You are on page 1of 5

‫الطرائق البيداغوجية‬

‫‪Les méthodes pédagogiques‬‬

‫إلى أن استعمال" طريقة بيداغوجية" ‪ Etévé.‬و ‪ Champy‬تعريف ‪ :‬يشير كال من ‪1:‬‬


‫يعد من االستعماالت الواسعة في األدبيات البيداغوجية ‪ ،‬حيث يمكن أن نميز> بين ثالث‬
‫معان متداولة ‪ :‬المعنى األول ‪ ،‬يشير> إلى اعتبارها اتجاها بيداغوجيا يبحث عن دعم بعض‬
‫الغايات التربوية> ‪ ،‬فيؤدي إلى مجموعة واضحة من الممارسات ‪ ،‬مثل‪ :‬طرائق تقليدية ‪،‬‬
‫حديثة‪ ،‬فعالة‪ ...‬وما يوحد بين هذه الطرائق هو كونها تعمل على توظيف وضعيات ووسائل‬
‫مختلفة تكون تابعة لمشروع تربوي> واضح‪ ،‬المعنى الثاني يستعمل> لإلشارة إلى نوع من‬
‫األنشطة التي تهدف إلى إتاحة بعض أنواع التعليم ‪ ،‬أو إلى تنمية بعض القدرات ) الطريقة‬
‫الكلية‪ ،‬طريقة المشروع ‪ ،‬طريقة التعليم المبرمج‪ (...‬والشيء الموحد في هذه الطرق هو‬
‫طبيعة النشاط في خصوصيته البيداغوجية ‪ ،‬حيث يستدعي وضعيات ووسائل محددة ‪ ،‬أما‬
‫المعنى الثالث فيستعمل لإلشارة إلى وسائل خاصة ذات استعماالت مضبوطة> ترتبط بأهداف‬
‫( ‪...‬محددة جدا ) الوضعية المشكلة ‪ ،‬مشاكل مفتوحة‬
‫كما أن الطريقة البيداغوجية الحقيقية ‪ ،‬هي عبارة عن نموذج واضح‪ ،‬انطالقا من األسس‬
‫المرجعية التي تستند> إليها ‪،‬وانطالقا من حرصها على تحقيق توازن بين متغيراتها الثالث ‪:‬‬
‫والطريقة )‪ ( Champy,Etévé,1994‬الغايات‪ ،‬المرجعية العلمية ‪ ،‬الوسائل واألدوات‬
‫هي مجموع المبادئ والوسائل والخطوات وقواعد الفعل التربوي أو ‪ Leif‬حسب‬
‫‪Leif.J) .‬البيداغوجي قصد تحقيق األغراض واألهداف والغايات التي نحددها )‪1974.‬‬
‫هي مجموعة منظمة> وواضحة من ‪ REUCHLIN‬كما نجد بأن الطريقة حسب روكالن‬
‫المقاصد والنتائج التربوية الموجهة نحو هد ف معلن بصفة ظاهرة أو ضمنية‪ .‬بعد‬
‫محاولتنا التعرف على معنى الطريقة ‪ ،‬سننقل اآلن إلى تحديد أهم مكونات الطرائق‬
‫‪ .‬البيداغوجية‬
‫‪:‬ـ مكونات الطرائق البيداغوجية ‪2‬‬
‫تتكون الطرائق ‪ ،‬بالنسبة> لتنظيمها الداخلي ‪ ،‬من خمس مكونات أساسية‬
‫ويشير> إلى الوضع الذي تتحده ‪ le degré de la didactisation‬ـ المستوى المنهجي‪1‬‬
‫المعارف المدرسية في عالقاتها بالمجاالت االجتماعية التي ستظهر فيها) البعد الوظيفي‬
‫‪ ( :‬للمعرفة المدرسية‬
‫الوضعيان المستعملة‪ :‬ويمكن ترتيبها غي ثالثة أنواع حسب بنية> التواصل المقترحة ‪2-‬‬
‫من طرف كل واحدة‪ :‬الوضعيان الجماعية المفروضة ) الدرس اإللقائي ‪،(...‬وضعيان‬
‫وتتضمن جميع أشكال العمل بالمجموعات ‪ situations interactives ،‬النشاط المتداخل‬
‫الدراسة بمساعدة ‪tuteur ...‬وأخيرا وضعيات فردانية ‪ ،‬وتشمل> المقابلة مع وصي‬
