Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في اقتصاد المؤسسة PDF
محاضرات في اقتصاد المؤسسة PDF
org)
محاضرات في اقتصاد المؤسسة
1
المحتويات
الصفحة الموضوع
01 مقدمة
............................................................................................................. .....
2
45 ....................................................................................... -IIIاإلدارة المالية
51 ....................................................................................... -IVإدارة التسويق
59 ........................................ الفصل الخامس :أدوات التحليل االقتصادي للمؤسسة
60 ...................................................................... -Iمفهوم التحليل االقتصادي
60 .................................................................... -IIأهداف التحليل االقتصادي
60 ..................................................................... -IIIأنواع التحليل االقتصادي
62 ................................................................... -IVأدوات التحليل االقتصادي
65 ................................................................ الفصل السادس :أنماط نمو المؤسسة
66 ............................................................................... -Iمفهوم نمو المؤسسة
67 ............................................................ -IIأسباب اهتمام المؤسسات بالنمو
68 .............................................................. -IIIالظروف المساعدة على النمو
69 ...................................................................... -IVأنواع النمو في المؤسسة
73 ............................................................................................... الهوامش والمراجع
3
الفصل األول :مفهوم المؤسسة االقتصادية
4
-Iتعريف المؤسسة االقتصادية:
للمؤسسة العديد من التعاريف في مختلف األوقات ،وحسب االتجاهات
ّ قدمت
لقد ّ
أن حصر كل أنواع المؤسسات وفروعها االقتصادية ،وبأحجامها وأهدافها
والمداخل ،إالّ ّ
i
المختلفة في تعريف وحيد يكون صعب للغاية ،وهذا يعود لألسباب التالية:
-التطور المستمر الذي شهدته المؤسسة االقتصادية في طرق تنظيمها ،وفي أشكالها
وخاصة في هذا القرن.
ّ القانونية منذ ظهورها
-تشعب واتساع نشاط المؤسسات االقتصادية ،سواء الخدمية منها أو اإلنتاجية ،حيث
بعدة أنواع من النشاطات في نفس الوقت ،وفي أمكنة مختلفة.
ظهرت مؤسسات تقوم ّ
-اختالف االتجاهات االقتصادية أو اإليديولوجيات.
2
ومن أبرز تعاريف الباحثين للمؤسسة نجد:
يعرفها "تروشي" (" :)M.Truchyالمؤسسة هي الوحدة التي تجمع فيها وتنسق العناصر
ّ
البشرية والمادية للنشاط االقتصادي".
أن الباحث يعتبر المؤسسة عبارة عن وحدة انتاجية ،وهذا ما
ويالحظ من هذا التعريف ّ
يتنافى مع واقع المؤسسات حاليا ،حيث توجد العديد من المؤسسات تتكون من ّ
عدة وحدات
وتتوزع في أمكنة مختلفة.
فيعرفها على ّأنها" :عدد كبير من العمال يعملون في نفس الوقت
أما "ماركس" (ّ )Marx ّ
تحت إدارة نفس رأس المال ،وفي نفس المكان ،من أجل انتاج نفس النوع من السلع".
العمال ،وتنتج نفس النوع
المؤسسة تستعمل عدد كبير من ّ
ّ أن
ويالحظ من هذا التعريف ّ
من السلع ،وهذا ما يتنافى مع الواقع الذي نجد به عدد كبير من المؤسسات المصغرة
عدة أنواع من المنتجات.
والصغيرة ،كما هناك العديد من المؤسسات من تنتج ّ
والنقائص الموجودة في التعاريف السابقة ليست راجعة إلى ضعف صاحبي التعريفين،
بل إلى الزمن الذي كانا يوجدان فيه ،ومميزات المؤسسة آنذاك.
5
كما جاءت بعد التعاريف السابقة تعاريف أكثر شموال ،حيث نجد " فرنسوا بيرو"
يعرف المؤسسة على ّأنها" :شكل انتاج بواسطته ،وضمن نفس
(ّ )François Peroux
الذمة تدمج أسعار مختلف عوامل اإلنتاج المقدمة من طرف أعوان متميزين عن مالك
المؤسسة ،بهدف بيع سلعة أو خدمات في السوق ،من أجل الحصول على دخل نقدي ينتج
عن الفرق بين سلسلتين من األسعار".
يتطرق إلى الناحية
ويالحظ من التعريف السابق ّأنه أشمل من التعاريف السابقة ،إالّ ّأنه لم ّ
تطرق إليها "ليبريتون" ) (M. Lebretonحيث ّ
يعرفها على ّأنها: القانونية للمؤسسة ،والتي ّ
"كل شكل تنظيم اقتصادي ،مستقل ماليا ،والذي يقترح نفسه إلنتاج سلع أو خدمات للسوق".
هامة وهي نقطة اإلستقاللية المالية للمؤسسة ،إالّ ّأنه
أن هذا التعريف يبرز نقطة ّ
ورغم ّ
يحدد نشاط المؤسسة في أحد العنصرين :سلع أو الخدمات ،وهذا ما يتنافى مع العديد منّ
المؤسسات التي تنتج سلع وتقدم خدمات معا.
ولهذا يمكن االحتفاظ بالتعريف التالي للمؤسسة :فهي كل تنظيم اقتصادي مستقل
ماليا في إطار قانوني واجتماعي معين ،هدفه دمج عوامل اإلنتاج من أجل اإلنتاج أو/
وتبادل سلع أو /وخدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين ،بغرض تحقيق نتيجة مالئمة ،وهذا
ضمن شروط اقتصادية تختلف باختالف الحيز المكاني والزماني الذي يوجد فيه ،وتبعا
لحجم ونوع نشاطه.
ألنه يشمل جميع أنواع
ويالحظ من هذا التعريف ّأنه أشمل من التعاريف السابقةّ ،
المؤسسات ،سواء من ناحية األنظمة االقتصادية أو نوعية النشاط واألهداف ،كما ّأنه يبرز
ّ
استقاللية المؤسسة.
أن االختيار بين التعاريف المختلفة يتوقف على الغرض من استعمالها واألهمية
كما ّ
3
التي تعطى لجانب أو أكثر ،حيث يمكن اعتبار:
6
المؤسسة وحدة لإلنتاج والتوزيع :وهنا المؤسسة تكون مهيكلة على أساس قوانين
كما يقصد بها وحدة لتوزيع المداخيل التي تتحقق نتيجة تحقيق القيمة المضافة التي هي
كل المتعاملين
توزع على ّ
عبارة عن قيمة المخرجات مطروح منها قيمة المدخالت ،والتي ّ
المباشرين وغير المباشرين (أرباح على أصحاب المؤسسة ،الضرائب ،اشتراكات الضمان
االجتماعي والتأمين ،الرواتب ،فوائد الدائنين.)...،
وهذه الق اررات تمثل اختيارات اقتصادية أي اختيارات تتعّلق بكيفية استعمال الموارد المالية
أن قوة القرار تكون
والمادية المحدودة قصد تحقيق أهداف المؤسسة بفعالية قصوى .كما ّ
مدعم بالحساب االقتصادي الذي يتمثل في المقارنة بين
ّ مبنية على استقالليته ،ويكون
7
معين ،والذي يستلزم جمع معلومات واستعمال تقنيات
التكاليف والعوائد الناتجة عن قرار ّ
مختلفة تساهم في اتخاذ القرار.
8
تقدمها البيئة للمؤسسة ،أو سلبيا من
-تتأثّر المؤسسة ببيئتها إيجابيا من خالل الفرص التي ّ
خالل التهديدات التي تؤثّر بها عليها.
-المؤسسة وحدة اقتصادية أساسية في المجتمع االقتصادي ،فباإلضافة إلى مساهمتها في
اإلنتاج ونمو الدخل الوطني ،فهي مصدر رزق الكثير من األفراد.
-يجب أن يشمل اصطالح مؤسسة بالضرورة فكرة زوال المؤسسة إذا ضعف مبرر وجودها
أو تضاءلت كفاءتها...
-IIIأهداف المؤسسة االقتصادية:
وتتعدد حسب اختالف
ّ عدة أهداف ،تختلف
تسعى المؤسسات االقتصادية إلى تحقيق ّ
أصحاب المؤسسات وطبيعة وميدان نشاطها ،ويمكن تلخيصها في األهداف األساسية
6
التالية:
:1-IIIاألهداف االقتصادية :وتتمثل في:
:1-1-IIIتحقيق الربح أو تحقيق اإلشباع :ال يمكن استمرار أي مؤسسة دون
يتم تسديد الديون ،وتوزيع
ونموها ،وبالربح ّ
تحقيقها للربح ،فالربح هو الذي يضمن استمرارها ّ
األرباح على الشركاء ،أو تكوين مؤونات لتغطية خسائر أو أعباء غير محتملة أو مفاجئة،
لذا يعتبر الربح من بين المعايير األساسية لصحة المؤسسة اقتصاديا.
لكن مع مجيء النظريات الحديثة في التسيير وانفصال الملكية عن التسيير ،أصبح
وسميت باألطراف ذات المصالح (فمثال
عدة أطراف في المؤسسة ّ الحديث على ّأنه هناك ّ
المساهمون هدفهم تعظيم الربح ،العمال هدفهم تحسين األجر وظروف العمل ،المسيرين
هدفهم السلطة والمنافع ...إلخ) ،ولهذا فالمؤسسة االقتصادية عبارة عن تحالف بين هذه
األطراف ،وبالتالي يجب أن يكون هدف يقبل به الجميع وهو هدف تحقيق اإلشباع وذلك
الستمرار المؤسسة.
9
إن تحقيق المؤسسة لهدفها المتمثل في تحقيق
:2-1-IIIتحقيق متطلبات المجتمعّ :
الربح أو تحقيق اإلشباع ،ال يكون إالّ من خالل تلبية حاجيات المجتمع الموجودة به سواء
على المستوى المحلي ،أو الوطني ،أو الجهوي ،أو الدولي.
:3-1-IIIعقلنة اإلنتاج :كما ّأنه من أجل تحقيق المؤسسة لهدفها المتمثل في
الرشيد لعوامل اإلنتاج ،ورفع انتاجيتها
تحقيق الربح أو تحقيق اإلشباع ال ّبد من االستعمال ّ
الجيد والدقيق لإلنتاج والتوزيع باإلضافة إلى مراقبة عملية تنفيذ هذه
ّ بواسطة التخطيط
الرشيد لممتلكاتها ،وباإلشراف الخطط أو البرامج ،أي بصورة أخرى استعمال المؤسسة ّ
الجيد و ّ
على عمالها بشكل يسمح في نفس الوقت بتلبية رغبات المجتمع المختلفة.
:2-IIIاألهداف اإلجتماعية :وتتمثل في:
:1-2-IIIضمان مستوى مقبول من األجور :يتقاضى العمال أجو ار أو رواتب
تحدد
مقابل عملهم بالمؤسسات ،ويعتبر هذا المقابل حقا مضمونا شرعا وعرفا ،وغالبا ما ّ
قوانين من طرف الدولة تضمن للعامل مستوى من األجر يسمح له بتلبية حاجاته ،والحفاظ
على بقائه ،وهذا ما يسمى باألجر األدنى المضمون.
10
العمال :نتيجة كون المؤسسة عبارة عن ّ
خلية :4-2-IIIالدعوة إلى تنظيم وتماسك ّ
اجتماعية تجمع مجموعة كبيرة من العمال تختلف مستوياتهم العلمية ،وانتماءاتهم االجتماعية
والسياسية ،إالّ ّأنه يوجد بالمؤسسة وسائل وأجهزة مختصة تدعو إلى تماسك وتفاهم العمال
مثل مجلس العمال والعالقات غير الرسمية بين هؤالء.
للعمال :تعمل المؤسسات على توفير بعض
ّ :5-2-IIIتوفير تأمينات ومرافق
التأمينات مثل التأمين الصحي ،والتأمين ضد حوادث العمل ،وكذلك التقاعد ،كما ّأنها
تخصص مساكن سواء وظيفية منها أو العادية لعمالها ،أو المحتاجين منهم (ويظهر هذا
ّ
أكثر في المؤسسات العمومية) ،باإلضافة إلى المرافق العامة مثل االستهالك
والمطاعم...إلخ.
للعمال ،نجد الجانب
تقدمه المؤسسة ّ
:3-IIIاألهداف الثقافية والرياضية :في إطار ما ّ
التكويني والترفيهي أيضا ويتمثل في:
:1-3-IIIتوفير وسائل ترفيهية وثقافية :تعمل بعض المؤسسات على استفادة
عمالها وعائالتهم من وسائل الترفيه والثقافة كالمسرح والرحالت ،وذلك من أجل زيادة رضا
العاملين ووالئهم للمؤسسة ،والذي ينعكس بدوره على زيادة أدائهم.
التطور السريع في وسائل
ّ :2-3-IIIتدريب العمال المبتدئين ورسكلة القدامى :مع
اإلنتاج وزيادة تعقيدها أصبح من الضروري على المؤسسات تدريب عمالها الجدد رغم
التطورات
ّ أن
تحصلوا عليه في الجامعات ومراكز التكوين .كما ّ
ّ تحصيلهم النظري الذي
العمال القدامى وذلك بما
التكنولوجية المستمرة أيضا تحتّم على المؤسسات إعادة تدريب ّ
يتماشى مع اآلالت واألساليب الحديثة في اإلنتاج والتسويق وغيرها.
خاصة في
ّ :3-3-IIIتخصيص أوقات للرياضة :تسمح بعض المؤسسات الكبيرة
معينة في اليوم (في اليابان مثال بعد الغداء).
لعمالها بممارسة الرياضة خالل أوقات ّ
اليابان ّ
جيدة
مما يجعل العامل يحتفظ بصحة ّ
هذا باإلضافة إلى إقامة مهرجانات للرياضة العماليةّ ،
11
يقوي هذا من الروابط الموجودة بين العمال وبين ّ
العمال والمؤسسة ويتخّلص من الملل ،كما ّ
وهذا ما ينعكس إيجابا على مردوديتهم داخل المؤسسة.
تؤدي المؤسسة االقتصادية دو ار
:4-IIIاألهداف التكنولوجية :باإلضافة إلى ما سبق ّ
أهمها:
هاما في الميدان التكنولوجي حيث نجد من ّ
:1-4-IIIالبحث والتنمية :أصبحت المؤسسات الحديثة تحرص على وجود مصلحة
خاصة بعملية تطوير الوسائل والطرق اإلنتاجية علميا ،وترصد لها مبالغ مالية كبيرة
أو إدارة ّ
وذلك بغية الوصول إلى أرباح أكبر وهذا حسب حجم المؤسسة .كما تمثل المبالغ التي
تصرف على البحث العلمي نسبا عالية من الدخل الوطني في الدول المتقدمة ،وخاصة في
السنوات األخيرة ،وذلك نتيجة تنافس المؤسسات فيما بينها على الوصول إلى أحسن طريقة
يؤدي إلى زيادة اإلنتاجية فيها.
مما ّ
انتاجية وأحسن وسيلة ّ
تؤدي المؤسسة االقتصادية دو ار مساندا للسياسة القائمة :2-4-IIIالمساندة :كما ّ
وخاصة
ّ في البالد في مجال البحث والتطوير التكنولوجي ،لما تمثله من وزن في مجموعها
الضخمة منها.
12
الفصل الثاني :المؤسسة والمحيط
13
-Iمفهوم محيط المؤسسة:
14
االقتصادية ،عدم االستقرار الحكومي ،التغيرات غير المرتقبة في طلبات الزبائن والمنافسة،
المؤسسة نفسها.
