You are on page 1of 124

‫د‪ .

‬منصف المرزوقي‬

‫اإلنســــان الحــرام‬
‫قراءة في اإلعالن العالمي لتحقيق اإلنسان‬

‫طبعة مزيدة ومنقحة‬

‫‪0‬‬
‫وأنت تعدّ فطورك فكّر بغيرك‬
‫ال تنس قوت الحمام‬
‫وأنت تخوض حروبك فكّر بغيرك‬
‫ال تنس من يطلبون السالم‬
‫وأنت تسدد فاتورة الماء فكّر بغيرك‬
‫ال تنس من يوضعون الغمام‬
‫وأنت تعود لبيتك فكّر بغيرك‬
‫ال تنس شعب الخيام‬
‫وأنت تنام وتحصي الكواكب فكر بغيرك‬
‫ثمة من لم يجد حيزا للمنام‬
‫وأنت تحرّر نفسك باالستعارات فكّر بغيرك‬
‫من فقدوا حقهم في الكالم‬
‫وأنت تفكّر في اآلخرين البعيدين‬
‫فكّر بنفسك‬
‫قل ليتني شمعة في الظالم‬

‫محمود درويش‬

‫‪1‬‬
5991

5991

5991

5991

5991

5991

5991

1115

1112

1112

5992

1112 1115

En français

L’arrache corps : Essai sur l’expérimentation humaine en médecine -edit aternatives .Paris
1979 , Traduction espagnole :El experimentacion en el ombre. ed jugar Madrid 1982
Arabes, si vous parliez ed , lieu commun. Paris 1987
-La mort apprivoisée –ed, du méridien . Montréal 1990
-Le mal arabe : l’Harmattan- Paris 2004

site internet :www. Moncefmarzouki.net

2
‫تقديم‬
‫د ف يول يت داغر‬

‫‪8991‬‬

‫‪3‬‬
8991

8981
8991

8991

4
8911

5
6
‫قراءة في ‪...‬‬

‫ال جددداف فددي اوننددا نعدداني ن أا ددر مددى أن وقددا م د مددى التدداري ن مددى ددي عرمددرم مددى الم تددو‬
‫والمقروء والمرئي و بالغرق في خ م معلومات تهاجمنا االطوفان وال نعدر ايدف نزدرز داخلهدا الغد‬
‫مى السميى‪.‬‬
‫نحى بالطبع أعجز مى التح م فدي الاداةرة عبدر الدتم ى فدي اد النصدو ‪ .‬إال أنندا مطدالبونن امدا ةدو‬
‫الحاف في عالقتنا مع البشر ن بمعرفة دقيقة بالقلة التي تلعب دورا ةاما في حياتنا حت ولو بقيا المعرفة‬
‫باألغلبية طحية أو ظرفية ال لشيء إال ألننا نعديش دومدا داخد بدب ة مدى األف دار والصدور تصدنعها‬
‫نصددو عام د ةددي التددي تصددو رتيتنددا ألنزسددنا وللعددالم وتوجددم مددى أيددى ندددرن وال ندددرن مواقزنددا‬
‫وتصرفاتنا ‪ .‬أضف إل ةذا أن هذه النصو تنحا معالم عالم مصدنو مدى الرمدوز م لمدا ةدو مصدنو‬
‫مى المادة ‪.‬‬
‫نادرا ما ي ون حت ةذا مم نا إذ ال أحد علمنا ايف نقرأ النصو القليلة التي تلعب م ةذا الدور‪.‬‬
‫بدالقوف أنندي أعمدم وأبدال ن فالنصدو ال بدر‪ ،‬ن خا دة الدينيدة منهدا ن معروفدة‬ ‫قد يحدتّ علدي الدبع‬
‫وأببعا ترديدا مى قب عامة الناس‪.‬‬
‫بتان بيى القراءة و الترديد ‪.‬‬
‫قد يقاف أن الم قزيى مطلعيى عل ابر‪ ،‬األعماف الز رية ‪.‬‬
‫بتان بيى القراءة واإلطال ‪.‬‬
‫ماذا عى بح أة الح والعقد في نصو هم المقد ة ؟‬
‫بتان بيى القراءة وما يزعلون‪.‬‬
‫لنتصور العملية الذةنية للمتديى اليهودن في تعاملم مع التوراة نأو للمتديى المسيحي في تعاملم مع‬
‫اإلنجي ن أو للمتديى المسلم في تعاملم مع القرآنن أو في ايزية تعام الشيوعي مع اتابات ماراس ولنييى‪.‬‬
‫ثم لنتصور العملية المعااسة أن قراءة المتديى اليهودن للقرآن وقراءة الماراسي لإلنجي ال ‪.‬‬
‫و في التي الحالتيى ن ال يدخ المتديىن أو الملتزم يا يان النص فارغا مى ا ح م مسدبق‪ .‬بد بدالع س‬
‫ةو يدخلم للتأاد مى أولوية دينم عل ما يخالزم مى األديان والمشاراة فدي جدوق المددو أو جدوق القددو ‪.‬‬
‫الغرابة في األمر و التزاع مع النص مح وم مى البداية بمقولة ''وعيى الرضا عى ا عيب اليلة وعيى‬
‫السخط تبدن المساوئ ‪''.‬‬
‫مى البديهي أن م ةذه '' القراءة '' ال ت تشف النص وإنما تبح فيم عى القناعات المسبقة المبنيدة علد‬
‫قبدوف مطلدق أو رفد مطلدق ااندا حاضددرة بقدوة فدي الددوعي أو الالوعدين حتد قبد فد رمدوز الجملددة‬
‫األول ‪.‬‬
‫يبق تعام عالم لسانيات أو الناقد األدبي بموضوعيتم المزعومة ‪.‬‬
‫وعل د فددرن أننددا دددقنا الخرافددة الجميلددة عددى ف ددر مسددتق ب د ومحايددد فددي الصددراعات التددي تعصددف‬
‫بالنصو المؤ سة ن فإننا ندرك بسهولة أن م ةذه المعالجدة البداردة تلغدي أةدم مدا فدي الدنص أن قدوة‬
‫اإليمان بق ية ما ‪ .‬ثم ما معن الحياد في الق ايا ال بدر‪ ،‬التدي تعالجهدا ةدذه النصدو ن والحداف أن اد‬
‫موقف منها ولو اان الحياد‪ ...‬منحازا‪.‬‬
‫ال بديء أبعددد عددى فهمنددا للقددراءة ممددا يو ددف بالموضددوعية التددي تبدددو بمقدداييس العصددر الهددد األوحددد‬
‫واألام ل علم جدير بهذا اال م ن فهي في آخر األمر معالجة فوقية ن خارجية ن باردةن متباعددةن غيدر‬
‫ملتزمة بق ية النص وغير مسؤولة عنم‪ .‬إن م ةذه القراءة اتشريح أطرش لسمزونية بتهدوفى التا دعة‬
‫عل الورق أو اتبحر أعم في درا ة تاري لوحة موندا ليدزا واأليدادن التدي تبادلتهدا و دعرةا فدي‬
‫البور ة الحالية لسوق الزى نوالهدا عمليدات بم ابدة محاولدة فهدم عمد الجسدم الحدي عبدر تشدريح ج دة‬
‫الميا‪.‬‬
‫إذا لم ت ى القراءة إطال متصزح الجرائد وترتي المؤمى وبح المختص فما ةي إذن ؟‬
‫*‬

‫‪7‬‬
‫إنها عملية معقدة تمر بمراح متتابعة نتيجتها رةى بنجاو اد مرحلدة علد حددة واالرتبدال السدليم بديى‬
‫الماء في النهر‪.‬‬ ‫اتوا‬ ‫بينها وإنما توا‬ ‫المراح و يم ننا تقسيمها ااآلتي علما وأنم ال فا‬
‫اإلطالع‬
‫ابددتقا اللغددة مددى ةددذا المصددطلح المددة المطالعددة وتقددرن عنددد الجميددع تبسدديطا بددالقراءة والحدداف أنهددا‬
‫مرحلتها األول ن وأحيانا األخيرة ‪ ...‬ألن المطالعة إما قراءة مجه ة وإما انطالقتها‪.‬‬
‫واإلطددال ةددو التعددر علد الشدديء عبددر تسددجي ددريع ألبددرز معطياتددم ‪ .‬ةولقدداء الصدددفة بانطباعاتددم‬
‫الخاطزة التي قد تصدق وقد ت ذ ن و التي قد تتطدور إلد عمليدات أخدر‪ ،‬توا د التعدر وتعمقدم حتد‬
‫تجع منم في حالة النجاو معرفة ‪.‬‬
‫وفي مرحلة المطالعة يحدث ما يحددث عنددما نقابد عرضدا بخصدا مجهدوال‪ .‬فإمدا يمسدحم النادر بصدزة‬
‫خاطزددة لننسدداه فددي اللحاددة المواليددة أو ننتبددم إليددم فيتوقددف عنددده الناددر مطددوال ‪ .‬أمددا الحددافز للنسدديان أو‬
‫لالنتباه فوعي مبهم بأننا لم نجد ن أو وجدنا ن ما ننتار‪.‬‬
‫تدخ القراءة في حالة تأجّ االنتباه المرحلة ال انية‪.‬‬
‫االستكشاف‬
‫تددوحي لددي ةددذه المرحلددة بصددورة نددزوف الغددوا ن المددرة تلددو األخددر‪،‬ن فددي أعمدداق بحددر بح ددا عددى انددز‬
‫مجهوف الموضع ‪ .‬مى يتصور غوا ا نزف أعماق البحر وعاد ب نوزه دون تمريى و أدوات وخارطة ؟‬
‫إنم بال بط وضعنا حي يقع ا ت شافنا ألغلب النصو بصزة تخبريدة ‪ - empirique -‬لعددم توفرندا‬
‫عل أدوات جاةزة و تقنيات تعلمناةا ممى بقونا ‪.‬‬
‫وةذه مرحلة باقة خطرة حي يم ى أن نغرق في النص أو أال نجد إال الصدد ولديس اللؤلدؤ الدذن نادى‬
‫أنم اامى في األعماق‪....‬اما يم ننا ااتشا ا ما نأم وزيادة‪ ....‬و عامد الحد ةدو المحددد فدي النجداو‬
‫أو في الزش ‪.‬‬
‫لنترك عل حدة مؤقتا مسدألة تقنيدات المعالجدة التدي ننصدح "الغوا ديى" المبتددئيى باعتمادةدا للترايدز‬
‫عل ما يم ى تسميتم برول '' اللياقة الذةنية '' لممار ة رياضة خطرة م الغو في النصو ‪.‬‬
‫إن مى بينهدا التدأني والصدبر والتحمد ن ل دى أولهدا إزالدة الغشداء الحاجدب الموضدو فدوق األبصدار ن ةدذا‬
‫الغشاء الذن يعطي'' قراءة'' العقائدن لنصو م ونصو أعدائم ‪.‬‬
‫بعقلية خالية مى ا ح م مسبق؟ ناريدا نعدمن ل دى بدتان بديى الناريدة‬ ‫ل ى ة يم ى دخوف النصو‬
‫والواقع‪...‬بيى المم ى وغير المم ى !‬
‫إن الذةى البشرن ليس مجموعة مى مساحات فارغة تمتلئ بيئا فشيئا بمعلومات تحت م انها داخ‬
‫'' ف ددائم'' امددا تحتد الملزددات أدرات الم تددب أو رفددو الم تبددات الشدداغرة ‪.‬ةددو دومددا ناددام م ددون مددى‬
‫طبقات مى المعلومات ترااما داخلدم نتيجدة تزاعلدم النشدط مدع المعلومدات التدي تتددافع إليدم مدى الدداخ‬
‫والخارت منذ الوالدة ن وفق "برنامّ" تسيير قد ي ون مح وما بالجينات الوراثيةن ومدى المؤادد أن التربيدة‬
‫والتجربة تلعبان دورا ةاما في تش يلم ‪.‬‬
‫ة ذا ترانا ال نتعام مع أن إب اليةن مهما بددت جديددة عليندا ن إال انطالقدا مدى ةدذا ال دم الهائد المتغيدر‬
‫با دتمرار مددى معلومددات مخزنددة تراامددا بمددر الزمددان وتتبدادف بينهددا عالقددات بالغددة التعقيددد ‪ .‬وخددالف ةددذا‬
‫التزاع النشط ن تر‪ ،‬الذةى يقارن ويستنتّ ن يحذ ةنا وي يف ةناك ن ي با ةذه المعلومة أو يحورةا‬
‫يقب ويرف ‪ .‬والذةى البشرن اي ا م مرآة ال ت تزدي بع دس الصدور التدي ترتسدم علد بلورةدا وإنمدا‬
‫تعيد ياغتها با تمرار وفق حاجياتها المتطورة ‪ .‬لذل تأتي الصور التي نع سها لواقعن يبدو واحددا ن‬
‫جددد متباينددة‪ .‬ال معند بالتددالي لمطلددب دخددوف النصددو بدددون أح ددام مسددبقة فهددذه األخيددرة جددزء ثابددا‬
‫مهي مى اياننا الز رن ‪.‬ال جدو‪ ،‬إذن في ادعاء أو محاولة ما ةو غير مم ى‪.‬‬
‫ما المخرت ؟‬
‫إنم في الوعي بالوجود ال رورن والطبيعي لألح ام المسدبقة واالنتبداه ل ونهدا عميقدة الجدذور ن قويدة‬
‫الح ور والزع ن أنها ال تخرت عى نو أو آخر مى قبوف أو رف متقدم علد اد حجدة واعيدة ن أنهدا‬
‫تستدع لها ا الحجّ في مرحلة ثانية لدعمها حت يحص التوافق بيى المسبق والملحق ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تأتي بعد ةذه العملية مرحلة تجاوز اإلب الية وت دون فدي اتخداذ موقدف يم دى تلخيصدم االتدالي‪ :‬يدا ندصن‬
‫رغم معت السيئة لدن ولد‪ ،‬مى حولي أقرتك دون إدانة جاةزة‪ ....‬وما علي إال إقناعي‪.‬‬
‫أون يا نص رغم معت الطيبة لدن ولد‪ ،‬مى حولي أقرتك دون تساة ‪ ....‬وما علي إال إقناعي‪.‬‬
‫إنم بالطبع موقف أخالقي قوامم ف يلة الز ائ في التعام مع النصو أومع ال ائنات‪ :‬النزاةة ‪.‬‬
‫لغشاء ف رن مصنو مى أف ارنا‬ ‫ة ذا يم ننا تعريف األةلية الذةنية للقراءة بأنها تحييد إيجابي متوا‬
‫المسبقة يتجدد بسرعة وبا تمرار اما يتجدد ال دبا علد زجدات السديارة المتوغلدة فدي أعمداق منطقدة‬
‫بالغة الرطوبة ‪.‬‬
‫ال عالقة لهذا الموقف بأن ذاجة أو طهورية ¸‬

‫مصنوعة مدى اائندات رمزيدة أ دميها الز ريدات‪ .‬وةدي م د اد ال ائندات الحيدة‬ ‫نحى نعلم أن النصو‬
‫األخددر‪ ،‬تجاةددد للحزدداع عل د تواجدددةا و تحدداوف تو دديع دائددرة ددلطتها وتصددار ل ددفع أذ‪ ،‬الز ريددات‬
‫األخر‪ ،‬التي تريد الق اء عليها ‪.‬‬
‫نحى نعلم أنها تستخدمنا لتو يع مجالها الحيون وإننا عندما ننقلها لألجياف القادمة نم نها مدى تحقيدق أابدر‬
‫مطامحها ‪ :‬غزو المستقب ‪.‬‬
‫نحى ننطلق مى اون ا نص جملة مى األف دار التدي ترمدي لغدزو العقدوف والقلدو دفاعدا عدى مبدادئ‬
‫مصالح ومصالح مبادئ فئة معينة مى البشر تحرام‪.‬‬
‫مى يريد تزوي نا ن ا تعماف مدى يسدتعملنا ن‬ ‫ا ةذا حاضر لدينا م الوعي بأننا نحى أي ا نريد تزوي‬
‫إننا ال نريد الزهم إال لحسى اال تعماف والتزوي ‪.‬‬
‫الغريب في األمر أن عمليدة اإل دقال أن القدراءة المزوضدة تمدارس ب يدر مدى ال تمدان و التقيدة و تسدتعم‬
‫ال ير مى أ اليب التمويم و الحاف انم ال بيء أا ر انتشارا و‪ ...‬برعية‪.‬‬
‫التحليل‬
‫وحت ت ون حصيلة معالجة النص وافرة قلبم فدي البدايدة بعقليدة الشدارن اللبيدب الدذن يريدد أن ي دون‬
‫ف رة واضحة عما يرغب في اقتنائم ‪ .‬ثمة دوما وراء ةذا التقليب جملة مى اال ئلة الواضحة والمبهمة ‪.‬‬
‫أن أ دئلة يجدب أن نلقددي علد الددنص وأن أجوبدة يجددب أن ننتارةدا منددم حتد نشددترن ''الب داعة'' التددي‬
‫يسوقها أو ننتق للبح عنها عند بائع آخر؟‬
‫نرتطم ةنا بصعوبة منهجية ابر‪ ،‬وةي ا تحالة وضع جرد آلي مى نو ‪ check-list‬تصلح ل د ندص‬
‫ول قارئ‪ .‬فالقاعدة أن ا ئلتنا وليدة تجاربنا المتراامة في م تبة الذاارة ووليدة المشاا التي نتخبط فيها‬
‫ووليدة األةدا التي نجرن ورائها ‪ .‬ا ةذه العوام خا ة بالغة الخصو ية مما يؤدن بال رورة إلد‬
‫تبايى األ ئلة التي نلقيها عل النص‪.‬‬
‫ةذا ما يجع أ دئلة ةدذه القدراءة بو دلة ااتدب ةدذه السدطور ن يم دى للمطلدع دحب منهدا مدا يدراه غيدر‬
‫الح لم وإضافة ما يصلح بم في معالجة نصو م ن علما وأنم ليس مى ال رورن واحياندا مدى المم دى‬
‫الرد عل ا األ ئلة ن ل ى جودة القراءة مرتبطة بعددةا و بجودة الرد عليها‪.‬‬
‫اسئلة هذه القراءة ‪.‬‬
‫تبلورن مى أن المنابع بر ن ما ةي الجداوف التي ب لتمن ايف‬ ‫‪ -‬ما تاري ةذا النص ن في أن ظرو‬
‫اان قب أن يصلنا ؟‬
‫‪ -‬ما موقعم مى بقية النصو الشبيهة لعصره ؟ ة ةو في تنا ق معها أم في قطيعة ؟ ةد ةدو إضدافة‬
‫لها أم تقليد ؟‬
‫‪ -‬مى ااتبم ن ماذا نعلم عنم ن ة لنا إم انيات اإلطال عل ما قد تحاوف األيادن المؤمنة فسخم مى تداري‬
‫ةو بال رورة قاتم وم يء ؟‬
‫‪ -‬ما األةدا المعلنة لل اتب وماذا نمل مى معطيات حوف أةدافدم الخزيدة التدي ال يزصدح عنهدا حيد ثمدة‬
‫دوما أةدا داخ األةدا وأحيانا أةدا داخ أةدا داخ أةدا ؟‬
‫‪ -‬لمى يتوجم وما األف ار والمواقف والممار ات التي يريد تغييرةا؟‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬ما ةي أ اليبم لزدرن أف داره ‪ :‬قدوة الحجدة ؟ حجدة القدوة ؟ المخادعدة؟ ا دت ارة العواطدف؟ التوجدم إلد‬
‫الغرائز؟‬
‫‪ -‬عل ماذا يغطي وما ةي المعلومات التي يحاوف ر انتباةنا عنها؟‬
‫النزاذ منها لال تيالء عليم وتزوي م لع س المهدام‬ ‫‪ -‬أيى الحدود وال غرات التي يم ى للصو النصو‬
‫التي حددةا لنزسم ؟‬
‫‪ -‬ما ةي قدرتم عل بق طريقم وفرن وجوده أطوف وقا مم ى في ف اء رمزن تتصار فيم‬
‫'' الز ريددات'' بددنزس الشرا ددة التددي تتصددار فيددم ال دددييات فددي األحددراش والنباتددات فددي أعمدداق الغابددة‬
‫اال توائية‪ .‬ما الموجود أو ما غير الموجود الذن يؤدن بالنص يوما إل لة مهمالت التاري في أ وء‬
‫الحاالت و إل متاحزم في أحسنها ‪.‬‬
‫وبعد مرحلة السؤاف ال بد مى التجريب اما يزع الباح العلمي وةدو يددرس معددنا مدى المعدادن بتزتيتدم‬
‫و حقم وتسخينم وتذويبدم فدي ةدذا الحدام أو ذاك‪ .‬دنعرن الحقدا بعد التجدار الذةنيدة علد نصدنا‬
‫لتزسير ةذه النقطة ‪.‬‬
‫أخيرا وليس آخرا يجب وضع النص في اإلطار الذن ال تخرت عنم ا النصو ‪ :‬الموقع مى الصدرا‬
‫األزلي المتعدد األوجم والمستويات الذن يهي األحداث التي تصنع نصو ا تصنع بدورةا األحداث التي‬
‫تصنعها‪.‬‬
‫يا ي ل ى داخ النارية ''‪.‬‬ ‫را في النارية ةو را‬ ‫يقوف ألتو ر‪ '' :‬إن ا‬
‫قد يجادف البع أن ت ون الخصومات بيى مدارس رقص الباليم راعات يا ية مغلزة‪ .‬حيح أن ا‬
‫بيء ليس يا يا وإن مى يحاوف فهم جماف المو يق و المعادالت الحسابية عل ضوئها م مى يحاوف‬
‫ال تابة بالملعقة واألا بالقلم‪ .‬ل ى حيح أي ا أن السيا ة ملتحمدة ب د مشداغ اإلنسدان وةمومدم ‪ .‬مدى‬
‫يستطيع إن ار البعد السيا ي للنقاش المحتدم منذ قرون حوف مزداةيم ناريدة م د العدالدة والحريدة والدديى‬
‫والسلطة والمجتمع واإلنسان ؟ مى يستطيع إن ار قوة ح ور البعد السيا ي في أطروحات اليهودية‬
‫و المسيحية و اإل الم والبوذية أوفي األعماف الزلسزية م الماراسيةن أو األدبيةن م روايات بالزاك‬
‫و د تويزس ي وتولستون أو الزنية في مزونيات بتهوفى وأوبرات فاجنر ولوحات مي النّ ‪.‬‬
‫نعددم للنصددو ال بددر‪ ،‬دومددا بعددد يا ددي بددالمعن العددام لمصددطلح السيا ددةن أن الصددرا الددذن ال يزتددر‬
‫لال تيالء واالحتزاع بالسدلطة ( الروحيدةن التنزيذيدة ن التشدريعية اإلداريدةن االقتصدادية ) بغيدة الدتح م‬
‫في المجتمع ا د أو فدي بعد م وناتدم ن مدى أجد تحقيدق م ا دب فرديدة أو جماعيدةن بدرعية أو غيدر‬
‫برعية ن ت ون عادة عل حسا م ا ب اآلخريى الشرعية أو غير الشرعية‪.‬‬
‫ال يم ى إذن ألن نص ةام يتعام مع مشاا اإلنسان أن ي ون خاليا مى البعد السيا ي إال ت لزا ونزاقا‬
‫تصبح أ ئلة المرحلة األخيرة إذن ‪:‬أن حاجدة يا دية يعبدر عنهدا الدنص ؟ أن دلطة أو مشدرو دلطة‬
‫يخدم ؟‬
‫التفاعل‬
‫المطلو منا دوما ''فهم '' النص أن إدراك ما أراد احبم التعبير عنم‪.‬‬
‫ل ى ما أراد ال اتب قولم ةو آخر ما يعني القراءة ن خا ة وأنم ليس بقدرة أحد إثبات مدا الدذن أراد قولدم‬
‫فعال حي ال قددرة ألحدد علد أن يسد ى ذةندا آخدر ليتأادد مدى المحدذو والالمقدوف والمقصدود ‪ .‬إن اد‬
‫قراءة ةي دوما تزسير خا للنص مح وم بعامليى ‪ .‬األوف ةو طريقة الدذةى فدي إضداءة اد مدا يدخلدم‬
‫حسب تش يلم مى قب النصو المتقدمة عل ةذا الدنص ‪ .‬وال داني ةدو ةدد ةدذا الدذةى الدذن يقديم مدا‬
‫يقرأ حسب تجاو النص مع حاجياتم الواضحة أو المبهمة‪.‬‬
‫اضددف إلد ةددذا إن حتد الزهددم بددالمعن السدداذت لدديس ةددد القددراءة الحقيقددي وإنمددا و دديلتها ‪ .‬إن قيمددة‬
‫النص ليسا في م ء ''فرا '' الذةى ب دالم اآلخدر بقددر مدا ةدي فدي قدرتدم علد إحدداث تغييدر مدا داخد‬
‫الذةى المتلقي قد تص حد ثورة ااملة تعيد ربط وتبويدب وترتيدب دلم المعلومدات بخصدو إبد الية‬
‫ما‪.‬‬
‫معن ةذا أن القراءة ةي أ ا ا عملية توليد جملة مى األف ار والمشاعر داخ ذات معينة ‪ .‬وعندما تنجح‬
‫فإنها تبلور أحسى ما في النص – بما ةو قوة حافزة عل التز ير والشعور الراقي ‪ -‬وأحسى ما فدي القدارئ‬

‫‪10‬‬
‫–بما ةو عنصر خالق جديد فتحا داخلم الز ريات ف اء جديدا لتطورةا ‪ .‬ة ذا يولد تزاع ف ريى التقيدا‬
‫ما لد‪ ،‬ا واحد ‪.‬‬ ‫في ف اء الرموز وتبادال في ما القراءة وخشوعها أف‬
‫أما خال دة اد العمليدة فهدي تقيديم مدبهم أو واعدي يدؤدن إلد قبدوف الدنص نادرا لدنقط القدوة فيدمن معدان‬
‫ومنهجيددةن أحيانددا بددالرغم مددى قلددة التعدداطف المبدددئي معددم‪....‬أو رف دم نتيجددة نقددط ال ددعف فيددمن معددان‬
‫ومنهجيةن أحيانا بالرغم مى بدة التعاطف المبدئي معم‪.‬‬
‫الهدددام فدددي األمدددر أن الدددذةى الدددذن يلعدددب دور الرقيدددب ودور المنادددف ودور الحدددارس ودور مصدددلح‬
‫المخطوطات المعطوبة ن ينزذ حي يات الح م ‪ .‬ةو إما يرمي ب القدراءة فدي دلة المهمدالت إذا ددر‬
‫عادة االحتزاع ببع المقاطع علها تصلح يوما‪.‬‬ ‫الح م بإعدام النص ‪.‬ل نم يز‬
‫أمددا إذا اددان الح ددم لصددالح الددنص فددإن ال تابددات الم لزددة بددالتنايم والتبويددب ددتهر لرفددو ااملددة مددى‬
‫الم تبة تغير تنايمها محيلة نصو ا اانا إل حد اللحادة مرازيدة إلد دلة المهمدالت ‪...‬لتأخدذ األف دار‬
‫الجديدة بزمام األمور‪.‬‬
‫دق مى قاف أنم'' للنص دوما مؤلزان ‪ :‬ال اتب والقارئ ''‪.‬‬ ‫ام‬
‫تجدّد الحاجة للنصوص‪.‬‬
‫نحى ال نقرأ للتر والتسلية ن حت ولو اانا ال تب التي بيى ايدينا روايات بوليسية ‪ .‬نحى ال نقرأ إال بح ا‬
‫عى المعلومات والعالمات لتدلنا عل الطريق ‪.‬‬
‫يعبرا واحد منا العالم اأعمش يبح عى وجهتدم و دط ال دبا ‪ .‬فالمعلومدات عدى األةددا والو دائ‬
‫ناقصة ومت داربة ومجدزأة ن والخدرائط قديمدة أو غيدر متدوفرة ‪ .‬أمدا الطريدق فهدو يتحدرك طدوف الوقدا‬
‫مغيرا اتجاةم بصزة غير مزهومةن يسلمنا تقاطع طريق مزاجئ إل تقاطع طريق غير متوقع‪.‬‬
‫عى األدلة حدث وال حرت ‪ .‬أغلبهم تائهون أا رمنا وا يرا ما ن تشف وقد و لنا آخر الطريق أن بع هم‬
‫اانوا مى أخطر الدجاليى ‪ .‬ة ذا نتقدم غالب الوقا مدفوعيى مى الخلف بقدو‪ ،‬مجهولدة ومجدذوبيى علد‬
‫األمام بقو‪ ،‬أا ر ا تعصاء علد الزهدم ‪ .‬ة دذا نق دي العمدر نبحد عدى المعلومدات الصدحيحة والخدرائط‬
‫الصحيحة واألةدا الصحيحة واألدلة السوية وقلما نجد‪.‬‬
‫و نستولي عليهدا ونددمجها فدي الم تبدة التدي توجدم مالحتندا الم دطربة فدوق‬ ‫وعندما ن تشف النصو‬
‫أموات الحياة ن فإن ما يحص ةو تغيير متزاوت العمق في مشاعرنا واف ارنا بحسدب قيمدة الدنص وقدرتدم‬
‫ياغة مواقف وتصرفات جديدة أا ر نجاعة في تعاملنا مع أحواف وأوحاف العالم‪.‬‬ ‫عل‬
‫ام منا ا ةذا النص او ذاكن واحيانا جملة واحدة مى نص ن طريقة تعاملم مع نزسم ومع اآلخريى؟‬
‫إنها معجزة األف ار ن ةذه ال ائنات الحية غير المحسو ة التي تتح م في ا مااةر حياتنا المحسو ة‪.‬‬
‫ةا قد تغير جزء ابير أو متناه الصغر في طريقة تزاعلنا مع العالم وفعلنا فيم ‪.‬‬
‫ل نم ال يوجد نص يستنزذ حاجتنا مى العالمات والمعلومات ن فالعالم األةوت ال ي ف عى الحراة‬
‫والتغير‪ .‬تتخشب يوما ا الز ريات وتتحجر وتت لس وتزقد رحيقها ون ارتها‪ .‬ترف الموت‪....‬عب ا‬
‫ألن النصو ن م البشر و الحيوان و النبات ن وا ية أمام يد القوانيى ‪ :‬ال خلود لشيء او أحد ‪.‬‬
‫أنا ال تعلم و المولود الجديد قد نزف لتوه مى بطى أمم بأن حادث أو مرن يلق حتزم إال أن تعلم أنم‬
‫مبرمّ للزناء مهما طاف بم العمر‪.‬تنقرن النصو يوما بأنها في ةذا بأن ال ائنات البيولوجية أل با‬
‫عدة ‪ ...‬بأمران مختلزة وبسرعة متزاوتة‪.‬‬
‫أ ابها العتمن تمر الها بنو أو آخدر‬ ‫ثمة ا ير مى التقنيات الزابلة عل األمد البعيد إلطالة عمر نصو‬
‫مى الغلق ‪.‬‬
‫ومى تقنيات غلق النص أن تتعام معم عل أ اس أن فحواه حقيقة منزلة أو منقولة عى دفتر الطبيعدة‬
‫ومى ثمة مطلقة ن ااملة ن أزلية ليس للزمان عليها لطان‪ .‬وللحزداع علد ةدذا الدوةم أطدوف وقدا مم دى‬
‫أبعد عنم ا جدف أو نقاشنأحطم بهالة مى القدا ة ن بشر أ حا الخون فيم بالتش ي أو النقد بعدذا‬
‫أليمن إضمى غلقم بجملة مى األوامر و النواةي تربط بمصالح فئة تقاي دفاعها عى الغلق بجملة المندافع‬
‫المحسو ة و عبئ المراةقيى والجهلة بالعنف ضد مى يرون في غلق النص موتم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ل ى أثر‪ ،‬قراءة ةي التي تزتح نصو ا أغلقا ا األبوا والنوافذ وأقاما المتاريس حولها‪.‬‬
‫ارف لها أدعاء العصمة ال تنادةا عل أن لطة توضع خارت مجاف التقييم ‪ .‬ال تتوقف عندد مدا تحديط‬
‫بها نزسها مى ةالة مى القدا دة ن فهدذه حيد تدنم عدى ضدعف وال بدد أن تسدت ير فيد بدهوة إعمداف األظدافر‬
‫واألنيا فيها ‪ .‬إن أجم أنوا الحرية تل التي نمار ها تجاه ا النصو وخا ة التي قررنا لمرحلدة‬
‫ما اعتمادةا احقيقة مؤقتة أو ازرضية مرازية ‪ .‬ل ى حذار مدى تدرك المؤقدا يصدبح ديمومدة ومدى الخلدط‬
‫بيى الزرضية والنتيجة‪ .‬يتطلب األمدر انتباةدا دائمدا وحدذرا مسدتديما تجداه نزعتندا الطبيعيدة لل سد واللدذات‬
‫البح‬ ‫مغامرة الذةى في عالم متجدد الشبا وة ذا يم ى توا‬ ‫المسمومة التي يوفرةا ‪ .‬ة ذا تتوا‬
‫للتأقلم والتطبع النجاو في رفع التحديات المتجددة ‪.‬‬
‫مع ن ةذا أن النصن مهما عال وااتم ن ةو بال رورة جدزء مدى اد و لحادة مدى بحد فدردن وجمداعي‬
‫عى العالمات والمعلومات لى يتوقف إال بتوقف الحياة‪.‬‬
‫إنها القاعدة التي فهمها احب مقولة '' تتناة النصو وال تتناة أحواف الناس ''‪.‬‬
‫إن أثر‪ ،‬نص ةو الدذن ال يقيددنا ن الدذن يحدق لندا مناقشدتم ن نقدده ن السدخرية مندم ن رف دم ن قبولدم بعدد‬
‫تحويره ‪...‬و ال مى ي زرنا‪ .‬وةذا ندص يطلدب مندا ممار دة حريدة الدرأن و التعبيدرأن حريدة النقدد والتقيديم‬
‫دون أن ي ع نزسم خارت مدار ةذه الحرية ‪.‬ةو يقب ضمنيا أن نقرأه اما نشاءن أن نمارس عليدم و ضدده‬
‫إ قاطات آالمنا و آمالنا ‪ ,‬أن نزوضم لمنافعنا و مصالحنا ن دون خشية أو بعور بالذنب ‪.‬‬
‫إذن ثمة نصو ما قب ةذا النص الذن ال ب أنم أةم نص جاد بم القرن العشريى ‪ .‬وثمة وبال درورة‬
‫نصو ما بعد ةذا النص والوي لمى يتوقف عند أن نص يقوف ةذا نص ما بعده ندص ألندم م د القائد‬
‫ةذا جماف ما بعده جماف وةذا طز ما بعده طز ‪.‬‬
‫لذل أمرنا بالقراءة بما ةي عملية ال تنتهي ‪...‬بما ةي بح ال يتوقف إال بتوقف الحياة ‪.‬‬

‫***‬

‫‪12‬‬
‫‪ -2‬قراءة في اإلعالن ‪...‬‬
‫تنطلق القراءة مى العنوان ومى مصطلحاتم باعتبارةا بوابات تحيلنا ا بوابة لجزء ةام مى ف اء النص‬
‫وأولها مصطلح اإلعالن ‪.‬‬
‫ال نسمع المصطلح إال وتتبادر للذةى ور الحر و حالة الطوارئ و حار التجوف و نتائّ االنتخابات‬
‫والحداد الوطني وبزو فجر اال دتقالف و بدايدة رم دان أونهايتدم ‪....‬ان دور أحدداث بالغدة األةميدة‬
‫والخطورة ينبهنا اإلعالن لوقوعها أو يحذرنا منها أو يدعونا إليها ‪.‬‬
‫واإلعالن بمعناه المتداوف في اللغة خطا ر مي نعلني ن موجم للعموم مى قبد دلطة عليدا ن يتميدز‬
‫مى ناحية الش باالختصار ن بالترايز نباالقت ا ن باالقتصاد في ا تعماف ال لمات ن اأن بعاره خير‬
‫ال الم ما ق ودف‪.‬‬
‫وإعالننا مى ةذه الناحية من بط اليا لمتطلبات النو ‪ .‬ةو ال يتجاوز أربع زحات فيها بال بط ‪8931‬‬
‫المة تنهي ر التها في ‪ 811‬طر ال أا ر ‪.‬‬
‫وفي م ةذا النو مى الخطا تلبس اللغة بالمنا بة مالبسها الر مية لتن ح ال لمات بالهيبةن بالجالف‬
‫وبالوقارن بالتعالي والمهابة نبالحزم والعزم ‪.‬‬
‫ةو أي ا فحو‪ ،‬وليس فقط ب وا لو ‪.‬‬
‫ثمة بيء متميز في فحواه ال نجده في اإلبهار والن تة والخبر والقصيدة ألن فيم ٍ لزا انتبداه ن تدذاير ن‬
‫تحذير ن إفصاو عى موقف ن عى قرار ن عى أمر ال جداف فيم‪.‬‬
‫أي أفعها عظيمهة قهرّرت السهلطات العليها‬ ‫أي خبر هائل يعلن عنه اإلعالن ستنجرّ عنهه عظهيم األفعها‬
‫تنفيذها وستكون محور كل األخبار‬
‫إن أقصر طريق للرد عل السؤاف إعطاء ال لمة للنص ‪.‬ل ى عل ف رة أيى ةو ؟‬
‫ليتصور قارئنا ال ريم نزسم طالبدا يبحد عندم إلعدداد فدرن مدر دي أو بحد معمدق فدي مدادة مقدررة‬
‫ا مها حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ي تشددزم إذا توجددم ألحسددى مرجددع عربددي فددي الصددزحة…… ‪ 391‬فددي مو ددوعة ''اإلمعددان فددي حقددوق‬
‫اإلنسددان''( ‪ )8‬مدداذا لددو جعلندداه يبحد عنددم فددي المراجددع الزرنسددية؟ ي تشددزم فددي ‪......‬الصددزحة ‪ 111‬مددى‬
‫مو وعة فرنسية تتعام مع الموضو (‪. )2‬‬
‫ةذا العصر موجدود علد الددوام املحدق فدي أن اتدا يتحددث عندم أو‬ ‫إنها قاعدة عامة ‪ :‬نص نصو‬
‫با مم ‪.‬‬
‫ولقائ أن يقوفن وقد ابتم مني وء النيةن أن ال تب والمراجع التي أبدير لهدا ليسدا عدى اإلعدالن وإنمدا‬
‫عى ف ر حقوق اإلنسان ‪ .‬ل ى اإلعالن ةو النص المؤ س لهذا الز در‪ .‬ف يدف يوضدع إذن فدي المراجدع ؟‬
‫أليس األمر بغرابة إ ان احب البيا في بيا الصابون الذن عل السطح وترك الصالون وبقية غدر‬
‫البيا للمتحدث با مم ؟‬
‫تبدأ القراءة إذن مى تسجي م ان‪ -‬م انة النص وأنم ''مرمي'' في المراجع والمالحق بيى بع الوثدائق‬
‫التاريخية المعدة لاهوره م ''إعالن حقوق اإلنسان والمواطى لل ورة الزرنسية'' ( الموجود ةو اآلخر في‬
‫زحة ‪ 938 ....‬في مو وعة منا ) واإلعالنات المختصة الوثائق الم ملة لم ‪.‬‬
‫ونحى غير مطالبيى اآلن بالبح عى تزسير للااةرة وإنما بالتنبيم و باالنتباه لها‪.‬‬
‫وحت ال ننه عى المن ر ونأتي بم لمن علينا التوقف حاال عى الحدي عى نص يجب أن نصدغي إليدم ال‬
‫أن نت لم بدلمن وبعد اإل غاء إليم أن نترك ف اء مى الصما قب الدخوف في عملية التعليق‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫‪ 8‬اإلمعان في حقوق اإلنسان''‪-‬ةي م منا – دار األةالي –دمشق ‪2111‬‬
‫‪2-Les droits de l’homme- anthologie composée par Christian Biet, imprimerie -‬‬
‫‪nationale 1989‬‬

‫‪13‬‬
‫صاحب الجاللة النصّ‬

‫لما اان اإلقرار بما لجميع أع اء األ رة البشرية مدى ارامدة أ ديلة فديهم ومدى حقدوق متسداوية و ثابتدة‬
‫تش أ اس الحرية و العدف و السالم في العالم ‪ .‬ولما اان تجاة حقوق اإلنسان و ازدراتةدا قدد أف ديا‬
‫إل أعماف أثارت بربريتها ال مير اإلنساني ‪ ,‬و اان غاية ما يرنو إليم البشدر انب داق عدالم يتمتعدون فيدم‬
‫بحرية القوف و العقيدة و بالتحرر مى الخدو ‪ .‬و لمدا ادان مدى األ ا دي أن تتمتدع حقدوق اإلنسدان بحمايدة‬
‫الناام القانوني إذا أريد للبشر أن ال ي طروا آخر األمر إل اللياذ بالتمرد عل الطغيان و االضطهاد ‪.‬‬
‫و لما اان مى الجوةرن العم عل تنمية عالقات ودية بيى األمم ‪.‬‬
‫و لما اانا بعو األمم المتحدة قد أعادت في المي اق تأايد إيمانها بحقدوق اإلنسدان األ ا دية و ب رامدة‬
‫اإلنسان و قدره و بتساون الرجاف و النساء في الحقوق ‪ ,‬و حزما أمرةا عل النهون بالتقدم االجتماعي‬
‫و تحسيى مستويات الحياة في جو مى الحرية أفسح‪.‬‬
‫و لما اانا الدوف األع اء قد تعهدت بالتعاون بالعم مع األمم المتحدة عل ضمان تعزيز االحترام‬
‫و المراعاة العالمييى لحقوق اإلنسان و حرياتم األ ا ية ‪.‬‬
‫و لما اان التقاء الجميع عل فهم مشترك لهذه الحقوق و الحريات أمرا بال ال درورة لتمدام الوفداء بهدذا‬
‫التعهد ‪.‬‬
‫فإن الجمعية العامة ‪ :‬تنشر عل المأل ةذا اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بو زم الم األعلد المشدترك‬
‫الذن يجب أن تبلغم اافدة الشدعو و اافدة األمدمن ليسدع جميدع أفدراد المجتمدع وةيئداتهمن واضدعيى ةدذا‬
‫اإلعالن نصب أعينهم عل الدوام ‪ ,‬ومى خالف التعليم و التربية ن إل توطيد احترام ةذه الحقوق‬
‫و الحريات ‪ ,‬وي زلدون نبالتددابير المطدردة الوطنيدة و الدوليدةن االعتدرا العدالمي بهدا و مراعاتهدا الزعليدة‬
‫فيما بيى بعو الدوف األع اء ذاتها و في ما بيى بعو األقاليم الموضوعة تحا واليتها عل السواء ‪.‬‬

‫المادة األول‬
‫يولد جميع الناس أحدرارا متسداويى فدي ال رامدة والحقدوق وقدد وةبدوا عقدال وضدميرا وعلديهم أن يعداملوا‬
‫بع هم بع ا بروو اإلخاء‪.‬‬

‫المادة ال انية‬
‫ل إنسان حق التمتع ب افة الحقوق والحريات الواردة دون أن تمييز االتمييز بسبب العنصدر أواللدون أو‬
‫الوطني أو االجتماعي أو ال دروة أو‬ ‫الجنس أو اللغة أو الديى أو الرأن السيا ي أو أن رأن آخر أو األ‬
‫البالد و دون تزرقة بيى الرجاف والنساء‪.‬‬

‫المادة ال ال ة‬
‫ل إنسان الحق في الحياة والحرية و المة بخصم‪.‬‬

‫المادة الرابعة‬
‫ال يجوز إ ترقاق أو ا تعباد أن إنسان ويحار اال ترقاق وتجارة الرقيق ب افة أوضاعها‪.‬‬

‫المادة الخامسة‬
‫ال يعرن أن إنسان للتعذيب أو العقوبات أو المعامالت القا ية أو الوحشية أو الحاطة بال رامة‪.‬‬

‫المادة الساد ة‬
‫لم بشخصيتم القانونية‪.‬‬ ‫ل إنسان أينما وجد الحق في أن يعتر‬

‫‪14‬‬
‫المادة السابعة‬
‫ا الناس وا ية أ مام القانون ولهدم الحدق فدي التمتدع بحمايدة متسداوية ضدد أن تميدز يخد بهدذا اإلعدالن‬
‫وضد أن تحري عل تمييز اهذا‪.‬‬

‫المادة ال امنة‬
‫ل إنسان حق االلتجاء إل المحاام الوطنية إلنصافم مدى أعمداف فيهدا اعتدداء علد الحقدوق األ ا دية‬
‫التي يمنحها لم القانون‪.‬‬

‫المادة التا عة‬


‫عل أن إنسان أو حجزه أو نزيم تعسزيا‪.‬‬ ‫ال يجوز القب‬

‫المادة العابرة‬
‫ل إنسان الحق نعل قددم المسداواة التامدة مدع اآلخدريىن فدي أن ينادر فدي ق ديتم أمدام مح مدة مسدتقلة‬
‫نزيهة نارا عادال علنيا للزص في حقوقم والتزاماتم وأن تهمة جنائية توجم لم‪.‬‬

‫المادة الحادية عشر‬


‫‪ -‬ا د إنسددان مددتهم بجريمددة يعتبددر بريئددا إل د أن ت بددا ادانت دم قانونيددا فددي محاامددة علنيددة تددؤمى ل دم فيهددا‬
‫ال مانات ال رورية للدفا عى نزسم‪.‬‬
‫‪-‬ال يدان أن إنسان متهم بجريمة نتيجة أداء عم أو االمتنا عى أداء عم إال إذا اان ذل يعتبر جرمدا‬
‫وفق القانون الوطني أو الدولي وقا االرت ا ن اذل ال توقع عليم عقوبة ابد مى تل التدي ااندا دارية‬
‫وقا ارت ا الجريمة ‪.‬‬

‫المادة ال انية عشر‬


‫ال يجوز تعري أحد لتدخ تعسزي في حياتم الخا ة وفدي بدؤون أ درتم أو مسد نم أو مرا دالتم أو‬
‫لحمالت تمس مى برفم و معتم ن ولم الحق في حماية القانون مى م ةذه التدخالت والحمالت‪.‬‬

‫المادة ال ال ة عشر‬
‫ل إنسان الحق في حرية التنق واختيار مح اقامتم داخ حدود ا دولدة ويحدق لدم أن يغدادر أيدة بدالد‬
‫بما في ذل بلده اما يحق لم العودة إليم ‪.‬‬

‫المادة الرابعة عشر‬


‫ل إنسان الحق في اللجوء إل بالد أخر‪ ،‬أو محاولة االلتجاء إليها ةربا مى االضطهاد وال ينتزدع بهدذا‬
‫الحق مى قدم للمحاامة مى أج ق ايا غير يا ية أو ألعماف تناق أغران األمم المتحدة ومبادئها‪.‬‬

‫المادة الخامسة عشر‬


‫ل إنسان الحق في التمتع بجنسية ما وال يجوز حرمانم مى جنسيتم تعسزا أو إن ار حقم في تغييرةا‪.‬‬

‫المادة الساد ة عشر‬


‫للرج أو المرأة مت بلغا ى الزوات الحق في تأ يس أ رة دون أن قيد بسدبب الجدنس أو الدديىن ولهمدا‬
‫حقوق متسداوية عندد الدزوات وأثنداء قيامدم وعندد انحاللدم‪.‬وال يبدرم عقدد الدزوات إال برضدا الطدرفيى رضدا‬
‫اامال ال إاراه فيم‪ .‬واأل رة ةي الوحدة الطبيعية األ ا ية للمجتمع ولها الحق فدي التمتدع بحمايدة المجتمدع‬
‫والدولة ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المادة السابعة عشر‬
‫ل إنسان الحق في التمل بمزرده أو باالبتراك مع غيره وال حق ألحد في تجريده مى مل م تعسزا ‪.‬‬

‫المادة ال امنة عشر‬


‫ل د إنسددان الحددق فددي حريددة التز يددر وال ددمير والددديى ويشددم ةددذا الحددق حريددة تغييددر الددديى أو العقيدددة‬
‫وحرية اإلعرا عنهما بالتعليم والممار ة وإقامة الشدعائر ومراعاتهدا دواء ادان بمزدرده أو مدع الجماعدة‬
‫وأمام مأل أو عل حدة‪.‬‬

‫المادة التا عة عشر‬


‫‪ -‬ل إنسان الحق في حرية الرأن والتعبيدر ويشدم ةدذا الحدق حريدة اعتنداق اآلراء دون أن تددخ وفدي‬
‫التماس األنباء واألف ار وتلقيها وإذاعتها بأن و يلة اانا ودون تقيد بالحدود الجغرافية‪.‬‬

‫المادة العشرون‬
‫ل إنسان الحق في حرية االبتراك في الجمعيات والجماعات السلمية وال يجوز إرغامم عل االن مام‬
‫إل جمعية ما‪.‬‬

‫المادة الحادية والعشرون‬


‫ل إنسان الحق في االبتراك في إدارة الشؤون العامة لبالده إما مبابرة وإمدا بوا دطة مم لديى يختدارون‬
‫اختيارا حرا ولم نزس الحق الذن لغيره في تقلد الوظائف العامة فدي الدبالد ‪ .‬إن إرادة الشدعب ةدي مصددر‬
‫لطة الح ومة ويعبر عى ةذه اإلرادة بانتخابات حرة نزيهة تجرن عل أ اس االقترا السرن وعل قدم‬
‫المساواة بيى الجميع أو حسب أن إجراء مماث ي مى حرية التصويا‪.‬‬

‫المادة ال انية والعشرون‬


‫‪ -‬ل إنسان الحقن بصزتم ع وا في المجتمعن في ال مانة االجتماعية و أن تحقق لدم بوا دطة المجهدود‬
‫القومي والتعاون الدولي وبما يتزق ونام ا دولة ومواردةا الحقدوق االقتصدادية واالجتماعيدة والتربويدة‬
‫التي ال غن عنها ل رامتم والنمو الحر لشخصيتم‪.‬‬
‫‪ -‬ل إنسان الحق في العم وفدي حريدة اختيداره وفدي بدرول عادلدة ومرضدية امدا لدم حدق الحمايدة مدى‬
‫البطالة وعدم التمييز في أجر متساو للعم ولم الحق في أجر عادف مرن ي ز لم وأل درتم عيشدة الئقدة‬
‫ب رامة اإلنسان ت ا إليم عند اللزوم و ائ أخر‪ ،‬للحماية االجتماعية ولم الحق فدي أن ينشدئ وين دم‬
‫إل النقابات مى أج حماية مصلحتم‪.‬‬

‫المادة الرابعة والعشرون‬


‫ل إنسان الحدق فدي الراحدة وفدي أوقدات الزدرا وال ديما فدي تحديدد أجدر معقدوف لسداعات العمد وفدي‬
‫عطالت دورية بأجر ‪.‬‬

‫المادة الخامسة والعشرون‬


‫‪ -‬ل إنسان الحق في مستو‪ ،‬مى المعيشة اا للمحافاة عل الصحة والرفاةيدة لدم وأل درتم ويت دمى‬
‫ذل التغذية والملبس والمس ى والعناية الطبية واذل الخدمات االجتماعية الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬ولم الحق في تأميى معيشي في حاالت الب طالة والمدرن والعجدز والترمد والشديخوخة وغيدر ذلد مدى‬
‫فقدان و ائ العيش نتيجة لارو خارجة عى إرادتم‪.‬‬
‫ولألمومة والطزولة الحق في المساعدة والرعاية‪.‬‬
‫‪ -‬ولجميع األطزاف حق التمتع بنزس الحماية االجتماعية واء اانا والدتهم في إطار الزوات أو خارجم ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المادة الساد ة والعشرون‬
‫ل إنسان الحق في التعليم ويجب أن ي ون التعليم في مراحلم االبتدائية واأل ا ية عل األق بالمجان‪.‬‬
‫وي ون التعليم االبتدائي إلزاميا‪.‬‬
‫وينبغي أن يعمم التعليم الزني والمهندي وأن ييسد ر القبدوف للتعلديم العدالي علد قددم المسداواة للجميدع وعلد‬
‫أ اس ال زاءة‪.‬‬
‫ويجدب أن تهدد التربيدة إلد إنمداء بخصدية اإلنسددان إنمداء ادامال وعلد تعزيددز احتدرام حقدوق اإلنسددان‬
‫والحريات األ ا دية وتنميدة التزداةم والتسدامح بديى الشدعو والجماعدات العنصدرية والدينيدة وإلد تعزيدز‬
‫مجهود األمم المتحدة لحز السالم ‪ .‬ولآلباء الحق األوف في تربية أوالدةم ‪.‬‬

‫المادة السابعة والعشرون‬


‫ل إنسان الحق في االبتراك ابترااا حرا في حياة المجتمع ال قافية وفدي اال دتمتا بدالزنون والمسداةمة‬
‫في التقدم العلمي واال تزادة مى نتائجم ولم الحق في حماية المصالح األدبية والمادية المترتبة عل إنتاجم‬
‫العلمي أو الزني أو األدبي‪.‬‬

‫المادة ال امنة والعشرون‬


‫عليهدا‬ ‫ل إنسان الحق في التمتع بناام اجتماعي ودولي تتحقدق بمقت داه الحقدوق والحريدات المنصدو‬
‫في ةذا اإلعالن تحققا تاما ‪.‬‬

‫المادة التا عة والعشرون‬


‫‪ -‬عل ا إنسان واجبات نحو المجتمع الذن يتاو فيم وحده لشخصيتم أن تنمو نموا حرا اامال‪.‬‬
‫‪-‬ال يخ ع أن بخص في ممار ة حقوقم وحرياتدم إال لتلد القيدود التدي يقررةدا القدانون مسدتهدفا ألمنهدا‬
‫منهدددا ضدددمان االعتدددرا بحقدددوق الغيدددر وحرياتدددم واحترامهدددا لتحقيدددق المقت ددديات العادلدددة للنادددام العدددام‬
‫والمصلحة العامة واألخالق في مجتمع ديمقراطين و ال يصح بحاف مى األحواف أن تمارس ةدذه الحقدوق‬
‫ممار ة تناق مع أغران األمم المتحدة ومبادئها ‪.‬‬

‫المادة ال الثون‬
‫ليس في ةذا اإلعالن نص يجوز تأويلم عل أنم يخوف لدولة أو جماعة أو فرد أن حق في القيام بنشدال أو‬
‫تأدية عم يهد إل ةدم الحقوق والحريات الواردة فيم‪.‬‬
‫انته‬

‫‪17‬‬
‫العالمي ‪........‬‬ ‫‪ - 9‬قراءة في اإلعالن‬

‫أما وقد وفينا النص قدره ووضعناه في الصدارة واعترفنا أندم ةدو ‪-‬ال التعليدق‪ -‬مرادز ال قد فدي ال تدا ن‬
‫فإنم يحق لنا اآلن معالجتم بمنته الحرية ووفق المقداييس التدي اخترناةدان ال يهمندا أن يعدا عليندا نقصدا‬
‫في الموضوعيةن بما أننا نطعى في جدو‪ ،‬وبدرعية مزهدوم ةدو فدي أحسدى األحدواف دذاجة وفدي أ دوأةا‬
‫طريقة خبي ة لتغليف أا ر اآلراء ذاتية‪.‬‬
‫وفي البداية نحى ال نزهم بب وجود المة اإلعالن في العندوان ‪ .‬فداإلطال األوف لدم ياهدر فدي الدنص‬
‫إال جملة مى النوايا الطيبة والمبادئ العامة ولم يسمح لنا بااتشا الزع العايم والخبدر الهائد المزتدرن‬
‫وجوده في ا إعالن جدير بهذا اال م ‪ ..‬اللهم إال أذا قبلتم مني إعالنا عى آمالي بخصو تخليص العالم‬
‫مى ا مشاالم و جردا ل نوايان الطيبة بخصو الموضو ‪.‬‬
‫فدي حسدى ا دتعماف ال اتدب للمصدطلحات ونحدى فدي مواجهدة المصدطلح ال داني فدي‬ ‫يخامرنا نزس الشد‬
‫العنوان ‪ :‬العالمي !‬
‫يا لسعة الطموو ! يا لقلة التواضع ! واي ا يا لقلة الدقة في ا تعماف ال لمات !‬
‫يشدك أحيانا اتا عنوانم مبادئ الزلسزة‪...‬ة ذا ب بساطة ‪ .‬تزتحم متشوقا لتزاجأ بأن أمام نص ال يوجد‬
‫فيم حر واحدد عدى الزلسدزة الهنديدة والصدينية والعربيدة ناةيد عدى فلسدزة البدانطو والقبائد األمازونيدة ‪.‬‬
‫بداةة "نسي" المؤلف المحترم ن مى فرل مرازيتم ال قافية وضيق أفقم الز درن نأن ي تدب العندوان األا در‬
‫تواضعا ‪ -‬و األ ح ‪ -‬أن تاري الزلسزة الغربية ‪.‬‬
‫إنها نزس الاداةرة فدي العندوان حيد "نسدي" ااتدب الدنص القدوف أندم يتوجدم ال لعدالم الحيتدان* والغدزالن‬
‫والدالفيى والنسور وإنما لعالم محدد بيى العوالم ةو عالم اآلدمية‪.‬‬
‫ن تشف بالتمحيص الدقيق للنص أنم يجب فهم لزاة ''العالمي '' عل ثالثة مستويات ‪.‬‬
‫أما األوف فيتعلق بطبيعة المعلى إليم ‪.‬‬
‫بداةة ال يتوجم اإلعالن للرجاف دون النساء وال لشعب بعينم اختاره المعلى مى بيى ا الشدعو ن أو‬
‫لعرق يؤمى بتزوقم عل بقية األعراق ن أو ألمة حملها ةداية أمم لم تطلب منها بديئا مدى ةدذا القبيد ‪.‬ةدو‬
‫يتوجم إل العالم اآلدمي ب أبخا م ن عائالتم ن قبائلم ن بعوبم ن أممم ن أعراقم ن دياناتم وح اراتم‪.‬‬
‫ةذا ما يزهم بسهولة أمام تتابع عبارات '' جميع أع اء األ رة البشرية '' و'' الم األعل الذن يجب ان‬
‫تبلغم اافة الشعو واافة األمم ''ن ناةي عدى تدردد عبدارة '' ل د إنسدان'' بغد النادر عدى '' العنصدر‬
‫الوطني أو االجتماعي أو‬ ‫واللون أو الجنس أو اللغة أو الديى أو الرأن السيا ي أو أن رأن آخر أو األ‬
‫ال روة أو البالد أو دون تزرقة بيى الرجاف والنساء''‬
‫المش لة أن مى لم حق التوجم للبشرية جمعاء ال بد أن ي ون إما إلهدا أو علد األقد نبيدا ‪ .‬فهد ثمدة نبدي‬
‫جديد يختزي وراء اإلعالن و في ةذه الحالة تر‪ ،‬أن إلم جديد يخدم ؟‬
‫يحيلنددا األمددر لهويددة المعلددى وةددو أمددر لددم يلزددا انتبداه ال يددريى ممددى تعدداملوا مددع الددنص بدداإلطال وحتد‬
‫بالتمحيص‪.‬‬
‫‪----------- .‬‬
‫*اإلعددالن باللغددة االنجليزيددة ةددو ‪Universal Declaration of Human Righs‬وباللغددة الزرنسددية‬
‫‪ . Déclaration Universelle des droits de l’homme‬تعطددي الترجمدة الدقيقدة لل لمدة الزرنسددية‬
‫‪ Universelle‬أو االنجليزية ‪ Universal‬اإلعالن ‪....‬ال وني لحقوق اإلنسان ‪....‬ا طزوا يا ان اواادب‬
‫مجرة العقر ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أال يبدأ ا إطال بر د عنوان النص وا م ااتبم؟ غريب ةذا النص الذن ال يزصح عى ةوية احبة ‪.‬‬
‫ا ما نعلمم أننا أمام وثيقة أ درتها يوم ‪ 81‬ديسمبر ‪ (8991‬بالتقويم المسيحي الغربي للزمان) منامة‬
‫تسمي نزسها ب ير مى التزاتف األمم المتحدة ‪.‬‬
‫يبدأ تز ي اإلب الية بالتساتف عى المست تب الممس بالقلم لترجمة أف ار األمم المتحدة ألننا نعلم جميعا‬
‫أن ايانا مبهما ال ي تب النصو وإنما ةناك بال رورة بشر وراء العملية يستعملون غطاء ف زاضا ؟‬
‫ياغة النص ‪ .‬تر‪ ،‬مى ي ون؟‬ ‫ال بد أن ي ون داخ ةؤالء البشر مست تتب رئيسي لعب دورا رئيسيا في‬
‫يخي لي في منتصف ال مانيات أن البح فدي الموضدو م نندي أخيدرا مدى وضدع ا دم علد المسدت تب‬
‫المخزي ‪ .‬اان مى ال رورن أن اقصده ألتحص منم علد بدهادة ال تقددر بد مى والرجد ن الدذن عدايش‬
‫الحدث الجلي ألربعيى ى خلا ن عجوز يم ى ان تختطزم يد المنايا في ا لحاة‪.‬‬
‫يستقبلني ‪ Jhon Humphrey‬با ما ومرحبا في بيتم بمدينة ''أوطاوا '' ‪.‬أفاجأ بأن الشي المهيدب مقطدو‬
‫الذرا األيمى نتيجة حادث إبان طزولتم ‪ .‬يا لم مى فأف ال يبشر بخير!‬
‫يجيب الرج اللطيف بهدوء ممزوت بشيء مى السخرية علد اد أ دئلتي ثدم يبدادرني ‪ :‬بمدا أند قدرأت‬
‫اتابي * بم ةذه الدقة فما الذن تريد معرفتم بال بط وتلف حولم منذ بداية اللقاء ؟‬
‫درق مندم غلدة العمدر ن‬ ‫يوحي الرج مى خالف اتابم أنم جندن خزداء مه دوم الحدق وأن رجدال آخدر‬
‫ف يف يقب ؤاال قد يزهمم عل وجم الخطا ؟‬
‫قلا ‪ :‬المعدرو أن اد العمليدة انطلقدا مدى لجندة ب الثدة ابدخا ةدم أليدانور روزفلدا وروندي اا دان‬
‫وبارف مال ‪ .‬ماذا عى إدعاء البع أن الزرنسي اا ان ةدو ااتدب الدنص ن لدذل نداف عليدم جدائزة نوبد‬
‫للسالم‪ .‬لقد قرأت لم مقاال ي رس فيم ةذا االعتقاد الشائع ‪...‬باإليحاء طبعا ن ل ى بمدا يزدي مدى الوضدوو ‪.‬‬
‫مما أدةشني قولم أنم ا تمد ةي لية النص مى التوراة وانا أتوقع أن يراز عل ما يديى بم لنص‬
‫'' إعالن حقوق اإلنسان والمدواطى'' لل دورة الزرنسدية أو لدنص ''الماجندا ارتدا'' ؟ ةد الرجد مددعي نبدوءة‬
‫جديددد و ة د اإلعددالن ددد‪ ،‬لتوا د بددهوة الددديى عنددد إنسددان العصددر ب د ة د مم ددى القددوف أن البشددرية‬
‫بأ رةا تجسد في ةذا النبي المجوف ؟‬
‫قاف‪ :‬ليس لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أ اما ةو الحاف بالنسبة إلعالن ا تقالف الواليات المتحدة‬
‫الذن اتبم جزر ون‪ .‬إنم ثمرة أعماف ما ال يحص مى األبخا ن مى اللجدان ن مدى الهيئدات المختصدة‬
‫في الوزارات الوطنية ن مى المنامات غير الح ومية ‪ .‬إن إبعاعم مستمد مى انعدام التشخيص ةذا ‪.‬‬
‫‪ -‬ل ى ماذا عى المسودة األول ؟ ال بد أن أحدا اتبها ‪.‬‬
‫‪ -‬أنا الذن بدأت العم فيها مع إمي جيرو غارفا مى عدة مشاريع فردية و دولية منها مشرو‬
‫قو تافيوا فيترايز و الزرادو الزاو و ايرفن ايرااس وولزريد بار وتي ورولى مال و الزي وما ان ان‬
‫و ةر ا لوترباخا و ةولزن والعديد مى المنامات االجمعية األمري ية لألمم المتحدةن والمؤتمر‬
‫اليهودن األمري ين و جمعية المحاميى األمري ييىن و معهد القانون الدولين و المنامة الدولية للبيئة ‪ .‬ثم‬
‫توا لا ''مجرد '' مست تب أتلق االقتراحات وا يغها وأعرضها عل ح رات المم ليى ‪....‬إل حد‬
‫الصياغة النهائية‪.‬‬
‫حزي نفإنني ف لا أال أثق عل الرج الطيب‬ ‫وحي أن الزيارة اانا للمجاملة وليسا ال تجوا‬
‫بأ ئلتي وأن أعود للتزا ي التي ضمنها في اتابم ال خم ‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫‪*Jhon Humphrey La grande aventure –Edition Quebec- Montreal 1984‬‬

‫‪19‬‬
‫منها التي اةم فيها م يزي ‪.‬‬ ‫اغتها لجان ال تحص‬ ‫إذن بدأ النص اجملة مى مى المسودات‬
‫عى الشاةد قولم ‪:‬‬
‫" خصصا لجنة الصياغة أحد‪ ،‬وثمانيى حصة ودر دا مائدة و دتة وثمدانيى مقترحدا ‪ .‬حصد قبد ةدذا‬
‫نقاش معمق داةم فيدم تسدعة وخمسدون وفددان تداله نقداش آخدر مطدوف حدوف اإلجدراءات ناد ةدذا قبد أن‬
‫نشر في اتابة الصيغة النهائية لإلعالن ‪".‬‬
‫قب أن نشر في اتابة النص ! عل مى يعود نون الجمع ؟‬
‫ال تر د حت بهادة ةمزرن إال بع الوجوه ‪...‬مجرد عينات ألبخا عديديى لم ولدى يحزد التداري‬
‫ا ددمهم ‪ .‬تددر‪ ،‬أن بددخص اددان البريطدداني بددارك دي ددوسنوالبرازيلي فلدديس نيتددودف ريددون والمصددرن‬
‫عصددمان عبيدددنواإليراني غسددان غددانين والبانددامي جرمددان قوارديددا واليوغسددالفي فال دددا ريني ددانن و‬
‫اإلرقوايي خوزن موران و الشيلي نتااروزن و الرو ي اروتس ي و ةانسداميتا الهنديدة وحتد اليدانور‬
‫روزفلا المرأة التي لم ت تب حرفا ل نها هرت عل والدة النص اما تسهر األم عل والدة ابنتها للحزيد‬
‫الذن طاف انتااره‪.‬‬
‫يت ف الغمون حوف ااتب يبدو أخطبوطا بألف ذرا ‪.‬‬
‫مى حسى الح ن أنم بقدر ما تغيب األو ا الحسية للوجوه و القامات والمالبسن بقددر مدا تحزد بدهادة‬
‫ةمزرن بالمعطيات النزسية لل اتب المتعدد الوجوه واأليدن‬
‫يو ف بانّ الصيني بأنم ارم و ريح و في نزس الوقا بأنم معتدف ‪ .‬أما مندو ا تراليا فعس رن‬
‫مطلب احتواء الوثيقة عل بند يق ي بزدرن‬ ‫برتبة اولوناف و مى ثمة حزمم المزرل وتشدده بخصو‬
‫عقوبات ارمة عل الدوف التي ال تطبق بنود اإلعالن ‪.‬‬
‫يبدو العربي بارف مال مى خالف الشهادة عب المراس ريع الغ ب ن دغمائيدا ن متحجدرا ن ذةدب‬
‫في دفاعم عى الحرية الزردية المطلقة إل حد القوف أنم ال يجوز التنصديص علد مندع العبوديدة ألن فدي‬
‫ةذا تعديا عل حق مى يريد أن ي ون عبدا ‪*.‬‬
‫الموظزيى الدروس فدي تلد‬ ‫يتالق دي وس البريطاني ألنم نقابين و الرو ي اورتس ي ألنم بيوعي ا‬
‫الحقبة مى تاريخهم ن في رف منطق بال التعالي عل المجموعة ‪.‬‬
‫‪ -‬عى أن إنسان يتحدث بارف مال ؟ أن فرد ةذا الدذن يريدد أن يزدرن مصدالحم فدي المطلدق وأولويتدم‬
‫في المطلق عل المجموعة التي ينتمي إليها و التي ال يوجد إال بوجودةا ؟‬
‫يغالي اروتس ي في التشب بالموقف المعااس ألنهدا احدد‪ ،‬تقنيدات البيدع و الشدراء ‪ .‬يصديح أندم ال قيمدة‬
‫للزرد إال بالمجموعة التي ينتمدي إليهدا وأندم ال أةميدة أن يعتدر لدم اإلعدالن بترةدات ميتافيزيقيدة إن لدم‬
‫ي مى لم العم و الصحة و التعليم و الس ى الالئق ‪.‬‬
‫را طوف الوقا مع‬ ‫تعطينا تزا ي الشهادة ورة عى ااتب جماعي بال العصبية والتشنّ وفي‬
‫أف اره ‪.‬ترجعنا ق ية تناق اتم إل معالة ةويتم الحقيقية‪.‬‬
‫مى ةم في آخر المطا مدبجي اإلعالن ‪...‬عل األق الذيى حزاا الشهادات ا مائهم وطباعهم ؟ مى ةم‬
‫بارك دي وس و فليس نيتودف ريو وعصمان عبيد وغسان غاني وجرمان قوارديا وفال دا ريني ان‬
‫وخوزن مورا و نتااروز واروتس ي وةانساميتا ؟‬
‫‪------------‬‬
‫‪*The challenge of human rights – Charles Malik and the Universal Declaration-edited by‬‬
‫‪Habib C.Malik – Charles malik foundation 2000‬‬

