You are on page 1of 32

‫قراءة منهجية جديدة في النص القرآني‬

‫تطبيقات‬
‫إبليس والشيطان والجن – ‪4‬‬
‫قصي الموسوي‬

‫هذه المحاضرة أُلقيت بتاريخ‬


‫‪ 5‬ديسمبر ‪2014‬‬
‫ملخص وتذكير ‪1-‬‬
‫استعرضنا في المحاضتين السابقتين من هذه المجموعة فهمنا للفظة (إبليس) ويمكن تلخيص‬
‫ما تعرضنا له في تلك المحاضرة بما يلي‪:‬‬
‫س‪ :‬يعني اإلحاطة والحصر ومحاولة تقييد الحرية‪.‬‬ ‫• ال َبلَ ُ‬
‫• إبليس‪ :‬يمكن ان يكون إسم آله أو إسم مفعول أو إسم فاعل ولكنها جميعا تشير إلى ما‬
‫تحاول قوة معينة سواء أكانت ذاتية او خارجية أن تبلسه وتقييده وتسيطر عليه لهدف‬
‫معين‪.‬‬
‫• قلنا بأن األمر ال يتعلق بشخص رفض اإلنصياع ألوامر هللا وإ َّنما لمجموعة من الصفات‬
‫المعينة الموجودة في الحمض النووي االنساني أو في الجينات او المورثات أو الجينومات‬
‫‪ -‬طبقا للتعريف ‪ -‬والمراد تنحيتها أما في بدنه أو في تركيبته النفسية أو قاعدته المنطقية‬
‫أو العقلية او غير ذلك من أجل تطوير النسخة اإلنسانية‪.‬‬
‫• العبارة (أخرج منها) تشير إلى عملية السماح لتلك الصفات المبلسة بالظهور الحقا مع‬
‫مواصلة عملية دفع تلك الصفات في الجينومات او المورثات ومحاصرتها الى مستوى أقل‬
‫واوطأ فهي كلما ظهرت وجدت قوة أعلى منها ستحد من أثرها‪.‬‬
‫ملخص وتذكير ‪2 -‬‬
‫• قلنا كذلك بأن العبارة (أخرج منها مذؤما مدحورا) تعني السماح ببقاء هذه الصفات ولكن‬
‫ضمن قيود وضوابط وهي وإن عاودت الظهور في النسخ الجديدة فإنَّ مصيرها الذأم‬
‫والدحور‪.‬‬

‫• حاولنا ان نثبت بأن إبليس ال يشير إلى شخص وإ َّنما إلى جنس وأ َّنه ليس مخلوقا مثل‬
‫يكون االنسان او غيره‪.‬‬
‫اإلنسان وانما هو نوع من انواع المالئكة الدنيا التي تمثل كل ما ّ‬

‫• وهذا النوع من المالئكة هي كائنات تشبه الحواسيب الصغيرة وتقوم باعمال نمطية‬
‫ويجري تطويرها عبر تزويدها احيانا ببرامج جديدة او بنائها اساسا على نسخ جديدة من‬
‫البرامج التي تشغلها‪ .‬وبهذه الطريقة تجري عملية تطوير الحمض النووي لتطوير‬
‫االنسان‪.‬‬
‫مواصلة المشوار‬
‫• في المحاضرة السابقة قدمنا فرضية جديدة إفترضنا فيها أنَّ إبليس هو الصفات الوراثية‬
‫الحادة والقوية المراد السيطرة عليها وتنحيتها الى حد بعيد للسماح للصفات األهدأ‬
‫واألقرب الى التحضر للثبات في نسخة االنسان العاقل التي جرى تطويرها بمختلف الطرق‬
‫عن نسخ مختلفة تنتمي الى الغابة بحيث نلتقي في تلك السلسلة نحن وبعض انواع القردة‬
‫العليا في بعض االجداد‪.‬‬

‫• واوضحنا بإنَّ هذه الفرضية ستفرض علينا البحث مجددا في معنى (الشيطان) فمن هو‬
‫الشيطان إن لم يكن هو إبليس؟ وما عالقته باإلنس والجنِّ ؟ وما دوره في مصير االنسان‬
‫يوم القيامة؟ وهل هو مطلق اليد؟ و‪ ...‬و‪ ...‬الى العشرات من االسئلة األخرى‪.‬‬
‫الشيطان‬
‫ش َطنَ ) وتوصلنا الى‪:‬‬
‫قمنا بجولة في معاني الجذر ( َ‬
‫• إنفالت بعض العناصر من بعض األُطر المحددة مع بقاء أثرها على تلك األطر نتيجة إرتباطها بها‬
‫أصال‪.‬‬

‫وتكون برامج جديدة يصبح‬


‫ِّ‬ ‫• وقد تتظافر البرامج المنفلته عن أطرها المحددة مع بعضها البعض‬
‫خطرها اكبر واكبر‪.‬‬

‫• وهذه الحالة اذا تكررت أصبحت سج ّية عند صاحبها وسميت الحالة هي بذاتها (شيطان)‪.‬‬