ّ التغير السريع في حجم
وكذلك ّ
:2-IIالتعقيد :قد تكون البيئة الخارجية للمؤسسة (المحيط) بسيطة وقد تكون مركبة،
لمؤسسة حرفية التي تنتج منتجات بسيطة باستعمال معارف سهلة وبسيطة ،تكون
ّ فبالنسبة
بمؤسسة الطيران التي يجب عليها استعمال معارف تنتمي إلى مجال
ّ بيئتها بسيطة مقارنة
علمي متقدم ومتطور جدا لوضع منتجات معقدة جدا ،ويمكن القول أنها تمتاز بالتعقيد
والتأثير المتداخل للقوى التي تنطوي عليها.
المؤسسة الحصول على أسواق جد متكاملة كما قد تكون
ّ :3-IIتنوع األسواق :تستطيع
متنوعة.
:4-IIعدائية :حضور المنافسين العدائيين (الهجوميين) يسمح بأن يكون محيط
المؤسسة عدائي جدا.
ّ
المؤسسة بكل الموارد
ّ المؤسسة قد يكون غني ويستطيع تزويد ّ :5-IIالجود :محيط
ّ
الضرورية التي تحتاجها إلنجاز نشاطاتها ( الموردون ،اليد العاملة المؤهلة ،التكنولوجيا).
11
كما هناك بعض الخصائص يمكن تلخيصها فيما يلي:
التميز ،فبيئة المؤسسات االقتصادية تختلف في درجة التأثير من مؤسسة
ّ التفرد أو
ّ -
ألخرى.
-الطبيعة المتغيرة (الديناميكية) للبيئة أي عدم ثباتها.
التحكم في المتغيرات البيئية خاصة البيئة الخارجية العامة حتى وان
ّ -صعوبة السيطرة أو
كان من الممكن التأثير فقط على بعض هذه المتغيرات.
-التأثير المتبادل والتداخل والتراكب بين المتغيرات البيئية.
15
–IIIأسباب دراسة البيئة:
المؤسسات على اختالف أنواعها وأشكالها في العديد من الجوانب والعوامل،
ّ تشترك
وهذه الجوانب والعوامل هي التي تلقي الضوء على أهمية دراسة البيئة والتي يمكن تلخيصها
12
في اآلتي:
الخاصة تعمل في ظل مجموعة من القيود أو المتغيرات العامة و ّ
ّ المؤسسات
ّ إن جميع ّ -
البيئية (االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية.)...
مؤسسة هي بمثابة نظام مفتوح يتأثر بالبيئة ويؤثر فيها.
إن كل ّ
ّ -
إن بناء وتنفيذ السياسات واالستراتيجيات التسويقية وكذلك ممارسة أو تنفيذ الوظائف
ّ -
والمهام اإلدارية المتعارف عليها في مجال التسويق أو أي مجال آخر (التخطيط والتنظيم
المؤسسات على اختالف أنواعها ،يجب
ّ والتنسيق والتوجيه والرقابة واتخاذ الق اررات) ،بجميع
أن تتم في ضوء المتغيرات أو القيود البيئية المؤثرة على كل من مدخالت ومخرجات كل
مؤسسة.
ّ
إن كل
-بغض النظر عن اختالف المؤسسات فيما يختص بنوعية وأهداف أطراف التعامل ف ّ
مؤسسة هي بمثابة تحالف أو ائتالف بين مجموعة من األطراف التي تسعى لتحقيقّ
مجموعة من األهداف ،تختلف في طبيعتها وتتعارض كثي ار في طرق تحقيقها ،فأهداف
المستهلكين ليست نفسها أهداف الموردين وكذلك أهداف الحكومة والعمال ،وفي هذا الشأن
أن بقاء المؤ ّسسة ونجاحها يتوقف إلى حد كبير على مدى قدرتها من أجليمكن القول ّ
تعددها وتباينها وتعارضها في نفس الوقت.
تحقيق أهداف أطراف هذا االئتالف ،رغم ّ
المؤسسات
ّ إن مدى تأثير المتغيرات البيئية على تنفيذ األنشطة وتحقيق األهداف لجميع
ّ -
يختلف في الدرجة وليس في النوع.
مؤسسات تتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر وبدرجات متفاوتة بالكثير منإن جميع ال ّ ّ -
الدولي ،كما هو على المستوى الوطني.
القيود والمتغيرات البيئية الخارجية ،وعلى المستوى ّ
16
المؤسسات ،فانخفاض
ّ إن درجة تأثير المتغيرات أو القيود البيئية تختلف باختالف أهداف
ّ -
متوسط دخل الفرد مثال قد يؤثر -مع بقاء عوامل أخرى ثابتة -على الطلب على سلعة ما أو
على هدف الربحية ،بينما ال يتأثر هذا الهدف بانخفاض الوعي الديني أو الثقافي.
إن اختالف درجة السيطرة على السوق أو المحافظة على المركز التنافسي بصفة عامة،
ّ -
متغيرات البيئة ،وقدرتها على
التكيف مع معطيات ّ
المؤسسة على ّّ قد يختلف باختالف قدرة
أن القدرة على
تحقيق أو مقابلة أهداف أطراف التعامل الداخلي والخارجي معها ،كما ّ
استغالل الفرص التسويقية المتاحة أو المرتقبة وكذلك مواجهة التهديدات يجعل من المحتمل
المؤسسة درجة عالية من الفعالية أو السيطرة التسويقية.
ّ جدا تحقيق
ّ
إن التخطيط التسويقي يبدأ في األصل بتحليل الفرص التسويقية الحالية والمرتقبة داخل ّ -
البيئة.
-IVعناصر محيط المؤسسة:
يتكون محيط المؤسسة من مجموعة من العناصر تتمثل في:
:1-IVالمحيط المباشر :ويسمى أيضا بالمحيط الخاص (البيئة الخارجية الخاصة أو
المباشرة أو البيئة التنافسية) وهو يتكون من عوامل ذات تأثير مباشر على أداء المؤسسة،
مثل الموردون والعمالء والموزعون والوكاالت أو المنظمات الحكومية ذات العالقة،
والمنافسون الذين يجب أن تتفاعل معهم المؤسسة.
بأنها مجموعة
وبشكل عام يقصد بالبيئة الخاصة أو بيئة التنافس (المحيط المباشر) ّ
المؤسسات العاملة في صناعة ما .والصناعة
ّ المتغيرات التي تمتلك تأثي ار مباش ار على جميع
تقدم سلع أو خدمات متماثلة أو قابلة لإلحالل فيما بينها،
هي مجموعة المؤسسات التي ّ
وتشمل هذه المتغيرات حالة المنافسة بين المؤسسات الموجودة في الصناعة ،المنافسين
المحتملين ،الموردين ،المشترين ،المنتجات البديلة ،باإلضافة إلى القوى األخرى المرتبطة
أن التفاعل بين هذه المتغيرات يؤثر سلبا أو إيجابا
بأصحاب المصالح .ويمكن اإلشارة إلى ّ
17
في القدرة التنافسية للمؤسسات العاملة في الصناعة وبالتالي الحصص السوقية لكل منها،
13
فضال عن العوائد واألرباح التي يمكن أن تحققها.
:2-IVالمحيط غير المباشر :ويسمى أيضا بالمحيط العام (البيئة الخارجية العامة أو
غير المباشرة) وهو اإلطار الجغرافي الذي تعمل فيه جميع المؤسسات بما فيها المؤسسة
فإن تأثير هذا المحيط ينسحب على جميع هذه المؤسسات .ومن بين
المعنية ،وبالتالي ّ
عناصر هذا المحيط نجد ما يلي:
:1-2-IVالبيئة االقتصادية :وتتمثّل القوى االقتصادية التي تؤثّر في البيئة الكّلية
ومعدل التضخم والسياسات االقتصادية والضرائب
ّ للمؤسسات في قيمة العمالت األجنبية
ّ
والرسوم وميزان المدفوعات وغيرها ،ومن أمثلة تأثير بعض هذه العوامل االقتصادية على
المعمرة
ّ المؤسسات نجد مثالً في ِّّ
ظل الركود االقتصادي ينخفض شراء العديد من المنتجات ّ
المؤسسات وانخفاض قدرتها علىّ مما يترتب عليه انخفاض أرباححد ممكنّ ، إلى أدنى ّ
توسع
المؤسسات الصناعية والتجارية ّ
ّ فإن
الرواج االقتصادي ّأما في مرحلة ّ تشغيل األفرادّ ،
14
من برامجها اإلنتاجية والتسويقية محاولة فتح أسواق جديدة.
تم تقديم العديد منالتطورات التكنولوجية ّ
ّ :2-2-IVالبيئة التكنولوجية :بفضل
المؤسسات تنظر نظرة
ّ المنتجات للمستهلكين من أجل إشباع حاجاتهم ورغباتهم 15.فأغلب
يؤدي إلى تطوير منتجاتها ،رغم ايجابية إلى التكنولوجيا المتعّلقة بخط عملها وترى ّ
بأن ذلك ّ
ان التغيرات التكنولوجي ة ال تؤثر على كل المؤسسات بطريقة متساوية ،حيث هناك بعض
ّ
بقوة كالمؤسسات التي تنشط في مجال األسلحة واإللكترونيات ،في حين المؤسسات تتأثّر ّ
أقل تأثّ ار كالتي تنشط في مجال الصناعات الغذائية والمالبس وغيرها.
نجد بعض المؤسسات ّ
الفنية المستحدثة في تحويل المدخالت إلى مخرجات،
وتتعّلق التكنولوجيا بالوسائل ّ
18
التكنولوجيا وغيرها وهي كّلها عوامل وقوى تؤثّر سلبا أو ايجابا في البيئة التكنولوجية كما
16
تؤثّر في صنع الفرص والتهديدات.
:3-2-IVالبيئة الطبيعية :يساعد تحليل البيئة الطبيعية على معرفة المتغيرات
الخاص ة باألحوال الجوية وطبوغرافية األرض ،حيث هناك بعض المدخالت ونواتج العملية
ّ
أن طبوغرافية األرض تؤثّر على
اإلنتاجية التي تتأثّر بدرجات الح اررة ونسب الرطوبة ،كما ّ
الصوفية في المناطق اختيار مواقع المؤسسات .فمثال ال يمكن تسويق المالبس ّ
17
والعالمية ،فاألفراد ينشطون في مجتمع صعب ،والذي يقوم بتشكيل هيكل معتقداتهم ّ
وقيمهم
األساسية ،وتنصب دراسة العوامل االجتماعية والثقافية على الناس أنفسهم :من هم؟ أين
19
ثم االزدهار في تلك البيئة،
تغيير بعض مفرداتها األساسية استطاعت البقاء والنمو ومن ّ
20
وتتمثل في:
:1-Vتأثير المحيط في المؤسسة :تؤثّر عوامل المحيط في المؤسسة بأسلوبين:
أن هذه العوامل تفرض أو تضع حدودا معينة لعمل المؤسسة ،ومن هنا جاءت
األولّ :
ّ
أهمية امتالك المديرين لمقاييس معينة هدفها السيطرة على البيئات االقتصادية واالجتماعية
والفنية .ولتحقيق ذلك ال ّبد من استخدام المهارات اإلدارية في مجاالت اتخاذ الق اررات
والتخطيط والتنبؤ والعمل باستمرار على استمرار االبتكارات واإلبداعات ذات العالقة بتطوير
أنشطة المؤسسة ووضعها في موقف أحسن.
للتحدي ،فالمحيط قد
ّ تقدم للمؤسسة فرصا ومجاالت مختلفة
فإن عوامل المحيط ّ
أما الثانيّ :
ّ
التكيف وغير ذلك
يحدد سلوكيات المؤسسة ،ولهذا يجب على المؤسسة أن تتحّلى بالمرونة و ّ
ّ
من األشياء أو المتطلبات التي تضمن للمؤسسة البقاء في بيئة معينة.
كما يؤثّر المحيط والعوامل الخارجية غير المؤكدة في المؤسسة وفي استراتيجيتها ونوع
هيكلها التنظيمي.
إن التأثيرات بين المؤسسة والمحيط متبادلة وفي
:2-Vتأثير المؤسسة في المحيطّ :
كل السلع
فإن ّ
معين ّ
تغير مستمر من حيث النوع والدرجة ،فحينما توجد المؤسسة في محيط ّ
ّ
والخدمات والنقود والمتغيرات األخرى المناسبة عبر مخرجاتها تؤثر في المحيط وتخلق
معينة من التوازن أو عدم التوازن فيه.
حاالت ّ
20
الفصل الثالث :تنظيم المؤسسة
- Iمفهوم التنظيم
-IIأنواع التنظيم
-IIIمبادئ التنظيم
-IVأهداف التنظيم
21
-Iمفهوم التنظيم:
جيدة
أي خطة ّ
أن ّ
يعتبر التنظيم الوظيفة األساسية الثانية لإلدارة بعد التخطيط ،و ّ
وشاملة يستحيل تنفيذها في غياب التنظيم غير السليم ،فهو المتضمن لعملية تخصيص
المحدد لألفراد المنفذين لها ،والمنسق لجهودهم ،والراسم
الموارد الالّزمة لتطبيق الخطة ،و ّ
بأنه
لخطوط السلطة ،وقنوات االتصال .ولهذا يمكن تعريف التنظيم (ّ )Organizing
"الوظيفة اإلدارية المتعلقة بعملية ترتيب وتنسيق موارد المؤسسة (بشرية ،معلوماتية ،مادية،
21
مالية) الالّزمة إلنجاز مهام تحقق أهدافه".
بأنه "ما هو إالّ العملية المتعلقة برسم الهيكل التنظيمي متضمنا ذلك
يعرفه ّ
وهناك من ّ
المكونات األساسية للتنظيم الرسمي مع تحديد المسئوليات وتفويض السلطات الالّزمة
22
والمساءلة من أجل تحقيق األهداف المرغوبة للمؤسسة".
-IIأنواع التنظيم:
يمكن التمييز بين نوعين أساسيين من التنظيم والذي يعتبر كل منها على درجة كبيرة
من األهمية لنجاح أو فشل المؤسسة ،وهما:
المحدد من طرف إدارة المؤسسة في
المعرف سابقا و ّ
ّ :1-IIالتنظيم الرسمي :وهو التنظيم
إطار رسمي ،وهو موضوع الدراسة.
:2-IIالتنظيم غير الرسمي :وهو عبارة عن شبكة من العالقات الشخصية غير الرسمية
23
التي تنشأ بين العاملين وبعضهم البعض في مجال العمل.
-IIIمبادئ التنظيم:
وتتمثل في اإلطار الفكري الذي يجب االسترشاد به أثناء عملية بناء الهيكل التنظيمي
24
وتفعيله وتتمثل في:
يحدد األهداف الجزئية
أن على التنظيم أن ّ
:1-IIIمبدأ تحديد الهدف :وهذا يعني ّ
المتخصصة التي توصل بمجملها إلى الهدف العام الذي وضعه
ّ للوحدات التنظيمية
التخطيط.
22
:2-IIIمبدأ شمولية التنظيم وتكامله :يجب ان يشمل التنظيم كافة األنشطة الواردة في
الوحدات التنظيمية لتتمكن تلك الوحدات من تحقيق أهدافها بشكل متكامل ومتناسق.
أن التنظيم يحقق أهدافه بأقل جهد وزمن وتكلفة.
:3-IIIمبدأ الفاعلية :وهذا يعني ّ
:4-IIIمبدأ الشرعية :يجب أن تكون األهداف واألساليب والوسائل التي يعتمدها التنظيم
مشروعة وال تتعارض مع القوانين واألنظمة والتعليمات والقيم والعادات واألعراف والتقاليد
المعترف بها والمطبقة في مجال النشاط الذي يتناوله التنظيم وأال تتعارض مع أخالقيات
المهنة والمجتمع.
23
أن
مما هو مطلوب منه سوف تعيقه عن العمل ،كما ّ
أقل ّ
ألن إعطاءه سلطة ّ
إنجاز عملهّ ،
إعطاءه سلطة أكبر سوف تفسده.
:11-IIIمبدأ وحدة اإلشراف أو األمر :يجب تحديد المرجع الوحيد في تلقي األوامر،
وذلك حتى ال يكون هناك تضارب في التعليمات والتوجيهات.
