اللهِ ت ََعالى ّ ن يَ َ ب ب َي ْ َ ص ُ مةٍء ت ُن ْ َ خت َ َ م ْ ف ُ ح ٍء ص ُ مةِ أَتى ب ِ ُ قَيا َ وم ال ِ ن يَ ْ ذا كا َ َ وسمويه »إ َ
َ
ما َرأي َْنا َ َ ُ َ ْ َ َ ُ ْ َ قو ُ فَي َ ُ
عّزت ِك َ ملئ ِكة وَ ِ قول ال َ قوا هاذا ،فت ُ ه :اقب َلوا هاذا وَأل ُ ملئ ِكت ِ ِ ل الله ل ِ َ
َ ن َ خْيرًا ،فَي َ ُ
م إل ّ ما اب ْت ََغى ب ِهِ ل الي َوْ َ ريَ ،ول أقْب َ ُ ن ل ِغَي ْ ِ كا َ م لك ِ ْ ل :ن َعَ ْ قو ُ ِفيَها إل َ
َ
جأ ٌ
ل مةِ َر ُ قَيا َ م ال ِ ضي ع َل َي ْهِ ي َوْ َ ق ِ س يَ ْ ل الّنا ِ ن أوّ َ جأِهي«ِ وأحمد ومسلم» :إ ّ وَ ْ
َ
ل: ت ِفيها؟ِ َقا َ مل ْ َ ما ع َ ِ ل :فَ َ ه فعرفهاَ .قا َ مت َ ُ ه :أي الله ن ِعْ َ شهَد َ فَأَتى ب ِهِ َفعّرفَ ُ ست َ ْ ا ْ
ريٌء :أي جأ ِ ل َ قا ُ ت ل ِي ُ َ ْ
ك َقات َل َ َ
ت وَلك ِن ّ َ ل :ك َذ َب ْ َ تَ .قا َ شهِد ْ ُ ست ُ ْ حّتى ا ْ ك َ ت ِفي َ ْ
َقات َل ُ
ّ ْ ُ َ َ
م
جأل ت َعَل َ قي ِفي الّناِر ،وََر ُ حّتى أل ِ جأهِهِ َ ب ع َلى وَ ْ ح ُ س ِ مَر ب ِهِ فَ ُ مأ َ ل ثُ ّ قد ْ ِقي َ ع ،فَ َ جا ٌ ش َ ُ
ْ َ َ ّ ْ
ت مل َ ما ع َ ِ ل :فَ َ مت َهِ فَعََرفََهاَ .قا َ ه ن ِعْ َ ه ،فَعَّرفَ ُ ن فَأَتى ب ِ ِ قْرآ َ ه وَقََرأ ال ُ م ُ م ،وَع َل َ العِل َ
ت ،وَلك ِن ّ َ َ َ نَ .قا َ ت ِفي َ ْ ّ ْ ّ
ك ل :كذ َب ْ َ قْرآ َ ك ال ُ ه وَقََرأ ُ مت ُ ُ م وَع َل ْ ت العِل َ م ُ ل :ت َعَل ْ ِفيها؟ِ َقا َ
َ ْ
مَر ب ِهِ مأ َ قد ْ قيل ،ث ُ ّ قال هُوَ َقاِرىٌء فَ َ قْرآن ل ِي ُ َ ت ال ُ م وَقََرأ َ عال ِ ٌ قال هُوَ َ ت ل ِي ُ َ م َ ت َعَل ّ ْ
هَ ،وأع ْ َ ُ
ن م ْ طاه ُ ِ سعَ الله ع َل َي ْ ِ ل وَ ّ جأ ٌ ي ِفي الّنار ،وََر ُ ق َ حّتى أل ْ ِ جأهِهِ َ حب ع ََلى وَ ْ س َ فَي ُ ْ
ما لَ : ت؟ِ َقا َ مل َ ْ ما ع َ ِ ه فَعََرَفهاَ .قال :فَ َ م ُ ه ن ِعَ َ ه َفأَتى ب ِهِ فَعَّرفَ ُ ّ
ل كل ُ ُ ما ِ ف ال َ صَنا ِ أ ْ
َ َ
ن ي ُْنفقَ ِفيَها لك ،قا َ
ل َ َ ْ
بأ ْ ح ّ ل تُ ِ سبي ٍء ن َ م ْ ت ِ ت ََرك ُ
) (1/193
ل ،ث ُ َ
جأهِهِ حب ع ََلى وَ ْ س َ مَر ب ِهِ فَي ُ ْ مأ َ ّ قد ْ ِقي َ واد ٌ فَ َ جأ َ ل هُوَ َ قا َ ت ل ِي ُ َ ك فَعَل ْ َ تَ ،ولك ِن ّ َ ك َذ َب ْ َ
ثُ ُ
جن ّةِمةِ إلى ال َ قَيا َ م ال ِ س ي َوْ َ ٍء مُر ب َِنا ي ِفي الّناِر«ِ والطبراني والبيهقي» :ي ُؤ ْ َ ق َ م أل ْ ِ ّ
َ َ
ما أع َد ّ الله صوِرها ،وإلى َ حَها وَن َظُروا إلى قُ ُ قوا ِري َ ش ُ ست َن ْ َ من َْها َوا ْ ذا د ََنوا ِ حّتى إ َ َ
ما ي َْرجأعُ سَرةٍء َ ح ْ ن بِ َ جأُعو َ م ِفيَها ،فَي َْر ِ ب لهُ ْ َ صي َ م ع َن َْها ل ن َ ِ صرُِفوهُ ْ نا ْ لهْل َِها ِفيها أ ِ
َ َ ْ َ َ ُ
ن
م ْما أَري ْت ََنا ِ رينا َ ن تَ ِ لأ ْ َ
خلت ََنا الّناَر قب ْ َ ن َرب َّنا لوْ أد ْ َ قولو َ َ
مْثلها ،في َ ُ ن بِ ِ خُرو َ ن وال َ الوُّلو َ
َ َ َ
قَياُء ش ِ م َيا أ ْ من ْك ُ ْ ت ِ ك أَرد ْ ُ ذا َ لَ : نَ ،قا َ ن أهْوَ َ كا َ ك َ ت ِفيها لوْل َِيائ ِ َ ما أع ْد َد ْ َ ك ،وَ َ واب ِ َ ثَ َ
ن
خبِتي َ م ْم ُ موهُ ْ قيت ُ ُ س لَ َ م الّنا َ قيت ُ ُذا ل َ َ مَ ،وإ َ َ
موِني بالعَظائ ِ ِ م َباَرْزت ُ خل َوْت ُ ْ ذا َ مإ َ ك ُن ْت ُ ْ
س وََلم َ
م الّنا َ م ه ِب ْت ُ ُ ن قُُلوب ِك ُ ْ م ْ طوِني ِ ما ت َعْ ُ ف َ خل َ م ِ مال ِك ُ ْ س ب ِأع ْ َ ن الّنا َ ت َُراؤو َ
َ
مي َفالي َوْ َ كوا ل ِ َ م ت َت ْرِ ُ س ،وَل َ ْ م ِللّنا ِ جّلوِني وَت ََرك ْت ُ ْ م تَ ِ س وَل َ ْ جأل َل ُْتم الَنا َ تَهاُبوِني ،وَأ ْ
َ أ ُِذي ُ
سو َ
ل ل َر ُ جأ ٌل َر ُ سأ َ ب«ِ وروى الذهبيَ » : ن الّثوا ِ م َ م ِ مت ُ ْ حّر ْ ما َ مع َ َ ب َ ذا َ م العَ َ قك ُ ُ
ل:خاِدع الله؟ِ َقا َ ف نُ َ ل :وَك َي ْ َ خاد ِِع اللهَ ،قا َ ن ل تُ َ ل:أ ْ غدًا؟ِ َقا َ جاة ُ َ ما الن ّ َ لَ : قا َ الله فَ َ
ُ مَر َ َ
جأهِ الله«ِ فاتقوا الرياء فإنه ريد ُ ب ِهِ غ َي َْر وَ ْ سوله وَت ُ ِ ك الله وََر ُ ما أ َ ل بِ ِ م َ ن ت َعْ َ أ ْ
الشرك بالله ،وأن المرائي ينادى عليه يوم القيامة على رؤوس الخلئق بأربعة
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
أسماء :يا كافر يا فاجأر يا غادر يا حاضر ض ّ
ل عملك وبطل أجأرك ،فل خلقا لك
اليوم ،فالتمس أجأرك ممن تعمل له يا مخادع.
)
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة172 :
) (1/194
تنبيهان :أحدهما( أن الرياء المذموم إرادة العامل بعبادته غير وجأه الله تعالى
كأن يقصد إطلع الناس على عبادته حتى يحصل له نحو مال أو ثناء ،وقد اختلف
حجة السلم الغزالي وسلطان العلماء عّز الدين بن عبد السلم فيمن قصد
بعمله الرياء والعبادة .فقال الغزالي .إن غلب باعث للدنيا فل ثواب له ،أو
باعث الخرة فالثواب له ،وإن تساويا تساقطا فل ثواب أيضًا .وقال ابن عبد
السلم ل ثواب مطلقًا ،ورجأحه الزركشي للخبار الصحيحة كخبر »من عمل
عمل ً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه هو للذي أشرك«ِ.
وثانيهما :إن العبد إذا عقد عبادته على الخلص ثم ورد عليه وارد الرياء ،فإن
كان بعد تمام العمل لم يؤثر فيه ،لنه تم على الخلص ،فإن تكلف إظأهاره
دث به قصدا ً للرياء .قال الغزالي فهذا مخوف ،وفي الثار والخبار ما يدل والتح ّ
على أنه يحبط العمل .ثم قال القيس أنه مثاب على عمله الذي انقضى
ومعاقب على مراآته بطاعة الله ولو بعد فراغه منها.
وحكي أن رجأل ً أضاف سفيان الثوري وأصحابه ،فقال لهله :هاتوا الطبق ل
ت به في الحجة الولى ،بل في الثانية .فقال سفيان الثوري :هو الذي أتي ُ
مسكين أفسد بهذا حجتيه ،عافانا الله من الرياء .وورد أنه قال لبي بكر رضي
ب ذا فَعَل ْت َ ُ
ه أذ ْهَ َ يٍءء إ َش ْك ع ََلى َ دل َ
ل َوسأ ُ م ِ ن د َِبيب الن ّ ْ م ْفى ِ ك أَ ْ
خ َ شْر ُالله عنه» :ال ّ
ك ،وأناَ َ َ نأ َْ َ ّ ُ الله ع َن ْ َ
َ َ شرِك ب ِ عوذ ُ ب ِك أ ْ
م إّني أ ُقول :اللهُ ّ شْرك وَك َِباَره ُ ت َ ُ صَغاَر ال ّك ِ
قوَلها َثل َ َ
ت«ِ وسئل بعض الئمة من مّرا ِث َ ما ل أع ْل َ ُ
م تَ ُ فر َ
ك لِ َ ست َغْ ِم َوأ ْ أع ْل َ ُ
المخلص؟ِ فقال :الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته ،وسئل آخر ما غاية
ب محمدة الناس. الخلص؟ِ قال :أن ل تح ّ
) (1/195
وحكى الشيخ شرف الدين يوسف في مختصر الحياء أن من أخلص لله في
العمل ،وإن لم ينوِ ظأهرت آثار بركته عليه ،وعلى عقبه إلى يوم القيامة كما
قيل لما أهبط آدم عليه السلم إلى الرض جأاءته وحوش الفلة تسلم عليه
ن
وتزوره ،فكان لكل جأنس بما يليق به ،فجاءت طائفة من الظباء ،فدعا له ّ
ن نوافج المسك ،فلما رأى بواقيها ذلك قالوا
ن فظهر فيه ّ ومسح على ظأهوره ّ
من أين هذا لكن؟ِ فقلن :زرنا صفي الله آدم فدعا لنا ،ومسح على ظأهورنا،
ن من ذلك ن فلم يظهر له ّ
ن ومسح على ظأهوره ّ فمضى الباقي إليه فدعا له ّ
ً
شيء؛ فقالوا :قد فعلنا كما فعلتم فلم نر شيئا مما حصل لكم فقالوا أنتم كان
عملكم لتنالوا كما نال إخوانكم ،وأولئك كان عملهم من غير شوب ،فظهر ذلك
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
في نسلهم وعقبهم إلى يوم القيامة .اللهم ارزقنا الخلص واجأعلنا من
المخلصين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة172 :
) (1/196
) (1/197
) (1/198
ف ب ِهِ س َ خ ِ خَيلِء ،فَ ُ ن ال ُ م َ جّر إَزاَره ُ ِ م يَ ُ ن قَب ْل َك ُ ْ كا َ ن َ م ْ م ّ ل ِ جأ ٌ ما َر ُ أخرج البخاري» :ب َي ْن َ َ
سهِ ف ِ م ِفي ن َ ْ ّ
ن ت َعَظ َ م ْ ة«ِ وأحمدَ » : م ِقَيا َ وم ال ِ ض إلى ي َ ْ ج ُ جل ْ َ فَهُوَ ي َت َ ْ
ل في الْر ِ
ن الله ل ي َن ْظ ُُر إَلى ن«ِ ومسلم» :إ ّ ضَبا ُ شي َت ِهِ َلقي الله وَهُوَ ع َل َي ْهِ غ َ ْ ل ِفي م ْ خَتا َ َوا ْ
نّ إ ل َ قيَ ر ب ك
ّ ِ ِ ْ ِ ْ ٍءن م ة ر َ ذ لُ قاَ ْ ث م
ِ ِ ِ ه ب ْ ل َ ق في َ ِ ن َ
كا ن
َ ّ َ َ ْم ة ن ج ال لُ خ
َ ْ ُد ي ل ً
ا، طر َ ن َ ُ ّ َ َ ُ َ
ب ه ر زا إ ر ج ي م ْ َ
ل«ِ ما َ ج ال ب ح ي ٌ
ل مي جأ الله ن إ َ
ل قاَ ة ن س ح ه ُ ل ع ن و ً اسن ح ه ب و َ ث ن كوُ ي ن َ أ ب ح ي َ
ل جأ ر ال
َ َ ُ ِ ّ َ ِ ّ ََْ ُ َ َ َ ً َ ُْ ُ َ َ ّ ُ ُ ِ ّ ْ َ
كم الله ضُعوا ي َْرفَعْ ُ َ َ َ وا ت َ ف ة
ً ع
ِ َ ْ ف ر إل د ب ع ال
ّ َ ُ ُ ُ ِ ُ َ ْ َد زي ي ل ع ض وا ت »ال الدنيا: وأخرج ابن أبي
ة،مال إل ك َث َْر ً ة ل َتزيد ُ ال َ صد َقَ َ م اللهَ ،وال ّ فوا ي ُعِّزك ُ ُ عّزا َفاع ْ ُ ً زيد العَب ْد َ إل ِ فو ل ي ُ ِ َوالعَ ْ
س
ك اللَبا َ ّ ن ت ََر َ م ْ ل«ِ والترمذي والحاكمَ » : جأ ّ م الله ع َّز وَ َ مك ُ ُ ح ْ صد ُّقوا ي َْر َ فَت َ َ
ق مةِ ع َلى ُر ُ َ َ َ ّ ً
خلئ ِ ِ س ال َ ؤو ِ قَيا َ م ال ِ عاه ُ الله ي َوْ َ قد ُِر ع َلي ْهِ د َ َ ضعا ل ِلهِ ت ََعالى ،وَهُوَ ي َ ْ وا ُ تَ َ
سها .والبيهقي والخطيب» :الَباِدىُء ْ
شاَء ي َلب َ ُ ن َ ما ِ ل الي ْ َ حل َِ ن أي ّ ُ م ْ حّتى ُيخي َّر ِ َ
نم ْ ن ت َكوُنوا ِ ُ كي َ سا ِ م َ سوا ال َ جأال ِ ُ ضُعوا وَ َ وا َ ن الك ِْبر«ِ وأبو نعيم» :ت َ َ م َ ريٌء ِ سلم ِ ب َ ِ ِبال ّ
َ
ضِع ل ِلهِ ت ََعالى ّ َ
وا ُ ن الت ّ َ م َ ن ِ ر«ِ والطبراني» :إ ّ ن الكب ْ ِ م َ جأوا ِ خر ُ ل الله وَت َ ْ ك َِبارِ أهْ ِ
ه ن أك َ َ َ ْ ن َ
م ُ خاد ِ ُ ه َ معَ ُ ل َ م ْ ست َكب ََر َ ما ا ْ س«ِ والبيهقيَ » : جال ِ ِ م َ ف ال َ شَر ِ م ْ ن ِ دو ِ ضا ِبال ّ الر َ
حلب ََها«ِ وهو :من حمل سلعته فقد َ َ ل ال ّ ق َ َ
شاة َ ف َ قا َواع ْت َ َ وا ِ س َ مار ِبال ْ ح َ ب ال ِ وَِرك َ
برىء من الكبر .وقال عروة بن الزبير :رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وعلى عاتقه قربة ماء فقلت :يا أمير المؤمنين ل ينبغي لك هذا ،فقال :لما
أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة ،فأحببت أن
) (1/199
أكسرها ،ومضى بالقربة إلى حجرة امرأة من النصار ،فأفرغها في إنائها ،ورئي
أبو هريرة وهو أمير المدينة على ظأهره حزمة حطب ،وهو يقول طرقوا للمير،
وقيل لبي يزيد :متى يكون الرجأل متواضعًا؟ِ فقال :إذا لم ير لنفسه مقاما ً ول
حال ً ول يرى أن في الخلق من هو شّر منه .وقال إبراهيم بن شيبان :الشرف
في التواضع والعز في التقوى والحرية في القناعة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة178 :
وحكى بعضهم :رأيت عند الصفا رجأل ً راكبا ً بغلة وبين يديه غلمان يعنفون
الناس ،ثم رأيته ببغداد حافيا ً حاسرا ً طويل الشعر فقلت له :ما فعل الله بك؟ِ
قال :ترفعت في موضع يتواضع الناس فيه ،فوضعني حيث يترفع الناس ،اللهم
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ارزقنا التواضع وارفعنا به مكانا ً عليًا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة178 :
) (1/200
) (1/201
) (1/202
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وحكي أن بعض الصلحاء كان يجلس بجانب ملك ينصحه ،ويقول له :أحسن إلى
المحسن بإحسانه ،فإن المسيء ستكفيه إساءته فحسده على قربه من الملك
بعض الجهلة ،وعمل الحيلة على قتله فسعى به للملك؛ فقال له إنه يزعم أنك
أبخر وأمارة ذلك أنك إذا قربت منه يضع يده على أنفه لئل يشم رائحة البخر،
فقال له :انصرف حتى أنظر ،فخرج فدعا الرجأل لمنزله وأطعمه ثومًا ،فخرج
الرجأل من عنده وجأاء للملك ،وقال مثل قوله السابق :أحسن إلى المحسن
إلى آخره كعادته فقال له الملك :ادن مني فدنا منه فوضع يده على فيه مخافة
أن يشم الملك منه ريح الثوم ،فقال الملك في نفسه :ما أرى فلنا ً إل قد
صدقا .وكان الملك ل يكتب بخطه إل بجائزة أو صلة ،فكتب له بخطه لبعض
عماله إذا أتاك صاحب كتابي هذا فاذبحه واسلخه ،واحش جألده تبنا ً وابعث به
ي ،فأخذ الكتاب ،وخرج فلقيه الذي سعى به فقال :ما هذا الكتاب؟ِ قال :خط إل ّ
الملك لي بصلة فقال :هبه لي فقال هو لك ،فأخذه ومضى إلى العامل :فقال
العامل في كتابك أن أذبحك وأسلخك قال :إن الكتاب ليس هو لي الله الله في
أمري حتى أراجأع الملك .قال :ليس لكتاب الملك مراجأعة فذبحه وسلخه وحشا
جألده تبنًا ،وبعث به ثم عاد الرجأل إلى الملك كعادته ،وقال مثل قوله فعجب
الملك وقال :ما فعل الكتاب؟ِ قال لقيني فلن واستوهبه مني فدفعته له ،فقال
م وضعت الملك :إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر قال :ما قلت ذلك ،قال :فل ِ َ
يدك على أنفك وفيك؟ِ قال :أطعمني ثوما ً فكرهت أن تشمه .قال :صدقت
ارجأع إلى مكانك فقد لقي المسيىء إساءته .فتأملوا رحمكم الله شؤم الحسد
وما جأّر إليه اللهم طّهر قلوبنا من الحسد والحقد.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة179 :
) (1/203
وحكى أبو نعيم عن يحيى الجماني قال :كنت في مجلس سفيان بن عيينة،
فاجأتمع عليه ألف إنسان أو يزيدون أو ينقصون ،فالتفت في آخر مجلسه إلى
دث القوم حديث الحية .فقال الرجأل:رجأل كان عن يمينه فقال :قم ح ّ
أسندوني فأسندناه وسالت جأفون عينيه .ثم قال :أل فاسمعوا وعوا حدثني أبي
عن جأدي :أن رجأل ً كان يعرف بمحمد بن حمير ،وكان له ورع يصوم النهار،
ويقوم الليل ،فخرج ذات يوم يتصيد إذ عرضت له حية فقالت :يا محمد بن
دو قد ظألمني قال لها حمير أجأرني أجأارك الله ،قال لها :ممن؟ِ قالت :من ع ّ
وأين عدوك ،قالت له :من ورائي؟ِ قال لها :ومن أيّ أمة أنت؟ِ قالت :من أمة
محمد .قال :ففتحت ردائي وقلت :ادخلي فيه ،قالت :يراني عدّوي فشلت
طمري .فقلت :ادخلي بين طمري وبطني .قالت :يراني عدّوي ،فقلت لها :فما
الذي أصنع بك؟ِ قالت :إن أردت اصطناع المعروف فافتح لي فاك حتى أنساب
ي بذلك فيه .قلت :أخشى أن تقتليني .قالت :ل والله ما أقتلك الله شاهد عل ّ
وملئكته وأنبياؤه وحملة عرشه وسكان سمواته إن أنا قتلتك ،قال محمد بن
ي فانسابت فيه ،ثم مضيت فعارضني رجأل من صمصامة حمير :ففتحت ف ّ
فقال لي :يا محمد .قلت :وما تشاء؟ِ قال :عدّوي .قلت :ومن عدّوك؟ِ قال:
حية قلت :اللهم ل واستغفرت ربي من قولي ل مائة مرة ،ثم مضيت قليل ً
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ي وقالت :انظر مضى هذا الدوّ فالتفت فلم أر أحدا ً فأخرجأت رأسها من ف ّ
قلت :لم أر أحدا ً إن أردت أن تخرجأي فاخرجأي فقالت :الن يا محمد اختر
واحدة من اثنتين :إما أن أفتت كبدك ،وإما أن أثقب فؤادك ،فأدعك بل روح
ي واليمين الذي حلفت ما أسرع ما فقلت :سبحان الله اين العهد الذي عهدت إل ّ
نسيتيه قالت :يا محمد لم نسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم حيث
أخرجأته من الجنة على أي شيء أردت اصطناع المعروف مع غير أهله؟ِ قلت:
لها :ول بد أن تقتليني .قالت :ل بد ّ من ذلك .قلت :فأمهليني حتى أسير إلى
تحت هذا الجبل ،فأمهد لنفسي موضعًا ،قالت :شأنك قال محمد :فمضيت
) (1/204
أريد الجبل ،وقد أيست من الحياة ،فرفعت طرفي إلى السماء وقلت :يا لطيف
يا لطيف الطف لي بلطفك الخفي ،يا لطيف بالقدرة التي استويت بها على
العرش ،فلم يعرف العرش أين مستقرك منه إل كفيتني هذه الحية ،ثم مضيت
ي البدن قال لي؟ِ سلم عليك فقلت :عليك فعرضني رجأل طيب الرائحة نق ّ
السلم يا أخي .قال :ما لي أراك تغير لونك .قلت :من عدوّ قد ظألمني .قال:
وأين عدّوك قلت في جأوفي .قال لي :افتح فاك ،ففتحت فمي فوضع فيه مثل
ورقة زيتونة خضراء ثم قال؛ امضغ وابلع فمضغت وبلعت ،فلم ألبث يسيرا ً إل
مغص بطني ،ودارت في بطني فرميت بها من أسفل قطعة قطعة فتعلقت
ي بك فضحك؛ ثم قال :أل تعرفني ن الله عل ّ
بالرجأل فقلت له :من أنت الذي م ّ
قلت :اللهم ل .قال :محمد بن حمير إنه لما كان بينك وبين الحية ما كان،
ل فقال: ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملئكة السماوات السبع إلى الله عّز وجأ ّ
وعّزتي وجأللي رأيت بعيني كل ما فعلت الحية بعبدي ،وأمرني الله سبحانه
وتعالى بالنزول إليك ،وأنا يقال لي المعروف مستقري في السماء الرابعة أن
انطلق إلى الجنة وخذ ورقة خضراء والحق بها عبدي محمد بن حمير يا محمد
عليك باصطناع المعروف ،فإن صنع المعروف يقي مصارع السوء ،وإنه وإن
ل.ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله عّز وجأ ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة179 :
) (1/205
باب الغضب
بض َ ك والغَ َ ة إّيا َ مَعاوِي َ ُ أخرج البيهقي وابن عساكر عن رسول الله أنه قالَ» :يا ُ
سل«ِ والخرائطي» :إّياك ُ ْ
م صب ُْر العَ َ سد ُ ال ّ ف ِ ما ي ُ ْن كَ َسد ُ اليما َ ف ِ ب يُ ْ ض َ ن الغَ َ فَإ ِ ّ
بض ُ ن ت َغْ َ حي َ م اذ ْك ُْرني ِ ن آد َ َ
ة«ِ وابن شاهين يقول الله» :اب ْ َ ق ُ
حال ِ َضاَء فَإ ِن َّها ال َ َوالب َغْ َ
َ ق َ َ َ أ َذ ْك ُْر َ
ن
م ْ م ِ س ٌ مي ْ َ ب َ ض َ ن الغَ َ ق«ِ والحاكم» :إ ّ ح ُم َ نأ ْ ك ِفيم ُ ح ُ
م َب َول أ ْ ض ُ ن أغ ْ َ حي َ ك ِ
َ
ه َواْرب َد ّ ت ع َي ْن ُ ُ مّر ْ ح َ با ْ ض َ ذا غ َ ِهإ َ
م أل ت ََرى أن َ ُ حد ِك ُ ْطأ َ ه الله ع ََلى نيا ِ ضعُ ُ م يَ َ جأهَن ّ َ
َنارِ َ
هُ َ
في غ َي ْظ ُ ش ِ ن ُم ْ ب ل يسلكه إل َ ه«ِ والترمذي» :لل ِّنارِ َبا ٌ جأ ُدا ُت أوْ َ خ ْ ف َ ه َوان ْت َ َ جأهُ ُ
وَ ْ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ه«ِ وأحمد وأبو ه عَ َ
ذاب َ ُ ه د َفَعَ الله ع َن ْ ُ ضب َ ُن د َفَعَ غ َ َ م ْ ط الله«ِ والطبرانيَ » : خ ِ س ْ
بِ ُ
ماءِ ُ ْ َ ن َوال ّ َ ن ال ّ
فأ ِبال َ ن الّناُر وَإ ِّنما ي ُط َ م َ
خل ِقَ ِ ن ُ شي ْطا ُ شي ْطا ِ م َ ب ِ ض َن الغَ َ
داود» :إ ّ
ب: َ مإ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ الّنار َفإ َ
ض َ ذا غ ِ حد ُهُ ْ ضأ«ِ والطبراني» :لوْ َيقول أ َ م فلي َت َوَ ّ حد ُك ْبأ َ ض َذا غ ِ
ه«ِ وروي أن بعض الصحابة ه غ َي ْظ ُ ُب ع َن ْ ُ جأيم ِ ذ َهَ َ ن الّر ِ طا ِشي ْ َن ال ّ عوذ ُ ِبالله ِ
م َ أَ ُ
حمله الغضب على أن ارتد عن السلم ومات كافرًا ،فتأمل شر الغضب وما
يحمل عليه والعياذ بالله .وعن وهب بن منبه :أن راهبا ً في صومعته أراد
الشيطان أن يضله فعجز عنه ،فناداه ليفتح له ،فسكت فقال :إن ذهبت ندمت
فسكت فقال :أنا المسيح فأجأابه وقال :إن كنت المسيح فما أصنع بك ألست
قد أمرتنا بالعبادة والجأتهاد ،ووعدتنا القيامة فلو جأئتنا اليوم بغير ذلك لم نقبله
منك ،فأخبره أنه شيطان جأاء ليضله ،فلم يستطع ثم قال له :سلني عما شئت
أخبرك قال :ما أريد أن أسألك عن شيء فولى الشيطان مدبرا ً فقال له
الراهب :أل تسمع؟ِ قال :بلى قال :أخبرني أي أخلقا بني آدم أعون لك عليهم.
قال :الحدة إن الرجأل إذا كان حديدا ً قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة .أعاذنا
الله من شر الشيطان وشركه.
) (1/206
) (1/207
نسأل الله الكريم أن يطهر قلوبنا من الذنوب الباطنة ،ويرزقنا الخلقا الحسنة
آمين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة185 :
باب الغيبة
م ْ ّ ّ ً َ ّ َ
ض الظن إث ٌ ن ب َعْ َ نإ ّ ن الظ ّ م َ جأت َن ُِبوا كِثيرا ِ مُنوا ا ْ نآ َ ذي َ قال الله تعالىَ} :يا أّيها ال ِ
مْيتا ً َ َ ُ ً ُ
خيهِ َ مأ ِ ح َن يأكل ل ْ مأ ْ حد ُك ْ بأ َ ح ّ م ب َْعضا أي ُ ِ ضك ْ ب ب َعْ َ سوا َول ي َغْت َ ْ س ُج ّ ول ت َ َ
م{ )سورة الحجرات (12 :أخرج ي رح
َ ّ ٌ َ ِ ٌ بوا ت الله نّ إ الله قوا ُ فَك َرِهْ ُ ُ ُ َ ّ
ت وا ه مو ت
البيهقي والطبراني وأبو الشيخ وابن أبي الدنيا عن جأابر وأبي سعيد قال :قال
ن
ن الّزنى ،قيل له كيف؟ِ قال :إ ّ م َ
شد ّ ِ ة أَ َ ن الغَي ْب َ َة َفإ ّ م َوالغَي ْب َ َ رسول الله » :إ ِّياك ُ ْ
حتى ه َ َ
فُر ل ُب الغَي ْب َةِ ل َ ي ُغْ َ ح َصا ِ ن َ َ
ب الله ع َلْيه ،وإ ّ ب فيَتو ُ ل قَد ْ ي َْزني وَي َُتو ُ جأ َالر ُ
حُبه«ِ .وأبو يعلى :أتدرون أربى الربا عند الله؟ِ قالوا :الله ورسوله صا ِ َ
فَر له َ ي َغْ ِ
أعلم ،قال :فإن أربى الربا عند الله استحلل عرض امرىء مسلم ،ثم قرأ
رسول الله } :والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا
بهتانا ً وإثما ً مبينًا{ )سورة الحزاب (58:ومسلم وأبو داود :أتدرون ما الغيبة؟ِ
قالوا :الله ورسوله أعلم .قال :ذكرك أخاك بما يكره ،قيل :أفرأيت إن كان في
أخي ما أقول قال :إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته.
وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت :قلت للنبي حسبك من صفية كذا
وكذا ،تعني قصرها قال :لقد قلت كلمة لو مزجأت بماء البحر لمزجأته :أي
لنتنته وغيرت ريحه .وابن أبي الدنيا عن سمية قالت :قلت لمرأة مرة وأنا عند
ن هذه لطويلة الذيل ،فقال الفظي الفظي :أي ارمي ما في فيك رسول الله إ ّ
فلفظت مضغة :أي قطعة من لحم .وأبو الشيخ :من أكل لحم أخيه في الدنيا
قرب إليه يوم القيامة ،فيقال له كله ميتا ً كما أكلته حيًا ،فيأكله ويكلح ويضج.
وابن أبي الدنيا :من
) (1/208
اغتيب عنده أخوه المسلم .فلم ينصره وهو يستطيع نصره أذله الله في الدنيا
والخرة .وأحمد عن جأابر بن عبد الله قال :كنا مع النبي ،فارتفعت ريح منتنة
فقال :أترون ما هذه الريح؟ِ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين .وهو عن ابن
عباس قال :ليلة أسري بنبي الله نظر في النار ،فإذا قوم يأكلون الجيف ،قال
من هؤلء يا جأبريل؟ِ قال :هؤلء الذين يأكلون لحوم الناس .وقال الحسن:
والله للغيبة أسرع فسادا ً في دين المؤمنين من الكلة في الجسد .قال ابن
عباس :إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك .وقيل :يؤتى العبد يوم
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
القيامة كتابه ول يرى فيه حسنة فيقول أين صلتي وصيامي وطاعتي فيقال
ن فلنا ً اغتابك ،فبعثذهب عملك كله باغتيابك الناس .وقيل للحسن البصري :إ ّ
ي حسناتك فكافأتك.إليه طبق حلوى وقال :بلغني أنك أهديت إل ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة186 :
وحكى القشيري عن أبي جأعفر البلخي قال :إنه كان عندنا شاب من أهل بلخ،
وكان يجتهد ويتعبد إل أنه كان يغتاب الناس ،ويقول فلن كذا وكذا ،فرأيته يوما ً
عند المخنثين الغسالين ،فخرج من عندهم ،فقلت :يا فلن ما حالك؟ِ فقال:
تلك الوقيعة في الناس أوقعتني إلى هذا ،ابتليت بمخنث من هؤلء وأنا هو ذا
أخدمهم من أجأله ،وتلك الحوال كلها قد ذهبت عني فادع الله لي لع ّ
ل الله
يرحمني.
) (1/209
وحكى اليافعي عن الجنيد أنه قال :كنت جأالسا ً في مسجد الشونيزية أنتظر
جأنازة أصلي عليها فرأيت فقيرا ً عليه أثر النسك يسأل الناس ،فقلت في
نفسي لو عمل هذا عمل ً يصون به نفسه عن المسألة كان أجأمل له ،فلما
انصرفت إلى منزلي وكان لي شيء من الوراد بالليل من البكاء والصلة وغير
ي جأميع أورادي ،فسهرت وأنا قاعد فغلبني النوم ،فرأيت ذلك ذلك فثقل عل ّ
الفقير حتى جأيء به على خوان كالشاة المشوية ،فقيل لي :كل لحمه فقد
اغتبته ،وكشف لي الحال فقلت :ما اغتبته ،وإنما قلت في نفسي شيئًا ،فقيل
ل منه ،فلما أصبحت لم لي :ما أنت ممن يرضى منك مثل هذا فاذهب واستح ّ
ً
دد الماء أوراقا من أزل في طلبه حتى رأيته في موضع يلتقط من الماء عند تر ّ
ي ،وقال :تعود يا أبا البقل مما تساقط من غسل البقل ،فسلمت عليه فرد ّ عل ّ
القاسم قلت ل .قال :اذهب غفر الله لنا ولك.
)تنبيه( إن الغيبة حرام إجأماعًا ،بل قال كثيرون إنها كبيرة ،وقد نقل القرطبي
المفسر وغيره الجأماع على أنها من الكبائر لما فيها من الوعيد الشديد ،لكن
حمله بعضهم على غيبة أهل العلم وحملة القرآن ،وكذا استماعها والسكوت
عليها مع القدرة على دفعها.
واعلم أن حد ّ الغيبة المحّرمة أن تذكر ولو بنحو إشارة وكتابة حتى بالقلب
غيرك الغائب المحصور المعين للسامع حيا ً كان أو ميتا ً بما يكره عرفا ً أن يذكر
به مما هو فيه بحضرته أو غيبته ،ويجب على من اغتاب أن يبادر إلى التوبة
بشروطها ،فيقلع ويندم ويستغفر للمغتاب إن لم يعلم بها وإل استحله منها ،فإن
تعذر لموته أو تعسر لغيبة استغفر الله له ولنفسه ،ول يكفي تحليل وارثه.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة186 :
) (1/210
باب النميمة
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
شاٍءء ب َِنميم{ )سورة القلم: م ّ
مازٍء َ
ن هَ ّ مِهي ٍء ف َ
حل ٍء
ل َقال الله تعالىَ} :ول ت ُط ِعْ ك ُ ّ
ة
جن ّ َ
خل ال َ 10ــــ (11أخرج الشيخان عن حذيفة قال :قال رسول الله » :ل ي َد ْ ُ
م«ِ والطبراني» :ليس مني ذو حسد ول نميمة ول كهانة ول أنا منه«ِ وأحمد: ما ٌ
نَ ّ
»خيار أمتي الذين إذا رأوا ذكر الله وشرار أمتي المشاؤون بالنميمة المفرقون
بين الحبة الباغون البرآء العيب«ِ وابن حبان في صحيحه» :أل أخبركم بأفضل
من درجأة الصيام والصلة والصدقة؟ِ قالوا :بلى ،قال :إصلح ذات البين ،فإن
إفساد ذات البين هي الحالقة«ِ وصححه الترمذي ،ثم قال :ويروى عن النبي :
»هي الحالقة ل أقول تحلق الشعر ،ولكن تحلق الدين«ِ وروى كعب أنه أصاب
بني إسرائيل قحط ،فاستسقى موسى عليه الصلة والسلم مرات ،فما أجأيب
فأوحى الله إليه إني ل أستجيب لك ،ول لمن معك ،وفيكم نمام قد أصر على
النميمة ،فقال :من هو حتى تخرجأه من بيننا؛ فقال :يا موسى أنهاكم عن
قوا .وقال عبد الله بن المبارك :إن س ُ النميمة وأكون نماما ً فتابوا بأجأمعهم فَ ُ
ولد الزنى ل يكتم الحديث فعدم كتمه المستلزم للمشي بالنميمة دليل على أن
فاعل ذلك ولد الزنى .وقيل :عمل النمام أضّر من عمل الشيطان ،لن عمل
الشيطان بالوسوسة وعمل النمام بالمواجأهة.
وحكي أنه نودي على بيع عبد ليس فيه عيب إل أنه نمام ،فاشتراه من استخف
م لزوجأته أنه يريد التزوج بغيرك أو هذا العيب ،فلم يمكث عنده أياما ً حتى ن ّ
التسّري ،وأمرها أن تتخذ الموسى وتحلق بها شعرات من حلقه ليسحر بها
م له عنها أنها اتخذت له موسى، دقته ،وعزمت على ذلك فجاء إليه ،ون ّ فص ّ
دقه فتناوم فجاءت لتحلق .فقال: وتريد ذبحك الليل ،فتناوم لترى ذلك فص ّ
صدقا الغلم ،فلما أهوت إلى حلقه أخذ الموسى منها وذبحها .فجاء أهلها
فرأوها مقتولة ،فقتلوه فوقع القتال بين الفريقين بشؤم ذلك النمام.
) (1/211
وحكي أيضا ً أن رجأل ً ماتت أخته ،فلما دفنت سقط من جأيبه في قبرها ذهب
كان معه ،فرجأع ليل ً ونبش القبر فوجأده ممتلئا ً نارا ً فرجأع إلى أمه فقال لها:
أخبريني ما كانت تفعل أختي من المنكر؟ِ فقالت له :ل أعرف منكرا ً إل أنها
م به فيقع بذلك كانت تخرج ليل ً فتستمع على أبواب الجيران ما يقولون وتن ّ
بينهم فتنة ،فقال هو ذلك وأخبرها بالحال ،عافانا الله من ذلك بمّنه.
)تنبيه( قال الحافظ المنذري :أجأمعت الئمة على تحريم النميمة ،وأنها من
ل ،وقد اتفق العلماء على أنها من الكبائر ،وهي أعظم الذنوب عند الله عّز وجأ ّ
نقل كلم بعض الناس إلى بعض على وجأه الفساد بينهم ،أما نقل الكلم نصيحة
للمنقول إليه فواجأب.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة188 :
خاتمة في ذم النميمة
أخرج الشيخان» :وتجدون شّر الناس ذا الوجأهين الذي يأتي هؤلء بوجأه وهؤلء
بوجأه«ِ والطبراني» :ذو الوجأهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجأهان من
نار«ِ وهو والصبهاني» :من كان ذا لسانين جأعل الله له يوم القيامة لسانين
دد بين متعاديين ،ويكلم كل َ بما من نار«ِ وقال الغزالي :ذو اللسانين من يتر ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
دد بين متعاديين إل وهو بهذه الصفة ،وهذا عين النفاقا يوافقه ،وق ّ
ل من يتر ّ
والعياذ بالخلقا.
) (1/212
باب الكذب
ن{ )سورة آل عمران(61 : كاِذبي َ ة الله ع ََلى ال َ ل ل َعْن َ َ جعَ َ قال الله تعالى} :فَن َ ْ
وأخرج أحمد والشيخان والربعة وغيرهم عن جأماعة من الصحابة من طرقا
مدا ً مت َعَ ّ ي ُ ب ع َل َ ّ ن ك َذ َ َ م ْ كثيرة صحيحة بلغت التواتر قالوا :قال رسول الله َ » :
ْ
دي إلى صد ْقاَ ي َهْ ِ ن ال ّ قا فإ ِ ّ َ صد ْ ِ م ِبال ّ ن الّناِر«ِ والشيخان» :ع َل َي ْك ُ ْ م َ قعَد َه ُ ِ م ْ فَل َْيتب َوّأ َ
ب حّتى ي ُك ْت َ َ صد ْقاَ َ حّرى ال ّ صد ُقاَ وََيت َ ل يَ ْ جأ َ ل الّر ُ ما َزا َ ة ،وَ َ جن ّ ِ دي إلى ال َ البّر والبّر ي َهْ ِ
دي ُ ُ َْ ِ ه ي ر جو ُ ف وال ر، ُ ِ جو ُ ف ال إلى دي َ ُْ ِ ه ي ب كذ َ ال ن
ِ ّ إ َ ف ب، ِ َ ذ َ ك وال ْ َ م ُ ك إياَِ و ا،ً ديق ص ّ عن ْد َ الله َ ِ
ع ب
ْ َ ٌ ر »أ وهما: ا«ًِ ذاب ّ َ ك الله د ن ع
َ َ ّ ُ َ َ ِ ْ َ ب ت ْ ك ي تى ح ب الكذ رى ح
َ ْ ُ ََ َ ّ ت ي د ب ع ال لَ زا ما
ّ ِ َ َ َ و ر، نا ال إلى
ن
ِ َ م ة
ٌ َ ل ص
ْ خ
ِ ه في
ِ ُْ ّ َ ْ ِ ِ ت ن كاَ ن ه ن م ة
ٌ َ ل ص
ْ خ
ِ ه في
َ َ ْ َ ْ ِ ِ ت ن كاَ ن م و ً ا لص ِ خا َ ً ا فق كا َ ُ َ ِ
نا م ن ن ِفيهِ َ ن كُ ّ م ْ َ
م ص خا َ َ
ذا إ و ر د َ غ د َ ه عا
َ َ
ذا إ و فَ َ ل خ
ْ َ أ د َ ع و ذا َ إ و ب، َ ذ َ ك ثَ د ح ذا َ إ ها: َ ع د ي تى ح قا فا
َ ن ال
َ َ َ ََ َِ َِ َ َِ َ َ َ ّ َ َ َ ّ ِ َ ّ
ن«ِ َ ِ ما للِي ِ ب ٌ ِ ن جا َ م
ُ ب َ ِ ذ َ ك ال نّ ِ إ َ ف بَ ِ ذ َ ك وال ْ َ مُ ك يا ّ »إ الشيخ: وأبو وأحمد جَر«ِ فَ َ
جأاءَما َ ن نتن َ م ْ ميل ً ِ ك ِ مل ِ ُ ه ال َ ة ت ََباع َد َ ع َن ْ ُ ب العَب ْد ُ ك ِذ ْب َ ً ذا كذ َ َ َ والترمذي وأبو نعيم» :إ َ
مْرِء َ ُ
ث ب ِك ّ َ َ ه«ِ والحاكم» :ك َ َ
فى ِبال َ معَ وَك َ س ِ ما َ ل َ حد ّ َ ن يُ َ بأ ْ ن الكذ ِ ِ م َ مْرِء ِ فى ِبال َ بِ ِ
ّ شْيئا«ِ وأحمد وأبو داود» :وَي ْ ٌ ً ه َ ُ َ قو َ َ
ذي ل ل ِل ِ من ْ ُ قي ل أت ُْرك ِ ح ّ ل :آخذ ُ َ ن يَ ُ حأ ْ ش ّ ن ال ّ م َ ِ
ن س لهُ ّ َ س لي ْ َ َ م ٌ خ ْ ه«ِ وأحمدَ » : لل ُ َ ه وَي ْ ٌ لل ُ َ م وَي ْ ٌ قو ْ َ حك ب ِهِ ال َ َ ض ِ ب لي ُ ْ ث فَي َكذ ِ َ ْ حد ّ ُ يُ َ
فح ِ ن الّز ْ م َ فَراُر ِ من َوال َ مؤ ْ ِ ت ال ُ حقَ وَب َهْ ُ س ب ِغَي ْرِ َ ف ِ ل الن َ ْ شْرك ِبالله وَقَت ْ ُ ُ فاَرة ،ال ّ كَ ّ
م ي ََره ُ حل ْم ٍء ل َ ْ م بِ ِ حل ّ َ ن تَ ْ م ْ ق«ِ والبخاريَ » : ح َ مال ً ب ِغَي ْرِ َ قت َط ِعُ ب َِهاَ ، صابَرة ٌ ي َ ْ ن َ مي ٌ وَي َ ِ
قد َ ن ي َعْ ِ فأ ْ ك ُل ّ َ
) (1/213
) (1/214
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وحكى اليافعي عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن مقاتل قال :كنت عند الشيخ
م بنيت أمرك؟ِ قال :على عبد القادر رحمه الله ونفعنا به ،فسأله سائل :عل َ
ً
الصدقا وما كذبت قط قال رضي الله عنه :كنت صغيرا في بلدنا ،فخرجأت في
ي بقرة وقالت :يا عبد القادر ما لهذا يوم عرفة ،وتبعت بقر حراثة ،فالتفتت إل ّ
خلقت ،وما بهذا أمرت فرجأعت فزعا ً إلى دارنا ،وصعدت سطح الدار ،فرأيت
ل وائذني الناس واقفين بعرفات ،فجئت إلى أمي فقلت لها :هبيني لله عّز وجأ ّ
لي في المسير إلى بغداد أشتغل بالعلم وأزور الصالحين فسألتني عن سبب
ذلك فأخبرتها بخبري فبكت أمي وقامت إلى ثمانين دينارا ً أورثها أبي ،فتركت
لخي أربعين دينارًا ،وخاطت في دلقي تحت إبطي أربعين دينارا ً وأذنت لي
دعًا ،وقالت :يابالمسير وعاهدتني على الصدقا في كل أحوالي وخرجأت مو ّ
ل ،فهذا وجأه ل أراه إلى يوم القيامة،ولدي اذهب قد أودعتك الله عّز وجأ ّ
وسرت مع قافلة صغيرة تطلب بغداد ،فلما تجاوزنا همدان ،وكنا بأرض كذا
وكذا ،بلد سماها ،خرج علينا ستون فارسا ً فأخذوا القافلة ولم يتعّرض لي
أحدهم ،فاجأتاز بي أحدهم وقال لي :يا فقير ما معك فقلت له :أربعون دينارًا.
فقال :وأين هي؟ِ قلت :مخاطة في دلقي تحت إبطي ،وظأن أني استهزأت به
فتركني وانصرف ،ومّر بي آخر وقال مثل ما قال الول فأجأبته بجواب الول،
ي بهوتركني وانصرف ،وتوافيا عند مقدمهم فأخبراه بما سمعاه مني ،فقال عل ّ
ل يقسمون أموال القافلة .فقال لي :ما معك فأتى بي إليه .وإذا هم على ت ّ
فقلت له :أربعون دينارًا ،فقال :وأين هي؟ِ فقلت :مخاطة في دلقي تحت
إبطي ،فأمر بدلقي ففتح فوجأد فيه الربعين دينارًا .فقال لي :ما حملك على
العتراف؟ِ قلت إن أمي عاهدتني على الصدقا وأنا ل أخون عهدها فبكى
المقدم ،وقال أنت لم تخن عهد أمك ،وأنا لي كذا وكذا سنة أخون عهد ربي
فتاب علي يدي .فقال :أصحابه له :أنت كنت مقدمنا في قطع الطريق ،وأنت
الن مقدمنا في التوبة ،فتابوا كلهم على
) (1/215
يدي وردوا على القافلة ما أخذوا منهم ،فهو أّول من تاب على يدي ،نفعنا الله
ببركته وحشرنا في زمرته.
