Professional Documents
Culture Documents
معنى اللفظ إبليس- 4
معنى اللفظ إبليس- 4
تطبيقات
إبليس والشيطان والجن – 4
قصي الموسوي
• حاولنا ان نثبت بأن إبليس ال يشير إلى شخص وإ َّنما إلى جنس وأ َّنه ليس مخلوقا مثل
يكون االنسان او غيره.
اإلنسان وانما هو نوع من انواع المالئكة الدنيا التي تمثل كل ما ّ
• وهذا النوع من المالئكة هي كائنات تشبه الحواسيب الصغيرة وتقوم باعمال نمطية
ويجري تطويرها عبر تزويدها احيانا ببرامج جديدة او بنائها اساسا على نسخ جديدة من
البرامج التي تشغلها .وبهذه الطريقة تجري عملية تطوير الحمض النووي لتطوير
االنسان.
مواصلة المشوار
• في المحاضرة السابقة قدمنا فرضية جديدة إفترضنا فيها أنَّ إبليس هو الصفات الوراثية
الحادة والقوية المراد السيطرة عليها وتنحيتها الى حد بعيد للسماح للصفات األهدأ
واألقرب الى التحضر للثبات في نسخة االنسان العاقل التي جرى تطويرها بمختلف الطرق
عن نسخ مختلفة تنتمي الى الغابة بحيث نلتقي في تلك السلسلة نحن وبعض انواع القردة
العليا في بعض االجداد.
• واوضحنا بإنَّ هذه الفرضية ستفرض علينا البحث مجددا في معنى (الشيطان) فمن هو
الشيطان إن لم يكن هو إبليس؟ وما عالقته باإلنس والجنِّ ؟ وما دوره في مصير االنسان
يوم القيامة؟ وهل هو مطلق اليد؟ و ...و ...الى العشرات من االسئلة األخرى.
الشيطان
ش َطنَ ) وتوصلنا الى:
قمنا بجولة في معاني الجذر ( َ
• إنفالت بعض العناصر من بعض األُطر المحددة مع بقاء أثرها على تلك األطر نتيجة إرتباطها بها
أصال.
• وهذه الحالة اذا تكررت أصبحت سج ّية عند صاحبها وسميت الحالة هي بذاتها (شيطان).
• كذلك فإنَّ صاحب النفس التي تتعرض لعمليات شطن متكررة سيتحول هو إلى شيطان إذا إستجاب
َ
الشطن تلك. لعمليات
النتيجة العامة
النص القرآني هو :ذلك التكوين الناتج عن خروج ِّ • وإفترضنا ان معنى (الشيطان) في
األطر المحددةبعض التصورات واألفكار والمشاعر والنوازع والدوافع وما إلى ذلك عن ُ
لها في داخل النفس وتأثيرهذا التكوين الجديد على النفس وعلى البرامج األصل ّية فيها.
• فإذا إستجابت النفس لهذا التكوين الغريب فقد اتبعت الشيطان وإذا واصلت اإلستجابة له
فقد إستحوذ عليها الشيطان .وإذا تحولت إلى برامج ثابتة في النفس أصبح الضحية بذاته
شيطانا.
الشيطان 1-
• تعرضنا الى العدد الكبير من اوصاف الشيطان التي اوردها القرآن الكريم.
• مريد /مارد /رجيم /عدو لالنسان /عدو مبين /كيده ضعيف /عمله رجس... /
• وقلنا بأ ّنضه وصف أيضا بأنَّ :له خطوات /يتخبط االنسان /يع ُد بالفقرُ /ي ِزل ُ االنسان/
ف اوليائه /قرين سيئ /له اولياء.... / ُي َخ ِّو ُ
• ثم استعرضنا جملة من المشاكل التي تخطر على بال الباحث اذا التزم بالقصة التقليدية
عن الشيطان وعن ابليس .ومن ذلك ما يلي:
.1كيف يعيش هذا الشيطان (إبليس)؟
.2ما فائدة الخيار الذي ت َّم تفويضه له إذا كان محكوما با َّنه شرير منذ والدته؟.
.3ما معنى التعبيرات المشيرة الى ان بعض الشياطين مسخرين من قبل السماء؟.
.4هل هناك شياطين جيدون؟ وهل بعضهم يدخل الج ّنة؟ واذا كانوا شر مطلق ومصيرهم
جهنم فلماذا يخلقون؟.
الشيطان – 2
• استعرضنا بعض النصوص المثيرة للتساؤل منها النص القرآني التالي ( َو َك َذلِ َك َج َع ْل َنا لِ ُكل ِّ
ورا َولَ ْو َ
شا َء ف ا ْل َق ْو ِل ُغ ُر ًّ
ض ُه ْم إِلَى َب ْعض ُز ْخ ُر َ
س َوا ْل ِجنِّ ُيوحِي َب ْع ُ ش َياطِ ينَ ْاإلِ ْن ِ َن ِبي َعد ًُّّوا َ
َرب َك َما َف َعلُوهُ َف َذ ْر ُه ْم َو َما َي ْف َت ُرونَ (112األنعام ))6فهنا نوع من اإلطالق في العداوة بين
االنبياء وبين شياطين اإلنس والجنِّ ؟ بينما آيات أخرى تشير إلى ان بعض الشياطين
ش َياطِ ِ
ين مسخرين لبعض االنبياء ويقومون باعمال ايجابية من قبيل النص التالي ( َو ِمنَ ال َّ
صونَ لَ ُه َو َي ْع َملُونَ َع َم ًّال دُونَ َذلِ َك َو ُك َّنا لَ ُه ْم َحافِظِ ينَ (82األنبياء ))21أو النص َمنْ َي ُغو ُ
ش َياطِ ينَ َعلَى ا ْل َكافِ ِرينَ َتؤُ ز ُه ْم أَ ًّّزا (83مريمَ )19ف َال َت ْع َجلْ التالي (أَلَ ْم َت َر أَ َّنا أَ ْر َ
س ْل َنا ال َّ
َعلَ ْي ِه ْم إِ َّن َما َن ُعد لَ ُه ْم َع ًّّدا (84مريم. ) )19
وجا َو َز َّي َّناهَا لِل َّناظِ ِرينَ (16الحجرَ )15و َحف ِْظ َناهَا مِنْ ُكل ِّ اء ُب ُر ًّ • ثم قلنا ( َولَ َقدْ َج َع ْل َنا فِي ال َّ
س َم ِ
س ْم َع َفأ َ ْت َب َع ُه شِ َهاب ُم ِبين (18الحجر))15 ش ْي َطان َر ِجيم (17الحجر )15إِ َّال َم ِن ْ
اس َت َر َق ال َّ َ
ما يسبغ على الشياطين قدرات هائلة ،فكيف نفسر هذا؟
الشيطان – 3
• المعروف ان الشيطان -والمفترض أن يكون هو إبليس أيضا -كفر بربه منذ اللحظة التي
رفض فيها السجود ،فلماذا يوصف في بعض اآليات بأ َّنه يكفر؟.
