Professional Documents
Culture Documents
البحوث العلمية هي األساس التي بنيت عليه الحضارات وقام عليه تطور ورقي الدول .لذلك فإننا نرى الدول المتقدمة تثمن
جهود علماءها وتكرس لهم أيضا كل ما يحتاجونه من أجل التوصل إلى الحقائق والمعارف الجديدة ،بالتالي ضمان لإلنسان
العيش بأمان وسالم ورفاهية وراحة فهي الهدف األساسي من إجراء البحوث العلمية
فدرجة الماجستير حلم كثير من الطالب ،وتتطلب الجهد والمثابرة للفوز بها ،وكتابة رسالة الماجستير ليست سهلة في حالة عدم
ويتطلب حضور محاضرات لفترة زمنية معينة قبل تنفيذ الرسالة ،لذا نستعرض في هذا الموضوع الخطوط العريضة لطريقة
لكتابة رسالة الماجستير ،مع توضيح مجموعة من اإلرشادات المهمة عند الكتابة.
صلة عنه.
الطالب في البحث والقراءة المف َّ
فيجب على الباحث العلمي أن يختار طبيعة المحتوى البحثي قبل كتابة رسالة الماجستير ،وذلك من خالل ما يدرسه من مواد ،أو
األولية التي يستطيع عن طريقها التعرف على طبيعة المشكلة الدراسية بأريحية ،وفي حالة الخوض في موضوع بعيد الصلة
فيَجب عليه التأني في اختيار موضوعه و كذلك دراسته بشكل جيّد ،ويشترط في العنوان الجيد أن يكون حديثا ً وأن ال يكون قد
تمت دراسته من قبل حتى يكون إضافة أو إثراء في مجال البحث العلمي.
وهناك بعض الجهات الدراسية التي تمنح الباحث الحرية في اختيار موضوع رسالة الماجستير ،وأخرى هي التي تطرح على
الباحث موضوع الرسالة ،وسواء أكان ذلك أو ذلك ،فيجب أن ال يخرج عما درسه الباحث العلمي
معبرا عن القضية المطروحة
ً ويُعد العنوان هو البداية الحقيقة لكتابة رسالة الماجستير ،ومن شروط العنوان الصحيح ،أن يكون
داخل الرسالة ،ويفضل بعض خبراء البحث العلمي أن يتضمن العنوان المتغير الثابت الرئيسي في المشكلة العلمية ،ويجب أن ال
يزيد العنوان على ستين حرفًا حتى ال يصبح فقرة ،وأن يكون واض ًحا وال يوجد به غموض
تُعد المعلومات عصب كتابة رسالة الماجستير ،ومصادر المعلومات التي تتطلبها كتابة رسالة الماجستير تتمثل فيما يلي:
معلومات الطالب الدراسية :وهي المعلومات األولية التي يمتلكها الباحث أو الطالب ،والتي تعد نتاج الدراسة في •
المراحل التعليمية.
معلومات الكتب والدراسات السابقة :في الوقت الحالي توجد المراجع السابقة والكتب في التخصصات المتنوعة، •
موسوعات العلوم العالمية :وهي منتشرة في جميع المعارض ودور النشر ،و في المكتبات الملحقة بالجامعات. •
مصادر أخرى :ويمكن للباحث أن يتعرف قبل البدء في كتابة رسالة الماجستير على كل ما يرغب به من معلومات عن •
طريق الصحف الورقية أو شبكة اإلنترنت بما تزخر به من مقاالت وفيديوهات في جميع التخصصات العلمية.
•
هي المرحلة التالية الختيار عنوان الرسالة .وهي التصور المستقبلي المسبق لطريقة تنفيذ البحث والخطوات شبه التفصيلية
والقواعد التي سيلتزم بها الباحث أثناء عملية إعداد البحث ،وتشتمل خطة البحث على عناصر أساسية.