:12-IIIمبدأ نطاق اإلشراف اإلداري :ويعني هذا تحديد عدد األفراد الذين يخضعون
إلشراف رئيس إداري واحد وذلك من أجل تحقيق وظيفة الرقابة ووظيفة التوجيه بشكل
رسمي.
:13-IIIمبدأ ديناميكية التنظيم :يجب أن يكون التنظيم مرنا وشفافا كي يتفاعل مع
ألن حركية
متغيرات البيئة وأن يجيب على متطلبات التغيير ويستمر في تحقيق أهدافهّ ،
التنظيم عنصر مهم لنجاحه.
-IVأهداف التنظيم:
25
يسعى التنظيم إلى تحقيق األهداف التالية:
-ترجمة خطط المؤسسة إلى واقع عملي قابل للتطبيق في ضوء اإلمكانات المتاحة
للمؤسسة.
-تكييف وضع المؤسسة الداخلي وأهدافها في ضوء متطلبات البيئة ومستجداتها وضرورات
التغيير.
-تقسيم وتجزئة الهدف أو األهداف التي تضعها المؤسسة إلى أهداف جزئية وتحديد تنفيذها
من قبل الوحدات التنظيمية المتخصصة في المؤسسة بشكل متكامل ال يتعارض مع الخطة.
-تأمين سياق متكامل للتنسيق والتعاون بين مختلف األنشطة التي تقوم بها الوحدات
التنظيمية المختلفة لتأمين حسن سيرها وبلوغ أهدافها دون إعاقة أو تضارب في األولويات.
-مساعدة وظيفة الرقابة في المؤسسة بتزويدها بالتنظيم الخاص بخطط العمل وأهداف تلك
الخطط لتسهيل عملها.
24
-اإلشراف على دقة وعدالة وفعالية توزيع إمكانات العمل الواردة في الخطة على الوحدات
التنظيمية في المؤسسة واطالع اإلدارة العليا على ذلك.
-Vتعريف الهيكل التنظيمي:
يحدد اإلدارات واألقسام الداخلية المختلفة للمؤسسة .فمن خالل
وهو عبارة عن إطار ّ
يبين لنا الهيكل
تتحدد خطوط السلطة وانسيابها بين الوظائف ،وكذلك ّ
ّ الهيكل التنظيمي
أن
التنظيمي الوحدات اإلدارية المختلفة التي تعمل معا على تحقيق أهداف المؤسسة ،أي ّ
26
الهيكل التنظيمي يتألف من مجموعة عناصر رئيسية وهي:
-يحتوي على تقسيمات تنظيمية ووحدات مختلفة.
محددة.
-التخصص في العمل ،أي وجود مهام ّ
-نطاق اإلشراف وخطوط السلطة والمسؤولية.
-مواقع اتخاذ القرار من حيث المركزية والالّمركزية.
الرسمي:
-VIمراحل تصميم الهيكل التنظيمي ّ
27
الرسمي بمجموعة من المراحل:
يمر إعداد الهيكل التنظيمي ّ
ّ
ألن األهداف تساعد في تحديد
-تحديد األهداف األساسية للمؤسسة بشكل واضح ّ
االحتياجات التنظيمية والتي بدورها تؤثر على اختيار الهيكل التنظيمي.
-تحديد النشاطات المختلفة التي من خاللها تتحقق األهداف األساسية والثانوية.
-تقسيم النشاطات إلى أنشطة رئيسية وأخرى فرعية.
-تحديد اختصاص كل وحدة تنظيمية واجراء وصف وظيفي لكل وظيفة في الوحدة
التنظيمية تبين فيها الواجبات والسلطات والمسؤوليات.
-تحديد الوظائف اإلشرافية والتنفيذية داخل كل وحدة من الوحدات التنظيمية.
-إعداد الخريطة التنظيمية والدليل التنظيمي.
25
-VIIأنواع الهياكل التنظيمية:
26
الشكل رقم ( )01يوضح الهيكل التنظيمي التنفيذي
المدير العام
مدير مدير
:2-1-VIIالتنظيم الوظيفي :وقد جاء به "تايلور" حينما وضع أسس اإلدارة العلمية،
أن هذا التنظيم يختلف
التخصص وتقسيم ،ويالحظ ّ
ّ أن األعمال يجب أن تخضع إلى وبين ّ
ّ
تعدد يتخصصون في مجاالت ّ
معينة ،أي يقوم هذا الهيكل على ّ ّ ألن األفراد فيه
األول ّ
عن ّ
األوامر.
الشكل رقم ( )02يوضح الهيكل التنظيمي الوظيفي
المدير العام
27
خالل استخدام طبقة الخبراء الفنيين الذين يقومون بمساعدة الرؤساء اإلداريين في المسائل
التي لها طبيعة فنية والتي تحتاج إلى استشارة من حيث تأديتها.
المدير العام
المستشار القانوني
ويكون ّ
كل عضو في هذا الفريق خاضعا ألمر رئيس الوحدة اإلدارية التي جاء منها أصال
وكذلك إلى مدير المشروع في آن واحد.
28
الشكل رقم ( )04يوضح المصفوفة التنظيمية
المدير العام
مدير المشروع أ جماعة م.ب جماعة المالية جماعة التسويق جماعة اإلنتاج
جماعة م.ب جماعة المالية جماعة التسويق جماعة اإلنتاج
مدير المشروع ب
جماعة م.ب جماعة المالية جماعة التسويق جماعة اإلنتاج
مدير المشروع ج
:3-VIIالهيكل التنظيمي الشبكي :بموجب هذا النموذج يتواجد تنظيم مركزي صغير
يعتمد على مؤسسات أخرى غيره للقيام ببعض األنشطة مثل الدراسات والبحوث واإلنتاج
أي أعمال أخرى رئيسية وذلك على أساس التعاقد .وجوهر هذا
والتوزيع والتسويق والنقل أو ّ
النوع من التنظيم يتمثل في مجموعة صغيرة من المديرين التنفيذيين يتركز عملهم في
تؤدى داخل المؤسسة ،وتنسيق العالقات مع المؤسسات األخرى
اإلشراف على األعمال التي ّ
التي تقوم باإلنتاج والمبيعات والتسويق والنقل أو أي أعمال أخرى للشبكة التنظيمية.
مركز المنظمة
و.م.أ
النقل التوزيع
كوريا الشرق األوسط
29
الفصل الرابع :وظائف المؤسسة
-IIIاإلدارة المالية
-IVإدارة التسويق
30
تتنوع وتختلف وظائف المؤسسة من مؤسسة ألخرى ،وهذا نتيجة تباين حجم
المدير
31
:2-Iأهداف إدارة الموارد البشرية :يمكن بلورة أهداف إدارة الموارد البشرية في
30
المنظمات المعاصرة على النحو التالي:
-الحصول على األفراد األكفاء للعمل في مختلف الوظائف من أجل انتاج السلع أو
الخدمات بأحسن الطرق وأقل التكاليف وتحقيق الميزة التنافسية.
-االستفادة القصوى من جهود العاملين في انتاج السلع و /أو الخدمات وفق المعايير
المحددة سلفا.
ّ الكمية والنوعية
-تحقيق انتماء ووالء العاملين وتنمية عالقات التعاون بينهم والعمل على زيادة رغبتهم في
العمل فيها.
-تنمية قدرات العاملين من خالل تدريبهم لمواجهة التغيرات المتالحقة في البيئة التنافسية.
تمكن العاملين من أداء عملهم بصورة جيدة وتزيد من انتاجيتهم
جيدة ّ
-توفير بيئة عمل ّ
ومكاسبهم المادية.
-ايجاد سياسات موضوعية تمنع سوء استخدام العاملين وتتفادى المهام التي تعرضهم
لحوادث العمل الصناعية واألمراض المهنية.
-تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص لجميع العاملين في المؤسسة من حيث الترقية واألجور
والتدريب والتطوير عندما يصبحون مؤهلين لذلك.
32
أن كل من تلك اإلدارات تمارس أنشطة فنية (تنفيذية) تتعّلق بطبيعة األداء المناط
غير ّ
31
بها.
32
وفيما يخص إدارة الموارد البشرية فلها وظائف رئيسية ووظائف مساعدة تتمثل في:
:1-3-Iالوظائف الرئيسية إلدارة الموارد البشرية :وتتمثل في:
أ -تحليل العمل :تحديد معالم كل وظيفة من الوظائف الموجودة في المؤسسة من حيث
ثم القيام
واجباتها ومسؤولياتها ومتطلباتها والشروط التي يجب أن تتوفر فيمن يشغلها ّ
بتوصيف الوظيفة.
ب -تخطيط القوى العاملة :تهتم بتحديد احتياج المؤسسة من أنواع وأعداد العاملين ،ويتطلب
هذا تحديد طلب المؤسسة من العاملين ،وتحديد ما هو معروض ومتاح منها والمقارنة بينهما
لتحديد صافي العجز والزيادة في القوى العاملة بالمؤسسة.
للتقدم للمؤسسة
ج -االستقطاب :وهو العملية التي يمكن من خاللها جذب طالبي العمل ّ
لشغل الوظائف الشاغرة عن طريق نشر مواصفات الوظيفة ومتطلباتها ،وقد يكون هذا
33
ز -تصميم أنظمة مزايا وخدمات العاملين :تهتم المؤسسات بمنح عامليها مزايا معينة مثل
المعاشات والتأمينات الخاصة بالمرض والعجز والبطالة ،كما تهتم المؤسسات بتقديم خدمات
تمتد إلى اإلسكان والمواصالت
للعاملين في شكل خدمات مالية واجتماعية ورياضية ،وقد ّ
وغيرها.
كل المؤسسات تقريبا بتقييم أداء موظفيها ،ويتم ذلك من خالل ح -تقييم األداء :تهتم ّ
أساليب معينة ،وغالبا ما يقوم بالتقييم الرؤساء المباشرون بغرض التعرف على الكفاءة العامة
للعاملين وبغرض التعرف على أوجه القصور في هذا األداء.
ط -التدريب :تمارس المؤسسات أنشطة التدريب بغرض رفع كفاءة ومعارف ومهارات
تحدد احتياج المرؤوسين
العاملين ،وتوجيه اتجاهاتهم نحو أنشطة معينة وعلى المؤسسة أن ّ
للتدريب ،وأن تستخدم األساليب والطرق المناسبة ،وأن ّ
تقيم فعالية هذا التدريب.
ي -تخطيط المسار الوظيفي :تهتم هذه الوظيفة بالتخطيط للتحركات الوظيفية المختلفة
يمس النقل والترقية والتدريب ويحتاج هذا إلى
للعاملين بالمؤسسة ،وعلى األخص فيما ّ
القوة لدى الفرد ونقاط الضعف لديه.
التعرف على نقاط ّ
ّ
:2-3-Iالوظائف المساعدة في إدارة الموارد البشرية :وتتمثل في:
أ -العالقة مع النقابات :وتتمثل في تنظيم العالقة مع النقابات من خالل التطرق إلى
شكاوي النقابات ،والنزاعات العمالية ،والتأديب ،والفصل من الخدمة.
ب -أمن وسالمة العاملين :وهي تهتم بإجراءات الحفاظ على سالمة العاملين ،واألمن،
والصحة ،واإلتجاهات النفسية السليمة لهم.
ج -ساعات وجداول العمل :وتهتم هذه الوظيفة بتحديد ساعات العمل والراحة واإلجازات
وفقا لنظام يناسب طبيعة المؤسسة.
-IIإدارة اإلنتاج والعمليات:
تطورت هذه اإلدارة تحت أسماء مختلفة
:1-IIمفهوم إدارة اإلنتاج والعمليات :لقد ّ
كاإلدارة الصناعية ،وادارة اإلنتاج ،وأخي ار إدارة العمليات اإلنتاجية أو إدارة اإلنتاج والعمليات
34
فإن مصطلح
وهناك من يكتفي باستخدام لفظ إدارة العمليات فقط ،حيث مع بداية السبعينات ّ
أن الكالم لم يعد مقصو ار على
إدارة العمليات أصبح هو المصطلح األكثر تفسي ار للواقع حيث ّ
الشركات الصناعية فقط بل شمل أيضا المؤسسات الخدمية ذلك ّأنه ومع تطور المجتمعات
بأنه مجتمع الخدمات،
أن المجتمع المتطور يوصف عادة ّ
تزداد أهمية القطاع الخدمي ،أي ّ
كما هناك العديد من أساليب التخطيط والتحليل والرقابة والتي كانت تطبق فقط في
33
المؤسسات الصناعية أمكن تطبيقها بنجاح في المؤسسات الخدمية.
ولهذا يمكن تعريف إدارة اإلنتاج والعمليات على ّأنها إدارة األنشطة والعمليات التي
تحول المدخالت إلى مخرجات والرقابة عليها.
34
ّ
:2-IIأهداف إدارة اإلنتاج والعمليات :تنقسم أهداف إدارة اإلنتاج والعمليات إلى
35
قسمين:
:1-2-IIأهداف قصيرة األجل :ويمكن تلخيصها فيما يلي:
-تحديد خصائص المنتج.
-تحديد خصائص العمليات.
-إيصال المنتجات المطلوبة للعمالء وذلك من خالل:
35
فإن إدارة اإلنتاج والعمليات
أما على األجل الطويل ّ
:2-2-IIأهداف طويلة األجلّ :
يمكن المؤسسة من مواجهة الطلب على المدى تهدف إلى استخدام المصادر المتاحة وبشكل ّ
سيؤدي إلى تأمين األموال الالّزمة للحصول
ّ فإن ذلك
البعيد .وبافتراض تحقق هذا الهدف ّ
على الموارد اإلضافية الالّزمة للعملية اإلنتاجية وتطوير منتجات جديدة وامتالك تكنولوجيا
حديثة ومتطورة وهكذا...
إن عملية تحويل الموارد إلى سلع أو خدمات تجري في
:3-IIنظام اإلنتاج والعملياتّ :
إطار نظام يطلق عليه تسمية نظام اإلنتاج ،ويعرف نظام اإلنتاج على ّأنه مجموعة من
العن اصر المتداخلة التي تسعى إلى تحويل المدخالت إلى سلع وخدمات .وهو نظام فرعي
يوضحه الشكل التالي:
من نظام أكبر وهي المؤسسة .وهو يتأّلف من ستة عناصر كما ّ
36
أفراد
معلومات
التغذية العكسية
37
أن نظام اإلنتاج يتأّلف من ستة عناصر هي:
ويتضح من الشكل السابق ّ
:1-3-IIالموردون :وهم المسئولون عن توفير المدخالت الالّزمة لعملية التحويل،
وهم يكونون من داخل المؤسسة أو من خارجها ،حيث كان في السابق ينظر للموردين
36
أن لهم دو ار محدودا من حيث عالقتهم وتأثيرهم في نظام اإلنتاج للمؤسسة،
الخارجيين على ّ
تغيرت في الوقت الحالي مع الموردين الداخليين الذين أصبح ينظر إليهم
أن هذه النظرة ّ
إالّ ّ
على ّأنهم شركاء في نظام اإلنتاج ،حيث يمكن أن يكون المورد نظاما انتاجيا فرعيا من
داخل المؤسسة.
ولهذا يجب على مديري اإلنتاج والعمليات بناء عالقة وطيدة مع الموردين من حيث مواعيد
أي خلل في هذه النواحي سوف تنعكس سلبا على خطط
ألن ّ
التسليم أو الكميات أو الجودةّ ،
اإلنتاج.
:2-3-IIالمدخالت :وتتمثل في الموارد التي تدخل في عملية التحويل للحصول
على السلع أو الخدمات وتتمثل في المواد ،األموال ،اآلالت ،األفراد ،المعلومات ،وجميع هذه
المواد يجب أن تخضع لعملية الفحص قبل دخولها عملية التحويل وذلك لضمان الجودة.