• تعرضنا ايضا الى االلية التي يؤثر فيها الشيطان والتي يشير القرآن الى انها تأتي الحقا
بعد قرار االنسان القيام بدور معين.
صن ضد تأثيرات هذا • كذلك فإنَّ التحذير سابق ألثر الشيطان فالمطلوب من االنسان التح ّ
الشيطان فإذا لم يتحصن أصابته هذه اآلثار.
• ولماذا يعتبر هللا تعالى االنسان مسؤوال عن العمل السيئ ما دام للشيطان دور فيه وقدرة
على التأثير في االنسان؟.
• إذا قبلنا بأنَّ إبليس هو الشيطان وأ َّنه من الجنِّ وأ َّنه مكلف حاله حال اإلنسان ولديه خيار
أيضا كما لالنسان ،فلماذا لم تحصل للمالئكة حالة مشابهة عند خلق الشيطان؟
محاولة فهم الشطيان أكثر
ش َطنَ ) ..واستعرضنا ضمن تلك المحاولة • قمنا بعد ذلك بجولة في معاجم اللغة لفهم معنى الجذر ( َ
الجذور المشابهة لهذا الجذر ومنها (شطأ /شطي /شطر /شطف /شطط... /
• وتوصلنا الى التالي:
• الشطن هو :الخروج عن اإلطار المحدد مع بقاء أثر معين يتعلق بذلك اإلطار سواء سلبا أو إيجابا
..
ش َطن هو :ذلك األثر الناجم عن صعوبة السيطرة على الصفات المبلسة فيظهر منها ما يبتعد • وال َ
عن اإلطار المراد البقاء ضمنه بالصفات األخرى الحسنة وذلك بشكل متكرر.
• هذا الخروج قد يؤدي أحيانا الى تكوين برامج جديدة غير أصل ّية غير منسجمة مع مجمل قوانين
هللا تعالى.
َّطن
أمثلة لفهم معنى الش ُ
واستعرضنا امثلة لفهم المعنى المفترض طبقا لمنهجنا عن الشيطان وهي: •
عربة تجرها مجموعة من األحصنة. •
عمل مكائن اإلحتراق الداخلي في السيارات. •
الفايروسات التي تتكون نتيجة وجود مجموعة من البرامج في ذاكرة الحواسيب الحالية. •
إختبار صحة المعنى في النص القرآني
قمنا بعد ذلك بمحاولة اختبار صحة الفرضية عبر تطبيقها على عدد من النصوص القرآنية
ومنها:
أوال النص الذي يقول:
ش ْي َطان
وجا َو َز َّي َّناهَا لِل َّناظِ ِرينَ (16الحجرَ )15و َحف ِْظ َناهَا مِنْ ُكل ِّ َ اء ُب ُر ًّ • َولَ َقدْ َج َع ْل َنا فِي ال َّ
س َم ِ
س ْم َع َفأ َ ْت َب َع ُه شِ َهاب ُم ِبين (18الحجر.)15 اس َت َر َق ال َّ َر ِجيم (17الحجر )15إِ َّال َم ِن ْ
ثانيا النص الذي يقول:
ش ْي َطان َم ِ
ارد ب (6الصافاتَ )37و ِح ْف ًّظا مِنْ ُكل ِّ َ الس َما َء الد ْن َيا ِب ِزي َنة ا ْل َك َوا ِك ِ
َّ • إِ َّنا َز َّي َّنا
س َّم ُعونَ إِلَى ا ْل َم َ ِل ْاألَ ْعلَى َو ُي ْق َذفُونَ مِنْ ُكل ِّ َجانِب (8الصافات)37 (7الصافاتَ )37ال َي َّ
ف ا ْل َخ ْط َف َة َفأ َ ْت َب َع ُه شِ َهاب َثاقِب
ورا َولَ ُه ْم َع َذاب َواصِ ب (9الصافات )37إِ َّال َمنْ َخطِ َ ُد ُح ًّ
(10الصافات.)37
مثال آخر
النص الثالث: •
س َذلِ َك ِبأ َ َّن ُه ْم َقالُوا إِ َّن َما ش ْي َطانُ مِنَ ا ْل َم ِّ الر َبا َال َيقُو ُمونَ إِ َّال َك َما َيقُو ُم الَّ ِذي َي َت َخ َّب ُط ُه ال َّ الَّذِينَ َيأْ ُكلُونَ ِّ •
ف َوأَ ْم ُرهُ سلَ َ اءهُ َم ْوعِ َظة مِنْ َر ِّب ِه َفا ْن َت َهى َفلَ ُه َما َ الر َبا َف َمنْ َج َ الر َبا َوأَ َحل َّ َّ
هللاُ ا ْل َب ْي َع َو َح َّر َم ِّ ا ْل َب ْي ُع ِم ْثل ُ ِّ
الر َبا َو ُي ْر ِبيهللا ُ ِّ اب ال َّنار ُه ْم فِي َها َخالِدُونَ (275البقرةَ )2ي ْم َح ُق َّ ص َح ُ هللا َو َمنْ َعادَ َفأُولَئِ َك أَ ْ إِلَى َّ ِ
ِ ت َو َّ
هللاُ َال ُيحِب ُكل َّ َك َّفار أَثِيم (276البقرة.)2 الصدَ َقا ِ
َّ
النص الرابع: •