‫• كذلك فإنَّ صاحب النفس التي تتعرض لعمليات شطن متكررة سيتحول هو إلى شيطان إذا إستجاب‬
‫َ‬
‫الشطن تلك‪.‬‬ ‫لعمليات‬
‫النتيجة العامة‬
‫النص القرآني هو‪ :‬ذلك التكوين الناتج عن خروج‬ ‫ِّ‬ ‫• وإفترضنا ان معنى (الشيطان) في‬
‫األطر المحددة‬‫بعض التصورات واألفكار والمشاعر والنوازع والدوافع وما إلى ذلك عن ُ‬
‫لها في داخل النفس وتأثيرهذا التكوين الجديد على النفس وعلى البرامج األصل ّية فيها‪.‬‬
‫• فإذا إستجابت النفس لهذا التكوين الغريب فقد اتبعت الشيطان وإذا واصلت اإلستجابة له‬
‫فقد إستحوذ عليها الشيطان‪ .‬وإذا تحولت إلى برامج ثابتة في النفس أصبح الضحية بذاته‬
‫شيطانا‪.‬‬
‫الشيطان ‪1-‬‬
‫• تعرضنا الى العدد الكبير من اوصاف الشيطان التي اوردها القرآن الكريم‪.‬‬
‫• مريد‪ /‬مارد‪ /‬رجيم‪ /‬عدو لالنسان‪ /‬عدو مبين‪ /‬كيده ضعيف‪ /‬عمله رجس‪... /‬‬
‫• وقلنا بأ ّنضه وصف أيضا بأنَّ ‪ :‬له خطوات‪ /‬يتخبط االنسان‪ /‬يع ُد بالفقر‪ُ /‬ي ِزل ُ االنسان‪/‬‬
‫ف اوليائه‪ /‬قرين سيئ‪ /‬له اولياء‪.... /‬‬ ‫ُي َخ ِّو ُ‬
‫• ثم استعرضنا جملة من المشاكل التي تخطر على بال الباحث اذا التزم بالقصة التقليدية‬
‫عن الشيطان وعن ابليس ‪ .‬ومن ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬كيف يعيش هذا الشيطان (إبليس)؟‬
‫‪ .2‬ما فائدة الخيار الذي ت َّم تفويضه له إذا كان محكوما با َّنه شرير منذ والدته؟‪.‬‬
‫‪ .3‬ما معنى التعبيرات المشيرة الى ان بعض الشياطين مسخرين من قبل السماء؟‪.‬‬
‫‪ .4‬هل هناك شياطين جيدون؟ وهل بعضهم يدخل الج ّنة؟ واذا كانوا شر مطلق ومصيرهم‬
‫جهنم فلماذا يخلقون؟‪.‬‬
‫الشيطان – ‪2‬‬
‫• استعرضنا بعض النصوص المثيرة للتساؤل منها النص القرآني التالي ( َو َك َذلِ َك َج َع ْل َنا لِ ُكل ِّ‬
‫ورا َولَ ْو َ‬
‫شا َء‬ ‫ف ا ْل َق ْو ِل ُغ ُر ًّ‬
‫ض ُه ْم إِلَى َب ْعض ُز ْخ ُر َ‬
‫س َوا ْل ِجنِّ ُيوحِي َب ْع ُ‬ ‫ش َياطِ ينَ ْاإلِ ْن ِ‬ ‫َن ِبي َعد ًُّّوا َ‬
‫َرب َك َما َف َعلُوهُ َف َذ ْر ُه ْم َو َما َي ْف َت ُرونَ (‪112‬األنعام‪ ))6‬فهنا نوع من اإلطالق في العداوة بين‬
‫االنبياء وبين شياطين اإلنس والجنِّ ؟ بينما آيات أخرى تشير إلى ان بعض الشياطين‬
‫ش َياطِ ِ‬
‫ين‬ ‫مسخرين لبعض االنبياء ويقومون باعمال ايجابية من قبيل النص التالي ( َو ِمنَ ال َّ‬
‫صونَ لَ ُه َو َي ْع َملُونَ َع َم ًّال دُونَ َذلِ َك َو ُك َّنا لَ ُه ْم َحافِظِ ينَ (‪82‬األنبياء‪ ))21‬أو النص‬ ‫َمنْ َي ُغو ُ‬
‫ش َياطِ ينَ َعلَى ا ْل َكافِ ِرينَ َتؤُ ز ُه ْم أَ ًّّزا (‪83‬مريم‪َ )19‬ف َال َت ْع َجلْ‬ ‫التالي (أَلَ ْم َت َر أَ َّنا أَ ْر َ‬
‫س ْل َنا ال َّ‬
‫َعلَ ْي ِه ْم إِ َّن َما َن ُعد لَ ُه ْم َع ًّّدا (‪84‬مريم‪. ) )19‬‬
‫وجا َو َز َّي َّناهَا لِل َّناظِ ِرينَ (‪16‬الحجر‪َ )15‬و َحف ِْظ َناهَا مِنْ ُكل ِّ‬ ‫اء ُب ُر ًّ‬ ‫• ثم قلنا ( َولَ َقدْ َج َع ْل َنا فِي ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫س ْم َع َفأ َ ْت َب َع ُه شِ َهاب ُم ِبين (‪18‬الحجر‪))15‬‬ ‫ش ْي َطان َر ِجيم (‪17‬الحجر‪ )15‬إِ َّال َم ِن ْ‬
‫اس َت َر َق ال َّ‬ ‫َ‬
‫ما يسبغ على الشياطين قدرات هائلة‪ ،‬فكيف نفسر هذا؟‬
‫الشيطان – ‪3‬‬
‫• المعروف ان الشيطان ‪ -‬والمفترض أن يكون هو إبليس أيضا ‪ -‬كفر بربه منذ اللحظة التي‬
‫رفض فيها السجود‪ ،‬فلماذا يوصف في بعض اآليات بأ َّنه يكفر؟‪.‬‬
‫• تعرضنا ايضا الى االلية التي يؤثر فيها الشيطان والتي يشير القرآن الى انها تأتي الحقا‬
‫بعد قرار االنسان القيام بدور معين‪.‬‬
‫صن ضد تأثيرات هذا‬ ‫• كذلك فإنَّ التحذير سابق ألثر الشيطان فالمطلوب من االنسان التح ّ‬
‫الشيطان فإذا لم يتحصن أصابته هذه اآلثار‪.‬‬
‫• ولماذا يعتبر هللا تعالى االنسان مسؤوال عن العمل السيئ ما دام للشيطان دور فيه وقدرة‬
‫على التأثير في االنسان؟‪.‬‬
‫• إذا قبلنا بأنَّ إبليس هو الشيطان وأ َّنه من الجنِّ وأ َّنه مكلف حاله حال اإلنسان ولديه خيار‬
‫أيضا كما لالنسان‪ ،‬فلماذا لم تحصل للمالئكة حالة مشابهة عند خلق الشيطان؟‬
‫محاولة فهم الشطيان أكثر‬
‫ش َطنَ )‪ ..‬واستعرضنا ضمن تلك المحاولة‬ ‫• قمنا بعد ذلك بجولة في معاجم اللغة لفهم معنى الجذر ( َ‬
‫الجذور المشابهة لهذا الجذر ومنها (شطأ‪ /‬شطي‪ /‬شطر‪ /‬شطف‪ /‬شطط‪... /‬‬
‫• وتوصلنا الى التالي‪:‬‬
‫• الشطن هو‪ :‬الخروج عن اإلطار المحدد مع بقاء أثر معين يتعلق بذلك اإلطار سواء سلبا أو إيجابا‬
‫‪..‬‬

‫• والشطن هو خروج غير منظم وغير مرغوب فيه‪.‬‬

‫ش َطن هو‪ :‬ذلك األثر الناجم عن صعوبة السيطرة على الصفات المبلسة فيظهر منها ما يبتعد‬ ‫• وال َ‬
‫عن اإلطار المراد البقاء ضمنه بالصفات األخرى الحسنة وذلك بشكل متكرر‪.‬‬
‫• هذا الخروج قد يؤدي أحيانا الى تكوين برامج جديدة غير أصل ّية غير منسجمة مع مجمل قوانين‬
‫هللا تعالى‪.‬‬
‫َّطن‬
‫أمثلة لفهم معنى الش ُ‬
‫واستعرضنا امثلة لفهم المعنى المفترض طبقا لمنهجنا عن الشيطان وهي‪:‬‬ ‫•‬
‫عربة تجرها مجموعة من األحصنة‪.‬‬ ‫•‬
‫عمل مكائن اإلحتراق الداخلي في السيارات‪.‬‬ ‫•‬
‫الفايروسات التي تتكون نتيجة وجود مجموعة من البرامج في ذاكرة الحواسيب الحالية‪.‬‬ ‫•‬
‫إختبار صحة المعنى في النص القرآني‬