‫‪ ...‬الحاسوب‬
‫الوسائل المجندة ‪:‬أي الوسائل المستعملة )نص ‪،‬صورة‪ ،‬أداة ‪ (...‬وهنا يجب مراعاة ‪3-‬‬
‫حيث أن كل متعلم يكون ‪ profile pédagogique،‬ماأصبح يسمى بالجانبية البيداغوجية‬
‫صورا ذهنية سمعية‪ ،‬أو بصرية> أولها عالقة باإلحساس الحركي ‪ ،‬وعليه يمكننا أن نكيف‬
‫أو نختار وسائلنا حسب المنحى البيداغوجي للمتعلم‪ ،‬الذي يمكن أن يفضل وسيلة على‬
‫أخرى‬
‫العالقة البيداغوجية ‪ :‬وهنا يتعلق األمر بالتوجيهية أو الال توجيهية> ‪ ،‬أو التوجيهية ‪4-‬‬
‫عن رئيس الجماعة ‪ Kurt lewin‬الجديدة ‪ ،‬وفي هذا المجال ‪ ،‬يتحدث مثال كورت لووين‬
‫السلطوي ‪ ،‬وعن الالتوجيهي> ‪ ،‬وعن التسيير الديمقراطي ) وهي مفاهيم مشتقات من علم‬
‫( النفس اإلجتماعي ‪ ،‬وخاصة من الدراسات التي اهتمت بدينامية> الجماعات‬
‫أشكال التقويم ‪:‬حيث نجد بأن أية طريقة بيداغوجية تتميز بشكل التقويم الذي ‪5-‬‬
‫نختاره)ويمكننا أن نلمس ذالك الحقا ‪ ،‬حيث أن التقويم وفق نموذج بيداغوجيا األهداف‬
‫ليس نفسه في بيداغوجيا الكفايات (سلسلة التكوين التربوي العدد ‪4‬‬
‫إذا‪ :‬تلكم المكونات الخمس األساسية للطرائق البيداغوجية وذالك حسب تنضيمها الداخلي ‪،‬‬
‫كما أشرنا إلى ذالك سابقا ‪،‬وفي الخطوة التالية ‪،‬وقبل التطرق إلى مسألة تصنيف الطرائق‬
‫البيداغوجية نظرا ألهميته> للتميز بين مختلف الطرائق المستعملة‪ ،‬ال بأس أن نميز> مفهوم‬
‫‪ .‬الطريقة عن بعض المفاهيم المتشابهة معها ‪،‬لتالقي كل خلط محتمل‬
‫‪.‬تميز> الطريقة عن بعض المفاهيم المتقاربة> معها ‪3-‬‬
‫وسنخص هنا بالذكر بعض المفاهيم التالية‪ :‬النموذج التربوي‪ ،‬التقنيات التعليمية> األسلوب‬
‫التعليمي‪ ،‬المنهجية ‪:‬فالنموذج التعليمي يشير إلى نسق بأكمله ‪،‬وينطلق من السياسة‬
‫التعليمية> إلى الممارسة اليومية لعملية التعليم مرورا بالمناهج وبتنظيمها وتخطيطها ‪،‬‬
‫التنظيم اإلداري والتأطير التربوي والموارد المادية والبشرية ‪ ،‬ويتسم بطابعه الدينامي في‬
‫عالقته مع النسق الثقافي واالجتماعي وبتوضيحه ألساليب إيصالها وتبليغها ‪ ...‬أما‬
‫الطريقة فهي شكل من أشكال العمل الديداكتيكي داخل الوضعية التعليمية> التعلمية؛ التقنية>‬
‫‪ le gendre،‬وذالك في االستعمال العام حسب ‪ un savoir faire،‬التعليمية‪ >،‬تعني مهارة‬
‫ومن بين هذه التقنيات مثال تقنية السؤال ‪ ،‬تقنية جلب االنتباه ‪ ،‬تقنية التحفيز ‪ ...‬أما‬
‫المنهجية )وكما رأينا سابقا (هي مجموعة من الخطوات أو المراحل المنظمة> والمرتبة‪>،‬‬
‫يقوم المدرس بتنفيذها‪ ،‬حتى يمكن من إنجاز الدرس )سلسلة علوم التربية‪ >،‬عدد ‪. (7‬‬
‫واآلن ننتقل> إلى تصنيف الطرائق البيداغوجية للتعرف على الطرائق‬