اج َتنِ ُبوهُ ان َف ْ ش ْي َط ِ اب َو ْاألَ ْز َال ُم ِر ْجس مِنْ َع َم ِل ال َّ ص ُ َيا أَي َها الَّذِينَ آ َم ُنوا إِ َّن َما ا ْل َخ ْم ُر َوا ْل َم ْيسِ ُر َو ْاألَ ْن َ •
ضا َء فِي ا ْل َخ ْم ِر ش ْي َطانُ أَنْ ُيوق َِع َب ْي َن ُك ُم ا ْل َعدَ َاو َة َوا ْل َب ْغ َ لَ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلِ ُحونَ (90المائدة )5إِ َّن َما ُي ِري ُد ال َّ
الص َال ِة َف َهلْ أَ ْن ُت ْم ُم ْن َت ُهونَ (91المائدة.)5 هللا َو َع ِن َّ صدَّ ُك ْم َعنْ ِذ ْك ِر َّ ِ َوا ْل َم ْيسِ ِر َو َي ُ
النص الخامس: •
هللاُ َما ُي ْلقِيس ُخ َّ ش ْي َطانُ فِي أ ُ ْمنِ َّيتِ ِه َف َي ْن َ سول َو َال َن ِبي إِ َّال إِ َذا َت َم َّنى أَ ْل َقى ال َّ س ْل َنا مِنْ َق ْبلِ َك مِنْ َر ُ َو َما أَ ْر َ •
ش ْي َطانُ فِ ْت َن ًّة لِلَّذِينَ فِي هللاُ َعلِيم َحكِيم (52الحج )22لِ َي ْج َعل َ َما ُي ْلقِي ال َّ هللاُ آ َياتِ ِه َو َّ ش ْي َطانُ ُث َّم ُي ْح ِك ُم َّ ال َّ
الظالِمِينَ لَفِي شِ َقاق َبعِيد (53الحج.)22 وب ِه ْم َم َرض َوا ْل َقاسِ َي ِة قُلُو ُب ُه ْم َوإِنَّ َّ قُلُ ِ
طرق الوقاية
• استعرضنا نوعا من النصوص التي تمثل سبل الوقاية من الفايروسات الشيطانية ومنها:
ضوا فِي َحدِيث َغ ْي ِر ِه َوإِ َّما ُي ْنسِ َي َّن َك
ض َع ْن ُه ْم َح َّتى َي ُخو ُضونَ فِي آ َياتِ َنا َفأ َ ْع ِر ْ ت الَّذِينَ َي ُخو ُ • َوإِ َذا َرأَ ْي َ
الظالِ ِمينَ (68األنعام.)6 الذ ْك َرى َم َع ا ْل َق ْو ِم َّ
ش ْي َطانُ َف َال َت ْق ُعدْ َب ْعدَ ِّال َّ
• وبينا المطلوب للوقاية
.1اإلعراض عمن يقومون بعمليات خوض (وهو تناول غير علمي وال منهجي) في آيات هللا
تعالى ألنَّ ذلك قد يشجع األفكار على الشطن.
.2إذا حصل والحظ االنسان أنَّ عمليات الخوض (الحديث عن عدم معرفة) قد انتهت يمكنه
المشاركة بعد ذلك.
.3إذا حصل وعجز االنسان عن اإلعراض عن األحاديث التي تجري في بعض المجالس وتكون
غير مبنية على اسس معرفية واضحة بأن ينسى عدم المشاركة فيها وذلك نتيجة لشطن
فكري ،فإنَّ عليه أن.
.4يلجأ إلى اإلبتعاد عن تلك المجالس بالمرة أل َّنها حتما ستؤدي إلى إثارة أفكار غير صحيحة قد
ال يمكن السيطرة عليها.
اآلن نتعرض لقصة شجرة آدم
س ْو َءاتِ ِه َما َو َقال َ َما َن َها ُك َما َرب ُك َما ي َع ْن ُه َما مِنْ َ ور َِي لَ ُه َما َ َما ُو ِ ش ْي َطانُ لِ ُي ْبد َ
س لَ ُه َما ال َّ• َف َو ْس َو َ
ش َج َر ِة إِ َّال أَنْ َت ُكو َنا َملَ َك ْي ِن أ ْو َت ُكو َنا مِنَ ا ْل َخالِدِينَ (20األعرافَ )7و َقا َ
س َم ُه َما إِ ِّني َعنْ َه ِذ ِه ال َّ
َت لَ ُه َما َ
س ْو َءا ُت ُه َما لَ ُك َما لَمِنَ ال َّناصِ حِينَ (21األعرافَ )7فد ََّال ُه َما ِب ُغ ُرور َفلَ َّما َذا َقا ال َّ
ش َج َر َة َبد ْ
ش َج َر ِة َوأَقُلْ ان َعلَ ْي ِه َما مِنْ َو َر ِق ا ْل َج َّن ِة َو َنا َدا ُه َما َرب ُه َما أَلَ ْم أَ ْن َه ُك َما َعنْ تِ ْل ُك َما ال َّ َو َطفِ َقا َي ْخصِ َف ِ
ش ْي َطانَ لَ ُك َما َعدُو ُم ِبين (22األعراف.)7 لَ ُك َما إِنَّ ال َّ
• اذا قلنا بان المعنى هو وجود شخص آخر موصوف بأ َّنه عدو لالنسان وان هللا تعالى اطلق
له اليد ليؤثر على االنسان سيكون في األمر تعارض منطقي وعدم رحمة من هللا .ال سمح
هللا.
• بينما اذا قلنا بان الشيطان هو انزالق من االنسان نفسه نتيجة محسنات وغفلة سيكون
االمر طبيعي فيشعر االنسان بمسؤوليته عن عمله الذي قام به.