‫‪20‬‬
‫ةم يم لون أنزسهم طبعا وةذا أمر طبيعي فالبشرية م ونة مى بشر أحيانا جدد مختلزديى وةدذه عيندة فيهدا‬
‫ج اختالفات البشر‪.‬‬
‫ل نهم ال يم لون فقط أبخا هم ‪ .‬لنتابع نقاباتهم لنزهم مى يم لون ولنزهم عبر ةذا التم ي طبيعة المعلى ‪.‬‬
‫ةم ال يتصرفون وفدق قناعداتهم وأةدوائهم الشخصدية‪ .‬ةدم أوف مدى يقدرون بدأنهم مجدرد مم لديى ل دى لمداذا‬
‫بال بط ؟‬
‫ال بدددد أن اددد النقابدددات حدددوف مختلدددف المشددداا بددددت ثانويدددة بالنسدددبة لبوديددد بقتدددرو مم لدددة‬
‫الدانماركن ألن ق يتها األول اانا في جع النص يؤاد عل المساواة التامة بيى اإلنسان األن‬
‫و اإلنسان الذار‪.‬‬
‫ةذه األةمية ‪.‬‬ ‫ثمة إذن تم ي للنساء ومحاولة واضحة مى الجنس المقهور لزرن حقوقم في نص بم‬
‫ل ى السيده تريا رغم اونها امرأة تناض ٍعل مستو‪ ،‬آخر ‪.‬ةي ال تريد أن إبارة لحق الطدالق ألن‬
‫الزاتي ان ال يقب بم ةدذا اإلخدالف بمبادئدم‪ .‬أال ي زدي أن يتطداوف عليدم التداري ويزتد مندم حدق التشدريع‬
‫للبشرية وةو مم اهلل عل األرن؟ ةي ال تم إذن جنسها وإنما عقيدتها‪.‬‬
‫اأنني أ معها تناور‪:‬‬
‫ورتم؟‬ ‫‪ -‬يا جماعة ة مى المم ى التذاير بان اإلنسان خليزة اهلل عل األرن و أنم خلق عل‬
‫يصرخ في وجهها تشانّ‪:‬‬
‫اهلل ب اعت م أنتم أة ال تب التي تسمونها ماوية ‪ .‬ال عالقة لنا نحى أمدم و بدعو آ ديا بهدذا المزهدوم‬ ‫‪-‬‬
‫الغريب وال مجاف لقبولم في وثيقة يجب ان ال تمرر قيم ومزاةيم ثقافة عل حسا ثقافة اخر‪. ،‬‬
‫يوافقم في الرف القاطع لذار اهلل مم لو االنامة الشيوعية ‪.‬‬
‫طيب ما رأي م في ا تبداف المة اهلل بالطبيعة ؟‬ ‫‪-‬‬
‫ال تحاولوا خداعنا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب أنتم مى تحاولون الخدا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ة ذا يصدر النص دون إبدارة ال هلل وال للطبيعدة ونولدد جميعدا أحدرارا متسداويى فدي ال رامدة والحقدوق‬
‫وقد وةبنا عقال وضميرا مى قب مجهوف ‪.‬‬
‫ثمة إذن تم ي للملحديى وللمؤمنيى ولهؤالء بمختلف ا نافهم مى نصار‪ ،‬ومسلميى ويهود وبوذييى ‪.‬‬
‫ال غرابة أن يتشاجروا وةذه عادة قديمة فيهم و زها ابى المقزع أحسى و ف‪.‬‬
‫" وأما المل ف يرة ومختلزة ليس منهدا بديء إال وةدو علد ثالثدة أ دنا ‪ :‬قدوم ورثدوا ديدنهم عدى آبدائهم‬
‫وا وةد‪ ،‬وأن‬ ‫وآخرون أارةوا عليم حت ولجوا فيم وآخرون يبتغون بم الدنيان والهم يزعم أنم عل‬
‫مى خالزم عل خطأ وضاللة ‪ .‬واالخدتال بيدنهم ا يدر فدي أمدر الخدالق والخلدق ومبددأ األمدر ومنتهداه ومدا‬
‫و‪ ،‬ذل ‪ ,‬وا زار ولم عدو وعليم عاتب "‬
‫ثمة بب إضافي للنزا ال يق خطورة ب ربما ي ون ةو األخطدر‪ :‬تم يد أجدزاء ال اتدب الجمداعي لددوف‬
‫متباغ ة تقودةا أنامة يا ية عل طرفي النقي ال تتوقف عى الحر إال اللتقال األنزاس‬
‫لنتصور بع أوقات الصياغة ال نخش مى تقوي الموت ل قتنا أن ةمزرن لو بع حيدا لمدا ادذبنا إال‬
‫في تزا ي التزا ي ‪.‬‬
‫‪ -‬الدددوف الديمقراطيددة اال ددتعمارية ‪ :‬ال بددد للوثيقددة مددى التنصدديص عل د الحريددات الزرديددة والعامددة زبدددة‬
‫الناام السيا ي الم الي ‪.‬إن الحرية جوةرح ارتنا العايمة التي ال نددعي بدالطبع مدى فدرل بداةدة األمدر‬
‫أنها األعام واألذا واألا ر الح ارات تقدما وإنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬الدوف اال تبدادية غير اال تعمارية ‪ :‬إنم حقا اقتراو عايم ن نقب بم بريطة أن تقبلوا بحرية المعتقد‬
‫و الرأن والتنام واختيار مى يح م الشعب ‪.....‬في مستعمرات م ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الددوف الديمقراطيددة اال ددتعمارية‪ :‬ال ن ال ن المسدتعمرات مسددت نية‪....‬علد األقد لدديس اآلن ‪.....‬لدديس اآلنن‬
‫ربما بعد قرنيى أو ثالثة عندما ن م إخرات بعوبها المتخلزة واحيانا المتوحشدة مدى الالمدات إلد الندور‪.‬‬
‫ل ى قطعا ليس اآلن ‪.‬‬
‫الدوف اال تبدادية غير اال تعمارية‪ :‬آه ‪..‬عزوا ‪ .‬فهمنا أن م تؤمنون بالتساون التام بديى البشدرن وإن بعد‬
‫الاى إثم ‪.‬‬
‫الدوف الديمقراطية اال تعمارية ‪ :‬طبعا نحى قلنا أن البشر يولدون أحرارا ومتسداويى ‪....‬ل نندا لدم نقد أبددا‬
‫أنهم يبقون اذل بعد والدتهم ‪.‬‬
‫الدوف اال تبدادية غير اال تعمارية ‪ :‬يا لخب م وبراعت م في ازدوات المعايير وال ي بالم ايي األلدف ‪.‬‬
‫طيب مى تقصدون بحريات م ةذه بما أن م تست نون منها الغالبية العام للبشر ؟‬
‫الدوف الديمقراطية اال تعمارية ‪ :‬طبعا الشعو التي ترزو تحا ح م م ايها الشياطيى الشيوعييى ‪ .‬نحدى‬
‫نأم إذا مرقنا ةذه الحقدوق فدي الدنص أن يصدبح دالو دعايدة إضدافي بديى ايددينا لحد الشدعو الواقعدة‬
‫تحددا دديطرت م ‪ -‬والحدداف أن م انهددا الطبيعددي أن ت ددون تحددا دديطرتا نحددى ‪-‬علد التمددرد ضددد انامددت م‬
‫البغي ة‪ .‬ة ذا يم ننا أن نو دع رقعدة دلطاننا إلد عقدر دارادم دون ت لدف حدر جديددة باةادة الت داليف‬
‫خا ة وقد خرجنا منه ي القو‪ ،‬مى الحر التي تعرفون‪.‬‬
‫الدوف اال تبدادية غير اال تعمارية ‪ :‬جمي أال ت يعوا وقتنا فدي الهدذر الزدار وأن تزصدحواعى نوايداام‬
‫الحقيقية أيها الخنازيرالرأ مالييى ‪ .‬ل ى بيينا وبين م ن ماذا تريدون مى الزقراء أن يزعلدوا بحريدات م ةدذه ؟‬
‫ة تتصورون أن حرية الران تمأل بطى الجوعان ن أنم يم ى التلحف بحرية المعتقد ضدد بدرد الشدتاءن أو‬
‫أن الس ى االئق ي ون فدي م اتدب االنتخابدات الحدرة النزيهدة ‪ .‬ازد ةدذرا مدى ف دل م ‪ .‬إن مدا يحتاجدم‬
‫اإلنسان ةو الغذاء والصحة والعم والتعليم والراحة ‪ .‬ل ى المترفيى وأبناء الذوات أم دال م يجهلدون بداةدة‬
‫ا ةذا ألنهم أرفع مى االةتمام بم د ةدذه المبتدذالت التدي تخدص الخددم والحشدم ‪ ...‬نحدى نريدد البندود ‪22‬‬
‫و‪ 29‬و‪ 29‬و‪ 23‬و‪ 21‬و‪ 21‬في دارة النص ال في آخره حسب المشرو المقدم مدى المسدت تبن فالحريدة‬
‫الحقيقية ال ت ون إال تحررا مى الزاقة والمرن واال تغالف‪ .....‬ال ‪.‬ال‬
‫الدوف الديمقراطية اال تعمارية‪ :‬ومى قاف أننا ضد الحقوق االقتصادية واالجتماعية ‪ .‬نحى جدد متحمسدون‬
‫لها والدلي عل ذل اننا لى نقب بأن مشرو ال ينص بمنته الوضوو علد حدق المل يدة ومنهدا مل يتندا‬
‫ل موارد العالم ‪.‬إن مشرو الزص ‪ 81‬مرضي ولو أننا انا نود ان يدرد فدي الديباجدة وان يوضدع ادأوف‬
‫حق وبعده بند ثاني حوف الحق في الربح الحالف وبند ثال في اعتبار البور ات مى أةم معدالم التدراث‬
‫البشرن ‪.....‬آه البور ة‪...‬آه يا ةي ن يا معبدن يامحرا ‪....‬يا أم األمااى المقد ة ن ال ‪....‬‬
‫الدوف اال تبدادية غير اال تعمارية‪ :‬المل ية ! المل ية ! إنها الوجم األام للصو ية وأنتم لصو ةدذا‬
‫العالم ‪ .‬ل ننا ندافع إل األبد عى ضحايا جشع م وا المسدحوقيى الدذيى جعلدا مدنهم عبيدد ةدذا العصدر‬
‫ال ‪....‬‬
‫للعالم الحر حتد‬ ‫الدوف الديمقراطية اال تعمارية ‪ :‬ةا ةا ‪....‬تريدون تصدير ال ورة والتطر واإلرةا‬
‫تو عوا رقعة لطان م دون ت لف اعباء الحر ‪...‬ل ى الشيوعية لى تمر‪...‬ال ‪..‬ال ‪..‬‬
‫ن‬ ‫ال بد أن ةمزرن المست تب المتواضعن حاوف ترايز اةتمام السبا المزتر ة المشدودة لبع ها الدبع‬
‫عل المواضيع التي ال ت ير عصبيتها ليمرر ما يريد في مرحلة ثانية ‪.‬‬
‫المست تب المتزايد تواضعا( حالما بزوات الحرية والعدالة ووالدة ثمرة مباراة مى الزيجة ا مها السلم)‪:‬‬
‫ما رأن ح رات المم ليى أن ن تزي في ةذه المرحلة بصياغة المواد التي ال خدال عليهدان أقصدد حدق‬
‫الحياة وال رامة والحرية والعدالة والزوات ‪ .‬يعر القا ي والداني أنها قيم ح ارت م الغربيدة العايمدة‬
‫وقيم ح ارت م الشرقية العايمة وقيم أديان م السماوية العايمة وقديم أنامدت م السيا دية العايمدة وخا دة‬
‫قيم رت ائ م العاام ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الدوف اال تعمارية والعنصرية (ةمسا) ‪ :‬الها المات رنانة عامدة ال تغندي وال تسدمى مدى جدو ن فلنقبد‬
‫بها‪ .‬المهم أال يت مى النص ما يدفع لل ورة عندنا وأن يقبلوا بحرياتنا و نر‪ ،‬ايف يم دى الحقدا تزجيرةدا‬
‫تحا أقدامهم‪.‬‬
‫الدوف الشيوعية اال تبدادية ( ةمسا) ‪ :‬الها المات رنانة عامة ال تغني وال تسمى مى جو ن فلنقب بها‪.‬‬
‫المهددم أال يت ددمى الددنص مددا يدددفع لل ددورة الم ددادة عندددنا وأن يقبلددوا بددالحقوق االقتصددادية واالجماعيددة‬
‫و نر‪ ،‬فيما بعد ايف نزجرةا تحا أقدامهم ‪.‬‬
‫وألن النص در مت منا الحريات السيا ية و اذل الحقوق االقتصادية واالجتماعيةن فال بدد أن الوفداق‬
‫حص حت ولو اان مشبعا بسوء النية المتبادلة ‪ .‬ة ذا أد‪ ،‬تشب ا طر بقيمم( لشدة إيمانم بها‬
‫ياغة نص مت ام ت مى أحسى ما يوجد عند ةذا وذاك‪.‬‬ ‫او لشدة ارتبال مصالحم بها ) إل‬
‫يتحدث ةيغ عى الحيلة التي ياهرةا التاري أحيانا لتحقيق أةدافم ‪.‬‬
‫و نحى أمام حيلة مى أطر حيلم ن فال اتب الجماعي مم أنامة ا تبدادية وا تعمارية وحت عنصرية‬
‫ل ددى ةددذا المم د ةددو الددذن ددا الددنص المرجعددي ل د القددو‪ ،‬التددي ددتناة اال ددتبداد واال ددتعمار‬
‫والعنصرية ‪.‬‬
‫رغددم أنددم مددى الواضددح أنهددم ال‬ ‫أن قددوة جمعددا ةددؤالء الندداس وجعلددتهم يتوا ددلون مددع بع ددهم الددبع‬
‫يشتهون بيئا قدر الوثو عل بع هم البع ب را ي القاعة و ااينهم المخزية ‪...‬خا ة ألن ةد ؟‬
‫المدؤودة ‪ .‬آه لدو ادان بو دعنا تصدزيزها‬ ‫النقاش أبهرا وأبهر ‪ .‬تمتلدئ دلة المهمدالت بالنصدو‬ ‫يتوا‬
‫عل الطاولة لمعرفة مدا حدذ ومدا أضديف ‪ .‬ل ند ال تدر‪ ،‬مدى الدنص إال مدا تدراه مدى امدرأة وةدي فدي‬
‫مالبس السهرة ن والحاف أن ال تعرفها إال إذا رأيتها في ثيابها الداخلية وثيا تنايف البيدا ‪ .‬ادم مؤ دف‬
‫أنم لديس لندا إم انيدة درا دات المشداريع التدي رميدا فدي دلة المهمدالت خا دة وأن الشداةد يعتدر بدأن‬
‫المسودة األول لإلعالن اانا تحتون عل ‪ .......‬ثمان و أربعيى بندا ‪ .‬أيى اختز ثمانية عشرة بندا‬
‫لة المهمالت ؟‬ ‫و لماذا رمي بها إل‬
‫وآخدر حدوف حدق المدواطنيى فدي الدتالم مدى‬ ‫ةمزرن أنم اان مدى بينهدا بنددا عدى حقدوق الشدعو‬ ‫يعتر‬
‫دولتهم ‪.‬‬
‫قدافزا فدوق‬ ‫الشعو ؟ آه حيح أنها غائبة في نص يتوجم لإلنسان بمزهوم ا بخص واد األبدخا‬
‫بيى اإلنسان المحدد واإلنسان المطلق‪.‬‬ ‫التجمعات التي تش حلقات الو‬
‫ثمددة أي ددا التسدداتالت التددي ت يرةددا مسددودة أخددر‪ ،‬رميددا فددي ددلة المهمددالت و دديغا حسددب بددهادة‬
‫المست تب االتالي " لألقليات األثنية و اللغوية و الدينية الحق في تعهدد مدار دها و مؤ سداتها الدينيدة و‬
‫جزء عادف مى األمواف العمومية يخصص ةدذا الغدرن‪ .‬و لهدا الحدق فدي ا دتعماف لغاتهدا‬ ‫ال قافية بز‬
‫أمام المحاام و السلطات أو أجهزة الدولة وفي الصحا و االجتماعات العامة "‪.‬‬
‫ةا قد ذارنا المست تب أنم يوجد وراء الشعو المعتر بها ر ميا ولو اانا مستعمرة ن جماعات بشدرية‬
‫ال مم لها دميا أوقدات الصدراحة الزجدة القبائد الهمجيدة أوالمتوحشديى وفدي حداالت التدأد والنزداق‬
‫الشعو األ لية وحت الشعو األول ‪.‬‬
‫مى أيدى للدنص إذن أن يددعي العالميدة وةدو ال يزسدح المجداف إال ألنامدة ال تم د إال نزسدها وأخدر‪ ،‬تم د‬
‫القوائم االنتخابية وال تر‪ ،‬تناق ا بيى يادة الحرية في الداخ وا تعباد الشعو في الخارت ؟‬
‫الخيار اآلن بيى التطر واالعتداف‪ .‬فإن اخترنا التطر يم ننا الترايز عل غيا الشعو المسدتعمرة‬
‫–وةد دي أغلبيدددة البشدددرية‪ -‬وغيدددا الشدددعو األولد د ‪ -‬وةد دي ذاارتهدددا الحيدددة ‪ -‬وقلدددة تم يليدددة المم لددديى‬
‫الديموقراطييى وانعدام تم يلية المم ليى الشيوعييى‪ .‬ننتهي إلد ضدرورة رفدع و دف العدالمي عدى الدنص‬
‫ومقاضاة احبم بتهمة انتحاف زة وتزوير وثيقة ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫أما إذا ف لنا االعتداف فال خيار لنا غير الترايز عل أنم لم ي ى في اإلم ان أبد ممدا ادان نادرا للادر‬
‫التاريخي ن أن الشعو المستعمرة والشعو األولد دتتحرر عداجال و تصدادق علد الدنص و دتحت‬
‫م انها الطبيعي لصياغة الشروو المتزرعة عنم ‪ .‬آنذاك يم ننا تمتيع ال اتب بالعزو الرجعدي وقبدوف و دزم‬
‫لإلعالن بالعالمي‪.‬‬
‫حة تم يلم للعالم اآلدمي‪.‬‬ ‫الح إدعاء ال اتب‬ ‫ثمة أي ا الحجة التاريخية التي تلعب في‬
‫فما بيى ‪ 119- 122‬حددت ''الصحيزة'' جملة مدى الحقدوق والواجبدات‪ ...‬ل دى بديى قدريش وي در و بندي‬
‫عو وبني اعدة وبني الحارث وبني جشم وبني النجار وبني عمرو بى عو وبني النبيا وبني األوس‬
‫وفي نة ‪ 8281‬درت وثيقة عى حقوق وواجبات عرفها التاري تحا ا دم المي داق العاديم* ‪Magna‬‬
‫‪ .Carta‬ل نهدا ااندا مم داة با دم ملد انجليدزن ي دمى بعد حقدوق األرملدة االنجليزيدة ( م د مندع‬
‫إجبارةا عل الزوات إذا ف لا الحياة دون رجد – مدادة ‪ )1‬وبعد حقدوق الزالحديى االنجليدز(م د مندع‬
‫الشرطة مى اال تيالء عل خديلهم وعربداتهم لق داء حدوائجهم الشخصدية دون إذن مدى داحب الحصدان‬
‫والعربة – مادة ‪ )91‬وبع حقوق المدن والقر‪ ،‬االنجليزية ( م منع إجبارةا عل بناء القنداطر إذا لدم‬
‫ترغب في ذل – مادة ‪ )29‬وا يرا مى حقوق النبالء ورجاف ال نيسة اإلنجليز ‪.‬‬
‫وفي نزس السياق ى في ‪ 21‬أغسطس ‪ 8119‬مم لو الشعب الزرنسي المنتاميى في الجمعية الوطنية‬
‫الزرنسية وثيقة ا موةا إعالن حقوق اإلنسان والمواطى ت مى جملة مى الحقوق للمواطنيى الزرنسييى‪.‬‬
‫وفي نة ‪ 8131‬ى محمد بان عهد األمان ل مان قلي مدى حقدوق التونسدييى مدع عددم نسديان حقدوق‬
‫األجانب نال حبا فيهم ول ى ألنهم اانوا منذ تل الزترة األ ياد الحقيقييى للبالد‪.‬‬
‫إنها ظاةرة تواترت طيلة القرنيى الماضييى لتلد وثائق ضامنة لحقوق األلمان أوالسوفيات واألوروبييى‬
‫وا مشغوف بنزسم‪.‬‬
‫تم ننا الااةرة مى فهم النقلة النوعية التي ب لها اإلعالن ‪ .‬فهذا النص ليس خا ا بالعر أو باإلنجليز أو‬
‫بالزرنسدييى ‪ .‬ةدو لديس مقاي دة بدديى بشدر يددينون بدنزس الدديى وينتمددون لدنزس المجتمدع ويتقا دمون نزددس‬
‫التاري ويت لمون نزس اللغة ‪ .‬ب بالع س مى ةذا ن إنم وفاق بيى بشر يت لمون لغات برت باب ويدينون‬
‫بأديان متنافرة وينتمون لمجتمعات متنافسم ويأتون مى تدواري – بد قد مدى أ داطير‪ -‬جدد متباعددة عدى‬
‫بع ها البع ‪.‬‬
‫نعم يحق لل اتب أن يصف إعالنم بالعالمي خا ة أنم – وةذا المعن‪،‬ال ال للمصدطلح ‪ -‬ال يتعامد مدع‬
‫مشاغ ةذا الشخص أو ةذا الشعب أو تل ال قافة نإنما ةاجسم مشاا عالم إنسداني واحدد لدم يعدد مم ندا‬
‫تجزئتم ال في مستو‪ ،‬تحلي المشاا وال في مستو‪ ،‬تقديم الحلوف‪.‬‬
‫وألن ةددذا ال اتددب العددالمي لددم ي تددب بددعرا أو فلسددزة وإنمددا نصددا يحصددي ويحدددد ويدددعو إلدد اتخدداذ‬
‫تشريعات تنام حياة البشرية جمعاء(ومى ثمة تسمية جزء مى النصو المتزرعة عنم بالشرعة الدولية )‬
‫فإن الصزة الوحيدة التي تليق بم مى ةنا فصاعدا ةي‪ ....‬المشر العالمي ‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫‪*The Magna Carta ( the great charter )-Gerald Murphy –the Cleveland Free –Net-aa 300‬‬
‫** خالفددا للمتوقددع والمددأموفن توا ددلا ظدداةرة ددياغة الوثددائق الخا ددة بشددعب أو بددديى أو بقددارة بعددد‬
‫ددور اإلعدالن وذلد بحجدة الخصو دية ال قافيدة ‪ .‬وقدد أظهدرت فدي اتدابي '' حقدوق اإلنسدان – الرتيدا‬
‫الجديدة '' أن ةنداك قا دم مشدترك بديى اد ةدذه النصدو ةدو تقليصدها مدى الحقدوق الدواردة فدي اإلعدالن‬
‫العالمين ةذا عندما ال تش محاولة م شوفة لاللتزا حولم وتهميشم ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫قراءة في اإلعالن العالمي لحقوق ‪.......‬‬

‫يبيى الر د '' الطوبوغرافي'' السريع أن ال لمة موزعة في ا مساحة النص بنزس السخاء ‪.‬‬
‫ةي تتردد بصيغة المزدرد أو الجمدع نأربعدة وأربعديى مدرة ن واأنهدا جدرس يقدر با دتمرار‪ ...‬ناةيد عدى‬
‫اونها مدعومة ثماني مرات ب لمات موازية تصب في نزس المصب ( م ال يجوز وال يعرن )‬
‫واأن المشر العالمي يريد غر ها داخ النص اما يغرس المسمار في الحطب النابف‪...‬بالمطرقة‪.‬‬
‫و حي أن الجهد الذن نبذف في تحقيق بيء أو في الدعوة لم عل قددر المقاومدة التدي تواجههدا العمليدة‬
‫فأن مقاومة يريد ال اتب التغلب عليها أو تخطيها حريا ؟‬
‫وفي البداية ما الذن يقصده بمصطلح أباله اال تعماف و وءه‪.‬‬
‫تش المعاني القديمة مدخال مم نا ‪.‬‬
‫فالحق عند الصوفييى ةو اإل م اآلخر للم‪.‬‬
‫ةو وا نارية ما في العلم ‪.‬‬
‫ةو ا ما ينتمي لعالم الخير في األخالق والديى ‪.‬‬
‫أما ما يعنيم الحق عند المشر العالمي فبداةة بيء آخر‪.‬‬
‫يداةمنا باإلحبال لمجرد التز ير في معالجة مدا يعنيدم ال مزهدوم ن فدال أ دعب مدى تحديدد المزداةيم العامدة‬
‫الز زاضة م السعادة والعدالة والصحة ألنها تتحم ا التزا يروال يستنزذةا أن واحد منها‪.‬‬
‫وإن دف التبايى في تعريف ال لمة الواحدة عل بيء نفعلد تعددد المسدتويات التدي يم دى أن يتواجدد فيهدا‬
‫مزهوم متعدد األوجم والمستويات‪.‬‬
‫ة يوجد معن أ ليا تتزر عنم اد المعداني ال انويدة ؟ نعدم ل دى انطالقدا مدى رتيدا وفلسدزة ضدمنية‬
‫ليسا إال رتيا مى بيى الرت‪.،‬‬
‫ال مهر مى م ةذا الز غير التوجم للحق بما ةو بيء موجود عل أرن الواقع ومسائلتم عى برول‬
‫وجوده ‪ .‬وعندما نتم ى مى اإلحاطة بهذه الشرول نفإن ا أبعاد المزهوم تاهر فدال ت دخم بع دها رتيدا‬
‫وال تسقط رتيا مخالزة بع ها اآلخر‪.‬‬
‫تلخص القراءة ةذه الشرول في النقط التالية ‪.‬‬
‫ال وجود للحق دون الندرة وإال لما كان له موجب‬
‫لننتبم لموقزنا ونحى نطالب بشيء أو بخدمة أو بتعوي نعلم أنم ليس لنا الحق فيم ‪.‬‬
‫نسار بنزسية المتسوف الذلي بد رأن بدخص يتميدز بسدلطات أو دع مدى دلطاتنان ولدم امتيدازات ال‬
‫نتمتع بهان منها قدرتم عل تقديم المزايا لنا ولغيرنا ‪ ...‬لعلمنا أنم قام بلزتة اريمة وقدم لنا مزية ‪.‬‬
‫عل الع س مى ةذان نحى نتوجم بالطلب لمى بيده قدرة تم ينندا مدى األمدر ن دون تدذل إذا اندا مدؤمنيى‬
‫بأن لنا الحق في الحقن ل قتنا أن الشخص أو المؤ سةن مجبر عل اال تجابة لمطلبنا‪ .‬في حالة حصدولنا‬
‫عل ما نسع لم ن ال نبع أبدا بر الة ب ر للمشر المحلين وال بقزة مى التمر الزاخر للقاضي ن ألنندا‬
‫نعتبرأن ال ةذا وال ذاك قدم لنا مزية وإنما قام بالمنتارمنم‪.‬‬
‫الحق إذن ةو في مقاربة أول ا ما لنا الحق فيم ‪.‬‬
‫دوران في الحلقة المزرغة لأللزاع ؟ ربما ‪....‬علما وأن ةذا ما يقولم بال دبط المشدر العدالمي فدي المدادة‬
‫ال انية ‪ '':‬ل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة دون أن تمييز''‪....‬‬
‫أمدا الحدق فامتيداز‬ ‫ثمة إذن عالقة دلبية بديى الحدق واالمتيداز‪ .‬فهدذا األخيدر حدق يتمتدع بدم الدبع‬
‫يتمتع بم ال ‪....‬ناريا عل األق ‪.‬‬
‫ال يوجد االمتياز بالطبع إال مزروضا بالعنف مما يم ننا مى تعريف ةذا األخير يأنم فرن االمتياز علد‬
‫الحق بالقوة وتمرد الحق عل االمتياز بقوة م ادة ‪.‬‬
‫ل ى ما الذن يجع االمتياز موجودا ومى ثمة نقي م الحق المرتبط بم ارتبال النهار باللي ؟‬

‫‪25‬‬
‫إنم بالطبع وضع ما ةدو موضدو الطلدب ن أادان بديئا أم خدمدة أم اعتبدارا أنن أ ا دا دعوبة الحصدوف‬
‫عليم الناجمة عى غيابم الجزئي إما لنقص في إنتاجم أو ل رة المتدافعيى عل اقتسام القليد الموجدود مندم‪.‬‬
‫إنها الااةرة التي ماةا الزيلسو الزرنسي‪ :‬الندرة ‪Rareté :‬‬
‫ولوتأملنا بعمق في هذه الندرة لوجدنا أنهدا ‪ -‬عددا اونهدا الخا دية ال انيدة األا در انتشدارا فدي ال دون مدع‬
‫ال رة –الخا ية المالزمة ألغلب ما يعتبره اإلنسان ةاما وثمينا نوأن خرية األقدار جعلا منها خا ية‬
‫مى خصائص‪ ....‬الحق نزسم‪.‬‬
‫والقاعدة ةو أنم الما اان إنتات المجموعة مى المدادة و القديم و التناديم و المعلومدات وافدرا وعدادال المدا‬
‫ضعزا الحاجة لالمتيازن الما ضعزا الحاجة للحق وللقانون و للعنف‪ .‬مما يعني أن ق دية العندف التدي‬
‫نعود لها الحقا مسألة ةي لية وليسا فقط مسألة فطرة وغريزة بر اما يطرحها السذت واألخالقويون‬
‫الح أن النص ال يزر مادة مى نو ‪ :‬ل إنسدان الحدق فدي حندان أمدم و ندور الشدمس و ظلمدة الليد و‬
‫جماف النجوم و مستو‪ ،‬اا مى األاسيجيى لتشغي أجهزتم الحيوية‪.‬‬
‫ةو ال يت لف م ةذا العناء ألنم مى حسى الح أن حندان األم م دمون أمدا األواسديجيى وندور الشدمس‬
‫و ددالبة األرن التددي نمشددي عليهددا ن فددأمور متددوفرة بالقدددر ال ددافي وللجميددع ‪ .‬ال مجدداف وال حاجددة إذن‬
‫لتدخالت ومزايا في ةذا الميدان ‪.‬انتار يوم تناقص االواسيجيى و تر‪ ،‬ظهور حق التنزس عل الدورق‬
‫وجمعيدات الددفا عدى حدق األطزداف الزقدراء فددي قدوارير األواسديجيى ‪ .‬الحد بالمقارندة مدع حنددان األم‬
‫الم ددمو ن ونددور الشددمس المتددوفر بسددخاء ومجانددا للجميددعن أن ا د الحقددوق التددي يتعددرن لهددا الددنص ال‬
‫م مونة وال متوفرة بسخاء أومجانا‪.‬‬
‫ثمة إذن عالقة متينة بيى الحق والنددرة ن فلدوال ةدذه األخيدرة لمدا وجدد ال الحدق وال المزيدة‪ .‬ممدا يعندي أن‬
‫الحق ظاةرة لبية في اونها تنم عى وجود خل ونقص ن وظاةرة إيجابية تحداوف تددارك األمدر بالتعددي‬
‫والتوازن‪.‬‬
‫ل ى ما فحو‪ ،‬ةذا الخل ؟ ‪.‬‬
‫ال وجود للحق دون الحاجة وإال لما كان له محرّك‪.‬‬
‫عودة إل التجربة الذاتية التي يعيشها طالب الحق في حالة المنح وحالة المنع ‪.‬‬
‫وفي الحالة األول ن رأينا أنم ال يشعر بعرفان بالجمي تجداه المشدر والقاضدي العتبداره أن لدم الحدق فدي‬
‫الحق وأن تمتعم بم أمر بديهي طبيعي م تمتعم بنور الشمس والهواء العلي ‪ .‬وإذا وجد مى يش ر فهو اهلل‬
‫أو الطبيعة حسب معتقدات ةذا وذاك‪. .‬‬
‫ن ربمدا تددفعنا إلد حدد‬ ‫أما في حالدة المندع فإنندا دنعيش زوبعدة مدى مشداعر القهدر والغ دب والدرف‬
‫امتشاق السالو وبذف الغالي والنزيس ولو اانا الحياة نزسها ‪.‬‬
‫لما ةذا ؟‬
‫حت نزهم طبيعة الغ ب العارم والسخط الشديد وما يم ى أن ينجر عنم ‪ -‬وةي المشاعر التي تحيلنا للقوة‬
‫الهائلة ال امنة في أعماق الحق ‪ -‬يجب تزحص الحقوق الواردة في النص ‪.‬‬
‫ثمة إذن الحق في التمتع بدأمور محسو دة م د المأاد ن الملدبسن المسد ىن التعلديم ن العدالت ن تأ ديس‬
‫عائلة ن العم ن المل ية ‪.‬‬
‫ثمة لة ثانية مى الحقوق تتعلق بالتمتع بأمور أعقد تعريزا م د السدالم ن الحريدة ن ال رامدةن المسداواةن‬
‫الحرمة الجسدية ن العدالة ن الرفاةة ن ال قافة ‪.‬‬
‫أخيرا ةناك أمور تتعلق بالتمتع بالمشاراة في الحياة العامة عبر ممار ة حرية المعتقدد ن حريدة الدرأنن‬
‫حرية التنام السلمي ن حرية اختيار أولياء األمر وا تبدالهم وفق قواعد الناام الديمقراطي‪.‬‬
‫ما القا م المشترك بيى ا ةذه الحقوق ؟‬
‫إنها ب بساطة قائمة حاجياتنا األ ا يية التي ال تتبلور إنسانيتنا دونها‪.‬‬
‫الحاجة و ما أدراك ما الحاجة !‬
‫أليس راعنا مى أج ةذا الحق أو ذاك ةو راعنا مى أج تلبيدة حاجدة ما دة فيندا ؟ ألديس مدا نق دي‬
‫العمر جريا وراءه ةو تحقيق ةذه الحاجة الغائبة والمحافاة عل الحاجدة التدي تحققدا ؟ ألديس بدديهيا أندم‬

‫‪26‬‬
‫إذا تحققا ا حاجياتنا أ بح لوجودنا قيمة ومعن وإن لم تتحقق اان ةذا الوجود تجربة العب واأللم ؟‬
‫أليس نزي الحقوق عنا إنما ةو نزي لعوام تحقيق إنسانيتنا وبالتالي نزي إنسانيتنا ةذه وحت اعتبارةا‬
‫إنسانية دونية يم ى أن تعاش دون التم ى مى ا الشرول التي تحتاجها ؟‬
‫قد تصيب وقد تخطئ في فهم ألن اائى إن حاولا تعريزم بأو دا و خصدائص ةدي غالبدا إ دقاطات‬
‫نارية ل أو لغيرك ‪ .‬جر اآلن تحديده عبر حاجياتم في ةذا الزمان و ةذا الم ان و ت تشف اقتراب‬
‫الشديد مى تجربتم للوجود‪ .‬جر قراءة ا مشاعره وأعمالم عل ضدوء التحليد بالحاجدة و ت تشدف أن‬
‫المنهجية أغن بالمعلومات الصحيحة مى الموقف المعيدارن السداذت الدذن يقديم مشداعر وأعمداف اآلخدريى‬
‫انطالقا مى ‪.....‬حاجياتنا نحىن ال مى حاجياتهم ةم ‪.‬‬
‫وحت تتأاد مى مرازية الحاجة في نع اإلنسان ن أنها منبع اد تصدر و محدور اد موقدفن أنهدا أم‬
‫الددديى و الزلسددزة والزددى و العلددم والعم د ‪ ....‬خذعينددة مددى البشددرن مددى الجنسدديى ن مددى مختلددف األعددراق‬
‫والطبقات وال قافات ‪ .‬تأم في اختالفات السحى والمالبس واللغدات والعدادات والقديم التدي يددعون العديش‬
‫مدى اجلهدا ‪ -‬أو علد حسدابها‪ . -‬تأمد الزدرق الهائد بديى الملدوك الجبددابرة واألنبيداء الملهمدديى وبديى رعدداة‬
‫الخنددازير أو اإلب د نبدديى الجهدداف والعلمدداءن بدديى المددؤمنيى وال زددرة‪.‬نبدديى الددذيى يمل ددون القصددور والددذيى‬
‫ا تعاروا أو رقوا أ مالهم ‪.‬‬
‫واآلن جرد ا ةؤالء البشر مى ألقابهم و ألبسدتهم ‪ .‬ال تسدمع لغدوةم ومدا يموةدون بدم علد أنزسدهم وعلد‬
‫الغير‪ .‬ثم تساءف عى القوا م المشتراة التي تجعلهم ينتمدون لدنزس الزصدي مدى األحيداء ‪ .‬ت تشدف قائمدة‬
‫طويلددة مددى ضددروريات العدديش – ال يختلددف فيهددا أو عليهددا إثنددان ‪ -‬م د حاجددة األا د والشددر واللبدداس‬
‫والمددأو‪ ،‬والجمددا والصددحة واألمددان و العدالددة وال رامددة والحددب والرفاةددة والسددعادة والمعرفددة ‪ .‬وفددي‬
‫مرحلة ثانية يم ن الدخوف في التزا ي وايف أن ةناكن إنطالقا مى القاعدة المشدتراة ن حاجيدات ثانويدة‬
‫وترتيب أولويات وطرق مختلزة لترجمة الحاجات األ ا ية حي ليس لل سدوف بدالطبع والمغدامر بالسدليقة‬
‫نزس التصور لما يرضي حاجتم للسعادة ‪.‬‬
‫اناد ر إلد جد القصدص التدي تعدّ بهدا اتدب األد أو تتدزاحم علد خشدبة المسدرو‪ .‬إنهدا أغلدب الوقددا‬
‫قصددص أبددخا أضددناةم الزقددر أو بددردتهم الحددر أو دمددرةم الددبغ والتعصددب والجه د ‪ ...‬قصددص‬
‫الصرا مى أج النجاو االجتماعي ن مى أج ال رامةن مى أج الحرية‪.‬‬
‫لوات البشر في المساجد وال نائس والبيعات والمعابدد ‪ :‬يدا اهلل ن يدا يسدو ن يدا أدوندان ن يدا‬ ‫ا تمع إل‬
‫نزامين يا رامان يا بوذا ‪ ...‬يا يدن عبدد القدادر ن يدا دانتا ماريدا ن ‪ .‬اعطندا الصدحة ن األمدان ن الحريدة ن‬
‫عشاء األطزاف ةذه الليلة ن أبعد عنا الالم والعسفن طمئى مدى روعندا ن حررندا مدى الخدو ن مدى العددو‬
‫المتربص بحياتنا ورزقنا ‪ .‬الها لوات يم ى أن تلخص في رجاء واحدد ‪ :‬لبدي حاجياتندا لندنعم بدالعيش‬
‫وتزةو بنا الحياة‪.‬‬
‫والقاعدة أنم بقدر ما نتم ى مى حقوقنا بقدر ما تسه الحياة وتحلو‪ -‬ومى ثمدة التصداق المدة التمتدع ب لمدة‬
‫الحددق‪ -‬فددي حدديى أنددم بقدددر مددا تغيددب أو تددنقصن بقدددر مددا يصددبح اد إنسددان ناقصددا ن مشددوةا ن مبتددورا ن‬
‫محدودا بقيا ن يله وراء ةذا الذن ال ي تم وال يمتلئ إال بم ‪.‬‬
‫السؤاف الذن يزرن نزسم عند تقليب قائمة الحقوق الواردة في النص ةو عى مد‪ ،‬ااتماف قائمة الحاجيدات‬
‫التي يت ح أن الحقوق مجرد تعبير عنها وحت برعية البع منها‪.‬‬
‫ال جداف في الحاجيات المادية الدنيا ‪ .‬ل ى ماذا عى الحاجيات السيا ية ؟‬
‫ة تتقلص إنسانيتنا وة تنقص متعة الوجود إذا لدم تتدوفر لندا ''انتخابدات نزيهدة دوريدة تجدر‪ ،‬علد‬
‫أ اس االقترا السرن و عل قدم المساواة بيى الجميع "؟‬
‫مى قاف أن اإلنسان‪ -‬أو عل األق ةذا الشخص أو ذاك ‪ -‬ليس بحاجة إل مل يدة فل لوريدة ترضدي تعطشدم‬
‫للطقوس أو داتاتورية " عادلة " ترضي حاجتم إل قيادة توفر عليم عناء االلتزام والخيار؟‬
‫األةم مى ةذا أن النص يس ا عى حاجيات اعتبرتها ج النصو المؤ سة ذات أولوية مطلقة‪.‬‬
‫يحلو لي أن أمس بالريشة بدف ال اتب المحدود الخياف أعلمم ما ال يعلم عى أعمق حاجيات اإلنسان‪.‬‬
‫المادة الواحدة و ال الثون‪:‬‬
‫ل إنسان الحق في الحب و السعادة و الجماف والموةبة والشهرة واالعترا وامتنان الجميع ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المادة ال انية و ال الثون ‪:‬‬
‫ل إنسان الحق في رعاية مشخصة ومستمرة مى قب قوة غيبية تحبم و ترعاه و تقود خطاه مى المهدد‬
‫إل اللحد ‪.‬‬
‫المادة ال ال ة و ال الثون ‪:‬‬
‫ل إنسان الحق في العيش ا الوقا الذن يريدن ولم الحق إذا قرر الرحي فدي موتدة اريمدة بدال ألدم أو‬
‫التالبي‪ .‬ولم الحدق‬ ‫خو ‪ .‬ولم الحق في خلود روحم إن اختار الخلود والتالبي في روو ال ون إن ف‬
‫في ما يشاء مى فر البع في أن ب مى األب اف الحية التي يختارةا إذا قرر موا لة تجربة اب اف‬
‫أخر‪ ،‬مى تجربة الوجود ‪.‬‬
‫المادة الرابعة و ال الثون ‪:‬‬
‫ل إنسان الحق في االلتحام بالذات القدوس وفق السيناريو ال قافي الذن نشأ عليدم أو حسدب إن إم انيدة‬
‫أخر‪ ،‬يختارةا ب ام الحرية‪.‬‬
‫اأني ب اتب النص يئى ‪ :‬ما ةذا الهذر؟‬
‫ل ى اليس مى حقنا أن نعاتبم ‪ :‬مى أيى ل حق تجاة حاجيات بأةمية حاجة الحب واالعترا والرعاية‬
‫مى طر قوة أقو‪ ،‬مى ا القو‪ ،‬التي تسحقنا والتغلب عل خدو المدوت وفهدم معند وجودندا وموتندا‬
‫‪ ......‬في نص يدعي الدفا عى حقوقنا ؟‬
‫لنقب منم حجتم القوية بأنم مى السابق ألوانم المطالبة بال ماليات والحاف أن األ ا يات لم تتوفر‪.‬‬
‫النص إذن ةو اإلعالن العالمي للحاجيات الدنيا لإلنسان‪....‬أو عل وجدم التددقيق لتصدور المشدر العدالمي‬
‫للحاجيات الدنيا لإلنسان ‪.....‬أو بصزة أدق لتصور المشر العالمي للحاجيات الدنيا إلنسان ةذا العصر ‪.‬‬

‫ال وجود للحق دون الكرامة وإال لما كان له أساس‬


‫قددد يواجهنددا الددبع بددأن الترايددز عل د الحاجددة فددي تعريددف الحددق ال يع ددس ددو‪ ،‬توجددم نزعددي مددادن‬
‫براجماتي في تزسير الاواةرن وبالتالي أن أداة التحلي الز رية ةي التي تع س نزسها في مرآة المزهدوم‬
‫وربما ال تع س بيئا منم ‪.‬‬
‫حيح أن أدوات التحلي وطرق تز يرنان وحت أةوائنا الواعية أو غير الشدعوريةن تلعدب دومدا دورا فدي‬
‫إضددزاء النددور علد المزدداةيم مددى زاويددة معينددة وبالتددالي نحددى ال ندر‪ ،‬إال مددا ت دديء لتبقددي اد الجوانددب‬
‫األخر‪ ،‬غارقة في الاالم ‪ .‬ل ى اال تنتات أمام م ةذه الااةرة ليس فدي تخيد وجدود أداة ف ريدة م اليدة‬
‫تستطيع إضاءة المزهوم مى ا الجوانب وت ون مستقلة عى الخلزيات الز رية واألةواء الشخصية ‪ .‬فم‬
‫ةذه األداة غير موجودة لأل ف أو لحسى الح ‪ .‬إنما ما نحى مطالبيى بم موا دلة الطدوا حدوف المزهدوم‬
‫ألضائتم مى ا الجوانب المم نة اعتمادا عل ا ما ةو متوفر لدينا مى أدوات التحلي نأخذةا ولو تطلب‬
‫األمر مى ألد أعدائنا الز رييى ‪.‬‬
‫فما ةي الرتية المعااسة نسألها إضاءة األجزاء التي ال تمسحها الرتية المادية البراجماتية النزعية لألمور‪.‬‬
‫إنها بالطبع الرتية الم الية غير البراجماتيدة غيدر النزعيدة ادالتي تن دح بهدا األديدان والزلسدزات التدي تندزه‬
‫اإلنسان عى اونم مجرد اائى مادن نزهمم بتتبع حاجياتم الدنيا ‪.‬‬
‫لنقب بأداة التحلي التي توفرةا لنا رتيا ت ع اإلنسان في أعل المراتب ‪.‬‬
‫ةذه الرتية ي تسب الحق معن آخر جد مختلف‪.‬‬ ‫وفي م‬
‫عودة إل النص و دليلنا البند الخامس ‪.‬‬
‫''ال يعرن أن إنسان للتعذيب أو العقوبات أو المعامالت القا ية أو الوحشية أو الحاطة بال رامة''‪.‬‬
‫بداةة واجب عدم تعذيب اآلخر ليس مى نف واجب احترام الصف عند ق اء الشؤون اإلدارية ‪.‬‬
‫نحى أمام إلزام ن أمام منع بات ن أمام تجريم ‪ ....‬أمام تحريم‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫مددى المسدددموو لندددا إذن أن ن تدددب البندددد ادداآلتي ‪ :‬يحدددرم أن يعدددرن أن إنسدددان للتعدددذيب و العقوبدددات أو‬
‫المعامالت القا ية الوحشية أو الحاطة بال رامة ‪.‬‬
‫لى ينقص مى المعن بيئا ‪.‬إذا اتبنا يحرم بدف ال يجوز في أا ر مى بند ( ا ترقاق بخص –القدب عليدم‬
‫تعسزا‪-‬تعري أحد لتدخ تعسزي في حياتم الخا ة ال )‪.‬‬
‫ماذا اآلن عى الجم التي تبدأ '' ل إنسدان الحدق فدي ‪.....‬ةد نتجند علد الدنص إن اتبندا ‪ :‬يحدرم مندع‬
‫الرج والمرأة متد بلغدا دى الدزوات مدى تأ ديس أ درة ‪ ....‬يحدرم مندع اإلنسدان مدى حقدم فدي مسدتو‪ ،‬مدى‬
‫المعيشة اا للمحافاة عل الصحة ‪....‬‬
‫طبعا ال فالمعن واحد ولو أنم وقعا إضافة طزيزة لم‪ ...‬ةي المساحة الجديدة الم اء مى المزهوم ‪.‬‬
‫يصبح اإلعالن مى ةذا المناار جردا لجملة مى المحرمات يم ى تلخيصها ااآلتي ‪:‬‬
‫( مى المحرمات ) اعتبار أو التعام مع الناس عل أ اس أنهم ليسوا متساويى في ال رامة و الحقوق‬
‫‪....‬حرمان أن إنسان مى الحق في الحياة و الحرية و المة الشخص ‪...‬ا ترقاق أو ا تبعاد أن بدخص‪...‬‬
‫تعري أن إنسان للتعذيب‪... .‬عدم االعترا لم بشخصيتم القانونية ‪ ...‬تعري م للتمييدز ‪ ...‬عددم إنصدافم‬
‫‪ ...‬القب عليم وحجزه و نزيم تعسدزا ‪...‬اعتبداره مدذنبا قبد أن ت بدا إدانتدم ‪ ...‬التددخ التعسدزي فدي حياتدم‬
‫الخا ة ‪ ...‬منعم مى حرية التنقد ‪ ...‬مدى اللجدوء ‪...‬مدى الجنسدية ‪...‬مدى الدزوات مدى المل يدة ‪...‬مدى حريدة‬
‫التز ير ‪...‬مى الرأن المخالف ‪...‬مى ت ويى الجمعيات ‪...‬مى اختيار مم ليم ‪ ....‬مدى ال دمان االجتمداعي ‪...‬‬
‫مى العم ‪ ...‬مى الراحة ‪...‬مى الصحة ‪ ....‬مى التغذية و الملبس و المس ى ‪...‬مدى الدتعلم مدى ال قافدة ‪...‬مدى‬
‫ناام دولي و الم عادف ‪...‬‬
‫ةا نحى أمام اإلعالن العالمي لحرمات اإلنسان ‪.‬‬
‫حرم ‪ /‬محرم ‪ /‬إحرام ‪ /‬حرم ‪ /‬حرام !! المات ال نخطئ التعر عليها أو عل الز اء الذن تتحرك فيم‬
‫المقدس في الدنص ؟ ةد اإلعدالن تحددي لوظيزدة أزليدة ؟ محاولدة عصدرية لبلدورة مقددس منب دق ي دون‬
‫اإلنسددان فيددم الهددد و الو دديلة ؟ ةد ةددي عددودة إلد إبد الية األنبيدداء والزال ددزة الم ددالييى مددى مناددور‬
‫العصددددددر و لغتددددددم وعقليتددددددم‪ :‬ايددددددف نجعدددد د مددددددى اإلنسددددددان اائنددددددا ذا حرمددددددة ‪...‬إنسددددددانا حرامددددددا ؟‬
‫دبب التحدريم‬ ‫إنها إب الية عويصة نتعرن لها الحقا فمدا يهمندا فدي ةدذا الموضدع مدى القدراءة ااتشدا‬
‫ومصدره ‪.‬‬
‫تزرن منهجية القراءة البح عنم داخ النص وةدو لحسدى الحد موجدود بصدزة بالغدة الوضدوو فدي أةدم‬
‫الزقرات‪.‬‬
‫يسته ديباجتم قائال ‪ :‬لما اان اإلقدرار بمدا لجميدع أع داء األ درة البشدرية مدى كرامهة أصهيلة فهيهم ‪.....‬‬
‫ولما اان تجاة حقوق اإلنسان و ازدراتةا قد أف يا إل أعماف أثارت بربريتها ال مير اإلنساني ‪.‬‬
‫يسته متى النص بقولم ‪ " :‬يولد جميع الناس أحرارا متساويى في الكرامة‪" ...‬‬
‫يعددود لددنزس ال لمددة فددي البنددد الخددامس‪ :‬ال يعددرن أن إنسددان للتعددذيب و تح ددر العقوبددات أو المعددامالت‬
‫القا ية و الوحشية أو الحاطة بالكرامة ‪.‬‬
‫أوف مالحادة تعبدر الدذةى أن المشدر العدالمي ضددحية بدوفينيتم اإلنسدانيةن مدى أيدى يشدعر و ال يشددعر ن‬
‫حيد يصددف التصددرفات التددي اثددارت ال ددمير اإلنسدداني بالوحشددية‪ ...‬أن أنددم يلصددقها بمددى تسددميهم اللغددة‬
‫الوحوش وةم نف مى الحيوانات لم يعر عنها يوما م األعماف التي يشير إليها‪ .‬ثم ةو يستعم لزاة‬
‫البريرية دون االنتباه ل ونها تحي ن وع بذل أم لم يعين إل بشعب يطلق عل نزسم ا م األمازي ن ل ى‬
‫غزاتم أطلقوا عليم ةذا اال م – التهمة في إطار التمايز بيى البشر‪.‬‬
‫إنم خطأ واضح في ا تعماف ال لمدات بد وخطيئدة ال تغتزدر‪ .‬لدذل نرجدو ممدى يجلسدون يومدا إلعدادة‬
‫ا دتعماف‬ ‫الصياغة حذ عبارة ال تليق بنص اهذا ‪ .‬وحت ال ي ون ةناك لبس في الموقف فإننا نوا‬
‫اللزاة ألنها واردة في النص ل ى ببال التحز ‪ .‬مدا علد القدارئ إال أن يربطهدا دومدا بزااعدة ال عالقدة‬
‫لها ال بالوحوش وال بالبربر وإنما بمصدر يجب عل القراءة اشزم وإطالق اال م الصحيح عليم‪.‬‬
‫عودة إل موضو ال رامة التي ةي حجر الزاوية عل ما يبدو‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫نواجددم بالصددعوبة الدائمددة لتعريددف م د ةددذه المزدداةيم الز زاضددة ‪ .‬ةددي االحددب ن االحريددة ن االجمدداف ال‬
‫تعر بنقي ها أو بشروطها و إنما بجوةرةا ‪.‬‬
‫و الجوةر ميدان ال تحديط بسدره ال لمدات و ال تسدتنزذه الناريدة إال بصدعوبة بالغدة ألندم مطلدق و اللغدة ال‬
‫تمتل أداة للتعبير عى المطلق ‪.‬‬
‫جوانبم‪.‬‬ ‫نبدأ مع ةذا عملية اللف و الدوران حوف المزهوم علنا ن يء بع‬
‫ما عالقة الحق بال رامة ؟ ة ةي حق مى بيى الحقوق أم بيء آخر؟‬
‫ثمة تذبذ في موقف ال اتب اأنم ةو نزسم لم يستقر عل رأن ‪.‬‬
‫ةو ي عها مى بيى الحقوق م حق الغذاء والس ىن والحاف أن ةناك بداةة اختال جذرن بيى األمريى‪.‬‬
‫وفي موضع آخدر مدى الدنص تزهدم أنهدا ليسدا حقدا وإنمدا معطد مدى أةدم المعطيدات التدي تعدر اإلنسدان‬
‫وليسا مجرد خا ية‪ .‬لذل يزصلها المشر العالمي عى االرتبال بخصائص محددة م االنتمداء إلد‬
‫وطني أو اجتماعي أو ثروة أو ميالد أو وضع آخر‬ ‫" جنس أو لون أو لغة أو ديى أو رأن يا ي أو أ‬
‫أو انتماء إل بلد اان"‬
‫إنها إذن القا م المشترك بيى األر دتقراطي األبدي المدتعلم ال درن الموفدور الصدحة الدذن يحتد أعلد‬
‫مرتبة في السلم االجتماعي وخادمتم الزقيرة األمية السوداء المصابة بال سداو والموجدودة فدي أ دز ةدذا‬
‫السلم‪ .‬يزنهما المشر العالمي عل ازتي ميزان المادة األول فيجد لهما نزس الوزن حت ولدو وزنهمدا‬
‫الواقع عل ازتي العر و الممار ة فيزن األوف طنا و ال انية ذرة ‪.‬‬
‫تبدو ال رامة أي ا معط ثابتا ثبات ثوابا الزيزياء ال يم دى أن ت ديف لهدا األحدداث بديئا أو أن تدنقص‬
‫منها بيئا‪ .‬يت ح عب الصرا عل مطلق السلطة‪ -‬أو ال روة أو الشهرة‪ -‬ألن مطلق السدلطة ال ي ديف‬
‫ذرة واحدة إل ارامة المتسلط و ال ينقص ذرة واحدة مى ارامة المتسلط عليم ‪ .‬وألنهدا واحددة ن ثابتدة ن ال‬
‫تنقص بزع وال تزيد بزع آخر فإن ال رامة م جوةرة ال يتغير منها بيء وضعا فدي غطداء جميد أم‬
‫في جريدة للف السم ‪.‬‬
‫إن لم ت ى ال رامة ال خا ية وال حق فما ةي ؟‬
‫ثمة مى يخلص مى عوبة التعريف بالقوف أن الحقوق ةي برول تحقيق الخا دية ‪ .‬آندذاك مدا معند أن‬
‫ت ون ال رامة مى برول تحقيق ال رامة؟‬
‫ما في تز ير ال اتب أو باالحر‪ ،‬اضطرابا في السيطرة عل مزهوم ''حربائي '' اهذا‪.‬‬ ‫ةناك بداةة خل‬
‫لنحاوف إنقاذه مى تردده بتقديم النموذت التالي ‪:‬‬
‫ال رامة ليسا حقا وإنما منبع ا حق وةو –أن الحق‪ -‬الذن يسدتمد منهدا و جدوده وبدرعيتم وضدرورتم‬
‫وليس الع س‪.‬‬
‫لذل ال يجوز القوف لنحقق الحرية و الرخاء و العدالدة لتتحقدق ارامدة اإلنسدان ‪ .‬إنمدا يجدب أن نقدوف‬
‫ألن لإلنسان ارامة أ ديلة فطريدة ‪ ,‬متقدمدةن دابقة ن ‪ ,‬م وندة ن ثابتدة‪ ...‬فدإن لدم الحدق أن يحصد علد‬
‫ب العيش المادن و المعنون و السيا ي التي تتماب مع ارامتم ةذه‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مى ايى تستمد ةدذه الخا دية المصداحبة لإلنسدان ايدا ادان جنسدم ووضدعم ولوندم ولغتدم ومعتقدده اد ةدذه‬
‫القدرة عل تطويع الحقوق ل ي يطلب منها أن تخدمها طائعة اغرة؟‬
‫لوات الجد واألم‪ '' :‬إنا ارمنا بني آدم ''‬ ‫د‪،‬‬ ‫يأتينا‬
‫ورة المصلو عل جدران ال نائس وقد اتخذ القدوس لم وجم إنسان ‪.‬‬ ‫تأتينا‬
‫يأتينا خطا الزال زة الذيى جعلوا مى اإلنسان مقياس ا بيء‪.‬‬
‫يأتينا أة اإللحاد والعلم بنارية النشوء واالرتقداء التدي تعتبدر أن الطبيعدة ‪-‬ةدذا اال دم اآلخدر هلل ‪ -‬ةدي‬
‫التي وضعا اإلنسان عل قمة ةرم ال ائنات الحية‪.‬‬
‫نخلص في ا الحاالت إل نزس النتيجة وةي أن اإلنسان اائى لم ما لديس لبقيدة ال ائندات الحيدة مدى قيمدة‬
‫ومى ثمة لم امتيازات تختزف الها في مصطلح ال رامة التي تعطيم الحق في ا الحقوق ‪.‬‬
‫ل ى لو اان األمر اذل نلماذا يتعرن ةذا ال ائى الممتاز المتميز عى بقية ال ائنات إلد حقدوق غيدره مدى‬
‫اآلدمييى مما أد‪ ،‬إل الوضع ال ارثي الذن اان وراء ظهور النص ؟‬

‫ال وجود للحق دون وضع وإال لما كان له فحوى‬


‫ددهوف الجزددا‬‫ال يختلددف اثنددان فددي اددون حقددوق اإلنسددان موجددودة فددي الواقددع وجددود األبددجار فددي‬
‫والعطش ‪.‬‬
‫لنترك ال لمة لحاة لألرقام حوف تحقق الحاجيات فلها بالغة في إيصاف المعن تعجز عنا أحيانا الجم ‪.‬‬
‫إذا اعتبرنا عالم اليوم قرية فيها مائة ااى فهو م ون – إبان اتابة ةذا النص أن نة ‪ -2113‬مى ‪:‬‬
‫‪ 31-‬آ يون ن‪ 28‬أوروبين‪ 89‬أمري ين‪ 1‬أفارقة‪ 32.... .‬امرأة ن ‪ 91‬رج ‪ ....‬منهم ‪.‬‬
‫‪ 11-‬دون مأو‪.،‬‬
‫‪ 11-‬مى األمييى‪.‬‬
‫‪ 13 -‬تحا خط الزقر المدقع‪.‬‬
‫‪ 11-‬ال يحصلون عل أن نو مى العالت‪.‬‬
‫‪ 31 -‬يتعرضون ل أنوا التعسف السيا ي والديني‬
‫‪ 1‬فقط لهم حسا بن ي‪.‬‬
‫‪ 8‬فقط لم امبيوتر‪.‬‬
‫‪ 1‬يمل ون ‪ %39‬مى ال روة الجماعية‪.‬‬
‫ثمة إذن خل يجب تعديلدم‪ .‬فإمدا أن نعددف الواقدع علد الدنص‪ -‬وةدذا أمدر ال يقددر عليدم إال إلدم ‪ -‬أو نعددف‬
‫النص عل الواقع وةذا أمر في متناولنا انطالقا مما نعر ونعيش ‪.‬‬
‫إنم ما نزعلم اآلن في إطار تجربة ذةنية تسمح باألمر وتعطي الصياغة التالية‪:‬‬
‫النص المضادّ‬
‫‪ -‬ال يولد جميع الناس أحرارا متساويى في ال رامدة و الحقدوق و لدو وةبدوا عقدال و ضدميرا و ال يعداملون‬
‫بع هم بع ا بروو اإلخاء ‪.‬‬
‫‪ -‬لدديس ل د إنسددان حددق التمتددع ب افددة الحقددوق و الحريددات و إن تمتددع ببع ددها فبتمييددز اددالتمييز بسددبب‬
‫العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الديى أو الرأن السيا ي أو بيى الرجاف و النساء ‪......‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق في الحياة و الحرية و المة بخصم ‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز ا ترقاق أو ا تبعاد أن بخص و ال يح ر اال ترقاق و يسمح بتجارة الرقيق ب افة أوضاعها ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمنع ا إنسان مى التعذيب و ال مى العقوبات أو المعامالت القا ية أو الوحشدية أو الحاطدة بال رامدة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان أينما وجد الحق في أن يعتر لم بشخصيتم القانونية ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬ليس ا الناس وا ية أمام القانون و ليس للبشر الحق في التمتع بحماية مت افئة دون أن تزرقة اما أن‬
‫ليس لهم الحق في حماية متساوية ضد أن تمييز‪.‬‬
‫‪ -‬لدديس ل د إنسددان الحددق فددي أن يلجددأ للمحدداام الوطنيددة إلنصددافم مددى أعمدداف فيهددا اعتددداء عل د الحقددوق‬
‫اإلنسانية التي يمنحها لم القانون ‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز القب عل أن إنسان أو حجزه أو نزيم تعسزا ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق ‘ عل قدم المساواة مع اآلخريى ‘ فدي أن تنادر ق ديتم أمدام مح مدة مسدتقلة‬
‫نزيهة ‪.‬‬
‫‪ -‬ا إنسان متهم بجريمدة يعتبدر مدذنبا إلد أن ت بدا إدانتدم قانوندا بمحاامدة ليسدا بال درورة علنيدة أو‬
‫تعط لم فيها أن ضمانات ‪.‬‬
‫‪ -‬يعرن أن إنسان لتدخ تعسزي في حياتم الخا دة أو أ درتم أو مسد نم أو مرا دالتم أو لحمدالت علد‬
‫برفم و معتم و ليس لم الحق في حماية القانون مى ةذا التدخ أو تل الحمالت‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان حرية التنق و اختيار مح إقامتم داخ حددود اد دولدة و ال يحدق ألن فدرد بال درورة‬
‫أن يغادر أية بالد بما في ذل بلده اما ال يحق لم بال رورة العودة إليم ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق أن يلجأ إل بالد أخر‪ ،‬أو أن يحاوف االلتجاء إليها ةربا مى االضطهاد ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان حق التمتع بجنسية ما و يجدوز حرمدان أن بدخص مدى جنسديتم تعسدزا و ين رحقدم فدي‬
‫تغييرةا ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس للرج و المرأة مت بلغا ى الزوات حق التزوت و تأ يس أ رة اللهم إال بشرل الخ و إلد‬
‫قيد الجنس أو الديى ن و ليس لهما حقوق متساوية عند الزوات و أثناء قيامم‬
‫و عند انحاللم اما ليس لعقد الزوات أن يبرم برضا الطرفيى الراغبيى في الزوات رضا اامال ويجوز‬
‫إاراةما عليم‪ .‬و األ رة ليسا الوحدة الطبيعية األ ا ية للمجتمع و ليس لها حق التمتع بحماية المجتمع‬
‫و الدوف ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق فدي حريدة التز يدر و ال دمير و الدديى و يمندع مدى تغييدر ديانتدم أو عقيدتدم و‬
‫اإلعرا عنهما بالتعليم و الممار ة و إقامة الشعائر و مراعاتها واء أاان ذل را أم مع الجماعة ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق في حرية الرأن و التعبيدر ويشدم ةدذا المندع اعتنداق اآلراء دون تددخ و ا دتقاء‬
‫األنباء و األف ار و تلقيها و إذاعتها بأية و يلة اانان مع التقيد بالحدود الجغرافية‬
‫‪ -‬ليس ل نسان الحق في حرية االبتراك في الجمعيات و الجماعات السلمية و يجدوز إرغدام أن إنسدان‬
‫عل االن مام إل جمعية ما ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق في االبتراك في إدارة الشدؤون العامدة لدبالده ‪......‬و ليسدا إرادة الشدعب مصددر‬
‫لطة الح ومة و ال يعبر عى ةذه اإلرادة بانتخابات نزيهة ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان بصزتم ع وا في المجتمع الحق في ال مانة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق في العم و ليس لم حرية اختياره بشرول عادلة مرضية و ليس لم حق الحماية‬
‫مى البطالة اما ليس ل فرد يقوم بعم الحق في أجر عادف مرن ي ز لم‬
‫و أل رتم عيشة الئقة ب رامة اإلنسان ت ا إليم ن عند اللزوم ن و ائ أخر‪ ،‬للحماية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق في أن ينشأ و ين م إل نقابات حماية لمصلحتم ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق في الراحة ‪ ,‬و في أوقات الزرا و ال يما في تحديد معقوف لساعات العم و فدي‬
‫عطالت دورية و بأجر ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق في مستو‪ ،‬مى المعيشة اا للمحافاة عل الصحة و الرفاةية لم‬
‫و أل رتم نبما في ذل التغذية و الملبس و المس ى و العناية الطبية و اذل الخدمات االجتماعية الالزمدةن‬
‫و ليس لم الحق في تأميى معيشدتم فدي حداالت البطالدة و المدرن و العجدز و الترمد و الشديخوخة و غيدر‬
‫ذلد مددى فقدددان و ددائ العدديش نتيجددة لاددرو خارجددة عددى إرادتددم و لدديس لألمومددة و الطزولددة الحددق فددي‬
‫مساعدة و رعاية خا تيى و ال ينعم ا األطزاف بنزس الحمايدة االجتماعيدة دواء أااندا والدتهدم ناتجدة‬
‫عى ربال برعي أم بطريقة غير برعية ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫و األ ا دية علد األقد‬ ‫‪ -‬ليس ل إنسان الحق في التعلم و ال يجب أن ي دون التعلديم فدي مراحلدم األولد‬
‫بالمجان و ال أن ي ون التعليم األولي إلزاميا و ال ينبغي أن يعمم التعليم الزني‬
‫و المهني وال ييسر القبوف في التعليم العالي عل قدم المساواة التامة للجميع عل أ داس ال زداءة ‪.‬ال يجدب‬
‫أن تهددد التربيددة إلد إنمدداء بخصددية اإلنسددان إنمدداء اددامال ن أو إل د تعزيددز احتددرام اإلنسددان و الحريددات‬
‫األ ا ية و يح ر تنمية التسامح و الصداقة بيى جميع الشعو‬
‫و الجماعات العنصدرية أو الدينيدة ن أو زيدادة مجهدود األمدم المتحددة لحزد السدالم ن و لديس لآلبداء الحدق‬
‫األوف في اختيار نو تربية أوالدةم ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس ألن إنسان الحق في أن يشترك ابترااا حرا في حياة المجتمع ال قافي و في اال تمتا بدالزنون و‬
‫المساةمة في التقدم العلمي و اال تزادة مى نتائجم ‪.....‬‬
‫‪ -‬لدديس ألن إنسددان واجبددات نحددو المجتمددع الددذن يتدداو فيددم وحددده لشخصدديتم أن تنمددوا نمددوا حددرا اددامال و‬
‫يخ ع الزرد في ممار ة حقوقم و حرياتم لتل القيود التي ال يقررةا القانون ‪.‬‬
‫اما يجوز تأوي ةذا اإلعالن عل أنم يخوف لدولة أو فرد أو جماعة الحدق فدي القيدام بدأن نشدال أو تأديدة‬
‫ا عم يهد إل ةدم الحقوق و الحريات ‪.‬‬
‫انته‬

‫ة النص إذا جملة مى المواقف الهالمية التي تجه وتتجاة الوضدع الحقيقدي للحقدوق ؟ طبعدا ال فهدو‬
‫عبر التلميح الذاي واألبارة البارعة أدق وابم وأوجز وأبل و ف لهذا الواقع المرعب ‪.‬‬
‫ال تحصد‬ ‫الح أي ا أننا أمام و ف لوضع ةذا إإلنسان بعد طوف عالجم مى قب مشاريع خدال‬
‫وال تعد ‪.‬بالطبع نحى ال نقوف النص ما لم يقلم وأنم ثمة في ةذا الو ف المزدز تعدري ضدمني بزشد‬
‫ددنة مددى الددديى‬ ‫اد ةددذه المشدداريع ‪ .‬ل دى مددى يسددتطيع إن ددار أن ةددذا مددا و ددلنا إليددم رغددم خمسددة آال‬
‫وال ورة ن مى العلم والزلسزة والزى ن مى ‪ ....‬الح ارة ‪.‬‬
‫إعالننا إذن و ف دقيق لحالة الوةى وال عف التي يعرفها الحق في عالم اليوم ‪..‬‬
‫وفي ةذه المرحلة مى التجريب علد الدنص دن تزي بتسدجي الاداةرة ن األمدر الدذن ديدفعنا لتحدوير فدي‬
‫دبب‬ ‫العنوان جاعليى منم‪ :‬اإلعالن العالمي ألوضا اإلنسان ثم موا دلة التز يدر وةاجسدنا ااتشدا‬
‫م ةذا الوضع البال التعا ةن مى داخ النص ومى داخ بقية جوانب المزهوم نزسم‪.‬‬

‫ال وجود للحق دون الواجب وإال لما كان له حدّ‬


‫الحزر عبر تجربة ذةنية اخر‪ ،‬نسميها القراءة في المرآة ‪.‬‬ ‫لنوا‬
‫خذ أن مادة مى مواد البند العالمي ن م ال التا ع عشر للتمريى‪.‬‬
‫" ل بخص الحق في حرية الرأن و التعبير و يشم ةذا الحق حرية اعتناق اآلراء دون أن تدخ‬
‫وا تقاء األنباء و األخبار و تلقيها و أذاعتها بأية و يلة اانا دون تقيد بالحدود الجغرافية "‪.‬‬
‫لنسددتبدف المصددطلح الز ددزان "ل د بددخص "بشددخص محدددد و معددر ‪ .‬ت ددون ددياغة المقطددع األوف‬
‫للجملة ااآلتي‪ :‬لي أنا فالن ابى عالن ‪...‬الحق في حرية الرأن و التعبير‪.‬‬
‫السؤاف ‪ :‬ايف يم نني ممار ة ةذا الحق ؟ طبعا بالتعبير عما يخالّ درن ‪ .‬ما أ ه األمدر لدو لدم ي دى‬
‫محدودا ن مقيدا وخطرا ‪ .‬يتحوف السؤاف ليصبح مى يحد أو يتصد‪ ،‬لممار ة ةذا الحق ؟‬
‫الددرد بددديهي ‪ :‬إنددم ةيئددة معنويددة أو بددخص محدددد قددد ي ددون أنددا أو مددى ةددم علد بدداالت السيا ددية أو‬
‫العقائدية‪.‬‬
‫خذ الجملة اآلن و ضعها أمام مرآة خيالية تنع س عليها الز رة ن ل ى مقلوبة ‪ .‬تصبح الجملة آنذاك‪:‬‬
‫ل أنا عالن ابى فالن ‪...‬الحق في حرية الرأن و التعبير‪.‬‬
‫السؤاف اآلن ‪ :‬مى يستطيع التعرن لحق في حرية الرأن ؟ أنا بالطبع أو مى ةدم علد بداالتي السيا دية‬
‫أو العقائدية ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫معن ةذا أن تمتعي أنا بحقي في حرية الرأن والتعبير رةيندة اضدطالع أندا بواجدب ترادي أمدارس‬
‫حرية الران والتعبير‬
‫معن ةذا أن برل تمتع أنا بحق في حرية الرأن والتعبير رةينة اضطالعي أنا بواجب ترا تمارس‬
‫حق حرية الران والتعبير‪.‬‬
‫ثمة أي ا ف رة داخ الز رة وةي أن تستطيع التعبير عى رأي ب حرية ودون أن تتعرن ألن عقدا‬
‫مى المشر أو مني ‪....‬ل ى بريطة أن تمارس ةذه الحريدة داخد حددود معيندة‪ .‬فدال يم دى با دم حقد فدي‬
‫الرأن أ ن تتطاوف عل حقي في ال رامدة الدذن ت دمنم المدادة األولد أوحقدي فدي الحيداة الشخصدية الدذن‬
‫ت ددمنم المددادة ال انيددة عشددر أوحقددي فددي البددراءة المسددبقة الددذن ت ددمنم المددادة الحاديددة عشددرأوحقي فددي‬
‫المحاامة العادلة الذن ت منم لي المادة العابرة وال ت منم السنة الناس المحررة مى ا عقاف‪.‬‬
‫علي د إذن أنددا تقدددير الحدددود التددي تسددمح ل د بهددا حريددة الددرأن إلنهددا إذا تجدداوزت حقددوقي المشددروعة‬
‫أ بحا غير برعية ‪.‬‬
‫إذن حقي في آخر المطا ةو واجب –( أو واجب بخص آخدر أو ةيئدة مدا ) م لمدا حقد ةدو فدي آخدر‬
‫المطا واجبي ( أو واجب بخص آخر أو ةيئة ما )‪.‬‬
‫تسددقط الحجدة ال ددعيزة التددي تجعد الحددق فددي واد و الواجددب فددي واد آخددر ‪ .‬علد الع ددس تاهددر القددراءة‬
‫المتمعنة أن ةاجس المؤلف اان مى البداية ن بصزة مغلزة وذايةن تحمي اإلنسان مدى المسدؤوليات مدا لدم‬
‫تحملم إياه أن مى النصو المؤ سة القديمة ‪ .‬غريب أال يخج البع مى تقديم فلسزة حقوق اإلنسان و‬
‫اأنها ذروة ايدولوجيا تأليم الزرد والحاف أنها تحملم مى المسؤولية ما تنوء ب قلها الجباف ‪.‬‬
‫لهددذا جدداءت المددادة التا ددعة و العشددرون التددي تتحدددث عددى ضددرورة اضددطال ا د فددرد بواجباتددم إزاء‬
‫المجموعة زائدة ب و خارجة عى الموضو أ ال ألن النص لم يزع بيئا آخر غير التنصيص عليها مى‬
‫البداية إل النهاية ‪.‬‬
‫إذا قبلنا أن الحق مسداون لالضدطال بواجدب ن أن الحدق والواجدب وجهدي نزدس العملدة ن فإنندا ال نتعسدف‬
‫عل النص إذا اتبنا ‪ :‬واجبي تم ين مى حق في الرأن‪....‬واجب تم يني مى حقي في الرأن ‪.‬‬
‫مى حقنا إذن أن نستبدف في الدنص المصدطلح '' ل د بدخص الحدق فدي '' بمصدطلح يدؤدن نزدس المعند‬
‫ويؤدن خا ة إل نزس النتيجة مى نو ''عل ا إنسان أن'' ‪ ....‬أو مى ''واجب ا إنسان أن''‬
‫ياغة جديدة أخر‪. ،‬‬ ‫لنطبق العملية عل ا النص مما يعطينا‬
‫النص المع وس‬
‫– القبددوف‪ -‬التصددديق ) بددأن جميددع الندداس يولدددون أحددرارا متسدداويى فددي‬ ‫علد اد بددخص ( االعتددرا‬
‫ال رامة والحقوق ‪.‬‬
‫عل د ا د بددخص احتددرام حددق ادد بددخص فددي التمتددع ب افددة الحقددوق والحريددات الددواردة دون أن‬
‫تمييز ‪....‬‬
‫عل ا بخص احترام حق الغير في الحياة والحرية و المة بخصم‪.‬‬
‫عل ا بخص أال يسترق أ و يستعبد أن بخص‪.‬‬
‫عل د ا د بددخص عدددم تعددري الغيددر للتعددذيب أو العقوبددات أو المعددامالت القا ددية أو الوحشددية أو‬
‫الحاطة بال رامة‪.‬‬
‫عل ا بخص االعترا ألن بخص أينما وجد بشخصيتم القانونية ‪.‬‬
‫عل ا بخص اعتبار ا الناس وا ية أمام القانون ‪.‬‬
‫عل ا بخص احترام حق اآلخر في االلتجاء إل المحاام الوطنية إلنصافم ‪.‬‬
‫عل ا بخص عدم المشاراة في القب عل أن إنسان أو احتجازه أو نزيم تعسزا‪.‬‬
‫عل ا بخص الدفا عى حق الغير في المساواة التامة ‪.‬‬
‫عل ا بخص اعتبار اآلخر بريئا مى ا جريمة إل أن ت با إدانتم ‪.‬‬
‫عل ا بخص عدم التدخ تعسزا في حياة الغير الخا ة ‪.....‬‬
‫عل ا بخص العم عل أن يتمتع الغير بحقم في حرية التنق واللجوء ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫عل ا بخص الدفا عى حق الغير في التمتع بجنسية ‪.‬‬
‫عل ا بخص الدفا عى حق الغيرن رجال أو امرأة مت بل ى الزوات في تأ يس أ رة ‪.‬‬
‫عل ا بخص الدفا عى حق الغير في التمل ‪....‬‬
‫عل ا بخص احترام حق الغير في حرية التز ير وال مير والديى ‪.‬‬
‫عل ا بخص السعي لتم يى الغير مى حرية الر أن والتعبير‪.‬‬
‫‪ -‬عل ا بخص الدفا عى حق الغير في حرية االبتراك في الجمعيات والجماعات السلمية ‪...‬‬
‫عل ا بخص احترام حق الغير في االبتراك في إدارة الشؤون العامة لبالده ‪.‬‬
‫عل ا بخص السعي إل أن يتمتع الغير بحقم في ال مانة االجتماعية ‪.‬‬
‫عل ا بخص السعي إل أن يتمتع الغير بحقم في العم ‪.‬‬
‫عل ا بخص السعي إل أن يتمتع الغير بحقم في الراحة ‪.‬‬
‫عل ا بخص السعي إل أن يتمتع الغير بحقم في مستو‪ ،‬مى المعيشة اا للمحافاة عل الصحة ‪.‬‬
‫عل ا بخص السعي إل أن يتمتع ا بخص بحقم في التعليم ‪.‬‬
‫عل ا بخص السعي إل أن يتمتع الغير بحقم في اال تمتا بالزنون‪ .....‬والمساةمة في التقدم العلمي‬
‫عل ا بخص السعي إل أن يتمتع الغير بحقم في التمتع بناام اجتماعي ودولي ‪.‬‬
‫عل ا بخص أال يخ ع في ممار ة حقوقم وحرياتم إال لتل القيود التي يقررةا القانون‪.‬‬
‫المادة ال الثون‬
‫عل ا بخص االعترا بأنم '' ليس في ةذا اإلعالن نص يجوز تأويلم عل أنم يخوف لدولة أو جماعدة‬
‫أو فرد أن حق في القيام بنشال أو تأدية عم يهد إل ةدم الحقوق والحريات الواردة فيم ''‪.‬‬
‫انته‬
‫تم نندداالقراءة المع و ددة إذن مددى توضدديح بعددد ةددام لمزهددوم الحددق بمددا ةددو اد مددا يحتاج دم اإلنسددان مددى‬
‫اإلنسان حت تتحقق إنسانيتم‪.‬‬
‫اما تاهر أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هو في الواقهع اإلعهالن العهالمو لواجبهات اإلنسهان وأن‬
‫الوضع المأساوي التي هي عليهه لديس نتيجدة ق داء وقددر وإنمدا نتيجدة مسدؤوليات لدم يدتم االضدطال‬
‫بها‪ ...‬تلقائيا وبصزة طبيعية ‪.‬‬
‫السؤاف ايف يم ى إجبار الواجب عل االضطال بدوره حت يوجد الحق؟‬

‫ال وجود للحق دون قانون وإال لما كان له سالح‬

‫يدتم ذلد عبددر أداة أ ددبحا مرتبطددة بددالحق إلد درجددة أن عديددد مددى اللغددات تسددتعم مصددطلحا واحدددا‬
‫للتدلي عليهما ‪ :‬القانون ‪.‬‬
‫الح أنم ال وجود لقانون ينام التمتع بحقوق ليسدا بحاجدة لتناديم م د الحدق فدي التدنزس والحدق فدي‬
‫نور الشمس ‪ .‬وفي االتجاه المعااس الح أنم ال حاجة لقانون يمنع النداس مدى حدرق أقددامهم امدا يقدوف‬
‫فرويدد ألن حتد المجددانيى علد ا درتهم ال يحرقددون أقدددامهم ‪ .‬إن مجدداف عمد القددانون محدددود دومددا ب د‬
‫يشتهيم األفراد وغير المتوفر للجميع في نزس الوقا‪.‬‬
‫القاعدددة أن أن مجتمددع مح ددوم بددالعنف الم بددا لالمتيدداز م د المجتمعددات التددي تعدديش فددي ظ د اال ددتبداد‬
‫السيا ي واالقتصادن يشهد مدا في االمتياز وجزرا في الحق ‪ .‬أما في المجتمع الخاضدع لقدوة القدانون أن‬
‫الددذن يعدديش فددي انددف الديمقراطيددة السيا ددية واالجتماعيددة ن فددإن االمتيدداز ةددو الددذن دديتقلص( ل نددم ال‬
‫يختزي ابدا) ليتو ع مجاف الحق عل حسابم‪.‬‬
‫وفي م ةذا المجتمع تنبع ال قة –إن لم نقد الوقاحدة‪ -‬التدي نبدديها ونحدى نطالدب بحدق مدان مدى يقينندا أندم‬
‫م لما للبيا ر يحميم ن ثمة للحق مى يقوم بنزس المهمة ةو ةذا العقد الجماعي الذن حددد ل د فدرد مدا‬
‫لم وما عليم‪.‬‬
‫لذل أعار المشر العالمي القانون قسطا ابيرا مى إةتمامم‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ترد ال لمة في أا ر مى موضع في النص ‪.‬‬
‫‪ -‬و لما اان مى األ ا ي أن تتمتع حقوق اإلنسان بحماية النظام القانوني‪.‬‬
‫‪ -‬ل إنسان أينما وجد الحق في أن يعتر لم بشخصيتم القانونية‪.‬‬
‫‪-‬ا الناس وا ية أمام القانون‪.‬‬
‫‪-‬ل إنسان حق االلتجاء إل المحاام الوطنية إلنصافم مى أعمداف فيهدا اعتدداء علد الحقدوق األ ا دية‬
‫التي يمنحها لم القانون‪.‬‬
‫‪ -‬ا إنسان متهم بجريمة يعتبر بريئا إل أن ت با ادانتم قانونيا‪.‬‬
‫‪ -‬ال يدان أن إنسان متهم بجريمة نتيجة أداء عم أو االمتنا عى أداء عم إال إذا اان ذل يعتبر جرمدا‬
‫وفق القانون الوطني‪.‬‬
‫‪-‬ولم الحق في حماية القانون مى م ةذه التدخالت والحمالت‪.‬‬
‫‪''-‬ال يخ ع أن بخص في ممار ة حقوقم وحرياتم إال لتل القيود التي يقررةدا القهانون مسدتهدفا ألمنهدا‬
‫منهدددا ضدددمان االعتدددرا بحقدددوق الغيدددر وحرياتدددم واحترامهدددا لتحقيدددق المقت ددديات العادلدددة للنادددام العدددام‬
‫والمصلحة العامة واألخالق في مجتمع ديمقراطي ''‪.‬‬
‫نسددنطيع اآلن بددالتوليف بدديى الجمد ا ددتخرات رتيددة المشددر العدالمي للقددانون وةددو أنددم جملددة اإلجددراءات‬
‫الجبرية التي ت مى الحقدوق الدواردة فدي اإلعدالنن دون قيدد اللهدم إال تلد التدي تحدد مدى نزدس الحريدات‬
‫والحقوق التي يتمتع بها اآلخر‪....‬ا ةذا في إطار المساواة بيى البشر وفي مجتمع ديمقراطي ‪.‬‬
‫ال يعتر المشر العالمي إذن بنو معيى مى القانون أن ب إجراءات جبرية ال ت دمى الحقدوق وال‬
‫ترجعهدددددا أل دددددحابها الشدددددرعييى وال تعامدددد البشدددددر علدددد قددددددم المسددددداوة وال تسدددددع لبنددددداء مجتمدددددع‬
‫ديمقراطي ‪.....‬ولو ميا قانونا ‪.‬‬
‫اأن المشر يقصد احدا أو فهما معينا للمصطلح وربما حت تالعبا بم‪.‬‬
‫ثمة إذن خال غير معلى عنم حوف طبيعة مزهوم ن تعريزم ةو اآلخر موضع خال قديم ومتجدد ‪.‬‬
‫وفي بع محاوالت ةذا التعريف ‪:‬‬
‫‪ -‬القانون ةوما ينام العالقات بيى البشر م لما ما ةو ينام العالقات بيى األجرام في السماء ( بيشرون)‬
‫‪ -‬ةو العالقة ال رورية بيى ال ائنات ( منتس يو)‬
‫‪ -‬ةو طبيعة التنام االجتماعي ب ةو باأل اس ةذا التنام االجتماعي( دوراهايم )‬
‫‪ -‬ةو التعبير عى اإلرادة الجماعية( المادة ‪ 9‬مى إعالن حقوق اإلنسان والمواطى لل ورة الزرنسية)‬
‫‪ -‬ةو اال م اآلخر للقوة و بدونها ال يوجد ( نيتشم) ‪.‬‬
‫غريب أن ال أحد أورد ذارا للعدف والحاف أن أغلبية الناس تقرن دوما المصطلحيى ‪.‬‬
‫ة ي ون السبب أن ا الذيى غامروا بتعريف القانون اهوف خبروا الحياة والبشر ولم يعد لهم أن وةم قد‬
‫ي ون خامرةم وةم ببا حوف وجود عالقة جدية بيى ةذا وذاك؟‬
‫أليس ا التاري بهادة عل أن القانون انتصدر للالدم م لمدا مدا انتصدر للعددفن وأندم دهر أحياندا علد‬
‫دوام الالم أا ر مما هر عل نشر العدف؟‬
‫ال يجددب أن ننسدد أن حتدد الدددوف الديمقراطيددة أر ددا اال ددتعمار علدد قددانون واددذل أنامددة الميددز‬
‫العنصرن وأنامدة اال دتبداد اليسدارن واال دتبداد اليميندي ‪ ..‬بد يم دى القدوف أندم ال أا در انتاجدا للقدوانيى‬
‫ودعوة الحترامها مى المستبديى والعنصرييى واال تعمارييى ‪ .‬ايف ال يدعون لم د ةدذا األمدر وةدم مدى‬
‫يسنون القانون ويسهرون ب أب اف العنف عل فرضم ‪.‬‬
‫لقائ أن يقوف ما الذن يدفع م ةؤالء الناس إل تغليف القوة التي يمل ونها بالقانون؟‬
‫والددرد البددديهي ألن فعاليددة تقييدد إرادة المسددتعبديى تددزداد بتعدددد األبد اف والو ددائطن منهددا خدعددة وعددي‬
‫مزيف تغلزم األيدولوجيا وخدعة برعية مزيزة يغلزها القانون ‪.‬‬
‫يم ى للقانون إذن أن يشر لنزي الحق ‪.‬‬
‫ولو تأملنا بعمق في ا ةذه المزاةيم التي تبدو مختلزة الاتشزنا أن الحق والواجب والقانون مجدرد ماداةر‬
‫مختلزة للصرا األزلي حوف النادر والصعب المناف ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ةذا ما يجع القانون جملة القواعد التي تزرضها بش أو آخر مى القوة الجماعة المنتصدرة مرحليدا فدي‬
‫الصرا األزلي عل النادر والصعب المناف يؤدن تجاوزه بأن فع اان إل إلغاء الزع أو إل عقا قد‬
‫يص حد إلغاء الزاع ‪.‬‬
‫يحدداوف المشددر العددالمي توجيددم القددانون فددي االتجدداه الددذن يخدددم مشددروعم ‪ .‬ل ددى ألدديس مددى حقنددا إتهامددم‬
‫بالسذاجة أو بالراون إل المواقف السحرية ألنم لم يزسر لنا ايف دنجبر القدانون علد علد أن ي دون‬
‫في الح الحق ال ضده ‪.‬‬
‫واآلن ة أحطنا ب جوانب المزهوم؟ ة و لنا آخر طبقة المنجم أم ة ما زاف ةناك مزيد للحزر؟‬
‫ثمة قاعدة تعلمها القراءة وةي أن أوجدم المزهدوم ال تسدتنزذ ن أنندا نزاجدأ دومدا بدأن أةدم وجدم بقدي مخزيدا ‪.‬‬
‫اللعنة ! ما الذن نسيا القراءةن وة مى المم ى أن ت ون قد تعاما عى لب المزهوم بعد ا ةذا الجهد‪.‬‬
‫ثمة ف رة ةامة ال يجب أن تنس قد ت ون آخر طبقات المنجم ‪....‬وقد ال ت ون ‪.‬‬
‫ال وجود للحق دون انتهاك وإال لما كان له حركية ‪.‬‬
‫م لمددا ل د نددص ق ددية يدددافع عنهددا فددإن لددم آليددا ق ددية يهاجمههددا تم لددا فددي أف ددار أو مؤ سددات‬
‫ممار ات أو ابخا ‪.‬‬
‫ال يشذ ةذا النص عى القاعدةن ف د مى ي تب المشر العالمي ومى يديى بالغ ب الم توم الذن تن ح‬
‫بم الديباجة ؟‬
‫مى تجاة واحتقر حقوق اإلنسان وارت ب أعماال أثارت‪ ...‬ال ؟‬
‫اإلنسان للتعذيب أو المعامالت القا ية أو الوحشية أو الحاطة بال رامة ؟‬ ‫مى يقوم بتعري‬
‫وفي عالم الواقع ال بد مى ربط األف ار المجردة بمى يحرك ةدذه األف دار وبمدى يتحدرك داخلهدا ن فدالحق ال‬
‫يعزف عى فاعليى وال يوجد خارجهم أو فوقهم أو مستقال عنهم ‪.‬‬
‫تر د القراءة منهم ثالثة ‪:‬‬
‫‪ -‬الشخص (أو الهيئة المعنوية) الذن يطالب بتم ينم مى الحق ن ويشجعم المحرومون أم الم علد األمدر‬
‫بح م مى نو '' ما ضا حق وراءه طالبم '' ن علمدا و أن الجدرن وراء الحدق بدرل ضدرورن ل ندم غيدر‬
‫اافي للحصوف عليم‪.‬‬
‫‪-‬الشخص( أو الهيئة المعنوية ) الذن يحدد طبيعة الحقوق ويسهر عل آليات الدتم ى منهدا ‪ -‬م د المشدر‬
‫المحلي أو في أعل المستويات المشر العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬الشخص ( أو الهيئة المعنوية ) المطالب باالضطال بواجبات موثقة فدي اإلعدالن العدالمي للواجبدات‬
‫والذن أد‪ ،‬تن ره لها إل الوضع الذن يصزم النص الم اد‪.‬‬
‫ال يتجا ر ال اتب في البداية عل ف ح ا م ةذا المجرم ‪.‬‬
‫ةناك تلميح بخصدو ةويتدم ‪ .‬ل دى ثمدة اي دا رةبدة وإحجدام عدى تسدمية مدى خدان واجبدم ‪ .‬إندم أمدر‬
‫طبيعي في اتابة ا النصو فنحى ن تب والخو رفيقنا نوعينا بم أم لم نعي‪.‬‬
‫ثمة الخو مى العقيدة السائدة ن مى السلطة السائدة ن مى الخطأن مى التسزيمن مى السخرية ‪ ,‬مى النقدد‬
‫و أحيانا مى الحقيقة نزسها‪.‬‬
‫ال يشذ ةذا النص عى القاعدة حي ال يلمح ال اتب لمسؤولية المانون فيم إال ويسدار لمداةنتدم ‪ .‬انادر‬
‫األع اء قدد تعهددت بالتعداون بالعمد مدع‬ ‫يغة الجملة التالية الواردة في الديباجة ‪'' :‬و لما اانا‬
‫األمم المتحدة عل ضمان تعزيز االحترام ال ''‪.‬‬
‫اددم م ددح أن يددربط ال اتددب الدولددة بتعهددد الحقددوق مددى البدايددة ن والحدداف أنهددا متهمنددا األوفن أ ا ددا فددي‬
‫ب د لها اال ددتبدادنن ولددوأن ملزددات بع د الدددوف الديمقراطيددة فددي منامددة العزددو الدددولي أثق د أحيانددا مددى‬
‫المنتار‪.‬‬
‫قاف مم ةذه المنامة العريقة في ندوة حوف التعذيب وةو يرتعش غ با ‪ :‬للدولة وظيزة رئيسية أ ا ية‬
‫ةي السهر عل أمى ا بخص عبر تحريم المساس بالجسد قتال أو اغتصابا أو حت قر ا في الحافلدة‬

