Professional Documents
Culture Documents
010 برقة في كتب الرحالة والبلدانيين PDF
010 برقة في كتب الرحالة والبلدانيين PDF
* عضو هيئة تدريس بكلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية ،الجامعة الأسمر ية الإسلامية.
E.hammoda@asmarya.edu.ly
712
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
برقة ،وتسميتها ،ومدلول لفظها ،ومجالها الجغرافي ،وامتداده ،وحدوده ،ومن ثم ّ سنتناول
بالبحث خصائص برقة ،وأهم ّي ّتها الاقتصادي ّة ،وصادراتها التجار ية ،ومراسيها البحر ية؛
لمحاولة رسم بعض ملامح جغرافيتها من خلال المصدرين موضوع الدراسة.
مشكلة البحث:
ن موقع برقة ضمن إقليم بلاد المغرب بحدوده التي ذكرتها المصادر ،قد جعل
إ ّ
الجغرافيّين والرّحّالة يفس ّرون مدلول لفظ برقة ومجالها ،والمراحل ال ّتي بينها وبين جوارها،
وتلك الاختلافات في مسألة الامتداد الجغرافي لبرقة ال ّتي ترتّبت عليها فيما بعد وجهات
نظر في أقسام إقليم بلاد المغرب قد جعلتنا نبحث عن إجابة لها عند المقدسي وابن سباهي.
فرضية البحث:
ن القائلين بأن المغرب الأدنى تنتهي حدوده على مشارف سرت قد جعلوا برقة
إ ّ
خارج نطاق بلاد المغرب ،وهو ما يتناقض مع مفهوم إقليم بلاد المغرب وامتداده الّذي
يبتدئ من غربي الإسكندر ية شرقا إلى البحر المحيط غربا ،أو أنّهم جعلوا من برقة
وطرابلس قسما رابعا ،وهو ما لا يستند إلى أيّ معطيات ،ومن ثم ّ فإن ّه من المفترض أن
يكون الامتداد الجغرافي من غربي الإسكندر ي ّة شرقا إلى بجاية غربا قسما واحدا ليشمل:
إفر يقي ّة ،وطرابلس ،وبرقة ،يصطلح على تسميته "بالمغرب الأدنى".
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى إبراز الأهمية الجغرافي ّة والت ّار يخية لبرقة ال ّتي تمت ّعت بها خلال
العصر الإسلامي الوسيط ،وتصحيح المغالطات التي تتعل ّق ببعض المصطلحات والمعلومات
الخاطئة ،ونقدها في مواضع الن ّقد بما توافر من أدلّة علمي ّة ،كما أنّنا نحاول إلقاء بعض الضّ وء
عن إمكانات برقة الذاتية ،وأثرها في تنشيط حركة الت ّجارة الداخلي ّة والخارجي ّة.
أهمي ّة البحث:
تكمن أهمي ّته في استخراج قراءة جديدة من نصوص بعض المصادر الجغرافية التي
ل ذلك سيفتح باب دراسات علمي ّة نقدي ّة عن الموضوع الّذي تناولناه
تحدّثت عن برقة ،ولع ّ
بالبحث.
712
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
منهجي ّة البحث:
سنستخدم المنهج الوصفي وطر يقة الاستدلال التحليلي من خلال استعراض
الن ّصوص الواردة في رحلة المقدسي؛ وكتاب البلدان والممالك والمتعل ّقة بموضوع البحث
دون إغفال المصادر الأخرى ذات العلاقة بالدراسة ،مع التعليق والنقد كلما تطل ّب
الموقف لذلك.
حدود البحث:
من حيث المحدّد الموضوعي :يترك ّز البحث على وصف برقة من خلال كتابي
"المقدسي ،وابن سباهي" ،أما ّ من حيث المحدّد المكاني :فهو المغرب الأدنى وآراء المصادر
في تحديده من حيث :اشتمال مجال برقة من ضمنه ،في حين يقع المح ّدد الز ّماني للد ّراسة بين
القرن الرابع والعاشر الهجر يّين.
تقسيمات البحث:
قسّمت البحث إلى :مقدمة ،وأربعة محاور ،وخاتمة ،يتناول المحور الأول بالد ّراسة
"طوبونيميا" برقة ،أمّا المحور الث ّاني فقد خصّ صناه للت ّعر يف بمجال برقة وامتداده ،وقمنا في
المحور الثالث بتسليط بعض الضوء على خصائص برقة ،ووضعنا في المحور الرّابع عنوانا عن
الأهمي ّة الاقتصادي ّة لبرقة.