:3-3-IIعمليات التحويل :تعتبر عمليات التحويل العنصر المسئول في نظام
ألنها تشير إلى مجموعة من المعالجات التي
اإلنتاج عن إضافة قيمة أو تحقيق منفعةّ ،
ترمي إلى تحويل مدخالت نظام اإلنتاج إلى سلع أو خدمات.
إن
:4-3-IIالمخرجات :وهي حصيلة عملية التحويل وتتمثل في السلع والخدماتّ .
السلع المنتجة تمر بقنوات متعددة قبل وصولها إلى أيدي العمالء على عكس الخدمات التي
يتزامن استهالكها مع انتاجها.
فإن إدراك
الموجهة لها السلع والخدمات ،ولهذا ّ
ّ :5-3-IIالعمالء :وهي الفئة
37
وبالحديث عن إدارة اإلنتاج والعمليات يبرز مصطلح اإلنتاجية والذي يتمثل في تعزيز
أما "بيتر
عملية اإلنتاج ،أي الوصول إلى نتيجة أو مقارنة جيدة بين المدخالت والمخرجاتّ .
محصلة الكفاءة والفعالية في وقت واحد.
ّ عرفها على ّأنها
دراكر" ( )Peter Druckerفقد ّ
بأنها فعل األشياء
فعرفها ّ
أما الفعالية ّ
بأنها فعل األشياء بطريقة صحيحةّ ،
عرف الكفاءة ّ كما ّ
الصحيحة.
وقياس اإلنتاجية يختلف بين اإلنتاجية الكلية واإلنتاجية الجزئية حيث تقاس اإلنتاجية
الكلية بالعالقة التالية:
المخرجات المخرجات
= اإلنتاجية الكلية=
رأس المال +العمل +المواد +الطاقة المدخالت
38
أما اإلنتاجية الجزئية فيمكن قياسها بقسمة المخرجات على أحد المدخالت السابقة.ّ
:4-IIوظائف إدارة اإلنتاج والعمليات :ومن بين الوظائف الفنية إلدارة اإلنتاج والعمليات
نجد:
:1-4-IIالتنبؤ بالطلب على المنتجات النهائية :يعرف التنبؤ بالطلب على ّأنه
محاولة بتقدير حاجة السوق من سلعة أو خدمة معينة أو مزيج من السلع خالل فترة زمنية
وتعد عملية التنبؤ بالطلب من األنشطة المهمة التي تسبق عملية التخطيط للطاقة
مقبلةّ .
اإلنتاجية وتخطيط اإلنتاج والتي يستخدم فيها أفضل البيانات المتيسرة بغية تحليلها واتخاذ
الخاصة بخطط اإلنتاج اإلجمالية، ّ ق اررات صائبة لتحقيق أهداف نظام اإلنتاج ،كالق اررات
المادية والبشرية والمالية الالّزمة
ّ وتحديد مستويات التخزين ،تحديد االحتياجات من الموارد
لعملية اإلنتاج ...إلخ.
38
أن عملية التنبؤ تعد خطوة ضرورية تسبق عملية التخطيط للطاقة اإلنتاجية ولخطط
وبما ّ
فإنه عليه تحديد :ماذا نتنبأ؟ والكيفية التي يجري بها التنبؤ؟ والفترة الزمنية التي
اإلنتاجّ ،
يغطيها التنبؤ؟.
األولية وتنبؤ األسعار،
فالتنبؤ يمكن أن يشمل أشياء مختلفة كتنبؤ الموارد الطبيعية والمواد ّ
وتنبؤ التكاليف ،وتنبؤ الطلب ،وتنبؤ فترات اإلنتظار .كما يستخدم التنبؤ أساليب عديدة
كتحليل السالسل الزمنية ،والنماذج السببية (تحليل اإلرتباط ،واإلقتصاد القياسي) ،واألساليب
النوعية كأسلوب دلفي وبحوث التسويق والتشابه التاريخي.
39
-مواقع األسواق.
-مهارات الموارد البشرية ،اإلنتاجية في البلد ،التكلفة.
-توافر التجهيزات ،اإلتصاالت ،الطاقة المشغلة.
-أسعار صرف العمالت.
ب -اختيار اإلقليم :ويتأثّر بالعوامل اآلتية:
-الرغبة في المشاركة.
-جاذبية اإلقليم (الثقافة ،الضرائب ،المناخ.)...
-توفر القوة العاملة ،التكاليف ،النظرة إلى اتحادات العمال.
-كلفة الطاقة المشغلة وتوافرها ،المياه.
-تشريعات حماية البيئة في اإلقليم.
تقدمها الحكومات والسياسات المالية.
-الحوافز التي ّ
-القرب من مصادر المواد األولية والزبائن.
-تكلفة األرض والبناء.
ج -اختيار المنطقة :ويتأثّر بالعوامل اآلتية:
-حجم المنطقة والتكاليف.
-توفر أنظمة النقل البحري والجوي والبري والسكك الحديدية.
-القرب من الخدمات ومصادر التجهيز الالّزمة للموقع.
-مشاكل الضغوط البيئية.
:3-4-IIتخطيط المنتجات والعمليات :المنتجات هي السلع أو الخدمات التي
أما العمليات فهي عبارة عن التسهيالت ،والمهارات ،والتكنولوجيا المستخدمة إلنتاج
انتجتّ ،
أن المنتجات لكي تنتج تحتاج إلى أن اإلثنين يسيران معا ،بمعنى ّهذه المنتجات ،هذا و ّ
محددا على المنتجات التي يمكن انتاجها.
فإن العمليات تمثل عامال ّ
العمليات ،وكذلك ّ
40
ولهذا فتخطيط المنتجات يهتم بكل الق اررات المتعلقة بإنتاج المنتجات الجديدة ،أو التغيير
أو التعديل على المنتجات الحالية ،أو سحب المنتجات القديمة من التداول ،والهدف من
أن المؤسسة مستمرة في تقديم المنتجات التي يطلبها
للتأكد من ّ
ّ تخطيط المنتجات هو
عدة منتجات
العمالء .ومع تزايد حاجات ورغبات العمالء أصبح لزاما على المؤسسات تقديم ّ
للتخصص واإلنفراد والتميز وتبسيط العمليات
ّ تفضل تقديم منتج واحد وذلك
رغم ّأنها ّ
اإلنتاجية.
مفصال عن
تخص العمليات ويعطي وصفا ّ ّ أما تخطيط العمليات فيتعّلق بالق اررات التي
ّ
العمليات المطلوبة إلنتاج المنتج ،والهدف هو تصميم العملية التي تجعل المنتج أكثر
41
كفاءة.
وتقوم المؤسسات باتخاذ الق اررات المتعلقة بالعمليات عندما يكون هنالك تغيير مهم في
42
أنشطة اإلنتاج أو التشغيل ،أي حدوث ما يأتي:
-تقديم منتج جديد.
-تغيير المنتج القديم.
-وجود تغيير كبير في الطلب.
-تغير في التكاليف.
-قيام المنافسين بتغيير منتجاتهم.
-وجود تغيرات في األسواق.
-األداء الحالي غير مرض.
43
ولتطوير منتج جديد ال ّبد من المرور بالمراحل التالية:
مرحلة خلق وتقديم األفكار :يمكن الحصول على األفكار المتعلقة بتطوير المنتجات من
داخل المؤسسة (دائرة البحث والتطوير ،أو عمال ومهندسي اإلنتاج ،أو رجل البيع) أو من
41
خارج المؤسسة (الموردون ومنتجات المنافسين التي يمكن تبنيها والتعديل عليها ،أو من
العمالء).
ويتم في هذه المرحلة تنقيح األفكار ورفض أو
مرحلة تنقيح وتصفية األفكار المقدمةّ :
استثناء األفكار التي يصحبها خلل أو عيب ،حيث يمكن استثناء %80من األفكار المقدمة.
األول ويتعّلق بالمفهوم :هل يمكن انتاج المنتج ،وهل الفكرة عملية ،وهل هي جديدة
السؤال ّ
أم مشتقة من فكرة قديمة ،واذا كانت فكرة قديمة فلماذا لم تقم المؤسسة بتنفيذها سابقا ،وهل
هناك مشكلة مع المنافسين؟
فنيا؟ هل يمكن
السؤال الثاني ويتعّلق بخصوصية المنتج :هل التصميم المقترح قابل للتنفيذ ّ
استخدام التكنولوجيا إلنتاج المنتج المقترح؟ وهل المنتج الجديد هو ضمن خط المنتجات
تؤدي هذه المرحلة إلى
الحالي أم ال؟ هل تمتلك المؤسسة الخبرة والخبراء الالّزمين؟ حيث ّ
استثناء %50من األفكار التي تبقت من المرحلة األولى.
يتم تحليل جدوى انتاج وذلك من مرحلة التحليل السوقي واالقتصادي :في هذه المرحلة ّ
خالل تحليل السوق و ّ
التعرف على امكانية تسويق المنتج ،والمنافسة المتوقعة ،وربحيته،
42
يتم رفض بعض األفكار التي
وحجم االستثمار الالّزم ،والعوائد المتوقعة .وفي هذه المرحلة ّ
ولكنها غير مجدية اقتصاديا.
ثبتت جدواها الفنية ّ
أهم المراحل ،حيث
مرحلة التطوير أو التصميم النهائي للمنتج :وتعتبر هذه المرحلة من ّ
يجب أن يكون التصميم عمليا وقابال للتطبيق ،وجذابا للعمالء ،وسهل الصنع حيث تكاليف
انتاجه منخفضة ،كما يجب أن تكون نسبة التلف أثناء اإلنتاج منخفضة .أي ّ
أن التصميم
ثم تنفيذه.
الجيد هو التصميم البسيط والذي يسهل فهمه ومن ّ
ّ
مرحلة طرح المنتج للسوق :وفي هذه المرحلة نجد %1أو %2من األفكار ّ
المقدمة في
وتطور إلى منتج يطرح للسوق .كما تعتبر هذه
ّ المرحلة األولى تجتاز كل المراحل السابقة
بأنه ضمان
ويعرف الترتيب الداخلي للمصنع ّ
:4-4-IIالترتيب الداخلي للمصنعّ :
المعدات ضمن
مواقع األقسام ضمن تسهيالت الترتيب الداخلي فضال عن تنظيم العاملين و ّ
المحددة للمنشآت
ّ يعرفه على ّأنه الترتيبات
كل قسم في المؤسسات الصناعية .كما هناك من ّ
الفعلية بهدف تقليل التأخيرات إلى أدنى حد ممكن والمرونة في معالجة المواد واستخدام أيدي
عاملة وتوفير صيانة جيدة.
ومن التعاريف السابقة يمكن معرفة مساهة الترتيب الداخلي للمصنع في تحقيق األسبقيات
التنافسية المتمثلة في تقليص وقت الدورة اإلنتاجية ( )Cycle Timeوتقليص وقت التهيئة
44
واإلعداد ( ،)Setup Timeباإلضافة إلى تقليص تكلفة النقل والمناولة.
:5-4-IIتخطيط الطاقة اإلنتاجية (المؤسسات الصناعية أو الخدمية) :يمكن
معدل للمخرجات التي يمكن أن ينتجها مصنع ما ،أو
بأنها أقصى مقدار أو ّ
تعريف الطاقة ّ
43
وحدة /مرفق انتاج معين خالل مدة زمنية محددة .ومرفق اإلنتاج قد يكون ماكنة أو رجل أو
45
محطة عمل أو خط انتاج أو مصنع أو مؤسسة ككل.
بأنها عدد الزبائن الذي يمكن
كما يمكن تعريف الطاقة بالنسبة لقطاع الخدمات ّ
46
للمؤسسة التعامل معهم وخدمتهم خالل فترة زمنية محددة.
ألنه بدون
يعد تخطيط الطاقة أم ار مركزيا ومهما لنجاح المؤسسة في األمد الطويلّ ،
ّ
سيؤدي بالمؤسسة إلى امتالك طاقة فائضة أو منخفضة ،وهذا ما سيكون
ّ تخطيط للطاقة
مؤذيا ومكلفا للمؤسسة ،حيث عندما يتم بناء طاقة تفوق حجم الطلب المتوقع ّ
فإن جزءا منها
سيستخدم ويترك الجزء الفائض احتياطيا أو عاطال مستبعدا عن النشاط والذي قد يحول إلى
منتوج آخر إن أمكن ولكن بكلفة أعلى .وبالعكس عندما تكون هناك طاقة منخفضة جداّ ،
فإن
مما يعني فقدان المؤسسة لجزء من
سيؤدي إلى إبقاء جزءا من الطلب غير مشبعّ ،
ّ هذا
ق 47
حصتها المتوقعة في السو .
:6-4-IIالرقابة على المخزون :تمثل الرقابة على المخزون مظه ار أساسيا وهاما
ألنها تعمل على االبتعاد عن الخزن غير الالّزم للمواد أو النقص في المواد
لإلدارة الناجحةّ ،
وكال المظهرين يمثّالن إدارة سيئة للمخزون ويترجمان تكلفة على المؤسسة ككلفة عدم رضا
العميل وتعطيل أو تأخير برامج اإلنتاج وكلفة تجميد األموال من ناحية أخرى.
أن اإلدارة الناجحة هي تلك التي تعمل على تقديم خدمات عالية وجيدة للعمالء وتوفر
أي ّ
احتياجات اإلنتاج مع ضمان انسياب جيد للعمليات ولكن بمستويات منخفضة للمخزون.
ولتحقيق ذلك فإن على إدارة المؤسسة أن توازن بين العرض والطلب وبذلك الشكل الذي
48
يضمن ارسال الكميات للمخزون في الوقت الذي يكون فيه الطلب من العمالء.
44
-تعظيم فاعلية أجزاء نظام التوزيع اإلنتاجي ،وذلك من خالل االحتفاظ بالمخزون
االحتياطي بين مراحل اإلنتاج المختلفة وذلك لتجنب أي خلل في النظام ،وكذلك لتجنب أي
عرقلة في ايصال المواد األولية ولظروف جوية أو أية أسباب أخرى.
-لحماية المؤسسة من نفاذ المخزون.
-لالستفادة من خصم الكمية.
-للوقاية من ارتفاع األسعار.
-لتسهيل العمليات اإلنتاجية ويعمل كأنابيب توصيل.
:7-4-IIإدارة سلسلة التوريد :تمثل إدارة سلسلة التوريد العملية التي من خاللها
تدار كل مرحلة من مراحل تحضير أو تجهيز السلع والخدمات من البداية وحتى النهاية .أي
هي عبارة عن نظام مكون من الموردين ،والمصنعين ،والموزعين ،والعمالء حيث تتدفق
50
المواد من الموردين إلى العمالء وتتدفق المعلومات في كل اإلتجاهات.
51
أي تتمثل هذه الوظيفة في اإلجابة عن األسئلة التالية:
-ماهي المواد التي ينبغي شراؤها؟
-ما هي المواد التي ينبغي انتاجها؟
-من هم أفضل الموردين للمواد؟
-كم سيبلغ عددهم؟
-IIIاإلدارة المالية:
للتطورات الجوهرية التي بدأت قبل الخمسينات،
ّ :1-IIIمفهوم اإلدارة المالية :لقد كان
خاصة أزمة الكساد العظيم ( )1933 -1929ومعالجة اآلثار الناجمة عنه دو ار كبي ار في
ّ
توسع مفهوم الوظيفة المالية ،حيث لم يعد دورها يقتصر فقط على جلب األموال للمؤسسة بل
الخاصة بنوعية هذه األموال ،أي مدى االعتماد على التمويل الداخلي
ّ القررات
امتد ليشمل ا
ّ
تحدد مدى االعتماد على مصادر التمويل طويل األجل أو مصادر أو التمويل الخارجي ،كما ّ
التمويل قصير األجل.