‫‪37‬‬
‫دولدة تعدذ تددمر بدرعيتها‬ ‫و بالتالي فهي إن مار ا مدا جعلدا لصدده االشدرطي الدذن يسدرق ‪.‬إن اد‬
‫بنزسها و بالتالي فإن تغييرةا يصبح أمرا برعيا ‪.‬‬
‫نسي احبنا أن حسا ية الدولة لتهمة التعذيب أمر حدي جدا ‪ .‬ف م مى بشر عذبوا علد قارعدة الطريدق‬
‫طددواف التدداري وبمباراددة السددلطة ‪ ,‬دون أن تشددعر أنهددا تددنق بددرعيتها ‪ ,‬بد ومعتبددرة أن ةددذه الشددرعية‬
‫المبنية عل القوة ت تسب مزيدا مى المتانة و الصالبة بالتعذيب و اإلعدام ‪.‬حت فدي عصدرنا ةدذان ال تمندع‬
‫الحسا ية الجديدة عددا ابيرا مى الدوف مى ممار ة التعذيب ألن الرةان ليس ورتها عند الرأن العام‬
‫و إنما وجودةا ‪.‬‬
‫نسي احبنا أي ا أن وظيزة تحريم المساس بالجسد التي ت طلع بها الدولة ةي الوجم اآلخر للمونوبوف‬
‫الذن منحتم لنزسها في الموضو ‪ .‬ةي تمنع ةذا المساس بالجسد لغيرةا ألنم فدي اعتبارةدا وب د بسداطة‬
‫حقهها مههن حقوقههها وحههدها‪ ،‬بددأنها فددي ةددذا الشددأن جمددع ال ددرائب نأو القت د باإلعدددام ن أو تنادديم التقتي د‬
‫الجماعي الذن تسميم الحر ‪.‬‬
‫ال بد مى االنتاار قرابة األربعة عقود لنر‪ ،‬المشر العالمي يتخلد عدى ديبلوما ديتمن أو جبندمن لي تدب‬
‫بمنته الوضوو في إحد‪ ،‬الشروو العديدة للنص واجبات الدولة التي أد‪ ،‬عدم التقيد بهدا إلد الز داعات‬
‫التي جربها وال يزاف طوما ‪.‬‬
‫ةا ةو ي تب في " المعاةدة العالمية ضد التعذيب" ال يخش مى ترديد ا م المتهم في ا جملة‪:‬‬
‫‪ -‬تتخذ ا دولة طر إجراءات تشريعية أو إدارية أو ق ائية فعالة لمنع التعذيب أو المعاملة القا ية‬
‫و الالإنسانية و المهينة ‪.‬‬
‫‪ -‬ت مى ا دولة اعتبار التعذيب جريمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تنام ا دولة قواعد اال تجوا و الحجز و االعتقاف و التوقيف ‪.‬‬
‫‪ -‬ت مى ا دولة اال تجابة السريعة و النزيهة ل مى قدم ب و‪ ،‬بالتعذيب ‪.‬‬
‫‪ -‬تعون ا دولة ضحية التعذيب ‪.‬‬
‫‪ -‬ت مى ا دولة إدرات التعليم و اإلعالم فيما يتعلق بح ر التعذيب ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للدولة طرد بخص في خطر التعرن للتعذيب ‪.‬‬
‫المهم أن ال اتب تخلصن ولو في الزر ال في األ د ن مدى الخدو ‪ .‬ألديس التحدرر مندم ن امدا اتدب فدي‬
‫الديباجة الهد األ م ؟‬
‫ةيهات فالنص تجاوز مرحلة مى مغالبة الخو والدلي أن ‪.....‬‬
‫تخلق المعاةدة لجنة تستغرق ترايبتها ومدة عملها و مى يتحم نزقاتهدا ومداذا يجدب عملدم فدي حالدة وفداة‬
‫أحد أع ائها أو ا تقالتم مى الجم و ال لمات ما ا تغرقتم ضمانات حق طوما في الحرمة الجسدية ‪.‬‬
‫نص بعدةا إل " الحيات " اللجنة ويبدأ تقطيب الجبيى ‪.‬‬
‫'' تتلق ‪ -‬اللجنة‪ -‬المعلومات‪ .‬تجرن تحقيقدا دريا‪ .‬تحيد تقريرةدا إلد الدولدة المتهمدة ( بصدزة درية )‪ .‬ال‬
‫تتدخ إال إذا تأادت أنم تم االلتجاء إل جميع و ائ االنتصا المحلية ( و اأن للدولة التي تعذ و دائ‬
‫انتصا محلية ) ‪ .‬تعقد اجتماعات مغلقة‪ .‬تعد تقارير موجزة إذا تم التو د إلد الحد و غيدر مدوجزة إذا‬
‫إل الح ثم ‪ . .....‬تبع بوجهات نارةا إل الشااي والمشت منم ‪.‬‬ ‫لم يتم التو‬
‫و أخيرا الن تة ‪.‬‬
‫" يم ى ألن دولة وقا التوقيع أو الت صديق عل ةدذه االتزاقيدة أو االن دمام إليهدا أن تعلدى أنهدا ال تعتدر‬
‫باختصا اللجنة المنصو عليم في المادة ‪ 21‬و المادة ‪." 21‬‬
‫تتعال القهقهة ونحدى نتصدور ال اتدب المسد يى يتصدبب عرقدا وةدو ي تدب وينداور مشدرو قدانون ةي لدة‬
‫الشرطة البلدية تحا إمالء مم لي المافيا ‪.‬‬
‫ل ى ة مى معن – أو مى جدو‪ -،‬لحصر ةوية المجرم في الدولة ؟ وفي البداية ما ةدي ةدذه الدولدة‬
‫المتهمة بانتهاك حق أ ا ي م الحق في الحرمة الجسدية ؟‬
‫لنستعرن بع ا مى التصورات التي تحز بها ال تب عى الدولة ن مع االنتباه ل وننا ال نصغي لمز دريى‬
‫فددي المطلددق ةددم بصدددد البحد عددى الحقيقددة وإنمددا لمدوظزيى ثقددافييى أو لم قزدديى يتوةمددون اال ددتقاللية ن‬
‫والحاف أنهم م لزون بمهمة التشريع النارن للوضع القائم وتبرير وجوده‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-‬الدولة ةي األداة التي تم ى الطبقة المحاوظة مى أح ام يطرتها عل الطبقة العاملة ( ماراس ) ‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة ةي الجدار المحيط بالحديقة التي بنيا فيها أزةار اإلنسانية و ثمارةا ( ةولدرليى) ‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة ةي السلطة العليا التي ال تقاوم و ال تراقب ( بالاسون ) ‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة ةي الخديعة ال بر‪ ،‬التي تم ى ا أحد مى العيش عل حسا اآلخر ( با تيا ) ‪.‬‬
‫الدولة ةي ا بيء وال يم ى أن يوجد بيء ضدةا أو خارجها (مو وليني)‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة ةي أداة مواجهة العدو الخارجي ( توينبي ) ‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة ةي جهاز تتتبع العدو الداخلي ( اارف بميا )‬
‫لنتوقف عند تصور ةذا ال اتب النازنن ال ألن فيها فااظة الصراحة العارية فحسبن وإنما ألنهدا لمنادر‬
‫الدولة التي قتلا أابر عدد مى أعداء الداخ والخارت عل مر التاري البشرن‪.‬‬
‫يعتبر إذن اارف بميا أن مهمة الدولة تتبع العدو الداخلي والق اء عليم أما ما ت طلع بدم مدى مهمدات‬
‫أخددر‪ ،‬فمسددألة جددد ثانويددة ‪ .‬لددي ى أن ةددذا مزهددوم بددميا للدولددة ولددنالح أن ةندداك رت‪ ،‬أخددر‪ ،‬لتعريزهددا‬
‫وتحديد أولوياتها ‪ .‬السؤاف مى وراء ةذه االختالفات ومى يحدد طبيعة الدولة وأولوياتها ؟‬
‫يتطلب الرد الخروت مى مبهم المزهوم وعمويتم لتز ي م إل أجزائم الم ونة‪.‬‬
‫تؤدن العملية إل ااتشا تهي عمودن وآخر أفقي للدولة ‪ .‬ةي في التحلي العمودن م ةرم قاعدتدم‬
‫أبسط الموظزيى في الوزارات وباقي المؤ سات ‪ .‬أمدا قمتدم فتتم د فدي أعلد مراادز القدرار التدي تنتهدي‬
‫عند رئيس الجهاز التنزيذن مي مل ا أو رئيسا‪.‬‬
‫ةي م ونة إذا حللناةدا أفقيدا مدى اد األنامدة ال انويدة م د مؤ سدات الصدحة والتعلديم واألمدى الدداخلي‬
‫والدددفا الد ن الم لزددة بتقددديم جملددة مددى الخدددمات المختصددة فددي إطددار الوظيزددة العامددة للناددام العددام الددذن‬
‫يحتون ا ةذه األنامة وةي تسيير بؤون المجتمع ‪.‬‬
‫ال معن إذن لمطالبة اف‪ 911‬ألف عام داخ الدولة التونسية بتحم مسؤولياتهم في ق ية م د التعدذيب‬
‫خا ددة وأن األغلبيددة السدداحقة مددى افرادةددا تقدددم خدددمات جليلددة علد طددر النقددي مددى بشدداعة الجريمددة‬
‫ال بر‪ .،‬اما ال معن للقوف أن وظيزة ا ةدذه األجهدزة تتبدع العددو الدداخلي أو الخدارجي ألنهمدا وظيزتدان‬
‫لجهازيى مى بيى األجهزة ‪.‬‬
‫يددأتي الغمددون والتشددويش المقصددود مددى الخلددط بدديى الدولددةن بمددا ةددي األداة الماديددة المتم لددة فددي جملددة‬
‫الموظزيىن وبيى محرك ةذه األدا ة وةو مجموعدة دغيرة توجدد علد رأس الهدرم وتتدوز فدي تقاطعاتدم‬
‫فيم إرادة قاةرة توجم عم أجزاء الناام ‪.‬‬ ‫الهامة لت‬
‫إن ةذه المجموعة الصغيرة ةي التي تش ما تسميم اتب القانون الناام السيا ي ويختزف فيم اال دتبداد‬
‫تجاوزا مزهوم الدولة بقصد التعمية والتمويم ‪.‬‬
‫وبما أن الش اال تبدادن للدولةن الذن تت خم فيم أجهزة العنف الداخلي والخارجي اأورام خبي ة ن ةو‬
‫أوف متهم في ق ية انتهاك أغلب الحقوق الدنيا ن فإن السؤاف الهام ةو لماذا يتهي النادام السيا دي فدي‬
‫أغلب الدوف عل الش اال دتبدادن ناألمدر الدذن أد‪ ،‬وال زاف إلد اد األعمداف التدي أثدارت بربريتهدا‬
‫ال مير اإلنساني ؟‬
‫إن أحسى مدخ فهم للاواةر متابعتها وةي تت ون ‪ .‬وفي ةذا الصدد فإننا نسدتعم نصدا لديس لمدؤرخ‬
‫وال لمز ددر ن ول ددى ألديددب لددم مددا ي زددي مددى الحدددس ل ددي يزهددم ويزهمنددا تلقائيددا ا د مددا يريددد المؤرخددون‬
‫والمز رون نجاةلم أو التغطية عليم‪.‬‬
‫*‬
‫وصف الكاتب الروسي فالديمير سوروكين لتكوّن الشيء ‪.‬‬
‫" لقد أثار في ال ريمليى دوما نوأرجو أن ال يتغير ذل ن رعبدا مقد دا إلد درجدة أن أن ذادر لهدذا الم دان‬
‫العتيدق ن أن ددورة ن أن إبدارة لددم فددي ندص نفددي الراديددو ن فدي التلززيددون أو حتد فدي حدددي عددابرن إال‬
‫ويدفعني إل ر م إبارة الصليب و إل السجود ‪ .‬لم انار يوما لل ريمليى ام ان عادن ‪.‬‬
‫لقددد م د دومددا بالنسددبة إلددي رمددزا للدولددة ‪ .‬اددان إبددعاعم المغناطيسددي يمنعنددي مددى الت بددا فددي خصائصددم‬
‫المعمارية ‪.‬ة يطلب مى إنسدان أعطد لدم أن يمدأل عينيدم مدى العدذراء أن يتدذار بديئا عدى ثوبهدا ‪ .‬ةدا أندا‬
‫م طر أبد االضطرا الما ت لموا عى ال ريمليى ام ان تاريخي ن اأثر مى آثار التاري الرو ي ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫بسرعة تراني جاثيا علد رابتدي ار دم عالمدة الصدليب ةامسدا ب د رةبدة ‪ :‬آ دف أيهدا األ ددقاء ن ل دى‬
‫ال ريمليى ليس مجموعة ةند ية و ال أثرا تاريخيا‪ .‬ايف يم ى تعريزم إذن ؟‬
‫إن درا ة متمعنة لخارطة مو و فدي عصدرنا ةدذا أو فدي اد القدرون الماضدية تالحد أندم يحتد و دط‬
‫المدينة في ب م ل قاتم اللون ب وأ ود في غالب األحيان ‪.‬‬
‫يعلم المتعودون عل الرموز أنم الرمز الذن يوضع فوق رأس اإللم ابوث ن إنم رمدز اهلل ن رمدز ال الثدي‬
‫المقدس و رمز قوتم الخارقة ‪.‬‬
‫إذا اعتبرنا اآلن أن لطة الدولة أخذت مح لطة اهلل في رو يا منذ أمدد بعيدد‪ ,‬فدإن ةدذا اللقداء فدي الرمدز‬
‫ليس مى قبي الصدفة ‪ .‬والالبعور الجماعي الذن قاد يد الر ام اما نعر ن ال يخطئ أبدان لذل ال أدخد‬
‫ال ددريمليى إال واددأني دخلددا الم ل د األ ددود للسددلطان ‪ ....‬الم ددان اإللهددي ‪ ....‬قلددب رو دديا ‪ .‬ف د بدديء‬
‫ةنانالسور ‪ ...‬البنايات ‪ ...‬الطدرق المبسدطة ممدزوت بددم جحافد اهندة السدلطة الدذيى ضدحوا بحيداتهم مدى‬
‫أج النشو‪ ،‬التي تمنحها و إال ايف نزسر أن حيطان ال ريمليى حمراء اللون ‪.‬‬
‫أبدأ في االرتعاش و في الصالة حالما تالمس قددمي أرن ال دريمليى ‪ .‬ايدف ال أرتعدش و ال ا دلي ن أندا‬
‫األديب المو ون التافم و الحاف أن ةنداكن فدي مددخ ال اتدرائيدةن ةشدم إيزدان الرابدع ب دربة دولجان‬
‫رأس إيزان ال ال ن ليلبس التات ويبدأ حر اازان !‬
‫ايف ال أرتعش وال أ لي وعل أحجار ةذا الطريق تهشم إيزدان الرابدع بعدد أن رمداه بدوريس قودوندو‬
‫مى علو منارة إيزان األابر ليتوت الرج نزسم معلنا الحر مبابرة عل بولونيا ولتوانيا !‬
‫ايددف ال أرتعددش وقددد تدددحرت رأس بددوريس قودونددو مددى نافددذة قصددر الواجهددات بعددد أن جددره ميخائي د‬
‫رومانو ليتوت نزسم معلنا مبابرة ضم أوارانيا إل رو يا ! ايف ال أرتعش وقد قتد ةدذا األخيدر تحدا‬
‫ناب الخي فإذا بابنم وخليزتم يعلى خسوفا اامال للشمس !‬
‫ايف ال أرتعش وقد حرق حيا ال سيس ميخاليوفيتش في قدر مآلنة بحليب الماعز قب تتويّ بطرس األوف‬
‫واإلعالن عى وضع أوف حجر لمدينة ان بيتر بور !‬
‫ايف ال أرتعش وقد خنق بطرس األوف في ال اتدرائية لتجلس عل العرش اليزابي األول وتعلى مبابرة‬
‫والدة جامعة مو و !‬
‫ايف ال أرتعش وةنا بالقر مى الحماماتن قتلا اليزابا بماء الزرق قب أن تتسلم السلطة اداتريى ال انيدة‬
‫لتعلى مبابرة الحر عل ترايا !‬
‫ايف ال أرتعش وةنا في الحجرة المل ية ناغتصب بوف األوف ااتريى ال انية إلد حدد المدوت ثدم خلزهدا فدي‬
‫حيى ا تشرت في اثني وثالثيى مقاطعة ثورة الزالحيى !‬
‫ايف ال أرتعش وعل مرم حجر مى مستود السدالون ةشدم بدوف األوف ودق فدي المهدراس المل دي قبد‬
‫أن يلبس تاجم ال سندر األوف ليعلى الحر عل نابليون في ثورة الديسمبرييى !‬
‫ايف ال أرتعش وقد تطاير م ال سندر ال اني ةنا عل الحائط قبد تم دى ني دوال األوف مدى السدلطة وادان‬
‫ذل يوم والدة ليون تولستون !‬
‫ايف ال أرتعش وقد قت ني وال األوف تحا با بوروفيتس ي تاراا الم ان الل سندر ال اني واان ذل يوم‬
‫دور" رأس الماف" بالرو ية !‬
‫ايف ال أرتعش وقد قت ةنان في ةذه األامة مى الورودن ال سدندر ال داني وادان ذلد فدي نزدس الزتدرة التدي‬
‫احتز فيها بتتويجم ال سندر ال ال والذن عدر عهدده تقييدد حقدوق المحداام العرفيدة وبدايدة المجاعدة فدي‬
‫رو يا األوروبية !‬
‫ايف ال أرتعش وقد مات ال سندر ال ال مى الوحدة تاراا العرش لني وال ال اني واان ذل إبدان اال دتعداد‬
‫لل ورة ال بر‪! ،‬‬
‫ايف ال أرتعش وقد أعلى عى موت ةذا األخير بمل المدافع !‬
‫ثم ااندا ال دورة االبدترااية العايمدة التدي لدم تلبد أن فتحدا مسدابقة ألحسدى محدنط للحزداع علد رفدات‬
‫الرفيق فالدمير اليتش لينيى ‪.‬‬
‫ايف ال أرتعش وقد مش ةنا تاليى ن حامال وةو يب ي رأس لينيى للمتحف مبابدرة قبد أن يتدوت بددوره‬
‫ويعلدى ا ددتبداف األرثوذاسددية باإل ددالم والددتخلص مددى اإل د افييى اطبقددة م ددرة وا تصددالو لوحددة ربدديى‬

‫‪40‬‬
‫المرعب وابندم ايزدان ‪ ,‬إلد جاندب المندع المطلدق للزئدران واللدون األزرق والطدرد الجمداعي لليوقدور مدى‬
‫دديبيريان وح د جمعيددة المتطددوعيى إلنقدداذ غرق د البحددر ! ايددف ال أرتعددش وقددد خنددق ددتاليى فددي قصددر‬
‫الوجهددات بدداللحم المشددون القوقددازن ن عددرن علد إثددره فدديلم المددالك األزرق وتددم بعددده ا ددتبداف اإل ددالم‬
‫باللوثرية وإعالن تشب نا بالبوذية وإعادة االعتبار لال افيى وتحريم المصافحة والسالم في الشار وقص‬
‫األبجار القزمة ووضع أ س الحر الباردة وتسمية الرفيق ني يتا اروتشا خليزة عامدا لسدتاليى ! ايدف‬
‫ال أرتعش وقد خرت مى ةذا البا نزس ةذا ال روتشا مقيدا بربطات العنق ليح محلم الرفيق برجندا‬
‫الددذن أعلددى نزسددم داالن المددا مق دررا مبابددرة ا ددتبداف الطددرق المعبدددة بددالطرق غيددر المعبدددة والسددماو‬
‫بالمصافحة والح م باإلعدام عل مى يتبادلون التحية في الطريق ومنع ا دتخدام الوقايدة الدوريدة بالنسدبة‬
‫ل امرأة تجاوزت ى السابعة والعشريى !‬
‫ايف ال أرتعش وقد مات بريجنا مى الرعب ثم أعلى عل إثر وفاتدم نشدأة جمهوريدة ديمقراطيدة بددأت‬
‫بتتددويّ الرفيددق اندددروبو وإعددالن انتصددار االبددترااية فددي رو دديا وتدددمير المعابددد البوذيددة وا تصددالو‬
‫ال نائس األرثوذاسية ! ايف ال أرتعش وقد اختز مدى ةدذه النافدذة الرفيدق انددروبو ن الشديء الدذن م دى‬
‫مى ظهور ج مان الرفيق تشدرنن ون الدذن دمي ذواقدم للخيدوف العربيدةن فدي حديى تدم اإلعدالن عدى تخليدد‬
‫ذار‪ ،‬ونستون تشرب واالنتصار النهائي والتام للشيوعية في االتحداد السدوفياتي والغلدق النهدائي لغرفدة‬
‫التعذيب ال بر‪ ،‬في البرلمان األعام لالتحداد وإ عطداء أراضدي ال نيسدة ل دحايا الحدر وتغييدر القدانون‬
‫الداخلي ل ر الخناز ير وعقا ال ح المتعمد في أمدااى السدعادة العموميدة وإنهداء حالدة الحصدار فدي‬
‫حي أاتوبر بمو و !‬
‫ايف ال أرتعش وقد وضعا في مواجهة ةذا الحائط قبعة تشرنن ون وقع بعدةا توزيع لحدم الخنزيدر علد‬
‫مناضلي الحز واإلعالن عى بداية البرتسروي ا وال ال نو ا والتعددية !''‬
‫*‬
‫تعليق عل نص ينبش في أعماق مزهوم ناام الدولة اال تبدادية ‪.‬‬
‫يرتعش المشاةد إذن مى مجرد ذار وتصور ما يوجد في قلب السلطة ‪ .‬ال بد أندم دد‪ ،‬لخدو أعمدق‬
‫وأعم تن ح بم جدران ال ريمليى ‪.‬‬
‫ر دم إبدارة‬ ‫عودة إل المصطلحات المعبرة التدي ا دتعملها ال اتدب با دتمرار ومنهدا " رعدب مقددس‬
‫الصليب ‪ ....‬السجود ةد يطلدب مدى إنسدان أعطد لدم أن يمدأل عينيدم مدى العدذراء أن يتدذار بديئا عدى‬
‫ثوبها أنم الرمز الذن يوضع فوق رأس اإللم ابوث ن إنم رمز اهلل ن رمز ال الثي المقدس و رمز قوتم‬
‫الخارقة"‪.‬‬
‫نحى بداةدة فدي قلدب المقددس ال داخد قصدر ح ومدة فدي دولدة عصدرية تددعي الماديدة واإللحداد ‪ .‬يز دح‬
‫ال اتب الرو ي المخزي في ا لطة وةو ارتباطها الوثيق بمستو‪ ،‬خرافي يجعلها مى غير طبيعة العالم‬
‫المحسوس‪.‬‬
‫دافع الزيلسو األلماني ةيج في القرن التا ع عشر عى ةذا التصور البدائي للدولة امدا لدم يزعد أحدد‬
‫قبلم ‪.‬‬
‫لننصا إليم وةو يتغن بالدولة اما يتغن الرةبان بالمسيح ‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة ةي ذروة األخالق الواعية بذاتها ‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة ما نعم روو العالم لنزسم ‪.‬‬
‫‪ -‬إرادة الدولة ةي إرادتنا الحقيقية ‪.‬‬
‫‪ " -‬الدولة المحاربة ةدي الدروو و الشد اللدذان تتأادد فيهمدا بصدراحة وتتحقدق اللحادة األ ا دية للجدوةر‬
‫الخلقي و الحرية المطلقة للوعي الذاتي الخلقي مى الوجود ا و مى أن نو منهم "‬
‫أخيرا وليس آخرا يعطينا الزيلسو القوف الزص في الموضو ‪ :‬الدولة ةي مشيئة اهلل عل األرن ‪.‬‬
‫يا للغرابة أن ي ون ةذا الزيلسو الذن نشأت الماراسية مى اتاباتدم ةدو المنادر ألا در األف دار بدائيدة فدي‬
‫الرت‪ ،‬التي نشأت في ال هو والتي تجع مى المل ظد اهلل علد األرن ن ةمدزة‬ ‫السيا ة ن يوا‬
‫بينها وبيى السماء‪ ...‬أداة القوة المبهمة التي تقوف للشيء اى في ون‪.‬‬ ‫الو‬

‫‪41‬‬
‫إذا اانددا الدولددة ةددي مشدديئة اهلل عل د األرنن فالجددالس علد قمددة الهددرم بال درورة مل د ‪ -‬ادداةى يقددوم‬
‫بوظيزة الو اطة بيى السماء واألرن ‪ .‬ةو متلقي اإلرادة العليا وناقلها ومنزذةا‪ .‬نحى ال نعيرمصطلح‬
‫'' عبادة الشخصية'' ما يستحقم مى االةتمام ‪ .‬نعتبدره ضدربا مدى ضدرو البالغدة والمبالغدةن والحداف أنندا‬
‫أمام تعبير يز ح المس وت عنم ‪ .‬فهدا المل ال اةى عابد بجزئم البشرن ومعبود بجزئم اإللهدي نعبدد فيدم‬
‫الو يط ومى يتعام معم مبابرة ‪.‬‬
‫يبل النبي أو الزيلسو أو الزنان ذروة لطانم عندما يعطي الحياة لتش يلة ف رية تعبر الزمان ‪ .‬يبل المل‬
‫‪-‬ال اةى ذروة لطانم عندما يقت الماليديى دون أن يحا دبم أحدد ن ألن السدماءن التدي ةدي نموذجدم وةدو‬
‫أداتها ن تعطي ةي األخر‪ ،‬الموت دون حسا أو محا بة‪ .‬ةذا ما يجعد قددرة القتد الزعلدي و الرمدزن‬
‫لب السلطة في الناام اال تبدادن ويم ى اختزالها في قاعدة ‪ ":‬ق لي أن مقدرة ل علد القتد أقدوف لد‬
‫مد‪ ،‬لطان "‪.‬‬
‫ل ى ةذه السلطة المطلقة الممنوحدة ل لملد ال داةى ليسدا بالمجدان حيد لهدا مقابد ةدو ضدرورة محااداة‬
‫السماء أيضا في إعطاء الحياة وتعهدةا ‪.‬‬
‫ثمة إذن مسئولية ضخمة في مقاب السلطة ال خمة‬
‫يقوف عالم االنتربولوجيا ‪ Frazer‬في اتابم الشهير الغصى الذةبي *‬
‫"عندما تموت ناب القمحن تدتهم قبائد لوانجدو اإلفريقيدة قائددةا بالقسدوة وتخلعدم ‪ ...‬وفدي عهدد جومالدد‬
‫بالسددويد دامددا المجاعددة ددنوات عدددة ن فدداجتمع زعمدداء القبائد باوبسدداال وقددرروا أن الملد ةددو ددبب اد‬
‫المصددائب فقتلددوه قربانددا عل د مددذبح اآللهددة ‪ .‬وعنددد قبائ د اآللزددي الحبشددية إذا دداد الجزددا وتددأخر المطددر‬
‫يرجمون مل هم إل الموت ويجبر أقربائم عل رميم بأول الحجرات "‪.‬‬
‫أليس الجزا والطوفان والمرن والهزيمة مى عالمات غ ب السماء عل مم لها في األرن أو عل‬
‫األق دلي في فشلم في ا ترضائها ؟ مى المسؤوف غير المل ‪ -‬ال اةى ؟‬
‫ي يف الباح في أعمق جدذور مواقزندا وتصدرفاتنا الجماعيدة ‪ ":‬عنددما يمدوت الملد عندد بعد قبائد‬
‫امبوديا ويصبح المنصب باغرا ن يهر ا الرجاف الذيى يخشون عل أنزسهم مى اختيارةم للعدرش"‪.‬‬
‫عب ا‪ .‬ال بد ان يمس وا بأحد يقد ونم ويعدونم لمرا م الذبح إن اان عطاءه الموت ال يوازيم خدمتم للحياة ‪.‬‬
‫ثمة طريقة أخدر‪ ،‬ل دي ال يبقد المنصدب بداغرا ةدي تجنيدد اد مدا بدداخ النزدوس مدى جشدع ألن طعدم‬
‫السلطة المطلقة ال يقاوم طويال يسنده الوةم األزلي بالتميز والقدرة عل تروي ما ال يرون‪.‬‬
‫ةا ةو المم األزلي للدور الخطير يق ي بدوره ايامم ولياليم خوفا مى الذبح عل درجدات ةي د المعبدد‬
‫المقدس‪ .‬ينتهي ا المغامريى الذيى عوا للسلطة أو أجبروا عليها إلد ااتشدا الحقيقدة الرةيبدة وةدي أن‬
‫مقاي ة أقص االمتيازات مقاب أقص المسؤولية مقاي ة مغشوبة‪ .‬ال أ ه علد الرعيدة مدى االلتدزام‬
‫الصديد‬ ‫بطقوس احتدرام ليسدا موجهدة للشدخص وإنمدا لمدا يم د ‪ .‬ال أ ده عليهدا مدى التخلدي عدى بعد‬
‫لتسمى أردا المل وحت بطانتم‪ .‬ل ى مدى أيدى للسدلطان المسد يى أن ي دمى خصدوبة البشدر وخصدوبة‬
‫البقر ونزوف المطر والعدالة والحرية والديمقراطية والوحدة والنصر والهوية والتقدم والسالم واألمى؟‬
‫ي تشف السلطان يوما ما أن المهمة مستحيلة وأن البقاء حيا ةي المهمة الوحيدة التي يجدب أن تتدأثر بجهدد‬
‫ا لحاة ن فق مى يموت مى ةؤالء المساايى في فرابم و إن حص ةذا فبعد حياة ممها خو مزمى‬
‫يحي تجربة الحياة إل اابوس النهار واللي ‪.‬‬
‫اتدب ماايافدداف " األميددر" ةددذا " المصدحف " السيا ددي لدديعلم رااددب األ دد الجددائع المتددربص براابددم فددى‬
‫البقاء عل قيد الحياة أطوف وقا مم ى‪ .‬يبدأ بشتم ا الذيى وضعوا المس يى في الورطة يزتعلون الطاعدة‬
‫ويخطططون لالنقال عليم حاف ظهور أوف ضعف وأوف فش ‪ " :‬ةناك بيء واحد يم ى أن نقولم عى‬
‫ا البشر‪ .‬ةم ال يعترفون بالجمي ‪ ,‬ةم متغيرون ‪ ,‬منافقون ‪ ,‬جبنداء ‪ ,‬طمداعون ‪ ...‬ةدم لد طالمدا أحسدنا‬
‫اليهم ‪ .‬يعدون بدمهم ورزقهم و حياتهم و أطزالهم إذ اان الخطر بعيدان ل ن ال تجد أحدا منهم فدي وقدا‬
‫الشدة‪''.‬‬
‫‪--------‬‬
‫‪* Georges Frazer :the golden bough‬‬

‫‪42‬‬
‫ال تعام إذن مع م ةؤالء الناس إال بااتسا خصائص ال علب االحيلة و المراوغة و خصدائص األ دد‬
‫االبطش الدمون ‪ .‬اذل عل األمير أال "يها د خدوف الشدر إن لدم يجدد لدم بددا مدى ذلد "‪ .‬فدال يتدردد فد‬
‫التقلدب وخيانددة تعهداتددم و العمد ضددد الخيددر وضددد اإلنسدانية و ضددد الددديى " ألن اد ةددذه األمددور حيد‬
‫يستعملها أعدائم لتعجيزه والق اء عليم ‪.‬‬
‫ثمة بداةة مش لة ضخمة في قلب" جهاز تعقب العدو الداخلي " ورأس الدولة مطدوق ن محا درن مهددد ن‬
‫يعيش ا يوم واأنم آخر أيامم ‪.‬‬
‫لندقق في الحالة النزسية لهذا اآلدمي الذن وضع نزسم في ورطة السلطة المطلقة أو أجبر عليها ‪.‬‬
‫ال ننس أن الارو الوضوعية تعيى م دان اد فدرد داخد مجتمدع لدم دلم واضدح لالعتبدار والم اندة‬
‫ببيم بالموجود عند ا ال دييات ‪ .‬تعم ةدذه الادرو لت دخيم أو لتقدزيم األندا امدا تحد اد فدرد علد‬
‫السعي إل ااتسا أحسى م ان مم ى عل لم االعتبارن مما يجعلم في حالة ا تنزار دائدم للخدروت مدى‬
‫الدرجات الدنيا والصعود إل أعالةا ‪ .‬نحى ةنا في مواجهة قوة جبارة تعم وراء الستار لتعتصر مى اد‬
‫أحد أحسى ما فيم جاعلة مى طموحدم الشخصدي عنصدر دينامي يدة الطمدوو الجمداعي ‪ .‬وفدي حالدة فشد‬
‫القوة الدافعة أو لوضع قاةر يجد األنا نزسم في أدن درجدات السدلم لي دمر إلد درجدة ازدراء الدذات‬
‫لذاتها‪ .‬أما في أعل درجات السلم فيم ى لألندا نوةدو فدي قمدة الهدرمن أن يت دخم بصدزة مرضدية معتبدرا‬
‫نزسم ال مراز عالمم ةو ل ى مراز العالم ‪ .‬بديهي أن يت دخم أندا السدلطان إلد م د ةدذه الحددود وةدو‬
‫يعتبر نزسم ويعتبره مى حولدم ةمدزة الو د بديى السدماء واألرن ‪ .‬ةدو أوةدم عبدر الغطداء االيددولوجي‬
‫للوضعيةن أنم مم القو‪ ،‬السرمدية عل األرن وبالتالي أن ثمة بيئا مدى طبيعتهدا تسدر إليدم منهدا ‪.‬‬
‫ل ى ةذا األنا المنتز بقربم مى الر وبسلطاتم التي ال تحد ن ةدو امدا رأيندا أندا مهددد فدي وجدوده‪ ...‬ومدى‬
‫ثمة ال ةم لم إال التمتع ب مزايا وضعم وا تعماف ا الو ائ المتاحة إلبعاد الخطر عنم‪.‬‬
‫وفددي م د ةددذا الوضددع يتاددافر العامد األيدددلوجي مددع العامد النزسددي ل ددي تنزلددق السددلطة ددريعا إلد‬
‫التسلط‪ .‬فالسلطة ةي قدرة جزء مى الناام عل التح م في بقية األجزاء ل دي تتنا دق أعمداف اد األجدزاء‬
‫في خدمة المصلحة العامة للناام ا ‪.‬ةي وظيزة فيزيولوجية وضدرورية لبقداء وعمد أن نادام دواء‬
‫اان بيولوجيا أو اجتماعيا ‪ .‬ل ى عندما يصبح ةم الجزء الم لف بالتنسديق العمد لمصدلحتم الخا دة ضدد‬
‫مصلحة الناام وا تعماف ا الو ائ لتسخير بقية أجدزاء النادام فدي خدمدة وجدودهن ولدو علد حسدا‬
‫وجود الناام نزسم ن فإننا نص دريعا ح الدة مدى الخلد تتطلدب حدال جدذريا يمدر بالق داء علد المنسدق‬
‫المجنون الذن لم يعد ينسق بيئا وإنما يدمر ويخر ‪.‬‬
‫ال غرابة أن يدخ ةتلر و تاليى وبوف بوت وانور خوجة و دام وجن يدز خدان ومدراد ال الد فدي دوامدة‬
‫ددجيى القزددص‬ ‫الشد والبارانيددا والقتد بددال ضددوابط ‪ .‬إال أن األمددر ال يزيددد إال فددي تعميددق قلددق وخددو‬
‫الذةبي فهو آخدر مدى يجهد أن عواقدب م د ةدذا الع ندف المطلدق مدى عناندم تو ديع رقعدة المتربصديى بدمن‬
‫وخا ة الحابية المقربة مح ا الشبهات ومصدر ا األخطار العاجلة والمؤجلة ‪ .‬يزدرن األمدر تزداقم‬
‫ا تعماف العنف وتو يع مجالم مما يزيد في تهاون السلطة وانقالبها إل تسلط يزاقم عجدز وبدل النادام ‪.‬‬
‫يى الجزار مى عنق القربان األزلي المبل عرقا ‪.‬‬ ‫ة ذ يتزايد الغرق في مستنقع الدم ويتزايد اقترا‬
‫يأتي يوم النحر عاجال أو آجال‪.‬‬
‫ةا نحى نعيش آخر لحادات الملد ‪ -‬ال داةى الدذن قب دا يدده طدواف حياتدم علد الزدرا وةدو يانهدا مآلندة‬
‫بسلطة مطلقةأزلية ‪.‬‬
‫يعرن داتاتور مي درااوال لمحاامة ورية ألن مى مشموالت مطلق السلطة العدالة الصورية ‪.‬‬
‫نسمع القاضي ‪ ,‬وةو المدعي العامن و ال نسمع دفا المتهم ‪ .‬يشعر البع في ةدذا المقطدع مدى المسدرحية‬
‫بالشماتة ن إال أنها بماتة ال تغني و ال تسمى مى جو فاإلب اليةن رغم تعدد المم ليى و المسرحيات‬
‫عبر العصور المتتالية قائمة ونحى نريد الح ال االنتقام ‪.‬‬
‫يصدر ح م اإلعدام عل درااوال ‪.‬نمر مبابرة إل التنزيذ و اأن المخرت ال يريد أن يطي علينا ألندم يعلدم‬
‫أننا ناارة وقتهم محدود وفهمهم لألمور بدائي وتعطشهم للدم بقوة ضغينتهم علد اد األ دياد الدذيى نهبدوا‬
‫ا اللحم و لم يتراوا لنا إال عام الزريسة ‪.‬‬
‫إنها فاجعة الت نولوجيا و إحد‪ ،‬أخطارةا ‪ :‬مسرحية الحياة و الموت في ينما القاعة فيها العالم بأ ره‬

‫‪43‬‬
‫و الناارة األغلبية المخدوعة لألمة اإلنسانية ‪.‬‬
‫يقدم درااوال وةو يحاوف االبتسام ذراعم األيسر إلد طبيدب يقديس دمدم بمنتهد الجدد و ةدذه مدى أبجدديات‬
‫ميى يتمتع ب قواه و إال رف م اإللم الدمون‪.‬‬ ‫تقديم القربان ‪ .‬أنا ال ت حي إال بخرو‬
‫تحاوف السيدة درااوال أن تخزي رعبها ‪ ,‬ل ى رعبها يستعصي عل اإلخزاء ‪.‬‬
‫درااوال وزوجتم اآلن ج تان مرميتان عل األرن م رجتان بالدم ‪.‬‬
‫تزداد البنا الصغر‪ ،‬حيرة ‪.‬‬
‫" بابا ن لماذا يعالجونم ثم يقتلونم ؟ فسر لي‪ .‬ال أحد يريد أن يزسر لي بيئا في ةذه العائلة " ‪.‬‬
‫ايف أ فسر لطزلة فدي ال امندة العالقدة بديى ذلد الدذن أج د علد رابتيدم فدي داحة جددة ليقطدع رأ دم أمدام‬
‫جماةير المدينة و بيى ةذا الداتاتور الروماني الملق م رجا بدمم عل بابة التلززيون لمليار متزرت‪.‬‬
‫وفددي آخددرة المطددا فددإن السددلطان نصددف مددذنب ونصددف بددرنءن فالخل د ةددو فددي الوضددع وخا ددة فددي‬
‫اال طورة البدائية التي تريد السلطان مم اإللم عل األرنن والحاف أنم ال يوجد إال اإلنسان فدي وحدتدم‬
‫وفي مواجهة مصيره الصعب ‪ .‬يدفع السلطان ال حية ثمنا باةاا لهذه الغلطة ويدفع مى وضدعوه فدي ةدذه‬
‫الورطة ثمنا أغل ‪.‬‬
‫أليس مى الغبداء أن نطالدب بخصدا فدي ةدذا الوضدع وفدي ةدذه الحالدة النزسدية أن ي دمى الحرمدة الجسددية‬
‫لطوما وةو يق ي العمر في قلعتم المحا رة مرتجزا مى فرل خوفم منم ؟‬
‫*‬
‫لقائ أن يقوف أن م ةذا التحلي ال يصدق إال عل الناام اال تبدادن لدولة بدائية ن أنم ي زي أن نتحوف‬
‫للناام الديمقراطي في دولة متقدمة ل ي تختزي العوام الموضوعية والذاتية المؤدية إلد انقدال السدلطة‬
‫إل تسلط وا ما ينجر عى األمر‪.‬‬
‫إنم اعتران يدف علد تزداتف نخشد أال ي دون فدي محلدم ونحدى فدي مواجهدة تغييدرات جذريدة فدي طبيعدة‬
‫الدولة و لطاتها أيا اان الناام الذن يحرك دوالبها ‪.‬‬
‫قي د عددى بع د السيا ددييى اإل ددالحييى الددذيى نجحددوا فددي االنتخابددات الديمقراطي دة فددي بع د البلدددان‬
‫العريقة في الالم الجتماعين م البرازي أو فنزويال ن أنهم و دلوا للح دم ولدم يبقد علديهم إال الو دوف‬
‫للسلطة ‪.‬‬
‫والتلمدديح السدداخر واضددح فددي معندداه حي د أن الح ددم السيا ددي الددذن تو د إليددم األ ددوات فددي الناددام‬
‫الديمقراطي ليس أحيانا إال ‪ ....‬قلعة فارغة ‪.‬‬
‫وةذه ليسا ظاةرة جديدة أو تتميز بهدا بعد البلددان المتخلزدة ‪ .‬إنهدا ظداةرة عامدة تواجددت فدي الماضدي‬
‫وا ما في األمر أنها ت تسب في ةذا العصر حدة وعمقا وبموال لم تعر مى قب ‪.‬‬
‫انار إل الخرائط التي يطالب التالميذ المساايى في ا أرجاء المعمورة بحزاها‪.‬‬
‫تأم في خريطة " الوطى المزد‪ " ،‬الذن يقدم لهم للتعر عل حدوده المحرو ة بجيوبنا البا لة والتدي‬
‫يجب أن يموتوا مى أج ا ببر مى ثراه المقدس ‪.‬تساءف أيى الخطأ ‪.‬‬
‫ألسنا أمام وةم ن أمام أاذوبة ابر‪... ،‬أمام ف ر مى بقايا مان ول إل غير رجعة و ال داعدي للتحسدر‬
‫عليم ؟‬
‫ق مى يعي أن م ةذه الخرائط ن التي تقبلها حت عقدوف ال هدوف احقيقدة موضدوعيةن ال تعندي بديئا فدي‬
‫عالمنا المعا رن عل فرن أنها عنا بيا يوما ما‪ .‬فالحدود بديى المسداحات المتبايندة االتسدا واأللدوان‬
‫لألوطانن مجدرد دطور ملتويدة علد الدورقن لدم يتوقدف عنددةا دحا تشدرنوبي و تتجاةلهدا فدي اد‬
‫لحاددة الطددائرات والعوا ددف وأنابيددب الغدداز والبتددروف والر ددامي المتحراددة وقواف د المهدداجريى غيددر‬
‫الشرعييى‪ ،‬ناةي عى قرا نة وتجار ومبدعي الز اء االفتراضي لألنترنا ‪.‬‬
‫إن المسدداحات التددي تحدددةا ةددذه الخطددول الوةميددة‪ -‬والتددي تع ددس رتيددة أ دداتذة جغرافيددا المعاة دد ال انويددة‬
‫وبع المتخلزديى مدى السيا دييى والعسد ر ‪ -‬ليسدا دو‪ ،‬مسداحات دلطة بيروقراطيدة محليدة علد عددد‬
‫متناقص مى الق ايا ‪ .‬الغريب في األمر أن ةوية بعو ةذه المرحلة مى تاري اإلنسانية محدددة بعامد‬
‫اهذا ن مما يجع الزرنسي في آخر األمر الشخص الذن يتلق أوراقم وخدماتم األ ا ية مى البيروقراطية‬

‫‪44‬‬
‫الزرنسددية نوالتونسدددي مددى تراقبدددم البيروقراطيدددة التونسددية نوالمصدددرن مدددى تطلددع روحدددم البيروقراطيدددة‬
‫المصرية‪.‬‬
‫تؤرخ إن ةذه الخرائط الرائجة لسلطة قديمة تزقد يوما بعد يدوم مزيددا مدى قددرة القدرار لصدالح فداعليى‬
‫جديددديى أ ا ددييى ‪ .‬األوف ةددو المجتمددع المدددني المحلددي‪ .‬أمددا ال دداني فهددو التجمعددات السيا ددية اإلقليميددة‬
‫والمنامددات الدوليددة المختصددة والمافيددات العالميددة وخا ددة الشددراات الصددناعية والتجاريددة والمصددرفية‬
‫العالمية‪.‬‬
‫إن مقارنة موارد السلطات البيروقراطيدة القديمدة بمدوارد السدلطات االقتصدادية الجديددة ةدو المددخ لزهدم‬
‫حجم التغييرات العميقة التي يمر بها العالم ‪.‬مى يستطيع أن يحم عل محم الجدد ةدي ال ا دمم بورايندا‬
‫فا ون ولو تبجح بصزة دولة نوالحاف أن ميزانية ةذا الهي أقد مدى ميزانيدة أوبدرا بداريس ؟ةد األمدر‬
‫مختلف حت بالنسبة لدولة متقدمة م فنلندا والحاف أن ميزانيتها أق مى ميزانية جامعة ةارفارد؟‬
‫أليس مى حقنا إذن مطالبة خبراء الجغرافيا بر م خرائط أا ر جدية وحداثة بخصدو مسداحات وةويدة‬
‫السلطات الزاعلة ؟ ن تشف آنذاك أنم إذا اانا السدلطة البيروقراطيدة الداخليدة موزعدة بديى قرابدة مدائتي‬
‫ةي يطلق عليم ا م دولة ن فإن ةذه السلطة موزعة بيى قرابة خمس مئة ةي يطلق عليهدا ا دم بدراة‬
‫ابر‪ ،‬تتح م في نصف دخ البشرية ‪.‬‬
‫وفي إطدار ةدذا التحدوف ن تسدربا ب يدر مدى الهددوء والصدما السدلطة مدى السيا دي المحا دب علد اد‬
‫باردة وواردة إل دوائر قرار لم ينتخبها أحد وال يم ى ألحد محا بتها ةي األر تقراطيات المالية التي‬
‫تح دم مدى عوا دمها م د أطالنطدا ن و دييت ن وداالسن ودبدين وةدونّ ادونّن و دنغافورةن وبدنغهان‬
‫وفران زورتن ومونااون وزوري ‪.‬‬
‫ولو ر موا لنا خارطة مناطق نزوذ أاسىن وبافن وا و نومي رو وفان واوادااوال ن الاتشدزنا خريطدة‬
‫ال عالقة لها مطلقا بالتي يحب العس ريون الموت مى أجلها‪ .‬والسؤاف الدذن يخدامرني عنددما أحداوف تخيد‬
‫مناطق نزوذ ةذه القو‪ ،‬العام الجديدة ةو حدوف طدوف بقداء دراعها الجبدار علد المدوارد واأل دواق‬
‫لميا‪ .‬تر‪ ،‬في ف مى دتنحاز بيروقراطيدة محليدة قديمدة ا دمها ح ومدة الواليدات المتحددة إذا أعلندا‬
‫أمبراطورية أاسى العابرة للقرات الحر الشاملة عل امبراطورية مي رو وفا العالمية ؟‬
‫الهام بالنسبة لموضوعنا خصائص ةذه السلطات الغازية التي لم تعد السلطات السيا ية و‪ ،‬غطاء ةدش‬
‫لها وأداة طيعة بيدةا ‪.‬‬
‫ةي إذن عابرة للحدود المر ومة عل الورق والتدي يحزاهدا الصدبيان و يحداف عليهدا العسد ر‪ .‬ةدي غيدر‬
‫مسئولة أمام الشعو التي ال تعر حت ةويتها ‪ .‬ةي خارجة عى نزوذ البيرقراطيات المحلية واء اانا‬
‫منتخبة أو غير منتخبة ‪ .‬ةي ال تبح عى إرضاء حاجات الناس بوضدع التطدور االقتصدادن فدي خدمدة‬
‫اإلنماء البشدرن وإنمدا عدى أقصد الدربح لنزسدها فدي ظدرو حدر ضدروس مدع المندافس ‪ .‬وم لمدا ةدو‬
‫الحاف في ا حر ن حت ولو وقعا دون اللجدوء مرحليدا إلد السدالون ال بدد مدى منتصدر ومدى منهدزم ‪.‬‬
‫فمى المنهزم في م ةذه الحر ؟ إنها دون ب او مناز الحقوق االقتصادية واالجتماعيدة واد ال دالم‬
‫الجمي الوارد في المادة الخامسة والعشريى‪.‬‬
‫آه حيح ‪ .‬نسيا أن الليبرالية ناام اقتصادن دينامي ي يخلق ال روة ويجد فيم اد بدخص مصدلحتم ألن‬
‫لقدا تم‪ -‬السوق‪ -‬حدس غريزن يجعلم يعدف دوما نزسم حت ي مى حقوق الجميع‪.‬‬
‫خزعبالت ال تق اذبا ونزاقا عى خزعبالت الشيوعية البيروقراطيدة القمعيدة التدي دادرت لنزسدها مزهدوم‬
‫العدالة م لما تصادر الليبرالية لنزسها ةذه القيمة الرائعة التي ا مها الحرية‪.‬‬
‫إن المنطق المرضدي الدذن يح دم الليبراليدة المطلقدة مدى عقالهدا والمتم د فدي أن ةداجس االقتصداد لدم يعدد‬
‫اإلنماء البشرن وإنما الربحن يجعلها تتصر فدي اد الحقدوق االقتصدادية واالجتماعيدة التدي يندادن بهدا‬
‫المشددر العددالمي فددي الددنص امددا لددو اانددا آثددارا جانبيددة وحتد ةامشددية لألةدددا الحقيقيددة ‪ .‬ةددي تلبددي‬
‫الجزء اليسير مى الحاجيات المادية إذا دخلدا فدي خاندة الدربحن فدي إطدار يا دة تعهدد قدو‪ ،‬العمد التدي‬
‫يمار ها الراعي وةو يقتطع مى ربحم ت لزة ما ي زي للمحافاة عل القطيع ‪ .‬ل ى الليبرالية المتوحشة ال‬
‫تتأخر في تصزية ا ةذه الحقوق دون رحمة أو بزقة إذا ضايقا أو ةددت مشاريعها ‪...‬تماما اما يزعد‬
‫الراعي عندما ي حي بقطيع لم يعد يوفر لم الربح ال افي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫لى تقدمنا اإلدانم بيئا في فهم الااةرةن ب يم ى أن تمنعنا مى النزاذ للب اإلب الية وةي مجددا فهم طبيعدة‬
‫المنته للحق واأل با العميقة التي تتح م في ةذا االنتهاك ‪.‬‬
‫قلنا أننا لى نتقدم ا يرا في فهم الااةرة عندما نحمد الدولدة بصدزة مبهمدة المسدؤولية وأن عليندا البحد‬
‫عى ةذه األخيرة في طبيعة الناام الدذن أد‪ ،‬للموبقدات ''التدي أثدارت بربريتهدا ال دمير البشدرن '' وفدي‬
‫طبيعة البشر الذيى أنتجهم وأنتجوا ةذا الناام ‪ .‬مما يعني أن عليندا المدرور دريعا مدى مسدتو‪ ،‬الشدراات‬
‫العالمية أو االر تقراطيات المصدرفية إلد مسدتو‪ ،‬طبيعدة النادام الدذن يدؤدن ةندا إلد موبقدات ن ةدي‬
‫األخر‪ ،‬ت ير ال مير البشرن ببريرتها ن ومنم إل نوعية البشر الذيى أنتجهم وأنتجوا ةذا الناام ‪.‬‬
‫لى نتوقف طويال عند طبيعة ناام اقتصدادن ةدفدم الدربح مدى أجد الدربحن ولدو علد حسدا البيئدة وقدوت‬
‫و حة المالييى ن فنقد م ةدذا النادام المجندون متدداوف مندذ القدرن التا دع عشدر ولدى ن ديف لدم بديئا ‪.‬‬
‫المهم ةو النزوف بالتحل ي للطبقدة الحاملدة لوجدوده وةدي ةندا أي دا تادافر عامد إيددولوجي خرافدي عدى‬
‫الخير المطلق الذن يم لم السوق وعام نزسي يتعلق ةنا أي ا بالت خم المرضي لألنا ‪.‬‬
‫نحى لم نتسائ ا يرا عى طبيعة ومرامي الذيى يحومون حوف السلطان البدائي لحملم عل خدمدة مصدالح‬
‫يعتقدةا مصالحم وةي مصالح األيادن الخزية التي تحرام ‪ .‬رأينا أن اعة النحر تدق عندما تجف اآلبار‬
‫ويهل الزر ‪ .‬معن ةذا أن ةناك وراء السدلطة السيا دية تزدوي للسدهر علد المصدالح الماديدة للددوائر‬
‫المختلزة التي يش السلطان اال تبدادن مرازةا ‪.‬‬
‫ل ى حت ةذا السبب ليس اافيا لتزسير ضراوة أعداء السلطان اال تبدادن ‪ .‬ةم ال ي زون عى التآمر عليم‬
‫ولو فاضا اآلبار لبنا وعسال‪ .‬ال بد أن تجد دوما في محيطم مى يريد بم برا ولو اان ذل المستبد العادف‬
‫الذن يروت لم الخب اء ويصدق السذت إم انية وجوده ‪.‬‬
‫دعوبتم م دار طمدع ةائد ‪ .‬ايدف ال ي دون األمدر ادذل والحداف أن‬ ‫وفي الواقع فإن وضع السدلطان علد‬
‫الوجود عل أعل قمة الهرم يعني اما قلنا االقترا مى اآللهة ب ما يعنيدم األمدر مدى جبدروت ومهابدة‬
‫وخلود‪.‬‬
‫وحي أن الم ان عب المناف والمربحيى لمنصب ظ اهلل عل األرن أا ر مى واحدد نفإندم ال بدد مدى‬
‫البح عى الوجاةد ة بطدرق أخدر‪ ،‬وفدي ميداديى أخدر‪ ،‬أيدى يم دى لألندا أن يت دخم ليشدار ت دخم أندا‬
‫السلطان ‪ .‬وألن ةدذا األخيدر ا دتأثر بالتسدلط الدذن يدوفره السدالون فإندم ال يبقد للطدامعيى فدي مشداراتم‬
‫جزءا أو اال مى الوةيتم ن دون مشاراتم األخطارن و‪ ،‬الراون إل أحدد ميددانيى ‪ :‬المعرفدة أوخا دة‬
‫الماف‪*.‬‬
‫ق مى ينتبم ل ون المؤ سات االقتصادية والمصرفية ال بر‪ ،‬ةي امبراطوريات بالمعن السيا ي لل لمدة‬
‫وليس بالمعن االقتصادن أو المجازن اما يخي للبع ‪.‬‬
‫يعرن رج خبر جيدا المؤ سة االقتصادية العصرية ةو * ‪ Bernard Chambon‬الجذور البدائية للمواقف‬
‫والتصرفات الزاعلة والزعلية وتوا لها في أحدث االمبراطوريات الصناعية والمصرفية‪.‬‬
‫يتقدم الرجد داخرا بعشهر وصهايا للدرئيس المددير العدام ن ممدا ي دعنا مبابدرة علد المسدتو‪ ،‬الصدحيح‬
‫لإلب الية أن مستو‪ ،‬القدا دة وااللوةيدة والنبدوة ‪ .‬يزتعد السدذاجة بداقتراو تحسديى طدرق الح دم المطلدق‬
‫المعموف بها ومنها تقنيات القت الرمزن بالطرد مى المؤ سة‪.‬‬
‫يو ي االمبراطورأن ي ون القت عشوائيا حتد ي تسدب أقصد فعاليتدم ‪ .‬فدال يجدب أن ي تزدي بدالتخلص‬
‫مى منافسيم ألنم أمر بديهي ومبتذفن وإنما يجب أن ي ر بقوة في ا اتجاه ال يهدم مدى تصديبم ال دربة‬
‫ب ومى المستحسى أن تصيب بخصا بريئا وحت ازؤا ‪ .‬ة ذا يم ى أن يسود الخو والقلدق '' الرعيدة ''‬
‫وأن تعيش تحا وطأة القلق الدائم األمر الذن مى بأنم تعزيز دلطة االمبراطدور فدال أ ده عليدم آندذاك‬
‫مى رمي آال العماف إل الشار إذا عصوه أو ضايقوه أو لم يتمابوا في مخططاتم للسيطرة وةو الذن‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪* Bernard Chambon Tu tueras de temps en temps – les dix commandememts du PDG-‬‬
‫‪éditiond Max Millo-2005‬‬

‫‪46‬‬
‫لددم يددرحم المقددربيى واألازدداء ‪ .‬أليسددا ةددذه تقنيددات المتسددلط السيا ددي ؟ ايددف نسددتغر أن يتسددل أو أن‬
‫يتوا د العنددف الددداخلي إلد الخددارت حيد الحددر علد المددوارد واأل ددواق نأن علد السددلطة ن علد‬
‫أبدةا بيى ''دوف'' ال تمل حدودا ‪ .‬يز ح الشاةد ما يعرفم المنارون والمؤرخون للمؤ سة االقتصادية‬
‫وما يدينم السيا يون اليساريون والنقابيون ويجهلم الشعب وةو أن المؤ سة االقتصاية داتاتورية فعلية أو‬
‫ال ت ددون ‪ .‬فزددي م د ةددذه الدولدة التددي تسددع لت ددون امبراطوريددةن ال مجدداف لحريددة الددرأن وحريددة التددنام‬
‫والمشدداراة فددي تعيدديى مددى يسددير المؤ سددةن وإنمددا اد المطلددو الطاعددة المطلقددة وإال فددإن الزصد ن ةددذا‬
‫الموت الرمزنن مصير ا متمدرد‪ .‬يقدوف ‪ '' Chambon‬إننهي أعتقهد بقهوة أن ّالمؤسسهة ههي رخهر معقهل‬
‫تمارس فيه السلطة المطلقة ‪ .‬ثمة مواجهة ضد هذه السلطة المطلقة في السياسة وفهي الهدين‪ ،‬ال داخهل‬
‫المؤسسة ‪ ،‬حيث نحن أبعد مها نكهون عهن الديمقراطيهة ‪.‬إن المؤسسهة نمهو ل للتسهلا واالسهتبداد ‪ .‬لكهن‬
‫هناك مجا داخلها للتطور نحو مزيد من الديمقراطية دون أن يضرّ لك بقدرتها ‪''.‬‬
‫ايف نستغر أن ت ون المؤ سات االقتصادية دوما حليزة الداتاتوريات السيا ية؟‬
‫ألدديس مددى السددخرية أن تتقدددم لنددا االيدددولوجيا الليبراليددة بم د ةددذه الددداتاتوريات اأ دداس لمددا تسددميم العددالم‬
‫الحر؟‬
‫نحى إذن مى جديد فدي مواجهدة نزدس الاداةرة التدي رأيناةدا دبب انتهداك الحقدوق السيا دية لطومدا ‪ .‬ةندا‬
‫أي ا ثمة وراء ناام مجعوف لخدمة المصلحة العامة اندزالق مدى السدلطة إلد التسدلط لخدمدة أندا مت دخم‬
‫أداتم الماف وليس السالو الذن اضطر لترام ألنا مت خم آخر يحرام نزسس الجشع للتألم‪.‬‬
‫يم ى تو يع نزس التحلي لال تبداد بالقيم اما يعرفدم الدديىن أو بالمعرفدة امدا تعرفدم الجامعدةن فزدي ةداتيى‬
‫الحالتيىن أي ا ثمة ت خم أنا يعتبدر نزسدم امتددادا للمقددس أو للحقيقدة ويوظدف النادام الدديني أو المعرفدي‬
‫لخدمة مصالحم الشخصية مستعمال الديى أو المعرفة لت ويى دويلة ةو مرازةا ورأ ها وداخلها ال يتدور‬
‫عى الب طش ب د عددو يهددد مرازيتدم أو يحداوف افت داك األداة لصدالحم ‪...‬وربمدا ال ي دون مختلزدا عندم فدي‬
‫طريقة التز ير وال يق عنم إ رارا عل تخليد الناام ‪.‬‬
‫واما يؤدن االنزالق في التسلط السيا ي إل الجريمة ن يؤدن االنزالق في التسلط االقتصادن ةو اآلخدر‬
‫إل جرائم ال تق خطورة عى جرائم اال تبداد السيا ي ن ل ى في المياديى التي تهدم الحقدوق االقتصدادية‬
‫واالجتماعية ‪.‬‬
‫م ال قاما في الستينات براات التب األمري ية بتزوير محاضر علمية لالدعاء بأنم ال عالقة بيى التدخيى‬
‫و رطان الرئة ‪ .‬ولما أ بحا العالقة مستعصدية علد اإلخزداء بعدد مدوت الماليديى ناضدطرت الشدراات‬
‫العمالقة للمناورة ‪ .‬ل ى ت ييق الخناق عليها في بلدان الشماف نارا لتزايدد وعدي المدواطنيىن جعلهدا تنقد‬
‫ج نشاطها إل بلدان الجنو غير المحمية بالقانون‪ .‬ممدا يعندي أنهدا نقلدا ب د وعدي مدوت الماليديى مدى‬
‫جني األرباو ‪.‬‬ ‫بلدان الشماف إل بلدان الجنو مى أج توا‬
‫وفي التسعينات أ بح وباء نقص المناعة الم تسب ظاةرة تهدد وجود بعو بأاملهان خا ة في بلدان‬
‫إفريقيا جنو الصحراء ‪ .‬ل ى ابر‪ ،‬الشراات الصديدلية تصددت ب د قواةدا لتم ديى البلددان الزقيدرة مدى‬
‫الدواء الذن تتح م في نعم ‪ .‬فقد بنا حربا ال ةوادة فيها ضد ا البلدان التي حاولا نع ةذه األدويدة‬
‫بدون ترخيص مى احب المل ية الز رية أن مدى مختبدرات ةدذه الشدراات العمالقدة ‪ .‬ايدف تقبد بداألمر‬
‫والمونوبددوف يم نهددا مددى بيددع عددالت الزددرد واحددد لسددنة بعشددرة آال دوالر والحدداف أن ال د مى الحقيقددي ال‬
‫يتعد‪ ،‬مأئة و بعيى دوالرا‪ .‬إن األرباو المسجلة عل حسا المرضد مقدززة أمدا حجدة ةدذه الشدراات‬
‫بأن أرباحها ةدي لتغطيدة ت داليف البحد فأنهدا م دح ة نألن ميزانيدة الدعايدة فدي ةدذه الشدراات ضدعف‬
‫ميزانية البح ‪.‬‬
‫و في بداية األلزية انتبم العالم لاهور آفة جديدة ةي البداندةن حيد يوجدد اليدوم بجاندب ‪ 111‬مليدون جدائع‬
‫‪ 911‬مليون بديى ن بما يعنيم األمر مى أخطار عل الصحة ‪.‬‬
‫وبتحلي الااةرة ات ح أنهدا ليسدا مرتبطدة بتغييدر الترايبدة الجينيدة للبشدر بقددر مدا ةدي مرتبطدة بتغييدر‬
‫جذرن في ناامهم الغذائي ‪ .‬لم يحص ةذا التغيير بصزة تلقائية وإنما نتيجدة يا دة بدراات المشدروبات‬
‫واألغذية العالمية ا لتدي تغدرق األ دواق بمدادة غذائيدة رخيصدة الد مىن ل نهدا غنيدة بالسد ريات والددةنيات‬

‫‪47‬‬
‫واألمالو ‪ .‬أضف إل ةذا أن تربية أطزاف العدالم علد م د ةدذه التغذيدة المسدمومة ق دية تددرس بمنتهد‬
‫العناية في مختبراتها لإلبهار ‪.‬‬
‫ثمة إذن قو‪ ،‬أخر‪ ،‬غير قو‪ ،‬الناام اال تبدادن تنته حقوق طوما اعتمادا عل لطة وا عة – وإن لم‬
‫ت ى لحسى الح مطلقة‪ -‬ادرتها لحاجياتهدا الخا دة و ضداربةن فدي ايزيدة ا دتعمالها ن بعدرن الحدائط‬
‫حاجيات مى تدعي خدمتهم ‪ .‬ةدي تتصدد‪ ،‬لحقدوق‪ -‬حاجيدات اإلنسدان ب د وعدي بدال مى الهائد لسيا دتها‬
‫دون أن يحرك األمر فيها اانا‪ .‬ةي تأتي ا ةذا ألنها أدخلا في قائمدة الحقدوق تعدديالت ةامدة تجعلهدا‬
‫ال في خدمة ا بخص‪.‬‬ ‫في خدمة مصلحة بخص أو مجموعة أبخا‬
‫اددم مددى جددرائم ضددد االنسددانية ترت بهددا أي ددا بددراات البتددروف التددي تلددوث البيئددة وتتسددبب فددي االحتبدداس‬
‫الحدرارن ! ادم مددى جدرائم ترت بهدا الشددراات التدي ددادرت لنزسدها مورثدات أغلددب النباتدات ويم ددى أن‬
‫تمارس ا أ نا االبتزاز في ميدان يرتبط بم بقوت مئات المالييى مى البشر‪.‬‬
‫إنم مى المزارقات الغريبة أن تقب المحاام اليدوم مبددأ االختصدا فدي جريمدة التعدذيب أو أن يوقدف أمدام‬
‫المح مة الجنائية الدولية عتاة مجرمي اال تبداد بالسدالو ن ل دى أن يزلدا مدى الوقدو أمدام ةدذه المح مدة‬
‫ابار مجرمي اال تبداد بالماف ‪.‬‬
‫نعددم ايددف نزسددر عدددم م ددوف رت دداء بددراات التبدد واألدويددة والغددذاء والمحروقددات العالميددة ‪ -‬خالفددا‬
‫للسيا ددييى‪ -‬أمددام المح مددة الجنائيددة الدوليددة بتهمددة المشدداراة فددي جريمددة إبددادة جماعيددة متم لددة فددي مددوت‬
‫ا لماليديى بالتخمدة والجددو و درطان الرئدة وعدددم الحصدوف علد دواء متدوفر ناةيد عددى العبد بالمندداخ‬
‫وتهديد مستقب األجياف القادمة ؟‬
‫إن تعري رجاف السيا ة للمتابعة والمحاامة وترايز األناار عل فسادةم – في مجتمعات تمارس فيها‬
‫األغلبيددة السدداحقة نومددنهم المعارضدديى ومناضددلي حقددوق اإلنسددان ن بد ال أو آخددر مددى الزسدداد – ال يعنددي‬
‫ارتزا مستو‪ ،‬العدف في عالم اليوم بقدرن ما يعني أن رجاف السيا ة فقدوا مناعتهم ألنهم فقدوا قوة تسللا‬
‫دنف مددى‬ ‫مددى بدديى أيددديهم ليتلقزهددا التجددار والمقدداولون ال بددار وةددي التددي تم ددنهم مددى اإلفددالت مددى ا د‬
‫مزعوف قانون أزلي ‪ :‬عددم التعدرن بالمحا دبة لألقويداء‪ .‬البارحدة‬ ‫المحا بة فما بال بالعقا ‪ .‬إنم توا‬
‫اان األقوياء رجاف السيا ة واليوم ةم رجاف األعماف ‪.‬‬
‫إن القوف بم ةذا الرأن ال يعني رف العولمة أو التصدن للتجدارة الحدرة أو بديطنة بدراات جد تندتّ‬
‫مددا تحتاجددم البشددرية ن فم د ةددذه اإلداندة ال تقدددم وال تددؤخر بدديئا خا ددة وأن اد ةددذه الاددواةر جددزء مددى‬
‫يرورة تاريخية ‪ .‬ل ى اما ال يجب مواجهتها بالرف السحرن واإلداندة األخالقيدة الجوفداء ن ال يجدب‬
‫اال ت انة إليها اما لو اانا ق اء وقدرا ‪ .‬فالمطلو جع العولمة والتجارة الحرة والشدراات فدي خدمدة‬
‫جملة مى األةدا التي تصب في المصلحة العامة للق اء عل الزقر والمرن والجه ةدذه اآلفدات التدي‬
‫تزت ب ل ي اإلنسانية وتحرم ج البشر مى متعة الحياة ‪.‬‬
‫ل ى مهمة اهذه غير قابلة للتحقيق خارت يا ة ا تعادت ةيبتها وا تقاللها عى الماف وذات أفق عالمي‬
‫ال نر‪ ،‬لها في الوقا الحاضر مرجعية ف رية وأخالقية غير نص اإلعالن ‪.‬‬

‫*‬
‫ة أغلقنا ملف ةوية المنته يى الذيى قصدةم المشر العالمي ؟ طبعا ال ألننا لدم نحددد إال الجدزء الطدافي‬
‫مى جب الجليد؟‬
‫لنعددد للواقددع نسددائلم مددرة أخددر‪ ،‬عددى طبيعددة االنتهااددات التددي تتعددرن لهددا حقددوق اإلنسددان غيددر السيا ددية‬
‫واالقتصادية ‪.‬‬
‫إذا اعتبرنا أن النساء ينتميى إل الجنس البشرن وأنهى يش لى نصف البشرية وأن لهى الحدق فدي الحرمدة‬
‫الجسدية ن وةو األمر الذن يناقش فيم علماء بريعة ورجاف يا ة وآباء وأزوات نفإننا مطالبون بوضدع‬
‫تعدرن نصددزهى لل ددر والمعاملددة المشددينة والحاطددة بال رامددة فددي موضددع ددارة تسدداتلنا عددى تددوز‬
‫المسؤوليات وةوية المسئوليى*‬
‫‪---------‬‬
‫* د‪.‬فيوليا داغر‪ :‬المرأة واأل رة في المجتمعات العربية‪-‬األةالي – دمشق ‪2119‬‬

‫‪48‬‬
‫ثمة ظاةرة أخر‪ ،‬قد ت ون أفاع ب ير ولو أننا لسنا مطالبيى بوضع لم للزااعة في أمور اهذه‪.‬‬
‫إنها مأ اة األطزاف في ا ربو العالم‪.‬‬
‫ال ب أن ا الصور المنمقة عدى ال دائى العقالندي الدذن امتدحتدم ال قافدة الغربيدةن أوخليزدة اهلل فدي أرضدم‬
‫الذن تغنا بم ال قافة العربية اإل الميةن تهشما في القرن الماضي بزع ااتشا الوعي الجماعي لزااعة‬
‫المحتشدات النازية والشيوعية مى جهة وفااعة وضع األطزاف الحقيقي مى جهة أخر‪.،‬‬
‫واما دم الوعي الجماعي بصور محتشدات أوبزيتز ن دم في بدايدة السدتينات باهدور أبحداث حدوف‬
‫ما يتعرن لم األطزاف اانا نتائجها بال اد قابلة للتصديق‪.‬‬
‫لزتح ةدذا الملدف المغلدق بعنايدة مندذ األزف لطبيدب األطزداف األمري دي ‪ Henri Kemp‬مؤ دس‬ ‫يعود الز‬
‫الجمعية العالمية للوقاية مى االعتداء عل الطز وإةمالم ‪The International Society for prevention of‬‬
‫‪child abuse and neglect‬‬
‫وطددواف المددؤتمرات العلميددة لهددذه الجمعيددة التددي توالددا فددي ال مانيددات ن جدداء البدداح ون مددى ا د البلدددان‬
‫وال قافددات بددنزس الدرا ددات التددي ت بددا الوضددع المأ دداون لعشددرات الماليدديى م دى األطزدداف الهددائميى فددي‬
‫الشوار العامليى فدي ظدرو تشدابم ظدرو العبوديدة ن المسدتغليى للددعارة ول دى أي دا لوضدع أطزداف‬
‫مهمليى يتعرضون للعنف ولالغتصا ‪** .‬‬
‫إندم تسدلط ال دعزاء علد األضدعف و نزدس البحد المرضدي للتألدم والسديادة الدذن رأينداه عندد امبراطدور‬
‫الز اء وامبراطور الماف ‪ .‬ا ما في األمر ةو تغير حجم الزاع وحجم المزعوف بم‪.‬‬
‫وحت د ال يحدداوف الددبع التهددر مددى تبعددات الادداةرة الرةيبددة بدداللجوء إل د التبريددر السدده أن ربطهددا‬
‫بالتأزم السيا ي واالقتصادن‪ -‬ومى ثمة وضعها عل حسا اال تبداد والليبرالية‪ -‬نسار بالقوف أن ةناك‬
‫جزء مى الااةرة مرتبط فعال باال تبداد السيا ي والمالي ن ل ى ةناك جزء آخدر مسدتق عنهمدا فاداةرة‬
‫إةماف األطزاف واغتصابهم موجودة حت داخ العائالت المو رة و في أعرق البلدان ديمقراطية‪.‬‬
‫ثمة إذن ميدان آخر تنبدع مندم قدو‪ ،‬ةائلدة تهددد حقدوق اإلنسدان ن ل نندا ال نسدتطيع تحديدد ةويتهدا بسدهولة‬
‫حت نتوجم لها باللوم ونهددةا إن تطلب األمر بالمح مة الجنائية الدولية إن لم ترتد وتتو ‪.‬‬
‫آه لو أم ننا حصر المسؤولية في ام معيى مى األوباش والمجانيى يشد لون و دمة عدار فدي جبديى عائلتندا‬
‫اإلنسانية التي جبلا في أغلبيتها السداح قة علد حدب المدرأة والطزد وعلد ادره الالدم والعددوان‪ ...‬والندا‬
‫ضحاياةم !‬
‫وعل د افتددران أن المجتمددع ملدديء بال ددحايا األبريدداء ن فمددى أيددى جدداء الددداتاتوريون ورت دداء البددوليس‬
‫السيا ددي والجددالدون والمدددراء العدداميى لشددراات التب د والدددواء ومجرمددي الحددر والمتدداجريى بدددعارة‬
‫األطزاف ؟ أليسوا ةم أي ا مى ةذا الجنس الذن نحم انتمائنا إليم إالي غار وإالي بوك ؟‬
‫إ ا كان جوهر االستبداد هو تضخم مرضي لألنا وانزالقه في استعما كل األدوات الممكنة ليجعل من‬
‫اآلخر عبدا وعابدا ‪ ،‬فال بد من القبو أن كل واحد منا يسعو لنفس الشهيء باإلمكانيهات المتاحهة لهه‬
‫وفي المستوى الذي هو فيه ‪.‬‬
‫لم ال نصارو أنزسنا بالحقيقة الرةيبة التي ةي ببساطة أن منتهد حقدوق اإلنسدان ةدو بال درورة إنسدان‬
‫‪....‬أن إنسان ‪...‬أن ةذا اإلنسان ليس فقط ةم وةى وةو وإنما أي ا نحى وأنا وأنا‪.‬‬
‫***‬
‫‪--------------------‬‬
‫‪**Daniel Halperin and all – A contre-cœur , A contre-corps , regards pluriels sur les abus‬‬
‫‪sexuels d’enfants –ed medicine et hygiene –Genève 1997‬‬