• وعندها فقط سيصح القسم األخير من اآليات التي تعاتب اإلنسان على عدم حذره من
الشيطان بينما هو يحمل برامج فطرية تنذره بخطورة طاعة تلك البرامج الخارجة عن
األُطر الطبيعية .تماما كما سيالم االنسان اذا راح يحاول مصادقة اسد جائع ومتوحش رغم
ان غريزته تدفعه بعيدا عنه.
قصة شجرة آدم 2 -
إنَّ تفسير هذه القصة على أ َّنها تتحدث عن نوازع داخلية في االنسان ستؤدي بنا الى فهم معنى
النص التالي:
اس ُجدُوا ِآلدَ َم • َولَ َقدْ َع ِهدْ َنا إِلَى آدَ َم مِنْ َق ْبل ُ َف َنسِ َي َولَ ْم َن ِجدْ لَ ُه َع ْز ًّما (115طهَ )20وإِ ْذ قُ ْل َنا لِ ْل َم َالئِ َك ِة ْ
ِيس أَ َبى (116طهَ )20فقُ ْل َنا َيا آدَ ُم إِنَّ ه ََذا َعدُو َل َك َولِ َز ْو ِج َك َف َال ُي ْخ ِر َج َّن ُك َما ِمنَ س َجدُوا إِ َّال إِ ْبل َ َف َ
وع فِي َها َو َال َت ْع َرى (118طهَ )20وأَ َّن َك َال َت ْظ َمأ ُ فِي َها َو َال ش َقى (117طه )20إِنَّ َل َك أَ َّال َت ُج َ ا ْل َج َّن ِة َف َت ْ
ش َج َر ِة ا ْل ُخ ْل ِد َو ُم ْلك َال َي ْبلَى ش ْي َطانُ َقال َ َيا آدَ ُم َهلْ أَدُل َك َعلَى َ ض َحى (119طهَ )20ف َو ْس َو َ
س إِلَ ْي ِه ال َّ َت ْ
صى ان َعلَ ْي ِه َما مِنْ َو َر ِق ا ْل َج َّن ِة َو َع َ س ْو َءا ُت ُه َما َو َطفِ َقا َي ْخصِ َف ِ (120طهَ )20فأ َ َك َال ِم ْن َها َف َبدَ ْت لَ ُه َما َ
آدَ ُم َر َّب ُه َف َغ َوى (121طه.)20
فنالحظ التالي:
.1الحديث عن مسؤولية آدم في القصة.
.2الحديث مرتبط بقصة السجود المشهورة.
.3كيف ت َّم تحذير آدم من خطورة الشيطان وابليس.
.4وكيف استجاب آدم لوسوسة الشيطان أخيرا.
قصة شجرة آدم 3 -
• وبهذه الطريقة التي افترضناها يتبين ان االمر متعلق برمته بآدم – كجيل من البشر -
وبقراره وانه كان يمتلك تحذيرات مسبقة وانه مسؤول عن قرار اتباع الشيطان وابليس
بمعنى انه انساق وراء ما ثار في داخل نفسه من وساوس وهو امر طبيعي لذلك ترى ان
المسؤولية موجهة برمتها اليه.
• نواصل رحلتنا مع نص الشجرة التي أكل منها آدم واآلثار التي ترتبت على االكل منها.
دعونا نتأمل في قضية اللباس:
ش ْي َطانُ َك َما أَ ْخ َر َج أَ َب َو ْي ُك ْم مِنَ ا ْل َج َّن ِة َي ْن ِز ُع َع ْن ُه َما لِ َبا َ
س ُه َما لِ ُي ِر َي ُه َما • َيا َبنِي آ َد َم َال َي ْفتِ َن َّن ُك ُم ال َّ
ش َياطِ ينَ أَ ْولِ َيا َء لِلَّذِينَ َال ث َال َت َر ْو َن ُه ْم إِ َّنا َج َع ْل َنا ال َّ س ْو َءاتِ ِه َما إِ َّن ُه َي َرا ُك ْم ه َُو َو َق ِبيل ُ ُه مِنْ َح ْي ُ
َ
ُي ْؤ ِم ُنونَ (27األعراف.)7
• هنا قيلت نظريات عديدة عن هذا اللباس وعن ابويكم وعن سوءاتهما .ويمكن مراجعة
اللي لعنق اآليات من اجل قبول القصة ّ كتب التفسير لرؤية القدر الكبير من محاوالت
المشهورة.
قصة شجرة آدم 4 -
من ذلك مثال:
• قولهم ان اللغة تتضمن اسمين (أب) للمذكر و(أبة) للمؤنث حتى يستقيم اطالق (ابويكم) على
االب واالم فقط بينما المعنى واسع ويمكن ان يتضمن االصول التي نشأ االنسان منها .ولو كان
التخصيص مطلوب الستخدم لفظة (والديكما)
• انَّ اللباس يعني قدرة كل واحد منهما رؤية االعضاء التناسلية لزوجه .مع العلم ان اآليات التي
اوردت هذه القصة لم تشر الى العورة اطالقا وانما استخدمت لفظة (السوءة) التي تم استخدامها
في قصة تقاتل االخوين من ابني آدم للتعبير عن الجثة كما يقولون.
• وأخيراًّ تفسيرهم لمعنى السوءات ودون دليل على ذلك ..ولم يتضح من خالل تفسيراتهم الترتيب
الذي تمت به القصة ولماذا كانت عورات االبوين مغطاة؟ وكيف تم السماح البليس او الشيطان
ان يؤثر عليهما ..وكيف انتبه هو كمخلوق مختلف الى ان هذه العورات وادرك انَّ لها هذا
الدور؟.
ينزع عنهما لباسهما 1 -
كيف يمكن فهم القصة طبقا للفرضية الجديدة؟
• األبوين :هما النوعين من البشر اللذين يمثالن اصول مختلفة لالنسان العاقل واللذين جرى
أدمهما من خالل التزاوج لتوليد جنس إنساني جديد وذلك عبر تنحية صفات سيئة في كال
االبوين واالبقاء على الحسن من الصفات التي يتوافران عليها .فالحديث عن اصلين من
اصول البشر ت َّم خلطهما بطريقة معينة.