أول ًا -طوبونيميا(*) برقة:
إفر يقية غربا( ،)1واشتهرت باسم إقليم المدن الخمس ،أو بنطابلس ( ،)Pentapolisوهو
لفظ مشتق من الكلمة اليونانية ( ،)Pentaوتعني :خمسة ،و( )polisوتعني :مدينة أو
المدينة الدولة ،وهي مدن أسسها الإغريق بداية من القرن السابع قبل الميلاد ،وقد أشار
البكري إلى ذلك عند حديثه عن برقة بقوله " :اسمها بالرومية الإغريقية بنطابلس ،تفسيره
(*)( ) toponymieالطوبونيميا = علم معرفة المواقع ،أي العلم الّذي يُعنى بدراسة أسماء الأماكن وتحليلها ،بالاعتماد على
مجموعة من العلوم المساعدة كالتاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجية وغيرها .ينظر إلى:
.Josette Rey-Debove, Dictionnaire du Français, CLE international, Paris, 1999, p. 1022
) (1الحموي :شهاب الدين ياقوت( ،ت ،)262 :معجم البلدان ،ج ،1/دار صادر ،بيروت ،1999 ،ص.089-088/
712
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
()1
توكرة (،)Cyren شحات، (،)Apolonia سوسة وهي: مدن" خمسة
ًّ
حالي ّا (،)**()Barca ( ،)TEUCHEIRAبنغازي ( ،)HESPERIDESبرقة = المرج
ويتميز بموقعه الجغرافي الغني بالتربة الخصبة الصالحة للز ّراعة (.)2
ن معرفة حدود برقة خلال العصر الوسيط تخضع لآراء المصادر في مراحل
إ ّ
شرقا وإفر يقية غربا( ،)3وهو ينقل عن أبي عبيد البكري (ت489 :هـ) في كتابه المسالك
وتفيدنا مصادر أخرى عن اتساع مدينة برقة وحجمها ،وهي بطبيعة الحال صورة
ن "مدينة برقة
تقريبية عن واقعها آنئذ ،ففي حين يذكر ابن حوقل (ت بعد سنة )029 :أ ّ
يظهر الفرق بين الن ّصين السابقين بشكل جلي وواضح ،وهو ما يفسر أن مؤل ّفي تلك
) (1البكري :أبوعبيد( ،ت489 :هـ) ،المسالك والممالك ،ج ،6/الدار العربية للكتاب ،تونس ،1996 :ص.249 /
(**) تكتب برقة بالحروف اللاتينية بأشكال مختلفة ،وهي كما يلي )BarKe-Barce-BarKa( :وبعد الفتح الإسلامي عام:
61هـ246 /م ،أطلق العرب اسم برقة على الإقليم كله الذي كان يعرف سابقا باسم .)Cyrenaica( :للمزيد ينظر :شلوف،
عبد السلام محمد :الأسماء القديمة للمدن والقرى الليبية ،ط ،1/دار هانيبال للنشر والتوز يع ،بنغازي ،6336 :ص.68 /
) )2المهل ّبي :الحسن بن أحمد( ،ت083 :هـ) ،المسالك والممالك ،التكوين للطباعة والن ّشر6332 ،م ،ص ص.49-42 /
كذلك :ابن عبد الطاهر :محيي الدين (ت296 :هـ) ،الر ّوض الزّاهر في سيرة الملك الظّاهر ،الر ياض1992 ،م ،ص/
.414
) )3الحموي :المصدر السابق ،ج ،1 /ص ص.089-088 /
) )4البكري :المصدر السابق ،ج ،6 /ص.249 /
) )5ابن حوقل :أبو القاسم( ،ت بعد سنة ،)029 :كتاب "صورة الأرض" ،منشورات دار مكتبة الحياة ،بيروت:
،1996ص.29 /
) )6مؤلف مجهول( :مؤرخ مراكشي من عاش في القرن السادس الهجري) :كتاب "الاستبصار في عجائب الأمصار" ،دار
الشؤون الثقافية ،بغداد( :د.ت) ،ص.140 /
772
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
كان قد نقله الجغرافيون عن مصادر أخرى ،وثانيهما :أن الت ّفاوت الز ّمني بين مصدر وآخر
كفيل بتغي ّر ملامح برقة من حيث ازدياد عمرانها ،واتساعها ،وهو الراجح في تقديري.
ومن جانب آخر كانت أرض برقة قد شهدت نشاطا في الزراعة والتجارة خصوصا
مع مصر ،نظرا لـكثرة خيراتها ،وخصوبة أراضيها ،كما وصفها المقدسي( ،)1والبكري(،)2
والمهل ّبي( ،)3لـكنّ الر ّخاء الذي كانت تعيشه برقة يبدو أن ّه قد تحو ّل إلى قلّة ٍ في العيش مع
بداية القرن الثامن الهجري ،حيث نقل إلينا أبو الفداء إسماعيل (ت906 :هـ) في كتابه
بقي شيء مهم يتعل ّق بمدلول لفظ (برقة) من حيث إنه اسم مجال جغرافي واسم
()5
ن
برقة باتّساع مساحتها ،فإ ّ مدينة ،ففي حين يصف ابن عبد الظاهر (ت296 :هـ)
()6
ن مصادر أخرى وصفت برقة
أشار إلى كثرة أقاليمها ،بيد أ ّ اليعقوبي (ت684 :هـ)
فمنها ما تحدّث عن المجال الجغرافي الّذي يشمل مدنا وأقاليم؛ فتأتي بذكر برقة مجر ّدة هكذا
(برقة) ،وهذا ينطبق على وصف ابن عبد الظاهر واليعقوبي المشار إليهما ،لـكن المصادر
الأخرى أشارت إلى برقة بوصفها مدينة ،وهي المعروفة اليوم بمدينة المرج أي( :مدينة
برقة) ،وكثيرا ما يتطابق اسم المدينة مع اسم الإقليم ،فقد كان المسلمون خلال العصر
) (1المقدسي :شمس الدين( ،ت093 :هـ)" ،أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" ،ط ،6/مطبعة بر يل ،ليدن ،1932 :ص
.664
) )2البكري :المصدر السابق ،ج ،6 /ص.243-249/
) )3المهل ّبي :المصدر السابق ،ص.49-42 /
) (4أبو الفداء :عماد الدين إسماعيل( ،ت906 :هـ) ،تقويم البلدان ،باريس ،1803 :ص.168 /
) )5ابن عبد الظاهر :المصدر السابق ،ص.414 /
) (6اليعقوبي :أحمد( ،ت ،)684 :كتاب البلدان ،مطابع بر يل ،ليدن ،1893 :ص.106-101/
) (7ابن حوقل :المصدر السابق ،ص ،29/والبكري :المصدر السابق ،ج ،6/ص ،243-249/وكتاب الاستبصار ،المصدر
السابق ،ص ،140 /والإصطخري :أبو إسحاق إبراهيم( ،ت033 :هـ) ،مسالك الممالك ،دار صادر ،بيروت( :د.ت)،
ص.08-09/
771
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وضح
ن ياقوت الحموي (ت262 :هـ) قد ّ
الوسيط يسمون المدن بأسماء أقاليمها ،ويبدو أ ّ
الفرق بين برقة الإقليم وبرقة المدينة ؛ وذلك بقوله" :برقة بفتح أوله والقاف اسم صقع كبير
يشتمل على مدن وقرى بين الإسكندر ية وإفر يقية ،واسم مدينتها أنطابلس ،وتفسيره:
الخمس مدن"( .)1لـكنّ الحموي استعمل الاسم الإغريقي القديم لمدينة برقة( :أنطابلس) ولم
يحدد موقعها.