‫‪49‬‬
50
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬قراءة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ليس بديهيا أو سهال‬


‫أن تكون إنسانا‬
‫غروب خريف‬

‫هايكو للشاعر الياباني إيسا‬

‫تبدأ القراءة مى ةنا فصاعدا في التع ر‪ .‬ايف ال وةي ترتطم بمزهوم ب دخامة وخطدورة وتعقيدد وضدبابية‬
‫مزهوم اإلنسان ‪.‬‬
‫اإلنسان ؟ مى منا يعر ما اإلنسان وحت إن اان موجودا ؟‬
‫مع ةذا مى رفع التحدن والتعام مع البعبع النارن وةوالمزهوم المرازن في ا النص ‪.‬‬ ‫ال منا‬
‫وفي البداية تتدافع األ ئلة التي نود إلقائها عل ال اتب واأن بنا رغبدة للتشد ي فدي جديتدم ‪...‬أوالختبدار‬
‫ةذه الجدية‪.‬‬
‫إنسان أفالطون أم إنسان ديوجين‬
‫ورا متعدددة ومتناق دةن ال ف درة‬ ‫أوف عوبة تعترضنا ةي أن لإلنسان في مختلف ال قافات البشرية‬
‫واحدة ‪ .‬يصبح السؤاف ف رة مى نقب ؟‬
‫خددرت الزيلسددو اليوندداني ديددوجيى ومصددباحم بيددده فددي وضددح النهددار باح ددا ال عددى اإلنسددان الددذن تتدددافع‬
‫نماذجم المتعدددة فدي السدوق وإنمدا عدى إنسدان مدى اختدرا بدخص قداف عندم داخرا ''مدى يعبدأ بزيلسدو‬
‫تزلسف خمسة وعشريى نة دون أن ي ايق أحدا''‪.‬‬
‫ام أخطأ فدي ةدذا الح دم ألن أفالطدون تددبر أمدره ليجعد أجيداال مدى الزال دزة وتالمدذتهم يعبدأون بناريدة‬
‫عصماء عابا القرون علد وةمهدا تقدوف أن الماداةر الماديدة ن التدي يحزد بهدا عدالم الحدواس ن ومنهدا‬
‫البشر مجرد أخيلة باةتة ومنقو ة لز رة مطلقة رمدية موجودة في ف اء ةالمي‪.‬‬
‫معن ةذا أن أفالطون بأن اإلنسان '' الحقيقي'' موجود فوق ووراء وخدارت البشدر المتحدوليى الناقصديى‬
‫الذيى يش لون تماهراتم الزائلة‪.‬‬
‫يرف ديوجيى نارية يعتبرةا ال تع س إال ار تقراطية رج خرت مى الواقع وتعال عليم‪.‬‬
‫يا لحماقة وغرور إدعاء اختزاف البشر بأعدادةمن بتباينهم ن بتعقيدةم ن بروائحهم وإفرازاتهم و رخاتهم‬
‫ومآ ي حياتهم ومهازلها ‪ ....‬في اائى نارن ةو مجرد ف رة ‪.‬‬
‫لنزترن أن ديوجيى اان متحامال عل الغريم المنافس إفالطونن م لما اان أفالطون متحامال عل الغدريم‬
‫المنافس ديوجيى ‪ .‬لنزترن أن أفالطون عل حق وأن اإلنسان ف رة موجودة في ماء األف ار المستقلة‬
‫عى عالم المحسو ات‪.‬‬
‫ال بد لهدذه الز درة أن تتبلدور فدي ف در مدا حتد يعرضدها عليندا‪ .‬المشد أن الز در البشدرن حافد باألف دار‬
‫اإلطالقية عى ةذا اإلنسان ‪.‬‬
‫إذا اعتبر افالطون أن ماء أف اره ةي السماء الز رية في المطلق التي تعيش فيها األف ار المجدردة ن فإندم‬
‫يحق لنا اتهام فيلسو الزال زة بأن ةذا موقف يليق بمجنون أو بمغرور ال بزيلسو ‪.‬‬
‫ما ةي مقاييس الخيار الصحيح بيى ا األف ار المجردة التي تدعي اختزاف اإلنسان في تصور ما ؟‬
‫ة اإلنسان ن داخ ال قافة الغازية حاليان إنسدان نيتشدة المازدر ن أم إنسدان ايرايجدارد المسد يى التعديس‬
‫المقهور؟ ة نقصد بدم الروبدو البيولدوجي المتطدور الدذن تصدزم العلدوم البيولوجيدة المعا درة أم اوجيتدو‬
‫دي ارت؟ ة ةو منبع ومصب ا قدا ة اما ةو األمر عندد فدالمي ي والحدالت وابدى عربدين أم ةد ةدو‬
‫خنزس ااف ا ؟ ة إنساننا خليزة اهلل في األرن أم ابى عم قرد دارويى ؟‬

‫‪51‬‬
‫وحي أن المشر العالمي لم ي تب '' اإلعالن العالمي لحقدوق البشدر'' امدا اندا ننصدحم لدو ا تشدارنا فدي‬
‫األمرن وحي أنم ورل نزسم وورطنا معم في ةذه المش لة الزلسزية العويصةن فال بدد مدى متابعدة الطريدق‬
‫معددم إل د اآلخددر والتسدداتف عددى نددو اإلنسددان الددذن يقصددده وفددي ددف مددى يقددف وة د ةددو مددع إنسددان‬
‫أفالطون أم مع إنسان نيتشة أم مع إنسان ابى عربي ؟‬
‫ن تشف بالعودة للنص أننا أمام ااتب يربأ بنزسم ان ي ون بوقا أو أجيرا ألحد ولو طبقا بهرتم اآلفاقنأندم‬
‫يعم لحسابم الخا ومى ثمة فاإلنسان ةو ب بساطة ‪....‬إنسان المشر العالمي‪.‬‬
‫أتددنزس الصددعداء وأنددا أاتشددف أنددم لدديس إنسددان أفالطددون وإنمددا ال ددائى الددذن عرفتددم طددواف ربددع قددرن مددى‬
‫مبابرة ملزات ثقيلة وموثقة عى آماف وآالم ال تصدر وال تعاني منها ف رة مجردة‪.‬‬
‫ام يسعدني أي ا أنم قريب جدا مى إنسان ديوجيى ةذا الزيلسو نال اح الساخر المتوقد حيوية وذاداء‬
‫والذن تعجبني وقاحتم في التصدن للجبى وللغباء‪.‬‬
‫ل نم بداةة ليس إنسان العصر الذن عاش فيم ديوجيى ذل االنسان الذن تتحقق إنسدانيتم بدالتمتع الهدادئ‬
‫البسيط بالحياة في انف الحرية والبح عى الملذات التي ال ت لف ‪ .‬فإنسداننا ةدذا ال يحقدق إنسدانيتم‪-‬حسدب‬
‫النص‪ -‬إال بممار ة حقم ‪ .....‬في التجمعات السدلمية والعمد النقدابي وال دمانة االجتماعيدة واالنتخابدات‬
‫الحرة والنزيهة ‪.‬‬
‫تر‪ ،‬ة غيا الوثائق التاريخية ةو بب قلة معرفتنا بن اف اإلنسدان فدي اد العصدورن ومنهدا العصدر‬
‫الحجرنن مى أج الديمقراطية ‪ .‬أخش أن غيدا ةدذه المطالبدة بهدذه الحقدوق فدي الماضدي لديس نتيجدة‬
‫عم تاريخي تسبب فيم ضيا المصادر وإنما نتيجة غيا الحاجة أ ال إليها‪.‬‬
‫معن ةذا أن إنسان المشر العالمي ةو إنسان ا م دان – طبقدا لقائمدة الحاجيدات الماديدة القدارة ن ل ندم‬
‫إنسان ةذا الزمان بحاجياتم الجديدة‪.‬‬
‫ةو إذن إنسان مختلفن بيئا ما نعى إنسان العصر الحجرنن م لما قد ي ون مختلزدا بديئا مدا عدى إنسدان‬
‫مستقبلي قد تراب لم قطع غيار معدنية في الددما وبقيدة الجسدم تغيدر مدى بد لم ومدى عقليتدم ‪ .‬ةدو إذن‬
‫اائى ثابا في بع الحاجيات ومتحوف في حاجيات أخر‪.... ،‬مما يزسح المجاف لصياغة جديدة لإلعالن‬
‫قد يحتات لها أحزادنا في المستقب البعيد أو القريب ‪.‬‬
‫المهددم أننددا إذن أمددام إنسددان محسددوس ال أمددام إنسددان ةالمددي ن أمددام إنسددان تدداريخي ال أمددام إنسددان خددارت‬
‫الزمان‪ .‬يبق التعمق اآلن في خيار ااتب النص ومتابعتم في ا الزوايا التي قد تاهدر ضدعزا أو خلدال فدي‬
‫تز يره ‪.‬‬
‫***‬
‫الجالّد أم الضحية‬
‫نعود مرة أخر‪ ،‬للنص نستقرئ رأيم وتصوره إلنسانم الطبيعي ةذا ‪ .‬يا للهوف !‬
‫تخبرنددا القددراءة الم ددادة أندم يددر‪ ،‬فددي اإلنسددان كائنها يتعههرض للحرمددان مددى الحيدداة ن مددى ال رامددة ن مددى‬
‫الحريةن مى برول الصحة والحياة ال ريمة ‪ ....‬اائنا يم ى التعدن عل حرمتدم الجسددية وتعري دم ل د‬
‫أ نا الالم وا تعباده واضطهاده بحجة عيب في لونم أو جنسم أو عقيدتم ‪.‬‬
‫تخبرنا القراءة المع و ة أن النص ير‪ ،‬فيم كائنا يمنع اآلخرمى الحياة ن مى الحرية ن مى ال رامدة مدى‬
‫العدف ن مى المساواة ن مى التسامح ن مى السلم والمشاراة في إدارة الشأن العام ن مى العم ن مدى ال قافدة ن‬
‫مى الرفاةة ‪.‬‬
‫إنسان النص إذن ضحية ‪ .‬ل ى ال حية ةي اي ا جالد نعلما وأن الجالد أي ا ضحية ‪.‬‬
‫أن مزهدددوم ةدددذا ومددداذا يم دددى أن نزعد د بدددم ونحدددى م د د الزيزيدددائي الدددذن يقددداف لدددم أن عليدددم فهدددم اللدددون‬
‫''األبي األ ود'' أو البيولوجي المطالب بتصور ''األن ذار''‬
‫نقلب الصورة مليا نقارنها باإلنسان الذن نحت بم في الشار والعم والبيا فن تشف أننا ال نعر غالب‬
‫الوقا ةذا ال ائى الذن تصزم القراءة الم ادة أو القراءة المعااسة‪.‬‬
‫مددى أيددى لنددا ت ددذيب تجربتنددا بالبشددر وقددد تشد لا عبددر معابددرة طويلددة أثبتددا مددا فددي اآلدمددي مددى مزايددا‬
‫وخصاف ‪.‬‬
‫ثمة إذن خل مان ل ى أيى ةو؟‬

‫‪52‬‬
‫قد ي ون في العددد المحددود مدى النمداذت اآلدميدة التدي اعترضدا طريقندا والتدي نلخدص بددءا منهدا رتيتندا‬
‫لإلنسان‪.‬‬
‫قد ي ون في قصر زمان المالحاة والحياة م برق خاطف ‪.‬‬
‫قد ي ون في حسى الح الذن وضعنا خارت مدار التجاوزات الخطيرة التي يرت بهدا الدبع ويعداني منهدا‬
‫البع اآلخر‪.‬‬
‫قد ي ون أن آليات ف رية معقدة جندت منذ غرنا لتمنع عنا رتية ورة بشعة ألنزسنا ال تحتم ‪.‬‬
‫قد ي ون في عجزنا عى تأليف ورة واضحة ثابتة لشيء بال العدد ن بال التعقيد ن بال التحرك ‪.‬‬
‫قد ي ون السبب حصيلة ا ةذه األ با زائد السبب التالي‪.‬‬
‫م لما ال يسدتطيع الزيزيدائي معرفدة طبيعدة المعدادن التدي يدر دها إال بتعري دها ألقصد الحدرارة واقصد‬
‫ال غط وأا ر المواد ال يماوية حموضة ن فإننا ال نعر اإلنسان إال فدي الحداالت القصدو‪ ،‬التدي يتعدرن‬
‫ويعرن لها‪.‬‬
‫اعتبر مى تشاء مى الناس حول وحت أقر المقدربيى إلد قلبد وف درك‪ .‬ال تتدوةم بهدم معرفدة والحيداة‬
‫بسديطة دهلة روتينيدة ال تطدرو تحدديات خطيدرة وال ت دع علد المحد الصدورة التدي اونتهدا عدى ةدذا‬
‫الشخص أو التي اونها ةو عى نزسم‪.‬‬
‫واآلن لتددأتي األزمددة الخانقددة ن األزمددة الخطيددرة ورةانهددا الحيدداة أو المددوتن السددجى أو الحريددة ن المشدداا‬
‫ال خمة أو تزاديها ‪ .‬ام تزاجأن إن لم تمر بم ةذه التجربةن بتصرفات بخص انا تاندم جباندا فدإذا بدم‬
‫أ لب عودا في الهيجاء مى عنترة ‪ ...‬وبتصرفات بخص انا تاندم عنتدرة فدإذا بدم عندزة بد وأجدبى مدى‬
‫جديها‪ .‬ام يزاجأ الشخص نزسم بتصرفات اان ال يتصور إم انية وجودةا داخلم‪.‬‬
‫ثمة إذن إنسان وراء اإلنسان ‪....‬‬
‫ةناك إنسان الارو العادية وةو الذن نعايشم واألحداث تتأرجح حوف نقطة توازن ليس فيها ا ير خير‬
‫أو ا ير بر‪.‬‬
‫ةناك إنسان بال عطور أو مساحيق ن إنسان الارو اال ت نائية ن الذن ال ت تشزم إال عندما ينتهي المناخ‬
‫المعتدف وتهب ريح األزمات العاتية فترفع عنم ال يا وا األقنعة ليبان ل عاريا ‪.‬‬
‫إنم اإلنسان الذن تز حم القراءة الم ادة والمع و ة‪.‬‬
‫وألنم ال معن وال ضرورة لتعقيد إضافي يجرنا لصياغة جديدة تتخبط فدي بلدورة إعدالن عدالمي لحقدوق‬
‫اإلنسانيىن فإننا ن عتبر مدى بدا الحدذر واقتصداد الجهدد واي دا مدى بدا الموضدوعية ةدذيى ''اإلنسدانيى''‬
‫إنسانا واحددا ل دى اتم داف ''جدانوس '' تدديره أندواء األزمدة علد قاعدتدم فتدر‪ ،‬مندم مدرة وجهدم ال داح‬
‫البشوش وفي اللحاة الموالية وجهم المقطب المرعب‪.‬‬
‫*‬
‫للتعر عل الوجهيى ال بد مى الحاالت اال ت نائية التي تاهر مد‪ ،‬ما يستطيع اإلنسان تحميلم لإلنسان‬
‫و مد‪ ،‬ما يستطيع اإلنسان تحملم مى اإلنسان ‪...‬ومد‪ ،‬الت حيات التي يم ى أن يقدمها اإلنسان لإلنسان‪.‬‬
‫نبدأ بالنقطة األول نقصر التحلي عل وضعيتيى لترايز النص نزسم عليهما وأولهما مجددا إب الية البندد‬
‫الخددامس‪ .‬ربمددا يحددتّ علينددا الددبع بالتددذاير أنددم يجددب ان ي ددون للتعددذيب مزهددوم او ددع ممددا يحصددره فيددم‬
‫المشر العالمي واتباعدم ‪ .‬ألديس العمد داخد منداجم الملدح أو عمد األطزداف فدي مصدانع الغدزف والنسديّ‬
‫تعذيبا ؟ أليس التعسف الذن يتعرن لم حت عماف الياقات البي مى قب رت ائهم نوعا مى التعذيب؟ ب‬
‫أليس الزقر والمرن والجه أ ماء مختلزة لااةرة نتيجتها واحدة ‪ :‬ألم الروو والجسد‪.‬‬
‫ا ةذا حيح ن ل ى التعدذيب الدذن يشدغ بداف المشدر العدالمي يحو د ويصدعد ويختدزف فدي الزمدان‬
‫الااةرة الموزعة والمميعة إن ح التعبير‪ :‬تن ي الحياة بالحي ‪.‬‬
‫لي ى باةدنا با أرجنتيندي فدي العشدريى ا دمم طومدا * ينبئندا ‪-‬عبدر ر دالة لحبيبتدم‪ -‬الخبدر اليقديى عدى‬
‫بيوت األبباو التي يمارس فيها التعذيب في اد لحادة المنتشدرة علد دطح األرن انتشدار الب دور علد‬
‫جلد المصا بالجدر‪. ،‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪*Moi Thomas torturé et évadé- éditions Stock‬‬

‫‪53‬‬
‫" ة تتذاريى الحارس لوقا الذن حدثت عنم؟ لقد وضع قنبلدة موقوتدة داخلدي ن ةدي اآلن بصددد االنزجدار‬
‫ليداةمني الجنون ويقودني مبابرة إل الموتن ان وتم يتردد في أذني دائما ‪:‬‬
‫" ماذا تزع ةنان مى تنتار؟ لماذا تبق حيا ن لمداذا ال تتشدجع وتعددم نزسد ن ددقني ةدذا أحسدى مدا يم دى‬
‫عملم؟ ال أقوف ةذا اال ل أنان نعم ةذا بطل ‪.‬‬
‫لطالما لعب السادن القذر بالشيء الوحيد الذن اان يمنعني مى االنهيار ‪ :‬األم ‪.‬‬
‫اان تعذيبم النزساني لي ناجحا ا مرة‪.‬انا عداجزا عدى عددم ال قدة بدم ‪ .‬لعدب دومدا علد حبلديى‪.‬يبددن لدي‬
‫داقتم ثم يسخر مى ذاجتين يبتسم ويقوف‪:‬‬
‫‪-‬أنا يا ابى العاةرةن أعر ان تزلا‪.‬‬
‫لقد دمر لوقا ذاتي يوما بعد يوم‪ .‬ةربا مى الجحيم ل ى بدون فائددة‪ .‬لوقدا فدي اد م دان ن فدي الهدواء الدذن‬
‫أ تنشزم في ال أس الذن أبر منمن في العم الذن أقتات منم‪" .‬‬
‫وعى ظرو لقاءه بالجالد في غرفة تعذيب مراز ''أمى'' ال يهم أن ديى وأن ناام يخدمن يقوف‪:‬‬
‫''اانا أ وات مناضلي م ‪ 81‬تتعال مى الغرفة المجاورة‪ .‬اان مى الواضح أنهم يتتابعون عل فتداة يبددو‬
‫أنهددا رئيسددة المجموعددة‪ .‬اانددا تصددرخ طددوف الوقددا ال ‪...‬ال ‪ .‬لددم تعتددر بشدديء ‪.‬عددذبوةا طيلددة يددوميى‬
‫بال ر ن بالبي انا '' ( عصا اهربائية)ن بالحون‪ .‬لم أادى واعيدا إبدان تعدذيبي بدألم إذ اندا أ درخ طدوف‬
‫الوقا و لم ي ى ةناك أية إم انية لتقدير موضوعي لألبياء‪ .‬أما وأنا أ تمع إل ا ةذا الصراخ‪ ...‬راخ‬
‫اآلخريى !!‪.‬انا أنار إل نزسي مى خاللهم ‪ .‬اان ةدفهم تحطيمي أنا ن نعم أنا الذن انا أتعذ ‪.‬‬
‫في االرتعاش ‪.‬‬ ‫اان الرعب أوف بعور ينتابنا عند فتح البا ‪ .‬ال تنزس ‪ ...‬ون رةيب ‪ .‬يبدأ البع‬
‫ة ةذا ما يراه السجانون عندما يزتحون البا ؟ إنم تصر لم يبق فيم بيء مى ارامة اإلنسان‪.‬‬
‫يبدأ االبتهاف حالما يالح المساجيى أن ال ربات لى تتهاط ‪.‬‬
‫‪ -‬مى ف ل يدن ة يم ى أن أذةب إل المرحان؟‬
‫‪ -‬مى ف ل يدن يجارة ن يجارة واحدة !!‬
‫اانوا يئنون فوق أ رتهم وقد جمدتهم الرةبة وانا أتساءف ‪ :‬أنا م لهم ن أنا أي ا تسولا يجارة !‬
‫دا‬ ‫ثم نقلني أحدةم بهدوء إل الغرفة ‪ .‬قيدني علد ار دي ثدم ضدربني ضدربة ادادت تخلدع ف دي ‪ .‬ع‬
‫علد نواجدددن لتخزيدف وقددع اللطمددة‪ .‬أغم دا عينددي وبدددأت أتصدور ددراخ أمددي عندد والدتددي ن ددراخ‬
‫الجماةير عل مدارت ملعب ارة القدمن اد أندوا الصدراخ ‪ .‬غمرندي ال دجيّ‪ .‬ضدعا فيدم تمامدا‪ .‬أغمد‬
‫علي‪.‬أفاقوني بالرا ‪ .‬اانوا ي ربونني الهم فدي نزدس الوقدا‪ .‬مدددوني أخيدرا علد درير حديددن ليسده‬
‫مرورا ل هرباء‪ .‬اانا الحصة ةذه المرة أطوف و أعنف مى ا ما بق‪.‬‬
‫الشهادة ‪ :‬اانوا يمررون البي انا – عصا اهربائيدة‪ -‬ب د تمهد فدوق الوجدم ثدم علد الخصديتيى ن‬ ‫تتوا‬
‫راخي وةم يمطرونني بالشتائم ‪.‬‬ ‫يصرخون معا ليغطوا عل‬
‫‪ -‬ق لنا ا بيء‪.‬‬
‫إذا ت لما ضربوني أل ما‪.‬‬
‫‪ -‬أنا تت لم أا ر مى اللزوم‪.‬‬
‫اانوا يت لمون في نزس الوقا ويلقون أ ئلة غريبة مى نو ‪ :‬ة تذةب للعاةرات؟ وعبر ةدذه ال وضداء‬
‫اان الصوت القاطع يأتيني ‪ :‬أيى يس ى فالن؟‬
‫ايف أفسر ل ؟ تعوزني ال لمات''‪.‬‬
‫التعذيب عل ب آخر‪.‬‬ ‫يعود طوما إل زنزانتم م رجا بدماء الروو والجسد ‪.....‬ليتوا‬
‫يتصاعد مى الغرفة المجاورة راخ وعوي ال ائنات المرعوبة ال تترك لم بصيص راحة أو أم ‪.‬‬
‫المهم في ةذا الموضع مى القدراءة الترايدز علد مدا تعلمندا ةدذه التجربدة – بدالمعن العلمدي لل لمدة‪ -‬عدى‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫تتحرك تجربتنا للوجود عل طيف يمتد مى قطب إيجابي ( المتعدة القصدو‪ ،‬ن الطمأنيندة ال املدة ن السدعادة‬
‫التامة ال ) إل قطب لبي (األلم األقص نالرعب ال لي ن الشدقاء المطلدق الد ) مدرورا ب د األحا ديس‬
‫والمشاعر السلبية وااليجابية المم نة ‪...‬مع نقطدة تدوازن فدي و دط ةدذا الطيدف تح ندا القدوانيى واألخدالق‬
‫عل التموقع الدائم حولها ‪ .‬ة ذا نحاوف أال نبتعد عنها ا يرا أو في إتجاه واحد ةو القطب األيجابي للطيف‬

‫‪54‬‬
‫‪....‬بنجداو متزداوت‪ .‬تددفعنا المشداا والمآ ددي نحدو القطدب السدلبي ل نندا نزعد اد مدا بو دعنا للعدودة إلد‬
‫أوا ط الطيف حي ال إفرال في المتعة وال إفرال في الشقاء‪.‬‬
‫نددادرا مددا تو ددلنا ظددرو الحيدداة إلد الددنقط القصددو‪ ،‬للطيددف‪ .‬ةددذا مددا يجعلنددا ال نزهددم حقيقددة التعددذيب ألن‬
‫األغلبية الساحقة منا لم تذق طعمم‪.‬‬
‫الغريب في األمر ةو قدرة اإلنسان عل الصمود أمام م ةذه العوا دف الحسدية الشدعورية والخدروت‬
‫مى منطقة اإلعصار الما ولدو بجدروو غدائرة دعبة االنددماف‪ .‬ثمدة إذن فدي اإلنسدان قدوة جبدارة تجعلدم‬
‫يصمد حت في م ةذه الارو التي تشتع فيها ا األضواء الحمراء ‪.‬‬
‫مددى يسددتطيع تصددور األةددواف التددي عرفهددا الماليدديى مددى البشددر ومددا عابددوه فددي اقبيددة البددوليس السددرن‬
‫للداتاتوريات او في اقبية اهنوت محاام التزتيش ؟‬
‫قاف رةيى المحبسيى‬
‫إل أن يقوف العالمون بم ق‬ ‫اهلل أن اآلدمي معذ‬ ‫ق‬
‫أ ابوا تراثا وا تراو الذن م‬ ‫فهنئ والة الميا يوم رحيلم‬
‫يحتد انتباه الشاةد ويحتد انتباةنا ونحى نتابع بهادتم ‪:‬‬
‫" انا نتابع ا األ وات ‪ :‬خرير الماء وةو يمأل الحمام ن دوت الدرأس وةدو يغمدس فدي المداءن دوت‬
‫الغرغرة والرأس تحا الماءن ن وت الحشرجة والرأس يخرت مى الماء‪.‬‬
‫انا ا معهم يصرخون ‪ :‬ما ا مم ؟‬
‫‪ -‬ال أدرن‪.‬‬
‫مى جديد وت الرأس وةو يغمس في الماء‪.‬‬
‫‪-‬ة تذارت اآلن؟‬
‫‪-‬ال أدرن‪.‬‬
‫داما حصة الغوا ة اعتيى و العجوز يصرخ ا مرة يخرجون فيم رأ م مى الماء ‪.‬‬
‫‪-‬يا قتلة يا أوالد العاةرة ‪''.‬‬
‫وة ذا دوالي مى التعذيب المبابر إل التعذيب بالواالدة وطومدا علد قدا قو ديى أو أدند مدى القزدز فدي‬
‫جنون ال ينزع ا يرا في الهر مى عالم مجنون ‪.‬‬
‫يقوف طوما في و ف لوقا وبقية جالديم ‪:‬‬
‫" ال يمشون وإنما يجرون ن ال يزتحدون بابدا وإنمدا يخلعوندم ن ال يت لمدون وإنمدا يصدرخون ن وإن نادرت‬
‫إليهم انهالوا علي بال ر ‪ " .‬لوقا! لوقا! ا أب اف الوحوش التي احتوتها الشرطة السرية اندمجا في‬
‫لوقا‪ :‬العنف األعم ن الغباء المدمرن الجنون المرعبن اان ا ةذا‪.‬‬
‫يتصددددر طومددددا وفددددق السدددديناريو ال قددددافي الددددذن ربددددي عليددددم أن الهرولددددة لمصددددطلحات '' الوحشددددية ''‬
‫و''الالنسانية''‪ .‬لوضعها في م ادة مع التصدرفات اإلنسدانية التدي تعبدر ةدي – ال التصدرفات الإلنسدانية –‬
‫عى الجوةر الطبيعي ن الحقيقي ن ال ابا ن الغالبن للناس العادييى ن الطبيعييى ن األ وياء ‪.‬‬
‫ل ى لوقا ليس نباتا أو حيوانا‪ .‬ةو لم ينزف عل أرضنا مى اروخ آت مدى أعمداق الز داء بد تشدير اد‬
‫الدالئ إل أنم إنسان يمشي عل طرفيى زليي ىن يت لم لغة مدا وينجدب أطزداال مدى جدنس اآلدميديى ن يب دي‬
‫وي ح ن ولم مشاعر وتصرفات ا البشدر ‪ .‬يسدتحي إذن تجريدده مدى الجنسدية اإلنسدانية ورميدم خدارت‬
‫حدود األرن بتهمة التسل غير القانوني عبدر الحددود ‪ .‬فتصدرفاتم ''الإلنسدانية ''ن بدئنا أم ابيندا تصدرفات‬
‫إنسانية خا دة وأندم لدم يعدر يومدا عدى ''الوحدوش'' إنهدا تسدتمتع بتعدذيب مدا تصدطاد ‪ .‬ةدي تقتد لتأاد‬
‫وتختصر ا ألم زائد ب ربة نا أو مخلدب حدادة و دريعة تدأتي بدالموت الدرحيم‪ .‬أمدا ا تئصداف العينديى‬
‫واألظافر والسح والحرق والشنق واالغتصا والتقطيدع إربدا إربدا ن فتصدرفات يخدتص بهدا ويمتداز بهدا‬
‫اآلدمي عى بقية ان األرن وربما حت عى بقية ان ال وااب األخر‪ ،‬إن وجدوا؟‬
‫ومى بع آراء المعرن فينا‪ :‬حيتان في بحار مى األذ‪ ،‬بحوا – و الشر مشتهر معر ‪ -‬و الخير يلمدح‬
‫مى وراء خمار ‪ -‬لو ال المخافة ما زاوا و ما جدوا ‪ -‬ويحهم بئس ما ربوا و ما ح نوا –أنحدى أف د‬
‫أم أبياء جامدة – أتر‪ ،‬حيوان األرن غير أنيسها ؟‬

‫‪55‬‬
‫ينجح طوما في الهر مى ةذا الجحيم ليشهد عما يجرن في ا زنزانات التعدذيب المنتشدرة فدي أرجداء‬
‫األرن ‪.‬‬
‫ثمة ببهة في هولة ةر الرج مى بيا األبباو ‪.‬ةد ا دتطا فعدال مغافلدة الحدراس امدا يددعي ؟ ةد‬
‫أقنع بأن يندس بيى دزو المقاومدة ليشدي بمدى بقدي يقداوم ؟ ربمدا ال ةدذا وال ذاك وأنهدم ترادوه يهدر‬
‫حت يرون ما عاش ليشيع الرعب مى السلطة وةذه منذ بداية التعذيب وظيزتم األ ا ية‪.‬‬
‫قلا للزميلة وةي تقودني في أرجاء مراز مى المرااز العديدة التي بدأت تنتشر في العالم لتأةيد ضدحايا‬
‫التعذيب‪ :‬ام تستقبلون مى زبائى؟ ادم تسدتغرق مددة العدالت ؟ ةد ةنداك مراادز أخدر‪ ،‬مدى ةدذا الندو فدي‬
‫العالم ؟ مى أن بلدن مى أن جنسيات يأتي المعذبون في األرن؟‬
‫قالا‪ ":‬يأتوننا مى ا فّ عميقن مى الزاييرن مى غينيا بيساو مدى غاندا ن ت داعف عددد الوافدديى مدى آ ديا‬
‫نارا لموجة اإليرانييى ‪.‬ح دث وال حدرت عدى القدادميى مدى أمري دا الالتينيدةن مدى ترايدا ن مدى الجزائدر ن ن‬
‫مى ا األعمار مى النساء مى الرجاف‪ .‬عل ف رة ثمدة موجدة جديددة مدى مواطنيد فبلددك امدا تعدر مندذ‬
‫لنا‪ .‬ل ن أعر بالموضو مني بالطبع‪.‬‬ ‫التسعينات مصدر عم متوا‬
‫عبرت ذةني أقواف أحدةم ‪ :‬أفيق ا ليلة مبلال بالعرق وال بد مى وقا طوي حت يهدأ روعي وأفهدم أندم‬
‫ال أحد يرا ورائي إللقاء القب علي ‪ .‬بقيا نوات أاره األاد ألنهدم ادانوا يبصدقون فدي فمدي أثنداء‬
‫تعذيب دام ثمانية أبهر ‪ .‬ال زلا أبعر ببصاقهم يلتصق ب لقمة ‪ .‬عب ا حاولا أن أنس ‪ .‬ل دى ذاارتدي‬
‫يا داتور ةي المش لة "‪.‬‬
‫ايف ال ت ون ذاارتم مش لة المشاا وةي بيى أمريى متناق يى‪ :‬أن تتالب حت ال تحز ا الزااعدة‬
‫التي عابها الرج وأن تقو‪ ،‬حت يستطيع الرج موا لة العيش‪.‬‬
‫عل ف رة لمداذا لدم تتبحدر الدديانات فدي موضدو التعدذيب والحداف أن بدغلها الشداغ إنقداذ اإلنسدان مدى‬
‫اإلنسان ؟ لماذا تا عندم الزلسدزة فدال نجدد إال عندد فدولتير نصدا ةدزيال فدي المعجدم الزلسدزي؟ لمداذا لدم‬
‫ي تب أفالطون و قرال و أر طو و ابدى باجدة و ابدى عربدي وايرادارد فدي ةدذه الق دية البالغدة الداللدة‬
‫عل أبياء بالغة الرةبة ؟ لماذا توا الهم عى الموضو والحاف أنم اان عليهم أن يخصصوا لم فصوال‬
‫ااملددة ومرازيددة فددي أعمددالهم ؟ أتددراةم اددانوا يرةبددون أن تتهشددم ددورةم عددى اإلنسددان وأن ي ددطروا‬
‫إلعددادة الناددر فددي ا د البددديهيات التددي انبنددا عليهددا أوةددام غددذت مددا ال يحص د مددى العقائددد والزلسددزات‬
‫واألديان؟‬
‫المرأة اللطيزة الحدي عى أفاع ما فدي ةدذا العدالم واأنهدا تح دي لدي تجولهدا فدي مغدازات بداريس‬ ‫توا‬
‫بح ا عى جوار وردية ومعطف الشتاء لحزيدتها ‪.‬‬
‫‪ -‬إن بقايا التعذيب التي يتعام معها مرازنا متباينة ومختلزة‪ :‬الحرقن ال سور التي ال تلتئم‪ .‬تدفع المزا‬
‫ثمنا باةاا وخا ة المعصميى للتعليق وتسميها لغة الجالديدى تقنيدة الددجات المصدلي‪ .‬ةنداك طبعدا النحدوف‬
‫ال بير المشاةد عند م ربي الجو ن الحانا أن أغلب ال حايا وحت الشبان يعانون مى ارتزا ابيدر فدي‬
‫ضغط الدم‪ .‬وأن انتشار قرو المعدة يزوق المعهود والمتوقع‪.‬‬
‫ومما أذاره مى الزيارة قوف الزميلة ‪:‬‬
‫‪ -‬نر‪ ،‬في ةذا المراز لتأةي ضحايا التعذيب ما ال يخطر عل باف أحد ‪.‬أ عب بيء التغلب عل خوفهم‬
‫مدى األيددن ‪.‬لقدد ااتسددبا اليدد البشدرية بعدد تجددربتهم معند آخدر‪ .‬ومدى ثمددة ضدرورة اقتدرا يددن المدددل‬
‫بمنته البطء ‪.‬ال بد أن ت وندا دومدا فدي متنداوف البصدر‪ .‬ال بدد أن ي دون اللمدس بمنتهد الرفدقن أن تسدتعدا‬
‫للتراجع ب ير مى الهدوء إذا تشنّ الدذرا أو ارتعددت الزدرائص‪ .‬تعداد ال درة بددون الد أو تسدر إلد أن‬
‫تسترخي األعصا معيدة بهذا تعر الجسد عل اليد البشرية امصدر لغير العذا ‪.‬‬
‫ة الحاا أنم ال وجود لل هرباء في ةدذه الغرفدة با دت ناء أزرار الندور‪ .‬ال تتصدور الرعدب الدذن ت يدره‬
‫حت بعد مرور السنوات الطوافن لذل أ ررت عل أن ت ون ا الحيطان خالية مى ا منزذ لها ‪.‬‬
‫تبق اإلب الية ال بر‪ : ،‬االضطرابات النزسية نارا لطوف ا تمرارةا نوات وعقود بعدد المأ داة ‪ .‬إنهدا‬
‫الرماف المتحراة التي تتهدد في ا لحاة ما نعيد بناءه بمنته الصعوبة مى الشخصية المحطمة‪.‬‬
‫تندم األظافر ‪ .‬تلتئم الجراو ‪ .‬تنسحب الزرقة واالنتزاخ مى حدوالي العينديى ‪ .‬تسدتعيد المزا د بديئا مدى‬
‫ليونتها ‪..‬يبرأ ال سر الذن في الساق ل ى الروو م خنة جراحا ال تندم ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫إن دمار الجسد ال بيء بالمقارنة مع دمار الروو ‪.‬ومى الم اعزات النزسية ن مدا يدزوف أحياندا بشديء مدى‬
‫اإل غاءن وأغلبها ما يلزم المصا إل آخر حياتم‪ .‬مما أذاره عى أحد زبائننا قولم أن مدا دمدر روحدم لدم‬
‫ت ى ظرو اإليقا والتعذيب وإنما رميم عاريا و ط المساجيى‪.‬‬
‫يصرخ ا جالد في أذن ا ضحية ‪:‬‬
‫‪-‬ق لنا ا بيء ولو أننا نعر ا ما نريد معرفتم وما تبح عب ا عى إخزائم‪.‬‬
‫ما المطلو من أن تقوف وأنا بيى بدراثى الجالديدى ؟‪ :‬الطوفدان أندا نالمجاعدة أندا ناإلرةدا أندا ن حدر‬
‫داحس والغبراء أنا نمى بقلوبهم مرن أنا ن انهيار د مآر اذل أنا وطبعا اثنيى واثنيى تساون الخمسة‬
‫ما دام القائد والحز قررا ذل ‪.‬‬
‫المطلددو مند إذن أن ترفددع يدددي ن أن تستسددلم اليددا ن أن تسددلم بعجددزك المطلددق ن أن تتخلد عددى اد مددا‬
‫باو الخير وان يطرق البا قب فتحم علي وأال يرفع أحد قب تم‬ ‫اعتبرتم دوما بديهيا م أن يقاف ل‬
‫في وجه ‪.‬‬
‫المطلددو مند إذن أن ترفددع يدددي ن أن تستسددلم اليددا ن أن تسددلم بعجددزك المطلددق ن أن تتخلد عددى اد مددا‬
‫باو الخير وان يطرق البا قب فتحم علي وأال يرفع أحد قب تم‬ ‫اعتبرتم دوما بديهيا م أن يقاف ل‬
‫في وجه ‪ .‬المطلو ا تسالم الروو ال ا تسالم الجسد ‪ .‬ل ى ما وراء طلب اال تسالم ةذا وما رةانم؟‬
‫قالا وةي تتنهد ‪ :‬مش لتنا ال بر‪ ،‬ةي األطزاف ‪.‬‬
‫ماذا ! أطزاف ! أطزاف ةنا في غر التأةي مما يعني أطزاف ةناك في غر التعذيب ؟‬
‫ر ما الزميلة عل بزتيها ابتسامة باةتة وروت قصة مى بيى قصص م يدرة أبطالهدا أطزداف حرمدوا مدى‬
‫الطزولة ‪.‬‬
‫اان عمر من تة أبهر يوم أخذت للسجى مع أمها الرةينة إلجبار زوجها المعارن الهار عل تسليم‬
‫نزسم‪ .‬اانوا يخرجون األم مى الزنزانة تارايى الطزلة وحدةا تصرخ مى الرعب نإل أن يتزايد الصدراخ‬
‫وةي تر‪ ،‬أمهدا تعدود مدى حصدة التعدذيب م درجة بددمائها‪ .‬أن دراخ قدادر علد إفدرا مند مدى اد‬
‫رعبها الما أت الجالدون ألخذ أمها للحصة الموالية!‬
‫في الشهر الحادن عشر مى اإليقا عهد السجى بمن إل جدتها لتبقد الطزلدة تصدرخ مدى الرعدب ليدالي‬
‫بأاملها طيلة نتيى‪ .‬ثم خرجا األم لتبادر بالمجيء للمراز ال لعالجها وإنما لعالت من ‪.‬‬
‫يستمر عالت الطزلة في المراز أبهرا وأبهرا واان تم يلية‪.‬‬
‫تقوم األم مبتسمة مى مقعدةا‪ .‬تدخ عل الطبيب المبتسمن تترك من لممرضدة مبتسدمة وةدي تتخدبط بديى‬
‫ذراعيها‪ .‬تتمدد األم عل المن دة الصزراء تددردش مدع الطبيدب ضداح ة بصدوت عداف‪ .‬يبقد البدا بديى‬
‫قاعة االنتاار وقاعة التدلي مزتوحا طواف الوقا ‪ .‬ثم تعود األم لطزلتها با مة ‪ .‬ة ذا تشد لا بدبطء داخد‬
‫ذةددى الطزلددة المري دة عالقددات جديدددة بدديى خددروت األم وعودتهددا ن بدديى مددا يزع د بهددا األغددرا والنتيجددة‬
‫المرتقبة مى أفعالهم ن بيى عالقة األيادن والجسد الذن توضع عليم‪.‬‬
‫تعددود مند بعددد ددنة إلد المراددز ويصددزها الطبيددب بأنهددا طزلددة ضددحوك تددذةب إلد المدر ددة بزددرو وأنهددا‬
‫أ بحا تنام أخيرا ‪.‬‬
‫أمددى المعقددوف أن تتولددد عددى رعددب مند مدينددة فاضددلة أيددا اددان الطريددق الددذن ير ددمم لهددا أ ددحا ةددذه‬
‫االيدددولوجيا أو تلد ؟ ةد ثمددة ق ددية يم ددى أن يسددتأة الدددفا عنهددا تعددذيب النسدداء واألطزدداف ؟ والقاعدددة‬
‫المطلقة للت با مى الحية أن ق ية ةي الت با مى و ائ تحقيقهدا ‪ .‬فدإذا ااندا الو دائ قدذرة فدال تأبدم‬
‫بزخامة ال لمات وا رة التبرير فالق دية بال درورة قدذرة والسداةرون علد تحقيقهدا بم د ةدذه الو دائ‬
‫قذرون والطريق المنتهّ ال يتجم باإلنسان للمدينة الزاضلة وإنما للمدينة الزا قة‪.‬‬
‫*‪.‬‬
‫قالا الزميلة في نهاية الزيارة ‪ :‬واآلن ة تريد بع الدرا ات الطبية التي أ درةا المراز ؟‬
‫درا ات ؟ حيح أن الطب اعتر أخيرا بوجود أمران التعذيب والحاف أنم تعام عنها قرونا يدتهم‬
‫الجراثيم والطزيليات والزيرو ات ب األخطار التي تتهدد حياة و حة اإلنسدان نا دية أو متنا دية أن أةدم‬
‫عدوةا اإلنسان نزسم‪.‬‬
‫ثمة األخطر مى ةذا ب ير‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫باريس –الم ان قاعة االجتما في مبن اليونس و والجمع الخلديط المعتداد مدى الرجداف والنسداء فدي م د‬
‫ةذه االجتماعات العالمية ‪ .‬الداعي ةو منامة " العزو الدولي" والموضو ‪:‬الطبيب‪......‬الجالد‪.‬‬
‫مى المستندات التي وقع تداولها في الندوة ‪.‬‬
‫‪ -‬أطباء في أرجنتيى العس ريزحصون طوما قب وبعد التعذيب‪.‬‬
‫‪ -‬أطباء مى بيلي االنقال يراقبون طوما في األثناء حت ال يموت في غير وقتم‪.‬‬
‫‪-‬أطباء في رو يا االبترااية يخدرون طوما بمختلف األدوية ألن المعارضدة مدرن عقلدي ولدو أن اتدب‬
‫الطبن منذ أبو قرال إل فلمنحن لم تورد لم و زا‪.‬‬
‫‪ -‬أطباء أمري ا الليبرالية المسيحية يزحصون طوما للتأاد مى لياقتم البدنية لل ر ي ال هربائي‪.‬‬
‫‪ -‬أطباء في بااستان اإل المية يقطعون يد طوما با م إلم قوف ما يشاءون إلرةا المست عزيى‪.‬‬
‫و مما بقي عالقا في الذاارة مى ذل النقاش‪:‬‬
‫‪ -‬الطب اما در ناه و ندر م تعهد الصحة و حزاها وردةا ن ومى ثمة ف تدخ في غير ةدذا المعند ال‬
‫طبي أن ال إنساني‪...‬وقسم أبو قرال ملزم واضح‪.‬‬
‫‪ -‬آ ف يا داتور تقوف‪ :‬ال أعذ ألن أبو قرال يحرم ةذان فمداذا تقدوف لجدالد يدرد أعدذ ألن الدولدة تحلد‬
‫ةذا ‪.‬أندا تقددم مصدلحة مري د وةدو يقددم مصدلحة الجماعدة المهدددة بمدا يسدميم اإلرةدا ن ةدذا المنطدق‬
‫مرفدون أ ا ددا‪ .‬يجددب أن تقددوف أرفد التعددذيب ال ألننددي مهنددي مددى طينددة خا ددة و إنمددا ألننددي إنسددان‬
‫يرف التعذيب‪ .‬بهذا تجبر الجالد عل أن ي شف ةويتم اجالد‪.‬‬
‫‪-‬ال أر‪ ،‬تناق ا فأنا إنسان و طبيب ومى ثمة فإن رف ي للتعذيب نابع مى مصدريى ‪.‬‬
‫‪ -‬خطأن يجب أن ي ون مصدر الرف ضميرك ال غير‪.‬‬
‫‪ -‬معم حق ن يشتم مى االمنا ا دتهجان مرادز أ ا دا علد ادون الجدالد طبيبدا و ادأن بديئا مدا داخد مهندة‬
‫الطب يمنع الطبيب مى المشاراة في التعذيب‪ .‬أضف إل ةذا أننا الزلنا نتعام مع الق ية بصزة تقنيدة‬
‫بحتة واأن األمر يتعلق بإجراءات و تراتيب إدارية و تنامية‪.‬‬
‫‪-‬آ ددف ن ال أوافددق ةددذا الددرأن ‪ .‬أقتددرو إ دددار منشددور إلد الجامعددات الطبيددة العالميددة لتددذاير منخرطيهددا‬
‫بتو يات ِمِؤتمر طوايو حوف تحريم مشاراة األطباء في التعذيب ‪.‬‬
‫‪ -‬مى ال رورن إدرات دروس ا ألخالق فدي الطدب و رفدع ضداربها ل دي ال يقدامر الطلبدة بعددم حزاهدا أو‬
‫بحزاها ليلة االمتحان لنسيانها مى الغد‪.‬‬
‫‪ -‬أقترو أي ا إدرات أ ماء الدزمالء المدورطيى فدي م د ةدذه الق دايا فدي قائمدة دوداء و عددم التدزاوت‬
‫معهم أو دعوتهم إل المِؤتمرات العلمية أو إقراضهم دوالرا واحد؟‬
‫ٍ‪-‬ال بد مى التعرن لهذه الزااعات بجملة مى التدابير الحازمدة منهدا ‪:‬إعدالن (آخدر) يسدم إعدالن بداريس‬
‫لشجب ةذه التصرفات و بعبارات بديدة اللهجة ‪.‬‬
‫ارخا وةو يصزق با القاعة ‪:‬‬ ‫نه رج وعل محياه عالمات القر‬
‫‪-‬أما إعالن م الجديد فيم ى أن تصنعوا منم تمائم ت عونها حوف أعناق م لتقي م مى عيى الحسود‪.‬‬
‫اللعنة مى ةذا المشااس الذن يسخر مى األطباء ومى تو يات "بديدة اللهجدة"أم دوا يدوميى ادامليى فدي‬
‫مناقشتها‪ .‬مى ةذا الرج ؟‬
‫قالا منامة الندوة ضاح ة ‪":‬ا مم ميجواف ‪..‬أرجنتينينحم السالو ضد الداتاتورية‪.‬عذ طويال ‪.‬ح‬
‫لي أن طبيبدا ادان يقديس ضدغطم بديى الزيندة و األخدر‪ ،‬إبدان الحصدص ثدم يسدر بأبدياء فدي أذن الجالديدى‪.‬‬
‫ماتا زوجتم تحا التعذيبن الجئ يا ين محل نزساني فدي إحدد‪ ،‬المستشدزياتن لدم أي دا بعد ال تدب‬
‫منها ًدرا ة قيمة عى التعذيب " ‪.‬‬
‫طوما بيننان طوما أ بح طبيبا نزسانيا ليبرأ مى مرن النزس !!‬
‫اأنني ا مع احتجات الزمالء العاتدب المدؤد المطمدئى ‪ :‬ايدف يجدوز لرجد م لد أن ينسد أن الدداتور‬
‫لوقا باذة تحص وال يقاس عليها و لماذا ةذا الترايز المشبوه عليدم ال علد الدداتور بدزايتزر وادم مدى‬
‫طبيب ضح بحياتم مى أج ‪ ....‬ال ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫زحمة الشوار باريز ثم المترو بأروقتم الم تراميدة األطدرا وعرباتدم المزدحمدة والسدؤاف ال دخم يحتد‬
‫ا تالفيف الدما ‪ :‬لوقا ليس وحشا آدميا مى قط متا الشرطة السرية‪..‬لوقا متعلم ن جامعي ن متح در ن‬
‫اختار أا ر المهى ''إنسانية '' وأحوجها إليها ‪ .‬ما معن ةذا الهوس؟ *‬
‫أيعق أن ي ون لوقا طبيبا؟ طبيبن نعم طبيب‪ .‬أقسم ويده اليمن مرفوعة بأبوقرال عل أن يحمدي الحيداة ‪.‬‬
‫قبلتم ذل اليوم أم فخورة و زوجة عابقة و بنية ال تحب بيئا قدر ااتشا العالم مى فوق اتزي والدةا‪.‬‬
‫ل ى الداتور لوقا لم يقلم األظافرن لم ي ع خازوقها في دبر طومان لم يعلقم االدجات المصلي‪.‬‬
‫ولو ! ألم يح ر ا العمليات؟ ألم يعط نصائحم للوقا الشرط حت يم ى تقديم طوما للمحاامة بدال أثدارن‬
‫ألم يعطيم بع الجرعات مى ةذا الدواء أو ذاك ل ي ال يلتجئ إلي اإلغماءنةربا مى الزااعة المطلقة !‬
‫نعم وألف نعم ‪.‬يم ى للجالد أن ي ون طبيبا ب و أ تاذا في الطب ‪....‬ب وباح ا في الطب ‪ .‬أنسديا بهدذه‬
‫السهولة ما ااتشزا إبان إعدادك ألطروحت حوف التجار الطبية عل اإلنسان ؟‬
‫أليسددا ا د أنددوا التعددذيب التددي مار ددها زبانيددة البددوليس السيا ددي للددداتاتوريات الحقيددرة ''لعددب عيدداف''‬
‫بالمقارنددة مددع التعددذيب الددذن مار ددم ابددار األطبدداء فددي المحتشدددات النازيددة إبددان الح در العالميددة ال انيددة‬
‫‪.....‬علما وأن ةذه التجار لم ت ى األول مى نوعها ولى ت ون األخيرة‪.‬‬
‫تداةمني تزا ي تجار بتر ذرا أو اق جيى لمحاولة زرعها في جندن فقد ذراعم أو اقم ‪.‬‬
‫تسترجع الذاارة بيئا فشيئا آال التجدار التدي تعدرن لهدا الغجدر واليهدود والدروس وحتد األلمدان ن‬
‫مى المدنييى وأ ر‪ ،‬الحر ن نساء ورجاال‪ ...‬وا واحدة أفاع مى األخر‪ .،‬مى يصدق أن أجسداد البشدر‬
‫ا تعملا اقطع غيار وامخابر لتجربة ةذا السم والدواء المجهوف المزعوف أو ذاك ن أوعرضدا ألقصد‬
‫حاالت الجو والعطش والبرد لدرا ات فيزولوجية لم تقدم بيئا للعلم ‪* *.‬‬
‫تأم د فددي تجربددة حددوف فيزيولوجيددا التددنزس فددي الطبقددات العليددا للز دداء التددي تعددرن لهددا الطيددارون‬
‫لأل تاذ‪ RASHER‬نة ‪ 8998‬و تطلبا ‪ 211‬جيى يا ي ازئران التجربة ( مات منهم ‪. )11‬‬
‫الم ان قزص مى زجات برمجا داخلم الارو الموضوعية للطبقات العليا ن مى جملتها درجدة حدرارة‬
‫تص الخمسيى تحا الصزر ونسبة قليلة جدا مى األاسيجيى‪.‬‬
‫مى مالحاات المح ر اما أوردةا البح الدقيق ‪:‬‬
‫العلو النارن ‪ 83‬ايلومتر ‪ :‬تشنّ عصبي‬
‫‪ : 89.3‬وضعية الجنيى ‪.‬‬
‫‪ : 89.9‬يمدد ذراعم ن يجلس اال لب‪.‬‬
‫‪ : 89.1‬وضعية الجنيى‪.‬‬
‫‪ :89.2‬حشرجة ن اختناق‪.‬‬
‫‪ : 82.2‬يله ن يسترخي‪.‬‬
‫‪ : 1.2‬حراات غير طبيعية لألطرا ‪.‬‬
‫‪ : 1‬اختالجات عصبية ‪.‬‬
‫‪ : 3.3‬يصرخ بقوة‪.‬‬
‫‪ : 2.9‬يصرخ بقوة ن تشنّ األطرا ن الرأس اقط إل األمام‪.‬‬
‫‪ : 2‬يصرخ ن يتشنّ ن يع لسانم‪.‬‬
‫‪ 1‬الم ‪ :‬ال يرد عل األ ئلة ‪ .‬تائم تماما ‪.‬‬
‫‪ 1‬دقائق بعد نهاية التجربة‪ :‬يحاوف أن يقف عند األمر ‪.‬يردد بصزة أوتوماتي ية ال مى ف ل ‪.‬‬
‫‪ 9‬دقائق بعد نهاية التجربة‪ :‬يقف عند األمر ن انعدام التوازن ن يرد عل ا األ دئلةن ‪.‬يحداوف تدذار تداري‬
‫والدتم ‪.‬‬
‫‪ 81‬دقائق بعد نهاية التجربة‪ :‬حراات ال طبيعية ن يردد أرقاما لنزسم ‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪*Moncef marzouki – L’arrache-corps ou l’expérimentation humaine en médecine –ed‬‬
‫‪Alternatives – Paris 1979‬‬
‫‪**François Bayle : caducée contre croix gammée –Ed neustadt 1951‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ 88‬دقيقة بعد نهاية التجربة‪ :‬يمس برأ م مديرا إياه إل اليسارن يحاوف الرد عل السؤاف األوف أن تاري‬
‫الوالدة ‪.‬‬
‫‪ 82‬دقيقة بعد نهاية التجربة‪ :‬يطرو أ ئلة ‪ :‬ة أ تطيع أن أقطع جزءا ن أيم نني أن أتدنزس ن ةد دي ون‬
‫ذل حسنا لو تنزسا بعمق ن ثم يقوف ‪ :‬حسنا ن ب را جزيال‪.‬‬
‫‪ 81‬دقيقة بعد نهاية التجربة‪ :‬يعطي ا ممن يقوف أنم ولدد دنة ‪ ( 8921‬والصدحيح ‪)8911‬ن يطلدب الباحد‬
‫أيى ؟ فيرد بيء في ‪ 8921‬ن العم ؟ ‪. 8921 – 81‬‬
‫‪ 81‬دقيقة بعد نهاية التجربة‪ :‬يسأف ‪ :‬ة أ تطيع أن أتنزس؟ نعم ؟ إنني مسرور جدا ‪.‬‬
‫‪ 21‬دقيقة بعد نهاية التجربة‪ :‬ال ير‪ ،‬بيئا ‪ .‬يجرن نحو النافذة‪ .‬يردد أعذروني مى ف ل م‪.‬‬
‫حالدة الدذةوف‬ ‫‪ 91‬دقيقة بعد نهاية التجربة‪ :‬يذار ا مم وم ان والدتم ن ارتعاش الطرفيى السزلييىن توا‬
‫ال يرتعب لطلق نارن‬
‫‪ 31‬دقيقة بعد نهاية التجربة‪ :‬ال يعر أيى ةو‪.‬‬
‫‪ 11‬دقيقة بعد نهاية التجربة‪ ::‬ال يعر تاري اليوم ‪.‬‬
‫بعد ‪ 29‬اعة ‪ :‬حالة طبيعية ن نسيان تام للتجربة "‬
‫تجربة باذة لطبيب مجنون ؟ طبعا ال وإنما نموذت آلال التجار ارت بتها – وال نقوف قاما بها‪-‬‬
‫نخبددة مددى األطبدداء األلمددان ومددنهم عل د ددبي الددذار ال الحصددر ‪Brand handlose, Rostok,‬‬
‫‪Schroeder, Genzken, Gebhard,‬ن ‪Rudolf Becker, Brandt, Poppendik, Siewers,‬‬
‫‪Rose, Ruff, Brach, Bomberg, Frepenez,‬‬
‫ومى الزااعات اما أوردةا ‪ François Bayle‬في اتابم ال خم عى التجار الطبية في المحتشددات‬
‫النازية تجار ‪ Mrugowsk‬حوف تأثير الر ا المسموم عل الع الت‬
‫و ‪ Shilling‬حوف تطور البرداء بعد حقى المساجيى بالطزيلي و ‪ Brank‬حوف تحديد ال مية مى األبدعة‬
‫لتعقيم الخصيتيى عند "األجناس المنحطة" وتجار ‪ Pokorrry‬حوف تعقيم النساء بالحشائش‬
‫و تجار ‪ Stumfegger‬حوف ت سير العاام بالمطرقة عل جينات ‪ ......‬و التمرن عل جبرةا‪.‬‬
‫يسدترعي انتبداةي مدى اد القائمدة ا دم ‪ , Brandt‬وةدو أخصدائي مشدهور فدي أمدران القلدب اختدار أن‬
‫يرح للمحتشدات لي ون واحدا مى ابار المشرفيى عل التجار ‪.‬‬
‫لماذا ةذا الرج بال بط ؟ لخصائص ثالث ب لي وجودةا فيم مش لة ذاتية بالغة الخطورة ‪.‬‬
‫األول أن الرج اان يحب زراعة الورد وتعهده في حديقتم الصغيرة ‪.‬‬
‫وال انية أنم اان يحب حبا جما طزلتم الصغيرة‪.‬‬
‫وال ال ة أنم اان مى عشاق المو يق الهادئدة الرومانطيقيدة الشداعرية المطبوعدة بشدي مدى ال آبدة وخا دة‬
‫مو يق أبرز مؤلزي ةذا النو مى المو يق ‪ :‬فرانز بوبرت ‪.‬‬
‫ولمعلومات م فإن ااتب ةذه السطور – وةذا ر االةتمام‪ -‬رج يعشق زراعة الورد وتعهده و يحدب حبدا‬
‫جما ابنتم وال ي ع مو يق فوق رباعية الزتاة والموت و وناطات البيانو وا الرباعيدات والخما ديات‬
‫والسمزونيات التي جاد بها بوبرت عل اإلنسانية المعذبة قب ان تختطزم يد المنايا وةو لم يبل ال الثيى‪.‬‬
‫ثمة عدة ا تنتاجات والها بنزس الخطورة تستق مى ةذه المقاربة‪.‬‬
‫أولها أن بقدرة طبيب يحب ابنتم والورد وبوبرت أن يرت ب أفادع التجدار فدي حدق أبريداء جدردةم مدى‬
‫ا إنسانية ‪.‬‬
‫وثانيها أنم مى المم ى عل أن محب للورد وابنتم وبوبرت أن يرت ب جدرائم ترتعدد منهدا فدرائص أعتد‬
‫المجرميى‪ .‬مما يعني أن ااتب ةذه السطور‪ -‬لو وجد نزسم في نزس الوضع التداريخي‪ -‬لربمدا رفد بقدوة‬
‫أن مساةمة ولربما ا تهوتم إم انية تحقيق اشف عايم تهون أمامم الت حية ببع ا ر‪ ،‬الحر للعددو‬
‫البغي ‪.‬‬
‫وثال ها أنم ال يهم مى امس بالمشرل ليزتح الجسم الحدي الم بد وةد ةدو ااتدب ةدذه السدطور أم الطبيدب‬
‫النازن اارف براندت ن بما أنم وجد إنسان قب وا تطا القيام ب ةدذه الزااعدات ممدا يعندي أن اإلنسدان‬
‫اجنس مى األحياء‪ -‬ايا اانا الزوارق الزرديدة داخلدم‪ -‬قدادر علد مسدتو‪ ،‬مدى الزااعدة لدم تصدلم أن مدى‬
‫ال ائنات التي تس ى ةذه األرن ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫وإبدددان محاامدددة ةدددذا الرجد د وبقيدددة الشدددلة أمدددام مح مدددة ندددورمبرت جددداء لسدددان الددددفا بقائمدددة ألطبددداء‬
‫‪ .....‬امدري يييى قدداموا بتجددار ال تقد بشدداعة فددي الزيلبديى وفددي ددجون الواليدات المتحدددة ‪ .‬مددى المؤاددد ان‬
‫اغلبهم اان مى عشاق قربويى وربما مى قراء ملزي وبتاينب ‪.‬‬
‫اضف للقائمة أطباء يابانيون‪ -‬ال ب أن بع هم اانوا ي تبون قصائد الهاي و‪ -‬جربوا الجدراثيم والغدازات‬
‫السامة عل السجناء الصينييى إبان الحر العالمية ال انية تحص عل الصورة ال املة‪.‬‬
‫ما أبعد الصورة التي يعطيها ةذا التجريب الزايع عل اإلنسان ‪ -‬بما ةدو بد مدى أبد اف التعدذيب ‪ -‬ومدا‬
‫أمر اال تنتاجات التي يزرضها ‪.‬‬
‫ة ةذا اإلنسان الذن تز ح بع أراان طببيعتم قدرة قطع ذرا عل حي يصرخ ليزرعم عل جريح‬
‫جدير بمعرفة الحقيقة في ةذا الميدان أو أن ميدان آخر‪.‬‬
‫إن اان الدرد بدال فتلد مصديبة ألندم لدم يعدد للزلسدزة والعلدم أن موجدب أو دور ن وأن ادان بدنعم فالمصديبة‬
‫أعام إذ ينتهي مشرو المعرفة الذن اعتبرتم الزلسزة دوما نوعا مى تعر الطز عل محيطم وإرضداء‬
‫ف ولم الطبيعي وبح ا عى منافعم وتمتعا بجمالم وانسجامم فيم‪.‬‬
‫تصبح المعرفة اعملية دخوف غوف مخيف بسراجم الملتهب اهزا تختبد ء فيدم ال ائندات البريئدة المرعوبدة‬
‫والتي ال تنتار مى و وف أبعة النور إليها إال الهوف‪.‬‬
‫*‬
‫ما مى ب أن اإلنسانوييى – إذا بقي لهذا الجنس الز رن وجود ‪ -‬بحاجة لمراجعة جذرية لمزهوم‬
‫اإلنسددانية أخددذوه عددى رتيددا غددر النه ددة ‪ -‬وأ ددبح مزهومددا فارغددا مددى ا د محتددو‪ ،‬وقددد ات ددح عمددق‬
‫الإلنسانية في إنسانهم ‪.‬‬
‫يبق مغز‪ ،‬الاداةرة مخزيدا ‪ .‬أوا د دنينا البحد عندم تدارة فدي طبيعدة االيددولوجيا وتدارة أخدر‪ ،‬فدي‬
‫طبيعة العلم ن والح م اتا تبح عنم الساعات في ا أرجاء الم تب وةو موجود عل الطاولدة فدي‬
‫متناوف البصر واليد‪.‬‬
‫نحى مى البداية أمام تجار اال دي ية فدي البيولوجيدا والطدب ن معروفدة السديناريو ن موثقدة المنطلقدات‬
‫العلمية ن تمارس منذ أا ر مى قرن في ا مختبرات العالم ن ال ت ير إال ما ق وما ندر مى االعتراضدات‬
‫ألنهددا اانددا – وال تددزاف – تمددارس علد الزئددران وال ددزاد والطيددور والخنددازير وحتد أبندداء عمومتنددا‬
‫القردة ‪....‬أن عل ال ائنات التي نجمعها في مصطلح الحيوان‪.‬‬
‫معن ةذا أن فااعة التجار النازية لدم ت دى فدي البتدر والقطدع والتسدميم وإنمدا ااندا فدي تطبيقهدا علد‬
‫اإلنسان ال عل الحيوان‪.‬‬
‫لننتبددم ل ددون العمليددات التددي تمددارس علد المعددذ ةددي الدددفع وال ددر والشددتم والتعليددق والحددرق والبتددر‬
‫والتجويع واإلذالف ‪....‬ا ةذا في إطدار التجاةد التدام لمدا يم دى أن يشدعر بدم ال دائى األ دير وعددم األخدذ‬
‫بمااةرةا ولو اانا راخا يصم اآلذان ‪.‬‬
‫أليس ةذا تصرفنا بال بط مع الخرو والبقرة والدجاجة وال لبن تلد ال ائندات التدي نزعد بهدا مدا نشداء‬
‫بدءا مى التلطف والرعاية و وال إل التن ي بها وتمزيقها إربدا إربدا وأاد لحمهدا ورمدي عاامهدا فدي‬
‫لة المهمالت‪ .‬مى منا ينتبم لما يم ى أن يعانيم حمار أو بغ ينوء باألثقاف ويدرا تحدا وابد ال در‬
‫والشتائم نأو ما يعنيم ثغاء باة تزص بزااظة عدى جدديها لترمد علد األرن مقيددة األطدرا بانتادار‬
‫إتمام الجزار لشحذ ينم ؟‬
‫تأم اآلن في وضعية ضحية األفعاف التي تعرضنا لها ابقا‪ .‬إنها نتيجة انهيار ا حاجز وتخطد الخدط‬
‫األحمددر الزا د بدديى اإلنسددان والحيددوان ‪.‬لقددد رفددع فددي التعددديب وفددي التجربددة الطبيددة مددا يم ددى تسددميتم‬
‫بالحصانة اإلجتماعية والقانونية التي ادان يتمتدع بهدا الشدخص قبد دخولدم غرفدة التعدذيب‪ .‬وحداف تخطيدم‬
‫عتبة البا فإنم ال يجدرد فقدط مدى ثيابدم وإنمدا مدى اد اعتبدار أو دزة تربطدم باإلنسدان الموجدود خدارت‬
‫الغرفة‪.‬‬
‫طوما بيى براثى لوقا الشرطي أو تحدا مشدرل لوقدا ا دتاذ الطدب العامد فدي مستشدزيات أوبدزيتز إنسهان‬
‫سابق ‪ .‬وألنم أقي مى جنسيتم اإلنسانية فإنم يحق للجدالد والمجدر أن يزعد بدم مدا يشداء ن بال دبط امدا‬

‫‪61‬‬
‫يزع مع ال ائنات التي لم تتمتع يوما ''بالجنسية'' اإلنسانية وغيدر المشدمولة إذن ب د الحقدوق التدي توفرةدا‬
‫ةذه ''الجنسية ''‪.‬‬
‫ماذا اآلن عى الجالد؟‬
‫لنحدداوف التوغ د داخ د التجربددة التددي يمددر بهددا نسددتقيها مددى المعلومددات المتندداثرة ةنددا وةندداك عددى نزسددية‬
‫الجالديى‪ .‬ةنا أي ا نواجم بتعدد طبقات التزا ير‪.‬‬
‫أنا أو أنا إ ذن الممس بالبي اندا أمررةدا أو تمررةدا بتمهد علد خصديتي طومدا ‪ .‬ةدا نحدى ننداقش نزسدنان‬
‫نبح عى أعذار ومبررات ‪.‬‬
‫ال بد مى إجباره عل البوو حت ال تنزجر القنبلة فيموت األبريداء ‪ .‬ال بدد أن ةنداك أطزداال أبريداء مهدددون‬
‫ةددذه اللحاددة بددالموت‪...‬األطزدداف‪ ...‬األطزدداف‪ ...‬مددنهم مددى يشددبهون أطزددالين اضددر ال لددب حت د ال يمددوت‬
‫األطزاف األبرياء ‪.‬ال بد إجبار طوما عل البوو ألن ةؤالء الملحديى ‪....‬الرجعييى ‪....‬العمالء‪....‬اإلرةابييى‬
‫‪ .....‬يهددون المة الديىن المجتمع ن الناام ن الدولدة ن الح دارة ‪ .‬قلدع أظدافره حتد ل دي ال ينشدبها فدي‬
‫المة الناام ال ورن والديى الحنيف المجتمع السدليم والديمقراطيدة المسدئولة و دولدة العمداف والزالحديى‬
‫‪....‬ال بد مى إجبار ابى العاةرة عل البوو ب أ راره ‪ .‬ال‬
‫ثمة لتبرير تصرفنا إذن الدفا عى المجتمع والز يلة والدولة ال ‪.‬‬
‫ثمة اإلرةاق ال بير‪.‬‬
‫ال بد أن يت لم‪...‬اللعنة عليم وعليهم‪ ...‬عشرة اعات عم وةذا ال لب ال يريد أن ننتهي‪ .‬عج يا مخن ن‬
‫فم انتي ت اد تنزجر‪.‬‬
‫الحزر ‪.‬‬ ‫نوا‬
‫ثمة تصزية الحسابات مع عدد مى البشر ةذا اإلنسان مم جنسهم اللعيى ويم ى االنتقام مى اام الجدنس‬
‫عبر االنتقام مى مم لم ‪ :‬تقولون عني وحش وخادم الطاغية ‪ ...‬أنا يدك يا الب ‪ ..‬تريد أن أرحم ‪ .‬وة‬
‫رحمتموني أنتم يوم تو لا ن يوم ت رعا؟ أتتحداني؟ ةذه المرة لدى تتحددوني‪...‬ةدذه المدرة لدى ي سدرني‬
‫أحد من م‪ .‬أنا الذن أاسرك‪ ...‬أنا الذن أ رام ال م‪ ...‬مالوم ؟ ةا ةا ‪....‬وأنا ؟ لسا مالوما ؟‬
‫ثمة اي ا خو قد ي ون د‪ ،‬خو الطاغية الدذن يخدمدم ةدذا ا لموظدف الم لدف بالدذفا عدى مصدالح‬
‫مستخدمم ‪.‬‬
‫وألننا نعر بالغريزة إل أن مد‪ ،‬نستطيع أن ن ون عنيزيى إذا تهددنا خطر ابيرن وألننا ن ر األفعد‬
‫بالنع في حالة ةستيريا لحدة الخو الدذن أ دابتنا بدم وةدي تتسدل إلد فرابدنا فدي ظلمدة الليد ن يصدبح‬
‫السؤاف ‪ :‬أن خو وأن رعب تسببا فيم ن مى أو ماذا ةددت يا طوما ل ي ي ون رد الزع بهذا الحجم؟‬
‫ثمة طبقة الشعور بمطلدق القدوة ةدذا الشدعور الدذن يتمتدع بدم طدوف الوقدا امبراطدور الز داء وامبراطدور‬
‫الماف والذن نسع لم جميعا ‪ :‬تصرخ مناديا رب ‪ .‬ابته إلي أنا أحسدى‪....‬تو د إلدي فأندا اآلن إلهد ن أندا‬
‫رب ‪...‬أنا قاتل ومحيي ‪...‬ا ترحمني أنا ‪...‬ال أحد يم نم إغاثت وان‪.‬‬
‫وفي ةذا المستو‪ ،‬تتجمع ا القو‪ ،‬الجبارة التي يلعب عليها الار اال ت نائي لشحى الجدالد ب د طاقتدم‬
‫المدمرة حت ينق عل ضحيتم وةو االقط الغاضب الجائع الذن رمي بيى مخالبم بزأر ميى خائف‪.‬‬
‫طوما إذن اائى نزعا عنم حالتم المؤقتة بخصيتم القانونية ووضعم اإنسان‪ -‬إنسدان لتجعد مندم إنسدانا‪-‬‬
‫حيوانا في ب فريسة‪ .‬اذل األمر بالنسدبة للوقدا التدي نزعدا عندم نزدس الحالدة الغشداء الرقيدق لإلنسدان‪-‬‬
‫اإلنسان لتعيده إل وضع اإلنسان الحيوان في ب السبع المزترس‪.‬‬
‫الحيوان ! ة ي ون حجر زاوية في ا تز ير وتناير حوف اإلنسان ؟‬
‫فينا إل لحاة الموت ةدي‬ ‫إن أعمق مخاو الطز ةي أن يؤا وان يزص عى أمم وأغلب التي تتوا‬
‫أن نتعرن للعنف الجسدن نأن نستغ وان نتسعبد ن أن تن ر ارامتنا واال يعتر بنا اابخا ‪....‬أن أن‬
‫نعام االحيوانات ن ةذه ال ائنات التي ال تتمـتع ‪ -‬وال ندر‪ ،‬حرجدا أوغرابدة فدي األمدر‪ -‬بدالحق فدي الحيداة‬
‫والحرية وال رامة والحرمة الجسدية وتأ يس عائلة ‪ ...‬حسب مصطلحات المشر العالمي الذن قلنا عندم‬
‫أن عالميتم تتوقف عند عالم اإلنسان وال تشم عوالم ال ائنات األخر‪ ،‬التي تس ى معنا ةذا ال واب‪.‬‬
‫ثمة إذن وعي قون بال الح ور ن يهدددنا بدم التعدذيب واد المعدامالت المهيندة والحاطدة بال رامدة ن أن‬
‫أنسانيتنا المعتر بها غطاء ةش موضو عل فوةة براان ن أننا نستطيع في أن لحاة السقول في خانة‬