‫البيداغوجية المتداولة وخصائص كل واحدة منها على حدى‬
‫تصنيف الطرائق البيداغوجية‪4-‬‬
‫الي عدم وجود نظرية عامة تساعد على تقديم تصنيف> وحيد وواضح‪ reuchlin‬يشير‬
‫‪ :‬لمجموع الطرق و التقنيات التربوية> و التعليمية> ‪ ،‬و يقترح اللسس التالية‬
‫‪ .‬طرائق حديثة مقابل طرائق تقليدية‪.‬‬
‫تعتمد أساسا ‪ /decroly‬األسس السيكولوجية و الفلسفية المعتمدة مثال كطريقة ديكولي‬
‫التي ل يمكن ‪ /montessori‬على نظرية الجشطالت في اللدراك ‪،‬طريقة مونتيسوري>‬
‫فهمها إال بالرجوع إلى السيكولوجيا الحسية لكونداك ؛ طرائق سكينر) التعلم اإلجراءي‬
‫‪، Makarenko‬التعليم المبرمج( وهي كنتيجة لنظرية التعلم بالمثير واإل ستجابة؛طرائق‬
‫وهي نتيجة لمواقفه الماركسية؛الطرائق الحديثة التي ترتكز على )العمل بالمجموعات (‬
‫؛الطرائق التقليدية التي تعتمد على) ‪(Piaget، Wallon‬اإلبستيمولوجيا التكوينية>‬
‫‪...‬اإللقاء‬
‫·‬ ‫حسب موقف المربي‪ >:‬الطرائق اإل لقائيةأو الخطا بية ‪،‬الطريقة الال توجيهية‪،‬وحسب‬
‫نجد طريقة المدرس المتسلط أو المدرس‪Hippit ،‬و ‪ white‬و‪ Lewin‬دراسات كل من‬
‫‪.‬الديمقراطي أو المدرس الفوضوي(الال توجيهي>)‬
‫·‬ ‫نوع العمل الذي يقوم به المتعلم‪:‬الطرائق الجماعية‪،‬الطرائق الفردانية أو‬
‫‪.‬التفريدية‪،‬كما في التعليم المفردن أو في طريقة دالتون‬
‫·‬ ‫أ أشكال اإل لقاء‪،‬إضافة إلى الوسائل المستعملة‪،‬التي قد تكون كلمة أو جسم ملموس‬
‫‪...‬أ و صورة‪،‬كما أن المسؤول عن اإليصال قد يكون إنسانا أو آلة‪ ،‬كالحاسوب‬
‫·‬ ‫نوع العمل الذي يطالب التلميذ إنجازه‪:‬مثال‪،‬الطرائق التقليدية تطالب التلميذ‬
‫بالتكراروالحفظ اآللي‪ ،‬بينما الطرائق الحديتة تدفعه إلى طرح األسئلة و حل المشكالت و‬
‫) )‪)Reuchlin.M,1974‬االكتشاف و اإل بداع و اإلختراع‬
‫وبصفة> عامة‪،‬يمكن تصنيف> الطرائق إلى مستووين أساسيين‪:‬هناك‪ ،‬من‬
‫ضمن ما أسماه بطرائق البناء الخارجي‪ ،‬وهي ‪Not‬جهة‪،‬الطرائق التقليدية‪ ،‬التي صنفها‬
‫تعتمد أساسا على تلقين موضوع المعرفة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪،‬هناك طرائق "البناء‬
‫‪).‬سلسلة التكوين التربوي‪،‬ع‪Les méthode actifs (4‬الذاتي"أو الطرائق الفعالة‬
‫ويمكننا أن نتعرف بتدقيق أكثر على أهم خصائص الطرائق الرائجة في األدبيات‬
‫التربوية‪ >،‬المتمثلة في الطرائق التقليدية والطرائق الحديثة والطرائق النشيطة أو الفعالة‬
‫‪،‬في اآلتي‪ :‬القاسم المشترك بين الطرائق التقليدية كونها قديمة ومتمحورة حول تبليغ‬
‫المعارف وسلطة المدرس ‪ .‬ومبادؤها األساسية تقوم على التبسيط والتحليل والتدرج من‬