‫قمنا بعد ذلك بمحاولة اختبار صحة الفرضية عبر تطبيقها على عدد من النصوص القرآنية‬
‫ومنها‪:‬‬
‫أوال النص الذي يقول‪:‬‬
‫ش ْي َطان‬
‫وجا َو َز َّي َّناهَا لِل َّناظِ ِرينَ (‪16‬الحجر‪َ )15‬و َحف ِْظ َناهَا مِنْ ُكل ِّ َ‬ ‫اء ُب ُر ًّ‬ ‫• َولَ َقدْ َج َع ْل َنا فِي ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫س ْم َع َفأ َ ْت َب َع ُه شِ َهاب ُم ِبين (‪18‬الحجر‪.)15‬‬ ‫اس َت َر َق ال َّ‬ ‫َر ِجيم (‪17‬الحجر‪ )15‬إِ َّال َم ِن ْ‬
‫ثانيا النص الذي يقول‪:‬‬
‫ش ْي َطان َم ِ‬
‫ارد‬ ‫ب (‪6‬الصافات‪َ )37‬و ِح ْف ًّظا مِنْ ُكل ِّ َ‬ ‫الس َما َء الد ْن َيا ِب ِزي َنة ا ْل َك َوا ِك ِ‬
‫َّ‬ ‫• إِ َّنا َز َّي َّنا‬
‫س َّم ُعونَ إِلَى ا ْل َم َ ِل ْاألَ ْعلَى َو ُي ْق َذفُونَ مِنْ ُكل ِّ َجانِب (‪8‬الصافات‪)37‬‬ ‫(‪7‬الصافات‪َ )37‬ال َي َّ‬
‫ف ا ْل َخ ْط َف َة َفأ َ ْت َب َع ُه شِ َهاب َثاقِب‬
‫ورا َولَ ُه ْم َع َذاب َواصِ ب (‪9‬الصافات‪ )37‬إِ َّال َمنْ َخطِ َ‬ ‫ُد ُح ًّ‬
‫(‪10‬الصافات‪.)37‬‬
‫مثال آخر‬
‫النص الثالث‪:‬‬ ‫•‬
‫س َذلِ َك ِبأ َ َّن ُه ْم َقالُوا إِ َّن َما‬ ‫ش ْي َطانُ مِنَ ا ْل َم ِّ‬ ‫الر َبا َال َيقُو ُمونَ إِ َّال َك َما َيقُو ُم الَّ ِذي َي َت َخ َّب ُط ُه ال َّ‬ ‫الَّذِينَ َيأْ ُكلُونَ ِّ‬ ‫•‬
‫ف َوأَ ْم ُرهُ‬ ‫سلَ َ‬ ‫اءهُ َم ْوعِ َظة مِنْ َر ِّب ِه َفا ْن َت َهى َفلَ ُه َما َ‬ ‫الر َبا َف َمنْ َج َ‬ ‫الر َبا َوأَ َحل َّ َّ‬
‫هللاُ ا ْل َب ْي َع َو َح َّر َم ِّ‬ ‫ا ْل َب ْي ُع ِم ْثل ُ ِّ‬
‫الر َبا َو ُي ْر ِبي‬‫هللا ُ ِّ‬ ‫اب ال َّنار ُه ْم فِي َها َخالِدُونَ (‪275‬البقرة‪َ )2‬ي ْم َح ُق َّ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫هللا َو َمنْ َعادَ َفأُولَئِ َك أَ ْ‬ ‫إِلَى َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ت َو َّ‬
‫هللاُ َال ُيحِب ُكل َّ َك َّفار أَثِيم (‪276‬البقرة‪.)2‬‬ ‫الصدَ َقا ِ‬
‫َّ‬
‫النص الرابع‪:‬‬ ‫•‬
‫اج َتنِ ُبوهُ‬ ‫ان َف ْ‬ ‫ش ْي َط ِ‬ ‫اب َو ْاألَ ْز َال ُم ِر ْجس مِنْ َع َم ِل ال َّ‬ ‫ص ُ‬ ‫َيا أَي َها الَّذِينَ آ َم ُنوا إِ َّن َما ا ْل َخ ْم ُر َوا ْل َم ْيسِ ُر َو ْاألَ ْن َ‬ ‫•‬
‫ضا َء فِي ا ْل َخ ْم ِر‬ ‫ش ْي َطانُ أَنْ ُيوق َِع َب ْي َن ُك ُم ا ْل َعدَ َاو َة َوا ْل َب ْغ َ‬ ‫لَ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلِ ُحونَ (‪90‬المائدة‪ )5‬إِ َّن َما ُي ِري ُد ال َّ‬
‫الص َال ِة َف َهلْ أَ ْن ُت ْم ُم ْن َت ُهونَ (‪91‬المائدة‪.)5‬‬ ‫هللا َو َع ِن َّ‬ ‫صدَّ ُك ْم َعنْ ِذ ْك ِر َّ ِ‬ ‫َوا ْل َم ْيسِ ِر َو َي ُ‬
‫النص الخامس‪:‬‬ ‫•‬
‫هللاُ َما ُي ْلقِي‬‫س ُخ َّ‬ ‫ش ْي َطانُ فِي أ ُ ْمنِ َّيتِ ِه َف َي ْن َ‬ ‫سول َو َال َن ِبي إِ َّال إِ َذا َت َم َّنى أَ ْل َقى ال َّ‬ ‫س ْل َنا مِنْ َق ْبلِ َك مِنْ َر ُ‬ ‫َو َما أَ ْر َ‬ ‫•‬
‫ش ْي َطانُ فِ ْت َن ًّة لِلَّذِينَ فِي‬ ‫هللاُ َعلِيم َحكِيم (‪52‬الحج‪ )22‬لِ َي ْج َعل َ َما ُي ْلقِي ال َّ‬ ‫هللاُ آ َياتِ ِه َو َّ‬ ‫ش ْي َطانُ ُث َّم ُي ْح ِك ُم َّ‬ ‫ال َّ‬
‫الظالِمِينَ لَفِي شِ َقاق َبعِيد (‪53‬الحج‪.)22‬‬ ‫وب ِه ْم َم َرض َوا ْل َقاسِ َي ِة قُلُو ُب ُه ْم َوإِنَّ َّ‬ ‫قُلُ ِ‬
‫طرق الوقاية‬
‫• استعرضنا نوعا من النصوص التي تمثل سبل الوقاية من الفايروسات الشيطانية ومنها‪:‬‬
‫ضوا فِي َحدِيث َغ ْي ِر ِه َوإِ َّما ُي ْنسِ َي َّن َك‬
‫ض َع ْن ُه ْم َح َّتى َي ُخو ُ‬‫ضونَ فِي آ َياتِ َنا َفأ َ ْع ِر ْ‬ ‫ت الَّذِينَ َي ُخو ُ‬ ‫• َوإِ َذا َرأَ ْي َ‬
‫الظالِ ِمينَ (‪68‬األنعام‪.)6‬‬ ‫الذ ْك َرى َم َع ا ْل َق ْو ِم َّ‬
‫ش ْي َطانُ َف َال َت ْق ُعدْ َب ْعدَ ِّ‬‫ال َّ‬
‫• وبينا المطلوب للوقاية‬
‫‪ .1‬اإلعراض عمن يقومون بعمليات خوض (وهو تناول غير علمي وال منهجي) في آيات هللا‬
‫تعالى ألنَّ ذلك قد يشجع األفكار على الشطن‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا حصل والحظ االنسان أنَّ عمليات الخوض (الحديث عن عدم معرفة) قد انتهت يمكنه‬
‫المشاركة بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا حصل وعجز االنسان عن اإلعراض عن األحاديث التي تجري في بعض المجالس وتكون‬
‫غير مبنية على اسس معرفية واضحة بأن ينسى عدم المشاركة فيها وذلك نتيجة لشطن‬
‫فكري‪ ،‬فإنَّ عليه أن‪.‬‬
‫‪ .4‬يلجأ إلى اإلبتعاد عن تلك المجالس بالمرة أل َّنها حتما ستؤدي إلى إثارة أفكار غير صحيحة قد‬
‫ال يمكن السيطرة عليها‪.‬‬
‫اآلن نتعرض لقصة شجرة آدم‬