‫‪62‬‬
‫الحيوان ألن مدى ''طبيعتندا'' اإلنسدانية معاملدة أن حيدوان اإنسدان ومعاملدة أن إنسدان احيدوان ألنندا ادائى‬
‫مراب مى إنسان –إنسان يرمي جذوره في إنسان –حيوان‪.‬‬
‫إذا دق ةذا التحلي فإن اال تنتات الوحيد ةو أن التوجدم بداإلعالن لإلنسدان بم ابدة توجيدم ر دالة إلد‬
‫بع ليس لم عنوان وال يقرأ الر ائ الموجهة إليم مى مستويات أخر‪ ،‬مى الواقع نخا ة تل التي تدعوه‬
‫ددغار الغددزالن واعتمدداد حميددة تقتصددر فددي المسددتقب عل د الخيددار‬ ‫ب د جديددة وحددزمن للتخلددي عددى أا د‬
‫والياغرت‪.‬‬
‫*‬
‫تص عملية '' حيونة'' اإلنسان ذروتهدا فدي طقدوس اإلعددام وةدي طقدوس ال بدد مدى التوقدف عنددةا ألنهدا‬
‫تش التجربة القصو‪ ،‬ال انية التي تاهر ما ةو مطمور ب ير مى العناية بخصو الزوايا المالمة مدى‬
‫طبيعة اإلنسان ‪.‬‬
‫قرابة عشر نوات في جون الداتاتورية أخذت عنم ظرو القت بالقانون‪.‬‬ ‫عى مناض يسارن أم‬
‫قاف‪ :‬آخر ما ينقص السجى و ائ االتصاف حت مع المعزوليى مى المح وم عليهم بالشنق ‪ .‬انا نتابع ا‬
‫تزا ي حياتهم ‪....‬أو ما يجوز تسميتم حياة ‪ .‬اان أغلبهم مى الزالحيى الزقدراء واألميديى والعداطليى‪ .‬حداف‬
‫ددور الح دم ادان الحدراس يحلقدون بدعر الرجد وبداربم ادأنهم ينزدون عندم بحلدق الشدار توقدم إلد‬
‫الرجولة ن وينزون عنم بحلق الشعر توقم إل الجماف‪.‬‬
‫و بعددد الحلددقن يعددزف الرج د عددى بقيددة المسدداجيى فددي زنزانددة ضدديقة‪ .‬ينددام عل د حصددير موثددق الددرجليى‬
‫واليديى‪.‬‬
‫تصور المس يى ملق عل حصيره مبلال بدالعرق نيحداوف نسديان وضدعم نيستح در مزداتى امدرأة غابدا‬
‫مالمحها‪ .‬يغزو ويستيق عل نزس األحدالم‪ :‬تلدف ال دحية ردفيهدا الغلياديى حدوف عنقدم ت سدره فتسدمع لدم‬
‫طرطقة الجوز في اسارتم‪.‬‬
‫قاف محدثي ‪ :‬يأا المح وم ويدخى تحا المراقبة الصارمة ‪ .‬يؤخذ أحيانا ب عة دقدائق فدي اليدوم لزسدحة‬
‫في احة السجى ‪ .‬عرفدا مدنهم بدابا أبدي يميد إلد الحمدرةن طويد القامدة عدري المن بديى‪ .‬بمدرور‬
‫األبهر رأيا بشرتم تمر ب ألوان قوس قدزو‪ :‬الشدحو ثدم الصدزرة فاالخ درار‪.‬أقسدم أندم ادان أخ در‬
‫اللون مع بيء مى الزرقة عشية إعدامم‪ .‬ة تتصور إنسانا أخ ر اللون؟‬
‫لم أر في حياتي إنسانا أخ ر إال ةذا الرج ‪...‬انا نشاةد تقوس ظهره يوما بعدد يدوم‪ .‬قصدرت مندم القامدةن‬
‫انحن الرأسن تهدف الجلد‪ .‬تساقطا أ نانم‪ .‬إنها أعران مرن االنتاار ‪.‬‬
‫تعجز ال لمات عى و ف فحو‪ ،‬ةذا المرن ‪.‬‬
‫ةم يغزون موثقي األيدن واألرج وأعينهم مشدرئبة إلد البدا ينتادرون‪ .‬يددخ علديهم الصدبح ليبددأ يدوم‬
‫طوي آخر ال عم لهم إال أن ينتاروا‪.‬‬
‫نسيان عابر وقا الزسحة القصيرة في بهدو السدجى‪ ...‬ثدم يعدودون إلد االنتادار‪...‬فدي ال وضداء والزحدام‬
‫وتحا أناار الحراس يصرخ الرج في أةلم‪.‬‬
‫‪ -‬ماذا جد مى جديد؟‬
‫‪ -‬ال بيء‪ .‬نحى ننتار‪.‬‬
‫يعديش الرجد قابعددا داخد اددابوس ا ددمم انتاددار المحددامي‪...‬انتاددار الخطددا ‪ ...‬انتاددار المقابلددة‪...‬انتاددار‬
‫اإلجراءات‪.‬‬
‫يصبح االنتاار المرن المعدن ‪...‬مرضنا‪.‬نحى أي ا‪.‬‬
‫ام نخطئ عندما نت لم عى "عقوبة اإلعدام" ن فالعقوبة ليسا اإلعدام وإنما ا ةذا التعذيب النزسي الذن‬
‫يمهد لم معزنا الجسم والروو قب أن يأتي الخال ‪.‬‬
‫مى التقاليد في أمري ا أن يعلم المح وم بموعد التنزيذ‪ .‬يقولون لدم دتموت يدوم االثنديى الرابدع مدى الشدهر‬
‫المقب عل الساعة الخامسة والربع باحا‪ .‬تصور بقية حياة يسيطر عليها غوف ا مم الرقم ‪ :‬باقي بدهر‬
‫أ بو ن باقي يومن أربع اعاتن اعةن عشرون دقيقةن دقيقة أخر‪ ،‬مى ف ل يدن الجالد‪...‬ال ‪..‬ال ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫أما تقاليدنا نحى فمأخوذة مى الزرنسييى ا بيء‪ .‬نحى ال نعلمهم بالموعدد‪ .‬أن االختيداريى ارحدم ؟ قدديما‬
‫قاف أجدادنا " حت الهم فيم ما تختار"‪ .‬منهم مى ينتار الساعة نوات ومنهم مى ينتار بهرا والمحاوع‬
‫مى ال ينتار إال أياما‪.‬‬
‫انتار بع هم في أمري ا ال ر ي ال هربائي أا ر مدى عشدر دنوات‪ .‬وفدي بلدد عربدي انتادر أحددةم تسدع‬
‫عشرة نة بلو ابى ضحيتم ى الربد ‪ .‬يومها خير الزت بيى الدم والدية‪ .‬وألنم ربي منذ نعومة أظافره‬
‫عل ال أر فإنم طالب بالرأس فأخرت الرج للذبح بعد تسعة عشر عاما مى االنتاار‪.‬‬
‫أما الرقم القيا ي فقد حطمم ياباني انتار إعدامم ثالثيى نة‪.‬‬
‫أبرز أثر تخلزم أنيا االنتاار المعقوفة التأوي الذن ال ينتهي‪.‬‬
‫ة أتوا ليذةبوا بم إل الدش ؟ إذن ةم يعدونم‪ .‬ةذه آخر ليلة‪.‬‬
‫لم يأتوا ليذةبوا بم إل اال تحمام والحاف إنم يوم الدش !! ما الزائدة مى قتلم نايزا ؟ةذه إذن آخر ليلة‪.‬‬
‫لم يأتوا إلخراجم للزسحة‪ .‬إذن ‪...‬طالا الزسحة في بهو السجى أا ر مى العدادة‪...‬ال بدد أن‪...‬ابتسدم الحدارس‬
‫في وجهم العبوس القمطرير !! مؤاد أنها ابتسامة الشزقة ألنم يعلم أن ةذه آخر ليلة‪.‬‬
‫عبس الحارس في وجهم وةو ال اح البشوش‪...‬ةو يعلم إذن أن مطلب العزو قد رف ‪.‬‬
‫وة ذا دون انقطا ن النهار وطولم واللي وعمق اوابيسم‪.‬‬
‫أليسا أعران المرن العقلي الذن تدر ونم للطلبة تحا ا دم البارانويدا وفحدواه علد مدا أتدذار جحديم‬
‫التأوي المستمر‪ .‬تصور ا ةذه الزااعة ‪ :‬يهينونهم‪ .‬يدمرون أجسامهم‪ .‬ويجننونهمن ثم‪...‬‬
‫لم ي ى لنا نحى المساجيى السيا ييى إال ةما واحدا ‪ :‬تغذية األم فيهم واء بالمورس أو بصريح العبارة ‪.‬‬
‫انا نقوف لهدم مبابدرة أو خزيدة ‪ :‬دمعنا خطدا "المجاةدد األابدر"‪ .‬لقدد دعدا إلد المصدالحة الوطنيدة ونبدذ‬
‫العنف واالنتقام‪...‬إنم خطا يا ي ةام ومعناه واضح‪ . .‬ال تقلق إذن ‪ ...‬ا المؤبرات ايجابية ‪.‬‬
‫يعود اللون إل الوجم الممتقع ‪.‬‬
‫وأحيانا انا نبلغهم ‪ :‬آه لقد و لتنا معلومات بأن العزو بمنا دبة عيدد اال دتقالف أو عيدد الجمهوريدة دي ون‬
‫بامال وأنم لى يست ني المح وم عليهم باالعدام‪ .‬عل ف رة ا ةذه الشدائعات عدى تزايدد تعطدش المجندون‬
‫األابر للدم خرافات يروجها أعداته ‪ .‬إنم أ الشدعب المحدب واأل ال يريدد إال الخيدر ألبنائدم وأندا ابدى‬
‫مى أبناء ةذا الشعب‪ .‬مى المؤاد إذن أن العزو يشمل أنا اآلخر‪.‬‬
‫تتوقف الزرائص عى االرتعاش في عز الاهيرة ‪.‬‬
‫ددالتم الخا ددة وإنددم مددى‬ ‫وأحيانددا انددا نعهددد ألخب د الحي د فنبع د بالر ددالة التاليددة ‪ :‬يقدداف أن لمحامي د‬
‫المقربيى إل أحد أقر المقربيى مى حابية أبينا الذن فدي القصدر ‪ .‬ديتدخ لديدم قبد أن يسدتقب الدرئيس‬
‫محامي لتقديم طلب العزو الخا ‪.‬‬
‫يبق الرج يبلع األااذيب بنهم غريب وبتصديق أعم إل يوم يزف اللسان‪ :‬علد ف درة مداذا عنددك مدى‬
‫أخبار؟‬
‫قدداف محدددثي بنبددرة مددى عددايش الهددوف ويعجددز عددى و ددزم‪ :‬الشددعراء يتددبعهم الغدداوون والحددراس يتددبعهم‬
‫ال جيّ‪ .‬ترن المزاتيح ‪ .‬تزتح األبوا بسرعة لتصزق بعنف‪ .‬يتعال الصراخ بالعبارات النابيدة ‪ ......‬إال‬
‫في حاالت اإلعدامن فلهم أخصائيون يجندونهم لم ةذه المنا بات‪.‬‬
‫ةؤالء عل خال ا زمالئهم يمشون االقطط في األروقدة المالمدةن يددخلون المزتداو فدي القزد بمنتهد‬
‫الحذر‪ .‬يدفعون البا فال يسمع لم رير‪.‬‬
‫انته اابوس االنتاار يا إنسان‪ .‬النا مح وم علينا باإلعدام ‪.‬الساعة أندا واألخدر‪ ،‬أندا ‪ .‬ةدا ةدم ي ممدون‬
‫فم ن يح مون الوثاق حوف يدي ويدفعون بسرعة ومهارة عبراألروقة الزارغدة فدي ةدذا الهزيدع األخيدر‬
‫مى اللي حي ينتارك الجالد القلق‪. .‬‬
‫انته ال ابوس‪ .‬بعد لحاات قالئد لدى يتخلد نومد األبددن حلدم مدرو ‪....‬علد األقد ةدذا مدا نعتقدد ومدا‬
‫يتوعددنا بقاعدة تعدذيب ال تغلدق بابهدا اأندم ال ي زدي مدا عشدناه مدى‬ ‫نتمناه ل ولنا جميعان ولو أن الدبع‬
‫في اآلخرة ‪.‬‬ ‫العذا في الدنيا حت يتوا‬
‫ألم يق المعرن ‪:‬‬
‫إراحة جسم أن مسل م عب‬ ‫الممات واونم‬ ‫يدف عل ف‬

‫‪64‬‬
‫ونحم عبئا حيى يلتئم الشعب‬ ‫إذا افتقرت أجزاتنا حط ثقلنا‬
‫قلا لمحدثي ة عندك معلومات عى الجالد ؟‬
‫قدداف نعددم ةددو حددارس ليلددي فددي بددراة مددان يدددع للخدمددة مقابد عشددرة دنددانير للددرأس الواحددد المددا قددرر‬
‫المجندون األابددر رفد العزددو وةددو مدا اددان يزعلدم دومددان ألن زعيمنددا األوحدد الددذن ال يرتزدع عددى ددطح‬
‫األرن إال بمتر ونصفن اان بحاجة مرضية ليقاف عندم أندم بدال بدزقة قدون ن مهيدب ومهدا ‪...‬واإلعددام‬
‫اان مى بيى تقنياتم المز لة أليهام الناس وإيهام نزسم بجبروتم ‪ .‬ة توجد لطة أعام مدى دلطة القتد ‪.‬‬
‫عودة للسبب األابر في ا ةذا الهوس ‪ :‬الت خم المرضي لألنا ومحاولة الخروت مى وضع اإلنسان اأنم‬
‫ال ي زي لبلورة طموحاتنا ‪ ,‬أليس التصر في حياة اإلنسان مى اختصا دات اآللهدة وحددةا والتألدم علد‬
‫ما يبدو رغبة ا إنسان ؟‬
‫تصور المجنون األابر وةو في حالة متقدمة مى الهذيان يدؤو لزرابدم وقدد ا د رتم دلطتم اإللهيدة ةدذه‬
‫بينما تت ف اال تعدادات لالنتهاء مى جريمة ت تسب ج فااعتها مى اونهدا جريمدة ترت بهدا الدولدة با دم‬
‫القانون وبحجة العدالة ‪.‬‬
‫قي لي أن الجالد يبدأ ب تزقد المح وم الن العملية ليسا بالبسداطة التدي يتصدورةا الدبع ‪ ,‬فدالمطلو مدى‬
‫الحب اسر فقرات العنق وليس الخنق ‪ .‬يجب إذن حسا طولم بدقة حسب قامة ال حية ووزنها‪.‬‬
‫تصور المشهد والجالد يأخذ قيا ات عنق الرج االخيال الذن يقيس ل ا تدارتم حتد ال ت دايق ياقدة‬
‫القميص‪.‬‬
‫تاهددر أحيانددا ددعوبات تقنيددة غيددر متوقعددة امددا حدددث مددع ذلد الزددالو الددذن مددا أنزد يصددرخ وةددو يسدداق‬
‫للمقصلة إل آخر غرغرة " برفي يا ناسن قتلتها مى أج برفي "‪.‬‬
‫اان طويالن مينا ن لم عنق اعنق ال ور ‪ .‬أعادوا ال رة معم أربع مرات وعاد الحراس يومها يتقيئون‪.‬‬
‫ويوم حص الجالد دفعة واحدة علد مائدة وعشدر دندانير ثمندا إلحدد‪ ،‬عشدر رأ دا ن لدم يزدرو بد أ ديب‬
‫بانهيار عصبي ‪ .‬البد أن ت لزة األدوية أتا عل دنانيره ةذه ‪.‬‬
‫االنهيار العصبي ؟‬
‫تر‪ ،‬ة ينام الجالد ليلة القت ةو اآلخر يغزو ويستيق وقد بل العرق البارد جسمم الملتهب ؟‬
‫قدداف محدددثي ‪ :‬ال أمل د تزا ددي العمليددة ذاتهددان فزددي ددجى ‪ 9‬أفري د ال يددع المسدداجيى لحزد اإلعدددام‬
‫خالفا لتقاليد جى " اايان" أو جون بع األنامة األا ر توحشا مى ناامنا ‪.‬‬
‫قلا ‪ :‬ال يهم‪ .‬ا مع مني اآلن بقية المشهد فقد جمعا بعد المالحادات عدى لحادة النحدر‪....‬فدي ظدرو‬
‫أخر‪ ،‬ادفتني عل الطريق‪.‬‬
‫عالمنا العربي المن و ن الملوثن المدنس باال تبداد آخر أرن تقام فيها حزالت إعدام ب فدي وضدح‬
‫النهار وفي أابر احات المدينة ؟‬
‫يومها دفعني مرافقي في اتجاه و ط جدة قائال بحماس واضح ‪ :‬تعافن ثمة قطع رأس بعد الة الجمعة ‪.‬‬
‫تغلب في الز وف عل الغ يان وأندمجا بدورن في زو غوغاء تتدافع نحو م ان المشهد الطريف ‪.‬‬
‫يتهامس الناس وةم يتدافعون بالمنااب الحتالف أقر موقع للمذبح ‪.‬‬
‫‪ -‬تأخروا‪ .‬الصالة انتها منذ اعة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقلق يقطعون رأ م في ا الحاالت ‪.‬‬
‫‪ -‬الجالد ن عل ما يح ي يتدر يوميا عل الماعز‪.‬‬
‫‪ -‬ال أريد أن أضيع لحاة قول الرأس‪.‬‬
‫آه مى ةذه الغوغاء البائسة التي عبددناةا وحشدوناةا ب د قددرات وخصدائص اآللهدة يدوم أعوزتندا وخدذلتنا‬
‫اآللهة وبقيا فينا حاجة اإليمان ‪ .‬إنها غوغاء مالعدب الرومدان و داحات المقا د واألعدراس العربيدة‬
‫ومباريات ارة القدم البريطانية و االنتخابات المزيزة في ا م ان ‪.‬‬
‫تصدمني الحقيقة الرةيبة‪:‬جماةيرك العزيزة يا ةذا تريد اإلعدام و تدافع عنم ألنهدا خرفدان ربيدا علد‬
‫قيم الذئب‪.‬‬
‫فجأة متا ا األ وات ‪ .‬ةا أنا أ مع معلقا يصف ةامسا مدا يدر‪. ،‬أ دي السدمع ب د انتبداه ألنندي ال‬
‫أ تطيع مى موقعي أن أر‪ ،‬ما يحدث ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬و لا يارة تشبم يارة إ عا ‪..‬إنهم يسحبون منها الرج ‪.‬‬
‫مى يستطيع تصور معاناة ةذا اإلنسان منذ دور الح م و في ةذه اللحاة بالذات ؟ مى يسدتطيع تصدور‬
‫ال م المزز مى المعاناة نطواف القرن الماضي وال نتحدث عى قرون الدرق والعبوديدةن لعشدرات الماليديى‬
‫مى األبخا وةم محشوريى في اقبية السجون أو فدي المحتشددات ينتادرون خدنقهم ورمديهم بالر دا‬
‫وتسميمهم بالغازات‪.‬‬
‫‪ -‬أنار ن أنار ‪ .‬يتقدم المجرم اآلن محزوفا بالشرطة ‪.‬إنم يترنح وةم يحملونم ‪...‬ب بجرونم ‪.‬‬
‫ارق غير أم مهر مخدرات مبتدئ قط في قب ة ابار اللصو والمهربيى؟‬
‫ال ابا أنم يقت طبقا لجه ةذه الغوغاء بالقوانيى الخمسة التي تح م مى األزف ما يسم بعقوبة اإلعدام‬
‫القانون األوف‪ :‬تسعة وتسعون في المائة مى اإلعدامات عبر التاري ةدي إلرةدا الخصدم السيا دي الدذن‬
‫يهدد السلطة والتن ي بالخصم الطبقي الذن يهدد المل يدة‪ ...‬اد ةدذا بتبريدر يتخدذ اد األبد اف منهدا إقحدام‬
‫إرادة اهلل وحماية المجتمع وباقي األااذيب ‪ .‬معن ةذا أن المجرم ةو القات وليس المقتوف‪.‬‬
‫القانون ال اني‪ :‬الواحد في المائة المتبقي الذن يشم اعدام مجرم الحق العام الذن اغتصب طزلة غيرة‬
‫أوذبح أمم أو قت غريمم ن ليس تعوي ا عى فااعة ال جداف فيها وإنما إضافة فااعة أخر‪ ،‬إليها ‪.‬‬
‫القانون ال الا ‪ :‬عند مراجعة ملزات الذيى نزذ فديهم الح دم فدي البلددان الديمقراطيدة بعدد دنوات ات دح أن‬
‫نسبة قد تص عشرة في المائة اانوا أبريداء ن ل د ى السديف دبق العدذف وال مجداف لتعوي دهم الحيداة التدي‬
‫لبوا ظلما والخيار ةو بيى إلغاء العقوبة أو اإلبقاء عليها علما أن مى ثمى بقائها إعدام عدد مى األبرياء‪.‬‬
‫القدانون الرابددع ‪ :‬لدديس لجريمدة الدولددة ةددذه أن دور وقددائي أو تربدون ألنددم لددو ادان األمددر اددذل الختزددا‬
‫جريمددة األبددخا منددذ قددرونن أو ألد‪ ،‬وقددف العم د بالعقوبددة فددي المجتمعددات المتح ددرة إل د ارتزددا‬
‫الجرائم والحاف أن الع س ةو الذن حص ‪.‬‬
‫القانون الخامس ‪ :‬أن وجود العقوبة مؤبر عل مد‪ ،‬التأزم السيا ي واالقتصادن واألخالقي لمجتمع مدا‬
‫والغاتةا أحسى مؤبر عل تصالح م ونات المجتمع ما بينها ووجود جو أا ر زاء واق عنزا بينها ‪.‬‬
‫‪ -‬إنهم يج ونم عل رابتيم ‪ .‬الجالد أ ود فار الطوف ن إنم يرفع يزم ‪....‬اآلن !!!‪.‬‬
‫تتصاعد مني الة امتة في اتجاه قوة يطلق عليها البشر ا األ ماء وا الصزات ال يستنزذةا ا م أو‬
‫زة ‪ :‬أعنم عل العبورن ي زيم ما عان مى الطريق‪.‬‬
‫تتعال ةمهمة مى الموت البشرن المتالطم ثم يدو‪ ،‬التصزيق ‪ .‬نعدم التصدزيق‪ ....‬فالددةماء تصدزق عنددما‬
‫تنزجر الدماء ويسقط الرأس جداح العينديى‪ .‬ثدم تنصدر الجمداةير راضدية عدى نزسدها بعدد أن داةما‬
‫دون وعدي فددي أفادع طقددوس مددان دحيق ال زاف يزعد فيندا فعلددمن تسدداةم فدي تمتدديى خدو الرعيددة مددى‬
‫الراعي ‪ .‬ما أغر أن تنحر في م د ةدذا العصدر القدرابيى البشدرية فدي أرن تدديى بالعبدادة إللدم يصدف‬
‫نزسم بأنم رحمان ورحيم وحرم عل عباده نحر األوادم ‪.‬‬
‫ي شف اإلعدام أخطر أبعاد وتعقيد م ونات اإلنسان ال ألنم مؤبر عل تع ر االيديولوجيا وفشد الدولدة‬
‫وإفددالس السيا ددة ن وإنمددا ألنددم يدددل عل د توا د وعمددق الهمجيددة فددي إنسددان لددم يبعددد بالقدددر الددذن‬
‫يتصوره عما تسميم اللغة البدائية ؟‬
‫***‬

‫‪66‬‬
‫المالك أم الشيطان‬
‫لي ى أن ةذه رتيا أوقات ةبو العوا ف السود عل الروو والز ر ن وأن علينا انتاار انقشدا السدحا‬
‫ليت ح لنا ما فيم مى مبالغة وتجني عل واقع ال يستنزذه نف واحد مى التجار ‪.‬‬
‫ف مة ا ير مدى األدلدة علد أن التحليد لحسدى الحد ال يتعلدق إال بالنصدف الزدار مدى ال دأس‪.‬مداذا عدى‬
‫النصف اآلخر؟‬
‫أعطتنا القراءة الم ادة للنص الصورة البشعة عى اإلنسان ا تمدةا ال اتب مى الواقع ال مدى اوابيسدم ‪.‬‬
‫ل ى لنزس ال اتب رتيا مناق ة تماما مستمدة ةي األخر‪ ،‬مى الواقع ال مى أحالمم الورديةن حي يقوف‬
‫النص أي ا وخصو ا ‪:‬‬
‫‪ -‬أن فددي اإلنسدددان تددوق للعدالدددة ن لل رامددة ن للمسددداواة ن للتسددامح ن للتعاضدددد ن للسددالم ن ل دد الحقدددوق‬
‫والحريات الواردة في اإلعالن‬
‫‪-‬أن اإلنسدددان جددددير بال رامدددة ن بالمسددداواة ن بالعددددف ن بالتسدددامح ن بالتعاضدددد ن بالسدددالم ن ب د د الحقدددوق‬
‫والحريات الواردة في اإلعالن‬
‫‪ -‬أن اإلنسان قادر عل تحقيق ‪ :‬ال رامة ن المسداواة ن العددف ـ التسدامح ن التعاضدد ن السدالم واد الحقدوق‬
‫والحريات الواردة في اإلعالن‬
‫‪-‬أن اإلنسددان ددا لتحقيددق ال رامددة ن المسدداواة ن العدددف ـ التسددامح ن التعاضددد ن السددالم و ا د الحقددوق‬
‫والحريات الواردة في اإلعالن‪.‬‬
‫ال يسع المرء إال االتزاق مع ا ما بق وةو يستح ر تجاربم األخر‪ ،‬مع اإلنسان والها تدعم الموقف‪.‬‬
‫قاف ‪ :‬أدخلني الحارس إل بيا الهوف للحصة الموالية وأغلق خلزي البا ‪ .‬نار الجالد حولم ب ير مدى‬
‫وت وي ر عل الطاولة بقب تيم االمجنون‪ .‬غمزنين أبار إلد فمدي ‪.‬‬ ‫الحيطة ثم بدأ يشتمني بأعل‬
‫فهما ‪ .‬أخذت في الصراخ بدورن‪ .‬يا إلهي لماذا فع ةذا ؟‬
‫قلا‪ :‬أنا أدر‪ ،‬مني بما يعنيم يوم الزيارة في السجون وفي أن ظرو تحص ةذه الخناقة العامة ‪ .‬اندا‬
‫دوتي أخدي المصدر مندذ دنوات‬ ‫أ رخ مع الواقزيى مى جهتي الق دبان الحديديدة أحداوف أن يصد‬
‫دجون الداتاتوريدة‪ ...‬والنداس م لدي تحداوف أن تشدق طريقدا لصدوتها ‪ .‬فجدأة نادر‬ ‫عل السدياحة فدي اد‬
‫الحارس الم لف بمراقبة الحشد مى جهة الزائريى في ا االتجاةات ‪ .‬لما تأاد مى عدم وجود حارس آخر‬
‫أخذ البنية مى ح ى أمها بسرعة ‪ .‬رفعها إلد مسدتو‪ ،‬وجدم أبيهدا وقددم لدم وجههدا‪ .‬تبدادف األ و البندا‬
‫قبلة طويلةن ال ب أنها اانا أحل قبلة في حياتهما رغم طعم دأ الحديدد ‪ .‬ثدم أرجعهدا إلد أمهدا بدنزس‬
‫السرعة متلزتا حولم بقلق واضح ‪ .‬ولما ااتشف أن ال أحد غيرن انتبم لزعلتمن تنزس الصعداء وانصدر‬
‫لشغلم يصرخ في الناس بالتزام االن بال‪.‬‬
‫قاف الزمي ونحى نتجوف بيى أبجار البرتقاف في المستشز المترامي األطرا ‪.‬‬
‫" ةناك بنق نزسمن اان مصابا بانهيار عصبي ن لم يتحم عل ما يبدو ما فعلم بالناس‪ .‬واادت أن تحص‬
‫لنا مشاا مع الشرطة السرية ألننا لم نراقبم اما ينبغي"‪.‬‬
‫أن قوة تمحق ال حية والجالد بنزس القسوة وألن غرن ت حي بهذا وبذاك ؟‬
‫حت يتأاد القارئ مى جدية انتقالي مى موقع المدعي العام إل لسان الدفا ن ةذه وثيقة أخر‪ ،‬فدي دالح‬
‫م تهم بق وأن قلا فيم أنم ادائى يعامد اإلنسدان احيدوان والحداف أندم يعامد أي دا الحيدوان اإنسدان‪ .‬إنهدا‬
‫مقالة نشرتها حيزة اليوم اثارت ف ولي و نشطا تزاتلي ‪.‬‬
‫"باغا بتاء القطب الشمالي ةذه السنة ثالث حيتان ضخمة وجددت نزسدها محبو دة فدي حزدرة مائيدة ال‬
‫يتجاوز قطرةا ب عة أمتار و الجليد مى حولها جدران مي ة ال تختدرق ‪....‬ة دذا ا دتحاف عليهدا السدباحة‬
‫إلد المدداء الطليددق لتبدددأ مو ددم الهجددرة إلد الميدداه الدافئددة اعادتهددا ‪ .‬وقددد تاددافرت جهددود الخبددراء الددروس‬
‫واألمددري ييى إلنقدداذ الحيتددان مددى المددوت غرقددا ‪-‬ألن الحيتددان امددا ال يعرفددم ال يددرون ثدددييات ال أ ددماك ‪-‬‬
‫وذل بزتح ممر في الجليد نحو البحر ن األمر الذن تطلب ا يرا مى الجهد والماف والتنسيق‪ .‬وقد تدم إامداف‬

‫‪67‬‬
‫م ى مى إنقاذ حوتيى في حيى غرق األ غر‪ .‬وقدد بددت عمليدة اإلنقداذ انتبداه العدالم‬ ‫القناف في وقا اا‬
‫أل ابيع عديدة"‬
‫حقدا إندم خبدر يصدالح ال مدع اإلنسد ان فقدط وإنمددا مدع إعدالم ممدرن ومدري ال يزسدح أبددا ددزحاتم‬
‫للغابات التي تنمو بصما و الم وإنما فقط للغابات التي تحترق مما يعطي عدى الواقدع رتيدة ااذبدة حتد‬
‫وةو يدعي الموضوعية في و ف النصف الزار مى ال أس ‪ .‬عل ف رة ما رأي دم فدي قدانون يزدرن‬
‫عل د ا د الصددحف والتلز دزات تخصدديص نصددف أخبارةددا للنصددف المددآلن مددى ال ددأس وإال يسددلط عليهددا‬
‫العقا بتهمة تزييف رتيتنا للعالم والحط مى المعنويات العامة في مقاب اإلثارة الرخيصة والربح الوفير؟‬
‫وي ون ةذا العقا في ب توزيع الجريدة ممزقة لنصزيى يبا ا نصدف علد حددةن وإيجداد حيلدة تقنيدة‬
‫ل ي ال تحت األخبار إال نصف بابة التلززيون‪.‬‬
‫ةا قد تمل تني الشهوة لألخبدار الطيبدة بعدد أن بدبعنا مدى أخبدار الشدريريى التدي تتصددر وحددةا دزحات‬
‫جرائد ال تعتبر أخبار أبطاف الخزاء جديرة بالتعريف؟‬
‫الخيريى والشريريى ! يا إلهي ! ا ةذا التز ير للو وف إل ا تنتات بابتذاف أن اإلنسان خير وبر ‪.‬‬
‫ل ى ما العم ونحى نرتطم دوما بهذه ال نائية ال بدر‪ ،‬التدي تدتح م فدي أف ارندا مندذ غدابر الزمدان وبد لا‬
‫المادة الز رية الخام ألغلب أ اطيرنا ورتانا حوف '' طبيعة'' اإلنسان و أعطتنا المالك والشيطان !‬
‫يسددددمي الزيلسددددو الزرنسددددي ‪ Deleuze‬م دد د ةددددذه ال ائنددددات المزدددداةيم المجسدددددة ‪Personnages‬‬
‫‪ conceptuels‬ألن ف رنا ينحو لتشخيص األف ار والصور والقيم في اائنات م المالئ دة والشدياطيى‬
‫قرال المم للح مدة أو‬ ‫في الديى واأل طورة لنختزف الخير والشر أو تتحرك في ف اء الزلسزة م‬
‫في ف اء األد م دون جوان وبهرزاد ودون ايشول ول واحد ما يجسد ويختزف ‪.‬‬
‫لنالح عرضا ولع الز ر ب نائيات أخر‪ ،‬م '' الييى'' و''اليانّ'' عند الصينييىن والحق والباط في ثقافتنا‬
‫العربية اإل المية‪ .‬إنها في الواقع نسّ الز ر أف اره عل منواف النموذت التي تقدمم لدم الطبيعدة ب نائياتهدا‬
‫الواضحة م اللي والنهار ن الحياة والموت ن الذار واألن ‪.‬‬
‫ل ى إذا قلنا بال نائية اندواة دلبة للطبيعدة البشدرية فدال بدد مدى تغليدب عنصدر علد آخدر وإال بد المدالك‬
‫الشيطان وب الشيطان المالك وتساوت القو‪ ،‬الم ادة وتوقف ا فع ‪ .‬وبمدا أن األفعداف متوا دلة فدال‬
‫بد أن يغلب عنصر اآلخر‪.‬‬
‫انتصر ‪ Hobbes‬لنارية غلبة الشيطان و قاف ‪ Rousseau‬بأن اإلنسان مالك أفسده المجتمع نوال بد مى‬
‫تصحيح المجتمع –الذن بناه الشيطان‪ -‬لاهور المالك المخزي داخلنا ‪ .‬ل ى ‪Rousseau‬ن م المشر‬
‫العالمي‪.‬ن ال يزسر لنا ايف ولماذا يبق الشيطان م تو األيدن والمؤامرة عليم تتبلور تحا بصره ‪.‬‬
‫ة ي ون ‪ Hobbes‬ةو المصديب؟ ل دى ايدف يزسدر ةدو اآلخدر أن اإلنسدان لديس فقدط ذئدب اإلنسدان وإنمدا‬
‫منقذه الوحيد مى الذئب ؟‬
‫ال بد مى مخرت مى إب الية قد ت ون مغلوطة مى األ اس‪.‬‬
‫إن الخطددأ عنددد ‪ Hobbes‬ةددو نزدددس الخطددأ عنددد ‪ .Rousseau‬فزددي اددال الخيددداريى ثمددة انتقدداء لدددبع‬
‫الخصائص وت خيمها والترايز عليها وإعطائهدا األولويدة واعتبارةدا ةدي المرازيدة ومدا عدداةا ثدانون‬
‫ةامشي‪.‬‬
‫ال ب أن خيار ةذا وذاك مسألة مرتبطة بدالمواقف المسدبقة وربمدا حتد بدالمزات ن ل نندا ال نسدتطيع وال‬
‫يحق لنا بناء رتيا لإلنسان عل مزات الزال زة ومواقزهم المسبقة ‪.‬أما المخرت فهو ب بسداطة فدي ر دد‬
‫كههل المواقددف والتصددرفات التددي يأتيهددا اإلنسددان دون تقددديم ةددذه علد تلد وب د تجددرد وموضددوعية وأن‬
‫نوقف مرحليا األح ام المعيارية أن أن ن تب ‪ :‬اإلنسان قادر عل اذا و ادذا عدون أن نقدوف اإلنسدان‬
‫ةو اذا أو اذا‪.‬‬
‫دحيزة اليدوم ) اإلنسدان قدادر علد ‪ :‬قتد زوجتدم ن علد رمدي القنابد علد‬ ‫لن تب م ال ( اعتمادا علد‬
‫المدددددن اآلةلددددة بالسددد ان ن علدد د ممار ددددة التعددددذيب ن علدد د االنتحددددار ن علدد د الصدددديد لمتعددددة القتدد د ن‬
‫عل‪،‬اال تغالف‪ ...‬ال ‪.‬‬
‫ر أمواف طائلة و تجنيد طاقات جبارة‬ ‫لن تب اآلن اعتمادا عل نزس المصدر‪:‬اإلنسان قادر عل‬

‫‪68‬‬
‫لحمايدة الحيواندات المهدددة بداالنقران ن علد إجدراء عمليدة جراحيدة مطولدة لجبدر اسدر فدي رجد طدائر‬
‫جريح ن عل التااةر مى أج السالم ن عل تحم أبد أنوا األلم الجسدن و المعنون مى أج ف رة‬
‫و مبدأ ن عل تنايم المساعدات العاجلة ل حايا ال وارث الطبيعية ‪..‬ال‬
‫ولو دققنا في ا المواقف والتصرفات المم نة وحللناةا إل م وناتها األ ا ية ن لحصلنا عل قائمة بالغة‬
‫الطوف مى األفعاف والتزاعالت م اره وأحب وا تغ وأعان ودمر وأغاث ون ورحم وعب و ان‬
‫وميز وعدف ن تحدد طيف ا تعدادات فطرية ةي جميع طرق فعلنا في العالم وتزاعلنا معم‪.‬‬
‫لنترك لعلماء "النزس "عناء ااتشا مدخ لتصنيف ا ةذه اإلم انيات المت اربة حسب نوعها‬
‫و مصدرةا و ةدفها‪ .‬اما نترك للمختصيى في علوم اإلحصائيات حصر انتشار و بيوعها عند عيندات‬
‫مم لة مى النساء و األطزاف و الشيوخ ‪.‬‬
‫ولقائ أن يقوف أنندا نددور فدي نزدس الحلقدة المزرغدة‪ .‬فمدا الدذن فعلنداه غيدر تجزئدة ''طبيعدة'' الشديطان إلد‬
‫أجزاء غيرة وتجزئة'' طبيعة'' المالك إل جملة التصرفات التي تخلق ةذه المالئ ية ‪ .‬فال نحدى تجاوزندا‬
‫مزهوم الطبيعة وال نحى خلصنا مى مزهوم االزدواجية‪ .‬مهال فال زاف للحدي بقية ‪.‬‬
‫رأينا أن ما يوحي لنا ب نائية الخير والشر ةي الطبيعة ن ل ى الحدود واضحة بيى طرفي ثنائياتها فالدذار‬
‫ذار وأألن أن ‪ .‬أما اللي فهو ال يوجد عند حلوف النهار والنهار غائب تماما عند حلوف اللي ‪.‬‬
‫بيى األفعاف والخصائص التي توضع تحا دامي إبدرا‬ ‫أما عند اإلنسان ف مة دوما تمازت و توا‬
‫الشدديطان أوالتددي توضددع تحددا ددامي إبددرا غريمددم المددالك ‪ .‬ةددذا مايجعلددم أحيانددا خي درا دون أن ي ددون‬
‫بريرا أو بر يرا دون أن ي ون خيرا والحالة الغالبة تواجد ام معديى مدى الخيدر بمدوازاة ادم مدى الشدر فدي‬
‫نسب تتغير ا الوقا ‪.‬‬
‫معن ةذا أنم ليس لإلنسان طبيعة بمزهومها ال ال ي ي أن جملة مى الخصائص ال ابتم القابلة للتنبدؤ وإنمدا‬
‫جملة مى اال تعدادات المزرقة عل طيف مى اال تعدادات الزطريدة ن قطبدم اإليجدابي مواقدف وتصدرفات‬
‫بخصناةا في المالك نوقطبم اآلخر المعااس مواقف وتصرفات بخصناةا في الشيطان‪.‬‬
‫ولو ت لف علماء النزس عناء القيام بجرد اام ل المواقف والتصرفات المترجمة ال تعداداتم الزطريدة ن‬
‫لحصلوا عل ااتدالوت مطدوف مدى المعلومدات بدبيم بدذل الدذن يحداوف علمداء الوراثدة وضدعم تحدا ا دم‬
‫الخارطة الجينية ‪ .‬االختال الوحيد أنهم ير مون خريطة '' الجينات '' النزسية ال الجيندات البيولوجيدة ‪.‬‬
‫أو األرقي ‪ .‬إنم االم‬ ‫ومى نافلة القوف أنم ال توجد داخ ةذه الخارطة ا تعدادات يم ى اعتبارةا األ‬
‫ال جدددو‪ ،‬لددم ألن اد المواقددف والتصددرفات ن التددي نحددب والتددي ن ددره ن التددي يصددطزيها مزاجنددا والتددي ال‬
‫يصددطزيها ن التددي تز ددلها عقيدددتنا الدينيددة أو تن رةددا ن موجددودة داخلنددا بددئنا أم أبينددا ن و دتبق موجددودة‬
‫بال رورة لوظيزة ةامة ما … ولو لم ي ى األمر اذل لصزيا مى زمان‪.‬‬
‫والقاعدة أنم اما ال يم ى أن ي ون لنا عيون زرق و دود وخ در ن أن عليندا بلدورة لدون مدى دون األلدوان‬
‫األخر‪،‬ن فإن زيدا لى '' يترجم '' في حياتم إال لبع مقاطع الطيف النزساني بينما يعز عمر علد‬
‫التحرك دخ ف اء محددد‬ ‫مقاطع أخر‪ ،‬منم ن قد تتمحور حوف نقطة التوازن بيى القطبيى ‪ ....‬أوتوا‬
‫مى الطيف ‪ ...‬أو تتجاوز المساحة المألوفة التي تتحرك داخلها األغلبية لتص القطب اإليجدابي عندد زيدد‬
‫ٍ فيصبح قديسا الحا والقطب السلبي عند عمر فيصبح داتاتورا دمويا ‪.‬‬
‫معن ةدذا أن ''طبيعدة '' اد واحدد مندا ترجمدة لجدزء مدى '' طبيعدة '' أبدم نحملهدا الندا داخلندا منهدا أبدد‬
‫الزااعة وألطف الرقة‪.‬‬
‫ما الذن يبلور اال تعدادات عند ةذا وذاك مؤديا إل ظهور مواقف وتصرفات تبدو مت اربة وتص بندا‬
‫أحيانا إل توةم وجود إنسانيى في را دائم ال إنسانا واحدا؟‬
‫إنم عام ال ننتبم لخطورتم ويم ى تسميتم ‪...‬الوضع المحدّد( ب سر الداف األول ) ‪.‬‬
‫*‬
‫عى ال اتب الروماني ‪ Séneque‬ةذه الشهادة ‪ " :‬يا لهؤالء الناس الذيى يرون مى العار تناوف الطعام مدع‬
‫عبيدةم‪ .‬أن موضة وقحة تجع السيد ال يتناوف طعامم إال وحولم ا عبيده وقوفا بيى يديم ن يأا أا ر‬
‫مما يستطيع اله من يحم معدتم أا ر مى طاقاتها ‪ ,‬يتقيأ ما التهمم بأا ر عوبة مى عملية األاد نزسدها‬
‫‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫و في األثناء ال حق للعبيد أن ينبسوا ببنا بزة ‪ .‬فمدآلهم السدول ألن ةمسدة وألن دوت يدأتون بدم و لدو‬
‫اان ال إراديا االسعاف أو العطس ‪ .‬ة ذا يق ون اام اللي وقوفا بدون طعام وفي ما مطبدق ‪ .‬نحدى‬
‫نعاملهم كحيوانات ال ابشر ‪ .‬نتمدد عل أرائ نا فيمسح العبد بصاقنا بينما يراع آخر لجمع فتات المائدة " ‪.‬‬
‫بداةة نحى أمام ثالثة مقاطع مى الطيف اإلنساني ‪.‬‬
‫أوف مقطع ةو الذن يترجمم اإلنسان العبد بمواقزم و تصرفاتم المتجلية في قدرتم عل الوقو ليلدة ااملدة‬
‫جائعان امتا ‪ ,‬خائزان ما حا بصاق يده نجامعا فتاتمن اارةا لم ن حاقدا عليم وال ب حالما باالنتقام‪.‬‬
‫ثاني مقطع ةو الذن يترجمم اإلنسان السيد وتاهر'' إنسانيتم'' في مطالبة إنسان م لم بالوقو ليلة ااملدة‬
‫بيى يديمن مع ا ما يعنيم األمر مى ت خم األنا والمشاعر المرافقة ومنها لذة التسلط عل ةدذا العبدد الدذن‬
‫يراد منم أن ي ون عابدا ‪.‬‬
‫ةناك أخيرا المقطع ال ال الذن يترجم لم الزيلسو المتألم مى الوضع والناقم عليم‪.‬‬
‫ما الذن جع العبد عبدا و السيد يدا و الزيلسو فيلسوفا‪ ....‬مع العلم أنم اان بو ع عامد الصددفة أن‬
‫يجع العبد يلعب دور السيد والسيد يلبس جبة الزيلسو و الزيلسو مت ئ عل أري تم يتقيأ غذائم‬
‫ويرا عبده لجمعم بيديم العاريتيى ؟‬
‫إنهددا وضددعية نتيجددة خصددائص الشددخص فددي أن عائلددة وبلددد وزمددى ولدددنل نها أي ددا نتيجددة ألددف عامد‬
‫وعام د م د مددى أنتصددر فددي الحددرو السددابقة و مددا ةددي العقيدددة السددائدة ومددوازيى القددو‪ ،‬السيا ددية‬
‫واالقتصادية داخ المجتمع ال ‪.‬‬
‫إنها حصيلة ا القو‪ ،‬اإليجابية التي تدفع بنا إل األمام وا القو‪ ،‬السلبية التي ةي حجر الع رة ‪ .‬يبق‬
‫أن مشهدا االذن يصزم الزيلسو غير قاب للتصور في عالمنا المعا ر ألن ةناك أوضدا محدددة حسدب‬
‫الزمان والم ان وحسب المجموعات و األفراد وتتميز بخا ية أو أخر‪ ،‬تزرن التنو واالتبايى بينها‪.‬‬
‫ثمة دوما عام رئيسي يهي الوضع المحدد وةو بدالطبع العبوديدة ةندا ‪ .‬فهدي ضدرورية لوجدود العبدد‬
‫والسيد والزيلسو ال ائر عل الوضع ا بمواقزم وتصرفاتم ‪.‬‬
‫الوضع المحدد ةو إذن جملة مى المعطيات الموضوعية الخارجة عى نطاق الشخص و المستقلةعى إرادة‬
‫المم لدديى ‪ -‬و المتقدمددة عل د وجددودةم ‪ -‬تددوز األدوار وتبلددور مقدداطع مختلزددة مددى طيددف اال ددتعدادات‬
‫الزطرية التي نحملها ‪.‬‬
‫ةناك م اف آخر قد يعمق فهمنا للمقصود بالوضع المحدد‪.‬‬
‫ال يختلف اثنان في أنم لو خير أن إنسان بيى أن ي ون في بيتم بيى أةلدم يدنعم بالدد ء والرفاةدةن وبديى‬
‫أن ي ددون فددي خندددق مددى خنددادق الحددر العالميددة األول د نغارقددا فددي الوح د نترتعددد فرائصددم مددى البددرد‬
‫ان ي ون في بيتم‪.‬‬ ‫والرعبن ينتار أمر الخروت لربابات العدو‪....‬لز‬
‫ل ددى ةددذا الرج د الددذن ي ددره الوح د والاددالم والبددرد والخددو والقناب د والر ددا والغددازات السددامة‬
‫والحرا الم بتتة عل أفواه البنادق وإراقة الددم واألوامدر الزادة نةدو نزدس الشدخص الدذن يصدبر علد‬
‫العيش فدي الخندادق المآلندة بدالزئران والدذن ديمت ل د األوامدر الصدارخة التدي منهدا الخدروت للمدوت‬
‫والقت ‪.‬‬
‫الم ير لال تغرا أن لو درت عل مالييى الجنود وحت عل أغلب ال بال في الجيشيى المتواجهيىن‬
‫لما ووجها إال بنزس ال ره الشدديد للزئدران والوحد والبدرد والخدو واألوامدر الزادة والغدازات السدامة‬
‫والقناب المسيلة للدماء والرماو الم بتة عل أفواه البنادق‪ .‬ومع ذل فبمجدرد إطدالق دزارة ديخرت اد‬
‫ةؤالء الرجاف ألبد ما ي رةون ‪ :‬إعطاء الموت وتلقيها‪.‬‬
‫ال يزسر أمدر غريدب اهدذا إال بوجدود قدوة قداةرة ت سدر اد مقاومدة فرديدة لتجعد الشدخص يدأتي أبدد مدا‬
‫ي رةم‪.‬‬
‫ةذه األرادة الجماعية ليسا الجمع الحسابي البسيط إلراة األفراد ‪.‬‬
‫لنحسب في جهة عدد الشواذ الذيى يحبون الر ا والقناب والغازات السامة ويلتذون بدالموت اأبطداف‬
‫وقت األعداء البغي يى‪ .‬لن ف لهم المجانيى الذيى يريدون االنتحدار مجاندا والمجدانيى اآلخدريى الدذيى‬
‫يريدون أخيرا معرفة لذة القت دون المخاطرة بالوقو تحا حب المشنقة‪.‬‬
‫لنحسب مى جهة أخر‪ ،‬عدد ا الذيى يز لون الوجود في بيوتهم مع زوجاتهم وأطزالهم ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ .‬تارادة‬ ‫وعل حد علمندا بالبشدر فدإن الزرضدية األولد ةدو أن الجيدوش دتتزرق عندد أوف طلقدة ر دا‬
‫امشة المجانيى لشؤونهم ‪ .‬ل ننا نعر أن األمور ال تحص بهذا الش ‪.‬‬
‫إذا لم ت ى القوة التي تحرك الجيشيى حصيلة الرغبات الزردية فما ت ون ؟‬
‫إنهددا نتيجددة إحددد‪ ،‬أغددر خصددائص الناددام ددواء فددي الميدددان البيولددوجي او االجتمدداعي‪ .‬فعندددما تتجمددع‬
‫م ونات النادام ( خاليدا أو أفدراد ) فدي مناومدة مت املدة ومرتبطدة ومتبادلدة التدأثيرن فإنهدا تدتمخ عدى‬
‫خصائص جديددة انب قدا أو تبلدورت عدى التشد ي الجمداعي وال عالقدة لهدا مطلقدا بخصدائص األجدزاء‬
‫الم ونددة ‪ .‬ةددذا بال ددبط مددا يزسددر أن للجدديش اجدديش مواقددف وتصددرفات تجعلددم ال يتددوان عددى الت ددحية‬
‫بوجود ا ما تتطلبم المعراة مى جنود ال ةم ل واحد منهم إال عدم الت حية بوجوده ‪.‬‬
‫خددذ األنامددة األخددر‪ ،‬التددي يتحددرك داخلهددا ا د إنسددان م د العائلددة والحددي والمدينددة والمدر ددة والمعم د‬
‫والمجتمع والشعب واألمة واإلنسانية ن ب الزخم والتعقيد والتاري ل ناام ن تحص علد ف درة عدى‬
‫التعقيد المريع وال ق الهائ للوضع المحدد التي نتعام معم جميعا ‪.‬‬
‫ةذا الوضع المحدد ةو يرورة وليس حالة ثابتة ألنم في آخر المطدا نتيجدة تدراام مواقدف وتصدرفات‬
‫األجياف السابقة التي ر ما مالمح المجتمع الذن نعيش فيم ونو وحجم المشاا التي نتخبط فيها ‪.‬‬
‫ونتيجة طبيعتم ةذه ةو يمر بتغييرات متوا لة مى نوعيى‪.‬‬
‫ةناك التعييرات الصغر‪ ،‬التي تاهر إبان ال ورة السيا ية ‪ .‬آنذاك تتحرك الطبقدات اإليدولوجيدة الحاملدة‬
‫لمااةر الوضع المحدد ليعاد ترتيب المجتمع عل السطح بتغيير بد النادام السيا دي أو االقتصدادن أو‬
‫ال قافي‪. .‬‬
‫ةذه ال ورة السيا ية ةي دوما نتيجة إرادة مجموعة متحراة فاعلة ونشيطة تعيد ةي لة األنامة ‪ .‬ل ى‬
‫التغيير األا ر جذرية في حياة المجتمعات ةوال ورة الت نولوجية حي يعر الوضع المحدد إنقالبا تبددو‬
‫أمامم تغييرات أابر ال ورة السيا ية مجرد تحوف بسيط ‪.‬‬
‫لنالح أن ال ‪ Séneque‬وال العبد وال حت السيد ن لو أرادوا إلغاء العبوديدة فدي عصدرةم ن لمدا نجحدوا‬
‫في األمرن ألن الااةرة اانا تتجاوزةم بخصيا ن والدلي علد ذلد أنهدا لدى تختزدي بصدراخ الزال دزة‬
‫واألنبيدداء أو نب د السددادة أو وخددز ال ددمير أو بددجاعة العبيددد المتمددرديى ن وإنمددا بز د ااتشددا الطاقددة‬
‫المي اني ية التي محا بالتخلي عى طاقة الحيوان اآلدمدي الوحيددة المتدوفرة طيلدة قدرون وبلدورة وضدع‬
‫محدد جديد ا تبدف البروليتارن بالعبد‪.‬‬
‫بديهي أنم لم ي ى ةناك تدخ واعي ومبرمّ في م ةذا االنقال ‪ .‬ةو عادة نتيجة حدادث عرضدي لدم‬
‫ينتاره ولم يتوقعم ولم يخطط لم أحد م لما اان األمر مع ااتشا النار أو الزراعة أو الحا و ‪.‬‬
‫نحددى ال نواجددم بددالطبع فددي حياتنددا اليوميددة إال النقطددة التددي انتهد إليهددا الوضددع المحدددد ال ب د مسداره‬
‫التاريخي الطوي ‪ .‬اما ال نواجم إال بالحالة التي يتخذةا في مستو‪ ،‬المشداا التدي نتخدبط فيهدا‪ .‬ممدا يعندي‬
‫األوجم ال يرة التي يتخدذةا إذا انتقلندا لمسدتويات أخدر‪ ،‬ومشداا‬ ‫أننا ال ن تشف لم إال وجها مى بع‬
‫أخر‪. ،‬‬
‫فالوضع المحدد الذن يحصي علينا األنزداس ويوجدم أعمال ندا جدد مختلدف ونحدى نتحدرك داخد العائلدة عندم‬
‫ونحى نتحرك داخ مدينة في بلد نحى فيم غرباء‪ .‬ةو عل طرفي نقي في السلم و في الحر ‪.‬‬
‫م ال نر‪ ،‬الجندن الذن تراناه في خندقم ممسواا مى خناقم بوضع فرضدم عليدم تداري أوروبدا والعدالم‬
‫وطبيعة األنامة الحاامة وعالقات أفرادة ا ببع دها الدبع و دوء الحد والطدالع الدذن بداء أن يولدد فدي‬
‫تل الحقبة‪ .‬وةو في مواجهتم معم مجبر عل االنطالق مدى إرادتدم االلهيدم والبحد فدي طيدف ا دتعداداتم‬
‫الزطرية عى أنسبها لمواجهة الحلوف القليلة للتعام معم ‪ .‬فلدو ةدر مد ال لحادة إعطداء األمدر بدالهجوم‬
‫خوفا مى الر ا الطائش ن لواجم حتما الر ا غير الطائش لزيلق اإلعدام أو لر ا ة مى ضابطم‬
‫ومى ثمة خياره تجربة حام في المعراة بالتغلب عل خوفدم والدرا مدع الراا ديى لقتد مدا يم دى مدى‬
‫األعداء علم ينقذ حياتم وربما يحص عل و ام‪ .‬وفي األثناء فإن الوضع المحددد حيدد عندده –مؤقتدا ‪ -‬اد‬
‫مشاعر الشزقة وبقية اال تعدادات الزطرية التي يربطها اإلنسانويون باإلنسانية‪ .‬ة ذا يقلب الوضع المحدد‬
‫ةذا الشخص المسالم إل وحدش اا در ن ال بزعد تحييدد اال دتعدادات التدي نسدميها الخيدرة فحسدب ن وإنمدا‬
‫أي ا ببلورة ا اال تعدادات داخلم التي نسميها الشريرةن وةي دوما جاةزة تحا الطلب ‪ .‬فلوالةا لما‬

‫‪71‬‬
‫ا تطا حت ةذا الوضع المحدد عل خطورتم وجبروتم جعلم ينقلب إلد وحدش اا در ي درم الندار فدي‬
‫منازف المدنييى ويغتصب ا امرأة تعترن طريقم‪.‬‬
‫قددد ت ددون ةددذه الادداةرة ددبب فش د ا د محاولددة إ ددالو بالتوجددم إل د األخددالق وخا ددة عل د مسددتو‪،‬‬
‫الزرد‪.‬اأنم بو ع ةذا الجندنن الذن يش خلية مى ناام لدم رت‪ ،‬واةددا وطدرق عمد القددرة علد أن‬
‫ي ون مسالما وبهما ورحيما ووديعا ‪.‬‬
‫لحسى الح ةناك عام ةام ال ي تم بدونم النموذت النارن الذن نحاوف بلورتم لزهم اإلنسان‪.‬‬
‫قلنددا إن مواقزدم وتصددرفاتم مح ومددة بخارطددة مت املددة مددى ''الجينددات النزسددية'' وبالوضددع المحدددد الددذن‬
‫يصطزي منها حسب حاجياتم ةذا المقطع أو ذاك‪.‬‬
‫لو تلخص األمرفي تزاع ةذيى العنصريى العامليى ألم ننا التنبؤ بمواقف وتصرفات أن إنسان ‪.‬‬
‫ل ى األمر مستحي فزي حالة الجنود الذيى خرجوا لساحة القت ن ثمدة مدنهم مدى ديرف اإلجهداز علد‬
‫عدو جريح في حيى أن آخر لى يتردد عى فع ذل ‪ ...‬وال أحد قادر عندد انطدالق الهجدوم علد القدوف مدى‬
‫يجهز عل العدو الجريح ومى يترفع عى ذل ‪.‬‬
‫يم ى لإلنسان إذن في نزس الوضع وبنزس اال تعدادات أن يختار حال ونقي م‪.‬‬
‫ا لخيار !‬
‫نعم ن ل ى داخ طيدف محددود‪ .‬نسدتطيع أمدام اد وضدع محددد الرضدوخ لدم اليدا دونمقابد ن أو محاولدة‬
‫ا تغالف ةذا الذن يريد ا تغاللنا ن أو رف م ل ى دون مواجهة ن أو الهرو منم( بالخمر أو التنس )‬
‫أو التصدن لم بش مى اب اف الحيلة أو بش مى اب اف القوة لتغييره‪.‬‬
‫ورغم أن الخيارات تبدو قليلة عدديا فإنها بالغة األةمية مى حي داللتها المعنوية والرمزية ‪ .‬إنهدا تعندي‬
‫وجود إرادة مشخصة ومستقلة عى اإلرادة العمياء للبعبع غير المشدخص الدذن دميناه الوضدع المحددد‬
‫والذن يتحرك منذ فجر التاري االسي المتدافع مى علياء الشالف ‪.‬‬
‫ددم ةددذا العام د إن بددئا الحريددةن بددريطة اال ت ددون حريددة االيدددولوجيا اإلنسددانوية التددي تن ددر ددبغتها‬
‫المحدودة وخا ة ازدواجيتها أن قدرتها عل أن ت ون تارة في خدمة ما تسدميم الشدر وتدارة أخدر‪ ،‬فدي‬
‫خدمة ما تسميم الخير‪.‬‬
‫إنها القيمة التي تغن بها ال يريى مى المز دريى والزال دزة جداةليى أو متجداةليى ثقد الوضدع المحددد ومدا‬
‫ي عم أمامها مى عراقي ن م لما تجاةلوا أن الحرية ةي قدرة اختيار المواقف والتصرفات داخد الطيدف‬
‫الذن يحدد إنسانيتنا ‪.....‬مما يعني أن بو عها اختيار ا ما ةو منا لألخالق والمصلحة العامة‪.‬‬
‫ل نها أي ا المل ة التي تجعلنا نواجم ا ضغول الوضع المحدد وبالتالي فإنها ةي التدي توجدد وراء العنداد‬
‫واال رار عل تغييره‪.‬‬
‫وثمة مى المز ريى مى ال يرون إال ةذا الوضع المحدد وتسميم لغة ال اد القدرية‪ :‬الدةر‪.‬‬
‫ة ذا احتدم دوما داخ ال قافة نقاش عب ي حوف وضعنا الحقيقي وة حى مخيريى أم مسيريى والحاف أن‬
‫ال و نصف مآلن ونصف فار أن أننا مسيريى ومخيريى‪.‬‬
‫مدى مواقدف وتصدرفات وتنايمدات ومعتقددات‬ ‫نحى مسيريى بالدفع الهائ للتراامات التي اد دها التداري‬
‫وتقنيات ‪ .‬نحى تجاةها االقشة التي يحملها الطوفان‪.‬‬
‫نحى مخيريى ألن ا وضع محددن مهما بل مى القدم والعمق وال ق والتعقيدن قاب للتغيير وإال لما عرفا‬
‫اإلنسانية ا التغييرات الجذرية التي عرفتها والتي توا لها جيال بعد جي إل أن تنتهي مغامرتها‪,‬‬
‫وا ةذه التغييرات ةي نتيجة الحرية ومشتقاتها‪.‬‬
‫ت ون ةذه الخا ية ةي طوق النجاة ؟‬ ‫فه‬
‫***‬

‫‪72‬‬
‫إنسان سطح ''الحضارة '' أم إنسان عمق التاريخ‬

‫نقددرأ فددي الديباجددة مددا يلددي ''ولمددا اددان تجاة د حقددوق اإلنسددان و ازدراتةددا قددد أف دديا إل د أعمدداف أثددارت‬
‫بربريتها ال مير اإلنساني''‪....‬‬
‫ثمة في ةذه الجملة أيحاء بأن بديئا رةيبدا وقدع وأثدار ال دمير اإلنسداني وأندم وقدع فدي ماضدي مدبهم غيدر‬
‫محدد‪ .‬يعجز مى ال يعر التاري عى فهم معن ةذه الجملة ومى ثمة إيحاء النص ‪.‬‬
‫ةناك قاعدة لزهم عميق ألن موضو ن نها أر طو منذ أا ر مى ألزي نةن ةي ضرورة معرفة تاري‬
‫ا ما ندرس ألن ةذا ما يسمح بالتم ى مى أةم جوانبم ‪ :‬نب من إيقاعم ن دينام يتم ن وجهتدم ‪ ,‬تطدوره‬
‫‪ .....‬حياتم‪.‬‬
‫وحتدد ال نددتهم ب التبسدديطن نسددار للقددوف أن القددراءة التاريخيددة ال تلغددي وال تعددون القددراءة الجغرافيددة‬
‫واالقتصادية والسي ولوجية والبيولوجيدة و الزنيدة‪ .‬ةدي ت دا فقدط لمعالجدات تددور حدوف نزدس قطعدة‬
‫النرد والها برعية وضرورية ومت املة إلنها إضاءات مختلزة وطوا حوف طوو الم عب‪.‬‬
‫إذن ن نحى مطالبون بمعرفة تاري اإلنسان لزهم الوضع المحدد الذن نتعام معم النا بما أننا قلنا أنم تراام‬
‫أفعاف وتزاعالت ا األجياف التي بقتنا ومنها ةذه األعماف التي أثارت بربريتهدا ال دمير البشدرن ويبددو‬
‫أنها اانا حافز أ ا يا لوالدة النص ‪.‬‬
‫المش لة أننا ال نعر عمق ا لماضدي الدذن يجدب ان نبحد فيدم عدى در ةدذه األعمداف ‪.‬ةد نتوقدف عندد‬
‫ال امى مى بهر أغسدطس دنة ‪ 8993‬أم نتجداوز ةدذا المنعطدف ل دي نتوغد فدي أعمداق السدنيى والقدرون‬
‫نمسح ا التاري ‪....‬بريطة معرفة أيى يبدأ التاري نزسم‪.‬‬
‫نواجم بحالة غريبة قلما تسترعي انتباه المز ريىن أيا اانا اختصا اتهم العلمية وتوجهاتهم اإليدولوجيدة‬
‫وةي ضيق األفق الزمني الذن يعتبر دوما تاري اإلنسان‪.‬‬
‫لنتصور وضعا مشابها ن ل ى في مستو‪ ،‬التعام مع الز اء ويتم في بخص ال يعر مى العدالم إال‬
‫غرفة نومم و لم بع الصور المبهمة عى الصالون ألنم يدخلم أحيانا ن إضافة ألنم ال يعر المطب إال‬
‫بال جيّ الذن يتصاعد منم ‪.‬‬
‫و‪ ،‬المرأة التي تقا مم الزراش وأطزالدم وأقدر المقدربيى الدذيى‬ ‫أما بخصو األبخا فهو ال يعر‬
‫يدخلون غرفة نومم ولو إنم يعلم بصزة مشوبة بوجود أمااى م التي يس ى وببشر م الدذيى يعابدرةم‬
‫مى أيى لشخص اهذا أن ي ون ورة جدية عى العالم بزخمم وتعقيدده وغنداه المدذة ن باألمدااى واألبدياء‬
‫وال ائنات التي يزي بها ‪ .‬مى أيى لم خا ة أن يزهم نزسم وم انم مى العالم ؟‬
‫نة‬ ‫نحى في عالقتنا بالزمى م ةذا الرج ألننا مسجونيى داخ ف اء زمني عمقم عشرة آال‬
‫علد أا در تقدديرن ةدي الزتدرة التدي نسدميها تجدداوزا الح دارة ‪....‬ادأن اإلنسدان بدددأ مدع ااتشدا الزراعددة‬
‫وظهور أول المدن والممال أوااتشا ال تابة ‪ .‬أضف إل ةذا أن ل أمة منح لجع التاري يبدأ مى‬
‫حدث عايم خا بها وحدةا ( والدة المسيح قب ألزي نة أو الهجرة قب خمسة عشر قرندا الد ) وادأن‬
‫ما بق غير موجود أو غير مهم أو انم لدم ي دى إال فتدرة دلبية ن فارغدة ن مالمدة انتهدا بددخوف التداري‬
‫الحقيقي ‪ .‬ال يخدرت حتد المؤرخدون المداديون عدى ةدذه الرتيدا البالغدة ال ديق ن حيد يوا دلون نزدس‬
‫المنهّ في التز يرن مع فارق بسيط ةو ربط الحدث الجلي الدذن يبددأ بدم التداري ن ال بدوالدة أو مدوت إلدم‬
‫أو ةجرة نبين وإنما باهور ت نولوجيا الحجارة المذببة أو النحاس أو الحديد ‪ .‬ةا قد ربحنا عمق ثالثديى‬
‫أو أربعيى ألف دنة إضدافية يسدمونها فتدرة مدا قبد التداري وادأن ةنداك تداري قبد التداري وف داء قبد‬
‫الز اء ‪.‬‬
‫السؤاف إذن ما ةو العمق الحقيقي للتاري البشرن ؟‬
‫لقد بدأنا نعي بوادر اإلجابة بنزس ال يزية التي تعرفنا بها عل ب العالم الذن يوجد خارت غرفة النوم‬
‫ددوره‬ ‫الطريددف فددي األمددر أن يعددود الز د فددي ر ددم خريطددة الز دداء الددذن نتحددرك فيددم وااتشددا‬
‫وتبادلها بيى البشر عبر و ائ اإلعالم واالتصاالتن ال للجغدرافييىن وإنمدا لجحافد المغدامريى والتجدار‬
‫والبحارة والقرا نة والمتشرديى والحجات والعس رييى والحسابييى والزل ييى والمصوريى ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المؤرخيى ن وإنمدا بز د جحافد مدى البداح يى‬ ‫اذل نستطيع اليوم تقدير عمق تاري اإلنسانن ال بز‬
‫في علوم األحياء والوراثة واألع اء والجيولوجيا‪.‬‬
‫وألن األبحاث متوا لة وتتغير بسرعة( ويتوقف أحيانا مصير نارية بأاملها عل ااتشا ندا أو جدزء‬
‫مى عام الحون فدي دهوف اينيدا أو دحارن تشداد ) فدإنني دأاتزي بتقدديم خال دة الرتيدا التدي يتزدق‬
‫عليها الباح ون* – ملخصة في خمس أف ار رئيسية ن ال تش حقائق مطلقة وثابتة وإنمدا معطيدات متيندة‬
‫حاليا ل ى مى المحتم أن تتغير مستقبال ‪.‬‬
‫‪-8‬اإلنسان ن بأعراقم المختلزة موجود بالخصائص التي نعرفها لم اليوم منذ حوالي مائتي ألف نة ‪.‬‬
‫‪ -2‬وقبلم وجدت أ نا عديدة مى "إنسانيات " أا ر بدائية ترمي جذورةا في عمق مليوني نة‬
‫انقرضا الواحدة تلو األخر‪ ،‬اأغصان بجرة ال ت مر‪.....‬با ت ناء الغصى الذن أثمر جنسنا والذن يسدميم‬
‫الباح ون لسبب ال يبدو بديهيا اإلنسان العاق العاق ‪.‬‬
‫‪ -9‬تتزر ا األغصان نالتي أثمرت ولم ت مرن مى جذ حم أجنا ا متعدددة مدى اائندات تزرعدا عنهدا‬
‫أ نا القر دة واآلدميات المتعددة وت در جدذورةا فدي عمدق خمسدة وعشدريى مليدون دنة‪ .‬علمدا وأن‬
‫ال دييات ظهرت منذ خمسة وخمسيى مليون نةن والحياة عل طح األرن منذ خمس مئة مليدون دنةن‬
‫والحياة في أعماق المحيط مندذ مليدارن دنةن فدي اوادب يقددر عمدره بأربعدة مالييدر دنة وادون يقددر‬
‫عمره بخمسة عشر مليار نة‪,‬‬
‫‪-9‬وجد إل حوالي أربعيى ألف نة خلا إنسانان ‪ :‬الذن ننحدر منم و إنسان ''نيانددرتاف'' المنقدرن مندذ‬
‫حوالي أربعيى ألف عام ‪ .‬وقد انزصال عى نزس الجذ منذ حوالي ثالث مئة وثمانيى ألف عدام ‪ .‬ممدا يعندي‬
‫أن ال واب عدر ألا در مدى ثالثمائدة ألدف دنة بشدريتان ‪ .‬ومدى المدرجح أن اختزداء إنسدان'' نيانددرتاف''‬
‫ناجم عى مصادرة أراضي يده وطرده نحو مناطق ا دتحاف العديش فيهدا مدى قبد أوائلندا ‪ .‬ة دذا ت دون‬
‫أ طورة قابي وةابي قد وضحا مرة أخر‪ ،‬أن األ اطير د‪ ،‬باةا ألحداث ضاعا تزا ي وقوعها‬
‫فأعيددت ددياغتها بشدديء مددى الحريددة ‪ .‬المشد لة أن ةددذا االغتيداف الجمدداعي لجددنس بددقيق لددم يبشددر بخيددر‬
‫وربما يزسر ال ير مما نعاني منم إل اليوم ‪.‬‬
‫‪-3‬تزامنا الزترة الزمنية القصيرة لما يسم الح ارة ‪ -‬وةذا ليس دفة – مع انتهاء فترة جليديدة طويلدة‬
‫وا تقرار مناخ معتدف‪ .‬حدث ةذا التحوف البال األةميدة مندد ‪ 89‬ألدف ندـة ممدا دمح باهدور الزراعدة‬
‫وما انجر عنها ‪ .‬ربما نعيش نهاية ةذه النافذة المناخية المالئمة للحياة السهلة بما أن المناخ بصدد التغيير‬
‫نارا لدينامي يتم الخا ية (المتسمة بتتابع فترات طويلة مدى الدد ء وأخدر‪ ،‬مدى البدرد المزدرل ) وأي دا‬
‫لتأثير اإلنسان السلبي عليم‪.‬‬
‫لنتوجم اآلن إل أبسط حا بة نسألها ما نسبة ''التداري '' مدى عمدق الماضدي – بانتادار تحسدى المعطيدات‬
‫وتزايدةا دقة وربما دفع الخط األحمر بعيدا إل الوراء‪-‬‬
‫و‪ ،‬نسبة ‪ % 3‬مى عمق التاري‬ ‫نة المعتمدة للتاري األااديمي ال تش‬ ‫ن تشف أن العشرة آال‬
‫الزعلي ‪ .‬إنها ةي التي جعلنا منها فترة ''الح ارة'' ‪ -‬أن الرقي المادن و األخالقي ‪-‬تواجهها فترة‬
‫''الهمجية''‪ -‬أن البؤس المادن واألخالقي‪ -.‬والتي ا تغرقا ا ما بقها مى الزمان‪.‬‬
‫إال أن نارة اهذه ال تستقيم ألن البشرية عرفا أعل نسب الموت حربا وجوعا إبان فتدرة ''الح دارة ''‬
‫ن ناةي عى ظهور العبودية واأل لحة الزتااة ومحتشدات التصزية الجماعيدة‪ .‬لدى نرت دب ٍبدالطبع الغلطدة‬
‫المعااسة واالنخرال في أ طورة المتوحش السعيد الذن عاش في انف االنسجام مدع الطبيعدة‪ .‬ربمدا تمتدع‬
‫دعوبات‬ ‫بما ال نتمتع بم اليوم مى ةواء نقي وطبيعة خالبة وحريدة مطلقدة نل ندم عدر ةد ٍو اآلخدر اد‬
‫العيش و لم يتمتع بما نتمتع بم اليدوم مدى أدويدة ولبداس وطعدام م دمون ‪....‬علد األقد بالنسدبة للدذيى لدم‬
‫يخنهم الح ‪.‬‬
‫معن ةذا أن العالقة بيى الزترتيى أا ر تعقيدا وتوا ال مما يدعو إليم أ حا ةذه ال نائية األخر‪.،‬‬
‫‪---------------‬‬
‫‪*Jacques ATTali : L’homme nomade – Fayard –Paris 2004‬‬

‫‪74‬‬
‫لننتبم لمغز‪ ،‬بعورنا باإلعجا والتعجب مى القدرات الت نولوجية للعماف المصرييى أو األزتاك ونحدى‬
‫نتأم أةرامات ال نتصور إل اليوم طريقة بنائها ‪ .‬إنم نزدس اإلعجدا والتعجدب أمدام مدا تاهدره لوحدات‬
‫مغارات لس و الرائعة مى مل ة فنية مرةزة عنذ إنسان عاش منذ ثالثيى ألف نة في المغارات ‪.‬‬
‫إن ةذا الشعور ناجم عى إيماننا الساذت بأن إنسان العصر الذن ننتمي إليم ةو الصدورة الم تملدة لإلنسدان‬
‫وأن " الح ارة " تبدا وتنتهي بم ن أما ما بق فهدو محد ةمجيدة وجهد وعجدز الد ‪ .‬ل دى الحقيقدة أن‬
‫القدرة الزنية التي تاهرةا ''ال و'' نوالت نولوجية التي تاهرةا األةراماتن ةي نزس القددرة التدي تم دى‬
‫إنسددان اليددوم مددى إر دداف الصددواري إل د أعمدداق الناددام الشمسددي‪ .‬إن مددا يتغيددر ةددو تددراام االاتشددافات‬
‫والتحسينات والتغييرات ل ى الذااء ةو نزس الذااء والقدرة عل اإلبددا و الخلدق والتدأقلم والتطدور ةدي‬
‫نزددس القدددرة عنددد إنسددان ثابددا علد خصائصددم الذةنيددة ثباتددم علد خصائصدم البدنيددة ن حيد لددم يجعلددم‬
‫''التقدم ''في الزمى ي تسب يدا ثال ة أو فصا ثال ا في الدما ‪.‬‬
‫ةذا ما جع عالم االجتماعي األمري ي *‪ Alvin Toffler‬يدعو في ال مانيدات إلد مراجعدة جذريدة لمزهدوم‬
‫الح ارة بغسلم مى ا ح م معيارن (أن مى السذاجة والغرور) وتنا ي ا ما ينطدون عليدم مدى أف دار‬
‫التطور والتحسى واألف لية ال ‪ .‬وقد اقترو اعتبار الح ارة فترة معيندة مدى تداري اإلنسدان تتميدز عدى‬
‫ابقاتها بطبيعة و ائ العيش المادية التي ت ز البقداء و المتح مدة بددورةا فدي تصدورنا للعدالم وطريقدة‬
‫بناء أنامتنا االجتماعية م الناام السيا ي والديني والمعرفي ‪.‬‬
‫إن النقطة األ ا ية في نارية "ألزان ثدوفلر" ةي قدرة و ائ العيش الماديدة علد فدرن القديم والقدوانيى‬
‫والتنايم التي تتماب معهان مما يعني أن الت نولوجيا ةي التي تلد االيدولوجيا‪.‬‬
‫ة ذا يم ى القوف بوجود ح ارة ناعية قطعا مع الح ارة الزراعية ألن و ائ العيش تغيرت جذريا‬
‫فتغيرت معها ا المعطيات السيا ية و ال قافية ‪ .‬فلوال ظهور الصناعة لما ظهرت ا اآلالت التي غيرت‬
‫حياتنا واذل ال دورات السيا دية وال قافيدة م د الرأ دمالية واإلمبرياليدة التدي ولددت الشديوعية ‪ .‬ادذل‬
‫لوال التغييرات الت نولوجية لماعرفنا المؤ سات م المدر ة والمستشز ونموذجهما ةو المصنع‪.‬‬
‫أما الح ارة الزراعية فقد قطعا ةدي األخدر‪ ،‬مدع فتدرة متقدمدة عليهدا عداش اإلنسدان خاللهدا مدى الصديد‬
‫والجني و أدت إل ظهور الدولة المرازية واإلقطا والعبودية و نماذت اإللم المخلص للعبيد‪.‬‬
‫وفي إطار ةذه الرتيا ال معن للقوف بوجدود ح دارة عربيدة –إ دالمية أو ح دارة غربيدة ‪ .‬فمدى األ دح‬
‫الحدي عى ازدةار ال قافة العربية اإل المية إبان الح ارة الزراعية وات داو قلدة دالحيتها للح دارة‬
‫الصددناعية وتجددددةا إبددان الح ددارة المعلوماتيددة‪ .‬فال قافددة إذن بمزهددوم ‪ Alvin Toffler‬ةددي االختالفددات‬
‫البسيطة فدي طدرق تعامد مجموعدات بشدرية عزلهدا عدى بع دها الدبع مرحليدا اتسدا الز داء ن ل نهدا‬
‫تتشددارك فددي نز دس الح ددارة لتشددابم الت نولوجيددا ‪ .‬ة ددذا يم ددى القددوف أن المجتمعددات الصددينية القديمددة‬
‫والمصددرية والبابليددة بد لا ثقافددات مختلزددة داخد الح ددارة الزراعيددة م لمددا تشد اليددوم ال قافددة الغربيددة‬
‫واليابانية ال قافاتان األا ر تقدما داخ الح ارة المعلوماتية ‪.‬‬
‫حيح أنم يم ى لهنود غابات األمازون أن يعيشوا اما عاش أجدادةم منذ غابر الزمان في نزدس العصدر‬
‫الذن '' يس نم'' فالحو الح ارة الزراعية العائشديى بددورةم فدي عصدر د ان دنغافورة وةوليدود ‪ .‬ل دى‬
‫تددداخ األزمنددة عرضددي ومؤةد لالختزدداء السددريع – بمقيدداس زمددى البشددرية ال زمددى األفددراد ‪ -‬ألن مددى‬
‫طبيعددة الح ددارة المهيمنددة أن تدددمّ بطددوف الوقددا مددا ددبقها حتد ولددو تراددا ةنددا وةندداك بعد الجددزر‬
‫الزمنيددة المعزولددة‪ .‬يم ددى اعتمددادا علد رتيددة ‪ Alvin Toffler‬تقسدديم ماضددينا نال إلد تدداري ومددا قب د‬
‫االنهرن عر إل حد اآلن أربع ح ارات‪:‬‬ ‫التاري ن وإنما إل زمى متوا‬
‫‪ -‬الح ارة األول التي اعتمدت اليا عل الصيد والجني وداما ‪ 891.111‬دنة أن ‪ % 93‬مدى اد‬
‫التاري‬
‫‪ -‬الح ارة ال انية التي عتمدت اليا عل الزراعة وداما ‪ 9111‬نة‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪ la troisième vague – Fayard‬ن‪َ*Alvin Toeffler‬‬

‫‪-‬الح ارة ال ال ة التي اعتمدت أ ا ا عل الصناعة وعمرةا‪ 211‬نة فقط‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬الح دددارة الرابعدددة التدددي تتعدددايش مدددع بقايدددا الح دددارتيى السدددابقتيى فدددي الوقدددا الدددذن تبسدددط ددديطرة‬
‫ت نولوجيتها وإيدولوجيتها بصزة ااملة عل ا العالم يوما بعد يوم ‪.‬‬
‫المش ةو التأقلم و عوبتم‪ .‬تتغير معطيات ةامة في الوضع المحدد و نحى ال ندزاف متشدبعيى بالصدور‬
‫التي ورثناةا عى أبائنا و أجدادنا ‪ .‬نعيش بأجسامنا عالم الصواري عابرات القارات‬
‫و الطائرات النزاثة و الم واات و األقمار الصناعية ل ى عقولنا تبق مصدنوعة مدى دور وأف دار وقديم‬
‫راا الجماف و البغاف و الحمير و اأن التطور فاجئنا بسرعة لدم تتدرك لندا وقتدا اافيدا لتعددي اإليددولوجيا‬
‫عل الت نولوجيا ‪.‬‬

‫*‬
‫يزرن المنطق البسيط االعتقاد أن المواقف والتصرفات التي ااتسبها اإلنسان طدواف ‪ %93‬مدى ماضديم‬
‫– أن طواف فترة الهمجية بمقياس القيم والرت‪ ،‬اإلنسانوية ‪ -‬ال يم ى أن تختزدي وأنهدا توا د فيندا فعلهدا‬
‫إل اليومن وربما يوجد داخلها جزء ةام مى ر إنسانيتنا الإلنسانية‪.‬‬
‫األمدر م د و دولي منحددر مدى عائلدة متواضدعة يحداوف إن دار نسدبم بعدد أن‬ ‫نتصر عندما ندرف‬
‫أ عزم الح بمصاةرة احب المصنع ‪ .‬ل ى ا تصرفاتم تز ح زيف ادعائم‪.‬‬
‫السؤاف اآلن ما ةي نواة مواقف وتصرفات إنسان ج التاري و التي يم ى أنها توجهنا بقوة التيدار الدذن‬
‫يتح م في القطرات التي جادت بها آخر األمطار‪.‬‬
‫ليس مى الصعب تصور إب الية األوائ الرئيسية وةدم ال يعيشدون فدي عدالم يجددون '' ماادونالدد'' فدي‬
‫ا تقاطع طريق وإنما في عالم يزرن الرا طويال وراء" ةمبورقر " أ ر منهم في الدرا ومدا‬
‫زاف لم قرنان مذببان للدفا عى النزس‪ .‬إن إبد الية إنسداننا ةدذا ليسدا التدأفف مدى أاد ''المااددو'' وتدأثيره‬
‫المدمر عل الصحة العمومية والذوق العام والتنو ا ل قافي وإنما دد الرمدق بمدا تدوفر مدى اللحدم ن أادان‬
‫لحم جيزة أو لحم قنزذ وحت لحم الطز أو رفيقة الزراش‪ .‬إنم عالم ال يرحم عاجزا عى تأميى معيشة ةي‬
‫دوما عل حسا جنس آخر مى األحياء وال ةاجس فيم ألحد أابر مى البقاء‪.‬‬
‫ال توجددد إذن طددواف ةددذه الزتددرة و دديلة للبقدداء غيددر جنددي ا د مددا ي مددر علد النبددات وال يصدديب بددالمغص‬
‫والتسددمم و خا ددة عمليددة بالغددة الصددعوبة ن قليلددة المددردود ودومددا غيددر م ددمونة النجدداو ا ددمها الصدديد‬
‫ن حي ال غناء عى البروتينات والزيتامينات التي التوفرةا إال اائندات حيدة مصدنوعة مدى الشدحم واللحدم‬
‫ولها جلد وأمعاء وعاام لإلنسان فيها بت المنافع ‪.‬‬
‫وفي اعتقادن أنم ال يوجد فع أثر في " طبيعة" اإلنسان وب لها تش يال قدر الصيد‪ .‬وبدون الرجدو إليدم‬
‫دوما نحى ال نزهم مدى اإلنسدان إلد دطحم وتبقد األعمداق التدي تسديره مندذ بدايدة التداري عصدية علد‬
‫اإلدراك‪.‬‬
‫ال يجب أن ننس ما يزرضم الصيد عل الصياديى مى ضرورة التجمع و التنسيق والترابط‬
‫و توزيع األدوار و التنايم و االن بال‪ ......‬مما يعني ضرورة وجود آمر ومأمور‪.‬‬
‫إنم الشرل األوف للنجاو في يد حيوانات ضخمة م الماموت يجدب حصداره مدى اد الجهدات وفصدلم‬
‫عى القطيع ودفعم ال الهاوية وغرس الرماو في أجزاء مختلزة ومتباعدة مى جسمم الهائ ‪.‬‬
‫لنراز ةنا عل أن ةذه الوضعية ةي منطلق الناام السيا ي بشقيم اال تبدادن والديمقراطي منطلقيى مى‬
‫مالحاة بالغة الوجاةة للباح االقتصادن ‪. *knight‬‬
‫يقوف الرج – في معرن حدي عى نشأة المؤ سة االقتصادية – أن أن مجتمع ال يعر الحراة‬
‫والتغير ةو ضرورة مجتمع غير معرن للخطر‪ .‬وفي م ةذا المجتمع النارن ال حاجة للسلطة حي‬
‫يعر ا واحد ما لم وما عليم داخ مجتمع بال تحديات أو رةان ‪ .‬ل ى لط ا األخطار‬
‫‪------------‬‬
‫‪*F .knight, Risk , uncertainty and profit, Harper Torchbooks, New York,1965.‬‬