)تنبيه( الكذب عند أهل السنة هو الخبار بالشيء على خلف ما هو عليه ،سواء
أعلم ذلك وتعمد أم ل .وأما العلم والتعمد فإنما هما شرطان للِثم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة190 :
واعلم أنه قد يباح وقد يجب ،فالضابط أن كل مقصود محمود يمكن التوصل
إليه بالصدقا والكذب جأميعًا ،فالكذب فيه حرام ،وإن أمكن التوصل إليه بالكذب
وحده ،فمباح إن أبيح تحصيل ذلك المقصود ،وواجأب إن وجأب تحصيل ذلك كما
لو رأى معصوما ً اختفى من ظأالم يريد قتله أو إيذاءه ،فالكذب هنا واجأب
لوجأوب عصمة دم المعصوم ،وكذا لو سأله ظأالم عن وديعة يريد أخذها ،فيجب
إنكارها وإن كذب ،بل لو استحلف جأاز له الحلف ويوّري ،وإل حنث يولزمه
الكفارة ،وقيل :يلزم الحلف ومهما كان ل يتم مقصود حرب أو إصلح ذات
البين ،أو استمالة قلب المجني عليه ،أو إرضاء زوجأته إل بالكذب فيه ،فمباح
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ولو سأله السلطان عن فاحشة ،وقعت منه سرا ً كزنى أو شرب خمر ،فله أن
يكذب ويقول :ما فعلت ذلك وله أن ينكر أيضا ً سر أخيه ،وحيث جأاز الكذب
فهل يشترط التورية أو يجوز مطلقًا؟ِ قال شيخنا ابن حجر :والذي يتجه عدم
وجأوب التورية مطلقًا .قال الغزالي :والحسن أن يوّري ،وهي أن يطلق لفظا ً
وهو ظأاهر في معنى ،وهو يريد معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ كما قال النخعي:
إذا بلغ إنسانا ً عنك شيء قلته فقل الله يعلم ما فعلت من ذلك من شيء يفهم
السامع النفي ،ومقصوده بما أنها بمعنى الذي ،وهو مباح إن دعت إليه حاجأة،
وإل فمكروه وحرام إن توصل به إلى باطل أو دفع حق .قال الشافعي رضي
الله عنه ومن الكذب الخفي أن يروي النسان خبرا ً عمن ل يعرف صدقه من
ديقين ،وأوليائه المقّربين الذين ل خوف عليهم كذبه .حشرنا الله في زمرة الص ّ
ول هم يحزنون.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة190 :
) (1/216
فيقول :كنت تراني على الخطأ والمنكر ول تنهاني .والشيخان :يجاُء بالرجأل
يوم القيامة فليقى في النار ،فتندلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
برحاه ،فيجتمع أهل النار عليه ،فيقولون :يا فلن ما أصابك؟ِ ألم تكن تأمرنا
بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول :قد كنت آمركم بالمعروف ول آتيه،
ل إلى جأبريل عليه وأنهاكم عن المنكر وآتيه والبيهقي :أوحى الله عّز وجأ ّ
السلم :أن اقلب مدينة كذا وكذا بأهلها .فقال :يا رب إن فيهم عبدك فلنا ً لم
ي
يعصك طرفة عين .قال :فقال اقلبها عليه وعليهم ،فإن وجأهه لم يتمعر ف ّ
ساعة قط.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة193 :
)تنبيه( اعلم أن المر بواجأبات الشرع والنهي عن محرماته واجأب على كل
ن وذكر وأنثى ،ولو غير مسموع القول وجأوب كفاية ،وقد مكلف من حّر وق ّ
يكون فرض عين كما إذا كان بمحل ل يعلمه غيره أو ل يقدر عليه غيره ،وأنه
ينكر باليد .ثم إن عجز فباللسان ،فلو قدر واحد باليد وآخر باللسان تعين على
الّول إل أن يكون الرجأوع لذي اللسان أقرب ،أو أنه يرجأع له ظأاهرا ً وباطنًا ،ول
يرجأع لذي اليد إل ظأاهرا ً فقط ،فيتعين على ذي اللسان ،فعليه أن يغيره بكل
وجأه أمكنه فل يكفي الوعظ ممن أمكنه إزالته باليد ،ول كراهة القلب لمن قدر
على النهي باللسان ،فإن عجز عن النكار باللسان ،أو لم يقدر على التعبيس
والهجر والنظر شزرا ً لزمه ذلك ،ول يكفيه إنكار القلب ،ول يسقط النكار
بالقلب عن مكلف أصلً ،إذ هو كراهة المعصية ،وهو واجأب على كل مكلف ،بل
ذهب جأماعة ،منهم أحمد بن حنبل ،أن ترك النكار بالقلب كفر والعياذ بالله.
اللهم اجأعلنا من عبادك الصالحين وأوليائك المقّربين الذين ل خوف عليهم ول
هم يحزنون آمين يا رب العالمين.
) (1/218
باب الكسب
َ
ض ُ
ل أخرج أحمد والطبراني عن أبي بردة بن دينار .قال :قال رسول الله » :أفْ َ
ه«ِ والبيهقي عن معاذ :إن أطيب الكسب ل ب ِي َد ِ ِ جأ ِ
ل الّر ُ م ُ مب ُْروٌر وَع َ َب ب َي ْعٌ َ س ِالك َ ْ
كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا .وإذا اؤتمنوا لم يخونوا ،وإذا وعدو لم
يخلفوا؛ وإذا اشتروا لم يذموا؛ وإذا باعوا لم يطروا؛ وإذا كان عليهم لم يمطلوا؛
ت
ح َ دوقاُ ت َ ْ ص ُ
وإذا كان لهم لم يعسروا .والصبهاني والديلمي عن أنس :الّتاجأُر ال ّ
ة .وسعيد بن منصور عن نعيم بن عبد الرحمن مرسلً: م ِ قَيا َ
م ال ِ
ش ي َوْ َ
ل العَْر ِ ظأ ِ ّ
تسعة أعشار الرزقا في التجارة؛ والعشر في المواشي .والطبراني عن ابن
عمر :لو أذن الله تعالى في التجارة لهل الجنة لّتجروا في البز والعطر.
والخطيب عن أبي هريرة :عليك بالبز فإن صاحب البز يعجبه أن يكون الناس
بخير وفي خصب .وابنا ماجأه وحبان :يا معشر التجار إن التجار يبعثون يوم
القيامة فجارا ً إل من اتقى الله وبّر وصدقا .والطبراني عن ابن عباس :من
أمسى كال ً من عمل يديه أمسى مغفورا ً له ،وأحمد ،والبخاري عن المقداد:
ه«ِ وأحمد وابن ماجأه عن ل ي َد ِ ِ
م ِ
ن عَ َم ْ ن ي َأ ْك ُ َ
ل ِ نأ ْ
خيرا ً م َ
ِ ْ حد ٌ طعاما ً َ ْ
»ما أ َك َ َ َ
لأ َ َ
شرا ً ن أ َوْ ع َ ْ ني
ِ ِ َس َ
ثماني ه س ف
ْ ن ر
ّ ُ َ َ َ َ ُ جأآ م سل ال ه يَ
َ ْ ِ ل ع سى مو
ّ ُ َ ن »إ المنذر: بن عقبة
ه«ِ والخطيب وابن عساكر عن سهل بن سعد: جأهِ وَط ََعام ب َ ِ ِ
نْ ط فةِ فَْر ِ ع ّع ََلى ِ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
مغَْزل«ِ وأحمد ساِء ال ِن الن ّ َم َل الب َْرارِ ِم ُ خَياط َ ُ
ة ،وَع َ َ ل ال ّ
جأا ِ
ن الّر َ
م َ
ل الب َْرارِ ِ م ُ»ع َ َ
حّتى
ه َ
دغ ُ َ
جأهٍء فل ي َ َ
ن وَ ْم ْ ً
م رِْزقا ِ ُ
حد ِك ْب الله ل َ سب ّ َ
ذا َوابن ماجأه عن عائشة» :إ َ
ي َت َغَي َّر ل َ ُ
ه«ِ.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة193 :
) (1/219
س
ن ل ب ُد ّ ِللّنا ِما ِ
خرِ الّز َن ِفي آ ِ كا َ ذا َ )خاتمة( أخرج الطبراني عن المقداد» :إ َ
ه«ِ وابن عساكر عن أنس: ه وَد ُن َْيا ُ جأ ُ
ل ب َِها ِدين َ ُ م الّر ُ قي ُ
ن الد َّراه ِم ِ َوالد َّناِنيرِ ي ُ ِم َِفيَها ِ
ميعاً،جأ ِ
من ُْهما َب ِ حّتى ُيصي َ خَرَته ل ِد ُْنياه ُ َ خَرت ِهِ َول آ ِ َ
ن ت ََرك د ُن َْياه ُ ل ِ م ْم َ ُ
خي ْرِك ْ »ل َي ْ َ
س بِ َ
َ كوُنوا َ ةَ ،ول ت َ ُ
س«ِ. كل ً ع َلى الّنا ِ خَر ِ ن الد ّن َْيا َبلغ ٌ إلى ال ِ فَإ ِ ّ
)تنبيه( أفضل المكاسب التجارة .وقال بعض المحققين :أفضلها الزراعة ،ثم
الصناعة ،ثم التجارة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة193 :
فصل في أركان البيع
) (1/220
ل على اليجاب أركان البيع :عاقدان ومعقود عليه وصيغة وشرط فيها لفظ يد ّ
والقبول كبعتك ومّلكتك وهو لك ووهبتك بكذا وكاشتريت هذا ،وتملكت ورضيت
وقبلت بكذا بل تخلل فصل طويل بينهما ،ول كلم أجأنبي ،و إن ق ّ
ل وينعقد
بالكناية كخذه وجأعلته لك بكذا ،ل بمعاطاة ،لكن اختار النووي كجمع متقدمين
النعقاد بكل ما يعده الناس بيعا ً عرفًا .وفي العاقدين تكليف واختيار ،وإسلم
من يشتري له ما كتب فيه قرآن ولو آية ،وإن أثبتت لغير الدراسة أو كتب علم
شرعي أو رقيق مسلم أو مرتد ،وعدم حرابة من يشتري له آلة حرب كترس
ودرع وخيل ،وفي المعقود عليه طهارته ،فبيع نجس العين باطل ،وإن أمكن
طهره بالستحالة ،وكذا متنجس ل يطهر بالغسل ،ويجوز نحو الصدقة
بالمتنجس أو اقتناء الكلب لنحو حراسة وتربية الزرع بنجس والنفع ،فيبطل بيع
ما ل ينفع كحبتي نحو حنطة أو زبيب ،ويحرم أخذ حبة وخلل من حق غيره،
دهما وكفر مستحله ،ول يصح بيع السم إل إن نفع قليله كالفيون، ويجب ر ّ
والولية على المعقود عليه بملك أو غيره ،فيبطل بيع المرء مال غيره فضولياً،
وإن أجأازه المالك وقدرة تسليم المبيع ،فل يصح بيع مغصوب لغير قادر على
انتزاعه وآبق وضال ،وإن عرف مكانه ول بيع السمك في بركة واسعة بحيث
يحتاج آخذه منها إلى كثير كلفة ،والعلم به ،فبيع أحد نحو الثوبين باطل ،ورؤية
المتعاقدين ما عقد على عينه ،فبيع ما لم يره أحدهما والشراء باطل ،وإن بالغ
في وصفه وكذا رهنه وإجأارته وهبته.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة197 :
فصل في الربا
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/221
ْ
خب ّط ُ ُ
ه ذي ي َت َ َ م ال ّ ِقو ُ ن إل ّ ك َ َ
ما ي َ ُ مو َ قو ُ ن الّرَبا ل ي َ ُ ن ي َأك ُُلو َ قال الله تعالى} :ال ّ ِ
ذي َ
َ َ
م
حّر َ ل الله الب َي ْعَ وَ َ ح ّ ل الّرَبا وَأ َ مث ْ ُما الب َي ْعُ ِ م َقاُلوا إن ّ َ ك ب ِأن ّهُ ْ س ذال ِ َ م ّ ن ال َ م َ ن ِ طا ُ شي ْ َ ال ّ
َ سل َ َ
عاد َ
ن َ م ْ مُره ُ إلى الله وَ َ ف وَأ ْ ما َ ه َ ن َرب ّهِ َفان ْت ََهى فَل َ ُ م ْ ة ِ عظ َ ٌ مو ْ ِجأاَءه ُ َ ن َ م ْ الّربا فَ َ
ن{ )سورة البقرة 278 :ــــ (279وقال دو َخال ِ ُم ِفيها َ ب الّنارِ هُ ْ حا ُ ص َكأ ْ
َ فَُأول َئ ِ َ
َ
نمني َ مؤ ْ ِم ُ ن ك ُن ْت ُ ْ ن الّرَبا إ ْ م َ ي ِق َ ما ب َ ِ قوا الله وَذ َُروا َ مُنوا ات ّ ُ نآ َ ذي َ تعالىَ} :يا أي َّها ال ّ ِ
ه{ )سورة البقرة (275 :أي في سول ِ ِ ن الله وََر ُ م َ ب ِ حْر ٍء فعَُلوا َفاْئذُنوا ب ِ َ م تَ ْ ن لَ َ فَإ ِ ْ
الدنيا والخرة .أما في الدنيا فيجب على حكام الشريعة إذا علموا من شخص
تعاطي الربا أن يعّزروه بالحبس وغيره إل إن يتوب ،فإن كانت له شوكة ولم
يقدروا عليه إل بنصب حرب نصبوا آلة الحرب والقتال كما قاتل أبو بكر رضي
الله عنه مانعي الزكاة ،وأما في الخرة فل يعلم أنواع عذابهم إل الملك
المنتقم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة198 :
) (1/222
ت
وبقا ِ سب ْعَ الم ِ جأت َن ُِبوا ال ّ وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال :قال رسول الله :ا ْ
س التي َ حُر ،وَقَت ْ ُ شْر ُ ل :ال ّ ن؟ِ َقا َ سو َ »َقاُلوا َيا َر ُ
ف ِ ل الن َ ْ س ْ ك ِباللهَ ،وال ّ
َ
ما هُ ّ ل الله وَ َ
َ
ف ،وَقَذ ْ ُ
ف ح ِ م الز ْ ل الي َِتيمَ ،والت ّوَّلي ي َوْ َ ما ِ ل َ ل الّرَبا ،وَأك ْ ُ ق ،وَأك ْ ُ ح ّ م الله إل ّ ِبال َ حّر َ َ
ت«ِ وأحمد بسند صحيح والطبراني عن عبد الله مَنا ِ مؤ ْ ِت ال ُ ت الَغاِفل ِ صَنا ِ ح ِ م ْ ال ُ
بن حنظلة» :درهم ربا يأكله الرجأل وهو يعلم أشد ّ عند الله من ستة وثلثين
زنية«ِ وابن أبي الدنيا والبيهقي عن رجأل من الصحابة قال :خطبنا رسول الله
َ
م ن الّرَبا أع ْظ َ ُ م َ ل ِ جأ ُه الّر ُ صيب ُ ُ هم ي ُ ِ ن الد ّْر َ فذكر أمر الربا وعظم شأنه وقال» :إ ّ
جأل«ِ والحاكم وقال صحيح ُ ن زن ْي َةٍء ي َْزِنيها الّر ُ ست ّةٍء وََثلثي َ ن ِ م ْ طيئ َةِ ِ خ ِ عن ْد َ الله ِفي ال َ ِ
حن ي َن ْك ََ َ أ ل ُ ْ ث م ها ر س يَ أ ً ا باب ن عو ب س و ة َ ث َ
ثل با ر »ال والبيهقي: الشيخين شرط على
ْ ْ َ ُ َ ِ ٌ َ َ ُْ َ َ ّ َ
ُ الرجأ ُ ُ
ن غَ ّ
ل َ ْ م َ ف ل،َ لو َ غ ال ــــ ر
ُ ُ َ ف ْ غ ت ل التي م َوالذ ّ ُ َ
ب نو ه«ِ والطبراني» :إّياك ُ ْ م ُلأ ّ ّ ُ
جُنونا ً َ َ كل الربا :فَمن أ َ َ شيئا ً أ َتى به يوم القيامة؛ وأ َ
م
َ ْ َ ِ َ َ ِ َ ْ ة م يا ق ال م و ي ث َ ِ ع ب
ّ َ ُ با ر ال ل ك ْ َ ْ ّ َ ِ َ ْ َ ِ َ َ ِ َ َ ْ
س{ ؟ِ والصبهاني م ّ ن الّرَبا{ إلى }ال َ ن ي َأك ُُلو َ ذي َ ط ،ثم قرأ رسول الله } :ال ّ ِ خب ّ ُ ي َت َ َ
ُ َ
قوْم ٍء ت بِ َ مَرْر ُ ري ِبي َ س ِ ما أ ْ عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال» :ل ّ
طونهم بي َ
مت ب ِهِ ْ مال ْ َ خم ِ قَد ْ َ ض ْ ت ال ّ ل الب َي ْ ِ مث ْ ُ ه ِ م ب َط ْن ُ ُ من ْهُ ْ جأل ِ ل َر ُ م كُ ّ ديهِ ْ ن أي ْ ِ بُ ُ ُ ُ ْ َ ْ َ
ة«ِ أي طريق آل فرعون وآل فرعون يعرضون على سابل َ ٍء ن ع ََلى َ دي َ ض ِ من َ ّ م ُ طون ُهُ ْ بُ ُ
ن. قُلو َ ن َول ي َعْ ِ مُعو َ س َ مةِ ل ي َ ْ من ُْهو َ ل ال َ ل الب ِ ِ مث ْ َ ن ِ قب ُِلو َ النار غدوّا ً وعشيًا .قال :فَي ُ ْ
م بُ ُ ك الب ُ ُ ب ت ِل ْ َ ذا أ َحس به َ
ن
طيُعو َ ست َ ِ م َفل ي َ ْ طون ُهُ ْ ل ب ِهِ ْ مي ُ موا ،فَت َ ِ ن َقا ُ طو ِ حا ُص َ مأ ْ فَإ ِ َ َ ّ ِ ِ ْ
حّتى َ
حوا َ ن ي َْبر ُ أ ْ
) (1/223
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ن
خ ب َي ْ َ م ِفي ْالب َْرَز ِ ذاب ُهُ ْ ك عَ َ نَ ،فذال ِ َ ري َمد ْب ِ ِ
ن وَ ُ قب ِِلي َ
م ْم ُ دون َهُ ْن ،فََير ّ مآ ُ
ل فِْرع َوْ َ شاهُ ْ ي َغْ َ
ن ُ ُ
ن ي َأكلو َ ذي َ ّ
ؤلِء ال ِ ل هَ ُ َ
ريل؟ِ قا َ ؤلِء َيا جأب ْ ِ ن هَ ُ م ْ خَرة .قال فقلتَ » : الد ّن َْيا وال ِ
م«ِ ُ
ج ب ُطون ِهِ ْ خارِ َ ن َ م ْ ت ت َُرى ِ حّيا ُت ِفيَها ال َ م كالبُيو َِ ُ
الّرَبا«ِ وفي رواية له» :ب ُطون ُهُ ْ
شاه ِد َي ْهِ وََقالَ ه وَ َ َ
ه وَكات ِب َ ُ َ
موك ِل ُ َ
سول الله آك ِل الّرَبا وَ ُ ُ ن َر ُ ومسلم عن جأابر» :ل َعَ َ
َ
ة
ن َزن ْي َ ً ة وََثلِثي َ ن أْزِني َثلث َ َ واٌء«ِ وروى أحمد عن كعب الحبار أنه قال» :ل ْ س َم َ وَهُ ْ
هما ً رَبا«ِ وقال ابن عباس :إنه ل يقبل من آكل الربا َ
ن آك ُ َ
ل د ِْر َ نأ ْم ْي ِب إل َ ّ
أح ّ
صدقة ول جأهاد ول حج ول صلة .قال أيضًا :من عامل بالربا استتيب ،فإن تاب
وإل ضرب عنقه .وأخبرنا شيخنا ابن حجر نفعنا الله به أنه كان من صغره يتعاهد
قبر والده للقراءة عليه ،فخرج يوما ً بعد صلة الصبح بغلس في رمضان ،وقال:
أظأن أن ذلك كان في العشر الخير بل في ليلة القدر ،فلما جألس على قبره
وقرأ شيئا ً من القرآن ولم يكن في المقبرة أحد غيره فإذا هو سمع التأّوه
العظيم والنين الفظيع بآه آه آه وهكذا بصوت أزعجه من قبر مبني بالنورة
ص ،له بياض عظيم ،فقطع القراءة واستمع فسمع صوت ذلك العذاب من والج ّ
ً
داخله ،وذلك الرجأل المعذب يتأّوه تأّوها عظيما بحيث يقلق سماعه القلب، ً
ويفزعه فاستمع إليه زمنًا ،فلما وقع السفار خفى حسه عنه ،فمر به إنسان
فقال له الشيخ :هذا قبر من؟ِ فقال :هذا قبر فلن أدركه الشيخ وهو صغير،
وكان الرجأل المعذب على غاية من ملزمة المسجد والصلة في أوقاتها،
والصمت عن الكلم وهذا كله شاهده وعرفه منه ،فكبر على الشيخ المر جأدا ً
لما علمه من الحوال التي كان ذلك الرجأل متلبسا ً بها في الظاهر ،فسأل
واستقصى الذين يطلعون على حقيقة أحواله ،فأخبروه أنه كان يأكل الربا ،فإنه
كان تاجأرا ً ثم كبر ،وبقي معه شيء من الحطام ،فلم
) (1/224
ول له ض نفسه الظالمة الخبيثة أن تأكل من جأنبه حتى يأتيه الموت ،بل س ّ تر َ
الشيطان المعاملة بالربا حتى ل ينقص ماله ،فأوقعه في ذلك العذاب الليم
حتى في رمضان حتى في ليلة القدر .اتركوا عباد الله الربا الذي قال فيه نبيكم
َ
ه«ِ ول تقتدوافُر ل َ ُ ن آك ِل َ ُ
ه ل ي ُغْ َ ة وَإ ِ ّ
ن َزن ْي َ ً ه َ
كست ّةٍء وََثلِثي َ مه وَإ ِن ّ ُ
كالّزَنى ب َأ ّه َ
» :إن ّ ُ
بالشقياء المغرورين ،فإنهم غدا ً يعلمون ما يحل بهم من أنواع العذاب الليم
ن يسير .اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وأما أعلنا، بشيء فا ٍء
واهدنا إلى الصراط المستقيم آمين.
)
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة198 :
تنبيه( إن الربا حرام إجأماعا ً وهو من الكبائر المهلكة وكفر مستحله .واعلم أنه
إنما يجري في نقد وما قصد لطعم ،فإن بيع َرب َوِيّ بجنسه شرط مماثلة وحلول
وتقابض قبل التفرقا ،أو بغير جأنسه واتحدا علة شرط الخيران .وقال أبو
القاسم بن عبد بن الوراقا :رأيت عبد الله بن أبي أوفى في سوقا الصيارفة
شرنا يا أبا محمد م تب ّ فقال :يا معشر الصيارفة أبشروا قالوا بشرك الله بالجنة ب َ
شُروا ِبالّنار .وفي قرض شيء بشرط جأّر َ
قال :قال رسول الله للصيارفة :أب ْ ِ
نفع للمقرض ،فهذا هو المشهور الن بين الناس واقع كثيرًا .قال :قال رسول
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
قب ُ َ َ
ه ع ََلى
مل َ ُ
ح َ
ل أوْ َ دى إل َي ْهِ ط ََبقا ً َفل ي َ ْ َ خاه ُ قَْرضا ً فَأهْ َ م أَ َ
حد ُك ُ ْالله » :إذا أقرض أ َ
ل ذال ِك«ِ ورواه ابن ماجأه َ َ
ه قب ْ َ ه وَب َي ْن َ ُ
جأَرى ب َي ْن َ ُ
ن َ ُ
ن ي َكو َ داب ِّته َفل ي َْرك َُبها إل أ ّ
َ
والبيهقي.
) (1/225
وحكي أنه كان لبي حنيفة على يهودي مال كثير قرضا ً وأخذ يوما ً شيئا ً من
طين جأدار اليهودي وتّرب به ورقة ناسيا ً دينه عليه ،فلما تذكره أبرأه عن جأميع
ذلك المال حذرا ً من أن يكون ذلك ربًا ،وأن الحيلة في الربا وغيره حرام عند
مالك وأحمد بن حنبل وقال بعضهم :ورد أن أكلة الربا يحشرون في صورة
الكلب والخنازير من أجأل حيلتهم على أكل الربا كما مسخ أصحاب السبت
حين تحيلوا على اصطياد الحيتان التي نهاهم الله عن اصطيادها يوم السبت،
فحفروا لها حياضا ً تقع فيها يوم السبت حتى يأخذوها يوم الحد ،فلما فعلوا ذلك
مسخهم الله قردة وخنازير ،وهكذا الذين يتحيلون على الربا بأنواع الحيل فإن
ل المحتالين والمخادعين.حي َ ُ
الله تعالى ل يخفى عليه ِ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة198 :
فصل في الحتكار والتفريق بين الوالدة وولدها
) (1/226
ريد ُ حك َْرة ً ي ُ ِحت َك ََر َ نا ْ م ِ أخرج أحمد والحاكم عن أبي هريرة عن رسول الله َ » :
َ
ة الله ه ذم ُ من ْ ُ ت ِ م ،وَقَد ْ ب َرِئ َ ْ طىٌء :أي آث ِ ٌ خا ِ ن فَهُوَ َ مي َ سل ِ ِ
م ْن ي َغِْلي ب َِها ع ََلى ال ُ أ ْ
ه«ِ وهما :من احتكر طعاما ً أربعين ليلة فقد برىء من الله وبرىء الله سول ِ ِ وََر ُ
منه ،وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جأائعا فقد برئت منهم ذمة الله تبارك ً
َ َ ُ
م
صد ّقاَ ب ِهِ ل ْ وما ً وَت َ َ ن يَ ْ مِتي أْرب َِعي َ على أ ّ حت َك ََر ط ََعاما ً َ نا ْ م ِوتعالى .وابن عساكرَ » :
َ
ن
ن وَإ ِ ْ حزِ َ سَعاَر َ ص الله ال ْ خ َ ن أْر َ حت َك ُِر إ ْ
م ْ ه«ِ والطبراني» :ب ِئ ْ َ
س العَب ْد ُ ال ُ من ْ ُ ل ِ قب َ ْ
يُ ْ
م َ
ن ي َغِْلي ع َلي ْهِ ْ مي َ سل ِ ِ م ْ سعارِ ال ُ نأ ْ م ْيٍءء ِ
ش ْ ل ِفي َ خ َ
ن دَ َم ْ ها َفرح«ِ والحاكمَ » : أغل َ
م رأسه أسفله«ِ والصبهاني إن طعاما ً َ َ ً َ
جأهَن ّ َ
ه ِفي َ قذ ِفَ ُ ن يَ ْ
قا ع َلى الله أ ْ ح ّن َ كا َ
ألقي على باب المسجد فخرج عمر رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين يومئذ.
فقال :ما هذا الطعام؟ِ فقالوا :طعام جألب إلينا أو علينا ،فقال له بعض الذين
معه :يا أمير المؤمنين قد احُتكر .قال :ومن احتكره؟ِ قالوا :احتكره فروخ
وفلن مولى عمر بن الخطاب .فأرسل إليهما فأتياه ،فقال :ما حملكما على
احتكار طعام المسلمين ،فقالوا :يا أمير المؤمنين نشتري بأموالنا ونبيع ،فقال
ه
ضَرب َ ُ م َ مهُ ْن ط ََعا َ مي َ سل ِ ِم ْ حت َك ََر ع ََلى ال ُ نا ْ م ِعمر :سمعت رسول الله يقولَ » :
س«ِ فقال عند ذلك فروخ :يا أمير المؤمنين فإني أعاهد ذام ِ َوالْفل ِ ج َ الله ِبال ُ
الله وأعاهدك على أن ل أعود في احتكار طعام أبدًا ،فتحول إلى بّر مصر ،وأما
مولى عمر فقال :نشتري بأموالنا ونبيع فزعم أبو يحيى أحد رواته أنه رأى
مولى عمر مجذوما ً مشدوخا ً وأخرج أحمد والترمذي عن أبي أيوب عن رسول
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ة«ِ
م ِ
قَيا َ
م ال ِ ن أَ ِ
حب ِّته ي َوْ َ ها فَّرقاَ الله ب َي ْن َ ُ
ه وَب َي ْ َ وال ِد َةِ وَوَل َد ِ َ ن فَّرقاَ ب َي ْ َ
ن ال َ م ْ
الله َ » :
وال ِد َةِ
ن ال َ َ
ن فّرقاَ ب َي ْ َ م ْ ن الله َ َ
وابن ماجأه» :لعَ َ
) (1/227
ه«ِ. خ وَأ ُ ْ
خت ِ ِ ن ال ِ وَوَل َد ِ َ
ها وَب َي ْ َ
)تنبيهان :أحدهما( أن الحتكار المحّرم هو أن يمسك ما اشتراه في الغلء ل
الرخص من القوات ولو تمرا ً وزبيبا ً بقصد أن يبيعه بأغلى مما اشتراه عند
اشتداد الحاجأة إليه ،وألحق الغزالي بالقوت كل ما يعين عليه كاللحم والفواكه،
وصرح القاضي بكراهة الحتكار في الثياب .وثانيهما :أن التفريق بين الوالدة
وولدها الغير المميز لصغر أو جأنون بنحو بيع لغير من يعتق عليه حرام ،وإن
رضيت الم إل بالعتق والوقف ،ويبطل ذلك التصرف والب والجد والجدة ،وإن
بعد كالم عند فقدها ،ويحرم التفريق أيضا ً بالسفر بين المة وولدها الغير
المميز وبين الزوجأة وولدها بخلف المطلقة ،ويحرم بيع ولد البهيمة ما لم
يستغن عن اللبن أو لم يقصد الذبح وبطل ،وبحث السبكي حرمة ذبح أمه مع
بقائه ،ويحرم بيع نحو العنب ممن علم ،أو ظأن أنه يتخذه مسكرا ً للشرب
والحشيشة ،ممن يعلم أنه يستعملها والمرد ممن عرف بالفجور به ،ولو
باستعاضة ،والديك للمهارشة والكبش للمناطحة ،وكل ما يؤدي إلى معصية ولو
ظأنًا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة202 :
فصل في الغش في البيع وغيره
) (1/228
سلحا ل ع َل َي َْنا ال ّ م َ ح َ ن َ م ْ أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قالَ » :
َ
صب َْرةِ طَعام، مّر ع َلى َ َ مّنا«ِ وهو والترمذي عنه :أّنه َ س ِشَنا فَل َي ْ َ ن غَ ّ م ْ
مّنا وَ َ
س ِ فَل ََي ْ َ
ّ ه ب ََللً ،فَ َ َ
مَ ،قا َ
ل: ب الطَعا ِ ح َ صا ِ ذا َيا َ ما ها َ
لَ : قا َ صاب ِعُ ُ
تأ َ ل ي َد َه ُ ِفيها ،فََنال َ ْ خ َ فَأد ْ َ
ّ َ َ َ َ
حّتى ه فَوْقاَ الطَعام ِ َ جعَلن ّ ُ ل :أَفل ت َ ْل اللهَ ،قا َ سو َ مطُر َيا َر ُ ماء أي ال َ س َه ال ّ صاب َت ْ ُأ َ
م َيز ْ
ل ه لَ ْم ُيبّين ُ ن َباع َ ع َي ْب َا ً ل َ ْ م ْمّنا .وابن ماجأهَ » : س ِ شَنا فَل َي ْ َن غَ ّ م ْي ََراه ُ الّناس؛ َ
ه«ِ والبيهقي والصبهاني عن أبي هريرة ْ َ
ملئ ِكة ت َلعَن ُ ُ ل ال َ م ت ََز ِ َ
ت الله وَل َ ق ِ م ْ َفي َ
ً
موقوفا عليه :أنه مّر بناحية الحرة ،فإذا بإنسان يحمل لبنا يبيعه ،فنظر إليه أبو ً
هريرة ،فإذا هو قد خلطه بالماء ،فقال له أبو هريرة :كيف تكون إذا قيل لك يوم
القيامة خلص الماء من اللبن؟ِ.
وحكى الغزالي في الحياء أن شخصا ً كانت له بقرة يحلبها ،ويخلط في لبنها
ماء ويبيع ،فجاء سيل فغّرقا البقرة ،فقال بعض أولده :إن تلك المياه المتفرقة
التي صببناها في اللبن اجأتمعت دفعة واحدة وأخذت البقرة.
وحكى شقيق البلخي :أنه كان لبي حنيفة شريك في التجارة يقال له بشر،
فخرج بشر في تجارته بمصر ،فبعث إليه أبو حنيفة سبعين ثوبا ً من ثياب خَز،
فكتب إليه :إن في الثياب ثوب خَز معيبا ً بعلمة كذا ،فإذا بعته فبّين للمشتري
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
العيب ،قال :فباع بشر الثياب كلها ورجأع إلى الكوفة ،فقال أبو حنيفة :هل بّينت
ذلك العيب الذي في الثوب الخّز؟ِ فقال :بشر نسيت ذلك العيب ،فقال:
فتصدقا أبو حنيفة بجميع ما أصابه من تلك التجارة الصل والفرع جأميعًا ،قال:
ل قد دخلت فيه الشبهة فل حاجأة لي وكان نصيبه من ذلك ألف درهم ،وقال ما ٌ
به.
) (1/229
)تنبيه( ضابط الغش المحّرم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع أو مشترٍء فيها
شيئا ً لو اطلع عليه من يريد أخذها لما أخذها بذلك المقابل ،فيجب عليه أن
يعلمه به ،ويجب أيضا ً على أجأنبي علم بالسلعة عيبا ً أن يخبر مريد أخذها ،وإن
لم يسأل عنها كما يجب إذا رأى إنسانا ً يخطب امرأة وعلم بها أو به عيبا ً أو رأى
إنسانا ً يريد أن يخالط آخر لمعاملة أو صداقة أو قراءة نحو علم ،وعلم بأحدهما
عيبا ً أن يخبره به ،وإن لم يستشره فل يكفي في تبيين العيب هو معيب مثلً،
ول إنما اتهمته بالعيب.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة203 :
فصل :في إنفاقا السلعة بالحلف الكاذب
مم وَل َهُ ْ كيهِ ْ مةِ َول ي َُز ّ قَيا َ م ال ِ م ي َوْ َ ة ل ي َْنظُر الله إل َي ْهِ ْ أخرج مسلم عن أبي ذّرَ :ثلث َ ٌ
م
ن هُ ْ م ْ سُروا َ خ ِ خاُبوا وَ َ ت َ قل ُ ْ ت ،فَ ُ مّرا ٍء ث َ ل الله َثل َ سو ُ ها َر ُ قَرأ َ َ ل فَ َ مَ .قا َ ب أِلي ٌ
َ
ذا ٌ عَ َ
ب. ف الكاذ ِ َِ حل ِْ سلعَُته ِبال َ ْ فق ُ ِ من ْ ِ ن َوال ُ مّنا ُ
ل َوال َ سب ِ ُ م ْ ل :ال ُ ل الله؟ِ َقا َ سو َ َيا َر ُ
م َ
ةَ ،ول ي َُزكيِهم وَلهُ ْ ّ م ِ قَيا َ م ال ِ َ
ة ل ي َن ْظُر الله إلي ْهِم ِ ي َوْ َ ُ والطبراني والبيهقيَ :ثلث َ ٌ
ري إل ّ شت َ ِ ضاع ََته ل ي َ ْ ل الله ب ِ َ جأعَ َ ل َ جأ ٌست َكب ٌِر ،وََر ُ ْ م ْ ل ُ نَ ،وعائ ِ ٌ ط َزا ٍء م ُ ش َم :أ َ ْ ب أِلي ٌ
َ
ذا ٌ عَ َ
م ُ
فق ُ ث ّ ه ي َن ْ ُ َ
ف ِفي الب َْيع فإ ِن ّ ُ حل ِ ْ م وَكثَرة َ ال َْ َ ُ
ه .ومسلم :إّياك ْ مين ِ ِ ّ
بيمينه َول ي َِبيعُ إل ب ِي َ ِ
م والكذب .وابن حبان عن أبي سعيد ُ
معْشر التجارِ إّياك ْ َ ق .والطبرانيَ :يا َ ح ُ م َ يَ ْ
م َباع ََها ل :ل َوالله ،ث ُّ قا َ م؟ِ فَ َ ه را د ة َ ث ثل َ ب ها ع بي ت ت: ْ ل ُ ق َ ف ة شاَ ب بي را ع َ أ ر م قال:
ِ ََ ِ َ ُ َِ ُ َ ِ ٍء َ ّ ْ َ ِ َ
ه. يا ن د
ِ َ َ ِ َُْ ُ ب ته ر خ آ َ ع با
َ ل:َ قا َ َ ف . الله سول ت ل َِر ُ فَذ َك َْر ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة205 :
فصل :في بخس نحو الكيل والوزن والذرع
) (1/230
دة عذاب أو واد ٍء في جأهنم من شّر أوديتها ،ولو ل{ أي ش ّ قال الله تعالى} :وَي ْ ٌ
ن{ الذين يزيدون في َ
ف ِمط َ ّ دة حّره ــــ }ل ِل ْ ُ سيرت فيه جأبال الدنيا لذابت من ش ّ
ن إذا اك َْتاُلوا ع ََلى ذي َ لنفسهم من أموال الناس ببخس الكيل أو الوزن }ال ّ ِ
َ
م ــــ
م أوْ وََزُنوهُ ْ كاُلوهُ ْ
ذا َ ن{ الكيل ــــ َوإ َ ست َوُْفو َ س{ أي منهم لنفسهم }ي َ ْ الّنا ِ
ن{ أي ُ َ
ن{ أي ينقصون الكيل والوزن }أل ي َظ ّ سُرو َ خ ِ
أي اكتالوا أو وزنوا لهم }ي ْ
َ يتيقن }أ ُوْل َئ ِ َ
ظيم{ أي هوله ن ليوم ٍء ع َ ِ مب ُْعوُثو َ
م َ
ك{ الذين يفعلون ذلك }أن ّهُ ْ
ن{ )سورة المطففين 1 :ــــ (6أي من مي َ ب الَعال َ ِ س ِلر ّ
م الّنا ُ قو ُ
م يَ ُ
وعذابه }ي َوْ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
دي :سبب نزول هذه الية :أنه لما قدم المدينة قبورهم حفاة عراة .قال الس ّ
كان بها رجأل يقال له أبو جأهينة له مكيالن يكيل بأحدهما ويكتال بالخر ،فأنزل
الله الية ،وأخرج الترمذي عن ابن عباس قال :قال رسول الله لصحاب الكيل
ة«ِ وابن ماجأه والحاكم ف ُم السال ِ َ ُ ن هَل َ َ والوزن» :إنك ُم قَد ول ّيت َ
م ُ ما ال َ ك ِفيهِ َ مَري ْ ِ مأ ْ ّ ْ ْ َ ُْ ْ
ل صا خ س م
َ َ ْ َ ُ ْ ِ ِ َ َ ْ ُ ِ َ ٍءخ ن مي ل س م ال ر شَ ع م يا » فقال: الله رسول عن ابن عمر قال :أقبل
ة ِفي قَوْم قَ ّ م ت َظ ْهَرِ ال َ َ ن وَأ َ ُ
ط ٍَء ش ُ ح َ فا ِ ن :ل َ ْ كوهُ ّ ن ت ُد ْرِ ُ عوذ ُ ِبالله أ ْ م ب ِهُ ّذا اب ْت َل َي ْت ُ ْ إ َ
م
سلفِهِ ْ ت ِفي أ ْ ض ْم َ ن َ م ت َك ُ ْ جأاع ال ِّتي ل َ ْ عون َوالوْ َ طا ُ م ال ّ شا ِفيهِ ُ فَي ُعْل ُِنوا ب َِها إل ّ فَ َ
َ
مي العا ُ ن :وَه ِ َ سِني َ ذوا ِبال ّ خ ُ ن إل ّ أ َ ميَزا َل َوال ِ قصوا الك َي ْ َ م ي َن ْ ُ ضوا ،وَل َ ْ م َ ن َ ذي َ ال ّ ِ
َ َ ً ّ
جأوَْر مؤَنة ،وَ َ شد ّة ُ ال ُ مطرٍء أوْ ل ،وَ ِ شْيئا وَقَعَ َ ض ِفيهِ َ ت الْر ُ ذي ل ت َن ْب ُ ُ حط ال ِ ق ِ م ْ ال ُ
َ ْ َ من َُعوا َز َ َ َ
مول الَبهائ ِ ُ ماِء وَل ْ س َن ال ّ م َ قطَر ِ من ُِعوا ال َ م إل ّ ُ وال ِهِ ْم َ كاة َ أ ْ م يَ ْ ن ،وَل ْ سلطا ِ ال ّ
ن
م ْ ً
دوا ِ َ
سلط الله ع َلي ْهِم ِ ع َ ُ َ ّ سول ِهِ إل َ ضوا ع َْهد الله وَع َْهد َر ُ ق ُ م ي َن ْ ُ َ
مطُروا ،وَل ْ م يُ ْ لَ ْ
م، غ َي ْرِه ِ ْ
) (1/231
ما أ َن َْز َ
ل فََأخذوا بعض ما في أ َيديهم ،ول َم يحك ُ َ
خّيروا ِفي َ
ب الله وَت َ َ
م ب ِغَي ْرِ ك َِتا ِ
مت ُهُ ْ
م أئ ِ ّ
ْ ِ ِ ْ َ ْ َ ْ ْ َْ َ َ ِ
م«ِ وقال عكرمة :أشهد أن كل كّيال ووزان في ْ جأعَ َ
م ب َي ْن َهُ ْ
سهُ ْ
ل الله ب َأ َ الله إل َ
ين ابنك كّيال ووّزان .فقال :اشهدوا أنه في النار .وقال عل ّ النار .فقيل له :إ ّ
رضي الله عنه :ل تلتمس الحوائج ممن رزقه في رؤوس المكيال وألسن
الموازين .وما أحسن قول من قال :الويل ثم الويل لمن يبيع بحبة ينقصها جأنة
عرضها السماوات والرض ،ويشتري بحبة يزيدها واديا ً في جأهنم يذيب جأبال
الدنيا وما فيها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة205 :
وحكى اليافعي عن مالك بن دينار :أنه دخل على جأار له احتضر ،فقال :يا
مالك ،جأبلن من النار بين يديّ أكلف الصعود عليهما .قال مالك :فسألت أهله
عن حاله فقالوا :كان له مكيالن يكيل بأحدهما ،ويكتال بالخر ،فدعوت بهما
فضربت أحدهما بالخر حتى كسرتهما ،ثم سألت الرجأل ،فقال :ما يزداد المر
دة فمات في مرضه. إل ش ّ
وحكي أيضا ً عن بعضهم :أنه قال لبعض الناس هو في النزع ،وكان يعامل
الناس بالميزان قل ل اله إل الله ،فقال :ما أقدر أن أقولها لسان الميزان على
لساني يمنعني من النطق بها .قال :فقلت له :أما كنت توفي الوزن؟ِ قال :بلى
ولكن ربما كان يقع في الميزان شيء من الغبار ول أشعر به .تفكروا عباد الله
إذا كان هذا حال من ل يشعر في ميزانه بالغبار ،فكيف حال من وزن ناقصًا،
عجبا ً لمن يبيع جأنة بحبة ينقصها ويشتري واديا ً في جأهنم بحبة يزيدها.
ن البخس فيما ذكر حرام ،بل هو كبيرة كما صرحوا به ،ومن البخس )تنبيه( إ ّ
المحّرم ما يعتاد فسقة التجار ،والبزازين في ذرع الثياب ونحوها من طلب
تشديد جأّرها حين البيع وإرخائها حين الشراء ،فهم داخلون في الوعيد الشديد.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة205 :
فصل في السماحة وإقالة النادم
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/232
ذا َباع َ وَِإذا محا ً إ َس ْم الله ع َْبدا ً َ ح َ أخرج البخاري عن جأابر عن رسول الله َ» :ر ِ
م ُ َ
ن قب ْلك َْ ن كا ََ م ْم ّل ِجأ ٍء
فَر الله ل َِر ُ َ
ضى«ِ وأحمد والترمذي عنه :غ َ شت ََرى وَِإذا اقْت َ َ ا ْ
َ
ك ب َأّول ذا اقَْتضى .والبيهقي :ع َل َي ْ َ سْهل ً إ َ سْهل ً إ َ
ذا ا ْ سْهل ً إ َ َ
شت ََرىَ ، عَ ، ذا َبا َ ن َكا َ
ة .وقال أبو عمر :كان الزبير تاجأرا ً مجدودا ً في ح ِما َ
س َمعَ ال ّح َ
ن الّرب ْ َسوْم ِ فَإ ِ َال ّ
التجارة يعني محظوظأًا ،فقيل له :بم أدركت في التجارة ما أدركت؟ِ قال :إني
لم أشتر معيبا ً ولم أزد ربحا ً والله يبارك ما يشاء.
ن السري السقطي كان في ابتداء أمره في بغداد صاحب دكان ،وكان وحكي أ ّ
ل يزيد في البيع والشراء إل ربح نصف درهم لكل عشرة ،واشترى بستمائة
دينار لوزا ً فغل اللوز ،فجاء الدلل وقال :بع بربح ثلثة لكل عشرة .فقال :ل
أزيد الربح فوقا نصف درهم لكل عشرة ،ول أنقض عزمي ،فقال الدلل :أنا
أيضا ً ل أجأيز بيع متاعك بالناقص ،فل باع الدلل ول نقض السري عزمه .وأخرج
البيهقي :من أقال نادما ً أقال الله عثرته يوم القيامة.
) (1/233
وحكي عن بعض التجار الصالحين :أنه اشترى يوما ً عسل ً بثلثين ألف درهم،
فلما كان الغد أضعف ثمنه ربح ثلثين ألف درهم أخرى ،فسمع ذلك البائع فندم
على بيعه وتحسر ،فقال له بعض إخوانه :أتحب أن نرجأع إليك عسلك ول يفوتك
ربحه؟ِ فقال :إي والله .فقال تبكر غدا ً وتصلي مع الشيخ صلة الصبح ،فإذا
سلم من صلته وفرغ من دعائه فسلم عليه ،وقل إني ندمت على بيعك العسل
أمس ول تزد على هذا شيئًا .فقال نعم ،ثم بكر فصلى معه في المسجد ،فلما
فرغ قال له :إني ندمت على بيعك العسل .فقال لغلمه :قم وأعطه جأميع
ده عليه. عسله .فقال له بعض الحاضرين قد صار ثمنه ضعف ما وزنت أتر ّ
ه ت عبي
َ َ َ ُ ً انادم ن أ ََقا َ
ل م ْ
فقال :نعم إليك عني سمعت عن رسول الله أنه قالَ » :
ة«ِ أفل أشتري إقاله عثرتي يوم القيامة بثلثين ألف م ِ قَيا َ
م ال ِ ل الله ع َث َْرت َ ْ
ه ي َوْ َ أقا َ
درهم ،فأخذ منه ثلثين ألفا ً ورد ّ العسل إليه.
)خاتمة( واعلم أنه يحرم البيع على البيع ،وهو بأن يقول للمشتري زمن الخيار
رد ّ هذا ،وأنا أبيعك أحسن منه بمثل ذلك الثمن أو مثله بأنقص ،والشراء على
الشراء ،وهو أن يقول للبائع زمن الخيار أفسخ لشتري منك هذا المبيع بأزيد،
والنجش وهو أن يزيد في الثمن ل لرغبة ،بل ليخدع غيره ،والسوم على سوم
الغير بغير إذنه ،وهو أن يزيد في الثمن بعد أن يصير المبيع للمشتري أو يبيعه
بأرخص منه.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة207 :
دين ومطل الغني فصل في ال ّ
) (1/234
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وا َ أخرج البخاري وابن ماجأه عن أبي هريرة عن رسول الله » :من أ َ َ
ل م َ خذ َ أ ْ َ ْ
ه الله«ِ والديلمي: ف ُريد ُ إْتلفََها أ َت ْل َ َ ها ي ُ ِ خذ َ َ ن أَ َ م ْ ه ،وَ َ دى الله ع َن ْ ُ
الناس يريد أ َداَء َ َ
ها أ ّ ّ ِ ُ ُ َ
ن
دا َمن ا ّ ه«ِ والطبرانيَ » : ضاُء د َي ْن ِ ِ ه إل ّ قَ َ ّ
فك ُ ل ِفي قَب ْرِهِ ل ي َ ُ مغْلو ٌ ُ ن َ
َ َ ب الد ّي ْ ِ ح ُ صا ِ » َ
ن د َْينا وَهُوَ ل ً دا َ ست َ َ نا ْ ن ي ُؤ ّ ّ د َْينا ً وَ َهُوَ ي َن ْ ِ
مَِ ة ،وَ َ م ِ قَيا َ م ال ِ ه ي َوْ َ داه ُ الله ع َن ْ ُ ديهِ أ ّ وي أ ْ
دي خذ ُ ل ِعَب ْ ِ ت أني ل آ ُ مةِ أظأ َن َن ْ َ قَيا َ م ال ِ ل ي َوْ َ جأ ّ ل الله ع َّز وَ َ تَ .قا َ ما َ ه فَ َ دي ُ ن ي ُؤ َ ّ وي أ ْ ي َن ْ ِ
ت سَنا ٌ ح َ ه َ نل َُ ُ
م ت َك ْ نل ْ َ خر ،فإ ِ ْ ت ال َ سَنا ِ ح َ ل ِفي َ جعَ ُ سَنات ِهِ فَت ُ ْ ح َ ن َ م ْ خذ ُ ِ قهِ فَي ُؤ ْ َ ح ّ بِ َ
َ َ أُ ِ
وى مَرأة ً فَن َ َ جا ْ ل ت ََزوّ َ جأ ٍء ما َر ُ ه«ِ وابن عدي» :أي ّ َ ل ع َلي ْ ِ جعَ ُ خرِ فَت ُ ْ ت ال َ سي َّئا ِ ن َ م ْ خذ َ ِ
َ َ
ن
م ْ شَترى ِ لا ْ جأ ٍء ن ،وَأّيما َر ُ ت وَهُوَ َزا ٍء مو ُ م يَ ُ ت ي َوْ َ ما َ شْيئا ً َ داِقها َ ص َ ن َ م ْ طيَها ِ ن ل ي ُعْ ِ أ ْ
َ
ن
خائ ِ ُ نَ ،وال َ خائ ِ ٌ ت وَهُوَ َ مو ُ م يَ ُ ت ي َوْ َ ما َ شْيئا ً َ من ِهِ َ ن ثَ َ م ْ طيهِ ِ ن ل ي ُعْ ِ وى أ ْ ل ب َْيعًا ،فَن َ َ جأ ٍء َر ُ
ن
م ْ ضى ِ َ
م أو ِديَناٌر ق َ ت وَع َلي ْهِ د ِْرهَ ٌ َ ما َ ن َ م ْ ِفي الّناِر«ِ وابن ماجأه :بإسناد حسن » َ
م«ِ والبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجأه م ِديَناٌر َول د ِْرهَ ٌ س ثَ ّ ه ،وَل َي ْ َ سَنات ِ ِ ح َ َ
ل الله بي س في ت ْ ل تُ ق ن إ ت يَ أ ر َ أ الله ل َ سو ر يا لٌ جأ ر َ
ل قا َ » قال: قتادة أبي عن
َ ِ ِ َ ْ َ ْ ِ ُ ِ َ ُ َ َ ُ
ل الله : سو ُ َ ُ ر َ
ل قاَ َ ف ياي؟ِ َ طاَ خ
َ ني ّ َ ع الله فُر مد ْب ِرٍء ي ُك ْ ّ قِبل ً غ َي َْر ُ م ْ سبا ً ُ حت َ ِ م ْ صاِبرا ً ُ َ
فُر ل .وقال :ي ُغْ َ ري ُ ب جأ َ
ل َ
قا كَ ل كذا َ ن ذي ّ لا ّ إل م ع ن قال: َ َ ف ه دا نا ر ب د َ أ ما َ لَ ف م؛
ِ ْ ِ ِ َ ِ َ ْ َ َ ََْ َ ُ َ ن َعَ ْ
ن«ِ وفي شرح السنة عن أبي سعيد الخدري قال: ب إل ّ الد ّي ْ َ ل ذ َن ْ ٍء شِهيد ِ ك ُ ّ ل ِل ْ ّ
»أتي رسول الله بجنازة ليصلى عليها؛ فقال :هل على صاحبكم دين؟ِ قالوا:
نعم؛ قال :هل ترك له من وفاء؟ِ قالوا:
) (1/235
ي
ي بن أبي طالب رضي الله عنه :عل ّ ل .قال :فصلوا على صاحبكم .قال عل ّ
دم فصلى عليه وقال :ف ّ
ك الله رهانك من النار كما دينه يا رسول الله ،فتق ّ
كفككت رهان أخيك المسلم ،ليس من عبد مسلم يقضي عن أخيه دينه إل ف ّ
رهانه يوم القيامة«ِ وفيه أيضًا :أنه صلى الله عليه وسلم ذكر رجأل ً من بني
إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار ،فقال ائتني بالشهداء
أشهدهم؛ قال كفى بالله شهيدًا؛ قال فائتني بالكفيل؛ قال كفى بالله كفيلً؛ قال
مى ،فخرج بالبحر فقضى حاجأته ،ثم التمس صدقت فدفعها إليه إلى أجأل مس ّ
مركبا ً يركبها يقدم عليه للجأل الذي أجأله ،فلم يجد مركبا ،فأخذ خشبة فنقرها،
ً
فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ،ثم زجأج موضعها ثم أتى بها
إلى البحر ،فقال :اللهم إنك تعلم أني سألت فلنا ً ألف دينار؛ فسألني كفيل ً
فقلت :كفى بالله كفيل ً فرضي بك؛ وسألني شهيدا ً فقلت :كفى بالله شهيدًا؛
فرضي بك؛ وإني جأهدت أن أجأد مركبا ً أبعث إليه الذي له فلم أقدر ،وأني
استودعتكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف ،وهو في ذلك
يلتمس مركبا ً يخرج إلى بلده ،فخرج الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا ً قد جأاء
بماله ،فإذا بالخشبة التي كان فيها المال فأخذها لهله حطبًا ،فلما نشرها وجأد
المال والصحيفة .ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بألف دينار وقال :والله ما
زلت جأاهدا ً في طلب مركب لتيك بمالك ،فما وجأدت مركبا ً قبل الذي أتيت
ي شيئًا؟ِ قال :أخبرك أني لم أجأد مركبا ً قبل الذي فيه .قال :هل كنت بعثت إل ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
دى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف باللف جأئت فيه .قال :فإن الله قد أ ّ
َ َ َ ْ ُ ْ
ملىءٍء
م ع َلى َ ُ
حد ُك ْ م فإ َ
ذا أت ْب َعَ أ َ ي ظأل ٌ
ل الغَن ِ ّمط ُ الدينار راشدًا .وأخرج الشيخانُ » :
د«ِ أي مطل القادر على وفاء دينه جأ ِ
ي الوا ِ
ع«ِ وابن حبان والحاكم» :ل ّ فَل ْي َت ّب ِ ْ
ه«ِ.