• النزع :هو ازالة كتلة عن كتلة أخرى كما في النص التالي (قُ ِل اللَّ ُه َّم َمالِ َك ا ْل ُم ْلكِ ُت ْؤتِي
شا ُء ِب َي ِد َك ا ْل َخ ْي ُر إِ َّن َك
شا ُء َو ُتذِل َمنْ َت َ
شا ُء َو ُتعِز َمنْ َت َشا ُء َو َت ْن ِز ُع ا ْل ُم ْل َك ِم َّمنْ َت َ
ا ْل ُم ْل َك َمنْ َت َ
ش ْيء َقدِير (26آل عمران ))3فهناك ُملك وهناك مالك للملك والنزع يتم للملك من َعلَى ُكل ِّ َ
المالك .وقولنا ان الشيطان ينزع عنهما لباسهما يقتضي وجود لباس سابق لعملية النزع.
ينزع عنهما لباسهما 2 -
أ ّما اللباس :فهو كتلة تغطي كتلة أخرى وما يتعلق بموضوعنا يمكننا فهمه من النص اآلخر •
ِسائِ ُك ْم هُنَّ لِ َباس لَ ُك ْم َوأَ ْن ُت ْم لِ َباس لَ ُهنَّ َعلِ َم َّ
هللاُ أَ َّن ُك ْم ُك ْن ُت ْم ث إِلَى ن َ الر َف ُ
ص َي ِام َّ التالي (أ ُ ِحل َّ لَ ُك ْم لَ ْيلَ َة ال ِّ
ش َر ُبوا هللاُ لَ ُك ْم َو ُكلُوا َوا ْ ب َّ اب َعلَ ْي ُك ْم َو َع َفا َع ْن ُك ْم َف ْاآلنَ َباشِ ُروهُنَّ َوا ْب َت ُغوا َما َك َت َ س ُك ْم َف َت َ َت ْخ َتا ُنونَ أَ ْنفُ َ
الص َيا َم إِلَى ال َّل ْي ِل َو َال ِّ ض مِنَ ا ْل َخ ْيطِ ْاألَ ْس َو ِد مِنَ ا ْل َف ْج ِر ُث َّم أَتِموا َح َّتى َي َت َب َّينَ لَ ُك ُم ا ْل َخ ْي ُط ْاألَ ْب َي ُ
اس لَ َعلَّ ُه ْم هللا َف َال َت ْق َر ُبوهَا َك َذلِ َك ُي َب ِّينُ َّ
هللاُ آ َياتِ ِه لِل َّن ِ سا ِج ِد تِ ْل َك ُحدُو ُد َّ ِ ُت َباشِ ُروهُنَّ َوأَ ْن ُت ْم َعا ِكفُونَ فِي ا ْل َم َ
َي َّتقُونَ (187البقرة) )2
كما يمكن ان نفهمه ايضا مما هو مذكور في اآلية السابقة لهذه اآلية والتي تقول: •
ت اس ال َّت ْق َوى َذلِ َك َخ ْير َذلِ َك مِنْ آ َيا ِ شا َولِ َب ُ س ْو َءاتِ ُك ْم َو ِري ًّاري َ سا ُي َو ِ َيا َبنِي آدَ َم َقدْ أَ ْن َز ْل َنا َعلَ ْي ُك ْم لِ َبا ًّ •
هللا لَ َعلَّ ُه ْم َي َّذ َّك ُرونَ (26األعراف.)7 َّ ِ
اس ال َّت ْق َوى َذلِ َك َخ ْير) لذا فإنَّ المرجح ان يكون اللباس فاآلية تذكر مطلق اللباس وتحدد أنَّ (لِ َب ُ •
الذي َن ِز َع ُه الشيطان عن الجيل (آدم) هو أحد نوعين من اللباس:
داخلي يقوم بعملية تطوير الجيل الالحق عبر تغطية الصفات السيئة وتنشيط وتقوية الصفات •
الحسنة .وأدت عملية نزعه الى عودة الصفات المغطاة به الى الظهور.
خارجي :وهو لباس التقوى الذي سيعزز في البشر الصفات الجيدة ويقلل من اثر الصفات السيئة •
الموجودة والمغطاة بلباس معين.
ينزع عنهما لباسهما 3 -
• أما السوءات :وهي جمع (سوءة) فهي السيئة الواحدة في الموضع او في المناسبة تماما
كما نقول (الفرحة) او (الخبزة) او (الحكمة) فهي واحدة الشيئ ..وما يتردد في كتب
التفسير هو اشارة اما الى مطلق السوء او الى العورة .فمثال لو الحظنا النص التالي
س ْو َء َة
اري َ وَ ي
ُ ف
َ ي
ْ َ
ك هُ ي
َ ر ي
ُ ِ ل ضِ ر
ْ َ األْ ِي ف ث ُ ح َ ب
ْ ي
َ ا ب
ًّ ا ر
َ ُ
غ سنفهم المقصودة بالسوءة ( َف َب َع َث َُّ
هللا
ِ ِ
س ْو َء َة أَخِي َفأ َ ْ
ص َب َح مِنَ ي َ ار َِ و َ ُ أ َ
ف ِ
ب ا رَ ُ
غ ْ
ل ا ا ذ َ ه
َ َ ل ْ
ث ِ
م ونَكُ َ أ نْ َ أ ُ
ت ْ
ز ج
َ ع
َ َ أ ا َ
ت َ ل ي
ْ و
َ ا ي
َ َ ل ا َ
ق ِ
ه ِي
خ َ أ
ال َّنا ِدمِينَ (31المائدة .) )5فحتى لو كانت القصة صحيحة فإن معنى ان يريه الغراب كيف
يدفن غرابا آخر سيؤدي بنا الى ان السوءة هي الجسد وليس العورة وان ذلك مما يسيئ.