وهو عبارة عن رسم الخطوط العريضة التي سيتم العمل عليها فعليا في الرسالة .ويعتمد بشكل أساسي على خطة البحث .وال بد
أن يوفر اإلطار العام للقارئ معرفة متكاملة حول مشكلة وأسئلة وأهداف الدراسة ،كما يتضمن اإلطار العام تعريف بأهم
مصطلحات الدراسة ،ويعتبر اإلطار العام تمهيدا للدراسة ويسمى كذلك بفصل المقدمة ،ويأتي ترتيبه قبل اإلطار النظري،
هو الفصل الثاني من الرسالة ويكون بعد كتابة خطة البحث ،وعادة ما يكون في حدود 50-40صفحة ،وهو عبارة عن جمع
مادة علمية وإعادة كتابتها وتوثيقها باإلضافة الى توفير المراجع وتلخيص الدراسات السابقة ،ويعد اإلطار النظري القاعدة
النظرية التي تتيح لقارئ الرسالة أن يفهم نتائج الرسالة والمغزى منها.
إن اإلطار النظري ومكوناته أحد األجزاء األساسية ألي بحث علمي ،بحيث يشكل الفقرة الثانية للبحث ويأتي مباشرة بعد
االنتهاء من المقدمة ،وهو يتمثل بصياغة أو هيكلة الظاهرة التي يرغب الباحث بدراستها ،بحيث يشرح العالقات والتدخالت
كما يشكل اإلطار النظري للبحث األساس الذي تبنى عليه الفكرة التي يقوم الباحث بدراستها ،وهو العمود الفقري للبحث العلمي،
ويفترض أن يبلغ حجم هذا اإلطار ما يقارب األربعين حتى الخمسين صفحة ،ومن الضروري ارتكاز اإلطار النظري على
المراجع والدراسات السابقة ،فال يمكن اكتمال هذه الفقرة من البحث العلمي إال باحتوائها على الدراسات السابقة.
يحدد الباحث في اإلطار النظري كذلك شبكة العالقات بين المتغيرات المتعلقة بالبحث (التابعة والمستقلة) ،وال بد من أن يكون
اإلطار النظري ومكوناته منسجمين ومتوافقين مع الدراسة التي يتضمنها البحث العلمي ،كما يجب ان يتضمن اإلطار النظري
مجموعة من المصطلحات العلمية ،التي توضح وتشرح محتويات البحث والظاهرة التي يناقشها لمن يقرأ وي ّ
طلع على هذا
البحث.
باإلضافة الى ما ذكرناه يجب أن يغطي اإلطار النظري جميع جوانب البحث وكل المراحل التي يمر فيها ،كما على الباحث
اختيار وتحديد المتغيرات ذات العالقة بالبحث العلمي ،وجمع جميع المفاهيم الرئيسية لموضوع الدراسة ومشكلتها ،وتحديد
العالقة بين مختلف المتغيرات من خالل دراستها وتحكيمها ،ومراجعة الدراسات السابقة والمراجع والنظر فيما قالته عن هذه
النقطة الثانية في اإلطار النظري ومكوناته تكمن في تحديد العالقة بين مختلف المتغيرات ،وعرض عالقة هذه المتغيرات
بالبحث وبنيته الرئيسية واإلشكالية التي يناقشها ،وفي هذه النقطة يشرح الباحث ترابط المتغيرات مع بعضها البعض في
اإلشكالية البحثية ،والتأثير الذي يتركه كل متغير باآلخر ،كما يمكن للباحث هنا أن يضع رأيه الشخصي في تحديد وشرح
تحديد اتجاه ونوع العالقة بين المتغيرات وتوضيحها ،فقد تكون للعالقات أنواع وطبائع مختلفة ،كما يبين الباحث هنا ما الذي
يربط العالقات والمفاهيم مع الدراسات السابقة ،فيجب أن تكون هناك عالقة قوية وواضحة بين البحث والدراسات السابقة التي
القدرة على االستنباط هو من أهم المكونات ،بحيث يبين مقدرة الباحث على التفسير العلمي المترافق باألدلة النقلية والعقلية ،مع
استشهاده بالدراسات السابقة والمراجع المتعلقة بذات إشكالية وموضوع البحث ،وما فيه من متغيرات ومفاهيم سواء كانت
مستقلة أو تابعة ،ويجب أن يتم عرض الباحث لهذه األمور بصورة علمية مصحوبة باألدلة التي تصدق استنتاجات الباحث عن
كما الحظنا تعتبر الدراسات السابقة أحد أجزاء اإلطار النظري األساسية ،وهي عبارة عن المراجع والمصادر التي تناولت ذات
إشكالية البحث العلمي المطروح ،بحيث يتمكن الباحث من خاللها القيام بالمقارنة بين بحثه العلمي واألبحاث السابقة ،ليشير الى
باإلضافة الى ما ذكرناه فإن الدراسات السابقة تم ّكن الباحث من االبتعاد عن األخطاء التي وقع بها من سبقه من الباحثين ،وتوفر
جهده ووقته ألنه سيتجنب بحث األمور التي ت ّمت دراستها سابقاً ،دون أن نتجاهل الدور الكبير الذي تلعبه توصيات الدراسات
السابقة في اختيار الباحث إلحدى النقاط التي لم تدرس سابقاً ،لتتم دراستها في هذا البحث الذي يقوم بدراسته.