قوَبت ُ
ه وَع ُ ُ
ل عْرض ُح ُ »ي َ ْ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة209 :
) (1/236
) (1/237
)تنبيهات :أحدها( إن الستدانة مع نية عدم الوفاء أو مع عدم رجأائه بأن لم
يضطر ،ول كان له جأهة ظأاهرة يوفي منها ،والدائن جأاهل بحاله حرام .وثانيها
أن مطل الغنى بعد مطالبته بالدين بغير عذر حرام ،وصرح جأماعة من أئمتنا
بأن من امتنع من قضاء دينه مع قدرته عليه بعد أمر الحاكم له به للحاكم أن
دي أو يموت .وثالثها أنه
دد عليه في العقوبة ،فينخسه بحديدة إلى أن يؤ ّيش ّ
يحرم على من عليه دين حال السفر بغير إذن غريمه حيث لم يعلم رضاه ،وإن
كان به رهن أو ضمين ،فل يترخص كعبد آبق بقصر ول جأمع وإفطار وتنفل
سائرا ً وسقوط جأمعة ،وأكل ميتة لضطرار ،ويجوز لغريمه ولو ذميا ً منعه من
السفر حتى يوفيه أو يوكل فيه من ماله الحاضر ،ل إن كان الدين مؤجألً ،وإن
قصر أجأله .ورابعها أن من ثبت إعساره حرم حبسه ،وملزمته ،ووجأب إنظاره
إلى ميسرة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة211 :
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/238
باب في ذم المكس
أخرج أحمد وأبو داود والحاكم عن عقبة بن عامر قال :سمعت رسول الله
س«ِ وأحمد والطبراني عن أبي الخير قال: مك ْ ٍء ب َ ح ُ صا ِ ة َ جن ّ َ
خل ال َ يقول» :ل ي َد ْ ُ
عرض مسلمة بن مخلد وكان أميرا ً على مصر على رويفع بن ثابت أن يوليه
س ِفي الّناِر«ِ مك ْ ِ ب ال َ ح َ صا ِ ن َ العشور ،فقال :إني سمعت رسول الله يقول» :إ ّ
وأحمد وابن عبد الحكم عن مالك بن عتاهية ،قال :سمعت رسول الله يقول:
ه«ِ وأحمد عن الحسن بن أبي عامر أنه استعمل كلب شرا ً َفاقْت ُُلو ُ عا ِ م َ قيت ُ ْ ذا ل َ ِ»إ َ
بن أمية على أيلة ،وعثمان بن أبي العاص في أرضه فأتاه عثمان فقال :سمعت
َ
مَناد ٍء هَ ْ
ل ماِء فَي َُناِدي ُ
َ
س َ ب ال ّ وا ُ َ ح ِفيَها أب ْ فت َ ُة يُ ْ ساع َ ً
َ
ل َ ن ِبالل ّي ْ ِ رسول الله يقول» :إ ّ
ُ
ه«ِ وإن َ
فُر ل ُ فرٍء فَأغ ْ ِ ست َغْ ِ م ْ ن ُ م ْ ل ِ ه ،هَ ْ َ
بل ُ جي ُ ست َ ِ داٍءع فَأ ْ ن َ م ْ ل ِ ه ،هَ ْ ل فَأع ْ ِ
طي ِ سائ ِ ٍء ن َ م ِْ
داود عليه السلم خرج ذات ليلة ،فقال :ل يسأل الله أحد حاجأته إل أعطاه إل
أن يكون ساحرا ً أو عشارا ً فدعا كلب بقرقور ،فكرب فيه فانحدر إلى ابن
عامر ،فقال :دونك عملك قال لم؟ِ قال :حدثني عثمان بكذا وكذا .والطبراني
فت َ
ل فَي َُناِدي ف الل ّي ْ ِ ص َ ماِء ن ِ ْ س َ ب ال ّ وا ُ ح أب ْ َعن عثمان بن أبي العاص عن النبي » :ت ُ ْ َ ُ
فّرج ب فَي ُ ْ رو
ِ ْ َ ُ ٍء ْ ك م ن م ْ
ل َ ه طى َ َ
سائ ِ ٍء ُ ْ
ع ي ف ل ن َ م ْ ل ِ ه هَ ْ ب لَ ُ جا ُ ست َ َ داٍءع فَي ُ ْن َم ْ ل ِ مَناٍءد :هَ ْ ُ
جأَها ر َ ف ب عى
َ َِ ً َ ْ َ ِ ْ ِ س ت ة ي ن زا إل ه
ُ َ ل الله ب جا ت
ْ َ َ َ س ا إل ة و ع د ب
َ ْ ُ ِ َ ْ َ ٍءعوا د ي َ ف م، ل س
ُ ْ ِ ٌ م قى َ َْ بي فل َ ه ن
َْ ُ ع
شارًا«ِ وأبو نعيم عن زيد بن أرقم قال :كنت مع رسول الله في بعض أ َوْ ع َ َ
سكك المدينة ،فمررنا بخباء أعرابي فإذا ظأبية مشدودة فقالت :يا رسول الله
إن هذا العرابي صادني ،فل هو يذبحني فأستريح ،ول هو يتركني فأذهب ولي
خشفان في البرّية ،وقد تعقد هذا اللبن في أخلفي؛ فقال لها رسول الله :إن
أطلقتك أترجأعي؟ِ قالت :نعم وإل عذبني الله عذاب العشار فأطلقها فذهبت ثم
ي
رجأعت .وورد من حديث عل ّ
) (1/239
ن ه َ
كا َ ت فَإ ِن ّ ُ
مّرا ٍء سهَْيل ً َثل َ
ث َ ن ُ ن الّنبي ل َعَ َأخرجأه الطبراني في الكبير بلفظ» :إ ّ
شَهابًا«ِ أنبئت عمن أنبىء عن أبي الحسن عن ه الله ِ خ ُ س َ م َ س فَ َ شُر الّنا َ ي ُعَ ّ
ن{ )سورة العراف: دو َط ُتوع َ ُ
صَرا ٍء
ل ِ دوا ب ِك ُ ّ
قعُ ُ
مجاهد في قوله تعالىَ} :ول ت َ ْ
(86قال نزلت في المكاسين ،وأنشدكم لنفسي:
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة212 :
س َول ت َك ْت َرِ ْ اقْت ْ ُ
ث مك ْ َ ِ ل أولي ال َ ُ
موهحّر ُ َ
حللوا ذال ِك أوْ َ ُ ّ ن َ إ ْ
َ َ ْ
ن
صى ب ِأ ْ ق أوْ َ خل ِ خي َْر ال َ ن َ فَإ ِ ّ
شرا ً َفاقْت ُُلوه عا ِ م َقيت ُ ْ ذا ل َ ِ إ َ
أعاذنا الله من شررهم وحمانا من فتنتهم .وذكر ابن الجوزي في كتاب مواعظ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
الملوك أن كسرى خرج في بعض أيامه للصيد ،فانقطع عن أصحابه وأظألته
سحابة ،فمطرت مطرا ً شديدا ً حال بينه وبين جأنده ،فمضى ل يدري أن يذهب،
فانتهى إلى كوخ فيه عجوز ،فنزل عندها وأدخل فرسه ،فأقبلت ابنتها ببقرة
فدعتها فاحتلبتها ،فرأى كسرى لبنها كثيرًا .فقال :ينبغي أن نجعل على كل
بقرة خراجأا ً فهذا حلب كثير ،ثم قامت في آخر الليل تحلبها ،فوجأدتها ل لبن
فيها فنادت :يا أماه قد أضمر الملك لرعيته سوءا ً قالت :وما ذلك؟ِ قالت :إن
ض بقطرة لبن؛ قالت لها :امكثي فإن عليك ليل ً فأضمر كسرى في البقرة ما تب ّ
نفسه العدل ،والرجأوع عن ذلك العزم؛ فلما كان آخر الليل قالت لها أمها:
قومي احتلبي فقامت فوجأدت البقرة حافلً .فقالت :يا أماه قد والله زال ما
في نفس الملك من الشّر ،فلما ارتفع النهار جأاء أصحاب كسرى ،فركب وأمر
بحمل العجوز وابنتها إليه ،فأحسن إليهما ،وقال :كيف علمتما ذلك؟ِ قالت
العجوز :إنا بهذا المكان منذ كذا وكذا ،فما عمل فينا بعدل إل أخصبت أرضنا
واتسع عيشنا؛ وما عمل فينا بجور إل ضاقا عيشنا ،وانقطع مواد النفع عنا.
) (1/240
باب الظلم
ما ي ُؤ َ ّ ّ ُ ً َ
م ل ِي َوْم ٍء خُرهُ ْ
َ
ن إن ّ َ مو َ مل الظال ِ ُ ما ي َعْ َ ن الله غاِفل ع َ ّ سب َ ّ ح َ قال الله تعالىَ} :ول ت َ ْ
نذي َ ّ
صاُر{ )سورة إبراهيم (42 :وقال الله تعالىَ} :يا أي َّها ال ِ ص ِْفيهِ الب ْ َ خ ُ ش َ تَ ْ
َ
م َول من ْك ُ ْض ِ ن ت ََرا ٍء جاَرة ً ع َ ْ ن تِ َ كو َ ن تَ ُ ل إل ّ أ ْ م ِبالَباط ِ ِ م ب َي ْن َك ُ ْ وال َك ُ ْ م َمُنوا ل ت َأك ُُلوا أ ْ آ َ
َ
ف
سو ْ َ ك ع ُد َْوانا ً وَظأ ُْلما ً فَ َ ل ذال ِ َ فعَ ُ ن يَ ْم ْ حيما ً وَ َ م َر ِ ن ب ِك ُ ْ كا َ ن الله َ مإ ّ سك ُ ْ ف َ قت ُُلوا أن ْ ُ تَ ْ
ك ع ََلى الله َيسيرًا{ )سورة النساء 29 :ــــ (30وقال: ن ذال ِ َ كا َ صِليهِ َنارا ً وَ َ نُ ْ
طاِع{ )سورة غافر (18 :وأخرج الشيخان فيع ي ُ َ ميم ٍء َول َ ما ِلل ّ
ش ِ ٍء ح ِ ن َ م ْ ن ِ مي َ ظال ِ ِ } َ
عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله قال في خطبته بمنى في حجة
َ َ
ذا ِفي م ها َ مك ُ ْ مةِ ي َوْ ِ حْر َ م كَ ُ م ع َل َي ْك ُ ْ حَرا ٌ م َ ضك ُ ْ م وَأع َْرا َ وال َك ُ ْ م َ م وَأ ْ ماَءك ُ ْ ن دِ َ الوداع» :إ ّ
َ ُ َ ُ ُ َ ُ ْ ُ َ
م أل فل مال ِك ْ ن أع ْ َ م عَ ْ سألك ْ م فَي َ ْ ن َرب ّك ْ قو ْ َ ستل َ ذا وَ َ مه َ ذا ِفي ب َلد ِك ْ م ها َ شهْرِك ُ ْ َ
ض«ِ ومسلم عن أبي ذّر قال :قال م رَِقا َ ُ ً ُ
ب ب َعْ ِ ضك ْ ب ب َعْ ُ ضرِ ُ فارا ي َ ْ دي ك ّ ت َْرجأُعوا ب َعْ ِ
ْ ّ
ت الظلم ِ م ُ حّر ْ عَباِدي إّني َ رسول الله فيما يرويه عن الله تعالى أنه قالَ» :يا ِ
موا«ِ وأحمد والبيهقي عن ابن عمر: ظال ُ م َفل ت َ حّرما ً ب َْينك ُ ْ م َ ه ُ فسي َوجأعَل ْت ُ ُ ع ََلى ن َ ْ
ة«ِ والشيخان عن أبي موسى: م ِقَيا َ م ال ِ مات ي َوْ َ م ظأ ُل ُ َ ن الظ ّل ْ َ م فَإ ِ ّ قوا الظ ّل ْ ُ »ات ّ ُ
َ َ َ ّ َ
ه ،ثم قرأ ــــ فل ِت ْ ُ م يُ ْ خذ َه ُ ل ْ ذا أ َ ملي ِللظال ِم ِ فإ ِ َ ن الله لي ُ ْ »إ ّ
) (1/241
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/242
ن َنارِ م ْ مةِ ِ قَيا َ م ال ِ ه ي َوْ َ م ُ ح َ مي ل َ ْ ح ِ ملكا ً ي َ ْ ث الله َ ق آذاه ُ ب َعَ َ مَنافِ ٍء ن ُ م ْ منا ً ِ مؤ ْ ِ حمى ُ َ
م«ِ الحديث. جأهَن َّ َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة214 :
َ ُ ْ
ل الله سأ ُ ما ي َ ْ مظلوم ِ فَإ ِن ّ َ ق د َع ْوَة َ ال َ ي رضي الله عنه» :ات ّ ِ والخطيب عن عل ّ
ه«ِ والطيالسي عن أبي هريرة رضي الله ق ُ ح ّ حق َ َ ذا َ من َعُ َ ن الله ل ي َ ْ ه وَإ ِ ّ ق ُح ّ ت ََعاَلى َ
ه«ِ وروي س ِ ف ِ جوُره ُ ع ََلى ن َ ْ ف ُ جأرا ً فَ ُ ن َفا ِ كا َ ن َ ة وَإ ِ ْ جاب َ ٌ ست َ َ م ْ مظ ُْلوم ِ ُ عنه» :د َع ْوَة ُ ال َ
مةِ قَيا َ م ال ِ شُر العَِباد ُ ي َوْ َ ح َ عن عبد الله بن أنيس قال :سمعت رسول الله يقول :ي ُ ْ
ن
م ْ ه َ معُ ُ س َ ما ي َ ْ َ
ن ب َعُد َ ك َ م ْ ه َ معُ ُ س َ ت يَ ْ صوْ ٍء مَناد ٍء ب ِ َ م ُ فاة ً ع َُراة ً غ ُْرل ً ب ُْهما ً فَي َُناِديه ْ ح َ ُ
َ َ َ ُ
حد ٌ ة وَأ َ جن ّ َ خل ال َ َ ن ي َد ْ ُ جن ّةِ أ ْ ل ال َ ن أهْ ِ م ْ حد ٍء ِ ن الذي ل ي َن ْب َِغي ل َ مل ِك الد ّّيا ُ ب :أَنا ال َ قَُر َ
َ َ
ل
ن أهْ ِ م ْ حد ٍء ِ ما فَوْقََها َول ي َن ْب َِغي ل َ ة فَ َ م َ حّتى الل ّط ْ َ مةٍء َ مظ ْل َ َ ه بِ َ طلب ُ ُ ل الّنارِ ي َ ْ ن أهْ ِ م ْ ِ
كم َرب ّ َ ل ْ ظ ي ول ــــ قها َ و َ ف ما َ ف ة م ْ ط ّ ل ال تى ح ة م َ ل ْ ظ م ه د ن ع و ر نا ال خل د ي
ّ ِ ْ َ ْ ُ ن َ أ ر نا ال
َ َ ِ ُ ْ َ َ َ َ ٌ َ ّ ّ َ َ ِ ْ َ ُ َ
ت نا س ح بال قال: عراة؟ِ حفاة الله نأتي وإنما كيف؟ِ الله رسول يا قلنا: حدا ً ــــ َ
ِ َ َ َ ِ أ َ
حدا ً ــــ َوعن ابن عباس قال :ي ُؤ ْ َ والسيَئات جأزاًء ــــ ول يظ ْل ِم رب َ َ
خذ ُ ب ِي َد ِ العَب ْد ِ كأ َ ُ َ ّ َ َ ّ ّ ِ َ َ
ن َ
كا ن م فلن ُ ن ب ا فلن ُ ذا َ ها ق ئخل ال س ؤو ُ ر لى َ ع ه ب نادى يَ ف ة م يا ق ال م َ َ
َ َ ْ ْ ُ ِ ِ َ ِ ُ ِ ِ َ ُ ِ َ َ ِ مةِ ي َوْ َ أو ال َ
َ َ َ ْ
على اب ِْنها أوْ حق ّ َ ن ل ََها َ كو َ ن يَ ُ مْرأة ُ أ ْ ح ال َ فَر ُ ه .قالَ :فت َ ق ِ ح ّت إلى َ حقّ فَل ْي َأ ِ ه ع َل َي ْهِ َ لَ ُ
َ َ أَ ِ
ن{ )سورة المؤمنون(101: ساَءُلو َ مئ ِذ ٍء َول ي َت َ َ م ي َوْ َ ب ب َي ْن َهُ ْ سا َ م قََرأَ} :فل أن ْ َ خيها ث ُ ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
قال :فيغفر الله من حقه ما يشاء ،ول يغفر من حقوقا الناس شيئا ً فيقضي
فينصب العبد للناس ،ثم يقول
) (1/243
الله لصحاب الحقوقا :ائتوا إلى حقوقكم .قال :فيقول العبد :يا رب فنيت
الدنيا ،فمن أين أوتيهم حقوقهم ،فيقول الله للملئكة خذوا من حسناته،
فأعطوا كل ذي حقّ حقه بقدر طلبته ،فإن كان وليا ً لله وفضل له مثقال ذرة
ضاعفها الله حتى يدخل الجنة بها ،وإن كان عبدا ً شقيًا ،ولم يفضل له شيء،
فتقول الملئكة :ربنا فنيت حسناته ،وبقي طالبون فيقول الله خذوا من
سيئاتهم فأضيفوه إلى سيئاته ثم صكوا له صكا ً إلى النار.
وحكى اليافعي عن بكير صاحب الشبلي .قال :لما حضرت الوفاة الشبلي قال:
ي درهم مظلمة تصدقت عنه بألوف فما علي شيء أعظم منه. عل ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة214 :
) (1/244
وحكي أيضا ً عن عمرو بن دينار .قال :كان رجأل من بني إسرائيل على ساحل
ن أحدًا ،قال البحر ،فرأى رجأل ً وهو ينادي بأعلى صوته :أل من رآني فل يظلم ّ
فدنا منه وقال :يا عبد الله ما خبرك؟ِ فقال :اعلم أني كنت رجأل ً شرطيا ً فجئت
يوما ً إلى هذا الساحل ،فرأيت صيادا ً قد صاد سمكة ،فسألته أن يهبها مني،
فأبى فسألته أن يبيعها مني فأبى ،فضربت رأسه بسوطي ،وأخذتها منه قهرا ً
ش بها حاملها إذ عضت على إبهامي ،فرمت أن ومضيت بها .قال :فبينما أنا ما ٍء
أخلص إبهامي منها ،فلم أقدر ،فجئت إلى عيالي فعالجوا أن يخلصوا إبهامي
منها فلم يقدروا إل بعد تعب شديد .وقيل :إنما تعلقت بإبهامه عندما قدمت إليه
ليأكلها قال :فأصبح إبهامي قد ورم وانتفخ ،ثم انتفخت فيه عيون من آثار أنياب
هذه السمكة ،فذهبت إلى طبيب محسن ،فلما نظر إلى إبهامي قال :هذه أكلة
بل شك ،وإن لم تقطع إبهامك هلكت فقطعت إبهامي ،ثم ضربت على يدي فلم
دة اللم فقيل لي :اقطع كفك فقطعتها وانتشر أطق النوم ول القرار من ش ّ
دة ً
اللم إلى الساعد ،وآلمني شديدا ،ولم أطق القرار وجأعلت أستغيث من ش ّ
اللم ،فقيل لي :اقطعها من المرفق فقطعتها ،فانتشر اللم إلى العضد
ي عضدي أشد ّ من اللم الّول ،فقيل لي اقطع يدك من كتفك ،وإل وضربت عل ّ
سرى اللم إلى جأسدك كله فقطعتها ،فقال لي بعض الناس :ما سبب ألمك،
ل ما أصابك اللم إلى فذكرت له قصة السمكة؟ِ فقال :لو كنت رجأعت في أو ّ
صاحب السمكة ،فاستحللت منه واسترضيته ،ول قطعت من أعضائك عضوا ً
فاذهب إليه الن ،واطلب رضاه قبل أن يصل اللم إلى بدنك .قال :فلم أزل
أطلبه في البلد حتى وجأدته ،فوقعت على رجأليه أقبلهما وأبكي ،فقلت يا
سيدي :سألتك بالله إل عفوت عني فقال لي :من أنت؟ِ فقلت :أنا الذي أخذت
ي وأريته يدي ،فبكى حين رآها وقال :يا منك السمكة غصبًا ،وذكرت ما جأرى عل ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
أخي قد أحللتك منها لما قد رأيت بك من هذا البلء ،فقلت :يا سيدي سألتك
ي
بالله هل كنت دعوت عل ّ
) (1/245
لما أخذتها منك؟ِ قال :نعم قلت :اللهم هذا يقوي علي بقوته على ضعفي ،فأخذ
ي ،وأنا تائب إلى
مني ما رزقتني فأرني فيه قدرتك ،قلت قد أراك الله قدرته ف ّ
الله عما كنت عليه.
وحكي أيضا ً عن علي بن حرب قال :خرجأت أنا وبعض شباب الموصل إلى
الشط ،فركبنا في زورقا ،فلما بعدنا من البلد وتوسطنا البحر إذا سمكة كبيرة
طفرت من الشط إلى وسط الزورقا ،فقام الشباب ،ونزلوا إلى حافة الشط
ليجمعوا خطبا ً برسم السمكة ،فنزلت معهم فبينما نحن نمشي على جأانب
الشط ،وإذا بالقرب منا خربة ،فذهبنا إليها ننظر آثارها ،وإذا فيها شاب مكتوف
وآخر مذبوح إلى جأانبه ،وبغل واقف عليه قماش .فقلنا للشاب :ما قصتك وما
هذا المذبوح؟ِ فقال :إني كنت مكتريا ً مع هذا المكاري صاحب البغل ،فعدل بي
إلى هذا المكان ،وكتفني كما ترون وقال :ل بد ّ لي من قتلك ،فناشدته الله
تعالى ،ل تظلمني ول تربح إثمي ول تعدمني روحي ،بل تأخذ مني القماش وأنت
ل منه وحلفت له بالله تعالى إني ل أعلم به أحدًا ،وما زلت أناشده باللهفي ح ّ
تعالى ،وهو ل يفعل فمد ّ يده إلى سكين كانت في وسطه يجذبها ،فتعسرت
عليه أن تخرج من غلفها ،فما زال يجذبها إلى أن خرجأت بصعوبة ،فما أخطأت
حلقه ،فذبحته فهو كما ترون وأنا على حالتي هذه .قال :فحللنا كتافه وأعطيناه
البغل والقماش ،وراح وعدنا إلى الزورقا ،فلما صعدنا طفرت السمكة إلى
الشط.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة214 :
) (1/246
وحكي أيضا ً أن امرأة إسرائيلية كان لها دار بجوار قصر الملك .وكانت تشين
القصر وكلما رام الملك منها أن تبيع الدار أبت أن تبيعها منه ،فخرجأت المرأة
في سفر فأمر الملك بهدمها ،فلما جأاءت المرأة من السفر قالت :من هدم
داري؟ِ قيل لها :الملك فرفعت طرفها إلى السماء وقالت :إلهي وسيدي
ومولي غبت أنا وأنت حاضر للضعيف معين وللمظلوم ناصر ،ثم جألست فخرج
الملك في موكبه ،فلما نظر إليها قال لها؛ ما تنتظرين قالت؛ أنتظر خراب
قصرك فهزأ بقولها وضحك منها ،فلما جأنح عليه الليل خسف به وبقصره ،ووجأد
على بعض حيطان القصر مكتوب هذه البيات:
عاِء وََتزد َِريهِ أ َت َهَْزأ ُ ِبالد ّ َ
دعاُءصن َعَ ال ّ ما َ ك َ ما ي ُد ِْري َوَ َ
ن
طي َولك ِ ْ خ ِ ل ل تُ ْ ّ
م اللي ْ ِ سَها ُ ِ
َ َ
ضاُءق َ مد ِ ان ْ ِ
مد ٌ وَل ِل َ ل ََها أ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/247
) (1/248
) (1/249
وحكى عن الشبلي قال :قال لي خاطري يوما ً أنت بخيل ،فقلت :ما أنا بخيل،
فقال :بلى أنت بخيل فقلت :ما أنا بخيل .فقال :بلى أنت بخيل ،فنويت أن أول
ي فلن م هذا الخاطر حتى دخل عل ّ ي أعطيه أو فقير ألقاه ،فما ت ّشيء يفتح عل ّ
ً
سماه بخمسين دينارا ،فأخذتها وخرجأت فأول من لقيني فقير ضرير أو قال
أكمه بين يدي مزين يحلق شعره فناولته ذلك .فقال :فأعطها المزين فقلت:
ي وقال :أما قلنا لك إنك بخيل فناولتها المزين .فقال: إنها دنانير فرفع رأسه إل ّ
منذ قعد بين يدي هذا الفقير عقدت مع الله عقدا ً أن ل آخذ على حلقته شيئًا،
قال :فأخذتها وذهبت إلى البحر فرميت بها فيه .واستعمال العارية في غير
المنفعة التي استعارها لها ،وإعارتها من غير إذن مالكها ،واستعمالها بعد المدة
المؤقتة بها ،وقيل إنه رجأع ابن المبارك من مرو ورجأع إبراهيم بن أدهم من بيت
المقدس إلى البصرة لرد ّ تمرة إلى الشام وفي قلم استعاره فلم يرده على
صاحبه ،وكان حسان بن أبي سنان ل ينام مضطجعا ً ول يأكل سمينًا ،ول يشرب
باردا ً ستين سنة ،فرؤي في المنام بعد ما مات فقيل له :ما فعل الله بك؟ِ
فقال :خيرا ً إل أني محبوس عن الجنة بإبرة استعرتها فلم أر ّ
دها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة214 :
فصل في أكل مال اليتيم
) (1/250
) (1/251
) (1/252
ثم نمت فرأيت الزبانية أخذوني أخذا ً مزعجا ً إلى جأهنم ،وإذا باليتيم قد
اعترضني ،وقال :دعوه حتى أراجأع ربي فيه فأبوا ،وإذا النداء خلوا عنه فقد
وهبنا له ما كان منه بإحسانه إليه ،فاستيقظت وبالغت في إكرام اليتامى من
يومئذ.
وحكي أن رجأل ً من المنهمكين في الفساد مات في نواحي البصرة ،فلم تجد
امرأته من يعينها على حمل جأنازته لكثرة فسقه وتجافي الناس له ،فاستأجأرت
حمالين يحملونها إلى المصلى فما صلى عليه أحد ،فحملوه إلى الصحراء
ليدفنوه ،وكان بالقرب من الموضع جأبل فيه رجأل من الزهاد الكبار ،فنزل ذلك
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
الزاهد للصلة عليه ،وانتشر الخبر في البلد ،وقالوا :نزل فلن ليصلي على
فلن فخرج الناس فصلوا عليه مع الزاهد وتعجبوا من صلته عليه ،فقال لهم إنه
قيل لي في النوم انزل إلى الموضع الفلني َتر فيه جأنازة رجأل ليس معها إل
ل عليها ،فإنه مغفور له ،فزاد تعجب الناس فاستدعى الزاهد زوجأته امرأته فص ّ
يسألها عن حاله ،وكيف كانت سيرته ،فقالت :كان كما سمعت طول النهار في
الماخور مشغول ً بشرب الخمر ،فقال :انظري هل يعرض له شيء من أفعال
الخير؟ِ قالت :ل والله إل أنه كان يفيق كل يوم من سكره عند صلة الصبح،
فيبدل ثيابه ويتوضأ ويصلي الصبح ،ثم يعود إلى ماخوره يشتغل بشربه ولهوه،
وكان ل يخلو بيته من يتيم أو يتيمين يفضله على ولده ،وكان يفيق في أثناء
سكره فيبكي ويقول :إلهي أيّ زاوية من زوايا جأهنم تريد أن تملها بهذا
الخبيث ،يعني نفسه .وأخرج الشيخان عن أبي هريرة :الساعي على الرملة
والمساكين كالمجاهد في سبيل الله ،وأحسبه قال وكالقائم ل يفتر وكالصائم ل
يفطر .وابن ماجأه :الساعي على الرملة كالمجاهد في سبيل الله ،وكالذي
يقوم الليل ويصوم النهار.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة223 :
) (1/253
وحكي أنه كان لبعض مياسير العلويين بنات من علوية ،فمات واشتد ّ بهن الفقر
ن
ن خوف الشماتة ،فدخلن مسجد بلد مهجور ،فتركته ّ إلى أن رحلن من وطنه ّ
ن على القوت فمّرت بكبير البلد وهو مسلم ،فشرحت فيه ،وخرجأت تحتال له ّ
دقها ،وقال :ل بد ّ أن تقيمي عندي البينة بذلك ،فقلت :أنا غريبة له حالها فلم يص ّ
دقا وأرسل بعض نسائه فأعرض ،ثم مّر بمجوسي فشرحت له حالها بذلك ،فص ّ
ن ،فلما مضى نصف الليل رأى ذلك فأتت بها وبناتها إلى داره ،فبالغ في إكرامه ّ
المسلم القيامة والنبي معقود على رأسه لواء الحمد ،وعنده قصر عظيم،
فقال :يا رسول الله لمن هذا القصر؟ِ فقال :لرجأل مسلم ،قال :أنا مسلم
ص له خبر العلوية ،فانتبه الرجألموحد ،قال :أقم عندي البينة بذلك ،فتحير فق ّ
ل عليها بداردها ،ثم بالغ في الفحص عنها حتى د ّفي غاية الحزن والكآبة إذ ر ّ
ن ،فقال :خذ ألف المجوسي فطلبها منه فأبى ،وقال :قد لحقني من بركاته ّ
ي فأبى ،فأراد أن يكرهه فقال له :الذي تريده أنا أحق به، ن إل ّ
دينار وسلمه ّ
والقصر الذي رأيته في النوم خلق لي .فقال :أنت لست بمسلم؛ فقال :أتفخر
علي بإسلمك فوالله ما نمت أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية،
ورأيت مثل منامك ،وقال رسول الله :العلوية وبناتها عندك قلت :نعم يا
رسول الله .قال :القصر لك ولهل دارك فانصرف المسلم وبه من الكآبة
والحزن ما ل يعلمه إل الله تعالى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة223 :
فصل في الخيانة
) (1/254
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ
مماَنات ِك ُ ْ خوُنوا أ َ ل وَت َ ُ سو َ خوُنوا الله َوالّر ُ مُنوا ل ت َ ُ نآ َ ذي َ قال الله تعالىَ} :يا أي َّها ال ّ ِ
َ
دي ك َي ْد َ ن الله ل ي َهْ ِ ن{ )سورة النفال (27 :وقال تعالى} :إ ّ مو َ م ت َعْل َ ُ وَأن ْت ُ ْ
ن{ )سورة يوسف (52 :وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما خائ ِِني َ ال َ
ه َول َ َ َ َ
ن ل طُهوَر ل ُ م ْ صلة َ ل ِ َ ه َول َ ةل ُ مان َ َ نلأ َ م ْ ن لِ َ ما َ قال :قال رسول الله » :ل إي َ
ْ
د«ِ س ِ ج َ ن ال َ م َ س ِ ضع الّرأ ِ مو ْ ِ نك َ َ ن الدي َ م َ صلةِ ِ ضعُ ال ّ مو ْ ِ ه وَ َ صلة َ ل َ ُ نل َ م ْ ن لِ َ ِدي َ
ه. َ َ َ
ن ل ع َهْد َ ل ُ م ْ ه َول ِدين ل ِ َ ةل ُ مان َ َ نلأ َ م ْ ن لِ َ ما َ وأحمد وابن حبان عن أنس :ل إي َ
َ َ ب ،وإ َ َ ق َثل ٌ
ف،خل َ ذا وَع َد َ أ ْ ث كذ َ َ حد ّ َ ذا َ ث :إ َ مَنافِ ِ ة ال ُ والشيخان عن أبي هريرة :آي َ َ
م صا َ ن َ ق ،وَإ ِ ْ ن ِفيهِ فهُوَ مَنافِ ٌ َ نك ّ ُ م ْ ث َ ن ،وأبو الشيخ عن أنسَ :ثل ٌ خا َ ن َ ذا اؤ ُْتم َ وَإ ِ َ
ف وَإ ِ َ َ َ ب وَإ ِ َ َ َ َ ّ
ذا خل َ ذا وَع َد َ أ ْ ث كذ َ َ حد ّ َ ذا َ نإ َ م ْ مَ : سل ِ ٌ م ْ مَر وَقال إّني ُ ج َواع ْت َ َ ح ّ صلى وَ َ وَ َ
ً
ن .وأبو يعلى والبيهقي عن النعمان بن بشير :من خان شريكا فيما خا َ ن َ م َ اؤ ْت ُ ِ
ائتمنه عليه واسترعاه فأنا بريء منه .والشيخان عن أبي حميد الساعدي ،قال:
م َقا َ
ل ما قَد ِ َ ة .فَل َ َ صد َقَ ِ على ال ّ ن الّلتبي ّةِ َ ه اب ُ ل لَ ُ قا ُ ن الْزد ي ُ َ م َ جأل ً ِ ي َر ُ ل الّنب ّ م َ ست َعْ َ ا ْ
َ ُ
ممد َ الله وَأث َْنى ع َل َْيه ث ُ ّ ح َ من ْب َرِ فَ َ ي ع ََلى ال ِ م الّنب ّ قا َ ي فَ َ دي إل ّ ذا أهْ ِ مَ ،وها َ ذا ل َك ُ ْ ها َ
ُ َ َ َ
ي، ذا أهْد ِيَ إل ّ مَ ،وها َ ذا لك ُ ْ ل ها َ قو ُ مالَنا ،فَي َ ُ ض أع ْ َ هَ ع َلى ب َ َعْ ِ ل ن َب ْعَث ُ ُ م ِ ل الَعا ِ ما َبا ُ لَ : َقا َ
ّ َ َ َ ُ ُ َ
سي ف ِ ذي ن َ ْ وال ِ م ل ،فَ َ دى إلي ْهِ أ ْ ه ،فَي َن ْظُر أي ُهْ َ ت أِبي ِ مه أوْ ب َي ْ ِ تأ ّ س ِفي ب َي ْ ِ جأل ْ َ فََهل َ
ن َبعيرا ً َ َ ُ ً ُ َ
ن كا َ ه على َرقَب َت ِهِ إ ْ مل ُ ح ِ مةِ ي َ ْ قَيا َ م ال ِ جأاَء ي َوْ َ شْيئا إل َ م َ من ْك ْ حد ٌ ِ خذ ُ أ َ ب ِي َد ِهِ ل ي َأ ُ
خوار أوَ َ غاٌء أ َوْ ب َ َ
قَرة ً لَها ُ َ ٌ ْ ه ُر َ لَ ُ
) (1/255
ت، ل ب َل ّغْ ُ م هَ ْ ل :الل ّهُ ّ م َقا َ ه .ث ُ ّ فَرة َ إب ْط َي ْ ِ حّتى َرأ َي َْنا ع ُ ْ م َرفَعَ ي َد َي ْهِ َ شاة ً ل ََها ي ََعاُر ،ث ُ ّ َ
ي،
عن ْد َ الّنب ّ جألوسا ِ ً ُ ي كرم الله وجأهه قال» :ك ُّنا ُ ت .والبزار عن عل ّ ل ب َلغْ ُّ م هَ ْ اللهُ ّ ّ
َ َ َ
يٍءء ِفي ش ْ شد ّ َ خبَزِني ب ِأ َ ل الله أ ْ سو َ لَ :يا َر ُ قا َ ة ،فَ َ ل الَعال ِي َ ِ ن أهْ ِ م ْ ل ِ جأ ٌ فَط َل َعَ ع َلي َْنا َر ُ
َ
َ َ قا َ َ ن وَأ َل ْي َِنه ،فَ َ
مدا ً ع َب ْد ُه ُ ح ّ م َ ن ُ ن ل اله إل الله وَأ ّ شَهاد َة ُ أ ْ ه َ ل :أل ْي َن ُ ُ دي ِ ذا ال ّ ها َ
صلة َ َول َ َ َ َ
ه ،وَأ َ ُ
ه َول َ ةل ُ مان َ َ نلأ َ م ْ ن لِ َ ه ل ِدي َ ة ،إن ّ ُ مان َ ُ خا الَعال ِي َةِ ال َ شد ّه ُ َيا أ َ سول ُ وََر ُ
َ ُ َ َز َ
ل ب َِها ح ّ ة َ صل ً خ ْ شَرة َ ِ س عَ َ م َ خ ْ مِتي َ تأ ّ ذا فَعَل ْ ة«ِ الحديث .والترمذي عنه :إ َ كا َ
َ
مغَْرمًا ،وَأ َ مغَْنما ً َوالّز َ َ ذا َ
جأته
ل َزوْ َ جأ ُ طاع َ الّر ُ كاة َ ة َ مان َ ُ دول ً َوال َ مغْن َم ِ ُ ن ال َ كا َ الَبلُء :إ َ
من َزعي ُ د ،وَكا َ َ جأ ِ سا ِ م َ ت ِفي ال َ وا ُ ص َ ت ال ْ فعَ ِ فا أَباه ُ َواْرت َ َ جأ َ ه وَ َ ق ُ دي َ ص ِ خاه ُ وَب َّر َ وَع َقّ أ َ َ
ُ َ
ريُر ح ِ س ال َ مور ،وَل ُب ِ َ خ ُت ال ُ شرِب َ ِ ه ،وَ ُ شّر ِ ة َ خافَ َ م َ ل َ جأ ُ م الّر ُ م وَأك ْرِ َ قوْم ِ أْرذ ََله ْ ال َ
عن ْد َ ذال ِكَ قُبوا ِ ْ َ
مةِ أوّلها ،فلي َْرت َ ِ َ ُ َ خ َ
خُر هاذ ِهِ ال ّ نآ ِ ف وَلعَ َ مَعازِ ُ ت َوال َ قي َْنا ُ ذت ال َ َوات ّ ِ
ل ً َ ً َ ً
قْتل في سبي ِ سخا .وصح عن ابن مسعود قال :ال َ م ْ خسفا أوْ َ مَراَء أوْ َ ح ْ ريحا َ
عوذ ُ ُ َ أ ني إ م ه ّ ل »ال يقول: كان أنه عنه وصح الخيانة. ّ إل كلها الذنوب يكفر الله
ُ ّ ّ
ت الب َ َ عوذ ُ ب ِ َ َ بِ َ
ة«ِ . طان َ ُ س ِ ن الخَيان َةِ فَإ ِن َّها ب ِئ ْ َ م َ ك ِ جيعُ وَأ ُ ض ِ س ال ّ ه ب ِئ ْ َ جوِع فَإ ِن ّ ُ ن ال ُ م َ ك ِ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة226 :
) (1/256
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
باب الوصية
جأ َ
ل ن الّر ُ أخرج أحمد وابن ماجأه عن أبي هريرة قال :قال رسول الله » :إ ّ
َ ة ،وإ َ َ ل بعم َ
َ
ه ب ِشّر مل ُ صي ّت ِهِ فَي ُ ْ
خت َ ُ جأاَر ِفي وَ ِ صى َ ذا أوْ َ سن َ ًن َ سب ِْعي َخي ْرِ َ ل ال َ ل أهْ ِ م ُ َِ َ ِ ل َي َعْ َ
ل ِفي ة فَي َعْد ِ ُ سن َ ً
ن َ سب ِْعي َ
شّر َ ل ال ّل أهْ ِ م ِ م ُ
ل ب ِعَ َ ن الّرجأل ل َي َعْ َ ل الّناَر ،وإ ّ خ ُ ه فَي َد ْ ُ مل ِ ُ عَ َ
ن الرجأل يعمل أو ة«ِ والترمذي عنه :أ ّ جن ّ َ
ل ال َ خ ُ مل ِهِ فَي َد ْ ُ
خي ْرِ ع َ َ م لَ ُ
ه بِ َ ه ،فَي ُ ْ
خت َ ُ صي ّت ِ ِوَ ِ
المرأة بطاعة الله ستين سنة ،ثم يحضرهما الموت فيضاّران في الوصية فتجب
لهما النار .وابن ماجأه عن أنس :من فّر من ميراث وارثه قطع الله ميراثه من
الجنة .وورد :من قطع ميراثا ً فرضه الله قطع الله ميراثه من الجنة ،وروى
ر«ِ . ن الك ََبائ ِ ِ
م َ صي ّةِ ِضَراُر ِفي الوَ ِ ن النبي قال» :ال ْ النسائي أ ّ
ن ذلك من الكبائر ،ومن ثم صرح جأمع من أئمتنا وغيرهم )تنبيه( قد صّرح بأ ّ
بذلك ،وقال ابن عادل في تفسيره :اعلم أن الضرار في الوصية يقع على
ن يوصي بأكثر من الثلث أو يقّر بكل ماله أو بعضه لجأنبي ،أو يقّر وجأوه منها أ ْ
على نفسه بدين لحقية له دفعا للميراث عن الوارث أو يقّر بأن الدين الذي ً
كان له على فلن قد استوفاه منه ،أو يبيع شيئا ً بثمن رخيص أو يشتري شيئا ً
بثمن غال كل ذلك لغرض أن ل يصل المال إلى الورثة ،ومن الضرار في
الوصية أن يوصي على نحو أطفاله من يعلم من حاله أنه يأكل مالهم أو يكون
سببا ً لضياعه ،لكونه ل يحسن التصرف فيه أو نحو ذلك .اللهم اكفنا بحللك عن
حرامك ،واغننا بفضلك عمن سواك.