• فنزع اللباس كان عن امور تسيئ اليهما معا اي بشكل مشترك وبعدد كبير من السوءات
فاآلية لم تقل (سوأتاهما) (إثنتين) وإ َّنما قالت (سوآتهما) (عدد كبير) وواضح ان اللفظة
تتضمن التالي (سوءات +هما) بمعنى انها ليست سوءتين سوءة للذكر واخرى لالنثى
وانما سوءات لكل منهما .وهذا وحده يكفي لنسف القصة من اساسها.
ولكن ما هي سؤاتهما؟
س ْو َءاتِ ِه َما :السوءات هي األمور التي تسيئ إلى صاحبها سواء بالفعل او بالمقارنة مع اطار َ •
معين.
اآلن دعونا نعود الى النص األصلي ونفهمه بناءا على فرضيتنا: •
تذكرون اننا قلنا بان البلس هو عملية تنحية وتغطية للصفات السيئة في االنسان النتاج جيل •
جديد افضل .اآلن يتضح هذا المعنى بشكل جلي فالحديث عن سوءات االبوين وهما النوعين
المختلفين من البشر واللذين تم خلطهما وتزويجهما فعملية الشطن التي كانت تحدث في داخل كل
منهما كانت تؤدي الى عودة ظهور الصفات السيئة التي تمت تنحيتها وذلك بطرق مختلفة اما
باالصرار على االرتباط باالنواع العنيفة والرديئة والغبية لصفات اخرى فيها كالجمال مثال ..او
باالنسياق وراء بعض تلك الصفات التي ت َّم إضعافها والسماح لها بالظهور مرة اخرى وهذا هو
معنى نزع اللباس الذي كان يغطي تلك الصفات.
ش ْي َطانُ َك َما أَ ْخ َر َج أَ َب َو ْي ُك ْم مِنَ ا ْل َج َّن ِة َي ْن ِز ُع َع ْن ُه َما لِ َب َ
اس ُه َما لِ ُي ِر َي ُه َما َس ْو َءا ِتهِ َما َيا َبنِي آدَ َم َال َي ْفتِ َن َّن ُك ُم ال َّ •
اء لِلَّذِينَ َال ُي ْؤ ِم ُنونَ ش َياطِ ينَ أَ ْولِ َي َ ث َال َت َر ْو َن ُه ْم إِ َّنا َج َع ْل َنا ال َّ إِ َّن ُه َي َرا ُك ْم ه َُو َو َق ِبيل ُ ُه مِنْ َح ْي ُ
(27األعراف.)7
المعنى سيتحمل بقية المفردات بسهولة
• ه َُو َو َق ِبيل ُ ُه :يعني (الشيطان) وما كان على شاكلته او من جنسه فنحن نطلق لفظ القبيلة
على المجموعة المتجانسة من الناس والمنتمين الى عائلة واحدة مثال او مجموعة محددة
من العوائل .اآلية إذن تتحدث عن كل تلك االمور الشاطنة.
ث َال َت َر ْو َن ُه ْم :إشارة إلى تلك اللطافة في تكوين البرامج الشيطانية وأثرها • َي َرا ُك ْم ..مِنْ َح ْي ُ
على النفس .فنحن وحتى عصرنا هذا ال نزال تخفى علينا كثير من هذه االمور وال نزال
عاجزين عن تحديد الطريقة التي تعمل بها تلك الصفات المبلسة وان كنا ندرك انها تؤثر
بنا ال محالة.
ش َياطِ ينَ أَ ْولِ َيا َء لِلَّذِينَ َال ُي ْؤ ِم ُنونَ :حل ّ لكل الصورة وتوضيح لكيفية الرؤية من قبل
• َج َع ْل َنا ال َّ
الطرفين وتوضيح أنَّ األمر مرتبط باالنسان نفسه فإذا كان ال يؤمن فإنَّ ذلك سيشغل
البرنامج الشيطاني الخاص ال َّنه موالي مباشرة لذلك االنسان .والولي هو الذي يلي
والقريب والمؤثر والمتأثر اي المتفاعل.
توضيح الصورة أكثر
سمِيع َعلِيم (200األعراف.)7 اس َتع ِْذ ِب َّ ِ
اّلل إِ َّن ُه َ ان َن ْزغ َف ْ
ش ْي َط ِ
َوإِ َّما َي ْن َز َغ َّن َك مِنَ ال َّ •
الحظ انه اطلق على ما يقوم به الشيطان بانه (نزغ) وهو نوع من البروز في غير محله .وهو: •
كشف شيئ عن شيئ .وهو ايضا :ظهور شيئ بين شيئين ال ينتمي الى اإلنسجام الموجود بينهما.
كذلك فإنَّ الفعل ( َن َز َغ) هو فعل الزم ما يعني انه ذاتي فهو من داخل النفس ويؤثر فيها واذا اريد •
له ان يؤثر في شيئ خارجها فيجب تعديته باداة من قبيل حروف الجر فنقول :نزغ الشيطان بيني
وبين اخي .او نقول :نزغ الولد بين صديقيه .بمعنى انه دخل بينهما وافسد.
عموما ،فالشيطان حينما ينزغ فهو يظهر بظهور غير منتمي الى طبيعة ما هو موجود بين •
جهتين ،يمكن القول انهما :برنامجين منسجمين فحينما ينزغ بينهما فانه يفسد بين هذين
البرنامجين ويجمع من بينهما جمعا غير منسجم فيظهر كبرنامج جديد هو (النز ُغ).
واالستعاذة باّلل تعني تشغيل برنامج مكافحة الفايروسات ما سيؤدي إلى ابطال عمل هذا البرنامج •
عبر العودة الى البرنامج االصلي الذي هو قانون هللا تعالى.
فالمطلوب ممن يشعر بظهور نزغ ان يعود فورا الى البرنامج االصلي ويغلق هذا البرنامج •
الغريب الذي ظهر من الالمكان .ونحن نقوم بهذه العملية مع حواسيبنا عشرات المرات.