‫البسيط والجزئي إلى المركب والكلي من خالل تفريغ المادة وتجزيئها ‪ ،‬وتمتاز بالطابع‬
‫الصوري ‪ ،‬حيث تعتمد على التسلسل المنطقي والتصنيف ‪ ،‬االعتماد على الحفظ في التعلم‬
‫وعلى التذكر عند التقويم ‪ ،‬االعتماد على السلطة والعقاب ‪ ،‬والمنافسة للحصول على‬
‫الجزاء ‪،‬التركيز على الحدس أي االعتماد على أشياء مجسمة> إلثارة المالحظة واإلدراك‬
‫‪ .‬الحسي‪ :‬كما أنها تنطلق من سيكولوجيا الملكات ‪ ،‬التي قوامها تنمية الملكات العقلية‬
‫أما الطرائق الحديثة فتتمحور بصفة عامة حول نشاط الطفل وتعلمه الذاتي ‪ ،‬ومن أهم‬
‫مبادئها ‪ :‬تكييف المدرسة حسب حاجيات الطفل ‪ ،‬واعتبار نمو الطفل ونضجه وتكييف>‬
‫التعليم حسب كفاءات وقدرات المتعلم‪ ،‬االنطالق من حوافز المتعلم واهتماماته ‪ ،‬تعلم الطفل‬
‫عن طريق المالحظة والتفكير والتجريد والنشاط الذاتي ‪ ،‬وتعتمد أيضا على تنشئة الطفل‬
‫انطالقا من حياته االجتماعية ‪.‬أما الطرائق النشطة أو الفعالة (وهي بالطبع جزء من‬
‫الطرائق الحديثة)فهي تتمحور حول نشاط المتعلم والفعل الذي يتعلم من خالله المعارف‬
‫ويكتشفها ‪ ،‬حيث يصبح> مشاركا بنفسه> في بناء المعارف مستعمال مبادرته> اإلبداعية‪ ،‬بدال‬
‫من تلقي المعارف (من الخرج جاهزة) حيث تعتمد على المبادرة الشخصية> واإلبداعية‬
‫واالكتشاف‪ ...‬فالنشيط يعتبر جماعة القسم جماعة منتجة> ومتعاونة ‪ ،‬غير أن هذا اإلنتاج‬
‫هو إنتاج شخصي وفردي والمعايير التي تستند إليها هذه الطرق هي ‪ :‬النشاط والحرية‪،‬‬
‫وحق المبادرة والتربية> الذاتية التي تعتمد على النشاط والقرار الشخصي واالستقاللية ‪.‬‬
‫و ‪ Decroly‬و ‪ Dewy‬و ‪Pestalogie‬ومن مؤسسي الطرق الفعالة نجد كل من‬
‫وهي بصفة عامة تقوم على المبادئ التالية ‪ :‬تسعى إلى تكوين أطر متعودة ‪Ferrière ...‬‬
‫على اقتراح أشكال جديدة من العمل وميالة إلى التجديد‪ ،‬وتجعل التلميذ صانعا لمعرفته من‬
‫خالل مشاركته ‪ ،‬وتجعل القسم كمجتمع صغير قادر على تسيير نفسه بنفسه> وفق قوانينه‬
‫ومعاييره الخاصة والعيش بشكل تعاوني ‪ ،‬وتدفع إلى تعلم التعليم ‪ ،‬وذلك بجعل التلميذ‬
‫يستشعر> إلى معرفة العالم الذي يحيط به (معجم علوم التربية‪ .)2001>،‬إن كل طريقة تربوية>‬
‫تؤطرها مرجعيات إيديولوجية معينة‪ ،‬لنرى ما هي الخلفيات اإليديولوجية والفكرية‬
‫‪ .‬للطرائق‬
‫‪ :‬الخلفيات والمرجعيات الفكرية واأليديولوجية للطرائق ‪5-‬‬
‫إنه اليمكن فهم أية طريقة إال إذا ثم الرجوع إلى خلفياتها وأسسها الفلسفية و السوسيو‪-‬‬
‫‪ .‬ثقافية باإلضافة إلى تمثالتها السيكولوجية للطفل وللخصوصيات النمائية>‬
‫لنبدأ أوال من الخلفيات الفكرية واأليدلوجية للطرق التقليدية ‪ :‬اعتمد ت هذه الطرق على‬