أمّا الادريسي (ت حوالي448 :هـ) فكان قد حدّد موقع مدينة برقة في معرض
حديثه عن المسافة بين سلوق ومدينة برقة فقال ..." :ثم إلى سلوق أربعة وعشرون ميلا،
ثم إلى أويرار ثلاثون ميلا ،ثم إلى قصر العسل اثنا عشر ميلا ،ثم إلى مرينة سبعة وعشرون
ميلا ،ثم إلى برقة خمسة عشر ميلا"( ،)2ولم يتطر ّق أحد من الجغرافيّين في العصر الوسيط
فيما أعلم إلى ذكر اسم مدينة برقة ال ّتي تعني مدينة المرج إلا ابن سعيد المغربي (ت:
مرتين فقال. . ." :ومن شرقيّها مدينة برقة ،التي كانت قاعدة
284هـ) ،الّذي ذكر ذلك ّ
البلاد البرقي ّة ،...و يقال لها اليوم مدينة المرج"( ،)3وفي موضع آخر قال ..." :وفي الشرق
مدينة برقة ،التي كانت قاعدة البلاد البرقية ،فخربها العرب ،و يقال لها اليوم :مدينة
المرج"(.)4
777
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وصف المقدسي مجال برقة من حيث امتداد ساحلها في سياق حديثه عن تشابه
ويستشف من هذين
ّ مدينة بأفر يقي ّة ،وأخرى ببرقة"(،)2 (*)
وفي موضع آخر قال" :صبرة
تنسب إلى ساحل برقة ،بينما نرى ابن سباهي قد اهتم ّ بالمجال البحري الممتد من طنجة في
أقصى بلاد المغرب وصولا إلى بلاد الشام ،ثم آسيا الصغرى ،فقد أعطى وصفا لخلجانه
والمدن التي تقع على سواحله ومجالها ،ومن ضمن ذلك برقة ،فقال" :ثم يمت ّد [أي :البحر]
على ساحل برقة؛ على دخلة قد أخذت شمالا؛ ودخلت في البحر ،والبحر ينعطف من أول
امتداد مجالها الجغرافي القريب ضمن المدن الخمس المعروفة بها ،أمّا امتداد مجالها الجغرافي
البعيد الذي يصل إلى أفر يقية فقد دل ّت عليها الن ّصوص ال ّتي أوردها المقدسي ،وقد أشرنا
ل مصر من
ن لك ّ
إليها قبل قليل ،ولتأكيد ذلك ،نرى المقدسي في موضع آخر يشير إلى أ ّ
الأمصار ما يتبعه من مدن ،وذلك حين ذكر برقة ومدنها ،في إطار امتداد مجالها الجغرافي
غافق(***)"(.)4
772
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ل المدن
ل على أنها مركز ٌ تتبعها ك ّ
من المدن الواقعة من غربي مصر إلى إفر يقية ،وهذا يد ّ
والقرى بين مصر وإفر يقية ،وقد عدد المقدسي سبع كَو َر لإقليم بلاد المغرب ،فضلا عن
ناحيتين لفاس هما :طنجة والزّاب ،وكانت تلك الـكَو َر من غربي مصر إلى أقصى بلاد
المغرب فقال عنها..." :فأول تلك الـكَو َر من قبل مصر برقة ،ثم أفر يفية ،ثم تاهرت ،ثم
سجلماسة ،ثم فاس ،ثم السوس الأقصى ،ثم جزيرة صقلية ،تقابل أفر يقية والأندلس وراء
البحر على أرض الروم ،وناحيتان لفاس ،طنجة والزاب"( ،)1ولم يغفل المقدسي عن
توضيح أن برقة وما يتبعها من مدن هو امتداد لمجالها الجغرافي كما في الن ّص قبل السابق،
وهي اسم لعاصمته أيضا ،فأضاف ًّ
نصّ ا آخر ليبان ذلك فقال " :فأمّا برقة فاسم القصبة أيضا،
ومن مدنها :ذات الحمام(****) ،رمادة ،أطرابلس ،أجدابية ،صبرة ،قابس ،غافق"(.)2
(ينظر إلى الملحق رقم ،)"1" :وأضاف إلى ذلك تقدير المسافات بين مدن إقليم المغرب
(*)
وحدة قياس ،وقد كله من الإسكندر ية شرقا إلى إشبيلية غربا( ،)3باستخدام المرحلة
=تمص ّر .ينظر إلى :الحموي :المصدر السابق ،ج ،4/ص099/؛ وأيضا :البغدادي :صفي الدين( ،ت909 :هـ) ،مراصد
الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ،ط ،1/دار الجيل ،بيروت ،1996 :ص.944 /
ن غافق بلد معمور ،يقع بين قابس وسفاقص .البكري :المصدر السابق ،ج ،6/ص.191 /
(***) ذكر البكري أ ّ
) )4المقدسي :المصدر السابق ،ص.98 /
) )1المصدر نفسه ،ص.638/
(****) ذات الحمام سوق جامعة ،بها جامع بناه ز يادة الل ّه بن الأغلب حين رجع من المشرق إلى المغرب .ينظر إلى:
البكري :المصدر السابق ،ج ،6 /ص.194 /
) )2المقدسي :المصدر السابق ،ص.639/
) )3المقدسي :المصدر السابق ،ص.668-662/
* المرحلة مفرد مراحل وتعني المسافة بين منزلين ،وهي وحدة قياس تقدير ية استخدمها الرحالة والجغرافيون العرب لتحديد
ن المرحلة مسيرة يوم ،و يختلف ذلك من فصل لآخر ومن طر يق لآخر ،و يتراوح تقدير
مكان أو مدينة ،فهناك من برى أ ّ
الجغرافيين للمرحلة بين ( )12و ( )00ميلا ،أمّا الد ّراسات الحديثة فإنها تقدّر المرحلة بنحو ( )41أو ()46كم .للمزيد من=
772
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وامتدادها ،فالنموذج الأول يحدّد المسافة بين المدن من برقة إلى الإسكندر ية ،في حين
النموذج الثاني يتعل ّق بالمدن ال ّتي تقع بين طرابلس وبرقة( .ينظر إلى الملحق رقم،"6" :
والملحق رقم.)"0":
أما ابن سباهي فقد تحدّث عن مجال برقة البحري حتى شب ّه طلميثة –وهي
قلّة مياهها في ذلك العصر الّذي تسب ّب في جعل الأرض مقفرة ،ولا يوجد إلا نهر ماء
درنة( ، )2وينقل عن ابن حوقل وصفه لبرقة بأنّها مدينة متوسطة ،وهي في مست ٍو من
الأرض ،وحواليها كَور عامرة( ،)3لـكنّها بحسب وصفه لم تكن فيها مدينة ممص ّرة لاستيلاء
العرب عليه ا ،مع أنّها كانت مقر ّ ولاية إفر يقية قبل أن تتحو ّل إلى القيروان ،عندما اختارها
عقبة بن نافع الفهري ًّ
مقر ّا لولايته(.)4
التي نقل لنا منها أخبار برقة وأحوالها وتفاصيلها ،بالر ّغم من أن ّه عاش في القرن العاشر
=التفاصيل ينظر إلى :الإدريسي ،أبي عبد الل ّه محمد (ت حوالي448 :هـ) ،أنس المهج وروض الف ُرج ،منشورات دار
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامي ّة ،المغرب ،6339 :ص88 /؛ كذلك :الجليلي ،محمود ،المكاييل والأوزان والنقود
العربية ،ط ،1 /دار الغرب الإسلامي ،بيروت ،6334 :ص.44 /
(**) أقر يطش= (كريت ) ،قال عنها ياقوت الحموي" :جزيرة في بحر المغرب يقابلها من بر إفر يقية لوبيا ،وهي جزيرة كبيرة
فيها مدن وقرى ،وينسب إليها جماعة من العلماء ،غزاها المسلمون أربع مرات ،وكانت المرة الأخيرة في سنة 613هـ حيث
تمكن حفص بن عمر الأندلسي من طرد الروم منها فلم يبق فيها أحدٌ منهم ،وخرّب حصونهم .ينظر إلى :الحموي :المصدر
السابق ،ج ،1/ص.602 /
) )1ابن سباهي :محمد بن علي البروسوي( ،ت ،)999 :أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك ،ط ،1/دار الغرب
الإسلامي ،6332 ،ص.442 ،122/
) (2ابن سباهي :المصدر السابق ،ص.632 /
) )3ابن حوقل :المصدر السابق ،ص.69 /
) (4ابن سباهي :المصدر السابق ،ص.409-632 /
772
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لبرقة في عموم ما كتب تكرار لما سبق ،ولم نجد ما يش ّد الانتباه عن برقة خلال القرن
العاشر.