‫‪76‬‬
‫المم نة عليم و تاهر الحاجة الما ة ألخذ قرارات قد يتوقف عليها الحياة والموت‪ .‬وبتعاظم‬
‫األخطار‪ -‬وةو الوضع العادن للصياديى ومى بعد ألحزادةم‪ -‬تزداد الحاجة لسلطة تتمراز في‬ ‫و توا‬
‫قائد يأمر ويطا ‪ .‬ةا قد وضعا األ س للناام اال تبدادن الذن تتجمع فيم لطة دفع األخطار بديى يددن‬
‫بخص‪ .‬ل ى العملية نزسها قد ت دون مصددر أخطدار أخدر‪ ،‬ت دا لألخطدار التدي يزتدرن دفعهدا منهدا‬
‫اال تئ ار بالغنيمة وخا ة اتخاذ القارات الخاطئة ‪ .‬تنشأ آنذاك إرادة توزيع خطر وء ا دتعماف السدلطة‬
‫عل أطرا متعددة تراقب بع ها البع وتحد مى خطدر أخدذ القدرارات التدي ت در بالمجموعدة‪ .‬ةدا قدد‬
‫وضعا بذور ما يسم يوما الناام الديمقراطي ‪.‬‬
‫ما مى ب أن الصديد ي يدف بعمدق نزسدية الصدياديى‪ .‬ةدو ينمدي حدب اال ت شدا و المغدامرة و الجدرأة‬
‫للتوغ في الز اءات العذراء ‪ .‬ةو يربي عل تحم المعاناة ن عل القسوةن عل غيدا الشدزقة تجداه‬
‫النزس واآلخر حيوانا أو آدميا ن عل عدم التأثر أمام القت و السل و تقطيع األو اف ‪ .‬مى المؤاد أي ا‬
‫أنمن بح م أةمية الرةانن ال توجد مرارة تعادف مرارة الزش في الصيد وال إثارة ت داةي إثدارة العمليدةن‬
‫وال نشوة تعادف نشوة النصر وقد قط الحيوان أخيرا م رجا بدمائم ‪.‬‬
‫ينم دي الصدديد أي ددا العق د وي يددف أةددم طددرق عملددم ن فددالمطلو لدديس فقددط مغالبددة تقطددع األنزدداس ووجددع‬
‫وإنما أي ا التمرن علد المالحادة ن علد دقدة الر ددن علد البحد المتوا د‬ ‫العاالت والمزا‬
‫عددى المعلومدداتن عل د م افحددة التجددار لتحسدديى األداء والتنبددؤ ن عل د موا ددلة االختددرا الاتشددا‬
‫ن عل التعلم المتوا ن عل الت تي ن عل البرمجة والتخطيط‪.‬‬ ‫السالو األف‬
‫مى يقدر ما ياهره ذةى الصدياد مدى قددرات عجيبدة علد التجريدد ةدو يدربط آثدار الطريددةن أن الاداةر‬
‫والمرئي ن بالغائب غير المرئي ‪-‬أن الحيوان احبها – أو قدرتم عل الحسا والتوقع الصحيح وةو‬
‫ي ع الخطة وراء الخطة لتقزي آثار غير المرئي الاتشا ةذا الذن تبخر أ وذا فيم‪.‬‬
‫نجد اذل جذور التقييم الذن يوجم ا اب اف حياتنا في ف ر الصياد ‪.‬‬
‫ةذا التقييم الدائم مدى ضدروريات الز در و مدى تقنياتدم إلح دام السديطرة علد المحديط و ةدو توا د الدرد‬
‫عل أقدم وأخطر األ ئلة ‪ :‬ة الغزاف أبعد مدى مرمد السدهم ؟ ةد الخصدم أ در ؟ ةد دالو األعدداء‬
‫أم‬
‫تتبلور وظيزة التقييم و تتعقد لتشم ا مرافدق الحيداة ألنهدا منطلدق القدرار ‪ .‬ة دذا يبندي دلم التصدنيف ‪:‬‬
‫جارن أقو‪ - ،‬البي أ ر ‪ -‬زوجتي أجم ‪ .‬يتجدرد التصدنيف و ينادر و يعمدم فدي مرحلدة ثال دة ‪:‬الرجد‬
‫أقو‪ ،‬مى المرأة ‪ -‬ال رن أحسى مى الزقير‪ ...‬يصبح األمر قانونا معهدودا ‪ :‬ال دروة أف د مدى الزقدر الد ‪...‬‬
‫الزارق بيى تقييم الصياد وةو ير د الغزاف ( أ ر ‪ ,‬أبعد ‪ ,‬أثق ‪ ,‬أطيدب ) و تقيديم الزدرد لقومدم أو ديندم ‪,‬‬
‫أو جنسم ( أنب ‪ ,‬أبجع ) ةدو الزدارق بديى البسديط المرادب ‪ .‬أمدا اللدب فواحدد ‪ :‬القيمدة الم دافة لموضدو‬
‫التقييم تبعا لميزان القو‪ ،‬عل خارطة المصالح اآلنية و البعيدة المد‪ ،‬محافاة و انتزاعا ‪.‬‬
‫إنم مى الم ح أن يروت بع المز ريى الغربييى ل ون ال ورة العلمية التي نعيشها اليوم ةي وليددة ف در‬
‫غربدي أضداء فجددأة ظلمدات الجهد وبدع نددوره مدى يونددان القدرن الخددامس قبد المدديالدن والحداف أن اد‬
‫جذوره موجودة في ف ر ياد العصور الحجرية‪.‬‬
‫والصيد ةو الذن وضع أي ا فدي نزدس فتدرة '' الهمجيدة'' دعامدة اد األديدان حيد أدرك ةدذا اإلنسدان‬
‫بالسليقة أن ةناك قو‪ ،‬يم نم السيطرة عليهان فحاوف تروي ها بز درهن وقدو‪ ،‬ال يم دى السديطرة عليهدا‬
‫فحاوف تروي ها بالتملق واالبتهاف ومحاولة براءةا بتقديم نسبة مائوية معقولة مى الصيد المطلو‬
‫إل اليوم عبر تقديم األضاحي الحيوانية واآلدمية ‪ .‬وال نستطيع إال‬ ‫منها تسهيلم ‪ .‬إنم األمر الذن يتوا‬
‫أن نعجب بذااء أوائلندا وقدد رف دوا وضدعهم بي دهم فدي دلة واحددةن يعولدون مدى جهدة علد قددراتهم‬
‫العقلية ومى جهة أخر‪ ،‬علد قدو‪ ،‬الخلدق والددمار التدي تحدراهم وتتحدرك حدولهم وةدم ال يعرفدون لهدا‬
‫ا ما أو غاية ‪.‬‬
‫مى ال رورن التأايد ةنا عل الوجم اآلخر لعالقدة الصدياد بدالحيوان ‪ .‬فهدذا األخيدر بالنسدبة للصدياد‬
‫ليس ال ائى الناقص الذن نراه في ةذا العصر و ليس مجرد لحم متجوف م لما ت با اللوحات الزنية الرائعة‬
‫المر ومة عل جدران مغارات'' ال و''ن وغيرةا ا يرة منتشرة في ا أنحاء العالم ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ق مى نعي أن موقف التقديس للحيوان الذن تاهره ةذه المغارات – المعابد ال زاف متوا ال عبر *‬
‫عالقة الهندوس م ال بالبقرة أو القرد أو الزيد ‪ .‬إنهدا دد‪ ،‬مشداعر الخشدية واإلعجدا واالمتندان القديمدة‬
‫التي جعلا اآللهة تتخذ عصورا طويلة ب احيوانات مختلزة ‪.‬‬
‫إن مشاعر التزوق واالحتقار والسيادة والريادة والحق في التصدر المطلدق وليددة المنعطدف التداريخي‬
‫نةن في الشرق األو ط تحديدا نأن ا تعباد أربعة عشر جنسا‬ ‫الهام الذن حص منذ حوالي تسعة آال‬
‫مى ال ددييات ال بدر‪ ( ،‬علد قرابدة المائدة وخمسديى ) منهدا المداعز والغدنم واألبقدار والجمداف والخيد فدي‬
‫منطقتنا والالما في أمري ا الجنوبية والزي والخنزير في آ يا ‪.‬‬
‫حدددث ذل د تزامنددا مددع ااتشددا ايزيددة تددروي نباتددات ا ددمها القمددح والددذرة أذنددا بددانطالق الح ددارة‬
‫الزراعية‪.‬‬
‫أليس غريبا أن انطالق عبودية البشر تزامى مع ا تعباد الحيوانات ؟ أننا ال زلنا نتحدث في ثقافتنا‬
‫العربية اإل المية عى ‪ .....‬الراعي والرعية لو دف عالقدة الحداام بدالمح وم ؟ ةد مدى دليد أحسدى علد‬
‫وجود ارتبال وثيق بيى الوضعيى وأنم مى المم ى أنم ال تحرر لإلنسان إال بتحرير الحيوان‪.‬‬
‫*‬
‫ثمة ؤاف لديس عرضدي وإنمدا مرادزن ‪:‬إلد أن مدد‪ ،‬بد اإلنسدان ديدا عاديدا لإلنسدان طدواف‬
‫اف‪ %93‬مى تاريخنا في ةذا العالم ؟‬
‫ةو ال يرا م الغزاف وال يجيد االختزاء م الحرباءن وال وجود في تل الزترة مدى التداري لمواندع‬
‫ذوق أو أخالق ضد ا تعماف القيمة الغذائية للنهود واألردا ‪.‬‬
‫ال أحد مى المدؤرخيى قدادر علد ر دم دورة واضدحة لاداةرة أاد اللحدم البشدرن ‪ .‬ف مدة غيدا أو قلدة‬
‫المصادر وثمة خا ة إرادة التعتيم عل موضو محرت اهذان مع أن أا اللحم البشدرن توا د طدويال‬
‫حت إبان فترة ''الح ارة ''‪ .‬فالصليبييى أالوا اللحم الطرن في البلدة التي أنجبا رةيى المحبسيى ‪.‬اما لم‬
‫تغب الااةرة يوما في أن حر طالا أو عند حددوث مجاعدة‪ .‬وقريبدا مندا عداش جدزء مدى األوادرانييى‬
‫عل د اللحددم البشددرن إبددان مجاعددة العشددريناتن امددا بيددع اللحددم األوروبددي الطددازت فددي أ ددواق بددرقي‬
‫ال ونغو في الستينات‪.‬‬
‫أما العر ن الذيى ال يتصورون أا اللح م البشرن إال ااداةرة يمار دها مدى يسدمونهم فدي أغلدب لهجداتهم‬
‫العامية العبيدن فمى المستحسى نصحهم بالعودة إل التراث‪.‬‬
‫بالمحاور األابر‪.‬‬ ‫عى الجاح بع األبعار التي عيرت فيها قبائ العر بع ها البع‬
‫قاف الشاعر في ذم ةذي‬
‫زمانا فال يأمن م أحد بعد‬ ‫وأنتم أالتم حزة بى محدم‬
‫وقد نص األظزار وانسبأ الجلد‬ ‫تداعوا لم مى بيى خمس وأربع‬
‫وقاف باعر آخر فيهم‪.‬‬
‫فأت الرجيع و عى دار لحيان‬ ‫إن رك الغدر رفا ال مزات لم‬
‫فالشاة وال لب واإلنسان يان ‪.‬‬ ‫قوم توا وا بأا الجار بينهم‬
‫‪-------------------------‬‬
‫*إن مزهوم النشوء واالرتقاء الذن اخترعم دارويى جاعال مى اإلنسان قمة ةرم ال ائنات ةو نعل أعل‬
‫المستوياتن مى نزدس طبيعدة ا لقدوف بالشدعب المختدار وخيدر امدة اخرجدا للنداس وحمد الرجد األبدي‬
‫‪ ,,,‬أن انم التعبير عى عنصرية جنس بأاملم قرر مى تلقداء ذاتدم وبشدهادة مدى نزسدم أندم خيدر مدا جدادت بدم‬
‫قدرة الطبيعة او اهلل ‪.‬مى حسدى الحد أن ألةد الن تدة رأن أا در تواضدعا لخصدوه فدي بدعار ظهدر علد‬
‫جدران المترو ‪ :‬في عالم م الي ال يم ى أن يوجد بيء ا مم اإلنسانية ‪ .‬ال ابدا أن رتيدا دارويدى السداذجة‬
‫والخطيددرة تحتددات لمراجعددة جذريددة والعلددم ي شددف أن ا د األجندداس الحيددة تت ددمى عل د تعقيدددات ةائلددة‬
‫وقدددرات تتميددز بهددا وحدددةا ‪ .‬امددا ينحددو ابددار البدداح يى اليددوم لتصددور تنايمهددا ال علد بد ةددرم وإنمدا‬
‫اأغصان بجرة يحملها جذ واحد وت ر فدي عمدق الزمدان بدنزس الجدذور‪ .‬متد عدر لغصدى ف دال‬
‫عل غصى في أن بجرة ؟‬

‫‪78‬‬
‫وقاف ثال في بني فقعس‬
‫بني فقعس تأتي م بأمان‬ ‫عدما نساء بعد رملة فائد‬
‫جال في قدور بين م وجزان‬ ‫وباتا عرو ا ثم أ بح لحمها‬

‫وقاف باعر يهجو باةلة‬


‫تمششوا عاامم وااةلم‬ ‫إن غزاقا االتم باةلم‬
‫وأ بحا أم غزاق ثاالم ‪.‬‬
‫والقوم عل ما يبدو ذواقة يعرفون أطيب أجزاء اآلدمي‬
‫البا فال تجتروا بعدن عل أحد‬ ‫أبل لدي بني الب واخوتهم‬
‫اما أالتم خصاام في بني أ د‪.‬‬ ‫ةذن الخص ف لوةا مى نزو م‬

‫ال ب أن اإلنسان م إما يدا يؤا اما يؤا الغزاف ن إما منافسا يجب طرده بالقوة مى ف اء الصيد‬
‫المحت اما ةو الشأن مع أن أ د أو ضبع يجرن وراء نزس الزرائس‪.‬‬
‫يجرنا ةذا إل طرو عالقة جماعات الصياديى ببع ها البع ‪.‬‬
‫وفي البداية ثمة العالقة داخ نزس المجموعة ‪.‬‬
‫اناددر لترايبهددا ‪ .‬ةددي م ونددة بال ددرورة مددى مجموعددة مسددلحة تر ددد الهددد و تحا ددره وتددنق عليددم‬
‫وتقتلم ‪.‬‬
‫ةي تخ ع لقيادة تنسق وتأمروتزرن ب يزية أو أخر‪ ،‬االن بال ال رورن لنجاو ‪....‬الحملة‪.‬‬
‫نحددى إذن أمددام النمددوذت ال ام د للوحدددة العس د رية الصددغيرة التددي لددى تش د أضددخم الجيددوش إال بإعددادة‬
‫نموذجها األ لي عل نطداق او دع وبإم انيدات أابدر‪ .‬ممدا يعندي أن الصدياد البددائي لدم ي دع فقدط أ دس‬
‫الديى والعلم والزى وإنما اي ا أ س الحدر ‪ .‬إن الزدرق بديى السدهم المسدموم والصداروخ العدابر للقدارات‬
‫المحم بالرتوس النوويةن ليس في ال يدف وإنمدا فدي ال دم ‪ .‬فطبيعدة الشديئيى واحددة ‪ :‬دالو مددفو نحدو‬
‫اآلخر بقوة نزسية وبجهد ف رن و مادن يبغي أقص القت ‪.‬‬
‫ا ذل بذر الصيد جذور الوطى ةذه المسداحة المطوقدة مدى الز داء التدي ال يصدطاد فيهدا غيرندا أو بدإذن‬
‫ونسددبة مئويددة مددى األربدداو ‪ .‬إنهددا الز ددرة التددي تتوا د عبددر العصددور وقددد ا ددبح ف دداء الصدديد ف دداء‬
‫الزراعة ثم ف اء التجارة والمبدا دوما واحد‪ :‬غزو أابر قدر مم ى منم‪.‬‬
‫ما الذن يحدث عادة عند تالق مجمدوعتيى مدى الصدياديى تنحددران مدى مجموعدة دابقة توزعدا علد‬
‫امتداد قرون طويلة في مختلف أنحاء الز اء ثم تداخلا ف داءات الصديد ليصدبح التندافس علد المدوارد‬
‫النادرة محور العالقة‪.‬‬
‫ال نجانب الصوا إن قلنا أنم مى األرجدح أن الزدريقيى تبدادال ضدربات العصدي والرمداو بددف تبدادف القبد‬
‫والذاريات حوف األجداد المشترايى‪.‬‬
‫وحت ت تم الصورة لنذار بأن إحد‪ ،‬و ائ م افحة زيجات األقار التي تنتّ نسال ةزيال بطوف الوقا‬
‫ةو تبادف اختطا النساء ‪.‬ال غرابة أن ت ون المشاعر التي تطبع عالقة جماعات مسلحة ومتنافسة مبنية‬
‫عل التباغ وخا ة عل الخو ‪....‬ةذا الشعور المرازن في عالقتنا مع اآلخر منذ بداية التاري ‪.‬‬
‫*‬
‫عقليدة دياد البدايدة فعلهدا فيندا فدي اد المجداالت إلد اليدوم تشدير إلد وجدود دد‪ ،‬قدون فدي‬ ‫توا‬
‫النزوس وربما حت وجود حنيى لتل الزترة ‪.‬‬
‫إن ما نسيناه أو تنا ديناه دريعا مغدز‪ ،‬بقداء الصديد طدواف الح دارات المتالحقدة فدي اد أرجداء العدالم‬
‫رياضة الملوك والطبقة األر دتقراطية ‪ ...‬أو دبب بقداء حدق مدنح رخصدة الصديد فدي أوروبدا إلد القدرن‬
‫ديد حيدوان يعبدر‬ ‫التا ع عشر ح را عل الملوك‪ ...‬أو لماذا ادان الشدنق نصديب أن فدالو يتطداوف علد‬
‫أرضددم‪ ....‬أو لمدداذا أ ددرت البرجوازيددة الغربيددة الصدداعدة عل د التمتددع بهددذا الحددق فددي إطددار ددعودةا‬
‫االجتماعي ‪.‬‬
‫للعصر الذةبي‪...‬لعصر ال يوا لم إال نخبة النخبة ؟‬ ‫أليس ةذا أبل تعبير عى الحنيى المتوا‬

‫‪79‬‬
‫ال يتحدث الشاعر األندلسي إال بلغة ذاارة موغلة في القدم وةو يتغني بحبيبم‬
‫نصبا عينان لم براا‬
‫فعز تصيده ‪.‬‬
‫انار اآلن لروايات الخياف العلمي الهائلة االنتشار ‪ .‬إنهدا ال تخدرت عدى ديناريو غزوندا لز داءات ديد‬
‫بحجم اوااب موجودة في أقا ي ال دون أو فدي غدزو د ان المجدرات البعيددة ل وابندا ومعداملتهم لندا امدا‬
‫نعام الحيوانات‪.‬‬
‫يد وحر ‪.‬‬ ‫أنار حت لعالم الز ر و تجد أنم ةو اآلخر احة‬
‫ولو تابعا المعارك النارية بيى المدارس الز رية وداخلها الاتشزا آليات مختلزة وةد واحد ‪:‬‬
‫السيطرة عل ف اء الرموز أو اقتطا أابر جزء منم تماما اما ةو الحاف في ف اء الحواس‪.‬‬
‫إن الديى والزلسزة والعلم ليسا مراح تطور الز ر البشرن اما يقوف اوما وإنما حاالت أ ا ية إلرادة‬
‫القوة والسيطرة عل الواقع‪ .‬ال تتابع ةذه المراح وفق خط تصاعدن تلغي مرحلة اللحاة مرحلة البارحة‬
‫ممهدة لمرحة الغد و إنما ةي ا تراتيجيات في حالة را وتنافس ال تق برا ة عى حالة الصرا و‬
‫التنافس في دنيا الطبيعة ‪.‬‬
‫يستولي الديى عل اام الز اء الز رن لشعب أو أمة فتنتصب الزلسزة حراة للمعارضة تقمع بشدة‬
‫الدائم بيى الز ر و العم بيى المستويات العليا و المستويات الدنيان بيى إرادة القوة في عالم الز ر‬ ‫للتوا‬
‫وإرادة القوة في عالم السيا ةن بيى االنتصا قيما عل الحقيقة وبيى االنتصا قيما عل الناس وما‬
‫ي سبون‪.‬يقت ابى المقزع ويرةب ابى ربد و يهدد ابى عربي بنزس الطريقة التي يعام بها المنافسون عل‬
‫جلد ولحم الزريسة ‪.‬تخسر المعارضة الطامعة ل ي ت ون ةي احبة اليد العليا في توزيع المغانم في‬
‫جنو المتو ط المعراة‪ .‬أل با معقدة تنتصر في بمالم رغم حرق جيورالنو برونو و جى قاليلي‬
‫و تهديد دارويى ‪.‬ةا قد فقد الديى لطانم لزائدة الزلسزة ومى أ ماء بع قادة المعارضة المنتصرة‬
‫مونتس يون رو و وماراس‪ .‬يتطور العلم داخ الزلسزة اجزء مى الحز األقو‪ ،‬إال أنم ال يلب أن يشب‬
‫عى الطوق عندما ي تشف قدرتم عل التحرك وإم انياتم الخا ة للسيطرة بدون حاجة إل إيديولوجيا‬
‫اللجنة المرازية ‪ .‬تحدث آنذاك عملية االنشقاق فيدخ فافيلو في را مع " الحقيقة " الماراسية‬
‫اللينينية فإذا بم ضيف المحتشد الزلسزي م لما دخ قبلم قاليلي الزنزانة الدينية‪.‬‬
‫ةا ةو العلم منتصرا يزرن تصوره " الحقيقي " للعالم أن لطانم عل الز اء الرمزن وةو الوجم‬
‫اآلخر لعالم اآلدمييى ‪ .‬ةا ةو الديى قابع في بع الزوايا المالمة للمجتمع ينتار أن يبرز العلم ا‬
‫أخطائم وا فاائعم ليحاوف العودة إل السلطة اما يزع أن حز مهزوم عندما ينتار فش الوعود‬
‫االنتخابية للغريم‪.‬‬
‫غير اآلن المجتمع وانار إل حالة الزلسزة أو حالة العلم في عالمنا العربي اإل المي و تر‪ ،‬لطة دينية‬
‫تحاوف ااتساو مواقع الزلسزة "المستوردة" وتدجيى العلم لخدمة يطرتها عل الز اء الذن تدار منم أةم‬
‫عملية القنص ‪ .‬ل نها حالة عابرة طاف الزمان أو قصر‪.‬‬
‫عقلية الصيد داخ أا ر نامنا السيا ية ح ارة وتقدما ‪.‬‬ ‫ق مى ينتبم لتوا‬
‫لنتزحص م ال آليات النادام الدديمقراطي الدذن يددعو لدم المشدر العدالمي ‪ .‬إنهدا الهدا آليدات حدر بدأتم‬
‫معن ال لمة ل نها حر نقلا مى المستو‪ ،‬الحسي إل المستو‪ ،‬الرمزن‪.‬‬
‫تتجمددع األطددرا المتنازعددة علد الغنددائم الماديددة أو المعنويددة فددي قبائد واضددحة المعددالم يسددمونها أحزابددا‬
‫للدفا عدى مصدالحها المشدروعة وغيدر المشدروعة ‪.‬ال بدد امدا ةدو الحداف فدي اد حدر مدى دالون ل دى‬
‫المسددموو بددم ةددو ددالو اللغ دة ومددى ثمددة ضددرورة إتقددان إ ددتعماف النبدداف ال الميددة والراجمددات البالغيددة‬
‫والصواري اللزاية‪ .‬فهد ةذا السالو الدذن ت دمنم وتشدجع عليدم المدادة ‪ 89‬مدى اإلعدالن ةدو ممار دة‬
‫التهديد وال غط والحط مى المعنويات‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫وبعد فترة إعداد احة المعرادة بالقصدف اللغدون ن يم دى للمتحداربيى الندزوف لسداحة الدوغ لتصدزية اد‬
‫الحسابات وإعادة توزيع المغانم ‪.‬‬
‫لنتصور تطبيق القاعدة في حطيى أو واترلو أن تقدم الجيشان لساحة النزاف ‪...‬ثم ق داء طدوف النهدار فدي‬
‫اللعب بالورق عل العشب بانتاار إعالن الح م عى انتصار الجيش الزالني حيد ات دح بعدد عدد عمليدة‬
‫المتحاربيى أنم أا در عدددان ممدا يدؤدن إلد ا دتبداف الملد القدديم بملد جديدد عدر ايدف يجندد قدو‪ ،‬لدم‬
‫يجندةا الغريم ‪ .‬وعشية " المعراة" يعاد توزيع المغانم فيدؤو القائدد المنتصدر بالتدات علد رأ دم والقائدد‬
‫المهزوم برأ م عل اتزيم ويعود ا جندن إل بيتم الما بدف االحت ار الغبي تحا ا را الذبا ‪.‬‬
‫أناددر اآلن للرياضددة والشددطرنّ ‪.‬أليسددا ةددي األخددر‪ ،‬نقد الحددر مددى المسددتو‪ ،‬الحسددي إلد المسددتو‪،‬‬
‫الرمزن؟ أما الهد فقار ال يتغير ‪ :‬رخة النصر عل اآلخر وربما عل الذات ‪.‬‬
‫ديد اآلدمدي وأالدم م لمدا فدرن عليندا ديد‬ ‫إذن ‪ ...‬فرن علينا الوضدع المحددد إبدان الح دارة األولد‬
‫الحيوان وأالم دون ان يمنعنا األمر مى عبادة ال ةذا و ال ذاك‪.‬‬
‫فددرن علينددا الوضددع المحدددد إبددان الح ددارة ال انيددة ا ددتعباد اإلنسددان والحيددوان فددي نزددس الوقددا وبددنزس‬
‫ال يزية‪ .‬وربما خي للبع أن العبودية – عل األق عبودية البشر‪ -‬انتها مع الح ارة ال ال دة ‪ .‬فدرن‬
‫علينا الوضع المحدد إبان الح ارة ال ال ة إلغاء الش الزّ للعبودية وأبق عل الجوةر في حيى و ع‬
‫مجاف اال تعباد ب يزية لم يسبق لها ناير وقد ا بح العبد المقيد الطبيعة بأ رةا‪.‬‬
‫وطواف الح ارتيى األخيرتيى لم يتوقف دراخ األنبيداء واحتجدات المصدلحيى علد وضدعية اإلنسدان ‪-‬‬
‫مع تجاة وضدعية الحيدوان النعددام فهدم التدرابط‪ -‬دون جددو‪ ...،‬ألن الوضدع المحددد ادان أقدو‪ ،‬مدى اد‬
‫احتجات‪ .‬ا ما نجحنا فيم ةدو نقد العندفن فدي بعد الادرو فقدط ن وبعد المسدتويات فقدط ن وبعد‬
‫األمددااى فقددط ن مددى المسددتو‪ ،‬الحسددي إلد المسددتو‪ ،‬الرمددزنن دون أدند ضددمانة أن حتد ةددذا االنتصددار‬
‫أيى وجد فما بال بتعميمم ‪.‬‬ ‫المتواضع يتوا‬
‫الح ارة بمزهومها المبتذف إذن وةم ألنها مجرد غشاء رقيق عل طح براان مدى العندف ةدو نتيجدة‬
‫ا مواقف اإلنسان وتصرفاتم ومنهدا التدي''‬ ‫و بب وضع محدد قاةر يرمي جذوره في أعماق التاري‬
‫أثارت بربريتها ال مير البشرن'' ‪.‬‬
‫تدؤدن بندا م د ةدذه القدراءة التاريخيدة إلد مدأزق نادرن ن فاال دتنتات المنطقدي الوحيدد ةدو أن اإلنسددان‬
‫المدفو بوضع محدد مبندي علد العندف و تبلدور علد امتدداد مئتدي ألدف دنةن لدى يسدتطيع التصددن لدم‬
‫وتغييره م لما ال تستطيع قطرة النهر التصدن للتيار الذن يوجهها أو إعادة ر م مسار النهر‪.‬‬
‫ل ى ماذا لو اان الوضع المحدد ن وذلد مندذ لحادة انطدالق التيدار ال يددفع وال يؤ دس للعندف وإنمدا أي دا‬
‫للنقي ؟‬
‫***‬ ‫‪.‬‬
‫إنسان التنافس فقا أم أيضا إنسان التعاضد‬
‫الوضع المحدد ب قلم التاريخي وتعقيده المريع ةو إذن العقبة ال أدأ في وجم حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ةو اما رأينا مى جهة أنامة مستقلة مترابطة دينامي ية م العائلة والجماعة والشعب واألمدة واإلنسدانية‬
‫يهي لها التنايم السيا ي وال قافي و العقائدن و االجتماعي الدولي‪.‬‬
‫ةدو مددى جهدة أخددر‪ ،‬تددراام تصدرفات اد األجيداف السددابقة التددي تعاملدا مددع ةدذه األنامددة أو خلقتهددا ن‬
‫ت غط با تمرار علينا وتوجم جزءا أو اال مى مواقزنا وتصرفاتنا ‪.‬‬
‫ةو أخيرا طاقة عنف ةائلة غير مشخصة عمياء ماةا البع الق اء والقدر ونجد أنزسدنا حيالهدا غالدب‬
‫الوقا بال حوف وال قوة ‪.‬‬
‫الحيوية في ا األنامة ؟‬ ‫ما ةد ةذه الطاقة الهائلة التي ت‬
‫إنم طبعا ةاجس البقداء ن علمدا وأن الهداجس ال يعندي المحافادة علد الحيداة فدي الوضدع التدي ةدي عليدم‬
‫وإنما المحافاة عليها و تحسينها باطراد ‪ ,,,‬مما يجع البقاء مشروعا مزتوحا متوا ال وليس ثباتا علد‬
‫بيء‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫لددى تخطددئ تحليد اد المواقددف والتصددرفات داخد اد مسددتو‪ ،‬و التنبددؤ بهددا إن أنددا احت مددا فددي الزهددم‬
‫والتقيدديم دومددا لهدداجس البقدداء‪ .‬ةددذا مددا يجعلنددا نددرجح أنددم محددرك الت نولوجيددا و الددديى والعلددم والزددى‬
‫والسيا ة‪.‬‬
‫حت تتأاد أن األمرةو الق ية المرازية في ا حي وفي ا األنامدة التدي يخلدق نف د أن نادام إلد‬
‫أجزائم‪ .‬تر‪ ،‬أن ال واألجزاء ال تسع إال للبقاء وتو يع مجالم بشدت الو دائ إن ادان فدي الزمدان أو‬
‫في الم ان‪.‬‬
‫لنأخددذ السيا ددة مدد ال ‪ .‬ةددي م ونددة مددى أنامددة ثانويددة ف ريددة م دد االيدددولوجيا والناريددات والبددرامّ‬
‫المتنافسة ‪ .‬ةي م ونة أي ا مى أنامة مادية م الدوف واألحزا والتنايمات واألبخا ‪ .‬مى يسدتطيع‬
‫أن يجادف أن ةد ا ةذه األطرا ةو البقاء أطوف وقا مم ىن فدي السدلطة بدالطبعن بمدا ةدي العنصدر‬
‫األ ا ي الذن يعر البقاء السيا ي‪.‬‬
‫ثمة خا ية ةامة لهاجس البقاء ةي األولوية المطلقة للبقاء العام عل البقاء الخا ‪....‬لل عل الجزء‪.‬‬
‫حقا ةم الزرد األابر بقاته ‪ -‬إال في الحالة الشاذة لالنتحار ‪ -‬ل نم يجد نزسم بسرعة مجندا طوعا أو ارةا‬
‫للدفا عى بقاء األقربيى ثم المجموعة األو ع ولو عل حسا بقائم‪.‬‬
‫ق األكبهر مهن األنها‬
‫ق ا ألنها الهذي يتراجهع أمهام حه ّ‬
‫يجب إ ن أن نأخهذ بعهين االعتبهار فهي معادلهة البقهاء حه ّ‬
‫ويمكههن أن يشههمل العائلههة ويتوقههف عنههدها ‪ ،‬أو يشههمل القبيلههة ويتوقههف عنههدها ‪ ،‬أو يشههمل الشههعب‬
‫ويتوقف عنده ‪ .‬وثمة من يضحي من أجل إنسان ال تربطه به ألنه يرمز لإلنسانية جمعاء‪.‬‬
‫يزرن الجيش عل الجندن الخروت لموتم غير معني برعبم ألن موضدوعم غيدر ةدذا‪ .‬تدزيى االيددولوجيا‬
‫مى تقديمها لبقاء األمة أو الديى الحنيف ‪.‬‬ ‫لالنتحارن أنم ليس لحياتم ا تعماف أف‬
‫لننتبددم ألةميددة ال لمددة المسددتعملة فددي و ددف العمليددة أن الت ددحية بالعربيددة و‪ sacrifice‬بالزرنسددية‬
‫واإلنجليزية ‪ .‬إنها في ا اللغات بقايا مى أف ار و ور األضاحي اآلدمية التي تقدم لآللهة زلز لت دمى‬
‫بقاء نسيّ مى خاليا ا يرة قابلة للتعوي السريع ‪ .‬ل ى ما الذن تحتويم ال لمة عندما ت ون خيارا‬ ‫توا‬
‫حرا ال فرضا بالعنف ‪ ...‬عندما يختار المرء دون فرن مى ضابط أو تروي مدى اداةى أن يقددم حياتدم‬
‫طوعا مى أج مبدأ أو ق ية ما أو أن يسخرةا في خدمة أنا آخر‪.‬‬
‫يعر ا أم وأ جر رضيعا يزعق الساعات الطويلة ب ويتبوف عليم نأن ةناك عدامال واحددا يمندع‬
‫مى رميم مى النافذة ‪ :‬الحب‪.‬‬
‫يجعلنا ةذا الشعور الغريب نتحم ا المشاا التي يسببها لنا ةذا الطز نينا طويلة وأحيانا العمدر الدم‬
‫بدءا مى نوبدات دراخم المزعجدة وةدو رضديع إبدان القيلولدة و فدي آخدر ةزيدع مدى الليد ن إلد ا درة‬
‫مصاريزم ناةي عى مشاالم الجنسية والميتافيزيقية وةو مراةق ‪.‬‬
‫ومى الجهة األخر‪ ،‬يدرك الطز ريعا إل أن مد‪ ،‬يرتبط وجوده بهذا الحب‪.‬‬
‫أليس القانون أن أن طز يص عالمدا ال تنتادره فيدم عنايدة مرادزة مدى قبد مجهدوليى يبددون بدم اةتمامدا‬
‫ةائال مؤة للموت السريع‪ ...‬والع س بالع س أن أن تمتعم ب أ نا ومسدتويات االةتمدام ن ةدو الدذن‬
‫ي ز لم البقاء و النو الجيد منم؟ أليسا أعمق المخاو ن تل التي ال نتخلص منها أبدا ن أن نؤا أو أن‬
‫نرم خارت العش لنمدوت مدى الجدو أو لتزتر دنا السدبا ‪ .‬أن ضدمان ضدد خطدر اهدذا خدارت حدب األم‬
‫واأل ثم ما تيسر مى بقية اآلدمييى ؟‬
‫مما ال ب فيم أننا ال نحب الطز إال لوعينا أن في بقائم بقاتنا ‪ .‬اذل ةو ال يحبندا إال لوعيدم بمدا يدديى‬
‫لنا بم في تأميى وتحسيى بقائم ‪ .‬أما ارةنا لآلخر‪ -‬أو للشيء‪ -‬فنداجم عدى تهديدده لهدذا البقداء أو تصدعيبم ‪.‬‬
‫اما أن ال مباالتنا تجاه نو ثال مى اآلدمييى – أومى األبياء‪ -‬ناجمدة عدى تقدديرنا ب دعف أو انعددام أن‬
‫دور في ق يتنا األول واألخيرة‪ .‬وألننا ندرك باارا أن نصيبنا مى الحب ب أب الم نصيبنا مى الحياة ن‬
‫يصبح البح عنم وااتسابم والمحافاة عليم ومقاي ة ما نعطي منم بما نتلق نالهاجس ال اني فدي رحلتندا‬
‫في ةذا العالم ن ال نختلف في الحاجة ذارا عى أن ن طزال عى عجوزن مل ا عى متسوف ‪.‬‬
‫وفددي الواقددع فددإن الحددب بدرجاتددم وأب د الم ومشددتقاتم المختلزددة ن االصددداقة واألخددوة األثددرة والتعاضددد‬
‫والتراحم ال ن قوة تجمع البشر اما تزعد القدو‪ ،‬ال هربائيدة والمغناطيسدية التدي تدربط ذرات المدادة بينهدا‬
‫لتجع منها ةذا المعدن أو ذل البروتيى ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫إن ةذه المواقف والتصرفات نالموجودة عل طر النقي لعدوانية وعنف نزس لصيادن ةي التي تم ى‬
‫أيضا أفرادا أضعف مى العيش بمزدردةم ن مدى ت دويى عدائالت وقبائد ومجتمعدات وبدعو وأمدم قدادرة‬
‫عل تأميى بقائهدا عبدر الم دان والزمدان‪ *.‬يجدب قبد موا دلة المعالجدة التوقدف عندد تزسدير المصدطلحيى‬
‫لتزادن الخلط و وء الزهم ‪.‬‬
‫لنزتح القوس ةنا لتعريف المصطلحيى ‪.‬‬
‫يتم العنف عند األغلبية في انزجار القنبلة الت رمتها الطائرة أو االنق ان عل الخصم بالقب دتيى أو‬
‫ترابق المتااةريى والبوليس بالحجدارة والقنابد المسديلة للددمو ‪ .‬إن األمدر بم ابدة اختدزاف التغذيدة فدي‬
‫إفراز الز الت إن في مرحلتها النهائية ذات الرائحة ال ريهة‪ .‬فالعنف ةدو جملدة التصدرفات والمواقدف‬
‫التي اان انزجار القنبلة آخرمراحلها‪ .‬لوال تخطيط الباح وتز ير المهندس وإتقان الصانع وخبرة التداجر‬
‫واإلدارن والطيددار وقددرار السيا ددي وان ددبال العسد رن لمددا دداف دم ال ددحايا‪ .‬تم د اد ةددذه العمليددات‬
‫الهادئة '' المتح رة ''ن وأحيانا الذةنية الصر ن مراح ظاةرة غير قابلة للتجزئدة‪ .‬ولدو تأملندا فدي بدت‬
‫مجاالت الديى والسيا ة والحياة االجتماعية وحت العلدم الاتشدزنا فيهدا اد مراحد العندف التدي قدد تدؤدن‬
‫لإلنزجار أو ال تؤدن ‪ .‬مما يعني أننا نعيش ونمارس العنف طوف الوقا وليس فقط عند انزجار القناب ‪.‬‬
‫يصدق نزس التحلي عل الحب الذن نختزلم في آخر مااةره م جما العشيقيى أو عالمات حنان األم‬
‫الساةرة عل طزلها المري ‪ .‬فهاتان الااةرتان مى جديدد تبلدور المرحلدة النهائيدة لسلسدلة مدى المراحد‬
‫فيهدا التزداةم والتجداو والتعداطف والترافدق والتعاضدد ‪ .‬ةدذا مدا يجعلندا دومدا مجتمعدات تن دح بالحدب‬
‫خالفا للصورة القاتمة التي تعطيها عنا زحات الجرائد‪.‬‬
‫نحى إذن أمام قوتيى أ ا يتيى ومتناق تيى تؤديان نزس المهمة ‪.‬‬
‫إن طحية الداروينية ال تتعلق فقط بمزهوم االرتقاء أن بتوةم تزوق اإلنسان علد الحيدوان وإنمدا بتصدور‬
‫آليتم حي جعلا الصرا محرام األ ا دي ‪ .‬ل دى مدا فدات الناريدة أندم لدو ادان الصدرا ن داخد الجدنس‬
‫وبيى األجناسن ةو الزاع الوحيد النقرضا ا األجنداس إن اد مالحادات البيولوجيدا المعا درة ترادز‬
‫عل الع س عل الترابط الوثيق اإلرادن أو غير اإلرادن بيى األجناس وعل دور التعاضد داخ نزس‪.‬‬
‫الجنس و حت بيى أجناس مختلزة لت ويى بيئة مشتراة تسمح للجميع بالعيش‪.‬‬
‫نحدددى ال نلتجدددئ للعندددف ألن فيندددا – أو فدددي أن ادددائى حدددي آخدددر‪ -‬حدددب غريدددزن لسدددز الددددماء وإنمدددا‬
‫لل روريات القاةرة التي يزرضها الوضع المحدد ‪ .‬وحت إبان الراون إليم فإنندا مرتبطدون طدوف القدوت‬
‫بعالقات الحب مع أطرا تساةم في بقاءنا ونساةم في بقائها‪.‬‬
‫لهذا تشجع ا المجتمعات البشرية داخلها عل تو ع الحب وتقلص العنف ‪.‬‬
‫وعندما يخت التوازن تعيده بقوة القانون أو بقانون القوة معاقبة بشدة مرت ب العنف دون لدزوم أو بدإفرال‬
‫تزرن غريزة البقاء اللجوء إل السلم أطوف فترة مم نة والعودة إليم إجباريا بعد اد نوبدة حدر مهمدا‬
‫اانا قا ية وطويلة ‪.‬‬
‫ثمة إذن آليات حز توازن وتعدي لرفدع نسدبة الحدب دومدا وتخزدي نسدبة العندف ‪....‬اد ةدذا طبعدا فدي‬
‫تزاع مع دينامي ية وضع محدد ال يهمم أن قوة تستعم ما داما تؤدن إل البقاء وتحسيى ظروفم ‪.‬‬
‫مددى بدديى أةددم آليددات التعدددي ‪.....‬الز ريددات ن ةددذه ال ائنددات الرمزيددة التددي تعدديش فددي ف دداء اللغددة تر ددد‬
‫تغييرات الوضع المحدد وتحاوف التزاع معم تارة بالعم عل رفع مستو‪ ،‬العنف داخ الشخص وداخ‬
‫المجتمع وتارة أخر‪ ،‬برفع مستو‪ ،‬الحب‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫ا بيء فإن ما نسميم الشر ةو‪....‬‬ ‫*ت ير ةذه الرتيا إب الية معن األخالق ؟ إن قلنا أن البقاء ةو ا‬
‫خير ما بما أنم إ تراتيجيا تلعب دورا في البقاء ال يق أةمية عى الستراتيجيا التي نسدميها الخيدر ‪...‬علمدا‬
‫وأن تحديد المزهوميى يرتبط ببقاء المخاطب الذن ديعر الخيدر بمدا يخددم بقداته والشدر بمدا يخددم بقداء‬
‫عدوه والع س بدالع س ‪ ....‬مدع ا دتحالة تعيديى مقيداس موضدوعي مسدتق بمدا أن اد األطدرا المحدددة‬
‫للمزهوم ةي في را بقاء ‪ .‬لنقب نسبية تعريف المزهوميى وأن الحدود بيى الخير والشر مصطنعة ألن‬
‫مى ير مها أنانية تواجم أنانية وا أنانية تريد المرتبة األعل لتصبح المرجدع الدذن يحددد االثدرة ويسدمي‬
‫المواقف الدنيا ‪....‬أنانية‬

‫‪83‬‬
‫ال بر‪ ،‬م قانون حمورابي أو ال تب المقد ة في زمى‬ ‫قلما نتسائ عى أ با ظهور النصو‬
‫محدد بال بط واأن األمر مجرد دفة‪.‬‬
‫ل ى لدو در دنا ةدذا الادر الاتشدزنا أن النصدو الداعيدة للسدالم والمحبدة تزامندا دومدا مدع تطدور‬
‫خطير لأل لحة نم ااتشا السديف المصدنو مدى الحديدد والصدلب ن أو ارتزدا ا افدة المحداربيى إلد‬
‫أعداد ربما اانا تبدو خيالية ألجدادنا الصياديى‪.‬‬
‫لنلقي السؤاف عل النص ؟ لماذا و ألن غرن برزت في نة ‪ 8991‬؟‬
‫و مى بع مالمح الرد ‪:‬‬
‫بصزة لم يسبق لها م ي ‪...‬‬ ‫بما أن الت نلوجيا اد ا بعو األرن بع ها عل بع‬
‫بما أن الز اء البيئي و الز اء األمني األقتصادن يتوحد بسرعة متصاعدة ن‬
‫اان ال بد مدى تناديم ةدذا الز داء المشدترك الدذن ت ديق رقعتدم حسدب مبدادئ وتراتيدب مشدتراة وإال‬
‫ا تحاف التعايش بيى أمم ا بحا تس ى نزس العمارة الم تاة ‪.‬‬
‫حيح ا ةذا ن ل ى ة اان ظهور أول مشاريع الدنص فدي بدايدة العشدرينات مدى القدرن الماضدين‬
‫أن بعد ارت ا بعو '' متح رة'' ألابر مجزرة الصياديىن ميا الحر العالمية األولي‪ ....‬مدى بدا‬
‫الصدفة ‪.‬‬
‫أليس ةنداك ارتبدال واضدح بديى ظهدورك يدا ندص والزتدرة الرةيبدة التدي ادان العدالم خارجدا منهدا لتدوه‬
‫‪....‬خا ة بيى ظهورك وظهور الو تبدو أمامم ا أ لحة الماضي لعب اطزاف مشااسيى ؟‬
‫ة ت ون تعبيرا عى تجند القوة األخر‪ ،‬التي تسند بقائنا وةي قوة ال يستهان بها ‪.‬‬
‫نحى إذن لسنا بصدد التسمم بأحالم وردية ال ضامى لها غير بهواتنا العاجزة وإنمدا أمدام آليدات تصدحيح‬
‫جبارة تحاوف ترتيب الوضع المحدد حت ال تصبح إحد‪ ،‬أداتي البقاء أداة الزناء ‪....‬فناء البشرية برمتها‪.‬‬
‫يعود للنزس المحبطة حيويتها وةي تزهم أن الوضع المحدد م رياو المحديط الهوجداء التدي تدنز بدرا‬
‫الزورق التائم في اتسا المحيط ن تدفع بم نحو القا ن في الوقا الذن تدفع بم نحو المرفأ‪.‬‬
‫حيح أن المة المالحة تتوقف عل قلي مى الح ن ل نها تتوقف ا يرا عل مهارة المالو ‪.‬‬

‫***‬

‫‪84‬‬
‫قراءة في اإلعالن العالمي لتحقيق اإلنسان‬

‫تزتتح مم لة م تب األمم المتحدة االجتما ‪:‬‬


‫‪ -‬ح ددرات مندددوبي الدددوف ومم لددي الجمعيددات المدنيددة ‪ :‬مرحبددا ب ددم وبد را علد تلبيددة دعوتنددا و ت لز ددم‬
‫مشاق الح ور إل نايروبي ‪ .‬اما را دلناام ن موضدو وربدتنا القيدام بقدراءة إفريقيدة لمسدودة االتزاقيدة‬
‫الدوليددة لحقددوق الطز د ‪ .‬لقددد تم دا القددراءة اآل دديوية واألوروبيددة فددي وربددات عم د موازيددة ولددم تبق د إال‬
‫اال تشارة األفريقية ‪ .‬بعدةا تصا الوثيقة النهائية في اللجنة الدولية المختصة لتعرن للمصادقة علد‬
‫الجمعية العامية في أقر وقا اما نتمن جميعا ‪.‬‬
‫ماذا قالا المرأة ؟ ح رات مندوبي الدوف و ممثلي الجمعيات المدنية ! إذن دخ أخيرا مم لوا المجتمع‬
‫المدني قاعة الصياغة ‪ .‬يا لحسى الح وحاي أنا بالخصو ألنم لوال ةذا لما حص لي الشر !‬
‫ينطلق النقاش هال ‪.‬‬
‫البند ال اني‪" :‬وللطز الحق منذ والدتم في ا م وجنسية"‪.‬‬
‫‪ -‬ال اعتران مى أحد ؟ مابي‪.‬‬
‫آه لو وا لنا عل المنواف ‪ .‬ن م قراءة المشرو بأاملم ةذه الليلة‪ .‬اان بالطبع تزاتال في غير محلم‪.‬‬
‫‪-‬أنا أحتّ عل الزص السابع جملة وتزصيالن حرية التعبير للطز ! ما ةذه السخافة؟ أعيددوا القدراءة جيددا‬
‫لتزهموا خطورة ةذا البند‪.‬‬
‫"تتعهد الدوف المم ية عل ةذه المعاةدة ب مان حق ا طزد قدادر علد ت دويى رأيدم الخدا والتعبيدر‬
‫الحر" ا تمعوا جيدا للزص السابع م رر فهو أخطر ‪":‬للطز حق التعبير ويت مى ةذا الحق حرية البح‬
‫وتلقي المعلومات و األف ار مى ا نو "‬
‫رخ الرج اأنم في محز خطابي لمعراة انتخابية ‪:‬أن طز قدادر علد ت دويى أرائدم الخا دة؟ ومتد‬
‫اان للطز آراء خا ة ؟ إن الطز اإلفريقي مطالب باإلنصات إل ال بدارن مطالدب بداحترامهم‪ .‬ليسدا لدم‬
‫أف ار خا ة بم إنما أف ار الجماعة‪ .‬ثم ماذا عى السابع م رر؟ تلقي المعلومات مى ا ندو ! ةد للطزد‬
‫اإلفريقي الحق في تلقي المعلومات الجنسية ؟ةد ةدذه مصدلحتم؟ ةد نبديح لدم البحد عدى األفدالم الخليعدة‬
‫ومشاةدتها بحجة حقم في حرية الرأن ؟ ال يدا إخدواني يجدب رفد ةدذا البندد جملدة وتزصديال‪ .‬ألديس ةدذا‬
‫البند إخوتي أخواتي التعبير الصارخ عى المرازية الغربية؟ ال يم ننا نحدى األفارقدة أن نقبد ةدذا التعددن‬
‫عل ثقافتنا‪.‬‬
‫ايف يصزي حسدابات قديمدة مدع اد الدذيى ضديقوا‬ ‫ثم جلس المم المحترم يرتجف مى الغ ب ال يعر‬
‫عليم الخناق أةانوه عل مر مئتي ألف نة ‪.‬‬
‫وحوف طاولة الغداء قالا مم لة دولة الزائير والغ ب ي سو مالمحها‪:‬‬
‫‪ -‬برب ة الحاا‪ :‬أعطونا تون دوالرا فقط بدال يوميا ‪ .‬أيعق ةذا؟ يجب أال نرض بأق مى مائة‪.‬‬
‫قلا مغيرا الموضو ‪ :‬ق ينا نصف يدوم فدي بندد واحدد والمشدرو فيدم خمسديى ‪ .‬الاداةر أنندا نق دي‬
‫الشهر في ةذه المدينة ‪.‬‬
‫قاف مم داتاتورية نيجيريا‪ :‬ولم ال‪ .‬أيست رون علينا بهرا وةم يدبجون ةذه الوثيقة منذ ثالثيى نة؟‬
‫اان واضحا أن المؤتمر فر ة للهرو مى زوجة قديمة أو مى رئيس قسم ثقي الا ‪.‬‬
‫وبعد انتهاء الجلسة المسائية خرجنا لحديقة النزف حي دونا المالحاات اآلتية ‪ :‬ينه السادة والسديدات‬
‫المشاراو ن بت ا مى ارا يهم في اتجاه البوفيم ال دخم بدأنهم فدي ةدذا بدأن السدواو القدادميى لدرحالت‬
‫''السددافارن ''‪. .‬يختددارون مددا يدروق لهددم مددى أنددوا السددلطة و اللحددوم و األ ددماك وجددراد البحددر والزوااددم‬

‫‪85‬‬
‫والمرطبددات‪ ......‬يعددودون بهددا إل د طدداوالتهم النا ددعة البيددانن موا ددليى أحددادي هم المرحددةن والخمددرة‬
‫المعتقة أو الجعة الم لجة تمأل ال ؤوس‪ ......‬لما ينتهي الدذةا واإليدا مدى والد البوفيدم نتشدع السدجائر‬
‫األمري ية الصزراء الطويلة ‪ .‬تت دس علد الطاولدة أ دنا األ دماك وقطدع اللحدم المتنداثرة ومدا بقدي مدى‬
‫مختلف المرطبات وبع ها لم يمس‪.‬‬
‫تتسددع حدقددة أطزدداف يرابطددون منددذ بدايددة العشدداء خلددف األبددجار‪( .‬يقدداف أنهددم يصددطادون ااألرانددب فددي‬
‫البرازي )‪ ......‬إنها لحاة ةجوم خاطف يبدو منسقا‪ .‬يباغا العدو (طاقم النزف الزخدم فالشدماليون الشدقر ال‬
‫يتغذون بلحم األطزاف السود خارت أوقات العمد ) ‪ .‬تتددافع األيددن الصدغيرة تجمدع فدي درعة محمومدة مدا‬
‫بقي عل الطاولة‪ .‬ال ب أن المرطبات تمتزت بالطماطم وأبالء السم واللحدم فدي األايداس الجداةزة ‪.‬‬
‫أن عجينة غريبة يتعش بها األطزاف ةدذه الليلدة ؟ تتددافع األرجد الحافيدة الصدغيرة نحدو النجداة قبد أن‬
‫تتهاو‪ ،‬اللطمات عل الدرتوس‪ .‬برافدو للسدرعة والتنسديق وبدهية طيبدة يدا أطزدالي ولدو أن دم أفسددتم علدي‬
‫وعل ال يريى بقية السدهرة ‪ .‬وفدي ةدذه الليلدة الالمداء عديمدة البدر تلتصدق األجسداد الصدغيرة ببع دها‬
‫البع ةنا في نايروبي م لما تلتصق عل أر زة أاابول و وبومبان و اوبولو وليمدا والبداز والقدوسن‬
‫بح ا عى األمى والنومن بانتاار تجدد الجو والتسوف واالغتصا في ظ الخو مى ر ا ة طائشدة‬
‫ةؤالء األطزاف المتدافعيى ببقايا عشائنا عينة مدى مئدات ماليديى أطزداف ةدذا العدالمن ال يجسدمون فقدر أمدم‬
‫الجنو الجائعة أو احتداد أزمتها بقدر ما يجسددون الشدرخ الهائد الدذن يشدق العائلدة البشدرية ونحدى ةندا‬
‫نتشاجر في ةذا الجو الزاخر الزاجرحوف حق الطز في الرأن ! ة يجب أن اضح أم أن أب ي ؟‬
‫ربما لم ااتب ةذه األ طر بعة عشر نة بعد ذلد اللقداء إال للدتخلص مدى حيرتدي و خا دة مدى مشداعر‬
‫الذنب وأنا احسب أن ت اليف بطاقة السزر والندزف ااندا اافيدة لتغييدر حيداة طزد تائدم فدي بدوار المديندة‬
‫الغارقة في فقر مشيى ووح مطر حزيى ‪.‬‬
‫وتل الليلة ألح علي السؤاف ‪ :‬ماذا أفع ةنا بال بط ن ماذا نزع النا ةنان ب حت مى نحى ؟‬
‫بداةة نحى جملة مى مم لي الدوف ن مى مرتبة جد متواضعةن ومم لي جمعيات مدنيةن أحيانا لم يسمع بها‬
‫أحد حت في بلدانها‪ .‬نحى رجاف ونساء مى بماف الصحراء وجنوبها نجمعتنا بيروقراطيدة األمدم المتحددة‬
‫لنعطي في وثيقة رأيا النا نعر أنم ال يساو‪ ،‬قالمة ظزر ( ولو أن فينا مى اان يموه عل نزسم بتصور‬
‫الع س)‪.‬‬
‫قلما ننتبم ل ون ورة العالم التي نحملها ةي مى فع بب ة محليدة مدى األدمغدة المتعاقبدة جديال بعدد جيد‬
‫بإنتاجها مى المعطيات الدينية و الزنية و العلمية و التقنية ‪ .‬ال يهم أن يتمزق جزء منها ألنهدا تجددد دومدا‬
‫خالياةا و تعيد ت وينها بعد ا حادث تاريخي يؤدن إل عطب خطير فيها ‪ .‬إنما الخطر في عزلتها عدى‬
‫فيها حيويتها وال تمتص منها ا ما فيها مى زخم وعطاء‪.‬‬ ‫بقية أجزاء الشب ة ال بر‪ ،‬فال ت‬
‫وبتطور التاري نشاةد ارتباطدا متصداعدا لشدب ات الز در امدا ندر‪ ،‬تصداعد تدرابط بدب ة الموا دالت‬
‫البريددة والبحريددة ‪ .‬ي تسددب الددنص أةميتددم أي ددا ال مددى اونددم نتددات بددب ة مددى األدمغددة أدمجددا ا يددرا مددى‬
‫الشب ات المحليدة ن ل دى مدى اوندم أداة إضدافية لت دويى الشدب ة العامد وتمتديى روابطهدا وتمرينهدا علد‬
‫العم المشترك‪.‬‬
‫نعم ا ةذا حيح ‪ .‬ل ى ثمة بيء أةم‪ ...‬قد ي ون ةو اآلخر متابعة خرية التاري التي حراا األيادن‬
‫التي اتبا النص ‪.‬‬
‫آه الدددنص وإبددداراتم المقت دددبة والمتنددداثرة لموضدددوعنا ‪ " :‬ولألمومدددة والطزولدددة الحدددق فدددي المسددداعدة‬
‫والرعاية‪ .....‬ولجميع األطزاف حق التمتع بنزس الحماية االجتماعية واء اانا والدتهم في إطار الدزوات‬
‫أو خارجددم ‪ ..‬الحددق فددي التعلدديم ويجددب أن ي ددون التعلدديم فددي مراحلددم االبتدائيددة واأل ا ددية علدد األقدد‬
‫بالمجان‪".‬‬
‫ةجومم عل البند السابع والبند السابع م رر‪.‬‬ ‫قاف الرج الر مي البال األناقة يوا‬

‫‪86‬‬
‫‪ -‬ال بد مى وثيقة إفريقية تحترم فيها خصو ياتنا الح ارية وال تداس فيهدا قيمندا بحجدة العالميدة الوةميدة‬
‫التي يعلم الجميع أنها اال م المؤد للمرازية الغربية‪.‬‬
‫‪ -‬نحزم إذن حقائبنا ونترك ةذه الوثيقة بما أنها تخص العالم ال قارتنا ‪.‬‬
‫‪ -‬طبعا الن نزرن ا ما يم ى فرضم ونطبعها بطابع خصو ياتنا نحى األفارقة‪.‬‬
‫‪ -‬لماذا تلوم الغربييى إذا أرادوا حشر ب اعتهم‪ .‬والحاف أن ةذا ما تحاولم أنا‪.‬‬
‫ضح الرج ‪.‬قاف ‪ :‬إنها قواعد اللعبة ل ى المالعيى أقو‪ ،‬منا‪ .‬مهال ‪ .‬الخا ية األولد لميدزان القدو‪ ،‬إندم‬
‫قاب للتغيير و يتغير طاف الزمان أو قصر‪.‬‬
‫االجتما والتعدن عل األعصا المشددودة المرةقدة ‪ .‬يصدرخ أحددةم ملوحدا بورقدة العمد ‪" :‬‬ ‫يتوا‬
‫ت مى الدولة المم ية عل ةذه المعاةدة احترام حق الطز في حرية المعتقد و ال مير و الديى "‪.‬‬
‫ة يعني ةدذا أن للطزد حدق اعتنداق دياندة غيدر دياندة أةلدم ؟ ةد نقبد مندم الخدروت عدى ديدى آبداءه و‬
‫أجداده إذ عى لم ذل ؟ ةذا النص مرفون جملة و تزصديال ‪ .‬إندم تعدد دارخ علد دينندا الحنيدف والدردة‬
‫عندنا ال تواجم إال الموت ‪.‬‬
‫يا إلهي ام مدى وقدا ن ديعم فدي تبدادف الحجدّ حدوف ةدذا الموضدو ن ناةيد عدى الخصدومات المتعدددة‬
‫األخر‪ ،‬التي تنتارنا عند و دوف العقوبدات الجسددية فدي الزصد ال دامى و التبندي فدي الزصد الحدادن‬
‫عشر‪.‬‬
‫قالا المم لة األوغندية و اانا القاعة ببم فارغة حي خير المندوبون القيلولة و السباحة‪:‬‬
‫‪ -‬ختان البندا ! ختدان البندا ! ال نسدمح مدى الغدربييى إال عدى ةدذا الموضدو ‪ .‬ةدم يقصددوننا بالزصد‬
‫ال امى م ر ر عندما يت لمون عى حماية الطز مى ا نو مى أندوا اإل داءة الجسددية أو النزسدية ‪.‬‬
‫ليهتموا بنسبة اغتصا األطزاف عندةم ‪.‬‬
‫قلا ‪ :‬ةذا موضوعنا أي ا ‪ .‬إنم موضو ا المجتمعات ‪.‬عل ا يجب أن ي ون التنصيص علد تحدريم‬
‫و تجريم ختان البنا أوضح ب ير مما ةو في النص‪.‬‬
‫‪ -‬ماذا تعرفون أنتم العر عى تقاليدنا و عاداتنا نحى األفارقة ؟‬
‫‪ -‬أفريقيا المة عربية و نحى العر نصف ان القارة ‪.‬‬
‫‪ -‬نعم وال يعر باع م الطوي في ا ترقاق األفارقة ‪.‬‬
‫‪ -‬أرجوك يا يدتي ‪.‬‬
‫‪ -‬أرجوك أنا يا يدن ‪...‬نحى ةنا في قارتنا وال أحد مى الغربييى أو مى العر قادر عل أن يملدئ عليندا‬
‫ايف نربي أطزالنا‪.‬‬
‫‪ -‬ايف يم ى إتخاذ م ةذا الموقف وأندا إمدرأة وال تم لديى دولدة ا دتبدادية ونادام عزدى وإنمدا جمعيدة‬
‫مدنية تهتم بأطزاف الشوار !‬
‫‪ -‬مى ف ل يا يدن ‪...‬‬
‫ال ‪....‬‬
‫‪ -‬اللعنة ‪ .‬إنها نزس الخصومات التي و زها ةمزدرن واأنندا نحدى نزدس األبدخا الدذيى تخا دموا حدوف‬
‫ا نقطة وفا لة‪ .‬مجددا ما مغز‪ ،‬ةذه الوثيقة التي مازلا تتع ر مى لجنة إل أخر‪،‬ن مى بلد إل آخدرن‬
‫مى قارة إل أخر‪ ،‬منذ قرابة ال الثيى نة ؟‬
‫قالا الم يزة للندوة ‪ :‬يداتي ادتي أب رام با م الم تب اإلقليمي عل ما قمتم بم مى عم رائدع طدواف‬
‫نهددار األمددس ‪ .‬نوا د ةددذا الصددباو النقدداش‪" .‬تحددد حريددة الددرأن ةددذه بجملددة مددى القيددود عل د أن ت ددون‬
‫ضرورية ومزروضة بالقانون أن ضرورة احترام حقوق وعدرن الغيدر والمحافادة علد األمدى الدوطني‬
‫والناام العام والصحة العمومية واألخالق الحميدة"‬

‫‪87‬‬
‫راخ مم لي الجمعيات المدنية ‪ .‬قلا مته ما‪ :‬دت ون دائمدا حريدة الدرأن بالصددفة مناق دة إمدا‬ ‫يتعال‬
‫لمصلحة األمى الوطني و للناام العام وإما لألخالق الحميدة أو للصحة العموميةن ألن مدى يحددد مقداييس‬
‫التعدددن علد الناددام العددام لدديس الطزد ما ددح األحذيددة وإنمددا الدددوف التددي تدددفع راتددب الشددرطي الممس د‬
‫بالهراوة لتطهير الشوار مى ا ما مى بأنم تهديد ةذا األمى الدوطني العزيدز علد قلوبندا جميعدا‪ .‬إنهدا‬
‫نزس اللعبة القديمة‪ .‬يعطون باليميى ويسحبون باليسار ‪.‬‬
‫تزرن الجمعيات المدنية بطب المواندع و الحدواجز و القيدود دون أدند وةدم حدوف حاوظهدا فدي تغييدر‬
‫نص انا نعلم أن ياغتم النهائية تخ ع العتبارات ال عالقة لها برأن لجنة إفريقية فرعية دعيا لتمرير‬
‫وةم عالمية التشاور الديمقراطي‪.‬‬
‫يعاودني السؤاف اللعيى مرة أخر‪ ،‬وقد تزاقم بعورن باإلحبال والتزاةة والعب ية ‪ :‬ماذا نزع النا ةنا؟‬
‫ااندا اإلجابدة يومهددا ‪ :‬ةدذا اجتمددا لجندة مختصددة م وندة مددى العدامليى فددي ميددان حقددوق اإلنسدان إلبددداء‬
‫مجرد رأن في مشرو وثيقة المعاةدة العالمية لحقوق الطز ‪.‬‬
‫ل ى اإلجابة اليوم بعد مرور ا ةذه السنوات أننا انا جملة الرجاف و النساءن الر مييى وغير ر دمييى‬
‫ن المنتمدديى إل د مختلددف ال قافددات و التوجهددات السيا ددية ن الزددتهم الصدددفة وال ددرورة بالمسدداةمة فددي‬
‫موا لة اتابة نص ليس نما نحا مرة واحددة وخدرت للوجدود ادامال وم تزيدا بذاتدم وإنمدا ندص‪ -‬جدذ‬
‫يرمي جذوره في عمق نصو قديمة و تتزر عنم ما ال يحص مى األغصان المحملة بشهي ال مار‪.‬‬
‫نعم إن ما جمعنا تلك األيام لجنة فرعية من لجنة ثانوية هي األخرى جزء من لجنهة تنتمهي لمجموعهة ال‬
‫تحصههو مههن لجههان مهها انفكههت منههذ أكثههر مههن نصههف قههرن تههدبي المعاهههدات والمواثيههق والبروتوكههوالت‬
‫بخصوص العنصرية ‪ ،‬الالمساواة بين الجنسين ‪ ،‬التعصب ‪ ,‬الفقر ‪ ،‬اإلبادة الجماعية ‪ ,‬الرق ‪ ,‬السخرة‬
‫‪ ,‬الدعارة ‪ ,‬السجناء ‪ ,‬التعذيب ‪ ,‬الالجئين ‪ ,‬الحرب‪ ،‬ظلم استغال الموارد الطبيعية ‪ ,‬تكبّهر ثقافهات علهو‬
‫أخرى‪ ...‬الخ ‪ ....‬كل هذا ألن الهنص لهم يكهن سهوى المهدخل والتلخهيص لمشهروع كتهاب قهد ال ينتههي نصهه‬
‫ن قوانين وقيم عهالم واحهد ال يمهرض منهه عضهو إال وتهداعت لهه بقيهة األعضهاء بالسههر‬ ‫يوما‪ ،‬هدفه س ّ‬
‫والحمّو ‪.‬‬
‫الوالدة ‪.‬‬ ‫ةا نحى أمام نص مزتوو با ن خصب لم ينجب اام ذريتم و يوا‬
‫نحى أمام نص يخطط لمشرو إنسان ‪..‬لمشرو إنسانية ‪.‬‬
‫آه ام نود اإليمان بوجود بيء ا مم اإلنسان وبق ية ا دمها تحقيدق اإلنسدانية ن ألنندا نبحد عدى ق دية‬
‫ننخرل فيها تعطي للت حيات القديمة واآلتية معناةا‪ .‬ل ننا في نزس الوقا ب وحدذر ومدرارة و دخرية‬
‫مى ا الق ايا وما يسندةا مى مزاةيم ف زاضة‪ .‬إنم حاف مى لد مى نزس الجحر ألف مدرة ومدع ةدذا مدا‬
‫زاف مصرا عل البح في غار األفع عى بئء ةام ال يعر ما ةيتم ‪.‬‬
‫فه ثمة في ةذا المشرو ما يعيد لندا حمداس الشدبا دون مدا يصدحبم مدى دذاجة و درعة انطزداء اللهدب‬
‫المقدس ؟‬
‫** *‬

‫‪88‬‬
‫المشروع العظيم‬

‫السطور األخيرة مى الديباجة‪.‬‬


‫''فإن الجمعية العامة ‪ :‬تنشر عل المأل ةذا اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بو زم الم األعل المشترك‬
‫الذن يجب أن تبلغه كافة الشعوب و كافة األممن اما يسع جميع أفراد المجتمدع وةيئداتهم واضدعيى ةدذا‬
‫اإلعالن نصب أعينهم عل الدوام ‪ ,‬ومى خالف التعليم و التربية إل توطيد احترام ةذه الحقوق‬
‫و الحريددات ‪ ,‬و امددا ي زلددون بالتدددابير المطددردة الوطنيددة و الدوليددة لالعتددرا العددالمي بهددا و مراعاتهددا‬
‫الزعلية''‪.‬‬
‫ال يهم في ةذا الموضع مى التحلي ضخامة مشرو يتوجم لكافة الشعو واألمدم يحددد لهدا المثهل األعلهو‬
‫المشترك وةو األمر الذن لم يعر لم ناير في تاري البشرية ‪.‬‬
‫لنقصر مشاغلنا في تزحص أةدا المشرو وةي ضمان ‪:‬‬
‫حق ا البشر في الحياة والحرية‪... .‬في الحرمة الجسدية ‪...‬في الشخصية القانونية ‪...‬في المساواة أمدام‬
‫القددانون ‪....‬فددي المحاامددة العادلددة‪...‬فددي الحيدداة الخا ددة‪ ....‬فددي التنقد الحددر‪ ...‬فددي الجنسددية ‪...‬فددي تا دديس‬
‫عائلددة ‪...‬فددي المل يددة ‪....‬فددي حريددة التز يددر وال ددمير والددديى‪...‬فددي حريددة الددر أن والتعبيددر ‪....‬فددي حريددة‬
‫االبتراك في الجمعيات والجماعات السلمية‪ ...‬فدي االبدتراك فدي إدارة الشدؤون العامدة ‪ ....‬فدي ال دمانة‬
‫االجتماعية ‪...‬في العم بشرول عادلة ومرضية و حق الحماية مى البطالة ‪ ...‬في الراحة‪ ....‬في مسدتو‪،‬‬
‫مددى المعيشددة اددا للمحافاددة علد الصددحة والرفاةيددة ‪....‬فددي التغذيددة والملددبس والمسد ى والعنايددة الطبيددة‬
‫واددذل الخدددمات االجتماعيددة الالزمددة ‪....‬فددي التددأميى فددي حدداالت البطالددة والمددرن والعجددز والترم د‬
‫والشيخوخة وغير ذل مى فقدان و ائ العديش نتيجدة لادرو خارجدة عدى إرادة اإلنسدان ‪....‬فدي التعلديم‬
‫والتربيددة‪......‬فددي التزدداةم والتسددامح بدديى الشددعو والجماعددات العنصددرية والدينيددة ‪....‬فددي السددالم‪ ...‬فددي‬
‫االبتراك في حياة المجتمع ال قافية ‪.......‬في اال تمتا بالزنون والمساةمة في التقدم العلمي‪.......‬فدي نادام‬
‫اجتماعي ودولي تتحقق بمقت اه الحقوق والحريات المنصو عليها في ةذا اإلعالن تحققا تاما ‪....‬‬
‫‪ .....‬في قانون ال ةد لم غير االعترا بحقوق الغير وحرياتدم واحترامهدا لتحقيدق المقت ديات العادلدة‬
‫للناام العام والمصلحة العامة واألخالق في مجتمع ديمقراطي ‪.......‬‬

‫نتوقف ةنا لحاة عى ال تابة اللتقال األنزاس ن وربما للشرو في الحلدم الرائدع أو ل دتم ال دح بالنسدبة‬
‫لمى لهم مواقف مسبقة غير التي تحرانا ‪.‬‬
‫وحت تلتزم القراءة بالنزاةدة التامدة التدي ةدي بدرل نجاحهدا امدا رأيندا ن ال بدد مدى تعريدة اد المواقدف‬
‫المسبقة وةي ال تخدرت عدى طدرق التز يدر المعهدودة التدي توجدد وراء قبدوف أو رفد أن مشدرو منهدا‬
‫أ ا ا‪:‬‬
‫السذاجة ‪ :‬تتحقق ا ةذه الحقوق ألنم لنا فيها الحق ‪.‬‬
‫اإليمان‪ :‬تتحقق ا ةذه الحقوق ألن ةذا ما قالم اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫الطوباوية ‪ :‬تتحقق ا ةذه الحقوق ألن اإلنسان اائى عاق وبصدد التقدم والتح ر‪.‬‬
‫الرجم بالغيب ‪ :‬تتحقق ا ةذه الحقوق ألن ةذا ما وعدتنا بم الحياة ‪.‬‬
‫النصب واالحتياف ‪ :‬تتحقق ا ةذه الحقوق ألن القراءة العلمية الصحيحة للتاري تاهر بما ال جدف فيم‬
‫أن بداخلم قوانيى موضوعية مى حسى حا م أنني ااتشزتها ل م تؤاد الها حتمية ال ‪...‬‬
‫المواقف المسبقة التي تتح م في رف المشاريع فمنها المبنية عل ‪:‬‬ ‫أما بخصو‬
‫البراجماتية ‪ :‬لو حسبنا ما يت لزم تم يى ا إنسان مى المستو‪ ،‬المعيشي الذن يتحدث عندم المشدرو ن‬
‫وةو لحد اآلن المستو‪ ،‬الذن حققم اإلنسان في البلدان الغنيةن لما ازا ا المعادن وا المياه وا مدوارد‬
‫الطاقة التي توجد عل طح األرن ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫العلمانية ‪ :‬ة حسبتم عدد مشاريع الخال التي حز بهدا التداري وايدف انتهدا الهدا للتشدريع لع دس مدا‬
‫اانا تدعو إليها ‪ .‬ي ون مى الطريف رتية محاام حقوق اإلنسان تصددر أح دام السدح والجلدد والحدرق‬
‫حيا للدفا عى قيم العابر مى ديسمبر الخالدة ‪.‬‬
‫الش المزمى ‪ :‬مى أيى ل م ةذه األحالم السخيزة والحاف أننا مقدمون عل أزمة بيئة وف اء حيون وطاقة‬
‫تؤدن مبابرة لحر '' الح ارات'' وبعدةا مبابرة لحر األحياء وحر القر‪ ،‬داخ ا بلد‪.‬‬
‫السخرية ‪ :‬ل دى تحقيدق م د ةدذه الحقدوق قدد يطيد فدي عمدر الجدنس والحداف أن انقراضدم ةدو المطلدو‬
‫ليستريح منم ال واب ويسترجع عافيتم ‪.‬‬
‫ال ننس أن المواقف المسبقة ةي دوما ف ر في الااةر ومزال في األعماق‪.‬‬
‫ةي تصب الها إما في خانة التشاتم أو في خانة التزاتف‪.‬‬
‫ل ننا مى أنصار الموقف الو ط الذن ماه إمي حبيبي التشاؤ ويم ى تعريزم بأنم الموقف الذن يدر‪،‬‬
‫نصف ال و الزار الذن يراه المتشاتم في نزس الوقدا الدذن يدر‪ ،‬فيدم نصدف ال دو المدآلن الدذن يدراه‬
‫المتزائ د ‪...‬أن أن دم يعتبددر ب د بسدداطة وب د موضددوعية الوضددع الحقيقددي لل ددو بمددا ةددو بصددزة نهائيددة‬
‫نصف فار و نصف مآلن‪.‬‬
‫ايف يم ى لهذا المزات ''التشاتلي '' أن ي رن قراءة النص ؟‬
‫ةو يبقي م ال البا مزتوحا أمام فش ذريع للمشرو ألنم ال وةم لم حوف تدخ قو‪ ،‬موضوعية جبارة‬
‫تقودنا '' حتميا'' نحو المدينة الزاضلة ‪ .‬اما ال وةم لم حوف تدخ قوة غيبية تعن بمصير البشر أا ر ممدا‬
‫تعن د بمصددير النم د والخنددافس والشددجرن م لمددا ال وةددم لددم حددوف غلبددة التطبددع عل د الطبددع فددي إنسددان‬
‫المستقب ‪.‬‬
‫ل نم يب ق أي ا البا مزتوحا أمام إم انية تحقيق المشرو اليا أو جزئيدا ن إلدراادم أن اإلنسدان ادائى‬
‫قادر عل تصور مصيره والتخطيط لم وحت عل تحقيق المعجزات‪.‬‬
‫ي ا لهذا أن ف رة الزش الذريع تنهي القراءة ونحى نريد متابعتها لوعينا أنم ما زاف لها ما تست شف ‪.‬‬
‫إذن القراءة نتأم في م ونات المشرو والنا وعي أن مزاجنا المتشائ ةو الذن يوجم أف ارا ال‬ ‫نوا‬
‫ندعي أنها ااتشافات ترت ز عل منهجية ال تعر الخطأ‪.‬‬
‫المهم أننا أمام مشرو إلزامي بما أن النص ا تعم فع يجب في جملتدم محم ال اافدة الشدعو واافدة‬
‫األمددم مسددؤولية تحقيقددم‪ .‬ل ننددا لسددنا أمددام مشددرو عملددي االددذن عودتنددا عليددم السيا ددة أو االقتصدداد أو‬
‫الصحة العمومية أن بأةدا واضحة ن معقولة نقابلة للتقييم بعد زمى محدد مى أعماف م بوطة‪.‬‬
‫فهذا مشرو لم أةدا ضخمة ت اد تدخ في با المستحي ومى ثمة و زها بأنهدا "م د أعلد '' ‪ .‬ادذل‬
‫ليس لم زمى محدد لبلو أةدافم ‪ .‬أ ما الم لزديى بإنجدازه فهدم مدى اإلبهدام والغمدون والتعمديم بمدا ال يسدمح‬
‫بر د أن مسئوف فعلي يم ى أن نحا بم يوما عل تع ر أو تأخر أو وء تطبيق‪.‬‬
‫ةا قد تعطلا أدواتنا المعتادة لتحلي المشاريع والح م عليها ‪.‬‬
‫لنذار مرة أخر‪ ،‬أن موضو القراءة ليس قددو المشدرو أو مدحدم ن ولديس دياغة تزا دي تنزيدذه مدى‬
‫منطق تصدزيف التمنيدات التدي يعهدد لمجهدوف بتنزيدذةا ‪ .‬ف د ةدذا عمد عب دي مدى الناحيدة الز ريدة وعدديم‬
‫الجدددو‪ ،‬مددى الناحيددة العمليددة‪ .‬إنمددا مسدداةمتها فددي تزحددص بددرول التحقيددق بددأابر قدددر مم ددى مددى التجددرد‬
‫والنزاةة ال نخلط بيى رغباتنا وتحقيقها السحرن ‪.‬‬
‫حو لة موقف النص قب االنطالق في تزحص حاوع نجاحم‪.‬‬
‫ةو يعتر أن مى إم انيات اإلنسدان قبدوف وممار دة اد أ دنا العندف وذروتهدا التعدذيب وبقيدة‬
‫االنتهااددات ‪ .‬اال ددتنتات األوف ‪ :‬ةندداك جملددة مددى اال ددتعدادات الطبيعيددة الزطريددة عنددده الرت ددا ادد‬
‫الموبقات ‪.‬‬
‫اال تنتات داخ اال تنتات أن ةذا اإلنسان ليس بحاجة إل حقوق و إنما إل اباالت و قزص مى حديد ‪.‬‬
‫السؤاف العرضي ‪ :‬أيم ى ألن مشرو تحررن و باأل اس المشرو الجديد أن ينجح و اإلنسان بم ةدذه‬
‫اال تعدادات ؟‬
‫ل ى النص يقوف مى جهة أخر‪ ،‬أن مى إم انياتم رف اد تمييدز بسدبب العنصدر أو اللدون أو الجدنس أو‬
‫اللغة وا تن ار التعذيب والسعي لتمتيع ا إنسان بحقوقم‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫اال تنتات داخ اال تنتات ‪ :‬لإلنسان ا تعدادات طبيعية فطرية تجعلم الدواء الوحيد للداء ‪.‬‬
‫السؤاف العرضي ‪ :‬لماذا لم يتحقق المشرو لحد اآلن بم ةذه اال تعدادات؟‬
‫رأينا أن المخرت مى المزارقة ةو القوف أن ةناك وعي بتعاظم األخطار التي يم لها مدا و د إليدم الوضدع‬
‫المحدد مى ارتزا منسو العنف إل درجة تتطلب تدخ حازم وحا م للحب حت ال يزني الجنس ‪.‬‬
‫لي ى ‪.‬‬
‫واآلن ايف يتقدم تحقيق المشرو وقد ات حا لنا ا الحوافز وا الموانع ‪.‬‬
‫***‬