‫التي ‪ Ph.Sensualiste‬بعض األسس الفلسفية التي تجد مرجعيتها في الفلسفة الحسية‬
‫في نهاية ق ‪ 18‬م ‪ ،‬الذي كان ‪ John loke‬التصقت بالفيلسوف والمربي> اإلنجليزي‬
‫يعتبر العقل صفحة بيضاء وأن اإلحساس هو المدخل األساسي لتأسيس كل مفهوم ومعرفة‪،‬‬
‫وبالتالي فاألفكار والمعرفة ‪ ،‬حسب هذا التيار ‪،‬اليمكن أن تتأسس إال عن طريق اإلدراكا ت‬
‫الناتجة عن عمل مختلف الحواس ؛ وموقف هذا التيار هو موقف فلسفي ‪Perceptions‬‬
‫حيث يعتبر> المعرفة مستقلة عن الذات‪ ،‬والوسط ‪ empirique ،‬خبري تجريبي>‬
‫الخارجي هو المصدر الحاسم في تكوين المعرفة‪ .‬ومن أهم ممثلي هذه الفلسفة التربوية‬
‫في ألمانيا الذي أثرت ‪ ، Herbart‬في فرنسا ‪ Codillac‬الخبرية> في القرن ‪ 19‬في أوربا‬
‫كما نجد الترابطية من‪ Maria Montesseri .‬أفكاره في بعض رواد التربية> الحديثة> مثل‬
‫بين المرجعيات الفكرية التي تأثرت بها الطرق التقليدية ‪ ،‬حيث إن أهم شئ فيها هو الترابط‬
‫الموجود بين األفكار (أرسطو) ‪ ،‬إذ أن عملية الترابط تتم بواسطة التشابه والتقابل‬
‫والتجاور الزمني والمكاني‪ .‬ومن بين الخلفيات السوسيو – ثقافية للطرائق التقليدية ‪ ،‬نجد‬
‫بأن هذه الطرائق هي انعكاس لموقف اجتماعي وسياسي محافظ ‪ ،‬يعمل على إعادة إنتاج‬
‫مجتمع بشكل سكوني وأحادي ‪ ،‬بحيث ال ينتج> سوى نسخ مكررة من األفراد والنماذج‬
‫‪ .‬االجتماعية والثقافية والقيمية> التقليدية والمحافظة‬
‫الذي ‪ Clausse‬ومن بين األفكار النقدية التي وجهت لهذه الطرق التقليدية ‪ ،‬نجد مثال‬
‫يقول بأنها تعتمد على بيداغوجيا سلبية ودوغمائية ‪ ،‬حيث إنها تعتمد على تنظيم وتوجيه>‬
‫قبليين حسب أهداف وغايات قبلية ‪ ،‬متأثرة بنظرية> نيوتن السائدة في القرن ‪ ، 19‬التي‬
‫كانت تتصور الكون تصورا ميكانيكيا محددا من خالل القوانين الثابتة للطبيعة ‪ ،‬وحيث‬
‫ينتقد األساس ‪ Palmade‬عناصره وظواهره ترتبط فيما بينها سببيا ‪ ...‬كما نجد بأن‬
‫الترابطي لهذه الطرائق التي تختزل النشاط الفكري في عمليات التركيب بين الذرات‬
‫النفسية الساكنة (اإلحساس والصور ) ‪.‬كما أن هذه الطرائق التقليدية تتبنى تمثالث سلبية‬
‫حول نمو الطفل وخصائصه ‪ ،‬حيث تعتبر الطفل " رجال صغيرا" باستطاعته فهم األشياء‬
‫من منطق الراشد ‪ ،‬كما أن فهم مواد البرامج يتم عن طريق عملية التذكر واإلكراه (حيث‬
‫‪ faculté‬إن الطفل شرير بطبيعته)‪ >،‬والذكاء حسب هذه الطرائق إما أنه عبارة عن ملكة‬
‫معطاة دفعة واحدة ‪ ،‬أو أنه عبارة عن نظام من الترابطات تكتسب بشكل ميكانيكي عن‬
‫بأن مبدأ التذكر ‪ Palmade‬طريق ضغط عناصر الوسط الخارجي ‪ .‬وبهذا الصدد يعتبر‬