باب النكاح
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة226 :
) (1/257
ع{ )سورة ث وَُرَبا َ مث َْنى وََثل َ ساِء َ ن الن ّ َ م َ م ِ ب ل َك ُ ْ طا َ ما َ حوا َ قال الله تعالىَ} :فاْنك ُ
النساء (3 :وأخرج الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال :قال رسول الله :
َ طاع َ منك ُم الباَءة َ فَل ْيتزوج فَإن َ
ن
ص ُ ح َ صرِ وَأ ْ ض ل ِل ْب َ َ ه أغ َ ّ َََ ّ ْ ِّ ُ ِ ْ ُ َ ست َ َ نا ْ م ِ شَباب َ شَر ال ّ معْ َ »َيا َ
جأاٌء«ِ والبيهقي عن أبي أمامة: ه وَ َ ه لَ ُصوْم ِ فَإ ِن ّ ُ ست َط ِعْ فَعَل َي ْهِ ِبال ّ م يَ ْ ن لَ ْ م ْ ج وَ َ فْر ِ ل ِل ْ َ
ُ
صاَرى«ِ وهو عن أبي كوُنوا ك ََرهَْبان ِي ّةِ الن ّ َ م َول ت َ ُ م َ م ال َ كاثٌر ب ُك ُ ُ م َ جأوا َفإني ُ »ت ََزوّ ُ
سن ِّتي الن ّ َ ْ ْ َ
ح«ِ وعن كا َ ن ُ م ْ ن ِ ن ِبسن ِّتي وَإ ِ ّ س ّ ست َ ِ ب فِطَرِتي فَلي َ ْ ح ّ نأ َ م ْ هريرةَ » :
ْ ست َك ْ َ
ف
ص ِ ق الله ِفي الن ّ ْ ن ،فَلي َت ّ ِ دي ِ
ف ال ّ ص َ ل نِ ْ م َ قد ا ْ ج العَب ْد ُ فَ َ ذا ت ََزوّ َ أنس» :إ َ
ل الله سو ُ الَباِقي«ِ وأحمد والشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجأه» :ن ََهى َر ُ
ه َ
شي ْطان ُ ُ ج َ سن ّهِ ع َ ّ داث َةِ ِ ح َ ج ِفي َ شاب ت ََزوّ َ ما َ ل«ِ وابن عدي عن جأابر» :أي ّ َ عن الت ّب َت ّ ِ َ
ه«ِ وأحمد وابن أبي شيبة وابن عبد البر عن عكاف بن مّني ِدين َ ُ م ِ ص ََيا وَي ْلِتي ع َ َ َ
ة.جأارِي َ ٌ ل لَ .قا َ ف؟ِ َقا َ َ َ َ َ
لَ :ول َ ة َيا ع ُكا ُ جأ ٌ وداعة أنه أتى النبي ،فقال له» :ألك َزوْ َ
َ َ َ
مد ُ لله .قا َ سٌر؟ِ َقا َ َ ل لَ .قا َ َقا َ
ن
م ْ ن ِ ت إذ َ ْ ل :فأن ْ َ ح ْ م ال َل :ن َعَ ْ مو ِ ح ُ حي ٌ ص ْ ت َ ل :وَأن ْ َ
صن َعْ مّنا َفا ْ ت ِ ن ك ُن ْ َ م وَإ ِ ْ صاَرى َفاْلحقْ ِبه ْ ن الن ّ َ ن ُرهَْبا ِ م ْ ت ِ ن ،إن ك َن ْ َ طي ِ شَيا ِ ن ال ّ وا ِ خ َ إ ْ
ُ ُ َ ُ ُ َ
مم ع ُّزاب ُك ْ موَْتاك ْ َ
ن أراذ ِل َ م ،وإ ّ م ع ُّزاب ُك ْ شَراُرك ْ ح ِ سن ِّتي الن ّكا َ ن ُ م ْ ن ِ َ
ع ،فإ ِ ّ صن َ ُما ن َ ْ كَ َ
ن َ سو َ ل عُ َ قا َ ج .فَ َ ك َيا ع ُ َ ح َ
م ْ جأِني َ حتى ت َُزوّ َ ج َ ل الله ل أت ََزوّ ُ فَ :يا َر ُ كا ُ ف ت ََزوّ ْ كا ُ وَي ْ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ميري«ِ ت ك َل ُْثوم ِ ال ِ
ح ْ مةِ ب ِن ْ َ سم ِ الله َوالب ََرك َةِ الك َ ِ
ري َ ك ع ََلى ا ْ
جأت ُ َ تَ .قا َ
ل َزوّ ْ شئ ْ َ
ِ
ة َ
خاف َم َج َ َ
ن ت ََرك الت ََزوّ َ
م ْ
والديلمي وأبو داودَ » :
) (1/258
عها مَتا ِ خي ُْر َ مَتاع ٌ وَ َ مّنا«ِ وأحمد ومسلم عن ابن عمر» :الد ّْنيا ك ُل ََها َ س ِ العَي ْل َةِ فَل َي ْ َ
َ
وى الله ق َ ن ب َعْد َ ت َ ْ م ُ مؤ ْ ِ فاد َ ال ُ ست َ َ ما ا ْ ة«ِ وابن ماجأه عن أبي أمامةَ » : ح ُ صال ِ َ مْرأة ُ ال ّ ال َ
َ َ َ َ َ َ َ ً
مس َ ن أقْ َ ه ،وَإ ِ ْ سّرت ْ ُ ن ن َظَر إلي َْها َ ه ،وَإ ِ ْ ها أطاع َت ْ ُ مَر َ نأ َ حةٍء إ ْ صال ِ َجأةٍء َ ن َزوْ َ م ْ ه ِ خْيرا ل ْ َ
ه«ِ والطبراني عن ابن َ َ َ
مال ِ ِ سَها وَ َ ف ِ ه ِفي ن َ ْ حت ْ ُص َ ب ع َن َْها ن َ َ ن غا َ ه ،وَإ ِ ْ ع َلْيها أب َّرت ْ ُ
مسعود» :تزّوجأوا البكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير«ِ ً ً
ُ
م«ِ م َ م ال َ كاث ٌِر ب ُك ْ ُ م َ دود َ الوَُلود َ فَإ ِّني ُ جأوا الوَ ُ وأبو داود عن معقل بن يسار» :ت ََزوّ ُ
ه وَلد ٌَ ن وُل ِد َ ل َُ م ْ والبيهقي عن أبي سعيد وابن عباس قال :قال رسول الله َ » :
ب إْثما ً فَإ ِّنما َ َ
ه فَأ َ َ
صا جأ ُ م ي َُزوّ ْ ن ب َل َغَ وَل َ ْ ه .فَإ ِ ْ جأ ُ ذا ب َل َغَ فَل ْي َُزوّ ْ ه ،وإ َ ه وَأد َب َ ُ م ُ س َ نا ْ س ِ ح ِ فَل ْي ُ ْ
َ
ت ن ب َل َغَ ْ م ْ ب ِفي الت ّوَْراةِ َ مك ُْتو ٌ ه«ِ وهو عن عمر رضي الله عنهَ » : ه ع ََلى أِبي ِ م ُ إث ْ ُ
َ
ه«ِ والطبراني ك ع َل َي ْ ِ م ذال ِ َ ت إْثما ً فَإ ِث ْ ُ صاب َ ْ جأها فَأ َ م ي َُزوّ ْ ة فَل َ ْ سن َ ًشَرة َ َ ي عَ َ ة اث ْن َت َ ْ ه اب ْن َ ً لَ ُ
ذان أن َّها إ َ داك ُ ّ ح َ ضى إ ْ وابن عساكر عن سلمة حاضنة السيد إبراهيم» :أما ت َْر َ
هو ع َنها راض أ َن ل َها مث ْ َ َ َ
قائ ِم ِ ِفي صائ ِم ِ َوال َ جأرِ ال ّ لأ ْ ٍء ّ َ ِ َْ َ جأَها وَ ُ ن َزوْ ِ م ْ مل ً ِ حا ِ ت َ كان َ ْ
ن َ َ م أهْ ُ َ َ َ ْ ّ َ
م ْ فى لَها ِ خ َ ما أ ْ ض َ ماِء َوالْر ِ س َ ل ال ّ م ي َعْل ْ صاب ََها الطلقُ ل ْ نأ َ ل الله ،وَإ ِ ْ سبي ِ َ
ة إل ّ َ َ َ َ َ
ص ٌ َِ َ ّ م ها ي ثد َ نْ م
ِ ص
َ ْ َ ّ م ُ ي م ل و ة
ٌ َ ع ر
ْ جأ
ُ ها َ ِ نَ ب ل ن
ْ م
ِ ج
ْ ر
ُ خ
ْ َ ي م
ْ ْ ل ت َ ع ض
َ و
ِ َ ذاَ إ ف ن، ٍء ُ ي ْ ع أ ِ ة ر قُ ّ
َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ
جأرِ لأ ْ مث ْ ُ ن لَها ِ ة كا َ ها لي ْل ً سهََر َ ةَ ،فإن أ ْ سن َ ٌ ح َ صةِ َ م ّ ل َ جأْرع َةٍء وَب ِك ّ ل ُ ن لَها ب ِك ّ كا َ
ل َ ن َرقََبة ت ُعْت ِ ُ
حل ِ ض ال َ ل الله«ِ وأبو داود عن ابن عمر» :أب ْغَ ُ سبي ِ م ِفي َ قهُ ْ سب ِْعي َ َ
قا«ِ. إلى الله الطل ُّ
) (1/259
) (1/260
الثالث :الولي وهو أب ثم أبوه فيزوجأان بكرا ً أو ثيبا ً بل وطء ،كمن زالت
بكارتها بنحو أصبع من كفء موسر بمهر المثل مطلقا ً بغير إذنها ،حيث ل عداوة
دقا البالغة في دعوى الثيوبة قبل ل ثيبا ً بوطء إل بإذنها نطقا ً بعد بلوغها وتص ّ
العقد بيمين ،وإن لم تتزوج ل بعده ولو أثبتت ،ثم أخ لبوين ثم لب ثم ابنهما
كذلك ،ثم عم لبوين ،ثم لب ثم بنوهما ،ثم عم الب ثم بنوه كذلك ،ثم معتق ثم
عصبانة ثم معتقه ثم عصباته ،فيزوج المذكورون البالغة بإذنها نطقا ً إن كانت
ثيبًا ،وإل كفى سكوتها بعد استئذانها ولو لغير كفء ،ثم إن عدموا أو غاب
أقربهم مرحلتين ،أو فقد أو عضل زّوج قاض ،أو نائبه بكفء بالغة في مح ّ
ل
وليته حال التزويج ل بغيره ،وإن رضيت به فمحكم عدل ولته أمرها ،أما تزويج
اليتيمة فباطل اتفاقًا .قال رسول الله » :أيما ا َ
ن َولّيها ت ب ِغَي ْرِ إذ ْ ِح ْ
مَرأةٍء ن ُك ِ َّ َ ْ
ل«ِ وقال » :ل تزوج المرأ َة ُ المرأة ََ حَها باط ِ ٌ ل فَن ِ َحَها َباط ِ ٌ ل فَن ِ َحَها َباط ِ ٌ فَن ِ َ
َ ْ َُ ّ ُ َ ْ كا ُ كا ُ كا ُ
سَها«ِ . ف َ
ج نَ ْ ي ال ِّتي ت َُزوّ ُ ة هِ َ ن الّزان ِي َ َ سَها فَإ ِ ّ ف َول المرأة ُ ن َ ْ
الرابع :الشاهدان فيشترط كونهما رجألين حّرين عدلين بصيرين سميعين،
يعرفان لسان المتعاقدين غير متعينين للولية ،ويصح ظأاهرا ً بمستوري عدالة
إذا عقد لهما غير الحاكم ،ويندب استتابتهما قبل العقد احتياطًا ،ويزول الستر
ح به حالً ،كما ل يصح تزويج بتفسيق عدل ،ولو تاب الفاسق عند العقد لم يص ّ
ح إل ّ كا َعفيفة لفاسق تاب عند العقد قبل الستبراء .قال رسول الله » :ل ن ِ َ
ل«ِ . ك فَهُوَ َباط ِ ٌ ح ع ََلى غ َي ْرِ ذال ِ َ كا ٍءن نِ َم ْ ن ِ
كا َ ما َ ل ،وَ َ شاه ِد َيْ ع َد ْ ٍء شد ٍء وَ َمْر ِ ي ُ ب ِوَل ِ ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة232 :
فصل في ذكر ما يجري بين الزوجأين
) (1/261
عن ْد َ الله
س ِشّر الّنا َِ ن أَ َ م ْن ِ
أخرج مسلم وأبو داود عن أبي سعيد الخدري» :إ ّ
سّر
ما ِ حد ُهُ َشُر أ َ َ
ضي إلي ْهِ ث ُ ّ
م ي َن ْ ُ مَرأ َت ِهِ وَت ُ ْ
ف ِ ضي إَلى ا ْ
ف ِ جأ ُ
ل يَ ْ مةِ الّر ُ
قَيا َ
م ال ِ من ْزِل َ ً
ة ي َوْ َ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ه«ِ وأحمد عن أسماء بنت يزيد :أنها كانت عند رسول الله والرجأال حب ِ ِ صا َِ
ما َ َ َ
ل ب ِأهْل ِهِ وَلعَ ّ َ
ما فعَ َ قو ُ ً َ
والنساء قعود عنده فقال» :لعَ ّ
خب ُِر ب ِ َمَرأة ً ت ُ ْ لا ْ ل َ جأل ي َ ُ ل َر ُ
ْ َ
م
سول الله إن ّهُ ْ َ ت :إيّ والله َيا َر ُ قل ُ َ
سكُتوا ،ف ُ َ م :أي َ قو ْ ُم ال َجأَها فَأزِ َ معْ َزوْ ِ ت َ فَعَل َ ْ
ي
ق َ ن لَ ِ طا ٍء شي ْ َل َ مث ْ ُ ما مثل ذال ِ َ
ك َ فعَُلوا فَإ ِن ّ َ لَ :فل ت َ ْ نَ ،قا َ فعَل ْ َن ل َي َ ْ فعَُلو َ
ن وَإ ِن ّهُ ّ ل َي َ ْ
ن«ِ وهو والبيهقي عن أبي الهيثم أنه قال: ظرو َ س ي َن ْ ُ
شها َوالّنا ُ ة فَغَ ّ طان َ ً شي ْ َ َ
م«ِ . حَرا ٌ سَباع َ َ »ال ّ
)تنبيه( إن إفشاء الرجأل سّر زوجأته والمرأة سّر زوجأها بأن يذكر كل منهما ما
يقع بينهما من أمور الستمتاع ،وتفاصيل الجماع حرام ،وأما ذكر مجرد الجماع
لغير فائدة فمكروه.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة233 :
فصل في منع أحد الزوجأين حق الخر
) (1/262
ف{ )سورة النساء (19 :وقال الله معُْرو ِ ن ِبال َ شُروهُ ّ عا ِ قال الله تعالى} :وَ َ
ة{ )سورة جأ ٌ ن د ََر َ ل ع َلي ْهُ َّ جأا ِ ف وَِللّر َ معُْرو ِ ن ِبال َ ذي ع َلْيه ّ َ ّ
ل ال ِ مث ْ ُ ن ِ تعالى} :وَل َهُ ّ
البقرة (228 :قال ابن عباس :إني لتزين لمرأتي كما تتزّين لي لهذه الية.
وقال بعضهم :يجب أن يقوم بحقها ومصالحها ،ويجب عليها النقياد والطاعة له.
والترمذي وصححه وابن ماجأه» :أن رسول الله قال في حجة الوداع بعد أن
َ
ن
ما هُ ّ خْيرا ً فَإ ِن ّ َ ساِء َ صوا ِبالن ّ َ ُ ْ ست َو حمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ» :أل َفا ْ
ْ شْيئا ً غ َي َْر ذال ِ َ
مِبيَنة ،فَإ ِ ْ
ن شة ُ ح َ فا ِ ن بِ َ ن ي َأِتي َ ك إل أ ْ ن َ من ْهُ ّ ن ِ كو َ مل ِ ُ س تَ ْ م ل َي ْ َ عن ْد َك ُ ْ ن ِ وا ٌ عَ َ
م َفل ُ َ َ َ ً ْ
ن أطعْن َك ْ ح ،فَإ ِ ْ مب َّر ٍء ضْربا غي َْر ُ ن َ ضرُِبوهُ ّ جأِعَ ،وا ْ ضا ِ م َ ن ِفي ال َ جُروهُ ّ ن َفاهْ ُ فَعَل َ
م
قك ُْ ح ّ قا ،ف ََ ً ح ّ م َ ُ
م ع َلي ْك ْ َ ُ
سائ ِك ْ قا ،وَل ِن ِ َ ً ح ّ م َ ُ
سائ ِك ْ م ع َلى ن ِ َ َ ُ
ن لك ْ َ سِبيل ،أل إ ّ ً ن َ َ
ت َب ُْغوا ع َلي ْهِ ّ
ْ
ن،هو َ ْ
ن ت َكَر ُ م ْ م َ ُ
ن ِفي ب ُِيوت ِك ْ نَ ،ول ي َأذ ِ ّ هو َ ن ت َكَر ُْ م ْ م َ شك ُْ ن ِفي فْر َِ ْ
ن ل ُيوط ِئ َ نأ ْ ع َل َي ْهُ ّ
َ َ
ن«ِ والطبراني مه ّ ن وَط ََعا ِ سوَِته َ ن ِفي ك َ ْ سُنوا إل َي ْهُ ّ ح ِ ن تُ ْ مأ ْ ن ع َل َي ْك ُ ْ قهُ ّ ح ّ أل وَ َ
والحاكم» :حق المرأ َة ع ََلى الزو َ
سى، ذا اك ْت َ َ ها إ َ سو َ م وَي َك ْ ُ ذا ط َعَ َ مَها إ َ ن ي ُط ْعِ َ جأ ْ ّ ْ ِ َ ّ َ ْ ِ
مَرأ َة ً ع ََلى ا ج و ز
ّ َ َ ُ ٍء َ َ ّ َ ْ ت ل جأ ر ما ي»أ وهو: الحديث ر«ِ ه َول ي ُ ّ ُ َ َ ْ ُ ُ
ج ه ي ول ح ب ْ ق جأ َ رب الوَ ْ ض ِ َول ي َ ْ
َ َ
تما َ خد َع ََها ،فَ َ قَها َ ح ّ ؤديَ إل َي َْها َ ن يُ َ سهِ أ ْ ف ِ س ِفي ن َ ْ كثَر ،وَل َي ْ َ مهْرِ أوْ َ ن ال َ م َ ل ِ ما قَ ّ َ
نْ م
ِ ن
ّ »إ والترمذي: الحديث ن، زا
َ َ َ َ َ َ ٍء و ُ ه و ِ ة م يا ق
ِ ال مَ ْ َ و ي الله ي
َ ق
ِ َ ل ها وَ ْ ُ ّ ْ َ َ َ
ّ ق ح ها يَ ل إ د َ ؤ ي م َ ل
َ ْ َ ً ُ َ ً َ
ه«ِ م لهْل ِ ِ خي ُْرك ُ ْ م َ خي ُْرك ُ ْ هَ ، م ب ِأهْل ِ ِ فهُ ْ خلقا وَألط َ م ُ سن َهُ ْ ح َ ن إيمانا أ ْ مِني َ مؤ ْ ِ ل ال ُ م ِ أك ْ َ
ذالإ َ جأ َ ن الّر ُ وميسرة بن علي والرافعي» :إ ّ
) (1/263
) (1/264
وأحمد عن أنس رضي الله عنه قال :كان أهل البيت من النصار لهم جأمل
يسقون عليه ،أي يستقون عليه الماء من البئر ،وأنه استصعب عليهم ،فمنعهم
ظأهره ،وأن النصار جأاؤوا إلى النبي فقالوا :إنه كان لنا جأمل نسقي عليه الماء
من البئر ،وأنه استصعب علينا ومنعنا ظأهره ،وقد عطش الزرع والنخل فقام
رسول الله وقال لصحابه :قوموا فقاموا فدخلوا الحائط ،والجمل في ناحية
فمشى النبي نحوه ،فقالت النصار :يا رسول الله صار مثل الكلب نخاف عليك
ي منه بأس ،فلما نظر الجمل إلى رسول الله أقبل نحوه صولته ،قال :ليس عل ّ
ل ما كانت قط حتى أدخله في حتى خّر ساجأدا ً بين يديه ،فأخذ بناصيته أذ ّ
العمل ،فقال له أصحابه :يا رسول الله هذا بهيمة ل يعقل يسجد لك ،ونحن
نعقل فنحن أحق أن نسجد لك قال» :ل يصح لبشر أن يسجد لبشر ،ولو صلح
لبشر أن يسجد لبشر لمرت المرأة أن تسجد لزوجأها لعظم حقه عليها ،لو كان
من قدمه إلى مفرقا رأسه قرحة تبجس بالقيح والصديد ،ثم استقبلته فلحسته
ن
م َ طاه ُ الله ِ مَرأ َت ِهِ أ َع ْ َ
قا ْ سوِء ُ ُ
خل ِ على ُ صَبر َ ن َ م ْما أدت حقه«ِ وروي أنه قالَ » :
ل ما أ َع ْ َ َ
ق خل ُ ِ ءسو َ
لى ع ت ر ب ص ن مو ه، ئ بل لى َ ع م سل ال ب ع َل َي ْهِ
طى أّيو َ مث ْ َ َجأرِ ِال ْ
ُ ِ ُ َ ِ ِ َ َ ْ َ ََ ْ َ ّ ُ َ
َ َ
ن«ِ وروي أن رجأل ً جأاء إلى عمر مَرأة َ فِْرع َوْ َ ةا ْ سي َ َ بآ ِوا َها الله ث َ َ جأها أع ْ َ
طا َ َزوْ ِ
رضي الله عنه يشكو إليه خلق زوجأته ،فوقف ببابه ينتظر خروجأه ،فسمع
امرأته تستطيل عليه بلسانها ،وهو ساكت ل يرد عليها ،فانصرف الرجأل قائلً:
إذا كان هذا حال أمير المؤمنين ،فكيف حالي؟ِ فخرج عمر فرآه موليا ً فناداه
وقال :ما حاجأتك؟ِ فقال :يا أمير المؤمنين جأئت أشكو إليك خلق زوجأتي
ي ،فسمعت زوجأتك كذلك ،فرجأعت وقلت :إذا كان هذا حال واستطالتها عل ّ
أمير المؤمنين مع زوجأته فكيف حالي؟ِ فقال :يا أخي إني احتملتها لحقوقا لها
ي إنها طباخة لطعامي خبازة لخبزي غسالة لثيابي مرضعة لولدي ،وليس عل ّ
ذلك بواجأب عليها ،ويسكن قلبي بها
) (1/265
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
عن الحرام فأنا احتملها لذلك ،فقال الرجأل :يا أمير المؤمنين وكذلك زوجأتي،
دة يسيرة.قال :فاحتملها فإنما هي م ّ
وحكي أنه كان لبعض الصالحين أخ صالح ،وكان يزوره كل سنة ،فجاء مّرة
لزيارته فطرقا بابه ،فقالت زوجأته :من؟ِ فقال :أخو زوجأك في الله جأاء
لزيارته ،فقالت :ذهب يحتطب ل رده الله ،وبالغت في شتمه وسبه؛ فبينما هو
مل السد حزمة حطب ،وهو مقبل به ،فلما وصل أخاه كذلك وإذا بأخيه قد ح ّ
سلم عليه ورحب به؛ ثم أنزل الحطب من على ظأهر السد وقال له :اذهب
بارك الله فيك؛ ثم أدخل أخاه وهي تسبه فل يجيبها فأطعمه ،ثم ودعه وانصرف
على غاية التعجب من صبره عليها ،ثم جأاء في العام الثاني فدقا الباب فقالت:
من؟ِ قال :أخو زوجأك جأاء يزوره .قالت :مرحبا ً وبالغت في الثناء عليه ،وأمرته
بانتظاره ،فجاء أخوه والحطب على ظأهره فأدخله وأطعمه ،وهي تبالغ في
الثناء عليهما ،فلما أراد مفارقته سأله عما رأى من حمل السد حطبه في زمن
تلك البذية اللسان ،ومن حمله الحطب هو على ظأهره في زمن هذه السهلة
اللينة فما السبب فيه؟ِ فقال :ياأخي توفيت تلك الشرسة وكنت صابرا ً على
شؤمها وتعبها ،فسخر الله تعالى لي السد الذي رأيت يحمل الحطب بصبري
عليها؛ ثم تزوجأت هذه الصالحة ،وأنا في راحة فانقطع عني السد ،فاحتجت أن
أحمل على ظأهري لجأل راحتي مع هذه الصالحة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة234 :
فصل في النشوز
) (1/266
م ع ََلى ب َْعض ضهُ ْ ل الله ب َعْ َ ض َ ما فَ ّ ساِء ب ِ َ على الن ّ َ ن َ مو َ وا ُ ل قَ ّ جأا ُ قال الله تعالى} :الّر َ
فظ الله َواللِتي َ َ َ َ قوا م َ ما أ َن ْ َ
ح ِ ما َ حافِظات ب ِ َ ت َ ت قاِنتا ٌ حا ُ صال ِ َ م فال ّ وال ِهِ ْ م َنأ ْ ِ ْ ف ُ وَب ِ َ
م ُ َ َ َ ُ َ ُ ُ
ن أطعْن َك ْ ن فإ ِ ْ ضرُبوهُ ّ جأِع َوا ْ ضا ِ م َ ن ِفي ال َ جُروهُ ّ ن َواهْ ُ ن فعِظوهُ ّ ن ن ُشوَزهُ ّ خافو َ تَ َ
ن ع َِليا ً ك َِبيرًا{ )سورة النساء (34 :وروى َ كاَ الله ن
ّ إ ً سبيل ن
َ ُْ ّ َ ه يَ ل ع غوا َ َُْ
ب ت فل
َ َ
تت فََبا َ شهِ فَأب َ ْ ه إلى فَِرا ِ مَرأت َ ُ لا ْ جأ ُ عا الّر ُ ذا د َ َ الشيخان عن أبي هريرة :قال» :إ َ
ل
جأ ٍء ن َر ُ م ْ ما ِ سي ب ِي َد ِهِ َ ف ِ ذي ن َ ْ ح«ِ وهما »َوال ّ ِ صب ِ َ حّتى ت ُ ْ كة َ ملئ ِ َ ضَبان ع َل َي َْها ل َعَن َْتها ال َ غَ ْ
ْ َ
مُره ُ ماِء :أيّ أ ْ س َ ذي ِفي ال ّ ن ال ّ ِ كا َشهِ فَت َأَبى ع َل َي ْهِ إل ّ َ ه إلى فَِرا ِ مَرأت َ ُ عوا ا ْ ي َد ْ ُ
ضى ع َْنها«ِ أي زوجأها .وابن حبان والبيهقي: حّتى ي َْر َ خطا ع َلْيها َ َ ً سا ِ ه َ َ
سلطان ُ ُ ْ وَ ُ
حّتى ة :العَب ْد ُ الب ِقُ َ سن َ ٌ ح َ ماِء َ س َم ِفي ال ّ َ
فعُ لهُ ْ صلة ً َول ي َْرت َ ِ م َ َ
ل الله لهُ ْ قب َ ُ ة ل يَ ْ »َثلث ٌ
حّتى ْ َ ُ َ
سكَران َ ضىَ ،وال ّ حّتى ي َْر َ جأها َ خط ع َلي َْها َزوْ ُ سا ِ مْرأة ُ ال ّ هَ ،وال َ ول ُ م ْ جأعَ إلى َ ي َْر ِ
َ َ
ت ِفي جأَها كان َ ْ ن َزوْ ِ ن ب َي ِْتها ب ِغَي ْرِ إذ ْ ِ م ْ ت ِ جأ ْ خَر َ مَرأةٍء َ ما ا ْ حو«ِ والخطيب» :أي ّ َ ص ُ يَ ْ
ُ َ
جأَها«ِ وفي رواية :لعَن ََها ك ّ
ل َ َ
ضى ع َن َْها َزوْ ُ جأع إلى ب َي ْت َِها أوْ ي َْر َ حّتى ت َْر ِ ط الله َ خ ِ س َ َ
ع .وأحمد جأ َ حّتى ت َْر ِ س َ َ َ ل َ ُ
ماِء وَك ّ َ
ن َوالن ْ ِ ج ّ ت ع َلي ْهِ غي ُْر ال ِ مّر ْ يٍءء َ ش ْ س َ ك ِفي ال ّ مل ٍء َ
والطبراني والبيهقي والحاكم :أيما امرأة استعطرت ثم خرجأت ،فمرت على
قوم ليجدوا ريحها ،فهي زانية وكل عين زانية .وابنا عدي وعساكر :إذا قالت
المرأة لزوجأها :ما رأيت منك خيرا ً قط ،فقد حبط عملها .وأبو داود والترمذي:
أيما امرأة سألت زوجأها الطلقا من غير بأس ،فحرام عليها رائحة الجنة .وأبو
داود وابن ماجأه :ل يسأل
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/267
َ
ت ت ِفي الّنارِ فََرأي ْ ُ الرجأل فيما ضرب امرأته عليه .وورد عنه أنه قال» :اط ّل َعْ ُ
َ َ
جأِهن وَك َث َْرةِ سول ِهِ َولْزَوا ِ ن ل ِل ّهِ وَل َِر ُطاع َت ِهِ ّسبب قِل ّةِ َ ك بِ َ ساُء َوذال ِ َ أك ْث ََر أهْل َِها الن ّ َ
ن«ِ والتبهرج هو إذا أرادت الخروج من بيتها لبست أفخر ثيابها ،وتجملت جأه ّت َب َهُْر ِ
وتحسنت وخرجأت تفتن الناس بنفسها ،فإن سلمت في نفسها لم يسلم الناس
ت
جأ ْ
خَر َ ذا َ مْرأ َة َ إ َ ن ال َ ت فَإ ِ ّ ن ِفي الُبيو ِ سوهُ ّ حب ِ ُ
َ
مْرأة ُ ع َوَْرة ٌ َفا ْ منها .ولهذا قال » :ال َ
ُ
ريضا ً وَأ َ ل َلها أ َ ْ
ةَ ،فل جأَناَز ً شي ّعُ َ ِ م
عود ُ َت :أ ُ ن؟ِ َقال َ ْ دي َري ِِ ن تُ
هلها :أي ْ َ ق َقا َ ري ِ إلى الط ّ ِ
َ َ َ
نلأ ْ مث ْ ِه الله ب ِ ِ جأ َ
مْرأة ُ وَ ْ ت ال َس ِ م َ ج ذ َِراعهاَ ،وما الت َ َ خرِ َحّتى ت ُ ْ ن َ شي ْطا ُ ي ََزال ِبها ال ّ
طيعَ ب َعْلها«ِ وكان علي رضي الله عنه يقول :أل َ قُعد ِفي ب َي ْت َِها وَت َعْب ُد َ َرب َّها وَت ُ ِ تَ ْ
تستحيون أل تغارون يترك أحدكم امرأته تخرج بين الرجأال تنظر إليهم
وينظرون إليها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة238 :
) (1/268
) (1/269
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
والملئكة يضربون رأسها بمقامع من نار ،فقامت فاطمة الزهراء وقالت :يا
ن العذاب فقال :أماحبيبي وقّرة عيني ما كان أعمال هؤلء حتى وقع عليه ّ
المعلقة بشعرها فإنها كانت ل تغطي شعرها من الرجأال ،وأما المعلقة بلسانها
فإنها كانت تؤذي زوجأها ،وأما المعلقة بثديها فإنها كانت تؤذي فراش زوجأها،
وأما التي شد ّ رجألها إلى ثديها ويداها إلى ناصيتها وقد سلط عليها الحيات
والعقارب ،فإنها كانت ل تغتسل من الجنابة والحيض وتستهزىء بالصلة ،وأما
التي رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار ،فإنها كانت نمامة كذابة ،وأما التي
على صورة كلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دبرها ،فإنها كانت منانة
حسادة ،ويا بنية الويل لمرأة تعصي زوجأها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة238 :
) (1/270
)تنبيه( اعلم أن النشوز الذي عده جأماعة من الكبائر يتحقق بمنعها الستمتاع
وطًأ ،أو غيره كلمس ولو بمو ضع عينه وبخروجأها من المنزل بغير إذنه ،ولو
لموت أحد أبويها أو إلى مجلس ذكر ،وتعلم فضيلة ل لتعلم أحكام الحيض
والنفاس وسائر العلم العيني ،بل يلزم عليها الخروج لتعلمها ،ويحرم عليه منعها
عنه إن لم يكن عالمًا ،وإل علمها وجأوبا ً وبامتناعها من النقلة معه ،وبإغلقها
الباب حين أراد الدخول إليها ،وبإدعائها الطلقا فمتى صدر منها شيء من
المذكورات ،ولو لحظة ل تستحق نفقة ذلك اليوم وكسوة ذلك الفصل ول قسم
منه ،بل تستحق أن يهجرها الزوج في المضجع إلى أن تصلح ،ولو بلغ سنين
وأن يضربها ولو بسوط وعصا ،وإن تلعنها الملئكة البرار الذين ل يعصون الله
مَرَأة ما ا ْ طرفة عين ،وإن يعذبها الجبار في دار الهوان .قال رسول الله » :أي ّ َ
ة«ِ رواه الترمذي .وابن ماجأه قال رسول جن ّ َ
ت ال َ خل َ ِض دَ َ جأَها ع َن َْها َرا َ ٍء ت وََزوْ ُ َبات َ ْ
ت َ َ َ َ ّ َ
جأَها وَأطاع َ ْ ت فْر َ صن َ ْ
ح ّ ها وْ َت شهَْر َ م ْ صا َسها وَ َ م َخ ْ مْرأة ُ َ ت ال َ صل ِ الله » :إذا َ
م ة من أي البواب شئ ْت«ِ رواه أحمد وقالَ :أل أ ُْ
خب ُِرك ُْ ن ج ال لي ل لَ َ ْ ُ ِ
خ د ا ها جأَها ِقي َ
َ ّ َ ِ ْ ّ ْ َ ِ ِ ِ َزوْ َ
ذا غ َضبت أوَ دود ٍء وَُلود ٍء إ َ
ِ َ ْ ْ ل وَ ُل :ك ُ ّ ل الله َقا َ سو َ ة؟ِ قُل َْنا ب ََلى َيا َر ُ جن ّ ِ
م ِفي ال َ سائ ِك ُ ْ ب ِن ِ َ
َ َ ُ
حّتى ض َ ل ب َِغم ٍء ك ل أك ْت َ ِ
ح ُ دي في ي َد ِ َ ت هاذ ِهِ ي َ ِ جأَها َقال َ ْ ب َزوْ ُ ض َ سيَء إل َي َْها أوْ غ َ ِ أ ِ
ضى«ِ رواه الطبراني .وقالت عائشة رضي الله عنها :يا معشر النساء لو ت َْر َ
تعلمن بحق أزواجأكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي
زوجأها بحّر وجأهها .وينبغي لها أن تعرف أنها كالمملوك للزوج ،فل تتصرف في
شيء من ماله إل بإذنه ،بل قال جأماعة من العلماء إنها ل تتصرف أيضا ً في
مالها إل بإذنه لنها كالمحجورة له .وقال بعضهم :يجب على المرأة دوام الحياء
دامه ،والطاعة لمره ،والسكوت من زوجأها وغض طرفها ق ّ
) (1/271
عند كلمه ،والقيام عند قدومه وعند خروجأه ،وعرض نفسها عليه عند النوم،
والتعطر له وتعاهد الفم بالمسك والطيب ،ودوام الزينة بحضرته وتركها في
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
غيبته وترك الخيانة عند غيبته في فراشه أو ماله ،وإكرام أهله وأقاربه ورؤية
القليل منه كثيرًا .وقال :وينبغي للمرأة الخائفة من الله أن تجتهد في طاعة
زوجأها وتطلب رضاه فهو جأنتها ونارها.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة238 :
فصل في القسم
أخرج مسلم والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله :
نحما ِ ن الّر ْ مي ِ ن يَ ِ ن ُنورٍء ع َ ْ م ْ مَنابَر ِ مةِ ع ََلى َ قَيا َ
م ال ِ عن ْد َ الله ي َوْ َ ن ِ طي َ س ِ ق ِ م ْ ن ال ُ »إ ّ
َ
نما وََلوا«ِ والطبراني» :إ ّ م وَ َ م وَأهْل ِهِ ْ مهِ ْ حك ْ ِ ن ِفي ُ ن ي َعْد ُِلو َ مين اّلذي َ وَك ِل َْتا ي َد َي ْهِ ي َ ِ
ن
من ْهُ ّ صب ََر ِ ن َ م ْ ل ،فَ َ جأا ِ َ
جَهاد َ ع َلى الّر َ ساِء َوال ِ َ
ب الغَي َْرة َ ع َلى الن ّ َ الله ت ََعاَلى ك َت َ َ
كان ل َه مث ْ ُ َ
عن ْد َه ُ ت ِ كان َ ْ ن َ م ْ د .والترمذي والحاكمَ : شِهي ِ جأرِ ال ّ لأ ْ حِتسابا ً َ َ ُ ِ إيمانا ً َوا ْ
ساقِ ٌ ا َ
ت كان َ ْ ن َ م ْ ط .والنسائيَ : ه َ ق ُ ش ّمةِ وَ ِ قَيا َ م ال ِ ما جأاَء ي َوْ َ م ي َعْد ِ ْ
ل ب َي ْن َهُ َ ن فَل َ ْ مَرأَتا ِ ْ
َ هما ع ََلى ال ُ َ
ل. مائ ِ ٌ َ ِ ه ْ ي ّ ق ش
ِ ُ د ح
َ أ و
َ َ ِ ةم يا
َ ق
ِ ال مَ ْ وَ ي َ ء جأا َ رى َ خ
ْ ُ دا
َ ح
ْ إ إلى ُ
ل ميِ َ ي ن
ِ تا
َ أ لَ ُ ْ َ
ر م ا ه
والمراد بقوله :يميل :الميل بظاهره بأن يرجأح إحداهما في المور الظاهرة
التي حرم الشارع الترجأيح فيها ل الميل القلبي لخبر عائشة رضي الله عنها كان
النبي يقسم بين نسائه ،فيعدل ويقول :اللهم هذا قسمي فيما أملك فل تلمني
فيما تملك ول أملك .يعني القلب.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة242 :
) (1/272
باب في التهاجأر
جَر َ ح ّ
ن ي َهْ ُ سل ِم ٍء أ ْ م ْ ل لِ ُ أخرج أحمد والطبراني عن رسول الله أنه قال» :ل ي َ ِ
ق«ِ أي مائلن عنه ما داما على ح ّ عن ال َ ن َ ما َناك َِبا ِ ل فَإ ِن ّهُ َ ث ل ََيا ٍء سِلما ً فَوْقاَ َثل ِ م ْ ُ
صرامهما وأولهما فيئا أي رجأوعا إلى الصلح يكون سبقه بالفيء كفارة له ،وإن ً ً
سلم فلم يقبل ورد ّ عليه سلمه ردت عليه الملئكة ،ورد ّ على الخر الشيطان،
فإن ماتا على صرامهما لم يدخل الجنة جأميعا ً أبدًا .وأبو داود والنسائي» :ل
َ
خ َ
ل ت دَ َ ما َ ث فَ َ جَر فَوْقاَ َثل ٍء ن هَ َ م ْ سِلما ً فَوْقاَ َثلث ،فَ َ م ْ جَر ُ ن ي َهْ ُ سل ِم ٍء أ ْ م ْ ل لِ ُ ح ّ يَ ِ
َ َ
ن
قَيا ِ ل ي َل ْت َ ِث ل ََيا ٍء خاه ُ فَوْقاَ َثل ِ جَر أ َ ن ي َهْ ُ سل ِم ٍء أ ْ م ْ ل لِ ُ ح ّ الّناَر«ِ والشيخان» :ل ي َ ِ
ُ ّ
م«ِ وأخذ منه العلماء أن سل ِ ذي ي َب ْد َأ ِبال ّ ما ال ِ خي ُْرهُ َ ذا وَ َ ض ها َ ذا وَي ُعْرِ ُ ض ها َ فَي ُعْرِ ُ
ن َوخميس، ل اث ْن َي ْ ِ مال ِفي ك ُ ّ ض الع ْ َ السلم يرفع إثم الهجر .ومسلم» :ت ُعَْر ُ
ت َ
مَرءا كان َ ْ ً شْيئا إل ا ْ ً رك ِبالله َ ش ِ رىٍءء ل ي ُ ْ م ِك الي َوْم ِ ل ْ ل ِفي ذال ِ َ جأ ّفَر الله ع َّز وَ َ فَي َغْ ُ
ح َ ُ
حَناُء َيقول :ات ْرِكوا ها َ خيهِ َ َ
فت َ ُ حا«ِ وفي رواية» :ت ُ ْ صطل ِ َ حّتى ي َ ْ ن َ ذي ِ ش ْ نأ ِ ه وَب َي ْ َ ب َي ْن َ ُ
َ ً ُ ُ
س َفيْغفَر ل ِك ّ َ
نجأل كا َ شرِك ِبالله إل َر ُ ل ع َب ْد ٍء ل ي ُ ْ مي ِ خ ِ ن َوال َ م الث ْن َي ْ ِ جن ّةِ ي َوْ َ ب ال َ وا ُ أب ْ َ
حّتى ن َ حا ،أْنظُروا هاذ َي ْ ِ صط َل ِ َ حّتى ي َ ْ ن َ ل :أْنظروا هاذ َي ْ ِ قو ُ حناُء فَي َ ُ ش ْ خيهِ َ ن أَ ِ ه وَب َي ْ َ ب َي ْن َ ُ
حا«ِ والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها َ
صطل ِ َ حّتى ي َ ْ ن َ َ
حا ،أْنظروا هاِذي ِ صطل ِ َ يَ ْ
ي رسول الله ،فوضع عنه ثوبيه ثم لم يستتم أن قام فلبسهما قالت :دخل عل ّ
فأخذتني غيرة شديدة ،فظننت أنه يأتي بعض صويحباتي ،فخرجأت أتبعه
فأدركته بالبقيع بقيع الغرقد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والشهداء فقلت بأبي
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وأمي أنت في حاجأة دينك ،وأنا في حاجأة الدنيا فانصرفت فدخلت حجرتي ولي
نفس عال ،ولحقني رسول الله فقال :ما هذا النفس يا
) (1/273
عائشة؟ِ فقلت :بأبي وأمي أتيتني فوضعت عنك ثوبيك ،ثم لم تستتم أن قمت،
فلبستهما فأخذتني غيرة شديدة فظننت أنك تأتي صويحباتي حتى رأيتك بالبقيع
تصنع ما تصنع .فقال :يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ِ
أتاني جأبريل عليه السلم ،فقال :هذه ليلة النصف من شعبان ،ولله فيها عتقاء
من النار بعدد شعور غنم كلب ل ينظر الله فيها إلى مشرك ،ول إلى مشاحن،
ول إلى قاطع رحم ،ول إلى مسبل إزاره ،ول إلى عاقا لوالديه ،ول إلى مدمن
خمر .قالت :ثم وضع عنه ثوبيه ،فقال :هذه ليلة النصف يا عائشة تأذنين لي
في قيام هذه الليلة قالت :نعم بأبي وأمي فقام فسجد طويل ً حتى ظأننت أنه
قد قبض فقمت ألتمسه ،ووضعت يدي على باطن قدميه ،فتحرك ففرحت
وسمعته يقول في سجوده :أعوذ بعفوك من عقابك ،وأعوذ برضاك من
ل وجأهك ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على سخطك ،وأعوذ بك منك جأ ّ
ن فإن جأبريلن وعلميه ّ ّ
ن له فقال :يا عائشة تعلميه ّ نفسك؛ فلما أصبح ذكرته ّ
ن في السجود. ن وأمرني أن أردده ّ علمنيه ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة243 :
)تنبيه( إن هجر أخيه المسلم فوقا ثلثة أيام حرام ،بل قال جأماعة من العلماء،
ي كبدعة أو فسق ولو خفيًا ،وضابطه أنه متى عاد إنه من الكبائر إل لعذر شرع ّ
إلى صلح دين الهاجأر أو المهجور جأاز وإل فل.
) (1/274
سانًا{ )سورة ح َنإ ْ دي ِ وال ِ َ شْيئا ً وَِبال َكوا ب ِهِ َ شرِ ُ دوا الله َول ت ُ ْ قال الله تعالىَ} :واع ْب ُ ُ
النساء (36 :قال ابن عباس :يريد البّر بهما مع اللطف ولين الجانب فل يغلظ
لهما في الجواب ،ول يحد ّ النظر عليهما ،ول يرفع صوته عليهما ،بل يكون بين
ك َأل ّ ضى َرب ّ َ يديهما مثل العبد بين يدي سيده تذلل ً لهما .وقال تعالى} :وَقَ َ
َ َ
ما َفل كلهُ َ هما أوْ ِ حد ُ ُ ك الك ِب ََر أ َ عن ْد َ َ
ن ِ ما ي َب ْل ُغُ ّ حسانا ً إ ّ نإ ْ وال ِد َي ْ ِدوا إل إّياه ُ وَِبال ْ َ ت َعْب ُ ُ
ن
م َ ح الذل ِّ ما جأَنا َ ض لهُ َ ف ْ خ ِ ً
ريما َوا ْ َ
ول ك ِ ً َ
ما ق ْ َ ْ
ما وَقل لهُ َُ ف َول ت َن ْهَْرهُ َ ل لُهما أ ّ َ ق ْ تَ ُ
صِغيرًا{ )سورة السراء 23 :ــــ (24 َ ني يا ب
َ َ َّ ِر ما َ ك ما ه م ح
َ ّ ْ َ ْ ُ َ ر ا ب ر ْ
ل ُ قال ّ ْ َ ِ َ
و ةم ح ر
صيُر{ )سورة لقمان (14 :فانظر م ِ ي ال َ ك إل ّ وال ِد َي ْ َ ي وَل ِ َ شك ُْر ل ِ َ نا ْ وقال} :أ ِ
وفقني الله وإياك كيف قرن شكرهما بشكره ،قال ابن عباس» :ثلث آيات
نزلت مقرونة بثلث ل يقبل الله منها واحدة بغير قرينتها إحداها قوله تعالى:
ل{ )سورة آل عمران (32 :فمن أطاع الله ولم سو َ َ َ
طيُعوا الّر ُ طيُعوا الله وَأ ِ }أ ِ
ة{كا َ صلة َ َوآُتوا الّز َ َ
موا ال ّ يطع الرسول لم يقبل منه .الثانية قوله تعالى} :أِقي ُ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ك لم يقبل منه .الثالثة قوله تعالى: )سورة البقرة (110 :فمن صلى ولم يز ّ
َ
ك{ )سورة لقمان (14 :فمن شكر الله ولم يشكر وال ِد َي ْ َ
ي وَل ِ َشك ُْر ل ِ َ نا ْ}أ ِ
خ ُ
ط الله ِفي س ْ
ن وَ ُ
وال ِد َي ْ ِ
ضا ال َ
ضا الله ِفي رِ َ
والديه لم يقبل منه ،ولذا قال » :رِ َ
ن«ِ وصح :أن رجأل ً جأاء يستأذن النبي في الجهاد ،فقال :أح ّ
ي وال ِد َي ْ ِ
ط ال َ
خ ِس ْ ُ
والداك؟ِ قال :نعم قال :ففيهما فجاهد .فانظر كيف فضل بّر الوالدين
وخدمتهما على الجهاد.
) (1/275
كشَرا ُ وأخرج أحمد والبخاري عن ابن عمر قال :قال رسول الله » :الك ََبائ ُِر ال ْ
س«ِ والطبراني عن ثوبان: مو ُ ن الغَ ُ مي ُ س َوالي ِ ف ِ ل الن ّ ْ ن وَقَت ْ ُ وال ِد َي ْ ِقوقاَ ال َ ِبالله وَع ُ ُ
ف«ِ ح ِ ن الّز ْ م َفَراُر ِ ن َوال َ وال ِد َي ْ ِ قوقاُ ال َ ُ
مل الشْرك ِبالله وَع ُ ُ ّ ٌ ن عَ َ معْهُ ّ »َثلَثة ل ي َن ْ َ
فع ُ َ
مك وَت ََعاَلى ع َل َي ْهِ ُ م الله ت ََباَر َ حّر َوأحمد والنسائي والحاكم عن ابن عمرَ» :ثلَثة َ
َ
ث«ِ أي خب ْ َقّر ِفي أهْل ِهِ ال ُ ذي ي ُ ِ ث ال ّ ِوال ِد َي ْهِ َوالد ّّيو ُ مرِ َوالَعاقاّ ل ِ َ خ ْن ال َ م ُ مد ْ ِ ةُ : جن ّ َال َ
الزنى فيهم مع علمه به .وقيل هو الذي ل يمنع الناس عن الدخول على زوجأته،
بل الذ ُُنو ِ وقيل هو الذي يشتري جأارية تغني للناس .والحاكم والصبهاني» :ك ُ ّ
هُ
جل ُن الله ي ُعَ ّ ن فَإ ِ ّ ما َ ي ُؤ َ ّ
وال ِد َي ْ ِ قوقاُ ال َ مةِ إل ع ُ ُ قَيا َ
وم ال ِ شاَء إلى ي َ ْ من َْها َ خُر الله ِ
نم ْ ت«ِ والخطيب عن علي رضي الله عنهَ » : ما ِ م َ ل ال َ حَياةِ قَب ْ َ حب ِهِ ِفي ال َ صا ِ لِ َ
ما«ِ وعن وهب بن منبه قال :أوحى الله تعالى إلى ن َوال ِد َي ْهِ فَ َ َ
قهُ َ قد ْ ع َ ّ حَز َ أ ْ
موسى عليه السلم يا موسى» :وّقر والديك فإن من وقر والديه مددت له في
عمره ووهبت له ولدا ً يبره؛ ومن عق والديه قصرت عمره ،ووهبت له ولدا ً
يعقه«ِ وقال أبو بكر بن مريم» :قرأت في التوراة أن من يضرب أباه يقتل«ِ.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة243 :
) (1/276
) (1/277
هؤلء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه،
ثم مات علقمة في يومه ،فحضره النبي ،فأمر بغسله وكفنه ،ثم صلى عليه
وحضر دفنه ،ثم قام على شفير قبره فقال :يا معشر المهاجأرين والنصار من
فضل زوجأته على أمه فعليه لعنة الله والملئكة والناس أجأمعين ،ل يقبل الله
ل ،ويحسن إليها ويطلب رضاها، صرفا ً ول عدل ً إل أن يتوب إلى الله عّز وجأ ّ
فرضا الله في رضاها وسخط الله في سخطها.
ً
وروي أن العوام بن حوشب قال :نزلت مرة حيا وإلى جأانب ذلك الحي مقبرة.
فلما كان بعد العصر انشقّ منها قبر ،فخرج رجأل رأسه رأس حمار وجأسده
جأسد إنسان ،فنهق ثلث نهقات ،ثم انطبق عليه القبر .فإذا عجوز تغزل شعرا ً
أو صوفًا .فقالت لي :امرأة أخرى :ترك تلك العجوز؟ِ قلت :ما لها؟ِ قالت :تلك
أم هذا؛ قلت :وما كان قصته؟ِ قالت :كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه
ق الله إلى متى تشرب الخمر؟ِ فيقول لها إنما أنت تنهقين كما ينهق ي ات ِيا بن ّ
الحمار .قالت فمات بعد العصر قالت :فهو ينشقّ عنه القبر بعد العصر كل يوم
فينهق ثلث نهقات ،ثم ينطبق عليه القبر والعياذ بالله من العقوقا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة243 :
)تنبيه( إن عقوقا الوالدين أو أحدهما وإن عل ،ولو مع وجأود أقرب منه من
الكبائر المهلكة اتفاقًا.
خاتمة في بر الوالدين
) (1/278
) (1/279
فقال :يا رسول الله هل بقي من بّر أبويّ شيء أبّرهما به بعد موتهما؟ِ فقال:
نعم الصلة عليهما :أي الدعاء والستغفار لهما ،وإنفاذ عهدهما من بعدهما
وصلة الرحم التي ل توصل إل بهما وإكرام صديقهما.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة243 :
وحكى البغوي في معالمه أنه كان في بني إسرائيل رجأل صالح له ابن طفل،
م أستودعك هذه العجلة لبني حتى وله عجلة أتى بها إلى غيضة ،وقال :الله ّ
ً
يكبر ومات الرجأل ،فصارت العجلة في الغيضة عونا ،وكانت تهرب من كل من
رآها ،فلما كبر البن كان باّرا ً بوالديه ،وكان يقسم ليله ثلثة أثلث يصلي ثلثًا،
وينام ثلثًا ،ويجلس عند رأس أمه ثلثًا ،فإذا أصبح انطلق ،فاحتطب على ظأهره
دقا بثلثه ،ويأكل ثلثه ،ويعطيفيأتي به السوقا ،فيبيعه بما شاء الله ،ثم يتص ّ
والدته ثلثه .فقالت له أمه يومًا :إن أباك وّرثك عجلة استودعها في غيضة كذا،
دها عليك،
فانطلق فادع اله إبراهيم وإسماعيل وإسحاقا ويعقوب أن ير ّ
ن شعاع الشمس يخرج من جألدها، وعلمتها أنك إذا نظرت إليها يخيل إليك أ ّ
وكانت تسمى تلك البقرة المذهبة لحسنها وصفرتها ،فأتى الفتى الغيضة فرآها
ترعى فصاح بها وقال :أعزم عليك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاقا ويعقوب،
فأقبلت تسعى حتى قامت بين يديه ،فقبض على عنقها يقودها ،فتكلمت البقرة
ن ذلك أهون عليك فقال الفتى :إن وقالت :أيها الفتى الباّر بوالدته اركبني ،فإ ّ
أمي لم تأمرني بذلك ،ولكن قالت :خذ بعنقها ،فقالت البقرة بإله بني إسرائيل
ي أبدًا ،فانطلق فإنك لو أمرت الجبل أن ينقلع من لو ركبتني ما كنت تقدر عل ّ
أصله ،وينطلق معك لفعل لبّرك بأمك ،فسار الفتى بها إلى أمه فقالت له :إنك
فقير ل مال لك ،ويشقّ عليك الحتطاب بالنهار والقيام بالليل ،فانطلق فبع هذه
البقرة قال :بكم أبيعها؟ِ قالت :بثلثة دنانير ول تبع بغير مشورتي ،وكان ثمن
البقرة ثلثة دنانير ،فانطلق بها إلى السوقا ،فبعث الله ملكا ً ليري
) (1/280
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
خلقه قدرته وليخبر الفتى بّره بوالدته ،وكان الله به خبيرًا .فقال له الملك :بكم
تبيع هذه البقرة؟ِ قال :بثلثة دنانير وأشترط عليك رضا والدتي .فقال الملك:
خذ ستة دنانير ول تستأمر والدتك .فقال الفتى :لو أعطيتني وزنها ذهبا ً لم
دها إلى أمه فأخبرها بالثمن .فقالت :فأرجأعها فبعها بستة آخذه إل برضا أمي فر ّ
دنانير على رضا مني ،فانطلق بها إلى السوقا وأتى الملك فقال :استأمرت
أمك؟ِ فقال الفتى :إنها أمرتني أن ل تنقصها عن ستة دنانير على أن أستأمرها.
فقال الملك :فإني أعطيك اثني عشر دينارا ً على أن ل تستأمرها ،فأبى الفتى
ن الذي يأتيك ملك في صورة آدمي ورجأع إلى أمه ،فأخبرها بذلك فقالت :إ ّ
ليختبرك ،فإذا أتاك فقل له :أتأمرنا أن نبيع هذه البقرة أم ل؟ِ ففعل .فقال له
ن موسى بن عمران الملك :اذهب إلى أمك فقل لها أمسكي هذه البقرة ،فإ ّ
يشتريها منكم لقتيل يقتل من بني إسرائيل ،فل تبيعوها إل بملء مسكها دنانير،
در الله على بني إسرائيل ذبح تلك البقرة بعينها ،فما زالوا
فأمسكها وق ّ
يستوصفون حتى وصف لهم تلك البقرة مكافأة على بّر والدته فضل ً منه
ورحمة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة243 :
) (1/281
وحكى اليافعي أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى سليمان بن داود عليهما
الصلة والسلم :أن أخرج إلى ساحل البحر تبصر عجبًا ،فخرج سليمان بن داود
ن والنس ،فلما وصل الساحل التفت يمينا ً وشمال ً فلم ير ومن معه من الج ّ
شيئًا ،فقال لعفريت :غص في هذه البحر ،ثم ائتني بعلم ما تجد فيه ،فغاص ،ثم
ي الله إني ذهبت في البحر مسيرة كذا وكذا لم أصل رجأع بعد ساعة وقال :يا نب ّ
ً
إلى قعره ول نظرت فيه شيئا ،فقال لعفريت آخر :غص في هذا البحر وائتني
بعلم ما تجد فيه ،فغاص ثم رجأع بعد ساعة وقال مثل قول الول ،إل أنه غاص
مثل الول مرتين .فقال لصف بن برخيا وهو وزيره الذي ذكره الله تعالى في
ب{ )سورة النمل (40:قال له :ائتني ن الك َِتا ِ
م َ عل ْ ٌ
م ِ عن ْد َه ُ ِ
ذي ِل ال ّ ِ
القرآنَ} :قا َ
بعلم ما في هذا البحر ،فجاء بقبة من الكافور البيض لها أربعة أبواب باب من
دّر وباب من ياقوت وباب من جأوهر ،وباب من زبرجأد أخضر ،والبواب كلها
مفتوحة ،ول يدخل فيها قطرة من الماء ،وهي في داخل البحر في مكان عميق
مثل مسيرة ما غاص فيه العفريت الول ثلث مرات ،فوضعها بين يدي سليمان
ي الثياب ،وهو قائم عليه السلم ،وإذا في وسطها شاب حسن الشباب نق ّ
يصلي ،فدخل سليمان عليه السلم القبة وسلم على ذلك الشاب وقال :ما
أنزلك في قعر هذا البحر؟ِ قال :يا نبي الله إنه كان أبي رجأل ً مقعدا ً وكانت أمي
عمياء ،فأقمت في خدمتها سبعين سنة ،فلما حضرت وفاة أمي قالت :اللهم
أطل حياة ابني في طاعتك ،ولما حضرت وفاة أبي قال :اللهم استخدم ولدي
في مكان ل يكون للشيطان عليه سبيل ،فخرجأت إلى هذا الساحل بعد ما
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
دفنتهما ،فنظرت هذه القبة موضوعة ،فدخلتها لنظر حسنها ،فجاء ملك من
الملئكة ،فاحتمل القبة وأنا فيها ،وأنزلني في قعر هذا البحر.