45
تطورت الوظيفة المالية إلى مجاالت أخرى حيث أصبح المدير المالي يتّخذ ق اررات
ثم ّ ّ
كل عنصر من عناصر األصول الثابتة واألصول خاصة باالستثمارات المستقبلية في ّ
ّ
كل أصل حتى ال تضيع فرص لتحقيق
المتداولة ،بما يضمن كفاية األموال المستثمرة في ّ
أرباح إضافية ،وأيضا بما يضمن في نفس الوقت عدم المغاالة في االستثمار فيها حتى ال
أي
يتم إغراق جزء من الموارد المالية للمؤسسة في استثمارات إضافية ال يتحّقق من ورائها ّ
ّ
تم إضافة مهمتين إضافيتين يعتبران من مستلزمات عملية اتخاذ الق اررات ،حيثعائد .كما ّ
للتعرف على ما سوف تكون عليه األوضاع المهمة األولى في القيام بالتخطيط المالي ّ
ّ تتمثّل
المهمة الثانية فتتمثل في تنمية بعض المعايير
ّ أما
في المستقبل وذلك قبل اتخاذ أي قرارّ ،
الرقابية للوقوف على حقيقة المركز المالي للمؤسسة ومعرفة مدى رشادة القرار.
تهتم بتوفير األموال الالّزمة للمؤسسة إلى
تغير مفهوم اإلدارة المالية من وظيفة ّ
وهكذا ّ
تختص باتخاذ الق اررات في مجال االستثمار وفي مجال التمويل ،كما تختص ّ وظيفة
52
بالتخطيط المالي والرقابة المالية.
بأنها تلك اإلدارة التي تقوم بنشاطات مالية متنوعة
ولهذا يمكن تعريف اإلدارة المالية ّ
وذلك من خالل تنفيذها لوظائف متخصصة كالتحليل المالي ،وتقييم المشروعات ،واعداد
وتفسير القوائم والتقارير المالية ،والموازنات التقديرية ،واالندماج ،واعادة التنظيم ،والتوجيه،
والرقابة ،ولكن بصيغة مالية ،وبإنجاز الوظائف بكفاءة تستطيع تحقيق األهداف المحددة لها
53
وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف المؤسسة.
:2-IIIأهداف اإلدارة المالية :تتمحور أهداف اإلدارة المالية حول الموازنة بين المحافظة
على وجود المؤسسة وحمايتها من خطر اإلفالس والتصفية وبين تحقيق العائد المناسب على
االستثمار ،وضمن هذا اإلطار العام يمكن تحديد أهداف المؤسسة على النحو التالي :
:1-2-IIIتعظيم القيمة الحالية للمؤسسة (القيمة السوقية لألسهم العادية أو
54
تعظيم ثروة المالك) بدال من هدف تعظيم األرباح أو تعظيم ربحية السهم الواحد:
46
يرى االقتصاديون استعمال تعظيم الربحية كهدف لتقييم األداء التشغيلي للمؤسسة أل ّن
تعظيم الربحية يعّبر في رأيهم عن مدى الكفاءة االقتصادية للمؤسسة ،لهذا قالوا بأن جميع
الق اررات داخل المؤسسة يجب أن توجه نحو تحقيق أقصى ربح ممكن ،من خالل العمل على
أما الماليون فلم يقبلوا بفكرة
حد ممكنّ ،
زيادة إنتاجية المصادر المتاحة لالستثمار إلى أقصى ّ
تحدث عنها االقتصاديون كهدف لتقييم األداء التشغيلي للمؤسسة النطواء
تعظيم الربح التي ّ
هذا المفهوم عل ى عيوب منها :عدم أخذه مخاطر االستثمار بعين االعتبار ،ولتجاهله للقيمة
تقدموا بفكرة تعظيم القيمة
الزمنية للنقود ،باإلضافة إلى الغموض في طريقة احتسابه ،وقد ّ
لعدة اعتبارات منها:
الحالية للمؤسسة لقياس أدائها التشغيلي كبديل لتعظيم الربحية ّ
أن الربح األقصى المطلق ال يعكس بشكل مناسب االستخدام األمثل للموارد ،إذ قد تزيد
ّ -
الموارد المالية وقد تزيد األرباح ،ولكن بنسبة اقل من نسبة زيادة الموارد ،األمر الذي يعني
تدني العائد على االستثمار ،وبالتالي القيمة الحالية للمؤسسة.
إن هدف تحقيق أقصى ربح ممكن يتجاهل المخاطر الناتجة عن االستثمار،أل ّن هذه
ّ -
الفكرة تعني االنحياز للمشروع األكثر ربحا بغض النظر عن نسبة المخاطر ،في حين ال
يقبل المستثمرون بالمشاريع ذات المخاطر المرتفعة خاصة إذا لم ينتج عنها أرباح مرتفعة
يتساويا أبدا إالّ إذا كان سعر الفائدة أو الخصم يساوي صفرا ،ومثل هذا اإلشكال ال يثار إالّ
عند استعمال فكرة القيمة الحالية.
-الغموض في طريقة احتساب الربح ،فقد يتفاوت كم األرباح الخاص في مؤسسة ما
يؤدي اتّباع مبدأ محاسبي مقبول (االستهالك
بسبب مرونة النظرية المحاسبية ،حيث قد ّ
47
ي تسارع مثال) إلى ربح يختلف في مقداره عما يمكن الوصول إليه باستعمال مبدأ محاسبي
آخر مقبول بنفس الدرجة (االستهالك الثابت ) ،هذا وتتفادى فكرة تعظيم القيمة الحالية هذا
ومحصلته واحدة مهما اختلفت المبادئ
ّ ألنها تقوم على مفهوم التدّفق النقدي،
اإلشكالّ ،
المحاسبية المستعملة بعكس مفهوم الربح.
48
:4-2-IIIالمسؤولية االجتماعية :للمؤسسات مسؤولية اجتماعية تستدعي توفير
بيئة عمل آمنة ،وانتاج سلع أو خدمات آمنة ،وكذلك تجنب تلويث الهواء والماء والطبيعة
بوجه عام.
المؤسسات التي ال تقوم بهذه األعمال ،كما يدفع هذا المستثمرون على ّ
تجنبها.
أن كثير من النشاطات لكن هناك من يرى عكس ذلك ،حيث يرى أصحاب هذا ّ
الرأي ّ
أن هناك عالقة ارتباط ايجابية بين
الموّلدة للتكلفة هي في الواقع إلزامية وليس طوعية ،كما ّ
57
يؤدي إلى:
ألن مثل هذا السلوك ّ
المسؤولية االجتماعية والربحية على المدى الطويلّ ،
-تجنب دفع الغرامات والنفقات القانونية.
يؤدي إلى زيادة الطلب على منتجاتها.
مما ّ -بناء الثقة والسمعة الطيبة لدى الجمهورّ ،
-اجتذاب الموظفين المؤهلين ذوي الكفاءات العالية واالحتفاظ بهم.
-دعم ومساندة اقتصاديات المجتمع الذي تعمل المؤسسة في بيئته.
:3-IIIوظائف اإلدارة المالية :يقوم المدير المالي بمجموعة من الوظائف الرئيسية تتمثل
58
في:
:1-3-IIIالوظيفة األولى :وتتمثّل في التخطيط المالي ،أي تقدير االحتياجات
عامة إلى تخطيط
المالية المطلوبة للقيام بأنشطتها المستقبلية ،وينقسم هذا التخطيط بصفة ّ
مالي طويل األجل ،وتخطيط مالي قصير األجل.
:2-3-IIIالوظيفة الثانية :وهي تتمثل في كيفية الحصول على األموال من أجل
تغطية االحتياجات المالية ،وهذا يتطلب تحديد المصادر التي يمكن االعتماد عليها في توفير
إما أن يكون المصدر داخلي أي التمويل الداخلي
عامينّ :
هذه األموال ،حيث هناك مصدرين ّ
وهنا األموال تكون في شكل ملكية رأس المال ،أو أن يكون المصدر خارجي أي التمويل
الخارجي والذي ينقسم بدوره إلى تمويل قصير األجل وتمويل طويل األجل.
49
لكنها في النهاية تمثل القدر من رأس
وقد تتخذ الملكية في رأس المال أشكاال مختلفةّ ،
مستمرة في عملها ،وال يمكن االنتقاص منه أو
ّ المال سيظل مستثم ار في المؤسسة مادامت
سحبه من المؤسسة واالّ اعتبر ذلك تقليصا لحجم المؤسسة أو تصفية لها.
:3-3-IIIالوظيفة الثالثة :وتتمثل في االستخدام السليم لألموال التي تحصل عليها
تؤدي دورها على الوجه الصحيح بما يكفل للمؤسسة تحقيق أكبر إنتاج
المؤسسة لكي ّ
وتسويقه وبالتالي تحقيق أكبر أرباح ممكنة نتيجة لذلك.
:4-3-IIIالوظيفة الرابعة :وتتمثّل في الرقابة المالية ،أي التحقق من سالمة األداء
أن ما يتم تنفيذه
في جميع المراحل الثالثة السابقة اإلشارة إليها ،حتى تطمئن المؤسسة إلى ّ
يتم معالجة االنحرافات في حالة حدوثها في الوقت
مقد ار له ،كما ّ
يتمشى مع ما كان ّ
المناسب.
ومن األدوات المالية الشائعة التي تستخدم في مثل هذه الحالة ما يطلق عليه النسب
معدل العائد على رأس المال المستثمر ،وكذلك نسبة
أهمها ّ
المالية أو التحليل المالي ،ومن ّ
ومعدل دوران األصول ،وغيرها من النسب التي تفيد في إعطاء
ّ الربح إلى المبيعات،
المؤسسة صورة سريعة وموجزة في الوقت نفسه عن النواحي المالية فيها.
أن الوظيفة المالية ترتكز على مجموعة من الق اررات
كل ما سبق يالحظ ّ
ومن خالل ّ
59
الرئيسية وهي:
الق اررات التمويلية :وتشمل جميع الق اررات المتعلقة بتقييم أثر استعمال مختلف أنواع
التمويل ،مثل التمويل قصير األجل أو طويل األجل في قيمة المؤسسة وربحيتها .حيث بعد
تحدد الوظيفة المالية احتياجات المؤسسة من األموال والمصادر المتاحة من أجل تلبيتها،
أن ّ
يتم اتخاذ القرار فيما يخص المصدر التمويلي األنسب والذي يعمل على تعظيم القيمة الحالية
ّ
للمؤسسة وذلك حسب عائد وتكلفة كل مصدر.
50
الق اررات االستثمارية :بعد تحديد احتياجات المؤسسة من األموال والمصدر التمويلي
األمثل لتلبية هذه االحتياجات ،يقوم المدير المالي باتخاذ الق اررات االستثمارية والتي تتمثل
في جميع الق اررات الخاصة باستثمار األموال في مختلف أنواع موجودات المؤسسة أي في
كل عنصر من عناصر األصول الثابتة واألصول المتداولة ،وذلك بما يضمن كفاية األموال
المستثمرة في كل أصل ،وبما يضمن في نفس الوقت عدم المغاالة في االستثمار فيها.
ق اررات توزيع األرباح :تتضمن سياسة توزيع األرباح تحديد النسبة التي سيتم دفعها نقدا
مجانية ،ونسبة األرباح غير الموزعة
للمساهمين واألرباح التي سيتم توزيعها على شكل أسهم ّ
حيث تعتبر هذه األخيرة من بين أهم مصادر التمويل باإلضافة إلى ميزتها في زيادة قدرة
المؤسسة على االقتراض.
الخاصة :وتتمثل هذه المشكالت في التصفية واالنضمام
ّ ق اررات مرتبطة ببعض المشكالت
يتكرر حدوثها كثيرا.
اصة ال ّ
واالندماج والتقييم وهي مشكالت ذات طبيعة خ ّ
-IVإدارة التسويق:
مر الفكر التسويقي بمجموعة من المراحل ،وهذا ما جعل
:1-IVمفهوم التسويق :لقد ّ
هناك خلط كبير في المفاهيم بين الدارسين والممارسين للنشاط التسويقي ،فهناك من يرى ّ
أن
التسويق يتمثل في البيع ومهاراته ،وهناك من يرى ّأنه يتمثّل في اإلشهار ،وهناك من يرى ّ
أن
مر بها الفكر التسويقي،
التسويق يتمثّل في التوزيع وغيرها ،ويرجع ذلك إلى المراحل التي ّ
60
والتي تتمثّل في:
:1-1-IVالمفهوم اإلنتاجي (نهاية القرن 19وحتى العشرينات من القرن :)20
أن المستهلك يسعى باستمرار نحو تفضيل المنتجات المتوافرة
وتتمثّل فلسفة هذا المفهوم في ّ
والتي يستطيع شراءها ولهذا على المؤسسات تحسين كفاءة اإلنتاج والتوزيع وتخفيض
التكاليف.
51
ومن سماتها الرئيسية استجابة المستهلك للمنتجات المتوافرة والرخيصة ،وكذلك عدم
االهتمام باالختالفات غير السعرية ،والعلم بأسعار الماركات المنافسة.
أن االهتمام بتوفير المنتجات بكميات كبيرة
الموجهة إليها تتمثّل في ّ
ّ ومن أهم االنتقادات
وبأسعار رخيصة كان على حساب الجودة ،وهو األمر الذي رفضه المستهلك بعد فترة حينما
حّقق اإلشباع من حيث كم توافر المنتجات.
:2-1-IVالمفهوم السلعي أو المنتج (ما قبل الحرب العالمية األولى) :وتتمثل
يفضل عادة المنتجات التي تتضمن أعلى مستوى ممكن
أن المستهلك ّ
فلسفة هذا المفهوم في ّ
من الجودة مقارنة بالسعر المدفوع ،ولهذا على المؤسسات تحسين مستوى جودة المنتجات.
ومن السمات الرئيسية لهذا المفهوم ّأنه ينظر للمنتجات كمجموعة من المواصفات ،وكذلك
ثم ال
الجيد يبيع نفسه ،ومن ّ
أن المنتج ّالعلم بجودة ومواصفات الماركات المنافسة ،وأخي ار ّ
أن المستهلكين تكون استجابتهم بشكل أكبر نحو المنتجات التي أهمية لترويجه ،أي ّ
توجد ّ
الجيدة تبيع نفسها بنفسها" ،وهو ما يعرف بقصر
الجيدة ،تحت شعار "السلعة ّ
تتّسم بالنوعية ّ
61
النظر التسويقي.
أن االهتمام بالمنتج قد يكون على
أهم االنتقادات التي وجهت لهذا المفهوم ّ
ومن ّ
حساب جوانب أخرى ّ
تهم المستهلك أيضا ويتطلع إليها بجانب المنتج نفسه وهو األمر الذي
ّأدى إلى ركود العديد من المنتجات الجيدة فنيا نظ ار لعدم العلم بوجودها نتيجة لقصور
الجهود البيعية والترويجية.
:3-1-IVالمفهوم البيعي (ما بين الحربين العالميتين) :وتقوم فلسفة هذا المفهوم
أن المستهلك لن يقوم بالشراء ما لم تقم المؤسسة بجهود واضحة لجذب انتباهه واثارة
على ّ
اهتمامه بالسلعة ،ولهذا تقوم المؤسسة بوضع برامج بيعية وترويجية منظمة.
خاصة
ّ أن المستهلك يميل بطبيعته إلى عدم الشراء
ومن السمات الرئيسية لهذا المفهوم ّ
أن ما يدفع المستهلك نحو تكرار الشراء هو فاعلية الجهود
للسلع غير الضرورية ،وأيضا ّ
البيعية ،كما تسعى المؤسسة إلى تحقيق أقصى حجم ممكن من المبيعات.
52
أن هدف تحقيق أكبر قدر من المبيعات
أهم االنتقادات التي وجهت لهذا المفهوم ّ
ومن ّ
قد يكون على حساب إرضاء العميلّ ،
ألن البيع أصبح هدفا وليس وسيلة وهو ما قد يدفع
رجال البيع إلى اتّباع أساليب الضغط على العمالء لدفعهم إلى الشراء ،وهو ما يفقد المؤسسة
عمالءها في المستقبل.