برنامج عام
اآلية التي تلي اآلية التي ذكرنا توضح أنَّ المطلوب نصب برنامج عام يساعد في العموم
على التخلص من الفايروسات فتقول:
ان َت َذ َّك ُروا َفإِ َذا ُه ْم ُم ْبصِ ُرونَ (201األعراف.)7
ش ْي َط ِ
س ُه ْم َطائِف مِنَ ال َّ
• إِنَّ الَّذِينَ ا َّت َق ْوا إِ َذا َم َّ
• الحظ الفرق بين (النزغ) و(الطائف) فالنزغ ظهور يتجلى باثار تفسد بين قضيتين .بينما
الطائف هو اول ظهور للشطن وقبل ان يتحول الى نزغ.
• فاآلية توصي بالتسلح بالتقوى بوضع وقاء على القلب ،فمجرد الشعور بظهور طائف وهو
امر افلت من البرامج الصحيحة المثبتة في النفس ينبغي ان يدفع اإلنسان الى القيام
بعملية تذكر بخروج هذا الطائف عن حدود البرنامج فيبادر الى العودة الى البرنامج
االصلي بعد ان يرى االثار المحتملة لالنسياق وراء ذلك الطائف.
• هذه العملية تشبه الدخول الى موقع دعائي فتجد ان الحاسوب سيبادر الى وضع لوحه
امامك بخطورة متابعة هذا الرابط (تذكروا) ويكون التصرف الصحيح بان يبادر المتصفح
الى الخروج من رابط الدعاية والعودة الى البرنامج الطبيعي (فإذا هم مبصرون).
برامج خاصة بتكوين الشياطين
ش ْي َطا ًّنا َف ُه َو لَ ُه َق ِرين (36الزخرفَ )43وإِ َّن ُه ْم ض لَ ُه َ الر ْح َم ِن ُن َق ِّي ْ
ش َعنْ ذ ِْك ِر َّ • َو َمنْ َي ْع ُ
س ُبونَ أَ َّن ُه ْم ُم ْه َتدُونَ (37الزخرف.)43 يل َو َي ْح َ
س ِب ِصدو َن ُه ْم َع ِن ال َّلَ َي ُ
ون َّ ِ
هللا ش َياطِ ينَ أَ ْولِ َيا َء مِنْ ُد ِ
ض َاللَ ُة إِ َّن ُه ُم ا َّت َخ ُذوا ال َّ
• َف ِري ًّقا َهدَى َو َف ِري ًّقا َح َّق َعلَ ْي ِه ُم ال َّ
س ُبونَ أَ َّن ُه ْم ُم ْه َتدُونَ (30األعراف.)7 َو َي ْح َ
تكون الفايروسات الناجمة عن الشطن لها قوانين أيضا -تماما كما هو الحال • الحظ أن ّ
اليوم في عالم الحواسيب فالفايروسات لها اسماء ولها طرق وبرامج خاصة للتكون
ش َعنْ ذ ِْك ِر وللمكافحة -فمن ينسى القواعد األساسية في التعامل مع البرامج النفسية ( َي ْع ُ
الر ْح َم ِن) فإنَّ ذلك سيؤدي إلى ظهور فايروس متخصص يبدأ بالعمل كلما تم تشغيل برامج َّ
معينة أو انه اصال سيستقر في البرنامج العام للنفس.
• بعد ذلك سيؤدي الى حدوث خلل مركزي في النفس بحيث ا َّنها ستعمل على أساس ان
الفايروس جزء من البرامج األصلية واإلعتقاد بان البرامج شغالة بطريقة صحيحة تماما.
صورة أوضح عن الشياطين
ش َياطِ ي ِن ِه ْم َقالُوا إِ َّنا َم َع ُك ْم إِ َّن َما َن ْحنُ
• َوإِ َذا لَقُوا الَّذِينَ آ َم ُنوا َقالُوا آ َم َّنا َوإِ َذا َخلَ ْوا إِلَى َ
ُم ْس َت ْه ِز ُئونَ (14البقرة.)2
• إنّ إفتراض ان يكون الشيطان جني -بالمصطلح المتعارف -وأ َّنه خلق آخر غير االنسان
يجعل هذه المحاورة غير ممكنه وال واقعية.
• بينما إفتراض أن يكون الشيطان -وكما إفترضنا -هو حالة نفسية ناتجة عن تداخل
برمجي يؤدي الى ظهور برامج جديدة غير أصولية وغير منطبقة مع المواصفات المحددة
ش َياطِ ينِ ِه ْم) هو سلفا من قبل الخالق ،سيجعل المحاورة معقولة نوعا ما سواء كان معنى ( َ
الشياطين النفسية الداخلية أو أناس آخرين أصيبوا حتى تحولوا هم أنفسهم إلى شياطين.
• فاألمر يشير إلى حالة الزعزعة وعدم االستقرار والتذبذب الذي يؤدي إلى عدم وجود
إمكانية للثقة بتلك المجاميع.
سنّة كونية
ض َّر ُعونَ (42األنعام)6 اء لَ َعلَّ ُه ْم َي َت َض َّر ِاء َوال َّ س ْل َنا إِلَى أ ُ َمم مِنْ َق ْبلِ َك َفأ َ َخ ْذ َنا ُه ْم ِبا ْل َبأْ َ
س ِ • َولَ َقدْ أَ ْر َ
ش ْي َطانُ َما َكا ُنوا َي ْع َملُونَ س ْت قُلُو ُب ُه ْم َو َز َّينَ لَ ُه ُم ال َّ ض َّر ُعوا َولَكِنْ َق َ َفلَ ْو َال إِ ْذ َجا َء ُه ْم َبأْ ُ
س َنا َت َ
ش ْيء َح َّتى إِ َذا َف ِر ُحوا ِب َما اب ُكل ِّ َ سوا َما ُذ ِّك ُروا ِب ِه َف َت ْح َنا َع َل ْي ِه ْم أَ ْب َو َ (43األنعامَ )6فلَ َّما َن ُ
سونَ (44األنعامَ )6فقُطِ َع َد ِاب ُر ا ْل َق ْو ِم الَّ ِذينَ َظلَ ُموا َوا ْل َح ْم ُد أُو ُتوا أَ َخ ْذ َنا ُه ْم َب ْغ َت ًّة َفإِ َذا ُه ْم ُم ْبلِ ُ
ّلل َر ِّب ا ْل َعالَمِينَ (45األنعام.)6 ِ َّ ِ
• هذه اآليات تصور حال بعض الدول اإلسالمية اليوم وكيف أ َّنها عرضة للبلس وقطع
الدابر.