‫س ْو َءاتِ ِه َما َو َقال َ َما َن َها ُك َما َرب ُك َما‬ ‫ي َع ْن ُه َما مِنْ َ‬ ‫ور َ‬‫ِي لَ ُه َما َ َما ُو ِ‬ ‫ش ْي َطانُ لِ ُي ْبد َ‬
‫س لَ ُه َما ال َّ‬‫• َف َو ْس َو َ‬
‫ش َج َر ِة إِ َّال أَنْ َت ُكو َنا َملَ َك ْي ِن أ ْو َت ُكو َنا مِنَ ا ْل َخالِدِينَ (‪20‬األعراف‪َ )7‬و َقا َ‬
‫س َم ُه َما إِ ِّني‬ ‫َعنْ َه ِذ ِه ال َّ‬
‫َت لَ ُه َما َ‬
‫س ْو َءا ُت ُه َما‬ ‫لَ ُك َما لَمِنَ ال َّناصِ حِينَ (‪21‬األعراف‪َ )7‬فد ََّال ُه َما ِب ُغ ُرور َفلَ َّما َذا َقا ال َّ‬
‫ش َج َر َة َبد ْ‬
‫ش َج َر ِة َوأَقُلْ‬ ‫ان َعلَ ْي ِه َما مِنْ َو َر ِق ا ْل َج َّن ِة َو َنا َدا ُه َما َرب ُه َما أَلَ ْم أَ ْن َه ُك َما َعنْ تِ ْل ُك َما ال َّ‬ ‫َو َطفِ َقا َي ْخصِ َف ِ‬
‫ش ْي َطانَ لَ ُك َما َعدُو ُم ِبين (‪22‬األعراف‪.)7‬‬ ‫لَ ُك َما إِنَّ ال َّ‬
‫• اذا قلنا بان المعنى هو وجود شخص آخر موصوف بأ َّنه عدو لالنسان وان هللا تعالى اطلق‬
‫له اليد ليؤثر على االنسان سيكون في األمر تعارض منطقي وعدم رحمة من هللا‪ .‬ال سمح‬
‫هللا‪.‬‬
‫• بينما اذا قلنا بان الشيطان هو انزالق من االنسان نفسه نتيجة محسنات وغفلة سيكون‬
‫االمر طبيعي فيشعر االنسان بمسؤوليته عن عمله الذي قام به‪.‬‬
‫• وعندها فقط سيصح القسم األخير من اآليات التي تعاتب اإلنسان على عدم حذره من‬
‫الشيطان بينما هو يحمل برامج فطرية تنذره بخطورة طاعة تلك البرامج الخارجة عن‬
‫األُطر الطبيعية‪ .‬تماما كما سيالم االنسان اذا راح يحاول مصادقة اسد جائع ومتوحش رغم‬
‫ان غريزته تدفعه بعيدا عنه‪.‬‬
‫قصة شجرة آدم ‪2 -‬‬
‫إنَّ تفسير هذه القصة على أ َّنها تتحدث عن نوازع داخلية في االنسان ستؤدي بنا الى فهم معنى‬
‫النص التالي‪:‬‬
‫اس ُجدُوا ِآلدَ َم‬ ‫• َولَ َقدْ َع ِهدْ َنا إِلَى آدَ َم مِنْ َق ْبل ُ َف َنسِ َي َولَ ْم َن ِجدْ لَ ُه َع ْز ًّما (‪115‬طه‪َ )20‬وإِ ْذ قُ ْل َنا لِ ْل َم َالئِ َك ِة ْ‬
‫ِيس أَ َبى (‪116‬طه‪َ )20‬فقُ ْل َنا َيا آدَ ُم إِنَّ ه ََذا َعدُو َل َك َولِ َز ْو ِج َك َف َال ُي ْخ ِر َج َّن ُك َما ِمنَ‬ ‫س َجدُوا إِ َّال إِ ْبل َ‬ ‫َف َ‬
‫وع فِي َها َو َال َت ْع َرى (‪118‬طه‪َ )20‬وأَ َّن َك َال َت ْظ َمأ ُ فِي َها َو َال‬ ‫ش َقى (‪117‬طه‪ )20‬إِنَّ َل َك أَ َّال َت ُج َ‬ ‫ا ْل َج َّن ِة َف َت ْ‬
‫ش َج َر ِة ا ْل ُخ ْل ِد َو ُم ْلك َال َي ْبلَى‬ ‫ش ْي َطانُ َقال َ َيا آدَ ُم َهلْ أَدُل َك َعلَى َ‬ ‫ض َحى (‪119‬طه‪َ )20‬ف َو ْس َو َ‬
‫س إِلَ ْي ِه ال َّ‬ ‫َت ْ‬
‫صى‬ ‫ان َعلَ ْي ِه َما مِنْ َو َر ِق ا ْل َج َّن ِة َو َع َ‬ ‫س ْو َءا ُت ُه َما َو َطفِ َقا َي ْخصِ َف ِ‬ ‫(‪120‬طه‪َ )20‬فأ َ َك َال ِم ْن َها َف َبدَ ْت لَ ُه َما َ‬
‫آدَ ُم َر َّب ُه َف َغ َوى (‪121‬طه‪.)20‬‬
‫فنالحظ التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬الحديث عن مسؤولية آدم في القصة‪.‬‬
‫‪ .2‬الحديث مرتبط بقصة السجود المشهورة‪.‬‬
‫‪ .3‬كيف ت َّم تحذير آدم من خطورة الشيطان وابليس‪.‬‬
‫‪ .4‬وكيف استجاب آدم لوسوسة الشيطان أخيرا‪.‬‬
‫قصة شجرة آدم ‪3 -‬‬
‫• وبهذه الطريقة التي افترضناها يتبين ان االمر متعلق برمته بآدم – كجيل من البشر ‪-‬‬
‫وبقراره وانه كان يمتلك تحذيرات مسبقة وانه مسؤول عن قرار اتباع الشيطان وابليس‬
‫بمعنى انه انساق وراء ما ثار في داخل نفسه من وساوس وهو امر طبيعي لذلك ترى ان‬
‫المسؤولية موجهة برمتها اليه‪.‬‬
‫• نواصل رحلتنا مع نص الشجرة التي أكل منها آدم واآلثار التي ترتبت على االكل منها‪.‬‬
‫دعونا نتأمل في قضية اللباس‪:‬‬
‫ش ْي َطانُ َك َما أَ ْخ َر َج أَ َب َو ْي ُك ْم مِنَ ا ْل َج َّن ِة َي ْن ِز ُع َع ْن ُه َما لِ َبا َ‬
‫س ُه َما لِ ُي ِر َي ُه َما‬ ‫• َيا َبنِي آ َد َم َال َي ْفتِ َن َّن ُك ُم ال َّ‬
‫ش َياطِ ينَ أَ ْولِ َيا َء لِلَّذِينَ َال‬ ‫ث َال َت َر ْو َن ُه ْم إِ َّنا َج َع ْل َنا ال َّ‬ ‫س ْو َءاتِ ِه َما إِ َّن ُه َي َرا ُك ْم ه َُو َو َق ِبيل ُ ُه مِنْ َح ْي ُ‬
‫َ‬
‫ُي ْؤ ِم ُنونَ (‪27‬األعراف‪.)7‬‬
‫• هنا قيلت نظريات عديدة عن هذا اللباس وعن ابويكم وعن سوءاتهما‪ .‬ويمكن مراجعة‬
‫اللي لعنق اآليات من اجل قبول القصة‬ ‫ّ‬ ‫كتب التفسير لرؤية القدر الكبير من محاوالت‬
‫المشهورة‪.‬‬
‫قصة شجرة آدم ‪4 -‬‬
‫من ذلك مثال‪:‬‬
‫• قولهم ان اللغة تتضمن اسمين (أب) للمذكر و(أبة) للمؤنث حتى يستقيم اطالق (ابويكم) على‬
‫االب واالم فقط بينما المعنى واسع ويمكن ان يتضمن االصول التي نشأ االنسان منها‪ .‬ولو كان‬
‫التخصيص مطلوب الستخدم لفظة (والديكما)‬