) (1/282
قال سليمان في أيّ زمان كنت أتيت هذا الساحل؟ِ قال :في زمان إبراهيم
الخليل عليه السلم ،فنظر سليمان عليه السلم في التاريخ ،فإذا له ألفا سنة
وأربعمائة سنة ،وهو شاب ل شيبة فيه ،قال :فما كان طعامك وشرابك داخل
هذا البحر؟ِ قال :يا نبي الله يأتيني كل يوم طير أخضر في منقاره شيء أصفر
مثل رأس النسان ،فآكله فأجأد فيه طعم كل نعيم في دار الدنيا ،فيذهب عني
الجوع والعطش والحّر والبرد والنوم والنعاس والفترة والوحشة .فقال
دني إلى موضعي يا ب أن تقف معنا أو ترد ّ إلى موضعك؟ِ فقال :ر ّ سليمان :أتح ّ
ده ،ثم التفت فقال :انظروا كيف استجاب الله ّ فر آصف يا ده
ّ ر فقال: نبي الله.
تعالى دعاء الوالدين ،فأحذركم عقوقا الوالدين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة243 :
) (1/283
) (1/285
وحكى شيخنا ابن حجر رحمه الله :أن رجأل ً غنيا ً حج فأودع آخر موسوما ً
بالمانة والصلح ألف دينار حتى يعود من عرفة ،فلما عاد وجأده قد مات ،فسأل
ورثته عن المال فلم يكن لهم به علم ،فسأل علماء مكة فقالوا :إذا كان نصف
الليل فائت زمزم وانظره فيها ،وناد يا فلن باسمه فإن كان من أهل الخير،
فسيجيبك من أّول مرة ،فذهب ونادى فيها فلم يجبه أحد ،فأخبرهم فقالوا :إنا
لله وإنا إليه راجأعون ،نخشى أن يكون صاحبك من أهل النار ،اذهب إلى أرض
اليمن ففيها بئر تسمى برهوت يقال إنه على فم جأهنم ،فانظر فيها بالليل وناِد
ل عليها،فيها يا فلن فسيجيبك منها .فمضى إلى اليمن وسأل عن البئر فد ّ
فذهب إليها ليل ً ونادى فيها يا فلن فأجأابه .فقال :أين ذهبي؟ِ فقال :دفنته في
الموضع الفلني من داري ،ولم أأتمن عليه ولدي فائتهم واحفر هناك تجده.
ن بك الخير .قال :كانت لي أخت فقال :ما الذي أنزلك هاهنا ،وقد كنت أظأ ّ
فقيرة هجرتها ،وكنت ل أحنو عليها فعاقبني الله بسببها ،وأنزلني هذا المنزل
وتصديق ذلك الحديث الصحيح :ل يدخل الجنة قاطع :أي قاطع رحمه وأقاربه.
)تنبيه( قد نقل القرطبي في تفسيره اتفاقا الئمة على حرمة قطع الرحم
ووجأوب صلتها ،والمراد بقطع الرحم قطع ما ألف القريب منه من سابق
الوصلة والحسان لغير عذر شرعي ،فلو كان لم يصل منه إلى قريبه إحسان
ول إساءة قط لم يفسق بذلك .ول فرقا بين أن يكون الحسان الذي ألفه مع
قريبه مال ً أو مكاتبة أو مراسلة أو زيارة أو غير ذلك ،فقطع ذلك كله يعد فعله
ة.
لغير عذر كبير ً
خاتمة في صلة الرحم
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة252 :
) (1/286
ن ِبالله
م ُن ي ُؤ ْ ِ ن َ
كا َ م ْ
أخرج الشيخان عن أبي هريرة قال :قال رسول الله َ » :
ه،
م ُ
صل َرح َْ ْ َ
خرِ فلي َ ِ ن ِبالله َوالي َوْم ِ ال ِ ن ي ُؤ ْ ِ
م ُ ن َ
كا َ م ْ
ه ،وَ َ
ف ُ
ضي ْ َ خرِ فَل ْي ُك ْرِ ْ
م َ َوالي َوْم ِ ال ِ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ
ت«ِ وأبو يعلى عن رجأل م ْ
ص ُخْيرا ً أوْ ل ِي َ ْ ل َق ْن ِبالله َوالي َوْم ِ الخرِ فَل ْي َ ُم ُن ي ُؤ ْ ِ ن َ
كا َ م ْ وَ َ
من خثعم :قال :أتيت النبي ،وهو في نفر من أصحابه قلت :أنت الذي تزعم
ب إلى الله؟ِ أنك رسول الله؟ِ قال :نعم .قلت يا رسول الله أيّ العمال أح ّ
قال :اليمان بالله .قلت :يا رسول الله ثم مه؟ِ قال :ثم صلة الرحم ،قلت :يا
رسول الله أيّ العمال أبغض إلى الله تعالى؟ِ قال :الشرك بالله ،قلت :يا
رسول الله ثم مه؟ِ قال :ثم قطيعة الرحم ،قلت :يا رسول الله ثم مه؟ِ قال:
ترك المر بالمعروف والنهي عن المنكر .وابن ماجأه :أسرع الخير ثوابا ً البّر
وصلة الرحم ،وأسرع الشّر عقوبة البغي وقطيعة الرحم .والطبراني وابن حبان
عن أبي ذّر :قال أوصاني خليلي رسول الله بخصال من الخير ،وأوصاني أن ل
أنظر إلى من هو فوقي ،وأن أنظر إلى من هو دوني ،وأوصاني بحب المساكين
والدنوّ منهم ،وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت ،وأوصاني أن ل أخاف في
الله لومة لئم ،وأوصاني أن أقول الحق ولو على نفسي وإن كان مّرًا،
وة إل بالله فإنها كنز من كنوز الجنة. وأوصاني أن أكثر من :ل حول ول ق ّ
والشيخان عن ميمونة :أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي ،فلما كان
يومها الذي يدور عليها فيه قالت :أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي.
قال :أو فعلت؟ِ قالت :نعم ،قال :أما إنك لو أعطيت أخوالك وأخواتك كان
ن فيه حاسبه الله حسابا ً يسيرا ً أعظم لجأرك .والطبراني والحاكم :ثلث من ك ّ
وأدخله الجنة برحمته قالوا :وما هي يا رسول الله؟ِ قال :تعطي من حرمك.
وتصل من قطعك ،وتعفو عمن ظألمك ،فإذا فعلت ذلك تدخل الجنة .والبخاري:
ذا قَط َعْ َ
ت ذي إ َ ل ال ّ ِ
ص َوا ِ ن ال َ
كاِفىِء َولك ِ ّ ل ِبالم َص ُوا ِ س ال َ»ل َي ْ َ
) (1/287
) (1/288
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
أخرج أحمد وابن ماجأه عن أبي بكر رضي الله عنه قال :قال رسول الله » :ل
ماِليك ِهِ َقاُلواَ :يا م َ ة إلى َ صِنيعَ َ سيُء ال ّ ذي ي ُ ِ كة :أي ال ّ ِ مل َ َ سّيىُء ال َ ة َ جن ّ َ ل ال َ خ ُ ي َد ْ ُ
مى؟ِ َقالَ: ُ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ َ
ن وََيتا َ كي َ ملو ِ م ْ ة أكثُر المم ِ َ م َ ن هاذ ِهِ ال ّ خب َْرت ََنا أ ّ سأ ْ سول َالله ألي ْ َ َر ُ
ن َ ُ َ ُ ُ ْ ْ َ ُ َ َ ْ َ
م َ فُعنا ِ ما ي َن ْ َ ن .قالوا :ف َ ما ت َأكلو َ م ّ م ِ موهُ ْ م وَأطعِ ُ مة أْولد ِك ْ م كَرا َ موهُ ْ م ،فأكرِ ُ ن َعَ ْ
و
ُ َ ه َ ف لى ّ ص
َ َ
ذا إ َ ف َ
ك في
َ ِ ْ ك ي ك َ ُ ك لو ُ م
َ ْ م الله، لَ ِ ِ بي س في ِ قاتل َ ت
ُ ُ ه ربط ٌ َْت س فر ل: َ قا َ نيا؟ِ الد ّ ْ
ِ
صلة َ ي كرم الله وجأهه قال :آخر كلم النبي » :ال ّ ك«ِ وأبو داود عن عل ّ خو َ أَ ُ
قوا الله فيما مل َ َ َ
م«ِ وفي رواية كان يقول في مرضه الذي مان ُك ُ ْ كت أي ْ َ ِ َ َ صلة َ َفات ّ ُ ال ّ
َ
ه«ِ سان ُ ُ قبض ل َ ما ي ُ ْ حّتى َ ها َ ل ي ُك َّرُر َ ما َزا َ م فَ َ مان ُك ُ ْ ت أي ْ َ مل َك َ ْ ما َ صلة َ وَ َ توفي فيه» :ال ّ
ُ ْ ْ َ َ
ما ت َأك ُلو َ
ن م ّ م ِ موهُ ْ م أطعِ ُ وأحمد والطبراني أنه قال في حجة الوداع» :أرِّقاَءك ُ ْ
عَباد الله فروه ُ فَِبيُعوا ِ وأ َل ْبسوهُم مما تل ْبسون ،فَإن جأاؤوا بذ َنب ل تريدو َ
ن ت َغْ ِ نأ ْ ُ ِ ُ َ ِ ْ ٍء ِ ْ َ َ ْ ِ ّ َ ِ َ ِ ُ
م«ِ وهو عن ه ت و ُ ق ُ
ك ل م ي ن م ع س ب ح ي ن َ أ ً ا ثم ْ إ بالمرء فى َ َ ك ومسلم: م«ِ ه بو ّ ذ
َ ُ ْ َ ِ َ
ِ َ ّ ْ ْ َ ْ َ ْ ْ ُ ُ َول ت ُعَ
ً
أبي مسعود البدري قال :كنت أضرب غلما بالسوط ،فسمعت صوتا من ً
خلفي :اعلم يا أبا مسعود ،فلم أفهم الصوت من الغضب ،فلما دنا مني إذ هو
رسول الله فإذا هو يقول :اعلم أبا مسعود أن الله تعالى أقدر عليك منك على
هذا الغلم فقلت :ل أضرب مملوكا ً بعده أبدًا .وفي رواية :فقلت :يا رسول الله
هو حّر لوجأه الله تعالى؛ فقال :أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار.
َ
ة«ِ وأبو داود م ِ قَيا َ م ال ِ ه ي َوْ َ من ْ ُ ه ظأ ُْلما ً أِقيد َ ِ مُلوك َ ُ م ْ ب َ ضر َ ن َ م ْ والطبرانيَ » :
ة«ِ ر م ن بعي س م و ي ّ
ل ُ ك قال: َ م د خا ال ن ع فو
ُ ع َ أ م َ ك الله َ
ل سو
َ ْ ٍء َ ْ َ َ ّ ً َ ِ ِ َ ِ ْ ْ والترمذيَ» :يا َ ُ
ر
وأحمد عن عائشة رضي
) (1/289
الله عنهما :أن رجأل ً قعد بين يدي رسول الله فقال :يا رسول الله ،إن لي
مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم ،فكيف أنا منهم؟ِ
ك وَك َذ َُبو َ
ك صو َ ك وَع َ ُ خاُنو َ ما َ ب َ س ُ ح َ مةِ ي ُ ْ قَيا َ م ال ِ ن ي َوْ ُ كا َ ذا َ فقال رسول الله » :إ َ
ك، ك َول َ ع َل َي ْ َ فافا ً ل ل َ َ ن كَ َ كا َ م َ قد ْرِ ذ ُُنوب ِهِ ْ م بِ َ ك إّياهُ ْ قاب ُ َ ع َ ن ِ كا َ ن َ م ،فَإ ِ ْ ك إّياهُ ْ قاب ُ َ ع َ وَ ِ
م فَوْقاَ ك إّياهُ ْ ن عقاب ُ َ كا َ ن َ كَ ،وإ ْ ضل ً ل َ َ ن فَ ْ كا َ م َ ن ذ ُُنوب ِهِ ْ دو َ م ُ ك إّياهُ ْ قاب ُ َ ع َ ن ِ كا َ ن َ َوإ ْ
ل ،فتنحى الرجأل وجأعل يهتف ويبكي فقال له ض ُ ف ْ ك ال َ من ْ َ م ِ ص ل َهُ ْ م اقْت ُ ّ ذ ُُنوب ِهِ ْ
س َ قَرأ قَوَ َ ْ َ
مةِ قَيا َ ط ل ِي َوْم ِ ال ِ ق ْ ن ال َ واِزي َ م َ ضعُ ال َ ل الله تعالى} :وَن َ َ ما ت َ ْ رسول الله :أ َ
ن{ ل أت َي َْنا ِبها وَك َ َ َ قا َ مث ْ َ ن َ ً س َ َفل ت ْ
سِبي َ حا ِ فى ِبنا َ خْرد َ ِ ن َ م ْ حب ّةٍء ِ ل َ ن ِ كا َ شْيئا وَإ ِ ْ ف ٌ م نَ ْ ظل ُ
شْيئا ً ؤلِء َ ي وَل ِهَ ُ َ سو َ جأ ُ قا َ )سورة النبياء (47 :فَ َ
ما أجأد ُ ل ِ َ ل الله َ لَ :والله َيا َر ُ ل الّر ُ
ّ َ َ م ،أ َ ْ
مام«ِ وابن حّبان والبيهقيَ » : ُ
حَراٌر كلهُ ْ مأ ْ ك أن ّهُ ْ شهَد ُ َ فاَرقَت ِهِ ْ م َ ن ُ م ْخْيرا ً ِ َ
َ َ َ َ َ
ة«ِ م ِ قَيا َ م ال ِ واِزين ِك ي َوْ َ م َ جأٌر لك ِفي َ مل ِهِ فَهُوَ أ ْ ن عَ َ م ْ مك ِ خاد ِ ِ ن َ ت عَ ْ ف َ ف ْ خ ّ َ
ن ً ُ
ة أع ْت َقَ الله ب ِك ّ َ ن أع ْت َقَ َرقَب َ ً َ
م َ ه ِ من ْ ُ ضوا ِ من َْها ع ُ ْ ضوٍء ِ ل عُ ْ م ً سل ِ َ م ْ ة ُ م ْ والشيخانَ » :
ة:صل ً م َ من ْهُ ْ ل الله ِ قب َ ُ ة ل يَ ْ ه«ِ وأبو داود وابن ماجأهَ» :ثلث َ ٌ جأ ِ فْر ِ ه بِ َ جأ ُ حّتى فَْر َ الّنارِ َ
حّررا ً جأ ٌ ً َ جأ ٌ َ َ ً َ
م َ مد َ ُ ل اع ْت َ َ صلة َ د َِبارا وََر ُ ل أَتى ال ّ ن وََر ُ هو َ ه كارِ ُ مل ُ وما وَهُ ْ مق ْ قد ّ َ ن تَ َ م ْ َ
ل الله َ َ َ َ َ َ ُ َ
سو ِ مَرأة ٌ إلى َر ُ تا ْ جأاَء ِ ه َ ه«ِ وروي» :أن ّ ُ ه أوْ أن ْكَر ُ ق ُ عت ْ َ م ِ م كت َ َ هث ّ ق ُ ي َعِْني أع ْت َ َ
َ َ َ َ ْ
ت َ َ
ت ع َلي َْها ذال ِك؟ِ قال ْ ة :قال هَل َرأي ْ ِ ْ َ َ مِتي َيا َزان ِي َ ُ تل ّ ُ
سول الله إّني قل ُ َ ت َيا َر ُ قال َ ْ فَ َ
ما إن َّها َ لَ ،قا َ
ل :أ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/290
َ َ
ت وطا ً وََقال َ ْ س ْجأاِريت َِها فَأع ْط َت َْها َ مْرأة ُ إَلى َ ت ال َ جأعَ ِ ة :فََر َ م ِقَيا َ
م ال ِدك ي َوْ َ قي ّ ُ ست َ َ
ه ِبعتقَها َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ
خب ََرت ْ ُل الله فأ ْ سو ِ ت إلى َر ُ جأعَ ْم َر َ قْتها ،ث ّ ة فأع ْت َ َ جارِي َ ُت ال َ ديِني فأب َ ِ جأل ِ ا ْ
ه«ِ. ب ها
ِ َ ِ ِتي ْ ف َ ذَ ق ما ها ياإ ك ُ ق ت
ْ ُ َ ِ ْ ِ ّ َ ع ر ّ فَ ك ي ن أ سى، ع
ْ َ َ ي أ سى َ َ ع ل: َ قا
َ فَ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة256 :
وحكي أنه دخل جأماعة على سلمان الفارسي ،وهو أمير على المدائن فوجأدوه
يعجن عجين أهله فقالوا :أل تترك الجارية تعجن؟ِ فقال :أرسلناها في عمل
فكرهنا أن نجمع عليها عمل ً آخر.
ً
وحكي أن عمر بن عبد العزيز قال يوما لجاريته ،رّوحيني أنام فرّوحته فنام،
فغلبها النوم فنامت ،فلما انتبه أخذ المروحة وجأعل يروحها؛ فلما انتبهت ورأته
يروحها صاحت ،فقال لها عمر :إنما أنت بشر مثلي أصابك من الحّر ما أصابني،
فأحببت أن أرّوحك كما روحتيني.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة256 :
فصل في حقوقا الجيران
) (1/291
ذي حسانا ً وَب ِ ِ نإ ْ والد َي ْ ِ شْيئا ً وَِبال َ كوا ب ِهِ َ شرِ ُ دوا الله َول ت ُ ْ قال الله تعالىَ} :واع ْب ُ ُ
بح ِ صا ِ ب َوال ّ جن ْ ِ جارِ ال َ قْرَبى َوال َ جارِ ِذي ال ُ ن َوال َ كي َ سا ِ م َ مى َوال َ قْرَبى والي ََتا َ ال ُ
ب{ )سورة النساء (36 :وأخرج الشيخان عن ابن عمر وعائشة قال :قال جن ْ ِِبال َ
ن
م ْ ه«ِ والبخاريَ » : سي ُوَّرث ُ ُ ه َ ت أن ّ ُ َ
حّتى ظأن َن ْ ُ صيِني َ ل ُيو ِ ري ُ جأب ْ ِ ل ِ ما َزا َ رسول الله َ » :
خْيرا«ِ ومسلم: ً ساِء َ صوا ِبالن ّ َ ست َوْ ُ جأاَره ُ َوا ْ َ
ن ِبالله َوالي َوْم ِ الخر فل ي ُؤ ْذ ِ َ م ُ ن ي ُؤ ْ ِ كا َ َ
من ه«ِ وأحمد والبخاريَ» :والله ل ي ُؤ ْ ِ جأارِ ِ ن إلى َ س ْ ح ِ ن ِبالله فَل ْي ُ ْ م ُ كان ي ُؤ ْ ِ ن َ م ْ » َ
ه«ِ وأحمد والبزار وابن ْ ّ ْ ْ
ق ُ وائ ِ َ جأاُره ُ ب َ َ ن َ م ُذي ل ي َأ َ من ال ِ من َوالله ل ي ُؤ ِ َوالله ل ي ُؤ ِ
صلت َِها َ ِ َ ة ر ْ ثَ ك ن م
َ َ َ ُ ِ ْ ر ُ كْ ذ ت ة ن فل ُ ن
ّ »إ : الله لرسول رجأل قال والحاكم حبان
َ
ل الله سو َ لَ :يا َر ُ ي ِفي الّناِرَ .قا َ ساِنها .قال :ه ِ َ جأاَرها ب ِل ِ َ صد َقَت َِها غ َي َْر أّنها ت ُؤ ِْذي َ وَ َ
َ
واِر :أي صد ّقاُ ِبالث ْ َ صد َقَِتها ،وَأن َّها ت َ َ مَها وَ َ صَيا ِ صلت َِها وَ ِ ن قِل ّةِ َ م ْ كر ِ ة تذ ْ ُ إن ُفلن َ َ
لخ ُ ة«ِ ومسلم» :ل ي َد ْ ُ جن ّ ِ ي ِفي ال َ ل :ه ِ َ جأيَران ََهاَ ،قا َ ط َول ت ُؤ ِْذي ِ من القْ ِ ت ِ قط ََعا ِ ال َ
ّ ْ
م
جارِهِ ي َوْ َ ق بِ َ مت َعَل ٍء جأارٍء ُ ن َ م ْ م ِ ه«ِ والبخاري» :ك َ ْ ق ُ وائ ِ َ جأاُره ُ ب َ َ ن َ م ُ ن ل ي َأ َ م ْ جّنة َ ال َ
َ َ
عني«ِ والحاكم ه َ معُْروفَ ُ من َعَ َ دوِني فَ َ ه ُ ب هاذا أغ َلقَ َباب َ ُ ل َيا َر ّ قو ُ مةِ ي َ ُ قَيا َ ال ِ
ه«ِ والبزار جأن ْب ِ ِ جأائ ِعٌ إلى َ جأاُره ُ َ شب َعُ وَ َ ذي ي َ َ ن ال ِ ّ م ُ مؤ ْ ِس ال ُ َ
والبيهقي» :لي ْ َ
م«ِ َ
جأن ْب ِهِ وَهُوَ ي َعْل ُ جأائ ِعٌ إلى َ جأاُره ُ َ ن وَ َ شب َْعا َ ت َ ن َبا َ م ْ ي َ ن بِ َ م َ ما آ َ والطبرانيَ » :
ه؟ِجأارِ ِ َ
جارِ ع َلى َ حقّ ال َ ما َ ل الله َ سو َ والطبراني عن معاوية بن جأندب قلتَ» :يا َر ُ
َ َ
ن
ه ،وَإ ِ ْ ضت َ ُ ضك أقَْر ْ قَر َ ست َ ْ نا ْ ه ،وَإ ِ ِ شّيعت َ ُ ت َ ما َ ن َ ه ،وإ ْ ض ع ُد ْت َ ُ مر َ ن َ ل :إ ْ َقا َ
) (1/292
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ك هَ ،ول ت َْرفَعْ ب َِناَء َ خير هَنأ ْته ،وإ َ أ َع ْوز سترته ،وإ َ
ة ع َّزي ْت َ ُ صيب َ ٌ م ِ ه ُ صاب َت ْ ُ نأ َ ه َ ٌْ ّ َ ُ َِ ْ صاب َ ُ نأ َ ََ َ َْ َ ُ َِ ْ
َ َ َ َ
ه منها«ِ فل ُ ن ت َْغر َ ح قِد ْرِك إل أ ْ ري ِ حَ ،ول ت ُؤ ْذ ِهِ ب ِ ِ سد ّ ع َلي ْهِ الّري َ فَوْقاَ ب َِنائ ِهِ فَت ّ ُ
ت ب ِهِ مل ْ ُ ذا ع َ ِ حّتى إ َ ل َ م ٍء ل الله د ُل ِّني ع ََلى ع َ َ سو َ لَ :يا َر ُ جأل ً َقا َ ن َر ُ والبيهقي» :أ ّ
َ َ ً
ن؟ِ س ٌ ح ِ م ْ م أّني ُ ف أع ْل ُ َ
سول الله كي ْ َ قالَ :يا َر ُ َ َ
سنا ف َ ح ِ م ْ ن ُ ُ
قال :ك ْ َ جّنة فَ َ ت ال َ خل ْ ُ دَ َ
سيءٌ م َ
ك ن إ لوا ُ َ
قا ن إ و ن، س ح م ت نَ أ َ ف ن س ح م ك َ ن إ لوا ُ قا َ ن إَ ف َ
ك ن را جأي ْ
ل س ل: َ َقا
ُ ِ ّ ْ َ ُ ْ ِ ٌ َِ ْ ُ ْ ِ ٌ ّ ِ ْ ِ َ َ َ
َ َ
حد ٌ وَهُوَ أد َْنى حقّ َوا ِ ه َ جاٌر ل َ ُ ة :فَ َ ن َثلث َ ٌ جيَرا ُ سيٌء«ِ والبزار وأبو نعيم» :ال ِ م ِ ت ُ فَأن ْ َ
َ
جاٌرحد ٌ ف َ َ حقّ َوا ِ ه َ ذي ل َ ُ ما ال ّ ِ قا ،فَأ ّ قو ٍء ح ُ ة ُ ه َثلث َ ُ جأاٌر ل َ ُ ن ،وَ َ قا ِ ح ّ ه َ جأاٌر ل َ ُ قًا ،وَ َ ح ّ ن َ جيَرا ِ ال ِ
َ َ
ذي ما ال ّ ِ واِر ،وَأ ّ ج َ حقّ ل ِل ْ ِ سلم ِ وَ َ حقّ ِللِ ْ م َ سل ِ ٌ م ْ جاٌر ُ ن فَ َ قا ِ ح ّ ه َ ذي ل َ ُ ما ال ّ ِ ك ،وَأ ّ شرِ ٌ م ْ ُ
م«ِ ح
ِ ر لل ِ ق ح و
ِ َ ّ َ ْ ِ َ َ ّ ِ َ ِ َ َ ّ ّ ر وا ج ْ ل ِ ل ق ح و م سل للِ ِ ق ح م، ح
ِ ر ذو ُ م ِ ل س م ر جا َ ف قا، قو ُ ح ة
ُ َ ث ثلَ لَ ُ
ه
ِ َ َ ٌ ُ ْ َ ٍء ٍء ُ
ك«ِ جأيَران َ َ قا ،وَت ََعاهَد ْ ِ مَر َ ت فَأك ْث ِرِ ال َ خ َ ذا طب َ ْ والترمذي والنسائيَ» :يا أَبا ذ َّر إ َ
ة«ِ شا ٍء ن َ س َ جاَرت َِها وَلوْ فَْر َ َ جأاَرة ً ل ِ َ ن َ قَر ّ ح ِ ت ل تَ ْ مَنا ِ مؤ ْ ِ ساَء ال ُ والشيخانَ» :يا ن ِ َ
دارا«ِ وروي :أن سبب ابتلء يعقوب بابنه يوسف ً َ
ن َ وارِ أْرب َُعو َ ج َ حد ّ ال ِ والبيهقيَ » :
عليهما السلم أنه اجأتمع هو وابنه على أكل جأمل مشويَ وهما يضحكان وكان
دة له عجوز لبكائه ،وبينهما لهم جأار يتيم فشم ريحه واشتهاه ،وبكى وبكت جأ ّ
ً
جأدار ول علم عند يعقوب وابنه ،فعوقب يعقوب بالبكاء أسفا على يوسف إلى
أن سالت وابيضت عيناه من الحزن ،فلما علم بذلك كان بقية حياته يأمر مناديا ً
د ،عند آل يعقوب .اللهم حسن ينادي على سطحه :أل من كان مفطرا ً فَل ْي َت َغَ ّ
أخلقنا
) (1/293
) (1/294
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
باب القتل
ب ض َ خاِلدا ً ِفيها وَغ َ ِ م َ جأهَن ّ ُ جَزاؤ ُه ُ َ مدا ً فَ َ مت َعَ ّ منا ً ُ مؤ ْ ِ ل ُ قت ُ ُن يَ ْ م ْ قال الله تعالى} :وَ َ
ً ً َ َ
عظيما{ )سورة النساء (93 :أخرج الشيخان ذابا َ ه عَ َ ه وَأع َد ّ ل ُ الله ع َل َي ْهِ وَل َعَن َ ُ
ما سو َ ت ِقي َ مهْل ِ َ َ
ل الله َ ل َيا َر ُ كا ِ ت أي ال ُ قا ِ موب َ سب ْعَ ال ُ جأت َن ُِبوا ال ّ عن أبي هريرة» :ا ْ
ق«ِ الحديث: ح ّ م الله إل ِبال َ حّر َ س الِتي َ ّ ك ِبالله وَقَت ْ ُ شَرا ُ ل ال ْ نَ :قا َ
ف ِ ل الن ّ ْ هُ ّ
سى ب عَ َ ل ذ َن ْ ٍء ُ
والنسائي والحاكم وصححه عن معاوية قال :قال رسول الله » :ك ّ
مدًا«ِ وأبو داود َ َ
مت َعَ ّمنا ً ُ مؤ ْ ِ ل ُ قت ُ ُ ل يَ ْ جأ ُكاِفرا ً أوْ الّر ُ ت َ مو ُ ل يَ ُ جأ ُ فَره ُ إل الّر ُ ن ي َغْ ِ الله أ ْ
جأ َ َ وابن حبان عن أبي الدرداء» :ك ُ ّ
ت مو ُ ل يَ ُ فَره ُ إل الّر ُ ن ي َغْ ِ سى الله أ ْ ب عَ َ ل ذ َن ْ ٍء
منا ًمؤ ْ ِ ل ُ ن قَت َ َ م ْ مدًا«ِ وأبو داود والضياء عن عبادةَ » : مت َعَ ّمنا ً ُ مؤ ْ ِ قُتل ُ ركا ً أ َوْ ي َ ْ ش ِ م ْ ُ
فلً«ِ والنسائي دلً :أيْ فَْرضا ً َول ن َ َ ْ ع ول َ ً ارف ص
ِ ْ ُ َ ْ ه ن م الله َ ََ ِ ِْ ِ ْ َ َ ِ
ل ب ْ ق ي م َ ل ه ل ت َ ق ب َ
ط ب تْ غ فا
َ
ل الد ّْنيا«ِ والترمذي ن َزَوا ِ م ْ عن ْد َ الله ِ م ِ ن أع ْظ َ ُ م ِ مؤ ْ ِ ل ال ُ والضياء عن بريدة» :قَت ْ ُ
َ ن أ َهْ َ َ
ن
م ٍء مؤ ْ ِ شت ََركوا ِفي د َم ِ ُ ضا ْ ِ ل الْر ماِء وَأهْ َ س َ ل ال ّ عن أبي هريرة» :ل َوْ أ ّ
سل ِم ٍء م ْ ن على قَْتل ُ عا َ ن أَ َ م ْ ل ِفي الّناِر«ِ وابن ماجأه عنهَ » : جأ ّ م الله ع َّز وَ َ لك َب ّهُ ُ
مةِ الله«ِ والنسائي عن ابن ح َ ن َر ْ م ْ س ِ ن ع َي ْن َي ْهِ آي ِ ٌ ً
مك ُْتوبا ب َي ْ َ ي الله َ ق َ َ
مةٍء ل ِ شط ْرِ ك َل ِ َ بِ َ
مسعود :أّول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلة ،أّول ما يقضى به بين
الناس في الدماء.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة259 :
) (1/295
ه«ِ حسب ُ جأْزٌء َ ل ِ قات ِ ِ ن وَل ِل ْ َ سّتو َ سع ٌ و َ ِ مرِ ت ِ ْ جأْزءا ً فَِلل ِ ن ُ سب ِْعي َ ت الّناُر َ م ِ س َ وأحمد» :قُ ّ
والبزار والطبراني يخرج عنق من النار يتكلم بلسان طلق ذلق له عينان يبصر
بهما وله لسان يتكلم به ،فيقول :إني أمرت بمن جأعل مع الله إلها ً آ خر وكل
جأبار عنيد ،وبمن قتل نفسا ً بغير حق فينطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة
خذ َ َ
ل ن َ م ْ ل َ قو ُ جأُنود َه ُ فَي َ ُ ث ُ س بَ ّ ح إب ِْلي ُ صب َ َ
ذا أ ْ عام .وابن حبان في صحيحه» :إ َ
ّ َ َ َ َ
حّتى طلقَ ل ب ِهِ َ م أَز ْ ل :ل ْ قو ُ جيُء ،هاذا فَي َ ُ ل :فَي َ ِ ج َقا َ ه الّتا َ ست ُ ُ سِلما ً أل ْب َ ْ م ْ م ُ الي َوْ َ
شرِكَ ُ
حّتى أ ْ م أَز ْ َ َ قو ُ ذا فَي َ ُ جيُء ها َ َ ُ قو ُ ه فَي َ ُ ا َ
ل ب ِهِ َ ل :ل ْ ج ،وَي َ ِ ن ي َت ََزوّ َ شك أ ْ ل ُيو ِ مَرأت َ ُ ْ
حّتى قت َ
ل ُ م أَز ْ َ َ قو ُ َ ْ َ َ قو ُ َ
ل ب ِهِ َ ل :ل ْ هذاا ،في َ ُ جيُء َ ج وَي َ ِ ه الّتا َ س ُ ت ،وَي ُلب ِ ُ ت أن ْ َ ل :أن ْ َ ِبالله في َ ُ
ّ ْ َ قو ُ فَي َ ُ
قها ِفي الّنارِ خن ُ ُه يَ ْ س ُ ف َ خن ِقُ ن َ ْ ذي ي َ ْ ج«ِ والبخاري» :ال ِ ه الّتا َ س ُت ،وَي ُلب ِ ُ ت أن ْ َ ل :أن ْ َ
م ِفي الّناِر«ِ ح ُ قت َ ِ م يَ َ ح ُ قت ِ ذي ي َ ْ ه ِفي الّناِرَ ،وال ّ ِ س ُ ن نف َ ه يطع ُ س ُ ف َ ن نَ ْ ذي ي َط ْعَ ُ َوال ّ ِ
ل:ما َقا َ مدا ً فَهُوَ ك َ َ مت َعَ ّ كاِذبا ً ُ سلم ِ َ مل ّةِ غ َي ْرِ ال ْ ن بِ ِ مي ٍء ف ع ََلى ي َ ِ حل َ َ ن َ م ْ والشيخانَ » :
ما ل ل ن َذ َْر ِفي َ جأ ٍء س ع ََلى َر ُ ة ،وَل َي ْ َ م ِ قَيا َ م ال ِ ب ب ِهِ ي َوْ َ يٍءء ع ُذ ّ َ ش ْ ه بِ َ س ُ ف َ ل نَ ْ ن قَت َ َ م ْ وَ َ
ه
س ُ ف َ ح نَ ْ ن ذ َب َ َ م ْ قت ْل ِهِ وَ َ فرٍء فَهُوَ ك َ َ منا ً ب ِك ُ ْ مؤ ْ ِ مى ُ ن َر َ م ْ ه ،وَ َ قت ْل ِ ِ ن كَ َ م ُ مؤ ْ ِ ن ال ُ ك ،وَل َعْ ُ مل ِ ُ يَ ْ
ن أك ْب ََر الك ََبائ ِرِ ِ َ
عن ْد َ ة«ِ وفي كتابه إلى أهل اليمن» :إ ّ م ِ قَيا َ م ال ِ ب ب ِهِ ي َوْ َ يٍءء ع ُذ ّ َ ش ْ بِ َ
ق«ِ الحديث وروي ح َ من َةِ ب ِغَي ْرِ َ مؤ ْ ِ س ال ُ ف ِ ل الن ّ ْ ك ِبالله وَقَت ْ ُ شَرا ُ مةِ ال ْ قَيا َ م ال ِ الله ي َوْ َ
عن أبي حازم أنه قال :شاهدت عمر بن عبد العزيز ،وقد رقد رقدة على أثر
وجأد وجأده فبكى ،ثم ضحك فلما انتبه قال أبو حازم :يا أمير المؤمنين ما
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/296
الذي عراك في منامك حتى ضحكت بعد البكاء قال :أرأيت ذلك؟ِ قلت :نعم
وجأميع من حولك .قال :رأيت كأن القيامة قد قامت ،وقد حشر الناس مائة
فًا ،وإذا مناد ٍء ينادي أين عبد الله بن
فا ً أمة محمد منهم ثمانون ص ّ وعشرين ص ّ
ل فحوسب أبي قحافة ،فأجأاب فأخذته الملئكة ،فأوقفوه أمام ربه عّز وجأ ّ
حسابا ً يسيرًا ،ثم نجا وأمر به وبصاحبه إلى الجنة ،ثم نودي بعلي بن أبي طالب،
فجيء به فحوسب حسابا ً يسيرًا ،ثم أمر به إلى الجنة.
قال عمر بن عبد العزيز :فلما قرب المر مني نودي أين عمر بن عبد العزيز؟ِ
قال :فتصببت عرقا ً ثم أخذتني الملئكة فأوقفوني أمام الحق سبحانه وتعالى،
فسألني عن النقير والقطمير ،وعن كل قضية قضيتها ،ثم غفر لي فأمر بي ذات
سل ْ ُ
ه اليمين ،فمررت بجيفة ملقاة فقلت للملئكة :ما هذه الجيفة؟ِ فقالواَ :
دمت إليه فسألته ووكزته برجألي ،فرفع رأسه وفتح عينيه ،فقلت :من جب ْ َ
ك فتق ّ يُ ِ
أنت .فقال :من أنت؟ِ فقلت :أنا عمر بن عبد العزيز .فقال لي :ما فعل الله
ي ورحمني وفعل بي كما فعل بمن سلف من الئمة، بك؟ِ فقلت :تفضل عل ّ
فقال :ليهنك ما صرت إليه ،فقلت له :من أنت؟ِ فقال :أنا الحجاج بن يوسف
ل ،فوجأدته شديد العقاب والغضب ،قتلني بكل قتيل قدمت على الله عّز وجأ ّ
قتلة ،وقتلني بسعيد بن جأبير سبعين قتلة ،وها أنا بين يدي ربي أنتظر ما ينتظر
الموحدون من ربهم إما إلى الجنة وإما إلى النار.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة259 :
)تنبيه( قد أجأمع العلماء على أن تعمد ّ قتل المكلف آدميا ً محترما ً بل حق من
ي وزيد بن أكبر الكبائر .وقال ابن عباس وأبو هريرة وابن عمر وحسن بن عل ّ
ثابت رضي الله عنهم :ل تقبل توبة قاتل المؤمن عمدًا ،لكن ذهب أهل السنة
إلى قبول توبته كالكافر؛ بل أولى ول يتحتم ،بل هو في خطر المشيئة ول يخلد،
وإن لم يتب وكلم الروضة وأصلها يدل على بقاء العقوبة الخروية ،وإن وجأد
قود وكفارة.
) (1/297
باب الجهاد
قال الله تعالى} :يا أ َيها ال ّذين آمنوا هَ ْ َ
ب
عذا ٍء ن َم ْ م ِ جيك ُ ْ جاَرةٍء ت ُن ْ ِ م ع ََلى ت ِ َ ل أد ُل ّك ُ ْ ِ َ َ ُ َ َّ
ُ ُ َ ُ َ َ
م
م ذال ِك ْ سك ْ ف ِ م وَأن ْ ُ وال ِك ْ م َ ل الله ب ِأ ْ سبي ِ ِ ن ِفي َ دو َ جاه ِ ُ سول ِهِ وَت ُ َ ن ِبالله وََر ُ مُنو َ أِليم ٍء ت ُؤ ْ ِ
حت َِها
ن تَ ْم ْ ري ِ ج ِ ت تَ ْ جأّنا ٍء م َ خلك ُ ْ م وَي ُد ْ ِ م ذ ُُنوب َك ُ ْ فر ل َك ُ ْ ن ي َغْ ِ
مو ْ م ت َعْل َ ُن ك ُن ْت ُ ْ مإ ْ خي ٌْر ل َك ُ ْ
َ
صٌر ُ َ َ َ
حّبون ََها ن َ ْ خَرى ت ُ ِ ظيم ِ وَأ ْ فوُْز العَ ِ ن ذال ِك ال َ ت ع َد ْ ٍء جأّنا ِ ة ِفي َ ن طي ّب َ ً ساك ِ َ م َ الْنهار وَ َ
ن{ )سورة الجمعة 10 :ــــ (13وأخرج مني َ مؤ ْ ِ شرِ ال ُ ب وَب ِ ّ ري ٌحق ِ َ َ
ن الله وَفت ْ ٌ م َ ِ
س ُ َ ُ
ن أقاِتل الّنا َ تأ ْ مْر ُ الشيخان وأبو داود عن أبي هريرة ،قال رسول الله » :أ ِ
موا مّني ذا َقاُلو َ ل الله ،فَإ ِ َ سو ُ َ َ حّتى ي َ ْ
ص ُ ها ع َ َ ن ل اله إل الله وَأّني َر ُ دوا أ ّ شهَ ُ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
َ
على الله«ِ وأبو داود وأبو يعلى عنه: م َ ساب ُهُ ْ ح َ قَها وَ ِ ح ّ م إل ّ ب ِ َ وال َهُ ْ م َ م وَأ ْ ماَءهُ ْ دَ َ
ن
م ْم«ِ والشيخان وأبو داود عن أبي موسى الشعريَ » : ُ َ
ب ع َلي ْك ْ جأ ٌ جَهاد َوا ِ »ال ِ
ل الله«ِ والشيخان عن أبي سبي ِ ي العُلَيا فهُوَ ِفي َ َ ْ ة الله ه ِ َ م ُ َ
ن كل ِ َ ُ
ل ل ِت َكو َ َقات َ َ
ل؟ِ َقا َ َ
هِ ،قي َ
ل: سول ِ ِ ن ِبالله وََر ُما ٌ ل» :إي َ ض ُ ل أفْ َ م ِ هريرة :سئل رسول الله :أيّ العَ َ
مب ُْروٌر«ِ وهما ج
َ ّ َ ح َ
ل: َ
قا َ
ذا؟ِ ما
ّ َ م ُ ث ل: َ قي
ِ الله، ل
سِبي ِ جهاد ِفي َ ل :ال ِ ذا؟ِ َقا َ ما َ م َ ثُ ّ
عنه :مثل المجاهد في سبيل الله ،والله أعلم بمن يجاهد في سبيله ،كمثل
الصائم القائم الدائم الذي ل يفتر من صيام ،ول صدقة حتى يرجأع ،وتوكل الله
للمجاهد في سبيله إذ يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجأعه سالما ً مع أجأر وغنيمة،
ة«ِ والطبراني عن ج َ
ح ّن ِ مسي َ خ ْ ن َ م ُ خي ٌْر ِ سبيل الله َ ة ِفي َ ساع َ ٌ والديلمي عنهَ » :
لَ ،ول ف الوّ ِ ص ّ ل الله ِفي ال ّ سِبي ِن ِفي َ ُ
قات ِلو َ ن يُ َ ذي َ ّ
داُء ال ِ شهَ َ نعيم بن هبار» :ال ّ
ْ َ ُ ُ
ن ِفي قو َ ك ي َلت َ ُ ن فأولئ ِ َ قت َلو َ حّتى ي ُ ْ م َ جأوه ِهِ ْ ن بو ُ فُتو َ ي َل ْت َ ِ
) (1/298
ك إَلى ع َب ْد ِهِ ح َ ض ِذا َ ن الله ت ََعاَلى إ َ ك ،وَإ ِ ّ م رب ّ َك إل َي ْهِ ْح ُ ض َ جن ّةِ ي َ ْ ن ال َ م َ ف العَُلى ِ الغَُر ِ
ت ظأ ِ ّ
ل ح َ ة تَ ْ
جن ّ ُه«ِ والحاكم عن أبي هريرة» :ال َ َ
ب ع َلي ْ ِ سا َ ح َ ن َفل ِ مؤ ْ ِ
م ِ ال ُ
عن ْد َ الله شِهيد ِ ِ ف«ِ والترمذي وابن ماجأه عن المقدام بن معد يكربِ» :لل ّ سيو ِ ال ّ
َ َ
ب
ذا ِ ن عَ َ م ْ جار ِ ة ،وَي ُ َجن ّ ِن ال َ
م َ قعَد َه ُ ِ ل د َفْعَةٍء وَي ََرى َ
م ْ ه ِفي أوّ ِ فُر ل ُ ل ي َغْ ِ صا ٍء خ َْ ت ِ س ّ
خي ٌْرمن َْها َ ج الوََقارِ الَياُقوت َ ُ ْ َ ْ
ة ِ سهِ َتا ُ ضعُ ع َلى َرأ ِ فَزِع الكَبر وَُيو َ ن ال َ م َ ن ِ م ُقب ْرِ وَي َأ َ ال َ
فعُ ِفي ش َ ن وَي َ ْ حورِ الِعي ِ ن ال ُم َة ِ جأ ً
ن َزوْ َ سب ِْعي َ
ن وَ َ ج ِثنت َي ْ ِ ما ِفيها ،وَي َُزوّ ُ ن الد ّْنيا وَ َ م َ ِ
َ
ه«ِ. ن أقْرَِبائ ِ ِ م ْ ن ِ سْبعي َ َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة259 :
) (1/299
) (1/300
) (1/301
والصبهاني عن عبد الله بن عمرو بن العاص :إن الله ليدعو الجنة يوم القيامة
ن َقات َُلوا َ
ذي َ عَباِدي ال ّ ِ ن ِ َ فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول الله سبحانه وتعالى} :أي ْ
ْ
كة ملئ ِ َ حساب فَت َأِتي ال َ دخُلون ََها ب ِغَي ْرِ ِ جّنة فَي َ ْ خُلوا ال َ دوا؟ِ اد ْ ُ جأاهَ ُ سِبيِلي وَ َ ِفي َ
ن
ِ َ ذي ّ ل ا ِ ء ؤل ُ ه
ِ ْ َ ن م َ
ك َ ل سَُ ّ ُ د َ ق ن و هار، ن وال
ْ ِ َ َّ ل ي ّ ل ال ك َ قو ُ َ ّ ّ َ ْ ُ ُ ْ ّ ُ ِ َ ْ ِ
د م ح ب ح ب س ن ن ح ن بنا ر ن لو فَي َ ُ
خ ُ
ل دوا ،فَت َد ْ ُ جأاهَ ُ سبيِلي وَ َ ن َقات َُلوا ِفي َ ذي َ ؤلِء ال ّ ِ ب هَ ُ ل الّر ّ قو َ م ع َل َي َْنا ،فَي َ ُ آث َْرت َهُ ْ
داِر{ قبي ال ّ مع ْ م فَن ِعْ َ صب ِْرت ُ ْ ما َ م بِ َ م ع َل َي ْك ُ ْ سل ٌ بَ : ل َبا ٍء ن كُ ّ م ْ ة ِ ملئ ِك َ ُ ع َل َي ْهِم ِ ال َ
م ع ََلى سُيوفَهُ ْ ضُعوا ُ م َوا ِ جأاَء قَوْ ٌ ب َ سا ِ ح َ ف العَْبد ل ِل ْ ِ ذا وَقَ َ والطبراني عن أنس» :إ َ
ن
م ْ لَ : قا ُ ف؛ فَي ُ َ موْقِ ِ س ِفي ال َ جن ّةِ َوالّنا َ ب ال َ موا ع َلى َبا ِ َ دح ُ دما ً َفاْز َ قط َُر َ م تَ ْ رَِقاِبه ْ
ما َ داُء َ ل :ال ّ ؤلِء؟ِ ِقي َ هَ ُ
ن«ِ وابن ماجأه عن أبي هريرةَ » : حَياَء مرزوقي َ كاُنوا أ ْ شهَ َ
َ َ
جأاَء ل الله إل ّ َ سبي ِ ح ِفي َ جَر ُ ن يُ ْ م ْ م بِ َ ل اللهَ ،والله أع ْل ُ سِبي ِ ح ِفي َ جَر ُ ح يُ ْ جُرو ٍء م ْ ن َ م ْ ِ
ك«ِ ومسلم س ِ م ْ ح ِ ح ِري ُ ن د َم ِ َوالّري ِ ُ َ
ون لوْ ُ ّ
ح الل ْ جأرِ َ وم َ ه كهاي ْئ ِت ِهِ ي َ ْ َ ح ُ جأْر ُ مةِ وَ ُ قَيا َ م ال ِ ي َوْ َ
شِهيد ُ ل معُ كافٌِر وََقاتله ِفي الّنارِ أَبدا«ِ والطبراني» :ال ّ ً َ َ جت َ ِ وأبو داود عنه» :ل ي َ ْ
َ َ َ َ
شد ّملةٍء أ َ ة نَ ْ ض ُ ة«ِ وأبو الشيخ» :ع َ ّ ص ِقْر َ س ال َ م ّ م َ ُ
حد ُك ْ جد ُ أ َ ما ي َ ِ ل إل ّ ك َ َ قت ْ ِم ال َ جد ُ أل َ َ يَ ِ
ذيذ ٍء ِفي َ
ماٍءء َبارِد ٍء ل ِ ن شرب َ م ْ عن ْد َه ُ ِ شَهى ِ ل هُوَ أ ْ ح ،ب َ ْ ع َلى ال ّ َ
سل ِ س ال ّ م ّ ن َ م ْ شِهيد ِ ِ
ر«ِ وابن ماجأه: ح ِ ه الغَْزوُ معي فلي َغُْز ِفي الب ْ ْ َ ن فات َ ُ َ م ْ ف«ِ والطبرانيَ » : صائ ِ ٍء ي َوْم ٍء َ
حرِ صد َُر ِفي الب َ ْ ّ
ت ِفي الب َّرَ ،والذي ي َ ْ شرِ غَزَوا ٍء َ مثل ع َ ْ ُ ْ حرِ ِ »غ َْزوَة ٌ ِفي الب َ ْ
ل الله«ِ سِبي ِ مهِ في َ ط في د َ ِ ح ِ ش ّ مت َ َ كال ْ ُ َ
) (1/302
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وهو :يغفر لشهيد البّر الذنوب كلها إل اّلدين؛ ولشهيد البحر الذنوب والدين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة259 :
ن َ َ ً َ ً َ َ
م َ ه ِ صيبا فل ُ م ِ طئا أوْ ُ خ ِ م ْ ل الله فب ْلغَ َ سِبي ِ مى ِفي َ سل ِم ٍء َر َ م ْ ما ُ والطبراني» :أي ّ َ
هَ َ َ َ َ َ جأرِ ك ََرقَب َةٍء أع ْت َ َ
ل الله فهُوَ ل ُ سِبي ِ ب ِفي َ ل شا َ جأ ٍء عيل ،وَأّيما َر ُ سما ِ ن وَلد ِ إ ْ م ْ قَها ِ ال ْ
داًء ل َُ
ه َ ف ق عت م ال ن م و ض بع ق ت ع ال ن م و ض ع لّ ُ ك َ ف ً ا لم ُنو ٌ َ ّ َ ُ ٍء ْ َ َ ُ ْ ِ
س م ق ت ع َ أ ل جأ ر يما وأ ر،
ُ ْ ٍء ِ َ ِ ْ ِ ِ ْ ٍء ِ َ ُ ْ ِ َ
َ َ
صلت ِهِ ِفي ب َي ْت ِهِ ن َ م ْ ل ِ ض ُ ل الله أفْ َ سبي ِ م ِفي َ حد ِك ُ ْ مأ َ قا ُ م َ ن الّناِر«ِ والترمذيَ » : م َ ِ
ل الله سبي في زوا اغ نة، ج ال م ُ ك َ ل خ
ِ د ي و م ُ ك َ ل الله ر غف ْ ي ن َ أ ن بو ح
ِ ت ّ ألَ ا،ً م عا
َ ن بعي س
َ ِ ِ ُ َ ّ ْ ْ َُ ْ ُ ّ َ ْ َ َ َ َ ْ َ
جّنة«ِ والطبراني والحاكم َ َ َ ْ ُ َ ال ه َ ل ت ب جأ و ٍء ة َ ق ناَ َ قا وا
َ َ ف الله لَ ِ ِ بي س في ِ َ
ل َ ن َقات م ْ َ
ُ
م لي ْلَها َ قا َ ي ة َ ل يَ ل ف ْ ل أ ن م ُ
ل ض ْ ف َ أ لّ جأ و ز َ ع الله ل سبي في ة
ً َ ل يَ ل س ر ح » والبيهقي:
ِ ْ ُ ُ ٍء َ ِ َ ّ َ َ َ ِ ِ َ َ ُ ْ
ن
ه ،وَإ ِ ْ م ِ شهْرٍء وَقَِيا ِ صَيام ِ َ ن ِ ْ م
ِ ر ٌ ْ ي خ
َ ٍء ة َ ل ْ ي َ ل و
ْ ٍء َ م و َ ي ط ُ با َ ِ ر » ومسلم: ها«ِ م ن ََهاُر َ صا ُ وَي ُ َ
َ َ َ ُ َ ّ ُ َ ً َ
ن
م َ ه ،وَأ ِ جأَرى ع َلي ْهِ رِْزقُ ُ ه ،وَأ ْ مل ُ ن ي َعْ َ ذي كا َ ه ال ِ مل ُ جأَرى ع َلي ْهِ ع َ َ مَراِبطا َ ت أحد ٌ ْ ما َ َ
تَ َ ما فسه ْ َ ن ِ ه ِ ب ث َ ّ د ح
ْ ُ ي م
َ ْ َ ل و ز
ُ ْ غ َ ي م َ
َ ْ َ َ َ ْ ل و ت ما ن م » داود: وأبو ومسلم ن«ِ. ِ تا
َ ف
ِ ال ن ِ َ م
َ َ َ َ ع ََلى َ
نم ْ ي الله ت ََباَرك وَت ََعالى ب ِغَي ْرِ أث َرٍء ِ ق َ نل ِ م ْ قا«ِ والترمذيَ » : فا ِ ن الن ّ َ م َ شعْب َةٍء ِ
ة«ِ ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي م ٌ مان ِهِ ث ُل ْ َ ي الله ت ََعاَلى وَِفي إي َ ق َ جأَهاد ٍء ل َ ِ ِ
َ
ت ع َلى ل ال ّ مَنازِ َ َ ل ال ّ سأ َ َ
ما َ ن َ داِء ،وَإ ِ ْ شهَ َ ه الله َ قا ب َلغَ ُ صد ْ ٍء شَهاد َة ُ ب ِ ِ ن َ م ْ وابن ماجأهَ » :
ة«ِ اللهم ارزقنا جن ّ ُ َ ٌ َ َ ْ
ه ال َ تل ُ جأب َ ْ جأل وَ َ م ع َلى ي َد َي ْهِ َر ُ سل َ نأ ْ م ْ ه«ِ والطبرانيَ » : ش ِ فَِرا ِ
الشهادة بفضلك وأدخلنا الجنة بغير حساب برحمتك
) (1/303
آمين.