وفيما يتعل ّق بإقليم بلاد المغرب وأقسامه ،نجد ابن سباهي يتفق مع المقدسي وغيره
في تحديد هذا الإقليم ،حيث أشار إلى أنه يمتد من حدود مصر الغربية شرقا إلى البحر
المحيط غربا ،لـكنه أضاف إلى ذلك حدود إقليم بلاد المغرب الجنوبية كصحراء لمتونة،
والصحراء الفاصلة بين بلاد السودان وبلاد المغرب( .)1وعلى ذلك فقد حدّد معالم المغرب
ن ابن سباهي قد قس ّم إقليم بلاد المغرب إلى ثلاثة أقسام ،وأفادنا من خلال ذلك
إ ّ
بأهمي ّة برقة وموقعها من هذه الأقسام ،فجعل القسم الأول منها "المغرب الأقصى"؛ وحدّه
من ساحل البحر المحيط إلى تلمسان غربا وشرقا ،ومن سبتة إلى مراكش ،ثم ّ إلى
(*)
شمالا وجنوبا .أمّا القسم الثاني فيعرف بالمغرب الأوسط ،وحدّه سجلماسة ،وما في سمتها
من شرقي وهران إلى بجاية شرقا ،والقسم الثالث يمت ّد من أفر يقية شرقا إلى برقة ثم ّ إلى
مصر( ،)2ويُستشف مم ّا أورده ابن سباهي في القسم الثالث من إقليم بلاد المغرب أنه يشمل
كل الامتداد من أفر يقية إلى مصر ،ليكو ّن قسما واحدا بحدوده المذكورة أن ّه يمكن أن
نطلق عليه المغرب الأدنى ،لـكنّ الجغرافيّين والمؤرّخين المتأخّرين قد جانبوا الصواب في
تقديري حين اقتصروا تسمية المغرب الأدنى على إفر يقي ّة في الد ّراسات الحديثة ،فعلى
سبيل المثال كان قد اعتمد هذه التسمية عبد الحميد حمودة في كتابه( :تاريخ المغرب
الإسلامي) حيث ذكر أن أقسام بلاد المغرب ثلاثة ،وأوّل أقسامه :المغرب الأدنى،
ويشمل القطر التونسي الحالي والأجزاء الشرقية من الجزائر وقاعدته القيروان ،ثانيا :المغرب
772
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الأوسط ،ويمت ّد من تاهرت إلى وادي ملو ي ّة ،وقاعدته تلمسان ،ثالثا :المغرب الأقصى،
ويمت ّد من وادي ملو ي ّة شرقا حت ّى المحيط الأطلسي غربا( .)1وهناك دراسات أخرى
كثيرة قد أخذت هذا المنحى في تقسيم بلاد المغرب خلال العصر الوسيط( ،)2بل إن
المناهج الدراسية في التعليم لدى كثير من الدول قد اعتمدت هذا التقسيم في كتب التاريخ،
لـكنّ السؤال المعروض الآن :لماذا استبعدت الدراسات الحديثة ساحل برقة ومدنه من
ن إقليم بلاد
ن المصادر تؤكّد على أ ّ
غربي الإسكندر ية إلى أفر يقي ّة من بلاد المغرب؛ مع أ ّ
المغرب يقع بين غربي الإسكندر ية شرقا إلى البحر المحيط غربا؟! ،وللإجابة على ذلك
ل تلك الدراسات التي اقتصرت في تقسيمها لبلاد المغرب على ما ذكرناه ،كانت
نقول :لع ّ
قد تأث ّرت إلى حد كبير بكتابات المستشرقين(*) ،الّذين أغفلوا عن قص ٍد في مؤل ّفاتهم
المجال الجغرافي من غربي الإسكندر ية إلى أفر يقي ّة؛ وكأن ّه لا يقع في شمال أفر يقيا!!.
عامرة نفيسة ،كثيرة الفواكه والخ يرات والأعسال مع يسار ،وهي ثغر قد أحاط بها جبال
عامرة ،ذات مزارع على نصف مرحلة من البحر في هو ية ،قد أحاط بها تربة حمراء،
شربهم من آبار وما يحوونه من أمطار في جباب ،وهي على جادة مصر ،يحسنون إلى
ل انقلاب من غيرهم"(.)3
الغرباء ،أهل خير وصلاح ،وأق ّ
) )1حمودة :عبد الحميد ،تاريخ المغرب الإسلامي في العصر الإسلامي من الفتح حتى قيام الدولة الفاطمية ،الدار الثقافية
للنشر ،القاهرة ،6332 :ص.10-16/
) (2ينظر على سبيل المثال :عبد الرؤوف ،عصام الدين :تاريخ المغرب والأندلس ،مكتبة نهضة الشرق ،القاهرة( :د.ت)،
ص.16 /
(*) من الطر يف أن يؤل ّف شارل أندر يه جوليان كتابا بعنوان( :تاريخ أفر يقيا الشمالية ،تونس ،الجزائر ،المغرب) ،ولم يشر
في كتابه هذا إلى أي مدينة أو مجال جغرافي يقع شرقي تونس ،ومن ثم ّ فإن تقسيمه لبلاد المغرب على هذا النحو هو من
واقع رؤ ية استعمار ية للدول الثلاثة ،أي :شمال أفر يقيا الفرنسية.
) )3المقدسي :المصدر السابق :ص.611 /
772
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يفهم من هذا النص أن برقة مكنتها طبيعتها الجغرافية الخصبة وتربتها الحمراء من أن
تكون عامرة بتنوع المزروعات وإنتاج الفواكه ،فضلا عن غطائها النباتي المتنوع الذي سمح
استقطبت هجرة الغرباء إليها ،الّذين لمسوا في أهل برقة المعاملة الحسنة ،فأثنى المقدسي عليهم
وبين الولاة قد أسهمت في الاستقرار السّياسي لسكان برقة أكثر من غيرهم ،وقد نقل
إلينا البلاذري الّذي سبق عصر المقدسي القول" :كان أهل برقة يبعثون بخراجهم إلى والي
قال الواقدي :وكان عبد الل ّه بن عمرو بن العاص يقول :لولا مالي بالحجاز لنزلت برقة ،فما
ن ما امتازت به برقة من مزايا أشارت إليها المصادر ،قد جعل الت ّنافس عليها في
إ ّ
بعض الأحيان بين الد ّول آنئذ ،نظرا لـكثرة خيراتها ،ففي حين كان عم ّال الجباية يأتون من
مصر لجمع أموال زكاة المواشي وع ُشر الز ّروع والثّمار ،فإن ظهور الدولة الفاطمية بالمغرب،
وأطماعها في الت ّوسّ ع شرقا جعل الأخيرة تبسط سيطرتها على برقة ،وتستحوذ على تلك
الأموال والأراضي( ،)2لـكنّ السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (ت298 :هـ) كان قد