‫• انَّ اللباس يعني قدرة كل واحد منهما رؤية االعضاء التناسلية لزوجه‪ .‬مع العلم ان اآليات التي‬
‫اوردت هذه القصة لم تشر الى العورة اطالقا وانما استخدمت لفظة (السوءة) التي تم استخدامها‬
‫في قصة تقاتل االخوين من ابني آدم للتعبير عن الجثة كما يقولون‪.‬‬

‫• وأخيراًّ تفسيرهم لمعنى السوءات ودون دليل على ذلك ‪ ..‬ولم يتضح من خالل تفسيراتهم الترتيب‬
‫الذي تمت به القصة ولماذا كانت عورات االبوين مغطاة؟ وكيف تم السماح البليس او الشيطان‬
‫ان يؤثر عليهما ‪ ..‬وكيف انتبه هو كمخلوق مختلف الى ان هذه العورات وادرك انَّ لها هذا‬
‫الدور؟‪.‬‬
‫ينزع عنهما لباسهما ‪1 -‬‬
‫كيف يمكن فهم القصة طبقا للفرضية الجديدة؟‬
‫• األبوين‪ :‬هما النوعين من البشر اللذين يمثالن اصول مختلفة لالنسان العاقل واللذين جرى‬
‫أدمهما من خالل التزاوج لتوليد جنس إنساني جديد وذلك عبر تنحية صفات سيئة في كال‬
‫االبوين واالبقاء على الحسن من الصفات التي يتوافران عليها‪ .‬فالحديث عن اصلين من‬
‫اصول البشر ت َّم خلطهما بطريقة معينة‪.‬‬
‫• النزع‪ :‬هو ازالة كتلة عن كتلة أخرى كما في النص التالي (قُ ِل اللَّ ُه َّم َمالِ َك ا ْل ُم ْلكِ ُت ْؤتِي‬
‫شا ُء ِب َي ِد َك ا ْل َخ ْي ُر إِ َّن َك‬
‫شا ُء َو ُتذِل َمنْ َت َ‬
‫شا ُء َو ُتعِز َمنْ َت َ‬‫شا ُء َو َت ْن ِز ُع ا ْل ُم ْل َك ِم َّمنْ َت َ‬
‫ا ْل ُم ْل َك َمنْ َت َ‬
‫ش ْيء َقدِير (‪26‬آل عمران‪ ))3‬فهناك ُملك وهناك مالك للملك والنزع يتم للملك من‬ ‫َعلَى ُكل ِّ َ‬
‫المالك‪ .‬وقولنا ان الشيطان ينزع عنهما لباسهما يقتضي وجود لباس سابق لعملية النزع‪.‬‬
‫ينزع عنهما لباسهما ‪2 -‬‬
‫أ ّما اللباس‪ :‬فهو كتلة تغطي كتلة أخرى وما يتعلق بموضوعنا يمكننا فهمه من النص اآلخر‬ ‫•‬
‫ِسائِ ُك ْم هُنَّ لِ َباس لَ ُك ْم َوأَ ْن ُت ْم لِ َباس لَ ُهنَّ َعلِ َم َّ‬
‫هللاُ أَ َّن ُك ْم ُك ْن ُت ْم‬ ‫ث إِلَى ن َ‬ ‫الر َف ُ‬
‫ص َي ِام َّ‬ ‫التالي (أ ُ ِحل َّ لَ ُك ْم لَ ْيلَ َة ال ِّ‬
‫ش َر ُبوا‬ ‫هللاُ لَ ُك ْم َو ُكلُوا َوا ْ‬ ‫ب َّ‬ ‫اب َعلَ ْي ُك ْم َو َع َفا َع ْن ُك ْم َف ْاآلنَ َباشِ ُروهُنَّ َوا ْب َت ُغوا َما َك َت َ‬ ‫س ُك ْم َف َت َ‬ ‫َت ْخ َتا ُنونَ أَ ْنفُ َ‬
‫الص َيا َم إِلَى ال َّل ْي ِل َو َال‬ ‫ِّ‬ ‫ض مِنَ ا ْل َخ ْيطِ ْاألَ ْس َو ِد مِنَ ا ْل َف ْج ِر ُث َّم أَتِموا‬ ‫َح َّتى َي َت َب َّينَ لَ ُك ُم ا ْل َخ ْي ُط ْاألَ ْب َي ُ‬
‫اس لَ َعلَّ ُه ْم‬ ‫هللا َف َال َت ْق َر ُبوهَا َك َذلِ َك ُي َب ِّينُ َّ‬
‫هللاُ آ َياتِ ِه لِل َّن ِ‬ ‫سا ِج ِد تِ ْل َك ُحدُو ُد َّ ِ‬ ‫ُت َباشِ ُروهُنَّ َوأَ ْن ُت ْم َعا ِكفُونَ فِي ا ْل َم َ‬
‫َي َّتقُونَ (‪187‬البقرة‪) )2‬‬
‫كما يمكن ان نفهمه ايضا مما هو مذكور في اآلية السابقة لهذه اآلية والتي تقول‪:‬‬ ‫•‬
‫ت‬ ‫اس ال َّت ْق َوى َذلِ َك َخ ْير َذلِ َك مِنْ آ َيا ِ‬ ‫شا َولِ َب ُ‬ ‫س ْو َءاتِ ُك ْم َو ِري ًّ‬‫اري َ‬ ‫سا ُي َو ِ‬ ‫َيا َبنِي آدَ َم َقدْ أَ ْن َز ْل َنا َعلَ ْي ُك ْم لِ َبا ًّ‬ ‫•‬
‫هللا لَ َعلَّ ُه ْم َي َّذ َّك ُرونَ (‪26‬األعراف‪.)7‬‬ ‫َّ ِ‬
‫اس ال َّت ْق َوى َذلِ َك َخ ْير) لذا فإنَّ المرجح ان يكون اللباس‬ ‫فاآلية تذكر مطلق اللباس وتحدد أنَّ (لِ َب ُ‬ ‫•‬
‫الذي َن ِز َع ُه الشيطان عن الجيل (آدم) هو أحد نوعين من اللباس‪:‬‬
‫داخلي يقوم بعملية تطوير الجيل الالحق عبر تغطية الصفات السيئة وتنشيط وتقوية الصفات‬ ‫•‬
‫الحسنة‪ .‬وأدت عملية نزعه الى عودة الصفات المغطاة به الى الظهور‪.‬‬
‫خارجي‪ :‬وهو لباس التقوى الذي سيعزز في البشر الصفات الجيدة ويقلل من اثر الصفات السيئة‬ ‫•‬
‫الموجودة والمغطاة بلباس معين‪.‬‬
‫ينزع عنهما لباسهما ‪3 -‬‬
‫• أما السوءات‪ :‬وهي جمع (سوءة) فهي السيئة الواحدة في الموضع او في المناسبة تماما‬
‫كما نقول (الفرحة) او (الخبزة) او (الحكمة) فهي واحدة الشيئ ‪ ..‬وما يتردد في كتب‬
‫التفسير هو اشارة اما الى مطلق السوء او الى العورة‪ .‬فمثال لو الحظنا النص التالي‬
‫س ْو َء َة‬
‫اري َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫األ‬‫ْ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫ًّ‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫غ‬ ‫سنفهم المقصودة بالسوءة ( َف َب َع َث َُّ‬
‫هللا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ْو َء َة أَخِي َفأ َ ْ‬