وروى رافع بن عبد الله عن هشام بن يحيى الكتاني أنه قال لي :أحدثك حديثا ً
رأيته بعيني وشهدته نفسي ونفعني الله به فعسى أن ينفعك به .فقلت :حدثني
يا أبا الوليد قال :غزونا أرض الروم في سنة ثمان وثمانين ،وكان معنا رجأل
يقال له سعيد بن الحرث ذو حظ من العبادة يصوم النهار ويقوم الليل ،فإن
سرنا درس القرآن ،وإن أقمنا ذكر الله تعالى ،فجاءت ليلة خفنا فيها ،فخرجأت
أنا وإياه نحرس ونحن محاصرون عند حصن من الحصون استصعب علينا أمره،
فرأيت من سعيد من العبادة في تلك الليلة وصبره على النصب ما تعجبت منه،
فلما طلع الفجر قلت له :يرحمك الله إن لنفسك عليك حقا ً فلو أرحتها فبكى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة259 :
) (1/304
د ،وعمر يفنى وأيام تنقضي ،وأنا رجأل أرتقب قال يا أخي إنما هي أنفاس تع ّ
الموت ،وأبادر خروج نفسي .قال :فأبكاني ذلك فقلت له :أقسمت عليك بالله
إل ما دخلت الخباء ،واسترحت فدخل فنام ،وأنا جأالس ظأاهر الخباء ،فسمعت
دمت قليل ً فإذا به يضحك في نومه كلما ً في الخباء ،فقلت ما فيه سواه فتق ّ
ويتكلم فحفظت من كلمه يقول :ما أحب أن أرجأع ،ثم مد ّ يده اليمنى كأنه
دها رد ّا ً رقيقا ً وهو يضحك ،ثم وثب من نومه ،وهو ينتفض يلتمس شيئًا ،ثم ر ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
فاحتضنته إلى صدري مليًا ،وهو يلتفت يمينا ً وشمال ً حتى سكن وعاد إليه
دثني فقدفهمه ،وجأعل يهلل ويكبر ،فقلت :ما الخبر؟ِ قال :نعم .قلت :ح ّ
سمعتك تقول ما أحب أن أرجأع ورأيتك مددت يدك ثم رددتها ،فقال :ل أخبرك
فأقسمت عليه .قال :أو تكتم عني ما حييت؟ِ قلت :بلى .قال رأيت كأن القيامة
قد قامت ،وخرج الخلق من قبورهم شاخصين منتظرين أمر ربهم ،فبينما أنا
ي ،فرددت عليهما السلم كذلك إذ أتاني رجألن لم أر أحسن منهما فسلما عل ّ
فقال لي :يا سعيد أبشر فقد غفر ذنبك ،وشكر سعيك ،وقبل عملك ،واستجيب
دعاؤك ،وعجل لك البشرى فانطلق معنا حتى نريك ما أعد ّ الله لك من النعيم.
قال :فانطلقت معهما حتى أخرجأاني عن جأملة الموقف ،وإذا بخيل ل يشبه
خيل الدنيا ،إنما هو كالبرقا الخاطف أو كهبوب الريح ،فركبنا وسرنا فانتهينا إلى
قصر شاهق ما يبلغ الطرف منتهاه كأنه صيغ من فضة وله نور يتلل .فلما
وصلنا إليه فتح بابه من قبل أن نستفتح ،فدخلنا فرأينا شيئا ً ل يبلغه وصف
واصف ،ول يخطر على قلب بشر ،وفيه من الحور والوصائف والولدان بعدد
النجوم فلما رأونا أخذوا في ألوان من القول الحسن بأنغام مختلفة وقائل
ي الله قد جأاء فمرحبا ً به وأهلً ،فسرنا حتى انتهينا إلى مجالس
يقول :هذا ول ّ
ذات أسرة من ذهب مكللة بالجواهر محوطة بكراسي من ذهب ،وعلى كل
ن
كرسي منها جأارية ل يستطيع أحد من خلق الله أن يصفها ،وفي وسطه ّ
ن في طولهاواحدة عالية عليه ّ
) (1/305
وكمالها وجأمالها .فقال الرجألن :هذا منزلك وهؤلء أهلك وهنا مثواك ،ثم
انصرفا عني ووثبت الجواري بالترحيب والستبشار كما يكون من أهل الغائب
ن ،ثم حملوني حتى أجألسوني على السرير الوسط إلى جأانب عند قدومه عليه ّ
الجارية فقلن :هذه زوجأتك ولك أخرى مثلها ،وقد طال انتظارنا لك فكلمتها
وكلمتني ،فقلت :أين أنا؟ِ قالت :في جأنة المأوى .وقلت :من أنت؟ِ قالت :أنا
زوجأتك الخالدة ،قلت :فأين الخرى .قالت :في قصرك الخر ،فقلت :أقيم
دتها رد ّا ً رفيقًا،
ول في غد ٍء إلى الخرى ،ثم مددت يدي فر ّ
اليوم عندك ،وأتح ّ
وقالت :أما اليوم فأنت راجأع إلى الدنيا وستقيم ثلثًا ،فقلت :ما أحب أن أرجأع،
فقالت :ل بد ّ من ذلك وستفطر عندنا بعد الثلث ،ثم نهضت من مجلسها ،ثم
نهضت لوداعها فاستيقظت قال هشام :فغلبني البكاء ،وقلت هنيئا ً لك يا سعيد
دد لله شكرا ً فقد كشف لك عن ثواب عملك ،فقال :هل رأى أحد غيرك ما جأ ّ
رأيت؟ِ قلت :ل ،فقال :بالله اكتم عني ما دمت في الحياة ،ثم قام فتطهر
س الطيب وأخذ سلحه وسار إلى موضع القتال وهو صائم فقاتل إلى الليل، وم ّ
دث الناس بقتاله ،وقالوا :ما رأيناه فعل مثل اليوم لقد كان ثم انصرف فتح ّ
يطرح نفسه تحت سهام العدوّ وحجارتهم وكل ذلك ينبو عنه ،فقلت في نفسي:
لو يعلمون لتنافسوا في مثل عمله ،ثم مكث قائما ً إلى آخر الليل ،ثم أصبح
صائما ً فقاتل أشد ّ من اليوم الّول ،ثم مكث قائما ً إلى آخر الليل ،ثم أصبح
صائما ً فقاتل أبلغ من كل يوم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة259 :
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/306
قال أبو الوليد :فانطلقت لنظر ماذا يكون منه ،فلم يزل يلقي نفسه في
م
المهالك غالب النهار ول يصل إليه شيء حتى إذا دنا غروب الشمس جأاء سه ٌ
في نحره فخّر صريعا ً وأنا أنظر إليه ،فضجت الناس وبادروا إليه ،وأخذوه
وجأاؤوا به يحملونه فلما رأيته ،قلت له :هنيئا ً ما تفطر عليه الليلة يا ليتني كنت
ض على شفتيه ،وهو يضحك ،ثم قال :الحمد لله الذي صدقنا معك .قال :فع ّ
وعده ثم مات .قال هشام :فصحت يا عباد الله لمثل هذا فليعمل العاملون
دثتهم بالحديث على واسمعوا ما أخبركم عن أخيكم هذا فأقبل الناس ،فح ّ
وجأهه ،وما كان منه فما رأيت باكيا ً كالساعة ،ثم كبروا تكبيرة اضطرب لها
العسكر وشاع الحديث ،وبلغ الخبر إلى مسلمة ،فجاء وقد وضعناه لنصلي
ل عليه أيها المير ،فقال :بل يصلي عليه الذي عرف من أمره عليه ،فقلت ص ّ
دثون به ،فلما طلع الصباح تذاكرنا ما عرف في موضعه ،وبات الناس يتح ّ
حديثه ،فصاحوا صيحة وحملوا على العدّو ،ففتح الله الحصن في ذلك النهار
ببركته رحمة الله عليه.
وحكى اليافعي عن الشيخ عبد الواحد بن زيد .قال :بينما نحن ذات يوم في
مجلسنا هذا قد تهيأنا للخروج إلى الغزو ،وقد أمرت أصحابي أن تهيؤوا لقراءة
َ ن أ َن ْ ُ
وال َهُ ْ
م م َ
م وَأ ْ
سهُ ْ
ف َ مِني َمؤ ْ ِ
ن ال ُ
م َ
شت ََرى ِن الله ا ْ
آية ،فقرأ رجأل في مجلسنا }إ ّ
ة{ )سورة التوبة (111 :فقام غلم في مقدار خمس عشرة سنة جن ّ َ ن ل َهُ ُ
م ال َ بأ ّ
أو نحو ذلك ،وقد مات أبوه وورثه مال ً كثيرًا ،فقال :يا عبد الواحد بن زيد ـــــ
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ـــــ فقلت :نعم
حبيبي ،فقال لي :أشهدك أني قد بعت نفسي ومالي بأن لي الجنة ،فقلت له
ن حد ّ السيف أشد ّ من ذلك ،وأنت صبي ،وإني أخاف أن ل تصبر وتعجز عن إ ّ
ذلك ،فقال :يا عبد الواحد أبايع الله بالجنة ثم أعجز أنا أشهد الله أني قد بايعته
أو كما قال رضي الله عنه.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة259 :
) (1/307
قال عبد الواحد :فتقاصرت إلينا أنفسنا وقلنا :صبي يعقل ونحن ل نعقل ،فخرج
من ماله كله تصدقا به إل فرسه وسلحه ونفقته ،فلما كان يوم الخروج كان
أّول من طلع علينا ،فقال :السلم عليك يا عبد الواحد ،فقلت :وعليك السلم
ربح البيع؛ ثم سرنا وهو معنا يصوم النهار ويقوم الليل ويخدمنا ويخدم دوابنا،
ويحرسنا إذا نمنا حتى إذا انتهينا إلى بلد الروم؛ فبينما نحن كذلك إذا به قد
أقبل ،وهو ينادي واشوقاه إلى العيناء المرضية؛ فقال أصحابي :لعله وسوس
هذا الغلم واختلط عقله؛ فقلت :حبيبي وما هذه العيناء المرضية ،فقال :إني
غفوت غفوة فرأيت كأنه أتاني آت .فقال لي :اذهب إلى العيناء المرضية فهجم
ن من
بي على روضة فيها نهر من ماء غير آسن ،وإذا على شط النهر جأوار عليه ّ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ي والحلل ما ل أقدر أن أصفه؛ فلما رأينني استبشرن وقلن هذا زوج العيناء الحل ّ
ن العيناء المرضية؟ِ فقلن :نحن خدمها ن أفيك ّالمرضية ،فقلت :السلم عليك ّ
ض أمامك فمضيت أمامي ،فإذا بنهر من لبن لم يتغير طعمه في وإماؤها ام ِ
ن ،فلما ن وجأماله ّ
ن افتتنت بحسنه ّ روضة فيها من كل زينة ،فيها جأوار لما رأيته ّ
رأينني استبشرن بي وقلن :والله هذا زوج العيناء المرضية؛ فقلت :السلم
ي الله نحن خدمها ن العيناء المرضية فقلن :وعليك السلم يا ول ّ ن أفيك ّ
عليك ّ
دمت؛ فإذا أنا بنهر من خمر وعلى شط الوادي جأوار وإماؤها ،فتقدم أمامك فتق ّ
ن العيناء المرضية قلن :ل نحن ن أفيك ّ
أنسينني من خلفت؛ فقلت :السلم عليك ّ
خدمها وإماؤها امض أمامك فمضيت أمامي؛ فإذ بنهر آخر من عسل مصفى
نوجأوار عليهن من النور والجمال ما أنساني ما خلفت؛ فقلت السلم عليك ّ
ي الله نحن إماؤها وخدمها ،فامض أمامك ن العيناء المرضية فقلن :يا ول ّ أفيك ّ
فمضيت إلى خيمة من دّرة بيضاء ،وعلى باب الخيمة جأارية عليها من الحلي
والحلل ما ل أقدر أن أصفه ،فلما رأتني استبشرت ونادت في الخيمة أيتها
العيناء المرضية هذا بعلك قد قدم .قال :فدنوت من الخيمة
) (1/308
) (1/309
َ قو َ
ت حب ّةٍء أن ْب َت َ ْ ل َ مث َ ِ ل الله ك َ َ سِبي ِ م ِفي َ وال َهُ ْ م َ نأ ْ ف ُ َ ن ي ُن ْ ِ ذي َ ل ال ّ ِ مث َ ُقال الله تعالىَ } :
م{
سعٌ ع َِلي ٌ شاُء َوالله َوا ِ ن يَ َ م ْ ف لِ َ ع ُ حب ّةٍء َوالله ُيضا ِ ة َ َ
سن ْب ُلةٍء مائ ُ َ ل ُ ل ِفي ك ُ ّ سَناب ِ َ
سب ْعَ َ َ
)سورة البقرة (261 :وأخرج ابن ماجأه عن ثمانية من الصحابة قالوا :قال
َ رسول الله » :م َ
ل د ِْرهَ ِ
م ه ب ِك ُ ّ م ِفي ب َي ْت ِهِ فَل َ ُ ل الله وأَقا َ سِبي َ قةٍء ِفي َ ف َ ل ب ِن َ َ س َ ن أْر َ َ ْ
ه ب ِك ُ ّ ك فَل َُ جأهِ ذال ِ َ فسه في سبيل الله وأ َ َ
ل َ ْ و في َ ْ َ ِق َ فن َ ِ م ،وَ َ ْ َ ِ َ ِ ِ ِ
ْ ن ب زا غ ن م مائ َةِ د ِْرهَ ٍء سب ْعُ ِ َ
شاُء{ ن يَ َ َ ْ م ِ ل ف
ُ ع
ِ ضاُ َ ي والله َ } الية«ِ ه
ِ ِ ذ ها تل م
ِ ِْ ِ ّ َ ُ ث م َ ه ر د ف ْ ل أ ِ ةَ ئ بعما دِ ْ ِ َ َ
س م َ ه ر
ل
سِبي ِ غاِزيا ِفي َ ً جأهَّز َ ن َ م ْ )سورة البقرة (261 :وعن زيد بن خالد الجهنيَ » :
قد ْ غ ََزا«ِ وأبو داود عن أبي خي ْرٍء فَ َغاِزيا ً ِفي أ َهْل ِهِ ب ِ َ ف َ خل َ َ ن َ م ْ قد ْ غ ََزا ،وَ َ الله فَ َ
ه الله َ َ ً خلف َ َ ً جّهز َ َ َ
صاب َ ُخي ْرٍء أ َ غاِزيا ِفي أهْل ِهِ ب ِ َ غاِزيا أوْ ي ْ م ي َغُْز أوْ ي ُ ْ نل ْ م ْأمامةَ » :
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
جأ ٌ
ل جأاَء َر ُ
ة«ِ ومسلم عن أبي مسعود النصاري قالَ » : م ِقَيا َ ل ي َوْم ِ ال ِقارِع َةٍء قَب ْ َ بِ َ
م َ َ سو ُ
ل الله :لك ب َِها ي َوْ َ قا َ
ل َر ُ َ
ل الله ،ف َ
سِبي ِ
ل هاذ ِهِ ِفي َ قا َ َ
مةٍء ف َخطو َُ م ْ َ
ب َِناقةٍء َ
ة«ِ والترمذي عن عبد الرحمن بن خباب م ٌ ُ
خطو َ م ْ ّ ُ َ َ
سب ُُعمائةِ َناقةٍء كلَها َ مةِ َ قَيا َال ِ
ت النبي ،وهو يحث على جأيش العسرة ،فقام عثمان رضي الله قال» :شهد َ
ي مائة بعير بأحلسها وأقتابها في سبيل الله ،ثم ّ عل الله، رسول عنه فقال :يا
ي مائتا حض على الجيش فقام عثمان رضي الله عنه فقال :يا رسول الله عل ّ
بعير بأحلسها وأقتابها في سبيل الله .ثم حض على الجيش فقام عثمان فقال:
ي ثلثمائة بعير بأحلسها وأقتابها في سبيل الله ،فأنا رأيت يا رسول الله عل ّ
رسول الله ينزل عن المنبر وهو يقول :ما على عثمان ما عمل بعد هذه ،ما
على عثمان ما عمل بعد هذه«ِ وأحمد عن عبد الرحمن بن سمرة
) (1/310
ش جأي ْ َ جأهَّز َ ن َ حي َ مهِ ِ ف ِديَنارٍء ِفي ك ُ ّ ه ِبأل ْ ِ ي الله ع َن ْ ُ ض َ ن َر ِ فا ُ ن عَ َ ن بْ ُ ما ُ جأاَء ع ُث ْ َ قالَ » :
قل ّب َُها ِفي ِ َ
مالَ : قو ُ جرِهِ وَهُوَ ي َ ُ ح ْ ل الله ي ُ َ سو َ ت َر ُ جرهِ ،فََرأي ْ ُ ح ْ ها في ِ سَرة ،فَن َث ََر َ العُ ْ
مَرارا«ِ وعن قتادة أنه قال :حمل عثمان ً ها ِ م ،ي َُرد ّد ُ َ م َ ضّر ع ُث ْ َ
ل ب َعْد َ الي َوْ ِ ما ع َ ِ مان َ َ
يّ نب ّ ال ث َ َ ع َ ب » حذيفة: وعن ً
ا. فرس وسبعين بعير ألف على العسرة جأيش في
ن
َ ْ يَ ب ت صب ّ ْ ف ِديَنارٍء فَ ُ ن ب َِعشَرةِ آل ِ ما ُ ث إل َي ْهِ ع ُث ْ َ ة ،فَب َعَ َ سَر ِ ش العُ ْ جأي ْ ِ ن ِفي َ ما َ إلى ع ُث ْ َ
ك َيا َ
فَر الله ل َ ل :غ َ َ قو ُ ن وَي َ ُ ْ ً َ ّ قو ُ جعَ َ ه ،فَ َ
قلب َُها ظأْهرا ل ِب َط ٍء ل :ب ِي َد ِهِ وَي َ َ
َ
ي يَ ُ ل الّنب ّ
َ
ي َد َي ْ ِ
ماما ي َُباِلي الله َ مةِ َ قَيا َ وم ال ِ ن إلى ي َ ْ َ َ
ما هُوَ كائ ِ ٌ ت ،وَ َ َ
ما أع ْلن ْ َ ت وَ َ سَرْر َ ما أ ْ ن َ ما ُ ع ُث ْ َ
ما تَ : قال ْ َ ة فَ َ جأ ً ت َر ّ معَ ْ س ِ ة ِفي ب َي ِْتها إذ ْ َ ش ُعائ ِ َ ما َ ها«ِ وعن أنس» :ب َي ْن َ َ ل ب َعْد َ َ م َ عَ ِ
يءٍء ش ْ ل َ نك ُّ م ْ ل ِ م ُ ح ِ شام ِ ت َ ْ ن ال ّ م َ ت ِ م ْ ف قَد ِ َ ن ع َوْ ٍء ذا؟ِ َقالواِ :ُ ها َ
ن بْ ِ حما ِ عيٌر ل ِعَب ْد ِ الّر ْ
ي الله ض َ ة َر ِ ش َ عائ ََ قالت َ َ َ
ت ،ف َ صو ْ ِ ن ال ّ م َ ة ِ دين َ ُم ِ ت ال َ ج ِ َ
سب َْعمائة ب َِعيرٍء فاْرت َ ّ َ ت َ كان َ ْ وَ َ
حْبوا ً فبلغ َ
ة َ جن ّ َ ل ال َ خ َ ن ي َد ْ ُ حما ِ ت ع َب ْد َ الّر ْ ل :قَد ْ َرأي ْ ُ قو ُ ل الله ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ ع َن َْهاَ » :
عبد الرحمن فقال :إن استطعت لدخلّنها قائما فجعلها بأحمالها وأقتابها في ً
َ
ن
م ْ سيرا ً ِ دى أ ِ ن فَ َ م ْ سبيل الله عز وجأل .وعن ابن عباس رضي الله عنهماَ :
سيُر. ك ال ِ دي العَد ُوّ فََأنا ذال ِ َ َ
أي ْ ِ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة275 :
فصل في الفرار من الزحف
) (1/311
قال الله تعالى} :ومن يول ّهم يومئ ِذ دبره إل ّ متحرقا ً ل ِقتا َ
حّيرا ً إلى فِئ َةٍء مت َ َ ل أوْ ُ ِ َ ٍء ُ َ َ ّ َ َ ْ ُ َ ِ ْ َ ْ َ ٍء ُ ُ َ ُ
قد باَء بغضب من الله و َ
ر{ )سورة النفال(16 : م وَب ِئ ْ َ َ ِ ِ
صي م ال س جأهَن ّ َمأَواه ُ َ َ َ فَ َ ْ َ ِ َ َ ٍء ِ َ
سب ْعَجأت َن ُِبوا ال ّ وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال :قال رسول الله » :ا ْ
ك ِبالله شْر ُ ل :ال ّ ن؟ِ َقا َ ما هُ ّ ل الله وَ َ سو ِ لَ :يا َر ُ تِ ،قي َ كا ِمهْل ِ َ ت :أي ال ُ قا ِموب َال ُ
َ
ل الّرَبا وَأك ْ ُ َ
حقّ وَأك ْ ُ حُر ،وَقَت ْ ُ
ل الي َِتيم ِ ما ِل َ م الله إل ِبال َ حّر َ س الَتي َ ف ِ ل الن َ ْ س ْ َوال ّ
ي
ق َ َ
نل ِ م ْ
ت«ِ وأحمدَ » : مؤ ْ ِ
مَنا ِ ت ال ُ ت الَغاِفل ِ حصَنا ِ م ْ
ف ال ُ ف وَقَذ ْ ُ ح ِ م الَز ْ ّ
َوالت ّوَلي ي َوْ َ
ً َ َ َ ً ك ب ِهِ َشرِ َ ل ل يُ ْ جأ ّ
مع َ س ِ سبا وَ َ حت َ ِ
م ْ ه ُ س ُ ف ُ ة ب َِها ن َ ْمال ِهِ طي ّب َ ً دى َزكاة َ َ شْيئا وَأ ّ الله ع َّز وَ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
لك ِبالله وَقَت ْ ُ شْر ُ ة :ال ّ فاَر ٌ س ل َهُ ّ
ن كَ ّ س ل َي ْ َ م ٌ خ ْ
ة .وَ َ جن ّ َل ال َ ة أ َوْ د َ َ
خ َ جن ّ ُ
ه ال َ طاع َ فَل َ ُ وَأ َ َ
مال ً قت َط ِعُ ب َِها َ صاب َِرة ٌ ي َ ْ ن َ مي ٌ ف وَي َ ِح ِ ن الّز ْ م َ فَراُر ِ نَ ،وال َ م ِ مؤ ْ ِ ت ُ حقَ وَب َهْ ُ س ب ِغَي ْرِ َ ف ِ الن ّ ْ
قوقاُ شْرك ِبالله وَع ُ ُ ُ مل :ال ّ ٌ ن عَ َ معَهُ ّ فِع َة ل ي َن ْ َ َ َ
ق«ِ والطبراني» :ثلث ٌ ح َ ب ِغَي ْرِ َ
ن
عو ِ ّ
ن الطا ُ م َ فاّر ِ ف«ِ وأخرج أحمد والبزار» :ال َ ح ِ ن الّز ْ م َ فَراُر ِ ن َوال َ
كان ل َه أ َ وال ِد َي ْ ِ ال َ
د«ِ والشيخان عن عبد ِ ٌهي َ
ش ر جأ
َ ُ ْ ُ َ كال ّ ِ َ ّ ْ ِ َ َ ْ َ َ َ ِ ِ
هفي ر ب ص ن م و ف ح ز ال ن م ر فاَ َ
ن
عو ِ طا ُم ِبال ّ معْت ُ ْ س ِ ذا َالرحمن بن عوف أنه قال :سمعت رسول الله يقول» :إ َ
َ َ َ
ه«ِ . مْنها ِفرارا ً ِ
من ْ ُ جأوا ِ خُر ُ م ِفيَها َفل ت َ ْ ض وَأن ْت ُ ْ ذا وَقَعَ ب ِأْر ٍء ها ع َل َي ْهِ وَإ ِ َخُلو َ ض َفل ت َد ْ ُ ب ِأْر ٍء
)تنبيه( إن الفرار من الزحف :أي من كافر أو كفار لم يزيدوا على الضعف لغير
تحّرف لقتال أو تحّيز إلى فئة يستنجد بها من الكبائر المهلكة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة277 :
فصل في الغلول
) (1/312
) (1/313
ثم قال :يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه ل يدخل الجنة إل المؤمنون
ثلثًا .قال :فخرجأت فناديت أل أنه ل يدخل الجنة إل المؤمنون ثلثًا .وأبو داود
ذا ل َ َل الل ّهِ ها َ ُ
ن
م َل ب ِهِ ِ ست َظ ِ ّك تَ ْ سو َ لَ :يا َر ُ قي َ مةِ فَ ِ ن الغَِني َ م َ ي ِبنط ٍْءع ِ والطبراني» :أت ِ َ
حبو َ شمسَ ،قا َ َ
ة«ِ وأبو داود: م ِ
قَيا َ م ال ِ ن َنارٍء ي َوْ َم ْل ِ م ب ِظ ِ َ ل ن َب ِي ّك ُ ْست َظ ِ ُن يَ ْ نأ ْ ل :أت ُ ِ ّ َ ال ّ ْ ِ
َ َ ُ َ ُ َ
م ع َد ُوّ م لهُ ْ ق ْم يَ ُمِتي ل ْ لأ ّ م تغ ّ نل ْ ه«ِ والطبراني» :إ ْ مث ْل ُ ل فَهُوَ ِ َ
م ع َلى غا َ ن ك َت َ َ
م ْ » َ
ب شاة؟ِ قال :نعم ْ
أَبدا«ِ قال أبو ذر لخبيب بن مسلمة :هل يثبت لكم العدوّ حل َ ً
َ
ن غَزا م ْ ب الكعبة .وأحمد والنسائيَ » : وثلث شياه غزر .قال أبو ذّر :غللتم ور ّ
وى«ِ وأبو داود عن أبي هريرة :أن ما ن َ َ ه َ قال ً فَل َ ُع َ م ين ْوِ إل ّ ِ ل الله وَل َ ْ
سِبي ِ ِفي َ
رجأل ً قال :يا رسول الله رجأل يريد الجهاد في سبيل الله ،وهو يبتغي غرضا ً من
أغراض الدنيا فقال النبي :ل أجأر له ،فأعظم ذلك الناس ،وقالوا للرجأل :عد
لرسول الله لعلك أن ل تفهمه ،فقال :يا رسول الله رجأل يريد الجهاد في سبيل
الله وهو يبتغي غرضا ً من أغرض الدنيا .قال :ل أجأر له .فقالوا للرجأل :عد
لرسول الله فقال له :الثالثة فقال :ل أجأر له.
)تنبيه( إن الغلول هو اختصاص أحد الغزاة سواء المير وغيره بشيء من مال
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
الغنيمة قبل القسمة من غير أن يحضره إلى أمير الجيش ليخمسه ويقسمه
قسمة شرعية .وأن ق ّ
ل المأخوذ فهو حرام بل هو كبيرة كما صرحوا به.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
) (1/314
)فائدتان :إحداهما( أنه إذا حصل شيء من الغنيمة بيد أحد من الجند ،فإن لم
يخمس ولم يقسم الباقي قسمة شرعية وجأب الخمس في الذي صار إليه ،ول
ل له النتفاع بالباقي حتى يعلم أنه حصل لكل من الغانمين بقدر حصته من يح ّ
هذا ،فإن تعذر صرف ما صار إلى مستحقه دفعه إلى القاضي العدل كسائر
الموال الضائعة ،فإلى عالم موثوقا به وأعلمه الحال ليصرفه إلى مصارفه
وثانيتهما أنه قال بعضهم كما يحرم الغلول من الغنيمة يحرم الغلول من
الموال المشتركة بين المسلمين ،ومن بيت المال والزكاة ،فل فرقا في غا ّ
ل
الزكاة بين أن يكون من مستحقيها وغيرهم ،لن الظفر ممنوع فيها إذ ل بد ّ فيها
من النية ،بل لو أفرز من المال قدرها ونوى لم يجز الظفر أيضا ً لتوقف ذلك
على إعطاء المالك ،فعند عدم إعطائه يتعذر الملك فكان باقيا ً على مالكه حتى
يعطيه ،فاتضح امتناع الظفر في مال الزكاة مطلقًا.
) (1/315
ن ت َط َي َّر م ْمّنا َ س ِ أخرج البزار عن عمران بن حصين قال :قال رسول الله » :ل َي ْ َ
ما ه بِ َ صد ّقَ ُ هنا فَ َ ً ن أ ََتى َ
كا ِ م ْ ه ،وَ َ حَر ل َ ُ س ِ َ
حَر أوْ ُ س َه أوْ َ
أ َو تطير ل َه أ َو تك َهن أ َو تكهن ل َ َ
ْ ُ َ ُ ْ َ ّ َ ْ ُ ِّ َ ُ
مد ٍء «ِ وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجأه ح ّ م َل ع ََلى ُ ما أ ُن ْزِ َ
فَر ب ِ َقول فقد ك َ َ يَ ُ
والحاكم :من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ،كفر بما أنزل على محمد ، ً ً
والطبراني من أتى كاهنا ً فصدقه بما يقول فقد برىء مما أنزل على محمد ،
ومن أتاه غير مصدقا له لم يقبل له صلة أربعين يومًا .وهو :من أتى كاهنا ً
فسأله عن شيء حجبت عنه التوبة أربعين ليلة ،فإن صدقه بما قال فقد كفر.
وهو أيضًا :من أتى عرافا ً أو ساحرا ً أو كاهنا ً يؤمن بما يقول :فقد كفر بما أنزل
على محمد .ومسلم :من أتى عرافا ً فسأله عن شيء فصدقه لم يقبل الله له
صلة أربعين يومًا .وأبو داود وابن ماجأه :من اقتبس علما ً من النجوم اقتبس
سب ْعَ
جأت َن ُِبوا ال ّ
شعبة من السحر زاد ما زاد .والشيخان عن أبي هريرة :ا َ
لحُر وَقَت ْ ُ س
َ ّ ْ وال بالله ك ِ شْر ُ ل :ال ّ ن؟ِ َقا َ ما هُ ّ ل الله وَ َ سو َ تَ ،قاُلواَ :يا َر ُ موِبقا ِ ال ُ
َ َ
ممَ ،والت ّوَّلي ي َوْ َ ل الي َِتي ِ ما ِل َ ل الّرَبا وَأك ْ ُ م الله إل ِبالحقّ وَأك ْ ُ حّر َ س اّلتي َ ف ِ الن ّ ْ
ت .والنسائي عنه :من عقد عقدة، مَنا ِ مؤ ْ ِت ال ُ ت الَغاِفل ِ حصَنا ِ م ْ ف ال ُ ف ،وَقَذ ْ ُ ح ِ الّز ْ
ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق بشيء يوكل إليه ،أي
من علق على نفسه الحروز والعوذ يوكل إليه .وأحمد عن عثمان بن العاص
َ
قو ُ
ل: ه يَ ُظ ِفيَها أهْل َ ُ ة ُيوقِ ُساع ٌ ي الله َ داوُد َ ِنب ّ ن لِ َكا َ لَ : قو ُ
ل الله ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ
س ِ قال َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
حرٍء
عاَء إل ِلسا ِ
ب الله ِفيَها الد ّ َ
سَتجي ُ
ة يَ ْ
ساع َ َ صّلوا ،فَإ ِ ّ
ن هاذ ِهِ ال ّ موا فَ َ
داوُد َ ُقو ُ َيا آ َ
ل َ
ر.
ش ٍء
عا ِأ َوْ َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
) (1/316
) (1/317
وروي أن امرأة أتت عائشة رضي الله عنها فقالت :أنا ساحرة هل لي من
توبة؟ِ قالت :وما سحرك؟ِ فقالت :سرت إلى الموضع الذي فيه هاروت
وماروت أطلب علم السحر ،فقال :يا أمة الله ل تختاري عذاب الخرة بأمر
الدنيا فأبيت ،فقال لي :اذهبي فبولي على ذلك الرماد ،فذهبت لبول ففكرت
في نفسي فقلت :ل فعلت وجأئت إليهما ،فقلت :قد فعلت فقال لي :ما رأيت
لما فعلت .فقلت :ما رأيت شيئًا ،فقال لي :فاتقي الله ول تفعلي ،فأبيت فقال
لي :اذهبي فافعلي ،فذهبت وفعلت ،فرأيت كأن فارسا ً مقنعا ً بالحديد خرج من
فرجأي ،فصعد السماء ،فجئتهما فأخبرتهما .فقال :ذاك إيمانك خرج منك ،وقد
وريهِ في وهمك إل أحسنت السحر .قلت :وما هو؟ِ قال :ل تريدين بشيء فُتص ّ
وريهِ نفسي حبا ً من حنطة فإذا أنا بحب. كان ،فتص ّ
حن ،فانطحن من ِ انط فقلت: ً
. سنبل ساعته من فخرج فانزرع، انزرع فقلت
وره في نفسي إل حصل .فقالت عائشة ساعته وانخبز ،وأنا ل أريد شيئا ً أص ّ
رضي الله عنها :ليس لك توبة .وروى سفيان عن عامر الذهبي :أن ساحرا ً كان
عند الوليد بن عقبة يمشي على الحبل ،ويدخل في است الحمار ،ويخرج من
ل جأندب سيفه وقتله به ،وهو جأندب بن كعب الزدي ،وهو الذي قال فيه فاست ّ
النبي في حقه :يكون في أمتي رجأل يقال له جأندب يضرب ضربة بالسيف
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
يفرقا بها بين الحق والباطل .فكانوا يرونه جأندبا ً هذا قاتل الساحر.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
) (1/318
باب الزنى
سِبيلً{ )سورة ساَء َ ة وَ َ ش ً ح َ ن َفا ِ كا َ ه َ قَرُبوا الّزنى إن ّ ُ قال الله تعالىَ} :ول ت َ ْ
ن ُ
خَر َول ي َقْت ُلو َ ً
معَ الله إلها آ َ ن َ عو َ ن ل ي َد ْ ُ ذي َ ّ
السراء (32 :وقال الله تعالىَ} :وال ِ
ً
ل ذال ِك ي َلقَ آثاما{ )سورة ْ َ فعَ ْ ن يَ ْ م ْ ن وَ َ حقّ َول ي َْزُنو َ م الله إل ِبال َ حّر َ س ال ِّتي َ ف َ الن ّ ْ
الفرقان (68 :أي عقوبة .قال مجاهد :هو اسم واد ٍء في جأهنم وقيل بئر فيها
ب{ )سورة ن َتا َ م ْ مَهانا ً إل َ خل ُد ُ ِفيهِ ُ مةِ وَي َ ْ قَيا َ م ال ِ ب ي َوْ َ ذا ُ ه العَ َ عف ل َ ُ ضا َ }ي ُ َ
جأل ْد َةٍء َول ة َ ئ ما
َ ِ ٍء ِ ْ ُ َ ِ َ َ ما ه ن م د ح وا ّ
ل ُ ك دوا ْ ِ ُل جأ فاَ ني زا وال
ّ َِ ُ َ ّ ِ ة ي ن زا }ال وقال: ( 69 الفرقان:
ْ
م ت
ْ ُْ ْ نُ ك ن }إ حكمه في أي ( 2 النور: )سورة ن الله{ ة ِفي ِدي ِ ما َرأ ْفَ ٌ م ب ِهِ َ خذ ُك ُ ْ ت َأ ُ
ن{ )سورة مني َ مؤ ْ ِ ن ال ُ م َ ة ِ ف ٌ طائ ِ َ ما َ ذاب َهُ َ شهَد ْ ع َ َ خرِ وَل ْي َ ْ ن ِبالله َوالي َوْم ِ ال ِ مُنو َ ت ُؤ ْ ِ
النور (2 :هذا في غير المحصن .أما المحصن فيرجأم إلى أن يموت لما ثبت في
الخبر الصحيح .وأخرج الشيخان وأحمد والترمذي والنسائي عن ابن مسعود
ل لله ن ِد ّا ً َ َ
جعَ َ ن تَ ْ ل :أ ْ عن ْد َ الله؟ِ َقا َ م ِ ب أع ْظ َ ُ ل الله :أيّ الذ ّن ْ ِ سو َ ت َر ُ سأل ْ ُ قالَ :
خافَ َ ل وَلد َ َ َ ي؟ِ َقا َ َ ْ ن ذال ِ َ ْ ق َ خل َ َ
ن
ةأ ْ م َ ك َ قت ُ َ ن تَ ْ ل :أ ْ مأ ّ ت :ث ُ ّ م قُل ُ ظي ٌ ك ت َعَ ِ ت :إ ّ ك ،قُل ُ وَهُوَ َ
َ َ ْ
جأارِك .وأبو داود والترمذي» :ل َ ة َ حِليل َ ن ت َُزاِني َ ل :أ ْ ي؟ِ َقا َ مأ ّ ت :ث ُ ّ معَك قُل ُ َ م َ ي َط ْعَ َ
ن،م ٌمؤ ْ ِ سرِقاُ وَهُوَ ُ ن يَ ْ حي َ سارِقاُ ِ سرِقاَ ال ّ نَ ،ول ي َ ْ م ٌ مؤ ْ ِ ن ي َْزِني وَهُوَ ُ حي َ ي َْزِني الّزاِني ِ
خلعََ َ
ل ذال ِك َ ذا فَعَ َ ن«ِ زاد النسائيَ» :فإ َ م ٌ مؤ ْ ِ شَرب َُها وَهُوَ ُ ن يَ ْ حي َ مَر ِ خ ْ ب ال َ شَر ُ َول ي َ ْ
ه«ِ وأبو داود والبيهقي والترمذي: َ
ب الله ع َلي ْ ِ ب َتا َ ن َتا َ َ
قهِ فإ ِ ْ ن ع ُن ُ ِ م ْ ن ِ ما ِ ة الي َ ق َ رِب ْ َ
َ َ ْ َ َ ّ ّ
ن ع َلي ْهِ كالظلةِ فإ ِ َ َ َ َ ُ »إ َ
جأعَ إلي ْهِ ذا أقلعَ َر َ ن وَكا َ ما ُ ه الي َ من ْ ُ ج ِ خَر َ جأل َ ذا َزَنى الّر ُ
ن«ِ ما ُ الي َ
) (1/319
ص
مي َ ق ِ ن ال َ سا ُ خل َعُ الن ْ َ ما ي َ ْ ن كَ َ ما ُ ه الي َ من ْ ُ مَر ن ُزِع َ ِ خ ْ
ب ال َ شرِ َ ن َزَنى أوْ َ م ْ والحاكمَ » :
ن ل اله إل َ سل ِم ٍء ي َ ْ ح ّ ْ
شهَد ُ أ ْ م ْ رىٍءء ُ م ِما ْ ل دَ ُ ه«ِ وأبو داود والنسائي» :ل ي َ ِ س ِ ن َرأ ِ م ْ ِ
َ ً َ
م، جأ ُ
ه ي ُْر َ ن فإ ِن ّ ُ صا ٍء ح َ ث :زًِنى ب َعْد َ إ ْ دى َثل ٍء ح َل الله إل ِفي إ ْ سو ُمدا َر ُ ح ّ م َ ن ُ الله ،وَأ ّ
ن َ َ ُ َ ً
م ْ ض ،وَ َ الْر ِ ن
م َ
فى ِ ب أوْ ي ُن ْ َ صا ُ قت َل أوُ ي ُ َ ه يُ ْ ه ،فإ ِن ّ ُ سول ِ ِحاِربا ِبالله وََر ُ م َ خَرج ُ ن َ م ْوَ َ
َ َ ّ َ ُ َ ً ُ
عن ْد َم ِ ك أع ْظ ُ ب ب َعْد َ الشْر ِ ن ذن ْ ٍء م ْ ما ِ قت َل ب َِها«ِ وابن أبي الدنياَ » : فسا في ُ ْ قت ُل ن َ ْ يَ ْ
ه«ِ. ل ل َُ ح ّ ي ل
ِ َ ِ ٍء َ ِ م ح ر في ٌ
ل جأ ر ها ع ض
ٍء َ َ َ َ َ ُ و ة َ فْ ط ن ن
ِ ْ ُ م الله
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
) (1/320
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ل فَعَب َد َ الله ِفي سَراِئي َ ن ب َِني إ ْ م ْ عاب ِد ٌ ِ وابن حبان في صحيحه أنه قال» :ت َعَب ّد َ َ
َ َ
ه، معَت ِ ِ صو ْ َ ن َ م ْ ب ِ ف الّراه ِ ُ شَر َ ت فأ ْ َ ضّر ْ خ َ ض َفا ْ ِ ت الْر مط ََر ِ عامًا ،فَأ ْ ن َ سّتي َ معَت ِهِ ِ صوْ َ َ
َ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ َ فَ َ
ن، فا ِ ف أوْ َرِغي َ ه َرِغي ٌ معَ ُ خْيرا ،فن ََزل وَ َ ت َ ت الله ت ََعالى فاْزد َد ْ َ ت فذ َكْر َ قال :لوْ ن ََزل َ
َ
شيها ،ث ُ ّ
م حّتى غ َ ِ ه َ م ُ مَها وَت ُك َل ّ ُ ل ي ُك َل ّ ُ م ي ََز ْ ة ،فَل َ ْ مَرأ ٌ ها ْ قي َت ْ ُ ض لَ ِ ما هُوَ ِفي الْر ِ فَب َي ْن َ َ
سن َةٍء ب ِت ِل ْ َ ُ
ة،حت الّزني َ ُ جأ َ ك الّزن َْية ،فََر َ ن َ سّتي َ عَباد َة ُ ِ ت ِ ت ،فَوُزِن َ ْ ما َ م َ ي ع َل َي ْهِ ث ُ ّ م َ أغ ْ ِ
خ الّزاِني، شي ْ َ ن ال ّ سب ْعَ ل َي َل ْعَ ّ ن ال ّ سب ْعَ َوالرضي ِ ت ال ّ موا ِ س َ ن ال ّ ه«ِ والبزار» :إ ّ سَنات ِ ِ ح َ بِ َ
َ
ل الّنارِ ل َي ُؤ ِْذي أهْ َ َ
م
قي ُ م ِ ن ِريحَها«ِ والخرائطي وغيره» :ال ُ ل الّنارِ ن َت ْ ُ ج أهْ ِ ن فُُرو َ وَإ ِ ّ
سك َ َ شرِك َ َ َ
ن ة وَ َ م ْ معَ ال ُ جأا َ
َ
ن َ م ْ ن«ِ أعاذنا الله منه .وأبو داودَ » :
َ َ ع َلى الّزَنى ك ََعاب ِد ِ وَث َ ٍء
ض ن فَأت ََياِني فَأ ْ َ َ ّ مث ْلَها«ِ والبخاريَ» :رأي ْ ُ ُ معََها فَإ ِن ّ ُ
جأاِني إلى َ الْر ِ خَر َ جألي ْ ِ ة َر ُ ت اللي ْل َ ه ِ َ
ُ ه عل ْ أ ر
َِ نوّ ّ ت ال لَ ْ ث م
ِ ب
ٍء ْ قُ ث لى َ إ ي
ِ َ ب قا َ َ لَ ط ْ ن فا َ ل:َ َ
قا ن
ْ أ إلى ث َ دي ِ ح
َ ال ر
َ َ ك َ ذ َ ف ة،ِ س
َ ّ د َ ق م
ُ ال
حّتى َ ه َناٌر ،فَإ ِ َ فل ُُ ضيق ،وأ َ
ن دوا أ ْ كا ُ فُعوا َ ت اْرت َ َ فعَ ِ ذا اْرت َ َ حت َُ سعٌ ت َت َوَقّد ُ ت َ ْ ه َوا ِ س َ َ ٌ َ ْ ّ
ة«ِ الحديث وفي آخره: ساٌء ع َُرا ٌ ل وِن ِ َ جأا ٌ جأُعوا ِفيَها وَِفيها رِ َ دت َر َ م َ خ َ جأوا ،فَِإذا َ خر ُ يَ ْ
ّ َ
م الّزَناة ُ ل ب َِناِء الت ّّنورِ فَإ ِن ّهُ ُ مث ْ ِ م ِفي ِ ن هُ ْ ذي َ ساُء العَُراة ُ ال ِ ل َوالن ّ َ جأا ُ ما الّر َ »فَأ ّ
ي كرم الله وجأهه قال :إن الناس َوالّزَواِني«ِ وابن أبي الدنيا والخرائطي عن عل ّ
ل بّر وفاجأر حتى إذا بلغت ذى منها ك ّ يرسل عليهم يوم القيامة ريح منتنة حتى يتأ ّ
ل مبلغ ناداهم مناد ٍء يبلغهم الصوت فيقول لهم :هل تدرون هذه الريح منهم ك ّ
التي
) (1/321
آذتكم؟ِ فيقولون :ل ندري والله إل أنها قد بلغت مّنا كل مبلغ ،فيقال :إنها ريح
فروج الزناة الذين لقوا الله بزناهم ،ولم يتوبوا منه ،ثم ينصرف عنهم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
سِلما ً ّ َ ُ ُ َ
م ْ ضل ُ مأ َ قول :أي ّك ْ ض وَي َ ُ جأُنود َ َه ُ ِفي الْر ِ ث ُ س ي َب ُ ّ بلي َ ن إِ ْ وروي عن النبي » :إ ّ
َ َ َ َ َ ْ ُ
م حد ُهُ ْ جيُء أ َ ة في َ ِ َ من ْزِل ً م إلي ْهِ َ ة أقَرب ُهُ ْ ْ م فِت ْن َ ً مهُ ْ سهِ فأع ْظ ُ َ ج ع ََلى َرأ ِ ه الّتا َ س ُأْلب ُ
فلن حتى ط َل ّق ا َ م أ ََز ْ
ج
ف ي َت ََزوّ ُ سو ْ َ شْيئا ً َ ت َ صن َعْ َ ما َ لَ : قو ُ ه فَي َ ُ مَرأت َ ُ َ ْ َ ّ ل بِ ُ ل :ل َ ْ قو ُ فَي َ ُ
َ َ
حّتى أل ْ َ َ
ة،
داوَ َ خيهِ العَ َ نأ ِ ه وَب َي ْ َ ت ب َي ْن َ ُ قي ْ ُ فلن َ ل بِ ُ م أَز ْ ل لَ ْ قو ُ خُر فَي َ ُ جيُء ال َ م يَ ِ ها ،ث ُ ّ غ َي َْر َ
َ
نفل ٍء ل بِ ُ م أَز ْ ل :ل َ ْ قو ُ خُر فَي َ ُ جيُء ال َ م يَ ِ ه ،ث ُ ّ ح ُ صال ِ ُ ف يُ َ سو ْ َ شْيئا ً َ ت َ صن َعْ َ ما َ لَ : قو ُ فَي َ ُ
ْ
ه«ِ س ِ ج ع ََلى َرأ ِ ضعُ الّتا َ ه ،وَي َ َ من ْ ُ ت فَي ُد ِْنيهِ ِ ما فَعَل ْ َ م َ س ن ِعْ َ ل :إب ِْلي ُ قو ُ حّتى َزَنى ،فَي َ ُ َ
هَ
ُ ل ُ
ل قاَ ُ ي ً ادي ِ وا م
َ َ َ َ ّ ن ه جأ في ِ نّ »إ ا: ً أيض وعنه وجأنوده، الشيطان ر
ّ ش من بالله نعوذ
شوْك َةٍء ِفي ن َ سب ُْعو َ َ َ ها َ ل َ
ل ْ غ َ ب ال ُ
ل ِ د ْ ع َ ت بَ ٍء ر ْ ق َ ع ّ
ل ُ ك ب، ُ ِ ر قا
َ َ ع ح ٌ َ
و ت يا
ّ ن ِفيهِ َ حْز ِ ب ال ُ جأ ّ ُ
جأعَِها مَراَرة َ وَ َ جد ُ َ مهِ ي َ ِ س ِ جأ ْ مها ِفي ِ س ّ فرِغ ُ ُ ب الّزاِني ،وَت ُ ْ ضرِ ُ م تَ ْ س َ ة َ شوْكةٍء زاوِي َ ُ َ ل َ ك ّ ُ
ن ِفي د«ِ وورد» :إ ّ دي ُ ص ِ ح وال ّ قي ْ ُ جأهِ ال َ ن فَْر ِ م ْ ل ِ سي ُ ه وَي َ ِ م ُ ح ُ َ
م ي َت َهَّرى ل ْ ة ،ث ُ ّ سن َ ٍءف َ أل ْ َ
ن الزناة يعلقون بفروجأهم في النار ،ويضربون عليها بسياط من مك ُْتوبًا :إ ّ الّزُبورِ َ
حديد ،فإذا استغاث أحدهم من الضرب نادته الزبانية أين كان هذا الصوت وأنت
ن من تضحك وتفرح وتمرح ول تراقب الله ول تستحي منه؟ِ«ِ وورد أيضًا» :إ ّ
زنى بامرأة مزّوجأة كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه المة ،فإذا كان
يوم القيامة يحكم الله تعالى زوجأها
) (1/322
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ن
في حسناته هذا إذا كان بغير علمه ،فإن علم وسكت حّرم الله عليه الجنة ،ل ّ
الله تعالى كتب على بابها إنك حرام على الديوث ،وهو الذي يعلم الفاحشة في
أهله ويسكت ول يغار«ِ وورد أيضًا :من وضع يده على امرأة ل تحل له بشهوة،
جأاء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه ،فإن قبلها قرضت شفتاه في النار ،فإن
زنى بها نطقت فخذاه وشهدت عليه يوم القيامة وقالت :أنا للحرام ركبت،
فينظر الله إليه بعين الغضب فيقع لحم وجأهه فيكابر ويقول :ما فعلت فيشهد
ل لي نطقت وتقول يداه :أنا للحرام تناولتعليه لسانه ويقول :أنا بما ل يح ّ
وتقول عينه :أنا للحرام نظرت وتقول رجأله :أنا لما ل يحل لي مشيت ،ويقول
فرجأه :أنا فعلت ،ويقول الحافظ من الملئكة :وأنا سمعت .ويقول الملك
الخر :وأنا كتبت .ويقول الله تعالى :وأنا اطلعت وسترت ،ثم يقول :يا ملئكتي
ل حياؤه مني.خذوه ومن عذابي فأذيقوه قد اشتد ّ غضبي على من ق ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
)تنبيه( الزنى أكبر الكبائر بعد القتل إجأماعًا ،ومن ثم قرنه تعالى بالشرك
والقتل في الية السابقة .وقيل هو أكبر من القتل فهو الذي يلي الشرك،
وأفحش أنواعه الزنى بحليلة الجار ،ويكفر مستحله ،ومن تمنى أن ل يحرم.