‫‪91‬‬
‫العقبة األلزلية‬
‫'في كل مكان يحلم اإلنسان بالحرية وفي كل مكان تراه يرسف في األغال ''‬
‫روسّو‬
‫الم ددان ‪ :‬قصددر للمددؤتمرات و الموضددو المطددروو للنقدداش ‪ :‬ايددف نزددرن حقددوق اإلنسددان عل د أنامددة‬
‫وعصابات وأبدخا تهي لدوا وةي لدوا اد بديء حدوف اد ماداةر ومشدتقات العندف ويتصددون بالحديدد‬
‫والنار ل ثورة انزجرت ال تحالة موا لة تحم ما اليطاق مى الجو أو مى اإلذالف ‪.‬‬
‫ومما دونا مى النقاش أتأرجح بيى الته م عل الذات والته م عل العالم ‪:‬‬
‫‪ -‬ما العم تجاه أنامة دموية ظالمة ترف االعترا بحقوق اإلنسدان ؟ مدا العمد عنددما يت دح بال ابدف‬
‫أن ا الو ائ السدلمية غيدر اافيدةن أن ةدذه األنامدة ال تسدتجيب لل دغوطات المعنويدة ؟ ايدف نوا د‬
‫الحدي بنزس الطريقة الطوباوية التي طبعا أعمالنا لحد اآلن والدم لم يجف بعد عل ا منا احة تيان‬
‫آن مان ( النمساون منام الندوة)‪.‬‬
‫!‬ ‫تيان آن مان‬
‫إنها داحة تدةشد باتسداعها فدي اد االتجاةدات‪ .‬تقدف مشددوةا أمدام اد ةدذه المبالغدة المعماريدة وأمدام‬
‫جحاف الخلق المتدافعة في أرجائها‪.‬‬
‫يحدةا مى الجهة الشمالية حائط أحمر ضدخم يتو دطم بدا مديندة بأاملهدا وتعلدوه دورة القائدد‪ -‬النبدي‪.‬‬
‫وإن عبددرت البددا يومددا ددتتخط قندداطر ددغيرة لتجددد نزس د داخ د عا ددمة جن يددز خددان المحاطددة‬
‫باأل ددوار والمسددماة المدينددة‪ ......‬الحددرام ‪ .‬ومددى الجهددات الد الث األخددر‪ ،‬تحددد السدداعة ال ددخمة بنايددات‬
‫عري ة ومهيبة تش أحسى رمزلسلطة القوة ‪.‬‬
‫وفي ةذه الساحة تعود القائد‪ -‬النبي أن يستعرن مرة في السنة المدؤمنيى بإنجيلدم وأن يلدوو لهدم بيدده مدى‬
‫أعل برفة الحا ئط الشمالي ليطمئنهم علد أندم مدا زاف داةرا علد بدؤون الرعيدة وأن علديهم أال يخشدوا‬
‫أحدا إال ةو‪ .‬تزتع الرعية السمع والطاعة إل يوم ال ورة وما أجم ال ورة في فص الربيع ‪.‬‬
‫الزمان ‪ :‬أواخر بهر مان –بداية بهر جوان ‪8919‬‬
‫يوم الغليان ‪ :‬تبدأ المااةرات الطالبية وتحت الساحة‪.‬‬
‫يوم الغ ب ‪ :‬تص المااةرات ذروتها ويتجمع قرابة نصف مليون بي يني با تمرار في و طها ‪.‬‬
‫يوم اإلضرا ‪ :‬يبدأ الطلبة إضرا جو ‪.‬‬
‫يوم اللقاو ‪ :‬تنتق المطالبة بالحرية إل مدن الصيى األخر‪ ،‬نخا ة بدانجهان حيد يتاداةر مدا ال يقد‬
‫عى مليون نسمة‪.‬‬
‫يوم اسر العزلة ‪ :‬تخرت مااةرة ثانيدة فدي نزدس ال دخامة بب ديى للمطالبدة بالحريدات الزرديدة والجماعيدة‬
‫الم منة بالنص ‪.‬‬
‫يددوم التحدددن ‪ :‬يدددعو الددوزير األوف الجدديش للتدددخ ‪ .‬يتصددد‪ ،‬الس د ان للقواف د العس د رية ‪ .‬ي تشددف العددالم‬
‫مشدوةا ورة رج أعزف يقف في وجم طابور دبابات ال تمل إال التوقف أمامم ‪.‬‬
‫تغزو الصورة بابات العلم ‪ .‬تصبح رمزا ال ينس للمتمرد األزلي الذن ال يمل أمام القدوة العميداء التدي‬
‫تن ر ارامتم وتتن ر لحقوقم و‪ ،‬يديم العاريتيى ‪.‬‬
‫يوم العس ر ‪ :‬مت اان لرعايا ابى السماء حق تقييم اإلمبراطور ومراجعة إرادتم ؟ تعلى األح ام العرفية‬
‫في ب يى إلعادة األمورإل نصابها ‪.‬‬
‫يوم النصر األوف ‪ :‬يتراجع الجيش خارت حدود المديندة أمدام ماداةرة داخبة جديددة احتجاجدا علد ةدذه‬
‫األح ام‪..‬‬
‫يوم الربة ‪ :‬ينتصب التم اف و ط احة تيان آن مان ‪.‬‬
‫يوم الزور ‪ :‬تصطنع مااةرات ةزيلة ومصطنعة لتأييد الناام ‪.‬‬
‫يوم المواجهة ‪ :‬يزش الجيش في ا تعادة مواقعم لميا ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫يوم المجزرة ‪ :‬ومى الشهادات المتزرقة التي أوردتها الصحف ةذه المختارات‪:‬‬
‫'' إنهددا الزااعددة المطلقددة‪ .‬لقددد تزجددر العنددف العس د رن واأنددم ينددون فددي بددت مراح د دديناريو م يددافيلي‬
‫إرةددا اإلنسددان المدددني بددالقوة الزجددة التددي أد‪ ،‬اختزاتةددا إل د تصدداعد الشددغب ‪ .‬انتشددرت أنبدداء ا ددتعماف‬
‫األ لحة اآللية تردد البع في قبوف الحقيقة ‪ .‬لم يعد الجيش يزرن نزسم بالبنادق وإنما باأل لحة ال قيلدة‬
‫‪ .‬رخ الجمهور األعزف في وجم العس ر ‪ :‬أيها الزابيونن فأجابهم الجندود بوابد مدى الر دا ‪ .‬حتد‬
‫في البلدان الزابية يطلقون النار في الهواء لتزريق المتاداةريى قبد مهداجمتهم ‪ .‬لقدد ةاجمدا أربدع دبابدات‬
‫في الصباو الباار الساحة ومرت فوق خيام الطلبة الزاريى ل ى أي ا عل مدا يبددو فدوق خيدام مآلندة ‪ .‬لقدد‬
‫جنوا ‪ .‬إنهم يطلقون النار علد اد مدا يتحدرك‪ .‬دوت طيلدة داعات عديددة طلقدات األ دلحة ال قيلدة وربمدا‬
‫المدددافع‪ .‬وفددي الخامسددة ددباحا أذن ةدددير الدددبابات بعددودة الطاعددة بعددد أطددوف ليلددة عرفتهددا عا ددمة‬
‫إمبراطورية الو ط " ‪.‬‬
‫عى وااالت األنباء‪ ":‬اما دمر النصب التذاارن الذن أقامم الطلبدة فدي داحة تيدان آن مدان بال دبط فدي‬
‫مواجهة با المدينة الحرام "‪.‬‬
‫دبعة أمتدارو لوندم‬ ‫النصب ؟ إنم الذن رفع و ط الساحة ال ائرة ‪ .....‬ربة الديمقراطيدة ‪ .‬ادان علدوه‬
‫نا ددع البيددان ولددم مالمددح امددرأة ن ددنعتم األيددادن المتبتلددة فددي مدر ددة الزنددون التشد يلية و خددرت منهددا‬
‫محمددوالعل دراجددة حقيددرة يقودةددا طالددب مغمددور و ددط ةتافددات وبددعارات مئددات اآلال ثددم ددحقتم‬
‫العجالت الحديدية للدبابات لم تترك منم إال اد ا مى البال تي األ ود‪.‬‬
‫انعي اآللهة حسرة ا أبدويى تدوفي لهمدا مولدود‬ ‫ماتا ربة الديمقراطية لحاة والدتها مخلزة في قلو‬
‫وضعا فيم آماف أجياف المستقب ‪.‬‬
‫أما تزا ي الليلة الرةيبة فلم تتوفرلي إال بعد أا ر مى نة ‪.‬‬
‫وقزا في مؤتمر للسالم باو لو يف ‪8991‬تقرأ علينا قصائد عى الصيى الم بلة ‪.‬‬
‫قلا لها أريد قصائدك ولو أنني ال أفهم الصينية ‪ .‬ضح ا ثم ب ا ‪.‬اانا تجلس ب بساطة عل األرن‬
‫فددي قاعددة المددؤتمر و األطزدداف الشددقر حولهددا يحدددقون فيهددا مصددغيى لهددا والزددم مزتددوو واأنهددا جدددة تددرون‬
‫قصصا ال تصدق ن ل نها قصص وقعا في داحة ا دمها تيدان آن مدان‪ ..‬أحقدا ةدذه البنيدة الجميلدة الملتهبدة‬
‫حما ا ةي بان لنّ طالبة علم النزس ذات ال الث وعشريى ربيعا التي قادت أضخم مااةرات ب يى ؟‬
‫قالا يومها ت م التزا ي الغائبة ‪:‬‬
‫" قام الزوت األوف مى الطلبة للتصدن للدبابات ‪ .‬وقزوا ال الو بيى أيديهم و‪ ،‬حدبهم للحريدة ‪ .‬حصددت‬
‫الدبابات الزوت األوف ‪ .‬اانا ليلة جميلة للحياة و ليلة أجم للموت ‪ .‬وقف الزوت ال اني وحصددت الددبابات‬
‫الزوت ال اني ‪ .‬تقدمنا للمدوت ألنهدا ااندا ليلدة داخنة اليدالي الحدب وألنندا آمندا بأنهدا ليلدة العمدر لنخ دب‬
‫بدمائنا أرن الصيى حت يولد مى ثراةا عالم جديد ‪.‬حصدت الدبابات الزوت ال الد و اعتلدا أاوامدا مدى‬
‫ج الرفاق ‪ .‬أما دخوف السرية وخروجي مى الصيى بعد نة ااملة مى الزرار فقصة أخر‪. " ،‬‬

‫النقاش السريالي والنا مس ونيى بهاجس تيان آن مان ‪.‬‬ ‫وفي قبو القصر األثرن توا‬
‫‪ -‬ال يجددب تزددادن اإلبدد الية بددالمواقف الطوباويددة ‪ .‬ألدديس مددى السددذاجة أن ننتاددر مددى ناددام يا ددي و‬
‫اقتصادن مهي عل العنف البارد و الساخى نالداخلي و الخارجين بأن ي مى الحرمة الجسدية و الحياة‬
‫و ال رامة و الحياة الشخصية والحقدوق االقتصدادية واالجتماعيدة للنداس ؟ ألديس ةدذا امطالبدة النمدر بدأن‬
‫ي ون نباتيا و انتاار الحليب مى ال ور؟ ( الزرنسية )‬
‫عم الصما و اان مى الواضح بالنسبة لهؤالء الرجاف و النساء القادميى مى أا ر مى خمسيى بلدا‬
‫و الذيى واجم أغلبهم العنف األعم لألنامة اال تبدادية بالو ائ السلمية أن الرد لى ي ون هال ‪.‬‬
‫ايف يخرت ااتب النص وقراته مى المزارقة الجوةرية ؟‬

‫‪93‬‬
‫قلا مستززا ا ةؤالء النداس المصدمميى مدى البدايدة علد رفد العدفن مهمدا ادان مأتداه حسدب التعبيدر‬
‫البليد الذن اتبتم ألف مرة في ا بيانات الرابطة التونسدية لحقدوق اإلنسدان ‪ :‬فدرن العدر اإل دالم بحدد‬
‫السيف‬
‫و اانا الشيوعية فدي أفدواه بندادق الدروس ‪ .‬أن أمدة مختدارة قددر لهدا أن تزدرن أوامدر و ندواةي مشدر‬
‫العالمي ‪ .‬و إن لم تتواجدد األمدة و القدوة فهد مدى مسدتقب مم دى إذ دت ون السدابقة فدي التداري أن تحقدق‬
‫وضيزة دون أداة ؟‬
‫قاف الرج المحروم مى جنسيتم منذ عقود يزتع السذاجة ‪ :‬لماذا ال ي ون لمنامات حقوق اإلنسان جديش‬
‫لزرن حقوق اإلنسان ؟‬
‫زراء‪.‬‬ ‫ضح الناس مى الن تة ضح ة‬
‫‪ -‬ة يم ى أن نتصور لحاة أن وثيقة حقوق اإلنسان الزرنسية ( أو الد تور األمري ي ) اانا تر‪ ،‬النور‬
‫بدون عنف ؟ ( الهندية )‬
‫‪ -‬مت ا تطا العنف أن يبني ناام عادال ؟ أليسا محاولة ا تعمالم لبناء ناام عادف بم ابدة بنداء مندزف‬
‫وحجر الزاوية فيم قنبلة موقوتة ؟ ( اإل رائلية )‬
‫حقوق اإلنسان تنزي برعيتها وبالتالي فمى األخالق مواجهتهدا‬ ‫‪ -‬أال يم ى أن نقوف أن الدولة التي ترف‬
‫بالعنف ؟ ( األلماني )‬
‫‪ -‬ل ى ما ذ نب الشدرطي المسد يى أو الجنددن العدادن الدذن يدذةب ضدحيتم ؟ أال نحرمدم مدى أةدم حدق مدى‬
‫الحقوق التي ندافع عنها با م حقوق اإلنسان المجرد ؟( االيرلندن ) ‪.‬‬
‫‪ -‬ة يم ى أن نتصور ف ائع تاليى بدون تقديس نارية العنف ال ورن واعتباره المدخ اإلجبارن نحو‬
‫المدينة الزاضلة ؟( البولوني ) ‪.‬‬
‫‪ -‬ال جداف أن العنف فعاف و ال فعاف في آن واحد ‪ .‬أليسا الق ية في حسى اال تعماف و حسى‬
‫التوقيا ؟ ( االرلندن )‬
‫‪ -‬المهم تحديد مقاييس العنف المشرو ن فه لنا أن نحددةا ةنا ؟( األمري ي )‬
‫‪ -‬أليس مذةال أن نسمع مدافعيى عى حقوق اإلنسان يدافعون عى العنف ؟( الهولندن )‬
‫‪ -‬ألم يقت غاندن و مارتى لوثر انّ وقبلهما المسيح بالرغم أو حت ألج المنداداة بتطليدق العندف‪ .‬ايدف‬
‫نقب بأمر اهذا ؟ ( الجنو اإلفريقي )‬
‫‪ -‬ة مى المعقوف أن نشر لإلرةا في مجمع اهذا ؟( اليوغسالفية )‬
‫‪ -‬ألم ي ى مى األجد‪ ،‬حق ةتلرفي ‪ 8991‬و توفير حياة ‪ 31‬مليون نسمة؟( البولندن )‬
‫ألحد حق الدفا عى النزس ؟( األلماني )‬ ‫‪ -‬ة يم ى أن نرف‬
‫الو مى ال الو لهم ؟ ( الزلسطيني )‬ ‫‪ -‬أو ليس اإلرةا‬
‫‪ -‬ل ى اإلرةا األبرياء قب المذنبيى ؟( اال رائيلية )‬
‫إرةابا يسميم آخرون حراة تحرر ؟( الزلسطينية )‬ ‫‪ -‬أليس معروفا أن ما يسميم البع‬
‫‪ -‬ألم تبدأ ج حراات التحرر بعمليات تصنزها اليوم و ائ إعالم الغر اإرةا ؟( اللبنانية )‬
‫‪ -‬اإلبد الية أن العنددف الددذن تواجهددم الحريددة لددم يعددد عنزددا اال ددي يا‪ .‬أو لدديس أخطددر أنواع دم اليددوم عنددف‬
‫الشراات العالمية ‪ ,‬عنف ندوق النقد الدولي ‪ ,‬عنف الديون التي ال نستطيع دفعها ( النيجرية )‬
‫‪ -‬أنا ال أختار العنف و إنما يختاره اآلخر ‪ .‬ةو الذن يتحم مسئولية موت الشرطي والجندن ال أنا‬

‫‪94‬‬
‫( األلماني )‬
‫‪ -‬ال بد أن ن دون واقعيديى ‪ .‬مدا ةدو البددي لتغييدر األوضدا المتعزندة إن نحدى رف دنا العندف با دم م اليتندا‬
‫البرجوازية ؟ ة بو عنا تغيير الدولة اال تبدادية بغير العنف ( األنقليزن )‬
‫‪ -‬ألم ي تب المشر العالمي " إذا أريد للبشر أن ال ي طروا آخر األمر إل اللياذ بدالتمرد علد الطغيدان "‬
‫أو لدديس فددي ةددذا القددرار الواضددح بشددرعية التمددرد ضددد الطغيددان و االضددطهاد إذا اضددطر إليددم اإلنسددان‬
‫اضطرارا ؟ ( المغربي )‬
‫‪ -‬أيى يبدأ ةذا االضطرار الذن يسمح بالعنف الشرعي حت بالنسبة لمناض حقوق اإلنسان ؟( التراية )‬
‫ننصر النا في حالة وجوم ال تندذر بندوم ده خا دة وأن ال يدريى يوا دلون م لدي تسدقط أحدداث‬
‫تيان آن مان مى ا إذاعة تب عل مدار الساعات ال قيلة ‪.‬‬
‫تبق المزارقة قائمدة بدال حد تواجدم مشدروعنا م لمدا واجهدا اد مشداريع الخدال السدابقة ‪ :‬إن واجهدا‬
‫العنف بغصى الزيتون واجه بدالرمح وتوا د الوضدع البغدي ‪ .‬إن واجهتدم بدالرمح توا د مسلسد‬
‫الزااعة ن نأم دوما أن معراتنا المشروعة ةي آخر و أعدف الحدرو ن ل دى بديئا مدا بدبيم بلعندة أبديدة‬
‫لطا عل الجنس البشرن يعيد إنتات ما اعتقدنا التخلص منم لنبق ندور في نزس الحلقة المزرغة ‪.‬‬
‫اللياذ إل التمرد اأنم يخش اإلفصاو بموقف ال يسدتقيم‬ ‫ظرو‬ ‫يبق المشر العالمي امتا بخصو‬
‫إن قب بالعنف وال يستقيم برف م اليا‪.‬‬
‫ةو ي تزي بوضع اإل بع عل ا مصدادره ‪ .‬ف الهداجس المتوا د داخد الدنص ندز فتيد اد األ دبا‬
‫التي تؤدن إل اللياذ بالتمرد‪.‬‬
‫نستطيع عل ضوء ةذه الجملة قراءة ا النص االتالي ‪:‬‬
‫حتو ال يضطر النهاس لليها إلهو التمهرّد ال بدد مدى ضدمان ‪ :‬حدق اد البشدر فدي الحيداة والحريدة ‪...‬فدي‬
‫الحرمددة الجسدددية ‪...‬فددي الشخصددية القانونيددة ‪...‬فددي المسدداواة أمددام القددانون ‪....‬فددي المحاامددة العادلددة‪...‬فددي‬
‫الحيدداة الخا ددة‪ ....‬فددي التنق د الحددر‪ ...‬فددي الجنسددية ‪...‬فددي تا دديس عائلددة ‪...‬فددي المل يددة ‪ ...‬وإال أدى لههك‬
‫النفجار العنف بين األفراد‬
‫حتو ال يضطر الناس لليا إلو التمرّد ال بد مى ضمان ‪ :‬حرية التز ير وال مير والديى‪ ...‬حرية‬
‫الر أن والتعبير ‪ ....‬حرية االبتراك في الجمعيدات والجماعدات السدلمية‪ ...‬االبدتراك فدي إدارة الشدؤون‬
‫العامة ‪ ....‬حتو ال تتقاتل االفرق السياسية المختلفة‪.‬‬
‫حتو ال يضطر الناس لليا إلهو التمهرّد ال بدد مدى ضدمان الحدق فدي ال دمانة االجتماعيدة ‪...‬فدي العمد‬
‫بشددرول عادلددة ومرضددية و حددق الحمايددة مددى البطالددة ‪ ...‬فددي الراحددة‪ ....‬فددي مسددتو‪ ،‬مددى المعيشددة اددا‬
‫للمحافاددة عل د الصددحة والرفاةيددة ‪....‬فددي التغذيددة والملددبس والمس د ى والعنايددة الطبيددة واددذل الخدددمات‬
‫االجتماعية الالزمة ‪....‬في التأميى في حاالت البطالة والمرن والعجز والترمد والشديخوخة وغيدر ذلد‬
‫مددى فقدددان و ددائ العدديش نتيجددة لاددرو خارجددة عددى إرادة اإلنسددان ‪....‬فددي التعلدديم والتربيددة‪ .....‬فددي‬
‫االبتراك في حياة المجتمع ال قافية ‪.......‬في اال تمتا بدالزنون والمسداةمة فدي التقددم العلمدي‪.......‬حتهو ال‬
‫تستع ّر الحرب بين الطبقات االجتماعية ‪.‬‬
‫حتههو ال يضههطر النههاس لليهها إلههو التم هرّد ال بددد مددى تنميددة التزدداةم والتسددامح بدديى الشددعو والجماعددات‬
‫العنصرية والدينية وضمان حق الجميع ‪.‬في السالم و في ناام اجتماعي ودولي تتحقق بمقت داه الحقدوق‬
‫والحريددات المنصددو عليهددا فددي ةددذا اإلعددالن تحققددا تامددا ‪....‬وإال أدت الحههروب بههين الشههعوب باألسههلحة‬
‫المتوفرة إلو فناء العنصر البشري ‪.‬‬
‫لنالح العالقة الوثيقة التي ترتبط في ف ر المشر العالمي بيى العنف والخو ‪.‬‬
‫ديف‬ ‫أليس الخو أحسى مؤبر عل وجوده وأقو‪ ،‬دافع لهذا الوجدود ؟ ةدو فدي أحسدى األحدواف م د‬
‫دموقالس ‪ :‬تهديد دائم يجعلنا في حالة دائمة مى اال تنزار والقلق تسمم عيشنا ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫عالقتنا ب د م وندات العدالم وقدد ربيندا عليدم بداارا ‪ .‬بد نحدى جعلندا مندم محدور عالقتندا مدع‬ ‫يطبع الخو‬
‫السماء ‪.‬‬
‫مى أجم ما يرو‪ ،‬عى رابعة العدوية ‪ " :‬ذات يوم رأ‪ ،‬جماعة مى األ حا رابعة في إحدد‪ ،‬يدديها ندار‬
‫وفي األخر‪ ،‬ماء و ةي تعدوا مسرعة فسألوةا أيتها السيدة إل أيدى أندا ذاةبدة و مداذا تبتغديى ‪ .‬فقالدا أندا‬
‫ذاةبة إل السماء اي القي بالنار عل الجنة و أ ب الماء عل الجحديم و ال تبقد ةدذه و ال تلد و ياهدر‬
‫المقصودن فينار العباد إل اهلل دون رجاء مى غير خو و يعبدونم عل ةذا النحو ن ذل أنم لدو لدم ي دى‬
‫ثمة رجاء مى غير خو مى الجحيم ‪ ,‬أف انوا يعبدون الحق و يطيعونم "‬
‫محورا أ ا يا في مشروعم ‪.‬‬ ‫لهذا جع المشر العالمي مى القطع مع الخو‬
‫ي تب في الديباجة ‪ " :‬إن أ م ما يرمي إليم البشر التحدرر مدى الخدو '' ‪ .‬ثدم ي ديف للتأايدد علد نزدس‬
‫الز ددرة ‪" :‬إذ تددر‪ ،‬أن اإلقددرار بمددا لجميددع أع دداء األ ددرة البشددرية مددى ارامددة أ دديلة فدديهم و مددى حقددوق‬
‫متسدداوية و ثابتددة ‪...‬و إذ تدددرك أن السددبي الوحيددد لتحقيددق الم د األعل د ‪ ...‬فددي أن ي ددون البشددر أحددرارا‬
‫متحرريى مى الخو ‪.‬‬
‫ال نعددر ةد ال اتددب وا بالحلقددة المزرغددة التددي يدددور فيهددا ‪ .‬نحددى نتزددق معددم عل د أن تحقيددق الحقددوق ‪,‬‬
‫يؤدن إل تحرر اإلنسان المهدد مى ةذا الشعور المهيى والم بد للطاقدات ‪ .‬ل نندا نعلدم أن تم ديى النداس‬
‫مى حقوقها رةى بتعاونهم وبقبولهم ببع هم البع ‪...‬أن بتبدد الخو الذن غذتم القرون‪.‬‬
‫والحاف أن األمر يمر بتحقيق برول تتطلب عدم وجوده ل نها موجودة‬ ‫ايف يم ننا أن نتحرر مى الخو‬
‫بم تدعمم ويدعمها ؟‬
‫***‬

‫‪96‬‬
‫في بداية التسعينات نشر بخص مجهوف ا مم ةنتنجتون مقالة عنوانها درا الح دارات * طبقدا‬
‫فجدأة بددهرتها اآلفدداق وجعلددا مددى ااتبهددا نجمددا ‪ .‬والحددق أننددي لددم أةددر للمقالددة لقناعددة متأ دلة فددي أن‬
‫النصو ال بر‪ ،‬تتطور في الخزاء وبدبطء نأنهدا تن دّ فدي الصدمان أنهدا تشدق طريقهدا بديى النصدو‬
‫بصددعوبة ابددر‪ ،‬ن أنهددا ال تددأتي أالهددا إال بطددوف السددنيى وأحيانددا بطددوف العقددود والقددرون ‪ .‬أمددا النصددو‬
‫النجومية فهي عادة فقاقيع ابون‪.‬ومع ةذا اضطررت للتوجم أنا اآلخر للمقالة ال ل رة اللغط بخصو ها‬
‫ن وإنما ألنني فهما أنها جزء مى الز ريات التي تدتح م فدي العامد اإليددولوجي للوضدع المحددد الدذن قداد‬
‫وال يزاف إل األعماف'' التي أثارت بربريتها ال مير اإلنساني ''‪.‬‬
‫لنذارأنم لم ي ى الوحيد الذن اان يصدرخ يومهدا بحتميدة الصدرا بديى البشدر حتد وإن ادان الوحيدد‬
‫الذن ارتزع بم إل ةذا المستو‪ ،‬مى ضخامة عدد الصياديى المتحاربيى ‪ .‬فزدي نزدس الوقدان ادان الصدراخ‬
‫يتعال مى ة ا افريقية معدا لمجازر مى أبشع ما عرفا القارة ‪ .‬ومى جباف قارة أخر‪ ،‬تدعي الريادة‬
‫في الح ارة ن اان الصراخ بالتطهير العرقي يتعال ليغذن حقدا أعم رمدي الجيدران علد الجيدران فدي‬
‫ورة مى العنف الدمون اانا القارة المت برة تعتقد أنها قطعا معم‪ .‬وفي نزس الزترة تصاعد‬
‫راخ التهديد بالوي وال بور بيى ديانات تتوعد بع ها البع بالجهاد و بالحر الصليبية‬
‫وبحرق األخ ر واليدابس فدي دبي إعدادة بنداء ةي د دليمان أو معبدد رامدا علد أنقدان مسداجد أحزداد‬
‫الغزاة ‪.‬‬
‫اانا ال حالة الز رية للمقالة أوف مزاجأة عند اإلطال ‪ .‬يقيني أنها لو قددما لمجلدة لهدا الحدد األدند مدى‬
‫المستو‪ ،‬أو لو قدما اأطروحة في جامعة تحتدرم نزسدها ن لرف دا دون أدندي تدردد لعددم توفرةدا علد‬
‫الحد األدن مى المنهجية العلمية ‪ .‬لو وجدت جائزة نوبد للحدر لربمدا حصد الرجد عليهدا وةدو ينادر‬
‫ويبرر ويزر أف ار قبوف الحر عل أو ع نطاق و لم التاري ‪ .‬ةذا ما طرو علدي مدى البدايدة دؤاف‬
‫تزوي ها ومصلحة مى تخدم ومى وراء ت خيم قيمة عم بداةة لم ت ى لم أن قيمة‪ .‬ل ى لنتوقدف عندد مدا‬
‫أد‪ ،‬لم ةذا الح م الصارم فهو ليس مبنيا فقط عل موقف مسبق مى خصم ايدولوجي وإال لما اانا لم‬
‫قيمة أابر‪.‬‬
‫يعر ال اتب ةذه الح ارات التي ح ما عليهدا األقددار بدأن تأخدذ بخنداق بع دها الدبع بأنهدا '' أعلهو‬
‫وتتميزباالبدتراك فدي عوامد موضدوعية م د اللغدة والتداري والدديى والعدادات‬ ‫مستوى تجمدع أبدخا‬
‫والمؤ سات وبالشعور الذاتي باالنتماء‪''.‬‬
‫وألن الرج حر أن يسمي ح ارة ما يسميم طوفلر ثقافة ن فإنندا لدى نتعدرن لدم فدي ةدذا المسدتو‪ ،‬نعلمدا‬
‫وأننددا نوا د مددى بددا نزددس الحريددة ا ددتعماف اال ددطالحيى وفددق رتيددة طددوفلر األثددر‪ ،‬واألعمددق‬
‫واألذا ‪ .‬ل ى ال تساة مع تصنيف العجيب لما يسميم ح ارات إذ ةو خلط عشوائي يقار الدج ‪.‬‬
‫فحسددب الرج د توجددد اليددوم ثمدداني ثقافددات فددي العددالم ةددي ''الغربيددة وال ونزوبددية (الصددينية) واليابانيددة‬
‫واإل المية والهندو ية والسالفية‪ -‬االرثوذاسية والالتينية األمري ية ‪ ....‬وربما األفريقية ''‪.‬‬
‫يحاذر ا يرا حت ال ينطق بأولوية ثقافتم الغربية عل اد مدا عدداةا ‪ .‬ل دى أن داعدي لإلفصداو بصدريح‬
‫العبددارة عددى ادعدداء تن ددح بددم اد المقالددة ؟ وعلد اد حددافن ةددو غيددر معنددي البتددة بمصددير بقيددة ال قافددات‬
‫األخددر‪ .،‬رغددم أنهددا ت ددم ثالثددة أربددا البشددرية‪ .‬ف د مددا يعنيددم إنقدداذ ثقافتددم مددى التهديددد الددذن يبدددو أنهددا‬
‫تتعرن لم اليوم بصزة تستدعي وقزة حازمدة ‪ .‬لندتمعى فدي تصدنيف الرجد لهدذه ال قافدات الخطدرة علد‬
‫تزوق وةيمنة ال قافة التدي أنجبتدم ‪ .‬دمعنا الندا بال قافدة الغربيدة وال قافدة اإل دالمية ل دى مدى مدن م دمع‬
‫بال قافة الالتينية – األمري ية ؟‬
‫قدر عمق تناق ات الرج انطالقا مى تعريزم ةو نزسم لل قافة‪ .‬إنها اما قاف تجمع أبدخا يشدتراون‬
‫في عوام موضوعية م اللغة والدديى وعامد ذاتدي ةدو الشدعور باالنتمداء لهدذه ال قافدة ‪ .‬واآلن أيدى ةدي‬
‫العوام الموضوعية والعام الذاتي الذن يجمع تحا نزس السقف األعل الس ان األ لييى الموجوديى‬
‫‪-------------‬‬
‫‪*Samuel P. HuntingtonThe Clash of Civilizations-‬‬
‫‪Foreign Affairs, Summer 1993‬‬

‫‪97‬‬
‫فددي غابددات األمددازون أو جبدداف بيددرون والس د ان األفارقددة األ د الددذيى يقطنددون بددماف بددرق البرازي د ن‬
‫وأحزاد المهاجريى اإليطالييى واأل بان واأللمان الذيى يس نون هوف األرجنتيى أو اح بيلي ‪ .‬إن ةذه‬
‫المجموعات البشرية ال الثة تنتمي في الواقع ل الثة ثقافدات متباعددة عدى بع دها الدبع تباعدد الصدينييى‬
‫والعر الذيى اان بو ع خلط ةذا الرج وضعهم الهم في خانة '' ح ارة آ يوية''‪.‬‬
‫انار اآلن لسخافة مزهوم ال قافة األفريقيدة ‪ .‬أن ثقافدة تجمدع أفارقدة مدالي المسدلميى وقبائد البدانطو و دط‬
‫القارة والبوبيمان القاطنيى حارن ناميبيا أو د ان اثيوبيدا اليهدود أوالمسديحييى ؟ إن القا دم المشدترك‬
‫الوحيد بيى ا ةؤالء البشر ةو اللون وما عدا ةذا اد بديء مختلدف‪ :‬اللغدة ن الدديى ن العدادات ن الشدعور‬
‫باالنتماء ‪.‬‬
‫اناددر اآلن لعب يددة وفوض د منهجيددة التصددنيف‪ .‬فمددرة يعتبددر العام د الددديني ةددو المحددور ( ''الح ددارة ''‬
‫اإل ددالمية الهندو ددية ) ومددرة العامد الجغرافددي (''الح ددارة '' األفريقيددة والالتينيددة – األمري يددة ) ومددرة‬
‫ثال ة العام العرقي (''الح ارة '' اليابانية أو السالفية ‪-‬االرثوذاسية)‪.‬‬
‫واآلن يسع ةذا العالم ال بير مقارنة البطي بال الجات وا تخال نتائجدم حدوف حتميدة الصدرا بديى اد‬
‫ةذه الم ونات البشرية بعد أن ا تنزذ التاري أب الم القديمة م الصدرا بديى األمدراء وملدوك الطوائدف‬
‫والدوف‪.‬‬
‫الحددق أننددي اعتبددرت ا د ال ددالم الددوارد فددي بدداقي المقالددة بددال أدن د مصددداقية ن ألن ت ددويني الجددامعي‬
‫وإبددرافي ربددع قددرن علد عشددرات األطروحددات الطبيددة علمنددي أن دم ال فائدددة ترجد مددى أن عم د ينطلددق‬
‫بأخطاء منهجية بم ةذه الخطورة ‪.‬‬
‫ل نم اان مى ال رورن موا لة التحلي ال لشيء إال لقدرة الرد عل مقوالت أ بحا بقدرة قادر محور‬
‫نقاشن اان في الواقع الحصيلة اإليجابية الوحيدة لهدا وبد فدي األخيدر مدادة للتز يدر الخصدب أا در مدى‬
‫آراء بالغة السطحية والسذاجة و وء النية ‪.‬‬
‫بداةددة تجاةد الرجد أنددم ال يم ددى وضددع حدددود ثابتددة وواضددحة بدديى ال قافددات حتد ولددو أجدداد تصددنيزها‪.‬‬
‫فالخا ية األ ا ية لل قافدات ةدي تدداخلها المتوا د وةدذا مندذ بدايدة التداري ‪ .‬بد يم دى القدوف أن تداري‬
‫ال قافات ةو تاري بح ها عى بع ها ا لبع وتقاربها وتبدادف مدا عنددةا عبدر اد الو دائ المم ندة ومنهدا‬
‫التجارة والحر ‪ .‬إنم لمى قبي خرية األقدار أن تاهدر الناريدة والتصدنيزات المطلقدة فدي الوقدا الدذن‬
‫ت زا فيم المبادالت وتداخلا الحدود إل درجة لم يسبق لها م ي في التاري ‪.‬‬
‫فما يسميم ال قافة اليابانية ةي نتيجدة تزاعد عميدق وقدديم لل قافدة الصدينية والغربيدة مدع العدادات المحليدة‬
‫وبدون العامليى الخارجيى ال وجود لها ‪ .‬واآلن خذ ال قافة الغربية وانز عنها دينا ا دتوردتم مدى الشدرق‬
‫األو ط وتأثير علوم العدر فدي القدرون الو دط ‪.‬اندز عدى بد لها األمري دي العهدد القدديم القدادم مدى‬
‫فلسطيى ومو يق الجاز اإلفريقية المنبع وانار إل ما يبق منهدا‪ .‬واآلن خدذ ال قافدة العربيدة اإل دالمية‬
‫أو ال قافة '' السالفية‪ -‬األرثوذاسية'' في ةذا العصر ‪ .‬جردةما بالخياف الخصدب مدى تدأثير ال قافدة الغربيدة‬
‫وقد لددي مدداذا دديبق ‪ .‬ولددو تأملددا بدقددة فددي ال قددافتيى اإل ددالمية والغربيددة الاتشددزا بالمقارنددة مددع ال قافددة‬
‫الصينية والهندو ية أنهما تنتميان لنزس الجذ ‪.‬فهما تشتراان في نزس النو مى األديدان ونهلتدا مدى نزدس‬
‫المنابع المصرية القديمة والبابلية والزينيقية واليونانيةن وتشاراتا في تاري طوي حاف بالتبادف عى طريق‬
‫السلم والحر ‪.‬ةذا ما يجع الحدود ال قافية الحقيقية ال تمر بيى بماف المتو دط وجنوبدم وإنمدا بديى الهندد‬
‫وإيددرانن ممددا يعنددي أنددم بو ددع مصددنف متسددع األفددق أن يتحدددث عددى ال قافددة الغربيددة الشددمالية التددي تشددم‬
‫أوروبددا وأمري ددا الشددمالية وال قافددة الغربيددة الجنوبيددة التددي تشددم العددالم العربددي وجددزءا ابيددرا مددى العددالم‬
‫اإل المي‪.‬‬
‫أنار اآلن للحتمية المزعومة للصرا بيى ا ةذه ال قافات ‪ .‬لو ت لف الرج عناء قراءة التاري ألاتشف‬
‫أن أفاددع الحددرو وقعددا داخ د نزددس ال قافددات م د الحددر األةليددة العربيددة‪ -‬العربيددة فددي أعقددا الزتنددة‬
‫ال بددر‪ ،‬أو م د الحددر األةليددة فددي الوالي دات المتحدددة فددي القددرن التا ددع عشددرن أو م د الحددر األةليددة‬
‫األوروبية التي ميا تجاوزا الحر العالمية األول ‪.‬‬
‫اأن الرج لم ينتبم أي ا ل ون الصراعات والتحالزات التي وقعا إبان الحر العالمية ال انية لم تقع بديى‬
‫ال قافات ن إنما بقتها حي تحالف ال ونزشسيون الصينيون مع الغدربييى ضدد أبنداء عمدومتهم فدي العدرق‬

‫‪98‬‬
‫وال قافة اليابانييىن في حيى تحالف الغربيون األلمان واإليطاليون مع اليابانييى ضد بني ثقدافتهم اإلنجليدز‬
‫والزرنسييى واألمري ان‪.‬‬
‫ولقائ أن يقوف أن أمرا اهدذا لدى يمندع مدا يتنبدأ بدم المز در العبقدرن مدى انطدالق درا بديى ال قافدات فدي‬
‫المستقب ‪ .‬ل ى لو نارت لخطول الصرا والتحالف في عالم اليوم لما ااتشدزا مدرة أخدر‪ ،‬إال تحالزدات‬
‫و راعات تشق ال قافات وتحراها عوام يا ية ال عالقة لها باالنتماء ال قافي‪.‬‬
‫لهذا بدا واضدحا للجميدع أن التطبيد للناريدة ادان إلضدزاء تغطيدة ف ريدة علد السيا دة األمري يدة وةدي‬
‫تجاةد الحتواء الخطر اإل المي المهدد لسيطرتها عل موارد البتروفن والخطر الصيني المهدد بمنافستها‬
‫عل د م انددة القددوة التجاريددة العام د األول د ‪ .‬إنهددا قاعدددة معروفددة فددي دنيددا السيا ددة حي د يمهددد تسددخير‬
‫الناريددة إلضددزاء بع د ''النب د '' أو الشددرعية الز ريددة عل د قددرار يا ددي مسددبق وخاضددع العتباراتددم‬
‫الخا ة‪.‬‬
‫أنم مى المعبر م ال أن يدرس ةنتنجتون تقلص الز اء الذن تراقبم ال قافة الغربية األمر الذن يستنتّ مندم‬
‫ضرورة إقامة المتاريس ن والحاف أن ثقافتم ةدذه لدم تعدر انتشدارا أابدر مدى انتشدارةا اليدوم حتد ولدو‬
‫تقلص الز اء الذن اانا تراقبم باال تعمار المبابر‪.‬‬
‫بداةة تغذن نارية الرج وتتغذ‪ ،‬مى تز يرالصياد البدائي بلغة ومقاييس العصدر‪ .‬فز داء الصدرا بديى‬
‫الصياديى المتنافسيى عل الزريسة تحوف مى ب عة أمياف مربعة إل قارات بأ رةا ‪ .‬أمدا السدالو فلدم يعدد‬
‫الدرمح المسددموم وإنمدا الصدداروخ الحامد للددرأس الندوون‪ .‬ل ددى عقليدة البددس السدموانّ ةددي عقليدة البددس‬
‫الجلود‪.‬‬
‫*‬
‫عددودة إل د مددا يسددميم ةنتنجتددون الح ددارة ونصددر عل د تسددميتم ثقافددة ‪.‬ةددي إذن حسددب تعريزددم '' أعلههو‬
‫مستوى تجمع أبخا '' وبالتالي ةي أرفع مستو‪ ،‬لتعريف ةوية مجموعة بشرية ما ‪.‬‬
‫ال بد مى التوقف عند ةذا المزهوم ألنم محور الخطأ والخطيئة في ف ر الرج ‪.‬‬
‫ثمددة توجهددان متناق ددان فددي ت ددويى الهويددة ‪ .‬األوف ةددو البندداء عل د ال ددد ‪ .‬تتش د ةددويتي عل د أ دداس‬
‫االختال مع اآلخر‪ -‬وقد انتام في دوائدر متباعددة أندا مرازةدا – وذلد علد أ داس جملدة مدى العالمدات‬
‫الموضوعية م الجنس و اللون واللباس واللغة ال ‪.‬‬
‫أما التوجم ال اني فهو البناء عل المماثلة ‪ .‬تتش ةويتي ةنا عل ببهي مع اآلخر ‪-‬وقدد اندتام فدي دوائدر‬
‫متباعدة أنا مرازةا – في الش واللون واللغة والمعتقدات والتاري ال ‪.‬‬
‫ل ى الهام في ا ةذا ةو أن التجذر في ةويتي يم نني مى التعر عل ا مى ةم م لي وا مى ةدم‬
‫مختلزيى عني ‪ .‬وحي أن ل آخر ةوية فإن ا مى ةم م لي ديتعرفون علدي امشدابم لهدم و ديعترفون‬
‫بي واحدا منهم ‪ .‬إن م ةذا التعر واالعترا المتبادف بيى الشخص ومجموعتدمن عبدر االبدتراك فدي‬
‫نزس الهويةن ق ية بالغة الخطورة ‪ .‬فالرةان األ ا ي ليس التميز الذن فرضتم ظرو العيش المشدترك‬
‫و ال حت التمايز والتزاضد فدي العالقدة بالمجموعدات البشدرية األخدر‪ ،‬ن و إنمها تبهاد الحمايهة داخهل‬
‫المجموعة لدرء الخطر الحقيقي أو الوهمي الذي يمثله اآلخر ‪ ...‬علما وأن ةناك دوما خو مى اختزاء‬
‫خطر ةذا اآلخر ألن األمر قدد يدؤدن إلد تزجدر مخدزون العندف الدداخلي المدتح م فيدم نسدبيا طالمدا ةدو‬
‫موجم نحو العدو الخارجي ‪.‬‬
‫الهويدة ةدي إذن جملدة العالقدات الماديدة و الرمزيدة التدي تدربط وتوحدد عدددا مدى األفدراد و ةدم فدي حالدة‬
‫را ضد مجموعة مشابهة في الجوةر مخالزة في الماهر‪.‬‬
‫ةي في ا تبطان الشخص لحدود المجموعة التي تعطيم الحماية والتي يجب عليم حمايتهدا ال لشديء إال‬
‫بسط حمايتها عليم‪ .‬نحى ال ننتمي لقبيلة ن لحي ن لوطى ن ألمة ن ل قافة ن بمقا مة المنتمييى إليها‬ ‫لتوا‬
‫العالمددات الخارجيددة المميددزة فقددط ن ول ددى بمقا ددمتهم مسددئولية الحمايددة المتبادلددة و الدددفا عددى الوج دود‬
‫المشترك وتحسيى ظروفم‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫تتعقد بمرور الزمان خصائص المماثلة و المشابهة‪ .‬فمى األلوان الصارخة التدي ير دمها المحداربون علد‬
‫أجسادةم إل أدق المات السر التي يتعار بها " األخوة " في ةذا الجيش أو تلد العقيددة‪ .‬ل نهدا تنطدق‬
‫الها بالخطا األبدن ‪ :‬أنا منا وإلينا ن نحمي و تحمينا ‪.‬‬
‫فإن لب الهوية ةو انتماء مسئوف و مسئولية انتماء ‪.‬‬ ‫وفي آخر المطا‬
‫ديرورة ال‬ ‫لننار اآلن لدينامي ية بعور االنتماء ةذا ألنم م ا ظدواةر الحيداة االجتماعيدة والطبيعيدة‬
‫معط جامد‪.‬‬
‫خذ قبيلة معزولة في غابتها ا توائيةن أفقها الجغرافي حدود الغابدة التدي تحا درةا مدى الجهدات األربعدة‬
‫وأفقها الزمني محدود بأ طورة ثابتة ‪.‬‬
‫أضديق دائدرة اجتماعيدة يم دى أن ت دزي‬ ‫أن إلد‬ ‫تتبلور ةوية أفرادةا إل ما أبعد مى العائلة بقليد‬
‫حمايتها عل الزرد بالحد األدن مى النجاعة‪.‬‬
‫و ع االن األفق ‪ .‬خذ مجموعة بشرية ت اثر عددةا ولها ف داء أرحدب بز د الجيداد المطهمدة أو بدواخر‬
‫براعية أو جماف عابرة القارات ‪ .‬ةا قد ظهرت القبائ فالشعو فاألمم ‪ .‬لقد أ بح الشدخص ع دوا فدي‬
‫مجموعة تو عا حدودةا إل آفاق مذةلةن واء تعلق األمدر بعمدق ف دائها الجغرافدي أو الزمندي أو عددد‬
‫أع اء النادن الجدد‪ .‬ياهرآنذ اك الدديى والقدانون واألخدالق لزدرن مدا أقدره العدر داخد المجموعدات‬
‫البدائية للصياديى أن واجب الحماية المتبادلة وبسطم عل عدد أابر مدى البشدر أ دبحوا جدزءا مدى عقدد‬
‫التدأميى علد الحيدداة ن ال لشدديء إال ألن اآلخددريى تنامددوا فددي ددلب بددعو ال تواجددم بالمجموعددة القبليددة‬
‫ال يقة‪.‬‬
‫إن ةذا ما يالحام حت ةنتنجتون عندما يقوف‪:‬‬
‫''االنتمدداء عنددد الندداس طبقددات ‪ .‬فسددااى رومددا يم ددى أن يعددر نزسددم حسددب درجددات مختلزددة ارومدداني ن‬
‫إيطالي ااثولي ين مسيحي ن اوروبي ن غربي ‪ .‬ل ى الح ارة التي ينتمي إليها ةدي أعلد طبقدات تعريزدم‬
‫بنزسم‪''.‬‬
‫لنتأم في مغز‪ ،‬ةذه الجملة ‪ .‬ثمة اعترا إذن بأن الهويدة عمليدة بنداء تاريخيدة و دعا أفدق دااى رومدا‬
‫مى انتمائم لمدينة إل انتمائم لبلدد ثدم لقدارة ثدم لدديى ثدم ل قافدة ن ومدى ثمدة و دعا واجباتدم تجداه اد ةدذه‬
‫المستويات اإلضافية ‪.‬‬
‫الح أن اد مسدتو‪ ،‬ةويدة جديددة ي تسدب لديس نق دا للطبقدات التحتيدة التدي تشد لا عبدر تداري الزدرد‬
‫والمجموعة وإنما فقط دمجا لها في إطار أو ع ‪ .‬نحى ال نعيش انتمائنا للدوطى اخياندة أو اتن در النتمائندا‬
‫لجهة مى جهاتمن بمدا أن ةدذه الجهدات ةدي الهدا الدوطى ‪ .‬نحدى و دعنا فقدط آفداق االنتمداء مدى ال ديق إلد‬
‫األرحب الذن ضم ةذا البعد ال يق ولم يلغم ‪.‬‬
‫إن االرتقاء مى طابق إل طابق ق ية مرتبطة بعوام موضوعية م حالة الوضدع المحددد الدذن يعديش‬
‫فيم بالشخص ‪ .‬فإن اان فقيرا أم يا معزوال في جزيدرة أو دحراء أو جبد ن ال تلمدم علد توقدف بدعوره‬
‫باالنتمدداء عنددد المسددتو‪ ،‬القبلددي ‪ .‬إن اددان جددزءا مددى مجموعددة بشددرية تت دداثر عبددر التدداري وتحتد أجددزاء‬
‫متسعة مى الز اء فإندم ديرتقي للوطنيدة والقوميدة ‪ .‬ثمدة اي دا العوامد الذاتيدة مدى ذاداء و دماحة التدي‬
‫يم ددى أن تحم د ةددذا الزددالو الزقيددر المعددزوف إل د أعل د مراتددب االنتمدداء فددي حدديى يم ددى للمتعددود عل د‬
‫الطائرات واالنترنا البقاء في مسو‪ ،‬االنتماء القبلي أو الشعوبي ل يق أفقم الز رن وحت الروحي ‪.‬‬
‫يقودنا إذن التو ع التدريجي إل الشعور باالنتماء ال قافي وةو بداةة أرق مى الشعور القبلي والطائزي‬
‫والشعوبين ألن مى ي ع ةويتم ال قافية فوق ةويتم القومية ةو بال رورة بخص تزتح عل ا الشعو‬
‫والقوميات التي تحتويها ةذه ال قافة ‪ .‬ل ى ماذا عى العالقة بالمنتميى لل قافات األخر‪ ،‬؟ أال يبقد التندافس‬
‫والصرا الذن انطلق منم الوضع المحدد منذ مائتي ألف نة قائما وإنما عل مستو‪ ،‬أضخم إن ا دتبدلا‬
‫المواجهة بيى القبائ أو الشعو أو األمم بالمواجهة بيى ال قافات؟‬

‫‪100‬‬
‫ثم ة ةذا حقا أعلو قف لالنتماء اما يدعي ةنتنجتون أم ة أنم وقدف عندد الدرجدة األعلد التدي يقددر‬
‫عليها ةو ومى يتزقون معهم في الموقف ن م لما ةو الحاف عند القبلي والطائزي الذن ال يسدتطيع االرتقداء‬
‫إل االنتماء في مستو‪ ،‬الوطى‪.‬‬
‫ويسدتبق ويمهددد‬ ‫لنقدارن بديى موقددف الرجد الددذن وقدف فددي أعلد مسددتواه وموقدف الددنص الدذن يوا د‬
‫لمستو‪ ،‬أعل في إحد‪ ،‬الوثائق التزصيلية المنب قة عنم *‬
‫العامددة فددي اإلعددالن ‪'' :‬و لمددا اددان مددى الجددوةرن العم د عل د تنميددة‬ ‫يحدددد ةددذا األخيددر اعادتددم األةدددا‬
‫عالقات ودية بيى األمم ‪''.‬‬
‫يشير إل الخطول العري ة لتنمية م ةذه العالقدات ‪ '' :‬ويجدب أن تهدد التربيدة إلد إنمداء بخصدية‬
‫اإلنسان إنماء اامال وعل تعزيز احتدرام حقدوق اإلنسدان والحريدات األ ا دية وتنميهة التفهاهم والتسهامح‬
‫بيى الشعو والجماعات العنصرية والدينية وإل تعزيز مجهود األمم المتحدة لحز السالم ''‬
‫آه ام المؤ ف أن يستعم المشر العالمي المة م التسامح نفمشروعم أابر ب ير مى مزهوم مسموم‬
‫الخطددا ال ددمني فيددم ادداآلتي ‪ :‬رغددم إيمدداني بتزددوقي و بدددونيت ‪,‬ل ددى إل ددتحالة الددتخلص من د ناددرا‬
‫لموازيى القو‪،‬ن فإنني مجبر عل تحمل ‪ .‬و ألنم ال بد لي مى مقاب لتحم مدا ال قبد لدي بتحملدمن فدإنني‬
‫أضع عجزن عى تغييرك عل حسدا نبد لديس فدي و أ دمي تالقدي العجدز الزعلدي و النبد المصدطنع‬
‫درن‪.‬‬ ‫تسامحا أضعم وباحا عل‬
‫ربما ا دتعم الدنص المصدطلح ال دعيف لتشدجيع المتسدامح امدا يشدجع األ الطزد وةدو يخطدو أولد‬
‫خطواتم في االتجاه الصحيح ‪ .‬ل ى بتان ما بيى ةذا الموقف والذن يسع إليدم ندص ةدو دد‪ ،‬ألرو‬
‫ما جاء علد لسدان ابدى عربدين المعلدم األ دم ن عنددما انتبدم فجدأة للمسدتو‪ ،‬الدذن لدم يسدتطع ةنتنجتدون‬
‫الطلو إليم‪.‬‬
‫فمرعو لغزالن و دير لرهبان‬ ‫لقد صار قلبي قابال كل صورة‬
‫و ألواح توراة و مصحف قررن‬ ‫وبيت ألوثان و كعبة طائف‬
‫ركائبي فالحب ديني و إيماني‬ ‫أدين بدين الحب إني توجهت‬
‫وألن أغلبية البشر ما زالا جد بعيدة عى م ةذا الن ّ الز رن واالرتزا الروحي ن يعود ال اتدب إلد‬
‫الشدرو والتزصدي فدي الوثدائق الت ميليدة* مدديرا ظهدره ل د المتخا دميى المنتصدريى لصدزاء و أف دلية‬
‫خصو يتهم العرقية أو العقائدية ‪ .‬ةو أي ا ي ع راعهم عل مسدؤولية ن دّ لدم يصدلوا إليهدا بعدد ‪.‬‬
‫يعلى مبدئيا حياده في المعراة ال روس بيى الخصو يات‪.‬‬
‫يردد المشر العالمي دون ال أن ا المناومات الز رية و الدينية بالنسبة إليم برعية واردة ومقبولة ‪.‬‬
‫وةو ةنا أي ا ال يزع و‪ ،‬ااتشا مقولة لمعا يوما االبرق في ظلمدات التعصدب والجهد جداء بهدا‬
‫ابى عربي وةو ينشد‪:‬‬
‫وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه ‪.‬‬ ‫عقد الناس في اإللم عقائد‬
‫يا لم مى نصر للمعرن وابى المقزع وا الذيى دعوا بدنزس الموقدف مندذ قدرون ن ف دان خطدـأةم الوحيدد‬
‫أنهم جاءوا عصرةم بأف ار عصور ما زالا بعيدة في المستقب ‪.‬‬
‫واجم رةيى المحبسيى خصدام بشدر لدم يرتزعدوا إلد مسدتو‪ ،‬وعيدم بسدخريتم الالذعدة ‪.‬وضدع فدي نزدس‬
‫السلة ‪----------- .‬‬
‫*إعددالن مبددادئ التعداون ال قددافي الدددولي – اليونسد و‪ -8911.-‬نقددال عددى ''حقددوق اإلنسددان ن المجلددد األوفن‬
‫الوثائق العالمية واإلقليمية –إعداد د‪,‬محمد يو ف البسيونين د‪.‬محمد عيد الدقاقند‪,‬عبد العايم وزير‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫عابد النار و الثم الحجدر و المغتسد ببدوف البقدر و بدتم ةدذا الدذن يزعجدم بددق الجدرس وذاك الدذن يقد‬
‫م جعم بالصياو ا فجر مى مئذنة ‪.‬واجم ابى المقزع اإلب الية بنزس اال تن ار ل ى بوقار الزيلسو‬
‫" فلم أجد أحدا منهم يزيد عى مدو دينهم و ذم ما يخالزم مى األديانن فا تبان لي أنهم بالهو‪ ،‬يت لمدون ال‬
‫بالعدف فلم أجد إل متابعة أحد منهم بيال "‪.‬‬
‫إنها البراعم التي رميا منذ قرون في أرفع مستويات ثقافتنا العربية اإل المية وةا ةي تدورق وت مدر فدي‬
‫نص قد ي ون طوق نجاة البشرية ‪.‬‬
‫عى المشر قولم ‪ " :‬لكل ثقافة ارامتها و قيمتها ويجب احترامها و المحافاة عليها "‪.‬‬
‫ثقافة عل أخر‪ ،‬و إنما يقر ب ام‬ ‫نحى أمام موقف واضح ال يحتم تأويال أو تش ي ا ‪ .‬فالمشر ال يز‬
‫الجرأة أن لل قافة الغربية و ثقافة قبائ األوفامبو في حارن جنو القارة اإلفريقية نزس ال رامة و نزس‬
‫القيمة ‪.‬‬
‫تسقط الحجة السهلة أن النص ةو الوجم اآلخر لخطا المرازية الغربية ‪.‬‬
‫ي يف المشر "‪ :‬مى حق ا بعب و مى واجبه تطوير ثقافتم"‪.‬‬
‫ةو ال يقر إذن أن غزو ثقافي وال يطلب مى أن ثقافة البقاء تحا رايدة ثقافدة رائددةن منتصدرة ن متزوقدة ن‬
‫مرجعية ن متقدمة ال ‪.‬‬
‫عل الع س يح المشر العالمي ا بعب عل التمس ب قافتم وعل نواتها الصلبة التي ةي عقيدتم‪.‬‬
‫ال ب أن ال اتب يعر ةو اآلخر الحقيقة التي ااتشزها ابار المز ريى والنساك والمتعبديى عل اختال‬
‫الديانات التي دانوا بها ن وةي أن ةناك ألف طريق مم ى لتسلق الجب ن ل ى القمة أتيتها مى الغر أو مى‬
‫الشرق واحدة ن أو أن مى ينزف إل أعمق وأن ّ وأنب ما فدي خصو ديتم ن ال ي تشدف إال إنسدان اد‬
‫زمان وا م ان ‪ .‬يا للمزارقة أن تؤدن بنا الخصو ية التي تذةب إل أبعد حدودةا ‪....‬إل العالمية‪.‬‬
‫يحدد المشر تعريزم لهذه العالمية وإنها ا بيء و‪ ،‬ديادة النمدوذت الغربدي الغالدب فدي ةدذه المرحلدة‬
‫مى التاري ‪ " :‬تش جميع ال قافات بما فيها مى تنو وخصب و ما بينها مى تبايى و تأثير متبادف جدزءا‬
‫مى التراث الذي يشترك في ملكيته البشر جميعا " ثمة نارة جديدة للتنو ال قافي ‪.‬‬
‫يز ر جيى الرتيا ل قافة مغلقة ومتحجرة ن أاان غريبدا أو مسدلما أو آ ديويان مدى منطلدق القزدص الدذن‬
‫وضع نزسم فيم ‪ .‬ةو ال يتصور رتيا برعية وأخالقية غير التي نشأ عليها أو اعتنقها ‪ .‬ةو يريد تصددير‬
‫تصوره للعالم و تصوره لإلنسان لتعم الحقيقة التي خص بها ‪ .‬ةو يزرو عندما تنتصر نارتم و ال ي يره‬
‫في بيء اغتياف معتقد عل غرابتم أو لغة عل ضيق انتشارةا ‪.‬انار إليم و الزبد حوف بزتيم‬
‫و الشر يتطاير مى عينيم و ا دتمع إلد خطابدم الحما دي حدوف ضدرورة تخلديص لغتدم مدى الشدوائب التدي‬
‫دخلتها و تنقية مو ديقاةا مدى الددنس الدذن لحقهدا مدى التدأثير األجنبدي وفااعدة األف دار المسدتوردة التدي‬
‫تش وباءا و مرضا يتهدد عقوف النابئة ‪.‬‬
‫ل ى التنو بالنسبة للمشر العالمي ليس بيئا غريبا يواجم في أ وء الحاالت باال تهجان و الرف‬
‫دحية ألن التبدايى ةدو الدذن يعطدي للتقا دم‬ ‫و " بالتسامح " في أحسنها ‪ .‬ةو عل الع س مى ةذا ظاةرة‬
‫معناه وجدواه ‪.‬‬
‫يراز المشر العالمي في فقرة أخر‪ ،‬عل نزس الز رة‪.‬‬
‫" عليها ( األمم ) بأن تتقاسم ما لديها مدى علدم و معرفدة "‪ .‬يدأمر المشدر األمدم إذن أن ت دف عدى اعتبدار‬
‫ثقافتها مل ا لها ب يطالبها " بأن تنام المبادالت بروو السماحة و العطاء المتباد " ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫يدعو المشر العالمي إذن إل ا تبداف الزقر بالغن ألن التنو ظاةرة خصب و عالمة ثروة واد نتاجدم‬
‫راجع لمى يرض بالغناء الزاحش بدف الزقر المدقع ‪.‬‬
‫ةا قد أ بحا مو يق بيتهوفى و لغة اإل يمو المؤةلة لالنقران وأثدار آنجدااور ن مل د أندا العربدي‬
‫المسلم ل فيها حق و نصيب بما ةي جزء مى تراث اع و مى العائلة البشرية ال بر‪. ،‬‬
‫ةا قد أ بح ف ر ابى عربدي و آثدار قرطدات و الزدى المعمدارن بسديدن أبدو دعيد ملد و حدق مدى حقدوق‬
‫قبائ الهنود الحمر في غابات البرازي و مواطني بافاريا و فنلندا ‪.‬‬
‫حيح أن ال قافات تتقا م أحسى ما لديها منذ القدم‪ .‬ل ى األمر أ بح بتشريع وتشجيع وتناديم جعد اد‬
‫الشعو تسع ل ي تصنف المنامدة العالميدة للتربيدة والعلدوم معالمهدا الطبيعيدة والمعماريدة فدي قائمدة‬
‫انوز البشرية لتزاخر ب ونها حافاة وو ية لهذه المعالم با م البشرية جمعاء ال ب ونها مال تها الوحيددة ‪.‬‬
‫أو ف بعور ينتابنا أمام ةذا المشرو الجبار نوعا مى الذةوف ‪.‬‬
‫أو متسوليى ‪.‬‬ ‫مى ا ال قافات اأ حا الحق ال الصو‬ ‫لقد أ بحنا نغر‬
‫عيد تش ي ةويتنا أو عل وجم التحديد عل القزدزة النوعيدة‬ ‫ل ى أةم ما في العملية تبعاتها الهائلة عل‬
‫التي تحدثها داخلها‪.‬‬
‫إن التزاع اإليجابي الذن يصزم المشر العالمي ليس موقزا انتهازيا ينطلق مى السطو عل أحسى ما في‬
‫ا د ثقافددة لتر دديع جيددد ثقافتنددا وإثرائهددا حت د ت تسددب تزوقددا عل د ال قافددات األخددر‪ ،‬وخا ددة المتقوقعددة‬
‫عل‪،‬ذاتها مى فرل عقدة النقص أو عقدة التزدوق‪ .‬إندم تحدوف جدذرن فدي العالقدة مدع ال قافدات األخدر‪ ،‬وقدد‬
‫أ بحا فجأة الكنز المشترك التي يحق لنا جميعا التمتع بم ‪.‬‬
‫نحى إذن أمام موقف يقطع مع الموقف القديم الذن اان يصنف ال قافات إل ثقافتي وثقافاتهم ‪ .‬لقد أضيف‬
‫إل حقدي القدديم فدي التمتدع بال قافدة العربيدة اإل دالمية بح دم م دان والدتدي وتداريخي وبدعورن باالنتمداء‬
‫العربي المسلم ن حق التمتع بكل ال قافات ‪.‬‬
‫داحب ثقافدة‬ ‫لقد أ بح مى حقي القوف‪ :‬لي الحق في الغر مدى اد ‪ ....‬ثقافاتنها‪ ،‬ألنندي فدي الواقدع‬
‫في مستو‪ ،‬و احب ا ال قافات وجزء منها جميعا في المستوى األعلو الحقيقي ‪.‬‬
‫ةذا ما جعلني أرد يوما عل آدمدي متخلدف درخ فدي وجهدي ‪ :‬ال تنسد أند علد أرن بلددنن فأجبتدم‬
‫ببرود وأنا ال تنس أن عل أرن اوابي ‪.‬‬
‫المستو‪ ،‬األعل لالنتماء إذن ليس ال قافة وإنمدا اعتبدار الشدخص لنزسدم أندم ابدى أم كهل األمهم التهي ههي‬
‫اإلنسانية وابى أ ا األوطان الذي هو العالم ‪.‬‬
‫*‬
‫لننتبم ل خامة التغيير الز رن الذن يدعونا إليم النص ‪.‬‬
‫إن االنتماء أيا اان المستو‪ ،‬الذن و لم ن اما قلنا ن ةو الذن يحدد حجهم المجموعهة التدي يحدرم داخلهدا‬
‫العر ا تعماف العنف ب اب الم ن بينما يحرن عل التعام معها ب أنوا الحب ومشتقاتم‪.‬‬
‫ة ذا أد‪ ،‬ارتزا االنتماء مى مستو‪ ،‬القبيلة إل مستو‪ ،‬الشعب فإل مستو‪ ،‬األمة فإل مستو‪ ،‬ال قافدة‬
‫إل تو يع مجاف عم ةذا العنصدر المهي د للهويدة ‪ .‬معند ةدذا ظهدور انتمداء عدالمي يعندي ضدرورة‬
‫تو دديع تحددريم العنددف إل د ا د البشددرية والتحددري عل د حبهددا تمامددا امددا يزع د الددوطني وةددو يهتددف‬
‫والعبرات تخنقم ''نموت ن نموت ويحيا الوطى ‪''.‬‬
‫يصا المرء بالدوران وةو يص إلد م د ةدذا اال دتنتات‪ ...‬أو يغلبدم ال دح ‪ ...‬خا دة إذا ادان خارجدا‬
‫لتوه مى قراءة جريدة اليوم ‪ .‬ة ي ون م ةذا الموقف الذن يدعونا إليم النص بم ابة قززة جديدد ة علد‬

‫‪103‬‬
‫العدالم امدا ةدو للحلدم بواقدع ات دح‬ ‫الواقع وتجاوزا حريا لم ؟ ة نحى مجددا أمام نص مهمتم رفد‬
‫ألف مرة أنم را يزتح عل اابوس؟‬
‫دو‪ ،‬القيدام بمهمدة الددعوة ألف دار وقديم‬ ‫إنم ؤاف يلق مى جديد عل الواقع ال عل النص الدذن ال يزعد‬
‫توااب وتتعهد وتنمي مستو‪ ،‬جديدا لإلنتماء‪.‬‬
‫مع عى بيء ا مم االنتماء اإلنساني وأنم بصدد تتويّ االنتماء ال قافي وإدماجم امدا أدمدّ‬ ‫لنسألم ة‬
‫االنتمدداء ال قددافي االنتمدداء القددومي واالنتمدداء القددومي االنتمدداء الددوطني واالنتمدداء الددوطني االنتمدداء القبلددي‬
‫واالنتماء القبلي االنتماء العائلي ؟‬
‫وحت ي ون تزحصنا نزيهدا لنسدأف ةنتنجتدون نزسدم عدى ايزيدة تقبد الواقدع ندائدم لشدحذ السد اايى ألجمد‬
‫حر الح ارات ؟‬
‫إن أةم ما اثار انتباةي في المقالة لم ي ى اطروحاتها وإنما حدة الردود عليها وقد أتا مى اد أ دقا‬
‫العالم ومى مصادر ف رية و يا ية مختلزة أجمعا الها – بدرجات مختلزة مى الصدق والمصدداقية‪ -‬علد‬
‫رف ها والدعوة عل الع س لمزيد مى التعار والتعاضد بيى ال قافات‪.‬‬
‫بداةددة أخطددأ الرج د عصددره ن فلددو دددرت مقالتددم فددي العشددرينات لمددا لقيددا إال اال تحسددان والصددد‪،‬‬
‫الوا ددع ألن تلد الحقبددة التاريخيددة اانددا منتجددة ومؤةلددة لقبددوف أف ارةددا ‪ .‬ل ددى بديئا مددا تغيددر فددي عمددق‬
‫األف ار المؤ سة لعالم اليوم وةو األمر الذن لم ينتبم لدم الرجد ألندم ال أ دم ممدى ال يريدد أن يسدمع وال‬
‫أا ر عماء مى الذن يرف الرتية ‪.‬‬
‫ولو نارنا بإمعان في المستو‪ ،‬الذن انطلقا منم ةذه الردود البالغة السلبية ‪ -‬والذن يبددو أن ةنتنجتدون‬
‫اددان يجهد أو يتجاةد وجددوده ‪ -‬لوجدددنا أنددم متشد مددى أبددخا ومددى مؤ سددات وحتد مددى مسددئوليى‬
‫ح ومييى ن مى مختلف مناطق األرن و مى داخ اد ال قافدات بد ومدى داخد ال قافدة الغربيدة نزسدها ‪.‬‬
‫بداةددة لددم ينتبددم المنارلمغددز‪ ،‬وتبعددات ظهددور منامددة األمددم المتحدددة و منامددة العزددو الدددولي والسددالم‬
‫األخ ر والجمعيات العالمية لألطباء والمهند يى والصحافييى والزيزيائيى والنساء ناةي عدى مؤ سدات‬
‫ال بد أنهدا عزيدزة علد قلبدم م د البند الددولي و دندوق النقدد الددولي ‪ .‬اأندم لدم ينتبدم أي دا للتبعددات‬
‫العميقة والبعيدة المد‪ ،‬للموا الت الحدي ة في تو يع آفاق البشر أو مدا يعنيدم ظهدور بدب ة االنترندا أو‬
‫تأثير الترابط المتزايد للز اء االقتصادن والسيا ي وال قافي للعالم ‪ .‬ةو لم ينتبدم خا دة لوجدود رتيدا‬
‫جديدة تتطور ببطء وعمق داخ العقوف والقلو منذ منتصف القرن الماضي تعبر عى وعي جديد‬
‫و تسع لصياغة وضع محددد مختلدف عبدر نشد ر جملدة مدى األف دار المؤ سدة ال درورية لبلورتدم أا در‬
‫فأا ر‪ .‬إن ا ةدذه العوامد المترابطدة والدينامي يدة ةدي التدي ااندا وراء رفد عدارم وبدبم عدام لمقولدة‬
‫را الح ارات‪.‬‬
‫نعم ثمة مى دون أدن ب بروز انتماء يعتبر ال واب ةو الوطى والبشرية جمعاء ةي األم واألمة‪ .‬ولوال‬
‫وجود ةذا االنتماء لما تجند ةولنديون في فر العزو الدولي في أمسدترادم لمندع إعددام أفارقدة ال يدربطهم‬
‫بهم انتماء الوطى والعرق وال قافة ‪ .‬ولوال تنامي ةذا الشدعور باالنتمداء للعائلدة البشدرية لمدا ةبدا الشدعو‬
‫واألمم في ا اارثة طبيعية لغوث بعو وأمم قد ت ون أحيانا عل خصام تاريخي معها ‪.‬‬
‫ولددوال تنددامي ةددذا الشددعور لمددا ت ونددا اد ةددذه المنامددات العالميددة للنسدداء نللشددبانن للنقابددات ن لألطبدداء‬
‫نلل تا نلمناضلي البيئة ال ‪ ...‬والها تنطلق مى الشدعور بأنندا الندا فدوق نزدس المرادب المهددد بدالغرق إن‬
‫وا لنا التجديف ا في االتجاه الذن ال يخدم إال مصالحم ال يقة‪.‬‬
‫ثمددة إذن ومددى دون ب د وعددي جديددد باالنتماءللعائلددة البشددرية وثمددة تنددامي فددي ةددذا الددوعي وثمددة تش د‬
‫للمستو‪ ،‬األعل مى االنتماء ب ما يعنيم األمر‪.‬‬
‫ةذا التطور عل المزاةيم التي أرةقتنا م اإلنسان قب العودة لتحديات الواقع ‪.‬‬ ‫تقليب تبعات م‬ ‫لنوا‬