‫ص َب َح مِنَ‬ ‫ي َ‬ ‫ار َ‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫غ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ونَ‬‫ك‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫نْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ز‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِي‬
‫خ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫ال َّنا ِدمِينَ (‪31‬المائدة‪ .) )5‬فحتى لو كانت القصة صحيحة فإن معنى ان يريه الغراب كيف‬
‫يدفن غرابا آخر سيؤدي بنا الى ان السوءة هي الجسد وليس العورة وان ذلك مما يسيئ‪.‬‬
‫• فنزع اللباس كان عن امور تسيئ اليهما معا اي بشكل مشترك وبعدد كبير من السوءات‬
‫فاآلية لم تقل (سوأتاهما) (إثنتين) وإ َّنما قالت (سوآتهما) (عدد كبير) وواضح ان اللفظة‬
‫تتضمن التالي (سوءات‪ +‬هما) بمعنى انها ليست سوءتين سوءة للذكر واخرى لالنثى‬
‫وانما سوءات لكل منهما‪ .‬وهذا وحده يكفي لنسف القصة من اساسها‪.‬‬
‫ولكن ما هي سؤاتهما؟‬
‫س ْو َءاتِ ِه َما‪ :‬السوءات هي األمور التي تسيئ إلى صاحبها سواء بالفعل او بالمقارنة مع اطار‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫معين‪.‬‬
‫اآلن دعونا نعود الى النص األصلي ونفهمه بناءا على فرضيتنا‪:‬‬ ‫•‬
‫تذكرون اننا قلنا بان البلس هو عملية تنحية وتغطية للصفات السيئة في االنسان النتاج جيل‬ ‫•‬
‫جديد افضل‪ .‬اآلن يتضح هذا المعنى بشكل جلي فالحديث عن سوءات االبوين وهما النوعين‬
‫المختلفين من البشر واللذين تم خلطهما وتزويجهما فعملية الشطن التي كانت تحدث في داخل كل‬
‫منهما كانت تؤدي الى عودة ظهور الصفات السيئة التي تمت تنحيتها وذلك بطرق مختلفة اما‬
‫باالصرار على االرتباط باالنواع العنيفة والرديئة والغبية لصفات اخرى فيها كالجمال مثال ‪ ..‬او‬
‫باالنسياق وراء بعض تلك الصفات التي ت َّم إضعافها والسماح لها بالظهور مرة اخرى وهذا هو‬
‫معنى نزع اللباس الذي كان يغطي تلك الصفات‪.‬‬
‫ش ْي َطانُ َك َما أَ ْخ َر َج أَ َب َو ْي ُك ْم مِنَ ا ْل َج َّن ِة َي ْن ِز ُع َع ْن ُه َما لِ َب َ‬
‫اس ُه َما لِ ُي ِر َي ُه َما َس ْو َءا ِتهِ َما‬ ‫َيا َبنِي آدَ َم َال َي ْفتِ َن َّن ُك ُم ال َّ‬ ‫•‬
‫اء لِلَّذِينَ َال ُي ْؤ ِم ُنونَ‬ ‫ش َياطِ ينَ أَ ْولِ َي َ‬ ‫ث َال َت َر ْو َن ُه ْم إِ َّنا َج َع ْل َنا ال َّ‬ ‫إِ َّن ُه َي َرا ُك ْم ه َُو َو َق ِبيل ُ ُه مِنْ َح ْي ُ‬
‫(‪27‬األعراف‪.)7‬‬
‫المعنى سيتحمل بقية المفردات بسهولة‬
‫• ه َُو َو َق ِبيل ُ ُه‪ :‬يعني (الشيطان) وما كان على شاكلته او من جنسه فنحن نطلق لفظ القبيلة‬
‫على المجموعة المتجانسة من الناس والمنتمين الى عائلة واحدة مثال او مجموعة محددة‬
‫من العوائل‪ .‬اآلية إذن تتحدث عن كل تلك االمور الشاطنة‪.‬‬
‫ث َال َت َر ْو َن ُه ْم ‪ :‬إشارة إلى تلك اللطافة في تكوين البرامج الشيطانية وأثرها‬ ‫• َي َرا ُك ْم ‪ ..‬مِنْ َح ْي ُ‬
‫على النفس‪ .‬فنحن وحتى عصرنا هذا ال نزال تخفى علينا كثير من هذه االمور وال نزال‬
‫عاجزين عن تحديد الطريقة التي تعمل بها تلك الصفات المبلسة وان كنا ندرك انها تؤثر‬
‫بنا ال محالة‪.‬‬
‫ش َياطِ ينَ أَ ْولِ َيا َء لِلَّذِينَ َال ُي ْؤ ِم ُنونَ ‪ :‬حل ّ لكل الصورة وتوضيح لكيفية الرؤية من قبل‬
‫• َج َع ْل َنا ال َّ‬
‫الطرفين وتوضيح أنَّ األمر مرتبط باالنسان نفسه فإذا كان ال يؤمن فإنَّ ذلك سيشغل‬
‫البرنامج الشيطاني الخاص ال َّنه موالي مباشرة لذلك االنسان‪ .‬والولي هو الذي يلي‬
‫والقريب والمؤثر والمتأثر اي المتفاعل‪.‬‬
‫توضيح الصورة أكثر‬
‫سمِيع َعلِيم (‪200‬األعراف‪.)7‬‬ ‫اس َتع ِْذ ِب َّ ِ‬
‫اّلل إِ َّن ُه َ‬ ‫ان َن ْزغ َف ْ‬
‫ش ْي َط ِ‬
‫َوإِ َّما َي ْن َز َغ َّن َك مِنَ ال َّ‬ ‫•‬
‫الحظ انه اطلق على ما يقوم به الشيطان بانه (نزغ) وهو نوع من البروز في غير محله‪ .‬وهو‪:‬‬ ‫•‬
‫كشف شيئ عن شيئ‪ .‬وهو ايضا‪ :‬ظهور شيئ بين شيئين ال ينتمي الى اإلنسجام الموجود بينهما‪.‬‬
‫كذلك فإنَّ الفعل ( َن َز َغ) هو فعل الزم ما يعني انه ذاتي فهو من داخل النفس ويؤثر فيها واذا اريد‬ ‫•‬
‫له ان يؤثر في شيئ خارجها فيجب تعديته باداة من قبيل حروف الجر فنقول‪ :‬نزغ الشيطان بيني‬
‫وبين اخي‪ .‬او نقول‪ :‬نزغ الولد بين صديقيه‪ .‬بمعنى انه دخل بينهما وافسد‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬فالشيطان حينما ينزغ فهو يظهر بظهور غير منتمي الى طبيعة ما هو موجود بين‬ ‫•‬
‫جهتين‪ ،‬يمكن القول انهما‪ :‬برنامجين منسجمين فحينما ينزغ بينهما فانه يفسد بين هذين‬