• فقسوة قلوب الناس سيمهد االرضية المور الحقة فإذا اقترن بعد ذلك بتزين الشيطان لما
كانوا يعملون ستساهم السماء في تضبيب الصورة على اولئك الناس عبر إطالق كل شيئ
حتى يظن من فتحت عليهم ابواب كل شيئ انهم مشمولون برحمة هللا فيفرحوا بذلك
ولكن!؟
• ذلك سيؤدي الى العكس تماما بإعتبار ا َّنه معاكس لقوانين السماء األصلية (البرامج
االساسية) ما سيؤدي الى زوال أولئك الناس وهم الفئة الظالمة طبعا الذين تعبر عنهم
اآليات بأ َّنهم هم (الَّذِينَ َظلَ ُموا).
رؤوس الشياطين
دعونا نتأمل في النص التالي:
وم (62الصافات )37إِ َّنا َج َع ْل َناهَا فِ ْت َن ًّة لِل َّظالِمِينَ ق َّ
الز ُ ة ر
َ ج
َ َ
ش م ْ • أَ َذلِ َك َخ ْير ُن ُز ًّال أَ
ِ
ِيم (64الصافاتَ )37ط ْل ُع َها َكأ َ َّن ُه ِ ح ج
َ ْ
ل ا ل
ِ ص
ْ ج فِي أَ
ش َج َرة َت ْخ ُر ُ (63الصافات )37إِ َّن َها َ
ين (65الصافات.)37 ش َياطِ ِ وس ال َّ
ُر ُء ُ
• اطلب من االخوة واالخوات ان يركزوا قليال في داخل أذهانهم ويخبروني بالصورة التي
يتصورونها عن (رؤوس الشياطين)؟
• فهل يوجد بيننا او بين من سبقونا احدا رأى (رؤوس الشياطين)؟ واذا لم نكن كذلك فلماذا
يضرب المثل لنا بشيئ ال نعرفه ولم نره اطالقا؟
• اما اذا تمكن اي منكم ان يتصور صورة فهي حتما ستكون تعبيرا عن المعنى العام لكلمة
الشيطان التي ندرك جميعا انها تشير الى شيئ غير مرتب وخارج عن االنسجام .وهللا اعلم
على من تنزل الشياطين؟
نتأمل ايضا النص التالي:
ش َياطِ ينُ (221الشعراءَ )26ت َن َّزل ُ َعلَى ُكل ِّ أَ َّفاك أَثِيم • َهلْ أ ُ َن ِّب ُئ ُك ْم َعلَى َمنْ َت َن َّزل ُ ال َّ
س ْم َع َوأَ ْك َث ُر ُه ْم َكا ِذ ُبونَ (223الشعراء.)26
(222الشعراءُ )26ي ْلقُونَ ال َّ
الحظوا اعزائي على من تنزل الشياطين؟
.1على كل ِّ أفاك أثيم .فاالصل هو إنسان معطوب ومصاب لذلك فهناك اجواء تسمح لتنزل
الشياطين.
.2ان هؤالء االفاكون اآلثيمون يوفرون االرضية لتنزل الشياطين النهم يلقون السمع.
.3وان هؤالء اكثرهم كاذبون.
عليه فان االرضية هي التي تتسبب بظهور الشياطين وليست الشياطين هي التي تمهد
لظهور ارضية الفساد والسوء.
المقارنة بين المبذرين والشياطين
الحظوا اخواني االعزاء هذي المقارنة التي تعطي فكرة اوضح عن معنى الشطن:
ِيرا (26اإلسراء )17إِنَّ ا ْل ُم َب ِّذ ِرينَ
يل َو َال ُت َب ِّذ ْر َت ْبذ ًّ
س ِب ِ ِسكِينَ َوا ْبنَ ال َّ ت َذا ا ْلقُ ْر َبى َح َّق ُه َوا ْلم ْ
• َوآ ِ
ورا (27اإلسراء. )17 ش ْي َطانُ ل َِر ِّب ِه َكفُ ًّ
ين َو َكانَ ال َّ
ش َياطِ ِ َكا ُنوا إِ ْخ َوانَ ال َّ
• التبذير نوع من البذر خارج حدوده الطبيعية فالفالح يبذر البذر النباته ولك َّنه ال يب ِّذر البذر.
فالتبذير خروج عن حالة االعتدال المطلوبة في االمور .وكذا هو الشيطان حالة خارجة
عن الحدود الطبيعية لالمور.
• ويمكن لالخوة االعزاء ان يقوموا وبجهد شخصي الختبار هذه الفرضية ليجدوا انها تحول
النصوص القرآنية من نصوص تحكي قصصا خيالية غير مفهومة وغير منسجة الى آيات
تتحدث عن امور عميقة وعلمية وتكشف لالنسان خفايا هذا الكون وتعطيه السالح
المناسب لمقاومة الدوافع التي تدفعه الى النار وتحصنه منها وتقوي لديه ما يقيه ذلك.
وهللا اعلم.
أخيرا
• سنحاول في المحاضرة المقبلة ان نقدم تصورنا حول اللفظ الثالث وهو (الجنّ ) آملين ان
نتمكن بالنتيجة من وضع هيكل من المعاني المنسجمة لكل االلفاظ القرآنية.
• كذلك نأمل ان يمكننا فهمنا الجديد لاللفاظ من فهم النص القرآني وفهم تكليفنا إزاءه
وتكوين صورة أوضح عن هللا تعالى وعن الكون والحياة واالنسان وهللا الموفق.