:4-1-IVالمفهوم التسويقي (بعد الحرب العالمية الثانية) :وتقوم فلسفة هذا
تقدم له قيمة تشبع حاجاته ورغباته،
أن المستهلك يسعى نحو المنتجات التي ّ
المفهوم على ّ
ولهذا يجب على المؤسسة اكتشاف حاجات ورغبات المستهلكين وتوجيه أنشطة المؤسسة
نحو إشباعها بكفاءة أعلى من المنافسين.
أن
ومن السمات الرئيسية لهذا المفهوم هناك نقطتين ،حيث تتمثل النقطة األولى في ّ
المهمة األساسية للمؤسسة هي إشباع حاجات المستهلكين ،وهو ما يتطلب:
ّ
-توفير برامج منظمة لتوفير معلومات عن هذه الحاجات.
-التكامل والتنسيق بين التسويق وأنشطة المؤسسة األخرى.
-التكامل والتنسيق بين األنشطة التسويقية.
أما النقطة الثانية فتتمثّل في تحقيق أرباح عادلة في األجل الطويل.
ّ
وجهت لهذه الفلسفة ّأنه ليس بالضروري ّ
أن المؤسسات التي أهم االنتقادات التي ّ
ومن ّ
تسعى لمعرفة وارضاء المستهلك واشباع حاجاته الفردية ،ترضي في نفس الوقت حاجات
واهتمامات مجموع العمالء والمجتمع ككل في األجل الطويل.
:5-1-IVالمفهوم االجتماعي للتسويق (منتصف السبعينات) :وتقوم فلسفة هذا
أن المؤسسة تراعي في سعيها المستمر نحو إشباع حاجات المستهلكين وعدم
المفهوم على ّ
التضحية بمصلحة المجتمع أيضا ،بحيث تحاول تحقيق الموازنة بين االثنين وبشكل يحقق
لها أهدافها في نفس الوقت.
53
تعرض مصالح المستهلكين مع اهتمامات
أهم السمات الرئيسية لهذه الفلسفة احتمال ّ
ومن ّ
أن المستهلك يميل إلى تفضيل التعامل مع المؤسسة
المجتمع في األجل الطويل ،وكذلك ّ
التي تراعي مصالح المجتمع أيضا.
ويمثل المفهوم التسويقي أكثر مراحل تطور الفكر التسويقي قبوال حتى اآلن على الرغم من
أن المفهوم االجتماعي
ّأنه ال يمثّل آخر مراحل تطور الفكر في هذا المجال ،ويرجع ذلك إلى ّ
قد اعتمد على أساسيات هذا المفهوم مع إضافة بعض األبعاد له كالبعد االجتماعي أو
62
أهم المفاهيم التي يجب اإللمام بعناصره األربعة وهي:
البيئي ،لذلك يعتبر هذا المفهوم ّ
-المستهلك هو نقطة البداية.
-تكامل وظائف المؤسسة.
-تكامل عناصر المزيج التسويقي.
-تحقيق الربح في األجل الطويل.
بأنه" :تلك اآللية
ويمكن تعريف التسويق حسب "فيليب كوتلر" (ّ )Philip Kotler
االقتصادية واالجتماعية التي من خاللها يتمكن األفراد والجماعات من الحصول على ما
يحتاجونه ويريدونه لتحقيق رغباتهم وحاجاتهم ،من خالل خلق وتبادل قيمة المنتجات مع
63
اآلخرين".
بأنه " :عملية نظامية تنطوي على عرفته ّ
أما الجمعية األمريكية للتسويق ) (AMAفقد ّّ
تخطيط وتنفيذ ومراقبة نشاطات مدروسة في مجاالت تكوين وتسعير وترويج وتوزيع األفكار
64
والسلع والخدمات من خالل عملية تبادل ،من شأنها خدمة أهداف المؤسسة".
يعرف على ّأنه" :عملية تخطيط وتنفيذ مراحل تسعير وترويج وتوزيع األفكار والسلع
كما ّ
65
والخدمات ،من أجل خلق عمليات تبادل تشبع رغبات األفراد وتحقيق أهداف المؤسسات".
بأنها" :عملية تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة
وتعرف الوظيفة التسويقية أو إدارة التسويق ّ
ّ
على كل الوظيفة التسويقية ،وبصفة أكثر تحديدا على عملية وضع وتنفيذ اإلستراتيجيات
واألهداف والسياسات والبرامج التسويقية ،وتتضمن عملية إدارة النشاط التسويقي مسؤولية
54
مدير التسويق عن تنمية المنتجات والتنظيم واختيار األفراد الالّزمين لتنفيذ الخطة التسويقية،
66
واإلشراف على العمليات التسويقية اليومية ،والرقابة على األداء التسويقي".
:2-IVأهداف التسويق :يؤثر التسويق على العديد من األفراد والجماعات ،فهو يؤثر
67
على المشترين ،البائعين وجماعات أخرى ذات خصائص مشتركة:
-فالمشترين يريدون منتجات ذات نوعية جيدة بأسعار مناسبة وفي أماكن مناسبة ،تشكيلة
واسعة من المنتجات ،رجال بيع يساعدونهم ،ضمانات وخدمات ما بعد البيع .فالتسويق يؤثر
بشكل كبير على رضى العميل.
-من جهة أخرى ،يواجه البائعون أيضا العديد من التحديات عندما يتوجهون إلى السوق،
ويتمثل ذلك في :ما هي األجزاء السوقية المستهدفة؟ ماذا يحتاج المستهلكون المستهدفون؟
كيف يتم تصميم المنتجات وتسعيرها لتناسب حاجات المستهلكين؟ أي نوع من متاجر
التجزئة يجب استخدامه؟ وما هو المزيج الترويجي الذي يمكن أن يساعد في بيع المنتج؟
وبالتالي فإن على البائعين تطبيق المفهوم التسويقي الحديث لتطوير عروض تجذب انتباه
المشترين وتحقق رضاهم.
المشرعين ،جماعات حماية
ّ -أيضا يؤثر النشاط التسويقي على جماعات أخرى مثل
المستهلك وغيرها ،وذلك من حيث هل قام المنتجون بتقديم منتجات آمنة ومعقولة؟ هل قاموا
بتوضيح منتجاتهم بشكل صحيح من خالل اإلعالن والغالف؟ هل هنالك منافسة في السوق
تؤدي إلى مدى معقول من األسعار والجودة إلتاحة المجال امام المستهلك لالختيار؟ هل
ّ
تسبب نشاطات التغليف للمنتجات في أذى للبيئة؟ فهذه الجماعات تسعى إلى حماية
المستهلك وتزويده بالمعلومات الالّزمة عن المنتجات.
:3-IVالعناصر األساسية للتسويق (المزيج التسويقي) :ويالحظ من التعريفات السابقة
تطرقت إلى العناصر األساسية للتسويق والمتمثلة في المزيج التسويقي ،كما ّأنه ال
ّأنها كّلها ّ
يمكن فهم الوظيفة التسويقية دون فهم عناصر المزيج التسويقيّ ،
ويعرف المزيج التسويقي
المتغيرات األربعة في البرنامج التسويقي للمؤسسة وهي المنتج ،والسعر ،والمكان أو
ّ بأنه:
ّ
55
التوزيع ،والترويج وهذه العناصر يمكن السيطرة عليها من قبل إدارة المؤسسة إلنجاز وتحقيق
الخاصة والمرتبطة مع البيئة التسويقية الديناميكية ،والتي يمثّل المستهلك أو السوق
ّ أهدافها
68
تركز عليه كاّفة األنشطة التسويقية للمؤسسة.
المستهدف المحور الرئيسي الذي ّ
وقد عرفت هذه المجموعات أيضا باسم ( ،)4P’sوتتمثّل في:
عرفه "فيليب كوتلر" ( )P. Kotlerعلى ّأنه:
:1-3-IVالمنتج ) :(Productوقد ّ
يتم تصميمه
يقدم في األسواق في شكل ملموس أو غير ملموس ،والذي ّ"كل ما يمكن أن ّ
69
إلشباع حاجات ورغبات المستهلكين".
عرفه على ّأنه" :مجموعة من الصفات الملموسة وغير أما "ستانتون" ( )Stantonفقد ّ ّ
يتضمنها الغالف ،الّلون ،السعر ،وشهرة المحل وخدمات المنتج ،والتي يقبلها
ّ الملموسة،
70
المستهلك على ّأنها تشبع حاجاته ورغباته".
الخاصة
ّ تهتم بمجموعة من المحاور
أن إدارة التسويق ّ
ومن التعريفين السابقين نالحظ ّ
71
بسياسة المنتج (سلعة أو خدمة) ،ويمكن تقسيمها إلى ثالث محاور رئيسية وهي:
-يتضمن المحور األول جوهر المنتوج الذي يحقق إشباع الحاجات والرغبات للمستهلك
ويحقق المنفعة األساسية من وراء استخدامه.
-ويتضمن المحور الثاني كل ما هو متعلق بمظهر المنتوج من شكل وغالف وعالمة
تجارية وجودة ونوعية.
ويتضمن المحور الثالث المنافع اإلضافية مثل خدمات التركيب والتوصيل والسداد
ّ -
والضمان وخدمة ما بعد البيع.
يستعد
ّ يعرف السعر على ّانه" :القيمة النقدية التي
:2-3-IVالتسعير (ّ :)Price
المستهلك لدفعها أو مبادلتها بالمنفعة المدركة من السلعة أو الخدمة" .72ويتميز التسعير
73
بأنه:
ّ
أ -متغير مرن :إذ يمكن تغييره في أي وقت وتعديله وفقاً للزبائن ،الكميات المشتراة ووفق
أوقات الشراء.
56
المؤسسة.
ّ ألنه يؤثّر مباشرة على المبيعات وايرادات
ب -متغير فعالّ :
ج -متغير سريع :ينجم عن تغيير السعر آثار سريعة على أمد قصير جدا.
74
عدة طرق أمام المؤسسة من أجل تحديد أسعارها ،وتتمثل في:
وهناك ّ
-تحديد السعر على أساس التكاليف.
-تحديد السعر بناء على تحليل نقطة التعادل (هي نقطة التوازن التي ال تحقق عندها
المؤسسة ال ربح وال خسارة).
-تحديد السعر على أساس المنافسين.
-تحديد السعر على أساس الطلب.
يعرف التوزيع على ّأنه" :تلك العمليات
:3-3-IVالتوزيع أو المكان (ّ :(Place
التي تسمح بانتقال المنتج من مراكز اإلنتاج إلى مراكز االستهالك ،أين يوضع في متناول
75
المستهلك النهائي أو المستعمل الصناعي".
فالتوزيع هو الذي يسمح بتوجيه المنتجات من المنتج إلى المستهلك ،وأي مؤسسة توزع
76
منتجاتها تستخدم وسطاء توزيع ،معتمدة على واحدة من السياسات اآلتية:
ويمس المنتجات التي تعرف طلبا واسعا في السوق ،أو تكون ذات
ّ أ -التوزيع المكثف :
شراء متكرر وبكميات صغيرة ،أو سعرها منخفض نوعا ما ،إضافة إلى ّأنها ال تتطّلب
معارف متخصصة لبيعها وال تتطلب خدمات ما بعد البيع.
ب -التوزيع االنتقائي :ويتم عن طريق تموين عدد من التجار يتم اختيارهم وفق معايير
محددة.
يتم االعتماد على موزع واحد يقوم بتوزيع المنتوج كما ي
ج -التوزيع الحصر :ويعني أن ّ
يشترط أن ال يقوم الموزع بتوزيع منتجات المنافسين.
يعرف الترويج على ّأنه" :نشاط تسويقي
:4-3-IVالترويج )ّ :(Promotion
ينطوي على عملية اتصال إقناعي ،يتم من خالل التعريف بسلعة أو خدمة أو فكرة أو
57
شخص أو نمط سلوكي معين ،بهدف التأثير على أذهان أفراد جمهور معين ،الستمالة
77
استجابتهم السلوكية إزاء ما يروج له".
إذا فعملية الترويج تنطوي على إبراز خصائص السلعة أو الخدمة المروج لها(كإسم العالمة
والجودة والسعر ،)...ثم إقناع المشتري المرتقب بهذه الخصائص لشراء هذه السلعة أو
الخدمة ويستلزم ذلك تدّفق المعلومات من البائع إلى المشتري المرتقب بشكل مباشر أو غير
78
مباشر.
يتضمن العناصر التالية:
79
ّ وتضم مزيجا يطلق عليه بالمزيج الترويجي
ّ
أي عرض شخصي لفكرة أو سلعة أو خدمة ،عن طريق وكالة إشهار أ-اإلشهار :عبارة عن ّ
متخصصة.
ب-البيع الشخصي :عبارة عن العرض الشفهي في حوار بين البائع والمشتري بغرض إنجاز
صفقة بيعية.
المؤسسة
ّ ج -الدعاية :هي التشجيع غير الشخصي للطلب بتوصيل األفكار واألخبار عن
أو منتجاتها وخدماتها عن طريق المطبوعات والحفالت واللقاءات.
د -ترقية المبيعات :تتضمن األنشطة األخرى غير اإلشهار والبيع الشخصي والدعاية والتي
العينات والهدايا...إلخ.
تشجع المشاركين وتحرك دوافع الشراء ،مثال :المعارض وتوزيع ّ
58
الفصل الخامس :أدوات التحليل االقتصادي للمؤسسة
59
-Iمفهوم التحليل االقتصادي:
التحليل االقتصادي منهج علمي للبحث وأسلوب منطقي للدراسة االقتصادية ،من
خالله يمكـن تفـسير العوامل المؤثرة في سلوك الظواهر االقتصادية ،ويم ّدنا باألدوات المنطقية
يتم استخدامها الستنتاج النظريات االقتصادية المختلفة ،فإن كانت النظرية المختلفة التي ّ
80
تمثل الخالصة فإن التحليل يمثـل منهـاج البحث.
-IIأهداف التحليل اإلقتصادي:
يتم توزيع الموارد المالية
يتركز التحليل االقتصادي حول مشكلة عامة هي كيف ّ ّ
يتم تحقيق التناسق بين الخطوات الالّزمة لهذا التوزيع وذلك بغرض إشباع
والبشرية ،وكيف ّ
81
حاجات األفراد ،ولهذا تتمثّل أهداف التحليل االقتصادي في:
وتنوعها وفي ظل الندرة النسبية للموارد ،أصبح أحد األهداف
-نتيجة تزايد حاجات األفراد ّ
األساسية للتحليل االقتصادي هو ايضاح كيف تعمل المؤسسات االقتصادية في توزيع موارد
يتم التنسيق في توزيع هذه الموارد حتى يمكن إشباع حاجات األفراد.
المجتمع ،وكيف ّ
-يهدف التحليل االقتصادي إلى تقييم الكفاءة التي تعمل بها المشروعات االقتصادية من
أن
أجل توزيع الموارد وتنسيق هذا التوزيع وذلك بغرض إشباع رغبات المستهلكين .حيث ّ
الرفاهية االقتصادية تكون بعد تحقيق أفراد المجتمع ألكبر اشباع ممكن وذلك عن طريق
استخدام الموارد أحسن استخدام ،وتوزيعها على االستعماالت المختلفة.
أن التحليل االقتصادي ال يقتصر على إيضاح
العامة ،حيث ّ
ّ -المساعدة في رسم السياسة
يوضح كيف يعمل بنجاح.