‫البرنامجين ويجمع من بينهما جمعا غير منسجم فيظهر كبرنامج جديد هو (النز ُغ)‪.‬‬
‫واالستعاذة باّلل تعني تشغيل برنامج مكافحة الفايروسات ما سيؤدي إلى ابطال عمل هذا البرنامج‬ ‫•‬
‫عبر العودة الى البرنامج االصلي الذي هو قانون هللا تعالى‪.‬‬
‫فالمطلوب ممن يشعر بظهور نزغ ان يعود فورا الى البرنامج االصلي ويغلق هذا البرنامج‬ ‫•‬
‫الغريب الذي ظهر من الالمكان‪ .‬ونحن نقوم بهذه العملية مع حواسيبنا عشرات المرات‪.‬‬
‫برنامج عام‬
‫اآلية التي تلي اآلية التي ذكرنا توضح أنَّ المطلوب نصب برنامج عام يساعد في العموم‬
‫على التخلص من الفايروسات فتقول‪:‬‬
‫ان َت َذ َّك ُروا َفإِ َذا ُه ْم ُم ْبصِ ُرونَ (‪201‬األعراف‪.)7‬‬
‫ش ْي َط ِ‬
‫س ُه ْم َطائِف مِنَ ال َّ‬
‫• إِنَّ الَّذِينَ ا َّت َق ْوا إِ َذا َم َّ‬
‫• الحظ الفرق بين (النزغ) و(الطائف) فالنزغ ظهور يتجلى باثار تفسد بين قضيتين‪ .‬بينما‬
‫الطائف هو اول ظهور للشطن وقبل ان يتحول الى نزغ‪.‬‬
‫• فاآلية توصي بالتسلح بالتقوى بوضع وقاء على القلب‪ ،‬فمجرد الشعور بظهور طائف وهو‬
‫امر افلت من البرامج الصحيحة المثبتة في النفس ينبغي ان يدفع اإلنسان الى القيام‬
‫بعملية تذكر بخروج هذا الطائف عن حدود البرنامج فيبادر الى العودة الى البرنامج‬
‫االصلي بعد ان يرى االثار المحتملة لالنسياق وراء ذلك الطائف‪.‬‬
‫• هذه العملية تشبه الدخول الى موقع دعائي فتجد ان الحاسوب سيبادر الى وضع لوحه‬
‫امامك بخطورة متابعة هذا الرابط (تذكروا) ويكون التصرف الصحيح بان يبادر المتصفح‬
‫الى الخروج من رابط الدعاية والعودة الى البرنامج الطبيعي (فإذا هم مبصرون)‪.‬‬
‫برامج خاصة بتكوين الشياطين‬
‫ش ْي َطا ًّنا َف ُه َو لَ ُه َق ِرين (‪36‬الزخرف‪َ )43‬وإِ َّن ُه ْم‬ ‫ض لَ ُه َ‬ ‫الر ْح َم ِن ُن َق ِّي ْ‬
‫ش َعنْ ذ ِْك ِر َّ‬ ‫• َو َمنْ َي ْع ُ‬
‫س ُبونَ أَ َّن ُه ْم ُم ْه َتدُونَ (‪37‬الزخرف‪.)43‬‬ ‫يل َو َي ْح َ‬
‫س ِب ِ‬‫صدو َن ُه ْم َع ِن ال َّ‬‫لَ َي ُ‬
‫ون َّ ِ‬
‫هللا‬ ‫ش َياطِ ينَ أَ ْولِ َيا َء مِنْ ُد ِ‬
‫ض َاللَ ُة إِ َّن ُه ُم ا َّت َخ ُذوا ال َّ‬
‫• َف ِري ًّقا َهدَى َو َف ِري ًّقا َح َّق َعلَ ْي ِه ُم ال َّ‬
‫س ُبونَ أَ َّن ُه ْم ُم ْه َتدُونَ (‪30‬األعراف‪.)7‬‬ ‫َو َي ْح َ‬
‫تكون الفايروسات الناجمة عن الشطن لها قوانين أيضا ‪ -‬تماما كما هو الحال‬ ‫• الحظ أن ّ‬
‫اليوم في عالم الحواسيب فالفايروسات لها اسماء ولها طرق وبرامج خاصة للتكون‬
‫ش َعنْ ذ ِْك ِر‬ ‫وللمكافحة ‪ -‬فمن ينسى القواعد األساسية في التعامل مع البرامج النفسية ( َي ْع ُ‬
‫الر ْح َم ِن) فإنَّ ذلك سيؤدي إلى ظهور فايروس متخصص يبدأ بالعمل كلما تم تشغيل برامج‬ ‫َّ‬
‫معينة أو انه اصال سيستقر في البرنامج العام للنفس‪.‬‬
‫• بعد ذلك سيؤدي الى حدوث خلل مركزي في النفس بحيث ا َّنها ستعمل على أساس ان‬
‫الفايروس جزء من البرامج األصلية واإلعتقاد بان البرامج شغالة بطريقة صحيحة تماما‪.‬‬
‫صورة أوضح عن الشياطين‬
‫ش َياطِ ي ِن ِه ْم َقالُوا إِ َّنا َم َع ُك ْم إِ َّن َما َن ْحنُ‬
‫• َوإِ َذا لَقُوا الَّذِينَ آ َم ُنوا َقالُوا آ َم َّنا َوإِ َذا َخلَ ْوا إِلَى َ‬
‫ُم ْس َت ْه ِز ُئونَ (‪14‬البقرة‪.)2‬‬
‫• إنّ إفتراض ان يكون الشيطان جني ‪ -‬بالمصطلح المتعارف ‪ -‬وأ َّنه خلق آخر غير االنسان‬
‫يجعل هذه المحاورة غير ممكنه وال واقعية‪.‬‬
‫• بينما إفتراض أن يكون الشيطان ‪ -‬وكما إفترضنا ‪ -‬هو حالة نفسية ناتجة عن تداخل‬
‫برمجي يؤدي الى ظهور برامج جديدة غير أصولية وغير منطبقة مع المواصفات المحددة‬
‫ش َياطِ ينِ ِه ْم) هو‬ ‫سلفا من قبل الخالق‪ ،‬سيجعل المحاورة معقولة نوعا ما سواء كان معنى ( َ‬
‫الشياطين النفسية الداخلية أو أناس آخرين أصيبوا حتى تحولوا هم أنفسهم إلى شياطين‪.‬‬
‫• فاألمر يشير إلى حالة الزعزعة وعدم االستقرار والتذبذب الذي يؤدي إلى عدم وجود‬
‫إمكانية للثقة بتلك المجاميع‪.‬‬
‫سنّة كونية‬
‫ض َّر ُعونَ (‪42‬األنعام‪)6‬‬ ‫اء لَ َعلَّ ُه ْم َي َت َ‬‫ض َّر ِ‬‫اء َوال َّ‬ ‫س ْل َنا إِلَى أ ُ َمم مِنْ َق ْبلِ َك َفأ َ َخ ْذ َنا ُه ْم ِبا ْل َبأْ َ‬
‫س ِ‬ ‫• َولَ َقدْ أَ ْر َ‬
‫ش ْي َطانُ َما َكا ُنوا َي ْع َملُونَ‬ ‫س ْت قُلُو ُب ُه ْم َو َز َّينَ لَ ُه ُم ال َّ‬ ‫ض َّر ُعوا َولَكِنْ َق َ‬ ‫َفلَ ْو َال إِ ْذ َجا َء ُه ْم َبأْ ُ‬
‫س َنا َت َ‬