استعاد السيطرة على برقة بعد زوال الدولة الفاطمية ،وعيّن عطأ الل ّه بن عزاز واليا عليها،
) )1البلاذري :أبو العباس أحمد( ،ت 699هـ) ،فتوح البلدان ،مؤسســة العارف ،بيروت ،1989 ،ص.014-014 /
) )2الإصطخري :المصدر السابق ،ص.08-09 /
) (3المقريزي :تقي الدين( ،ت 844هـ) ،السلوك لمعرفة دول الملوك ،ج ،6/دار الـكتب العلمي ّة ،بيروت ،1999 :ص/
.10
772
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ل كثيرا
ن الن ّشاط الز ّراعي الّذي تمي ّزت به برقة كان قد ق ّ
من ناحية أخرى؛ يبدو أ ّ
ًّ
نسبي ّا( ،)1و يؤكّد ذلك ابن سباهي نظرا لشحّ المياه الذي أصاب برقة في مرحلة متأخّرة
بقوله" :وغالب بلاد برقة براري مقفرة"( ،)2وفي تلك الظروف لا نعرف كيف كان نمط
نلاحظ خلو ّ كتاب المقدسي وابن سباهي من الإشارة إلى عناصر السّكان في برقة ،عدا
إشارتين لابن سباهي جاءت عرضا في سياق حديثه عن وصف برقة حين قال" :وبرقة
ولاية طو يلة ،قد استولت عليها العرب"( ،)3ويبدو أنه قصد غزوة بني هلال وبني سليم
لبلاد المغرب ،في حين كانت الإشارة الثانية عند حديثه عن ميناء طلميثة؛ فقال..." :
وبها قصر –أي :طلميثة– فيه يهود وتحت خفارة العرب"( ،)4الأمر الذي يجعلنا نستنتج
ن المقدسي وابن سباهي قد أغفلا جانبا مه ًّمّا في وصف الحياة الاجتماعية والاقتصادي ّة
أ ّ
إلى جانب تفاصيل أخرى تعوزها تلك المصادر عن المكو ّن السكاني ،لـكنّ القلقشندي
(ت861 :هـ) كان قد أفادنا بتفاصيل كثيرة عن قبائل وبطون برقة( ،)5مع انتشار قبائل
()6
ن ال ّلسان العربي ازداد انتشارا بمرور الزمن بين
إلى جانب القبائل العربية وإ ّ البربر
السكان بشكل ملحوظ ،وهذا ما ش ّد انتباه العبدري في رحلته عندما تحدث عن برقة
فقال ..." :وعرب برقة اليوم من أفصح العرب رأيناهم"( ،)7ومعنى ذلك أ ّ
ن العرب
772
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
القاطنين في الأمصار الأخرى لسانهم ليس فصيحا كفصاحة عرب برقة ،لتأثير اللهجات
الأخرى في ساكنيها.
ن موقع برقة وخصائصها الجغرافية قد بو ّآها أهم ّي ّة اقتصادية تمي ّزت بها في مجال
إ ّ
الزراعة والر ّعي بوصفهما مصدرين للتجارة ،فالمحاصيل الزراعية وتنوعها كانت وفيرة،
والمراعي الغنية بالأعشاب أسهمت في ازدياد عدد الأغنام والأبقار والجمال ،واستفاد
الحرفيون منها في صناعة الثياب والأكسية( .)1لقد وف ّرت الموارد المحلي ّة سوقا متنو ّع
المنتجات ،فنشطت الحركة التجار ية ،ووجد الباعة والت ّجار في رخص أسعار تلك السّلع
فرصة للبحث عن سوق خارجي ،وكانت مصر هي الأقرب؛ فتوث ّقت العلاقات التجار ية
معها ،حيث كانت تصدّر إليها الأغنام ،والأكسية ،والصوف ،والعسل ،والفواكه،
وغيرها(.)2
لقد هي ّأ ساحل برقة الطو يل إقامة مراسي للمراكب التجار ية التي تحمل البضائع إلى
المراسي الأخرى ،وأهم ّها مرسى أجي ّة ،وطلميثة ،وقصر أحمد ،فمرسى أجية لا نعرف موقعه
بالتحديد أو اسمه الذي أشكل على ابن سباهي بين أجب أو أجي ّة ،أمّا مرسى طلميثة فقد
قال عنه الإدريسي..." :عامر بالناس والمراكب ،تقصد إليه بالمتاع الحسن من القطن
والكتان ،ويتجهّز منه بالعسل والقطران والسمن في المراكب الواصلة إليه من
الإسكندر ي ّة"( ،)3فضلا عن الشّعير والعسل( ،)4وقد أشار ابن سباهي إلى المبادلات
722
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
التجار ية التي كانت تجري عن طر يق المقايضة في سياق حديثه عن مرسى طلميثة بالقول:
(*)
بالقرب منه ،وتحضر العرب وتبايعهم بالبضائع " ...والمراكب ترسو قبالة قصر اليهود
مقايضة"( .)1أمّا المرسى الثالث فهو مرسى قصر أحمد ،وهو يقع في قر ية صغيرة؛ استخدمها
العرب مخزنا يخزنون فيه غلالهم ،وكان المجاورون لتك القر ية يجلبون الخيل لتنقل إلى مدينة
الإسكندر ي ّة ،ومن قصر أحمد يوجد طر يق بري إلى برقة ،إلى جانب الطر يق البحري
من خلال ذكر بعض أصناف السلع التي كانت مصدرا للت ّجارة المصدّرة إلى مصر عبر
طرق التجارة البر ي ّة والبحر ي ّة ،ولم نعرف تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع ،لـكنّ فرضية
الأهمي ّة التجار ي ّة التي تصدّرتها برقة خلال العصر الوسيط لا تزال قائمة نظرا لأسباب
من جانب آخر ،يفيدنا محي الدين بن عبد الظاهر في كتابه "سيرة الملك الظاهر"
ل مدينة ميناء؛
بمعلومات عن موانئ برقة وتجارتها بقوله ..." :وفيها مدن على البحر ،ولك ّ
تدخلها المراكب بالبضائع ،وخيولها البرقية معروفة ،وتجلب منها الجِمال الجيدة ،والأغنام،
والعسل ،والشمع ،والقطران ،وبها الأخشاب العظيمة"( .)3يؤكد هذا الن ّص كثرة موانئ
برقة على امتداد ساحلها إلى الح ّد الذي أصبح فيه لكل مدينة ميناء ،وهو مالم يشر إليه
المراكب الت ّجار ية لا تنقطع عن موانئ برقة بالصادر والوارد إليها( ،)4وفضلا عن ذلك
كانت برقة مصدرا للأخشاب ،والخيول ،والجِمال التي تمت ّعت بالجودة ،وذاعت شهرتها.