‫‪104‬‬
‫علويدة إنسدانيتنا علد انتمائندا ال قدافي والقدومي‬ ‫ما ال ذن يعنيدم و دولنا إلد المسدتو‪ ،‬األعلد أن ااتشدا‬
‫والوطني والقبلي؟‬
‫إنم تبلور وتنامي الوعي بمسئوليتنا الجديدة تجاه ا الذيى أ بحوا فجأة جدزءا مدى المجموعدة المشدمولة‬
‫بتحدريم العندف وتحبيدب الحدب‪ .‬إندم فدي وعيددي بدأنني أ دبحا مشدموال بدالتحريم والتحدري علد نطدداق‬
‫البشرية الهان وةو مدا يزدتح لدي آفاقدا مذةلدة لدم أحلدم يومدا بإم انيدة وجودةدا وقدد ربيدا علد الخدو مدى‬
‫جارن ‪.‬‬
‫ورتنا لإلنسان ‪.‬‬ ‫يدخ ةذا الموقف الجديد تغييرات جوةرية عل‬
‫نحى حبيسون منذ الصغر لرتيا تنطلق مى وتعود إل ثنائية األندا واآلخدر‪ .‬ال يهدم أن ي دون ةدذا اآلخدر‬
‫متبلورا في آخر قبلي ن أو آخر وطني ن أو آخدر قدومي ن أو آخدر ثقدافي ‪ .‬فدالمهم أندم يشد خطدرا‬
‫نمتم مائتي الف نة مى المنافسة ‪ .‬وفي االتجاه المعااس فإن ةذا اآلخر ةو مصدر ا حب وا حماية‪.‬‬
‫ما جوةر عالقتي مع اآلخر الخطر؟ إن العالقة مح ومة طبعا بالجزوة وبالتجاة وباإلن ار ‪ .‬بقدر ما تحتد‬
‫ةذه المشاعرن بقدر ما تتباعدد الدذاتان‪ .‬وفدي النقطدة القصدو‪ ،‬لهدذا التباعدد يصدبح اآلخدر اأندم مدى جدنس‬
‫غير الذن أبدعر باالنتمداء إليدم ‪ .‬تددفع ضدروريات التندافس الشدديد ت دخم الهويدة بالم دادة ‪ .‬ل دى مدا أن‬
‫تخزددا حدددة الصددرا وتتحددرك مؤبددرات الوضددع نحددو القطددب المعددااس إال وتبلددورت الهويددة بالمماثلددة‬
‫محراة فينا ا ةذه المشاعر العميقة ‪ .‬وعندما تبل ذروتها في ورة الحب فإننا ن تشدف مدذةوليى أن أن‬
‫بخص ةو أنا بقصة تختلف في التزا ي ل ى لها نزس ال وابا ونزدس التحدديات و نزدس اآلالم واآلمداف‬
‫ناةي عى ابترااها في نعمة‪-‬نقمة الحياة والموت ‪.‬‬
‫وعندما ت تم العالقة في أ ز أبد اف الحدب فدإن الدذن يحصد ةدو تقدار بدديد بديى الدذاتيى يصد حدد‬
‫انهيددار ا د حدداجز بعددد أن ااتشددزا ا د ذات ذاتهددا فددي مددرآة الددذات األخددر‪ . ،‬ال يعن د ةددذا تمازجهمددا‬
‫وضياعهما في وحدة بال فا ‪ .‬اال فالشخصيتان باقيتان ل ى الهوية التي تميز ةذا عى ذاك لم تعد مبنية‬
‫عى اختال المحتو‪ ،‬وإنما عل اختال األ لو في التعبير عى نزس الم مون ‪.‬‬
‫وال غينة نحى أمام اائنان فقدا أةم ما ت شدزم عالقدة القدر‬
‫وفي أقص عالقة التباعد التي يخلقها الخو‬
‫القصو‪ ،‬وةو أن اآلخر أنا في ورطة أخرى واألنا نسخة تكاد تكون طبق األصل من كل رخر ‪.‬‬
‫وفددي ةددذا المسددتو‪ ،‬مددى العالقددة تت ددح الحقيقددة المذةلددة أننددا لسددنا ابندداء عمومددة أو إخددوة وإنمددا األوجههه‬
‫المتعددة لنفس الكائن تجسد في أا ر مى ب وةو دوما واحد‪.‬‬
‫تصددف ااتبددة إيطاليددة * وعيهددا المزدداجئ بهددذه الز ددرة الغريبددة وةددي تخاطددب بددبح حبيبهددا السددجيى فددي‬
‫زنزانات الداتاتورية‪:‬‬
‫'' ام ادان لد مدى وجدم ومدى ا دم طيلدة ةدذه السدنوات؟ فدي فيتندام ادان ا دم ‪ Thi Anh‬واندا فتداة مدى‬
‫الزيت ونّ ‪ .‬اان ا دم أي دا ‪ Nguyen Van Sam‬واندا رجدال قصديرا حدافي القددميى يلدبس األ دودن‬
‫وفي زنزانة المح وم عليهم باإلعدام ‪.‬انا تقوف‪ :‬أن اإلنسان برئ ألندم إنسدانن إندم يزعد ابدياء ال جددو‪،‬‬
‫لها وغريبدة اقتد أعدائدمن لدذل يجدب أن ننادر إليدم ب يدر مدى الشدزقة‪ .‬وفدي بوليزيدا ادان ا دم ‪Chato‬‬
‫‪ Peredo‬ن وقد لجئا إل أدغاف اليمانين وانا عل أةبة زيارت لما حا رك واعتقلد جديش الجندراف‬
‫ميرندا‪ .‬لقد تقابلنا لما اان إ دم ‪ Julio‬واندا معدتقال فدي السدجى المرادزن لمديندة البداز‪ .‬وفدي البرازيد‬
‫ادان ا دم ‪ Carlos Marighali‬واندا تعديش مختزيدا مغيدرا طدوف الوقدا عنواند وبدعرك المسدتعار‪.‬‬
‫وانا تدعي أي ا ‪ Tito de Alencartina‬وقد رموك آنذاك في زنزاندة بدبيهة ‪ Boati‬بدال فدراش ن‬
‫بالغطاء‪ .‬ألم نتقاب مائة مرة مى قب في ايجونن في بنوم بنمن في م سي ون في داوبوولو ن فدي ربدو ن‬
‫في ةونّ اونّن في الباز ن في عمانن في داان في ال وتا في اولومبو؟''‪.‬‬
‫إنم وضع الماء الذن يبق نزس الماء بنزس ال وابا واء اتخذ ب السائ ن أوالجامدن أوال با ن‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫‪* Oriana Fallaci :Un Homme –livre de poche‬‬

‫‪105‬‬
‫أوب جب الجليدنأوب القطرةن أوب المحيط ب قطراتم‪ .‬معن ةذا أننا ن تشف أو نتذار مى حديى‬
‫آلخر أن اإلنسان ةو اإلنسان في ا إنسان مما يعني أن كل إنسان هو ممثل اإلنسان ‪.‬‬
‫تبهرنا الز رة م لما يبهرنا البرق الخاطف يشق بنوره الالمع جب السحب الرمادية ‪.‬‬
‫ل ى لوتتبعنا ةذه الز درة وتعمقندا فيهدا لوجددنا أنهدا تقودندا لز درة أغدر نةدي اآلخدر‪ ،‬موجدودة مندذ غدابر‬
‫الزمان في الوعي الجماعي ل نها بقيا مطمورة تحا ا افة أف ار الصرا والخو ‪.‬‬
‫تاهر ةذه الز رة ثم تغيب ثم تعود للسطح لتغيب مى جديد ل ى مع موعد جديد للاهور ال يبليها زمدى وال‬
‫يوقزها م ان ‪ .‬إنها الز رة التي تعبر عنها أرو تعبير اآلية القرآنية ال ريمة '' مدى قتد نزسدا بغيدر نزدس إو‬
‫فساد في االرن ف أنما قت الناس جميعا ومى أحياةا ف أنما أحيا الناس جميعا''‪.‬‬
‫ما الذن تاهره اآلية ؟ أن اإلنسان هو ممثل اإلنسانية ن أو عل وجم التحديد أن اإلنسانية تتبلدور وتتجسدد‬
‫وتتم تختزف في ا إنسان‪ .‬ال غرابة أن ي ون قت فرد واحد بم ابة قت الجميع وإحياء فرد واحد بم ابة‬
‫إحياء ال ‪.‬‬
‫إن الز رة عل عم قها وغرابتهدا قدد ت دون أ ده فهمدا و قبدوال للقبلدي وللدوطني والقدومي لدو عداد لتجربتدم‬
‫الخا ة في عالقتم مع مستويات ةويتم ‪ .‬ةو مستعد للت حية بحياتم مى أج قبيلتم وبعبة وقومدم وةدذا‬
‫أمر بديهي بالنسبة لم ‪ .‬ل نم مستعد عنددما تبلد وطنيتدم أو قوميتدم ذروتدم المخداطرة ب د مدا يملد وحتد‬
‫حياتم مى أج فرد واحد مى بني جلدتم ‪ .‬تذاروا مو وةو يقت المصرن الذن أ اء معاملة عبد عبرن‬
‫وما انجر عى الحادثة مى تبعات غيرت مجر‪ ،‬التاري ‪ .‬إن الذن حرك مو لم ةذه الزعلة ةدو رتيتدم‬
‫ا قبائ بني إ رائي مم لة في ةدذا العبدد العبدرن وبالتدالي اعتبداره أن االعتدداء الدذن تعدرن لدم ةدو‬
‫اعتداء عل الجميع‪.‬‬
‫إن أب اليتنا مع الوطنية الزا دة نسيها وتنا يها أن الوطى مم دوما في ا مدواطى ن أندم يجدب معاملدة‬
‫ةددذا األخيددر ال عل د ا دداس أنددم خددادم العلددم وإنمددا علد ا دداس أنددم ةددو نزسددم العلددم ‪ .‬وةددي عندددما تدددنس‬
‫المواطى بالتعذيب والالم والتخويفن ال تدنس عبره إال الدوطى الدذن تددعي خدمتدم والحداف أنهدا دادرتم‬
‫لتحقيق أخس المآر لمجموعة ضيقة فقددت االرتبدال بدالوطى الحقيقيدي وأ دبحا م د خاليدا السدرطان‬
‫المجنونة التي فقدت ارتباطها بالجسم اناام لم مصلحة أعل مى مصلحتها ‪.‬‬
‫ومى ةذا المنطلق يم ى فهم مغز‪ ،‬ف رة أن اإلنسان ةو مم اإلنسانية واإلنسانية متجسدة في ا إنسان ن‬
‫بما أنها نزس اآلليات الز رية والنزسية التي حراا مو وإنما المستو‪ ،‬ةدذه المدرة ةدو أعلد مسدتويات‬
‫اإلنتماء ‪.‬‬
‫أعل المستويات ؟ ة نحى متأادون مى األمر أم ة نحى بصدد ارت ا نزس الغلطة التي حا بنا عليها‬
‫بشدة ةنتنجتدون‪ .‬ةد ت توقدف ةويتندا عندد انتمائندا للبشدرية أم ةد ثمدة مرتبدة أعلد قدد ي دون إدماجهدا ةدي‬
‫األخر‪ ،‬في الصورة التي ن ونها عى أنزسنا أداة إضافية لتعميق وعينا بأنزسنا وربما أداة إضافية لتحسديى‬
‫ظرو البقاء؟‬
‫لنتذار ةندا عالقتندا المأ داوية بدالحي وان والددور الدذن يلعدب فدي مدا نسدميم إنسدانيتنا والإنسدانيتنا علد حدد‬
‫السواء‪ .‬ولو تأملنا بعمق في ةويتنا علد ةدذا المسدتو‪ ،‬الاتشدزنا أنندا أع داء عائلدة وحدي وقبيلدة وبدعب‬
‫وأمددة وبشددرية ليسههت سههوى غصههن مههن دوحههة الحيههاة المحملددة بمددا ال يحص د مددى أغصددان ال ائنددات‬
‫الحية‪ ...‬وا جنس م ى األجنداس أعجوبدة فدي حدد ذاتدم تطدورت فيدم قددرات الخدالق عدز وجد إلد حددود‬
‫اإلعجاز‪.‬‬
‫معن ةذا أن التزاض بيى األجناس والتزوق المزعوم الذن اختلقم الوةم اإلنسانون ال يقد خطدأ وخطيئدة‬
‫عى لم التزوق المزعوم بيى أمم البشر وثقافاتها ‪.‬‬
‫ولو تأملنا اآلن بعمق فدي اد بدخص ال اتشدزنا أندم ال يختدزف فدي ذاتدم القبيلدة والشدعب واألمدة واإلنسدانية‬
‫وإنما الحياة ذاتها ‪ .‬إن ما ال ينتبم لم الوعي العدادن ةدو أن جسدم اد واحدد مندا يختدزف اد قددرات الحيداة‬
‫وا تاريخها وا غرابتها وجميع أ رارةا ‪.....‬وأنها نزس الطاقة الجبارة والقدرة الصامتة المتجذرة فدي‬
‫عمق مالييى السنيى التي تحرك ا ال ائنات الحية دون ا ت ناء ‪.‬‬
‫ةا قد تبخرت ا ال نائيات المصطنعة ذات الم ونات المزصولة بحدود قاةرة ‪ :‬الزدرد‪ /‬المجموعدة ن األندا‪/‬‬
‫اآلخر ن المواطى‪ /‬الوطىن اإلنسان ‪ /‬اإلنسانية و حت اإلنسان ‪ /‬الحيوان ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫بصدمات ةدذا‬ ‫ف ةذه األ ماء حاالت لااةرة واحدة بما أننا دوما جزء في كل و كل في جهزء ن نحمد‬
‫الذن تسميم اللغة المقدس وةو واحد في ا آدمي م لما ةو واحد في ا نبات وا حيوان‪.‬‬
‫إن ةذه الز رة الرائعة والمروعة ةي التي عبر عنها ايليا أبو ماضي في بيا مى أجم أبياتم‬
‫ويا ل اونا قد حو‪ ،‬بع م ال ال‬ ‫فيا ل دنيا حسنها بع قبحها‬
‫وةي نزس الز رة الرائعة المروعة للمعلم األ م عبر عنها وةو يناجي فدي د رة مدى الحدب الصدوفي‬
‫الذات القدوس وقد تجلا لز ر مسحا يد الحب ما تر ب عل مرآتم مى ور وأف ار العنف والخو‬
‫تختاف بيى أزةار بستان‬ ‫إني عجبا لصب مى محا نم‬
‫ابصرت نزس في مرآة إنسان ‪.‬‬ ‫فقلا ال تعجبي مما تريى فقد‬
‫***‬

‫‪107‬‬
‫الضمانة‪.‬‬
‫ةا قد حلقنا إل أعل ‪ -‬أو نزلنا إلد أعمدق‪ -‬مسدتويات االنتمداء والحدب و التصدو ‪ .‬ال بدد لأل دف مدى‬
‫العودة إل الواقع ن فقدر اإلنسان أن ت ون قدماه في الوح حتد ولدو ادان رأ دم بديى النجدوم ‪ .‬وحتد ال‬
‫يزاجئنا السقول إل حي توجد مشاالم بما ال نقدر عل تحملم مى األلم ن فلنندزف مدى عليائندا درجدة بعدد‬
‫درجة ‪.‬‬
‫إذن ثمة خبر طيب وةو أن الوضع المحدد المعا ر‪ -‬أو علد األقد جدزء مندم‪ -‬بصددد فدرز ندو جديدد‬
‫مدى اآلدميدديى أ ددبحوا واعديى بانتمددائهم للبشددرية و أن ةدذا االنتمدداء يحددددةا لهدم امشددمولة بددأمر تحددريم‬
‫العنف والتحري عل الحب ‪ .‬وةذا النمط موجود في الواقع مى قديم الزمدانن ل ندم ادان بعددد ال يسدمح‬
‫إال بإعالن الز رة وتعهدةا إل أن تحيى لحاة تاريخية تجع منها قوة فاعلة‪.‬‬
‫الت نلوجيا التي اد ا مى جهة‬ ‫ثمة أا ر مى داللة عل أن ةذه اللحاة ةي الزترة التي نعيش وذل بز‬
‫ما ي زي لتدمير ةذا ال واب ألدف مدرةن فدي نزدس الوقدا الدذن جعلدا مندم عمدارة يسدتحي عدزف الحريدق‬
‫والوباء في طابق بينما يستطيع ان الطوابق األخر‪ ،‬موا لة العيش الرغد اآلمى ‪.‬‬
‫ويعني ةذا مجددا أن ظهور النص وبروحم ليس موضة ف ريدة ن إن تندامي االنتمداء العدالمي لديس حددثا‬
‫عارضا ‪ .‬ب بالع س فدالنص جداء ليبلدور مدا ادان ضدروريا بلورتدم ولتنميدة مدا أ دبح ضدروريا تنميتدم‬
‫مدفوعا ومحموال بأقو‪ ،‬قوة مم نة ةي إرادة البقاء‪.‬‬
‫ماذا اآلن عى الخبر السيء؟‬
‫حيح أن الت نولوجيا تزتح آفاق البع ول نهدا تزيدد أحياندا فدي غلقهدا عندد ال يدريىن ال لشديء إال ألنهدم‬
‫ورثة مائتي ألدف دنة مدى التندافس المسدلح والخدو المدزمى والبغ داء المتبادلدة ن وةدذا تدراث ال يم دى‬
‫التخلص منم بيى عشية وضحاةا‪.‬‬
‫يواجم اليوم ا بعب السي المتدفق مى الطائرات نمى األجانب الذيى ينزلون منهدا دواحا أو مهداجريى‬
‫أو مسافريىن بقلق متزايد وتزاقم ةاجس ضيا بخصيتم نأن تزتا المجموعدة الحاميدة المحميدة وذوبانهدا‬
‫في تش يالت أخر‪ ،‬مجهولة المصير والموقف ‪.‬ثمة أي ا تداخ الصور والمعلومات واألف دار والعدادات‬
‫والتقاليد ن وةو األمر الذن يؤدن إل إظهار ما في ا ثقافة مى نسبية ومحليدة والحداف أن قدوة اد ثقافدة‬
‫في توةمها التميز واالمتياز ‪.‬‬
‫ةاةي بعو األرن الزقيرة و الغنية عل حد السواء نباةرة حدودةا و جيوبها و خصو يتها في وجم‬
‫بعو أخر‪ ،‬بحدة وخطورة لم يعر لها التاري م يال ‪ .‬ةاةم مناروا و ممار وا التطر العرقي‬
‫و الديني و الطائزي يصولون و يجولون يدعون لحرو القبائ والطوائف واألديان والح ارات‪.‬‬
‫ة ذا تؤدن إيجابيات الوضع المحدد التدي تبلدور الهويدة اإلنسدانية إلد ردة فعد ‪ -‬قدد ت دون عدابرة وقدد ال‬
‫ت ون‪ -‬تتم في تر ي القبلية والطائزية والشعوبية والعنصرية‪.‬‬
‫لنلخص الوضع المعقد لشعور االنتماء في عالم اليوم ‪.‬‬
‫ثمة مجموعات بشرية ما زالا معزولةن حت ولو أن عددةا يتناقص بسرعةن ويتوقف بعور االنتماء عند‬
‫حدود القبيلة ‪.‬‬
‫ثمة مجموعات بشرية أدمجا عبر القرون انتمائها القبلي القديم ل نها ارتقا إل اإلنتماء الوطني ولو أنم‬
‫ثمة داخ ةذه المجموعة الوطنية مجموعات يش انتمائها الوطني غشاءا رقيقا علد انتمائهدا القبلدي أو‬
‫الطائزي ‪.‬‬
‫ثمددة مجموعددات بشددرية أدمجددا ع بددر القددرون االنتمدداء القبلددي واالنتمدداء الددوطني لتص د إل د االنتمدداء‬
‫القومي‪...‬علما وأنم توجد داخلها نزس االختالفات في الن ّ التي رأيناةا في المستو‪ ،‬الوطني‪.‬‬
‫ثمة مجموعات بشرية ارتزعا بوعيها وبشعور المسؤولية إل مستو‪ ،‬تجمع بعو وأمم نسميها ال قافة‪.‬‬
‫أما القا م المشترك بيى ةذه المستويات االنتمائية –خالفدا لحداف مسدتوانا ‪ -‬فهدو فدي ديطرتها علد المداف‬
‫وو ائ توزيع األف ار ناةي عى اونها مدججة بالمعرو والمجهوف مى األ لحة الزتااة ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫*‬
‫أن ضمانة يم ى أن يقدمها لنا الدنص بدأن أف داره وقيمدم دتجد طريقهدا لعقدوف وقلدو اد البشدر لتهدديهم‬
‫للطريق المستقيم حت ال يبق '' المؤمنون الجدد' ' مجرد قبيلة عالمية '' ت ا إل قائمة القبائ المحلية‬
‫التي بدأت تتش حت داخ األوطان العريقة وربما تصبح الش األا ر انتشارا للتدنام البشدرن فدي ةدذا‬
‫القرن ؟‬
‫آه لددو ا ددتطعنا تطمدديى أنزسددنا بحتميددة انتصددار مشددرو ةويتنددا العالميددة عل د المشدداريع '' المتخلزددة '' أو‬
‫''البدائية '' بال ربة القاضية ن ألنم مدعوم بقو‪ ،‬الحق والحقيقة‪.‬‬
‫المش لة أن م ةذه الطمأنة ممنوعة وم ةذا الطريق مغلق عل ا األ عدة ‪.‬‬
‫إن غرابددة دداحب ال دنص المؤ ددس لرتي دا جديدددة ن ال تتوقددف عنددد طرافتددم ا اتددب بددألف يددد وإنمددا‬
‫تتجاوزةا إل ما ةو أةم مى ذل ب ير‪..‬إنها في بشريتم المعلنة وحت في ابتذاف ةذه البشرية‪.‬‬
‫مددا حاددوع نصددم إذن لزددرن أف دداره وترجمتهددا إل د ممار ددة فعليددة لحقددوق فشددلا فددي فرضددها حت د‬
‫نصو اآللهة واألنبياء؟‬
‫أن مصداقية لنص يطب في قاعات تعبق برائحة العرق والسدجائر والقهدوة وعطدر النسداء و يخدرت مدى‬
‫عادييى ؟‬ ‫مساومة طويلة ومملة ألبخا‬
‫نحى ةنا عل طر النقي مع نموذت الو ايا العشر التي ير مها بأحر مى ندار وندور إلدم جبدار‬
‫خور جب مهيب أمام نبيم المشدوه المطالب بنق أوامره و نواةيم إل قطيع بشرن ض طريقدم‬ ‫عل‬
‫في بعا الوادن‪.‬‬
‫أن ثورة ةذه ب وة تستطيع ةذه ال لمة المبتذلة أن تدف عل بيء بم ةذه الجدة ن بم د ةدذه الغرابدة ن‬
‫بم ةذا القطع الجذرن مع ا الطرق التي جربها التاري في اتابة النصو العام !‬
‫ة رابا اإلنسانية ورابها الغرور و ة لم تعد حقا بحاجة إل لوو محزوع يأتيها مبابرة مى مصدر ا‬
‫ر ومنبع ا قانون ؟ ة يعي المشر العالمي بخطورة ةذا النسيان ؟ ة لم تقدير اا للصعوبات‬
‫و المزارقات التي قد يتعرن إليها بح دم ةدذه الهزدوة ؟ ةدو يريدد أن يزدرن قانوندا علد اإلنسدانية جمعداء‬
‫بقبائلها و بعوبها وثقافاتها المتنداحرة المتخا دمةن و فدي نزدس الوقدا ال يخشد مدى التصدريح بدأن منبدع‬
‫قانون القوانيى عقوف حزنة مى الرجاف و النساء العادييى الذيى تشغلهم ةموم منحة التنقد و ضدجر طدوف‬
‫الجلسات و انتاار نهاية األ بو بزار الصبر ‪.‬‬
‫أو ليس في ةذا الح م عل المحاولة بالزش المسبق ألن التناق بيى الغاية و الو يلة ااري اتورن ؟‬
‫أال يعلم المشر أن القانون ال ي دون إال مطلقدا والمطلدق ال يبندي بالنسدبي ؟ ةد دتقب البشدرية بقدانون‬
‫إنساني المصدر تعرفم ضرورة ناقصا ‪ ,‬قابال للنقاش و االعتران‪ ,‬ةي التي تجادف أوامر اهلل نزسم ؟‬
‫أما اان عل المشر العالمي أن يربط تشريعم ةذا بمصدر ا قوانيى إلعطاء أا ر ما يم دى مدى فدر‬
‫النجاو لمشروعم الجبار ؟‬
‫إنها نقطة ال عف األ ا ية والقاعددة مندذ وجددت اإلنسدانية ومشداريع تخليصدها مدى نزسدها ةدو بنداء ةدذه‬
‫المشاريع عل حقيقة مطلقة ت مى نصرةا قوة مطلقة‪.‬‬
‫وةذه ةي القوة المطلقة ةدي إ مدا دلطة إلدم ادالتي يدؤمى بهدا أتبدا الدديانات السدماوية ن أو دلطة قدوانيى‬
‫موضوعية ااتشزها العق العلمي االتي آمى بوجودةا الماراسيون ن أو لطة غريزة قاةرة اتل التي قاف‬
‫بوجودةا نيتشم ودارويى ‪.‬‬
‫ال غرابة أن يربط البشر منذ عشرات اآلال السنيى ا قدانون يسدنونم بدإرادة اآللهدة امدا يزعد اللقديط‬
‫عندما يربط نسبم بجد خرافي ليستمد مى ا مم قيمتم أمام الناس‪.‬‬
‫حيح أن ةناك إب الية ابر‪ ،‬بخصو ةذا السند ال امى لوجود المشرو وةو أن ي ون وجوده ةدو‬
‫نزسم م دمون الوجدود ‪ .‬ل دى حتد ولدو وجددنا لدم ضدامنا أعلد فمدا الددلي علد وجدود ضدامى ال دامى‬
‫للمشرو ؟‬
‫إنها أب الية نارية مدوخة وفي نزس الوقدا بغيدر قيمدة ألندم ي زدي أن يدؤمى المدرء بوجدود ال دامى حتد‬
‫يصبح موجودا ألن فعالية ال امى في حدة اإليمان بوجوده وليس في وجود ال قدرة ألحد عل ضمانم ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫اان ماراس بأمس الحاجة لإليمان بوجود آليات تدفع عجلة التاري قدما لتحقيق االبترااية فااتشزها‬
‫اما ي تشف ا واحد منا ما يريد أن يراه مى أب اف في قواف السحب وجاريناه في العملية ألننا انا نحى‬
‫أي ا بأمس الحاجة لإليمان بوجود طريق عبدتم آليات الجدلية المادية و يص بنا حتما إل مجتمع اختزا‬
‫فيم الطبقات‪ .‬ولما طبقا نارياتدم وظهدر اإللحداد باإللحدادن ظهدرت محداام التزتديش الشديوعية وتدم دلب‬
‫ورجم ا الزنادقة حسب السيناريو ال ال ي ي في ا األديان الغيبية‪.‬‬
‫ال ينزدع أن تتددابع التجددار الزابددلة إذ ال تتغيدر إال األبد اف اإليمانيددة بزعد ال دورات داخد تزددس العقيدددة أو‬
‫باهور اب اف أخر‪ ،‬مى خارجها‪ .‬أما حاجة اإليمان بشيء ما قار فينا قرار الجو والعطش‪.‬‬
‫وبغ النار عما تعنيم ةذه الحاجة وتعبر عنم بخصو '' طبيعة'' البشرن فإنهدا حجدر الزاويدة فدي اد‬
‫مشرو جدن وإحد‪ ،‬ضروريات تحقيقم ‪ .‬ألن القانون‪ ...‬االص ‪.‬‬
‫ةو أي ا حبر عل ورق ن ل ى الحبر والورق إذا اان ورائهما ر يد ن فدإن بو دعهما أن ينقلبدا إلد فعد‬
‫بحجم أةمية ما في الر يد ‪ .‬أفر ةذا األخير ولى يبق بيى يدي و‪ ،‬حبر القانون أو ورق الص ‪.‬‬
‫ألدديس مددى ال ددرورن أن يسددحب د حقددوق اإلنسددان علد ر دديد ار دديد الحقيقددة العلميددة و ةد مددى‬
‫ضمانة أا ر جدية مى ضمانة السماء ؟ ألم يق فولتير " لو لم ي ى اهلل موجودا ‪...‬لوجب اختراعم " ‪.‬‬
‫أن قيمة للقانون دون زخر الطقوس و الرموز التي تعطيدم جد فعاليتدم فدي لجدم غريدزة القتد ؟ أو لدم‬
‫ي ى مى المم ى في آخر المطا االعتماد عل النصو المقد ة الموجودة ليمدر بديء مدى قد ديتها إلد‬
‫اإلعالن و بقية المواثيق ‪ ,‬و لو بنو مى التطز ؟‬
‫اأنني بالمشر العالمي يهز اتزيم غير مباف بالحجّ المنطقية التي أقدمها لدم ومتجداةال نصدائحي السدديدة‬
‫ب ددرورة المسددارعة لتدددارك غلطددة فادحددة فددي ةند ددة مشدداريع الخددال ‪ .‬ال بددد أن لددم حجددّ ومعدداذير ال‬
‫يزصح عنها وما علي إال أن أن أجدةا داخ النص ‪....‬أو أن أختلقها اما يزع ا براو النصو ‪.‬‬
‫ةا ةي حجّ ال اتب ومعاذيره ولو أنها قد ت ون حجّ ومعاذير ااتب ةذه السطورفقط ‪.‬‬
‫أوال لم ي ى مى المم ىن والحالة عل ما و زها ةمزرن بيى أع اء الشب ة التي دبجا اإلعالن ناالتزاق‬
‫جاةزا معلبا مى السماء حت ولو تم االتزداق علد‬ ‫عل إخرات مسرحي إليهام الجماةير بأن النص و‬
‫تحدي السيناريو – م ال بجع النص يسلم إل األميى العام لألمم المتحدة مى قب اائنات نورانية و لا‬
‫لتوةا مى مجرة العقر عل متى زينة عابرة للمجرات‪ .‬إن أمدرا اهدذا غيدر قابد للتصدور والزريدق يعدّ‬
‫بالملحديى م اورتس ي الرو ي ‪ .‬ثم تصدوروا الخصدام بديى المتددينيى أنزسدهم وعلد أن ديدى يجدب أن‬
‫ت ون ال ائنات النورانية ناةيد عمدا يزدتح وجودةدا مدى جددف ال حصدر لدم قدد ي دطر الجميدع لمراجعدة‬
‫مقد اتهم ‪.‬‬
‫ثمة بب بديهي آخر ال تحالة بناء ديى جديد ألن األمر يؤدن مبابرة وآليا إلد إلد الددخوف فدي درا‬
‫مع ا األديان األخر‪ ,،‬مما يعني رفع مستو‪ ،‬الزوض والصرا إل مستو‪ ،‬غير قاب للتصور والحاف‬
‫أن مهمة النص تخزيف حدة العنف بيى السبا المشدودة لبع ها البع في نزس القزص المتزايد ال يق‪.‬‬
‫انعي مشاريع الخدال بخصدو فعاليدة‬ ‫ربما ةناك بب أعمق يتعلق بالش الذن بدأ يتسل إل عق‬
‫نة ؟ أندم ي زدي إ دناد القدانون علد إرادة السدماء ل دي‬ ‫التقنيات القديمة ‪ .‬ماذا أظهرت تجربة خمسة آال‬
‫يخ ع لم اإلنسان اما تخ ع األجرام لقوانيى الزيزياء!!!‬
‫طبعا ال ن فاإلنسدان يخدرق القدانون اإللهدي المصددر امدا يخدرق القدانون البشدرن ‪ .‬وإن خ دع لدم فم رةدا‬
‫ومحاوال تطويقم ب المم ى مى الحي ‪ .‬ةو عادة أمام اهلل االطز أمام أبيم يتعام معم باالبتزاز والتسوف‬
‫وأحيانا بالسطوعل مسئولياتم ‪ .‬ذل ألن ةناك داخ م ةذه القوانيى بيء ما يبع عل بلورة م ةدذه‬
‫التصرفات الطزالنية وتنميتها ‪.‬‬
‫إن قرونا طويلة في محاولة ل جم العنف وتنمية الحدب بدالتخويف والتطميدع لدم تدؤدن إال ال دتزحاف الخدو‬
‫والطمع دون أن تتقدم الق دية األ ا دية خطدوة واحددة‪ .‬ف لدو تابعندا حالدة الحدرو الرةيبدة التدي عصدزا‬
‫بصزو المؤمنيى أو بينهم وبيى مى يسمونهم ال زار والملحديىن وبيى ةؤالء ن لوجدنا أن فعالية‬
‫القوانيى المحرضة عل الحب والمحرمة عل العنف اانا ضعيزة إل أقص حددود ال دعف‪ ...‬وإال لمدا‬
‫و لنا للوضع المحدد الحالي ‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫نزهم عزو مشرعنا العزيز عى اللجوء إل تقنيات قديمة أظهرت أن حدة التقتي ال تق برفع المصاحف‬
‫عل الرماو ‪.‬‬
‫تبق مع ةذا و رغم ةذا اإلب الية قائمة الذات ‪.‬‬
‫فإذا اان مصير القانون المستمد برعيتم مى اهلل نزسم بم ةذا المصير ‪ ,‬فماذا ينتار المشدر مدى قدانون‬
‫ال يخزي البشر أنهم انعوه و نده األوحد ؟‬
‫ة ا تبدلنا وةما بوةم يعبر العصور ةو اآلخر عبر عنم المعرن ‪:‬‬
‫مشيرا في بحم والمساء‬ ‫اذ الناس ال إمام و‪ ،‬العق‬
‫فأ ألــم ف ــ عـقـ نبــي‬ ‫أيهــا الغـــر ان خصصــا بعق‬
‫ل ى ةذا العق ‪ -‬النبي ةو الذن رأيناه وراء تقطيدع جسدد طومدا فدي مختبدرات أوبدزيتز أو خلدق الشديء‬
‫الذن رمتم الطائرة عل ةيروبيما ونجازااي ‪.‬‬
‫إن نزس الش الذن اعترانا بخصو فعالية القوانيى المسحوبة عل ر يد السماء ةدو نزدس الشد الدذن‬
‫يعترينا أمام القوانيى المسحوبة عل ر يد العق البشرن‪....‬وباةدنا دوما التاري ال تهمنا طرق التخلص‬
‫والتبرير لمى ةم عاجزون عى مواجهة الحقائق الرةيبة‪.‬‬
‫ةد ن ددون قددد أنهينددا بهددذا تحطدديم اد معنويددات القددارئ و تدددمير اد الدددعامات التددي يم دى أن تسددند بنائنددا‬
‫وت مى لنا بصيص أم في حاوع النجاو للمشرو العايم ‪.‬‬
‫إن أول خصائص القوة الجبارة التي تحرانا والتي تسميها اللغة الحيداة ةدي دون أدند بد ‪....‬اال درار‬
‫وربما حت العناد‪ .‬انار ايف تدمر الحرو وال دوارث الطبيعيدة المددن والشدعو فترفدع حداال أنقدان‬
‫ددراخ الرضددع والمقددابر‬ ‫الخرائددب ويبدددأ البندداء مددى جديددد وايددف تنددتز بطددون النسدداء با ددتمرار ويتعددال‬
‫تزي باألجساد‪.‬‬
‫اذل تدمر تجار بناء المديندة الزاضدلة المزداةيم واألوةدام والمشداريع العايمدة ‪ .‬فيعدود لهدا الز در مجدددا‬
‫بالتصحيح والتشذيب وتجديد الحلم ن ا ةذا اارثة بعد اارثة ‪....‬إخزاقا بعد إخزداق ‪....‬إحباطدا بعدد إحبدال‬
‫‪ ..‬وذل إل آخر يوم مى أيام التاري ‪ ...‬إل آخر نزس عند آخر إنسان ‪.‬‬
‫إن المشر العالمي بنصم حلقة في لسلة اال رار الخالق أن جزءا مى عناد الحياة الذن تاهدره بدألف‬
‫ب عل ألف مسدتو‪ . ،‬ةدذه القدوة الجبدارة ةدي ضدمان توا د المشداريع ن ل دى مدا دندةا وأداتهدا فدي‬
‫ق ية الحاف ؟‬
‫يشدير المشدر بوضدوو علد مدى ديعهد إليدم بالدددور األزلدي عنددما ي تدب ‪'' :‬و لمدا ادان تجاةد حقددوق‬
‫اإلنسان و ازدرائها قد أف ينا إل أعماف أثارت بربريتها الضمير اإلنساني ‪''.‬‬
‫ال ددمير اإلنسدداني ‪ -‬ولدديس العقد ‪ -‬ةددو الددذن ي تشددف البربريددة فددي األفعدداف الناجمددة عددى التن ددر لحقددوق‪-‬‬
‫حاجيات‪-‬واجبات اإلنسان ‪.‬‬
‫ومنم تنبع إرادة التصحيح وعليم ترت ز برعية وآماف ا العملية‪.‬‬
‫ال مير ! ما ةذا ؟‬
‫تعاودنا الرةبة القديمة ا ما برز واحد مى ةذه المزاةيم – البعدابع التدي نددرك مدى البدايدة أنندا دنتيم فدي‬
‫محاولة تعريزها‪ .‬تح رنا ةنا طرفة مى قداف فدي تعريدف التعريدف أندم محاولدة تسدييّ ف داء مدى األف دار‬
‫الغام ة بحائط مى ال لمات المبهمة ‪ .‬تح رنا المدة غانددن لمدا طلدب مندم تعريدف اهلل بأندم محاولدة لغدة‬
‫ناقصة ألناس ناقصيى في فهم حقيقة ااملة‪.‬‬
‫ال يبق علينا إال أن ندور حوف المزهوم دون وةم حوف ا دتنزاذ مدا قدد ي دون ةمدزة الو د بديى اإلنسدان‬
‫وبيى ا األ ماء والحاالت التي تتخذةا القو‪ ،‬المبهمة الجبارة التي تحرانا وتجع منا ما نحى عليم‪.‬‬
‫أو جمع ‪.‬‬ ‫لم اللغة م ن‬ ‫وفي البداية ةو واحد حي ال تعر‬
‫ةو ''طاقة'' موجودة داخ ا إنسان وربما داخ ا حي ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ةو يبلور وجوده عبر رف م لألعماف البربرية التي يقترفها اإلنسان في حق اإلنسان‪.‬‬
‫الو األفعاف مى عدمم‪.‬‬ ‫‪ .‬ةو مقياس يقيس‬ ‫ةو إذن ''عيى'' داخلية تبصر وتقيم وترف‬
‫ةو بداةة حاف القوانيى األ لية التي ا تبطنها البشر منذ بداية التاري وال رورية لتوا لهم في أحسدى‬
‫الاددرو وعل د رأ ددها اعتبددار الحيدداة أقدددس مددا فددي الموجددودن وا د ال ائنددات تماهراتهددا المقد ددة ن‬
‫وال رامة خا ية ا حي‪.‬‬
‫ةو ليس فقط حارس البيا وإنما منبع ا األفعاف التي تعيد التأ يس فوق ا خرا ‪.‬‬
‫ل ى وجود الخرا وت رره يعني أن ال مير موجود فدي حداالت مختلزدة مدى االنتبداه ‪ .‬ثمدة حداالت يبددو‬
‫فيها نائمان أو ربما مغلوبا عل أمرهن واأن األمور افلتا مى لطتم ‪.‬‬
‫ايف يم دى لل دمير أن ي دمرن أن ي دي ع انتباةدم ن أن يزقدد دلطتم لحادة علد مجريدات األمدورن ممدا‬
‫يسمح باهور األعماف الهمجية التي ت ير حزياتم ؟‬
‫ببساطة ألن ال مير الب شرن بما ةدو أداة تعددي وتددارك فدي خدمدة وجدود أرقد لديس إال حالدةن خيداالن‬
‫ددورة ن ترجمددةن قبسددان تماهددران تموقعددا ن تبلددورا للحيدداة نزسددها ب د آلياتهددا وأدواتهددا للحزدداع عل د‬
‫مشروعها وتطويره ‪ .‬تصا الحياة نزسها في األفراد وفي األجناس عل حد السدواء بال دعف بدالت لسن‬
‫بالزش ن بالتراجع ‪.‬‬
‫معن ةذا أن ندنا األوحد يرت ز عل قوة جبارة ل نها تعر الزش واالنت ا ة والدنقصن حتد ولدو ادان‬
‫لها مى العناد والصبر والعبقرية ما يجعلها تتجدد ا لحاة في ا رضيع وفي ا نبتة واائى حي جديد‪.‬‬
‫ةا نحى أمام وضع حاولا ا رت‪ ،‬الطمأنة تجاةلم ‪ .‬يا لهدا مدى ف درة رةيبدة أن نزهدمن وان نقبد أخيدران‬
‫أنم البيء وال حت ال مير ي مى انتصار الحق عل الباط ألن الحياة نزسها في درا مدع الزوضد‬
‫المطلقة التي تسميها اللغات األوربية ‪.Chaos‬‬
‫يت ح حجم ما يتهددنا مى أخطدارن وادم ةدو دعب طويد بداق غيدر م دمون النتدائّ ةدذا الطريدق نحدو‬
‫المدينة الزاضلة التي أوةمنا أنزسنا مى خالف العقائد الرائجة أنم مر وم ومعبد ‪.‬‬
‫نهاية‬ ‫الشيء الوحيد الم مون الوجود ةو وجود آليات تصحيح الخل وإ رارةا عل القيام بدورةا إل‬
‫المغامرة العام واء اانا بقاء الجنس البشرن أو بقاء البقاء نزسم‪.‬‬
‫مغامرة مخاطرة مجهولة المصدير آلخدر‬ ‫ما عدا ةذا ال توجد إال اآلفاق الرحبة للمغامرة اآلدمية وةي ا‬
‫لحاة ‪.‬‬
‫****‬

‫‪112‬‬
‫خاتمة‬
‫يستعم ا نص قارئم ويستعم ا قارئ نصم والقا م المشترك بيى اال تعماليى واحد‪ :‬تحقيق منزعة ‪.‬‬
‫إنها قاعدة يعرفها جيدا الدجالون و يجهلها السذت و يتجاةلها '' العلماء'' المهوو دون بالحقيقدة والحداف أن‬
‫الموضوعية الوحيدة في التعام مع النصو ااتشا طبقات وتقنيات التوظيف المتبادف‪.‬‬
‫ربما انتبم القارئ ل يزية توظيف ااتب ةذه القراءة لنص اإلعالن‪ .‬وإذا لم ينتبدم فمدا عليدم إال أن يبحد أو‬
‫أن يعوف عل النقاد الاتشا التقنيات المغلزة التي ا تعملتها لتمرير جزء ابيدر مدى اف داره تحدا غطداء‬
‫ف ر المشر العالمي ‪.‬‬
‫ولتبرئة الذمة أ ار للقوف أنني ا تعملا النص فعال للدفا عى رتيا معينة والعالم واإلنسان ل ى داخ‬
‫ف اء ةو ف اء النص أو جد قريب منم وفي ا األحواف ليس مناق ا لم‪.‬‬
‫واآلن ايف يم ى للقارئ ممار ة نزس اللعبة ؟ ثمة عدة مستويات وطرق وةي م درجات السلم ‪.‬‬
‫أما الدرجة الدنيا فهي تل التي لجأ لها داتاتورتونس في التسعينات عندما وضع النص في ا مرادز‬
‫برطة‪ ....‬والتعذيب عل قدم و اق في اام البلد ‪.‬‬
‫إنها ظاةرة مبتذلة و بائعة منذ القدم تم لدا فدي لدبس رداء اإل دالم لمحاربدة قيمدم نأو فدي بدى الحدرو‬
‫الصدددليبية با دددم المسددديح أو فدددي التشددددق لددديال نهدددارا باالبدددترااية للتغطيدددة علد د مصدددالح المافيدددات‬
‫والنوم التورا الحمراء ن أو في ا تحواذ عل مزاةيم الوطى والوطنية لقت المواطنية و قهر المواطى‪.‬‬
‫اقط بالمعن األخالقي لل لمة‪ .‬ل ندم اليدوم داقط أي دا بدالمعن المدادن فزدي‬ ‫إنم منذ قديم الزمان تزوي‬
‫عصددر بددزافية المعلومددة – أو قصددر عمددر البددزافيتها‪ -‬و ددرعة التبددادف وتعدددد المصددادرن أ ددبحا عمليددة‬
‫التزوي ةذه بم ابة طبع أوراق النقود المزيزة في و ط السوق عل نا خة م تب وعل ورق الجرائد‪.‬‬
‫ثمة درجة أعل مى م ةذا اال تعماف الرخيص وةو المتاجرة بأف ار النص وقيمدم ‪ .‬يدا مدا تحزد أ دواق‬
‫السيا ة والن اف الحقوقي خا ة في عالمندا العربدين بصدغار المقداوليى الراا ديى وراء تمويد داداايى‬
‫ومؤتمرات انزصلا عى ا ق ايا وأخطار الن اف لتنعم بورود علقا أبوااها بأ ابع اآلخريى‪.‬‬
‫ةذا ال يعني أنم ال يوجد تزوي مقبوف حت لو تعلق األمر بااتسا بهرة أو م انة أو نزدوذ بدريطة أال‬
‫يؤدن إل اإلضرار بأحدد أو بق دية ‪ .‬لنسدمم التزدوي االنتهدازن المعتددف الدذن يحداوف خدمدة المصدلحة‬
‫الخا ة دون التعرن للمصلحة العامة‪ .‬ام مى مؤمى ادق لم ير‪ ،‬حرجا في الجمع بيى الدنيا والديى ن‬
‫بيى اإليمان ومنافع اإليمان ! مى يحق لم اعتبار م ةذا األمر مذموما إللهم إال إذا اان مس ونا بنصو‬
‫مجنونة تدعو للطهارة المطلقة وتزون طهارتها المزعومة للتغطية عل دنس بال قا أو قف؟‬
‫وفي حالة مواجهة األطهار المتشدديى لنا ب رورة خدمة النصو دون البح عدى المقابد ن يم دى إن‬
‫ف لنا التأد ن الرد أنم ال حرت مى األمر بما أن ةذه األف ار تدعي العيش مى أجلنا ف يف ال تخدمنا‬
‫قليال ‪ .‬أما إذا ف لنا الوقاحة فيم نا أن نبع بالئمينا إل الشيطان مذاريى أن القاعدة في ةدذا العدالم أن‬
‫تدفع مى يعيش عل حساب ن ولو اانا األف ارن معلوم خدمات‪.‬‬
‫نعم ال حرت وال لوم عل أحد في تزوي النص لتحسيى ظرو بقاءه ‪.‬فق ونددر أن نتمتدع ب د الحقدوق‬
‫الددواردة فددي الددنص ال لشدديء إال ألن مطالبنددا وحاجياتنددا أابددر ب يددر ممددا يسددتطيع أحسددى وضددع يا ددي‬
‫واجتمدداعي تددوفيره لنددا‪ .‬ة ددذا دديجد العامدد المسددتغ والم قددف الم ددطهد وخادمددة المنددازف المسددتعبدة‬
‫والصحافي الم بوت والمرأة الم دروبة والسيا دي المنزدي والمدري المحدروم مدى العدالت‪ -‬ومدا أا در‬
‫الحاالت – الدعم القون لمطالبهم في نص أ بح المرجع في ا الخصومات المتعلقة بما نحرم مندم وةدو‬
‫الحياة والرغبة فيها ‪.‬‬ ‫ضرورن لتوا‬

‫‪113‬‬
‫ي ون جد محدود حي يتراز عل رفع راية النص لني ةذا الحق أو ذاك ن‬ ‫وبالطبع فإن ةذا التزوي‬
‫فددي فتددرة محدددودة مددى الددزمى ولمجموعددة محددددة ‪ .‬وبعددد الحصددوف علد الحددق يم ددى العددودة إلد تزددوي‬
‫أخر‪ ،‬وة ذا دوالي ‪.‬‬ ‫نصو‬
‫لنعتبر ةذا النو مى اال تعماف ضعيزا بمقاييس القراءة حي ال يساعد إال الزدرد علد تحسديى ظدرو‬
‫بقاءه‪.‬‬
‫يرتزع التوظيف درجة أعل ونحى نستعملم ادلي واجباتنا ألنم يحسى مى ظرو بقائنا أا در ب يدر مدى‬
‫توظيزنا لم في ااتسا ةذا الحدق أو ذاك‪ .‬فدال يعدر عدى أحدد أندم ظد الطريدق وةدو يسدتن ف عدى الالدم‬
‫والقهر واال تبداد وإذالف اآلخر و لبم رزقم أو حياتم‪ .‬ولو تمعنا بعمق فدي مزهدوم األخدالق الاتشدزنا أنهدا‬
‫رد الزع عل تجربة ا الموبقات التي تصزها القراءة الم ادة وحسمها فيهدا اأعمداف تزيدد مدى اخطدار‬
‫الحياة وتقل مى فر البقاء للزرد وللمجموعةن حت وإن حققا بع األرباو اآلنية‪.‬‬
‫أخيرا ةناك أعل درجات التوظيدف وةدي عنددما يتشدارك عددد متزايدد مدى األفدراد فدي ا دتعماف الدنص‬
‫ادلي لالضطال بمسؤولياتهم تجاه البقاء الجماعي ‪....‬عندما يصبح بديهيا ل بخص أن ا بخص ةو‬
‫المم الشرعي والدائم لإلنسانية وأن في احترام حقوقم احترام حقوق ا اإلنسانية ‪.‬‬
‫نص ةنا ذروة اال تعماف للنص وقد جعلنا منم أداة رئيسية في تغيير الوضدع المحددد ل دي يصدبح أا در‬
‫تمابيا مع حاجة البقاء وتحسيى ظرو عيش اإلنسانية جمعاء ‪.‬‬
‫اذل يبل النص ذروة نجاحم وقد أ بحا اإلنسانية جمعاء حافاة وجوده حاضرا ومستقبال‪.‬‬
‫أليس ةذا بال بط ةدفم وةو يريدك بصريح العبارة أن تحملم في عقل وقلب ن أن ت عم دوما نصدب‬
‫عيني ن أن تز لم عل بقية مشاريع الخال ن أن تبق وفيا لم عل الدوام ‪ ...‬أن تتجند لخدمة برنامجم ‪.‬‬
‫‪ -‬عل اد بدخص ‪ -‬أن يحعلد طرفدا فدي عقدد يم دى تسدميتم‬ ‫ةو يسع في الواقع حسب تعبيره المز‬
‫عقد البقاء للجميع عبر تحديد ما ل وما علي إلعطاء األمر ا فر النجاو ‪.‬‬
‫فه ل في مراجعة أخيرة للنص بوجهيم المت امليى لتنخرل في مشروعم ب وعي وحرية مما يعني‬
‫تغييرات جذرية فدي تناديم م تبتد الداخليدة التدي تشد ذةند وبالتدالي تغييدرات جذريدة فدي المواقدف‬
‫والتصرفات التي تتح م في تعامل مع أخطرق ايا اإلنسان ‪.‬‬
‫*****‬

‫عقد البقاء‬
‫بين ‪......‬وبين اإلنسانية‬

‫المادة األول‬
‫‪ -‬لدي( الرجداء اتابدة اال دم بال امد ) الحدق فدي أن أ دنف مدى بديى جميدع النداس الدذيى يولددون أحددرارا‬
‫متساويى في ال رامة و''الحقوق ‪-‬واجبات'' ووةبوا عقال وضميرا وعليهم أن يعاملوا بع هم بع ا بدروو‬
‫اإلخاء‪.‬‬
‫‪ -‬علي االلتزام بأن جميع النداس يولددون أحدرارا متسداويى فدي ال رامدة و''الحقدوق ‪-‬واجبدات '' وأنهدم‬
‫وةبوا عقال وضميرا وعليهم أن يعاملوا بع هم بع ا بروو اإلخاء‪.‬‬
‫المادة ال انية‬
‫‪ -‬ل ي حق التمتع ب افة الحقوق والحريات الواردة دون أن تمييز االتمييز بسبب العنصر واللون أو الجدنس‬
‫الدوطني أو االجتمداعي أو ال دروة أو الدبالد‬ ‫أو اللغة أو الديى أو الرأن السيا ي أو أن رأن آخر أو األ‬
‫أو دون تزرقة بيى الرجاف والنساء‪.‬‬
‫‪ -‬علي االلتزام بحق ا بخص في التمتع ب افدة الحقدوق والحريدات الدواردة دون أن تمييدز ادالتمييز‬
‫بسبب العنصر واللون أو الجنس أو اللغة أو الديى أو الرأن السيا ي أو أن رأن آخدر أو األ د الدوطني‬
‫أو االجتماعي أو ال روة أو البالد و دون تزرقة بيى الرجاف والنساء‪.‬‬
‫المادة ال ال ة‬
‫‪ -‬لي الحق في الحياة والحرية و المة بخصي ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ -‬علي االلتزام بحق ا بخص في الحياة والحرية و المة بخصم‪.‬‬
‫المادة الرابعة‬
‫‪ -‬ليس ألحد الحق في ا ترقاقي أو ا تعبادن‪.‬‬
‫‪ -‬علي أال ا ترق أ و ا تعبد أن بخص‪.‬‬
‫المادة الخامسة‬
‫‪ -‬لي الحق في أال أتعرن مدى قبد أن بدخص للتعدذيب أو العقوبدات أو المعدامالت القا دية أو الحاطدة‬
‫بال رامة‬
‫‪ -‬ال أعرن أن بخص للتعذيب أو العقوبات أو المعامالت القا ية أو الوحشية أو الحاطة بال رامة‪.‬‬
‫المادة الساد ة‬
‫‪ -‬لي الحق أينما وجدت في أن يعتر لي بشخصيتي القانونية‬
‫بخص أ ينما وجد بشخصيتم القانونية‬ ‫‪ -‬أعتر ل‬
‫المادة السابعة‬
‫‪ -‬لي الحق أن أاون وا ية مع ا الناس أمام القانون و لي ولهم الحق في التمتع بحماية متساوية ضد أن‬
‫تميز يخ بهذا اإلعالن وضد أن تحري عل تمييز اهذا‬
‫‪ -‬علي االلتزام بأن ا الناس وا ية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متسداوية ضدد أن تميدز‬
‫يخ بهذا اإلعالن وضد أن تحري عل تمييز اهذا‪.‬‬
‫المادة ال امنة‬
‫‪ -‬لي الحق في االلتجاء إل المحداام الوطنيدة إلنصدافي مدى أعمداف فيهدا اعتدداء علد الحقدوق األ ا دية‬
‫التي يمنحها لي القانون‪.‬‬
‫‪ -‬علي االلتزام بحق ا بدخص فدي االلتجداء إلد المحداام الوطنيدة إلنصدافم مدى أعمداف فيهدا اعتدداء‬
‫عل الحقوق األ ا ية التي يمنحها لم القانون‪.‬‬
‫المادة التا عة‬
‫‪ -‬لي الحق في أال يقب علي أو أن أ حجز أو أ نز تعسزيا ‪.‬‬
‫‪ -‬ال أبارك في القب عل أن إنسان أو احتجازه أو نزيم تعسزا‪.‬‬
‫المادة العابرة‬
‫‪ -‬لي الحق عل قدم المساواة التامة مع اآلخريى في أن تنار في ق يتي أمام مح مة مستقلة نزيهة نادرا‬
‫عادال علنيا للزص في حقوقي والتزاماتي وأن تهمة جنائية توجم إلي‬
‫‪ -‬علي الدفا عى حدق اد بدخص وعلد قددم المسداواة التامدة فدي أن تنادر فدي ق ديتم أمدام مح مدة‬
‫مستقلة نزيهة نارا عادال علنيا للزص في حقوقم والتزاماتم وأن تهمة جنائية توجم إليم ‪.‬‬
‫المادة الحادية عشر‬
‫‪ -‬لي الحق أن أعتبر بريئا مى ا جريمة إل أن ت بدا إدانتدي قانونيدا فدي محاامدة علنيدة تدؤمى لدي فيهدا‬
‫ال مانات ال رورية للدفا عى نزسي‬
‫‪ -‬علي اعتبار ا بخص بريئا مى ا جريمة إل أن ت با إدانتم قانونيدا فدي محاامدة علنيدة تدؤمى لدم‬
‫فيها ال مانات ال رورية للدفا عى نزسم‪.‬‬
‫المادة ال انية عشر‬
‫‪ -‬لي الحق في عدم تدخ الغير تعسزا في حياتي الخا ة وفي بؤون أ درتي أو مسد ني أو مرا دالتي أو‬
‫لحمالت تمس مى برفي و معتي ن ولي الحق في حماية القانون مى م ةذه التدخالت والحمالت‪.‬‬
‫‪ -‬علي عددم ال تددخ تعسدزا فدي حيداة الغيدر الخا دة وفدي بدؤون أ درتم أو مسد نم أو مرا دالتم أو بدى‬
‫االعتدرا بحقدم فدي حمايدة القدانون مدى م د ةدذه التددخالت‬ ‫حمالت تمس مى بدرفم و دمعتم و ادذل‬
‫والحمالت‪.‬‬
‫المادة ال ال ة عشر‬
‫‪ -‬لي الحق في حرية التنق واختيار مح إقامتي داخ حدود ا دولة ويحق لي أن أغادر أية بالد بما في‬
‫ذل بلدن اما يحق لي العودة إليم ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ -‬علي السعي إل أن يتمتع ا بخص بحقم في حرية التنق واختيار مح إقامتم داخ حددود اد دولدة‬
‫ومغادرة أية بالد بما في ذل بلده وحق العودة إليم‪.‬‬
‫المادة الرابعة عشر‬
‫‪ -‬لي الحق في اللجوء إل بالد أخر‪ ،‬أو محاولة االلتجاء إليها ةربدا مدى االضدطهاد وال أتنزدع بهدذا الحدق‬
‫إن قدما للمحاامة مى أج ق ايا غير يا ية أو ألعماف تناق أغران األمم المتحدة ومبادئها‪.‬‬
‫‪ -‬علددي الدددفا عددى حددق اد بددخص فددي اللجددوء إلد بددالد أخددر‪ ،‬أو محاولددة االلتجدداء إليهددا ةربددا مددى‬
‫االضطهاد عل أال ينتزع بهدذا الحدق إن قددم لمحاامدة مدى أجد ق دايا غيدر يا دية أو ألعمداف تنداق‬
‫أغران األمم المتحدة ومبادئم‪.‬‬
‫المادة الخامسة عشر‬
‫‪ -‬علي االلتزام بحق ا بخص في التمتع بجنسية ما وعدم حرمانم مى جنسيتم تعسزا أو إن ار حقدم فدي‬
‫تغييرةا‪.‬‬
‫‪ -‬لي الحق في التمتع بجنسية ما وال يجوز حرماني مى جنسيتي تعسزا أو إن ار حقي في تغييرةا‪.‬‬
‫المادة الساد ة عشر‬
‫‪ -‬علي االلتزام بحدق اد بدخصن رجدال أو امدرأة متد بلد دى الدزوات فدي تأ ديس أ درة دون أن قيدد‬
‫بسبب الجنس أو الديى وبحقوق متساوية عند الزوات وأثناء قيامم وعند انحاللدم وعددم إبدرام عقدد الدزوات‬
‫إال برضا الطرفيى ورضا اامال ال إاراه فيم اعتبارا ألن األ درة ةدي الوحددة الطبيعيدة األ ا دية للمجتمدع‬
‫ولها الحق في التمتع بحماية المجتمع والدولة‪.‬‬
‫‪-‬لي الحق رجال أو امرأة مت بلغا ى الزوات في تأ يس أ رة دون أن قيد بسبب الجدنس أو الدديى ولدي‬
‫حقوق متساوية عند الزوات وأثنداء قيامدم وعندد انحاللدم‪.‬وال يبدرم عقدد الدزوات إال برضدا الطدرفيى ورضدا‬
‫اامال ال إاراه فيم واأل رة ةي الوحدة الطبيعية األ ا ية للمجتمع ولهدا الحدق فدي التمتدع بحمايدة المجتمدع‬
‫والدولة ‪.‬‬
‫المادة السابعة عشر‬
‫‪ -‬علي االلتزام بحق ا بخص في الت مل بمزدرده أو باالبدتراك مدع غيدره وال حدق لدي فدي تجريدده مدى‬
‫مل م تعسزا‪.‬‬
‫‪ -‬لي الحق في التمل بمزردن أو باالبتراك مع غيرن وال حق ألحد في تجريدن مى مل ي تعسزا ‪.‬‬
‫المادة ال امنة عشر‬
‫‪ -‬علي االلتزام بحق ا بخص في حرية التز ير وال مير والديى ويشم ةذا الحدق حريدة تغييدر الدديى‬
‫أو العقيدة وحرية اإلعرا عنهما بالتعليم والممار ة وإقامة الشعائر ومراعاتها دواء ادان بمزدرده أو مدع‬
‫الجماعة وأمام مأل أو عل حدة‪.‬‬
‫‪ -‬لددي الحددق فددي حريددة التز يددر وال ددمير والددديى ويشددم ةددذا الحددق حريددة تغييددر الددديى أو العقيدددة وحريددة‬
‫اإلعرا عنهما بالتعليم والمم ار ة وإقامة الشدعائر ومراعاتهدا دواء ادان بمزدردن أو مدع الجماعدة وأمدام‬
‫مأل أو عل حدة‪.‬‬
‫المادة التا عة عشر‬
‫‪ -‬علي أال أمنع أن بخص مى حريدة الدر أن والتعبيدر ويشدم ةدذا الحدق حريدة اعتنداق اآلراء دون أن‬
‫تدخ وفي التماس األنباء واألف ار وتلقيها وإذاعتها بأن و يلة اانا ودون تقيد بالحدود الجغرافية‬
‫‪ -‬لي الحق في حرية الرأن والتعبيدر ويشدم ةدذا الحدق حريدة اعتنداق اآلراء دون أن تددخ وفدي التمداس‬
‫األنباء واألف ار وتلقيها وإذاعتها بأن و يلة اانا ودون تقيد بالحدود الجغرافية ‪.‬‬
‫المادة العشرون‬
‫‪ -‬علي االلتزام بحق ا بخص في حريدة االبدتراك فدي الجمعيدات والجماعدات السدلمية وعددم إرغامدم‬
‫عل االن مام إل جمعية ما‪.‬‬
‫‪ -‬لي الحق في حرية االبتراك في الجمعيات والجماعات السلمية وال يجوز إرغدامي علد االن دمام إلد‬
‫جمعية ما ‪.‬‬
‫المادة الحادية والعشرون‬

‫‪116‬‬
‫‪ -‬علي االلتزام باالبتراك في إدارة الشؤون العامة لدبالدن ن إمدا مبابدرة وإمدا بوا دطة مم لديى يختدارون‬
‫اختيددارا حددران وأن لددي نزددس الحددق الددذن لغيددرن فددي تقلددد الوظددائف العامددة فددي الددبالدن قددابال أن إرادة‬
‫الشعب ةدي مصددر دلطة الح ومدةن ويعبدر عدى ةدذه اإلرادة بانتخابدات حدرة نزيهدة تجدرن علد أ داس‬
‫االقترا السرن وعل قدم المساواة بيى الجميع أو حسب أن إجراء مماث ي مى حرية التصويا‪.‬‬
‫‪ -‬لددي الحددق فددي االبددتراك فددي إدارة الشددؤون العامددة لددبالدن إمددا مبابددرة وإمددا بوا ددطة مم لدديى يختددارون‬
‫اختيارا حرا ولي نزس الحق الذن لغيدرن فدي تقلدد الوظدائف العامدة فدي الدبالد قدابال أن إرادة الشدعب ةدي‬
‫مصدر لطة الح ومة ويعبر عى ةذه اإلرادة بانتخابات حرة نزيهدة تجدرن علد أ داس االقتدرا السدرن‬
‫وعل قدم المساواة بيى الجميع أو حسب أن إجراء مماث ي مى حرية التصويا‪.‬‬
‫المادة ال انية والعشرون‬
‫‪ -‬علي السعي إل أن يتمتع ا بخص بحقم ن بصزتم ع وا فدي المجتمدعن فدي ال دمانة االجتماعيدة‬
‫و في أن تحقق لم بوا طة المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتزق ونام ا دولة ومواردةان الحقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية والتربوية التي ال غن عنها ل رامتم والنمو الحر لشخصيتم‪.‬‬
‫‪ -‬لي الحق بصزتي ع وا في المجتمع في ال مانة االجتماعية في أن تحقق لي بوا طة المجهدود القدومي‬
‫والتعاون الدولي وبما يتزق ونام ا دولة ومواردةدا الحقدوق االقتصدادية واالجتماعيدة والتربويدة التدي ال‬
‫غن عنها ل رامتي والنمو الحر لشخصيتي ‪.‬‬
‫المادة ال ال ة والعشرون‬
‫‪ -‬علي السعي إل أن يتمتع ا بخص بحقم في العم وفي حرية اختياره وفي برول عادلدة ومرضدية‬
‫و حق الحمايدة مدى البطالدة وعددم التمييدز فدي أجدر متسداو للعمد و الحدق فدي أجدر عدادف مدرن ي زد لدم‬
‫وأل رتم عيشة الئقة ب رامة اإلنسان ت ا إليم عند اللزوم و ائ أخر‪ ،‬للحماية االجتماعية ولدم الحدق‬
‫في أن ينشئ وين م إل النقابات مى أج حماية مصلحتم‪.‬‬
‫‪ -‬لي الحق في ال عمد وفدي حريدة اختيداره وفدي بدرول عادلدة ومرضدية امدالي حدق الحمايدة مدى البطالدة‬
‫وعدم التمييز في أجر متساو للعم ولي الحق في أجر عادف مرن ي ز لي وأل رتي عيشة الئقة ب رامة‬
‫اإلنسان ت ا إليم عند اللدزوم و دائ أخدر‪ ،‬للحمايدة االجتماعيدة ولدي الحدق فدي أن أنشدئ وأن دم إلد‬
‫النقابات مى أج حماية مصلحتي‪.‬‬
‫المادة الرابعة والعشرون‬
‫‪ -‬علي السعي إل أن يتمتع ا بدخص بحقدم فدي الراحدة وفدي أوقدات الزدرا وال ديما فدي تحديدد اجدر‬
‫معقوف لساعات العم وفي عطالت دورية باجر‪.‬‬
‫‪ -‬لي الحق في الراحة وفي أوقات الزرا وال يما فدي تحديدد اجدر معقدوف لسداعات العمد وفدي عطدالت‬
‫دورية باجر ‪.‬‬
‫المادة الخامسة والعشرون‬
‫‪ -‬علددي السددعي إلد أن يتمتددع اد بددخص بحقددم فددي مسددتو‪ ،‬مددى المعيشددة اددا للمحافاددة علد الصددحة‬
‫والرفاةيدددة لدددم وأل دددرتم ويت دددمى ذلدد التغذيدددة والملدددبس والمسدد ى والعنايدددة الطبيدددة وادددذل الخددددمات‬
‫االجتماعية الالزمة والحق في تأميى معيشتم في حاالت البطالدة والمدرن والعجدز والترمد والشديخوخة‬
‫وغيددر ذلد مددى فقدددان و ددائ العدديش نتيجددة لاددرو خارجددة عددى إرادتددم ولألمومددة والطزولددة الحددق فددي‬
‫المساعدة والرعاية ولجميع األطزاف حق التمتع بدنزس الحمايدة االجتماعيدة دواء ااندا والدتهدم فدي إطدار‬
‫الزوات أو خارجم ‪.‬‬
‫‪ -‬ل ي الحق في مستو‪ ،‬مى المعيشدة ادا للمحافادة علد الصدحة والرفاةيدة لدي وأل درتي ويت دمى ذلد‬
‫التغذيددة والملددبس والمس د ى والعنايددة الطبيددة واددذل الخدددمات االجتماعيددة الالزمددة ولددي الحددق فددي تددأميى‬
‫معيشتي في حاالت البطالة والمدرن والعجدز والترمد والشديخوخة وغيدر ذلد مدى فقددان و دائ العديش‬
‫نتيجة لارو خارجة عى إرادتم ولألمومة والطزولة الحق في المساعدة والرعايدة ولجميدع األطزداف حدق‬
‫التمتع بنزس الحماية االجتماعية واء اانا والدتهم في إطار الزوات أو خارجم ‪.‬‬
‫المادة الساد ة والعشرون‬

‫‪117‬‬
‫‪ -‬علي السعي إل أن يتمتع ا بخص بحقدم فدي التعلديم ويجدب أن ي دون التعلديم فدي مراحلدم االبتدائيدة‬
‫واأل ا ية عل األق بالمجان وي ون التعليم االبتدائي إلزاميا وينبغي أن يعمدم التعلديم الزندي والمهندي وأن‬
‫ييسر القبوف للتعليم العدالي علد قددم المسداواة للجميدع وعلد أ داس ال زداءة ويجدب أن تهدد التربيدة إلد‬
‫إنماء بخصية اإلنسان إنماء اامال وإل تعزيز احترام حقوق اإلنسان والحريات األ ا دية وتنميدة التزداةم‬
‫والتسامح بديى الشدعو والجماعدات العنصدرية والدينيدة وإلد تعزيدز مجهدود األمدم المتحددة لحزد السدالم‬
‫ولآلباء الحق األوف في تربية أوالدةم ‪.‬‬
‫‪ -‬لي الحق في التعليم ويجب أن ي ون التعليم في مراحلم االبتدائية واأل ا ية علد األقد بالمجدان وي دون‬
‫التعليم االبتدائي إلزاميا وينبغي أن يعمدم التعلديم الزندي والمهندي وأن ييسدر القبدوف للتعلديم العدالي علد قددم‬
‫المساواة للجميدع وعلد أ داس ال زداءة ويجدب أن تهدد التربيدة إلد إنمداء بخصدية اإلنسدان إنمداء ادامال‬
‫وعل تعزيز احترام حقوق اإلنسان والحريات األ ا ية وتنمية التزاةم والتسامح بيى الشعو والجماعات‬
‫العنصرية والدينية وإل تعزيز مجهود األمم المتحدة لحز السالم ولآلباء الحق األوف في تربية أوالدةم ‪.‬‬
‫المادة السابعة والعشرون‬
‫‪ -‬علي السعي إل أن يتمتع ا بخص بحقم في االبتراك ابدترااا حدرا فدي حيداة المجتمدع ال قافيدة وفدي‬
‫اال تمتا بالزنون والمساةمة في التقدم العلمي واال تزادة مى نتائجدم و الحدق فدي حمايدة المصدالح األدبيدة‬
‫والمادية المترتبة عل إنتاجم العلمي أو الزني أو األدبي‪.‬‬
‫‪ -‬لي الحق في االبتراك ابدترااا حدرا فدي حيداة المجتمدع ال قافيدة وفدي اال دتمتا بدالزنون والمسداةمة فدي‬
‫التقدم العلمي واال تزادة مى نتائجم ولي الحق في حماية المصدالح األدبيدة والماديدة المترتبدة علد إنتداجي‬
‫العلمي أو الزني أو األدبي‪.‬‬
‫المادة ال امنة والعشرون‬
‫‪ -‬علي السعي إل أن يتمتع ا بخص بحقم في التمتع بناام اجتماعي ودولي تتحقدق بمقت داه الحقدوق‬
‫والحريات المنصو عليها في ةذا اإلعالن تحققا تاما‬
‫‪ -‬لي الحق في التمتع بناام اجتماعي ودولي تتحقق بمقت اه الحقوق والحريات المنصو عليهدا فدي ةدذا‬
‫اإلعالن تحققا تاما ‪.‬‬
‫المادة التا عة والعشرون‬
‫‪ -‬لي ول فرد واجبات نحو المجتمع الذن يتاو فيم وحده لشخصيتي أن تنمو نموا حرا اامال‪.‬‬
‫‪ -‬ال أخ ع وال أخ ع في ممار ة حقوقي وحرياتي إال لتلد القيدود التدي يقررةدا القدانون مسدتهدفا ألمنهدا‬
‫منهدددا ضدددمان االعتدددرا بحقدددوق الغيدددر وحرياتدددم واحترامهدددا لتحقيدددق المقت ددديات العادلدددة للنادددام العدددام‬
‫والمصلحة العامة واألخالق في مجتمع ديمقراطي و ال يصح بحداف مدى األحدواف أن تمدارس ةدذه الحقدوق‬
‫ممار ة تناق مع أغران األمم المتحدة ومبادئها ‪.‬‬
‫المادة ال الثون‬
‫علي م عل ا بخص آخر االعترا بأنم '' ليس في ةذا اإلعالن نص يجدوز تأويلدم علد أندم يخدوف‬
‫لدولة أو جماعة أو فرد أن حق في القيام بنشال أو تأدية عم يهد إلد ةددم الحقدوق والحريدات الدواردة‬
‫فيم '' ‪.‬‬
‫اإلم اء‬

‫‪118‬‬
‫إهداء‬
‫قد ال ت ون ةذه الحقبة مى الزمى أ عب ما عر البشرن ف فترة في التاري اانا بالنسبة لمى‬
‫عابوةا ‪....‬أ عب فترة في التاري ‪.‬إال أنم مى ال ابا أن حقبتنا ةذه تتميز بصعوبات غير مسبوقة‬
‫حي تعددت وتزاقما واختلطا األزمات البيئية واالقتصادية والسيا ية وال قافية والروحيةن ب يزية تنذر‬
‫بتعاظم أخطار ةي حقا محدقة بنا منذ فجر التاري ن ل نها أ بحا قادرة ألوف مرة عل اإلنهاء الزعلي‬
‫لوجود إنسانية تبدو اأن بها رغبة عارمة لإلنتحار‪.‬‬
‫تعرك عالم اليوم بصزة عامة – وعالمنا العربي بصزة خا ة‪ -‬قو‪ ،‬دمارةائلة ن ليس مى با البالغة‬
‫ب ال والمبالغة م مونان و زها بالجنون ‪ .‬فهي تتبلور عبرمواقف وتصرفات تقوقعا عل واقع خا‬
‫انزص عى الواقع العام وتعال عليم ن تبرر وجودةا وافعالها بمنطق العصمة والطهارة ن ترف تبعات‬
‫أفعالها وترد عل المقاومة الطبيعية آلثامها بمزيد مى التقوقع والعنف‪.‬‬
‫وعل رأس ةذه القو‪ ،‬المدمرة نجد الليبرالية المجنونة التي جعلا مى الربح الزئون المادن القصير‬
‫المد‪ ،‬ألقلية أنانية ةدفا أعل مى الحزاع عل البيئة والسالم والحقوق االقتصادية واالجتماعية لألغلبية‬
‫الساحقة مى البشرية نم د ة ال رروة والخو عل ضزة ةاوية تتسع يوما بعد يوم وعل ضزتها‬
‫األخر‪ ،‬الزقر وال غينة ‪.‬‬
‫ثمة اال تبداد المجنون الذن ي ع في ازة ارامة و حقوق وحريات بعب أو امةن وفي ال زة األخر‪،‬‬
‫الح م المؤبد لمنزعة بخص وبطانتم ن فترجح بالزساد والقمع والتزييف ازة مصلحة الشخص والعصابات‬
‫المحيطة بم عل ازة مصلحة الشعب واألمة‪.‬‬
‫ثمة أخيرا إرةا مجنون تمار م الدوفن ومنها التي تدعي الديمقراطيةن وتمار م الجماعات المتطرفة‬
‫عرقيا ودينيا ن ويمار م ابخا والهم يدعون االنتقام لألبرياء أو الحزاع عل أرواحهم ووالحاف أنم‬
‫ليس إلرةابهم إال نتيجة واحدة ةي تغذية عنف مى يحاربون فإذا بنا النا ندور في حلقة مزرغة جهنمية ‪.‬‬
‫ال غرابة أن تترعر في ظ ةذا الوضع المسموم األف ار المجنونة الداعية لال تعداد لصرا‬
‫الح ارات واألديان واألعراق والشعو والقبائ وأفخاذةان أو األف ار المجنونة الداعية للهرو مى‬
‫الواقع المجنون باعتناق نف أو آخر مى بعوذة مغطاة بمسحة دينية تزيد في ا تال البشر وبؤ هم‪.‬‬
‫ل ى القو‪ ،‬التي تعرك العالم ليسا فقط قو‪ ،‬التدميرن وإنما أي ا قو‪ ،‬ال تق تجذرا وفعالية وإ رارا‬
‫عنها ةي قو‪ ،‬الخلق‪ .‬وةذه القو‪ ،‬الحاملة للمستقب ب إم انياتم و عوباتم ةي التي تستا اليومن‬
‫بصزة جزئية او اليةن باإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫فمى البديهي أنم لم يعد مم نا فرن قيم أن خصو ية ثقافية عل بقية ال قافات ال بقوة الحيلة وال بقوة‬
‫السالو مما يعني أنم ال بد مى قيم مشتراة قاطعة لل قافات ت ون قاعدة القانون الدولي والقا م المشترك‬
‫في مستو‪ ،‬األخالق العامة ‪.‬‬
‫ال وجود اليوم لغير اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لتأدية ةذه المهمة ‪.‬‬
‫المرجعية الز رية للشب ات المحلية واألقليمية والعالمية المناضلةن‬ ‫لذل ةو أا ر مى أن وقا م‬
‫محليا ودوليا ن مى أج الناام الديمقراطي والتنمية العادلة والحزاع عل البيئة وا تتبا السلم داخ‬
‫الشعو وبينها ‪.‬‬
‫و نحى العر بأمس الحاجة اليوم ألن نغرس في ثقافتنا العربية األ المية قيمم لننمي ثقافتنا في االتجاه‬
‫لبياتها وإيجابياتها ن‬ ‫السليم ولنندمّ في ف اء أ بح القرية األرضية وزمان ةو زمان العولمة ب‬
‫ب أخطارةا ووعودةا ‪.‬‬
‫ام ي لّ الصدر أن تحت الشب ة العربية م انا متميزا داخ الشب ة العالمية الجبارة التي تنشر قيم توا‬
‫البقاء وتحسيى ظروفم ن أن ت ون بم الزخم والحيوية التي تاهره منذ انطالقها في نهاية بعينات‬
‫القرن الماضي‪.‬‬
‫لقد ألق التاري عل ااةلها مسؤولية عام حي ةي المطالبة بالتصدن لألف ار المجنونة وغرس‬
‫وتعهد األف ار العاقلة علما وأنها تدفع غالي ال مى ولى تجني ال مار‪.‬‬
‫وألن الطريق طوي ومحزو بالمخاطر وال قب ألحد ب مان الو وف إل الهد األ م ن فإن‬
‫الت حيات الجسيمة ورائنا والت حيات الجسيمة أمامنا ‪.‬ال بد إذن ل ابطاف وبطالت الخزاء مى ا ير‬

‫‪119‬‬
‫مى الشجاعة والصبر دافعهم األوحد لال تماتة في نشر وتزعي أف ار اإلعالن أن الن اف دوما أةم مى‬
‫نتائجم م لما الطريق أةم مى ا محطة نصلها ‪.‬‬
‫إل رفاق ورفيقات ةذا الطريقن ماضيا وحاضرا ومستقبال نأةدن ةذه القراءة لنصنا العايم ‪.‬‬
‫***‬
‫المنز – ‪ 11‬بعد ةيروبيما‬

‫‪120‬‬
‫الزهرس‬
‫إةداء‬

‫تقديم‬

‫‪ -8‬قراءة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬

‫‪ -2‬قراءة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬

‫‪-9‬قراءة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬

‫‪ -9‬قراءة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬

‫‪ -3‬قراءة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬


‫‪ -1‬قراءة في اإلعالن العالمي لتحقيق اإلنسان‬

‫خاتمة‬

‫‪121‬‬
‫المؤلف ‪ :‬طبيب و ااتب و يا ي عربي مى تونس‬

‫ال تا‬
‫''ال غرابة أن تترعر في ظ ةذا الوضع المسموم األف ار المجنونة الداعية لال تعداد لصرا‬
‫الح ارات واألديان واألعراق والشعو والقبائ وأفخاذةان أو األف ار المجنونة الداعية للهرو مى‬
‫الواقع المجنون باعتناق نف أو آخر مى بعوذة مغطاة بمسحة دينية تزيد في ا تال البشر وبؤ هم‪.‬‬
‫ل ى القو‪ ،‬التي تعرك العال م ليسا فقط قو‪ ،‬التدميرن وإنما أي ا قو‪ ،‬ال تق تجذرا وفعالية وإ رارا‬
‫عنها ةي قو‪ ،‬الخلق‪ .‬وةذه القو‪ ،‬الحاملة للمستقب ب إم انياتم و عوباتم ةي التي تستا اليومن‬
‫بصزة جزئية او اليةن باإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫فمى البديهي أنم لم يعد مم نا فرن قيم أن خصو ية ثقافية عل بقية ال قافات ال بقوة الحيلة وال بقوة‬
‫السالو مما يعني أنم ال بد مى قيم مشتراة قاطعة لل قافات ت ون قاعدة القانون الدولي والقا م المشترك‬
‫في مستو‪ ،‬األخالق العامة ‪.‬‬
‫ال وجود اليوم لغير اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لتأدية ةذه المهمة ‪.‬‬
‫المرجعية الز رية للشب ات المحلية واألقليمية والعالمية المناضلةن‬ ‫لذل ا ةو أا ر مى أن وقا م‬
‫محليا ودوليا ن مى أج الناام الديمقراطي والتنمية العادلة والحزاع عل البيئة وا تتبا السلم داخ‬
‫الشعو وبينها ‪.‬‬
‫و نحى العر بأمس الحاجة اليوم ألن نغرس في ثقافتنا العربية األ المية قيمم لننمي ثقافتنا في االتجاه‬
‫لبياتها وإيجابياتها ن‬ ‫السليم ولنندمّ في ف اء أ بح القرية األرضية وزمان ةو زمان العولمة ب‬
‫ب أخطارةا ووعودةا ''‪.‬‬

‫‪122‬‬
123

You might also like