‫ش ْيء َح َّتى إِ َذا َف ِر ُحوا ِب َما‬ ‫اب ُكل ِّ َ‬ ‫سوا َما ُذ ِّك ُروا ِب ِه َف َت ْح َنا َع َل ْي ِه ْم أَ ْب َو َ‬ ‫(‪43‬األنعام‪َ )6‬فلَ َّما َن ُ‬
‫سونَ (‪44‬األنعام‪َ )6‬فقُطِ َع َد ِاب ُر ا ْل َق ْو ِم الَّ ِذينَ َظلَ ُموا َوا ْل َح ْم ُد‬ ‫أُو ُتوا أَ َخ ْذ َنا ُه ْم َب ْغ َت ًّة َفإِ َذا ُه ْم ُم ْبلِ ُ‬
‫ّلل َر ِّب ا ْل َعالَمِينَ (‪45‬األنعام‪.)6‬‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫• هذه اآليات تصور حال بعض الدول اإلسالمية اليوم وكيف أ َّنها عرضة للبلس وقطع‬
‫الدابر‪.‬‬
‫• فقسوة قلوب الناس سيمهد االرضية المور الحقة فإذا اقترن بعد ذلك بتزين الشيطان لما‬
‫كانوا يعملون ستساهم السماء في تضبيب الصورة على اولئك الناس عبر إطالق كل شيئ‬
‫حتى يظن من فتحت عليهم ابواب كل شيئ انهم مشمولون برحمة هللا فيفرحوا بذلك‬
‫ولكن!؟‬
‫• ذلك سيؤدي الى العكس تماما بإعتبار ا َّنه معاكس لقوانين السماء األصلية (البرامج‬
‫االساسية) ما سيؤدي الى زوال أولئك الناس وهم الفئة الظالمة طبعا الذين تعبر عنهم‬
‫اآليات بأ َّنهم هم (الَّذِينَ َظلَ ُموا)‪.‬‬
‫رؤوس الشياطين‬
‫دعونا نتأمل في النص التالي‪:‬‬
‫وم (‪62‬الصافات‪ )37‬إِ َّنا َج َع ْل َناهَا فِ ْت َن ًّة لِل َّظالِمِينَ‬ ‫ق‬ ‫َّ‬
‫الز‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫• أَ َذلِ َك َخ ْير ُن ُز ًّال أَ‬
‫ِ‬
‫ِيم (‪64‬الصافات‪َ )37‬ط ْل ُع َها َكأ َ َّن ُه‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫ج فِي أَ‬
‫ش َج َرة َت ْخ ُر ُ‬ ‫(‪63‬الصافات‪ )37‬إِ َّن َها َ‬
‫ين (‪65‬الصافات‪.)37‬‬ ‫ش َياطِ ِ‬ ‫وس ال َّ‬
‫ُر ُء ُ‬
‫• اطلب من االخوة واالخوات ان يركزوا قليال في داخل أذهانهم ويخبروني بالصورة التي‬
‫يتصورونها عن (رؤوس الشياطين)؟‬
‫• فهل يوجد بيننا او بين من سبقونا احدا رأى (رؤوس الشياطين)؟ واذا لم نكن كذلك فلماذا‬
‫يضرب المثل لنا بشيئ ال نعرفه ولم نره اطالقا؟‬
‫• اما اذا تمكن اي منكم ان يتصور صورة فهي حتما ستكون تعبيرا عن المعنى العام لكلمة‬
‫الشيطان التي ندرك جميعا انها تشير الى شيئ غير مرتب وخارج عن االنسجام‪ .‬وهللا اعلم‬
‫على من تنزل الشياطين؟‬
‫نتأمل ايضا النص التالي‪:‬‬
‫ش َياطِ ينُ (‪221‬الشعراء‪َ )26‬ت َن َّزل ُ َعلَى ُكل ِّ أَ َّفاك أَثِيم‬ ‫• َهلْ أ ُ َن ِّب ُئ ُك ْم َعلَى َمنْ َت َن َّزل ُ ال َّ‬
‫س ْم َع َوأَ ْك َث ُر ُه ْم َكا ِذ ُبونَ (‪223‬الشعراء‪.)26‬‬
‫(‪222‬الشعراء‪ُ )26‬ي ْلقُونَ ال َّ‬
‫الحظوا اعزائي على من تنزل الشياطين؟‬
‫‪ .1‬على كل ِّ أفاك أثيم‪ .‬فاالصل هو إنسان معطوب ومصاب لذلك فهناك اجواء تسمح لتنزل‬
‫الشياطين‪.‬‬
‫‪ .2‬ان هؤالء االفاكون اآلثيمون يوفرون االرضية لتنزل الشياطين النهم يلقون السمع‪.‬‬
‫‪ .3‬وان هؤالء اكثرهم كاذبون‪.‬‬
‫عليه فان االرضية هي التي تتسبب بظهور الشياطين وليست الشياطين هي التي تمهد‬
‫لظهور ارضية الفساد والسوء‪.‬‬
‫المقارنة بين المبذرين والشياطين‬
‫الحظوا اخواني االعزاء هذي المقارنة التي تعطي فكرة اوضح عن معنى الشطن‪:‬‬
‫ِيرا (‪26‬اإلسراء‪ )17‬إِنَّ ا ْل ُم َب ِّذ ِرينَ‬
‫يل َو َال ُت َب ِّذ ْر َت ْبذ ًّ‬
‫س ِب ِ‬ ‫ِسكِينَ َوا ْبنَ ال َّ‬ ‫ت َذا ا ْلقُ ْر َبى َح َّق ُه َوا ْلم ْ‬
‫• َوآ ِ‬
‫ورا (‪27‬اإلسراء‪. )17‬‬ ‫ش ْي َطانُ ل َِر ِّب ِه َكفُ ًّ‬
‫ين َو َكانَ ال َّ‬
‫ش َياطِ ِ‬ ‫َكا ُنوا إِ ْخ َوانَ ال َّ‬
‫• التبذير نوع من البذر خارج حدوده الطبيعية فالفالح يبذر البذر النباته ولك َّنه ال يب ِّذر البذر‪.‬‬
‫فالتبذير خروج عن حالة االعتدال المطلوبة في االمور‪ .‬وكذا هو الشيطان حالة خارجة‬
‫عن الحدود الطبيعية لالمور‪.‬‬
‫• ويمكن لالخوة االعزاء ان يقوموا وبجهد شخصي الختبار هذه الفرضية ليجدوا انها تحول‬
‫النصوص القرآنية من نصوص تحكي قصصا خيالية غير مفهومة وغير منسجة الى آيات‬
‫تتحدث عن امور عميقة وعلمية وتكشف لالنسان خفايا هذا الكون وتعطيه السالح‬
‫المناسب لمقاومة الدوافع التي تدفعه الى النار وتحصنه منها وتقوي لديه ما يقيه ذلك‪.‬‬
‫وهللا اعلم‪.‬‬
‫أخيرا‬
‫• سنحاول في المحاضرة المقبلة ان نقدم تصورنا حول اللفظ الثالث وهو (الجنّ ) آملين ان‬
‫نتمكن بالنتيجة من وضع هيكل من المعاني المنسجمة لكل االلفاظ القرآنية‪.‬‬

‫• كذلك نأمل ان يمكننا فهمنا الجديد لاللفاظ من فهم النص القرآني وفهم تكليفنا إزاءه‬
‫وتكوين صورة أوضح عن هللا تعالى وعن الكون والحياة واالنسان وهللا الموفق‪.‬‬

‫والحمد ّلل رب العالمين‬

You might also like