721
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
من أصناف القطن الأخرى ،وذلك لجودته ،وهي سلعة كانت في غابر الزمان بحسب
وصفه( ،)1كما أخبرنا عن صناعة دباغة جلود الأبقار ،وجلود النمور ،وهذه الأخيرة كانت
تجلب إلى برقة من أوجلة ،و يؤكد في خبره هذا أن تلك الصّ ناعة كانت موجودة في عصره،
ولم يغفل الإدريسي عن ذكر إنتاج زيت الزيتون بوصفه سلعة تجار ية؛ ومادة تستعمل في
الخاـتمة:
عصورها القديمة ،عندما أطلق عليها الإغريق اسم (بنطابلس) أو إقليم المدن الخمس ،لـكنّ
مجالها الجغرافي في عصرها الوسيط قد أخذ مدلولا آخر ،ليشمل المدن والقرى الواقعة بين
وجزيرة أقر يطش (كريت) ،وقد رأينا أن ّبرقة اسم يطلق أيضا َ على قصبتها وهي مدينة
نظر استشراقي ّة ولا تستند إلى معطيات من مصادر تار يخية أو جغرافية.
ممي ّزاتها في خصوبة التربة؛ ووفرة المياه؛ في أغلب عصورها ،ورغد العيش الذي أثبتا
استقطب الغرباء للاستيطان فيها ،وحسن أخلاق أهلها ،والاستقرار السياسي الذي نعمت
أسهمت من خلال ر يع أراضيها في العصر الإسلامي الوسيط في الموارد المالية للد ّول
727
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الإسلامية التي تعاقبت على حكم المنطقة ،نظرا للأهمي ّة الاقتصادية التي تمت ّعت بها برقة،
حيث بدا لنا ذلك من خلال ما أشارت إليه المصادر من أنّها كانت مصدرا للسّلع
الن ّقدية ،فضلا عن صناعة الجلود ،وإنتاج العسل ،وتوافر المراعي ال ّتي كانت تصدّر منها
كما تتب ّعنا تطو ّر الن ّشاط الت ّجاري الذي أدّى إلى إ يجاد أسواق داخلي ّة وخارجي ّة،
أننا قد استنتجنا من ذلك ازدهار تلك التجارة بالصادرات والواردات عبر الموانئ والمراسي
البحر ي ّة؛ فضلا عن الطرق البر ّي ّة التي جعلت من برقة حلقة وصل بين المشرق والمغرب.
التوصياـت:
خص التّاريخ
-يوصي الباحث بالاهتمام والتركيز على الد ّراسات المعمّقة ال ّتي ت ّ
ال ّليبي في العصر الوسيط عموما ،ووضع ذلك من ضمن أولو يات المهتمين في المراكز البحثية
-ع َ ُّ ّد الد ّراسات السّابقة من البحوث والرسائل منطلقا لتطوير البحث الت ّار يخي بغية
-الإعداد لمؤتمرات وندوات علمية تهتم بدراسة المصادر الوسيطة دراسة نقدية
تهدف إلى الوصول إلى التأريخ لليبيا والوصول إلى نتائج علمية منطقية.
-الاهتمام بجمع المخطوطات والوثائق التار يخية وتحقيقها ونشرها إسهاما في إظهار
-إن الدراسات المتعلقة بعلم معرفة المواقع( :الطوبونيميا) سيكشف كثيرا من
الت ّفاصيل عن جانب مهم من تطور أسماء الأماكن والبلدان الليبية التي تناولتها مصادر
كتب الجغرافية والرحلات ،لذلك يوصي الباحث بالاهتمام بمثل هذه الدراسات والتركيز
722
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.1الإدريسي ،أبو عبد الل ّه محمد :أنس المهج وروض الف ُر َج ،منشورات دار وزارة
.2الإدريسي ،أبو عبد الل ّه محمد :نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ،مكتبة الثقافة
.6البلاذري ،أبو العباس أحمد :فتوح البلدان ،مؤسسة العارف ،بيروت1989 :م.
بيروت6334 :م.
.8حمودة ،عبد الحميد :تاريخ المغرب الإسلامي في العصر الإسلامي من الفتح حتى
.9الحموي ،شهاب الدين ياقوت :معجم البلدان ،دار صادر ،بيروت1999 :م.
.13ابن حوقل ،أبو القاسم :كتاب صورة الأرض ،منشورات دار مكتبة الحياة،
بيروت1996 :م.
.11ابن خرّداذبة ،أبو القاسم عبيد الل ّه :المسالك والممالك ،مطبعة بر يل ،ليدن:
1889م.
