بينا في المحاضرة السابقة ما يجب أن يذكر في المقدمة :
-1بيان الموضوع والمشكلة التي قام عليها البحث. -2ذكر الدراسات السابقة وأهم المصادر. -3أسباب اختيار الموضوع. -4خطة البحث. -5المشاكل التي واجهت الباحث وكيفية التخلص منها. -6تكتب المقدمة بعد االنتهاء من البحث وتوضع قبل متن البحث. -7يجب ان تكون المقدمة متوازنة من حيث الحجم مع البحث. واآلن سنتحدث عن التمهيد وما له من أهمية في البحث وما األشياء الواجب ذكرها في التمهيد ولماذا ؟. بعد ان بينا وجوب المقدمة وفائدتها للقارئ ننتقل الى التمهيد ،وهو يختلف عن المقدمة في أمر وجوبه ،فهل نحتاج إلى التمهيد في جميع البحوث كحاجتنا إلى المقدمة؟. الجواب بالنفي نحن لسنا بحاجة إليه في البحوث جميعها ،فالكثير من البحوث يستغني الباحث فيها عن التمهيد والسبب في ذلك يعود إلى طبيعة التمهيد نفسه فهو يمهد للقارئ – وهذه وظيفته -بمجموعة من األمور التي لن يجدها القارئ في متن البحث. فالباحث يحاول فيه أن يذكر أشياء توسع من معرفة القارئ للبحث لكنها ال تدخل بشكل مباشر في موضوعات البحث ،وأعني أنها موضوعات في العنوان أو في الثنايا البحث نوضحا للمتلقي ليعرف معناها الذي حضرت به وكيف وظفت ،فلو قلنا مثال (التحوالت السردية في سورة يوسف ع دراسة سيميائية) فالباحث ملزم ان يبين للقارئ ما الذي تعنيه (السرد – السيميائية) في التمهيد ،وهو سيوظف هذين المصطلحين في بحثه لكنهما ليسا موضع البحث الرئيس ،ولذلك لن يبين الباحث ما الذي تعنيه كلمة (تحوالت) في التمهيد والسبب في ذلك أن هذه ترتبط مباشرة في صلب البحث. ويجب ان يقسم التمهيد إلى فقرات بحسب األشياء التي تحتاج إلى توضيح وبيان. وفي التمهيد يجب ان تستعمل المصادر فنجد الهوامش واإلشارات العلمية التي تحيل إلى المصادر التي كشفت لنا عن المفاهيم الغامضة. من هنا وجب أن نفرق بينهما – المقدمة والتمهيد -فالمقدمة واجبة في جميع البحوث ،وال نستعمل فيها المصادر ،وموضوعاتها محددة ،وهي محددة صغيرة ال إسهاب فيها ،أما التمهيد فهو متغير من بحث إلى بحث، كما يجب ان نستعمل المصادر ،يعتمد على الشرح والتنظير ،كما أنه أكبر من حيث الحجم من المقدمة.