‫ومبدأ الشكلية يرتبطان بالسيكولوجيا الذرية والترابطية> ‪ ،‬وبأن سيكولوجيا الملكات يمكن‬
‫ربطها بفكرة أن التدريس ما هو إال نوع من التدريب ‪ ،‬حيث الطفل يمتلك ملكات طبيعية‬
‫‪ .‬تتيح> له اكتساب المعارف والقدرات التي يتوفر عليها الراشد حسب هذه الطرق التقليدية‬
‫أما بالنسبة> للطرائق البيداغوجية الحديثة والفعالة ‪ ،‬فإنها اعتمدت على بعض األسس‬
‫الفلسفية التي تعود إلى نهاية القرن ‪ 18‬م مع التوجه االنساني لجان جاك روسو (‪-1712‬‬
‫من أعمق مؤلفاته التربوية> التي أحدثت )‪، )1778 Emile (1762‬حيث يعتبر مؤلفه‬
‫ثورة كوبيرنيكية في التربية والبيداغوجيا وسكولوجية الطفل ‪ ،‬وذلك أنه جعل الطفل مركز‬
‫كل االهتمامات التربوية ‪ ،‬إذ دعا إلى احترام طبيعة الطفل‪ ،‬واعتمادها المرجع األساس لكل‬
‫تربية أو بيداغوجيا ‪ ،‬وإلى احترام إيقاع النمو الطبيعي لنشاطات الطفل ولقدراته‬
‫واهتماماته ‪...‬وآراء روسو هي عبارة عن تأمالت نظرية> وفلسفية في الطبيعة اإلنسانية>‬
‫والمجتمع وقد استلهمت أفكار روسو عدة مفكرين من بينهم الفيلسوف األلماني كانط الذي‬
‫قال بأن أحسن أسلوب للفهم هو أن نقوم بفعل شئ ما ‪ ،‬فكل شئ نتعلمه وبشكل جيد ‪ ،‬هو‬
‫الذي يعد من األوائل ‪ Pestalozzi‬ما نتعلمه تقريبا بأنفسنا ‪ .‬وكذلك المربي السويسري>‬
‫‪.‬الذي حاول تطبيق آراء روسو‬
‫أما األسس العلمية والسيكولوجية التي اعتمدتها الطرق الحديثة والفعالة فهي تعتبر نتيجة>‬
‫للتغيرات الجذرية التي عرفتها نهاية القرن التاسع عشر بخصوص المواقف والتصورات‬
‫العلمية الجديدة ‪ ،‬المن حيث المنهج والنظريات ‪ ،‬بما فيه ذلك تطورات البحث العلمي‬
‫والتطورات في المجاالت التقنية والصناعية التي انعكست على الميادين السياسية>‬
‫والتربوية‪ >...‬بحيث لم يعد ينظر إلى المجتمع والثقافة على أنهما أشياء ثابتة عبر الزمان‬
‫والمكان‪ ،‬وإنما أصبح ينظر إليهما باعتبارهما بنيات دينامية خاضعة لمبدأ التطور والتجديد‬
‫(فورادغار ‪ )1974‬ومن الخلفيات البيداغوجية للتيارات العلمية الجديدة ‪-‬خصوصا‬
‫السلوكية‪ -‬البحث في قوانين التعلم ‪،‬التي كانت تبنى على أسس مجردة ‪ ،‬وتعتمد على‬
‫الطرائق المنطقية التي تم تعويضها بالطرائق السيكولوجية ‪ ،‬حيث إن علماء السلوك‬
‫اإلنساني تخلوا نهائيا عن المنهجية> الغامضة وتبنوا تربية ملموسة> وواقعية ترتبط أساسا‬
‫ومباشرة بالحياة واالهتمام بالفروق الفردية؛ وقد أصبح ينظر إلى التعلم عند اإلنسان وإلى‬
‫الطرائق البيداغوجية نظرة عقالنية تهتم بما ينجزه التلميذ من سلوكات يستطيع> المدرس‬
‫‪.‬مالحظتها وضبطها والتحكم في توجيهها وقياسها‪(.‬سلسلة التكوين التربوي العدد ‪)4‬‬
‫من كتاب"المفيد في التربية"‪/‬محمد الصدوقي*‬

You might also like