) (1/323
) (1/324
وعن ابن عباس أنه قال :كان في بني إسرائيل راهب متفّرد في صومعته دهرا ً
طويلً ،وكان ملك يأتيه كل يوم غدوا ً وعشيا ً ويقول له :ألك حاجأة وأنبت الله له
في الحجر فوقا صومعته كرما ً يحمل له في كل يوم قطفا ً من العنب ،وكان إذا
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
عطش مد ّ يده ،فيسكب فيها الماء من الهواء ،فبينما هو كذلك إذا هو بامرأة
ذات حسن وجأمال مع العشاء ،فنادته يا راهب أسألك بحقّ المعبود إل ما بيتني
عندك الليلة ،فإن مكاني بعيد فقال :اصعدي ،فلما صارت عنده رمت ثوبها،
وقامت عريانة تجلو نفسها فغطى وجأهه ،ثم قال لها :ويلك استتري فقالت:
والله ل بد ّ لي منك أن تتمتع الليلة بي .فقال لنفسه :ما تقولين؟ِ فقالت :ات ّ
ق
الله ،فقال لها :ويحك تريدين أن تذهبي بعبادتي وتذيقيني سرابيل القطران
ك من نار ل تطفأ وعذاب ل يفنى ،وأخاف أن ومفظعات النيران ،وأخاف علي ِ
يغضب ربنا فل يرضى فراودته نفسه فقال لها :أعرض عليك نارا ً صغيرة ،فإذا
صبرت عليها متعتك الليلة ،فقام ومل السراج زيتا ً وغلظ فتيلته والمرأة تسمع
وتبصر ،ثم أخذ أصبعيه فأدخلهما في السراج ،فصاح بها ملك من السماء
أحرقي إبهامه فاكلت إبهامه ،ثم رجأعت إلى السبابة فأكلتها ،ثم كذلك حتى
أكلت يده ،فصاحت المرأة صيحة فماتت ،فسترها بثوبها وقام إلى الصلة فلما
أصبح وقف إبليس عند صومعته وصرخ به في المدينة :إن الراهب قد زنى
بفلنة ،وقتلها ،فركب ملك المدينة في مملكته وصاح به ،فأجأابه فقال :أين
فلنة؟ِ فقال :عندي ،فقال :قل لها هل تنزل؟ِ قال :إنها ماتت .قال :فما رضيت
بالزنى حتى قتلتها فخربوا الدير وهدموا الصومعة ،وجأعلوا في رقبته حبل ً
وحملت المرأة ،وجأيء بالرجأل موقف العذاب ،وكان القوم يبشرون الزاني
والزانية بالمناشير ،ويده ملفوفة في كمه ل يعلمهم ول يحدثهم بقصته ،فوضع
المنشار على رأسه ،وقال لصحاب العذاب جأروا فجروا ،وبلغ إلى عنقه فتأّوه
فأوحى الله إلى جأبريل :أن قل له ل تنطق بها أنا أنظر إليك فقد أبكيت حملة
) (1/325
ن السماوات العرش وسكان سمواتي ،وعزتي وجأللي لئن تأوهت ثانية لهدم ّ
ن بمن في الرض .قال ابن عباس :فرد الروح في المرأة فقامت ولخسف ّ
وقالت :والله هو مظلوم ،وما زنى بي وما قتلني وأنا بخاتم ربي ،ثم قصت
عليهم القصة فأخرجأوا يده فإذا هي محرقة فقالوا :لو علمنا ما نشرناك وخّر
ميتًا ،وخّرت المرأة ميتة فحفروا لهما قبرا ً فوجأدوا فيه مسكا ً وكافورًا ،ثم
غسلوهما وكفنوهما وصلوا عليهما ودفنوهما ،فنادى مناد ٍء من السماء :إن الله
تعالى قد نصب الميزان تحت العرش وأشهد ملئكته أني زوجأته خمسين ألف
عروس من الفردوس ،وهكذا أفعل بأهل المراقبة نفعنا الله به.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
) (1/326
وحكي عن الحسن قال :كانت امرأة بغي في زمن بني إسرائيل لها ثلث
الحسن ل تمكن من نفسها إل بمائة دينار ،وأنه أبصرها عابد فأعجبته ،فذهب
وعمل بيده ،وعالج فجمع مائة دينار ،ثم جأاء إليها وقال :إنك أعجبتيني
فانطلقت فعملت بيدي ،وعالجت حتى جأمعت مائة دينار .فقالت :ادخل فدخل
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
م ،فلما جألس وكان لها سرير من ذهب ،فجلست على سريرها ثم قالت له :هل ّ
منها مجلس الرجأل من المرأة ذكر مقامه بين يدي الله الرقيب لعمال العباد
فأخذته رعدة فقال لها :اتركيني أخرج ولك المائة دينار ،قالت :ما بدا لك وقد
ي فعلت الذي فعلت قال :فزعا ً من الله زعمت أني أعجبتك ،فلما قدرت عل ّ
ي فقالت :إن كنت ّ إل الناس أبغض فأنت ي
ومن مقامي بين يديه ،وقد غضب عل ّ
صادقا ً فمالي زوج غيرك ،فقال :دعيني أخرج ،فقالت :له :ل إل أن تجعل لي
أنك تتزوج بي ،قال :افعل فتقنع بثوبه ،ثم خرج إلى بلده ،فارتحلت نادمة على
ما كان منها حتى قدمت بلده ،فسألت عن اسمه ومنزله فدلت عليه وكانت
تعرف بالملكة ،فقيل له :إن الملكة قد جأاءت ،فلما رآها شهق شهقة فمات
رحمه الله .قال :فسقطت في يدها .وقالت :أما هذا فقد فاتني هل له من
قريب؟ِ قالوا :له أخ رجأل فقير ،قالت :فأنا أتزوج به حبا ً لخيه ،فتزوجأته فيسر
الله تعالى منه سبعة أنبياء .
) (1/327
ب في بني إسرائيل لم يَر في زمانه أحسن منه، وحكى اليافعي :أنه كان شا ّ
وكان يبيع القفاف ،فبينما هو ذات يوم يطوف بقفافه إذ خرجأت امرأة من دار
ملك من ملوك بني إسرائيل ،فلما رأته رجأعت مبادرة ،فقالت لبنة الملك إني
رأيت شابا ً بالباب يبيع القفاف لم أر شابا ً أحسن منه فقالت لها :أدخليه
فخرجأت إليه وقالت :يا فتى ادخل معي نشتر منك ،فدخل فأغلقت الباب دونه،
ثم دخل بابا ً آخر ،فكذلك حتى أغلقت عليه ثلثة أبواب ،ثم استقبلته بنت الملك
كاشفة عن وجأهها ونحرها فقال اشتروا حاجأتكم .فقالت :إنا لم ندعك لهذا إنما
دعوناك لكذا يعني تراوده عن نفسه .فقال لها :اتقي الله .قالت :إن لم
ي تكابرني عن نفسي، تطاوعني على ما أريد أخبرت الملك أنك إنما دخلت عل ّ
فوعظها فأبت فقال :ضعوا لي وضوءا ً فقالت :يا جأارية ضعي له وضوءا فوقا
ً
الجوشق مكانا ً ل يستطيع أن يفّر منه ،قال :وكان من فوقا الجوشق إلى
الرض أربعون ذراعًا ،فلما صار في أعلى الجوشق قال :اللهم إني دعيت إلى
معصيتك ،وإني أختار أن أرمي بنفسي من الجوشق ول أرتكب المعصية .ثم
قال :بسم الله وألقى نفسه من أعلى الجوشق ،فأهبط الله إليه ملكا ً من
الملئكة ،فأخذ بضبعيه فوقع قائما ً على رجأليه ،فلما صار في الرض قال :اللهم
إن شئت رزقتني رزقا ً تغنيني به عن بيع هذه القفاف ،فأرسل الله إليه جأرادا ً
من ذهب ،فأخذ منه حتى مل ثوبه ،فلما صار في ثوبه قال :اللهم إن كان هذا
رزقا ً رزقتنيه في الدنيا فبارك لي فيه قال :فنودي إن هذا الذي أعطيتك جأزء
من خمسة وعشرين جأزءا ً من أجأر صبرك على إلقائك نفسك من هذا
الجوشق ،فقال :اللهم ل حاجأة لي فيما ينقص مما لي عندك في الخرة فرفع
ذلك منه ،وقيل للشيطان :هل أغويته؟ِ يعني بارتكاب الفاحشة فقال :كيف أقدر
أغوي من بذل نفسه لله؟ِ رضي الله عنه ونفعنا به.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
) (1/328
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وحكي أيضا ً عن بعض الصالحين قال :بينما أنا أطوف بالكعبة ،إذا بجارية على
عنقها طفل صغير وهي تنادي يا كريم يا كريم عهدك القديم قال :فقلت لها :ما
هذا العهد الذي بينك وبينه؟ِ قالت :ركبت في سفينة ومعنا قوم من التجار،
ج منهم أحد غيري، فعصفت بنا ريح فغرقت السفينة وجأميع من فيها ،ولم ين ُ
وهذا الطفل في حجري وأنا على لوح ورجأل أسود على لوح آخر ،فلما أضاء
ي وجأعل يدافع الماء بيده حتى لصق بي ،واستوى معنا الصبح نظر السود إل ّ
على اللوح وجأعل يراودني عن نفسي ،فقلت :يا عبد الله أما تخاف الله ونحن
في بلية ل نرجأو الخلص منها بطاعته فكيف بمعصيته ،فقال :دعي عني هذا
فوالله ل بد ّ لي من هذا المر ،قالت :وكان هذا الطفل نائما ً في حجري
وم هذا الطفل ،ويكون من فقرصته فاستيقظ وبكى فقلت :يا عبد الله دعني أن ّ
در الله ،فمد ّ السود يده إلى الطفل ورمى به في البحر ،فرمقت إلى أمرنا ما ق ّ
السماء بطرفي وقلت :يا من يحول بين المرء وقلبه حل بيني وبين هذا السود
وتك ،إنك على كل شيء قدير ،فوالله ما استوعبت الكلمات حتى بحولك وق ّ
ظأهرت دابة من دواب البحر ففتحت فاها ،والتقمت السود وغاصت به في
البحر ،وعصمني الله منه بحوله وقدرته ،وهو القادر على ما يشاء سبحانه
وتعالى ،قالت :وما زالت المواج تدافعني حتى رمتني إلى جأزيرة من جأزائر
البحر ،فقلت في نفسي :آكل من بقلها وأشرب من مائها حتى يأتي الله بأمره،
فل فرج لي إل منه فمكثت أربعة أيام ،فلما كان في اليوم الخامس لحت لي
ي،
ل ،وأشرت إليهم بثوب كان عل ّ سفينة في البحر على بعد ،فعلوت على ت ّ
ي منهم ثلثة أنفس في زورقا ،فركبت معهم فلما دخلت السفينة فخرج إل ّ
الكبرى ،إذا بالطفل الذي رمى به السود في البحر عند رجأل منهم ،فلم أتمالك
أن تراميت عليه ،وقبلت بين عينيه وقلت :والله ولدي وقطعة من كبدي .فقال
لي أهل السفينة أمجنونة أنت أم خبل عقلك؟ِ فقلت :والله ما أنا بمجنونة ول
خبل عقلي ،ولكن خبري كيت
) (1/329
وكيت ،وذكرت لهم القصة إلى آخرها ،فلما سمعوا ذلك مني أطرقوا رؤوسهم
وقالوا :يا جأارية قد أخبرتينا بأمر تعجبنا منه ،ونحن أيضا ً نخبرك بأمر تعجبين
منه :بينما نحن نجري بريح طيبة إذ بدابة قد اعترضتنا ،ووقفت أمامنا وهذا
الطفل على ظأهرها ،وإذا مناد ينادي إن لم تأخذوا هذا الطفل من على ظأهرها
وإل هلكتم ،فصعد واحد على ظأهرها وأخذ الطفل ،فلما دخل به في السفينة
غاصت الدابة في البحر ،وقد تعجبنا من هذا ومما أخبرتنا ،وقد عاهدنا الله
تعالى أن ل يرانا على معصية بعد هذا اليوم قال :فتابوا عن آخرهم .قلت:
سبحان اللطيف جأميل العوائد ،سبحان مدرك الملهوف عند الشدائد ،حمانا من
الزنى الرب الودود وجأعلنا من خير العباد.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
خاتمةفي زنى العين واليد وفي الخلوة بالجأنبية
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/330
) (1/331
ف صرِ ْ ل :ا ْ قا َ جأ َةِ فَ َف ْ ن ن َظ َْرةِ ال ُ ل الله ع َ ْ سو َ ت َر ُ سأل ْ ُ
إل َيه«ِ ومسلم عن جأريرَ » :
َ ْ ِ
ل
من النساِء ،ووي ِ ل ِ نَ :ويل للّرجأا ِ صَرك«ِ وصح :ما من صباح إل وملكان ي َُناد َِيا ِ َ بَ َ
س ْ ْ َ
ن ِفي َرأ ِ ن ي َطع َ
َ
للنساء من الرجأال .والطبراني عن معقل بن يسار» :ل ْ
خير ل َه م َ َ َ
ه«ِ وهو: ل ل َُ ح ُسا ْ َ ً َ ِ
ت ل ة أ ر م م ّ ن يَ َ نأ ْ حديد ِ َ ْ ٌ ُ ِ ْ ن َ م ْ سل ّةٍء ِ ط أوْ ِبم َ خي ٍء م ِم بِ َ حد ِك ُ ْ أ َ
خ َ
ل مَرأ َةِ إل د َ َ ل ِبا ْ جأ ٌ خل َر ُ ما َ سي ب ِي َد ِهِ َ ف ِ ذي ن َ ْ خل ْوَة َ ِبالّنساِء َوال ّ ِ م َوال َ »إّياك ُ ْ
َ مت َل َط ّ ٌ جأل ً َ شي ْ َ ال ّ
سوَد ٌنأ ْ طي ٌحمأ :أي ِ ن أوْ ِ طي ٍء خ بِ ِ زيٌر ُ خن ْ ِ م َر ُ ح َ ن ي َْز َ ما ،ول ْ ن ب َي ْن َهُ َطا ُ
َ َ
ن
كا َ ن َ م ْ ه«ِ وهو أيضًاَ » : ل لَ ُ ح ّ مَرأةٍء ل ت َ ِ با ْ مْنك َ ه َ م مْنكب َ ُ ح َ ن ي َْز َ نأ ْ م ْ ه ِ خي ٌْر ل َ ُنَ ، من ْت ِ ٌ ُ
م«ِ والحكيم: ر ح م ها ن ي ب و ه ن ي ب س يَ ل ةَ أ ر م با ن لوُ خ ي فل َ خر ال م و ي وال بالله ن م ْ ؤ
ْ َ َْ ُ ََْ َ ُ ْ َ ٌ َ َ ٍء ّ َ ْ َ ْ َ ِ َ َ ْ ِ ُ ِ ِ يُ
َ َ َ ُ
م ب َِها«ِ م إل ّ هَ ّ حَر ٌ م ْ س لَها َ مَرأةٍء لي ْ َ ل َبا ْ جأ ٌ خلو َر ُ ه ل يَ ْ ساِء فَإ ِن ّ ُ ة الن ّ َ محاد َث َ َ م وَ ُ »إّياك ُ ْ
وأحمد والبيهقي عن ابن سيرين قال :خرجأنا فإذا بدابة فمن دنا منها قتلته.
قال :فجاء رجأل أعور قال :دعوني وإياها ،فدنا منها فوضعت رأسها له حتى
قتلها ،فقالوا :حدثنا من أمرك ،فقال :ما أصبت ذنبا ً قط إل ذنبا ً واحدا ً بعيني
هذه ،فأخذت سهما ً ففقأتها به .وروي عن كعب الحبار قال :قحط بنو إسرائيل
على عهد موسى عليه السلم ،فسألوه أن يستسقي فقال :اخرجأوا معي إلى
الجبل فخرجأوا ،فلما صعدوا الجبل قال موسى :ل يتبعني رجأل أصاب ذنبًا،
فانصرفوا جأميعا ً إل رجأل ً أعور يقال له برخ العابد ،فقال له موسى :ألم تسمع
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
ما قلت؟ِ قال :بلى قال :فلم تصب ذنبا ً قال :ما أعلمه إل شيئا ً أذكره ،فإن كان
ذنبا ً رجأعت قال :ما هو؟ِ قال :مررت في طريق فإذا باب حجرة مفتوح فلمحت
بعيني هذه الذاهبة شخصا ً ل أعلم ما هو رجأل أم امرأة؟ِ فقلت :لعيني أنت من
بدني
) (1/332
سارعت إلى الخطيئة ل تصحبيني بعدها ،فأدخلت أصبعي فقلعتها فإن كان هذا
ذنبا ً رجأعت ،فقال موسى :ليس هذا ذنبًا .ثم قال له :استسق يا برخ ،فقال:
قدوس قدوس ما عندك ل ينفد وخزائنك ل تفنى وأنت بالبخل ل ترمى ،فما هذا
الذي ل تعرف به اسقنا الغيث الساعة الساعة .قال :فانصرفا يخوضان الوحل
برحمة الله عّز وجأ ّ
ل.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
وحكى الصمعي قال :خرجأت حاجأا ً إلى بيت الله الحرام من طريق الشام،
فبينما نحن سائرون إذ خرج علينا أسد عظيم الخلقة هائل المنظر ،فقطع على
الركب الطريق ،فقلت لرجأل إلى جأانبي :أما في هذا الركب رجأل يأخذ سيفًا،
ويرد عنا هذا السد فقال :أما الرجأل فل أدري ،ولكنني أعرف امرأة ترده بغير
سيف فقلت :وأين هي؟ِ فقام وقمت معه إلى هودج قريب منا ،فنادى يا بنية
ي السد، انزلي فردي عنا هذا السد ،فقالت :يا أبت أيطيب قلبك أن ينظر إل ّ
وهو ذكر وأنا أنثى ،ولكن يا أبت قل للسد ابنتي فاطمة تقرئك السلم ،وتقسم
عليك بالذي ل تأخذه سنة ول نوم إل ما عدلت عن طريق القوم.
) (1/333
وحكى اليافعي عن بعض الصالحين قال :كان بالبصرة رجأل يقال له ذكوان كان
سيدا ً في زمانه؛ فلما حضرته الوفاة لم يبق أحد بالبصرة إل شهد جأنازته .قال:
فلما انصرف الناس من دفنه نمت عند بعض القبور ،وإذا ملك قد نزل من
السماء وهو يقول :يا أهل القبور قوموا لخذ أجأوركم ،فانشقت القبور عن
أهلها ،وخرج كل من فيها فغابوا ساعة ،ثم جأاؤوا وذكوان في جأملتهم وعليه
حلتان من الذهب الحمر مرصع بالدر والجوهر ،وبين يديه غلمان يسبقونه إلى
قبره ،وإذا ملك ينادي هذا عبد كان من أهل التقوى فبنظرة واحدة وصلت إليه
المحن والبلوى ،فامتثلوا فيه أمر المولى فقرب من جأهنم ،فخرج إليه منها
لسان أو قال ثعبان ،فلدغ بعض وجأهه فاسود ّ ذلك الموضع ،ونادى يا ذكوان لم
يخف عن المولى من أمرك شيء هذه النفخة بتلك النظرة ،ولو زدت لزدناك،
فبينما هو كذلك ،وإذا رجأل قد أطلع رأسه من قبره ،فقال :يا هؤلء ما أردتم
ت منذ تسعين سنة فما ذهبت حرارة الموت مني حتى الن، فوالله لقد م ّ
فادعوا الله أن يعيدني كما كنت قال وبين عينيه أثر السجود.
) (1/334
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
)تنبيه( اعلم أن زنى العين هو تعمد نظر شيء من الجأنبية المشتهاة ،ولو
منفصل ً منها كشعر وقلمة ظأفر ،أو كانت أمة عجوزا ً فهو حرام على رجأل ،ولو
مع أمن فتنة أو فقد شهوة ،ويحرم نظر فرج صغيرة إل على الم زمن الرضاع
والتربية ،ونظر المرأة إلى الرجأل ولو عبدا ً كعكسه ،ويحل نظر فرج صغير ما
لم يميز ويجب على المسلمة أن تحتجب عن الكافرة والفاسقة بزنى أو سحاقا
أو قيادة ،وعن عبدها إن كانا فاسقين ،ولو بغير الزنى ،وأن زنى اليدين هو
البطش ،فحيث حرم نظر حرم مس ،ويحرم غمز الرجأل ساقا محرمه أو رجألها
وعكسه بل حاجأة ،ويحرم تضاجأع رجألين أو امرأتين عاريين في ثوب واحد ،وإن
كان كل منهما في جأانب من الفراش ،ويجب التفريق بين ولد عشر سنين
س شيء من أجأنبية يحرم وأبويه وإخوته في المضجع ،وكما يحرم نظر وم ّ
إصغاء لصوتها تلذذا ً به ،وأن الخلوة بالجأنبية حرام حيث لم يكن معهما محرم
لحدهما يحتشمه ،ول امرأة كذلك ول زوج لتلك الجأنبية ،ويحرم فعل هذه
الثلثة مع المرد الجميل.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة278 :
فصل في اللواط
) (1/335
نأخرج ابن ماجأه والترمذي عن جأابر بن عبد الله قال :قال رسول الله » :إ ّ
ُ ما أ َ َ أَ ْ
ة
سب ْعَ ً ن الله َ ط«ِ وأحمد والنسائي» :ل َعَ َ ل قَوْم ُلو َ
ِ م ُ مِتي ع َ َ ف ع ََلى أ ّ خا ُ ف َ خو َ َ
نك ّ
ل م ثلثا ً وَل َعَ َ من ْهُ ْ حد ٍء ِ ل َوا ِ ة ع ََلى ك ُ ّ ت وََرد ّد َ الل ّعْن َ َ وا ٍء م َ س َ سب ِْع َ قا َ ن فَوْ ِ م ْ قهِ ِ خل ْ ِ ن َ م ْ ِ
ح ل ِغَي ْرِ الله، ب َ ذ
َ ُ ٌ َ ْ َ َ ن م ن عو ْ ل م ط، َ ُ
لو م و َ ق ل َ م
َ َ ع َ
ل م
ِ َ ع ن
َ ُ ٌ َ ْ م ن عو ْ ل م ه: ِ في ِ ْ ك َ ت ة
ً َ ن ْ ع َ ل ٍء د ح ِ وا
ْ ِ مل ْعون من أ َ
َ
ن َ ْ يَ ب َ ع م
َ ْ َ جأ
َ ن م ن ٌ عو ُ ْ ل م
َ ِ ه ْ ي َ د ِ ل واّ َ ق َ ع ن
َ ْ م نٌ عو ُ ْ ل م
َ ِ َ م، ِ ئ ها َ ب ال نَ م
ِ ً ا يئ
ْ ش َ تى َ َ ْ ٌ ُ َ
ه. َ َ ْ َ ْ امرأ َ
واِلي ِ م
ِ َ َ ر ْ ي غ لى إ عى َ ّ د ا ن ُ َ ِ م ن
ٌ عو ُ ل م
ْ ِ َ ض، ر ال َ د دو ُ ح
ُ ر َ ّ ي غ ن
َ ْ م نٌ عو ُ ل مَ َ ها ِ تَ نْ ب وا َ ٍء ة ْ َ
مخو ْ َ ن غ َي َّر ت ُ ْ َ ْ م ن
ٌ عو ُ ْ ل م
ّ ُ َ ه م أ ب ّ سَ ن
َ ْ م ن ٌ عو ُ ْ ل م ُ َ ه باَ أ ب ّ س
َ ن َ ْ م نٌ عو ُ ْ ل م
َ » وأحمد:
لم َ ْ َ َ ْ الرض مل ْعون من ك َمه أ َ
ن عَ ِ ْ م
َ ن
ٌ عو ُ ل م
َ ة، ٍء م
َ هي ِ َ ب لى َ ع َ ع ق و
ْ َ ن م
َ ن
ٌ عو ُ ل مَ مى، َ ْ ع َ َ ْ َ ٌ ْ ِ َ ُ
ط
خ ِ س ْ ن ِفي ُ سو َ م ُ ب الله وَي ُ ْ ض ِ ن ِفي غ َ َ حو َ صب ِ ُ ة يُ ْ ل قَوْم ِ لوْط«ِ والبيهقي :أْرب َعَ ٌ َ ُ م َ عَ َ
ساِء، ل ِبالن ّ َ جأا ِ ن الّر َ م َ ن ِ شب ُّهو َ مت َ َ ل :ال ُ ل الله؟ِ َقا َ سو َ م َيا َر ُ ن هُ ْ م ْ تَ : ْ
الله ،قُل ُ
ل، ذي َيأِتي الّرجأا َ ةَ ،وال ِ ّ م َ ذي َيأِتي الب َِهي َ لَ ،وال ِ ّ جأا ِ ن الّنساِء ِبالّر َ م َ ت ِ شب َّها ُ مت َ َ َوال ُ
مَرأة ً ِفي َ َ ً َ ّ ُ
جأل أو ا ْ ل أَتى َر ُ جأ ٍء جأل إلى َر ُ والترمذي والنسائي :ل ي َن ْطُر الله ع َّز وَ َ
َ
ب ن ل اله إل الله :الّراك ِ ُ م شَهاد َة َ أ ْ َ ل الله ل َهُ ْ قب َ ُ رها .والطبرانيَ :ثلَثة ل ي َ ْ د ُب ْ ِ
جائ َِر .وأبو داود والترمذي وابن ماجأه ِ ال م
َ ُ ما وال ة ب كو
ُ َ َ َِ ُ َ َ ْ َ ُ ُ ر م وال ة ب ك را وال ب كو ُ ر َوال َ ْ
م
ه. فُعول ب ِ ِ م ْ ل َوال َ ع َ فا ِ ل قَوْم ِ ُلوط َفاقُْتلوا ال َ م َ ل عَ َ م ُ موه ُ ي َعْ َ جأد ْت ُ ُ ن وَ َ م ْ والبيهقيَ :
) (1/336
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
زيرًا. خ ِفي قَب ْرِهِ َ
خن ْ ِ س َ ن غ َي ْرِ ت َوْب َةٍء ُ
م ِ م ْ
ت ِ
ما َ ن الل ّوْ ِ
طي إذا َ وقال ابن عباس :إ ّ
ً
ن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر رضي الله عنه أنه وجأد رجأل في وروي أ ّ
بعض نواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة ،فجمع أبو بكر أصحاب رسول الله
ن هذا ذنب لم تعمل به المم إل أمة واحدة، ي كرم الله وجأهه ،فقال :إ ّ فيهم عل ّ
وقد علمتم ما صنع الله بها وأرى أن تحرقوه بالنار ،فاجأتمع رأي أصحاب رسول
الله أن يحرقا بالنار فحرقه خالد .وروي أيضا ً أن عيسى عليه السلم مّر في
سياحته على نار تتوقد على رجأل ،فأخذ ماء ليطفئها عنه ،فانقلبت النار صببا ً
دهما إلى حالهما وانقلب الرجأل نارًا ،فتعجب عيسى من ذلك ،فقال :يا رب ر ّ
في الدنيا لسألهما عن خبرهما ،فأحياهما الله تعالى ،فإذا هما رجأل وصبي
فقال لهما عيسى عليه السلم :ما خبركما وما أمركما؟ِ فقال الرجأل :يا روح
الله إني كنت في الدنيا مبتلى بحب هذا الصبي ،فحملتني الشهوة أن فعلت به
ت ومات الصبي صير الله الصبي نارا ً تحرقني مرة ،وصيرني الفاحشة :فلما م ّ
نارا ً أحرقه أخرى .فهذا عذابنا إلى يوم القيامة .نعوذ بالله من عذابه وحمانا من
موجأبات سخطه وأليم عقابه.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة295 :
)تنبيه( قال البغوي اختلف أهل العلم في حد ّ اللواط ،فذهب قوم إلى أنه يحد ّ
الفاعل حد ّ الزنى إن كان محصنا ً يرجأم وإن لم يكن محصنًا ،يجلد مائة ،وهو
أظأهر قولي الشافعي رضي الله عنه وعلى المفعول به عنده على هذا القول
جألد مائة ،وتغريب عام رجأل ً كان أو امرأة محصنا ً أو غير محصن ،وذهب قوم
ن اللواطي يرجأم ولو غير محصن قول مالك وأحمد بن حنبل ،والقول إلى أ ّ
الخر للشافعي أنه يقتل الفاعل والمفعول به كما جأاء في حديث.
) (1/337
)فائدة( يحرم مصافحة المرد بشرطه ولو قدم من سفر ،وقيل في هذه المة
قوم يقال لهم :اللوطية وهم ثلثة أصناف :صنف ينظرون وصنف يصافحون،
وصنف يعملون ذلك العمل الخبيث .قال بعضهم :والنظر إلى المرأة والمرد
زنى لخبر صحيح فيه.
خاتمة في السحاقا
أخرج الطبراني :ثلثة ل يقبل الله لهم قول شهادة أن ل اله إل الله :الراكب
مْرأ َة ُ
ت ال َ
والمركوب والراكبة والمركوبة والمام الجائر .وروي عنه » :إ َ َ
ذا أت َ ِ
َ
ن«ِ . مْرأة َ فَهُ َ
ما َزان ِي ََتا ِ ال َ
ن تساحق النساء حرام ويعزرن بذلك .قال القاضي أبو الطيب :وإثم واعلم أ ّ
ذلك كإثم الزنى ،قال القاضي حسين :يكره للمرأة التي تميل إلى النساء
ن بل حائل كما في الرجأال .قال في ن ،وأن تضاجأعه ّ
ن وأبدانه ّ
النظر إلى وجأوهه ّ
العجالة وتشبيهه يقتضي تحريم النظر بشهوة والمضاجأعة بل حائل كما هما
محرمان من الرجأال.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة295 :
فصل في قذف المحصن أو المحصنة بزنى أو لواط
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/338
داءَ
شهَ َ م ي َأ ُْتوا ب ِأ َْرب َعَةِ ُ م لَ ْ ت ثُ ّ حصَنا ِ م ْ ن ال ُ مو َ ن ي َْر ُ ذي َ قال الله تعالىَ} :وال ّ ِ
شَهاد َة ً م َ قب َُلوا ل َهُ ْ ن َول ت َ ْ جل َد ُ أْرب َِعي َ حّرا ً فَغَي َْره ُ ي ُ ْن ُ كا َ ن َ جأل ْد َة ً إ ْ ن َ م َثماِني َ دوهُ ْ جأل ِ َُفا ْ
ن إل قو َ س ُ فا ِ م ال َ ك هُ ُ أ ََبدًا{ )سورة النور (4 :أي ما دام مصّرا ً على قذفه }وَأول َئ ِ َ
ُ
ال ّذين تابوا من بعد ذال ِ َ َ
م{ )سورة النور 4 :ــــ فوٌر َرحي ٌ ن الله غ َ ُ حوا فَإ ِ ّ صل َ ُك وَأ ْ ِ َ َ ُ ِ ْ َْ ِ
ت{ أي عن الفاحشة: ِ ِ فل غاَ ال ت نا حص م
ّ ِ َ َْ ُ َ ُ ْ َ ِال ن مو ر ي ن ذي ّ لا ن }إ (5وقال تعالى:
مشهَد ُ ع َل َي ْهِ ْ م تَ ْ م ي َوْ َ ظي ٌ ب عَ ِ ذا ٌ م عَ َ خَرةِ وَل َهُ ْ ت ل ُعُِنوا في الد ّْنيا َوال ِ مَنا ِ مؤ ْ ِ }ال ُ
ُ ُ َ َ َ
ن{ )سورة النور 23 :ــــ (24 ملو َ كاُنوا ي َعْ َ ما َ م بِ َجألهُ ْ م وَأْر ُ ديه ْ م وَأي ْ ِ سن َت ُهُ ْ أل ْ ِ
تقا ِ موب َ سب ْعَ ال ُ جأت َن ُِبوا ال ّ ن رسول الله قال :ا ْ وأخرج الشيخان عن أبي هريرة أ ّ
م
حّر َ فس التي َ ّ ل الن ّ ْحُر ،وَقَت ْ ُ س ْك ِبالله َوال ّ شْر ُ ل ال ّ ن؟ِ َقا َ ما هُ ّ ل الله وَ َ سو َ لَ :يا َر ُ ِقي َ
تصَنا ِ ح َ م ْف ال ُ ف ،وَقَذ ْ ُ ح ِ م الّز ْ ّ
ل الي َِتيم ِ َوالّرَبا والت ّوَلي ي َوْ َ ما ِ ل َ ْ
قَ ،وأك ُ ح ّ الله إل ِبال َ
ت والحاكم :أيما عبد أو امرأة قال أو قالت لوليدتها يا زانية، مَنا ِ مؤ ْ ِ ت ال ُ الَغاِفل ِ
ن في ولم يطلع منها على زنى جألدتهما وليدتهما يوم القيامة ،لنه ل حد ّ له ّ
الدنيا .وهما :من قذف مملوكه بالزنى يقام عليه الحد ّ يوم القيامة إل أن يكون
كما قال .وقال بعضهم :ومما عمت به البلوى قول النسان لقّنه يا مخنث أو يا
قحبة ،وللصغير يا ابن القحبة ،يا ولد الزنى ،وكل ذلك من الكبائر الموجأبة
للعقوبة في الدنيا والخرة.
) (1/339
) (1/340
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
باب شرب الخمر
َ
م
ب َوالْزل ُ صا ُ مْيسُر َوالن ْ َ مُر َوال َ خ ْ مُنوا إّنما ال َ نآ َ ذي َ قال الله تعالىَ} :يا أي َّها ال ّ ِ
ن{ )سورة المائدة(90 : حو َ فل ِ ُ م تُ ْجأت َن ُِبوه ُ ل َعَل ّك ُ ْ ن َفا ْ طا ِ شي ْ َ ل ال ّ م ِ ن عَ َ م ْ س ِ جأ ٌ رِ ْ
م«ِ وراه الشيخان وأبو داود والنسائي. را ح
ُ ْ ِ ٍء َ َ ٌ ر ك س م ّ
ل ُ ك » : الله رسول وقال
م«ِ رواه أحمد وأبو يعلى :ونهى عن خ ْ ٍء َ َ ٌ
را ح ر م ل َ مٌر وَك ُ ّ خ ْ سك ِرٍء َ م ْ ل ُ وقال َ» :أل فَك ُ ّ
كل مسكر ومفتر .رواه أبو داود .قال الخطابي :المفتر كل شراب يورث
ن النبي قال» :ل الفتور ،والخدر في العضاء ،وأخرج الشيخان عن أبي هريرة أ ّ
ن
م ٌمؤ ْ ِ شَرُبها ،وَهُوَ ُ ن يَ ْ حي َ مَر ِ خ ْ ب ال َ شَر ُ نَ ،ول ي َ ْ م ٌ ن ي َْزِني وَهُوَ ماؤ ِ حي َ ي َْزِني الّزاِني ِ
مَر خ ْب ال َ شرِ َ ن َ م ْ ن«ِ والطبرانيَ » : م ٌمؤ ْ ِ سرِقاُ وَهُوَ ُ ن يَ ْ حي َ سارِقاُ ِ سرِقاُ ال ّ َول ي َ ْ
ت«ِ أي ما َ ن َ مرِ إ ْ خ ْ ن ال َ م ُ مد ْ ِ ه«ِ وأحمد بسند صحيحُ » : جأوْفِ ِ ن َ م ْ ن ِ ج ُنور اليما ِ خَر َ َ
َ َ َ
ي الله ق َ نل ِ م ْن«ِ وابن حبان في صحيحهَ » : ي الله كَعاب ِد ِ وَث َ ِ ق َ من غير توبة» :ل ِ
ن«ِ والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال: ي الله كَعاب ِد ِ وَث َ ٍء َ ق َ مرِ ل َ ِ خ ْ ن َ م َ مد ْ ِ ُ
لما حرمت الخمر مشى أصحاب رسول الله بعضهم إلى بعض وقالوا :حرمت
الخمر وجأعلت عدل ً للشرك .والنسائي عن أبي موسى أنه كان يقول :ما أبالي
شربت الخمر أو عبدت هذه السارية من دون الله :أي أنهما في الثم متقاربان.
ن
كا َ ن َ م ْ مَر ،وَ َ خ ْ ب ال َ شَر ُ رَ ،فل ي َ ْ خ ِ ن ِبالله َوالي َوْم ِ ال ِ م ُ ن ي ُؤ ْ ِ كا َ ن َ م ْ والطبرانيَ » :
مُر«ِ وهو: خ ال يها َ لع ب ر ش ْ ي ة د ئ ما لى َ ع س ل ج ي فل َ ر، خ ال ي ُؤ ْ ِ
َ ْ َ ِ َ ٍء ُ َ ُ َ ْ َ ْ ِ ُ َ ِ ِ ن ِبالله َوالي َ ْ ِ
م و م ُ
نم ْدلً ،وَ َ صْرفًاَ ،ول ع َ ْ ة أّيام ٍء ِ ه َثلث َ َ من ْ ُ ل الله ِ قب َ ِ
م يَ ْ مرِ ل َ ْ خ ْ ن ال َ م َ سوَة ً ِ ح ْ ب َ شرِ َ ن َ م ْ » َ
حق ع ََلى الله ْ
مرِ َ خ ْ ن ال َ م ُ مد ْ ِ صَباحًا ،وَ ُ ن َ صلة َ أْرب َِعي َ ه َ من ْ ُ ل الله ِ قب َ ِ م يَ ْ ب ك َأسا ً ل َ ْ شرِ َ َ
لَ :يا لِ .قي َ خَبا ِ ن ن َهْرِ ال َ م ْ
قَيه ِ س ِن يَ ْ أ ْ
) (1/341
ل الّناِر«ِ والترمذي وحسنه والحاكم ديد ُ أهْ ِ ص ِ لَ : ل؟ِ َقا َ خَبا ِ ما ن َهُْر ال َ ل الله وَ َ سو َ َر ُ
ب تا
ْ َ َ َ َ ب تا ن فإَ ً
ا، باح ص ن
ُ َ َ ْ َِ َ َ َعي ب ر أ ة صل ه َ ل الله ل ب ْ ق
َ ْ َ ْ َ َ ِ ي مَ ل ر م خ ال ب ِ َ ر شَ ن
َ ْ م » وصححه:
ه؛ْ ِ ي َ ل َ ع الله ب تا
ِ ْ َ َ َ َب تا ن إ َ ف ً
ا، باح ص ن
ُ َ َ ْ َِ َ َ َعي ب ر أ ة صل ه َ ل الله بل ْ ق
َ ْ َ َ ي م َ ل د عا َ نه ،فَإ ِ ْ الله ع َل َي ْ ِ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة299 :
قاه ُ س َ ب الله ع َل َي ْهِ وَ َ م ي َت ُ ِ ب لَ ْ ن َتا َ صَباحًا ،فَإ ِ ْ ن َ صلة َ أْرب َِعي َ ه َ ل الله ل َ ُ قب َ ِ م يَ ْ عاد َ ل َ ْ ن َ فَإ ِ ْ
ل«ِ قيل لبن عمر راويه وما نهر الخبال؟ِ قال نهر من صديد أهل خَبا ِ ن ن َهْرِ ال َ م ْ ِ
النار .والطبراني بسند صحيح والحاكم وقال على شرط مسلم عن ابن عمر
قال :إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وناسا ً جألسوا بعد وفاة رسول الله ،
ففكروا في أعظم الكبائر ،فلم يكن عندهم فيها علم فأرسلوني إلى عبد الله
بن عمر أسأله ،فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر ،فأتيتهم فأخبرتهم
فأنكروا ذلك ،ووثبوا إليه جأميعا ً حتى أتوه في داره ،فأخبرهم أن رسول الله
خيره بي َ ل أَ َ
مَر خ ْ ب ال َ شَر َ ن يَ ْ نأ ْ جأل ً فَ َ ّ َ ُ َ ْ َ خذ َ َر ُ سَراِئي َ ك ب َِني إ ْ مُلو ِ ن ُ م ْ مِلكا ً ِ ن َ قال» :إ ّ
ما َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ ً قت ُ َأ َوْ ي َ ْ
هل ّ مَر وَإ ِن ّ ُ خ ْ خَتاَر ال َ قت ُلوه ُ فا ْ زيرِ أوْ ي َ ْ خن ْ ِ
م ال َ ح َ فسا أوْ ي َْزني أوْ َيأكل ل ْ ل نَ ْ
َ
ن
م ْ ما ِ ه«ِ وإن رسول الله قالَ » : من ْ ُ دوه ُ ِ يٍءء أَرا ُ ش ْ ن َ م ْ مت َن ِعْ ِ م يَ ْ مَر ،ل َ ْ خ ْ ب ال َ شرِ َ َ
َ
يٌء إل ش ْ ه َ من ْ ُ مَثان َت ِهِ ِ ت وَِفي َ مو ُ وما ً َول ي َ ُ ن يَ ْ صلة ُ أْرب َِعي َ ه َ ل لَ ُ قب َ ُ شَرب َُها فَي ُ ْ حد ٍء ي َ ْ أ َ
ة«ِ وأحمد جأاه ِل ِي ّ ً ة َ ميت َ ً ت ِ ما َ ة َ ن ل َي ْل َ ً ت ِفي أْرب َِعي َ ما َ ن َ ة ،فَإ ِ ْ جن ّ ُ ت ب َِها ع َل َي ْهِ ال َ م ْ حّر َ ُ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
وابن حبان في صحيحه :إن آدم لما أهبط إلى الرض ،قالت الملئكة :يا رب
مد ِ َ
ك ف ُ جعَ ُ َ
ح ْ
ح بِ َ
سب ّ ُ
ن نُ َ
ح ُ
ماَء وَن َ ْ
ك الد ّ َ س ِ
سد ُ ِفيها وَي َ ْ
ف ِ
ن يُ ْ
م ْ
ل ِفيَها َ }أت َ ْ
) (1/342
َ
ن{ )سورة البقرة (30 :قالوا :ربنا نحن مو َ ما ل ت َعْل َ ُ م َ ل :إّني أع ْل َ ُ كَ ،قا َ س لَ َ قد ّ ُ وَن ُ َ
أطوع لك من بني آدم ،قال تعالى لملئكته :هلموا ملكين من الملئكة فننظر
كيف يعملن ،قالوا :ربنا هاروت وماروت ،قال :فاهبطا إلى الرض فتمثلت لهما
الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءاها فسألها نفسها .قالت :ل والله حتى
تكلما بهذه الكلمة من الشراك قال :والله ل نشرك بالله شيئا ً أبدًا ،فذبت
ي تحمله ،فسألها نفسها فقالت :ل والله حتى عنهما ثم رجأعت إليهما ومعها صب ّ
ي .فقال :والله ل نقتله أبدا فذهبت ،ثم رجأعت بقدح خمر تحمله ً تقتل هذا الصب ّ
فسألها نفسها .فقالت :ل والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا وسكرا ،فوقعا
ي ،فلما أفاقا .قالت المرأة والله ما تركتما من شيء أبيتماه عليها وقتل الصب ّ
ي إل فعلتماه حين سكرتما ،فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا وعذاب الخرة، عل ّ
مَرخ ْ شرُِبوا ال َ ذا َ فاختارا عذاب الدنيا .وأبو داود وابن حبان في صحيحه» :إ َ
شرُِبوا ن َ مإ ْ م ،ث ُ ّ دوهُ ْ شرُِبوا َفا ْ
جأل ِ ُ ن َ مإ ْ م ،ث ُ ّ دوهُ ْ شرُِبوا َفا ْ
جأل ِ ُ ن َ مإ ْ م ،ث ُ ّ دوهُ ْ َفا ْ
جأل ِ ُ
عاد َ ِفي الّراب َِعة ن َ دوه ُ فَإ ِ ْ مَر َفا ْ
جأل ِ ُ خ ْ ب ال َ شرِ َ ن َ م ْ م«ِ والترمذيَ » : ُ
َفاْقتلوهُ ْ
م
حّر َ من ََها وَ َ ة وَث َ َ مي ْت َ َم ال َ مَنها َوحّر َ مَر وَث َ َ خ ْ م ال َ حّر َ ن الله َ ه«ِ وأبو داود» :إ ّ َفاقْت ُُلو ُ
ها
صَر َعا ِ مرِ َ خ ْ ل الله ِفي ال َ سو ُ ن َر ُ ه«ِ وابن ماجأة والترمذي» :ل َعَ َ من َ ُ زيَر وَث َ َ خن ْ ِ ال ِ
منها ل ثَ َ ساقِي ََها وََبائ ِعََهاَ ،وآك ِ َ ة إلي ْهِ وَ َ َ َ
مول َ ح ُ م ْ ملها َوال َ َ حا ِ شارِب ََها وَ َ صَرها وَ َ معْت َ ِ وَ ُ
مَر ِفي الد ّْنيا خ ْ ب ال َ شرِ َ ن َ م ْ ه«ِ وجأاء عنه أنه قالَ » : َ
شَتراة ل ُ م ْشت َرِيَ لَها َوال ُ َ م ْ َوال ُ
شَرب ََها، ن يَ ْ َ َ
جأهِهِ ِفي الَناِء قب ْ َ َ ُ َ ساود ِ ُ
لأ ْ م وَ ْ ح ُ ساقط ل ْ ة ي َت َ َ شرب َ ً م ال َ س ّن ُ م ْ قاه ُ الله ِ س َ َ
ذى ب ِهِ أ َهْلُ ط ل َحمه ِوجأل ْد ْه يتأ ّْ َ َ ساق ذا َ فَإ ِ َ
ْ ُ ُ َ ِ ُ ُ ََ شرِب ََها ت َ َ
) (1/343
منها ل ثَ َة إل َي ْهِ وآك ِ ُ مول َ ُ ح ُم ْ مُلها َوال َ حا ِ صُرها وَ َ معْت َ ِ صُرها وَ ُ عا ِ شارِب َُها وَ َ الّناِرَ ،أل وَ َ
حّتى ي َُتوُبوا ،فَإ ِ ْ
ن جا ً َح ّ صياما ً َول َ صلة ً َول ِ م َ من ْهُ ْل الله ِ قب َ ُ مها ،ل ي َ ْ كاُء ِفي إث ِ شَر َ ُ
ن جأْرع َةٍء َ ُ
ه ب ِك ّ َ َ ً َ ت قَب ْ َ
م ْشرِب ََها ِفي الد ّْنيا ِ ل ُ قي َ ُس ِ ن يَ ْ قا ع َلى الله أ ْ ح ّن َ ل الت ّوْب َةِ كا َ ما َ َ
م«ِ . حَرا ٌ مرٍء َ خ ْ ل َ ُ
مٌر وَك ّ خ ْ سك ِرٍء َ م ْ ل ُ ُ
م ،أل وَك ّ جأهَن ّ َ
ديد ِ َ ص ِ َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة299 :
ة إلى ن َهْرَ م الّزَبان ِي َ ُ َ خمر إ َ َ ن َ
ِ فهُ ُ خط ِ ُ ط تَ ْ صَرا ِ ذا أَتوا ع َلى ال ّ ة ال َ ْ ْ ِ شَرب َ َ وروي» :أ ّ
َ َ َ َ ُ
ن
ْ ّ أ و ل ف ل، با خ ال ر
ْ َ ً ِ ْ َْ ِ َ َ ِه ن ن م ه ب ر ُ
ش ر م
َ ْ ِ خ ال ن م
ُ ُ ِ َ ه بو شر َ س
ٍء أ ك لّ ك ل ،فَي ُ ْ ْ َ ِ
ب ن و َ قس خَبا ِ ال َ
ها«ِ نعوذ بالله منها. حّر َ ن َ م ْ ت ِ سماَوا ُ ت ال ّ حت ََرقَ ِ ماِء ل ْ س َ ن ال ّ م َ ب ِ ص ّة تُ َ شْرب َ َ ك ال ّ ت ِل ْ َ
وجأاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :إذا مات شارب الخمر فادفنوه ثم
اصلبوني على خشبة ،ثم انبشوا عنه قبره ،فإن لم تروا وجأهه مصروفا ً عن
القبلة فاتركوني مصلوبًا .وعن علي رضي الله عنه :لو وقعت قطرة من خمر
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
في بئر ،فَبن 2ت مكانها منارة لم أؤذن عليها ولو وقعت في بحر ثم جأف ونبت
فيه الكل لم أرعه .وعن ابن عمر لو أدخلت أصبعي فيه لم تتبعني :أي لقطعتها.