.10الزّوّام ،سالم محمد :المعجم الجغرافي للأماكن الليبية ،دار ومكتبة الشعب للنشر
722
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.14ابن سباهي ،محمد بن علي البروسوي :أوضح المسالك إلى معرفة البلدان
.14ابن سعيد المغربي ،علي بن موسى :كتاب الجغرافيا ،المكتب التجاري للنشر
.12ابن سعيد المغربي ،علي بن موسى :كتاب بسط الأرض في الطول والعرض،
.19شل ّوف ،عبد السلام محمد :الأسماء القديمة للمدن والقرى الليبية ،دار هانيبال
.18عبد الرؤوف ،عصام الدين :تاريخ المغرب والأندلس ،مكتبة نهضة الشرق،
القاهرة( :د.ت).
.19ابن عبد الطاهر ،محيي الدين :الر ّوض الزّاهر في سيرة الملك الظّاهر ،الر ياض:
1992م.
.63العبدري ،أبو عبد الل ّه محمد :رحلة العبدري ،دار سعد الدين للطباعة والنشر
.66القلقشندي ،أبو العباس أحمد :نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ،دار
.60المقدسي ،شمس الدين :أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ،مطبعة بر يل ،ليدن:
1932م.
.64المقريزي ،تقي الدين :جنى الأزهار من الروض المعطار ،الدار الثقافية للنشر،
القاهرة6332 :م.
722
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.64المقريزي ،تقي الدين :السلوك لمعرفة دول الملوك ،دار الـكتب العلمي ّة ،بيروت:
1999م.
.62ابن منظور ،جمال الدين :لسان العرب ،دار صادر ،بيروت( :د.ت).
.69المهل ّبي ،الحسن بن أحمد :المسالك والممالك ،التكوين للطباعة والن ّشر ،دمشق:
6332م.
722
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يوضح المراحل بين برقة والإسكندر ية وما يقابل المرحلة بقياس الميل حسب
جدول ّ
الإدريسي:
المسافة بين المرحلتين توضيح مسمى نهاية المرحلة نهاية المرحلة بداية المرحلة
2أميال قصر الندامة ورد في كتاب أنس المهج جب برقة
()1
الندامة
62ميلا تقع إلى الشرق من مدينة المرج، تاكنست قصر الندامة
()2
وكانت قر ية للنصارى
64ميلا يسمى "مغار الرقيم" وهو من المغار تاكنست
()3
ضواحي مدينة درنة
04ميلا ورد اللفظ جب حليمة حسب حليمان المغار
()4
الإدريسي
04ميلا يسمى وادي مخيل ،وكان حصنا مخيل حليمان
()5
قرب برقة
04ميلا ورد اللفظ جب الميدان حسب جب مخيل
()6
الإدريسي الميدعان
04ميلا حسب الصغير جناد جب الميدعان جياد الصغير قصر
()7
الإدريسي
03ميلا حي عبد الل ّه وردت التسمية لدى الإدريسي جياد الصغير
722
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
()1
جب عبد الل ّه
03ميلا وردت التسمية دون اختلاف بين مرج الشيخ حي عبد الل ّه
المصادر
63ميلا هي العقبة الـكبرى (السل ّوم) العقبة مرج الشيخ
()2
حسب القلقشندي
63ميلا خرائب أبي ذكرها الإدريسي حوانيت أبي العقبة
()3
حليمة حليمة
04ميلا أوردها البكري خرائب القوم، أبي خربة القوم خرائب
وهـــي مدينة خربها الروم كانت حليمة
()4
بها جباب
14ميلا يقع بالقرب من مدينة الرمادة، قصر خربة القوم
وهي مـــــوضع بين بــــــرقة الشّماس
()5
والإسكندر ية
64ميلا سماها ابن حوقل سكة الحمار أو قصر الشّماس سك ّة الحمام
()6
قباب معان
03ميلا يقول ابن خرداذبة لا ماء فيها إلا جب العوسج سك ّة الحمام
()7
ماء السماء
64ميلا ثلاثة قصور مهدمة بالقرب منها كنائس جب العوسج
722
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
()1
عقبة تعرف بآبار قيس الحرير
غير معروف وردت التسمية دون اختلاف بين الطاحونة كنائس الحرير
المصادر
03ميلا هي شطر حنية قائمة في وسط حنية الروم الطاحونة
()2
فحص بينها وبين البحر ش ُرف
04ميلا سوق جامعة بها جامع بناه ز يادة ذات الحمام حنية الروم
()3
الل ّه الأغلبي
18ميلا ذكرها البكري أبو ميني ،وقال هي بو مينة ذات الحمام
كنيسة عظيمة ،فيها عجائب من
()4
الصور والنقوش
63ميلا الإسكندر ية قال عنها المقريزي مدينة عظيمة بو مينة
بشاطئ البحر ،بها آثار عجيبة ورسوم
قائمة ،حصينة الأسوار ،نامية
()5
الأشجار
722
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يوضح المراحل بين برقة والإسكندر ية وما يقابل المرحلة بقياس الميل حسب
جدول ّ
ابن خرداذبه:
غير معروف اسمها الراشدة ،وهي بئر عذبة المياه الراشدية أرسطا
غربي قصور حسان بن النعمان،
()3
وهو من أطلق هذا الاسم عليها
غير معروف بناها حسان بن النعمان الغساني قصور الراشدية
()4
حسّان
03ميلا تلفظ في بعض الأحيان مغمداس، مغمداش قصور حسّان
وهو موضع بسرت بين موقع أبو
()5
رتمة والزعفران
08ميلا ذكر العبدري أن هذا الاسم يطلق سرت مغمداش
على عدة قصور بينها مسافة ،أولها
722
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
721
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ برقة في كتب الرحّالة والبلدانيين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مجلة أصول الدين/ع 4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
727