كيف يعمل النظام االقتصادي بل ّ
-IIIأنواع التحليل االقتصادي:
82
عدة معايير تتمثّل في:
يمكن تقسيم التحليل االقتصادي وفق ّ
:1-IIIأنواع التحليل االقتصادي حسب معيار الحجم :وحسب هذا المعيار يمكن تقسيم
التحليل االقتصادي إلى:
60
:1-1-IIIالتحليل الجزئي :ويسمى أيضا بالتحليل الوحدوي ،وهو التحليل الذي يقوم
على أساس دراسة الوحدات االقتصادية الصغيرة التي تمثل النشاط االقتصادي ،أي الدراسة
في هذه الحالة قائمة على أساس دراسة الوحدات الصغيرة مثل سلوك المستهلك والمؤسسة.
:2-1-IIIالتحليل التجميعي أو الكلي :وهو التحليل القائم على أساس دراسة
تتم دراسة الدخل الوطني
االقتصاد الوطني في مجموعة أي النظر إلى المجتمع ككل ،حيث ّ
المكونة لهذا الدخل .ومن أمثلة الدراسات
ّ أو اإلنتاج الوطني للمجتمع ودراسة العناصر
التجميعية أو الكلية دراسة مشكلة البطالة ،دراسة االستهالك ،واإلستثمار ،واإلدخار على
المجتمع ككل.
:2-IIIأنواع التحليل االقتصادي حسب معيار الشمولية :وحسب هذا المعيار يمكن
تقسيم التحليل االقتصادي إلى:
معينة مع افتراض
:1-2-IIIالتحليل الجزئي :وهو يقوم على أساس تحليل ظاهرة ّ
بقاء األشياء األخرى على ما هي عليه.
:2-2-IIIالتحليل الشامل :وهو التحليل القائم على أساس دراسة جميع العوامل
تتغير في وقت واحد ،ويعتمد هذا النوع من التحليل على المعادالت الرياضية.
التي ّ
:3-IIIأنواع التحليل االقتصادي حسب معيار الزمن :وحسب هذا المعيار يمكن تقسيم
التحليل االقتصادي إلى:
:1-3-IIIالتحليل الساكن :وهو التحليل الذي ال يكون لعامل الوقت أي أثر في
الدراسة ،فهو التحليل القائم على أساس الدراسة في لحظة معينة .فعند دراسة أثر السعر
61
:3-3-IIIالتحليل الحركي أو الديناميكي :وهو عكس التحليل الساكن ،أي هو
التحليل الذي يأخذ في اعتباره عامل الزمن.
:4-IIIأنواع التحليل االقتصادي حسب معيار الغرض المقصود من التحليل :وحسب
هذا المعيار يمكن تقسيم التحليل االقتصادي إلى:
:1-4-IIIالتحليل القائم على أساس النظرية الوضعية :وهذا النوع من التحليل
عما يجب
يعبر ّ
ينظر إلى الظواهر االقتصادية كما هي في الواقع .وهذا النوع من التحليل ّ
بغض
فعله للتأثير في هذه الظواهر على أساس المبادئ والقواعد واألصول االقتصادية وذلك ّ
عما إذا كانت األهداف مقبولة اجتماعيا أو غير مقبولة.
النظر ّ
:2-4-IIIالتحليل القائم على أساس معيار يهتم بتقييم الكيفية التي يعمل بها
النظام االقتصادي ومقارنته بمعايير معينة :وهنا يظهر الجدل القائم فيما إذا كان التحليل
62
وأسلوب التحليل اللفظي له مزايا عديدة ،فهو أكثر قبوال لكثير من الدارسين خاصة
يؤدي نفس مهمة التحليل من ال يفضلون التحليل الرياضي ،كما ّ
أن هذا األسلوب يمكن أن ّ
الرياضي وبنفس الكفاءة ولكن ذلك في حالة النماذج األولية التي ال تحتوي على العديد من
المتغيرات .ولكن استخدام هذا األسلوب يصبح أكثر صعوبة وتعقيدا عند محاولة تفسير
النماذج التي تحتوي على عدد أكبر من المتغيرات ،وقد يصبح عديم الفائدة تماما في النماذج
84
األكثر شموال.
أن هذه األداة غير دقيقة بالقدر الكافي للتعبير عن العالقات
ولهذا يمكن القول على ّ
االقتصادية المختلفة التي تنطوي عليها النظرية االقتصادية.
:2-IVاألداة الرقمية :وتعتمد تلك األداة في إيضاح العالقات والظواهر والمتغيرات
االقتصادية على التحليل اإلحصائي باستخدام األرقام وداللتها ،فعلى سبيل المثال يمكن
التعبير عن قانون الطلب أي العالقة بين السعر والكمية المطلوبة مع ثبات العوامل األخرى
يعبر باألرقام عن وجود عالقة عكسية بين السعر
من خالل جدول الطلب ،وهو جدول ّ
85
والكمية المطلوبة.
:3-IVاألداة الهندسية البيانية :وتعتمد هذه األداة على األشكال والرسومات البيانية
يعبر عن جدول الطلب
للتعبير عن العالقات والظواهر والمتغيرات االقتصادية .كأن ّ
يسمى منحنى الطلب وذلك إليضاح العالقة العكسية بين السعر والكمية.
86
باستخدام ما ّ
خاصة في ّأنه يمثل عرض تصويري ّ أن التحليل البياني له قوة جذب
ويالحظ ّ
للعالقات بين المتغيرات االقتصادية ،ويجد الكثير استحسانا للعالقة بين متغيرين عند
عرضها في رسم بياني عنه في صورة معادلة جبرية ،لكن ما يأخذ على التحليل البياني هي
87
عدم قدرته على تصوير الحاالت التي تزيد عدد المتغيرات فيها عن ثالثة.
:4-IVاألداة الرياضية القياسية :وهنا يستخدم المنطق الرياضي في إيضاح العالقات
والظواهر والمتغيرات االقتصادية ،وقد شاع استخدام هذه األداة في التحليالت االقتصادية
الحديثة وأصبحت تمثل فرعين من فروع علم االقتصاد هما االقتصاد الرياضي واالقتصاد
63
القياسي .وهكذا تتطور التعبيرات الرياضية والقياسية للنظرية االقتصادية حتى نصل إلى
88
بكل أبعادها فيما يسمى باالقتصاد القياسي.
تكوين النماذج االقتصادية ّ
ويمكن من عمل
ّ يدعم التحليل بالمنطق والدقة
ومن مزايا األسلوب الرياضيّ ،أنه ّ
خاصة في المراحل التحليلية المتقدمة والتي تتناول النماذج ذات المتغيرات الكثيرةالتعميمات ّ
89
حيث تزداد العالقات بينها تشابكا وتعقيدا.
تعدد األدوات المستخدمة في إيضاح النظرية االقتصادية المكونة لعلم
وهكذا يالحظ ّ
االقتصاد والمهم أن نشير إلى ّأنه ال يوجد تعارض بين تلك األدوات بل يوجد تكامل،
90
وتشترك جميعا في تعميق فهم واستيعاب النظرية االقتصادية.
64
الفصل السادس :أنماط نمو المؤسسة
65
-Iمفهوم نمو المؤسسة:
تعددت التعاريف الخاصة بنمو المؤسسة ،وذلك بسبب اختالف زمن هذه
لقد ّ
التوسعات الكبيرة والمتعاقبة التي شهدتها المؤسسات ،ومن بين
ّ التعريفات ،وكذلك بسبب
91
التعاريف نجد:
بأنه" :ما هو إالّ زيادة في حجم
عرفه "بينروس" ( )E.T. Penroseسنة ّ 1963
فقد ّ
تتم
فإن النمو هو ظاهرة ال ّ
اإلنتاج وبطريقة متتالية مع التوسع في امتالك الموارد ،ومن هذا ّ
أوتوماتيكيا واّنما ناتج عن تأثير حركيات وتغيرات المحيط على نمط وطريقة التسيير داخل
المؤسسة ،ويتحقق من خالل تأثير عاملين وهما مردودية العوامل ووفرات الحجم".
بأنه" :على ّأنه ليس بظاهرة
عرفه سنة ّ 1965 أما "ستاربيك" ( )Starbuckفقد ّ ّ
عفوية واّنما راجع إلى ق اررات تسييرية .فالنمو يرجع للزيادة في اإلنتاج بسبب الزيادة في
تؤدي إلى زيادة األرباح
مما يعمل على زيادة المبيعات والتي بدورها ّ
الطلب داخل األسواقّ ،
ما يسمح للمؤسسة باالستثمار في عوامل إنتاج أخرى من أجل أن تتأقلم مع الطلب الجديد".
بأنه" :الزيادة في حجم المؤسسة
عرفه سنة ّ 1988
أما "قاسمي" ( ( Gasmiفقد ّ
ّ
خالل الزمن".
عرفه سنة 1996على ّأنه " :يتعّلق بمجموعة من
أن "سميت ( ّ ) Sammut
كما ّ
العناصر الداخلية والخارجية المتعّلقة بالتنظيم ،ويكون نتيجة تفاعل مختلف الظواهر الناتجة
عن المحيط ،الخصائص التنظيمية ،اإلنتاجية ،المالية ،والشخصية".
النمو والتطور يقاسان عن طريق اعتماد الزيادة
أن ّ جليا ّ
ومن التعاريف السابقة يبدوا ّ
متعددة
أن قياس الحجم يعتمد في العديد من المؤسسات على مؤشرات ّ في حجم المؤسسة ،و ّ
92
يمكن إيجازها فيما يلي:
-عدد األفراد العاملين في المؤسسة ،وذلك على وفق توزيعهم النسبي في مختلف المستويات
داخل الهيكل التنظيمي.
-كمية المدخالت والمخرجات.
66
-المؤشرات المالية كالموجودات ،وقيمة المبيعات ،ورأس المال الممتلك ،والدخل الصافي.
-الهيكل التنظيمي ،وذلك من خالل عدد التقسيمات األفقية والعمودية ،واإلختصاصات
المضافة والجديدة في الهيكل التنظيمي.
أن مفهوم النمو وطبيعته في المؤسسة يقوم على ما
كل هذا يمكن القول ّ
ومن خالل ّ
93
يأتي:
السابقة كعدد األفراد العاملين،
النمو في المؤسسة بالزيادة في المؤشرات ّ
ّ -يرتبط مفهوم
والمدخالت والمخرجات...،
-يحقق النمو والتطور في المؤسسة أبعادا تسهم في تحقيق كفاءة وفاعلية المؤسسة
(االستثمار األمثل للموارد المتاحة).
-ال يرتبط مفهوم النمو والتطور ببعد زمني معين أو محدد لحصوله ،بل ّإنه غالبا ما يتحقق
في األجل الطويل من خالل كفاءة أداء المؤسسة.
ويعد النمو أحد المؤشرات األساسية لقياس كفاءة وفعالية المؤسسة بشكل عام ،وال
ّ
التكيف مع متغيرات المحيط ،والقدرة على
ّ المؤسسة على
ّ يكون هذا النمو إالّ بعد قدرة
مواصلة األداء في إطار البيئة المتغيرة.
-IIأسباب اهتمام المؤسسات بالنمو:
94
تحرص جميع المؤسسات على النمو وزيادة حجمها وذلك لألسباب التالية:
-المؤسسات األكبر هي األفضل.
-المزايا االقتصادية المرتبطة بالحجم الكبير ،حيث نجد اإلنتاج الكبير يصاحبه تخفيض في
التكاليف وكفاءة أكبر.
-النمو وزيادة الحجم هدف استراتيجي عام لمعظم المؤسسات ،وذلك كون المؤسسات الكبيرة
تلقى الدعم دائما من الحكومات ،وكذلك يسهل لها االحتفاظ بموارد أكثر تقيها مخاطر عدم
التأكد.
بأنها تدار بفعالية.
إن نمو المؤسسة وتزايد حجمها يوحي ّ
ّ -
67
إن نمو المؤسسة وتزايد حجمها يزيد من شهرة وقوة اإلدارة العليا ،ويزيد في حصولهم على
ّ -
رواتب ومزايا أفضل.
إن الحجم الكبير للمؤسسة والنمو يوّفران لها مزيد من القوة أمام المؤسسات والجهات
ّ -
األخرى في بيئة المؤسسة كالموردين ،والنقابات ،والحكومة ،وغيرها.
النمو وزيادة حجمها إالّ
لكن ورغم هذه األهمية واألسباب التي تدفع المؤسسات إلى ّ
نمو مستمر ،فبعضها ينمو ويزداد حجمها بسرعة
ّأننا في الواقع ال نجد جميع المؤسسات في ّ
فائقة والبعض اآلخر تبقى صغيرة ،ويرجع ذلك جزئيا إلى التفاوت في الظروف الداخلية
والخارجية التي تواجهها المؤسسات.
-IIIالظروف المساعدة على النمو:
هناك مجموعة من الظروف والعوامل المساعدة على النمو وتزايد حجم المؤسسة
95
يمكن تقسيمها إلى:
:1-IIIالظروف الداخلية المساعدة على النمو :وتتمثّل في:
أن الموارد التي تحتاجها المؤسسة
:1-1-IIIتوافر موارد راكدة فائضة :ومعنى ذلك ّ
المعدات وغيرها تكون فائضة وغير مستغّلة ّ
جيدا، لنموها كالموارد البشرية ،ورأس المال ،و ّ
ّ
المؤسسات تعمل على ابقاء
ّ أن
التوسع .كما ّ
يمكن من تخصيصها ألغراض النمو و ّ وهذا ما ّ
المؤسسة للطلب الموسمي علىّ بعض الموارد فائضة وغير مستغّلة وذلك حتى تستجيب
أن المسيرون يعملون دائما على محاولة استغالل الموارد الفائضة في
بعض المنتجات ،كما ّ
أنشطة جديدة وهذا ما يمثل توسعا ونموا للمؤسسة.
أن
:2-1-IIIموارد مستغّلة أكثر من طاقتها :وهو عكس الظرف السابق ،حيث ّ
المسيرين على السعي إلضافة موارد جديدة ،وهذا ما
ّ استغالل الموارد أكثر من طاقتها ،يحّفز
يجعل امكانية توافر موارد راكدة فائضة وبالتالي يحّفزهم للبحث عن أنشطة الستغالل هذه
الموارد.
68
قويا لنمو المؤسسة وزيادة حجمها،
:3-1-IIIحوافز النمو :تعتبر حوافز النمو دافعا ّ
وقد تكون هذه الحوافز اقتصادية كزيادة األرباح وتخفيض تكلفة المنتج ،أو حوافز نفسية
تتمثل في دوافع المسيرين وحاجاتهم لإلنجاز أو القوة وتحقيق الذات ،والعوائد المالية والشهرة
وغيرها ،أو حوافز استراتيجية تتمثل في محاولة تحقيق اإلحتكار ،واإلستقرار ،والبقاء.
أي مؤسسة على مدى
:2-IIIالظروف الخارجية المساعدة على النمو :يتوقف نجاح ّ
تجنبها لتهديداتها والتي يمكن أن يطلق عليها أيضا
تكيفها مع بيئتها الخارجية من خالل ّ
ّ
بمعيقات النمو ،وكذلك مدى استغاللها لفرصها كتزايد حجم الطلب على المنتج ،وزيادة دخل
التقدم التقني الذي يساعد على اإلنتاج الكبير ،وغيرها وهذه
الفرد ،واالنتعاش االقتصادي ،و ّ
النمو.
هي الظروف المساعدة على ّ
-IVأنواع النمو في المؤسسة:
96
وتتمثل في:
النمو الداخلي والنمو الخارجي من باحث
ّ :1-IVالنمو الداخلي :لقد اختلف تعريف
عدة مظاهر مختلفة في
آلخر وذلك نتيجة استخدامهم لهذين المصطلحين للتعبير عن ّ
االقتصاد وادارة األعمال ،حيث استخدم في بعض الحاالت للتعبير عن مصادر تمويل النمو
في النشاط (النمو الداخلي اقترن بمصادر التمويل الداخلي ،والنمو الخارجي بمصادر
التمويل الخارجي) ،وفي بعض الحاالت للتعبير عن منابع رقم األعمال (النمو الداخلي
مرتبط برقم األعمال الذي تحّققه المؤسسة في منشئها األصلي ،والنمو الخارجي مرتبط
باالرتفاع في رقم األعمال بالخارج (الصادرات)).