البحث العلمي.
وبعد كل ما طرحناه نتأكد من أهمية اإلطار النظري ومكوناته ،لذلك ال بدّ للباحث من أن يمنحه الجهد والعناية الكبيرين ،مع
من الممكن ان يحتوي اإلطار النظري على تلخيص الدراسات السابقة ،ومن الممكن ان يكون تلخيص الدراسات فصل منفصل
يلي اإلطار النظري ،وفي الحالتين يتم تلخيص الدراسات السابقة بنفس اآللية ،ويقصد بتلخيص الدراسات السابقة تجميع أهم
نتائج البحوث السابقة ومن ثم العمل مقارنتها تشابها واختالفا بالدراسة التي يتم إعدادها،
هي الوسيلة التي يجمع من خاللها الباحث البيانات من عينة البحث ،وهو يهدف من ذلك اإلجابة عن تساؤالت الدراسة ،وتتعدد
أدوات الدراسة الى (بطاقة مالحظة ،استبانة ،مقياس ،أو اختبار ليس مبني على جدول المواصفات وتحليل المحتوى) ،وقد
عبارة عن وسيلة للتأكد من سالمة أدوات الدراسة وإبداء التعديالت الالزمة على األداة من أجل الحصول على أفضل النتائج
هي عبارة عن مبادئ رئيسية توضح طريقة اإلنجاز الميداني للدراسة والتي من خاللها يتم جمع البيانات المطلوبة والتي تبنى
عليها إجراءات التحليل االحصائي والتي يستخلص منها نتائج الدراسة ،وقد يتبع الباحث في دراسته المنهج الوصفي أو المنهج
تأتي هذه المرحلة بعد جمع أدوات الدراسة ويعرف التحليل اإلحصائي بأنه تحويل البيانات التي ال يمكن االستفادة منها إلى نتائج
يقصد بها مقارنة نتائج الدراسة الحالية بنتائج الدراسات السابقة وتفسير االختالفات في النتائج وتعليل االتفاق بين نتائج الدراسة
الحالية ونتائج الدراسات السابقة ،مع التأكيد على أهمية تنويع المراجع والمناقشة وفقا ً لألصول األكاديمية.
بعد االنتهاء من مناقشة نتائج البحث بنتائج الدراسات السابقة ال بد للباحث من كتابة التوصيات التي َخلُص إليها من البحث،
ويمكن للباحث وضع توصيات للباحثين الالحقين في نفس المجال أيضا .
عند االنتهاء من كتابة الرسالة ال بد من فحص السرقة األدبية وذلك لمعرفة نسبة السرقة وتقليل هذه النسبة في حال كانت
بعد إتمام كتابة الرسالة ،ال بد من عرضها على خبير لغوي متخصص حتى يقوم بمراجعة الرسالة وتدقيقها لغويا وتصحيح
األخطاء اللغوية واإلمالئية ،ويجب ان يتم التدقيق سواء أكانت لغة الرسالة بالعربية او اإلنجليزية او غيرها من اللغات حتى
بعد إتمام كافة الخطوات السابقة يتبقى تنسيق الرسالة ،والتنسيق الجيد أمر هام لكل رسالة قيمة سواء أكانت الرسالة ماجستير أو
دكتوراه ،مع أهمية تنسيق الرسالة وفق دليل تنسيق رسائل الجامعة.
والنشر هي من المراحل التي يغفل عنها بعض الباحثون ،فبعد انجاز الرسالة يجب أن يتم نشرها حتى يستفيد منها مجتمع البحث
العلمي ويتم ذلك من خالل نشرها في مجلة علمية محكمة ،وهذا يتطلب إجراء بعض التعديالت على الرسالة وذلك حسب نظام