) (1/344
وحكي عن الفضيل بن عياض رحمه الله :أنه حضر عند تلميذ له حضره الموت،
فجعل يلقنه الشهادة ولسانه ل ينطق بها فكّررها .فقال :ل أقولها وأنا بريء
منها ثم مات ،وخرج الفضيل من عنده وهو يبكي ،ثم رآه بعد مدة في منامة،
وهو يسحب به إلى النار .فقال :يا مسكين بم نزعت منك المعرفة؟ِ فقال :يا
أستاد كان بي علة فأتيت بعض الطباء فقال :تشرب في كل سنة قدحا ً من
الخمر ،فإن لم تفعل تبق بك علتك ،فكنت أشربها في كل سنة لجأل التداوي،
فهذا حال من شربها للتداوي ،فكيف حال من شربها لغير ذلك؟ِ نسأل الله
العافية من كل بلء ومحنة.
وحكي أنه سئل بعض التائبين عن سبب توبته .فقال :كنت أنبش القبور ،فرأيت
فيها أمواتا ً مصروفين عن القبلة ،فسألت أهاليهم عنهم؟ِ فقالوا :كانوا يشربون
الخمر في الدنيا وماتوا من غير توبة.
ً
ول خنزيرا ،وقد شد ً
وحكي عن نباش أنه قال :نبشت قبرا فرأيت صاحبه قد ح ّ
بالسلسل والغلل في عنقه فخفت منه وأردت الخروج ،وإذا بقائل يقول أل
تسأل عن عمله ولم يعذب؟ِ فقلت :لماذا؟ِ قال :كان يشرب الخمر في الدنيا
ومات من غير توبة.
وحكي عن بعض الصالحين أنه قال :مات لي ولد ،فلما دفنته رأيته بعد مدة في
المنام وقد شاب رأسه ،فقلت :يا ولدي دفنتك صغيرا ً فما الذي شيبك؟ِ فقال:
يا أبي لما دفنتني دفن إلى جأانبي رجأل كان يشرب الخمر في الدنيا فزفرت
دة زفرتها النار لقدومه إلى قبره زفرة لم يبق منا طفل إل شاب رأسه من ش ّ
نسأل الله العصمة منها.
)تنبيه( إن شرب الخمر والنبيذ ولو قطرة منهما حرام ،بل هو كبيرة إجأماعا ً
ويكفر مستحلها وحد ّ شاربها أربعون جألدة إن كان حرا ً وعشرون إن كان قنًا،
والنبيذ كالخمر فيحد ّ شاربه ،ولو حنفيا ً وإن لم ينكر عليه.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة299 :
خاتمة في أكل الحشيشة والبنج
) (1/345
) (1/346
ن{ أي يستبدلون ويأخذون }ب ِعَهْد ِ الله{ أي شت َُرو َ ن يَ ْ ذي َ ن ال ّ ِ قال الله تعالى} :إ ّ
ً
منا قِليل{ أي عرضا يسيرا من الدنيا ً ً َ ً َ َ
م{ أي الكاذبة }ث َ مان ِهِ ْ بما عهد إليهم }وَأي ْ َ
ة{ أي ل نصيب لهم من نعيمها وثوابها }َول خَر ِ م ِفي ال ِ خلقاَ ل َهُ ْ كل َ }ُأول َئ ِ َ
م{ أي كيهِ ْ م{ أي نظر رحمة }َول ي َُز ّ م الله{ أي بكلم يسّر }َول ي َن ْظ ُُر إل َي ْهِ ْ مهُ ُ ي ُك َل ّ ُ
َ
م{ )سورة آل عمران (77 :أي مؤلم شديد ب أِلي ٌ ذا ٌ م عَ َ ل يريد لهم خيرا ً }وَل َهُ ْ
َ
ف ع َلى حل َ َ ن َ م ْ اليلم .وأخرج الشيخان عن ابن مسعود أن رسول الله قالَ » :
َ َ
سو ُ
ل م قََرأ ع َلي َْنا َر ُ ن ،ث ُ ّ ضَبا ُ ي الله وَهُوَ ع َل َي ْهِ غ َ ْ ق َ سل ِم ٍء ب ِغَي ْرِ حقّ ل َ ِ م ْ رىٍءء ُ م ِ لا ْ ما ِ َ
ن ب ِعَهْد ِ الله{ إلى آخر الية شت َُرو َ ن يَ ْ َ ذيِ ّ لا ن
ّ }إ الله«ِ بِ تا
َ ِ ك ن
ْ م
ِ ه
ُ َ ق داَ ص
ْ م
ِ الله
م الله حّر َمين ِهِ َ سل ِم ٍء ب ِي َ ِ م ْ ُ ٍء ء رى ْ ِم ا َ
ل ماَ َ ع َ ط َ تْ ق ا ن م » وصححه: والحاكم والطبراني
َ ِ ع َل َيه الجن َ َ
ن
ل :وَإ ِ ْ سيرًا؟ِ َقا َ شْيئا ً ي َ ِ ن َ كا َ ن َ ل الله وَإ ِ ْ سو َ لَ :يا َر ُ ه الّناَرِ ،قي َ ب لَ ُ جأ َ ة وَأوْ َ ْ ِ َ ّ
ذاري ها َ من ْب َ ِ
عن ْد َ ِ ن آِثمةٍء ِ َ َ ً َ
مي ٍء ف ع َلى ي َ ِ حل َ
َ
ن َ م ْ شَراكا«ِ وابنا ماجأه وحبانَ » :
ْ
ن ِ كا َ
ضَر«ِ والحاكم عن ابن مسعود رضي خ َ كأ ْ وا ٍء س َ ن الّنارِ وَل َوْ ع ََلى ِ م َ قعَد َه ُ ِ م ْ فَل ْي َت ََبوأ َ
الله عنه قال :كنا نعد ّ من الذنب الذي ليس له كفارة اليمين الغموس ،قيل:
وما اليمين الغموس؟ِ قال :الرجأل يقتطع بيمينه مال الرجأل .وهو والطبراني:
ل ذك ْره أذن ِلي أ َ ُ
ه
ق ُ ض وَع َن َ ُ جأله ُ الْر َ ت رِ ْ مّزقَ ْ ك قَد ْ َ ن ِدي ٍء ث عَ ْ حد ّ َ نأ َ ْ جأ ّ ِ ُ ُ ِ َ ن الله َ »إ ّ
َ َ َ َ َ َ ُ
م بي ل ع ما
َُ ّ َ ْ ِ َ َِ َ ه ي ل ع د ر ي ف نا؛
َ َّ ب ر ك م
َ ْ َظ ع أ ما ك ن حا
ُ ْ َ َ ب س ل: قو
ُ ي و ه و
َ ْ ِ َ ُ َ َ ش ر ع ال تمن ْث َ ٍء َ ْ َ
ح ت ن ُ
كاِذبًا«ِ والطبراني عن جأبير بن مطعم :أنه افتدى بيمينه بعشرة آلف ف َ َ ْ َ َ َ ل ح ن م
ب الكعبة لو حلفت صادقًا ،وإنما هو شيء افتديت به يميني، ّ ور قال: درهم ثم
وروي
) (1/347
) (1/348
ة ع ََلى الله{ أي التي كتب على نفسه قبولها بفضله قال الله تعالى} :إّنما الت ّوْب َ ُ
ن{ م ْ ن ِ م ي َُتوُبو َ ة{ أي جأاهلين إذا عصوا ربهم }ث ُ ّ َ
جَهال ٍء سوَء ب ِ َ ن ال ّ مُلو َ ن ي َعْ َ ذي َ}ل ِل ّ ِ
ب ــــ قبل أن يغرغر وقبل أن يحيط السوء بحسناته فيحبطها أو
ُ ري ٍء زمن ــــ قَ ِ
كيما{ً ح ِ ً
ن الله ع َِليما َ َ
م وَكا َ َ
ب الله ع َلي ْهِ ْ َ َ
في صحته قبل مرض موته }فَأولئ ِك ي َُتو ُ
َ ُ
تمو ْ ُ م ال َ حد َهُ ْ ضَر أ َ ح َ ذا َ حّتى إ َ ن َ ملو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ل ِل ّ ِ ت الت ّوْب َ ُ س ِ )سورة النساء (17 :ل َي ْ َ
فار{ م كَ ّ ن وَهُ ْ موُتو َ ن يَ ُ ذي َ ت الن ــــ فل تنفعه ول تقبل منه }َول ل ِل ّ ِ ل إني ت ُب ْ ُ َقا َ
ة
مُنوا ُتوُبوا إلى الله ت َوْب َ ً ّ َ
نآ َ ذي َ )سورة النساء (18 :وقال تعالىَ} :يا أي َّها ال ِ
ُ َ نصوحا ً ع َسى ربك ُ َ
حِتها ن تَ ْ م ْ ري ِ جَِ ت تَ ْ جأّنا ٍء م َ خل ك ْ م وَي ُد ْ ِ سي َّئات ِك ُ ْ م َ فَر ع َن ْك ُ ْ ن ي ُك َ ّ مأ ْ َ ّ ْ َ َ ُ
م ُ
سه ث ّ ف َ م نَ ْ ْ
سوءا أوْ ي َظل ِ ْ ً مل ُ ْ ن ي َعْ َ م ْ الن َْهاُر{ )سورة التحريم (8 :وقال تعالى} :وَ َ
حيمًا{ )سورة النساء (110 :وأخرج الشيخان فورا ً َر ِ جد ِ الله غ َ ُ فُر الله ي َ ِ ست َغْ ِ يَ ْ
والترمذي عن الحارث بن يزيد قال :قال ابن مسعود سمعت رسول الله يقول:
َ َ
حل َت ُ ُ
ه ه َرا ِ معَ ُ مهْل ِك َةٍء َ ض وَِبيئ َةٍء ُ ل ِفي أْر ِ ل ن ََز َ جأ ٍء ن َر ُ م ْ ن ِ ِ مؤ ْ ِ
م ح ب َت َوْب َةِ ع َب ْد ِهِ ال ُ »لله أفَْر ُ
ْ
حل َت ُ ُ
ه ت َرا ِ ظ ،وَقَد ْ ذ َهَب َ ْ ق َ ست َي ْ َ ة َفا ْ م ً م ن َوْ َ ه فََنا َ س ُ وضعَ َرأ َ ه ،فَ َ ه َوشراب ُ ُ م ُ ع َل َْيها ط ََعا ُ
َ َ َ َ
كاِني م َ جأعُ إلى َ ل أْر ِ شاَء الله َقا َ ما َ ش أوْ َ حّر َوالعَط ُ شت َد ّ ع َلي ْهِ ال َ ذا ا ْ حّتى إ َ فَط َل ََبها َ
ق َ ْ َ َ
ظ، ست َي ْ َ ت َفا ْ مو َ عد ِهِ ل ِي َ ُ سا ِ ه ع ََلى َ س ُ ضعَ َرأ َ ت ،فَوَ َ مو َ حّتى أ ُ م َ ه ،فَأَنا ُ ت ِفي ِ ذي ك ُن ْ ُ ال ّ ِ
ن
م ْ ن ِ م ِ مؤ ْ ِ شد ّ فََرحا ً ب ِت َوْب َةِ العَب ْد ِ ال ُ ه َفالله أ َ َ شَراب ُ ُ عن ْد َه ُ ع َل َي َْها َزاد ُه ُ وَ َ ه ِ حل َت ُ ُذا َرا ِ فَإ ِ َ
س ُتوُبوا إلى َ َ
ه«ِ ومسلمَ» :يا أّيها الّنا ُ حلت ِهِ وََزاد ِ ِ هاذا ب َِرا ِ
) (1/349
ْ
حّتى ت َب ْل ُغَ م َخط َأت ُ ْ ة«ِ وابن ماجأه» :ل َوْ أ َ ْ مّر ٍء
ة َب إل َي ْهِ َفي ي َوْم ِ مائ َ َ َ
الله فَِإني أُتو ُ
بح ُ صا ِ م«ِ والطبراني والبيهقيَ » : ب الله ع َل َي ْك ُ ْ م ل ََتا َ
م ،ت ُب ْت ُ ْماَء ث ُ ّ
س َم ال ّ خ َ
طاَياك ُ ُ َ
مَثالَها َ َ
ة كت ََبها ب ِعَ ْ م َ ل ،فَإ ِ َ ب ال ّ
شرٍء أ ْ سن َ ً
ح َ
ل العَب ْد ُ َ ذا ع َ ِ ما ِ ش َ ح ِ صا ِعلى َ ن َمي ٌ
نأ ِ مي ِ الي َ ِ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
شما َ َ
س َ
ك م ِ ن :أ ْ مي ِ ب الي َ ِ ح ُ صا ِ ه َ ل لَ ُ ن ي َك ْت َُبهاَ ،قا َ لأ ْ ب ال ّ َ ِ ح ُ صا ِ ة فَأَراد َ َ سي ّئ َ ً ل َ م َ ذا ع َ ِ َوإ َ
م َ
نل ْ شْيئا وَإ ِ ًْ ب ع َلي ْهِ َ َ ْ
م ي َكت ُ ْ َ
من َْها ل ْ فَر الله ِ ست َغْ َ نا ْ ت ،فإ ِ َِ عا ٍء سا َ ت َ س ّ سك ِ ُ م ِ فَي ُ ْ
ة
ة«ِ وابن أبي حاتم وابن مردوية» :الت ّوْب َ ُ حد َ ً ة َوا ِ سي ّئ َ ً ب ع َل َي ْهِ َ فرِ الله ك َت َ َ ست َغْ ِ يَ ْ
م ل ت َُعود ُ إل َي ْهِ أَبدا«ًِ فرِ الله ث ُّ ست َغْ ِ ْ
من ْك فلت َ َْ َ فُرط ِ ُ ن يَ ْ حي َ ب ِ ّ
م ع َلى الذن ْ ِ َ ح الن ّد َ ُ صو ُ الن ّ ُ
ب ل َُ
ه ْ َ ن َ ذ ل ن
ْ ِ َ ْ م َ ك ب نّ ذ ال ن م ب
ّ َ َ ُ َ َْ ٌ َ ّ ِ ُ ِ َئ تا وال ة ب و ت ة م دا ن »ال نعيم: وأبو والطبراني
ن
ّ »إ والترمذي: ه«ِ ِ ّ ِ ب بر زىء ست َ ْ ِ
ه م ْ كال ْ م ع َل َي ْهِ َ قي ٌ م ِ ن الذ ّْنب ،وَهُوَ ُ م َ فُر ِ ست َغْ ِ م ْ َوال ُ
َ
ن تطلعَ لأ ْ ب قَب ْ َ ن َتا َ م ْ م ي ُغَْرِغْر«ِ ومسلمَ » : ما ل َ ْ ة العَب ْد ِ َ ل تت َوْب َ َ قب َ ُ ل يَ ْ جأ ّالله ع َّز وَ َ
ه«ِ والشيخان عن أبي سعيد الخدري قال ب الله ع َل َي ْ ِ مغْرِب َِها َتا َ ن َ م ْ س ِ م ُ ش ْ ال ّ
َ ً َ
ن
ل عَ ْ فساَ ،فسأ َ ن نَ ْ سعي َ ة وَت ِ ْ سعَ ً ل تِ ْ ل قَت َ َ جأ ٌ م َر ُ ن قَب ْلك ُ ْ كا َ ن َ م ْ ن َفي َ كا َ رسول الله َ » :
فسا ً َ َ َ َ
ن نَ ْ سعي َ ة وَت ِ ْ سعَ ً ل تِ ْ ه قَت َ َ
َ
ل :إن ّ ُ قا َ ب فَأَتاه ُ فَ َ ل ع َلى َراه ِ ٍء ض ،فَد ُ ّ ِ ل الْر أع ْل َم ِ أهْ ِ
َ ل عَ َ
ض، ل الْر ِ ن أع ْل َم ِ أهْ ِ ْ سأ َ م َ ة ثُ ّ ل مائ َ ً م َ ه فَك َ ّ قت َل َ ُ ل :ل فَ َ قا َ ة؟ِ فَ َ ن ت َوْب َ ٍء م ْ ه ِ ل لَ ُ فهَ ْ
م
ل :ن َعَ ْ قا َ ة؟ِ فَ َ ن ت َوْب َ ٍء م ْ ه ِ َ
لل ُ س فَهَ ْ ل مائ َ َ ه قَت َ َ َ قا َ عال ِم ٍء فَ َ َ فَد ُ ّ
ف ٍء ة نَ ْ ه إن ّ ُ لل ُ ل َ جأ ٍء ل ع َلى َر ُ
ذا َ
ضك َ َ َ َ حو ُ
ة ،ان ْطل ِقْ إلى أْر ِ ن الت ّوْب َ ِ ل ب َي ْن َك وَب َي ْ َ ن يَ ُ م ْ وَ َ
) (1/350
َ ُ
ض َ
ك، جأعُ إلى أْر ِ م َول ت َْر ْ معَهُ ْ ن الله ت ََعاَلىَ ،فاع ْب ُد ِ الله َ دو َ ن ِفيَها أَناسا ً ي َعْب ُ ُ ذا فَإ ِ ّ وَك َ َ
تَ ،فا ْ ّ َ َ َ
ت ِفيه م ْ ص َ خت َ َ مو ْ ُ ريقَ أَتاه ُ ال َ ف الط ِ ص َ ذا ن َ َ حّتى إ َ سوٍءء َفان ْطلقَ َ ض ُ فَإ ِن َّها أْر ُ
قلب ِهِ إلى ْ قِبل ً ب ِ َ م ْ جأاَءَنا ُ ةَ : م ِ ح َ ة الّر ْ َ
ملئ ِك ُ ت َ قال ْ َ ب ،فَ َ ذا ِ ة العَ َ َ
ملئ ِك ُ مةِ وَ َ ح َ ة الّر ْ ملئ ِك َ ُ َ
ٌ َ َ َ ّ َ ً ْ َ َ َ َ َ َ
صوَرةِ ُ في ِ ك ل م
ْ َ م ُ ه تاَ أ ف ط ق ا ير ْ خ
َ ل م
َ ْ عَ ي م
ْ ل ب: ِ ذا َ ع ال ة
َ ك ِ ئ مل ْ َ ت ل قا َ و لى. عا َ َ ت الله
كان أ َ َ ل :قيسوا ما بين الرضين َفإَلى أ َ
و
ُ َ ه َ ف نى َ ْ د َ ما َ ِ هيت ّ ِ ْ َ ْ َ ْ َ َ ُ ِ َ قا
َ َ ف م. ْ ُ هَ نْ ي َ ب ُ ه مو حك َ ُ مي ،فَ َ آد َ ِ
َ ّ
ة«ِ وفي م ِ ح َ ة الّر ْ َ
ملئ ِك ُ ه َ ضت ْ ُ قب َ َ ض التي أَراد َ فَ َ دوه ُ أد َْنى إلى الْر ِ جأ ُ سوا فَوَ َ قا ُ ه فَ َ لَ ُ
ه ،فَإ ِ ْ
ن داَء ِفي قَل ْب ِ ِ سو ْ َ ة َ ت ن ُك ْت َ ً ب ن َك َ َ ذا أذ ْن َ َ نإ َ م َ مؤ ْ ِ ن ال ُ الحديث الصحيح أنه قال» :إ ّ
ّ
شاه ُ وَت ُغَطيهِ ه :أيْ ت َغْ َ ْ َ
حّتى ت َعْلو قلب َ ُ ُ ت َ ب َزاد َ ْ م ي َت ُ ْ َ
نل ْ هَ ،وإ ْ ل قَل ْب َ ُ ق َ ص َ فَر َ ست َغْ َ ب َوا ْ َتا َ
ن الله ْ ّ َ
ذي ذكَره ُ الله ِفي كَتاب ِهِ }كل ب َل َرا َ َ َ َ ن ال ِ ّ داُء ،فذال ِك الّرا َ َ َ سو ْ َ ة ال ّ ت ِل ْك النكت َ ُ
ْ َ
فُر َ
ك ست َغْ ِ م إّنا ن َ ْ ن{ )سورة المطففين (14 :الل ّهُ ّ سُبو َ كاُنوا ي َك ْ ِ ما َ م َ ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ
َ
ك. صي َ مَعا ِ ن ل ن َُعود َ إَلى َ ك ع ََلى أ ْ ست َِعين ُ َ ك ،وَن َ ْ ب إل َي ْ َ وَن َُتو ُ
)
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة299 :
) (1/351
تنبيه( التوبة واجأبة فورا ً من كل ذنب ولو صغيرا ً فمن أخره زمنا ً يسعها كان
عاصيا ً بتأخيرها .قال الشيخ عز الدين بن عبد السلم وكذلك يتكرر عصيانه
بتكرر الزمنة المتسعة ،فيحتاج إلى توبة عن تأخيرها ،كما يحتاج إليها عن
الذنب المتقدم ،ويجب تجديد التوبة عن المعصية ،كلما ذكرها بعد التوبة على
ما زعمه القاضي أبو بكر الباقلني .قال :فإن لم يجددها فقد عصى معصية
جأديدة تجب التوبة منها ،ثم إن علم ذنوبه على التفصيل لزمه التوبة عن آحادها
على التفصيل ،ول يكفيه توبة واحدة ،فالتوبة من جأملة الذنوب من غير ذكر
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
تفاصيلها غير صحيحة قال الزركشي :وهذا ظأاهر وقال ابن عبد السلم يتذكر
من الذنوب السالفة ما أمكن تذكره وما تعذر فل يلزمه ما ل يقدر عليه ،وقال
القاضي أبو بكر إن لم يتذكر تفصيل الذنب ،فليقل إن كان لي ذنب لم أعلمه
فإني تائب إلى الله .واعلم أن التوبة في نفسها طاعة وعد الثواب عليها .وأما
ب الحليم التواب الرحيم. وض إلى الر ّزوال العقاب الليم فهو مف ّ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة299 :
فصل في شروط التوبة المسقطة للِثم ظأنا ً ل قطعا
) (1/352
أن يندم على فعل الذنب من حيث المعصية ،وأن يعزم على أن ل يعود إليه أو
إلى مثله خالصا ً لله تعالى ،وأن يقلع عنه حال ً إن كان متلبسا ً به أو مصّرا ً على
دها أو بدلها إن تلفت المعاودة إليه ،وأن يخرج من المظالم والزكاة إن كانت بر ّ
لمستحقها ما لم يبرئه منها ،ومنه قضاء صلة وصوم ،وإن كثرا ،فإن اخت ّ
ل
شرط من الشروط المذكورة لم تصح توبته ،وأن يستغفر الله تعالى من ذنبه
بلسانه ظأاهرا ً وبقلبه باطنا ً على ما زعمه القاضي حسين ،والقاضي أبو الطيب
والماوردي وغيرهم ،ويجب في التوبة عن قود أو قذف أن يعلم المستحق،
ويمكنه من الستيفاء ومن نحو غيبة أن يستحل المغتاب منها إن علم ،وإل
استغفر لنفسه ودعا له كالحاسد ،ربنا تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وتحمل تبعاتنا
بمنك وكرمك آمين .اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب أذنبناه استعمدناه أو
جأهلناه ،ونستغفرك من كل ذنب تبنا إليك منه ثم عدنا فيه ،ونسغفرك من
الذنوب التي ل يعلمها غيرك ول يمعها إل حلمك ،ونستغفرك من كل ما دعت
إليه نفوسنا من قبل الرخص ،فاشتبه ذلك علينا وهو عندك حرام ،ونستغفرك
من كل عمل عملناه لوجأهك ،فخالطه ما ليس لك فيه رضا ل اله إل أنت يا
أرحم الراحمين.
خاتمة في الخوف
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة310 :
) (1/353
خاُفو ِ
ن ن{ )سورة البقرة (40 :وقال تعالى} :وَ َ قال الله تعالىَ} :وإّيايَ َفاْرهَُبو ِ
ن{ )سورة آل عمران (175 :فأمر بالخوف وأوجأبه وشرطه في مني َ مؤ ْ ِم ُ ن ك ُن ْت ُ ْ إ ْ
ور أن ينفك مؤمن عن خوف وإن ضعف ،ويكون ضعف اليمان فذلك ل يتص ّ
م ِبالله مك ُْ خوفه بحسب ضعف معرفته وإيمانه ،وقال رسول الله » :أَنا أ َع ْل َُ
ْ وَأ َ َ
ة الله«ِ وقال عليه الصلة خافَ ُ م َمةِ َ حك ْ َس ال ِ ة«ِ وقال َ» :رأ ُ شي َ ً خ ْ ه َ م لَ ُشد ّك ُ ْ
َ
ن َول خوْفَي ْ ِ دي َ معُ عَلى ع َب ْ ِ جأ َ جألِلي ل أ ْ عّزِتي وَ َ ل :وَ ِ جأ ّ
ل الله ع َّز وَ َ والسلمَ» :قا َ
َ َ
خافَِني ِفي الد ّْنيا ن َ
مةِ وَإ ِ ْ
قَيا َ م ال ِ
ه ي َوْ َ
فت ُ ُ
خ ْمن َِني ِفي الد ّْنيا أ َ نأ ِ من َْين فَإ ِ ْ هأ ْ مع ُ ل َ ُ جأ َ أ ْ
َ
ن
م ْ جأل ْد ُ العَب ْد ِ ِشعَّر ِ ذا اقْ ْ ة«ِ وقال عليه الصلة والسلم» :إ َ م ِ قَيا َم ال ِ ه ي َوْ َ من ْت ُ ُ أ ِ
جَرةِ الَبال ِي َةِ وََرقَُها«ِ وقال ش ْ ن ال ّ خ َ
طاَياه ُ ك َ َ
ت عَ ِ حا ّ ما َيت َ ه َ ت ع َن ْ ُ حات ّ ْخشي َةِ الله ت َ َ َ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
الحسن رضي الله عنه :إن الرجأل ليذنب فما ينساه ،ول يزال متخوفا ً حتى
يدخل الجنة .وقال كعب الحبار رضي الله عنه :إن رجأل ً من بني إسرائيل
أصاب ذنبا ً فحزن ،فجعل يذهب ويجيء ويقول :بم أرضي ربي بم أرضي ربي؟ِ
ديقًا .وقال الفضيل رحمة الله عليه :من خاف الله تعالى دله الخوف فكتب ص ّ
على كل خير .وسئل ابن جأبير رضي الله عنه عن الخشية فقال :هي أن تخشى
الله حتى تحول خشيته بينك وبين معاصيه .وفي صحيح البخاري ،وقال ابن
َ َ
نفأ ْ خا ُ ل يَ َجأب َ ٍء
ت َح َ عد ٌ ت َ ْه َقا ِ ه ك َأن ّ ُ ن ي ََرى ذ ُُنوب َ ُ م َ مؤ ْ ِ ن ال ُ مسعود رضي الله عنه :إ ّ
َ
ه ب ِي َد ِهِ هكذا أيْ ذ َب ّ ُ ل ب ِهِ َقا َ فهِ فَ َمّر ع ََلى أن ْ ِ ب َه ك َذ َُبا ٍء جأر ي ََرى ذ ُُنوب َ ُ
فا ِ
ن ال َ ه؛ َوإ ّ قعَ ع َل َي ْ ِ يَ َ
مل ِ ْ َ َ
ك فَطاَر .وقال رسول الله لعقبة بن عامر لما سأله :ما النجاة؟ِ قال » :أ ْ
كى ل بَ َ جأ ٌ ل الّناَر َر ُ خ ُ ج أي ل ي َد ْ ُ ك«ِ وقال » :ل ي َل ِ ُ طيئ َت ِ َ
خ ِ ك ع ََلى َك َواب ْ ِ سان َ َ
ك لِ َ ع َل َي ْ َ
خشي َةِ الله ن َ م ْ ِ
) (1/354
م«ِ
جأهَن ّ َ
ن َ خا ُل الله وَد ُ َ معُ غ َُباٌر ِفي َ
سبي ِ جت َ ِ
ضْرِعَ ،ول ي َ ْ حّتى ي َُعود َ الل ّب َ ُ
ن ِفي ال ّ ت ََعاَلى َ
ل عرشه يوم ل وفي الصحيحين :أنه ذكر من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظأ ّ
ل إل ظأله ،إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ،ورجألن تحاّبا في الله عّز ظأ ّ
دقا بيمينه ل ،ورجأل دعته امرأة ذات جأمال ،فقال إني أخاف الله؛ ورجأل تص ّ وجأ ّ
فأخفاها عن شماله ورجأل تعلق قلبه بالمسجد ،ورجأل ذكر الله :أي وعيده
وعقابه خاليا ً ففاضت عيناه .أي خوفا ً مما جأناه واقترفه من المخالفات
والذنوب .وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما :لن أدمع دمعة
ي من أن أتصدقا بألف دينار .وقال كعب الحبار رضي ب إل ّ من خشية الله أح ّ
الله عنه :والذي نفسي بيده لن أبكي من خشية حتى تسيل دموعي على
ي من أن أتصدقا بجبل ذهب .وقال عوف بن عبد الله :بلغني أنه ب إل ّ وجأنتي أح ّ
ً
ل تصيب دموع النسان من خشية الله مكانا من جأسده إل حّرم الله تعالى ذلك
المكان على النار .وكان محمد بن المنكدر إذا بكى مسح وجأهه ولحيته من
دموعه ويقول :بلغني أن النار ل تأكل موضعا ً مسته الدموع .وفي صحيح ابن
حبان عن عطاء قال :دخلت أنا وعبيد بن عمر على عائشة رضي الله عنها
فقالت لعبيد بن عمر :قد آن لك أن تزورنا فقال :أقول يا أمت كما قال الول:
ُزْر ِغب ّا ً تزدد حبًا :فقالت :دعونا من مطالبكم هذه .فقال ابن عمر :أخبرينا
بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله قال :فسكتت .ثم قالت :لما كانت ليلة من
الليالي قال :يا عائشة ذريني أعبد الليلة ربي .قلت :والله إني لحب قربك
وأحب ما يسرك قالت :فقام فتظهر ،ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى ب ّ
ل
ل لحيته قالت :ثم بكى فلم يزل يبكي حجره ،وكان جأالسا ً فلم يزل يبكي حتى ب ّ
ل الرض ،فجاء بلل يؤذنه بالصلة ،فلما رآه يبكي قال :يا رسول الله لم حتى ب ّ
تبكي ،وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ِ قال :أفل أكون عبدا ً
يشكورًا .وفي منهاج الغزالي :إن آدم صف ّ
) (1/355
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
الله ونبيه خلقه بيده وأسجد له ملئكته ،وحمله على أعناقهم إلى جأواره لما
أكل أكلة واحدة لم يؤذن له فيها ،فنودي أن ل يجاورني من عصاني وأمر
الملئكة الذين حملوا سريره يزجأونه من سماء إلى سماء حتى أوقعوه بالرض،
ولم يقبل توبته فيما روى حتى بكى على ذلك مائتي سنة ،ولحقه من الهوان
والبلء ما لحقه ،وبقيت ذريته في تبعات ذلك على البد .ثم إن نوحا ً شيخ
المرسلين عليه السلم الذي احتمل في أمر دينه ما احتمل لم يقل إل كلمة
َ واحدة على غير وجأهها إذ نوديَ} :فل ت َ
ن
كأ ْ عْلم إّني أ َ ِ
عظ ُ َ س لَ َ
ك ب ِهِ ِ ما ل َي ْ َ سأل َ ّ
ن َ َ ْ
ن{ )سورة هود (46 :حتى روي في بعض الخبار أنه لم يرفع جاه ِِلي َ
ن ال َ
م َ
ن ِ تَ ُ
كو َ
رأسه إلى السماء حياء من الله تعالى أربعين سنة انتهى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة310 :
) (1/356
وقال الحسن :إن آدم عليه الصلة والسلم بكى حين أهبط من الجنة ثلثمائة
عام حتى جأرت أودية سرنديب من دموعه .وقال وهب بن الورد :إن نوحا ً عليه
ديهالصلة والسلم لما عاتبه الله في ابنه بكى ثلثمائة عام حتى صار في خ ّ
أمثال الجداول :أي النهار الصغار من البكاء ،وقال مجاهد :بكى داود عليه
السلم أربعين يوما ً ساجأدا ً ل يرفع رأسه حتى نبت المرعى من دموعه حتى
غطى رأسه ،فنودي :يا داود أجأائع أنت فتطعم أم ظأمآن فتسقى أم عارٍء
فتسكى ،فنحب نحبة هاج منها العود فاحترقا من حّر جأوفه .ثم أنزل الله عليه
التوبة والمغفرة ،فقال :يا ربي اجأعل خطيئتي في كفي ،فصارت خطيئته في
كفه مكتوبة ،فكان ل يبسط كفه لطعام ول لشراب ول لغيره إل رآها فأبكته
قال :وكان يؤتى بالقدح ثلثاه ماء فإذا تناوله أبصر خطيئته فما يضعه على شفته
حتى يفيض القدح من دموعه .وقال عبد الله بن عمرو :كان يحيى بن زكرياء
داه وبدت أضراسه فقالت له أمه :لو أذنت عليهما السلم يبكي حتى تقطع خ ّ
ي حتى أتخذ لك قطعتين من لبود تواري بهما أضراسك عن الناظأرين، لي يا بن ّ
ديه ،فكان يبكي فكانتا تسيلن بالدموع فتجيء أمه فأذن فألصقتهما بخ ّ
فتعصرهما فتسيل دموعه على ذراعها .وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي
ديق رضي الله عنه رجأل ً بكاء ل يملك عينيه إذا قرأ الله عنها :كان أبو بكر الص ّ
القرآن .وقال عبد الله بن عيسى :كان في وجأه عمر بن الخطاب رضي الله
ديق رضي الله عنه :ليتني عنه خطان أسودان من البكاء .وقال أبو بكر الص ّ
كنت شعرة في صدر مؤمن .وقال عمر رضي الله عنه عند موته :الويل لعمر
ن
إن لم يغفر الله له؛ وبكى ابن عباس رضي الله عنهما حتى صار كأنه الش ّ
البالي؛ وبكى تلميذه سعيد بن جأبير حتى عمشت عيناه .وعن عبد الرحمن بن
ف؛ قال :ومايزيد بن جأابر قال :قلت لزيد بن مرثد :مالي أرى عينك ل تج ّ
مسألتك عنه؟ِ قلت :عسى الله أن ينفعني به؛ قال :يا أخي إن الله قد توعدني
إن أنا عصيته أن يسجنني في
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/357
) (1/358
ودخل بعض أصحاب فتح الموصلي عليه فرآه يبكي ودموعه خالطها صفرة،
فقال له :بكيت الدم .قال :نعم .قال :على ماذا؟ِ قال :على تخلفي عن واجأب
حق الله .ثم رآه في المنام بعد موته ،فقال له :ما فعل الله بك؟ِ قال غفر لي.
قال :ما صنع في دموعك؟ِ قال :قربني ،فقال لي :يا فتح على ماذا بكيت؟ِ
قلت :يا رب على تخلفي عن واجأب حقك قال :فالدم؟ِ قلت :خوفا ً أن ل يفتح
لي ،قال :يا فتح ما أردت بهذا كله وعزتي وجأللي لقد صعد حافظاك أربعين
سنة بصحيفتك ما فيها خطيئة .وكان أبو الدرداء رضي الله عنه صاحب رسول
الله يحلف بالله إن من أمن السلب عند موته سلب عند موته :أي جأزاء لمنه
مكر الله .وقال عبد الرحمن بن مهدي :مات سفيان الثوري ،فلما اشتد به
النزع جأعل يبكي ،فقال له رجأل :يا أبا عبد الله أتراك كثير الذنوب؟ِ فرفع رأسه
وأخذ شيئا ً من الرض ،فقال :والله لذنوبي أهون عندي من هذا إني أخاف أن
أسلب اليمان قبل أن أموت ،وفي الروض الفائق عن سفيان الثوري أنه خرج
إلى مكة حاجأا ً فكان يبكي من أول الليل إلى آخره في المحمل ،فقال شيبان
الراعي :يا سفيان بكاؤك إن كان لجأل المعصية فل تعصه ،فقال سفيان :أما
الذنوب فما خطرت ببالي قط صغيرها ول كبيرها ،وليس بكائي يا شيبان من
أجأل المعصية ،ولكن خوف الخاتمة لني رأيت شيخا ً كبيرا ً كتبنا عنه العلم،
وعلم الناس أربعين سنة وجأاور بيت الله الحرام سنتين ،وكان يلتمس بركته
ويسقي به الغيث ،فلما مات حول وجأهه عن القبلة ،ومات على الشرك كافراً،
فأنا أخاف من سوء الخاتمة .وقال سهل :رأيت في المنام كأني أدخلت الجنة
ي فسألتهم ما أخوف ما كنتم تخافون في الدنيا؟ِ فقالوا سوء فرأيت ثلثمائة نب ّ
الخاتمة .اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ونعوذ بك من سوئها ،وأن تتوفانا على
ه} :أ َن ْذ ِْر ل ع َل َي ْ ِ
ن ن ََز َ
حي َ سو ُ
ل الله ِ اليمان والتوبة ،وفي الصحيحينَ :قا َ
م َر ُ
شَر قَُري ْ ٍء
ش معْ َن{ )سورة الشعراء (214 :فقالَ :يا َ شيَرت َ َ
ك القَْرِبي َ عَ ِ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
) (1/359
) (1/360
اللهم أني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عمل ً
أستحق به رضاك ،وحتى أناصحك في التوبة خوفا ً منك ،يا مقلب القلوب ثبت
قلبي على دينك.
ختام الخاتمة في الرجأاء
ُ َ َ
سَرُفوا ع َلى أن ْ ُ َ ّ قال الله تعالى} :قُ ْ
مةِح َ ن َر ْ م ْ قن ِطوا ِ م ل تَ ْ سهِ ْف ِ نأ ْ ذي َعَباِدي ال ِ ل َيا ِ
جأميعا{ )سورة الزمر (53 :وفي قراءة رسول الله ، ً ب َ فُر الذ ُّنو َ ن الله ي َغْ ِ الله إ ّ
ول يبالي إنه هو الغفور الرحيم وكان أبو جأعفر محمد بن علي يقول :أنتم أهل
عَباِدي ل َيا ِ العراقا تقولون أرجأى آية في كتاب الله عز وجأل قوله تعالى} :قُ ْ
ب فُر الذ ُّنو َ ن الله ي َغْ ِ مةِ الله إ ّ ح َن َر ْ م ْطوا ِقن ِ ُ م ل تَ ْسهِ ْف ِ سَرُفوا ع ََلى أ َن ْ ُ ال ّذي َ
نأ ْ ِ َ
ف
سو ْ َ َ
ميعا{ ونحن أهل البيت :نقول أرجأى آية في كتاب الله قوله} :وَل َ ً جأ ِ
َ
مته في ضى{ )سورة الضحى (5 :فل يرضى محمد وأحد من أ ّ َ َ
طيك َرب ّك فت َْر َ َ ي ُعْ ِ
ب َ
خل ق َ كت َ َ ْ ضى الله ال َ َ
ما ق َ َ
النار .وأخرج الشيخان وابن ماجأه قال رسول الله » :ل ّ
ت َ َ
ضِبي«ِ وفي رواية» :غلب َ ْ ت غَ َق ْسب َ َمِتي َ ح َن َر ْ شهِ إ ّعن ْد َه ُ فَوْقاَ ع َْر ِ ك َِتابا ً فَهُوَ ِ
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
دي ن ع َب ْ ِ عن ْد َ ظأ َ ّل» :أَنا ِ جأ ّضِبي«ِ وأحمد وابن ماجأه والبيهقي .قال الله عّز وَ َ غَ َ
عل ب ِعَب ْد ٍء إَلى َ
ل وَ َ جأ ّمَر الله َ ه .والبيهقي :أ َ شّرا ً فَل َ ُ ن َ ن ظأ َ ّ ه وَإ ِ ْخْيرا ً فَل َ ُ ن َ ن ظأ َ ّ يإ ْبِ َ
ن ظأ َّني ب ِكَ َ
ن كا َ بإ ْ ما َوالله َيا َر ّ قال :أ َ َ َ
ت ،ف َ ف َ ْ
رها الت َ َ في ِش ِ َ
ف ع َلى َ َ
ما وَق َ َ َ
الّناِر ،فل ّ
َ َ سنًا ،فَ َ
دي«ِ والشيخان ن ع َب ْ ِ ن ظأ ّ س ِ ح ْ عن ْد َ ُ دوه ُ أَنا ِ جأل ُر ّ ّ قال الله ع َّز وَ َ َ ح َلَ َ
س َ
مةٍء أن َْز َ ن لله مائ َ َ
ن َوالن ْ ِ ج ّ ن ال ِحد َة ً ب َي ْ َ ة َوا ِم ً ح َمن َْها َر ْ ل ِ ح َ ة َر ْ والترمذي» :إ ّ
ش
ح ُ ف الط َي ُْر َوالوَ ْ ن وَب َِها ت َعْط ِ ُ مو َ ح ُ ن وَب َِها ي َت ََرا َ فو َ م ِفيها ي َت ََعاط َ ُ وا ّ َوالب ََهائ ِم ِ َوالهَ َ
َ ع ََلى أ َْولد ِ َ
عَباد َه ُ م ِبها ِ ح ُ ة ي َْر َ م ً ح َن َر ْ سِعي َ ة وَت ِ ْ سعَ ًخَر ت ِ ْ ها وَأ ّ
) (1/361
ذا ا َ
سْبي قَد ْ ن ال ّ م َ مرأة ٌ ِ سْبي ،فَإ ِ َ ْ
َ
ي بِ َ م ع ََلى الّنب ّ ة«ِ والشيخان» :قُد ِ َ م ِ قَيا َ م ال ِ ي َوْ َ
َ ْ ْ َ ً
ه، ضعَت ْ ُ ه ب ِب َطِنها وَأْر َ قت ْ ُ ص َ ه فأل َ َ خذ ت ْ ُ َ سْبي أ َ ن ال ّ م َ صب ِي ّا ِ ت َ جأد َ ْ سَعى إذ وَ َ ْ ب ثد ْي ََها ت َ ْ َ حل ُ ُ تَ ْ
نل َ أ لى َ ع ر
َ ِ َ َ َِ َد ْ ق ت ي ه و ل نا ْ ل ُ ق ر نا ال في ها د َ ل و ة ح ر طا َ ه ذ ها ن رو ت َ أ : ي نب ال َ
ل قاَ فَ
ْ ّ ِ َ ِ َ ً َ َ َ ِ ِ ِ َُ َ ّ ّ
َ
دها«ِ والنسائي عن عامر الرام ن هاذ ِهِ ب ِوَل َ ِ م ْ م ِبالعَِباد ِ ِ ح ُ ل :لله أْر َ هَ ،قا َ ح ُ ت َط َْر َ
َ
يٌء قَد ِ ش ْ ساٌء وَِفي ي َد ِهِ َ ل ع َل َي ْهِ ك َ جأ ٌ ل َر ُ سول الله إذ ْ أقْب َ َ عن ْد َ َر ُ ن ِ ح ُ ما ن َ ْ قال» :ب َي ْن َ َ
َ
ت وا َ ص َ ت ِفيَها أ ْ معْ ُ س ِ جرٍء فَ َ ش َ ضةِ َ ت ب ِغَي ْ َ مَرْر ُ ل الله َ سو َ لَ :يا َر ُ قا َ ه ،فَ َ ف ع َل َي ْ ِ ال ْت َ ّ
ت ع ََلى ُ َ فَِراخ َ
داَر ْ ست َ َ ن َفا ْ مهُ ّ تأ ّ جاَء ْ ساِئي فَ َ ن ِفي ك َ َ ضعْت ُهُ ّ ن فَوَ َ خذ ْت ُهُ ّ طائ ِرٍء فَأ َ ْ ٍء
ل: معيَ .قا َ َ ء ول فتهن فَهن أ َ ْ َ ف َ لَ ف ن ه يَ ل ع ت ع َ ق و َ ف ن، ه ن ع ها َ ل ت ْ ف شَ َ ك َ ف سي
َ ُ ّ ُ ّ ْ ُ ُ ّ ْ َ ْ َ َ ُ ّ ْ َ ُ َ َرأ ِ
ُ َ ُ َ
محم ِ أ ّ ن ل َِر ْ جُبو َ ل الله :أت َعْ ِ سو ُ ل َر ُ قا َ ن؛ فَ َ مهُ ّ ن إل ّ ل ُِزو َ مهُ ّ تأ ّ ن وَأب َ ْ ضعَهُ ّ ن فَوَ َ ضعْهُ ّ َ
ُ َ ّ ّ
خَها، فَرا ِ فَراخ ب ِ ِ م ال ِ نأ ّ م ْ م ب ِعَِباد ِهِ ِ ح ُ ه أْر َ ح ق ّ لل ُ ذي ب َعَث َِني ِبال َ وال ِ خَها؟ِ فَ َ خ فَِرا َ فَرا ِ ال ِ
ُ َ
ن«ِ والترمذي جأعَ َبه ّ ن فََر ِ معَهُ ّ ن َ مهُ ّ ن وَأ ّ خذ ْت َهُ ّ ثأ َ حي ْ ُ ن َ م ْ ن ِ ضعَهُ ّ حّتى ت َ َ ن َ جأعْ ب ِهُ ّ َفاْر ِ
م
ن آد َ َ ل الله ت ََعالىَ :يا اب ْ َ َ لَ» :قا َ قو ُ ل الله ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ وحسنه عن أنس قالَ » :
م لوَْ ُ َ َ َ َ َ َ ّ إن ّ َ
ن آد َ َ من ْك َول أَباِليَ ،يا اب ْ َ ن ِ ما كا َ ت لك ع َلى َ فْر ُ جأوْت َِني إل غ َ ما د َع َوْت َِني وََر َ ك َ
َ
ب م ل َوْ أت َي ْت َِني ِبقَرا ِ ن آد َ َ كَ .ياب ْ َ ت لَ َ فْر ُ فْرت َِني غ َ َ ست َغْ َ ما ْ ماِء ،ث ُ ّ س َ ن ال ّ ك ع ََنا َ ت ذ ُُنوب ُ َ ب َل َغَ ْ
شْيئا ً لت َي ْت ُ َ َ شرِ ُ م لَ ِ خ َ
ة«ِ وأحمد فَر ً مغْ ِ قَراب َِها َ ك بِ ِ ي َ ك بِ َ قيت َِني ل ت ُ ْ طاَيا ،ث ُ ّ ض َ الْر ِ
والطبراني
) (1/362
ما أ َوّ ُ عن معاذ بن جأبل قال :قال رسول الله » :إن شئ ْت َ ْ
قو ُ
ل الله ما ي َ ُ ل َ م َ م أن ْب َأت ُك ُ ْْ ِ ُ ْ
قو ُ
ل َ
ن الله ت ََعالى ي َ ُ َ
ه ،فإ ِ ّ ن لَ ُ
قوُلو َ ما ي َ ُل َما أ َوّ ُ ة ،وَ َ
م ِ قَيا َم ال ِ ن ي َوْ َ مني َ ت ََعاَلى ل ِل ْ ُ
مؤ ْ ِ
َ
قوُلو َ
ن: م؟ِ فَي َ ُ ل :ل ِ َ قو ُ م َيا َرب َّنا .فَي َ ُ ن :ن َعَ ْ قوُلو َ قاِئي؟ِ فَي َ ُ م لِ َحب َب ْت ُ ْ
لأ ْ ن :هَ ْ مني َ ل ِل ْ ُ
مؤ ْ ِ
َ
فَرِتي . مغْ ِ وي وَ َ ف ِ م عَ ْت ل َك ُ ْ ل :قَد ْ أوْ َ
جأب ْ ُ قو ُ ك ،فَي َ ُ فَرت َ َ مغْ ِ ك وَ َفو َ َ جأوَْنا ع َ َْر َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة310 :
اللهم إنا نرجأو عفوك ومغفرتك ولقاءك ،ونعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك
من عقوبتك .اللهم إنا نسألك الراحة في الدارين .وأن ل تنزع منا ما وهبته لنا
من اليمان والعلم ،وأن ل تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ،وأن توفقنا للعمل بما تحبه
وترضاه ،وأن ل تجعل علمنا حجة علينا ،وأن تجعلنا مع الذين أنعمت عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .وأن تؤمننا من الفزع الكبر ،وأن
مكتبة إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد
مشكاة السلمية
تظلنا في ظأل عرشك يوم ل ظأل إل ظألك ،وأن ترزقنا الجنة بغير حساب،
والنظر إلى وجأهك بكرة ً وعشيًا ،وصلى الله على سيدنا محمد النبي المي
وعلى آله وصحبه وسلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة310 :
اللهم إنا نرجأو عفوك ومغفرتك ولقاءك ،ونعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك
من عقوبتك .اللهم إنا نسألك الراحة في الدارين .وأن ل تنزع منا ما وهبته لنا
من اليمان والعلم ،وأن ل تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ،وأن توفقنا للعمل بما تحبه
وترضاه ،وأن ل تجعل علمنا حجة علينا ،وأن تجعلنا مع الذين أنعمت عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .وأن تؤمننا من الفزع الكبر ،وأن
تظلنا في ظأل عرشك يوم ل ظأل إل ظألك ،وأن ترزقنا الجنة بغير حساب،
والنظر إلى وجأهك بكرة ً وعشيًا ،وصلى الله على سيدنا محمد النبي المي
وعلى آله وصحبه وسلم.
) (1/363
) (1/364