لكن وبعد النقاشات التي أثيرت حول المفهومين توصل" باتورل" ( )R.Paturelسنة
المؤسسات،
ّ المهتمة بنمو
ّ شكل مرجعية للدراسات
1981إلى اعتماد تعريف للنمو الداخلي ّ
ألنها تحتاج
عرفه على ّأنه " :حيازة أو إنشاء المؤسسة ألصول غير جاهزة لإلنتاج ّ
حيث ّ
إلى اندماج مع باقي عوامل اإلنتاج الضرورية لتحقيق المخرجات".
69
وعليه فالنمو الداخلي يتعلق بحيازة األصول المنفصلة عن مكمالت العملية اإلنتاجية كاليد
العاملة والعالقات التنظيمية الموجودة على مستوى المؤسسة ،إذن فالحيازة هنا تخص
وسائل اإلنتاج المنفصلة غير المدمجة وغير الم َّ
نظمة كما يمكن أن تكون من صنع المؤسسة
ذاتها أو قادمة من خارج المؤسسة في شكل حيازة لوسائل جديدة أو مستعملة تمزج مع ما
تملكه المؤسسة من إمكانيات لتحقيق النمو في النشاط.
وهناك من انتقد التعريف السابق وذلك العتماده على مصطلح عوامل اإلنتاج ،والذي
الحسية ويهمل العوامل غير
ّ المادية أو
ّ يعبر فقط عن العوامل
يعتبر مصطلح تقليدي ّ
الحسية ،ولهذا نجدهم اعتمدوا على مصطلح الموارد الداخلية التي تتمثل في مختلف الوسائل
المادية وغير المادية ،الملموسة وغير الملموسة والتي تخضع لسيطرة إدارة المؤسسة والتي
تتكون من إمكانية المؤسسة المادية (تجهيزات ،مباني ،منقوالت ،الموارد ومستلزمات
اإلنتاج...إلخ) ،وغير المادية (الكفاءات المهارات ،المعارف المكتسبة ،الخبرة ،سمعة
المؤسسة ،الشهرة...إلخ) والمالية (مصادر التمويل الداخلية والخارجية).
المؤسسة وتتعلق بموقع المؤسسة
ّ أما مصطلح الموارد الخارجية فهي التي ال تخضع لرقابة
ّ
المؤسسات وعلى هذا األساس فإن عمليات
ّ ومكونات محيطها ،وهي متاحة لجميع ّ الجغرافي
النمو الداخلي والخارجي تتعلق فقط بالموارد الداخلية ،بحكم خضوعها لسيطرة وادارة
المؤسسة.
للنمو الداخلي :هو إنشاء المؤسسة أو حيازتهاّ تم صياغة التعريف التالي ولهذا ّ
للموارد الداخلية غير المرتبطة فيما بينها ،سواء كانت هذه الموارد مادية أو معنوية أو مالية
المحددة
ّ أو بشرية أو تقنية...إلخ ،والتي توظف لممارسة مختلف األنشطة وتحقيق األهداف
مسبًقا.
الخاصة بالنمو
ّ بأنه توجد العديد من التعاريف
:2-IVالنمو الخارجي :وكما قيل سابقا ّ
الخارجي ،وبعد النقاشات التي أثيرت حول هذا المفهوم توصل" باتورل" ( )R.Paturelسنة
المؤسسات،
ّ المهتمة بنمو
ّ شكل مرجعية للدراسات
1990إلى اعتماد تعريف للنمو الخارجي ّ
70
بأنه" :عمليات الحيازة المباشرة ،الجزئية أو الكلية ،لمؤسسة أو فرع (عن طريق
عرفه ّ
حيث ّ
االبتالع مثال) ،أو الحيازة غير المباشرة عن طريق السيطرة على مؤسسة أخرى بامتالك
المؤسسة لحصة هامة من رأسمالها يكفي لتولي السيطرة عليها وادارتها أو السيطرة دون
مساهمة مباشرة وذلك بواسطة وسيط مالي (الشركات القابضة ،صناديق االستثمار ،الوكاالت
المالية ...إلخ) ،أو بواسطة مؤسسة أخرى تقع تحت سيطرة وادارة المؤسسة ،وذلك على
مجموعة من عوامل اإلنتاج المرتبطة فيما بينها بعالقات تنظيمية داخلية ولها القدرة على
اإلنتاج و/أو تقديم الخدمات وتستحوذ على حصة سوقية".
ومنه فإن الخاصية الرئيسية للنمو الخارجي تتمثل في حيازة عوامل إنتاج وهي في حالة
االرتباط مع العوامل األخرى ،أي ّأنها تشكل وحدة إنتاجية متكاملة تمتزج فيها وسائل اإلنتاج
واليد العاملة والخبرة والمعارف والمعلومات لتنتج في آخر المطاف سلعة و/أو خدمة موجهة
للعمالء.
وهناك من انتقد هذا التعريف العتماده على مصطلح عوامل اإلنتاج كما قيل سابقا،
بأنه حيازة المؤسسة إلجمالي أو جزء من الموارد الداخلية
ولهذا يصبح تعريف النمو الخارجي ّ
المرتبطة فيما بينها على شكل وحدة اقتصادية والتي لها القدرة على إنتاج سلع وخدمات
وذلك باللجوء إلى عمليات االندماج ،االبتالع ،تولي المساهمة مع السيطرة.
تم حيازتها
ويمكن اإلشارة إلى أن المؤسسة تتمكن من االستفادة من الموارد الخارجية التي ّ
ألن التموقع الجديد للمؤسسة يسمح لها في هذه الحالة
عن طريق عمليات النمو الخارجيّ ،
باستخدام الموارد الطبيعية والعمومية المتوِّّفرة في محيط المؤسسة المستهدفة.
:3-IVالنمو التعاقدي :يقوم النمو التعاقدي على إبرام عقد بين مؤسستين أو أكثر تحت
عدة أشكال بهدف إقامة أنشطة إنتاجية تجارية أو خدماتية .ويرى "مونتموريليون"
أن المؤسسة تكون في حالة نمو تعاقدي كلما
( )B.De Montmorillionسنة ّ 1989
طلبت من الغير القيام بجزء من النشاط الضروري المتمثل في اإلنتاج أو توزيع السلع
والخدمات الموجهة إلى السوق.
71
كما اتخذ النمو التعاقدي أحد أشكال النمو الداخلي أو الخارجي ،فيمكن اعتباره داخليا في
حالة إبرام المؤسسة لعقد شراكة أو تعاون مع مؤسسة أخرى يتضمن انشاء فرع مشترك بين
المؤسستين ،ألن عملية اإلنشاء هذه تمت باستخدام وسائل منفصلة ارتبطت فيما بينها بفعل
ّ
أما خارجيا في حالة اشتراك المؤسسة مع مؤسسة أخرى أو عدة
العقد المبرم بين المؤسستينّ .
مؤسسات في حيازة مؤسسة مستقلة أو تولي السيطرة المشتركة عليها بامتالك حصص من
97
ألن عملية الحيازة هذه شملت موارد مرتبطة فيما بينها.
رأسمالها وذلك ّ
المؤسسة تتمثل في النمو المتوازن والنمو المتسارع
ّ نمو
أن أنواع ّ وهناك من يرى ّ
والنمو المتناوب ،لكن أغلبية الباحثين يعتبرون ذلك ّ
بأنها حاالت النمو الطبيعي التي يرافق
فيها النمو حالة من التوازن المالي على مستوى المؤسسة .وحاالت النمو المرضية المتمثلة
في حالة النمو السريع غير المتحكم فيه أو ما يسمى بحالة الهروب إلى األمام ،وحالة النمو
المتباطئ.
72
iالهوامش والمراجع:
ناصر دادي عدون :)1998( ،اقتصاد المؤسسة ،الطبعة األولى ،دار المحمدية العامة :الجزائر ،ص ص.9 ،8 : i
عبد الرزاق بن حبيب :)2009( ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية :الجزائر ،ص ص.34 -28 : 3
عمر صخري :)2003( ،اقتصاد المؤسسة ،الطبعة الثالثة ،ديوان المطبوعات الجامعية :الجزائر ،ص ص.26 ،25 : 5
ناصر دادي عدون ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.23 -19 : 6
سميرة عميش ( :)2016 /2015مطبوعة محاضرات مقياس إقتصاد المؤسسة ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية 7
وعلوم التسيير ،قسم العلوم التجارية :جامعة محمد بوضياف مسيلة ،الجزائر ،ص.9 :
ناصر دادي عدون ،مرجع سبق ذكره ،ص.85 : 8
صالح عبد الرضا رشيد ،إحسان دهش جالب :)2007( ،اإلدارة اإلستراتيجية –مدخل تكاملي ،-دار المناهج للنشر 9
عبد السالم أبو قحف :)2005 /2004( ،أساسيات اإلدارة اإلستراتيجية ،الدار الجامعية :اإلسكندرية ،مصر ،ص 11
.152
أحمد سيد مصطفى :)2005( ،اإلدارة اإلستراتيجية ،دار النهضة العربية :القاهرة ،مصر ،ص.165 : 17
ثابت عبد الرحمن إدريس ،جمال الدين مرسي :)2005( ،التسويق المعاصر ،الطبعة األولى ،الدار الجامعية: 19
73
أحمد عرفة ،سمية شلبي( ،د.س.ن) :فعاليات التنظيم وتوجيه السلوك اإلنساني ،سلسلة اإلدارة لدحر الفراغ اإلداري، 22
صبحي جبر العتيبي :)2005( ،تطور الفكر واألساليب في اإلدارة ،الطبعة األولى ،دار الحامد للنشر والتوزيع :عمان، 24
مؤيد سعيد السالم :)2009( ،إدارة الموارد البشرية –مدخل استراتيجي تكاملي ،-إثراء للنشر والتوزيع :عمان ،األردن، 30
سليمان خالد عبيدات :)2008( ،مقدمة في إدارة اإلنتاج والعمليات ،الطبعة األولى ،دار المسيرة للنشر والتوزيع: 33
أحمد يوسف دودين :)2014( ،إدارة اإلنتاج والعمليات ،الطبعة األولى ،األكاديميون للنشر والتوزيع :عمان ،األردن، 36
ص.11 :
أحمد يوسف دودين ،المرجع السابق ،ص ص.15 -12 : 37
سليمان خالد عبيدات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.30 ،29 : 38
عبد الكريم محسن ،وصباح مجيد النجار :)2012( ،إدارة اإلنتاج والعمليات ،الطبعة الرابعة ،الذاكرة للنش والتوزيع: 39
سليمان خالد عبيدات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.114 ،113 : 41
غسان قاسم داود الالمي ،وأميرة شكرولي البياتي :)2008( ،إدارة اإلنتاج والعمليات –مرتكزات كمية ومعرفية ،-دار 44
اليازوري العلمية للنشر والتوزيع :عمان ،األردن ،ص ص.159 -157 :
عبد الكريم محسن ،وصباح مجيد النجار ،مرجع سبق ذكره ،ص.247 : 45
غسان قاسم داود الالمي ،وأميرة شكرولي البياتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.255 : 46
74
عبد الكريم محسن ،وصباح مجيد النجار ،مرجع سبق ذكره ،ص.247 : 47
سليمان خالد عبيدات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.276 ،275 : 48
منير ابراهيم هندي :)1999( ،اإلدارة المالية :مدخل تحليلي معاصر ،الطبعة الرابعة ،المكتب العربي الحديث: 52
https://sites.google.com/site/yasserhabboul/cells (28/12/2017).
سالم صالل راهي الحسناوي :)2016( ،أساسيات اإلدارة المالية ،الطبعة األولى ،الدار المنهجية للنشر والتوزيع: 55
علي عباس :)2008( ،اإلدارة المالية ،الطبعة األولى،إثراء للنشر والتوزيع :عمان ،األردن ،ص ص.30 -28 : 57
صبري عبد السميع ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.439 -437 : 58
سالم صالل راهي الحسناوي :)2016( ،أساسيات اإلدارة المالية ،الطبعة األولى ،دار المنهجية للنشر والتوزيع: 59
ص.13 :
ثامر البكري :)2006( ،التسويق ،أسس ومفاهيم معاصرة ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع :عمان ،األردن ،ص: 61
.27
محي الدين األزهري وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص.14 : 62
63
Philip Kotler and all, (2005) : Principales of Marketing, Pearson Education, Fourth
European Edition: England, P: 06.
زكريا عزام وآخرون :)2008( ،مبادئ التسويق الحديث بين النظرية والتطبيق ،الطبعة األولى ،دار المسيرة للنشر 64
محمد عواد ،فهد الخطيب :)2004( ،مبادئ التسويق –مفاهيم أساسية ،-الطبعة الثالثة ،مركز يزيد للنشر :الكرك، 67
75
69
P. Kotler et B. Dubois, (2006) : Marketing Management, 12éme édition, Pearson
éducation : Paris, France, P : 430.
محمود جاسم محمد الصميدعي :)2004( ،استراتيجيات التسويق –مدخل كمي وتحليلي ،-دار الحامد :عمان، 70
تخصص تسويق) ،كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة منتوري ،قسنطينة،
ّ الماجستير في العلوم التجارية
الجزائر ،ص ص.25 ،24 :
72
Christian Michon et Autres, (2006) : Le Marketeur, Fondements Et Nouveautés De
Marketing, 2éme édition, Pearson Education : Paris, France, P : 295 .
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع:
ّ 73كاترين قيو :)2008( ،التسويق ،ترجمة وردية واشد ،الطبعة األولى ،مجد
بيروت ،لبنان ،ص.197 :
ليلى كوسة ،مرجع سبق ذكره ،ص.26 : 74
75
Jean Pierre Vedrine, Martin Sylvie, (1996) : Marketing (Les Concepts Clés), Chihab
Edition : Alger, Algérie, P: 117.
ليلى كوسة ،مرجع سبق ذكره ،ص.27 : 76
ناجي معال ،رائف توفيق :)2002( ،أصول التسويق –مدخل تحليلي ،الطبعة األولى ،دار وائل :عمان ،األردن ،ص: 77
.294
ليلى كوسة ،مرجع سبق ذكره ،ص.28 : 78
https://hrdiscussion.com/hr106028.html (01/01/2018).
أسماعيل عبد الرحمن ،حربي عريقات :)2004( ،مفاهيم ونظم اقتصادية ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر :عمان، 81
عبد المطلب عبد الحميد :)2007( ،النظرية اإلقتصادية (تحليل جزئي وكلي) ،الدار الجامعية :اإلسكندرية ،مصر، 83
ص ص.47 -45:
نعمة هللا نجيب ابراهيم :)1995( ،أسس علم اإلقتصاد ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع :اإلسكندرية ،مصر ،ص.34 : 84
عبد المطلب عبد الحميد ،مرجع سبق ذكره ،ص.45 : 85
نعمة هللا نجيب ابراهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص.34 : 87
عبد المطلب عبد الحميد ،مرجع سبق ذكره ،ص.46 : 88
نعمة هللا نجيب ابراهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص.34 : 89
عبد المطلب عبد الحميد ،مرجع سبق ذكره ،ص.46 : 90
76
محمد كربوش :)2014/2013( ،استراتيجية نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة( ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في 91
علوم التسيير) ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر ،ص ص،44 :
.45
خليل محمد حسن الشماع ،وخضير كاظم حمود :)2009( ،نظرية المنظمة ،الطبعة الرابعة ،دار المسيرة للنشر 92
حسين حريم :)2003( ،إدارة المنظمات –منظور كلي ،-الطبعة األولى ،دار الحامد للنشر والتوزيع :عمان ،األردن، 94
إلياس بن ساسي :)2008( ،محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي والنمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما، 96
77